Professional Documents
Culture Documents
تطْزٌِزُ
الشيخ صالح بن عبد اهلل بن حمد العصيمي
حفظّ اهلل تعاىل
على
أصىل عظًٍح
يٍ قىاعد اإلسالو
القاعدة الثالثة :يف بقان أن اإليؿان ،ق إصؾ الذي دطت إلقف الرسؾ ،وبف يؼقل الرقل الحؼقؼل.
القاعدة الرابعة :يف بقان إمر بالؿعرو والـفل طـ الؿـؽر والتقاصل بالحؼ والصرب.
القاعدة الخامسة :يف بقان أن الديـ اإلسالمل ق الصالح الؿطؾؼ وطزز كؾ قاطدة بؿا يؽشاػ طـفاا
مـ إدلة ،مع تحؼقؼ الؿعـك الؿراد هبا معتـ ًقا بنبطال الؿؼقٓت الػاسدة التل راجت يف زماكاف ،كادطاوى
اإللحاد ،وتؼديؿ العؾقم الدكققية البا رة طؾك العؾقم الشرطقة الـّافعة ،كؾ ذلؽ يف ٍ
كسؼ بؾقغ وبقان فصاق
لؿ ُيشب بقطقرة مـطؼف وٓ طسر ألػاضف؛ إذ قد ُألقـ لف الخطاب يف البقان رحؿف اهلل إباكاة ضاا رة ،فؾاف ياد
صقل يف إيصال الؿعا بليسر الؿبا ،ولقس كؾ الـاس يتفقل لاف ذلاؽ ،فانن اإلباكاة طاـ الؿعـاك الؿاراد
بعبارة سفؾة ،يشؼ طؾك أكثر الؿتؽؾؿقـ يف العؾؿ و ق مـ الفبات التل يفبفا اهلل لؿـ يشاف مـ خؾؼف.
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 4
ال ّٰؾ ُفؿ صؾ طؾك محؿد وطؾك آلف وأصحابف ،ومـ تبعفؿ إلك يقم الديـ ،ذه ققاطد وأصقل طظقؿة
مـ ققاطد ديـ اإلسالم.
تقاصل الؿصـػقن طؾك استػتاح كتبفؿ بحؿد اهلل ۵بعد ذكر البسؿؾة حتك صار ذا أدبا مـ آداب
التللقػ؛ بلن يذكر حؿد اهلل ۵يف صدر الؽتاب بعد استػتاحف ببسؿ اهلل الرحؿـ الرحقؿ.
استئـاسا بؽقن الػاتحة ل أول الؿرسقم يف الؿصحػ ،وأول الػاتحة ق حؿد اهلل گ،
ً واستدل لف
وأبؾغ الحؿد ما حؿد اهلل گ بف كػسف ،فاختار الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن يجعؾ محؾ ما درج طؾقف
الؿصـػقن مـ ألػاظ الحؿد ،السقرة العظقؿة سقرة الػاتحة فلكزلفا يف مؼام الحؿد الؿذكقر طـد
الؿصـػقـ بعد البسؿؾة يف أوائؾ تآلقػفؿ فؽلن الؿصـػ سؿك ثؿ حؿد اهلل گ بذكر ذه الصقرة تامة
و ل سقرة الػاتحة ،وما ذكر آكػا مـ كقن أبؾغ الحؿد ق ما حؿد اهلل ۵بف كػسف ،ق خال مـ قال
مـ الشافعقة بلن أبؾغ الحؿد هلل (حؿدً ا يقايف مزيد كعؿائؽ )...إلك آخر ما ذكروه ،وٓبـ الؼقؿ رسالة
جؾقؾة رد فقفا ذا الؼقل وبقـ ما ورد مـ حؿد اهلل ۵يف الؽتاب والسـة و ل رسالة كافعة يـبغل أن
يطؾع طؾقفا صالب العؾؿ صبعت باسؿ «فتقا يف الحؿد» وصبعت أيضا باسؿ آخر.
انقاعدج األوىل
اندٌٍ كهّ يثينٌّ عهى عثادج اهلل وحدِ ،واالستعاَح تّ وحدِ
كؿا صرحت بف ذه السقرة الؽريؿة ،ويف الؼرآن الجؿع بقـ ذيـ إمريـ يف مقاضع متعددة؛ كؼقلف:
َ َ َ َ هۡ ِإَوَلِّ أُن ُ
ِيب [﴾٨٨قد] ،وققلف ﴿ :هر هب َِا عي ۡيم ح ََّٔك َِا ج َۡ ٱع ُت ۡدهُ َوحَ َٔ ه َّۡك َعيَ ۡيِّ ﴾[ قد ،]617:وققلفَ ﴿ :عيَ ۡيِّ حَ َٔ هَّكۡ ُ
َ ۡ
﴿ف
ِۚ
َ ۡ َۡ َ ََ
ِإَوَلم أُبِا ﴾[الؿؿتحـة ،]4:وغقر ذلؽ مـ أيات ،ويف إحاديث طـ الـبال ﷺ ماـ اذا شال ٌف كثقار؛
كؼقلف« :احرص على ما ينفعك واستعن باهلل»« ،إذا سيلت فاسيل اهلل ،وإذا استعنت فاستعن باهلل » ،وبتتؿاقؿ
تؽؿؾ أمقره الديـقة والدكققية ،فعبادة اهلل أن يؼقم العباد بتقحقاد اهلل وطبقديتاف
العبد لعبادة اهلل واستعاكتف بف ُ
الظا رة والباصـة ،الؿالقة والبدكقة ،والؿركبة مـفؿا ،الؿتعؾؼة بحؼقق اهلل تعالك ،والؿتعؾؼة بحؼقق خؾؼاف،
ومـ ذلؽ الؼقام بالؿصال الؽؾقة الـافعة لؾؿسؾؿقـ يف ديـفؿ ودكقا ؿ ،ويؽقن ذا الؼقام مصحق ًبا بثالثاة
5 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
أمقر:
ققة الجد وآجتفاد بحسب ما يستطقعف العبد.
وققة آطتؿاد طؾك اهلل يف تقسقر ذلؽ إمر الذي يحاولف العبد مع الثؼة التامة باهلل يف تقسقره.
وكؿال اإلخالص هلل بحقث ٓ يؽقن الحامؾ لف طؾاك ذلاؽ غارض خساقس ،وٓ قصاد مارافاة
الـاس وسؿعتفؿ ،وٓ طصقبة وصـقة أو ققمقة أو جـسقة؛ بؾ الحامؾ لف طؾ ذلاؽ إرادة رضاا اهلل،
وحصقل ثقابف ،ومـ ثقابف ما يرتتب طؾقف مـ الؿصال الـافعة.
وهبذا الؿعـك الؽؾل العظقؿ؛ يتض لـا أن الؼقام بجؿقع إسباب الـافعة ،والؼقام بؿا يتؿؿفاا ويؽؿؾفاا
ل مـ أطظؿ ما يدخؾ يف ذه الؼاطدة ،فنن الؼقام هبا طباادة هلل ووساقؾة إلاك طباادة اهلل ،فؽؿاا يادخؾ يف
طبادة اهلل ما أطان طؾقفا مـ السعل والؿشل والركقب إلك العبادات ،فقدخؾ فقفا اكتسااب إماقال ماـ
حؾفا لؾؼقام بالزكقات وواجب الـػؼات ،والؼقام إطؿال الـافعة التل ٓ تؼقم إٓ بإمقال.
ويدخؾ فقفا أيضا تعؾؿ الػـقن والصـاطات العصرية ،وآخرتاطاات التال فقفاا اساتعداد الؿساؾؿقـ
ٱٱَّ ُلْٔ ْ ه َ
ٱَّلل ٌَٱا
َ ه
لؿؼاومة أطدائفؿ ولؾساالمة ماـ شارور ؿ؛ وذلاؽ بحساب الؿساتطاع؛ قاال تعاالك ﴿ :ف
ُ ٱس َخ َط ۡع ُخ ًۡ﴾ [التغابـ ،]61:وقال تعالكَ ﴿ :وأَع ُِّدوْ ْ ل َ ًُٓ هٌا ۡ
ٱس َخ َط ۡع ُخً ٌَِّ ك هٔة﴾[إكػال.]13: ۡ
فؽؾ ما يستطقعف الؿسؾؿقن مـ إطداد الؼقة العؼؾقة والصـاطقة والسقاسقة والػـقن العسؽرية وما أشابف
الجفد يف مؼاومة إطاداف ماـ
ذلؽ؛ فنكف يدخؾ يف طبادة اهلل ويف ما يعقـ طؾقفا ،فنن الجفاد الذي ق بذل ُ
أجؾ العبادات ،فؿا ُيعقـ طؾقف فنكف مـف.
الخ ْؾؼ يف فعؾ إسباب الـافعاة؛ ٕهناؿ ُيبادون فقفاا
فبفذا يعؾؿ أن الؿسؾؿقـ بالؿعـك الحؼقؼل أكؿؾ َ
مؼدور ؿ ،مستعقـقـ باهلل يف حصقلفا ويف تؽؿقؾفا ،ويف ما ٓ يؼدرون طؾقاف مـفاا ،ويف إكجااح أطؿاالفؿ،
ٌ
كؿاال ،وٓ فققاف مرتؼاك؛ وحصقل مؼاصد ؿ .فؾقس بعد ذا الؽؿال الذي حث طؾقف الديـ اإلسالمل
حقث يؿقه الدطاة إلك اإللحاد أن الديـ اإلسالمل يثبط العامؾقـ ،ويضعػ كػقسفؿ ،و ذا مـ الؿؽاابرة
والتجري والؽذب الصراح بؿؽان ٓ يخػل طؾك مـ لف أدكك ُمسؽة مـ طؼؾ.
فنذا تبقـ أن الديـ اإلسالمل الصحق ويحث طؾك الؼقام بإسباب الـافعة ،ويبعاث الفؿاؿ والعازائؿ
بآستعاكة باهلل طؾقفا ،والثؼة بف يف تؽؿقؾفا وكجاحفا ،فؽؿ يف الؽتاب والسـّة مـ إمار بػعاؾ الخقارات،
وترك الؿـؽرات ،وإخذ بجؿقع إسباب الـافعات.
فاطؾؿ أن ا ـا صريؼقـ ذمقؿقـ مـحرفقـ يف إسباب ،يربأ الديـ مـفؿا كؾ الربافة:
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 6
ذا الؿذ ب الذي ق أبطؾ الؿذا ب الذي تـزه طـف القفقد والـصارى وكثقر ماـ الؿشاركقـ ،فضاال
طـ الديـ اإلسالمل ،قد اغرت بف بعض الؽتاب العصريقـ ،وأرادوا مـ ساػا تفؿ وجارافهتؿ العظقؿاة أن
َيـْسبقه إلك ديـ اإلسالم.
7 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
وديـ اإلسالم وسائر إديان بريئة مـ ذا الؼقل الخبقث ،ففق يف شؼ ،وأديان الرسؾ يف شؼ آخر.
الرسؾ والشرائع تثبت ربقبقة اهلل وأفعالف وقضائف وقدره ،واكؼقاد العاالؿ العؾاقي والساػؾل إلرادة اهلل
وقدرتف ،و مٓف يـؽرون ذلؽ.
والرسؾ والشرائع تثبت أن إسباب والؿس ّببات محؾ حؽؿة اهلل ،وأن اهلل قد جعؾفا طؾك كظام حؽقؿ،
دال طؾك كؿال حؽؿة اهلل ،واكتظام أمر الدكقا وأخرة ،وأكف ٓ يؿؽـ أحد أن يغقر ساــ اهلل ،وٓ يحقلفاا،
و ذا فنهنا تابعة لؿشقئة اهلل وإرادتف ٓ ،يستؼؾ سبب مـفا إٓ بنطاكتف ،وقد يؿـاع بعاض إساباب ،ويغقار
بعض إسباب؛ لقري طباده أكف ق الؿتصر الؿطؾؼ.
فؼد أوقع اهلل إخذات الخارقة بالؿؽذبقـ بالرسؾ ،وأكرم أكبقافه وأولقافه بالـجاة يف الادكقا وأخارة؛
فل ؾؽ ققم كقح بالطقفان ،وكجا كقح ومـ معف مـ الؿممـقـ ،وجعؾ الـاار باردا وساالما طؾاك إبارا قؿ،
وأططك مقسك مـ أيات كالحقة والعصا وف ْؾؼ البحر؛ ما فقف أكارب طاربة بلكاف متصار مطؾاؼ ،و جعاؾ
طقسك يربأ إكؿف وإبرص ويحقل الؿقتك بنذكف.
وأططك محؿد ﷺ مـ الؽرامات والخقارق الؽقكقة ما لؿ ِ
يعط أحدا ماـ الرساؾ ،فاكشاؼ لاف الؼؿار،
وسؾؿ طؾقف الشجر والحجر ،وكبع الؿاف مـ بقـ أصابعف ،واستؼك الخؾؼ الؽثقر مـ الؿاف الؼؾقاؾ ،وأشابع
الخؾؼ العظقؿ مـ الطعام القسقر ،وأبرأ اهلل بدطقاتف أماراض كثقارة ،وأكازل اهلل الغقاث بدطقتاف يف قضاايا
كصارا خارقاا لؾعاادة ،وكصار اهلل أمتاف يف ماقاصـ
ً كثقرة ،وطصؿف اهلل مـ الـاس ،وكصره يف مقاصـ كثقارة
كثقرة ،وأكرم اهلل الرسؾ وإولقاف يف أمقر خارقة لؾعادة.
و ذه إمقر كؾفا بؿا يـؽر ا أ ؾ ذا الؿذ ب الخبقث ،ف ُعؾؿ أكاف مـاا ٍ لبيؿاان بالرساؾ ماـ كاؾ
وجفّ ،
وأن مـ زطؿ أكف يبؼك مع صاحبف مـ اإليؿان شل ٌف ففق مغرور مؽابر.
وأما بطالكف طؼال وفطرة؛ فنن العؼالف كؾفؿ ُم ْطبؼقن طؾك اكؼقاد العالؿ العؾقي والساػؾل إلاك إرادة اهلل
وقدرتف ،ولؿ ُيـؽر ذلؽ أحدٌ إٓ مـ جحد اهلل ولؿ يثبت وجقده.
و مٓف قد ُطؾؿ أن طؼقلفؿ قد مرجت ،وأكؽروا إمقر الؿحسقسة التال ٓ يازال اهلل يريفاا طبااده يف
جؿقع إوقات.
ومـ فروع اذا الؿاذ ب ،اإلكؽاار بالن اهلل يـؼاذ الؿضاطريـ ،ويجقاب دطاقات الاداطقـ ،ويغقاث
الؾفػات ،ويؽشػ ال ُؽربات ،وإكؿا ل طـد ؿ إسباب تتػاطؾ وتتغالب ،فجحدوا ماا طؾاؿ بالضارورة
مـ شرائع إكبقاف ،وما أقرت بف الخؾقؼة واطرتفقا بف و ُفطاروا طؾقاف ،وباذلؽ حؽؿاقا ٕكػسافؿ بؿػارقاة
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 8
العؼؾ والديـ.
ومـ فروع ذلؽ إكؽار قصة آدم وإ باصف إلك إرض ،وخؾؼ اهلل إ ّياه ،وإيحائف إلقف ،وجؿقع ما تحتاقي
وإكؽار أكف أول اإلكسان ،وزطؿقا أن اإلكسان يف أول أمره مؽث مادة
ُ [طؾقف] قصتف مع زوجف ومع إبؾقس،
صقيؾة ٓ يتؽ ّؾؿ ،وٓ يعرب طـ ما يف ضؿقره ،ثؿ اكتؼؾ مـ ذلؽ الطقر البفقؿل إلاك صاقر اإلشاارات ،دون
التؽؾؿ بالؾغات ،ثؿ مؽث ما شافت الطبقعة ٓ-ما شاف اهلل! ،-فتطقر وصار يتؽؾؿ ،فجحادوا ماا جاافت
تخرصاف الؿعطؾاقن الؿؾحادون الاذيـ بـاقا كظريااهتؿ طؾاك
بف الرسؾ ،وكزلت باف الؽتاب ،واتبعاقا ماا ّ
تخرصات ٓ تـبـل طؾك العؾقم الؿعؼقلة وٓ العؾقم الؿحسقسة.
ّ
ومـ فروع ذا الؿذ ب الخبقث أن ذا العالؿ لؿ يزل وٓ يزال ،وأن اهلل ٓ يغقره وٓ يـؼؾ العبااد ماـ
ذه الدار إلك دار الجزاف ،فلكؽروا مؼصقد ما جافت بف الؽتب السؿاوية والرسؾ الؽرام ،وما دلت طؾقاف
إدلة العؼؾقة الصريحة ،التل ٓ تؼبؾ َر ْي ًبا وٓ إشؽآ؛ فنن الطبقعة خ ْؾ ٌؼ مـ خؾؼ اهلل ،ففاق الاذي خؾؼفاا
وصبعفا ودبر ا وسخر ا ،فتبا لؿـ جعؾفا ربف وإلف ،و ق يشا د مـ آيات اهلل يف أفاق و يف إكػس أكارب
رب العالؿقـّ ،
وأن جؿقع الؿقجقدات مـؼادة إلرادتف مصرفة بؼدرتف. إدلة والربا قـ طؾك ربقبقة ّ
فبفذا التػصقؾ يتض أن ذا الؼقل إخقر لقس مذ ًبا ٕحد مـ الؿعرتفقـ بإديان ،وإكؿا ق مالخقذ
طـ زكادقة الػالسػة الؼائؾقـ بؼدم العالؿ ،وأن اهلل ٓ يؼدر طؾك شالف ،وٓ يعؾاؿ شاقئا ماـ الجزئقاات،
يؼرون بشلف مـ الؽتب.
ومذ ب مٓف معرو ٌ أهنؿ ٓ يصدققن برسالة أحد مـ الرسؾ ،وٓ ّ
وأما الؿذ ب الذي حؽقـاه طـ الجربية فؿاع بطالكاف فل ؾاف أحساـ بؽثقار كثقار ماـ أولئاؽ؛ فانهنؿ
يـتسبقن إلك الديـ ،ويعظؿقن الرسقل؛ ولؽـ غؾقا يف الؼضاف والؼدر ،فسؾبقا العبد قدرتف ضاالٓ ماـفؿ
وجفال ،مع إيؿاهنؿ باهلل ومالئؽتف وكتبف ورسؾف والققم أخر ،والؼدر خقره وشره؛ لؽـفؿ ساؾطقا أطاداف
الرسؾ طؾك الؿسؾؿقـ حقث كسبقا مذ بفؿ لؾديـ والديـ بريف مـف ،فحؿاؾ طؾاقفؿ الػالساػة وساػفقا
رأيفؿ يف ذا ،وضـقا أهنؿ بذلؽ اكتصروا طؾك الديـ ،ولؽـ الاديـ الحؼقؼال يخطائ امٓف ويضاؾؾفؿ،
ويحث العباد طؾك الؼقام بإساباب الـافعاة يف الاديـ والادكقا ،ويحضافؿ طؾاك آشاتغال فقفاا وطؾاك
آستعاكة باهلل وبحقلف وققتف.
وكذلؽ الديـ الحؼقؼل والعؼؾ الصحق ،يخرب أن ضاالل امٓف الػالساػة الؿعطؾاقـ يف إساباب
أفظع مـ ضالل الجربية ،حقث جعؾقا إسباب مستؼؾة مـؼطعة طـ قضاف اهلل وقدره ،وأكؽاروا إصاقل
9 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أولك ذه الؼقاطد التل طد ا مـ إصقل العظام يف ديـ اإلساالم مبقـًاا
أن الديـ كؾف مبـل طؾك طبادة اهلل وحده وآستعاكة بف وحده؛ فنكف جامع بقـ إقباال العباد طؾاك رباف ۵
تللفا ،وبقـ استعاكتف بف گ طؾك إفعال التل يريد ا العبد.
بؼؾبف ً
وذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن ذا إصؾ جاف مبقـًا يف الؼرآن والسـة :فذكر أكف وقاع يف الؼارآن يف
ِإَوَلٱِّ أُن ُ
ِيٱب ٱج َ ۡ ٱٔ ه َّۡك َعيَ ۡيٱِّ ﴾[ اقد ،]617:وققلافَ ﴿ :عيَ ۡيٱِّ حَ َٔ هَّكۡ ُ َ ۡ
ٱع ُتٱ ۡدهُ َوحَ َ مقاضع متعددة فؼقلف تعالك﴿ :ف
ِۚ
ه هَ َ َۡ َ َ هَۡ َ َ
ِإَوَل َم أَُ ۡب َِا ﴾[الؿؿتحـة ،]4:فنن التقكؾ يف أي الثالث يشقر إلاك [﴾٨٨قد] ،وققلف﴿ :ربِا عييم ح ََّٔكِا ۡ
والباصـة؛ الؿالقة والبدكقة والؿركبة مـفؿا إلك أخر ما ذكر ،وسبؼ أن عبا ة اهلل ررعا ،هدي تيلده القلدب هلل،
وحقوقة هذا التيله اىجماع القلب على حب اهلل والخضوع له ،فنن العباادة تادور طؾاك اذيـ إصاؾقـ،
مملفا هلل معظؿا لف طابدا لف دون سقاه ،وإذا جعاؾ ذلاؽ
الحب والخضقع ،فنذا التئؿ الؼؾب طؾقفؿا ،كان ً
التللف الؼؾبل لغقره وقع الؿرف يف العبادة الشركقة.
ثؿ ذكر الؿصاـػ رحؿاف اهلل تعاالك أن ماـ جؿؾاة طباادة اهلل ۵الؼقاام بالؿصاال الؽؾقاة الـافعاة
لؾؿسؾؿقـ يف ديـفؿ ودكقا ؿ؛ ٕن مـ إصقل الؿؼررة أن الشرع جاف بتحصقؾ الؿصال وتؽثقر ا؛ ففاق
أصؾ أصقؾ يف الشرع ،وأحؽام إمر والـفل دائرة طؾقف ،فنذا ُوجد ما يحصؾ باف خقار ويؽثار كاان ذلاؽ
ملمقرا بف شرطا ،فالديـ متضؿـ إمر بالؿصال الؽؾقة التل يحصؾ هبا الـاس خقر الدكقا وأخرة.
ً
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن ذلؽ الؼقام يؽقن مصحق ًبا بثالثة أمقر.
أولفا( :ققة الجد وآجتفاد بحسب ما يستطقعف العبد) ،ويدل طؾقف ققلاف ﷺ يف حاديث أبال ريارة
أكػ« :احرص على ما ينفعك» فالحرص يدل طؾك صؾب الجد وآجتفاد يف إدراك إمقر؛ ٕن حؼقؼاة
الحريص أن يؽقن جادا مجتفدا يف تحصقؾ مطؾقبف.
وثاكقفا( :ققة آطتؿاد طؾك اهلل ،يف تقسقر ذلؽ إمر الذي يحاولف العبد) ،ويدل طؾقف إمر بآساتعاكة
باهلل ۵يف ققلف ﷺ «:واستعن باهلل» ،ويف ققلف إخر« :وإذا استعنت فاستعن باهلل».
وثالثفا( :كؿال اإلخالص هلل) ،بلن يجارد العباد ماـ قؾباف كاؾ إرادة ساقى صؾاب مرضااة اهلل گ،
وحقوقة اإلخالص ررعا تصفوة القلب من إرا ة غور اهلل ،فنذا ُصػل الؼؾب مـ إرادة غقر اهلل فؼد أتك العبد
باإلخالص ،ومـ تؾؽ التصػقة صرد إغراض الخسقسة ومرافاة الـاس وتسؿقعفؿ والعصابقات القصـقاة
والؼقمقة والجـسقة مـ الؼؾب ،فال يقجد فقف شلف مـ ذه الؿعا ؛ بؾ يؽقن الحاماؾ لؾعباد طؾاك ذلاؽ
إرادة رضا اهلل وحصقل ثقابف.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أكف (هبذا الؿعـك الؽؾل العظقؿ؛ يتض لـا أن الؼقام بجؿقع إساباب
الـافعة ،والؼقام بؿا يتؿؿفا ويؽؿؾفا ل مـ أطظاؿ ماا يادخؾ يف اذه الؼاطادة) ٕن العباادة كؿاا تتؼادم
يحصؾ بف تعظقؿ اهلل وإجاللف ،وماـ ذلاؽ الؼقاام بلحؽاام إمار الـفال
تتضؿـ تحصقؾ تللقف الؼؾب بؿا ُ
قائؿاا بعباادة اهلل
الؿتضؿـة لؿصال الداريـ ،فنذا قام العبد بإسباب الؿقصؾة إلك تؾؽ الؿصاال كاان ً
گ ،كؿا ذكر الؿصـػ أن (فنن الؼقام هبا طبادة هلل ووسقؾة إلك طباادة اهلل ،فؽؿاا يادخؾ يف طباادة اهلل ماا
أطان طؾقفا مـ السعل والؿشل والركقب إلك العبادات ،فقدخؾ فقفا اكتساب إمقال ماـ حؾفاا لؾؼقاام
00 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
بالزكقات وواجب الـػؼات ،والؼقام إطؿال الـافعة التل ٓ تؼقم إٓ بإمقال ،).فالغاياات الؿالمقر هباا
شر ًطا وسائؾفا تابعة لفا ،و ذا معـك ققل الػؼفاف :الوسائل لها أحكام المقاصد ،والصالة ملمقر هبا وماـ
ملمقرا بف ،وتحصاقؾ مصاال الخؾاؼ
ً وسائؾفا الؿشل إلقفا ٕدائفا يف مسجد جؿاطة فقؽقن الؿشل إلقفا
ملمقرا هبا شار ًطا( ،ويادخؾ فقفاا أيضاا
ً يف الدكقا وأخرة ملمقر بف شر ًطا ،فتؽقن القسائؾ الؿػضقة إلقفا
تعؾؿ الػـقن والصـاطات العصرية ،وآخرتاطات التل فقفا استعداد الؿساؾؿقـ لؿؼاوماة أطادائفؿ) فانن
ذلؽ مـ جؿؾة تحصقؾ الؿصال العظقؿة أو أسباب تقصؾ إلك تؾؽ الؿصال العظقؿة.
وأراد رحؿف اهلل تعالك بذلؽ بقان أن مؿا يؾزم الؿسؾؿقـ أن يتؼقوا بتعؾؿ ما استحدث مـ العؾقم التال
ملمقر بآساتغـاف طاـ
ٌ يحتاجقن إلقفا يف إقامة الدكقا ،فقؽقن تعؾؿفا بؼدر ما يػل بتؾؽ الحاجة ،فالؿسؾؿ
غقره؛ ٕن ققتف يف كػسف ،وماـ كؿاال ققتاف معرفتاف بؿاا يساتجد ماـ فـاقن وصاـاطات طصارية ،إٓ أن
آشتغال هبا يـبغل أن يؽقن بؼدر تؾؽ الحاجة ،فال يزيد طؾقفا؛ ٕن الؿسؾؿ لؿ يخؾؼ لؾدكقا ،وإكؿا خؾاؼ
لعبادة اهلل ،۵فنكؿا يتخذ مـ الدكقا بال ًغا وزا ًدا إلك أخرة ،و ذا معـك ما ذكره أبق العبااس اباـ تقؿقاة
حرم تعؾؿفاا؛ ٕن الؿؼصاقد
الحػقد يف الرد طؾك الؿـطؼققـ أن العؾقم الدكققية إذا زاحؿت العؾقم الديـقة ُ
مـ العؾقم الدكققية إكؿا ق سد الحاجة ،فنذا زاحؿت العؾاقم الديـقاة وكثارت صاارت زائادة طاـ قادر
الحاجة فؿـعت مـ أجؾ ذلؽ.
مـدرج يف ماا أمار اهلل ۵باف
ٌ ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن تعؾؿ الػـقن والصـاطات العصرية
ُ ْ َ َ
ٱخ َط ۡع ُخً ٌِّٱَ ك ه
ٱٔة﴾[إكػاال ]13:وأن ذلاؽ مر اقن بالؼادرة ٱس َ
مـ إطداد الؼقة يف ققلفَ ﴿ :وأع ُِّدوْ ل ُٓٱً هٌٱا ۡ
ُ ْ
وآستطاطة لف ،كؿا قال تعالك ﴿ :كْٔ ه َ
ٱس َخ َط ۡع ُخ ًۡ﴾ [التغابـ ]61:ففؿ ملمقرون بنطداد ما يساتطقعقكف
ٱَّلل ٌَا ۡ
مـ ققة طؼؾقة أو صـاطقة أو طسؽرية أو سقاسقة؛ فنهنا داخؾة يف جؿؾة مـ طبادة اهلل ۵لتعؾؼفا بتحصقؾ
ما تتققػ طؾقف مصال طظقؿة لؾؿممـقـ يف الدكقا وأخرة.
الخ ْؾاؼ يف
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أكف يعؾؿ مؿا سبؼ (أن الؿسؾؿقـ بالؿعـك الحؼقؼل أكؿاؾ َ
فعؾ إسباب الـافعة) فلجدر الخؾؼ بإخذ بإسباب الـافعة والحرص طؾقفا ؿ أ اؾ اإلساالم ،و اؿ
فقفا يف أطؾك محؾ ،وطؾؾ الؿصـػ ذلؽ بؼسؿة تؾؽ إسباب الـافعة إلك كقطقـ.
أحدهما :أسبا ىافعة مقدور علوها ،فؿا كان مـ ذا الجـس فنكف يبذلقكف فقف صاقتفؿ مساتعقـقـ بااهلل
۵يف تحصقؾف وتؽؿقؾف.
والثاين :أسبا ىافعة غور مقدور علوها ،ففؿ يستعقـقن باهلل ۵يف الحصقل طؾقفا والتؿؽـ مـفا.
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 02
و ذا ضا ر يف حقاة الـاس ،فنن الؿعار والعؾقم التل يـتػع هبا الخؾؼ مـف شلف لؾؿسؾؿقـ قدرة طؾقاف
ومعرفة بف ففؿ يبذلقن يف ذلؽ وسعفؿ مستعقـقن باهلل ،وفقف شلف لؿ يحصؾقه بعد ،مـ العؾقم العساؽرية
أو الطبقة أو الصـاطقة أو غقر ا ،فالبد أن يحرصقا طؾك آستعاكة باهلل ۵يف تحصقؾف.
ويف ذلؽ تـبقف إلك أن إدراك ذلؽ ٓ يؽقن بجقدة العؼقل وققهتا والحصقل طؾك الادرجات العالقاة يف
الؿعار الدكققية ،وإكؿا كؾ ذلؽ مققق ٌ طؾك تقفقاؼ اهلل ۵لؾعبااد بؼادر اساتعاكتفؿ باف ،فانذا قاقي
استعاكة الخؾؼ باهلل ۵يف تحصقؾ إسباب الـافعة مؽـفؿ اهلل ۵مـفا ،وإذا ض ُعػت اساتعاكتفؿ بااهلل
۵طؾقفا ض ُعػ الؼدر الذي يحصؾ لفؿ مـفا وربؿا ُحرمقا مـ ذلؽ.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أكف بعد ذلؽ ُيعؾؿ بطالن ما مقه دطاة اإللحاد بلن الديـ اإلساالمل
يثبط العامؾقـ ويضعػ كػقسفؿ ويؼعد ؿ طـ البحث العؾؿل وآخرتاع كؿا يؼال ،و ذا ق الذي أشاار
إلقف أرباب الشققطقة بؼقلفؿ :الديـ أفققن الشعقب أي مخدر ا ،الذي يضعػفا ويق ـ ققا اا ،ثاؿ تعؾاؼ
بف مـ تعؾؼ فروجقه يف أ ؾ اإلسالم وأن الديـ اإلسالمل يضعػ الـػقس و ُيعجز الخؾؼ طـ الؼقاام بؿاا
فقف مصالحفؿ ،حتك ُشفر طـد الخؾؼ أن ضعػ التحصقؾ والبالدة مؼرتن بالؿعار الديـقاة ،و اذا ماـ
الجفؾ العظقؿ ،فنن الؿعار الديـقة ل معار إكبقاف ،الذيـ ؿ أذكك الخؾؼ وأزكاا ؿ طـاد اهلل گ،
وإكؿا ما يقجد طـد الـاس مـ ذا إثر ق مـ صاقلة الباصاؾ يف زماـ اإللحااد والشاققطقة الاذي أضاؾ
بظاللف فتعؾؼ بف مـ تعؾؼ وأصاب الـااس مـاف صشااش ورشااش بؼال يف جؿؾاة ماـ الؼقاطاد وإفؽاار
الؿـتشرة التل ٓ يـتحؾفا مـ يؼقل إكف شققطل ،ولؽـفا صارت طـد الـاس ماـ الؿساؾؿات ،كؿاا ذكارت
آكػا بالـسبة العؾقم الشرطقة إلك البالدة وضعػ التحصقؾ ،وكسابة العؾاقم الدكققياة إلاك جاقدة الػفاقم
والعؼقل.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أكف إذا تبقـ ذلؽ طؾاؿ أن الاديـ اإلساالمل الصاحق يحاث طؾاك
الؼقام بإسباب الـافعة ،ويبعث الفؿؿ والعزائؿ بآستعاكة باهلل طؾقفا ،والثؼاة باف يف تؽؿقؾفاا وكجاحفاا،
ف َؽ ْؿ يف الؽتاب والسـة مـ إمر بػعؾ الخقرات وترك الؿـؽرات ،وإخذ بجؿقع إسباب الـافعة كؼقلاف
ََۡ ۡ َ ُ ْ ۡ َ
تعالك ﴿ :فٱستتِلْٔ ٱۡلير َٰ ِ ِۚ
ت ﴾[البؼرة ]641:وققلف ﷺ يف الحديث أكػ الذكر« :احرص على ما ينفعدك»
ففذا يدل أن الديـ اإلسالمل يحث الؿممـقـ طؾك الحرص الذي يـػعفؿ مـ أساباب الادكقا وٓ يؿاـعفؿ
مـفا ،وٓ يجعؾفؿ بؿـ ًلى طـفا.
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك أن ا ـا صريؼقـ ذمقؿقـ مـحرفقـ يف إسباب ،يربأ الديـ مـفؿا كؾ الربافة:
03 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
فالمذهب األول مذهب الجبرية ،و ؿ الذيـ يزطؿقن أن العبد مجبقر طؾك فعؾف؛ أي ٓ اختقار لف فقف،
وجفال ،رفع ًة وضاعة ،فنهناا كؾفاا
ً ففق ٓ يختار شقئا مـف ،وإكؿا جربه اهلل گ طؾقف إقدا ًما وإحجا ًما ،تعؾ ًؿا
بقد اهلل وحده طـد ؿ ٓ اختقار لؾعبد فقفا.
وطؼال؛ فبطالكف شر ًطا مـ جفة أن (الؽتاب والساـة
ً ثؿ بقـ رحؿف اهلل تعالك بطالن ذا الؿذ ب شر ًطا
واختقاارآ ،
ً مؿؾقفان مـ ذكر إضافة إطؿال لؾعامؾقـ خقر ا وشر ا ،وأهنؿ ؿ الذيـ يػعؾقهناا صق ًطاا
اك َن ۡع ُت ُد ِإَويه َ
اك قصرا واضطرارا)؛ ويدل طؾك ذلؽ أية أكػة التل ل سر الػاتحة؛ و ل ققلف تعالك ﴿ :إيه َ
ِ ً ً
ني [﴾٥الػاتحة] ،فنن الػعؾ فقفا أضقػ إلك العباد طؾك إرادة كقهنؿ مختاريـ لذلؽ ،مريديـ لف. ن َ ۡس َخعِ ُ
ثؿ بقـ رحؿف اهلل تعالك بطالن ذا الؼقل طؼال؛ فؼال( :فألكف مـ الؿعؾقم بالضرورة أن أفعاال العبااد؛
بؾ والحققاكات تؼع باختقار ؿ وإرادهتؿ ،إن شافوا أرادوا وفعؾقا ،وإن أرادوا تركقا) ،ووجف ذا الادلقؾ
ق ما يقجد بالضرورة يف الـػقس ،فال تستطقع الـػقس أن تدفعف ،و ذا معـك قاقلفؿ :معلدوم بالضدرورة
أي تضطر النفوس إلى العلم به والقطو ،ون قدرة علدى فعده ،فانن الخؾاؼ ماممـفؿ وكاافر ؿ ،جاـفؿ
وإكسفؿ يعؾؿقن أكف إن شاف فعؾقا وإن شافوا تركقا وإن شافوا أقبؾاقا وإن شاافوا أدباروا ،وٓ يادفع اذا
مجبقر طؾك فعؾف ،ق مؽابر مدافع وجدان ذه الضرورة التال
ٌ الضرورة إٓ مؽابر ،فالذي يزطؿ أن العبد
يـضؿ طؾقفا جـباه.
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك أن الؿذ ب الثا يف ذلؽ و ق (أطظؿ بطالكًا وأشد فسا ًدا مذ ب الطباائعققـ
يف إسباب) ،أي الذيـ يجعؾقن إسباب جارية طؾك مؼتضك الطبقعة وكظام الؽقن ،فعـد ؿ أن إفعاال
التل يتحؼؼ هبا الخؾؼ كقػ ما كاكت مقكؾة إلك الطبقعاة ،والـظاام الؽاق ؛ فالطبقعاة ال التال تجاري
الخؾؼ بؼقاكقـ وكقامقس لفا ،وأ ؾ ذا الؿذ ب كؿا قال الؿصـػ( :معروفاقن باالخروج طاـ دياكاات
الرسؾٕ ،ن ذا الؼقل مبـل طؾك كػل اإليؿان باهلل وكػل ربقبقتف) ،ففاؿ يجعؾاقن الطبقعاة بؿـزلاة الارب
ففل التل تػعؾ وتخؾؼ وتحدث وتـشال لؿاا لفاا ماـ قاقاكقـ وكاقامقس ،و امٓف الؿؾحادون كؿاا قاال
ً
أفعآ وٓ يثبتقن) لؾػاطؾ جزا ًف ففؿ يـػاقن ثاقاب الطاطاة طاـ الطاائع وثاقاب الؿصـػ ٓ( ،يثبتقن هلل
الؿعصقة طـ العاصل.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن ( ذا الؿذ ب الذي ق أبطؾ الؿذا ب الاذي تـازه طـاف القفاقد
فضال طـ الديـ اإلسالمل قاد اغارت باف بعاض الؽتااب العصاريقـ) أي
والـصارى وكثقر مـ الؿشركقـ ً
الؿـسقبقـ إلك الديـ اإلسالمل( ،وأرادوا مـ سػا تفؿ وجرافهتؿ العظقؿة أن يـسبقه إلك ديـ اإلساالم)،
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 04
ولؿ يـسبقه إلك ديـ اإلسالم بالؼقل بلن الطبقعة ل الخالؼة؛ ٕن ذلؽ مؿا يـايف ديـ اإلسالم قط ًعاا ،وٓ
يروج طؾك الؿسؾؿقـ مثؾ ذلؽ الؼقل؛ ولؽـفؿ كسبقه إلك ديـ اإلساالم بطرائاؼ ماـ أطظؿفاا تعظاقؿفؿ
لؾؽقكقات ،واكبفار ؿ بالعؾقم الؿتعؾؼة هبا ،فراج يف كتاباهتؿ اإلشادة بالعؾقم الؽقكقة وتعظقؿفا ،وتعظاقؿ
أ ؾفا ومدح الؽػار وأحقالفؿ بؿا حصؾقا مـ ذه العؾقم الؽقكقة ،و ذا مـ جـس آغرتار بلحقال أ اؾ
الؽػر ،و ق الذي طـاه الؿصـػ مؿـ كتب يف ذلؽ فعظؿ العؾقم الؽقكقة وطظؿ أ ؾفاا ،ثاؿ كساب ذلاؽ
إلك اإلسالم وجعؾ ديـ اإلسالم معظؿا لؾعؾقم الؽقكقة ،فتجد كثقر ماـ امٓف الؽتااب يـساب أياات
وإحاديث القاردة يف العؾؿ إلك فضؾ العؾقم الدكققية كعؾقم الػؾؽ أو طؾقم الػقزيااف أو طؾاقم الؽقؿقااف
وغقر ا ،ولقست ذه أيات فقفا قط ًعا؛ ٕن العؾؿ الؿؿادوح يف الؼارآن والساـة إكؿاا اق طؾاؿ الؽتااب
طؾؿ حاجة يؿدح بؼدر آكتػاع بف والحاجة إلقاف،
والسـة ،وأما العؾؿ الخارج طـ الؽتاب والسـة فنكؿا ق ُ
يحصؾ هبا خقر ،فتؽقن ملخقذ ًة بطريؼ آحتقاج.
ففق مـ ضؿـ إسباب الـافعة التل ُ
ومؿا روج ذا طـد الؿسؾؿقـ ما صار يساؿك باإلطجااز ِ
العؾؿال الاذي يجعؾقكاف متعؾ ًؼاا بالـظرياات ّ
وإحقال الؿعرفقة التل خصقا العؾؿ هبا ،وتسؿقة ذا الـقع باإلطجاز العؾؿال باصؾاة شار ًطا ولغاة ،فانن
لػظ اإلطجاز طؾقف إيرادات ،ثؿ إن اإلطجاز العؾؿل يف الؼرآن والسـة لقس مؼتصرا طؾك الػؾاؽ والػقزيااف
والؽقؿقاف والجققلقجقا وأشبا فا؛ بؾ أطظؿ اإلطجاز العؾؿل ق طؾؿ إمر والـفل ،فاإمر والـفال اق
مـ أطظؿ اإلطجاز العؾؿل ،واطترب ذلؽ يف حال الؿرأة يف الؿقراث؛ إذ تارة ترث الؿرأة أكثر مـ الرجاؾ،
وتارة ترث الؿرأة [أقؾ] مـ الرجؾ ويالحظ الشرع مقاقع الؿرأة يف الؿقراث قؾة وكثرة ،و ذا ماـ أطظاؿ
أصال ،وإكؿا ذا الذي يساؿك باإلطجااز العؾؿال
إطجازا طؾؿ ًقا ً
ً اإلطجاز العؾؿل و ق الحؼقؼ بلن يؽقن
ق مـ جؿؾة اإلطجاز الخربي أي مـ جؿؾة خرب اهلل گ طـ أشقاف طـ ما يف لػظ اإلطجاز ماـ اإلشاؽال
فنكف مـ مصطؾحات الؿعتزلة التل دبت يف كالم الؿتؽؾؿقـ يف اذه الؿساائؾ حتاك راجات ،ويف بقاكاف يف
محؾ آخر.
والؿؼصقد ـا اإلشارة إلك أن ما طـاه الؿصـػ ،بؼقلف( :قد اغرت بف بعض الؽتااب العصاريقـ وأرادوا
مـ سػا تفؿ وجرافهتؿ العظقؿة أن َيـْسبقه إلك ديـ اإلسالم) ق بتعظقؿ العؾقم الؽقكقة وآكبفار هبا.
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك أن (ديـ اإلسالم وسائر إديان بريئة مـ ذا الؼقل الخبقث) و ق الؼقل بالن
الطبقعة ل التل تتػاطؾ وتحدث إشقاف؛ بؾ ديـ الرسؾ يف شؼ لتضؿـف إثبات ربقبقة اهلل وقادره ،ودياـ
مٓف ومذ بفؿ يف شؼ آخر.
05 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك مؿا يدل طؾك بطالن ذا الؼقل شار ًطا جرياان الخاقارق الؿخالػاة
لؾـقامقس الؽقكقة وإحقال الطبقعقة و ق ما أجراه اهلل گ طؾك أيدي رسؾف ،كن الك ققم كقح بالطقفاان
وإكجائف وحده وجعؾ الـار الؿقصقفة باإلحراق بر ًدا وسال ًما طؾك إبرا قؿ ،وما وقع لؿقساك ﷺ يف أمار
الحقة والعصا وفؾؼ البحر ،وما وقع لـبقـا ﷺ مـ اكشؼاق الؼؿر وسالم الشجر والحجار وكباع الؿااف ماـ
مخالػ لؾـقامقس الؽقكقة وإحقل الطبقعقة ،وٓ يؾتائؿ طؾاك طؾاقم
ٌ بقـ أصابعف ،فجريان ذه الخقارق
ذلؽ ،فجريان ذه الققائع طؾك خال ما يعرفف مٓف مـ كقامقس الؽقن؛ دال طؾك إبطال كاقن الطبقعاة
مستؼؾة بـػسفا ،محدثة ٕحقالفا وتصاريػفا ،وإكؿا الؿحدث ق اهلل سبحاكف وتعالك.
طؼاال بعاد بقاان بطالكاف شار ًطا ،فؼاال( :وأماا
ً ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك بطالن ذا الؿذ ب
بطالكف طؼال وفطرة؛ فنن العؼالف كؾفؿ ُم ْطبؼقن طؾك اكؼقاد العالؿ العؾقي والسػؾل إلك إرادة اهلل وقدرتاف،
طؼال فاقق ماا ذكاره
ولؿ ُيـؽر ذلؽ أحدٌ إٓ مـ جحد اهلل ولؿ يثبت وجقده ،).ومؿا يؼقي الؼقل ببطالكف ً
الؿصـػ ،تخؾػ ذه الـقامقس الؽقكقة طـد ؿ يف بعاض إحاقال ،تخؾاػ؛ أي تالخر اذه الـاقامقس
الؽقكقة طـد ؿ يف بعض إحقال ،فنهنؿ ربؿا تقاصئقا طؾك جعؾ شق ًئا خاض ًعا لؼاكقن مـ قاقاكقـ الطبقعاة
كؿا يؼقلقن ،ثؿ بعد ذلؽ يؼع إمر طؾك خالفف ،وأبقـ شلف يف ذلؽ ما تصدح باف تؼاارير فئاام كثقار ماـ
إصباف يف حالة صبقة ما؛ بلكف ٓ يؿؽـ مداواة الؿريض ،أو شػاؤه لجريان العادة طـد ؿ يف ماا طرفاقه ماـ
أحقال الطبقعة بلكف يػلف إلك حال الؿقت ،ثؿ ُيجري اهلل گ بؼدره وقضافه ما يؽقن مقج ًبا لتخؾػ تؾاؽ
الـقامقس والؼقاكقـ التل تعارفقا طؾقفا ،مؿا يدل مع حدوث ذا التلخر والتخؾػ لتؾؽ الـقامقس العؼاؾ
طؾك أن ذه الؼقاكقـ الطبقعقة لقست مستؼؾة بـػسفا ،وإكؿا ل خاضعة إلرادة قادر ق اهلل گ.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أشاقاف باصؾاة ماـ فاروع اذا الؿاذ ب؛ كاا(اإلكؽار بالن اهلل يـؼاذ
أيضا (ذلؽ إكؽار قصة آدم وإ باصف إلك إرض ،وخؾاؼ اهلل
الؿضطريـ ،ويجقب دطقات الداطقـ) ،ومـف ً
ً
أققآ إ ّياه ،وإيحائف إلقف ،وجؿقع) جرى بقـف وبقـ زوجف وبقـف وبقـ إبؾقس وأهنؿ يذكرون يف كشلة اإلكسان
ً
محقٓ مـ صاقر البفقؿقاة إلاك صاقر اإلكسااكقة كؿاا يف ٓ ترجع إلك ما جافت بف إكبقاف ،ففؿ يجعؾقهنؿ
بعض الـظريات الؿعروفة التل ُترجع كشلتف إلك كقكف قر ًدا يف إصؾ ،فؽؾ ذلؽ مـ فروع اذا الؿاذ ب
الخبقث.
( ومـ فروع ذا الؿذ ب الخبقث) كؿا ذكر الؿصـػ زطؿفؿ (أن ذا العالؿ لاؿ يازل وٓ يازال) أي
أكف ٓ يػـك؛ بؾ ق سرمدي باق ،و ذا معـك ققلفؿ الؿادة ٓ تػـك ،واهلل گ ُيػـل ما شاف مـ خؾؼف بؼادره
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 06
مؿا ق معرو بدٓئؾف يف الؼرآن والسـة ،ومقجب ذا لفؿ أهنؿ ألفقا الطبقعة ،واقتضااف تللقففاا جعؾفاا
سرمدية ٓ تـتفل.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أكف يتض مؿا ذكر طـ ذا الؼقل الباصؾ و ق ققل الطباائعققـ ،أكاف
لقس مذ ب ٕحد مـ الؿعرتفقـ بإديان ،سقاف مـ أ ؾ اإلسالم أو مـ القفقد أو ماـ الـصاارى ،وإكؿاا
ق ملخقذ طـ زكادقة الػالسػة الؼائؾقـ ِبؼدَ م العالؿ ،وأكف لقس حاد ًثا ،وأن اهلل ٓ يؼدر طؾك شلف وأكاف ٓ
يعؾؿ شق ًئا مـ الجزئقات و مٓف كػرة بـص الؽتاب والسـة.
و ذا الؿذ ب الػؾسػل الؼديؿ ،طـد إوائؾ ثؿ طـد الػالسػة اإلسالمققـ كابـ سقـا وغقره ووصاػفؿ
روج لاف
باإلسالمققـ معـاه أهنؿ كشموا يف التاريخ اإلسالمل تطقر إلك أن وجاد يف صاقرتف الحديثاة بؿاا ّ
الشققطققن والؿؾحدون والؿاديقن يف الؼرن السابؼ ،وإكؿا ق ملخقذ طـ الؿذا ب الرديئة لألوائؾ.
ومن القواعد النافعة يف معرفة األقوال واألحوال أن تعؾؿ أن لؽؾ ققم وارث؛ فنكاف قاؾ أن تجاد قاقٓ
باصؾ يحدث يف الـاس إٓ و ق كاشئ مـ ققل باصؾ قديؿ كان فقفؿ ،فؽؿا أن إكسااب تاقرث فؽاذلؽ
إققال تقرث ،وربؿا ض ُعػت يف زمـ وققيت يف زمـ أخر.
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك الػر ق بقـ الجربية والطبقعقة؛ فباقـ أن الجربياة يـتسابقن إلاك الاديـ ،وأماا
الطبقعقة فنهنؿ ُيـؽرون الديـ ويتربؤون مـف.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن الديـ جاف بالرد طؾاك امٓف و امٓف؛ ففاق يخطائفؿ جؿق ًعاا،
ويحث العباد طؾك الؼقاام بإساباب الـافعاة يف الاديـ والادكقا ،ويحضافؿ طؾاك آجتفااد فقفاا وطؾاك
آستعاكة باهلل وبحقلف وققتف طز وجؾ.
07 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
انقاعدج انثاٍَح اندٌٍِّ احلق ْى يا جاء تّ انزسىل ﷺ يٍ كتاب اهلل وسُح رسىنّ
ُ
وَٱو ٌَٱا ٓ أ ِ َ ۡ ُ
و ذا إصؾ الؽبقر الذي صرح بف الؽتاب والسـة يف مقاضع كثقرة؛ مثاؾ ققلاف تعاالك﴿ :ٱح
ٓ َ ۡ َ ٓ َ ()1 ُ ْ ه ُ ْ َ ٓ ُ َ َۡ ُ ّ ه ّ ُ ۡ َ َه َۡ َ َ ۡ َ
ٱً َوَل حتت ِ ُعٱْٔ ٌِٱَ ووُ ِٱِّأ أو َِلٱاء ﴾ ُزل إَِلؾً ٌِٱَ ربِؾ ِ أ اٌ ْٔع ِ تٱح ﴿ و ، ] 44 [العـؽبقت: ﴾بِ َٰ ِت إَِلم ٌَِ ٱىه
ه ۡ َٓ ُ ِ َ َ َ َ َ ٓ َ َ َٰ ُ ُ ه ُ ُ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ َٰ ُ ۡ َ ۡ ُ َ َ ْ
وَ إ ِ َۡلم ٌِٱَ ٱُخ ُٓ ْْۚٔ ﴾[الحشر ﴿ ،]3:ٱحتِع ٌا أ [إطرا ﴿ ،]7:وٌا ءْحىؾً ٱلرسٔل فخذوه وٌا نٓىؾً عِّ ف
ٱو َو ََل ۡ َ ۡضٱ َ َٰ َ ١٢٣و ٌَ ۡ َ َ ه َ َ ُ َ َ َ َ َ ُّ َ ه ّ َ َ ٓ َ َٰ َ ه ُ َ َ َ ۡ ۡ َ ۡ ُ ۡ
ٱَ ظۡشك ِني [﴾١٠٦إكعام﴿ ،]631:ػٍ َِ ٱَّتع ْٱدْي فٱ ي ِ ربِم ِۖ َل إِلّ إَِل ْٔ ِۖ وأع ِرض ع َِ ٱلٍ ِ
ّ ۡ َ ُ ََ ۡ َ ه هُ ََ ُۡ ۡ َ ۡ ََ َ َ ه َُ َ َ َ ۡ َ َۡ َ َ
س ِٓ ًۡ ِ ُف أ َِ ٌ َٔل ُ
س َ
ر ً ۡ ٓ
ِ ِي ػ د ع ب ذ ِ إ ِني ِ ِ
ٌ ؤ ٍ ٱل لَع ٱَّلل َ ٌ د ل ى ﴿ ،] 614 ﴾[صف: ِك ط ثيض ع
ِ ٌ ۥ َل ن إف
ِ ِ ي ر ِن ذ َ ع أعرض
ٱل ِۡه ٍَ َث ِإَون ََكُُْٔ ْ ٌَِ َؼ ۡت ُو ىَِف َط َل َٰو ُّ ََُّ ۡ ََُُُّ ُ ۡ َ َ َ ۡ َ ُۡ ْ ََ
ني [﴾١٦٤آل طؿاران]﴿ ، ِ ٍ تٌ ِ َيخئْ عي ۡي ِٓ ًۡ َءْيَٰخِِّأ ويزك ِي ًِٓ ويعي ًٍِٓ ٱىهِتَٰب و
َ ه ََ ۡ َ ۡ َ ُ َ ََ ۡ َ ۡ َ ُ َ ه كُ ۡو َص َد َق ه ُ
ٱَّلل ﴾[آل طؿران ﴿ ،]64:وٌَ أصدق ٌَِ ٱَّللِ حٱدِي ا [﴾٨٧الـسااف]﴿ ،وٌٱَ أصٱدق ٌِٱَ ٱَّللِ ؼِٱي
دلت دٓٓت صريحة أكف يتعقـ طؾك الخؾؼ اتباع ما أكزل اهلل طؾاك رساقلف ماـ الؽتااب والحؽؿاة ،وأن
الفدى والػالح والسعادة والـجاة يف الدكقا وأخرة يف اتباع ذلاؽ ،وأن يف ضاد ذلاؽ الضاالل والفاالك
والشؼاف يف الدكقا وأخرة ،وأن الصراط الؿستؼقؿ الذي مـ ساؾؽف يف طؼائاده وأققالاف وأفعالاف وشاموكف
الديـقة والدكققية ق سبقؾ اهلل الذي شارطف طؾاك لساان رساقلف محؿاد ﷺ ،ماـ اإلخباارات وإوامار
ــــــــــــــــــــــــــــ
َ ٓ ُ َ َه ْ ُ َ ه ُ ْٓ َ ۡ َ َ َ ٓ ُ َ َ ُ
ُزل إ ِ َۡلؾً ٌَِّ هر ّبِؾً ﴾[الز َمرَ ﴿ ،]44:وَل حتت ِ ُعْٔ ٌَِ ووُِِّأٓ أ ۡو َِلَا َء﴾ [إطرا ]7:
( )1يف الؿخطقط ﴿ :وٱحتِعْٔ أحسَ ٌا أ ِ
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 08
والـقا ل ،وأن وضقػة الؿؽؾػقـ أن يصدققا كؾ ما أخرب اهلل باف ورساقلف ويطقعاقا اهلل ورساقلف يف امتثاال
إمر واجتـاب الـفل ،وأن السعادة والـجاة يف ذا التصديؼ و ذه الطاطة ،والشؼاف والعاذاب يف تؽاذيب
إخبار والتقلل طـ إمر والـفل ،وأن مـ آمـ وطؿؾ صالحا ،وسؾؽ صريؼ الرسقل ففق ماـ أولقااف اهلل
وحزبف ،ومـ لؿ يممـ باهلل ورسقلف ويعؿؾ صالحا ففاق ماـ أطدائاف وحرباف ،وأكاف يتعاقـ ساؾقك صرياؼ
الؿـقبقـ إلك اهلل يف ضا ر ؿ وباصـفؿ ٓ ،صرياؼ الغاافؾقـ وٓ الؿعرضاقـ ،والؿعارضاقـ الصااديـ طاـ
سبقؾ اهلل.
ففذه الـصقص وكحق ا صريحة أكف يجب أن يؽقن إصؾ الذي إلقاف مرجاع الؿؽؾػاقـ كتااب رهباؿ
وسـة كبقفؿ ،وأن جؿقع الؿؼآت وإحقال وإطؿال والعؾقم تقزن هبذا إصؾ ،فؿا وافؼف ففاق الحاؼ
والصدق والصقاب ،وما خالػف وكاقضف ففق الضالل والشؼاف ،وأن ماـ جعاؾ كاالم أطاداف الرساؾ اق
إصؾ ،وغقره ما وافؼف قبِ َؾف وما خالػف رفضف؛ ق محاد لرسؾ اهلل ،مـابذ لديـ اهلل ،وأن يف مؼدماة امٓف
الؿؾحديـ مـ دطقا إلك رفض كؾ قديؿ ،وجعؾقه سؾؿا لفؿ وصريؼا لرفض الديـ وطؾقمف وأطؿالاف ،وأن
ذه دطاية إلحادية ،الؼصد مـفا الدطاية إلك كبذ الديـ ،واطتـاق صريؼ الؿؾحديـ.
وأن أ ؾ العؼقل الصحقحة وإلباب السؾقؿة ،ؿ الذيـ يدطقن إلك رفض الشارور والػسااد وأكاقاع
الظؾؿ ،وإلك الحث طؾك الخقر والصالح واإلصالح.
ففذا ق إصؾ الذي يقافؼ طؾقف جؿقع العؼالف -أ ؾ إديان وغقر ؿ ،-وحقث كان ذا ق الؿقازان
الذي ٓ يؿؽـ كؾ أحد إٓ آطرتا بف حتك الؿـصػقـ مـ إجاكب.
ُ
وحقث طرض طؾاك فعؾقـا وطؾك الخؾؼ كؾفؿ أن َيعرضقا الؼديؿ والحديث طؾك ذا إصؾ الجؾقؾ،
ذا إصؾ الؼديؿ والحديث وجد ما ّ
دل طؾقف الؽتاب والسـة اق الخقار و اق الفادى والساعادة؛ ٕكاف
ُ َ ه َ ُ ٔن إ ََل ۡ َ ََۡ ُ ّ ُ ۡ ُه َ ۡ ُ َ
ٱيع أ ۡجٱ َر ظٱۡي﴾[آل طؿاران ﴿ ،]634:إُِٱا َل ُ ِِ
ٱۡل ۡ
ِ يدطق إلك الخقر؛ قال تعالك﴿ :وَلؾَ ٌِِؾً أٌث يٱدع
َ ۡ ُ ُ ه ۡ ني [﴾١٧٠إطرا ] ﴿ )1(،إ هن هٱَّل َ َ ُ ْ َ ُ ْ ه َ ٱل ۡ ٍُ ۡصيِح َ
ٱإ ۡصٱل َٰ َ ٌَٱا
ج ﴾[البؼارة ﴿ ،]133:إِن أرِيٱد إَِل ِ ِيَ َءٌِْْٔ َوع ٍِئْ ٱىصَٰي ِحَٰ ِ ِ ِ
ۡ َ هُ َ ُ َ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ ۡ َ ٓ َ ۡ ُ َ َ ۡ ۡ
ٱَّلل َل َيِ ُّب ٱى َف َس َاو [﴾٢٠٥البؼارة]،غ ﴾[الـحؾ﴿ ،]63:و َه ع َِ ٱىفحضا ِء وٱلٍِه ِر وٱۡلَ ِ ِۚ ج ﴾[ قد﴿ ،]11:ويِ ۡ ََ ۡ ُ
ٱسخطع ْۚ
َ َ ۡ ۡ ﴿إ هن ه َ َ ۡ
ِيَ [﴾٨١يقكس] ،فؿا ثؿ صالح وخقر وكػع ديـ ودكققي إٓ والؽتاب والسـة ٱَّلل َل يُصي ِ ُ ع ٍَو ٱل ٍُف ِ
سد َ
ِ
قد ّ
حث طؾقف ورغب فقف وبقـ الطريؼ الؿقصؾة إلقف حتك الػـقن وآخرتاطات والصـاطات الحادثة التال
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1يف الؿخطقط :وإن اهلل يحب الؿصؾحقـ.
09 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
فقفا كػع لؾعباد وتؼقفؿ مـ الشرور والػساد ،وما مـ شر وضرر وفساد إٓ وقد هنك الديـ اإلسالمل طـاف،
سقاف كان ذلؽ متؼد ًما أو متلخرا.
وأما تعـت الؿؾحديـ الؿاديقـ بقجقب رفض الؼديؿ مطؾ ًؼا ،واطتـاق الجدياد مطؾؼاا ،ففاذا أصاؾ ٓ
يؿؽـ أن يقافؼ طؾقف أحدٌ مـ العؼالفٕ ،ن الؼاديؿ مـاف صقاب وخبقاث ،والجدياد مـاف صقاب وخبقاث،
فالطقب يجب َقبقلف مطؾؼا ،والخبقث يجب رفضف مطؾؼا ،والطقب الذي يف الحديث إكؿا استػقد مؿاا دل
طؾقف الؼديؿ مـ طؾقم وأخالق وأطؿال ،فلصؾ الخقر ومـبعف ما جافت بف الرسؾ وكزلت بف الؽتب.
ويؼال ٕ ؾ ذه الدطاية الخبقثة :ذه دطاية ٓ يؿؽـ أن يقافاؼ طؾقفاا أحاد ،حتاك أكاتؿ ٓ تقافؼاقن
طؾقفا! فنكؽؿ تؼبؾقن ما كؼؾتؿ طـ أئؿتؽؿ ،وتحثقن طؾك ذلؽ سقاف كاكقا ماـ الؼادماف أو ماـ ِ
أخاريـ،
ٌ
فلصؾ ٓ يقافؼ طؾقف أحد مـ الخؾؼ يجب أن كرفضف ،وأن كرجع إلك إصقل الديـقة وإصقل العؼؾقة.
أما إصقل الديـقة؛ فؼد أريـاكؿ بعض ما دل طؾقف أشر الؽتب ،و ق الؼارآن بقجاقب اتبااع كتااب
اهلل وما دل طؾقف ما جاف طـ رسقل اهلل ،وأكف الخقر والحؼ والفدى ،وما سقاه شار وضاالل وشاؼاف ،وأماا
()1
إصقل العؼؾقة ،ففؾؿ فؾـتحاكؿ إلك ذه إصقل التل ٓ يؿؽـ طاقؾ أن يؼدح هباا ،وماـ قادح فقفاا
ففق مؽابر:
كتحاكؿ إلك الطقب والخبقث؛ فؽؾ صقب ماـ العؼائاد و إخاالق وإطؿاال والؿؼاصاد والقساائؾ
فعؾقـا أن كؼبؾف ،وكؾ خبقث مـ ذلؽ فعؾقـا أن كرفضف و ؾؿ فؾـتحاكؿ إلاك الخقار والصاالح واإلصاالح
وإلك الشر والػساد فؽؾ خقر وصالح وإصالح فعؾقـا أن كؼبؾف ،وكؾ شر وفساد فعؾقـا أن كرتكف.
ؾؿ فؾـتحؽؿ إلك ما يرقل الخؾؼ ويعؾاقفؿ يف دياـفؿ ودكقاا ؿ ،وإلاك ماا يـازلفؿ ويحؾاؾ أخالقفاؿ
وآداهبؿ يف ديـفؿ ودكقا ؿ ،فـؼبؾ إول وكرفض الثا .
ؾؿ فؾـتحاكؿ إلك ما فقف كػع ديـل ودكققي؛ كػع حؼقؼل فـؼبؾف ،وما فقف ضرر ديـل ودكققي فـرفضف.
آثاره جؾقؾة وطقاقبف حؿقدة يف الدكقا وأخرة فـؼبؾف و ُكؼبؾ طؾقف ،وإلاك ماا آثااره
ؾؿ فؾـتحاكؿ إلك ما ُ
ذمقؿة وطقاقبة وخقؿة فـدطف وكرفضف.
ؾؿ فؾـتحاكؿ إلك العدل وأداف الحؼقق -يف حؼقق اهلل وحؼاقق طبااده -فـؼبؾاف وكادطق إلقاف ،وإلاك
الظؾؿ وطدم أداف الحؼقق القاجبة فؾـدطف وكرتكف.
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1يف الؿخطقط :طاقال.
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 21
ففذه إصقل العؼؾقة الشرطقة وما أشبففا ٓ يدطك أحد لؾتحااكؿ إلقفاا فقالبك إٓ د ّلـاا طؾاك ساػا تف
وحؿؼف ومؽابرتف ،فالديـ اإلسالمل ٓ يلبك التحاكؿ يف طؾقمف وأخالقف وأطؿالف وآدابف كؾفاا إلاك قضاايا
العؼقل التل يتػؼ العؼالف طؾك صحتفا وسالمتفا؛ بؾ ق الذي دطا الخؾاؼ إلقفاا وحا ّثفؿ طؾقفاا ،فؽقاػ
يلبك أن يحاكؿ إلك ما تؼتضقف أصقلف وأسسف؟
وأما إصالق الؿحاكؿة إلك الؼديؿ والحديث ففذا كؿا تؼدم ٓ يقافؼ طؾقف مٓف؛ ٕهناا قضاقة مختؾاة
ٍ
حديث؛ فؿـف أشاقاف متزطزطة طـد الـاصريـ لفا؛ ٕهنؿ يتـاقضقن يف رفض الؼديؿ والرد لف ،ويف قبقل كؾ
يؼبؾقهنا ،ومـف أشقاف يرفضقهنا مـ وجف دال طؾك فساد ا مـ أكػسفؿ وحججفؿ ،ووجف آخار :و اق أهناؿ
إذا كاكقا يرفضقن الؼديؿ ويرغبقن بالجديد ،ففذه قضقة أول ما يحظك بنبطالفا واصػق ا ،وذلؽ أهنؿ إذا
أسسقا لفؿ أمقرا يجروهنا ويروهنا ل الحؼ الذي يجب تؼديؿف وكصره ،فنكف إذا جاف مـ بعد ؿ ،فنماا أن
كؿاا
يتبعقا ما أسسف إولقن فقـتؼض أصؾفؿ ،وتصقر إمقر الحادثة طـد الـشف الحاديث ٓ ُيعبال هباا ،وإ ّ
()1
ذه الؼاطدة طـد الاـشف يحافظ طؾك ما قالف إولقن ،و ذا بعقـف أكرب بر ان طؾك كػقفا ،وإن تسؾسؾت
الذي بعد ؿ فققجبقن رفض ما قالف مٓف ،واطتـاق إمقر الؿتجددة لؿ يثبت بليدي الـاس حاؼ يؽاقن
لف اإلثبات؛ بؾ ما أثبتف مٓف كػاه أخرون ،وماا كػااه امٓف أثبتاف أخارون ،فصااروا يف أمار ماريج،
متفافت مختؾ إصقل والػروع .ذا مـ جفة مقزان ذه الؼضقة الجائرة يف طؼقل قائؾقفا.
وأما وزهنا يف الشرائع الديـقة ويف العؼقل الصحقحة؛ ففل أرذل وأخس ماـ أن يؼاام لفاا وزن ،وإكؿاا
ل أققال صدرت مـ سػفاف إحالم ،ضعػاف العؼقل ،أرادوا هبا التؿقياف طؾاك إغارار الاذيـ ٓ قؾاب
لفؿ ،يستػتقكف وٓ ألباب صحقحة يزكقن هبا إمقر والؼضايا ،وإكؿا الؿقازيـ التل ٓ يؼدح فقفا أحد ماـ
العؼالف فتؾؽ إصقل التل أشركا لفا وما أشبففا؛ ففل التل مـ قالفا ُصدق ققلف ،وماـ حؽاؿ هباا طادل
كؼضافا ،وتجاري ماع
حؽؿف ،ومـ استؼام إلقفا ُ دي إلك صراط مستؼقؿ ،و ل إصقل التال ٓ يؿؽاـ ُ
حؼائؼ ثابتة صالحة لؾخؾقؼة ،مقضقطة لـػعفؿ.
ٌ الزمان وإحقال ٓ ،تتغقر ٕهنا
أما الؿسؾؿقن فؾقس طـد ؿ أدكك ٍ
ريب بلن ديـفؿ ق الحؼ الذي ٓ ُتعر الحؼائؼ إٓ بف ،و ق الاديـ
الذي َرسؿ لؾخؾؼ حؼائؼ إشقاف ودلفؿ طؾقفا ،وأرشد ؿ إلك مـافعفا ،وٓ يسارتيبقن أن جؿقاع أصاقل
ديـفؿ وفروطف وضا ره وباصـف ،إذا وزكت بتؾاؽ الؿاقازيـ الصاحقحة ضفار كقر اا وجاللفاا وكؿالفاا،
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1يف الؿخطقطَ :ت َس ْؾ ُس َؾ.
20 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
بحقث إذا وض بعضفا طر أكف ٓ كان وٓ يؽقن أحد مـ طظؿااف الرجاال يداكقاف يف الؽؿاال والػضاؾ
متؼق ًٓ؛ بؾ تدل طؾك أكف أصدق الخؾؼ وأبر ؿ وأتؿفاؿ
والخصال الحؿقدة؛ التل يستحقؾ معفا أن يؽقن ّ
يف كؾ فض ٍؾ وكؿال ،وما أمر بف وهنك طـف وشرطف فنكف ُمحؽاؿ مـاتظؿ ٓ ،يالمر إٓ بؽاؾ معارو شارطا
وطؼال ٓ ،تجاد يف أحؽاماف اخاتالٓ وٓ ساػفا وطب ًثاا ،ومـافااة
ً وطؼال ،وٓ يـفك إٓ طـ كؾ مـؽر شر ًطا
لؾحؽؿة.
والؼرآن العظقؿ الذي جاف بف مـ طـد اهلل فقف تِبقان كؾ شلف و دً ى ورحؿة ،وفقف مـ العؾقم والحؼاائؼ
العظقؿة ما ٓ يؿؽـ أن يليت طؾقف القصػ ،وٓ يؿؽـ أن يليت طؾؿ صحق ياـؼض ماا جااف باف بقجاف ماـ
وأخريـ.
فؿجرد كظر الؿـصػ إلك ما جبؾ اهلل رسقلف ﷺ ،طؾقف مـ إخالق ،وإلك أحؽام ديـف وكؿالاف ،وإلاك
طظؿة الؼرآن وما احتقى طؾقف مـ الؿعجزات ،ويضطره إلك تصديؼف ،وإلك الخضقع لديـف وشرطف.
وإذا ُطؾؿ أكف رسقل اهلل ،وأكف الصادق الؿصدوق ،الذي ٓ يـطؼ طـ الفقى؛ تعقـ قبقل ما جاف بف ،وأن
يؽقن ق إصؾ الذي ُتعرض طؾقف إققال والؿذا ب فؿا وافؼف ففق الحؼ ،وما خالػف ففق الباصؾ؛ ٕكاف
إذا طؾااؿ أكااف رسااقل اهلل حؼااا كااان مااا جاااف بااف حؼااا ٓ يؿؽااـ أن يعااارض الحااؼ ﴿ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ
ﰁﰂ﴾[يقكس.]71:
ْ
فنن أبك الؿـاضر آكؼقاد إلك شلف مؿا تؼدم فعؾك وجف التـزل يف الؿـاضرة الدال طؾك غاياة اإلكصاا
ففؾؿ إلك التحاكؿ إلك العؼقل الحرة الؿعروفة بآطتدال ،التال لاؿ تتؾاقث بالتعصابات
وإقـاع الخصؿّ ،
وٓ بال ُؼ ُصقد الػاسدة وإغراض السقئة ،التل لقس لفا قصدٌ إٓ صؾب الحؼقؼة والتسؾقؿ لؾحؼائؼ.
وٓ يسرتيب مـ و َق َ
ػ طؾك أصقل الديـ وتعالقؿف العالقة وإخالق السامقة ،وآداباف الرفقعاة أكاف اق
حاؼ
يعار ُ ذلاؽ ّكػقال بسعادة أخرة ،وٓ ِ
الذي يؽ ُػؾ سعادة الدكقا الحؼقؼقة التل تعد سعادة ،كؿا كان ً
الؿعرفة إٓ مـ تت ّبع الحؼائؼ الديـقة وما تسؿق إلقف مـ ُرقِل الؼؾقب وإرواح وإخالق ،وما ُيعقـ طؾاك
ذلؽ مـ الؿا ّدة الؿالقة والصـاطقة والسقاسقة ،وما يؼقي ذلؽ مـ إمقر الؿعـقية.
وبذلؽ ُيعر معرفة طؾك وجف ال َبصقرة التل ٓ تردد فقفا وٓ ريب أكف يتعقـ طؾك الخؾؼ اتباع ما أكازل
طؼال ،كؿا تع ّقـ ذلؽ شر ًطا ،وتؼدمت اإلشارة إلك بعض ماا دل طؾاك
اهلل طؾك رسقلف مـ الؽتاب والسـة ً
ُ
ذلؽ مـ الـصقص.
صاؿ اإللحااد،
وإكؿا قؾـا ذلؽ وتـزلـا ٰ ذا التـزل الذي ٓ ُيبؼل لؿبطؾاف شابفة ٕكاف يف ٰ اذه إوقاات ّ
وفشت دطايتف بقـ الؿسؾؿقـ ،وصار يدطق إلقف إجاكب ،ويدطق إلقف مـ تسؿك بالديـ إما كِػا ًقاا وخادا ًطا
وأجقرا ،وإما أن يؽقن لقس لف بصقرة ،يسؿع الـاس يؼقلقن شق ًئا فؼالاف ،و ٰ اذا
ً وإما أن يؽقن صـقعة لغقره
كثقر يف أ ؾ الصحػ ،الذيـ ٓ بصقرة لفؿ يف الديـ وٓ ُيبالقن بسؼقط ُصحػفؿ طـ آطتبار الديـل؛ باؾ
وإدبل.
أصاال ،ال ّٰؾفاؿ إٓ لؿاـ ُطرفاقا بالؿؽاابرات
ً معارضا
ً ومـ دطا بالطريؼة التل شرحـا ا لؿ ي ْؾ َؼ لدطقتف
وجحد الحؼائِؼ والؿغالطات التل ٓ ُتسؿـ وٓ ُتغـِل وٓ ُتػقد شق ًئا.
23 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
طؾؿاا
ولـذكر صقر َة مـاضرة َج َرت بقـ رجؾاقـ كاكَاا رفقؼاقـ ،وكاكَاا مساؾؿقـ ياديـان بالاديـ الحاؼ ً
فسا َل َل ُف
فغاب أحدُ ؿا طـ صاحبف مدّ ًة ،ثؿ التؼقا ،فنذا ٰ ذا الغائب قد تغقارت أحقالاف وأخالقافَ ،
َ وطؿال،
ً
فالجفاد يف حال ققة الؿسؾؿقـ وكثرة الؿشاركقـ لف فضؾ طظقؿ يػقق سائر العبادات.
فؽقػ إذا كاكقا يف ٰ ذه الحال التل وصػت؛ فنن الجفاد ٓ يؿؽـ تعبقر الؿعربيـ طـ فضائؾف ومـاقباف،
فنكف يف ٰ ذه الحال يؽقن الجفاد قسؿقـ:
* قسمى مـف فقف تؼقيؿ الؿسؾؿقـ وإيؼاظ ؿؿفؿ وبعث طزائؿفؿ ،وتعؾقؿفؿ ال ُعؾقم الـافعة وهتاذيبفؿ
بإخالق الراققة ،ولعؾ ٰ ذا أشؼ الـقطقـ وأفض ُؾفؿا.
* وقسى فقاف مؼاوماة إطاداف وإطاداد ال ُعادد ال َؼقلقاة والػعؾقاة والسقاساقة والداخؾقاة والخارجقاة
لؿؼاومتفؿ ومـازلتفؿ يف مقاديـ الحقاة.
حرجاا تتخؾاك طاـ إخقاكِاؽ
ً أفحقـ صار إمر طؾك ٰ ذا القصاػ الاذي ذكارت ،وصاار الؿققاػ
الؿسؾؿقـ ،وتتخؾػ مع الجبـاف والؿخؾػقـ ،فؽقػ مع ذلؽ تـضؿ إلاك حازب الؿحااربقـ ٓ ،تؽاـ ياا
أخل أرذل مؿـ ققؾ فقفؿ ﴿ :ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾[آل طؿران ،]613:قاتؾقا ٕجاؾ الاديـ ،أو
ادفعقا ٕجؾ الرابطة الؼقمقة ،فلطقذك يا أخل مـ ٰ ذه الحالاة التال ٓ يرضاا ا أ اؾ الادياكات وٓ أ اؾ
تشارك ققمؽ يف حال ِط ّز ؿ وققة طادد ؿ وطدياد ؿ ،وتػاارقفؿ
الـجدات والؿروفات ،ففؾ ترضك أن ِ
أن يقفؼ لطاطتفؿ ،وٓ يتشبف بؿـ قال اهلل فقفؿ﴿ :ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳﴾[إطرا ].
واطؾؿ أكف ربؿا كان اإلكسان إذا ذاق مذ ب الؿـحرفقـ ،وشا د ما فقف مـ الغل والضالل ،ثاؿ تراجاع
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 26
إلك الحؼ الذي ق حبقب الؼؾقب ،ربؿا كان أطظؿ لققعف ،وأكرب لـػعاف ،فاارجع إلاك الحاؼ ثابتًاا ،وثاؼ
الخداع لؿا كبفـا طؾقفا وأرشدكا وحذركا أن كغرت هبا ،كؿا قال تعالك ﴿ :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ
ﮋ﴾[غافر] أيات[ ،فبقـ لـا] أن ٰ ذا آغرتار مصقدة لؾجا ؾقـ ،وأن اهلل أرى طبا َده مـ وقائعف وآياتف
يف إمؿ الظالؿة ما حصؾت بف العربة ،وأن َمـ بـك أمره ومسالؽف طؾك آغرتار بؿا ُمتعقا بف فنكف جا ؾ،
آيات كثقرة أكف يستدرجفؿ فقؿا أططا ؿ،أحؿؼ ،طؼؾف قاصر ،وكظره قاصر ،وأيضا فؼد أخرب تعالك يف ٍ
فقغرتون و ُيغرت هبؿ ،و ٰ ذا ق القاقع مـفؿ ومؿـ تعشؼ أحقالفؿ ،وأكف تعالك يؿفؾفؿ ثؿ يلخذ ؿ أخذ
طزيز مؼتدر.
ولسـا كـؽر أن اهلل أططا ؿ أسبا ًبا طظقؿة تدرك هبا الؿطالب ،لؽـ ٰ ذه إسباب إن لؿ ُت ْب َـ طؾاك الحاؼ
والديـ الحؼ صار ضرر ا أكثر مـ كػعفا ٰ ،ذا بالـظر إلك الحقااة الادكقا ،وأماا يف أخارة فؾاقس لفاؿ يف
أخرة مـ كصقب وٓ خالق.
ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك ،الؼاطدة الثاكقة مـ كتابف الؿتضؿـة البقان بلن الديـ الحؼ ق ما جاف باف
الرسقل ﷺ مـ كتاب اهلل وسـة رسقلف ﷺ ،إذ الؿرف مػطقر خؾؼة وجبؾة إلك صؾب ديـ يديـ بف ،فنن كؾ
كػس بشرية تتشق إلك ديـ تتديـ بف؛ لؿا ُفطرت طؾقف الؼؾقب ،مـ فؼر حؼقؼال اضاطراري و اق فؼر اا
ٱلٍ ُ ۡ
ٱٔ ۡٱى َغ ُّ َ َ ُّ َ ه ُ َ ُ ُ ۡ ُ َ َ ٓ ُ َ ه
ٱَّللِِۖ َو ه ُ
ٱَّلل ُْ َ
يٱد ٱن َ ِ ِ إلك مـ تللفف؛ و ق الػؼر الؿراد بؼقل اهلل ﴿ ۵:يأيٓا ٱنلاس أُخً ٱىفلرْء إَِل
َٰ َ ۡ َ ُۡ َ ٓ ُ ِ َ َۡ َ
ٱب﴾[العـؽباقت،]44: ﷺ ولؿـ آمـ بف أن يتبع الؿـزل إلقف؛ كؿا قال تعالك﴿ :ٱحو ٌا أوَ إَِلٱم ٌِٱَ ٱىهِت ِ
ه ُ ْ َ ٓ ُ َ َۡ ُ ّ ه ّ ُ
ؾ ًۡ ﴾ ،و ُطؾؾ ذلؽ بلن إتباطف يقجب لؾعبد الفداية وأن تركف يقجب وقال :و﴿ٱحتِعْٔ ٌا أ ِ
ُزل إَِلؾً ٌَِ رب ِ
َ َ ه َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ه َ َ ُ َ َ َ َ َ ُّ َ ۡ َ
ظو َوَل َۡض َٰ َ ١٢٣و ٌَ َۡ أع َرض عَ ذِن ِري فإِن َُلۥ ٌَعِيضثلؾعبد الغقاية؛ كؿا قال تعالك ﴿ :ػٍ َِ ٱَّتع ْدْي ف ي ِ
ُّ َ ۡ ََ
َطِك ﴾[صف ،]614:وحذ الؿتعؾؼ يف ققلف تعالك ﴿ :ف يَ ِظو َوَل َۡض َ َٰ ﴾ ١٢٣لبشارة إلاك طؿاقم ذلاؽ،
الؿعارض:
ففق ٓ يضؾ يف الدكقا وٓ يف أخرة ،وٓ يشؼك يف الدكقا وٓ يشؼك يف أخرة ،ثؿ ققؾ يف حاؼ ُ
ه ُ َ َ َ َ
ۡ َ َ ۡ َ
يضث َطِك ﴾ و ُأصؾؼ دون ذكر محؾفا لاقعؿ ،فانن لاف معقشاة ضاـ ًؽا يف ﴿ َو ٌَ َۡ أع َرض عَ ذِن ِري فإِن َلۥ ٌ ِع
أن يبـقا دطقهتؿ طؾك رفض الؼديؿ ،يريدون بذلؽ دم ديـ اإلسالم ،وصؾب الؿسؾؿقـ إلك ترك ماا اؿ
طؾقف مـ الديـ العتقؼ الذي تؿسؽقا بف.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن ذه الدطقة ،إلك إبطال الؼديؿ ترد بطريؼ طؼؾل وصريؼ كؼؾل:
فلما الطريؼ العؼؾل ،فرده رحؿف اهلل تعالك مـ وجفقـ:
أحد ؿا أن دطقى رفض الؼديؿ طـد مٓف الؿالحدة أكػسفؿ متؾجؾجة متزلزلة غقر ثابتة طؾاك قادم،
قديؿا مؿـ يعظؿقن وتركقا قديؿا مؿـ ٓ يعظؿقكف ،فادل اذا أهناؿ يلخاذون بالتشافل
فنهنؿ ربؿا قبؾقا ً
وأهنؿ ٓ يعقلقن طؾك رفض الؼديؿ كؾف؛ بؾ ذه الؼاطدة التل ادطق ا تبع لؿاا يريادون ،ففاؿ مبطؾاقن يف
دطقى رفض الؼديؿ؛ ٕكف يقجد يف مسالؽفؿ سقاف يف أبقاب السقاساة أو آقتصااد أو آجتؿااع أو غقار
ذلؽ ما ق مبـل طؾل الؼديؿ ،كبعض إحقال الؿالقة وآجتؿاطقة يف الشاققطقة كػسافا؛ فنهناا ماـ دياـ
ِ
مؽاذ ُبقن يف دطقى رفض الؼديؿ. مزدك أو غقره مـف الؼدامك ،ففؿ
وأما القجف العؼؾل الثا :ففق اإلطالم بلن جديد ققم قديؿ ققم آخريـ ،فنن مٓف إذا شقدوا كظرياات
قاديؿا،
ً يف السقاسة أو آقتصاد أو آجتؿاع زطؿق ا تجديدً ا الققم ،فنكف بعد مئاقـ ماـ الساـقـ ساتؽقن
و ل حؼقؼة لؾرفض حقـئذ؛ ٕهنؿ شقدوا مؼآهتؿ طؾك رفض الؼديؿ.
فبفذيـ إصؾقـ العؼؾققـ يبقـ بطالن ققلفؿ ،وأما بالـظر إلك الدلقؾ الشرطل ففق ما اشتؿؾ طؾقف دياـ
اإلسالم مـ الؿصال العظقؿة ،وأن ديـ اإلسالم جاف بؿاا فقاف صاالح الخؾاؼ و دطاا ؿ إلاك صؾاب ماا
يـػعفؿ ،فالشرائع الديـقة متتابعة متؽاثرة يف تعظقؿ ماا يـػاع الـااس ،وتحريضافؿ طؾاك ماا فقاف تحصاقؾ
السبقؾ إققم يف رقل أخالقفؿ وأحقالفؿ وكػعفاؿ يف دياـفؿ ودكقاا ؿ ،فالاديـ مؽاذ ٌب لفامٓف الاذيـ
يزطؿقن أن الؼديؿ يتؼادم بل ؾف ،فقؿـعفؿ مـ تحديث أكػسفؿ والرقل هبا ،فنن الديـ اإلسالمل بتعالقؿاف
صالحفؿ ومصالحفؿ. ٍ
زمان ومؽان إلك ما فقف وأحؽامف يرتػع هبمٓف الخؾؼ يف كؾ
ُ
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن مٓف يؼال لفؿ طؾك صريؼ التـزل يف مؼال الؿـاضرة أن الادطاوى
إذا تعارضت وإققال إذا تـاقضت فعـدكا حؽؿان طدٓن ؿا الديـ اإلسالمل والعؼؾ الصحق ،و ؿاا
الدآن طؾك برافة اإلسالم مـ تخذيؾ الـاس طـ ما يـػعفؿ وحرماهنؿ مؿاا فقاف مصاالحفؿ؛ باؾ دٓئؾاف
متؽاثرة كؿا سبؼ طؾك إرشاد الـاس إلك ما فقف مصالحفؿ ،وأن ذا الديـ جاف مستقف ًقا لؿا يرومقكاف ،ماـ
وجقه الـػع التل يرتػعقن هبا يف أبقاب الحقاة ومقاديـفا جؿق ًعا.
ثؿ ذكر بعد ذلؽ رحؿف اهلل تعالك أن ذا الؿـاضر إن أبك آكؼقاد إلاك ماا تؼادم طؾاك وجاف التـازل يف
29 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
الؿـاضرة (ففؾؿ إلك التحاكؿ إلك العؼقل الحرة الؿعروفة بآطتادال ،التال لاؿ تتؾاقث بالتعصابات و ٓ
بالؼصقد الػاسدة وإغراض السقئة) ،فنن العؼقل الحرة الـزيفة الؿتجردة إذا ُطرض طؾقفا حاال الاديـ،
تبقـ لفا أن ذا الديـ مـف يـبع السؿق والرقل والتؼادم يف إماقر كؾفاا ،وفقاف صاالح أحاقال الـااس يف
أمقالفؿ وأبداهنؿ وأطراضفؿ ،وأخالقفؿ وطؾقمفؿ ،ومعارففؿ ،فنذا طرضات الحؼاائؼ الشارطقة الديـقاة
ً
مخاذٓ طؾك أرباب العؼقل أكصػقا وطؾؿقا أن ذا الديـ بريف مـ دطقة امٓف الاذيـ يجعؾاقن الاديـ
ماك ًعا مؿا يـػع الـاس مـ العؾقم العصرية.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك طـدما تقاضع إلقف مـ التـزل يف كالم ذكاره آكػاا إن ماا حؿؾاف طؾقاف
إبطال ما صؿ مـ اإللحاد وفشا مـ دطايتف بقـ الؿسؾؿقـ ،وصاار يادطق إلقاف إجاكاب ويادطق إلقاف ماـ
ٍ
تسؿك بالديـ ،كػا ًقا وخداطا أو صـقعة لغقره ،أو ً
أجقرا لف؛ حتك فشا ذا إمر يف الـاس وكثر وٓساقؿا يف
الصحػ التل كؿا قال الؿصـػ يف وصػ أ ؾفا( :و ذا كثقر يف أ ؾ الصاحػ الاذيـ ٓ بصاقرة لفاؿ يف
الديـ وٓ يبالقن بسؼقط صحػفؿ طـ آطتبار الاديـل باؾ وإدبال) فجعؾق اا أبقا ًقاا تـعاؼ بؿؼاآت
أولئؽ العائبقـ لؾديـ يف الؼرن الؿاضل ،وكسبتف إلك التخؾػ ،وأن السبب إكارب يف اكتؽاساة الؿساؾؿقـ
وضعػفؿ وتؼدم غقر ؿ ،ق ديـفؿ.
معارضاا
ً ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك قاطدة كافعة فؼال( :ومـ دطا بالطريؼة التل شرحـا ا لؿ ي ْؾ َؼ لدطقتاف
أصال ،ال ّٰؾفؿ إٓ لؿـ ُطرفقا بالؿؽابرات وجحد الحؼائِؼ والؿغالطات التل ٓ ُتساؿـ وٓ ُتغـِال وٓ ُتػقاد
ً
شق ًئا) ،والطريؼة التل شرحفا ل بقان كؿال الديـ ،ووفائف بؿصال الـاس يف الدكقا وأخرة ،و ذه ال
الجادة السالؿة التل يبقـ هبا بطالن أققال الؿالحدة ،وتارد تر ااهتؿ ،وأماا مقاصالهتؿ طؾاك ماا يؼقلاقن،
وماليـتفؿ فقؿا يدطقن فنهنا ٓ تجدي طؾك اإلسالم شق ًئا؛ بؾ مٓف إذا لقيـقا وتعقمؾ معفاؿ بالؿساامحة
ازداد شر ؿ ،وقد صار أكثر الؿعارضقـ لادطقات اإللحااد إكؿاا يادفعقهنا ببقاان رفاؼ اإلساالم ولطاػ
اإلسالم وسؿاحة اإلسالم ،واستقعاب اإلسالم لمخر ،وتـقع الثؼافات فقف طرب أجقالف.
وكؾ ذه دطاوى مجؿؾة فقفا حؼ وفقفا باصؾ ،وإكؿا الجقاب الؽايف والرتياق الشايف ،ق بقاان كؿاال
اإلكسان حتك فقؿا طده مٓف ضؾؿا وتعد ًيا ،فنذا أراد إكسان أن ُيبقـ طـ طقار مؼآت امٓف ،فاال يـبغال
لف أن يطلصل رأسف مستح ًقا مـ بعض إحؽام الشرطقة ،فتجده إذا ُلج طؾقاف ببقاان قطاع ياد الساارق ،وأن
ذلؽ مثؾة باإلكسان إذ كقػ يعقش حقاتف الؿدكقة وسط الـاس و ق طؾك تؾاؽ الحاال؟ وجادت الؿجقاب
طـف بلكف يؼقل :إن مـ الػؼفاف مـ قال بنيجاد بدائؾ طصرية تـاسب حال الـاس ،تؽاقن وافقاة يف تحصاقؾ
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 31
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1الدرس الثالثقن ،مـ بركامج الدرس القاحد الثا .واسؿ الؽتاب «اإلسالم ديـ كامؾ» ،و ق مػرغ طؾك مققع التػريغ .
30 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
الظاكقـ بالديـ ضـ السقف ،الزاطؿقـ أن اإلسالم يخذل الـػقس ويضعػفا طـ القصقل إلك ما فقاف الرقال
يف أبقاب الحقاة كؾفا سقاسة واقتصا ًدا وأخال ًقا واجتؿا ًطا.
وكان مؿا ذكره رحؿف اهلل تعالك يف ذه الؿـاضرة ما ذكره مـ أن الجفاد الؿلمقر بف طؾك قسؿقـ:
قسؿ مـف يف تؼقيؿ الؿسؾؿقـ ،وإيؼاظ ؿؿفؿ وبعاث طازائؿفؿ ،وتعؾاقؿفؿ العؾاقم الـافعاة
أحد ؿا ( ٌ
وهتذيبفؿ بإخالق الراققة؛ ولعؾ ذا أشؼ الـقطقـ وأفضؾفؿا) ،كؿا قال رحؿف اهلل تعالك وصدق ،فنكاف
جفاد الحجة والبقان و ذا أفضؾ مـ جفاد السقػ والسـان ،كؿا قاال اباـ الؼاقؿٕ :ن الؼاائؿ باف قؾقاؾ،
والؿساطد طؾقف طزيز ،و ذا يف ذه إزمان أكثر وأكثر ،فنكف قؾ مـ يشعؾ يف الؿممـقـ ما ياذكِل كػقسافؿ
ومعظؿا لفؿ قدره ودال لفؿ طؾك سؿق رتبتف وبا ًثاا بقاـفؿ
ً اطتزازا وافتخارا بديـ اإلسالم مبقـًا لفؿ فضؾف،
طؾقمف الـافعة الؿتضؿـة إخالق وإحؽام الؽامؾة القافقة بؿا يحتاجقكف حتك صارت الحؿاسة الديـقاة
والغقرة اإلسالمقة إما مصروفة يف غقر باهبا أو مغؾؼ طؾقفا َرتاجفا.
فتجد مـ يعرب طـ أحؽام الديـ غقر معتز بف وٓ مظفرا لػضائؾف ،وربؿا إن كان لف سفؿ كاان لاف سافؿ
ٓ يػل بحاجة الـاس فقؿا يحتاجقكف مـ تعؾؿ ديـفؿ ،و ذا مؿا يقجب طؾك العبد أن يحرص طؾك الؼعاقد
يف مؼاطد الؿجا ديـ يف تعؾقؿ الؿؾة والديـ ،فنن الـاس إلك ذا أحقج و ؿ إلقاف أفؼار ،وكاؾ قطار ماـ
الؿردياة ،والؿباطادة ٕحؽاام الاديـ
أقطار الؿسؾؿقـ قد صؿ فقف الجفؾ وطاؿ ،وغؾبات طؾقاف إحاقال ُ
اإلسالمل ،وٓ كجاة لؾخؾؼ إٓ بتعؾؿفؿ ديـ اإلسالم ،وٓ مؽـة لفؿ بتعؾؿف مـ الصاحػ والؽتاب؛ باؾ
َ َ
ٓبد مـ طؾؿاف معؾؿقـ ؿ ورثة الـبل ﷺ ،الذيـ يؼقمقن مؼا َمف يف الجفاد ،وقد قاال اهلل گَ ﴿ :و ٌَٱا َكن
ِيَ﴾[التقبة ،]611:فنن ذه أياة تادل ك ف ِۡركَث ٌّ ِِۡ ُٓ ًۡ َطآئ َفث ّ َِلَ َخ َف هل ُْٓٔ ْ ِف ّ
ٱل ِ
ُّ
َِ
ٌ ٓافث ْۚ فَيَ ۡٔ ََل َن َف َ
ر
ُۡ ۡ ُ َ َ ُ ْ َ ه
ٱلٍؤٌِِٔن َِلِفِروْ ن
ِ ِ ِ
طؾك أن الـافر ق الؿجا د ،وأن الؼاطد ق الذي يتؾؿس العؾؿ يف أص الؼقلقـ ،و ق اختقار أبق العبااس
ابـ تقؿقة الحػقد وتؾؿقذه ابـ الؼقؿ رحؿف اهلل تعالك.
فنذا ِطقب صالب العؾؿ بلهنؿ يؼعدون طـ الجفاد كان الرد طؾقف بلن ذا غؾ ًطا؛ بؾ ؿ يؼعدون لؾجفااد
وٓ يؼعدون طـ الجفاد ،فنن جفاد السقػ والسـان ٓ مؽـة مـف إٓ بامتالف الؼؾاقب باإليؿاان الصاحق ،
وأما إذا لؿ تؿتؾئ الؼؾقب باإليؿان الصحق والعؾؿ الـافع فنهنا ٓ ُت ْؼبِؾ طؾك الجفااد ،باؾ ربؿاا شااركت
فقف مدة ثؿ رجعت فصارت بق ًقا مـ أبقاق اإللحاد ،و اذا يقجاد مؿاـ ذ اب إلاك الجفااد كار ّدة فعؾاة
خؾقا مـ العؾؿ ثؿ تؿادت بف إيام حتك تارك الصاالة بالؽؾ ّقاة ،فاال يصارب طؾاك جفااد
كػساكقة ،ثؿ كان ً
السقػ والبـان ،إٓ مـ امتأل قؾبف بجاللة الديـ وطظؿتف ،وأكف الديـ الحؼ الذي يـبغال أن يتعؾؿاف الـااس
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 32
تعالقؿ شرطفؿ فنكف يجب أن يؽقن فقفؿ مـ يحؿؾفؿ طؾك مؼاوماة أطادائفؿ ،وأن يحضافؿ طؾاك إطاداد
العدد الؼقلقة والػعؾقة والسقاسقة ،والداخؾقة والخارجقة ،وإول ألصؼ بالعؾؿاف ،والثا ألصؼ بإمراف،
وكؾ أحد مـفؿ طؾقف أماكة ٓ تربأ ذمتف إٓ بالقفاف هبا.
انقاعدج انثانثح
اإلمياٌ تاهلل ْى األصم انذي دعت إنٍّ مجٍع انزُّسم،
وتّ انزقً احلقٍقً يف اندٍَا واَخزج
جؿقع الؽتب التل أكزلفا اهلل وجؿقع رسقل أرسؾف اهلل ،إصؾ الذي اكبـت طؾقف والدطقة التال دطات
إلقفا ق :اإليؿان باهلل واإليؿان بقجقده وإيجاده الؿخؾققات ،واإليؿاان بؿاا لاف ماـ إساؿاف الحساـك
وصػات الؽؿال ،واإلذطان الؽامؾ لعبقديتف ،وآفتؼار إلقف.
وأطظؿفا والؿفقؿـ طؾقفا حث طؾك ٰ ذا إصؾ باالطرق كؾفاا،
ُ ُ
الؼرآن العظقؿ الذي ق أجؾ الؽتب
وكاقرا
ً اسؿا ،معرفتفا ومعرفاة معاكقفاا تؿاأل الؼؾاقب إيؿاكًاا
فػقف مـ أسؿاف اهلل الحسـك أكثر مـ ثؿاكقـ ً
وطؾؿا وطرفا ًكا ،ق أفضؾ ما حصؾتف الؼؾقب ،وأرقك آطتؼادات الـافعة.
ً ويؼقـا
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾[البقرة].
﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵﴾[البقرة] ﴿ ،ﭑ ﭒ ﭓ
طؾقفا خقرات الدكقا وأخرة ،ويرتب طؾك طدم اإليؿان جؿقع الشرور الدكققية وإخروية ،ويخرب أن
إطؿال والتعبدات كؾفا كاشئة طـ اإليؿان ،فؿـ امتأل قؾبف مـ اإليؿان باهلل كاكت ققة طبقديتف هلل بحسب
ذلؽ اإليؿان الذي يف قؾبف ،وكذلؽ إ ْطؿال إسباب الـافعة التل تـػع إفراد والشعقب ٓ يؿؽـ العبد
أن يؼقم هبا طؾك وجف الؽؿال والصدق واإلخالص والبـاف طؾك إصقل الـافعة إٓ باإليؿان.
فاإليؿان أصؾ الخقر الديـل والدكققي ،وبف تقزن إمقر ،صالحفا وصالحفا.
وإذا أردت تػصقؾ ٰ ذه الجؿؾ العظقؿة والتؿثقؾ لفا طؾك وجف يعارت باف أ اؾ العؼاقل وإلبااب،
آطتؼاادات الصاحقحة ،وإخاالق الؿزكقاة
ُ فإمقر التل يحصؾ هبا الرقل الحؼقؼل والسعادة والػالح
لؾؼؾقب الؿطفرة لألرواح ،الباطثة لؾفؿؿ والعزائؿ إلك كؾ خقار ،وإطؿاال الصاالحة الـافعاة يف الاديـ
والدكقا.
و ٰ ذه إمقر متالزمة ٓ ،يتؿ بعضفا إٓ بابعض ،وبتؿامفاا الساعادة والػاالح ،فانذا اطتؼاد العباد ماا
الؿطؾاؼ ماـ جؿقاع القجاقه ،بؽاؾ وجاف واطتباار ،وأن
أخربت بف الرسؾ طـ اهلل تعالك ،وأن لف الؽؿال ُ
إشقاف وجقد ا وبؼاؤ ا وكؿالفا باهلل تعالك ،ومـف تستؿد كؾ شلف ،فعؾؿ أن اهلل ق الخالؼ وحاده ،وماا
الؿحسـ وما سقاه مرزوق مضطر إلك إحسان ربف وكرمف مـ كؾ وجاف ،و اق
سقاه مخؾقق ،و ق الرازق ُ
وحسـ تدبقره ،و ق بؽؾ شلف طؾاقؿ،
الؿدبر الؿصار لؾعالؿ العؾقي والسػؾل بحؽؿتف وطؾؿف وطـايتف ُ
يعؾؿ السر وأخػك ٓ ،تخػك طؾقف خافقة يف إرض وٓ يف السؿاف ،يسؿع إصاقات ﴿ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﴾[الرطد ،]63:ويرى جؿقع ما حقاه العالؿ العؾقي والسػؾل ٓ ،يخػك طؾاك كظاره أدق
الؿخؾققات يف أخػك إمؽـة ،و ق مع ذلؽ واساع الرحؿاة والجاقد والؽارم والاربّ وآمتـاانُ ،يػاقض
ٌ
آخاذ اإلحسان طؾك مخؾققاتف آكاف الؾقؾ والـفار ،يده بالخقر ساحاف الؾقاؾ والـفاار ،ماا ماـ داباة إٓ اق
بـاصقتفا ومقصؾ إلقفا مـ بره وإحساكف جؿقع ما تحتاجف يف وجقد ا وبؼائفا وتؿاام أحقالفاا ،و اق ماع
ذلؽ قد أمر الؿخؾققات أن تـقب إلقف وتسللف حاجتفا ،وت ْػ َزع إلقف يف جؿقاع مفؿاهتاا ومؾؿاهتاا ،فقجقاب
الداطقـ ويؽشػ كربات الؿؽروبقـ ،ويزيؾ الضار طاـ الؿضاطريـ ،ويساقق إلطاا وأصاـا الارب
لعباده الؿـقبقـ.
فؿتك اطتؼدت الؼؾقب ٰ اذه آطتؼاادات الصاحقحة يف ربفاا وإ ٰلففاا فالباد أن تـقاب إلقاف باالخق
والرجاف والؿحبة ،وتؿتؾئ مـ تعظقؿف واإليؿان بف ،وتط ُؾب السعل يف كؾ أمر يرضقف ،وتتجـاب كاؾ أمار
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 34
ص َؾ ُ
ب رضاه ،والتـعؿ بثقابف وخقراتف ،وبذلؽ يزول طـ الؼؾقب جؿقع إخالق الرذيؾة مـ الرياف والـػاق
وال ُعجب ومساوئ إخالق ،وتتحؾك بإخالق الجؿقؾة ،مـ الحب واإلخالص والطؿاع يف فضاؾ اهلل،
ور باهتا؛ ٕكفا ِ
والخق مـ طؼابف ،والصدق الؽامؾ يف صؾب مرضاتف ،واإلكابة التامة إلك ربفا يف رغباهتا َ
ْ
تعؾؿ أكف ٓ مؾجل وٓ مـجك وٓ مقلك وٓ كصقر إٓ ر ّبفا ومؾقؽفا ،ويؽقن محبتفا لؾخقر الذي يؼرهبا إلاك
مقٓ ا مؼدمة إلك كؾ مح ّبة ،وترى أن ققهتا وغذاف ا وكؿالفا هبٰذه اإلكابة و ٰ ذا آفتؼاار ،وتعطِا ُ
ػ هبٰاذا
التعبد طؾك طباد اهلل ،فتحب لؾؿسؾؿقـ ما تحب لـػسفا مـ الخقر ،وتسعك لذلؽ بحساب مؼادُ ور ا ،ثاؿ
الؿصقبات فزطت إلك ربفا ،لقؽشػ ُضر ا ،و ُيثقبفا طؾك ماا قادر طؾقفاا،
إذا أصابتفا الـؽبات وحؾت هبا ُ
وتطؿع غاية الطؿع يف فضؾ رهبا ورجاف رحؿتف وصؾب ثقابف.
وهبٰااذا الؿعـااك الاذي تتصااػ بااف ،و ٰ ااذه العؼقاادة الـافعااة هتُ اقن طؾقفااا الؿصااقبات ،وتخااػ طـفااا
ترجقه مـ تػريج ُكرهباا،
تعؾؿف مـ حؽؿة اهلل ،واستـاد إمقر إلك تدبقره وقدرتف ،ولؿا ُ
الؿؽرو ات ،لؿا ُ
ٕكفا تعؾؿ أكف ٓ يػرج ال ُؽربات وٓ ُيزيؾ الشدات إٓ اق ،ولؿاا ُ
ترجاقه ماـ الثاقاب الاذي رتباف طؾاك
الؿؽاره والصرب طؾقفا.
وأما مـ لؿ يحصؾ لف ٰ ذا اإليؿان فنكف طـد الؿصائب والؿؾؿات يجري لف مـ أٓم الؼؾبقة والػظاائع
الروحقة والزٓزل العظقؿة ما ٓ يؿؽـ التعبقر طـف ،وربؿا أن بعض امٓف تصاؾ باف الحاال إلاك إتاال
الحؼقؼال يتؾؼاك الؿؽااره
ّ كػسف أو إلاك زوال طؼؾاف ،لعادم ماا يساتـد إلقاف ويرجاقه ،وكؿاا أن الؿاممـ
والؿصقبات بالصرب والؼقة والطؿلكقـة لألسباب التل أشركا إلقفا ،فنكف يتؾؼك أوامار رباف باال ُؼقة والعزيؿاة
الصادقة ،ويمدي حؼققف وحؼقق خؾؼف بالؽؿال والتؿام بحسب استطاطتف ،ومع ذلاؽ فنكاف يعؾاؿ أكاف ٓ
يؿؽـف ْ
أن تتؿ لف العبقدية وأداف الحؼاقق القاجباة والؿساتحبة والؿصاال الؽؾقاة والجزئقاة إٓ بالساعل
بإسباب الدكققية الـافعة ،وبالؼقام بالؼقة الؿعـقية والؿادية ،فاكبعثت ؿ ُتف لداطل اإليؿان وداطل العؼاؾ
وداطل الػطرة إلك ذلؽ ،وأبدى ما يؼدر طؾقف يف تحصقؾ ذلؽ ،وطؾِ َؿ أن الؿؼاصاد ٓ تاتؿ إٓ بالقساائؾ،
وأن القسائؾ التل ُتعقـ طؾك الؿصال مؿا أمر اهلل بف ومؿا ر ّتب طؾقف الثقاب وطؾك آستفاكة بف العؼاب.
فدخؾ يف ٰ ذا جؿقع إسباب الؿقجقدة ،والتل ستحدُ ث بعد ذلؽ ،ف ُعؾؿ بذلؽ أن اإليؿان الؿاذكقر
ق الباطث طؾك تحصقؾ خقر الدكقا وأخرة ،وأن مـ ٓ يرجق ثقا ًبا مـ اهلل وٓ يخشك مـف طؼا ًباا ،وٓ لاف
35 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
إيؿان يستـد إلقف أكف ضعقػ الفؿة ،ضعقػ العزم الـافع ،وإكؿا تـبعث َط َزما ُتف يف تحصاقؾ لذاتاف البفقؿقاة
ٌ
وشفقاتف السػؾقة وصؿعف الد ف ،فربؿا كاكت قق ُتف يف ٰ ذه إمقر وأسابابف الؿادياة يف تحصاقؾفا فاقق ماا
َ
إيؿان يساتـد إلقاف وٓ غاياة حؿقادة يرتجقفاا ،وٓ حقااة الؿتصقر ،ويعبر طـف الؿتؽؾؿ؛ ولؽـ ٓ
ّ يتصقره
أبدية يعؿؾ لفا.
فؿـ كاكت ٰ ذه حا ُلف لؿ ْ
يـؾ يف ٰ ذه الحقاة صق َبفا وٓ كج يف تحصقؾ سعادهتا ،بؼطع الـظر طـ الحقاة
ٍ
خالق وٓ كصقب. إخرى فنكف لقس لف يف أخرة مـ
الؿ ِ
عر ُضقن أن طـ اإليؿان باهلل ،وأن ٰ ذه الؿـاضر وما ُمتعقا بف مـ الحقاة ماا وهب َٰذا يتض لـا ما طؾقف ُ
ات ممقتة تحتفا ما شئت مـ أٓم وإكدار ،وأكف ٓ غاية لفا ،وأن الؿممـقـ باهلل مفؿاا تـؼؾات
ل إٓ لذ ٌ
هبؿ إحقال وتطقرت هبؿ إمقر فنكفؿ خقر مـ مٓف وأحسـ طاقبة ،فؾق ُوفؼ الؿممـقن لؾؼقام الؽاماؾ
باإليؿان طؾك القصػ الذي ذكركا لحازوا الحقاة الطقبة يف ٰ ذه الادكقا ،والحقااة التال أصقاب مـفاا يف دار
الؼرار.
أيضا أن اإليؿان الذي وصػـا ق الذي يحث صاح َبف طؾك كؾ ُخ ُؾ ٍؼ جؿقؾ ،ويزجره طـ كاؾ
وأزيدك ً
ُخ ُؾؼ رذيؾ ،فاإليؿان يدطق صاح َبف إلك الصدق يف إققال والصادق يف معامؾتاف الخ ْؾا َؼ ،فؿاـ لاؿ يؽاـ
مممـًا ٰ ذا اإليؿان لؿ تؽـ مطؿئـا مـ أققالف وٓ مـ معامالتف ،وربؿا راطااك يف شالف وكاذبؽ يف أشاقاف،
و ق الذي يحث طؾك الـص هلل ورسقلف وكتابف وأئؿة الؿسؾؿقـ وطامتفؿ.
أن يبذل يف ٰ ذه إمقر كؾ ما يستطقعف مِ َـ الـصا وي ْؼا ِد ُر طؾقاف ،وماـ لاؿ يؽاـ
فنيؿان العبد ُيقجب ْ
كذلؽ فلكت غقر ٍ
آمـ مـ غشف إن كصحؽ فقؿا ُيظفر ويبقـ فؿا الذي يؿـعاف ْ
أن يغشاؽ فقؿاا يظاـ أكاف ٓ
َيبِق ُـ ،لقس معف مـ اإليؿان ما يعصؿف مـ ٰ ذا ُ
الخ ُؾؼ الرذيؾ.
اإليؿان الؿذكقر يحؿؾ صاحبف طؾك الصرب والؼقة والشجاطة واإلقدام يف الؿقاضع التل ُيحجؿ طـفاا
ضعػاف الـػقس الذيـ ٓ إيؿان معفؿ ،فالؿممـ بؼقة إيؿاكاف وتقكؾاف طؾاك اهلل ورجائاف لثقاباف وط ْؾؿاف أن
يـل والدكققي وإخروي يؽقن بحسب ما قام بف مـ واجبات اإليؿان ومؽؿالتِاف وماا قاام باف الثقاب الد ّ
مـ الجفاد ،ويسفؾ طؾقف الؼقام بإطؿال الشاقة ،ويفقن طؾقف ما يؾؼاك ماـ إ اقال والؿعارضاات ،وٓ
ُ
يلخذ ؿ يف ذلؽ لقم الالئؿقـ ،وقدح الؼادحقـ ،وٓ يصعب طؾقف ما أصابف مـ جراف ذلؽ مـ الؿصائب،
وأتؿ.
وكؾؿا ققي اإليؿان كان ققامف هبٰذه إمقر أطظؿ ّ
أما مـ لؿ يؽـ معف ذلؽ اإليؿان الصحق فؿـ أيـ لف الثبات طؾك الصرب وطؾاك الؿؼاوماات الشااقة،
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 36
كعؿ قد يؽقن لف صرب [بعض] إوقات يف تحصقؾ أغراضف السػؾقة ،وشفقاتف الـػسقة ،وقاد يؽاقن طـاده
مـ الشجاطة والؼقة يف تحصقؾ ذلؽ []...؛ ولؽـ حالف ما أرذلفا وأخطر ا وأقؾفاا بؼاا ًف ،فانن القساائؾ
كصار الاديـ وإطاكاة الؿاممـقـ وقؿاع أطاداف
تابعة لؿؼاصد ا؛ فليـ مـ كاكت مؼاصده أجاؾ الؿؼاصاد؛ ْ
الديـ ]...[ ،ومؼاومة الباصؾ وتحصقؾ الػالح إبدي والساعادة الساارمدية ،والؼقاام بحؼاقق [اهلل ]...
وجزئقفا؟ أيـ ٰ ذا مؿـ هنايتف إدراك رياساة ممقتاة ولاذات [فاكقاة ...مشاقبة باا] إكادار ،وكاان
كؾقفا ُ
طاقبتفا الفالك والبقار؟ فقاهلل إن بقـ حالقفؿا لؽؿا بقـ [الؿشارق والؿغارب].
اإليؿان الؿذكقر يحؿؾ صاحبف طؾك العدل ،ويـفاه طـ الظؾؿ ،فنكف يعؾؿ أن إيؿاكف ٓ يتحؼؼ [ ]...إٓ
بذلؽ.
ُ
اإليؿان فليـ العدل الذي يتلسس طؾقف؟ فؿا تلسس العدل إٓ [طؾك اإليؿان باهلل واتبااع وأما مـ ُط ِد َم
الرسقل و(إرشاد) ( ])1الؽتب السؿاوية ،وإٓ فطبقعة اإلكسان الظؾؿ والػقضقية ٓ يف جؿاطااهتؿ وٓ [يف
أفراد ؿ ،وأما ما] لؿ يتلسس طؾك العدل فؾقس مـ الديـ ،وكقاػ تالمـ ماـ ٓ إيؿاان لاف أن يظؾؿاؽ يف
ٌ
إيؿاان يردطفاا [ ]...وطؾاؿ دمؽ ومالؽ [...فنن] الـػقس مجبقلة طؾك محبة إثارة ْ
إن لاؿ يؽاـ معفاا
صحق وطدل يحجز ا.
اإليؿان الؿقصق بؿا ذكركا كؿا أكف يدطق أ ؾف [إلاك إخاالق الحؿقادة ويـفاا ؿ] طاـ إخاالق
()2
الرذيؾة ،ويحثفؿ طؾك أداب الحسـة ،فؽذلؽ يحثفؿ [طؾك ما يـبغال أن يؽقكاقا بؿؼتضاك إخاقة]
الديـقة والحؼقؼة اإلسالمقة طؾقف ماـ فـاقن الصاـاطات وأكاقاع [الؿخرتطاات الحديثاة...و]آساتعداد
حساب الحاال الؿؼتضاقة [لاذلؽ ،فقحاذر ؿ ماـ الركاقن إلاك
لألطداف بجؿقع القسائؾ الـافعاة طؾاك َ
الخؿقل] ( )3وإلك الؽسؾ والضعػ ،وأن يؽقكقا َكال طؾك غقر ؿ ،كذلؽ يحثفؿ [طؾاك تحؼقاؼ إخاقة
اإليؿاكقااة وفعااؾ] ( )4مااا تؼتضااقف الؿصااؾحة ،وطؾااك جؿااع كؾؿااة الؿسااؾؿقـ ،واتػاااقفؿ طؾااك
[الحؼقالفدى ،)5(]...فالؿممـقن بالؿعـك الحؼقؼل يؼقمقن هبٰذه إمقر لداطل الاديـ [ ...والؿصاؾحة]،
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1زيادة مـ الؿخطقط.
( )2غقر ضا رة يف الؿخطقط.
( )3غقر ضا رة يف الؿخطقط.
( )4غقر ضا رة يف الؿخطقط.
( )5غقر ضا رة يف الؿخطقط.
37 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
إذا قام غقر ؿ فقفا لألمر الثا فؼط ،ولؽـف لؿصاؾحة دكققياة [حساب الؼادرة يف كقؾفاا ،يخشاقن] (ْ )1
أن
يسبؼفؿ مٓف الؼقم يف تحصقؾ الػـقن العصارية التال [فقفاا الغؾباة والـصار طؾاك إطاداف] ( ،)2وفقفاا
الؿؼاومة وآقتدار طؾك الؿفاجؿة ،وطـد الؿسؾؿقـ مـ الادواطل [اإليؿاكقاة ]...وصؾاب الؿصاؾحة ماا
مقجف إلك الؿممـقـ ،فؾاقس لفاؿ طاذر طـاد اهلل وٓ طـاد خ ْؾؼاف ،وٓ تعاذر ؿ
لقس طـد غقر ؿ ،والؾقم ّ
كػقسفؿ إبقة وٓ أخالقفؿ وتعالقؿفؿ الديـقة اإليؿاكقة.
ويزجر طـ جؿقع الرذائؾ اتض أكف الطريؼ القحقاد
ُ إذا كان اإليؿان الحؼقؼل يدطق إلك ٰ ذه الػضائؾ
والصاراط إققم لؾسعادة الحؼقؼقة والرقِل الحؼقؼل ،وأن ما كراه يف بعض إماؿ الػاقادة لبيؿاان لاقس
الؿـْصػ وحؼؼ أمره لاؿ يجاده شاق ًئا ،حتاك قاال بعاض مـصاػقفؿ يف ٰ اذا
إٓ كالسراب حتك إذا جافه ُ
الؿؼام" :إن الـاس كاكقا وٓ يزالقن يطؾبقن الحؼ ،ولؿ يؽقكقا يف زمان أبعد طـاف يف ٰ اذا الزماان" ،يرياد
بذلؽ ققمف ،فؿا ؿ طؾقف مـ مظا ر السعادة الدكققية فانن حشاقه أٓم الشااغؾة لؼؾاقهبؿ أجؿعاقـ ماا
ِ
يرحؿفؿ ٕجؾف الؿ ْؼص ُرون طـفؿ ،و ُيز د الراغبقـ يف مثؾفا لفؿُ ،
ويصدّ ؿ طـ اتباطفؿ ،والسبب ُب ْعادُ ؿ
طـ اإليؿان والحؼ ،وكزوع أكػسفؿ إلك الباصؾ ،و رولتفؿ خؾػ دواطل الشفقة.
والسبب إصؾل يف ذلؽ كؾف ُخ ُؾ ّق كػقسفؿ مـ الركاقن إلاك اإل ٰلاف القاحاد؛ خاالؼ الجؿقاع ورازق
ففذه إحقال والظاقا ر التال لاؿ ُتا ْب َـ طؾاك اإليؿاان اؾ يؼاقل
إحقاف ،ومؼدر إسباب لؿؽاسبفؿٰ ،
صحق ُ العؼؾ :إهنا حقاة سعقدة! والؼؾقب قؾؼة! ،والـػقس محرتقة؟! وإكؿا الراحة والحقاة الطقباة راحاة
الحؼقؼل مع السعل الجؿقؾ يف صؾاب
ّ الؿممـقـ الذيـ اكتسبقا راحة الضؿائر ،وصؿلكقـة السارائر ،والرضا
الؿـافع والؿؽاسب ،فالؿممـ حقث تجده تجد ٰ اذا القصاػ مـطب ًؼاا طؾقاف ،ففاق ساعقدٌ وإن كاان باقـ
حؽقؿ ْ
وإن ُوجد بقـ السػفاف. ٌ إشؼقاف،
رسؿا ،ولؿ يتحؼؼ بف طؼدً ا وٓ ُخ ُؾ ًؼا وٓ أد ًبا فؾؿ ُتضؿـ لف الحقاة الطقبة.
وأما مـ أخذ اسؿ اإليؿان ً
ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك ،الؼاطدة الثالثة ماـ الؼقاطاد التال شاقد طؾقفاا دياـ اإلساالم ،و ال
متضؿـة البقان بلن (اإليؿان باهلل ق إصؾ الذي دطت إلقف جؿقع الرسؾ) ،فجؿقع الرساؾ جاافوا طؾاك
أققامفؿ يدطقهنؿ إلك اإليؿان باهلل وحده ر ًبا معبقدا لف إسؿاف الحسـك والصػات العؾك ،وهبذا اإليؿاان
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1غقر ضا رة يف الؿخطقط.
( )2غقر ضا رة يف الؿخطقط.
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 38
يؽقن (الرقل الحؼقؼل يف الدكقا وأخرة) ،فالؿؼامات العالقة والؿـازل السامؼة يف مراتب الدكقا وأخارة
ٓ تـال إٓ باإليؿان.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك ،ما جاف يف الؼرآن مـ إمر باإليؿان أكف صااف باذلؽ طؾاك صرائاؼ
طدة ،تارة بذكر أسؿاف اهلل الحسـك فقف التل تعر العبد بربف و تزيده إيؿاكًا بف ،وتارة بإمر باإليؿاان بااهلل
َ ُ ُ ّ ّ ُ َ ْ ُ َ ه ْ ه
گ ،وتارة بؿدح الؿممـقـ باف ،كؿاا يف ققلافَ ﴿ :وٱَّل َ َ ُ
ٔنِۖ ﴾ ِيٱَ َءٌِْٱْٔ ةِٱٱَّللِ َو ُر ُسٱيِِّأٓ أوِ ِٱم ْٱً ِ
ٱلصٱدِيل
[الحديد.]66:
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك ،أن امٓف أياات تادل طؾاك أن الاذي يرتتاب طؾقاف خقار الادكقا
وأخرة ق اإليؿان باهلل سبحاكف تعالك ،فإمر كؿا قال( :فاإليؿان أصؾ الخقار الاديـل والادكققي ،وباف
تقزن إمقر صالحفا و صالحفا) ،اكتفك كالمف ،فال سبقؾ إلك ارتػااع الـااس وارتؼاائفؿ وحاقز ؿ خقار
ه َ َ َ ُ ْ َ َ ۡ َ ۡ ُ ٓ ْ َ َٰ َ ُ ُ ۡ ُ ْ َ َ
ٱم ل َ ُٓ ُ
ٱً الدكقا وأخرة ،إٓ باإليؿان ،واطترب ذلؽ بؼقلف گ ﴿ :ٱَّلِيَ ءٌِْْٔ ولً ييبِسْٔ إِيمٱًِٓ ةِمي ٍ
ٱم أوِ ِ
ۡ َ ۡ ُ َ ُ ُّ ۡ َ ُ َ
ون [﴾٨٢إكعام] ،ففذه أية تدل طؾاك أن إماـ ٓ يؼاام يف الخؾاؼ إٓ باإليؿاان ،فرقال ٱأٌَ وًْ ُٓخد
حديث طبد الرحؿـ بـ أبل لقؾك طـ ثابت طـ صفقب ﭬ أن الـبل ﷺ قال « :عجبدا ألمدر المدًمن إن
أمره كله خور؛ إن أصابته سراء ركر فكان خورا له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خورا له».
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿاف اهلل تعاالك ،أن اإليؿاان كاذلؽ يقجاب لؾعباد أن يتؾؼاك أوامار رباف باالؼقة
والعزيؿة الصادقة ،وأن يمدي حؼققف وحؼقق خؾؼف بالؽؿال والتؿام ،بحسب استطاطتف ،فؽؿا أكاف يادفع
افرتضاف اهلل
َ ألؿ الؿؽاره بنيؿاكف الذي ُيثؿر صربه طؾقفا ،فؽذلؽ يحؿؾف إيؿا ُكف طؾك أن يؼقم طاز ًما بلداف ما
طؾقف مـ أوامر تتعؾؼ بحؼف ۵أو بحؼقق خؾؼف.
ثؿ ذكر الؿصـػ أن اإليؿان الؿذكقر يعـل الؽامؾ الصحق ،ق الباطث طؾاك تحصاقؾ خقار الادكقا
وأخرة ،فؽؾ خقر الدكقا وأخرة مر قن بنيؿان العبد.
ثؿ ذكر الؿصـػ زيادة أن اإليؿان الذي وصػف ق الذي يحث صاحبف طؾك كؾ خؾؼ جؿقؾ ،ويزجاره
طـ كؾ خؾؼ رذيؾ ،فاإليؿان يدطق إلك معالل إخالق ومؽارمفا ،ويحذر ويـػر ماـ مسااوئ إخاالق
أيضاا ً
امتثآ يف الػعاؾ والارتك ،فنكاف ُيثؿار يف قؾباف ً ورذائؾفا ،فؽؿا يقجب لؾعبد طزم ًة طؾك إمر والـفل
التحؾل بإخالق الػضالة ،والتخؾل طـ إخالق الرذيؾة.
أيضا أن اإليؿان الؿذكقر يحؿؾ صاحبف طؾك الصرب والؼقة والشجاطة واإلقادام يف الؿقاضاع
ثؿ ذكر ً
التل يحجؿ طـفا الضعػاف؛ كؿا طرض لؾـبال وأصاحابف رضال اهلل طاـفؿ يف ماا ذكاره اهلل ۵يف ققلاف:
ُ ۡ َ ُ ْ
يمَِٰا َوكالْٔ َح ۡسبُ َِا ٱ ه ُ
َّلل َوُ ِۡع َ َ َ
ُ ۡ ۡ َ ُۡ ۡ َ َ
ْو ُْ ًۡ إ َ ْ َ َ اس إ هن ٱنله َ
اس ك ۡد َ َ َ َ َ ه
ِيَ كال ل ُٓ ًُ ٱنله ُ
ٱً ٱل َٔك ِيٱو [﴾١٧٣آل ِ َج ُعْٔ ىؾً فٱخضًْٔ فز ِ
﴿ٱَّل َ
طؿران] ،فانن إيؿااهنؿ الصاادق ،رزقفاؿ الصارب والؼاقة والشاجاطة ،واإلقادام يف مقضاع يحجاؿ طـاف
الشجعان.
أيضا صاحبف طؾاك العادل ،ويـفااه طاـ
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن اإليؿان الؿذكقر يحؿؾ ً
الظؾؿ ،وأكف إذا طدم اإليؿان طدم العدلٕ ،ن العدل يتضؿـ الحؽاؿ باقـ الـااس بالساقية ،وأن ٓ يؼادم
أحد طؾك أحد لحظ كػسف ،وٓ يؽقن ذلؽ إٓ بتعظقؿ اهلل باإليؿان بف.
أيضاا الـااس طؾاك ماا يـبغال أن يؽقكاقا طؾقاف
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك أن اإليؿان الؿقصق يحث ً
بؿؼتضك اإلخقة الديـقة والحؼقؼة اإلسالمقة مـ الرتاحؿ والتقادد ،وتؼقية أكػسفؿ بؿا يحتاجقن إلقف ماـ
فـقن الصـاطات وأكقاع الؿخرتطات ،و ِجؿاع ما سؾػ أن اإليؿان داع إلاك كاؾ فضاقؾة ومااك ٍع ماـ كاؾ
صالح حال الـاس.
ُ رذيؾة ،ففق الذي بف
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 41
()1
ولؾؿصـػ كػسف رحؿف اهلل تعالك ٌ
فصؾ ماتع يف آ خر كتابف «أ ؿ الؿفؿات» يف صػات الؿممـ ،وقد
طؾؼـا طؾقف بس ًطا بؿا يـاسب الؿعا الؿذكقرة ـاا ،يف ذلاؽ الؿحاؾ ،فؿاـ أراده فنكاف يطؾ ُباف ماـ محؾاف
الؿذكقر.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن ذلؽ القصػ ،الؿؼدم ذكره لبيؿان يف ما يـتجف ويثؿره ،يقجاب
طؾك الخؾؼ أن ُيؼبؾقا طؾقف وأهنؿ إن طد ُلقا طـف فؿفؿا تؼؾبقا يف أكقاع مـ الرقل الظا ر ،فنهنؿ ٓ يزالاقن يف
ٍ
طذاب باصـ ،فنن أشد العذاب طذاب الؼؾب ،وإكؿا يـتػل طذاب الؼؾب باإليؿان ،ولق ُقؾاب الؿارف يف ماا
قؾب فقف مـ لذة وشفقة ولؿ يؽـ قؾبف يف راحة فنكف ٓ يزال معذ ًبا.
أكساا هباا وٓ
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك أن مٓف الؽػرة الؿـعؿقـ بؿؾذات الادكقا ٓ يجادون ً
فؾؿاا
سؽـقكًا إلقفا ،بؾ قؾقهبؿ قؾؼة ،وكػقسفؿ محرتقة ،وحقاهتؿ يف تعاسة واكتؽاساة؛ لػؼاد ؿ اإليؿاانّ ،
خؾت كػقسفؿ مـ الركقن إلك اهلل گ ُطذبقا بالركقن إلك الحقاة الادكقا ،كؿاا قاال اباـ الؼاقؿ رحؿاف اهلل
تعالك ،يف «الـقكقة»:
فبؾاااقا بااارق الاااـػس والشاااقطان ربااقا مااـ الاارق الااذي خؾؼااقا لااف
ففمٓف ربقا مـ رق قؾقهبؿ حبا وخضق ًطا هلل گ فبؾق برق يسقمفا أشد العذاب ،و ق رقفا لشافقاهتا
وكزواهتا التل ٓ تـتفل إلك حد وبتسؾط الشقطان طؾقفا ،فال يزال اإلكسان يف تعاسة إلاك أن يؿاـ اهلل طؾقاف
باإليؿان.
انقاعدج انزاتعح
األيز تادلعزوف وانُهً عٍ ادلُكز ،وانتىاصً تاحلق وانتىاصً تانصرب،
كؿ يف كتاب اهلل وسـة رسقلف مـ إمر هبٰذا إصؾ العظقؿ ،والؼاطدة العامة الجامعة لؽؾ خقر.
وطؼال.
ً فنن ادلعزوف :اسؿ جامع لؽؾ ما ُطر ُح ْسـُف شر ًطا
وطؼال.
ً وادلُكز :اسؿ جامع لؽؾ ما ُطر قبحف شر ًطا
واحلقّ :ق العؾقم الـافعة وإطؿال الصالحة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(« )1سمال وجقاب يف أ ؿ الؿفؿات» شارحف الشاقخ ضاؿـ بركاامج القاقم القاحاد ،إول ،يف ثاالث
مجالس ،سـة .6417و ق مػرغ يف مققع التػريغ.
40 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
فقدخؾ يف ٰ ذا تع ّؾؿ جؿقع العؾقم الـافعة ،وتعؾقؿفا ،وكؿا يدخؾ يف ذلاؽ تعؾاقؿ الؿساتعديـ لطؾاب
العؾؿ ،فنكف ُ
يدخؾ فقف تعؾقؿ الـاس ووطظفؿ يف الؿساجد والؿجامع -الصغار والؽبار -ويف الحديث ماع
إصحاب وغقر ؿ.
قئات وجؿعقات مـ الؿسؾؿقـ يادطقن إلاك الخقار ،ويالمرون باالؿعرو
ٌ وكذلؽ يتعق ُـ أن يؽقن
ويـفقن طـ الؿـؽر.
ْ
أن يسعقا يف جؿع كؾؿة الؿسؾؿقـ ،واتػاقفؿ طؾك مصاالحفؿ الؽؾقاة وإزالاة ماا ومـ أكرب الؿعرو
يؼع بقـ الؿسؾؿقـ مـ التعادي والتبا ُغض والتـافر التل ال ماـ أكارب إساباب ُ
الؿؿؽـاة لألطاداف ،وأن
يؽااقن مااـ الؿسااؾؿقـ صائػااة كافقااة مسااتعدة لؾجفاااد باإلقبااال طؾااك تعؾاؿ العؾااقم والػـااقن العصاارية
والصـاطات وإسؾحة التل ٓ يؼقم الجفاد إٓ هبا ،فنن الجفاد يف سبقؾ اهلل مـ أكارب ماا ُ
يادخؾ يف إمار
بالؿعرو والـفل طـ الؿـؽر ،والجفاد كقطان:
جفا ٌد واجتفاد يف تؼقية الؿسؾؿقـ بالروح اإليؿاكقة والؼقة الؿعـقية والشجاطة الديـقة.
وجفا ُد إطداف يف مدافعتفؿ ومفاجؿتفؿ ،وأخذ آحتقاصات الؽافقة لققاية شر ؿ وضرر ؿ.
ومعؾقم أن ٰ ذه إمقر تتققػ طؾك ِ
الح ْذق والؿفارة يف ال ُػـُقن العصرية الـافعة ،فقؽاقن الساعل فقفاا
طظقؿا مـ ُصرقف.
ً داخال يف الجفاد وصري ًؼا
ً ويف تعؾؿفا
اس و ُتؾازمفؿ الؼقاام باالػرائض الديـقاة ،كالصاالة
الؿسؾؿقـ تتػؼد الـا َ
ومـ ذلؽ أن يؽقن صائػة مـ ُ
وتاردطفؿ طاـ الؿـؽارات الظاا رة
والزكاة والصقم والحج وجؿقع حؼقق اهلل وحؼقق خؾؼف القاجباةْ ،
والباصـة.
ومـ إمر بالؿعرو والـفل طاـ الؿـؽار والتقاصال باالحؼ أن يؽاقن الؿساؾؿقن يف كاؾ أوقااهتؿ
بعضا طؾك الحؼ الذي ق العؾؿ الـاافع والعؿاؾ الصاال والصارب
بعضفؿ ً
وأحقالفؿ متـاصحقـ ،يحث ُ
طؾك ذلؽ ،فنن الصرب ق ألة وإساس الذي ٓ ثبقت لألمقر إٓ بف.
ُ
وتحصاقؾ إماقال لؼقامفاا وتؼقيؿفاا؛ عل يف الؿشااريع الخقرياة التال تـػاع إماة،
ومـ ذلؽ السا ُ
الؿعقـة طؾك الديـ ،سقاف كان ذلؽ ساع ًقا
كالؿدارس العؾؿقة يف جؿقع فـقن العؾؿ الـافع يف الديـ والدكقاُ ،
ثقار ماـ إطؿاال الؽبقارة التال تـػاع
طؾك صريؼ اإلحسان الؿحض أو طؾك صريؼ التجارة والؽسب ،فؽ ٌ
الـاس يف ديـفؿ و ُدكقا ؿ ٓ تؼقم إٓ بالشركات القاسعة ،فنذا كان الـاس يسعقن لؾؿسا ؿة يف الشااركات
التجارية الؿحضة ،فؽقػ يتلخرون طاـ الشااركات الجامعاة لألماريـ ،لؾؿصاؾحة الديـقاة والؿصاؾحة
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 42
ػ طؾاك
الدكققية؛ بؾ كػس السعل فقفا والعؿؾ لفا مـ أطظاؿ ماا يؼارب إلاك اهلل تعاالك ،وتعققـفاا يتققا ُ
الؿشاورة واتباع الؿصؾحة الراجحة.
الحجج والربا قـ طؾك أطداف الديـ ماـ ومـ أجؾ وأفضؾ ما ُ
يدخؾ يف ذلؽ مجادلة الؿبطؾقـ وإقامة ُ
الؿؾحديـ الذيـ يتسؿقن باسؿ اإلسالم ويدطقن إلك كباذ أصاقلف
والؿؾحديـ ،وقد يؽقن مؼاومة ُ
الؽػار ُ
لؾؿبارزيـ مـ إجاكب الؿعروفقـ بؿبارزة الديـ؛ فنن مٓف شر ؿ أطظاؿ،
ودطائؿف أفضؾ مـ الت َصدي ُ
وضرر ؿ أكربٓ ،غرتار ٍ
كثقر مـ الـاس باكتساهبؿ إلك اإلسالم ،و ؿ يف الحؼقؼة مـ أكرب أطدائف ،و امٓف
تؿققز أحاقالفؿ وإكؽاار
ُ قد يؽقكقن ُأ َج َرا َف لألجاكب ،وقد يؽقكقن مخدوطقـ ،لؽ ْـ مـ أوجب القاجبات
ما أدخؾقه طؾك الديـ مـ الدطاية الباصؾة.
طؼاال كؿاا اتضا شار ًطا بطاالن ماا
ً وبؿا تؾقكاه طؾقؽ مـ التؼريرات القؼقـقة طـ ديـ اإلسالم يتض
زطؿف بعض الؿتعصبقـ مـ دطاة الـصارى و ُأ َج َرائفؿ أن ديـ اإلسالم ماكع ماـ الر ُقال ،وأن ٰ اذا الؽاالم
محاال وغقار مؿؽاـ أن يتلساس [إٓ] ( )1طؾاك ققاطاد ٌ والزطؿ الخبقث مؽابرة بقـة ،وأن الرقِل الحؼقؼل
الديـ ،فالؼقاطد وإصقل التل كب ْفـَا طؾقفاا طاـ الاديـ ٓ يؿؽاـ أحادٌ أن يـؽار أكفاا السابب إطظاؿ
والطريؼ القحقد إلك آرتؼاف يف مدارج السعادة والػالح ،وأكف يتعذر الـجاح بدوهنا ،وأن كؾ ُرقِل بغقر اا
فنكف مبـل طؾك شػا ُج ُر ار ،وكقػ يحصؾ الرقِل إذا لؿ ترتاؼ الؼؾاقب وإرواح بؿحباة اهلل واإلكاباة
وآفتؼار إلقف وققة اإليؿان والتقكؾ طؾقف؟! ،وكقػ يحصؾ الرقِال التاام ولاؿ ترتاؼ إخاالق باالتحؾل
بالػضائؾ والت َخؾل طـ جؿقع الرذائ ِؾ ،وكقػ يتؿ الرقِل بغقر الجفاد الشرطل الذي ق الجفاد طؾك تبققـ
الحؼ والفدى وطؾك َق ُبقلف وطؾك دفع طادية الؿعتديـ؟!.
الجفاد الشارطل ق الذي جؿع بقـ الؼقة الؿعـقية باإليؿان الؽامؾ باهلل ،وآطتؿااد طؾقاف ،والتقكاؾ
وآستعاكة بف ،والعؿؾ بجؿقع إسباب التل ٓ يتؿ الجفاد إٓ هبا ،وجؿع الؼقة الؿادية حقث حاث طؾاك
آستعداد بؽؾ ما يستطاع مـ الؼقة العؼؾقة والسقاسقة والرمل والركقب وتعؾؿ الصـاطات وال ُػـقن التال
ُتعقـ طؾك الجفاد وطؾك أخذ الحذر مـ إطداف بؽؾ وسقؾة وصريؼ.
فقا و ْي َ مـ زطؿ أن ٰ ذه التعالقؿ العظقؿة العالقة ٓ يحصؾ هبا الرقِل ،وإكؿا يحصؾ بالؼقة الؿادية التل
ٓ ِص َؾة لفا بالديـ الؿبـقة طؾك الؼساوة والفؿجقة والقحشاقة والظؾاؿ وكباذ الاديـ؛ ولؽاـ أكثار الـااس
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1غقر مقجقدة يف الؿخطقط.
43 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
ألباب يـظرون هبا إلاك حؼاائؼ إشاقاف وإلاك إماقر الـافعاة ،التال
ٌ تغر ؿ الؿظا ر والصقر ولقس لفؿ
كتائجفا الخقرات والسعادة إبدية.
ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك ،الؼاطدة الرابعة :و ل تتعؾاؼ باإمر باالؿعرو والـفال طاـ الؿـؽار
والتقاصل بالحؼ والتقاصل بالصرب ،فبقـ ً
أوٓ أن الؼرآن والسـة صافحان بإدلة الؿشقدة لفاذا إصاؾ،
وطؼاال) وأن (الؿـؽار شار ًطا،
ً ثؿ بقـ حؼقؼة الؿعرو شر ًطا وأكف (اسؿ جامع لؽؾ ما طر حسـف شر ًطا
وطؼال) ،وأن (الحؼ شر ًطا ق العؾقم الـافعة وإطؿاال الصاالحة)،
ً اسؿ جامع لؽؾ ما طر قبحف شر ًطا
فقدخؾ يف ذا أكقاع كثقرة ترجع إلك إمر بالؿعرو والـفل طـ الؿـؽر والتقاصال باالحؼ والتقاصال
بالصرب.
طدد الؿصـػ مـفا تعؾقؿ جؿقع العؾقم الـافعة لؾؿساؾؿقـ كافاة ،صاغار ؿ وكباار ؿ يف الؿسااجد
أيضاا إيجااد قئاات وجؿعقاات ماـ الؿساؾؿقـ يادطقن إلاك الخقار ويالمرون
والؿجامع ،ومـ ذلاؽ ً
بالؿعرو ويـفقن طـ الؿـؽر ،وأن مـ أكرب الؿعرو أن يس َعقا يف جؿع كؾؿة الؿسؾؿقـ واتػاقفؿ طؾاك
مصالحفؿ الؽؾقة ،وإزالة ما يؼع بقـ الؿسؾؿقـ مـ التعادي والتباغض والتـافر ،وهدو المعبدر عنده ردرعا
بالتيلوف بون المسلمون ،فنن ذه الحؼقؼة التل طرب طـفا الؿصـػ لؿ تسؿ يف الشارع بقحادة الؿساؾؿقـ،
ٕن وحدة الؿسؾؿقـ غقر مؿؽـ ًة شر ًطا وٓ ً
طؼال ،ولؿ يلت يف الؽتاب والسـة الدطقة إلقفا ،وإكؿاا جااف يف
الؽتاب والسـة الدطقة إلك التللقػ بقـ الؿسؾؿقـ والتؼريب بقاـفؿ ،فانن آخاتال بقاـفؿ واقاع شار ًطا
وقدرا باطتبار ما تدل طؾقف إحؽام الشرطقة لتبايـ أكظار الؿجتفديـ يف إدلة ،وباطتبار ما يق ب الخؾاؼ
ً
ق الدطقة إلك إلػاة والارتاحؿ، مـ الؼدر العؼؾقة وآتجا ات الـػسقة ،فقـبغل أن يؽقن دأب الؿصؾ
بقـفؿا وإن بؼل شلف مـ الخال يقجبف طـد كؾ أحد ،الدلقؾ الذي يتؿسؽ بف يف مساللة ماا ٓ اقاه وٓ
رأيف وإكؿا دلقؾ شرطل بان لف معـك.
ثؿ ذكر الؿصـػ أن مـ جؿؾة الؿعارو أن يؽاقن ماـ الؿساؾؿقـ صائػاة كافقاة مساتعدة لؾجفااد
باإلقبال طؾك تعؾؿ العؾقم والػـقن العصرية التل ٓ يؼقم الجفاد إٓ هبا.
ثؿ ذكر أن الجفاد كقطان:
أحد ؿا جفاد واجتفاد يف تؼقية الؿسؾؿقـ باالروح اإليؿاكقاة والؼاقة الؿعـقياة والشاجاطة الديـقاة،
وذلؽ بتعؾقؿفؿ ديـفؿ.
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 44
انقاعدج اخلايسح
اندٌٍ اإلساليً ْى انصالح ادلطهق
وال سثٍم إىل صالح انثشز انصالح احلقٍقً إال تاندٌٍ اإلساليً
قال تعاالك يف طادة آياات﴿ :ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ﴾ ثاؿ يرتاب طؾاك ذلاؽ خقار الادكقا
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﴾[البؼرة].
صاالح ،فالخرب
ٌ و ٰ ذا يؼقلف تعالك لؾؿـافؼقـ الذيـ يزطؿقن أن ما ؿ طؾقف مـ الـػاق وتارك اإليؿاان
تعالك أكف ق طقـ الػساد ،فؽؾ مـ زطؿ أن الصالح يف خال الديـ اإلسالمل ففق مـ امٓف الؿـاافؼقـ
وطؾك شاكؾتفؿ ،ويف الؼرآن آيات كثقرة فقفاا الحاث طؾاك الصاالح واإلصاالح والتحاذير طاـ الػسااد
واإلفساد.
و ٰ ذا إصؾ الؽبقر كؿا أكف ثابت شر ًطا وديـًا فنكف ثابت يف العؼاقل الصاحقحة وإلبااب الؿساتؼقؿة،
وذلؽ بؿعرفة ما ق الصالح ِ
وضده ،أما الصالح ف َل ْن تؽقن إمقر كؾفا ضا ر ا وباصـفا ديـقفا ودكققيفاا
حاصال لفا مـ إوصا الصالحة والـعقت الؿصاؾحة ماا يقصاؾفا إلاك الصاالح
ً مؽؿؾة
معتدلة كامؾة ّ
الحؼقؼل ،وبذلؽ يـتػل طـفا الػساد ،أما صالح الؼؾقب ْ
فلن تؽقن طارفة باالحؼ معرتفاة باف مـؼاادة لاف، ّ
تابعة لف.
الحؼ طؾك اإلصالق الذي يتعقـ معرفتف وآكؼقاد لف ق معرفة تػارد الارب بالؽؿاال الؿطؾاؼ
فلطظؿ ّ
ٌ
مخؾقق بقجف مـ القجقه ،وأكف الؿتػر ُد يف طظؿة صػاتف ،وتػرده يف أفعالاف الذي ٓ يشاركف وٓ يؿاثؾف فقف
وططائف ،ومـعف وخػضف ورفعف ،وتصاريػف إمقر بحؽؿة وطـاياة ،تتؼاصار طؼاقل العاالؿقـ طاـ بؾاقغ
غايتفا وهناية دقتِفا.
ثؿ إذا َط َر َف ْت ُف ٰ ذه الؿعرفة الصحقحة الؿتؾؼاة طـ كتاب اهلل وسـة رسقل اهلل اطرتفت واكؼادت لف محبا ًة
وخق ًفا ورجا ًف وإكاب ًة إلقف وقصدً ا يف جؿقع شموهنا الظا رة والباصـة ،وهبٰذه الؿعرفة وآطرتا وآكؼقااد
ٍ
وإذطان وداطل اإليؿان ورجاف الثقاب. ٍ
وصؿلكقـة التام تـؼاد إلك أداف حؼققف وحؼقق ِ
طباده باكشاراحٍ
الحؼقؼل الذي ٓ يؿؽـ صالح إحقال إٓ بف؟ ،ففؾ يؿؽـ أن يصؾ طبد لاؿ
ّ ألقس ٰ ذا ق الصالح
ُيػرد ربف بؿعرفتف ومحبتف واإلكابة إلقف ،ولؿ يـؼد يف ضا ره وباصـف إلك الؼقام بعبقديتف وحؼقق خؾؼاف ،فؾاق
خ َؾت الؼؾقب مـ ٰ ذه الؿعا الجؾقؾة ،ففؾ يؿؽـ أن تصؾ ؟ ،و ؾ يؿؽـ أن تصؾ الحركات الظاا رة
والباصـة؟ ٰ ذا مؿتـع ومستحقؾ.
فالؼؾقب الخالقة مـ اإليؿان ،الؿتجردة طـ آكؼقاد واإلذطان إلقف حقث اكؼطعت طـ اهلل ،فاال باد أن
تتبع شفقاتِفا وأ قا َف ا ،وبذلؽ تػسد إحقال كؾفا.
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 46
مـ الؿعامالت يف الؿعاوضات ك ّؾفا والتربطات ،وما أوجباف ماـ الحؼاقق باقـ الـااس طؾاك ْ
حساب ماا
تؼتضقف الؿصؾحة والضرورة والظرو ،وما فقف مـ ققاطد العدل التل ٓ غـك لؾخؾؼ كؾفؿ طـفا ،وما فقاف
اس إلاك طؼاقلفؿ يف ٰ اذه إماقر
الحدود والعؼقبات لؾؿجرمقـ بحسب جارائؿفؿ ،فؾاق ُوكاؾ الـا ُ
مـ ُ
لصارت تب ًعا لأل قية وإغراض ،وحصؾت الػقضك بحسب ما ُترك مـ كظامات الشريعة.
وكؾ قاطدة كافعة مقجقدة طـد إجاكب ،وكاؾ كظاام كاافع طـاد ؿ فنكؿاا أصاؾف مالخق ٌذ ماـ الاديـ
اإلسالمل.
خارجا طـ الديـ اإلسالمل.
ً وطؿال كاف ًعا
ً أصال كاف ًعا ومعامؾ ًة كافعة
فؾقذكر لـا الؿـحرفقن ً
سبقال ،وكقػ يجدون السبقؾ والذي أكزلف وشرطف لؾخؾاؼ اق الارب الارحقؿ،
ولـ يجدوا إلك ذلؽ ً
الذي وسعت رحؿتف كؾ شلف ،وأحاط طؾؿف بؽؾ شلف ،وطؾؿ أحقال الخؾاؼ ماضاقفا ومساتؼبؾفا ،فاال
شرطف غاية اإلحؽام ،كؿا أح َؽؿ ما قدره يف أحسـ كظام ،ألقس مـ
يخػك طؾقف مـفا مثؼال ذرة ،وأح َؽؿ ما َ
أجؾ صرق الصالح الشؽر طـد الـعؿاف ،والصرب طـد الؿصائب والضااراف ،إماران الؾاذان لاؿ يازل وٓ
يزال الخؾؼ يف ٰ ذه الدكقا بقـفؿا يتؼؾبقن ،وٓ ُيؿؽـ أن يخؾق مـفؿا مخؾاقق يف وقات ماـ إوقاات ،وٓ
حالة مـ إحقال.
فسمِ انشَّاكَّ يف اشتًال اندٌٍِّ اإلساليً عهى غاٌح انصَّالح :ؾ ما يدطق إلقف الديـ اإلساالمل ماـ
مؼابؾة الـعؿ والخ ْقرات بالشؽر والثـاف طؾك ُمقلقفا وآستعاكة هباا طؾاك ماا يحباف ويرضااه يف صارففا يف
القجقه الـافعة ،ومؼابؾة الؿؽاره والؿصائب بالصرب والرضا طـ اهلل والتسؾقؿ ٕقداره ،فقؽقن العباد طـاد
اهلل لاف يف
الـعؿ مـ الشاكريـ ،وطـد الؿؽاره مـ الصابريـ ،ويؽسب الحقاة الطقبة يف الدكقا ،مع ما يادخره ُ
أخرة ،أم مؼابؾة الـعؿ بإشر وال َبطر ،والؿؽاره بالسخط وأٓم الؼؾبقة والزٓزل الروحقة كؿا ق أمار
47 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
وقم نّ :أي إمقر خقر ،ما دطا إلقف الديـ ماـ ققلاف﴿ :ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ
ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ﴾[الػرقاان] ،الذي بف صالح إمقر ،أم صريؼة اإلسرا والتبذير ،وصريؼاة ال ُبخاؾ
والتؼتقر؟ وما دطا إلقف الديـ ماـ اإلحساان يف طباادة الخاالؼ وإيؼاطفاا طؾاك أحساـ القجاقه وأكؿؾفاا
واإلحسان إلك الخؾؼ بؽؾ وسائؾ اإلحسان ،أم ما يدطق إلقف الؿـحرفاقن ماـ اإلطاراض طاـ طباادة اهلل
وحده ،واإلقبال التام طؾك شفقات الـػقس الخسقسة ،وجعؾفا ل مبؾغ طؾؿ اإلكساان ،وكاؾ ّؿاف مـاع
اإلحسان إلك الخؾؼ؛ بؾ مؼابؾة اإلحسان باإلسافة؟!
الجؾل ٓ يحتاج إلك صؾب ترجق .
ّ فال بد أن يؼقل العؼؾ الصحق ٰ :ذا إمر
وقم نهشَّاكِّ يف حسٍ اندٌٍِّ اإلساليً :ؾ ما دطا إلقف مـ وجقب بر القالديـ وصؾة إرحام وأداف
حؼقق إصحاب والجقران والؿعا َمؾقـ بطريؼة العدل والػضؾ خقر أم صريؼة إثرة والعؼاقق والؼطقعاة
والجقر يف الؿعامالت؟!
ً
طؼقٓ وققى ضا رة وباصـة كتؿؽـ هبا مـ إدراك سعادتـا ،ودفع شاؼاوتـا ،ففاؾ وقم نّ :اهلل قد و بـا
إذا استعؿؾـا ما و بـا ربـا مـ ذلؽ فقؿا خؾؼـا لف مـ طبادة ربـا والؼقام بحؼققاف وحؼاقق طبااده ورضاقخ
تؾؽ الؿقا ب والؼقى ٕحؽام َم ْـ أ ْك َع َؿ هبا وو بفا ،والساؾقك ماـ ذلاؽ الطرياؼ الؿساتؼقؿ إلاك ربـاا،
إولاك بـاا ْ
أن كساتعؿؾ وآستعاكة بؿا أططاكا مـ الؿـافع الدكققية إلك إصالح ديــا ومصالحـا ال ُؽؾقة ،أم ْ
العؼقل والؼقى يف أمقر تاففة صػقػة؛ ٓ تغـل طـ صاحبفا شق ًئا ْ
إن لؿ يمسسفا ويبـفا طؾاك الاديـ ،وإكؿاا
يجعؾفا تب ًعا لشفقاتف ،وو ْق ًػا طؾك مراداتف ولق أ ؾؽ وضر أخراه؟!
فالديـ الصحق يدطق إلك إول ،و ُصرق آكحرا تدطق إلك الثا .
وقم نّ أٌضًا :أيؿا أولك بالعبد ْ
أن يتبع ما دطاا إلقاف الاديـ ماـ إخاالص الاديـ هلل وحاده ،وتعؾقاؼ
الرغبات والر بات باهلل ،وأن ٓ يرجق وٓ يطؿع إٓ بػضؾ اهلل وكرمف ،أو تعؾقؼ ذلؽ بالؿخؾقققـ الاذيـ
كشقرا.
ً فضال طـ غقر ؿ كػ ًعا وٓ ضرا وٓ مق ًتا وٓ حقا ًة وٓ
ٓ يؿؾؽقن ٕكػسفؿ ً
وقم نّ :إذا كان الرب ق الذي خؾؼـا ورزقـا و داكا وطافاكا وتػضؾ طؾقـا بالـعؿ الظاا رة والباصـاة؛
أٓ يجب طؾقـا أن يؽقن ق معبق ُدكا ،و ق الذي كحؿده وكشؽره ،وكبذل لف ما يف ُوسعـا واجتفادكاا ،وماع
ذلؽ فنكـا ٓ كبؾغ بذلؽ مؼابؾة أدكك كعؿة مـ كعؿف طؾقـا .ففؾ يؾقؼ بـا أن كصر شق ًئا ماـ ذلاؽ يف شاؽر
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 48
الحؽِقؿة كؾفا ترجع إلك الشاقرى يف إماقر ،ألاؿ يؼاؾ اهلل﴿ :ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ
فالسقاسة َ
يـتػع هبا الـاس يف كؾ شلف ألؿ يؼؾ اهلل﴿ :ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ﴾[إكػالٰ ،]13:
ففذا يدخؾ فقف
كؾ ققة طؼؾقة وسقاسقة ،وتعؾؿ الػـقن الحربقة ،والركاقب والرمال ،وتقاباع ذلاؽ ،وكاذلؽ َأ َما َر ْ
بلخاذ
الحذر مـ إطداف ،وذلؽ بالتخؾص والتحصـ والتحرز مـفؿ بؽؾ وسقؾة تحصؾ هبا الققاية والتحرز.
49 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
وكؿ يف كتاب اهلل وسـة رسقلف مـ إمر بالجفاد ومؼاومة إطداف ،فقدخؾ يف ذلؽ كاؾ وساقؾة ُتعاقـ
طؾك الجفاد يف سبقؾ اهلل ،ف ُعؾؿ بذلؽ أن الديـ اإلسالمل قد احتاقى طؾاك جؿقاع الؿصاال والخقارات
العاجؾة وأجؾة ،والـػع الؽؾل والجزئل والديـل والدكققي.
قات ُيعر تحؼق ُؼفا بتتبع إكقاع وإجـاس وإفراد وتحؼقؼ إمر فقفاا ،و ٰ اذا ماـ
كؾؿات كؾ ٌ
ٌ ففذه
ٰ
وطدم الؿخاشـة يف مخاصبة الؿحاربقـ لؾديـ ،فؽقػ باذلؽ ماع الؿاممـقـ فقؼاقل لرساقلف ﷺ﴿ :ﭙ
﴿ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﴾[صف].
لفاذا الطرياؼ ِ
ب اهلل بف أطدافه الؽػار ،وتخاصبفؿ الرساؾ ،فنكاف الطرياؼ إقاقم ٰ
ثؿ اكظر إلك ما يخاص ُ
والدطاية إلك الخقر ،وبف يحصؾ مـ الؿـافع ودفع الؿضار ماا ٓ يحصاؾ بالؿخاشاـة والؿشااتؿة ،فنكفاا
حسـت مؼاصد ؿ فؼد سافت صرائؼفؿ.
صريؼة الجا ؾقـ الحؿؼك ،وإن ُ
الشيخ َصالِ ُح ْبن ع ْبد اهلل ال ُع َص ْي ِمي
َّ 51
ٍ
وأصقل مختصارة جامعة ،وكساللف و ٰ ذا آخر ما يسار اهلل مـ ٰ ذه الرسالة إصقلقة الؿحتقية طؾك ققاطدَ
تعالك أن يثبتـا طؾك ديـف ،وصراصف الؿستؼقؿ ،إكف جقا ٌد كريؿ ،وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك طبده ورسقلف ساق ِدكا
محؿ ٍد وآلف وصحبف أجؿعقـ.
ختؿ الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك رسالتف ذه بذكر الؼاطدة الخامسة :الؿبقـة بالن الاديـ اإلساالمل اق
الصالح الؿطؾؼ ،وٓ سبقؾ إلك صالح البشر الصالح الحؼقؼل إٓ بالديـ اإلسالمل ،و ذا إصاؾ كؿاا
وطؼال:
ً ذكر الؿصـػ ثابتا شر ًطا
فلما ثبقتف شر ًطا فبطريؼ إدلة القاردة يف ذا الؿعـك مـ الؼرآن والسـة.
طؼال فذلؽ أن العؼقل تستدطل وتطؾب ما فقف تحصقؾ مصالحفا واستؼامة حقاهتا وتبقئتفاا
وأما ثبقتف ً
مـزلة الصالح ،و ذا مقجقد يف ما جاف يف الشرع مـ أحؽام طظام.
ثؿ ذكر الؿصـػ رحؿف اهلل تعالك مدارج اذا الصاالح واإلصاالح ،وأن فاتحاة الصاالح الحؼقؼال
واإلصالح الصادق ،ق معرفة العبد بربف گ ،فال تؽقن دطقة إلك صالح وإصالح صاادقة حتاك يؽاقن
مػتاح مطالبفا يف اإلصالح الدطقة إلك التقحقد؛ ٕكف إذا كاكت الؼؾقب شارد ًة بعقدة طاـ اهلل ،۵فالكك
لفا ولؾصالح ،فؿػتاح الصالح الحؼقؼل يف الؽتاب والسـة ق مؾف الؼؾاقب باإلذطاان هلل ۵بتقحقاده
واإليؿان بف.
ثؿ ذكر ما يتؾق ذلؽ مـ الـظر إلك ما يصؾ بف الـاس يف أحؽامفؿ آجتؿاطقاةٕ ،ن الـااس مػتؼارون
إلك بعضفؿ إلك بعض ،فاإلكسان مد باالطبع ٓ قاقام لاف يف العاقش إٓ بحقااة بدكقاة كؿاا قاال تعاالك:
َ َ ُ ْ
َ َ َ ُ ۡ ُ َُ ٓ َ ۡ
﴿ َوجعينَٰؾً صعٔبا َوؼتائِو َلِ َع َارف ْۚ ْٓٔ ﴾ ُ
[الح ُجرات ،]67:أي لقـتػع بعضؽؿ مـ بعض ،وجافت أحؽام الديـ
اإلسالمل متضؿـة لؿا فقف صالح الخؾؼ يف اجتؿااطفؿ ،بؿاا تضاؿـ ماـ ققاطاد العادل إقاماة الحادود
والعؼقبات وبقان الحؼقق بقـفؿ.
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك مشا د مـ الصالح و اإلصالح ،و ل التال يبتادئ كاؾ جؿؾاة مـفاا بؼقلاف:
مثال ،ذكر أن ماـ
(فاسلل الشاك يف اكتؿال الديـ اإلسالمل طؾك غاية الصالح) إلك آخره ،الؿشفد إول ً
مشا د الصالح واإلصالح يف الديـ اإلسالمل مؼابؾة الـعؿ بالشاؽر وأن مؼابؾفاا و اق مؼابؾتفاا بإشار
والبطر خال ُ اإلصالح.
دطاقى متق ؿاة؛
ً ثؿ ذكر مشا د ُأخر مـ مشا د الصالح و اإلصالح يف اإلسالم ،ثؿ رجع إلك إبطال
50 ) تطزٌز (أصىل عظًٍح
و ل الدطقى التل تزطؿ أن ديـ اإلسالم يتضؿـ الصالح الديـل دون اإلصالح الادكققي ،فػقاف إصاالح
ديـل ٕحؽام الخؾؼ يف ما بقـفؿ وبقـ رهبؿ ،۵أما مـافعفؿ الدكققية فنكف لقس يف اإلسالم ذلاؽ فلبطاؾ
اهلل يف ذه الؿؼالة ،ببقان ما يف الشرع مـ ققاطد وأصقل تادل طؾاك مصاال الخؾاؼ يف طؾاقم آجتؿااع
والسقاسة وآقتصاد وغقر ذلؽ مؿا بقـ بعضف العالمة محؿد إمقـ الشـؼقطل يف الرسالة أكػاة الاذكر،
وطؾؼـا طؾقفا بؿا يصؾ ببقان معاكقفا يف ذلؽ الؿحؾ.
ثؿ ختؿ ببقان الدلقؾ طؾك طظؿة ذا الديـ ،يف الصػحة الثالثاة والسابعقـ فؼاال( :ومؿاا يادل طؾاك
اهلل أباح جؿقع الطقبات مـ الؿآكؾ والؿشارب) ،ثؿ قال( :وحرم كاؾ خبقاث) ،فاال
طظؿة ٰ ذا الديـ أن َ
تليت العؼقل بؿـافرة أحؽامف؛ بؾ ما صقبف الشرع صقبتف العؼقل وما خبثف الشرع خبثتاف العؼاقلٕ ،ن الشارع
لؿا يليت إلك طؾك وفؼ ما هتتدي إلقف العؼقل الصحقحة ،و ذا معـك ققل الؿصـػ( :وٓ أخرب بؿاا تحقؾاف
العؼقل) ،فا(إخبار كقطان :كقع تشفد العؼقل بصحتف وكؿالف وفضؾف.
وكقع ٓ هتتدي إلقف وٓ تعرفف لعدم وصقلفا إلقف لؽقكف مـ طؾؿ الغقب ،فؼد حجبت طـف) ،وإلاك اذا
يشار إلك بؼقل بعض الـظار مـ الؿتؽؾؿقـ :إن الشرع جاء بمحارات العقول ال بمحالتها ،أي بؿاا تحقار
فقف العؼقل ٓ بؿا تحقؾف العؼقل وتؿـعف.
ثؿ ذكر رحؿف اهلل تعالك أن مـ كظر وأمعـ يف ذه إصاقل التال ذكر اا الؿصاـػ طار أن الاديـ
اإلسالمل ق الديـ الحؼ يف طؾقمف وطؼائده ،وأخالقف وأطؿالف وسقاستف وإحساكف إلك الخؾؼ وأكف يـبغال
طؾك أ ؾف أن يحرصقا طؾك سؾقك الطرق والقسائؾ التل تدطقا إلقف بالؾقـ وطؾاؿ الؿخاشاـة بحساب ماا
تستدطقف الحال؛ ٕن الؿخاشـة والؿشاتؿة -كؿا قال -صريؼة الجا ؾقـ ،وإكؿا يػزع إلقفا مـ يحتاج إلاك
ذلؽ ،وأما العالؿ العاقؾ فنكف ٓ يحتاج إلقفا.
و ذا آخر البقان طؾك ذه الجؿؾة مـ الؽتاب ،والحؿد هلل رب العالؿقـ ،وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك طباده
ورسقلف محؿد وآلف وصحبف أجؿعقـ.