You are on page 1of 145

‫آثـار وأثـارة‬

‫‪ -1‬طـ أبل سعقد الخدري ﭬ قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪ٍَِٓٗ ٟ« :‬‬
‫أضػنً ٌغافث اىِاس‪ ،‬أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ»‪.‬‬
‫كاؿ أةٔ ـٓ٘ػ‪ :‬فؼد حؿؾـل ذلؽ طؾك أن رنتج إلك معاوية‪ ،‬فٍ‪ٜ‬ت‬
‫أذُّ٘‪ ،‬ثؿ رجعت)‪[ .‬مسـد طبد بـ حؿقد (‪.])968‬‬
‫‪ -2‬طـ سعقد بـ جبقر قال‪ :‬قؾت ٓبـ طباس‪ :‬آمر إمامل بالؿعروف؟‬
‫قال‪ :‬إن خشقت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فنن كـت وٓ بد فاطال؛ ففٍ٘ا ةِ٘م كةِّ٘‪،‬‬
‫ك‪ ٟ‬حغخب إٌِاٌم‪[ .‬ســ سعقد بـ مـصقر (‪ ،)7661 /4‬رقؿ (‪.])946‬‬

‫‪( :‬فـلمـا مـا جـرى لؾسؾػ مــ‬ ‫‪ -3‬كػاؿ ا‪ٌٝ‬اـ اةػَ ٌفيػص‬
‫التعـرض ٕمرائفؿ؛ فنهنؿ كاكقا ٗٓاةٔف اىٓيٍاء‪ ،‬فنذا اكبسطقا طؾقفؿ؛‬
‫احتؿؾقهؿ يف إغؾب)‪«[ .‬أداب الشرطقة» (‪.]»)781 /7‬‬

‫‪ -4‬كاؿ ا‪ٌٝ‬اـ اةَ اىلً٘ ‪( :‬ومـ دققؼ الػطـة‪ :‬أُم ‪ ٟ‬حؽد ْيٕ‬
‫اىٍٍاع عٍأق ةَ٘ اىٍ‪ ،ٜ‬فتحؿؾف رتبتف طؾك كصرة الخطل‪ ،‬وذلؽ خطل‬
‫ثان‪ ،‬ولؽـ تؾطػ يف إطالمف بف‪ ،‬ض٘د ‪ٗ ٟ‬لٓؽ ةّ غ٘ؽق)‪«[ .‬الطرق الحؽؿقة‬
‫يف السقاسة الشرطقة»‪ ،‬ص‪.]69 :‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪ -5‬كاؿ اىل٘ظ اةَ ْرٍَ٘٘‬


‫‪( -‬سٍّ٘ ا‪ُٝ‬هارات اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم‬
‫ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك اىطانً)‪«[ .‬لؼاءات الباب الؿػتقح» (‪.])74 /66‬‬

‫‪( -‬مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛ يؿؽـ أن‬
‫يدافع طـ كػسف‪ ،‬أن يبقـ وجفة كظره‪ ،‬ويحصؾ بذلؽ الخقر ‪ ...‬كأٌا ٌَ‬
‫كراء اىطشاب‪ ،‬كٌَ كراء اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ‪ ٟ‬ع٘ؽ ف٘ٓا‪ٌ ،‬ففػة‬
‫[مـ مؼطع مـشقر طؾك الشبؽة بعـقان‪( :‬التػصقؾ يف‬ ‫ٌطيث‪ ،‬ى٘ؿ ف٘ٓا ع٘ؽ)‪.‬‬
‫)]‪.‬‬ ‫اإلكؽار طؾك القٓة طؾـًا الشقخ ابـ طثقؿقـ‬
‫‪7‬‬ ‫مـكـدمـــة الصيــخ صالــح السخينــي‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫تقديم فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي‪ ،‬حفظه هللا‪:‬‬
‫الحؿد هلل وحده‪ ،‬وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف‪.‬‬
‫أٌا ةٓػ‪ :‬فؼد قرأت الؽتاب الؿقسقم بـ (كؽاءة يف فخاكل ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‬
‫ىفي٘يث اىل٘ظ ٌطٍػ ْيٖ فؽنٔس)‪ ،‬الذي أطده الشقخ بالل بـ محؿقد طدار‪،‬‬
‫فللػقتف ردا لطق ًػا‪ ،‬واف ًقا بالغرض‪ ،‬يؿتاز بالتقثقؼ‪ ،‬والؿصادر إصقؾة‪ ،‬وسالمة‬
‫الؾغة‪ ،‬وحسـ إسؾقب‪ ،‬مع حسـ إدب يف الحقار والؿـاقشة‪.‬‬
‫خصقصا بقـ صالب العؾؿ‪ ،‬لدقة مقضقطف‪،‬‬
‫ً‬ ‫وأرى أكف كتاب صالح لؾـشر‪،‬‬
‫وأهؿقتف‪ ٓ ،‬سقؿا يف هذا العصر‪.‬‬
‫وفؼ اهلل الباحث وسائر صالب العؾؿ لؾعؾؿ الـافع والعؿؾ الصالح‪.‬‬
‫وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وأصحابف أجؿعقـ‪.‬‬

‫أٌ‪٠‬ق اىفل٘ؽ إىٕ ْفٔ رةّ‬


‫ناىص ةَ ـٓػ اىفطٍٖ٘‬
‫(‪)1‬‬
‫‪7441-9-1‬‬

‫(‪ )7‬وقع سفق يف إصؾ‪ ،‬ف ُؽتب التاريخ‪/8/1 :‬بدل ‪.9/1‬‬


‫مـكـدمـــة الصيــخ صالــح السخينــي‬ ‫‪6‬‬

‫حلػًٗ في٘يث اىل٘ظ ناىص ةَ ـٓػ اىفطٍٖ٘‪ ،‬ضفِّ اهلل‪.‬‬


‫‪1‬‬ ‫مـكـدمــة الـيصــرة الجـاىـيـة‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫مقدمة النشرة الثانية‪:‬‬
‫الحؿد هلل رب العالؿقـ‪ ،‬والصالة والسالم طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف‬
‫وأصحابف أجؿعقـ‪.‬‬
‫أٌا ةٓػ‪ :‬ففذه الـشرة الثاكقة لـ (كؽاءة يف فخاكل ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ)(‪ ،)1‬بتؼديؿ‬
‫فضقؾة الشقخ الدكتقر صالح بـ سعد السحقؿل‪ ،‬حػظف اهلل‪ ،‬مػقض اإلفتاء‬
‫قرضفا بعد أن قرأها‬
‫بؿـطؼة الؿديـة الـبقية‪ ،‬والؿدرس بالؿسجد الـبقي‪ ،‬وقد َّ‬
‫خقرا وبارك فقف(‪.)2‬‬
‫كامؾة‪ ،‬وهلل الحؿد‪ ،‬مع كثرة أشغالف وازدحامفا‪ ،‬فجزاه اهلل ً‬
‫ككػ أىفج إى٘ٓا ٌا ٗيٖ‪:‬‬
‫‪ -7‬كالم شقخـا أبل طبد الؿعز ‪-‬حػظف اهلل‪ -‬حقل اإلكؽار يف الؿسائؾ‬
‫آجتفادية‪ ،‬وقد وقػت طؾقف بعد كشر الؼراءة أوٓ‪ ،‬ولف تعؾؼ مباشر بالبحث يف ستة‬
‫آثار استدل هبا شقخـا طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك ولل إمر يف غقبتف(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫ٌشاؿ‬ ‫‪ -6‬قراءة الػتقى الرابعة لشقخـا يف الؿقضقع‪ ،‬وهل بعـقان‪( :‬يف‬
‫ار اىٓيِػٖ‪ ،‬كٌفأىػػ ِث احتػا ِع ا‪ْٛ‬ػيًِ)‪ ،‬وقـد ُكشرت فـل مققعـف بتاريخ‪:‬‬
‫ا‪ُٝ‬هػػ ِ‬
‫‪ .7441/9/76‬وأضػتفا كؿؾحؼ يف آخر الؼراءة(‪.)4‬‬
‫‪ -1‬مـظقمة يف اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر‪ ،‬وهل كتؾخقص لؿباحث‬
‫الؼراءة‪ ،‬وجاءت يف (‪ )16‬بقتًا‪.‬‬
‫وأسلل اهلل جؾ وطال أن يـػع هبذه الؼراءة‪ ،‬إكف ولل ذلؽ والؼادر طؾقف‪.‬‬
‫وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬
‫كنختّ اىفل٘ؽ إىٕ اهلل‬
‫ة‪٠‬ؿ ةَ ٌطٍٔد ْػار اىشؾائؽم‬
‫ٌهختث اىٍفشػ اىِتٔم‪1443/8/17 ،‬‬

‫وإولك كشرهتا بتاريخ‪.7441/7/8 :‬‬ ‫(‪)7‬‬


‫سؾؿتفا لػضقؾتف بتاريخ‪ :‬الخؿقس‪.7441/6/6 ،‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫اكظر ص ‪.61‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وهذه اإلضافة لؿ يطؾع طؾقفا فضقؾة الشقخ صالح السحقؿل‪ ،‬حػظف اهلل‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪6‬‬ ‫الــنــــــكدمــــــة‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫مقدمــة‪:‬‬
‫إن الحؿد هلل‪ ،‬كحؿده‪ ،‬وكستعقـف‪ ،‬وكستغػره‪ ،‬وكعقذ باهلل مـ شرور أكػسـا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫مضؾ لف‪ ،‬ومـ يضؾؾ؛ فال هادي لف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومـ س ّقئات أطؿالـا‪ ،‬مـ يفده اهلل؛ فال‬
‫محؿدا طبده ورسقلف‪.‬‬
‫أن ّ‬‫وأشفد أن ّٓ إلف إٓ اهلل‪ ،‬وحده ٓ شريؽ لف‪ ،‬وأشفد ّ‬
‫[آل عمران]‪.‬‬ ‫ﮋﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﮊ‬
‫ﮋ ﭑ ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟ‬
‫[النساء]‪.‬‬ ‫ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ‬
‫ﮋ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱ ﮲‬
‫﮳﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼﮽ﮊ [األحزاب]‪.‬‬

‫محؿد ﷺ‪،‬‬ ‫فنن أصدق الحديث كتاب اهلل‪ ،‬وأحسـ الفدي هدي ّ‬ ‫َّأٌا ةٓػ‪ّ :‬‬
‫وكؾ ضاللة يف الـّار‪.‬‬‫وكؾ بدطة ضاللة‪ّ ،‬‬
‫وكؾ محدثة بدطة‪ّ ،‬‬‫وشر إمقر محدثاهتا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫كةٓػ‪ :‬ففذه قراءة يف فتاوى فضقؾـة شقخــا الؽريـؿ‪ ،‬إستاذ الدكتقر‪ ،‬أبـل‬
‫طبد الؿعز محؿد طؾل فركقس‪ ،‬حػظف اهلل ورطاه‪ ،‬وهل‪( :‬يف ضهً ا‪ُٝ‬هار‬
‫اى َٓ َيِٖ ْيٕ ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٛ‬ؽ)‪ ،‬و‪( :‬يف حٔى٘ص إكهاؿ ٌٓخؽض ْيٕ ضهً ا‪ُٝ‬هار‬
‫اىٍٓ َخؽِىَ٘ ْيٕ فخٔل‪« :‬ا‪ُٝ‬هار‬ ‫ِ‬
‫اى َٓ َيِٖ ْيٕ ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٛ‬ؽ)‪ ،‬و(حفِ٘ػُ ُك ُتٓات ُ‬
‫اىٓيِٖ ػ ةئاةٍّ ػ ْيٕ ُك َ‪ٟ‬ة ا‪ٌٔٛ‬ر»)‪ ،‬الؿـشقرة طؾك مققع فضقؾتف(‪.)1‬‬
‫رمزت لألولك اختصارا‪( :‬الػتقى)‪ ،‬ولؾثاكقة‪( :‬التقضقح)‪ ،‬ولؾثالثة‪:‬‬‫ُ‬ ‫وقد‬
‫(التػـقد)‪.‬‬
‫وكـت كتبت ما يتعؾؼ بـ (الػتقى) و(التقضقح) فـل خطاب خاص أرسؾتـف‬
‫لشقخــا‪ ،‬مـمرخ‪7446/77/7 :‬هـ‪ ،‬ولؿ يتقسر وصقلف لقـده‪ ،‬مـع بـذلـل لألسباب‪.‬‬
‫ولؿـا كاكت فتاوى شقخـا اكتشرت‪ ،‬وكان مـ مـفج السابؼقـ والالحؼقـ‪:‬‬ ‫َّ‬
‫إضفار البقـان فـل مثؾ ذلؽ‪ ،‬فـؼـد أطـدت صقـاغـة الؼـراءة وترتقبفـا‪ ،‬بعد إضافـة‬
‫ما يتعؾؼ بـ (التػـقد)‪ ،‬وأصؾعتفا بعض أهؾ العؾؿ‪ ،‬واستػدت مـ الؿالحظات‬
‫طؾقفا‪ ،‬واستشرهتؿ يف كشرها‪ ،‬واستخرت اهلل يف ذلؽ‪ ،‬ثؿ أصؾعتفا بعض صؾبة‬
‫العؾؿ لقراجعقها‪ ،‬واستػدت مـ مالحظاهتؿ‪ ،‬فجزاهؿ اهلل جؿقعا خقر الجزاء‪.‬‬

‫(‪ )7‬إولك ممرخة‪7446/71/71 :‬هـ‪ ،‬والثاكقة‪7446/71/67 :‬هـ‪ ،‬والثالثة‪7446/77/71 :‬هـ‪.‬‬


‫الــنــــــكدمــــــة‬ ‫‪6‬‬
‫وٓ تخػك مؽاكة شقخـا العؾؿقة‪ ،‬وأثره يف الساحة الدطقية‪ ،‬وهذه الؼراءة‬
‫هـل مــ بـاب الـصقحـة‪ ،‬والؿشـاركـة فقفـا بؿـا يػتحـف اهلل ويقسـره سبحاكـف‪،‬‬
‫وطساه بؿـِّف وفضؾف وكرمف أن يـػع هبا‪.‬‬
‫‪( :‬ولقس مـ‬ ‫ويحسـ يف هذا الؿؼام كؼؾ كالم شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‬
‫شرط إفضؾ‪ :‬أن ٓ يـبفف الؿػضقل ٕمر مـ إمقر)(‪.)1‬‬
‫(‪- )2‬رئقس الفقئة‬ ‫وقال شقخل العالمة طبد اهلل بـ طبد العزيز بـ طؼقؾ‬
‫الدائؿة بؿجؾس الؼضاء إطؾك سابؼا‪ ،‬بالؿؿؾؽة العربقة السعقدية‪ -‬ضؿـ كصقحة‬
‫كتبفا طام ‪7161‬هـ ٕخقف إكبـر مـف سـا‪ :‬طؼقؾ‪ ،‬تتعؾؼ بالؼضاء‪( :‬أما مـ جفة‬
‫كػسؽ ووضقػتؽ؛ فال حقل وٓ ققة إٓ باهلل‪ ،‬ما أكا بخائػ طؾقؽ‪ ،‬أكت أحسـ‬
‫مـل‪ ،‬وأستؿد الـصائح والقصايا مـؽ‪ ،‬لؽرب سـؽ‪ ،‬وسعة طؼؾؽ وطؾؿؽ‪ ،‬كىهَ‬
‫اىٔن٘ث ٌا ُحؽنج ىفيو اىٍِهٔح‪ ،‬ك‪ ٟ‬ىِلم اىِانص)(‪.)3‬‬
‫‪‬‬
‫‪ٚ‬قد قطُت ٖر‪ ٙ‬ايكسا‪ ٠٤‬إىل‪َ :‬كدَ‪ٚ ،١‬ثالث‪ ١‬فص‪ٚ ،ٍٛ‬خامت‪:١‬‬
‫ايـُكدَـ‪ :١‬تتضؿـ مدخال‪ ،‬وذكر وجقد الحاجة إلك تقضقح بعض‬
‫الؿصطؾحات والؼقاطد التل ذكرها شقخـا‪.‬‬
‫ايفصٌ األ‪ :ٍٚ‬فتا‪ ٣ٚ‬مجع َٔ ايعًُا‪ٚ ،٤‬حتت٘ ثالث‪َ ١‬باسح‪:‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬دراسة الػتاوى التل كؼؾفا شقخـا‪ ،‬طـ الؿشايخ‪ :‬طبد العزيز‬
‫ابـ طبد اهلل بـ باز‪ ،‬ومحؿد كاصر الديـ إلباين‪ ،‬ومحؿد بـ صالح العثقؿقـ‪،‬‬
‫رحؿفؿ اهلل‪ ،‬وذ َكر ُ‬
‫شقخـا أن فتقاه جاءت مطابؼة لػتاويفؿ‪.‬‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬مختصر مـفاج السـة» (‪ ،)7/6‬حقث قال‪( :‬قال الرافضل‪( :‬وقال يف خطبة لف‪ :‬مـ غالك يف‬
‫مفر امرأة جعؾتف يف بقت الؿال‪ .‬فؼالت لف امرأة ‪ :‬كقػ تؿـعـا ما أططاكا اهلل يف كتابف حقـ قال‪:‬‬
‫(ﭗﭘﭙ)[الـساء‪ .]61:‬فؼال‪ :‬كؾ أحد َأ ْفؼف مـ طؿر‪ ،‬حتك َ‬
‫الؿخدَّ رات)‪.‬‬
‫كاىشٔاب‪ :‬أن هذه الؼصة دلقؾ طؾك كؿال فضؾ طؿر وديـف وتؼقاه‪ ،‬ورجقطف إلك الحؼ إذا‬
‫تبقـ لف‪ ،‬وأكف يؼبؾ الحؼ حتك مـ امرأة‪ ،‬ويتقاضع لف‪ ،‬وأكف معرتف بػضؾ القاحد طؾقف‪ ،‬ولق‬
‫يف أدكك مسللة‪ ،‬ولقس مـ شرط إفضؾ‪ :‬أن ٓ يـبفف الؿػضقل ٕمر مـ إمقر)‪.‬‬
‫(‪ )6‬فائػة‪ :‬رافؼت شقخـا أبا طبد الؿعز يف زيارتف لشقخـا ابـ طؼقؾ ‪ ،‬يف مصؾك فـدق الصػقة‬
‫بؿؽة الؿؽرمة بعد طصر أحد أيام رمضان لعام ‪7417‬هـ‪ ،‬فسللف شقخـا ابـ طؼقؾ طـ اسؿف‬
‫وطؿؾف‪ ،‬فلجابف شقخـا‪ ،‬ثؿ قال لف شقخـا ابـ طؼقؾ‪ :‬ما شاء اهلل! يا أخل‪ ٓ ،‬تـسـل مـ صالح‬
‫دطائؽ‪ ،‬أكت مسافر‪ ،‬وصائؿ‪ ،‬ويف مؽة‪ .‬فذهبـا مـ طـده وشقخـا أبق طبد الؿعز يؼقلفا‬
‫معجبا هبا‪( :‬مسافر‪ ،‬وصائؿ‪ ،‬ويف مؽة)‪ .‬وأضـ أن ذلؽ الؾؼاء هق القحقد الذي جؿعفؿا‪.‬‬
‫سقرتف الذاتقة‪ ،‬وأهؿ مراسالتف»‬ ‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬الشقخ العالمة طبد اهلل بـ طبد العزيز العؼقؾ‬
‫(‪ ،)411/7‬باطتـاء كاتب هذه السطقر‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫الــنــــــكدمــــــة‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬كؼؾ أققال جؿع مـ العؾؿاء يف الؿسللة‪ ،‬لؿؼاركتفا بػتقى‬
‫شقخـا‪ ،‬وكؿاذج تطبقؼقة يف الباب‪.‬‬
‫أك‪ :ٟ‬أققال العؾؿاء‪ :‬اإلمام الؿجدد محؿد بـ طبد القهاب‪ ،‬ومحؿد بـ‬
‫طبد الؾطقػ آل الشقـخ‪ ،‬وسعـد بـ حؿد بــ طتقـؼ‪ ،‬وطبد اهلل بـ طبد العزيز‬
‫الـعــؼـري‪ ،‬وطـؿـر بـ محؿــد بــ سؾقــؿ‪ ،‬ومحؿـد بــ إبراهقـؿ آل الشقـخ‪،‬‬
‫وطبد الرحؿـ بـ كاصر السعدي‪ ،‬رحؿفؿ اهلل‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬كؿاذج تطبقؼقة يف الباب مـ تؼريرات اإلمام العالمة الشقخ محؿد بـ‬
‫إبراهقؿ آل الشقخ ‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬فتاوى سابؼة يف الؿسللة لشقخـا أبل طبد الؿعز‪.‬‬
‫● ٌيغم اىفهو‪.‬‬
‫ايفصٌ ايجاْ‪ :ٞ‬األدي‪ ١‬اييت اضتدٍ بٗا غ‪ٝ‬دٓا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش‬
‫اإلْهاز ايعًين يف ي‪ٝ‬ب‪ٚ ١‬ي‪ ٞ‬األَس‪ٚ ،‬حتت٘ ثالث‪َ ١‬باسح‪:‬‬
‫● اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬تؼسقؿ إدلة التل استدل هبا شقخـا طؾك جقاز اإلكؽار‬
‫العؾـل يف غقاب ولل إمر‪ ،‬ودراستفا‪ ،‬وتؼسقؿفا كالتالل‪:‬‬
‫● اىلفً ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬أدلة طامة يف إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫● اىلفً اىراين‪ :‬تسعة آثار‪ ،‬ثؿاكقة مـفا مـ فعؾ الصحابة ﭫ‪ ،‬وواحد مـفا‬
‫وتؿ تؼسقؿفا إلك ثالثة أقسام‪:‬‬
‫مـ فعؾ تابعل‪َّ ،‬‬
‫أك‪ :ٟ‬آثار كان اإلكؽار فقفا بحضقر ولل إمر‪ ،‬ولقس يف غقابف‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬آثار تدخؾ يف باب آجتفاد‪ ،‬بحضقر ولل إمر‪ ،‬أو يف غقابف‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬أثر طـ تابعل أورده شقخـا مـ باب الؾزوم‪.‬‬
‫● اىٍتطد اىراين‪ :‬آثار طـ بعض الصحابة ﭫ‪ ،‬تبقـ مـفجفؿ يف اإلكؽار‬
‫العؾـل طؾك الـقٓة حال غقاهبؿ‪.‬‬
‫● اىٍتطد اىراىد‪ :‬كالم ابـ الؼقؿ يف إكؽارات الصحابة ﭫ‪.‬‬
‫● ٌيطق‪ :‬آثار استدل هبا شقخـا طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وهل تدخؾ يف‬
‫باب اإلكؽار السري‪.‬‬
‫ايفصٌ ايجايح‪ :‬بعض ايط‪ٛ‬ابط اييت ‪ٚ‬ضعٗا غ‪ٝ‬دٓا يطس‪ٜ‬ك‪١‬‬
‫اإلْهاز ايعًين‪ٚ ،‬حتت٘ ثالث‪َ ١‬باسح‪:‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬إدلة طؾك الضقابط‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬هؾ الضقابط الؿذكقرة ُتخرج الؽالم طـ كقكف غقبة محرمة؟‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬ضبط الضقابط‪ ،‬واطتبار الؿآٓت‪.‬‬
‫الــنــــــكدمــــــة‬ ‫‪9‬‬
‫ايفصٌ ايسابع‪ َٔ :‬آثاز فت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪ٚ ،‬حتت٘ َبشجإ‪:‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬آكتصار لػتقى اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬مـ تطبقؼات فتقى اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫اخلامت‪ٚ :١‬ف‪ٗٝ‬ا ًَدص ايكسا‪.٠٤‬‬
‫‪‬‬
‫كأع٘ؽا؛ آمؾ مِـ كؾ مـ وقع طؾك خطل‪ ،‬أو طـده فائدة؛ أن يراسؾـل بذلؽ‬
‫طـ صريؼ الربيد اإللؽرتوين الؿثبت أدكاه‪ ،‬إذ الؿممـ ضعقػ بـػسف‪ ،‬ققي‬
‫بنخقاكف‪ ٓ ،‬يسؾؿ مـ العققب(‪.)1‬‬
‫الؽريؿ أسلل أن يـػع هبذه الؽتابة‪ ،‬وأن يؽتب لل إجر والثقاب‪ ،‬إكف‬
‫َ‬ ‫واهلل‬
‫َ‬
‫خقر مسمول‪.‬‬
‫واهلل أطؾؿ‪ ،‬وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬
‫ة‪٠‬ؿ ةَ ٌطٍٔد َْػَّ ار اىشؾائؽم‬
‫اىٍػِٗث اىِتٔٗث‪ْ1442/12/16 ،‬ػ‬
‫‪Bilaladd54321@gmail.com‬‬

‫يف «مختصر مـفاج الؼاصديـ»‪ ،‬ص ‪( :766‬واطؾؿ‪ :‬أن اهلل‬ ‫(‪ )7‬قال ابـ قدامة الؿؼدسل‬
‫تعالك إذا أراد بعبد خقرا بصره بعققب كػسف‪ ،‬فؿـ كاكت لف بصقرة‪ ،‬لؿ تخػ طؾقف طققبف‪ ،‬وإذا‬
‫طرف العققب أمؽـف العالج‪ ،‬ولؽـ أكثر الـاس جاهؾقن بعققهبؿ‪ ،‬يرى أحدهؿ الؼذى يف طقـ‬
‫أخقف وٓ يرى الجذع يف طقـف‪.‬‬
‫فٍَ أراد اىٔكٔؼ ْيٕ ْ٘ب ُففّ؛ فيّ يف ذىم أرةّ ٌؽؽ‪:‬‬
‫اىٍؽٗلث ا‪ٛ‬كىٕ‪ :‬أن يجؾس بقـ يدي شقخ بصقر بعققب الـػس‪ ،‬يعرف طققب كػسف وصرق‬
‫طالجفا‪ ،‬وهذا قد طز يف هذا الزمان وجقده‪ ،‬فؿـ وقع بف‪ ،‬فؼد وقع بالطبقب الحاذق‪ ،‬فال‬
‫يـبغل أن يػارقف‪.‬‬
‫اىٍؽٗلث اىراُ٘ث‪ :‬أن يطؾب صديؼا صدوقا بصقرا متديـا‪ ،‬ويـصبف رققبا طؾك كػسف‪ ،‬لقـبفف طؾك‬
‫الؿؽروه مـ أخالقف وأفعالف‪ ...‬إٓ أكف طز يف هذا الزمان وجقد صديؼ طؾك هذه الصػة‪ٕ ،‬كف‬
‫قؾ يف إصدقاء مـ يرتك الؿداهـة‪ ،‬فقخرب بالعقب أو يرتك الحسد‪ ،‬فال يزيد طؾك قدر‬
‫القاجب‪ .‬وقد كان السؾػ يحبقن مـ يـبففؿ طؾك طققهبؿ‪ ،‬وكحـ أن يف الغالب أبغض‬
‫الـاس إلقـا مـ يعرفـا طققبـا‪ .‬وهذا دلقؾ طؾك ضعػ اإليؿان‪ ،‬فنن إخالق السقئة‬
‫كالعؼارب‪ ،‬لق أن مـبفا كبفـا طؾك أن تحت ثقب أحدكا طؼربا لتؼؾدكا لف مـة‪ ،‬واشتغؾـا بؼتؾفا‪،‬‬
‫وإخالق الرديئة أطظؿ ضررا مـ العؼرب طؾك ما ٓ يخػك‪.‬‬
‫اىٍؽٗلث اىراىرث‪ :‬أن يستػقد معرفة كػسف مـ ألسـة أطدائف‪ ،‬فنن طقـ السخط تبدي الؿساوئ‪،‬‬
‫واكتػاع اإلكسان بعدو مشاجر يذكر طققبف‪ ،‬أكثر مـ اكتػاطف بصديؼ مداهـ يخػل طـف طققبف‪.‬‬
‫اىٍؽٗلث اىؽاةٓث‪ :‬أن يخالط الـاس‪ ،‬فؽؾ ما يراه مذمقما فقؿا بقـفؿ‪ ،‬يجتـبف)‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫مـــــــدخـــــــــــل‬

‫المقدمـة‪:‬‬
‫مدخـل‪:‬‬
‫● الحؿد هلل الذي أخرج لؾـاس خقر أمة‪ ،‬تلمر بالؿعروف‪ ،‬وتـفك طـ الؿـؽر‪،‬‬
‫الؿحتسبقـ‪،‬‬
‫والصالة والسالم طؾك الـبل إمقـ؛ قدوة الـاصحقـ‪ ،‬وحامؾ لقاء ُ‬
‫وأمر بالؿعروف‪ ،‬وهنك طـ الؿـؽر‪،‬‬
‫وكصح إمة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ب َّؾغ الرسالة‪ ،‬وأدى إماكة‪،‬‬
‫وشرع لألمة ما يـتظؿ بف أمر الدكقا والديـ‪ ،‬فب َّقـ ‪-‬طؾقف الصالة والسالم‪ -‬أن مِـ‬
‫ووضح العالقة بقـ الراطل‬
‫فصؾ آداهبا‪َّ ،‬‬ ‫ُأسس ققامفؿا‪ :‬القٓية‪ ،‬فشرع أحؽامفا‪ ،‬و َّ‬
‫والرطقة‪ ،‬وحث طؾك السـة وآجتؿاع‪ ،‬وهنك طـ الػرقة وآبتداع‪ ،‬وجعؾ إمر‬
‫وأساسا ققيا يف بؼاء الجؿاطة‬
‫ً‬ ‫بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر مـ أسفؿ اإلسالم‪،‬‬
‫وققهتا‪ ،‬و َأولك لف غاية آهتؿام‪ ،‬وققده بشروط وآداب‪.‬‬
‫ولؿا كان إمر والـفل َيثؼؾ طؾك كػقس كثقر مـ الـاس‪ ،‬وخاصة أصحاب‬
‫َّ‬
‫القٓيات‪ ،‬فؼد حرص ‪-‬طؾقف الصالة والسالم‪ -‬طؾك بقان الطريؼة الؿرضقة‬
‫لتعامؾ الرطقة مع وٓة إمقر يف هذا الباب‪ ،‬فػفؿ مـف الصحابة ذلؽ‪ ،‬وأخذوا‬
‫هبديف ﷺ‪ ،‬وتعامؾقا بف فقؿا بقـفؿ‪ ،‬فؽاكقا مـؼاديـ لؾحؼ‪ ،‬وكان القٓة مـفؿ‬
‫الؿحتسب‪ ،‬وخاصة إذا احتج بحديث رسقل اهلل ﷺ‪.‬‬
‫َيؼبؾقن احتساب ُ‬
‫ثؿ كؼؾ الصحابة ﭫ هديف ﷺ إلك َمـ بعدهؿ‪ ،‬وقامقا بذلؽ خقر ققام‪.‬‬
‫وكان جـاهبؿ ﭫ يف هذا الباب َمفق ًبا‪ ،‬ولؿ يخافقا يف اهلل لقمة ٓئؿ‪ ،‬ولؿ‬
‫يداهـقا يف ديـف‪ ،‬وخاصة أن زماهنؿ كان زمان تبؾقغ لؾشريعة‪ ،‬إذ ُهؿ حؿؾة‬
‫حديث رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬وقـد تػرقـقا فـل إمصار لـشر العؾؿ فقفا‪ ،‬واختص‬
‫بعضفؿ بتؾؼل ُســ طـ الـبل ﷺ لقست طـد غقرهؿ‪ ،‬لؿ َيسعفؿ إٓ أن ُيب ِّؾغقها‪،‬‬
‫فؽاكت إماكة طظقؿة‪ ،‬إذ لق سؽتقا طـ باصؾ لـُسب إلك الديـ ما لقس مـف‪،‬‬
‫اح ُت َّج بف طؾك حجقة اإلجؿاع‬
‫ولؿ يؽـ طصر تدويـ السـة قد بدأ‪ ،‬وكان مؿا ْ‬
‫السؽقيت‪ :‬أن الصحابة ﭫ كاكقا ٓ يسؽتقن طؾك باصؾ‪ ،‬لؼقهتؿ يف باب إمر‬
‫بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬وطدم مداهـتفؿ فقف‪.‬‬
‫● وٕهؿقة إمـر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر؛ فؼد ذكره الؿصـػقن يف‬
‫طؼائد السؾػ‪ ،‬وأفرده بعضفؿ بالتصـقػ‪ ،‬واستؼرت مسائؾف ضؿـ ما استؼر‬
‫مـ مسائؾ العؼقدة‪ ،‬ولؿ يبؼ مجال لالجتفاد فقفا‪ ،‬ولقس لؾؿتلخر إٓ أن يلخذ‬
‫مـــــــدخـــــــــــل‬ ‫‪71‬‬
‫طـ الؿتؼدم‪ ،‬فقـتظؿ يف سؾسؾة الذهب‪ ،‬فقؿسؽ هبا‪ ،‬فطرففا طـده‪ ،‬ومـتفاها‬
‫طـد رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬بلن يجتفد يف تؾؼل تؾؽ الؿسائؾ صافقة كؼقة ٓ شقة فقفا‪،‬‬
‫ثؿ ُيب ّؾغفا َمـ بعده طؾك الصػة التل تؾؼاها‪ ،‬ففل بؿـزلة القديعة‪ ،‬والقديعة أماكة‪،‬‬
‫حؼفا أن ُتصان و ُتب َّؾغ‪.‬‬
‫وخالػ يف ذلؽ الؿبتدطة؛ ضؿـ ما خالػقا فقف مـ أصقل‪ ،‬وأودطقا تؾؽ‬
‫البدع يف مملػاهتؿ يف العؼقدة‪ ،‬بؾ بثقها بدهاء يف كتب التػسقر وإصقل‬
‫الػرق‪ ،‬وجعؾقا مـا حـرفـقه أصال يف‬ ‫وغقرها‪ ،‬وحرف هذا الباب بعض ِ‬
‫َّ‬
‫كثقر مـ‬
‫مذهبفؿ؛ كالخقارج والؿعتزلة‪ ،‬وورث طـ الؿعتزلة معتؼدهؿ يف ذلؽ ٌ‬
‫إشاطرة‪ ،‬وحاول بعضفؿ الجؿع بقـ ما ورثف مـ الؿعتزلة ومذهب السؾػ‪،‬‬
‫فققع يف تذبذب(‪.)1‬‬
‫● كإف ٌَ حٔف٘ق اهلل ىيٍ ِ‬
‫طخفب‪ :‬أن ُيؼ ِّقض لف مـ ُيع ِّؾؿف و ُيذ ِّكره إكؽار‬ ‫ُ‬
‫الؿـؽرات التل لف قدرة طؾك إكؽارها‪ ،‬ويقجفف التقجقف الصحقح يف ذلؽ‪ ،‬حتك‬
‫يرتؼل يف هذا الباب خقر مرتؼك‪ ،‬ويؽقن وسطا فقف‪ ،‬وٓ يحرق الؿراحؾ‪ ،‬وقد‬
‫بخطب ٓ يصرب طؾقف‪ ،‬فقـتؽس‪ ،‬وقد يؽقن سببا ٓكتؽاسة غقره‪،‬‬ ‫ُيبتؾك جراء ذلؽ َ‬
‫بؾ ربؿا أصبح معاديا لفذه الشعقرة‪ ،‬مقالقا ٕطدائفا‪ ،‬طقا ًذا باهلل مـ كؾ ذلؽ(‪.)2‬‬

‫حس ـ التـبقف إلك مسللة الـؼؾ طـ بعض شراح الحديث أو الؿػسريـ الذيـ اكتفجقا هذا‬ ‫(‪ )7‬و َي ُ‬
‫الـفج يف مسائؾ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬إذ قد يؼع الـاقؾ طـفؿ طـ حسـ ضـ يف‬
‫مزالؼ خػقة‪ ،‬أو يغري غقره يف إخذ طـفؿ يف هذا الباب‪.‬‬
‫طفَ ُليّ يف ْؼا اىتاب‪ :‬ما وقػت طؾقف خالل العؿؾ طؾك إخراج سقرة الشقخ العالمة‬ ‫(‪ )6‬كٌٍا َٗ ُ‬
‫يف هذا الباب خالل دطقتف‬ ‫ومراسالتف‪ ،‬وصريؼتف‬ ‫طبد اهلل بـ محؿد الؼرطاوي‬
‫الؿباركة بجـقب الؿؿؾؽة العربقة السعقدية‪ .‬فؽاكت لف جفقد طظقؿة يف ذلؽ‪ ،‬ولف مـفج‬
‫حؽقؿ يف تعؾقؿ الطالب الطريؼة الصحقحة‪ ،‬وآرتؼاء هبؿ‪ ،‬مؿا جعؾ جفقده تثؿر فقفؿ‪،‬‬
‫فلثؿرت يف الـاس‪ ،‬وصار كثقر مـ تالمقذه مـ أطضاء هقئة إمر بالؿعروف والـفل الؿـؽر‪،‬‬
‫بؾ كان مـفؿ رؤساء لفقئات إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫فؿـ ذلؽ‪ :‬أكف كان يخرج إلك جفة مـ الجفات ومعف كبار الطالب؛ فؽان يعظ الـاس ويرشدهؿ‪،‬‬
‫ويلمرهؿ بالؿعروف‪ ،‬ويـفاهؿ طـ الؿـؽر‪ ،‬والطؾبة معف يؼتدون بف‪ ،‬وهق يب ِّق ُـ لفؿ الطريؼة يف‬
‫التقسقر والتبشقر والرفؼ والؾقـ والبصقرة‪ ،‬والبعد طـ العـػ والشدة والتعسقر والتـػقر‪.‬‬
‫يؼقل تؾؿقذه الشقخ الؼاضل أحؿد بشقر معاىف الضؿدي‪ ،‬حػظف اهلل‪( :‬ط َّؾؿـا الشقخ كقػ كعالج‬
‫بعض الشركقات يف الؿـطؼة‪ ،‬فؽـا كذهب معف لألسقاق‪ ،‬كُطَ نغار يف اىفَ‪ ،‬وكعالج التؿائؿ‬
‫التل تعؾؼ بالدواب وأيدي الـاس‪ ،‬وكتسابؼ لؼطعفا‪ ،‬وكـا كقاجف مشاكؾ مـ همٓء‪ ،‬وكان‬
‫الشقخ يحؿقـا‪ .‬وكان الشقخ يعؾؿـا إذا سؿعـا مـ يحؾػقن بإماكة أن كؼقل لفؿ‪ :‬ققلقا ٓ إلف إٓ‬
‫اهلل‪ ،‬فتؾؽ كػارهتا‪ ،‬فؽـا كػعؾ ذلؽ‪ .‬وكـا كدخؾ الؿؼابر‪ ،‬فـجد أشقاء مـؽرة تقضع طؾك الؼبقر‪،‬‬
‫بزطؿفؿ أن هذا رجؾ ولل أو سقد أو لف مؽاكة ما‪ ،‬فـزيؾفا‪ ،‬وكشعر الؿجتؿع بلن هذه بدع‬
‫=‬
‫‪77‬‬ ‫مـــــــدخـــــــــــل‬
‫● و َمـ تؿسؽ بؿذهب السؾػ يف هذا الباب ‪-‬وغقره‪ -‬فؼد تقسط بقـ‬
‫الغالل والجايف‪ ،‬و َيؾحؼف بذلؽ إذى مـ الطرفقـ؛ فطرف يؾؿزه بالؿداهـة يف‬
‫الحؼ(‪ ،)1‬و ُمؼابؾف يـسبف إلك التشدد مع الخؾؼ‪ ،‬والؿق َّفؼ َمـ وفؼف اهلل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اىطاسث إىٕ حٔى٘ص ةٓو اىٍهٍيطات كاىلٔاْػ اىخٖ ذنؽْا ك٘غِا‪:‬‬
‫كان مـ طادة الؿصـػقـ يف مسائؾ العؾؿ‪ :‬جؿع إدلة القاردة يف الباب‪،‬‬
‫وتؼديؿ إدلة التل هل أصؾ‪ ،‬وإتباطفا بإدلة إخرى التل تتعؾؼ بف‪.‬‬
‫واهتؿقا ‪-‬أيضا‪ -‬بتعريػ الؿصطؾحات وتحريرها‪ ،‬وخاصة إذا كان‬
‫الؿصطؾح مركبا‪ ،‬أو كان مؿا يؼع فقف كقع لبس واشتباه‪.‬‬
‫كفٍ٘ا نختّ ك٘غِا ‪-‬ضفِّ اهلل‪٠َٗ -‬ضَ كسٔد ضاسث ةِ٘ث إىٕ حٔى٘ص ةٓو‬
‫اىٍفائو كاىٍهٍيطات؛ اىخٖ ُحَٓ٘ ْيٕ اىفًٓ‪ ،‬كحؽفّ ةٓو ا‪ٝ‬كها‪ٟ‬ت‪،‬‬
‫كحطػد ا‪ٛ‬دىث اىخٖ ُٗطخز ةٓا‪ ،‬فٍِٓا‪:‬‬
‫‪ -7‬ما هق الؿـؽر الذي يـ َؽر طؾك القٓة إذا وقعقا فقف؟‬
‫‪ -6‬تقضقح مصطؾح‪( :‬اإلكؽار العؾـل)‪.‬‬
‫‪َ -1‬مـ الذيـ ُيـاط هبؿ الؼقام باإلكؽار العؾـل طؾك القٓة؟‬
‫‪ -4‬هؾ هـاك فرق بقـ كصقحة ولل إمر وإكؽار الؿـؽر طؾقف؟‬
‫‪ -6‬بعض التؼريرات‪:‬‬
‫‪ :1‬إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن يف حضقر ولل إمر‪ ،‬ويجقز أن‬
‫يؽقن يف غقابف‪.‬‬
‫‪ :2‬التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل‪.‬‬

‫=‬
‫وخرافات‪ ،‬وأهنا ٓ تجقز‪ .‬ويف فرتة وجقزة تغقرت إحقال‪ ،‬وهلل الحؿد‪ .‬كنِا ُخٓيً ٌَ اىل٘ظ‬
‫طؾؿا كثقرا‪ ،‬وهلل الحؿد؛ ٕكف جاء مـ‬
‫اىٓيً‪ ،‬كٍُتق ٌا حٓيٍِاق‪ ،‬فرسخ العؾؿ‪ ،‬وشعركا أكـا تعؾؿـا ً‬
‫الؼؾب إلك الؼؾب‪ ،‬وهذه صػة يؿتاز هبا الشقخ الؼرطاوي )‪.‬‬
‫(‪ )7‬كـت برفؼة شقخـا العالمة طبد اهلل ابـ طؼقؾ طام ‪7411‬هـ‪ ،‬وكحـ خارجان مـ مسجده‪ ،‬فجاءه‬
‫شاب طؿره يف حدود ‪ 78‬سـة‪ ،‬وبدأ يؽؾؿ الشقخ طـ بعض الؿـؽرات‪ ،‬ويؼقل لف‪ٓ :‬بد أن‬
‫تـؽروها‪ ،‬وأكتؿ طؾؿاء إمة‪ ،‬ومثؾ هذا الؽالم‪ ،‬والشقخ يؿشل ويستؿع لف‪ ،‬ولؿ يرد طؾقف بشلء‪.‬‬
‫جقالف ٕقرأ طؾقف الرسائؾ التل تلتقف‪ ،‬فؽان مـفا مثؾ ذلؽ وأشد؛ مـ‬ ‫ومرة أططاين شقخـا‬
‫آهتام بالؿداهـة‪ ،‬وغقر ذلؽ‪ .‬فؽـت أققل يف كػسل‪ ٓ :‬شؽ أن همٓء الشباب ٓ يعرفقن‬
‫جفقد الشقخ يف هذا الباب ومقاقػف فقف‪ ،‬ومع ذلؽ لؿ يرد شقخـا طؾك إول‪ ،‬ولؿ يعؾؼ طؾك‬
‫الثاين‪ ،‬رحؿف اهلل رحؿة واسعة‪.‬‬
‫مـــــــدخـــــــــــل‬ ‫‪76‬‬
‫‪َ - 1‬ا ٖ‪ ٛ‬املٓهس اير‪ُٜٓ ٟ‬هَس عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬إذا ‪ٚ‬قع‪ٛ‬ا ف‪:٘ٝ‬‬
‫لؿ ُيحدد شقخـا ما هق الؿـؽر الذي يـؽر طؾك القٓة إذا وقعقا فقف؛ هؾ هق‬
‫الؿـؽر الؿتػؼ طؾك تحريؿف؟ أم يدخؾ يف ذلؽ اإلكؽار يف الؿسائؾ التل هل‬
‫محؾ كظر واجتفاد؟ والذي يظفر أكف يؼصد الؿـؽر الؿتػؼ طؾك تحريؿف‪،‬‬
‫وتحديد ما تؼدم يػقد يف طدة أمقر‪ ،‬مـفا‪ :‬تؿققز إدلة التل سقستدل هبا‪ ،‬فال‬
‫يستدل طؾك الؼسؿ إول بلدلة الؼسؿ الثاين‪.‬‬
‫خالل شرحف لحديث أبل‬ ‫كاؿ اىل٘ظ اىٓ‪ٌ٠‬ث ٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘‬
‫ٍ‬
‫سعقد الخدري ﭬ أكـف قـال‪ :‬خـرج رجـالن فـل سػـ ٍر‪ ،‬فحضرت الصـالة ‪-‬ولقس‬
‫معفؿا ماء‪ -‬فتقؿؿا صعقدا صقبا‪ ،‬فصؾقا‪ ،‬ثؿ وجدَ ا الؿاء يف الققت‪ .‬فلطاد أحدهؿا‬
‫فذكرا ذلؽ لف‪ ،‬فؼال لؾذي‬
‫الصالة والقضقء‪ ،‬ولؿ ُيعد أخر‪ ،‬ثؿ أتقا رسقل اهلل ﷺ‪َ ،‬‬
‫أنتج اىفِث‪ ،‬كأسؾأحم ن‪٠‬حم»‪ .‬وقال لمخر‪« :‬ىم ا‪ٛ‬سؽ ٌؽحَ٘»(‪:)1‬‬
‫َ‬ ‫لؿ ُيعد‪« :‬‬
‫‪( :‬ويف هذا الحديث دلقؾ طؾك أن آجتفاد ٓ ُيـ َؽر طؾك صاحبف‬ ‫كاؿ‬
‫إذا طؾؿ مـف حسـ الـقة‪ ،‬وأكف لؿ يـق الؿخالػة‪ ،‬لؽـ هذا الذي أوصؾف إلقف‬
‫اجتفاده‪ ،‬فنكف ٓ يـؽر طؾقف‪ ،‬لؽـ يبقـ لف الصقاب‪ ،‬أما اإلكؽار؛ فال‪ ...‬الؿفؿ أن‬
‫مسائؾ آجتفاد ‪-‬والحؿد هلل‪ -‬إمر فقفا واسع‪ ،‬ولفذا اكظر إلك هذه الؿسللة؛‬
‫ما أكؽر الرسقل ﷺ طؾك الرجؾ الذي اجتفد فلخطل‪ ،‬ولفذا أمثؾة كثقرة يف‬
‫السـة‪ ،‬فالذي يـبغل لإلكسان أن يعرف مدارك الحؼ‪ ،‬وأن ٓ يـؽر يف غقر محؾ‬
‫اإلكؽار‪ ،‬وأن ٓ يسؽت يف غقر محؾ السؽقت‪ ،‬فؾؽؾ مؼام مؼال)(‪.)2‬‬
‫مـؽرا لدى الجؿقع‪ ،‬فنن كان مـ إمقر‬
‫‪ٓ( :‬بد أن يؽقن الؿـؽر ً‬ ‫ككاؿ‬
‫الخالفقة؛ فنكف ٓ ُيـ َؽر طؾك مـ يرى أكف لقس بؿـؽر‪ ،‬إٓ إذا كان الخالف ضعقػا‬
‫ٓ ققؿة لف‪ ،‬فنكف يـؽر طؾك الػاطؾ‪ ،‬وقد ققؾ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إ‪ ٟ‬ع‪ ٠‬نفا ىّ ضَ ٌَ اىِِؽ)‬ ‫ٌٓختؽا‬
‫ن‬ ‫كى٘ؿ نو ع‪٠‬ؼ ساء‬

‫(‪ )7‬أخرجف أبق داود (‪ ،)119‬والـسائل (‪ ،)411‬وصححف إلباين يف «صحقح أبل داود» (‪/6‬‬
‫‪.)166( )766‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬الشرح الؿختصر طؾك بؾقغ الؿرام» (‪.)761 /6‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬التؾخقص الؿعقـ طؾك شرح إربعقـ»‪ ،‬ص ‪ .768‬وقال أيضا‪( :‬وققلف‪ٌُِْ « :‬ه نَؽا» ٓبد‬
‫أن يؽقن مـؽرا واضحا يتػؼ طؾقف الجؿقع‪ ،‬أي الؿـؽِر والؿـؽر طؾقف‪ ،‬أو يؽقن مخالػة الؿـؽر‬
‫=‬
‫‪71‬‬ ‫مـــــــدخـــــــــــل‬
‫‪ - 2‬ت‪ٛ‬ض‪ٝ‬ض َصطًض‪( :‬اإلْهاز ايعًين)‪:‬‬
‫ٌا ْٔ اىٍلهٔد ةا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ؟‬
‫‪-‬هؾ الؿؼصقد أن يؽقن اإلكؽار طالكقة‪ ،‬بؿعـك أكف بالؾسان‪ ،‬ولقس‬
‫بالؼؾب؟‬
‫‪-‬أو الؿؼصقد أن ُيعؾـ اإلكؽار طؾك الحاكؿ أمامف؟‬
‫‪-‬أو الؿؼصقد أن ُيعؾـ اإلكؽار طؾك الحاكؿ طؾك رؤوس إشفاد؟‬
‫‪-‬وأيضا؛ هؾ هذا الؿصطؾح ُوجد طـد السؾػ؟ وهؾ مؼصقدهؿ بف هق‬
‫كػس مؼصقد أهؾ هذا العصر‪ ،‬فؿثال‪ :‬إذا أصؾؼ هذا الؿصطؾح يف هذا العصر؛‬
‫فعامة الـاس –بؾ وكثقر مـ خاصتفؿ‪ -‬يتبادر إلك أذهاهنؿ أكف اإلكؽار طؾك‬
‫الحاكؿ يف غقابف‪ٕ ،‬كف هق الؿعروف يف واقعفؿ‪ ،‬بقـؿا طـد السؾػ هق اإلكؽار‬
‫طؾك الحاكؿ يف حضقره‪ ،‬وهق كادر جدا يف هذا العصر‪.‬‬
‫‪ ،‬الؿتقىف سـة ‪448‬هـ‪:‬‬ ‫كاؿ اةَ ةٍاؿ اىٍاىهٖ‬
‫(فنن قال قائؾ‪ :‬فإف ا‪ُٝ‬هار ْيٕ ا‪ٌٛ‬ؽاء يف اىٓ‪ُ٘٠‬ث ٌَ اىفِث‪ ،‬لؿا روى‬
‫سػقان طـ طؾؼؿة بـ مرثد‪ ،‬طـ صارق بـ شفاب ‪ :‬أن رجالً سلل الـبل ﷺ‪ :‬أي‬
‫الجفاد أفضؾ؟ قال‪« :‬نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»‪ .‬قال الطربي‪ :‬قد اختؾػ‬
‫السؾػ قبؾـا يف تلويؾ هذا الحديث‪ .‬فؼال بعضفؿ ‪ :‬إكؿا طـك الـبل ﷺ بؼقلف ‪:‬‬
‫«نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»؛ إذا أٌَ ْيٕ ُففّ اىلخو‪ ،‬أو أن يؾحؼف مـ البالء‬
‫مـؽرا مـ ذي سؾطان‬
‫ً‬ ‫القاجب طؾك مـ رأى‬
‫ُ‬ ‫ما ٓ قبؾ لف بف ‪ ...‬وقال آخرون‪:‬‬
‫مـؽرا‬
‫ً‬ ‫أن يـؽره ْ‪ ُ٘٠‬نث وكقػ أمؽـف ‪ ...‬وقال آخرون ‪ :‬مـ رأى مـ سؾطاكف‬
‫فالقاجب طؾقف أن يـؽره ةليتّ دكف ىفاُّ)(‪.)1‬‬
‫‪( :‬فنن قال قائؾ‪ :‬فإف ا‪ُٝ‬هار ْيٕ ا‪ٌٛ‬ؽاء‬ ‫ف٘‪٠‬ضَ ٌَ كٔؿ اةَ ةٍاؿ‬
‫يف اىٓ‪ُ٘٠‬ث ٌَ اىفِث‪ ،‬وذكره لحديث‪« :‬نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»‪ ،‬وما ذكره‬
‫مـ أققال يف تػسقره‪ ،‬ومـفا‪( :‬أن يـؽره ْ‪ ُ٘٠‬نث وكقػ أمؽـف)‪( ،‬أن يـؽره بؼؾبف‬
‫دكف ىفاُّ)؛ أن الؿؼصقد بالعالكقة طـدهؿ‪ :‬هق اإلكؽار أمام الحاكؿ بالؾسان‪.‬‬
‫ثؿ قد يؽقن ذلؽ فقؿا بقـف وبقـف‪ ،‬وقد يؽقن أمام مإل مـ الـاس‪.‬‬
‫=‬
‫طؾقف مبـقة طؾك ققل ضعقػ ٓ وجف لف‪ .‬أما إذا كان مـ مسائؾ آجتفاد؛ فنكف ٓ يـؽره)‪.‬‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح صحقح البخاري» (‪ )61/71‬باختصار‪.‬‬
‫مـــــــدخـــــــــــل‬ ‫‪74‬‬
‫فال يؾزم مـ لػظ (العالكقة) أن يؽقن أمام الـاس‪ ،‬فضال أن يؽقن يف غقبتف‪.‬‬
‫‪ ،‬الؿتقىف سـة ‪ 966‬هـ‪ ،‬يف شرح أثر‬ ‫كٌريّ ٌا كاىّ ةػر اىػَٗ اىِٖٓ٘‬
‫أسامة بـ زيد لؿا ُصؾب مـف أن ُيؽؾؿ طثؿان‪ ،‬ﭫ(‪:)1‬‬
‫(فقف إدب مع إمراء والؾطػ هبؿ‪ ،‬ووطظفؿ سرا‪ ،‬وتبؾقغفؿ ققل الـاس‬
‫فقفؿ‪ ،‬لقؽػقا طـف‪ ،‬هذا كؾف إذا أمؽـ‪ ،‬فنن لؿ يؿؽـ القطظ سرا فؾقجعؾف ْ‪ُ٘٠‬ث‪،‬‬
‫لئال يضقع الحؼ‪ ،‬لؿا روى صارق بـ شفاب قال‪ :‬قال رسقل اهلل‪« :‬أفيو‬
‫اىشٓاد‪ :‬نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»)(‪.)2‬‬
‫فػسر العالكقة بحديث‪« :‬أفيو اىشٓاد‪ :‬نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪‬‬
‫‪ ََٔ - 3‬اير‪ُٜٓ ٜٔ‬اط بِٗ ايك‪ٝ‬اّ باإلْهاز ايعًين عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪٠‬؟‬
‫قال شقخـا يف (الػتقى)‪:‬‬
‫(عًُا إٔ ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬ايعًٓ‪ ١ٝ‬تؤد‪ َٔ ٣‬يرل ٖتو ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رل ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬ع‪،‬‬
‫ملٓافاتٗا يًذاْب األخالق‪ٚ ،ٞ‬ال خس‪ٚ‬ز بايك‪ٚ ٍٛ‬ايفعٌ‪ ،‬ملدايفت٘ ملٓٗر اإلضالّ‬
‫يف احلهِ ‪ٚ‬ايط‪ٝ‬اض‪ ،١‬بً٘ إذا أداش‪ٚ‬ا تكد‪ ِٜ‬ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬أَاَِٗ عًٓا‪ٚ ،‬فتش‪ٛ‬ا عً‪٢‬‬
‫أْفطِٗ باب إبدا‪ ٤‬ايسأ‪ٚ ٟ‬االْتكاد ‪ٚ‬أذْ‪ٛ‬ا ف‪ٖٚ ،٘ٝ‬را َتطُٔ يف ق‪ ٍٛ‬ايصد‪ٜ‬ل‬
‫ﭬ‪ٚ« :‬إٕ زأ‪ٜ‬تُ‪ ْٞٛ‬عً‪ ٢‬باطٌ فطدد‪ٚ ،»ْٞٚ‬يف يفغ‪ٚ« :‬إٕ شيت فك‪،»َْٞٛٛ‬‬
‫قاٍ ايٓ‪ٚ« : ٟٚٛ‬ف‪ ٘ٝ‬األدب َع األَسا‪ٚ ٤‬ايًطف بِٗ ‪ٚٚ‬ععِٗ ضسا ‪ٚ‬تبً‪ٝ‬غِٗ‬
‫َا ‪ٜ‬ك‪ ٍٛ‬ايٓاع ف‪ ِٗٝ‬ي‪ٓٝ‬هف‪ٛ‬ا عٓ٘‪ٖٚ ،‬را نً٘ إذا أَهٔ ذيو‪ ،‬فإٕ مل ميهٔ‬
‫اي‪ٛ‬عغ ضسا ‪ٚ‬اإلْهاز فً‪ٝ‬فعً٘ عالْ‪١ٝ‬؛ ي‪٦‬ال ‪ٜ‬ط‪ٝ‬ع أصٌ احلل»‪ٚ ،‬قاٍ‪ :‬يف َ‪ٛ‬ضع‬
‫آخس‪« :‬قاٍ ايعًُا‪ٚ :٤‬ال رنتص األَس باملعس‪ٚ‬ف ‪ٚ‬ايٓٗ‪ ٞ‬عٔ املٓهس بأصشاب‬
‫اي‪ٛ‬ال‪ٜ‬ات‪ ،‬بٌ ذيو دا‪٥‬ص آلساد املطًُني؛ قاٍ إَاّ احلسَني‪ٚ :‬ايدي‪ ٌٝ‬عً‪:٘ٝ‬‬
‫إمجاع املطًُني‪ ،‬فإٕ يرل اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬يف ايصدز األ‪ٚ ٍٚ‬ايعصس اير‪ ًٜ٘ٝ ٟ‬ناْ‪ٛ‬ا‬
‫‪ٜ‬أَس‪ ٕٚ‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬باملعس‪ٚ‬ف ‪ ِْٜٗٛٗٓٚ‬عٔ املٓهس‪َ ،‬ع تكس‪ٜ‬س املطًُني إ‪ٜ‬اِٖ ‪ٚ‬تسى‬
‫ت‪ٛ‬ب‪ٝ‬دِٗ عً‪ ٢‬ايتػايٌ باألَس باملعس‪ٚ‬ف ‪ٚ‬ايٓٗ‪ ٞ‬عٔ املٓهس َٔ يرل ‪ٚ‬ال‪.)»١ٜ‬‬
‫وشقخـا ذكر يف بداية الػتقى ما يتعؾؼ بالـصح سرا لؾحاكؿ‪ ،‬ثؿ الـصح‬
‫العؾـل لف إذا لؿ يؿؽـ اإلسرار‪ ،‬مع ذكر ضقابط ذلؽ وآدابف‪ ،‬ثؿ ذكر أدلتف‪،‬‬
‫‪ ،‬ثؿ أكد آداب الـصقحة العؾـقة‪ ،‬ثؿ ذكر مـ يؼقم‬ ‫وثـك بؽالم ابـ الؼقؿ‬
‫بذلؽ‪ ،‬كأُّ ‪ٙ‬ضاد اىٍفيٍَ٘‪.‬‬
‫(‪ )7‬سقليت ذكره يف ص ‪.11‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬طؿدة الؼاري شرح صحقح البخاري» (‪.)14 /61‬‬
‫‪76‬‬ ‫مـــــــدخـــــــــــل‬
‫والؿسللة إخقرة –وهل مـ يؼقم بذلؽ‪ -‬كؼؾ فقفا كالم الـقوي بعد ذكر‬
‫أثار ا لتل استدل هبا طؾك اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وذكر الضقابط يف ذلؽ‪( ،‬وهق ققلف‪:‬‬
‫قال العؾؿاء الخ)‪ ،‬وهذا الـؼؾ فـل هذا الؿقضع بعد ذكر جؿقع مـا تؼـدم؛ يدل‬
‫–وإن لؿ يصرح هبا شقخـا‪ -‬طؾك أن طامة الـاس جائز لفؿ إكؽار الؿـؽر طالكقة‬
‫طؾك القٓة‪.‬‬
‫ذكر هذه الؽالم خالل شرحف لحديث‪ ٌَ« :‬رأل ٌِهً‬ ‫مع أن الـقوي‬
‫مؼررا لؿسللة‪ :‬هؾ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‬
‫ً‬ ‫ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق»‪،‬‬
‫خاص بالقٓة‪ ،‬أو أن ٔحاد الرطقة ذلؽ‪ ،‬وقرر أن آحاد الرطقة داخؾقن‪ ،‬وهذه‬
‫مسللة أخرى‪ ،‬غقر مسللة اإلكؽار طؾك وٓة إمقر‪.‬‬
‫‪ -‬ثؿ قال شقخـا يف (التقضقح)‪:‬‬
‫(‪ٚ‬عً‪ ،٘ٝ‬ف‪ٝ‬ه‪ ٕٛ‬اإلْهاز ايعًين عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬دا‪٥‬صا إذا نإ ‪ٜ‬ت‪ٛ‬قع ف‪٘ٝ‬‬
‫املصًش‪ٚ ١‬سص‪ ٍٛ‬اخلرل ‪ٚ‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس‪ٜٚ ،‬كدِّز ذيو أٌٖ ايعًِ ‪ٚ‬املعسف‪١‬‬
‫‪ٚ‬ايدِّزا‪ ١ٜ‬بأس‪ٛ‬اٍ ايبالد ‪ٚ‬ايعباد)‪.‬‬
‫‪ -‬ثؿ قال يف (التػـقد)‪:‬‬
‫‪ٚ‬عً‪ ،٘ٝ‬فص‪ٛ‬ز أدي‪ ١‬عُ‪َٛ‬ات ايهتاب ‪ٚ‬ايطٓ‪ ١‬نجرل‪ ٠‬يف ب‪ٝ‬إ األَس‬
‫باملعس‪ٚ‬ف ‪ٚ‬ايٓٗ‪ ٞ‬عٔ املٓهس‪ ،‬فٗ‪ٚ ٛ‬ادب نفا‪ ٞ٥‬عً‪ ٢‬األَ‪ ١‬مج‪ٝ‬عا‪ ،‬ض‪ٛ‬ا‪ْ٤‬‬
‫نإ سانُا ـ ز‪ٝ٥‬طا أ‪ًَ ٚ‬ها أ‪ ٚ‬ضًطاْا أ‪ ٚ‬أَرلا أ‪ٚ ٚ‬ش‪ٜ‬سا أ‪ٚ ٚ‬اي‪ٝ‬ا أ‪ ٚ‬قا‪٥‬دا أ‪ٚ‬‬
‫قاض‪ٝ‬ا أ‪ ٚ‬ع‪ْٛ‬ا سه‪َٝٛ‬ا زف‪ٝ‬عا ‪ٚ‬حن‪ ٛ‬ذيو ـ أ‪ ٚ‬نإ ذله‪َٛ‬ا‪ٚ ،‬ذيو ‪ٜ‬ػٌُ‬
‫مج‪ٝ‬ع غسا‪٥‬ض اجملتُع ‪ٚ‬طبكات٘‪ٖ ،‬را َٔ ْاس‪ )...ٍ١ٝ‬ثؿ قال‪( :‬فٗ‪ٚ ٛ‬ادبْ عً‪٢‬‬
‫األَ‪ٚ ١‬سل هلا‪ ،‬فهُا دنب عً‪ ٢‬احلهاّ ‪ٚ‬األَسا‪ٚ ٤‬اي‪ٛ‬ال‪ٚ ٠‬ايكطا‪ ٠‬إٔ ‪ٜ‬أَس‪ٚ‬ا‬
‫باملعس‪ٚ‬ف ‪ٜٛٗٓٚ‬ا عٔ املٓهس َطًكا‪ ،‬فهريو عً‪ ٢‬األَ‪ ١‬إٔ تأَس ‪ٚ‬تٓٗ‪٢‬‬
‫سهاَٗا ‪ٚ‬أَسا‪ٖ٤‬ا َطًكا‪.)...‬‬
‫‪-‬فنذا أخذكا بؼقل شقخـا إخقر يف (التػـقد) وهق مقافؼ لؿا جاء يف‬
‫(الػتقى)‪ ،‬فقؽقن إكؽار الؿـؽر طالكقة طؾك الحاكؿ حؼا لألمة جؿقعا‪.‬‬
‫وإذا أخذكا بؼقلف يف (التقضقح)؛ فنكف قرر هـاك أكف يؼدِّ ر ذلؽ ُ‬
‫أهؾ العؾؿ‬
‫عرفة والدِّ ِ‬
‫راية بلحقال البالد والعباد‪.‬‬ ‫والؿ ِ‬
‫َ‬
‫‪‬‬

‫‪ْ :4‬و ِْاؾ فؽؽ ةَ٘ ُه٘طث كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ كإُهار اىٍِهؽ ْيّ٘؟‪:‬‬
‫ٗ‪٠‬ضَ أف ك٘غِا يف (اىفخٔل) ك(اىخٔى٘ص) ٗفخٍٓو اىِه٘طث كإُهار‬
‫اىٍِهؽ ةٍِٕٓ كاضػ‪ ،‬كىً ٗؼنؽ كسٔد فؽؽ ةٍِ٘ٓا‪.‬‬
‫مـــــــدخـــــــــــل‬ ‫‪76‬‬
‫‪ -‬فؼنؽ اىِه٘طث‪ ،‬ذً كؽُٓا ةإُهار اىٍِهؽ‪ ،‬كؿا يف (الػتقى)‪( :‬وإصؾ يف‬
‫وطظفؿ أن يؽقن سرا طـد اإلمؽان‪ ،‬مـ غقر فضحٍ وٓ تقبقخٍ وٓ تشـق ٍع‪ ...‬أٌا‬
‫إذا ىً ٍٗهَ كًِْٓ ـؽا يف إزاىث ٌِهؽٍ ككٓٔا فّ٘ ْيِا‪ ،‬وغؾب طؾك الظـ‬
‫ٍ‬
‫مػسدة فنكف يجقز ـ والحال‬ ‫تحصقؾ الخقر باإلكؽار العؾـل مـ غقر ترتب أي‬
‫هذه ـ ُه٘طخًٓ كا‪ُٝ‬هار ْيً٘ٓ ْيِا‪ ،‬دون ٍ‬
‫هتؽ وٓ ٍ‬
‫تعققر وٓ تشـق ٍع‪.)..‬‬
‫ويف (التػـقد)‪( :‬فنن ما تؼرر يف الػتقى الؿشار إلقفا والرد طؾك إشؽال‬
‫الؿعرتض يف مسللة سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ طؾك ولل إمر الذي خالػ الشريعة‬
‫طؾـا بالضقابط الشرطقة الؿبقـة يف أصؾ الػتقى هق ما أديـ اهلل بف‪ ،‬وأطتؼده‬
‫راجحا‪ ،‬وألتزم بحؽؿف طـد آقتضاء‪ ،‬مع مراطاة الؿصؾحة يف ة٘اف اىٍِهؽ‬
‫والحؽؿة يف تؼديؿ اىِه٘طث ٕولل إمر‪ ،‬كحؽؾ ا‪ُٝ‬هار اىفؽم كاىٓيِٖ ـ طؾك‬
‫حد سقاء ـ طـد وجقد الؿاكع‪ ،‬وهق غؾبة الظـ بحدوث مػسدة أو ترتب شر)‪.‬‬
‫وقال يف (التػـقد)‪( :‬فاىطانو‪ :‬أن مـ الحؽؿة يف ا‪ٝ‬ـؽار ةا‪ُٝ‬هار أك‬
‫اىِه٘طث يف الجؿؾة‪ :‬أكف أبعد طـ الرياء وأقرب إلك التجرد)‪.‬‬
‫‪ -‬كٌا ُٗفًٓ ٌَ اىخٓت٘ؽ َْ اىِه٘طث يف اىفؽ ةػ‪( :‬اإلكؽار السري)‪ ،‬طؾك‬
‫جفة الؿؼابؾة لـ (إلكؽار العؾـل)‪ ،‬كذىم يف (التقضقح)‪( :‬طؾؿا أن اىِه٘طث‬
‫ةاىفؽ يف حد ذاهتا إن كاكت ٓ تحصؾ مصؾحة بؾ تجؾب مػسدة أو تحدث‬
‫مـؽرا أكرب فخفخٔم ٌّ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف اىخؽؾ)‪.‬‬
‫‪ -‬كْ َّتؽ َْ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ ةػ (اىِه٘طث اىٓيِ٘ث)‪( :‬طؾؿا أن اىِه٘طث اىٓيِ٘ث‬
‫هتؽ وٓ ٍ‬
‫تعققر وٓ تشـق ٍع لؿـافاهتا لؾجاكب إخالقل)‪.‬‬ ‫تمدى مـ غقر ٍ‬

‫‪ -‬ذً ذنؽ يف (اىخفِ٘ػ) أف ا‪ُٝ‬هار ٗػعو يف ٍْٔـ ةاب اىِه٘طث‪ ،‬وذلؽ يف‬
‫ققلف‪( :‬وهذا الؿعـك مـ ا‪ُٝ‬هار يدخؾ يف طؿقم ةاب اىِه٘طث التل هل حؼقؼة‬
‫الديـ يف ققلف ﷺ‪« :‬اىػَٗ اىِه٘طث»)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫● كاؿ ٌٓاىٖ اىل٘ظ ناىص ةَ ْتػ اىٓؾٗؾ آؿ اىل٘ظ –ضفِّ اهلل‪ -‬يف ة٘اف‬
‫اىفؽؽ ةَ٘ ُه٘طث اىٔ‪ٟ‬ة كةَ٘ إُهار اىٍِهؽ ْيً٘ٓ‪:‬‬
‫( الؿسللة الخامسة‪ ،‬وهل مسللة مفؿة تتعؾؼ بالػرق بقـ كصقحة القٓة‬
‫‪71‬‬ ‫مـــــــدخـــــــــــل‬
‫وإمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر لؾقٓة‪ ،‬بؾ لعامة الـاس‪.‬‬
‫الـصقحة كؿا ذكركا إصؾ فقفا أن تؽقن سرا‪ ،‬و[إكؽار] الؿـؽر إصؾ‬
‫فقف أن يؽقن طؾـا‪.‬‬
‫وقد جاء يف بقان هذا إصؾ ققلف طؾقف الصالة والسالم يف الحديث‬
‫الصحقح‪ ٌَ« :‬أراد أف ِٗهص ىؼم ـيٍاف؛ ف‪ْ ُٗ ٠‬ت ِػ ِق ْ‪ُ٘٠‬ث‪ ،‬كى٘أعؼ ة٘ػق‪،‬‬
‫كى٘غئ ةّ‪ ،‬فإف كتو ٌِّ فؼاؾ‪ ،‬كإ‪ٗ ٟ‬هٔف كػ أ َّدل اىؼم ْيّ٘»(‪ .)1‬وهذا الحديث‬
‫ب مـ ض َّعػ إسـاده‪ ،‬ولف شقاهد كثقرة‪ ،‬ذكرها الفقثؿل‬ ‫ِ‬
‫إسـاده ققي‪ ،‬ولؿ ُيص ْ‬
‫يف «مجؿع الزوائد»(‪ ،)2‬ويميده ما جاء يف صحقح البخاري‪ ،‬مـ أهنؿ أرادوا أن‬
‫ُيـْؽِ َر أسامة بـ زيد طؾك طثؿان‪ ،‬فلسامة بـ زيد لؿ يػعؾ‪ ،‬وقال‪ :‬أما إين قد بذلتف‬
‫لف سرا‪ ٓ ،‬أكقن فاتح باب شر(‪ .)3‬وهذا مقافؼ لفذا إصؾ‪ ،‬وهق أكف ما يؼع يف‬
‫وٓية السؾطان يف وٓية القالل مـ مخالػات لؾشرع؛ ففذا بابف الـصقحة‪ٕ ،‬هنا‬
‫ٍ‬
‫رؤية لػعؾف أو سؿا ٍع محؼؼ لف‪ ،‬أما مـ رأى السؾطان‬ ‫ما تعؾؼت بف مـ جفة‬
‫بـػسف يػعؾ مـؽر ًا فنكف مثؾ غقره يلمره ويـفاه‪.‬‬
‫كأٌؽ كُٖٓ اىفيٍاف ٗهٔف ِْػق‪ٗ ٟ ،‬هٔف ةٓ٘ػن ا ِّْ‪ ،‬لؿا جاء يف الحديث‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ـيٍاف سائؽ‪ ،‬فأٌؽق كُٓاق‪ ،‬فلخيّ»(‪.)4‬‬ ‫«أفيو اىلٓػاء‪ :‬ضٍؾة‪ ،‬كرسو كاـ إىٕ‬
‫فلمر وهنل السؾطان يؽقن فقؿا رأيتف مـف بـػسؽ‪ ،‬أو سؿعتف مـف سؿاطا محؼؼا‪،‬‬
‫سؿعتف مـف بلذكؽ‪ ،‬ف ُتـْؽِر بحسب آستطاطة‪ ،‬بحسب الؼدرة بحسب ما يتقسر؛‬
‫طؾـًا أو غقرها‪ .‬أما الـصقحة؛ ففل ما يجري يف وٓيتف‪ .‬وأهؾ العؾؿ فرققا يف هذا‬
‫الؿؼام بؿا ذكرت لؽ‪ ،‬بقـ الـصقحة بؿا يؼع يف القٓية‪ ،‬وبقـ ما يؽقن مـؽرا‬
‫يػعؾف السؾطان بحضرة الـاس‪.‬‬
‫كنر٘ؽ ٌَ اىطٔادث كا‪ٛ‬دىث كا‪ٛ‬ضادٗد أُهؽ ف٘ٓا اىهطاةث كأُهؽ ف٘ٓا‬
‫اىخاةٓٔف ْيٕ ذكم اىفيٍاف ْيِا‪ ،‬كنيٓا إذا حأٌيخٓا ةػكف اـخرِاء ٗهٔف ف٘ٓا ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫أف اىٍِهؽ فٓيّ ةطيؽحًٓ‪ ،‬رأكق ٌِّ أك ـٍٓٔق ـٍاْا ٌطللا ٌِّ‪ .‬مثؾ ما أكؽر‬

‫أخرجف ابـ أبل طاصؿ يف «السـة» (‪ ،)7186( )667/6‬طـ طقاض بـ غـؿ ﭬ‪ ،‬وصححف‬ ‫(‪)7‬‬
‫إلباين يف «ضالل الجـة» (‪.)7186‬‬
‫(‪ ،)616/6‬باب الـصقحة لألئؿة وكقػقتفا‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫سقليت ذكره يف ص ‪.11‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أخرجف الحاكؿ يف «مستدركف» (‪ ،)4994‬وصححف إلباين يف «الصحقحة» (‪.)114‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫مـــــــدخـــــــــــل‬ ‫‪79‬‬
‫ِ‬
‫الرجؾ طؾك مروان يف تؼديؿف خطبة العقد طؾك الصالة‪ ،‬ففذا شلء ُسؿ َع مـف‪ ،‬ولق‬
‫كان السؾطان إذا فعؾ ُمـْ َؽرا فنكف ُيـْ َؽ ْر طؾقف‪ ،‬وٓ يؼال هـا سرا‪ ،‬بؾ ُيـْ َؽ ْر طؾقف ولق‬
‫ثؿ فساد أطظؿ مـف؛ مـ مؼتؾة أو‬
‫كان بحضرة الـاس‪ ،‬بشرط أن ُيم َم َـ أن يؽقن َّ‬
‫فتـة طظقؿة أو كحق ذلؽ‪ .‬وكذلؽ ما حصؾ مـ اإلكؽار طؾك طؿر يف لبسف‬
‫الثقبقـ‪ ،‬وكذلؽ ما حصؾ مـ اإلكؽار طؾك معاوية‪ ،‬وأشباه ذلؽ كثقر‪ ،‬فنن باب‬
‫الـصقحة غقر باب اإلكؽار‪ ،‬باب اإلكؽار يؽقن ب ٍ‬
‫رؤية‪ ،‬سقاء كاكت رؤية الؿـؽر‬
‫مـ السؾطان أم مـ طامة الـاس‪ ،‬إذا رأيتف بـػسؽ‪ ،‬أما باب الـصقحة؛ فؿا يؼع يف‬
‫القٓية‪ ،‬وتلمؾ يف ذلؽ الـصقص جؿقعا‪ ،‬ككػ حأٌيخٓا رْاٗ نث ىخطل٘ق اىٍلاـ يف‬
‫ْؼق اىٍفأىث اىٍٍٓث كةؽاء نة ىيؼٌث‪ ،‬ووجدت أن هذا الذي ذكرت لؽ ( ٌُِ َْيتِ ًْ)‬
‫كؿا قال أهؾ العؾؿ‪ ،‬كؿا ذكر ذلؽ محؼؼا‪ :‬ابـ رجب يف شرحف لحديث‪ٌَ« :‬‬
‫ٌِهؽا»‪ ،‬وكؿا ذكره ابـ الـَّحاس يف كتابف‪( :‬تـبقف الغافؾقـ)‪ ،‬بؾ قد قال‬
‫رأل ٌِهً ن‬
‫ابـ طباس ﭭ‪ ٓ( :‬تلمر السؾطان وٓ تـفف طـ مـؽر إٓ فقؿا بقـؽ وبقـف)‪ .‬رواه‬
‫طـف طبدالرزاق بنسـاد صحقح‪.‬‬
‫وكالم السؾػ إ َذا تلمؾتف يدور طؾك هذا الػرق ما بقـ الـصقحة وما بقـ‬
‫ٍ‬
‫برؤية مؿـ‬ ‫اإلكؽار‪ ،‬فباب اإلكؽار شلء وباب الـصقحة شلء‪ .‬اإلكؽار بؼقده‬
‫فعؾ أو سؿاع محؼؼ‪ ،‬وتؾحظ أن اإلكؽار يؽقن بحسب التػصقؾ الذي ذكركا‬
‫مـ اكػؽاك الؿعصقة أو مالزمتفا)(‪.)1‬‬
‫كٌٍا ُٗؼنؽ يف اىفؽؽ ةٍِ٘ٓا‪ :‬أن كؾ إكؽار لؿـؽر فنكف يدخؾ يف الـصقحة(‪،)2‬‬
‫ولقست كؾ كصقحة هل إكؽار لؿـؽر‪.‬‬
‫‪ -‬كعؿ؛ يقجد يف كالم العؾؿاء التعبقر بالؾػظقـ‪ ،‬فقؼقلقن مثال‪ :‬مـ رأى‬
‫ولل إمر يليت مـؽرا؛ فنكف يـصحف‪ ،‬ويؼصدون أكف يـؽر الؿـؽر طؾقف‪ ،‬أو‬
‫يؼقلقن‪ :‬يـؽر طؾقف‪ ،‬أو يؼقلقن‪ ،‬يـصحف ويـؽر طؾقف‪ ،‬ولؽـ يف مؼام التؼعقد‬
‫لؾؿسللة؛ فنن تؿققز الؿصطؾحات أمر مفؿ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح العؼقدة القاسطقة» (‪.)114 /6‬‬


‫(‪ )6‬وهذا أشار إلقف شقخـا يف (التػـقد)‪ ،‬وذلؽ بؼقلف‪( :‬وهذا الؿعـك مـ اإلكؽار يدخؾ يف طؿقم‬
‫باب الـصقحة التل هل حؼقؼة الديـ يف ققلف ﷺ‪« :‬الديـ الـصقحة»)‪..‬‬
‫‪78‬‬ ‫مـــــــدخـــــــــــل‬
‫‪- 5‬بعض ايتكس‪ٜ‬سات اييت ذنسٖا غ‪ٝ‬دٓا‪:‬‬
‫‪ :1‬ا‪ٛ‬نو يف ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ أف ٗهٔف يف ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬كٗشٔز أف‬
‫ٗهٔف يف غ٘اةّ‪:‬‬
‫قال شقخـا يف (التقضقح)‪( :‬عًُا أْ٘ نُا ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬اإلْهاز عطس‪ٚ ٠‬ي‪ٞ‬‬
‫األَس ـ ‪ ٖٛٚ‬األصٌ يف اإلْهاز ايعًين ـ عً‪َ ٢‬ا ديت عً‪ ٘ٝ‬بعض آثاز ايطًف‪،‬‬
‫دن‪ٛ‬ش ـ أ‪ٜ‬طا ـ إْهاز املٓهس يف ي‪ٝ‬بت٘ عً‪َ ٢‬ا ديت عً‪ ٘ٝ‬آثاز أخس‪ ٣‬عٔ ايطًف‪،‬‬
‫َٓٗا‪ :‬سد‪ٜ‬ح عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت ﭬ)‪.‬‬
‫فشقخـا جعؾ إصؾ يف اإلكؽار العؾـل‪ :‬أن يؽقن يف حضرة ولل إمر‪،‬‬
‫ويجقز ‪-‬أيضا‪ -‬يف غقبتف؛ لقرود أدلة يف ذلؽ‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان اإلكؽار يف حضقر ولل إمر أصال؛ فنكف ُيػفؿ مـف أن ما طداه بدل‪،‬‬
‫وٓ يـتؼؾ مـ إصؾ إلك البدل إٓ إذا تعذر إصؾ لسبب ماكع‪ ،‬وهـا شقخـا لؿ‬
‫يذكر السبب‪ ،‬وإكؿا ذكر أكف يجقز اإلكؽار يف غقبة ولل إمر بـاء طؾك أدلة‪.‬‬
‫فنذا كاكت هـاك أدلة لإلكؽار العؾـل يف حضقر ولل إمر‪ ،‬وأدلة يف غقابف‪،‬‬
‫ولقس هـاك دلقؾ يدل طؾك أن أحدهؿا أصؾ وأخر بدل؛ فحقـئذ يستقيان‪ ،‬فال‬
‫يؽقن أحدهؿا أصال وأخر بدٓ‪.‬‬
‫‪ :2‬اىخٓؽٗو ٗػعو يف ةاب ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪:‬‬
‫أك‪ :ٟ‬قرر شقخـا يف ثالثة مقاضع مـ (التػـقد)‪ :‬أن التَّعريض والتَّؾؿقح‬
‫العؾـل‪ ،‬فػل الؿقضع إول يظفر ذلؽ مـ خالل‬
‫ِّ‬ ‫يدخالن يف باب اإلكؽار‬
‫تؼريره وشرحف لؾتؼسقؿ الثـائل‪ :‬إكؽار سري‪ ،‬وإكؽار طؾـل‪ ،‬ثؿ أطاد ذلؽ‬
‫وأحال طؾك الؿقضع إول‪ ،‬ثؿ صبؼ هذه الؼاطدة يف استدٓلف بحديث طبادة‪،‬‬
‫َّؾؿقح يدخالن‬
‫َّعريض والت ُ‬
‫وأحال طؾقفا‪ ،‬وصرح يف الؿقضع إخقر بؼقلف‪( :‬والت ُ‬
‫العؾـل ـ كؿا تؼدَّ م)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يف باب اإلكؽار‬
‫كٗفًٓ ٌَ ذىم نيّ‪ ،‬كإف ىً ٗهؽح ك٘غِا ةؼىم‪ :‬أف اىخَّٓؽٗو كاىخَّيٍ٘ص‬
‫ُ‬
‫‪ٗ ٟ‬ػع‪٠‬ف يف ةاب ا‪ُٝ‬هار اىفؽم‪.‬‬
‫‪-‬والحؼقؼة أهنؿا يدخالن يف اإلكؽار السري أيضا‪ ،‬فؿا يؿـع أن يـؽر طؾك‬
‫شخص ويـصح سرا‪ ،‬ويؽقن ذلؽ طؾك وجف التعريض ٓ التصريح‪.‬‬
‫جفرا‪ ،‬كةخٓؽٗو ٓ‬
‫‪( :‬وإذا كصحت؛ فاكصح ـؽا ٓ ً‬ ‫قال ابـ حزم‬
‫مـــــــدخـــــــــــل‬ ‫‪61‬‬
‫تصريح‪ ،‬إٓ أن ٓ يػفؿ الؿـصقح تعريضؽ‪ ،‬فالبد مـ التصريح) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ومثال ذلؽ‪ :‬ما ُكؼؾ طـ السؾطان صالح الديـ يقسػ بـ أيقب ققؾ‪ :‬إكف‬
‫قال يقما لؾؼاضل الػاضؾ‪ :‬لـا مدة لؿ كر فقفا العؿاد الؽاتب‪ ،‬فؾعؾف ضعقػ‪،‬‬
‫امض إلقف‪ ،‬وتػؼد أحقالف‪ ،‬فؾؿا دخؾ الػاضؾ إلك دار العؿاد‪ ،‬وجد أشقاء‬
‫أكؽرها يف كػسف‪ ...‬فلكشد‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ةٍهؽكق ٌػَ اىٓػؼؿ‬ ‫ٌا ىً ِٗيم‬ ‫ٍ‬
‫رسو‬ ‫ٌا ُانطخم عتاٗا اىٔد ٌَ‬
‫ٍ‬
‫كػٖء ٌػَ اىؾىػو‬ ‫ةأف أراؾ ْيٕ‬ ‫ٌطتخٖ ف٘م حأةٕ َْ ٌفػاٌطخٖ‬
‫فؾؿا قام مـ طـده؛ كزع العؿاد طؿا كان فقف‪ ،‬وأقؾع‪ ،‬ولؿ َي ُعد إلك شلء مـ‬
‫ذلؽ البتة(‪.)2‬‬
‫ذاُ٘ا‪ٍٗ :‬هَ اىِِؽ فٍ٘ا كؽرق ك٘غِا ٌَ سٓخَ٘‪:‬‬
‫اىشٓث ا‪ٛ‬كىٕ‪ :‬أن يف تؼرير ذلؽ فتح باب إلمؽاكقة تسؾط القٓة الظؾؿة‬
‫طؾك أهؾ العؾؿ‪ ،‬إذ التعريض بابف واسع‪ ،‬وكؾ يتؾؼاه طؾك حسب ففؿف‪ ،‬فقؼال‬
‫طرضت‬
‫لؽؾ مـ أراد أن يـؽر جـس الؿـؽر مـ غقر أن يتعرض لؾقٓة‪ :‬إكؽ َّ‬
‫بقلل إمر‪ ،‬وبالتالل فؼد أكؽرت طؾقفؿ طؾـا ويف غقبتفؿ‪.‬‬
‫كقع رهبة‪ ،‬فنذا‬
‫كاىشٓث اىراُ٘ث‪ :‬تثبقط مـ يريد إكؽار جـس الؿـؽر‪ ،‬ولف ُ‬
‫اكؼدح يف ذهـف أن التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل؛ ترك إكؽار جـس‬
‫الؿـؽر‪ ،‬خقفا مـ تبعات أن ُيػفؿ أن كالمف فقف تعريض بالقٓة‪ ،‬وبالتالل‬
‫يضعػ جدا جاكب الـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬إخالق والسقر»‪ ،‬ص‪.711 :‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬صقب الؿذاق مـ ثؿرات إوراق»‪ ،‬ص ‪ ،76‬لتؼل الديـ أبل بؽر الحؿقي‪ ،‬الؿعروف‬
‫بابـ حجة‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫فتاوى جمع من العلماء‪ ،‬وتحته مبحثان‪:‬‬
‫● المبحث األول‪:‬‬
‫دراسة الفتاوى التي نقلها شيخنا‪ ،‬عن المشايخ‪:‬‬
‫عبد العزيز بن عبد هللا بن باز‪ ،‬ومحمد ناصر الدين األلباني‪،‬‬
‫ومـحـمـد بـن صالـح العثيمـيــن‪ ،‬رحمـهــــم اللـــــه‪،‬‬
‫وذكر أن فتواه بضوابطها جاء حكمها موافقا لفتاويهم‪:‬‬
‫ذكر شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬يف (التػـقد) أن فتقاه يف اإلكؽار العؾـل‪-‬بحضرة‬
‫ولل إمر أو غقابف‪ -‬بضقابطفا جاء حؽؿفا مقاف ًؼا لؿا طؾقف طؾؿاء العصر؛‬
‫كابـ باز‪ ،‬وإلباين‪ ،‬وابـ طثقؿقـ‪ ،‬ومؼبؾ القادطل‪ ،‬وطبد اهلل بـ قعقد‪.‬‬
‫كٗطفَ اىِِؽ يف فخاكل كحلؽٗؽات اىٍلاٗظ‪ْ :‬تػ اىٓؾٗؾ ةَ ْتػ اهلل ةَ‬
‫ةاز‪ ،‬كٌطٍػ ُانؽ اىػَٗ ا‪ٛ‬ىتاين‪ ،‬كٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘‪ ،‬رضًٍٓ اهلل‪،‬‬
‫كاىغؽكج ةِخ٘شث ٌغخهؽة يف ذىم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪:‬‬ ‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬زلاس‪ ١‬ايػ‪ٝ‬ذ عبد ايعص‪ٜ‬ص بٔ عبد اهلل بٔ باش‬
‫مـ كبار طؾؿاء‬ ‫ٓ يخػك أن سؿاحة الشقخ العالمة طبد العزيز بـ باز‬
‫خصقصا؛ طؾؿقا‬
‫ً‬ ‫إمة‪ ،‬ومِـ أطرف الـاس بؿذهب السؾػ طؿق ًما‪ ،‬وهبذا الباب‬
‫وطؿؾقا‪ ،‬فؼد تعامؾ مباشرة مع وٓة إمقر بؿختؾػ صبؼاهتؿ‪ٕ ،‬زمـة طديدة‪،‬‬
‫فعايش خؿسة مؾقك‪ ،‬واحتؽ هبؿ‪ ،‬وأدرك العؾؿاء الؽبار قبؾف‪-‬كشقخف العالمة‬
‫محؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ‪ ،-‬ورأى صريؼة تعامؾفؿ يف هذا الباب‪ ،‬واستػاد‬
‫مـفؿ‪ ،‬وتقلك وٓية الؼضاء مدة مـ الزمـ‪ ،‬وتقلك رئاسة اإلفتاء مدة صقيؾة‪،‬‬
‫قائؿا بالؿعروف‪ ،‬كاه ًقا طـ الؿـؽر‪ ٓ ،‬يخاف يف اهلل لقمة ٓئؿ‪ ،‬وكان‬
‫وكان ً‬
‫مرج ًعا لؾعؾؿاء والدطاة‪ ،‬ولفقئات إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬مساكدً ا‬
‫لفا(‪ ،)1‬مخال ًطا لؾـاس طـ قرب بؿختؾػ صبؼاهتؿ‪ ،‬ولف كؾؿتف الؿسؿقطة طـد‬

‫مـ مؽاتبات‪ :‬رسالة مـف إلك أهؾ كعجان‬ ‫(‪ ٌَِ )7‬ىٍ٘ف اىٍٔافلات؛ أن أقدم ما ُوجد لسؿاحتف‬
‫طام ‪ ،7167‬لؿا كان قاضقا يف (الدلؿ)‪ ،‬يحثفؿ طؾك إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪،‬‬
‫=‬
‫املبخح األول‪ :‬فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني‬ ‫‪66‬‬
‫الخاصة والعامة‪ ،‬مع الزهد التام يف الدكقا‪ ،‬وقد رحؾ طـفا ولؿ يرتك مـفا شقئا‬
‫وشفد لف بذلؽ كؾف الؼاصل والداين‪.‬‬ ‫ُيذكر‪َ ،‬‬
‫وٓ شؽ أن معرفة تؼريره يف الؿسللة مفؿ جدا‪ ،‬إذ إكف مـ أولك مـ ُيرجع‬
‫إلقف يف هذا الباب‪ ،‬لألمقر التل تؼدم ذكرها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬أكار ك٘غِا يف (اىخٔى٘ص) إىٕ أف فخٔاق ساء ضهٍٓا ٌٔافلا ىٍا ْيّ٘‬
‫اىل٘ظ اةَ ةاز ‪ ،‬ذً ُلو فخٔل ىفٍاضخّ يف (اىخفِ٘ػ)‪ ،‬كُم اىفخٔل‪:‬‬
‫(ض‪ٝ‬ل ‪ :‬ما ضابط اإلىلاز مً حٔث اإلضساز ّاجلَس بُ‪ّ ،‬إذا مل‬
‫جيد اإلضساز فَل جيَس باإلىلاز؟ ٍّل ٍيالم فسق بني احلاكه‬
‫ّاحمللْو يف ٍرِ املطأل٘؟ ّكٔف ىْجُ قص٘ أبٕ ضعٔد اخلدزٖ مع‬
‫اخللٔف٘ يف تقدٓه اخلطب٘ عل‪ ٙ‬الصالٗ‪ّ ،‬قص٘ ضلناٌ مع عنس يف قص٘‬
‫القنٔص‪ّ ،‬غريٍا مً الْقا‪ٜ‬ع؟‬
‫فأجاب ‪« :‬األصل أٌ امليلس ٓتخس‪ ٚ‬ما ٍْ األصلذ ّاألقسب إىل‬
‫اليجاح‪ ،‬فقد ٓيجذ يف مطأل٘ مع أمري‪ّ ،‬ال ٓيجذ مع األمري الثاىٕ‪ ،‬فاملطله‬
‫الياصذ ٓتخس‪ ٚ‬األمْز اليت ٓسجْ فَٔا اليجاح‪ ،‬فإذا كاٌ جَسِ باليصٔخ٘‬
‫يف مْضع ٓفْت األمس فُٔ‪ ،‬مثل قص٘ أبٕ ضعٔد‪ّ ،‬السجل الرٖ أىلس عل‪ٙ‬‬
‫مسّاٌ إخساج امليرب ّتقدٓه الصالٗ‪ ،‬فَرا ال بأع ألىُ ٓفْت؛ أما إذا كاٌ‬
‫اإلىلاز عل‪ ٙ‬أمْز ّاقع٘‪ّ ،‬خيػ‪ ٙ‬أىُ إٌ أىلس ال ٓقبل ميُ‪ ،‬أّ تلٌْ‬
‫العاقب٘ ضٔ‪ ،٘ٝ‬فٔفعل ما ٍْ األصلذ‪ ،‬فإذا كاٌ يف ملاٌ أّ يف بلد مع أٖ‬
‫غدص‪ّٓ ،‬ظَس لُ ّٓستاح إىل أٌ األصلذ مباغسٗ اإلىلاز باللطاٌ ّاجلَس‬
‫معُ فلٔفعل ذلم ّٓتخس‪ ٚ‬األصلذ؛ ألٌ الياع خيتلفٌْ يف ٍرِ املطا‪ٜ‬ل‪ :‬فإذا‬
‫زأ‪ ٚ‬املصلخ٘ أال جيَس‪ّ ،‬أٌ ٓتصل بُ كتاب٘ أّ مػافَ٘ فعل ذلم؛ ألٌ ٍرِ‬
‫األمْز ختتلف حبطب أحْال الياع؛ ّكرلم الػدص املعني حيسص عل‪ٙ‬‬

‫=‬
‫ويخربهؿ أكف طقـ ستة أطضاء يؼقمقن بذلؽ‪ ،‬وبقـ لفؿ مفامفؿ‪ ،‬ثؿ قال لفؿ يف آخر الخطاب‪:‬‬
‫(و َمـ طارض الـقاب الؿذكقريـ‪ ،‬أو وقػ يف وجقهفؿ بالؽالم الرديء؛ فال يؾقمـ إٓ كػسف‪،‬‬
‫وسقرى مـا ‪ -‬إن شاء اهلل ‪ -‬ما يؽره)‪ .‬اكظر‪« :‬الرسائؾ الؿتبادلة بقـ بـ باز والعؾؿاء»‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫ومـ رسالة لعالمة القؿـ الشقخ محؿد بـ سالؿ البقحاين لسؿاحتف طام ‪7119‬هـ قال فقفا‪:‬‬
‫(وأحؿد اهلل طؾك دوام صحتؽؿ‪ ،‬وطؾك ما أكرمؽؿ اهلل بف مـ خدمة العؾؿ‪ ،‬والجفاد يف سبقؾف‪،‬‬
‫وإكف لقبؾغـل طـؽؿ الؽثقر الطقب مـ الصراحة يف الحؼ‪ ،‬والصرب طؾك ما يـالؽؿ يف ذات اهلل‪،‬‬
‫ٕمـركـؿ بالؿعــروف‪ ،‬وهنقؽـؿ طــ الؿـؽــر‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ) [العـؽبقت]‪ .‬اكظر‪ :‬الؿصدر السابؼ‪ ،‬ص ‪.718‬‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫الطرت مَنا أملً‪ّٓ ،‬صّزِ‪ ،‬أّ ٓلاتبُ‪ّ ،‬إذا كاٌ ٓس‪ ٚ‬مً املصلخ٘ أىُ‬
‫إذا جَس قال‪ :‬فالٌ فعل كرا‪ّ ،‬مل تيفع فُٔ اليصٔخ٘ الطسٓ٘‪ّ ،‬زأ‪ ٚ‬مً‬
‫املصلخ٘ أىُ ٓيفع فُٔ ٍرا الػٕ‪ ٛ‬فٔفعل األصلذ‪ ،‬فالياع خيتلفٌْ يف ٍرا‪،‬‬
‫ّاإلىطاٌ إذا جَس بامليلس فلٔظ لُ حسم٘ إذا جَس بُ بني الياع‪ ،‬فلٔظ‬
‫جملاٍس الفطق حسم٘ يف عدو اإلىلاز علُٔ‪ّ ،‬قد ذكسّا أٌ الغٔب٘ يف حق‬
‫مً أظَس الفطق ال تلٌْ غٔب٘ إذا أظَسِ ّمل ٓطتذ» ردزّع للػٔذ عبد العصٓص بً‬
‫باش (‪)٧١ /٩‬د‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أك‪ :ٟ‬ققل سؿاحتف ‪( :‬فنذا كان جفره بالـصقحة يف مقضع ٗفٔت ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫فّ٘‪ ،‬مثؾ قصة أبل سعقد‪ ،‬والرجؾ الذي أكؽر طؾك مروان إخراج الؿـرب وتؼديؿ‬
‫الصالة‪ ،‬فٓؼا ‪ ٟ‬ةأس‪ٗ ُّٛ ،‬فٔت)‪:‬‬
‫تدل طؾك‬ ‫ففذا ٓ يؽقن إٓ أمام ولل إمر‪ ،‬وأيضا إمثؾة التل ذكرها‬
‫ذلؽ‪ ،‬فقربط بقـ كالم الشقخ وبقـ إدلة التل يذكرها‪.‬‬
‫بعد ذلؽ‪( :‬فنذا كان يف مؽان أو يف بؾد مع أي شخص‪ ،‬ويظفر‬ ‫وققلف‬
‫لف ويرتاح إلك أن إصؾح ٌتاكؽة اإلكؽار بالؾسان كاىشٓؽ ٌّٓ‪ ،‬فؾقػعؾ‪ ...‬فنذا‬
‫رأى الؿصؾحة أٓ يجفر‪ ،‬وأن يتصؾ بف كتابة أو مشاففة؛ فعؾ ذلؽ)‪:‬‬
‫فؽؾؿة (ٌتاكؽة) وكؾؿة (ٌّٓ) تدٓن طؾك أن ذلؽ يف حضقره‪.‬‬
‫أما الؽالم الذي مقزه شقخـا بؾقن أحؿر‪ ،‬مؿا رأى أن كالمف وافؼ كالم‬
‫سؿاحة الشقخ ابـ باز؛ فنكف ٓ يتعؾؼ بقٓة إمقر‪ ،‬وإكؿا يتعؾؼ بعامة الـاس‪،‬‬
‫اىٍٓ ََّ٘ يحرص طؾك‬
‫ٕن الشقخ ابـ باز قال قبؾ ذلؽ‪( :‬وكذلؽ اىلغم ُ‬
‫السرت مفؿا أمؽـ‪ ،‬ويزوره‪ ،‬أو يؽاتبف الخ)‪.‬‬
‫تؽؾؿ أوٓ فقؿا يتعؾؼ بالحاكؿ‪ ،‬ثؿ تؽؾؿ طـ الؿحؽقم‪،‬‬ ‫فسؿاحتف‬
‫فؼال‪( :‬وكذلؽ الشخص الؿع َّقـ‪ ،‬الخ)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ْؼا اىفؤاؿ‪ ،‬كذىم يف ٌشٍٔع فخاكّٗ‪:‬‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬ـئو ـٍاضخّ‬
‫ْو ٌَ ٌِٓز اىفيف ُلػ اىٔ‪ٟ‬ة ٌَ فٔؽ اىٍِاةؽ؟ كٌا ٌِٓز اىفيف يف‬
‫ُهص اىٔ‪ٟ‬ة؟‬
‫فأساب ‪( :‬لقس مـ مـفج السؾػ التشفقر بعققب القٓة‪ ،‬وذكر ذلؽ‬
‫طؾك الؿـابر؛ ٕن ذلؽ يػضل إلك الػقضك‪ ،‬وطدم السؿع والطاطة يف‬
‫الؿعروف‪ ،‬ويػضل إلك الخقض الذي يضر وٓ يـػع‪ ،‬كىهَ اىٍؽٗلث اىٍختٓث‬
‫املبخح األول‪ :‬فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني‬ ‫‪64‬‬
‫ِْػ اىفيف‪ :‬اىِه٘طث فٍ٘ا ةًِ٘ٓ كةَ٘ اىفيٍاف‪ ،‬كاىهخاةث إىّ٘‪ ،‬أك ا‪ٟ‬حهاؿ‬
‫ةاىٓيٍاء اىؼَٗ ٗخهئف ةّ‪ ،‬ضخٕ ٗٔسّ إىٕ اىغ٘ؽ‪ .‬أما إكؽار الؿـؽر بدون ذكر‬
‫الػاطؾ‪ :‬ف ُقـؽر الزكا‪ ،‬و ُيـؽر الخؿر‪ ،‬و ُيـؽر الربا‪ ،‬مِـ دون ذكر مـ فعؾف؛ فذلؽ‬
‫واجب؛ لعؿقم إدلة‪ .‬ويؽػل إكؽار الؿعاصل والتحذير مـفا‪ ،‬مـ غقر أن ُيذكر‬
‫حاكؿا وٓ غقر حاكؿ(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫َمـ فعؾفا؛ ٓ‬
‫ولؿا وقعت الػتـة يف طفد طثؿان ﭬ‪ ،‬قال بعض الـاس ٕسامة بـ زيد‬
‫ﭬ‪ :‬أٓ تؽؾؿ طثؿان؟ فؼال‪ :‬إكؽؿ ترون أين ٓ أكؾؿف‪ ،‬إٓ أسؿعؽؿ؟ إين أكؾؿف‬
‫فقؿا بقـل وبقـف‪ ،‬دون أن أفتتح أمرا‪ ٓ ،‬أحب أن أكقن أول مـ افتتحف‪.‬‬
‫ولؿا فتح الخقارج الجفال باب الشر يف زمان طثؿان ﭬ‪ ،‬وأكؽروا طؾك‬
‫طثؿان طؾـا؛ طظؿت الػتـة والؼتال والػساد الذي ٓ يزال الـاس يف آثاره إلك‬
‫الققم‪ ،‬حتك حصؾت الػتـة بقـ طؾل ومعاوية‪ ،‬وقتؾ طثؿان وطؾل ﭭ بلسباب‬
‫ذلؽ‪ ،‬وقتؾ جؿع كثقر مـ الصحابة وغقرهؿ بلسباب اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وذكر‬
‫العققب طؾـا‪ ،‬حتك أبغض الؽثقرون مـ الـاس ولل أمرهؿ وقتؾقه‪ ،‬وقد روى‬
‫طقاض بـ غـؿ إشعري‪ ،‬أن رسقل اهلل ﷺ قال‪ ٌَ« :‬أراد أف ِٗهص ىؼم‬
‫ـيٍاف؛ ف‪ٗ ٠‬تػق ْ‪ُ٘٠‬ث‪ ،‬كىهَ ٗأعؼ ة٘ػق ف٘غئ ةّ‪ ،‬فإف كتو ٌِّ فؼاؾ‪ ،‬كإ‪ ٟ‬ناف‬
‫كػ أدل اىؼم ْيّ٘»(‪.)2‬‬
‫كسلل اهلل العافقة والسالمة لـا وإلخقاكـا الؿسؾؿقـ مـ كؾ شر‪ ،‬إكف سؿقع‬
‫مجقب‪ .‬وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك سقدكا محؿد‪ ،‬وآلف وصحبف)(‪.)3‬‬
‫يف اىفخٔل ا‪ٛ‬كىٕ كاىراُ٘ث ٌا‬ ‫‪ -‬ف٘خيغم ٌَ ٌشٍٔع ن‪٠‬ـ ـٍاضخّ‬
‫ٗيٖ‪:‬‬
‫اىِه٘طث ىيفيٍاف حهٔف فٍ٘ا ةَ٘ اىِانص كةِّ٘‪ ،‬كاىهخاةث إىّ٘‪ ،‬اك ا‪ٟ‬حهاؿ‬
‫ةاىٓيٍاء اىؼَٗ ٗخهئف ةّ‪ ،‬كإذا ناف سٓؽق ٌّٓ يف ٌٌَٔ ٗفٔت ا‪ٌٛ‬ؽ فّ٘‪،‬‬
‫ف٘شٓؽ أٌاٌّ إف رأل ٌهيطث يف ذىم‪ ،‬كإف رأل ْػـ اىٍهيطث يف اىشٓؽ؛ فإُّ‬
‫ِٗانطّ فٍ٘ا ةِّ٘ كةِّ٘‪.‬‬

‫(‪ )7‬وهذه الطريؼة يف اإلكؽار قد قررها شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬يف فتقى سابؼة بعـقان‪( :‬يف ضهً‬
‫اىخلٓ٘ؽ ةاىطهاـ كاىخلِّ٘ ْيً٘ٓ)‪ ،‬اكظرها يف ص ‪.46‬‬
‫(‪ )6‬الذي يظفر –واهلل أطؾؿ‪ -‬أن استدٓل سؿاحتف بالحديث يدل طؾك رجقطف طـ تضعقػف يف‬
‫أحد الؿؼاصع الصقتقة‪.‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬مجؿقع فتاوى ومؼآت متـقطة» (‪.)671 /9‬‬
‫‪66‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫ْؼا ٌَ سٓث اىِِؽ إىٕ اىفخٔل ا‪ٛ‬كىٕ كاىراُ٘ث كاىشٍّ ةٍِ٘ٓا‪.‬‬
‫يف هذا الباب يف‬ ‫وأما مـ جفة أخرى‪ ،‬وهق الـظر إلك ما أثبتف سؿاحتف‬
‫‪ ،‬إذ إكف‬ ‫مجؿقع فتاويف‪ ،‬والذي ُيعترب مصدرا أصقال ودققؼا لـؼؾ أققالف‬
‫معتؿد ومراجع مـ سؿاحتف‪ ،‬ومعتؿد أيضا مـ دار اإلفتاء‪ ،‬فنن الؿثبت فقف هق‬
‫الػتقى الثاكقة دون إولك‪ ،‬وهق مقافؼ لؼقل شقخف الشقخ محؿد بـ إبراهقؿ‬
‫آل الشقخ‪ ،‬وققل اإلمام محؿد بـ طبد القهاب‪ ،‬ومجؿقطة مـ طؾؿاء كجد‪،‬‬
‫الذيـ سقتؿ كؼؾ ققلفؿ يف الؿسللة يف الؿبحث الثاين‪ ،‬وهق ققل سؿاحة الؿػتل‬
‫طبد العزيز بـ طبد اهلل آل الشقخ‪ ،‬وسؿاحة الشقخ صالح بـ فقزان الػقزان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫املبخح األول‪ :‬فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني‬ ‫‪66‬‬
‫‪:‬‬ ‫ثاْ‪ٝ‬ا‪ :‬ايػ‪ٝ‬ذ ايعالَ‪ ١‬احملدخ ذلُد ْاصس ايد‪ ٜٔ‬األيباْ‪ٞ‬‬
‫كؼؾ شقخـا يف الحاشقة (‪ )68‬كالم الشقخ إلباين ‪:‬‬
‫(فإذا احلانِ خايف ايػس‪ٜ‬ع‪ ١‬عًٓا فاإلْهاز عً‪ ٘ٝ‬عًٓا‪ ،‬ال رلايف‪١‬‬
‫يًػسع يف ذيو‪ ،‬ألٕ ٖؤال‪ ٤‬اير‪ٜ ٜٔ‬طُع‪ ٕٛ‬اإلْهاز ط‪ٜ‬عين‪ :‬املٓهسص َٔ‬
‫احلانِ ـ ‪ٚ‬إْهاز‪َٓ ٙ‬هس ـ ‪ٜ‬دخٌ يف قً‪ٛ‬بِٗ ف‪ُٝ‬ا إذا مل ‪ٜٓ‬هس املٓهس َٔ ايعامل‬
‫عً‪ ٢‬ذيو احلانِ؛ فٗرا ‪ٚ‬د٘ سد‪ٜ‬ح أب‪ ٞ‬ضع‪ٝ‬د‪ ،‬يهٔ ٖرا ال ‪ٜٓ‬اقض‬
‫ايكاعد‪ ٠‬اييت دا‪ ٤‬ذنسٖا يف ايسضاي‪ .»١‬طَٔ دزع ص‪ٛ‬ت‪َٓ ٞ‬ػ‪ٛ‬ز عً‪ ٢‬ايػبه‪١‬‬
‫ايعٓهب‪ٛ‬ت‪١ٝ‬ص)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ةٓػ ـؤاؿ ُكسّ ىّ ٗخٓيق ةإُهار أةٖ ـٓ٘ػ ﭬ‬ ‫كاؿ اىل٘ظ ا‪ٛ‬ىتاين‬
‫ْيٕ ٌؽكاف‪:‬‬
‫(ما جاء يف الرسالة يؽػل يف هذا الؿقضقع‪ ،‬لؽـل أققل بالـسبة لحديث‬
‫أبل سعقد‪ ،‬هذا إمر ٌفخرِٕ ٌَ اىلاْػة‪ ،‬ذلؽ ٕكف أكؽر طؾـا‪ ،‬فإذا اىطانً‬
‫عاىف اىلؽٗٓث ْيِا فا‪ُٝ‬هار ْيّ٘ ْيِا‪ ٓ ،‬مخالػة لؾشرع يف ذلؽ‪ٕ ،‬ن همٓء‬
‫الذيـ يسؿعقن اإلكؽار مـ الحاكؿ ـ وإكؽاره مـؽر ـ ٗػعو يف كئةًٓ فٍ٘ا إذا ىً‬
‫ِٗهؽ اىٍِهؽ ٌَ اىٓاىً ْيٕ ذىم اىطانً؛ ففذا وجف حديث أبل سعقد‪ ،‬لؽـ‬
‫هذا ٓ يـاقض الؼاطدة التل جاء ذكرها يف الرسالة)‪.‬‬
‫أك‪ :ٟ‬يف كؼؾ شقخـا طـ الشقخ إلباين‪ٕ( :‬ن همٓء الذيـ يسؿعقن‬
‫اإلكؽار [يعـل‪ :‬الؿـؽر] مـ الحاكؿ ـ وإكؽاره مـؽر ـ )؛ يالحظ أن تػسقر‬
‫شقخـا أو تصحقحف لؽؾؿة (اإلكؽار) بؽؾؿة (الؿـؽر)‪ ،‬كؿا هل بقـ طارضتقـ؛‬
‫فقف كظر؛ ٕن العبارة سؾقؿة بدون ذلؽ‪ ،‬وٓ تستؼقؿ بعد التصحقح أو التػسقر‬
‫الؿذكقر‪.‬‬
‫فالشقخ إلباين كؿا يف السمال‪ُ ،‬سئؾ طـ إكؽار أبل سعقد طؾك مروان‪،‬‬
‫فلجاب استـباصا مـ الؼصة؛ فؼال‪ٕ( :‬ن همٓء الذيـ ٗفٍٓٔف اإلكؽار مـ‬
‫الحاكؿ‪ ،‬وإكؽاره مـؽر)‪ ،‬فالذي يظفر –واهلل أطؾؿ‪ -‬أكف جاء يف الؼصة أن مروان‬
‫قال ٕبل سعقد‪( :‬قد ذهب ما تعؾؿ)‪ ،‬أي كلكف أكؽر طؾك أبل سعقد سـقة تؼديؿ‬
‫الصالة طؾك الخطبة‪ ،‬والـاس سؿعقا مـف هذا الؽالم ‪-‬وإكؽاره هذا مـؽر‪ ،-‬فرد‬
‫طؾ قف أبق سعقد‪ ،‬فؾذلؽ قال الشقخ إلباين‪ٕ( :‬ن همٓء الذيـ يسؿعقن اإلكؽار‬
‫مـ الحاكؿ‪ ،‬وإكؽاره هذا مـؽر‪ٗ ،‬ػعو يف كئةًٓ فٍ٘ا إذا ىً ِٗهؽ اىٍِهؽ ٌَ‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫اىٓاىً ْيٕ ذىم اىطانً)‪ ،‬أي‪ :‬كؿا وقع يف الؼصة‪ ،‬أي أكف لق لؿ يرد أبق سعقد‬
‫طؾك مروان؛ لققع يف قؾب الحاضريـ أن الحؼ مع مروان‪ ،‬وسؿاطفؿ إلكؽار‬
‫مروان وسؿاطفؿ لرد أبل سعقد؛ كؾ ذلؽ قد كان يف حضقر مروان‪ .‬ثؿ قال‬
‫الشقخ إلباين‪( :‬هذا وجف حديث أبل سعقد)‪.‬‬
‫قالف بـاء طؾك أكف رأى أن إكؽار أبل‬ ‫وهذا التػسقر مـ الشقخ إلباين‬
‫سعقد طؾك مروان كان يف حضرة الـاس‪ ،‬وسقليت ققل الحافظ ابـ حجر ‪ :‬أن‬
‫ذلؽ كان فقؿا بقـف وبقـ مروان(‪.)1‬‬
‫ُقرأت طؾقف رسالة تتعؾؼ‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬يظفر ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬أن الشقخ إلباين‬
‫باإلكؽار طؾك القٓة‪ ،‬وأكف يؽقن سرا‪ ،‬ثؿ سئؾ طـ إكؽار أبل سعقد طؾك مروان‪،‬‬
‫فب َّقـ أكف مستثـك مـ الؼاطدة‪ ،‬وهل اإلسرار‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬طؾؼ الشقخ إلباين يف مختصر مسؾؿ لؾؿـذري‪ ،‬طؾك ققل أسامة‬
‫ﭬ‪( :‬واهلل لؼد كؾؿتف فقؿا بقـل وبقـف‪ ،‬ما دون أن أفتتح أمرا ٓ أحب أن أكقن‬
‫أول مـ فتحف)‪ ،‬بؼقلف‪( :‬يعـل الؿجاهرة باإلكؽار طؾك إمراء يف الؿإل‪ٛ ،‬ف يف‬
‫ا‪ُٝ‬هار سٓارا ٌا ُٗغلٕ ْاكتخّ‪ ،‬كؿا اتػؼ يف اإلكؽار طؾك طثؿان جفارا‪ ،‬إذ كشل‬
‫طـف قتؾف)(‪.)2‬‬
‫كاـخِتاٌا ٌِّ ٌا ٗيٖ‪:‬‬ ‫‪ -‬ف٘خيغم ٌَ ٌٍِٔؽ ن‪ٌّ٠‬‬
‫ا‪ٛ‬نو يف اىِه٘طث ىيطانً أف حهٔف ـؽا‪ ،‬كإذا دْج اىيؽكرة ىِهطّ‬
‫ْيِا‪ ،‬ةأف ع٘ف اىختاس اىطق ْيٕ اىِاس؛ فا‪ُٝ‬هار ْيّ٘ ٗهٔف ْيِا ةطئرق‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر ص ‪.16‬‬


‫(‪« )6‬مختصر مسؾؿ لؾؿـذري»‪ ،‬ط الؿعارف ص ‪ 111‬حديث رقؿ (‪.)7119‬‬
‫املبخح األول‪ :‬فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني‬ ‫‪69‬‬
‫‪:‬‬ ‫ثايجا‪ :‬ايػ‪ٝ‬ذ ايعالَ‪ ١‬ذلُد بٔ صاحل ايعج‪ُٝ‬ني‬
‫يف (الػتقى)‪ ،‬وكصف‪:‬‬ ‫كؼؾ شقخـا كالما ضؿـ جقاب لؾشقخ ابـ طثقؿقـ‬
‫‪« :‬فإذا زأ‪ٜٓ‬ا إٔ اإلْهاز عًٓا ‪ٜ‬ص‪ ٍٚ‬ب٘ املٓهس‬ ‫(قاٍ ابٔ ايعج‪ُٝ‬ني‬
‫‪ٚ‬ذنصٌ ب٘ اخلرل فًٓٓهس عًٓا‪ٚ ،‬إذا زأ‪ٜٓ‬ا إٔ اإلْهاز عًٓا ال ‪ٜ‬ص‪ ٍٚ‬ب٘ ايػس‪ٚ ،‬ال‬
‫ذنصٌ ب٘ اخلرل بٌ ‪ٜ‬صداد ضغط اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬عً‪ ٢‬املٓهس‪ٚ ٜٔ‬أٌٖ اخلرل‪ ،‬فإٕ اخلرل‬
‫إٔ ْٓهس ضسا‪ٚ ،‬بٗرا جتتُع األدي‪ ،١‬فته‪ ٕٛ‬األدي‪ ١‬ايداي‪ ١‬عً‪ ٢‬إٔ اإلْهاز ‪ٜ‬ه‪ٕٛ‬‬
‫عًٓا‪ :‬ف‪ُٝ‬ا إذا نٓا ْت‪ٛ‬قع ف‪ ٘ٝ‬املصًش‪ ٖٞٚ ،١‬سص‪ ٍٛ‬اخلرل ‪ٚ‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس‪،‬‬
‫‪ٚ‬ايٓص‪ٛ‬ص ايداي‪ ١‬عً‪ ٢‬إٔ اإلْهاز ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬ضسا‪ :‬ف‪ُٝ‬ا إذا نإ إعالٕ اإلْهاز‬
‫‪ٜ‬صداد ب٘ ايػس ‪ٚ‬ال ذنصٌ ب٘ اخلرل»‪« .‬يكا‪ ٤‬ايباب املفت‪ٛ‬ح» (‪.))٠١ /٢٦‬‬
‫وكؼؾ ‪-‬أيضا‪ -‬كالما طـف يف (التػـقد) الحاشقة رقؿ (‪ ،)11‬وكصف‪:‬‬
‫(قاٍ ‪« :‬نريو ـ أ‪ٜ‬طا ـ يف َطأي‪َٓ ١‬اصش‪ ١‬اي‪ٛ‬ال‪ َٔ :٠‬ايٓاع َٔ‬
‫‪ٜ‬س‪ٜ‬د إٔ ‪ٜ‬أخر ظاْب َٔ ايٓص‪ٛ‬ص‪ ٖٛٚ ،‬إعالٕ ايٓهرل عً‪ٚ ٢‬ال‪ ٠‬األَ‪ٛ‬ز َُٗا‬
‫متدض عٓ٘ َٔ املفاضد‪ٜ َٔ َِٗٓٚ ،‬ك‪ :ٍٛ‬ال ميهٔ إٔ ْعًٔ َطًكا‪،‬‬
‫‪ٚ‬اي‪ٛ‬ادب إٔ ْٓاصض ‪ٚ‬ال‪ ٠‬األَ‪ٛ‬ز ضسا‪ ،‬نُا دا‪ ٤‬يف ايٓص اير‪ ٟ‬ذنس‪ٙ‬‬
‫ايطا‪ٚ ،ٌ٥‬حنٔ ْك‪ :ٍٛ‬ايٓص‪ٛ‬ص ال ‪ٜ‬هرب بعطٗا بعطا‪ٚ ،‬ال ‪ٜ‬صادّ بعطٗا‬
‫بعطا‪ ،‬ف‪ٝ‬ه‪ ٕٛ‬اإلْهاز َعًٓا َت‪٢‬؟ عٓد املصًش‪ٚ ،١‬املصًش‪ ٖٞ ١‬إٔ ‪ٜ‬ص‪ ٍٚ‬ايػس‬
‫‪ٚ‬ذنٌ اخلرل‪ٜٚ ،‬ه‪ ٕٛ‬ضسا إذا نإ إعالٕ اإلْهاز ال رندّ املصًش‪ ،١‬ال ‪ٜ‬ص‪ ٍٚ‬ب٘‬
‫ايػس ‪ٚ‬ال ذنٌ ب٘ اخلرل»‪ .‬ط«يكا‪ ٤‬ايباب املفت‪ٛ‬ح» (‪.))٠١ /٢٦‬‬

‫كاىِم ا‪ٛ‬كؿ كاىراين ٌِلٔ‪ٟ‬ف ٌَ فخٔل كاضػة‪ ،‬ىٍَ ىلاء كاضػ‪ ،‬ساء‬
‫ع‪٠‬ىّ ْؼا اىفؤاؿ‪:‬‬
‫فضقؾة الشقخ‪ ،‬مـ الذي يؼرر أن يـؽر طؾـقا لؿـؽرات معروفة يف‬
‫الؿجتؿع‪ ،‬هؿ العؾؿاء‪ ،‬أم هؿ الدطاة؟‬
‫‪:‬‬ ‫فأساب‬
‫(مسللة التؼرير‪ ،‬وهق أن يتؽؾؿ طـ اإلكؽار طؾك القٓة‪ ،‬ولقس طؾك‬
‫الؿـؽرات الشائعة‪ ،‬أي‪- :‬مثال‪ -‬طـدكا أن مـؽرات شائعة‪ ،‬مثؾ الربا والؿقسر‪،‬‬
‫قسر‪ ،‬والغريب أن الـاس‬ ‫والتلمقـات أن الؿقجقدة طـدكا‪ ،‬أكثرها مـ الؿ ِ‬
‫َ‬
‫أخذوها بالؼبقل‪ ،‬وٓ تؽاد تجد أحدا يـؽرها‪ ،‬مع أن اهلل قرهنا بالخؿر‬
‫وإكصاب وإزٓم‪ ،‬ولؽـ الـاس ‪-‬سبحان اهلل‪ ٓ -‬تجد أحدا يـؽرها‪ ،‬تممـ‬
‫طؾك سقارتؽ أو طؾك بقتؽ‪ ،‬تسؾؿ دراهؿ‪ ،‬وٓ تدري هؾ تخسر أكثر أم أقؾ‪،‬‬
‫وهذا هق الؿقسر‪ .‬فلققل‪ :‬أما الؿـؽرات الشائعة فلكؽِرها‪ ،‬لؽـ كالمـا طؾك‬
‫‪68‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫اإلكؽار طؾك الحاكؿ‪ ،‬مثؾ أن يؼقم اإلكسان ‪-‬مثال‪ -‬يف الؿسجد‪ ،‬ويؼقل‪ :‬الدولة‬
‫ضؾؿت‪ ..‬الدولة فعؾت‪ ،‬فقتؽؾؿ يف كػس الحؽام‪ ،‬كِْاؾ فؽؽ ةَ٘ أف ٗهٔف‬
‫ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك اىطانً اىؼم حؽٗػ أف حخهيً ْيّ٘ ةَ٘ ٗػٗم كةَ٘ أف ٗهٔف غائتا؛ ‪ٛ‬ف‬
‫سٍّ٘ ا‪ُٝ‬هارات اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك‬
‫اىطانً‪ .‬وهـاك فرق بقـ كقن إمقر حاضرا أو غائبا‪ .‬الػرق أكف إذا كان حاضرا‬
‫أمؽـف أن يدافع طـ كػسف‪ ،‬ويبقـ وجفة كظره‪ ،‬وقد يؽقن مصقبا وكحـ مخطئقن‪،‬‬
‫لؽـ إذا كان غائبا‪ ،‬وبدأكا كحـ كػصؾ الثقب طؾقف طؾك ما كريد‪ ،‬هذا هق الذي فقف‬
‫الخطقرة‪ ،‬كاىؼم كرد َْ اىفيف نيّ يف ٌلاةيث ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك اىطانً‪ ،‬ومعؾقم أن‬
‫اإلكسان لق وقػ يتؽؾؿ يف شخص مـ الـاس ولقس مـ وٓة إمقر‪ ،‬وذكره يف‬
‫غقبتف‪ ،‬فسقف يؼال‪ :‬هذه غقبة‪ ،‬إذا كان فقؽ خقر فصارحف وقابؾف‪.‬‬
‫اىفائو‪ :‬بعض الـاس يستغؾ الؿـؽرات الشائعة‪ ،‬فقـؽرها بطريؼة يربط بقـفا‪،‬‬
‫كلن لقٓة إمر دخال يف هذا‪ ،‬بحقث يػقد السامع أن وٓة إمر هؿ السبب يف هذا‪،‬‬
‫ففذا أيضا ولق أكف مـؽر شائع ويحذر مـ استغاللف ضد هذا إمر؟‬
‫اىل٘ظ‪ ،ٓ :‬لقس هؽذا‪ ،‬أكا أريد مثال أن أققل لؾـاس‪ :‬اجتـبقا الربا‪ ،‬ويليت‬
‫ويؼقل‪ :‬هذه بققت الربا معؾـة ورافعة البـاء‪ ،‬فال يؼقل هؽذا‪ ،‬يعـل‪ :‬هذا إكؽار‬
‫ضـل طؾك القٓة‪ ،‬لؽـ يؼقل‪ :‬تجـبقا الربا‪ ،‬والربا محرم وإن كثر بقـ الـاس‪،‬‬
‫الؿقسر حرام وإن أقر‪ ،‬وما أشبف ذلؽ)(‪.)1‬‬
‫كـئو ْؼا اىفؤاؿ‪:‬‬
‫فضقؾة الشقخ بالـسبة لؿـاصحة وٓة إمقر؛ هؾ ُيـصحقن طؾـا؟ ٕن‬
‫البعض يستدل ببعض الققائع كؿـاصحة بعض الصحابة؛ كلبل سعقد لؿا‬
‫كاصح طبد الؿؾؽ بـ مروان(‪ ،)2‬لؿا قدم الخطبة طؾك الصالة‪ ،‬فقؼقل‪ :‬يف هذا‬
‫مشروطقة كصقحة وٓة إمقر طؾـا‪ ،‬فؿا جقابؽ فضقؾة الشقخ؟‬
‫ةلٔىّ‪:‬‬ ‫فأساب‬
‫(مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛ يؿؽـ أن يدافع‬
‫طـ كػسف‪ ،‬أن يبقـ وجفة كظره‪ ،‬ويحصؾ بذلؽ الخقر‪ ،‬وهذا مشفقر طـ‬
‫الصحابة ﭫ‪ ،‬كؿا أكؽر طبد اهلل بـ طباس طؾك معاوية ﭬ يف استالم إركان‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬لؼاءات الباب الؿػتقح» (‪.)74 /66‬‬


‫(‪ )6‬هؽذا يف السمال‪ ،‬والصقاب‪ :‬مروان بـ الحؽؿ‪.‬‬
‫املبخح األول‪ :‬فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني‬ ‫‪11‬‬
‫إربعة مـ الؽعبة‪ ،‬وكؿا أكؽر الصحابة طؾك بشر بـ مروان يف رفع يديف يف‬
‫خطبة الجؿعة‪ ،‬وكؿا أكؽر بعض الصحابة طؾك طؿرو بـ سعقد وهق يجفز‬
‫الجققش إلك مؽة‪ ،‬وأمثال هذا كثقر بقـ يديف‪ ،‬وهق أن اإلكسان إذا تؽؾؿ مع ولل‬
‫إمر جفرا ‪-‬يعـل وهق بقـ يديف حاضر‪ -‬أمؽـف أن يدافع طـ كػسف‪ ،‬ويبقـ‬
‫وجفة كظره‪ ،‬كأٌا ٌَ كراء اىطشاب كٌَ كراء اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ‪ ٟ‬ع٘ؽ‬
‫ف٘ٓا‪ٌ ،‬ففػة ٌطيث‪ ،‬ى٘ؿ ف٘ٓا ع٘ؽ‪.‬‬
‫ذً إف ا‪ُٝ‬هار سٓؽا ْيٕ كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ ٌّ ضئرق؛ يرجع إلك ما ذكركا يف‬
‫إكؽار الؿـؽر‪ ،‬إذا كان يرتتب طؾك هذا مـؽر أطظؿ؛ بلن يبؼك ولل إمر طؾك ما‬
‫هق طؾقف‪ ،‬وأن يجعؾ هذا اإلكؽار مصقدة ٕهؾ الخقر والرب‪ ،‬فقؼضل فقفؿ‪ ،‬ففـا‬
‫كؼقل‪ :‬السؽقت أولك‪ ،‬ويؽقن اإلكؽار طؾك وجف السر والخػقة)(‪.)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ‬
‫(والقاجب‪ٌِ :‬انطث ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٔٛ‬ر مـ العؾؿاء وإمراء طؾك وجف تزول بف‬
‫الؿػسدة‪ ،‬وتحؾ فقف الؿصؾحة‪ ،‬ةأف ٗهٔف ـؽا‪ ،‬كةأدب كاضخؽاـ‪ٛ ،‬ف ْؼا أدْٕ‬
‫ىيلتٔؿ‪ ،‬كأكؽب إىٕ اىؽسٔع َْ اىخٍادم يف اىتاٌو‪ ،‬وربؿا يؽقن الحؼ فقؿا اكتؼده‬
‫طؾقف الؿـتؼد‪ٕ ،‬كف بالؿـاقشة يتبقـ إمر‪ ،‬وكؿ مـ طالؿ اغتقب وذكر بؿا يؽره‪ ،‬فنذا‬
‫كققش هذا العالؿ تبقـ أكف لؿ يؼؾ ما كسب إلقف‪ ،‬وأن ما كسب إلقف كذب باصؾ‪،‬‬
‫يؼصد بف التشقيف والتشقيش والحسد‪ ،‬كرةٍا ٗهٔف ضلا‪ ،‬كىهَ ىّ كسٓث ُِؽ‬
‫حغفٕ ْيٕ نر٘ؽ ٌَ اىِاس‪ ،‬فنذا كققش وبقـ وجفة كظره‪ ،‬ارتػع الؿحظقر‪ ،‬أما‬
‫كقن اإلكسان بؿجرد ما يذكر لف طـ ولل إمر مـ أمقر أو طالؿ‪ ،‬يذهب فقشقع‬
‫السقء‪ ،‬ويخػل الصالح‪ ،‬ففذا لقس مـ العدل‪ ،‬ولقس مـ العؼؾ وهق ضؾؿ واضح‪،‬‬
‫قال اهلل تعالك‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬
‫﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ) يعـل‪ ٓ :‬يحؿؾؽؿ بغضفؿ طؾك ترك العدل‪( ،‬﮹ ﮺ ﮻‬
‫﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂﯃﯄﯅﯆)‪ .‬فـسلل اهلل سبحاكف وتعالك أن يجـبـا‬
‫جؿقعا أسباب الشر والػساد‪ ،‬وأن يملػ بقـا قؾقبـا‪ ،‬وأن يجعؾـا مـ الؿتحابقـ فقف‪،‬‬
‫الؿتعاوكقـ طؾك الرب والتؼقى‪ ،‬إكف طؾك كؾ شلء قدير)(‪.)2‬‬

‫(‪ )7‬مـ مؼطع مـشقر طؾك الشبؽة بعـقان‪( :‬التػصقؾ يف اإلكؽار طؾك القٓة طؾـًا الشقخ ابـ‬
‫طثقؿقـ )‪ ،‬ومؿا كتب طؾك الؿؼطع (الؿصدر‪ :‬الؾؼاء الفاتػل الرابع يف الؽقيت)‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬فتاوى كقر طؾك الدرب» (‪.)191 /1‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫ككاؿ ‪ ٓ( :‬يجقز لـا أن كتؽؾؿ بقـ العامة فقؿا يثقر الضغائـ طؾك وٓة‬
‫إمقر‪ ،‬وفقؿا يسبب البغضاء لفؿ‪ٕ ،‬ن يف ذلؽ مػسدة كبقرة‪ ،‬قد يرتاءى‬
‫لإلكسان أن هذه غقرة‪ ،‬وأن هذا صدع بالحؼ‪ ،‬كاىهػع ةاىطق ‪ٗ ٟ‬هٔف ٌَ كراء‬
‫ضشاب‪ ،‬الصدع بالحؼ أن يؽقن ولل إمر أمامؽ‪ ،‬وتؼقل لف‪ :‬أكت فعؾت كذا‪،‬‬
‫وهذا ٓ يجقز‪ ،‬تركت هذا‪ ،‬وهذا واجب)(‪.)1‬‬
‫ٌا ٗيٖ‪:‬‬ ‫ف٘خيغم ٌَ ن‪ٌّ٠‬‬
‫اىِه٘طث ىٔ‪ٟ‬ة ا‪ٌٛ‬ؽ حهٔف ـؽا‪ُٓٛ ،‬ا أدْٕ ىيلتٔؿ‪ ،‬كإذا ككّ كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫يف ٌِهؽ‪ ،‬كناُج اىٍهيطث ‪-‬كْٖ أف ٗؾكؿ اىلؽ‪ ،‬كٗطو اىغ٘ؽ‪ -‬يف ا‪ُٝ‬هار‬
‫اىٓيِٖ؛ فِ٘ َهؽ ْيّ٘ ْيِا‪ ،‬ىهَ يف ضيؽحّ‪ ٟ ،‬يف غ٘اةّ‪ٛ ،‬ف سٍّ٘ ا‪ُٝ‬هارات‬
‫اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك اىطانً‪ ،‬ك‪ٛ‬ف اىهػع‬
‫ةاىطق ‪ٗ ٟ‬هٔف ٌَ كراء ضشاب كٌَ كراء اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ٌطيث‪ ،‬ى٘ؿ‬
‫ف٘ٓا ع٘ؽ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫خالص‪ ١‬دلُ‪ٛ‬ع ق‪ ٍٛ‬األ‪ ١ُ٥‬ايجالث‪ :١‬ابٔ باش ‪ٚ‬األيباْ‪ٚ ٞ‬ابٔ‬
‫عج‪ُٝ‬ني‪ ،‬زمحِٗ اهلل‪:‬‬
‫ٗخيغم ٌػَ ٌشٍٔع ن‪٠‬ـ ا‪ٛ‬ئٍث اىر‪٠‬ذث‪ :‬اةػَ ةػاز كا‪ٛ‬ىتاين كاةَ ْرٍَ٘٘‪،‬‬
‫رضًٍٓ اهلل؛ ٌا ٗيٖ‪:‬‬
‫(اىِه٘طث ىيفيٍاف حهٔف فٍ٘ا ةَ٘ اىِانص كةِّ٘؛ ‪ُٓٛ‬ا أدْٕ ىيلتٔؿ‪،‬‬
‫كإذا دْج اىيؽكرة ىِهطّ سٓؽا‪ ،‬ك ناُج ِْاؾ ٌهيطث‪ ،‬كْٖ أف ٗؾكؿ‬
‫اىلؽ‪ ،‬كٗطو اىغ٘ؽ‪ ،‬أك ع٘ف اىختاس اىطق ْيٕ اىِاس‪ ،‬أك يف ٌٌَٔ ٗفٔت‬
‫ا‪ٌٛ‬ؽ فّ٘؛ ف٘شٓؽ ىيفيٍاف ةاىِه٘طث ‪ ،‬يف ضئرق‪ ٟ ،‬يف غ٘اةّ؛ ‪ٛ‬ف سٍّ٘‬
‫ا‪ُٝ‬هارات اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك اىطانً‪،‬‬
‫ك‪ٛ‬ف اىهػع ةاىطق ‪ٗ ٟ‬هٔف ٌَ كراء ضشاب ‪ ،‬كذىم ٌففػة ٌطيث ‪ ٟ‬ع٘ؽ‬
‫ف٘ٓا‪ ،‬كإف رأل ْػـ اىٍهيطث يف اىشٓؽ؛ أك ٗخؽحب ْيّ٘ ٌِهؽ أًِْ؛ فإُّ‬
‫ِٗانطّ فٍ٘ا ةِّ٘ كةِّ٘)(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح رياض الصالحقـ» (‪.)181/6‬‬


‫(‪ )6‬الؿؾقن بالؾقن إسقد مؾخص لؽالم الشقخ ابـ باز‪ ،‬وإزرق لؾشقخ ابـ طثقؿقـ‪ ،‬وإحؿر‬
‫لؾشقخ إلباين‪ ،‬رحؿ اهلل الجؿقع‪.‬‬
‫املبخح الجاىي‪ :‬قول مجع مً العلناء‪ ،‬ومناذج تطبيكية‬ ‫‪16‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫نقل أقوال جمع من العلماء في المسألة‪ ،‬لمقارنتها‬
‫بفتوى شيخنا‪ ،‬ونماذج تطبيقية في الباب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬فتا‪ ٣ٚ‬ايعًُا‪ :٤‬اإلَاّ اجملدد ذلُد بٔ عبد اي‪ٖٛ‬اب‪،‬‬
‫‪ٚ‬ذلُـد بـٔ عبد ايًط‪ٝ‬ف آٍ ايػ‪ٝ‬ذ‪ٚ ،‬ضعـد بٔ محد بـٔ عت‪ٝ‬ـل‪،‬‬
‫‪ٚ‬عبد اهلل بٔ عبد ايعص‪ٜ‬ص ايعٓكس‪ٚ ،ٟ‬عُس بٔ ذلُد بٔ ضً‪،ِٝ‬‬
‫‪ٚ‬ذلُد بٔ إبساٖ‪ ِٝ‬آٍ ايػ‪ٝ‬ذ‪ٚ ،‬عبد ايسمحٔ بٔ ْاصس ايطعد‪،ٟ‬‬
‫زمحِٗ اهلل مج‪ٝ‬عا‪:‬‬
‫‪-‬ضؿـ أحد رسائؾف‬ ‫‪ -1‬قال شقخ اإلسالم محؿد بـ طبد القهاب‬
‫التقجقفقة تتعؾؼ بضقابط إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬حقث ذكر بعض‬
‫إخطاء التل يؼع فقفا مـ يؼقم بف‪ ،‬وبقـ الصقاب يف ذلؽ‪ ،‬إلك أن قال‪:‬‬
‫(والجامع لفذا كؾف‪ :‬أكف إذا صدر الؿـؽر مـ أمقر أو غقره‪ ،‬أف ِٗهص ةؽفق‬
‫عف٘ث‪ٌ ،‬ا ٗلؽؼ ْيّ٘ أضػ(‪ ،)1‬فنن وافؼ‪ ،‬وإٓ استؾحؼ طؾقف رجال يؼبؾ مـفؿ‬
‫ةغف٘ث‪ ،‬فنن ما فعؾ‪ ،‬فقؿؽـ اإلكؽار ضاهرا‪ ،‬إ‪ ٟ‬إف ناف ْيٕ أٌ٘ؽ كُهطّ‪ ،‬وٓ‬
‫وافؼ‪ ،‬واستؾحؼ طؾقف‪ ،‬وٓ وافؼ‪ ،‬ف٘ؽفّ ا‪ٌٛ‬ؽ إىِ٘ا عف٘ث)(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬وقال الؿشايخ العؾؿاء‪ :‬اىل٘ظ ٌطٍػ ةَ ْتػ اىيٍ٘ف آؿ اىل٘ػػػظ(‪،)3‬‬
‫كاىػل٘ػػظ ـٓػػػ ةَ ضٍػػػ ةػػػَ ْخ٘ػػق(‪ ،)4‬كاىػل٘ػػظ ْتػػ اهلل ةػػَ ْتػػ اىٓػؾٗػػػؾ‬
‫ما يشرف طؾقف أحد‪ :‬أي ما يطؾع طؾقف أحد‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫اكظر‪« :‬الدرر السـقة يف إجقبة الـجدية» (‪.)767 /8‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫وهق جد سؿاحة الؿػتل الشقخ طبد العزيز آل الشقخ‪ .‬ولد طام ‪7611‬هـ‪ ،‬كان مـ كبار طؾؿاء‬ ‫(‪)1‬‬
‫طصره‪ ،‬طقـ قاضقا يف مـاصؼ متعددة‪ ،‬مـ بقـفا قضاء الرياض‪ ،‬كؾػف الؿؾؽ طبد العزيز‬
‫باإلشراف طؾك صبع رسائؾ أئؿة الدطقة لؾؿرة إولك‪ ،‬وكاكت لف مؽاكة كبقرة طـده وطـد‬
‫طامة الـاس‪ ،‬كان صداطا بالحؼ‪ ،‬كثقر الذكر‪ ،‬تقيف طام ‪7161‬هـ ‪ .$‬اكظر ترجؿتف يف‪:‬‬
‫«طؾؿاء كجد» لعبد اهلل بـ طبد الرحؿـ البسام (‪.)714/6‬‬
‫ولد سـة ‪ 7618‬ببؾدة العؿار بإفالج‪ ،‬درس طؾك والده‪ ،‬ثؿ سافر إلك الفـد‪ ،‬وقرأ طؾك‬ ‫(‪)4‬‬
‫الشقخ صديؼ حسـ خان ومجؿقطة مـ طؾؿاء الفـد‪ ،‬ثؿ رجع إلك مؽة‪ ،‬وقرأ طؾك جؿع مـ‬
‫طؾؿائفا‪ ،‬ثؿ طاد إلك وصـف‪ ،‬وتقلك قضاء إفالج‪ ،‬ولؿا تقلك الؿؾؽ طبد العزيز مؾؽ كجد‬
‫كؼؾف إلك مديـة الرياض بجاكبف‪ ،‬ووٓه الؼضاء يف الدماء وجؿقع الؼضايا التل تتعؾؼ بالبقادي‪،‬‬
‫وإقامة الػروض الخؿسة بؿسجد الجامع الؽبقر‪ .‬كان شديد التحري والضبط يف دروسف‪،‬‬
‫أخذ طـف خؾؼ كثقر‪ ،‬وتقيف سـة ‪ .$ 7148‬اكظر ترجؿتف يف‪« :‬مشاهقر طؾؿاء كجد» لعبد‬
‫الرحؿـ بـ طبد الؾطقػ آل الشقخ (‪.)671-671/7‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫اىِٓلؽم(‪ ،)1‬كاىل٘ظ ٍْػؽ ةػَ ٌطٍػػ ةػَ ـي٘ػً ‪ ،‬كاىل٘ظ ٌطٍػ ةَ إةؽاًْ٘‬
‫(‪)2‬‬

‫آؿ اىل٘ػػظ(‪ ،)3‬رحؿفؿ اهلل‪:‬‬


‫(وأما ما قد يؼع مـ وٓة إمقر‪ ،‬مـ الؿعاصل والؿخالػات‪ ،‬التل ٓ‬
‫تقجب الؽػر‪ ،‬والخروج مـ اإلسالم‪ ،‬فالقاجب فقفا‪ :‬مـاصحتفؿ طؾك‬
‫القجف الشرطل برفؼ‪ ،‬واتباع ما كان طؾقف السؾػ الصالح؛ مـ طدم التشـقع‬
‫طؾقفؿ يف الؿجالس‪ ،‬ومجامع الـاس‪ ،‬واطتؼاد أن ذلؽ مـ إكؽار الؿـؽر‬
‫القاجب إكؽاره طؾك العباد‪ ،‬وهذا غؾط فاحش‪ ،‬وجفؾ ضاهر‪ ٓ ،‬يعؾؿ‬
‫صاحبف ما يرتتب طؾقف‪ ،‬مـ الؿػاسد العظام يف الديـ والدكقا‪ ،‬كؿا يعرف‬
‫كقر اهلل قؾبف‪ ،‬وطرف صريؼة السؾػ الصالح‪ ،‬وأئؿة الديـ‪ .‬قال‬
‫ذلؽ َم ـ َّ‬
‫شقخ اإلسالم محؿد بـ طبد القهاب‪ ،‬رحؿف اهلل تعالك يف رسالة لف‪ ،‬ذكركاها‬
‫هفـا لعظؿ فائدهتا‪ .)...‬ثؿ ذكروا رسالة شقخ اإلسالم محؿد بـ طبد القهاب‪،‬‬
‫ِ‬
‫وض ؿـفا الؽالم الؿـؼقل طـف سابؼا(‪.)4‬‬

‫(‪ )7‬ولد يف بؾدة ثرمداء طام ‪7681‬هـ‪ ،‬فؼد بصره يف صغره‪ ،‬سافر إلك الرياض‪ ،‬وقرأ طؾك‬
‫طؾؿائفـا‪ ،‬وطـرف بالذكـاء مــذ صغـره‪ ،‬طقـ قاضقا طؾك الؿجؿعة‪ ،‬كان محـؾ ثؼـة الؿـؾؽ‬
‫طبد العزيز‪ ،‬وقد تخرج طؾقف الؽثقر مـ العؾؿاء‪ ،‬ولف حاشقة طؾك شرح الزاد مطبقطة‪ ،‬تقيف‬
‫طام ‪7111‬هـ ‪ .$‬اكظر ترجؿتف يف‪« :‬طؾؿاء كجد» (‪ ،)666/4‬و«روضة الـاضريـ»‪ ،‬لؿحؿد‬
‫بـ طثؿان الؼاضل (‪.)8/6‬‬
‫(‪ )6‬ولد يف بريدة طام ‪7688‬هـ‪ ،‬سافر إلك الرياض‪ ،‬فتؾؼك طؾك طؾؿائفا‪ ،‬أرسؾف الؿؾؽ طبد العزيز‬
‫إلك إرصاوية قاضقا وواطظا ومرشدا‪ ،‬فؽان كؿا ضـ بف مـ الخقر وحسـ الدطقة‪ ،‬رجع إلك‬
‫بريدة‪ ،‬وذاع صقتف‪ ،‬فتزاحؿ طؾقف الطالب‪ ،‬وتخرج طؾقف كثقر مـ العؾؿاء‪ ،‬ولؿا تقيف أخقه‬
‫الشقخ طبد اهلل ُط قـ مؽاكف يف قضاء بريدة وخطابة الجامع وإمامتف مع آشتغال بالتدريس‪،‬‬
‫وكان طاقال شجاطا‪ ،‬يققػ كؾ معتد طـد حده‪ ،‬تقيف طام ‪7166‬هـ‪ .$ .‬اكظر ترجؿتف يف‪:‬‬
‫«طؾؿاء كجد» (‪.)168/6‬‬
‫(‪ )1‬ولد يف مديـة الرياض طام ‪7177‬هـ‪ ،‬حػظ الؼرآن‪ ،‬وشرع يؼرأ طؾك والده‪ ،‬ويف السـة الرابعة‬
‫طشرة مـ طؿره فؼد بصره‪ .‬ولؿا تقيف طؿف الشقخ طبد اهلل طام ‪7118‬هـ؛ جؾس مؽاكف‬
‫لؾتدريس والتقجقف‪ ،‬فؼصده الطالب‪ ،‬وتخرج طؾك يديف الؽثقر مـ العؾؿاء والؼضاة وغقرهؿ‪.‬‬
‫تقلك رئاسة الؿعاهد العؾؿقة‪ ،‬ورئاسة الؼضاة‪ ،‬والجامعة اإلسالمقة ورابطة العالؿ اإلسالمل‪،‬‬
‫وطؾك العؿقم كان هق مرجع البالد يف جؿقع شموهنا الديـقة‪ ،‬دققؼفا وجؾقؾفا‪ ،‬وهق ركـ‬
‫مؽقـ طـد وٓة إمقر‪ ،‬وهق الؿرضل طـد العامة‪ .‬تقيف طام ‪7198‬هـ ‪ .$‬اكظر ترجؿتف يف‪:‬‬
‫«طؾؿاء كجد» (‪.)646/7‬‬
‫(‪ )4‬اكظر‪« :‬الدرر السـقة يف إجقبة الـجدية» (‪.)778 /8‬‬
‫املبخح الجاىي‪ :‬قول مجع مً العلناء‪ ،‬ومناذج تطبيكية‬ ‫‪14‬‬
‫‪:‬‬‫(‪)1‬‬
‫‪ -3‬ككاؿ ا‪ٌٝ‬اـ اىٓ‪ٌ٠‬ث اىٍففؽ ْتػ اىؽضٍَ ةَ ُانؽ اىفٓػم‬
‫(وطؾك َمـ رأى مـفؿ ما ٓ يحؾ؛ أف ِٗتًٓٓ ـؽا‪ْ ٟ ،‬يِنا‪ ،‬بؾطػ وطبارة‬
‫تؾقؼ بالؿؼام‪ ،‬ويحصؾ هبا الؿؼصقد‪ ،‬فنن هذا مطؾقب يف حؼ كؾ أحد‪،‬‬
‫وبإخص وٓة إمقر‪ ،‬فنن تـبقففؿ طؾك هذا القجف فقف خقر كثقر‪ ،‬وذلؽ‬
‫طالمة الصدق واإلخالص‪.‬‬
‫واحذر أيفا الـاصح لفؿ طؾك هذا القجف الؿحؿقد‪ :‬أن تػسد كصقحتؽ‬
‫بالتؿدح طـد الـاس‪ ،‬فتؼقل لفؿ‪ :‬إين كصحتفؿ‪ ،‬وقؾت وقؾت‪ ،‬فنن هذا طـقان‬
‫الرياء‪ ،‬وطالمة ضعػ اإلخالص‪ ،‬وفقف أضرار أخر معروفة)(‪.)2‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ُ )7‬ولِد بعـقزة طام ‪7111‬هـ‪ ،‬كشل كشلة صالحة‪ ،‬وحػظ الؼرآن وطؿره أحد طشر سـة‪ ،‬واشتغؾ‬
‫بالعؾؿ طؾك طؾؿاء بؾده ومـ يرد إلقفا مـ العؾؿاء‪ ،‬فؿـ شققخف‪ :‬إبراهقؿ بـ حؿد بـ جاسر‪،‬‬
‫ومحؿد بـ طبد الؽريؿ الشبؾ‪ ،‬وصالح بـ طثؿان الؼاضل‪ ،‬ومحؿد إمقـ محؿقد الشـؼقطل‪.‬‬
‫ُر ّشح لؼضاء طـقزة‪ ،‬لؽـف امتـع مـف تقرطا‪ .‬كان أطظؿ اشتغالف واكتػاطف بؽتب شقخ اإلسالم ابـ‬
‫تقؿقة‪ ،‬وتؾؿقذه ابـ الؼقؿ‪ .‬وبعد أن تؼدمت بف الدراسة شقصا؛ صار يرجح مـ إققال ما رجحف‬
‫الدلقؾ وصدّ قف التعؾقؾ‪ .‬تخرج طؾقف كثقر مـ العؾؿاء وأخذ طـف خؾؼ كثقر‪ ،‬لف مملػات كثقرة‪،‬‬
‫جؿعت يف سبع وطشريـ مجؾدا‪ ،‬مـ أشفرها‪« :‬تقسقر الؽريؿ الرحؿـ يف تػسقر كالم الؿـان»‪،‬‬
‫وقد طرف بلخالقف العذبة وكصحف لؾجؿقع‪ .‬تقيف طام ‪7116‬هـ‪ .$ .‬اكظر ترجؿتف يف مؼدمة‬
‫مجؿقع مملػاتف‪ .‬واكظر أيضا‪« :‬طؾؿاء كجد خالل ثؿاكقة قرون» (‪.)679/1‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬الرياض الـاضرة والحدائؼ الـقرة الزاهرة»‪ ،‬ص ‪.46-47‬‬
‫ككاؿ اةَ اىِطاس ‪( :‬ويختار الؽالم مع السؾطان يف الخؾقة طؾك الؽالم معف طؾك رؤوس‬
‫إشفاد‪ ،‬بؾ يقد لق كؾؿف سرا وكصحف خػقة مـ غقر ثالث لفؿا‪ ،‬ويؽره أن يؼال طـف أو يحؽك ما‬
‫اتػؼ لف‪ ،‬وأن يشتفر بذلؽ بقـ العامة‪ ،‬بؾ لق أثر كالمف وغ ّقر الؿـؽر بؼقلف‪ ،‬ثؿ اشتفر طـد الـاس‬
‫كسبة ذلؽ إلك غقره؛ لؿا شؼ طؾقف ذلؽ‪ ...‬ففذه كؾفا مـ طالمات اإلخالص‪ ،‬وحسـ الؼصد‬
‫وابتغاء وجف اهلل تعالك والدار أخرة)‪ .‬اكظر‪« :‬تـبقف الغافؾقـ طـ أطؿال الجاهؾقـ»‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫طـ شقخف محؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ ‪( :‬وكان محؾ ثؼة‬ ‫‪-‬ككاؿ ك٘غِا اةَ ْل٘و‬
‫الحؽقمة‪ ،‬مـ الؿؾؽ طبد العزيز فؿـ دوكف‪ ،‬يعـل يف أكثر إمقر التل تتعؾؼ بالؿشايخ‬
‫والؼضاة والؿحاكؿ والؿشاكؾ؛ فنن الحؽقمة تلخذ رأيف‪ ،‬ومع ذلؽ‪ :‬تقاضع‪ ،‬ومع ذلؽ‪:‬‬
‫كؽـران لـػـس‪ ،‬مـا يـرى لف زيـادة وطؾـق قدر‪ ،‬وٓ شلء‪ ،‬وٓ هـق يؼقل‪ :‬قؾت لؾؿـؾؽ‪ ،‬وقال‬
‫لـل الؿؾؽ‪ ،‬وجؾست مـع الؿؾؽ‪ ،‬مـا يحب أن يتؽـؾؿ طــ هـذا أبـدا)‪ .‬اكظـر‪« :‬سقرة شقخـا‬
‫ومراسالتف» (‪.)619/7‬‬
‫‪16‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫● ثانيا‪ :‬نماذج تطبيقية في الباب من تقريرات‬
‫‪:‬‬ ‫الشيخ اإلمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ‬
‫مِـ الؿـاسب ذكر ثالثة مقاقػ يف باب إمر بالؿعروف والـفل طـ‬
‫الؿـؽر‪ ،‬وقعت لسؿاحة الشقخ محؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ ‪ ،‬مػتل طام‬
‫الؿؿؾؽة ورئقس قضاهتا‪ ،‬الذي ٓ تخػك مؽاكتف يف هذا الباب‪ ،‬وٓ تخػك‬
‫معرفتف الدققؼة بف‪ ،‬ومـ قرأ يف سقرتف ومجؿقع رسائؾف وفتاويف يتبقـ لف صرف‬
‫مـ ذلؽ‪ ،‬ومـ الثالثة مقاقػ مققػان يتعؾؼان بقٓة إمر‪.‬‬
‫فاىٍٔكف ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬يف ةاب إركاد ٌَ رآق أعٍأ يف اىتاب‪.‬‬
‫كاىٍٔكف اىراين‪ :‬حهٔٗب ٌَ أناب فّ٘‪.‬‬
‫كاىٍٔكف اىراىد‪ :‬فٍ٘ا ٗخٓيق ةاىِِؽ إىٕ ا‪ٛ‬كىٔٗات‪ ،‬كٌؽٗلث ا‪ُٝ‬هار ْيٕ‬
‫اىِاس ٌٍا ٗػعو فّ٘ ٌَ ةاب أكىٕ ا‪ُٝ‬هار ْيٕ ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٛ‬ؽ‪.‬‬
‫‪-‬أٌا اىٍٔكف ا‪ٛ‬كؿ؛ ففّ٘ ة٘اُّ ىيٍؽٗلث اىٍؽى٘ث يف ْؼا اىتاب‪ ،‬كذىم‬
‫ىٍَ عٍاب نختّ ‪ٛ‬ضػ اىلياة‪ٗ ،‬تَ٘ ىّ اىٍؽٗلث اىهط٘طث يف ُهص ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ‪:‬‬
‫كاؿ ‪( :‬مـ محؿد بـ إبراهقؿ إلك حضرة الؿؽرم الشقخ طبد العزيز‬
‫ابـ‪ ...‬الؿحرتم‪ ،‬سؾؿف اهلل‪ .‬السالم طؾقؽؿ ورحؿة اهلل وبركاتف‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫بؾغـل أن مققػؽ مع اإلمارة لقس كؿا يـبغل‪ ،‬وتدري ‪-‬بارك اهلل فقؽ‪ -‬أن‬
‫اإلمارة ما قصد هبا إٓ كػع الرطقة‪ ،‬ولقس مـ شروصفا أن ٓ يؼع مـفا زلؾ‪،‬‬
‫والعاقؾ ‪-‬بؾ وغقر العاقؾ‪ -‬يعرف أن مـافعفا وخقرها الديـل والدكققي يربق‬
‫طؾك مػاسدها بؽثقر‪ .‬ومثؾؽ إكؿا مـصبف مـصب وطظ وإرشاد‪ ،‬وإفتاء بقـ‬
‫الؿتخاصؿقـ‪ .‬كُه٘طث ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ كاىٍأٌٔر ةاىفؽ‪ ،‬كةِ٘ث عاىهث؛ حٓؽؼ ف٘ٓا اىِخ٘شث‬
‫اىِافٓث ى‪ٞ‬ـ‪٠‬ـ كاىٍفيٍَ٘‪ .‬وٓ يـبغل أن تؽقن طثرة إمقر ‪-‬أو العثرات‪-‬‬
‫كصب طقـقؽ‪ ،‬والؼاضقة طؾك فؽرك‪ ،‬والحاكؿة طؾك تصرفاتؽ؛ ةو يف اىفؽ كً‬
‫أُٓؽ كنؽح ةٍا أكسب اهلل ٌَ ضق ا‪ٌٝ‬ارة‬‫ةٔاسب اىِه٘طث‪ ،‬كيف اىٓ‪ُ٘٠‬ث؛ ِ‬
‫كاىفٍّ كاىٍاْث ىٓا؛ وأهنا لؿ تلت لجباية أمقال وضؾؿ دماء وأطراض مـ‬
‫الؿسؾؿقـ‪ ،‬ولؿ تػعؾ ذلؽ أصال؛ إٓ أهنا غقر معصقمة فؼط؛ فلكت كـ وإياها‬
‫اف طــ‬
‫أخقيــ‪ :‬أحدهؿا‪ُ :‬مب ِّقـ واطـظ كاصـح‪ ،‬وأخـر باذل ما يـجب طؾقـف‪ ،‬كـ ّ‬
‫ما لقس لف‪ .‬إن أحسـ دطا لف بالخقر وكشط طؾقف‪ ،‬وإن قصر طقمؾ بؿا أسؾػت لؽ‪،‬‬
‫وٓ يظفر طؾقؽ طـد الرطقة ‪-‬وٓ سقؿا الؿتظؾؿقـ بالباصؾ‪ -‬طتبؽ طؾك إمقر‬
‫املبخح الجاىي‪ :‬قول مجع مً العلناء‪ ،‬ومناذج تطبيكية‬ ‫‪16‬‬
‫واكتؼادك إياه؛ ٕن ذلؽ غقر كافع الرطقة بشلء‪ ،‬وغقر ما تعبدت بف‪ ،‬إكؿا تعبدت‬
‫بؿا قدمت لؽ وكحقه‪ ،‬وأن تؽقن جامع شؿؾ‪ ٓ ،‬مشتتا‪ ،‬ممل ًػا ٓ ً‬
‫مـػرا‪.‬‬
‫واذكر وصقة الـبل ‪-‬لؿعاذ وأبل مقسك‪ -‬ﷺ‪ٗ« :‬فؽا‪ ،‬ك‪ ٟ‬حٓفؽا‪ ،‬كةلؽا‪،‬‬
‫ك‪ ٟ‬حِفؽا‪ ،‬كحٍاكْا‪ ،‬ك‪ ٟ‬حغخيفا»‪ .‬أو كؿا قال ﷺ‪ ،‬وأكا لؿ أكتب لؽ ذلؽ‬
‫لغرض سقى الـصقحة لؽ ولألمقر ولؽافة الجؿاطة وإلمام الؿسؾؿقـ‪ .‬واهلل‬
‫ولل التقفقؼ‪ .‬والسالم طؾقؽؿ)(‪.)1‬‬

‫؛ فٓٔ حهٔٗتّ ىٍٔكف كاـ ةّ أضػ ح‪ٌ٘٠‬ؼق‬ ‫‪-‬كأٌا اىٍٔكف اىراين ىفٍاضخّ‬
‫يف ْؼا اىلأف‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ ك٘غِا اىٓ‪ٌ٠‬ث ْتػ اهلل اةَ ْل٘و‬
‫(ووقعت قضقة زوجقة لدي حقـؿا كـت قاضقا يف محؽؿة الرياض سـة‬
‫‪7161‬هـ‪ ،‬وكاكت الؿرأة خادمة لألمقرة‪ :‬شقخة بـت الؿؾؽ طبد العزيز‪ ،‬وبعد‬
‫الحؽؿ تشؽت الزوجة لدى طؿتفا شقخة‪ ،‬وهذه تؽؾؿت مع والدها الؿؾؽ طبد‬
‫العزيز‪ ،‬فؾؿا اجتؿعـا طـد الؿؾؽ طبد العزيز يقم الخؿقس الضحك يف الؼصر طؾك‬
‫العادة‪ ،‬ويحضر مجؾسف الؿشايخ والؼضاة وكحقهؿ‪ ،‬وٓ يمذن لغقرهؿ يف تؾؽ‬
‫الجؾسة‪ ،‬فتؽؾؿ الؿؾؽ كالما طـ الؼضاة والخصقم‪ ،‬وتدرج بالؽالم حتك تقصؾ‬
‫إلك الؼضقة الؿذكقرة‪ ،‬ثؿ احتد بالؽالم‪ ،‬وتلثر وقال‪( :‬بعض إزواج يظؾؿ‬
‫زوجتف‪ ،‬يحدها تخؾع مـف‪ ،‬وهق ضالؿفا‪ ،‬ما لف حؼ‪ ،‬الخ)‪ ،‬وطرفت أكف يعـقـل‪،‬‬
‫وأٓحظف يؾحظ بعقـقف إلل‪ ،‬ففؿؿت بالحديث‪ ،‬ثؿ لطػ اهلل أين لؿ أتؽؾؿ وٓ‬
‫كؾؿة‪ ،‬حتك اكػض الؿجؾس‪ ،‬واكصرفـا‪ ،‬وبعدما قؿـا مـ الؿجؾس لحؼت الشقخ‬
‫محؿد بـ إبراهقؿ‪ ،‬وطرفتف الؿسللة‪ ،‬وقؾت لف‪( :‬أكا أطرف أكف يعـقـل‪ ،‬لؽـل فضؾت‬
‫السؽقت)‪ ،‬فؼال‪( :‬أضفِج‪ ،‬كىٔ حهيٍج ٌاؿ اىه‪٠‬ـ‪ ،‬كحؽحب ْيّ٘ أك٘اء)‪ .‬ثؿ‬
‫كتبت لؾؿؾؽ كتابا‪ ،‬وضحت فقف الؿسللة ومالبساهتا‪ ،‬وقؾت‪( :‬أكا أطؾؿ أن قصدكؿ‬
‫تحؽقؿ الشرع‪ ،‬وهبذا وأمثالف أطزكؿ اهلل‪ ،‬وم َّؽـ لؽؿ‪ ،‬ولؽـ الؼصة كذا وكذا‪،‬‬
‫وكقت وكقت)‪ .‬فؼرئ طؾقف الؽتاب‪ ،‬واقتـع)(‪.)2‬‬

‫(‪ )7‬اكظـــر‪« :‬فتـاوى ورسائــؾ محـؿـد بــ إبراهقؿ آل الشقـخ» (‪ ،)781/76‬والخـطاب مــمرخ‪:‬‬
‫‪.7116/9/61‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬سقرة شقخـا ومراسالتف» (‪.)676/7‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫كاىٍٔكف اىراىد‪ :‬فٍ٘ا ٗخٓيق ةاىِِؽ إىٕ ا‪ٛ‬كىٔٗات‪ ،‬كٌؽٗلث ا‪ُٝ‬هار ْيٕ‬
‫اىِاس‪ٌٍ ،‬ا ٗػعو فّ٘ ٌَ ةاب أكىٕ‪ :‬ا‪ُٝ‬هار ْيٕ ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٛ‬ؽ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اىل٘ظ ٍْ٘ث ـاىً‬
‫(وهـاك قصة تعطل صقرة طـ بعض إطراب‪ ،‬وتحؿؾ صؾبة العؾؿ ثؼؾ‬
‫مسئقلقة تعؾقؿ الـاس‪ ،‬خاصة إطراب والبقادي‪ ،‬وأطجب كؾ العجب ‪-‬وٓ‬
‫يـتفل العجب‪ -‬مـ أولئؽ إشخاص الذيـ يتبعقن بعض الجؿاطات‪،‬‬
‫ويسافرون خارج بالدهؿ‪ ،‬ويسافرون مئات إمقال‪ ،‬ويؼقلقن‪ :‬كدطق الـاس إلك‬
‫اهلل وبجقارهؿ أهؾفؿ وبـقا جؾدهتؿ ‪-‬وقد يؽقكقن مـ أقرب الـاس إلقفؿ كس ًبا‪-‬‬
‫يف البادية يجفؾقن أحؽام الصالة‪.‬‬
‫فؽقػ كذهب إلك إقطار الـائقة‪ ،‬وكتغرب‪ ،‬وكرتك أبـاءكا وأهؾقـا وأمقالـا‪،‬‬
‫كاسا مـ بـل جؾدتـا يجفؾقن‬
‫وكذهب باسؿ الدطقة إلك اهلل‪ ،‬وكرتك مـ خؾػـا أ ً‬
‫أحؽام ديـفؿ؟!‬
‫ويف مرة كـا يف الرياض يف أحد الـقادي‪ ،‬وكان هـاك بركامج سمال وجقاب‪،‬‬
‫وكان هـاك تحػز لتعؾؿ الؾغة اإلكجؾقزية يف الؿعفد الديـل‪ ،‬فؼال صاحب‬
‫الربكامج‪ :‬إن هذا التعؾؿ لف مجال آخر‪ ،‬وإذا فرض يف الدراسة يف الؿعاهد الديـقة‬
‫سقؼقم طؾك حساب الديـ؛ ٕن الؾغة اإلكجؾقزية ٓ تؽػقفا حصة وٓ حصتان وٓ‬
‫أربع يف إسبقع‪ ،‬فـحـ كدرس الؾغة العربقة يف أربع حصص يف إسبقع‪- ،‬مع‬
‫أكـا كـطؼ هبا‪ -‬وٓ كجقدها‪ ،‬فنذا ما أخذكا اإلكجؾقزية بجاكب الػؼف والتقحقد‬
‫والحديث والتػسقر ستزاحؿفا يف الققت‪ ،‬وتزاحؿفا يف الؿذاكرة‪ ،‬ويضعػ‬
‫الطالب يف تحصقؾ العؾقم الديـقة‪ ،‬ولقؽـ ذلؽ يف العطؾة‪ ،‬ويؽقن الطالب‬
‫مخقرا‪ ،‬فؼالقا‪ :‬كريد أن كتعؾؿ الؾغة‪ ،‬لـدطق هبا غقر الؿسؾؿقـ‪.‬‬
‫ً‬
‫ضاىؽا‪،‬‬
‫ن‬ ‫كناف اىل٘ظ ٌطٍػ ةَ إةؽاًْ٘ ‪-‬رضٍث اهلل حٓاىٕ ْيِ٘ا كْيّ٘‪-‬‬
‫فلػـ حٔس٘ٓات رضٍث اهلل حٓاىٕ ْيِ٘ا كْيّ٘‪.‬‬
‫حٓيٍ٘ا ى‪ٜ‬ـاحؼة ‪ ٟ‬ىيٍ‪٠‬ب أن قال‪- :‬وقد ألؼك شخص‬
‫ن‬ ‫كٌَ أضفَ ٌا كػـ‬
‫قصقدة يفجق فقفا حالؼل الؾحك ‪ :-‬ى٘ؿ ْؼا ةأـئب ضفَ يف اىػْٔة إىٕ اهلل‪،‬‬
‫سٓؽا‪،‬‬
‫ْؼا حلٓ٘ؽ كى٘ؿ دْٔة‪ ،‬إٍُا اىػْٔة حهٔف ـؽا‪ ،‬كحهٔف ةاىٍٓؽكؼ‪ ٟ ،‬ن‬
‫فهاف ْيّ٘ أف ٗأحٖ إىٕ ا‪ٛ‬كغاص اىٍَِٓ٘٘‪ ،‬كأف ٗغاٌتًٓ فٍ٘ا ةِّ٘ كةًِ٘ٓ‪.‬‬
‫املبخح الجاىي‪ :‬قول مجع مً العلناء‪ ،‬ومناذج تطبيكية‬ ‫‪19‬‬
‫فتعؾؿ إساتذة كقػ يدطقن إلك اهلل غقرهؿ‪ ،‬ثؿ قال‪ :‬سؿعـا بلن بعض‬
‫الطالب يريدون أن يتعؾؿقا اإلكجؾقزية مـ أجؾ الدطقة إلك اهلل هبذه الؾغة خارج‬
‫البالد‪ ،‬وهذا أمر طجقب‪ ،‬ففؾ اكتػقـا بتعؾقؿ أكػسـا ومـ يـطؼ بؾغتـا؟ وقال‪ :‬هذه‬
‫البقادي‪ ،‬وهمٓء إطراب‪ ،‬وهذه الدويالت مـ حقلـا‪ ،‬هؾ طؿؿـا الدطقة فقفا‪،‬‬
‫واكتفقـا مـ تعؾقؿ أهؾفا ديـ اإلسالم والعؼقدة والػؼف‪ ،‬حتك كـتؼؾ إلك مـ لؿ‬
‫يـطؼ بالؾغة العربقة لـعؾؿف؟!‬
‫وكحـ أن كؼقل‪ :‬إن مـ إطراب مـ هق يف حاجة إلك تعؾقؿ سقرة‬
‫الػاتحة‪ ،‬وقد حدث أن كـا يف إحساء‪ ،‬فدطاكا إبراهقؿ الؿفـا ‪-‬رحؿة اهلل تعالك‬
‫طؾقـا وطؾقف‪ -‬لشرب الشاي بعد العصر يف بستاكف‪ ،‬ثؿ صؾقـا الؿغرب يف مسجده‪،‬‬
‫وكان الؿسجد طؾك الطريؼ‪ ،‬فصؾك بـا مدرس التجقيد‪ ،‬وهق قارئ متؼـ‪،‬‬
‫واكتفقـا مـ الصالة‪ ،‬والؿستعجؾ صؾك الـافؾة‪ ،‬ومضك إلك محؾ الضقافة‪ ،‬ولػت‬
‫كظري مجلء أربعة مـ البادية‪ ،‬يحؿؾ كؾ واحد حاجتف طؾك كتػف‪ ،‬فجاءوا‬
‫بسرطة وبحركة سريعة‪ ،‬فللؼقا أمتعتفؿ يف ممخرة الؿسجد‪ ،‬وتؼدم واحد مـفؿ‬
‫يصؾل هبؿ‪ ،‬فػرحت لحرص همٓء إطراب طؾك أداء الصالة جؿاطة يف‬
‫الؿسجد‪ ،‬فؼد قدمقا واحدً ا مـفؿ يصؾل هبؿ‪ ،‬وهذا شلء حسـ‪ ،‬فجعؾت أكظر‪،‬‬
‫فؼرأ الػاتحة وأخؾ فقفا إخال ً‬
‫ٓ شديدً ا‪ ،‬وبعد الػاتحة قرأ هبذا الؾػظ‪( :‬قؾ يا أيفا‬
‫الؽافرون‪ ٓ ،‬أطبد ما تعبدون‪ ،‬وٓ أكتؿ طابدون ما أطبد‪ ،‬وٓ أكا طابد ما طبدتؿ‪،‬‬
‫وٓ أكتؿ طابدون‪ ،‬واهلل طابد‪ ،‬واهلل غػقر رحقؿ)‪.‬‬
‫ففذا شلء يبؽل‪ ،‬فلخذتـل الحسرة يف كػسل‪ ،‬وقؾت‪ :‬مـذ كؿ يصؾل هذا‬
‫هبذه الؼراءة؟ وهذا إمامفؿ فؽقػ بغقره؟! فؾؿا اكتظرت فطـ‪ ،‬وكان فطـًا ذكقا‬
‫جدا‪ ،‬ثؿ قام يف الركعة الثاكقة‪ ،‬وقرأ الػاتحة و(قؾ هق اهلل أحد)‪ ،‬أحسـ مـ‬
‫إولك‪ ،‬فؾؿا س ّؾؿ ‪-‬وكان بقـل وبقـف حقالل طشرة أمتار‪ -‬قال‪ :‬أطؾؿـل‪ ،‬هؾ‬
‫رأيت شقئا مريبا؟ قؾت لف‪ :‬إي واهلل لؼد رأيت شقئا مريبا‪.‬قال‪ :‬وما هق؟ قؾت‪:‬‬
‫اقرأ‪ .‬فجاء هق وأصحابف وجؾسقا‪ ،‬فؼؾت‪ :‬ماذا قرأت يف الصالة؟ قال‪ :‬الحؿد‪،‬‬
‫قؾت‪ :‬اقرأها‪ ،‬فؼرأها فعدلت لف بعضا مـفا‪ .‬قؾت‪ :‬والتل بعدها‪ ،‬قال‪ :‬الؽافرون‪.‬‬
‫قؾت‪ :‬اقرأها‪ ،‬فؼرأها كؿا قرأها يف الصالة‪ .‬قؾت‪ :‬طؾك ِرسؾؽ‪ ،‬هات يدك‪ ،‬وطؼد‬
‫بلصـابعـف فـؼـرأ‪ ٓ :‬أطبـد مـا تعبدون‪ ،‬وٓ أكتـؿ طابـدون ما أطـبد‪ ،‬وٓ أكـا طـابـد‬
‫مـا طبدتؿ‪ ،‬ثؿ قال‪ :‬واهلل غػقر‪ .‬قؾت لف‪ :‬قػ‪ .‬لقست هذه فقفا‪ ،‬ففذه يف سقرة‬
‫‪18‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫ثاكقة‪ ،‬ولقست يف هذه‪ ،‬وهذه فقفا‪( :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) [الؽافرون]‪ ،‬قال‪( :‬واهلل‬
‫غػقر رحقؿ) أيـ؟ قؾت لف‪ :‬يف سقرة أخرى‪ .‬قال‪ :‬أططـقفا‪ .‬فؼرأت طؾقف سقرة‬
‫الؽافرون‪ .‬قال‪ :‬أطدها‪ ،‬فرددهتا طؾقف مرة أخرى‪ ،‬فؼال‪ :‬خذها‪ .‬فؼرأها كؿا‬
‫سؿعفا‪ ،‬قال‪ :‬أططـا سقرة أخرى‪ .‬فؼرأت طؾقف‪( :‬قؾ هق اهلل أحد)‪ ،‬فؼال‪ :‬هل‬
‫طـدي‪ .‬قؾت‪ :‬اقرأها‪ .‬فؼرأها‪ ،‬فؼؾت لف‪ :‬خذها‪ ،‬فلطدهتا طؾقف‪ ،‬وأطادها هق مرة‬
‫أخرى‪ ،‬قال‪ :‬أططـل سقرة أخرى‪ ،‬فلططقتف مـ قصار السقر‪ ،‬فؼال‪ :‬أطدها‪.‬‬
‫فلطدهتا طؾقف‪ ،‬فلخذها كؿا سؿعفا‪ ،‬فؼؾت‪ :‬واحدة‪ .‬قال‪ ٓ :‬يؽػقـل‪ .‬قؾت‪:‬‬
‫صدقت‪ ،‬إذا رجعت إلك بؾدكؿ‪ ،‬فابحث طـ إمامؽؿ أو قارئؽؿ‪ ،‬واجعؾف يؼرأ‬
‫طؾقؽ‪ ،‬وتسؿع مـف‪ ،‬ويعؾؿؽ(‪.)1‬‬
‫كةا‪ٌٝ‬هاف ‪-‬أٗيا‪ -‬أف ٗلاؿ‪ :‬هؾ اكتفجـا ترتقب إولقيات يف هذا الباب‪،‬‬
‫فاجتفدكا يف إكؽار الؿـؽرات التل كؼدر طؾك إكؽارها‪ ،‬وهـاك مـفا ما يؼع ضؿـ‬
‫حدود مسمولقاتـا‪ ،‬حتك كـتؼؾ إلك آهتؿام والدكدكة يف اإلكؽار العؾـل طؾك‬
‫القٓة‪ ،‬وهق أمر صعب طؾك الـػقس أوٓ‪ ،‬ويرتتب طؾقف يف الغالب مػاسد ثاكقا‪،‬‬
‫والـػع فقف قؾقؾ ثالثا؟‬
‫وهؾ اجتفدكا يف اإلكؽار طؾك َمـ تحت أيديـا‪ ،‬مؿـ وٓكا اهلل طؾقفؿ‪ ،‬وطؾك‬
‫قرابتـا‪ ،‬وطؾك الـاس الؼريبقـ مـ حقلـا؟‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪ :‬شرح بؾقغ الؿرام (‪ ،8 /99‬برتققؿ الشامؾة آلقا)‪ ،‬وهل دروس صقتقة مػرغة‪.‬‬
‫املبخح الجالح‪ :‬فتـاوى سابكة لصيخيا حول املسألة‬ ‫‪41‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫فتاوى سابقة في المسألة لشيخنا أبي عبد المعز‪:‬‬
‫كان شقخـا –حػظف اهلل‪ُ -‬يؼرر سابؼا‪ :‬أن إصؾ يف الـصقحة أن تؽقن سرا‪،‬‬
‫وإذا صؾب القٓة تؼديؿ الـصقحة أمامفؿ طؾـا‪ ،‬وفتحقا طؾك أكػسفؿ باب إبداء‬
‫الرأي وآكتؼاد وأذكقا فقف(‪)1‬؛ فقجقز كصقحتفؿ بالحؼ‪ ،‬مـ غقر ٍ‬
‫هتؽ لألستار‪.‬‬
‫فجعؾ الـصقحة السرية هل إصؾ‪ ،‬والـصقحة العؾـقة تجقز إذا كان ٍ‬
‫بنذن‬
‫مـ ولل إمر وأمامف‪ ،‬ولؿ ُيعؾؼ جقاز الـصح العؾـل طؾك الؿصؾحة‪ ،‬وإكؿا‬
‫جعؾ مجرد إذن ولل إمر كاف ًقا لجقاز ذلؽ‪.‬‬
‫‪ -1‬كاؿ فػٖ اىهيٍث اىلٓؽٗث ركً (‪ :)81‬ةِٓٔاف‪( :‬يف ضهً اىخلٓ٘ؽ‬
‫ةاىطهاـ كاىخلِّ٘ ْيً٘ٓ)‪ ،‬كْٖ ٌؤرعث‪ْ1434/3/26 :‬ػ‪:‬‬
‫(فؿـفج أهؾ السـة والجؿاطة يف مـاصحة وٓة إمر فقؿا صدر مـفؿ مـ‬
‫مـؽرات‪ :‬أن يــاصحقهؿ بالخطاب‪ ،‬وطظا وتخقيػا مـ مؼام اهلل تعالك‪ ،‬كةاىفؽ‬
‫كةاىؽفق‪ ،‬لؼقلف تعالك ـ مخاصبا مقسك وهارون طؾقفؿا السالم حقـ أرسؾفؿا إلك‬
‫فرطقن‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [صف]‪ ،‬هذا إن وصؾقا إلقفؿ‪ ،‬أو‬
‫بالؽتابة والقساصة إن تعذر القصقل إلقفؿ؛ إذ ا‪ٛ‬نو يف كًِْٓ أف ٗهٔف ـؽا‪،‬‬
‫كإذا ٌيتٔا حلػًٗ اىِه٘طث أٌآًٌ ْيِا‪ ،‬كفخطٔا ْيٕ أُففًٓ ةاب إةػاء اىؽأم‬
‫كا‪ُٟ‬خلاد‪ ،‬كأذُٔا فّ٘؛ ف٘شٔز ُه٘طخًٓ ةاىطق‪ ،‬مـ غقر ٍ‬
‫هتؽ لألستار وٓ تعققر‪،‬‬
‫لؿـافاهتؿا لؾجاكب إخالقل‪ ،‬وٓ خروج ـ بالؼقل أو الػعؾ ـ لؿخالػتف لؿـفج‬
‫‪« :‬وقال جؿاهقر أهؾ السـة مـ‬ ‫اإلسالم يف الحؽؿ والسقاسة‪ ،‬قال الـقوي‬
‫الػؼفاء والؿحدثقـ والؿتؽؾؿقـ‪ ٓ :‬يـعزل بالػسؼ والظؾؿ وتعطقؾ الحؼقق‪ ،‬وٓ‬
‫يخؾع‪ ،‬وٓ يجقز الخروج طؾقف بذلؽ‪ ،‬بؾ يجب وطظف وتخقيػف لألحاديث‬
‫القاردة يف ذلؽ»‪ ٌّ .‬حطؼٗؽ اىِاس ٌَ ْؼق اىٍِهؽات كاىتػع كاىٍٓانٖ ٌٍْٔا‪،‬‬
‫دكف حَٓ٘٘ اىفاْو‪ ،‬أك ا‪ٝ‬كارة إىّ٘‪ ،‬أك حغه٘م ةٓو نفاحّ اىخٖ ُٗٓؽؼ ةٓا‪،‬‬
‫كالتحذير مـ الزكا والربا والظؾؿ وشرب الخؿر ومحدثات إمقر وكحقها‬
‫(‪ )7‬واكظر ما يتعؾؼ هبذا الؼقد يف ص ‪.97‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فتاوى مجع مً العلنــاء‬
‫طؿقما مـ غقر تعققـ‪ ،‬أي‪ٗ :‬هفٖ ا‪ُٝ‬هار ْيٕ اىٍٓانٖ كاىتػع كاىخطؼٗؽ ٌِٓا‪،‬‬
‫دكف حَٓ٘٘ فاْيٓا بالسب أو الؾعـ أو التؼبقح؛ فنكف يػضل إلك الحرمان مـ الخقر‬
‫سب قق ٌم أمقرهؿ إٓ ُحرمقا خقره»‪ ،‬وقال آخر‪:‬‬
‫والعدل قال بعض السؾػ‪« :‬ما َّ‬
‫«مـ لعـ إمامف ُحرم طدلف»‪.‬‬
‫كٌِٕٓ ذىم‪ :‬أف أْو اىفِث اىفيفَ٘٘ ِٗهؽكف ٌا ٗأٌؽ ةّ ا‪ٌٝ‬اـ ٌَ اىتػع‬
‫كاىٍٓانٖ‪ ،‬كٗطؼركف اىِاس ٌِٓا‪ ،‬كٗأٌؽكًُٓ ةا‪ٟ‬ةخٓاد ِْٓا‪ ٌَ ،‬غ٘ؽ أف ٗهٔف‬
‫إُهارًْ ْيٕ ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٔٛ‬ر يف ٌشاٌّ اىِاس كٌطافيًٓ‪ ،‬ك‪ْ ٟ‬يٕ رؤكس اىٍِاةؽ‬
‫كٌشاىؿ اىَْٔ‪ ،‬وٓ التشفقر بعققهبؿ‪ ،‬وٓ التشـقع طؾقفؿ يف وسائؾ اإلطالم‬
‫بلكقاطفا الؿختؾػة‪ :‬الؿرئقة والؿسؿقطة والؿؽتقبة‪ ،‬بالؽتابة يف الصحػ‬
‫والؿجالت أو بالصقر الؽاريؽاتقرية وكحق ذلؽ؛ ٕن ذلؽ يمدي إلك تللقب‬
‫العامة‪ ،‬وإثارة الرطاع‪ ،‬وإيغار لصدور الرطقة طؾك وٓة إمقر‪ ،‬وإشعال الػتـة‪،‬‬
‫ويقجب الػرقة بقـ اإلخقان‪ ،‬وهذه الـتائج الضارة يلباها الشرع‪ ،‬ويـفك طـفا‪،‬‬
‫و«كؾ ما يػضـل إلـك حـرام ففـق حـرام»‪ ،‬و«القسائـؾ لفا حؽـؿ الؿؼاصد»‪ ،‬قال‬
‫أبق الدرداء ﭬ‪« :‬إن أول كػاق الؿرء‪ :‬صعـف طؾك إمامف»‪ ...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -2‬ككاؿ ‪-‬ضفِّ اهلل‪ -‬يف (اىٍِٓز اىلًٔٗ يف ٌٓاٌيث اىطهاـ)‪ ،‬ىٍَ اىهيٍث‬
‫اىلٓؽٗث اىراىرث اىٍِلٔرة ْيٕ ٌٔكّٓ‪:‬‬
‫لذلؽ كان إحسان الظـ بقٓة إمر متحتؿا‪ ،‬ومـ لقازم صاطتفؿ‪ :‬متابعتفؿ‬
‫يف الصقم والػطر والتضحقة‪ :‬فقصقم بصقامفؿ يف رمضان‪ ،‬ويػطر بػطرهؿ يف‬
‫ٍ‬
‫شقال‪ ،‬ويضحل بتضحقتفؿ يف طقد إضحك؛ ومـ لقازم صاطتفؿ ـ أيضا ـ طدم‬
‫إهاكتفؿ‪ ،‬وترك سبفؿ أو لعـفؿ‪ ،‬كا‪ٌٟ‬خِاع َْ اىخلٓ٘ؽ ةٓ٘ٔةًٓ‪ ،‬ـٔاء يف اىهخب‬
‫كاىٍهِفات كاىٍش‪٠‬ت‪ ،‬أك يف اىػركس كاىغٍب‪ ،‬أك ةَ٘ اىٓاٌث؛ نٍا ِٗتغٖ‬
‫حشِب نو ٌا ٗفٖء إىً٘ٓ ٌَ كؽٗب أك ٌَ ةٓ٘ػ؛ ذلؽ أن طؾة الؿـع‪ :‬تػادي‬
‫الػقضك‪ ،‬وترك السؿع والطاطة يف الؿعروف‪ ،‬والخقض فقؿا يضر كتقجة سبفؿ‬
‫وإهاكتفؿ؛ إمر الذي يػتح باب التللقب طؾقفؿ‪ ،‬ويجر ذلؽ إلك الػساد‪ ،‬وٓ‬
‫يعقد طؾك الـاس إٓ بالشر الؿستطقر‪...‬‬
‫‪‬‬
‫املبخح الجالح‪ :‬فتـاوى سابكة لصيخيا حول املسألة‬ ‫‪46‬‬
‫ملخص الفصل‪:‬‬
‫ٍٗهَ حيغ٘م ٌا ساء يف ْؼا اىفهو ةٍا ٗيٖ‪:‬‬
‫ققل شقخـا يف جقاز اإلكؽار طؾك ولل إمر طؾـا يف غقابف‪ ،‬إذا تعذر اإلكؽار‬
‫السري؛ لؿ يلت مقاف ًؼا لؼقل العؾؿاء الذيـ ُذكِروا يف هذا الباب‪ ،‬وهؿ طشرة‪.‬‬
‫فؼقلفؿ ‪-‬رحؿفؿ اهلل‪ -‬دائر بقـ مـ يؼقل‪ :‬إن الـصقحة لقلل إمر تؽقن‬
‫سرا‪ ،‬وإذا كاكت هـاك مصؾحة يف الجفر لف هبا؛ فنكف يجفر هبا يف حضقره دون‬
‫غقابف‪ ،‬وهؿ العؾؿاء‪ :‬طبد العزيز بـ باز‪ ،‬ومحؿد كاصر الديـ إلباين‪ ،‬ومحؿد بـ‬
‫صالح العثقؿقـ‪ ،‬رحؿفؿ اهلل‪.‬‬
‫دائؿا‪ ،‬وٓ ُيجفر هبا‪،‬‬
‫و َب ْقـ مـ يؼقل‪ :‬إن الـصقحة لقلل إمر تؽقن سرا ً‬
‫وهؿ العؾؿاء‪ :‬اإلمام الؿجدد محؿد بـ طبد القهاب‪ ،‬ومحؿد بـ طبد الؾطقػ آل‬
‫الشقخ‪ ،‬وسعد بـ حؿد بـ طتقؼ‪ ،‬وطبد اهلل بـ طبد العزيز العـؼري‪ ،‬وطؿر بـ‬
‫محؿد بـ سؾقؿ‪ ،‬ومحؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ‪ ،‬وطبد الرحؿـ بـ كاصر‬
‫السعدي‪ ،‬رحؿفؿ اهلل(‪.)1‬‬
‫وأن ققل شقخـا الجديد ٓ يتقافؼ مع ققلف الؼديؿ؛ وهق‪( :‬إصؾ يف‬
‫الـصقحة لقلل إمر أن تؽقن سرا‪ ،‬وإذا صؾب ولل إمر تؼديؿ الـصقحة طؾـا؛‬
‫فقجقز اإلطالن هبا‪ ،‬وتؽقن يف حضقره)‪.‬‬
‫واهلل أطؾؿ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬ومؿا يستػاد مـ فتقاهؿ‪ :‬طدم تعؾؼ الؿسللة بؿقضقع التضققؼ الحاصؾ مـ ولل إمر‬
‫وطدمف‪ ،‬فقؼال‪ :‬يف زمـ الخقف مـ التضققؼ يػتك باإلكؽار السري‪ ،‬ويف زمـ إمـ يػتك‬
‫باإلكؽار العؾـل‪ ،‬ويدل طؾك ذلؽ ما يؾل‪:‬‬
‫‪ -‬زمـ الخؾػاء الراشديـ رضل اهلل طـفؿ كان زمـ أمـ وطز‪ ،‬وكاكقا رضل اهلل طـفؿ مـؼاديـ‬
‫لؾحؼ‪ ،‬يؼبؾقكف مـ قائؾف‪ ،‬والؿحتسب يف زمـفؿ كؾؿتف مسؿقطة‪ ،‬ومع ذلؽ لؿ يعرف يف‬
‫زمـفؿ اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫‪ -‬ويف زمـ التشديد وقت السؾػ؛ وجد مـ العؾؿاء مـ أكؽر طؾـًا‪ ،‬ولؽـ أمام ولل إمر‪.‬‬
‫‪ -‬ويف زمـ اإلمام محؿد بـ طبد القهاب وبؼقة طؾؿاء كجد كان زمـ أمـ‪ ،‬وتؿؽقـ لؾعؾؿاء‪،‬‬
‫ورفعة درجتفؿ طـد الراطل والرطقة‪ ،‬وضفقر كؾؿتفؿ جدا‪ ،‬ورغؿ ذلؽ أفتقا باإلكؽار السري‪.‬‬
‫ٍ‬
‫سؾػ لفذا الؼقل‪ ،‬طـد العؾؿاء الؿتؼدمقـ والؿتلخريـ‪ .‬واهلل أطؾؿ‪.‬‬ ‫‪ -‬طدم وجقد‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫األدلة التي استدل بها شيخنا على جواز‬
‫اإلناكر العلني في غياب ولي األمر‪ ،‬وتحته ثالثة مباحث‪:‬‬

‫● المبحث األول‪:‬‬
‫تقسيم األدلة التي استدل بها شيخنا على‬
‫جواز اإلناكر العلني في غياب ولي األمر‪ ،‬ودراستها ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫سبؼ ذكرهؿ يف الؿسللة؛ يدور‬


‫تؼدم يف الػصؾ إول أن ققل العؾؿاء الذيـ َ‬
‫بقـ أن تؽقن الـصقحة سرا‪ ،‬وتجقز أن تؽقن طؾـا لؿصؾحة‪ ،‬بحضقر ولل‬
‫إمر‪ ،‬ولقس يف غقابف‪ .‬وبقـ أن تؽقن الـصقحة سرا مطؾؼا‪.‬‬
‫وحقث إن رأي شقخـا يف جقاز اإلكؽار طؾك ولل إمر طؾـا يف غقابف لؿ‬
‫يؽـ مقافؼا لؼقل همٓء العؾؿاء‪ ،‬فستتؿ دراسة أثار التل استدل هبا شقخـا‬
‫طؾك جقاز ذلؽ‪ ،‬ثؿ َيتبع ذلؽ مؾحؼ يتعؾؼ ببعض أثار التل استدل هبا شقخـا‬
‫طؾك اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وهل داخؾة يف اإلكؽار السري‪.‬‬
‫أدىث ك٘غِا يف إذتات ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪:‬‬
‫● اىلفً ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬أدىث ْاٌث يف ا‪ٌٛ‬ؽ ةاىٍٓؽكؼ كاىِٖٓ َْ اىٍِهؽ‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫‪-7‬ققلف تعالك‪:‬‬
‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬
‫ﮪ ﮫﮬ) [التقبة]‪.‬‬
‫(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫‪-6‬قـقلـف تعـالـك‪:‬‬
‫[آل طؿران‪.]771:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ)‬

‫‪-1‬حديث‪ ٌَ« :‬رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق»‪.‬‬


‫‪-4‬حديث‪« :‬اىػَٗ اىِه٘طث»‪.‬‬

‫(‪٠ٌ )7‬ضِث‪ :‬تؼدم يف الؿؼدمة أن شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬لؿ يذكر الؿؼصقد مـ الؿـؽر الذي يـؽر‬
‫طؾك القٓة فقف‪ ،‬وهؾ يدخؾ يف ذلؽ اإلكؽار يف مسائؾ آجتفاد‪ ،‬وهؾ يـؽر طؾك‬
‫الؿجتفديـ‪ ،‬ولؽـ الؿتبادر لؾذهـ مـ (الػتقى) و(التقضقح) و(التػـقد)‪ ،‬أكف يؼصد الؿـؽر‬
‫الؿتبادر لألذهان‪ ،‬وهق ما حرمتف الشريعة‪.‬‬
‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬ ‫‪44‬‬
‫● اىلفً اىراين‪ :‬حفٓث آذار‪ٌِٓ ،‬ا ذٍاُ٘ث ٌَ فٓو اىهطاةث ﭫ‪ ،‬ككاضػ‬
‫فٓو ىخاةٖٓ‪ ،‬كٍٗهَ حلفٍ٘ٓا إىٕ ذ‪٠‬ذث أكفاـ‪:‬‬
‫أك‪ :ٟ‬آذار ناف ا‪ُٝ‬هار ف٘ٓا ةطئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬كى٘ؿ يف غ٘اةّ‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫‪-1‬إكؽار طبادة بـ الصامت طؾك معاوية ﭭ يف حديث الصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬إكؽار طائشة ڤ طؾك مروان يف حضقره‪ ،‬وإكؽار أخقفا طبد الرحؿـ‬
‫طؾك معاوية ﭭ(‪.)1‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬آذار حػعو يف ةاب ا‪ٟ‬سخٓاد‪ ٌّ ،‬ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬أك يف غ٘اةّ‪:‬‬
‫ففٖ ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪:‬‬
‫‪ -7‬إكؽار أبل سعقد الخدري طؾك معاوية ﭭ؛ يف مؼدار زكاة الػطر‪.‬‬
‫‪ -6‬إكؽار ابـ طؿر طؾك خالد ﭫ؛ يف قتؾ الذيـ قالقا‪( :‬صبلكا)‪.‬‬
‫‪ -1‬إكؽار طؾل طؾك طثؿان ﭭ يف مسللة الؿتعة بالحج‪.‬‬
‫كيف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪:‬‬
‫‪ -7‬إكؽار ابـ مسعقد طؾك طثؿان ﭭ؛ يف إتؿامف الصالة بؿـك‪.‬‬
‫‪ -6‬إكؽار ابـ طباس طؾك طؾل ﭫ؛ يف تحريؼف الؿرتديـ بالـار‪.‬‬
‫‪ -1‬إكؽار أكس ﭬ طؾك الحجاج يف مسللة غسؾ الرجؾقـ أو مسحفؿا يف‬
‫القضقء‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬أذؽ ٗػعو يف ةاب اىيؾكـ‪:‬‬
‫‪ -‬إكؽار الحسـ البصري طؾك أكس بـ مالؽ ﭬ وفعؾ الحجاج‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬وهذا إثر يؿؽـ جعؾف قسؿا مستؼال‪ ،‬وهق ما يدخؾ يف باب القٓيات وما يجري فقفا‪.‬‬
‫ٌّ ٌ‪٠‬ضِث أن إكؽار طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر ﭭ كان طؾك مروان‪ ،‬ولقس طؾك معاوية‬
‫رضل اهلل طـف‪ ،‬كؿا سقليت ذكره‪ ،‬ولؽـل كؼؾت طبارة شقخـا‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫ايكطِ األ‪ :ٍٚ‬األدي‪ ١‬ايعاَ‪ ١‬اييت ‪ٚ‬زدت يف باب األَس باملعس‪ٚ‬ف‬
‫‪ٚ‬ايٓٗ‪ ٞ‬عٔ املٓهس‪ٚ ،‬اييت اضتدٍ بٗا غ‪ٝ‬دٓا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش‬
‫اإلْهاز ايعًين يف ي‪ٝ‬اب ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪:‬‬
‫اـخػؿ ك٘غِا –ضفِّ اهلل‪ْ -‬يٕ سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫ةأدىث ْاٌث ساءت يف ةاب ا‪ٌٛ‬ؽ ةاىٍٓؽكؼ كاىِٖٓ َْ اىٍِهؽ‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫‪-7‬ققلف تعالك‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬
‫ﮪ ﮫﮬ) [التقبة]‪.‬‬
‫(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫‪-6‬قـقلـف تعـالـك‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ) [آل طؿران‪.]771:‬‬
‫‪-1‬حديث‪ ٌَ« :‬رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق»‪.‬‬
‫‪-4‬حديث‪« :‬اىػَٗ اىِه٘طث»‪.‬‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(‪ٚ‬ال رنف‪ ٢‬إٔ ٖر‪ ٙ‬اآل‪ٜ‬ات ‪ٚ‬األساد‪ٜ‬ح يف ‪ٚ‬د‪ٛ‬ب األَس باملعس‪ٚ‬ف ‪ٚ‬ايٓٗ‪ٞ‬‬
‫عٔ املٓهس مل تفسم بني احلانِ مبدتًف طبكات األع‪ٝ‬إ احلانُ‪ ١‬ممٔ‬
‫‪ٜٛٓ‬ب َٓاب٘‪ٚ ،‬احمله‪ ّٛ‬عً‪ ٢‬رلتًف طبكات اجملتُع ‪ٚ‬غسا‪٥‬ش٘‪ٚ ،‬ال‬
‫بني اإلْهاز ايطس‪ٚ ٟ‬ايعًين؛ ‪ٚ‬إذا ‪ٚ‬زد االضتجٓا‪ ٤‬يف اإلْهاز ايعًين بعً‪ ١‬اخل‪ٛ‬ف‬
‫َٔ تستب َفطد‪ ٠‬أ‪ًَٗ ٚ‬ه‪ ،١‬ف‪ٝ‬ذب تسن٘ يف تًو احلاٍ‪ ،‬عُال باألصٌ‬
‫ايفكٗ‪ٜ« :ٞ‬ستهب أخف ايطسز‪ٚ ٜٔ‬أ‪ٜ‬طس املفطدتني تفاد‪ٜ‬ا ألغدُٖا»‪.‬‬
‫وقال ‪-‬أيضا‪ -‬يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(فاحلاصٌ ـ إذٕ ـ إٔ عُ‪ ّٛ‬ايٓص‪ٛ‬ص ايػسع‪ ١ٝ‬ايٓاٖ‪ ١ٝ‬عٔ املٓهس تدٍ‬
‫عً‪َ ٢‬طًل اإلْهاز ضس‪ٜ‬ا نإ أ‪ ٚ‬عًٓ‪ٝ‬ا ال عً‪ ٢‬اإلْهاز املطًل؛ ي‪ٛ‬ز‪ٚ‬د‬
‫ايط‪ٛ‬ابط املك‪ٝ‬د‪ ٠‬ي٘ ‪ٚ‬املطتدًص‪ َٔ ١‬ايك‪ٛ‬اعد ايػسع‪ ١ٝ‬ايعاَ‪ٚ ١‬املطت‪ٛ‬سا‪٠‬‬
‫َٔ املكاصد ‪ٚ‬احلهِ املسع‪ ١ٝ‬ذات أبعاد ايٓعس‪ ٠‬املآي‪ ٖٞٚ ،١ٝ‬تدٍ ـ مبذًُٗا ـ‬
‫عً‪َ ٢‬ػس‪ٚ‬ع‪ ١ٝ‬اإلْهاز ايطس‪ٚ ٟ‬ايعًين ظُ‪ٝ‬ع ‪ٚ‬د‪ُٖٗٛ‬ا إذا ت‪ٛ‬فس غسطُٗا‬
‫‪ٚ‬اْتف‪َ ٢‬اْعُٗا ض‪ٛ‬ا‪ ٤‬باملػافٗ‪ ١‬ايطس‪ ١ٜ‬أ‪ ٚ‬اي‪ٛ‬ضا‪ ٌ٥‬ايطس‪ ١ٜ‬األخس‪ ،٣‬أ‪ٚ‬‬
‫ناْت عًٓ‪ ١ٝ‬باملػافٗ‪ ١‬عطست٘ أ‪ ٚ‬بايتصس‪ٜ‬ض أ‪ ٚ‬ايتعس‪ٜ‬ض أ‪ ٚ‬ايتًُ‪ٝ‬ض يف‬
‫ي‪ٝ‬بت٘‪ ،‬عً‪َ ٢‬ا تكدّ ذنس‪.)ٙ‬‬
‫‪‬‬
‫كردت أدىػث عانػث فػٖ اىتاب‪ ،‬فـل صريؼة إكؽار الؿـؽر طؾك القٓة‪،‬‬
‫دت أدلة طامة يف مسللة أن ُتذكر بعدها إدلة‬ ‫وكصقحتفؿ‪ ،‬ويف العادة‪ :‬أكف إذا ُأ ِ‬
‫ور ْ‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫الكسه األول‪ :‬أدلة عامة يف األمر باملعروف واليهي عً امليكر‬ ‫‪46‬‬
‫فٍَ حيم ا‪ٛ‬دىث اىغانث‪ ،‬كْٖ أضادٗد ٌؽفْٔث إىٕ اىِتٖ ﷺ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضػٗد أةٖ ـٓ٘ػ اىغػرم ﭬ كاؿ‪ :‬كاؿ رـٔؿ اهلل ﷺ‪« :‬أفيو‬
‫اىشٓاد نيٍث ْػؿ ِْػ ـيٍاف سائؽ‪ ،‬أك أٌ٘ؽ سائؽ»(‪.)1‬‬
‫وقد صدَّ ر هذا الحديث اإلمام حرب الؽرماين يف كتاب «السـة»‪ ،‬باب يف‬
‫الـصقحة لؾسؾطان‪ ،‬وأورد معف أثر ابـ طباس أكف جاءه رجؾ فؼال‪ :‬يا أبا طباس‪،‬‬
‫آمر أمقري بتؼقى اهلل؟ قال‪ :‬إن خػت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فنن كـت ٓبد فاطال‪،‬‬
‫فبقـؽ وبقـف‪.‬‬
‫كاؿ ك٘غِا اىٓ‪ٌ٠‬ث ْتػ اىٍطفَ اىٓتاد اىتػر –ضفِّ اهلل‪ -‬يف كؽضّ ىيطػٗد‪:‬‬
‫(والؿؼصقد مـ ذلؽ‪ :‬أكف طـدما يؼقل ن‪ٌ٠‬ا ةاٌ‪٠‬ن يف ٌشيفّ؛ ٓ يسؽت‬
‫طؾقف‪ ،‬وإكؿا يبقـ أن الحؼ هق كذا‪ ،‬وٓ يؼر الباصؾ ويسؽت طؾقف‪ ،‬وإكؿا يبقـ الحؼ‪،‬‬
‫وأكف خالف ما يؼقل‪ ،‬وأن الذي قالف لقس بصحقح‪ ،‬وإكؿا الصحقح هق كذا وكذا‪،‬‬
‫ٕن هذا هق الذي جاء طـ اهلل وطـ رسقلف طؾقف الصالة والسالم‪ ،‬فؽقكف يؽقن طـد‬
‫سؾطان جائر معـاه‪ :‬أكف يؽقن طرضة لؾفالك‪ٓ ،‬سقؿا إذا كان ذلؽ الجائر معروفا‬
‫بنزهاق الـػقس وإتالففا بلي سبب مـ إسباب ولق كان أمرا يسقرا)(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬ضػٗد أم سؾؿة ڤ قالت‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬ـخهٔف ْي٘هً‬
‫أئٍث‪ ،‬حٓؽفٔف ًٌِٓ كحِهؽكف‪ ،‬فٍَ أُهؽ ةيفاُّ فلػ ةؽئ‪ ،‬كٌَ نؽق ةليتّ فلػ‬
‫ـيً‪ ،‬كىهَ ٌػَ رىػٕ كحاةّ»‪ .‬فؼقؾ ‪ :‬يا رسقل اهلل‪ ،‬أفال كؼاتؾفؿ؟‪ .‬قال‪،ٟ« :‬‬
‫ٌا نئا»(‪.)3‬‬
‫كاؿ ك٘غِا اىٓ‪ٌ٠‬ث ْتػ اىٍطفَ اىٓتاد ‪-‬ضفِّ اهلل‪ -‬يف كؽضّ ىيطػٗد‪:‬‬
‫(«فٍَ أُهؽ ةيفاُّ»‪ ،‬يعـل‪ :‬وذلؽ بالطريؼة الؿشروطة التل ترتتب طؾقفا‬
‫مصؾحة وٓ ترتتب طؾقفا مضرة‪ ،‬ف‪ٗ ٠‬هٔف ذىم ا‪ُٝ‬هار ْيٕ اىٍِاةؽ‪ ،‬أو بطريؼة‬
‫التشفقر‪ ،‬أك اىه‪٠‬ـ يف اىٍشاٌّ‪ ،‬مؿا يرتتب طؾقف هتققج الغقغاء وحصقل الػتـ‪،‬‬
‫فنن هذا لقس مـ الـصح‪ ،‬وٓ مـ الصقاب‪ .‬واإلكسان ٓ يرضك لـػسف هبذا‬
‫(‪ )7‬أخرجف أبق داود (‪ ،)4146‬والرتمذي (‪ ،)6714‬وابـ ماجف (‪ )4177‬طـ أبل سعقد الخدري‬
‫ﭬ‪ ،‬وصححف إلباين يف «صحقح الجامع» (‪.)6618‬‬
‫(‪« )6‬شرح ســ أبل داود»‪ ،‬دروس صقتقة مػرغة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخــرج أبـق داود فـل ســـف (‪ ،)4166‬والحديث طـد مسؾؿ بؾػظ‪« :‬ـخهٔف أٌؽاء‪ ،‬فخٓؽفٔف‬
‫كحِهؽكف‪ ،‬فٍَ ْؽؼ ةؽئ‪ ،‬كٌَ ُهؽ ـيً‪ ،‬كىهَ ٌَ رىٖ كحاةّ»‪ .‬قالقا‪ :‬أفال كؼاتؾفؿ؟ قال‪،ٟ« :‬‬
‫ٌا نئا »‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫الشلء‪ ،‬فؾق حصؾ مـف أخطاء فنكف ٓ يحب أن تعؾـ وأن تذكر طؾك الؿـابر أو‬
‫يف الؿجامع‪ ،‬فنذا كان طـد اإلكسان خطل فنكف يحب أن يـصح سرا‪ ،‬وأن يـؽر‬
‫طؾقف سرا‪ ،‬وٓ يحب أن يـؽر طؾقف طالكقة‪ .‬وإذا كان إمر كذلؽ فعؾك اإلكسان‬
‫أن يعامؾ الـاس بؿثؾ ما يحب أن يعامؾقه بف)(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬حديث طقف بـ مالؽ إشجعل ﭬ قال‪ :‬سؿعت رسقل اهلل ﷺ‬
‫يؼقل‪« :‬ع٘ار أئٍخهً اىؼَٗ حطتًُٔٓ كٗطتُٔهً‪ ،‬كحهئف ْيً٘ٓ‪ ،‬كٗهئف‬
‫ْي٘هً‪ ،‬ككؽار أئٍخهً اىؼَٗ حتغئًُٓ كٗتغئُهً‪ ،‬كحيًُِٓٔٓ كٗيُِٓٔهً»‪.‬‬
‫قالقا‪ :‬قؾـا‪ :‬يا رسقل اهلل‪ ،‬أفال كـابذهؿ طـد ذلؽ؟ قال‪ٌ ،ٟ« :‬ا أكأٌا ف٘هً‬
‫اىه‪٠‬ة‪ٌ ،ٟ ،‬ا أكأٌا ف٘هً اىه‪٠‬ة‪ ،‬أ‪ ٌَ ٟ‬كىٖ ْيّ٘ كاؿ‪ ،‬فؽآق ٗأحٖ ك٘ئا ٌَ‬
‫ٌٓه٘ث اهلل؛ في٘هؽق ٌا ٗأحٖ ٌَ ٌٓه٘ث اهلل‪ ،‬ك‪ِٗ ٟ‬ؾَْ ٗػن ا ٌَ ٌاْث»(‪.)2‬‬
‫ع‪٠‬ؿ كؽضّ ىيطػٗد‪( :‬ققلف‪« :‬في٘هؽق ٌا ٗأحٖ ٌَ‬ ‫كاؿ اىلٔناين‬
‫ٌٓه٘ث اهلل‪ ،‬ك‪ِٗ ٟ‬ؾَْ ٗػا ٌَ ٌاْث»‪ .‬فقف دلقؾ طؾك أن مـ كره بؼؾبف ما يػعؾف‬
‫السؾطان مـ الؿعاصل؛ كػاه ذلؽ‪ ،‬وٓ يجب طؾقف زيادة طؾقف‪ .‬ويف الصحقح‪:‬‬
‫«ٌَ رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق‪ ،‬فإف ىً ٗفخٍّ فتيفاُّ»‪ .‬ويؿؽـ حؿؾ‬
‫حديث الباب وما ورد يف معـاه؛ طؾك طدم الؼدرة طؾك التغققر بالقد والؾسان‪،‬‬
‫ويؿؽـ أن يجعؾ مختصا بإمراء إذا فعؾقا مـؽرا‪ ،‬لؿا يف إحاديث الصحقحة‬
‫مـ تحريؿ معصقتفؿ ومـابذهتؿ‪ ،‬فؽػك يف اإلكؽار‪ :‬الؽراهة بالؼؾب‪ٕ ،‬ن يف‬
‫إكؽار الؿـؽر طؾقفؿ بالقد والؾسان تظفرا بالعصقان‪ ،‬وربؿا كان ذلؽ وسقؾة إلك‬
‫الؿـابذة بالسقػ)(‪.)3‬‬
‫‪( :‬يـبغل لؿـ ضفر لف غؾط اإلمام يف بعض الؿسائؾ أن‬ ‫ككاؿ –أٗيا‪-‬‬
‫يـاصحف‪ ،‬وٓ يظفر الشـاطة طؾقف طؾك رؤوس إشفاد‪ ،‬بؾ كؿا ورد يف الحديث؛‬
‫أكف يلخذ بقده‪ ،‬ويخؾق بف‪ ،‬ويبذل لف الـصقحة‪ ،‬وٓ يذل سؾطان اهلل)(‪.)4‬‬
‫‪( :‬وقد استدل الؼائؾقن بقجقب الخروج طؾك الظؾؿة‬ ‫ككاؿ ‪-‬أٗيا‪-‬‬
‫ومـابذهتؿ السقػ ومؽافحتفؿ بالؼتال بعؿقمات مـ الؽتاب والسـة يف وجقب‬
‫إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬وٓ شؽ وٓ ريب أن إحاديث التل‬
‫اكظر‪ :‬شرح ســ أبل داود‪ ،‬دروس مػرغة‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫أخرجف مسؾؿ (‪.)7966‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫اكظر‪« :‬كقؾ إوصار» (‪.)617 /1‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اكظر‪« :‬السقؾ الجرار الؿتدفؼ طؾك حدائؼ إزهار» (‪.)666 /4‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪49‬‬
‫الكسه األول‪ :‬أدلة عامة يف األمر باملعروف واليهي عً امليكر‬
‫ذكرها الؿصـػ يف هذا الباب وذكركاها أخص مـ تؾؽ العؿقمات مطؾؼا‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫وهل متقاترة الؿعـك‪ ،‬كؿا يعرف ذلؽ مـ لف أكسة بعؾؿ السـة)(‪.)2‬‬


‫ٍ‬
‫ـيٍاف‬ ‫‪-4‬ضػٗد ْ٘اض ةَ غًِ ﭬ ٌؽفْٔا‪ ٌَ« :‬أراد أف ِٗهص ىؼم‬
‫ف‪ٗ ٠‬تػق ْ‪ُ٘٠‬ث‪ ،‬كىهَ ٗأعؼ ة٘ػق‪ ،‬ف٘غئ ةّ‪ ،‬فإف كتو ٌِّ فؼاؾ‪ ،‬كإ‪ ٟ‬ناف كػ‬
‫أدل اىؼم ْيّ٘»‪.‬‬
‫أخرجف اإلمام بـ أبل طاصؿ يف كتاب «السـة»‪ ،‬فبدأ بـ‪ :‬باب يف ذكر السؿع‬
‫والطاطة‪ ،‬ثؿ‪ :‬باب ما يجب طؾك الرطقة مـ الـصح لقٓهتا‪ ،‬ثؿ‪ :‬ةاب ن٘ف‬
‫ُه٘طث اىؽْ٘ث ىئ‪ٟ‬ة؟ وذكر الحديث تحت الباب إخقر‪.‬‬
‫قال شقخـا يف (الػتقى)‪:‬‬
‫(‪ٚ‬األصٌ يف ‪ٚ‬ععِٗ إٔ ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬ضسا عٓد اإلَهإ َٔ يرل فطضٍ ‪ٚ‬ال ت‪ٛ‬ب‪ٝ‬ذٍ‬
‫‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ إىل إٔ قاٍ‪ٚ :‬عً‪ٖ ٢‬را ذنٌُ سد‪ٜ‬ح‪ َٔ« :‬أزاد إٔ ‪ٜٓ‬صض ير‪ٟ‬‬
‫ضًطإٍ فال ‪ٜ‬بد‪ ٙ‬عالْ‪ٚ ،١ٝ‬يهٔ ‪ٜ‬أخر ب‪ٝ‬د‪ ٙ‬ف‪ٝ‬دً‪ ٛ‬ب٘‪ ،‬فإٕ قبٌ َٓ٘ فراى ‪ٚ‬إال‬
‫نإ قد أد‪ ٣‬اير‪ ٟ‬عً‪ .»٘ٝ‬أَا إذا مل ميهٔ ‪ٚ‬ععِٗ ضسا يف إشاي‪َٓ ١‬هسٍ ‪ٚ‬قع‪ٛ‬ا‬
‫ف‪ ٘ٝ‬عًٓا‪ٚ ،‬يًب عً‪ ٢‬ايعٔ حتص‪ ٌٝ‬اخلرل باإلْهاز ايعًين َٔ يرل تستب أ‪ٟ‬‬
‫َفطد‪ ٍ٠‬فإْ٘ دن‪ٛ‬ش ـ ‪ٚ‬احلاٍ ٖر‪ ٙ‬ـ ْص‪ٝ‬شتِٗ ‪ٚ‬اإلْهاز عً‪ ِٗٝ‬عًٓا د‪ٖ ٕٚ‬توٍ‬
‫‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ)‪.‬‬
‫وقال يف (التقضقح)‪:‬‬
‫(‪ٜٚ‬ه‪ ٕٛ‬تسى اإلْهاز ايعًين عً‪ٚ ٢‬ال‪ ٠‬األَ‪ٛ‬ز ‪ٚ‬ادبا إذا يًب عً‪ ٢‬ايعٔ‬
‫أْ٘ ‪ٜ‬صداد ب٘ ايػس ‪ٚ‬ايفتٓ‪ٚ ١‬ال ذنصٌ ب٘ اخلرل‪ ،‬فإٕ َا تكتط‪ ٘ٝ‬املصًش‪ ١‬ـ‬
‫‪ٚ‬احلاٍ ٖر‪ ٙ‬ـ تسن٘ ‪ٚ‬جتٓب٘ ‪ٚ‬االنتفا‪ ٤‬ب‪ٛ‬ععِٗ ضسا قدز اإلَهإ‪ ،‬عُال‬
‫عد‪ٜ‬ح ع‪ٝ‬اض بٔ يٍِٓ ﭬ‪َ ،‬ع تسى اَتجاٍ أ‪ٚ‬اَسِٖ املعازض‪ ١‬يصس‪ٜ‬ض‬
‫ْص‪ٛ‬ص ايهتاب ‪ٚ‬ايطٓ‪.)١‬‬
‫فػل (التقضقح) رأى شقخـا وجقب ترك اإلكؽار العؾـل إذا غؾب طؾك‬
‫الظـ زيادة الشر وطدم حصقل الخقر‪ ،‬وآكتػاء باإلكؽار السري‪ ،‬وقد قرر مـ‬
‫قبؾ يف (الػتقى) أكف ٓ يـتؼؾ مـ السري إلك العؾـل إٓ طـد تعذره‪ ،‬فؽقػ‬
‫يؽتػك بالسري وهق متعذر؟ والظاهر أن إ َولك أن ُيؼال‪ :‬إذا تعذر العؾـل‬
‫ف ُقؽتػك باإلكؽار الؼؾبل‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬أي‪ :‬الؿجد ابـ تقؿقة‪ ،‬يف «الؿـتؼك مـ أخبار الؿصطػك ﷺ»‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬كقؾ إوصار» (‪.)617 /1‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫● ايكطِ ايجاْ‪ :ٞ‬اضت ـدالٍ غ‪ٝ‬دٓ ـا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش اإلْهاز ايعًين يف‬
‫ي‪ٝ‬ب‪ٚ ١‬ي‪ ٞ‬األَس بتط ـعـ‪ ١‬آثاز‪ ،‬مثاْ‪َٗٓ ١ٝ‬ا َـٔ فع ـٌ ايصشاب‪ ١‬زض‪ٞ‬‬
‫اهلل عِٓٗ‪ٚٚ ،‬اسد َٔ فعٌ تابع‪ٚ ،ٞ‬ميهٔ تكط‪ُٗٝ‬ا إىل ثالث‪ ١‬أقطاّ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أثسإ اضتدٍ بُٗا غ‪ٝ‬دٓا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش اإلْهاز ايعًين‬
‫يف ي‪ٝ‬اب ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪ٚ ،‬نإ اإلْهاز ف‪ُٗٝ‬ا عط‪ٛ‬ز‪ُٖٚ ،ٙ‬ا‪:‬‬
‫‪- 1‬إْهاز عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت عً‪َ ٢‬عا‪ ١ٜٚ‬ﭭ يف سد‪ٜ‬ح ايصسف‪.‬‬
‫ذكر شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬حديث طبادة بـ الصامت ﭬ‪ ،‬وفقف‪:‬‬
‫(قاٍ أب‪ ٛ‬قالب‪ :١‬قاٍ أب‪ ٛ‬األغعح‪ :‬يص‪ْٚ‬ا يصا‪ٚ ٠‬عً‪ ٢‬ايٓاع َعا‪،١ٜٚ‬‬
‫فغُٓٓا يٓا‪ ِ٥‬نجرل‪ ،٠‬فهإ ف‪ُٝ‬ا يُٓٓا آْ‪ َٔ ١ٝ‬فط‪ ،١‬فأَس َعا‪ ١ٜٚ‬زدال إٔ‬
‫‪ٜ‬ب‪ٝ‬عٗا يف أعط‪ٝ‬ات ايٓاع‪ ،‬فتطازع ايٓاع يف ذيو‪ ،‬فبًغ عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت‬
‫فكاّ فكاٍ‪ :‬إْ‪ ٞ‬زلعت زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ‪ ٢ٜٗٓ« :‬عٔ ب‪ٝ‬ع ايرٖب بايرٖب‪،‬‬
‫‪ٚ‬ايفط‪ ١‬بايفط‪ٚ ،١‬ايدل بايدل‪ٚ ،‬ايػعرل بايػعرل‪ٚ ،‬ايتُس بايتُس‪ٚ ،‬املًض باملًض‪،‬‬
‫إال ض‪ٛ‬ا‪ ٤‬بط‪ٛ‬ا‪ ،٤‬ع‪ٓٝ‬ا بعني‪ ،‬فُٔ شاد أ‪ ٚ‬اشداد فكد أزب‪ ،»٢‬فسد ايٓاع َا‬
‫أخر‪ٚ‬ا»‪ٚ ،‬مل ‪ٜ‬هٔ َعا‪ ١ٜٚ‬ﭬ عطست٘ ـ ابتدا‪ ٤‬ـ «فبًغ ذيو َعا‪ ١ٜٚ‬فكاّ‬
‫خط‪ٝ‬با فكاٍ‪ :‬أال َا باٍ زداٍ ‪ٜ‬تشدث‪ ٕٛ‬عٔ زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ أساد‪ٜ‬ح قد نٓا‬
‫ْػٗد‪ْٚ ٙ‬صشب٘ فًِ ْطُعٗا َٓ٘؟! فكاّ عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت فأعاد ايكص‪،١‬‬
‫ثِ قاٍ‪« :‬يٓشدثٔ مبا زلعٓا َٔ زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ ‪ٚ‬إٕ نس‪َ ٙ‬عا‪ ١ٜٚ‬ـ أ‪ ٚ‬قاٍ‪:‬‬
‫‪ٚ‬إٕ زيِ ـ َا أباي‪ ٞ‬إٔ ال أصشب٘ يف دٓد‪ ٙ‬ي‪ ١ًٝ‬ض‪ٛ‬دا‪.)»٤‬‬
‫‪‬‬
‫‪-‬استدل شقخـا يف (الػتقى) طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل بػعؾ طبادة ﭬ‪.‬‬
‫‪-‬ثؿ قرر يف (التقضقح) أن إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن بحضرة ولل‬
‫إمر‪ ،‬ثؿ ذكر أكف يجقز أن يؽقن اإلكؽار طؾـا يف غقابف استدٓٓ بػعؾ طبادة‪ ،‬حقث‬
‫قال‪( :‬ولؿ يؽـ معاوية ﭬ بحضرتف ـ ابتداء ـ)‪.‬‬
‫‪-‬ثؿ قال يف (التػـقد)‪ٚ( :‬ايك‪ ٍٛ‬بإٔ عباد‪ ٠‬ﭬ أْهس املٓهس ف‪ٗٝ‬ا د‪ ٕٚ‬ايتعسض‬
‫يًشانِ أ‪ ٚ‬فاعٌ املٓهس بايرنس ‪ٚ‬ايتصس‪ٜ‬ض يرل َتذ٘‪ ،‬فإْ٘ ـ ‪ٚ‬إٕ ضًُٓا ددال ـ‬
‫أْ٘ مل ‪ٜ‬صسح باضِ َعا‪ ١ٜٚ‬ﭬ إال أْ٘ ملض ب٘ ‪ٚ‬عسض برنس اي‪ٛ‬صف‪،‬‬
‫‪ٚ‬ايتعس‪ٜ‬ض ‪ٚ‬ايتًُ‪ٝ‬ض ‪ٜ‬دخالٕ يف باب اإلْهاز ايعًين ـ نُا تكدّ ـ ‪ٚ‬مل ‪ٜ‬هٔ‬
‫عطست٘ بٌ يف ي‪ٝ‬بت٘‪ٚ ،‬قد فِٗ ايٓاع إٔ املساد ب٘ سهِ املعاًَ‪ ١‬املأَ‪ٛ‬ز بٗا َٔ‬
‫قبٌ َعا‪ ١ٜٚ‬ﭬ‪ ،‬فسد ايٓاع َا أخر‪ٚ‬ا‪ٚ ،‬يريو عسض َعا‪ ١ٜٚ‬عد‪ٜ‬ج٘ ملا بًغ٘‬
‫َػهها ف‪ ،٘ٝ‬بٓا‪ ٤‬عً‪ ٢‬أْ٘ مل ‪ٜ‬طُع٘ َٔ ايٓيب ﷺ َع أْ٘ صشب٘ ‪ٚ‬نإ ناتبا‬
‫ي٘‪ ،‬ثِ أعاد عباد‪ ٠‬ﭬ ايكص‪ٚ ١‬ذنس‪ ٙ‬تصسذنا)‪.‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪61‬‬
‫أك‪ْ :ٟ‬و ناف ْتادة ﭬ َٗٓيً أف ٌٓاكٗث ﭬ أٌؽ ةؼىم اىتّ٘؟‬
‫ضاهر رواية مسؾؿ ‪-‬التل ذكرها شقخـا‪ ٓ -‬يدل طؾك أن طبادة ﭬ كان‬
‫يعؾؿ أن معاوية ﭬ أمر بذلؽ البقع‪ ،‬ومؿا يدل طؾقف ‪-‬أيضا‪ -‬أن الراوي‬
‫لؾؼصة‪ ،‬هق أبق إشعث‪ ،‬ولقس طبادة‪.‬‬
‫وأما ققل أبل إشعث‪( :‬فلمر معاوية رجال أن يبقعفا يف أططقات الـاس‪،‬‬
‫فتسارع الـاس يف ذلؽ‪ ،‬فبؾغ طبادة بـ الصامت)‪ .‬ققلف‪( :‬فبؾغ طبادة بـ الصامت)‪،‬‬
‫أي‪ :‬بؾغف تسارع الـاس يف ذلؽ البقع ‪-‬بعد أن فعؾ الرجؾ ما أمره بف معاوية‪ ،-‬إذ إكف‬
‫آخر مذكقر‪ ،‬وكؿا يدل طؾقف مخاصبتف لؾـاس يف رواية الـسائل التل سقليت ذكرها‪.‬‬
‫‪-‬كٌٍا ٗفخػؿ ةّ ْيٕ ْػـ ْيً ْتادة ةؼىم أٗيا‪:‬‬
‫ما أخرجف الـسائل يف ســف(‪ ،)1‬قال‪( :‬أخربين محؿد بـ آدم‪ ،‬طـ طبدة‪،‬‬
‫طـ بـ أبل طروبة‪ ،‬طـ قتادة‪ ،‬طـ مسؾؿ بـ يسار‪ ،‬طـ أبل إشعث‬
‫الصـعاين‪ ،‬طـ طبادة بـ الصامت‪ ،‬وكان بدريا‪ ،‬وكان بايع الـبل ﷺ أن ٓ‬
‫يخاف يف اهلل لقمة ٓئؿ؛ أن طبادة قام خطقبا‪ ،‬فؼال‪ :‬أٗٓا اىِاس‪ ،‬إُهً كػ‬
‫أضػذخً ةْ٘ٔا‪ ٟ ،‬أدرم ٌا ْٖ‪ ،‬أٓ إن الذهب بالذهب وزكا بقزن‪ ،‬تربها‬
‫وطقـفا‪ ،‬وإن الػضة بالػضة وزكا بقزن‪ ،‬تربها وطقـفا‪ ،‬وٓ بلس ببقع الػضة‬
‫بالذهب يدا بقد‪ ،‬والػضة أكثرهؿا‪ ،‬وٓ تصؾح الـسقئة‪ ،‬أٓ أن الرب بالرب‬
‫والشعقر بالشعقر مديا بؿدى‪ ،‬وٓ بلس ببقع الشعقر بالحـطة يدا بقد والشعقر‬
‫أكثرهؿا‪ ،‬وٓ يصؾح كسقئة‪ ،‬أٓ وإن التؿر بالتؿر مديا بؿدى‪ ،‬حتك ذكر‬
‫الؿؾح مدا بؿد‪ ،‬فؿـ زاد أو استزاد فؼد أربك)‪.‬‬
‫و َمخرج رواية مسؾؿ والـسائل واحد‪ :‬مسؾؿ بـ يسار‪ ،‬طـ أبل إشعث‬
‫الصـعاين‪ ،‬طـ طبادة بـ الصامت‪.‬‬
‫‪( :‬وققلف‪( :‬أحدثتؿ بقق ًطا الخ)‪،‬‬ ‫كاؿ اىل٘ظ ٌطٍػ ْيٖ آدـ ا‪ٝ‬ذ٘ٔةٖ‬
‫تؼدم يف رواية مسؾؿ أهنؿ باطقا مؿا غـؿقه آكقة مـ فضة يف أططقات الـاس‪،‬‬
‫فأُهؽ ذىم ْيً٘ٓ طبادة ﭬ(‪.)2‬‬
‫فرواية الـسائل؛ فقفا أن طبادة ﭬ كسب إحداث تؾؽ البققع إلك الـاس‬
‫بالؾػظ الصريح‪ ،‬فدل طؾك أكف لؿ َيعؾؿ بلمر معاوية ﭬ‪ ،‬وإٓ لؿا كسب‬

‫(‪ )7‬حديث رقؿ (‪.)4661‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬ذخقرة العؼبك يف شرح الؿجتبك» (‪.)161 /14‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫إحداث تؾؽ البققع لؾـاس‪ ،‬وهؿ لؿ يردوا طؾقف أن ذلؽ كان بلمر معاوية‪،‬‬
‫فنكؽاره كان طؾك الـاس‪.‬‬
‫‪ -‬لق كان طبادة يعؾؿ أن معاوية هق مـ أمر بذلؽ‪ ،‬فؿا يؿـعف بعدما‬
‫طرض‪ -‬أن يؼصده لقبقـ لف‬ ‫طرض بف أمام الـاس –طؾك ققل شقخـا أكف َّ‬‫َّ‬
‫حديث الـبل ﷺ ‪ ،‬إذ كقػ يبقـ لؾـاس الحؽؿ الشرطل‪ ،‬ويرتك بقاكف لقلل‬
‫إمر الذي أمر بف‪ ،‬وهؿ يف حال غزو‪ ،‬يسفؾ معف القصقل إلك إمقر(‪،)1‬‬
‫طرض بف‬
‫وهق لؿ يذكر الحديث لؿعاوية ويـؽر طؾقف اطرتاضف إٓ بعدما َّ‬
‫معاوية‪ ،‬وقد ففؿ مـ تعريض معاوية أن الحديث قد بؾغف‪ ،‬فؾؿ يؽتػ‬
‫والـاس الحديث‪.‬‬
‫َ‬ ‫باإلكؽار؛ بؾ أطاد إسؿاع معاوي َة‬
‫وأيضا؛ لق أراد طبادة أن يـؽر طؾك معاوية ﭬ يف غقبتف ؛ فؿا يؿـعف مـ‬
‫أهق مخافة معاوية؟ أم‬
‫التصريح بذلؽ‪ ،‬وبدل ذلؽ يؾجل إلك التعريض بف‪ُ ،‬‬
‫ماذا؟ فنن شقخـا لؿ يذكر سبب لجقء طبادة إلك التعريض بدل التصريح‪.‬‬
‫يقضح ما تؼدم ويميده؛ أن طبادة ﭬ كان معرو ًفا بالصدع بالحؼ‪ ،‬وهق‬
‫مـ رواة حديث‪« :‬نيٍث ضق ِْػ ذم ـيٍاف سائؽ»(‪.)2‬‬
‫يف ـِِّ‪:‬‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬كاؿ ا‪ٌٝ‬اـ اةَ ٌاسّ‬
‫(حدثـا هشام بـ طؿار حدثـا يحقك بـ حؿزة حدثـل برد بـ سـان طـ‬
‫إسحاق ابـ قبقصة طـ أبقف أن طبادة بـ الصامت إكصاري الـؼقب صاحب‬
‫رسقل اهلل ﷺ غزا مع معاوية أرض الروم‪ ،‬فـظر إلك الـاس وهؿ يتبايعقن كسر‬
‫الذهب بالدكاكقر وكسر الػضة بالدراهؿ‪ ،‬فؼال‪ :‬يا أيفا الـاس‪ ،‬إكؽؿ تلكؾقن‬
‫الربا‪ ،‬سؿعت رسقل اهلل ﷺ يؼقل‪ ٟ« :‬حتخأْا اىؼْب ةاىؼْب إ‪ٌ ٟ‬ر‪ ٠‬ةٍرو‪،‬‬
‫‪ ٟ‬زٗادة ةٍِ٘ٓا ك‪ُِ ٟ‬ؽة»‪ .‬فؼال لف معاوية‪ :‬يا أبا القلقد‪ ٓ ،‬أرى الربا يف هذه إٓ‬
‫مـ كان كظرة‪ .‬فؼال طبادة‪ :‬أحدثؽ طـ رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬وتحدثـل طـ رأيؽ‪،‬‬
‫(‪ )7‬تؼدم يف ص ‪ :11‬ذكر رحؾة أبل سعقد الخدري مـ الؿديـة إلك الشام لقـصح معاوية‪ ،‬ثؿ‬
‫رجع إلك الؿديـة‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجف طـ طبادة ﭬ‪ :‬أحؿد (‪ )66769‬وابـ ماجف (‪ ،)4176‬وحسـ إسـاده إلباين يف‬
‫«السؾسؾة الصحقحة» (‪.)481 /7‬‬
‫حِتّ٘‪ ٓ :‬تخػك مـزلة خال الؿممـقـ معاوية ﭬ‪ ،‬وأكف خؾقػة طادل‪ ،‬ولؽـ كؼؾت الحديث لبقان‬
‫أكف إن كان أبق سعقد روى ما يتعؾؼ بصػة الجقر‪ ،‬فألن يؼقل كؾؿة الحؼ طـد سؾطان العدل مـ‬
‫باب أولك‪ ،‬رضل اهلل طـ الجؿقع‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬
‫لئـ أخرجـل اهلل‪ ٓ ،‬أساكـؽ بلرض لؽ طؾل فقفا إمرة‪ .‬فؾؿا قػؾ لحؼ‬
‫بالؿديـة‪ ،‬فؼال لف طؿر بـ الخطاب‪ :‬ما أقدمؽ يا أبا القلقد؟ فؼص طؾقف الؼصة‪،‬‬
‫وما قال مـ مساكـتف‪ ،‬فؼال‪ :‬ارجع يا أبا القلقد إلك أرضؽ‪ ،‬فؼبح اهلل أرضا‬
‫لست فقفا وأمثالؽ‪ ،‬وكتب إلك معاوية‪ ٓ :‬إمرة لؽ طؾقف‪ ،‬واحؿؾ الـاس طؾك‬
‫ما قال‪ ،‬فنكف هق إمر)(‪.)1‬‬
‫فٓؼق اىؽكاٗث ف٘ٓا‪:‬‬
‫‪ -1‬إُهار ْتادة ْيٕ اىِاس حتاًٗٓٓ‪ ،‬كىً ٗخٔسّ ةا‪ُٝ‬هار إىٕ ٌٓاكٗث كْٔ‬
‫ضاىؽا‪ ،‬فػؿ أُّ ىً ٗٓيً ةأُّ ْٔ ٌَ أٌؽ ةؼىم اىتّ٘‪( ،‬فـظر إلك الـاس‬
‫ن‬ ‫ناف‬
‫وهؿ يتبايعقن كسر الذهب بالدكاكقر وكسر الػضة بالدراهؿ‪ ،‬فؼال‪ :‬يا أيفا‬
‫الـاس‪ ،‬إكؽؿ تلكؾقن الربا)‪.‬‬
‫‪ -2‬إُهارق ْيٕ ٌٓاكٗث ككّ أٌاٌّ ٌتاكؽة ةٓػ أف اْخؽض ٌٓاكٗث‪.‬‬
‫ويظفر –واهلل أطؾؿ‪ -‬أن رواية ابـ ماجف؛ إما أهنا قصة ثاكقة‪ ،‬أو أن فقفا‬
‫اختصارا‪ ،‬فؿخرجفا غقر مخرج رواية مسؾؿ والـسائل‪ ،‬فؼد رواها‪ :‬قبقصة طـ‬
‫ً‬
‫طبادة‪ ،‬وقبقصة لؿ يدرك طبادة‪ ،‬ورواية مسؾؿ والـسائل كؿا تؼدم مخرجفؿا‬
‫واحد‪ :‬مسؾؿ بـ يسار‪ ،‬طـ أبل إشعث الصـعاين‪ ،‬طـ طبادة بـ الصامت‪.‬‬
‫أك ٍٗهَ اىشٍّ ةِ٘ٓا كةَ٘ ركاٗث ٌفيً كاىِفائٖ ةأف ٗلاؿ‪:‬‬
‫إن طبادة ﭬ أكؽر طؾك الـاس تبايعفؿ‪ ،‬ولؿ يؽـ يدري أن معاوية هق مـ‬
‫أمر بذلؽ البقع‪ ،‬فاطرتض طؾقف معاوية ﭬ فقؿا بقـف وبقـف‪ ،‬فلكؽر طؾقف طبادة‪،‬‬
‫وطرض بعبادة‪ ،‬فؼام طبادة‪ ،‬فلطاد حديث‬
‫ثؿ بعد ذلؽ خطب معاوية يف الـاس‪َّ ،‬‬
‫الـبل ﷺ‪ ،‬وأطاد اإلكؽار طؾك معاوية‪ .‬واهلل أطؾؿ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬والحديث صححف إلباين يف صحقح ابـ ماجة‪ ،‬والشقخ محؿد طؾل آدم اإلثققبل يف مشارق‬
‫إكقار القهاجة ومطالع إسرار البفاجة يف شرح ســ اإلمام ابـ ماجف (‪ .)617 /7‬وقال‪:‬‬
‫يصح‪ ،‬وفقف‬‫ّ‬ ‫صحقح‪.‬فنن قؾت‪ :‬كقػ‬
‫ٌ‬ ‫حديث طبادة بـ الصامت رضل اهلل تعالك طـف هذا‬
‫كص طؾقف الحافظ الؿزّ ّي‬
‫يؾؼ طبادة رضل اهلل طـف‪ ،‬كؿا ّ‬
‫اكؼطاع‪ ،‬حقث إن قبقصة بـ ذؤيب لؿ َ‬
‫يف "تحػة إشراف" ‪666 /4‬؟‪ .‬قؾت‪ :‬إكؿا صححـاه؛ ٕكف يشفد لف ما أخرجف مسؾؿ يف‬
‫صحقحف‪ ... ،‬ثؿ ذكر الحديث مع قصتف‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬ق‪ ٍٛ‬غ‪ٝ‬دٓا‪( :‬فإْ٘ ـ ‪ٚ‬إٕ ضًُٓا ددال ـ أْ٘ مل ‪ٜ‬صسح باضِ َعا‪١ٜٚ‬‬
‫ﭬ إال أْ٘ ملض ب٘ ‪ٚ‬عسض برنس اي‪ٛ‬صف‪ٚ ،‬ايتعس‪ٜ‬ض ‪ٚ‬ايتًُ‪ٝ‬ض ‪ٜ‬دخالٕ يف باب‬
‫اإلْهاز ايعًين ـ نُا تكدّ ـ ‪ٚ‬مل ‪ٜ‬هٔ عطست٘ بٌ يف ي‪ٝ‬بت٘‪ٚ ،‬قد فِٗ ايٓاع إٔ‬
‫املساد ب٘ سهِ املعاًَ‪ ١‬املأَ‪ٛ‬ز بٗا َٔ قبٌ َعا‪ ١ٜٚ‬ﭬ)‪.‬‬
‫جؿؾة (بذكر القصػ) قد ُتػفؿ طؾك طدة معاين‪ ،‬فنن كان قصد شقخـا‪ :‬أن‬
‫طبادة ذكر القصػ بؼقلف‪( :‬إين سؿعت رسقل اهلل ﷺ‪ :‬يـفك طـ بقع الذهب‬
‫بالذهب) أي القصػ –يف حدود ما ففؿتف‪ -‬هق الـفل طـ البقع الؿذكقر‪،‬‬
‫حؽؿا شرطقا‪ ،‬وهق حرمة البقع(‪.)1‬‬ ‫ً‬ ‫والذي يتضؿـ‬
‫فقؼال‪ :‬سبؼ يف تعريػ التعريض؛ أكف ُيستػاد مـ الؼريـة‪ ٓ ،‬مـ الؽالم كػسف‪،‬‬
‫وهـا القصػ ‪ -‬الـفل طـ بقع الذهب بالذهب الخ‪ -‬مذكقر يف الؽالم كػسف‪.‬‬
‫ومـ جفة أخرى؛ فنن شقخـا استدل طؾك وجقد التعريض بلن الـاس‬
‫ففؿقا أن الؿراد بف حؽؿ الؿعامؾة الؿلمقر هبا مـ قبؾ معاوية ﭬ‪.‬‬
‫فقؼال‪ :‬التعريض لقس بالضرورة أن ُيستدل طؾك وجقده بػفؿ الؿتؾؼل لف‪ ،‬بؾ‬
‫يرجع إلك الؿتؽؾؿ كػسف‪ ،‬ويـظر هؾ أتك بالتعريض‪ ،‬وطبادة يف رواية مسؾؿ لؿ يزد‬
‫‪-‬طـدما بؾغف أن الـاس يتبايعقن بذلؽ البقع‪ -‬أن قام وقال‪ :‬إين سؿعت رسقل اهلل‬
‫ﷺ يـفك طـ بقع الذهب بالذهب الخ‪ .‬وٓ قريـة مـ سقاق الؼصة تدل طؾك‬
‫طرض بؿعاوية؛ (بحؽؿ طؾؿفؿ بلن‬ ‫التعريض‪ ،‬فؾق قؾـا‪ :‬إن الـاس ففؿقا أن طبادة َّ‬
‫معاوية أمر بالبقع الؿذكقر‪ ،‬وطبادة حدث بؿا يدل طؾك حرمة ذلؽ البقع)‪ ،‬وهذا‬
‫طرض بؿعاوية‪ ،‬وخاصة يف‬ ‫لقس ببعقد وٓ مؿتـع؛ فال يعـل هذا أن طبادة كػسف َّ‬
‫رواية الـسائل‪ ،‬فنن فقفا التصريح أن إحداث البقع كان مـ الـاس‪ ،‬وٓ قريـة مـ‬
‫صبقعة طبادة‪ ،‬وكقكف معروفا بالصدع بالحؼ ما يجعؾف لق أراد أن يـؽر طؾك معاوية‬
‫لؿا قال لف‪( :‬لئـ‬‫تصريحا دون تعريض‪ ،‬ويف رواية ابـ ماجف َّ‬ ‫ً‬ ‫يف غقبتف لػعؾ‬
‫أخرجـل اهلل‪ ٓ ،‬أساكـؽ بلرض لؽ طؾل فقفا إمرة)‪ ،‬ما يدل طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫وققل شقخـا‪ٚ( :‬ايتعس‪ٜ‬ض ‪ٚ‬ايتًُ‪ٝ‬ض ‪ٜ‬دخالٕ يف باب اإلْهاز ايعًين ـ نُا‬
‫تكدّ)‪.‬‬
‫سبؼ يف الؿؼدمة أن التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار السري أيضا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬جاء يف «تقسقر التحرير» (‪( :)69/4‬فنن ذكر القصػ فؼط‪ ،‬كـ (ﭧ ﭨ ﭩ) فنن اىٔنف‬
‫وهق ضو اىتّ٘ مذكقر‪ ،‬والحؽؿ وهق الصحة غقر مذكقر‪ ،‬بؾ مستـبط مـ الحؾ)‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬
‫‪ - 2‬إْهاز عا‪٥‬ػ‪ ١‬ڤ عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ فـ‪ ٞ‬سطـ‪ٛ‬ز‪ٚ ،ٙ‬إْهاز أخ‪ٗٝ‬ا‬
‫عبد ايسمحٔ عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ ﭭ يف سط‪ٛ‬ز‪.ٙ‬‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(عٔ ‪ٜٛ‬ضف بٔ َاٖو قاٍ‪ :‬نإ َس‪ٚ‬إ عً‪ ٢‬احلذاش‪ :‬اضتعًُ٘ َعا‪١ٜٚ‬‬
‫فدطب‪ ،‬فذعٌ ‪ٜ‬رنس ‪ٜ‬ص‪ٜ‬د بٔ َعا‪ ١ٜٚ‬يه‪ٜ ٞ‬با‪ٜ‬ع يـ٘ بعـد أب‪ٝ‬ـ٘‪ ،‬فكـاٍ ي٘‬
‫عبد ايسمحٔ بٔ أب‪ ٞ‬بهس غ‪٦ٝ‬ا‪ ،‬فكاٍ‪« :‬خر‪ ،»ٙٚ‬فدخٌ ب‪ٝ‬ت عا‪٥‬ػ‪ ١‬فًِ‬
‫‪ٜ‬كدز‪ٚ‬ا‪ ،‬فكاٍ َس‪ٚ‬إ‪« :‬إٕ ٖرا اير‪ ٟ‬أْصٍ اهلل ف‪( :٘ٝ‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ) [إحؼاف‪ ،»]71 :‬فكايت عا‪٥‬ػ‪ٚ َٔ ١‬زا‪ ٤‬احلذاب‪َ« :‬ا أْصٍ اهلل ف‪ٓٝ‬ا‬
‫طأ‪ :ٟ‬يف بين أب‪ ٞ‬بهس‪ٚ ،‬إال فكد ْصٍ يف ايجٓا‪ ٤‬عً‪ ٢‬أب‪ٗٝ‬ا آ‪ٜ‬اتص غ‪٦ٝ‬ا َٔ ايكسإٓ‬
‫إال إٔ اهلل أْصٍ عرز‪ٚ ،»ٟ‬يف ز‪ٚ‬ا‪ ١ٜ‬احلانِ‪ :‬عٔ ذلُد بٔ ش‪ٜ‬اد قاٍ‪ :‬ملا با‪ٜ‬ع‬
‫َعا‪ ١ٜٚ‬البٓ٘ ‪ٜ‬ص‪ٜ‬د قاٍ َس‪ٚ‬إ‪« :‬ضٓ‪ ١‬أب‪ ٞ‬بهس ‪ٚ‬عُس»‪ ،‬فكاٍ عبد ايسمحٔ بٔ‬
‫أب‪ ٞ‬بهس‪« :‬ضٓ‪ٖ ١‬سقٌ ‪ٚ‬ق‪ٝ‬صس!»‪ ،‬فكاٍ‪« :‬أْصٍ اهلل ف‪ٝ‬و‪( :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ) طاألسكاف‪٧١ :‬ص اآل‪ ،»١ٜ‬قاٍ‪ :‬فبًغ عا‪٥‬ػ‪ ١‬ڤ‪ ،‬فكايت‪« :‬نرب‬
‫ـ ‪ٚ‬اهلل ـ َا ٖ‪ ٛ‬ب٘‪ٚ ،‬يهٔ زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ يعٔ أبا َس‪ٚ‬إ ‪َٚ‬س‪ٚ‬إ يف صًب٘؛‬
‫فُس‪ٚ‬إ قصص طأ‪ ٚ‬فطضص َٔ يعٓ‪ ١‬اهلل عص ‪ٚ‬دٌ»‪ٚ .‬يرلٖا َٔ اآلثاز ايداي‪١‬‬
‫عً‪ ٢‬اإلْهاز ايعًين يف ي‪ٝ‬ب‪ٚ ١‬ي‪ ٞ‬األَس ‪ٚ‬د‪ ٕٚ‬اطالع َٓ٘)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫أك‪ :ٟ‬رواية البخاري والحاكؿ تدٓن طؾك أن طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر‬
‫ﭭ رد طؾك مروان يف حضقره‪ ،‬ولؿ يرد طؾك معاوية ﭬ‪.‬‬
‫فرواية البخاري‪( :‬فجعؾ يذكر‪ ،...‬فؼال لف طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر شقئا)‪.‬‬
‫ورواية الحاكؿ‪( :‬قال مروان‪« :‬سـة أبل بؽر وطؿر»‪ ،‬فؼال طبد الرحؿـ بـ‬
‫أبل بؽر‪« :‬سـة هرقؾ وققصر!» فؼال‪« :‬أكزل اهلل فقؽ‪ .)...:‬ففل واضحة أن‬
‫ذلؽ كان يف حضقر مروان‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬هذه الؼصة داخؾة فقؿا يجري يف مسللة القٓيات‪ ،‬وما قد يؼع فقفا مـ‬
‫ردود وألػاظ‪ ،‬وٓ تؽقن دلقال يف الؿسللة‪ ،‬ولق ُفتح الباب لالستدٓل‬
‫بالروايات وإلػاظ التل جاءت يف هذا الباب‪ٓ ،‬كػتح الباب إلك آستدٓل‬
‫ببعض الققائع التل تعؾؼت بؿسائؾ الؼتال‪ ،‬والتل كان فقفا أصحاهبا مجتفديـ‪،‬‬
‫ولؿ تبؾغفؿ أحاديث الـفل طـ الخروج طؾك القٓة الظؾؿة‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫ذاىرا‪ :‬كأٌا ٌا ٗخٓيق ةٓتػ اىؽضٍَ ةَ أةٖ ةهؽ كٌٓاكٗث ﭭ؛ فلػ كاؿ‬
‫يف ة٘ٓث ٌٓاكٗث ﭬ ‪ٟ‬ةِّ ٗؾٗػ‪:‬‬ ‫اىطافَ اةَ نر٘ؽ‬
‫(شرع معاوية يف كظؿ ذلؽ والدطاء إلقف‪ ،‬وطؼد البقعة لقلده يزيد‪ ،‬وكتب‬
‫إلك أفاق بذلؽ‪ ،‬فبايع لف الـاس يف سائر إقالقؿ‪ ،‬إٓ طبد الرحؿـ بـ أبل‬
‫بؽر‪ ،‬وطبد اهلل بـ طؿر‪ ،‬والحسقـ بـ طؾل‪ ،‬وطبد اهلل بـ الزبقر‪ ،‬وابـ طباس‪،‬‬
‫فركب معاوية إلك مؽة معتؿرا‪ ،‬فؾؿا اجتاز بالؿديـة مرجعف مـ مؽة؛ استدطك‬
‫كؾ واحد مـ همٓء الخؿسة‪ ،‬فلوطده‪ ،‬وهتدده باكػراده‪ ،‬فؽان مـ أشدهؿ طؾقف‬
‫ردا وأجؾدهؿ يف الؽالم‪ :‬طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر الصديؼ‪ ،‬وكان ألقـفؿ كالما‪:‬‬
‫طبد اهلل بـ طؿر بـ الخطاب‪ ،‬ثؿ خطب معاوية‪ ،‬وهمٓء حضقر تحت مـربه‪،‬‬
‫وبايع الـاس لقزيد وهؿ قعقد‪ ،‬ولؿ يقافؼقا‪ ،‬ولؿ يظفروا خالفا؛ لؿا هتددهؿ‬
‫وتقطدهؿ‪ ،‬فاتسؼت البقعة لقزيد يف سائر البالد‪ ،‬ووفدت القفقد مـ سائر إقالقؿ‬
‫إلك يزيد‪.)1()...‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬البداية والـفاية» (‪.)18 /9‬‬


‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪66‬‬
‫ثاْ‪ٝ‬ا‪ :‬ضت‪ ١‬آثاز اضتدٍ بٗا غ‪ٝ‬دٓا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش اإلْهاز ايعًين‬
‫يف ي‪ٝ‬اب ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪ ٖٞٚ ،‬تدخٌ يف باب االدتٗاد‪،‬‬
‫َع سط‪ٛ‬ز ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪ ،‬أ‪ ٚ‬يف ي‪ٝ‬اب٘‪:‬‬
‫ٗطفَ ذنؽ ذ‪٠‬ذث أٌٔر‪:‬‬
‫حٌٔئث‪ :‬كتو اىلؽكع يف ذنؽ ْؼق ا‪ٙ‬ذار اىفخث ُ‬
‫أك‪ :ٟ‬سبؼ يف الؿؼدمة الؽالم طؾك اإلكؽار فـل مسائؾ آجتفاد‪ ،‬وأن‬
‫ضاهر كالم شقخــا –حػظف اهلل‪ -‬أكف قصد بػتقاه وما تبعفا‪ :‬الؿـؽرات الظاهرة‬
‫التل حرمتفا الشريعة‪ ،‬وأن مبحث اإلكؽار يف مسائؾ آجتفاد لؿ يذكره‪،‬‬
‫فقالحظ يف (التػـقد) أن شقخـا ذكر ستة آثار تدخؾ يف هذا الؿبحث؛ كصػفا كان‬
‫يف حضقر ولل إمر‪ ،‬وكصػفا كان يف غقابف‪ ،‬فنن كان ٓبد مـ ذكر هذه إدلة؛‬
‫فنكف يستؾزم ذكر مسللة اإلكؽار يف مسائؾ آجتفاد‪ ،‬وإدراج هذه إدلة تحتفا‪.‬‬
‫خالل شرحف‬ ‫كحلػـ ُلو كٔؿ اىل٘ظ اىٓ‪ٌ٠‬ث ٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘‬
‫سػـر‪ ،‬فحضرت‬ ‫ٍ‬
‫سعقد الخدري ﭬ أكـف قـال‪ :‬خـرج رجـالن فـل ٍ‬ ‫لحديث أبل‬
‫الصـالة ‪-‬ولقس معفؿا ماء‪ -‬فتقؿؿا صعقدا صقبا‪ ،‬فصؾقا‪ ،‬ثؿ وجدا الؿاء يف‬
‫الققت‪ .‬فلطاد أحدهؿا الصالة والقضقء‪ ،‬ولؿ ُيعد أخر‪ ،‬ثؿ أتقا رسقل اهلل‬
‫أنتج اىفِث‪ ،‬كأسؾأحم ن‪٠‬حم»‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﷺ‪ ،‬فذكرا ذلؽ لف‪ ،‬فؼال لؾذي لؿ ُيعد‪« :‬‬
‫وقال لمخر‪« :‬ىم ا‪ٛ‬سؽ ٌؽحَ٘»‪:‬‬
‫‪( :‬ويف هذا الحديث دلقؾ طؾك أن آجتفاد ٓ ُيـ َؽر طؾك صاحبف‬ ‫كاؿ‬
‫إذا طؾؿ مـف حسـ الـقة‪ ،‬وأكف لؿ يـق الؿخالػة‪ ،‬لؽـ هذا الذي أوصؾف إلقف‬
‫اجتفاده‪ ،‬فنكف ٓ يـؽر طؾقف‪ ،‬لؽـ يبقـ لف الصقاب‪ ،‬أما اإلكؽار؛ فال‪ ...‬الؿفؿ أن‬
‫مسائؾ آجتفاد ‪-‬والحؿد هلل‪ -‬إمر فقفا واسع‪ ،‬ولفذا اكظر إلك هذه الؿسللة؛‬
‫ما أكؽر الرسقل ﷺ طؾك الرجؾ الذي اجتفد فلخطل‪ ،‬ولفذا أمثؾة كثقرة يف‬
‫السـة‪ ،‬فالذي يـبغل لإلكسان أن يعرف مدارك الحؼ‪ ،‬وأن ٓ يـؽر يف غقر محؾ‬
‫اإلكؽار‪ ،‬وأن ٓ يسؽت يف غقر محؾ السؽقت‪ ،‬فؾؽؾ مؼام مؼال)‪.‬‬
‫ٗخٓيق ةإُهار ْتادة ْيٕ ٌٓاكٗث ﭭ‪:‬‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬ن‪٠‬ـ ًٌُٓ ى‪ٌٞ‬اـ اةَ اىلً٘‬
‫(ولؿا حدَّ ث طبادة بـ الصامت بؼقل الـبل‪« :‬اىفيث ةاىفيث رةا‪ ،‬إ‪ٟ‬‬
‫‪َّ :‬‬ ‫قال‬
‫ْاء كْاء» الحديث‪ .‬قال معاوية‪ :‬ما أرى هبذا بلسا‪ ،‬يعـل بقع آكقة الػضة بالػضة‬
‫متػاضال‪ ،‬غضب طبادة وقال‪ :‬تراين أققل‪ :‬قال رسقل اهلل وتؼقل‪ :‬ما أرى هبذا‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫بلسا‪ ٓ ،‬أساكـؽ بلرض أكت هبا أبدا‪ .‬ومعاوية لؿ يعارض الـص بالرأي‪ ،‬وكان‬
‫أتؼك هلل مـ ذلؽ‪ ،‬وإكؿا خصص طؿقمف‪ ،‬وق َّقد مطؾؼف هبذه الصقرة وما شاهبفا‪،‬‬
‫ورأى أن التػاضؾ يف مؼابؾ أثر الصـعة لؿ يدخؾ يف الحديث‪ ،‬وهذا مؿا يسقغ فقف‬
‫آجتفاد‪ ،‬وإكؿا أكؽر طؾقف طبادة مؼابؾتف لؿا رواه هبذا الرأي‪ ،‬ولق قال لف‪ :‬كعؿ‪،‬‬
‫حديث رسقل اهلل طؾك الرأس والعقـ‪ ،‬وٓ يجقز مخالػتف بقجف‪ ،‬ولؽـ هذه‬
‫الصقرة ٓ تدخؾ يف لػظف‪ ،‬فنكف إكؿا قال الػضة بالػضة مثال بؿثؾ وزكا بقزن‪ ،‬وهذه‬
‫الزيادة لقست يف مؼابؾة الػضة‪ ،‬وإكؿا هل يف مؼابؾة الصـعة‪ ،‬وٓ تذهب الصـعة‬
‫هدرا؛ لؿا أكؽر طؾقف طبادة‪ ،‬فنن هذا مـ تؿام ففؿ الـصقص‪ ،‬وبقان ما أريد هبا)(‪.)1‬‬
‫ب َّقـ أن سبب إكؽار طبادة طؾك معاوية‪ :‬هق ضـف أن معاوية‬ ‫فابـ الؼقؿ‬
‫طارض الحديث برأيف‪ ،‬وابـ الؼقؿ َّكزه معاوية ﭬ طـ هذا‪ ،‬وذلؽ بؼقلف‪:‬‬
‫(ومعاوية لؿ يعارض الـص بالرأي‪ ،‬وكان أتؼك هلل مـ ذلؽ‪ ،‬وإكؿا خصص‬
‫طؿقمف) الخ‪ ،‬وما سقليت ذكره مـ إدلة الستة التل استدل هبا شقخـا‪ ،‬فنن الصحابة‬
‫مـؽرا‬
‫فقفا كاكقا كذلؽ مجتفديـ‪ ،‬وٓ يؼال‪ :‬إهنؿ وقعقا يف مـؽر‪ ،‬وأن مؼابؾفؿ كان ً‬
‫طؾقفؿ‪ ،‬وهق يعؾؿ أهنؿ إكؿا فعؾقا ذلؽ اجتفا ًدا مـفؿ‪.‬‬
‫بلن مسائؾ الخالف ٓ‬ ‫ككاؿ ك٘غِا أةٔ ْتػ اىٍٓؾ‪ ،‬ضفِّ اهلل‪( :‬الؼقل َّ‬
‫إكؽار فقفا؛ لقس بصحقحٍ ‪ ،‬كؿا ب َّقـ ذلؽ ابـ الؼ ِّقؿ يف «إطالم الؿق ِّقعقـ» َّ‬
‫أتؿ‬
‫ػرق بقـ الؿسائؾ آجتفادية والؿسائؾ الخالفقة‪،‬‬
‫البقان‪ ،‬فحاصؾ ذلؽ أكف ُي َّ‬
‫فػل الؿسائؾ الخالفقة؛ فنكف يجب اإلكؽار طؾك الؿخالػ يف ٍ‬
‫ققل يخالػ سـَّ ًة‬
‫ثابت ًة أو إجؿا ًطا شائ ًعا‪ ،‬وكذلؽ يجب اإلكؽار طؾك العؿؾ الؿخالػ لؾسـَّة أو‬
‫اإلجؿاع بحسب درجات إكؽار الؿـؽر‪َّ .‬أٌا اىٍفائػو ا‪ٟ‬سخٓادٗػث‪ :‬ف‪ٗ ٠‬شٔز‬
‫اىٍطشػث)(‪.)2‬‬
‫َّ‬ ‫اىطشػث كإٗياح‬
‫َّ‬ ‫ا‪ُٝ‬هػػار ف٘ٓػا ْيػٕ اىٍغػاىػف إ‪ َّٟ‬ةٓػػ ة٘ػاف‬
‫وأثار الستة التل احتـج هبا شقخـا ‪-‬وهل تدخؾ فـل باب آجتـفـاد‪-‬؛‬
‫لـؿ ُتب َّقـ فقفا الحجة لقلـل إمـر‪ ،‬ثؿ استؿر طؾك رأيف‪ ،‬فال يؼـال طـفا أصال ‪-‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪ :‬الصقاطؼ الؿرسؾة (‪.)7167 /1‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪ :‬الؽؾؿة الشفرية رقؿ (‪ :)16‬خطقرة التلصقؾ قبؾ التلهقؾ‪.‬‬
‫حِتّ٘‪ :‬كالم شقخـا يف هذا الؿقضع سؿعتف مـف يف الجامعة قبؾ طشريـ طا ًما‪ ،‬وقد سللتف مرة يف‬
‫الؿسجد الـبقي طـ تـزيؾ ذلؽ طؾك مسللة جؾسة آسرتاحة‪ ،‬إذا كان اإلمام ٓ يجؾسفا‪ ،‬اجتفادا‬
‫مـف‪ ،‬ولقس تؼصدا لؿخالػة السـة‪ ،‬وكان يتعذر القصقل إلقف لؿـاقشتف‪ ،‬ففؾ يجؾس الؿلمقم أو ٓ‬
‫يجؾس‪ ،‬فلفتاين شقخـا أكف يف هذه الحالة فنن الؿلمقم يجؾس لالسرتاحة تطبق ًؼا لؾسـة‪.‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪69‬‬
‫طؾك ما ذكره شقخـا‪ :-‬إكف وقع فقفا إكؽار ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪( :‬وققلفؿ‪ :‬مسائؾ الخالف ٓ إكؽار فقفا‪،‬‬ ‫ككاؿ ك٘ظ ا‪ٝ‬ـ‪٠‬ـ اةَ حٍ٘٘ث‬
‫لقس بصحقح‪ ،‬فنن اإلكؽار إما أن يتقجف إلك الؼقل بالحؽؿ أو العؿؾ(‪ ،)2‬أما‬
‫قديؿا؛ وجب إكؽاره وفاقا‪ ،‬وإن لؿ‬
‫إول‪ :‬فنذا كان الؼقل يخالػ سـة أو إجؿاطا ً‬
‫يؽـ كذلؽ؛ فإُّ ُِٗهؽ ةٍِٕٓ ة٘اف ىٓفّ ِْػ ٌَ ٗلٔؿ‪ :‬اىٍه٘ب كاضػ‪ ،‬كًْ‬
‫ْاٌث اىفيف كاىفلٓاء‪ .‬وأما العؿؾ‪ :‬فنذا كان طؾك خالف سـة أو إجؿاع وجب‬
‫كأٌػا إذا ىً ٗهَ يف اىٍفأىث ـِث ك‪ٟ‬‬
‫إكؽاره أيضا‪ ،‬بحسب درجات اإلكؽار‪َّ ...‬‬
‫إسٍاع كى‪٠‬سخٓاد ف٘ٓا ٌفاغ؛ ىً ِٗهؽ ْيٕ ٌَ ٍْو ةٓا ٌشخٓػن ا أك ٌليػن ا)(‪.)3‬‬
‫ذاىرا‪ٗ :‬ؤٗػ ٌا حلػـ ذنؽق‪ :‬فًٓ اىلؽاح ى‪ٚ‬ذار اىخٖ ـ٘أحٖ ذنؽْا ٌٍا ٗخٓيق‬
‫ةاىغيفاء اىؽاكػَٗ‪ :‬أةٖ ةهؽ كْرٍاف‪ ،‬رىٖ اهلل ٍِْٓا‪ ،‬كرةً ن‪ ًٌٓ٠‬ةأذؽ‬
‫أـاٌث ﭬ ىٍا ٌُيب ٌِّ أف ٗهيً ْرٍاف ﭬ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ‬
‫(وقال طقاض‪ :‬مراد أسامة‪ :‬أكف ‪ٗ ٟ‬فخص ةاب اىٍشاْؽة بالـؽقر طؾك اإلمام‪،‬‬
‫لؿا يخشك مـ طاقبة ذلؽ‪ ،‬بؾ يتؾطػ بف‪ ،‬كِٗهطّ ـؽا‪ ،‬فذلؽ أجدر بالؼبقل)(‪.)4‬‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ اىلفٍ‪٠‬ين‬
‫(إذا اإلطالن باإلكؽار طؾك إئؿة ربؿا أ ّدى إلك افرتاق الؽؾؿة‪ ،‬نٍا ككّ‬
‫ذىم ٌَ حفؽؽ اىهيٍث ةٍٔاسٓث ْرٍاف ةاىِه٘ؽ‪ ،‬فالتؾطػ والـصقحة سرا أجدر‬
‫بالؼبقل)(‪.)5‬‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ اةَ ةٍاؿ‬
‫(ٗؽٗػ ‪ ٟ‬أنٔف ّأكؿ ٌَ ٗفخص ةاب ا‪ُٝ‬هار ْيٕ ا‪ٛ‬ئٍث طالكقةً‪ ،‬فقؽقن با ًبا‬
‫أئؿة الؿسؾؿقـ‪ ،‬فتػرتق الؽؾؿة‪ ،‬وتتشتت الجؿاطة‪ ،‬نٍا ناف‬
‫مـ الؼقام طؾك ّ‬
‫ةٓػ ذىم ٌَ حفؽؽ اىهيٍث ةٍٔاسٓث ْرٍاف ةاىِه٘ؽ)(‪.)6‬‬
‫(‪ )7‬وطؾك كالم شقخـا أن تؾؽ اإلكؽارات الستة وقعت يف غقاب ولل إمر‪.‬‬
‫يف «إطالم الؿققعقـ» (‪( :)111/1‬فنن اإلكؽار إ َّما أن يتقجف إلك اىلٔؿ‬ ‫(‪ )6‬وقال ابـ الؼقؿ‬
‫كاىفخٔل أو العؿؾ)‪.‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬الػتاوى الؽربى» (‪.)86/6‬‬
‫(‪ )4‬اكظر‪ :‬فتح الباري» (‪ ،)67 /71‬باختصار‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬إرشاد الساري لشرح صحقح البخاري» (‪.)786 /71‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬شرح صحقح البخاري» (‪ ،)48 /71‬باختصار‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫ففٖ ْؼق اىِلٔ‪ٟ‬ت اىر‪٠‬ذث َْ اىلؽاح‪ :‬يتضح أن اإلكؽار العؾـل طؾك‬
‫القٓة لؿ يؽـ معرو ًفا يف طفد الخؾقػة أبل بؽر وطؿر وغالب خالفة طثؿان‪،‬‬
‫رضل اهلل طـفؿ‪ ،‬وهمٓء الشراح هؿ مـ شرحقا أثار التل ذكرها شقخـا‪،‬‬
‫والتل أوردها يف باب اإلكؽار العؾـل‪ ،‬ولؿ يػفؿقا مـفا وققع اإلكؽار العؾـل‬
‫فسروها بلن ذلؽ وقع طؾك‬
‫الذي كػقا وققطف طـد شرحفؿ ٕثر أسامة‪ ،‬وإكؿا َّ‬
‫جفة آجتفاد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أ ‪-‬آثاز تدخٌ يف باب االدتٗاد‪ٚ ،‬يف سط‪ٛ‬ز ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪:‬‬
‫‪- 1‬إْهاز أب‪ ٞ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ ٟ‬عً‪َ ٢‬عا‪ ١ٜٚ‬ﭭ يف َكداز شنا‪ ٠‬ايفطس‪.‬‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪(:‬عٔ ع‪ٝ‬اض بٔ عبد اهلل‪ ،‬عٔ أب‪ ٞ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ٟ‬‬
‫ﭬ قاٍ‪« :‬نٓا خنسز ـ إذ نإ ف‪ٓٝ‬ا زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ ـ شنا‪ ٠‬ايفطس ـ عٔ نٌ‬
‫صغرل ‪ٚ‬نبرل‪ ،‬سس أ‪ ٚ‬ممً‪ٛ‬ى ـ صاعا َٔ طعاّ‪ ،‬أ‪ ٚ‬صاعا َٔ أقط‪ ،‬أ‪ ٚ‬صاعا‬
‫َٔ غعرل‪ ،‬أ‪ ٚ‬صاعا َٔ متس‪ ،‬أ‪ ٚ‬صاعا َٔ شب‪ٝ‬ب؛ فًِ ْصٍ خنسد٘ ست‪ ٢‬قدّ‬
‫عً‪ٓٝ‬ا َعا‪ ١ٜٚ‬بٔ أب‪ ٞ‬ضف‪ٝ‬إ سادا أ‪َ ٚ‬عتُسا‪ ،‬فهًِ ايٓاع عً‪ ٢‬املٓدل‪ ،‬فهإ‬
‫ف‪ُٝ‬ا نًِ ب٘ ايٓاع إٔ قاٍ‪« :‬إْ‪ ٞ‬أز‪ ٣‬إٔ َد‪ َٔ ٜٔ‬زلسا‪ ٤‬ايػاّ تعدٍ‬
‫صاعا َٔ متس»‪ ،‬فأخر ايٓاع بريو»؛ قاٍ أب‪ ٛ‬ضع‪ٝ‬د‪« :‬فأَا أْا فال أشاٍ‬
‫أخسد٘ نُا نٓت أخسد٘‪ ،‬أبدا َا عػت»)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أك‪ :ٟ‬معاوية ﭬ كان مجتفدً ا يف هذه الؿسللة‪.‬‬
‫‪( :‬وهذا الحديث هق الذي يعتؿده أبق حـقػة ومقافؼقه يف‬ ‫كاؿ اىِٔكم‬
‫جقاز كصػ صاع حـطة‪ ،‬والجؿفقر يجقبقن طـف بلكف ققل صحابل‪ ،‬وقد خالػف‬
‫أبق سعقد وغقره مؿـ هق أصقل صحبة وأطؾؿ بلحقال الـبل ﷺ‪ ،‬واذا اختؾػت‬
‫الصحابة لؿ يؽـ ققل بعضفؿ بلولك مـ بعض‪ ،‬فـرجع إلك دلقؾ آخر‪.)1( )...‬‬
‫‪( :‬وأما ققل الـقوي‪ :‬إكف فعؾ صحابل‪،‬‬ ‫ككاؿ ةػر اىػَٗ اىِٖٓ٘ اىطِفٖ‬
‫قؾـا‪ :‬قد وافؼف غقره مـ الصحابة الجؿ الغػقر‪ ،‬بدلقؾ ققلف يف الحديث‪( :‬فلخذ‬
‫الـاس بذلؽ) ولػظ (الـاس) لؾعؿقم‪ ،‬فؽان إجؿا ًطا‪ ،‬واهلل أطؾؿ)(‪.)2‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪ « :‬شرح الـقوي طؾك مسؾؿ» (‪.)67 /1‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬طؿدة الؼاري شرح صحقح البخاري» (‪ ،)766 /74‬وكؼؾت ققل الـقوي وهق‬
‫شافعل‪ ،‬ثؿ بعده تعؼقب العقـل طؾقف‪ ،‬وهق حـػل‪ ،‬لبقان أن الؿسللة محؾ اجتفاد طـد‬
‫الؿذاهب‪.‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪61‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬ضاهر هذه الرواية ٓ يدل طؾك أن أبا سعقد قال هذا الؽالم يف غقاب‬
‫معاوية ﭭ‪.‬‬
‫ويف رواية مسؾؿ إخرى‪( :‬وحدثـل طؿرو الـاقد‪ ،‬حدثـا حاتؿ بـ‬
‫إسؿاطقؾ‪ ،‬طـ ابـ طجالن‪ ،‬طـ طقاض بـ طبد اهلل بـ أبل سرح‪ ،‬طـ أبل سعقد‬
‫الخدري‪ :‬أن معاوية ىٍا سٓو كصػ الصاع مـ الحـطة طدل صاع مـ تؿر؛ أُهؽ‬
‫ذىم أبق سعقد‪ ،‬وقال‪ ٓ :‬أخرج فقفا إٓ الذي كـت أخرج يف طفد رسقل اهلل ﷺ‪:‬‬
‫صاطا مـ تؿر‪ ،‬أو صاطا مـ زبقب‪ ،‬أو صاطا مـ شعقر‪ ،‬أو صاطا مـ أقط)‪.‬‬
‫فعبارة (أُهؽ ذىم)‪ ،‬تحتؿؾ أكف أكؽر ذلؽ طؾك معاوية مباشرة طؾك اطتبار‬
‫التعؼقب‪( :‬لؿا جعؾ ‪...‬أكؽر)‪ ،‬وطؾك اطتبار الرتاخل فقؽقن اإلكؽار مـ أبل‬
‫سعقد طؾك الـاس لؿا بدأوا يخرجقن كصػ صاع مـ حـطة‪ ،‬ولقس طؾك‬
‫معاوية يف غقبتف‪ .‬وسقليت بقان مـفج أبل سعقد ﭬ يف اإلكؽار حال غقبة ولل‬
‫إمر؛ يف قصتقـ مع معاوية ﭬ كػسف(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 2‬إْهاز ابٔ عُس عً‪ ٢‬خايد ﭭ يف قتٌ اير‪ ٜٔ‬قاي‪ٛ‬ا‪ :‬صبأْا‪.‬‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(عٔ ضامل عٔ أب‪ ٘ٝ‬عبد اهلل بٔ عُس ﭭ قاٍ‪ :‬بعح ايٓيب ﷺ خايد بٔ‬
‫اي‪ٛ‬ي‪ٝ‬د إىل بين درمي‪ ،١‬فدعاِٖ إىل اإلضالّ‪ ،‬فًِ ذنطٓ‪ٛ‬ا إٔ ‪ٜ‬ك‪ٛ‬ي‪ٛ‬ا‪:‬‬
‫أضًُٓا‪ ،‬فذعً‪ٛ‬ا ‪ٜ‬ك‪ٛ‬ي‪ :ٕٛ‬صبأْا صبأْا‪ ،‬فذعٌ خايد ‪ٜ‬كتٌ َِٓٗ ‪ٜٚ‬أضس‪،‬‬
‫‪ٚ‬دفع إىل نٌ زدٌ َٓا أضرل‪ ،ٙ‬ست‪ ٢‬إذا نإ ‪ ّٜٛ‬أَس خايد إٔ ‪ٜ‬كتٌ نٌ‬
‫زدٌ َٓا أضرل‪ ،ٙ‬فكًت‪ٚ :‬اهلل ال أقتٌ أضرل‪ٚ ،ٟ‬ال ‪ٜ‬كتٌ زدٌ َٔ أصشاب‪ٞ‬‬
‫أضرل‪ ،ٙ‬ست‪ ٢‬قدَٓا عً‪ ٢‬ايٓيب ﷺ فرنسْا‪ ،ٙ‬فسفع ايٓيب ﷺ ‪ٜ‬د‪ ٙ‬فكاٍ‪:‬‬
‫«ايًِٗ إْ‪ ٞ‬أبسأ إي‪ٝ‬و مما صٓع خايد َستني»؛ ‪ٚ‬مل ‪ٜٓ‬هس ايٓيب ﷺ عً‪ ٢‬ابٔ‬
‫عُس إْهاز‪ ٙ‬عً‪ ٢‬خايد ‪ٚ‬ال ست‪ ٢‬صف‪ ١‬إْهاز‪ ٙ‬بايعًٔ؛ ‪ٚ‬ناْت َبادز‪ ٠‬ابٔ عُس‬
‫إىل ذيو دز‪٤‬ا ملفطد‪ ٠‬قتٌ َٔ ال ‪ٜ‬طتشل ايكتٌ)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫أك‪ :ٟ‬أمقر السرية خالد ﭬ كان مجتفدً ا‪ ،‬وابـ طؿر ﭭ كان مجتفدً ا‪،‬‬
‫فؾؿ يتابع خالدً ا يف أمر يراه أكف خطل‪ ،‬وأكف لق تابعف فنكف يؽقن طاص ًقا(‪ ،)2‬وهق لؿ‬
‫(‪ )7‬اكظر ص ‪.11‬‬
‫أمقرها أصحا َبف أن يضرمقا الـار‪ ،‬ثؿ يدخؾقا فقفا‪ ،‬قال‬
‫(‪ )6‬ومثؾف ما جاء يف قصة السرية التل أمر ُ‬
‫=‬
‫‪67‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫يتعرض يف كالمف لخالد ﭬ‪ ،‬فنكف قال‪( :‬حتك إذا كان يقم أمر خالد أن يؼتؾ‬
‫كؾ رجؾ مـا أسقره‪ ،‬فؼؾت‪ :‬واهلل ٓ أقتؾ أسقري‪ ،‬وٓ يؼتؾ رجؾ مـ أصحابل‬
‫أسقره)‪.‬‬
‫‪( :‬والغرض مـف ققلف ﷺ‪« :‬اىيًٓ إين أةؽأ إى٘م‬ ‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ‬
‫ٌٍا نِّ عاىػ»‪ .‬يعـل مـ قتؾف الذيـ قالقا‪ :‬صبلكا‪ ،‬قبؾ أن يستػسرهؿ طـ‬
‫مرادهؿ بذلؽ الؼقل‪ ،‬فنن فقف إشارة إلك تصقيب فعؾ ابـ طؿر ومـ تبعف يف‬
‫حؽنًٓ ٌخاةٓث عاىػ ْيٕ كخو ٌَ أٌؽًْ ةلخيًٓ ٌَ اىٍؼنٔرَٗ ةّ‪ .‬وقال‬
‫الخطابل‪ :‬الحؽؿة يف تربئف ﷺ مـ فعؾ خالد مع كقكف لؿ يعاقبف طؾك ذلؽ‬
‫ىهُّٔ ٌشخٓػا‪ :‬أن يعرف أكف لؿ يلذن لف يف ذلؽ‪ ،‬خشقة أن يعتؼد أحد أكف كان‬
‫بنذكف‪ ،‬ولقـزجر غقر خالد بعد ذلؽ طـ مثؾ فعؾف‪ .‬اهـ مؾخصا)(‪.)1‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬ضاهر سقاق الؼصة يدل أن ابـ طؿر أسؿع خالدً ا ﭭ كالمف‪( :‬ضخٕ‬
‫إذا ناف ٗٔـ أٌؽ خالد أن يؼتؾ كؾ رجؾ مـا أسقره‪ ،‬فليج‪ :‬واهلل ٓ أقتؾ أسقري‪،‬‬
‫وٓ يؼتؾ رجؾ مـ أصحابل أسقره‪ .‬والػاء لؾتعؼقب‪ ،‬يعـل لؿا أمرهؿ خالد‬
‫معرتضا‪ :‬واهلل ٓ أقتؾ أسقري‪.‬‬
‫ً‬ ‫بذلؽ‪ ،‬قال لف ابـ طؿر‬
‫وكالم شقخـا يدل طؾك ذلؽ‪ ،‬حقث قال‪( :‬ولؿ يـؽر الـبل ﷺ طؾك ابـ‬
‫طؿر إكؽاره طؾك خالد‪ ،‬وٓ ضخٕ نفث إُهارق ةاىٓيَ)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ - 3‬إْهاز عً‪ ٞ‬عً‪ ٢‬عجُإ ﭭ يف َطأي‪ ١‬املتع‪ ١‬يف احلر‪.‬‬


‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪( :‬عٔ َس‪ٚ‬إ بٔ احلهِ‪ ،‬قاٍ‪ :‬غٗدت عجُإ ‪ٚ‬عً‪ٝ‬ا‪،‬‬
‫‪ٚ‬عجُإ ‪ ٢ٜٗٓ‬عٔ املتع‪ٚ ١‬إٔ دنُع ب‪ُٗٓٝ‬ا طأ‪ :ٟ‬احلر ‪ٚ‬ايعُس‪ ٖٛٚ ،٠‬ايكسإ‪،‬‬
‫‪ َٔ ٖٛٚ‬املتع‪ ١‬ألٕ ف‪ ٘ٝ‬ايذلف٘ بذلى أسد ايطفس‪ٜٔ‬ص‪ ،‬فًُا زأ‪ ٣‬عً‪ ٞ‬أٌٖ بُٗا‪:‬‬
‫يب‪ٝ‬و بعُس‪ٚ ٠‬سذ‪ ،١‬قاٍ‪َ« :‬ا نٓت ألدع ضٓ‪ ١‬ايٓيب ﷺ يك‪ ٍٛ‬أسد»)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫=‬
‫ففؿ الؼقم أن يدخؾقها‪ .‬قال‪ :‬فؼال لفؿ شاب مـفؿ‪ :‬إكؿا فررتؿ إلك رسقل اهلل ﷺ‬
‫الراوي‪َّ :‬‬
‫مـ الـار‪ ،‬فال تعجؾقا حتك تؾؼقا رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬فنن أمركؿ أن تدخؾقها فادخؾقها‪ .‬قال‪:‬‬
‫فرجعقا إلك رسقل اهلل ﷺ فلخربوه‪ ،‬فؼال لفؿ‪« :‬ىٔ دعيخٍْٔا ٌا عؽسخً ٌِٓا أةػا‪ ،‬إٍُا‬
‫اىٍاْث يف اىٍٓؽكؼ»‪ .‬أخرجف البخاري (‪ ،)6166‬ومسؾؿ (‪ ،)7941‬طـ طؾل ﭬ‪.‬‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬فتح الباري» (‪.)796 /71‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪66‬‬
‫أك‪ :ٟ‬هذه الؿسللة مـ مسائؾ آجتفاد‪ ،‬ورأي الخؾقػة طثؿان فقفا هق رأي‬
‫أبل بؽر وطؿر‪ ،‬وهق مذهب مالؽ والشافعل‪ .‬وذهب اإلمام أحؿد إلك رأي‬
‫طؾل وغقره مـ الصحابة كابـ طباس‪ ،‬رضل اهلل طـ الجؿقع‪.‬‬
‫‪( :‬ويف قصة طثؿان وطؾل مـ الػقائد‪...:‬‬ ‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ‬
‫وٌِاُؽة وٓة إمقر وغقرهؿ يف تحؼقؼف ىٍَ كٔم ْيٕ ذىم‪ ،‬لؼصد مـاصحة‬
‫الؿسؾؿقـ‪ .‬وجقاز آستـباط مـ الـص‪ٕ ،‬ن طثؿان لؿ يخػ طؾقف أن التؿتع‬
‫والؼران جائزان‪ ،‬وإكؿا هنك طـفؿا لقعؿؾ بإفضؾ‪ ،‬كؿا وقع لعؿر‪ ،‬لؽـ خشل‬
‫طؾل أن يحؿؾ غقره الـفل طؾك التحريؿ‪ ،‬فلشاع جقاز ذلؽ‪ ،‬كنو ٌٍِٓا ٌشخٓػ‬
‫ٌأسٔر‪...‬وفقف‪ :‬أن الؿجتفد ٓ يؾزم مجتفدا آخر بتؼؾقده‪ ،‬لعدم إكؽار طثؿان‬
‫طؾك طؾل ذلؽ‪ ٌّ ،‬نٔف ْرٍاف ا‪ٌٝ‬اـ إذ ذاؾ)(‪.)1‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬بالـظر إلك صرق الحديث ورواياتف؛ يتبقـ أن ذلؽ كؾف وقع بقـفؿا ﭭ‪.‬‬
‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ ‪( :‬ققلف‪( :‬شفدت طثؿان وطؾقا) سقليت يف آخر‬
‫الباب مـ صريؼ سعقد بـ الؿسقب أن ذلؽ كان بعسػان‪ .‬ققلف‪( :‬وطثؿان يـفك طـ‬
‫الؿتعة‪ ،‬وأن يجؿع بقـفؿا)‪ .‬أي بقـ الحج والعؿرة (فؾؿا رأى طؾل) يف رواية سعقد‬
‫بـ الؿسقب‪ :‬فؼال طؾل‪ :‬ما تريد إلك أن تـفك طـ أمر فعؾف رسقل اهلل ﷺ‪ :‬ويف‬
‫رواية الؽشؿقفـل‪( :‬إٓ أن تـفك) بحرف آستثـاء‪ ،‬زاد مسؾؿ مـ هذا القجف‪:‬‬
‫(فؼال طثؿان‪ :‬دطـا طـؽ‪ .‬قال‪ :‬إين ٓ أستطقع أن أدطؽ)‪ ...‬وقد رواه الـسائل مـ‬
‫صريؼ طبد الرحؿـ بـ حرمؾة طـ سعقد بـ الؿسقب بؾػظ‪( :‬هنك طثؿان طـ‬
‫التؿتع‪ .‬وزاد فقف‪ :‬فؾبك طؾل وأصحابف بالعؿرة‪ ،‬فيً ًِٗٓٓ ْرٍاف‪ ،‬فلاؿ ىّ ْيٖ‪ :‬ألؿ‬
‫تسؿع رسقل اهلل ﷺ تؿتع؟ قال‪ :‬بؾك)‪ .‬ولف مـ وجف آخر‪( :‬سؿعت رسقل اهلل ﷺ‬
‫يؾبل هبؿا جؿقعا)‪ .‬زاد مسؾؿ مـ صريؼ طبد اهلل بـ شؼقؼ طـ طثؿان‪( :‬قال‪ :‬أجؾ‪،‬‬
‫ولؽـا كـا خائػقـ)‪ ...‬ققلف‪( :‬ما كـت ٕدع إلخ)‪ ،‬زاد الـسائل واإلسؿاطقؾل‪( :‬فؼال‬
‫طثؿان‪ :‬تراين أهنك الـاس‪ ،‬وأكت تػعؾف؟ فؼال‪ :‬ما كـت أدع‪.)2()..‬‬
‫‪‬‬

‫ب ‪-‬آثاز تدخٌ يف باب االدتٗاد‪ٚ ،‬يف ي‪ٝ‬اب ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪:‬‬


‫‪ - 1‬إْهاز ابٔ َطع‪ٛ‬د عً‪ ٢‬عجُإ ﭭ يف إمتاَ٘ ايصال‪ ٠‬مبٓ‪.٢‬‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬فتح الباري» (‪.)464 /1‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪ :‬الؿصدر السابؼ (‪.)466 /1‬‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪(:‬عٔ عبد ايسمحٔ بٔ ‪ٜ‬ص‪ٜ‬د‪ ،‬قاٍ‪ :‬صً‪ ٢‬بٓا عجُإ‬
‫بٔ عفإ ﭬ مبٓ‪ ٢‬أزبع زنعات‪ ،‬فك‪ ٌٝ‬ذيو يعبد اهلل بٔ َطع‪ٛ‬د‬
‫ﭬ‪ ،‬فاضذلدع‪ ،‬ثِ قاٍ‪« :‬صً‪ٝ‬ت َع زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ مبٓ‪ ٢‬زنعتني‪ٚ ،‬صً‪ٝ‬ت‬
‫َع أب‪ ٞ‬بهس ايصد‪ٜ‬ل ﭬ مبٓ‪ ٢‬زنعتني‪ٚ ،‬صً‪ٝ‬ت َع عُس بٔ اخلطاب ﭬ‬
‫مبٓ‪ ٢‬زنعتني‪ ،‬فً‪ٝ‬ت سع‪ َٔ ٞ‬أزبع زنعات زنعتإ َتكبًتإ»(‪)٠٢‬؛ شاد أب‪ٛ‬‬
‫دا‪ٚ‬د‪ :‬قاٍ‪ :‬األعُؼ‪ :‬فشدثين َعا‪ ١ٜٚ‬بٔ قس‪ ٠‬عٔ أغ‪ٝ‬اخ٘‪ :‬إٔ عبد اهلل صً‪٢‬‬
‫أزبعا‪ ،‬قاٍ‪ :‬فك‪ ٌٝ‬ي٘‪« :‬عبت عً‪ ٢‬عجُإ ثِ صً‪ٝ‬ت أزبعا»‪ ،‬قاٍ‪« :‬اخلالف غس»)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أك‪ :ٟ‬هذه مسللة اجتفادية بقـ طالؿقـ مـ كبار طؾؿاء الصحابة‪.‬‬
‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ ‪( :‬ققلف‪( :‬فاسرتجع) أي‪ :‬فؼال‪ :‬إكا هلل وإكا إلقف‬
‫راجعقن‪ ....‬وإكؿا اسرتجع ابـ مسعقد لؿا وقع طـده مـ ٌغاىفث ا‪ْ َٛ‬كىٕ‪ .‬ويميده‬
‫ما روى أبق داود أن ابـ مسعقد صؾك أربعا‪ ،‬فؼقؾ لف‪ :‬طبت طؾك طثؿان ثؿ‬
‫صؾقت أربعا‪ .‬فؼال‪ :‬الخالف شر‪ .‬ويف رواية البقفؼل‪ :‬إين ٕكره الخالف)(‪.)1‬‬
‫‪( :‬ومع هذا فابـ مسعقد ﭬ مقافؼ طؾك جقاز اإلتؿام‪،‬‬ ‫ككاؿ اىِٔكم‬
‫ولفذا كان يصؾل وراء طثؿان ﭬ متؿا‪ ،‬ولق كان الؼصر طـده واجبا لؿا‬
‫استجاز تركف وراء أحد‪ .‬وأما ققلف‪ ( :‬فذكر ذلؽ ٓبـ مسعقد ﭬ‪ ،‬فاسرتجع)‪،‬‬
‫فؿعـاه‪ :‬كراهة اىٍغاىفث يف ا‪ٛ‬فيو كؿا سبؼ)(‪.)2‬‬
‫‪( :‬ففذا يدلؽ طؾك أن الؼصر طـد ابـ مسعقد لقس‬ ‫ككاؿ اةَ ْتػ اىتؽ‬
‫بػرض‪ ،‬وإكؿا أكؽر لؿخالػة طثؿان إفضؾ طـده‪ٕ ،‬ن إفضؾ طـده‪ :‬اتباع‬
‫السـة‪ ،‬ثؿ رأى اتباع إمامف فقؿا أبقح لف أولك مـ إتقان إفضؾ يف الؼصر‪ٕ ،‬ن‬
‫مخالػة إئؿة ٓ تجقز إٓ فقؿا ٓ يحؾ‪ ،‬وأما فقؿا أبقح؛ فال يجقز فقف مخالػة‬
‫إئؿة إذا حؿؾفؿ طؾك ذلؽ آجتفاد)(‪.)3‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬وإن كان ابـ مسعقد ﭬ اسرتجع يف غقاب طثؿان ﭬ‪ ،‬وحدَّ ث بؿا‬
‫حدَّ ث‪ ،‬إٓ أكف تابع طثؿان ﭬ‪ ،‬وصؾك خؾػف ُمتؿا‪ ،‬وإن كان يعتؼد أن الؼصر‬
‫أولك‪- ،‬وقريب مـف‪ :‬فعؾ أبل سعقد مع مروان‪ ،‬لؿا أكؽر طؾقف تؼديؿ الخطبة‬
‫طؾك الصالة‪ ،‬ومع ذلؽ شفد الخطبة والصالة‪ ،-‬وذلؽ مؿا ٓ شؽ فقف أن ابـ‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬فتح الباري» (‪.)664 /6‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬شرح الـقوي طؾك مسؾؿ» (‪.)6 /1‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬التؿفقد» (‪.)111 /76‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬‫‪64‬‬
‫مسعقد ﭬ حػظ هقبة اإلمام‪ ،‬ثؿ أكد ﭬ هذا الؿعـك لؿا سئؾ‪ ،‬فؼال‪:‬‬
‫(الخالف شر)‪ ،‬أو‪( :‬إين ٕكره الخالف)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ - 2‬إْهاز ابٔ عباع عً‪ ٢‬عً‪ ٞ‬ﭫ يف حتس‪ٜ‬ك٘ املستد‪ ٜٔ‬بايٓاز‪.‬‬


‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(عٔ عهسَ‪« :١‬إٔ عً‪ٝ‬ا سسم ق‪َٛ‬ا ازتد‪ٚ‬ا عٔ اإلضالّ‪ ،‬فبًغ ذيو ابٔ‬
‫عباع فكاٍ‪« :‬ي‪ ٛ‬نٓت أْا يكتًتِٗ بك‪ ٍٛ‬زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ‪ َٔ« :‬بدٍ د‪ٜ٘ٓ‬‬
‫فاقتً‪ٚ ،»ٙٛ‬مل أنٔ ألسسقِٗ يك‪ ٍٛ‬زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ‪« :‬ال تعرب‪ٛ‬ا بعراب اهلل»»‪،‬‬
‫فبًغ ذيو عً‪ٝ‬ا فكاٍ‪« :‬صدم ابٔ عباع»»)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬هذه مـ مسائؾ آجتفاد‪ ،‬فلمقر الؿممـقـ طؾل ﭬ كان مجتفدً ا يف‬


‫الؿسللة‪ ،‬وابـ طباس ﭭ ‪-‬أيضا‪ -‬كان مجتفدا‪ ،‬وقد قال‪( :‬لق كـت أكا الخ)‪،‬‬
‫ففق لؿ يـؽر طؾك طؾل‪ ،‬وإكؿا ب َّقـ مذهبف يف الؿسللة‪ ،‬وأكف هق الصقاب الؿستـد‬
‫ولؿا بؾغ ذلؽ طؾقا ﭬ رجع إلك الـص‪.‬‬ ‫إلك حديث رسقل اهلل ﷺ‪َّ ،‬‬
‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ ‪( :‬فبؾغ ذلؽ طؾقا‪ ،‬فؼال‪ :‬ويح أم ابـ طباس)‪،‬‬
‫كذا طـد أبل داود‪ ،‬وطـد الدارقطـل بحذف (أم)‪ ،‬وهق محتؿؾ أكف لؿ يرض بؿا‬
‫اطرتض بف‪ ،‬كرأل أف اىِٖٓ ىيخِؾّٗ‪ ،‬كؿا تؼدم بقان آختالف فقف‪ ،‬وسقليت يف‬
‫الحديث الذي يؾقف مذهب معاذ يف ذلؽ‪ ،‬وأن اإلمام إذا رأى التغؾقظ بذلؽ‬
‫فعؾف‪ ،‬وهذا بـاء طؾك تػسقر (ويح) بلهنا كؾؿة رحؿة‪ ،‬فتقجع لف‪ ،‬لؽقكف حؿؾ‬
‫رضا‬
‫الـفل طؾك ضاهره‪ ،‬فاطتؼد التحريؿ مطؾؼا‪ ،‬فلكؽر؛ ويحتؿؾ أن يؽقن قالفا ً‬
‫بؿا قال‪ ،‬وأكف حػظ ما كسقف‪ ،‬بـاء طؾك أحد ما ققؾ يف تػسقر (ويح) أهنا تؼال‬
‫بؿعـك الؿدح والتعجب‪ ،‬كؿا حؽاه يف الـفاية)(‪.)1‬‬
‫ككاؿ اىٍ‪ْ ٠‬يٖ اىلارم ‪( :‬ولعؾ طؾقا ﭬ لؿ يؼػ طؾقف‪ ،‬كاسخٓػ‬
‫ضِ٘ئؼ‪ ،‬قال التقربشتل‪ :‬ناف ذىم ٌِّ َْ رأم كاسخٓاد‪ َْ ٟ ،‬حٔك٘ف‪ ،‬ولفذا‬
‫لؿا بؾغف ققل ابـ طباس‪ :‬لق كـت أكا لؿ أحرقفؿ‪ ،‬الحديث‪ .‬قال‪ :‬ويح أم ابـ‬
‫طباس‪ ،‬وأكثر أهؾ العؾؿ طؾك أن هذا الؼقل ورد مقرد الؿدح واإلطجاب‬
‫بؼقلف‪ ،‬ويـصره ما جاء يف رواية أخرى طـ شرح السـة‪ :‬فبؾغ ذلؽ طؾقا‪ ،‬فؼال‪:‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬فتح الباري» (‪.)617 /76‬‬


‫‪66‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫صدق ابـ طباس)(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫‪ - 3‬إْهاز أْظ ﭬ عً‪ ٢‬احلذاز يف َطأي‪ ١‬يطٌ ايسدًني أ‪ٚ‬‬


‫َطشُٗا يف اي‪ٛ‬ض‪.٤ٛ‬‬
‫قال شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬بعد أن ذكر قصة إكؽار طبادة طؾك معاوية‪ ،‬وأكف‬
‫كان إكؽارا طؾـقا يف غقبة معاوية‪:‬‬
‫(عًُا أْ٘ ثبت َجٌ ٖرا عٔ أْظ بٔ َايو ﭬ تصسذنا ال تعس‪ٜ‬طا‪،‬‬
‫فعٔ َ‪ٛ‬ض‪ ٢‬بٔ أْظ‪ ،‬قاٍ‪« :‬خطب احلذاز بٔ ‪ٜٛ‬ضف ايٓاع‪ ،‬فكاٍ‪ :‬ايطً‪ٛ‬ا‬
‫‪ٚ‬د‪ٖٛ‬هِ ‪ٚ‬أ‪ٜ‬د‪ٜ‬هِ ‪ٚ‬أزدًهِ‪ ،‬فايطً‪ٛ‬ا ظاٖسُٖا ‪ٚ‬باطُٓٗا ‪ٚ‬عساق‪ٝ‬بُٗا‪ ،‬فإٕ‬
‫ذيو أقسب إىل دٓتهِ‪ ،‬فكاٍ أْظ‪ :‬صدم اهلل‪ٚ ،‬نرب احلذاز؛ (ﭝ‬
‫ؽ ْؿ ﭠ ﭡ)‪ ،‬قاٍ‪ :‬قسأٖا دسا»‪ .‬طأخسد٘ ايب‪ٗٝ‬ك‪ ٞ‬يف «ايطٓٔ ايهدل‪»٣‬‬ ‫ﭞ َو َأ ْر ُجؾِ ُ‬
‫(‪ٚ ،)118‬صشض إضٓاد‪ ٙ‬ابٔ نجرل يف «تفطرل ايكسإٓ ايعع‪ )66 /1( »ِٝ‬طبع‪ ١‬داز ط‪ٝ‬ب‪ ١‬يًٓػس))‪.‬‬
‫‪‬‬

‫أك‪ْ :ٟ‬ؼق اىٍفأىث كٔؿ اىطشاج ف٘ٓا ‪-‬كْٔ غفو اىؽسيَ٘‪ٌ ْٔ -‬ا ساءت‬
‫نطج ِّْ‪.‬‬
‫ةّ اىفِث‪ ،‬كْٔ كٔؿ أُؿ ﭬ يف ركاٗث أعؽل َّ‬
‫يف تػسقره‪( :‬وقد روي طـ صائػة مـ السؾػ ما يقهؿ‬ ‫‪ -‬قال ابـ كثقر‬
‫الؼقل بالؿسح‪ .‬فلاؿ اةَ سؽٗؽ‪ :‬حدثـل يعؼقب بـ إبراهقؿ‪ ،‬حدثـا ابـ طؾقة‪،‬‬
‫حدثـا حؿقد قال‪ :‬قال مقسك بـ أكس ٕكس وكحـ طـده‪ :‬يا أبا حؿزة‪ ،‬إن‬
‫الحجاج خطبـا بإهقاز وكحـ معف‪ ،‬فذكر الطفقر‪ ،‬فؼال‪ :‬اغسؾقا وجقهؽؿ‬
‫وأيديؽؿ‪ ،‬وامسحقا برؤوسؽؿ وأرجؾؽؿ‪ ،‬وإكف لقس شلء مـ بـل آدم أقرب مـ‬
‫خبثف مـ قدمقف‪ ،‬فاغسؾقا بطقهنؿا وضفقرهؿا وطراققبفؿا‪ .‬فؼال أكس‪ :‬صدق اهلل‪،‬‬
‫وكذب الحجاج(‪ ،)2‬قال اهلل تعالك‪( :‬ﭝ ﭞ َو َأ ْر ُجؾِ ُؽ ْؿ)‪ ،‬قال‪ :‬وكان‬
‫أكس إذا مسح قدمقف بؾفؿا‪ .‬إسـاد صحقح إلقف‪ .‬ككاؿ اةَ سؽٗؽ‪ :‬حدثـا طؾل بـ‬
‫سفؾ‪ ،‬حدثـا مممؾ‪ ،‬حدثـا حؿاد‪ ،‬حدثـا طاصؿ إحقل‪ ،‬طـ أكس قال‪ :‬كزل‬
‫الؼرآن بالؿسح‪ ،‬والسـ ُة بال َغسؾ‪ ،‬وهذا ‪-‬أيضا‪ -‬إسـاد صحقح)(‪.)3‬‬
‫صحح إسـاد الطربي‪ ،‬ثؿ ذكر ققل أكس أخر يف الؿسللة‪،‬‬ ‫فابـ كثقر‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬مرقاة الؿػاتقح شرح مشؽاة الؿصابقح» (‪.)771 /77‬‬


‫(‪ )6‬يحتؿؾ أن ققلف‪( :‬وكذب الحجاج)‪ ،‬أي أخطل الحجاج‪ٕ ،‬ن الؽذب قد يليت بؿعـك الخطل‪.‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬تػسقر ابـ كثقر» (‪.)66 /1‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪66‬‬
‫وهق ققلف ﭬ‪( :‬كـزل الؼـرآن بالؿسـح‪ ،‬والســة بالغسـؾ)‪ ،‬ثـؿ قـال ابـ كثقـر‪:‬‬
‫(وهذا ‪-‬أيضا‪ -‬إسـاد صحقح)‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬رواية الطربي التل ذكرها ابـ كثقر وقعت يف غقبة الحجاج؛ و ُيػفؿ‬
‫أكسا طـ صحة كالم الحجاج‪ ،‬فلجابف أكس‬
‫مـفا أن مقسك بـ أكس سلل والده ً‬
‫بؿا يػقد أكف رأى خطل ما قالف الحجاج‪ ،‬فجقابف مـ باب الػتقى والتعؾقؿ‪ ،‬ولقس‬
‫مـ باب آحتساب‪ ،‬وإن كان ثبت ‪-‬كؿا تؼدم‪ -‬طـ أكس ﭬ الؼقل بغسؾ‬
‫الؼدمقـ‪ ،‬وققل الحجاج مقافؼ لؾسـة‪.‬‬
‫ومثؾف مؿا يتعؾؼ بباب الػتقى ولقس بباب آحتساب‪ :‬ما أخرجف حرب‬
‫يف كتاب (السـة)(‪ ،)1‬قال‪( :‬حدثـا الؿسقب قال‪ :‬ثـا أبق إسحاق‪ ،‬طـ‬ ‫الؽرماين‬
‫الربقع بـ صبقح‪ ،‬طـ ققس بـ سعد‪ ،‬قال‪ :‬ققؾ ٓبـ طؿر‪ :‬ما ترى يف الغزو؟ فنن‬
‫إمراء قد أحدثقا ما قد رأيت! قال‪ :‬اغز معفؿ‪ ،‬ولقس طؾقؽ مـ إحداثفؿ شلء)‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬رواية البقفؼل التل ذكرها شقخـا يدخؾفا احتؿال أن كالم أكس ﭬ وقع‬
‫الح َّجاج حال حضقره الخطبة‪( ،‬عٍب الحجاج‪ ...‬فلاؿ أكس)‪ .‬إذا قؾـا إن‬
‫أمام َ‬
‫الػاء لؾتعؼقب‪ ،‬وذلؽ يدل أكف قال ذلؽ أمامف‪ ،‬ولقس يف غقبتف‪.‬‬
‫أو أن يف الرواية حذفا أو اختصارا‪ ،‬ومؿـ يف إسـادها‪ :‬يحقك بـ أبل صالب‪:‬‬
‫جرحف يف السؾسؾة الضعقػة (‪،)16/71‬‬ ‫ُمختؾػ فقف‪ ،‬ورجح الشقخ إلباين‬
‫إكؿا صحح إسـاد الطربي‪.‬‬ ‫وتؼدم أن ابـ كثقر‬
‫‪‬‬

‫ثايجا‪ :‬أثس ‪ٜ‬دخٌ يف باب ايًص‪ ٖٛٚ ،ّٚ‬إْهاز احلطٔ ايبصس‪ٟ‬‬


‫عً‪ ٢‬أْظ بٔ َايو ﭬ‪ٚ ،‬فعٌ احلذاز‪.‬‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(عٔ أْظ ﭬ‪« :‬إٔ ْاضا نإ بِٗ ضكِ‪ ،‬قاي‪ٛ‬ا‪ٜ« :‬ا زض‪ ٍٛ‬اهلل آ‪ْٚ‬ا‬
‫‪ٚ‬أطعُٓا»‪ ،‬فًُا صش‪ٛ‬ا قاي‪ٛ‬ا‪« :‬إٕ املد‪ٚ ١ٜٓ‬مخ‪ ،»١‬فأْصهلِ احلس‪ ٠‬يف ذ‪ٚ‬د ي٘‪،‬‬
‫فكاٍ‪« :‬اغسب‪ٛ‬ا أيباْٗا»‪ ،‬فًُا صش‪ٛ‬ا قتً‪ٛ‬ا زاع‪ ٞ‬ايٓيب ﷺ ‪ٚ‬اضتاق‪ٛ‬ا ذ‪ٚ‬د‪،ٙ‬‬

‫(‪ )7‬يف‪ :‬باب جامع يف صاطة اإلمام‪ ،‬وما يجب طؾقف لؾرطقة‪ ،‬ص ‪ ،718‬أثر رقؿ (‪.)669‬‬
‫ومثؾف ما أخرجف ابـ أبل شقبة يف مصـػف (‪ )691 /1‬قال‪( :‬حدثـا وكقع قال‪ :‬ثـا مثـك بـ‬
‫سعقد‪ ،‬طـ أبل حؿزة قال ‪ :‬سللت ابـ طباس طـ الغزو مع إمراء وقد أحدثقا‪ ،‬فؼال ‪ :‬تؼاتؾ‬
‫طؾك كصقبؽ مـ أخرة‪ ،‬ويؼاتؾقن طؾك كصقبفؿ مـ الدكقا)‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الجاىي‪ :‬األدلـة اليت استدل بها شيخيا‬
‫فبعح يف آثازِٖ‪ ،‬فكطع أ‪ٜ‬د‪ٚ ِٜٗ‬أزدًِٗ‪ٚ ،‬زلس أع‪ ،ِٗٓٝ‬فسأ‪ٜ‬ت ايسدٌ َِٓٗ‬
‫‪ٜ‬هدّ األزض بًطاْ٘ ست‪ ٢‬مي‪ٛ‬ت»؛ قاٍ ضالّ‪ :‬فبًغين إٔ احلذاز قاٍ ألْظ‪:‬‬
‫«سدثين بأغد عك‪ٛ‬ب‪ ١‬عاقب٘ ايٓيب ﷺ»‪ ،‬فشدث٘ بٗرا؛ فبًغ احلطٔ فكاٍ‪:‬‬
‫«‪ٚ‬ددت أْ٘ مل ذندث٘ بٗرا»؛ ‪ٜ‬عين‪ :‬إٔ َصًش‪ ١‬ايتشد‪ٜ‬ح عد‪ٜ‬ح ايٓيب ﷺ‬
‫َعازض‪ ١‬مبفطد‪َ ٠‬طازع‪ ١‬احلذاز إىل ايكتٌ يًد‪ٛ‬ازز ‪ٚ‬يرلِٖ َترزعا بفعٌ‬
‫ايٓيب ﷺ يف احملازبني؛ فإْهاز‪ ٙ‬عً‪ ٢‬أْظ حتد‪ٜ‬ح احلذاز بٗرا ‪ٜ‬تطُٔ‬
‫ـ يص‪َٚ‬ا ‪ٚ‬باأل‪ٚ‬ىل ـ إْهاز أفعاٍ احلذاز ‪ ٖٛٚ‬أَرل ايعسام)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫أك‪ :ٟ‬ققل شقخـا‪( :‬فإْهاز‪ ٙ‬عً‪ ٢‬أْظ حتد‪ٜ‬ح احلذاز بٗرا ‪ٜ‬تطُٔ‬
‫ـ يص‪َٚ‬ا ‪ٚ‬باأل‪ٚ‬ىل ـ إْهاز أفعاٍ احلذاز ‪ ٖٛٚ‬أَرل ايعسام)‪.‬‬
‫لقس يف إكؽار الحسـ طؾك أكس تحديثف الحجاج وققع اإلكؽار العؾـل يف‬
‫غقبة الحجاج قطعا‪ ،‬إذ هق متعؾؼ بلكس ٓ بغقره‪ ،‬ولقس يف كالم الشراح ما يػقد‬
‫بذلؽ‪.‬‬
‫كىلائو أف ٗلٔؿ‪ :‬ما يؿـع أن يؼال أيضا‪ :‬إن إكؽار الحسـ طؾك أكس‬
‫تحديثف الحجاج يتضؿـ لزوما وبإولك إكؽار أفعال الحجاج وهق أمقر‬
‫العراق‪ ،‬ويتضؿـ لزوما وبإولك إكؽار أفعال الخؾقػة أيضا ‪-‬ولعؾف طبد الؿؾؽ‬
‫الحجاج‪.‬‬
‫َّ‬ ‫بـ مروان‪-‬؛ ٕكف هق الذي أ َّم َـر‬
‫يف‪ :‬كتاب‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬إثر الذي ذكره شقخـا؛ أخرجف اإلمام البخاري‬
‫العؾؿ‪ ،‬باب مـ خص بالعؾؿ ققما دون ققم كراهقة أن ٓ يػفؿقا‪ .‬وقال طؾل‪:‬‬
‫«حدثقا الـاس بؿا يعرفقن‪ ،‬أتحبقن أن ُي َّ‬
‫ؽذ َب اهلل ورسقلف؟»‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ‬
‫(ققلف‪« :‬باب مـ خص بالعؾؿ ققما دون ققم» أي سقى ققم‪ ٓ ،‬بؿعـك‬
‫إدون‪ .‬ققلف‪« :‬حدثقا الـاس بؿا يعرفقن»‪ ..‬والؿراد بؼقلف‪« :‬بؿا يعرفقن» أي‬
‫يػفؿقن‪ .‬وزاد آدم بـ أبل إياس يف كتاب العؾؿ لف طـ طبد اهلل بـ داود طـ‬
‫معروف يف آخره‪« :‬ودطقا ما يـؽرون» أي يشتبف طؾقفؿ ففؿف‪.‬‬
‫وفقف دلقؾ طؾك أن الؿتشابف ٓ يـبغل أن يذكر طـد العامة‪ .‬ومثؾف ققل ابـ‬
‫مسعقد‪« :‬ما أكت محدثا ققما حديثا ٓ تبؾغف طؼقلفؿ؛ إٓ كان لبعضفؿ فتـة»‪ .‬رواه‬
‫مسؾؿ‪ .‬ومؿـ كره التحديث ببعض دون بعض‪ :‬أحؿد؛ يف إحاديث التل ضاهرها‬
‫الخروج طؾك السؾطان‪ ،‬ومالؽ؛ يف أحاديث الصػات‪ ،‬وأبق يقسػ؛ يف الغرائب‪،‬‬
‫الكسه الجاىي‪ :‬تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة‬ ‫‪69‬‬
‫ومـ قبؾفؿ أبق هريرة كؿا تؼدم طـف يف الجرابقـ‪ ،‬وأن الؿراد ما يؼع مـ الػتـ‪،‬‬
‫وكحقه طـ حذيػة‪ ،‬وطـ الحسـ أكف أكؽر تحديث أكس لؾحجاج بؼصة العركققـ‪،‬‬
‫ٕكف اتخذها وسقؾة إلك ما كان يعتؿده مـ الؿبالغة يف سػؽ الدماء بتلويؾف القاهل‪،‬‬
‫وضابط ذلؽ‪ :‬أن يؽقن ضاهر الحديث يؼقي البدطة‪ ،‬وضاهره يف إصؾ غقر مراد‪،‬‬
‫فاإلمساك طـف طـد مـ يخشك طؾقف إخذ بظاهره مطؾقب‪ .‬واهلل أطؾؿ)(‪.)1‬‬
‫وقال شقخـا يف (التقضقح)‪:‬‬
‫(‪ٚ‬عً‪ ٘ٝ‬ف‪ٝ‬ه‪ ٕٛ‬اإلْهاز ايعًين عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬دا‪٥‬صا إذا نإ ‪ٜ‬ت‪ٛ‬قع ف‪٘ٝ‬‬
‫املصًش‪ٚ ١‬سص‪ ٍٛ‬اخلرل ‪ٚ‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس‪ٜٚ ،‬كدز ذيو أٌٖ ايعًِ ‪ٚ‬املعسف‪١‬‬
‫‪ٚ‬ايدزا‪ ١ٜ‬بأس‪ٛ‬اٍ ايبالد ‪ٚ‬ايعباد)‪ .‬فػقف أن مـ يتقلك اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‬
‫هؿ العؾؿاء‪.‬‬
‫ققاسا طؾك ما قالف الحسـ البصري‪ ،‬وما قرره اإلمام‬
‫فيلائو أف ٗلٔؿ‪ً :‬‬
‫يف شرحف طؾقف؛ فنن فتقى‬ ‫يف صحقحف‪ ،‬والحافظ ابـ حجر‬ ‫البخاري‬
‫اإلكؽار العؾـل ابتداء ٓ يسقغ كشرها بقـ طامة الـاس‪ ،‬كراهقة أٓ يػفؿقا‪،‬‬
‫ومخافة أن ُيػتـقا(‪ ،)2‬بؾ ٓ يسقغ كشرها حتك بقـ صالب العؾؿ(‪ ،)3‬وإكؿا يخا َصب‬
‫هبا بصػة خاصة العؾؿاء‪ ،‬إلقـاطفؿ هبا أوٓ‪ ،‬ثؿ لؾعؿؾ هبا ثاكقا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬فتح الباري» (‪.)666 /7‬‬


‫(‪ )6‬واكظر ما يتعؾؼ بالؽالم طؾك مآل الػتقى يف ص ‪.81‬‬
‫(‪ )1‬واكظر الػصؾ الرابع يف ص ‪ ، 711‬وفقف مـ آثار الػتقى‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫املبخح الجاىي‪ :‬آثار عً الصخابة حول اإلىكار العلين يف غيبة ولي األمر‬

‫● المبحث الثاني‪:‬‬
‫آثار عن بعض الصحابة رضي هللا عنهم‪ ،‬تبين منهجهم‬
‫من اإلناكر العلني على الوالة حال غيابهم‪:‬‬
‫تؼدم يف الؿبحث إول ذكر أربعة أحاديث طـ الـبل ﷺ تتعؾؼ بطريؼة‬
‫الـصقحة لقٓة إمقر‪ ،‬وهـاك بعض أثار يحسـ إيرادها يف الباب‪ ،‬تبقـ‬
‫مققػ بعض الصحابة مـ اإلكؽار العؾـل يف غقبة وٓة إمر‪.‬‬
‫‪-1‬كاؿ أةٔ ٗٓيٕ يف ٌفِػق(‪( :)1‬حدثـا زهقر‪ ،‬حدثـا طثؿان بـ طؿر‪ ،‬حدثـا‬
‫الؿستؿر بـ الريان‪ ،‬طـ أبل كضرة‪ ،‬طـ أبل سعقد طـ الـبل ﷺ قال ‪ٍَِٓٗ ٟ« :‬‬
‫أضػنً ٌغافث رسو ‪ -‬أك ٌغافث ةلؽ ‪ -‬أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ»‪.‬‬
‫قال أبق سعقد ‪ :‬فؾؼقت معاوية‪ ،‬فؼؾت لف ‪ :‬إكف لقس صاحب غدر إٓ لف يقم‬
‫الؼقامة لقاء غدر بغدرتف‪ ،‬وٓ غادر أطظؿ مـ أمقر طامة)‪.‬‬
‫وقال طبد بـ حؿقد يف مسـده(‪( :)2‬أكا الـضر بـ شؿقؾ‪ ،‬أكا شعبة‪ ،‬طـ أبل‬
‫سؾؿة قال‪ :‬سؿعت أبا كضرة‪ ،‬طـ أبل سعقد قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪ٍَِٓٗ ٟ« :‬‬
‫أضػنً ٌغافث اىِاس‪ ،‬أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ»‪.‬‬
‫قال أبق سعقد‪ :‬فؼد حؿؾـل ذلؽ طؾك أن ركبت إلك معاوية‪ ،‬فؿألت أذكقف‪،‬‬
‫ثؿ رجعت)‪.‬‬
‫فلبق سعقد ﭬ هق راوي حديث‪ ٌَ« :‬رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق»‪،‬‬
‫وهق مـ رواة حديث‪« :‬أفيو اىشٓاد‪ :‬نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»‪ ،‬وروى‬
‫هذا الحديث إخقر‪ ،‬صبؼ ما ففؿف‪ ،‬فػل إثر إول لؼل معاوية‪ ،‬فحدثف بؿا‬
‫حدث‪ ،‬ويف إثر الثاين سافر إلقف مـ الؿديـة إلك الشام‪ ،‬فـصحف فقؿا بقـف وبقـف‬
‫طؾك ما يدل طؾقف لػظ‪( :‬فؿألت أذكقف)‪ ،‬ثؿ رجع إلك الؿديـة‪ .‬فرغؿ أن معاوية‬
‫ﭬ كان بعقدا طـف جدا‪ ،‬إٓ أكف لؿ يرتخص يف غقبتف‪ ،‬بؾ سافر إلقف‪.‬‬
‫‪-2‬ككاؿ ـٓ٘ػ ةَ ٌِهٔر يف ـِِّ(‪( :)3‬حدثـا أبق طقاكة‪ ،‬وجرير‪ ،‬طـ‬
‫معاوية بـ إسحاق‪ ،‬طـ سعقد بـ جبقر قال ‪ :‬قؾت ٓبـ طباس‪ :‬آمر إمامل‬

‫(‪« )7‬مسـد أبل يعؾك» (‪ ،)7681( )417 /6‬وقال حسقـ سؾقؿ أسد ‪( :‬إسـاده صحقح)‪.‬‬
‫(‪ )6‬برقؿ (‪.)968‬‬
‫(‪ ،)7661 /4( )1‬رقؿ (‪.)946‬‬
‫‪11‬‬
‫املبخح الجاىي‪ :‬آثار عً الصخابة حول اإلىكار العلين يف غيبة ولي األمر‬
‫بالؿعروف؟ قال‪ :‬إن خشقت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فنن كـت وٓ بد فاطال فػقؿا بقـؽ‬
‫وبقـف‪ ،‬وزاد أبق طقاكة‪ :‬ك‪ ٟ‬حغخب إٌاٌم)‪.‬‬
‫فابـ طباس ﭭ قال لسعقد يف هذه الؿسللة بخصقصفا‪( :‬ك‪ ٟ‬حغخب‬
‫إٌاٌم)‪ .‬ف َؾ ْؿ يجقز لف غقبة اإلمام‪ ،‬ولق كان غرضف مـ ذلؽ‪ :‬إمر بالؿعروف‬
‫والـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫‪-3‬كأعؽج ا‪ٌٝ‬اـ أضٍػ يف ٌفِػق(‪ )1‬قال‪( :‬حدثـا أبق الـضر‪ ،‬حدثـا‬
‫الحشرج بـ كباتة العبسل كقيف‪ ،‬حدثـل سعقد بـ جؿفان قال‪ :‬أتقت طبد اهلل بـ‬
‫أبل أوىف وهق محجقب البصر‪ ،‬فسؾؿت طؾقف‪ ،‬قال لل‪ :‬مـ أكت؟ فؼؾت‪ :‬أكا‬
‫سعقد بـ جؿفان‪ ،‬قال‪ :‬فؿا فعؾ والدك؟ قال‪ :‬قؾت‪ :‬قتؾتف إزارقة‪ ،‬قال‪ :‬لعـ‬
‫اهلل إزارقة‪ ،‬لعـ اهلل إزارقة‪ ،‬حدثـا رسقل اهلل ﷺ أهنؿ كالب الـار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قؾت‪ :‬إزارقة وحدهؿ أم الخقارج كؾفا؟ قال‪ :‬بؾ الخقارج كؾفا ‪ .‬قال‪ :‬قؾت‪:‬‬
‫فنن السؾطان يظؾؿ الـاس‪ ،‬ويػعؾ هبؿ‪ ،‬قال‪ :‬فتـاول يدي فغؿزها بقده غؿزة‬
‫شديدة‪ ،‬ثؿ قال‪ :‬ويحؽ يا ابـ جؿفان‪ ،‬طؾقؽ بالسقاد إطظؿ‪ ،‬طؾقؽ بالسقاد‬
‫إطظؿ‪ ،‬إف ناف اىفيٍاف ٗفٍّ ٌِم‪ ،‬فأحّ يف ة٘خّ‪ ،‬فلخربه بؿا تعؾؿ‪ ،‬فنن قبؾ‬
‫مـؽ‪ ،‬وإٓ فدطف‪ ،‬فنكؽ لست بلطؾؿ مـف)‪.‬‬
‫فب َّقـ ابـ أبل أوىف ﭬ الطريؼة الصحقحة يف ذلؽ‪ ،‬ويػفؿ مـ كالمف ﭬ‬
‫يف مسللة غقبة ولل إمر أكف لؿ يرشده إلقفا ُمطؾؼا‪ ،‬سقاء إن قدر أن يؽؾؿف ولؿ‬
‫يستجب‪ ،‬أو يف حالة طدم الؼدرة طؾك القصقل إلقف أصال‪ .‬فنذا كان لؿ يحؾف‬
‫طؾك غقبتف بعد أن أقام طؾقف الحجة‪ ،‬ولؿ يؼبؾ‪ ،‬فؿـ باب أولك أٓ يحقؾف طؾقفا‬
‫قبؾ أن يؼقؿ طؾقف الحجة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬برقؿ (‪.)78476‬‬


‫‪17‬‬ ‫املبخح الجالح‪ :‬كالو ابً الكيه حول إىكارات بعض الصخابة العليية‬

‫● المبحث الثالث‪:‬‬
‫في إناكرات الصحابة‬ ‫لكام ابن القيم‬
‫‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬على الوالة‪:‬‬
‫ذكر شقخـا‪ ،‬حػظف اهلل ‪-‬يف (الػتقى)‪ ،‬ويف (التػـقد)‪ ،‬وأشار إلقف يف‬
‫(التقضقح)‪ -‬كالم ابـ الؼقؿ التالل‪:‬‬
‫(َا قاي٘ عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت ‪ٚ‬يرل‪« :ٙ‬با‪ٜ‬عٓا زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ عً‪ ٢‬إٔ ْك‪ٍٛ‬‬
‫باحلل س‪ٝ‬ح نٓا‪ٚ ،‬ال خناف يف اهلل ي‪ ١َٛ‬ال‪»ِ٥‬؛ ‪ٚ‬حنٔ ْػٗد باهلل أِْٗ ‪ٚ‬ف‪ٛ‬ا‬
‫بٗر‪ ٙ‬ايب‪ٝ‬ع‪ٚ ،١‬قاي‪ٛ‬ا باحلل‪ٚ ،‬صدع‪ٛ‬ا ب٘‪ٚ ،‬مل تأخرِٖ يف اهلل ي‪ ١َٛ‬ال‪ٚ ،ِ٥‬مل‬
‫‪ٜ‬هتُ‪ٛ‬ا غ‪٦ٝ‬ا َٓ٘ رلاف‪ ١‬ض‪ٛ‬ط ‪ٚ‬ال عصا ‪ٚ‬ال أَرل ‪ٚ‬ال ‪ٚ‬اٍ نُا ٖ‪َ ٛ‬عً‪ ّٛ‬ملٔ‬
‫تأًَ٘ َٔ ٖد‪ٚ ِٜٗ‬ضرلتِٗ‪ ،‬فكد أْهس أب‪ ٛ‬ضع‪ٝ‬د عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ ‪ ٖٛٚ‬أَرل عً‪٢‬‬
‫املد‪ٚ ،١ٜٓ‬أْهس عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت عً‪َ ٢‬عا‪ ٖٛٚ ١ٜٚ‬خً‪ٝ‬ف‪ٚ ،١‬أْهس ابٔ عُس عً‪٢‬‬
‫احلذاز َع ضط‪ٛ‬ت٘ ‪ٚ‬بأض٘‪ٚ ،‬أْهس عً‪ ٢‬عُس‪ ٚ‬بٔ ضع‪ٝ‬د ‪ ٖٛٚ‬أَرل عً‪٢‬‬
‫املد‪ٖٚ ،١ٜٓ‬را نجرل ددا َٔ إْهازِٖ عً‪ ٢‬األَسا‪ٚ ٤‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬إذا خسد‪ٛ‬ا عٔ ايعدٍ‪:‬‬
‫مل رناف‪ٛ‬ا ض‪ٛ‬طِٗ ‪ٚ‬ال عك‪ٛ‬بتِٗ‪ َٔٚ ،‬بعدِٖ مل تهٔ هلِ ٖر‪ ٙ‬املٓصي‪ ،١‬بٌ‬
‫ناْ‪ٛ‬ا ‪ٜ‬ذلن‪ ٕٛ‬نجرلا َٔ احلل خ‪ٛ‬فا َٔ ‪ٚ‬ال‪ ٠‬ايعًِ ‪ٚ‬أَسا‪ ٤‬اجل‪ٛ‬ز‪ ،‬فُٔ‬
‫احملاٍ إٔ ‪ٜٛ‬فل ٖؤال‪ ٤‬يًص‪ٛ‬اب ‪ٚ‬ذنسَ٘ أصشاب زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ»)‪.‬‬
‫‪‬‬

‫الؽالم الذي كؼؾف شقخـا طـف‪ ،‬يف سقاق فصؾ‬ ‫أك‪ :ٟ‬ذكر ابـ الؼقؿ‬
‫طؼده بعـقان‪( :‬احتاع أكٔاؿ اىهطاةث)‪ ،‬فسرد أوجفا لذلؽ‪ ،‬إلك أن قال‪( :‬اىٔسّ‬
‫اىفاةّ كاىر‪٠‬ذٔف‪ :‬ما قالف طبادة بـ الصامت الخ)‪ .‬ففق لؿ يؼصد الؽالم‬
‫والتلصقؾ لؿسللة صريؼة كصح القٓة‪ ،‬أو صريؼة اإلكؽار طؾقفؿ‪ ،‬وإكؿا ذكر‬
‫وجفا مؿا يستدل بف طؾك اتباع أققال الصحابة‪ ،‬وأهنؿ وفقا بقعتفؿ لؾـبل ﷺ‪،‬‬
‫وأن لفؿ مـزلة لؿ يشركفؿ مـ بعدهؿ فقفا يف صدطفؿ بالحؼ‪ ،‬فؼال يف آخر‬
‫كالمف‪( :‬كٌَ ةٓػًْ ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث‪ ،‬بؾ كاكقا يرتكقن كثقرا مـ الحؼ‬
‫خقفا مـ وٓة الظؾؿ وأمراء الجقر‪ ،‬فؿـ الؿحال أن يقفؼ همٓء لؾصقاب‪،‬‬
‫ويحرمف أصحاب رسقل اهلل ﷺ)‪.‬‬
‫ف ُقػفؿ مـ ققلف‪( :‬كٌَ ةٓػًْ ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث)؛ أن تؾؽ مـزلة‬
‫تؿقز هبا الصحابة ﭫ‪.‬‬
‫‪-‬ومؿا يدل طؾك ذلؽ‪ :‬أن بعض مـ رجح حجقة اإلجؿاع السؽقيت؛ ذكر‬
‫‪16‬‬
‫املبخح الجالح‪ :‬كالو ابً الكيه حول إىكارات بعض الصخابة العليية‬
‫أن الصحابة لفؿ مـزلة طالقة يف إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬ولؿ‬
‫يؽقكقا يداهـقن فقف‪.‬‬
‫مع ققلف‪( :‬كٌَ ةٓػًْ‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬الـاضر إلك إمثؾة التل ذكرها ابـ الؼقؿ‬
‫ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث)‪ ،‬يؾحظ أكف يؼصد اإلكؽار العؾـل بحضرة السؾطان‪،‬‬
‫ٕكف هق الذي يشؼ طؾك الـػقس‪ ،‬ويـدر مـ يليت بف‪ ،‬أما اإلكؽار العؾـل يف غقبتف؛‬
‫فؼد ُطؾؿ مـ واقع الـاس أكف مقجقد وبؽثرة‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬ققل ابـ الؼقؿ ‪ٚ( :‬قاي‪ٛ‬ا باحلل‪ٚ ،‬صدع‪ٛ‬ا ب٘) يدل طؾك أكف يؼصد‬
‫الصدع بالحؼ أمام ولل إمر‪ ،‬ومؿا يقضحف ققل الشقخ ابـ طثقؿقـ الذي‬
‫تؼدم كؼؾف‪ ٓ( :‬يجقز لـا أن كتؽؾؿ بقـ العامة فقؿا يثقر الضغائـ طؾك وٓة‬
‫إمقر‪ ،‬وفقؿا يسبب البغضاء لفؿ‪ٕ ،‬ن يف ذلؽ مػسدة كبقرة‪ ،‬قد يرتاءى‬
‫لإلكسان أن هذه غقرة‪ ،‬وأن هذا صدع بالحؼ‪ ،‬كاىهػع ةاىطق ‪ٗ ٟ‬هٔف ٌَ كراء‬
‫ضشاب‪ ،‬الصدع بالحؼ أن يؽقن ولل إمر أمامؽ‪ ،‬وتؼقل لف‪ :‬أكت فعؾت كذا‪،‬‬
‫وهذا ٓ يجقز‪ ،‬تركت هذا‪ ،‬وهذا واجب)‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫راةٓا‪ :‬كٌٍا ٗل٘ؽ إىٕ اىٍِٕٓ اىؼم ذنؽق اةَ اىلً٘‬
‫‪ -‬ما أخرجف ابـ أبل الدكقا(‪ ،)1‬قال‪( :‬حدثـل حؿزة‪ ،‬قال‪ :‬حدثـا طبد اهلل‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثـا ابـ الؿبارك‪ ،‬قال‪ :‬حدثـا ابـ طقن‪ ،‬طـ محؿد‪ ،‬قال‪ :‬كان ابـ طؿر‬
‫يليت العؿال‪ ،‬ثؿ قعد طـفؿ‪ ،‬قال‪ :‬فؼؾت‪ :‬لق أتقتفؿ‪ ،‬قال‪ :‬أكره إن تؽؾؿت أن‬
‫يروا أن ما بل غقر الذي بل‪ ،‬وإن سؽت رهبت أن آثؿ)‪.‬‬
‫‪ -‬وما أخرجف طبد الرزاق طـ معؿر طـ بـ صاووس طـ أبقف قال‪ :‬أتك‬
‫رجؾ ابـ طباس‪ ،‬فؼال‪ :‬أٓ أقدم طؾك هذا السؾطان‪ ،‬فآمره وأهناه‪ ،‬قال‪ٗ ٟ :‬هٔف‬
‫ىم فخِث‪ .‬قال‪ :‬أفرأيت إن أمرين بؿعصقة اهلل؟ قال‪ :‬فذلؽ الذي تريد‪ ،‬فؽـ‬
‫حقـئذ رجال(‪.)2‬‬
‫‪ -‬وما أخرجف أبق يعؾك‪ ،‬قال‪( :‬أكبلكا محؿد بـ إبـقسل طـ الدارقطـل‬
‫قال‪ :‬أخربكا محؿد بـ مخؾد قال‪ :‬سؿعت العباس الدروي يؼقل‪ :‬سؿعت‬
‫يحقك بـ معقـ يؼقل‪ :‬أراد الـاس مـا أن كؽقن مثؾ أحؿد بـ حـبؾ‪ ٟ ،‬كاهلل‪ٟ ،‬‬

‫(‪ )7‬يف كتابف‪« :‬إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر»‪ ،‬ص‪ ،711 :‬وقال محؼؼ الؽتاب‪( :‬إسـاده‬
‫صحقح)‪.‬‬
‫(‪« )6‬مصـػ طبد الرزاق» (‪ .)149 /77‬أثر رقؿ (‪.)61166‬‬
‫‪11‬‬ ‫املبخح الجالح‪ :‬كالو ابً الكيه حول إىكارات بعض الصخابة العليية‬
‫ُلػر ْيٕ أضٍػ‪ ،‬ك‪ْ ٟ‬يٕ ٌؽٗق أضٍػ)(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وما قالف أبق يعؾك‪-‬أيضا‪ -‬طـ أحؿد بـ شبقيف‪ :‬كؼؾ طـ إمامـا أشقاء‪،‬‬
‫مـفا قال‪ :‬قدمت بغداد طؾك أن أدخؾ طؾك الخؾقػة‪ ،‬وآمره وأهناه‪ ،‬فدخؾت طؾك‬
‫أحؿد بـ حـبؾ‪ ،‬فاستشرتف يف ذلؽ‪ ،‬فؼال‪ :‬إين أعاؼ ْي٘م أف ‪ ٟ‬حلٔـ ةؼىم(‪.)2‬‬
‫‪( :‬ومـ دققؼ الػطـة‪ :‬أُم ‪ ٟ‬حؽد ْيٕ اىٍٍاع‬ ‫عاٌفا‪ :‬قال ابـ الؼقؿ‬
‫عٍأق ةَ٘ اىٍ‪ ،ٜ‬فتحؿؾف رتبتف طؾك كصرة الخطل‪ ،‬وذلؽ خطل ثان‪ ،‬ولؽـ تؾطػ‬
‫يف إطالمف بف‪ ،‬ض٘د ‪ٗ ٟ‬لٓؽ ةّ غ٘ؽق)(‪.)3‬‬
‫فـل هذا الؿقضع يؼـرر صراحـة؛ أن الطريؼة الؿرضقة لـصح‬ ‫ففق‬
‫الؿـطاع‪-‬وأول مـ يدخؾ يف هذا الؾػظ هؿ وٓة إمقر‪ :-‬هل الـصح سرا‪،‬‬
‫وأن هذا مـ دققؼ الػطـة‪ ،‬أي لقس كؾ أحد يتػطـ لفا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬صبؼات الحـابؾة» (‪.)71/7‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪ :‬الؿصدر السابؼ (‪.)41/7‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬الطرق الحؽؿقة يف السقاسة الشرطقة»‪ ،‬ص‪.69 :‬‬
‫‪16‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬

‫املًشل‪ :‬آثاز اضتدٍ بٗا غ‪ٝ‬دٓا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش اإلْهاز ايعًين‪،‬‬


‫‪ ٖٞٚ‬تدخٌ يف باب اإلْهاز ايطس‪:ٟ‬‬
‫‪ - 1‬إْهاز أب‪ ٞ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ ٟ‬ﭬ عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ بٔ احلهِ يف‬
‫تكدمي٘ اخلطب‪ ١‬عً‪ ٢‬صال‪ ٠‬ايع‪ٝ‬د‪.‬‬
‫قال شقخـا ‪-‬حػظف اهلل‪ -‬يف (الػتقى)‪:‬‬
‫(فكد أْهس ايصشاب‪ ٞ‬اجلً‪ ٌٝ‬أب‪ ٛ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ ٟ‬ﭬ عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ بٔ‬
‫احلهِ يف تكدمي٘ اخلطب‪ ١‬عً‪ ٢‬صال‪ ٠‬ايع‪ٝ‬د َٔ يرل تػٗرل ‪ٚ‬ال تأي‪ٝ‬ب‪ٚ ،‬يهٓ٘‬
‫نإ عًٓا عً‪َ ٢‬سأ‪َٚ ٣‬طُع َٔ ايصشاب‪ٚ ١‬يرلِٖ َٔ يرل ْهرل)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫يف نط٘طّ‪:‬‬ ‫كاؿ ا‪ٌٝ‬اـ اىتغارم‬
‫(حدثـا سعقد بـ أبل مريؿ‪ ،‬قال‪ :‬حدثـا محؿد بـ جعػر‪ ،‬قال‪ :‬أخربين زيد‪،‬‬
‫طـ طقاض بـ طبد اهلل بـ أبل سرح‪ ،‬طـ أبل سعقد الخدري قال‪ :‬كان رسقل‬
‫اهلل ﷺ يخرج يقم الػطر وإضحك إلك الؿصؾك‪ ،‬فلول شلء يبدأ بف الصالة‪،‬‬
‫ثؿ يـصرف‪ ،‬فقؼقم مؼابؾ الـاس والـاس جؾقس طؾك صػقففؿ‪ ،‬فقعظفؿ‬
‫ويقصقفؿ ويلمرهؿ‪ ،‬فنن كان يريد أن يؼطع بعثا قطعف‪ ،‬أو يلمر بشلء أمر بف‪ ،‬ثؿ‬
‫يـصرف‪ .‬قال أبق سعقد‪ :‬فؾؿ يزال الـاس طؾك ذلؽ‪ ،‬حتك خرجت مع مروان‪،‬‬
‫وهق أمقر الؿديـة يف أضحك أو الػطر‪ ،‬فؾؿا أتقـا الؿصؾك إذا مـرب بـاه كثقر بـ‬
‫الصؾت‪ ،‬فنذا مروان يريد أن يرققف فبؾ أن يصؾل‪ ،‬فجبذت بثقبف‪ ،‬فجبذين‪،‬‬
‫فارتػع‪ ،‬فخطب قبؾ الصالة‪ ،‬فؼؾت‪ :‬لف‪ :‬غقرتؿ واهلل‪ .‬فؼال‪ :‬أبا سعقد‪ ،‬قد ذهب‬
‫ما تعؾؿ‪ .‬فؼؾت‪ :‬ما أطؾؿ واهلل خقر مؿا ٓ أطؾؿ‪ .‬فؼال‪ :‬إن الـاس لؿ يؽقكقا‬
‫يجؾسقن لـا بعد الصالة‪ ،‬فجعؾتفا قبؾ الصالة)‪.‬‬
‫فِاْؽ اىلهث كن‪٠‬ـ اىٓيٍاء ٗػ‪ٟ‬ف ْيٕ أف ا‪ُٝ‬هار ٌَ أةٖ ـٓ٘ػ ناف ـؽا‪،‬‬
‫كِٗٓؽ ذىم يف ٌا ٗيٖ‪:‬‬
‫‪ -‬ققل أبل سعقد‪( :‬فجبذتف بثقبف)‪ :‬فؾؿ يـؽر طؾقف ابتداء حتك بالؽالم‪،‬‬
‫وإكؿا جذبف‪.‬‬
‫‪ -‬ققلف‪( :‬فخطب قبؾ الصالة‪ ،‬فؼؾت‪ :‬لف‪ :‬غقرتؿ واهلل‪...‬الخ)‪ :‬يظفر –واهلل‬
‫أطؾؿ‪ -‬أن الؽالم فقف حذف واختصار‪ ،‬أوهؿ أن اإلكؽار وقع أمام الـاس‪ ،‬إذ‬
‫يبعد أن يؼطع طؾقف خطبتف باإلكؽار‪ .‬وتؼدير ما وقع‪ :‬أن مروان خطب قبؾ‬
‫‪16‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫الصالة‪ ،‬ثؿ صؾك‪ ،‬ولؿا اكصرف الـاس قال لف أبق سعقد ما قال‪.‬‬
‫‪-‬وجاء يف رواية مسؾؿ أكف كؾؿف قبؾ الخطبة‪( :‬فنذا مروان يـازطـل يده‪،‬‬
‫كلكف يجرين كحق الؿـرب‪ ،‬وأكا أجره كحق الصالة‪ ،‬فؾؿا رأيت ذلؽ مـف قؾت‪ :‬أيـ‬
‫آبتداء بالصالة؟ فؼال‪ ٓ :‬يا أبا سعقد‪ ،‬قد ترك ما تعؾؿ‪ .‬قؾت‪ :‬كال والذي‬
‫كػسل بقده‪ ٓ ،‬تلتقن بخقر مؿا أطؾؿ‪ ،‬ثالث مرار‪ ،‬ثؿ اكصرف)‪.‬‬
‫‪(( :‬ثؿ اكصرف) قال الؼاضل‪ :‬طـ جفة الؿـرب إلك جفة‬ ‫قال الـقوي‬
‫الصالة‪ ،‬ولقس معـاه أكف اكصرف مـ الؿصؾك وترك الصالة معف‪ ،‬بؾ يف رواية‬
‫(‪)1‬‬
‫البخاري أكف صؾك معف‪ ،‬كنيٍّ يف ذىم ةٓػ اىه‪٠‬ة) ‪.‬‬
‫؛ يف سقاق ذكره أن هـاك قصتقـ وقعتا‪،‬‬ ‫‪ -‬وقال الحافظ ابـ حجر‬
‫ولقست قصة واحدة‪( :‬ويدل طؾك التغاير أيضا‪ :‬أن إُهار أةٖ ـٓ٘ػ ككّ ةِّ٘‬
‫(‪)2‬‬
‫كةِّ٘‪ ،‬وإكؽار أخر وقع طؾك رؤوس الـاس) ‪.‬‬
‫ف٘خيغم ٌَ ذىم؛ أن رواية مسؾؿ دلت طؾك أن اإلكؽار وقع قبؾ الخطبة‪،‬‬
‫وواضح فقفا أكف كان سرا‪ ،‬ورواية البخاري دلت طؾك أن اإلكؽار وقع بعد‬
‫الصالة طؾك كالم الؼاضل طقاض الذي كؼؾف الـقوي‪ ،‬وكالم ابـ حجر يؼرر أن‬
‫ذلؽ كان سرا‪.‬‬
‫‪ -‬كٌٍا ٗفخػؿ ةّ إىافث ىٍا حلػـ ٌَ أدىث‪ :‬أن راوي قصة إكؽار أبل سعقد‬
‫طؾك مروان هق أبق سعقد كػسف‪ ،‬وتػرد بروايتفا طـف‪ :‬طقاض بـ طبد اهلل بـ أبل‬
‫سرح‪ ،‬فؾق كاكت الؼصة وقعت طؾـا؛ لؽان رويت مـ آخريـ‪ ،‬ولقس مـ أبل‬
‫سعقد كػسف‪.‬‬
‫كٗٔىص ذىم‪ :‬آثار جاءت فقؿا يتعؾؼ بلبل سعقد ومروان كػسف‪ ،‬حقث لؿ‬
‫يؽـ أبق سعقد هق الراوي‪ ،‬وإكؿا رواها مـ شفدها‪ ،‬بحؽؿ أهنا كاكت طؾـًا؛ إما‬
‫(‪)3‬‬
‫أمام مإل مـ الـاس‪ ،‬أو بقجقد واحد ‪-‬وهق الراوي‪ -‬طؾك أقؾ تؼدير ‪.‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح الـقوي طؾك مسؾؿ» (‪.)719 /6‬‬


‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬فتح الباري ٓبـ حجر» (‪.)119 /1‬‬
‫(‪ٌ -1 )1‬ا أعؽسّ اىخؽٌؼم يف ـِِّ ةؽكً (‪ ،)511‬كضفَ إـِادق ا‪ٛ‬ىتاين يف «اىرٍؽ اىٍفخٍاب»‪،‬‬
‫ص‪ .622 :‬كاؿ‪( :‬حدثـا محؿد بـ أبل طؿر‪ ،‬قال‪ :‬حدثـا سػقان بـ طققـة‪ ،‬طـ محؿد بـ‬
‫طجالن‪ْ٘ َْ ،‬اض ةَ ْتػ اهلل ةَ أةٖ ـؽح‪ ،‬أن أبا سعقد الخدري دخؾ يقم الجؿعة‬
‫=‬
‫‪11‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫‪ - 2‬أثس أضاَ‪ ١‬بٔ ش‪ٜ‬د ﭭ ملا طًب َٓ٘ إٔ ‪ٜ‬هًِ عجُإ ﭬ‪:‬‬
‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(‪ْٚ‬عرل‪ ٙ‬ق‪ ٍٛ‬أضاَ‪ ١‬ﭬ‪« :‬إْهِ يذل‪ ٕٚ‬أْ‪ ٞ‬ال أنًُ٘ إال أزلعهِ‪ ،‬إْ‪ٞ‬‬
‫أنًُ٘ يف ايطس د‪ ٕٚ‬إٔ أفتض بابا ال أن‪ ٕٛ‬أ‪ َٔ ٍٚ‬فتش٘»‪ٚ .‬احلك‪ٝ‬ك‪ ١‬إٔ‬
‫ظاٖس ق‪ ٍٛ‬أضاَ‪ ١‬ﭬ ي‪ٝ‬ظ ف‪ ٘ٝ‬أْ٘ ْف‪ ٢‬عٔ ْفط٘ َهاملت٘ أَاّ ايٓاع‪ ،‬بٌ‬
‫ْف‪ ٢‬سصس َهاملت٘ يف ن‪ْٗٛ‬ا أَاّ ايٓاع‪ ،‬فهأْ٘ ‪ٜ‬ك‪ ٌٖ :ٍٛ‬تعٓ‪ ٕٛ‬أْ‪ ٞ‬ال‬
‫أنًُ٘ إال ‪ٚ‬أْتِ تطُع‪ ٕٛ‬أ‪ ٚ‬إذا نإ ذيو مبطُعهِ ـ نُا يف بعض‬
‫=‬
‫ومروان يخطب‪ ،‬فؼام يصؾل‪ ،‬فجاء الحرس لقجؾسقه‪ ،‬فلبك حتك صؾك‪ ،‬فؾؿا اكصرف أحِ٘اق‪،‬‬
‫فؼؾـا‪ :‬رحؿؽ اهلل‪ ،‬إن كادوا لقؼعقا بؽ‪ ،‬فؼال ‪ :‬ما كـت ٕتركفؿا بعد شلء رأيتف مـ رسقل‬
‫اهلل ﷺ‪ ،‬ثؿ ذكر أن رجال جاء يقم الجؿعة يف هقئة بذة‪ ،‬والـبل ﷺ يخطب يقم الجؿعة‪،‬‬
‫فلمره‪ ،‬فصؾك ركعتقـ‪ ،‬والـبل ﷺ يخطب‪.‬‬
‫‪ -2‬كٌا أعؽسّ ٌفيً يف نط٘طّ برقؿ (‪ ،)616‬وأخرجف البخاري ‪-‬أيضا‪ -‬برقؿ (‪.)618‬‬
‫قال‪( :‬حدثـا شقبان بـ فروخ حدثـا سؾقؿان بـ الؿغقرة حدثـا ابـ هالل ( يعـل حؿقدا ) قال‪:‬‬
‫بقـؿا أكا وصاحب لل كتذاكر حديثا‪ ،‬إذ قال أةٔ ناىص اىفٍاف‪ :‬أكا أحدثؽ ما سؿعت مـ أبل‬
‫سعقد‪ ،‬ورأيت مـف‪ ،‬قال بقـؿا أكا مع أبل سعقد يصؾل يقم الجؿعة إلك شلء يسرته مـ الـاس؛‬
‫إذ جاء رجؾ شاب مـ بـل أبل معقط‪ ،‬أراد أن يجتاز بقـ يديف‪ ،‬فدفع يف كحره‪ ،‬فـظر فؾؿ يجد‬
‫مساغا إٓ بقـ يدي أبل سعقد‪ ،‬فعاد فدفع يف كحره أشد مـ الدفعة إولك‪ ،‬فؿثؾ قائؿا‪ ،‬فـال‬
‫مـ أبل سعقد‪ ،‬ثؿ زاحؿ الـاس‪ ،‬فخرج فدخؾ طؾك مروان‪ ،‬فشؽا إلقف ما لؼل‪ ،‬قال‪ :‬ودخؾ أبق‬
‫سعقد طؾك مروان‪ ،‬فؼال لف مروان‪ :‬مالؽ وٓبـ أخقؽ؟ جاء يشؽقك‪ .‬فؼال أبق سعقد‪:‬‬
‫سؿعت رسقل اهلل ﷺ يؼقل‪« :‬إذا نيٕ أضػنً إىٕ كٖء ٗفخؽق ٌَ اىِاس‪ ،‬فأراد أضػ أف‬
‫ٗشخاز ةَ٘ ٗػّٗ‪ ،‬في٘ػفّ يف ُطؽق‪ ،‬فإف أةٕ في٘لاحيّ‪ ،‬فإٍُا ْٔ كٍ٘اف»‪.‬‬
‫‪ -1‬كٌا أعؽسّ اىتغارم يف نط٘طّ ةؽكً (‪ )1339‬كاؿ‪( :‬حدثـا أحؿد بـ يقكس حدثـا ابـ‬
‫أبل ذئب طـ سعقد الؿؼربي َْ أةّ٘ قال‪ :‬كـا يف جـازة‪ ،‬فلخذ أبق هريرة ﭬ بقد مروان‪،‬‬
‫فجؾسا قبؾ أن تقضع‪ ،‬فجاء أبق سعقد ﭬ‪ ،‬فلخذ بقد مروان فؼال‪ :‬قؿ‪ ،‬فقاهلل لؼد طؾؿ هذا أن‬
‫الـبل ﷺ هناكا طـ ذلؽ‪ .‬فؼال أبق هريرة‪ :‬صدق‪.‬‬
‫‪ -4‬كٌا أعؽج ا‪ٌٝ‬اـ أضٍػ يف ٌفِػق برقؿ (‪ ،)77616‬وصححف محؼؼق الؿسـد قال‪:‬‬
‫(حدثـا يحقك‪ ،‬ووكقع‪ ،‬طـ زكريا‪ ،‬ضػذِٖ ْاٌؽ‪ ،‬قال‪ :‬كان أبق سعقد ومروان جالسقـ‪ ،‬فؿر‬
‫طؾقفؿا بجـازة‪ ،‬فؼام أبق سعقد‪ ،‬فؼال مروان‪ :‬اجؾس‪ .‬فؼال أبق سعقد‪ :‬رأيت رسقل اهلل ﷺ‬
‫قام‪ .‬فؼام مروان‪ .‬وقال وكقع‪ :‬مرت بف جـازة‪ ،‬فؼام‪.‬‬
‫‪-5‬كٌا أعؽج ا‪ٌٝ‬اـ أضٍػ يف ٌفِػق برقؿ (‪ ،)77664‬وصححف محؼؼق الؿسـد قال‪( :‬حدثـا‬
‫يقكس‪ ،‬وسريج‪ ،‬قآ‪ :‬حدثـا فؾقح‪ ،‬طـ أيقب بـ حبقب‪ َْ ،‬أةٖ اىٍرِٕ اىشِٖٓ قال‪ :‬سؿعت‬
‫مروان وهق يسلل أبا سعقد الخدري‪ :‬هؾ هنك رسقل اهلل ﷺ أن يتـػس وهق يشرب يف إكائف؟‬
‫فؼال أبق سعقد‪ :‬كعؿ ‪ .‬فؼال لف رجؾ‪ :‬يا رسقل اهلل‪ ،‬فنين ٓ أروى مـ كػس واحد؟ قال‪« :‬فإذا‬
‫حِففج‪ ،‬فِص ا‪ُٝ‬اء َْ كسٓم»‪ ،‬قال‪ :‬فنين أرى الؼذى فلكػخفا ؟ قال‪« :‬فإذا رأٗخٓا فأْؽكٓا‪،‬‬
‫ك‪ ٟ‬حِفغٓا»‪..‬‬
‫‪19‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫ايس‪ٚ‬ا‪ٜ‬ات‪ :‬بطُعهِ ـ أ‪ ٚ‬مبسأ‪َٓ ٣‬هِ أ‪ ٚ‬إذا أخدلتهِ أْ‪ ٞ‬نًُت٘‪ ،‬إْ‪ ٞ‬ألنًُ٘‬
‫ـ عال‪ ٠ٚ‬عً‪ ٢‬ذيو ـ ف‪ُٝ‬ا ب‪ٝ‬ين ‪ٚ‬ب‪.)٘ٓٝ‬‬
‫‪‬‬
‫أك‪ :ٟ‬لق كان أسامة ﭬ كؾؿ طثؿان ﭬ قبؾ ذلؽ طؾـا؛ لؿا كاكقا صؾبقا‬
‫مـف ذلؽ‪ ،‬أو ٕتقا بعبارة أخرى تحثف طؾك متابعة اإلكؽار العؾـل طؾقف لق كان‬
‫‪( :‬كؿا وقع ذلؽ مـ تػرق الؽؾؿة‬ ‫سبؼ مـف ذلؽ‪ .‬وسقليت كالم ابـ بطال‬
‫يقاجف طثؿان ﭬ باإلكؽار‬
‫َ‬ ‫بؿقاجفة طثؿان بالـؽقر)‪ ،‬أي أكف قبؾ ذلؽ لؿ‬
‫العؾـل‪ ٓ ،‬مـ أسامة وٓ مـ غقره‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬مِـ أسباب رد أسامة طؾقفؿ‪ :‬أكف أراد دفع التفؿة طـ كػسف‪ ،‬طؾك مـ‬
‫قصد اهتامف بذلؽ‪ ،‬فؾق كان قد كؾؿف أمامفؿ قبؾ ذلؽ لرد التفؿة بلكف قد كؾؿف‬
‫مـ قبؾ أمامفؿ‪ ،‬فؾؿاذا يتفؿقكف بذلؽ‪ ،‬فدل طؾك أكف لؿ يؽؾؿف طؾـا قبؾ ذلؽ‪.‬‬
‫قال ابـ بطال ‪( :‬يعرففؿ أن هذا الحديث جعؾف أٓ يداهـ أحدً ا‪ٗ ،‬ختؽأ‬
‫إىً٘ٓ ٌٍا ُِٔا ةّ ٌَ ـهٔحّ َْ ْرٍاف يف أعّ٘)(‪.)1‬‬
‫ذاىرا‪ :‬شروحات العؾؿاء الؿتؼدمقـ ٓ تتقافؼ مع كالم شقخـا(‪.)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ‬
‫(ققلف‪( :‬قد كؾؿتف ما دون أن أفتح بابا) أي كؾؿتف فقؿا أشرتؿ إلقف‪ ،‬لؽـ‬
‫طؾك سبقؾ الؿصؾحة وإدب يف اىفؽ‪ ،‬بغقر أن يؽقن يف كالمل ما يثقر فتـة أو‬
‫كحقها‪( ...‬واهلل لؼد كؾؿتف فقؿا بقـل وبقـف‪ ،‬دون أن أفتح أمرا ٓ أحب أن أكقن‬
‫أول مـ فتحف) يعـل ٓ أكؾؿف إٓ مع مراطاة الؿصؾحة بؽالم ٓ يفقج بف فتـة‪...‬‬
‫وقال طقاض‪ :‬مراد أسامة‪ :‬أكف ٓ يػتح باب الؿجاهرة بالـؽقر طؾك اإلمام‪ ،‬لؿا‬
‫يخشك مـ طاقبة ذلؽ‪ ،‬بؾ يتؾطػ بف‪ ،‬كِٗهطّ ـؽا‪ ،‬فذلؽ أجدر بالؼبقل‪...‬‬
‫ويف الحديث‪ :‬تعظقؿ إمراء‪ ،‬وإدب معفؿ‪ ،‬وتبؾقغفؿ ما يؼقل الـاس فقفؿ‪،‬‬
‫لقؽػقا‪ ،‬ويلخذوا حذرهؿ‪ ،‬بؾطػ وحسـ تلدية‪ ،‬بحقث يبؾغ الؿؼصقد مـ غقر‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح صحقح البخاري» (‪.)48 /71‬‬


‫(‪ )6‬قال شقخـا يف «تبصقر إكام بشرح أصقل القٓية يف اإلسالم لإلمام ابـ باديس» الؿـشقر طؾك‬
‫الخ ِّق ِر‪ ،‬ملخقذا مـ ققل أبل بؽر ﭬ‪:‬‬
‫تقلقة الؽػء ُمؼدما طؾك َ‬ ‫مققعف‪( :‬جعؾ الؿصـػ‬
‫«ولست بخقركؿ»‪ ،‬والحؼقؼة أكف ٓ يسعػف معـك العبارة السالػة لتلصقؾ ما ذكره؛ ىٓػـ حٍاةلّ‬
‫ٌّ كؽكح اىٓيٍاء اىفاةلَ٘ ىٓا‪ ،‬إذ ىً ٗؽد ًِْٓ ػ يف ضػكد ْيٍٖ ػ أًُٓ كؽضْٔا ةٍؽاد‬
‫اىٍهِف )‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫أذية لؾغقر)(‪.)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ اىلفٍ‪٠‬ين‬
‫((قال) أسامة‪( :‬قد كؾؿتف) يف ذلؽ سرا (ما دون أن أفتح با ًبا) مـ أبقاب‬
‫اإلكؽار طؾقف (أكقن أول مـ يػتحف) بصقغة الؿضارع‪ ،‬وٕبل ذر طـ‬
‫الؽشؿقفـل‪ :‬فتحف‪ ،‬بؾ كؾؿتف طؾك سبقؾ الؿصؾحة وإدب‪ ،‬إذا اإلطالن‬
‫باإلكؽار طؾك إئؿة ربؿا أ ّدى إلك افرتاق الؽؾؿة‪ ،‬كؿا وقع ذلؽ مـ تػرق‬
‫الؽؾؿة بؿقاجفة طثؿان بالـؽقر‪ ،‬فالتؾطػ والـصقحة سرا أجدر بالؼبقل‪ ...‬ثؿ‬
‫أمقرا‪ ،‬بؾ يـصحف يف السر جفده)(‪.)2‬‬
‫طرففؿ أسامة بلكف ٓ يداهـ أحدً ا ولق كان ً‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ اةَ ةٍاؿ‬
‫(يريد ٓ أكقن ّأول مـ يػتح باب اإلكؽار طؾك إئؿة طالكقةً‪ ،‬فقؽقن با ًبا‬
‫أئؿة الؿسؾؿقـ‪ ،‬فتػرتق الؽؾؿة‪ ،‬وتتشتت الجؿاطة‪ ،‬كؿا كان بعد‬
‫مـ الؼقام طؾك ّ‬
‫أمقرا‬
‫ذلؽ مـ تػرق الؽؾؿة بؿقاجفة طثؿان بالـؽقر‪ ،‬ثؿ طرففؿ أكف ٓ يداهـ ً‬
‫أبدً ا‪ ،‬بؾ يـصح لف يف السر جفده بعدما سؿع الـبل يؼقل يف الرجؾ الذي كان يف‬
‫الـار كالحؿار يدور برحاه)(‪.)3‬‬
‫‪‬‬

‫‪ - 3‬أثس ضع‪ٝ‬د بٔ دبرل َع ابٔ عباع ﭭ يف َطأي‪ ١‬اإلْهاز‪.‬‬


‫قال شقخـا يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(‪ٚ‬هلرا ملا قاٍ ضع‪ٝ‬د بٔ دبرل البٔ عباع ﭭ‪« :‬آَس ايطًطإ باملعس‪ٚ‬ف‬
‫‪ٚ‬أْٗا‪ ٙ‬عٔ املٓهس؟» فكاٍ‪« :‬إٕ خفت إٔ ‪ٜ‬كتًو فال»‪ٚ ،‬يف ز‪ٚ‬ا‪ ١ٜ‬أْ٘ قاٍ زدٌ‬
‫البٔ عباع ﭭ‪« :‬آَس أَرل‪ ٟ‬باملعس‪ٚ‬ف؟»‪ ،‬قاٍ‪« :‬إٕ خفت إٔ ‪ٜ‬كتًو فال تؤْب‬
‫اإلَاّ»‪ ،‬فٗ‪ ٛ‬ﭬ مل ‪ٜٓ‬ف أصٌ اإلْهاز ايعًين‪ٚ ،‬إمنا ق‪ٝ‬د‪ ٙ‬ظ‪ٛ‬اش األَٔ َٔ‬
‫ايكتٌ ‪ٚ‬ايتًٗه‪ٚ ١‬ايتأْ‪ٝ‬ب ‪ٚ‬ايفتٓ‪َٚ ،١‬ج‪ ً٘ٝ‬زأ‪ ٟ‬أضاَ‪ ١‬ﭬ نُا ض‪ٝ‬أت‪ٖٚ ،ٞ‬را‬
‫ايطابط ‪ٚ‬يرل‪ ٙ‬قد ب‪ٓٝ‬ت٘ ضابكا ملٔ نإ ي٘ قًب أ‪ ٚ‬أيك‪ ٢‬ايطُع ‪ ٖٛٚ‬غٗ‪ٝ‬د)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إثر إول الذي ذكره شقخـا؛ أخرجف البقفؼل يف «شعب اإليؿان»(‪،)4‬‬
‫اكظر‪ :‬فتح الباري» (‪ ،)67 /71‬باختصار‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫اكظر‪« :‬إرشاد الساري لشرح صحقح البخاري» (‪.)786 /71‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫اكظر‪« :‬شرح صحقح البخاري» (‪ ،)48 /71‬باختصار‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪.)1796( )11 /71‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬ ‫‪91‬‬
‫وأخرج بعده مباشرة أثرا فقف زيادة مفؿة‪ ،‬فؼال‪ :‬أخربكا أبق كصر بـ قتادة‪ ،‬أكا أبق‬
‫مـصقر الـضروي‪ ،‬كا أحؿد بـ كجدة‪ ،‬كا سعقد بـ مـصقر‪ ،‬كا أبق طقاكة‪ ،‬وجرير‪،‬‬
‫طـ معاوية‪ ،‬طـ إسحاق‪ ،‬طـ سعقد بـ جبقر‪ ،‬قال‪ :‬قؾت ٓبـ طباس‪ :‬آمر إمامل‬
‫بالؿعروف؟ قال‪( :‬إن خشقت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فإف نِج فاْ‪ ٠‬ففٍ٘ا ةِ٘م كةِّ٘)‪.‬‬
‫زاد أبق طقاكة‪ :‬وٓ ِ‬
‫تعب إمامؽ(‪.)1‬‬
‫وإثر الثاين أخرجف ‪-‬كؿا ذكره شقخـا يف الحاشقة‪ -‬ابـ أبل شقبة يف‬
‫مصـػف برقؿ (‪ ،)11111‬وفقف زيادة بعد ققلف‪« :‬إن خػت أن يؼتؾؽ‪ ،‬فال تمكب‬
‫اإلمام»‪ ،‬وهل‪« :‬فإف نِج ‪ ٟ‬ةػ فاْ‪٠‬؛ ففٍ٘ا ةِ٘م كةِّ٘»‪.‬‬
‫و يف كؾتا الروايتقـ لؿ يرد يف السمال ما يدل أن السائؾ سلل طـ اإلكؽار‬
‫العؾـل‪ ،‬ففق ي حتؿؾ أن يلمر ولل إمر ويـفاه طؾـا‪ ،‬أو أن يلمره ويـاه سرا‪ ،‬وهؿا‬
‫يستقيان يف الرتك يف حالة الخقف طؾك الـػس مـ الؼتؾ‪.‬‬
‫ففـا حالتان‪ :‬حالة الخقف مـ الؼتؾ‪ ،‬وحالة إمـ مـف‪ .‬فػل حالة الخقف‬
‫قال لف‪ ٓ :‬تػعؾ‪ ،‬ويف حالة إمـ رجع اإلكؽار السري أو العؾـل‪ ،‬فؾؿ يخقره ابـ‬
‫طباس بقـفؿا‪ ،‬بؾ أرشده إلك اإلكؽار السري‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ - 4‬أث ـس اخلـً‪ٝ‬فـ‪ ١‬أب‪ ٞ‬بهـس ايصد‪ٜ‬ـل ﭬ‪ٚ« :‬إٕ زأ‪ٜ‬تُـ‪ْٛ‬ـ‪ ٞ‬عـً‪٢‬‬


‫باطٌ فطدد‪.»ْٞٚ‬‬
‫قال شقخـا يف (التقضقح)‪:‬‬
‫(عًُا إٔ ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬ايعًٓ‪ ١ٝ‬تؤد‪ َٔ ٣‬يرل ٖتوٍ ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ‬
‫ملٓافاتٗا يًذاْب األخالق‪ٚ ،ٞ‬ال خس‪ٚ‬زٍ بايك‪ٚ ٍٛ‬ايفعٌ ملدايفت٘ ملٓٗر اإلضالّ‬
‫يف احلهِ ‪ٚ‬ايط‪ٝ‬اض‪ ،١‬بً٘ إذا أداش‪ٚ‬ا تكد‪ ِٜ‬ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬أَاَِٗ عًٓا‪ٚ ،‬فتش‪ٛ‬ا‬
‫عً‪ ٢‬أْفطِٗ باب إبدا‪ ٤‬ايسأ‪ٚ ٟ‬االْتكاد ‪ٚ‬أذْ‪ٛ‬ا ف‪ٖٚ ،٘ٝ‬را َتطُٔ يف ق‪ٍٛ‬‬
‫ايصد‪ٜ‬ل ﭬ‪ٚ« :‬إٕ زأ‪ٜ‬تُ‪ ْٞٛ‬عً‪ ٢‬باطٌٍ فطدد‪ٚ ،»ْٞٚ‬يف يفغٍ‪ٚ« :‬إٕ شيت‬
‫ـ‪ٚ« :‬ف‪ ٘ٝ‬األدب َع األَسا‪ٚ ٤‬ايًطف بِٗ‬ ‫فك‪ ،»َْٞٛٛ‬قاٍ ايٓ‪ ٟٚٛ‬ـ‬
‫‪ٚٚ‬ععِٗ ضسا ‪ٚ‬تبً‪ٝ‬غِٗ َا ‪ٜ‬ك‪ ٍٛ‬ايٓاع ف‪ ِٗٝ‬ي‪ٓٝ‬هف‪ٛ‬ا عٓ٘‪ٖٚ ،‬را نً٘ إذا‬
‫أَهٔ ذيو‪ ،‬فإٕ مل ميهٔ اي‪ٛ‬عغ ضسا ‪ٚ‬اإلْهاز فً‪ٝ‬فعً٘ عالْ‪١ٝ‬؛ ي‪٦‬ال ‪ٜ‬ط‪ٝ‬ع‬
‫أصٌ احلل»‪.)..‬‬

‫(‪ )7‬وطـد سعقد بـ مـصقر يف ســف (‪( :)7661 /4‬وٓ تغتب إمامؽ)‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫يف معرض كالمف يف الرد طؾك الرافضل‪( :‬وأما‬ ‫أك‪ :ٟ‬قال شقخ اإلسالم‬
‫ققلف‪ :‬فنن استؼؿت فلطقـقين‪ ،‬وإن زغت فؼقمقين)؛ ففذا مـ كؿال طدلف وتؼقاه‪،‬‬
‫وواجب طؾك كؾ إمام أن يؼتدي بف يف ذلؽ‪ ،‬وواجب طؾك الرطقة أن تعامؾ‬
‫إئؿة بذلؽ‪ ،‬فنن استؼام اإلمام أطاكقه طؾك صاطة اهلل تعالك‪ ،‬وإن زاغ وأخطل؛‬
‫بقـقا لف الصقاب ودلقه طؾقف‪ ،‬وإن تعؿد ضؾؿا مـعقه مـف بحسب اإلمؽان‪ ،‬فنذا‬
‫كان مـؼادا لؾحؼ كلبل بؽر فال طذر لفؿ يف ترك ذلؽ‪ ،‬وإن كان ٓ يؿؽـ دفع‬
‫الظؾؿ إٓ بؿا هق أطظؿ فسادا مـف؛ لؿ يدفعقا الشر الؼؾقؾ بالشر الؽثقر)(‪.)1‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬أبق بؽر ﭬ أبعد الـاس أن يؼرر لألمة ما تسؼط بف هقبة إئؿة‪ ،‬وإكؿا‬
‫ؼقم و ُيسدَّ د بؿا تضؿـف هدي الـبل ﷺ يف باب الـصقحة‪ ،‬ومـ ذلؽ‪:‬‬
‫ﭬ أن ُي َّ‬
‫حػظ هقبة السؾطان‪ ،‬ودرأ الػتـ طـ الـاس‪ ،‬وٓ شؽ أن أطظؿ ما يسؼط هقبة‬
‫السؾطان طـد الـاس‪ :‬اإلكؽار طؾقف طؾـا‪ ،‬ولؿ تؼع الػتـة إٓ لؿا تجرأ الـاس طؾك‬
‫طثؿان ﭬ‪ ،‬فال يستدل بؽالمف ﭬ طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل‪ ،‬بؾ أثر أسامة‬
‫يبقـ أكف لؿ ُيعفد ذلؽ يف خالفتف ﭬ‪.‬‬
‫وأيضا؛ فؼد يليت مـ يستدل بذلؽ طؾك جقاز الخروج بالسقػ‪ ،‬إذ أن لػظة‬
‫(التؼقيؿ) مؿا يصح حؿؾفا طؾك التؼقيؿ بالسقػ‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬غالب الحؽام الذيـ يلذكقن بـؼدهؿ طؾـًا إكؿا يلذكقن بف مـ باب إطؿال‬
‫الديؿؼراصقة‪ ،‬وحرية التعبقر‪ ،‬والتؼقد بالدساتقر القضعقة التل تـص طؾك ذلؽ‪،‬‬
‫وإٓ فؼد ُطؾؿ مـ صبع الـاس وفطرهتؿ ‪-‬وٓ يتخؾػ طـ هذا الطبع إٓ الـقادر‪-‬‬
‫أهنؿ يؽرهقن مـ ُيـؽر طؾقفؿ طؾـا أمام الـاس‪.‬‬
‫ثؿ إن َمـ يلذن مـ الحؽام بذلؽ يف الغالب؛ ٓ يلذن بـؼدهؿ بـصقص‬
‫الشرع‪ ،‬وإكؿا يلذن بـؼدهؿ بؾغة السقاسة وكصقص الؼاكقن‪ ،‬خاصة بعد أن‬
‫استخدم لغة الشرع أهؾ إهقاء‪ ،‬وكؼدوا الحؽام هبا طؾك الؿـابر‪ ،‬ففؾ يتا َبعقن‬
‫طؾك إطؿال مبادئ الديؿؼراصقة‪ ،‬و ُيؾبس ذلؽ لبقس الديـ؟‬
‫راةٓا‪ :‬ـئو اىل٘ظ اىٓ‪ٌ٠‬ث ناىص ةَ ٌطٍػ اىيط٘ػاف‪ ،‬ضفِّ اهلل كرْاق‪ْ ،‬ؼا‬
‫اىفؤاؿ‪:‬‬
‫أحسـ اهلل إلقؽؿ‪ ،‬فضقؾة الشقخ‪ :‬يؼرر بعض الدطاة وصؾبة العؾؿ؛ أن‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬مـفاج السـة الـبقية» (‪.)616 /9‬‬


‫‪96‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫الـدوات التل يحصؾ فقفا اإلكؽار العؾـل طؾك ولل إمر أو حؽقمتف‪ ،‬وبقان‬
‫الؿحرم فؼط‪ :‬هق‬
‫َّ‬ ‫أخطائفؿ جائزة‪ ،‬حقث إن ولل إمر قد أذن فقفا‪ ،‬وأن‬
‫الؿظاهرات والؿسقرات‪ ،‬فؿا تقجقف فضقؾتؽؿ؟‬
‫فأساب‪ ،‬ضفِّ اهلل‪:‬‬
‫(ٓ شؽ أن هذا طؿؾ غقر صالح‪ ،‬وإذا كان ولل إمر يجقز ذلؽ؛ فؼد أخطل‬
‫طؾك كػسف وطؾك الؿجتؿع‪ ،‬بؾ يجب طؾقف أن يؿـع هذه إمقر‪ ،‬وأن يتؼل اهلل يف‬
‫ذلؽ‪ ،‬فإذُّ يف ذىم إذف فٍ٘ا ىً ٗؽد فّ٘ ُم َْ اىِتٖ ﷺ‪ ،‬ولقس مـ إمقر‬
‫الؿستحسـة‪ ،‬ثؿ إن آكتؼاد والتجريح لقلل إمر أو لبعض كقابف‪ ،‬إذا كان هذا‬
‫التجريح بحؼ‪ ،‬فؾ ُقرفع لف سرا‪ ،‬كؿا كان الصحابة يػعؾقن‪ ،‬ولؿا ققؾ ٕسامة بـ‬
‫زيد رضل اهلل طـف وطـ أبقف‪ ،‬قال‪ :‬أتظـقن أكـل ٓ أكؾؿ الخؾقػة‪ .‬يعـل يب ّقـ لفؿ أن‬
‫لقس كؾ ما يؽؾؿ الخؾقػة طؾقف أن يخرب الـاس أكف كؾؿف وكصحف إلك آخره‪.‬‬
‫الؿؼصقد حصقل الـػع العام‪ ٓ ،‬إشاطة ما ُيؽره طالكقة‪ ،‬فالتجريح يف غقر‬
‫محؾف‪ ،‬والؿسمول طـ إمة ‪-‬أي بؾد كان‪ -‬طؾقف أن يحرص طؾك مصالحفؿ‪،‬‬
‫وإذا بؾغف أمر؛ يـبغل أن يحرص طؾك الؼقام بؿا يؽػ الشر طؾك الـاس‪.‬‬
‫وأما أن تػتتح أكدية وتجؿعات‪ ،‬ويشاع فقفا خطل الحاكؿ‪ ،‬أو خطل رجالف‪ ،‬أو‬
‫خطل القزراء‪ ،‬مـ أراد أن ُيصؾح فؾقذهب إلبالغ ‪ ....‬مـ يستطقع أن يتصرف‪،‬‬
‫ولذا يجب أن يؽػ طـ هذه التجؿعات)‪.‬‬
‫‪ ،‬رئقس الفقئة‬ ‫‪-‬فائػة‪ :‬كـت يف حؾؼة شقخـا العالمة طبد اهلل بـ طؼقؾ‬
‫الدائؿة بؿجؾس الؼضاء إطؾك سابؼا بالؿؿؾؽة العربقة السعقدية ‪-‬وهق مـ‬
‫العؾؿاء الذيـ مارسقا الؼضاء مدة صقيؾة‪ ،‬واحتؽقا بقٓة إمر وبالـاس طؾك‬
‫اختالف صبؼاهتؿ‪ -‬فجاءه رجؾ مـ البحريـ‪ ،‬فؼال لف‪ :‬إن الؿعارضة قد خرجت‬
‫يف البحريـ يف مظاهرات ضد ولل إمر‪ ،‬وقد أذن لـا ولل إمر أن كخرج يف‬
‫‪( :‬تسؿع وتطقع لقلل‬ ‫مظاهرات مميدة لف‪ ،‬ففؾ كخرج؟ فؼال لف شقخـا‬
‫إمر بالؿعروف‪ ،‬وٓ تخرج طؾقف‪ ،‬وأما الخروج يف الؿظاهرات؛ فال يجقز‬
‫ذلؽ‪ ،‬وإن أذن لؽؿ ولل إمر)‪.‬‬
‫فؿع أن كصرة ولل إمر مطؾقبة‪ ،‬وخاصة يف هذا الؿقصـ‪ ،‬لؽـ لؿا كاكت‬
‫كصرتف بالؿظاهرات‪ ،‬وهل غالبا ما تق ّلد الشرور‪ ،‬وضررها أكرب مـ كػعفا؛ لؿ‬
‫يعترب شقخـا إذن ولل إمر فقفا‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫عاٌفا‪ :‬ققل شقخـا‪( :‬قاٍ ايٓ‪ٚ« : ٟٚٛ‬ف‪ ٘ٝ‬األدب َع األَسا‪ ٤‬اخل)‪:‬‬
‫يالحظ أن طبارة الـقوي جاءت بعد ذكر ققل أبل بؽر الصديؼ ﭬ‪« :‬وإن‬
‫رأيتؿقين طؾك باصؾ فسددوين»‪ ،‬ويف لػظ‪« :‬وإن زغت فؼقمقين»‪ ،‬فلوهؿ الـؼؾ‬
‫أورد هذا الؽالم شارحا ققل‬ ‫أن الـقوي يشرح ققل الصديؼ ﭬ‪ .‬وهق‬
‫أسامة بـ زيد ﭭ‪( :‬واهلل لؼد كؾؿتف فقؿا بقـل وبقـف‪ ،‬ما دون أن أفتتح أمرا ٓ‬
‫أحب أن أكقن أول مـ فتحف)‪ ،‬وققلف ﭬ مؼابؾ لؿا هق مؼرر يف الػتقى‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قال شقخـا يف (التقضقح)‪:‬‬
‫(ثايجا‪ٚ :‬ألٕ َعا‪ٚ ١ٜٚ‬افل ايصد‪ٜ‬ل ﭭ اير‪ ٟ‬قاٍ‪ٚ« :‬إٕ زأ‪ٜ‬تُ‪ ْٞٛ‬عً‪٢‬‬
‫باطٌٍ فطدد‪ٚ ،»ْٞٚ‬يف يفغٍ‪ٚ« :‬إٕ شيت فك‪ ،»َْٞٛٛ‬فإٕ يف ذيو دي‪ٝ‬ال عً‪٢‬‬
‫َػس‪ٚ‬ع‪ ١ٝ‬إْهاز ايباطٌ ‪ٚ‬ايص‪ٜ‬غ عً‪ ٢‬األ‪ ١ُ٥‬بايتطد‪ٜ‬د ‪ٚ‬اإلصالح ‪ٚ‬ايتك‪ ِٜٛ‬ـ‬
‫ضسا أ‪ ٚ‬عًٓا‪ ،‬عطب املصًش‪ٚ ،١‬بكدز اإلَهإ)‪.‬‬
‫وقال ‪-‬أيضا‪ -‬يف (التقضقح)‪:‬‬
‫(يف احلد‪ٜ‬ح قص‪ ١‬ثبت ف‪ٗٝ‬ا ايسد عً‪َ ٢‬عا‪ ١ٜٚ‬ﭬ عًٓا‪ ،‬فكد دا‪٤‬‬
‫يف احلد‪ٜ‬ح عٓد ايطدلاْ‪« :ٞ‬سدثٓا عبد اهلل بٔ أمحد بٔ سٓبٌٍ‪ :‬سدثٓا‬
‫ض‪ٜٛ‬د بٔ ضع‪ٝ‬دٍ‪ :‬سدثٓا ضُاّ بٔ إزلاع‪ ،ٌٝ‬قاٍ‪ :‬زلعت أبا قب‪ٜ ،ٌٍٝ‬أثس‬
‫عٔ َعا‪ ١ٜٚ‬بٔ أب‪ ٞ‬ضف‪ٝ‬إ أْ٘ صعد املٓدل ‪ ّٜٛ‬اجلُع‪ ١‬فكاٍ عٓد‬
‫خطبت٘‪« :‬إمنا املاٍ َايٓا‪ٚ ،‬ايف‪ ٤ٞ‬ف‪ٓ٦ٝ‬ا‪ ،‬فُٔ غا‪ ٤‬أعط‪ٓٝ‬ا‪ َٔٚ ٙ‬غ‪ٓ٦‬ا‬
‫َٓعٓا‪ ،»ٙ‬فًِ دنب٘ أسد‪ ،‬فًُا نإ اجلُع‪ ١‬ايجاْ‪ ١ٝ‬قاٍ َجٌ ذيو‪،‬‬
‫فًِ دنب٘ أسد‪ ،‬فًُا نإ اجلُع‪ ١‬ايجايج‪ ١‬قاٍ َجٌ َكايت٘‪ ،‬فكاّ إي‪٘ٝ‬‬
‫زدٌ ممٔ سطس املطذد‪ ،‬فكاٍ‪« :‬نال‪ ،‬إمنا املاٍ َايٓا ‪ٚ‬ايف‪ ٤ٞ‬ف‪ٓ٦ٝ‬ا‪،‬‬
‫فُٔ ساٍ ب‪ٓٓٝ‬ا ‪ٚ‬ب‪ ٘ٓٝ‬طسانُٓا‪ ٙ‬إىل اهلل بأض‪ٝ‬افٓاص»‪ ،‬فٓصٍ َعا‪١ٜٚ‬‬
‫فأزضٌ إىل ايسدٌ فأدخً٘‪ ،‬فكاٍ ايك‪ًٖ« :ّٛ‬و ايسدٌ»‪ ،‬ثِ دخٌ‬
‫ايٓاع ف‪ٛ‬دد‪ٚ‬ا ايسدٌ َع٘ عً‪ ٢‬ايطس‪ٜ‬س‪ ،‬فكاٍ َعا‪ ١ٜٚ‬يًٓاع‪« :‬إٕ ٖرا‬
‫ايسدٌ أس‪ٝ‬اْ‪ ٞ‬ـ أس‪ٝ‬ا‪ ٙ‬اهلل ـ زلعت زض‪ ٍٛ‬اهلل ﷺ ‪ٜ‬ك‪« :ٍٛ‬ض‪ٝ‬ه‪ ٕٛ‬أ‪١ُ٥‬‬
‫َٔ بعد‪ٜ ٟ‬ك‪ٛ‬ي‪ٚ ٕٛ‬ال ‪ٜ‬سد عً‪ٜ ،ِٗٝ‬تكامح‪ ٕٛ‬يف ايٓاز نُا تتكاسِ‬
‫ايكسد‪ٚ ،»٠‬إْ‪ ٞ‬تهًُت أ‪ ٍٚ‬مجع‪ ٍ١‬فًِ ‪ٜ‬سد عً‪ ٞ‬أسد‪ ،‬فدػ‪ٝ‬ت إٔ أن‪ٕٛ‬‬
‫َِٓٗ‪ ،‬ثِ تهًُت يف اجلُع‪ ١‬ايجاْ‪ ١ٝ‬فًِ ‪ٜ‬سد عً‪ ٞ‬أسد‪ ،‬فكًت يف ْفط‪:ٞ‬‬
‫إْ‪ َٔ ٞ‬ايك‪ ،ّٛ‬ثِ تهًُت يف اجلُع‪ ١‬ايجايج‪ ١‬فكاّ ٖرا ايسدٌ فسد عً‪ٞ‬‬
‫فأس‪ٝ‬اْ‪ ٞ‬ـ أس‪ٝ‬ا‪ ٙ‬اهلل ـ»»‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪94‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫أك‪ :ٟ‬الـاضر يف قصة الرجؾ مع معاوية ﭬ يالحظ أن معاوية أراد أن‬
‫يصؾ إلك أمر قد جاء مبقـا يف آخرها‪ ،‬وهق أن يتبقـ لف أكف لقس مـ إئؿة الظؾؿة‬
‫الذيـ ذكرهؿ الـبل ﷺ ‪-‬وقد ذكر شقخـا ذلؽ‪ ،-‬ويتبقـ مؼصده يف ققلف يف آخر‬
‫الؼصة‪( :‬فخشقت أن أكقن مـفؿ‪ ،‬ثؿ تؽؾؿت يف الجؿعة الثاكقة؛ فؾؿ يرد طؾل‬
‫أحد‪ ،‬فؼؾت يف كػسل‪ :‬إين مـ الؼقم‪ ،‬ثؿ تؽؾؿت يف الجؿعة الثالثة‪ ،‬فؼام هذا‬
‫الرجؾ‪ ،‬فرد طؾل فلحقاين ـ أحقاه اهلل)‪ .‬ففذا هق الؿؼصد إهؿ مـ كالمف‪ ،‬ثؿ‬
‫ذكر الحديث بعد ذلؽ‪ ،‬إذ لق كان مؼصده ذكر الحديث فؼط؛ لحدَّ ث بف الـاس‬
‫مـ أول جؿعة‪ ،‬ولؿ يمخره إلك الجؿعة الثالثة‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬معاوية ﭬ كان معروفا بالعؼؾ وحسـ السقاسة‪ ،‬ويبعد أن ُيـتظر مـف‬
‫يف هذا الؿققػ أن يـؽر طؾك الرجؾ فعؾف أمام الـاس‪ ،‬وهق كان سببا يف إحقائف‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬يف الؼصة ما يدل طؾك أن معاوية ﭬ خال بالرجؾ قبؾ دخقل الـاس‬
‫طؾقف‪( ،‬فـزل معاوية‪ ،‬فلرسؾ إلك الرجؾ‪ ،‬فلدخؾف‪ ،‬فؼال الؼقم‪« :‬هؾؽ الرجؾ»‪،‬‬
‫ثؿ دخؾ الـاس‪ ،‬فقجدوا الرجؾ معف طؾك اىفؽٗؽ‪ ،‬فؼال معاوية لؾـاس الخ)‪،‬‬
‫فؿا يؿـع أن يؼال‪ :‬يتطرق احتؿال أن يؽقن معاوية كؾؿ الرجؾ يف تصرفف فقؿا‬
‫بقـف وبقـف‪ ،‬لقس فؼط طؾك إكؽاره العؾـل‪ ،‬وإكؿا طؾك هتديده بؼقلف‪( :‬فؿـ حال‬
‫بقــا وبقـف حاكؿـاه إلك اهلل بلسقافـا)‪.‬‬
‫راةٓا‪ :‬مؿا يدل طؾك أن اإلكؽار العؾـل كان مشقـا طـد الـاس؛ أهنؿ قالقا لؿا‬
‫أرسؾ إلقف معاوية وأدخؾف طؾقف‪ًٖ« :‬و ايسدٌ»‪ .‬ولق كان سائغا طـدهؿ لؿا‬
‫خافقا طؾك الرجؾ مـ الفالك‪.‬‬
‫عاٌفا‪ :‬كأٌا ٌٔكف ٌٓاكٗث ﭬ ٌَ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ ْيّ٘‪ ،‬فلػ ُذنؽت ىّ‬
‫ككائّ ٌّ ْتادة ﭬ يف ْؼا اىتاب‪ُ ،‬حتَ٘ ذىم‪.‬‬
‫مـ ذلؽ‪ :‬حديث الصرف الؿتؼدم ذكره‪ ،‬حقث جاء يف رواية أن معاوية‬
‫صؾبف‪ ،‬فؼال لف طبادة ما قال‪ ،‬ثؿ قال معاوية‪ :‬ما كجد شقئا أبؾغ فقؿا بقـل وبقـ‬
‫أصحاب محؿد طؾقف السالم مـ الصػح طـفؿ(‪.)1‬‬

‫(‪ )7‬أخرج الشاشل يف مسـده قال‪ :‬حدثـا ابـ طػان العامري‪ ،‬كا أسباط بـ محؿد الؼرشل‪ ،‬طـ‬
‫رجؾ مـ أهؾ البصرة‪ ،‬طـ الحسـ‪ ،‬قال‪ :‬كان طبادة بـ الصامت بالشام‪ ،‬فرأى آكقة مـ فضة‪،‬‬
‫تباع اإلكاء بؿثؾ ما فقف أو كحق ذلؽ‪ ،‬فؿشك إلقفؿ طبادة‪ ،‬فؼال‪ :‬أيفا الـاس‪ ،‬مـ طرفـل فؼد‬
‫طرفـل‪ ،‬ومـ لؿ يعرفـل‪ ،‬فلكا طبادة بـ الصامت‪ ،‬أٓ وإين سؿعت رسقل اهلل صؾك اهلل طؾقف‬
‫=‬
‫‪96‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫ومـفا‪ :‬لؿا خطب معاوية طـ الطاطقن‪ ،‬فلكؽر طؾقف طبادة‪ ،‬فطؾبف معاوية‪،‬‬
‫وقال لف‪ :‬ألؿ تتؼ اهلل‪ ،‬وتستحل إمامؽ؟(‪.)1‬‬
‫ويف قصة أن معاوية شؽاه إلك طثؿان(‪ ،)2‬رضل اهلل طـ الجؿقع‪.‬‬

‫=‬
‫وطؾك آلف وسؾؿ يف مجؾس مـ مجالس إكصار لقؾة الخؿقس يف رمضان لؿ يصؿ رمضان‬
‫بعده يؼقل‪« :‬اىؼْب ةاىؼْب‪ٌ ،‬ر‪ ٠‬ةٍرو‪ ،‬ـٔاء ةفٔاء‪ ،‬كزُا ةٔزف‪ٗ ،‬ػا ة٘ػ‪ ،‬فٍا زاد فٓٔ رةا‪،‬‬
‫كاىطٍِث ةاىطٍِث‪ ،‬كف٘ؾ ةلف٘ؾ‪ٗ ،‬ػا ة٘ػ‪ ،‬فٍا زاد فٓٔ رةا‪ ،‬كاىخٍؽ ةاىخٍؽ‪ ،‬كف٘ؾ ةلف٘ؾ‪ٗ ،‬ػا ة٘ػ‪،‬‬
‫فٍا زاد فٓٔ رةا»‪ ،‬قال‪ :‬فتػرق الـاس طـف‪ ،‬وأتك معاوية فلخرب بذلؽ‪ ،‬فلرسؾ إلك طبادة‪ ،‬فلتاه‪،‬‬
‫فؼال لف معاوية‪ :‬لئـ كـت صحبت الـبل صؾك اهلل طؾقف وطؾك آلف وسؾؿ وسؿعت مـف‪ ،‬لؼد‬
‫صحبـاه وسؿعـا مـف‪ ،‬فؼال لف طبادة‪ :‬لؼد صحبتف وسؿعت مـف‪ ،‬فؼال لف معاوية‪ :‬فؿا هذا‬
‫الحديث الذي تذكره؟ فلخربه‪ ،‬فؼال لف معاوية‪ :‬اسؽت طـ هذا الحديث‪ ،‬وٓ تذكره‪ ،‬فؼال‬
‫لف طبادة‪ :‬بؾك‪ ،‬وإن رغؿ أكػ معاوية‪ ،‬قال‪ :‬ثؿ قام‪ ،‬فلاؿ ىّ ٌٓاكٗث‪ٌ :‬ا ُشػ ك٘ئا أةيغ فٍ٘ا‬
‫ةِٖ٘ كةَ٘ أنطاب ٌطٍػ ْيّ٘ اىف‪٠‬ـ ٌَ اىهفص ًِْٓ‪.‬‬
‫ففذه الرواية وإن كان فقفا رجؾ مبفؿ‪ ،‬والحسـ لؿ يسؿع مـ طبادة؛ إٓ أن أصؾفا يف‬
‫الصحقحقـ‪ ،‬والشاهد فقفا‪ :‬ققل معاوية يف آخرها‪( :‬ما كجد شقئا أبؾغ فقؿا بقـل وبقـ‬
‫أصحاب محؿد طؾقف السالم مـ الصػح طـفؿ)‪ .‬ففق ﭬ رأى أن طبادة أخطل‪ ،‬وأكف صػح‬
‫طـف‪ ،‬ومعروف طؿقما ما كان طؾقف معاوية ﭬ مـ الحؾؿ‪.‬‬
‫كاؿ اىلاىٖ ْ٘اض َْ إُهار ْتادة ْيٕ ٌٓاكٗث‪( :‬فقف ما يجب مؿا أخذ اهلل طؾك العؾؿاء‬
‫لقبقــف لؾـاس وٓ يؽتؿقكف‪ ،‬ولقؽقكقا ققامقـ بالؼسط شفداء هلل‪ ،‬وإغالضف يف الؾػظ لؿعاوية‬
‫لؿؼابؾة لف طؾك إكؽاره تحريؿف‪ ،‬مع تحؼؼف حؾؿ معاوية وصربه)‪ .‬اكظر‪« :‬إكؿال الؿعؾؿ شرح‬
‫صحقح مسؾؿ» (‪.)746 /6‬‬
‫‪ :‬حدثـا مقسك بـ هارون كا إسحاق بـ راهقيف ثـا أبق أسامة ثـا أبق سـان‬ ‫(‪ )7‬قال الطرباين‬
‫طقسك بـ سـان طـ يعؾك بـ شداد بـ أوس قال‪ :‬ذكر معاوية الػرار مـ الطاطقن يف خطبتف‪،‬‬
‫فؼال طبادة‪ :‬أمؽ هـد أطؾؿ مـؽ‪ .‬فلتؿ خطبتف‪ ،‬ثؿ صؾك‪ ،‬ثؿ أرسؾ إلك طبادة‪ ،‬فـػرت رجال‬
‫مـ إكصار معف‪ ،‬فاحتبسفؿ‪ ،‬ودخؾ طبادة‪ ،‬فلاؿ ىّ ٌٓاكٗث‪ :‬أىً حخق اهلل‪ ،‬كحفخطٖ إٌاٌم؟‬
‫فؼال طبادة‪ :‬ألقس قد طؾؿت أين بايعت رسقل اهلل ﷺ لقؾة العؼبة إين ٓ أخاف يف اهلل لقمة‬
‫ٓئؿ‪ ،‬ثؿ خرج معاوية طـد العصر‪ ،‬فصؾك العصر‪ ،‬ثؿ أخذ بؼائؿة الؿـرب‪ ،‬فؼال‪ :‬أيفا الـاس إين‬
‫ذكرت لؽؿ حديثا طؾك الؿـرب‪ ،‬فدخؾت البقت‪ ،‬فنذا الحديث كؿا حدثـل طبادة‪ ،‬فاقتبسقا مـف‪،‬‬
‫ففق أفؼف مـل‪.‬‬
‫(‪ )6‬قال اإلمام أحؿد يف مسـده (‪ :)66168‬حدثـا الحؽؿ بـ كافع أبق القؿان‪ ،‬حدثـا إسؿاطقؾ بـ‬
‫طقاش‪ ،‬طـ طبد اهلل بـ طثؿان بـ خثقؿ‪ ،‬حدثـل إسؿاطقؾ بـ طبقد إكصاري‪ ،‬فذكر الحديث‬
‫فؼال‪ :‬طبادة ٕبل هريرة‪ :‬يا أبا هريرة‪ ،‬إكؽ لؿ تؽـ معـا إذ بايعـا رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬إكا بايعـاه‬
‫طؾك السؿع والطاطة يف الـشاط والؽسؾ‪ ،‬وطؾك الـػؼة يف القسر والعسر‪ ،‬وطؾك إمر‬
‫بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬وطؾك أن كؼقل يف اهلل تبارك وتعالك‪ ،‬وٓ كخاف لقمة ٓئؿ‬
‫فقف‪ ،‬وطؾك أن كـصر الـبل ﷺ إذا قدم طؾقـا يثرب‪ ،‬فـؿـعف مؿا كؿـع مـف أكػسـا وأزواجـا‬
‫وأبـاءكا‪ ،‬ولـا الجـة‪ ،‬ففذه بقعة رسقل اهلل ﷺ التل بايعـا طؾقفا‪ ،‬فؿـ كؽث‪ ،‬فنكؿا يـؽث طؾك‬
‫=‬
‫‪96‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫ـادـا‪ :‬الؼصة فقفا بقان الؿؼصقد مـ ققلف ﷺ‪ٗ« :‬خلاضٍٔف يف اىِار»‪ ،‬فؼد قال‬
‫معاوية ﭬ‪( :‬فخشقت أن أكقن مـفؿ)‪ ،‬ثؿ قال‪( :‬إين مـ الؼقم)‪ ،‬ثؿ قال‪( :‬فؼام‬
‫هذا الرجؾ فرد طؾل‪ ،‬فلحقاين ـ أحقاه اهلل)‪ ،‬فؾؿ يؼؾ‪ :‬فخشقت أن أكقن وإياكؿ‬
‫مـفؿ‪ ،‬ولؿ يذكر طـد تحديثف بالحديث سؽقت رطقتف طؾقف أوٓ‪ ،‬وأهنؿ بذلؽ‬
‫داخؾقن يف التؼاحؿ‪ ،‬فظفر أن الحديث محؿقل طؾك إئؿة الذيـ هذا وصػفؿ‪،‬‬
‫وهق ما يدل طؾقف السقاق‪ ،‬ويدل طؾقف الحديث أخر الذي ذكره الشقخ إلباين يف‬
‫«السؾسؾة الصحقحة» (‪ ،)7181‬وأورد حديث معاوية مع الؼصة كؿتابع لف‪:‬‬
‫«ٗهٔف أٌؽاء‪ ،‬ف‪ُٗ ٠‬ؽد ْيً٘ٓ كٔىًٓ‪ٗ ،‬خٓافخٔف يف اىِار‪ٗ ،‬ختّ ةٓيًٓ ةٓيا»‪.‬‬
‫ومؿا يدل طؾك ذلؽ ‪-‬أيضا‪ -‬تبقيبات العؾؿاء طؾك الحديث وشرحفؿ لف‪.‬‬
‫فبقب لف ثالثة طؾؿاء بباب يدل طؾك أن الؿؼصقد بف هؿ إمراء الظؾؿة(‪،)1‬‬
‫ولؿ َيرد ما يػقد أن التؼاحؿ يف الـار محؿقل طؾك غقرهؿ مـ الـاس‪.‬‬
‫كأٌا ةاىِفتث ُ‬
‫ىل َّؽاح اىطػٗد‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -‬فؿـفؿ الصـعاين ‪-‬وقد كؼؾ شقخـا كال َمف يف (الػتقى)‪ ،-‬قال‬
‫(«ـخهٔف أئٍث ٌَ ةٓػم ٗلٔىٔف» أي الؿـؽر مـ الؼقل‪ ،‬بدلقؾ ققلف‪« :‬ف‪٠‬‬
‫ٗؽد ْيً٘ٓ كٔىًٓ» مفابة لفؿ‪ ،‬وخقفا مـ بطشفؿ‪ٗ« .‬خلاضٍٔف يف اىِار» بالؼاف‬
‫والحاء الؿفؿؾة‪ ،‬أي يؼعقن فقفا كؿا يؼتحؿ اإلكسان إمر العظقؿ ويرمل كػسف‬
‫فقف بال روية‪« .‬نٍا حلاضً اىلؽدة» أي يف إمر الذي تثبت طؾقف‪ .‬هذا؛ ويحتؿؾ‬
‫أن الضؿقر يتؼاحؿقن لألئؿة‪ ،‬ولؿـ لؿ يرد طؾقفؿ مداهـة وهتاوكا بالديـ‪.)2(...‬‬

‫=‬
‫كػسف‪ ،‬ومـ أوىف بؿا بايع طؾقف رسقل اهلل ﷺ وىف اهلل بؿا بايع طؾقف كبقف ﷺ‪ .‬فهخب ٌٓاكٗث إىٕ‬
‫ْرٍاف ةَ ْفاف‪ :‬أف ْتادة ةَ اىهاٌج كػ أففػ ْيٖ اىلاـ كأْيّ‪ ،‬فإٌا حهف إى٘م ْتادة‪ ،‬كإٌا‬
‫أعيٖ ةِّ٘ كةَ٘ اىلاـ‪ ،‬فؽتب إلقف أن رحؾ طبادة حتك ترجعف إلك داره مـ الؿديـة‪ ،‬فبعث‬
‫بعبادة حتك قدم الؿديـة‪...‬‬
‫(‪َّ )7‬بقب طؾك الحديث‪ :‬أةٔ اىل٘ظ ا‪ٛ‬نتٓاين يف كتابف‪« :‬إمثال يف الحديث الـبقي»‪ :‬ققلف يف‬
‫إئؿة يتؼاحؿقن تؼاحؿ الؼردة‪ .‬وبقب طؾقف اىٓ٘رٍٖ يف «مجؿع الزوائد ومـبع الػقائد» (‪/6‬‬
‫‪ :)694‬باب يف أئؿة الظؾؿ والجقر وأئؿة الضاللة‪ .‬وقال يف (‪ :)617/1‬وقد تؼدم حديث‬
‫معاوية فقؿـ يتؽؾؿ مـ الحؽام‪ ،‬فال ُيرد طؾقفؿ؛ أهنؿ يتفافتقن يف الـار؛ يف الخالفة‪ .‬وأورد‬
‫الحديث مع قصتف‪ :‬الشقخ ا‪ٛ‬ىتاين يف «السؾسؾة الصحقحة» (‪ )698 /4‬كؿتابع لحديث رقؿ‬
‫(‪ٗ« :)7181‬هٔف أٌؽاء‪ ،‬ف‪ٗ ٠‬ؽد ْيً٘ٓ كٔىًٓ‪ٗ ،‬خٓافخٔف يف اىِار‪ٗ ،‬ختّ ةٓيًٓ ةٓيا»‪ .‬وبقب‬
‫طؾك الجؿقع‪ :‬إمراء الؿستبدون‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬التـقير شرح الجامع الصغقر» (‪.)187 /6‬‬
‫‪91‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫شرح الحديث طؾك أن الؿؼصقد بـ «ٗخلاضٍٔف» هؿ إئؿة‬ ‫فالصـعاين‬
‫الظؾؿة‪ ،‬ثؿ قال‪( :‬ويحتؿؾ أن الضؿقر يتؼاحؿقن لألئؿة‪ ،‬ولؿـ لؿ يرد طؾقفؿ‪،‬‬
‫مداهـة وهتاوكا بالديـ)‪ .‬فذكر أن إخقر احتؿال‪.‬‬
‫فتبقـ بذلؽ أن ضاهر هذا الحديث‪ ،‬وحديث‪ٗ« :‬هٔف أٌؽاء‪ ،‬ف‪ٗ ٠‬ؽد ْيً٘ٓ‬
‫كٔىًٓ‪ٗ ،‬خٓافخٔف يف اىِار‪ٗ ،‬ختّ ةٓيًٓ ةٓيا»‪ ،‬وصـقع غالب مـ بقب لؾحديث‬
‫وكالم شراحف؛ يرجح أن الؿؼصقد مـ‪ٗ« :‬خلاضٍٔف يف اىِار» أهنؿ إئؿة‬
‫الظؾؿة‪ ،‬ففؿ لشدة ضؾؿفؿ؛ صار الـاس ٓ يردون طؾقفؿ‪ ،‬خق ًفا مـ بطشفؿ‪،‬‬
‫ولحقق إذى مـفؿ بؼتؾ أو كحقه‪ ،‬وهؿ لفؿ طذر شرطل يف ذلؽ‪ ،‬ففؾ‬
‫يستقون معفؿ يف التؼاحؿ يف الـار؟ وقد ذكر شقخـا أن اإلكؽار العؾـل يرتك‬
‫وجقبا إذا خشل مـف مػسدة أو مفؾؽة‪ ،‬بؾ واإلكؽار السري –أيضا‪ -‬إذا خقػ‬
‫مـف ذلؽ‪ ،‬قال (التقضقح)‪ٜٚ( :‬ه‪ ٕٛ‬تسى اإلْهاز ايعًين عً‪ٚ ٢‬ال‪ ٠‬األَ‪ٛ‬ز ‪ٚ‬ادبا‬
‫إذا يًب عً‪ ٢‬ايعٔ أْ٘ ‪ٜ‬صداد ب٘ ايػس ‪ٚ‬ايفتٓ‪ٚ ١‬ال ذنصٌ ب٘ اخلرل)‪ .‬وقال‬
‫أيضا‪( :‬عًُا إٔ ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬بايطس يف سد ذاتٗا إٕ ناْت ال حتصٌ َصًش‪١‬‬
‫بٌ جتًب َفطد‪ ٠‬أ‪ ٚ‬حتدخ َٓهسا أندل فتطت‪َ ٟٛ‬ع اإلْهاز ايعًين يف‬
‫ايذلى؛ ألٕ تغ‪ٝ‬رل املٓهس ال دن‪ٛ‬ش إٔ ‪ٜ‬ؤ‪ ٍٚ‬إىل إسداخ َٓهسٍ أندل)‪.‬‬
‫ـاةٓا‪ :‬ما يتعؾؼ بنكؽار الؿـؽر طؾك همٓء القٓة الظؾؿة‪ ،‬فؼد تؼدم أكف‬
‫لقس يف الحديث ما يدل طؾك ذلؽ‪ ،‬فقرجع بقاكف إلك الـصقص إخرى‪ ،‬وهل‬
‫بقـت أن الـاس معذورون يف حال كقن إمراء بطشفؿ شديد‪ ،‬ومـ تؾؽ‬
‫الـصقص‪ :‬حديث أم سؾؿة رضل اهلل طـفا‪ ،‬طـ الـبل ﷺ قال‪« :‬إُّ ـ٘هٔف‬
‫ْي٘هً أئٍث‪ ،‬حٓؽفٔف كحِهؽكف‪ ،‬فٍَ أُهؽ فلػ ةؽئ‪ ،‬كٌَ نؽق فلػ ـيً‪ ،‬كىهَ‬
‫ٌَ رىٖ كحاةّ»‪ ،‬فؼقؾ ‪ :‬يا رسقل اهلل أفال كؼاتؾفؿ؟ قال ‪ٌ ، ٟ« :‬ا نئا»‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ كؽؼ اىػَٗ اىٍ٘تٖ‬
‫(ققلف‪« :‬حٓؽفٔف كحِهؽكف»‪ :‬تعرفقن وتـؽرون صػتان ٕمراء‪ ،‬والراجع‬
‫فقفؿا محذوف‪ ،‬أي تعرفقن بعض أفعالفؿ‪ ،‬وتـؽرون بعضفا‪ .‬يريد أن أفعالفؿ‬
‫قبقحا‪ ،‬فؿـ قدر أن يـؽر طؾقفؿ قبائح أفعالفؿ‬
‫ً‬ ‫تؽقن بعضفا حسـًا وبعضفا‬
‫وسؿاجة حالفؿ‪ ،‬وأكؽر؛ فؼد برئ مـ الؿداهـة والـػاق‪ ،‬كٌَ ىً ٗلػر ْيٕ‬
‫ذىم‪ ،‬كىهَ أُهؽ ةليتّ‪ ،‬كنؽق ذىم؛ فلػ ـيً ٌَ ٌلارنخًٓ يف اىٔزر كاىٔةاؿ‪،‬‬
‫ولؽـ مـ رضل بػعؾفؿ بالؼؾب‪ ،‬وتابعفؿ يف العؿؾ‪ ،‬ففق الذي شاركفؿ يف‬
‫‪99‬‬
‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫العصقان‪ ،‬واكدرج معفؿ تحت اسؿ الطغقان) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ذاٌِا‪ٌ :‬لارُث ةَ٘ ضػٗد ْ٘اض كضػٗد ٌٓاكٗث ﭭ‪:‬‬


‫ذكر اإلمام ابـ أبل طاصؿ (أحؿد بـ طؿرو بـ الضحاك أبق بؽر الشقباين)‬
‫الؿتقىف سـة ‪ 691‬يف كتابف‪« :‬أحاد والؿثاين» (‪ ،)86/6‬حديث طقاض بنسـاده‬
‫يف كتابف (السـة)‪ ،‬وزاد هـا قصة لؿ يذكرها هـاك‪.‬‬
‫قال ‪( :‬حدثـا محؿد بـ طقف‪ ،‬حدثـا طبد الحؿقد بـ إبراهقؿ‪ ،‬حدثـا‬
‫طبد اهلل بـ سالؿ‪ ،‬حدثـا الزبقدي‪ ،‬حدثـل الػضقؾ بـ فضالة‪ ،‬يرده إلك ابـ‬
‫طائذ‪ ،‬يرده إلك جبقر بـ كػقر‪ ،‬أن طقاض بـ غـؿ وقع طؾك صاحب داريا حقـ‬
‫فتحت(‪ ،)2‬فلتاه هشام بـ حؽقؿ‪ ،‬فلغؾظ لف الؼقل‪ ،‬ومؽث طقاض لقالل‪ ،‬فلتاه‬
‫هشام يعتذر إلقف‪ ،‬فؼال‪ :‬يا طقاض‪ ،‬ألؿ تسؿع رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬يؼقل‪« :‬أكػ‬
‫اىِاس ْؼاةا ٗٔـ اىل٘اٌث‪ :‬أكػًْ ْؼاةا ىيِاس يف اىػُ٘ا»‪ .‬فؼال طقاض‪ :‬يا هشام‪،‬‬
‫إكا قد طؾؿـا الذي طؾؿت‪ ،‬ورأيـا الذي رأيت‪ ،‬وصحبـا الذي صحبت‪ ،‬أو لؿ‬
‫تسؿع يا هشام أن رسقل اهلل ﷺ إذ يؼقل‪ ٌَ« :‬ناُج ِْػق ُه٘طث ىؼم‬
‫ـيٍاف‪ ،‬في٘أعؼ ة٘ػق فِ٘هطّ‪ ،‬فإف كتيٓا‪ ،‬كإ‪ ٟ‬ناف كػ أدل اىؼم ْيّ٘»‪ .‬وإكؽ يا‬
‫هشام ٕكت الجريء‪ ،‬إذ تجرتئ طؾك سؾطان اهلل‪ ،‬فؿا خشقت أن يؼتؾؽ سؾطان‬
‫اهلل طز وجؾ‪ ،‬فتؽقن قتقؾ سؾطان اهلل تعالك)‪.‬‬
‫وجاء الحديث هبذه الؼصة ‪-‬أيضا‪ -‬بنسـاد آخر يف «الؿستدرك» (‪/1‬‬
‫‪ )168‬والؿعجؿ الؽبقر لؾطرباين (‪ )144 /76‬والســ الؽربى (‪)764 /9‬‬
‫بؾػظ‪ ٌَ« :‬ناُج ِْػق ُه٘طث ىؼم ـيٍاف؛ ف‪ٗ ٠‬هيٍّ ةٓا ْ‪ُ٘٠‬ث‪ ،‬ك ى٘أعؼ‬
‫ة٘ػق‪ ،‬ك ى٘غو ةّ‪ ،‬فإف كتيٓا كتيٓا‪ ،‬ك إ‪ ٟ‬ناف كػ أدل اىؼم ْيّ٘ كاىؼم ىّ»‪.‬‬
‫أكسّ اىخلاةّ ةَ٘ ضػٗد ْ٘اض كضػٗد ٌٓاكٗث ﭭ‪:‬‬
‫‪-‬الحديثان كالهؿا لف قصة‪.‬‬
‫‪-‬حصقل اإلكؽار العؾـل طؾك ولل إمر‪.‬‬
‫‪-‬تشابف وجف اإلكؽار‪ ،‬وهق استعؿال الشدة يف الؼقل‪( .‬حديث طقاض‪:‬‬
‫فلتاه هشام بـ حؽقؿ‪ ،‬فلغؾظ لف الؼقل‪/‬حديث معاوية‪ :‬فؼام إلقف رجؾ مؿـ‬
‫حضر الؿسجد‪ ،‬فؼال‪ :‬كال‪ ،‬إكؿا الؿال مالـا والػلء فقئـا‪ ،‬فؿـ حال بقــا وبقـف‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح الؿشؽاة لؾطقبل‪ ،‬الؽاشػ طـ حؼائؼ الســ» (‪.)6666 /9‬‬
‫(‪ )6‬ويف «تاريخ دمشؼ» (‪( :)666 /41‬جؾد طقاض بـ غـؿ صاحب دارا حقـ فتحت‪ ،‬فلغؾظ لف‬
‫هشام بـ حؽقؿ الؼقل‪ .‬الخ)‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫امللخل‪ :‬آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين‪ ،‬وبابها اإلىكار السري‬
‫حاكؿـاه إلك اهلل بلسقافـا)‪.‬‬
‫أكسّ ا‪ٟ‬عخ‪٠‬ؼ ةٍِ٘ٓا‪:‬‬
‫‪-‬حديث طقاض الؿـؽر طؾقف هق صحابل طالؿ‪ .‬وأما حديث معاوية‬
‫فالؿـؽر طؾقف رجؾ مـ الـاس‪.‬‬
‫‪ -‬حديث طقاض فقف أن هشام بـ حؽقؿ جاء إلك طقاض‪ ،‬واطتذر مـف‪،‬‬
‫وهذا آطتذار؛ إما أن يؽقن اطتذارا مـ أسؾقب الؽالم أثـاء اإلكؽار‪ ،‬أو يؽقن‬
‫اطتذارا مـ اإلكؽار العؾـل أمام الـاس وأسؾقب الؽالم الؿصاحب لف‪ ،‬ولقس‬
‫ذلؽ يف حديث معاوية‪.‬‬
‫‪-‬حديث طقاض؛ بقـ فقف طقاض لفشام صريؼة الـصح بـؼؾ حديث طـ‬
‫الـبل ﷺ‪ ،‬وقرر لف خطله‪ .‬وحديث معاوية لؿ يلت فقف ذلؽ‪.‬‬
‫‪-‬حديث معاوية لقس فقف بقان صريؼة الـصح‪ ،‬وهؾ تؽقن سرا أو طؾـا(‪،)1‬‬
‫بقـؿا حديث طقاض كص يف الؿسللة‪ ،‬وبقان لطريؼة التعامؾ مع القٓة يف الـصح‪.‬‬
‫اىِخ٘شث‪:‬‬
‫إذا تبقـ ذلؽ؛ فالذي يظفر ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬بالؿؼاركة بقـ الحديثقـ مـ دون‬
‫الـظر إلك إحاديث وأثار إخرى‪ :‬أن آستدٓل بحديث طقاض والعؿؾ بف‬
‫مؼدم طؾك آستدٓل بحديث معاوية؛ ٕن حديث طقاض كص صريح يف‬
‫الباب‪ ،‬استدل بف راويف ‪-‬وهق طقاض‪ -‬طؾك خطل هشام يف كصحف طؾـا‪،‬‬
‫والراوي أطؾؿ بؿرويف‪ ،‬وأقره حؽقؿ طؾك ذلؽ الػفؿ‪ ،‬بقـؿا حديث معاوية لقس‬
‫صريحا يف الؿسللة‪.‬‬
‫ً‬ ‫كصا‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬إذ كؿا تؼدم أن الحديث متعؾؼ بذكر القٓة الظؾؿة ومآلفؿ يف أخرة‪.‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪81‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫بعض الضوابط التي وضعها شيخنا لطريقة‬
‫اإلناكر العلني‪ ،‬وتحته ثالثة مباحث‪:‬‬
‫قال شقخـا ‪-‬حػظف اهلل‪ -‬يف (الػتقى)‪:‬‬
‫‪(-‬أَا إذا مل ميهٔ ‪ٚ‬ععِٗ ضسا يف إشاي‪َٓ ١‬هسٍ ‪ٚ‬قع‪ٛ‬ا ف‪ ٘ٝ‬عًٓا‪ٚ ،‬يًب عً‪٢‬‬
‫ايعٔ حتص‪ ٌٝ‬اخلرل باإلْهاز ايعًين َٔ يرل تستب أ‪َ ٟ‬فطد‪ ٍ٠‬فإْ٘ دن‪ٛ‬ش‬
‫ـ ‪ٚ‬احلاٍ ٖر‪ ٙ‬ـ ْص‪ٝ‬شتِٗ ‪ٚ‬اإلْهاز عً‪ ِٗٝ‬عًٓا‪ ،‬د‪ٖ ٕٚ‬توٍ ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ)‪.‬‬
‫‪(-‬عًُا إٔ ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬ايعًٓ‪ ١ٝ‬تؤد‪ َٔ ٣‬يرل ٖتوٍ ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال‬
‫تػٓ‪ٝ‬عٍ‪ ،‬ملٓافاتٗا يًذاْب األخالق‪ٚ ،ٞ‬ال خس‪ٚ‬زٍ بايك‪ٚ ٍٛ‬ايفعٌ‪ ،‬ملدايفت٘‬
‫ملٓٗر اإلضالّ يف احلهِ ‪ٚ‬ايط‪ٝ‬اض‪.)١‬‬
‫‪(-‬عًُا إٔ نًُ‪ ١‬احلل تعً‪ ٛ‬عً‪َٓ ٢‬صب اإلَاَ‪ٖٝٚ ،١‬ب‪ ١‬ايطًطإ ال‬
‫متٓع ايسد عً‪ٚ ٘ٝ‬إْهاز َكايت٘ بايتًطف ‪ٚ‬ايًني بط‪ٛ‬ابط ايٓص‪ٝ‬ش‪ٚ ١‬غس‪ٚ‬طٗا‬
‫املتكدَ‪ َٔ ١‬باب إزاد‪ ٠‬اخلرل ‪ٚ‬نساٖ‪ ١‬ايػس ي٘)‪.‬‬
‫وقال يف (التقضقح)‪:‬‬
‫‪ٚ(-‬عً‪ ،٘ٝ‬ف‪ٝ‬ه‪ ٕٛ‬اإلْهاز ايعًين عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬دا‪٥‬صا إذا نإ ‪ٜ‬ت‪ٛ‬قع ف‪٘ٝ‬‬
‫املصًش‪ٚ ١‬سص‪ ٍٛ‬اخلرل ‪ٚ‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس‪ٜٚ ،‬كدز ذيو أٌٖ ايعًِ ‪ٚ‬املعسف‪١‬‬
‫‪ٚ‬ايدزا‪ ١ٜ‬بأس‪ٛ‬اٍ ايبالد ‪ٚ‬ايعباد)‪.‬‬
‫‪(-‬دندز ايتٓب‪ ٘ٝ‬إىل إٔ ايك‪ ٍٛ‬ظ‪ٛ‬اش اإلْهاز ايعًين عً‪ٚ ٢‬ال‪ ٠‬األَس‬
‫عٓد سص‪ ٍٛ‬املصًش‪ٚ ١‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس مبا ضبل ب‪ٝ‬اْ٘ َٔ ض‪ٛ‬ابط ‪ٚ‬ق‪ٛٝ‬دٍ ال ‪ٜٓ‬بغ‪ٞ‬‬
‫إٔ ‪ٜ‬فِٗ َٓ٘ تٗ‪ٝٝ‬ر ايعاَ‪ٚ ١‬ال تأي‪ٝ‬ب ايدُٖا‪ٚ ٤‬ايغ‪ٛ‬يا‪ ٤‬عً‪ ٢‬سهاَِٗ ‪ٚ‬إٖاْ‪١‬‬
‫‪ٚ‬ال‪ ٠‬أَ‪ٛ‬زِٖ إلثاز‪ ٠‬ايفنت ‪ٚ‬ال زن‪ٛ‬ب أَ‪ٛ‬از ايف‪ٛ‬ض‪ٚ ٢‬االضطساب نُا ٖ‪ٛ‬‬
‫صٓ‪ٝ‬ع احلسن‪ٝ‬ني ‪ٚ‬د‪ٜ‬دٕ احلصب‪ٝ‬ني بغ‪ْ ١ٝ‬ػس ايفسق‪ٚ ١‬االختالف يصعصع‪١‬‬
‫األَٔ ‪ٚ‬االضتكساز يف ايبالد)‪.‬‬
‫وقال يف (التػـقد)‪:‬‬
‫(فاحلاصٌ ـ إذٕ ـ إٔ عُ‪ ّٛ‬ايٓص‪ٛ‬ص ايػسع‪ ١ٝ‬ايٓاٖ‪ ١ٝ‬عٔ املٓهس تدٍ‬
‫عً‪َ ٢‬طًل اإلْهاز ضس‪ٜ‬ا نإ أ‪ ٚ‬عًٓ‪ٝ‬ا ال عً‪ ٢‬اإلْهاز املطًل؛ ي‪ٛ‬ز‪ٚ‬د‬
‫ايط‪ٛ‬ابط املك‪ٝ‬د‪ ٠‬ي٘ ‪ٚ‬املطتدًص‪ َٔ ١‬ايك‪ٛ‬اعد ايػسع‪ ١ٝ‬ايعاَ‪ٚ ١‬املطت‪ٛ‬سا‪٠‬‬
‫َٔ املكاصد ‪ٚ‬احلهِ املسع‪ ١ٝ‬ذات أبعاد ايٓعس‪ ٠‬املآي‪ ٖٞٚ ،١ٝ‬تدٍ ـ مبذًُٗا ـ‬
‫عً‪َ ٢‬ػس‪ٚ‬ع‪ ١ٝ‬اإلْهاز ايطس‪ٚ ٟ‬ايعًين ظُ‪ٝ‬ع ‪ٚ‬د‪ُٖٗٛ‬ا إذا ت‪ٛ‬فس غسطُٗا‬
‫‪ٚ‬اْتف‪َ ٢‬اْعُٗا ض‪ٛ‬ا‪ ٤‬باملػافٗ‪ ١‬ايطس‪ ١ٜ‬أ‪ ٚ‬اي‪ٛ‬ضا‪ ٌ٥‬ايطس‪ ١ٜ‬األخس‪ ٣‬أ‪ٚ‬‬
‫ناْت عًٓ‪ ١ٝ‬باملػافٗ‪ ١‬عطست٘ أ‪ ٚ‬بايتصس‪ٜ‬ض أ‪ ٚ‬ايتعس‪ٜ‬ض أ‪ ٚ‬ايتًُ‪ٝ‬ض يف‬
‫ي‪ٝ‬بت٘ عً‪َ ٢‬ا تكدّ ذنس‪.)ٙ‬‬
‫‪‬‬
‫‪87‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬
‫الؿـؽر‬‫‪ ٓ-‬يخػك أن إصراف التل تشفد اإلكؽار طؾك القٓة طؾـا‪ :‬ثالثة؛ ُ‬
‫والحاكؿ وطامة الـاس‪ ،‬وأن الشريعة لؿا هنت طـ الخروج طؾك الحؽام الظؾؿة‬
‫بالؼقل أو الػعؾ؛ لؿ تؼصد إطاكتفؿ طؾك ضؾؿفؿ أو آستؿرار فقف‪ ،‬وإكؿا لؿا‬
‫يرتتب طؾك الخروج مـ مػاسد وفتـ طظقؿة‪ ،‬تؽقن ويالهتا أطظؿ بؽثقر مـ‬
‫الظؾؿ الذي يؼع مـ الحاكؿ الظالؿ‪ ،‬ومـ شروط تغققر الؿـؽر‪ :‬أٓ يػضل إلك‬
‫مـؽر أطظؿ مـف‪.‬‬
‫ومثؾ ذلؽ يؼال طـ الؽالم يف الحؽام ْيٕ ٌؽٗلث اىخلٓ٘ؽ كاىٍَٓ كاىخأى٘ب‪،‬‬
‫فػقف مػاسد طظقؿة‪ ،‬مـ بقـفا‪ :‬كػقر الحاكؿ وتعـتف يف كصرة الؿـؽر الذي وقع فقف‪،‬‬
‫وكزع هقبتف مـ قؾقب الرطقة‪ ،‬والذي يؽقن سببا كبقرا يف الخروج طؾقف‪.‬‬
‫وما تؼـدم ذكـره ففـق معؾـقم مــ طؼقـدة السؾػ‪ ،‬رحؿـفؿ اهلل‪ ،‬وشقخــا‬
‫‪-‬حػظف اهلل‪ -‬يؼرره يف كتبف وفتاويف‪ ،‬وقرره –أيضا‪ -‬يف هذا الؿقضع‪.‬‬
‫كٗفًٓ‬‫كٗ‪٠‬ضَ أف ك٘غِا كىّ ىٔاةً ىٍؽٗلث ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ ةلفٍّ٘‪ُ ،‬‬
‫ٌَ حيم اىئاةً أُّ أراد حٍ٘٘ؾ اىٍؽٗلث اىخٖ رأل أُٓا نط٘طث َْ ٌؽٗلث‬
‫اىغٔارج كاىطؽنَ٘٘ كاىطؾةَ٘٘‪ ،‬اىؼَٗ ٗفٓٔف إىٕ اىفؽكث كُلؽ اىفخَ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫كٍٗهَ حِاكؿ ْؼق اىئاةً يف ٌتطرَ٘‪:‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬ىٔاةً ا‪ُٟ‬خلاؿ ٌَ ا‪ُٝ‬هار اىفؽم إىٕ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪،‬‬
‫كْٖ‪:‬‬
‫‪-1‬أف ٗغيب ْيٕ اىَِ حطه٘و اىغ٘ؽ كزكاؿ اىلؽ‪ ٌَ ،‬غ٘ؽ حؽحب أم‬
‫ٍ‬
‫ٌففػة‪.‬‬
‫‪ٗ-2‬لػر ذىم أْو اىٓيً كاىٍٓؽفث كاىػراٗث ةأضٔاؿ اىت‪٠‬د كاىٓتاد‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬ىٔاةً حٍت٘ق ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ (ن٘ف ٍٗتق ا‪ُٝ‬هار‬
‫اىٓيِٖ؟)‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫اىِه٘طث اىٓيِ٘ث حؤ َّدل‪:‬‬
‫‪-‬ةاىخيٍف كاىيَ٘‪.‬‬
‫ْخم ك‪ ٟ‬حٓ٘٘ؽٍ ك‪ ٟ‬حلٍِّ٘‪.‬‬‫‪ ٌَ-‬غ٘ؽ ٍ‬
‫‪-‬ك‪ ٟ‬عؽكجٍ ةاىلٔؿ كاىفٓو‪.‬‬
‫‪-‬ك‪ ٟ‬حٓ٘٘ز اىٓاٌث‪ ،‬ك‪ ٟ‬حأى٘ب اىػٍْاء كاىغٔغاء ْيٕ ضهآًٌ كإْاُث‬
‫ك‪ٟ‬ة أٌٔرًْ ‪ٝ‬ذارة اىفخَ‪ ،‬ك‪ ٟ‬رنٔب أٌٔاج اىفٔىٕ كا‪ٟ‬ىٍؽاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪86‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬ىٔاةً ا‪ُٟ‬خلاؿ ٌَ ا‪ُٝ‬هار اىفؽم إىٕ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪:‬‬
‫اىياةً ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬أف ٗغيب ْيٕ اىَِ حطه٘و اىغ٘ؽ ‪ٚ‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس‪ َٔ ،‬يرل‬
‫تستب أ‪َ ٟ‬فطد‪:ٍ٠‬‬
‫ِِٗؽ إىٕ ْؼا اىياةً (َٔ يرل تستب أ‪َ ٟ‬فطد‪ ٌَ )ٍ٠‬ذ‪٠‬ث سٓات‪:‬‬
‫ا‪ٛ‬كىٕ‪ :‬تؼدم كؼؾ فتقى الشقخ محؿد بـ صالح العثقؿقـ ‪ ،‬ومـ‬
‫ضؿـ ما جاء فقفا ققلف‪( :‬مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛‬
‫يؿؽـ أن يدافع طـ كػسف‪ ،‬أن يبقـ وجفة كظره‪ ،‬ويحصؾ بذلؽ الخقر ‪ ...‬كأٌا‬
‫اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ‪ ٟ‬ع٘ؽ ف٘ٓا‪ٌ ،‬ففػة ٌطيث‪،‬‬ ‫ٌَ كراء اىطشاب كٌَ كراء ُ‬
‫ى٘ؿ ف٘ٓا ع٘ؽ)‪.‬‬
‫رئقسا أو أشبف ذلؽ؛ لقس هذه غقبة‬‫أمقرا أو مؾ ًؽا أو ً‬
‫ككاؿ ‪( :‬إذا اغتبت ً‬
‫شخصقة لف فؼط‪ ،‬بؾ هل غقبة لف وفساد لقٓية أمره ؛ ٕكؽ إذا اغتبت إمقر أو‬
‫القزير أو الؿؾؽ‪ :‬معـاها أكؽ تشحـ قؾقب الرطقة طؾك وٓهتؿ‪ ،‬وإذا شحـت‬
‫قؾقب الرطقة طؾك وٓة أمقرهؿ‪ ،‬فنكؽ يف هذه الحال أسلت إلك الرطقة إساءة‬
‫كبقرة؛ إذ أن هذا سبب لـشر الػقضك بقـ الـاس‪ ،‬وتؿزق الـاس‪ ،‬وتػرق الـاس‪،‬‬
‫كاى٘ٔـ ٗهٔف رٌ ن٘ا ةاىه‪٠‬ـ‪ ،‬كغػن ا ٗهٔف رٌ ن٘ا ةاىفٓاـ؛ ‪ٛ‬ف اىلئب إذا كطِج‬
‫كنؽْج ك‪ٟ‬ة أٌٔرْا‪ ،‬فإُٓا ‪ٍٗ ٟ‬هَ أف حِلاد ‪ٛ‬كاٌؽًْ‪ ،‬إذا أٌؽت ةغ٘ؽ؛ رأحّ‬
‫كؽا‪ ،‬ولفذا قال الشاطر كؾؿة صادقة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نٍا أف أَْ٘ اىفغً حتػم اىٍفاكئ)‬ ‫كَْ٘ اىؽىا َْ نو ْ٘ب ني٘يث‬
‫كاىشٓث اىراُ٘ث‪ :‬أن هذا الضابط َبعقد القققع‪ ،‬وربؿا أمؽـ أن يؼال‪ :‬إكف‬
‫مستحقؾ القققع‪ ،‬ففؾ يتصقر أن يؼع إكؽار طؾـل طؾك ولل إمر مـ غقر أن‬
‫يؽقن فقف مػسدة ولق كاكت صغقرة؛ فـؼقل شقخـا‪( :‬أي مػسدة) فـ (أي) تػقد‬
‫العؿقم‪ ،‬صغقرة كاكت الؿػسدة أو كبقرة‪ ،‬والظاهر أن يؼال‪ :‬وتؽقن الؿصؾحة‬
‫أرجح مـ الؿػسدة‪ ،‬أو كحق ذلؽ‪.‬‬
‫كاىشٓث اىراىرث‪ :‬أن وضع الضقابط إذا لؿ تؽـ مستـدة إلك دلقؾ‪ ،‬أو إذا كان‬
‫فتح باهبا قد يجر إلك ما بعده؛ فنهنا تؽقن غقر معتربة‪ ،‬وكؿثال طؾك ذلؽ ما‬
‫ذكره محؿد رشقد يف مسللة طزل اإلمام الجائر‪ ،‬فؼال‪( :‬وقد تؼدم التحؼقؼ يف‬
‫الؿسللة‪ ،‬وكصقص الؿحؼؼقـ فقفا‪ ،‬ومؾخصف‪ :‬أن أهؾ الحؾ والعؼد يجب‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح رياض الصالحقـ»‪.‬‬


‫‪81‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬
‫طؾقفؿ مؼاومة الظؾؿ والجقر‪ ،‬واإلكؽار طؾك أهؾف بالػعؾ‪ ،‬كإزاىث ـيٍآًُ‬
‫اىشائؽ كىٔ ةاىلخاؿ‪ ،‬إذا ذتج ِْػًْ أف اىٍهيطث يف ذىم ْٖ اىؽاسطث‪،‬‬
‫كاىٍففػة ْٖ اىٍؽسٔضث)(‪.)1‬‬
‫فلجاز كصب الؼتال لعزل اإلمام الجائر إذا ثبت أن الؿصؾحة يف ذلؽ هل‬
‫الراجحة‪ ،‬والؿػسدة هل الؿرجقحة‪ ،‬مع وجقد كص يف الؿسللة قد ذكره مـ‬
‫ةٔاضا‪ِْ ،‬ػنً فّ٘ ٌَ اهلل‬ ‫ن‬ ‫نفؽا‬
‫قبؾ‪ ،‬وهق ققل الـبل ﷺ‪« :‬إ‪ ٟ‬أف حؽكا ن‬
‫ةؽْاف»(‪ ،)2‬ومخالػة كالمف لعؼقدة أهؾ السـة والجؿاطة يف هذا الباب‪.‬‬
‫اىياةً اىراين‪ٗ :‬لػر ذىم أْو اىٓيً كاىٍٓؽفث كاىػراٗث ةأضٔاؿ اىت‪٠‬د كاىٓتاد‪.‬‬
‫سبؼ يف الؿؼدمة الؽالم طؾك هذا الضابط‪ ،‬وأن شقخـا ذكر يف (الػتقى)‬
‫ويف (التػـقد) أن إكؽار الؿـؽر طالكقة طؾك الحاكؿ حؼ لألمة جؿقعا‪ ،‬وأن ذلؽ‬
‫جائز ٔحاد الؿسؾؿقـ‪ .‬وإذا أخذكا بؼقلف يف (التقضقح)؛ فنكف قرر أكف يؼدِّ ر ذلؽ‬
‫أهؾ العؾؿ والؿعرفة والدراية بلحقال البالد والعباد‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬ىٔاةً حٍت٘ق ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ (ن٘ف ٍٗتق ا‪ُٝ‬هار‬
‫اىٓيِٖ؟)‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫ْخم ك‪ ٟ‬حٓ٘٘ ٍؽ ك‪ٟ‬‬ ‫ٍ‬ ‫اىِه٘طث اىٓيِ٘ث حؤ َّدل‪ :‬ةاىخيٍف كاىيَ٘‪ ٌَ ،‬غ٘ؽ‬
‫حلٍِّ٘‪ ،‬ك‪ ٟ‬عؽكجٍ ةاىلٔؿ كاىفٓو‪ ،‬ك‪ ٟ‬حٓ٘٘ز اىٓاٌث‪ ،‬ك‪ ٟ‬حأى٘ب اىػٍْاء‬
‫كاىغٔغاء ْيٕ ضهآًٌ كإْاُث ك‪ٟ‬ة أٌٔرًْ ‪ٝ‬ذارة اىفخَ‪ ،‬ك‪ ٟ‬رنٔب أٌٔاج‬
‫اىفٔىٕ كا‪ٟ‬ىٍؽاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ايٓعس إىل بعض ايط‪ٛ‬ابط املتكدَ‪( ٖٞٚ ،١‬إٔ ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬ايعًٓ‪ ١ٝ‬تؤد‪٣‬‬
‫بايتًطف ‪ٚ‬ايًني‪ َٔ ،‬يرل ٖتوٍ ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ) َٔ خالٍ ثالث‪١‬‬
‫ْكاط‪:‬‬
‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬ذنس األدي‪ ١‬عً‪ ٢‬تًو ايط‪ٛ‬ابط‪:‬‬
‫‪ -1‬دى٘و ك٘غِا ْيٕ اىئاةً اىٍؼنٔرة‪:‬‬
‫قال شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬يف (الػتقى)‪( :‬أَا إذا مل ميهٔ ‪ٚ‬ععِٗ ضسا يف إشاي‪١‬‬
‫َٓهسٍ ‪ٚ‬قع‪ٛ‬ا ف‪ ٘ٝ‬عًٓا‪ٚ ،‬يًب عً‪ ٢‬ايعٔ حتص‪ ٌٝ‬اخلرل باإلْهاز ايعًين َٔ يرل‬
‫تستب أ‪َ ٟ‬فطد‪ ٍ٠‬فإْ٘ دن‪ٛ‬ش ـ ‪ٚ‬احلاٍ ٖر‪ ٙ‬ـ ْص‪ٝ‬شتِٗ ‪ٚ‬اإلْهاز عً‪ ِٗٝ‬عًٓا د‪ٕٚ‬‬

‫(‪« )7‬الخالفة» ص ‪.48‬‬


‫(‪ )6‬أخرجف البخاري (‪ ،)6641‬ومسؾؿ (‪ ،)7118‬طـ طبادة بـ الصامت ﭬ‪.‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪84‬‬
‫ٖتوٍ ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ‪َ ٖٛٚ ،‬ا تكتط‪ ٘ٝ‬احلهُ‪ َٔ ١‬إْهاز املٓهس ‪ٚ‬إسكام احلل‬
‫‪ٚ‬حتص‪ ٌٝ‬اخلرل‪ ،‬فكد أْهس ايصشاب‪ ٞ‬اجلً‪ ٌٝ‬أب‪ ٛ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ ٟ‬ﭬ عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ‬
‫بٔ احلهِ يف تكدمي٘ اخلطب‪ ١‬عً‪ ٢‬صال‪ ٠‬ايع‪ٝ‬د‪ َٔ ،‬يرل تػٗرل ‪ٚ‬ال تأي‪ٝ‬ب)‪.‬‬
‫فاستدل شقخـا لؾضقابط التل وضعفا بلن إكؽار أبل سعقد طؾك مروان لؿ‬
‫يؽـ فقف تشفقر وٓ تللقب‪.‬‬
‫أبق سعقد ﭬ قال لؿروان مـؽرا‪( :‬غقرتؿ‪ ،‬واهلل)‪ :‬أي‪ :‬سـة رسقل اهلل ﷺ‬
‫وخؾػائف(‪.)1‬‬
‫فيلائو أف ٗلٔؿ‪ ٓ :‬يخػك أن الصحابة والتابعقـ أشد ما يؽقن طؾقفؿ‬
‫تشفقرا(‪ )2‬وثؾ ًبا وتللق ًبا أن ُيرمقا بؿخالػة السـة‪ ،‬وأن وٓهتؿ كاكقا كذلؽ‪ ،‬إذ‬
‫كاكقا يرون أن مـ أطظؿ ما َيفتؽ هقبتفؿ طـد الـاس‪ ،‬ويملبفؿ طؾقفؿ‪ ،‬ويفدد‬
‫وٓيتفؿ‪ :‬هق رمقفؿ بؿخالػة السـة‪ ،‬ولؼد ل َّبس الخقارج طؾك كثقر مـ الـاس‪،‬‬
‫ودخؾقا طؾقفؿ مـ هذا الباب‪ ،‬لعؾؿفؿ بتلثقر ذلؽ طؾقفؿ‪ ،‬فلكؽروا طؾك طثؿان‬
‫ﭬ‪ ،‬واهتؿقه يف أمقر‪ ،‬زطؿقا فقفا أكف خالػ السـة(‪ ،)3‬وحاشاه ذلؽ ﭬ‪.‬‬
‫‪ِْ -2‬اؾ أرةٓث آذار ىٍَ ا‪ٙ‬ذار اىخٖ اـخػؿ ةٓا ك٘غِا‪ ٟ ،‬حػؿ ْيٕ حيم‬
‫اىئاةً‪ ،‬ةو ْٖ ٌلاةيث ىٓا‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫‪-7‬ققل طبادة مـؽرا طؾك معاوية‪« :‬لـحدثـ بؿا سؿعـا مـ رسقل اهلل ﷺ وإن‬
‫كره معاوية ـ أو قال‪ :‬وإن رغؿ ـ‪ ،‬ما أبالل أن ٓ أصحبف يف جـده لقؾة سقداء»‪.‬‬
‫‪-6‬وققل طؿارة بـ رؤيبة لبشر بـ مروان‪« :‬قبح اهلل هاتقـ القديـ»‪.‬‬
‫‪-1‬وققل كعب بـ طجرة‪« :‬اكظروا إلك هذا الخبقث‪ ،‬يخطب قاطدا»‪،‬‬
‫يؼصد‪ :‬طبد الرحؿـ بـ أم الحؽؿ‪.‬‬
‫‪-4‬وققل طبد الرحؿـ بـ أبل ٍ‬
‫بؽر لؿروان‪« :‬سـة هرقؾ وققصر!»‪.‬‬
‫كحٔسّ٘ ْؼق ا‪ٙ‬ذار ‪-‬كاهلل أْيً‪-‬؛ أهنؿ ﭫ استعؿؾقا الشدة يف مقصـ رأوا‬
‫أهنا أكػع‪ ،‬ولقس معـك ذلؽ أكف مـفج لفؿ‪ ،‬وهؿ كاكقا أققياء يف الحؼ‪ ،‬ولفؿ مـزلة‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬إرشاد الساري» (‪.)671 /6‬‬
‫(‪ )6‬مع مالحظة أن كؾؿة (حلٓ٘ؽ) بالؿعـك الؿؼصقد هـا‪ ،‬وهق الؿتداول طـد الؿتلخريـ‪ ،‬هق‬
‫إكؽار الؿـؽر طالكقة بطريؼة الذم وآكتؼاص‪ ،‬وإٓ فالؽؾؿة معـاها‪ :‬اإلطالن واإلضفار‪ ،‬كؿا‬
‫يؼال‪ :‬تشفقر الزواج‪ ،‬أي إطالكف‪.‬‬
‫(‪ )1‬اكظرها مع الرد طؾقفا يف‪« :‬العقاصؿ مـ الؼقاصؿ»‪ٕ ،‬بل بؽر بـ العربل ‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬
‫طظقؿة طـد القٓة وطـد الـاس‪ ،‬يؼبؾقن مـفؿ ما ٓ يؼبؾقن مـ غقرهؿ ‪ ،‬ورأوا أن‬
‫(‪)1‬‬

‫ذلؽ التصرف يردع صاحبف‪ ،‬لؽـ كؾ ذلؽ كان يف حضرة القٓة ٓ يف غقبتفؿ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اةَ ٌفيص‬
‫(فلما ما جرى لؾسؾػ مـ التعرض ٕمرائفؿ؛ فنهنؿ كاكقا يفابقن العؾؿاء‪،‬‬
‫فنذا اكبسطقا طؾقفؿ؛ احتؿؾقهؿ يف إغؾب)(‪.)2‬‬
‫يف إكؽار طبادة طؾك معاوية ﭭ يف حديث‬ ‫ككاؿ اىلاىٖ ْ٘اض‬
‫الصرف‪:‬‬
‫(وإغالضف يف الؾػظ لؿعاوية لؿؼابؾة لف طؾك إكؽاره تحريؿف‪ ،‬مع تحؼؼف‬
‫حؾؿ معاوية وصربه)(‪.)3‬‬

‫يف «ترتقب الؿدارك وتؼريب الؿسالؽ» (‪( :)48/7‬قال بشر بـ‬ ‫(‪ )7‬قال الؼاضل طقاض‬
‫آدم‪ :‬سلل إغضب مالؽا طـ مسللة‪ ،‬ثؿ طـ أخرى‪ ،‬فلجابف‪ ،‬ثؿ طـ أخرى‪ ،‬فؾؿ يجبف‪ .‬فؼال‬
‫لف هق‪ :‬لؿ؟ فؼال مالؽ‪ :‬يا غالم‪ ،‬خذ بقده‪ ،‬فاذهب بف إلك السجـ‪ .‬قال‪ :‬إين قاضل أمقر‬
‫الؿممـقـ‪ .‬قال‪ :‬ذلؽ أهقن لؽ‪ .‬قال‪ ٓ :‬أطقد‪ .‬قال‪ :‬خؾ سبقؾف)‪.‬‬
‫‪-‬قال إسؿاطقؾ بـ بـت السـدي‪ :‬سللت مالؽا طـ حديث رسقل اهلل ﷺ؛ إكف رمؾ مـ‬
‫الحجر إلك الحجر‪ ،‬قال‪ ،‬فؼؾت‪ :‬إسـاده؟ فؼال‪ :‬جروا برجؾف‪.‬‬
‫‪-‬قال إسؿاطقؾ الؼقاريري‪ :‬دخؾت طؾك مالؽ‪ ،‬فسللتف الحديث‪ ،‬فحدثـل‪ ،‬أضـف باثـل طشر‬
‫حديثا‪ ،‬فاستزدتف‪ ،‬وكان سقدان ققام طؾك رأسف‪ ،‬فنذا هؿ حؿؾقين وأخرجقين مـ داره‪ ،‬فرمقا‬
‫بل يف الطريؼ‪ ،‬أو كحق هذا)‪.‬‬
‫كككٓج كهث ىيل٘ظ ٌطٍػ ةَ إةؽاًْ٘ آؿ اىل٘ظ ‪ ،‬ذنؽْا ضف٘ػق ٌٓاىٖ اىل٘ظ ناىص‪،‬‬
‫مؾخصفا‪ :‬أن الشقخ الؼرطاوي أراد أن يسافر مـ الرياض مع مجؿقطة معف بالطائرة‪ ،‬وأساء‬
‫لف مدير الؿطار‪ ،‬فؾؿ يسافروا‪ ،‬وأسؿعف كالما سقئا‪ ،‬فرجع لؾشقخ محؿد‪ ،‬وأخربه‪ ،‬فتلثر‬
‫بذلؽ‪ ،‬وكؾػ مـ يتصؾ طؾك مدير الؿطار لقحضر‪ ،‬فحضر‪( ،‬قال الشقخ‪ :‬يؼقل الؿشايخ‪:‬‬
‫إهنؿ أتقك‪ ،‬وقؾت لفؿ‪ :‬كذا وكذا وكذا‪ ،‬ففؾ هذا صحقح؟ قال‪ :‬كعؿ‪ ،‬لؽـ‪ ...‬فؼال الشقخ‪:‬‬
‫صحقح أم ٓ؟ أجب بـعؿ أو ٓ‪ .‬قال‪ :‬كعؿ‪ ،‬صحقح‪ .‬قال‪ :‬اقرتِب‪ .‬فؾؿا اقرتب‪ ،‬وكان طؾقف‬
‫الزي العسؽري وغطاء رأسف العسؽري‪ ،‬أمسؽف الشقخ مـ تالبقبف‪ ،‬وصػعف صػعة طؾك‬
‫وجفف ققية‪ ،‬صار مـفا غطاء رأسف أمام صؾبة العؾؿ‪ .‬وهذا إمر يدل طؾك شجاطتف وققة‬
‫شؽقؿتف‪ ،‬وطدم سؿاحف بلن يـال أحد أهؾ العؾؿ طـده بلذى)‪.‬‬
‫فؿققػ الشقخ محؿد بـ إبراهقؿ يف هذه الؼضقة ٓ يمخذ مـف أكف مـفج لف‪ ،‬بؾ مـفجف الذي‬
‫يؼرره تؼدم ذكره يف الباب إول‪.‬‬
‫وكذلؽ ما جاء طـف وطـ اإلمام مالؽ‪ ،‬؛ فنكف ُيؼبؾ مـفؿ‪ ،‬لعؾق مـزلتفؿ طـد القٓة وطـد‬
‫الـاس‪ ،‬ومع ذلؽ فؾقس هق مـفجفؿ الذي يسقرون طؾقف‪ ،‬وإكؿا اقتضك الحال ذلؽ‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬أداب الشرطقة» (‪.»)781 /7‬‬
‫(‪ )1‬اكظر‪« :‬إكؿال الؿعؾؿ شرح صحقح مسؾؿ» (‪.)746 /6‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪86‬‬
‫‪ -3‬حلؽٗؽات ةٓو أْو اىٓيً حػؿ ْيٕ أف اىٍفأىث ف٘ٓا ع‪٠‬ؼ‪ ،‬كأف‬
‫سٍٓٔر اىٓيٍاء ‪ٗ ٟ‬لخؽٌٔف حيم اىئاةً يف ضاؿ ا‪ُٝ‬هار ْو اىفيٍاف أٌاٌّ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اةَ اىِطاس‬
‫(وأ َّما اإلكؽار طؾـك السؾطـان بالسب وتخشقــ الؽـالم‪ ،‬كؼـقلؽ‪ :‬يا ضالؿ‪،‬‬
‫يا جائر‪ ،‬يا فاسؼ‪ ،‬يا مـ ٓ يخاف اهلل‪ ،‬وكحق هذا الؽالم؛ فقـظر‪ :‬إن طؾؿ أن شر‬
‫ذلؽ يتعدى إلك غقر الؼائؾ؛ لؿ يجز لف اإلقدام طؾقف‪ ،‬كؿا يف غقر السؾطان‪ ،‬كإف‬
‫تحريضا‬
‫ً‬ ‫ناف ‪ٗ ٟ‬غاؼ إ‪ْ ٟ‬يٕ ُففّ‪ ،‬ناف ذاؾ سائؾا‪ ،‬بؾ مـدوبا إلقف؛ ٕن فقف‬
‫لؾشفادة‪ ،‬كؿا جاء يف إحاديث الؿتؼدمـة‪« :‬إف أفيػو اىلٓػػاء‪ :‬ضٍػؾة ةػَ‬
‫ْتػ اىٍٍيب‪ ،‬كرسو كاـ إىٕ إٌاـ سائؽ‪ ،‬فأٌؽق‪ ،‬كُٓاق‪ ،‬فلخيّ‪ ،‬كإف أفيو‬
‫اىشٓاد‪ :‬نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»(‪.)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ اةَ ٌفيص‬
‫(قال ابـ الجقزي‪ :‬الجائز مـ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر مع‬
‫السالصقـ‪ :‬التعريػ والقطظ‪ ،‬فلما تخشقـ الؼقل‪ ،‬كحق‪ :‬يا ضالؿ‪ ،‬يا مـ ٓ‬
‫يخاف اهلل؛ فنن كان ذلؽ يحرك فتـة يتعدى شرها إلك الغقر؛ لؿ يجز‪ ،‬كإف ىً‬
‫ٗغف إ‪ْ ٟ‬يٕ ُففّ؛ فٓٔ سائؾ ِْػ سٍٓٔر اىٓيٍاء)(‪.)2‬‬
‫‪‬‬
‫ثاْ‪ٝ‬ا‪ ٌٖ :‬ايط‪ٛ‬ابط املرن‪ٛ‬ز‪ ٠‬تُدسز ايهالّ عٔ ن‪ ْ٘ٛ‬ي‪ٝ‬ب‪١‬‬
‫ذلسَ‪١‬؟‪:‬‬
‫ْؼق اىئاةً يف ةاب ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ ‪ُ ٟ‬حغؽج اىه‪َ ٠‬ـ‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬تـبقف الغافؾقـ طـ أطؿال الجاهؾقـ»‪ ،‬ص ‪ .67-61‬وذكر قصصا طـ السؾػ يف ذلؽ‪،‬‬
‫فؼال‪ :‬حؽك سػقان الثقري رحؿف اهلل تعالك قال‪ :‬دخؾت طؾك أبل جعػر الؿـصقر بؿـك‪،‬‬
‫فؼال‪ :‬ارفع إلقـا حاجتؽ‪ .‬فؼؾت لف‪ :‬اتؼ اهلل‪ ،‬قد مألت إرض ضؾؿا وجقرا‪ .‬قال‪ :‬فطلصل‬
‫رأسف‪ ،‬ثؿ رفعف وقال‪ :‬ارفع إلقـا حاجتؽ‪ .‬فؼؾت‪ :‬إكؿا أكزلت هذه الؿـزلة بسققف الؿفاجريـ‬
‫وإكصار‪ ،‬وأبـاؤهؿ يؿقتقن جقطا‪ ،‬فاتؼ اهلل‪ ،‬وأوصؾ إلقفؿ حؼققفؿ‪ .‬قال‪ :‬فطلصل رأسف‪ ،‬ثؿ‬
‫رفعف وقال‪ :‬ارفع إلقـا حاجتؽ‪ .‬فؼؾت‪ :‬حج طؿر بـ الخطاب ﭬ‪ ،‬فؼال لخازكف‪ :‬كؿ‬
‫أكػؼت؟ قال‪ :‬بضعة طشر درهؿا‪ .‬وأرى ها هـا أمقرا ٓ تطقؼفا الجبال)‪ ،‬وذكر قصصا أخرى‬
‫طـ السؾػ يف هذا الؿعـك‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪« :‬أداب الشرطقة (‪ »)781 /7‬ثؿ ذكر اختقار ابـ الجقزي‪( :‬قال‪ :‬والذي أراه‪ :‬الؿـع‬
‫مـ ذلؽ؛ ٕن الؿؼصقد إزالة الؿـؽر‪ ،‬وحؿؾ السؾطان بآكبساط طؾقف طؾك فعؾ الؿـؽر أكثر‬
‫مـ فعؾ الؿـؽر الذي قصد إزالتف‪ ،‬قال اإلمام أحؿد ‪ ٓ :‬يتعرض لؾسؾطان‪ ،‬فنن سقػف‬
‫مسؾقل وطصاه)‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬
‫طؽٌث‪ ،‬ولؿ يستثـ العؾؿاء وٓة إمر مؿا استثـقه مـ الغقبة‪،‬‬ ‫َْ نُّٔ غ٘تث ٌُ َّ‬
‫ويف سؾقك صريؼة إكؽار جـس الؿـؽر مـ غقر التعرض لؾقٓة‪- ،‬وهق يحصؾ‬
‫بف الؿؼصقد مـ اإلكؽار‪ -‬غـقة طـ الغقبة الؿحرمة‪.‬‬
‫يف كتابف «السـة»‪ ،‬طدة أبقاب تتعؾؼ‬ ‫فؿثال َّبقب اإلمام ابـ أبل طاصؿ‬
‫بقٓة إمر‪ ،‬فبدأ بـ‪ :‬باب ما ذكر طـ الـبل ﷺ أكف زجر طـ سب السؾطان‪ ،‬ثؿ بقب‬
‫بعده مباشرة‪ :‬باب يف ذكر ققل الـبل ﷺ‪« :‬ى٘ؿ اىٍؤٌَ ةاىٍٓاف‪ ،‬ك‪ ٟ‬اىيٓاف»‪.‬‬
‫فػل الباب إول ذكر حديثا خاصا‪ ،‬ويف الباب الثاين ذكر حديثا طاما‪،‬‬
‫و ُمحصؾ البابقـ‪ :‬أكف ٓ يجقز سب وٓة إمقر‪ ،‬وٓ الطعـ فقفؿ‪ ،‬وٓ لعـفؿ‪.‬‬
‫والغقبة تدخؾ يف باب الطعـ‪.‬‬
‫‪«( :‬ى٘ؿ اىٍؤٌَ ةاىٍٓاف»؛ بالتشديد‪ ،‬الق ّقاع يف أطراض‬ ‫كاؿ اىٍِاكم‬
‫الـاس‪ ،‬بـحق ذم أو غ٘تث)(‪.)1‬‬
‫وققل شقخـا يف ضقابط اإلكؽار‪ ،‬أن يؽقن (مـ غقر هتؽ)‪ :‬ومـ معاين‬
‫كصحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الفتؽ‪ :‬هق الػضح‪ ،‬واإلكؽار العؾـل يف الغقبة فضح‪ ،‬ولقس‬
‫وأيضا؛ فال يخػك أن طامة الـاس يغضبقن إن ُكصحقا و ُكبفقا طؾك خطئفؿ‬
‫أمام الؿإل‪ ،‬ولق كاكت الـصقحة أو اإلكؽار بلكسب العبارات وألطػفا‪ ،‬ويعتربون‬
‫مجرد بقان الخطل أمام الـاس تشفقرا‪ ،‬فؽقػ لق ِزيدَ إلك ذلؽ‪ :‬أن يؽقن يف غقبتفؿ‪،‬‬
‫فنهنؿ يعدوكف فضقحة وغقبة‪ ،‬هذا طـد طقام الـاس‪ ،‬فؽقػ إذا تعؾؼ إمر بقٓة‬
‫إمقر‪ ،‬وٓ يخػك أن القٓية مـصب يف الغالب يحؿؾ صاحبفا طؾك إكػة‪ ،‬فقؿا‬
‫يتعؾؼ بالتـبقف طؾك الخطء‪ ،‬ولذلؽ جاءت الـصقص بؿراطاة ذلؽ(‪.)2‬‬
‫‪-‬كاؿ اىل٘ظ ٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘ ‪:‬‬
‫(ٓ يجقز لـا أن كتؽؾؿ بقـ العامة فقؿا يثقر الضغائـ طؾك وٓة إمقر‪،‬‬
‫وفقؿا يسبب البغضاء لفؿ‪ٕ ،‬ن يف ذلؽ مػسدة كبقرة‪ ،‬قد يرتاءى لإلكسان أن‬
‫هذه غقرة‪ ،‬وأن هذا صدع بالحؼ‪ ،‬كاىهػع ةاىطق ‪ٗ ٟ‬هٔف ٌَ كراء ضشاب‪،‬‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬التقسقر بشرح الجامع الصغقر» (‪.)664 /6‬‬


‫‪( :‬الرياسة سؽرة كسؽرة الخؿر أو أشد‪ ،‬ولق لؿ يؽـ لؾرياسة سؽرة لؿا‬ ‫(‪ )6‬قال ابـ الؼقؿ‬
‫اختارها صاحبفا طؾك أخرة الدائؿة الباققة‪ ،‬فسؽرهتا فقق سؽرة الؼفقة بؽثقر‪ ،‬ومحال أن‬
‫يرى مـ السؽران أخالق الصاحل وصبعف‪ ،‬ولفذا أمر اهلل تعالك أكرم خؾؼف طؾقف بؿخاصبة‬
‫رئقس الؼبط بالخطاب الؾقـ‪ ،‬فؿخاصبة الرؤساء بالؼقل الؾقـ أمر مطؾقب شرطا وطؼال‬
‫وطرفا‪ ،‬ولذلؽ تجد الـاس كالؿػطقريـ طؾقف)‪ .‬اكظر‪« :‬بدائع الػقائد» (‪.)616 /4‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪89‬‬
‫الصدع بالحؼ أن يؽقن ولل إمر أمامؽ‪ ،‬وتؼقل لف‪ :‬أكت فعؾت كذا‪ ،‬وهذا ٓ‬
‫يجقز‪ ،‬تركت هذا‪ ،‬وهذا واجب)(‪.)1‬‬
‫وتؼدم ققلف ‪( :‬ومعؾقم أن اإلكسان لق وقػ يتؽؾؿ يف شخص مـ الـاس‪،‬‬
‫ولقس مـ وٓة إمقر‪ ،‬وذكره يف غقبتف‪ ،‬فسقف يؼال‪ :‬هذه غقبة‪ ،‬إذا كان فقؽ خقر؛‬
‫فصارحف وقابؾف)‪.‬‬
‫‪-‬وقد يستغؾ أهؾ الشر مـ القشاة كقن اإلكؽار مـ الغقبة لققصؾقه إلك‬
‫القٓة‪ ،‬وطادة كؼؾة إخبار ‪-‬وخاصة إذا كاكقا مـ إشرار‪ ،‬ويرتبصقن‬
‫بإخقار‪ ،‬أو كاكقا مـ بطاكة السقء‪ ،-‬أهنؿ يرتكقن الؽالم الحسـ‪ ،‬ويذكرون ما‬
‫يتلثر بف مـ ُيـؼؾ إلقفؿ الؽالم‪ ،‬وكؿا ققؾ‪ :‬وما آفة إخبار إٓ رواهتا‪.‬‬
‫‪ -‬كٌٍا ٗخٓيق ةؼىم؛ أف ْاٌث اىِاس ‪ٗ ٟ‬فٍٓٔف ْؼق اىئاةً‪َ ،‬ف ُفؿ إن‬
‫رأوا ُمحتس ًبا يـتسب ٕهؾ العؾؿ يتؽؾؿ يف وٓة إمقر يف غقبتفؿ‪ ،‬فؿـفؿ مـ قد‬
‫يؼتدي بف‪ ،‬لحسـ ضـف فقف‪ ،‬لؽـ يؼتدي بف طؾك قدر ما طـده مـ جفؾ‪ ،‬فقلخذ‬
‫إمر العام‪ ،‬وهق جقاز الؽالم يف القٓة يف غقبتفؿ‪ ،‬ويرتك الضقابط التل هق‬
‫أصال ٓ يػفؿفا‪ ،‬فضال أن يطبؼفا‪.‬‬
‫ومـفؿ مـ يزدريف؛ ٕكف يرى أن هذا مـ غقبة القٓة‪ ،‬وبالتالل ففق يريد هبؿ‬
‫شرا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫ثايجا‪ :‬ضبط ايط‪ٛ‬ابط‪ٚ ،‬اعتباز املآالت‪:‬‬


‫‪ْ -1‬ؼق اىئاةً ٗهٓب سػا ىتٍٓا‪ ،‬فٍَ سٓث حطػٗػ ٌا ٗطفَ ٌَ‬
‫ْتارات كٌا ‪ٗ ٟ‬طفَ‪ ،‬تجد أن الـاس يتػاوتقن يف تؼريرها أوٓ‪ ،‬ويتػاوتقن يف‬
‫ففؿفا ثاكقا‪ ،‬فربؿا تؽؾؿ الـاصح بعبارة يظـفا سؾقؿة ٓ تشفقر فقفا‪ ،‬ولؽـ غقره‬
‫–سقاء كان الؿستؿع‪ ،‬أو ولل إمر‪-‬يعتربها صعـا وتشفقرا وتللقبا‪.‬‬
‫ومثال ذلؽ‪ :‬ققل شقخـا‪ ،‬الؿتؼدم‪( :‬فؼد أكؽر الصحابل الجؾقؾ أبق سعقد‬
‫الخدري ﭬ طؾك مروان بـ الحؽؿ يف تؼديؿف الخطبة طؾك صالة العقد‪ٌَ ،‬‬
‫غ٘ؽ حلٓ٘ؽ ك‪ ٟ‬حأى٘ب)‪.‬‬
‫فرأى شقخـا أن إكؽار أبل سعقد لؿ يؽـ فقف تشفقر وٓ تللقب‪ .‬وهق ﭬ‬

‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬شرح رياض الصالحقـ» (‪.)181/6‬‬


‫‪88‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬
‫قال لؿروان مـؽرا‪( :‬غقرتؿ‪ ،‬واهلل)‪ :‬أي‪ :‬سـة رسقل اهلل ﷺ وخؾػائف ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫تشفقرا وتللق ًبا يف حؼ مروان لق كان وقع ذلؽ‬


‫ً‬ ‫وتؼدم ذكر وجف اطتبار ذلؽ‬
‫طؾـًا‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كاؿ اةَ اىلً٘‬
‫(يف إسباب الجالبة لؾتلويؾ‪ :‬وهل أربعة أسباب‪ :‬اثـان مـ الؿتؽؾؿ‪،‬‬
‫واثـان مـ السامع‪ ،‬فالسببان الؾذان مـ الؿتؽؾؿ‪ :‬إما كؼصان بقاكف‪ ،‬وإما سقء‬
‫قصده‪ .‬والؾذان مـ السامع‪ :‬إما سقء ففؿف‪ ،‬وإما سقء قصده‪ .‬فنذا اكتػت هذه‬
‫إمقر إربعة اكتػك التلويؾ الباصؾ‪ ،‬وإذا وجدت أو بعضفا وقع التلويؾ)(‪.)2‬‬
‫‪ُِِٗ -2‬ؽ إىٕ ٌآؿ ْؼق اىفخٔل‪ْ ٌَ ،‬ػة سٔاُب‪:‬‬
‫اىشاُب ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬كػ ٗأحٖ ٌَِ اىؼَٗ ذنؽًْ ك٘غِا –الخقارج والحزبققـ‬
‫والحركققـ‪ -‬مـ يؼقل‪ :‬اتػؼـا مع الشقخ فركقس طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك‬
‫القٓة يف حضرهتؿ ويف غقاهبؿ‪ ،‬لؽـ كختؾػ معف يف الضقابط التل ذكرها‪ ،‬فال يؾزم‬
‫التؼقد هبا‪ ،‬إذ إدلة مـ فعؾ السؾػ طؾك خالف هذه الضقابط‪ ،‬فػقفا الصدع‬
‫بالحؼ‪ ،‬والؼقة فقف‪ ،‬مع استعؿال إلػاظ الؼقية يف ذلؽ التل تردع الؿـؽر طؾقف(‪،)3‬‬
‫وبعض أدلتـا ما ذكره الشقخ مـ أثار‪ ،‬إذ يؾزم طـد آحتجاج هبا أن يحتج بؽؾ ما‬
‫تضؿـتف‪ ،‬فال يؼتصر طؾك مسللة اإلكؽار طؾـا يف حضقر ولل إمر أو يف غقابف‪.‬‬
‫فقلخذون مـ شقخـا جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة يف حضرهتؿ‬
‫وغقبتفؿ‪ ،‬ويلخذون مــ ققل الجؿفقر‪ :‬جقاز استعؿال ألػاظ التخشقـ‪،‬‬
‫والجؿفقر ذكروها يف حال حضقر ولل إمر ٓ يف غقابف‪ ،‬وبضابط طدم‬
‫لحقق الؿػسدة طؾك الغقر‪ ،‬وهؿ يستعؿؾقهنا يف غقابف‪ ،‬ويفؿؾقن الضابط‪،‬‬
‫فقؽقكقن كؿا قال ذاك‪:‬‬
‫وقــال الحرامـ ِ‬
‫ـان الؿدامــة والســؽر‬ ‫أبــــاح العراقــــل الـبقــــذ وشــــربف‬
‫فحؾ لـا بقـ اختالفِفؿـا الخؿـر‬ ‫ِ‬
‫الشـرابان واحـد‬ ‫وقال الحجازي‬
‫(‪)4‬‬ ‫وأشرهبا ٓ فـارق الـقازر ِ‬
‫الـقزر‬ ‫ســـآخذ مــــ ققلقفؿـــا صرفقفؿـــا‬

‫اكظر‪« :‬إرشاد الساري» (‪.)671 /6‬‬ ‫(‪)7‬‬


‫اكظر‪« :‬الصقاطؼ الؿرسؾة» (‪.)611 /6‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫وقد ُوجد مـ ُمـظري التؽػقر مـ قال بذلؽ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اكظر‪« :‬كصرة الثائر طؾك الؿثؾ السائر»‪ ،‬ص ‪ ،41‬لؾصػدي‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪711‬‬
‫‪-‬أك ٗلٔىٔف‪ :‬الـاضر يف (الػتقى) و(التقضقح) و(التػـقد) يالحظ ما يؾل‪:‬‬
‫‪(-‬الػتقى)‪ :‬إصؾ يف الـصقحة أن تؽقن سرا‪ ،‬وإذا تعذرت؛ فقجقز أن‬
‫تؽقن طؾـا‪ ،‬لقرود أدلة يف ذلؽ‪ ،‬لؽـ تؽقن وفؼ ضقابط‪.‬‬
‫‪(-‬التقضقح)‪ :‬إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن بحضرة ولل إمر‪،‬‬
‫ويجقز أن يؽقن يف غقبتف‪ ،‬لقرود أدلة يف ذلؽ‪.‬‬
‫‪(-‬التػـقد)‪ :‬اإلكؽار العؾـل بؼسؿقف يؽقن بالتصريح‪ ،‬ويؽقن أيضا‬
‫بالتؾؿقح والتعريض‪ ،‬إذ هؿا داخالن يف اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وورد دلقؾ طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫ذً ٗلٔىٔف‪ :‬كؼقل بؽؾ ما تؼدم‪ ،‬وكزيد طؾقف‪:‬‬
‫إصؾ يف اإلكؽار العؾـل بؼسؿقف أن تؽقن صريؼتف وفؼ الضقابط التل‬
‫ذكرها الشقخ‪ ،‬لؽـ يجقز أٓ يؽقن بتؾؽ الضقابط لقرود أدلة يف ذلؽ‪.‬‬
‫والـتقجة أهنؿ مـ جفة يؿؽـفؿ بذلؽ أن ُيؾبسقا طؾك أهؾ السـة مـ هذا‬
‫الباب‪ ،‬خاصة العقام مـفؿ‪ ،‬ومـ جفة ثاكقة وصؾقا إلك ما رأى شقخـا أن يؽتبف‬
‫أمرا تػاوت فقف ففؿ الـاس لؽالمف‪ ،‬ولقحذر مـف‪ ،‬وذلؽ‬
‫يف (التقضقح)‪ ،‬لقرفع ً‬
‫يف ققلف‪( :‬حِتّ٘ ًٌٓ‪ :‬يجدر التـبقف إلك أن الؼقل بجقاز اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة‬
‫ٍ‬
‫وقققد ٓ‬ ‫إمر طـد حصقل الؿصؾحة وزوال الشر بؿا سبؼ بقاكف مـ ضقابط‬
‫يـبغل أن يػفؿ مـف هتققج العامة‪ ،‬وٓ تللقب الدهؿاء والغقغاء طؾك حؽامفؿ‪،‬‬
‫وإهاكة وٓة أمقرهؿ إلثارة الػتـ‪ ،‬وٓ ركقب أمقاج الػقضك وآضطراب‪،‬‬
‫كؿـا هـق صـقع الحركققــ‪ ،‬وديدن الحزبققـ‪ ،‬بغقة كشـر الػرقة وآختالف‬
‫لزطزطة إمـ وآستؼرار يف البالد)‪.‬‬
‫كٌٍا ٗػؿ ْيّ٘ ٌَ اىطٔادث اىلؽٗتث‪ :‬أن بعض الداطقـ لؾؿظاهرات‬
‫وآطتصامات زمـ ما يسؿك زورا (الربقع العربل)؛ كشروا يف وسائؾ التقاصؾ‬
‫يف اإلكؽار العؾـل‪ ،‬لقخدمقا باصؾفؿ‪،‬‬ ‫جزءا مـ فتقى الشقخ ابـ طثقؿقـ‬
‫أن إكؽارات‬ ‫ولقؾبسقا طؾك الـاس‪ ،‬وتركقا الػتقى التل ذكر فقف الشقخ‬
‫السؾػ العؾـقة كاكت أمام القٓة‪.‬‬
‫اىشاُب اىراين‪ :‬كىٔج ْؼا اىتاب كػ ٗشؽ إىٕ ٌا ةٓػق‪ ،‬فؼد يبتدئ فقف‬
‫الـاصح بالؽال م الحسـ‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ قد ٓ يستطقع أن يضبط كالمف‪ ،‬أو قد‬
‫ُيجر تدريجقا إلك ما يخالػف‪ ،‬أو قد يتغقر فقف رأيف‪ ،‬ثؿ يصقر اإلكؽار العؾـل مع‬
‫مرور الزمـ هق إصؾ‪ ،‬والسري هق الػرع‪ ،‬وخاصة مع وجقد وسائؾ‬
‫‪717‬‬ ‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬
‫التقاصؾ الحديثة‪ ،‬وكثرة الخائضقـ يف هذا الباب‪ ،‬ووقائع التاريخ تشفد بذلؽ‪.‬‬
‫اىشاُب اىراىد‪ :‬كػ ٗفخغو ذىم أْو ا‪ْٔٛ‬اء كاىلٓٔات‪ ،‬ى٘ترٔا ـًٌٍٔٓ‪،‬‬
‫ولقققعقا بقـ طؾؿاء إمة ووٓهتا‪ ،‬أو بقـ إمة وطؾؿائفا‪ ،‬ببث الشائعات‪،‬‬
‫وتلويؾ الؽالم‪ ،‬وحؿؾف طؾك محامؾ سقئة‪ ،‬وتػسقره طؾك هقاهؿ‪ ،‬أو آستدٓل‬
‫بف طؾك خدمة باصؾفؿ‪ ،‬وخاصة مع وجقد وسائؾ التقاصؾ الحديثة‪ ،‬ووقائع‬
‫التاريخ الؼريبة والبعقدة تشفد بف‪ ،‬وشقخـا ‪-‬حػظف اهلل‪ -‬لف وقائع مشاهبة يف ذلؽ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ككاؿ اىل٘ظ اةَ ْرٍَ٘٘‬
‫(فنذا أطؾـ الـؽقر طؾك وٓة إمقر؛ استغؾف مـ يؽره‪( ،‬وجعؾ مـ الحبة‬
‫قبة)‪ ،‬وثارت الػتـة‪ ،‬وما ضر الـاس إٓ مثؾ هذا إمر! ‪ ...‬وإطالن الـؽقر طؾك‬
‫وٓة إمقر يستغؾف همٓء الغقغاء لقصؾقا إلك مآرهبؿ‪ ،‬وكؿا قال الـبل طؾقف‬
‫الصالة والسالم‪« :‬إف اىلٍ٘اف ٗئؿ أف ٗٓتػق اىٍهئف يف سؾٗؽة اىٓؽب‪ ،‬كىهِّ‬
‫رىٖ ةاىخطؽٗق ةًِ٘ٓ» ‪ ...‬إذا كان الـبل طؾقف الصالة والسالم يؼقل‪ ٌَ« :‬ناف‬
‫ٗؤٌَ ةاهلل كاى٘ٔـ ا‪ٙ‬عؽ في٘لو ع٘ؽا أك ى٘هٍج»‪ ،‬فاجعؾ هذا مقزاكا لؽ يف كؾ‬
‫أققالؽ‪ ،‬وكذلؽ يف كؾ أفعالؽ‪ ،‬واهلل الؿقفؼ)(‪.)1‬‬
‫كٌٍا ٗؤٗػ ٌا حلػـ ٌَ اْختار ٌآؿ ْؼق اىفخٔل‪ :‬أكف ُكؼؾ طـ شقخـا يف مسللة‬
‫التباطد يف الصالة؛ أكف ذكر مـ ضؿـ أسباب مـعف‪ :‬أكف اطترب مآل التباطد‪ :‬أن‬
‫مفجقرا‪ ،‬وم َّثؾ بذلؽ‬
‫ً‬ ‫يصبح هق إصؾ بعد اكتفاء الجائحة‪ ،‬ويصبح الرتاص‬
‫بالدرس قبؾ خطبة الجؿعة‪ ،‬حقث اطتاده الـاس‪ ،‬وصار أصال‪.‬‬
‫فؿع أن وققع ذلؽ بعقدٌ جدا؛ إذ أن هذه الفقئة الجديدة لؾصالة معؾقم‬
‫طـد طامة الؿسؾؿقـ بشتك صبؼاهتؿ أهنا لقست هقئة الصالة إصؾقة‪ ،‬ويرون‬
‫أهنؿ اضطروا لفا‪ ،‬وأهنا ممقتة‪ ،‬ويتؿـقن العقدة لؿا كاكقا طؾقف‪ ،‬بؾ ومعؾقم طـد‬
‫الؽػار أهنا لقست هقئة صالة الؿسؾؿقـ‪ ،‬إٓ أن شقخـا اطترب مآل إمر‪ ،‬فجعؾ‬
‫ذلؽ مـ أسباب مـع التباطد‪ ،‬فؽذلؽ يف هذه الؿسللة؛ ُيعترب مآل هذه الػتقى‬
‫وفؼ ما تؼدم ذكره‪.‬‬
‫‪ -3‬أٍُٔذج حٍت٘لٖ‪ :‬إُؾاؿ اىئاةً اىٍؼنٔرة ْيٕ اىٍِاْؽات‪:‬‬
‫يرى شقخـا أن الؿظاهرات ٓ تجقز‪ ،‬وذكر أن (الؿظاهرات وأخقاهتا‬
‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬لؼاءات الباب الؿػتقح» (‪.)8 /66‬‬
‫الفصل الجالح‪ :‬ضوابط اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪716‬‬
‫ػ غاىتا ػ ما تؽقن جالبة لؾػتـ والؿػاسد وإضرار‪ :‬مـ سػؽ الدماء‪ ،‬وتخريب‬
‫الؿـشآت‪ ،‬وتضققع إمقال‪ ،‬وتعطقؾ العؿؾ‪ ،‬وإشاطة الػقضك‪ ،‬واختالط‬
‫الذكقر باإلكاث‪ ،‬وغقرها مـ مقجات الػساد والشرور التل تلباها الػطرة‬
‫السؾقؿة‪ ،‬ويـفك طـفا اإلسالم‪ .‬إف ٌيب حطه٘و ضلٔؽ اىٍخِاْؽَٗ‬
‫كاىٍيؽةَ٘ كإدراؾ غاٗاحٓا اىلؽٗفث ‪ٗ ٟ‬فٔغ كـائيٓا كٌؽكٓا؛ ٕن اإلسالم‬
‫يرفض الـظرية الؿقؽقافقؾقة الؼائؾة إن‪« :‬الغاية تربر القسقؾة»‪ ،‬التل تجقز لؾػرد‬
‫ٍ‬
‫وسقؾة‪ ،‬وإن كاكت‬ ‫التقصؾ إلك الغايات الـبقؾة والؿؼاصد الؿشروطة بلي‬
‫مؿـقطة يف الشرائع‪ ،‬ومذمقمة يف الػطر السؾقؿة وإخالق الػاضؾة‬
‫وإطراف)(‪.)1‬‬
‫فئ كاؿ كائو‪ :‬الؿظاهرات وسقؾة مـ وسائؾ تغققر الؿـؽر‪ ،‬فـضع لفا‬
‫ضقابط‪ ،‬بلن تؽقن خالقة مؿا ذكره الشقخ‪ ،‬ويستعؿؾ فقفا الؾقـ والؽالم‬
‫الطقب‪ ،‬ويؼقم طؾقفا الؿحتسبقن مـ أهؾ العؾؿ لضبطفا‪ ،‬وما الػرق بقـ أن‬
‫يـؽر طالؿ أو صالب طؾؿ الؿـؽر الذي وقع فقف ولل إمر طؾـا ويف غقبتف‪،‬‬
‫بالضقابط الؿذكقرة يف فتقى الشقخ‪ ،‬وبقـ أن يجتؿع طدد أكرب لقـؽروا تؾؽ‬
‫الؿـؽرات وفؼ الضقابط كػسفا؟ بؾ اجتؿاطفؿ يزيد الحؼ حؼا‪ ،‬ولف تلثقر طؾك‬
‫الحاكؿ أكرب مـ تلثقر الشخص مـػردا‪.‬‬
‫وٓ شؽ أن الجقاب سقؽقن هق جقاب الشقخ إول‪ :‬أن الؿظاهرات‬
‫فقفا مػاسد أطظؿ مؿا يتصقره مـ تحؼقؼ لؾؿصالح‪ ،‬فؽاكت تؾؽ الضقابط غقر‬
‫ممثرة يف حؽؿفا‪ ،‬فتؽقن مؾغاة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬الػتقى رقؿ‪ ،)7714( :‬الؿـشقرة بؿققع فضقؾتف‪ ،‬بعـقان‪( :‬يف ضهً اْختار إذف اىطانً‬
‫ةاىٍِاْؽات كاىٍف٘ؽات)‪.‬‬
‫‪711‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬

‫الفصل الرابع‪ :‬من آثار فتوى اإلناكر العلني‪:‬‬


‫هذا الػصؾ يتضؿـ الـظر يف بعض آثار فتقى اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‪ ،‬مـ‬
‫خالل دراسة مجؿقطة مـ التغريدات لحسابات طؾك تقيرت‪ ،‬وكؾفا لؿحبل‬
‫شقخـا‪ ،‬ومجؿقع متابعقفؿ‪ :‬أربعقن أل ًػا‪ ،‬مع تـاول تدويـة طؾك فقسبقك‪.‬‬
‫كْؼا اىفهو ِٗلفً إىٕ ٌتطرَ٘‪:‬‬
‫املبشح األ‪ :ٍٚ‬االْتصاز يفت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪.‬‬
‫املبشح ايجاْ‪ َٔ :ٞ‬تطب‪ٝ‬كات فت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫املبشح األ‪ :ٍٚ‬االْتصاز يفت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪:‬‬
‫تؿ آكتصار لصحة فتقى اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة بلسالقب‪ ،‬يظفر ‪-‬واهلل‬
‫أطؾؿ‪ -‬أن شقخـا ٓ يرتضل غالبفا‪ ،‬ويف بعضفا اإلساءة إلقف‪َ ،‬شعر بذلؽ ُ‬
‫الؿغرد‬
‫أو لؿ يشعر‪ ،‬فؿـفا‪:‬‬
‫أك‪ :ٟ‬حيٓ٘ف ضػٗد ْ٘اض ةَ غًِ‪.‬‬
‫سبؼ أن شقخـا استدل بحديث طقاض بـ غـؿ إشعري‪ ،‬أن رسقل اهلل‬
‫ﷺ قال‪ ٌَ« :‬أراد أف ِٗهص ىؼم ـيٍاف؛ ف‪ٗ ٠‬تػق ْ‪ُ٘٠‬ث‪ ،‬كىهَ ٗأعؼ ة٘ػق‬
‫ف٘غئ ةّ‪ ،‬فإف كتو ٌِّ فؼاؾ‪ ،‬كإ‪ ٟ‬ناف كػ أدل اىؼم ْيّ٘»‪ .‬وأكف يرى صحتف‪،‬‬
‫وقد جعؾف قاطدة يف أن إصؾ يف الـصقحة أن تؽقن سرا‪ ،‬وأن اإلطالن هبا‬
‫يـتؼؾ لف إذا تعذر السر‪ ،‬وكاكت يف ذلؽ مصؾحة‪.‬‬
‫فقجد مـ أراد أن يـتصر لؿشروطقة اإلكؽار العؾـل هبدم الؼاطدة التل‬ ‫ُ‬
‫قررها شقخـا‪ ،‬بلن غرد بتغريدتقـ‪:‬‬
‫ا‪ٛ‬كىػٕ‪( :‬مــ أراد أن يـصح لـذي سؾطـان‪ ،‬فـال يبده طالكقـة)‪ :‬الشقـخ‬
‫طبد العزيز ابـ باز‪ :‬لقس هذا بحديث‪ ،‬هذا ٓ أصؾ لف(‪.)1‬‬
‫كاىراُ٘ث‪ :‬الشقخ مؼبؾ القادطل‪( :‬وأما حديث‪( :‬مـ كاكت لف كصقحة لذي‬
‫سؾطان فؾقـصحف سرا) فنكف حديث ضعقػ‪[ .‬إجقبة الحضرمقة]‪.‬‬

‫بالحديث يف مجؿقع فتاويف‪ ،‬وأكف بذلؽ يؽقن قد‬ ‫(‪ )7‬تؼدم يف ص ‪ 66‬استدٓل سؿاحتف‬
‫تراجع طـ تضعقػ الحديث‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪714‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬ا‪ٟ‬ـخػ‪ٟ‬ؿ ةآذار حػعو فٍ٘ا ٗشؽم يف ةاب اىٔ‪ٟٗ‬ات‪ ،‬كٌا ٗلّ ف٘ٓا ٌَ‬
‫أىفاظ‪:‬‬
‫وهذا يجر إلك آستدٓل بؿا وقع بقـ الصحابة‪ ،‬وهق يعقد بالـؼض طؾك‬
‫طؼقدة الؽػ طـ الخقض فقؿا جرى بقـ الصحابة رضل اهلل طـفؿ‪ .‬واهلل تعالك‬
‫يؼقل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [البؼرة‪ ،]619:‬ومـ حام حقل الحؿك‬
‫يقشؽ أن يرتع فقف‪ ،‬فآكتصار لؼقل ٓ يؽقن بقلقج باب يقصؾ إلك جؿع ما‬
‫كان بقـ الصحابة‪ ،‬مؿا يقرث الؿس بجـاهبؿ رضل اهلل طـفؿ‪ ،‬وتصقير أكف‬
‫كاكت بقـ الصحابة ووٓهتؿ إكؽارات طؾـقة كثقرة وخالفات‪ ،‬ومـ يـؼؾ هذه‬
‫أثار ٓ يـظر إلك كالم العؾؿاء فقفا‪ ،‬وإكؿا ُيدخؾفا يف هذا الباب جزا ًفا‪.‬‬
‫كٌراؿ ذىم‪:‬‬
‫حغؽٗػة ‪( :1‬تحامؾ القلقد بـ طتبة ‪-‬وهق يقمئذ أمقر الؿديـة‪ -‬طؾك الحسقـ‬
‫ابـ طؾل يف أمر كان بقـفؿا‪( ،‬ففدده الحسقـ وشدد طؾقف)‪ ،‬ووافؼف طبد اهلل بـ‬
‫الزبقر يف ذلؽ (وكاكا طـد القلقد)‪ .‬فبؾغ ذلؽ الؿسقر بـ مخرمة وطبد الرحؿـ‬
‫ابـ طثؿان (وما كاكا حاضريـ)!‪ ،‬فقافؼاهؿا يف (التفديد)! [قال إلباين‪ :‬إسـاده‬
‫جقد])‪.‬‬
‫حغؽٗػة ‪ ٓ( :2‬تعارض بقـ إحاديث وآثار السؾػ يف مسللة اإلكؽار‬
‫اهلل َها َت ْق ِـ‬
‫العؾـل طؾك السؾطان ‪ .‬مثالً ‪:‬حديث الصحابل الذي قال‪َ « :‬ق َّب َح ُ‬
‫ان َف َال ُي ْب ِد ِه‬
‫ا ْلقدَ ي ِـ» [مسؾؿ‪ .]941 :‬وحديث ‪«:‬مـ َأراد َأ ْن يـْصح ل ِ ِذي س ْؾ َط ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َط َالك َق ًة» [السـة ٓبـ أبل طاصؿ‪ .]7181 :‬وققل طبقدة السؿاين يف مصعب بـ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َك َّع ٌار بِا ْلبِدَ ِع » [مصـػ ابـ أبل شقبة‪ ] )1716 (:‬وآثار كثقرة‪،‬‬
‫الزبقر‪َ « :‬قا َت َؾ ُف ُ‬
‫ودطاء أحؿد طؾك الؿلمقن‪ ،‬ودطاء سػقان طؾك الؿـصقر‪ ،‬ودطاء سعقد بـ‬
‫الؿسقب طؾك طبد الؿؾؽ‪ .‬فال تعارض بقـ هذا وهذا‪ ،‬ففل مصؾحقة‪ ،‬فنذا‬
‫كاكت الؿصؾحة الجفر ُج ِف َر‪ ...‬وبُ ِّقـ‪ ،‬وإن كاكت الؿصؾحة أكف ُيـ َْصح ِسر ًا‬
‫ـصح‪ .‬واهلل أطؾؿ‪ .‬مستػاد)‪.‬‬
‫ف ُق َ‬

‫ذاىرا‪ :‬ا‪ٟ‬ـخػ‪ٟ‬ؿ ةآذار ‪٠ْ ٟ‬كث ىٓا اىتخث ةاىٍفأىث‪ ،‬كىٔ ٌَ سٓث ةٓ٘ػة‪:‬‬
‫حغؽٗػة‪( :‬وضع الؿغرد هذا العـقان‪ :‬صقرة مـ صقر اإلكؽار العؾـل ويف‬
‫ولل إمر‪.‬‬
‫غقاب ّ‬
‫‪716‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬
‫ثؿ كؼؾ كالما لبعض الؿشايخ‪( :‬درس طظقؿ مـ الصحابل الجؾقؾ أبق‬
‫مقسك إشعري يف اجتؿاع الؽؾؿة‪ ،‬كان يػتل بؿتعة الحج‪ ،‬قال لف رجؾ‪:‬‬
‫رويدك بعض فتقاك‪ ،‬فإُم ٌا حػرم ٌا أضػث أٌ٘ؽ اىٍؤٌَِ٘‪ ،‬يؼصد طؿر‪ ،‬كان‬
‫يـفك طـ متعة الحج‪ .‬فؼال أبق مقسك‪ :‬يا أيفا الـاس! مـ أفتقـاه فتقا‪ ،‬فؾقتئد (ٓ‬
‫يستعجؾ)‪ ،‬فنن أمقر الؿممـقـ قادم‪ ،‬فلتؿقا‪ ،‬أي تابعقه)‪.‬‬
‫ولل‬
‫ثؿ طؾؼ طؾقف بؼقلف‪( :‬هذا إثر يدل طؾك أن اإلكؽار العؾـل ويف غقاب ّ‬
‫أمر الؿسؾؿقـ ناف ٌٓؽكفا ىػل اىهطاةث‪ ،‬إذ أن أبا مقسك إشعري ﭬ لؿ‬
‫يـؽر طؾك الرجؾ إكؽاره طؾك أمقر الؿممـقـ طؿر ﭬ ويف غقابف‪ ،‬وتلخقر البقان‬
‫طـ وقت الحاجة ٓ يجقز)‪.‬‬
‫فأك‪ :ٟ‬زطؿ أن الرجؾ أكؽر طؾك أمقر الؿممـقـ طؿر ﭬ‪ ،‬حقث مقز‬
‫الؽالم الؿؾقن بإحؿر (فإُم ٌا حػرم ٌا أضػث أٌ٘ؽ اىٍؤٌَِ٘)‪ ،‬فظـ أن هذا‬
‫إكؽار‪ ،‬أي ضـ أن ققلف (أحدث) تعترب إكؽارا‪ ،‬بؿعـك أن الرجؾ يرى أن طؿر قد‬
‫أحدث يف الديـ‪ ،‬أي ابتدع‪ ،‬وحاشاه ذلؽ‪ .‬وهـا (أحدث) بؿعـك أكف أفتك‬
‫بػتقى جديدة(‪ .)1‬يعـل الرجؾ يخربه بؿا أمر بف طؿر ﭬ مـ الػتقى الجديدة‪،‬‬
‫ولقس يـؽر طؾك طؿر ﭬ‪.‬‬
‫كذاُ٘ا‪ :‬إثر ذكره الشقخ الؿـؼقل طـف لقستدل بف طؾك اجتؿاع الؽؾؿة‪،‬‬
‫فـؼؾف الؿغرد طـ هذا الؿعـك إلك معـك آخر‪ ،‬ذلؽ الشقخ كػسف يرى حرمتف‪،‬‬
‫وهق اإلكؽار العؾـل‪.‬‬
‫راةٓا‪ :‬اىرِاء ْيٕ ك٘غِا ةٍا ٗخيٍَ ا‪ُٟ‬خلاص ٌَ اىٓيٍاء ا‪ٙ‬عؽَٗ‪ ،‬ةو‬
‫كا‪ُٟ‬خلاص ٌَ ك٘غِا ُففّ‪ ،‬ض٘د إُّ ‪-‬نٍا حلػـ‪ -‬كٔىّ اىشػٗػ ىً ٗأت ٌٍاةلا‬
‫ىلٔىّ اىلػًٗ‪:‬‬
‫اىفيف ى‪ٜ‬ئٍث‬ ‫ِ‬
‫حغؽٗػة‪( :‬هلل در شقخـا‪-‬حػظف اهلل‪-‬فيلػ أض٘ا فلٓا يف ٌِٓز َّ‬

‫(‪ )7‬قال الشقخ محؿد طؾل آدم يف ذخقرة العؼبك يف شرح الؿجتبك (‪( :)798-799 /64‬طـ أبل‬
‫مقسك أكف كان يػتل بالؿتعة) أي بجقاز التؿتع (فؼال لف رجؾ‪ :‬رويدك ببعض فتقاك) أي‬
‫تؿفؾ طـ بعض إحؽام التل تػتل الـاس هبا‪ .‬ثؿ طؾؾ ذلؽ الرجؾ أمره ٕبل مقسك بالتؿفؾ‬
‫طـ بعض فتقاه بؼقلف (فنكؽ) الػاء تعؾقؾقة‪ ،‬أي ٕكؽ (ٓ تدري‪ ،‬ما أحدث أمقر الؿممـقـ)‬
‫طؿر بـ الخطاب ‪ -‬رضل اهلل طـف ‪( -‬يف الـسؽ) أي شلن الـسؽ (بعد) بالضؿ‪ ،‬مـ الظروف‬
‫الؿبـقة طؾك الضؿ؛ لؼطعف طـ اإلضافة‪ ،‬وكقة معـاها‪ :‬أي بعد ما كـت تعرفف مـ جقاز التؿتع‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪716‬‬
‫كاىٍخأعؽَٗ ناد أف ِٗػرس‪ ،‬وم َّقز بػروق وضقابط دققؼة مـفج‬‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫اىٍ ّ ِ‬
‫خلػٌَ٘‬ ‫ُ‬
‫فح َّؼ لفذه الػتقى أن ُتؼر َأ طـد‬
‫السؾػققـ طـ مـفج التؽػقريقـ والحزبققـ‪ُ ،‬‬
‫َّ‬
‫تدريس فصؾ َمعامؾة الحؽام مـ كتب العؼقدة‪ ،‬وطـد شرح حديث‪ :‬الديـ‬
‫الـصقحة)‪.‬‬
‫عاٌفا‪ :‬ا‪ُٟ‬خهار ىلٔؿ ك٘غِا ةأٌؽ ‪ٗ ٟ‬خٓيق ةٍؽؽ حؽس٘ص اىفخٔل‪:‬‬
‫وهق الؼقل بلن سبب طدم إخذ بػتقى شقخـا أو كؼده فقفا‪ ،‬هق أكف مـ‬
‫الؿشرق‪َ ،‬مع كؼؾ أبقات طـ ابـ حزم يف‬
‫طؾؿاء الؿغرب‪ ،‬ولقس مـ طؾؿاء َ‬
‫ذلؽ‪.‬‬
‫كأُلو ٌراىَ٘ فلً ْػَ ْػػة أٌريػث ككفج ْي٘ٓػا‪ ،‬حتَ٘ أف ْػؼق اىفهؽة ةػأت‬
‫–ٌّ ا‪ٛ‬ـف‪-‬حٍو ةَ٘ ٌيتث اىٓيً‪ ،‬كيف ذِاٗاْا –أٗيا‪ٌ -‬ا ٗخيٍَ اىخطؽٗق‬
‫ةَ٘ اىٓيٍاء‪ ،‬ذً أذنؽ ف٘ٓا ككفات ‪ٍْ٘ٛ‬خٓا‪:‬‬
‫حغؽٗػة ‪ُ ( :1‬يظفرون غقرهتؿ الؿزطقمة فؼط يف كؼد شقخ الجزائر وطالؿفا‪،‬‬
‫وسبؼ و ُاكتؼدت وٓة أمقرهؿ مـ قِبؾ كبار طؾؿائفؿ‪ ،‬بؾ ويف طؼر دارهؿ‪ ،‬فؾؿ‬
‫طـ كػسف‪:‬‬ ‫هؿسا! تاهلل‪ٓ ،‬زلت أتؿثؾ يف الشقخ ققل ابـ حزم‬
‫كسؿع لفؿ ً‬
‫كىهػػَ ْ٘تػػٖ أف ٌٍيٓػػٖ اىغػػؽب‬ ‫أُػػا اىلػػٍؿ يف سػػٔ اىٓيػػٔـ ٌِ٘ػػؽة‬
‫حغؽٗػة ‪( :2‬ماذا لق ضػر (‪ )....‬بؿثؾ هذا الؽالم طـد شقخـا محؿد طؾل‬
‫فركقس‪ ،‬حػظف اهلل؟ ترى كقػ ستؽقن الجؾبة؟‬
‫قال ابـ حزم يقضح لؿاذا زهد الـاس يف العؾؿاء يف الؿغرب اإلسالمل‪:‬‬
‫كىهػػَ ْ٘تػػٖ أف ٌٍيٓػػٖ اىغػػؽب‬ ‫أُػػا اىل ػٍؿ يف سػػٔ اىٓيػػٔـ ٌِ٘ػػؽة‬
‫ىشػػػ ْيػػٖ ٌػػا ىػػاع ٌػػَ ذنػػؽم‬ ‫كىٔ أُِٖ ٌَ ساُػب اىلػؽؽ ٌػاىّ‬
‫اىِٓػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػب‬ ‫ككفات ٌّ ْؼا اىه‪٠‬ـ‪:‬‬
‫‪ -1‬لؿ يقجد مـ أتباع الؿذاهب مـ يستدل طؾك صحة فتقى طالؿ‪ ،‬أو يرد‬
‫طؾك مـتؼد فتقى طالؿ؛ بلكف مـ طؾؿاء الؿغرب‪ ،‬أو مـ طؾؿاء الؿشرق‪.‬‬
‫‪ُ ٓ -2‬يجعؾ ما قالف ابـ حزم‪- ،‬وهق ربؿا كان يصػ حالة كػسقة قد يؽقن‬
‫مـفجا وفؽرة‪ُ ،‬يػزع إلقفا يف مثؾ هذه الؿقاصـ‪.‬‬
‫ً‬ ‫مر هبا‪-‬‬
‫لؿ يجعؾ كالمف حجة يرجع إلقفا يف آكتصار ٕققالف‬ ‫‪ -1‬ابـ حزم‬
‫العؾؿقة‪ ،‬وخاصة يف الؿسائؾ التل ُشـِّع طؾقف فقفا‪.‬‬
‫‪711‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬
‫قال يف بؼقة إبقات‪:‬‬ ‫‪ -4‬ابـ حزم‬
‫فطِ٘ئػػؼ ٗتػػػك اىخأـػػف كاىهػػؽب‬ ‫فػػإف ِٗػػؾؿ اىػػؽضٍَ رضيػػٖ ة٘ػػًِٓ‬
‫كأف نفػػػاد اىٓيػػػً آفخػػػّ اىلػػػؽب‬ ‫ِْاىػػػم ٗػػػػرل أف ىيتٓػػػػ كهػػػث‬
‫وهذا يدخؾ يف ما يؼال‪ :‬أزهد الـاس يف العالؿ أهؾف‪ ،‬وهذا واقع يف كؾ‬
‫إقطار‪ ،‬ولقس خاصا ببالد الؿغرب‪.‬‬
‫قديؿا‪ ،‬ويؿؽـ أكف ٓ يدري طـفا إٓ‬
‫ً‬ ‫‪ -5‬كشر هذه الؿؼقلة التل ققؾت‬
‫الخقاص والرتويج لفا؛ هل مـ الـاحقة الـػسقة تشقر إلك اهنزامقة يف كػس‬
‫مروجفا مـ جفة‪ ،‬ومـ جفة أخرى‪ :‬بثفا‪ ،‬واإلكثار مـ تردادها‪ ،‬والػزع إلقفا؛‬
‫قد يقلد ذلؽ طـد الـاس أهنا صحقحة‪ ،‬وأهنؿ فعال صبعقا طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫‪-6‬ما الػرق بقـ هذه الؿؼقلة‪ ،‬وبقـ الدطقة إلك جعؾ الػتقى مؼصقرة‬
‫طؾك طؾؿاء البؾد‪ ،‬وطدم آستػادة مـ العؾؿاء أخريـ‪.‬‬
‫عرض هبا بعض همٓء‪ ،‬ويريدون أن يمول إمر إلك‬
‫مع أن البالد التل ُي ِّ‬
‫قطع الصؾة العؾؿقة معفا‪ ،‬وهل مفبط القحل‪ ،‬هل كػسفا تستػقد مـ العؾؿاء‬
‫القافديـ إلقفا مـ الخارج‪ ،‬وتحتػل هبؿ‪ ،‬وتؽرمفؿ‪ ،‬وبعضفؿ تبقأ مؽاكة فقفا‬
‫لؿ يتبقأها طؾؿاء البؾد أكػسفؿ‪ ،‬ومـ بقـفؿ طؾؿاء مـ الؿغرب اإلسالمل‪،‬‬
‫كالجزائر‪.‬‬
‫كنأٌريث ْيٕ ذىم‪:‬‬
‫درس يف الؿسجد‬‫ٌَ ةيػُا اىشؾائؽ‪ :‬الشقخ أبق بؽر الجزائري‪ ،‬الذي َّ‬
‫ودرس يف الجامعة‪ ،‬والشقخ طبد الحؿقد‬
‫الـبقي ٕكثر مـ خؿسقـ سـة‪َّ ،‬‬
‫درسا يف الؿعفد العؾؿل بالرياض‬
‫بقتؿجت‪ ،‬والشقخ بشقر كاشا‪ ،‬وإخقران َّ‬
‫زمـ كبار العؾؿاء‪.‬‬
‫وكان الشقخ البشقر اإلبراهقؿل إذا كزل بالؿؿؾؽة؛ ُيعؾـ طـ ذلؽ يف‬
‫الصحػ‪ ،‬وذلؽ قبؾ بداية الثقرة‪ ،‬ومؿا أذكره كخرب طـف رأيتف يف مجؾة أم‬
‫الؼرى‪( :‬وصقل زطقؿ جزائري)‪.‬‬
‫كٌَ ة‪٠‬د كِلً٘‪ :‬الشقخ محؿد إمقـ الشـؼقطل‪ ،‬صاحب أضقاء البقان‪،‬‬
‫والشقخ محؿد أمقـ الشـؼقطل‪ ،‬غقر الؿتؼدم‪ ،‬وهق مـ شققخ الشقخ طبد الرحؿـ‬
‫السعدي‪ ،‬ومـف أخذ صريؼتف يف التدريس‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬ ‫‪719‬‬
‫كٌَ اىٍغؽب‪ :‬الشقخ تؼل الديـ الفاللل‪.‬‬
‫كٌَ إذ٘ٔة٘ا‪ :‬الشقخ الؿحدث محؿد طؾل آدم اإلثققبل القلقي‪.‬‬
‫كٌَ اىهٌٔاؿ‪ :‬الشقخ الؿحدث محؿد بـ طبد اهلل الصقمالل‪.‬‬
‫كٌَ ٌاىٖ‪ :‬الشقخ الؿحدث طبد الرحؿـ اإلفريؼل‪.‬‬
‫كٌَ اىِٓػ‪ :‬الشقخ الؿحدث طبقد اهلل الرحؿاين الؿباركػقري‪ ،‬والشقخ‬
‫الؿحدث طبد الحؼ الفاشؿل‪ ،‬والشقخ الؿحدث ضقاء الرحؿـ إطظؿل‪،‬‬
‫والشقخ الؿحدث وصل اهلل طباس‪.‬‬
‫رحؿ اهلل الجؿقع‪ ،‬وحػظ الشقخ الؿحدث وصل اهلل طباس‪.‬‬
‫‪ -7‬هذه الؿؼالة ‪-‬واهلل أطؾؿ‪ -‬مـ الؿؼآت التل يـبغل أن تطقى وٓ‬
‫تروى‪ ،‬لؿا قد تقلده مـ تعصب‪ ،‬وهل لقست كصا طـ معصقم‪ ،‬حتك ُتعؿؿ‬
‫طؾك أهؾ الؿغرب يف كؾ زمان‪.‬‬
‫ـادـا‪ :‬احٓاـ ٌَ ‪ٗ ٟ‬ؽل سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ ةإٌاحث كٓ٘ؽة ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫ةاىٍٓؽكؼ كاىِٖٓ َْ اىٍِهؽ‪ ،‬كاىٔكٔع يف ا‪ٝ‬رساء‪:‬‬
‫حغؽٗػة ‪( :1‬سمال لؾؿعرتضقـ‪ :‬إذا تعذر طؾقؽؿ تطبقؼ شعقرة إمر‬
‫بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر مع وٓة إمر يف السر‪ ،‬فؿا العؿؾ؟‬
‫هؾ تـتؼؾقن لإلكؽار العؾـل‪ ،‬وفؼ ضقابط وققاطد أهؾ السـة‪ ،‬وتقافؼقن‬
‫شقخ الؽؾ ‪-‬حػظف اهلل‪ -‬يف ذلؽ؟ أم ُتؿقتقن شعقرة واجبة مع الؼدرة طؾقفا‪،‬‬
‫هبدف درء الؿػسدة‪ ،‬فقـطبؼ طؾقؽؿ‪:‬‬
‫‪( :‬الؿرجئة وأهؾ الػجقر قد يرون ترك‬ ‫قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‬
‫إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر؛ ضـا أن ذلؽ مـ باب ترك الػتـة)‪.‬‬
‫الؿستدرك طؾك مجؿقع الػتاوى ‪.)611/1‬‬
‫حغؽٗػة ‪( :2‬جؿقؾ‪ ،‬ولؽـ يبؼك أن ما تعتؼد أكف خطل قد يعتؼده غقرك أكف‬
‫الصقاب‪ ،‬وإدلة متقافرة‪ ،‬خاصة وأكـا مطالبقن بػفؿفا بػفؿ سؾػ إمة‪،‬‬
‫والغريب أن مـ ٓ يرى اإلكؽار طؾك الحاكؿ أصبح قؾقؾ إكؽار الؿـؽر‬
‫بالجؿؾة‪ ،‬خقفا مـ أن يػفؿ أكف تللقب طؾك الحاكؿ‪ ،‬فلصبحـا كرى اختالصا‬
‫إكؽارا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫وحػالت وو‪ ،‬ولؿ كسؿع‬
‫حغؽٗػة ‪ :3‬كف٘ٓا ُلو ن‪٠‬ـ اىٍٓيٍٖ اىٍ٘اين‪( :‬وطؾك كؾ حال؛ فالؿعروفقن‬
‫‪718‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة‬
‫مـ العؾؿاء بذلؽ أفراد يعدون بإصابع‪ ،‬والجؿفقر ساكتقن‪ .‬وأما يف الؼرون‬
‫الؿتلخرة؛ فشاطت الؿـؽرات بقـ الؿؾقك وإمراء والعؾؿاء والعامة‪ ،‬ولؿ يبؼ‬
‫إٓ أفراد قؾقؾقن‪ ٓ ،‬يجسرون طؾك شلء‪ ،‬فنذا تحؿس أحدهؿ‪ ،‬وقال كؾؿة‪،‬‬
‫قالت العامة‪ :‬هذا مخالػ لؾعؾؿاء‪ ،‬ولؿا طرفـا طؾقف أباء)‪.‬‬
‫املبشح ايجاْ‪ َٔ :ٞ‬تطب‪ٝ‬كات فت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪:‬‬
‫أك‪ :ٟ‬ةػأ اىتٓو ٍٗتق اىفخٔل‪ ،‬كُهب ُففّ يف ٌلاـ اىٍٔسّ ىٔ‪ٟ‬ة ا‪ٌٔٛ‬ر‬
‫فٍ٘ا ٗيؾًٌٓ أف ٗفٓئق‪:‬‬
‫حغؽٗػة ‪( :1‬أطظؿ إجراء وقائل لدفع القباء والؼحط ورفعفؿا‪ :‬هق‪ :‬تطفقر‬
‫القٓة –وفؼفؿ اهلل لذلؽ طاجال‪ -‬البالد مـ الشرك إكرب وجؿقع مظاهره‪،‬‬
‫بدءا بتسقية الؼبقر وإضرحة التل تعبد مـ دون اهلل أو يعبد أصحاهبا‪،‬‬
‫بإرض‪ ،‬ومـع الزردات (الحػالت) التل يذبح فقفا لؾؼبقر‪ ،‬أو ٕصحاهبا‪،‬‬
‫ويـذر لفا‪ ،‬ويطاف هبا‪ ،‬ويستغاث بلصحاهبا)‪.‬‬
‫حغؽٗػة ‪( :2‬وهذه أطظؿ مفام وٓة إمقر –وفؼفؿ اهلل لذلؽ‪ -‬التل هبا‬
‫صالح البالد والعباد‪ ،‬فؼد روى اإلمام أحؿد يف مسـده أن طؾقا ﭬ بعث‬
‫صاحب شرصة‪ ،‬فؼال‪ :‬أبعثؽ لؿا بعثـل لف رسقل اهلل ﷺ‪ ٓ :‬تدع قربا إٓ‬
‫سقيتف‪ ،‬وٓ تؿثآ إٓ وضعتف‪( .‬تـبقف‪ :‬قد كان طؾل بـ أبل صالب ﭬ أمقر‬
‫الؿممـقـ طـد هذا البعث)‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬اـخغ‪٠‬ؿ فخٔل اىل٘ظ ىٍطاكىث إذارة اىفخِث‪:‬‬
‫حػكِٗث ف٘فتٔؾ ٌِلٔىث َْ أضػ اىشؾائؽَٗ٘‪( :‬الشقخ فركقس ‪-‬حػظف اهلل‪-‬‬
‫أجاز اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‪ ،‬وهذا طؿؾ الصحابة والتابعقـ ومـ بعدهؿ‪.‬‬
‫أيفا الشعب الؿحؼقر‪ِّ ،‬بردوا قؾقبؽؿ هـا؛ طؾـا‪ ،‬ويف حضرة الرئقس‪ٕ ،‬ن هذا‬
‫حسابف الرسؿل‪َ ،‬ما ْي َف ّػ ُؽ ْؿ حتك واحد(‪.))1‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬أي‪ ٓ :‬يخدطـؽؿ أحد‪.‬‬


‫‪777‬‬ ‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬

‫الخاتمة‪ :‬ملخص القراءة‪:‬‬


‫يمكن تلخيص ما جاء في القراءة بما يلي‪:‬‬
‫ساءت اىلؽاءة يف‪ٌ :‬لػٌث‪ ،‬كذ‪٠‬ذث فهٔؿ‪ ،‬كعاحٍث‪.‬‬
‫فاىٍلػٌث‪ :‬يؿؽـ تؾخقصفا بؿا يؾل‪:‬‬
‫التطـرق إلك وجقد حاجة ب ِّقــة إلك تقضقح بعض الؿسائؾ والؿصطؾحات‬
‫والؼقاطد التل ذكرها شقخـا؛ والتل ُتعقـ إذا ُوضحت طؾك ففؿ الؿسللة جقدا‪،‬‬
‫وترفع بعض اإلشؽآت‪ ،‬وتحدد إدلة التل ُيحتج هبا‪.‬‬
‫ِ‬
‫فٍَ حيم اىٍفائو‪:‬‬
‫‪َ - 1‬ا ٖ‪ ٛ‬املٓهس اير‪ُٜٓ ٟ‬هَس عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬إذا ‪ٚ‬قع‪ٛ‬ا ف‪:٘ٝ‬‬
‫يظفر مـ كالم شقخـا أكف قصد يف فتاويف إكؽار الؿـؽر الؿتػؼ طؾك تحريؿف‪،‬‬
‫وشقخـا أورد أدلة تتعؾؼ بباب آجتفاد‪ ،‬حقث يؽقن ولل إمر مجتفدا يف‬
‫مسللة‪ ،‬ثؿ غقره مـ الصحابة يبقـ الصقاب فقفا‪ ،‬وطدها مـ أدلة إكؽار الؿـؽر‬
‫طؾـا طؾك ولل إمر‪ ،‬مع كؼؾ كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ أكف ٓ يدخؾ فقف‪.‬‬
‫‪ - 2‬ت‪ٛ‬ض‪ٝ‬ض َصطًض‪( :‬اإلْهاز ايعًين)‪:‬‬
‫‪ ََٔ - 3‬اير‪ُٜٓ ٜٔ‬اط بِٗ ايك‪ٝ‬اّ باإلْهاز ايعًين عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪٠‬؟‬
‫ذكر شقخـا يف (الػتقى) ويف (التػـقد) أن إكؽار الؿـؽر طالكقة طؾك الحاكؿ‬
‫يؽقن ٔحاد الـاس‪ ،‬ففق حؼ لألمة جؿقعا‪ ،‬ويف (التقضقح)؛ قرر أكف يؼدِّ ر ذلؽ‬
‫عرفة والدِّ ِ‬
‫راية بلحقال البالد والعباد‪.‬‬ ‫أهؾ العؾؿ والؿ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫وهـاك ضرورة بقـة لتقضقح ما إذا كان شقخـا يرى الرأي إخقر أو الذي‬
‫تؼدمف‪ ،‬إذ أن تحديد ذلؽ يرتتب طؾقف آثار مفؿة‪.‬‬
‫‪ - 4‬بعض ايتكس‪ٜ‬سات اييت ذنسٖا غ‪ٝ‬دٓا‪:‬‬
‫‪ :7‬إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن يف حضقر ولل إمر‪ ،‬ويجقز أن‬
‫يؽقن يف غقابف‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان اإلكؽار يف حضقر ولل إمر أصال؛ فنكف ُيػفؿ مـف أن ما طداه بدل‪،‬‬
‫وٓ يـتؼؾ مـ إصؾ إلك البدل إٓ إذا تعذر إصؾ لسبب ماكع‪ ،‬وشقخـا لؿ‬
‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬ ‫‪776‬‬
‫يذكر السبب‪ ،‬وإكؿا ذكر أكف يجقز اإلكؽار يف غقبة ولل إمر بـاء طؾك أدلة‪.‬‬
‫فنذا كاكت هـاك أدلة لإلكؽار العؾـل يف حضقر ولل إمر‪ ،‬وأدلة يف غقابف‪،‬‬
‫ولقس هـاك دلقؾ يدل طؾك أن أحدهؿا أصؾ وأخر بدل؛ فحقـئذ يستقيان‪ ،‬فال‬
‫يؽقن أحدهؿا أصال وأخر بدٓ‪.‬‬
‫‪-2‬كؽر ك٘غِا أف اىخٓؽٗو كاىخَّيٍ٘ص ٗػع‪٠‬ف يف ةاب ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪:‬‬
‫أك‪ :ٟ‬التعريض والتَّؾؿقح يدخالن يف اإلكؽار السري أيضا‪.‬‬
‫ذاُ٘ا‪ُ :‬يـظر إلك جعؾ التعريض والتؾؿقح يدخالن يف باب اإلكؽار العؾـل‬
‫مـ جفتقـ‪:‬‬
‫ا‪ٛ‬كىٕ‪ :‬أن يف تؼرير ذلؽ فتح باب إلمؽاكقة تسؾط القٓة الظؾؿة طؾك أهؾ‬
‫العؾؿ‪ ،‬إذ التعريض بابف واسع‪ ،‬وكؾ يتؾؼاه طؾك حسب ففؿف‪.‬‬
‫كقع رهبة‪ ،‬فنذا‬
‫كاىشٓث اىراُ٘ث‪ :‬تثبقط مـ يريد إكؽار جـس الؿـؽر‪ ،‬ولف ُ‬
‫اكؼدح يف ذهـف أن التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل؛ ترك إكؽار جـس‬
‫الؿـؽر‪ ،‬خقفا مـ تبعات أن ُيػفؿ أن كالمف فقف تعريض بالقٓة‪ ،‬وبالتالل‬
‫يضعػ جدا جاكب الـفل طـ الؿـؽر‪.‬‬
‫ذاىرا‪ :‬تؿ كؼؾ كالم شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة يف بقان بعض أحؽام التعريض‪،‬‬
‫ومـفا‪ :‬أن التعريض ٓ يجقز إذا كان يف مؼام الػتقا والتحديث والؼضاء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فتاوى جمع من العلماء في المسألة‪:‬‬
‫ٍٗهَ حيغ٘م ٌا ساء يف ْؼا اىفهو ةٍا ٗيٖ‪:‬‬
‫أك‪ :ٟ‬ذكر شقخـا أن فتقاه بجقاز اإلكؽار طؾك ولل إمر طؾـا يف غقابف‪ ،‬إذا‬
‫تعذر اإلكؽار السري؛ جاءت مقافؼة لػتقى العؾؿاء‪ :‬طبد العزيز بـ باز‪ ،‬ومحؿد‬
‫كاصر الديـ إلباين‪ ،‬ومحؿد بـ صالح العثقؿقـ‪ ،‬رحؿفؿ اهلل‪.‬‬
‫بعد دراسة فتاوى همٓء العؾؿاء؛ كان مؾخص مجؿقع كالمفؿ كالتالل‪:‬‬
‫(اىِه٘طث ىيفيٍاف حهٔف فٍ٘ا ةَ٘ اىِانص كةِّ٘؛ ‪ُٓٛ‬ا أدْٕ ىيلتٔؿ‪ ،‬كإذا‬
‫دْج اىيؽكرة ىِهطّ سٓؽا‪ ،‬كناُج ِْاؾ ٌهيطث‪ ،‬كْٖ أف ٗؾكؿ اىلؽ‪،‬‬
‫كٗطو اىغ٘ؽ‪ ،‬أك ع٘ف اىختاس اىطق ْيٕ اىِاس‪ ،‬أك يف ٌٌَٔ ٗفٔت ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫فّ٘؛ ف٘شٓؽ ىيفيٍاف ةاىِه٘طث ‪ ،‬يف ضئرق‪ ٟ ،‬يف غ٘اةّ؛ ‪ٛ‬ف سٍّ٘‬
‫ا‪ُٝ‬هارات اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم ا‪ٌ٘ٛ‬ؽ أك اىطانً‪،‬‬
‫‪771‬‬ ‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬
‫ك‪ٛ‬ف اىهػع ةاىطق ‪ ٗ ٟ‬هٔف ٌَ كراء ضشاب‪ ،‬كذىم ٌففػة ٌطيث ‪ ٟ‬ع٘ؽ‬
‫ف٘ٓا‪ ،‬كإف رأل ْػـ اىٍهيطث يف اىشٓؽ؛ أك ٗخؽحب ْيّ٘ ٌِهؽ أًِْ؛ فإُّ‬
‫ِٗانطّ فٍ٘ا ةِّ٘ كةِّ٘)(‪.)1‬‬
‫ذاُ٘ا‪ُ :‬‬
‫كؼؾ كالم طؾؿاء آخريـ لؿؼاركتف بؽالم شقخـا‪ ،‬وهؿ‪ :‬اإلمام الؿجدد‬
‫محؿد بـ طبد القهاب‪ ،‬ومحؿد بـ طبد الؾطقػ آل الشقخ‪ ،‬وسعد بـ حؿد بـ‬
‫طتقؼ‪ ،‬وطبد اهلل بـ طبد العزيز العـؼري‪ ،‬وطؿر بـ محؿد بـ سؾقؿ‪ ،‬ومحؿد بـ‬
‫إبراهقؿ آل الشقخ‪ ،‬وطبد الرحؿـ بـ كاصر السعدي‪ ،‬رحؿفؿ اهلل‪ ،‬كأف كٔىًٓ‬
‫ناف‪ :‬إف اىِه٘طث ىٔىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ حهٔف ـؽا‪ ،‬ك‪ُٗ ٟ‬شٓؽ ةٓا‪.‬‬
‫فتبقـ أن ققل شقخـا يف جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمر يف غقبتفؿ لؿ‬
‫يلت مقافؼا لؼقل همٓء العؾؿاء وهؿ طشرة‪.‬‬
‫ذاىرا‪ُ :‬‬
‫كؼؾ ققل شقخـا الؼديؿ يف الؿسللة؛ وتبقـ أن ققلف الجديد لؿ يلت‬
‫مقافؼا لؼقلف الؼديؿ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األدلة التي استدل بها شيخنا‬


‫على جواز اإلناكر العلني في غيبة ولي األمر‪:‬‬
‫ٍٗهَ حيغ٘م ٌا ساء يف اىفهو ةٍا ٗيٖ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األدي‪ ١‬اييت اضتدٍ بٗا غ‪ٝ‬دٓا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش اإلْهاز‬
‫ايعًين يف ي‪ٝ‬اب ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس‪ٚ ،‬دزاضتٗا‪.‬‬
‫وأن مجؿقع ما استدل بف شقخـا‪ :‬ثالثة طشر دلقال‪ ،‬يؿؽـ تؼسقؿفا إلك‬
‫ثالثة أقسام‪ :‬إول‪ :‬أربعة أدلة طامة يف الباب‪ ،‬والؼسؿ الثاين‪ :‬ثؿاكقة آثار طـ‬
‫الصحابة ﭫ‪ ،‬والؼسؿ الثالث‪ :‬أثر طـ تابعل‪.‬‬
‫ايكطِ األ‪ :ٍٚ‬اضتــدالٍ غ‪ٝ‬دٓــا بأدي‪ ١‬عاَ‪ ١‬يف األَس باملعس‪ٚ‬ف‬
‫‪ٚ‬ايٓٗ‪ ٞ‬عٔ املٓهس‪:‬‬
‫وقد تؿ كؼؾ أربعة أحاديث خاصة يف الباب‪ ،‬وطادة أهؾ العؾؿ أن يؼدمقا‬
‫إدلة الخاصة يف الباب‪ ،‬أو إذا ذكروا إدلة العامة أتبعقها بإدلة الخاصة‪،‬‬
‫وإدلة الخاصة ُيؼدم العؿؾ هبا طؾك إدلة العامة‪.‬‬
‫(‪ )7‬الؿؾقن بالؾقن إسقد مؾخص لؽالم الشقخ ابـ باز‪ ،‬وإزرق لؾشقخ ابـ طثقؿقـ‪ ،‬وإحؿر‬
‫لؾشقخ إلباين‪ ،‬رحؿ اهلل الجؿقع‪.‬‬
‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬ ‫‪774‬‬
‫ايكطِ ايجاْ‪ :ٞ‬اضتــدالٍ غ‪ٝ‬دٓــا عً‪ ٢‬د‪ٛ‬اش اإلْهاز ايعًين يف‬
‫ي‪ٝ‬ب‪ٚ ١‬ي‪ ٞ‬األَس بتطع‪ ١‬آثاز مثاْ‪َٗٓ ١ٝ‬ا َـٔ فعــٌ ايصشاب‪ ١‬زض‪ٞ‬‬
‫اهلل عِٓٗ‪ٚ ،‬أثس َٔ فعٌ تابع‪ٚ ،ٞ‬ميهٔ تكط‪ُٗٝ‬ا إىل ثالث‪ ١‬أقطاّ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اـخػ‪ٟ‬ؿ ك٘غِا ةأذؽَٗ ناف ا‪ُٝ‬هار يف ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬كى٘ؿ يف‬
‫غ٘اةّ‪ ،‬كٍْا‪:‬‬
‫‪-1‬إكؽار طبادة بـ الصامت طؾك معاوية ﭭ يف حديث الصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬إكؽار طائشة ڤ طؾك مروان يف حضقره‪ ،‬وإكؽار أخقفا طبد الرحؿـ‬
‫طؾك معاوية ﭭ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اـخػ‪ٟ‬ؿ ك٘غِا ةفخث آذار حػعو يف ةاب ا‪ٟ‬سخٓاد؛ أي أن ولل إمر‬
‫راجعف ‪-‬أيضا‪ -‬كان مـ الؿجتفديـ‪،‬‬ ‫كان مجتفدا يف الؿسللة التل روجع فقفا‪ ،‬وم ِ‬
‫ُ‬
‫وهل خارجة طـ مجال البحث‪ ،‬كؿا تؼدم مـ كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ ‪،‬‬
‫وثالثة آثار مـ الستة كاكت مع حضقر ولل إمر‪ ،‬وثالثة يف غقابف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اـخػ‪ٟ‬ؿ ك٘غِا ةأذؽ َْ اىخاةٖٓ اىطفَ اىتهؽم‪ ،‬حقث أكؽر طؾك‬
‫أكس بـ مالؽ ﭬ تحديثف الحجاج –وهق أمقر العراق‪ -‬بحديث العركققـ‪.‬‬
‫وقال شقخـا‪( :‬فإْهاز‪ ٙ‬عً‪ ٢‬أْظ حتد‪ٜ‬ح احلذاز بٗرا ‪ٜ‬تطُٔ ـ يص‪َٚ‬ا‬
‫‪ٚ‬باأل‪ٚ‬ىل ـ إْهاز أفعاٍ احلذاز ‪ ٖٛٚ‬أَرل ايعسام)‪.‬‬
‫أخرج البخاري هذا إثر يف‪ :‬كتاب العؾؿ‪ ،‬باب مـ خص بالعؾؿ ققما دون‬
‫ققم كراهقة أن ٓ يػفؿقا‪ .‬وقال طؾل‪« :‬حدثقا الـاس بؿا يعرفقن‪ ،‬أتحبقن أن‬
‫يؽذب اهلل ورسقلف؟»‪ .‬مع ذكر كالم الحافظ ابـ حجر يف شرح ذلؽ‪ .‬ثؿ كؼؾ كالم‬
‫شقخـا يف (التقضقح) طؾك أن مـ يتقلك اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة هؿ العؾؿاء‪،‬‬
‫وأكف هبذا آطتبار؛ فنن فتقى اإلكؽار العؾـل ٓ يسقغ كشرها بقـ طامة الـاس‪،‬‬
‫كراهقة أٓ يػفؿقا‪ ،‬ومخافة أن ُيػتـقا‪ ،‬بؾ ٓ يسقغ كشرها حتك بقـ صالب العؾؿ‪،‬‬
‫وإكؿا يخا َصب هبا بصػة خاصة العؾؿاء‪ ،‬إلقـاطفؿ هبا أوٓ‪ ،‬ثؿ لؾعؿؾ هبا ثاكقا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثاز عٔ بعض ايصشاب‪ ١‬ﭫ‪ ،‬تبني َٓٗذِٗ‬
‫َٔ اإلْهاز ايعًين عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪ ٠‬ساٍ ي‪ٝ‬ابِٗ‪:‬‬
‫ٌَ ا‪ٙ‬ذار اىخٖ ساءت َْ اىهطاةث يف اىتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬طـ أبل سعقد طـ الـبل ﷺ قال ‪ ٍَِٓٗ ٟ« :‬أضػنً ٌغافث رسو ‪ -‬أك‬
‫ٌغافث ةلؽ ‪ -‬أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ»‪.‬‬
‫‪776‬‬ ‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬
‫قال أبق سعقد ‪ :‬فؾؼقت معاوية‪ ،‬فؼؾت لف ‪ :‬إكف لقس صاحب غدر إٓ لف يقم‬
‫الؼقامة لقاء غدر بغدرتف‪ ،‬وٓ غادر أطظؿ مـ أمقر طامة‪.‬‬
‫ويف رواية طبد بـ حؿقد يف مسـده‪ :‬قال أبق سعقد‪ :‬فؼد حؿؾـل ذلؽ طؾك أن‬
‫ركبت إلك معاوية‪ ،‬فؿألت أذكقف‪ ،‬ثؿ رجعت‪.‬‬
‫‪ -2‬طـ سعقد بـ جبقر قال‪ :‬قؾت ٓبـ طباس‪ :‬آمر إمامل بالؿعروف؟ قال‪:‬‬
‫إن خشقت أن يؼتؾؽ فال‪ ،‬فنن كـت وٓ بد فاطال فػقؿا بقـؽ وبقـف‪ ،‬وزاد أبق‬
‫طقاكة‪ :‬ك‪ ٟ‬حغخب إٌاٌم‪.‬‬
‫‪ -3‬طـ سعقد بـ جؿفان؛ أكف قال لعبد اهلل ابـ أوىف‪ :‬قؾت‪ :‬فنن السؾطان‬
‫يظؾؿ الـاس‪ ،‬ويػعؾ هبؿ‪ ،‬قال‪ :‬فتـاول يدي فغؿزها بقده غؿزة شديدة‪ ،‬ثؿ قال‪:‬‬
‫ويحؽ يا ابـ جؿفان‪ ،‬طؾقؽ بالسقاد إطظؿ‪ ،‬طؾقؽ بالسقاد إطظؿ‪ ،‬إف ناف‬
‫اىفيٍاف ٗفٍّ ٌِم‪ ،‬فأحّ يف ة٘خّ‪ ،‬فلخربه بؿا تعؾؿ‪ ،‬فنن قبؾ مـؽ‪ ،‬وإٓ فدطف‪،‬‬
‫فنكؽ لست بلطؾؿ مـف‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ﭫ‬ ‫يف إْهازات ايصشاب‪١‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬نالّ ابٔ ايك‪ِٝ‬‬
‫عً‪ ٢‬اي‪ٛ‬ال‪.٠‬‬
‫ذكر شقخـا كالم ابـ الؼقؿ الذي فقف كؿاذج مـ إكؽارات الصحابة العؾـقة‬
‫طؾك وٓة إمقر؛ يف سقاق استدٓلف طؾك اإلكؽارات العؾـقة لؾصحابة‪.‬‬
‫لؽالمف‪ ،‬وأكف ذكره يف سقاق فصؾ‬ ‫تؿ ذكر مـاسبة إيراد ابـ الؼقؿ‬
‫أك‪َّ :ٟ‬‬
‫طؼده بعـقان‪( :‬احتاع أكٔاؿ اىهطاةث)‪ ،‬وأكف قصد اإلكؽار العؾـل بحضرة‬
‫‪ :‬آثار تشقر إلك ذلؽ‪،‬‬ ‫السؾطان‪ ،‬ومؿا يشقر إلك الؿعـك الذي ذكره ابـ الؼقؿ‬
‫مـفا إتقان ابـ طؿر العؿال لقطظفؿ ثؿ تركف لذلؽ‪ ،‬وكصقحة ابـ طباس لؿـ‬
‫استشاره يف وطظ السؾطان‪ ،‬والـؼؾ طـ ابـ معقـ مؿـ أراد أن يؽقن مثؾ اإلمام‬
‫أحؿد‪ ،‬وأكف قال‪ :‬إكـا ٓ كطقؼ ذلؽ‪ ،‬وكؼؾ ققل اإلمام أحؿد لؿـ استشاره أن‬
‫يدخؾ طؾك الخؾقػة لقلمره ويـفاه‪.‬‬
‫يف مسللة اإلكؽار العؾـل بؽالم بقِّ ـ‪ ،‬وهق‪:‬‬ ‫ٌّ كؼؾ ققل ابـ الؼقؿ‬
‫(ومـ دققؼ الػطـة‪ :‬أكؽ ٓ ترد طؾك الؿطاع خطله بقـ الؿأل‪ ،‬فتحؿؾف رتبتف‬
‫طؾك كصرة الخطل‪ ،‬وذلؽ خطل ثان‪ ،‬ولؽـ تؾطػ يف إطالمف بف‪ ،‬حقث ٓ‬
‫يشعر بف غقره)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬ ‫‪776‬‬
‫ملحق‪:‬‬
‫ويتضؿـ أثار التل استدل هبا شقخـا طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل‪ ،‬وهل‬
‫تدخؾ يف باب اإلكؽار السري‪ ،‬وهل‪:‬‬
‫‪ -7‬إكؽار أبل سعقد الخدري ﭬ طؾك مروان بـ الحؽؿ يف تؼديؿف‬
‫الخطبة طؾك صالة العقد‪.‬‬
‫‪ -6‬أثر أسامة بـ زيد ﭭ لؿا ُصؾب مـف أن يؽؾؿ طثؿان ﭬ‪.‬‬
‫‪ -1‬أثر سعقد بـ جبقر مع ابـ طباس ﭭ يف اإلكؽار‪.‬‬
‫‪ -4‬أثر أبل بؽر الصديؼ ﭬ‪« :‬وإن رأيتؿقين طؾك باصؾ؛ فسددوين»‪.‬‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬بعض الضوابط التي وضعها شيخنا‬


‫لطريقة اإلناكر العلني‪،‬‬
‫ٍٗهَ حيغ٘م ٌا ساء يف ْؼا اىفهو ةٍا ٗيٖ‪:‬‬
‫كٗفًٓ ٌَ‬
‫ٗ‪٠‬ضَ أف ك٘غِا كىّ ىٔاةً ىٍؽٗلث ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ ةلفٍّ٘‪ُ ،‬‬
‫حيم اىئاةً أُّ أراد حٍ٘٘ؾ اىٍؽٗلث اىخٖ رأل أُٓا نط٘طث َْ ٌؽٗلث اىغٔارج‬
‫كاىطؽنَ٘٘ كاىطؾةَ٘٘‪ ،‬اىؼَٗ ٗفٓٔف إىٕ اىفؽكث كُلؽ اىفخَ‪.‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬ىٔاةً ا‪ُٟ‬خلاؿ ٌَ ا‪ُٝ‬هار اىفؽم إىٕ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪:‬‬
‫اىياةً ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬أف ٗغيب ْيٕ اىَِ حطه٘و اىغ٘ؽ ‪ٚ‬ش‪ٚ‬اٍ ايػس‪ َٔ ،‬يرل‬
‫تستب أ‪َ ٟ‬فطد‪:ٍ٠‬‬
‫ِِٗؽ إىٕ ْؼا اىياةً (َٔ يرل تستب أ‪َ ٟ‬فطد‪ ٌَ )ٍ٠‬سٓخَ٘‪:‬‬
‫‪ ،‬ومـ‬ ‫ا‪ٛ‬كىٕ‪ :‬تؼدم كؼؾ فتقى الشقخ محؿد بـ صالح العثقؿقـ‬
‫ضؿـ ما جاء فقفا ققلف‪( :‬مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛‬
‫يؿؽـ أن يدافع طـ كػسف‪ ،‬أن يبقـ وجفة كظره‪ ،‬ويحصؾ بذلؽ الخقر ‪ ...‬كأٌا‬
‫اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ‪ ٟ‬ع٘ؽ ف٘ٓا‪ٌ ،‬ففػة ٌطيث‪،‬‬
‫ٌَ كراء اىطشاب كٌَ كراء ُ‬
‫ى٘ؿ ف٘ٓا ع٘ؽ)‪.‬‬
‫كاىشٓث اىراُ٘ث‪ :‬أن هذا الضابط َبعقد القققع‪ ،‬وربؿا أمؽـ أن يؼال‪ :‬إكف‬
‫مستحقؾ القققع‪ ،‬فؿا مـ ُمـ َؽر ُيـ َؽر طؾك القٓة إٓ ويتققع مـف أن يؽقن فقف‬
‫مػسدة ولق كاكت صغقرة؛ فـؼقل شقخـا‪( :‬أي مػسدة) فـ (أي) تػقد العؿقم‪،‬‬
‫صغقرة كاكت الؿػسدة أو كبقرة‪.‬‬
‫‪771‬‬ ‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬
‫اىياةً اىراين‪ٗ :‬لػر ذىم أْو اىٓيً كاىٍٓؽفث كاىػراٗث ةأضٔاؿ اىت‪٠‬د كاىٓتاد‪.‬‬
‫سبؼ يف الؿؼدمة الؽالم طؾك هذا الضابط‪ ،‬وأن شقخـا ذكر يف (الػتقى)‬
‫و يف (التػـقد) أن إكؽار الؿـؽر طالكقة طؾك الحاكؿ حؼ لألمة جؿقعا‪ ،‬وأن ذلؽ‬
‫جائز ٔحاد الؿسؾؿقـ‪ .‬وإذا أخذكا بؼقلف يف (التقضقح)؛ فنكف قرر أكف يؼدِّ ر ذلؽ‬
‫أهؾ العؾؿ والؿعرفة والدراية بلحقال البالد والعباد‪.‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬ىٔاةً حٍت٘ق ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ (ن٘ف ٍٗتق ا‪ُٝ‬هار‬
‫ْخم ك‪ٟ‬‬‫اىٓيِٖ؟)‪ ،‬كْٖ‪ :‬اىِه٘طث اىٓيِ٘ث حؤدل‪ :‬ةاىخيٍف كاىيَ٘‪ ٌَ ،‬غ٘ؽ ٍ‬
‫َّ‬
‫حٓ٘٘ؽٍ ك‪ ٟ‬حلٍِّ٘‪ ،‬ك‪ ٟ‬عؽكجٍ ةاىلٔؿ كاىفٓو‪ ،‬ك‪ ٟ‬حٓ٘٘ز اىٓاٌث‪ ،‬ك‪ ٟ‬حأى٘ب‬
‫اىػٍْاء كاىغٔغاء ْيٕ ضهآًٌ كإْاُث ك‪ٟ‬ة أٌٔرًْ ‪ٝ‬ذارة اىفخَ‪ ،‬ك‪ ٟ‬رنٔب‬
‫أٌٔاج اىفٔىٕ كا‪ٟ‬ىٍؽاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ايٓعس إىل بعض ايط‪ٛ‬ابط املتكدَ‪( ٖٞٚ ،١‬إٔ ايٓص‪ٝ‬ش‪ ١‬ايعًٓ‪ ١ٝ‬تؤد‪٣‬‬
‫بايتًطف ‪ٚ‬ايًني‪ َٔ ،‬يرل ٖتوٍ ‪ٚ‬ال تع‪ٝ‬رلٍ ‪ٚ‬ال تػٓ‪ٝ‬عٍ) َٔ خالٍ ثالث‪١‬‬
‫ْكاط‪:‬‬
‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬ذنس األدي‪ ١‬عً‪ ٢‬ايط‪ٛ‬ابط‪:‬‬
‫‪ -1‬اـخػؿ ك٘غِا ْيٕ اىئاةً اىخٖ كىٓٓا ةأف إُهار أةٖ ـٓ٘ػ ﭬ‬
‫ْيٕ ٌؽكاف ﭬ ىً ٗهَ فّ٘ حلٓ٘ؽ ك‪ ٟ‬حأى٘ب‪.‬‬
‫أبق سعقد ﭬ قال لؿروان مـؽرا‪( :‬غقرتؿ‪ ،‬واهلل)‪ :‬أي‪ :‬سـة رسقل اهلل ﷺ‬
‫وخؾػائف‪ .‬وذكرت أن هذا لق كان وقع بؿحضر مـ الـاس لؽان ُيعد تشفقرا ب ِّقـا‬
‫يف حؼف‪.‬‬
‫‪ِْ -2‬اؾ أرةٓث آذار ىٍَ ا‪ٙ‬ذار اىخٖ اـخػؿ ةٓا ك٘غِا‪ ٟ ،‬حػؿ ْيٕ حيم‬
‫اىئاةً‪ ،‬ةو ساءت ف٘ٓا أىفاظ ٌلاةيث ىٓا‪ ،‬كْٖ‪:‬‬
‫إكؽار طبادة طؾك معاوية‪ ،‬وإكؽار طؿارة بـ رؤيبة طؾك بشر بـ مروان‪،‬‬
‫وإكؽار كعب بـ طجرة طؾك طبد الرحؿـ بـ أم الحؽؿ‪ ،‬وإكؽار طبد الرحؿـ‬
‫بـ أبل ٍ‬
‫بؽر طؾك مروان‪.‬‬
‫مع تقجقف تؾؽ العبارات التل جاءت ضؿـ إكؽارهؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬حلؽٗؽات ةٓو أْو اىٓيً حػؿ ْيٕ أف اىٍفأىث ف٘ٓا ع‪٠‬ؼ‪ ،‬كأف‬
‫سٍٓٔر اىٓيٍاء ‪ٗ ٟ‬لخؽٌٔف حيم اىئاةً يف ضاؿ ا‪ُٝ‬هار ْو اىفيٍاف أٌاٌّ‪.‬‬
‫ثاْ‪ٝ‬ا‪ :‬ب‪ٝ‬إ إٔ ٖر‪ ٙ‬ايط‪ٛ‬ابط يف باب اإلْهاز ايعًين يف ي‪ٝ‬اب ‪ٚ‬ي‪ ٞ‬األَس ال‬
‫تُدسز ايهالَّ عٔ ن‪ ْ٘ٛ‬ي‪ٝ‬ب‪َُ ١‬شسََّ‪ .١‬ولؿ يستثـ العؾؿاء وٓة إمر مؿا استثـقه‬
‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬ ‫‪779‬‬
‫مـ الغقبة‪ ،‬ويف سؾقك صريؼة إكؽار جـس الؿـؽر مـ غقر التعرض لؾقٓة‪- ،‬وهق‬
‫يحصؾ بف الؿؼصقد مـ اإلكؽار‪ -‬غـقة طـ الغقبة الؿحرمة‪.‬‬
‫‪-‬اإلشارة إلك أن طامة الـاس يغضبقن إن ُكصحقا و ُكبفقا طؾك خطئفؿ أمام‬
‫الؿإل‪ ،‬ولق كاكت الـصقحة أو اإلكؽار بلكسب العبارات وألطػفا‪ ،‬ويعتربون مجرد‬
‫بقان الخطل أمام الـاس فضقحة‪ ،‬فؽقػ لق ِزيدَ إلك ذلؽ‪ :‬أن يؽقن يف غقبتفؿ‪،‬‬
‫فؽقػ إذا تعؾؼ إمر بقٓة إمقر‪ ،‬وأن القٓية مـصب يف الغالب يحؿؾ صاحبفا‬
‫طؾك إكػة‪ ،‬فقؿا يتعؾؼ بالتـبقف طؾك الخطء‪ ،‬ولذلؽ جاءت الـصقص بؿراطاة‬
‫ذلؽ‪ ،‬مع كؼؾ كالم ابـ الؼقؿ مؿا يشقر إلك ذلؽ‪.‬‬
‫‪-‬وقد يستغؾ أهؾ الشر مـ القشاة كقن اإلكؽار مـ الغقبة لققصؾقه إلك‬
‫القٓة‪.‬‬
‫‪ -‬كٌٍا ٗخٓيق ةؼىم؛ أف ْاٌث اىِاس ‪ٗ ٟ‬فٍٓٔف ْؼق اىئاةً‪.‬‬
‫ثايجا‪ :‬ضبط ايط‪ٛ‬ابط‪ٚ ،‬اعتباز املآالت‪:‬‬
‫‪ْ -1‬ؼق اىئاةً ٗهٓب سػا ىتٍٓا‪ ،‬كإذا ناُج نؼىم ف‪ ٠‬حأذ٘ؽ ىٓا يف‬
‫اىطهً‪ ،‬كِٗٓؽ ذىم يف ٌا ٗيٖ‪:‬‬
‫أك‪ ٌَ :ٟ‬سٓث حطػٗػ ٌا ٗطفَ ٌَ ْتارات كٌا ‪ٗ ٟ‬طفَ‪ ،‬مع ذكر مثال‬
‫مـ كالم شقخـا‪.‬‬
‫‪ُِِٗ -2‬ؽ إىٕ ٌآؿ ْؼق اىفخٔل‪ْ ٌَ ،‬ػة سٔاُب‪:‬‬
‫اىشاُب ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬كػ ٗأحٖ ٌَِ اىؼَٗ ذنؽًْ ك٘غِا –الخقارج والحزبققـ‬
‫والحركققـ‪ -‬مـ يلخذ مـ الشقخ جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة يف حضرهتؿ‬
‫وغقبتفؿ‪ ،‬ويلخذون مـ غقره‪ :‬الؿذهب الػاسد يف باب إلػاظ‪ ،‬مؿا يعتؼدون‬
‫أكف جفر بالحؼ وققة فقف‪ ،‬وهؿ يستعؿؾقكف يف غقبة ولل إمر ٓ يف حضرتف‪.‬‬
‫اىشاُب اىراين‪ :‬كىٔج ْؼا اىتاب كػ ٗشؽ إىٕ ٌا ةٓػق‪ ،‬فؼد يبتدئ فقف‬
‫الـاصح بالؽالم الحسـ‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ قد ٓ يستطقع أن يضبط كالمف‪ ،‬أو قد‬
‫يجر تدريجقا إلك ما يخالػف‪.‬‬
‫اىشاُب اىراىد‪ :‬كػ ٗفخغو ذىم أْو ا‪ْٔٛ‬اء كاىلٓٔات‪ ،‬ى٘ترٔا ـًٌٍٔٓ‪،‬‬
‫ولقققعقا بقـ طؾؿاء إمة ووٓهتا‪ ،‬أو بقـ إمة وطؾؿائفا‪ ،‬ببث الشائعات‪،‬‬
‫وتلويؾ الؽالم‪ ،‬وحؿؾف طؾك محامؾ سقئة‪.‬‬
‫كٌٍا ٗؤٗػ ٌا حلػـ ٌَ اْختار ٌآؿ ْؼق اىفخٔل‪ :‬أكف ُكؼؾ طـ شقخـا يف مسللة‬
‫‪778‬‬ ‫اخلـامتـــة‪ :‬ملخــص الكـــراءة‬
‫التباطد يف الصالة؛ أكف ذكر مـ ضؿـ أسباب مـعف‪ :‬أكف اطترب مآل التباطد بلن‬
‫يصبح هق إصؾ بعد اكتفاء الجائحة‪ ،‬ويصبح الرتاص مفجقرا‪ ،‬وم َّثؾ بذلؽ‬
‫بالدرس قبؾ خطبة الجؿعة‪ ،‬حقث اطتاده الـاس‪ ،‬وصار أصال‪ ،‬فؽذلؽ يف هذه‬
‫الؿسللة؛ ُيعترب مآل هذه الػتقى وفؼ ما تؼدم ذكره‪.‬‬
‫‪ -3‬أٍُٔذج حٍت٘لٖ‪ :‬إُؾاؿ اىئاةً اىٍؼنٔرة ْيٕ اىٍِاْؽات‪:‬‬
‫‪‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬من آثار فتوى اإلناكر العلني‬
‫هذا الػصؾ يتضؿـ الـظر يف بعض آثار فتقى اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة‪،‬‬
‫مـ خالل دراسة مجؿقطة مـ التغريدات طؾك تقيرت‪ ،‬وكؾفا لؿحبل شقخـا‪ ،‬مع‬
‫تـاول تدويـة طؾك فقسبقك‪.‬‬
‫املبشح األ‪ :ٍٚ‬االْتصاز يفت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪:‬‬
‫وذلؽ بتضعقػ حديث طقاض بـ غـؿ‪ ،‬وآستدٓل بآثار تدخؾ فقؿا‬
‫يجري يف باب القٓيات‪ ،‬وما يؼع فقفا مـ ألػاظ‪ ،‬وآستدٓل بآثار ٓ طالقة‬
‫لفا البتة بالؿسللة‪ ،‬ولق مـ جفة بعقدة‪ ،‬والثـاء طؾك شقخـا بؿا يتضؿـ‬
‫آكتؼاص مـ العؾؿاء أخريـ‪ ،‬بؾ وآكتؼاص مـ شقخـا كػسف‪ ،‬حقث إكف كؿا‬
‫تؼدم ققلف الجديد لؿ يلت مطابؼا لؼقلف الؼديؿ‪ ،‬وآكتصار لؼقل شقخـا بلمر ٓ‬
‫يتعؾؼ بطرق ترجقح الػتقى‪ ،‬وهق الؼقل بلن سبب طدم إخذ بػتقى شقخـا أو‬
‫الؿشرق‪ ،‬واهتام مـ ٓ‬
‫كؼده فقفا‪ ،‬هق أكف مـ طؾؿاء الؿغرب‪ ،‬ولقس مـ طؾؿاء َ‬
‫يرى جقاز اإلكؽار العؾـل بنماتة شعقرة إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر‪،‬‬
‫والقققع يف اإلرجاء‪.‬‬
‫املبشح ايجاْ‪ َٔ :ٞ‬تطب‪ٝ‬كات فت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين‪:‬‬
‫بدأ البعض يطبؼ الػتقى‪ ،‬وكصب كػسف يف مؼام الؿقجف لقٓة إمقر فقؿا‬
‫يؾزمفؿ أن يػعؾقه استغالل فتقى الشقخ إلثارة الػتـة‪ ،‬وهـاك مـ استغؾ فتقى‬
‫الشقخ لؿحاولة إثارة الػتـة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫واهلل أطؾؿ‪ ،‬والحؿد هلل الذي بـعؿف تتؿ الصالحات‪ ،‬وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك‬
‫كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪767‬‬ ‫الــنـلـــخــــــل‬

‫الملحـق(‪:)1‬‬

‫الحؿد هلل‪ ،‬والصالة والسالم طؾك رسقل اهلل‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف ومـ اتبع‬
‫هداه‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬ففذا مؾحؼ بالؼراءة حقل فتقى شقخـا أبل طبد الؿعز‪ ،‬حػظف اهلل‪،‬‬
‫ِ‬
‫كٌفأىث احتا ِع ا‪ْٛ‬يًِ)‪ ،‬وقد ُكشرت يف‬ ‫ِ‬
‫ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٌشاؿ‬ ‫الؿقسقمة‪( :‬يف‬
‫مققعف بتاريخ‪.7441/9/76 :‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -7‬قال شقخـا حػظف اهلل‪( :‬اإلْهازَ عً‪ُٚ ٢‬يَا‪ ِ٠‬األَسِ إَُّْا ‪ٜ‬ه‪ ُٕٛ‬عً‪ ٢‬مج‪ٝ‬عِ‬
‫األخطا‪ٚ ِ٤‬املُدايفاتِ ‪ٚ‬املُٓهَساتِ ايَّيت ‪ٚ‬قع‪ٛ‬ا ف‪ٗٝ‬ا أ‪َ ٚ‬أذِْ‪ٛ‬ا بٗا أ‪ ٚ‬أ ََسُ‪ٚ‬ا بٗا ـ ‪ٚ‬ي‪ٛ‬‬
‫بادتٗادٍ َِٓٗ ‪ٚ‬تأ‪ ،ٌٍٜٚ‬بعد حتكُّلِ ن‪ِْٗٛ‬ا َُٓ َهسّا َُدا ِيفّا يًػَّسع)‪.‬‬
‫فؼرر شقخـا أكف يـؽر طؾك ولل إمر يف إمقر التل اجتفد فقفا أو تلول‪،‬‬
‫لؾشرع‪.‬‬‫مـؽرا ُمخال ِ ًػا َّ‬
‫بعد التحؼؼ مـ كقهنا ً‬
‫وتؼدم الؽالم طؾك مسللة اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية‪ ،‬وققل شقخـا يف‬
‫ذلؽ‪ ،‬وهق‪( :‬الؼقل َّ‬
‫بلن مسائؾ الخالف ٓ إكؽار فقفا؛ لقس بصحقحٍ ‪ ،‬كؿا ب َّقـ‬
‫ػرق بقـ‬ ‫ذلؽ ابـ الؼ ِّقؿ يف «إطالم الؿق ِّقعقـ» َّ‬
‫أتؿ البقان‪ ،‬فحاصؾ ذلؽ أكف ُي َّ‬
‫الؿسائؾ آجتفادية والؿسائؾ الخالفقة‪ ،‬فػل الؿسائؾ الخالفقة؛ فنكف يجب‬
‫اإلكؽار طؾك الؿخالػ يف ٍ‬
‫ققل يخالػ سـَّ ًة ثابت ًة أو إجؿا ًطا شائ ًعا‪ ،‬وكذلؽ‬
‫يجب اإلكؽار طؾك العؿؾ الؿخالػ لؾسـَّة أو اإلجؿاع بحسب درجات إكؽار‬
‫الؿـؽر‪َّ .‬أٌا اىٍفائػو ا‪ٟ‬سخٓادٗػث‪ :‬ف‪ٗ ٠‬شٔز ا‪ُٝ‬هػػار ف٘ٓػا ْيػٕ اىٍغػاىػف إ‪َّٟ‬‬
‫اىٍطشػث)(‪.)2‬‬
‫َّ‬ ‫اىطشػث كإٗياح‬
‫َّ‬ ‫ةٓػػ ة٘ػاف‬
‫‪‬‬

‫‪ -6‬قال شقخـا حػظف اهلل‪( :‬نُا أَّْ٘ إذا ناْت ايَّٓص‪ٝ‬ش‪ ُ١‬ال تأت‪ٞ‬‬
‫بجَُستِٗا املَسد‪ ِ٠َّٛ‬بايهفِّ عٔ املُٓ َهسِ ـ ال ضِسِّا ‪ٚ‬ال عًّٓا ـ ‪ٚ‬نإ يف برهلا يفاعٌِ‬
‫املُٓ َهسِ َا ‪ٜ‬ص‪ٜ‬د ايػَّسَّ بإَعاْ٘ يف َُٓ َهسِ‪ ٙ‬أ‪َ ٚ‬صرلِ‪ ٙ‬إىل أَغَسَّ َٓ٘‪ ،‬أ‪ ٚ‬نإ ذيو‬
‫(‪ )7‬تؼدم أن فضقؾة الشقخ صالح السحقؿل ‪-‬حػظف اهلل‪ -‬لؿ يؼرأ هذا الؿؾحؼ‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكظر‪ :‬ص‪.66‬‬
‫الــنـلـــخــــــل‬ ‫‪766‬‬
‫َُٓتٗ‪ ٢‬ادتٗادِ‪ٚ ٙ‬مل ‪ٜ‬كتٓع ب‪ٛ‬دٗ‪ْ ِ١‬عسِ ايَّٓاصض‪ ،‬فذلىُ ايَّٓص‪ٝ‬ش‪ ِ١‬ي٘ ٖٓا ٖ‪ٛ‬‬
‫اي‪ٛ‬ادبُ‪ ،‬س‪ٝ‬ح ال تٓفع ايرِّنس‪٣‬؛ يك‪ٛ‬ي٘ تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ) طاألعً‪٢‬ص)‪.‬‬
‫يؿؽـ أن يؼال‪ :‬إن الـاصحقـ يختؾػقن يف قبقل ولل إمر لـصقحتفؿ أو‬
‫ردها‪ ،‬فؼد يرد وجفة كظر لعالؿ‪ ،‬ويؼبؾفا كػسفا مـ طالؿ آخر‪ ،‬لؿـزلة إخقر‬
‫طـده‪ ،‬أو لطريؼة تؼديؿفا لف‪ ،‬أو غقر ذلؽ مـ إسباب‪ ،‬وخاصة أن شقخـا ذكر‬
‫ِ‬
‫اجتفاده‪ ،‬وآجتفاد قد يتغقر‪.‬‬ ‫أن الحاكؿ كان ذلؽ ُمـتفك‬
‫ُ‬
‫وجعؾ‬ ‫فؽقن الـاصح إذا رأى أن ولل إمر لـ يؼتـع بقجفة كظره فؼط‪،‬‬
‫تلثقؿا‬
‫ذلؽ واج ًبا لرتك الـصقحة حتك سرا‪ ،‬ففذا إمر يحتاج إلك تلمؾ‪ٕ ،‬ن فقف ً‬
‫لؿـ يؼدم الـصقحة يف هذه الحال‪ ،‬وشقخـا جعؾ الدلقؾ طؾك ذلؽ‪ :‬ققلف‬
‫تعالك‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [إطؾك]‪ .‬وطامة الؿػسريـ لؿ يستدلقا هبا طؾك‬
‫وجقب ترك التذكقر إن خقػ أن الذكرى ٓ تـػع الؿـصقح(‪.)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫قال الشقخ محؿد بـ صالح العثقؿقـ‬
‫(ثؿ أمره تعالك أن يذكر فؼال‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ) يعـل ذكر الـاس‪،‬‬
‫ذكرهؿ بآيات اهلل‪ ،‬ذكرهؿ بليام اهلل‪ ،‬طظفؿ‪( ،‬ﯨ ﯩ ﯪ) يعـل يف محؾ‬
‫تـػع فقف الذكرى‪ ،‬وطؾك هذا فتؽقن (ﯨ) شرصقة‪ ،‬والؿعـك‪ :‬إن كػعت الذكرى‬
‫فذكر‪ ،‬وإن لؿ تـػع فال تذكر‪ٕ ،‬كف ٓ فائدة مـ تذكقر ققم كعؾؿ أهنؿ ٓ يـتػعقن‪،‬‬
‫هذا ما ققؾ يف هذه أية‪.‬‬
‫وقال بعض العؾؿاء‪ :‬الؿعـك‪ :‬ذكر طؾك كؾ حال‪ ،‬إن كان همٓء الؼقم تـػع‬
‫فقفؿ الذكرى‪ ،‬فقؽقن الشرط هـا لقس الؿؼصقد بف أكف ٓ ُيذكر إٓ إذا كػعت‪ ،‬بؾ‬
‫الؼرصبل»‬ ‫(‪ )7‬اكظر‪« :‬تػسقر الطربي» (‪ ،)116/64‬و«تػسقر البغقي» (‪ ،)646/6‬و«تػسقر‬
‫(‪ ،)61/61‬و«التسفقؾ لعؾقم التـزيؾ» (‪ )171/1‬و«البحر الؿحقط» (‪،)146 /9‬‬
‫و«الؾباب يف طؾقم الؽتاب» (‪ ،)696 /61‬و«فتح الؼدير» (‪ ،)617/6‬و«التحرير‬
‫والتـقير» (‪.)667/11‬‬
‫وقال اإلمام ابـ كثقر رحؿف اهلل يف تػسقره (‪( :)611/4‬وققلف تعالك‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ) أي ذكر حقث تـػع التذكرة‪ ،‬ومـ هفـا يمخذ إدب يف كشر العؾؿ‪ ،‬فال يضعف طـد‬
‫غقر أهؾف‪ ،‬كؿا قال أمقر الؿممـقـ طؾل رضل اهلل طـف‪ :‬ما أكت بؿحدث قق ًما حديثًا ٓ‬
‫تبؾغف طؼقلفؿ إٓ كان فتـة لبعضفؿ‪ ،‬وقال‪ :‬حدث الـاس بؿا يعرفقن أتحبقن أن ّ‬
‫يؽذب‬
‫اهلل ورسقلف)‪.‬‬
‫‪761‬‬ ‫الــنـلـــخــــــل‬
‫الؿعـك‪ :‬ذكر إن كان همٓء الؼقم يـػع فقفؿ التذكقر‪ ،‬فالؿعـك طؾك هذا الؼقل‪:‬‬
‫ذكر بؽؾ حال‪ ،‬والذكرى سقف تـػع‪ .‬تـػع الؿممـقـ‪ ،‬وتـػع ا ُلؿذكِّر ً‬
‫أيضا‪،‬‬
‫فالؿذكر مـتػع طؾك كؾ حال‪ ،‬والؿذكر إن اكتػع هبا ففق مممـ‪ ،‬وإن لؿ يـتػع هبا‬
‫فنن ذلؽ ٓ يـؼص مـ أجر الؿذكر شق ًئا‪ ،‬فذكر سقاء كػعت الذكرى أم لؿ تـػع‪.‬‬
‫وقال بعض العؾؿاء‪ :‬إن ضـ أن الذكرى تـػع وجبت‪ ،‬وإن ضـ أهنا ٓ تـػع‬
‫ففق مخقر؛ إن شاء ذكر‪ ،‬وإن شاء لؿ يذكر‪.‬‬
‫ولؽـ طؾك كؾ حال كؼقل‪ٓ :‬بد مـ التذكقر‪ ،‬حتك وإن ضــت أهنا ٓ تـػع‪،‬‬
‫فنهنا سقف تـػعؽ أكت‪ ،‬وسقف يعؾؿ الـاس أن هذا الشلء الذي ذكرت طـف‬
‫سؽت والـاس يػعؾقن الؿحرم‪ ،‬قال الـاس‪ :‬لق‬
‫َّ‬ ‫إ َّما واجب‪ ،‬وإ َّما حرام‪ ،‬وإذا‬
‫كان هذا محر ًما لذكَّر بف العؾؿاء‪ ،‬أو لق كان هذا واج ًبا لذكَّر بف العؾؿاء‪ ،‬فالبد‬
‫مـ التذكقر وٓبد مـ كشر الشريعة‪ ،‬سقاء كػعت أم لؿ تـػع)(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -1‬قال شقخـا‪ ،‬حػظف اهلل‪ٚ( :‬إِِٕ خُػِ‪ َِِٔ َٞ‬إظٗازِ ايطُّه‪ٛ‬تِ عٔ سهِِ‬
‫ايفعٌ إَِٔ ‪ٜ‬غذلَّ ب٘ يرلُ‪ ٙ‬ف‪ٝ‬عَّٔ ايطُّه‪ٛ‬تَ إقسازّا ‪ٚ‬أَّْ٘ ضا‪٥‬غْ‪ :‬ب‪ َّٔٝ‬سُ ِهَُ٘ هلِ د‪ٕٚ‬‬
‫خاص‪ ّ١‬إِِٕ نإ سانُّا أ‪ ٚ‬عاملّا يعع‪ِِٝ‬‬ ‫َّ‬ ‫إثازتِِٗ أ‪ ٚ‬تٗ‪ِٝٝ‬ذِِٗ عً‪ ٢‬ايفاعٌ‪،‬‬
‫ُتبَع ‪ٚ‬أَعَصُّ عً‪ٓٝ‬ا َُٓٗا‪،‬‬
‫سكُِّٗا‪ٚ ،‬ال ‪َُٜٓ‬ع٘ ذيو ََِٔ ايب‪ٝ‬إ‪ ،‬فاحللُّ أسلُّ إَِٔ ‪َّ ٜ‬‬
‫ُْصشّا يألََُّ‪ٚ ١‬خس‪ٚ‬دّا َِِٔ ََعَسَّ‪ ِ٠‬ايهِتُا ِٕ ‪ٚ‬إمثِ٘)‪.‬‬
‫فؼد أدخؾ شقخـا العؾؿاء يف الؿقضقع‪ ،‬والػتاوى الثالث السابؼة وهذه‬
‫الػتقى إكؿا شلهنا البحث يف مسللة اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -4‬قال شقخـا‪ ،‬حػظف اهلل‪ٖ( :‬را‪ٚ ،‬باإلْهازِ ايعًينِّ عً‪ُٚ ٢‬يَا‪ ِ٠‬األَس‬
‫بط‪ٛ‬ابط٘ قاٍ األيباْ‪ٚ ُّٞ‬ابُٔ عج‪ُٝ‬ني ‪َُٚ‬ك ِبٌْ اي‪ٛ‬ادع‪ ُّٞ‬ـ زمحِٗ اهلل ـ ‪ٚ‬يرلُِٖ‬
‫نجرلْ ض‪ٛ‬ا‪ ََِٔ ْ٤‬املُعاصس‪ٚ ٜٔ‬ايطَّايفني‪ٚ ،‬ب٘ قاٍ ابُٔ ايك‪ ِِّٝ‬ـ زمح٘ اهلل ـ‪،‬‬
‫‪ٚ‬سه‪َٖ ٢‬را اإلْهازَ عٔ طا‪٥‬ف‪ ََِٔ ٍ١‬ايطًَّف ايصَّاحل ََِٔ ايصَّشاب‪ ِ١‬ف َُِٔ بعدِٖ‪،‬‬
‫ممِٔ دا‪٤‬‬ ‫‪ ِٖٚ‬أَض َعدُ بايصَّ‪ٛ‬ابِ ‪ٚ‬أَق‪ َُّٛ‬باألساد‪ٜ‬حِ ايَّيت زَ‪َِٖٚٚ‬ا يف ذيو َّ‬
‫بعدَِٖ)‪.‬‬
‫تؼدم الؽالم طؾك الضقابط التل ذكرها شقخـا‪ ،‬مؿا رأى أن فقفا تػري ًؼا بقـ‬

‫(‪« )7‬تػسقر جزء طؿ» لؾعثقؿقـ‪ ،‬ص ‪.764‬‬


‫الــنـلـــخــــــل‬ ‫‪764‬‬
‫مـفج السؾػ وبقـ مـفج الخقارج وأضراهبؿ‪.‬‬
‫وتؼدم تؼسقؿ الضقابط إلك ثالثة أقسام‪:‬‬
‫الؼسؿ إول‪ُ ٓ :‬يـتؼؾ مـ اإلكؽار السري إلك العؾـل إٓ بعد أن يتعذر‬
‫اإلكؽار السري‪ ،‬وفؼ ما ذكره شقخـا مـ وسائؾ اإلكؽار السري‪.‬‬
‫الؼسؿ الثاين‪ :‬إذا كان اإلكؽار العؾـل يتققع فقف الؿصؾحة وحصقل الخقر‬
‫وزوال الشر‪.‬‬
‫الؼسؿ الثالث‪ :‬أن يؽقن اإلكؽار بالتؾطػ والؾقـ‪ ،‬دون ٍ‬
‫هتؽ وٓ ٍ‬
‫تعققر وٓ‬
‫تشـق ٍع ‪ ،‬وٓ هتققج لؾعامة وٓ تللقب الدهؿاء والغقغاء طؾك حؽامفؿ وإهاكة‬
‫وٓة أمقرهؿ إلثارة الػتـ وركقب أمقاج الػقضك وآضطراب‪.‬‬
‫والذي يتعؾؼ هبذا الؿقصـ ما ذكره شقخـا مـ كسبة اإلكؽار العؾـل ٌلؽكُث‬
‫ةٓؼق اىئاةً إلك َمـ ذكرهؿ‪.‬‬
‫فنذا طرضـا ققل شقخـا طؾك أققالفؿ‪ ،‬مع الرجقع إلك ما كؼؾف شقخـا طـفؿ‬
‫مـ فتاوى وآثار يف ذلؽ؛ أمؽـ تؾخقص ذلؽ فقؿا يؾل‪:‬‬
‫‪ :‬الـص الذي كؼؾف شقخـا طـف ‪-‬كؿا تؼدم‪ -‬أكف‬ ‫‪ -7‬اىل٘ظ ا‪ٛ‬ىتاين‬
‫يتـاول اإلكؽار العؾـل أمام ولل إمر‪ ،‬ولقس فقف التطرق إلك الضقابط بلقسامفا‬
‫الثالث(‪.)1‬‬
‫‪ :‬يف كالمف ذكر الؼسؿ الثاين مـ الضقابط‪ ،‬لؽـف‬ ‫‪ -6‬اىل٘ظ اةَ ْرٍَ٘٘‬
‫ذكرها فقؿا يتعؾؼ باإلكؽار العؾـل يف حال حضقر ولل إمر‪ ،‬أما يف حال غقابف‬
‫فؼد قال يف مقضع آخر‪( :‬مشروطقة الـصقحة طؾـًا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛‬
‫يؿؽـ أن يدافع طـ كػسف‪ ،‬أن يبقـ وجفة كظره‪ ،‬ويحصؾ بذلؽ الخقر ‪ ...‬وأما‬
‫مـ وراء الحجاب‪ ،‬ومـ وراء الجدر؛ ففذا مػسدة ٓ خقر فقفا‪ ،‬مػسدة محضة‪،‬‬
‫لقس فقفا خقر)(‪ .)2‬وأما الؼسؿ الثاين مـ الضقابط فؾؿ يتطرق إلقف‪.‬‬
‫‪ :‬تطرق فقؿا كؼؾف طـف شقخـا إلك جزء مـ‬ ‫‪ -1‬اىل٘ظ ٌلتو اىٔادْٖ‬
‫بلس بذلؽ‪ ،‬مع‬
‫‪( :‬وأ َّما آكؽار طؾقفؿ فال َ‬ ‫الؼسؿ الثالث‪ ،‬وذلؽ يف ققلف‬

‫(‪ )7‬اكظر كالم الشقخ إلباين يف ص ‪.66‬‬


‫(‪ )6‬اكظر كالم الشقخ العثقؿقـ يف ص ‪.69‬‬
‫‪766‬‬ ‫الــنـلـــخــــــل‬
‫اكؼالبات‪ ،‬ولؽِ ْـ تدطق إلك‬
‫ٍ‬ ‫ثقرة‪ ،‬وٓ ِ‬
‫داط َل‬ ‫ٍ‬ ‫لست ِ‬
‫داط َل‬ ‫إطالم الؿسؾؿقـ أكؽ َ‬
‫الؿـ َؽر)‪.‬‬
‫تغققر هذا ُ‬
‫يف كالمف الذي كؼؾف طـف شقخـا ما‬ ‫‪ :‬لؿ يذكر‬ ‫‪ -4‬اإلمام ابـ الؼقؿ‬
‫لؿ يؼصد الؽالم والتلصقؾ‬ ‫يتعؾؼ بالضقابط بلقسامفا الثالث‪ .‬وتؼدم أكف‬
‫وجفا مؿا‬
‫ً‬ ‫لؿسللة صريؼة كصح القٓة‪ ،‬أو صريؼة اإلكؽار طؾقفؿ‪ ،‬وإكؿا ذكر‬
‫يستدل بف طؾك اتباع أققال الصحابة‪ ،‬وأهنؿ وفقا بقعتفؿ لؾـبل ﷺ‪ ،‬وأن لفؿ‬
‫مـزلة لؿ يشركفؿ مـ بعدهؿ فقفا يف صدطفؿ بالحؼ‪ ،‬وأيضا بالـظر إلك إمثؾة‬
‫مع ققلف‪( :‬كٌَ ةٓػًْ ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث)‪ ،‬يؾحظ أكف‬ ‫التل ذكرها‬
‫يؼصد اإلكؽار العؾـل بحضرة ولل إمر‪ٕ ،‬كف هق الذي يشؼ طؾك الـػقس‪،‬‬
‫ويـدر مـ يليت بف‪ ،‬أما اإلكؽار العؾـل يف غقبتف؛ فؼد ُطؾؿ مـ واقع الـاس أكف‬
‫مقجقد وبؽثرة‪ .‬وأن رأيف الصريح يف الؿسللة مبقـ يف ققلف‪( :‬ومـ دققؼ الػطـة‪:‬‬
‫أكؽ ٓ ترد طؾك الؿطاع خطله بقـ الؿأل‪ ،‬فتحؿؾف رتبتف طؾك كصرة الخطل‪،‬‬
‫وذلؽ خطل ثان‪ ،‬ولؽـ تؾطػ يف إطالمف بف‪ ،‬حقث ٓ يشعر بف غقره)(‪.)1‬‬
‫‪ٚ( :‬سه‪َٖ ٢‬را اإلْهازَ عٔ طا‪٥‬ف‪ ََِٔ ٍ١‬ايطًَّف‬ ‫وققل شقخـا طـف‬
‫ايصَّاحل ََِٔ ايصَّشاب‪ ِ١‬فَُِٔ بعدِٖ)‪ .‬فعبارة‪( :‬فُٔ بعدِٖ)‪ :‬بعد الرجقع إلك‬
‫الـص الذي كؼؾف طـف شقخـا كجد أن ابـ الؼقؿ لؿ يذكر َمـ بعد الصحابة‪ ،‬وإكؿا‬
‫اقتصر طؾك ذكر الصحابة‪ ،‬وٕكف ‪-‬كؿا تؼدم‪ -‬طؼد فصال يف بقان مـزلة الصحابة‬
‫طؾك مـ بعدهؿ‪ ،‬وأيضا فنن ذلؽ ب ِّقـ يف ققلف‪( :‬وهذا كثقر جدا مـ إكؽارهؿ طؾك‬
‫إمراء والقٓة إذا خرجقا طـ العدل‪ :‬لؿ يخافقا سقصفؿ وٓ طؼقبتفؿ‪ ،‬كٌَ‬
‫ةٓػًْ لؿ تؽـ لفؿ هذه الؿـزلة‪ ،‬بؾ كاكقا يرتكقن كثقرا مـ الحؼ خقفا مـ وٓة‬
‫الظؾؿ وأمراء الجقر‪ ،‬فؿـ الؿحال أن يقفؼ همٓء لؾصقاب ويحرمف أصحاب‬
‫رسقل اهلل ﷺ)‪.‬‬
‫‪ -6‬اىهطاةث رىٖ اهلل ًِْٓ‪ :‬تؼدم أن أثار التل كؼؾفا شقخـا طـفؿ تتعؾؼ‬
‫باإلكؽار العؾـل أمام ولل إمر ولقس يف غقبتف‪ ،‬وأكف لقس فقفا التطرق إلك‬
‫الضقابط بؼسؿفا إول والثاين‪ ،‬وأما الؼسؿ الثالث؛ فنن خؿسة آثار مـ التل‬
‫(‪ )7‬اكظر ص ‪.84‬‬
‫الــنـلـــخــــــل‬ ‫‪766‬‬
‫استدل هبا شقخـا جاءت طؾك كؼقضفا‪ ،‬وتؼدم ذكر ذلؽ(‪.)1‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -6‬قال شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬يف آخر الػتقى‪( :‬ال ض‪َُّٝ‬ا َع تَها ُثسِ اآلثازِ يف‬
‫ذيو عٔ دلُ‪ٛ‬عِِٗ َِِٔ يرلِ َُ‪ٛ‬اطأ‪ٚ ٍ٠‬ال ْهرلٍ ي٘ زأضّا مبا ف‪ ِٗٝ‬زا‪ ٟٚ‬سد‪ٜ‬حِ‬
‫اإلضسازِ ع‪ٝ‬اضُ بُٔ يَ ٍِِٓ زض‪ ٞ‬اهلل عٓ٘‪َ ،‬ع تكس‪ٜ‬سِٖ ‪ٚ‬إزغادِِٖ إىل اإلضساز‬
‫بايُّٓصض أصاي‪ ،ّ١‬فال َعازض‪ َ١‬بني َا قسَّز‪ٚ ٙٚ‬بني َا فعً‪ ٙٛ‬إذا ‪ُٚ‬دِّ٘ ٖرا‬
‫ايتَّ‪ٛ‬د‪.)َ٘ٝ‬‬
‫ِ‬
‫اإلسرار طقاض بـ غـؿ ﭬ لؿ يـؽر اإلكؽار‬ ‫ِ‬
‫حديث‬ ‫ذكر شقخـا أن راوي‬
‫العؾـل‪ ،‬وتؼدم ققلف ﭬ لفشام بـ حؽقؿ ﭬ لؿا أكؽر طؾقف هشام طؾـًا‬
‫بحضقره‪ ،‬بعد أن ذكر لف حديث اإلسرار‪( :‬وإكؽ يا هشام ٕكت الجريء‪ ،‬إذ‬
‫تجرتئ طؾك سؾطان اهلل‪ ،‬فؿا خشقت أن يؼتؾؽ سؾطان اهلل طز وجؾ‪ ،‬فتؽقن‬
‫قتقؾ سؾطان اهلل تعالك)‪ .‬فػل ذكره لؾحديث واحتجاجف بف مؼابؾ ما قام بف‪ ،‬ثؿ‬
‫كالمف الؿتؼدم إكؽار واضح طؾك هشام بـ حؽقؿ مـ وجفقـ‪ ،‬رضل اهلل طـ‬
‫الجؿقع‪.‬‬
‫‪ٚ‬ق‪ ٍٛ‬غ‪ٝ‬دٓا‪( :‬فال َعازض‪ َ١‬بني َا قسَّز‪ٚ ٙٚ‬بني َا فعً‪ ٙٛ‬إذا ‪ُٚ‬دِّ٘ ٖرا‬
‫ايتَّ‪ٛ‬د‪.)َ٘ٝ‬‬
‫تؼدم ققل اإلمام ابــ مػؾـح ‪( :‬فـلمـا مـا جـرى لؾسؾػ مــ التعـرض‬
‫ٕمرائفؿ؛ فنهنؿ كاكقا يفابقن العؾؿاء‪ ،‬فنذا اكبسطقا طؾقفؿ؛ احتؿؾقهؿ يف‬
‫إغؾب)(‪.)2‬‬
‫هذا‪ ،‬ومؿا يالحظ يف فتقى شقخـا هذه‪ :‬أكف لؿ يذكر فقفا اإلكؽار العؾـل يف‬
‫غقبة ولل إمر‪ ،‬وإكؿا أصؾؼ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫واهلل أطؾؿ‪ ،‬وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر ص ‪.84‬‬


‫(‪ )6‬اكظر ص ‪.86‬‬
‫‪761‬‬ ‫ميظـومـة فـي اإلىـكار العلـين على الـوالة‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫منظومة في اإلنكـار العلني على الوالة (حال غيبتهم)‬
‫ملخص فتاوى شيخنا أبي عبد المعز ‪ ،‬على لسانه‪:‬‬
‫ان‬ ‫َلصَ َو ْ ْ َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ ً َ ي َ َّ َ ُ َ َ‬
‫اْاَلَلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ والػَل ِ‬ ‫نَل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل‬ ‫اَّ‬ ‫َحدا لِرِّب والػَلاُ‬ ‫‪1‬‬
‫ُ ْ َ َُ ْ ي َ ْ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ‬
‫اْش َصَل ِن‬ ‫ني و ِ‬ ‫يصدى لٍم بِ لل ِ‬ ‫َلس ُواثِيَل‬ ‫اعلم ٌ ِديت بِأن ىػ‬ ‫‪2‬‬
‫ي ُّ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ ْ ُ‬
‫اْعَلا ِن‬ ‫َلر و ِ‬ ‫الصَلر ا بِ لَلزٍ ِ‬ ‫َواْلغل ِِف ىػ ٍس َو ِِف َوع ٍق ل ٍُ ْم‬ ‫‪3‬‬
‫ْ َ َ يَ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َعلَيًْ ُُيْ َه ُل َن َر َو ُاه خيَ ُض َخ ْ‬
‫ٌ ِدي ال ِعبَل ِد ى ِييَل العَلدى ِ‬ ‫َلو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪4‬‬
‫ْ‬ ‫َلذ َر ْاْ ْشَلَلَل َر ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫ً‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ار بِ يتل يََلَل ِن‬ ‫ِ‬ ‫وتعَل‬ ‫اَ َر ٍََلَل َرُ‬ ‫و ِإذا أثَلَلَا بَِلَل لهيار ِ‬ ‫‪5‬‬

‫يهَل ِن‬ ‫َكيْ َه ثَؾَلي َ َش َََل ق ُ ْاْ َ‬ ‫يَلر َعلَلي ٍِ ُم‬


‫َ ْ‬ ‫َز إ ْع َا ُن َّ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫اَّ ِ‬ ‫ذيز ِ‬ ‫‪6‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َن َ َرلَْ َم ْػل َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َّ َ ْ ْ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫ص ٍة بِا ُـغيَ ِن‬ ‫ِ‬ ‫َلد‬ ‫اْعان در َء نف ِش ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِإن شَ‬ ‫‪7‬‬
‫ً ََْ ً َ ْ‬ ‫َُ َ يً َ ْ ً ََْ ً َْ‬
‫يز َوقػ َد ِـ َعَل ِن‬ ‫َلٍيَلرا وتٍ ِي‬ ‫ِ‬ ‫يع َونظَلَلَل‬ ‫نجزيبَل ٌَلَلجَ ونظَل ِ‬ ‫‪8‬‬
‫َ َُ ُ ًَْ َ َ َ ْ َْ‬ ‫َْ َ ْ ُ ْ َْ َ ْ َُ َ‬
‫ـكن‬
‫و َيوز غيبك يـك َدـك ام ِرسا ِ‬ ‫ِ ٍه‬ ‫ـسة حـك ِ‬ ‫اْلعَل ِن حض‬ ‫واْلصل ِِف ِ‬ ‫‪9‬‬
‫اتللْهيس َذا ش َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ُ َّ ْ‬
‫َلي ِن‬ ‫ِ‬ ‫حؼ َو ِ ِ‬
‫َّ‬
‫َلر ِ‬ ‫َلجع ِ‬ ‫حس َواتلَْلَل‬ ‫َلَلر ِ‬
‫ِ‬ ‫ػ‬ ‫قد ر ء َِ اْلخ ر بِ تل‬ ‫‪11‬‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َُ َي ً‬ ‫َ َ َُ َُ َ َ َ ْ ُ ُ ُْ‬
‫ونعرؽ َل ِِف ديب َل ِة الصَلَلفي ِ‬ ‫ا ًرا‬ ‫هزا عبكدة ق م يَلخفَ ني ِ‬ ‫‪11‬‬

‫َ ضــبر ِ َِليََلَل ِن‬


‫َ َ ٌَْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫ت هخََل َر َّ‬ ‫َو َج ََلْ ُ‬
‫ِِف ديبَلَل ٍة ِ‬ ‫اشَلة‬ ‫اَل ِ َ‬ ‫اَّ ِ‬ ‫‪12‬‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫َ َْ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ً‬ ‫َ ْ َْ َ ْ ُ ْ‬
‫ز ِم الصَلفي ِ‬ ‫ِِف ديب ٍة لِلصَل ِ‬ ‫قد أىس َر الَلخد ِري َوذلِك َرٍَل َرُ‬ ‫‪13‬‬

‫ان‬ ‫خَلَل ِ ِ ْ ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِِف ديْبََلَل ٍة لِل‬
‫َ‬ ‫ََ َ ْ ُ َ ُ َ َ َْ َ َ ْ َ ً‬
‫ا ال ِهعَلَلَلَ ِ‬ ‫َلر قِجلَلة‬ ‫وق قد اىس‬ ‫وكذا ابو ف ر ٍ‬ ‫‪14‬‬

‫َلي ُخد َهَل ِن‬


‫ْ‬ ‫ِف قِ َّػجَ ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫َلعَ ٍد َوذا‬ ‫َلو َم ْص ُ‬ ‫َلراٍ َو ْاب ُ‬ ‫ََُ ُ َ‬
‫ني َ اتل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأبَ ث ٍ‬ ‫‪15‬‬
‫َ ْ َ ُ ُ َّ َ ي َ‬ ‫ْ‬ ‫َلَ َى َ‬ ‫َ ال ْ َه ْ‬ ‫ََ‬ ‫َو َك َذا ْاب ُو َخ َّ‬
‫ان‬ ‫ثَلص ِرحََلً الافَل ر بِ َّيَلَلر ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫َل‬ ‫ب‬ ‫‪16‬‬

‫ان‬ ‫َ ْ َْ َ ُ َ َْ َْ َ ْ َ‬ ‫يٍََ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬


‫أ ُّم َََّلَلَل َِ ََعئَِلَلَلض َوطَلَلَل َِ‬
‫ُ َ‬
‫قد أىسروا قَل الَ ِِل مَلرو ِ‬ ‫‪17‬‬

‫الررا ِن‬
‫ْ َ ُْ ُ َ ُ ْ َ ُ ي ْ َ‬
‫ِعيد الَؽَ ِء ذجغصل‬ ‫َلم‬‫أَن َ ٌس قَ َد ا َ ْك َذ ٍَ قَ َْ َل َش َّزَل ٍ ل َ ٍُ ْ‬
‫ٍ‬ ‫‪18‬‬
‫ُّ َْ‬ ‫َ ْ ٌ َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َ ْ‬
‫ان‬ ‫عَد َ الَلصز ٍِ بَِل َّار ِ‬ ‫َلس َوذا‬ ‫َلري َ أن ٍ‬ ‫إًِككر بػَل ِ‬ ‫‪19‬‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ ّ ُ ْ‬
‫َلم َوال ِع ْرفَل ِن‬ ‫َلل ال ِعل ِ‬ ‫ِللَكمِ أ ِ‬
‫ٌ‬ ‫اّلي قليََلَل ُه َرَلَل َء ُم ََافََِلَل‬ ‫ثَلَلم ِ‬ ‫‪21‬‬
‫َ (‪)1‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُْ ُ ََ‬ ‫َ ْ َُْْ َ ْ َ ُ ْ‬
‫َ اْلِل ِ‬ ‫واب ِو الَعَ ِد وى ِ ِ‬ ‫َلل‬ ‫َلو بَل ٍز ن ِ ٍ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫َكب ِو العدي ِهني اب ِ‬ ‫‪21‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )7‬ويالحظ أن شقخـا أبا طبد الؿعز لؿ يذكر يف الػتقى الرابعة‪ :‬الشقخقـ ابـ باز وابـ قعقد‪ ،‬رحؿفؿا اهلل‪.‬‬
‫ميظـومـة فـي اإلىـكـار العلـيـي علـى الـوالة‬ ‫‪769‬‬
‫الفصل األول‪ :‬قراءة في فتاوى جمع من العلماء‪،‬‬
‫وفتاوى سابقة لشيخنا أبي عبد المعز‪:‬‬
‫ْ ُ َ ْ َْ َ ْ ْ‬ ‫َل ِمْسِب اهلل ُن ْعجَػَل ً‬ ‫َ َُ ُ‬
‫اْش َص ِن‬ ‫اْجع مِ و ِ‬ ‫ِذي الَلزَ ِد و ِ‬ ‫َله بَِلَل ًِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَلَلأق‬ ‫‪22‬‬
‫ٌ َ َ َْ‬ ‫َ ٌ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ ْ ُ ُ َ ْ َّ‬
‫َ‬
‫بَلَل ز خدي ِهَلَلني كَلَلذا أِلَلَل ِ‬ ‫َلَلرى‬
‫نَلزهَلَع قَ ِل أقِه ٍة ِِف عػ ِ‬ ‫‪23‬‬
‫ُْ ْ َ‬ ‫ُ َ ْ َْْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ‬
‫ُبٌ َل ِن‬ ‫َلَ َنَلَلي ٍَ ُذ اْلشَلَلا ِ بِ ل‬ ‫ٌَل‬ ‫َلَلرا َوذا‬ ‫يصَلة بَذل ٍََل ِش‬ ‫ِإن اَّ ِػ‬ ‫‪24‬‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫ََ َ ٌ ُْ َ‬ ‫َلر َ‬‫َلؼ َؽَل ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ َْ َ ْ ُ‬
‫ان‬ ‫ومػ ِلس ثررَلُ بِا اصَلر ِ‬ ‫ور ٍُ‬ ‫و ِإذا دعت لِلزٍ ِر نَلص‬ ‫‪25‬‬
‫ْ َ‬ ‫يف لَ ْ ُس الْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ َ َ َْ ً َ ْ َُ ُ ُ ُ‬
‫َلَلص ي بَِل ُِل ْفا ِن‬ ‫أو ِا‬ ‫َلرا قَلَلد حفَلَلََ َبيَ ىَلَلً‬ ‫أو َكن أمَل‬ ‫‪26‬‬
‫َ ْ َ َ َْ ً‬ ‫َ َْ ْ َ َ ْ ُ ْ ً ََ ْ َ ْ ُ‬
‫َلَلر ٍُ ا ديبََلَلة بِ ِل َص َل ِن‬ ‫ِِف شؾَل‬ ‫َش ُـً‬ ‫سو‬ ‫فليزٍرن ىػص ول ِ‬ ‫‪27‬‬

‫ان‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َا ب ْ َ‬ ‫َر ٌِ ْم‬ ‫ْ َ ْ ُُ ْ َ ي َ َ ُ ُ‬


‫ْلزَل ٍِ والف ِذي الَلزدر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإذ غدعً بِ لَلصَل ش ل شؾ ِ‬ ‫‪28‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َْ ْ ُ ْ ْ َ‬
‫ٌُ ََ َنَلص ُؼ َنف َص َد ٍُ ا ِف ِ الظَل ِن‬ ‫ْىس ِر َش لَلة ديْبََل ٍة‬ ‫ف ْلٍر بِ ِ‬ ‫‪29‬‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ ُّ ْ‬ ‫َ‬
‫َلد أثَ ْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫الصَلل َف ِن‬ ‫ِِف شؾَلر ٍُ ا ديب ِة‬ ‫َلت‬ ‫ز ِهي ُ هخ ِر الػص ب ِة ق‬ ‫‪31‬‬

‫اتل يََل ِن‬


‫ًّ َ َ ي ْ‬
‫ص ْو ِشَلرا نَل‬ ‫فَلْيَيْ َػ َ‬ ‫َلر ٍُ‬ ‫َلز ٍْ َ‬‫الػ َا ِح ب َ‬ ‫َوإ َذا َرأَى َع َد َم َّ‬ ‫‪31‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي ي َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َو ٌُيَ َك َن ْو ق لَا َّ‬
‫اْعَلا ِن‬ ‫بِ لصَلر ا بِ لَلزٍ ِر و ِ‬ ‫يصة داقِ ًه‬ ‫اَّ ِػ‬ ‫‪32‬‬
‫َّ َّ‬ ‫ََْ ً َ ي‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫اتل َْش ُ َّ َ‬ ‫َ ُ َ ي‬
‫َلهفَل ِِت وأيؾَل خهَل ًِ الراَل ِ‬ ‫يد ِه الَل‬‫يد ثم ش ِف ِ‬ ‫‪ 33‬كهزد ٍد َّ ِ ِ‬
‫الر ْ َ‬ ‫َو َك َذا ابْو ِش ْع ِدي ََعب ِد َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫َح ِو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َن َ ال َع ِجي ِ َوخيَ ِري‬ ‫َ ْ ي‬
‫‪ 34‬واب ِو الص ِل ِ‬
‫َّ‬ ‫ُْ َ ْ ُ َ َْ َ‬ ‫َْ َ ُ ُ َ َ ََ ْ َْ َ ُ‬
‫كن‬
‫ِيِل الش ِ‬ ‫هه عش َعَلمٍ جن ِ‬ ‫ـواه ُه‬ ‫‪ 35‬ػتــواِه وــك واػلــْ ػتـ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ َ ُ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫ـكن‬
‫ايىك مَض وِي ضكم ِِف اْلزو ِ‬ ‫بل ل ْه ت َواا ِق ك ْومك ْه يـك َـيذٌك‬ ‫‪36‬‬
‫َ َ َ ْ ُ َ ُ ُّ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫إ َّن َّ‬
‫ْعا ِن‬ ‫ـلَ الَاُ اَّػس بِ ِ‬ ‫َلَليصة بََلَلذل ٍَ ِ ًّ ا َو ِإن‬ ‫اَّ ِػ‬ ‫ِ‬ ‫‪37‬‬
‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َز إ ْعَلا ٌن ل ٍُ ْ‬ ‫ِبُ ُؾ ْ َ َ ُ ُ‬
‫ِن ْو د ْ ِ ٌج ٍك أ ْو فِ َع ِل ِـ َعَل ِن‬ ‫َلم‬ ‫َر ٌِم ذيز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪38‬‬
‫َْ‬ ‫ٌُ ََ ب لْ ُع ُهَمِ َك َذ َ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ََ َ َ ْ ُ ََ‬
‫اك ِن ْو ِشدخ ِن‬ ‫ِ‬ ‫َلر‬
‫ن ذاك َت ِذير الَرى ِنَلو نيا ٍ‬ ‫‪39‬‬
‫َ َ َُْ َ يْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ َُ َ‬ ‫ْ َْ َْ‬
‫اتل يََل ِن‬ ‫اْطَل ر ُِ بغيَلَلة‬ ‫وكَلَلذا ِ‬ ‫َلَاُ َو َو ْغَل ِف ٍِ ْم‬ ‫َلني ال‬
‫ِنو د ِ تع ِي ِ‬ ‫‪41‬‬
‫ْ ْ َ (‪)1‬‬ ‫َََ‬ ‫ََ َ‬ ‫َلز ُّيَ ْ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َوثَ َ‬
‫َلر ال ِعرف ِن‬ ‫َلس وني بِ ِ‬ ‫ونَلزَل ِل ٍ‬ ‫اْىس ِر ش ل نَلز ِن ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪41‬‬

‫(‪ )7‬قال شقخـا –حػظف اهلل‪ -‬يف الؽؾؿة الشفرية رقؿ (‪ :)97‬بعـقان‪( :‬يف حؽؿ التشفقر بالحؽام والتشـقع طؾقفؿ)‪ ،‬وهل‬
‫ممرخة‪7414/1/66 :‬هـ‪( :‬إذ إصؾ يف وطظفؿ أن يؽقن سرا‪ ،‬وإذا صؾبقا تؼديؿ الـصقحة أمامفؿ طؾـا‪ ،‬وفتحقا طؾك‬
‫هتؽ لألستار وٓ تعققر‪ ...‬مع تحذير‬‫أكػسفؿ باب إبداء الرأي وآكتؼاد‪ ،‬وأذكقا فقف؛ فقجقز كصقحتفؿ بالحؼ‪ ،‬مـ غقر ٍ‬
‫الـاس مـ هذه الؿـؽرات والبدع والؿعاصل طؿقما‪ ،‬دكف حَٓ٘٘ اىفاْو‪ ،‬أك ا‪ٝ‬كارة إىّ٘‪ ،‬أك حغه٘م ةٓو نفاحّ اىخٖ‬
‫ُٗٓؽؼ ةٓا‪ ،‬أي‪ :‬يؽػل اإلكؽار طؾك الؿعاصل والبدع والتحذير مـفا‪ ،‬دون تعققـ فاطؾفا؛ بالسب أو الؾعـ أو التؼبقح‪...‬‬
‫ومعـك ذلؽ‪ :‬أن أهؾ السـة السؾػققـ‪ :‬يـؽرون ما يلمر بف اإلمام مـ البدع والؿعاصل‪ ،‬ويحذرون الـاس مـفا‪ ،‬ويلمروهنؿ‬
‫بآبتعاد طـفا‪ ٌَ ،‬غ٘ؽ أف ٗهٔف إُهارًْ ْيٕ ك‪ٟ‬ة ا‪ٌٔٛ‬ر يف ٌشاٌّ اىِاس كٌطافيًٓ‪ ،‬ك‪ْ ٟ‬يٕ رؤكس اىٍِاةؽ‬
‫كٌشاىؿ اىَْٔ‪ ...‬واكظر أيضا كؾؿة شقخـا‪( :‬الؿـفج الؼقيؿ يف معامؾة الحؽام)‪.‬‬
‫‪768‬‬ ‫ميظـومـة فـي اإلىـكار العلـين على الـوالة‬

‫الفصـل الثاني‪:‬‬
‫قـراءة األدلــة‪:‬‬
‫ُّ ْ‬ ‫َْ ََ َ ٌ َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َ َ َّ ُ ْ ْ َ‬
‫الػَلصبَ ِن‬ ‫َلو‬
‫ِنيٍ ثه ِجيَلة ع ِ‬ ‫اْعَلَلا ِن ت ِط ـ َعَلَلدٌ‬ ‫وأ ِدلَلَلة ِ‬ ‫‪42‬‬
‫َ ْ َ ُّ ْ‬ ‫ْ ْ ً‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫الصل َف ِن‬ ‫بَل َرٍ َرُ ِِف شؾَلر ُِ‬ ‫اكثٌك ِن ِني ٍَ ل ْم ثس ْو ِِف ديبََل ٍة‬ ‫‪43‬‬
‫ََُ ٌَ َ ْ َ ْ َ‬
‫ان‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫َلر ُن َع ِو َحَلَلً‬ ‫َلدر أ ْمَل َ‬
‫و ِاف بَلَلً لِليَلَل ِس بَِلَل َّار ِ‬ ‫ذعبَل دُ لَلَلم يَل ِ‬ ‫‪44‬‬
‫َ‬
‫ْ ُ َْ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫اَل ُ أ َى بَل ًِ ِف َش ْؾ َ‬ ‫ُث َّم َّ‬
‫وشه ِع ًِ اتلع ِرحؼ ِنو شفي ِ‬ ‫َلَلر ٍُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اَّ ِ‬ ‫‪45‬‬

‫ان‬ ‫َْ َ َ َ َ َ ْ َ َْ ْ َ‬ ‫اك طَل َِي َِ ٍَ‬


‫ْ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫قد َكن ذاك بَِلصؾَلر ُِ الهَلرو ِ‬ ‫ِإىس ر َعئِظ ٍة كَلذ‬ ‫‪46‬‬
‫ُْْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ُبٌَل ِن‬ ‫بَل ِِف ار ِج ٍَ ِد َشَل قِ ِِ ال‬ ‫ت ا ِدلة ِِف ِش ْصَلبَ ٍة‬ ‫َوالطـْ ليص‬ ‫‪47‬‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫َن ْو َكن ُنَلزجَ ٍِ ًدا بِ ٍَذا الظ ِن‬ ‫َولَد ذك ْرت ْم َنيَل َ ِإىسَل ٍر ََ‬ ‫‪48‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُْ َ‬
‫اِليَ ِن َو ُش َّز ِة الف ْرقَل ِن‬ ‫َب ْع َد ْ َ‬ ‫َلَلَ ُ‬
‫َلَلَلً‬ ‫ار ُ قَ ْ‬ ‫إ َّا إ َذا لََلَلز َم الْ ُ‬
‫َلَلَله َر َ‬ ‫‪49‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ ُ ْ ْ ْ‬ ‫َُ َ ٌ‬ ‫س ُر نَلَ‬ ‫َ َْ ْ ُ ْ ََْ ُ ُ ْ َ‬
‫َلرمِ َوال ِعػيَ ِن‬ ‫اال ِِف الَلز‬ ‫ٌَ د ِ‬ ‫والَػد ِنو ذجَازم ِإى‬ ‫‪51‬‬
‫ُ َّ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َّ ُ ْ َ ْ‬
‫يَلر بِصيَل ِة العدى ِ‬ ‫يح الَله ِب ِ‬ ‫َلد ِ‬‫ِ‬ ‫َلري ََ أن ٍس بِجَصَل‬ ‫واتلك ِض اِلػ ِ‬ ‫‪51‬‬
‫َلَل َا ب َََل ْ‬ ‫ُ ُ َ ْ‬ ‫َلة أَ ْم َىََّل ُ‬ ‫ُ َ َ َ ً‬ ‫َو ٌََلَلل َّ‬
‫َلَ ِل ل ِ َصَلَل ِن‬ ‫بِلَلَلزومِ قَل ٍ ِ‬ ‫َلً‬ ‫اَلَل َاشَل‬ ‫اَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪52‬‬
‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ ُْ َ‬ ‫اشجَق تبَْحبَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(ن ْو ا َّع ب لعلم) ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اِلخ ِر ُّي الا ِبَل ُ الظَل ِن‬ ‫ِنيً‬ ‫َلً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪53‬‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْعيََلَل بَ بَ ُ‬ ‫َلَلْ َ َ‬ ‫َولَ ْ‬
‫اْعَلا ِن‬ ‫َلو ِ‬ ‫َليس) ع ِ‬ ‫ن ن ب َِل (ثَ ِؽ ٍ‬ ‫َلَلً َنَلَل َ فَِ ٍَِلَل ًِ‬ ‫ِ‬ ‫‪54‬‬
‫ْ َ‬ ‫ُّ َ َ ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ْ َّ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َلم َوال ِع ْرفَلَل ِن‬ ‫ِ ِ‬‫َل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫َل‬ ‫َل‬‫اَّ‬ ‫وِل‬
‫ِ ِ‬ ‫ْل‬ ‫ير ال َه َػَلَل ِل ِس َردٌَلَل‬ ‫َلد‬
‫ِنَلَلو أن تََل ِ‬ ‫‪55‬‬
‫َّ (‪)2‬‬
‫َ‬
‫ْ َ ُ ُ ْ َ ُّ‬ ‫َلخ َّػ ُع ٌَذه الْ َفجْ ََى بٍ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ‬
‫َلَلل ِشَلَلَلي ِن‬ ‫ِإذ بَلَلَل بٍم بِجأنَل ٍ‬ ‫َلم‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ف ِإذن ث‬ ‫‪56‬‬
‫َْ‬ ‫ْ َ َ ََ ََْ‬ ‫َ ُ َّ َ ْ‬ ‫َ ْ َّ ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫كن‬
‫كر حكم غيب ِ الطنط ِ‬ ‫ـإًِك ِ‬ ‫َوبِزا اْلدِم ميص ػِيهك حجـ امــ‬ ‫‪57‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )7‬اكظر يف ص‪ 6‬مـ الؿؾخص‪ :‬كالم شقخـا حقل اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية‪.‬‬
‫(‪ ٌِٕٓ )6‬ا‪ٛ‬ة٘ات (‪ 57‬إىٕ ‪ :)63‬أن أثر الحسـ البصري؛ أخرجف البخاري يف كتاب بدء القحل‪ ،‬باب مـ‬
‫خص بالعؾؿ ققما دون ققم كراهقة أن ٓ يػفؿقا‪ .‬وقال طؾل‪ :‬حدثقا الـاس بؿا يعرفقن‪ ،‬أتحبقن أن‬
‫يؽذب اهلل ورسقلف‪ .‬وقال شقخـا يف‪ :‬تقضقح إشؽال معرتض طؾك حؽؿ اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة‬
‫إمر‪( :‬وطؾقف‪ ،‬فقؽقن اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة جائزا إذا كان يتققع فقف الؿصؾحة وحصقل الخقر‬
‫وزوال الشر‪ ،‬كٗلػر ذىم أْو اىٓيً كاىٍٓؽفث كاىػراٗث ةأضٔاؿ اىت‪٠‬د كاىٓتاد)‪ .‬فٓيٕ ذىم‪ :‬فتاوى‬
‫اإلكؽار العؾـل ُيخص هبا العؾؿاء‪ ،‬دون صؾبة العؾؿ وطامة الـاس‪ ،‬مخافة أن ٓ يػفؿقا‪ .‬ويف الؼراءة يف‬
‫الػصؾ الرابع‪ :‬كؿاذج مـ آثار الػتقى‪.‬‬
‫ميظـومـة فـي اإلىـكـار العلـيـي علـى الـوالة‬ ‫‪711‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫قراءة في ضوابط اإلناكر العلني التي ذكرها شيخنا‪:‬‬
‫ُْْ َ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ ََ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬
‫الؾ ََابؿ َؽبْ ُف ٍَ ُنجَ َع يص ٌ‬
‫ُبٌ َل ِن‬ ‫َلل ال‬
‫لَلَلم نصَلَلد ِيد ِااقَِل ِ‬ ‫َلَلر‬ ‫ِِ‬ ‫بعؼ‬ ‫‪58‬‬
‫َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ ي َّ‬ ‫َلت بيََيؾَل َ‬ ‫َ‬
‫ََُ َ َ ٌ َ ْ‬
‫ان)‬ ‫(ولَلهَلَل حجزهَلَل الؾَلَلد ِ‬ ‫َلٍ‬ ‫وٌيَلَل ك هخَلَل ر أثَل ِ ِ ِ‬ ‫‪59‬‬
‫َّ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ ُ َ َ ً‬ ‫َ ْ َ ُ َ ي ُ‬
‫ِِف بَ ٍِ ألفَل ٍٍ َو ِشَلي ِ الظَل ِن‬ ‫َلصدد َن يَسَلَن طَلي َعة‬ ‫نو ذا ي‬ ‫‪61‬‬
‫ُّ ْ‬ ‫ْ ُ ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َلَلر ٍَّ لَ ْفَلَلق َشَلَل قِِ ِل َ‬ ‫فَلَ ُ‬
‫الصل َف ِن‬ ‫ٌ ََ َنَلصؼ َـع ٍو ِعيد ِذي‬ ‫َلر ِخ َّيَلَلَل ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪61‬‬
‫َلع ًُ شَل َّ‬ ‫َللَكمِ َول َ ْص ُ‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ََْ‬
‫َلي ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِـيَلَ الَل‬ ‫يصة) ِديبَة‬ ‫ل ْم حع ُد أن تبق (اَّ ِػ‬ ‫‪62‬‬
‫َ ْ َْ‬ ‫َ ُُ َ ْ َْ ْ‬ ‫ََ ُ َ َ َ َ ٌ َ ْ ُ ٌَ‬
‫اْلدخ ِن‬ ‫َلِ و ِ‬ ‫ٍَ أٌ ِل اِل ِ‬
‫غ‬ ‫كَ ل ِ‬ ‫ورُ‬ ‫ونآل ذاك عَلَا ِقَ نَلصَلذ‬ ‫‪63‬‬

‫الفغيََل ِن‬
‫َ ُّ ْ‬
‫يَلذ و‬
‫َّ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫از ِ ِِلد َعَل ِة الَلَل‬
‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُّ‬
‫َل ِإىس ِر بِ تلٍ ِي ِ‬ ‫َك يصج ِدلَا بِ ْلَ ِ‬ ‫‪64‬‬
‫َّ‬ ‫َُ َ يُ‬ ‫َُ ُ َ ْ َ َ ي‬
‫َلل الظَليْ َف ِن‬ ‫ََ‬
‫وحَلصرطَلَا بَِلصب قِ ِ‬ ‫َلهَ ِم ٍِ ْم‬ ‫َلح ُش ُ‬ ‫َل أعدا ٍء ِِل‬ ‫ودا ِ‬ ‫‪65‬‬
‫َ َ ُْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ َْ ْ َُ َ‬
‫اِلٍجََلَلَل ِن‬ ‫بِ َِطَلَلَل يَ ٍة َو ِشَلَلَلع ي ِة‬ ‫َلس‬ ‫َكْ يَ ِقعَا بَلني الَلَا ُِ َوى ِغ ٍ‬ ‫‪66‬‬

‫اتل يََل ِن‬


‫َّ ْ ي َ ي ْ‬
‫َ الظَلر ِعَلِ و‬ ‫َْ‬ ‫ص يَ ٌ‬‫ا َراَ ُنَل َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ َ ُ ْ‬
‫ار ِ‬‫لِلَ ِ‬ ‫ِإىس ر ِر ِس الهي ِ‬ ‫‪67‬‬
‫َ ٌ َْ ُ ْ َْ َ َ ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ ْ َُ َ َ َ َ‬
‫َلد َز َنَل ِن‬ ‫ب ز َوأجَلجم ربَلل خَ ِ‬ ‫َلَاُ َوق َل ل ذا‬ ‫َلر لِلَل‬‫ِنَلَلو دَل ِ ِذكَل ٍ‬ ‫‪68‬‬
‫ََ ْ ُ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َْ‬ ‫َْ َْ ُ ْ ْ َ َ ْ ُ ََ‬
‫ان‬
‫إِن َكن ِِف غيــ ٍ ورا امـجـــرر ِ‬ ‫ـر‬ ‫كر وـحض وفك ِض ٍ‬ ‫كْلًك ِ‬ ‫اكمـجهـس ب ِ ِ‬ ‫‪69‬‬
‫َ ْ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ َ َ َ َْ ُ ُْ ُ‬
‫ـكن‬
‫ِ‬ ‫الش‬ ‫َع ِِن امرثي ِىني امكبِي‬ ‫ول وحِطـب ٍ‬ ‫كر ككل ذا َيخ اْلص ِ‬ ‫‪71‬‬
‫َّ ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ُُ َْ َ‬ ‫َ ٍّ ُ ْ ُ َ َ ي‬ ‫َْ ً‬
‫وغاثً تغظَلُ اَّ ِ العَلدى ِ‬ ‫َلل‬ ‫َحَلَلدا لَِلَلرٍ نَلَلي ِع ٍم نجفؾَل ٍ‬ ‫‪71‬‬
‫ْ ْ‬ ‫َْْ َ‬ ‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ْ‬
‫ْش َص ِن‬ ‫ونجَل بَِل ِ اْلشا ِ بِ ِ‬ ‫ا َرامِ َوثَل بِ ٍ‬ ‫َ ال ِ‬ ‫اْلل والػص ِ‬ ‫و ِ‬
‫َ‬ ‫‪72‬‬

‫‪‬‬
‫ّ‬
‫بَلل بي حمىود عرار اجلشائسي‬
‫املريٌ انلبوي ‪3111/3/31 :‬‬
‫‪717‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬

‫فهرس الموضوعات‬

‫● مقدمة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي‪،‬‬


‫حفظه هللا ‪7 ...............................................................‬‬
‫● مقدمة النشرة الثانية ‪1 ..............................................‬‬
‫● مقدمة النشرة األولى ‪6 .............................................‬‬
‫اىغٍػػث ‪6 .....................................................................‬‬
‫ٌػعػػػو ‪8 .....................................................................‬‬
‫اىطاسث إىٕ حٔى٘ص ةٓو اىٍهٍيطات كاىلٔاْػ اىخٖ ذنؽْا ك٘غِا ‪77........‬‬
‫‪ -7‬ما هق الؿـؽر الذي يـ َؽر طؾك القٓة إذا وقعقا فقف؟ ‪76......................‬‬
‫‪ -6‬تقضقح مصطؾح‪( :‬اإلكؽار العؾـل) ‪71.....................................‬‬
‫‪َ -1‬مـ الذيـ ُيـاط هبؿ الؼقام باإلكؽار العؾـل طؾك القٓة؟ ‪74...................‬‬
‫‪-4‬هؾ هـاك فرق بقـ كصقحة ولل إمر وإكؽار الؿـؽر طؾقف؟ ‪76................‬‬
‫استعؿال شقخـا لؾـصقحة وإكؽار الؿـؽر بؿعـك واحد ‪76.......................‬‬
‫كالم الشقخ صالح آل الشقخ يف الػرق بقـفؿا ‪76................................‬‬
‫مؿا يذكر يف الػرق بقـفؿا ‪79...................................................‬‬
‫‪ -6‬بعض التؼريرات‪78....................................................... :‬‬
‫‪ :7‬إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن يف حضقر ولل إمر‪ ،‬ويجقز أن يؽقن يف‬
‫غقابف ‪78......................................................................‬‬
‫‪ :6‬التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل ‪78.................................‬‬
‫بقان أن التعريض يدخؾ أيضا يف اإلكؽار السري ‪78..........................‬‬
‫كالم ابـ حزم يف ذلؽ ‪78...................................................‬‬
‫قصة السؾطان صالح الديـ يقسػ بـ أيقب ‪61.............................‬‬
‫الـظر إلك جعؾ التعريض مـ اإلكؽار العؾـل مـ جفتقـ ‪61..................‬‬
‫الجفة إولك‪ :‬فـل تؼريـر ذلؽ فتح باب إلمؽاكقـة تسؾـط الـقٓة الظؾؿـة طؾك‬
‫أهؾ العؾؿ ‪61..............................................................‬‬
‫الجفـة الثاكقة‪ :‬تثبقـط مــ يريـد إكؽـار جــس الؿــؽـرات مــ غقـر تعـرض‬
‫لؾحاكؿ ‪61.................................................................‬‬
‫‪‬‬
‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬ ‫‪716‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فتاوى جمع من العلماء‪ ،‬وتحته مبحثان‪:‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬دراـث اىفخاكل اىخٖ ُليٓا ك٘غِا‪ َْ ،‬اىٍلاٗظ‪ْ :‬تػ اىٓؾٗؾ ةَ‬
‫ْتػ اهلل ةَ ةػاز‪ ،‬كٌطٍػ ُانػؽ اىػَٗ ا‪ٛ‬ىتاُػٖ‪ ،‬كٌطٍػػ ةػَ ناىػص اىٓرٍَ٘٘‪،‬‬
‫رضًٍٓ اهلل‪ ،‬كذنؽ ك٘غِا أف فخٔاق ساء ضهٍٓا ٌٍاةلا ىفخاكًٗٓ ‪67..................‬‬
‫● أ‪ٚ‬ال‪ :‬زلاس‪ ١‬ايػ‪ٝ‬ذ عبد ايعص‪ٜ‬ص بٔ عبد اهلل بٔ باش ‪67..............‬‬
‫يف الجفر بالـصقحة لؾقٓة إذا كان إمر يػقت‪ ،‬وذلؽ ٓ‬ ‫كالم سؿاحتف‬
‫يؽقن إٓ أمام ولل إمر ‪61....................................................‬‬
‫الؽالم الذي مقزه شقخـا مـ كالم سؿاحتف بالؾقن إحؿر‪ ٓ ،‬يتعؾؼ بقٓة‬
‫إمقر‪ ،‬وإكؿا يتعؾؼ بعامة الـاس ‪61............................................‬‬
‫كؼؾ فتقى لسؿاحتف مـ مجؿقع فتاويف ‪61......................................‬‬
‫ٌيغم ن‪٠‬ـ اىل٘ظ اةَ ةاز يف اىٍفأىث ‪64......................................‬‬
‫الـظر إلك ققل سؿاحتف مـ جفة أخرى‪ ،‬وهق إثباتف لؾػتقى إخقرة دون إولك‬
‫فـل مجؿـقع فتاويـف‪ ،‬وكـقن مجؿـقع فتاويـف مصدرا أصقال ومعتؿـدا يف كؼؾ‬
‫أققالف ‪66......................................................................‬‬
‫‪66.....‬‬ ‫● ثاْ‪ٝ‬ا‪ :‬ايػ‪ٝ‬ذ ايعالَ‪ ١‬احملدخ ذلُد ْاصس ايد‪ ٜٔ‬األيباْ‪ٞ‬‬
‫كؼؾ كالم الشقخ إلباين كامال ‪66..........................................‬‬
‫أوٓ‪ :‬يف تػسقر شقخـا أو تصحقحف لؽؾؿة جاءت يف كالم الشقخ إلباين ‪66......‬‬
‫ما يدل طؾك أكف يؼصد اإلكؽار العؾـل يف غقبة‬ ‫لقس يف كالم الشقخ إلباين‬
‫ولل إمر ‪61..................................................................‬‬
‫ربط كالم الشقخ إلباين بنكؽار أبل سعقد ﭬ ‪61..........................‬‬
‫يف مختصر مسؾؿ لؾؿـذري‪ ،‬طؾك ققل أسامة ﭬ‪:‬‬ ‫كؼؾ تعؾقؼ الشقخ إلباين‬
‫(واهلل لؼد كؾؿتف فقؿا بقـل وبقـف‪ ،‬ما دون أن أفتتح أمرا الخ)‪68...................‬‬
‫ٌيغم ن‪٠‬ـ اىل٘ظ ا‪ٛ‬ىتاين يف اىٍفأىث ‪61..................................‬‬
‫‪69...............‬‬ ‫ثايجا‪ :‬ايػ‪ٝ‬ذ ايعالَ‪ ١‬ذلُد بٔ صاحل ايعج‪ُٝ‬ني‬
‫بقان الشقخ ابـ طثقؿقـ لؾػرق بقـ اإلكؽار العؾـل طؾك الحاكؿ يف حضقره ويف غقبتف ‪69...‬‬
‫بقان الشقخ ابـ طثقؿقـ إلك أن جؿقع اإلكؽارات القاردة طـ السؾػ إكؽارات‬
‫حاصؾة بقـ يدي الحاكؿ أو إمقر ‪69...........................................‬‬
‫جقاب آخر لؾشقخ ابـ طثقؿقـ ‪68..............................................‬‬
‫ٌيغم ن‪٠‬ـ اىل٘ظ اةَ ْرٍَ٘٘ يف اىٍفأىث ‪17.............................‬‬
‫● خالصــ ‪ ١‬زأ‪ ٟ‬ايـُـػا‪ٜ‬ذ ايجالثـ‪ :١‬ابٔ باش ‪ٚ‬ابٔ عج‪ُٝ‬ني ‪ٚ‬األيباْ‪،ٞ‬‬
‫زمحِٗ اهلل‪17 ..........................................................‬‬
‫‪711‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬
‫اىٍتطد اىراين‪ُ :‬لو أكٔاؿ سٍّ ٌَ اىٓيٍاء يف اىٍفأىث‪ ،‬ىٍلارُخٓا ةفخٔل‬
‫ك٘غِا‪ ،‬كٍُاذج حٍت٘ل٘ث يف اىتاب ‪16................................................‬‬
‫● أ‪ٚ‬ال‪ :‬ق‪ ٍٛ‬مجع َٔ ايعًُا‪16.......................................... :٤‬‬
‫‪-‬كالم اإلمام الؿجدد الشقخ محؿد بـ طبد القهاب ‪16....................‬‬
‫‪-‬كصقحة جؿاطقة لؾؿشايخ‪ :‬محؿد بـ طبد الؾطقػ آل الشقخ‪ ،‬وسعد بـ حؿد بـ‬
‫طتقؼ‪ ،‬وطبد اهلل بـ طبد العزيز العـؼري‪ ،‬وطؿر بـ محؿد بـ سؾقؿ‪ ،‬ومحؿد بـ‬
‫إبراهقؿ آل الشقخ‪ ،‬رحؿفؿ اهلل ‪16..............................................‬‬
‫‪14...........................‬‬ ‫‪-‬كالم الشقخ طبد الرحؿـ بـ كاصر السعدي‬
‫● ثاْ‪ٝ‬ا‪ :‬مناذز تطب‪ٝ‬ك‪ ١ٝ‬يف ايباب َٔ تكس‪ٜ‬سات ايػ‪ٝ‬ذ اإلَاّ ذلُد بٔ‬
‫‪16...................................................‬‬ ‫إبساٖ‪ ِٝ‬آٍ ايػ‪ٝ‬ذ‬
‫الؿققػ إول‪ :‬يف باب إرشاد مـ رآه أخطل يف الباب ‪16........................‬‬
‫الؿققػ الثاين‪ :‬تصقيب لؿققػ أحد تالمقذه ‪16...............................‬‬
‫الؿققػ الثالث‪ :‬مققػ يتعؾؼ بالـظر إلك إولقيات‪ ،‬وصريؼة اإلكؽار طؾك الـاس‬
‫مؿا يدخؾ فقف اإلكؽار طؾك القٓة ‪11...........................................‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬فخاكل ـاةلث يف اىٍفأىث ىل٘غِا أةٖ ْتػ اىٍٓؾ ‪41............‬‬
‫ٌيغم اىفهو ‪46..........................................................‬‬
‫اإلشارة إلك مقضقع التػريؼ بقـ حال التضققؼ مـ ولل إمر وحال طدم‬
‫التضققؼ‪ ،‬وتعؾؼ ذلؽ بالؼقل باإلكؽار العؾـل طؾك القٓة (الفامش) ‪46..........‬‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األدلة التي استدل بها شيخنا على جواز‬


‫اإلناكر العلني في غياب ولي األمر‪ ،‬وتحته ثالثة مباحث‪:‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬حلفً٘ ا‪ٛ‬دىث اىخٖ اـخػؿ ةٓا ك٘غِا ْيٕ سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‬
‫يف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬كدراـخٓا ‪41................................................‬‬
‫● اىلفً ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬ا‪ٛ‬دىث اىٓاٌث اىخٖ كردت يف ةاب ا‪ٌٛ‬ؽ ةاىٍٓؽكؼ كاىِٖٓ َْ‬
‫اىٍِهؽ‪ ،‬كاىخٖ اـخػؿ ةٓا ك٘غِا ْيٕ سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ ‪46....‬‬
‫ذكر أدلة شقخـا ‪46...........................................................‬‬
‫كركد أدىث عانث يف اىتاب ‪46.................................................‬‬
‫‪ -7‬حديث‪« :‬أفيو اىشٓاد‪ :‬نيٍث ْػؿ ِْػ ـيٍاف سائؽ‪ ،‬أك أٌ٘ؽ سائؽ» ‪46...‬‬
‫‪-6‬حديث‪« :‬ـخهٔف ْي٘هً أئٍث‪ ،‬حٓؽفٔف ًٌِٓ كحِهؽكف» ‪46................‬‬
‫كالم الشقخ العالمة طبد الؿحسـ العباد‪ ،‬يف شرحف لؾحديث ‪46...............‬‬
‫‪-1‬حديث‪« :‬ع٘ار أئٍخهً اىؼَٗ حطتًُٔٓ كٗطتُٔهً» ‪41.....................‬‬
‫كالم الشقكاين يف الدلقؾ الؿذكقر ‪41.........................................‬‬
‫ٍ‬
‫ـيٍاف ف‪ٗ ٠‬تػق ْ‪ُ٘٠‬ث‪ ،‬كىهَ ٗأعؼ ة٘ػق‪،‬‬ ‫‪-4‬حديث‪ ٌَ« :‬أراد أف ِٗهص ىؼم‬
‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬ ‫‪714‬‬
‫ف٘غئ ةّ‪ ،‬فإف كتو ٌِّ فؼاؾ‪ ،‬كإ‪ ٟ‬ناف كػ أدل اىؼم ْيّ٘»‪49................ .‬‬
‫يف تقجقف شقخـا لؾحديث ‪49.................................................‬‬
‫● اىلفً اىراين‪ :‬اـخػ‪ٟ‬ؿ ك٘غِا ْيٕ سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف غ٘تث كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‬
‫ةخفٓث آذار‪ ،‬ذٍاُ٘ث ٌِٓا ٌَ فٓو اىهطاةث رىٖ اهلل ًِْٓ‪ ،‬ككاضػ ٌَ فٓو حاةٖٓ‪،‬‬
‫كْٖ ْيٕ ذ‪٠‬ذث أكفاـ‪48......................................................... :‬‬
‫أك‪ :ٟ‬آذار ناف ا‪ُٝ‬هار ف٘ٓا يف ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬كى٘ؿ يف غ٘اةّ‪ ،‬كْٖ‪48....... :‬‬
‫‪- 1‬إْهاز عباد‪ ٠‬بٔ ايصاَت عً‪َ ٢‬عا‪ ١ٜٚ‬يف سد‪ٜ‬ح ايصسف‪48..............‬‬
‫أك‪ :ٟ‬هؾ كان طبادة ﭬ يعؾؿ أن معاوية ﭬ هق مـ أمر بذلؽ البقع؟ ‪61........‬‬
‫ضاهر رواية مسؾؿ ٓ يدل طؾك أن طبادة ﭬ كان يعؾؿ بذلؽ ‪61................‬‬
‫ذكر رواية طـد الـسائل يستدل هبا طؾك طدم طؾؿ طبادة ﭬ بذلؽ ‪61..........‬‬
‫يعرض بؿعاوية؟ ‪67....................................‬‬ ‫ما الذي يجعؾ طبادة ِّ‬
‫طبادة ﭬ هق مـ رواة حديث‪« :‬نيٍث ضق ِْػ ذم ـيٍاف سائؽ» ‪67..........‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬رواية أخرى طـ ابـ ماجف ‪67..........................................‬‬
‫تقجف طبادة باإلكؽار طؾك الـاس ‪66..........................................‬‬
‫اطرتاض معاوية كان أمامف وإكؽار طبادة طؾقف مباشرة ‪66.......................‬‬
‫وجف التقفقؼ بقـ الروايات الثالث ‪66........................................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬الؽالم طؾك ققل شقخـا‪ :‬إن طبادة ﭬ لؿح وطرض بؿعاوية ﭬ بذكر‬
‫القصػ ‪61.................................................................‬‬
‫‪ - 2‬إْهاز عا‪٥‬ػ‪ ١‬ڤ عً‪َ ٢‬ـس‪ٚ‬إ فـ‪ ٞ‬سط‪ٛ‬ز‪ٚ ،ٙ‬إْهاز أخ‪ٗٝ‬ـا عبد ايسمحٔ‬
‫عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ ﭬ يف سط‪ٛ‬ز‪64............................................... .ٙ‬‬
‫أك‪ :ٟ‬رواية البخاري والحاكؿ تدٓن طؾك أن طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر ﭭ رد‬
‫طؾك مروان يف حضقره‪ ،‬ولؿ يرد طؾك معاوية ﭬ ‪64.........................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬الؼصة داخؾة فقؿا يجري يف مسللة القٓيات‪ ،‬وما قـد يؼع فقفـا مــ ردود‬
‫وألػاظ ‪64...................................................................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬كالم ابـ كثقر يف بقعة معاوية ﭬ ٓبـف يزيد ومققػ طبد الرحؿـ بـ‬
‫أبل بؽر ﭭ ‪66.............................................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬ـخث آذار اـخػؿ ةٓا ك٘غِا ْيٕ سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪،‬‬
‫كْٖ حػعو يف ةاب ا‪ٟ‬سخٓاد‪ ٌّ ،‬ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ‪ ،‬أك يف غ٘اةّ ‪66...................‬‬
‫يحسـ ذكر ثالثة أمقر ‪66..........‬‬
‫تقصئة‪ :‬قبؾ الشروع يف ذكر هذه أثار الستة ُ‬
‫أك‪ :ٟ‬مسللة اإلكؽار يف مسائؾ آجتفاد ‪66....................................‬‬
‫يف أن مسائؾ آجتفاد ٓ يـؽر طؾك صاحبف إذا‬ ‫كؼؾ كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ‬
‫طؾؿ مـف حسـ الـقة وطدم تؼصد الؿخالػة ‪66......................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬كالم مفؿ لإلمام ابـ الؼقؿ يتعؾؼ بنكؽار طبادة طؾك معاوية ﭭ ‪66...‬‬
‫‪716‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬
‫كالم الشقخ فركقس حقل اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية ‪66..................‬‬
‫كالم شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪69..........................................‬‬
‫ذاىرػػا‪ :‬ففؿ الشراح لمثار التـل سقليت ذكرها مؿـا يتعؾــؼ بالخؾػاء الراشديــ‪:‬‬
‫أبل بؽر وطثؿان رضل اهلل طـفؿا‪ ،‬وربط كالمفؿ بلثر أسامة ﭬ ‪69................‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪69................................................‬‬
‫كالم الؼسطالين ‪69.......................................................‬‬
‫كالم ابـ بطال ‪69........................................................‬‬
‫مؾخص لؿا تؼدم طـ الشراح ‪68..............................................‬‬
‫أ‪ -‬آذار حػعو يف ةاب ا‪ٟ‬سخٓاد‪ ،‬كيف ضئر كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ ‪68......................‬‬
‫‪ - 1‬إْهاز أب‪ ٞ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ ٟ‬عً‪َ ٢‬عا‪ ١ٜٚ‬ﭭ يف َكداز شنا‪ ٠‬ايفطس‪68. .‬‬
‫معاوية ﭬ كان مجتفدا يف الؿسللة ‪68.......................................‬‬
‫‪68........................................................‬‬ ‫كالم الـقوي‬
‫كالم العقـل ‪68..........................................................‬‬
‫ضاهر هذه الرواية ٓ يدل طؾك أن أبا سعقد ﭬ ذكر كالمف يف غقاب معاوية‬
‫ﭬ ‪61......................................................................‬‬
‫دٓلة رواية مسؾؿ إخرى طؾك ذلؽ ‪61......................................‬‬
‫‪ - 2‬إْهاز ابٔ عُس عًـ‪ ٢‬خايـد ‪-‬زضـ‪ ٞ‬اهلل عِٓٗ ‪ -‬فـ‪ ٞ‬قتٌ اير‪ ٜٔ‬قاي‪ٛ‬ا‪:‬‬
‫(صبأْا)‪61.................................................................... .‬‬
‫أك‪ :ٟ‬هذه القاقعة تدخؾ يف باب آجتفاد ‪61.................................‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪67...............................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬ضاهر سقاق الؼصة يدل أن ابـ طؿر ﭭ أسؿع خالدا ﭬ كالمف ‪67.....‬‬
‫ابـ طؿر ﭭ لؿ يتابع خالدا ﭬ يف أمر يراه أكف خطل ‪67......................‬‬
‫‪ - 3‬إْهاز عً‪ ٞ‬عً‪ ٢‬عجُإ ﭭ يف َطأي‪ ١‬املتع‪ ١‬يف احلر ‪67................‬‬
‫أك‪ :ٟ‬طثؿان ﭬ كان مجتفدا يف الؿسللة‪ ،‬ورأيف هـق رأي أبـل بؽـر وطؿـر‪،‬‬
‫رضل اهلل طـفؿ‪ ،‬وهـق مذهب مالؽ والشافعل ‪66.............................‬‬
‫رأي طؾل ﭬ وغقره مـ الصحابة كابـ طباس؛ ذهب إلقف اإلمام أحؿد ‪66....‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪66...............................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬الـظر إلك صرق الحديث ورواياتف يتبقـ أن ذلؽ كؾف وقع بقـفؿا ﭭ ‪66..‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪66...............................................‬‬
‫ب‪-‬آذار حػعو يف ةاب ا‪ٟ‬سخٓاد‪ ،‬كيف غ٘اب كىٖ ا‪ٌٛ‬ؽ ‪66.........................‬‬
‫‪ - 1‬إْهاز ابٔ َطع‪ٛ‬د عً‪ ٢‬عجُإ ﭭ يف إمتاَ٘ ايصال‪ ٠‬مبٓ‪66........ .٢‬‬
‫أك‪ :ٟ‬طثؿان ﭬ كان مجتفدا يف الؿسللة ‪61..................................‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪61...............................................‬‬
‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬ ‫‪716‬‬
‫‪61........................................................‬‬ ‫كالم الـقوي‬
‫‪61....................................................‬‬ ‫كالم ابـ طبد الرب‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬إن كان ابـ مسعقد ﭬ اسرتجع يف غقاب طثؿان ﭬ وحدَّ ث بؿا حدَّ ث‪،‬‬
‫إٓ أكف تابع طثؿان ﭬ وصؾك خؾػف ‪61......................................‬‬
‫‪ - 2‬إْهاز ابٔ عباع عً‪ ٢‬عً‪ ٞ‬ﭫ يف حتس‪ٜ‬ك٘ املستد‪ ٜٔ‬بايٓاز‪64......... .‬‬
‫طؾل ﭬ كان مجتفدا يف الؿسللة‪ ،‬وابـ طباس ﭭ ‪-‬أيضا‪ -‬كان مجتفدا ‪64.....‬‬
‫ققل ابـ طباس ﭭ‪( :‬لق كـت أكا الخ)‪ ،‬لقس فقف أكف أكؽر طؾك طؾل ﭬ‪ ،‬وإكؿا‬
‫بقـ الصقاب يف الؿسللة ‪64..................................................‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪64...............................................‬‬
‫‪64..............................................‬‬ ‫كالم الؿال طؾل الؼاري‬
‫‪ - 3‬إْهاز أْظ ﭬ عً‪ ٢‬احلذاز يف َطأي‪ ١‬يطٌ ايسدًني أ‪َ ٚ‬طشُٗا يف‬
‫اي‪ٛ‬ض‪66.................................................................... .٤ٛ‬‬
‫أك‪ :ٟ‬ققل الحجاج يف الؿسللة هق ما جاءت بف السـة‪ ،‬وهق ققل أكس ﭬ يف‬
‫رواية أخرى صحت طـف ‪66..................................................‬‬
‫كالم ابـ كثقر ‪66........................................................‬‬
‫تصحقح ابـ كثقر لرواية الطربي ‪66...........................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬رواية الطربي تدل طؾك وققع الؼصة يف غقبة الحجاج ‪66................‬‬
‫جقاب أكس ﭬ كان طؾك جفة التعؾقؿ والػتقى‪ ،‬ولقس طؾك جفة آحتساب ‪66 .‬‬
‫أمثؾة طؾك ما يدخؾ يف باب الػتقى ولقس يف باب الحسبة ‪66 .....................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬رواية البقفؼل التل ذكرها الشقخ تػقد أن كالم أكس وقع أمام الحجاج ‪66....‬‬
‫رواية البقفؼل جاء يف إسـادها مـ هق مختؾػ فقف‪ ،‬ورجح إلباين جرحف ‪66...‬‬
‫ذاىرا‪ :‬أذؽ اـخػؿ ةّ ك٘غِا‪ٗ ،‬ػعو يف ةاب اىيؾكـ‪66........................... :‬‬
‫إْهـاز احلطـٔ ايبصـس‪ ٟ‬عًـ‪ ٢‬أْظ بٔ َايـو ﭬ‪ٚ ،‬فـعـٌ احلذـاز ‪66.........‬‬
‫كؼؾ كالم شقخـا أن إكؽار الحسـ طؾك أكس ﭬ يتضؿـ لزوما وبإولك إكؽار‬
‫أفعال الحجاج وهق أمقر العراق ‪61...........................................‬‬
‫أك‪ :ٟ‬لقس يف إكؽار الحسـ طؾك أكس وققع اإلكؽار العؾـل يف طقبة الحجاج‬
‫قطعا ‪61......................................................................‬‬
‫لؼائؾ أن يؼقل‪ :‬ويتضؿـ لزوما وبإولك إكؽار أفعال الخؾقػة‪ٕ ،‬كف هق الذي‬
‫أ َّمر الحجاج طؾك العراق ‪61..................................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬هذا إثر أخرجف البخاري يف كتاب العؾؿ‪ ،‬باب مـ خص بالعؾؿ ققما دون‬
‫ققم كراهقة أن ٓ يػفؿقا ‪61...................................................‬‬
‫‪61...............................................‬‬ ‫كالم الحافظ ابـ حجر‬
‫‪711‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬
‫كؼؾ كالم شقخـا فـل التقضقح أن إكؽـار الؿـؽر طؾـك القٓة طالكقة يؼـدره أهـؾ‬
‫العؾؿ ‪69.....................................................................‬‬
‫لؼائؾ أن يؼقل‪ :‬ققاسا طؾك هذا إثر‪ :‬إن فتقى اإلكؽار العؾـل ٓ يسقغ كشرها‬
‫بقـ العقام وٓ بقـ صؾبة العؾؿ كراهقة أن ٓ يػفؿقا ومخافة أن يػتـقا‪ ،‬وإكؿا‬
‫يخاصب هبا العؾؿاء ‪69........................................................‬‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬آذار َْ ةٓو اىهطاةث‪ ،‬رىٖ اهلل ًِْٓ‪ ،‬حتَ٘ ٌِٓشًٓ ٌَ‬
‫ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ ْيٕ اىٔ‪ٟ‬ة ضاؿ غ٘اةًٓ ‪68........................................‬‬
‫ٍ‬
‫لحـديث مـع مـعـاويـة ﭬ فـل‬ ‫أثــر أبـل سعقـد الـخـدري ﭬ فـل تطبقؼـف‬
‫حضرتف ‪68...................................................................‬‬
‫أثر أبل سعقد ﭬ يف تطبقؼف لؾحديث كػسف مع معاوية ﭬ يف غقابف ‪68........‬‬
‫أثر ابـ طباس ﭭ‪ ،‬وفقف‪( :‬وٓ تغتب إمامؽ) ‪68..............................‬‬
‫أثر سعقد بـ جؿفان مع طبد اهلل بـ أبل أوىف ﭬ ‪11...........................‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬ن‪٠‬ـ اةَ اىلً٘ يف إُهارات اىهطاةث‪ ،‬رىٖ اهلل ًِْٓ ‪17....‬‬
‫لؾؽالم الذي كؼؾف طـف شقخـا ‪17...........‬‬ ‫أك‪ :ٟ‬بقان سبب ذكر ابـ الؼقؿ‬
‫ققل ابـ الؼقؿ‪( :‬ومـ بعدهؿ لؿ تؽـ لفؿ هذه الؿـزلة)؛ يػفؿ مـف أن تؾؽ مـزلة‬
‫خاصة بالصحابة رضل اهلل طـفؿ ‪17..........................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬الـاضر إلك إمثؾة التل ذكرها ابـ الؼقؿ وإلك كالمف‪ ،‬يؾحظ أكف يؼصد‬
‫اإلكؽار العؾـل بحضرة السؾطان ‪16...........................................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬ققل ابـ الؼقؿ ‪ٚ( :‬قاي‪ٛ‬ا باحلل‪ٚ ،‬صدع‪ٛ‬ا ب٘) يدل طؾك أكف يؼصد‬
‫الصدع بالحؼ أمام ولل إمر ‪16.............................................‬‬
‫يف أن الصدع بالحؼ ٓ يؽقن مــ وراء‬ ‫كؼؾ كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ‬
‫حجاب ‪16..................................................................‬‬
‫‪16.................‬‬ ‫راة نٓا‪ :‬كؼؾ آثار تشقر إلك الؿعـك الذي ذكره ابـ الؼقؿ‬
‫أثر طـ ابـ طؿر ﭭ ‪16.....................................................‬‬
‫أثر طـ ابـ طباس ﭭ ‪16....................................................‬‬
‫‪11...............................................‬‬ ‫أثر طـ يحقك بـ معقـ‬
‫‪11...............................................‬‬ ‫أثر طـ أحؿد بـ حـبؾ‬
‫يدل صراحة طؾك رأيف يف صريؼة كصح القٓة ‪11......‬‬ ‫كؼؾ كالم ٓبـ الؼقؿ‬
‫اىٍيطق‪ :‬آذار اـخػؿ ةٓا ك٘غِا ْيٕ سٔاز ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪ ،‬كْٖ حػعو يف ةاب‬
‫ا‪ُٝ‬هار اىفؽم ‪14.................................................................‬‬
‫‪ - 1‬إْهاز أب‪ ٞ‬ضع‪ٝ‬د اخلدز‪ ٟ‬ﭬ عً‪َ ٢‬س‪ٚ‬إ بٔ احلهِ يف تكدمي٘‬
‫اخلطب‪ ١‬عً‪ ٢‬صال‪ ٠‬ايع‪ٝ‬د‪14................................................. .‬‬
‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬ ‫‪719‬‬
‫ضاهر الؼصة وكالم العؾؿاء يدٓن طؾك أن إكؽار أبل سعقد كان سرا ‪14........‬‬
‫أن ذلؽ وقع سرا ‪16.............................‬‬ ‫كالم الحافظ ابـ حجر‬
‫مؿا يستدل بف أن راوي الؼصة هق أبق سعقد كػسف ‪16..........................‬‬
‫ذكر خؿسة آثار تتعؾؼ بققائع بقــ أبل سعقد ﭬ ومـروان رواها غقره مؿــ‬
‫شفدها (الحاشقة) ‪16........................................................‬‬
‫‪ - 2‬أثس أضاَ‪ ١‬بٔ ش‪ٜ‬د‪ ،‬ﭭ ملا طًب َٓ٘ إٔ ‪ٜ‬هًِ عجُإ ﭬ ‪16............‬‬
‫تقجقف شقخـا ٕثر أسامة ﭬ ‪16.............................................‬‬
‫أك‪ :ٟ‬لق كان أسامة ﭬ كؾؿ طثؿان ﭬ قبؾ ذلؽ طؾـا؛ لؿا كاكقا صؾبقا مـف‬
‫ذلؽ ‪77.....................................................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬مـ أسباب رد أسامة ﭬ طؾقفؿ ‪11.....................................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬شروحات العؾؿاء الؿتؼدمقـ ٓ تساطد طؾك ما جاء يف كالم شقخـا ‪11...‬‬
‫كالم الحافظ ابـ حجر ‪11...............................................‬‬
‫‪19.....................................................‬‬ ‫كالم الؼسطالين‬
‫‪19.......................................................‬‬ ‫كالم ابـ بطال‬
‫‪ - 3‬أثس ضع‪ٝ‬د بٔ دبرل َع ابٔ عباع ﭭ‪ ،‬يف َطأي‪ ١‬اإلْهاز ‪19...........‬‬
‫اإلشارة إلك زيادة مفؿة يف إثر إول الذي ذكره شقخـا ‪18..................‬‬
‫تقجقف إثر وفؼ تؾؽ الزيادة ‪18..............................................‬‬
‫‪ - 4‬أثس أب‪ ٞ‬بهس ايصد‪ٜ‬ل ﭬ‪ٚ« :‬إٕ زأ‪ٜ‬تُ‪ ْٞٛ‬عً‪ ٢‬باطٌ فطدد‪18... »ْٞٚ‬‬
‫‪91...............................‬‬ ‫أك‪ :ٟ‬كؼؾ كالم شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‬
‫ؼقم و ُيسدَّ د بؿا تضؿـف هدي الـبل ﷺ ‪91........‬‬ ‫ذاُ٘ا‪ :‬أبق بؽر ﭬ قصده أن ُي َّ‬
‫ذاىرا‪ :‬غالب الحؽام يلذكقن بـؼدهؿ طؾـا إطؿآ لؾديؿؼراصقة وحـرية التعبقر ‪91....‬‬
‫راةٓا‪ :‬فتـقى الشقـخ صالـح الؾحقـدان حـقل إذن ولـل إمر فـل اإلكؽـار العؾـل‬
‫طؾقف ‪91 ......................................... ................................‬‬
‫فـل إذن ولـل أمر بالخــروج فـل‬ ‫فائػػة‪ :‬فـتـقى الشقـخ طبد اهلل بــ طؼقؾ‬
‫مظاهرات تليقدا لــف ‪97.......................................................‬‬
‫‪96....................................‬‬ ‫عاٌفا‪ :‬كؼؾ شقخـا لؽالم الـقوي‬
‫يف ذنؽ ك٘غِا ىٍٔافلث ٌٓاكٗث ‪ٛ‬ةٖ ةهؽ اىهػٗق ﭭ ‪96......................‬‬
‫أك‪ :ٟ‬بقان مؼصد معاوية ﭬ مـ التحديث بالحديث ‪91.....................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬سبب طدم إكؽار معاوية ﭬ طؾك الرجؾ ‪91............................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬يف الؼصة ما يدل طؾك أن معاوية خال بالرجؾ قبؾ دخقل الـاس طؾقف ‪91.....‬‬
‫راةٓا‪ :‬طبارة تدل طؾك أن اإلكؽار العؾـل كان أمرا مشقـا طـد الـاس ‪91 ............‬‬
‫‪718‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬
‫عاٌفا‪ :‬كؼؾ ثالث قصص فقفا مققػ معاوية ﭬ مـ اإلكؽار العؾـل طؾقف ‪91....‬‬
‫كالم الؼاضل طقاض يف بقان أن طبادة أغؾظ يف الؾػظ لؿعاوية‪ ،‬ﭭ لتحؼؼف مـ‬
‫حؾؿف وصربه (الحاشقة) ‪94..................................................‬‬
‫ـادـا‪ :‬الؿؼصقد مـ ققلف ﷺ‪ٗ« :‬خلاضٍٔف يف اىِار»‪96...................... .‬‬
‫تبقيبات العؾؿاء طؾك الحديث ‪96............................................‬‬
‫كالم شراح الحديث ‪96......................................................‬‬
‫ـاةٓا‪ :‬ما يتعؾؼ بنكؽار الؿـؽر طؾك همٓء القٓة الظؾؿة‪ ،‬فؼد تؼدم أكف لقس يف‬
‫الحديث ما يدل طؾك ذلؽ‪ ،‬فقرجع بقاكف إلك الـصقص إخرى ‪96............‬‬
‫كالم شرف الديـ الطقبل ‪96.............................................‬‬
‫ذاٌِا‪ :‬مؼاركة بقـ حديث طقاض وحديث معاوية ﭭ ‪96......................‬‬
‫أوجف التشابف بقـ الحديثقـ ‪91................................................‬‬
‫أوجف آختالف بقـفؿا ‪99...................................................‬‬
‫الـتقجة ‪99...................................................................‬‬
‫‪‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬بعض الضوابط التي وضعها شيخنا لطريقة‬


‫اإلناكر العلني‪ ،‬وتحته ثالثة مباحث‪:‬‬
‫كؼؾ كالم شقخـا يف الضقابط ‪81................................................‬‬
‫اىِػِػؽ إىػٕ ْػؼق اىيػٔاةػً فػٖ ةػاب ا‪ُٝ‬ػهػار اىٓيِػٖ ةلفٍ٘ػّ ٌػَ عػ‪٠‬ؿ ذ‪٠‬ذث‬
‫ٌتاضد ‪87....................................................................‬‬
‫اىٍتطد ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬ىٔاةً ا‪ُٟ‬خلاؿ ٌَ ا‪ُٝ‬هار اىفؽم إىٕ ا‪ُٝ‬هار اىٓيِٖ‪86... :‬‬
‫الضابط إول‪ :‬أن يغؾب طؾك الظـ‪ :‬تحصقؾ الخقر وزوال الشر‪ ،‬مـ غقر ترتب‬
‫أي مػسدة ‪86..................................................................‬‬
‫يـظر إلك هذا الضابط مـ ثالث جفات‪86..................................... :‬‬
‫الجفة إولك‪ :‬كقن اإلكؽار العؾـل يف غقبة ولل إمر مػسدة محضة ٓ خقر فقفا‪،‬‬
‫وكؼؾ كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ يف ذلؽ ‪86.......................................‬‬
‫الجفة الثاكقة‪ :‬هذا الضابط بعقد القققع ‪86......................................‬‬
‫الجفة الثالثة‪ :‬وضع الضقابط إذا لؿ تستـد إلك دلقؾ وكاكت تػتح الباب لؿا بعده‬
‫تؽقن بذلؽ غقر معتربة ‪86.....................................................‬‬
‫كؼؾ كالم محؿد رشقد رضا حقل تغققر الحاكؿ الجائر ولق بالؼتال إذا كان ذلؽ‬
‫الؿصؾحة يف ذلؽ راجحة والؿػسدة مرجقحة ‪86...............................‬‬
‫الضابط الثاكـل‪ :‬يؼدر ما تؼدم‪ :‬أهؾ العؾؿ والؿعرفة والدراية بلحقال البالد‬
‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬ ‫‪741‬‬
‫والعباد ‪81.....................................................................‬‬
‫الؿبحث الثاين‪ :‬ضقابط تطبقؼ اإلكؽار العؾـل (كقػ يطبؼ اإلكؽار العؾـل؟) ‪81..‬‬
‫اىِِؽ إىٕ ةٓو اىئاةً ٌَ ع‪٠‬ؿ ذ‪٠‬ذث ُلاط‪81.............................. :‬‬
‫أك‪ :ٟ‬ذنؽ ا‪ٛ‬دىث ْيٕ حيم اىئاةً ‪81......................................‬‬
‫‪ -1‬دى٘و ك٘غِا ْيٕ اىئاةً اىٍؼنٔرة ‪81....................................‬‬
‫استدٓل شقخـا بنكؽار أبل سعقد ﭬ طؾك مروان أكف لؿ يؽـ فقف تشفقر وٓ‬
‫تللقب ‪84......................................................................‬‬
‫أشد ما يؽقن ثؾبا وتشفقرا طؾـك القٓة وقتفـا هق رمقفؿ بؿخـالػـة الســة ‪84 .......‬‬
‫‪ -2‬كسٔد أرةٓث آذار ىٍَ ا‪ٙ‬ذار اىخٖ اـخػؿ ةٓا ك٘غِا‪ ،‬ف٘ٓا ٌٓارىث ىٓا ‪84.......‬‬
‫ذكر أثار ‪84..................................................................‬‬
‫تقجقف تؾؽ أثار ‪84...........................................................‬‬
‫‪86.........................................................‬‬ ‫كالم ابـ مػؾح‬
‫‪86...................................................‬‬ ‫كالم الؼاضل طقاض‬
‫‪ -3‬حلؽٗؽات ةٓو أْو اىٓيً ىيٍفأىث حػؿ ْيٕ أف اىٍفأىث ف٘ٓا ع‪٠‬ؼ‪ ،‬كأف‬
‫اىشٍٓٔر ‪ٗ ٟ‬لخؽٌُٔٓا يف ضيؽة اىطانً ‪86...................................‬‬
‫يف ذلؽ ‪86 .........................................‬‬ ‫كالم ابـ الـحاس‬
‫‪86.........................................................‬‬ ‫كالم ابـ مػؾح‬
‫اىٍتطد اىراين‪ :‬اىيػٔاةػػً اىػٍؼنػٔرة ‪ُ ٟ‬حػغػؽج اىػهػ‪٠‬ـ ْػَ نػُٔػّ غ٘تػث‬
‫ٌُطػ َّؽٌػث ‪86....................................................................‬‬
‫طدم استثـاء العؾؿاء لغقبة القٓة ضؿـ ما استثـقه مـ الغقبة ‪81..................‬‬
‫كؼؾ صـقع اإلمام ابـ أبل طاصؿ يف كتابف (السـة) ‪81........................‬‬
‫كـالم الؿــاوي فـل كـقن الطعـان هـق الـققـاع فـل أطـراض الــاس بــحـق ذم‬
‫أو غقبة ‪81.....................................................................‬‬
‫مققػ طامة الـاس مـ اإلكؽار العؾـل طؾقفؿ ولق كان بلكسب العبارات ‪81.......‬‬
‫يف اإلكؽار العؾـل يف غقاب ولل إمر ‪81...........‬‬ ‫كالم الشقخ ابـ طثقؿقـ‬
‫مققػ طامة الـاس مـ غقبة القٓة ‪89...........................................‬‬
‫اىٍتطد اىراىد‪ :‬ىتً اىئاةً‪ ،‬كاْختار اىٍآ‪ٟ‬ت ‪89.......................‬‬
‫أك‪ٗ :ٟ‬هٓب سػا ىتً ْؼق اىئاةً‪89...................................... :‬‬
‫مـ جفة تحديد ما يحسـ مـ العبارات وما ٓ يحسـ ‪89........................‬‬
‫يف إسباب الجالبة لؾتلويؾ ‪89.........................‬‬ ‫كؼؾ كالم ابـ الؼقؿ‬
‫‪747‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬
‫ذاُ٘ا‪ُِِٗ :‬ؽ إىٕ ٌآؿ ْؼق اىفخٔل‪ْ ٌَ ،‬ػة سٔاُب‪88............................. :‬‬
‫اىشاُب ا‪ٛ‬كؿ‪ :‬كػ ٗفخػؿ ةٓا أْو ا‪ْٔٛ‬اء ى٘هئا إىٕ ٌا ٗٓٔكُّ ٌِٓا‪ ،‬كٗخؽنٔف‬
‫ٌا ‪ٔٓٗ ٟ‬كف ‪717 ..............................................................‬‬
‫مؿا يبقـ ما تؼدم أن شقخـا رأى أن يؽتب تـبقفا يف (التقضقح) ‪711 .............‬‬
‫مؿا يدل طؾك ذلؽ‪ :‬كشر بعض دطاة الؿظاهرات وآطتصامات لجزء مـ فتقى‬
‫الشقخ ابـ طثقؿقـ‪ ،‬لقخدمقا باصؾفؿ‪ ،‬ولقؾبسقا طؾك الـاس زمـ الثقرات ‪711 ...‬‬
‫اىشاُب اىراين‪ :‬ولقج هذا الباب قد يجر إلك ما بعده ‪711 .......................‬‬
‫طدم تطرق شقخـا يف (التػـقد) ٕصؾ ذكره يف الػتقى‪ ،‬وهق أن إصؾ يف اإلكؽار‬
‫أن يؽقن سرا ‪711 .............................................................‬‬
‫اىشاُب اىراىد‪ :‬قد يستغؾ ذلؽ أهؾ إهقاء والشفقات‪ ،‬لقبثقا سؿقمفؿ ‪711 .....‬‬
‫يف استغـالل أهـؾ الػتــ لإلكؽـار العؾــل طؾـك‬ ‫كـالم الشقـخ ابـ طثقؿقــ‬
‫الـقٓة ‪717 ...................................................................‬‬
‫ومؿا يم ِّيد ما تؼدم مـ اطتبار مآل الػتقى‪ :‬ما ُكؼؾ طـ شقخـا يف مسللة التباطد يف‬
‫الصالة ‪717 ...................................................................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬أٍُٔذج حٍت٘لٖ‪ :‬إُؾاؿ اىئاةً اىٍؼنٔرة ْيٕ اىٍِاْؽات ‪717 ..........‬‬
‫‪‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬من آثار فتوى اإلناكر العلني ‪711 ........................‬‬


‫املبشح األ‪ :ٍٚ‬االْتصاز يفت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين ‪711 .........................‬‬
‫تؿ آكتصار لصحة الػتقى بطرق وأسالقب غقر مرضقة ‪711 ....................‬‬
‫أك‪ :ٟ‬تضعقػ حديث طقاض بـ غـؿ ‪711 ......................................‬‬
‫التغريدة إولك ‪711 ..........................................................‬‬
‫التغريدة الثاكقة ‪711 ............................................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬آستدٓل بآثار تدخؾ فقؿا يجري يف باب القٓيات‪ ،‬وما يؼع فقفـا مـ‬
‫ألػاظ ‪714 ........................................................................‬‬
‫التغريدة إولك ‪714 ..........................................................‬‬
‫التغريدة الثاكقة ‪714 ............................................................‬‬
‫ذاىرا‪ :‬آستدٓل بآثار ٓ طالقة لفا البتة بالؿسللة‪ ،‬ولق مـ جفة بعقدة ‪716 .......‬‬
‫تغريدة يف ذلؽ ‪716 ...........................................................‬‬
‫راةٓا‪ :‬الثـاء طؾك شقخـا بؿا يتضؿـ آكتؼاص مـ العؾؿاء أخريـ ‪716 ........‬‬
‫تغريدة يف ذلؽ ‪716 ...........................................................‬‬
‫عاٌفا‪ :‬آكتصار لؼقل شقخـا بلمر ٓ يتعؾؼ بطرق ترجقح الػتقى ‪716 ..........‬‬
‫التغريدة إولك ‪716 ..........................................................‬‬
‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬ ‫‪746‬‬
‫التغريدة الثاكقة ‪716 ............................................................‬‬
‫وقػات مع هذا الؽالم ‪716 ....................................................‬‬
‫ـادـا‪ :‬اهتام مـ ٓ يرى جقاز اإلكؽار العؾـل بنماتة شعقرة إمر بالؿعروف‬
‫والـفل طـ الؿـؽر‪ ،‬والقققع يف اإلرجاء ‪719 ......................................‬‬
‫التغريدة إولك ‪719 ..........................................................‬‬
‫التغريدة الثاكقة ‪719 ............................................................‬‬
‫التغريدة الثالثة ‪719 ............................................................‬‬
‫املبشح ايجاْ‪ َٔ :ٞ‬تطب‪ٝ‬كات فت‪ ٣ٛ‬اإلْهاز ايعًين ‪718 ....................‬‬
‫أك‪ :ٟ‬بدأ البعض يطبؼ الػتقى‪ ،‬وكصب كػسف يف مؼام الؿقجف لقٓة إمقر فقؿا‬
‫يؾزمفؿ أن يػعؾقه ‪718 ............................................................‬‬
‫التغريدة إولك ‪718 ..........................................................‬‬
‫التغريدة الثاكقة ‪718 ............................................................‬‬
‫ذاُ٘ا‪ :‬استغالل فتقى الشقخ لؿحاولة إثارة الػتـة ‪718 ...........................‬‬
‫‪‬‬

‫الخاتمة‪ ،‬وفيها ملخص القراءة‪777 ................................ :‬‬


‫‪‬‬

‫الملحق‪ :‬حول فتوى الشيخ فركوس (في مجال اإلناكر‬


‫العلني‪ ،‬ومسألة اتباع األعلم)‪767 ................................‬‬
‫‪-7‬حقل اإلكؽار طؾك القٓة ولق كان ما صدر مـفؿ طـ اجتفاد وتلويؾ ‪767 ..‬‬
‫‪-6‬حـقل إيجـاب تـرك الـصقحـة إذا لـؿ يؼـتـــع ولـــل إمـر بقجـفـة كـظــر‬
‫الــاصـح ‪767 ................................................................‬‬
‫أية التل استدل هبا شقخـا طؾك ذلؽ ‪766 ...................................‬‬
‫طامة الؿػسريـ لؿ يؼقلقا بنيجاب ترك بذل الـصقحة ‪766 ....................‬‬
‫تػسقر الشقخ ابـ طثقؿقـ رحؿف اهلل لمية‪766 .................................‬‬
‫حقل إدخال الشقخ فركقس لؾعؾؿاء يف مبحث اإلكؽار طؾك وٓة إمقر ‪761 .‬‬
‫كسبة الشقخ أن بعض العؾؿاء والسؾػ مـ الصحابة قالقا باإلكؽار العؾـل‬
‫بضقابطف‪761 ................................................................‬‬
‫تؼسقؿ الضقابط التل وضعــفا الشقــخ وطـرضفــا طؾــك مــ كسب إلقفؿ الؼقل‬
‫بـفا ‪764 .....................................................................‬‬
‫‪ -7‬الشقخ إلباين ‪764 ......................................................‬‬
‫‪741‬‬ ‫فـــهــرس الـنــوضوعـــات‬
‫‪ -6‬الشقخ ابـ طثقؿقـ ‪764 ..................................................‬‬
‫‪ -1‬الشقخ مؼبؾ‪764 .........................................................‬‬
‫‪ -4‬اإلمام ابـ الؼقؿ ‪766 .....................................................‬‬
‫‪ -6‬الصحابة رضل اهلل طـفؿ ‪766 ............................................‬‬
‫ققل الشقخ فركقس إن راوي حديث اإلسرار طقاض بـ غـؿ لؿ يـؽر اإلكؽار‬
‫العؾـل ‪766 ..................................................................‬‬
‫‪‬‬

‫منظومة في اإلناكر العلني على والة األمور ‪761 ............‬‬


‫‪‬‬

‫فهرس الموضوعات‪717 ............................................. :‬‬


‫‪‬‬

You might also like