Professional Documents
Culture Documents
-1طـ أبل سعقد الخدري ﭬ قال :قال رسقل اهلل ﷺٍَِٓٗ ٟ« :
أضػنً ٌغافث اىِاس ،أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ».
كاؿ أةٔ ـٓ٘ػ :فؼد حؿؾـل ذلؽ طؾك أن رنتج إلك معاوية ،فٍٜت
أذُّ٘ ،ثؿ رجعت)[ .مسـد طبد بـ حؿقد (.])968
-2طـ سعقد بـ جبقر قال :قؾت ٓبـ طباس :آمر إمامل بالؿعروف؟
قال :إن خشقت أن يؼتؾؽ فال ،فنن كـت وٓ بد فاطال؛ ففٍ٘ا ةِ٘م كةِّ٘،
ك ٟحغخب إٌِاٌم[ .ســ سعقد بـ مـصقر ( ،)7661 /4رقؿ (.])946
( :فـلمـا مـا جـرى لؾسؾػ مــ -3كػاؿ اٌٝاـ اةػَ ٌفيػص
التعـرض ٕمرائفؿ؛ فنهنؿ كاكقا ٗٓاةٔف اىٓيٍاء ،فنذا اكبسطقا طؾقفؿ؛
احتؿؾقهؿ يف إغؾب)«[ .أداب الشرطقة» (.]»)781 /7
-4كاؿ اٌٝاـ اةَ اىلً٘ ( :ومـ دققؼ الػطـة :أُم ٟحؽد ْيٕ
اىٍٍاع عٍأق ةَ٘ اىٍ ،ٜفتحؿؾف رتبتف طؾك كصرة الخطل ،وذلؽ خطل
ثان ،ولؽـ تؾطػ يف إطالمف بف ،ض٘د ٗ ٟلٓؽ ةّ غ٘ؽق)«[ .الطرق الحؽؿقة
يف السقاسة الشرطقة» ،ص.]69 :
( -مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛ يؿؽـ أن
يدافع طـ كػسف ،أن يبقـ وجفة كظره ،ويحصؾ بذلؽ الخقر ...كأٌا ٌَ
كراء اىطشاب ،كٌَ كراء اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ٟع٘ؽ ف٘ٓاٌ ،ففػة
[مـ مؼطع مـشقر طؾك الشبؽة بعـقان( :التػصقؾ يف ٌطيث ،ى٘ؿ ف٘ٓا ع٘ؽ).
)]. اإلكؽار طؾك القٓة طؾـًا الشقخ ابـ طثقؿقـ
7 مـكـدمـــة الصيــخ صالــح السخينــي
ﭑﭒﭓﭔ
تقديم فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي ،حفظه هللا:
الحؿد هلل وحده ،وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف.
أٌا ةٓػ :فؼد قرأت الؽتاب الؿقسقم بـ (كؽاءة يف فخاكل اُٝهار اىٓيِٖ
ىفي٘يث اىل٘ظ ٌطٍػ ْيٖ فؽنٔس) ،الذي أطده الشقخ بالل بـ محؿقد طدار،
فللػقتف ردا لطق ًػا ،واف ًقا بالغرض ،يؿتاز بالتقثقؼ ،والؿصادر إصقؾة ،وسالمة
الؾغة ،وحسـ إسؾقب ،مع حسـ إدب يف الحقار والؿـاقشة.
خصقصا بقـ صالب العؾؿ ،لدقة مقضقطف،
ً وأرى أكف كتاب صالح لؾـشر،
وأهؿقتف ٓ ،سقؿا يف هذا العصر.
وفؼ اهلل الباحث وسائر صالب العؾؿ لؾعؾؿ الـافع والعؿؾ الصالح.
وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وأصحابف أجؿعقـ.
ﭑﭒﭓﭔ
مقدمة النشرة الثانية:
الحؿد هلل رب العالؿقـ ،والصالة والسالم طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف
وأصحابف أجؿعقـ.
أٌا ةٓػ :ففذه الـشرة الثاكقة لـ (كؽاءة يف فخاكل اُٝهار اىٓيِٖ)( ،)1بتؼديؿ
فضقؾة الشقخ الدكتقر صالح بـ سعد السحقؿل ،حػظف اهلل ،مػقض اإلفتاء
قرضفا بعد أن قرأها
بؿـطؼة الؿديـة الـبقية ،والؿدرس بالؿسجد الـبقي ،وقد َّ
خقرا وبارك فقف(.)2
كامؾة ،وهلل الحؿد ،مع كثرة أشغالف وازدحامفا ،فجزاه اهلل ً
ككػ أىفج إى٘ٓا ٌا ٗيٖ:
-7كالم شقخـا أبل طبد الؿعز -حػظف اهلل -حقل اإلكؽار يف الؿسائؾ
آجتفادية ،وقد وقػت طؾقف بعد كشر الؼراءة أوٓ ،ولف تعؾؼ مباشر بالبحث يف ستة
آثار استدل هبا شقخـا طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل طؾك ولل إمر يف غقبتف(.)3
ِ
ٌشاؿ -6قراءة الػتقى الرابعة لشقخـا يف الؿقضقع ،وهل بعـقان( :يف
ار اىٓيِػٖ ،كٌفأىػػ ِث احتػا ِع اْٛػيًِ) ،وقـد ُكشرت فـل مققعـف بتاريخ:
اُٝهػػ ِ
.7441/9/76وأضػتفا كؿؾحؼ يف آخر الؼراءة(.)4
-1مـظقمة يف اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر ،وهل كتؾخقص لؿباحث
الؼراءة ،وجاءت يف ( )16بقتًا.
وأسلل اهلل جؾ وطال أن يـػع هبذه الؼراءة ،إكف ولل ذلؽ والؼادر طؾقف.
وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ.
كنختّ اىفل٘ؽ إىٕ اهلل
ة٠ؿ ةَ ٌطٍٔد ْػار اىشؾائؽم
ٌهختث اىٍفشػ اىِتٔم1443/8/17 ،
ﭑﭒﭓﭔ
مقدمــة:
إن الحؿد هلل ،كحؿده ،وكستعقـف ،وكستغػره ،وكعقذ باهلل مـ شرور أكػسـا، ّ
مضؾ لف ،ومـ يضؾؾ؛ فال هادي لف، ّ ومـ س ّقئات أطؿالـا ،مـ يفده اهلل؛ فال
محؿدا طبده ورسقلف.
أن ّوأشفد أن ّٓ إلف إٓ اهلل ،وحده ٓ شريؽ لف ،وأشفد ّ
[آل عمران]. ﮋﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰﮊ
ﮋ ﭑ ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟ
[النساء]. ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ
ﮋ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱ ﮲
﮳﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼﮽ﮊ [األحزاب].
محؿد ﷺ، فنن أصدق الحديث كتاب اهلل ،وأحسـ الفدي هدي ّ َّأٌا ةٓػّ :
وكؾ ضاللة يف الـّار.وكؾ بدطة ضاللةّ ،
وكؾ محدثة بدطةّ ،وشر إمقر محدثاهتاّ ، ّ
كةٓػ :ففذه قراءة يف فتاوى فضقؾـة شقخــا الؽريـؿ ،إستاذ الدكتقر ،أبـل
طبد الؿعز محؿد طؾل فركقس ،حػظف اهلل ورطاه ،وهل( :يف ضهً اُٝهار
اى َٓ َيِٖ ْيٕ كٟة اٌٛؽ) ،و( :يف حٔى٘ص إكهاؿ ٌٓخؽض ْيٕ ضهً اُٝهار
اىٍٓ َخؽِىَ٘ ْيٕ فخٔل« :اُٝهار ِ
اى َٓ َيِٖ ْيٕ كٟة اٌٛؽ) ،و(حفِ٘ػُ ُك ُتٓات ُ
اىٓيِٖ ػ ةئاةٍّ ػ ْيٕ ُك َٟة أٌٛر») ،الؿـشقرة طؾك مققع فضقؾتف(.)1
رمزت لألولك اختصارا( :الػتقى) ،ولؾثاكقة( :التقضقح) ،ولؾثالثة:ُ وقد
(التػـقد).
وكـت كتبت ما يتعؾؼ بـ (الػتقى) و(التقضقح) فـل خطاب خاص أرسؾتـف
لشقخــا ،مـمرخ7446/77/7 :هـ ،ولؿ يتقسر وصقلف لقـده ،مـع بـذلـل لألسباب.
ولؿـا كاكت فتاوى شقخـا اكتشرت ،وكان مـ مـفج السابؼقـ والالحؼقـ: َّ
إضفار البقـان فـل مثؾ ذلؽ ،فـؼـد أطـدت صقـاغـة الؼـراءة وترتقبفـا ،بعد إضافـة
ما يتعؾؼ بـ (التػـقد) ،وأصؾعتفا بعض أهؾ العؾؿ ،واستػدت مـ الؿالحظات
طؾقفا ،واستشرهتؿ يف كشرها ،واستخرت اهلل يف ذلؽ ،ثؿ أصؾعتفا بعض صؾبة
العؾؿ لقراجعقها ،واستػدت مـ مالحظاهتؿ ،فجزاهؿ اهلل جؿقعا خقر الجزاء.
يف «مختصر مـفاج الؼاصديـ» ،ص ( :766واطؾؿ :أن اهلل ( )7قال ابـ قدامة الؿؼدسل
تعالك إذا أراد بعبد خقرا بصره بعققب كػسف ،فؿـ كاكت لف بصقرة ،لؿ تخػ طؾقف طققبف ،وإذا
طرف العققب أمؽـف العالج ،ولؽـ أكثر الـاس جاهؾقن بعققهبؿ ،يرى أحدهؿ الؼذى يف طقـ
أخقف وٓ يرى الجذع يف طقـف.
فٍَ أراد اىٔكٔؼ ْيٕ ْ٘ب ُففّ؛ فيّ يف ذىم أرةّ ٌؽؽ:
اىٍؽٗلث اٛكىٕ :أن يجؾس بقـ يدي شقخ بصقر بعققب الـػس ،يعرف طققب كػسف وصرق
طالجفا ،وهذا قد طز يف هذا الزمان وجقده ،فؿـ وقع بف ،فؼد وقع بالطبقب الحاذق ،فال
يـبغل أن يػارقف.
اىٍؽٗلث اىراُ٘ث :أن يطؾب صديؼا صدوقا بصقرا متديـا ،ويـصبف رققبا طؾك كػسف ،لقـبفف طؾك
الؿؽروه مـ أخالقف وأفعالف ...إٓ أكف طز يف هذا الزمان وجقد صديؼ طؾك هذه الصػةٕ ،كف
قؾ يف إصدقاء مـ يرتك الؿداهـة ،فقخرب بالعقب أو يرتك الحسد ،فال يزيد طؾك قدر
القاجب .وقد كان السؾػ يحبقن مـ يـبففؿ طؾك طققهبؿ ،وكحـ أن يف الغالب أبغض
الـاس إلقـا مـ يعرفـا طققبـا .وهذا دلقؾ طؾك ضعػ اإليؿان ،فنن إخالق السقئة
كالعؼارب ،لق أن مـبفا كبفـا طؾك أن تحت ثقب أحدكا طؼربا لتؼؾدكا لف مـة ،واشتغؾـا بؼتؾفا،
وإخالق الرديئة أطظؿ ضررا مـ العؼرب طؾك ما ٓ يخػك.
اىٍؽٗلث اىراىرث :أن يستػقد معرفة كػسف مـ ألسـة أطدائف ،فنن طقـ السخط تبدي الؿساوئ،
واكتػاع اإلكسان بعدو مشاجر يذكر طققبف ،أكثر مـ اكتػاطف بصديؼ مداهـ يخػل طـف طققبف.
اىٍؽٗلث اىؽاةٓث :أن يخالط الـاس ،فؽؾ ما يراه مذمقما فقؿا بقـفؿ ،يجتـبف).
8 مـــــــدخـــــــــــل
المقدمـة:
مدخـل:
● الحؿد هلل الذي أخرج لؾـاس خقر أمة ،تلمر بالؿعروف ،وتـفك طـ الؿـؽر،
الؿحتسبقـ،
والصالة والسالم طؾك الـبل إمقـ؛ قدوة الـاصحقـ ،وحامؾ لقاء ُ
وأمر بالؿعروف ،وهنك طـ الؿـؽر،
وكصح إمةَ ، َ ب َّؾغ الرسالة ،وأدى إماكة،
وشرع لألمة ما يـتظؿ بف أمر الدكقا والديـ ،فب َّقـ -طؾقف الصالة والسالم -أن مِـ
ووضح العالقة بقـ الراطل
فصؾ آداهباَّ ، ُأسس ققامفؿا :القٓية ،فشرع أحؽامفا ،و َّ
والرطقة ،وحث طؾك السـة وآجتؿاع ،وهنك طـ الػرقة وآبتداع ،وجعؾ إمر
وأساسا ققيا يف بؼاء الجؿاطة
ً بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر مـ أسفؿ اإلسالم،
وققهتا ،و َأولك لف غاية آهتؿام ،وققده بشروط وآداب.
ولؿا كان إمر والـفل َيثؼؾ طؾك كػقس كثقر مـ الـاس ،وخاصة أصحاب
َّ
القٓيات ،فؼد حرص -طؾقف الصالة والسالم -طؾك بقان الطريؼة الؿرضقة
لتعامؾ الرطقة مع وٓة إمقر يف هذا الباب ،فػفؿ مـف الصحابة ذلؽ ،وأخذوا
هبديف ﷺ ،وتعامؾقا بف فقؿا بقـفؿ ،فؽاكقا مـؼاديـ لؾحؼ ،وكان القٓة مـفؿ
الؿحتسب ،وخاصة إذا احتج بحديث رسقل اهلل ﷺ.
َيؼبؾقن احتساب ُ
ثؿ كؼؾ الصحابة ﭫ هديف ﷺ إلك َمـ بعدهؿ ،وقامقا بذلؽ خقر ققام.
وكان جـاهبؿ ﭫ يف هذا الباب َمفق ًبا ،ولؿ يخافقا يف اهلل لقمة ٓئؿ ،ولؿ
يداهـقا يف ديـف ،وخاصة أن زماهنؿ كان زمان تبؾقغ لؾشريعة ،إذ ُهؿ حؿؾة
حديث رسقل اهلل ﷺ ،وقـد تػرقـقا فـل إمصار لـشر العؾؿ فقفا ،واختص
بعضفؿ بتؾؼل ُســ طـ الـبل ﷺ لقست طـد غقرهؿ ،لؿ َيسعفؿ إٓ أن ُيب ِّؾغقها،
فؽاكت إماكة طظقؿة ،إذ لق سؽتقا طـ باصؾ لـُسب إلك الديـ ما لقس مـف،
اح ُت َّج بف طؾك حجقة اإلجؿاع
ولؿ يؽـ طصر تدويـ السـة قد بدأ ،وكان مؿا ْ
السؽقيت :أن الصحابة ﭫ كاكقا ٓ يسؽتقن طؾك باصؾ ،لؼقهتؿ يف باب إمر
بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر ،وطدم مداهـتفؿ فقف.
● وٕهؿقة إمـر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر؛ فؼد ذكره الؿصـػقن يف
طؼائد السؾػ ،وأفرده بعضفؿ بالتصـقػ ،واستؼرت مسائؾف ضؿـ ما استؼر
مـ مسائؾ العؼقدة ،ولؿ يبؼ مجال لالجتفاد فقفا ،ولقس لؾؿتلخر إٓ أن يلخذ
مـــــــدخـــــــــــل 71
طـ الؿتؼدم ،فقـتظؿ يف سؾسؾة الذهب ،فقؿسؽ هبا ،فطرففا طـده ،ومـتفاها
طـد رسقل اهلل ﷺ ،بلن يجتفد يف تؾؼل تؾؽ الؿسائؾ صافقة كؼقة ٓ شقة فقفا،
ثؿ ُيب ّؾغفا َمـ بعده طؾك الصػة التل تؾؼاها ،ففل بؿـزلة القديعة ،والقديعة أماكة،
حؼفا أن ُتصان و ُتب َّؾغ.
وخالػ يف ذلؽ الؿبتدطة؛ ضؿـ ما خالػقا فقف مـ أصقل ،وأودطقا تؾؽ
البدع يف مملػاهتؿ يف العؼقدة ،بؾ بثقها بدهاء يف كتب التػسقر وإصقل
الػرق ،وجعؾقا مـا حـرفـقه أصال يف وغقرها ،وحرف هذا الباب بعض ِ
َّ
كثقر مـ
مذهبفؿ؛ كالخقارج والؿعتزلة ،وورث طـ الؿعتزلة معتؼدهؿ يف ذلؽ ٌ
إشاطرة ،وحاول بعضفؿ الجؿع بقـ ما ورثف مـ الؿعتزلة ومذهب السؾػ،
فققع يف تذبذب(.)1
● كإف ٌَ حٔف٘ق اهلل ىيٍ ِ
طخفب :أن ُيؼ ِّقض لف مـ ُيع ِّؾؿف و ُيذ ِّكره إكؽار ُ
الؿـؽرات التل لف قدرة طؾك إكؽارها ،ويقجفف التقجقف الصحقح يف ذلؽ ،حتك
يرتؼل يف هذا الباب خقر مرتؼك ،ويؽقن وسطا فقف ،وٓ يحرق الؿراحؾ ،وقد
بخطب ٓ يصرب طؾقف ،فقـتؽس ،وقد يؽقن سببا ٓكتؽاسة غقره، ُيبتؾك جراء ذلؽ َ
بؾ ربؿا أصبح معاديا لفذه الشعقرة ،مقالقا ٕطدائفا ،طقا ًذا باهلل مـ كؾ ذلؽ(.)2
حس ـ التـبقف إلك مسللة الـؼؾ طـ بعض شراح الحديث أو الؿػسريـ الذيـ اكتفجقا هذا ( )7و َي ُ
الـفج يف مسائؾ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر ،إذ قد يؼع الـاقؾ طـفؿ طـ حسـ ضـ يف
مزالؼ خػقة ،أو يغري غقره يف إخذ طـفؿ يف هذا الباب.
طفَ ُليّ يف ْؼا اىتاب :ما وقػت طؾقف خالل العؿؾ طؾك إخراج سقرة الشقخ العالمة ( )6كٌٍا َٗ ُ
يف هذا الباب خالل دطقتف ومراسالتف ،وصريؼتف طبد اهلل بـ محؿد الؼرطاوي
الؿباركة بجـقب الؿؿؾؽة العربقة السعقدية .فؽاكت لف جفقد طظقؿة يف ذلؽ ،ولف مـفج
حؽقؿ يف تعؾقؿ الطالب الطريؼة الصحقحة ،وآرتؼاء هبؿ ،مؿا جعؾ جفقده تثؿر فقفؿ،
فلثؿرت يف الـاس ،وصار كثقر مـ تالمقذه مـ أطضاء هقئة إمر بالؿعروف والـفل الؿـؽر،
بؾ كان مـفؿ رؤساء لفقئات إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر.
فؿـ ذلؽ :أكف كان يخرج إلك جفة مـ الجفات ومعف كبار الطالب؛ فؽان يعظ الـاس ويرشدهؿ،
ويلمرهؿ بالؿعروف ،ويـفاهؿ طـ الؿـؽر ،والطؾبة معف يؼتدون بف ،وهق يب ِّق ُـ لفؿ الطريؼة يف
التقسقر والتبشقر والرفؼ والؾقـ والبصقرة ،والبعد طـ العـػ والشدة والتعسقر والتـػقر.
يؼقل تؾؿقذه الشقخ الؼاضل أحؿد بشقر معاىف الضؿدي ،حػظف اهلل( :ط َّؾؿـا الشقخ كقػ كعالج
بعض الشركقات يف الؿـطؼة ،فؽـا كذهب معف لألسقاق ،كُطَ نغار يف اىفَ ،وكعالج التؿائؿ
التل تعؾؼ بالدواب وأيدي الـاس ،وكتسابؼ لؼطعفا ،وكـا كقاجف مشاكؾ مـ همٓء ،وكان
الشقخ يحؿقـا .وكان الشقخ يعؾؿـا إذا سؿعـا مـ يحؾػقن بإماكة أن كؼقل لفؿ :ققلقا ٓ إلف إٓ
اهلل ،فتؾؽ كػارهتا ،فؽـا كػعؾ ذلؽ .وكـا كدخؾ الؿؼابر ،فـجد أشقاء مـؽرة تقضع طؾك الؼبقر،
بزطؿفؿ أن هذا رجؾ ولل أو سقد أو لف مؽاكة ما ،فـزيؾفا ،وكشعر الؿجتؿع بلن هذه بدع
=
77 مـــــــدخـــــــــــل
● و َمـ تؿسؽ بؿذهب السؾػ يف هذا الباب -وغقره -فؼد تقسط بقـ
الغالل والجايف ،و َيؾحؼف بذلؽ إذى مـ الطرفقـ؛ فطرف يؾؿزه بالؿداهـة يف
الحؼ( ،)1و ُمؼابؾف يـسبف إلك التشدد مع الخؾؼ ،والؿق َّفؼ َمـ وفؼف اهلل.
اىطاسث إىٕ حٔى٘ص ةٓو اىٍهٍيطات كاىلٔاْػ اىخٖ ذنؽْا ك٘غِا:
كان مـ طادة الؿصـػقـ يف مسائؾ العؾؿ :جؿع إدلة القاردة يف الباب،
وتؼديؿ إدلة التل هل أصؾ ،وإتباطفا بإدلة إخرى التل تتعؾؼ بف.
واهتؿقا -أيضا -بتعريػ الؿصطؾحات وتحريرها ،وخاصة إذا كان
الؿصطؾح مركبا ،أو كان مؿا يؼع فقف كقع لبس واشتباه.
كفٍ٘ا نختّ ك٘غِا -ضفِّ اهلل٠َٗ -ضَ كسٔد ضاسث ةِ٘ث إىٕ حٔى٘ص ةٓو
اىٍفائو كاىٍهٍيطات؛ اىخٖ ُحَٓ٘ ْيٕ اىفًٓ ،كحؽفّ ةٓو اٝكهاٟت،
كحطػد اٛدىث اىخٖ ُٗطخز ةٓا ،فٍِٓا:
-7ما هق الؿـؽر الذي يـ َؽر طؾك القٓة إذا وقعقا فقف؟
-6تقضقح مصطؾح( :اإلكؽار العؾـل).
َ -1مـ الذيـ ُيـاط هبؿ الؼقام باإلكؽار العؾـل طؾك القٓة؟
-4هؾ هـاك فرق بقـ كصقحة ولل إمر وإكؽار الؿـؽر طؾقف؟
-6بعض التؼريرات:
:1إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن يف حضقر ولل إمر ،ويجقز أن
يؽقن يف غقابف.
:2التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل.
=
وخرافات ،وأهنا ٓ تجقز .ويف فرتة وجقزة تغقرت إحقال ،وهلل الحؿد .كنِا ُخٓيً ٌَ اىل٘ظ
طؾؿا كثقرا ،وهلل الحؿد؛ ٕكف جاء مـ
اىٓيً ،كٍُتق ٌا حٓيٍِاق ،فرسخ العؾؿ ،وشعركا أكـا تعؾؿـا ً
الؼؾب إلك الؼؾب ،وهذه صػة يؿتاز هبا الشقخ الؼرطاوي ).
( )7كـت برفؼة شقخـا العالمة طبد اهلل ابـ طؼقؾ طام 7411هـ ،وكحـ خارجان مـ مسجده ،فجاءه
شاب طؿره يف حدود 78سـة ،وبدأ يؽؾؿ الشقخ طـ بعض الؿـؽرات ،ويؼقل لفٓ :بد أن
تـؽروها ،وأكتؿ طؾؿاء إمة ،ومثؾ هذا الؽالم ،والشقخ يؿشل ويستؿع لف ،ولؿ يرد طؾقف بشلء.
جقالف ٕقرأ طؾقف الرسائؾ التل تلتقف ،فؽان مـفا مثؾ ذلؽ وأشد؛ مـ ومرة أططاين شقخـا
آهتام بالؿداهـة ،وغقر ذلؽ .فؽـت أققل يف كػسل ٓ :شؽ أن همٓء الشباب ٓ يعرفقن
جفقد الشقخ يف هذا الباب ومقاقػف فقف ،ومع ذلؽ لؿ يرد شقخـا طؾك إول ،ولؿ يعؾؼ طؾك
الثاين ،رحؿف اهلل رحؿة واسعة.
مـــــــدخـــــــــــل 76
َ - 1ا ٖ ٛاملٓهس ايرُٜٓ ٟهَس عً ٢ايٛال ٠إذا ٚقعٛا ف:٘ٝ
لؿ ُيحدد شقخـا ما هق الؿـؽر الذي يـؽر طؾك القٓة إذا وقعقا فقف؛ هؾ هق
الؿـؽر الؿتػؼ طؾك تحريؿف؟ أم يدخؾ يف ذلؽ اإلكؽار يف الؿسائؾ التل هل
محؾ كظر واجتفاد؟ والذي يظفر أكف يؼصد الؿـؽر الؿتػؼ طؾك تحريؿف،
وتحديد ما تؼدم يػقد يف طدة أمقر ،مـفا :تؿققز إدلة التل سقستدل هبا ،فال
يستدل طؾك الؼسؿ إول بلدلة الؼسؿ الثاين.
خالل شرحف لحديث أبل كاؿ اىل٘ظ اىٌٓ٠ث ٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘
ٍ
سعقد الخدري ﭬ أكـف قـال :خـرج رجـالن فـل سػـ ٍر ،فحضرت الصـالة -ولقس
معفؿا ماء -فتقؿؿا صعقدا صقبا ،فصؾقا ،ثؿ وجدَ ا الؿاء يف الققت .فلطاد أحدهؿا
فذكرا ذلؽ لف ،فؼال لؾذي
الصالة والقضقء ،ولؿ ُيعد أخر ،ثؿ أتقا رسقل اهلل ﷺَ ،
أنتج اىفِث ،كأسؾأحم ن٠حم» .وقال لمخر« :ىم اٛسؽ ٌؽحَ٘»(:)1
َ لؿ ُيعد« :
( :ويف هذا الحديث دلقؾ طؾك أن آجتفاد ٓ ُيـ َؽر طؾك صاحبف كاؿ
إذا طؾؿ مـف حسـ الـقة ،وأكف لؿ يـق الؿخالػة ،لؽـ هذا الذي أوصؾف إلقف
اجتفاده ،فنكف ٓ يـؽر طؾقف ،لؽـ يبقـ لف الصقاب ،أما اإلكؽار؛ فال ...الؿفؿ أن
مسائؾ آجتفاد -والحؿد هلل -إمر فقفا واسع ،ولفذا اكظر إلك هذه الؿسللة؛
ما أكؽر الرسقل ﷺ طؾك الرجؾ الذي اجتفد فلخطل ،ولفذا أمثؾة كثقرة يف
السـة ،فالذي يـبغل لإلكسان أن يعرف مدارك الحؼ ،وأن ٓ يـؽر يف غقر محؾ
اإلكؽار ،وأن ٓ يسؽت يف غقر محؾ السؽقت ،فؾؽؾ مؼام مؼال)(.)2
مـؽرا لدى الجؿقع ،فنن كان مـ إمقر
ٓ( :بد أن يؽقن الؿـؽر ً ككاؿ
الخالفقة؛ فنكف ٓ ُيـ َؽر طؾك مـ يرى أكف لقس بؿـؽر ،إٓ إذا كان الخالف ضعقػا
ٓ ققؿة لف ،فنكف يـؽر طؾك الػاطؾ ،وقد ققؾ:
()3
إ ٟع ٠نفا ىّ ضَ ٌَ اىِِؽ) ٌٓختؽا
ن كى٘ؿ نو ع٠ؼ ساء
( )7أخرجف أبق داود ( ،)119والـسائل ( ،)411وصححف إلباين يف «صحقح أبل داود» (/6
.)166( )766
( )6اكظر« :الشرح الؿختصر طؾك بؾقغ الؿرام» (.)761 /6
( )1اكظر« :التؾخقص الؿعقـ طؾك شرح إربعقـ» ،ص .768وقال أيضا( :وققلفٌُِْ « :ه نَؽا» ٓبد
أن يؽقن مـؽرا واضحا يتػؼ طؾقف الجؿقع ،أي الؿـؽِر والؿـؽر طؾقف ،أو يؽقن مخالػة الؿـؽر
=
71 مـــــــدخـــــــــــل
- 2تٛضٝض َصطًض( :اإلْهاز ايعًين):
ٌا ْٔ اىٍلهٔد ةاُٝهار اىٓيِٖ؟
-هؾ الؿؼصقد أن يؽقن اإلكؽار طالكقة ،بؿعـك أكف بالؾسان ،ولقس
بالؼؾب؟
-أو الؿؼصقد أن ُيعؾـ اإلكؽار طؾك الحاكؿ أمامف؟
-أو الؿؼصقد أن ُيعؾـ اإلكؽار طؾك الحاكؿ طؾك رؤوس إشفاد؟
-وأيضا؛ هؾ هذا الؿصطؾح ُوجد طـد السؾػ؟ وهؾ مؼصقدهؿ بف هق
كػس مؼصقد أهؾ هذا العصر ،فؿثال :إذا أصؾؼ هذا الؿصطؾح يف هذا العصر؛
فعامة الـاس –بؾ وكثقر مـ خاصتفؿ -يتبادر إلك أذهاهنؿ أكف اإلكؽار طؾك
الحاكؿ يف غقابفٕ ،كف هق الؿعروف يف واقعفؿ ،بقـؿا طـد السؾػ هق اإلكؽار
طؾك الحاكؿ يف حضقره ،وهق كادر جدا يف هذا العصر.
،الؿتقىف سـة 448هـ: كاؿ اةَ ةٍاؿ اىٍاىهٖ
(فنن قال قائؾ :فإف اُٝهار ْيٕ اٌٛؽاء يف اىُٓ٘٠ث ٌَ اىفِث ،لؿا روى
سػقان طـ طؾؼؿة بـ مرثد ،طـ صارق بـ شفاب :أن رجالً سلل الـبل ﷺ :أي
الجفاد أفضؾ؟ قال« :نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ» .قال الطربي :قد اختؾػ
السؾػ قبؾـا يف تلويؾ هذا الحديث .فؼال بعضفؿ :إكؿا طـك الـبل ﷺ بؼقلف :
«نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»؛ إذا أٌَ ْيٕ ُففّ اىلخو ،أو أن يؾحؼف مـ البالء
مـؽرا مـ ذي سؾطان
ً القاجب طؾك مـ رأى
ُ ما ٓ قبؾ لف بف ...وقال آخرون:
مـؽرا
ً أن يـؽره ْ ُ٘٠نث وكقػ أمؽـف ...وقال آخرون :مـ رأى مـ سؾطاكف
فالقاجب طؾقف أن يـؽره ةليتّ دكف ىفاُّ)(.)1
( :فنن قال قائؾ :فإف اُٝهار ْيٕ اٌٛؽاء ف٘٠ضَ ٌَ كٔؿ اةَ ةٍاؿ
يف اىُٓ٘٠ث ٌَ اىفِث ،وذكره لحديث« :نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ» ،وما ذكره
مـ أققال يف تػسقره ،ومـفا( :أن يـؽره ْ ُ٘٠نث وكقػ أمؽـف)( ،أن يـؽره بؼؾبف
دكف ىفاُّ)؛ أن الؿؼصقد بالعالكقة طـدهؿ :هق اإلكؽار أمام الحاكؿ بالؾسان.
ثؿ قد يؽقن ذلؽ فقؿا بقـف وبقـف ،وقد يؽقن أمام مإل مـ الـاس.
=
طؾقف مبـقة طؾك ققل ضعقػ ٓ وجف لف .أما إذا كان مـ مسائؾ آجتفاد؛ فنكف ٓ يـؽره).
( )7اكظر« :شرح صحقح البخاري» ( )61/71باختصار.
مـــــــدخـــــــــــل 74
فال يؾزم مـ لػظ (العالكقة) أن يؽقن أمام الـاس ،فضال أن يؽقن يف غقبتف.
،الؿتقىف سـة 966هـ ،يف شرح أثر كٌريّ ٌا كاىّ ةػر اىػَٗ اىِٖٓ٘
أسامة بـ زيد لؿا ُصؾب مـف أن ُيؽؾؿ طثؿان ،ﭫ(:)1
(فقف إدب مع إمراء والؾطػ هبؿ ،ووطظفؿ سرا ،وتبؾقغفؿ ققل الـاس
فقفؿ ،لقؽػقا طـف ،هذا كؾف إذا أمؽـ ،فنن لؿ يؿؽـ القطظ سرا فؾقجعؾف ُْ٘٠ث،
لئال يضقع الحؼ ،لؿا روى صارق بـ شفاب قال :قال رسقل اهلل« :أفيو
اىشٓاد :نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»)(.)2
فػسر العالكقة بحديث« :أفيو اىشٓاد :نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ».
َّ
ََٔ - 3ايرُٜٓ ٜٔاط بِٗ ايكٝاّ باإلْهاز ايعًين عً ٢ايٛال٠؟
قال شقخـا يف (الػتقى):
(عًُا إٔ ايٓصٝش ١ايعًٓ ١ٝتؤد َٔ ٣يرل ٖتو ٚال تعٝرل ٚال تػٓٝع،
ملٓافاتٗا يًذاْب األخالقٚ ،ٞال خسٚز بايكٚ ٍٛايفعٌ ،ملدايفت٘ ملٓٗر اإلضالّ
يف احلهِ ٚايطٝاض ،١بً٘ إذا أداشٚا تكد ِٜايٓصٝش ١أَاَِٗ عًٓاٚ ،فتشٛا عً٢
أْفطِٗ باب إبدا ٤ايسأٚ ٟاالْتكاد ٚأذْٛا فٖٚ ،٘ٝرا َتطُٔ يف ق ٍٛايصدٜل
ﭬٚ« :إٕ زأٜتُ ْٞٛعً ٢باطٌ فطددٚ ،»ْٞٚيف يفغٚ« :إٕ شيت فك،»َْٞٛٛ
قاٍ ايٓٚ« : ٟٚٛف ٘ٝاألدب َع األَساٚ ٤ايًطف بِٗ ٚٚععِٗ ضسا ٚتبًٝغِٗ
َا ٜك ٍٛايٓاع ف ِٗٝيٓٝهفٛا عٖٓ٘ٚ ،را نً٘ إذا أَهٔ ذيو ،فإٕ مل ميهٔ
ايٛعغ ضسا ٚاإلْهاز فًٝفعً٘ عالْ١ٝ؛ ي٦ال ٜطٝع أصٌ احلل»ٚ ،قاٍ :يف َٛضع
آخس« :قاٍ ايعًُاٚ :٤ال رنتص األَس باملعسٚف ٚايٓٗ ٞعٔ املٓهس بأصشاب
ايٛالٜات ،بٌ ذيو دا٥ص آلساد املطًُني؛ قاٍ إَاّ احلسَنيٚ :ايدي ٌٝعً:٘ٝ
إمجاع املطًُني ،فإٕ يرل ايٛال ٠يف ايصدز األٚ ٍٚايعصس اير ًٜ٘ٝ ٟناْٛا
ٜأَس ٕٚايٛال ٠باملعسٚف ِْٜٗٛٗٓٚعٔ املٓهسَ ،ع تكسٜس املطًُني إٜاِٖ ٚتسى
تٛبٝدِٗ عً ٢ايتػايٌ باألَس باملعسٚف ٚايٓٗ ٞعٔ املٓهس َٔ يرل ٚال.)»١ٜ
وشقخـا ذكر يف بداية الػتقى ما يتعؾؼ بالـصح سرا لؾحاكؿ ،ثؿ الـصح
العؾـل لف إذا لؿ يؿؽـ اإلسرار ،مع ذكر ضقابط ذلؽ وآدابف ،ثؿ ذكر أدلتف،
،ثؿ أكد آداب الـصقحة العؾـقة ،ثؿ ذكر مـ يؼقم وثـك بؽالم ابـ الؼقؿ
بذلؽ ،كأُّ ٙضاد اىٍفيٍَ٘.
( )7سقليت ذكره يف ص .11
( )6اكظر« :طؿدة الؼاري شرح صحقح البخاري» (.)14 /61
76 مـــــــدخـــــــــــل
والؿسللة إخقرة –وهل مـ يؼقم بذلؽ -كؼؾ فقفا كالم الـقوي بعد ذكر
أثار ا لتل استدل هبا طؾك اإلكؽار العؾـل ،وذكر الضقابط يف ذلؽ( ،وهق ققلف:
قال العؾؿاء الخ) ،وهذا الـؼؾ فـل هذا الؿقضع بعد ذكر جؿقع مـا تؼـدم؛ يدل
–وإن لؿ يصرح هبا شقخـا -طؾك أن طامة الـاس جائز لفؿ إكؽار الؿـؽر طالكقة
طؾك القٓة.
ذكر هذه الؽالم خالل شرحف لحديث ٌَ« :رأل ٌِهً مع أن الـقوي
مؼررا لؿسللة :هؾ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر
ً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق»،
خاص بالقٓة ،أو أن ٔحاد الرطقة ذلؽ ،وقرر أن آحاد الرطقة داخؾقن ،وهذه
مسللة أخرى ،غقر مسللة اإلكؽار طؾك وٓة إمقر.
-ثؿ قال شقخـا يف (التقضقح):
(ٚعً ،٘ٝفٝه ٕٛاإلْهاز ايعًين عً ٢ايٛال ٠دا٥صا إذا نإ ٜتٛقع ف٘ٝ
املصًشٚ ١سص ٍٛاخلرل ٚشٚاٍ ايػسٜٚ ،كدِّز ذيو أٌٖ ايعًِ ٚاملعسف١
ٚايدِّزا ١ٜبأسٛاٍ ايبالد ٚايعباد).
-ثؿ قال يف (التػـقد):
ٚعً ،٘ٝفصٛز أدي ١عَُٛات ايهتاب ٚايطٓ ١نجرل ٠يف بٝإ األَس
باملعسٚف ٚايٓٗ ٞعٔ املٓهس ،فٗٚ ٛادب نفا ٞ٥عً ٢األَ ١مجٝعا ،ضٛاْ٤
نإ سانُا ـ زٝ٥طا أًَ ٚها أ ٚضًطاْا أ ٚأَرلا أٚ ٚشٜسا أٚ ٚايٝا أ ٚقا٥دا أٚ
قاضٝا أ ٚعْٛا سهَٝٛا زفٝعا ٚحن ٛذيو ـ أ ٚنإ ذلهَٛاٚ ،ذيو ٜػٌُ
مجٝع غسا٥ض اجملتُع ٚطبكاتٖ٘ ،را َٔ ْاس )...ٍ١ٝثؿ قال( :فٗٚ ٛادبْ عً٢
األَٚ ١سل هلا ،فهُا دنب عً ٢احلهاّ ٚاألَساٚ ٤ايٛالٚ ٠ايكطا ٠إٔ ٜأَسٚا
باملعسٚف ٜٛٗٓٚا عٔ املٓهس َطًكا ،فهريو عً ٢األَ ١إٔ تأَس ٚتٓٗ٢
سهاَٗا ٚأَساٖ٤ا َطًكا.)...
-فنذا أخذكا بؼقل شقخـا إخقر يف (التػـقد) وهق مقافؼ لؿا جاء يف
(الػتقى) ،فقؽقن إكؽار الؿـؽر طالكقة طؾك الحاكؿ حؼا لألمة جؿقعا.
وإذا أخذكا بؼقلف يف (التقضقح)؛ فنكف قرر هـاك أكف يؼدِّ ر ذلؽ ُ
أهؾ العؾؿ
عرفة والدِّ ِ
راية بلحقال البالد والعباد. والؿ ِ
َ
ْ :4و ِْاؾ فؽؽ ةَ٘ ُه٘طث كىٖ اٌٛؽ كإُهار اىٍِهؽ ْيّ٘؟:
ٗ٠ضَ أف ك٘غِا يف (اىفخٔل) ك(اىخٔى٘ص) ٗفخٍٓو اىِه٘طث كإُهار
اىٍِهؽ ةٍِٕٓ كاضػ ،كىً ٗؼنؽ كسٔد فؽؽ ةٍِ٘ٓا.
مـــــــدخـــــــــــل 76
-فؼنؽ اىِه٘طث ،ذً كؽُٓا ةإُهار اىٍِهؽ ،كؿا يف (الػتقى)( :وإصؾ يف
وطظفؿ أن يؽقن سرا طـد اإلمؽان ،مـ غقر فضحٍ وٓ تقبقخٍ وٓ تشـق ٍع ...أٌا
إذا ىً ٍٗهَ كًِْٓ ـؽا يف إزاىث ٌِهؽٍ ككٓٔا فّ٘ ْيِا ،وغؾب طؾك الظـ
ٍ
مػسدة فنكف يجقز ـ والحال تحصقؾ الخقر باإلكؽار العؾـل مـ غقر ترتب أي
هذه ـ ُه٘طخًٓ كاُٝهار ْيً٘ٓ ْيِا ،دون ٍ
هتؽ وٓ ٍ
تعققر وٓ تشـق ٍع.)..
ويف (التػـقد)( :فنن ما تؼرر يف الػتقى الؿشار إلقفا والرد طؾك إشؽال
الؿعرتض يف مسللة سٔاز اُٝهار اىٓيِٖ طؾك ولل إمر الذي خالػ الشريعة
طؾـا بالضقابط الشرطقة الؿبقـة يف أصؾ الػتقى هق ما أديـ اهلل بف ،وأطتؼده
راجحا ،وألتزم بحؽؿف طـد آقتضاء ،مع مراطاة الؿصؾحة يف ة٘اف اىٍِهؽ
والحؽؿة يف تؼديؿ اىِه٘طث ٕولل إمر ،كحؽؾ اُٝهار اىفؽم كاىٓيِٖ ـ طؾك
حد سقاء ـ طـد وجقد الؿاكع ،وهق غؾبة الظـ بحدوث مػسدة أو ترتب شر).
وقال يف (التػـقد)( :فاىطانو :أن مـ الحؽؿة يف اٝـؽار ةاُٝهار أك
اىِه٘طث يف الجؿؾة :أكف أبعد طـ الرياء وأقرب إلك التجرد).
-كٌا ُٗفًٓ ٌَ اىخٓت٘ؽ َْ اىِه٘طث يف اىفؽ ةػ( :اإلكؽار السري) ،طؾك
جفة الؿؼابؾة لـ (إلكؽار العؾـل) ،كذىم يف (التقضقح)( :طؾؿا أن اىِه٘طث
ةاىفؽ يف حد ذاهتا إن كاكت ٓ تحصؾ مصؾحة بؾ تجؾب مػسدة أو تحدث
مـؽرا أكرب فخفخٔم ٌّ اُٝهار اىٓيِٖ يف اىخؽؾ).
-كْ َّتؽ َْ اُٝهار اىٓيِٖ ةػ (اىِه٘طث اىٓيِ٘ث)( :طؾؿا أن اىِه٘طث اىٓيِ٘ث
هتؽ وٓ ٍ
تعققر وٓ تشـق ٍع لؿـافاهتا لؾجاكب إخالقل). تمدى مـ غقر ٍ
-ذً ذنؽ يف (اىخفِ٘ػ) أف اُٝهار ٗػعو يف ٍْٔـ ةاب اىِه٘طث ،وذلؽ يف
ققلف( :وهذا الؿعـك مـ اُٝهار يدخؾ يف طؿقم ةاب اىِه٘طث التل هل حؼقؼة
الديـ يف ققلف ﷺ« :اىػَٗ اىِه٘طث»).
● كاؿ ٌٓاىٖ اىل٘ظ ناىص ةَ ْتػ اىٓؾٗؾ آؿ اىل٘ظ –ضفِّ اهلل -يف ة٘اف
اىفؽؽ ةَ٘ ُه٘طث اىٟٔة كةَ٘ إُهار اىٍِهؽ ْيً٘ٓ:
( الؿسللة الخامسة ،وهل مسللة مفؿة تتعؾؼ بالػرق بقـ كصقحة القٓة
71 مـــــــدخـــــــــــل
وإمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر لؾقٓة ،بؾ لعامة الـاس.
الـصقحة كؿا ذكركا إصؾ فقفا أن تؽقن سرا ،و[إكؽار] الؿـؽر إصؾ
فقف أن يؽقن طؾـا.
وقد جاء يف بقان هذا إصؾ ققلف طؾقف الصالة والسالم يف الحديث
الصحقح ٌَ« :أراد أف ِٗهص ىؼم ـيٍاف؛ فْ ُٗ ٠ت ِػ ِق ُْ٘٠ث ،كى٘أعؼ ة٘ػق،
كى٘غئ ةّ ،فإف كتو ٌِّ فؼاؾ ،كإٗ ٟهٔف كػ أ َّدل اىؼم ْيّ٘»( .)1وهذا الحديث
ب مـ ض َّعػ إسـاده ،ولف شقاهد كثقرة ،ذكرها الفقثؿل ِ
إسـاده ققي ،ولؿ ُيص ْ
يف «مجؿع الزوائد»( ،)2ويميده ما جاء يف صحقح البخاري ،مـ أهنؿ أرادوا أن
ُيـْؽِ َر أسامة بـ زيد طؾك طثؿان ،فلسامة بـ زيد لؿ يػعؾ ،وقال :أما إين قد بذلتف
لف سرا ٓ ،أكقن فاتح باب شر( .)3وهذا مقافؼ لفذا إصؾ ،وهق أكف ما يؼع يف
وٓية السؾطان يف وٓية القالل مـ مخالػات لؾشرع؛ ففذا بابف الـصقحةٕ ،هنا
ٍ
رؤية لػعؾف أو سؿا ٍع محؼؼ لف ،أما مـ رأى السؾطان ما تعؾؼت بف مـ جفة
بـػسف يػعؾ مـؽر ًا فنكف مثؾ غقره يلمره ويـفاه.
كأٌؽ كُٖٓ اىفيٍاف ٗهٔف ِْػقٗ ٟ ،هٔف ةٓ٘ػن ا ِّْ ،لؿا جاء يف الحديث:
ٍ
ـيٍاف سائؽ ،فأٌؽق كُٓاق ،فلخيّ»(.)4 «أفيو اىلٓػاء :ضٍؾة ،كرسو كاـ إىٕ
فلمر وهنل السؾطان يؽقن فقؿا رأيتف مـف بـػسؽ ،أو سؿعتف مـف سؿاطا محؼؼا،
سؿعتف مـف بلذكؽ ،ف ُتـْؽِر بحسب آستطاطة ،بحسب الؼدرة بحسب ما يتقسر؛
طؾـًا أو غقرها .أما الـصقحة؛ ففل ما يجري يف وٓيتف .وأهؾ العؾؿ فرققا يف هذا
الؿؼام بؿا ذكرت لؽ ،بقـ الـصقحة بؿا يؼع يف القٓية ،وبقـ ما يؽقن مـؽرا
يػعؾف السؾطان بحضرة الـاس.
كنر٘ؽ ٌَ اىطٔادث كاٛدىث كاٛضادٗد أُهؽ ف٘ٓا اىهطاةث كأُهؽ ف٘ٓا
اىخاةٓٔف ْيٕ ذكم اىفيٍاف ْيِا ،كنيٓا إذا حأٌيخٓا ةػكف اـخرِاء ٗهٔف ف٘ٓا اٌٛؽ
أف اىٍِهؽ فٓيّ ةطيؽحًٓ ،رأكق ٌِّ أك ـٍٓٔق ـٍاْا ٌطللا ٌِّ .مثؾ ما أكؽر
أخرجف ابـ أبل طاصؿ يف «السـة» ( ،)7186( )667/6طـ طقاض بـ غـؿ ﭬ ،وصححف ()7
إلباين يف «ضالل الجـة» (.)7186
( ،)616/6باب الـصقحة لألئؿة وكقػقتفا. ()6
سقليت ذكره يف ص .11 ()1
أخرجف الحاكؿ يف «مستدركف» ( ،)4994وصححف إلباين يف «الصحقحة» (.)114 ()4
مـــــــدخـــــــــــل 79
ِ
الرجؾ طؾك مروان يف تؼديؿف خطبة العقد طؾك الصالة ،ففذا شلء ُسؿ َع مـف ،ولق
كان السؾطان إذا فعؾ ُمـْ َؽرا فنكف ُيـْ َؽ ْر طؾقف ،وٓ يؼال هـا سرا ،بؾ ُيـْ َؽ ْر طؾقف ولق
ثؿ فساد أطظؿ مـف؛ مـ مؼتؾة أو
كان بحضرة الـاس ،بشرط أن ُيم َم َـ أن يؽقن َّ
فتـة طظقؿة أو كحق ذلؽ .وكذلؽ ما حصؾ مـ اإلكؽار طؾك طؿر يف لبسف
الثقبقـ ،وكذلؽ ما حصؾ مـ اإلكؽار طؾك معاوية ،وأشباه ذلؽ كثقر ،فنن باب
الـصقحة غقر باب اإلكؽار ،باب اإلكؽار يؽقن ب ٍ
رؤية ،سقاء كاكت رؤية الؿـؽر
مـ السؾطان أم مـ طامة الـاس ،إذا رأيتف بـػسؽ ،أما باب الـصقحة؛ فؿا يؼع يف
القٓية ،وتلمؾ يف ذلؽ الـصقص جؿقعا ،ككػ حأٌيخٓا رْاٗ نث ىخطل٘ق اىٍلاـ يف
ْؼق اىٍفأىث اىٍٍٓث كةؽاء نة ىيؼٌث ،ووجدت أن هذا الذي ذكرت لؽ ( ٌُِ َْيتِ ًْ)
كؿا قال أهؾ العؾؿ ،كؿا ذكر ذلؽ محؼؼا :ابـ رجب يف شرحف لحديثٌَ« :
ٌِهؽا» ،وكؿا ذكره ابـ الـَّحاس يف كتابف( :تـبقف الغافؾقـ) ،بؾ قد قال
رأل ٌِهً ن
ابـ طباس ﭭ ٓ( :تلمر السؾطان وٓ تـفف طـ مـؽر إٓ فقؿا بقـؽ وبقـف) .رواه
طـف طبدالرزاق بنسـاد صحقح.
وكالم السؾػ إ َذا تلمؾتف يدور طؾك هذا الػرق ما بقـ الـصقحة وما بقـ
ٍ
برؤية مؿـ اإلكؽار ،فباب اإلكؽار شلء وباب الـصقحة شلء .اإلكؽار بؼقده
فعؾ أو سؿاع محؼؼ ،وتؾحظ أن اإلكؽار يؽقن بحسب التػصقؾ الذي ذكركا
مـ اكػؽاك الؿعصقة أو مالزمتفا)(.)1
كٌٍا ُٗؼنؽ يف اىفؽؽ ةٍِ٘ٓا :أن كؾ إكؽار لؿـؽر فنكف يدخؾ يف الـصقحة(،)2
ولقست كؾ كصقحة هل إكؽار لؿـؽر.
-كعؿ؛ يقجد يف كالم العؾؿاء التعبقر بالؾػظقـ ،فقؼقلقن مثال :مـ رأى
ولل إمر يليت مـؽرا؛ فنكف يـصحف ،ويؼصدون أكف يـؽر الؿـؽر طؾقف ،أو
يؼقلقن :يـؽر طؾقف ،أو يؼقلقن ،يـصحف ويـؽر طؾقف ،ولؽـ يف مؼام التؼعقد
لؾؿسللة؛ فنن تؿققز الؿصطؾحات أمر مفؿ.
ومثال ذلؽ :ما ُكؼؾ طـ السؾطان صالح الديـ يقسػ بـ أيقب ققؾ :إكف
قال يقما لؾؼاضل الػاضؾ :لـا مدة لؿ كر فقفا العؿاد الؽاتب ،فؾعؾف ضعقػ،
امض إلقف ،وتػؼد أحقالف ،فؾؿا دخؾ الػاضؾ إلك دار العؿاد ،وجد أشقاء
أكؽرها يف كػسف ...فلكشد:
ٍ
ةٍهؽكق ٌػَ اىٓػؼؿ ٌا ىً ِٗيم ٍ
رسو ٌا ُانطخم عتاٗا اىٔد ٌَ
ٍ
كػٖء ٌػَ اىؾىػو ةأف أراؾ ْيٕ ٌطتخٖ ف٘م حأةٕ َْ ٌفػاٌطخٖ
فؾؿا قام مـ طـده؛ كزع العؿاد طؿا كان فقف ،وأقؾع ،ولؿ َي ُعد إلك شلء مـ
ذلؽ البتة(.)2
ذاُ٘اٍٗ :هَ اىِِؽ فٍ٘ا كؽرق ك٘غِا ٌَ سٓخَ٘:
اىشٓث اٛكىٕ :أن يف تؼرير ذلؽ فتح باب إلمؽاكقة تسؾط القٓة الظؾؿة
طؾك أهؾ العؾؿ ،إذ التعريض بابف واسع ،وكؾ يتؾؼاه طؾك حسب ففؿف ،فقؼال
طرضت
لؽؾ مـ أراد أن يـؽر جـس الؿـؽر مـ غقر أن يتعرض لؾقٓة :إكؽ َّ
بقلل إمر ،وبالتالل فؼد أكؽرت طؾقفؿ طؾـا ويف غقبتفؿ.
كقع رهبة ،فنذا
كاىشٓث اىراُ٘ث :تثبقط مـ يريد إكؽار جـس الؿـؽر ،ولف ُ
اكؼدح يف ذهـف أن التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار العؾـل؛ ترك إكؽار جـس
الؿـؽر ،خقفا مـ تبعات أن ُيػفؿ أن كالمف فقف تعريض بالقٓة ،وبالتالل
يضعػ جدا جاكب الـفل طـ الؿـؽر.
الفصل األول:
فتاوى جمع من العلماء ،وتحته مبحثان:
● المبحث األول:
دراسة الفتاوى التي نقلها شيخنا ،عن المشايخ:
عبد العزيز بن عبد هللا بن باز ،ومحمد ناصر الدين األلباني،
ومـحـمـد بـن صالـح العثيمـيــن ،رحمـهــــم اللـــــه،
وذكر أن فتواه بضوابطها جاء حكمها موافقا لفتاويهم:
ذكر شقخـا –حػظف اهلل -يف (التػـقد) أن فتقاه يف اإلكؽار العؾـل-بحضرة
ولل إمر أو غقابف -بضقابطفا جاء حؽؿفا مقاف ًؼا لؿا طؾقف طؾؿاء العصر؛
كابـ باز ،وإلباين ،وابـ طثقؿقـ ،ومؼبؾ القادطل ،وطبد اهلل بـ قعقد.
كٗطفَ اىِِؽ يف فخاكل كحلؽٗؽات اىٍلاٗظْ :تػ اىٓؾٗؾ ةَ ْتػ اهلل ةَ
ةاز ،كٌطٍػ ُانؽ اىػَٗ اٛىتاين ،كٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘ ،رضًٍٓ اهلل،
كاىغؽكج ةِخ٘شث ٌغخهؽة يف ذىم.
: أٚال :زلاس ١ايػٝذ عبد ايعصٜص بٔ عبد اهلل بٔ باش
مـ كبار طؾؿاء ٓ يخػك أن سؿاحة الشقخ العالمة طبد العزيز بـ باز
خصقصا؛ طؾؿقا
ً إمة ،ومِـ أطرف الـاس بؿذهب السؾػ طؿق ًما ،وهبذا الباب
وطؿؾقا ،فؼد تعامؾ مباشرة مع وٓة إمقر بؿختؾػ صبؼاهتؿٕ ،زمـة طديدة،
فعايش خؿسة مؾقك ،واحتؽ هبؿ ،وأدرك العؾؿاء الؽبار قبؾف-كشقخف العالمة
محؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ ،-ورأى صريؼة تعامؾفؿ يف هذا الباب ،واستػاد
مـفؿ ،وتقلك وٓية الؼضاء مدة مـ الزمـ ،وتقلك رئاسة اإلفتاء مدة صقيؾة،
قائؿا بالؿعروف ،كاه ًقا طـ الؿـؽر ٓ ،يخاف يف اهلل لقمة ٓئؿ ،وكان
وكان ً
مرج ًعا لؾعؾؿاء والدطاة ،ولفقئات إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر ،مساكدً ا
لفا( ،)1مخال ًطا لؾـاس طـ قرب بؿختؾػ صبؼاهتؿ ،ولف كؾؿتف الؿسؿقطة طـد
مـ مؽاتبات :رسالة مـف إلك أهؾ كعجان ( ٌَِ )7ىٍ٘ف اىٍٔافلات؛ أن أقدم ما ُوجد لسؿاحتف
طام ،7167لؿا كان قاضقا يف (الدلؿ) ،يحثفؿ طؾك إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر،
=
املبخح األول :فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني 66
الخاصة والعامة ،مع الزهد التام يف الدكقا ،وقد رحؾ طـفا ولؿ يرتك مـفا شقئا
وشفد لف بذلؽ كؾف الؼاصل والداين. ُيذكرَ ،
وٓ شؽ أن معرفة تؼريره يف الؿسللة مفؿ جدا ،إذ إكف مـ أولك مـ ُيرجع
إلقف يف هذا الباب ،لألمقر التل تؼدم ذكرها.
-أكار ك٘غِا يف (اىخٔى٘ص) إىٕ أف فخٔاق ساء ضهٍٓا ٌٔافلا ىٍا ْيّ٘
اىل٘ظ اةَ ةاز ،ذً ُلو فخٔل ىفٍاضخّ يف (اىخفِ٘ػ) ،كُم اىفخٔل:
(ضٝل :ما ضابط اإلىلاز مً حٔث اإلضساز ّاجلَس بُّ ،إذا مل
جيد اإلضساز فَل جيَس باإلىلاز؟ ٍّل ٍيالم فسق بني احلاكه
ّاحمللْو يف ٍرِ املطأل٘؟ ّكٔف ىْجُ قص٘ أبٕ ضعٔد اخلدزٖ مع
اخللٔف٘ يف تقدٓه اخلطب٘ عل ٙالصالّٗ ،قص٘ ضلناٌ مع عنس يف قص٘
القنٔصّ ،غريٍا مً الْقاٜع؟
فأجاب « :األصل أٌ امليلس ٓتخس ٚما ٍْ األصلذ ّاألقسب إىل
اليجاح ،فقد ٓيجذ يف مطأل٘ مع أمريّ ،ال ٓيجذ مع األمري الثاىٕ ،فاملطله
الياصذ ٓتخس ٚاألمْز اليت ٓسجْ فَٔا اليجاح ،فإذا كاٌ جَسِ باليصٔخ٘
يف مْضع ٓفْت األمس فُٔ ،مثل قص٘ أبٕ ضعٔدّ ،السجل الرٖ أىلس علٙ
مسّاٌ إخساج امليرب ّتقدٓه الصالٗ ،فَرا ال بأع ألىُ ٓفْت؛ أما إذا كاٌ
اإلىلاز عل ٙأمْز ّاقعّ٘ ،خيػ ٙأىُ إٌ أىلس ال ٓقبل ميُ ،أّ تلٌْ
العاقب٘ ضٔ ،٘ٝفٔفعل ما ٍْ األصلذ ،فإذا كاٌ يف ملاٌ أّ يف بلد مع أٖ
غدصّٓ ،ظَس لُ ّٓستاح إىل أٌ األصلذ مباغسٗ اإلىلاز باللطاٌ ّاجلَس
معُ فلٔفعل ذلم ّٓتخس ٚاألصلذ؛ ألٌ الياع خيتلفٌْ يف ٍرِ املطاٜل :فإذا
زأ ٚاملصلخ٘ أال جيَسّ ،أٌ ٓتصل بُ كتاب٘ أّ مػافَ٘ فعل ذلم؛ ألٌ ٍرِ
األمْز ختتلف حبطب أحْال الياع؛ ّكرلم الػدص املعني حيسص علٙ
=
ويخربهؿ أكف طقـ ستة أطضاء يؼقمقن بذلؽ ،وبقـ لفؿ مفامفؿ ،ثؿ قال لفؿ يف آخر الخطاب:
(و َمـ طارض الـقاب الؿذكقريـ ،أو وقػ يف وجقهفؿ بالؽالم الرديء؛ فال يؾقمـ إٓ كػسف،
وسقرى مـا -إن شاء اهلل -ما يؽره) .اكظر« :الرسائؾ الؿتبادلة بقـ بـ باز والعؾؿاء» ،ص .76
ومـ رسالة لعالمة القؿـ الشقخ محؿد بـ سالؿ البقحاين لسؿاحتف طام 7119هـ قال فقفا:
(وأحؿد اهلل طؾك دوام صحتؽؿ ،وطؾك ما أكرمؽؿ اهلل بف مـ خدمة العؾؿ ،والجفاد يف سبقؾف،
وإكف لقبؾغـل طـؽؿ الؽثقر الطقب مـ الصراحة يف الحؼ ،والصرب طؾك ما يـالؽؿ يف ذات اهلل،
ٕمـركـؿ بالؿعــروف ،وهنقؽـؿ طــ الؿـؽــر( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ ﮪ) [العـؽبقت] .اكظر :الؿصدر السابؼ ،ص .718
61 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
الطرت مَنا أملًّٓ ،صّزِ ،أّ ٓلاتبُّ ،إذا كاٌ ٓس ٚمً املصلخ٘ أىُ
إذا جَس قال :فالٌ فعل كراّ ،مل تيفع فُٔ اليصٔخ٘ الطسّٓ٘ ،زأ ٚمً
املصلخ٘ أىُ ٓيفع فُٔ ٍرا الػٕ ٛفٔفعل األصلذ ،فالياع خيتلفٌْ يف ٍرا،
ّاإلىطاٌ إذا جَس بامليلس فلٔظ لُ حسم٘ إذا جَس بُ بني الياع ،فلٔظ
جملاٍس الفطق حسم٘ يف عدو اإلىلاز علُّٔ ،قد ذكسّا أٌ الغٔب٘ يف حق
مً أظَس الفطق ال تلٌْ غٔب٘ إذا أظَسِ ّمل ٓطتذ» ردزّع للػٔذ عبد العصٓص بً
باش ()٧١ /٩د.
أك :ٟققل سؿاحتف ( :فنذا كان جفره بالـصقحة يف مقضع ٗفٔت اٌٛؽ
فّ٘ ،مثؾ قصة أبل سعقد ،والرجؾ الذي أكؽر طؾك مروان إخراج الؿـرب وتؼديؿ
الصالة ،فٓؼا ٟةأسٗ ُّٛ ،فٔت):
تدل طؾك ففذا ٓ يؽقن إٓ أمام ولل إمر ،وأيضا إمثؾة التل ذكرها
ذلؽ ،فقربط بقـ كالم الشقخ وبقـ إدلة التل يذكرها.
بعد ذلؽ( :فنذا كان يف مؽان أو يف بؾد مع أي شخص ،ويظفر وققلف
لف ويرتاح إلك أن إصؾح ٌتاكؽة اإلكؽار بالؾسان كاىشٓؽ ٌّٓ ،فؾقػعؾ ...فنذا
رأى الؿصؾحة أٓ يجفر ،وأن يتصؾ بف كتابة أو مشاففة؛ فعؾ ذلؽ):
فؽؾؿة (ٌتاكؽة) وكؾؿة (ٌّٓ) تدٓن طؾك أن ذلؽ يف حضقره.
أما الؽالم الذي مقزه شقخـا بؾقن أحؿر ،مؿا رأى أن كالمف وافؼ كالم
سؿاحة الشقخ ابـ باز؛ فنكف ٓ يتعؾؼ بقٓة إمقر ،وإكؿا يتعؾؼ بعامة الـاس،
اىٍٓ ََّ٘ يحرص طؾك
ٕن الشقخ ابـ باز قال قبؾ ذلؽ( :وكذلؽ اىلغم ُ
السرت مفؿا أمؽـ ،ويزوره ،أو يؽاتبف الخ).
تؽؾؿ أوٓ فقؿا يتعؾؼ بالحاكؿ ،ثؿ تؽؾؿ طـ الؿحؽقم، فسؿاحتف
فؼال( :وكذلؽ الشخص الؿع َّقـ ،الخ).
ْؼا اىفؤاؿ ،كذىم يف ٌشٍٔع فخاكّٗ: ذاُ٘ا :ـئو ـٍاضخّ
ْو ٌَ ٌِٓز اىفيف ُلػ اىٟٔة ٌَ فٔؽ اىٍِاةؽ؟ كٌا ٌِٓز اىفيف يف
ُهص اىٟٔة؟
فأساب ( :لقس مـ مـفج السؾػ التشفقر بعققب القٓة ،وذكر ذلؽ
طؾك الؿـابر؛ ٕن ذلؽ يػضل إلك الػقضك ،وطدم السؿع والطاطة يف
الؿعروف ،ويػضل إلك الخقض الذي يضر وٓ يـػع ،كىهَ اىٍؽٗلث اىٍختٓث
املبخح األول :فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني 64
ِْػ اىفيف :اىِه٘طث فٍ٘ا ةًِ٘ٓ كةَ٘ اىفيٍاف ،كاىهخاةث إىّ٘ ،أك اٟحهاؿ
ةاىٓيٍاء اىؼَٗ ٗخهئف ةّ ،ضخٕ ٗٔسّ إىٕ اىغ٘ؽ .أما إكؽار الؿـؽر بدون ذكر
الػاطؾ :ف ُقـؽر الزكا ،و ُيـؽر الخؿر ،و ُيـؽر الربا ،مِـ دون ذكر مـ فعؾف؛ فذلؽ
واجب؛ لعؿقم إدلة .ويؽػل إكؽار الؿعاصل والتحذير مـفا ،مـ غقر أن ُيذكر
حاكؿا وٓ غقر حاكؿ(.)1
ً َمـ فعؾفا؛ ٓ
ولؿا وقعت الػتـة يف طفد طثؿان ﭬ ،قال بعض الـاس ٕسامة بـ زيد
ﭬ :أٓ تؽؾؿ طثؿان؟ فؼال :إكؽؿ ترون أين ٓ أكؾؿف ،إٓ أسؿعؽؿ؟ إين أكؾؿف
فقؿا بقـل وبقـف ،دون أن أفتتح أمرا ٓ ،أحب أن أكقن أول مـ افتتحف.
ولؿا فتح الخقارج الجفال باب الشر يف زمان طثؿان ﭬ ،وأكؽروا طؾك
طثؿان طؾـا؛ طظؿت الػتـة والؼتال والػساد الذي ٓ يزال الـاس يف آثاره إلك
الققم ،حتك حصؾت الػتـة بقـ طؾل ومعاوية ،وقتؾ طثؿان وطؾل ﭭ بلسباب
ذلؽ ،وقتؾ جؿع كثقر مـ الصحابة وغقرهؿ بلسباب اإلكؽار العؾـل ،وذكر
العققب طؾـا ،حتك أبغض الؽثقرون مـ الـاس ولل أمرهؿ وقتؾقه ،وقد روى
طقاض بـ غـؿ إشعري ،أن رسقل اهلل ﷺ قال ٌَ« :أراد أف ِٗهص ىؼم
ـيٍاف؛ فٗ ٠تػق ُْ٘٠ث ،كىهَ ٗأعؼ ة٘ػق ف٘غئ ةّ ،فإف كتو ٌِّ فؼاؾ ،كإ ٟناف
كػ أدل اىؼم ْيّ٘»(.)2
كسلل اهلل العافقة والسالمة لـا وإلخقاكـا الؿسؾؿقـ مـ كؾ شر ،إكف سؿقع
مجقب .وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك سقدكا محؿد ،وآلف وصحبف)(.)3
يف اىفخٔل اٛكىٕ كاىراُ٘ث ٌا -ف٘خيغم ٌَ ٌشٍٔع ن٠ـ ـٍاضخّ
ٗيٖ:
اىِه٘طث ىيفيٍاف حهٔف فٍ٘ا ةَ٘ اىِانص كةِّ٘ ،كاىهخاةث إىّ٘ ،اك اٟحهاؿ
ةاىٓيٍاء اىؼَٗ ٗخهئف ةّ ،كإذا ناف سٓؽق ٌّٓ يف ٌٌَٔ ٗفٔت اٌٛؽ فّ٘،
ف٘شٓؽ أٌاٌّ إف رأل ٌهيطث يف ذىم ،كإف رأل ْػـ اىٍهيطث يف اىشٓؽ؛ فإُّ
ِٗانطّ فٍ٘ا ةِّ٘ كةِّ٘.
( )7وهذه الطريؼة يف اإلكؽار قد قررها شقخـا –حػظف اهلل -يف فتقى سابؼة بعـقان( :يف ضهً
اىخلٓ٘ؽ ةاىطهاـ كاىخلِّ٘ ْيً٘ٓ) ،اكظرها يف ص .46
( )6الذي يظفر –واهلل أطؾؿ -أن استدٓل سؿاحتف بالحديث يدل طؾك رجقطف طـ تضعقػف يف
أحد الؿؼاصع الصقتقة.
( )1اكظر« :مجؿقع فتاوى ومؼآت متـقطة» (.)671 /9
66 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
ْؼا ٌَ سٓث اىِِؽ إىٕ اىفخٔل اٛكىٕ كاىراُ٘ث كاىشٍّ ةٍِ٘ٓا.
يف هذا الباب يف وأما مـ جفة أخرى ،وهق الـظر إلك ما أثبتف سؿاحتف
،إذ إكف مجؿقع فتاويف ،والذي ُيعترب مصدرا أصقال ودققؼا لـؼؾ أققالف
معتؿد ومراجع مـ سؿاحتف ،ومعتؿد أيضا مـ دار اإلفتاء ،فنن الؿثبت فقف هق
الػتقى الثاكقة دون إولك ،وهق مقافؼ لؼقل شقخف الشقخ محؿد بـ إبراهقؿ
آل الشقخ ،وققل اإلمام محؿد بـ طبد القهاب ،ومجؿقطة مـ طؾؿاء كجد،
الذيـ سقتؿ كؼؾ ققلفؿ يف الؿسللة يف الؿبحث الثاين ،وهق ققل سؿاحة الؿػتل
طبد العزيز بـ طبد اهلل آل الشقخ ،وسؿاحة الشقخ صالح بـ فقزان الػقزان.
املبخح األول :فتـاوى ابً باز واأللباىي وابً عجينني 66
: ثاْٝا :ايػٝذ ايعالَ ١احملدخ ذلُد ْاصس ايد ٜٔاأليباْٞ
كؼؾ شقخـا يف الحاشقة ( )68كالم الشقخ إلباين :
(فإذا احلانِ خايف ايػسٜع ١عًٓا فاإلْهاز عً ٘ٝعًٓا ،ال رلايف١
يًػسع يف ذيو ،ألٕ ٖؤال ٤ايرٜ ٜٔطُع ٕٛاإلْهاز طٜعين :املٓهسص َٔ
احلانِ ـ ٚإْهازَٓ ٙهس ـ ٜدخٌ يف قًٛبِٗ فُٝا إذا مل ٜٓهس املٓهس َٔ ايعامل
عً ٢ذيو احلانِ؛ فٗرا ٚد٘ سدٜح أب ٞضعٝد ،يهٔ ٖرا ال ٜٓاقض
ايكاعد ٠اييت دا ٤ذنسٖا يف ايسضاي .»١طَٔ دزع صٛتَٓ ٞػٛز عً ٢ايػبه١
ايعٓهبٛت١ٝص).
ةٓػ ـؤاؿ ُكسّ ىّ ٗخٓيق ةإُهار أةٖ ـٓ٘ػ ﭬ كاؿ اىل٘ظ اٛىتاين
ْيٕ ٌؽكاف:
(ما جاء يف الرسالة يؽػل يف هذا الؿقضقع ،لؽـل أققل بالـسبة لحديث
أبل سعقد ،هذا إمر ٌفخرِٕ ٌَ اىلاْػة ،ذلؽ ٕكف أكؽر طؾـا ،فإذا اىطانً
عاىف اىلؽٗٓث ْيِا فاُٝهار ْيّ٘ ْيِا ٓ ،مخالػة لؾشرع يف ذلؽٕ ،ن همٓء
الذيـ يسؿعقن اإلكؽار مـ الحاكؿ ـ وإكؽاره مـؽر ـ ٗػعو يف كئةًٓ فٍ٘ا إذا ىً
ِٗهؽ اىٍِهؽ ٌَ اىٓاىً ْيٕ ذىم اىطانً؛ ففذا وجف حديث أبل سعقد ،لؽـ
هذا ٓ يـاقض الؼاطدة التل جاء ذكرها يف الرسالة).
أك :ٟيف كؼؾ شقخـا طـ الشقخ إلباينٕ( :ن همٓء الذيـ يسؿعقن
اإلكؽار [يعـل :الؿـؽر] مـ الحاكؿ ـ وإكؽاره مـؽر ـ )؛ يالحظ أن تػسقر
شقخـا أو تصحقحف لؽؾؿة (اإلكؽار) بؽؾؿة (الؿـؽر) ،كؿا هل بقـ طارضتقـ؛
فقف كظر؛ ٕن العبارة سؾقؿة بدون ذلؽ ،وٓ تستؼقؿ بعد التصحقح أو التػسقر
الؿذكقر.
فالشقخ إلباين كؿا يف السمالُ ،سئؾ طـ إكؽار أبل سعقد طؾك مروان،
فلجاب استـباصا مـ الؼصة؛ فؼالٕ( :ن همٓء الذيـ ٗفٍٓٔف اإلكؽار مـ
الحاكؿ ،وإكؽاره مـؽر) ،فالذي يظفر –واهلل أطؾؿ -أكف جاء يف الؼصة أن مروان
قال ٕبل سعقد( :قد ذهب ما تعؾؿ) ،أي كلكف أكؽر طؾك أبل سعقد سـقة تؼديؿ
الصالة طؾك الخطبة ،والـاس سؿعقا مـف هذا الؽالم -وإكؽاره هذا مـؽر ،-فرد
طؾ قف أبق سعقد ،فؾذلؽ قال الشقخ إلباينٕ( :ن همٓء الذيـ يسؿعقن اإلكؽار
مـ الحاكؿ ،وإكؽاره هذا مـؽرٗ ،ػعو يف كئةًٓ فٍ٘ا إذا ىً ِٗهؽ اىٍِهؽ ٌَ
61 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
اىٓاىً ْيٕ ذىم اىطانً) ،أي :كؿا وقع يف الؼصة ،أي أكف لق لؿ يرد أبق سعقد
طؾك مروان؛ لققع يف قؾب الحاضريـ أن الحؼ مع مروان ،وسؿاطفؿ إلكؽار
مروان وسؿاطفؿ لرد أبل سعقد؛ كؾ ذلؽ قد كان يف حضقر مروان .ثؿ قال
الشقخ إلباين( :هذا وجف حديث أبل سعقد).
قالف بـاء طؾك أكف رأى أن إكؽار أبل وهذا التػسقر مـ الشقخ إلباين
سعقد طؾك مروان كان يف حضرة الـاس ،وسقليت ققل الحافظ ابـ حجر :أن
ذلؽ كان فقؿا بقـف وبقـ مروان(.)1
ُقرأت طؾقف رسالة تتعؾؼ ذاُ٘ا :يظفر -واهلل أطؾؿ -أن الشقخ إلباين
باإلكؽار طؾك القٓة ،وأكف يؽقن سرا ،ثؿ سئؾ طـ إكؽار أبل سعقد طؾك مروان،
فب َّقـ أكف مستثـك مـ الؼاطدة ،وهل اإلسرار.
ذاىرا :طؾؼ الشقخ إلباين يف مختصر مسؾؿ لؾؿـذري ،طؾك ققل أسامة
ﭬ( :واهلل لؼد كؾؿتف فقؿا بقـل وبقـف ،ما دون أن أفتتح أمرا ٓ أحب أن أكقن
أول مـ فتحف) ،بؼقلف( :يعـل الؿجاهرة باإلكؽار طؾك إمراء يف الؿإلٛ ،ف يف
اُٝهار سٓارا ٌا ُٗغلٕ ْاكتخّ ،كؿا اتػؼ يف اإلكؽار طؾك طثؿان جفارا ،إذ كشل
طـف قتؾف)(.)2
كاـخِتاٌا ٌِّ ٌا ٗيٖ: -ف٘خيغم ٌَ ٌٍِٔؽ نٌّ٠
اٛنو يف اىِه٘طث ىيطانً أف حهٔف ـؽا ،كإذا دْج اىيؽكرة ىِهطّ
ْيِا ،ةأف ع٘ف اىختاس اىطق ْيٕ اىِاس؛ فاُٝهار ْيّ٘ ٗهٔف ْيِا ةطئرق.
كاىِم اٛكؿ كاىراين ٌِلٟٔف ٌَ فخٔل كاضػة ،ىٍَ ىلاء كاضػ ،ساء
ع٠ىّ ْؼا اىفؤاؿ:
فضقؾة الشقخ ،مـ الذي يؼرر أن يـؽر طؾـقا لؿـؽرات معروفة يف
الؿجتؿع ،هؿ العؾؿاء ،أم هؿ الدطاة؟
: فأساب
(مسللة التؼرير ،وهق أن يتؽؾؿ طـ اإلكؽار طؾك القٓة ،ولقس طؾك
الؿـؽرات الشائعة ،أي- :مثال -طـدكا أن مـؽرات شائعة ،مثؾ الربا والؿقسر،
قسر ،والغريب أن الـاس والتلمقـات أن الؿقجقدة طـدكا ،أكثرها مـ الؿ ِ
َ
أخذوها بالؼبقل ،وٓ تؽاد تجد أحدا يـؽرها ،مع أن اهلل قرهنا بالخؿر
وإكصاب وإزٓم ،ولؽـ الـاس -سبحان اهلل ٓ -تجد أحدا يـؽرها ،تممـ
طؾك سقارتؽ أو طؾك بقتؽ ،تسؾؿ دراهؿ ،وٓ تدري هؾ تخسر أكثر أم أقؾ،
وهذا هق الؿقسر .فلققل :أما الؿـؽرات الشائعة فلكؽِرها ،لؽـ كالمـا طؾك
68 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
اإلكؽار طؾك الحاكؿ ،مثؾ أن يؼقم اإلكسان -مثال -يف الؿسجد ،ويؼقل :الدولة
ضؾؿت ..الدولة فعؾت ،فقتؽؾؿ يف كػس الحؽام ،كِْاؾ فؽؽ ةَ٘ أف ٗهٔف
اٌ٘ٛؽ أك اىطانً اىؼم حؽٗػ أف حخهيً ْيّ٘ ةَ٘ ٗػٗم كةَ٘ أف ٗهٔف غائتا؛ ٛف
سٍّ٘ اُٝهارات اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم اٌ٘ٛؽ أك
اىطانً .وهـاك فرق بقـ كقن إمقر حاضرا أو غائبا .الػرق أكف إذا كان حاضرا
أمؽـف أن يدافع طـ كػسف ،ويبقـ وجفة كظره ،وقد يؽقن مصقبا وكحـ مخطئقن،
لؽـ إذا كان غائبا ،وبدأكا كحـ كػصؾ الثقب طؾقف طؾك ما كريد ،هذا هق الذي فقف
الخطقرة ،كاىؼم كرد َْ اىفيف نيّ يف ٌلاةيث اٌ٘ٛؽ أك اىطانً ،ومعؾقم أن
اإلكسان لق وقػ يتؽؾؿ يف شخص مـ الـاس ولقس مـ وٓة إمقر ،وذكره يف
غقبتف ،فسقف يؼال :هذه غقبة ،إذا كان فقؽ خقر فصارحف وقابؾف.
اىفائو :بعض الـاس يستغؾ الؿـؽرات الشائعة ،فقـؽرها بطريؼة يربط بقـفا،
كلن لقٓة إمر دخال يف هذا ،بحقث يػقد السامع أن وٓة إمر هؿ السبب يف هذا،
ففذا أيضا ولق أكف مـؽر شائع ويحذر مـ استغاللف ضد هذا إمر؟
اىل٘ظ ،ٓ :لقس هؽذا ،أكا أريد مثال أن أققل لؾـاس :اجتـبقا الربا ،ويليت
ويؼقل :هذه بققت الربا معؾـة ورافعة البـاء ،فال يؼقل هؽذا ،يعـل :هذا إكؽار
ضـل طؾك القٓة ،لؽـ يؼقل :تجـبقا الربا ،والربا محرم وإن كثر بقـ الـاس،
الؿقسر حرام وإن أقر ،وما أشبف ذلؽ)(.)1
كـئو ْؼا اىفؤاؿ:
فضقؾة الشقخ بالـسبة لؿـاصحة وٓة إمقر؛ هؾ ُيـصحقن طؾـا؟ ٕن
البعض يستدل ببعض الققائع كؿـاصحة بعض الصحابة؛ كلبل سعقد لؿا
كاصح طبد الؿؾؽ بـ مروان( ،)2لؿا قدم الخطبة طؾك الصالة ،فقؼقل :يف هذا
مشروطقة كصقحة وٓة إمقر طؾـا ،فؿا جقابؽ فضقؾة الشقخ؟
ةلٔىّ: فأساب
(مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛ يؿؽـ أن يدافع
طـ كػسف ،أن يبقـ وجفة كظره ،ويحصؾ بذلؽ الخقر ،وهذا مشفقر طـ
الصحابة ﭫ ،كؿا أكؽر طبد اهلل بـ طباس طؾك معاوية ﭬ يف استالم إركان
( )7مـ مؼطع مـشقر طؾك الشبؽة بعـقان( :التػصقؾ يف اإلكؽار طؾك القٓة طؾـًا الشقخ ابـ
طثقؿقـ ) ،ومؿا كتب طؾك الؿؼطع (الؿصدر :الؾؼاء الفاتػل الرابع يف الؽقيت).
( )6اكظر« :فتاوى كقر طؾك الدرب» (.)191 /1
17 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
ككاؿ ٓ( :يجقز لـا أن كتؽؾؿ بقـ العامة فقؿا يثقر الضغائـ طؾك وٓة
إمقر ،وفقؿا يسبب البغضاء لفؿٕ ،ن يف ذلؽ مػسدة كبقرة ،قد يرتاءى
لإلكسان أن هذه غقرة ،وأن هذا صدع بالحؼ ،كاىهػع ةاىطق ٗ ٟهٔف ٌَ كراء
ضشاب ،الصدع بالحؼ أن يؽقن ولل إمر أمامؽ ،وتؼقل لف :أكت فعؾت كذا،
وهذا ٓ يجقز ،تركت هذا ،وهذا واجب)(.)1
ٌا ٗيٖ: ف٘خيغم ٌَ نٌّ٠
اىِه٘طث ىٟٔة اٌٛؽ حهٔف ـؽآُٛ ،ا أدْٕ ىيلتٔؿ ،كإذا ككّ كىٖ اٌٛؽ
يف ٌِهؽ ،كناُج اىٍهيطث -كْٖ أف ٗؾكؿ اىلؽ ،كٗطو اىغ٘ؽ -يف اُٝهار
اىٓيِٖ؛ فِ٘ َهؽ ْيّ٘ ْيِا ،ىهَ يف ضيؽحّ ٟ ،يف غ٘اةّٛ ،ف سٍّ٘ اُٝهارات
اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم اٌ٘ٛؽ أك اىطانً ،كٛف اىهػع
ةاىطق ٗ ٟهٔف ٌَ كراء ضشاب كٌَ كراء اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ٌطيث ،ى٘ؿ
ف٘ٓا ع٘ؽ.
خالص ١دلُٛع ق ٍٛاأل ١ُ٥ايجالث :١ابٔ باش ٚاأليباْٚ ٞابٔ
عجُٝني ،زمحِٗ اهلل:
ٗخيغم ٌػَ ٌشٍٔع ن٠ـ اٛئٍث اىر٠ذث :اةػَ ةػاز كاٛىتاين كاةَ ْرٍَ٘٘،
رضًٍٓ اهلل؛ ٌا ٗيٖ:
(اىِه٘طث ىيفيٍاف حهٔف فٍ٘ا ةَ٘ اىِانص كةِّ٘؛ ُٓٛا أدْٕ ىيلتٔؿ،
كإذا دْج اىيؽكرة ىِهطّ سٓؽا ،ك ناُج ِْاؾ ٌهيطث ،كْٖ أف ٗؾكؿ
اىلؽ ،كٗطو اىغ٘ؽ ،أك ع٘ف اىختاس اىطق ْيٕ اىِاس ،أك يف ٌٌَٔ ٗفٔت
اٌٛؽ فّ٘؛ ف٘شٓؽ ىيفيٍاف ةاىِه٘طث ،يف ضئرق ٟ ،يف غ٘اةّ؛ ٛف سٍّ٘
اُٝهارات اىٔاردة َْ اىفيف إُهارات ضانيث ةَ٘ ٗػم اٌ٘ٛؽ أك اىطانً،
كٛف اىهػع ةاىطق ٗ ٟهٔف ٌَ كراء ضشاب ،كذىم ٌففػة ٌطيث ٟع٘ؽ
ف٘ٓا ،كإف رأل ْػـ اىٍهيطث يف اىشٓؽ؛ أك ٗخؽحب ْيّ٘ ٌِهؽ أًِْ؛ فإُّ
ِٗانطّ فٍ٘ا ةِّ٘ كةِّ٘)(.)2
( )7ولد يف بؾدة ثرمداء طام 7681هـ ،فؼد بصره يف صغره ،سافر إلك الرياض ،وقرأ طؾك
طؾؿائفـا ،وطـرف بالذكـاء مــذ صغـره ،طقـ قاضقا طؾك الؿجؿعة ،كان محـؾ ثؼـة الؿـؾؽ
طبد العزيز ،وقد تخرج طؾقف الؽثقر مـ العؾؿاء ،ولف حاشقة طؾك شرح الزاد مطبقطة ،تقيف
طام 7111هـ .$اكظر ترجؿتف يف« :طؾؿاء كجد» ( ،)666/4و«روضة الـاضريـ» ،لؿحؿد
بـ طثؿان الؼاضل (.)8/6
( )6ولد يف بريدة طام 7688هـ ،سافر إلك الرياض ،فتؾؼك طؾك طؾؿائفا ،أرسؾف الؿؾؽ طبد العزيز
إلك إرصاوية قاضقا وواطظا ومرشدا ،فؽان كؿا ضـ بف مـ الخقر وحسـ الدطقة ،رجع إلك
بريدة ،وذاع صقتف ،فتزاحؿ طؾقف الطالب ،وتخرج طؾقف كثقر مـ العؾؿاء ،ولؿا تقيف أخقه
الشقخ طبد اهلل ُط قـ مؽاكف يف قضاء بريدة وخطابة الجامع وإمامتف مع آشتغال بالتدريس،
وكان طاقال شجاطا ،يققػ كؾ معتد طـد حده ،تقيف طام 7166هـ .$ .اكظر ترجؿتف يف:
«طؾؿاء كجد» (.)168/6
( )1ولد يف مديـة الرياض طام 7177هـ ،حػظ الؼرآن ،وشرع يؼرأ طؾك والده ،ويف السـة الرابعة
طشرة مـ طؿره فؼد بصره .ولؿا تقيف طؿف الشقخ طبد اهلل طام 7118هـ؛ جؾس مؽاكف
لؾتدريس والتقجقف ،فؼصده الطالب ،وتخرج طؾك يديف الؽثقر مـ العؾؿاء والؼضاة وغقرهؿ.
تقلك رئاسة الؿعاهد العؾؿقة ،ورئاسة الؼضاة ،والجامعة اإلسالمقة ورابطة العالؿ اإلسالمل،
وطؾك العؿقم كان هق مرجع البالد يف جؿقع شموهنا الديـقة ،دققؼفا وجؾقؾفا ،وهق ركـ
مؽقـ طـد وٓة إمقر ،وهق الؿرضل طـد العامة .تقيف طام 7198هـ .$اكظر ترجؿتف يف:
«طؾؿاء كجد» (.)646/7
( )4اكظر« :الدرر السـقة يف إجقبة الـجدية» (.)778 /8
املبخح الجاىي :قول مجع مً العلناء ،ومناذج تطبيكية 14
:()1
-3ككاؿ اٌٝاـ اىٌٓ٠ث اىٍففؽ ْتػ اىؽضٍَ ةَ ُانؽ اىفٓػم
(وطؾك َمـ رأى مـفؿ ما ٓ يحؾ؛ أف ِٗتًٓٓ ـؽاْ ٟ ،يِنا ،بؾطػ وطبارة
تؾقؼ بالؿؼام ،ويحصؾ هبا الؿؼصقد ،فنن هذا مطؾقب يف حؼ كؾ أحد،
وبإخص وٓة إمقر ،فنن تـبقففؿ طؾك هذا القجف فقف خقر كثقر ،وذلؽ
طالمة الصدق واإلخالص.
واحذر أيفا الـاصح لفؿ طؾك هذا القجف الؿحؿقد :أن تػسد كصقحتؽ
بالتؿدح طـد الـاس ،فتؼقل لفؿ :إين كصحتفؿ ،وقؾت وقؾت ،فنن هذا طـقان
الرياء ،وطالمة ضعػ اإلخالص ،وفقف أضرار أخر معروفة)(.)2
(ُ )7ولِد بعـقزة طام 7111هـ ،كشل كشلة صالحة ،وحػظ الؼرآن وطؿره أحد طشر سـة ،واشتغؾ
بالعؾؿ طؾك طؾؿاء بؾده ومـ يرد إلقفا مـ العؾؿاء ،فؿـ شققخف :إبراهقؿ بـ حؿد بـ جاسر،
ومحؿد بـ طبد الؽريؿ الشبؾ ،وصالح بـ طثؿان الؼاضل ،ومحؿد إمقـ محؿقد الشـؼقطل.
ُر ّشح لؼضاء طـقزة ،لؽـف امتـع مـف تقرطا .كان أطظؿ اشتغالف واكتػاطف بؽتب شقخ اإلسالم ابـ
تقؿقة ،وتؾؿقذه ابـ الؼقؿ .وبعد أن تؼدمت بف الدراسة شقصا؛ صار يرجح مـ إققال ما رجحف
الدلقؾ وصدّ قف التعؾقؾ .تخرج طؾقف كثقر مـ العؾؿاء وأخذ طـف خؾؼ كثقر ،لف مملػات كثقرة،
جؿعت يف سبع وطشريـ مجؾدا ،مـ أشفرها« :تقسقر الؽريؿ الرحؿـ يف تػسقر كالم الؿـان»،
وقد طرف بلخالقف العذبة وكصحف لؾجؿقع .تقيف طام 7116هـ .$ .اكظر ترجؿتف يف مؼدمة
مجؿقع مملػاتف .واكظر أيضا« :طؾؿاء كجد خالل ثؿاكقة قرون» (.)679/1
( )6اكظر« :الرياض الـاضرة والحدائؼ الـقرة الزاهرة» ،ص .46-47
ككاؿ اةَ اىِطاس ( :ويختار الؽالم مع السؾطان يف الخؾقة طؾك الؽالم معف طؾك رؤوس
إشفاد ،بؾ يقد لق كؾؿف سرا وكصحف خػقة مـ غقر ثالث لفؿا ،ويؽره أن يؼال طـف أو يحؽك ما
اتػؼ لف ،وأن يشتفر بذلؽ بقـ العامة ،بؾ لق أثر كالمف وغ ّقر الؿـؽر بؼقلف ،ثؿ اشتفر طـد الـاس
كسبة ذلؽ إلك غقره؛ لؿا شؼ طؾقف ذلؽ ...ففذه كؾفا مـ طالمات اإلخالص ،وحسـ الؼصد
وابتغاء وجف اهلل تعالك والدار أخرة) .اكظر« :تـبقف الغافؾقـ طـ أطؿال الجاهؾقـ» ،ص .16
طـ شقخف محؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ ( :وكان محؾ ثؼة -ككاؿ ك٘غِا اةَ ْل٘و
الحؽقمة ،مـ الؿؾؽ طبد العزيز فؿـ دوكف ،يعـل يف أكثر إمقر التل تتعؾؼ بالؿشايخ
والؼضاة والؿحاكؿ والؿشاكؾ؛ فنن الحؽقمة تلخذ رأيف ،ومع ذلؽ :تقاضع ،ومع ذلؽ:
كؽـران لـػـس ،مـا يـرى لف زيـادة وطؾـق قدر ،وٓ شلء ،وٓ هـق يؼقل :قؾت لؾؿـؾؽ ،وقال
لـل الؿؾؽ ،وجؾست مـع الؿؾؽ ،مـا يحب أن يتؽـؾؿ طــ هـذا أبـدا) .اكظـر« :سقرة شقخـا
ومراسالتف» (.)619/7
16 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
● ثانيا :نماذج تطبيقية في الباب من تقريرات
: الشيخ اإلمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مِـ الؿـاسب ذكر ثالثة مقاقػ يف باب إمر بالؿعروف والـفل طـ
الؿـؽر ،وقعت لسؿاحة الشقخ محؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ ،مػتل طام
الؿؿؾؽة ورئقس قضاهتا ،الذي ٓ تخػك مؽاكتف يف هذا الباب ،وٓ تخػك
معرفتف الدققؼة بف ،ومـ قرأ يف سقرتف ومجؿقع رسائؾف وفتاويف يتبقـ لف صرف
مـ ذلؽ ،ومـ الثالثة مقاقػ مققػان يتعؾؼان بقٓة إمر.
فاىٍٔكف اٛكؿ :يف ةاب إركاد ٌَ رآق أعٍأ يف اىتاب.
كاىٍٔكف اىراين :حهٔٗب ٌَ أناب فّ٘.
كاىٍٔكف اىراىد :فٍ٘ا ٗخٓيق ةاىِِؽ إىٕ اٛكىٔٗات ،كٌؽٗلث اُٝهار ْيٕ
اىِاس ٌٍا ٗػعو فّ٘ ٌَ ةاب أكىٕ اُٝهار ْيٕ كٟة اٌٛؽ.
-أٌا اىٍٔكف اٛكؿ؛ ففّ٘ ة٘اُّ ىيٍؽٗلث اىٍؽى٘ث يف ْؼا اىتاب ،كذىم
ىٍَ عٍاب نختّ ٛضػ اىلياةٗ ،تَ٘ ىّ اىٍؽٗلث اىهط٘طث يف ُهص اٌ٘ٛؽ:
كاؿ ( :مـ محؿد بـ إبراهقؿ إلك حضرة الؿؽرم الشقخ طبد العزيز
ابـ ...الؿحرتم ،سؾؿف اهلل .السالم طؾقؽؿ ورحؿة اهلل وبركاتف .وبعد:
بؾغـل أن مققػؽ مع اإلمارة لقس كؿا يـبغل ،وتدري -بارك اهلل فقؽ -أن
اإلمارة ما قصد هبا إٓ كػع الرطقة ،ولقس مـ شروصفا أن ٓ يؼع مـفا زلؾ،
والعاقؾ -بؾ وغقر العاقؾ -يعرف أن مـافعفا وخقرها الديـل والدكققي يربق
طؾك مػاسدها بؽثقر .ومثؾؽ إكؿا مـصبف مـصب وطظ وإرشاد ،وإفتاء بقـ
الؿتخاصؿقـ .كُه٘طث اٌ٘ٛؽ كاىٍأٌٔر ةاىفؽ ،كةِ٘ث عاىهث؛ حٓؽؼ ف٘ٓا اىِخ٘شث
اىِافٓث ىٞـ٠ـ كاىٍفيٍَ٘ .وٓ يـبغل أن تؽقن طثرة إمقر -أو العثرات-
كصب طقـقؽ ،والؼاضقة طؾك فؽرك ،والحاكؿة طؾك تصرفاتؽ؛ ةو يف اىفؽ كً
أُٓؽ كنؽح ةٍا أكسب اهلل ٌَ ضق اٌٝارةةٔاسب اىِه٘طث ،كيف اىُٓ٘٠ث؛ ِ
كاىفٍّ كاىٍاْث ىٓا؛ وأهنا لؿ تلت لجباية أمقال وضؾؿ دماء وأطراض مـ
الؿسؾؿقـ ،ولؿ تػعؾ ذلؽ أصال؛ إٓ أهنا غقر معصقمة فؼط؛ فلكت كـ وإياها
اف طــ
أخقيــ :أحدهؿاُ :مب ِّقـ واطـظ كاصـح ،وأخـر باذل ما يـجب طؾقـف ،كـ ّ
ما لقس لف .إن أحسـ دطا لف بالخقر وكشط طؾقف ،وإن قصر طقمؾ بؿا أسؾػت لؽ،
وٓ يظفر طؾقؽ طـد الرطقة -وٓ سقؿا الؿتظؾؿقـ بالباصؾ -طتبؽ طؾك إمقر
املبخح الجاىي :قول مجع مً العلناء ،ومناذج تطبيكية 16
واكتؼادك إياه؛ ٕن ذلؽ غقر كافع الرطقة بشلء ،وغقر ما تعبدت بف ،إكؿا تعبدت
بؿا قدمت لؽ وكحقه ،وأن تؽقن جامع شؿؾ ٓ ،مشتتا ،ممل ًػا ٓ ً
مـػرا.
واذكر وصقة الـبل -لؿعاذ وأبل مقسك -ﷺٗ« :فؽا ،ك ٟحٓفؽا ،كةلؽا،
ك ٟحِفؽا ،كحٍاكْا ،ك ٟحغخيفا» .أو كؿا قال ﷺ ،وأكا لؿ أكتب لؽ ذلؽ
لغرض سقى الـصقحة لؽ ولألمقر ولؽافة الجؿاطة وإلمام الؿسؾؿقـ .واهلل
ولل التقفقؼ .والسالم طؾقؽؿ)(.)1
؛ فٓٔ حهٔٗتّ ىٍٔكف كاـ ةّ أضػ حٌ٘٠ؼق -كأٌا اىٍٔكف اىراين ىفٍاضخّ
يف ْؼا اىلأف:
: كاؿ ك٘غِا اىٌٓ٠ث ْتػ اهلل اةَ ْل٘و
(ووقعت قضقة زوجقة لدي حقـؿا كـت قاضقا يف محؽؿة الرياض سـة
7161هـ ،وكاكت الؿرأة خادمة لألمقرة :شقخة بـت الؿؾؽ طبد العزيز ،وبعد
الحؽؿ تشؽت الزوجة لدى طؿتفا شقخة ،وهذه تؽؾؿت مع والدها الؿؾؽ طبد
العزيز ،فؾؿا اجتؿعـا طـد الؿؾؽ طبد العزيز يقم الخؿقس الضحك يف الؼصر طؾك
العادة ،ويحضر مجؾسف الؿشايخ والؼضاة وكحقهؿ ،وٓ يمذن لغقرهؿ يف تؾؽ
الجؾسة ،فتؽؾؿ الؿؾؽ كالما طـ الؼضاة والخصقم ،وتدرج بالؽالم حتك تقصؾ
إلك الؼضقة الؿذكقرة ،ثؿ احتد بالؽالم ،وتلثر وقال( :بعض إزواج يظؾؿ
زوجتف ،يحدها تخؾع مـف ،وهق ضالؿفا ،ما لف حؼ ،الخ) ،وطرفت أكف يعـقـل،
وأٓحظف يؾحظ بعقـقف إلل ،ففؿؿت بالحديث ،ثؿ لطػ اهلل أين لؿ أتؽؾؿ وٓ
كؾؿة ،حتك اكػض الؿجؾس ،واكصرفـا ،وبعدما قؿـا مـ الؿجؾس لحؼت الشقخ
محؿد بـ إبراهقؿ ،وطرفتف الؿسللة ،وقؾت لف( :أكا أطرف أكف يعـقـل ،لؽـل فضؾت
السؽقت) ،فؼال( :أضفِج ،كىٔ حهيٍج ٌاؿ اىه٠ـ ،كحؽحب ْيّ٘ أك٘اء) .ثؿ
كتبت لؾؿؾؽ كتابا ،وضحت فقف الؿسللة ومالبساهتا ،وقؾت( :أكا أطؾؿ أن قصدكؿ
تحؽقؿ الشرع ،وهبذا وأمثالف أطزكؿ اهلل ،وم َّؽـ لؽؿ ،ولؽـ الؼصة كذا وكذا،
وكقت وكقت) .فؼرئ طؾقف الؽتاب ،واقتـع)(.)2
( )7اكظـــر« :فتـاوى ورسائــؾ محـؿـد بــ إبراهقؿ آل الشقـخ» ( ،)781/76والخـطاب مــمرخ:
.7116/9/61
( )6اكظر« :سقرة شقخـا ومراسالتف» (.)676/7
11 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
كاىٍٔكف اىراىد :فٍ٘ا ٗخٓيق ةاىِِؽ إىٕ اٛكىٔٗات ،كٌؽٗلث اُٝهار ْيٕ
اىِاسٌٍ ،ا ٗػعو فّ٘ ٌَ ةاب أكىٕ :اُٝهار ْيٕ كٟة اٌٛؽ.
: كاؿ اىل٘ظ ٍْ٘ث ـاىً
(وهـاك قصة تعطل صقرة طـ بعض إطراب ،وتحؿؾ صؾبة العؾؿ ثؼؾ
مسئقلقة تعؾقؿ الـاس ،خاصة إطراب والبقادي ،وأطجب كؾ العجب -وٓ
يـتفل العجب -مـ أولئؽ إشخاص الذيـ يتبعقن بعض الجؿاطات،
ويسافرون خارج بالدهؿ ،ويسافرون مئات إمقال ،ويؼقلقن :كدطق الـاس إلك
اهلل وبجقارهؿ أهؾفؿ وبـقا جؾدهتؿ -وقد يؽقكقن مـ أقرب الـاس إلقفؿ كس ًبا-
يف البادية يجفؾقن أحؽام الصالة.
فؽقػ كذهب إلك إقطار الـائقة ،وكتغرب ،وكرتك أبـاءكا وأهؾقـا وأمقالـا،
كاسا مـ بـل جؾدتـا يجفؾقن
وكذهب باسؿ الدطقة إلك اهلل ،وكرتك مـ خؾػـا أ ً
أحؽام ديـفؿ؟!
ويف مرة كـا يف الرياض يف أحد الـقادي ،وكان هـاك بركامج سمال وجقاب،
وكان هـاك تحػز لتعؾؿ الؾغة اإلكجؾقزية يف الؿعفد الديـل ،فؼال صاحب
الربكامج :إن هذا التعؾؿ لف مجال آخر ،وإذا فرض يف الدراسة يف الؿعاهد الديـقة
سقؼقم طؾك حساب الديـ؛ ٕن الؾغة اإلكجؾقزية ٓ تؽػقفا حصة وٓ حصتان وٓ
أربع يف إسبقع ،فـحـ كدرس الؾغة العربقة يف أربع حصص يف إسبقع- ،مع
أكـا كـطؼ هبا -وٓ كجقدها ،فنذا ما أخذكا اإلكجؾقزية بجاكب الػؼف والتقحقد
والحديث والتػسقر ستزاحؿفا يف الققت ،وتزاحؿفا يف الؿذاكرة ،ويضعػ
الطالب يف تحصقؾ العؾقم الديـقة ،ولقؽـ ذلؽ يف العطؾة ،ويؽقن الطالب
مخقرا ،فؼالقا :كريد أن كتعؾؿ الؾغة ،لـدطق هبا غقر الؿسؾؿقـ.
ً
ضاىؽا،
ن كناف اىل٘ظ ٌطٍػ ةَ إةؽاًْ٘ -رضٍث اهلل حٓاىٕ ْيِ٘ا كْيّ٘-
فلػـ حٔس٘ٓات رضٍث اهلل حٓاىٕ ْيِ٘ا كْيّ٘.
حٓيٍ٘ا ىٜـاحؼة ٟىيٍ٠ب أن قال- :وقد ألؼك شخص
ن كٌَ أضفَ ٌا كػـ
قصقدة يفجق فقفا حالؼل الؾحك :-ى٘ؿ ْؼا ةأـئب ضفَ يف اىػْٔة إىٕ اهلل،
سٓؽا،
ْؼا حلٓ٘ؽ كى٘ؿ دْٔة ،إٍُا اىػْٔة حهٔف ـؽا ،كحهٔف ةاىٍٓؽكؼ ٟ ،ن
فهاف ْيّ٘ أف ٗأحٖ إىٕ اٛكغاص اىٍَِٓ٘٘ ،كأف ٗغاٌتًٓ فٍ٘ا ةِّ٘ كةًِ٘ٓ.
املبخح الجاىي :قول مجع مً العلناء ،ومناذج تطبيكية 19
فتعؾؿ إساتذة كقػ يدطقن إلك اهلل غقرهؿ ،ثؿ قال :سؿعـا بلن بعض
الطالب يريدون أن يتعؾؿقا اإلكجؾقزية مـ أجؾ الدطقة إلك اهلل هبذه الؾغة خارج
البالد ،وهذا أمر طجقب ،ففؾ اكتػقـا بتعؾقؿ أكػسـا ومـ يـطؼ بؾغتـا؟ وقال :هذه
البقادي ،وهمٓء إطراب ،وهذه الدويالت مـ حقلـا ،هؾ طؿؿـا الدطقة فقفا،
واكتفقـا مـ تعؾقؿ أهؾفا ديـ اإلسالم والعؼقدة والػؼف ،حتك كـتؼؾ إلك مـ لؿ
يـطؼ بالؾغة العربقة لـعؾؿف؟!
وكحـ أن كؼقل :إن مـ إطراب مـ هق يف حاجة إلك تعؾقؿ سقرة
الػاتحة ،وقد حدث أن كـا يف إحساء ،فدطاكا إبراهقؿ الؿفـا -رحؿة اهلل تعالك
طؾقـا وطؾقف -لشرب الشاي بعد العصر يف بستاكف ،ثؿ صؾقـا الؿغرب يف مسجده،
وكان الؿسجد طؾك الطريؼ ،فصؾك بـا مدرس التجقيد ،وهق قارئ متؼـ،
واكتفقـا مـ الصالة ،والؿستعجؾ صؾك الـافؾة ،ومضك إلك محؾ الضقافة ،ولػت
كظري مجلء أربعة مـ البادية ،يحؿؾ كؾ واحد حاجتف طؾك كتػف ،فجاءوا
بسرطة وبحركة سريعة ،فللؼقا أمتعتفؿ يف ممخرة الؿسجد ،وتؼدم واحد مـفؿ
يصؾل هبؿ ،فػرحت لحرص همٓء إطراب طؾك أداء الصالة جؿاطة يف
الؿسجد ،فؼد قدمقا واحدً ا مـفؿ يصؾل هبؿ ،وهذا شلء حسـ ،فجعؾت أكظر،
فؼرأ الػاتحة وأخؾ فقفا إخال ً
ٓ شديدً ا ،وبعد الػاتحة قرأ هبذا الؾػظ( :قؾ يا أيفا
الؽافرون ٓ ،أطبد ما تعبدون ،وٓ أكتؿ طابدون ما أطبد ،وٓ أكا طابد ما طبدتؿ،
وٓ أكتؿ طابدون ،واهلل طابد ،واهلل غػقر رحقؿ).
ففذا شلء يبؽل ،فلخذتـل الحسرة يف كػسل ،وقؾت :مـذ كؿ يصؾل هذا
هبذه الؼراءة؟ وهذا إمامفؿ فؽقػ بغقره؟! فؾؿا اكتظرت فطـ ،وكان فطـًا ذكقا
جدا ،ثؿ قام يف الركعة الثاكقة ،وقرأ الػاتحة و(قؾ هق اهلل أحد) ،أحسـ مـ
إولك ،فؾؿا س ّؾؿ -وكان بقـل وبقـف حقالل طشرة أمتار -قال :أطؾؿـل ،هؾ
رأيت شقئا مريبا؟ قؾت لف :إي واهلل لؼد رأيت شقئا مريبا.قال :وما هق؟ قؾت:
اقرأ .فجاء هق وأصحابف وجؾسقا ،فؼؾت :ماذا قرأت يف الصالة؟ قال :الحؿد،
قؾت :اقرأها ،فؼرأها فعدلت لف بعضا مـفا .قؾت :والتل بعدها ،قال :الؽافرون.
قؾت :اقرأها ،فؼرأها كؿا قرأها يف الصالة .قؾت :طؾك ِرسؾؽ ،هات يدك ،وطؼد
بلصـابعـف فـؼـرأ ٓ :أطبـد مـا تعبدون ،وٓ أكتـؿ طابـدون ما أطـبد ،وٓ أكـا طـابـد
مـا طبدتؿ ،ثؿ قال :واهلل غػقر .قؾت لف :قػ .لقست هذه فقفا ،ففذه يف سقرة
18 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
ثاكقة ،ولقست يف هذه ،وهذه فقفا( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) [الؽافرون] ،قال( :واهلل
غػقر رحقؿ) أيـ؟ قؾت لف :يف سقرة أخرى .قال :أططـقفا .فؼرأت طؾقف سقرة
الؽافرون .قال :أطدها ،فرددهتا طؾقف مرة أخرى ،فؼال :خذها .فؼرأها كؿا
سؿعفا ،قال :أططـا سقرة أخرى .فؼرأت طؾقف( :قؾ هق اهلل أحد) ،فؼال :هل
طـدي .قؾت :اقرأها .فؼرأها ،فؼؾت لف :خذها ،فلطدهتا طؾقف ،وأطادها هق مرة
أخرى ،قال :أططـل سقرة أخرى ،فلططقتف مـ قصار السقر ،فؼال :أطدها.
فلطدهتا طؾقف ،فلخذها كؿا سؿعفا ،فؼؾت :واحدة .قال ٓ :يؽػقـل .قؾت:
صدقت ،إذا رجعت إلك بؾدكؿ ،فابحث طـ إمامؽؿ أو قارئؽؿ ،واجعؾف يؼرأ
طؾقؽ ،وتسؿع مـف ،ويعؾؿؽ(.)1
كةاٌٝهاف -أٗيا -أف ٗلاؿ :هؾ اكتفجـا ترتقب إولقيات يف هذا الباب،
فاجتفدكا يف إكؽار الؿـؽرات التل كؼدر طؾك إكؽارها ،وهـاك مـفا ما يؼع ضؿـ
حدود مسمولقاتـا ،حتك كـتؼؾ إلك آهتؿام والدكدكة يف اإلكؽار العؾـل طؾك
القٓة ،وهق أمر صعب طؾك الـػقس أوٓ ،ويرتتب طؾقف يف الغالب مػاسد ثاكقا،
والـػع فقف قؾقؾ ثالثا؟
وهؾ اجتفدكا يف اإلكؽار طؾك َمـ تحت أيديـا ،مؿـ وٓكا اهلل طؾقفؿ ،وطؾك
قرابتـا ،وطؾك الـاس الؼريبقـ مـ حقلـا؟
( )7اكظر :شرح بؾقغ الؿرام ( ،8 /99برتققؿ الشامؾة آلقا) ،وهل دروس صقتقة مػرغة.
املبخح الجالح :فتـاوى سابكة لصيخيا حول املسألة 41
المبحث الثالث:
فتاوى سابقة في المسألة لشيخنا أبي عبد المعز:
كان شقخـا –حػظف اهللُ -يؼرر سابؼا :أن إصؾ يف الـصقحة أن تؽقن سرا،
وإذا صؾب القٓة تؼديؿ الـصقحة أمامفؿ طؾـا ،وفتحقا طؾك أكػسفؿ باب إبداء
الرأي وآكتؼاد وأذكقا فقف()1؛ فقجقز كصقحتفؿ بالحؼ ،مـ غقر ٍ
هتؽ لألستار.
فجعؾ الـصقحة السرية هل إصؾ ،والـصقحة العؾـقة تجقز إذا كان ٍ
بنذن
مـ ولل إمر وأمامف ،ولؿ ُيعؾؼ جقاز الـصح العؾـل طؾك الؿصؾحة ،وإكؿا
جعؾ مجرد إذن ولل إمر كاف ًقا لجقاز ذلؽ.
-1كاؿ فػٖ اىهيٍث اىلٓؽٗث ركً ( :)81ةِٓٔاف( :يف ضهً اىخلٓ٘ؽ
ةاىطهاـ كاىخلِّ٘ ْيً٘ٓ) ،كْٖ ٌؤرعثْ1434/3/26 :ػ:
(فؿـفج أهؾ السـة والجؿاطة يف مـاصحة وٓة إمر فقؿا صدر مـفؿ مـ
مـؽرات :أن يــاصحقهؿ بالخطاب ،وطظا وتخقيػا مـ مؼام اهلل تعالك ،كةاىفؽ
كةاىؽفق ،لؼقلف تعالك ـ مخاصبا مقسك وهارون طؾقفؿا السالم حقـ أرسؾفؿا إلك
فرطقن( :ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [صف] ،هذا إن وصؾقا إلقفؿ ،أو
بالؽتابة والقساصة إن تعذر القصقل إلقفؿ؛ إذ اٛنو يف كًِْٓ أف ٗهٔف ـؽا،
كإذا ٌيتٔا حلػًٗ اىِه٘طث أٌآًٌ ْيِا ،كفخطٔا ْيٕ أُففًٓ ةاب إةػاء اىؽأم
كاُٟخلاد ،كأذُٔا فّ٘؛ ف٘شٔز ُه٘طخًٓ ةاىطق ،مـ غقر ٍ
هتؽ لألستار وٓ تعققر،
لؿـافاهتؿا لؾجاكب إخالقل ،وٓ خروج ـ بالؼقل أو الػعؾ ـ لؿخالػتف لؿـفج
« :وقال جؿاهقر أهؾ السـة مـ اإلسالم يف الحؽؿ والسقاسة ،قال الـقوي
الػؼفاء والؿحدثقـ والؿتؽؾؿقـ ٓ :يـعزل بالػسؼ والظؾؿ وتعطقؾ الحؼقق ،وٓ
يخؾع ،وٓ يجقز الخروج طؾقف بذلؽ ،بؾ يجب وطظف وتخقيػف لألحاديث
القاردة يف ذلؽ» ٌّ .حطؼٗؽ اىِاس ٌَ ْؼق اىٍِهؽات كاىتػع كاىٍٓانٖ ٌٍْٔا،
دكف حَٓ٘٘ اىفاْو ،أك اٝكارة إىّ٘ ،أك حغه٘م ةٓو نفاحّ اىخٖ ُٗٓؽؼ ةٓا،
كالتحذير مـ الزكا والربا والظؾؿ وشرب الخؿر ومحدثات إمقر وكحقها
( )7واكظر ما يتعؾؼ هبذا الؼقد يف ص .97
47 الفصل األول :فتاوى مجع مً العلنــاء
طؿقما مـ غقر تعققـ ،أيٗ :هفٖ اُٝهار ْيٕ اىٍٓانٖ كاىتػع كاىخطؼٗؽ ٌِٓا،
دكف حَٓ٘٘ فاْيٓا بالسب أو الؾعـ أو التؼبقح؛ فنكف يػضل إلك الحرمان مـ الخقر
سب قق ٌم أمقرهؿ إٓ ُحرمقا خقره» ،وقال آخر:
والعدل قال بعض السؾػ« :ما َّ
«مـ لعـ إمامف ُحرم طدلف».
كٌِٕٓ ذىم :أف أْو اىفِث اىفيفَ٘٘ ِٗهؽكف ٌا ٗأٌؽ ةّ اٌٝاـ ٌَ اىتػع
كاىٍٓانٖ ،كٗطؼركف اىِاس ٌِٓا ،كٗأٌؽكًُٓ ةاٟةخٓاد ِْٓا ٌَ ،غ٘ؽ أف ٗهٔف
إُهارًْ ْيٕ كٟة أٌٛر يف ٌشاٌّ اىِاس كٌطافيًٓ ،كْ ٟيٕ رؤكس اىٍِاةؽ
كٌشاىؿ اىَْٔ ،وٓ التشفقر بعققهبؿ ،وٓ التشـقع طؾقفؿ يف وسائؾ اإلطالم
بلكقاطفا الؿختؾػة :الؿرئقة والؿسؿقطة والؿؽتقبة ،بالؽتابة يف الصحػ
والؿجالت أو بالصقر الؽاريؽاتقرية وكحق ذلؽ؛ ٕن ذلؽ يمدي إلك تللقب
العامة ،وإثارة الرطاع ،وإيغار لصدور الرطقة طؾك وٓة إمقر ،وإشعال الػتـة،
ويقجب الػرقة بقـ اإلخقان ،وهذه الـتائج الضارة يلباها الشرع ،ويـفك طـفا،
و«كؾ ما يػضـل إلـك حـرام ففـق حـرام» ،و«القسائـؾ لفا حؽـؿ الؿؼاصد» ،قال
أبق الدرداء ﭬ« :إن أول كػاق الؿرء :صعـف طؾك إمامف» ...الخ).
-2ككاؿ -ضفِّ اهلل -يف (اىٍِٓز اىلًٔٗ يف ٌٓاٌيث اىطهاـ) ،ىٍَ اىهيٍث
اىلٓؽٗث اىراىرث اىٍِلٔرة ْيٕ ٌٔكّٓ:
لذلؽ كان إحسان الظـ بقٓة إمر متحتؿا ،ومـ لقازم صاطتفؿ :متابعتفؿ
يف الصقم والػطر والتضحقة :فقصقم بصقامفؿ يف رمضان ،ويػطر بػطرهؿ يف
ٍ
شقال ،ويضحل بتضحقتفؿ يف طقد إضحك؛ ومـ لقازم صاطتفؿ ـ أيضا ـ طدم
إهاكتفؿ ،وترك سبفؿ أو لعـفؿ ،كاٌٟخِاع َْ اىخلٓ٘ؽ ةٓ٘ٔةًٓ ،ـٔاء يف اىهخب
كاىٍهِفات كاىٍش٠ت ،أك يف اىػركس كاىغٍب ،أك ةَ٘ اىٓاٌث؛ نٍا ِٗتغٖ
حشِب نو ٌا ٗفٖء إىً٘ٓ ٌَ كؽٗب أك ٌَ ةٓ٘ػ؛ ذلؽ أن طؾة الؿـع :تػادي
الػقضك ،وترك السؿع والطاطة يف الؿعروف ،والخقض فقؿا يضر كتقجة سبفؿ
وإهاكتفؿ؛ إمر الذي يػتح باب التللقب طؾقفؿ ،ويجر ذلؽ إلك الػساد ،وٓ
يعقد طؾك الـاس إٓ بالشر الؿستطقر...
املبخح الجالح :فتـاوى سابكة لصيخيا حول املسألة 46
ملخص الفصل:
ٍٗهَ حيغ٘م ٌا ساء يف ْؼا اىفهو ةٍا ٗيٖ:
ققل شقخـا يف جقاز اإلكؽار طؾك ولل إمر طؾـا يف غقابف ،إذا تعذر اإلكؽار
السري؛ لؿ يلت مقاف ًؼا لؼقل العؾؿاء الذيـ ُذكِروا يف هذا الباب ،وهؿ طشرة.
فؼقلفؿ -رحؿفؿ اهلل -دائر بقـ مـ يؼقل :إن الـصقحة لقلل إمر تؽقن
سرا ،وإذا كاكت هـاك مصؾحة يف الجفر لف هبا؛ فنكف يجفر هبا يف حضقره دون
غقابف ،وهؿ العؾؿاء :طبد العزيز بـ باز ،ومحؿد كاصر الديـ إلباين ،ومحؿد بـ
صالح العثقؿقـ ،رحؿفؿ اهلل.
دائؿا ،وٓ ُيجفر هبا،
و َب ْقـ مـ يؼقل :إن الـصقحة لقلل إمر تؽقن سرا ً
وهؿ العؾؿاء :اإلمام الؿجدد محؿد بـ طبد القهاب ،ومحؿد بـ طبد الؾطقػ آل
الشقخ ،وسعد بـ حؿد بـ طتقؼ ،وطبد اهلل بـ طبد العزيز العـؼري ،وطؿر بـ
محؿد بـ سؾقؿ ،ومحؿد بـ إبراهقؿ آل الشقخ ،وطبد الرحؿـ بـ كاصر
السعدي ،رحؿفؿ اهلل(.)1
وأن ققل شقخـا الجديد ٓ يتقافؼ مع ققلف الؼديؿ؛ وهق( :إصؾ يف
الـصقحة لقلل إمر أن تؽقن سرا ،وإذا صؾب ولل إمر تؼديؿ الـصقحة طؾـا؛
فقجقز اإلطالن هبا ،وتؽقن يف حضقره).
واهلل أطؾؿ.
( )7ومؿا يستػاد مـ فتقاهؿ :طدم تعؾؼ الؿسللة بؿقضقع التضققؼ الحاصؾ مـ ولل إمر
وطدمف ،فقؼال :يف زمـ الخقف مـ التضققؼ يػتك باإلكؽار السري ،ويف زمـ إمـ يػتك
باإلكؽار العؾـل ،ويدل طؾك ذلؽ ما يؾل:
-زمـ الخؾػاء الراشديـ رضل اهلل طـفؿ كان زمـ أمـ وطز ،وكاكقا رضل اهلل طـفؿ مـؼاديـ
لؾحؼ ،يؼبؾقكف مـ قائؾف ،والؿحتسب يف زمـفؿ كؾؿتف مسؿقطة ،ومع ذلؽ لؿ يعرف يف
زمـفؿ اإلكؽار العؾـل.
-ويف زمـ التشديد وقت السؾػ؛ وجد مـ العؾؿاء مـ أكؽر طؾـًا ،ولؽـ أمام ولل إمر.
-ويف زمـ اإلمام محؿد بـ طبد القهاب وبؼقة طؾؿاء كجد كان زمـ أمـ ،وتؿؽقـ لؾعؾؿاء،
ورفعة درجتفؿ طـد الراطل والرطقة ،وضفقر كؾؿتفؿ جدا ،ورغؿ ذلؽ أفتقا باإلكؽار السري.
ٍ
سؾػ لفذا الؼقل ،طـد العؾؿاء الؿتؼدمقـ والؿتلخريـ .واهلل أطؾؿ. -طدم وجقد
41 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
الفصل الثاني:
األدلة التي استدل بها شيخنا على جواز
اإلناكر العلني في غياب ولي األمر ،وتحته ثالثة مباحث:
● المبحث األول:
تقسيم األدلة التي استدل بها شيخنا على
جواز اإلناكر العلني في غياب ولي األمر ،ودراستها :
()1
(٠ٌ )7ضِث :تؼدم يف الؿؼدمة أن شقخـا –حػظف اهلل -لؿ يذكر الؿؼصقد مـ الؿـؽر الذي يـؽر
طؾك القٓة فقف ،وهؾ يدخؾ يف ذلؽ اإلكؽار يف مسائؾ آجتفاد ،وهؾ يـؽر طؾك
الؿجتفديـ ،ولؽـ الؿتبادر لؾذهـ مـ (الػتقى) و(التقضقح) و(التػـقد) ،أكف يؼصد الؿـؽر
الؿتبادر لألذهان ،وهق ما حرمتف الشريعة.
الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا 44
● اىلفً اىراين :حفٓث آذارٌِٓ ،ا ذٍاُ٘ث ٌَ فٓو اىهطاةث ﭫ ،ككاضػ
فٓو ىخاةٖٓ ،كٍٗهَ حلفٍ٘ٓا إىٕ ذ٠ذث أكفاـ:
أك :ٟآذار ناف اُٝهار ف٘ٓا ةطئر كىٖ اٌٛؽ ،كى٘ؿ يف غ٘اةّ ،كْٖ:
-1إكؽار طبادة بـ الصامت طؾك معاوية ﭭ يف حديث الصرف.
-2إكؽار طائشة ڤ طؾك مروان يف حضقره ،وإكؽار أخقفا طبد الرحؿـ
طؾك معاوية ﭭ(.)1
ذاُ٘ا :آذار حػعو يف ةاب اٟسخٓاد ٌّ ،ضئر كىٖ اٌٛؽ ،أك يف غ٘اةّ:
ففٖ ضئر كىٖ اٌٛؽ:
-7إكؽار أبل سعقد الخدري طؾك معاوية ﭭ؛ يف مؼدار زكاة الػطر.
-6إكؽار ابـ طؿر طؾك خالد ﭫ؛ يف قتؾ الذيـ قالقا( :صبلكا).
-1إكؽار طؾل طؾك طثؿان ﭭ يف مسللة الؿتعة بالحج.
كيف غ٘اب كىٖ اٌٛؽ:
-7إكؽار ابـ مسعقد طؾك طثؿان ﭭ؛ يف إتؿامف الصالة بؿـك.
-6إكؽار ابـ طباس طؾك طؾل ﭫ؛ يف تحريؼف الؿرتديـ بالـار.
-1إكؽار أكس ﭬ طؾك الحجاج يف مسللة غسؾ الرجؾقـ أو مسحفؿا يف
القضقء.
ذاىرا :أذؽ ٗػعو يف ةاب اىيؾكـ:
-إكؽار الحسـ البصري طؾك أكس بـ مالؽ ﭬ وفعؾ الحجاج.
( )7وهذا إثر يؿؽـ جعؾف قسؿا مستؼال ،وهق ما يدخؾ يف باب القٓيات وما يجري فقفا.
ٌّ ٌ٠ضِث أن إكؽار طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر ﭭ كان طؾك مروان ،ولقس طؾك معاوية
رضل اهلل طـف ،كؿا سقليت ذكره ،ولؽـل كؼؾت طبارة شقخـا.
46 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
ايكطِ األ :ٍٚاألدي ١ايعاَ ١اييت ٚزدت يف باب األَس باملعسٚف
ٚايٓٗ ٞعٔ املٓهسٚ ،اييت اضتدٍ بٗا غٝدٓا عً ٢دٛاش
اإلْهاز ايعًين يف يٝاب ٚي ٞاألَس:
اـخػؿ ك٘غِا –ضفِّ اهللْ -يٕ سٔاز اُٝهار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ اٌٛؽ
ةأدىث ْاٌث ساءت يف ةاب اٌٛؽ ةاىٍٓؽكؼ كاىِٖٓ َْ اىٍِهؽ ،كْٖ:
-7ققلف تعالك( :ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ
ﮪ ﮫﮬ) [التقبة].
(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ -6قـقلـف تعـالـك:
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ) [آل طؿران.]771:
-1حديث ٌَ« :رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق».
-4حديث« :اىػَٗ اىِه٘طث».
قال شقخـا يف (التػـقد):
(ٚال رنف ٢إٔ ٖر ٙاآلٜات ٚاألسادٜح يف ٚدٛب األَس باملعسٚف ٚايٓٗٞ
عٔ املٓهس مل تفسم بني احلانِ مبدتًف طبكات األعٝإ احلانُ ١ممٔ
ٜٛٓب َٓاب٘ٚ ،احمله ّٛعً ٢رلتًف طبكات اجملتُع ٚغسا٥ش٘ٚ ،ال
بني اإلْهاز ايطسٚ ٟايعًين؛ ٚإذا ٚزد االضتجٓا ٤يف اإلْهاز ايعًين بعً ١اخلٛف
َٔ تستب َفطد ٠أًَٗ ٚه ،١فٝذب تسن٘ يف تًو احلاٍ ،عُال باألصٌ
ايفكٜٗ« :ٞستهب أخف ايطسزٚ ٜٔأٜطس املفطدتني تفادٜا ألغدُٖا».
وقال -أيضا -يف (التػـقد):
(فاحلاصٌ ـ إذٕ ـ إٔ عُ ّٛايٓصٛص ايػسع ١ٝايٓاٖ ١ٝعٔ املٓهس تدٍ
عًَ ٢طًل اإلْهاز ضسٜا نإ أ ٚعًٓٝا ال عً ٢اإلْهاز املطًل؛ يٛزٚد
ايطٛابط املكٝد ٠ي٘ ٚاملطتدًص َٔ ١ايكٛاعد ايػسع ١ٝايعاَٚ ١املطتٛسا٠
َٔ املكاصد ٚاحلهِ املسع ١ٝذات أبعاد ايٓعس ٠املآي ٖٞٚ ،١ٝتدٍ ـ مبذًُٗا ـ
عًَ ٢ػسٚع ١ٝاإلْهاز ايطسٚ ٟايعًين ظُٝع ٚدُٖٗٛا إذا تٛفس غسطُٗا
ٚاْتفَ ٢اْعُٗا ضٛا ٤باملػافٗ ١ايطس ١ٜأ ٚايٛضا ٌ٥ايطس ١ٜاألخس ،٣أٚ
ناْت عًٓ ١ٝباملػافٗ ١عطست٘ أ ٚبايتصسٜض أ ٚايتعسٜض أ ٚايتًُٝض يف
يٝبت٘ ،عًَ ٢ا تكدّ ذنس.)ٙ
كردت أدىػث عانػث فػٖ اىتاب ،فـل صريؼة إكؽار الؿـؽر طؾك القٓة،
دت أدلة طامة يف مسللة أن ُتذكر بعدها إدلة وكصقحتفؿ ،ويف العادة :أكف إذا ُأ ِ
ور ْ
الخاصة.
الكسه األول :أدلة عامة يف األمر باملعروف واليهي عً امليكر 46
فٍَ حيم اٛدىث اىغانث ،كْٖ أضادٗد ٌؽفْٔث إىٕ اىِتٖ ﷺ:
-1ضػٗد أةٖ ـٓ٘ػ اىغػرم ﭬ كاؿ :كاؿ رـٔؿ اهلل ﷺ« :أفيو
اىشٓاد نيٍث ْػؿ ِْػ ـيٍاف سائؽ ،أك أٌ٘ؽ سائؽ»(.)1
وقد صدَّ ر هذا الحديث اإلمام حرب الؽرماين يف كتاب «السـة» ،باب يف
الـصقحة لؾسؾطان ،وأورد معف أثر ابـ طباس أكف جاءه رجؾ فؼال :يا أبا طباس،
آمر أمقري بتؼقى اهلل؟ قال :إن خػت أن يؼتؾؽ فال ،فنن كـت ٓبد فاطال،
فبقـؽ وبقـف.
كاؿ ك٘غِا اىٌٓ٠ث ْتػ اىٍطفَ اىٓتاد اىتػر –ضفِّ اهلل -يف كؽضّ ىيطػٗد:
(والؿؼصقد مـ ذلؽ :أكف طـدما يؼقل نٌ٠ا ةاٌ٠ن يف ٌشيفّ؛ ٓ يسؽت
طؾقف ،وإكؿا يبقـ أن الحؼ هق كذا ،وٓ يؼر الباصؾ ويسؽت طؾقف ،وإكؿا يبقـ الحؼ،
وأكف خالف ما يؼقل ،وأن الذي قالف لقس بصحقح ،وإكؿا الصحقح هق كذا وكذا،
ٕن هذا هق الذي جاء طـ اهلل وطـ رسقلف طؾقف الصالة والسالم ،فؽقكف يؽقن طـد
سؾطان جائر معـاه :أكف يؽقن طرضة لؾفالكٓ ،سقؿا إذا كان ذلؽ الجائر معروفا
بنزهاق الـػقس وإتالففا بلي سبب مـ إسباب ولق كان أمرا يسقرا)(.)2
-2ضػٗد أم سؾؿة ڤ قالت :قال رسقل اهلل ﷺ« :ـخهٔف ْي٘هً
أئٍث ،حٓؽفٔف ًٌِٓ كحِهؽكف ،فٍَ أُهؽ ةيفاُّ فلػ ةؽئ ،كٌَ نؽق ةليتّ فلػ
ـيً ،كىهَ ٌػَ رىػٕ كحاةّ» .فؼقؾ :يا رسقل اهلل ،أفال كؼاتؾفؿ؟ .قال،ٟ« :
ٌا نئا»(.)3
كاؿ ك٘غِا اىٌٓ٠ث ْتػ اىٍطفَ اىٓتاد -ضفِّ اهلل -يف كؽضّ ىيطػٗد:
(«فٍَ أُهؽ ةيفاُّ» ،يعـل :وذلؽ بالطريؼة الؿشروطة التل ترتتب طؾقفا
مصؾحة وٓ ترتتب طؾقفا مضرة ،فٗ ٠هٔف ذىم اُٝهار ْيٕ اىٍِاةؽ ،أو بطريؼة
التشفقر ،أك اىه٠ـ يف اىٍشاٌّ ،مؿا يرتتب طؾقف هتققج الغقغاء وحصقل الػتـ،
فنن هذا لقس مـ الـصح ،وٓ مـ الصقاب .واإلكسان ٓ يرضك لـػسف هبذا
( )7أخرجف أبق داود ( ،)4146والرتمذي ( ،)6714وابـ ماجف ( )4177طـ أبل سعقد الخدري
ﭬ ،وصححف إلباين يف «صحقح الجامع» (.)6618
(« )6شرح ســ أبل داود» ،دروس صقتقة مػرغة.
( )1أخــرج أبـق داود فـل ســـف ( ،)4166والحديث طـد مسؾؿ بؾػظ« :ـخهٔف أٌؽاء ،فخٓؽفٔف
كحِهؽكف ،فٍَ ْؽؼ ةؽئ ،كٌَ ُهؽ ـيً ،كىهَ ٌَ رىٖ كحاةّ» .قالقا :أفال كؼاتؾفؿ؟ قال،ٟ« :
ٌا نئا ».
41 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
الشلء ،فؾق حصؾ مـف أخطاء فنكف ٓ يحب أن تعؾـ وأن تذكر طؾك الؿـابر أو
يف الؿجامع ،فنذا كان طـد اإلكسان خطل فنكف يحب أن يـصح سرا ،وأن يـؽر
طؾقف سرا ،وٓ يحب أن يـؽر طؾقف طالكقة .وإذا كان إمر كذلؽ فعؾك اإلكسان
أن يعامؾ الـاس بؿثؾ ما يحب أن يعامؾقه بف)(.)1
-3حديث طقف بـ مالؽ إشجعل ﭬ قال :سؿعت رسقل اهلل ﷺ
يؼقل« :ع٘ار أئٍخهً اىؼَٗ حطتًُٔٓ كٗطتُٔهً ،كحهئف ْيً٘ٓ ،كٗهئف
ْي٘هً ،ككؽار أئٍخهً اىؼَٗ حتغئًُٓ كٗتغئُهً ،كحيًُِٓٔٓ كٗيُِٓٔهً».
قالقا :قؾـا :يا رسقل اهلل ،أفال كـابذهؿ طـد ذلؽ؟ قالٌ ،ٟ« :ا أكأٌا ف٘هً
اىه٠ةٌ ،ٟ ،ا أكأٌا ف٘هً اىه٠ة ،أ ٌَ ٟكىٖ ْيّ٘ كاؿ ،فؽآق ٗأحٖ ك٘ئا ٌَ
ٌٓه٘ث اهلل؛ في٘هؽق ٌا ٗأحٖ ٌَ ٌٓه٘ث اهلل ،كِٗ ٟؾَْ ٗػن ا ٌَ ٌاْث»(.)2
ع٠ؿ كؽضّ ىيطػٗد( :ققلف« :في٘هؽق ٌا ٗأحٖ ٌَ كاؿ اىلٔناين
ٌٓه٘ث اهلل ،كِٗ ٟؾَْ ٗػا ٌَ ٌاْث» .فقف دلقؾ طؾك أن مـ كره بؼؾبف ما يػعؾف
السؾطان مـ الؿعاصل؛ كػاه ذلؽ ،وٓ يجب طؾقف زيادة طؾقف .ويف الصحقح:
«ٌَ رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق ،فإف ىً ٗفخٍّ فتيفاُّ» .ويؿؽـ حؿؾ
حديث الباب وما ورد يف معـاه؛ طؾك طدم الؼدرة طؾك التغققر بالقد والؾسان،
ويؿؽـ أن يجعؾ مختصا بإمراء إذا فعؾقا مـؽرا ،لؿا يف إحاديث الصحقحة
مـ تحريؿ معصقتفؿ ومـابذهتؿ ،فؽػك يف اإلكؽار :الؽراهة بالؼؾبٕ ،ن يف
إكؽار الؿـؽر طؾقفؿ بالقد والؾسان تظفرا بالعصقان ،وربؿا كان ذلؽ وسقؾة إلك
الؿـابذة بالسقػ)(.)3
( :يـبغل لؿـ ضفر لف غؾط اإلمام يف بعض الؿسائؾ أن ككاؿ –أٗيا-
يـاصحف ،وٓ يظفر الشـاطة طؾقف طؾك رؤوس إشفاد ،بؾ كؿا ورد يف الحديث؛
أكف يلخذ بقده ،ويخؾق بف ،ويبذل لف الـصقحة ،وٓ يذل سؾطان اهلل)(.)4
( :وقد استدل الؼائؾقن بقجقب الخروج طؾك الظؾؿة ككاؿ -أٗيا-
ومـابذهتؿ السقػ ومؽافحتفؿ بالؼتال بعؿقمات مـ الؽتاب والسـة يف وجقب
إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر ،وٓ شؽ وٓ ريب أن إحاديث التل
اكظر :شرح ســ أبل داود ،دروس مػرغة. ()7
أخرجف مسؾؿ (.)7966 ()6
اكظر« :كقؾ إوصار» (.)617 /1 ()1
اكظر« :السقؾ الجرار الؿتدفؼ طؾك حدائؼ إزهار» (.)666 /4 ()4
49
الكسه األول :أدلة عامة يف األمر باملعروف واليهي عً امليكر
ذكرها الؿصـػ يف هذا الباب وذكركاها أخص مـ تؾؽ العؿقمات مطؾؼا، ()1
( )7أي :الؿجد ابـ تقؿقة ،يف «الؿـتؼك مـ أخبار الؿصطػك ﷺ».
( )6اكظر« :كقؾ إوصار» (.)617 /1
48 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
● ايكطِ ايجاْ :ٞاضت ـدالٍ غٝدٓ ـا عً ٢دٛاش اإلْهاز ايعًين يف
يٝبٚ ١ي ٞاألَس بتط ـعـ ١آثاز ،مثاَْٗٓ ١ٝا َـٔ فع ـٌ ايصشاب ١زضٞ
اهلل عِٓٗٚٚ ،اسد َٔ فعٌ تابعٚ ،ٞميهٔ تكطُٗٝا إىل ثالث ١أقطاّ:
أوال :أثسإ اضتدٍ بُٗا غٝدٓا عً ٢دٛاش اإلْهاز ايعًين
يف يٝاب ٚي ٞاألَسٚ ،نإ اإلْهاز فُٗٝا عطٛزُٖٚ ،ٙا:
- 1إْهاز عباد ٠بٔ ايصاَت عًَ ٢عا ١ٜٚﭭ يف سدٜح ايصسف.
ذكر شقخـا –حػظف اهلل -حديث طبادة بـ الصامت ﭬ ،وفقف:
(قاٍ أب ٛقالب :١قاٍ أب ٛاألغعح :يصْٚا يصاٚ ٠عً ٢ايٓاع َعا،١ٜٚ
فغُٓٓا يٓا ِ٥نجرل ،٠فهإ فُٝا يُٓٓا آْ َٔ ١ٝفط ،١فأَس َعا ١ٜٚزدال إٔ
ٜبٝعٗا يف أعطٝات ايٓاع ،فتطازع ايٓاع يف ذيو ،فبًغ عباد ٠بٔ ايصاَت
فكاّ فكاٍ :إْ ٞزلعت زض ٍٛاهلل ﷺ ٢ٜٗٓ« :عٔ بٝع ايرٖب بايرٖب،
ٚايفط ١بايفطٚ ،١ايدل بايدلٚ ،ايػعرل بايػعرلٚ ،ايتُس بايتُسٚ ،املًض باملًض،
إال ضٛا ٤بطٛا ،٤عٓٝا بعني ،فُٔ شاد أ ٚاشداد فكد أزب ،»٢فسد ايٓاع َا
أخرٚا»ٚ ،مل ٜهٔ َعا ١ٜٚﭬ عطست٘ ـ ابتدا ٤ـ «فبًغ ذيو َعا ١ٜٚفكاّ
خطٝبا فكاٍ :أال َا باٍ زداٍ ٜتشدث ٕٛعٔ زض ٍٛاهلل ﷺ أسادٜح قد نٓا
ْػٗدْٚ ٙصشب٘ فًِ ْطُعٗا َٓ٘؟! فكاّ عباد ٠بٔ ايصاَت فأعاد ايكص،١
ثِ قاٍ« :يٓشدثٔ مبا زلعٓا َٔ زض ٍٛاهلل ﷺ ٚإٕ نسَ ٙعا ١ٜٚـ أ ٚقاٍ:
ٚإٕ زيِ ـ َا أباي ٞإٔ ال أصشب٘ يف دٓد ٙي ١ًٝضٛدا.)»٤
-استدل شقخـا يف (الػتقى) طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل بػعؾ طبادة ﭬ.
-ثؿ قرر يف (التقضقح) أن إصؾ يف اإلكؽار العؾـل أن يؽقن بحضرة ولل
إمر ،ثؿ ذكر أكف يجقز أن يؽقن اإلكؽار طؾـا يف غقابف استدٓٓ بػعؾ طبادة ،حقث
قال( :ولؿ يؽـ معاوية ﭬ بحضرتف ـ ابتداء ـ).
-ثؿ قال يف (التػـقد)ٚ( :ايك ٍٛبإٔ عباد ٠ﭬ أْهس املٓهس فٗٝا د ٕٚايتعسض
يًشانِ أ ٚفاعٌ املٓهس بايرنس ٚايتصسٜض يرل َتذ٘ ،فإْ٘ ـ ٚإٕ ضًُٓا ددال ـ
أْ٘ مل ٜصسح باضِ َعا ١ٜٚﭬ إال أْ٘ ملض ب٘ ٚعسض برنس ايٛصف،
ٚايتعسٜض ٚايتًُٝض ٜدخالٕ يف باب اإلْهاز ايعًين ـ نُا تكدّ ـ ٚمل ٜهٔ
عطست٘ بٌ يف يٝبت٘ٚ ،قد فِٗ ايٓاع إٔ املساد ب٘ سهِ املعاًَ ١املأَٛز بٗا َٔ
قبٌ َعا ١ٜٚﭬ ،فسد ايٓاع َا أخرٚاٚ ،يريو عسض َعا ١ٜٚعدٜج٘ ملا بًغ٘
َػهها ف ،٘ٝبٓا ٤عً ٢أْ٘ مل ٜطُع٘ َٔ ايٓيب ﷺ َع أْ٘ صشب٘ ٚنإ ناتبا
ي٘ ،ثِ أعاد عباد ٠ﭬ ايكصٚ ١ذنس ٙتصسذنا).
الكسه الجاىي :تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة 61
أكْ :ٟو ناف ْتادة ﭬ َٗٓيً أف ٌٓاكٗث ﭬ أٌؽ ةؼىم اىتّ٘؟
ضاهر رواية مسؾؿ -التل ذكرها شقخـا ٓ -يدل طؾك أن طبادة ﭬ كان
يعؾؿ أن معاوية ﭬ أمر بذلؽ البقع ،ومؿا يدل طؾقف -أيضا -أن الراوي
لؾؼصة ،هق أبق إشعث ،ولقس طبادة.
وأما ققل أبل إشعث( :فلمر معاوية رجال أن يبقعفا يف أططقات الـاس،
فتسارع الـاس يف ذلؽ ،فبؾغ طبادة بـ الصامت) .ققلف( :فبؾغ طبادة بـ الصامت)،
أي :بؾغف تسارع الـاس يف ذلؽ البقع -بعد أن فعؾ الرجؾ ما أمره بف معاوية ،-إذ إكف
آخر مذكقر ،وكؿا يدل طؾقف مخاصبتف لؾـاس يف رواية الـسائل التل سقليت ذكرها.
-كٌٍا ٗفخػؿ ةّ ْيٕ ْػـ ْيً ْتادة ةؼىم أٗيا:
ما أخرجف الـسائل يف ســف( ،)1قال( :أخربين محؿد بـ آدم ،طـ طبدة،
طـ بـ أبل طروبة ،طـ قتادة ،طـ مسؾؿ بـ يسار ،طـ أبل إشعث
الصـعاين ،طـ طبادة بـ الصامت ،وكان بدريا ،وكان بايع الـبل ﷺ أن ٓ
يخاف يف اهلل لقمة ٓئؿ؛ أن طبادة قام خطقبا ،فؼال :أٗٓا اىِاس ،إُهً كػ
أضػذخً ةْ٘ٔا ٟ ،أدرم ٌا ْٖ ،أٓ إن الذهب بالذهب وزكا بقزن ،تربها
وطقـفا ،وإن الػضة بالػضة وزكا بقزن ،تربها وطقـفا ،وٓ بلس ببقع الػضة
بالذهب يدا بقد ،والػضة أكثرهؿا ،وٓ تصؾح الـسقئة ،أٓ أن الرب بالرب
والشعقر بالشعقر مديا بؿدى ،وٓ بلس ببقع الشعقر بالحـطة يدا بقد والشعقر
أكثرهؿا ،وٓ يصؾح كسقئة ،أٓ وإن التؿر بالتؿر مديا بؿدى ،حتك ذكر
الؿؾح مدا بؿد ،فؿـ زاد أو استزاد فؼد أربك).
و َمخرج رواية مسؾؿ والـسائل واحد :مسؾؿ بـ يسار ،طـ أبل إشعث
الصـعاين ،طـ طبادة بـ الصامت.
( :وققلف( :أحدثتؿ بقق ًطا الخ)، كاؿ اىل٘ظ ٌطٍػ ْيٖ آدـ اٝذ٘ٔةٖ
تؼدم يف رواية مسؾؿ أهنؿ باطقا مؿا غـؿقه آكقة مـ فضة يف أططقات الـاس،
فأُهؽ ذىم ْيً٘ٓ طبادة ﭬ(.)2
فرواية الـسائل؛ فقفا أن طبادة ﭬ كسب إحداث تؾؽ البققع إلك الـاس
بالؾػظ الصريح ،فدل طؾك أكف لؿ َيعؾؿ بلمر معاوية ﭬ ،وإٓ لؿا كسب
( )7والحديث صححف إلباين يف صحقح ابـ ماجة ،والشقخ محؿد طؾل آدم اإلثققبل يف مشارق
إكقار القهاجة ومطالع إسرار البفاجة يف شرح ســ اإلمام ابـ ماجف ( .)617 /7وقال:
يصح ،وفقفّ صحقح.فنن قؾت :كقػ
ٌ حديث طبادة بـ الصامت رضل اهلل تعالك طـف هذا
كص طؾقف الحافظ الؿزّ ّي
يؾؼ طبادة رضل اهلل طـف ،كؿا ّ
اكؼطاع ،حقث إن قبقصة بـ ذؤيب لؿ َ
يف "تحػة إشراف" 666 /4؟ .قؾت :إكؿا صححـاه؛ ٕكف يشفد لف ما أخرجف مسؾؿ يف
صحقحف ... ،ثؿ ذكر الحديث مع قصتف.
61 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
ذاُ٘ا :ق ٍٛغٝدٓا( :فإْ٘ ـ ٚإٕ ضًُٓا ددال ـ أْ٘ مل ٜصسح باضِ َعا١ٜٚ
ﭬ إال أْ٘ ملض ب٘ ٚعسض برنس ايٛصفٚ ،ايتعسٜض ٚايتًُٝض ٜدخالٕ يف باب
اإلْهاز ايعًين ـ نُا تكدّ ـ ٚمل ٜهٔ عطست٘ بٌ يف يٝبت٘ٚ ،قد فِٗ ايٓاع إٔ
املساد ب٘ سهِ املعاًَ ١املأَٛز بٗا َٔ قبٌ َعا ١ٜٚﭬ).
جؿؾة (بذكر القصػ) قد ُتػفؿ طؾك طدة معاين ،فنن كان قصد شقخـا :أن
طبادة ذكر القصػ بؼقلف( :إين سؿعت رسقل اهلل ﷺ :يـفك طـ بقع الذهب
بالذهب) أي القصػ –يف حدود ما ففؿتف -هق الـفل طـ البقع الؿذكقر،
حؽؿا شرطقا ،وهق حرمة البقع(.)1 ً والذي يتضؿـ
فقؼال :سبؼ يف تعريػ التعريض؛ أكف ُيستػاد مـ الؼريـة ٓ ،مـ الؽالم كػسف،
وهـا القصػ -الـفل طـ بقع الذهب بالذهب الخ -مذكقر يف الؽالم كػسف.
ومـ جفة أخرى؛ فنن شقخـا استدل طؾك وجقد التعريض بلن الـاس
ففؿقا أن الؿراد بف حؽؿ الؿعامؾة الؿلمقر هبا مـ قبؾ معاوية ﭬ.
فقؼال :التعريض لقس بالضرورة أن ُيستدل طؾك وجقده بػفؿ الؿتؾؼل لف ،بؾ
يرجع إلك الؿتؽؾؿ كػسف ،ويـظر هؾ أتك بالتعريض ،وطبادة يف رواية مسؾؿ لؿ يزد
-طـدما بؾغف أن الـاس يتبايعقن بذلؽ البقع -أن قام وقال :إين سؿعت رسقل اهلل
ﷺ يـفك طـ بقع الذهب بالذهب الخ .وٓ قريـة مـ سقاق الؼصة تدل طؾك
طرض بؿعاوية؛ (بحؽؿ طؾؿفؿ بلن التعريض ،فؾق قؾـا :إن الـاس ففؿقا أن طبادة َّ
معاوية أمر بالبقع الؿذكقر ،وطبادة حدث بؿا يدل طؾك حرمة ذلؽ البقع) ،وهذا
طرض بؿعاوية ،وخاصة يف لقس ببعقد وٓ مؿتـع؛ فال يعـل هذا أن طبادة كػسف َّ
رواية الـسائل ،فنن فقفا التصريح أن إحداث البقع كان مـ الـاس ،وٓ قريـة مـ
صبقعة طبادة ،وكقكف معروفا بالصدع بالحؼ ما يجعؾف لق أراد أن يـؽر طؾك معاوية
لؿا قال لف( :لئـتصريحا دون تعريض ،ويف رواية ابـ ماجف َّ ً يف غقبتف لػعؾ
أخرجـل اهلل ٓ ،أساكـؽ بلرض لؽ طؾل فقفا إمرة) ،ما يدل طؾك ذلؽ.
وققل شقخـاٚ( :ايتعسٜض ٚايتًُٝض ٜدخالٕ يف باب اإلْهاز ايعًين ـ نُا
تكدّ).
سبؼ يف الؿؼدمة أن التعريض يدخؾ يف باب اإلكؽار السري أيضا.
( )7جاء يف «تقسقر التحرير» (( :)69/4فنن ذكر القصػ فؼط ،كـ (ﭧ ﭨ ﭩ) فنن اىٔنف
وهق ضو اىتّ٘ مذكقر ،والحؽؿ وهق الصحة غقر مذكقر ،بؾ مستـبط مـ الحؾ).
64
الكسه الجاىي :تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة
- 2إْهاز عا٥ػ ١ڤ عًَ ٢سٚإ فـ ٞسطـٛزٚ ،ٙإْهاز أخٗٝا
عبد ايسمحٔ عًَ ٢سٚإ ﭭ يف سطٛز.ٙ
قال شقخـا يف (التػـقد):
(عٔ ٜٛضف بٔ َاٖو قاٍ :نإ َسٚإ عً ٢احلذاش :اضتعًُ٘ َعا١ٜٚ
فدطب ،فذعٌ ٜرنس ٜصٜد بٔ َعا ١ٜٚيهٜ ٞباٜع يـ٘ بعـد أبٝـ٘ ،فكـاٍ ي٘
عبد ايسمحٔ بٔ أب ٞبهس غ٦ٝا ،فكاٍ« :خر ،»ٙٚفدخٌ بٝت عا٥ػ ١فًِ
ٜكدزٚا ،فكاٍ َسٚإ« :إٕ ٖرا اير ٟأْصٍ اهلل ف( :٘ٝﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜ) [إحؼاف ،»]71 :فكايت عا٥ػٚ َٔ ١زا ٤احلذابَ« :ا أْصٍ اهلل فٓٝا
طأ :ٟيف بين أب ٞبهسٚ ،إال فكد ْصٍ يف ايجٓا ٤عً ٢أبٗٝا آٜاتص غ٦ٝا َٔ ايكسإٓ
إال إٔ اهلل أْصٍ عرزٚ ،»ٟيف زٚا ١ٜاحلانِ :عٔ ذلُد بٔ شٜاد قاٍ :ملا باٜع
َعا ١ٜٚالبٓ٘ ٜصٜد قاٍ َسٚإ« :ضٓ ١أب ٞبهس ٚعُس» ،فكاٍ عبد ايسمحٔ بٔ
أب ٞبهس« :ضٖٓ ١سقٌ ٚقٝصس!» ،فكاٍ« :أْصٍ اهلل فٝو( :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ
ﮛ ﮜ) طاألسكاف٧١ :ص اآل ،»١ٜقاٍ :فبًغ عا٥ػ ١ڤ ،فكايت« :نرب
ـ ٚاهلل ـ َا ٖ ٛب٘ٚ ،يهٔ زض ٍٛاهلل ﷺ يعٔ أبا َسٚإ َٚسٚإ يف صًب٘؛
فُسٚإ قصص طأ ٚفطضص َٔ يعٓ ١اهلل عص ٚدٌ»ٚ .يرلٖا َٔ اآلثاز ايداي١
عً ٢اإلْهاز ايعًين يف يٝبٚ ١ي ٞاألَس ٚد ٕٚاطالع َٓ٘).
أك :ٟرواية البخاري والحاكؿ تدٓن طؾك أن طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر
ﭭ رد طؾك مروان يف حضقره ،ولؿ يرد طؾك معاوية ﭬ.
فرواية البخاري( :فجعؾ يذكر ،...فؼال لف طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر شقئا).
ورواية الحاكؿ( :قال مروان« :سـة أبل بؽر وطؿر» ،فؼال طبد الرحؿـ بـ
أبل بؽر« :سـة هرقؾ وققصر!» فؼال« :أكزل اهلل فقؽ .)...:ففل واضحة أن
ذلؽ كان يف حضقر مروان.
ذاُ٘ا :هذه الؼصة داخؾة فقؿا يجري يف مسللة القٓيات ،وما قد يؼع فقفا مـ
ردود وألػاظ ،وٓ تؽقن دلقال يف الؿسللة ،ولق ُفتح الباب لالستدٓل
بالروايات وإلػاظ التل جاءت يف هذا البابٓ ،كػتح الباب إلك آستدٓل
ببعض الققائع التل تعؾؼت بؿسائؾ الؼتال ،والتل كان فقفا أصحاهبا مجتفديـ،
ولؿ تبؾغفؿ أحاديث الـفل طـ الخروج طؾك القٓة الظؾؿة.
66 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
ذاىرا :كأٌا ٌا ٗخٓيق ةٓتػ اىؽضٍَ ةَ أةٖ ةهؽ كٌٓاكٗث ﭭ؛ فلػ كاؿ
يف ة٘ٓث ٌٓاكٗث ﭬ ٟةِّ ٗؾٗػ: اىطافَ اةَ نر٘ؽ
(شرع معاوية يف كظؿ ذلؽ والدطاء إلقف ،وطؼد البقعة لقلده يزيد ،وكتب
إلك أفاق بذلؽ ،فبايع لف الـاس يف سائر إقالقؿ ،إٓ طبد الرحؿـ بـ أبل
بؽر ،وطبد اهلل بـ طؿر ،والحسقـ بـ طؾل ،وطبد اهلل بـ الزبقر ،وابـ طباس،
فركب معاوية إلك مؽة معتؿرا ،فؾؿا اجتاز بالؿديـة مرجعف مـ مؽة؛ استدطك
كؾ واحد مـ همٓء الخؿسة ،فلوطده ،وهتدده باكػراده ،فؽان مـ أشدهؿ طؾقف
ردا وأجؾدهؿ يف الؽالم :طبد الرحؿـ بـ أبل بؽر الصديؼ ،وكان ألقـفؿ كالما:
طبد اهلل بـ طؿر بـ الخطاب ،ثؿ خطب معاوية ،وهمٓء حضقر تحت مـربه،
وبايع الـاس لقزيد وهؿ قعقد ،ولؿ يقافؼقا ،ولؿ يظفروا خالفا؛ لؿا هتددهؿ
وتقطدهؿ ،فاتسؼت البقعة لقزيد يف سائر البالد ،ووفدت القفقد مـ سائر إقالقؿ
إلك يزيد.)1()...
( :وققلفؿ :مسائؾ الخالف ٓ إكؽار فقفا، ككاؿ ك٘ظ اٝـ٠ـ اةَ حٍ٘٘ث
لقس بصحقح ،فنن اإلكؽار إما أن يتقجف إلك الؼقل بالحؽؿ أو العؿؾ( ،)2أما
قديؿا؛ وجب إكؽاره وفاقا ،وإن لؿ
إول :فنذا كان الؼقل يخالػ سـة أو إجؿاطا ً
يؽـ كذلؽ؛ فإُّ ُِٗهؽ ةٍِٕٓ ة٘اف ىٓفّ ِْػ ٌَ ٗلٔؿ :اىٍه٘ب كاضػ ،كًْ
ْاٌث اىفيف كاىفلٓاء .وأما العؿؾ :فنذا كان طؾك خالف سـة أو إجؿاع وجب
كأٌػا إذا ىً ٗهَ يف اىٍفأىث ـِث كٟ
إكؽاره أيضا ،بحسب درجات اإلكؽارَّ ...
إسٍاع كى٠سخٓاد ف٘ٓا ٌفاغ؛ ىً ِٗهؽ ْيٕ ٌَ ٍْو ةٓا ٌشخٓػن ا أك ٌليػن ا)(.)3
ذاىراٗ :ؤٗػ ٌا حلػـ ذنؽق :فًٓ اىلؽاح ىٚذار اىخٖ ـ٘أحٖ ذنؽْا ٌٍا ٗخٓيق
ةاىغيفاء اىؽاكػَٗ :أةٖ ةهؽ كْرٍاف ،رىٖ اهلل ٍِْٓا ،كرةً ن ًٌٓ٠ةأذؽ
أـاٌث ﭬ ىٍا ٌُيب ٌِّ أف ٗهيً ْرٍاف ﭬ:
: كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ
(وقال طقاض :مراد أسامة :أكف ٗ ٟفخص ةاب اىٍشاْؽة بالـؽقر طؾك اإلمام،
لؿا يخشك مـ طاقبة ذلؽ ،بؾ يتؾطػ بف ،كِٗهطّ ـؽا ،فذلؽ أجدر بالؼبقل)(.)4
: ككاؿ اىلفٍ٠ين
(إذا اإلطالن باإلكؽار طؾك إئؿة ربؿا أ ّدى إلك افرتاق الؽؾؿة ،نٍا ككّ
ذىم ٌَ حفؽؽ اىهيٍث ةٍٔاسٓث ْرٍاف ةاىِه٘ؽ ،فالتؾطػ والـصقحة سرا أجدر
بالؼبقل)(.)5
: ككاؿ اةَ ةٍاؿ
(ٗؽٗػ ٟأنٔف ّأكؿ ٌَ ٗفخص ةاب اُٝهار ْيٕ اٛئٍث طالكقةً ،فقؽقن با ًبا
أئؿة الؿسؾؿقـ ،فتػرتق الؽؾؿة ،وتتشتت الجؿاطة ،نٍا ناف
مـ الؼقام طؾك ّ
ةٓػ ذىم ٌَ حفؽؽ اىهيٍث ةٍٔاسٓث ْرٍاف ةاىِه٘ؽ)(.)6
( )7وطؾك كالم شقخـا أن تؾؽ اإلكؽارات الستة وقعت يف غقاب ولل إمر.
يف «إطالم الؿققعقـ» (( :)111/1فنن اإلكؽار إ َّما أن يتقجف إلك اىلٔؿ ( )6وقال ابـ الؼقؿ
كاىفخٔل أو العؿؾ).
( )1اكظر« :الػتاوى الؽربى» (.)86/6
( )4اكظر :فتح الباري» ( ،)67 /71باختصار.
( )6اكظر« :إرشاد الساري لشرح صحقح البخاري» (.)786 /71
( )6اكظر« :شرح صحقح البخاري» ( ،)48 /71باختصار.
68 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
ففٖ ْؼق اىِلٟٔت اىر٠ذث َْ اىلؽاح :يتضح أن اإلكؽار العؾـل طؾك
القٓة لؿ يؽـ معرو ًفا يف طفد الخؾقػة أبل بؽر وطؿر وغالب خالفة طثؿان،
رضل اهلل طـفؿ ،وهمٓء الشراح هؿ مـ شرحقا أثار التل ذكرها شقخـا،
والتل أوردها يف باب اإلكؽار العؾـل ،ولؿ يػفؿقا مـفا وققع اإلكؽار العؾـل
فسروها بلن ذلؽ وقع طؾك
الذي كػقا وققطف طـد شرحفؿ ٕثر أسامة ،وإكؿا َّ
جفة آجتفاد.
أ -آثاز تدخٌ يف باب االدتٗادٚ ،يف سطٛز ٚي ٞاألَس:
- 1إْهاز أب ٞضعٝد اخلدز ٟعًَ ٢عا ١ٜٚﭭ يف َكداز شنا ٠ايفطس.
قال شقخـا يف (التػـقد)(:عٔ عٝاض بٔ عبد اهلل ،عٔ أب ٞضعٝد اخلدزٟ
ﭬ قاٍ« :نٓا خنسز ـ إذ نإ فٓٝا زض ٍٛاهلل ﷺ ـ شنا ٠ايفطس ـ عٔ نٌ
صغرل ٚنبرل ،سس أ ٚممًٛى ـ صاعا َٔ طعاّ ،أ ٚصاعا َٔ أقط ،أ ٚصاعا
َٔ غعرل ،أ ٚصاعا َٔ متس ،أ ٚصاعا َٔ شبٝب؛ فًِ ْصٍ خنسد٘ ست ٢قدّ
عًٓٝا َعا ١ٜٚبٔ أب ٞضفٝإ سادا أَ ٚعتُسا ،فهًِ ايٓاع عً ٢املٓدل ،فهإ
فُٝا نًِ ب٘ ايٓاع إٔ قاٍ« :إْ ٞأز ٣إٔ َد َٔ ٜٔزلسا ٤ايػاّ تعدٍ
صاعا َٔ متس» ،فأخر ايٓاع بريو»؛ قاٍ أب ٛضعٝد« :فأَا أْا فال أشاٍ
أخسد٘ نُا نٓت أخسد٘ ،أبدا َا عػت»).
أك :ٟمعاوية ﭬ كان مجتفدً ا يف هذه الؿسللة.
( :وهذا الحديث هق الذي يعتؿده أبق حـقػة ومقافؼقه يف كاؿ اىِٔكم
جقاز كصػ صاع حـطة ،والجؿفقر يجقبقن طـف بلكف ققل صحابل ،وقد خالػف
أبق سعقد وغقره مؿـ هق أصقل صحبة وأطؾؿ بلحقال الـبل ﷺ ،واذا اختؾػت
الصحابة لؿ يؽـ ققل بعضفؿ بلولك مـ بعض ،فـرجع إلك دلقؾ آخر.)1( )...
( :وأما ققل الـقوي :إكف فعؾ صحابل، ككاؿ ةػر اىػَٗ اىِٖٓ٘ اىطِفٖ
قؾـا :قد وافؼف غقره مـ الصحابة الجؿ الغػقر ،بدلقؾ ققلف يف الحديث( :فلخذ
الـاس بذلؽ) ولػظ (الـاس) لؾعؿقم ،فؽان إجؿا ًطا ،واهلل أطؾؿ)(.)2
- 2إْهاز ابٔ عُس عً ٢خايد ﭭ يف قتٌ اير ٜٔقايٛا :صبأْا.
قال شقخـا يف (التػـقد):
(عٔ ضامل عٔ أب ٘ٝعبد اهلل بٔ عُس ﭭ قاٍ :بعح ايٓيب ﷺ خايد بٔ
ايٛيٝد إىل بين درمي ،١فدعاِٖ إىل اإلضالّ ،فًِ ذنطٓٛا إٔ ٜكٛيٛا:
أضًُٓا ،فذعًٛا ٜكٛي :ٕٛصبأْا صبأْا ،فذعٌ خايد ٜكتٌ َِٓٗ ٜٚأضس،
ٚدفع إىل نٌ زدٌ َٓا أضرل ،ٙست ٢إذا نإ ّٜٛأَس خايد إٔ ٜكتٌ نٌ
زدٌ َٓا أضرل ،ٙفكًتٚ :اهلل ال أقتٌ أضرلٚ ،ٟال ٜكتٌ زدٌ َٔ أصشابٞ
أضرل ،ٙست ٢قدَٓا عً ٢ايٓيب ﷺ فرنسْا ،ٙفسفع ايٓيب ﷺ ٜد ٙفكاٍ:
«ايًِٗ إْ ٞأبسأ إيٝو مما صٓع خايد َستني»؛ ٚمل ٜٓهس ايٓيب ﷺ عً ٢ابٔ
عُس إْهاز ٙعً ٢خايد ٚال ست ٢صف ١إْهاز ٙبايعًٔ؛ ٚناْت َبادز ٠ابٔ عُس
إىل ذيو دز٤ا ملفطد ٠قتٌ َٔ ال ٜطتشل ايكتٌ).
أك :ٟأمقر السرية خالد ﭬ كان مجتفدً ا ،وابـ طؿر ﭭ كان مجتفدً ا،
فؾؿ يتابع خالدً ا يف أمر يراه أكف خطل ،وأكف لق تابعف فنكف يؽقن طاص ًقا( ،)2وهق لؿ
( )7اكظر ص .11
أمقرها أصحا َبف أن يضرمقا الـار ،ثؿ يدخؾقا فقفا ،قال
( )6ومثؾف ما جاء يف قصة السرية التل أمر ُ
=
67 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
يتعرض يف كالمف لخالد ﭬ ،فنكف قال( :حتك إذا كان يقم أمر خالد أن يؼتؾ
كؾ رجؾ مـا أسقره ،فؼؾت :واهلل ٓ أقتؾ أسقري ،وٓ يؼتؾ رجؾ مـ أصحابل
أسقره).
( :والغرض مـف ققلف ﷺ« :اىيًٓ إين أةؽأ إى٘م كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ
ٌٍا نِّ عاىػ» .يعـل مـ قتؾف الذيـ قالقا :صبلكا ،قبؾ أن يستػسرهؿ طـ
مرادهؿ بذلؽ الؼقل ،فنن فقف إشارة إلك تصقيب فعؾ ابـ طؿر ومـ تبعف يف
حؽنًٓ ٌخاةٓث عاىػ ْيٕ كخو ٌَ أٌؽًْ ةلخيًٓ ٌَ اىٍؼنٔرَٗ ةّ .وقال
الخطابل :الحؽؿة يف تربئف ﷺ مـ فعؾ خالد مع كقكف لؿ يعاقبف طؾك ذلؽ
ىهُّٔ ٌشخٓػا :أن يعرف أكف لؿ يلذن لف يف ذلؽ ،خشقة أن يعتؼد أحد أكف كان
بنذكف ،ولقـزجر غقر خالد بعد ذلؽ طـ مثؾ فعؾف .اهـ مؾخصا)(.)1
ذاُ٘ا :ضاهر سقاق الؼصة يدل أن ابـ طؿر أسؿع خالدً ا ﭭ كالمف( :ضخٕ
إذا ناف ٗٔـ أٌؽ خالد أن يؼتؾ كؾ رجؾ مـا أسقره ،فليج :واهلل ٓ أقتؾ أسقري،
وٓ يؼتؾ رجؾ مـ أصحابل أسقره .والػاء لؾتعؼقب ،يعـل لؿا أمرهؿ خالد
معرتضا :واهلل ٓ أقتؾ أسقري.
ً بذلؽ ،قال لف ابـ طؿر
وكالم شقخـا يدل طؾك ذلؽ ،حقث قال( :ولؿ يـؽر الـبل ﷺ طؾك ابـ
طؿر إكؽاره طؾك خالد ،وٓ ضخٕ نفث إُهارق ةاىٓيَ).
=
ففؿ الؼقم أن يدخؾقها .قال :فؼال لفؿ شاب مـفؿ :إكؿا فررتؿ إلك رسقل اهلل ﷺ
الراويَّ :
مـ الـار ،فال تعجؾقا حتك تؾؼقا رسقل اهلل ﷺ ،فنن أمركؿ أن تدخؾقها فادخؾقها .قال:
فرجعقا إلك رسقل اهلل ﷺ فلخربوه ،فؼال لفؿ« :ىٔ دعيخٍْٔا ٌا عؽسخً ٌِٓا أةػا ،إٍُا
اىٍاْث يف اىٍٓؽكؼ» .أخرجف البخاري ( ،)6166ومسؾؿ ( ،)7941طـ طؾل ﭬ.
( )7اكظر« :فتح الباري» (.)796 /71
الكسه الجاىي :تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة 66
أك :ٟهذه الؿسللة مـ مسائؾ آجتفاد ،ورأي الخؾقػة طثؿان فقفا هق رأي
أبل بؽر وطؿر ،وهق مذهب مالؽ والشافعل .وذهب اإلمام أحؿد إلك رأي
طؾل وغقره مـ الصحابة كابـ طباس ،رضل اهلل طـ الجؿقع.
( :ويف قصة طثؿان وطؾل مـ الػقائد...: كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ
وٌِاُؽة وٓة إمقر وغقرهؿ يف تحؼقؼف ىٍَ كٔم ْيٕ ذىم ،لؼصد مـاصحة
الؿسؾؿقـ .وجقاز آستـباط مـ الـصٕ ،ن طثؿان لؿ يخػ طؾقف أن التؿتع
والؼران جائزان ،وإكؿا هنك طـفؿا لقعؿؾ بإفضؾ ،كؿا وقع لعؿر ،لؽـ خشل
طؾل أن يحؿؾ غقره الـفل طؾك التحريؿ ،فلشاع جقاز ذلؽ ،كنو ٌٍِٓا ٌشخٓػ
ٌأسٔر...وفقف :أن الؿجتفد ٓ يؾزم مجتفدا آخر بتؼؾقده ،لعدم إكؽار طثؿان
طؾك طؾل ذلؽ ٌّ ،نٔف ْرٍاف اٌٝاـ إذ ذاؾ)(.)1
ذاُ٘ا :بالـظر إلك صرق الحديث ورواياتف؛ يتبقـ أن ذلؽ كؾف وقع بقـفؿا ﭭ.
كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ ( :ققلف( :شفدت طثؿان وطؾقا) سقليت يف آخر
الباب مـ صريؼ سعقد بـ الؿسقب أن ذلؽ كان بعسػان .ققلف( :وطثؿان يـفك طـ
الؿتعة ،وأن يجؿع بقـفؿا) .أي بقـ الحج والعؿرة (فؾؿا رأى طؾل) يف رواية سعقد
بـ الؿسقب :فؼال طؾل :ما تريد إلك أن تـفك طـ أمر فعؾف رسقل اهلل ﷺ :ويف
رواية الؽشؿقفـل( :إٓ أن تـفك) بحرف آستثـاء ،زاد مسؾؿ مـ هذا القجف:
(فؼال طثؿان :دطـا طـؽ .قال :إين ٓ أستطقع أن أدطؽ) ...وقد رواه الـسائل مـ
صريؼ طبد الرحؿـ بـ حرمؾة طـ سعقد بـ الؿسقب بؾػظ( :هنك طثؿان طـ
التؿتع .وزاد فقف :فؾبك طؾل وأصحابف بالعؿرة ،فيً ًِٗٓٓ ْرٍاف ،فلاؿ ىّ ْيٖ :ألؿ
تسؿع رسقل اهلل ﷺ تؿتع؟ قال :بؾك) .ولف مـ وجف آخر( :سؿعت رسقل اهلل ﷺ
يؾبل هبؿا جؿقعا) .زاد مسؾؿ مـ صريؼ طبد اهلل بـ شؼقؼ طـ طثؿان( :قال :أجؾ،
ولؽـا كـا خائػقـ) ...ققلف( :ما كـت ٕدع إلخ) ،زاد الـسائل واإلسؿاطقؾل( :فؼال
طثؿان :تراين أهنك الـاس ،وأكت تػعؾف؟ فؼال :ما كـت أدع.)2()..
أكْ :ٟؼق اىٍفأىث كٔؿ اىطشاج ف٘ٓا -كْٔ غفو اىؽسيٌَ٘ ْٔ -ا ساءت
نطج ِّْ.
ةّ اىفِث ،كْٔ كٔؿ أُؿ ﭬ يف ركاٗث أعؽل َّ
يف تػسقره( :وقد روي طـ صائػة مـ السؾػ ما يقهؿ -قال ابـ كثقر
الؼقل بالؿسح .فلاؿ اةَ سؽٗؽ :حدثـل يعؼقب بـ إبراهقؿ ،حدثـا ابـ طؾقة،
حدثـا حؿقد قال :قال مقسك بـ أكس ٕكس وكحـ طـده :يا أبا حؿزة ،إن
الحجاج خطبـا بإهقاز وكحـ معف ،فذكر الطفقر ،فؼال :اغسؾقا وجقهؽؿ
وأيديؽؿ ،وامسحقا برؤوسؽؿ وأرجؾؽؿ ،وإكف لقس شلء مـ بـل آدم أقرب مـ
خبثف مـ قدمقف ،فاغسؾقا بطقهنؿا وضفقرهؿا وطراققبفؿا .فؼال أكس :صدق اهلل،
وكذب الحجاج( ،)2قال اهلل تعالك( :ﭝ ﭞ َو َأ ْر ُجؾِ ُؽ ْؿ) ،قال :وكان
أكس إذا مسح قدمقف بؾفؿا .إسـاد صحقح إلقف .ككاؿ اةَ سؽٗؽ :حدثـا طؾل بـ
سفؾ ،حدثـا مممؾ ،حدثـا حؿاد ،حدثـا طاصؿ إحقل ،طـ أكس قال :كزل
الؼرآن بالؿسح ،والسـ ُة بال َغسؾ ،وهذا -أيضا -إسـاد صحقح)(.)3
صحح إسـاد الطربي ،ثؿ ذكر ققل أكس أخر يف الؿسللة، فابـ كثقر
( )7يف :باب جامع يف صاطة اإلمام ،وما يجب طؾقف لؾرطقة ،ص ،718أثر رقؿ (.)669
ومثؾف ما أخرجف ابـ أبل شقبة يف مصـػف ( )691 /1قال( :حدثـا وكقع قال :ثـا مثـك بـ
سعقد ،طـ أبل حؿزة قال :سللت ابـ طباس طـ الغزو مع إمراء وقد أحدثقا ،فؼال :تؼاتؾ
طؾك كصقبؽ مـ أخرة ،ويؼاتؾقن طؾك كصقبفؿ مـ الدكقا).
61 الفصل الجاىي :األدلـة اليت استدل بها شيخيا
فبعح يف آثازِٖ ،فكطع أٜدٚ ِٜٗأزدًِٗٚ ،زلس أع ،ِٗٓٝفسأٜت ايسدٌ َِٓٗ
ٜهدّ األزض بًطاْ٘ ست ٢ميٛت»؛ قاٍ ضالّ :فبًغين إٔ احلذاز قاٍ ألْظ:
«سدثين بأغد عكٛب ١عاقب٘ ايٓيب ﷺ» ،فشدث٘ بٗرا؛ فبًغ احلطٔ فكاٍ:
«ٚددت أْ٘ مل ذندث٘ بٗرا»؛ ٜعين :إٔ َصًش ١ايتشدٜح عدٜح ايٓيب ﷺ
َعازض ١مبفطدَ ٠طازع ١احلذاز إىل ايكتٌ يًدٛازز ٚيرلِٖ َترزعا بفعٌ
ايٓيب ﷺ يف احملازبني؛ فإْهاز ٙعً ٢أْظ حتدٜح احلذاز بٗرا ٜتطُٔ
ـ يصَٚا ٚباألٚىل ـ إْهاز أفعاٍ احلذاز ٖٛٚأَرل ايعسام).
أك :ٟققل شقخـا( :فإْهاز ٙعً ٢أْظ حتدٜح احلذاز بٗرا ٜتطُٔ
ـ يصَٚا ٚباألٚىل ـ إْهاز أفعاٍ احلذاز ٖٛٚأَرل ايعسام).
لقس يف إكؽار الحسـ طؾك أكس تحديثف الحجاج وققع اإلكؽار العؾـل يف
غقبة الحجاج قطعا ،إذ هق متعؾؼ بلكس ٓ بغقره ،ولقس يف كالم الشراح ما يػقد
بذلؽ.
كىلائو أف ٗلٔؿ :ما يؿـع أن يؼال أيضا :إن إكؽار الحسـ طؾك أكس
تحديثف الحجاج يتضؿـ لزوما وبإولك إكؽار أفعال الحجاج وهق أمقر
العراق ،ويتضؿـ لزوما وبإولك إكؽار أفعال الخؾقػة أيضا -ولعؾف طبد الؿؾؽ
الحجاج.
َّ بـ مروان-؛ ٕكف هق الذي أ َّم َـر
يف :كتاب ذاُ٘ا :إثر الذي ذكره شقخـا؛ أخرجف اإلمام البخاري
العؾؿ ،باب مـ خص بالعؾؿ ققما دون ققم كراهقة أن ٓ يػفؿقا .وقال طؾل:
«حدثقا الـاس بؿا يعرفقن ،أتحبقن أن ُي َّ
ؽذ َب اهلل ورسقلف؟».
: كاؿ اىطافَ اةَ ضشؽ
(ققلف« :باب مـ خص بالعؾؿ ققما دون ققم» أي سقى ققم ٓ ،بؿعـك
إدون .ققلف« :حدثقا الـاس بؿا يعرفقن» ..والؿراد بؼقلف« :بؿا يعرفقن» أي
يػفؿقن .وزاد آدم بـ أبل إياس يف كتاب العؾؿ لف طـ طبد اهلل بـ داود طـ
معروف يف آخره« :ودطقا ما يـؽرون» أي يشتبف طؾقفؿ ففؿف.
وفقف دلقؾ طؾك أن الؿتشابف ٓ يـبغل أن يذكر طـد العامة .ومثؾف ققل ابـ
مسعقد« :ما أكت محدثا ققما حديثا ٓ تبؾغف طؼقلفؿ؛ إٓ كان لبعضفؿ فتـة» .رواه
مسؾؿ .ومؿـ كره التحديث ببعض دون بعض :أحؿد؛ يف إحاديث التل ضاهرها
الخروج طؾك السؾطان ،ومالؽ؛ يف أحاديث الصػات ،وأبق يقسػ؛ يف الغرائب،
الكسه الجاىي :تسعة آثار ميها مثاىية مً فعل بعض الصخابة 69
ومـ قبؾفؿ أبق هريرة كؿا تؼدم طـف يف الجرابقـ ،وأن الؿراد ما يؼع مـ الػتـ،
وكحقه طـ حذيػة ،وطـ الحسـ أكف أكؽر تحديث أكس لؾحجاج بؼصة العركققـ،
ٕكف اتخذها وسقؾة إلك ما كان يعتؿده مـ الؿبالغة يف سػؽ الدماء بتلويؾف القاهل،
وضابط ذلؽ :أن يؽقن ضاهر الحديث يؼقي البدطة ،وضاهره يف إصؾ غقر مراد،
فاإلمساك طـف طـد مـ يخشك طؾقف إخذ بظاهره مطؾقب .واهلل أطؾؿ)(.)1
وقال شقخـا يف (التقضقح):
(ٚعً ٘ٝفٝه ٕٛاإلْهاز ايعًين عً ٢ايٛال ٠دا٥صا إذا نإ ٜتٛقع ف٘ٝ
املصًشٚ ١سص ٍٛاخلرل ٚشٚاٍ ايػسٜٚ ،كدز ذيو أٌٖ ايعًِ ٚاملعسف١
ٚايدزا ١ٜبأسٛاٍ ايبالد ٚايعباد) .فػقف أن مـ يتقلك اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة
هؿ العؾؿاء.
ققاسا طؾك ما قالف الحسـ البصري ،وما قرره اإلمام
فيلائو أف ٗلٔؿً :
يف شرحف طؾقف؛ فنن فتقى يف صحقحف ،والحافظ ابـ حجر البخاري
اإلكؽار العؾـل ابتداء ٓ يسقغ كشرها بقـ طامة الـاس ،كراهقة أٓ يػفؿقا،
ومخافة أن ُيػتـقا( ،)2بؾ ٓ يسقغ كشرها حتك بقـ صالب العؾؿ( ،)3وإكؿا يخا َصب
هبا بصػة خاصة العؾؿاء ،إلقـاطفؿ هبا أوٓ ،ثؿ لؾعؿؾ هبا ثاكقا.
● المبحث الثاني:
آثار عن بعض الصحابة رضي هللا عنهم ،تبين منهجهم
من اإلناكر العلني على الوالة حال غيابهم:
تؼدم يف الؿبحث إول ذكر أربعة أحاديث طـ الـبل ﷺ تتعؾؼ بطريؼة
الـصقحة لقٓة إمقر ،وهـاك بعض أثار يحسـ إيرادها يف الباب ،تبقـ
مققػ بعض الصحابة مـ اإلكؽار العؾـل يف غقبة وٓة إمر.
-1كاؿ أةٔ ٗٓيٕ يف ٌفِػق(( :)1حدثـا زهقر ،حدثـا طثؿان بـ طؿر ،حدثـا
الؿستؿر بـ الريان ،طـ أبل كضرة ،طـ أبل سعقد طـ الـبل ﷺ قال ٍَِٓٗ ٟ« :
أضػنً ٌغافث رسو -أك ٌغافث ةلؽ -أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ».
قال أبق سعقد :فؾؼقت معاوية ،فؼؾت لف :إكف لقس صاحب غدر إٓ لف يقم
الؼقامة لقاء غدر بغدرتف ،وٓ غادر أطظؿ مـ أمقر طامة).
وقال طبد بـ حؿقد يف مسـده(( :)2أكا الـضر بـ شؿقؾ ،أكا شعبة ،طـ أبل
سؾؿة قال :سؿعت أبا كضرة ،طـ أبل سعقد قال :قال رسقل اهلل ﷺٍَِٓٗ ٟ« :
أضػنً ٌغافث اىِاس ،أف ٗخهيً ةاىطق إذا رآق أك ْيٍّ».
قال أبق سعقد :فؼد حؿؾـل ذلؽ طؾك أن ركبت إلك معاوية ،فؿألت أذكقف،
ثؿ رجعت).
فلبق سعقد ﭬ هق راوي حديث ٌَ« :رأل ٌِهً ٌِهؽا في٘غ٘ؽق ة٘ػق»،
وهق مـ رواة حديث« :أفيو اىشٓاد :نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ» ،وروى
هذا الحديث إخقر ،صبؼ ما ففؿف ،فػل إثر إول لؼل معاوية ،فحدثف بؿا
حدث ،ويف إثر الثاين سافر إلقف مـ الؿديـة إلك الشام ،فـصحف فقؿا بقـف وبقـف
طؾك ما يدل طؾقف لػظ( :فؿألت أذكقف) ،ثؿ رجع إلك الؿديـة .فرغؿ أن معاوية
ﭬ كان بعقدا طـف جدا ،إٓ أكف لؿ يرتخص يف غقبتف ،بؾ سافر إلقف.
-2ككاؿ ـٓ٘ػ ةَ ٌِهٔر يف ـِِّ(( :)3حدثـا أبق طقاكة ،وجرير ،طـ
معاوية بـ إسحاق ،طـ سعقد بـ جبقر قال :قؾت ٓبـ طباس :آمر إمامل
(« )7مسـد أبل يعؾك» ( ،)7681( )417 /6وقال حسقـ سؾقؿ أسد ( :إسـاده صحقح).
( )6برقؿ (.)968
( ،)7661 /4( )1رقؿ (.)946
11
املبخح الجاىي :آثار عً الصخابة حول اإلىكار العلين يف غيبة ولي األمر
بالؿعروف؟ قال :إن خشقت أن يؼتؾؽ فال ،فنن كـت وٓ بد فاطال فػقؿا بقـؽ
وبقـف ،وزاد أبق طقاكة :ك ٟحغخب إٌاٌم).
فابـ طباس ﭭ قال لسعقد يف هذه الؿسللة بخصقصفا( :ك ٟحغخب
إٌاٌم) .ف َؾ ْؿ يجقز لف غقبة اإلمام ،ولق كان غرضف مـ ذلؽ :إمر بالؿعروف
والـفل طـ الؿـؽر.
-3كأعؽج اٌٝاـ أضٍػ يف ٌفِػق( )1قال( :حدثـا أبق الـضر ،حدثـا
الحشرج بـ كباتة العبسل كقيف ،حدثـل سعقد بـ جؿفان قال :أتقت طبد اهلل بـ
أبل أوىف وهق محجقب البصر ،فسؾؿت طؾقف ،قال لل :مـ أكت؟ فؼؾت :أكا
سعقد بـ جؿفان ،قال :فؿا فعؾ والدك؟ قال :قؾت :قتؾتف إزارقة ،قال :لعـ
اهلل إزارقة ،لعـ اهلل إزارقة ،حدثـا رسقل اهلل ﷺ أهنؿ كالب الـار ،قال:
قؾت :إزارقة وحدهؿ أم الخقارج كؾفا؟ قال :بؾ الخقارج كؾفا .قال :قؾت:
فنن السؾطان يظؾؿ الـاس ،ويػعؾ هبؿ ،قال :فتـاول يدي فغؿزها بقده غؿزة
شديدة ،ثؿ قال :ويحؽ يا ابـ جؿفان ،طؾقؽ بالسقاد إطظؿ ،طؾقؽ بالسقاد
إطظؿ ،إف ناف اىفيٍاف ٗفٍّ ٌِم ،فأحّ يف ة٘خّ ،فلخربه بؿا تعؾؿ ،فنن قبؾ
مـؽ ،وإٓ فدطف ،فنكؽ لست بلطؾؿ مـف).
فب َّقـ ابـ أبل أوىف ﭬ الطريؼة الصحقحة يف ذلؽ ،ويػفؿ مـ كالمف ﭬ
يف مسللة غقبة ولل إمر أكف لؿ يرشده إلقفا ُمطؾؼا ،سقاء إن قدر أن يؽؾؿف ولؿ
يستجب ،أو يف حالة طدم الؼدرة طؾك القصقل إلقف أصال .فنذا كان لؿ يحؾف
طؾك غقبتف بعد أن أقام طؾقف الحجة ،ولؿ يؼبؾ ،فؿـ باب أولك أٓ يحقؾف طؾقفا
قبؾ أن يؼقؿ طؾقف الحجة.
● المبحث الثالث:
في إناكرات الصحابة لكام ابن القيم
-رضي هللا عنهم -على الوالة:
ذكر شقخـا ،حػظف اهلل -يف (الػتقى) ،ويف (التػـقد) ،وأشار إلقف يف
(التقضقح) -كالم ابـ الؼقؿ التالل:
(َا قاي٘ عباد ٠بٔ ايصاَت ٚيرل« :ٙباٜعٓا زض ٍٛاهلل ﷺ عً ٢إٔ ْكٍٛ
باحلل سٝح نٓاٚ ،ال خناف يف اهلل ي ١َٛال»ِ٥؛ ٚحنٔ ْػٗد باهلل أِْٗ ٚفٛا
بٗر ٙايبٝعٚ ،١قايٛا باحللٚ ،صدعٛا ب٘ٚ ،مل تأخرِٖ يف اهلل ي ١َٛالٚ ،ِ٥مل
ٜهتُٛا غ٦ٝا َٓ٘ رلاف ١ضٛط ٚال عصا ٚال أَرل ٚال ٚاٍ نُا َٖ ٛعً ّٛملٔ
تأًَ٘ َٔ ٖدٚ ِٜٗضرلتِٗ ،فكد أْهس أب ٛضعٝد عًَ ٢سٚإ ٖٛٚأَرل عً٢
املدٚ ،١ٜٓأْهس عباد ٠بٔ ايصاَت عًَ ٢عا ٖٛٚ ١ٜٚخًٝفٚ ،١أْهس ابٔ عُس عً٢
احلذاز َع ضطٛت٘ ٚبأض٘ٚ ،أْهس عً ٢عُس ٚبٔ ضعٝد ٖٛٚأَرل عً٢
املدٖٚ ،١ٜٓرا نجرل ددا َٔ إْهازِٖ عً ٢األَساٚ ٤ايٛال ٠إذا خسدٛا عٔ ايعدٍ:
مل رنافٛا ضٛطِٗ ٚال عكٛبتِٗ َٔٚ ،بعدِٖ مل تهٔ هلِ ٖر ٙاملٓصي ،١بٌ
ناْٛا ٜذلن ٕٛنجرلا َٔ احلل خٛفا َٔ ٚال ٠ايعًِ ٚأَسا ٤اجلٛز ،فُٔ
احملاٍ إٔ ٜٛفل ٖؤال ٤يًصٛاب ٚذنسَ٘ أصشاب زض ٍٛاهلل ﷺ»).
الؽالم الذي كؼؾف شقخـا طـف ،يف سقاق فصؾ أك :ٟذكر ابـ الؼقؿ
طؼده بعـقان( :احتاع أكٔاؿ اىهطاةث) ،فسرد أوجفا لذلؽ ،إلك أن قال( :اىٔسّ
اىفاةّ كاىر٠ذٔف :ما قالف طبادة بـ الصامت الخ) .ففق لؿ يؼصد الؽالم
والتلصقؾ لؿسللة صريؼة كصح القٓة ،أو صريؼة اإلكؽار طؾقفؿ ،وإكؿا ذكر
وجفا مؿا يستدل بف طؾك اتباع أققال الصحابة ،وأهنؿ وفقا بقعتفؿ لؾـبل ﷺ،
وأن لفؿ مـزلة لؿ يشركفؿ مـ بعدهؿ فقفا يف صدطفؿ بالحؼ ،فؼال يف آخر
كالمف( :كٌَ ةٓػًْ ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث ،بؾ كاكقا يرتكقن كثقرا مـ الحؼ
خقفا مـ وٓة الظؾؿ وأمراء الجقر ،فؿـ الؿحال أن يقفؼ همٓء لؾصقاب،
ويحرمف أصحاب رسقل اهلل ﷺ).
ف ُقػفؿ مـ ققلف( :كٌَ ةٓػًْ ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث)؛ أن تؾؽ مـزلة
تؿقز هبا الصحابة ﭫ.
-ومؿا يدل طؾك ذلؽ :أن بعض مـ رجح حجقة اإلجؿاع السؽقيت؛ ذكر
16
املبخح الجالح :كالو ابً الكيه حول إىكارات بعض الصخابة العليية
أن الصحابة لفؿ مـزلة طالقة يف إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر ،ولؿ
يؽقكقا يداهـقن فقف.
مع ققلف( :كٌَ ةٓػًْ ذاُ٘ا :الـاضر إلك إمثؾة التل ذكرها ابـ الؼقؿ
ىً حهَ ىًٓ ْؼق اىٍِؾىث) ،يؾحظ أكف يؼصد اإلكؽار العؾـل بحضرة السؾطان،
ٕكف هق الذي يشؼ طؾك الـػقس ،ويـدر مـ يليت بف ،أما اإلكؽار العؾـل يف غقبتف؛
فؼد ُطؾؿ مـ واقع الـاس أكف مقجقد وبؽثرة.
ذاىرا :ققل ابـ الؼقؿ ٚ( :قايٛا باحللٚ ،صدعٛا ب٘) يدل طؾك أكف يؼصد
الصدع بالحؼ أمام ولل إمر ،ومؿا يقضحف ققل الشقخ ابـ طثقؿقـ الذي
تؼدم كؼؾف ٓ( :يجقز لـا أن كتؽؾؿ بقـ العامة فقؿا يثقر الضغائـ طؾك وٓة
إمقر ،وفقؿا يسبب البغضاء لفؿٕ ،ن يف ذلؽ مػسدة كبقرة ،قد يرتاءى
لإلكسان أن هذه غقرة ،وأن هذا صدع بالحؼ ،كاىهػع ةاىطق ٗ ٟهٔف ٌَ كراء
ضشاب ،الصدع بالحؼ أن يؽقن ولل إمر أمامؽ ،وتؼقل لف :أكت فعؾت كذا،
وهذا ٓ يجقز ،تركت هذا ،وهذا واجب).
: راةٓا :كٌٍا ٗل٘ؽ إىٕ اىٍِٕٓ اىؼم ذنؽق اةَ اىلً٘
-ما أخرجف ابـ أبل الدكقا( ،)1قال( :حدثـل حؿزة ،قال :حدثـا طبد اهلل،
قال :حدثـا ابـ الؿبارك ،قال :حدثـا ابـ طقن ،طـ محؿد ،قال :كان ابـ طؿر
يليت العؿال ،ثؿ قعد طـفؿ ،قال :فؼؾت :لق أتقتفؿ ،قال :أكره إن تؽؾؿت أن
يروا أن ما بل غقر الذي بل ،وإن سؽت رهبت أن آثؿ).
-وما أخرجف طبد الرزاق طـ معؿر طـ بـ صاووس طـ أبقف قال :أتك
رجؾ ابـ طباس ،فؼال :أٓ أقدم طؾك هذا السؾطان ،فآمره وأهناه ،قالٗ ٟ :هٔف
ىم فخِث .قال :أفرأيت إن أمرين بؿعصقة اهلل؟ قال :فذلؽ الذي تريد ،فؽـ
حقـئذ رجال(.)2
-وما أخرجف أبق يعؾك ،قال( :أكبلكا محؿد بـ إبـقسل طـ الدارقطـل
قال :أخربكا محؿد بـ مخؾد قال :سؿعت العباس الدروي يؼقل :سؿعت
يحقك بـ معقـ يؼقل :أراد الـاس مـا أن كؽقن مثؾ أحؿد بـ حـبؾ ٟ ،كاهللٟ ،
( )7يف كتابف« :إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر» ،ص ،711 :وقال محؼؼ الؽتاب( :إسـاده
صحقح).
(« )6مصـػ طبد الرزاق» ( .)149 /77أثر رقؿ (.)61166
11 املبخح الجالح :كالو ابً الكيه حول إىكارات بعض الصخابة العليية
ُلػر ْيٕ أضٍػ ،كْ ٟيٕ ٌؽٗق أضٍػ)(.)1
-وما قالف أبق يعؾك-أيضا -طـ أحؿد بـ شبقيف :كؼؾ طـ إمامـا أشقاء،
مـفا قال :قدمت بغداد طؾك أن أدخؾ طؾك الخؾقػة ،وآمره وأهناه ،فدخؾت طؾك
أحؿد بـ حـبؾ ،فاستشرتف يف ذلؽ ،فؼال :إين أعاؼ ْي٘م أف ٟحلٔـ ةؼىم(.)2
( :ومـ دققؼ الػطـة :أُم ٟحؽد ْيٕ اىٍٍاع عاٌفا :قال ابـ الؼقؿ
عٍأق ةَ٘ اىٍ ،ٜفتحؿؾف رتبتف طؾك كصرة الخطل ،وذلؽ خطل ثان ،ولؽـ تؾطػ
يف إطالمف بف ،ض٘د ٗ ٟلٓؽ ةّ غ٘ؽق)(.)3
فـل هذا الؿقضع يؼـرر صراحـة؛ أن الطريؼة الؿرضقة لـصح ففق
الؿـطاع-وأول مـ يدخؾ يف هذا الؾػظ هؿ وٓة إمقر :-هل الـصح سرا،
وأن هذا مـ دققؼ الػطـة ،أي لقس كؾ أحد يتػطـ لفا.
( )7وطـد سعقد بـ مـصقر يف ســف (( :)7661 /4وٓ تغتب إمامؽ).
97 امللخل :آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين ،وبابها اإلىكار السري
يف معرض كالمف يف الرد طؾك الرافضل( :وأما أك :ٟقال شقخ اإلسالم
ققلف :فنن استؼؿت فلطقـقين ،وإن زغت فؼقمقين)؛ ففذا مـ كؿال طدلف وتؼقاه،
وواجب طؾك كؾ إمام أن يؼتدي بف يف ذلؽ ،وواجب طؾك الرطقة أن تعامؾ
إئؿة بذلؽ ،فنن استؼام اإلمام أطاكقه طؾك صاطة اهلل تعالك ،وإن زاغ وأخطل؛
بقـقا لف الصقاب ودلقه طؾقف ،وإن تعؿد ضؾؿا مـعقه مـف بحسب اإلمؽان ،فنذا
كان مـؼادا لؾحؼ كلبل بؽر فال طذر لفؿ يف ترك ذلؽ ،وإن كان ٓ يؿؽـ دفع
الظؾؿ إٓ بؿا هق أطظؿ فسادا مـف؛ لؿ يدفعقا الشر الؼؾقؾ بالشر الؽثقر)(.)1
ذاُ٘ا :أبق بؽر ﭬ أبعد الـاس أن يؼرر لألمة ما تسؼط بف هقبة إئؿة ،وإكؿا
ؼقم و ُيسدَّ د بؿا تضؿـف هدي الـبل ﷺ يف باب الـصقحة ،ومـ ذلؽ:
ﭬ أن ُي َّ
حػظ هقبة السؾطان ،ودرأ الػتـ طـ الـاس ،وٓ شؽ أن أطظؿ ما يسؼط هقبة
السؾطان طـد الـاس :اإلكؽار طؾقف طؾـا ،ولؿ تؼع الػتـة إٓ لؿا تجرأ الـاس طؾك
طثؿان ﭬ ،فال يستدل بؽالمف ﭬ طؾك جقاز اإلكؽار العؾـل ،بؾ أثر أسامة
يبقـ أكف لؿ ُيعفد ذلؽ يف خالفتف ﭬ.
وأيضا؛ فؼد يليت مـ يستدل بذلؽ طؾك جقاز الخروج بالسقػ ،إذ أن لػظة
(التؼقيؿ) مؿا يصح حؿؾفا طؾك التؼقيؿ بالسقػ.
ذاىرا :غالب الحؽام الذيـ يلذكقن بـؼدهؿ طؾـًا إكؿا يلذكقن بف مـ باب إطؿال
الديؿؼراصقة ،وحرية التعبقر ،والتؼقد بالدساتقر القضعقة التل تـص طؾك ذلؽ،
وإٓ فؼد ُطؾؿ مـ صبع الـاس وفطرهتؿ -وٓ يتخؾػ طـ هذا الطبع إٓ الـقادر-
أهنؿ يؽرهقن مـ ُيـؽر طؾقفؿ طؾـا أمام الـاس.
ثؿ إن َمـ يلذن مـ الحؽام بذلؽ يف الغالب؛ ٓ يلذن بـؼدهؿ بـصقص
الشرع ،وإكؿا يلذن بـؼدهؿ بؾغة السقاسة وكصقص الؼاكقن ،خاصة بعد أن
استخدم لغة الشرع أهؾ إهقاء ،وكؼدوا الحؽام هبا طؾك الؿـابر ،ففؾ يتا َبعقن
طؾك إطؿال مبادئ الديؿؼراصقة ،و ُيؾبس ذلؽ لبقس الديـ؟
راةٓا :ـئو اىل٘ظ اىٌٓ٠ث ناىص ةَ ٌطٍػ اىيط٘ػاف ،ضفِّ اهلل كرْاقْ ،ؼا
اىفؤاؿ:
أحسـ اهلل إلقؽؿ ،فضقؾة الشقخ :يؼرر بعض الدطاة وصؾبة العؾؿ؛ أن
( )7أخرج الشاشل يف مسـده قال :حدثـا ابـ طػان العامري ،كا أسباط بـ محؿد الؼرشل ،طـ
رجؾ مـ أهؾ البصرة ،طـ الحسـ ،قال :كان طبادة بـ الصامت بالشام ،فرأى آكقة مـ فضة،
تباع اإلكاء بؿثؾ ما فقف أو كحق ذلؽ ،فؿشك إلقفؿ طبادة ،فؼال :أيفا الـاس ،مـ طرفـل فؼد
طرفـل ،ومـ لؿ يعرفـل ،فلكا طبادة بـ الصامت ،أٓ وإين سؿعت رسقل اهلل صؾك اهلل طؾقف
=
96 امللخل :آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين ،وبابها اإلىكار السري
ومـفا :لؿا خطب معاوية طـ الطاطقن ،فلكؽر طؾقف طبادة ،فطؾبف معاوية،
وقال لف :ألؿ تتؼ اهلل ،وتستحل إمامؽ؟(.)1
ويف قصة أن معاوية شؽاه إلك طثؿان( ،)2رضل اهلل طـ الجؿقع.
=
وطؾك آلف وسؾؿ يف مجؾس مـ مجالس إكصار لقؾة الخؿقس يف رمضان لؿ يصؿ رمضان
بعده يؼقل« :اىؼْب ةاىؼْبٌ ،ر ٠ةٍرو ،ـٔاء ةفٔاء ،كزُا ةٔزفٗ ،ػا ة٘ػ ،فٍا زاد فٓٔ رةا،
كاىطٍِث ةاىطٍِث ،كف٘ؾ ةلف٘ؾٗ ،ػا ة٘ػ ،فٍا زاد فٓٔ رةا ،كاىخٍؽ ةاىخٍؽ ،كف٘ؾ ةلف٘ؾٗ ،ػا ة٘ػ،
فٍا زاد فٓٔ رةا» ،قال :فتػرق الـاس طـف ،وأتك معاوية فلخرب بذلؽ ،فلرسؾ إلك طبادة ،فلتاه،
فؼال لف معاوية :لئـ كـت صحبت الـبل صؾك اهلل طؾقف وطؾك آلف وسؾؿ وسؿعت مـف ،لؼد
صحبـاه وسؿعـا مـف ،فؼال لف طبادة :لؼد صحبتف وسؿعت مـف ،فؼال لف معاوية :فؿا هذا
الحديث الذي تذكره؟ فلخربه ،فؼال لف معاوية :اسؽت طـ هذا الحديث ،وٓ تذكره ،فؼال
لف طبادة :بؾك ،وإن رغؿ أكػ معاوية ،قال :ثؿ قام ،فلاؿ ىّ ٌٓاكٗثٌ :ا ُشػ ك٘ئا أةيغ فٍ٘ا
ةِٖ٘ كةَ٘ أنطاب ٌطٍػ ْيّ٘ اىف٠ـ ٌَ اىهفص ًِْٓ.
ففذه الرواية وإن كان فقفا رجؾ مبفؿ ،والحسـ لؿ يسؿع مـ طبادة؛ إٓ أن أصؾفا يف
الصحقحقـ ،والشاهد فقفا :ققل معاوية يف آخرها( :ما كجد شقئا أبؾغ فقؿا بقـل وبقـ
أصحاب محؿد طؾقف السالم مـ الصػح طـفؿ) .ففق ﭬ رأى أن طبادة أخطل ،وأكف صػح
طـف ،ومعروف طؿقما ما كان طؾقف معاوية ﭬ مـ الحؾؿ.
كاؿ اىلاىٖ ْ٘اض َْ إُهار ْتادة ْيٕ ٌٓاكٗث( :فقف ما يجب مؿا أخذ اهلل طؾك العؾؿاء
لقبقــف لؾـاس وٓ يؽتؿقكف ،ولقؽقكقا ققامقـ بالؼسط شفداء هلل ،وإغالضف يف الؾػظ لؿعاوية
لؿؼابؾة لف طؾك إكؽاره تحريؿف ،مع تحؼؼف حؾؿ معاوية وصربه) .اكظر« :إكؿال الؿعؾؿ شرح
صحقح مسؾؿ» (.)746 /6
:حدثـا مقسك بـ هارون كا إسحاق بـ راهقيف ثـا أبق أسامة ثـا أبق سـان ( )7قال الطرباين
طقسك بـ سـان طـ يعؾك بـ شداد بـ أوس قال :ذكر معاوية الػرار مـ الطاطقن يف خطبتف،
فؼال طبادة :أمؽ هـد أطؾؿ مـؽ .فلتؿ خطبتف ،ثؿ صؾك ،ثؿ أرسؾ إلك طبادة ،فـػرت رجال
مـ إكصار معف ،فاحتبسفؿ ،ودخؾ طبادة ،فلاؿ ىّ ٌٓاكٗث :أىً حخق اهلل ،كحفخطٖ إٌاٌم؟
فؼال طبادة :ألقس قد طؾؿت أين بايعت رسقل اهلل ﷺ لقؾة العؼبة إين ٓ أخاف يف اهلل لقمة
ٓئؿ ،ثؿ خرج معاوية طـد العصر ،فصؾك العصر ،ثؿ أخذ بؼائؿة الؿـرب ،فؼال :أيفا الـاس إين
ذكرت لؽؿ حديثا طؾك الؿـرب ،فدخؾت البقت ،فنذا الحديث كؿا حدثـل طبادة ،فاقتبسقا مـف،
ففق أفؼف مـل.
( )6قال اإلمام أحؿد يف مسـده ( :)66168حدثـا الحؽؿ بـ كافع أبق القؿان ،حدثـا إسؿاطقؾ بـ
طقاش ،طـ طبد اهلل بـ طثؿان بـ خثقؿ ،حدثـل إسؿاطقؾ بـ طبقد إكصاري ،فذكر الحديث
فؼال :طبادة ٕبل هريرة :يا أبا هريرة ،إكؽ لؿ تؽـ معـا إذ بايعـا رسقل اهلل ﷺ ،إكا بايعـاه
طؾك السؿع والطاطة يف الـشاط والؽسؾ ،وطؾك الـػؼة يف القسر والعسر ،وطؾك إمر
بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر ،وطؾك أن كؼقل يف اهلل تبارك وتعالك ،وٓ كخاف لقمة ٓئؿ
فقف ،وطؾك أن كـصر الـبل ﷺ إذا قدم طؾقـا يثرب ،فـؿـعف مؿا كؿـع مـف أكػسـا وأزواجـا
وأبـاءكا ،ولـا الجـة ،ففذه بقعة رسقل اهلل ﷺ التل بايعـا طؾقفا ،فؿـ كؽث ،فنكؿا يـؽث طؾك
=
96
امللخل :آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين ،وبابها اإلىكار السري
ـادـا :الؼصة فقفا بقان الؿؼصقد مـ ققلف ﷺٗ« :خلاضٍٔف يف اىِار» ،فؼد قال
معاوية ﭬ( :فخشقت أن أكقن مـفؿ) ،ثؿ قال( :إين مـ الؼقم) ،ثؿ قال( :فؼام
هذا الرجؾ فرد طؾل ،فلحقاين ـ أحقاه اهلل) ،فؾؿ يؼؾ :فخشقت أن أكقن وإياكؿ
مـفؿ ،ولؿ يذكر طـد تحديثف بالحديث سؽقت رطقتف طؾقف أوٓ ،وأهنؿ بذلؽ
داخؾقن يف التؼاحؿ ،فظفر أن الحديث محؿقل طؾك إئؿة الذيـ هذا وصػفؿ،
وهق ما يدل طؾقف السقاق ،ويدل طؾقف الحديث أخر الذي ذكره الشقخ إلباين يف
«السؾسؾة الصحقحة» ( ،)7181وأورد حديث معاوية مع الؼصة كؿتابع لف:
«ٗهٔف أٌؽاء ،فُٗ ٠ؽد ْيً٘ٓ كٔىًٓٗ ،خٓافخٔف يف اىِارٗ ،ختّ ةٓيًٓ ةٓيا».
ومؿا يدل طؾك ذلؽ -أيضا -تبقيبات العؾؿاء طؾك الحديث وشرحفؿ لف.
فبقب لف ثالثة طؾؿاء بباب يدل طؾك أن الؿؼصقد بف هؿ إمراء الظؾؿة(،)1
ولؿ َيرد ما يػقد أن التؼاحؿ يف الـار محؿقل طؾك غقرهؿ مـ الـاس.
كأٌا ةاىِفتث ُ
ىل َّؽاح اىطػٗد:
: -فؿـفؿ الصـعاين -وقد كؼؾ شقخـا كال َمف يف (الػتقى) ،-قال
(«ـخهٔف أئٍث ٌَ ةٓػم ٗلٔىٔف» أي الؿـؽر مـ الؼقل ،بدلقؾ ققلف« :ف٠
ٗؽد ْيً٘ٓ كٔىًٓ» مفابة لفؿ ،وخقفا مـ بطشفؿٗ« .خلاضٍٔف يف اىِار» بالؼاف
والحاء الؿفؿؾة ،أي يؼعقن فقفا كؿا يؼتحؿ اإلكسان إمر العظقؿ ويرمل كػسف
فقف بال روية« .نٍا حلاضً اىلؽدة» أي يف إمر الذي تثبت طؾقف .هذا؛ ويحتؿؾ
أن الضؿقر يتؼاحؿقن لألئؿة ،ولؿـ لؿ يرد طؾقفؿ مداهـة وهتاوكا بالديـ.)2(...
=
كػسف ،ومـ أوىف بؿا بايع طؾقف رسقل اهلل ﷺ وىف اهلل بؿا بايع طؾقف كبقف ﷺ .فهخب ٌٓاكٗث إىٕ
ْرٍاف ةَ ْفاف :أف ْتادة ةَ اىهاٌج كػ أففػ ْيٖ اىلاـ كأْيّ ،فإٌا حهف إى٘م ْتادة ،كإٌا
أعيٖ ةِّ٘ كةَ٘ اىلاـ ،فؽتب إلقف أن رحؾ طبادة حتك ترجعف إلك داره مـ الؿديـة ،فبعث
بعبادة حتك قدم الؿديـة...
(َّ )7بقب طؾك الحديث :أةٔ اىل٘ظ اٛنتٓاين يف كتابف« :إمثال يف الحديث الـبقي» :ققلف يف
إئؿة يتؼاحؿقن تؼاحؿ الؼردة .وبقب طؾقف اىٓ٘رٍٖ يف «مجؿع الزوائد ومـبع الػقائد» (/6
:)694باب يف أئؿة الظؾؿ والجقر وأئؿة الضاللة .وقال يف ( :)617/1وقد تؼدم حديث
معاوية فقؿـ يتؽؾؿ مـ الحؽام ،فال ُيرد طؾقفؿ؛ أهنؿ يتفافتقن يف الـار؛ يف الخالفة .وأورد
الحديث مع قصتف :الشقخ اٛىتاين يف «السؾسؾة الصحقحة» ( )698 /4كؿتابع لحديث رقؿ
(ٗ« :)7181هٔف أٌؽاء ،فٗ ٠ؽد ْيً٘ٓ كٔىًٓٗ ،خٓافخٔف يف اىِارٗ ،ختّ ةٓيًٓ ةٓيا» .وبقب
طؾك الجؿقع :إمراء الؿستبدون.
( )6اكظر« :التـقير شرح الجامع الصغقر» (.)187 /6
91 امللخل :آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين ،وبابها اإلىكار السري
شرح الحديث طؾك أن الؿؼصقد بـ «ٗخلاضٍٔف» هؿ إئؿة فالصـعاين
الظؾؿة ،ثؿ قال( :ويحتؿؾ أن الضؿقر يتؼاحؿقن لألئؿة ،ولؿـ لؿ يرد طؾقفؿ،
مداهـة وهتاوكا بالديـ) .فذكر أن إخقر احتؿال.
فتبقـ بذلؽ أن ضاهر هذا الحديث ،وحديثٗ« :هٔف أٌؽاء ،فٗ ٠ؽد ْيً٘ٓ
كٔىًٓٗ ،خٓافخٔف يف اىِارٗ ،ختّ ةٓيًٓ ةٓيا» ،وصـقع غالب مـ بقب لؾحديث
وكالم شراحف؛ يرجح أن الؿؼصقد مـٗ« :خلاضٍٔف يف اىِار» أهنؿ إئؿة
الظؾؿة ،ففؿ لشدة ضؾؿفؿ؛ صار الـاس ٓ يردون طؾقفؿ ،خق ًفا مـ بطشفؿ،
ولحقق إذى مـفؿ بؼتؾ أو كحقه ،وهؿ لفؿ طذر شرطل يف ذلؽ ،ففؾ
يستقون معفؿ يف التؼاحؿ يف الـار؟ وقد ذكر شقخـا أن اإلكؽار العؾـل يرتك
وجقبا إذا خشل مـف مػسدة أو مفؾؽة ،بؾ واإلكؽار السري –أيضا -إذا خقػ
مـف ذلؽ ،قال (التقضقح)ٜٚ( :ه ٕٛتسى اإلْهاز ايعًين عًٚ ٢ال ٠األَٛز ٚادبا
إذا يًب عً ٢ايعٔ أْ٘ ٜصداد ب٘ ايػس ٚايفتٓٚ ١ال ذنصٌ ب٘ اخلرل) .وقال
أيضا( :عًُا إٔ ايٓصٝش ١بايطس يف سد ذاتٗا إٕ ناْت ال حتصٌ َصًش١
بٌ جتًب َفطد ٠أ ٚحتدخ َٓهسا أندل فتطتَ ٟٛع اإلْهاز ايعًين يف
ايذلى؛ ألٕ تغٝرل املٓهس ال دنٛش إٔ ٜؤ ٍٚإىل إسداخ َٓهسٍ أندل).
ـاةٓا :ما يتعؾؼ بنكؽار الؿـؽر طؾك همٓء القٓة الظؾؿة ،فؼد تؼدم أكف
لقس يف الحديث ما يدل طؾك ذلؽ ،فقرجع بقاكف إلك الـصقص إخرى ،وهل
بقـت أن الـاس معذورون يف حال كقن إمراء بطشفؿ شديد ،ومـ تؾؽ
الـصقص :حديث أم سؾؿة رضل اهلل طـفا ،طـ الـبل ﷺ قال« :إُّ ـ٘هٔف
ْي٘هً أئٍث ،حٓؽفٔف كحِهؽكف ،فٍَ أُهؽ فلػ ةؽئ ،كٌَ نؽق فلػ ـيً ،كىهَ
ٌَ رىٖ كحاةّ» ،فؼقؾ :يا رسقل اهلل أفال كؼاتؾفؿ؟ قال ٌ ، ٟ« :ا نئا».
: كاؿ كؽؼ اىػَٗ اىٍ٘تٖ
(ققلف« :حٓؽفٔف كحِهؽكف» :تعرفقن وتـؽرون صػتان ٕمراء ،والراجع
فقفؿا محذوف ،أي تعرفقن بعض أفعالفؿ ،وتـؽرون بعضفا .يريد أن أفعالفؿ
قبقحا ،فؿـ قدر أن يـؽر طؾقفؿ قبائح أفعالفؿ
ً تؽقن بعضفا حسـًا وبعضفا
وسؿاجة حالفؿ ،وأكؽر؛ فؼد برئ مـ الؿداهـة والـػاق ،كٌَ ىً ٗلػر ْيٕ
ذىم ،كىهَ أُهؽ ةليتّ ،كنؽق ذىم؛ فلػ ـيً ٌَ ٌلارنخًٓ يف اىٔزر كاىٔةاؿ،
ولؽـ مـ رضل بػعؾفؿ بالؼؾب ،وتابعفؿ يف العؿؾ ،ففق الذي شاركفؿ يف
99
امللخل :آثار استدل بها شيخيا على اإلىكار العلين ،وبابها اإلىكار السري
العصقان ،واكدرج معفؿ تحت اسؿ الطغقان) .
()1
( )7إذ كؿا تؼدم أن الحديث متعؾؼ بذكر القٓة الظؾؿة ومآلفؿ يف أخرة.
الفصل الجالح :ضوابط اإلىكار العلين على الوالة 81
الفصل الثالث:
بعض الضوابط التي وضعها شيخنا لطريقة
اإلناكر العلني ،وتحته ثالثة مباحث:
قال شقخـا -حػظف اهلل -يف (الػتقى):
(-أَا إذا مل ميهٔ ٚععِٗ ضسا يف إشايَٓ ١هسٍ ٚقعٛا ف ٘ٝعًٓاٚ ،يًب عً٢
ايعٔ حتص ٌٝاخلرل باإلْهاز ايعًين َٔ يرل تستب أَ ٟفطد ٍ٠فإْ٘ دنٛش
ـ ٚاحلاٍ ٖر ٙـ ْصٝشتِٗ ٚاإلْهاز عً ِٗٝعًٓا ،دٖ ٕٚتوٍ ٚال تعٝرلٍ ٚال تػٓٝعٍ).
(-عًُا إٔ ايٓصٝش ١ايعًٓ ١ٝتؤد َٔ ٣يرل ٖتوٍ ٚال تعٝرلٍ ٚال
تػٓٝعٍ ،ملٓافاتٗا يًذاْب األخالقٚ ،ٞال خسٚزٍ بايكٚ ٍٛايفعٌ ،ملدايفت٘
ملٓٗر اإلضالّ يف احلهِ ٚايطٝاض.)١
(-عًُا إٔ نًُ ١احلل تعً ٛعًَٓ ٢صب اإلَاَٖٝٚ ،١ب ١ايطًطإ ال
متٓع ايسد عًٚ ٘ٝإْهاز َكايت٘ بايتًطف ٚايًني بطٛابط ايٓصٝشٚ ١غسٚطٗا
املتكدَ َٔ ١باب إزاد ٠اخلرل ٚنساٖ ١ايػس ي٘).
وقال يف (التقضقح):
ٚ(-عً ،٘ٝفٝه ٕٛاإلْهاز ايعًين عً ٢ايٛال ٠دا٥صا إذا نإ ٜتٛقع ف٘ٝ
املصًشٚ ١سص ٍٛاخلرل ٚشٚاٍ ايػسٜٚ ،كدز ذيو أٌٖ ايعًِ ٚاملعسف١
ٚايدزا ١ٜبأسٛاٍ ايبالد ٚايعباد).
(-دندز ايتٓب ٘ٝإىل إٔ ايك ٍٛظٛاش اإلْهاز ايعًين عًٚ ٢ال ٠األَس
عٓد سص ٍٛاملصًشٚ ١شٚاٍ ايػس مبا ضبل بٝاْ٘ َٔ ضٛابط ٚقٛٝدٍ ال ٜٓبغٞ
إٔ ٜفِٗ َٓ٘ تٗٝٝر ايعاَٚ ١ال تأيٝب ايدُٖاٚ ٤ايغٛيا ٤عً ٢سهاَِٗ ٚإٖاْ١
ٚال ٠أَٛزِٖ إلثاز ٠ايفنت ٚال زنٛب أَٛاز ايفٛضٚ ٢االضطساب نُا ٖٛ
صٓٝع احلسنٝني ٚدٜدٕ احلصبٝني بغْ ١ٝػس ايفسقٚ ١االختالف يصعصع١
األَٔ ٚاالضتكساز يف ايبالد).
وقال يف (التػـقد):
(فاحلاصٌ ـ إذٕ ـ إٔ عُ ّٛايٓصٛص ايػسع ١ٝايٓاٖ ١ٝعٔ املٓهس تدٍ
عًَ ٢طًل اإلْهاز ضسٜا نإ أ ٚعًٓٝا ال عً ٢اإلْهاز املطًل؛ يٛزٚد
ايطٛابط املكٝد ٠ي٘ ٚاملطتدًص َٔ ١ايكٛاعد ايػسع ١ٝايعاَٚ ١املطتٛسا٠
َٔ املكاصد ٚاحلهِ املسع ١ٝذات أبعاد ايٓعس ٠املآي ٖٞٚ ،١ٝتدٍ ـ مبذًُٗا ـ
عًَ ٢ػسٚع ١ٝاإلْهاز ايطسٚ ٟايعًين ظُٝع ٚدُٖٗٛا إذا تٛفس غسطُٗا
ٚاْتفَ ٢اْعُٗا ضٛا ٤باملػافٗ ١ايطس ١ٜأ ٚايٛضا ٌ٥ايطس ١ٜاألخس ٣أٚ
ناْت عًٓ ١ٝباملػافٗ ١عطست٘ أ ٚبايتصسٜض أ ٚايتعسٜض أ ٚايتًُٝض يف
يٝبت٘ عًَ ٢ا تكدّ ذنس.)ٙ
87 الفصل الجالح :ضوابط اإلىكار العلين على الوالة
الؿـؽر ٓ-يخػك أن إصراف التل تشفد اإلكؽار طؾك القٓة طؾـا :ثالثة؛ ُ
والحاكؿ وطامة الـاس ،وأن الشريعة لؿا هنت طـ الخروج طؾك الحؽام الظؾؿة
بالؼقل أو الػعؾ؛ لؿ تؼصد إطاكتفؿ طؾك ضؾؿفؿ أو آستؿرار فقف ،وإكؿا لؿا
يرتتب طؾك الخروج مـ مػاسد وفتـ طظقؿة ،تؽقن ويالهتا أطظؿ بؽثقر مـ
الظؾؿ الذي يؼع مـ الحاكؿ الظالؿ ،ومـ شروط تغققر الؿـؽر :أٓ يػضل إلك
مـؽر أطظؿ مـف.
ومثؾ ذلؽ يؼال طـ الؽالم يف الحؽام ْيٕ ٌؽٗلث اىخلٓ٘ؽ كاىٍَٓ كاىخأى٘ب،
فػقف مػاسد طظقؿة ،مـ بقـفا :كػقر الحاكؿ وتعـتف يف كصرة الؿـؽر الذي وقع فقف،
وكزع هقبتف مـ قؾقب الرطقة ،والذي يؽقن سببا كبقرا يف الخروج طؾقف.
وما تؼـدم ذكـره ففـق معؾـقم مــ طؼقـدة السؾػ ،رحؿـفؿ اهلل ،وشقخــا
-حػظف اهلل -يؼرره يف كتبف وفتاويف ،وقرره –أيضا -يف هذا الؿقضع.
كٗفًٓكٗ٠ضَ أف ك٘غِا كىّ ىٔاةً ىٍؽٗلث اُٝهار اىٓيِٖ ةلفٍُّ٘ ،
ٌَ حيم اىئاةً أُّ أراد حٍ٘٘ؾ اىٍؽٗلث اىخٖ رأل أُٓا نط٘طث َْ ٌؽٗلث
اىغٔارج كاىطؽنَ٘٘ كاىطؾةَ٘٘ ،اىؼَٗ ٗفٓٔف إىٕ اىفؽكث كُلؽ اىفخَ.
كٍٗهَ حِاكؿ ْؼق اىئاةً يف ٌتطرَ٘:
اىٍتطد اٛكؿ :ىٔاةً اُٟخلاؿ ٌَ اُٝهار اىفؽم إىٕ اُٝهار اىٓيِٖ،
كْٖ:
-1أف ٗغيب ْيٕ اىَِ حطه٘و اىغ٘ؽ كزكاؿ اىلؽ ٌَ ،غ٘ؽ حؽحب أم
ٍ
ٌففػة.
ٗ-2لػر ذىم أْو اىٓيً كاىٍٓؽفث كاىػراٗث ةأضٔاؿ اىت٠د كاىٓتاد.
اىٍتطد اىراين :ىٔاةً حٍت٘ق اُٝهار اىٓيِٖ (ن٘ف ٍٗتق اُٝهار
اىٓيِٖ؟) ،كْٖ:
اىِه٘طث اىٓيِ٘ث حؤ َّدل:
-ةاىخيٍف كاىيَ٘.
ْخم ك ٟحٓ٘٘ؽٍ ك ٟحلٍِّ٘. ٌَ-غ٘ؽ ٍ
-ك ٟعؽكجٍ ةاىلٔؿ كاىفٓو.
-ك ٟحٓ٘٘ز اىٓاٌث ،ك ٟحأى٘ب اىػٍْاء كاىغٔغاء ْيٕ ضهآًٌ كإْاُث
كٟة أٌٔرًْ ٝذارة اىفخَ ،ك ٟرنٔب أٌٔاج اىفٔىٕ كاٟىٍؽاب.
الفصل الجالح :ضوابط اإلىكار العلين على الوالة 86
اىٍتطد اٛكؿ :ىٔاةً اُٟخلاؿ ٌَ اُٝهار اىفؽم إىٕ اُٝهار اىٓيِٖ:
اىياةً اٛكؿ :أف ٗغيب ْيٕ اىَِ حطه٘و اىغ٘ؽ ٚشٚاٍ ايػس َٔ ،يرل
تستب أَ ٟفطد:ٍ٠
ِِٗؽ إىٕ ْؼا اىياةً (َٔ يرل تستب أَ ٟفطد ٌَ )ٍ٠ذ٠ث سٓات:
اٛكىٕ :تؼدم كؼؾ فتقى الشقخ محؿد بـ صالح العثقؿقـ ،ومـ
ضؿـ ما جاء فقفا ققلف( :مشروطقة الـصقحة طؾـا؛ إذا كان ولل إمر بقـ أيديـا؛
يؿؽـ أن يدافع طـ كػسف ،أن يبقـ وجفة كظره ،ويحصؾ بذلؽ الخقر ...كأٌا
اىشػر؛ فٓؼا ٌففػة ٟع٘ؽ ف٘ٓاٌ ،ففػة ٌطيث، ٌَ كراء اىطشاب كٌَ كراء ُ
ى٘ؿ ف٘ٓا ع٘ؽ).
رئقسا أو أشبف ذلؽ؛ لقس هذه غقبةأمقرا أو مؾ ًؽا أو ً
ككاؿ ( :إذا اغتبت ً
شخصقة لف فؼط ،بؾ هل غقبة لف وفساد لقٓية أمره ؛ ٕكؽ إذا اغتبت إمقر أو
القزير أو الؿؾؽ :معـاها أكؽ تشحـ قؾقب الرطقة طؾك وٓهتؿ ،وإذا شحـت
قؾقب الرطقة طؾك وٓة أمقرهؿ ،فنكؽ يف هذه الحال أسلت إلك الرطقة إساءة
كبقرة؛ إذ أن هذا سبب لـشر الػقضك بقـ الـاس ،وتؿزق الـاس ،وتػرق الـاس،
كاى٘ٔـ ٗهٔف رٌ ن٘ا ةاىه٠ـ ،كغػن ا ٗهٔف رٌ ن٘ا ةاىفٓاـ؛ ٛف اىلئب إذا كطِج
كنؽْج كٟة أٌٔرْا ،فإُٓا ٍٗ ٟهَ أف حِلاد ٛكاٌؽًْ ،إذا أٌؽت ةغ٘ؽ؛ رأحّ
كؽا ،ولفذا قال الشاطر كؾؿة صادقة ،قال:
()1
نٍا أف أَْ٘ اىفغً حتػم اىٍفاكئ) كَْ٘ اىؽىا َْ نو ْ٘ب ني٘يث
كاىشٓث اىراُ٘ث :أن هذا الضابط َبعقد القققع ،وربؿا أمؽـ أن يؼال :إكف
مستحقؾ القققع ،ففؾ يتصقر أن يؼع إكؽار طؾـل طؾك ولل إمر مـ غقر أن
يؽقن فقف مػسدة ولق كاكت صغقرة؛ فـؼقل شقخـا( :أي مػسدة) فـ (أي) تػقد
العؿقم ،صغقرة كاكت الؿػسدة أو كبقرة ،والظاهر أن يؼال :وتؽقن الؿصؾحة
أرجح مـ الؿػسدة ،أو كحق ذلؽ.
كاىشٓث اىراىرث :أن وضع الضقابط إذا لؿ تؽـ مستـدة إلك دلقؾ ،أو إذا كان
فتح باهبا قد يجر إلك ما بعده؛ فنهنا تؽقن غقر معتربة ،وكؿثال طؾك ذلؽ ما
ذكره محؿد رشقد يف مسللة طزل اإلمام الجائر ،فؼال( :وقد تؼدم التحؼقؼ يف
الؿسللة ،وكصقص الؿحؼؼقـ فقفا ،ومؾخصف :أن أهؾ الحؾ والعؼد يجب
ذلؽ التصرف يردع صاحبف ،لؽـ كؾ ذلؽ كان يف حضرة القٓة ٓ يف غقبتفؿ.
: كاؿ اةَ ٌفيص
(فلما ما جرى لؾسؾػ مـ التعرض ٕمرائفؿ؛ فنهنؿ كاكقا يفابقن العؾؿاء،
فنذا اكبسطقا طؾقفؿ؛ احتؿؾقهؿ يف إغؾب)(.)2
يف إكؽار طبادة طؾك معاوية ﭭ يف حديث ككاؿ اىلاىٖ ْ٘اض
الصرف:
(وإغالضف يف الؾػظ لؿعاوية لؿؼابؾة لف طؾك إكؽاره تحريؿف ،مع تحؼؼف
حؾؿ معاوية وصربه)(.)3
يف «ترتقب الؿدارك وتؼريب الؿسالؽ» (( :)48/7قال بشر بـ ( )7قال الؼاضل طقاض
آدم :سلل إغضب مالؽا طـ مسللة ،ثؿ طـ أخرى ،فلجابف ،ثؿ طـ أخرى ،فؾؿ يجبف .فؼال
لف هق :لؿ؟ فؼال مالؽ :يا غالم ،خذ بقده ،فاذهب بف إلك السجـ .قال :إين قاضل أمقر
الؿممـقـ .قال :ذلؽ أهقن لؽ .قال ٓ :أطقد .قال :خؾ سبقؾف).
-قال إسؿاطقؾ بـ بـت السـدي :سللت مالؽا طـ حديث رسقل اهلل ﷺ؛ إكف رمؾ مـ
الحجر إلك الحجر ،قال ،فؼؾت :إسـاده؟ فؼال :جروا برجؾف.
-قال إسؿاطقؾ الؼقاريري :دخؾت طؾك مالؽ ،فسللتف الحديث ،فحدثـل ،أضـف باثـل طشر
حديثا ،فاستزدتف ،وكان سقدان ققام طؾك رأسف ،فنذا هؿ حؿؾقين وأخرجقين مـ داره ،فرمقا
بل يف الطريؼ ،أو كحق هذا).
كككٓج كهث ىيل٘ظ ٌطٍػ ةَ إةؽاًْ٘ آؿ اىل٘ظ ،ذنؽْا ضف٘ػق ٌٓاىٖ اىل٘ظ ناىص،
مؾخصفا :أن الشقخ الؼرطاوي أراد أن يسافر مـ الرياض مع مجؿقطة معف بالطائرة ،وأساء
لف مدير الؿطار ،فؾؿ يسافروا ،وأسؿعف كالما سقئا ،فرجع لؾشقخ محؿد ،وأخربه ،فتلثر
بذلؽ ،وكؾػ مـ يتصؾ طؾك مدير الؿطار لقحضر ،فحضر( ،قال الشقخ :يؼقل الؿشايخ:
إهنؿ أتقك ،وقؾت لفؿ :كذا وكذا وكذا ،ففؾ هذا صحقح؟ قال :كعؿ ،لؽـ ...فؼال الشقخ:
صحقح أم ٓ؟ أجب بـعؿ أو ٓ .قال :كعؿ ،صحقح .قال :اقرتِب .فؾؿا اقرتب ،وكان طؾقف
الزي العسؽري وغطاء رأسف العسؽري ،أمسؽف الشقخ مـ تالبقبف ،وصػعف صػعة طؾك
وجفف ققية ،صار مـفا غطاء رأسف أمام صؾبة العؾؿ .وهذا إمر يدل طؾك شجاطتف وققة
شؽقؿتف ،وطدم سؿاحف بلن يـال أحد أهؾ العؾؿ طـده بلذى).
فؿققػ الشقخ محؿد بـ إبراهقؿ يف هذه الؼضقة ٓ يمخذ مـف أكف مـفج لف ،بؾ مـفجف الذي
يؼرره تؼدم ذكره يف الباب إول.
وكذلؽ ما جاء طـف وطـ اإلمام مالؽ ،؛ فنكف ُيؼبؾ مـفؿ ،لعؾق مـزلتفؿ طـد القٓة وطـد
الـاس ،ومع ذلؽ فؾقس هق مـفجفؿ الذي يسقرون طؾقف ،وإكؿا اقتضك الحال ذلؽ.
( )6اكظر« :أداب الشرطقة» (.»)781 /7
( )1اكظر« :إكؿال الؿعؾؿ شرح صحقح مسؾؿ» (.)746 /6
الفصل الجالح :ضوابط اإلىكار العلين على الوالة 86
-3حلؽٗؽات ةٓو أْو اىٓيً حػؿ ْيٕ أف اىٍفأىث ف٘ٓا ع٠ؼ ،كأف
سٍٓٔر اىٓيٍاء ٗ ٟلخؽٌٔف حيم اىئاةً يف ضاؿ اُٝهار ْو اىفيٍاف أٌاٌّ:
: كاؿ اةَ اىِطاس
(وأ َّما اإلكؽار طؾـك السؾطـان بالسب وتخشقــ الؽـالم ،كؼـقلؽ :يا ضالؿ،
يا جائر ،يا فاسؼ ،يا مـ ٓ يخاف اهلل ،وكحق هذا الؽالم؛ فقـظر :إن طؾؿ أن شر
ذلؽ يتعدى إلك غقر الؼائؾ؛ لؿ يجز لف اإلقدام طؾقف ،كؿا يف غقر السؾطان ،كإف
تحريضا
ً ناف ٗ ٟغاؼ إْ ٟيٕ ُففّ ،ناف ذاؾ سائؾا ،بؾ مـدوبا إلقف؛ ٕن فقف
لؾشفادة ،كؿا جاء يف إحاديث الؿتؼدمـة« :إف أفيػو اىلٓػػاء :ضٍػؾة ةػَ
ْتػ اىٍٍيب ،كرسو كاـ إىٕ إٌاـ سائؽ ،فأٌؽق ،كُٓاق ،فلخيّ ،كإف أفيو
اىشٓاد :نيٍث ضق ِْػ ـيٍاف سائؽ»(.)1
: ككاؿ اةَ ٌفيص
(قال ابـ الجقزي :الجائز مـ إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر مع
السالصقـ :التعريػ والقطظ ،فلما تخشقـ الؼقل ،كحق :يا ضالؿ ،يا مـ ٓ
يخاف اهلل؛ فنن كان ذلؽ يحرك فتـة يتعدى شرها إلك الغقر؛ لؿ يجز ،كإف ىً
ٗغف إْ ٟيٕ ُففّ؛ فٓٔ سائؾ ِْػ سٍٓٔر اىٓيٍاء)(.)2
ثاْٝا ٌٖ :ايطٛابط املرنٛز ٠تُدسز ايهالّ عٔ ن ْ٘ٛيٝب١
ذلسَ١؟:
ْؼق اىئاةً يف ةاب اُٝهار اىٓيِٖ يف غ٘اب كىٖ اٌٛؽ ُ ٟحغؽج اىهَ ٠ـ
( )7اكظر« :تـبقف الغافؾقـ طـ أطؿال الجاهؾقـ» ،ص .67-61وذكر قصصا طـ السؾػ يف ذلؽ،
فؼال :حؽك سػقان الثقري رحؿف اهلل تعالك قال :دخؾت طؾك أبل جعػر الؿـصقر بؿـك،
فؼال :ارفع إلقـا حاجتؽ .فؼؾت لف :اتؼ اهلل ،قد مألت إرض ضؾؿا وجقرا .قال :فطلصل
رأسف ،ثؿ رفعف وقال :ارفع إلقـا حاجتؽ .فؼؾت :إكؿا أكزلت هذه الؿـزلة بسققف الؿفاجريـ
وإكصار ،وأبـاؤهؿ يؿقتقن جقطا ،فاتؼ اهلل ،وأوصؾ إلقفؿ حؼققفؿ .قال :فطلصل رأسف ،ثؿ
رفعف وقال :ارفع إلقـا حاجتؽ .فؼؾت :حج طؿر بـ الخطاب ﭬ ،فؼال لخازكف :كؿ
أكػؼت؟ قال :بضعة طشر درهؿا .وأرى ها هـا أمقرا ٓ تطقؼفا الجبال) ،وذكر قصصا أخرى
طـ السؾػ يف هذا الؿعـك.
( )6اكظر« :أداب الشرطقة ( »)781 /7ثؿ ذكر اختقار ابـ الجقزي( :قال :والذي أراه :الؿـع
مـ ذلؽ؛ ٕن الؿؼصقد إزالة الؿـؽر ،وحؿؾ السؾطان بآكبساط طؾقف طؾك فعؾ الؿـؽر أكثر
مـ فعؾ الؿـؽر الذي قصد إزالتف ،قال اإلمام أحؿد ٓ :يتعرض لؾسؾطان ،فنن سقػف
مسؾقل وطصاه).
81 الفصل الجالح :ضوابط اإلىكار العلين على الوالة
طؽٌث ،ولؿ يستثـ العؾؿاء وٓة إمر مؿا استثـقه مـ الغقبة، َْ نُّٔ غ٘تث ٌُ َّ
ويف سؾقك صريؼة إكؽار جـس الؿـؽر مـ غقر التعرض لؾقٓة- ،وهق يحصؾ
بف الؿؼصقد مـ اإلكؽار -غـقة طـ الغقبة الؿحرمة.
يف كتابف «السـة» ،طدة أبقاب تتعؾؼ فؿثال َّبقب اإلمام ابـ أبل طاصؿ
بقٓة إمر ،فبدأ بـ :باب ما ذكر طـ الـبل ﷺ أكف زجر طـ سب السؾطان ،ثؿ بقب
بعده مباشرة :باب يف ذكر ققل الـبل ﷺ« :ى٘ؿ اىٍؤٌَ ةاىٍٓاف ،ك ٟاىيٓاف».
فػل الباب إول ذكر حديثا خاصا ،ويف الباب الثاين ذكر حديثا طاما،
و ُمحصؾ البابقـ :أكف ٓ يجقز سب وٓة إمقر ،وٓ الطعـ فقفؿ ،وٓ لعـفؿ.
والغقبة تدخؾ يف باب الطعـ.
«( :ى٘ؿ اىٍؤٌَ ةاىٍٓاف»؛ بالتشديد ،الق ّقاع يف أطراض كاؿ اىٍِاكم
الـاس ،بـحق ذم أو غ٘تث)(.)1
وققل شقخـا يف ضقابط اإلكؽار ،أن يؽقن (مـ غقر هتؽ) :ومـ معاين
كصحا.
ً الفتؽ :هق الػضح ،واإلكؽار العؾـل يف الغقبة فضح ،ولقس
وأيضا؛ فال يخػك أن طامة الـاس يغضبقن إن ُكصحقا و ُكبفقا طؾك خطئفؿ
أمام الؿإل ،ولق كاكت الـصقحة أو اإلكؽار بلكسب العبارات وألطػفا ،ويعتربون
مجرد بقان الخطل أمام الـاس تشفقرا ،فؽقػ لق ِزيدَ إلك ذلؽ :أن يؽقن يف غقبتفؿ،
فنهنؿ يعدوكف فضقحة وغقبة ،هذا طـد طقام الـاس ،فؽقػ إذا تعؾؼ إمر بقٓة
إمقر ،وٓ يخػك أن القٓية مـصب يف الغالب يحؿؾ صاحبفا طؾك إكػة ،فقؿا
يتعؾؼ بالتـبقف طؾك الخطء ،ولذلؽ جاءت الـصقص بؿراطاة ذلؽ(.)2
-كاؿ اىل٘ظ ٌطٍػ ةَ ناىص اىٓرٍَ٘٘ :
(ٓ يجقز لـا أن كتؽؾؿ بقـ العامة فقؿا يثقر الضغائـ طؾك وٓة إمقر،
وفقؿا يسبب البغضاء لفؿٕ ،ن يف ذلؽ مػسدة كبقرة ،قد يرتاءى لإلكسان أن
هذه غقرة ،وأن هذا صدع بالحؼ ،كاىهػع ةاىطق ٗ ٟهٔف ٌَ كراء ضشاب،
( )7الػتقى رقؿ ،)7714( :الؿـشقرة بؿققع فضقؾتف ،بعـقان( :يف ضهً اْختار إذف اىطانً
ةاىٍِاْؽات كاىٍف٘ؽات).
711 الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة
بالحديث يف مجؿقع فتاويف ،وأكف بذلؽ يؽقن قد ( )7تؼدم يف ص 66استدٓل سؿاحتف
تراجع طـ تضعقػ الحديث.
الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة 714
ذاُ٘ا :اٟـخػٟؿ ةآذار حػعو فٍ٘ا ٗشؽم يف ةاب اىٟٔٗات ،كٌا ٗلّ ف٘ٓا ٌَ
أىفاظ:
وهذا يجر إلك آستدٓل بؿا وقع بقـ الصحابة ،وهق يعقد بالـؼض طؾك
طؼقدة الؽػ طـ الخقض فقؿا جرى بقـ الصحابة رضل اهلل طـفؿ .واهلل تعالك
يؼقل( :ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [البؼرة ،]619:ومـ حام حقل الحؿك
يقشؽ أن يرتع فقف ،فآكتصار لؼقل ٓ يؽقن بقلقج باب يقصؾ إلك جؿع ما
كان بقـ الصحابة ،مؿا يقرث الؿس بجـاهبؿ رضل اهلل طـفؿ ،وتصقير أكف
كاكت بقـ الصحابة ووٓهتؿ إكؽارات طؾـقة كثقرة وخالفات ،ومـ يـؼؾ هذه
أثار ٓ يـظر إلك كالم العؾؿاء فقفا ،وإكؿا ُيدخؾفا يف هذا الباب جزا ًفا.
كٌراؿ ذىم:
حغؽٗػة ( :1تحامؾ القلقد بـ طتبة -وهق يقمئذ أمقر الؿديـة -طؾك الحسقـ
ابـ طؾل يف أمر كان بقـفؿا( ،ففدده الحسقـ وشدد طؾقف) ،ووافؼف طبد اهلل بـ
الزبقر يف ذلؽ (وكاكا طـد القلقد) .فبؾغ ذلؽ الؿسقر بـ مخرمة وطبد الرحؿـ
ابـ طثؿان (وما كاكا حاضريـ)! ،فقافؼاهؿا يف (التفديد)! [قال إلباين :إسـاده
جقد]).
حغؽٗػة ٓ( :2تعارض بقـ إحاديث وآثار السؾػ يف مسللة اإلكؽار
اهلل َها َت ْق ِـ
العؾـل طؾك السؾطان .مثالً :حديث الصحابل الذي قالَ « :ق َّب َح ُ
ان َف َال ُي ْب ِد ِه
ا ْلقدَ ي ِـ» [مسؾؿ .]941 :وحديث «:مـ َأراد َأ ْن يـْصح ل ِ ِذي س ْؾ َط ٍ
ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ
َط َالك َق ًة» [السـة ٓبـ أبل طاصؿ .]7181 :وققل طبقدة السؿاين يف مصعب بـ ِ
اهلل َك َّع ٌار بِا ْلبِدَ ِع » [مصـػ ابـ أبل شقبة ] )1716 (:وآثار كثقرة،
الزبقرَ « :قا َت َؾ ُف ُ
ودطاء أحؿد طؾك الؿلمقن ،ودطاء سػقان طؾك الؿـصقر ،ودطاء سعقد بـ
الؿسقب طؾك طبد الؿؾؽ .فال تعارض بقـ هذا وهذا ،ففل مصؾحقة ،فنذا
كاكت الؿصؾحة الجفر ُج ِف َر ...وبُ ِّقـ ،وإن كاكت الؿصؾحة أكف ُيـ َْصح ِسر ًا
ـصح .واهلل أطؾؿ .مستػاد).
ف ُق َ
ذاىرا :اٟـخػٟؿ ةآذار ٠ْ ٟكث ىٓا اىتخث ةاىٍفأىث ،كىٔ ٌَ سٓث ةٓ٘ػة:
حغؽٗػة( :وضع الؿغرد هذا العـقان :صقرة مـ صقر اإلكؽار العؾـل ويف
ولل إمر.
غقاب ّ
716 الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة
ثؿ كؼؾ كالما لبعض الؿشايخ( :درس طظقؿ مـ الصحابل الجؾقؾ أبق
مقسك إشعري يف اجتؿاع الؽؾؿة ،كان يػتل بؿتعة الحج ،قال لف رجؾ:
رويدك بعض فتقاك ،فإُم ٌا حػرم ٌا أضػث أٌ٘ؽ اىٍؤٌَِ٘ ،يؼصد طؿر ،كان
يـفك طـ متعة الحج .فؼال أبق مقسك :يا أيفا الـاس! مـ أفتقـاه فتقا ،فؾقتئد (ٓ
يستعجؾ) ،فنن أمقر الؿممـقـ قادم ،فلتؿقا ،أي تابعقه).
ولل
ثؿ طؾؼ طؾقف بؼقلف( :هذا إثر يدل طؾك أن اإلكؽار العؾـل ويف غقاب ّ
أمر الؿسؾؿقـ ناف ٌٓؽكفا ىػل اىهطاةث ،إذ أن أبا مقسك إشعري ﭬ لؿ
يـؽر طؾك الرجؾ إكؽاره طؾك أمقر الؿممـقـ طؿر ﭬ ويف غقابف ،وتلخقر البقان
طـ وقت الحاجة ٓ يجقز).
فأك :ٟزطؿ أن الرجؾ أكؽر طؾك أمقر الؿممـقـ طؿر ﭬ ،حقث مقز
الؽالم الؿؾقن بإحؿر (فإُم ٌا حػرم ٌا أضػث أٌ٘ؽ اىٍؤٌَِ٘) ،فظـ أن هذا
إكؽار ،أي ضـ أن ققلف (أحدث) تعترب إكؽارا ،بؿعـك أن الرجؾ يرى أن طؿر قد
أحدث يف الديـ ،أي ابتدع ،وحاشاه ذلؽ .وهـا (أحدث) بؿعـك أكف أفتك
بػتقى جديدة( .)1يعـل الرجؾ يخربه بؿا أمر بف طؿر ﭬ مـ الػتقى الجديدة،
ولقس يـؽر طؾك طؿر ﭬ.
كذاُ٘ا :إثر ذكره الشقخ الؿـؼقل طـف لقستدل بف طؾك اجتؿاع الؽؾؿة،
فـؼؾف الؿغرد طـ هذا الؿعـك إلك معـك آخر ،ذلؽ الشقخ كػسف يرى حرمتف،
وهق اإلكؽار العؾـل.
راةٓا :اىرِاء ْيٕ ك٘غِا ةٍا ٗخيٍَ اُٟخلاص ٌَ اىٓيٍاء اٙعؽَٗ ،ةو
كاُٟخلاص ٌَ ك٘غِا ُففّ ،ض٘د إُّ -نٍا حلػـ -كٔىّ اىشػٗػ ىً ٗأت ٌٍاةلا
ىلٔىّ اىلػًٗ:
اىفيف ىٜئٍث ِ
حغؽٗػة( :هلل در شقخـا-حػظف اهلل-فيلػ أض٘ا فلٓا يف ٌِٓز َّ
( )7قال الشقخ محؿد طؾل آدم يف ذخقرة العؼبك يف شرح الؿجتبك (( :)798-799 /64طـ أبل
مقسك أكف كان يػتل بالؿتعة) أي بجقاز التؿتع (فؼال لف رجؾ :رويدك ببعض فتقاك) أي
تؿفؾ طـ بعض إحؽام التل تػتل الـاس هبا .ثؿ طؾؾ ذلؽ الرجؾ أمره ٕبل مقسك بالتؿفؾ
طـ بعض فتقاه بؼقلف (فنكؽ) الػاء تعؾقؾقة ،أي ٕكؽ (ٓ تدري ،ما أحدث أمقر الؿممـقـ)
طؿر بـ الخطاب -رضل اهلل طـف ( -يف الـسؽ) أي شلن الـسؽ (بعد) بالضؿ ،مـ الظروف
الؿبـقة طؾك الضؿ؛ لؼطعف طـ اإلضافة ،وكقة معـاها :أي بعد ما كـت تعرفف مـ جقاز التؿتع.
الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة 716
كاىٍخأعؽَٗ ناد أف ِٗػرس ،وم َّقز بػروق وضقابط دققؼة مـفجِ ّ اىٍ ّ ِ
خلػٌَ٘ ُ
فح َّؼ لفذه الػتقى أن ُتؼر َأ طـد
السؾػققـ طـ مـفج التؽػقريقـ والحزبققـُ ،
َّ
تدريس فصؾ َمعامؾة الحؽام مـ كتب العؼقدة ،وطـد شرح حديث :الديـ
الـصقحة).
عاٌفا :اُٟخهار ىلٔؿ ك٘غِا ةأٌؽ ٗ ٟخٓيق ةٍؽؽ حؽس٘ص اىفخٔل:
وهق الؼقل بلن سبب طدم إخذ بػتقى شقخـا أو كؼده فقفا ،هق أكف مـ
الؿشرقَ ،مع كؼؾ أبقات طـ ابـ حزم يف
طؾؿاء الؿغرب ،ولقس مـ طؾؿاء َ
ذلؽ.
كأُلو ٌراىَ٘ فلً ْػَ ْػػة أٌريػث ككفج ْي٘ٓػا ،حتَ٘ أف ْػؼق اىفهؽة ةػأت
–ٌّ اٛـف-حٍو ةَ٘ ٌيتث اىٓيً ،كيف ذِاٗاْا –أٗياٌ -ا ٗخيٍَ اىخطؽٗق
ةَ٘ اىٓيٍاء ،ذً أذنؽ ف٘ٓا ككفات ٍْ٘ٛخٓا:
حغؽٗػة ُ ( :1يظفرون غقرهتؿ الؿزطقمة فؼط يف كؼد شقخ الجزائر وطالؿفا،
وسبؼ و ُاكتؼدت وٓة أمقرهؿ مـ قِبؾ كبار طؾؿائفؿ ،بؾ ويف طؼر دارهؿ ،فؾؿ
طـ كػسف: هؿسا! تاهللٓ ،زلت أتؿثؾ يف الشقخ ققل ابـ حزم
كسؿع لفؿ ً
كىهػػَ ْ٘تػػٖ أف ٌٍيٓػػٖ اىغػػؽب أُػػا اىلػػٍؿ يف سػػٔ اىٓيػػٔـ ٌِ٘ػػؽة
حغؽٗػة ( :2ماذا لق ضػر ( )....بؿثؾ هذا الؽالم طـد شقخـا محؿد طؾل
فركقس ،حػظف اهلل؟ ترى كقػ ستؽقن الجؾبة؟
قال ابـ حزم يقضح لؿاذا زهد الـاس يف العؾؿاء يف الؿغرب اإلسالمل:
كىهػػَ ْ٘تػػٖ أف ٌٍيٓػػٖ اىغػػؽب أُػػا اىل ػٍؿ يف سػػٔ اىٓيػػٔـ ٌِ٘ػػؽة
ىشػػػ ْيػػٖ ٌػػا ىػػاع ٌػػَ ذنػػؽم كىٔ أُِٖ ٌَ ساُػب اىلػؽؽ ٌػاىّ
اىِٓػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػب ككفات ٌّ ْؼا اىه٠ـ:
-1لؿ يقجد مـ أتباع الؿذاهب مـ يستدل طؾك صحة فتقى طالؿ ،أو يرد
طؾك مـتؼد فتقى طالؿ؛ بلكف مـ طؾؿاء الؿغرب ،أو مـ طؾؿاء الؿشرق.
ُ ٓ -2يجعؾ ما قالف ابـ حزم- ،وهق ربؿا كان يصػ حالة كػسقة قد يؽقن
مـفجا وفؽرةُ ،يػزع إلقفا يف مثؾ هذه الؿقاصـ.
ً مر هبا-
لؿ يجعؾ كالمف حجة يرجع إلقفا يف آكتصار ٕققالف -1ابـ حزم
العؾؿقة ،وخاصة يف الؿسائؾ التل ُشـِّع طؾقف فقفا.
711 الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة
قال يف بؼقة إبقات: -4ابـ حزم
فطِ٘ئػػؼ ٗتػػػك اىخأـػػف كاىهػػؽب فػػإف ِٗػػؾؿ اىػػؽضٍَ رضيػػٖ ة٘ػػًِٓ
كأف نفػػػاد اىٓيػػػً آفخػػػّ اىلػػػؽب ِْاىػػػم ٗػػػػرل أف ىيتٓػػػػ كهػػػث
وهذا يدخؾ يف ما يؼال :أزهد الـاس يف العالؿ أهؾف ،وهذا واقع يف كؾ
إقطار ،ولقس خاصا ببالد الؿغرب.
قديؿا ،ويؿؽـ أكف ٓ يدري طـفا إٓ
ً -5كشر هذه الؿؼقلة التل ققؾت
الخقاص والرتويج لفا؛ هل مـ الـاحقة الـػسقة تشقر إلك اهنزامقة يف كػس
مروجفا مـ جفة ،ومـ جفة أخرى :بثفا ،واإلكثار مـ تردادها ،والػزع إلقفا؛
قد يقلد ذلؽ طـد الـاس أهنا صحقحة ،وأهنؿ فعال صبعقا طؾك ذلؽ.
-6ما الػرق بقـ هذه الؿؼقلة ،وبقـ الدطقة إلك جعؾ الػتقى مؼصقرة
طؾك طؾؿاء البؾد ،وطدم آستػادة مـ العؾؿاء أخريـ.
عرض هبا بعض همٓء ،ويريدون أن يمول إمر إلك
مع أن البالد التل ُي ِّ
قطع الصؾة العؾؿقة معفا ،وهل مفبط القحل ،هل كػسفا تستػقد مـ العؾؿاء
القافديـ إلقفا مـ الخارج ،وتحتػل هبؿ ،وتؽرمفؿ ،وبعضفؿ تبقأ مؽاكة فقفا
لؿ يتبقأها طؾؿاء البؾد أكػسفؿ ،ومـ بقـفؿ طؾؿاء مـ الؿغرب اإلسالمل،
كالجزائر.
كنأٌريث ْيٕ ذىم:
درس يف الؿسجدٌَ ةيػُا اىشؾائؽ :الشقخ أبق بؽر الجزائري ،الذي َّ
ودرس يف الجامعة ،والشقخ طبد الحؿقد
الـبقي ٕكثر مـ خؿسقـ سـةَّ ،
درسا يف الؿعفد العؾؿل بالرياض
بقتؿجت ،والشقخ بشقر كاشا ،وإخقران َّ
زمـ كبار العؾؿاء.
وكان الشقخ البشقر اإلبراهقؿل إذا كزل بالؿؿؾؽة؛ ُيعؾـ طـ ذلؽ يف
الصحػ ،وذلؽ قبؾ بداية الثقرة ،ومؿا أذكره كخرب طـف رأيتف يف مجؾة أم
الؼرى( :وصقل زطقؿ جزائري).
كٌَ ة٠د كِلً٘ :الشقخ محؿد إمقـ الشـؼقطل ،صاحب أضقاء البقان،
والشقخ محؿد أمقـ الشـؼقطل ،غقر الؿتؼدم ،وهق مـ شققخ الشقخ طبد الرحؿـ
السعدي ،ومـف أخذ صريؼتف يف التدريس.
الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة 719
كٌَ اىٍغؽب :الشقخ تؼل الديـ الفاللل.
كٌَ إذ٘ٔة٘ا :الشقخ الؿحدث محؿد طؾل آدم اإلثققبل القلقي.
كٌَ اىهٌٔاؿ :الشقخ الؿحدث محؿد بـ طبد اهلل الصقمالل.
كٌَ ٌاىٖ :الشقخ الؿحدث طبد الرحؿـ اإلفريؼل.
كٌَ اىِٓػ :الشقخ الؿحدث طبقد اهلل الرحؿاين الؿباركػقري ،والشقخ
الؿحدث طبد الحؼ الفاشؿل ،والشقخ الؿحدث ضقاء الرحؿـ إطظؿل،
والشقخ الؿحدث وصل اهلل طباس.
رحؿ اهلل الجؿقع ،وحػظ الشقخ الؿحدث وصل اهلل طباس.
-7هذه الؿؼالة -واهلل أطؾؿ -مـ الؿؼآت التل يـبغل أن تطقى وٓ
تروى ،لؿا قد تقلده مـ تعصب ،وهل لقست كصا طـ معصقم ،حتك ُتعؿؿ
طؾك أهؾ الؿغرب يف كؾ زمان.
ـادـا :احٓاـ ٌَ ٗ ٟؽل سٔاز اُٝهار اىٓيِٖ ةإٌاحث كٓ٘ؽة اٌٛؽ
ةاىٍٓؽكؼ كاىِٖٓ َْ اىٍِهؽ ،كاىٔكٔع يف اٝرساء:
حغؽٗػة ( :1سمال لؾؿعرتضقـ :إذا تعذر طؾقؽؿ تطبقؼ شعقرة إمر
بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر مع وٓة إمر يف السر ،فؿا العؿؾ؟
هؾ تـتؼؾقن لإلكؽار العؾـل ،وفؼ ضقابط وققاطد أهؾ السـة ،وتقافؼقن
شقخ الؽؾ -حػظف اهلل -يف ذلؽ؟ أم ُتؿقتقن شعقرة واجبة مع الؼدرة طؾقفا،
هبدف درء الؿػسدة ،فقـطبؼ طؾقؽؿ:
( :الؿرجئة وأهؾ الػجقر قد يرون ترك قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة
إمر بالؿعروف والـفل طـ الؿـؽر؛ ضـا أن ذلؽ مـ باب ترك الػتـة).
الؿستدرك طؾك مجؿقع الػتاوى .)611/1
حغؽٗػة ( :2جؿقؾ ،ولؽـ يبؼك أن ما تعتؼد أكف خطل قد يعتؼده غقرك أكف
الصقاب ،وإدلة متقافرة ،خاصة وأكـا مطالبقن بػفؿفا بػفؿ سؾػ إمة،
والغريب أن مـ ٓ يرى اإلكؽار طؾك الحاكؿ أصبح قؾقؾ إكؽار الؿـؽر
بالجؿؾة ،خقفا مـ أن يػفؿ أكف تللقب طؾك الحاكؿ ،فلصبحـا كرى اختالصا
إكؽارا).
ً وحػالت وو ،ولؿ كسؿع
حغؽٗػة :3كف٘ٓا ُلو ن٠ـ اىٍٓيٍٖ اىٍ٘اين( :وطؾك كؾ حال؛ فالؿعروفقن
718 الفصل الرابع :مً آثار فتوى اإلىكار العلين على الوالة
مـ العؾؿاء بذلؽ أفراد يعدون بإصابع ،والجؿفقر ساكتقن .وأما يف الؼرون
الؿتلخرة؛ فشاطت الؿـؽرات بقـ الؿؾقك وإمراء والعؾؿاء والعامة ،ولؿ يبؼ
إٓ أفراد قؾقؾقن ٓ ،يجسرون طؾك شلء ،فنذا تحؿس أحدهؿ ،وقال كؾؿة،
قالت العامة :هذا مخالػ لؾعؾؿاء ،ولؿا طرفـا طؾقف أباء).
املبشح ايجاْ َٔ :ٞتطبٝكات فت ٣ٛاإلْهاز ايعًين:
أك :ٟةػأ اىتٓو ٍٗتق اىفخٔل ،كُهب ُففّ يف ٌلاـ اىٍٔسّ ىٟٔة أٌٛر
فٍ٘ا ٗيؾًٌٓ أف ٗفٓئق:
حغؽٗػة ( :1أطظؿ إجراء وقائل لدفع القباء والؼحط ورفعفؿا :هق :تطفقر
القٓة –وفؼفؿ اهلل لذلؽ طاجال -البالد مـ الشرك إكرب وجؿقع مظاهره،
بدءا بتسقية الؼبقر وإضرحة التل تعبد مـ دون اهلل أو يعبد أصحاهبا،
بإرض ،ومـع الزردات (الحػالت) التل يذبح فقفا لؾؼبقر ،أو ٕصحاهبا،
ويـذر لفا ،ويطاف هبا ،ويستغاث بلصحاهبا).
حغؽٗػة ( :2وهذه أطظؿ مفام وٓة إمقر –وفؼفؿ اهلل لذلؽ -التل هبا
صالح البالد والعباد ،فؼد روى اإلمام أحؿد يف مسـده أن طؾقا ﭬ بعث
صاحب شرصة ،فؼال :أبعثؽ لؿا بعثـل لف رسقل اهلل ﷺ ٓ :تدع قربا إٓ
سقيتف ،وٓ تؿثآ إٓ وضعتف( .تـبقف :قد كان طؾل بـ أبل صالب ﭬ أمقر
الؿممـقـ طـد هذا البعث).
ذاُ٘ا :اـخغ٠ؿ فخٔل اىل٘ظ ىٍطاكىث إذارة اىفخِث:
حػكِٗث ف٘فتٔؾ ٌِلٔىث َْ أضػ اىشؾائؽَٗ٘( :الشقخ فركقس -حػظف اهلل-
أجاز اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة ،وهذا طؿؾ الصحابة والتابعقـ ومـ بعدهؿ.
أيفا الشعب الؿحؼقرِّ ،بردوا قؾقبؽؿ هـا؛ طؾـا ،ويف حضرة الرئقسٕ ،ن هذا
حسابف الرسؿلَ ،ما ْي َف ّػ ُؽ ْؿ حتك واحد(.))1
الملحـق(:)1
الحؿد هلل ،والصالة والسالم طؾك رسقل اهلل ،وطؾك آلف وصحبف ومـ اتبع
هداه.
وبعد :ففذا مؾحؼ بالؼراءة حقل فتقى شقخـا أبل طبد الؿعز ،حػظف اهلل،
ِ
كٌفأىث احتا ِع اْٛيًِ) ،وقد ُكشرت يف ِ
اُٝهار اىٓيِٖ، ِ
ٌشاؿ الؿقسقمة( :يف
مققعف بتاريخ.7441/9/76 :
-7قال شقخـا حػظف اهلل( :اإلْهازَ عًُٚ ٢يَا ِ٠األَسِ إَُّْا ٜه ُٕٛعً ٢مجٝعِ
األخطاٚ ِ٤املُدايفاتِ ٚاملُٓهَساتِ ايَّيت ٚقعٛا فٗٝا أَ ٚأذِْٛا بٗا أ ٚأ ََسُٚا بٗا ـ ٚيٛ
بادتٗادٍ َِٓٗ ٚتأ ،ٌٍٜٚبعد حتكُّلِ نِْٗٛا َُٓ َهسّا َُدا ِيفّا يًػَّسع).
فؼرر شقخـا أكف يـؽر طؾك ولل إمر يف إمقر التل اجتفد فقفا أو تلول،
لؾشرع.مـؽرا ُمخال ِ ًػا َّ
بعد التحؼؼ مـ كقهنا ً
وتؼدم الؽالم طؾك مسللة اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية ،وققل شقخـا يف
ذلؽ ،وهق( :الؼقل َّ
بلن مسائؾ الخالف ٓ إكؽار فقفا؛ لقس بصحقحٍ ،كؿا ب َّقـ
ػرق بقـ ذلؽ ابـ الؼ ِّقؿ يف «إطالم الؿق ِّقعقـ» َّ
أتؿ البقان ،فحاصؾ ذلؽ أكف ُي َّ
الؿسائؾ آجتفادية والؿسائؾ الخالفقة ،فػل الؿسائؾ الخالفقة؛ فنكف يجب
اإلكؽار طؾك الؿخالػ يف ٍ
ققل يخالػ سـَّ ًة ثابت ًة أو إجؿا ًطا شائ ًعا ،وكذلؽ
يجب اإلكؽار طؾك العؿؾ الؿخالػ لؾسـَّة أو اإلجؿاع بحسب درجات إكؽار
الؿـؽرَّ .أٌا اىٍفائػو اٟسخٓادٗػث :فٗ ٠شٔز اُٝهػػار ف٘ٓػا ْيػٕ اىٍغػاىػف إَّٟ
اىٍطشػث)(.)2
َّ اىطشػث كإٗياح
َّ ةٓػػ ة٘ػاف
-6قال شقخـا حػظف اهلل( :نُا أَّْ٘ إذا ناْت ايَّٓصٝش ُ١ال تأتٞ
بجَُستِٗا املَسد ِ٠َّٛبايهفِّ عٔ املُٓ َهسِ ـ ال ضِسِّا ٚال عًّٓا ـ ٚنإ يف برهلا يفاعٌِ
املُٓ َهسِ َا ٜصٜد ايػَّسَّ بإَعاْ٘ يف َُٓ َهسِ ٙأَ ٚصرلِ ٙإىل أَغَسَّ َٓ٘ ،أ ٚنإ ذيو
( )7تؼدم أن فضقؾة الشقخ صالح السحقؿل -حػظف اهلل -لؿ يؼرأ هذا الؿؾحؼ.
( )6اكظر :ص.66
الــنـلـــخــــــل 766
َُٓتٗ ٢ادتٗادِٚ ٙمل ٜكتٓع بٛدْٗ ِ١عسِ ايَّٓاصض ،فذلىُ ايَّٓصٝش ِ١ي٘ ٖٓا ٖٛ
ايٛادبُ ،سٝح ال تٓفع ايرِّنس٣؛ يكٛي٘ تعاىل( :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ) طاألعً٢ص).
يؿؽـ أن يؼال :إن الـاصحقـ يختؾػقن يف قبقل ولل إمر لـصقحتفؿ أو
ردها ،فؼد يرد وجفة كظر لعالؿ ،ويؼبؾفا كػسفا مـ طالؿ آخر ،لؿـزلة إخقر
طـده ،أو لطريؼة تؼديؿفا لف ،أو غقر ذلؽ مـ إسباب ،وخاصة أن شقخـا ذكر
ِ
اجتفاده ،وآجتفاد قد يتغقر. أن الحاكؿ كان ذلؽ ُمـتفك
ُ
وجعؾ فؽقن الـاصح إذا رأى أن ولل إمر لـ يؼتـع بقجفة كظره فؼط،
تلثقؿا
ذلؽ واج ًبا لرتك الـصقحة حتك سرا ،ففذا إمر يحتاج إلك تلمؾٕ ،ن فقف ً
لؿـ يؼدم الـصقحة يف هذه الحال ،وشقخـا جعؾ الدلقؾ طؾك ذلؽ :ققلف
تعالك( :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [إطؾك] .وطامة الؿػسريـ لؿ يستدلقا هبا طؾك
وجقب ترك التذكقر إن خقػ أن الذكرى ٓ تـػع الؿـصقح(.)1
: قال الشقخ محؿد بـ صالح العثقؿقـ
(ثؿ أمره تعالك أن يذكر فؼال( :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ) يعـل ذكر الـاس،
ذكرهؿ بآيات اهلل ،ذكرهؿ بليام اهلل ،طظفؿ( ،ﯨ ﯩ ﯪ) يعـل يف محؾ
تـػع فقف الذكرى ،وطؾك هذا فتؽقن (ﯨ) شرصقة ،والؿعـك :إن كػعت الذكرى
فذكر ،وإن لؿ تـػع فال تذكرٕ ،كف ٓ فائدة مـ تذكقر ققم كعؾؿ أهنؿ ٓ يـتػعقن،
هذا ما ققؾ يف هذه أية.
وقال بعض العؾؿاء :الؿعـك :ذكر طؾك كؾ حال ،إن كان همٓء الؼقم تـػع
فقفؿ الذكرى ،فقؽقن الشرط هـا لقس الؿؼصقد بف أكف ٓ ُيذكر إٓ إذا كػعت ،بؾ
الؼرصبل» ( )7اكظر« :تػسقر الطربي» ( ،)116/64و«تػسقر البغقي» ( ،)646/6و«تػسقر
( ،)61/61و«التسفقؾ لعؾقم التـزيؾ» ( )171/1و«البحر الؿحقط» (،)146 /9
و«الؾباب يف طؾقم الؽتاب» ( ،)696 /61و«فتح الؼدير» ( ،)617/6و«التحرير
والتـقير» (.)667/11
وقال اإلمام ابـ كثقر رحؿف اهلل يف تػسقره (( :)611/4وققلف تعالك( :ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ) أي ذكر حقث تـػع التذكرة ،ومـ هفـا يمخذ إدب يف كشر العؾؿ ،فال يضعف طـد
غقر أهؾف ،كؿا قال أمقر الؿممـقـ طؾل رضل اهلل طـف :ما أكت بؿحدث قق ًما حديثًا ٓ
تبؾغف طؼقلفؿ إٓ كان فتـة لبعضفؿ ،وقال :حدث الـاس بؿا يعرفقن أتحبقن أن ّ
يؽذب
اهلل ورسقلف).
761 الــنـلـــخــــــل
الؿعـك :ذكر إن كان همٓء الؼقم يـػع فقفؿ التذكقر ،فالؿعـك طؾك هذا الؼقل:
ذكر بؽؾ حال ،والذكرى سقف تـػع .تـػع الؿممـقـ ،وتـػع ا ُلؿذكِّر ً
أيضا،
فالؿذكر مـتػع طؾك كؾ حال ،والؿذكر إن اكتػع هبا ففق مممـ ،وإن لؿ يـتػع هبا
فنن ذلؽ ٓ يـؼص مـ أجر الؿذكر شق ًئا ،فذكر سقاء كػعت الذكرى أم لؿ تـػع.
وقال بعض العؾؿاء :إن ضـ أن الذكرى تـػع وجبت ،وإن ضـ أهنا ٓ تـػع
ففق مخقر؛ إن شاء ذكر ،وإن شاء لؿ يذكر.
ولؽـ طؾك كؾ حال كؼقلٓ :بد مـ التذكقر ،حتك وإن ضــت أهنا ٓ تـػع،
فنهنا سقف تـػعؽ أكت ،وسقف يعؾؿ الـاس أن هذا الشلء الذي ذكرت طـف
سؽت والـاس يػعؾقن الؿحرم ،قال الـاس :لق
َّ إ َّما واجب ،وإ َّما حرام ،وإذا
كان هذا محر ًما لذكَّر بف العؾؿاء ،أو لق كان هذا واج ًبا لذكَّر بف العؾؿاء ،فالبد
مـ التذكقر وٓبد مـ كشر الشريعة ،سقاء كػعت أم لؿ تـػع)(.)1
-1قال شقخـا ،حػظف اهللٚ( :إِِٕ خُػِ َِِٔ َٞإظٗازِ ايطُّهٛتِ عٔ سهِِ
ايفعٌ إَِٔ ٜغذلَّ ب٘ يرلُ ٙفٝعَّٔ ايطُّهٛتَ إقسازّا ٚأَّْ٘ ضا٥غْ :ب َّٔٝسُ ِهَُ٘ هلِ دٕٚ
خاص ّ١إِِٕ نإ سانُّا أ ٚعاملّا يععِِٝ َّ إثازتِِٗ أ ٚتِٗٝٝذِِٗ عً ٢ايفاعٌ،
ُتبَع ٚأَعَصُّ عًٓٝا َُٓٗا،
سكُِّٗاٚ ،ال َُٜٓع٘ ذيو ََِٔ ايبٝإ ،فاحللُّ أسلُّ إَِٔ َّ ٜ
ُْصشّا يألََُّٚ ١خسٚدّا َِِٔ ََعَسَّ ِ٠ايهِتُا ِٕ ٚإمثِ٘).
فؼد أدخؾ شقخـا العؾؿاء يف الؿقضقع ،والػتاوى الثالث السابؼة وهذه
الػتقى إكؿا شلهنا البحث يف مسللة اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة إمقر.
-4قال شقخـا ،حػظف اهللٖ( :راٚ ،باإلْهازِ ايعًينِّ عًُٚ ٢يَا ِ٠األَس
بطٛابط٘ قاٍ األيباْٚ ُّٞابُٔ عجُٝني َُٚك ِبٌْ ايٛادع ُّٞـ زمحِٗ اهلل ـ ٚيرلُِٖ
نجرلْ ضٛا ََِٔ ْ٤املُعاصسٚ ٜٔايطَّايفنيٚ ،ب٘ قاٍ ابُٔ ايك ِِّٝـ زمح٘ اهلل ـ،
ٚسهَٖ ٢را اإلْهازَ عٔ طا٥ف ََِٔ ٍ١ايطًَّف ايصَّاحل ََِٔ ايصَّشاب ِ١ف َُِٔ بعدِٖ،
ممِٔ دا٤ ِٖٚأَض َعدُ بايصَّٛابِ ٚأَق َُّٛباألسادٜحِ ايَّيت زََِٖٚٚا يف ذيو َّ
بعدَِٖ).
تؼدم الؽالم طؾك الضقابط التل ذكرها شقخـا ،مؿا رأى أن فقفا تػري ًؼا بقـ
-6قال شقخـا –حػظف اهلل -يف آخر الػتقى( :ال ضَُّٝا َع تَها ُثسِ اآلثازِ يف
ذيو عٔ دلُٛعِِٗ َِِٔ يرلِ َُٛاطأٚ ٍ٠ال ْهرلٍ ي٘ زأضّا مبا ف ِٗٝزا ٟٚسدٜحِ
اإلضسازِ عٝاضُ بُٔ يَ ٍِِٓ زض ٞاهلل عَٓ٘ ،ع تكسٜسِٖ ٚإزغادِِٖ إىل اإلضساز
بايُّٓصض أصاي ،ّ١فال َعازض َ١بني َا قسَّزٚ ٙٚبني َا فعً ٙٛإذا ُٚدِّ٘ ٖرا
ايتَّٛد.)َ٘ٝ
ِ
اإلسرار طقاض بـ غـؿ ﭬ لؿ يـؽر اإلكؽار ِ
حديث ذكر شقخـا أن راوي
العؾـل ،وتؼدم ققلف ﭬ لفشام بـ حؽقؿ ﭬ لؿا أكؽر طؾقف هشام طؾـًا
بحضقره ،بعد أن ذكر لف حديث اإلسرار( :وإكؽ يا هشام ٕكت الجريء ،إذ
تجرتئ طؾك سؾطان اهلل ،فؿا خشقت أن يؼتؾؽ سؾطان اهلل طز وجؾ ،فتؽقن
قتقؾ سؾطان اهلل تعالك) .فػل ذكره لؾحديث واحتجاجف بف مؼابؾ ما قام بف ،ثؿ
كالمف الؿتؼدم إكؽار واضح طؾك هشام بـ حؽقؿ مـ وجفقـ ،رضل اهلل طـ
الجؿقع.
ٚق ٍٛغٝدٓا( :فال َعازض َ١بني َا قسَّزٚ ٙٚبني َا فعً ٙٛإذا ُٚدِّ٘ ٖرا
ايتَّٛد.)َ٘ٝ
تؼدم ققل اإلمام ابــ مػؾـح ( :فـلمـا مـا جـرى لؾسؾػ مــ التعـرض
ٕمرائفؿ؛ فنهنؿ كاكقا يفابقن العؾؿاء ،فنذا اكبسطقا طؾقفؿ؛ احتؿؾقهؿ يف
إغؾب)(.)2
هذا ،ومؿا يالحظ يف فتقى شقخـا هذه :أكف لؿ يذكر فقفا اإلكؽار العؾـل يف
غقبة ولل إمر ،وإكؿا أصؾؼ.
واهلل أطؾؿ ،وصؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبقـا محؿد وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ.
ﭑﭒﭓﭔ
منظومة في اإلنكـار العلني على الوالة (حال غيبتهم)
ملخص فتاوى شيخنا أبي عبد المعز ،على لسانه:
ان َلصَ َو ْ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ َّ َ ْ ً َ ي َ َّ َ ُ َ َ
اْاَلَلَ ِ ِ هِ والػَل ِ نَل ِ ِ ِ َل اَّ َحدا لِرِّب والػَلاُ 1
ُ ْ َ َُ ْ ي َ ْ ْ ْ َ ْ ُ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ
اْش َصَل ِن ني و ِ يصدى لٍم بِ لل ِ َلس ُواثِيَل اعلم ٌ ِديت بِأن ىػ 2
ي ُّ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ َ ُ ْ َْ ْ ُ
اْعَلا ِن َلر و ِ الصَلر ا بِ لَلزٍ ِ َواْلغل ِِف ىػ ٍس َو ِِف َوع ٍق ل ٍُ ْم 3
ْ َ َ يَ َْ ْ َ َ َو َعلَيًْ ُُيْ َه ُل َن َر َو ُاه خيَ ُض َخ ْ
ٌ ِدي ال ِعبَل ِد ى ِييَل العَلدى ِ َلو ِ ِ 4
ْ َلذ َر ْاْ ْشَلَلَل َر ُ َ َ َ َّ ً َُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ
ار بِ يتل يََلَل ِن ِ وتعَل اَ َر ٍََلَل َرُ و ِإذا أثَلَلَا بَِلَل لهيار ِ 5
ان خَلَل ِ ِ ْ ْ َ ْ َ
ِِف ديْبََلَل ٍة لِل
َ ََ َ ْ ُ َ ُ َ َ َْ َ َ ْ َ ً
ا ال ِهعَلَلَلَ ِ َلر قِجلَلة وق قد اىس وكذا ابو ف ر ٍ 14
الررا ِن
ْ َ ُْ ُ َ ُ ْ َ ُ ي ْ َ
ِعيد الَؽَ ِء ذجغصل َلمأَن َ ٌس قَ َد ا َ ْك َذ ٍَ قَ َْ َل َش َّزَل ٍ ل َ ٍُ ْ
ٍ 18
ُّ َْ َ ْ ٌ َ َ ْ َ َّ َ ٍّ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ
ان عَد َ الَلصز ٍِ بَِل َّار ِ َلس َوذا َلري َ أن ٍ إًِككر بػَل ِ 19
ْ َ ْ ْ ََ َ ْ ً ُ َّ ّ ُ ْ
َلم َوال ِع ْرفَل ِن َلل ال ِعل ِ ِللَكمِ أ ِ
ٌ اّلي قليََلَل ُه َرَلَل َء ُم ََافََِلَل ثَلَلم ِ 21
َ ()1 ْ َ ْ َ ْ ُْ ُ ََ َ ْ َُْْ َ ْ َ ُ ْ
َ اْلِل ِ واب ِو الَعَ ِد وى ِ ِ َلل َلو بَل ٍز ن ِ ٍ ب َ َكب ِو العدي ِهني اب ِ 21
( )7ويالحظ أن شقخـا أبا طبد الؿعز لؿ يذكر يف الػتقى الرابعة :الشقخقـ ابـ باز وابـ قعقد ،رحؿفؿا اهلل.
ميظـومـة فـي اإلىـكـار العلـيـي علـى الـوالة 769
الفصل األول :قراءة في فتاوى جمع من العلماء،
وفتاوى سابقة لشيخنا أبي عبد المعز:
ْ ُ َ ْ َْ َ ْ ْ َل ِمْسِب اهلل ُن ْعجَػَل ً َ َُ ُ
اْش َص ِن اْجع مِ و ِ ِذي الَلزَ ِد و ِ َله بَِلَل ًِ ِ ِ فَلَلأق 22
ٌ َ َ َْ َ ٌ َُْ َ َ ْ َ
َ ْ ُ ُ َ ْ َّ
َ
بَلَل ز خدي ِهَلَلني كَلَلذا أِلَلَل ِ َلَلرى
نَلزهَلَع قَ ِل أقِه ٍة ِِف عػ ِ 23
ُْ ْ َ ُ َ ْ َْْ َ َّ َ َّ َّ َ َ ْ ُ
ُبٌ َل ِن َلَ َنَلَلي ٍَ ُذ اْلشَلَلا ِ بِ ل ٌَل َلَلرا َوذا يصَلة بَذل ٍََل ِش ِإن اَّ ِػ 24
َ ُ ْ َ ََ َ ٌ ُْ َ َلر ََلؼ َؽَل ُ َ َ َ َ ْ ْ َْ َ ْ ُ
ان ومػ ِلس ثررَلُ بِا اصَلر ِ ور ٍُ و ِإذا دعت لِلزٍ ِر نَلص 25
ْ َ يف لَ ْ ُس الْ َ َْ َ َْ َ َ َْ ً َ ْ َُ ُ ُ ُ
َلَلص ي بَِل ُِل ْفا ِن أو ِا َلرا قَلَلد حفَلَلََ َبيَ ىَلَلً أو َكن أمَل 26
َ ْ َ َ َْ ً َ َْ ْ َ َ ْ ُ ْ ً ََ ْ َ ْ ُ
َلَلر ٍُ ا ديبََلَلة بِ ِل َص َل ِن ِِف شؾَل َش ُـً سو فليزٍرن ىػص ول ِ 27
( )7قال شقخـا –حػظف اهلل -يف الؽؾؿة الشفرية رقؿ ( :)97بعـقان( :يف حؽؿ التشفقر بالحؽام والتشـقع طؾقفؿ) ،وهل
ممرخة7414/1/66 :هـ( :إذ إصؾ يف وطظفؿ أن يؽقن سرا ،وإذا صؾبقا تؼديؿ الـصقحة أمامفؿ طؾـا ،وفتحقا طؾك
هتؽ لألستار وٓ تعققر ...مع تحذيرأكػسفؿ باب إبداء الرأي وآكتؼاد ،وأذكقا فقف؛ فقجقز كصقحتفؿ بالحؼ ،مـ غقر ٍ
الـاس مـ هذه الؿـؽرات والبدع والؿعاصل طؿقما ،دكف حَٓ٘٘ اىفاْو ،أك اٝكارة إىّ٘ ،أك حغه٘م ةٓو نفاحّ اىخٖ
ُٗٓؽؼ ةٓا ،أي :يؽػل اإلكؽار طؾك الؿعاصل والبدع والتحذير مـفا ،دون تعققـ فاطؾفا؛ بالسب أو الؾعـ أو التؼبقح...
ومعـك ذلؽ :أن أهؾ السـة السؾػققـ :يـؽرون ما يلمر بف اإلمام مـ البدع والؿعاصل ،ويحذرون الـاس مـفا ،ويلمروهنؿ
بآبتعاد طـفا ٌَ ،غ٘ؽ أف ٗهٔف إُهارًْ ْيٕ كٟة أٌٛر يف ٌشاٌّ اىِاس كٌطافيًٓ ،كْ ٟيٕ رؤكس اىٍِاةؽ
كٌشاىؿ اىَْٔ ...واكظر أيضا كؾؿة شقخـا( :الؿـفج الؼقيؿ يف معامؾة الحؽام).
768 ميظـومـة فـي اإلىـكار العلـين على الـوالة
الفصـل الثاني:
قـراءة األدلــة:
ُّ ْ َْ ََ َ ٌ َ ُّ َ ْ ٌ َ َ َّ ُ ْ ْ َ
الػَلصبَ ِن َلو
ِنيٍ ثه ِجيَلة ع ِ اْعَلَلا ِن ت ِط ـ َعَلَلدٌ وأ ِدلَلَلة ِ 42
َ ْ َ ُّ ْ ْ ْ ً َْ ْ َ َ ُ َ َْ
الصل َف ِن بَل َرٍ َرُ ِِف شؾَلر ُِ اكثٌك ِن ِني ٍَ ل ْم ثس ْو ِِف ديبََل ٍة 43
ََُ ٌَ َ ْ َ ْ َ
ان ُّ ْ َ َ َ ُ ُ َّ ْ
َلر ُن َع ِو َحَلَلً َلدر أ ْمَل َ
و ِاف بَلَلً لِليَلَل ِس بَِلَل َّار ِ ذعبَل دُ لَلَلم يَل ِ 44
َ
ْ ُ َْ َّ ْ َ ََ َ اَل ُ أ َى بَل ًِ ِف َش ْؾ َ ُث َّم َّ
وشه ِع ًِ اتلع ِرحؼ ِنو شفي ِ َلَلر ٍُ ِ ِ اَّ ِ 45
( )7اكظر يف ص 6مـ الؿؾخص :كالم شقخـا حقل اإلكؽار يف الؿسائؾ آجتفادية.
( ٌِٕٓ )6اٛة٘ات ( 57إىٕ :)63أن أثر الحسـ البصري؛ أخرجف البخاري يف كتاب بدء القحل ،باب مـ
خص بالعؾؿ ققما دون ققم كراهقة أن ٓ يػفؿقا .وقال طؾل :حدثقا الـاس بؿا يعرفقن ،أتحبقن أن
يؽذب اهلل ورسقلف .وقال شقخـا يف :تقضقح إشؽال معرتض طؾك حؽؿ اإلكؽار العؾـل طؾك وٓة
إمر( :وطؾقف ،فقؽقن اإلكؽار العؾـل طؾك القٓة جائزا إذا كان يتققع فقف الؿصؾحة وحصقل الخقر
وزوال الشر ،كٗلػر ذىم أْو اىٓيً كاىٍٓؽفث كاىػراٗث ةأضٔاؿ اىت٠د كاىٓتاد) .فٓيٕ ذىم :فتاوى
اإلكؽار العؾـل ُيخص هبا العؾؿاء ،دون صؾبة العؾؿ وطامة الـاس ،مخافة أن ٓ يػفؿقا .ويف الؼراءة يف
الػصؾ الرابع :كؿاذج مـ آثار الػتقى.
ميظـومـة فـي اإلىـكـار العلـيـي علـى الـوالة 711
الفصل الثالث:
قراءة في ضوابط اإلناكر العلني التي ذكرها شيخنا:
ُْْ َ َ ْ َْ َ ْ ََ َ ْ ُ َّ
الؾ ََابؿ َؽبْ ُف ٍَ ُنجَ َع يص ٌ
ُبٌ َل ِن َلل ال
لَلَلم نصَلَلد ِيد ِااقَِل ِ َلَلر ِِ بعؼ 58
َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ ي َّ َلت بيََيؾَل َ َ
ََُ َ َ ٌ َ ْ
ان) (ولَلهَلَل حجزهَلَل الؾَلَلد ِ َلٍ وٌيَلَل ك هخَلَل ر أثَل ِ ِ ِ 59
َّ ََْ ُ ُ َ َ ً َ ْ َ ُ َ ي ُ
ِِف بَ ٍِ ألفَل ٍٍ َو ِشَلي ِ الظَل ِن َلصدد َن يَسَلَن طَلي َعة نو ذا ي 61
ُّ ْ ْ ُ ْ َْ ُ َلَلر ٍَّ لَ ْفَلَلق َشَلَل قِِ ِل َ فَلَ ُ
الصل َف ِن ٌ ََ َنَلصؼ َـع ٍو ِعيد ِذي َلر ِخ َّيَلَلَل ٍة ٍ ٍ 61
َلع ًُ شَل َّ َللَكمِ َول َ ْص ُ ُ ْ ََ ً َّ َ ُ َ َ ْ َ ْ ََْ
َلي ِن ِ ِـيَلَ الَل يصة) ِديبَة ل ْم حع ُد أن تبق (اَّ ِػ 62
َ ْ َْ َ ُُ َ ْ َْ ْ ََ ُ َ َ َ َ ٌ َ ْ ُ ٌَ
اْلدخ ِن َلِ و ِ ٍَ أٌ ِل اِل ِ
غ كَ ل ِ ورُ ونآل ذاك عَلَا ِقَ نَلصَلذ 63
الفغيََل ِن
َ ُّ ْ
يَلذ و
َّ ْ ْ َ ْ
از ِ ِِلد َعَل ِة الَلَل
ْ َْ َ َ ْ َ ْ َ ُّ
َل ِإىس ِر بِ تلٍ ِي ِ َك يصج ِدلَا بِ ْلَ ِ 64
َّ َُ َ يُ َُ ُ َ ْ َ َ ي
َلل الظَليْ َف ِن ََ
وحَلصرطَلَا بَِلصب قِ ِ َلهَ ِم ٍِ ْم َلح ُش ُ َل أعدا ٍء ِِل ودا ِ 65
َ َ ُْ ْ َ َ ُ ُ َ َْ ْ َُ َ
اِلٍجََلَلَل ِن بِ َِطَلَلَل يَ ٍة َو ِشَلَلَلع ي ِة َلس َكْ يَ ِقعَا بَلني الَلَا ُِ َوى ِغ ٍ 66
ّ
بَلل بي حمىود عرار اجلشائسي
املريٌ انلبوي 3111/3/31 :
717 فـــهــرس الـنــوضوعـــات
فهرس الموضوعات