You are on page 1of 86

‫مادة أصػ ػوؿ الف ػ ػو‬ ‫ك ي الع وـ ال رمي واإلس مي‬

‫مادة أصوؿ الف و ‪ -‬الفرق ا ولا‬


‫شرح الشيخ‪ /‬أيمن بن موسى‬ ‫"البداه ضي أصوؿ الف و"‬ ‫الفصم الدراسي "الثان ػي"‬

‫المحا ػ ػرة السابعػ م ػرة‬

‫إف الحمد هلل نحمده ونستعينو ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سػياات أممالنػا مػن ه ػده اهلل ضػ م ػم لػو ومػن ه ػ م‬
‫ض ػ ىػػادي لػػو‪ ،‬وأش ػ د أف إ إلػػو إإ اهلل والػػده إ ش ػرهد لػػو وأش ػ د أف محمػػدا مبػػده ورسػػولو‪ ،‬أمػػا بعػػد ىػػاه المحا ػػرة تم ػ‬
‫ل محا ػرات السػػاب ‪ ،‬وكنػػا م ػػا مػػدار مػػدة محا ػرات‪ :‬ك منػػا مػػن ا دلػ ال ػػرمي ‪ ،‬و ك منػػا مػػن السػػن النبوهػ ‪ ،‬و ك منػػا مػػن‬
‫اإلجماع‪ ،‬و ك منا من ال ياس‪.‬‬
‫وق نا إف ىاه ا دل ال رمي المعتبرة ضي الدإل م ا ا الكاـ وب ي مدة أدل وىي ما هسمي ا الع ماء‪[ :‬ا دل اإستاناسي ]‬
‫وىاه ا دل ىي تم لألدل ال رمي وىي ست ػ أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬ا وؿ‪[ :‬إجماع الخ فاء الراشدهن م ا أمر ولم هخالف م أالد من الصحاب ىم ىو الج ؟]‬
‫‪ ‬الثاني‪[ :‬قوؿ الصحابي إذا لم هخالف قرهن مرجح ]‬
‫‪ ‬الثالث‪[ :‬ممم أىم المدهن ضي مصر التابعين]‬
‫‪ ‬الرابع‪[ :‬استصحاب ا صم واستصحاب البراءة ا ص ي ]‬
‫‪ ‬الخامس‪[ :‬العرؼ]‬
‫‪ ‬السادس‪[ :‬المصالح المرس ]‬
‫اليوـ إف شاء اهلل عالا ضي ىاه المحا رة سوؼ نتناوؿ بع ا (ضأوؿ دليم من ا دل اإستاناسي )‪.‬‬
‫ومعنا ا دل اإستاناسي ‪ :‬أي قد جد ىاا المصط ح مند كثير من من الكتب ضي م م أصػوؿ الف ػو وربمػا لػم أره قبػم أف هجمػع‬
‫شيخنا الفظو اهلل ىاه الرسال المبارك [البداه ضي م م أصوؿ الف و]‬
‫ا قػػواؿ م ػػا‬ ‫ومعنػػا اإستاناسػػي ‪ :‬أي التػػي هسػػتأنس ب ػػا الف يػػو وا صػػولي ضػػي الوصػػوؿ إلػػا الحكػػم ال ػػرمي وضػػي ػػرجيح بعػ‬
‫بع ‪.‬‬
‫وابط‪.‬‬ ‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثامن‪[ :‬ا دل اإستاناسي ]‪ ،‬وضيو ست‬
‫قاؿ الفظو اهلل‪[ :‬إذا أجمع الخ فاء الراشدوف م ا أمر ولم هخالف م أالد من الصحاب ض و الج م ا الصحيح]‬
‫وجم ػ ذلػػد أف الخ فػاء ا ربعػ ر ػي اهلل مػػن م‪[ :‬أبػا بكػػر‪ ،‬وممػر‪ ،‬ومثمػػاف‪ ،‬وم ػي] (ر ػػي اهلل مػن م) جميعػػا إذا أجمعػوا م ػػا‬
‫أمر ولم هع م ل م مخالف من الصحاب (ر ي اهلل من م) جميعا ض ول م الج ب رهب مند من هأخا ب وؿ الصحابي‪.‬‬
‫بم هؤخا ب وؿ أبي بكر وممر ر ي اهلل من ما‪.‬‬
‫لماذا؟ ف النبي ﷺ كاف هست يرىما ضي غالب ا الياف‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لما جاء من العرباض بن ساره (ر ي اهلل منو) أنػو قػاؿ‪" :‬ومظنػا رسػوؿ اهلل ﷺ هومػا بعػد صػ ة الغػداة مومظػ ب يغػ ذرضػ من ػا‬
‫من ا ال وب‪ ،‬ض اؿ رجم‪ :‬إف ىاه مومظ مودع‪ ،‬ماذا ع د إلينا ها رسوؿ اهلل؟‬ ‫العيوف ووج‬
‫قاؿ ﷺ‪ :‬أوصيكم بت وى اهلل‪ ،‬والسمع والطام وإ ْف مبدا الب يا ضإنو من هعش منكم هرى اخت ضا كثيرا وإهػاكم ومحػدتات ا مػور‬
‫ل ضمن أدرؾ ذلد منكم ضع يو بسنتي وسن الخ فاء الراشدهن الم دهين م وا م ي ا بالنواجا"‪.‬‬ ‫ضإن ا‬
‫وجو الدإل من ا تر‪ :‬أف النبي ﷺ أمر با خا والتمسد بسنتو وسن الخ فاء الراشدهن الم دهين من بعػده‪ ،‬وقػاؿ‪ :‬م ػوا م ي ػا‬
‫بالنواجا‪ .‬أي مسكوا ب ا‪.‬‬
‫المسائم التي أجمعوا م ي ا وأخا ب ا أىم الع م من الف اء وغيرىم‪.‬‬ ‫وقد ورد من الخ فاء ا ربع بع‬
‫مثاؿ ذلد‪ :‬ورهث ذوي ا رالاـ‪ ،‬أخا الع ماء برأي الخ فاء ا ربع ر ي اهلل من م‪ ،‬مع أن م ركوا قوؿ زهد بػن تابػ (ر ػي اهلل‬
‫أف قوؿ زهد م دـ م ا قوؿ غيره ضي الفرائ ‪.‬‬ ‫منو) ضردوا الماؿ م ا ذوي ا رالاـ‪ ،‬ومما ىو مع وـ ضي الفرائ‬
‫لكن ىنا لما أجمع الخ فاء ا ربع م ا ىاه المسأل كاف قول م ىو الراجح‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلد أه ا‪ :‬لما جمع الصػحاب (ر ػي اهلل منػو) وأمػر الخ فػاء بجمػع ال ػرنف الكػرهم ضػي مصػحف واالػد كمػا سػبو أجمعػوا‬
‫م ا حرهو المصاالف أو الصحف الاي كاف ضي ا نهات‪ ،‬ضدؿ ذلد م ي خيره ذلد الفعم وصوابو‪.‬‬
‫ل‪.‬‬ ‫لماذا؟ ف أم رسوؿ اهلل ﷺ إ جتمع م ا‬
‫وكالد المسأل ا ص ي وىي‪ :‬اإ فاؽ م ا جمع المصحف ضي مصحف واالد وسموه مصحف اإلماـ‪.‬‬
‫ىاا الباب م يكم بسنتي وسن الخ فاء الراشدهن من بعدي‪.‬‬

‫كالد من المسائم التي أجمعوا م ي ا‪ :‬إجمام م م ا جواز المساقاة ضي النخم وال جر والعنب وما سواىا‪.‬‬
‫كالد أجمعوا م ا وجوب العدة م ا المرأة التي خ ب ا زوج ا وإف لم هصب ا‪.‬‬
‫ومن المسائم أه ا إجمام م م ا وجوب التغرهب م ا الزاني غير المحصن‪.‬‬
‫وغيرىا من المسائم التي وردت من م ر ي اهلل من م‪.‬‬
‫أن م إذا أجمعوا م ا مسأل ضإف ىاا اإلجماع هعد الج شرمي هجب المصير إلي ا‪.‬‬
‫ىاا ىو الدليم ا وؿ من ا دل اإستاناسي ‪.‬‬

‫الدليم الثاني‪ :‬قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثاني‪[ :‬قوؿ الصحابي إذا لم هخالف قرهن مرجح ]‬
‫ىنا قبم أف نبدأ ضي قوؿ الصحابي قد ه وؿ قائم‪ :‬ما الفرؽ بين قوؿ ا ئم ا ربع أو الخ فاء ا ربع ‪ ،‬و بين قوؿ الصحابي؟‬
‫ن م من الصحاب ‪.‬‬ ‫‪ -‬قوؿ الصحابي هدخم منا ضي قوؿ ا ئم ا ربع‬
‫‪ -‬وقوؿ الخ فاء ا ربع هدخم منا ضي قوؿ الصحابي ن م أه ا من الصحاب ‪.‬‬
‫ضخ ص ال وؿ أف‪ :‬إذا ا فو الصحاب م ا أمر وكاف من بين م الخ فاء ا ربع ض اا مما إ رهب ضيو أنو هصار إليو‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الصحابو‪ :‬ميراث النبي ﷺ‪.‬‬ ‫ومن ىاه مسائم التي خالف الخ فاء ا ربع بع‬
‫ض د أجمعوا م ا أف ما ركو صدق وإ هورث‪ ،‬وجرى العمم مند الخ فاء بعد ذلد م ا ىاا‪.‬‬
‫إذف قبم أف ندخم ل وؿ الصحابي ن وؿ إف إجماع الخ فاء م ا ربين‪:‬‬
‫‪ -‬ال رب ا وؿ‪ :‬إذا لم هخالف م أالد من الصحاب ض و الج ‪ ،‬كما أشار شيخنا الفظو اهلل‪ ،‬وىاا الاي قصده‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬أما اذا خالف م غيرىم ضإف قول م ليس بحج م ا قوؿ الجم ور‪.‬‬
‫لكن إذا وجد أالدىم مند الترجيح ضي ج كاف من المرجحات المعتبرة مند أىم الع م‪.‬‬
‫تم نرجع إلا قوؿ الصحابي إذا لم هخالف قرهن مرجح ‪.‬‬
‫صحبتو‪.‬‬ ‫أوإ‪ :‬من ىو الصحابي؟ ق نا قبم ذلد‪ :‬ىو من ل ي النبي ﷺ مؤمنا بو وإف ق‬
‫ولكػػن منػػد ا صػػوليين‪ :‬ىػػو مػػن صػػحب النبػػي ﷺ مؤمنػػا بػػو مػػدة كفػػي مرضػػا لوصػػفو بالصػػحب ومػػات م ػػا اإلسػ ـ‪ ،‬ض ػػالوا‪ :‬مػػن‬
‫صحب النبي ﷺ مؤمنا مدة كفي مرضا لوصفو بالصحب ومات م ا اإلس ـ‪.‬‬
‫ومند المحدتين قالوا‪ :‬من رأى النبي ﷺ مؤمنا بو ومات م ا ذلد‪.‬‬
‫والفرؽ بين ىاا وذاؾ‪:‬‬
‫‪ -‬أف مند ا صوليين ه ترط مدة مصاالب التا هكوف صحابيًا‪.‬‬
‫‪ -‬لكن مند أىم الحدهث مجرد الرؤه والموت م ا ذلد صار صحابيا‪.‬‬
‫والك ـ م ا ىاا المبحث (قوؿ الصحابي)‪ ،‬قوؿ صحابي م ا درجات‪:‬‬
‫ا ولا‪ :‬قوؿ الصحابي ضيما إ مجاؿ ل رأي ضيو‪[ ،‬العبادات والت دهرات] ونحوىا‪ ،..‬وىاا ال سم الج مند ا ئم ا ربع ‪.‬‬
‫نػػو إ بػػد أف هكػػوف سػػمعو‪( ،‬أي الصػػحابي) مػػن النبػػي ﷺ [إذ إ اجت ػػاد ضػػي ا مػػور التػػي إ عػػرؼ إإ بتوقيػػف]‪ ،‬ولكػػن ا ئمػ‬
‫هخت فوف ضي مدى اإالتجاج بو ق وكثرة لعدـ اإ فاؽ م ا ابط معين هحدد ما إ مجاؿ ل رأي ضيو‪.‬‬
‫ومن ىاا النوع ق اء الصحاب (ر ي اهلل من م) ضي النعام إذا اصطادىا المحرـ ببدن ‪ ،‬وضي الغزاؿ بعنزة‪.‬‬
‫ض د أخا ا ئم بالد‪.‬‬
‫وكونو من الت دهرات هدؿ م ا أنو مما ُسمع من النبي ﷺ مما ق ي ضيو باإجت اد‪.‬‬

‫الدرج الثاني ‪[ :‬قػوؿ الصػحابي إذا خػالف غيػره مػن الصػحاب ] إذا اخت ػف الصػحاب (ر ػي اهلل مػن م) ضيمػا بيػن م لػم هكػن قػوؿ‬
‫ولم هجز ل مجت د بعدىم أف ه د بع م‪.‬‬ ‫بع م الج م ا بع‬
‫بم الواجب ضي ىاه الحال التخيير من ا قواؿ بحسب الدليم‪ ،‬وإ هجوز الخروج من ا‪.‬‬
‫وىاه المسأل كمسأل است باؿ ال ب واستدبارىا أتناء ق اء الحاج ‪:‬‬
‫‪ -‬ضاىب ابن ممر ر ي اهلل من ما م ا جواز ذلد ضي البنياف دوف الف اء‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬وذىب أبو أهوب (ر ي اهلل منو) إلا مدـ جواز ذلد إ ضي البنياف وإ ضي الف اء‪ ،‬ىاه من المسأل المتنازع ضي ا‪.‬‬
‫قػاؿ ابػػن يميػ رالمػػو اهلل‪ :‬ضػػإف نػػازموا رد مػا نػػازموا ضيػػو إلػػا اهلل والرسػػوؿ ولػػم هكػػن قػوؿ بع ػ م الجػ م ػػا مخالفػ بع ػ م لػػو‬
‫قواؿ الصحاب إذا لم هكن تَم نص مرضوع من [كتاب أو سن صحيح أو إجماع]‬ ‫با فاؽ‪ ،‬ىاا بالنسب‬

‫الدرج الثالث ‪[:‬قوؿ الصحابي إذا انت ر ولم هخالف]‬


‫ضإذا اشت ر قوؿ الصحابي ولم هخالفو أالد من الصحاب صار إجماما والج مند جماىير الع ماء‪.‬‬
‫و ه وؿ ابن يمي رالمو اهلل ضي ذلد‪ :‬وأما أقواؿ الصحاب ضإف انت رت ولم نكر ضي زمان م ىي الج مند جماىير الع ماء‪.‬‬

‫الدرج الرابع ‪[ :‬قوؿ الصحابي ضيما مدا ذلد]‬


‫مندنا الدرج ا ولا‪ :‬أف الصحابي إذا اخت فوا أو إذا قاؿ قوإ إ مجاؿ ل رأي ض و الج ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إذا اخت فوا ض يس قوؿ أالدىم الج م ا اآلخر‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬إذا قاؿ قوإ انت ر بين الصحاب صار الج م ا اآلخر‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬ما مدا ىاه الدرجات ض وؿ الصحابي إذا لم هخػالف أالػد مػن الصػحاب ولػم ه ػت ر بيػن م أو لػم هع ػم ىػم اشػت ر أو إ‪،‬‬
‫كاف ل رأي ضيو مجاؿ‪.‬‬
‫ض وؿ ا ئم أنو الج ولكن ضيو خ ؼ‪.‬‬
‫ولالد ه خص شيخ اإلس ـ أقواؿ الصحاب (ر ي اهلل من م) من اليث اإالتجاج م ي ا إلا درجات ض اؿ‪:‬‬
‫وإف قاؿ بع م قوإ ولم ه م بع م بخ ضو ولم هنت ر ض اا ضيو نزاع‪.‬‬
‫وجم ور الع ماء هحتجوف بو‪[ ،‬كأبي النيف ‪ ،‬ومالد وأالمد] ضي الم ور منو‪.‬‬
‫[وال اضعي] ضي قوليو وضي كتبو الجدهدة‪ ،‬إإ اإالتجاج بمثم ذلد ضي غير مو عو‪.‬‬
‫إذا ق نا إف قوؿ الصحابي الج ‪ ،‬وأنو هحتج بو‪ ،‬ض م ىناؾ أدل م ا اإالتجاج ب وؿ الصحابي؟ قاؿ جم ور الع ماء‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ىناؾ أدل ل وؿ الصحابي‪.‬‬
‫أوإ‪ :‬ذىب اإلماـ البخاري رالمو اهلل عالا إلا أف العمرة واجب ‪ ،‬ض اؿ‪ :‬باب وجوب العمرة‪.‬‬
‫واسػػتدؿ البخػػاري رالمػػو اهلل م ػػا ذلػػد بأنػػو قػػوؿ الصػػحاب ض ػػاؿ‪ :‬قػػاؿ ابػػن ممػػر ر ػػي اهلل من مػػا‪" :‬لػػيس أالػػد إإ و م يػػو َالجػ‬
‫وممرة"‪.‬‬
‫وقاؿ ابن مباس ر ي اهلل من ما‪" :‬إن ا ل رهنت ا ضي كتاب اهلل {وأ موا الحج والعمرة هلل}"‪.‬‬
‫ضاستدؿ البخاري رالمو اهلل بما ورد من الصحاب ضي ذلد‪ ،‬ضأخا منو أنو هرى الجي قوؿ الصحابي‪.‬‬
‫وأما ا دل المنصوص م ي ا‪ :‬ما ورد من النصوص الدال م ا مدالت م و زكي اهلل عالا ل م‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ػوىم بِِإالسػ ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قػػاؿ عػػالا‪{ :‬و َّ ِ‬
‫َمػ َّػد لَ ُ ػ ْػم‬
‫ػاف (ر ػػي اهلل مػػن م) َوَر ُػػوا َم ْنػػوُ َوأ َ‬ ‫َنصػػا ِر َوالػػا َ‬
‫هن ا َّػبَػعُػ ُ ْ َ‬ ‫هن َوا ْ َ‬ ‫السػػاب ُو َف ا ْ ََّولُػػو َف مػ َػن ال ُْم َ ػػاج ِر َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫هن ضِي َ ا أَبَ ًداۚ ََٰذلِ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫يم}‬
‫د الْ َف ْوُز ال َْعظ ُ‬ ‫ار َخالد َ‬ ‫َجنَّات َ ْج ِري َ ْحتَػ َ ا ا ْ َنْػ َ ُ‬
‫ومن السن ‪ :‬من أبي سػعيد (ر ػي اهلل منػو) أنػو قػاؿ‪ :‬قػاؿ النبػي ﷺ‪" :‬إ سػبوا أصػحابي ض ػو أف أالػدكم أنفػو مثػم أالػد ذىبػا مػا‬
‫ب غ ُمد أالدىم وإ نصيفو"‪ .‬ىاا الدهث متفو م يو‪.‬‬
‫ومن مبد اهلل (ر ي اهلل منو) من النبي ﷺ أنو قاؿ‪" :‬خير الناس قرنػي تػم الػاهن ه ػون م تػم الػاهن ه ػون م تػم هجػيء أقػواـ سػبو‬
‫ش ادة أالدىم همينو وهمينو ش اد و"‪.‬‬
‫ضالنبي ﷺ ش د ل م بالخيره واهلل مز وجم بين مدالت م‪.‬‬
‫الدليم الثاني‪ :‬أف الصحاب (ر ي اهلل من م) انفردوا بما جع م أبر ا م ق وبا‪ ،‬وأمم م م ما‪ ،‬وأق م ك فا‪.‬‬
‫ض د خص م اهلل عالا بتوقيظ ا ذىاف وضصاال ال ساف‪.‬‬
‫وىاا هدؿ م ا أن م قد جع م اهلل مز وجم لحمم ل اا الدهن و ىاه الرسال ضع ّدل م و بين مدالت م‪.‬‬
‫الدليم الثالث‪ :‬أف الصحاب شاىدوا الرسوؿ ﷺ وال روا نزوؿ الوالي‪ ،‬وىم أمرؼ الناس بكتاب اهلل وسن رسولو ﷺ‪.‬‬
‫ض بد أف هكوف قول م م دما م ا قوؿ غيرىم‪.‬‬
‫الدليم الرابع‪ :‬وىو دليم نظري‪ ،‬ومعنا ذلد أف ضتوى الصحابي إ خرج من ست أوجو‪:‬‬
‫‪ -‬الوجو ا وؿ‪ :‬أف هكوف سمع ا من النبي ﷺ‪.‬‬
‫أي إذا ك م الصحابي ضي مسأل وقاؿ برأهو وأضتا بفتوة إ خرج ىاه ال ُفتي من وجو من ىاه ا وجو‪.‬‬
‫أوإ‪ :‬أف هكوف قد سمع ا من النبي ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬الوجو الثاني‪ :‬أف هكوف سمع ا ِم َمن سمع ا منو ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬ضإف الصحاب (ر ي اهلل من م) كانوا ه ابوف الرواه من رسوؿ اهلل ﷺ وهعظمون ا‪.‬‬
‫في م ينا‪.‬‬
‫‪ -‬الوجو الثالث‪ :‬أف هكوف ض م ا من نه من كتاب اهلل ض ما َخ َ‬
‫المفتِي ب ا والده‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬الوجو الرابع‪ :‬أف هكوف قد ا فو م ي ا أو قد ا ُّف َو م ي ا ولم هن م إلينا إإ قوؿ ُ‬
‫‪ -‬الوجػػو الخػػامس‪ :‬أف هكػػوف لكمػػاؿ م مػػو بال غػ ودإلػ ال فػػظ م ػػا الوجػػو الػػاي انفػػرد بػػو منػػا‪ ،‬أو ل ػػرائن الاليػ اقترنػ‬
‫بالخطاب‪ ،‬أو لمجموع أمور ض م ا م ا طوؿ الزمػاف مػن رؤهػ النبػي ﷺ وم ػاىدة أضعالػو وأالوالػو وسػير و وسػماع ك مػو‬
‫والع م بم اصده وش ود نزهم الوالي‪ ،‬ضكاف ذلد دؿ م ا ض م قد إ نف مو نحن‪.‬‬
‫وم ا ىاه الت ادهر الخمس كوف ضتواه الج هجب ا بام ا‪.‬‬
‫‪ -‬ىناؾ وجو سادس‪ :‬أف هكوف ض م ما لم هرده الرسوؿ ﷺ وأخطأ ضي ض مو والمراد غير ما ض م‪.‬‬
‫وم ا ىاا الت دهر قولو الج ومع وـ قطعا أف االتماؿ من خمس أغ ب م ا الظن من وقوع االتماؿ واالد معين‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إجماما] ض و الج ب روط ت ت ‪:‬‬
‫ً‬ ‫خ ص ال وؿ‪ :‬أف قوؿ الصحابي إذا لم هخالف نصا‪[ :‬قرننا أو سن أو‬
‫‪ -‬ا وؿ‪ :‬أإ هخالفو أالد من الصحاب ر ي اهلل من م‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬أف ه ت ر بين الصحاب ‪.‬‬
‫‪ -‬الثالث‪ :‬أف هكوف ما ه اؿ بالرأي‪ ،‬ىاا بالنسب ل وؿ الصحابي‪.‬‬
‫ال ابط الثالث‪ :‬قػاؿ شػيخنا الفظػو اهلل عػالا‪[ :‬ممػم أىػم المدهنػ ضػي مصػر التػابعين إذا لػم هخػالف الكتػاب والسػن ض ػو قرهنػ‬
‫مرجح ]‪ .‬إجماع أىم المدهن أو ممم أىم المدهن ‪.‬‬
‫ا م‪.‬‬ ‫وجم ذلد‪ :‬أف إجماع أىم المدهن م ا انفرادىم ليس بحج مند الجم ور ن م بع‬
‫ولكنو الج مند اإلماـ مالد رالمو اهلل عالا اليث قاؿ‪ :‬إذا أجمعوا لم هُعتد بخ ؼ غيره‪.‬‬
‫ولالد قاؿ الباجي‪ :‬إنما أراد ذلد بحجي إجماع أىم المدهن ضيما كاف طره و الن م المستفي ‪.‬‬
‫[كالصاع والمد وا ذف واإلقام ومدـ وجوب الزكاة ضي الخ روات]‬
‫ومما ت ي العادة بأف هكوف ضي زمن النبي ﷺ ضإنو لو غير مما كاف م يو لع م‪.‬‬
‫أما مسائم اإجت اد ض م وغيرىم سواء‪.‬‬
‫لالد قسم شيخ اإلس ـ ابن يمي إجماع أىم المدهن إلا أربع أقساـ‪ ،‬ضاكرىا رالمو اهلل عالا ض اؿ‪:‬‬
‫ا وؿ‪ :‬ما هجري مجرى الن م من النبي ﷺ‪ ،‬مثم ن م لم دار الصاع والمد‪.‬‬
‫وكترؾ الصدق من الخ روات وا الباس‪ ،‬ض اا مما ىو الج با فاؽ م ماء‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬العمم ال دهم بالمدهن قبم م تم مثماف بن مفاف (ر ي اهلل منو)‪.‬‬
‫ض اا الج ضي ماىب مالد وىو المنصوص من ال اضعي‪.‬‬
‫قاؿ ضي رواه هونس بن مبد ا م ا‪ " :‬إذا رأه قدماء أىم المدهن م ا شيء ض توقف ضي ق بد رهبا إنو الحو‪.‬‬
‫وكاا ظاىر ماىب أالمد‪ :‬أف ما َسنَّو الخ فاء الراشدوف ض و الج هجب ا بام ا‪.‬‬
‫وما هُع م ىم المدهن ممم م ا م د الخ فاء الراشدهن مخالف لسن رسوؿ اهلل ﷺ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬إذا عارض ضي المسأل دلي ف‪ ،‬كحدهثين أو قياسيين‪ُ ،‬ج م أه ما أرجح وأالدىما هعمم بو أىم المدهن ‪ ،‬ضفيو نزاع‪.‬‬
‫‪ ‬ضماىب مالد وال اضعي‪ :‬أنو هرجح بعمم أىم المدهن ‪.‬‬
‫‪ ‬وماىب أبي النيف ‪ :‬أنو إ هرجح بعمم أىم المدهن ‪.‬‬
‫‪ ‬و صحاب أالمد وج اف‪ :‬أالدىما أنو إ هرجح‪ ،‬والثاني أنو هرجح بو‪ ،‬ىاا هعني خ ص ال وؿ‪.‬‬

‫أما المر ب الرابع ‪ :‬ض ي العمم المتأخر بالمدهن ض م ىاا ىو الج شرمي هجب ا بام ا أـ إ؟‬
‫ضالاي م يو أئم المس مين أنو ليس بحج شرمي وىاا ماىب جماىير الع ماء‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ضخ صو ال وؿ ضي ممم أىم المدهن ‪:‬‬
‫ض و الجو ب رهب‪.‬‬ ‫من النبي ﷺ ضي ال روف ا ولا الفا‬ ‫‪ -‬أف ما كاف ن‬
‫‪ -‬وأف ما كاف اإجت اد ورأى ض و ليس بحج مند جماىير الع ماء‪.‬‬
‫‪ -‬وأما ما خالف نصا من كتاب اهلل وسن ض هعتد بو و ليس بحج مند جماىير الع ماء‪.‬‬

‫ولػػالد لمػػاذا ن ػػوؿ لػػيس بحجػ ؟ نػػو ربمػػا هكػػوف أالػػد غيػػرىم قػػد سػػمع الػػدهثا مػػن النبػػي صػ ا وسػ م تػػم سػػاضر وصػػح ىػػاا منػػو‬
‫ضيعمم بو وه دـ م ا ممم أىم المدهن ‪.‬‬
‫ولالد جاء من أبي ىرهرة (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪" :‬إف الناس ه ولوف أكثر أبو ىرهرة ولوإ نهتاف ضي كتاب اهلل مػا الػدت الػدهثا‬
‫ػابۚ أُوَٰلَاِ َ‬
‫ػد هَػ َْعػنُػ ُ ُم ال َّػوُ َوهَػ َْعػنُػ ُ ُم‬ ‫ػات َوالْ ُ ػ َد َٰى ِمػػن بَػ ْع ِػد َمػا بَػيَّػنَّػػاهُ لِ نَّ ِ‬
‫ػاس ضِػػي ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫تػم هت ػو‪{ :‬إِ َّف الَّػ ِػاهن ه ْكتُمػو َف مػػا أَنزلْنَػا ِمػن الْبػينػنَػ ِ‬
‫ََ ُ َ َ َ َ‬
‫ال َّ ِمنُو َف}‪.‬تم قاؿ إف إخواننا من الم اجرهن كانوا ه غ م الصفو ضي ا سواؽ‪.‬‬
‫وإف إخواننا من ا نصار كاف ه غ م العمم ضي أموال م‪.‬‬
‫وإف أبا ىرهرة كاف ه زـ رسوؿ اهلل ﷺ ب بع بطنو وهح ر ما إ هح روف وهحفظ ما إ هحفظوف‪.‬‬
‫ا مث ػ لرأهنػػا مػػث الػػدهث الكػػيم بػػن الػػزاـ (ر ػػي اهلل منػػو) أنػػو قػػاؿ‪ :‬قػػاؿ رسػػوؿ اهلل ﷺ‪" :‬البيعػػاف‬ ‫ولػػالد لػػو نظرنػػا إلػػا بعػ‬
‫بالخيار مالم هتفرقا" أو قاؿ‪" :‬التا هتفرقا"‬
‫برك بيع ما" ىػاا الػدهث متفػو م يػو رواه اإلمػاـ البخػاري وكػالد‬ ‫"ضإذا صدقا وبيَّنا بورؾ ل ما ضي بيع ما وإف كتما وكابا مح‬
‫اإلماـ مس م رالم ما اهلل‪.‬‬
‫اإلماـ مالد رؾ العمم ب اا الحدهث بدموى أف ىاا الحدهث ليس م يو العمم مند أىم المدهن ‪.‬‬
‫وكالد هرى أنو منسوخ بحدهث‪" :‬الص ح جائز بين المس مين إإ ص حا أالم الراما أو الرـ ال إ والمس موف م ا شروط م"‪.‬‬
‫كالد ممم أىم المدهن بتحرهم المص والمصتين ضي الر ام ‪ ،‬ىاا هخالف هعني "خمس ر عات هُحرمن"‬
‫كالد من ا ممم أىم المدهن أف الحامم إذا رأت الدـ أن ا ترؾ الص ة‪.‬‬
‫(ر ي اهلل من ا) بأف الحامم إ حي ‪.‬‬ ‫وجاء ضتوى مائ‬
‫كالد ممم أىم المدهن بترؾ الج ر بالبسم ضي الص ة‪ ،‬وغيرىا من ا دل التي مرت معنا‪.‬‬
‫ضيكوف خ ص ال وؿ ضي ممم أىم المدهن أنو كما ذكرنا م ا درجات ومرا ب‪.‬‬
‫نصا كما ذكر شيخنا الفظو اهلل عالا ض و قرهن مرجح ‪.‬‬
‫ضما كاف ضي ال روف ا ولا ولم هخالف ً‬

‫وبالد نت ي المحا رة السابع م ر‪ ،‬ب ي لنا أف نكتب أسا الواجب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬من ىم الخ فاء الراشدوف؟‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬ىم إجمام م الج شرمي ؟‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬من ىو الصحابي؟ و ماذا عرؼ من قولو ىم هحتج بو أـ إ؟‬
‫السؤاؿ الرابع‪ :‬إجماع أىم المدهن الج مند من؟ وما دلي و م ا ذلد؟‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المحا ػ ػرة الثامنػ ػ م ػػرة‬

‫كنا قد ك منا ضي الدرس الما ي من‪" :‬إجماع الخ فاء الراشدهن"‪ ،‬ومن "قوؿ الصحابي"‪ ،‬ومن "قوؿ إجماع أىم المدهن "‪.‬‬
‫و اليوـ إف شاء اهلل عالا سوؼ نتناوؿ باقي ىاه ا دل وىي‪ :‬اإستصحاب‪ ،‬والعرؼ‪ ،‬والمصالح المرس ‪.‬‬
‫صحيح]‬
‫ٌ‬ ‫ناقم‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الرابع‪[ :‬م ا الف يو أف هستصحب ا صم ضي ا الكاـ التا هَثبُ َ ٌ‬
‫معنا ىاا الك ـ‪ :‬أف الف يو إذا ظ ر لو الكم ضإنو هستصحب ىاا الحكم‪ ،‬أو هنظر إلا الالو‪.‬‬

‫ونعرؼ اإستصحاب أوإ‪ :‬ضي ال غ ‪ :‬ىو ط ب المصاالب واإستمرار أو ط ب الصحب ‪.‬‬


‫ّ‬
‫واصط الا‪ :‬ىو الحكم بثبوت أمر ضي الزماف الثاني بناء م ا أنو كاف تابتا ضي الزماف ا وؿ‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ىو الرجوع إلا ا صم مند مدـ الدليم ال رمي المثب ل حكم أو الناض ‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ىو جعم الحكم الاي كاف تابتا ضي الما ي باقيا م ا الالو التا ه وـ دليم م ا انت الو‪.‬‬
‫هب ا ىاه ىي عرهفات اإستصحاب‪.‬‬
‫ومعنا ىاا‪ :‬إذا تب الكم بدليم معين ضي وق معين هب ا ذلد الحكم تابتا التا هَ ِرد دليم هرضعُو‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد‪ :‬أف رج و أ وص ا العصر تم أراد أف هص ي المغرب ب اا الو وء لكنو شد ضي الحدث‪.‬‬
‫ىم أالدث أـ إ؟ ضن وؿ‪ :‬إذا الي ين واإستصحاب أنػد كنػ متو ػاًا وشػكك ضػي الحػدث‪ ،‬ض نػا ن ػوؿ اإستصػحاب أنػد مػا‬
‫زل م ا الو وء التا تي ن أند قد أالدت ‪ ،‬ض اا ىو المثاؿ‪.‬‬
‫ومكس ىاا رجم ي ن أنو أالدث‪ ،‬تم شد ىم و أ أـ إ؟‬
‫و أت أو إ‪.‬‬ ‫ضن وؿ‪ :‬ا صم أند أالدت ضيستصحب ىاا ا صم التا هأ ي دليم أو تاكر إف كن‬
‫ومعنا ىاا‪[ :‬أف المجت د هستصحب الحكم ا وؿ وىو ب اء ما كاف م ا ما كاف]‪.‬‬
‫هستدؿ بالد بحدهث مباد بن ميم من ممو أنػو شػكا إلػا رسػوؿ اهلل ﷺ الرجػم الػاي هخيػم إليػو أنػو هجػد ال ػيء ضػي الصػ ة‪،‬‬
‫ض اؿ ﷺ‪" :‬إ هنفتم أو إ هنصرؼ التا هسمع صو ا أو هجد رهحا"‪.‬‬
‫هب ا ىنا ىاا المص ي استصحب الحكم ا وؿ أنو متو ٌئ التا هتي ن أنو قد أالدث‪ ،‬وليس المراد ىو سػماع الصػوت أو وجػود‬
‫الرهح‪ ،‬لكن الم صود أنو قد ي ن الحدث‪.‬‬

‫واإستصحاب أنواع‪:‬‬
‫أول ا‪[ :‬البراءة ا ص ي ]‬
‫أي‪ :‬براءة ذم اإلنساف من التكاليف ال رمي والح وؽ المالي التا ه وـ دليم م ا شغ ا‪ .‬وىاا ىو الحكم الثاب ‪.‬‬
‫لو ق نا مث ‪ :‬ىم ىناؾ ص ة سادس ؟ ن وؿ‪ :‬الحكم الثاب بعدـ وجود ص ة سادس ‪.‬‬
‫طيب لو قاؿ قائم‪ :‬هجب صوـ ش ر شعباف‪ .‬ضن وؿ‪ :‬إ هجب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ضإذا قاؿ‪ :‬وبأي دليم نفوف الوجوب؟ ن وؿ‪ :‬باإستصحاب‪.‬‬
‫أي [البراءة ا ص ي ]‪ ،‬أف اهلل مز وجم ضرض صياـ رم اف‪ ،‬ىاا ىو الحكم الثاب ‪ ،‬ضيب ا الفرض ىو رم اف التػا ه ػوـ الػدليم‬
‫م ا وجوب غيره‪.‬‬
‫وكاا ضي المعام ت ا صم براءة الام ‪ ،‬ض ن وؿ ض ف ىاا م يو دهن كاا وكاا التا هأ ي دليم نحكم بو أنو م يو دهن‪.‬‬
‫تانيا‪[ :‬استصحاب الحكم الاي دؿ الدليم م ا تبو و ولم ه م دليم م ا غييره]‪.‬‬
‫وم د م ي ا ودخم ب ا‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬رجم دـ لخطب امرأة َ‬
‫ضن وؿ ىنا الحكم بثبوت الزوجي بناء م ا م د النكاح الصحيح من غير أف هطالب الزوج بدليم م ا ب اء الع د‪.‬‬
‫قاؿ رجم‪ :‬ىاه زوجتي‪ .‬منا متا زوجت ا؟ ه وؿ‪ :‬منا م رهن سن ‪.‬‬
‫ما الدليم م ا أن ا ما زال زوجتد؟ ن وؿ‪[ :‬ا صم استصحاب الحكم الثاب بع د الزوجي ]‪.‬‬
‫ضإذا أرادت المرأة أف نفي ىاا‪ ،‬ض ال ‪ :‬إ ليس بزوجي‪.‬‬
‫ضن وؿ‪ :‬ىاا ادماء من المرأة ضتحتاج م يو إلا دليم‪ ،‬وإإ ضا صم ب اء الزوجي ‪.‬‬
‫ضإف جاءت بوتي ط ؽ أو ب ود ه دوف أنو ط ا ولم هردىا أو أي بين ‪ ،‬وإإ ضا صم ب اء الزوجي ‪.‬‬

‫المعارض]‪.‬‬
‫أه ا [استصحاب الدليم مع االتماؿ ُ‬
‫ضإذا جاء ضإننا نعمم بو وإ نتركو التا هأ ي دليم هن م الحكم إلا غيره‪.‬‬
‫الع ماء همنع سمي ىاا النوع استصحابًا‪ ،‬ف العمم ىنا ليس باإستصحاب إنما بالنص وبالدليم‪.‬‬ ‫وبع‬

‫ومن ذلد [استصحاب الحكم الثاب باإلجماع ضي محم الخ ؼ]‪ ،‬ض و وقع خ ؼ وجاء إجماع‪ ،‬ض اا هُستصحب‪.‬‬
‫ضمث صح الص ة بالتيمم قبم رؤه الماء متفو م يو‪.‬‬
‫ماء ضتيمم تم ص ا‪ ،‬تم جاء الماء بعدما ضرغ من الص ة‪.‬‬
‫هب ا رجم دخم وق الص ة ولم هجد ً‬
‫الص ة الكم ا صحيح ودليم ذلد اإلجماع‪.‬‬
‫أما إذا رأى الماء ضي أتناء الص ة أو قبم الفراغ من ا‪ ،‬ضن وؿ‪ :‬ىاه مسأل مخت ف ضي ا‪.‬‬
‫إذف اإستصحاب ىو‪[ :‬أف ستصحب الحكم ا وؿ ضي المسأل التا هأ ي دليم هن و من ا]‪.‬‬
‫الجي العمم باإستصحاب‪:‬‬
‫ن وؿ كما قاؿ شيخنا‪ :‬إنو ليس دلي ً باا و إنما هستصحب وهستأنس بو م ا الحكم‪ ،‬وإف كاف كثير من الع ماء جع و دلي ً ‪.‬‬
‫كما ضي قوؿ ابن مباس ر ي اهلل منو‪" :‬أف النبي ﷺ ق ا أف اليمين م ا المدما م يو"‪.‬‬
‫[ضجعم ا صم براءة الام وإ هثب شغ ا إإ بالبين الصحيح ]‪.‬‬
‫وكالد العمم باإستصحاب ممم بالظاىر‪ ،‬والعمم بالظاىر التا هثب خ ضو مما ا فو م يو الصحاب والتابعوف وا ئم بعده‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قعد الع ماء قوامد مبني م ا اإستصحاب‪:‬‬
‫ولالد ّ‬
‫ال امدة ا ولا ضي العبادات وىي‪[ :‬الي ين إ هزوؿ بال د]‬
‫رجم ُخيَّم إليو ضي الص ة أنو هجد ال يء‪ .‬ض اؿ ﷺ‪" :‬إ هنصرؼ التا هسمع صو ا أو هجد رهحا"‪.‬‬

‫ال امدة الثاني ‪[ :‬ا صم ب اء ما كاف م ا ما كاف] أي إذا تب ل يء صف معين ضا صم ب اؤىا التا هرد ما هدؿ م ا غيرىا‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬رجم ورث أر ا من أبيو وىي ح هده ض هأ ي نخر ه وؿ‪" :‬ىاه أر ي" إإ ببين ‪.‬‬
‫الم ّد ِمي‪ ،‬وإإ ضا صم ب اء ما كاف م ا ما كاف‪.‬‬
‫بب ا ُ‬
‫ض هطالب من ح هده ا رض بالبين ‪ ،‬إنما هطالَ ُ‬
‫كما ضي الدهث الح رمي والكندي‪.‬‬

‫ال امدة الثالث ‪[ :‬ا صم براءة الام ] وىاه ك منا ضي ا‪.‬‬

‫العدـ]‬ ‫ال امدة الرابع ‪[ :‬ا صم ضي الصفات العار‬


‫ضالصفات التي عرض لألشياء وليس الثابت ل ا ضي ا صم إ هحكم بوجودىا إإ بدليم‪.‬‬
‫ػ د لػػالد‪ .‬ف العيػػب مػػن الصػػفات‬ ‫ضمػػن اشػػترى سػ ع وقب ػ ا تػػم ادمػػا بعػػد زمػػن أن ػػا كانػ معيبػ ضػ ه بػػم قولػػو إإ ببينػ‬
‫وا صم مدم ا‪.‬‬ ‫العار‬

‫كالد من ال وامد‪[ :‬ا صم إ اض الحادث إلا أقرب أوقا و]‬


‫رجم ص ا الع اء‪ ،‬تم بعد الص ة وجد ضي سروالو منيّا‪ ،‬ىاا المني نتيج االت ـ‪ ،‬ضن وؿ هحكم أنو من نخر نوم نام ا‪.‬‬
‫ضإف كاف لم هنم من لي أمس نأمره باإغتساؿ وإمادة الص وات الخمس‪ ،‬وإف كاف ناـ بعد المغرب نأمره أف هغتسم وهعيػد صػ ة‬
‫الع اء ض ط‪ ،‬ىاا بالنسب ل حكم ا وؿ وىو [اإستصحاب]‪.‬‬

‫تانيا‪[ :‬العرؼ والعادة]‬


‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الخامس‪[ :‬المعروؼ مرضا كالم روط شرطا ما لم هخالف نصا] ىاا ابط جامع مانع‪.‬‬
‫العرؼ‪ :‬ىو ما است رت النفوس م يو ب ادة الع وؿ‪ ،‬و تو الطبائع بال بوؿ‪ ،‬وىو الج ‪.‬‬
‫وكاا العادة‪ :‬وىي ما استمر الناس م يو م ا الكم الع وؿ ومادوا إليو مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫ه وؿ الع ماء‪ :‬العرؼ ىو ما عارضو الناس وساروا م يو من قوؿ أو ضعم أو رؾ‪ ،‬وهسما‪( :‬العادة)‬
‫وضي لساف ال رميين‪ :‬إ ضرؽ بين العرؼ والعادة‪.‬‬
‫ضالعرؼ العم ي‪ :‬مثم عارؼ الناس م ا البيع بالمعاطاة من غير صيغ لفظي ‪.‬‬
‫والعرؼ ال ولي‪ :‬مثم عارؼ الناس م ا إط ؽ الولد م ا الاكر دوف ا نثا‪.‬‬
‫وكتعارض م م ا أإ هط وا م ا السمد لفظ ال حم‪ ،‬ض اه أمراؼ مع أف ال غ حتم ا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫والعرؼ من اليث مصدره قسماف‪:‬‬
‫العرؼ العاـ وىو‪ :‬ما عارؼ م يو أكثر الناس ضي جميع الب داف‪.‬‬
‫مثم‪ :‬إط ؽ لفظ الداب م ا الفرس‪ ،‬مند أىم العراؽ‪ ،‬بينما هخت ف ذلد ضي مصر‪.‬‬
‫خاصا‪.‬‬
‫كالد العرؼ ال رمي ىاا ال سم الثاني‪ :‬وىو ال فظ الاي استعم و ال رع مره ًدا بو معنًا ً‬
‫مثم‪ :‬لفظ الص ة ضإن ا ضي ا صم الدماء‪.‬‬
‫ولكن ال رع أراد ب ا الص ة المخصوص التي ىي أقواؿ وأضعاؿ مخصوص مفتتح بالتكبير مختتم بالتس يم‪.‬‬
‫هعني لو أف رج قاؿ إبنو‪ :‬ىم ص ي ها بني؟‬
‫ضماذا ه صد الرجم بك م ىم ص ي ؟ ه صد الص وات الخمس‪[ :‬الفجر والظ ر والعصر والمغرب والع اء]‬
‫وإ ه صد ىم دموت‪ ،‬ض اا ىو المعنا الم صود‪.‬‬
‫وكالد العرؼ من اليث سببو ومتع و قسماف‪ :‬مرؼ قولي ولفظي‪ ،‬ومرؼ ضع ي‪.‬‬
‫ضكما ق نا إف العرؼ ال فظي‪ :‬ىو ما هتعػارؼ م يػو أكثػر النػاس م ػا إطػ ؽ لفػظ م ػا معنػا لػيس موصػوضا بػو‪ ،‬بحيػث هتبػادر إلػا‬
‫ذىن مند سمامو بدوف قرهن وإ م ق م ي ‪ ،‬كما ذكرنا الداب أو لفظ الغائط‪.‬‬
‫المعاطاة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ا مماؿ وضي امتماد الناس ضي أضعال م م ي ا‪ ،‬كالبيع ُ‬ ‫والعرؼ الفع ي ىو ما كاف مو وما ضي بع‬
‫رجم هاىب إلا البائع ضيُعطيو مب غا تم هأخا س ًعا قد م م تمن ا‪ ،‬ض هتك م الم تري وإ هتك م البائع‪.‬‬
‫تالثا‪ :‬ىم العرؼ الج ما عارؼ م يو الناس؟ وخصوصا ضي المعام ت أو ضي أالكاـ ا سرة أو ضي غير ذلد؟‬
‫الع ماء قالوا‪ :‬العرؼ الج ودليم شرمي ثب بو ا الكاـ ال رمي ب روط‪:‬‬
‫ال رط ا وؿ‪ :‬أف هكوف العرؼ ماما أو غالبا‪.‬‬
‫ماما م ا ال طر‪.‬‬
‫خاصا ب ره أو ب بي أو بفا من الناس‪ ،‬بم هكوف مرضًا ً‬
‫أي هعمم بو غالب الناس‪ ،‬إ هكوف مرضًا ً‬
‫الب ػداف هتعػارؼ بيػن م أف ولػي‬ ‫الب ػداف هتعػارؼ النػاس أف الم ػر ك ػو م ػا الػزوج‪ ،‬وضػي بعػ‬ ‫ومن ذلد أمراؼ الزواج‪ :‬ضي بعػ‬
‫الزوج ىو الاي ه دـ م ًرا ل زوج‪ ،‬وضي بع الب داف هكوف ا مر بين ما ضيَ ػترؾ الرجػم والمػرأة ضػي أسػيس بيػ الزوجيػ ‪ ،‬ىػاه‬
‫أمراؼ‪ ،‬وإذا عارؼ أىم ب د م ا مرؼ من ىاا وكاف ماما ض الرج ضي العمم بو‪.‬‬

‫ال رط الثاني‪ :‬أف هكوف العرؼ مطردا أو أكثره ‪.‬‬


‫بمعنا أف هعمم بو غالب الناس إ هعمم بو شخص أو شخصاف أو مدة أشخاص‪ ،‬بم هعمم بو أكثر الناس‪.‬‬

‫ال رط الثالث‪ :‬أف هكوف العرؼ موجودا مند إن اء التصرؼ‪.‬‬


‫نو كان ىناؾ أمػراؼ قدهمػ انػدترت‪ ،‬ضعنػدما نن ػئ صػرضًا إ ن ػوؿ نعمػم بػالعرؼ ال ػدهم الػاي كػاف هتعػارؼ م يػو النػاس قبػم‬
‫موجودا اآلف بين الناس‪.‬‬
‫ً‬ ‫م رهن سن ‪ ،‬أي هجب أف هكوف العرؼ‬

‫‪13‬‬
‫ال رط الرابع‪ :‬أف هكوف العرؼ ُم ِزما‪ ،‬أف هتحتم العمم بم ت اه ضي نظر الناس‪.‬‬
‫ا شياء‪ ،‬ضن وؿ ىاا العرؼ م زـ‪.‬‬ ‫هعني الرجم هؤسس بي الزوجي والمرأة ترؾ معو ببع‬
‫الينما هتزوج الرجم ب شروط وإ ا فاؽ‪ ،‬ضعند البناء إذا لم ِ‬
‫أت المرأة ب يء ن وؿ‪ :‬إ ه زمد م ا أمػراؼ النػاس أف ػأ ي بكػاا‬
‫وكاا وكاا‪.‬‬
‫قاسم لالد وناهٍ ل خ ؼ‪.‬‬
‫أما إذا اشترطوا ضال رط ٌ‬

‫نصا شرميًا‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫مخالف لدليم معتمد‪ ،‬هعني إ هخالف ً‬ ‫غير‬
‫ال رط الخامس‪ :‬أف هكوف العرؼ َ‬
‫مث ‪ :‬لو عارؼ الناس أن م هُ ر وف بالربا‪.‬‬
‫اشت رت ىاه الب دة بأف الرجم إذا أراد مب غا من الماؿ أخاه تم رده بزهادة كاا‪ ،‬و عارؼ الناس م يو‪.‬‬
‫ىم ن وؿ إف ىاا مرؼ هنبغي العمم بو؟ الجواب‪ :‬إ‪ ،‬ف ىاا العرؼ خالف نصا شرميًا وىو‪ ( :‬حرهم الربا)‬
‫قرى الف الين اإخت ط بين الرجاؿ والنساء ضي ا سرة الواالدة‪.‬‬ ‫لو عارؼ الناس كما ضي بع‬
‫الرجم هج س مع زوج أخيو ومع زوج ابن ممو‪ ،‬والمرأة ج ػس مػع خػاؿ زوج ػا ومػع مػم زوج ػا و ج ػس مػع الرجػاؿ ا جانػب‬
‫وهجتمعوف م ا الطعاـ وهتصاضحوف وهتسامروف وقد هخ و الرجم بالمرأة‪ ،‬وه ولوف ىاه مادات وأمراؼ وقد ربينا م ي ا‪.‬‬
‫ن وؿ ىاه مادات وأمراؼ مخالف ل رع‪ ،‬ض جػوز المصػاضح ‪ ،‬وإ هجػوز اخػت ط الرجػاؿ بالنسػاء‪ ،‬وإ هجػوز أف هخ ػو الرجػم‬
‫بامرأة أجنبي ‪ ،‬وىكاا‪....‬‬
‫إذا واضرت ىاه ال روط صح العمم بالعرؼ وصار الج وهنبني م يو أالكاـ‪.‬‬

‫الثالث‪[ :‬المصالح المرس ]‬


‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط السادس‪[ :‬ه رع العمم بالمصالح المرس ما لم خالف نصا]‪.‬‬
‫أوإ‪ :‬شرم المص ح المرس لحفظ الك يات الخمس‪.‬‬
‫والمص ح ‪ :‬ىي كم منفع داخ ضي م اصد ال ػرع الخمػس‪ ،‬التػي ىػي الك يػات الخمػس‪ :‬الفػظ الػدهن‪ ،‬والفػظ الػنفس‪ ،‬والفػظ‬
‫الع م‪ ،‬والفظ الماؿ‪ ،‬والفظ العرض‪ ،‬ىاه هسمي ا الع ماء‪( :‬الك يات الخمس)‬
‫ضإذا شرم مص ح من أجم الفظ واالدة من ىاه صارت معتبرة‪.‬‬
‫كمص ح وتيو الزواج اآلف‪ ،‬ض اا من أجم المحاضظ م ا النسم‪.‬‬
‫ضن وؿ هجب وتيو الزواج مند ال ا ي أو مند المأذوف (أي وكي و) من أجم الفظ الح وؽ‪ ،‬ف ىاه صارت مص ح ‪.‬‬
‫والمص ح بامتبار أىميت ا ن سم إلا ت ت أقساـ‪ :‬ال رورهات‪ ،‬والحاجيات‪ ،‬والتحسينات‪.‬‬
‫طيب ما ىي ال رورة؟ ال رورة‪ :‬ىي التي إ بد من ا لحياة اإلنساف‪.‬‬
‫رجم هعيش أو نزؿ بالصحراء ولم هجد إإ الميت ليأك ا أو الخمر لي رب ا وإإ ى د‪ ،‬ن وؿ ىاه رورة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ضمث ‪[ :‬الكسوة‪ ،‬المسكن‪ ،‬المطعم‪ ،‬والم رب] ىاه رورهات إ بد ل حياة من ا‪.‬‬
‫وىاه التي هسمي ا الع ماء أف المصالح ضي الدهن والدنيا إ وـ إإ ب ا‪.‬‬
‫الحاجيات‪ :‬وىي المصالح وا مماؿ والتصرضات التي إ توقف م ي ا الحياة واستمرارىا‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫لكن إ بد من ا ومن باب رضع ال يو والحرج والم‬
‫الم ِ ػػم‪ ،‬وقتػػم مر ػػد الػػدامي إلػػا رد ػػو‪ ،‬و ُش ػرِع الج ػػاد لحفػػظ الػػنفس‪ ،‬وشػػرم‬
‫ولػػالد ضػػي ال ػػرورة أبػػاح ال ػػرع‪ :‬قتػػم الكػػاضر ُ‬
‫م وب ال صاص كالد ل ا‪ ،‬ومُ وب الده ‪ ،‬ووجوب ا كم وال رب مند ال رورة‪ ،‬كم ذلد لحفظ النفس‪.‬‬
‫و ُشرع م وب الخمر لحفظ الع م‪ ،‬وم وب الزنا لحفظ النسم‪ ،‬وم وب قطع هػد السػارؽ لحفػظ المػاؿ‪ ،‬نعػم ن طػع هػد السػارؽ مػن‬
‫أجم أف نحاضظ م ا الماؿ‪.‬‬
‫أما الحاجيات‪ :‬ضتنت م من ال رورة إلا التوسع ‪.‬‬
‫َكتس يط ال رع لألب أف ه وـ بتزوهج ابنتو الصغيرة من الكفؤ الاي هناسب ا‪ ،‬ف ضي رك ا رر م ي ا‪.‬‬
‫كالد حتاج المصالح إلا الكفؤ [كالوكال ‪ ،‬والوإه ‪ ،‬والنظارة‪ ،‬والوصاه ] ىاه الاجيات‪.‬‬
‫ػػرورة‪ ،‬وجػػود الطعػػاـ وال ػراب ػػرورة‪ ،‬وجػػود‬ ‫ض ػػو أردنػػا أف نكيػػف ذلػػد ضػػي رجػػم هرهػػد أف هسػػكن ضػػي بي ػ ‪ ،‬ضوجػػود البي ػ‬
‫الم بس الاي هستر بو العورة رورة وه يو البرد والحر‪.‬‬
‫رورة إ همكن أف هستغنا من ا اآلف لكن كاف هستغنا من ا قدهما‪.‬‬ ‫تم إذا انت نا إلا وجود الك رباء مث‬
‫أما الحاجات‪ :‬وجود ال ُفرش الاج ‪ ،‬وجود ا شياء التي هتنعم ب ا كالث ج والغسال وغيرىا‪ ،‬ىػاه مػن الحاجػات التػي صػارت مػن‬
‫رورة إ هُستغنا من ا‪.‬‬ ‫لوازـ الحياة اآلف وليس‬

‫أمػػا التحسػػينات‪ :‬ض ػػي المصػػالح وا ممػػاؿ التػػي إ توقػػف الحيػػاة م ي ػػا وإ فسػػد وإ ختػػم‪ ،‬بػػم ىػػي مػػن ا شػػياء المكم ػ مػػن‬
‫قبيػػم التػزهن والتجمػػم‪ ،‬هعنػػي رماهػ أالسػػن طػػرؽ ل حيػػاة‪ ،‬التػػي ىػػي ا شػػياء الترضي يػ ‪ ،‬كػػأف ه ػػوـ ب ػراء كييػػف ل بيػ ه يػػو الحػػر‬
‫والبرد‪ ،‬ركيب المراوح ضي الس ف‪ ،‬كم ىاا مما ليس من ال رورة وإ الحاج أي هُستغنا من ا‪.‬‬
‫والنبي ﷺ لما قاؿ‪" :‬الناس شركاء ضي ت ت ‪( :‬ىاه مص ح مام ) ضي الماء والكأل والنار"‪.‬‬
‫ومن المص ح الخاص ‪( :‬الولي ضي النكاح) صيان ل مرأة من أف ع د أو باشر م د النكاح بنفس ا‪.‬‬
‫والمصالح المرس ن سم إلا مدة أقساـ‪:‬‬
‫مص ح معتبرة‪ :‬وىي المصالح التي امتبرىا ال رع وأتبت ا‪.‬‬
‫ومصالح ألغاىا‪ :‬وىي المصالح التي خالف النصوص‪ ،‬والكم بإلغائ ا‪ ،‬كنكاح ال ِ غار‪ ،‬والمح م لمص ح ‪.‬‬
‫(أف الرجم إذا ط و المرأة ت ث تػم أراد أف هح ػا زوجػ بػثخر تػم هط ػا تػم رجػع لػألوؿ)‪ .‬ىػاه مصػ ح ‪ ،‬لكػن ال ػرع ألغػا‬
‫ىاه المص ح ‪ ،‬وقاؿ النبي ﷺ‪" :‬لعن اهلل المح ِم والمح َم لو"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تم ب ي المصالح المرس وىي التي نعني ا ىنا‪[ ،‬أي المط ]‪ ،‬وىي كم منفع داخ ضي م اصد ال رع‪.‬‬
‫كما ق نا‪ :‬وتيو الزواج‪ ،‬كما ق نا‪ :‬بطاقات ال وه ‪ ،‬كما ق نا‪ :‬وتي السفر‪ ،‬ىاه ك ا مصالح مرس ‪.‬‬
‫كما ن وؿ ضي قوانين المرور واإلشارات واإ جاىات‪ ،‬ض اا من المصالح المرس ‪.‬‬
‫كت مين الصناع‪ ،‬كما من الخ فاء الصناع‪ ،‬وكما اشترى ممر دارا وجع ا سجنا‪ ،‬وغير ذلد من اجت ادات الع ماء‪.‬‬
‫وكجمع ال رنف أه ا‪ ،‬وكإن اء الدواوهن ل جنود‪ ،‬وكإجراء الروا ب ل م‪ ،‬كم ذلد من المصالح المرس التي أتبت ا ال رع‪.‬‬

‫والجي المص ح المرس ىي‪ :‬مص ح عارؼ م ي ا ال رع وو ع ل ا شروطًا‪:‬‬


‫ال رط ا وؿ‪ :‬أف هغ ب م ا الظن وجود المص ح ‪ ،‬ض كوف متوىم أو م كوؾ ضي ا‪.‬‬
‫ال رط الثاني‪ :‬أف كوف المص ح ضي الك يات الخمس‪[ :‬الدهن‪ ،‬والع م‪ ،‬والنفس‪ ،‬والماؿ‪ ،‬والعرض]‬
‫ال رط الثالث‪ :‬أف تفو مع أصوؿ وقوامد ال رهع وإ صادـ الدليم‪.‬‬
‫ال رط الرابع‪ :‬أإ كوف ضي العبادات والم درات كالموارهث وأنصب الزكاة‪.‬‬
‫ال رط الخامس‪ :‬أف كوف مص ح مام إ خاص ‪ ،‬وإ عار ا مص ح أرجح من ا‪.‬‬
‫ض اه ال روط الخمس التي إذا واضرت جاز العمم ب ا‪ ،‬ومن ىنا ن ير إلا مسأل وىي‪( :‬مسأل سد الارائع)‬
‫والارائع‪ :‬جمع ذرهع وىي الوسي المؤده إلا ال يء‪.‬‬
‫واصط الا‪ :‬الوسي الموص ل ممنوع الم تمم م ا مفاسد‪ ،‬أو ل م روع المتمثم ضي مص ح ‪ ،‬وبحسب ما هكوف‪.‬‬
‫ذرهع م روم وىي الموص إلا م روع‪ :‬مثم‪ :‬السعي إلا الجمع ‪.‬‬
‫ض اه ذرهع وصم إلا ش ود الجمع وىاا م روع‪ ،‬ولالد ه اؿ‪ :‬ا مر بالسعي إلي ا باب من أبواب الارائع‪.‬‬
‫وىناؾ ذرهع ممنوم وىي الموص إلا الممنوع‪ ،‬كالخ وة بالمرأة ا جنبي ‪.‬‬
‫ض ي ذرهع وصم إلا الزنا‪ .‬وهُمنع الخ وة با جنبي سدا ل ارهع ‪ ،‬وكالد الارهع بحسب ورود النص ومدمو‪.‬‬
‫ضارهع م روم وىي الموص إلا م روع‪ ،‬وذرهع ممنوم وىي المؤده إلا الممنوع‪ ،‬والك ـ ضي ذلد هأ ي‪.‬‬
‫وب اا نكوف قد انت ينا من باب ا دل اإستاناسي ‪ ،‬وهب ا لنا مدة أسا ‪.‬‬

‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬مرؼ العرؼ والعادة‪.‬‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬ما ىي ال روط التي ه ترط ا الع ماء ل عمم بالعرؼ والعادة؟‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬ما ىي أقساـ المصالح؟ ومتا هُعمم بالمص ح المرس ؟‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المحا ػرة التاسع ػ م ػػرة‬

‫الباب التاسع‪[ :‬قوامد ض م النصوص ال رمي ]‬


‫خػػيص مػػا سػػبو‪ :‬أننػػا بػػدأنا بتعرهػػف أصػػوؿ الف ػػو‪ ،‬تػػم ك منػػا مػػن ا الكػػاـ ال ػػرمي ‪ ،‬وا الكػػاـ التك يفيػ ‪ ،‬وا الكػػاـ الو ػػعي ‪،‬‬
‫وا دل ال رمي ‪ ،‬وا دل اإستاناسي ‪ ،‬ضانت ينا من التعرهفات‪.‬‬
‫واليوـ نبدأ ضي ض م قوامد النصوص‪ :‬أي كيفي اإستدإؿ م ا الحكم من الدليم‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪ :‬الباب التاسع‪[ :‬قوامد ض م النصوص ال رمي ]‪ ،‬وضيو اتنا م ر ابطا‪.‬‬
‫ال ابط ا وؿ‪ :‬المجمم‪ :‬ما االتمم أكثر من معنا دوف رجحاف‪ ،‬والمبين‪ :‬ما دؿ م ا المعنا المراد‪.‬‬
‫أض ػراده‪،‬‬ ‫ال ػػابط الثػػاني‪ :‬العػػاـ ىػػو‪ :‬ال فػػظ المسػػتغرؽ لكػػم مػػا هص ػ ح لػػو دضع ػ واالػػدة‪ ،‬والخػػاص‪ :‬قصػػر الكػػم العػػاـ م ػػا بع ػ‬
‫وهحمم العاـ م ا الخاص‪.‬‬
‫ال ابط الثالث‪ :‬رؾ اإستفسار ضي م اـ اإالتماؿ هنزؿ منزل العموـ ضي الم اؿ‪.‬‬
‫ىاه ال وابط الث ت ىي م خص محا رة اليوـ‪.‬‬

‫ضأقوؿ مستعينا باهلل مز وجم‪ :‬ال ابط ا وؿ‪[ :‬المجمم]‬


‫و عرهف المجمم ضي ال غ ىو‪ :‬المب م والمجموع من أجمم ا مػر إذا أب ػم‪ ،‬وقيػم‪ :‬ىػو المجمػوع مػن أجمػم الحسػاب إذا جمػع‬
‫وجعم جم واالدة‪ ،‬وقيم‪ :‬ىو المتحصم من أجمم ال يء إذا الص و‪.‬‬
‫المجمم ضي اإصط ح ىو كما قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ما االتمم أكثر من معنا دوف رجحاف‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد‪ :‬لفظ (العين)‪ ،‬ولفظ (ال رء)‪ ،‬ولفظ (ال فو)‪ ،‬ولفظ (مسعس)‬
‫ىاه ألفاظ جاءت ضي ال رع ل ا أكثر من معنا‪ .‬ض م نحم ا م ا معنا معين؟ ىاا معنا ماـ‪.‬‬
‫(العين) أ ي بمعنا‪ :‬الاىب‪ ،‬و أ ي بمعنا‪ :‬العين الباصرة‪ ،‬و أ ي بمعنا‪ :‬البار‪ ،‬و ا ي بمعنا‪ :‬الجاسوس‪.‬‬
‫كالد (ال رء) أ ي بمعنا‪ :‬الحي ‪ ،‬و أ ي بمعنا‪ :‬الط ر‪ ،‬ضإذا جاءت ال فظ (ىاه مجم )‬
‫(مسعس) أ ي بمعنا‪ :‬أقبم و أدبر‪.‬‬

‫وبين الط ر‪.‬‬ ‫ض نا اهلل مز وجم ه وؿ‪{ :‬والمط ات هتربصن بأنفس ن ت ت قروء} ال رء‪ :‬لفظ م ترؾ بين الحي‬
‫ض اا ماـ هحتاج إلا دليم هعينو‪ ،‬ضجاءت السن ضبين أف الم صود بال رء ىو‪( :‬الحي )‬
‫ضعد ا ت ث الي ات‪.‬‬ ‫إذا كان من ذوات ال روء‪ ،‬أي ممن حي‬ ‫أي المرأة المط‬
‫حي ‪.‬‬ ‫دع الص ة أهاـ أقرائ ا التي كان‬ ‫واستدلوا لالد ب وؿ النبي ﷺ ل مرأة المستحا‬
‫أ ي ا ضي ا الحي ‪.‬‬ ‫أي ا هاـ كان‬

‫‪17‬‬
‫ومثاؿ ما هحتاج إلا غيره ضي بياف صفتو‪( :‬العبادات)‬
‫اهلل مػػز وجػػم قػػاؿ‪{ :‬وأقيمػػوا الص ػ ة} ىػػاا مجمػػم‪ ،‬مػػا كنػػا نػػدري مػػا ىػػي الص ػ وات و كيػػف نص ػ ي‪ .‬ضجػػاءت السػػن ضبين ػ أف‬
‫الص وات الخمس‪ :‬الظ ر أربع ركعات‪ ،‬والعصر أربع ركعات‪ ،‬والمغرب ت ث ركعات‪ ،‬الع اء أربع ركعات‪ ،‬والفجر ركعتين‪.‬‬
‫ض اا مما بينو النبي ﷺ‪.‬‬
‫مثال ػػو قول ػػو ع ػػالا‪{ :‬وءا ػػوا الزك ػػاة} ى ػػاا م ػػاـ‪ .‬ضج ػػاءت الس ػػن ضبينػ ػ الم ػػدار الواج ػػب‪ ،‬والم ػػادهر الت ػػي خ ػػرج م ػػن ا ص ػػناؼ‬
‫[كالع ر‪ ،‬ونصف الع ر‪ ،‬والخمس] وغير ذلد‪ .‬ىاا بالنسب ل مجمم‪.‬‬

‫أما المبين ض و‪ :‬المظ ر والمو ح‪.‬‬


‫واصط الا‪ :‬قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ما دؿ م ا المعنا المراد‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ىو ما است م بنفسو ضي الك ف من المراد و لم هفت ر إلا معرض المراد إلا غيره‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد‪ :‬ا لفاظ المو وم لألشياء‪.‬‬
‫كالسماء‪ ،‬وا رض‪ ،‬والجبم‪ ،‬وك فظ (العدؿ) أي صف العدؿ‪ ،‬وصف الظ م‪ ،‬والصدؽ‪ ،‬والكاب‪.‬‬
‫ض اه الك مات مو وم بأصم الو ع وإ حتاج إلا غيرىا‪.‬‬
‫ومثالو‪ :‬العبادات بعدما بين ا لنا النبي ﷺ‪.‬‬
‫قاؿ اهلل عالا‪{ :‬وأقيموا الص ة ون وا الزكاة} إ ه وؿ قائم اآلف‪ :‬أف الص ة مجم ‪ ،‬أو أف الزكاة مجم ‪.‬‬
‫بم ىي مبين بعدما بين ا النبي ﷺ‪.‬‬
‫ولالد العمم ضي ا صم بالمجمم وكالد المبين‪ .‬ضإذا جاء نص مجمم ونص مبين‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا‪[ :‬وهحمم المجمم م ا المبين] ض ولو‪ :‬هحمم المجمم م ا المبين‪.‬‬


‫وذلد إذا عار العمم بالمجمم بدوف بيين‪.‬‬
‫(كالص ة) ضي بداه ا مر‪ ،‬وكالد الاكاة‪ ،‬وكالد صف الحج‪ ،‬قبم أف هبين ا النبي ﷺ‪.‬‬
‫ا شػياء سػباب‪ :‬كػن ص الع ػم‪ ،‬أو ك صػور الف ػم‪ ،‬أو كالت صػير ضػي ط ػب‬ ‫بعػ‬ ‫أىم الع م‪ :‬قد هخفا م ػا الػبع‬ ‫وقاؿ بع‬
‫الع م‪ ،‬أو كسوء ال صد‪.‬‬
‫والع ماء قالوا‪ :‬هجب م ا المك ف م د العزـ م ا العمم بالمجمم متا الصم بيانو‪.‬‬
‫والنبي ﷺ بين متو با قواؿ وبا ضعاؿ وب ما معا بياف المجمم‪.‬‬
‫ضمما بينو بال وؿ‪ :‬إخباره من أنصبو الزكاة وم ادهرىا‪.‬‬
‫كما قاؿ ﷺ‪" :‬ضي الركاز الخمس"‪.‬‬
‫السماء والعيوف أو كاف مثرها الع ر وضيما س ا الن ح نصف الع ر"‪.‬‬ ‫وكما قاؿ‪" :‬ضيما س‬

‫‪18‬‬
‫ومثػػاؿ بيانػػو بالفعػم‪ :‬قيامػػو بأضعػػاؿ المناسػػد أمػػاـ ا مػ ضػػي‪ :‬المبيػ بمنػػا‪ ،‬والوقػػوؼ بعرضػ ‪ ،‬ورمػػي الجمػػار‪ ،‬والح ػػو‪ ،‬والت صػػير‪،‬‬
‫والطواؼ‪ ،‬والسعي‪.‬‬
‫ىاا بياف مجمم قوؿ اهلل مز وجم‪{ :‬وهلل م ا الناس الج البي من استطاع إليو سبي }‬
‫ضحج النبي ﷺ‪ ،‬وجعم هظ ر ل ناس م ا راال تو وه وؿ‪" :‬خاوا مناسككم‪ ،‬أني إ أدري لع ي إ أالج بعد الجتي ىاه"‪.‬‬
‫ومثاؿ ما بينو بال وؿ والفعم معا‪( :‬الص ة) ضي قولو عالا‪{ :‬وأقيموا الص ة}‬
‫جعم ه رأ (قوؿ) وهركع (ضعم) وهسجد تم ه وؿ‪" :‬ص وا كما رأهتموني أص ي"‪.‬‬
‫بم قد هكوف البياف بالترؾ‪ ،‬كما ضي الدهث جابر‪ ،‬كاف نخر ا مرهن من رسوؿ اهلل ﷺ رؾ الو وء مما مس بو النار‪.‬‬
‫إذف ىاه ىي المسأل ا ولا وال ابط ا وؿ‪[ :‬المجمػم‪ :‬مػا االتمػم أكثػر مػن معنػا دوف رجحػاف‪ ،‬والمبػين‪ :‬مػا دؿ م ػا المعنػا‬
‫المراد‪ .‬وهحمم المجمم م ا المبين]‪ ،‬كما ق نا اآلف‪ :‬هأ ينا قولو عالا‪{ :‬وأقيموا الص ة} ىاا مجمم ضػي أصػ و‪ ،‬لكػن مبػين ضػي‬
‫صفتو‪ ،‬أف النبي ﷺ بين لنا إقام وصف الص ة‪.‬‬

‫تانيا‪ :‬قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثاني‪[ :‬العاـ‪ :‬ىو ال فظ المستغرؽ لكم ما هص ح لػو دضعػ واالػدة‪ ،‬والخػاص‪ :‬قصػر الكػم‬
‫أضراده‪ ،‬وهحمم العاـ م ا الخاص]‪.‬‬ ‫العاـ م ا بع‬
‫ض ولو‪ :‬العاـ ىو ال فظ المستغرؽ لكم ما هص ح لو دضع واالدة‪.‬‬
‫ضالعاـ ضي ال غ بمعنا‪ :‬ال امم‪ ،‬والعموـ بمعنا‪ :‬ال موؿ‪ ،‬ومنو قولو‪ :‬مم م الخير‪ ،‬أي إذا شم م وأالاط ب م‪.‬‬
‫والعاـ ضي اإصط ح كما قاؿ شيخنا‪ :‬ىو ال فظ المستغرؽ لجميع ما هص ح لو دضع واالدة‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ىو ال فظ ال امم جناس أو أنواع أو أضراد كثيرة‪ ،‬وقيم‪ :‬ال فظ المستغرؽ لجميع أضراده ب الصر‪.‬‬
‫وىاه ك ا معاف واالدة‪ .‬ىاا معنا العاـ‪.‬‬

‫وأما الخاص‪ ،‬ضالخاص ضي ال غ ‪ :‬اإلضراد‪ .‬وىو د العاـ‪.‬‬


‫مأخوذ من قول م‪ :‬اختص ض ف بكاا‪ .‬أي انفرد بو‪ .‬ض ف خاص بف ف أي منفرد بو‪.‬‬
‫أضراده‪.‬‬ ‫والخاص ضي اإصط ح‪ :‬ال فظ الداؿ م ا مسما واالد‪ ،‬وقيم‪ :‬قصر الكم العاـ م ا بع‬
‫إ بد قبم أف نتك م من العاـ ومن الخاص أف نعرؼ [ألفاظ و صيغ العموـ]‪.‬‬
‫ضيدؿ م ا العموـ مدة ألفاظ‪:‬‬
‫قاؿ الع ماء‪ :‬ا وؿ‪ :‬ما دؿ م ا العموـ بماد و‪ ،‬ألفاظ و ع ضي ال غ دؿ م ا العموـ‪.‬‬
‫ك فظ‪[ :‬كم‪ ،‬وجميع‪ ،‬وكاض ‪ ،‬ومام ‪ ،‬وأي‪ ،‬وسائر]‬
‫ضمن ا وؿ لفظ‪( :‬كم) قولو عالا‪{ :‬إنا كم شيء خ ناه ه در}‪ ،‬وقاؿ النبي ﷺ‪ " :‬كم أمتي معػاضا إإ المجػاىرهن"‪ ،‬وقػاؿ ﷺ‪:‬‬
‫" كم أمتي هدخ وف الجن إإ من أبا"‬

‫‪19‬‬
‫ض فظ‪( :‬كم) عم و مم جميع الناس‪[ :‬الرجاؿ والنساء الكبار والصغار الف راء وا غنياء العبيد وا الرار]‪( ....‬كم)‬

‫الثاني‪( :‬جميع) ك ولو عالا‪{ :‬وإف كم لما جميع لدهنا مح روف}‬


‫ومن السن ‪ " :‬كاف النبي ﷺ هُ حي بال اة الواالدة من جميع أى و"‪ ،‬ض فظ جميع هدخم ضيو الكم‪.‬‬

‫و(كاض ) ك ولو عالا‪{ :‬وما أرس ناؾ إإ كثض ل ناس ب يرا وناهرا ولكن أكثر الناس إ هع موف}‪.‬‬
‫وقولو ﷺ‪ " :‬كاف النبي هبعث إلا قومو خاص وبُعث إلا الناس كثض "‪.‬‬
‫الجػد المحبوسػوف"‪ .‬نسػأؿ اهلل‬
‫ولفظ‪( :‬مام ) ك ولو ﷺ‪ " :‬قمػ م ػا بػاب الجنػ ضكػاف مامػ مػن دخ ػا المسػاكين وأصػحاب َ‬
‫أف هرزقنا الجن ‪.‬‬

‫و(أي) ك ولو عالا‪{ :‬قاؿ ذلد بيني وبيند أهما ا ج ين ق ي ض مدواف م يو واهلل م ا ما ن وؿ وكيم}‬
‫وك ولو ﷺ‪ " :‬أهما امرأة مات ل ا ت ت من الولد كانوا الجابًا ل ا من النار"‪.‬‬
‫وك ولػو ﷺ‪ " :‬أهمػػا مسػ م شػ د لػػو أربعػ بخيػػر أدخ ػػو اهلل الجنػ ‪ .‬ق نػػا وت تػ ؟ قػػاؿ‪ :‬وت تػ ‪ ،‬ق ػ ‪ :‬واتنػػاف؟ قػػاؿ‪ :‬واتنػػاف‪ ،‬تػػم لػػم‬
‫نسألو من الواالد"‪.‬‬

‫المػاء م ػا سػائر جسػػده‬ ‫ولفػظ‪( :‬سػائر) كمػا ضػػي صػف غسػم النبػي ﷺ‪ " :‬كػػاف هأخػا ت تػ أكػف وهفي ػ ا م ػا رأسػو تػم هفػػي‬
‫م ا النساء كف م الثرهد م ا سائر الطعاـ"‪ ،‬ض اا ىػو الػدليم ا وؿ‪ ،‬ألفػاظ مو ػوم ػدؿ‬ ‫ﷺ"‪ ،‬وك ولو ﷺ‪ " :‬إف ض م مائ‬
‫م ا العموـ‪.‬‬

‫أسماء ال رط‪ :‬ك ولو عالا‪{ :‬من ممم صالحا ض نفسو ومن أساء ضع ي ا}‪.‬‬
‫من ممم‪( :‬من) اسم شرط‪ ،‬أي كم من ممم صالحا أجازه اهلل بو‪ ،‬كالد أسماء اإستف اـ‪.‬‬
‫ؼ(من) ل ع ء‪ ،‬ك ولو عالا‪{ :‬قم أرأهتم إف أصبح ماؤكم غورا ضمن هأ يكم بماء معين} من هأ يكم؟ الجواب إ أالد‪.‬‬
‫و(أهن) و عم ا مكن ‪ ،‬ك ولو عالا‪{ :‬ضأهن اىبوف}‬
‫كالد اإستف اـ اإلنكاري‪ :‬ك ولو عػالا‪{ :‬قػم أرأهػتم إف جعػم اهلل م ػيكم ال يػم سػرمدا إلػا هػوـ ال يامػ مػن إلػو غيػر اهلل هػأ يكم‬
‫ب ياء أض سمعوف}‬
‫المعرؼ بأؿ والمعرؼ باإل اض مفردا كاف أو مجموم ‪ :‬ك ولو عالا‪{ :‬ضاذكروا نإء اهلل لع كم ف حوف}‪.‬‬
‫ُ‬
‫والمعرؼ بأؿ اإستغراقي ‪ :‬ك ولو عالا‪{ :‬وخ و اإلنساف عيفا}‪ ،‬ضك م اإلنساف مم كم الناس‪.‬‬
‫ُ‬
‫الح ُم ض يستأذنوا}‪ ،‬مم جميع ا طفاؿ‪.‬‬
‫وقولو عالا‪{ :‬واذا ب غ ا طفاؿ منكم ُ‬
‫[وىنا ن وؿ‪ :‬إ بد أف ع م أف الخاص هُعمم وهحمم العاـ م ا الخاص]‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ولػػالد قػػاؿ الع مػػاء‪ :‬ه ػػترط ضػػي المػػم الخػػاص م ػػا العػػاـ أمػػور‪ :‬ض بػػم أف نحمػػم العػػاـ م ػػا الخػػاص نػػاكر خصػػيص الكتػػاب‬
‫والسن ‪.‬‬
‫قد هخصص الكتاب بالكتاب‪ ،‬وقد هخصص الكتاب بالسن ‪ ،‬وقد خصص السن بالكتاب‪ ،‬وقد خصص السن بالسن ‪.‬‬

‫ضأما خصيص الكتاب بالكتاب‪ :‬ض وؿ اهلل مز وجم‪{ :‬والمط ات هتربصن بأنفس ن ت ت قروء} ض اا ماـ ضي كم النساء‪.‬‬
‫مسػػوىن ضمػػا لكػػم م ػػي ن مػػن مػػدة‬
‫وخػػص ب ولػػو عػػالا‪{ :‬هػػا أه ػػا الػػاهن نمنػػوا إذا نكحػػتم المؤمنػػات تػػم ط تمػػوىن مػػن قبػػم أف ّ‬
‫بعد الدخوؿ ضع ّد ا ت ث الي ات‪.‬‬ ‫االا جمي ً } إذف المرأة إذا ط ُ‬
‫عتدون ا ضمتعوىن وسرالوىن سر ً‬
‫قبم الدخوؿ ض يس ل ا مدة‪ ،‬وىاا ما خصص الكتاب بالكتاب‪.‬‬ ‫ولكن إذا طُ‬

‫وأما خصيص الكتاب بالسن ‪ :‬ضك ولو عالا ضي نه الموارهث‪{ :‬هوصيكم اهلل ضي أوإدكم ل اكر مثم الظ ا نثيين}‬
‫سم بين ا وإد‪ ،‬سواء كانوا كاضرهن‪ ،‬سواء كانوا مس مين‪ ،‬سواء كانوا غير ذلد‪.‬‬
‫ض اه نه مام أف الترك ُ ّ‬
‫ضجػػاءت السػػن ضخصص ػ أف ىػػاا بالمس ػ م‪ ،‬أي إذا كػػاف المي ػ مس ػ ًما‪ ،‬وبالكػػاضر إذا كػػاف كػػاضرا‪ ،‬ضفػػاؿ النبػػي ﷺ‪" :‬إ هػػرث‬
‫المس م الكاضر وإ الكاضر المس م"‪ ،‬ض وارث بين ما‪ ،‬ضكان السن مخصص ل رنف‪.‬‬

‫وأما خصيص السن بالكتاب‪ :‬ض د قاؿ النبي ﷺ‪" :‬ما قُ ِطع من الب يم ض و مي "‬
‫وضي رواه ‪" :‬ضما قُ ِطع من الي ض و مي " هعني أي شيء ه طع من الي‪ ،‬هعني لو قطع ساقًا من ب يم ض ي ميت ‪.‬‬
‫إ هجوز أك ا‪ ،‬ا‪ ،‬إلي شاة‪ ،‬ا إ ؤكم‪ ،‬طالما أف ال اة كان الي ‪.‬‬
‫لكن جاء ال رنف ضخصص أشياء هُ طع من الحػي وهصػح اسػتعمال ا‪ ،‬ك ولػو عػالا‪{ :‬ومػن أصػواض ا وأوبارىػا وأشػعارىا أتاتػا ومتامػا‬
‫إلا الين} ضيجوز قطع الصوؼ والوبر وال عر من الحي واستعمالو‪.‬‬
‫ومن أمث ػ ذلػد اه ػا‪ :‬أف النبػي ﷺ قػاؿ‪" :‬خػاوا منػي خػاوا منػي قػد جعػم اهلل ل ػن سػبي ‪ ،‬البكػر بػالبكر ج ػد مائػ ونفػي سػن ‪،‬‬
‫والثيب بالثيب ج د مائ والرجم"‪ ،‬ىاا ه مم الحر والعبد‪.‬‬
‫ضجاء ال رنف ضبين أف إ رجم م ا العبيد إنما ىاا خػاص بػا الرار‪ ،‬ض ػاؿ عػالا‪{ :‬ضػإذا أالص ّػن ضػإف أ ػين بفاال ػ ضع ػي ن نصػف‬
‫ما م ا المحصنات من العااب}‪.‬‬

‫وأما خصيص السن بالسن ضكثيرة من ا‪:‬‬


‫السػماء والعيػوف أو كػاف مثرهػا العُ ػر ومػا سػ ي مػن ن ػح نصػف‬ ‫خصيص ال ولي بال ولي ‪ :‬كما جاء ضي قولو ﷺ‪ " :‬ضيمػا سػ‬
‫الع ر" ىاا ماـ ضي كم ق يم وكثير‪.‬‬
‫ضجاءت السن ضبين أنو قاؿ ﷺ‪" :‬ليس ضيما دوف خمس أوسو صدق "‪ ،‬ضو ع ال ًدا ل نصاب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫زالاما‪ ،‬ض اؿ‪ :‬ما ىػاا؟ قػالوا‪ :‬صػائم‪ ،‬ض ػاؿ ﷺ‪ :‬لػيس مػن البػر الصػوـ‬
‫كالد النبي ص ا اهلل وس م‪" :‬الينما رأى رج ورأى م يو ً‬
‫ضي السفر"‪ ،‬ىاا ماـ تم ُخصص بفع و ﷺ‪.‬‬
‫أسفاره ضي هوـ الار التا ه ع الرجم هده م ػا رأسػو مػن‬ ‫كما ضي الدهث جابر وأبي الدرداء قاؿ‪" :‬خرجنا مع النبي ﷺ ضي بع‬
‫شدة الحر وما ضينا صائم إإ ما كاف من النبي ﷺ وابن رواال "‪.‬‬
‫إ هصوـ‪.‬‬ ‫ض اا مع قولو‪" :‬ليس من البر الصوـ ضي السفر" إإ أنو صاـ‪ ،‬ضدؿ م ا أنو إذا وجدت الم‬

‫[وهحمم العاـ م ا الخاص]‪ ،‬ضالنبي ﷺ الينما ه وؿ أو هن ا أف همس الرجم ذكره بيمينو‪.‬‬


‫ىاا ن ي ماـ من النبي ﷺ‪.‬‬
‫مسكن أالدكم ذكره بيمينو و ىو هبوؿ"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تم هأ ي الدهث نخر ضي وؿ ﷺ‪" :‬إ هُ‬
‫ضالحدهث ا وؿ‪( :‬ماـ) ضي كم أمر‪ ،‬والثاني‪( :‬خاص) الاؿ البوؿ ض ط‪.‬‬
‫ض نا هحمم العاـ م ا الخاص وهكوف الن ي من مسد الاكر باليمين أتناء البوؿ‪.‬‬
‫مثاؿ ذلد أه ا‪ :‬الدهث الاهف (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪ " :‬كاف النبي ﷺ إذا قاـ من ال يم ه وص ضاه بالسواؾ"‪.‬‬
‫ىاا ماـ ضي كم قياـ‪ :‬إذا قاـ ليأكم‪ ،‬لي رب‪ ،‬لياىب إلا الخ ء‪ ،‬ليص ي‪ ،‬إذا قاـ من ال يم‪.‬‬
‫تم جاءت الرواه ا خرى أه ا قاؿ‪ " :‬كاف النبي ﷺ إذا قاـ من ال يم ليت جد ه وص ضاه بالسواؾ "‬
‫ماما والسواؾ ُخصص بال ياـ ل ت جد‪.‬‬
‫ضكاف ال ياـ ً‬
‫ضيحمم العاـ م ا الخاص‪ ،‬ضيعمم بالخاص ىنا‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثالث‪ [ :‬رؾ اإستفصاؿ ضي م اـ اإالتماؿ هُ َنزؿ ضي منزل العموـ]‪.‬‬
‫هعني إذا أمر النبي ص ا وس م بأمر ماـ‪ ،‬ولم هفصم ضا مر م ا ممومو‪.‬‬
‫مثاؿ لالد‪ :‬الدهث غي ف الث في‪ " :‬أنو أس م و حتو م رة نسوة‪ ،‬ض اؿ لو النبػي ﷺ‪ :‬أمسػد مػن ن أر ًبعػا وضػارؽ سػائرىن"‪ ،‬ض نػا‬
‫النبػػي ﷺ قػػاؿ‪" :‬أمسػػد مػػن ن أربػػع"‪ ،‬ولػػم هبػػين‪ :‬ىػػم ا وؿ؟ ىػػم ا واخػػر؟ ىػػم الوسػػاطا؟ ىػػم الكبػػار؟ ىػػم الصػػغار؟ ىػػم مػػن‬
‫أنجبن؟ ىم من لم نجب؟ أط و النبي ﷺ‪.‬‬
‫ضيكوف ىنا رؾ اإستفصاؿ هتنزؿ أو ه وـ م اـ العموـ‪.‬‬
‫إذف م ا قوؿ الجم ور هختار أي أربع نسوة من ن هكوف تم هفارؽ الباقي بعد ذلد‪.‬‬
‫ومثالو قولو عالا‪{ :‬وطعاـ الاهن أو وا الكتاب الم لكم وطعامكم الم ل م}‬
‫لحما أو غيره‪ ،‬وأىم الكتاب‪ :‬الي ود والنصارى‪.‬‬
‫(وطعاـ الاهن أو وا الكتاب) أي طعاـ سواء كاف ً‬
‫ىاا معنا قولو‪ :‬رؾ اإستفصاؿ ضي م اـ اإالتماؿ هُنزؿ منزل العموـ‪.‬‬
‫اؼ‪.‬‬ ‫هعني إذا جاءؾ الكم إ سأؿ من التفصيم‪ .‬نو لو كاف أو أراد النبي ﷺ أف هُ يف إلا ىاا ال وؿ شياا‬

‫‪22‬‬
‫إنما لما رؾ لم هستفصم السائم من ىن ا ربع التي أمسد‪ ،‬وسك ضكاف ا مر م ا التخيير‪.‬‬
‫ا سا ‪.‬‬ ‫وبالد نت ا المحا رة التاسع م رة وهب ا لنا بع‬

‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬مرؼ المجمم والمبين مع رب مثاؿ‪.‬‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬مرؼ العاـ والخاص مع رب مثاؿ‪.‬‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬اذكر ا لفاظ الدال م ا العموـ مع التمثيم‪.‬‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المحا ػ ػرة الع ػ ػ ػػروف‬
‫أه ػػا ا الب ػ ضػػي اهلل ىػػاه ىػػي المحا ػػرة الع ػػروف ومػػا زلنػػا ضػػي [قوامػػد ض ػػم النصػػوص]‪ ،‬و ك منػػا ضػػي المحا ػػرة السػػاب مػػن‬
‫[المجمم والمبين]‪ ،‬وكالد ك منا من [العاـ والخاص]‪ ،‬واليوـ إف شاء اهلل عالا نكمم ضي ض م قوامد النصوص ال رمي ‪.‬‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪:‬‬
‫ال ػػابط الرابػػع‪[ :‬الظػػاىر ىػػو المتبػػادر إلػػا الػػاىن منػػد سػػماع ال فػػظ‪ ،‬والتأوهػػم معنػػا نخػػر هحتم ػػو ال فػػظ‪ ،‬والظػػاىر إ هػػؤوؿ إإ‬
‫ب روط ت ت مند عار المم ال فظ م ا الظاىر بدليم هرجح المعنا اآلخر أف هكوف المعنا اآلخر مما حتم و ال غ العربي ]‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬الظاىر‪ :‬ىو المتبادر إلا الاىن مند سماع ال فظ‪.‬‬
‫الظاىر لغ ‪ :‬الوا ح والبين‪ ،‬ومنو الظ ور والصعود والغ ب ‪ .‬وسمي الظ ر ظ را لع وه وبيانو وسمي الصعود إلا ال يء ظ ورا‪.‬‬
‫الظاىر اصط ًالا‪ :‬ما االتمم أمرهن أالدىما أظ ر من اآلخر ك فظ ا سد‪ ،‬ض و قاؿ قائػم رأهػ اليػوـ أسػدا ضػإف ظػاىر ال فػظ أنػو‬
‫رأى الحيواف المفترس نو المعنا الح ي ي‪.‬‬
‫والمعنػػا أه ػػا هحتمػػم أنػػو رأى رجػ شػػجاما‪ .‬ض ػػو قػػاؿ رأه ػ اليػػوـ أسػػدا م ػػا المنبػػر هػػأمر بػػالمعروؼ وهن ػػا مػػن المنكػػر ض ػػاا‬
‫هُحمم م ا المعنا اآلخر‪ ،‬لماذا؟ نو هحتم و‪.‬‬
‫وقيم ما دؿ بنفسو م ا معنا راجح مع االتماؿ غيره‪.‬‬
‫ضإذا ما قاؿ رأه أسدا‪ ،‬المعنا الظاىر أنو رأى الحيواف المفترس والمعنا اآلخر المحتمػم أنػو رجػم رأى رجػ شػجاما ضيػو صػف‬
‫من صفات ا سد‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد لما سام النبي ﷺ من الو وء من لحوـ الغنم قاؿ‪" :‬إف شا ضتو أ وإف شا ض تو أ"‪.‬‬
‫وسام من لحوـ اإلبم قاؿ‪" :‬نعم و أ من لحم اإلبم"‪.‬‬
‫الع مػػاء م ػػا غسػػم‬ ‫ضػػإف الظػػاىر ضػػي الو ػػوء غسػػم أم ػػاء الو ػػوء‪ ،‬والو ػػوء الم ػػروع الػػاي جػػاء مػػن النبػػي ﷺ والم ػػو بعػ‬
‫لحم الجزور هجب م يد أف تو أ‪.‬‬ ‫اليدهن ض ط‪ .‬وىاا بعيد جدا ضيكوف المعنا الظاىر أند إذا أك‬
‫وقولػػو‪ :‬الظػػاىر ىػػو المتبػػادر إلػػا الػػاىن‪ .‬ضيكػػوف ا مػػر ا وؿ ىػػو‪[ :‬هنبغػػي العمػػم بالظػػاىر التػػا هػػأ ي دليػػم هصػػرضو مػػن ال فػػظ‬
‫المراد]‪.‬‬
‫ػد والم ػػد صػػفا صػػفا} المعنػػا الظػػاىر أف اهلل مػػز وجػػم هجػػيء مجياًػػا ال ي يػػا ه يػػو بج لػػو‪،‬‬
‫ػثء َربُّػ َ‬
‫ومثػػاؿ ذلػػد قولػػو عػػالا { َو َجػ َ‬
‫والاي هدمي وقاؿ وجاء أمر ربد أوهم م ا خ ؼ الظاىر هحتاج إلا دليم‪.‬‬
‫ومن السن قوؿ النبي ﷺ‪" :‬هنزؿ ربنا بارؾ و عػالا كػم لي ػ إلػا السػماء الػدنيا الػين هب ػا ت ػث ال يػم اآلخػر‪ ،‬ه ػوؿ‪ :‬مػن هػدموني‬
‫ضأستجيب لو؟ من هسألني ضأمطيو؟ من هستغفرني ضأغفر لو؟"‪.‬‬
‫الظاىر أف اهلل سبحانو و عالا هنزؿ باا و نزوإ ه يو بج لو ب كييف وإ عطيم وإ مثيم وإ أوهم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لماذا؟ نو قاؿ سبحانو‪{ :‬ليس كمث و شيء وىو السميع البصير} ضمن هؤوؿ ذلػد بنػزوؿ الرالمػ أو نػزوؿ المغفػرة أو غيػر ذلػد‬
‫هحتاج إلا دليم‪.‬‬
‫ومن المعام ت قوؿ النبي ﷺ "إ نكاح إإ بولي"‪ ،‬الظاىر أنو إ نكاح صحيحا إإ بولي‪.‬‬
‫ومن هحم و م ا "إ نكاح اـ" هحتاج إلا دليم‪ ،‬ض نا إ بد أف نحمم النص م ا ظاىره وإ ن جأ ل تأوهم‪.‬‬
‫لماذا؟ قاؿ الع م العثيمين رالمو اهلل‪ :‬مور أربع ‪:‬‬
‫ا وؿ‪ :‬أف ىاه طره الس ف (ر ي اهلل من م) أن م كانوا هحم وف النصوص م ا ظاىرىا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنو أالوط أف هجري اإلنساف النص م ا ظاىره‪.‬‬
‫نو أجرى النصوص م ا ظاىرىا‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أنو أبرأ ل ام‬
‫الرابع‪ :‬نو أقوى ضي التعبد واإن ياد ف كماؿ التعبد أف اؿ ل معبود مز وجم‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪[ :‬والتأوهم معنا نخر هحتم و ال فظ]‪.‬‬


‫عرهف المؤوؿ لغ ‪ :‬المؤوؿ من ا َْو ِؿ وىو الرجوع‪ .‬ه اؿ نؿ ا مر إليو إذا رجع إليو‪.‬‬
‫واصط ًالا‪ :‬ما ُالمم لفظو م ا المعنا المرجوح‪.‬‬
‫والتأوهم ضي الكتاب والسن م ا معنيين‪:‬‬
‫ين}‪ .‬هعنػي بتفسػيره‪ ،‬ن ػم رأوا رؤهػا وارادوا مػن هوسػف‬‫ِِ‬ ‫ا وؿ‪ :‬التفسير‪ ،‬ومنو قوؿ اهلل عالا‪{ :‬نَػبنْاػنا بِتأْ ِوه ِ ِو إِنَّا نَػػر َ ِ‬
‫اؾ م َػن ال ُْم ْحسػن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أف هعبرىا ل م‪.‬‬
‫ومػػن السػػن الػػدهث ابػػن مبػػاس ر ػػي اهلل من مػػا أف رسػػوؿ اهلل ﷺ و ػػع هػػده م ػػا كتفػػو أو م ػػا منكبػػو وقػػاؿ‪" :‬ال ػػم ض ػػو ضػػي‬
‫الدهن وم مو التأوهم" أي التفسير‪.‬‬
‫سػوهُ‬ ‫الثاني‪ :‬المثؿ بمعنا اإلخبار أو اإمتثاؿ‪ ،‬أما اإلخبار ض ولػو عػالا‪{ :‬ىػم هنظُػرو َف إَِّإ َأْ ِوه َػوُۚ هػػوـ هػأْ ِي َأْ ِوه ُػوُ هػ ُ ُ َّ ِ‬
‫هن نَ ُ‬
‫ػوؿ الػا َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ْح نو} أي ىم هنظر ىؤإء المكابوف إإ وقوع ما أخبِروا بو؟‬ ‫ِ‬
‫ت ُر ُس ُم َربنػنَا بِال َ‬
‫اء ْ‬
‫من قَػ ْب ُم قَ ْد َج َ‬
‫ر ي اهلل من ا‪" :‬ما ص ا النبي ﷺ ص ة بعد أف نزل م يو "إذا جػاء نصػر اهلل والفػتح" اإ ه ػوؿ ضي ػا‬ ‫ومن اإمتثاؿ قوؿ مائ‬
‫"سبحاند ربنا وبحمدؾ ال م اغفر لي"‪.‬‬
‫قولو‪ :‬والظاىر إ هؤوؿ إإ ب روط ت ت ‪ :‬أي ا صم أننا نحمم ال فظ م ا الظاىر إإ إذا عار الم و ض نا إ بد من شروط‪:‬‬
‫ال رط ا وؿ‪ :‬قاؿ مند عار المم ال فظ م ا المعنا الظاىر‪.‬‬
‫مثاؿ ذلد قولو عالا {واسأؿ ال ره التػي كنػا ضي ػا}‪ :‬ىنػا إ بػد مػن المػم الػنص م ػا المعنػا المرجػوح‪ ،‬المػم الػنص م ػا أىػم‬
‫ال ره التي كنا ضي ا نو إذا سأؿ ال ره سيسأؿ المساكن والدور وغير ذلد‪.‬‬
‫َال ٌد نمن ُكم نم َن الْغَثئِ ِط}‬
‫ثء أ َ‬
‫ومثاؿ ذلد أه ا قولو عالا‪{ :‬أ َْو َج َ‬

‫‪25‬‬
‫ولػيس الم صػود مجػرد الػاىاب والمجػيء منػو هوجػب الو ػوء‪ ،‬إنمػا المػم م ػا المعنػا‬ ‫الغائط ضي ال غ ‪ :‬ىو المكػاف المػنخف‬
‫ضيحمم ال فظ م يو‪.‬‬ ‫المرجوح أي إذا ق ا الرجم الاجتو بحث من المنخف‬
‫ضػي قولػو‬ ‫ال رط الثاني‪ :‬قاؿ بدليم هرجح المعنا اآلخر‪ ،‬ض د هػأ ي دليػم ولكػن إ هػرجح بػالنص إنمػا بػال وى كمػا ه ػوؿ الػرواض‬
‫عالا {إِ َّف ال َّٰوَ هَأ ُْم ُرُك ْم أَف َ ْابَ ُحوا بَػ َ َرةً} قالوا المراد ذبح مائ ر ي اهلل من ا‪.‬‬
‫كالد قولو عالا {وال َّ جرةَ الْم ٔ عونَ َ ضِي الْ ُرء ِ‬
‫اف} قػالوا ه صػد اهلل مػز وجػم ب ػا بنػي أميػ وىػاا أوهػم إ دليػم م يػو ض ػو أوهػم‬ ‫َْ‬ ‫َ ََ َ ُ‬
‫ضاسد إ ه بم وهرد م ي م‪.‬‬
‫استَػ َوى}‪.‬‬
‫ش ْ‬‫الر ْال ََٰم ُن َم َا ال َْع ْر ِ‬
‫وكتأوه م ضي قولو عالا‪َّ { :‬‬
‫قالوا استوى بمعنا استولا‪ ،‬ىاا أه ا أوهم ضاسد إ هحتم و ال فظ وإ هوجد م يو دليم وإ حتم و ال غ ‪.‬‬
‫ض }‪.‬‬ ‫ومثاؿ ذلد قولو عالا‪{ :‬و ِسع ُكر ِسيُّوُ َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َوا ْ َْر َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫الم و المعط والمعتزل والج مي وا شامرة وغيرىم م ا أوهم ضاسد وضسروا الكرسي بمعنا الع م‪ ،‬ىاا أه ا أوهم ضاسد‪.‬‬
‫ضينبغي أف هحمم ال فظ م ا ظاىره وإ ه جأ إلا التأوهم إإ مند عار المم ال فظ م يو‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الخامس‪[ :‬النص ىو ال فظ الاي إ هحتمم إإ معنا واالدا وىو أقوى من الظاىر]‬
‫النص ىو ال فظ الاي إ هحتمم إإ معنا واالدا وىو أقوى من الظاىر‪.‬‬
‫عرهف ضي ال غ ‪ :‬ىو الظ ور والرضع‪ .‬الظ ور م تو من منص العروس وىو الكرسي إر فامو م ا غيره‪.‬‬
‫واصط الا كما قاؿ شيخنا‪ :‬الاي إ هحتمم إإ معنا واالدا‪ ،‬وقيم ىو ما أوه و نزه و‪ ،‬اي ما هف م بمجرد سمامو‪.‬‬
‫ْد َم َ َرةٌ َك ِام َ ٌ}‪.‬‬
‫ْح نج َو َس ْبػ َع ٍ إِ َذا َر َج ْعتُ ْم ۚ ِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مثالو قولو عالا‪{ :‬ضَ َمن لَّ ْم هَج ْد ضَصيَ ُ‬
‫اـ تََ تَ أَهَّ ٍاـ ضي ال َ‬
‫ض ولو ت ت أهاـ إ هحتمم غيرىا زهادة وإ ن صاف‪ ..‬إ ن وؿ هصوـ هومين وإ اربع ‪ ،‬وكالد قولو سبع إ هحتمػم سػت وإ خمسػ‬
‫ولالد قاؿ د م رة كام ‪.‬‬
‫نين ِم ْس ِكينًا}‬ ‫وكم ألفاظ العدد نصوص إ حتمم غيرىا‪ ،‬ك ولو عالا‪{ :‬ضَمن لَّم هستَ ِطع ضَِإطْع ِ‬
‫اـ ست َ‬
‫َ ْ َْ ْ َُ‬
‫ِ‬ ‫وقولو عالا {قَ َ ِ‬
‫اؿ ضَإنػَّ َ ا ُم َح َّرَم ٌ َم َْي ِ ْم أ َْربَع َ‬
‫ين َسنَ ً} أي لن هدخ وىا قبم ذلد الحين‪.‬‬
‫ات هػُ ْر ِ ْع َن أ َْوَإ َد ُى َّن َال ْولَْي ِن َك ِام َْي ِن}‪ .‬ىاا ظاىر‪ ،‬نص‪.‬‬
‫{ َوال َْوالِ َد ُ‬
‫وقولو ﷺ لما سام من ماء البحر قاؿ‪" :‬ىو الط ور ماؤه ِ‬
‫الح ُّم ميتتو"‪.‬‬
‫"ضالط ور ماؤه" نص هف م‪ ،‬إ هحتاج الا فسير‪ .‬وىو أقوى من الظاىر‪.‬‬
‫لماذا؟ ف النص ليس لو إإ معنا واالدا دؿ م يو كما ذكرنا م رة كام ليس ل ا معنا نخر‪.‬‬
‫مرجوالػا كمػا سػبو أف ق نػا ضػي قولػو عػالا (واسػأؿ ال رهػ التػي كنػا ضي ػا) هحمػم م ػا المعنػا‬
‫ً‬ ‫الظاىر هحتم و معنػا نخػر وإف كػاف‬
‫المرجوح‪ :‬واسأؿ (أىم) ال ره التي كنا ضي ا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط السادس‪[ :‬السياؽ من الم يدات و رجيح أالد المحتم ت]‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد المثاؿ الاي ذكرناه ضي أوؿ المحا رة‪ ،‬لو قاؿ رجم‪ :‬رأه اليوـ أسدا‪ ،‬ضالظاىر أنو الحيواف المفترس‪.‬‬
‫ضإف قاؿ‪ :‬رأه اليوـ أسدا هأمر بالمعروؼ وهن ا مػن المنكػر م ػا المنبػر‪ ،‬ض نػا السػياؽ قيَّػد أنػو رأى رجػ ضيػو صػف مػن صػفات‬
‫ا سد‪ ،‬لكن لو قاؿ‪ :‬رأه اليوـ أس ًدا هأكم غز ًاإ‪ ،‬ض نا السياؽ بين أنو ه تم ا سد المعروض وىو الحيواف‪.‬‬
‫الس ْب ِ }‪ ،‬ىنا المراد قره وليس ال رهػ‬ ‫اسأَلْ ُ ْم َم ِن الْ َ ْرهَِ الَّتِي َكانَ ْ َالا ِ َرةَ الْبَ ْح ِر إِ ْذ هَػ ْع ُدو َف ضِي َّ‬ ‫{و ْ‬
‫ومثاؿ ذلد اآله التي ذكرنا‪َ :‬‬
‫صػالُوُ تََ تُػو َف‬ ‫ِ‬
‫سػانًا ۚ َال َم َْتػوُ أ ُُّمػوُ ُك ْرًىػا َوَو َ َػع ْتوُ ُك ْرًىػا ۚ َو َال ْم ُػوُ َوض َ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫صػ ْيػنَا ِْ‬
‫نسػا َف ب َوال َدهْػو إ ْال َ‬
‫اإل َ‬ ‫نفسػ ا‪ ،‬ومثػاؿ ذلػد قولػو عػالا‪َ { :‬وَو َّ‬
‫َش ْ ًرا}‪ .‬ضبين اهلل مز وجم أف مدة الحمم والر ام ت توف ش را‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ػام ْي ِن} ضبػػين ىنػا أف مػػدة‬ ‫نسػا َف بَِوال َدهْػػو َال َم َْتػوُ أ ُُّمػوُ َو ْىنًػػا َم َ َٰػا َو ْىػ ٍن َوض َ‬
‫صػػالُوُ ضػي َم َ‬ ‫صػ ْيػنَا ِْ‬
‫اإل َ‬ ‫تػم قػاؿ سػػبحانو ضػي اآلهػ ا خػػرى‪َ { :‬وَو َّ‬
‫الر ام مامين‪ ،‬وبين ضي اآله ا ولا أف مدة الحمم والر ام مجم ت توف ش را‪.‬‬
‫ض نا ق ا الصحاب أف أقم مدة ل حمم ست أش ر وىاا معنا السياؽ من الم يدات‪.‬‬
‫كالد لما قاؿ النبي ﷺ‪" :‬الخال بمنزل ا ـ"‪.‬‬
‫ىم ىي ضي الر اع أـ ضي الح ان أـ ضي الميراث؟ جاء السياؽ وبين أن ا الم صود ب ا ضي الح ان ‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد الدهث البراء ضي قص ابن المزة‪ .‬لما بع النبي ﷺ‪ .‬ض الػ لػو هػا مػم هػا مػم‪ .‬ضتناول ػا م ػي بػن أبػي طالػب (ر ػي‬
‫اهلل منو) ضأخا بيدىا وقاؿ لفاطم م ي ا الس ـ‪ :‬دوند ابن ممد ضحم ت ا ضاختصم ضي ا م ي وزهد وجعفر‪.‬‬
‫ض ػػاؿ م ػػي‪ :‬أنػػا أالػػو ب ػػا وىػػي ابنػ ممػػي‪ ،‬وقػػاؿ جعفػػر‪ :‬ابنػ ممػػي‪ ،‬وخالت ػػا حتػػي‪ ،‬وقػػاؿ زهػػد‪ :‬ابنػ أخػػي‪ ،‬ض ػػا ب ػػا النبػػي ﷺ‬
‫لخالت ا وقاؿ‪" :‬الخال بمنزل ا ـ"‪.‬‬
‫ىنا بين النبي ﷺ أي ضي الح ان ض ط وليس ضي باقي ا الكاـ كالميراث والنف والكسوة وغير ذلد‪.‬‬
‫ن وؿ ضي ىاا إف السياؽ من الم يدات‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط السابع‪[ :‬المط و ما كاف شائعا ضي جنسو والم يد ما قيده بوصف]‪.‬‬
‫المط و د الم يد‪ ،‬وقيم المنفد من كم قيد السي كاف أو معنوي‪.‬‬
‫والمط و ما كاف شائعا ضي جنسو ودؿ م ا الح ي ب قيد‪.‬‬
‫والم يد ما قيده بوصف‪ ،‬الم يد ضي ال غ ‪ :‬أي جعم ضيو ال يد وال يد ما هحد الحرك ‪..‬‬
‫وىنا انت م شيخنا الفظو اهلل إلا بياف المط و والم يد‪.‬‬
‫ودو َف لِ َما قَالُوا ضَػتَ ْح ِر ُهر َرقَػبَ ٍ نمن قَػ ْب ِم أَف هَػتَ َم َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اسا}‪.‬‬ ‫سائِ ِ ْم تُ َّم هَػعُ ُ‬
‫هن هُظَاى ُرو َف من ن َ‬
‫ومثاؿ ذلد قولو عالا‪َ { :‬والا َ‬
‫ىنػػا ك م ػ "ضتحرهػػر رقب ػ " جػػاءت مط ػ ‪ ،‬ض ػػو أمت ػ أي رقب ػ كػػاف ممتػػث لألمػػر‪ ،‬سػػواء كان ػ صػػغيرة او كبيػػرة‪ ،‬ذك ػرا أو أنثػػا‪،‬‬
‫س يم أو معيب ‪ ،‬أجزأت‪ .‬ض ه زـ كوف الرقب متصف بصفات خاص ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ولالد قاؿ الع ماء‪ :‬لو أمتو رقب مس م أو كاضرة‪ ،‬س يم أو معيب ‪ ،‬ذكرا أو أنثا‪ ،‬كبيرة أو صغيرة أجزأ ذلد‪.‬‬
‫ص َن بِأَن ُف ِس ِ َّن أ َْربَػ َع َ أَ ْش ُ ٍر َو َم ْ ًرا}‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫هن هػُتَػ َوضَّػ ْو َف من ُك ْم َوهَ َا ُرو َف أَ ْزَو ً‬
‫اجا هَػتَػ َربَّ ْ‬ ‫ومثاؿ ذلد أه ا قوؿ اهلل عالا‪َ { :‬والا َ‬
‫"أزواجا" وردت مط ‪ ،‬سواء قبم الدخوؿ أو بعده ض ي زوج ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ضك م‬
‫لالد اجمع الع ماء م ا أف الزوج غير المدخوؿ ب ا إذا مات من ا زوج ا ضعد ا أربع أش ر وم ًرا‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪[ :‬وإ هحمم المط و م ا الم يد إإ إذا ا ف ا ضي الحكم والسبب]‪.‬‬
‫ق نا أوإ‪ :‬وجوب العمم بالمط و‪.‬‬
‫تانيا‪ :‬المم المط و م ا الم يد إذا ا حدا ضي الحكم والسبب‪.‬‬
‫وىاا أمر دقيو ضي أصوؿ الف و‪ ،‬ومعنا ىاا الك ـ أف المط و هحمم م ا الم يد إذا ا ف ا ضي الحكم والسبب‪.‬‬
‫ْخن ِزه ِر}‪.‬‬ ‫الدـ ولَحم ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ومثاؿ ذلد قولو عالا‪{ :‬إنَّ َما َال َّرَـ َم َْي ُك ُم ال َْم ْيتَ َ َو َّ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫والا أ َْو لَ ْحػ َػم خن ِزه ػ ٍر ضَِإنَّػػوُ‬
‫وقػػاؿ عػػالا‪{ :‬قُػػم َّإ أَج ػ ُد ضػػي َمػػا أُوالػ َػي إِلَػ َّػي ُم َح َّرًمػػا َم َػ َٰػا طَػػام ٍم هَط َْع ُمػػوُ إَِّإ أَف هَ ُكػػو َف َم ْيتَػ ً أ َْو َد ًمػػا َّم ْس ػ ُف ً‬
‫ِر ْج ٌ‬
‫س }‪.‬‬
‫ضبالنظر لآلهتين نجد أف لفظ "الدـ" ضي اآله ا ولا مط و‪ ،‬وضي اآله الثاني م يد بالدـ المسفوح‪.‬‬
‫وننظر إلا الحكم ضي ما ضنجده واال ًدا وىو‪ :‬الرم الدـ‪.‬‬
‫وكػالد السػػبب ضػي بيػػاف الكػػم المطػامم المحرمػ ضػي اآلهتػػين ضيكػػوف السػبب واالػػدا والحكػم واالػػدا‪ ،‬ضيحمػػم ىنػا المط ػػو م ػػا‬
‫الم يد ضيكوف المحرـ ىو الدـ المسفوح‪.‬‬
‫وص َٰا بِ َ ا أ َْو َدهْ ٍن غَْيػ َر ُم َ ار}‪.‬‬ ‫ِ ِ ٍِ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫وصو َف بِ َ ا أ َْو َدهْ ٍن}‪ ،‬وقولو عالا‪{ :‬من بَػ ْعد َوصيَّ هُ َ‬
‫ومثاؿ ذلد قولو عالا‪ { :‬نمن بَػ ْعد َوصيَّ ُ ُ‬
‫ضأط و الدهن ضي الجزء ا وؿ من اآله ‪ ،‬لكنو قيده ضي الجزء الثاني بكونو "غير م ار" أي لم ه صد بو اإل رار بالورت ‪.‬‬
‫ض نا هحمم المط و م ا الم يد‪.‬‬
‫لكن إذا اخت ف الحكم وا حد السبب‪ ،‬أو اخت ف الحكم والسبب‪ ،‬ضا صم أنو إ هحمم المط و م ا الم يد‪.‬‬

‫ومثاؿ الاي ا حد ضي الحكم واخت ف ضي السبب‪:‬‬


‫اسا}‪ ،‬وقاؿ عػالا‪َ { :‬وَمػا َكػا َف لِ ُم ْػؤِم ٍن‬
‫ودو َف لِ َما قَالُوا ضَػتَ ْح ِر ُهر َرقَػبَ ٍ نمن قَػ ْب ِم أَف هَػتَ َم َّ‬ ‫سائِ ِ ْم تُ َّم هَػعُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫هن هُظَاى ُرو َف من ن َ‬
‫َّ ِ‬
‫قولو عالا‪َ { :‬والا َ‬
‫أَف هَػ ْ تُ َم ُم ْؤِمنًا إَِّإ َخطَأً َوَمن قَػتَ َم ُم ْؤِمنًا َخطَأً ضَػتَ ْح ِر ُهر َرقَػبَ ٍ ُّم ْؤِمنَ ٍ}‬
‫ضفي اآله ا ولا أط و اهلل مز وجم "الرقب " ولم ه يدىا‪.‬‬
‫وضي اآله الثاني قيدىا "باإلهماف" ض اؿ "رقب مؤمن "‪ .‬ض م هحمم المط و م ا الم يد ىنا؟‬
‫ننظر ضي اآلهتين ضنجد أف الحكم واالد ضػي اآلهتػين وىػو متػو الرقبػ ‪ .‬لكػن لػو نظرنػا ل سػبب‪ ،‬ضنجػد اف السػبب ضػي اآلهػ ا ولػا‬
‫الظ ار‪ .‬والسبب ضي اآله الثاني ال تم‪ ،‬ض هحمم المط و م ا الم يد م ا قوؿ الجم ور خ ضا ل اضعي رالمو اهلل‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫تانيًا‪[ :‬إذا اخت ف الحكم وا حد السبب]‬
‫وى ُك ْم َوأَهْ ِدهَ ُك ْم إِلَا ال َْم َراضِ ِو}‬ ‫ومثالو قولو عالا‪{ :‬ها أَهُّػ ا الَّ ِاهن نمنُوا إِ َذا قُمتُم إِلَا َّ ِ ِ‬
‫الص َ ة ضَا ْغس ُوا ُو ُج َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وقولو عالا‪{ :‬ضَػ َم َ ِج ُدوا ماء ضَػتػي َّمموا ص ِعي ًدا طَينبا ضَامسحوا بِوج ِ‬
‫وى ُك ْم َوأَهْ ِده ُك ْم}‪.‬‬ ‫ً ْ َ ُ ُُ‬ ‫َ ً ََ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ضالحكم ضي اآله ا ولا‪ :‬وجوب غسم ا هدي‪ ،‬ورد م ي ًدا بالمرضو‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫وضي الثاني ‪ :‬وجوب مسح اليد ضي التيمم‪ ،‬ضأط‬
‫ضالسبب ضي النصين واالد‪ :‬وىو ال ياـ إلا الص ة‪ .‬لكن الحكم ىنا مخت ف‪ ،‬ىنا الغسم وىنا التيمم‪.‬‬
‫ض هحمم المط و م ا الم يد ضي اؿ مسح اليد إلا المرضو‪ ،‬بم إلا الرسغ‪.‬‬
‫أما إذا اخت ف الحكم واخت ف السبب‪ ،‬ض هحمم المط و م ا الم يد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ َٰ‬ ‫السا ِرقَ ُ ضَاقْطَعُوا أَهْ ِدهَػ ُ ما َج َز ِ‬
‫سبَا نَ َك ًاإ نم َن ال َّو وال ّوُ َم ِز ٌهز َالك ٌ‬
‫يم}‪.‬‬ ‫اء ب َما َك َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫السا ِر ُؽ َو َّ‬
‫قاؿ عالا‪َ { :‬و َّ‬
‫وى ُك ْم َوأَهْ ِدهَ ُك ْم إِلَا ال َْم َراضِ ِو}‪.‬‬ ‫وقاؿ عالا‪{ :‬ها أَهػُّ ا الَّ ِاهن نمنُوا إِذَا قُمتُم إِلَا َّ ِ ِ‬
‫الص َ ة ضَا ْغس ُوا ُو ُج َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ضفي اآله ا ولا‪ ،‬الحكم قطع هد السارؽ بسبب السرق ‪.‬‬
‫وضي اآله الثاني الحكم‪ :‬غسم اليدهن من أجم الو وء‪.‬‬
‫ضاخت ف الحكم والسبب‪.‬‬
‫ض ه اؿ‪ :‬هحمم المط و م ا الم يد و طع هد السارؽ من المرض ين بم من الرسغ كما جاءت بو السن ‪.‬‬
‫ب اا هنت ي الدرس و نت ي المحا رة الع روف‪.‬‬

‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬مرؼ الظاىر والمؤوؿ‪.‬‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬متا هؤوؿ النص وما ىي ال روط؟‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬السياؽ من الم يدات‪ .‬اشرح ذلد‪.‬‬
‫السؤاؿ الرابع‪ :‬متا هحمم المط و م ا الم يد؟‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المحا رة الحػادهػ والع ػروف‬

‫أالبتي ضي اهلل مرالبا بكم ضي ىاه المحا رة الطيب من محا رات أصوؿ الف و‪.‬‬
‫كنا قد وص نا إلا الباب التاسع‪( :‬باب قوامد ض م النصوص ال رمي )‪ ،‬ووص نا إلا ال ابط التاسع من ىاه ال وابط‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪ :‬ال ابط التاسع‪[ :‬ا مر ل وجوب إإ ب رهن صارض إلا غيره‪ ،‬قاؿ‪ :‬ولو صيغ م ورة]‬
‫ضما زاؿ هبين كيف هف م الف يو وا صولي النصوص ال رمي ‪.‬‬
‫ضبعدما ك منا من المجمػم والمبػين‪ ،‬و ك منػا مػن العػاـ والخػاص‪ ،‬و ك منػا مػن الظػاىر والمػؤوؿ‪ ،‬و ك منػا مػن الػنص والمط ػو‬
‫والمفيد‪.‬‬
‫ما زاؿ هبين شيخنا الفظو اهلل عالا كيف نف م نصوص ال رع‪.‬‬
‫اليوـ نتك م من ((ا مر)) إذا جاء إلينا أمر من اهلل مز وجم‪.‬‬
‫ىم ىاا ا مر ه ت ي الوجوب أـ ه ت ي اإستحباب؟‬
‫ض اؿ‪ :‬ا مر ل وجوب‪ ،‬ىاا ىو ا صم‪.‬‬
‫أف ا وامر ال رمي سواء كان قرنف أو سن صحيح من النبي ﷺ‪ ،‬ضإف ىاا ا مر ه ت ي الوجوب‪.‬‬

‫الن ي‪ ،‬مصدر أمر‪ ،‬وأمر بال يء إذا ط ب وقومو‪ ،‬ه اؿ‪ :‬أمره بو‪ ،‬وأمره إهاه‪ ،‬وأمره أمرا‪.‬‬ ‫وا مر ضي ال غ ‪ :‬ىو ن ي‬
‫وقيم‪ :‬استدماء الفعم‪ ،‬وقيم‪ :‬هراد بو الط ب م ا وجو الخصوص‪ ،‬وقد هراد بو الفعم‪.‬‬
‫ولالد قاؿ‪ :‬ا مر ضي اإصط ح‪ :‬استدماء الفعم بال وؿ ممن ىو دونو م ا سبيم الوجوب‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ىو اقتداء مستعم ممن ىو دونو ضع بال وؿ أو الفعم‪ ،‬وقيم‪ :‬ىو ط ب الفعم بال وؿ م ا وجو الع و‪.‬‬
‫ف ا مر قد هكوف من ا م ا‪ ،‬ك ولو عالا‪َ { :‬واذْ ُك ُروا ال َّوَ ضِي أَهَّ ٍاـ َّم ْع ُد َ‬
‫ودات}‬
‫ض اا أمر من اهلل مز وجم بال وؿ‪ ،‬ضيجب ذكر اهلل مز وجم ضي أهاـ الت رهو‪ ،‬وىاا خاص بالحج‪.‬‬
‫وقيم هجب م ا الحاج‪ ،‬وهستحب لغيره‪ ،‬أو قد هكوف ا مر بالفعم‪.‬‬
‫الزَكاةَ وارَكعوا مع َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين}‪ ،‬ض اا أمر إ هن ّفا إإ بالفعم‪ ،‬وىو أداء الص ة وإهتاء الزكاة‪.‬‬
‫الراكع َ‬ ‫الص َ ةَ َون ُوا َّ َ ْ ُ َ َ‬
‫يموا َّ‬
‫ك ولو عالا‪َ { :‬وأَق ُ‬
‫ىاا ىو ا مر‪.‬‬
‫إذا جاءؾ ا مر اضعم وكاف ا مر أم ا من المأمور وجب م ا المأمور أف همتثم ىاا ا مر‪.‬‬
‫قولو ا مر ل وجوب كما ذكرنا‪ ،‬ضجم ذلد‪ :‬أف ا مر إذا جاء مجردا ضإنو ه ت ي الوجوب م ا الراجح من أقواؿ أىم الع م‪.‬‬
‫وىاا قوؿ ا ئم ا ربع ‪.‬‬
‫وقد وا رت ا دل م ا أف ا مر إذا جاء مجردا ضإنو ه ت ي الوجوب‪ ،‬ومن ا دل م ا ذلد‪ :‬قولػو عػالا‪َ { :‬وَمػا َكػا َف لِ ُم ْػؤِم ٍن َوَإ‬
‫ْخيَػ َرةُ ِم ْن أ َْم ِرِى ْم ۚ َوَمن هَػ ْع ِ‬
‫ص ال َّوَ َوَر ُسولَوُ ضَػ َ ْد َ َّم َ َ ًإ ُّمبِينًا}‬ ‫م ْؤِمنَ ٍ إِذَا قَ َ ا ال َّوُ ورسولُوُ أَمرا أَف ه ُكو َف لَ م ال ِ‬
‫ُُ‬ ‫ََ ُ ًْ َ‬ ‫ُ‬

‫‪30‬‬
‫وجو الدإل من اآله ‪ :‬لما وصف من هعصي ا مر بال ؿ المبين‪ ،‬لزـ المم ا مر م ا الوجوب‪.‬‬
‫صيبػ م َم َا ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يم}‪.‬‬
‫اب أَل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وقولو عالا‪{ :‬ضَػ ْيَ ْح َا ِر الا َ‬
‫هن هُ َخال ُفو َف َم ْن أ َْم ِره أَف ُصيبَػ ُ ْم ض ْتػنَ ٌ أ َْو هُ َ ُ ْ‬
‫ضالت دهد ال دهد لمن هخالف ا مر أف هصيبو الفتن أو العااب ا ليم‪ ،‬هدؿ م ا لزوـ المم ا مر م ا الوجوب‪.‬‬
‫تالثا من ا دل م ا ذلد‪ :‬إط ؽ اسم المعصي م ا رؾ ا مر‪ ،‬هدؿ م ا الوجوب‪.‬‬
‫صو َف ال َّوَ َما أ ََم َرُى ْم َوهَػ ْف َع ُو َف َما هػُ ْؤَم ُرو َف}‬
‫كما ضي قولو عالا‪َّ { :‬إ هَػ ْع ُ‬
‫د أ َْم ًرا}‪.‬‬ ‫اؿ ستَ ِج ُدنِي إِف َشاء ال َّوُ صابِرا وَإ أَ ْم ِ‬
‫صي لَ َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫وقولو عالا من موسا والخ ر‪{ :‬قَ َ َ‬
‫ص ْي َ أ َْم ِري}‪.‬‬ ‫د إِ ْذ َرأَهْػتَػ ُ ْم َ ُّوا أ ََّإ َػتَّبِ َع ِن ۚ أَضَػ َع َ‬
‫ارو ُف َما َمنَػ َع َ‬‫اؿ هَا َى ُ‬ ‫وقاؿ عالا من موسا وىاروف‪{ :‬قَ َ‬
‫والمعصي موجب ل ع وب من اهلل عالا‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين}‪.‬‬ ‫اب ُّم ِ ٌ‬‫ودهُ هُ ْدخ ْوُ نَ ًارا َخال ًدا ضي َ ا َولَوُ َم َا ٌ‬ ‫ص ال َّوَ َوَر ُسولَوُ َوهَػتَػ َع َّد ُال ُد َ‬
‫كما قاؿ عالا‪َ { :‬وَمن هَػ ْع ِ‬

‫د أ ََّإ َ ْس ُج َد إِ ْذ أ ََم ْرُ َ‬


‫د }‪.‬‬ ‫اؿ َما َمنَػ َع َ‬‫أه ا قوؿ اهلل مز وجم من إب يس الين أبا أف هسجد آلدـ‪ ،‬قاؿ عالا‪{ :‬قَ َ‬
‫ض و لم هكن معنا "اسجدوا" مفي ًدا بنفسو الوجوب واإمتثاؿ لم هكن ىناؾ وجو لإلنكار م ا إب يس‪.‬‬
‫ومن السن الدهث أبي ىرهرة (ر ي اهلل منو) أف رسوؿ اهلل ﷺ قػاؿ‪" :‬لػوإ أف أشػو م ػا أمتػي مػر م بالسػواؾ" ض نػا بػين النبػي‬
‫‪.‬‬ ‫ﷺ أنو رؾ ا مر بالسواؾ مخاض الم‬
‫كالد من ا دل م ا أف ا مر ه ت ي الوجوب‪ :‬دإل ال غ ‪ ،‬ضتفيد الدإل أف ا مر المجرد ه ت ي الوجوب‪.‬‬
‫ضإذا أمر الحاكم الرمي أو الوالد الولد أو السيد العبد‪ ،‬ض م هستجب‪ ،‬هعد ذلد معصي ‪.‬‬
‫تم سبو وقد بينا ا وامر النبوه ‪ ،‬ض د هكوف ا مر ل ت رهع‪ ،‬وقد هكوف ا مر ل مص ح ‪ ،‬وقد هكوف ا مر أمر مادي ضردي‪.‬‬
‫ضمن الت رهع ما قُصد منو أف هكوف شرما لألم اإلس مي ‪ ،‬ضيكوف إزما لمن سمعو‪.‬‬
‫مثم قولو ﷺ‪" :‬ص وا كما رأهتموني أص ي"‪.‬‬
‫وقولو ﷺ‪" :‬لتأخاوا مني مناسككم ضإني إ أدري لع ي إ أالج بعد الجتي ىاه"‪.‬‬
‫وقولو ﷺ‪" :‬أسبغ الو وء وبالغ ضي اإستن اؽ إإ أف كوف صائما"‪.‬‬
‫ض اه ونظائرىا من ا وامر التي جاءت ضي ال رنف أو ضي السػن النبوهػ الصػحيح ػدؿ م ػا أف ىػاا ا مػر شػرع وهجػب اإمتثػاؿ‬
‫لو‪ ،‬وقد هكوف ا مر ل مص ح ‪.‬‬
‫وىو أمر هصدر من النبي ﷺ بصفتو وليًا ل مس مين أو ولي أمر المس مين ضي وقتو أو لكونو ال ائد‪.‬‬
‫كما قاؿ ﷺ‪" :‬إ هص ين أال ٌد العصر إإ ضي بني قرهظ "‪.‬‬
‫ضكاف ىاا أمرا ل مص ح وإ ه زـ إإ من ُو نجوَ إليو ا مر‪.‬‬
‫أو قد هكوف أمرا مادها‪ ،‬كأف هأمر السيد الخادـ أف هفتح الباب‪ ،‬أو أف هأ ي بطعاـ أو شراب أو بابح شاة وغيرىا‪.‬‬
‫وىاا إ ه زمو الوجوب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪[ :‬ا مر ل وجوب إإ ب رهن صارض إلا غيره]‬
‫أي هكوف ا مر ه ت ي الوجوب تم أ ي قرهن صرضو من الوجوب إما إلا اإستحباب وإما إلا اإلباال ‪.‬‬
‫وقد هصرؼ ا مر ضي نفس النص أو ضي نص نخر‪.‬‬
‫صرؼ من الوجوب إلا الندب‪ :‬قولو ﷺ‪" :‬إذا دخم أالدكم المسجد ض يركع ركعتين قبم أف هج س"‪.‬‬
‫مثاؿ ما ُ‬
‫ض نا أمر بالص ة قبم الج وس‪.‬‬
‫قاؿ‪( :‬ض يركع) وىاه قرهن وصيغ من صيغ الوجوب التي ستأ ي‪.‬‬
‫إذف لو كاف ىاا النص مجردا ل نا إف ص ة ركعتين مند دخوؿ المسجد واجب ‪.‬‬
‫لكن لما قاؿ ﷺ خمس ص وات ضي اليوـ وال ي ‪ ،‬ض اؿ ىم م ي غيرىا؟‬
‫قاؿ‪ :‬إ إإ أف تطوع‪.‬‬
‫ضبين النبي ﷺ أف ما زاد من الص وات الخمس ليس بواجب‪.‬‬
‫ادوا}‬ ‫وقد هصرؼ ا مر من الوجوب إلا اإلباال ‪ :‬ك ولو عالا‪َ { :‬وإِذَا َال َ ْتُ ْم ضَ ْ‬
‫اصطَ ُ‬
‫إ هف م منو الوجوب وإ اإستحباب إنما هراد بو اإلباال ‪ ،‬ف ا مر ماد إلا ما كاف م يو قبم الحار‪.‬‬
‫الص َ ةُ ضَانتَ ِ ُروا ضِي ا ْ َْر ِ‬
‫ض}‪ ،‬هراد ب ا اإلباال وىاا سيأ ينا قرهبا‪.‬‬ ‫ومثاؿ ذلد أه ا‪ :‬قوؿ اهلل مز وجم‪{ :‬ضَِإذَا قُ ِ يَ ِ َّ‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪[ :‬ولو صيغ م ورة]‬


‫أي الصيغ الدال م ا الوجوب‪ ،‬أوؿ صيغ ‪ :‬ضعم ا مر نحو (اضعم)‪ ،‬وصيغ ا مر مند اإلط ؽ ت ي وجوب المأمور بو‪.‬‬
‫ْح ْكمػ ِ والْمو ِمظَػ ِ الْحسػنَ ِوج ِ‬
‫ادلْ ُ م بِػالَّتِي‬ ‫يم ربن َ ِ‬‫ِ‬ ‫ػد ِمػن ال ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ػد بِال َ َ َ ْ‬ ‫ػاب}‪ ،‬وقولػو عػالا‪{ :‬ا ْدعُ إِلَ َٰػا َسػب ِ َ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫ض ولو عالا‪{ :‬ا ْ ُم َما أُوال َػي إلَْي َ َ‬
‫س ُن}‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َال َ‬
‫ى َي أ ْ‬
‫ومثم ذلد الدهث أبي ىرهرة الدهث المسيء ضي ص و‪ ،‬أف النبي ﷺ قاؿ‪:‬‬
‫"إذا قمػ إلػػا الصػ ة ضكبػػر‪ ،‬تػػم اقػرأ مػػا يسػػر معػػد مػػن ال ػػرنف‪ ،‬تػػم اركػػع التػػا طمػػان راكعػػا‪ ،‬تػػم ارضػػع التػػا عتػػدؿ قائمػػا‪ ،‬تػػم‬
‫اسجد التا طمان ساجدا"‪.‬‬
‫كم ىاه أوامر من النبي ﷺ‪.‬‬
‫[كبر‪ ،‬اقرأ‪ ،‬اركع‪ ،‬ارضع‪ ،‬اسجد] وىكاا‪...‬‬
‫ضتأ ي ىاه‪" :‬تم قاؿ‪ :‬تم اضعم ذلد ضي ص د ك ا"‪ ،‬ض نا ا مر ل وجوب‪.‬‬
‫لكػػن قػػد هف ػػم مػػن السػػياؽ أف ا مػػر إ ه ػراد بػػو الوجػػوب‪ ،‬قػػد ه ػراد بػػو النػػدب أو اإلباال ػ أو الوميػػد أو اإمتنػػاف أو التعجيػػز أو‬
‫الت اهب‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اء هػُغْػػنِ ِ ُم ال َّػػوُ ِمػػن‬ ‫ِ‬ ‫الصػػالِ ِح ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين مػ ْػن مبَػػاد ُك ْم َوإ َمػػائ ُك ْمۚ إف هَ ُكونػُػوا ضُػ َ ػ َػر َ‬
‫َنكحػػوا ا ْ َهػ ِ‬
‫ػام َٰا مػػن ُك ْم َو َّ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ضمػػن ذلػػد‪ :‬قػػوؿ اهلل مػػز وجػػم‪َ { :‬وأ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يم} ىاا أمر بالنكاح‪ ،‬و ع موف أف ا صم ضي النكاح اإستحباب‪.‬‬ ‫ضَ ْ و ۚ َوال َّوُ َواس ٌع َم ٌ‬
‫ض ُم ْفسدهن}‬ ‫كالد قد هراد ب اا ا مر اإلباال ‪ ،‬ك ولو عالا‪ُ { :‬ك ُوا َوا ْش َربُوا ِمن نرْز ِؽ ال َّ ِو َوَإ َػ ْعثَػ ْوا ضِي ا ْ َْر ِ‬
‫(ك وا) وا كم مباح وليس بواجب وليس بمستحب‪ ،‬وقد هراد بو غير ذلد من ا مور التي هكوف السياؽ سبب ضي ا‪.‬‬

‫كالد من ا مور والصيغ التي هف م من ا أف ا مر ل وجوب‪:‬‬


‫َّ ِ‬
‫س ُك ْم}‪ ،‬أي الزموىا‪.‬‬‫نمنُوا َم َْي ُك ْم أَن ُف َ‬ ‫(اسم ضعم ا مر) مثم قولو عالا‪{ :‬أَهػُّ َ ا الا َ‬
‫هن َ‬
‫ْس إَِّإ قَِي ً }‬ ‫ِ‬ ‫وقولو عالا‪{ :‬والْ َ ائِِ ِ ِ‬
‫ين ِإل ْخ َوان ِ ْم َى ُ َّم إلَْيػنَا ۚ َوَإ هَأْ ُو َف الْبَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(ى َّم) اسم ضعم أمر‪ ،‬ول اا لم ه م‪ :‬ى موا‪ ،‬مع أف مخرج م مخرج الجمام ض و اسمو ضعم أمر‪.‬‬
‫وكاا الينما ه وؿ المؤذف‪ :‬الي م ا الص ة‪ ،‬أي اقب وا إلا الص ة‪.‬‬

‫ومن الصيغ الدال م ا الوجوب‪( :‬المصدر النائب من ضعم ا مر)‬


‫ب ال نرقَ ِ‬
‫اب}‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫هن َك َف ُروا ضَ َ ْر َ‬
‫ك ولو عالا‪{ :‬ضَإذَا لَ يتُ ُم الا َ‬
‫ضك م ( رب) ىنا مصدر‪ ،‬ولكنو نائب من ضعم ا مر‪.‬‬
‫والت دهر ىنا‪ :‬إذا ل يتم الاهن كفروا ضا ربوا الرقاب‪.‬‬

‫كالد من الصيغ التي دؿ م ا الوجب‪( :‬الم ارع الم روف ب ـ ا مر)‬


‫قولو عالا‪{ :‬لنتُػ ْؤِمنُوا بِال َّ ِو َوَر ُسولِ ِو َوُػ َع نزُروهُ َوُػ َوقنػ ُروهُ}‪ ،‬قولو عالا‪{ :‬لِيُ ِنف ْو ذُو َس َع ٍ نمن َس َعتِ ِو}‬
‫وقولو ﷺ ضي الدهث أبي ىرهرة‪" :‬الرجم م ا دهن خ ي و ض ينظر أالدكم من هخالم"‪.‬‬
‫و عرؼ إـ ا مر إذا جاءت ساكن بعد‪[ :‬الفاء‪ ،‬والواو‪ ،‬وتم]‬
‫ػم هػُ ْا ِىبَ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫سػبَ ٍ‬
‫ب إلػا السػماء تػم لْيَػ ْ طَ ْػع ضَػ ْيَنظُ ْػر َى ْ‬ ‫مثم قولو عالا‪َ { :‬من َكػا َف هَظُ ُّػن أَف لَّػن هَ ُ‬
‫نص َػرهُ ال ػوُ ضػي ال ُّػدنْػيَا َو ْاآلخ َػرة ضَػ ْيَ ْمػ ُد ْد ب َ‬
‫َك ْي ُدهُ َما هَِغي ُ‬
‫ظ }‪.‬‬
‫(ضال ـ) ضي قولو‪ :‬ض يمدد‪ .‬وقولو‪ :‬تم لي طع قولو‪ :‬ض ينظر [إـ ا مر]‪.‬‬

‫وأه ا من الصيغ التي دؿ م ا الوجوب‪( :‬لفظ أمر وما اشتو منو)‬


‫نحو قولو عالا‪{ :‬واذ قاؿ موسا ل ومو إف اهلل هأمركم أف ابحوا ب رة}‬
‫ات إِلَ َٰا أ َْى ِ َ ا}‬
‫وقولو عالا‪{ :‬إِ َّف ال َّوَ هأْمرُكم أَف ُػ َؤدُّوا ا ْ َمانَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُُ ْ‬
‫والدهث ابن مباس ر ي اهلل من ما ضي وضد مبػد ال ػيس لمػا قػالوا‪ :‬هػا رسػوؿ اهلل إنػا مػن ىػاا الحػي مػن ربيعػ ولسػنا نصػم إليػد‬
‫إإ ضي ال ػ ر الحػراـ ضمرنػا ب ػيء نأخػاه منػد‪ ،‬ض ػاؿ ﷺ‪" :‬نمػركم بػأربع وأن ػاكم مػن أربػع‪ ،‬نمػركم‪ ،‬باإلهمػاف بػاهلل‪( ،‬تػم ضسػرىا‬

‫‪33‬‬
‫ل م‪ ):‬ش ادة أف إ إلو إإ اهلل وأني رسوؿ اهلل‪ ،‬وإقاـ الص ة‪ ،‬وإهتاء الزكاة‪ ،‬وأف ؤدوا إلي خمس ما غنمػتم‪ ،‬وأن ػا مػن‪ :‬الػدباء‪،‬‬
‫والحنتم‪ ،‬والم ير‪ ،‬والن ير"‪.‬‬
‫ض اا أمر من النبي ﷺ أمر أو ضرض أو غير ذلد‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط العاشر‪[ :‬ا مر بعد الحظر هدؿ م ا الكم الفعم قبم الحظر]‬
‫وىو ما هسميو الع ماء [أف ا مر بعد الفعم ماد إلا ما كاف م يو قبم الفعم]‪.‬‬
‫ونبين ذلد كما جاء من النبي ﷺ‪.‬‬
‫ض نا ىاه المسأل ‪ ،‬مسأل ا مر بعد الحظر‪ ،‬الع ماء‪ .‬اخت فوا ضي ا‪ :‬ضبع م ه وؿ‪ :‬أف ا مر بعد الحظر لإلباال ‪.‬‬
‫وم ا ىاا جماىير ا صوليين‪ :‬و ىو قوؿ‪[ :‬ال اضعي‪ ،‬ومالد‪ ،‬ورواه من أالمد]‬
‫َّ ِ‬
‫الص ْي َد َوأَنتُ ْم ُال ُرٌـ}‬
‫نمنُوا َإ َػ ْ تُػ ُوا َّ‬ ‫وهستدلوف لالد بأدل من ا‪ :‬قولو عالا‪{ :‬هَا أَهػُّ َ ا الا َ‬
‫هن َ‬
‫قالوا‪ :‬ن ا اهلل مز وجم من قتم الصيد البري الاؿ اإلالراـ‪ ،‬تم أمر بو بعد التح م‪.‬‬
‫ادوا}‪ ،‬ضدؿ م ا اإلباال ‪ ،‬ف الصيد مباح‪.‬‬ ‫ض اؿ‪َ { :‬وإِذَا َال َ ْتُ ْم ضَ ْ‬
‫اصطَ ُ‬
‫اس َع ْوا إِلَ َٰا ِذ ْك ِر ال َّ ِو َوذَ ُروا الْبَػ ْي َعۚ َٰذَلِ ُك ْم َخ ْيػ ٌػر لَّ ُك ْػم إِف ُكنػتُ ْم‬ ‫ص َ ةِ ِمن هػوِـ ال ِ‬
‫ي لِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ْج ُم َع ضَ ْ‬
‫َْ ُ‬ ‫نمنُوا إذَا نُود َ‬
‫هن َ‬‫وقولو عالا‪{ :‬هَا أَهػُّ َ ا الا َ‬
‫َػ ْع َ ُمو َف}‪ ،‬قالوا‪ :‬ضا صم ضي البيع الجواز‪.‬‬
‫تم أف اهلل مز وجم الرمو‪ ،‬بم ضي الو من زمو الجمع بعد النداء‪.‬‬
‫الص َ ةُ ضَانتَ ِ ُروا ضِي ا ْ َْر ِ‬
‫ض }‪.‬‬ ‫تم قاؿ‪{ :‬ضَِإ َذا قُ ِ يَ ِ َّ‬
‫ىاا أمر باإنت ار واإبتغاء من ض م اهلل‪ ،‬وىاا أه ا مباح‪.‬‬
‫ػوى َّن َالتَّ َٰػا هَطْ ُ ْػر َف ۚ ضَػِإ َذا‬ ‫ِ‬ ‫د َمػ ِن الْم ِحػي ِ ۚ قُػم ىػو أَ ًذى ضَػا ْمتَ ِزلُوا الننس ِ‬
‫ػاء ضػي ال َْمحػي ِ ۚ َوَإ َػ ْ َربُ ُ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ومثم قولو عالا‪َ { :‬وهَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ث أ ََم َرُك ُم ال َّوُ}‪ ،‬وىاا أمر بامتزاؿ النساء الاؿ الحي ‪.‬‬ ‫وى َّن ِم ْن َال ْي ُ‬
‫َّر َف ضَأْ ُ ُ‬
‫َطَ ْ‬
‫جاء ا مر بإ يان ا‪ ،‬ولكن ىاا ا مر هدؿ م ا اإلباال ‪.‬‬ ‫ضإذا ط رت المرأة من الحي‬

‫وىو قولو عالا‪{ :‬ضَِإ َذا َطَ ْ‬


‫َّر َف ضَأْ ُ ُ‬
‫وى َّن}‪ ،‬ضبعد الط ر إ ه زـ الرجم أف هأ ي أى و بم هستحب‪ ،‬وىاا ال وؿ ا وؿ‪.‬‬
‫وال وؿ الثاني قوؿ الحنفي ورواه من أالمد‪ ،‬واختارىا ابن الزـ أف ا مر بعد الحظر هفيد الوجوب‪.‬‬
‫هب ا ا وؿ هفيد اإلباال ‪ ،‬والثاني هفيد الوجوب‪.‬‬
‫ضا ركي الص ة‪ ،‬ضإذا ذىب قدرىا ضاغس ي مند الدـ وص ي"‪.‬‬ ‫الحي‬ ‫وهستدلوف م ا ذلد‪ :‬ب ولو ﷺ‪" :‬ضإذا أقب‬
‫بالص ة بعد ن ي ا من ا هدؿ م ا الوجوب وليس م ا اإلباال ‪.‬‬ ‫قالوا إف ا مر ل مستحا‬
‫وال وؿ الثالث‪ :‬أف ا مر بعد الحظر ماد إلا ما كاف م يو قب و‪.‬‬
‫وىو قوؿ‪[ :‬ال ا ي أبي هع ا وأبي الطيب الطبري وال يراذي] وغيرىم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وكالد م يو أكثر الف اء وكم المتأخرهن من ا صوليين‪ ،‬وىو الاي اختاره شيخنا الفظو اهلل‪.‬‬
‫وىاا جمعا بين أدل الفره ين‪ ،‬ض همكن المم الصيد م ا الوجوب‪ ،‬وإ همكن المم الص ة م ا اإلباال ‪.‬‬
‫ضن وؿ‪ :‬ىاا ال وؿ ىو الصحيح جمعا بين ا دل ومم ب ا جميع ا‪ ،‬أف ا مر بعد الحظر ماد إلا ما كاف م يو‪.‬‬
‫ضالصيد مباح‪ ،‬ضن ي منو تم أمر بو‪ ،‬ضن وؿ‪ :‬ماد إلا اإلباال ‪.‬‬
‫تم أمرت ب ا‪ ،‬ضيعود إلا الوجوب‪.‬‬ ‫من ا أو الحائ‬ ‫الص ة واجب تم ن ي المستحا‬
‫وىنا كما ق نا قبم ذلد‪ :‬أف ا مر المط و ه ت ي الفوره كما بيننا‪ ،‬وكما أمر اهلل مز وجم وجاءت ا دل م ا ذلد‪.‬‬
‫وهستدؿ ل اا بأف اهلل مز وجم أنكر م ا إب يس مدـ امتثاؿ ا مر ضورا‪.‬‬
‫اؿ أَنَا َخ ْيػ ٌر نم ْنوُ َخ َ ْ تَنِي ِمن نَّا ٍر َو َخ َ ْ تَوُ ِمن ِطي ٍن}‪.‬‬ ‫د أ ََّإ َ ْس ُج َد إِ ْذ أ ََم ْرُ َ‬
‫د ۚ قَ َ‬ ‫اؿ َما َمنَػ َع َ‬
‫كما قاؿ عالا‪{ :‬قَ َ‬
‫ض ما لم هسجد إب يس أنكر اهلل مز وجم م يو‪.‬‬
‫ولما أمر النبي ﷺ الصحاب أف هتح وا ضي ص ح الحدهبي ولم هستجيبوا غ ب النبي ﷺ‪.‬‬
‫ولما أمرىم أف هتح وا ضي الحج و كاس وا أرادوا أف هظ وا م ا إالرام م التا هفرغوا من الحج‪.‬‬
‫ال ػػدي لفع ػ مثػػم الػػاي أمػػر كم بػػو ولكػػن إ هحػػم منػػي الػػراـ التػػا هب ػػغ‬ ‫ض مػػا بػػاطؤوا قػػاؿ اضع ػػوا مػػا أمػػر كم ض ػػوإ أنػػي سػ‬
‫ال دي مح و‪.‬‬
‫ض اا ما هستدؿ بو الع ماء م ا أف ا مر ه ت ي الفوره ‪.‬‬

‫تم ال امدة الثاني ‪[ :‬ا مر المط و إ هدؿ م ا التكرار إإ بدليم]‬


‫هعني إذا جاء ا مر من النبي ﷺ أو من ال رع ضإنو ه ت ي مدـ التكرار إإ إذا جاء دليم هدؿ م ا ذلد‪.‬‬
‫ضالنبي ﷺ ه ػوؿ‪" :‬هػا أه ػا النػاس قػد ضػرض اهلل م ػيكم الحػج ضحجػوا"‪ ،‬ض ػاؿ رجػم‪ :‬أكػم مػاـ هػا رسػوؿ اهلل؟ ضسػك التػا قال ػا‬
‫نعم لوجب ولما استطعتم"‪ ،‬تم قاؿ‪" :‬ذروني ما ركتكم"‪.‬‬ ‫ت تا‪ ،‬ض اؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬لو ق‬
‫ض اا أمر من اهلل مز وجم ومن نبيو ﷺ أف هأمر الناس بالحج‪ ،‬أف اهلل كتب أو ضرض م يكم الحج ضحجوا‪.‬‬
‫ض اا ا مر ه ت ي مدـ التكرار إإ إذا كرر ا مر‪.‬‬
‫اال ٍد نم ْنػ ُ َما ِمائَ َ َج ْ َدةٍ}‬
‫الزانِي ضَاج ِ ُدوا ُك َّم و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الزانِيَ ُ َو َّ‬
‫كما ضي قولو عالا‪َّ { :‬‬
‫ىاا أمر‪ ،‬لكن إذا كرر الزنا كرر الج د إذا كاف بكرا‪.‬‬

‫ا سا ‪.‬‬ ‫ىاا م خص ا مر‪ ،‬و بالد نت ي ىاه المحا رة‪ ،‬وهب ا لنا بع‬

‫‪35‬‬
‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬مرؼ ا مر لغ واصط الا‪.‬‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬ىم ا مر ه ت ي الوجوب؟ مع بياف الدليم‪.‬‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬اذكر مع التمثيم صيغ الوجوب‪.‬‬
‫السؤاؿ الرابع‪ :‬ىم ا مر بعد الن ي هرجع إلا الوجوب أـ إلا اإلباال ؟‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المحا ػرة الثانيػ والع ػروف‬

‫أه ا ا الب ضي اهلل سوؼ نتك م اليوـ من ال امدة ا خيرة من قوامد ض م النصوص ال رمي أإ وىي‪( :‬الن ػي)‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الحادي م ر‪[ :‬الن ي ل تحرهم إإ ب رهن صارض إلا غيره‪ ،‬ولو صيغ م ورة]‬
‫كما ك منا ضي ال اء السابو من ا مر و عرهفو وصيغو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬الن ي ل تحرهم‪.‬‬
‫والن ي ضي ال غ ‪ :‬المنع‪ ،‬ه اؿ ن اه من كااأي منعو منو‪.‬‬
‫نو هن ا صاالبو من الوقوع ضيما هخالف الصواب‪ ،‬وهمنعو منو‪ ،‬وىو د ا مر‪.‬‬ ‫ومنو ًسمي الع م ن ي‬
‫والن ي اصط الا‪ :‬ط ب الكف من الفعم م ا وجو اإستع ء (إ فعم)‬
‫والن ي ل تحرهم ضي ا صم‪ :‬أنو إذا جاء ن ي من ال رع ه ت ي التحرهم وإ هُصرؼ منو إإ ب رهن ‪.‬‬
‫وىاا با فاؽ ا ئم ا ربع رالم م اهلل‪.‬‬
‫وؿ ضَ ُخ ُاوهُ َوَما نَػ َ ا ُك ْم َم ْنوُ ضَانتَػ ُ وا}‬
‫الر ُس ُ‬
‫وهستدلوف لالد بعدة أدل من ا‪ :‬قولو عالا‪َ { :‬وَما ن َا ُك ُم َّ‬
‫وجو الدإل ‪ :‬أف اهلل مز وجم أمر باإنت اء مما ن ا منو رسولو ﷺ‪.‬‬
‫ضدؿ م ا أف المن ي منو م ا سبيم الحتم واإللزاـ بالترؾ‪ ،‬واهلل مز وجم قاؿ بصيغ الن ي من المحرمات‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ػم َمػػا َالػ َّػرَـ َربُّ ُكػ ْػم َم َػ ْػي ُك ْم ۚ أ ََّإ ُ ْ ػ ِرُكوا بػػو َشػ ْػياًا ۚ َوبال َْوال ػ َدهْ ِن إ ْال َ‬
‫سػػانًا ۚ َوَإ َػ ْ تُػ ُػػوا أ َْوَإ َد ُكػػم نمػ ْػن‬ ‫ػم َػ َعػػالَ ْوا أَْػ ُ‬
‫ض ػػاؿ عػػالا‪{ :‬قُػ ْ‬
‫االش مػا ظَ َ ػر ِم ْنػ َ ػا ومػا بطَػن ۚ وَإ َػ ْ تُػ ُػوا الػنَّػ ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ ْمػ َ ٍؽ ۚ نَّ ْح ُػن نَػ ْػرُزقُ ُك ْم َوإِهَّ ُ‬
‫ْح نوۚ‬ ‫س الَّتػي َال َّػرَـ ال َّػوُ إَِّإ بِػػال َ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫ػاى ْم ۚ َوَإ َػ ْ َربُػوا الْ َف َػو َ َ َ‬
‫صا ُكم بِ ِو لَ َع َّ ُك ْم َػ ْع ِ ُو َف}‪ ،‬ض اا ن ي من ال رع من ار كاب المحرمات‪.‬‬ ‫ََٰذلِ ُك ْم َو َّ‬
‫وكما جاء ضي السن من الدهث أبي ىرهرة (ر ي اهلل منو) من النبي ﷺ أنو قاؿ‪" :‬دمػوني مػا ػركتكم‪ ،‬إنمػا ى ػد مػن كػاف قػب كم‬
‫بسؤال م واخت ض م م ا أنبيائ م‪ ،‬ضإذا ن يتكم من شيء ضاجتنبوه‪ ،‬وإذا أمر كم بأمر ضأ وا منو ما استطعتم"‪.‬‬
‫ض نا بين النبي ﷺ وجوب الترؾ مند الن ي ض اؿ‪" :‬ضإذا ن يتكم من شيء ضاجتنبوه "‬
‫كالد دإل ال غ دؿ م ا أف‪ :‬الن ي هنبغي أف هترؾ وأف ضام و هوصف بالمخالف وهستحو الع وب ‪.‬‬
‫وسوؼ هأ ي ذلد فصي ضي صيغ الن ي‪.‬‬

‫ض اؿ الفظو اهلل‪ :‬الن ي ل تحرهم إإ ب رهن صارض إلا غيره‪ ،‬أي صرضو إلا الكراى ‪.‬‬
‫كحدهث البراء أف النبي ﷺ ن ا من الص ة ضي َمبَارؾ اإلبم ض اؿ‪" :‬إ ص وا ضي َمبَارؾ اإلبم"‪.‬‬
‫وأمر بالص ة ضي َمبَارؾ الغنم ض اؿ‪" :‬ص وا ضي ا ضإن ا برك "‪.‬‬
‫ض نا قاؿ الع ماء‪ :‬الن ي إ ه ت ي التحرهم‪ ،‬إنما ه ت ي الكراى ض ط‪.‬‬
‫أي ضي قولو ﷺ‪" :‬إ ص وا"‪ ،‬وىاا أمر (إ فع وا)‪" ،‬إ ص وا ضي َمباَرؾ اإلبم"‬

‫‪37‬‬
‫لكن جاء من النبي ﷺ أنو قاؿ‪" :‬ا رض ك ا مسجد إإ الم برة والحماـ"‪ ،‬وليس ضي ا َمبَارؾ اإلبم‪.‬‬
‫ضدؿ م ا أف الن ي ىنا من الص ة ضي ا ليس م ا التحرهم وإنما ىو م ا الكراى ‪.‬‬
‫وكالد الينما ن ا النبي ﷺ كما ضي البخاري ومس م‪" :‬أف هساضر بال رنف إلا أرض العدو"‪.‬‬
‫واستدؿ البخاري‪ :‬بفعم الصحاب أن م ساضروا بال رنف‪.‬‬
‫وضعم النبي ﷺ‪ ،‬ساضروا وىم هع موف وهع ّموف ال رنف‪ ،‬ضدؿ م ا أف ا مر ل كراى وليس ل تحرهم‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ولو صيغ م ورة‪ ،‬كما سبو ضي ا مر لو صيغ م ورة‪ ،‬كالد الن ي لو صيغ م ورة‪.‬‬
‫قاؿ الع ماء‪ :‬بم ل ن ي صيغ واالدة أص ي ‪ ،‬وباقي الصيغ ضرمي ‪.‬‬
‫والصيغ ا ص ي ىي‪[ :‬الفعم الم ارع المجزوـ ب(إ) الناىي ]‪( ،‬إ فعم) ىاه ىي ا صم‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ػم َمػػا َالػ َّػرَـ َربُّ ُكػ ْػم َم َػ ْػي ُك ْم ۚ أ ََّإ ُ ْ ػ ِرُكوا بػػو َشػ ْػياًا ۚ َوبال َْوالػ َدهْ ِن إ ْال َ‬
‫سػػانًا ۚ َوَإ‬ ‫ػم َػ َعػػالَ ْوا أَْ ُ‬
‫كمػا سػػبو ضػػي اآلهػ ‪ :‬ضػي قولػػو عػػالا‪{ :‬قُػ ْ‬
‫َػ ْ تُػ ُوا أ َْوَإ َد ُكم نم ْن إِ ْم َ ٍؽ} اآله ‪.‬‬
‫ض نا ن ا اهلل مز وجم من ضعم المحرمات‪ ،‬وجم من النواىي ت ي التحرهم‪ ،‬أي إ فع وا‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫َّا َػ ْع َ ُموا َما َػ ُولُو َف}‬
‫الص َ ةَ َوأَنتُ ْم ُس َكا َر َٰى َالت َٰ‬
‫نمنُوا َإ َػ ْ َربُوا َّ‬ ‫ومثاؿ ذلد أه ا قولو عالا‪{ :‬هَا أَهػُّ َ ا الا َ‬
‫هن َ‬
‫ِ‬ ‫َال َّم ال َّوُ لَ ُك ْم َوَإ َػ ْعتَ ُدواۚ إِ َّف ال َّوَ َإ هُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫هن}‪.‬‬
‫ب ال ُْم ْعتَد َ‬ ‫نمنُوا َإ ُ َح نرُموا طَينبَات َما أ َ‬ ‫وقولو عالا‪{ :‬هَا أَهػُّ َ ا الا َ‬
‫هن َ‬
‫إ ربوا الص ة وأنتم سكارى‪ ،‬أي (إ فع وا)‬
‫َال َّم ال َّوُ لَ ُك ْم َوَإ َػ ْعتَ ُدوا}‪ ،‬ضأي ن ي ه ت ي التحرهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قولو عالا‪َ { :‬إ ُ َح نرُموا طَينبَات َما أ َ‬

‫وىناؾ صيغ ضرمي دؿ م ا الن ي أه ا من ا‪:‬‬


‫صيغ الن ي الصرهح ‪ :‬مثم قولو عالا‪َ { :‬وهَػ ْنػ َ َٰا َم ِن الْ َف ْح َ ِاء َوال ُْمن َك ِر َوالْبَػغْ ِيۚ هَِعظُ ُك ْم لَ َع َّ ُك ْم َ َا َّك ُرو َف}‪.‬‬
‫(وهن ا) من الفح اء والمنكر والبغي‪.‬‬
‫كالد صيغ الزجر‪ :‬إذا زجر ال رنف أو زجرت السن من شيء ض و محرـ‪.‬‬
‫كما ضي الدهث جابر أنو سام من تمن الك ب والسنور ض اؿ‪" :‬زجر النبي ﷺ من ذلد ك و"‪ .‬أي ن ا‪.‬‬
‫وكػالد صػػيغ ا مػػر باإنت ػػاء‪ :‬ك ولػػو عػػالا‪َ { :‬وَإ َػ ُولُػوا تََ تَػ ٌۚ انتَػ ُ ػػوا} وكمػػا جػػاء ضػػي السػن مػػن الػػدهث أبػػي ىرهػػرة (ر ػػي اهلل‬
‫منو) أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬هأ ي ال يطاف أالدكم ضي وؿ‪ :‬من خ و كاا من خ و كاا التا ه ػوؿ مػن خ ػو ربػد ضػإذا ب غػو‬
‫ض يستع ْا باهلل ِ‬
‫ولينتو"‪.‬‬
‫كالد صيغ ا مر بالترؾ‪ :‬ك ولو عالا‪{ :‬ها أَهػُّ ا الَّ ِاهن نمنُوا إِنَّما الْ َخمر والْم ْي ِسر وا ْ َنصػاب وا ْ َ ْزَإـ ِرجػس نمػن َمم ِػم ال َّ ْػيطَ ِ‬
‫اف‬ ‫ُ ْ ٌ ْ َ‬ ‫ُْ َ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اء ضِي ال َْم ِحي ِ }‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اجتَنِبُوهُ لَ َع َّ ُك ْم ُػ ْف ِ ُحو َف}‪ ،‬وقولو عالا‪َ { :‬وهَ ْسأَلُونَ َ‬
‫د َم ِن ال َْمحي ِ قُ ْم ُى َو أَذًى ضَا ْمتَ ِزلُوا الن َ‬
‫نس َ‬ ‫ضَ ْ‬

‫‪38‬‬
‫وكحدهث أبي ىرهرة (ر ي اهلل منو) من النبي ﷺ أنو قاؿ‪" :‬اجتنبوا السػبع الموب ػات‪ ،‬قػالوا هػا رسػوؿ اهلل ومػا ىػن؟ قػاؿ‪ :‬ال ػرؾ‬
‫بػاهلل‪ ،‬والسػػحر‪ ،‬وقتػػم الػنفس التػػي الػػرـ اهلل إإ بػالحو‪ ،‬وأكػػم الربػػا‪ ،‬وأكػػم مػاؿ اليتػػيم‪ ،‬والتػػولي هػوـ الزالػػف‪ ،‬وقػػاؼ المحصػػنات‬
‫المؤمنات الغاض ت"‪.‬‬
‫ض نا قاؿ النبي ﷺ‪( :‬اجتنبوا) أي انت وا ىاا أمر بالترؾ‪.‬‬

‫وكالد كم ما ر ب م يو ال رع م وب ‪ ،‬أو وميد دنيوي أو أخروي كع وب الحدود‪.‬‬


‫السا ِرقَ ُ ضَاقْطَعُوا أَهْ ِدهَػ ُ َما}‪.‬‬
‫السا ِر ُؽ َو َّ‬
‫ض اؿ اهلل مز وجم‪َ { :‬و َّ‬
‫اال ٍد نم ْنػ ُ َما ِمائَ َ َج ْ َدةٍ}‪ ،‬ضالم صود من ا الن ي من الزنا‬
‫الزانِي ضَاج ِ ُدوا ُك َّم و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الزانِيَ ُ َو َّ‬
‫وقاؿ عالا‪َّ { :‬‬

‫ين ضَػِإف لَّػ ْػم َػ ْف َع ُػوا‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬


‫نمنُػػوا ا َّػ ُػػوا ال ػػوَ َوذَ ُروا َمػػا بَ ػ َػي مػ َػن ال نربَػػا إف ُكنػػتُم ُّمػ ْػؤمن َ‬ ‫وكػػالد التومػػد بالع ػػاب‪ :‬ك ولػػو عػػالا‪{ :‬هَػػا أَهػُّ َ ػػا الػػا َ‬
‫هن َ‬
‫وس أ َْم َوالِ ُك ْم َإ َظِْ ُمو َف َوَإ ُظْ َ ُمو َف}‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ضَأْذَنُوا ب َح ْرب نم َن ال و َوَر ُسولو ۚ َوإف ُػ ْبتُ ْم ضَػ َ ُك ْم ُرءُ ُ‬
‫ض اا ومد من اهلل مز وجم بأف من لم هنتو من أكم الربا‪ ،‬ضسوؼ هحاربو اهلل مز وجم‪ ،‬وما رأهنا نكم ربػا إإ وقػد محػو اهلل مالػو‬
‫وبركتو‪ ،‬وماد م يو بالخزي والخسراف‪.‬‬
‫ومن جابر (ر ي اهلل منو) من ابن سمرة قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬لينت ين أقواـ هرضعوف أبصارىم إلػا السػماء ضػي الصػ ة أو إ‬
‫رجع إلي م" ض اا ومد بالع اب‪.‬‬
‫وك ولو ﷺ‪" :‬لينت ين أقواـ من ودم م الجمعات أو ليختمن اهلل م ا ق وب م وليكونوا من الغاض ين"‪.‬‬
‫كالد ر يب ال عن م ا الفعم‪ ،‬ضإن ا ت ي الن ي‪.‬‬
‫ين}‪.‬‬ ‫َّاس أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار أُوَٰلَاِ َ‬
‫د َم َْي ِ ْم لَ ْعنَ ُ ال َّو َوال َْم َ ئِ َك َوالن ِ ْ‬
‫َج َمع َ‬ ‫هن َك َف ُروا َوَما ُوا َو ُى ْم ُك َّف ٌ‬
‫ك ولو عالا‪ِ َّ َّ { :‬‬
‫إف الا َ‬
‫ومن مائ (ر ي اهلل من ا) من النبي ﷺ أنو قػاؿ ضػي مر ػو الػاي مػات ضيػو‪" :‬لعػن اهلل الي ػود والنصػارى ا خػاوا قبػور أنبيػائ م‬
‫مساجد"‪ .‬قال ‪ :‬ولوإ ذلد برز قبره غير أني أخ ا أف هُتخا مسجدا"‪.‬‬
‫ضفيو الن ي من بناء المساجد م ا ال بور‪ ،‬أو بناء ال بور ضي المساجد‪ ،‬وىاا ال عن هتر ب م يو أف هكوف الفعم الر ًاما‪.‬‬
‫كالد من صيغ التي دؿ م ا التحرهم‪ :‬سمي الفعم‪[ :‬ضسو‪ ،‬أو خطيا ] أو غير ذلد‪.‬‬
‫لكن ىاا هدؿ م ا التحرهم كما سبو ضي عرهف الحراـ والصيغ الدال م يو‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثاني م ر‪[ :‬إذا انصب الن ي م ا ذات الفعػم أو شػرط مػن شػروطو اقت ػا الفسػاد والػبط ف‪،‬‬
‫وإذا انصب م ا أمر م ارف إ ه ت ي ذلد]‪ ،‬ىاا ىو ال ابط ا خير ضي قوامد ض م النصوص‪.‬‬
‫[الن ي هفيد التحرهم] ىاا ىػو ا صػم إذا كػاف مجػردا‪ ،‬ضػ هجػوز ل مك ػف ضعػم المن ػي منػو‪ ،‬وإإ لح ػو اإلتػم واسػتحو الع ػاب‬
‫ضي اآلخرة‪ ،‬وىاا جزاء أخروي‪.‬‬
‫أما ضي الدنيا‪ ،‬ض م الن ي ه ت ي الفساد أـ إ؟‬

‫‪39‬‬
‫ضفصم وضرؽ شيخنا الفظو اهلل ض اؿ‪[ :‬إذا انصب الن ي م ا ذات الفعم أو م ا شرط من شروطو اقت ا الفساد والبط ف]‪.‬‬
‫وجم ذلد أف الن ي مندما هنصب م ا ذات الفعم صار الفعم ضاسدا وباط ‪ ،‬ض تر ب م يو اآلتار‪.‬‬
‫وىاا ب خ ؼ بين الع ماء‪.‬‬
‫(ر ي اهلل من ا) الينما قال ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬مػن أالػدث ضػي أمرنػا ىػاا مػا لػيس منػو‬ ‫ضمن ذلد الدهث أـ المؤمنين مائ‬
‫أو ما ليس ضيو ض و رد"‪.‬‬
‫وضي رواه ‪" :‬من ممم مم ليس م يو أمرنا ض و رد"‪ ،‬ض الوا‪ :‬كم ن ي ه ت ي الفساد‪.‬‬
‫هعني لو أف رج أن أ ص ة وجعم هص ي ضي كم ركع ت ث ركعات وت ث سجدات‪ ،‬زهادة ضي الخير‪.‬‬
‫ضن وؿ‪ :‬ىاه الص ة باط ‪ ،‬وإ أجر لد ضي ا ضي اآلخرة‪.‬‬
‫لماذا؟ ند أ ي ب يء وأمر لم هفع و النبي ﷺ‪.‬‬
‫كالد الدهث أبي سعيد الخدري ر ي اهلل منو‪" :‬لما جاء بػ ؿ إلػا النبػي ﷺ بتمػر برنػي‪ ،‬ض ػاؿ‪ :‬مػن أهػن ىػاا؟ قػاؿ بػ ؿ‪ :‬كػاف‬
‫منػػدنا مػػر رديء ضبع ػ منػػو صػػامين بصػػاع لػػنطعم النبػػي ﷺ‪ ،‬ض ػػاؿ ص ػ ا اهلل م يػػو منػػد ذلػػد‪ :‬أوه أوه مػػين الربػػا مػػين الربػػا (إ‬
‫فعم) ولكن إذا أردت أف تري ىاا ضبع التمر ببيع نخر تم اشتره"‪.‬‬
‫ضف م الصحاب أف المراد بالد ضساد البيع‪ ،‬ف النبي ﷺ أمر برده‪.‬‬
‫ومن ذلد أي من المن يات التي ت ي الفساد والبط ف وأف الن ي منصب م ا ذات الفعم‪.‬‬
‫اء َسبِي ً }‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نك ُحوا َما نَ َك َح نبَا ُؤُكم نمن الننس ِاء إَِّإ َما قَ ْد َس َ َ ِ‬
‫قولو عالا‪{ :‬وَإ َ ِ‬
‫فۚ إنَّوُ َكا َف ضَاال َ ً َوَم ْ تًا َو َس َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ضػػي ىػػاه اآلهػ الن ػػي مػػن أف هتػػزوج الرجػػم بػػامرأة أبيػػو‪ ،‬ض ػػو ضعػػم وم ػػد م ػػا امػرأة أبيػػو‪ ،‬ن ػػوؿ ىنػػا‪ :‬الع ػػد باطػػم‪ ،‬وهػػأتم ضام ػػو وإ‬
‫تر ب م يو نتار‪.‬‬
‫ف الن ي منصب م ا ذات الفعم وىو‪( :‬نكاح زوج ا ب)‪.‬‬
‫ػػحا وهػوـ الفطػػر"‪ ،‬ضػ هجػػوز‬ ‫ومػن ذلػد الػػدهث أبػي ىرهػػرة (ر ػي اهلل منػػو) أف رسػوؿ اهلل ﷺ‪" :‬ن ػػا مػن صػياـ هػػومين‪ :‬هػوـ ا‬
‫الد صيام ما‪.‬‬
‫ض و أف رج كاف م يو كفارة صياـ ش رهن ضجاء هوـ العيد ضي وسط ال رهن‪.‬‬
‫ن وؿ‪ :‬هفطر ىاا اليوـ تم هكمم الكفارة‪.‬‬
‫طيب ماذا لو صاـ؟ ن وؿ‪ :‬صيامد باطم وإ هجزئ‪.‬‬
‫حا)‪،‬‬ ‫لماذا؟ ف الن ي منصب م ا ذات الفعم (إ هصومن هوـ الفطر وهوـ ا‬
‫كالد ن ا النبي ﷺ من تمن الك ب وم ر البغي وال واف الكاىن‪.‬‬
‫ض ما ن ا من تمن الك ب قاؿ الع ماء‪ :‬إف بيع الك ب باطم‪ ،‬وأف الن ي منصب م ا شرط من شروط البيع‪.‬‬
‫قاؿ أه ا ﷺ‪" :‬أهما امرأة نكح بغير إذف ولي ا ضنكاال ا باطم ضنكاال ا باطم ضنكاال ا باطم"‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫ض و زوج المرأة بغير إذف الولي ضالنكاح باطم‪ ،‬وإ هُعتد بو م ا الراجح من أقواؿ أىم الع م‪.‬‬
‫لالد ّبوب اإلماـ البخاري ضي صحيحو ض اؿ‪[ :‬باب‪ :‬إ نكاح إإ بولي]‬
‫وى َّن} وذكر الدهث مع م بن هسار قاؿ رالمو اهلل‪" :‬ضدخم ضيو الثيب وكالد البكر‪.‬‬ ‫وقولو عالا‪{ :‬ضَ َ َػ ْع ُ ُ ُ‬
‫َنك ُحوا ا َهَ َاما ِم ْن ُك ْم}‪ ،‬قاؿ‪ :‬وا مث م ا ذلد كثيرة‪.‬‬
‫َّا هػ ْؤِمنُوا}‪ ،‬وقاؿ‪{ :‬وأ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وَإ ُنك ُحوا ال ُْم ْ ِرك َ‬
‫ين َالت َٰ ُ‬ ‫وقاؿ‪َ :‬‬
‫قاؿ‪ :‬أو شرط من شروطو‪ ،‬أي من شروط صح الفعم‪.‬‬
‫ك ولو ﷺ‪" :‬إ بم ص ة بغير ط ور وإ صدق من غ وؿ"‪.‬‬
‫ضمن ص ا ب و وء مع ال درة م يو ضص و باط ‪ ،‬ف الن ي منصب م ا شرط من شروط صح الص ة‪.‬‬
‫أو ص ا إلا غير ال ب مع معرضتو ب ا‪ ،‬ضص و باط ‪ ،‬أو ص ا مرهانا مع قدر و م ا ستر العورة‪ ،‬ضص و باط ‪.‬‬
‫ومثالو كما ذكرنا ضي قولو‪" :‬إ نكاح إإ بولي"‪.‬‬
‫ض نا الولي شرط من شروط صح النكاح‪ ،‬ف النكاح لو‪ :‬ركناف‪ ،‬وخمس شروط‪.‬‬
‫أما ا ركاف ض ي‪[ :‬اإلهجاب وال بوؿ]‬
‫وأما ال روط ض ي‪[ :‬الر ا‪ ،‬والتعيين‪ ،‬والولي‪ ،‬وال ود‪ ،‬والخ و من الموانع]‪.‬‬
‫قولو‪ :‬اقت ا الفساد والبط ف‪ :‬أي الفساد والبط ف‪.‬‬
‫الفاسد والباطم إ ضرؽ بين ما مند جماىير الع ماء إإ ضي مسألتين‪:‬‬
‫المسأل ا ولا‪ :‬ضي الحج‪ ،‬المسأل الثاني ‪ :‬ضي النكاح‪.‬‬
‫ضأما مسأل الحج‪ :‬ضالفاسد ضي الحج ىو‪ :‬من ضا و ركن من أركاف الحج [كعرض ‪ ،‬أو اإلالراـ‪ ،‬أو جامع قبم التح م ا وؿ]‪.‬‬
‫ض نا ن وؿ ضسد الحج‪.‬‬
‫لكن هجب م يد الم ي ضيو التا نت ي من المناسد‪[ ،‬ىاا الفاسد]‪ ،‬بخ ؼ الباطم‪.‬‬
‫ض و أف ىاا الرجم ار د من اإلس ـ ضي مرض ‪ ،‬ن وؿ‪ :‬بطم الجد وإ هجب الم ي ضيو‪ ،‬بم هُخرج وإ هدخم مك ‪.‬‬
‫وكالد ضي النكاح الفاسد ما ض د شرطًا من شروطو كنكاح المرأة بغير إذف ولي ا‪ ،‬والخ ؼ ضي مدد الر عات‪.‬‬
‫[ض اا ضاسد] تر ب م يو نتاره‪.‬‬
‫امرأة تيب أخات ب وؿ الحنفي ‪ ،‬ضتزوج بغير ولي وىي بالغ ماق رشيدة‪ ،‬تم أنجب أبناء‪ ،‬تم مات الزوج‪.‬‬
‫ه وؿ الع ماء‪ :‬وإف كنا برجحاف ضساد النكاح‪ ،‬إإ أف اآلتار متر ب م يو‪.‬‬
‫ضينسب ا وإد إلا الرجم‪ ،‬و رث المرأة منو و عتد‪ ،‬ىاا بالنسب ل فاسد نو ض د شرطًا‪.‬‬
‫وق نا ركناف‪ :‬اإلهجاب وال بوؿ‪ ،‬وخمس شروط من ا‪ :‬الولي‪.‬‬
‫كالد لو زوج رجم بامرأة تم ظ ر أنو ر ع م ي ا مدة ر عات (أكثر من خمس ر عات مع ومات)‪.‬‬
‫ض نا هُفرؽ بين ما لفساد النكاح‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫لكن تر ب م يو اآلتار ضي نسب ا وإد إليو‪.‬‬
‫أما من زوج بامرأة أبيو ض اا نكاح باطم‪ ،‬وإ تر ب م يو اآلتار‪.‬‬
‫طيب ما م أو كيف نفرؽ بين الفاسد والباطم؟‬
‫قاؿ الع ماء‪ :‬الفاسد‪ :‬ضي النكاح ما اخت ف الع ماء ضي ضساده‪ ،‬والباطم‪ :‬ما أجمع الع ماء م ا ضساده‪.‬‬
‫هعني أجمع الع ماء م ا ضساد الزواج‪ :‬با ـ وا خ والعم والخال وزوج ا ب‪ ،‬والمحرمات السبع‪.‬‬
‫كالد أجمعوا م ا بط ف من زوج أختو من الر ام وىو هع م‪.‬‬
‫لكن اخت فوا ضي من زوج‪ :‬ب ولي‪ ،‬أو ب ر ا‪ ،‬أو ب شروط خ ضا ل حنفي ‪.‬‬

‫تم قاؿ الفظو اهلل‪[ :‬وإذا انصب م ا أمر م ارف إ ه ت ي ذلد] أي إ ه ت ي الفساد وإ التحرهم‪.‬‬
‫كالصػ ة ضػػي ا رض المغصػػوب ‪ ،‬وكالصػ ة ضػػي الثػػوب المغصػػوب‪ ،‬وكالو ػوء بالمػػاء المغصػػوب‪ ،‬وكالصػ ة ضػػي تػػوب مػػن الحرهػػر‬
‫المصراة‪.‬‬
‫ل رجاؿ‪ ،‬وكبيع النجش‪ ،‬أو بيع ّ‬
‫أو البيع وال راء ضي المسجد‪(( ،‬الفعم صحيح والفامم نتم))‪ ،‬ك ولو ﷺ‪" :‬ض ولوا‪ :‬إ أربح اهلل جار د"‪.‬‬
‫ض اا ق نا بصح الفعم إنفكاؾ الج ‪ ،‬ضالفعم صحيح واإلتم م ا الفامم‪.‬‬
‫وىاا ما هسميو الع ماء ب امدة [انفكاؾ الج ]‬
‫ب اا هنت ي باب قوامد ض م النصوص ال رمي وب ي ا سا ‪:‬‬

‫السؤاؿ اإوؿ‪ :‬ىم الن ي المط و ه ت ي التحرهم؟ مع بياف الدليم م ا ما وؿ‪.‬‬


‫السؤاؿ الثاني‪ :‬ما ىي صيغ الن ي الم ورة؟‬
‫ا سا ػ ػ ػ‬ ‫السؤاؿ الثالث‪ :‬ما الفرؽ بين الفساد والبط ف؟‬
‫السؤاؿ الرابع‪ :‬ما ىي اآلتار المتر ب وما الفرؽ بين ىاهن المثالين؟‬
‫رجم زوج امرأة بغير ولي‪ ،‬ونخر زوج بأختو ال ي (ما الفرؽ بين ىاا وذاؾ؟)‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المحا ػرة الثالثػ والع ػروف‬

‫مرالبا بكم ضي ىاا ال اء الاي نتحدث ضيو من (النسخ)‪ ،‬وما زلنا ضي محا رات أصوؿ الف و‪.‬‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪ :‬الباب العاشر‪( :‬النسخ)‬
‫النسخ ضي ال غ ‪ :‬ىو اإلزال والن م‪ ،‬كما ه اؿ‪ :‬نسخ ال مس الظم أي أزالتو‪ ،‬وك ولو‪ :‬زال الرهح ا تر أي أخفتو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم}‬
‫يم َالك ٌ‬ ‫نس ُخ ال َّوُ َما هُػ ْ ي ال َّ ْيطَا ُف تُ َّم هُ ْحك ُم ال َّوُ نهَا و ۚ َوال َّوُ َم ٌ‬
‫كما قاؿ عالا‪{ :‬ضَػيَ َ‬
‫وقيم‪ :‬معناه الن م‪ ،‬من قول م نسخ ما ضي الكتاب أي ن تو‪ ،‬كما قاؿ عالا‪{ :‬إِنَّا ُكنَّا نَستَ ِ‬
‫نس ُخ َما ُكنتُ ْم َػ ْع َم ُو َف}‬ ‫ْ‬
‫اخ‪.‬‬
‫ومعنا النسخ ضي اإصط ح‪ :‬ىو رضع الكم شرمي بدليم شرمي متر ٍ‬
‫وقيم‪ :‬خطاب داؿ م ا ار فاع الحكم الثاب بالخطاب المت دـ‪.‬‬
‫هعني كاف مندنا مسأل (كاست باؿ ال ب )‬
‫الم دس تم بعد سبع م ر أو تماني م ر ش را نزؿ قولو عالا‪{ :‬ضَػ َو نؿ َو ْج َ َ‬
‫د‬ ‫ضي بداه اإلس ـ كاف النبي ﷺ هست بم بي‬
‫الحكم السابو وصار النبي ﷺ والصحاب وكم المس موف هست ب وف البي‬ ‫ْح َر ِاـۚ}‪ ،‬ض اه اآله نسخ‬ ‫ِِ‬
‫َشط َْر ال َْم ْسجد ال َ‬
‫الحراـ إلا اآلف‪.‬‬
‫ض اا الحكم المتأخر نسخ الحكم ا وؿ‪ ،‬ىاا معنا الك ـ‪ ،‬وسوؼ هأ ينا ضي بياف ا الكاـ‪.‬‬
‫والنسخ تاب ضي الكتاب وضي السن ‪ ،‬وجاء النسخ ضي الوالي واهلل مز وجم بين ذلد‬
‫َف ال َّوَ َم َ َٰا ُك نم َش ْي ٍء‬
‫ْت بِ َخ ْي ٍر نم ْنػ َ ا أ َْو ِمثِْ َ ا ۚ أَلَ ْم َػ ْع َ ْم أ َّ‬ ‫ِ‬
‫نس ا نَأ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫نس ْخ م ْن نهَ أ َْو نُ َ‬ ‫{ما نَ َ‬‫ضمنو‪ :‬أي مما وقع‪ ،‬قوؿ اهلل مز وجم َ‬
‫اب}‬ ‫قَ ِدهر}‪ ،‬وقولو عالا {همحو ال َّوُ ما ه َ اء وهػثْبِ ُ ۚ و ِمن َدهُ أ ُُّـ ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ٌ‬
‫الكما مكاف الكم نخر‪.‬‬
‫وغيرىا من اآلهات التي هبين اهلل مز وجم ضي ا أنو همكن أف هبدؿ ً‬
‫وكالد جاء النسخ ضي السن ‪ :‬كحدهث بُرهدة (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ "ن يتكم من زهارة ال بور ضزوروىا"‪،‬‬
‫كاف قد ن ا من زهارة ال بور‪ ،‬تم رخص ﷺ ضي ذلد ض اؿ ضزروىا‪ ،‬ضجاءت ال فظ ا خيرة ناسخ ل حكم ا وؿ‪.‬‬
‫ولكن قد ه وؿ قائم ما الحكم من النسخ؟‬
‫ه وؿ ال يخ ابن مثيمين رالمو اهلل عالا ما م خصو‪ :‬ل نسخ الكم متعددة من ا‪:‬‬
‫مراماة مصالح العباد بت رهع ما ىو أنفع ل م ضي دهن م ودنياىم‪ :‬كمسأل حوهم ال ب ‪ ،‬لكي هُع م المس م من غير المس م‪.‬‬
‫نو مندما كانوا هست ب وف بي الم دس‪ ،‬ضكاف ذلد قب المس مين والنصارى والي ود‪ .‬ض هُعرؼ ىاا من ذاؾ‪ ،‬ض ما است بم‬
‫المس موف المسجد الحراـ بين المس م من غير المس م‪.‬‬
‫ركعتين ركعتين ضي أوؿ اإلس ـ‪ ،‬تم بعد ذلد زهدت ضي‬ ‫الحكم الثاني ‪ :‬التطور الت رهعي التا هظ ر الكماؿ‪ :‬كالص ة ضُر‬
‫الح ر وب ي ضي السفر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫تالثا‪ :‬اختبار المك فين باستعدادىم ل بوؿ التحوؿ من الكم إلا الكم نخر مع ر اىم‪.‬‬
‫كمسأل حرهم الخمر نزل شياا ض ياا التا قب ا الناس ور وىا‪.‬‬
‫كالد اختبار المك فين ب يام م بوظيف ال كر إذا كاف النسخ إلا أخف كالج اد‪.‬‬
‫ولالد جاء ضي شرهع موسا النسخ‪ ،‬وجاء ضي شرهع ميسا النسخ‪ ،‬وجاء ضي شرهع محمد ﷺ النسخ‪،‬‬
‫جميع‬ ‫شرهع موسا‪ ،‬وشرهع محمد ﷺ نسخ‬ ‫التا أف ال رائع هنسخ بع ا بع ً ا‪ ،‬ض رهع ميسا م يو الس ـ نسخ‬
‫ال رائع‪.‬‬
‫لكن ىناؾ أمور إ هدخ ا النسخ‪ :‬كالتواليد‪ ،‬وأصوؿ اإلهماف إ هدخ ا النسخ‪.‬‬
‫{وا ْمبُ ُدوا ال َّوَ َوَإ ُ ْ ِرُكوا بِ ِو َش ْياًا}‪ ،‬ض همكن أف أ ي نه أخرى وؿ إ عبدوا اهلل بو وأشركوا بو‪،‬‬
‫ل ولو عالا َ‬
‫ض اا من أصوؿ اإلهماف باهلل وم ئكتو وكتبو ورس و واليوـ اآلخر وال در‪.‬‬
‫كالد إ ه ع النسخ ضي ا خبار‪ ،‬إذا جاء خبر وجاء أمر ضي أمور الغيب أو ضي غيرىا إ همكن أف هُنسخ‪.‬‬
‫ص ِّفا} ض همكن أف هأ ي نص ه وؿ أف اهلل إ هجيء‪ ،‬ون وؿ إف ىاا نسخ ىاا‪.‬‬
‫ص ِّفا َ‬
‫د َ‬
‫د َوال َْم َ ُ‬
‫اء َربُّ َ‬
‫{و َج َ‬
‫ل ولو عالا َ‬
‫كالد إ ه ع النسخ ضي أصوؿ أو نصوص ا خ ؽ والف ائم‪ ،‬ضاهلل مز وجم هأمر باإلالساف وهأمر بالعدؿ وهأمر بالص وإ‬
‫همكن أف هأ ي نص هأمر بعكس ذلد‪ ،‬أو هأمر بمساوئ ا خ ؽ‪ ،‬أو ب طيع الرالم‪.‬‬
‫كالد إ ه ع النسخ ضي الن ي من مساوئ ا خ ؽ كالفجور والكاب والبخم‪ ،‬ض همكن أف هأ ي أمر هأمر بالد‪.‬‬

‫وابط‪.‬‬ ‫وابط ض اؿ‪ :‬الباب العاشر‪« :‬النسخ»‪ ،‬وضيو ست‬ ‫وم خص ىاا الباب جمعو شيخنا الفظو اهلل ضي ست‬
‫ال ابط ا وؿ‪« :‬النسخ ه ع ضي نصوص الكتاب والسن »‬
‫ىاه أوؿ مسأل معنا ضي ل اء ال ي «النسخ ه ع ضي نصوص الكتاب والسن »‬
‫معنا ىاا الك ـ أنو قد جاءت نه ضي ال رنف نزل ‪ ،‬تم نُسخ ىاه اآله ‪.‬‬
‫وأوؿ مسأل ىو أف ال رنف هُنسخ بال رنف‪ ،‬وإ خ ؼ بين أىم الع م ضي جواز ذلد كما ن و ال وكاني رالمو اهلل‪.‬‬
‫وكالد إ خ ؼ ضي أف السن نسخ السن ‪.‬‬
‫صابِ ُرو َف هَػغْ ِبُوا ِمائَػتَػ ْي ِنۚ َوإِف هَ ُكن نمن ُكم نمائَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫أما نسخ ال رنف بال رنف ضثه المصابرة ضي قولو عالا‪{ :‬إِف هَ ُكن نمن ُك ْم م ْ ُرو َف َ‬
‫هن َك َف ُروا بِأَنػَّ ُ ْم قَػ ْوٌـ َّإ هَػ ْف َ ُ و َف}‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫هَػغْ بُوا أَلْ ًفا نم َن الا َ‬
‫ضي ىاه اآله ‪ :‬أف المس م إذا وقع ال تاؿ إ هجوز لو الفرار من أرض المعرك إإ إذا جاوز العدد الاي ه ا و م رة أشخاص‪.‬‬
‫هعني لو ه ا و خمس أو ست أو سبع أو تماني أو التا م رة‪ ،‬إ هفر من م‪.‬‬
‫صابِ ُرو َف هَػغْ ِبُوا ِمائَػتَػ ْي ِن}‪ ،‬ضإذا زادوا من م رة جاز لو أف هفر من م‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ه ا م لوالده الع رة؟ نعم‪ ..‬ب اه اآله {م ْ ُرو َف َ‬

‫‪44‬‬
‫صابَِرةٌ هَػ ْغ ِبُوا ِمائَػتَػ ْي ِنۚ َوإِف‬ ‫ف ال َّوُ َمن ُكم و َم ِم أ َّ ِ‬
‫َف ضي ُك ْم َ ْع ًفاۚ ضَِإف هَ ُكن نمن ُكم نمائَ ٌ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫{اآل َف َخ َّف َ‬
‫تم نزؿ التخفيف ض اؿ عالا‪ْ :‬‬
‫ْف هَػ ْغ ِبُوا أَلْ َف ْي ِن بِِإ ْذ ِف ال َّ ِو ۚ وال َّوُ َم َع َّ ِ‬
‫هن}‪ ،‬ىاه سما نه التخفيف‪ .‬ضبعدما كن ا م م رة جع م اهلل‬ ‫الصاب ِر َ‬ ‫َ‬ ‫هَ ُكن نمن ُك ْم أَل ٌ‬
‫اتنين‪ ،‬ضت ا م واال ًدا‪ ،‬و ا م اتنين‪.‬‬
‫ضإذا جاء الثالث جاز لد أف فر و تركو‪ ،‬ض اا خفيف من اهلل مز وجم‪ ،‬ونسخ اآله الثاني اآله ا ولا‬
‫اس لَّ ُ َّن ۚ َم ِ َم ال َّوُ أَنَّ ُك ْم ُكنتُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث إِلَ َٰا نِ ِ‬ ‫ومثاؿ ذلد قولو عالا {أ ِ‬
‫اس لَّ ُك ْم َوأَنتُ ْم لبَ ٌ‬
‫سائ ُك ْمۚ ُى َّن لبَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫صيَ ِاـ َّ‬
‫الرضَ ُ‬ ‫ُال َّم لَ ُك ْم لَْيػ َ َ ال ن‬
‫ط‬ ‫ب ال َّوُ لَ ُك ْمۚ َوُك ُوا َوا ْش َربُوا َالت َٰ‬
‫َّا هَػتَبَػيَّ َن لَ ُك ُم الْ َخ ْي ُ‬ ‫ِ‬
‫وى َّن َوابْػتَػغُوا َما َكتَ َ‬
‫اب َم َْي ُك ْم َو َم َفا َمن ُك ْم ۚ ضَ ْاآل َف بَاش ُر ُ‬ ‫س ُك ْم ضَػتَ َ‬
‫َ ْختَانُو َف أَن ُف َ‬
‫ود‬
‫ْد ُال ُد ُ‬ ‫اج ِد ۚ ِ َ‬ ‫وى َّن وأَنتُم َماكِ ُفو َف ضِي الْمس ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫اـ إِلَا ال َّْي ِمۚ َوَإ ُػبَاش ُر ُ َ ْ‬ ‫صيَ َ‬ ‫َس َو ِد ِم َن الْ َف ْج ِر ۚ تُ َّم أَِ ُّموا ال ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ َبْػيَ ُ م َن الْ َخ ْيط ا ْ ْ‬
‫د هُػبَػين ُن ال َّوُ نهَا ِِو لِ ن ِ‬
‫َّاس لَ َع َّ ُ ْم هَػتَّػ ُو َف}‬ ‫وىا ۚ َك ََٰالِ َ‬ ‫ِ‬
‫ال َّو ضَ َ َػ ْ َربُ َ‬
‫ضكاف الصياـ ضي بداه اإلس ـ‪ ،‬أف الرجم إذا أضطر أو ص ا الع اء أمسد إلا غروب اليوـ التالي‪ ،‬ضبين اهلل مز وجم أنو هجوز‬
‫لو أف هأكم وه رب إلا ط وع الفجر‪ ،‬وغيرىا من ا دل م ا ذلد‪.‬‬

‫الثاني‪« :‬نسخ ال رنف بالسن »‪.‬‬


‫وذىب جم ور ا صوليين إلا أنو هجوز نسخ ال رنف بالسن المتوا رة‪.‬‬
‫وذىب ال اضعي وأالمد إلا أنو إ هجوز نسخ ال رنف بالسن ‪ .‬بم إ هنسخ ال رنف إإ قرنف مث و‪.‬‬
‫وىاا الاي اختاره ابن قدام ‪ ،‬وماؿ إليو ابن يمي ‪ ،‬ولكن ضي الح ي الراجح ما م يو جم ور ا صوليين‪.‬‬

‫تم اخت ف من أجاز نسخ ال رنف بالسن ‪ :‬ىم هنسخ بالسن المتوا رة ض ط دوف اآلالاد؟ أـ هنسخ بسن اآلالاد أه ا؟ م ا قولين‬
‫ىم الع م‪.‬‬
‫وى َّن ضِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫سائِ ُك ْم ضَ ْ‬
‫استَ ْ ِ ُدوا َم َْي ِ َّن أ َْربَػ َع ً نمن ُك ْم ۚ ضَِإف َش ِ ُدوا ضَأ َْمس ُك ُ‬ ‫ين الْ َفاال َ َ من ن َ‬
‫ِ ِ‬
‫{وال َّ ي هَأْ َ‬ ‫ومث وا ولالد ب ولو عالا‪َ :‬‬
‫ت أ َْو هَ ْج َع َم ال َّوُ لَ ُ َّن َسبِي ً }‬ ‫َّا هَػتَػ َوضَّ ُ‬
‫اى َّن ال َْم ْو ُ‬ ‫الْبػي ِ‬
‫وت َالت َٰ‬‫ُُ‬
‫قاؿ الع ماء‪ :‬ا فو أىم التفسير م ا أف الد الزانيين المحصن وغير المحصن كاف الحبس وا ذى الماكورهن ضي ىاه اآله ‪.‬‬
‫تم نسخ ذلد من ما بالج د لغير المحصن والرجم ل محصن‪:‬‬
‫بحدهث مبادة بن الصام (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ص ا م يو وس م‪" :‬خاوا مني خاوا مني‪ ،‬قد جعم اهلل ل ن‬
‫سبي ‪ ،‬البكر بالبكر ج د مائ ونفي سن ‪ ،‬والثيب بالثيب ج د مائ والرجم)‪.‬‬
‫صيَّ ُ لِ ْوالِ َده ِن وا ْ َقػْربِين بِالْمعر ِ‬
‫ت إِف َػر َؾ َخ ْيػرا الْو ِ‬ ‫ِ‬
‫وؼ ۚ‬‫َ ْ َ َ َ َ ُْ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ب َم َْي ُك ْم إِذَا َال َ َر أ َ‬
‫َال َد ُك ُم ال َْم ْو ُ‬ ‫ومثاؿ ذلد أه ا قولو عالا‪ُ { :‬كت َ‬
‫ِ‬
‫َال ِّ ا َم َا ال ُْمتَّ َ‬
‫ين}‬
‫ضإنو منسوخ بالسن المتوا رة‪ :‬من ممرو بن خارج أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬إف اهلل أمطا كم ذي الو ال و وإ وصي لوارث"‪ ،‬وقيم‬
‫بم نسخ بثه الموارهث‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الحكم الثالث‪« :‬نسخ السن بالسن »‬
‫وىاا أجمع الع ماء م ا جوازه‪ ،‬وإ ضرؽ بين سن اآلالاد والمتوا رة ضي أنو هنسخ بع و بع ً ا‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد الحدهث الاي مر ضي أوؿ الدرس‪ ،‬وىو الدهث برهدة (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬ن يتكم من‬
‫االي ضوؽ ت ث ضأمسكوا ما بدا لكم‪ ،‬ون يت م من النبيا ضي س اء ضاشربوا ضي‬ ‫زهارة ال بور ضزوروىا‪ ،‬ون يتكم من لحوـ ا‬
‫ا س ي ك ا وإ ربوا مسكرا"‪ ،‬ض اه سنن أو أالكاـ نسخ ا الكاـ الساب‬
‫ومن ذلد أه ا الدهث أبي سعيد الخدري (ر ي اهلل منو) أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬إنما الماء من الماء"‬
‫ضمعنا ىاا أف الرجم إذا جامع امرأ و تم لم هنزؿ‪ ،‬ض نا ن وؿ ليس م يو غسم‪.‬‬
‫لماذا؟ ل وؿ النبي ﷺ‪" :‬إنما الماء من الماء"‪ ،‬أي إ هغتسم إإ إذا أنزؿ الماء‪ ،‬سواء باإستمناء‪ ،‬أو باإالت ـ‪ ،‬أو الجماع‪.‬‬
‫تم قاؿ ﷺ ضي الدهث أبي ىرهرة‪" :‬إذا ج س بين شعب ا ا ربع تم ج دىا ض د وجب الغسم"‪.‬‬
‫وضي رواه ‪" :‬وإف لم هُنزؿ"‪ ،‬ضصار ىاا الحكم ناسخا ل حكم ا وؿ‪ ،‬ضمتا أ ا الرجم امرأ و وجب م ي ما الغسم‪ ،‬وإف لم هنزؿ‪.‬‬

‫كالد الحكم الرابع‪« :‬نسخ السن بال رنف»‪.‬‬


‫إذف مندنا‪ :‬نسخ ال رنف بال رنف‪ ،‬نسخ ال رنف بالسن ‪ ،‬نسخ السن بالسن ‪ ،‬نسخ السن بال رنف‪.‬‬
‫والع ماء همث وف لالد بحدهث است باؿ ال ب ‪ :‬ضعن البراء بن مازب (ر ي اهلل منو) قاؿ‪" :‬كاف رسوؿ اهلل ﷺ نحو بي‬
‫ب‬ ‫الم دس ست م ر أو سبع م ر ش را‪ ،‬وكاف رسوؿ اهلل ﷺ هحب أف هُوجو إلا الكعب ‪ ،‬ضأنزؿ اهلل مز وجم {قد نرى‬
‫وج د ضي السماء} ضتوجو نحو الكعب "‬
‫ضي ىاا الحدهث ن وؿ‪ :‬إنو كاف هست بم بي الم دس بالسن تم نسخ ىاا اإست باؿ بال رنف‪.‬‬

‫تم قاؿ الع ماء‪ :‬النسخ ضي ال رنف م ا ت ت أوجو‪:‬‬


‫سائِ ُك ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين الْ َفاال َ َ من ن َ‬ ‫{وال َّ ي هَأْ َ‬ ‫ا وؿ‪« :‬نسخ الحكم مع ب اء الت وة» كاآلهات التي مرت معنا‪ ،‬ك ولو عالا مث َ‬
‫ت أ َْو هَ ْج َع َم ال َّوُ لَ ُ َّن َسبِي ً }‬ ‫َّا هَػتَػ َوضَّ ُ‬
‫اى َّن ال َْم ْو ُ‬ ‫وى َّن ضِي الْبػي ِ‬
‫وت َالت َٰ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْ ِ ُدوا َم َْي ِ َّن أ َْربَػ َع ً نمن ُك ْم ۚ ضَِإف َش ِ ُدوا ضَأ َْمس ُك ُ‬
‫ُُ‬ ‫ضَ ْ‬
‫اال ٍد نم ْنػ ُ َما ِمائَ َ َج ْ َدةٍ}‬‫الزانِي ضَاج ِ ُدوا ُك َّم و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫{الزانِيَ ُ َو َّ‬
‫ىاه اآله نسخ بالحدهث‪ :‬وب ولو عالا َّ‬
‫وةً‪.‬‬ ‫أه ا ىاه اآله نُسخ الكما وب ي‬

‫الثاني‪« :‬نسخ الت وة مع ب اء الحكم» كما جاء ضي الدهث ممر من الدهث ابن مباس‪ ،‬وىاا واهلل واقع بين ا م اآلف‪ ،‬وانتبو‬
‫واستمع إلا ىاا الحدهث جيدا‪ ،‬والحدهث متفو م يو‪ :‬قاؿ ابن مباس ر ي اهلل من ما‪ :‬قاؿ ممر بن الخطاب وىو جالس م ا‬
‫منبر رسوؿ اهلل ﷺ‪( :‬إف اهلل قد بعث محمدا ﷺ بالحو‪ ،‬وأنزؿ م يو الكتاب‪ ،‬ضكاف مما أنزؿ م يو نه الرجم‪ ،‬قرأناىا‪،‬‬
‫ووميناىا‪ ،‬وم ناىا‪ ،‬ضرجم رسوؿ اهلل ﷺ‪ ،‬ورجمنا بعده‪ ،‬ضأخ ا إف طاؿ بالناس زماف أف ه وؿ قائم‪ ،‬ما نجد الرجم ضي كتاب‬

‫‪46‬‬
‫أنزل ا اهلل‪ ،‬وإف الرجم ضي كتاب اهلل الو م ا من زنا إذا أالصن من الرجاؿ والنساء‪ ،‬إذا قام البين ‪،‬‬ ‫اهلل‪ ،‬ضي م بترؾ ضره‬
‫أو كاف الحبم‪ ،‬أو اإمتراؼ" ىاا الدهث متفو م يو‪.‬‬

‫مامزا والغامده وغيرىما‪ ،‬ولالد‬


‫واآله غير موجودة ضي المصحف مع تبوت الحكم وىو الرجم ل محصن‪ ،‬كما رجم النبي ﷺ ً‬
‫ذكر بع الع ماء ىاه اآلهات‪ ،‬وبع م ه وؿ لم ثب بأتر صحيح‪ ،‬وبع م ه رأىا «ال يخ وال يخ إذا زنيا ضارجموىما‬
‫البت »‪.‬‬

‫الحكم الثالث‪« :‬نسخ الحكم والت وة»‬


‫(ر ي اهلل من ا) قال ‪" :‬كاف ضيما أنزؿ من ال رنف م ر ر عات مع ومات هحرمن‪ ،‬تم نسخن بخمس‬ ‫كما ضي الدهث مائ‬
‫مع ومات‪ ،‬ضتوضي رسوؿ اهلل ﷺ وىن ضيما ه رأ من ال رنف"‬
‫أي أنو كاف قد نزؿ قرنف هنص م ا أف م ر ر عات هحرمن‪ ،‬ونسخ ىاه اآله الكما و وة بخمس ر عات مع ومات‪،‬‬
‫ض نجد اآله وإ نجد الحكم‪.‬‬

‫لكن كيف نعرؼ أف ىاا الحكم ناسخ أو منسوخ؟ نعرؼ ذلد بث ت طرؽ‪:‬‬
‫الطرهو ا وؿ‪« :‬دإل ال فظ م يو»‬
‫كما ضي الحدهث "ن يتكم من زهارة ال بور ضزوروىا"‪ ،‬سواء كاف ضي ال فظ أو ضي لفظ نخر‬
‫مس النار"‪.‬‬
‫كحدهث أبي ىرهرة قاؿ‪ :‬سمع رسوؿ اهلل ﷺ ه وؿ " و ؤوا مما ّ‬
‫ضجاء النسخ بحدهث نخر‪ :‬من الدهث جابر قاؿ‪" :‬كاف نخر ا مرهن من رسوؿ اهلل ﷺ رؾ الو وء مما غيرت النار"‪ ،‬كاف‬
‫نخر ا مرهن‪ ..‬ض اه دإل ال فظ‬

‫الطره الثاني ‪« :‬قرهن ضي سياؽ النص»‬


‫ت أ َْو هَ ْج َع َم ال َّوُ لَ ُ َّن َسبِي ً }‪ ،‬ض اؿ النبي ﷺ‪" :‬خاوا مني خاوا‬ ‫َّا هَػتَػ َوضَّ ُ‬
‫اى َّن ال َْم ْو ُ‬ ‫{الت َٰ‬
‫كما ضي نه رجم الزاني ضي قولو عالا‪َ :‬‬
‫مني‪ ،‬قد جعم اهلل ل ن سبي ‪ ،‬البكر بالبكر ج د مائ ونفي سن ‪ ،‬والثيب بالثيب ج د مائ والرجم)‬
‫ضف م من السياؽ أف ىاا الحدهث نسخ اآله ‪ ،‬ب ولو ﷺ‪" :‬قد جعم اهلل ل ن سبي "‪.‬‬

‫الطره الثالث ‪« :‬معرض ارهخ المت دـ والمتأخر»‬


‫كحدهث أنس ر ي اهلل منو‪ :‬أف النبي ﷺ "زجر من ال رب قائما"‪.‬‬
‫تم جاء ضي الج الوداع ض رب ﷺ قائما‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ضدؿ ىاا بالسياؽ المتأخر أنو هجوز ال رب قائما‪ ،‬مع كونو جالسا أولا‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثاني‪« :‬اإلجماع إ هنسخ نصا من الكتاب أو السن »‬
‫ف النص إف كاف قطعي الدإل امتنع انع اد اإلجماع م ا خ ضو‪.‬‬
‫ضإنو إ هتصور أف هأ ي إجماع بعد النبي ﷺ مخالفا ل نص‬

‫ع موف أننا ق نا قبم ذلد إف «اإلجماع»‪ :‬إجماع مجت دي ا م ضي مصر من العصور م ا أمر من ا مور بعد وضاة النبي ﷺ‪.‬‬
‫ض بد أف هنع د اإلجماع بعد موت النبي ص ا وس م‪ ،‬تم جمع ا م م ا أمر من ا مور ومسأل من المسائم‬
‫ىم ىاا اإلجماع إذا خالف نصا هكوف ناسخا لو؟ ىاا إ هتصور‬
‫ضإذا ق نا أنو إ إجماع إإ بعد وضاة النبي ﷺ ضأه ا إ هتصور النسخ ضي ال رنف أو ضي السن بعد موت النبي ﷺ‪.‬‬
‫إذا انع د اإلجماع ضي اليا و ضإنو إ هنع د بدونو ﷺ‪ ،‬ضإذا خالف قول م قولو ض مبرة ل ول م‪ ،‬ض و لغو باطم‪ ،‬وإ هعتد بو‪ ،‬وإ‬
‫ه تف إليو‪ ،‬إنما هؤخا ب ول م المواضو ل ولو ﷺ‪.‬‬
‫أف اإلجماع إ هنع د إإ بعد أهاـ النبوة‪ ،‬وبعد أهاـ النبوة قد ان طع الوالي‪ ،‬ضان طع الزهادة أو الن صاف‬ ‫ضإذا م م ىاا مرض‬
‫ضي الكتاب‪ ،‬وكالد السن ‪ ،‬ض همكن هكوف اإلجماع ناسخا ل ما‬

‫تم قاؿ‪ :‬ال ابط الثالث‪« :‬النص إ هنسخ إجماما» أي أف الناسخ إ بد أف هكوف متأخرا من المنسوخ‬
‫والنصوص من الكتاب والسن مت دم م ا اإلجماع كما سبو‪ ،‬ضإف اإلجماع إ هعتد بو إإ بعد وضاة النبي ﷺ‬
‫والنصوص (ال رنف والسن ) ان طع بموت النبي ﷺ‬
‫ض هُنسخ اإلجماع بالنص‪ ،‬ف اإلجماع متأخر‪.‬‬

‫ا م م ا الو‪ ،‬ض‬ ‫قاؿ العثيمين‪ :‬إ همكن أف ُجمع ا م م ا خ ؼ دليم صحيح صرهح غير منسوخ‪ :‬أي إذا أجمع‬
‫همكن أف جتمع م ا خ ؼ دليم صحيح صرهح غير منسوخ‪ ،‬ف ىاا باطم‬
‫ضالاي هخالف الدليم الصحيح الصرهح الاي لم هنسخ‪ ،‬إ بد أف هكوف باط ‪ ،‬وا م إ جتمع م ا باطم‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا‪ :‬ال ابط الرابع‪« :‬ال ياس إ هنسخ نصا وإ إجماما»‬
‫أما نسخ ال ياس لإلجماع ض د دـ معنا‪ ،‬ونسخ ال ياس ل نص أو لإلجماع ض همكن أبدا‪.‬‬
‫ضإذا ق نا إف اإلجماع إ هنسخ‪ ،‬ضمن باب أولا أف ال ياس إ هنسخ النص‪ ،‬وإ هص ح أف هكوف ناسخا لنص من كتاب أو سن‬
‫أو إجماع‪ ،‬ف من شروط ال ياس أف إ هخالف نصا‪..‬‬
‫قاؿ الزرك ي‪ :‬إ هجوز نسخ شيء من ال رنف والسن بال ياس‪ ،‬ف ال ياس هستعمم مع مدـ النص ض هجوز أف هنسخو‬

‫‪48‬‬
‫و نو دليم محتمم‪ ،‬والنسخ هكوف بأمر م طوع‪ ،‬و ف شرط صح ال ياس أإ هكوف ضي ا صوؿ ما هخالفو‪ ،‬ضفي نسخ ا صوؿ‬
‫بال ياس ح يو ل ياس دوف شرطو وىو ممتنع‪ ،‬و نو لو مارض نصا أو إجماما ضال ياس ضاسد‪.‬‬
‫إذف اإلجماع إ هنسخ نصا‪ ،‬والنص إ هنسخ إجماما‪ ،‬وال ياس إ هنسخ نصا وإ إجماما‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الخامس‪« :‬إ ه اؿ بالنسخ إذا أمكن الجمع بين النصين»‬
‫وىاه مسأل ستأ ينا ضي قوامد الترجيح بين النصوص‪.‬‬
‫وجم تو‪ :‬أنو إذا أمكن العمم بالنصوص الواردة من النبي ﷺ ض الرج ضي ذلد‬
‫كحدهث أبي سعيد المت دـ الاي قاؿ ضيو النبي ﷺ‪" :‬إنما الماء من الماء"‬
‫ق نا بأنو نسخ بحدهث أبي ىرهرة (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬إذا ج س بين شعب ا ا ربع تم ج دىا ض د‬
‫وجب م يو الغسم وإف لم هنزؿ"‬

‫أىم الع م‪ :‬نسخ الماء بالماء ضي الي ظ وب ي العمم بو ضي اإالت ـ‪ ،‬أي إذا رأى الرجم الماء وىو نائم وجب م يو‬ ‫قاؿ بع‬
‫الغسم‪ ،‬كما ضي الدهث أـ س م ر ي اهلل من ا‪" :‬لما سأل النبي ﷺ ىم م ا المرأة من غسم إف ىي االت م ؟ قاؿ‪ :‬نعم إذا‬
‫رأت الماء"‪ ،‬كالد اإغتساؿ ل جمع ‪ :‬ض د ورد ضي الدهث أبي سعيد (ر ي اهلل منو) أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬غسم الجمع واجب‬
‫م ا كم محت م"‬

‫أىم الع م إنو منسوخ‪ ،‬بحدهث أبي ىرهرة أه ا (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬من و أ ضأالسن‬ ‫قاؿ بع‬
‫الو وء تم أ ا الجمع ضاستمع وأنص غفر لو ما بينو وبين الجمع وزهادة ت ت أهاـ"‬
‫أىم الع م إنو ليس بمنسوخ‪ ،‬بم معموؿ بو‪ ،‬لكنو لتأكيد الندب إ الوجوب‪.‬‬ ‫ض اؿ بع‬
‫ست ب وا ال ب وإ ستدبروىا ولكن شرقوا أو غربوا"‪ ،‬ض اا‬ ‫كالد الدهث أبي أهوب أف النبي ﷺ قاؿ‪ ":‬إذا أ يتم الغائط ض‬
‫هن ا من اإست باؿ واإستدبار وساوى بين البنياف وبين الف اء‪ ،‬تم جاء الدهث مبد اهلل بن ممر ر ي اهلل من ما قاؿ‪":‬ار ي‬
‫الاجتي‪ ،‬ضرأه رسوؿ اهلل ﷺ ه ي الاجتو مستدبر ال ب مست بم ال اـ"‬ ‫ضوؽ ظ ر بي الفص لبع‬
‫ضالجمع بين الحدهثين ه ت ي الرخص ضي البنياف‪ ،‬والمنع ضي الصحراء‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط السادس‪ « :‬إ ه اؿ بالنسخ إإ إذا مرؼ المت دـ والمتأخر»‪.‬‬
‫دما م ا الناسخ‪.‬‬
‫إذا أردنا أف ن وؿ أف ىاا النص ناسخ ل اا إ بد أف هكوف المنسوخ مت ً‬
‫لكم ضي‬ ‫أذن‬ ‫وذلد لما ضي الدهث الربيع بن صبرة الج ني‪ ،‬أنو كاف مع النبي ﷺ ض اؿ‪" :‬ها أه ا الناس إني قد كن‬
‫اإستمتاع من النساء"‪.‬‬
‫إذف ىاا رخص ضي المتع ‪ ،‬أف هستمتع الرجم بالمرأة وإف كان أجنبي شرهط أف هعطي ا أجر ا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫لكم ضي اإستمتاع من النساء‪ ،‬وإف اهلل قد الرـ ذلد إلا هوـ ال يام ‪ ،‬ضمن كاف منده‬ ‫تم قاؿ‪" :‬ها أه ا الناس إني قد كن أذن‬
‫من ن شيء ض يخ نم سبي و‪ ،‬وإ أخاوا مما ن يتموىن شياا"‪ ،‬الدهث رواه مس م‪.‬‬
‫وال يع الاهن ما زالوا ه ولوف بنكاح المتع ‪ ،‬ضأىم السن والجمام هحرـ ذلد‪ ،‬هحرموف‬ ‫ض اا النص ا خير‪ ،‬خ ضا ل رواض‬
‫نكاح المتع ‪ ،‬وبالتأكيد أخا موه ضي الف و ضي ا نكح المحرم والرمو اهلل إلا هوـ ال يام ‪.‬‬
‫كالد الدهث مائ كما أخبرت "كاف ضيما أنزؿ من ال رنف م ر ر عات مع ومات تم نسخن بخمس مع ومات"‬
‫أف الع ر كن مت دمات ضجاء الخمس ضنسخن الع ر‪،‬‬ ‫ضبين مائ‬
‫التا قال ‪ " :‬ضتوضي رسوؿ اهلل ﷺ وىن ضيما ه رأ من ال رنف"‪.‬‬
‫أي ل راب النسخ من موت النبي ﷺ‪ ،‬ض اا م خص باب النسخ‪.‬‬
‫ا سا ‪.‬‬ ‫ب ي لنا بع‬

‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬مرؼ النسخ لغ واصط الا‪.‬‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬النسخ ضي ال رنف والسن م ا أربع أقساـ‪ .‬اذكرىا‪.‬‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬بما هعرؼ النسخ؟‬
‫السؤاؿ الرابع‪ :‬ىم اإلجماع هنسخ النص والعكس أـ إ؟‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ‪ ،‬ن د أف إ إلو إإ أن ‪ ،‬نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‬

‫‪50‬‬
‫المحا ػػرة الرابع ػ والع ػروف‬

‫الباب الحادي م ر‪[ :‬التعارض والترجيح]‬


‫ك منا قبم ذلد من النسخ‪ ،‬واليوـ وص نا إلا المحطات ا خيرة ضي ىاا الباب [التعارض والترجيح]‬
‫ضبعد اإنت اء من أبواب‪ :‬ا دل المتفو م ي ا والمخت ف ضي ا‪ ،‬وال وامد العام ‪.‬‬
‫ضي ظاىرىا ضي زمو الترجيح بين ما‪.‬‬ ‫ا دل من المجت دهن ضيجد أن ا متعار‬ ‫ربما هظ ر لمن هنظر ضي بع‬
‫ضجاء ىاا الباب الما ع من أبواب أصوؿ الف و‪ ،‬وأنا أقوؿ ىاا من أجمم وأمتع أبواب أصوؿ الف و إف لم هكن أالسن ا‪.‬‬
‫(التعارض والترجيح)‬
‫التعارض لغ ىو‪ :‬الت ابم والتمانع‪ ،‬ومنو ( عارض البينات)‪ ،‬ف كم واالدة عترض ا خرى و منع نفوذىا‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬فامم من العُرض ب م العين‪ ،‬وىو الناالي والج ‪.‬‬
‫ضالك ـ المتعارض ه ف بع و ضي مرض بع ‪ ،‬أي من نااليتو وج تو ضيمنعو من النفوذ‪.‬‬
‫والتعارض اصط الا‪ :‬ابم الدلي ين بحيث هخالف أالدىما اآلخر‪.‬‬
‫ضعن أبي موسا ر ي اهلل منو‪" :‬أف رج ين اختصما إلا النبي ﷺ ضي داب ‪ ،‬ليس لواالد من ما بين ‪ ،‬ض ا ب ا بين ما نصفين"‪.‬‬
‫‪ .‬والترجيح‪.‬‬ ‫ىاا المعنا وإف كاف ا تر عي ًفا إ هثب ‪ .‬لماذا؟ ف البينات عار‬

‫ال يء‬ ‫‪ ،‬أو ت م كفتو بالموزوف‪ ،‬أو رجح‬ ‫الميزاف أي ت‬ ‫الترجيح لغ ‪ :‬ىو التمييز وىو زهادة الموزوف‪ ،‬ن وؿ‪ :‬رجح‬
‫ل تث يم‪ ،‬ض تو‪.‬‬
‫صالح ْين ل دإل م ا المط وب مع عار ما بواجب العمم بو وإىماؿ اآلخر‪.‬‬
‫َ‬ ‫واصط الا‪ :‬اقتراف أالد‬
‫وجمع شيخنا الفظو اهلل عالا من المرجحات ت ت وم روف مرجحا‪.‬‬
‫لكن قبم أف نبدأ ضي بيان ا ن وؿ‪ :‬و ع ابطا م ما جدا ل مجت د‪:‬‬

‫ض اؿ الفظو اهلل‪ :‬ال ابط ا وؿ‪[ :‬إ عارض بين نصوص ال رهع ضي الح ي وإنما ىو ضي ذىن المجت د]‬
‫نعم ف ال رهع جاءت محكم ‪.‬‬
‫قاؿ اهلل مز وجم‪{ :‬أَضَ َ هػتَ َدبػَّرو َف الْ ُرن َفۚ ولَو َكا َف ِمن ِم ِ‬
‫ند غَْي ِر ال َّ ِو لََو َج ُدوا ِض ِيو ا ْختِ َ ضًا َكثِ ًيرا}‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ضال رنف بف م اهلل ليس ضيو اخت ؼ وإ عارض بين نها و‪.‬‬
‫اطم ِمن بػي ِن ه َده ِو وَإ ِمن َخ ِْف ِو ۚ َن ِزهم نمن ال ِك ٍيم ال ِم ٍ‬
‫يد}‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ ْ َ‬ ‫ض اؿ عالا‪{ :‬إ هأ يو الْبَ ُ َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ض همكن أف هكوف ىناؾ عارض بين نهات ال رنف‪ ،‬وكالد السن ‪ ،‬ف اهلل جع ا واليًا منو سبحانو‪.‬‬
‫ِ‬
‫والا}‬ ‫{وَما هَنط ُو َم ِن الْ َ َو َٰى إِ ْف ُى َو إِإ َو ْال ٌي هُ َ‬ ‫ض اؿ عالا‪َ :‬‬
‫د ال نا ْك َر لِتُبَػين َن لِ ن ِ‬
‫َّاس َما نػُ نز َؿ إِلَْي ِ ْم َولَ َع َّ ُ ْم هَػتَػ َف َّك ُرو َف}‬ ‫َنزلْنَا إِلَْي َ‬
‫{وأ َ‬
‫وقاؿ عالا‪َ :‬‬

‫‪51‬‬
‫أىم الع م‪ :‬أنزلنا إليد السن لتبين ل ناس ال رنف‪ ،‬ضالسن والي‪.‬‬ ‫قاؿ بع‬
‫قاؿ‪ :‬وإنما التعارض ىو ضي ذىن المجت د‪ .‬وهحصم ذلد التعارض ل صور الف م‪ ،‬أو قصور الع م‪ ،‬أو قصور التدبر‪.‬‬
‫ضإذا اجتمع [الع م‪ ،‬والف م‪ ،‬والتدبر]‪ ،‬إ همكن أف ه ع الخطأ وإ ه ع التعارض ضي النصوص ال رنني أو النبوه ‪.‬‬
‫ولالد ىاه م دم م م ‪.‬‬
‫إذا رأه دلي ين متعار ين ضتع م واض م و دبر‪ ،‬سوؼ جد أنو ليس بين ما عارض‪.‬‬

‫تم قاؿ الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الثاني‪[ :‬المرجحات مند التعارض ت ت وم روف مرجحا]‬
‫المرجحات مند التعارض‪ :‬إ بد أوإ كما أس فنا ضي المحا رة الما ي أف نحاوؿ أف نجمع بين الدلي ين ما أمكن‪ ،‬وأف نعمم‬
‫ب ما خير من إىماؿ أالدىما‪ ،‬ومث نا لالد بحدهث أبي سعيد‪" :‬إنما الماء من الماء"‪.‬‬
‫أنو نُسخ بحدهث‪" :‬إذا ج س بين شعب ا ا ربع تم ج دىا ض د وجب م يو الغسم"‪.‬‬
‫ن وؿ‪ :‬العمم بحدهث أبي سعيد أولا من ركو‪ ،‬ضينسخ ضي الو المستي ظ وهب ا ضي الو النائم إذا رأى الماء‪.‬‬
‫إذف أوؿ مسأل محاول الجمع بين ا دل ‪.‬‬

‫المسأل الثاني ‪[ :‬ال وؿ بالنسخ] إذا تب المت دـ والمتأخر ق نا بالنسخ بين ما‪.‬‬
‫كا دل التي مرت معنا ضي محا رة النسخ‪ ،‬كثه التخفيف ضي ال تاؿ‪{ ،‬اآلف خفف اهلل منكم}‬
‫االي‪ ،‬واإنتباذ ضي سائر ا ومي ‪ ،‬كم ىاه أدل وأالكاـ نسخ ‪.‬‬ ‫وكحدهث اإلذف ضي زهارة ال بور‪ ،‬والدهث ادخار لحوـ ا‬

‫تالثا‪[ :‬الترجيح بين ا دل ] إذف لكي أصم إلا الترجيح‪:‬‬


‫إ بد أوإ من إمماؿ الجمع بين ا دل إف امكن‪ ،‬ضإف لم همكن أنظر ضي الناسخ والمنسوخ‪ ،‬ضإف لم هتبين لي أنت م إلا المرال‬
‫الثالث وىي الترجيح بين ا دل مند عار الجمع أو ال وؿ بالنسخ‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬أوؿ المرجحات [هرجح المتوا ر م ا اآلالاد]‬


‫وجم ذلد‪ :‬أف المتوا ر من ال رنف والسن قطعي الثبوت من ج المتن‪ ،‬ولالد إ بد بال وؿ بو‪.‬‬
‫وبينا قبم ذلد أف ال رنف هنسخ بال رنف وبالسن المتوا رة‪ ،‬والسن نسخ بالسن وبال رنف‪ ،‬لكن قاؿ هرجح المتوا ر‪.‬‬
‫اآلالػػاد‬ ‫المتػ ػوا ر‬
‫اآلالاد‪ :‬لغ ‪ :‬جمع أالد‪ ،‬كحجر وأالجار‪.‬‬ ‫التوا ر لغ ‪ :‬التتابع‪ .‬وىو مجيء الواالد و اآلخر‪.‬‬
‫واصط الا‪ :‬ما رواه مدد كثير حيم العادة واطؤىم م ا الكاب من واصط الا‪ :‬ما ض د شرطا من شروط المتوا ر‬
‫المت دم سواء كان رواه واالدة أو مددا‪.‬‬ ‫مث م إلا منت اه وكاف مستند انت ائ م الحس‪.‬‬
‫وسبو و ك منا من ذلد ضي مسائم‪ ،‬أو باب السن النبوه ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وسبو وأخا م ذلد ضي كتاب يسير مصط ح الحدهث‪ ،‬أو شرح مصط ح الحدهث‪.‬‬
‫مثاؿ ذلد‪ :‬الدهث مبد اهلل بن مباس قاؿ‪ :‬سمع رسوؿ اهلل ص ا اهلل م س م ه وؿ‪" :‬إذا دبغ اإلىاب ض د ط ر"‬
‫والدهث مبد اهلل بن مكي أنو قرأ م ي م من كتاب رسوؿ اهلل ص ا اهلل وس م‪" :‬أإ نتفعوا من الميت بإىاب وإ مصب"‪.‬‬
‫إذف الدهث ابن مباس‪" :‬إذا دبغ اإلرىاب ض د ط ر"‪ ،‬والدهث مبد اهلل بن مكي‪" :‬إ نتفعوا من الميت بإىاب وإ مصب"‬
‫ظاىرىما التعارض‪.‬‬
‫ضإذا أردنا أف نرجح بين ما‪ :‬ضحدهث مبد اهلل بن مباس الدهث متوا ر‪ ،‬والدهث مبد اهلل بن مكي الدهث نالاد‪.‬‬
‫ضرجح الع ماء ا وؿ م ا الثاني‪ ،‬وقالوا‪ :‬ط ر ج ود الميت بالدباغ‪ ،‬ضي دـ المتوا ر م ا اآلالاد‪ ،‬ىاا ىو المرجح ا وؿ‪.‬‬

‫الثاني‪[ :‬هرجح المتصم م ا المرسم]‪.‬‬


‫المرسم‬ ‫المتصم‬
‫المتصم ىو م ا ا صم إسناده بأخا كم راو ممن ضوقو المرسم ىو ما أ اضو التابعي إلا النبي ﷺ مما سمعو من غيره‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ما س ط من نخره من بعد التابعين‪ ،‬وىو ما رواه التابعي ومن‬ ‫إلا منت اه‪.‬‬
‫دونو من النبي ﷺ‪.‬‬ ‫ضيكوف اإلسناد متص إلا النبي ﷺ‪.‬‬

‫ضإذا عارض دليم متصم ودليم مرسم‪ ،‬قدـ المتصم‪ ،‬وإذا تب الاي رواه التابعي من النبي ﷺ‪ ،‬ض اا م بوؿ‪.‬‬
‫ف الصحاب ك م مدوؿ‪ ،‬لكن مند التعارض ه دـ المتصم‪.‬‬
‫مثاؿ ذلد ‪ :‬الدهث أورده اإلماـ البخاري قاؿ‪ :‬الدتنا محمد بن مبد الراليم قاؿ‪ :‬الدتنا مفاف بن مس م قاؿ‪ :‬الدتنا وىيب من‬
‫الجن‬ ‫هحيا بن سعيد بن الياف من أبي زرم من أبي ىرهرة ر ي اهلل منو‪ ،‬أف أمرابيا أ ا النبي ﷺ ض اؿ دلني م ا ممم دخ‬
‫قاؿ‪ " :‬عبد اهلل وإ رؾ بو شياا‪ ،‬و يم الص ة‪ ،‬و ؤدي الزكاة المفرو ‪ ،‬و صوـ رم اف"‬
‫تم قاؿ النبي ﷺ‪" :‬من سره أف هنظر إلا رجم من أىم الجن ض ينظر إلا ىاا"‬
‫تم قاؿ اإلماـ البخاري‪ :‬الدتنا مسدد من هحيا من أبي الياف قاؿ‪ :‬أخبرني أبو زرم من النبي ﷺ‪.‬‬
‫(ض اا أس ط من إسناده الصحابي)‬
‫ىاا اإلسناد الثاني‪ ،‬إسناد مسدد‪ ،‬أس ط أبو ىرهرة‪ ،‬تم جاء اإلماـ البخاري ضرجح اإلسناد المتصم‪.‬‬
‫قاؿ الحاضظ‪ :‬قولو‪ :‬الدتنا مسدد من هحيا ىو ال طاف بن أبي الياف وهحيا بن سعيد بن الياف‪.‬‬
‫قاؿ الماكور ضي الاي قب و قاؿ‪ :‬وأضادت ىاه الرواه ‪ ،‬صرهح أبي الياف بسمامو لو من أبي ىرهرة‪.‬‬
‫ووقع التردد‪ ،‬ضرجح الع ماء الرواه ا ولا المتص م ا الرواه المرس بصح المتصم والتصرهح بسماع الصحاب ‪.‬‬

‫بط وا ض و م ا من دون م]‪.‬‬ ‫الثالث‪ [ :‬رجح رواه ا وتو وا‬


‫ض و قاؿ‪ :‬الراوي ت تب ‪ ،‬قدـ الدهثو م ا الراوي الث ض ط‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫سأؿ ذلد الدهث هحيا بن هحيا التميمي قاؿ‪ :‬قرأت م ا مالد من نعيم بن مبد اهلل المجمر أف محمد بن مبد اهلل بن زهد‬
‫ا نصاري (ومبد اهلل بن زهد‪ ،‬ىو الاي كاف رأى النداء بالص ة) أخبره من أبي مسعود ا نصاري قاؿ‪ :‬أ انا رسوؿ اهلل ﷺ‬
‫ونحن ضي مج س سعد بن مبادة ض اؿ لو ب ر بن سعيد‪" :‬أمرنا اهلل أف نص ي م يد ها رسوؿ اهلل ضكيف نص ي م يد؟ قاؿ‪:‬‬
‫ضسك رسوؿ اهلل ﷺ التا منينا أنو لم هسألو‪ ،‬تم قاؿ رسوؿ اهلل‪ :‬قولوا ال م صم م ا محمد وم ا نؿ محمد كما ص ي‬
‫م ا نؿ إبراىيم وبا رؾ م ا محمد وم ا نؿ محمد كما بارك م ا نؿ إبراىيم ضي العالمين إند الميد مجيد والس ـ كما قد‬
‫م م "‪.‬‬
‫مدار ىاا الحدهث م ا نعيم بن مبد اهلل المجمر‪.‬‬
‫ضرواه مالد من نعيم من محمد بن مبد اهلل بن زهد‪ ،‬ورواه داود بن قيس من نعيم من أبي ىرهرة‪ ،‬و ابعو جعفر بن محمد بن‬
‫م ي ال اشمي ب اا اإلسناد‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬وا وؿ أصح‪ ،‬ف مالكا أالفظ وأ بط‪.‬‬
‫ولالد لما سام ابن أبي الا م من ىاا الحدهث لما قيم لو قد ابع ىاا داود بن قيس قاؿ مالد أالفظ‪.‬‬
‫والحدهث الدهث مالد‪.‬‬
‫لماذا؟ ف مالد أالفظ وأ بط وأتب وأض و‪ ،‬ضي دـ الراوي الث م ا الراوي ا قم منو‪.‬‬

‫رابعا‪[ :‬هرجح ا كثر رواة م ا ا قم]‪.‬‬


‫إذا جاء الدهث وم يو ا كثر ضإنو هرجح بكثرة الرواة‪ ،‬ف العدد الكثير أبعد من الخطأ من العدد ال يم‪.‬‬
‫و ف كم من الكثير هفيد ظنا ضإذا ان م إلا غيره قوي وصار ه ينا‪.‬‬
‫مثاؿ ذلد ضي قص ص ة النبي ﷺ والصحاب لما س م من ركعتين‪ ،‬ض اؿ ذو اليدهن‪ :‬نسي أـ قصرت الص ة؟ قاؿ‪ :‬ما نسي‬
‫وما قصرت الص ة‪.‬‬
‫النبي ﷺ قاؿ‪ :‬أال ا كما ه وؿ ذو اليدهن؟ ض الوا‪ :‬ب ا (ضأهدوا ما قالو)‪.‬‬
‫ض اـ النبي ﷺ وأ ا ما رؾ من الص ة‪.‬‬
‫ضكان رواه ا كثر مرجح ل وؿ ذي اليدهن‪.‬‬
‫ومن أمث ذلد‪ :‬مسأل رضع اليدهن ضي غير كبيرة اإلالراـ‪ ،‬مند الركوع‪ ،‬ومند الرضع منو‪.‬‬
‫ضروى إبراىيم بن م م من ابن مسعود‪" :‬أف النبي ﷺ كاف هرضع هدهو مند كبيرة اإلالراـ تم إ هعود"‪.‬‬
‫وأظن ىاا ماىب الحنفي ‪.‬‬
‫وروي من ابن ممر‪" :‬أنو ﷺ كاف هرضع هدهو إذا اضتتح الص ة‪ ،‬وإذا كبر ل ركوع‪ ،‬وإذا رضع رأسو من الركوع"‪.‬‬
‫ورواه ابن ممر ووائم بن الجر وأبو الميد السامدي ضي م رة من الصحاب من م‪ :‬أبو قتادة‪ ،‬وأبو أسيد‪ ،‬وس م بن سعد‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ومحمد بن مس م ‪.‬‬
‫ورواه أه ا‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وممر‪ ،‬وم ي‪ ،‬وأنس‪ ،‬وجابر‪ ،‬وابن الزبير‪ ،‬وأبو ىرهرة‪ ،‬وجمع غيرىم ب غوا ت ت وت تين صحابيا ك م‬
‫هروي ىاا الحدهث‪.‬‬
‫أي أف الرضع ضي ت ت موا ع بعد كبيرة اإلالراـ‪.‬‬
‫ولالد ىنا رجح الع ماء رواه ابن ممر ف م ي ا أكثر أىم الع م‪ ،‬م ا رواه ابن مسعود‪.‬‬

‫خامسا‪ [ :‬رجح رواه الراوي المتفو م ا مدالتو م ا المخت ف ضي مدالتو]‪.‬‬


‫رجح رواه الراوي المتفو م ا مدالتو‪ ،‬ف الراوي المتفو م يو بين أىم الع م هكوف أقوى من اليث ال بط والرواه ‪.‬‬
‫را ٍو ت تب ‪ ،‬ورا ٍو صدوؽ أو ت ض ط‪ ،‬ه دـ المتفو م ا مدالتو‪.‬‬
‫وروى نخر‪ :‬ض ف ت ‪ ،‬ض ف تب ‪ ،‬ض ف صدوؽ‪ ،‬ض ف لو أوىاـ‪ ،‬ض ف كاا‪ ،‬اخت فوا ضيو‪.‬‬
‫لكن را ٍو نخر‪ :‬ك م ه ولوف‪ :‬ت تب ‪ ،‬إماـ الاضظ‪ ،‬أمير المؤمنين ضي كاا‪.‬‬
‫ك م هتف وف م ا مدال ىاا الراوي و بطو‪ ،‬ضن وؿ ىاا ه دـ‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد الدهث أبي داود قاؿ‪ :‬الدتنا مسدد‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتنا هحيا من ابن أبي ذئب‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتتنا صالح مولا التوأم من أبي‬
‫ىرهرة ر ي اهلل منو‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬من ص ا م ا جنازة ضي المسجد ض شيء م يو"‪.‬‬
‫وضي رواه ‪" :‬ض شيء لو"‪ ،‬شتاف الفارؽ بين ىاه و د‪.‬‬
‫(إ شيئ لو) أي من ا جر‪( ،‬وإ شيء م يو) أي من اإلتم‪ ،‬ضظ ر التعارض بينو وبين الدهث مس م‪.‬‬
‫قاؿ مس م‪ :‬الدتنا محمد بن الا م‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتنا ب ز‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتنا رىيب‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتنا موسا بن م ب من مبد الواالد العباد بن‬
‫أن ا "لما وضي سعد بن أبي وقاص أرسم أزواج النبي ﷺ أف همر بجناز و ضي المسجد‬ ‫مبد اهلل بن الزبير هحدث من مائ‬
‫ضيص ين م يو‪ ،‬ضوقف بو م ا الجرىن هص ين م يو أخرج بو من باب الجنائز الاي كاف إلا الم امد ضب غنا الناس أف الناس‬
‫مابوا ذلد‪ ،‬وقالوا‪ :‬ما كان ضي الجنائز هدخم ب ا المسجد‪ ،‬ضب غ ذلد مائ ‪ ،‬ض ال ‪" :‬ما أسرع الناس أف هعيبوا ما إ م م‬
‫ل م بو‪ ،‬مابوا م ينا أف همر بجنازة ضي المسجد وما ص ا رسوؿ اهلل ﷺ م ا س يم بن بي اء إإ ضي جوؼ المسجد"‪.‬‬
‫إذف مندنا الدليم ا وؿ‪" :‬من ص ا ض شيء م يو أو ض شيء لو"‬
‫والدليم الثاني‪ :‬أف النبي ﷺ ص ا ضي المسجد‪.‬‬
‫ضرجح الع ماء الدهث مس م بجواز الص ة م ا الجنازة ضي المسجد‪ ،‬وىو قوؿ الجم ور‪ ،‬وذلد ف الرواة ك م مدوؿ‪.‬‬
‫أما الحدهث ا وؿ الدهث أبي داود ضفيو صالح مولا التوأم اخت ف الع ماء ضيو‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ أالمد‪ :‬صالح الحدهث‪ ،‬ما أرى بو بأس‪.‬‬
‫وقاؿ ابن معين‪ :‬ت تب خرؼ قبم أف هموت‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫وقاؿ العج ي‪ :‬ت ‪.‬‬
‫وقاؿ ابن مدي‪ :‬إ بأس بو إذا سمعوا منو قدهما‪.‬‬
‫قاؿ مالد بن أنس‪ :‬عفو و رؾ السماع منو‪.‬‬
‫قاؿ هحيا ال فطاف‪ :‬لم هكن بث ‪.‬‬
‫وقاؿ الحاضظ‪ :‬صدوؽ اخت ط‪.‬‬
‫إذف ىاا الراوي اخت ف ضيو‪ ،‬وىو صالح مولا التوأم بين موتو وبين نخا منو ما دـ و ارؾ ما أخر‪ ،‬ومن م ما رؾ كم ما‬
‫روي منو‪ ،‬ض الد رجح رواه العدوؿ المتفو م ا مدالت م كرجاؿ مس م م ا المخت ف ضيو‪.‬‬

‫سادسا‪[ :‬هرجح ما س م من اإ طراب م ا الم طرب]‪.‬‬


‫ً‬
‫الرواه الم طرب إسنادا أو متنا ضي ا خ ؼ‪.‬‬
‫والرواه المتفو م ي ا السالم من المعار ‪ ،‬ن وؿ‪ :‬ليس ضي ا خ ؼ بين أىم الع م‪.‬‬
‫قاؿ ابن النجار ‪ :‬و دـ رواه المتف (أي لم هخت ف لفظ ا وإ معناىا وإ م طرب ) م ا رواه مخت ف أو م طرب مط ا م ا‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد‪ :‬الخ ؼ بين سام اإلجاب التي ضي هوـ الجمع م ا قولين‪.‬‬
‫ال وؿ ا وؿ‪ :‬ما رواه اإلماـ مس م ضي صحيحو قاؿ‪" :‬الدتني أبو الطاىر وم ي بن خ رب‪ ،‬قاؿ‪ :‬أخبرنا ابن وىب من مخرم‬
‫بن بكير‪ ،‬قاؿ‪ :‬والدتنا ىاروف بن سعيد قاؿ ا ه ي‪ ،‬وأالمد بن ميسا قاؿ‪ :‬الدتنا ابن وىب‪ ،‬قاؿ‪ :‬أخبرنا مخرم من أبي ىرهرة‬
‫أباؾ هحدث من رسوؿ اهلل ﷺ ضي شأف سام الجمع ؟‬ ‫من أبي بردة بن أبي موسا‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ لي مبد اهلل بن ممر‪" :‬أسمع‬
‫نعم سمعتو ه وؿ‪ :‬سمع رسوؿ اهلل وس م ه وؿ‪ :‬ىي ما بين أف هج س اإلماـ إلا أف ُ ا الص ة‬ ‫قاؿ‪ :‬ق‬
‫ىاا ىو الوق ا وؿ‪.‬‬
‫الحدهث الثاني‪ :‬الدهث جابر بن مبد اهلل (ر ي اهلل منو) أنو سمع النبي ﷺ ه وؿ‪" :‬هوـ الجمع اتنا م رة سام ‪ ،‬ضيو سام إ‬
‫هوجد ضي ا مبد مس م هسأؿ اهلل إإ ن اه إهاه ضالتمسوىا نخر سام بعد العصر"‪.‬‬
‫إذف ال وؿ الثاني أن ا بعد العصر‪.‬‬
‫أه ما أرجح؟ ىم رواه السنن رواه أبي داود أـ رواه اإلماـ مس م؟‬
‫اخت ف الع ماء‪:‬‬
‫قاؿ النووي‪ :‬من مخرم بن بكير من أبيو من أبي بردة من أبيو من النبي‪ ،‬ىاا مرضوع إلا النبي ﷺ‪.‬‬
‫قاؿ ىاا الحدهث مما استدركو الدارقطني م ا مس م‪ ،‬وقاؿ‪ :‬لم هسنده غير مخرم من أبيو من أبي بردة‪.‬‬
‫ورواه جمام من أبي بردة من قوؿ‪ :‬إذف الحدهث مرسم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ومن م من ب غ بو أبا موس‪ ،‬ولم هرضعو‪ :‬إذف موقوؼ‪.‬‬
‫مرضوما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ض اا الحدهث الدهث مس م جاء‪ :‬مرة مرس ً ‪ ،‬ومرة موقوضا‪ ،‬ومرة‬
‫قاؿ‪ :‬والصواب أنو من قوؿ أبي بردة‪ :‬ىاا ما رجحو‪.‬‬
‫أنو ه اؿ‪ :‬كالد رواه هحيا ال طاف من الثوري من أبي إسحاؽ من أبي بردة و ابعو واصم ا الدب ومجانب روهاه من أبي بردة‬
‫من قولو‪.‬‬
‫وقاؿ النعماف بن مبد الس ـ‪ ،‬من الثوري من أبي إسحاؽ من أبي بردة من أبيو موقوضا‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬وإ هثب قولو من أبيو‪.‬‬
‫لمخرم سمع من أبيد شياا؟‬ ‫وقاؿ أالمد بن النبم من الماد بن خالد‪ :‬ق‬
‫قاؿ‪ :‬إ ىاا ك ـ الدار قطني‪.‬‬
‫ضجاء الحدهث ا وؿ‪ :‬جاء موقوضا‪ ،‬وجاء مرضوما‪ ،‬وجاء مرس ‪.‬‬
‫أما الدهث جابر‪ ،‬والدهث أبي ىرهرة‪ ،‬والدهث أبي "أن ا نخر سام بعد العصر "‬
‫ك م هروونو مرضوما إلا النبي ﷺ‪.‬‬
‫لالد رجح الع ماء ال وؿ الثاني‪( :‬أن ا بعد العصر نخر سام )‬
‫وىو قوؿ‪ :‬مبداهلل ابن س ـ‪ ،‬وأبا ىرهرة‪ ،‬واإلماـ أالمد‪ ،‬وخ و كثير‪.‬‬
‫ولالد جاءت ىاه الرواه من مبد اهلل بن س ـ ق ‪ :‬ورسوؿ اهلل ﷺ جالس إنا إ نجد ضي كتاب اهلل ضي هوـ الجمع سام إ‬
‫هواض ا مبد مؤمن هص ي هسأؿ اهلل ضي ا شياا إإ ق ا لو الاجتو‪.‬‬
‫سام ‪ ،‬ق ‪ :‬أي سام ىي؟ قاؿ‪ :‬ىي نخر‬ ‫أو بع‬ ‫سام ‪ ،‬ق ‪ :‬صدق‬ ‫قاؿ مبد اهلل ضأشار إلا رسوؿ اهلل ﷺ أو بع‬
‫سام ‪ ،‬نخر سامات الن ار‪ ،‬ق ‪ :‬إن ا ليس سام ص ة‪ ،‬قاؿ ب ا إف العبد المؤمن إذا قاـ هص ي أو إذا ص ا تم ج س إ‬
‫هحبسو إإ الص ة ض و ضي ص ة"‪.‬‬
‫‪ ،‬ضي وؿ سام اإلجاب ىي نخر سام بعد العصر‪.‬‬ ‫ولالد رجح الع ماء ىاه الرواه م ا رواه أبي بردة التي سب‬
‫وإلا ىنا نت ي ىاه المحا رة وب ي لنا ا سا ‪.‬‬

‫ا سا ػ ػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬ما ىي الطرؽ التي هتخاىا المجت د قبم أف ه جأ إلا الترجيح؟‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬ىم ىناؾ عارض ال ي ي بين نصوص ال رنف والسن ؟‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬اذكر ت ت مرجحات مما درس ‪ ،‬مع ذكر مثاؿ لكم مرجح‪.‬‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ‪ ،‬ن د أف إ إلو إإ أن ‪ ،‬نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المحا رة الخامس والع روف‬

‫الباب الحادي م ر‪[ :‬التعارض والترجيح]‬


‫ما زلنا نواصم ضي ال وابط الخاص ‪ :‬بالتعارض والترجيح‪ ،‬وق نا‪ :‬مند عارض ا دل إ بد من الترجيح‪.‬‬
‫وق نا إف المرجحات ت ت وم روف مرجحا‪ ،‬ذكرنا من ا ضي المحا رة الساب ست مرجحات‪ ،‬واليوـ نكمم بع ا‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬السابع‪[ :‬هرجح ما لو شواىد م ا ما إ شاىد لو]‬


‫ومعنا ىاا الك ـ أف من المعتبر مند أىم الحدهث رجيح الحدهث الاي لو شواىد م ا الحدهث الاي إ شاىد لو‪.‬‬
‫ورد مندنا دليم ومسأل من صحابي‪ ،‬تم ورد ما هخالف ىاه المسأل من مدة من الصحاب ‪.‬‬
‫ضي دـ قوؿ ا كثر م ا رواه الراوي الواالد‪.‬‬
‫ومثاؿ ذلد ‪ :‬الدهث ط و بن م ي أنو قاؿ‪" :‬خرجنا وضدا التا قدمنا م ا رسوؿ اهلل ﷺ‪ ،‬ضباهعناه وص ينا معو‪ ،‬ض ما ق ا‬
‫الص ة جاء رجم كأنو بدوي‪ ،‬ض اؿ‪ :‬ها رسوؿ اهلل ما رى ضي رجم مس ذكره ضي الص ة؟ ض اؿ ﷺ‪ :‬وىم ىو إإ م غ مند‬
‫(أو ب ع مند)"‬
‫الو وء‪.‬‬ ‫ضفي ىاا الحدهث لم ه ر النبي ﷺ إلا أف مس الاكر هن‬
‫تم جاء الحدهث اآلخر الدهث بصرة بن صفواف أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬من مس ذكره ض يتو أ"‪.‬‬
‫ضنظر الع ماء إلا الدهث ط و ض م هجدوا لو شاىدا من السن ‪ ،‬ونظروا إلا الدهث بصرة ضوجدوا لو شواىد كثيرة ؤهده‪.‬‬
‫ضرجحوا الدهث بصرة م ا الدهث ط و بن م ي‪.‬‬
‫أنيس‪،‬‬ ‫كما قاؿ الترماي رالمو اهلل بعد الدهث بصرة قاؿ‪ :‬وضي الباب من أـ البيب ‪ ،‬وأبي أهوب‪ ،‬وأبي ىرهرة‪ ،‬وأروى بن‬
‫ومائ ‪ ،‬وجابر‪ ،‬وزهد بن خالد‪ ،‬ومبد اهلل بن ممرو‪ ،‬قاؿ أبو ميسا‪ :‬ىاا الدهث السن صحيح‪.‬‬
‫ضكم ى اه ال واىد من الصحاب ر ي اهلل من م‪ ،‬وقد ذكرىا المباركفوري رالمو اهلل ضي حف ا الوازي ووصم ا سانيد إلا‬
‫الصحاب ر ي اهلل من م‪.‬‬
‫لالد رجحوا أف ما لو شاىد‪ ،‬ولو رواهات كثيرة من جمع من الصحاب ب غ الد التوا ر ه دـ م ا ما ليس لو شاىد‪.‬‬

‫تامنا‪ [ :‬رجح رواه الصحابي صاالب الواقع م ا غيره]‬


‫كاا‪ ،‬تم جاء ما هخالفو وهعار و من صحابي نخر‪ ،‬ض اؿ ض ف‪ :‬لم هفعم‪.‬‬ ‫الصحاب ‪ ،‬ض اؿ‪ :‬ضع‬ ‫ض و ورد أمر ما من بع‬
‫ضأه ما ه دـ؟ صاالب الواقع الاي قاؿ ضع ‪ ،‬أـ اآلخر الاي قاؿ لم هفعم؟ صاالب الواقع ‪.‬‬
‫نو أم م ب ا كما قاؿ أىم الع م‪.‬‬
‫ومث وا ولالد‪ :‬بحدهث ابن مباس ر ي اهلل من ما الاي قاؿ ضيو‪ " :‬زوج النبي ﷺ ميمون وىو محرـ"‪.‬‬
‫ىاا الحدهث رواه البخاري ومس م‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫تم جاء الدهث ميمون (ر ي اهلل من ا) ض ال ‪ " :‬زوجني رسوؿ اهلل ﷺ وىو ال ؿ"‪.‬‬
‫ضنظروا ضوجدوا أف ميمون (ر ي اهلل من ا) وىي صاالب الواقع ‪ ،‬روي أف النبي ﷺ زوج ا وىو ال ؿ‪.‬‬
‫وهروي ابن مباس ر ي اهلل من ما أف النبي ﷺ زوج ا وىو محرـ‪.‬‬
‫ض دموا قوؿ ميمون م ا قوؿ ابن مباس‪.‬‬
‫وىاا قوؿ جماىير الع ماء‪ ،‬أف النبي ﷺ زوج ميمون وىو ال ؿ‪.‬‬
‫كالد ذكر أبو راضع الواسط بين النبي ﷺ أو الرسوؿ بين النبي ﷺ وبين ميمون ‪.‬‬
‫ض اؿ‪ :‬زوج رسوؿ اهلل ﷺ ميمون وىو ال ؿ‪ ،‬وبنا ب ا وىو ال ؿ‪ ،‬وكن أنا الرسوؿ ضيما بين ما‪.‬‬
‫ضرجح أىم الع م الدهث ميمون وأبي راضع م ا الدهث ابن مباس ر ي اهلل من الجميع‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬اسعا‪ [ :‬رجح رواه الراوي م ا رأهو]‬
‫ض و روى را ٍو الدهثا‪ ،‬تم ممم بما هخالفو‪ ،‬ضأه ما هرجح؟ الرواه أـ العمم؟‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬رجح رواه الراوي م ا رأهو‪ ،‬ضإذا روى الراوي الدهثًا‪ ،‬تم اجت د وخالف ىاا الجواب‪.‬‬

‫وهمثم لالد بفعم ابن ممر (ر ي اهلل منو) الينما قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬ص ة ال يم والن ار مثنا مثنا"‪.‬‬
‫ضيُف م من ىاا الحدهث أف النبي ﷺ‪ ،‬جعم ص ة ال يم والن ار ركعتين ركعتين‪ ،‬هص ي ركعتين وهس م‪ ،‬تم هص ي ركعتين وهس م‬
‫وىكاا‪ ،‬تم ذكر أو ذُكر من ابن ممر (ر ي اهلل منو) أنو كاف هص ي أربعا متص ‪ ،‬إ هس م من ركعتين‪ ،‬ضي سن الظ ر ال ب ي‬
‫ربما كاف هص ي ا كما هص ي الظ ر أربع ركعات بت دهن‪ ،‬وإ هس م ضي وسط ما‪.‬‬
‫ض ولو‪ :‬ص ة ال يم والن ار مثنا مثنا‪ ،‬ه دـ م ا ضع و وم ا رأهو‪.‬‬

‫(ر ي اهلل من ا) قال ‪" :‬ما كاف رسوؿ اهلل ﷺ ليدع العمم وىو هحب أف هعمم بو خ ي أف‬ ‫كالد مثاؿ نخر‪ :‬الدهث مائ‬
‫هعمم بو الناس ضيفرض م يو‪ ،‬وما سبح رسوؿ اهلل ﷺ ُسبح ال حا قط وإني سبح ا"‪.‬‬
‫ض د روت مائ أف النبي ﷺ لم هص نم ال حا قط‪ ،‬تم أخبرت أن ا كان ص ي ا‪.‬‬
‫المخالف بأف النبي ﷺ كاف ليدع العمم وىو هحب أف هعمم بو خ ي أف هعمم بو الناس ضيفرض م يو‪ ،‬وإف كاف تب‬ ‫وم‬
‫ا مر ضي أالادهث أخرى إإ أف ىاا مرجح لبياف أف سن ال حا سن مؤكدة‪.‬‬

‫من ذلد أه ا قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ماشراً‪ [ :‬رجح رواه المثبِ م ا الناضي]‬
‫م ا قوؿ‬ ‫ضإذا جاء الدهث ضيو زهادة م م‪ ،‬والناضي هنفي ىاه الزهادة لعدـ م مو بو‪ ،‬أو نو لم ه اىده‪ ،‬ضي دـ قوؿ المثب‬
‫الناضي‪.‬‬
‫(ر ي اهلل من ا) قال ‪" :‬ما رأه رسوؿ اهلل ﷺ صائما ضي الع ر قط"‪.‬‬ ‫ومثاؿ ذلد الدهث مائ‬

‫‪59‬‬
‫أي الع ر ا وؿ من ذي الحج ‪.‬‬
‫أزواج النبي ﷺ قال ‪ :‬كاف رسوؿ اهلل ﷺ هصوـ سع ذي الحج ‪ ،‬وهوـ‬ ‫تم جاء من ىنيدة بن خالد من امرأة من بع‬
‫ماشوراء‪ ،‬وت ت أهاـ من كم ش ر"‪.‬‬
‫ىاا الحدهث صححو ال يخ ا لباني ضي سنن النسائي وسنن ابن ماج ‪.‬‬
‫ض دـ الع ماء الحدهث الثاني م ا الحدهث ا وؿ نو أتب زهادة م م وىي استحباب صياـ التسع من ذي الحج ‪.‬‬

‫صدقوه‪ ،‬ما‬ ‫(ر ي اهلل من ا) قال ‪" :‬من الدتكم أف رسوؿ اهلل ﷺ باؿ قائما ض‬ ‫مثاؿ نخر ضي ىاا المرجح‪ :‬الدهث مائ‬
‫كاف هبوؿ إإ جالسا" ﷺ‬
‫(ر ي اهلل من ا) نفي أف هكوف النبي ص ا اهلل النبي قد باؿ قائما قط‪.‬‬ ‫ض اه مائ‬
‫تم جاء الدهث الاهف (ر ي اهلل منو) ضي الصحيحين‪ ،‬ض اؿ‪" :‬أ ا النبي ﷺ سباط قوـ ضباؿ قائما‪ ،‬تم دما بماء ضجاتو بماء‬
‫ضتو أ"‪.‬‬
‫ضأتب الاهف (ر ي اهلل منو) أف النبي ﷺ باؿ قائما‪.‬‬
‫ض دـ الع ماء المثب م ا الناضي‪ ،‬ض الوا‪ :‬هجوز البوؿ قائما‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬الحادي م ر‪[ :‬هرجح ما ا فو م ا رضعو م ا ما اخت ف ضي رضعو ووقفو]‬
‫ض و جاء الدهث مرضوع من النبي ﷺ بأمر ما‪ ،‬تم جاء الدهث نخر هعارض ىاا الحدهث‪ ،‬لكنو روي مرة مرضوما وروي مرة‬
‫مرضوما وروي مرة موقوضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫موقوضا م ا الصحابي‪ ،‬ضي دـ الع ماء رواه المرضوع م ا الم طرب الاي روي مرة‬
‫ومث وا لالد بحدهث جابر بن مبد اهلل ر ي اهلل من ما‪" :‬أف النبي ﷺ قاؿ‪ :‬كم ص ة إ ه رأ ضي ا بأـ الكتاب ض ي ِخداج إإ‬
‫أف كوف وراء اإلماـ"‪.‬‬
‫روي ىاا الحدهث موقوضا م ا جابر كما ضي الموطأ‪.‬‬
‫من جابر بن مبد اهلل (ر ي اهلل منو) قاؿ‪" :‬من ص ا ركع لم ه رأ ضي ا بأـ ال رنف ض م هص نم‪ ،‬إإ وراء اإلماـ"‪.‬‬
‫وقد روي ىاا الحدهث موقوضا ومرضوما‪ ،‬والموقوؼ أصح كما ذكر ا لباني رالمو اهلل‪ ،‬هعد من الدهث جابر المرضوع‪.‬‬
‫والصواب ضيو موقوؼ كما سبو والاي قب و‪.‬‬
‫تم جاء الدهث من أبي ىرهرة من النبي ﷺ قاؿ‪" :‬من ص ا ص ة لم ه رأ ضي ا بأـ ال رنف ض ي خداج (ت ث) غير اـ"‪.‬‬
‫ومن مبادة بن الصام من النبي ﷺ أنو قاؿ‪" :‬إ ص ة لمن لم ه رأ بفا ح الكتاب"‪.‬‬
‫الرواه الثاني المرضوم أنو إ ص ة لمن لم ه رأ بفا ح الكتاب‪ ،‬سواء كاف وراء اإلماـ‪ ،‬أو منفردا‪ ،‬أو إماما‪.‬‬ ‫ضا ف‬
‫ض دم الرواه التي ضي ا إتبات ال راءة م ا الرواه المخت ف ضي ا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ولاا قاؿ اإلماـ الترماي رالمو اهلل بعد الدهث مبادة‪ :‬وضي الباب من أبي ىرهرة‪ ،‬ومائ ‪ ،‬وأنس‪ ،‬وأبي قتادة‪ ،‬ومبد اهلل بن‬
‫ممرو‪ ،‬قاؿ أبو ميسا‪ :‬الدهث مبادة السن صحيح‪ ،‬والعمم م يو مند أكثر أىم الع م من أصحاب النبي ﷺ من م‪[ :‬ممر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬وم ي بن أبي طالب‪ ،‬وجابر بن مبد اهلل‪ ،‬وممراف بن الصين] وغيرىم‪...‬‬
‫قالوا‪ :‬إ جزئ ص ة إإ ب راءة ضا ح الكتاب‪.‬‬
‫وقاؿ م ي بن أبي طالب ر ي اهلل منو‪" :‬كم ص ة لم ه رأ ضي ا بفا ح الكتاب ض ي خداج غير اـ"‪.‬‬
‫وبو ه وؿ ابن المبارؾ‪ ،‬وال اضعي‪ ،‬وأالمد‪ ،‬وإسحاؽ‪.‬‬
‫ض ؤإء ك م هرجحوف رواه قراءة الفا ح سواء كاف إماما أو مأموما أو منفردا‪ .‬ىاا مثاؿ‪.‬‬

‫مثاؿ نخر ‪ :‬ال ب ل صائم‪ :‬من مطاء بن هسار أف مبد اهلل بن مباس ر ي اهلل من ما سام من ال ب ل صائم ضأرخص ضي ا‬
‫ل يخ وكرى ا ل اب"‪.‬‬
‫قاؿ أبو ىرهرة ر ي اهلل منو‪" :‬إف رج سأؿ النبي ﷺ من المباشرة ل صائم ضرخص لو وأ اه نخر ضسألو ضن اه‪ ،‬ضإذا الاي رخص‬
‫لو شيخ وإذا الاي ن اه شاب"‪ .‬الدهث صحيح‪.‬‬
‫(ر ي اهلل من ا) أن ا قال ‪" :‬كاف رسوؿ اهلل ﷺ ه بم وىو صائم‪ ،‬وهباشر وىو صائم‪ ،‬ولكنو أم ككم إلربو"‪.‬‬ ‫ومن مائ‬
‫ر ي اهلل من ا‪" :‬أف رسوؿ ﷺ كاف هباشر وىو صائم‪ ،‬وكاف ه بم وىو صائم"‬ ‫ومن مائ‬
‫ضبالنظر إلا أتر ابن مباس وأبي ىرهرة (ر ي اهلل من م) نجد أف النبي ﷺ رخص ومنع من ال ب ل صائم‪.‬‬
‫أنو كاف ه بم وىو صائم التا ضي رم اف‪.‬‬ ‫وضي الدهث مائ‬
‫وقد اخت ف ضي رضع ووقف من ابن مباس وأبي ىرهرة‪.‬‬
‫ضمتفو م ا رضعو‪.‬‬ ‫وأما الدهث مائ‬
‫ض الد قاؿ الع ماء‪ :‬الراجح أنو هجوز ل صائم أف ه بم‪.‬‬
‫اليوـ أمرا مظيما‪ ،‬قب‬ ‫‪ :‬ها رسوؿ اهلل صنع‬ ‫وأنا صائم‪ ،‬ض‬ ‫ضب‬ ‫ولالد جاء أتر ممر (ر ي اهلل منو) قاؿ‪" :‬ى‬
‫من الماء وأن صائم؟"‪.‬‬ ‫وأنا صائم‪ ،‬قاؿ‪ :‬أرأه لو م م‬
‫ض نا هرجح رواه المتفو م ا رضعو م ا الم طرب‪ ،‬الاي روي موقوضا ومرضوما‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬الثاني م ر‪[ :‬هرجح ما ا فو م ا وص و م ا ما اخت ف ضي وص و وإرسالو]‬


‫ض اا كالاي قب و ضي مزه المتفو م يو م ا غيره‪ ،‬نو س م من ال طع ضي سننو‪ ،‬وا صم السند من جم الحدهث الصحيح‪.‬‬
‫ض اا إسناد متصم‪ ،‬بخ ؼ الم طوع أو المرسم‪.‬‬
‫وق نا قبم ذلد إف المرسم من جم ا الادهث ال عيف ‪ ،‬إإ مراسيم الصحاب كما ىو مع وـ ضإنو هعد من جم ا الادهث‬
‫الصحيح ‪ ،‬لكن ما دوف الصحابي ضا صم أف المراسيم أالادهث عيف ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قاؿ اآلمدي‪ :‬أف هكوف أالد الخبرهن قد اخت ف ضي كونو موقوضا م ا الراوي واآلخر متف ً ا م ا رضعو إلا النبي ﷺ‪.‬‬
‫ضالمتفو م ا رضع أولا نو أغ ب م ا الظن‪ ،‬كحدهث السام التي ضي هوـ الجمع ‪.‬‬
‫ضجاءت رواه متفو م ا رضع ا أن ا نخر سام بعد العصر‪ ،‬وىاا مر معنا قبم ذلد‪.‬‬
‫وجاء أن ا من الين صعود الخطيب المنبر إلا أف هنت ي من الص ة‪.‬‬
‫وىاا الثاني روي مرس موقوضا م ا أبي بردة‪ ،‬وروي موقوضا م ا أبي موسا‪ ،‬وروي مرضوما إلا النبي ﷺ‪.‬‬
‫ضحدث ا طراب ضي السند‪.‬‬
‫ىم ىو من قوؿ أبي بردة؟ ىم ىو من قوؿ أبي موسا؟ ىم ىو من قوؿ النبي ﷺ؟‬
‫ومن الع ماء من هرجح الوقف م ا الرضع واإلرساؿ‪.‬‬
‫مرضوما إلا النبي ﷺ‪.‬‬
‫ً‬ ‫لكن الحدهث الثاني الدهث صحيح إ اخت ؼ ضي كونو‬

‫هجوز ذلد]‪.‬‬
‫هجوز رواه الحدهث بالمعنا م ا من ّ‬
‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬الثالث م ر‪ [ :‬رجح رواه من إ ّ‬
‫ومعنا ىاا‪ :‬أف الع ماء اخت فوا‪ :‬ىم هجوز أف هروى الحدهث بالمعنا أـ إ بد من بط النص؟‬
‫ىاه مسأل اخت ف ضي ا الع ماء م ا مدة مااىب‪:‬‬

‫الماىب ا وؿ‪ :‬أف ذلد جائز من ٍ‬


‫مارؼ بمعاني ا لفاظ وب غ العرب‪.‬‬
‫أما إذا كاف إ هعرؼ معنا ا لفاظ ض هجوز لو الرواه بالمعنا باإلجماع‪.‬‬
‫وبع م اشترط أف هكوف هع م المرادضات كالج وس مكاف ال عود أو العكس‪.‬‬
‫ومن م من شرط أف هكوف ما جاء بو مساوها لألصم ضي الج ء والخفاء‪.‬‬
‫ولالد الع ماء قالوا‪ :‬هجوز الرواه بالمعنا إذا كاف ذلد وج ً ا من وجوه ال غ ‪.‬‬
‫ومث وا لالد قالوا أف هبدؿ ال فظ بمرادضو كالج وس بال عود‪ ،‬وىاا جائز ب خ ؼ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أف هظن دإل م ا مثم ما دؿ م يو ا وؿ من غير أف ه طع بالد‪ ،‬ض هؤخا ب اا وإ هعمم بو‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أف ه طع بف م المعنا‪ ،‬وهعبر مما ض م بعبارة‪ ،‬ض اا أه ا مما منع الع ماء ممن جوزه من مارؼ بمعاني ا لفاظ‪.‬‬

‫الماىب الثاني‪ :‬المنع من الرواه بالمعنا مط ا‪ ،‬بم هجب ن م ال فظ بصور و من غير ضرؽ بين العارؼ وغيره‪.‬‬
‫وىاا الاي ن و ال ا ي من كثير م ن الس ف وأىم التحري ضي الحدهث‪ .‬وذكر أنو ماىب مالد ومعظم المحدتين وبع‬
‫ا صوليين‪.‬‬

‫والماىب الثالث‪ :‬من ضرؽ بين ا لفاظ التي إ مجاؿ ل تأوهم ضي ا وبين ا لفاظ التي ل تأوهم ضي ا مجاز‪ ،‬ضيجوز الن م بالمعنا‬
‫أصحاب ال اضعي‪.‬‬ ‫ضي ا وؿ دوف الثاني وىاا مروي من بع‬

‫‪62‬‬
‫الماىب الرابع‪ :‬التفصيم بين أف هحفظ الراوي ال فظ أـ إ‪ ،‬ضإف الفظو‪ ،‬جاز أف هروي بغيره‪ ،‬وإف لم هحفظو لم هجز لو أف‬
‫هروهو بغيره‪.‬‬

‫الماىب الخامس‪ :‬التفصيم بين ا وامر والنواىي وبين ا خبار‪.‬‬


‫ضأما ا وامر والنواىي‪ :‬ضيجوز رواهت ا بالمعنا‪.‬‬
‫وأما ا خبار‪ :‬ض هجوزوف رواهت ا بالمعنا‪.‬‬
‫ضإذا جاء الدهث ضيو أوامر ونواهٍ مثم‪ :‬إ بع الاىب بالاىب‪ ،‬أو اقت وا ا سودهن ضي الص ة‪.‬‬
‫ض د روي "أنو ﷺ أمر ب تم ا سودهن ضي الص ة"‪ ،‬ىاا جائز‪.‬‬
‫إخبارا من اآلخرة‪ ،‬من الجن والنار‪ ،‬إ بد من ال فظ‪.‬‬
‫أما إف كاف ً‬

‫الماىب السادس‪ :‬التفصيم بين المحكم وغيره‪.‬‬


‫ضتجوز الرواه بالمعنا ضي ا وؿ دوف الثاني‪.‬‬
‫ضالمجمم والم ترؾ ضي المجاز إ هجوز الرواه بالمعنا‪ ،‬أما المحكم ضيجوز‪.‬‬

‫الماىب السابع‪ :‬أف هكوف المعنا مو وما ضي جم إ هف مو العامي إإ بأداء د الجم ‪.‬‬
‫ض نا إ هجوز رواهتو إإ بأداء د الجم ب فظ ا‪.‬‬

‫الماىب الثامن وا خير‪ :‬التفصيم بين أف هورده م ا قصد اإالتجاج والفتيا أو هورده ب صد الرواه ‪.‬‬
‫خ ص ىاا ا مر‪ :‬أف الع ماء اخت فوا ضي ىم جوز الرواه بالمعنا أو إ جوز‪ ،‬والراجح الجواز كما بينّا‪.‬‬
‫ض و جاء الدهث روي بالمعنا هعار و الدهث روي بالنص ضي دـ المروي بالنص م ا المروي بالمعنا‪.‬‬

‫مثالو الدهث أبي سعيد الخدري ر ي اهلل منو‪" :‬أف النبي ﷺ أبصر نخام ضي قب المسجد ضحك ا بحصاة تم ن ا أف هبصو‬
‫الرجم بين هدهو أو من همينو ولكن من هساره أو ح قدمو اليسرى"‪.‬‬
‫ىاا الحدهث روي من طرهو س يماف بن الرب ب فظ‪" :‬إذا كاف أالدكم ضي ص ة ض هبص ن من همينو وإ من هساره وإ بين‬
‫هدهو ولكن ح قدمو اليسرى‪ ،‬ضإف لم هستطع ضفي توبو"‪.‬‬
‫ضخالف الرواه المتفو م ي ا وىي‪" :‬ولكن من هساره"‪.‬‬
‫إذف رواه س يماف بن الرب ن ا من البصو من اليمين ومن اليسار‪.‬‬
‫الرواه ا ولا‪ :‬رواه أبي سعيد‪ ،‬أنو ن ا من اليمين ض ط‪ ،‬ورخص ضي اليسار‪.‬‬
‫ضرواه بزهادة (إ) ض اؿ‪" :‬وإ من هساره"‬
‫ضخطأ الع ماء س يماف نو كاف هروي الحدهث بالمعنا‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫قاؿ‪ :‬وسام أبو زرم من الدهث رواه س يماف بن الرب‪ ،‬من شعب ‪ ،‬من ال اسم بن م راف‪ ،‬من أبي راضع‪ ،‬من أبي ىرهرة‪ ،‬أف‬
‫قدمو اليسرى ضإف لم‬ ‫النبي ﷺ قاؿ‪" :‬إذا كاف أالدكم ضي ص ة ض هبص ن من همينو وإ من هساره وإ بين هدهو ولكن ح‬
‫هستطع ضفي توبو"‪.‬‬
‫قاؿ أبو زرم ‪ :‬ما روي من النبي ص ا اهلل م يو بأف هبزؽ من هساره أصح من الاي ذكر "وإ هبصو من هساره"‪.‬‬
‫ق ‪ :‬أخطأ س يماف بن الرب ضيما روى من متن ىاا الحدهث بأإ هبزؽ من هساره‪.‬‬
‫ض د الدتنا أبي من أبي الوليد‪ ،‬وندـ العس ني‪ ،‬من شعب ‪ ،‬من ال اسم بن م راف‪ ،‬من أبي راضع‪ ،‬من أبي ىرهرة‪ ،‬من النبي ﷺ‬
‫أنو قاؿ‪" :‬إذا كاف أالدكم ضي ص ة أو هص ي ض هبزؽ بين هدهو وإ من همينو لكن من هساره ح قدمو"‪.‬‬
‫ىكاا متن الدهث أبي الوليد‪ ،‬وندـ من شعب ورواه ى يم‪ ،‬من ال اسم بن م راف أبي راضع أبي ىرهرة‪ ،‬من النبي ﷺ وا فاؽ‬
‫متوف سائر ا الادهث من النبي ﷺ مثم ذلد سواء‪.‬‬
‫قاؿ الخطيب‪ :‬كاف س يماف هروي الحدهث م ا المعنا ضتتغير ألفاظو ضي رواهتو‪.‬‬
‫إذف رجح الع ماء رواه جواز البصو م ا اليسار م ا رواه الن ي منو‪.‬‬
‫لماذا؟ ف س يماف بن الرب كاف هروي الحدهث بالمعنا‪.‬‬
‫أالبتي ضي اهلل ب اا المرجح نت ي محا رة اليوـ وب ي لنا سؤاؿ‪.‬‬

‫سػ ػؤاؿ المحا رة‬


‫اذكر ت ت مرجحات مما ذكرنا ضي ىاه المحا رة‬
‫مع ال رح والتمثيم لما وؿ؟‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫المحا رة السادس والع روف‬

‫ضي الباب‪ :‬الحادي م ر‪" :‬التعارض والترجيح"‬


‫قوامد والمرجحات مند عارض ا دل ‪ ،‬وقد وص نا إلا المرجح الرابع‬ ‫وقد سبو أف ك منا ضي مح ا ر ين ساب تين من بع‬
‫م ر‪.‬‬
‫ه وؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪[ :‬هرجح النص م ا الظاىر]‪ ،‬و ك منا قبم ذلد من النص‪.‬‬
‫أي‪ :‬الخبر الوارد ضي المسأل بنص ا الاي إ هحتمم معنا نخر‪ ،‬وكالد الظاىر الاي لو معنا ظاىر ونخر مرجوح‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬هرجح النص م ا الظاىر‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلد‪( :‬زكاة الح ي)‪ ،‬ورد ضي ا الدهثاف‪.‬‬


‫رسوؿ اهلل ﷺ ومع ا ابن ل ا‪ ،‬وضي هدىا‬ ‫أالدىما نص المسأل وىو الدهث ممرو بن شعيب‪ ،‬من أبيو‪ ،‬من جده‪" :‬أف امرأة أ‬
‫مسكتاف غ يظتاف من ذىب‪ ،‬ض اؿ ل ا‪ :‬أ عطين زكاة ىاا؟ قال ‪ :‬إ‪ ،‬قاؿ‪ :‬أهسرؾ أف هسورؾ اهلل ب ما سوارهن من نار؟ قاؿ‪:‬‬
‫ضخ عت ما ضأل ت ما إلا النبي ﷺ‪ ،‬وقال ‪ :‬ىما هلل مز وجم ولرسولو"‪.‬‬
‫ىاا الدهث السن رواه أبو داود وغيره‪.‬‬

‫ماما ضي زكاة الح ي أو ضي زكاة الاىب بصف مام وىو الدهث أبي ىرهرة (ر ي اهلل منو) أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪:‬‬
‫وورد ً‬
‫لو صفائح من نار ضأالمي م ي ا ضي نار‬ ‫صفح‬
‫إ هؤدي من ا ال ا إإ إذا كاف هوـ ال يام ُ‬ ‫"ما من صاالب ذىب وإ ض‬
‫م يو أميدت لو ضي هوـ كاف م داره خمسين ألف سن ‪ ،‬التا ه ا بين‬ ‫ج نم ضيكوى ب ا جنبو وجب تو وظ ره‪ ،‬ك ما رب‬
‫العباد ضيرى سبي و إما إلا الجن وإما إلا النار"‪.‬‬
‫ض نا ىاا الدهث ظاىر‪ ،‬وا وؿ نص ضي مسألتو‪.‬‬

‫لالد اخت ف الع ماء‪ :‬ىم ضي ال ي المرأة زكاة؟‬


‫م ا أقواؿ خمس أرجح ا أف ضيو الزكاة‪.‬‬
‫لماذا؟ ل اا النص الوارد وغيره من ا دل ‪ ،‬ف النبي ﷺ بين أف ضي الح ي الزكاة‪.‬‬
‫قاؿ ال يخ ابن العثيمين رالمو اهلل‪ :‬ضعندما نستدؿ إلتبات الحكم ضي ىاه المسأل بأف نبدأ بالخاص نو نص ضي المو وع‪ ،‬إذ‬
‫أف العاـ همكن ل معارض أف ه وؿ‪ :‬خرج من ممومو كاا وكاا‪.‬‬
‫لكن النص الاي هخص ىاا ال يء بعينو إ همكن المنازم ضيو‪ ،‬إإ ضي تبو و إذا كاف همكن النزاع ضي تبو و‪.‬‬
‫ولاا قاؿ‪ :‬إذف ه دـ النص م ا الظاىر‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪[ :‬وهرجح الظاىر م ا المؤوؿ]‬
‫وسبو أف بينا أف ا صم ضي ا الكاـ ىو‪ :‬المم النص م ا ظاىره وإ ن جأ إلا التأوهم إإ إذا عار الم و م ا الظاىر‪.‬‬
‫وذكرنا من ضوائد المم النص م ا ظاىره‪:‬‬
‫ا وؿ‪ :‬أف ىاه طره الس ف ر ي اهلل من م‪ ،‬أن م كانوا هحم وف النصوص م ا ظاىرىا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنو أالوط أف هُجري اإلنساف النص م ا ظاىره التا هسترهح وهأمن العاقب وإ هعرض نفسو ل خطر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنو أبرأ ل ام ‪ .‬نو إذا أجرى النصوص م ا ظاىرىا ض د برئ ذمتو وصار لو الج مند اهلل مز وجم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أنو أقوى ضي التعبد واإن ياد‪.‬‬
‫ف كماؿ ِ‬
‫التعبد أف اؿ ل معبود مز وجم و خ ع لك مو‪.‬‬
‫ظاىرا والثاني م ا خ ض ا أوه ‪ ،‬أخانا بالظاىر‪.‬‬
‫ً‬ ‫لاا لو جاء نصاف أالدىما هدؿ م ا المسأل‬

‫ومثاؿ ذلد ضي‪[ :‬العبادات والمعام ت]‬


‫أما العبادات‪ :‬ضفي مسأل الو وء من لحم اإلبم‪.‬‬
‫الم و الجم ور م ا غسم اليدهن‪.‬‬
‫والم و الحناب م ا ظاىر النص ( و ؤوا من لحوـ اإلبم)‬
‫واإستن اؽ وغسم الوجو والارامين‬ ‫ضي دـ الظاىر الاي ىو‪ :‬الو وء المعروؼ م ا المؤوؿ‪( .‬أي غسم اليدهن والم م‬
‫ومسح الرأس وا ذنين وغسم الرج ين)‪.‬‬
‫ىاا ىو الو وء‪ ،‬ىاا ظاىر الحدهث‪.‬‬
‫ومن الم و م ا غسم اليدهن وىم جماىير الع ماء‪ ،‬أولوا ك م الو وء ب اا‪.‬‬
‫والصحيح قوؿ الحناب ضي المسأل ‪ :‬أنو هجب الو وء من أكم لحم اإلبم‪.‬‬
‫ولالد ه وؿ اإلماـ النووي رالمو اهلل (ومع وـ أنو شاضعي الماىب)‪ ،‬ه وؿ‪ :‬وإف كاف ضي ماىب الجماىير م ا مدـ الو وء من‬
‫لحوـ اإلبم إإ أف ىاا الماىب أقوى دلي ‪( .‬أي ماىب الحناب )‪.‬‬

‫كالد ضي المعام ت‪ :‬قوؿ النبي ﷺ‪" :‬إ نكاح إإ بولي"‪.‬‬


‫الصحيح أو الظاىر‪ :‬أنو إ نكاح صحيحا إإ بولي‪.‬‬
‫اـ) أوهم هحتاج إلا دليم‪.‬‬
‫والم و م ا‪( :‬إ نكاح َّ‬
‫لالد قاؿ الع ماء‪ :‬الراجح أنو إ نكاح صحيح‪ ،‬من باب رجيح الظاىر م ا المؤوؿ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كالد قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪[ :‬هرجح المنطوؽ م ا المف وـ]‬
‫والمنطوؽ‪ :‬ىو ما هف م من النص الوارد‪.‬‬
‫والمف وـ‪ :‬ىو ما هف م من مكس أو خ ؼ النص الماكور‪.‬‬
‫ولالد قاؿ الع ماء‪:‬‬
‫المنطوؽ ىو‪ :‬ما دؿ م يو ال فظ ضي محم النطو‪.‬‬
‫والمف وـ ىو‪ :‬ما دؿ م يو النص ما دؿ م ا المف وـ أو ما دؿ م يو ال فظ إ ضي محم النطو‪.‬‬
‫ضإذا عارض منطوؽ ومف وـ قدـ المنطوؽ م ا المف وـ‪.‬‬
‫نو إنما هف م من ال فظ مباشرة‪ ،‬وإ هعمم بالمف وـ إإ إذا واضو المنطوؽ‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلد‪ :‬الدهث أبي سعيد الخدري (ر ي اهلل منو) قاؿ‪" :‬قيم‪ :‬ها رسوؿ اهلل أنتو أ من بار ب ام ؟"‬
‫ولحوـ الك ب والنتن)‬ ‫(وىي بار ه ا ضي ا الحي‬
‫ض اؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬إف الماء ط ور إ هنجسو شيء"‪.‬‬
‫ىاا منطوؽ ىاا الحدهث‪ :‬أف الماء ط ور إ هنجسو شيء‪.‬‬
‫والدهث مبد اهلل بن ممر ر ي اهلل من ما قاؿ‪" :‬سام رسوؿ اهلل ﷺ من الماء وما هنوبو من الدواب والسباع ض اؿ‪" :‬إذا كاف‬
‫الماء ق تين لم هحمم الخبث"‪.‬‬
‫ىاا الحدهث هدؿ بمنطوقو م ا أف الماء إذا كاف كثيرا أكثر من ق تين إ هنجس‪.‬‬
‫وهدؿ بمف ومو م ا أف الماء إذا كاف دوف ال تين ضإنو هنجس بمجرد م قاة النجاس وإف لم هتغير أالد أوصاضو‪.‬‬
‫ض اا المف وـ هتعارض مع الحدهث ا وؿ‪" :‬إف الماء ط ور إ هنجسو شيء"‬
‫ضمنطوؽ الحدهث ا وؿ نص م ا أف الماء ط ور إ هنجسو شيء إذا غير أالد أوصاضو‪.‬‬
‫ومف وـ الحدهث الثاني ه وؿ أو هُف م منو أف الماء إذا كاف دوف ال تين ضإنو هنجس بمجرد الم قاة‪.‬‬
‫ضرجح الع ماء المنطوؽ م ا المف وـ‪.‬‬
‫ولاا ن وؿ الراجح ضي ىاه المسأل ‪ :‬أف الماء ط ور إ هنجسو شيء‪ ،‬إإ ما غ ب م ا أالد أوصاضو‪.‬‬
‫ىا معنا قوؿ المصنف الفظو اهلل‪ :‬هرجح المنطوؽ م ا المف وـ‪.‬‬

‫تم قاؿ السابع م ر‪[ :‬هرجح ال وؿ م ا الفعم]‬


‫ضإذا قاؿ النبي ﷺ قوإ تم ضعم ضع هعارض ال وؿ‪ ،‬ضن وؿ‪ :‬ال وؿ ه دـ م ا الفعم‪ ،‬وذلد ف الم رع الاي هُتعبد ب ولو وضع و‬
‫دوف غيره من الب ر‪.‬‬
‫ضإذا عارض قوؿ وضعم ل نبي ﷺ قدـ ال وؿ صراال ل فاؽ م ا دإل ال وؿ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫بخ ؼ الفعم‪ ،‬ض د هكوف ىناؾ االتماؿ أنو هكوف خاص بو ﷺ‪.‬‬
‫وىناؾ االتماؿ أنو هكوف من ا ضعاؿ الجب ي ‪ ،‬وىناؾ االتماؿ أف هكوف ىاا الفعم ضع و النبي ﷺ م ا مادات العرب‪.‬‬
‫الف اء ضي مدـ الجمع بين أدل است باؿ ال ب واستدبارىا‪.‬‬ ‫ولالد همثم بع‬
‫ست ب وا ال ب وإ ستدبروىا ولكن‬ ‫ضحدهث أبي أهوب ا نصاري (ر ي اهلل منو) أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬إذا أ يتم الغائط ض‬
‫شرقوا أو غربوا"‬
‫بني قِبَ َم ال ب ضننحرؼ ونستغفر اهلل عالا‪.‬‬ ‫قاؿ أبو أهوب‪ :‬ض دمنا ال اـ (أي ضي خ ض ممر) ضوجدنا مراالي‬
‫ض اا ن ي من النبي ﷺ من است باؿ ال ب أو استدبارىا‪.‬‬
‫الاجتي‪،‬‬ ‫تم جاء أنو ضع و ﷺ كما ضي الدهث مبد اهلل بن ممر ر ي اهلل من ما قاؿ‪" :‬ار ي هوما ضوؽ ظ ر بي الفص لبع‬
‫ضرأه النبي ﷺ ه ي الاجتو مستدبر ال ب مست بم ال اـ"‪.‬‬
‫ض اا الفعم هتعارض مع ال وؿ‪.‬‬
‫ولاا من لم هجمع بين الحدهثين ه وؿ‪ :‬ه دـ ال وؿ (أي الدهث أبي أهوب) م ا الدهث ابن ممر‪ .‬وىاا ىو ال وؿ ا وؿ ضي‬
‫المسأل ‪.‬‬
‫نحو الكعب ‪،‬‬ ‫قد بني‬ ‫واستدلوا لالد بف م أبي أهوب (ر ي اهلل منو) أنو لما قدـ ال اـ ضي خ ض ممر ضوجد المراالي‬
‫ضكاف هنحرؼ من ال ب وهستغفر اهلل مز وجم‪.‬‬
‫لكن ضي ىاه المسأل همكن الجمع بين ا دل ‪ ،‬ض ن جأ إلا الترجيح‪.‬‬
‫وىاا ض م مبد اهلل بن ممر ر ي اهلل من ما "لما أناخ الراال وج س هبوؿ إلي ا‪.‬‬
‫ض اؿ مرواف ا صفر‪ :‬ها أبا مبد الرالمن ألم هكن قد نُ ي من ذلد؟‬
‫قاؿ‪ :‬ب ا ىاا إذا لم هكن بيند وبين ال ب شيء"‪.‬‬
‫ض الد رخصوا ضي البنياف‪ ،‬ومنعوا ضي الف اء جمعا بين ا دل ‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلد أه ا‪ :‬أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬إ هَػ ْن ِكح المحرـ وإ هُػ ْن َكح وإ هخطب"‬
‫ض اا عارض مع الدهث ابن مباس‪" :‬أف النبي ﷺ زوج ميمون وىو محرـ" ض دـ الع ماء ال وؿ م ا الفعم‪.‬‬
‫وإف كاف ىاا من المرجحات‪ ،‬ف ميمون أخبرت أف النبي ﷺ زوج ا وىو ال ؿ‪ .‬ولو لم ُخبر ل دـ ال وؿ أي الن ي م ا‬
‫الفعم‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬الثامن م ر‪[ :‬هرجح ما ذكرت م تو م ا ما لم اكر]‬


‫ومعنا ذلد أف ذكر الع من المرجحات‪ ،‬ضإن ا نص م ا الم صود من الحدهث ضتترجح م ا ما لم ظ ر م تو‪.‬‬
‫ولالد الع ماء قالوا ضي الدهث مبد اهلل بن م يم قاؿ‪" :‬أ انا كتاب رسوؿ اهلل ﷺ أإ ننتفع من الميت بإىاب وإ مصب"‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ىاا الدهث ظاىره أنو إ هنتفع اإلنساف من الميت ب يء‪.‬‬
‫تم جاء الدهث ابن مباس ر ي اهلل من ما أنو قاؿ‪" :‬وجد النبي ﷺ شاة ميت أُمطيت ا موإة لميمون من الصدق ‪ ،‬ض اؿ النبي‬
‫ﷺ‪ :‬ى انتفعتم بج دىا؟ قالوا ها رسوؿ اهلل إن ا ميت ‪ .‬قاؿ‪ :‬إنما الرـ أك ا"‬
‫إذف ىنا بين النبي ﷺ أف المن ي من الميت إنما ىو ا كم ض اؿ‪" :‬إنما الرـ أك ا"‪ ،‬ضجاز أخا الج د ودبغو واإنتفاع بو‪.‬‬
‫وىاا ىو الراجح من أقواؿ أىم الع م‪ ،‬ف النبي ﷺ بين الع من الحرم ‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬التاسع م ر‪[ :‬هرجح الحظر م ا اإلباال ]‬
‫ومعنا ىاا أنو لو جاء ن ي من النبي ﷺ‪ ،‬وجاء أمر ضي نفس المسأل ضإف الحظر أي الن ي م دـ م ا ا مر‪.‬‬
‫وذلد ل امدة‪[ :‬دضع المفسدة م دـ م ا ج ب المص ح ]‬
‫ضي دـ الن ي‪ ،‬و ف النبي ﷺ بين ذلد‪.‬‬
‫ولو نظرنا لحدهث مثماف السابو (ر ي اهلل منو) ضي قوؿ النبي ﷺ‪" :‬إ هَػ ْن ِكح المحرـ وإ هػُْن َكح وإ هخطب"‪ ،‬ض اا ن ي من‬
‫الخطب والنكاح‪.‬‬
‫مع الدهث ابن مباس ر ي اهلل من ما أنو قاؿ‪ " :‬زوج النبي ﷺ ميمون وىو محرـ"‪ ،‬ضن وؿ ىنا الثاني مبيح وا وؿ همنع‪.‬‬
‫ضي دـ المانع م ا المبيح‪.‬‬

‫وؿ‪[ :‬لو اشتبو مباح بمحرـ غُنب جانب الحرم والحظر]‪.‬‬ ‫وىناؾ قامدة شرمي أص‬
‫قالوا‪ :‬إف ىاه ال طع من ال حم‬ ‫كرجم أ ا ب طع من ال حم ضو ع ا ضي الماء تم أوقد م ي ا النار‪ ،‬وبعدما استوت ون ج‬
‫ضي ا قطع من لحم الخنزهر‪ ،‬وباقي ال طع قطع الح ؿ من لحم شاة‪.‬‬
‫ضماذا هصنع الاي أمد وط ا الطعاـ؟‬
‫ن وؿ‪ :‬هحرـ م يو أف هأكم أي قطع من ىاه ال طع‪.‬‬
‫رجم أمامو خمس نسوة‪ ،‬هرهد أف هتزوج بإالداىن ض يم لو‪ :‬ىؤإء النسوة ضي م امرأة أختد من الر ام لكننا إ نع م من ىي‪.‬‬
‫ىم ىي الكبرى؟ أـ الوسطا؟ أـ الصغرى؟ أـ البي اء؟ أـ السوداء؟‬
‫إ ندري‪ .‬لكننا م ا ه ين أف ىؤإء النسوة ضي م أختد من الر ام ‪.‬‬
‫ماذا هصنع ىاا الرجم ولم ه ِ‬
‫تد إلي ا؟ ن وؿ هحرـ م يو أف هتزوج بامرأة من ىؤإء الخمس‪.‬‬
‫لماذا؟ نو إ هجوز ل رجم أف هتزوج بأختو من الر اع‪ .‬وإ ندري من ىي التي ر ع معو‪ .‬ضن وؿ هحرـ م يو الجميع‪.‬‬
‫لالد مث وا ل اا ب وؿ النبي ﷺ‪" :‬إ هحم ل مرأة اف صوـ وزوج ا شاىد إإ بإذنو"‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ض و أف امرأة أرادت أف صوـ هوـ مرض ‪ ،‬أو ماشوراء‪ ،‬أو اإتنين‪ ،‬أو الخميس‪ ،‬أو ا هاـ البي ‪ ،‬أو سع ذي الحج ‪ ،‬أو س‬
‫من الزوج الاي موجود‬ ‫من شواؿ‪ ،‬أو غالب المحرـ‪ ،‬أو شعباف‪ ،‬ضإنو إ هجوز ل ا الصياـ وهحرـ م ي ا ذلد إإ إذا استأذن‬
‫مع ا‪ .‬لماذا؟ ف الن ي م دـ م ا اإلباال ‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬المرجح الع روف‪[ :‬هرجح الخاص م ا العاـ]‬
‫ض و جاء الدهث ماـ ضإنو هحمم م ا الخاص‪ ،‬وهرجح الخاص م ا العاـ‪.‬‬
‫ضمن ا الادهث العام قوؿ النبي ﷺ‪" :‬ضيما س السماء والعيوف أو كاف مثرها العُ ر وما س ي بالن ح نصف الع ر"‪.‬‬
‫ض اا الدهث ماـ ضي كم ما هخرج من ا رض سواء كاف ق ي أو كثيرا‪.‬‬
‫السماء والعيوف أو كاف مثرها الع ر"‬ ‫"ضيما س‬
‫ض و كاف ىاا المحصوؿ وس ً ا واال ًدا لوجب إخراج الزكاة منو‪ ،‬م ا مموـ ىاا الحدهث‪.‬‬
‫تم هأ ي الحدهث الخاص ضي وؿ النبي ﷺ‪" :‬ليس ضيما دوف خمس أوسو صدق "‪.‬‬
‫ض اا الخاص خصص العموـ الاي ضي الحدهث ا وؿ‪.‬‬
‫إذف‪ ،‬إذا أخرج ا رض خمس أوسو ضأكثر وجب إخراج الزكاة‪ ،‬وإذا أخرج دوف خمس أوسو إ زكاة ضيو‪.‬‬
‫ض نا ه دـ الخاص م ا العاـ‪.‬‬

‫أه ا قاؿ الفظو اهلل‪ :‬المرجح الحادي والع روف‪[ :‬هرجح الم يد م ا المط و]‬
‫ك منا من الم يد والمط و قبم ذلد وق نا إنو‪[ :‬هحمم المط و م ا الم يد‪ ،‬إذا ا ف ا ضي السبب والحكم]‪.‬‬
‫الدـ ولَحم ال ِ‬
‫ْخن ِزه ِر}‬ ‫ِ‬
‫وهترجح م يو مند التعارض كالد‪ ،‬مثاؿ ذلد‪ :‬قولو عالا‪{ :‬إنَّ َما َال َّرَـ َم َْي ُك ُم ال َْم ْيتَ َ َو َّ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫والا أ َْو لَ ْح َم خن ِزه ٍر ضَِإنَّوُ‬
‫وقولو عالا‪{ :‬قُم َّإ أَج ُد ضي َما أُوال َي إِلَ َّي ُم َح َّرًما َم َ َٰا طَام ٍم هَط َْع ُموُ إَِّإ أَف هَ ُكو َف َم ْيتَ ً أ َْو َد ًما َّم ْس ُف ً‬
‫ِر ْج ٌ‬
‫س}‬
‫هحرـ‪.‬‬
‫ضبالنظر إلا اآلهتين نجد أف لفظ (الدـ) ضي اآله ا ولا مط و‪ ،‬ضأي دـ ُ‬
‫وضي اآله الثاني م يد "بالمسفوح"‪.‬‬
‫ضننظر إلا الحكم ضي ما ضنجده واالدا وىو الرم الدـ‪ ،‬كالد السبب ضي بياف الكم المطامم المحرم ضي اآلهتين‪.‬‬
‫ضيكوف الحكم والسبب ضي ما واال ًدا‪ ،‬ضيحمم المط و م ا الم يد‪.‬‬
‫وصو َف بِ َ ا أو دهن}‬ ‫ِ ٍِ‬
‫وكالد قولو عالا‪ { :‬نمن بَػ ْعد َوصيَّ ُ ُ‬
‫الوصي ‪ ،‬التا ولو كاف ب ا إ رار بالورت ‪.‬‬ ‫ىاه اآله أط‬
‫وص َٰا بِ َ ا أ َْو َدهْ ٍن غَْيػ َر ُم َ ار}‬ ‫ِ ِ ٍِ‬
‫لكن جاء ضي اآله التي ي ا قاؿ‪{ :‬من بَػ ْعد َوصيَّ هُ َ‬
‫ضإط ؽ الوصي ضي اآله ا ولا قيد ضي اآله الثاني بكونو "غير م ار"‪ ،‬أي لم ه صد بو اإل رار بالورت ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬الثاني والع روف‪[ :‬هرجح المبين م ا المجمم]‬
‫وقد ك منا ضي ىاا المرجح قبم ذلد بالتفصيم‪ ،‬ضإذا جاء الحكم مجم ً وجاء مبينا‪ ،‬قدـ المبين م ا المجمم‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬أضعاؿ العبادات كالص ة والمناسد‪.‬‬
‫اع إِلَْي ِو َسبِي ً } الج البي ىاا مجمم‪.‬‬ ‫اهلل مز وجم قاؿ‪{ :‬ولَِّ ِو م َا الن ِ ِ‬
‫َّاس ال ُّج الْبَػ ْي ِ َم ِن ْ‬
‫استَطَ َ‬ ‫َ َ‬
‫تم الج النبي ﷺ ض اؿ هوـ مرض ‪" :‬لتأخاوا مني مناسككم ضإني إ أدري لع ي إ أالج بعد الجتي ىاه"‪.‬‬
‫ضإذا عارض مجمم ومبين‪ ،‬ه دـ المبين م ا المجمم‪ ،‬نو هف م من المبين المراد من النص‪.‬‬
‫ضكما بين الحج بال وؿ والفعم‪ ،‬وكما بين الص ة بال وؿ والفعم‪ ،‬ض همكن الد أف ه دـ المجمم وه وؿ‪ :‬أقيموا الص ة ص وا‬
‫كما اءوف أو الجوا كما اؤوف‪.‬‬
‫ن وؿ‪ :‬ىاا إ همكن‪ ،‬بم هنبغي م ينا أف ن دـ المبين م ا المجمم‪ ،‬ضنأخا الحج من أضعاؿ النبي ﷺ‪.‬‬
‫وكالد نأخا الص ة من أضعاؿ النبي ﷺ نو قاؿ‪" :‬ص وا كما رأهتموني أص ي"‪.‬‬

‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬الثالث والع روف وا خير‪[ :‬هرجح الح ي م ا المجاز]‬
‫والح ي ‪ :‬ىي ال فظ المستعمم ضيما و ع لو‪ ،‬والمجاز‪ :‬ال فظ المستعمم ضي غير ما و ع لو‪.‬‬
‫و ك منا قبم ذلد وق نا ك م ‪( :‬أسد)‪ :‬الح ي ‪ :‬أن ا اؿ ل حيواف المفترس المعروؼ‪ ،‬ومجازا‪ :‬اؿ ل رجم ال جاع‪.‬‬
‫كالد ك م (الص ة)‪:‬‬
‫الح ي ال غوه معناىا‪ :‬الدماء‪ ،‬والح ي ال رمي معناىا‪ :‬الص ة المعروض المفتتح بالتكبير والمختتم بالتس يم‪.‬‬
‫ضالم صود ب وؿ النبي ﷺ‪" :‬إ ه بم اهلل ص ة أالدكم إذا أالدث التا هتو أ" الم صود الح ي ال رمي ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫صَ َ َ‬ ‫ص َدقَ ً ُطَ ن ُرُى ْم َوُػ َزنكي ِ م بِ َ ا َو َ‬
‫ص نم َم َْي ِ ْم ۚ إِ َّف َ‬ ‫وكالد جاءت الص ة بمعنا‪ :‬الدماء ضي قولو عالا‪ُ { :‬خ ْا م ْن أ َْم َوال ِ ْم َ‬
‫وصم م ي م)‪ :‬ىم الم صود ىنا الح ي ال رمي أـ الح ي ال غوه ؟‬ ‫يم} ض ولو‪ِ ( :‬‬ ‫س َكن لَّ م ۚ وال َّو س ِم ِ‬
‫يع َم ٌ‬
‫َ ٌ ُْ َ ُ َ ٌ‬
‫قاؿ الع ماء‪ :‬الح ي ال غوه ىي الم صودة‪ ،‬أي الدماء‪.‬‬
‫ولالد قاؿ النبي ﷺ لما أ ا مبد اهلل بن أبي أوضا بصدقتو‪ ،‬قاؿ النبي ﷺ‪ " :‬ال م ص نم م ا ِ‬
‫نؿ أبي أوضا"‪.‬‬
‫ضجعم الم صود ىنا ىو الدماء‪.‬‬
‫ض اه ىي المرجحات مند عارض ا دل ‪ ،‬وبالد نت ي ىاه المحا رة‪ ،‬ب ي لنا سؤاؿ المحا رة‪:‬‬

‫سػ ػؤاؿ المحا رة‬


‫اذكر خمس من المرجحات مع ال رح والتمثيم؟‬
‫‪.‬‬
‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬
‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المحا رة السابع ػ والع روف‬

‫قد وص نا إلا الباب قبم ا خير وىو بعنواف‪" :‬اإجت اد والت يد"‬
‫وابط‪.‬‬ ‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪ :‬ال ابط الثاني م ر‪[ :‬اإجت اد والت يد]‪ ،‬وضيو سبع‬
‫ال ابط ا وؿ‪[ :‬اإجت اد باؿ العالِم المؤىم وسعو ضي استنباط الحكم ال رمي]‪.‬‬
‫وقبم أف نبدأ ضي ىاا الباب ن وؿ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫اإجت اد لغ ‪ :‬ىو باؿ الوسع والطاق ‪ ،‬وقيم‪ :‬باؿ الج د إلدراؾ أمر شاؽ‪ ،‬وإ هستعمم إإ ضيما ضيو ج د وم‬
‫واصط الا‪ :‬كما مرضو شيخنا الفظو اهلل ب ولو‪ :‬ىو باؿ العالِم وسعو ضي استنباط الحكم ال رمي لكن قيد العالم بالمؤىم‪.‬‬
‫وقاؿ الع ماء‪ :‬باؿ الوسع ضي النظر ضي ا دل ال رمي إستنباط ا الكاـ ال رمي ‪.‬‬
‫ىنا جاء دليم من الكتاب أو من السن أو من اإلجماع‪.‬‬
‫نواح ليستنبط منو الكما شرميا أو لي يس م يو أمرا محدتا‪.‬‬
‫ضينظر المجت د ضيو من مدة ٍ‬
‫وقاؿ الع ماء هؤخا من ىاا التعرهف مدة أمور وىي‪:‬‬
‫‪ ‬ا وؿ‪ :‬أف هباؿ الج د والمجت د وسعو باستفراغ غاهتو بحيث هعجز من المزهد‬
‫هعني هصم إلا درج العجز ضي اإجت اد‪.‬‬
‫‪ ‬قاؿ الثاني‪ :‬أف هكوف الباذؿ ج ده مجت دا‪ ،‬ضإذا كاف من غير أىم اإجت اد ض ه بم قولو‪.‬‬
‫‪ ‬الثالث‪ :‬أف هكوف الغرض من اإجت اد معرض ا الكاـ ال رمي العم ي دوف غيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬الرابع‪ :‬أف هكوف التعرؼ م ا ا الكاـ ال رمي بطرهو اإستنباط‪.‬‬
‫واإجت اد‪ :‬تنوع الحوادث والاج المك فين إلا معرض أالكاـ دهن م ضي ا‪ ،‬ضإنو هجب أف هكوف ضي م من هح و الكفاه ل م ضي‬
‫ذلد‪ .‬قاؿ عالا‪{ :‬وما َكا َف الْم ْؤِمنُو َف لِي ِنفروا َكاضَّ ً ۚ ضَػ َوَإ نَػ َفر ِمن ُك نم ضِرقَ ٍ نم ْنػ م طَائَِف ٌ لنيتَػ َف َّ وا ضِي الدنه ِن ولِي ِ‬
‫نا ُروا قَػ ْوَم ُ ْم‬‫َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫إِذَا َر َجعُوا إِلَْي ِ ْم لَ َع َّ ُ ْم هَ ْح َا ُرو َف}‬
‫ضا م من بعد نبي ا ﷺ وبعدما بين ل ا الدهن‪ ،‬إ بد أف هكوف ىناؾ الوادث‪ ،‬وهكوف ىناؾ أمور الادت ضيجتمع ل ا أىم الع م‬
‫وهجت دوف ضي استنباط الحكم ال رمي‪.‬‬
‫ومنع الناس من النزوؿ إلا‬
‫وقدر اهلل مز وجم‪ ،‬وأتناء سجيم ىاه المحا رة وقع بالعالم أمر ج م وىو (ضيروس كورونا)‪ُ ،‬‬
‫ال ارع‪ ،‬ومنع الص وات ضي المساجد‪ ،‬ومنع ص ة الجمع ‪.‬‬
‫ىاه مسأل الادت لم ع م ا م د النبي ﷺ‪ ،‬ولم ع م ا م د الصحاب ‪ ،‬وإ م ا م د التابعين‪.‬‬
‫وإ م ا م د ا ئم الكبار‪ ،‬أف همنع الناس من الص ة ضي المساجد أو من ص ة الجمع ‪.‬‬
‫ض بد ل ع ماء ضي ىاا الزماف أف هجتمعوا وأف ه ح وا ىاا ا مر الحادث‪ ،‬وهستنبطوا لو ا الكاـ ال رمي ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وليس لكم دامي وإ كم مالم وإ كم أالد من نالاد الناس أف هخرج م ا الناس بفتيا ه وؿ هجوز أو إ هجوز‪.‬‬
‫بم إ بد أف هجتمع ل ا أىم الع م تم ه رروا ضي ىاه النازل ماذا هصنعوف‪.‬‬
‫ومن ىاا هتبين لنا أف ىناؾ أمور إ اجت اد ضي ا‪ :‬كمسائم الع ائد‪ ،‬الع يدة وقيفي إ هجوز اإجت اد ضي ا ليس الد أف ه وؿ‬
‫برأهو‪ .‬كالد الم طوع بحكمو‪ :‬كفر ي الص ة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬وصياـ رم اف‪ ،‬والرم الزنا‪ ،‬والربا‪ ،‬والسرق ‪ ،‬وشرب الخمر‪.‬‬
‫ىاه أمور وأالكاـ م طوع ب ا‪.‬‬
‫المحصن وج د البكر‪.‬‬
‫كالد النص الم طوع بصحتو‪ :‬كالنصوص ال طعي ضي الحدود كرجم الزاني ُ‬
‫وكفر ي الميراث‪ ،‬وال وؽ المستح ين ل ترك ‪ ،‬وغير ذلد‪...‬‬

‫أما مجاؿ اإجت اد ض و ضي أمرهن‪:‬‬


‫ا مر ا وؿ‪ :‬إتبات النصوص الظني الثبوت ضي صح ن م الخبر من رسوؿ اهلل ﷺ بما إ هدع مجاإ ل د ضي تبو و‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ىو دإل النص م ا الحكم‪.‬‬
‫وىاا ضي النصوص ظني الدإل ‪.‬‬
‫ولالد قاؿ شيخنا‪ :‬النصوص من اليث الدإل والثبوت ن سم إلا أربع أقساـ‪.‬‬
‫‪ ‬قطعي الدإل ‪ ،‬قطعي الثبوت‪ ،‬وىاا إ مجاؿ ل جت اد ضيو‪.‬‬
‫‪ ‬ظني الدإل ‪ ،‬ظني الثبوت‪ ،‬وىاا ضيو اإجت اد من الوج ين‪.‬‬
‫قطعي الدإل ظني الثبوت‪ ،‬وظني الدإل قطعي الثبوت‪ ،‬ض اا ضيو اإجت اد من ج دوف أخرى‪.‬‬
‫تم قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪:‬‬

‫ال ابط الثاني‪[ :‬اإ باع قبوؿ قوؿ ال ائم مع معرض دلي و‪ .‬والت يد قبوؿ قوؿ ال ائم بدوف معرض دلي و]‬
‫إذف من ىنا نف م أف الناس هن سموف إلا ت ت أقساـ‪ :‬مجت د‪ ،‬متبع‪ ،‬م د‪.‬‬
‫ضإذا كن من أىم اإجت اد‪ :‬ض هجوز لد أف تبع أال ًدا‪ ،‬وإ أف د أال ًدا‪.‬‬
‫بم هجب م يد أف نظر ضي ا دل ‪ ،‬و ستفرغ الوسع‪ ،‬و خرج بالحكم ال رمي‪.‬‬
‫وإذا كن من أىم اإ باع‪ :‬ضإند عرؼ دليم من تبع‪.‬‬
‫ولالد قاؿ الع ماء‪ :‬المتبع إبد أف هع م دليم من هتبع‪.‬‬
‫مث من الكم الو وء من لحم اإلبم‪.‬‬ ‫وأ رب لكم مثاإ ل ث ت ‪ :‬لو سا‬
‫إذا كن من المجت دهن‪ :‬ضيجب م يد أف نظر ضي ا دل وضي أقواؿ أىم الع م‪ ،‬وضي تبوت ا دل ‪.‬‬
‫تم إذا است ر مندؾ ضي النفس قوؿ‪ ،‬وؿ‪ :‬أرى أف الو وء من أكم لحم اإلبم واجب‪.‬‬
‫إليو‪ .‬ىاا إذا كن من أىم اإجت اد‪.‬‬ ‫لماذا؟ لألدل واإستنباط‪ ،‬و بدأ خبرنا بما وص‬

‫‪73‬‬
‫أما إذا كن من أىم اإ باع‪ :‬ضيجب م يد أف عرؼ دليم من تبع‪ ،‬وىاا هكوف ضي ط ب الع م كبارىم وصغارىم‪.‬‬
‫ما الكم الو وء من أكم لحم اإلبم؟‬ ‫ضإذا ُسا‬
‫وؿ‪ :‬هرى اإلماـ أالمد وجوب الو وء من لحم اإلبم وبو أقوؿ‪.‬‬
‫ل وؿ النبي ﷺ‪ " :‬و ؤوا من لحوـ اإلبم"‪ .‬إذف أن ا بع اإلماـ أالمد ومرض الدليم‪.‬‬
‫ضإذا كن من أىم الت يد‪ :‬ضيكفيد أف وؿ أنو هجب‪.‬‬
‫لماذا؟ أنا أق د اإلماـ أالمد‪ ،‬نخا ب ولو‪ ،‬إ أمرؼ ا دل وإ أ ك م ضي ا‪.‬‬
‫ولالد الت يد لغ ‪ :‬مأخوذ من ال دة التي ه د اإلنساف ب ا غيره‪ ،‬وقيم‪ :‬جعم ال يء ضي العنو‪.‬‬
‫واصط الا‪ :‬ا باع من ليس قولو الج ‪ ،‬ضخرج من ليس قولو الج ‪.‬‬
‫ا باع النبي ﷺ‪ ،‬وا باع الخ فاء ا ربع ‪ ،‬وا باع أىم اإلجماع‪ ،‬وا باع الصحابي‪ ،‬ف أقوال م الج ‪.‬‬
‫أما من ق د غيرىم‪ :‬ض هكوف قولو الج ‪.‬‬
‫الو وء‪.‬‬ ‫ضربما هكوف قوؿ الجم ور ىو الراجح‪ .‬بأف أكم لحم اإلبم إ هن‬
‫ضأن ق دت اإلماـ أالمد التا ولو لم عرؼ مخرجو وإ دلي و‪ ،‬والم د العامي إ ه ترط أف هع م الدليم‪.‬‬
‫اسأَلُوا أ َْى َم ال نا ْك ِر إِف ُكنتُ ْم َإ َػ ْع َ ُمو َف}‬
‫ل ولو عالا‪{ :‬ضَ ْ‬
‫مجرد أف أخا الفتيا هنبغي لد أف عمم ب ا وإ حتاج أف سأؿ العالم‪.‬‬
‫ما الدليم م ا كاا؟ ومن أهن أخات ىاا الحكم؟ ومن أهن أ ي بو؟‬

‫تم قاؿ‪ :‬ال ابط الرابع‪[[ :‬قد هكوف العالم مجت دا ضي إتبات النص م دا ضي استنباط الحكم والعكس]]‬
‫وىاه مسأل م م فتح الباب أماـ كثير من ط ب الع م‪ ،‬أف هأخاوا بابا من أبواب اإجت اد‪.‬‬
‫ض ه ترط اف هكوف المجت د مالما بجميع ا الكاـ وجميع المسائم‪.‬‬
‫ولالد قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬قد هكوف العالم مجت دا ضي إتبات النص‪ ،‬نعم‪ ،‬منده معرض بع م الحدهث ورجالو ودرج كم را ٍو‬
‫وأقواؿ أىم الع م ضيو‪ ،‬وهستطيع أف ه وؿ ىاا الحدهث صحيح أو بو م كاا وكاا وكاا‪ ،‬كع ماء الجرح والتع يم‪.‬‬
‫ومن المحدتين المجت دهن ضي إتبات النصوص‪ :‬ا ممش‪ ،‬وابن ميين ‪ ،‬وابن معين‪ ،‬وأالمد بن النبم‪ ،‬وغيرىم كثير‪.‬‬
‫ومن الف اء الاهن هجت دوف ضي استنباط ا الكاـ وه دوف ضي إتبات النص‪ :‬أبو النيف وال اضعي وغيرىما‬
‫ومن أىم الف و ضي ىاا العصر ن وؿ‪ :‬من أىم اإجت اد ضي إتبات النصوص‪ :‬الع م ا لباني رالمو اهلل‪.‬‬
‫ومن المجت دهن ضي استنباط ا الكاـ‪ :‬ال يخ ابن العثيمين رالمو اهلل‪.‬‬
‫ضإذا أردنا الحكم ال رمي ل مسأل نظرنا إلا ك ـ الع م العثيمين‪.‬‬
‫وإذا أردنا إتبات النص من اليث الصح ومدم ا نظرنا إلا ك ـ الع م ا لباني‪ .‬ض اا معنا الك ـ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ولالد ذكر ابن مدي ضي الكامم ضي أخبار أبي النيف رالمو اهلل قاؿ‪ :‬الدتنا أالمد بن محمد بن مبيد‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتنا المزني‬
‫إسماميم بن هحيا‪ ،‬قاؿ‪ :‬الدتنا م ي بن معبد من مبيد من مبيد اهلل بن ممر الجاري قاؿ‪ :‬قاؿ ا ممش‪ :‬ها نعماف (هعني أبا‬
‫النيف ) ما وؿ ضي كاا؟ قاؿ‪ :‬كاا‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما وؿ ضي كاا؟ قاؿ‪ :‬كاا‪ ،‬قاؿ من أهن ق ؟ قاؿ‪ :‬أن ‪ .‬الدتني من ض ف منو‪،‬‬
‫ض اؿ ا ممش‪ :‬ها مع ر الف اء أنتم ا طباء ونحن الصيادل "‪.‬‬
‫ضانظر رالمد اهلل كيف با ممش وىو محدث الزماف هسأؿ أبا النيف من مسائم ضي الف و واإستنباط‪.‬‬
‫تم هسأؿ من مصدرىا ضيرد اإلماـ ا مر إليو‪.‬‬
‫وكاا اإلماـ ال اضعي كاف ه د ضي الحدهث وهستنبط ضي الف و‪.‬‬
‫ض د روى البي ي بإسناده قاؿ‪ :‬أخبرنا أبو مبد اهلل قاؿ أخبرنا مبد اهلل بن محمد بن الياف قاؿ‪ :‬الدتنا محمد بن مبد الرالمن‬
‫مبد اهلل بن أالمد بن النبم ه وؿ‪ :‬قاؿ أبي قاؿ لنا ال اضعي‪ :‬إذا صح مندكم الحدهث ض ولوا لنا التا‬ ‫بن زهاد قاؿ‪ :‬سمع‬
‫ناىب إليو‪.‬‬
‫انظر ال اضعي هخبر اإلماـ أالمد ه وؿ‪ :‬إذا صح مندكم الحدهث ض ولوا لنا التا ناىب إليو‪.‬‬
‫وكالد انظر إلا ىاه ال ص العجيب لترى أدب الع ماء والف اء وا ئم مع بع م البع ‪ ،‬إ كما هحدث بين ط ب الع م‬
‫اليوـ من التنابا والتناضر والخصاـ والسب وال عن‪.‬‬
‫محمد بن الف م البزاز‬ ‫ض د روى أىم الجرح والتعدهم من مبد الرالمن أف أبا مثماف الخوارزمي ضيما كتب إلي قاؿ‪ :‬سمع‬
‫الصبح درت المسجد (أي الحراـ)‬ ‫مع أالمد بن النبم ونزلنا ضي مكاف واالد ض ما ص ي‬ ‫أبي ه وؿ‪ :‬الجج‬ ‫قاؿ‪ :‬سمع‬
‫أدور مج سا مج سا ط ب ط با المد بن النبم التا وجدت أالمد مند شاب‬ ‫إلا مج س سفياف بن ميين وكن‬ ‫ضجا‬
‫‪ :‬ها أبا مبد اهلل رك ابن ميين منده الزىري وممرو‬ ‫أمرابي وم ا رأسو جم ‪ ،‬ضزاالمتو التا قعدت مند أالمد بن النبم ض‬
‫بن دهنار وزهاد بن م ق والتابعوف ما اهلل بو م يم ض اؿ لي‪ :‬اسك ضإف ضا د الدهث بع و جده بنزوؿ‪ ،‬وإ ه رؾ ضي دهند‪،‬‬
‫وإ ضي م د‪ ،‬وإف ضا د م م ىاا الفتا أخاؼ أإ جده إلا هوـ ال يام ‪ ،‬ما رأه أالدا أض و ضي كتاب اهلل مز وجم من ىاا‬
‫الفتا ال رشي‪ ،‬ق ‪ :‬من ىاا؟ قاؿ‪ :‬محمد بن إدرهس ال اضعي‪.‬‬
‫سبحاف اهلل ال اضعي هسأؿ أالمد من سند الحدهث وأالمد هبحث من م م ال اضعي ضي الف و واإستنباط‪.‬‬
‫وىاا وا ح‪.‬‬
‫ولالد قاؿ‪ :‬قد هكوف م دا ضي باب مجت دا ضي نخر‪.‬‬
‫وكما ذكرنا لكم أف ىاه الجم ستأ ي ضي شروط المجت د‪.‬‬
‫قاؿ ال يخ العثيمين رالمو اهلل‪ :‬والصحيح أف اإجت اد هتجزأ‪ ،‬هعني أف اإلنساف قد هجت د ضي مسأل معين من مسائم الع م‪ ،‬أو‬
‫ضي باب معين من أبواب الع م‪ ،‬ولكنو إ هكوف مجت دا ضي غير ذلد‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫رجم هجت د ضي م م الفراغ ضيحص و وه بطو‪ ،‬ورجم هجت د ضي م م التفسير‪ ،‬ونخر هجت د ضي م م الف و مام ‪ ،‬وتالث هجت د‬
‫ضي م م الحدهث‪ ،‬ورابع هجت د ضي م م ال غ ‪ ،‬وىكاا‪.‬‬
‫مالما بكم أالكاـ الدهن‪.‬‬
‫ض ه ترط أف هكوف المجت د ً‬
‫ىاا هخانا إلا ال ابط الخامس‪[ :‬شروط المجت د سع ]‬
‫لكي هصبح اإلنساف من أىم اإجت اد إ بد من واضر ىاه ال روط‪.‬‬
‫وق نا إف المجت د إ ه ترط أف هكوف مجت دا ضي جميع الع وـ‪.‬‬
‫وىاه ال روط التسع مرض ا الع ماء باإست راء والتتبع‪.‬‬
‫بالدهن‬ ‫‪ ‬أوإ‪[ :‬اإلس ـ]‪ :‬ض هصح اإجت اد من الكاضر ضي أمور الدهن‪ .‬ف اإجت اد هكوف ضي ا الكاـ ال رمي المتع‬
‫اإلس مي‪ ،‬ض ه بم من الكاضر قولو ضي مسأل وإف ب غ مر ب المجت د ف أقوالو مردودة‪.‬‬
‫‪ ‬تانيا‪[ :‬التك يف]‪ :‬ض هصح اإجت اد من الصبي وإ المجنوف وإ المعتوه وإ السكراف وإ غيرىما‪.‬‬
‫ف م ول ما قاصرة من الف م واإستنباط والنظر ضي ا دل وغيرىا من نإت اإجت اد‪.‬‬
‫‪ ‬الثالث‪[ :‬أف هكوف مالما بال رنف]‪ :‬والع م بال رنف الم صود‪ :‬أف هعرؼ كيف هستنبط ا الكاـ من نصوصو‪.‬‬
‫وىو هتط ب معرض خمس م وـ من م وـ ال رنف وىي‪ :‬أالكاـ ال رنف‪ :‬ضيعرؼ نهات ا الكاـ‪ ،‬وقيم إف نهات ا الكاـ ىي‬
‫نحو خمسمائ نه ‪.‬‬
‫وقد صنف الع ماء ضي نهات ا الكاـ مصنفات‪ :‬ككتاب أالكاـ ال رنف ل صاص الحنفي‪ ،‬ومث و بي بكر بن العرب‬
‫المالكي‪ ،‬ومن الجوامع الجامع الكاـ ال رنف بي مبد اهلل ال رطبي‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬م م أسباب النزوؿ‪ :‬لماذا نزل ؟ ومتا نزل ؟‬
‫نو قد ه وؿ سبب النزوؿ ضيو معرض الوقوؼ م ا الحكم الت رهعي وم اصد ال رهع ‪.‬‬
‫و رى أف أسباب النزوؿ قد كوف خاص ولكن هؤخا ب ا مام ‪.‬‬
‫كالد معرض م م الناسخ والمنسوخ كما مر معنا وىو ق يم ضي ال رنف‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬م م اخت ؼ ال راءات هنبغي أف هكوف م ا م م ب ا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أف هكوف مالما بالتفسير واستنباط ا الكاـ من اآلهات‪.‬‬
‫‪ ‬رابعا‪[ :‬أف هكوف مالما بالسن مميزا صحيح ا من س يم ا]‬
‫ومعنا ذلد أف السن ن سم إلا قسمين‪ :‬سن متوا رة‪ ،‬ض اه إ حتاج إلا اجت اد‪.‬‬
‫وسن نالاد‪ ،‬حتاج إلا اجت اد ضي الوصوؿ إلا صح ا تر‪.‬‬
‫كالد الجميع ضي استنباط ا دل وا الكاـ‪ ،‬وهكوف م ا م م بالكتب المعتمدة‪ :‬كالصح ضي الصحيحين‪ ،‬والسنن ا ربع ‪،‬‬
‫والمسند‪ ،‬والموطأ‪ ،‬وغيرىا من كتب أىم الع م‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ ‬خامسا‪[ :‬أف هكوف مالما بال غ العربي ]‪ :‬ومعنا الع م بال غ ‪ :‬أف هكوف مالما ب ساف العرب‪ ،‬ف ىاه لغ ال رنف والسن ‪.‬‬
‫ولن هستنبط ا الكاـ من إ م م لو بالنحو والصرؼ والب غ ‪.‬‬
‫واإللماـ بأساليب ال غ العربي من الت دهم والتأخير والحاؼ‪ ،‬ض بد أف هكوف م ا م م بدقائو ا سرار‪.‬‬
‫‪ ‬السادس‪[ :‬أف هكوف مالما بأصوؿ الف و] كما دـ ضي ا بواب الساب ‪.‬‬
‫استنباط ا دل ال رمي ‪ :‬معرض ا دل الو عي ‪ ،‬اإستاناسي ‪ ،‬ال وامد العام ‪ ،‬العاـ والخاص‪ ،‬المط و والم يد‪ ،‬المجمدة‬
‫والمبين‪ ،‬قوامد الترجيح والنظر لعند عارض ا دل ‪.‬‬
‫ىاا الزماف]‪.‬‬ ‫‪ ‬السابع‪[ :‬أف هكوف م ا م م بمسائم اإلجماع التي سب‬
‫ضإذا كاف ضي المسأل إجماع ض مجاؿ ل جت اد‪.‬‬
‫وكتب اإلجماع كثيرة‪ :‬كمرا ب اإلجماع إبن الزـ‪ ،‬واإلجماع إبن المنار‪ ،‬وصدر الدهثا موسوم اإلجماع لمجموم‬
‫الع ماء أ ي من اإلجمامات الساب ‪ .‬ف المجت د إ هنبغي أف هخالف اإلجماع كما سيأ ينا‪.‬‬
‫‪ ‬الثامن‪[ :‬أف هكوف مالما بالناسخ والمنسوخ] التا هستطيع أف هصم إلا الحكم ا خير‪.‬‬
‫ض هبني اجت اده م ا نص منسوخ تم هتبين لو بالد‪.‬‬
‫‪ ‬التاسع‪[ :‬أف هكوف ذا ذكاء وضطن ]‪.‬‬
‫ومعنا ىاا أف اإلنساف إذا كاف ق يم الاكاء إ هستطيع أف هجت د‪ ،‬بم لكي هحسن التصرؼ ضي ا دل وهستفيد من ا ضي‬
‫استنباط الحكم أف هكثر من المطالع وال راءة ضي كتب الف اء وا ئم المت دمين‪ ،‬والتمرف م ا الطره ‪ ،‬وغير ذلد‪.‬‬
‫كأف ه رأ ضي‪ :‬كتاب المدون لإلماـ مالد‪ ،‬وا ـ لإلماـ ال اضعي‪ ،‬والمغني إبن قدام ‪ ،‬والمح م إبن الزـ‪ ،‬وضتح الباري‬
‫إبن الجر‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬التا هستطيع أف همرف نفسو م ا اإجت اد‪.‬‬

‫باجت اد نخر]‬ ‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط السادس‪[ :‬اإجت اد إ هن‬
‫قولو ا وؿ‪.‬‬ ‫ومعنا ىاا الك ـ‪ :‬أف المجت د إذا اجت د ضحكم بحكم تم بعد ذلد رجع منو‪ ،‬ضإف قولو الثاني إ هن‬
‫ومثاؿ ذلد‪ :‬لو أف رج ضي الصحراء وإ هع م أهن ال ب ضاجت د ضص ا ضي ج ما الظ ر‪.‬‬
‫تم لما جاء العصر غير اجت اده إلا الج ا خرى واجت د وص ا العصر‪.‬‬
‫السؤاؿ اآلف ىم ه زمو أف هعيد ص ة الظ ر التي ص ىا إلا غير ىاه الج ؟‬
‫الجواب‪ :‬إ‪ .‬لماذا؟ نو انت م من الج ا ولا إلا الج الثاني باجت اد‪ .‬ض ه زمو اإلمادة‪.‬‬
‫ضع ا ىاا ن وؿ‪ :‬إف ص ة الظ ر صحيح وإف ص ة العصر صحيح ‪.‬‬
‫ضإذا جاء المغرب وغير اإجت اد إلا ج تالث أه ا إ ه زمو أف هعيد مثم ىاه الص وات‪.‬‬
‫باجت اد نخر‪.‬‬ ‫إذف اإجت اد إ هن‬

‫‪77‬‬
‫ال ابط السابع‪[ :‬إ هجوز الت يد إإ ب رطين]‬
‫هعني متا ه د اإلنساف غيره؟ قالوا‪ :‬إ هجوز لد أف كوف م دا إإ ب رطين‪:‬‬
‫‪ ‬أف هكوف الم د ماميا ماجزا من ض م الدليم‪ ،‬ض هجوز لطالب الع م إف استطاع أف هنظر ضي ا دل ‪.‬‬
‫أو العالم أف هكوف م دا‪ .‬بم الم د ىو الاي إ هستطيع أف هنظر ضي‬
‫ا دل وإ أف هستنبط من ا الحكم ال رمي‪.‬‬
‫كاا هكوف ماجزا من ض م الدليم الوارد ضي الحكم ض هجوز لو أف ه د‪.‬‬
‫يا جاز لو أف ه ده‪.‬‬ ‫يا‪ :‬ضإذا استفتا طالب الع م مالما ت‬ ‫‪ ‬الثاني‪ :‬أف هستفتي مالما ت‬
‫ولالد ن وؿ‪ :‬هجب م ا من كاف منده مسأل أف هبحث من مالم ت م ود لو بالع م والت وى والورع والخ ي من اهلل‬
‫ضي قوؿ وضعم‪.‬‬
‫وإ هبحث الم د من مالم هأخا منو ما هواضو ىواه أو هخالف قولو ضع و‪.‬‬
‫اسأَلُوا أ َْى َم ال نا ْك ِر إِف ُكنتُ ْم َإ َػ ْع َ ُمو َف} ضأباح السؤاؿ مند الج م‪.‬‬
‫ف اهلل مز وجم قاؿ‪{ :‬ضَ ْ‬
‫ومن ابن مباس ر ي اهلل من ما قاؿ‪" :‬أصاب رج جرح ضي م د رسوؿ اهلل ﷺ تم االت م ضأمر باإغتساؿ‪ ،‬ضاغتسم‬
‫ضمات ضب غ ذلد رسوؿ اهلل ص ا وس م‪ ،‬ض اؿ‪" :‬قت وه قت م اهلل‪ ،‬ألم هكن شفاء العي السؤاؿ (أي الج م) إنما كاف‬
‫هكفي م أف هعصب رأسو بخرق وأف همسح م ي ا ا تر"‪.‬‬
‫ض الد هنبغي م ا الم د أف هبحث من مالم ي هخاؼ اهلل ضيسألو من ضتياه‪.‬‬

‫ب اا نصم إلا ن اه ىاه المحا رة وهب ا لنا ا سا ‪.‬‬

‫ا ساػ ػ‬
‫السؤاؿ ا وؿ‪ :‬مرؼ المجت د؟‬
‫السؤاؿ الثاني‪ :‬ما الفرؽ بين المجت د والمتبع والم د؟‬
‫السؤاؿ الثالث‪ :‬اذكر شروط اإجت اد مع شرح ت ت من ا‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ ن د أإ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬


‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫المحا رة الثامن ػ والع روف‬

‫أه ا ا الب ضي اهلل‪ :‬مرالبا بكم ضي ىاا ال اء ا خير من ل اءات دروس شرح مادة‪ :‬أصوؿ الف و من كتاب‪[ :‬البداه ضي م م‬
‫أصوؿ الف و]‪ ،‬ون رالو من كتاب‪[ :‬غاه المأموؿ ضي شرح البداه ضي م م ا صوؿ] لمحدتكم غفر اهلل لو ولوالدهو ولسائر‬
‫المس مين والمس مات‪.‬‬
‫أقوؿ وباهلل التوضيو ضي ىاا الباب ا خير الباب الثالث م ر‪:‬‬
‫ه وؿ شيخنا الفظو اهلل عالا‪[ :‬كيفي الوصوؿ إلا الحكم ال رمي]‬
‫ضي ال اء السابو ك منا من المجت د وشروط المجت د‪.‬‬
‫المسائم التي بين لنا كيف هصم المجت د إلا الكم شرمي‪.‬‬ ‫ضي ىاا اليوـ سنأخا بع‬
‫وابط‪.‬‬ ‫ه وؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬وضيو تماني‬

‫ال ابط ا وؿ‪ [ :‬صور المسأل صورا صحيح]‬


‫إذا أردت أف بحث مسأل أو أف تك م ضي مسأل من المسائم ض بد أف تبع الخطوات التالي ‪:‬‬
‫أوؿ خطوة ضي المسأل ىي‪ :‬أند تصور ىاه المسأل صورا صحيحا‪.‬‬
‫ولنأخا مسأل من المسائم التي اخت ف ضي ا أىم الع م لن ع ا أمامنا‪.‬‬
‫أستأذنكم أف هكوف مع كم طالب وطالب ورق وق م أو مدة أوراؽ وق م‪ ،‬وهبدأ معي ضي صور المسأل ‪.‬‬

‫المسأل التي سنأخاىا‪(( :‬الكم غسم الجمع )) ىاا ىو العنواف ضي وسط السطر‪.‬‬
‫إذف صور المسأل ‪ :‬ىم غسم الجمع واجب أـ مستحب؟‬
‫ضننظر أوإ ضي أقواؿ أىم الع م ضي ىاا ا مر‪ .‬ضنجد أن م قد اخت فوا م ا قولين‪:‬‬

‫ال وؿ ا وؿ‪ :‬أف غسم الجمع واجب م ا كم من جب م يو الجمع ‪ ،‬اكتب ىاا ضي الورق ا ولا‪.‬‬

‫ضي الم ابم ضي الورق الثاني ‪ :‬ال وؿ الثاني‪ :‬أف غسم الجمع مستحب ض ط وإ هجب‪.‬‬
‫ما ىي تمرة الخ ؼ بين الع ماء؟ (ىاا إ هكتب)‪.‬‬
‫‪ -‬أف من قاؿ بالوجوب قاؿ هأتم من رؾ الغسم‪.‬‬
‫‪ -‬ومن قاؿ باإستحباب قاؿ إ هأتم‪ ،‬ض و ضعم خ ؼ ا ولا‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫قاؿ ال ابط الثاني‪[ :‬إذا كاف ضي المسأل إجماع ض نخالفو]‬
‫ننظر ضي ىاه المسأل التي بين أهدهنا‪ ،‬ىم ىناؾ إجماع م ا قوؿ من ال ولين ل وجوب أو باإستحباب؟‬
‫إجماما‪ .‬إذف ليس أمامنا إإ أف نبحث أقواؿ أىم الع م‪.‬‬
‫ً‬ ‫إ نجد ضي ىاه المسأل‬
‫لماذا إذا كاف ضي المسأل إجماع إ نخالفو؟ ف مخالف اإلجماع مبتدع‪.‬‬
‫قوإ ه وؿ إف غسم الجمع بدم ‪ ،‬ىاا قوؿ ليس بم روع‪.‬‬
‫ض و مث وجدنا ً‬
‫طيب لو أردنا أف نأخا إجماما ضي ىاه المسأل ن وؿ‪:‬‬
‫اإلجماع م ا أف غسم الجمع م روع‪.‬‬
‫(ه رع الغسم ل جمع ) ىاا باإلجماع‪.‬‬
‫لكن ىاه الم رومي اخت ف الع ماء ضي ا بين موجب و ِ‬
‫مستحب‪.‬‬
‫إذف أنا مرض المسأل و صور ا‪ ،‬ولم أجد ضي ا إجماما‪.‬‬

‫ال ابط الثالث‪[ :‬اإط ع م ا أقواؿ أىم الع م ضي المسأل ومعرض أدل كم ضرهو]‬
‫معنا ورقتاف‪ :‬ضي الورق ا ولا ق نا‪ :‬غسم الجمع واجب‪ ،‬وضي الورق الثاني ق نا‪ :‬غسم الجمع مستحب‪.‬‬

‫انت م إلا الورق الثاني الاهن ه ولوف‪:‬‬ ‫نأ ي م ا الورق ا ولا‪:‬‬


‫((غسم الجمع مستحب))‪:‬‬ ‫((غسم الجمع واجب وهأتم اركو))‪.‬‬
‫ال ائ وف بالد‪:‬‬ ‫ال ائ وف بالد‪:‬‬
‫‪ -‬مبد اهلل بن مسعود‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو ىرهرة ولم هصرح باإسم‪.‬‬
‫‪ -‬مبد اهلل بن مباس ر ي اهلل منو‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو سعيد الخدري ولم هصرح باإسم‪.‬‬
‫‪ -‬أبو النيف ‪.‬‬ ‫‪ -‬ممرو بن س يم‪.‬‬
‫‪ -‬ال اضعي‪.‬‬ ‫‪ -‬الحسن البصري‪.‬‬
‫‪ -‬مطاء‪.‬‬ ‫‪ -‬رواه من مالد‪.‬‬
‫‪ -‬أالمد‪.‬‬ ‫‪ -‬رواه من أالمد لكن ا عيف غير م ورة‪.‬‬
‫‪ -‬وغيرىم من أىم الع م‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن الزـ الظاىري‪.‬‬
‫ىاا ال وؿ الثاني‪.‬‬ ‫ىؤإء ىم الع ماء الاهن قالوا بوجوب غسم الجمع ‪.‬‬

‫إذف مرضنا ا قواؿ ومرضنا من قاؿ ب ا‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫المرال الثالث ‪[ :‬معرض أدل كم ضرهو]‬
‫(من هستدلوف باستحباب غسم الجمع )‬ ‫(من هستدلوف بوجوب غسم الجمع )‬
‫الدليم ا وؿ‪ :‬الدهث أبي سعيد الخدري ر ي اهلل منو أف الدليم ا وؿ‪ :‬من أبي ىرهرة ر ي اهلل منو قاؿ‪" :‬بينما ممر بن‬
‫رسوؿ اهلل ﷺ قاؿ‪" :‬غسم هوـ الجمع واجب م ا كم الخطاب هخطب الناس هوـ الجمع إذ دخم مثماف بن مفاف ر ي‬
‫اهلل من م ضعرض بو ممر‪ ،‬ض اؿ‪ :‬ما باؿ رجاؿ هتأخروف بعد النداء؟‬ ‫محت م"‪.‬‬
‫النداء أف‬ ‫طبعا وجو اإستدإؿ ضي الحدهث ا وؿ‪ :‬قوؿ النبي ﷺ‪ :‬ض اؿ مثماف‪ :‬ها أمير المؤمنين ما زدت الين سمع‬
‫و أت تم أقب ‪ ،‬ض اؿ ممر‪ :‬والو وء أه ا؟ ألم سمعوا رسوؿ‬ ‫(واجب)‬
‫اهلل ﷺ ه وؿ‪" :‬إذا جاء أالدكم إلا الجمع ض يغتسم؟"‬ ‫وك م واجب من ألفاظ الوجوب‪ ،‬كما سبو ضي الدراس ‪.‬‬
‫ووجو الدإل قالوا‪ :‬لو كاف الغسم واجبًا لزمو ممر ل رجوع‬
‫الدليم الثاني من مبد اهلل بن ممر ر ي اهلل من ما قاؿ‪:‬‬
‫واإغتساؿ‪ .‬لكنو أقره م ا الج وس‪.‬‬
‫سمع رسوؿ اهلل ﷺ قاؿ‪" :‬من جاء منكم الجمع‬
‫الدليم الثاني‪ :‬الدهث أبي ىرهرة ر ي اهلل منو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل‬ ‫ض يغتسم"‪.‬‬
‫وجو الدإل من الحدهث الثاني‪ :‬دخوؿ إـ ا مر م ا ﷺ‪" :‬من و أ ضاالسن الو وء تم أ ا الجمع ضاستمع وأنص غفر‬
‫لو ما بينو وبين الجمع وزهادة ت ت أهاـ ومن مس الحصا ض د لغا"‪.‬‬ ‫الفعم الم ارع (ض يغتسم)‬
‫النبي ﷺ قاؿ‪" :‬من و أ ضأالسن الو وء تم أ ا الجمع " ولم هاكر‬
‫الدليم الثالث‪ :‬من أبي ىرهرة ر ي اهلل منو من النبي ﷺ‬
‫غس ‪ .‬ض و كاف واجبا لاكره‪.‬‬
‫انو قاؿ‪" :‬الو هلل م ا كم مس م أف هغتسم ضي كم سبع‬
‫الدليم الثالث م ا سمرة قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ﷺ‪" :‬من و أ هوـ‬ ‫أهاـ هغسم رأسو وجسده"‪.‬‬
‫الجمع ضب ا ونعم ‪ ،‬ومن اغتسم ض و أض م"‪.‬‬ ‫ىاا أمر‪ ،‬وك م ((الو)) من ألفاظ الوجوب‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ىاا الدهث صرهح ضي مدـ الوجوب‪.‬‬ ‫ىاه أدل ال وؿ ا وؿ ضي الورق ا ولا‪.‬‬

‫إذف مرضنا أدل ال وؿ ا وؿ‪ ،‬ومرضنا أدل ال وؿ الثاني‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا الفظو اهلل‪ :‬ال ابط الرابع‪[ :‬دراس أدل الع ماء من وج ين]‪ ،‬من اليث الثبوت‪ ،‬ومن اليث الدإل ‪.‬‬
‫تم ننظر إلا أدل الفرهو الثاني ضنجد أف‪:‬‬ ‫ض و نظرنا إلا أدل الفرهو ا وؿ لوجدنا أف‪:‬‬
‫الدليم ا وؿ‪ :‬الدهث متفو م يو أخرجو البخاري ومس م‪ .‬الدليم ا وؿ‪ :‬دليم صحيح أخرجو مس م‪.‬‬
‫الدليم الثاني‪ :‬الدهث متفو م يو أخرجو البخاري ومس م‪ .‬الدليم الثاني‪ :‬دليم صحيح أخرجو مس م‪.‬‬
‫الدليم الثالث‪ :‬الدهث متفو م يو أخرجو البخاري ومس م الدليم الثالث‪ :‬دليم السن أخرجو أبو داود والترماي والنسائي وابن‬
‫ماج وأالمد والسنو ا لباني والسنو شاكر‪.‬‬ ‫إذف أدل الفرهو ا وؿ صحيحو إ غبار م ي ا‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫تم نازع الفره اف ضي الدليم ا خير‪.‬‬
‫ض اؿ الموجبوف‪( :‬ىاا الدهث عيف) نو من رواه الحسن البصري من سمرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ولم هسمع منو غير الدهث الع ي م ا الراجح‪ ،‬وإنما كاف هحدث من صحيف أخرج ا لو أبناء سمرة بن جندب‪.‬‬
‫وقاؿ ال ائ وف باإستحباب‪ :‬إ نس م لكم بالد‪ ،‬ف ىناؾ أربع من م ماء الحدهث الكبار أتبتوا سماع الحسن من‬ ‫‪‬‬

‫سمرة وىم‪:‬‬
‫‪ -‬م ي بن المدهني‪.‬‬
‫‪ -‬واإلماـ البخاري‪.‬‬
‫‪ -‬والترماي اليث ن م ك ـ البخاري وأقره والسن الحدهث‪.‬‬
‫‪ -‬والحاكم ضي المستدرؾ‪.‬‬
‫تم أردؼ المستحبوف ال ائ وف باإستحباب‪ :‬ولو س منا لكم بأف الحسن لم هسمع ىاا الحدهث من سمرة ض د وردت لو‬
‫شواىد‪:‬‬
‫‪ -‬من ا الدهث أنس مند ابن ماج والطحاوه والبزار مبد الرزاؽ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ا الدهث أبي سعيد مند البي ي والبزار وابن مبد البر وضي التم يد‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ا الدهث جابر رواه مبد بن الميد ومبد الرزاؽ وابن مدي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ا الدهث أبي ىرهرة رواه البزار ضي مسنده وابن مدي ضي الكامم‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ا الدهث مبد الرالمن بن سمرة رواه الطبراني ضي ا وسط والبي ي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ا الدهث ابن مباس رواه البي ي‪.‬‬
‫وقد ضصم صاالب نصب الراه ال واىد واآلتار ضاكر أف ىاا الحدهث ب اه ال واىد صحيح‪.‬‬
‫إذف من اليث الثبوت‪ :‬تبت ا دل ‪.‬‬
‫من اليث الدإل ‪ :‬نجد أف أدل الفرهو ا وؿ أقوى ضي الدإل م ا غسم الجمع ‪.‬‬
‫لاا قاؿ الموجبوف‪ :‬ماذا صنعوف بأالادهث الوجوب وىي أقوى إسنادا من ىاا الحدهث وإ اوم ا ن ا ك ا متفو م ي ا؟‬
‫ضكيف تركوف العمم ب ا وىي أقوى من أالادهثكم؟‬
‫ضرد المستحبوف ض الوا‪ :‬أدل الفرهو الثاني كالد صحيح ولكن ا زهد م ا أن ا صرهح ضي مدـ وجوب غسم الجمع ‪.‬‬
‫لاا قاؿ المستحبوف‪ :‬إذا عار الجمع‪ ،‬ن جأ إلا الترجيح‪.‬‬
‫وىنا إ هتعار الجمع‪ .‬بم همكن الجمع بين ىاه ا الادهث وىاه ا دل والعمم ب ا جميعا‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬كيف همكن الجمع؟‬
‫قاؿ نحمم أالادهث غسم الجمع واجب والو‪ ،‬ومن كاف م ا شاك ت ا‪ ،‬م ا أكيد الفعم‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫وهحمم الدهث سمرة م ا صرؼ الوجوب إلا اإستحباب‪.‬‬
‫ضن وؿ‪ :‬غسم الجمع سن مؤكدة ضي الو كم محت م‪.‬‬
‫قاؿ الموجبوف‪ :‬ولكن ا مر إ هصرؼ م ا الوجوب إإ ل رهن وليس لدهكم إإ الدهث سمرة وىو مخت ف ضي صحتو‪.‬‬
‫ض الوا‪ :‬ليس الدهث سمرة ىو ال رهن الواليدة الصارض ‪ .‬ىناؾ قرائن أخرى‪.‬‬
‫ضما ىي؟ الدهث مثماف وإقرار ممر لو م ا مدـ الغسم‪.‬‬
‫ومرض بعثماف وإمو م ا مدـ‬
‫ض اؿ الموجبوف‪ :‬ىاا الحدهث الج م يكم‪ ،‬نو لو لم هكن الغسم واجبا لما قطع ممر الخطب ّ‬
‫الغسم‪.‬‬
‫ضي مس م أف النبي ﷺ قطع خطبتو وقاؿ لس يد‬ ‫قاؿ المستحبوف‪ :‬إ‪ ،‬بم إف ممر هسألو من السن المؤكدة كما تب‬
‫الغطفاني‪" :‬قم ضصم ركعتين" مع أف ركعتي حي المسجد ليستا بواجبتين‬
‫قاؿ الموجبوف‪ :‬وىم من قرائن أخرى؟‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬الدهث أبي ىرهرة‪ ،‬أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬من و أ ضأالسن الو وء تم أ ا الجمع "‪.‬‬
‫ىاه قرهن صارض ‪.‬‬
‫نو لو كاف واجبا وهأتم من ركو لبينو النبي ﷺ‪.‬‬
‫و ع موف أنو إ هجوز أخير البياف من وق الحاج ‪.‬‬
‫ضترجح لدهنا أف غسم الجمع مستحب ليس بواجب م ا الراجح من أقواؿ أىم الع م‪.‬‬
‫إذف خ ص ال وؿ أف غسم جمع (مستحب) وليس بواجب‪.‬‬

‫قاؿ شيخنا‪ :‬ال ابط الخامس‪[ :‬البحث من أدل أخرى]‬


‫و ح الكم ال رع ضي المسأل ‪.‬‬
‫وجم ذلد أف المجت د إ ه تصر ضي ح يو مناط المسأل م ا أقواؿ من سبو‪ ،‬ضينظر ضي أدل جدهدة ؤهد الحكم‪.‬‬
‫النبي ﷺ قاؿ‪" :‬من اغتسم هوـ الجمع غسم الجناب تم راح ضكأنما قرب بدن " الحدهث‪.‬‬

‫وكالد الدهث مائ ‪" :‬كاف الناس م ن أنفس م‪ ،‬وكانوا إذا راالوا إلا الجمع راالوا ضي ىيات م‪ ،‬ض يم ل م‪ :‬لو اغتس !"‬
‫كاف لو بكم خطوة هخطوىا أجر سن‬ ‫والدهث أوس بن أوس‪" :‬من اغتسم هوـ الجمع وغسم وبكر ودنا واستمع وأنص‬
‫صيام ا وقيام ا"‪.‬‬
‫ض اه ا الادهث ك ا ؤهد أقواؿ أىم الع م‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ال ابط السادس‪[ :‬اإط ع م ا أقواؿ المجامع الف ي ودور الفتوى والع ماء المعاصرهن ضي المسأل ]‬
‫‪ -‬مثم ضتاوى ال جن الدائم ل بحوث الع مي واإلضتاء‪.‬‬
‫‪ -‬مثم ضتاوى دار اإلضتاء المصره ‪.‬‬
‫‪ -‬مثم ضتاوى مجمع الف و اإلس مي بمك المكرم ‪.‬‬
‫‪ -‬وغيرىا من الموسومات الف ي المعاصرة‪ :‬كالموسوم الف ي الكوهتي ‪.‬‬

‫ونأخا مثاإ م ا ذلد‪ :‬مث مسأل ن م الدـ من الصحيح إلا المره ‪ ،‬ىم هجوز أـ إ؟‬
‫الجواب‪ :‬لو نظرنا إلا ىاه المسأل وجدناىا مسأل الادت لم كن موجودة قدهما‪ ،‬ولم كن م ا م د النبي ﷺ وإ الصحاب‬
‫وإ التابعين‪ ،‬بم ىي مسأل الادت ‪.‬‬
‫ض سبيم إلا معرض الحكم إإ بالنظر ضي أقواؿ لجاف الفتيا‪.‬‬
‫ضنجد السؤاؿ ا وؿ من الفتوى رقم ‪ ٥٢٣١‬ىم هجوز ن م دـ اإلنساف إلا نخر وإف اخت ف دهن ما؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا مرض اإلنساف أو اشتد عفو وإ سبيم لت وهتو أو م جو إإ بن م دـ من غيره إليو و عين ذلد طره ا إلن اذه‬
‫وغ ب م ا ظن أىم المعرض انتفامو بالد‪ ،‬ض بأس بع جو بن م دـ غيره إليو ولو اخت ف دهن ما‪.‬‬
‫ضين م الدـ من كاضر ولو الربيا لمس م‪.‬‬
‫وهن م من مس م لكاضر غير الربي‪.‬‬
‫أما الحربي ضنفسو غير معصوم (ض جوز) إمانتو‪ .‬بم هنبغي ال اء م يو‪.‬‬
‫ىاه الفتيا ل جن الدائم ل بحوث الع مي واإلضتاء برئاس ال يخ مبد العزهز بن باز رالمو اهلل‪.‬‬
‫وكالد قرار ىيا كبار الع ماء رقم‪ ٥١ :‬لسن ‪ ٥٢١١‬ىجره ‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫الحمد هلل والص ة والس ـ م ا رسولو ﷺ ونلو وصحبو وبعد وضي الدورة الثالث اإستثنائي لمج س ىيا كبار الع ماء‬
‫المنع دة بمدهن الرهاض ضي المدة من ‪ ٥/٣/٥٢١١‬إلا ‪ ٥/٣/٥٢١١‬اط ع المج س م ا ما جاء ضي كتاب معالي ا مين‬
‫العاـ لرابط العالم اإلس مي إلا سماال الرئيس العاـ إلدارات البحوث الع مي واإلضتاء والدموة واإلرشاد برقم‪٥١ ،٥١٥١ :‬‬
‫من شعباف لعاـ ‪ ،٥٢١١‬المبني م ا ما ورد إليو من الم اـ السامي إلجراء ما ه زـ نحو م ترح المدمو‪ :‬ضتوح بن س ماف النجار‬
‫من إن اء بند إس مي لحفظ الدـ لإلسعاؼ السرهع لجرالا المس مين‪.‬‬
‫ضب بوؿ ما هتبرع بو الناس من دمائ م واإالتفاظ بكميات ىائ منو إلسعاؼ جرالا المس مين وبعد دراس المو وع ومناق تو‬
‫و داوؿ الرأي ضيو قرر المج س ا كثره ما ه ي‪:‬‬
‫‪ -‬أوإ‪ :‬هجوز أف هتبرع اإلنساف من دمو بما إ ه ره مند الحاج إلا ذلد إلسعاؼ من هحتاجو من المس مين‪.‬‬
‫‪ -‬تانيا‪ :‬هجوز إن اء بند إس مي ل بوؿ ما هتبرع بو الناس من دمائ م والفظ ذلد اإلسعاؼ لمن هحتاج إليو من المس مين‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫م ا أإ هأخا البند م اب ماليا من المر ا أو أولياء أمورىم مو ا من ما هسعف م بو من الدماء‪.‬‬
‫وأإ هتخا ذلد وسي جاره ل كسب لما ضي ذلد من المص ح العام ل مس مين‪.‬‬
‫واهلل الموضو وص ا م ا محمد‪( .‬ىيا كبار الع ماء)‪.‬‬
‫إذف ىاه المسائم التي إ نص ضي ا وإ إجماع‪ ،‬هجتمع ل ا أىم الحم والع د ضي كم ب د ليخرجوا بحكم شرمي‪.‬‬

‫ال ابط السابع‪[ :‬إذا لم نجد قوإ ل ع ماء وإ نص المسأل ننظر إلا مموميات النصوص ال رمي وإدراج ا حت ا إف كان‬
‫من أضرادىا]‬
‫قوإ‪ :‬إ من قرنف‪ ،‬وإ سن ‪ ،‬وإ قوؿ صحابي‪ ،‬وإ إجماع‪.‬‬
‫نصا وإ ً‬
‫إذف ىاه المسأل إذا لم هجد المجت د ل ا ً‬
‫نظر ضي النصوص العام ضي ح ا ب ا‪.‬‬
‫ومثم لالد ب ػ(زكاة ا رز) ضإننا لم نجد نصا هوجب ضيو الزكاة‪ ،‬وإ همنع من التفا م ضيو من جنسو‪ ،‬وذلد لكونو لم هكن‬
‫موجودا ضي زمن النبي ﷺ‪ ،‬وإ زمن الصحاب ‪ ،‬ولم نجد ل ع ماء قوإ ضيو قدهما‪.‬‬
‫ادهِ}‬
‫ضإننا ننظر ضي العموميات الخاص بالزكاة أو الربا‪ ،‬ضنجد قولو عالا‪{ :‬ون ُوا ال َّ وُ هػوـ الص ِ‬
‫َ َ َْ َ َ َ‬
‫ض اا ماـ ضي كم ما هحصد‪ ،‬ضيدخم ضيو ا رز وغيره‪.‬‬
‫السماء والعيوف‪ ،‬أو كاف مثرها الع ر‪ ،‬وضيما س ي بالن ح نصف الع ر" ىاا ماـ أه ا‪.‬‬ ‫أه ا قوؿ النبي ﷺ‪" :‬ضيما س‬
‫الدليم الثالث‪ :‬الدهث أبي سعيد ر ي اهلل منو أف النبي ﷺ قاؿ‪" :‬ليس ضي الب وإ تمر صدق التا هب غ خمس أوسو"‪.‬‬
‫ضأوجد الع ماء من ىاه العموميات وجوب إخراج الزكاة ضي ا رز‪ ،‬وأنو هجري ضيو الربا قياسا م ا البر (أي ال مح)‬

‫ال ابط الثامن‪[ :‬إذا لم هجد قاس ا م ا ما ه اب ا أو هتفو مع ا ضي الع ]‬


‫ومث وا لالد‪ :‬بالكحوؿ المسكر‪ ،‬قاسوه م ا الخمر‪ ،‬وسبو وبينا ذلد ضي كتاب ال ياس‪.‬‬
‫ضوجدوا‪ :‬ا صم الم يس م يو وىو‪( :‬الخمر)‪ ،‬والحكم الثاب لو وىو‪( :‬الحرم )‬
‫والفرع الم حو لو وىو‪( :‬الكحوؿ)‪ ،‬والع الجامع بين ما وىو‪( :‬اإلسكار)‬
‫ض الوا‪ :‬إف الكحوؿ المسكر هأخا الكم الخمر من اليث الحرم ‪ ،‬ض و الراـ‪.‬‬
‫إ هجوز شربو وإ الط ارة بو وىو نجس م ا قوؿ ا ئم ا ربع ‪.‬‬
‫ىاه ىي طره اإستنباط‪ ،‬وطره الوصوؿ إلا الحكم ال رمي‪.‬‬

‫أالبتي ضي اهلل‪ ،‬بالد هنت ي الكتاب‪ ،‬و نت ي محا رات العاـ ا وؿ من أمواـ ك ي الع وـ ال رمي والعربي ‪.‬‬
‫أسأؿ اهلل العظيم رب العرش العظيم أف هوضو الجميع إلا ما هحبو وهر اه‪.‬‬
‫ىاا وسبحاند ال م وبحمدؾ‪ ،‬ن د أف إ إلو إإ أن نستغفرؾ ونتوب إليد‪.‬‬
‫والس ـ م يكم ورالم اهلل وبركا و‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ض ػرس " فرهػغ المحا رات"‬

‫الصفح ػ ػ‬ ‫المحا ػ ػ ػ ػػرة‬ ‫ـ‬


‫‪2‬‬ ‫المحا ػرة السابع ػ م ػرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫المحا ػرة الثامنػ ػ م ػرة‬ ‫‪2‬‬
‫‪17‬‬ ‫المحا ػرة التاسعػ ػ م ػرة‬ ‫‪3‬‬
‫‪24‬‬ ‫المحا ػرة الع ػػروف‬ ‫‪4‬‬
‫‪30‬‬ ‫المحا ػرة الحاده ػ والع ػروف‬ ‫‪5‬‬
‫‪37‬‬ ‫المحا ػرة الثػاني ػ والع ػروف‬ ‫‪6‬‬
‫‪42‬‬ ‫المحا ػرة الثالثػ ػ ػ والع ػروف‬ ‫‪7‬‬
‫‪51‬‬ ‫المحا ػرة الرابعػ ػ والع ػروف‬ ‫‪8‬‬
‫‪58‬‬ ‫المحا ػرة الخامسػ ػ والع ػروف‬ ‫‪9‬‬
‫‪65‬‬ ‫المحا ػرة السػادسػ ػ والع ػروف‬ ‫‪10‬‬
‫‪72‬‬ ‫المحا ػرة السػابعػ ػ والع ػروف‬ ‫‪11‬‬
‫‪79‬‬ ‫المحا ػرة الثػػامنػ ػ والع ػروف‬ ‫‪12‬‬

‫الخا مػ ػ ػ‬
‫وىنا نت ا محا رات مادة (أصوؿ الف )‬
‫من كتاب "غاه ػ ػ المأموؿ ضي شػرح البداه ضي ا صوؿ"‬
‫شرح ض ي ال يخ‪ :‬أهمن بن موسا (الفظو اهلل)‪ ،‬ونفع اهلل بو اإلسػ ـ والمس مين‪،‬‬
‫وجزاه اهلل منا خير الجزاء‪ ،‬وب اا نت ا محا رات الفصم الدراسي الثانػي (الفرقػ ا ولا)‬
‫الع م‪ ،‬نفع اهلل بكم‪ ،‬وزادكم ِم ماً‪ ،‬ومم ً (ال م نميػػن)‬
‫بالتوضيو لجميع ط ب ِ‬

‫نسألكم الدماء لمن قاـ بجمع و نسيو المحا رات‪ ،‬التا خرج إليكم ب اا ال كم البسيط الفرهد‪.‬‬

‫أخرجو لكم‪ :‬أخوكم ضي اهلل (ض د بن مبدالعػزهػ ػػز)‬


‫"جم وره مصػر العربي "‬
‫"نسألكم الدماء"‬

‫‪86‬‬

You might also like