You are on page 1of 6

‫املصحف اإللكرتوين هو عبارة عن برىامج إلكرتوين يعمل وفق جمموعة الوحدات الوظوفة‪،‬‬

‫العاملة فوام بونها بيسلوب متناسق ومنظم‪ ،‬ويستعمل يف معاجلة الكلامت القرآىوة وحروفها‪،‬‬
‫وإظهارها مكتوبة عند طلبها‪ ،‬مرتبة اآليات والسور وفق ما جاءت علوه يف املصحف العثامين‪.‬‬

‫صورة النازلة‬
‫ظـد فتح بركامج ادصحف يف اهلاتف ادـؼول أو غره من األجفزة اإللؽسوكقة‪ ،‬وطفور آيات‬
‫ادصحف ظذ الشاصة والؼراءة مـفا‪ ،‬هل يؽون ذلك يف حؽم ادصحف الورقي؟ فتشسط له‬
‫الطفارة أو ال؟‬

‫ختريج النازلة‬
‫اتفق الػؼفاء ظذ ظدم اصساط مس ادصحف اإللؽسوين الطفارة يف حال ظدم‬
‫التشغقل‪ ،‬أما يف حال التشغقل فػي هذه احلالة تظفر آيات ادصحف‪ ،‬وهذا هو موضع البحث‬

‫واخلالف‪.‬‬
‫من هذه ادسللة تتخرج ظذ مسللتي مس ادصحف‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬ادسللة األوىل ‪ :‬مس ادصحف من وراء حائل ‪ :‬ووجه بـائفا ظذ هذه ادسللة هو ‪ :‬أن ادس يف‬
‫الغالب ال يؽون لشاصة اهلاتف مباذة‪ ،‬وإكام من خالل اجلفاز‪ ،‬فقؽون اهلاتف حائل بني القد‬
‫واآليات‪ ،‬كاجلؾد ظذ ادصحف‪.‬‬
‫‪ ‬ادسللة الثاكقة ‪ :‬مس كتب التػسر ووجه بـائفا ظذ هذه ادسللة هو‪ :‬أكه يف حال كان ادس‬
‫مباذا لشاصة اهلاتف‪ ،‬واهلاتف حيتوي ظذ بركامج ادصحف وغره من الزامج‬
‫ً‬
‫وادعؾومات‪ ،‬فقعتز بؿثابة أي كتاب حيتوي ظذ اآليات الؼرآكقة‪ ،‬واألقرب لذلك كتب‬
‫التػسر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وشلبني يف بحثي هذا ادسللتني من حقث األقوال واألدلة والسجقح‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫شلورد حؽم ادسللة‪.‬‬

‫‪ ‬حؽم مس ادصحف من وراء حائل‬


‫‪ ‬األقوال‬
‫‪ ‬الؼول األول ‪ :‬ظـد احلـابؾة‬
‫جواز مس ادصحف لؾؿحدث من وراء حائل‪ ،‬فال تشسط الطفارة يف ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثاين ‪ :‬ظـد ادالؽقة والشافعقة‬
‫ال جيوز مس ادصحف لؾؿحدث ولو بحائل‪ ،‬والطفارة ذط لذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثالث ‪ :‬ظـد احلـػقة‬
‫متصل ابملاس أو ابملصحف كاجللد فل جيوز مسه بل‬
‫التفصيل ‪ :‬فإذا كان احلائل ً‬
‫منفصل كخريطته جاز مسه ابحلائل دون طهارة‪.‬‬
‫ً‬ ‫طهارة‪ ،‬وإن كان احلائل‬
‫‪ ‬األدلة‬
‫‪ ‬الؼول األول‬

‫‪ )1‬قوله تعاىل ‪ :‬ﱡﭐﱉ ﱊﱋ ﱌﱍﱠ الواقعة‪،٩٧ :‬‬

‫وجه االشتدالل ‪ :‬أن الـفي ظن مس ادصحف بغر ضفارة هـا ادراد به ادس ادباذ بالقد‬
‫أما مسه بحائل ال يعد مباذة له‪ ،‬فال تشسط الطفارة يف ذلك‪.‬‬
‫‪ )2‬احلديث‪ ،‬وهو قوله – صذ اهلل ظؾقه وشؾم ‪َ : -‬ظ ْن َمال ِ ٍك‪َ ،‬ظ ْن َظ ْب ِد اهللهِ ْب ِن َأ ِِب َبؽ ِْر ْب ِن‬
‫هلل َظ َؾ ْق ِه َو َش هؾ َم ل ِ َع ْؿ ِرو ْب ِن َح ْز ٍم‪َ « :‬أ ْن َال‬ ‫َاب ا هل ِذي َك َت َب ُه َر ُش ُ‬
‫ول اهللهِ َص هذ ا ُ‬ ‫َح ْز ٍم‪َ ،‬أ هن ِيف ا ْلؽِت ِ‬
‫آن إِ هال َض ِ‬
‫اه ٌر»‪.‬‬ ‫َي َؿ هس ا ْل ُؼ ْر َ‬
‫وجه االشتدالل ‪ :‬أن الـفي يف احلديث خاص بؿن مس ادصحف مباذة بالقد‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثاين‬

‫‪2‬‬
‫‪ )1‬قوله تعاىل ‪ :‬ﱡﭐﱉ ﱊﱋ ﱌﱍﱠ الواقعة‪،٩٧ :‬‬

‫وجه االشتدالل ‪ :‬إىل أن اآلية تدل ظذ وجوب تعظقم الؼرآن العظقم‪ ،‬ومس ادحدث له‬
‫ٍ‬
‫بجائل ثخ ٌن مـاف لؾتعظقم‪.‬‬ ‫ولو‬
‫‪ )2‬احلديث‪ ،‬وهو قوله – صذ اهلل ظؾقه وشؾم ‪َ : -‬ظ ْن َمال ِ ٍك‪َ ،‬ظ ْن َظ ْب ِد اهللهِ ْب ِن َأ ِِب َبؽ ِْر ْب ِن‬
‫هلل َظ َؾ ْق ِه َو َش هؾ َم ل ِ َع ْؿ ِرو ْب ِن َح ْز ٍم‪َ « :‬أ ْن َال‬ ‫َاب ا هل ِذي َك َت َب ُه َر ُش ُ‬
‫ول اهللهِ َص هذ ا ُ‬ ‫َح ْز ٍم‪َ ،‬أ هن ِيف ا ْلؽِت ِ‬

‫اه ٌر»‪.‬‬‫آن إِ هال َض ِ‬


‫َي َؿ هس ا ْل ُؼ ْر َ‬
‫وجه االشتدالل ‪ :‬أن الـفي ظن مس ادصحف إال بطفارة دال ظذ اصساضفا‪ ،‬فال يصح‬
‫مس ادصحف لؾؿحدث ولو بحائل ألن الطفارة ذط‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثالث‬
‫اشتدل أصحاب هذا الؼول بؿجؿوع أدلة الؼول األول الؼائؾني ‪ :‬بجواز مس ادصحف‬
‫ً‬
‫مـػصال ؛ ألكوهال يؽون يف حؽم‬ ‫لؾؿحدث من وراء حائل‪ ،‬يف حال كان احلائل‬
‫ادصحف‪.‬‬
‫وبؿجؿوع أدلة الؼول الثاين الؼائؾني ‪ :‬بعدم جواز مس ادصحف لؾؿحدث من وراء‬
‫ً‬
‫متصال ؛ ألكه يؽون يف حؽم ادصحف‪.‬‬ ‫حائل‪ ،‬يف حال كون احلائل‬
‫‪ ‬السجقح‬
‫من خالل األدلة السابؼة يظفر يل أن الراجح هو الؼول الثاين باصساط الطفارة وال‬
‫جيوز مس ادصحف لؾؿحدث ولو بحائل ألشباب ‪:‬‬
‫‪ -1‬ظؿوم اآلية واحلديث بداللتفام ظذ مـع مسح ادصحف بال ضفارة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن اصساط الطفارة فقه التعظقم وال رء من الؽتب أحق أن كعظؿه إال كتاب اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ألكه وحي من اهلل شبحـه وتعاىل‪ ،‬ومعجزة الرشول صذ اهلل ظؾقه وشؾم‪ ،‬ومصدر أشاد‬
‫يف اإلشالم‪.‬‬

‫‪ ‬مس كتب التفسري‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬األقوال‬
‫‪ ‬الؼول األول ‪ :‬ظـد احلـػقة‪.‬‬
‫ظدم جواز مس كتب التػسر ادشتؿؾة ظذ آيات ادصحف‪ ،‬بال ضفارة‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثاين ‪ :‬ظـد ادالؽقة وحـابؾة‪.‬‬
‫جواز مس كتب التػسر ادشتؿؾة ظذ آيات من ادصحف‪ ،‬دون اصساط الطفار‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثالث ‪ :‬ظـد الشافعقة‪.‬‬
‫جواز مس كتب التػسر ادشتؿؾة ظذ آيات ادصحف دون اصساط الطفارة يف حال‬
‫كاكت اآليات أقل من التػسر أو مساوي ًة له‪ ،‬ويف حال كاكت اآليات أكثر من التػسر‪،‬‬
‫فال جيوز إال برشط الطفارة‪.‬‬
‫‪ ‬األدلة‬
‫‪ ‬الؼول األول‬
‫ألكه إذا مس كتب التػسر ادشتؿؾة ظذ آيات ادصحف‪ ،‬يؽون بؿسفا ماشا لؾؿصحف‪،‬‬
‫ومس ادصحف تشسط له الطفارة‪ ،‬فعن ظبد اهلل بن أِب بؽر بن حزم (( أن يف الؽتاب‬
‫الذي كتبه رشول اهلل صذ اهلل ظؾقه وشؾم لعؿرو بن حزم أن ال يؿس الؼرآن إال ضاهر‬
‫‪.)) ...‬‬
‫‪ ‬الؼول الثاين‬
‫‪ )1‬من السنة ‪(( :‬أن الـبي صذ اهلل ظؾقه وشؾم كتب إىل ققرص كتا ًبا فقه آية ((متػق عليه‪.‬‬
‫ووجه الداللة ‪:‬أكه صذ اهلل ظؾقه وشؾم دا أرشل كتابه لؼقرص الروم وهو مشتؿل ظذ‬
‫آية‪ ،‬مل يبني اصساط الطفارة ظـد مسه‪ ،‬ولو كان ذ ًضا لبقـه ؛ ألكه ال جيوز تلخر البقان‬
‫ظن وقت احلاجة‪.‬‬
‫‪ )2‬أن كتب التػسر ال تسؿى مصح ًػا‪ ،‬ولقست يف حؽؿه‪ ،‬ولقست يف مؼام ادصحف‪،‬‬
‫فال تثبت هلا حرمته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ )3‬وألن ادؼصود من قراءة كتب التػسر ومطالعتفا هي معرفة ادعاين وففؿفا‪ ،‬ال تالوة‬
‫الؼرآن‪.‬‬
‫‪ ‬الؼول الثالث‬
‫‪ )1‬ألكه يف حال كان الؼرآن أكثر من التػسر أو مساو ًيا ‪ :‬كان يف معـى ادصحف فلخذ حؽؿه‪،‬‬

‫فتشسط الطفارة له تغؾق ًبا جلاكبه‪ .‬وإن كان الؼرآن أقل من التػسر ‪ :‬مل يؽن يف معـى ادصحف وال‬
‫يلخذ حؽؿه‪ ،‬فال تشسط الطفارة دسه‪.‬‬

‫‪ ‬السجقح‬
‫من خالل األدلة السابؼة يظفر يل أن الراجح هو الؼول الثالث ألن يف اصساط‬
‫الطفارة دس كتب التػسر مشؼة ظذ العامل وادتعؾم وغرهم‪ ،‬ولؽن إن كان الؼرآن أكثر من‬

‫التػسر أو مساو ًيا ‪ :‬كان يف معـى ادصحف فلخذ حؽؿه‪ ،‬فتشسط الطفارة له‪.‬‬

‫‪ ‬حؽم مس ادصحف اإللؽسوين‬


‫يظفر لـا مما شبق بعد ظرض ادسللتني‪ ،‬وبقان الراجح فقفام وهو ‪ :‬اصساط الطفارة‬
‫دس ادصحف بحائل‪ ،‬وكذلك اصساضفا يف مس كتب التػسر لو كان الؼرآن أكثر أو‬
‫مساويا‪.‬‬
‫وأن مس ادصحف اإللؽسوين تشسط له الطفارة ؛ ألن األصقاء داخل ادصحف‬
‫اإللؽسوين ظدا الؼرآن ال تؼاس ظذ التػسر‪.‬‬

‫‪ ‬محل ادصحف‬
‫بـاء ظذ أن الراجح ظـد الباحث هو اصساط الطفارة دس ادصحف بحائل‪ ،‬وكذلك‬
‫اصساضفا يف مس كتب التػسر لو كان الؼرآن أكثر أو مساويا ‪ ..‬فعؾقه ال جيوز محؾه لؾؿحدث ال‬
‫شقام حدث أكز ؛ ألن الطفارة ذط جلواز احلؿل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫آراء الػؼفاء ادعارصين يف ادسللة‬
‫بـاء ظذ التخريج الذي ذكر االحب شابؼا ‪ ..‬اختل الػؼفاء ادعارصين ظذ ثالثة فرق ‪:‬‬
‫‪ ‬الػريق األول ‪ :‬الشقخ صالح الػوزان‪ ،‬الشقخ حمؿد صالح ادـجد‬
‫أن ادصحف اإللؽسوين لقس هلا حؽم ادصحف‪ ،‬فقجقزون مسفا ودسفا ولو بغر‬
‫ضفارة‪ .‬بدلقل ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن حروف الؼرآن‪ ،‬وجودها يف هذه األجفزة خيتؾف ظن وجودها يف ادصحف‪ ،‬ففي‬
‫ذبذبات تعرض وتزول ولقست حروفا ثابتا‪.‬‬
‫‪ )2‬ألن األجفزة ال يسؿى مصحػا حني خيزن فقه الؼرآن بل يبؼى اشؿه كام هو ظؾقه مثل‬
‫اجلوال والالبتوب وغرمها‪.‬‬
‫‪ ‬الػريق الثاين ‪ :‬الشقخ شعد بن ظبد اهلل احلؿقد‬
‫أكه ال يتعامل معامؾة ادصحف ألكه يشؿل ظدة أصقاء‪ ،‬وهـاك حوائل بني اإلكسان‬
‫وبني الؼرآن الذي فقه‪ ،‬ولؽن احرص أال متس بإصبعك الشاصة التي تظفر ظؾقفا اآليات‪،‬‬
‫أما إذا أمسؽت بجواكب اجلوال فال بلس بذلك – إن صاء اهلل ‪.-‬‬
‫‪ ‬الػريق الثالث ‪ :‬أ‪ .‬د أمحد احلجي الؽردي‬
‫يرى بعدم جواز مسه وال محؾه يف حالة التشغقل ال يف حالة التخزين بغر ضفارة‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like