You are on page 1of 52

‫ِس ْل ِس َل ُة‪َ :‬ضنَائِن الدَّ َفائِن [‪]3‬‬

‫ُ اَ َ ُ ُ اَ َ‬
‫خلصة الـخلص ِة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫يِف انلح ِو العربِـي‬

‫َن ْظ ُم‬
‫العلمة‪ :‬ناصيف بن عبد اهلل اليازجي‬
‫اّ‬

‫أعدها للنَّ ْشر‬


‫َّ‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أحمد بن علي ال َق ْرين‬

‫الطبع ُة األُولى‬
‫‪ 1445‬هـ‬
‫الطبع ُة األُولى‬
‫ربيع األول ‪ 1445‬هـ‬

‫لِل َّتواص ِل مع الـم َؤ ِّل ِ‬


‫ف‬ ‫ُ َ َ ُ‬
‫الـش َبكِي‬‫يد َّ‬‫ع َلى البـرِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪DAL1388@gmail.com‬‬

‫‪2‬‬
3
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الـ ُم َق ِّد َم ُة‬


‫ان ِبه‬ ‫س��ان ِ‬
‫بع ْل ِم الـ َّن ْحو‪َ ،‬‬
‫وص َ‬ ‫الل َ‬‫الحمد هللِ ا َّل ِذي أقا َم ِّ‬
‫ُ‬
‫�لام على َم ْن‬ ‫والصال ُة َّ‬
‫والس ُ‬ ‫والـم ْحو‪َّ ،‬‬
‫وال َ‬‫الز ِ‬
‫عن َّ‬‫اللغ َة ِ‬
‫الئق َ‬
‫بذلك الدَّ ْحو‪ ،‬وعلى‬ ‫فانتفع ْت َ‬
‫الخ ُ‬ ‫َ‬ ‫الخير‬
‫َ‬ ‫َد َحا بِ ِه ُ‬
‫اهلل‬
‫بين َغ ْي ٍم َ‬
‫وص ْحو‪.‬‬ ‫السماء َ‬
‫ُ‬ ‫آلِ ِه وأصحابِ ِه ما تق ّل ْ‬
‫بت‬

‫أ َّما َب ْع ُد‪:‬‬

‫للعل ِ‬
‫مة‬ ‫العربي‪ ،‬اّ‬ ‫ٌ‬
‫لطيفة يف علم النحو‬ ‫ٌ‬
‫منظوم��ة‬ ‫ِ‬
‫فهذه‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫األديب‪ /‬ناصيف بن عبد اهلل اليازجي‪،‬‬ ‫الـ َّن ْح ِو ِّي ال ُّل َغ ِو ِّي‬

‫أو َد َعها إحدى مقاماتِه التي ّ‬


‫سماها «مجمع البحرين»‪،‬‬
‫ُ‬
‫المقامة‬ ‫الحريري‪ ،‬وهي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫«مقامات» اإلما ِم‬ ‫وعارض هبا‬

‫‪4‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫قية)(‪.)1‬‬ ‫سما ُة (الدِّ ْ‬


‫مش ّ‬ ‫الـم َّ‬ ‫َ‬
‫والعشرون ُ‬ ‫ُ‬
‫الحادية‬

‫ـح ْذ ِق��ه و َت ُّ‬


‫بح�� ِره يف علو ِم‬ ‫اليازج��ي لِ ِ‬
‫ُّ‬ ‫اس��تطاع‬
‫َ‬ ‫وق��د‬
‫ِ‬
‫المنظومة‬ ‫علم النح ِو يف ِ‬
‫هذه‬ ‫ات ِ‬‫مهم ِ‬
‫ص ّ‬ ‫لخ َ‬ ‫العربي ِة‪ْ ،‬‬
‫أن ُي ِّ‬ ‫ّ‬
‫وعشرين بي ًتا‪ ،‬على‬
‫َ‬ ‫عدد أبياتِها تسع ًة‬
‫بلغ ُ‬ ‫ِ‬
‫الوجيزة‪ ،‬التي َ‬
‫قال عنه��ا‪« :‬إنَّ ِع ِ‬
‫ندي‬ ‫الـهجائي ِة‪ُ ،‬‬
‫حيث َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫األح��رف‬ ‫ِ‬
‫عدد‬
‫اصه‪َ ،‬خ ِلي َق ًة بِ ْ‬
‫أن‬ ‫ور َة ُ‬
‫والـخ َص َ‬ ‫الباك َ‬ ‫َاصه‪َ ،‬ج ِ‬
‫ام َع ًة ُ‬ ‫أبيا ًتا ُم ْعت َ‬
‫الص َة‬
‫فكانت بحقٍّ ُخ َ‬
‫ْ‬ ‫الـخ اَل َصه!»(‪،)2‬‬
‫ُتدْ َعى‪ُ :‬خ اَل َص َة ُ‬

‫((( تب��دأ المنظوم ُة م��ن ص (‪ )128‬وتنتهي إلى ص (‪ )132‬من‬


‫طبعة دار بيروت للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪1400 ،‬هـ‪.‬‬
‫((( مجمع البحرين (ص‪.)128 :‬‬
‫كان الناظ��م يرمي بكالمِه ه��ذا إلى ِ‬
‫ألفية‬ ‫إن َ‬ ‫تنوي��ر‪ :‬ال أدري ْ‬
‫ُ‬
‫نظرا‬ ‫ُ‬ ‫مال��ك المس��م ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أس��تبعد هذا؛ ً‬
‫ُ‬ ‫الصة)‪ ،‬لكنّي‬ ‫(الـخ َ‬ ‫اة‬ ‫َّ‬ ‫ابن‬
‫=‬ ‫أبيات األلف ّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لعدد‬ ‫ِ‬
‫بالنسبة‬ ‫أبيات منظومتِه‬
‫ِ‬ ‫لقلة ِ‬
‫عدد‬ ‫ِ‬

‫‪5‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الص ِة ِ‬
‫علم النح ِو!(‪.)1‬‬ ‫ُخ َ‬

‫ص‬ ‫ستطع ْ‬
‫أن ُي ِّ‬
‫لخ َ‬ ‫ْ‬ ‫الس��يوطي لم َي‬ ‫النظر َّ‬
‫أن‬ ‫قوي هذا َ‬ ‫ومـما ُي ّ‬
‫= َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫س��تمائة‬ ‫ِ‬
‫ألفيت��ه (الفريدة) يف النحو إلاَّ يف‬ ‫اب��ن ٍ‬
‫مالك يف‬ ‫ألفيّ�� َة ِ‬
‫ٍ‬
‫بيت!‬
‫ص فيها ألف ّي َة‬ ‫لخ َ‬ ‫ِ‬
‫باختصار األلف ّية) ّ‬ ‫أيضا (الوف ّية‬
‫وللس��يوطي ً‬
‫ِّ‬
‫ابن ٍ‬
‫مالك يف (‪ )635‬بي ًتا!‬ ‫ِ‬
‫للحج!‬ ‫توج ٌه‬ ‫ِ‬ ‫وقد كتبها الس��يوطي على ِ‬
‫ّ‬ ‫ظهر الس��فينة وهو ُم ِّ‬ ‫ُّ‬
‫وقال يف خاتمتها‪:‬‬
‫ولن ترى مخ َتصر ًا ِ‬
‫كم ْث ِلها‬ ‫أص ِلها‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َن َظم ُتها يف ن َْحو ُث ْل ْ‬
‫ثي ْ‬
‫المح��رمِ!‬ ‫ِ‬
‫للبل��د‬ ‫ُمس��افر ًا‬ ‫َخ َتم ُته��ا ب َظهرِ َب ْح��رِ ال َق ْل َز ِم‬
‫َّ‬
‫وقال إنه بقي يف ِ‬
‫تأليفها سن ًة كاملةً!‬ ‫ناظمها َ ُ َ‬‫((( وقد أثنى عليها ُ‬
‫فعج��ب القو ُم من‬ ‫َ‬ ‫��ر َد الـمنظوم��ةَ‪“ :‬قال‪:‬‬ ‫أن َس َ‬ ‫بعد ْ‬
‫ق��ال َ‬‫فقد َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫اهلل الذي‬ ‫علم ُ‬ ‫ذلك الجم ِع الضابط‪ ،‬والس��رد الرابط‪ .‬وقالوا‪َ :‬‬
‫جمع مِ ْن قولِـهم‪ :‬ك ُُّل َش ْرفا َء َو ُلو ٌد وك ُُّل‬
‫ُ‬ ‫أنزل الفروض‪ ،‬إهنا لأَ‬ ‫َ‬
‫هذه=‬ ‫وناس��ج ِ‬ ‫ه��ذه الحدي َقه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َس�� َّكا َء َب ُي��وض‪َ .‬ف َم�� ْن ِ‬
‫ضار ُب‬
‫ُ‬
‫‪6‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ِ‬
‫زمان��ه يف علو ِم‬ ‫أئـم ِ‬
‫��ة ِ‬
‫أهل‬ ‫فق��د َ‬
‫كان من َّ‬ ‫وال َغ ْ‬
‫��ر َو؛ ْ‬
‫عنه‬ ‫ِ‬
‫والصرف؛ ولذا قال ُ‬ ‫علم النح ِو‬ ‫العربي ِة‪ ،‬وال َّ‬
‫سـيما ُ‬ ‫ّ‬
‫اغ (ت‬
‫الصب ِ‬ ‫الشهير ِ‬
‫بابن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحميد الموصلي‬ ‫الشاعر عبدُ‬
‫ُ‬
‫‪1271‬هـ)‪:‬‬
‫��ب وال��كِ ِ‬
‫��ت��اب‪ ،‬وإ َّن��� ُه‬ ‫��ش ال�� َك��ت��ائ ِ‬
‫َك�� ْب ُ‬
‫(‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫��روف!‬‫ابن َخ‬ ‫بالنَّ ْح ِ‬
‫��و َين َط ُح هام�� َة ِ‬

‫قال‪ :‬هو صاحبكم الذي ال يصحب ِ‬ ‫ِ‬


‫بنات‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫= ال ُبردة الصفي َقه؟ َ َ‬
‫طالـما‬ ‫وقد صر ْف ُت عليها سن ًة كَحولي ِ‬
‫ات ُز َهير‪ .‬ولكنَّني‬ ‫َغ ْيـر‪ْ .‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫عرف َق ْد َره��ا‪ ،‬وال ُي��ؤ ِّدي َم ْه َرها”‪ .‬مجمع‬
‫َك َت ْم ُته��ا َع َّم�� ْن ال َي ُ‬
‫البحرين (ص‪.)132 :‬‬
‫الحضرمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ابن َخروف‪ :‬هو علي بن محمد بن علي بن محمد‬
‫((( ُ‬
‫أندلسي‪ ،‬من أهل إشبيلية‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫عالـم بالعربية‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫أبو الحسن‪:‬‬
‫ِ‬
‫الخانات‪=،‬‬ ‫ِ‬
‫البالدواليسك ُنإلاَّ يف‬ ‫ابنالساعي‪:‬كان ُ‬
‫يتنقليف‬ ‫قال ُ‬
‫‪7‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الد َجى‬ ‫األف��ك��ار ي ِ‬


‫��وش ُ‬
‫��ك يف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُم�� َت��و ِّق ُ��د‬
‫ِ‬
‫ش��وف!‬ ‫كالـم ْك‬ ‫��تور‬
‫َ‬ ‫الـم ْس ُ‬ ‫يب��دو ل�� ُه َ‬
‫وار َت��دى‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صاح��ة‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫بال‬ ‫َ‬
‫��ق‬‫ط‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ـم‬‫ت‬‫َ‬ ‫��ن‬‫َفطِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ (‪)1‬‬ ‫ب��اب ِع ْل�� ِم النَّ ْح ِ‬
‫��و وال َّت ْصري��ف‬ ‫ِج ْل َ‬
‫***‬
‫كتب‪،‬‬
‫تس��رى‪ .‬وتويف بأش��بيل ّية‪ .‬ل��ه ٌ‬ ‫= ول��م يت��زوج ّ‬
‫ق��ط وال ّ‬
‫منها “ش��رح كتاب س��يبويه” س��ماه “تنقيح األلباب يف شرح‬
‫غوامض الكتاب” وحمله إلى سلطان المغرب فأعطاه ألف‬
‫ٍ‬
‫مجلد‪ .‬وله ردو ٌد كثير ٌة‬ ‫دينار‪ ،‬و”شرح الجمل للزجاجي” يف‬
‫على بعض معاصريه‪ ،‬تويف سن َة (‪ 609‬هـ)‪ .‬األعالم للزركلي‬
‫(‪.)330 /4‬‬
‫((( تاريخ اآلداب العربية يف القرن التاسع عشر والربع األول من‬
‫القرن العشرين لرزق اهلل شيخو (ص‪.)95 :‬‬
‫‪8‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫العلم‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫لط�ّل� ِ‬ ‫ِ‬
‫المنظوم��ة اّ‬ ‫ِ‬
‫ه��ذه‬ ‫إخ��راج‬
‫َ‬ ‫رأيت‬
‫وق��د ُ‬
‫لس ِة‪َ :‬‬
‫(ضنائِ ِن الدَّ َفائِ ِن)(‪،)1‬‬ ‫الس ِ‬
‫ضمن هذه ِ‬
‫َ‬ ‫ل ُيفيدوا منها‪،‬‬
‫ِ‬
‫المقامات‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫بط��ن تلك‬ ‫ب��دلاً من ْ‬
‫أن تبقى مطمور ًة يف‬
‫َ‬
‫يهتدون إليها سبيال‪.‬‬ ‫العلم وال‬
‫ِ‬ ‫كاد يعر ُفها ُط اّل ُب‬
‫َي ُ‬
‫ص َع َم ِلي يف هذا الكتاب يف التالي‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ويتلخ ُ‬
‫موج ٍ‬
‫��زة للناظم‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ترجم��ة َ‬ ‫الكت��اب بذكر‬
‫َ‬ ‫م��ت‬
‫‪ -‬قدَّ ُ‬
‫المطو ِ‬
‫لة للناظم يف مقدمة كتابي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫لخص ُتها من ترجمتِي‬
‫ّ‬
‫«الجامع العزيز»‪.‬‬

‫والمطالب الـم ِهم ِة الـم ْط ِ‬ ‫ِ‬ ‫((( هي ِس ْل ِس َل ٌة ُت ْعنَى بنَشرِ‬


‫مورة‬ ‫ِ ُ ّ َ‬ ‫المباحث‬
‫ِ‬
‫خطوط��ة‪ ،‬التي قد ال َي َت َف َّط ُن‬ ‫والـم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الـمطبوعة َ‬ ‫الكتب َ‬ ‫ط��ون‬ ‫يف ُب‬
‫فضل عن‬ ‫ب العل�� ِم – اً‬ ‫والباحثين و ُط اّل ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم��اء‬ ‫له��ا َج ْـم َه َر ُة‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ليستف ُيدوا منها‪.‬‬ ‫بعد ِخ ْدمتِها؛‬
‫وإخراجها لهم َ‬ ‫ِ‬ ‫غيرِهم ‪-‬‬
‫ِ‬
‫المذك��ورة بالتفصي ِل يف‬ ‫ِ‬
‫العش��رة‬ ‫ِ‬
‫التأليف‬ ‫ِ‬
‫مقاصد‬ ‫أح��د‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫كتابي‪ :‬اإلبداع العلمي (ص‪.)43 :‬‬
‫‪9‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫والش��رح‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الصفحة‪،‬‬ ‫جعل��ت المنظوم�� َة يف أعل��ى‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫��ر ٌح‬ ‫ِ‬
‫أس��فلها‪ .‬وهو َش ْ‬ ‫ِ‬
‫المقامات يف‬ ‫ال��ذي يف حواش��ي‬
‫��ف به‬ ‫مخبآتِ َـها‪َ ،‬‬
‫وك َش َ‬ ‫واضعه عن َد ِ‬
‫قائق ّ‬ ‫ُ‬ ‫وجيز َ‬
‫أبان فيه‬ ‫ٌ‬
‫ُو ُجو َه ُمخدَّ راتِ َـها‪.‬‬
‫بالش ْ‬
‫��كل‪ ،‬أ ّما‬ ‫ِ‬
‫المنظومة َّ‬ ‫ِ‬
‫ح��روف‬ ‫جميع‬
‫َ‬ ‫ضبط��ت‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫الحواشي فقد َش َك ْل ُت منها ما ُي ْش ِكل‪.‬‬


‫كل ٍ‬
‫بيت؛ جر ًيا على ما‬ ‫جعل��ت اإلحال َة عند آخ�� ِر ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مطبوعة‬ ‫موجود يف‬
‫ٌ‬ ‫هو‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الفوائ��د‬ ‫َ‬
‫بع��ض‬ ‫ِ‬
‫المنظوم��ة‬ ‫ش��رح‬
‫ِ‬ ‫أضف��ت عل��ى‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫ضعت‬
‫ْ‬ ‫ألن المنظوم َة إنـما ُو‬
‫لكن باختص��ا ٍر؛ َّ‬ ‫وال ُّن ِ‬
‫كت‪ْ ،‬‬
‫هين(‪.)1‬‬
‫للـمن َت َ‬
‫وليس ُ‬
‫َ‬ ‫الفن‬
‫بتدئين يف هذا ِّ‬
‫َ‬ ‫للـم‬
‫ُ‬

‫جي��دا لتعلي ِم =‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫الرحمن المع ِّلم��ي قانونًا‬ ‫ذك��ر العلاَّم ُة ُ‬
‫عب��د‬ ‫َ‬ ‫(((‬
‫‪10‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫فيد من ُه‬ ‫النح��و للـمبتدئين‪ ،‬ال بأس هن��ا من ِذ ِ‬


‫ك��ره؛ ل ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫=عل�� ِم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بتدريس هذا العلمِ‪.‬‬ ‫لون‬
‫شتغ َ‬ ‫الـم ِ‬
‫ُ‬
‫لكل ع ْلم‪ ،‬و َمن عرفه‬ ‫مفتاح ِّ‬
‫ٌ‬ ‫“علم النحو ال َّ‬
‫شك‬ ‫ُ‬ ‫قال ‪:‬‬
‫الو ْهم‪،‬‬ ‫وحجاب ع��ن َ‬‫ٌ‬ ‫مصب��اح ال َف ْهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫كان لها ِس�� ْلم‪ ،‬وه��و‬
‫وشد ٍة‪.‬‬
‫سر َّ‬ ‫وهيهات أن يهتدي إلى إتقانه َمن لم يعرفه إال ب ُع ٍ‬ ‫َ‬
‫صع��ب التع ُّلم يف ابتدائ��ه ألنه كما كان‬
‫َ‬ ‫العلم‬
‫ُ‬ ‫ولم��ا كان ه��ذا‬
‫آل ًة لغيره فهو كذلك آل ٌة لفهم عباراتِه وإدراك إش��اراتِه‪ ،‬فربما‬
‫المتعلم مع عدم بصيرة المع ِّلم فيستصعبه‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫حاول تع ُّل َمه‬
‫ذارا ُيلق��ي إلى المتع ِّلم‬ ‫ِ‬
‫يرتك��ه‪ ،‬وال س��يما إن كان المع ِّل ُم م ْه ً‬
‫قتدى‬ ‫فأحببت أن أضع قانو ًنا لطي ًفا؛ ل ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫فوق ما يحم ُل��ه ذهنُه‪،‬‬ ‫َ‬
‫به يف التعليم‪ .‬وأرجو أن ُيتل َّقى بالقبول والتسليم‪.‬‬
‫يعرف المتع ِّل َ‬
‫��م مباد َي ُه؛ حتى‬ ‫ِّ��م أن ِّ‬ ‫فأق��ول‪ :‬أوالً‪ :‬يلزم المعل ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بصيرة يف‬ ‫َ‬
‫ويكون على‬ ‫حينئذ ما س ُيلقى إليه‬ ‫ٍ‬ ‫فيفهم‬ ‫يتصورها‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ونحوها‪.‬‬‫َ‬ ‫التع ُّلم‪ِّ ،‬‬
‫فيفه َم ُه َح َّده وفائد َته‬
‫ُ‬
‫الفعل‪،‬‬ ‫االس��م‪ ،‬وما‬
‫ُ‬ ‫عر َفه ما‬ ‫ش��رع فيه‪ ،‬فيب��د ُأ أو ً‬
‫ال ب��أن ُي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ثم َي‬
‫ويقر َب له حقيق َة =‬
‫ينحصر فيه��ا‪ِّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الحرف‪َّ ،‬‬
‫وأن الكال َم‬ ‫ُ‬ ‫وم��ا‬
‫‪11‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ٍ‬
‫بعبارة‬ ‫وبعض عالماته التي يس��هل عليه تناولها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫= ٍّ‬
‫كل منه��ا‬
‫وليعر ْفه بلس��ان عا ّمت��ه‪ ،‬وأن هذه‬ ‫ُّ��ف وتع ُّط ٍ‬
‫��ف‪.‬‬ ‫س��هلة بتلط ٍ‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬
‫بدل بلسان العامة كذا ‪...‬‬ ‫العالم َة هي التي ُت ُ‬
‫َ‬
‫الف��رق بين الفعل‬ ‫َ‬
‫الفرق بين األفع��ال الثالثة‪ ،‬ثم يب َّين له‬ ‫ث��م‬
‫وبعضه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الفعل يحتاج إل��ى فاعلٍ‪،‬‬ ‫والفاعل والمفع��ول‪َّ ،‬‬
‫وأن‬
‫ٍ‬
‫مفعول‪.‬‬ ‫يحتاج إلى‬
‫اإلعراب يك��ون بالحركات الثالث والس��كون‪ .‬وقد‬
‫َ‬ ‫ث��م َّ‬
‫أن‬
‫إع��راب‪ ،‬وأهنا قد‬
‫ٌ‬ ‫ُتو َق ُ‬
‫��ف الكلم�� ُة على الس��كون ال على أنه‬
‫تجيء أشيا ُء ُأ َخ ُر تنوب عن الحركات‪.‬‬
‫مأخذا من غي��ره‪ ،‬فيم ِّثل له‬
‫ً‬ ‫أقرب‬
‫ُ‬ ‫يش��رع يف الفاعل‪ ،‬فإن��ه‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫المعربة‪ ،‬ث��م المفعول كذل��ك‪ ،‬ثم نائب‬
‫َ‬ ‫باألس��ماء المف��ردة‬
‫ٍ‬
‫سهلة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بعبارة‬ ‫أيضا‬
‫الفاعل فيعرفه ً‬
‫يش��رع يف المقصور والمنقوص‪ ،‬ثم يف األفعال الخمس��ة‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬
‫الج ْم ِ‬
‫عين‪ ،‬ثم يف المبتدأ‬ ‫واألس��ماء الستة‪ ،‬ثم يف التثنية‪ ،‬ثم يف َ‬
‫الجر‪ ،‬ثم حروف النصب‪ ،‬ثم حروف‬
‫وخ�بره‪ ،‬ثم يف حروف ِّ‬
‫الج��زم‪ ،‬ثم يف النواس��خ‪ .‬وال َيـ ْب َه ُت ُه بجميع ش��روط الناس��خ‬
‫‪12‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫يغضب عليه بل يلي ُن له‬


‫ُ‬ ‫ونحوه‪ ،‬بل بالتدريج اَّ‬
‫لئل يس��أ َم‪ .‬وال‬
‫ونحوه‪ ،‬فإنه ال يليق به‪.‬‬
‫َ‬ ‫يذكر له خال ًفا‬ ‫ويخ ِّف ُ‬
‫ف عليه‪ .‬وال ُ‬
‫َ‬
‫المفاعيل‬ ‫غير المنصرف‪ ،‬ثم‬ ‫ثم يب ّي ُن له المعرف َة من النكرة‪ ،‬ثم َ‬
‫��ل عليه يف‬ ‫وغيره��ا من األب��واب‪ .‬وال ُيطِ ْ‬ ‫والتميي��ز َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والح��ال‬
‫التفصيل‪ ،‬فقد قيل‪( :‬كثر ُة التفصيل تمنع التحصيل)‪.‬‬
‫األب��واب األُ َو ِل؛ وإلاَّ ض َّي َعها!‬
‫ِ‬ ‫وه��و مع ذلك يعاوده مذاكر َة‬
‫انسد‬
‫وعاجل َّ‬ ‫َ‬ ‫صب‬ ‫ٍ‬
‫ب ما ًء يف إناء ض ِّيق الفم‪ ،‬فإنه إن َّ‬ ‫كمن َي ُص ُّ‬
‫ٍ‬
‫مكس��ور فإنه ك َّلما‬ ‫الفم بالماء وخرج الماء‪ ،‬وإن صبه يف ٍ‬
‫إناء‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ش��يء! ومثل المحارب‬ ‫ٍ‬ ‫ص��ب خرج الماء‪ ،‬فال يحصل على‬ ‫َّ‬
‫أرض��ا فإنه يبتدئ من أوله��ا‪ ،‬فك َّلما دخل‬ ‫��دوخ ً‬
‫إذا أراد أن ُي ِّ‬
‫وحصنها ويعاودها يف االنتباه ح َّتى يأيت على آخر‬ ‫َّ‬ ‫قري ًة ش َّيدها‬
‫صارت يف قبضتِه‪ ،‬وإال ذهب عم ُله ُس ًدى‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫البلد وقد‬
‫والتقدير‬ ‫الح��ذف‬ ‫َ‬
‫المس��ائل العويص�� َة الت��ي فيه��ا‬ ‫��ئ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫و ُيرج ُ‬
‫غيرها‬ ‫ِ‬
‫دراي��ة ِ‬ ‫ٍ‬
‫مس��ألة تتوق��ف على‬ ‫والمتش��اب ُه لوقته��ا‪َّ .‬‬
‫وكل‬
‫فليرتكْها إلى انقضاء ذلك الغير‪.‬‬
‫=‬ ‫بني على التدريجِ ‪ .‬واهلل أعلم”‪.‬‬ ‫م‬ ‫ون‬ ‫ِ‬
‫وبالجملة فال َك ُ‬
‫ٌّ‬ ‫َ‬
‫‪13‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ِ‬
‫مطبوعة‬ ‫ِ‬
‫ال��واردة يف‬ ‫جمي��ع الحواش��ي‬
‫َ‬ ‫أدرج��ت‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫ش��رح‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تعليق‪ ،‬أو‬ ‫ه��ي‪ ،‬وما ِز ْد ُت��ه من‬ ‫ِ‬
‫الكت��اب كما َ‬
‫عقو َف ْي ِن هكذا [ ]‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫إضافة‪ ،‬جعل ُته بين َم ُ‬ ‫إيضاح‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫الـخ اَل َص ِ‬
‫��ة يف ال َّن ْح ِو‬ ‫«خ اَل َص�� َة ُ‬
‫��ـم ْي ُت المنظوم�� َة‪ُ :‬‬
‫‪َ -‬س َّ‬
‫الناظم ‪ -‬كما َم َّر يف ِ‬
‫كالمه‬ ‫ُ‬ ‫ألـمح إليها‬ ‫ٌ‬
‫تسمية َ‬ ‫بي»‪ ،‬وهي‬
‫الع َر ِّ‬
‫َ‬
‫الجام ِ‬
‫عة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الموج ِ‬
‫زة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫المنظومة‬ ‫وصف ٌ‬
‫دقيق لهذه‬ ‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫‪َ ،-‬‬

‫ِ‬
‫كتاب «مجمع‬ ‫ِ‬
‫المنظومة من‬ ‫ِ‬
‫اس��تالل‬ ‫اعتمدت يف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫للطباعة‬ ‫بيروت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الصادرة عن دا ِر‬ ‫ِ‬
‫الطبعة‬ ‫البحرين»‪ ،‬على‬
‫ِ‬
‫أفضل ُدور‬ ‫ببيروت سن َة (‪1400‬هـ)‪ ،‬وهي من‬
‫َ‬ ‫والنش�� ِر‬
‫تك��ن أفض َلها ‪ -‬يف‬
‫ْ‬ ‫العرب��ي ‪ -‬إن ّلـ��م‬
‫ِّ‬ ‫العال��م‬
‫ِ‬ ‫النش�� ِر يف‬

‫= آثار الشيخ العالمة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماين‬


‫(‪ )411 – 409 /24‬بتصحيحٍ ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ِ‬
‫وإخراجها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وضبطها‪،‬‬ ‫الكتب األدبي ِ‬
‫ّ��ة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بطباع��ة‬ ‫ِ‬
‫العناية‬
‫و َفهرستِها (‪.)1‬‬

‫صدرت الطبع ُة األولى من «مجمع البحرين» عا َم (‪1856‬م)‬ ‫ْ‬ ‫(((‬


‫وتقع فـي (‪ )432‬صفحةً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بيروت‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫األميركية فـي‬ ‫المطبعة‬ ‫عن‬
‫المدور‪.‬‬ ‫نفقة الخواجا نخلة‬ ‫على ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المؤل��ف‪« :‬كان الفرا ُغ‬ ‫الصفح��ة (‪ُ )425‬‬
‫ق��ول‬ ‫ِ‬ ‫وق��د جا َء يف‬
‫س��نة (‪)1855‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫نيس��ان من‬ ‫ِ‬
‫ش��هر‬ ‫الكتاب فـي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تبييض هذا‬ ‫من‬
‫بطبعه الخواج��ا نخلة اب��ن المرحوم‬ ‫للمس��يحِ ‪ ،‬وق��د اعتن��ى ِ‬
‫ِ‬
‫إفادة‬ ‫الم��دور البي��رويت؛ َغي��ر ًة منه عل��ى‬ ‫الخواج��ا يوس��ف‬
‫ّ‬
‫وتنشيط الفاتري َن»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫القاصري َن‪،‬‬
‫بقصيدة‪ ،‬منها هذان البيتان‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ناصيف‬
‫ُ‬ ‫مد َحه األستا ُذ‬ ‫وقد َ‬
‫ف‬ ‫الفضل يف َش���ر ٍع وع���ر ِ‬ ‫َ‬ ‫َم�� َل��ك َ‬
‫ْ��ت‬
‫ُ ْ‬
‫ف‬ ‫بعض ُخ ْل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫فليس على كمالِ َ‬ ‫َ‬
‫��وم��ا‬‫��ص��رِ ي ً‬ ‫رج����ال ال�� َع ْ‬ ‫ُ‬ ‫����د ْت‬
‫إذا ُع َّ‬
‫ِ‬
‫أل����ف!‬ ‫واح������د ب���م���ق���ا ِم‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ف���إن���ك‬
‫مجلة الرسالة العدد (‪.)436‬‬
‫‪15‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ُ‬
‫وأسأل‬ ‫ِ‬
‫المنظومة‪.‬‬ ‫خدمة ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫هذا ُم َل َّخ ُ‬
‫ص عملي يف‬
‫وجمي��ع َم ْن قرأها‪ ،‬وباهللِ‬
‫َ‬ ‫العلم‬
‫ِ‬ ‫ينف��ع بها اَّ‬
‫طل َب‬ ‫أن َ‬ ‫َ‬
‫اهلل ْ‬
‫ُ‬
‫التوفيق‪.‬‬ ‫تعالى‬

‫ٍ‬
‫محم��د‪ ،‬وعل��ى آلِه‬ ‫وص َّل��ى ُ‬
‫اهلل وس�� َّل َم عل��ى نب ِّين��ا‬
‫ٍ‬
‫بإحسان‪.‬‬ ‫وصحبِ ِه‪ ،‬و َم ْن َت َبع ُهم‬

‫َ‬
‫وك َت َب‬
‫أحمد ال َق ْر ُّين‬
‫َ‬ ‫علي ِ‬
‫بن‬ ‫بن ِّ‬ ‫ُ‬
‫أحمد ُ‬
‫َط ْي َبة‬
‫‪ 1445‬هـ‬
‫***‬

‫‪16‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫وج َز ٌة لل َّن ِ‬
‫اظ ِم‬ ‫رج َـم ٌة ُم َ‬
‫َت َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ناصيف اليازجي‬
‫ِ‬
‫بالتفصيل يف‪:‬‬ ‫((( انظر ترجم َته‬
‫الوهاب المتعال��ي بأنباء أوائل القرن الثالث‬‫‪ -‬في��ض الملك ّ‬
‫للصديقي‪ ،‬دراس��ة وتحقيق‪ /‬عبد الملك بن‬ ‫ّ‬ ‫عش��ر والتوالي‬
‫ُدهيش (ص‪.)1934 /‬‬
‫وخ َطط الش��ام لمحمد كرد علي‪ ،‬مكتبة النوري‪ ،‬دمش��ق‪،‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1403 ،‬هـ ‪ 1983 -‬م (‪.)62 /4‬‬
‫‪ -‬وتاريخ اآلداب العربية يف القرن التاسع عشر والربع األول‬
‫من القرن العش��رين لرزق اهلل بن يوسف شيخو دار المشرق‬
‫‪ -‬بيروت (ص‪.)66/‬‬
‫‪ -‬واألس��رة اليازج ّية‪ :‬لعيس��ى إس��كندر المعلوف‪ ،‬ط مركز‬
‫الدوري��ات العربي��ة‪ ،‬س��وريا‪ ،‬دمش��ق‪ ،‬الطبع��ة‪ :‬األول��ى‪،‬‬
‫‪1436‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬واألعالم للزركلي‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة‬
‫=‬ ‫ ‬ ‫عشر ‪ -‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2002‬م (‪.)350/7‬‬
‫‪17‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫(‪ 1288 - 1215‬هـ ‪ 1871 - 1800 /‬م)‬

‫ه��و ناصيف بن عبد اهلل ب��ن ناصيف بن جنبالط بن‬

‫‪ -‬ومعج��م المؤلفي��ن لمحم��د رضا كحالة‪ ،‬نش��ر مؤسس��ة‬


‫الرسالة (‪.)73 /13‬‬
‫‪ -‬ومقدم��ة ديوان الش��يخ ناصي��ف اليازجي لـم��ارون عبود‬
‫الح��داد‪ ،‬دار م��ارون عبود‪ ،‬الطبع��ة‪ :‬األولى‬
‫َّ‬ ‫وأمي��ن أفن��دي‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ -‬واألزه��ر وأثره يف النهضة األدبي��ة الحديثة‪ ،‬لمحمد كامل‬
‫الفقي‪ ،‬المطبعة المنيرية باألزهر الشريف (‪.)34 /3‬‬
‫‪ -‬ومصادر الدراس��ات األدبية‪ ،‬ليوسف أسعد داغر‪ ،‬بيروت‬
‫مكتبة لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 2000 ،‬م‪( ،‬ص‪.)536/‬‬
‫‪ -‬وقدم��اء ومعاص��رون للدكت��ور‪ /‬س��امي الده��ان‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬مصر‪1961 ،‬م‪( ،‬ص‪.)143/‬‬
‫‪ -‬والش��يخ ناصي��ف اليازج��ي‪ ،‬لعيس��ى ميخائيل س��ابا‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪1965 ،‬م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫شاعر من‬
‫ٌ‬ ‫سعد ِ‬
‫العيس��وي اليازجي‪ .‬من نصارى لبنان‪،‬‬
‫األدبية)‬
‫ّ‬ ‫ومجدِّ ُد ّ‬
‫فن (المقامات‬ ‫كبار األدباء يف عصره‪ُ ،‬‬
‫يف العصر الحديث بعدَ انقطا ٍع‪.‬‬

‫ُولد يف َك ْفر ش��يما من أعم��ال لبنان يف (‪1215‬هـ ‪-‬‬


‫‪1800‬م)‪.‬‬
‫كانت أسر ُته يف بداية القرن السابع عشر ُ‬
‫تقطن قرى‬
‫أفراد منه��ا إلى مدينة ِحمص‪ ،‬وراحوا‬
‫ُحوران‪ ،‬فهاجر ٌ‬
‫يكتبون للوالة والحكام ُفأطلق عليهم ُ‬
‫لقب (اليازجي)‬
‫الكاتب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الرتكية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ومعنا ُه يف اللغة‬

‫��س م ّتى ِمن‬ ‫ثم على ُ‬


‫الق ّ‬ ‫العل��وم على وال��ده‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫تعلّ��م‬
‫بي��ت ش��باب‪ُ ،‬‬
‫وش��غف بالمطالع��ة‪ ،‬وتعلّ��م الص��رف‬
‫والنحو والبدي��ع والعروض والمنط��ق والفقه والطب‬
‫‪19‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫جميعا ما عدا‬
‫ً‬ ‫وغيرها‪ ،‬وقد أ ّلف يف تلك العلوم‬
‫القديم َ‬
‫ش��اعر زج ٌ‬
‫ّ��ال‪ ،‬نظم القصائدَ‬ ‫ٌ‬ ‫هتيـ ًبا‪ ،‬وهو إلى هذا‬
‫الفقه ُّ‬
‫عف��و الخاطر يف صباه‪ ،‬وف��اق من تقدمه يف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واألزج��ال‬
‫الـج َّم ِل (‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫حساب ُ‬ ‫التاريخي على‬
‫ّ‬ ‫نظم الشعر‬

‫حس��اب الح��روف المق َّطع��ة عل��ى‬ ‫الـج َّم ِ‬


‫��ل‪ :‬ه��و‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫��اب ُ‬
‫((( ح َس ُ‬
‫األبجدي��ة‪ ،‬وه��ي‪ :‬أبج��د‪ ،‬ه��وز‪ ،‬حط��ي‪ ،‬كلمن‪ ،‬س��عفص‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حرف عد ًدا ُيقاب ُله‪،‬‬ ‫يضع ِّ‬
‫لكل‬ ‫ُ‬
‫بحيث ُ‬ ‫قرش��ت‪ ،‬ثخذ‪ ،‬ضظغ‪.‬‬
‫بواحد وينتهي ٍ‬
‫بألف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يبد ُأ‬
‫وكبير‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫صغير‬
‫ٌ‬ ‫وله طريقان‪:‬‬
‫قال ابن ٍ‬
‫دريد‪ :‬ال أحسبه عرب ًّيا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الـج َم��لِ‪ ،‬بالتخفي��ف‪ .‬قال ابن‬
‫حس��اب ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعضهم‪ :‬هو‬‫وق��ال ُ‬
‫ولست منه على ٍ‬
‫ثقة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِس َ‬
‫يده‪:‬‬
‫انظ��ر‪ :‬لس��ان الع��رب البن منظ��ور (‪ ،)128 /11‬وش��مس‬
‫العل��وم للحمي��ري (‪ ،)1159 /2‬والمعج��م الوس��يط (‪/1‬‬
‫‪.)136‬‬
‫‪20‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫نجم الش��يخ ناصيف وه��و بعدُ يف السادس�� َة‬


‫تألّ��ق ُ‬
‫ّ‬
‫بالخط عناي ًة‬ ‫وعن��ي‬ ‫عش��ر َة من عمره بم��ا كان ُ‬
‫ينظمه‪ُ ،‬‬
‫ره إلى البطريرك‬ ‫خاص�� ًة ّ‬
‫فجوده وب��رع فيه‪ ،‬فوصل خ�ب ُ‬
‫ليكتب له يف دي��ر (القرقفة) الواقع‬
‫َ‬ ‫أغناطي��وس فدع��اه‬
‫عل��ى هضبة م��ن هضبات كفر ش��يما‪ ،‬فبق��ي عنده مد َة‬
‫س‬
‫س��نتين‪ ،‬ث��م رجع بعده��ا إلى قريت��ه ليواصل ال��دَّ ْر َ‬
‫ض ّ‬
‫الشعر‪.‬‬ ‫والمطالع َة و َق ْر َ‬

‫ره باألمي��ر بش��ير الش��هابي‪ ،‬فاس��تدناه‬


‫اتّص��ل خ�ب ُ‬
‫اثنتي عش��ر َة س��ن ًة‪ ،‬ثم‬
‫واس��تخدمه يف أعمال��ه الكتابية ْ‬
‫اليازجي بعدها إل��ى بيروت ع��ام (‪1840‬م) بعد‬
‫ُّ‬ ‫ع��اد‬
‫الش��هابي على مغ��ادرة البالد‪ ،‬فاتّصل‬ ‫األمير‬ ‫رغ��م‬‫أ‬‫أن ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫والس��يما‬
‫ّ‬ ‫يصحح مطبوعاهتم‬
‫باإلرس��اليين األمريكان ِّ‬
‫‪21‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الدكتور‪/‬‬
‫ُ‬ ‫المقدس الذي كان قد باشر ترجم َته‬
‫ّ‬ ‫الكتاب‬
‫عض��وا يف الجمعية الس��ورية‬
‫ً‬ ‫عال��ي س��ميث‪ ،‬ودخ��ل‬
‫علمي‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫بمجمع‬
‫ٍ‬ ‫القومي��ة‪ ،‬وهي إذ ذاك أش��به ما تك��ون‬
‫الكثي��ر؛ ل ُيفيدوا م��ن معرفته المدهش��ة‬
‫ُ‬ ‫فالت��ف حو َل��ه‬
‫ّ‬
‫للعربية ومن ثقافته الواسعة يف النحو والبيان‪ ،‬فتتلمذوا‬
‫عليه‪ ،‬وجعله األمريكان أس��تا ًذا يف مدارس��هم‪ ،‬وس��ار‬
‫ِذ ْك ُره يف البالد العربية قاطب ًة‪ ،‬وراسله ُ‬
‫كبار الشعراء‪.‬‬

‫اليازج��ي على نفس��ه‬


‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ناصي��ف‬ ‫ُ‬
‫الش��يخ‬ ‫وق��د أخ��ذ‬
‫فحب َبها إلى‬
‫تناولها‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫وعمل على تقريب ُم َ‬ ‫هتذيب اللغة‪،‬‬
‫َ‬
‫الناس على المساهمة يف إحياء تراث‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حمل‬ ‫القلوب؛ إ ْذ‬
‫اللغة ونشره‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫اليازجي فيما وضع من المؤلفات المختلفة‬


‫ُّ‬ ‫واقتصر‬
‫على التلخيص‪ ،‬والتقريب‪ ،‬ومجاراة العرب األقدمين‬
‫فيما ص ّنفوا وأ ّلفوا‪.‬‬

‫َ‬
‫ازدان هبا و ُتنوقلت عنه‪ ،‬أنه لم يكن‬ ‫ِ‬
‫ومن صفاته التي‬
‫يتمح ْصه‪،‬‬
‫را لم ّ‬ ‫ب��ت ُح ْك ًما ل��م يتح ّق ْقه‪ ،‬وال ُي ّ‬
‫ؤكد خ�ب ً‬ ‫َي ُّ‬
‫النظر فيه��ا‪ ،‬وكان هذا دأ َبه يف‬
‫َ‬ ‫ثب��ت رواي ًة ل��م ُي ِعد‬
‫وال ُي ُ‬
‫ِ‬
‫وش��هامة ُخ ُلقه‪ .‬وله‬ ‫ِ‬
‫لحصافة عقل��ه‬ ‫حديث��ه وكتابات��ه؛‬
‫المشهور الذي جرى اً‬
‫مثل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫البيت‬
‫ُ‬

‫��ط فـي أم��رٍ َج َ��رى‬


‫��ن ق��ال‪ :‬ال أغ��ل ُ‬
‫َم ْ‬
‫ف���إن���ه���ا أو ُل َغ���� ْل���� َط ٍ‬
‫����ة ُت�����رى!‬ ‫ّ‬

‫‪23‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫و َيق��ول معاص��روه‪ :‬إنه كان واس��ع االط�لاع‪ ،‬كثير‬


‫ِ‬
‫وأس��ماء‬ ‫ِ‬
‫بتواريخها‬ ‫النِّ��كات والن��وادر‪َ ،‬يروي القص�� َة‬
‫أصحابِها وأمكنتِهم!‬

‫َ‬
‫وأحاديث‬ ‫أمورا كثي��ر ًة‪،‬‬
‫و ُي��روى عنه أن��ه كان يذكر ً‬
‫خمس‬
‫َ‬ ‫عم��ره‬
‫ُ‬ ‫ي��وم كان‬
‫س��معها َ‬
‫َ‬ ‫وقع��ت له أو‬
‫ْ‬ ‫غريب�� ًة‪،‬‬
‫سنوات!‬

‫قوة ذاكرته ما ُيروى‪ :‬أن��ه كان إذا نظم‬


‫ومن غري��ب ّ‬
‫الشعر ال يكتبه بي ًتا بي ًتا‪ ،‬بل كان ينظم القصيد َة يف ذاكرته‬
‫َ‬
‫ثم يكت ُبها بعدَ َ‬
‫ذلك!‬

‫ُ‬
‫فيرسخ‬ ‫كتاب يقرؤه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يحفظ زبد َة ُك ِّل ٍ‬ ‫و ُي ُ‬
‫قال‪ :‬إنه كان‬
‫األيام! وق ّلما طالع كتا ًبا واحتاج‬
‫ُ‬ ‫تذهب به‬
‫ُ‬ ‫يف ذهن��ه فال‬
‫إلى مطالعته مر ًة ثاني ًة!‬
‫‪24‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫عر المتنبي‬ ‫القرآن آي ًة آي ًة! ِ‬


‫وش َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يحفظ‬ ‫وذكروا أنه كان‬
‫ٍ‬
‫بحرف!‬ ‫بي ًتا بي ًتا‪ ،‬ال ُي ِخ ُّل‬

‫َ‬
‫ناصيف‬ ‫َ‬
‫الشيخ‬ ‫محمد الغزالي‪ُ :‬ذكر ّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الش��يخ‬ ‫قال‬
‫اليازجي أوصى ول��دَ ه إبراهيم لتقوية براعته يف األدب‬
‫ّ‬
‫العلم‬
‫ِ‬ ‫ف��وق أقرا َن َ‬
‫��ك يف‬ ‫أن َت َ‬
‫ش��ئت ْ‬
‫َ‬ ‫العرب��ي اً‬
‫قائل‪« :‬إذا‬
‫ِ‬
‫القرآن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بحف��ظ‬ ‫َ‬
‫فعلي��ك‬ ‫ِ‬
‫اإلنش��اء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وصناع��ة‬ ‫ِ‬
‫واألدب‪،‬‬
‫ِ‬
‫البالغة»(‪.)1‬‬ ‫وهنج‬
‫ِ‬

‫((( القرآن وليلة القدر للغزالي (ص‪.)29 /‬‬


‫تقي الدين الهاللي‪ّ :‬‬
‫«إن األدبا َء من نصارى‬ ‫العلم ُة ُّ‬
‫وقال اّ‬
‫يحرص��ون َّ‬
‫كل الح��رص عل��ى ق��راءة القرآن ال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الع��رب‬
‫ليتمكنوا م��ن الفصاحة إذا تك ّلموا‬
‫ّ‬ ‫ل َيدينوا باإلس�لام‪ ،‬بل‬
‫أو كتب��وا باللغة العربية‪ ،‬ومن الفهم الصحيح إذا قرؤوا ما‬
‫=‬ ‫ ‬‫ُتب هبا‪.‬‬
‫ك َ‬
‫‪25‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫عرف قائ َله‪ ،‬وربما َ‬


‫ذكر‬ ‫سمع بي ًتا من الشعر اّإل َ‬
‫ولم َي ْ‬
‫أيام‬ ‫الس��بب ال��ذي َ‬
‫قيل من أجله! وقد وع��ى يف صدره َ‬ ‫َ‬
‫ونوادر أخبا ِرها!‬
‫َ‬ ‫وأشعارها‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العرب‬

‫أن ه��ذه المز ّي َة التي ُخ ّ‬


‫��ص هبا كانت من‬ ‫ري��ب َّ‬
‫َ‬ ‫وال‬

‫ِ‬
‫يكت��ف بق��راءة القرآن ب��ل حف َظه ع��ن ِ‬
‫ظهر‬ ‫وبعضه��م ل��م‬
‫ُ‬ ‫=‬
‫قلب‪ ،‬كالش��يخِ ناصيف اليازجي والش��يخ إبراهيم اليازجي‪،‬‬‫ٍ‬
‫العربي البس�� ًة ُح ّل ًة من‬
‫ِّ‬ ‫ج��اءت تآلي ُفهم��ا يف األدب‬
‫ْ‬ ‫فلذل��ك‬
‫الدخي ِل والمو َّل ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البهاء والبالغة َت ْس ُ‬
‫��حر األلباب‪ ،‬نظيف�� ًة من ّ‬
‫ِ‬
‫الباردة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الثقيلة‬ ‫والرتاكيب األعجم ّي ِة‬
‫ِ‬
‫حريصا على التعبير بعبارة‬
‫ً‬ ‫إبراهيم اليازجي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الش��يخ‬ ‫وقد كان‬
‫ليرش��دهم يف‬
‫َ‬ ‫ولـم��ا دع��اه النصارى‬
‫كل الح��رص‪َّ ،‬‬ ‫الق��رآن َّ‬
‫ِ‬
‫العبارات البليغ َة فيرفضوهنا‬ ‫ترجمة األناجيل كان يختار لهم‬
‫ِ‬
‫القرآن! انظر كتابه‪« :‬كَشف‬ ‫ِ‬
‫عبارات‬ ‫تعص ًبا‪ ،‬زاعمين أهنا تشبه‬
‫ِ‬
‫الرحلة إلى أور َّبا»‪ .‬تقويم ا ِّللسان ْين (ص‪.)38 :‬‬ ‫الـم َخ َّبا يف‬
‫ُ‬
‫‪26‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫األس��باب المهمة التي س��اعدتْه على بلوغ ما بلغه من‬


‫العلم وسعة المعارف‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بم��رض‬ ‫ُأصي��ب يف آخ��ر عم��ره س��نة (‪1869‬م)‬
‫داره‪ .‬وكان له‬
‫األيس��ر‪ ،‬فلزم َ‬
‫ُ‬ ‫��طره‬ ‫ُع ٍ‬
‫ضال ّ‬
‫تعطل منه َش ُ‬
‫ُ‬
‫الحزن‪،‬‬ ‫اس��مه‪ :‬حبيب‪ُ ،‬فوجئ بوفاته‪ ،‬فاس��تبدَّ به‬
‫ُ‬ ‫ولدٌ‬
‫آخر‬ ‫ٍ‬
‫بقصيدة لم يقدر على إتمامها‪ ،‬وهي ُ‬ ‫وأخ��ذ يرثيه‬
‫لش��دة حزنه عليه‪ ،‬س��نة‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫بقليل؛‬ ‫م��ا َن َظم‪ ،‬فم��ات بعدَ ه‬
‫(‪1288‬هـ ‪1871 -‬م)‪.‬‬

‫كت��ب كثي��ر ٌة‪ ،‬منه��ا‪( :‬مجم��ع البحري��ن) وهو‬


‫ٌ‬ ‫ل��ه‬
‫مقاما ُت��ه‪ ،‬و(فص��ل الخطاب) يف قواعد اللغ��ة العربية‪،‬‬
‫فن الصرف‪ ،‬و( ُقطب الصناعة يف‬
‫و(الجوهر الفرد) يف ّ‬
‫الطب القديم)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أص��ول المنطق)‪ ،‬و(الحجر الكريم يف‬

‫‪27‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫و(فاكه��ة الندم��اء يف مراس�لات األدب��اء)‪ ،‬و(رس��الة‬


‫و(الع ْرف‬
‫َ‬ ‫تاريخية يف أحوال لبنان يف عهده اإلقطاعي)‪،‬‬
‫الطيّ��ب يف ش��رح ديوان أب��ي الطيب) ش��رح فيه ديوان‬
‫اللغوي‬
‫ُّ‬ ‫األدي��ب‬
‫ُ‬ ‫العل ُ‬
‫مة‬ ‫المتنب��ي‪ّ ،‬‬
‫هذب��ه وأكمله اب ُن��ه اّ‬
‫و(نار ِ‬
‫القرى يف ش��رح َجوف ال َفرا)‬ ‫ُ‬ ‫إبراهي��م اليازجي‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يف النحو‪ ،‬و(مختارات اللغة)‪،‬‬

‫ٍ‬
‫مطبوعة س��ماها‪( :‬النبذة‬ ‫دواوين ش��عر ّي ٍة‬
‫َ‬ ‫وله ُ‬
‫ثالثة‬ ‫ُ‬
‫األولى)‪ ،‬و(نفحة الريحان)‪ ،‬و(ثالث القمرين)‪.‬‬

‫لطيف شعره قو ُله‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ومن‬

‫سبيل‬
‫اً‬ ‫ِ‬
‫ال���ن���اس يف ال��دن��ي��ا‬ ‫َأ َض ُّ‬
‫������ل‬
‫ِ‬
‫ث������اق‬‫ب������ات م��ن��ه��ا يف َو‬
‫َ‬ ‫����ح����ب‬
‫ٌّ‬ ‫ُم‬

‫‪28‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫وأ ْخ����س����ر م��ا ي��ض��ي��ع ال��ع��م��ر ِ‬


‫فيه‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ل��ل��ر ِ‬
‫ف��اق!‬ ‫��ع‬
‫ُ‬ ‫��ج��م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ال��م��ال‬ ‫���ض ُ‬
‫���ول‬ ‫ُف ُ‬
‫ِّ‬ ‫ُ َ‬
‫ك��ت��اب‬
‫ٌ‬ ‫اش��ت��غ��ل��ت ب���ه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأف���ض���ل م���ا‬
‫ال����م ِ‬
‫����ذاق‬ ‫���ل���و َ‬ ‫ٌ‬
‫ج��ل��ي��ل ن���ف��� ُع��� ُه‪ُ ،‬ح ُ‬
‫���ط���ن ل��ب ٍ‬
‫��ي��ب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ح������اذق َف‬ ‫وع ْ‬
‫�����ش�����ر ُة‬ ‫ِ‬
‫ال����د ِ‬
‫ق����اق‬ ‫ِ‬
‫م��ع��ان��ي��ه ِّ‬ ‫���ف���ي���د ُك م���ن‬
‫ُ‬ ‫ُي‬
‫ينهض م��ن ُخ��م ٍ‬
‫��ول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه��ن��اك ال��م��ج ُ��د‬
‫ب��ص��اح��بِ��ه إل����ى أع���ل���ى ال���ط ِ‬
‫ِّ���ب���اق‬
‫ِ‬
‫ال��ن��اس ح َّتى‬ ‫��ن‬ ‫ِّ‬ ‫وي ِ‬
‫ك��ر ب��ي َ‬
‫َ‬ ‫ال��ذ‬ ‫��ي‬‫��ن��ش‬ ‫ُ‬
‫ِ (‪)1‬‬ ‫ي���ق���وم ِ‬
‫ب���ه ع��ل��ى ق����د ٍم وس������اق!‬ ‫َ‬

‫((( ديوانه (‪.)245‬‬


‫‪29‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫عبد الس��تا ِر ُ‬
‫بن‬ ‫ُ‬
‫الش��يخ ُ‬ ‫الـمس��نِ ُد‪،‬‬ ‫ُ‬
‫المؤرخ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫قال عن ُه‬
‫ش��اعر‪ ،‬له ٌ‬
‫نباهة‬ ‫ٌ‬ ‫أديب‬ ‫ِ‬
‫الوهاب البكري الصدّ يقي‪ٌ :‬‬ ‫ِ‬
‫عبد‬
‫اليازجية»‬
‫ّ‬ ‫س��ماها‪« :‬المقام��ات‬ ‫ٍ‬
‫مقامات ّ‬ ‫فه ِمي ٌ‬
‫ّ��ة‪ .‬أ ّلف‬ ‫ْ‬
‫الش��يخ‬
‫ِ‬ ‫أو «مجم��ع البحري��ن»‪ ،‬ع��ارض فيها مقاماتِ‬
‫ٌ‬
‫بليغ��ة يف علم‬ ‫ِ‬
‫الفاض��ل أب��ي القاس��م الحريري‪ .‬ل��ه يدٌ‬
‫صاحب‬
‫َ‬ ‫غواصا على جواهر اللغات النحو ّية‪،‬‬
‫ً‬ ‫العربية‪،‬‬
‫ّ‬
‫ود ْر ٍ‬
‫بة(‪.)1‬‬ ‫فك ٍر و ِر ّق ٍة ُ‬

‫ُ‬
‫الشيخ ُ‬
‫عبد الهادي نجا اإلبياري األزهري‬ ‫فيه‬ ‫َ‬
‫وقال ِ‬
‫ِ‬
‫إسالمه‪:‬‬ ‫ويأسى على عد ِم‬
‫(ت ‪1306‬هـ) يمدحه َ‬

‫((( انظ��ر‪ :‬في��ض الملك الوه��اب المتعال��ي بأنباء أوائ��ل القرن‬


‫بتصرف ٍ‬
‫يسير‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الثالث عشر والتوالي (ص‪)1934 /‬‬
‫‪30‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ال��ده��ر َبيرو‬ ‫َ‬


‫��ف‬ ‫ص‬ ‫��‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫��د‬
‫ْ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫��ص��ي ٍ‬
‫��ف‬ ‫بِ��نَ ِ‬
‫ُ‬
‫��ؤد ْد‬ ‫فأضح��ت َتتي�� ُه يف َث ِ‬
‫��وب ُس ْ‬ ‫ْ‬ ‫َت‪،‬‬

‫المــــــ‬ ‫َّ‬
‫��ل‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ت ُت ِ‬
‫فاخ‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫أص‬ ‫ن‬‫و َلئِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ َ َ‬
‫ُ‬
‫الح��ال َي ْش َ‬
‫��ه ْد‬ ‫��ري‬ ‫ـ��د ِن ْ‬
‫أض َح��ى َل َع ْم َ‬ ‫ْ‬

‫��وي��ا‬ ‫��ي��س‬ ‫��ه ِ‬


‫ع‬ ‫��ل ِ‬ ‫��ـ��م��ع��ن��ا بِ ِ‬
‫��ـ��م�� ْث ِ‬ ‫م���ا س ِ‬
‫َ ًّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أح��م��د»!‬
‫ْ‬ ‫«م�� ْع ِ‬
‫��ج ِ��ز‬ ‫ِ‬
‫��ل‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫��‬ ‫يتحدى بِ��ـ ِ‬
‫��م‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫��س��ـ‬
‫أح َ‬‫راري يف ْ‬
‫وال������د َّ‬
‫َّ‬ ‫ال����د َّر‬
‫��م ُ‬ ‫َن�� َظ َ‬
‫���د‬
‫���ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫��ط ِ‬
‫ـ���ن ِس��ـ��م ٍ‬
‫ِ‬
‫وم َّ‬
‫َ‬ ‫ال��ب��ي��ان‬ ‫����ن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫���وي‬ ‫����ع����ي َل����ك����نَّ����ه ِ‬
‫أ ْل����ـ����م ِ‬
‫���ي���س ٌّ‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬
‫ّ��د!‬ ‫��ل ِد ِ‬
‫ي����ن م��ح��م ْ‬ ‫ك���ان أول���ى ب��ف��ض ِ‬
‫َ‬

‫‪31‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫�����وى بِ�� َك��وث��رِ ِه ال�� َع ْ��ذ‬


‫����ر ّوى ْار َت َ‬
‫ل��و َت َ‬
‫جح ْد‬ ‫ي‬ ‫ب��ات‬
‫َ‬ ‫��ن‬ ‫م‬ ‫ء‬ ‫��ا‬‫م‬‫ب‪ ،‬وأروى ظِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ل��ى َيقضي علينا بما شا‬
‫��و ً‬ ‫ُح�� ْك ُ‬
‫��م َم ْ‬
‫���د‬
‫���ر َم ْ‬‫س‬ ‫ع���ن ال��ت��و ُّل ِ‬
‫��د‬ ‫ِ‬ ‫َء‪ ،‬ت��ع��ال��ى‬
‫َ ْ‬
‫صي��ف) ب َف ٍ‬
‫ض��ل‬ ‫ُ‬ ‫ُد ْم َح َ‬
‫لي��ف ال ُع�لا ( َن‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ��د‬ ‫��ن َح ْ��م ٍ��د ُم َ‬
‫��ؤي ْ‬ ‫��س ِ‬
‫وح ْ‬
‫ال ُي���وا َزى‪ُ ،‬‬
‫***‬

‫((( األزهر وأثره يف النهضة األدبية الحديثة (‪.)34 /3‬‬


‫‪32‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الـخ اَل َص ِة‬


‫ُخ اَل َص ُة ُ‬
‫الع َربِ ِّ‬
‫ـي‬ ‫يف ال َّن ْح ِو َ‬

‫‪33‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الـخ اَل َص ِة يف ال َّن ْح ِو َ‬


‫الع َربِ ِّ‬
‫ـي‬ ‫ُخ اَل َص ُة ُ‬
‫��ي��ن ُي ْبنَى‪:‬‬ ‫ح‬‫��ط ال�� َك�َل�اَ ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ - 1‬ب��س��ائِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ف َم ْعنَى‬
‫���ر ُ‬ ‫ح‬ ‫ـم‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫��ل‬‫ع‬ ‫��‬‫اِس���م‪ ،‬وفِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٌ‬

‫الحرف‬ ‫ّب منها‪ .‬وق َّي َد‬ ‫ِ‬


‫ببس��ائط الكال ِم‬
‫َ‬ ‫أجزاؤه التي يرتك ُ‬ ‫ُ‬ ‫((( أرا َد‬
‫الهجاء فإنه ال ُيؤتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حرف‬ ‫احرتازا عن‬
‫ً‬ ‫��ه إلى المعنى؛‬ ‫بإضافتِ ِ‬

‫به لمعنًى‪.‬‬
‫الممتد‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫العربية للواس ِع‬‫ِ‬ ‫س��يط‪ ،‬وأص ُله يف‬ ‫ٍ‬ ‫جمع َب‬ ‫ُ‬
‫[والبسائط‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للعربية استعملو ُه‬ ‫اليونان‬ ‫ب‬ ‫أن المنطقيين َل َّما ترجموا ُك ُت َ‬ ‫غير َّ‬ ‫َ‬
‫الحرف‬‫ُ‬ ‫النحو فقال��وا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ��ب‪ ،‬وأخذ ُه علم��ا ُء‬ ‫لم��ا ُيقابِ ُل المرك َ‬
‫ِ‬
‫بالبسيط المفر َد‪.‬‬ ‫َّب‪ ،‬مريدي َن‬ ‫ُ‬
‫والحرف المرك ُ‬ ‫ُ‬ ‫البسيط‬
‫اعرتض‬ ‫َ‬ ‫السهيلي‪« :‬وال يلز ُمه ما‬ ‫ِّ‬ ‫قول أبي القاس�� ِم‬ ‫ذلك ُ‬ ‫ومن َ‬
‫ِ‬
‫المركبات‬ ‫يجوز يف‬
‫ُ‬ ‫المفعول عليها‪ ،‬ألن ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقديم‬ ‫ِ‬
‫سيبويه يف‬ ‫ِ‬
‫عليه‬
‫‌البسائط»‪ .‬نتائج الفكر يف النحو (ص‪.)100 :‬‬ ‫ِ‬ ‫يجوز يف‬ ‫ُ‬ ‫ما ال‬
‫البيت استعمالاً ُلغو ًّيا‪ ،‬وأرا َد ِبه‬ ‫ِ‬ ‫الناظم البنا َء يف‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫استعمل‬ ‫ِ‬
‫وقد‬
‫تركيب الكال ِم]‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪34‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ف واسـما ِم ْث َله و ِ‬
‫الف ْع َل ل‬ ‫ُ َ‬ ‫الـح ْر َ َ ْ ً‬
‫‪َ - 2‬و َ‬
‫(‪)1‬‬
‫��وا‪َ ،‬و َأ ْع َر َب��وا َم��ا َف ِض�َلَ‬‫اس�� ٍم َبنَ ْ‬‫َك ْ‬
‫اس�� ِم‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫��ل ِم ْث َل فِ‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫‪ - 3‬واس��ـما َك ِ‬
‫ف‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ً‬
‫(‪)2‬‬
‫�����م‬ ‫ض‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫اِف��� َت���ح لِ��ـ��م��نْ�� ِع ص���رفِ ِ‬
‫���ه‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫واالس��م الذي ُيش��ب ُه‬


‫َ‬ ‫الحرف‪،‬‬
‫َ‬ ‫ن��وا‪:‬‬
‫الع��رب ق��د َب ْ‬
‫َ‬ ‫إن‬ ‫ُ‬
‫يق��ول‪َّ :‬‬ ‫(((‬
‫واإلش��ارات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والموص��والت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الضمائ��ر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الح��رف؛ وه��و‪:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الظروف‪،‬‬ ‫وبعض‬ ‫والكنايات‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫واألصوات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وأسما ُء األفعال‪،‬‬
‫االس��م؛ وهو الماضي‬‫َ‬ ‫َ‬
‫والفع��ل الذي ال ُيش��ب ُه‬ ‫َّب��ات‪،‬‬
‫والمرك ُ‬
‫واألمر‪.‬‬
‫ُ‬
‫االس��م الذي ال ُيش��ب ُه‬ ‫ِ‬
‫األلفاظ؛ وهو‪:‬‬ ‫بقي م��ن‬
‫ُ‬ ‫وأعرب��وا م��ا َ‬
‫ُ‬
‫والفعل الذي يش��به‬ ‫ِ‬
‫االس��مية‪،‬‬ ‫الح��رف‪ ،‬وه��و المتم ِّك�� ُن يف‬
‫َ‬
‫المضارع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫االسم؛ وهو‬
‫َ‬
‫ينصرف ‪ -‬يجري يف‬
‫ُ‬ ‫وهو م��ا ال‬
‫الفعل ‪َ -‬‬ ‫االس��م الذي ُيش��ب ُه َ‬
‫ُ‬ ‫(((‬
‫المضارع ‪=،-‬‬
‫ُ‬ ‫االسم ‪ -‬وهو‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اإلعراب مجرى الفع ِل الذي ُيشب ُه‬
‫‪35‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫اج َـم ِع‬ ‫ث َو ْ‬ ‫ب َو ِز ْن َوا ْع ِد ْل َو َأ ِّن ْ‬ ‫‪َ - 4‬ر ِّك ْ‬


‫(‪)1‬‬
‫ف َت ْـمنَ ِع‬
‫ج ْم َو َع ِّر ْ‬ ‫ف َوا ْع ِ‬ ‫َو ِز ْد َو ِص ْ‬
‫ـم َن ِّ��و ِن‬ ‫ث‬‫ُ‬ ‫وف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ـم‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫��ق‬ ‫‪ - 5‬و َأ ْط ِ‬
‫��ل‬
‫َّ‬ ‫َ ُ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫��ذ لِ ْل ِ‬
‫��ر ْك َما ُبن ْي‬
‫ْ َ ُ‬‫ت‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫الـج ْز َم ُخ ْ‬
‫َو َ‬

‫كسر وال ُي َّنو ُن كما يف الفعلِ‪:‬‬ ‫فقط وال ُي ُ‬ ‫ضم ْ‬ ‫فتح و ُي ُّ‬ ‫= ف ُي ُ‬
‫ِ‬
‫كاسم‬ ‫تمييزا له َعما ِ‬
‫فيه َش�� َب ُه الفع ِل‬ ‫قال‪« :‬لمن ِع صرفِه» ً‬ ‫وإنما َ‬
‫َّ‬
‫الفاع ِل ولكنَّ ُه ال يجري هذا المجرى؛ لكونِ ِه ُمنصر ًفا‪.‬‬
‫الس��ابق ذكر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َ‬
‫ل��ل المانعةَ‪،‬‬ ‫ِ َ‬ ‫البيت‬ ‫الصرف يف‬ ‫((( لم��ا َذك ََر َ‬
‫منع‬
‫ِ‬
‫البيت‪.‬‬ ‫التسع المذكور ُة يف هذا‬ ‫وهي‬
‫ُ‬
‫اإللحاق‪ ،‬فقال‪:‬‬‫ُ‬ ‫اآلثاري ِع ّل ًة عاشر ًة وهي‬
‫ُّ‬ ‫[وزاد‬
‫واج َم ِع‬
‫ِّث ْ‬ ‫ف وا ْع ِد ْل َ‬
‫وأن ْ‬ ‫ف َو ِص ْ‬ ‫َع ِّر ْ‬
‫ح ْق َت ِعي‬‫وزد َأ ْل ِ‬
‫ِّ��ب ِ ْ‬‫ج ْم َو ِز ْن َرك ْ‬ ‫اِ ْع ِ‬
‫كفاية الغالم يف إعراب الكالم (ص‪.])47 /‬‬
‫ِ‬
‫الحركات ُم َّنو ًنا‪ ،‬واجعلِ=‬ ‫جميع‬ ‫ِ‬
‫المنصرف‬ ‫ِ‬
‫االسم‬ ‫((( َأ ْج ِر على‬
‫َ‬
‫‪36‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫��ظ ح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫���ل إِ ْع����رِ ٍ‬


‫��اص ُ��ل‬ ‫اب بِ�� َل�� ْف َ‬ ‫‪َ - 6‬و ُك ُّ‬
‫ِ ُ (‪)1‬‬ ‫َّ��ة َح�� ْي ُ‬ ‫َأو نِ��ي ٍ‬
‫��ث َد َع�����ا ُه ال�� َع��ام��ل‬ ‫ْ‬
‫ي َق ْد ُأ ْسن ِ َدا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْف ُع في ْاس ٍم ل َّلذ ْ‬ ‫‪َ - 7‬ف َّ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫��س��نَ ِ��د ِم��نْ�� ُه ا ْع�� ُت��م َ‬
‫��دا‬ ‫��م‬
‫ْ َ ُ ْ‬ ‫ـ‬ ‫��‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫إِ َل��ي ِ‬
‫��ه‬
‫ٍ‬
‫ش��يء من‬ ‫ليس��ت يف‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المبنيات؛ فإهنا‬ ‫ِ‬
‫واترك‬ ‫= الجز َم للفعلِ‪،‬‬
‫ِ‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالنية‬ ‫الظاه��ر‪ ،‬أو‬ ‫وهو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إن َّ‬
‫((( يق��ول‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫يك��ون باللفظ َ‬ ‫إع��راب‬ ‫كل‬
‫ذلك ُ‬
‫حيث يدعو ُه‬ ‫ُ‬
‫يكون َ‬ ‫ـح اًّل‪ ،‬وإنما‬
‫تقديرا أو َم َ‬
‫ً‬ ‫وه��و ما َ‬
‫كان‬ ‫َ‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫َ‬ ‫فقد‬ ‫َ‬
‫العامل َ‬ ‫فقد‬ ‫ُ‬
‫العامل‪ ،‬فإذا َ‬
‫ُ‬
‫ويدخ��ل تح َت ُه‬ ‫يك��ون للمس��ن َِد ِ‬
‫إليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫االس��م‬ ‫الرف��ع يف‬ ‫أي َّ‬
‫أن‬
‫َ‬ ‫((( ْ‬
‫ُ‬
‫والفاعل ونائ ُبه‪.‬‬ ‫المبتد ُأ‬
‫ويدخل تح َت ُه خربُ المبتدأِ والصف ُة التي ُيبتد ُأ‬
‫ُ‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وللمسند ً‬
‫بعدها‪،‬‬ ‫َ‬
‫أخواك؟”؛ فإهنا مس��نَد ٌة إلى ما َ‬ ‫“ه ْل ٌ‬
‫قائم‬ ‫نحو‪َ :‬‬
‫هب��ا‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫لعارض‪=.‬‬ ‫ف عن ُه‬‫شكل بما تخ َّل َ‬ ‫ِ‬
‫بحسب الوضعِ‪ ،‬فال ُي ُ‬ ‫َ‬
‫وذلك‬
‫‪37‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫���و إِ َذا ُج ِّ‬


‫���ر َد َل�� ْف�� ًظ��ا ُي ْع َت َب ْـر‬ ‫‪َ - 8‬و ْه َ‬
‫��دا‪ ،‬وا ْلـمس��نَ ُد ال َّتالِ‬
‫ـ��ر‬‫ب‬‫خ‬ ‫��ي‬ ‫بِا ْل ُـم ْب َت َ َ ُ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬

‫��د َم َس َّد‬ ‫بعدها اً‬


‫فاعل َس َّ‬ ‫ُ‬
‫يكون ما َ‬ ‫= [والصف ُة التي ُي ْب َتد ُأ هبا ُهنَا‬
‫الخربِ]‪.‬‬
‫ويف قولِه‪“ :‬اع ُت ِم َدا” إشار ٌة إلى ذلك‪.‬‬
‫يليه خربٌ ل ُه‪.‬‬‫((( االسم إذا جرد لف ًظا فهو المبتد ُأ‪ ،‬والمسن َُد الذي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫ُ‬
‫التجر ُد عن‬ ‫وه��و‬ ‫��ه‪« :‬لفظ��ا» ما يق��و ُم به االبت��دا ُء؛‬ ‫أراد بقول ِ ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اللفظية‪.‬‬ ‫العوام ِل‬
‫“ه ْل‬ ‫ِ‬
‫الس��ابق‪ ،‬يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫واحرتز بقول ِ ِه‪“ :‬التالي” عن‬
‫نحو‪َ :‬‬ ‫المس��ند‬ ‫َ‬
‫ليس بخربٍ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أخواك؟”‪ ،‬فإن ُه َ‬ ‫قائم‬
‫ٌ‬
‫نت‬
‫بع��ده تع َّي ْ‬
‫الوصف ما َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫يطاب��ق‬ ‫ابن هش��امٍ‪“ :‬وإذا لم‬ ‫َ‬
‫[ق��ال ُ‬
‫نحو‪‌“ :‬أقائم ‌أخواك”‪ .‬أوضح المس��الك إلى ألفية‬
‫ابتدائي ُته‪ُ ،‬‬
‫ابن مالك (‪.])192 /1‬‬
‫زي��د”؛ َّ‬
‫ألن الع�بر َة بالوض��عِ‪= .‬‬ ‫“قائ��م ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫بنح��و‪:‬‬ ‫وال ُيش��كِ ُل‬
‫‪38‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ان َأ َق��ا َم فِ ْع َل�� ُه‬‫‪َ - 9‬أ ْو لاَ ‪ ،‬فِـ��إِ ْن َك َ‬


‫َ (‪)1‬‬
‫���ب ل���� ُه‬ ‫���ل‪َ ،‬أو لاَ َف���نَ���ائِ‬ ‫ٌ‬ ‫َف��� َف ِ‬
‫���اع‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫الف ْع ِل َع َلى‬ ‫س ِ‬ ‫ب لِ ْل ُم اَلبِ ِ‬
‫‪َ - 10‬والنَّ ْص ُ‬
‫ِ (‪)2‬‬ ‫���اد إِ َل���ي ِ‬
‫م���ا دو َن إِس���نَ ٍ‬
‫���ه ُج���ع�َلَ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ ْ‬

‫يقول‬ ‫جواز مث ِل هذا‪ِ ،‬‬


‫وفيه ُ‬ ‫ِ‬ ‫خالف بي َن النحويي�� َن يف‬ ‫ٍ‬ ‫= [على‬
‫مالك يف “الخالصة”‪:‬‬ ‫ابن ٍ‬
‫ُ‬
‫��ي‪َ ،‬و َق ْ‬
‫��د‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫��‬‫ن‬
‫َّ‬ ‫��‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ٍ‬
‫م‬ ‫��ا‬ ‫��ه‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫��‬‫و ِق���س وكَ��اس��تِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫��د)]‪.‬‬ ‫��و‪( :‬فائ ٌز ُأو ُلو َّ‬
‫الر َش ْ‬ ‫ـج��و ُز ن َْح ُ‬ ‫َي ُ‬
‫فهو‬ ‫ِ‬ ‫كان فِع ُل ُه ْ‬
‫ف��إن َ‬‫مجر ًدا؛ ْ‬ ‫ُ ِ‬
‫قد قا َم به َ‬ ‫المس��ند إليه إذا لم يك ْن َّ‬ ‫(((‬
‫نائب الفاعلِ‪.‬‬ ‫فهو ُ‬ ‫فاعل‪ ،‬وإلاَّ َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫إس��ناده‬ ‫غير ِ‬
‫جهة‬ ‫الفعل على ِ‬ ‫ُ‬ ‫النصب لـ َِما تع ّل َق ِبه‬ ‫ُ‬
‫يق��ول‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫(((‬
‫َ‬
‫كل ما س��وى الفاع�� ِل ونائبِه من‬ ‫ذل��ك ُّ‬ ‫َ‬ ‫تحت‬
‫ويدخ��ل َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫إلي��ه‪،‬‬
‫متع َّل ِ‬
‫قات الفعلِ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫‪ - 11‬فِـ��إِ ْن ي ُك��ن َن ْف��س ال ِ‬


‫َّ��ذي َت َع َّلـ َقا‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ْ َ َ (‪)1‬‬
‫��س��مَّ��ى ُمطـلـقا‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫��و‬‫ع‬ ‫��‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫��‬ ‫��م‬‫ف‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫بِ ِ‬
‫���ه‬
‫َ ُ ْ ُ َ‬

‫نفس الفع ِل الذي تع ّل َق ِبه يف المعنى‬


‫هو ُ‬‫االس��م َ‬
‫ُ‬ ‫ذلك‬ ‫إن َ‬
‫كان َ‬ ‫((( ْ‬
‫«ضرب��ت ضر ًبا»‪َّ .‬‬
‫فإن‬ ‫ُ‬ ‫نح��و‪:‬‬
‫ُ‬ ‫المطلق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المفع��ول‬ ‫هو‬ ‫َ‬
‫فذل��ك َ‬
‫نفس الفع ِل المتع ّل ِق ِبه‪.‬‬
‫هو ُ‬‫الضرب يف المعنى َ‬
‫َ‬
‫المفاعيل الشرباوي بقولِه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫[وقد نظم ِ‬
‫هذه‬ ‫َ‬
‫مس‪ُ :‬مط َل ٌق‪َ ،‬وبِ ِه‪،‬‬ ‫يل َخ ٌ‬
‫ِمنها الـم َف ِ‬
‫اع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫َوفي��ه‪َ ،‬م ْع ُه‪َ ،‬ل�� ُه‪َ ،‬وان ُظر إِ َل��ى َ‬
‫الـم َث ِل‪:‬‬
‫��دا َة َأ َتى‬
‫بت َضر ًبا َأ َب��ا َعمرٍو َغ َ‬
‫َض َر ُ‬
‫ك لِي!‬
‫ي��ل َخو ًفا ِمن ِع َتابِ َ‬ ‫َو ِج ُ‬
‫ئت َوالنِّ َ‬
‫مفع��ول ِبه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫طل��ق‪ ،‬و(أب��ا ٍ‬
‫عمرو)‬ ‫ٌ‬
‫مفعول ُم ٌ‬ ‫فقو ُل��ه‪َ :‬‬
‫(ضر ًب��ا)‬
‫ٌ‬
‫مفع��ول مع ُه‪،‬‬ ‫َ‬
‫و(النيل)‬ ‫الظ��رف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وهو‬ ‫ٌ‬
‫مفع��ول في َه َ‬ ‫و( َغ��دا َة)‬
‫ِ‬ ‫مفعول له أو ألجلِه‪ ،‬ولم ي ِ‬
‫البيت‪،‬‬ ‫دخ ِل المستثنى يف‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ ْ‬ ‫و(خو ًفا)‬
‫ذلك =‬ ‫ألن َ‬‫بعضهم (المفع��ول ُدونه)؛ َّ‬‫عند ِ‬‫س��مى َ‬ ‫وإن َ‬ ‫ْ‬
‫كان ُي َّ‬
‫‪40‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫‪َ - 12‬أو إِ ْن ي ِصب��ه َفه��و م ْفع��و ٌل بِ ِ‬


‫��ه‬ ‫ْ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ِ ِ (‪)1‬‬ ‫َأو لاَ ‪َ ،‬فمع��ه إِ ْن ي ُك��ن ِ‬
‫��ن َص ْحب��ه‬ ‫م‬
‫َ ْ ُ َ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫‪َ - 13‬أو لاَ ‪َ ،‬ف ِفي ِ‬
‫��ه‪َ ،‬أ ْو َل�� ُه‪َ ،‬أ ْو ُد ْو َن�� ُه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اك‪ ،‬وبِ ِ‬ ‫إِ ْن َك َ‬
‫���و َن��� ُه‬‫ع‬‫���د‬ ‫ي‬ ‫����ه‬ ‫���ان َذ َ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ْ‬

‫والش��تهار تس��ميتِه‬
‫ِ‬ ‫بع��ض أحوال ِ ِ‬
‫��ه ال ُك ِّله��ا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫��ع يف‬‫ِ‬
‫= واق ٌ‬
‫بالمستثنى]‪.‬‬
‫مفعول ِبه‪ ،‬وإلاَّ‬
‫ٌ‬ ‫فهو‬ ‫ِ‬
‫المالب��س ل ُه َ‬ ‫ِ‬
‫االس��م‬ ‫الفعل على‬‫وقع ُ‬ ‫((( إذا َ‬
‫ُ‬
‫المفعول مع ُه‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫ِِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الفعل بمصاح َبته َ‬ ‫وقع‬
‫فإن َ‬
‫مفعول ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫فهو‬ ‫قد وقع ُ ِ‬ ‫فإن َ‬ ‫ْكذلك ْ‬
‫َ‬ ‫((( ْ‬
‫الفعل فيه َ‬ ‫كان ْ َ‬ ‫لـم يكن‬ ‫إن ْ‬
‫ِ‬
‫مفعول َل ُه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ْأو ألجلِه َ‬
‫فهو‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الـمس��تثنى‪،‬‬‫أي ُ‬‫المفعول دو َن ُه‪ْ ،‬‬ ‫وقع خ ْل ًوا من ُه َ‬
‫فهو‬ ‫قد َ‬ ‫كان ْ‬‫ْأو َ‬
‫َ‬
‫قولك‪“ :‬ق��ا َم القو ُم إال‬ ‫وذل��ك َّ‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫وهي عب��ار ُة الجوهري‪،‬‬
‫َ‬
‫ظاهر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫يفيد قيا َمهم دو َن ُه‪َ ،‬‬
‫زيدا” ُ‬
‫ً‬
‫‪41‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫‪َ - 14‬أو لاَ َف��م��ا ي��ب��ي��ن ال��ص�� َف ِ‬


‫��ات‬ ‫َ ُ َ ِّ ُ ِّ‬ ‫ْ‬
‫ال����ذ ِ‬
‫ات‬ ‫��ن َّ‬ ‫���ال‪َ ،‬و َت��ـ ْ��م��يِ��ي�� ٌز ُم��بِ�� ْي��ـ ُ‬
‫َح ٌ‬
‫(‪)1‬‬

‫ـخ ْف ُض َق ْد ُخصص بِا ْلـم َض ِ‬


‫اف‬ ‫‪َ - 15‬وا ْل َ‬
‫ُ‬ ‫ِّ َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫����ه م�� ْط�� َل�� ًق��ا بِ��َل�اَ ِخ���َل���اَ ِ‬
‫ف‬ ‫إِ َل����ي ِ‬
‫ْ ُ‬

‫ُ‬
‫الحال‪،‬‬ ‫لـ��م يك ْن ش��ي ٌء مِ ْن َ‬
‫ذلك فما ُيبي ُن الصف�� َة من ُه َ‬
‫فهو‬ ‫إن ْ‬ ‫((( ْ‬
‫التمييز‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فهو‬
‫الذات َ‬
‫َ‬ ‫وما ُيبي ُن‬
‫ُ‬
‫فيشمل‬ ‫مقدر ًة‪،‬‬ ‫َ‬
‫تكون مذكور ًة أو َّ‬ ‫أعم مِ ْن ْ‬
‫أن‬ ‫الذات ُّ‬
‫َ‬ ‫واعلم َّ‬
‫أن‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫النسبة‪.‬‬ ‫تمييز‬
‫َ‬
‫ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫ض��اف إليه مطل ًقا‪ْ ،‬‬
‫أي على‬ ‫مختص بما ُي‬
‫ٌّ‬ ‫الخفض‬ ‫َ‬ ‫يق��ول‪ّ :‬‬
‫إن‬ ‫(((‬
‫والمعنوي‬
‫ُّ‬ ‫اللفظ��ي‬ ‫إليه‬ ‫المض��اف‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫تح‬ ‫ُ‬
‫فيدخ��ل‬ ‫‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ح��ال‬ ‫ِّ‬
‫كل‬
‫ُّ‬
‫زي��د»؛ ّ‬
‫فإن‬ ‫حي��ن قا َم ٌ‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫المض��اف إليه��ا‪ ،‬كَـ��ـ « ُق ْم ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والجم��ل‬
‫ِ‬
‫الظرف إليها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بإضافة‬ ‫ِّ‬
‫المحل‬ ‫الجمل َة مخفوض ُة‬
‫‪42‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫��د َح َص ْل‬‫قص ْ‬‫��ر إِ ْن ُي َ‬


‫��ع َما َم َّ‬ ‫‪َ - 16‬و َتابِ ٌ‬
‫ْ (‪)1‬‬ ‫ف‪ ،‬وبِ اَل حر ٍ‬
‫ف َب َدل‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫بِالـحر ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪َ - 17‬أو لاَ ‪َ ،‬ف َت ْأكِي ٌ ِ‬
‫��د ل َت ْقرِ ْي��رٍ‪َ ،‬وم ْ‬
‫��ن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ َ ٍ َ ِ (‪)2‬‬
‫ف‪َ ،‬وم ْن ذات أب ْن‬ ‫ف ِص ْ‬ ‫ف لِ َك ْش ٍ‬ ‫وص ٍ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫بالنس��بة‬ ‫إن َ‬
‫كان مقصو ًدا‬ ‫ِ‬
‫المذك��ورات ْ‬ ‫ِ‬
‫له��ذه‬ ‫التاب��ع‬ ‫ُ‬
‫يق��ول‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫(((‬
‫َ‬
‫وعمرو»‪َّ .‬‬
‫فإن‬ ‫زيد‬
‫نحو‪« :‬جا َء ٌ‬ ‫حرف َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫العطف‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫هو‬‫فذلك َ‬ ‫بواسطة‬
‫بواسطة ِ‬
‫الواو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك‬ ‫أيضا‪،‬‬‫إليه ً‬ ‫ِ‬
‫المجيء ِ‬ ‫ِ‬
‫بنسبة‬ ‫َع ْم ًرا مقصو ٌد‬
‫أخوك‬‫َ‬ ‫نحو‪“ :‬قا َم‬ ‫فهو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وإن َ‬‫ْ‬
‫البدل‪ُ ،‬‬ ‫كان مقص��و ًدا بدون حرف َ‬
‫حرف‪[ .‬ولذا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بدون‬ ‫ِ‬
‫بالنسبة‪ ،‬ولك ْن‬ ‫“زيد” مقصو ٌد‬ ‫فإن ٌ‬ ‫زيد”‪ّ .‬‬ ‫ٌ‬
‫تكرار العاملِ]‪.‬‬‫ِ‬ ‫البدل على ن ّي ِة‬ ‫قالوا‪ُ :‬‬
‫التوكيد؛ ألن ُه‬
‫ُ‬ ‫فه��و‬
‫تقريرا َ‬
‫ً‬ ‫كذل��ك؛ ْ‬
‫فإن أفا َد‬ ‫َ‬ ‫لـ��م يك ْن‬
‫وإن ْ‬ ‫أي ْ‬ ‫((( ْ‬
‫الش َ‬
‫مول‪.‬‬ ‫أو ُّ‬ ‫قر ُر النسب َة ِ‬
‫ُي ِّ‬
‫كان ذا ًتا‬
‫وإن َ‬
‫النع��ت‪ْ .‬‬
‫ُ‬ ‫ف��إن َ‬
‫كان صف ًة َ‬
‫فهو‬ ‫إيضاحا‪ْ :‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫وإن أف��ا َد‬
‫ِ‬
‫البيان‪.‬‬ ‫عطف‬
‫ُ‬ ‫فهو‬
‫َ‬
‫‪43‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ِ‬
‫���ع ال��ف�� ْع ُ��ل إِ َذا َت��ـ َ‬
‫��ج َّ��ر َدا‬ ‫���ر َف ُ‬
‫‪َ - 18‬و ُي ْ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫��ل ُم���طَّ���ر َدا‬ ‫��ام ٌ‬‫ـميعا ع ِ‬ ‫وه����و ج ِ‬
‫َ ْ َ َ ً َ‬
‫ٍ‬
‫ب‬ ‫ـج ْم َلة َن َص ْ‬ ‫اخ َت َّص بِ ُ‬ ‫‪َ - 19‬و َح ْي ُث َـما ْ‬

‫ف ا ْن َق َل ْ‬
‫ب‬ ‫َم��ا َب ْع َد َم ْ��ر ُف��و ٍع َل�� ُه َك ْي َ‬
‫(‪)2‬‬

‫الناصب والجاز ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تجر َد عن‬ ‫رفع إذا َّ‬


‫الـم ْع َر ُب ُي ُ‬
‫الفعل ُ‬‫ُ‬ ‫(((‬
‫ِ‬
‫األبيات‪.‬‬ ‫سبق يف ِ‬
‫أول‬ ‫بالمعرب هنا لما َ‬ ‫ِ‬ ‫واستغنى عن ِ‬
‫تقييده‬
‫قياس��ا ُم َّط ِر ًدا‪ ،‬فال يخل��و مِ ْن عم ٍل يف‬ ‫والفع��ل جمي ُع ُه ٌ‬
‫عامل ً‬ ‫ُ‬
‫جامدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قد ٍر‪ ،‬سوا ٌء َ‬
‫كان معر ًبا أ ْم مبن ًّيا‪ُ ،‬مشت ًّقا أ ْم‬ ‫ٍ‬
‫مذكور أو ُم َّ‬
‫وهي‬ ‫‪-‬‬ ‫ِ‬
‫الجملة‬ ‫على‬ ‫الفعل ال��ذي يخ َتص بدخول ِ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫((( ُ‬
‫يقول‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫إليه وينص��ب ما ِ‬‫س��ند ِ‬
‫يرفع ما ُأ َ‬
‫كيف‬
‫يليه؛ َ‬ ‫ُ‬ ‫المبت��د ُأ والخربُ ‪ُ -‬‬
‫َ‬
‫كان‪.‬‬
‫تختص‬ ‫ِ‬
‫لالبت��داء‪ ،‬فإهن��ا‬ ‫ُ‬
‫األفع��ال الناس��خ ُة‬ ‫َ‬
‫بذل��ك‬ ‫والم��را ُد‬
‫ُّ‬
‫بالدخول على الجم ِل االسم ّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪44‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫���د َف ْ��ه َ��و َخ َب ْـر‬


‫اح ٌ‬ ‫‪َ - 20‬ف���إِ ْن َك�� َف��اه و ِ‬
‫ُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ـ��ر‬ ‫َأ ْو لاَ َف َم ْف ُع ٌ‬
‫��ول َع َل��ى َن ْس��خِ األَ َث ْ‬

‫ف َع ِام ٌل إِ َذا ْ‬
‫اخ َت َّص َف َما‬ ‫الـح ْر ُ‬
‫‪َ - 21‬و َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫���را َل ِ‬
‫��ز َم��ا‬ ‫ج‬ ‫��ص‬‫خ‬‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫م‬ ‫���‬ ‫اس‬ ‫بِ��ـ��م��ف��ر ِ‬
‫د‬
‫َّ َ ًّ‬ ‫ُ َ ْ‬

‫ِ‬
‫األفعال‪.‬‬ ‫لمعموالت ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫تفصيل‬ ‫((( هذا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪ْ :‬‬
‫بعد المرفو ِع َ‬
‫فهو خربٌ‪،‬‬ ‫واحد َ‬ ‫بمعمول‬ ‫كانت تكتفي‬
‫إن ْ‬
‫كان‪ ،‬وكا َد‪.‬‬ ‫وذلك يف ِ‬
‫باب‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ب ما تطل ُب ُه على المفعول ّي ِة‬ ‫ِ‬
‫طلب��ت معمول ْي ِن ْأو ثالث ًة ُنص َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وإن‬
‫ِ‬
‫والخربية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫االبتداء‬ ‫بنا ًء على نسخِ ِ‬
‫أثر‬
‫ِ‬
‫باالسم‬ ‫ص‬ ‫اختصاص ِه‪ ،‬فما ْ‬
‫اخ َت َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بشرط‬ ‫الحرف ُ‬
‫يعمل‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫((( ُ‬
‫يقول‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫باالس��م‪ْ ،‬‬
‫فإن‬ ‫المختص‬
‫ُّ‬ ‫اإلعراب‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫الجر َ‬ ‫المفرد َعم َل فيه َّ‬
‫عمل‪.‬‬‫لـم َي ْ‬
‫ونحوها ْ‬‫ِ‬ ‫ختص كَــ ْ‬
‫(هل)‬ ‫لـم َي َّ‬ ‫ْ‬
‫‪45‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫��ن َكا ْل ِف ْع ِ‬
‫��ل‬ ‫ٍ ِ‬
‫‪َ - 22‬أ ْو ُج ْـم َل��ة فـ��إِ ْن َي ُك ْ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫ف األَ ْص��ل‬‫ـخ�َل�اَ ِ‬‫ينْ ِص��ب َفير َف��ع بِ ِ‬
‫ْ َْ ْ‬ ‫َ‬
‫��ي ِم ْث َل�� ُه ُج ِع ْل‬ ‫‪َ - 23‬و ِش�� ْب ُه فِ ْع ِ‬
‫��ل النَّ ْف ِ‬
‫ِ ْ (‪)2‬‬ ‫فِـإِ ْن َن َفى ِ‬
‫الـجنْ َس َع َلى ا ْل َع ْك ِ‬
‫س ُحـمل‬

‫فإن َ‬
‫كان ُيشب ُه‬ ‫ِ‬
‫الجملة ْ‬ ‫ص بدخول ِ ِه على‬ ‫أي َّ‬
‫الحرف إذا اخ َت َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫((( ْ‬
‫عكس عم ِل الفعلِ؛ فإنه‬ ‫اآلخر‪،‬‬ ‫رفع‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫نصب ما يليه و َي ُ‬‫الفع��ل َي ُ‬
‫نصب‪.‬‬‫رفع ثم َي ُ‬ ‫َي ُ‬
‫َ‬
‫األفعال يف‬ ‫إن وأخوا ُت َـها‪ ،‬فإهنا ُتش��ب ُه‬ ‫ِ‬
‫األحرف‪َّ :‬‬ ‫والم��راد ِ‬
‫هبذه‬ ‫ُ‬
‫وهي مفتوح ُة‬ ‫ا‪،‬‬ ‫فصاعد‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫أحرف‬ ‫معناها وهيئتِها؛ ألهنا على ِ‬
‫ثالثة‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫باألفعال‪.‬‬ ‫الحروف المش َّبه ُة‬
‫ُ‬ ‫قال لها‪:‬‬ ‫ولذلك ُي ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األواخ ِر‪،‬‬
‫بليس‪،‬‬‫النفي (ما) و (ال) النافيت ْي ِن المش َّبهت ْي ِن َ‬ ‫بش�� ْب ِه فِع ِل ِ‬
‫((( أراد ِ‬
‫َ‬
‫األحرف‬ ‫ف��إن ِ‬
‫هذه‬ ‫(الت)‪َّ .‬‬ ‫وهو ّ‬
‫(إن) و‬ ‫م��ل ِ‬ ‫و َما ُح َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عليهما‪َ ،‬‬
‫ونصب الخربِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االسم‬ ‫(ليس) يف رف ِع‬
‫عمل َ‬ ‫تعمل َ‬ ‫ُ‬
‫ريد هبا=‬‫الجن َْس» إشار ٌة إلى (ال)‪ ،‬فإهنا إذا ُأ َ‬ ‫«فإن ن َفى ِ‬‫وقو ُل ُه‪ْ :‬‬
‫‪46‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫الف ْع َل ِمـمَّ��ا َغ َّي َـرا‬


‫ـخ��ص ِ‬
‫‪َ - 24‬و َم��ا َي ُ ُّ‬
‫���رى‬ ‫ي‬ ‫َزم���ا َن���ه و َل���ي���س َك��ال��ـ��ج�� ْز ِ‬
‫ء‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫‪ - 25‬إِ ْن َي ْكف��ه ُم ْس�� َت ْق َب ٌل ُد ْو َن َط َل ْ‬
‫��ب‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫��ب‪َ ،‬و َباقي��ه بِ��ه َ‬
‫الـج�� ْز ُم َو َج ْ‬ ‫َينْص ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫االس��م‬ ‫فتنصب‬
‫ُ‬ ‫عكس ه��ذا العملِ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تعم��ل‬ ‫الجن ِ‬
‫ْ��س‬ ‫= نف��ي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وترفع الخربَ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الفعل مما‬ ‫َ‬ ‫الحروف الت��ي َت ُّ‬
‫خص‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫ِ‬
‫البيتين‪ّ :‬‬ ‫ِ‬
‫هذي��ن‬ ‫يقول يف‬ ‫((( ُ‬
‫فيه؛ ألهنا ْ‬
‫إن‬ ‫تعمل ِ‬ ‫كالجزء من ُه ه��ي التي ُ‬ ‫ِ‬ ‫وليس��ت‬
‫ْ‬ ‫ُيغ ِّير زما َن ُه‬
‫َ‬
‫تغير معنا ُه بتحوي ِل زمانِ ِه ال ُتغ ِّي ُر لف َظ ُه بتحوي ِل إعرابِ ِه‪.‬‬ ‫لم ْ‬
‫رت‬ ‫ولو َغ َّي ْ‬ ‫االستقبال ال َت ُ ِ‬
‫ِ‬ ‫مثل ِ‬ ‫ِ‬
‫كالجزء من ُه َ‬
‫عمل فيه ْ‬ ‫سين‬ ‫كانت‬
‫وإذا ْ‬
‫عمل فيها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكلمة ال َي ُ‬ ‫ألن جز َء‬ ‫ِ‬
‫التخصيص؛ ّ‬ ‫الشيو ِع إلى‬ ‫زما َن ُه م َن ُّ‬
‫كانت‬‫الح��روف إذا ْ‬ ‫إن ِ‬
‫هذه‬ ‫ُ‬
‫فيق��ول‪َّ :‬‬ ‫َ‬
‫العم��ل‬ ‫فص ُل هذا‬
‫َ‬ ‫ث��م ُي ِّ‬
‫تكتفي بفع ٍل مس��تق َبلٍ‪ ،‬خالي ًة من معن��ى الط َلب كما يف ( َأ ِن)‬
‫ِ‬
‫=‬ ‫ ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫المصدر ّية َتنص ُ‬
‫‪47‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫‪َ - 26‬والاِ ْس ُم إِ ْن ُض ِّم َن َم ْعنَى َع ِام ِل‬


‫ِ ِ (‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫��م ْ��ل م�� ْث�� َل�� ُه َك��ا ْل��ـ َ‬
‫��ح��ام��ل‬ ‫َ َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫��‬‫ي‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫���و‬
‫َ‬ ‫س‬
‫���ل بِ��ال�� َّت ْ��ش��بِ�� ْي ِ��ه‬ ‫‪ - 27‬وربَّ��ـ��م��ا ُأع ِ‬
‫���م َ‬ ‫َُ َ ْ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫���ق فِ��� ْي���ه‬ ‫�ْل� ْع���م ِ‬
‫���ال َح ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إْ‬ ‫م���ا َل��ي��س لِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الواحد كم��ا يف (إِ ِن)‬ ‫ِ‬
‫االكتف��اء بالفع�� ِل‬ ‫ف��إن تخ َّل َ‬
‫��ف َق ُ‬
‫ي��د‬ ‫= ْ‬
‫الخ ُل ِّو‬
‫يد ُ‬ ‫ِ‬
‫االس��تقبال كما يف (لـم)‪ ،‬أو َق ُ‬ ‫يد ِ‬
‫بقاء‬ ‫الش��رط ّية‪ْ ،‬أو َق ُ‬
‫لت الجز َم‪.‬‬‫األمر‪َ ،‬ع ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫ب كما يف ال ِم‬ ‫عن الط َل ِ‬
‫تضم َن‬
‫غي��ر أن ُه إذا َّ‬ ‫(ليس) ل ُه َح ٌّق يف العملِ‪َ ،‬‬ ‫اس��م َ‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫((( يق��ول‪َّ :‬‬
‫وذلك يف‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫حام��ل ل�� ُه‪.‬‬ ‫عم��ل عم َل�� ُه كأ ّن ُه‬ ‫معن��ى عام ٍل ِ‬
‫غي��ره َي ُ‬
‫تتضم ُن معنى‬ ‫ِ‬
‫األفعال؛ فإهن��ا‬ ‫ِ‬
‫وأس��ماء‬ ‫ِ‬
‫والمصادر‬ ‫ِ‬
‫الصف��ات‬
‫ّ‬
‫ط‬ ‫أسماء الشر ِ‬‫ِ‬ ‫نت معنا ُه من ُه‪ .‬ويف‬ ‫تضم ْ‬ ‫وتعمل َع َ‬
‫ُ‬ ‫الفع ِل‬
‫ْ‬ ‫مل ما ّ‬
‫عمل عم َل َها‪.‬‬‫الشرط ّي ِة و َت ُ‬ ‫تتضم ُن معنى (إِ ْن) َّ‬
‫ّ‬ ‫فإهنا‬
‫��د ُيش�� ِّبهو َن ُه بالعام�� ِل ف ُي ْع ِم ُلو َن��ه‪،‬‬ ‫الغي��ر َعام�� ٍل َق ْ‬
‫َ‬ ‫إن‬‫يق��ول‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫ِ‬
‫األص ِّح‪،‬‬ ‫رفع الخ�برَ يف َ‬ ‫��م الجامد الواق�� ِع مبتد ًأ‪ ،‬فإن ُه َي ُ‬ ‫كاالس ِ‬
‫ْ‬
‫‪48‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫ـح َّل ا ْل ُـم ْف َر ِد‬


‫ت َم َ‬ ‫‪َ - 28‬و ُج ْـم َل ٌة َح َّل ْ‬
‫َ ِّ ِ (‪)1‬‬
‫��ـ��ح�ًّل�اًّ ق���ل���د‬
‫اب َم َ‬ ‫��ـ��ه��ا بِ���ـ���إِ ْع َ‬
‫���ر ٍ‬ ‫َل َ‬
‫���د‪َ ،‬و َه َ‬
‫���ذا ُي ْع َت َم ْد‬ ‫‪َ - 29‬و َق َّ‬
‫���ل َم��ا َن َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫��اء َح َّتى فِ��ي ا ْل َع َد ْد‬‫ـهج ِ‬ ‫َك َأح ِ‬
‫��رف ا ْل ِ َ‬ ‫ْ ُ‬

‫وأص��ل ال َعم ِل‬‫ُ‬ ‫طالب ل�� ُه طل ًبا الز ًما‬ ‫= وإنم��ا َع ِم َل ِ‬


‫في��ه أل َّن ُه‬
‫ٌ‬
‫عمل فأعم ُلو ُه‪.‬‬ ‫لب‪ ،‬فش َّب ُهو ُه بما َي ُ‬ ‫لل َّط ِ‬
‫ش��رين َع ًبدا»‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْت ِع‬ ‫«م َلك ُ‬ ‫نحو‪َ :‬‬ ‫ييز‪ُ ،‬‬ ‫باب ال َّت ْم ِ‬ ‫الواق��ع يف ِ‬
‫ُ‬ ‫وكذا‬
‫زيدا» فأ ْع َم ُلو ُه‪.‬‬ ‫اربين ً‬‫«الض َ‬ ‫فإهنم َش َّب ُهوا ذلك بـــ َّ‬
‫ِ‬
‫اس��م‬ ‫فإهن��م ُي ْع ِملو َن َـها َع َم َل‬‫ْ‬ ‫ذل��ك الصف�� ُة المش�� َّبهةُ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ومِ�� ْن‬
‫العم��ل لداللتِ َها على‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫س��تح ُّق‬ ‫وهي ال َت‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫لش��ب ِهها ِ‬
‫به‬ ‫الفاع��لِ؛ َ َ َ‬
‫بخالف الفعلِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال ُّث ِ‬
‫بوت‪،‬‬
‫المفرد ُيع َطى َمح ُّل َها مِن‬ ‫ِ‬ ‫ـح ُّل َم َح َّ‬
‫��ل‬ ‫إن الجمل َة التي َت ُ‬ ‫ُ‬
‫يق��ول‪َّ :‬‬ ‫(((‬
‫كالواقعة خربًا ْأو حالاً ْأو‬ ‫ِ‬ ‫ذلك المفر ُد‪،‬‬ ‫اإلعراب ما َيس��تح ُّق ُه َ‬ ‫ِ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫وغير َ‬ ‫ِ‬ ‫مضا ًفا َ‬
‫إليها‪،‬‬
‫باعتبار ال ُفروعِ‪=،‬‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك إ َّما‬ ‫هذه الح ِ‬
‫ظيرة‪،‬‬ ‫((( أي‪َ :‬ق َّل ما َشرد مِن ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫‪49‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫واب��ط‪ ،‬كخ��روجِ ِ‬
‫واو‬ ‫ِ‬ ‫الض‬ ‫باعتب��ار َّ‬ ‫ِ‬ ‫= كأح��كا ِم المنَ��ا َدى‪ْ ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫باالس ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المفرد‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫اختصاص َها‬ ‫المصاحبة َع ْن َع َم ِل َ‬
‫الج ِّر َم َع‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الهجائية ‪ -‬يف‬ ‫ِ‬
‫كاألحرف‬ ‫األبيات َت ْع َت ِم ُد ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫إن ِ‬
‫هذه‬ ‫يقول‪َّ :‬‬ ‫ث��م ُ‬
‫النحو‪ ،‬كما‬ ‫ِ‬ ‫مس��ائل َش�� َّتى يف‬ ‫ُ‬ ‫تتألف منها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بحيث‬ ‫كونِ َـها واقع ًة‬
‫الهجائِ ّي ِة‪.‬‬ ‫رف ِ‬ ‫ف ال َكالم مِن األح ِ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫َيتأ ّل ُ‬
‫جاء يف ال َع َد ِد‪،‬‬ ‫اله ِ‬ ‫ألحرف ِ‬‫ِ‬ ‫الش�� َب ُه بكونِـها ُموافق ًة‬ ‫ـم هذا َّ‬ ‫وقد َت َّ‬ ‫ْ‬
‫بعض ُهم‬ ‫وعش��رون يف الصحيحِ ‪ ،‬وق��د َج َم َعه��ا ُ‬ ‫َ‬ ‫وه��ي تِس��ع ٌة‬ ‫َ‬
‫بقول ِ ِه‪:‬‬
‫����و ُق ِع��� ٍّز ظِ�� ُّل�� ُه‬ ‫��ب َط ْ‬ ‫��ص ٍ‬ ‫��ث خ ْ‬
‫َغ��ي ُ ِ‬
‫ْ‬
‫���ن‬
‫���س ُ‬ ‫���ش َأ ْح َ‬ ‫���د ُم��� ْف ٍ‬ ‫ت���اج ِذكْ�����رٍ ِض ُّ‬ ‫ُ‬
‫بيت‪،‬‬ ‫ش��طرين منها ٌ‬ ‫ِ‬ ‫كل‬ ‫أن َّ‬ ‫باعتب��ار َّ‬‫ِ‬ ‫األبي��ات‪،‬‬‫ُ‬ ‫وكذل��ك ِ‬
‫هذه‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫وغير َها‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ُ‬ ‫ِ‬
‫يقولون‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫الصة”‬ ‫“الخ‬ ‫كما جرى عليه ُش َّ‬
‫��ر ُ‬
‫رين كِل ْي ِه َما‪.‬‬ ‫الش ْط ِ‬ ‫ُون ِبه َّ‬ ‫مثل‪ ،‬و َي ْعن َ‬ ‫البيت اً‬ ‫ِ‬ ‫حاصل ما يف‬ ‫ُ‬
‫الشطر‬ ‫الر َج ِز يف األص ِل ُيعا َم ُل‬ ‫ِ‬ ‫[ي ِش��ير هبذا إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫مشطور َّ‬ ‫كون‬ ‫ُ ُ‬
‫أراجيز العجّ��اجِ وابنِه رؤبة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫البيت‪ ،‬ومِ ْن َ‬
‫ذل��ك‬ ‫ِ‬ ‫من�� ُه معامل�� َة‬
‫الضرب‪= ،‬‬ ‫َ‬ ‫روض فيهم��ا‬ ‫��ون ال َع ُ‬ ‫والمنه��وك َت ُك ُ‬‫ُ‬ ‫فالمش��طور‬
‫ُ‬
‫‪50‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫***‬

‫غير َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫= ف َي َّنز ُل‬


‫أن العلما َء عاملوا‬ ‫الش��طر منزل َة البيت المنفرد‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المش��طور معامل َة‬ ‫ِ‬
‫الجارية على‬ ‫ِ‬
‫المنظوم��ات‬ ‫ِ‬
‫بيتي��ن م��ن‬ ‫َّ‬
‫كل‬
‫بالر َج ِز المزدوجِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النمط َّ‬ ‫بعضهم هذا‬ ‫وس َّمى ُ‬‫البيت الواحد‪َ ،‬‬
‫اتحدت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫األراجيز التي‬ ‫ِ‬
‫بخالف‬ ‫ِ‬
‫القافية‪،‬‬ ‫كل ِ‬
‫بيتين اتفقا يف‬ ‫ألن َّ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫واحدة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بقافية‬ ‫األبيات‬
‫ُ‬ ‫فيها‬
‫وانظر‪ :‬المرش��د إلى فهم أشعار العرب لعبد اهلل الطيب (‪/1‬‬
‫‪.])295‬‬
‫‪51‬‬
‫الـخ اَل َص ِة فِي النَّ ْح ِو ال َع َربِـي‬
‫ُخ اَل َص ُة ُ‬

‫يع‬
‫املواض ِ‬
‫رس ِ‬ ‫ِف ْه ُ‬
‫‪4‬‬ ‫‪.............................................................................................................................‬‬ ‫المقدم ُة‬
‫ِّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪..........................................‬‬
‫ِ‬
‫وشرحها‬ ‫ِ‬
‫المنظومة‬ ‫ِ‬
‫خدمة‬ ‫منهجي يف‬
‫‪17‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫ترجم ٌة َ‬
‫موج َز ٌة للناظ ِم‬
‫‪34‬‬ ‫العربي‬ ‫ِ‬
‫النحو‬ ‫يف‬ ‫ِ‬
‫الصة‬ ‫الخ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الصة‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫منظومة‬ ‫نص‬
‫‪........‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬

‫***‬

‫‪52‬‬

You might also like