Professional Documents
Culture Documents
تأليف
الدكتور :إدريس الزكراوي
1
إهداء
إلى أمي وأبي تغمدهما هللا برحمته
اللذين تعبا من أجل راحتي
وحزنا من أجل سعادتي
إليهما أهدي هذا العمل المتواضع
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
2
مقدمة
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا
وآله وصحبه وسلم تسليما.
وبعد :من أهم علوم اللغة العربية وأعظمها
فائدة علم النحو,الذي يحفظ اللسان من اللحن
,بعد أن دخل في العرب من ليس منهم,وقد
تعددت في هذه الصناعة أقالم العلماء
وتنوعت ,فاشتهر الخليل بن أحمد الفراهيدي به
كما أخذها عنه سيبويه ووضع فيها كتابه
المشهور ,ثم طال الكالم في هذه الصناعة
3
وحدث الخالف بين أهلها ,بين البصريين
والكوفيين والبغداديين واألندلسيين .
وبالجمة فالتآ ليف في هذا الفن أكثر من أن
تحصى أو يحاط بها ,وطرق التعليم فيها مختلفة
تبعا الختالف المدارس النحوية السالفة الذكر .
وقد أحببت أن أتناول الممنوع من الصرف
كقضية من القضايا النحوية التي اهتم بها النحاة
من سيبويه مرورا بنحاة األندلس ,حيث أدلى كل
بدلوه ,واإلمام السهيلي أحد الذين أثارت
حفيظتهم تعليالت النحاة للممنوع من الصرف
فتناولهم باالنتقاد والرد عليهم في كتابه
4
األمالي ,رغم أن اسم إ مامنا مقرون أبدا
بذخيرته "الروض األنف " في السيرة النبوية .
وأمالي السهيلي طافحة بالمعارف النحوية
,بل يمكن القول أن الهم النحوي عند السهيلي
كان حاضرا حتى في "الروض األنف "الذي
يمكن اعتباره كتاب سيرة ,ونحو ,وفقة ,ولغة,
في آن واحد .
وقد قسمت هذا البحث إلى محورين:
المحور األول اإلمام السهيلي وكتابه األمالي
وفيه ثالثة مطالب :
المطلب األول :ترجمة اإلمام السهيلي
المطلب الثاني :اإلمام السهيلي نحويا
5
المطلب الثالث :اإلمام السهيلي وكتابه
األمالي
6
أما منهجيتي في المناقشة فسأقتصر على
فقرة في معنى واحد ثم أناقشه بما تيسر ,مركزا
على مواطن الخالف بينه وبين النحاة .
وحسبي أنني بذلت الجهد واستفرغت الوسع
,وشفيعي أن ميدان البحث رحب فسيح ,فما كان
صوابا فمن هللا ,وما كان خطأ فمني ومن
الشيطان والحمد هلل أوال وآخرا .
7
تمهيد
قال السهيليَ :وقَ ْد أ َْملَْينَا ُج ْز ًءا فِي أسرار ما
8
ُف َع ُل َه َذا الْبِنَاءُ بِال َْع ْد ِل إلَْي ِه َو َه ْل عُ ِد َل إلَى بِنَ ٍاء غَْي ِر ِه أ َْم
الت ْن ِو ُ
ين إذَا َكا َن َم ْع ُدواًل إلَى َه َذا اَل ولم ُمنِ َع الْ َخ ْف ُ
ض َو ّ
ِ ِِ ِ
الْبِنَاء فَ َم ْن ا ْشتَا َق إلَى َم ْع ِرفَة َهذه اأْل ْ
َس َرا ِر َفلَْي ْنظُْر َها
ُهنَالِ َ
ك
صائِ ِ
ص َعلَى ام فِي كِتَ ِ
اب الْ َخ َ
ِ
فَِإ ّن ابْ َن جنّ ّي قَ ْد َح َ
9
المحور األول :اإلمام السهيلي وكتابه
األمالي
وفيه ثالثة مطالب
لمطلب األول :ترجمة اإلمام السهيلي
10
لمطلب الثاني :اإلمام السهيلي نحويا
1معجم البلدان لياقوت الحموي :دار صادر ،بيروت الطبعة :الثانية 1995 ،م ج
3ص291
2معيار االختيار في ذكر المعاهد والديار لابن الخطيب :مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة
عام النشر 1423 :هـ ص 85
12
في التكملة 3كنية ثالثة أبا الحسن إال أن أشهرها
أبو القاسم لترددها عند المترجمين له .
رحالته العلمية :قضى السهيلي العقدين
األولين من حياته في مالقة ,ولم يغادرها إال بعد
موت جل شيوخه ,ومنهم ابن الطراوة فلم يطب
له فيها عيش ,فذهب إلى إشبيلية كما ذكرت
بعض المصادر,و دخل غرناطة أيضا كما أفاد
ابن الخطيب .
غير أن خيبة السهيلي لم تدم طويال فقد
حظي بلقاء القاضي أبي بكر بن العربي الذي
وجد فيه ضالته ,فالزمه وأخذ عنه علما
3التكملة لكتاب الصلة البن األبار :،تحقيق :عبد السالم الهراس :دار الفكر للطباعة
لبنان سنة1995 :م ج 3ص32
13
غزيرا ,وفي فنون شتى يظهر هذا من خالل
كتب السهيلي وأماليه التي تزخر بفوائد لقنها عن
شيخه .
وقد رجح محمد إبراهيم البنا أن السهيلي
أنهى رحلته العلمية وهو في الرابعة والثالثين
من عمره ثم عاد بعدها إلى مالقة ليقضي فيها
بقية عمره .
شيوخه :من أشهر شيوخ السهيلي
- 1أبو الحسين سليمان بن محمد بن عبد
هللا الليثي الشهير بابن الطراوة (ت 528ه )
الذي يعتبر من أعظم شيوخ السهيلي أثرا في
14
اتجاهه النحوي واللغوي ,فقد كان نحويا
ماهرا ,وله آراء في النحوانفرد بها .
وقد كان السهيلي شديد اإلعجاب به ,حيث
. أثنى عليه في أكثر من موضع في تآليفه
- 2أبو بكر محمد بن عبد هللا بن العربي
المعافري اإلشبيلي Kالمفسر صاحب " أحكام
القرآن " ذكر ابن دحية أن السهيلي الزمه فأخذ
عنه كثيرا من الحديث وألصول والتفسيرحيث
قال" ثم رحل إلى إشبيلية ،فلزم القاضي اإلمام
أبا بكر بن العربي فأخذ عنه كثيرا من الحديث
واألصول والتفسير"1فنتج عن ذلك آثارا طيبة
1المطرب من أشعار أهل المغرب البن دحية الكلبي تحقيق :األستاذ إبراهيم
األبياري ،راجعه :الدكتور طه حسين دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع،
بيروت – لبنان عام النشر 1374 :هـ 1955 -م ص232
15
عكستها مؤلفات السهيلي فهو كثير اإلحالة على
ابن العربي حتى صار لقب"شيخنا" إذا أطلق ال
ينصرف إال إليه
- 3أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن
الرماك .قال ابن دحية " ولزم األستاذ الماهر
النحوي أبا القاسم بن الرماك فلقن عنه فوائد في
1
النحو"
تالمذته:
21
"التعريف واإلعالم بما أبهم في -4
القرآن من األسماء واألعالم "وهو مطبوع
متداول
"أمالي السهيلي" في النحو واللغة -5
والحديث والفقه تحقيق الدكتور محمد إبراهيم
البنا وهو مطبوع متداول .
"نتائج الفكر في النحو" حققه -6
وعلق عليه عادل أحمد عبد الموجود –علي
محمد معوض .وبالجملة فالسهيلي معروف من
خالل مؤلفاته بفكره الثاقب وغوصه في المعاني
,وقد أنصفه ابن كثير حين نعته بقوله ُ ":ولِ َد
ان َو َخ ْم ِس ِمائَ ٍةَ ،وقَ َرأَ ْالقِ َرا َءا ِ
ت ال ُّسهَ ْيلِ ُّي َسنَةَ ثَ َم ٍ
22
َوا ْشتَ َغ َل َو َحص ََّل َحتَّى بَ َر َع َو َسا َد أَ ْه َل َز َمانِ ِه بقوة
القريحة وجودة الذهن وحسن التصنيف ،وذلك
من فضل هللا تعالى ورحمته ،وكان ضريرا مع
ض اأْل ُنُ ِ
ف يَ ْذ ُك ُر فِي ِه نُ َكتًا َح َسنَةً ذلك ،له الر َّْو ِ
َعلَى السيرة لم يسبق إلى شيء منها أو إلى
أكثرهاَ ،ولَهُ ِكتَابُ اإْل ِ عْاَل ِم ِفي َما أُ ْب ِه َم فِي ْالقُرْ ِ
آن
1
ج ْالفِ ْك ِر"
ِم َن اأْل َ ْس َما ِء اأْل َعْاَل ِمَ ،و ِكتَابُ نَتَائِ ِ
وفاة السهيلي:
1البداية والنهاية ألبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير .دار الفكر 1407 .هـ -
1986م ج 12ص 318
23
قضى السهيلي كل حياته يكابد شظف العيش
وقلة ذات اليد إال السنوات الثالث األخيرة التي
حظي فيها بعطف الخالفة الموحدية ورعايتها,
وذلك بعد أن أطلعهم ابن دحية على كتابه
"الروض األنف "فأمروا بوصوله إلى حضرتهم
بمراكش ,حيث استقبل بالجاه الجسيم والوجه
الوسيم .
وتوفي السهيلي -رحمه هللا – بمراكش على
1
المشهور سنة 581ه وقبره بها معروف .
1تنبيه:جاءفي كتاب تاج العروس مادة (سهل ) قول الزبيدي :
( وسهيل كزبير :حصن باألندلس إليه نسب اإلمام أبو القاسم عبد
الرحمن بن عبد هللا بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي مؤلف الروض
األنف وغيره وقال ابن األبا ر :بالقرب من مالقة سمي بالكوكب ألنه
ال يرى في جميع األندلس إال منه ,مات بمراكش سنة )481مج 15ج
29ص136وهو خطأ ظاهر ,إذ محال أن يكون االختالف في سنة
الوفاة بمائة سنة بدليل أن كتب التراجم المشهورة أرخت لوفاته ب581
ه وبذلك صرح تلميذه ابن دحية .
24
توطئة عن المدرسة النحوية
األندلسية
يعتبر اإلمام السهيلي رمزا حيا من رموز
المدرسة النحوية1األندلسية حيث تبلورت هذه
المدرسة فأبدعت مذهبا ال يقل شأنا عن المذاهب
النحوية التاريخية المعروفة ,خاصة إذا اعتبرنا
أن المنظور النحوي في األندلس ظل تعليميا
يدين بالوالء للنظريات المشرقية كما يقول
الزبيدي , 2فأدخل على يد محمد بن يحيى
1ممن أيدوا وجود مذهب نحوي أندلسي :محمد الطنطاوي في كتابه "نشأة
النحو",وممن عارض ذلك د مهدي المخزومي في كتابه :
" الدرس النحوي في بغد
2طبقات النحويين واللغويين محمد بن الحسن بن عبيد هللا بن مذحج الزبيدي
األندلسي تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم الطبعة :الثانية :دار المعارف ,مصر.
ص311
25
المهلب الرباحي الجياني واكتمل بمساهمات
رموز أخرى متألقة نذكر منها :
-أبو علي القالي البغدادي مؤلف األمالي .
-محمد بن الحسن الزبيدي .
. -ابن سيدة الغرناطي الضرير
وإذا كنا نسجل تأثير النحو البصري ,
والكوفي في هؤالء وتالمذتهم ,فإن األعلم
الشنتمري استشرف آفاق المدرسة البغدادية
,وانفتح على آراء أعالمها أمثال أبي علي
الفارسي ,وابن جني ,ونحا بالنظرة األندلسية
نحو طلب العلل الثواني.
26
يقول ابن مضاء " وكان األعلم -رحمه هللا
-على بصره بالنحو مولعا بهذه العلل الثواني،
ويرى أنه إذا استنبط منها شيئا ً فقد ظفر بطائل.
وكذلك كان صاحبنا الفقيه أبو القاسم ال ُّسهَيْلي
على شاكلته -رحمه هللا -يولع بها ،ويخترعها،
1
وبصراً بها".
َ ويعتقد ذلك كماالً في الصنعة
وال ريب أن تجذر هذه االنتفاضة اللغوية
النحوية بدءا من األعلم الشنتمري إلى تلميذه ابن
الطراوة ,ثم السهيلي مما ضمن لها التواصل
واالمتداد واإلخصاب
ولعل هذا ما حفز المقري إلى القول ":
والنحو عندهم في نهاية من علو الطبقة ,حتى
1
الرّ د عَلى النّحاة البن َم َ
ضاء ،دراسة وتحقيق :الدكتور محمد إبراهيم البنا .دار
االعتصام .الطبعة :األولى 1979 ،م ص 133
27
إنهم في هذا العصر فيه كأصحاب عصر الخليل
وسيبويه ال يزداد مع هرم الزمان إال جدة وهم
كثيرو البحث فيه وحفظ مذاهبه كمذاهب الفقه
وكل عالم في أي علم ال يكون متمكنا من علم
النحو بحيث ال تخفى عليه الدقائق فليس عندهم
1
بمستحق للتمييز وال سالم من االزدراء"
وتطبيقا على ذلك نورد مقتطفا من رسالة
ابن سعيد تذييال على رسالة ابن حزم في "فضل
األندلس "حيث قال ":وأما النحو فألهل
األندلس من الشروح على " الجمل " ما يطول
ذكره ,فمنها شرح ابن خروف ,ومنها شرح
الرندي ,ومنها شرح شيخنا أبي الحسن بن
1نفخ الطيب من غصن األندلس الرطيب أحمد بن محمد المقري التلمساني تحقيق د.
إحسان عباس دار صادر .سنة النشر 1388هـ ج 1ص221
28
عصفور اإلشبيلي وإليه انتهت علوم النحو
وعليه اإلحالة اآلن من المشرق والمغرب وقد
أتيت له من إفريقية بكتاب المقرب في النحو
فتلقي باليمين من كل جهة ,وطار بجناح
االغتباط ,ولشيخنا أبي علي الشلوبين كتاب
التوطئة على الجزولية وهو مشهور ,و البن
السيد و ابن الطراوة و السهيلي من التقييدات في
النحو ما هو مشهور عند أصحاب هذا الشأن
معتمد عليه و ألبي الحسن بن خروف شرح
1
مشهور على كتاب سيبويه "
1نفح الطيب من غصن األندلس أحمد بن محمد المقري الرطيب لشهاب الدين
تحقيق :إحسان عباس ,دار صادر بيروت لبنان ج 1ص221
31
شبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسألة ،أعني مسألة
النسب إلى البحرين ،كأنهم بنوا البحر على بحران ،وإنما
1
" أراد لفظ البحرين
- 2بعض شيوخه الذين تلقى عنهم علم النحو نذكر من
بينهم:
-1ابن الطراوة:أبو الحسين سليمان بن محمد قال فيه
2
السيوطي "كان مبرزا في علوم اللسان نحوا ولغة وأدبا "
-2ابن الرماك أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال
3
فيه السهيلي" وكان إماما في صنعة العربية"
-3أبو القاسم خلف بن يوسف الشنتريني الشهير بابن
األبرش شهد فيه الضبي بقوله "كان وحيد عصره في علم
4
اللسان ,ذا سبق فيه وإحسان "
1مغني اللبيب عن كتب األعا ريب لعبد هللا بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا بن
يوسف ،أبو محمد ،جمال الدين ،ابن هشام تحقيق :د .مازن المبارك /محمد علي
حمد هللا دار الفكر – دمشق الطبعة :السادسة1985 ،ج 1ص60
2مغني اللبيب ج 1ص435
33
وذكره عند قوله " َوأَنه يُقَال قَ َرأت بالسورة على هَ َذا
ْال َمعْنى َواَل يُقَال قَ َرأت بكتابك لفَ َوات معنى التَّبَرُّ ك فِي ِه قَالَه
3
السُّهيْلي َوقيل ال ُم َراد اَل تلقوا "
-2محمد عبد العزيز النجارالذي ذكره في كتابه ضياء
السالك إلى أوضح المسالك حيث قال "نص عليه السهيلي،
2
وهو حق"
- 3األشموني في شرحه على ألفية ابن مالك :حيث
قال" أي :مذ كان -أو مذ مضى -يومان ،وإليه ذهب أكثر
3
الكوفيين ،واختاره السهيلي والناظم في التسهيل
- 4اشتهاره بالنحو عند من ترجموا له :فقد ترجم له
السيوطي فقال " َكانَ عَالما بِ ْال َع َربِيَّ ِة واللغة والقراءات،
بارعا فِي َذلِكَ ،جامعا بَين ال ِّر َوايَة والدراية ،نحويا ُمتَقَدما،
أديبا ،عَالما بالتفسير وصناعة ال َح ِديثَ ،حافِظًا لل ِّر َجال
3نفس المرجع ج 1ص 147
2ضياء السالك إلى أوضح المسالك لمحمد عبد العزيز النجار
مؤسسة الرسالة -الطبعة :األولى 2001م ج 3ص214
3شرح األشموني على ألفية ابن مالك لعلي بن محمد بن عيسى ،أبو الحسن ،نور
الدين األُ ْش ُموني دار الكتب العلمية بيروت -لبنان الطبعة :األولى 1998مـ ج 2ص
101
34
َارفًا بِعلم ْالكَاَل م َواأْل ُصُولَ ،حافِظًا للتاريخ،
واألنساب ،ع ِ
صاحب اختراعات َواسع ْالمعرفَة ،غزير ْالعلم ،نبيها ذكياَ ،
1
واستنباطات"
وترجم له القفطي فقال " فاضل كبير القدر في علم
2
العربية ،كثير االطالع على هذا الشأن"
كما ترجم له ابن الخطيب فقال " كان مقرئا مج ّودا،
متحققا بمعرفة التفسير ،غواصا على المعاني البديعة،
ظريف التّه ّدي إلى المقاصد الغريبة ،مح ّدثا ،واسع الرّواية،
ضابطا لما يح ّدث به ،حافظا متقدما ،ذاكرا لألدب والتواريخ
واألشعار واألنساب ،مبرّزا في الفهم ،ذكيّا ،أديبا ،كاتبا
بليغا ،شاعرا مجيدا ،نحويا ،عارفا ،بارعا ،يقظا ،يغلب عليه
3
علم العربية واألدب"
1بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لعبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين
السيوطي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية -لبنان /صيدا.ج 2ص
81
2إنباه الرواة على أنباه النحاة لجمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق
محمد أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العربي -القاهرة ،ومؤسسة الكتب الثقافية
بيروت الطبعة :األولى1982:م.
3اإلحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب الناشر :دار الكتب العلمية ،بيروت
الطبعة :األولى 1424 ،هـ
35
وأكتفي بما ذكرت من اإلشارة إلى قيمة اإلمام السهيلي
نحويا محيال من أراد مزيد المعرفة على مذهبه النحوي
الرجوع إلى ما كتبه إبراهم البنا عنه ":أبو القاسم السهيلي
ومذهبه النحوي".
36
واضحة وعلى زعيمهم أبي بشرسيبويه ,وهي
نتيجة طبيعية تنتظر ممن بلغ مبلغه في العلم
باللغة والبصر بها.
وقد كفانا اإلمام السهيلي مؤونة التعريف
بمسائله التي تناولها في موضوع الممنوع من
الصرف وذلك حين قال :
" َوقَ ْد أ َْملَْينَا ُج ْز ًءا فِي أسرار ماينصرف َو َما اَل
ف َشرحنا فِ ِيه فَائِ َدةَ الْع ْد ِل عن فَ ِ
اع ٍل إلَى ُف َع َل َ َْ ص ِر ُ َ ْ َ
َي ْن َ
الْبِنَاءُ بِال َْع ْد ِل إلَْي ِه َو َه ْل عُ ِد َل إلَى بِنَ ٍاء غَْي ِر ِه أ َْم اَل َولم
المحور الثاني
الممنوع من الصرف عند السهيلي
وتحته ثالثة مطالب
المطلب األول :العلة عند اإلمام
السهيلي
المطلب الثاني :نقض اإلمام السهيلي
لعلل النحاة
4الروض األنف ج 5ص 73
40
المطلب الثالث :العلل التي اقترحها
اإلمام السهيلي
43
ومن هنا جاء اختالفهم في التعليل
,وتضاربهم في السر المؤثر للتأثير ,فال تكاد
تجد رأيا إال وتجد رأيا آخر يناقضه ويخالفه,
ويظهر من خالل هذا أن علل النحويين
تعرضت منذ القديم للتهجم واالنتقاد ,يشهد لهذا
النقول التي نقلت عنهم في استفهام بعضهم عن
أصالة هذه التعليالت عند العرب ,فهذا الخليل
بن أحمد رحمه هللا سئل عن العلل التي يعتل بها
في النحو فقيل له :عن العرب أخذتها أم
اخترعتها من نفسك.؟
فقال :إن العرب نطقت على سجيتها
وطباعها وعرفت مواقع كالمها وقام في عقولها
44
علله وإن لم ينقل ذلك عنها واعتللت أنا بما
عندي أنه علة لما عللته منه فإن أكن أصبت
العلة فهو الذي التمست وإن تكن هناك علة غير
ما ذكرت فالذي ذكرته محتمل أن يكون علة له
ومثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دار محكمة
البناء عجيبة النظم واألقسام وقد صحت عنده
حكمه بانيها بالخبر الصادق أو بالبراهين
الواضحة والحجج الالئحة فكلما وقف هذا
الرجل في الدار على شيء منها قال :إنما فعل
هذا هكذا لعلة كذا وكذا ولسبب كذا وكذا لعلة
سنحت له وخطرت بباله محتملة أن تكون علة
لتلك فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل
45
ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار
وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة إال أن ما
1
ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك "
فكالم الخليل يشعر أن الناس لم يستسيغوا
شيئا لم يوضع عن العرب ,فسألوا عنه المهتمين
بكالم العرب وفي هذا الصدد نجد ابن جني من
المدافعين عن التعليل في كتابه الخصائص في
أكثر من موضع فنجده -رحمه هللا تعالى -يُبين
حكمة العرب في لغتهم ،وأن يرد على من
ضرب بعلل النحويين المثل في الضعف ،ولذلك
عقد في الكتاب بابًا خا ًّ
صا عنوانه :باب في الرد
1االقتراح في أصول النحولعبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين السيوطي ضبطه
وعلق عليه :عبد الحكيم عطية .راجعه وقدم له :عالء الدين عطية .الناشر :دار
البيروتي ،دمشق الطبعة :الثانية 1427 ،هـ 2006 -م ص112
46
على من اعتقد فساد علل النحويين؛ لضعفه هو
في نفسه عن إحكام العلة ،وذكر فيه أن سبب
هذا االعتقاد أنه ال يعرف أغراض القوم ،فيرى
لذلك أن ما أوردوه من العلة ضعيف وا ٍه ساقط
غير متعال" ،1وهو يدافع عن العلة النحوية التي
توصل إليها حُذاق النحويين ،ويبين فائدتها،
فيخصص بابًا عنوانه :باب في أن العرب قد
أرادت من العلل واألغراض ما نسبناه إليها،
وحملناه عليها ،ويقول فيه" :اعلم أن هذا موضع
في تثبيته وتمكينه منفعة ظاهرة ،وللنفس به
مسكة وعصمة؛ ألن فيه تصحيح ما ن َّدعيه على
1الخصائص البن جني تحقيق:محمد علي النجار .الناشر عالم الكتب -بيروت ج1
ص184
47
العرب من أنها أرادت كذا لكذا ،وفعلت كذا
لكذا ،وهو أحزم لها ،وأجمل بها ،وأدلُّ على
الحكمة المنسوبة إليها من أن تكون تكلفت ما
تكلفته من استمرارها على وتيرة واحدة،
وتقريها منهجًا واح ًدا ،تراعيه وتالحظه،
وتتحمل لذلك مشاقه ،و ُكلفه ،وتعتذر من تقصير
إن جرى وقتًا منها في شيء منه".1
وفي العصر الحديث نجد ثلة من الباحثين
يحملون هذه الدعوة وينادون بإلغاء العلل
ويرون أنها السر في صعوبة اللغة العربية
وتأخرها,
1الممنوع من الصرف إلميل بديع يعقوب دار الجيل بيروت لبنان ط - 1992. 1ص
254
2الممنوع من الصرف إلميل بديع ص254
49
نسي هؤالء أو تناسوا أنهم تعلموا النحو عن
طريق التعليل .
وما دامت العلل شيئا اجتهاديا للباحث فيه
واسع النظر ,فقد مضى فيه السهيلي مفرغا
طاقاته العقلية في التوجيه والعلل مستدركا على
من سبقه ومبتكرا علال جديدة ,ذكر بعضها في"
الروض األنف "صرح فيها أنه شغوف بالبحث
في األسرار والعلل ,وأنه افتض أبكارعدد من
المسائل لم تفترعها أيدي النحاة ,ولعل السهيلي
تأثر بشيخه ابن الطراوة الذي ال يجد حرجا في
هذا الموضوع قائال ":والتثريب علينا فيما نلم
به من الخالف على سيبويه ,رحمه هللا ,في
50
اليسيرمن نظره,ال في شيء من نقله ,ألن تقليد
الصادق في نقلله واجب ,واالعتراض عليه في
1
نظره جائز"..
وقد عرف اإلمام السهيلي بالبحث في العلل
وهو ما نجده عند صاحبه ابن مضاء القرطبي
في الرد على النحاة حيث قال " وكان األعلم -
رحمه هللا -على بصره بالنحو مولعا بهذه العلل
الثواني ،ويرى أنه إذا استنبط منها شيئا ً فقد ظفر
بطائل .وكذلك كان صاحبنا الفقيه أبو القاسم
ال ُّسهَيْلي على شاكلته -رحمه هللا -يولع بها،
1
الرّ د عَلى النّحاة البن َم َ
ضاء دراسة وتحقيق :الدكتور محمد إبراهيم البنا الناشر:
دار االعتصام الطبعة :األولى 1399 ،هـ 1979 -م ص133
2الروض األنف ج 4ص157
52
افتراضات في االسم المعدول عن غير ولم
يستقصها ,وصدرها بقوله ":فإن قلت فقد نجد
في اللغة أشياء كثيرة غير محصاة وال محصّلة
ال نعرف لها سببا وال نجد إلى اإلحاطة بعللها
مذهبا ً .....ومنه أن عدلوا فُ َعال عن فاعل في
أحرف محفوظة " 1يتبين من كالم السهيلي أن
ما قيل هو مالمسة للموضوع ,وحوما عليه دون
وروده ,مما جعله يذكره في أماليه كما
سنرى .حيث ركب خصائص العلة عنده
1الخصائص البن جني تحقيق محمد علي النجار .عالم الكتب –بيروت ج 1ص52
53
ليضرب علل النحاة ,ثم علل لنفسه علته التي
بنى عليها سبب المنع من الصرف ,ومبناها على
أشياء :
أوال :االستغناء ,ويقصد به أن االسم
الممنوعة من الصرف إنما استغني عن اإلضافة
لذلك لم ين ّون ومنع من الصرف .
ثانيا :مراعاة األصل ,وذلك حينما رد بعض
األعالم التي لم تمنع من الصرف إلى أنها
منقولة من أصل منون كأسد ونمر.
ثاثا :االنتقال من أصل لغرض ,وذلك أنهم
عدلوا عن عامر وزافر وهما صفتان إلى عمر
وزفر من أجل االنتقال إلى العلمية .
54
رابعا :رفع الوهم ,وذلك حين يعلل بمنع
منتهى الجموع,والعلم المركب بأنه ال تتوهم فيه
1
اإلضافة
56
للتنكير ,وكالتأنيث فإنه فرع للتذكير ,وكالجمع
فإنه ثان لإلفراد ,إلى سائر العلل التسع المذكورة
في كتبهم ,وهذا الباب لو قصروه على السماع
ولم يعللوه بأكثر من النقل عن العرب النتفع
بنقلهم ,ولم يكثر الحشو في كالمهم ,ولما
تضاحك أهل العلوم من فساد تعليلهم ,حتى
ضربوا المثل بهم ,فقالوا :أضعف من حجة
نحوي ".1
نستفيد من النص
- 1أنه خال من تمهيد للموضوع إذ ولج
السهيلي إلى الخالف مباشرة ,وحكى كالم
1الكافية في علم النحو البن الحاجب تحقيق :الدكتور صالح عبد العظيم .الناشر:
مكتبة اآلداب القاهرة .الطبعة :األولى 2010 ،م
ص12
58
الصرف تنوين أتى مبينا
معنى به يكون االسم أمكنا
قال المكودي ":الصرف هو التنوين الذي به
يتبين أن االسم الذي يتصل به يسمى أمكن ,وما
صرح به من أن الصرف هو التنوين هو مذهب
1
المحققين "
واإلمام السهيلي لم يصرح في مقالته هاته
بشيء ,مما يفهم أن الصرف عنده هو التنوين
,وأن الخفض تابع له وذلك حين قال في كتابه
"الروض" عند توجيهه علما منصرفا جاء
محذوف التنوين في بيت شعري ...":ولو أنه
1شرح المكودي على ألفية ابن مالك تحقيق :الدكتور عبد الحميد هنداوي الناشر:
المكتبة العصرية ،بيروت لبنان عام النشر 1425 :ه ص267
59
حين حذف التنوين نصب ،وجعله كاالسم الذي
ال ينصرف ،وهو في موضع الخفض مفتوح،
لكان وجها وقياسا صحيحا ،ألن الخفض تابع
للتنوين ،فإذا زال التنوين ،زال الخفض ،لئال
يلتبس بالمضاف إلى ضمير المتكلم ،ألن ضمير
المتكلم ،وإن كان ياء فقد يحذف ،ويكتفي
بالكسرة منه ،وزوال التنوين في أكثر ما ال
ينصرف إنما هو الستغناء االسم عنه ،إذ هو
عالمة االنفصال عن اإلضافة فكل اسم ال يتوهم
فيه اإلضافة ال يحتاج إلى التنوين ،لكنه إذا لم
ينون لم يخفض ،لما ذكرناه من التباسه
1
بالمضاف إلى المتكلم"
1الروض األنف ج 6ص200
60
- 3حكى السهيلي عن النحاة أن سر منع
االسم من الصرف شبهه الفعل ,وعللوا لهذا
الشبه بالعلل التسع التي سموها فرعية إذ ليست
أصوال وقد جمعها بعضهم فقال :
موانع الصرف تسع إن أردت بها ..
عونا لتبلغ في إعرابك األمال
اجمع وزن عادال أنث بمعرفة .
ركب وزد عجمة فالوصف قد كمال
– 4رد السهيلي على هذا الكالم واستحب
أن لو نقلوا كالم العرب دون تعليله ,معتبرا ما
قالوه في التعليل حشوا ,غير أن كالم السهيلي
ال ينبغي أخذه على عواهنه ,فكالمه هذا قد
61
يصدق على نوع من العلل ,أما التي يتوصل بها
إلى تعليم كالم العرب فهي تعليمية ,أضف إلى
ذلك أن السهيلي نفسه سيقترح علال من اجتهاده
سياتي ذكرها .
قال السهيلي :
" وتعليلهم لهذا الباب يشتمل على ضروب
من التحكم وأنواع من التناقض ,وفساد من العلل
,ألن العلة الصحيحة هي المطردة المنعكسة التي
يوجد الحكم بوجودها ,ويفقد بفقدانها ,كما
تقول :اإلسكار في الخمر علة التحريم ,فهذا
تعليل صحيح ألن الحكم وهو التحريم يوجد
بوجود السكر ,ويعدم بعدمه ,وكذلك سائر العلل
62
الفقهية الصحيحة ,والعلل العقلية في مذاهب
القائلين بها ,نحو العلم فإنه علة موجبة إيجابا
عقليا للحكم ,وهو كون العالم عالما ,وال
يتصور في العقل وجود العلة إال موجبة
لمعلولها ,وعدمه واجب عند عدمها.
ومن علل النحو ما يطرد وينعكس فيتبين
صحتها,كاإلضافة فإنها علة للخفض ,يوجد
بوجودها ويعدم بعدمها ,وكالتضمن لمعنى
الحرف في األسماء فإنه موجب للبناء مطردا
ومنعكسا ,أي إن عدم التضمن للحرف يعدم معه
البناء في االسم ,وهذا اإليجاب ليس بإيجاب
63
عقلي ,وال إيجاب شرعي ,ولكنه إيجاب
1
لغوي ,اقتضته اللغة ,فصار أصال يبنى عليه"
نستفيد من النص أن السهيلي قاس علل
الممنوع من الصرف بالعلل الفقهية ,والعلل
العقلية ,وعلى هذا فالعلة النحوية عنده موجبة
:يوجد الحكم بوجودها ,ويفتقد بفقدانها ,وهو
معنى الطرد واالنعكاس ,متذرعا بهذه القاعدة
ليكسر كل القواعد النحوية التي ال تطرد علتها
وال تنعكس ,غير ملتفت إلى القواعد الشاذة حتى
في العلل الفقهية التي قاس عليها اإلمام
السهيلي ,يقول الرضى " :قول النحاة :ان الشئ
الفالني علة لكذا ،ال يريدون به أنه موجب له،
1أمالي السهيلي ص20
64
بل المعنى أنه شيء إذا حصل ذلك الشيء ينبغي
أن يختار المتكلم ذلك الحكم ،لمناسبة بين ذلك
1
الشئ وذلك الحكم "
كما قسم ابن جني العلل إلى ضربين ,ذاكرا
أن أكثر علل النحاة موجبة ,كنصب الفضلة
ورفع المبتدأ والخبر والفاعل وغير ذلك ,وعلى
هذا مفاد كالم العرب .وضرب آخر يسمى علة
وإنما هو في الحقيقة سبب يجوز وال يوجب
ومن ذلك األسباب الداعية إلى اإلمالة .يقول في
هذا الصدد في باب :ذكر الفرق بين العلَّة
المجوزة
ِّ الموجبة وبين العلَّة
ِ
66
ب .ومن ذلك أن يقال لك ما علّة
ال علة الوجو ِ
قلب واو أقِّتت همزة فتقول ِعلّة ذلك أن الواو
انض ّمت ض ّما الزما وأنت مع هذا تجيز
ظهورها واوا غير مب َدلة فتقول ُوقّتت فهذه ِعلّة
1
الجواز إِذاً ال علّة الوجو ِ
ب" ِ
قدم السهيلي بهذه المقدمة المتفق عليها بين
فطاحل النحاة ,واعتبرها قنطرة لهدم عللهم
,وليبين مناقضتها لهذا األصل المتفق عليه ,فهي
بمثابة إلزام لهم .
قال السهيلي:
67
"وأما علة امتناع االسم من الصرف ففيها ما
ذكرناه من الفساد والمناقضة ,أما الفساد في
العلة فعدم االطراد فيها واالنعكاس,أما عدم
االطراد فإنا قد نجد االسم مضارعا للفعل لفظا
ومعنى وعمال ورتبة,وهو مع ذلك يدخله
الخفض والتنوين,كضارب ونحوه,فإن فيه لفظ
الفعل ومعناه ,ويعمل عمله ,وهو تال لالسم
ووصف له ,ثم لم يمنعوه الخفض والتنوين ,ومن
ذلك مسلمة,فإنه قد اجتمع فيه الوصف والتأنيث
وهو مع ذلك منصرف ,ومن ذلك السفسير
والبندار,قد اجتمع فيه العجمة والزيادة ثم هو
1
منصرف,فهذا كسر العلة "
1
أمالي السهيلي ص20
68
طرح اإلمام السهيلي في هذا النص ثالثة
أمثلة لنقض قاعدة االطراد واالنعكاس في علل
الممنوع من الصرف
األولى :أدلى السهيلي بمثال اسم الفاعل لينبه
على أنه غير ممنوع من الصرف مع مشابهته
للفعل ,وهو طرح مردود,ألن قاعدة النحاة في
الممنوع من الصرف غير مخرومة ,ذلك أن
اسم الفاعل وباقي األسماء المشتقة من الفعل ,ال
تشتمل على العلتين اللتين علل بهما النحاة
الممنوع من الصرف .
الثانية :أدلى السهيلي ب( مسلمة ) وما
يشبهها لما فيها من الوصف والتأنيث ,ولم ينتبه
69
حين جاء بهذا المثال أن التأنيث بالتاء في
الوصفية عير عارض ال يعتد به ,يقول عبد هللا
بن أحمد الفاكهي ":ليس كل ما فيه علتان
فرعيتان يمتنع صرفه.أال ترى :أن نحو (قائمة)
فيه الصفة والتأنيث ,وهما فرعيتان على.
الجمود والتذكير .ألن الواضع لم يعتبر التأنيث
الذي بغيراأللف إال مع العلمية ,ألنه ال يكون
1
الزما إال معها".
1شرح كتاب الحدود في النحولعبد هللا بن أحمد الفاكهي تحقيق :د .المتولي رمضان
أحمد الدميري ،مكتبة وهبة – القاهرة الطبعة :الثانية 1414 ،هـ 1993 -م ص125
70
الثالثة:مثال السفسير والبندار اعتبرهما
1
1المنصف البن جني ،شرح كتاب التصريف ألبي عثمان المازني الناشر :دار إحياء
التراث القديم الطبعة :األولى 1373هـ 1954 -م ص. 132
2جمع غائب
َ
اجد ،كَأ ْشهَا ٍد َ َ َ
في النهاية البن األثير " أ ْم َجاد :أيْ أ ْشرافٌ ِكرامَ ،ج ْم ُع َم ِجيد ،أوْ َم ِ
3
َ
فِي َش ِهي ٍد أوْ شَا ِه ٍد.
72
ثم قد تعدم هذه العلل من االسم ,وهو مع ذلك
ممنوع من الصرف نحو "أبي قابوس " 1فليس
فيه إال التعريف ,وقد منع الصرف ,ألنه عربي
مشتق من القبس ,والقابوس هو الحسن
الوجه,فقد وجد الحكم مع عدم العلة ,وعدم مع
2
وجودها ,فدل على فسادها "
نستفيد من النص أمرين اثنين :
األول :أن السهيلي يرى أن من نقض علة
الممنوع من الصرف في الجمع إيراد هذه
الجموع :كرام وغيب وأمجاد وغيرها ,والنحاة
إنما قصدوا فرعية الجمع المتناهي الذي ال جمع
1كنية النعمان بن المنذر ملك العرب ,وفي تاج العروس ":وقابوس ممنوع للعجمة
والمعرفة,قال النابغة
نبئت أن أبا قابوس أوعدني ...وال قرار على زأر من األسد
2أمالي السهيلي ص21
73
بعده,ال مطلق الجمع ,كما أنهم عللوا لما سمع
وأفعال.
ٍ عال وفُع ٍَّل
منعه ,ولم يسمع قط منع فِ ٍ
يقول األُ ْش ُموني" واستضعف تعليل أبي
علي بأن أفعاال وأفعال نحو أفراس وأفلس
جمعان وال نظير لهما في اآلحاد وهما
مصروفان.
والجواب عن ذلك من ثالثة أوجه:
األول :أن أفعاال وأفعال يجمعان نحو أكالب
وأناعم في أكلب وأنعام ،وأما مفاعل ومافعيل
فال يجمعان ،فقد جرى أفعال وأفعل مجرى
اآلحاد في جواز الجمع ،وقد نص الزمخشري
على أنه مقيس فيهما.
74
الثاني :أنهما يصغران على لفظهما كاآلحاد
نحو أكيلب وأنيعام ،وأما مفاعل ومفاعيل فإنهما
إذا صغرا ردا إلى الواحد أو إلى جمع القلة ثم
بعد ذلك يصغران.
الثالث :أن كال من أفعال وأفعل له نظير من
اآلحاد يوازنه في الهيئة وعدة الحروف ،فأفعال
نظيره في فتح أوله وزيادة األلف رابعة تفعال
نحو" :تجوال وتطواف" ،وفاعال نحو :ساباط
وخاتام ،وفعالل نحو :صلصال وخزعال،
وأفعل نظيره في فتح أوله وضم ثالثه تفعل نحو:
تثفل وتنضب ،ومفعل نحو :مكرم ومهلك.
75
على أن ابن الحاجب لو سئل عن مالئكة لما
أمكنه أن يعلل صرفه إال بأن له في اآلحاد
1
نظيرًا نحو طواعية وكراهية".
الثانية زعم السهيلي أن أبى قابوس علم
عربي ومع ذلك منع من الصرف ,وهذا يدل
على تناقض النحاة ,وفساد علتهم منع
األععجمي العلم من الصرف,وقد ورد عن
العرب منصرفا .
والحق مع النحويين ,ألن أبى قابوس كلمة
أعجمية ,يقول ابن منظور":وقابوس ال ينصرف
2
للعجمة والتعريف "
1شرح األشموني على ألفية ابن مالك لنورالدين األُ ْش ُموني دار الكتب العلمية
بيروت -لبنان الطبعة :األولى 1998مـ ج 3ص147
2لسان العرب البن منظور الناشر :دار صادر – بيروت الطبعة :الثالثة 1414 -هـ
ج 6ص168
76
قال السهيلي :
"ومن التحكم قصرهم التعليل على علتين
فصاعدا ,فهال كان أقل العلل ثالثا أو واحدة,فلم
يكشفوا في ذلك عن نية ,وال نبهوا فيه على
"1
حكمة
إن النحاة لم يهملوا الكشف عن النية ولم
يغفلوا التنبيه عن الحكمة ,كما يقول السهيلي
وتوضيح ذلك أن االسم إنما منع من الصرف
لشبهه بالفعل ,والفعل فيه علتان فرعيتان ,فيلزم
االسم الممنوع من الصرف إن تكون فيه
علتان ,يقول ابن الوراق " أِل َن ال ّشبَه من َوجه
ك أَن َش ْيئَي ِْن متشابهين
ْس بِقَويَ ،و َذلِ َ
احد لَي َ
َو ِ
1أمالي السهيلي ص23
77
اعدا ،فَلَ َّما َك َ
ان ص ِاحد فَ َ
يتشابهان من َوجه َو ِ
احد اَل تَأْثِير لَهُ ،لم يثقل ااِل سْم
ال ّشبَه من َوجه َو ِ
1
بِهَ َذا ال ّشبَه ،فيزول َعن أَصلهَ ،وهُ َو الصّرْ ف "
وها هو ابن الخباز يجيب السهيلي قائال" لم لم
1علل النحو لابن الوراق تحقيق :محمود جاسم محمد الدرويش مكتبة الرشد -
الرياض /السعودية الطبعة :األولى1999 ،م ص457
78
عدلين ,وذلك ألن األصول تراعى ويحافظ
عليها.
الثاني أن األسماء التي تشبه األفعال من
وجه واحد كثيرة ,فلو راعينا الوجه الواحد,
وجعلنا له أثرًا كان أكثر األسماء غير منصرف,
فكثرت مخالفة األصل.
الثالث :أن الفعل فرع على األسماء في
اإلعراب فال ينبغي أن يجذب األصل إلى خير
1
الفرع إال بسبب قوي"
كما أن استشكال السهيلي طرح علينا أسئلة
تصدى لها ابن جني قائال " فإن قيل فإذا كان
1توجيه اللمع ألحمد بن الحسين بن الخباز دراسة وتحقيق :فايز زكي محمد دياب،
دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة -جمهورية مصر العربية الطبعة:
الثانية 2007 ،م.ص 405
79
في االسم َشبَه واحد من أشبا ِه الفعل ألَهُ فيه تأثير
أم ال ؟فإن كان له فيه تأثير فماذا التأثير؟ وهل
ب ؟ وإن لم
ب وكع ٍ
كصرف كل ِ
ِ صرْ ف زي ٍد إال
َ
ب الواحد إذا ح ّل االسم تأثير فيه فما
يكن للسب ِ
بالُه إذا انض َّم إليه سبب آخر أثرَّا فيه فمعناه
الصرف ؟...
فالجواب أن السبب الواحد وإن لم يَ ْق َو حكمه
إلى أن يَمنع الصرف فإنه ال ب ّد في ِ
حال انفراده
ِمن تأثير فيما حله وذلك التأثير الذي نومئ إليه
ون ّدعى حصوله هو تصويره االسم الذي حله
على صورة ما إذا انض َّم إليه سبب آخر اعتَ َونا
1
الصرف "
ِ معا ً على منع
1الخصائص البن جني ج 1ص178
80
لكن سرعان ما تولد سؤال من بطن سؤال
فإن قلت ما تقول في اسم أعجم ّي َعلَم في
متجاوز للثالث ِة نحو يوسف وإبراهيم
ٍ باب ِه مذ َّك ِر
ونحن نعلم أنه اآلن غير مصروف الجتماِع
التعريِف والعُجْ م ِة عليه فلو س َّميت بِه من بع ُد
مؤنّثا ألست قد جمعت فيه بعد ما كان عليه من
َ
التأنيث فليت شعري التعريِف والعجمة
أبِاألسباب الثالثِة منعته الصرف أم باثنين منها؟
ُ
التأنيث فإن كان بالثالثة كلها فما الذي زاد فيه
يزد فيه شيئا ً فقد
الطارئ عليه ؟فإن كان لم ِ
رأيت أحد أشباه الفعل غير مؤثِّر وليس هذا من
81
ُ
التأنيث الطارئ عليه قولك وإن كان أثَّر فيه
شيئا ً فعرِّفنا ما ذلك المعنى
فالجواب هو أنه َج َعله على صورة ما إ ِذا
حُذف منه سبب من أسباب الفعل بقي بعد ذلك
غير مصروف أيضا ً أال تراك لو حذفت من
َ
التأنيث فأع ْدتَه إلى التذكير يوسف اس َم امرأ ٍة
ألقررتَه أيضا ً على ما كان عليه من ترك
ومالك
ٍ بجعفر
ٍ الصرف وليس كذلك امرأة س َّميتَها
أال تراك لو َ
نزعت عن االسم تأنيثه لصرفته
ق فيه بع ُد إالَّ َشبَها واحدا من أشباِه
ألنك لم تُبَ ِّ
الفعل فقد صار إ ًذا المعنى الثالث مؤثِّرا أثرا َّما
82
كما كان السبب الواحد مؤثِّرا أثرا َّما على ما
1
ق َّدمنا ذكره فاعرف ذلك "
وقبل أن ينتقل اإلمام السهيلي إلى تقديم
البديل ,شنع على النحاة التفافهم حول عللهم ,ولم
يأت بجديد غير أنه بدل العبارة ,وأعاد استنكار
تشبيه الممنوع من الصرف بالفعل’ومثل له
بإبراهيم ,وعلماؤنا النحاة يمنعونه لعلميته
,وهي فرع عن التنكير ,وعجمته ,وهي فرع عن
العربية فشابه الفعل الذي هو فرع عن االسم
,وكذلك األمر بالنسبة لعمر وقثم ممنوعة ألجل
83
العلمية والعدل .وثالث ورباع منعت ألجل
الوصفية والعدل .
86
قال السهيلي (:ومما يدل على أن التنوين
ليس هو عالمة للتمكن ,وإنما هو عالمة
لالنفصال ,قولهم ":حينئذ" " ,ويومئذ",
فنونوا لما أرادوا فصل "إذ"عن الجملة
,وتركوا التنوين حين قالوا :إذ زيد قائم ,لما
أضافوا الظرف إلى الجملة ,وليس في الدنيا
اسم أقل تمكنا من إذ ,وال أشبه منها بالحرف .
نعم وقد تكون حرفا محضا ,بمعنى "أن"في
نحو قوله تعالى ":ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم
"1جعلها سيبويه هاهنا حرفا ولم يجعلها ظرفا
,كما فعل غيره .
88
,وغير العامل منها ال يتوهم إضافته فيحتاج إلى
1
فصل )
نستفيد من النص ما يلي:
األولى :ما استدل به من نحو قولهم (حينئذ
ويومئذ) يجاب عنه بأن "إذ" من خصائصها أن
تضاف إلى الجملة مثل قوله تعالى (وذكروا إذ
أنتم قليل ) 2فإن وجد ما يدل على هذه الجملة
حذفت الجملة المضافة إليها (إذ)وعوض عنها
3
التنوين مثل قوله تعالى (وأنتم حينئذ تنظرون )
فالتنوين هنا تنوين عوض الفتقار االسم إلى ما
90
الثالثة :استدالله بدخولها في القوافي إذا
وصل بيت ببيت مردود بأمور:
بيت الشعر ال يوصل بغيره في -
اللفظ إذ كل بيت قائم بنفسه .
احتمال اإلضافة هنا بعيد ,ألن -
االسم فيه "أل"وهي ال تجامع اإلضافة كما ذكر
هو نفسه .
هذه النون ليست دالة على التنوين -
المعتبر,إذ التنوين نون ساكنة تلحق آخر االسم
1
لفظا وتفارقه خطا .
وعموما نستنتج ما يلي :
1شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك لبدر الدين محمد ابن اإلمام جمال الدين محمد
بن مالك تحقيق :محمد باسل عيون السود دار الكتب العلمية الطبعة :األولى2000 ،
م ص8
91
-1في محاولة من اإلمام السهيلي التعليل لما
بقي في ذمته من أعالم تطلب علتها في المنع
من الصرف ,قسم األعالم إلى قسمين :منقولة
وغير منقولة .
فغير المنقولة ثالثة أضرب :
)1المرتجل أي سمي به دون سابق معنى
,مثل تأبط شرا .
)2األعجمي
)3المعدول كعمر عدل به عن عامر .
فهذه كلها مصروفة.
والمنقولة مما ال ينصرف مثل زيد ويشكر
وأحمر وثالث وغيرها إذا سميت بها .
92
2-عقد اإلمام السهيلي فصال في أسرار
العدل لإلجابة عن أسئلة افترضها ،ملخصها
سؤاالن:
األول:لم عدل عن فاعل إلى فُعل ولم يعدل
به إلى فعيل وفعْل وغيرهما ؟
فالسهيلي قد راغ بنا نحو علة العدل في
عمر ,زفر,متجاوزا نقطة الخالف بينه وبين
النحاة التي هي علة منعه من الصرف ,مكتفيا
بقوله ":منع من الصرف ألنه علم غير منقول
1
من أصل منون "
قال الصبان ":العدل إخراج الكلمة عن
صيغتها األصلية لغير قلب أو تخفيف أو إلحاق
1األمالي ص34
93
أو معنى زائد فخرج نحو أيس مقلوب يئس
وفخذ بإسكان الخاء مخفف وفخِذ بكسرها وكوثر
ْ
بزيادة الواو إلحاقا ً له بجعفر ورجيل بالتصغير
لزيادة معنى التحقير وفائدته تخفيف اللفظ
وتمحضه للعلمية في نحو عمر وزفر الحتماله
1
قبل العدل للوصفية "
الثاني :لم خص بالعدل عمر وزفر عن
عامر وزافر دون مالك وصالح وسالم
وغيرها ؟ بعدما قرر أن صيغة عمر وزفر وقثم
وغيرها إنما عدلوا به عن لفظ الصفة عامر
1حاشية الصبان على شرح األشمونى أللفية ابن مالك دار الكتب العلمية بيروت-
لبنان الطبعة :األولى 1997م ج 3هامش ص349
94
وقاثم وزافر ,للخروج بها عن الصفة إلى العلمية
بصيغة ليست في الصفات إال نادرا .
3اختلف النحاة في سبب العدل فرأى
العكبري في اللباب أنهم أرادوا :توكيد ْال َمعْنى
ق ِم ْنهُ فِي المس َّمى كالعمارة وال َّزفر.
المشت ّ
وأماابن جني فقد حاول ولوج هذا الباب قائال
":وأما السؤال عن علة عدل عامر وجاشم
وثاعل وتلك األسماء المحفوظة إلى فُ َعل عمر
وجشم وثعل و ُز َحل و ُغ َدر دون أن يكون هذا
العدل في مالك وحاتم وخالد ونحو ذلك فقد تق ّدم
الجواب عنه فيما فرط أنهم لم ي ُخصّوا ما هذه
سبيله بالحكم دون غيره إال العتراضهم طرفا ً
95
مما أَطَ ّ
ف لهم من جملة لغتهم كما ّ
عن وعلى ما
اتّجه ال ألمر َخصّ هذا دون غيره مما هذه
سبيله وعلى هذه الطريقة ينبغي أن يكون العمل
فيما يَ ِرد عليك من السؤال عما هذه حاله ولكن
ال ينبغي أن تُخلِد إليها إال بعد السبر والتأ ّمل
واإلنعام والتصفّح فإن وجدت عذراً مقطوعا ً به
صرت إليه واعتمدته وإن تعذر ذلك جنحت إلى
طريق االستخفاف واالستثقال فإنك ال تع َدم هناك
1
مذهبا ً تسلكه و َمأ َّما تتورّده "
رفض اإلمام السهيلي أن يمنع نحو سكران
وغضبان بالوصفية وزيادة األلف والنون ألن
مؤنثه سكرى وغضبى ,يقول المبرد " أما َما
1الخصائص البن جني تحقيق :محمد علي النجار
عالم الكتب -بيروت ج 1ص77
96
ان من َذلِك على (فعالن) الذى لَهُ (فعلى) فقد
َك َ
تقدم قَ ْولنَا فِي ِه أَنه غير َمصْ رُوف فى معرفَة َواَل
نكرة َوإِنَّ َما ا ْمتنع من َذلِك؛ أِل َن النُّون الالحقة بعد
َ
اأْل لف بِ َم ْن ِزلَة اأْل لف الالحقة بعد اأْل لف للتأنيث
فى قَ ْولكَ :ح ْم َراء وصفراء َوال َّدلِيل على َذلِك أَن
احد فى ال ّس ُكونَ ،و ْال َح َر َكةَ ،وعدد
ْال َو ْزن َو ِ
الزيَا َدة َوأَن النُّونَ ،واأْل لف تبدل كل
ْال ُحرُوفَ ،و ِّ
1
اح َدة ِم ْنهُ َما من صاحبتها "
َو ِ
بعد هذه الجولة عاد السهيلي رحمه هللا إلى
إعادة القاعدة التي دندن حولها طوال بحثه
,وهي أن الممنوع من الصرف إنما منع
97
الستغنائه عن التنوين .وقد تقدم في البداية
الجواب عن هذا االعتراض.
98
خاتمة
من خالل مصاحبتي للسهيلي في كتابه
األمالي تبين لي ما يلي :
- 1إن اإلمام السهيلي انطلق من منظور
شمولي مطلق ليلزم النحاة بإلتزاماته من أجل
نقض قواعدهم,فكان يخرج غالبا إلى فرعيات
في الممنوع من الصرف لم يلتزمها النحاة ,ومن
أمثلة ذلك أنه ألزمهم أن يمنعوا كراما وأمجادا
لفرعية الجمع ,علما أن النحاة قصروا الحكم
على الجمع المتناهي .
- 2اتبع السهيلي طريقة المناطقة في بناء
النتائج على المقدمات
99
- 3بدا تعليل السهيلي قويا في مواضع ,كما
خفت في أكثر المواضع .
- 4وقفت حائرا أمام طروحات السهيلي
وعلله ,فاستعملت أحيانا فوفقت واستسلمت مرة
أخرى لضعفي وقلة مناعتي العلمية.
- 5ال أدعي أنني استوفيت الموضوع
حقه ,فال تزال فيه زوايا تحتاج إلى إضاءة
,وخبايا تحتاج إلى توضيح.
والحمد هلل أوال وآخرا
100
فهرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
1 إهداء
4 تمهيد
7 مقدمة
المحور األول :السهيلي وكتابه
12
األمالي
المطلب األول :ترجمة اإلمام
13
السهيلي
13 مولده ونسبه
14 كناه
15 رحالته العلمية
101
16 شيوخه
18 تالمذته
22 آثاره وكتبه
27 وفاته
توطئة عن المدرسة النحوية
29
األندلسية
المطلب الثاني :اإلمام السهيلي
35
نحويا
المطلب الثالث :كتاب األمالي 42
المحور الثاني :الممنوع من
47
الصرف عند اإلمام السهيلي
المطلب األول :العلة عند اإلمام 48
102
السهيلي
المطلب الثاني :نقض اإلمام
64
السهيلي لعلل النحاة
المطلب الثالث :العلل التي
95
اقترحها اإلمام السهيلي
110 خاتمة
112 فهرس الموضوعات
115
الئحة المصادر والمراجع
103
فهرس المصادر والمراجع
- 1القرآن الكريم برواية ورش
- 2الروض األنف للسهيلي تحقيق وتعليق عبد
الرحمن الوكيل
- 3المطرب من أشعار أهل المغرب ألبي
الخطاب عمربن دحية الكلبي ضبطه وشرحه :صالح
الدين الهواري.المكتبة العصرية – صيدا بيروت .
الطبعة األولى 208م .
104
- 4معجم البلدان لياقوت الحموي -دار صادر،
بيروت الطبعة :الثانية1995 ،
- 5معيار االختيار في ذكر المعاهد والديارلابن
الخطيب -مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرةعام النشر:
1423هـ
- 6التكملة لكتاب الصلة البن األبار :،تحقيق:
عبد السالم الهراس الناشر :دار الفكر للطباعة –
لبنان سنة1995 :م
- 7غاية النهاية البن الجزري -مكتبة ابن تيمية
الطبعة األولى 1351ه
-8الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ألبي
عبد هللا محمد بن محمد بن عبد الملك األنصاري
حققه وعلق عليه :الدكتور إحسان عباس ،الدكتور
محمد بن شريفة ،الدكتور بشار عواد معروف
105
الناشر :دار الغرب اإلسالمي ،تون الطبعة :األولى،
2012م
-9البداية والنهاية ألبي الفداء إسماعيل بن عمر
بن كثير .دار الفكر 1407 .هـ 1986 -م
- 10طبقات النحويين واللغويين محمد بن
الحسن بن عبيد هللا بن مذحج الزبيدي األندلسي
تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم الطبعة :الثانية
الناشر :دار المعارف ,مصر.
- 11الرّد َعلى النّحاة البن َم َ
ضاء ،دراسة
وتحقيق :الدكتور محمد إبراهيم البنا .دار
االعتصام .الطبعة :األولى 1399 ،هـ 1979 -م
- 12نفخ الطيب من غصن األندلس الرطيب
أحمد بن محمد المقري التلمساني تحقيق د .إحسان
عباس الناشر دار صادر .سنة النشر 1388هـ
106
-13مغني اللبيب عن كتب األعاريب لعبد هللا
بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا بن يوسف ،أبو محمد،
جمال الدين ،ابن هشام تحقيق :د .مازن المبارك /
محمد علي حمد هللا دار الفكر – دمشق الطبعة:
السادسة1985 ،
-14ضياء السالك إلى أوضح المسالك لمحمد
عبد العزيز النجار
مؤسسة الرسالة -الطبعة :األولى 2001م
-15اإليضاح في علل النحو ألبي القاسم عبد
الرحمن الزجاجي تحقيق مازن المبارك دار النفائس
بيروت ط 3سنة 1979م
-16شرح األشموني على ألفية ابن مالك لعلي
بن محمد بن عيسى ،أبو الحسن ،نور الدين األُ ْش ُموني
107
دار الكتب العلمية بيروت -لبنان الطبعة :األولى
1998مـ
-17بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
لعبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين السيوطي
تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية -
لبنان /صيدا.
-18إنباه الرواة على أنباه النحاة لجمال الدين أبو
الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق محمد أبو
الفضل إبراهيم
دار الفكر العربي -القاهرة ،ومؤسسة الكتب
108
-19اإلحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب
الناشر :دار الكتب العلمية ،بيروت الطبعة :األولى،
1424هـ
112
113