Professional Documents
Culture Documents
تأليف
لإلمام شمس الدين أبو عبد هللا محمد بن قاسم الغزي ثم القاهري الشافعي
نسخة
محب الدين أبومالك آدم الرومي الشافعي
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
سِمَيُتُه َتارًَة بِـ طَبِتِه َت ْ خ ْير ُض نُ َسخِ هَ َذا ال ِكتَاب فِي غَ ِ جُد فِي بَْع ِ اعلَْم َأَّنُه ُيْو َ َو ْ
اسِمينِ: سَّمُيتُه ِب ْ ك َ ار)؛ َفلَِذِل َ ص ِ ايِة االختِ َ ارًة ِبـ(ـغَ َ يب)َ ،وَت َ التْقِر ِ (ـ َّ
يب). التقِْر ِ اظ َّ رح َألفَ ِ ش ِ يب فِي َ المجِ ِ يب ُ القِر ِ ح َ َأحَُدهَُماَ( :فْت ُ
ار).
ص ِ ايِة االختِ َ رح غَ َ ش ِ ار فِي َ المخَْت ُ ول ُ َوالثَّانِي( :القَ ُ
ين
الملَِة َوالدِّ ِ شَهابُ ِ اع ِ شَتَهُر أَيضًاِ :بأَِبي ُشجَ ٍ ب؛ َوُي ْ الطِّي ِ ام أَُبْو َّ اإلَم ُ يخ ِ الش ُ َقالَ َّ
4 3
الرحَْمِة صِبيبَ َّ سَقى هللاُ َثَرُاه َ ي؛ َ األصَْفَهانِ َّ حَمَد َ بن أَ ْ سينِ ِ ن الحُ َ حَمُد ِب ُ أَ ْ
ان:
يس الجَِن ِ اد ِ سَكَنُه أَ ْعلَى فََر ِ ان؛ َوَأ ْ ضَو ِ َوالرِّ ْ
ئ ِكَتابِي هَ َذا. س ِم هللاِ ال َّرح َم ِن ال َّر ِحيم) َأْبَتِد ُ (ب ِ ْ
ود. الوجُ ِ اجبِ ُ لذات الوَ ِ اس ُم لِ َّ وَهللاُْ :
يم.
الرحِ ِ ن َّ ن :أَْبَلُغ ِم ْ حَم ُ الر ْوَ َّ
يم.
ظ ِ التْع ِيل َعلَى جَِهِة َّ اء َعلَى هللاِ تَ َعالَى ِبالجَِم ِ هلل) هُ َو :الثََّن ُ (الحَْمُد ِ
(َر ِّب)؛ أَيَ :مِالكْ.
ل ،اَل ن َيْعِق ُ اص ِبَم ْ خ ٌّ اس ُم َج ْمعٍ َ كْ : ن َمالِ ٍ امَ ،وهُ َو كََما َقالَ ْاب ُ ح اللَّ ِ (ال َعالَمِينَ) ِبَفْت ِ
خاصٌّ هللا .والجَْمُع َ سَوى ِ ام لَِما ِ ع ٌّ اسٌم َ ام؛ لَِأَّنُه ْ ح اللَّ ِ عالَ ٌم ِبَفْت ِ جَْم ٌعَ .وُمْفَر ُدهُ َ
ل. ن َيْعِق ُ ِبَم ْ
2
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
سانٌ ي)؛ ه َُوِ :بالهَْمِز َوَتْرِكِه؛ ِإْن َ النِب ِّ حَّمٍد َّ سلَّمَ ( َعلَى سَِّيِدَنا مُ َ صلَّى هللاُ) َو َ (وَ َ
ن أُمَِر ِبَتْبِل ِ
يغِه؛ َفَنِب ٌّي يغِهَ ،فِإ ْ ن لَ ْم يُؤ َم ْر ِبَتْبلِ ِ ل بِ ِه؛ َوِإ ْ ع َيْعَم ُ شْر ٍ يه ِب َ ي ِإلَ ِ وح َ أُ ِ
ام َعلَي ِه.
السلَ َ
اة َو َّ ئ الصََّل َ ش ُّالمْعنَىُ :يْن ِ ل أَيضًاَ .و َ سْو ٌ َوَر ُ
ل ِمْنُه أَ ْو النِب ُّيَ :بَد ٌ
ينَ ،و َّ ف العَ ِ ضَّع ِ ول المُ َ ن اسمِ َمْفُع ٍ ول ِم ِ وَُمحَ َّم ٌدَ :علَمٌ َمْنقُ ٌ
ان َعلَي ِه. ف َبَي ٍ ط ُ ع ْ
َ
ن َبِني ون ِم ْ الشِافع ُِّي " :أََقارُِبُه المُْؤِمُن َ اهِرينَ) ُهْم َكَما َقالَهُ َّ ( َو) َعلَى (ِآلِه الطَّ ِ
سلِم ٍَ .وَلَعَّل َقْوَلُه:ل ُم ْ ارُه النَّ َو ِوي :1إِنَّهُم كُ ُّ يل؛ َواختَ َ ب "َ .وقِ َ طلِ ِ اشم ٍ َوَبِني المُ َّ َه ِ
ولِه تَ َعالَىَ { :ويُطَ ِّه َر ُك ْم تَ ْط ِهي ًرا} .
2
ن َق ِ ع ِم ْ اهِرينَ) ُمْنَتِز ٌ (الطَّ ِ
ي.
ب النَِّب ِّ صاحِ ِ ابِتِه)؛ جَْمٌعَ : ح َ ص َ ( َو) َعلَى ( َ
حابَِتِه. ين)؛ َتْأِكيدٌ ِلصَ َ جَمِع َ ولُهَ( :أ ْ َوَق ُ
سَأَلِني صِر؛ ِبَقْولِِهَ ( : يف هَ َذا المُخَْت َ ل فِي تَصِْن ِ سُؤْو ٌ صنِّف أََّنُه َم ْ ُثَّم َذَكَر ال ُم َ
يق.جْمُع :صَِد ٍ اء)َ ، صِدَق ِ األ ْ ض َ َبْع ُ
عائَِّيٌة.هللا تَ َعالَى) جُْملٌـٌَ َد َ ظهُُم ُ حفِ َ ولُهَ ( : َوَق ُ
اه.
ظُه َوَكُثَر َمْعَن ُ ل َلفْ ُ ص ًرا)؛ ه َُوَ :ما قَ َّ خَت َ عَم َل ُم ْ (َأنْ َأ ْ
(فِي الفِْقِه)؛ هُ َو لُ َغةً :الفَهـْ ُم.
الع ْل ُم باألحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية. واصطالحاِ : ً
( َعلَى مذهب اإلمام) األعظم المجتهد ناصر السنة والدين أبي عبد هللا محمد
بن إدريس بن العباس ابن عثمان بن شافع (الشافعي)ُ .ولد :بغزة سنة
خمسين ومائة.
ومات( :رحمة هللا تَ َعالَى َعلَي ِه ورضوانه) :يو َم ال ُج َم َعة سلخ رجب سنة
3
أربع ومائتين.
صنِّف مختصره بأوصاف؛ ِم ْنهَا أنه( :فِي غاية االختصار ووصف ال ُم َ
ونهاية اإليجاز) .والغاية والنهاية :متقاربانَ ،و َك َذا :االختصار واإليجاز؛
َو ِم ْنهَا أنه( :يقرب َعلَى المتعلم) لفروع الفقه (درسه ،ويسهل َعلَى المبتدئ
حفظه)؛ أَي :استحضاره َعلَى ظهر قلب؛ لمن يرغب فِي حفظ مختصر فِي
الفقه.
( َو) سألني أَيضًا بعض األصدقاء( :أن أكثر فِي ِه)؛ أَي :المختصر( :من
التقسيمات) :لألحكام الفقهيةَ ( .و) من (حصر)؛ أَي :ضبط (الخصال):
الواجبة والمندوبة وغيرهما.
طالبا للثواب) من هللا جزا ًء َعلَى تصنيف هَ َذا ً (فأجبته إِلَى) سؤاله فِي (ذلك
المختصر.
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2األحزاب33:
3آخره.
3
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(راغبًا إِلَى هللا سبحانهُ وتعالى) فِي اإلعانة من فضله َعلَى تمام هَ َذا
المختصرَ ،و (فِي التوفيق للصواب)؛ َوه َُو :ضد الخطأ( ،إنه) تَ َعالَى ( َعلَى
ما يشاء) يريد (قدير)؛ أَي :قادر( ،وبعباده لطيف خبير)؛ بأحوال عباده.
ولِه تَ َعالَى{ :هَّللا ُ لَ ِطيفٌ بِ ِعبَا ِد ِه}.1 َواألَ ْول :مقتبس مِ ْ
ن َق ِ
ولِه تَ َعالَىَ { :وه َُو ا ْل َح ِكي ُم ا ْل َخبِي ُر}.2 َوالثَّانِيِ :م ْ
ن َق ِ
سَمائِِه تَ َعالَى.ن أَ ْواللطيف والخبير :اسمان مِ ْ
َو َم ْعنَى األول :العالِ ُم بدقائق األمور ومشكالتها؛ ويطلق أَيضًا بِ َم ْعنَىَّ :
الرِفيقُ
جُهم ،رفيق بهمَ .و َم ْعنَى الثَانِي: اضِع حََوِائ َادِه َوِبَمَو ِ اهلل تَ َعالَى عَالِم بِِعَب ِ
ِبِهم؛ َف ُ
رت الشيء أخبر ،فأنا ِب ِه خبير؛ أَي :عليم. قَ ِريب من معنى األول؛ َويُقَالَ :خبَ ُ
1الشورى19 :
2األنعام18 :
4
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ . 1
5
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
سم الثَّالِث( :طاهر) فِي نفسه (غير مطهر لغيره؛ َو ُه َو :الماء َ ( .3و) القِ ْ
ال ُمستع َمل) فِي رفع حدث أَ ْو إزالة نجس؛ إن لَ ْم يتغير؛ ولم يزد وزنُه بعد
ان؛ بعد اعتبار ما يتشربه المغسول من الماء. انفصاله عما َك َ
(والمتغير)؛ أَي :ومن هَ َذا القِسْم :الما ُء المتغير أح ُد أوصافه؛ (بما)؛ أَي:
بشيء (خالطه من الطاهرات) تغيُّرًا يمنع إطالق اسم الماء َعلَي ِه؛ فإنه:
ان اختلط بالماء ما يوافقه ان التغير أَ ْو تقديريًاَ .ك َطاهر غير طهور ،حسيًا َك َ
فِي صفاته؛ كماء الورد المنقطع الرائحة والماء المستعمل .فإن لَ ْم يمنع
ان تغيّره بالطاهر يسيرًا؛ أَ ْو :بما يوافق الماء اطالق اسم الماء َعلَي ِه؛ بأن َك َ
فِي صفات ِه؛ وقدر مخالفًاـ ،ولم يغيره :فَاَل يسلب طهوريته؛ فَهُ َو مطهر لغيره.
واحت ََر َز :بقوله( :خالطه) َع ْن الطاهر المجاو ُر له؛ فإنه باق َعلَى طهوريته ْ
ان التغير كثيرا؛ َو َك َذا المتغير بمخالط اَل يستغني الماء عنه؛ كطين َولَ ْو َك َ
وطُحْ لَب وما فِي مق ِّره وممره ،والمتغير بطول المكث ،فإنه طهور.
سم ال َّرابِع( :ماء نجس)؛ أَي :متنجس؛ َوه َُو قسمان: َ ( .4و) القِ ْ
.1أحدهماَ ( :وه َُو الذي حلَّت فِي ِه نجاسةٌ)؛ تغير أم اَل َ ( .وه َُو)؛ أَي :والحال
أنه ماء (دون القلتين).
ق عضو سم :الميتة الَتِي اَل َدم لها سائل؛ عند قتلها أَ ْو ش ّ ستَ ْثنَى من َه َذا القِ ْ َويُ ْ
ِم ْنهَا؛ كال ُذباب ،إن لَ ْم تطرح فِي ِه ولم تغيره؛ َو َك َذا النجاسة الَتِي اَل يدركها
الطرف؛ فكل ِم ْنهُ َما اَل ينجس الماءَ .ويُ ْستَ ْثنَى أَيضًا :صور مذكورات فِي ُ
ت.ال َم ْبسُوطَا ِ
ان) كثيرًا (قلتين) سم ال َّرابِع؛ بقوله( :أَ ْو َك َ .2وأشار للقسم الثَّانِيمن القِ ْ
فأكثر؛ (فتغير) يسيرًا أَ ْو كثيرًا.
صح) فيهما .والرطل (والقلتان :خمسمائة رطل بغدادي تقريبًا فِي األَ َ
البغدادي عند النَّ َو ِوي :1مائة وثمانية وعشرون دره ًما وأربعة أسباع درهم.
صنِّف :قس ًما خامسًا؛ َوه َُو :الماء المطهر الحرام؛ كالوضوء بماء وترك ال ُم َ
مغصوب أَ ْو مسبل للشرب.
صل فِي ذكر شيء من األعيان المتنجسة وما يطهر ِم ْن َها بالدباغ وما اَل فَ ْ
يطهر
(وجلود الميتة) كلها( :تط ُهر بالدباغ) ،سواء فِي ذلك :ميتة مأكول اللحم
وغيره.
وكيفية الدبغ :أن ينزع فضول الجلد مما يُ َعفِّنه من َدم ونحوه ،بشيء
ان الحريف نجسًا؛ كذرق حمام؛ كفى فِي الدبغ. ِح ِّريف؛ كعفصَ ،ولَ ْو َك َ
محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ . 1
6
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ . 2
7
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ويتأكد أَيضًا؛ فِي غير الثالثة المذكورة مما هُ َو مذكور فِي المطوالت؛
كقراءة القرآن واصفرار األسنان.
سن :أن ينوي بالسواك السنةَ ،وأن يستاك بيمينه ،ويبدأ :بالجانبـ األيمن َويُ َ
من فمه ،وأن يمره َعلَى سقف حلقه امرارًا لطيفًا ،وعلى كراسي أضراسه.
صل فِي فروض ال ُوضوء فَ ْ
َوه َُو :بضم الواو فِي األشهر اسم :للفعلَ .وهُ َو ال ُم َراد هُنَا .وبفتح الواو :اسم
لما يتوضأ ِب ِه.
ويشتمل األو ُل َعلَى :فروض و ُسنَن.
صنِّف الفروض فِي قوله( :وفروض الوضوء ستة أشياء): وذكر ال ُم َ
.1أحدها( :النية)؛ وحقيقتهاـ شر ًعا :قصد الشيء مقترنا بفعله .فإن تراخى
عنه؛ سمي :عز ًما .وتكون النية( :عن َد غسل) أول جزء من (الوجه)؛
أَي :مقترنة بذلك الجزء ،اَل بجميعه ،وال بما قبله ،وال بما بعده .فينوي
المتوضئ :عند غسل ما ُذكر رف َع حدث من أحداثه؛ أَ ْو ينوي استباحة
مفتقر إِلَى وضوء؛ أَ ْو ينوي فرض الوضوء؛ أَ ْو الوضوء فَقَط ،أَ ْو
الطهارة َع ْن الحدث .فإن لَ ْم يقل َع ْن الحدث :لَ ْم يص َّح .وإذا نوى ما يعتبر
من هَ ِذ ِه النيات وشرك معه نية تنظف أَ ْو تبرد :ص ّح وضوؤه.
ين منابت شعر وحدُّه طوالً :ما بَ ََ ( .2و) الثَانِي( :غسل) جميع (الوجه)َ .
الرأس غالبًا وآخر اللحيين؛ وهما :العظمان اللذان ينبت عليهما األسنان
السفلى ،يجتمع مقدمهما :فِي الذقن ،ومؤخرهما :فِي األذن .وحدُّه
ين األذنين.ضا :ما بَ َ عر ً
ان َعلَى الوجه شع ٌر خفيف أَ ْو كثيف :وجب إيصال الماء إليه مع وإذا َك َ
البشرة الَتِي تحتهَ .وأَ َّما لحية الرجل :الكثيفة :بأن لَ ْم ي َر المخاطبُ بشرتَها
ف الخفيفةَ :و ِه َي ما يرى المخاطبـ من خاللها؛ فيكفي :غسل ظاهرها .بِ ِخاَل ِ
ف لحية امرأة وخنثى :فَيَ ِجب: بشرتها؛ فَيَ ِجب :إيصال الماء لبشرتهاَ .وبِ ِخاَل ِ
إيصال الماء لبشرتهما؛ َولَ ْو كثفا .وال بد مع غسل الوجه :من غسل جزء
من الرأس والرقبة؛ وما تحت الذقن.
َ ( .3و) الثَّالِث( :غسل اليدين إِلَى ال ِم ْرفَقين)؛ فإن لَ ْم يكن له مرفقان :اعتبر
ب غسل :ما َعلَى اليدين من :شعر وسلعة وأصبع زائدة قدرهماَ .ويَ ِج ُ
ب إزالة :ما تحتها من وسخ يمنع وصول الماء. وأظافيرَ .ويَ ِج ُ
س ُح بعض الرأس) ِمن َذكر أَ ْو أنثى أَ ْو خنثى .أَ ْو مسح: َ ( .4و) ال َّرابِعَ ( :م ْ
بعض شعر فِي حد الرأس .وال تتعيَّن :اليد للمسح؛ بَلْ يجوز :بخرقة
وغيرهاَ .ولَ ْو غسل رأسه بدل مسحها :جازَ .ولَ ْو وضع يده المبلولة ولم
يحركها :جاز.
8
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .5و) الخامس( :غسل الرجلين إِلَى الكعبين)؛ إن لَ ْم يكن المتوضئ البسًا
ان البسهما :وجب َعلَي ِه مسح الخفين؛ أَ ْو غسل الرجلين. للخفين؛ فإن َك َ
ق فِي ب غسل :ما عليهما من :شعر وسلعة وأصبع زائدة؛ َك َما َسبَ َ َويَ ِج ُ
اليدين.
َ ( .6و) السادس( :الترتيب) فِي الوضوء ( َعلَى ما)؛ أَيَ :علَى الوجه الذي
(ذكرناه) فِي عد الفروض .فلو نسي الترتيب :لَ ْم يكفَ .ولَ ْو غسل أربعة
أعضائه دفعةً واحدة بإذنه :ارتفع حدث وجهه فَقَط.
خ ال َم ْت ِن( :عشر (وسننه)؛ أَي :الوضوء( :عشرة أشياء)َ ،وفِي بَع ِ
ْض نُ َس ِ
خصال):
( .1التسمية) أ َّولَه .وأقلها" :بسم هللا" .وأكملها" :بِس ِْم هللاِ الرَّح َم ِن ال َّر ِحيم".
فإن ترك التسمية أ َّولَه :أتى بها فِي أثنائه .فإن فرغ من الوضوء :لَ ْم يأت
بها.
( .2وغسل الكفين) إِلَى الكوعين؛ قبل المضمضة .ويغسلهما ثالثًا إن تردد
فِي طهرهما (قبل إدخالهما اإلنا َء)؛ المشتمل َعلَى :ماء دون القلتين .فإن
ُكرهلَ ْم يغسلهما :كره له غمسهما فِي اإلناء .وإن تيقن طهرهما :لَ ْم ي َ
َغمسُهما.
( .3والمضمضة) بعد غسل الكفين .ويحصل أصل السنة فيها :بإدخال الماء
فِي الفم؛ سواء :أداره فِي ِه ،ومجه أم اَل .فإن أراد األكمل :مجه.
بإدخال الما ِء
ِ ( .4واالستنشاق) بعد المضمضة .ويحصل أصل السنة فِي ِه:
فِي األنف ،سواء :جذبه بنفسه إِلَى خياشيمه ،ونثره أم اَل .فإن أراد
األكمل :نثره .والمبالغة :مطلوبة فِي المضمضة واالستنشاق .والجمع:
ين المضمضة واالستنشاق بثالث غرف يتمضمض من كل ِم ْنهَا ثم بَ َ
يستنشق :أفضل من الفصل بينهما.
خ ال َم ْت ِن( :واستيعاب الرأس ْض نُ َس ِ
( .5ومسح جميع الرأس) َوفِي بَع ِ
قَ .ولَ ْو لَ ْم يرد نزع ما بالمسح) .أّ َّما مسح بعض الرأس :فواجب َك َما َسبَ َ
َعلَى رأسه من عمامة ونحوها :كمل بالمسح عليها.
( .6ومسح) جميع (األذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد)؛ أَي :غير بلل
الرأس .والسنة فِي كيفية مسحهما :أن يدخل مسبحتيه فِي صماخيه،
ويديرهما َعلَى المعاطف ،ويم ّر إبهاميه َعلَى ظهورهما ،ثم يلصق كفيه،
وهما :مبلولتان باألذنين استظهارًا.
( .7وتخليل اللحية ال َكثَّة) بمثلثة؛ من الرجُل .أّ َّما لحية الرجل الخفيفة
ُدخل الرج ُل ولحية المرأة والخنثى :فَيَ ِجب تخليلهما .وكيفيته :أن ي ِ
أصابعه من أسفل اللحية.
9
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( .8وتخليل أصابع اليدين َوال ِّرجلين)؛ إن وصل الماء إليها من غير تخليل.
يصل إال ِب ِه؛ كاألصابع الملتفة :وجب تخليلها .وإن لَ ْم يتأت فإن لَ ْم ِ
تخليلها اللتحامها؛ حرم فتقُها للتخليل .وكيفية تخليل اليدين :بالتشبيك.
وال ِرجلين :بأن يبدأ بخنصر يده اليسرى من أسف ِل الرِّ جل مبتدئًا بخنصر
الرجل اليمنى ،خات ًما بخنصر اليسرى. ِ
ّ ْ َ
( .9وتقديم اليمنى) من يديه ورجليه ( َعلى اليسرى) ِمنهُ َما .أ َّما العضوان
اللذان يسهل غسلهما معا؛ كالخدين :فَاَل يقدم األيمن ِم ْنهُ َما ،بَلْ يطهران
دفعة واحدة.
صنِّف :سنية تثليث العضو المغسول والممسوح فِي قوله: وذكر ال ُم َ
خ( :والتكرار)؛ أَي :للمغسول ْض النُّ َس ِ
(والطهارة ثالثا ثالثا)َ .وفِي بَع ِ
والممسوح.
ين العضوين ( .10والمواالة)؛ ويعبر عنها :بالتتابع؛ َو ِه َي :أن اَل يحصل بَ َ
ق كثير ،بَلْ يطهر العضو بعد العضو ،بحيث اَل يجف المغسول قبله تفري ٌ
مع اعتدال الهواء والمزاج والزمان .وإذا ثلث :فاالعتبار آلخر غسلة.
وإنما تندب المواالة فِي غير وضوء :صاحب الضرورة؛ أّ َّما ه َُو:
فالمواالة واجبة فِي حقه.
َوبَقِ َي للوضوء سنن أخرى مذكورة فِي المطوالت.
صل فِي االستنجاء وآداب قاضي الحاجة فَ ْ
(واالستنجاء)؛ َوهُ َو من( :نَجوت الشي َء)؛ أَي :قطعته .فكأن المستنجي:
يقطع بِ ِه األذى َع ْن نفسه( .واجب :من) خروج( :البول والغائط)؛ بالماء أَ ْو
الحجر؛ وما فِي معناه من كل :جامد طاهر قالع غير محترم.
( َو) لَ ِك ْن( :األفضل أن يستنجي) أ َّوال (باألحجار ثم يُتب َعها) ثانيًا (بالماء).
ثالث مسحاتَ ،ولَ ْو بثالثة أطراف حجر واحد. ُ ب:اج ُ
َوال َو ِ
(ويجوز :أن يقتصر) المستنجيَ ( :علَى الماء أَ ْو َعلَى ثالثة أحجار يُنقي
سن بعد بهن المح َّل) إن حصل اإلنقاء بهاَ .وإِاَل :زاد عليها حتى ينقىَ .ويُ َ
ذلك :التثليث( .فإذا أراد االقتصا َر َعلَى أحدهما؛ فالما ُء أفضل)؛ ألنه يزيل
عين النجاسة وأثرها.
يجف الخارجـ النجسُ ،وال ينتق َل َّ وشرط أجزاء االستنجاء بالحجر :أن اَل
َع ْن محل خروجه ،وال يطرأ َعلَي ِه نجسٌ آخر أجنبي عنه .فإن انتفى شرط
من ذلك :تعيَّن الما ُء.
(ويجتنب) وجوبًا قاضي الحاجة( :استقبا َل القبلة) اآلن؛ َو ِه َي :الكعبة.
ان ولم (واستدبارها :فِي الصحراء)؛ إن لَ ْم يكن بينه وبين القبلة سات ٌر ،أَ ْو َك َ
يبلغ :ثلثي ذراع ،أَ ْو بلغهما وبَعُد عنه أكثر من :ثالثة أذرع بذراع اآلدمي؛
10
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
كما قاله بعضهم .والبنيان فِي هَ َذا؛ كالصحراء ،بالشرط المذكور؛ إال :البنا َء
ال ُم َع َّد لقضاء الحاجة؛ فَاَل حرمةَ فِي ِه مطلقًا.
ت المقدس؛ فاستقباله ان قِبلةً أوالً؛ كبَي ِ
اآلن)َ :ما َك ََو َخ َر َج :بقولناَ ( :
واستدباره :مكروه.
(ويجتنب) أدبًا قاضي الحاجة( :البو َل والغائط فِي الماء الراكد) .أّ َّما
الجاري :فيكره فِي القليل منه دون الكثير؛ لَ ِك ْن األولى :اجتنابه .وبحث
ان أَ ْو راكداَ ( .و) يجتنب أيضا البول النَّ َو ِوي 1تحريمه فِي القليلـ :جاريا َك َ
والغائط (تحت الشجرة المثمرة) وقت الثمر وغيره؛ ( َو) يجتنب ما ذكر:
(فِي الطريق) المسلوك للناس ( َو) فِي موضع (الظل) صيفًا ،وفي موضع
الثقب) فِي األرض؛ َوهُ َو :النازل المستدير. الشمس ِشتا ًءَ ( ،و) فِي ( ُ
ولفظ( :الثقب) ساقط فِي بعض نسخ المتن.
(وال يتكلم) أدبًا لغير ضرورة؛ قاضي الحاجة ( َعلَى البول والغائط)؛ فإن
دعت ضرورة إِلَى الكالم؛ كمن رأى حيَّةً تقصد إنسانًا :لَ ْم يكره الكالم
حينئذ.
الشمس والقمر وال يستدبرهما)؛ أَي :يكره له ذلك حا َل قضاء َ (وال يستقبل
حاجته .لَ ِك ْن النَّ َو ِوي 2فِي الروضة وشرح المهذب؛ قال" :إن استدبارهما
ترك استقبالهما واستدبارهما "إن َ يس بمكروه" .وقال فِي شرح الوسيطَّ : َولَ َ
سواء"؛ أَي :فيكون مباحا .وقال فِي التحقيق" :إن كراهة استقبالهما اَل أصل
لها".
وقوله( :وال يستقبل . .إلخ) ساقطٌ فِي بعض نُ َسخ المتن.
ضا :بأسباب الحدث صل فِي نواقض الوضوء؛ ال ُمسماة أَي ً فَ ْ
ستَّةُ أشياء): ُبطل (الوضو َء ِ (والذي يُنقِض)؛ أَي :ي ِ
خرج من) أحد (السبيلين)؛ أَي :القُبل وال ُدبر من متوضئ َ .1أحدها( :ما
ان الخارج؛ كبول وغائط ،أَ ْو نادرًا؛ كدم وحصى حي واضح؛ معتادًا َك َ ٍّ
بإحتالم من ٍ الخارج
َ نجسًا؛ كهذه األمثلة ،أَ ْو طاهرًا؛ كدود ،إال المني
متوضئ ممكن مقعده من األرض :فَاَل ينقض.
والمشكل :إنما ينتقض وضوؤه بالخارج من فرجيه جميعًا.
خ ال َم ْت ِن َ ( .2و) الثَانِي( :النوم َعلَى غير هيئة المتمكن)َ .وفِي بَع ِ
ْض نُ َس ِ
ادة( :من األرض) بمقعده .واألرض :ليست بقيد. ِزَي َ
َو َخ َر َج :بـ (ـالمتمكن) :ما لو نام قاعدًا غير متمكن أَ ْو نام قائ ًما أَ ْو َعلَى قفاه؛
َولَ ْو متمكنا.
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
11
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
س َكر أَ ْو مرض) أَ ْو جُنون َ ( .3و) الثَّالِث( :زوال العقل)؛ أَي :الغلبة َعلَي ِه (ب ُ
أَ ْو إغماء أَ ْو غير ذلك.
الرجل المرأةَ األجنبيةَ) َ
غير ال َمحْ َرم َولَ ْو ميتة. ِ َ ( .4و) ال َّرابِع( :لمس
َوال ُم َراد بالرجل والمرأة :ذكر وأنثى بلغا ح َّد الشهوة عرفًا.
َوال ُم َراد بال َم ْح َرمَ :من َحرُم نكاحُها ألجل نسب أَ ْو رضاع أَ ْو مصاهرة.
ان هناك حائل فَاَل نقض حينئذ. ُخرج ما لو َك َ
وقولهِ ( :من غير حائل) ي ِ
َ ( .5و) الخامسَ :وهُ َو آخر النواقض (مس فرج اآلدمي بباطن الكف) من
نفسه وغيره ،ذكرًا أَ ْو أنثى ،صغيرًا أَ ْو كبيرًا ،حيًا أَ ْو ميتًا .ولفظ:
(اآلدمي) ساقط فِي بعض نسخ المتنَ ،و َك َذا قوله( :ومس حلقة دبره)؛
أَي :اآلدمي ينقض ( َعلَى) القول (الجديد) .وعلى القديم :اَل ينقض مس
الحلقةَ .وال ُم َراد بها :ملتقى المنفذ .وبباطن الكف :الراحة مع بطون
األصابع.
وحرفه ورؤوس األصابع وما بينها؛ فَاَل نقض َو َخ َر َج :بباطن الكف :ظاهره ِ
بذلك؛ أَي :بعد التحامل اليسير.
صل فِي موجب الغسل فَ ْ
والغسل :لُ َغةًَ :سيَالَن الماء َعلَى الشيء مطلقًا.
َوش َْر ًعا :سيالنه َعلَى جميع البدن بنية مخصوصة.
ستةُ أشياء):
وجب الغس َل ِ (والذي يُ ِ
(ثالثة) ِم ْنهَا (تشترك فيها الرجال والنساء):
حي واضح َ ( .1و ِه َي :التقاء الختانين) .ويعبر َع ْن هَ َذا االلتقاء :بإيالج ٍّ
َغيَّب َحشفَة ال َذ َكر منه أَ ْو قدرها من مقطوعها فِي فرج ،ويصير اآلدمي
ال ُمولَج فِي ِه :جُنبًا بإيالج ما ُذكر .أّ َّما الميت :فَاَل يعاد غسله بإيالج فِي ِه.
َوأَ َّما ال ُخنثى المشكل :فَاَل غسل َعلَي ِه بإيالج حشفته ،وال بإيالج فِي قُبُله.
َ ( .2و) من المشترك( :إنزال)؛ أَي :خروج (المني) من شخص بغير إيالج.
ان الخارج بجماع وإن قل المني؛ كقطرةَ .ولَ ْو كانت َعلَى لون الدمَ .ولَ ْو َك َ
أَ ْو غيره؛ فِي يقظة أَ ْو نوم ،بشهوة أَ ْو غيرها .من طريقه المعتاد أَ ْو
ان انكسر صلبه فخرج منيُّه. غيره؛ َك َ
َ ( .3و) من المشترك( :الموت)؛ إال فِي الشهيد.
(وثالثة تختص بها النساء):
َ ( .1و ِه َي :الحيض)؛ أَي :الدم الخارجـ من امرأة بلغت تسع سنين.
( .2والنفاس)؛ َوهُ َو :الدم الخارجـ عقب الوالدة؛ فإنه موجب للغسل قطعا.
( .3وال ِوالدة) المصحوبة بالبلل موجبة للغسل قطعا .والمجردة َع ْن البلل
موجبة فِي األَ َ
صح .
12
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
فَ ْ
صل
(وفرائض الغسل ثالثة أشياء):
الجنَابَة أَ ْو الحدث األكبر ونحو ذلك. .1أحدها( :النية)؛ فينوي ال ُجنُبُ َ :رف َع َ
وتنوي الحائض والنفساء :رفع حدث الحيض أَ ْو النفاس .وتكون النية
مقرونة :بأول الفرضَ .و ُه َو :أول ما يغسل من أَ ْعلَى البدن أَ ْو أسفله .فلو
نوى بعد غسل جزء :وجبت إعادته.
( .2وإزالة النجاسة إن كانت َعلَى بدنه)؛ أَي :المغتسل .وهذا ما رجحه
الرَّافَ ِعي؛ وعليه فَاَل يكفي غسلة واحدة َع ْن الحدث والنجاسة .ورجح
النَّ َو ِوي 1االكتفاء بغسلة واحدة عنهما .ومحله :ما إذا كانت النجاسة
حُكميَّةً؛ أّ َّما إذا كانت النجاسة عينية وجب غسلتان عنهما.
خ بدل ْض النُّ َس ِ
( .3وإيصال الماء إِلَى جميع الشعر والبشرة)؛ َوفِي بَع ِ
أصول).
ِ جميع)( :
ِ (
ين :الخفيف منه والكثيف .والشعر ين :شعر الرأس وغيره ،وال بَ َ وال فرق :بَ َ
المضفور إن لَ ْم يصل الماء إِلَى باطنه إال بالنقض :وجب نقضه.
ب غسل :ما ظهر من صماخي أذنيه، َوال ُم َراد بالبشرة :ظاهر الجلدَ .ويَ ِج ُ
ب إيصال الماء إِلَى :ما تحت القلفة ومن أنف مجدع ،ومن شقوق بدنَ .ويَ ِج ُ
من األقلف ،وإلى ما يبدو من فرج المرأة عند قعودها لقضاء حاجتها .ومما
يجب غسله :ال َمسرُبة ،ألنها تظهر فِي وقت قضاء الحاجة؛ فتصير من
ظاهر البدن.
سنن الغسل
(وسننه)؛ أَي :الغسل (خمسة أشياء):
( .1التسمية)
( .2والوضوء) كاماًل (قبله)؛ وينوي بِ ِه المغتسل :سنة الغسل؛ إن تجردت
ث األصغر؛ َوإِاَل :نوى بِ ِه األصغ َر. جنابته َع ْن الحد ِ
( .3وإمرار اليد َعلَى) ما وصلت إليه من (الجسد)؛ ويعبر َع ْن هَ َذا
اإلمرار :بالدلك.
( .4والمواالة)؛ وسبق معناها فِي الوضوء.
( .5وتقديم اليمنى) من شقيه ( َعلَى اليسرى).
تِ .م ْن َها :التثليث وتخليل َوبَقِ َي من سنن الغسل أمور؛ مذكورة فِي ال َم ْبسُوطَا ِ
الشعر.
صل فَ ْ
عشر غسال): َ (واالغتساالت المسنونة سبعةَ
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
13
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الج َم َعة) لحاضرهاَ .و َو ْقتَهُ :من الفجر الصادق. ( .1غسل ُ
َ ( .2و) ُغسل (العيدين) :الفطر واألضحى .ويدخل وقت َه َذا الغسل :بنصف
الليل.
( .3واالستسقاء)؛ أَي :طلب ال ُس ْقيا من هللا تَ َعالَى.
( .4والخسوف) للقمر.
( .5والكسوف) للشمس.
ان أَ ْو كافرًا. ( .6والغسل من غسل الميت)؛ مسل ًما َك َ
َ ( .7و) غسل (الكافر إذا أسلم)؛ إن لَ ْم يجنب فِي كفره ،أَ ْو لَ ْم تحض الكافرة؛
صحَ .وقِي َل :يسقط إذا أسلم. َوإِاَل :وجب الغسل بعد اإلسالم فِي األَ َ
( .8والمجنون والمغمى َعلَي ِه إذا أفاقا)؛ ولم يتحقق ِم ْنهُ َما إنزال؛ فإن تحقق
ِم ْنهُ َما إنزال :وجب الغسل َعلَى كل ِم ْنهُ َما.
ين :بالغ( .9والغسل عند) إراد ِة (اإلحرام)؛ وال فرق فِي هَ َذا الغسل بَ َ
ين :طاهر وحائض .فإن لَ ْم يجد ين :مجنون وعاقل؛ وال بَ َ وغيره؛ وال بَ َ
ال ُمحْ ِرم الما َء :تيمم.
َ ( .10و) الغسل (لدخول مكة)؛ لمحرم بحج أَ ْو عمرة.
( .11وللوقوف بعرفة) فِي :تاسع ذي الحجة.
( .12وللمبيت بمزدلفة)
( .13ولرمي الجمار الثالث) فِي :أيام التشريق الثالثة؛ فيغتسل لرمي :كل
يوم ِم ْنهَا غسال .أّ َّما رمي جمرة العقبة فِي يوم النحر :فَاَل يغتسل له
لقرب زمنه من غسل الوقوف.
َ ( .14و) الغسل (للطوافـ)؛ الصادق بطواف :قدوم وإفاضة ووداع.
وبقية األغسال المسنونة مذكورة فِي المطوالت.
صلفَ ْ
(والمسح َعلَى الخفين :جائ ٌز) فِي الوضوء؛ اَل فِي غسل فرض أَ ْو نفل؛ وال
غسل
ِ فِي إزالة نجاسة .فلو أجنب و َدميت ِرجْ لُه فأراد المسح بدال َع ْن
الرِّجل :لَ ْم يُجْ ِز؛ بَلْ اَل بد من :الغسل .وأشعر قوله( :جائز)؛ أن غسل
الرجلين :أفضل من المسح .وإنما يجوز مسح الخفين؛ اَل أحدهما فَقَط إال أن
يكون فاقد األخرى( .بثالثة شرائط):
( .1أن يبتدئ)؛ أَي :الشخص (لبسهما بعد كمال الطهارة) .فلو غسل ِرجالً
يكفَ .ولَ ْو ابتدأ لبسهما بعد كمال ِ وألبسها خفها ثم فعل باألخرى كذلك :لَ ْم
الطهارة ثم أحدث قبل وصول الرِّ جْ ل قد َم الخف :لَ ْم يُجْ ِز المسح.
( .2وأن يكونا)؛ أَي :الخفان (ساترين لمحل غسل الفرض من القدمين)
يكف المسح عليهما. ِ بكعبيهما .فلو كانا دون الكعبين؛ كالمداس :لَ ْم
14
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َوال ُم َراد بالساتر ُهنَا :الحائلـ؛ اَل مانع الرؤية؛ وأن يكون الستر من أسفل
ومن جوانب الخفين؛ اَل من أعالهما.
( .3وأن يكونا مما يمكن تتابع المشي عليهما) لتردد مسافر فِي حوائجه
من حط وترحال.
صنِّف :كونهما قويين؛ بحيث يمنعان نفوذ الماء. ويؤخذ من كالم ال ُم َ
ضا :طهارتهما. ويشترط أَي ً
ان األعلى صالحًا للمسح دون َولَ ْو لبس خفًّا فوق خف لشدة البرد مثاًل :فإن َك َ
للمسح دون
ِ ان األسفل صال ًحاـ األسفل :صح المسح َعلَى األعلى .وإن َك َ
األعلى فمسح األسفل :صح؛ أَ ْو األعلى فوصل البلل لألسفل :ص َّح؛ إن قصد
األسفل أَ ْو قصدهما معًا .اَل إن قصد األعلى فَقَط .وإن لَ ْم يقصد واحدًا ِم ْنهُ َما؛
صح.بَلْ قصد المسح فِي الجملة :أجزأ فِي األَ َ
(ويمسح المقي ُم :يوما وليلة).
( َو) يمسح (المساف ُر :ثالثة أيام بلياليهن) المتصلة بها؛ سواء تقدمت أَ ْو
تأخرت.
(وابتداء المدة) تحسب( :من حين يحدث)؛ أَي :من انقضاء الحدث الكائن؛
(بعد) تمام( :لبس الخفين)؛ اَل من ابتداء الحدث؛ وال من وقت المسح؛ وال
من ابتداء اللبس .والعاصي بالسفر والهائم يمسحان :مسح مقيم .ودائم
الحدث :إذا أحدث بعد لبس الخف حدثًا آخر مع حدث ِه الدائم قبل أن يصلي بِ ِه
ان يستبيحه .لو بقي طهره الذي لبس َعلَي ِه خفيه؛ فرضًا :يمسح ويستبيح ما َك َ
َوهُ َو :فرض ونوافل :فلو صلى بطهره فرضًا قبل أن يحدث :مسح واستباح
النوافل فَقَط( .فإن مسح) الشخص (فِي الحضر ثم سافر أَ ْو مسح ِفي السفر
اجبُ فِي مسح الخف ما الو ِ
ثم أقام) قبل مضي يوم وليلة (أتم مسح مقيم)َ .و َ
ان َعلَى ظاهر الخف .وال يجزئ المسح َعلَى يُطلَق َعلَي ِه اسم المسح إذا َك َ
باطنه ،وال َعلَى عقب الخف ،وال َعلَى ِحرفه ،وال َعلَى أسفله .والسنة فِي
ين أصابعه وال يضمها. مسحه أن يكون خطوطا ،بأن يفرج الماسح بَ َ
(ويبطل المسح) َعلَى الخفين (بثالثة أشياء):
( .1بخلعهما) أَ ْو خلع أحدهما أَ ْو انخالعه أَ ْو خروج الخف َع ْن صالحية
المسح كتخرُّ قه.
خُ ( :مدة المسح) من يوم وليلة لمقيم، ْض النُّ َس ِ
( .2وانقضاء المدة)َ .وفِي بَع ِ
وثالثة أيام بليالها؛ لمسافر.
َ ( .3و) بعروض (ما يوجب الغسل) ،كجنابة أَ ْو حيض أَ ْو نفاس لالبس
الخف.
صل فِي التيمم فَ ْ
15
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
16
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ْض نُ َس ِ
خ َ .3والثَّالِث( :مسح الوجه ،ومسح اليدين مع المرفقين)َ .وفِي بَع ِ
ال َم ْت ِن( :إِلَى المرفقين)؛ ويكون مسحهما :بضربتينَ .ولَ ْو وضع يده َعلَى
تراب ناعم فعلق بها تراب من غير ضرب :كفى.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :الترتيب) .فَيَ ِجب :تقدي ُم مسح الوجه َعلَى مسح اليدين؛
يص َّحَ .وأَ َّما
سواء تيممَ :ع ْن حدث أصغر أَ ْو أكبرَ .ولَ ْو ترك الترتيب :لَ ْم ِ
أخذ التُراب للوجه واليدين :فَاَل يشترط فِي ِه ترتيب .فلو ضرب بيديه
دفعة َعلَى تراب ومسح بيمينه وجهَه وبيَساره يَمينَه :جاز.
خ ال َم ْت ِن( :ثالث (وسننه)؛ أَي :التيمم (ثالثة أشياء)َ :وفِي بَع ِ
ْض نُ َس ِ
خصال):
( .1التسمية)
( .2وتقديم اليمنى) من اليدين ( َعلَى اليسرى) ِم ْنهُ َما .وتقديم أَ ْعلَى
الوجه َعلَى أسفله.
( .3والمواالة)؛ وسبق معناها فِي الوضوء.
َوبَقِ َي للتيمم سنن أخرى مذكورة فِي المطوالت؛ ِم ْن َها :نزع المتيمم خاتمه
فِي :الضربة األولى ،أّ َّما الثانية؛ فَيَ ِجب نزع الخاتم فيها.
(والذي يبطل التيمم ثالثة أشياء):
.1أحدها :كل (ما أبطل الوضوء) ،وسبق بيانه فِي أسباب الحدث؛ فمتى
ان متيمما ثم أحدث بطل تيممه. َك َ
خ( :وجود الماء) (فِي غير َ ( .2و) الثَانِيُ ( :رؤية الماء)؛ َوفِي بَع ِ
ْض النُّ َس ِ
وقت الصالة) .فمن تيمم لفقد الماء؛ ثم رأى الماء؛ أَ ْو توهمه قبل دخوله
فِي الصالة :بطل تيممه .فإن رآه بعد دخول فيها وكانت الصالة مما اَل
يسقط فرضها بالتيمم؛ كصالة مقيم :بطلت فِي الحال؛ أَ ْو :مما يسقط
فرضها بالتيمم؛ كصالة مسافر :فَاَل تبطل؛ فرضًا كانت الصالة أَ ْو نفاًل .
ان تيمم الشخص لمرض ونحوه؛ ثم رأى الماء :فَاَل أثر لرؤيته؛ بَلْ وإن َك َ
تيممه باق بحاله.
َ ( .3و) الثَّالِثِّ ( :
الردَّة)؛ َو ِه َي :قطع اإلسالم.
وإذا امتنع شرعًا استعمال الماء فِي عضو؛ فإن لَ ْم يكن َعلَي ِه ساتر :وجب
َعلَي ِه التيمم وغسل الصحيح؛ وال ترتيب بينهما :للجنب .أّ َّما المحدث :فإنما
ان َعلَى العضو ساتر؛ فحكمه وقت دخول غسل العضو العليل؛ فإن َك َ َ يتيمم
صنِّف:مذكور فِي قول ال ُم َ
الجبائر)؛ جمع :جبيرة؛ بفتح :الجيم؛ َو ِه َي :أخشاب أَ ْو قصب (وصاحب َ
تسوى ،وتشد َعلَى موضع الكسر ليلتحم( .يمسح عليها) بالماء؛ إن لَ ْم يمكنه
نزعها؛ لخوف ضرر مما سبق( .ويتيمم) صاحب الجبائر فِي :وجهه
17
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ان وضعها)؛ أَي :الجبائر: ويديه؛ كماسبق( .ويصلي وال إعادة َعلَي ِه إن َك َ
( َعلَى طهر) وكانت فِي غير أعضاء التيمم؛ َوإِاَل :أعاد .وهذا ما قاله
النَّ َو ِوي 1فِي الروضة؛ لكنه قال فِي المجموع :إن إطالق الجمهور يقتضي
ين أعضاء التيمم وغيرها. عدم الفرق؛ أَي :بَ َ
ويشترط فِي الجبيرة :أن اَل تأخذ من الصحيح إال ما اَل بد منه لالستمساك
صابَة وال َمرْ هَم ونحوها َعلَى الجرح كالجبيرة. واللَصُوق ِ
والع َ
ين صالتي فرض بتيمم واحد؛ (ويتيمم لكل :فريضة) ومنذورة؛ فَاَل يجمع بَ َ
ين جمعة وخطبتيها. ين صالة وطواف؛ وال بَ َ ين طوافين؛ وال بَ َ وال بَ َ
وللمرأة :إذا تيممت لتمكين الحليل أن تفعله مرارا ،وتجمع بينه وبين
الصالة بذلك التيمم .وقوله( :ويصلي بتيمم واحد :ما شاء من النوافل)
ساقط من بعض نسخ المتن.
صل فِي بيان النجاسات وإزالتها فَ ْ
وهذا الفصل مذكور فِي بعض النسخ قبيل ِكتَاب الصالة.
والنجاسة :لُ َغةً :الشيء المستقذر.
َوش َْر ًعا :كل عين حرُم تناولها َعلَى اإلطالق حالة االختيار مع سهولة
التمييز؛ اَل لحرمتها وال الستقذارها وال لضررها فِي بدن أَ ْو عقل .ودخل
فِي اإلطالق :قليل النجاسة وكثيرها.
َو َخ َر َج :بـ(ـاالختيار) :الضرورةُ؛ فإنها تبيح تناول النجاسة.
وبـ(ـسهولة التمييز) :أك ُل الدو ِد الميت فِي جُبن أَ ْو فاكهة ونحو ذلك.
َو َخ َر َج :بقوله( :اَل لحرمتها) :ميتة ُاألدمي.
المني ونحوه.
ُّ وبـ(ـعدم االستقذار)
ضر ببدن أَ ْو عقل. وبـ(ـنفي الضرر) :الحج ُر والنبات ال ُم ِ
صنِّف :ضابطًا للنجس الخارج من القُبل والدبر؛ بقوله: ثم ذكر ال ُم َ
نجس)؛ هُ َو صادق بالخارج المعتاد؛ كالبول ٌ (وكل مائع خرج من السبيلين:
والغائط ،وبالنادر؛ كالدم والقيح( .إال :المني) من آدمي أَ ْو حيوان؛ غير كلب
وخنزير وما تولد ِم ْنهُ َما أَ ْو من أحدهما مع حيوان طاهر.
َو َخ َر َج :بـ(ـمائع) الدو ُد؛ وكل متصلب اَل تحيله المعدة؛ فليس بنجس؛ بَلْ :
متنجس يطهر بالغسل.
خ( :وكل ما يخرج) بلفظ المضارع؛ وإسقاط مائع. ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
ان من :مأكول اللحم (واجب). (وغسل جميع :األبوال واألرواث)؛ َولَ ْو َك َ
وكيفية غسل النجاسة :إن كانت مشاهدة بالعين؛ َو ِه َي المسماة :بالعينية؛
تكون بزوال عينها .و ُمحاولة زوال أوصافها من :طَعْم أَ ْو لون أَ ْو ريح؛ فإن
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
18
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
لون؛ أَ ْو :ري ٌح عسُر زوالُه :لَ ْم يضر .وإن طع ُم النجاسة ض َّر .أَ ْوٌ : بقيَ :
كانت النجاسة :غير مشاهدة؛ َو ِه َي المسماة :بالحُكمية؛ فيكفي َجرْ ي الماء
صنِّف من األبوال؛ قوله: َعلَى المتنجس بها؛ َولَ ْو مرة واحدة .ثم استثنى ال ُم َ
(إال بول الصبي الذي لَ ْم يأكل الطعام)؛ أَي :لَ ْم يتناول مأكواًل وال مشروبًا
ش الماء َعلَي ِه) .وال يشترط بر َِّعلَى جهة التغذى( .فإنه)؛ أَي :البول (يطهر َ
الن الماء .فإن أكل الصبي الطعام َعلَى جهة التغذى :غسل شَ :سيَ ُ فِي ال َر ِّ
بوله قطعًا.
َو َخ َر َج :بـ(ـالصبي) :الصبية والخنثى؛ فيغسل من بولهما.
ان قليال؛ فإن عكس :لَ ْم ويشترط فِي غسل المتنجس :ورو ُد الماء َعلَي ِه إن َك َ
يطهر.
ين :كون المتنجس واردًا أَ ْو مورودًا. أّ َّما الماء الكثير :فَاَل فرق بَ َ
(وال يعفى عَنْ شيء من النجاسات إال اليسير من الدم والقيح)؛ فيعفى
عنهما فِي ثوب أَ ْو بدن ،وتصح الصالة معهماَ ( ،و) إالَّ (ما) شيء (اَل نفس
له سائلة) ك ُذباب ونمل (إذا وقع فِي اإلناء ومات فِي ِه ،فإنه اَل ينجسه).
خ( :إذا مات فِي اإلناء) .وأفهم قوله( :وقع)؛ أَي :بنفسه ،أنه ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
لو :طُرح ما اَل نفس له سائلة فِي المائع :ض َّرَ .وهُ َو ما جزم بِ ِه الرَّافَ ِعي فِي
الشرح الصغير ،ولم يتعرض لهذه المسألة فِي الكبير .وإذا كثرت ميتة ما اَل
نفس له سائلة؛ وغيّرت ما وقعت فِي ِه :نجسته .وإذا نشأت هَ ِذ ِه الميتة من
المائع؛ كدود َخ ّل وفاكهة :لَ ْم تنجسه قطعًا.
ت سبق بعضها فِي َويُ ْستَ ْثنَى مع ما ذكر هُنَا مسائل مذكورة فِي ال َم ْبسُوطَا ِ
ِكتَاب الطهارة.
(والحيوان كله طاهر؛ إال الكلب والخنزير وما تولد ِم ْن ُه َما أَ ْو من أحدهما)؛
أَي :مع حيوان طاهر .وعبارته تصدق :بطهارة الدود المتولد من النجاسة؛
َوهُ َو كذلك( .والميتة كلها نجسة؛ إال السمك والجراد واآلدمي)َ .وفِي بَع ِ
ْض
خ( :ابن آدم)؛ أَي :ميتة كل ِم ْنهَا؛ فإنها طاهرة. النُّ َس ِ
(ويُغسل اإلنا ُء من ُولوغـ الكلب والخنزير سب َع مرات) بماء طهور؛
ان(إحداهن) مصحوبة (بالتراب) الطهور؛ يعم المحل المتنجس .فإن َك َ
المتنجس بما ذكر فِي ماء جار؛ ك ِدر :كفى مرور سبع جريات َعلَي ِه؛ بال
عين النجاسة الكلبية؛ إال بست غسالت مثال حسبت كلها تعفير .وإذا لَ ْم تزل ُ
صح. غسلة واحدة .واألرض الترابية :اَل يجب التراب فيها َعلَى األَ َ
خ: ْض النُّ َس ِ
واحدة)؛ َوفِي بَع ِ (ويغسل من سائر)؛ أَي :باقي (النجاسات مرة ِ
خ( :والثالثة)؛ بالتاء ْض النُّ َس ِ
(مرة) (تأتي َعلَي ِه؛ والثالث)؛ َوفِي بَع ِ
(أفضل) .واعلم أن ُغسالة النجاسة؛ بعد طهارة المحل المغسول :طاهرة؛ إن
19
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ان بعد اعتبار انفصلت غير متغيرة؛ ولم يزد وزنها بعد انفصالها؛ عما َك َ
مقدار ما يتشربه المغسول من الماء .هَ َذا إن لَ ْم يبلغ قلتين؛ فإن بلغهما
فالشرط عدم التغير.
صنِّف مما يطهر بالغسل؛ َش َر َع فيما يطهر :باالستحالة؛ َو ِه َي: ولما فرغ ال ُم َ
انقالب الشيء من صفة إِلَى صفة أخرى؛ فقال( :وإذا تخللت الخمرة)؛
تخذة من ما ِء العنب ،محترمةً كانت الخمرة أم اَل َ .و َم ْعنَى تخللت: َو ِه َي :ال ُم َ
صارت خالًّ؛ وكانت صيرورتها خال (بنفسها :طهرت)َ .و َك َذا لو تخللت:
بنقلها من شمس إِلَى ظل وعكسه( .وإن) لَ ْم تتخلل الخمرة بنفسها؛ بَلْ :
(تخللت بطرح شيء فيها :لَ ْم تطهر) .وإذا طهرت الخمرة :طهر َدنُّها؛ تبعا
لها.
صل فِي بيان أحكام الحيض والنفاس واالستحاضة فَ ْ
(ويخرج من الفرج ثالثة دماءَ :دم الحيض ،والنفاس ،واالستحاضة):
( .1فالحيض؛ ه َُو) :الدم (الخارج) فِي سن الحيض؛ َو ُه َو :تسع سنين فأكثر
(من فرج المرأة َعلَى سبيل الصحة)؛ أَي :اَل لعلة؛ بَلْ للجبلة؛ (من غير
سبب الوالدة).
يس فِي أكثر نسخ المتن .وفي وقوله( :ولونه :أسود محتدم لذاع)؛ َولَ َ
الصحاحـ :احتدم الدم :اشتدت حمرته حتى اسود .ولذعته :النار حتى
أحرقته.
( .2والنفاس؛ ه َُو) :الدم (الخارج عقِب الوالدة) .فالخارج مع الولد أَ ْو
قبله :اَل يسمى نفا َسا .وزيادة الياء فِي( :عقيب) لُ َغةً :قليلة؛ واألكثر
حذفها.
( .3واالستحاضة)؛ أَي :دمها؛ (ه َُو :الدم الخارج فِي غير أيام الحيض
والنفاس)؛ اَل َعلَى سبيل الصحة.
(وأقل الحيض) زمنًا( :يوم وليلة)؛ أَي :مقدار ذلك؛ َوه َُو :أربعة وعشرون
ساعة َعلَى االتصال المعتاد فِي الحيض.
(وأكثره :خمسة عشر يو ًما) بليالها .فإن زاد عليها؛ فَ ُه َو :استحاضة.
(وغالبه :ست أَ ْو سبع) .والمعتمد فِي ذلك :االستقرا ُء.
(وأقل النفاس :لحظة)َ ،وأُ ِري َد بِ َها :زمن يسير .وابتداء النفاس :من
انفصال الولد( .وأكثره :ستون يو ًما .وغالبه :أربعون يو ًما) .والمعتمد فِي
ذلك :االستقراء أَيضًا.
ين الحيضتين :خمسةَ عش َر يوما). (وأقل الطهر) الفاصل (بَ َ
20
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ين حيض ونفاس؛ ين الحيضتين) َع ْن الفاصلـ :بَ َ صنِّف بقوله( :بَ َ واحْ تَ َر َز ال ُم َ
إذا قلنا باألصح :إن الحامل تحيض ،فإنه يجوز :أن يكون دون خمسة عشر
يوما.
(وال َح َّد ألكثره)؛ أَي :الطهر .فقد تمكث المرأة دهرها بال حيض .أّ َّما غالب
ان الحيض ستًا؛ فالطهر :أربع الطهر فيعتبر :بغالب الحيض .فإن َك َ
ان الحيض سبعًا؛ فالطهر :ثالثة وعشرون يو ًما. وعشرون يو ًما .أَ ْو َك َ
خ (الجارية)( :تسع سنين) ْض النُّ َس ِ
(وأقل زمن تحيض فِي ِه المرأة)؛ َوفِي بَع ِ
قمرية .فلو رأته قبل تمام التسع بزمن يضيق َع ْن حيض وطهر؛ فَه َُو:
حيض؛ َوإِاَل فَاَل .
(وأقل الحمل) زمنًا( :ستة أشهر) ولحظتان.
(وأكثره) زمنًا( :أربع سنين .وغالبه) زمنًا( :تسعة أشهر) .والمعتمد فِي
ذلك :الوجود.
خ (ويحرم َعلَى الحيض) ْض النُّ َس ِ (ويحرم بالحيض والنفاس)؛ َوفِي بَع ِ
(ثمانية أشياء):
.1أحدها( :الصالة) ،فرضًا أَ ْو نفاًل ؛ َو َك َذا سجدة التالوة والشكر.
َ ( .2و) الثَانِي( :الصوم) ،فرضا ً أَ ْو نفاًل .
َ ( .3و) الثَّالِث( :قراءة القرآن)
َ ( .4و) ال َّرابِع( :مس المصحف)؛ َوه َُو :اسم للمكتوب من كالم هللا تَ َعالَى
ين الدفتين (وحمله)؛ إالّ إذا خافت َعلَي ِه. بَ َ
للحائض إن خافت تلويثه. ِ َ ( .5و) الخامس( :دخول المسجد)
َ ( .6و) السادس( :الطواف) فرضًا أَ ْو نفاًل .
سن لمن وطئ فِي إقبال الدم :التصدق بدينار. َ ( .7و) السابع( :الوطء)َ .ويُ َ
ولمن وطئ فِي إدباره :التصدق بنصف دينار.
ين السرة والركبة) من المرأة؛ فَاَل يحرم َ ( .8و) الثامن( :االستمتاع بما بَ َ
االستمتاع بهما؛ وال بما فوقهما َعلَى المختار فِي شرح المهذب.
صنِّف لذكر ما حقه أن يذكر فيما سبق فِي فَصْ ل موجب ط َر َد ال ُم َ ثم ا ْستَ ْ
الغسل؛ فقال:
(ويحرم َعلَى الجنب خمسة أشياء):
.1أحدها( :الصالة) ،فرضًا أَ ْو نفاًل .
ان أَ ْو حرفًا، َ ( .2و) الثَانِي( :قراءة القرآن)؛ أَي :غير منسوخ التالوة؛ آية َك َ
س ًّرا أَ ْو جهرًا.
َو َخ َر َج :بالقرآن :التوراة واإلنجيل.
أّ َّما أذكار القرآن :فتحلُّ ؛ اَل بقصد قرآن.
21
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
22
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
النهار( .وأول وقتها :زوال)؛ أَي :ميل (الشمس) َع ْن وسط السماء .اَل
بالنظر لنفس األمر بَلْ لما يظهر لنا .ويعرف ذلك الميل :بتحول الظل
إِلَى جهة المشرق بعد تناهي قصره الذي هُ َو غاية ارتفاع الشمس؛
(وآخره)؛ أَي :وقت الظهر( :إذا صار ظل كل شيء مثلَه بعد)؛ أَي :غير
(ظل الزوال) .والظلُّ ؛ لُ َغةً :الستر .تقول :أنا فِي ظل فالن؛ أَي :ستره.
وليس الظل :عدم الشمس؛ كما قد يتوهم؛ بَلْ هُ َو :أمر وجودي يخلقه هللا
تَ َعالَى لنفع البدن وغيره.
وقت الغروب. َ ( .2والعصر)؛ أَي :صالتها ،وسميت بذلك :لمعاصرتها
(وأول وقتها الزيادة َعلَى ظل المثل) .وللعصر خمسة أوقات :أحدها:
أول الوقتَ .والثَّانِي :وقت االختيار؛ وأشار وقت الفضيلة؛ َوه َُو :فعلها َ
له بقوله( :وآخره فِي االختيار :إِلَى ظل المثلين)َ .والثَّالِث :وقت الجواز؛
وأشار له بقوله( :وفي الجواز :إِلَى غروب الشمس) .والرابع :وقت
جواز بال كراهة؛ َوه َُو :من مصير الظل مثلين إِلَى االصفرار.
والخامس :وقت تحريم؛ َوهُ َو :تأخيرها إِلَى أن يبقى من الوقت ما اَل
يسعها.
وقت الغروب( .ووقتها َ ( .3والمغرب)؛ أَي :صالتها ،وسميت بذلك :لفعلها
واحد؛ َوه َُو :غروب الشمس)؛ أَي :بجميع قرصها .وال يضر :بقاء
ُشعاع بع َده( .وبمقدار :ما يؤذن) الشخص (ويتوضأ) أَ ْو يتيمم (ويستر
العورة ،ويقيم الصالة ويصلي خمس ركعات) .وقوله( :وبمقدار) إلخ،
ساقط فِي بعض نسخ المتن .فإن انقضى المقدا ُر المذكور :خرج وقتُها.
وهذا هُ َو القول الجديد والقديم .ورجحه النَّ َو ِوي :2أن وقتها :يمتد إِلَى
مغيب الشفق األحمر.
والعشاء) بكسر العين ممدودًا؛ اسم ألول الظالم .وسميت بذلك :لفعلها ِ ( .4
فِي ِه( .وأول وقتها :إذا غاب الشفق األحمر)َ .وأَ َّما البلد الذي اَل يغيب فِي ِه
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
23
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
زمن يغيب فِي ِه ٌ ق :فوقت العشاء فِي حق أهله أن يمضي بعد الغروب الشف ُ
ب البالد إليهم .ولها وقتان :أحدهما :اختيار ،وأشار له شف ُ
ق أقر ِ
صنِّف بقوله( :وآخره) :يمت ّد (فِي االختيار إِلَى ثلُث الليل)َ .والثَّانِي: ال ُم َ
جواز؛ وأشار له بقوله( :وفي الجواز :إِلَى طلوع الفجر الثَانِي)؛ أَي:
ضوؤه معترضا باألفقَ .وأَ َّما الفجر الكاذب؛ الصادقَ ،وهُ َو المنتشر َ
فيطلع قبل ذلك؛ اَل معترضًا ،بَلْ مستطيال ذاهبا فِي السماء ،ثم يزول
وتعقبه ظلمة ،وال يتعلق بِ ِه حكم .وذكر الشيخ أبو حامد الغزالي :أن
ين الفجرين. للعشاء :وقت كراهة؛ َوهُ َو :ما بَ َ
( .5والصبح)؛ أَي :صالتهَ .وهُ َو لُ َغةً :أول النهار .وسميت الصالة بذلك:
لفعلها فِي أوله .ولها؛ كالعصر خمسة أوقات :أحدها :وقت الفضيلة؛
صنِّف فِي قوله: َوه َُو :أول الوقتَ .والثَّانِي :وقت االختيار؛ وذكره ال ُم َ
(وأول وقتها طلوع الفجر الثَانِي ،وآخره فِي االختيار إِلَى اإلسفار)؛
صنِّف بقوله( :وفي َوهُ َو اإلضاءةَ .والثَّالِث :وقت الجواز؛ وأشار له ال ُم َ
الجواز)؛ أَي :بكراهة( :إِلَى طلوع الشمس) .والرابع :جواز بال كراهة
إِلَى طلوع الحمرة .والخامس :وقت تحريم؛ َوه َُو :تأخيرها إِلَى أن يبقى
من الوقت ما اَل يسعها.
صلفَ ْ
(وشرائط وجوب الصالة ثالثة أشياء):
.1أحدها( :اإلسالم)؛ فَاَل تجب الصالة َعلَى الكافر األصلي؛ وال يجب َعلَي ِه
قضاؤها إذا أسلمَ .وأَ َّما المرت ّد؛ فتجب َعلَي ِه الصالة وقضاءها إن عاد إِلَى
اإلسالم.
َ ( .2و) الثَانِي( :البلوغ)؛ فَاَل تجب َعلَى صبي وصبية ،لَ ِك ْن يؤمران بها بعد
سبع سنين إن حصل التمييز بهاَ ،وإِاَل فبعد التمييز ،ويضربان َعلَى
تركها بعد كمال عشر سنين.
َ ( .3و) الثَّالِث( :العقل)؛ فَاَل تجب َعلَى مجنون .وقولهَ ( :و ُه َو حد التكليف)
ساقط فِي بعض نسخ المتن.
خ (المسنونات) (خمس): ْض النُّ َس ِ
(والصلوات المسنونة) َوفِي بَع ِ
( .1العيدان)؛ أَي :صالة عيد الفطر وعيد األضحى.
( .2والكسوفان)؛ أَي :صالة كسوف الشمس وخسوف القمر.
( .3واالستسقاء)؛ أَي :صالته.
(والسنن التابعة للفرائض) ويعبر عنها أيضا بالسنة الراتبةَ ،و ِه َي (سبعة
عشر ركعة :ركعتا الفجر ،وأربع قبل الظهر ،وركعتان بعده ،وأربع قبل
العصر ،وركعتان بعد المغرب ،وثالث بعد العشاء يوتر بواحدة منهن)؛
24
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الواحدةِ :ه َي أقل الوتر .وأكثره :إحدى عشرة ركعةَ .و َو ْقتَهُ :بعد صالة
العشاء وطلوع الفجر؛ فلو أوتر قبل العشاء عمدا أَ ْو سهوا لَ ْم يعتد بِ ِه.
والراتب المؤكد من ذلك كله عشر ركعات :ركعتان قبل الصبح وركعتان
قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء.
(وثالث نوافل مؤكدات) غير تابعة للفرائض:
.1أحدها( :صالة الليل) .والنفل المطلق فِي الليل أفضل من النفل المطلق
آخره أفضل .وهذا لمن قسم فِي النهار ،والنفل وسطَ الليل أفضل ،ثم َ
الليل أثالثا.
َ ( .2و) الثَانِي( :صالة الضحى) وأقلها ركعتان ،وأكثرها اثنتا عشرة ركعة،
ووقتها من ارتفاع الشمس إِلَى زوالها كما قال النَّ َو ِوي 1فِي التحقيق
وشرح المهذب.
َ ( .3و) الثَّالِث( :صالة التراويح) َو ِه َي عشرون ركعة بعشر تسليمات فِي
كل ليلة من رمضان؛ وجملتها خمس ترويحات .وينوي الشخص فِي كل
ركعتين ِم ْنهَا سنة التراويح أَ ْو قيام رمضانَ .ولَ ْو صلى أربع ركعات ِم ْنهَا
ين صالة العشاء وطلوع الفجر. بتسليمة واحدة لَ ْم تصح .ووقتها :بَ َ
صلفَ ْ
(وشرائط الصالة قبل الدخول فيها خمسة أشياء) :والشروط؛ جمع :شرط.
َوه َُو لُ َغةً :العالمةُ.
َوش َْر ًعا :ما تتوقف صحة الصالة َعلَي ِه وليس جزأ ِم ْنهَا.
َو َخ َر َج :بهذا القيد :الركن ،فإنه جزء من الصالة.
.1الشرط األول( :طهارة األعضاء من الحدث) األصغر واألكبر عند
القدرة .أّ َّما فاقد الطهورين :فصالته صحيحة مع وجوب اإلعادة َعلَي ِه؛
( َو) طهارة (النجس) الذي اَل يعفى عنه فِي ثوب وبدن ومكان .وسيذكر
صنِّف هَ َذا األخير قريبًا. ال ُم َ
ان الشخص خاليا أَ ْو َ ( .2و) الثَانِي( :ستر) لون (العورة) عند القدرة َولَ ْو َك َ
فِي ظلمة .فإن عجز َع ْن سترها صلى عاريا ،وال يومئ بالركوع
والسجود؛ بَلْ يتمهما؛ وال إعادة َعلَي ِه .ويكون ستر العورة( :بلباس
طاهر)َ .ويَ ِجبُ :سترها أَيضًا فِي غير الصالة َع ْن الناس وفي الخلوة إال
لحاجة من اغتسال ونحوهَ .وأَ َّما سترها عَنْ نفسه :فَاَل يجب لكنه يكره
ين سرته وركبتهَ ،و َك َذا األَمة .وعورة نظره إليها .وعورة الذكر :ما بَ َ
ال ُحرَّة فِي الصالة :ما سوى وجهها وكفيها ظهرا وبطنا إِلَى الكوعين .أّ َّما
خارج الصالة :فجميع بدنها؛ وعورتها فِي الخلوة؛ كالذكر. َ عورة ال ُحرَّة
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
25
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
والعورة لُ َغةً :النقص .وتطلق شرعًاَ :علَى ما يجب سترهَ .وهُ َو ال ُم َراد
هُنَا؛ وعلى ما يحرم نظره .وذكره األصحاب فِي ِكتَاب النكاح.
َ ( .3و) الثَّالِث( :الوقوف َعلَى مكان طاهر)؛ فَاَل تصح صالة شخص يالقي
بعضُ بدنه أَ ْو لباسه نجاسةً فِي قيام أَ ْو قعود أَ ْو ركوع أَ ْو سجود.
الع ْل ُم بدخول الوقت) أَ ْو ظن دخوله باالجتهاد؛ فلو صلى َ ( .4و) ال َّرابِعِ ( :
بغير ذلك لَ ْم تصح صالته وإن صادف الوقت.
َ ( .5و) الخامس( :استقبال القبلة)؛ أَي :الكعبة .سميت قبلةً :ألن المصلي
يقابلها ،وكعبةً الرتفاعها .واستقبالها بالصدر شرط لمن قدر َعلَي ِه.
صنِّف من ذلك ما ذكره بقوله( :ويجوز ترك) استقبال واستثنى ال ُم َ
(القبلة) فِي الصالة (فِي حالتين :فِي شدة الخوف) فِي قتال مباح ،فرضا
كانت الصالة أَ ْو نفال؛ (وفي النافلة ِفي السفر َعلَى الراحلة) .فللمسافر
سفرًا مباحا َولَ ْو قصيرا التنف ُل صوب مقصده.
وراكب الدابة اَل يجب َعلَي ِه وضع جبهته َعلَى سرجها مثال ،بَلْ يومئ
أخفض من ركوعهَ ،وأَ َّما الماشي فيتم َ بركوعه وسجوده؛ ويكون سجوده
ركوعه وسجوده ،ويستقبل القبلة فيهما ،وال يمشي إال فِي قيامه وتشهده.
صل فِي أركان الصالة فَ ْ
وتقدم معنى الصالة لُ َغةً َوشَرْ عًا.
(وأركان الصالة ثمانية عشر ركنًا):
.1أحدها( :النية)َ ،و ِه َي :قصد الشيء مقترنا بفعله .ومحلها :القلبـ .فإن
كانت الصالة فرضًا :وجب نية الفرضية؛ وقصد فعلها؛ وتعيينها من
صبح أَ ْو ظهر مثال ،أَ ْو كانت الصالة نفال ذات وقت كراتبة ،أَ ْو ذات
سبب كاستسقاء وجب قصد فعلها وتعيينها ،اَل نية النفلية.
َ ( .2و) الثَانِي( :القيام مع القدرة) َعلَي ِه؛ فإن عجز َع ْن القيام قعد كيف شاء،
وقعوده مفترشا أفضل.
ق بها ،بأن يقول: َ ( .3و) الثَّالِث( :تكبيرة اإلحرام) ،فيتعين َعلَى القادر النط ُ
الرحمن أكبر ونحوه ،وال يصح فيها تقديم الخبر َعلَى ُ هللا أكبر؛ فَاَل يصح
المبتدأ كقوله :أكبر هللا .ومن عجز َع ْن النطق بها بالعربية ترجم عنها
بأي لُ َغةً شاء ،وال يعدل عنها إِلَى ذكر آخرَ .ويَ ِجبُ قرن النية بالتكبير.
َوأَ َّما النَّ َو ِوي 1فاختار االكتفاء بال ُمقارنة العُرفِية ،بحيث يعد ُعرفًا أنه
مستحضر للصالة.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :قراءة الفاتحة) أَ ْو بدلها لمن لَ ْم يحفظها ،فرضا كانت
الصالة أَ ْو نفال( .وبِ ْ
س ِم هللاِ ال َّرح َم ِن ال َّر ِحيم آيةٌ ِم ْن َها) كاملة .ومن أسقط
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
26
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
من الفاتحة حرفا أَ ْو تشديدة أَ ْو أبدل حرفا ِم ْنهَا بحرف لَ ْم تصح قراءته
وال صالته إن تعمدَ ،وإِاَل وجب َعلَي ِه إعادة القراءةَ ،ويَ ِجبُ ترتيبها بأن
يقرأ آياتها َعلَى نظمها المعروفَ ،ويَ ِجبُ أيضا مواالتها ،بأن يصل
بعض كلماتها ببعض من غير فَصْ ل إال بقدر التنفس .فإن تخلل الذكر
ين مواالتها قطعها إال أن يتعلق الذكر بمصلحة الصالة كتأمين المأموم بَ َ
فِي أثناء فاتحته لقراءة إمامه ،فإنه اَل يقطع المواالة .ومن جهل الفاتحة أَ ْو
تعذرت َعلَي ِه لعدم معلم مثال وأحسن غيرها من القرآن وجب َعلَي ِه سبع
آيات متوالية عوضا َع ْن الفاتحة أَ ْو متفرقة؛ فإن عجز َع ْن القرآن أتى
بذكر بدال عنها بحيث اَل ينقص َع ْن حروفها؛ فإن لَ ْم يحسن قرآنا وال
خ (وقراءة الفاتحة بعد بِس ِْم هللاِ ْض النُّ َس ِ
ذكرا وقف قدر الفاتحةَ .وفِي بَع ِ
َّحيمَ ،و ِه َي آية ِم ْنهَا).
الرَّح َم ِن الر ِ
َ ( .5و) الخامس( :الركوع) ،وأقل فرضه لقائم قادر َعلَى الركوع معتد ِل
سليم يديه وركبتيه أن ينحنى بغير انخناس قدر بلوغ راحتيه الخلقة ِ ِ
رُكبتيه لو أراد وضعهما عليهما؛ فإن لَ ْم يقدر َعلَى هَ َذا الركوع انحنى
ظهره وعنقَه بحيث َ مقدوره وأومأ بطرفه .وأكمل الركوع تسوية الراكع
يصيران كصفيحة واحدة ،ونصب ساقيه وأخذ ركبتيه بيديه.
َ ( .6و) السادس( :الطمأنينة) َو ِه َي سكون بعد حركة (فِي ِه)؛ أَي :الركوع.
والمصنف يجعل الطمأنينة فِي األركان ركنا مستقالًّ؛ ومشى َعلَي ِه
صنِّف يجعلها هيئة تابعة لألركان. النَّ َو ِوي 1فِي التحقيق .وغي ُر ال ُم َ
َ ( .7و) السابع( :الرفع) من الركوع( ،واالعتدال) قائما َعلَى الهيئة الَتِي
عاجز َع ْن القيام؛
ٍ قادر وقُعو ِدٍ قيام
ان عليها قبل ركوعه من ِ َك َ
َ ( .8و) الثامن( :الطمأنينة فِي ِه)؛ أَي :االعتدال.
َ ( .9و) التاسع( :السجود) مرتين فِي كل ركعة .وأقله مباشرة بعض جبهة
المصلي موض َع سجوده من األرض أَ ْو غيرها .وأكمله أن يكبر لهويه
للسجود بال رفع يديه ،ويضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه؛
َ ( .10و) العاشر( :الطمأنينة فِي ِه)؛ أَي :السجود ،بحيث ينال َموض َع
سُجوده ثِقَ ُل رأسه .وال يكفي إمساس رأسه موض َع سجوده ،بَلْ يتحامل
ان تحته قطن مثال الَن َكبس وظهر أثره َعلَى ي ٍد لو فُرضت بحيث لو َك َ
تحته.
ين السجدتين) فِي كل ركعة ،سواء َ ( .11و) الحادي عشر( :الجلوس بَ َ
سكون بعد حركة أعضائه. ٌ صلى قائما أَ ْو قاعدا أَ ْو مضطجعا .وأقله:
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
27
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ين السجدتين وأكمله :الزيادة َعلَى ذلك بالدعاء الوارد فِي ِه؛ فلو لَ ْم يجلس بَ َ
بَلْ صار إِلَى الجلوس أقرب لَ ْم يصح.
ين السجدتين. َ ( .12و) الثَّانِيعشر( :الطمأنينة فِي ِه)؛ أَي :الجلوس بَ َ
َ ( .13و) الثَّالِث عشر( :الجلوس األخير)؛ أَي :الذي يعقبه السالم.
َ ( .14و) ال َّرابِع عشر( :التشهد فِي ِه)؛ أَي :فِي الجلوس األخير .وأقل
ك أَيُّهَا النَّبِ ُّي َو َرحْ َمةُ هللاِ وبَ َر َكاتُهَ ،سالَ ٌم َّات هّلِل َِ ،سالَ ٌم َعلَ ْي َ
التشهد( :التَّ ِحي ُـ
ين؛ أَ ْشهَ ُد أَ ْن اَل إِلهَ إِالَّ هللاَ ،وأَ ْشهَ ُد أَ َّن ُم َح َّمدًا َعلَ ْينَا َو َعلَى ِعبَا ِد هللا الصَّالِ ِح َ
ات الطَّيِّبَ ُ
ات هّلِل ِ، َّلو ُـ
ات الص ََّات ْال ُمبَا َر َك ُ
َرسُو ُل هللاِ) .وأكمل التشهد( :التَّ ِحي ُـ
ْك أَيُّهَا النَّبِ ُّي َو َرحْ َمةُ هللاِ وبَ َر َكاتُه ،ال َّسالَ ُم َعلَ ْينَا َو َعلَى ِعبَا ِد ِ
هللا ال َّسالَ ُم َعلَي َ
ين؛ أَ ْشهَ ُد أَ ْن اَل إِلهَ إِالَّ هللاَ ،وأَ ْشهَ ُد أَ َّن ُم َح َّمدًا َرسُو ُل هللاِ).الصَّالِ ِح َ
َ ( .15و) الخامس عشر( :الصالة َعلَى النبي صلى هللا َعلَي ِه وسلم فِي ِه)؛
أَي :فِي الجلوس األخير بعد الفراغ من التشهد .وأقل الصالة َعلَى النبي
صنِّف أن صلِّ َعلَى ُم َح َّم ٍد) .وأشعر كالم ال ُم َ صلى هللا َعلَي ِه وسلم( :اللهُ َّم َ
الصالة َعلَى اآلل اَل تجب؛ َوهُ َو كذلك؛ بَلْ ِه َي سنة.
َ ( .16و) السادس عشر( :التسليمة األولى) َويَ ِجبُ إيقاع السالم حال
القعود .وأقله( :السَّال ُم َعلَ ْي ُك ْم) مرةً واحدة .وأكمله( :السَّال ُم َعلَ ْي ُك ْم
ورح َمةُ هللاِ) مرتين يمينا وشماال. َ
َ ( .17و) السابع عشر( :نية الخروج من الصالة) .وهذا وجه؛ مرجوح،
صح. َوقِي َل :اَل يجب ذلك؛ أَي :نية الخروج .وهذا الوجه؛ هُ َو األَ َ
ين التشهد األخير والصالة َ ( .18و) الثامن عشر( :ترتيب األركان) حتى بَ َ
َعلَى النبي صلى هللا َعلَي ِه وسلم فِي ِه .وقولهَ ( :علَى ما ذكرناه) يستثنى
منه وجوب مقارنة النية لتكبيرة اإلحرام ومقارنة الجلوس األخير للتشهد
والصالة َعلَى النبي صلى هللا َعلَي ِه وسلم.
( َو) الصالة (سننها قبل الدخول فيها شيئان):
( .1األذان) َوهُ َو لُ َغةً :اإلعال ُمَ .وش َْر ًعا :ذك ٌر مخصوص لإلعالم بدخول
وقت صالة مفروضة .وألفاظه :مثنى إال التكبير أ َّولَه فأرب ٌع؛ َوإِاَل
آخره؛ فواحد. التوحيد َ
( .2واإلقامة) َو ِه َي مصد ُر( :أقَا َم) ،ثم سمي بها الذكر المخصوص ألنه
ُشرع كل من األذان واإلقامة للمكتوبةَ ،وأَ َّما يقيم إِلَى الصالة .وإنما ي َ
غيرها فينادى لها (الصالةُ َجا ِمعة).
( َو) سننها (بعد الدخول فيها شيئان):
( .1التشهد األول)
28
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( .2والقنوت فِي الصبح)؛ أَي :فِي اعتدال الركعة الثانية منه؛ َوهُ َو لُ َغةً
ْت،ال ُدعاءَ ،وشَرْ عًا ذك ٌر مخصوصَ ،وهُ َو( :اللَّهُ َّم ا ْه ِدنِي فِي َم ْن هَ َدي َ
ْت،ار ْك لِي فِي َما أَ ْعطَي َ ْتَ ،وبَ ِ ْتَ ،وتَ َولَّنِي فِي َم ْن تَ َولَّي َ َو َعافِنِي فِي َم ْن َعافَي َ
ْكَ ،وإِنَّهُ اَل يَ ِذلُّ َم ْنضى َعلَي َ ضي َواَل يُ ْق َ ك تَ ْق ِْت ،إِنَّ َ
ضي َ َوقِنِي َش َّر َما قَ َ
ْت ،فلك الحمد َعلَى ما ت َربَّنَا َوتَ َعالَي َ ار ْك َ ْت ،تَبَ َْتَ ،واَل يَ ِع ُّز َم ْن َعا َدي َ
َوالَي َ
قضيت ،أستغفرك وأتوب إليك)َ ( .و) القنوت (فِي) آخر (الوتر فِي
النصف الثَّانِيمن شهر رمضان)َ .وهُ َو؛ كقنوت الصبح المتقدم فِي محله
ولفظه .وال تتعين كلمات القنوت السابقة؛ فلو قنت بآية تتضمن دعا ًء ِ
وقصد القنوت حصلت سنة القنوت.
هيئات الصالة
يس رُكنًا فيها وال بعضًا (وهيئاتها)؛ أَي :الصالة .وأراد بهيئاتها :ما َولَ َ
يُجبر بسجود السهو (خمسةَ عش َر خصلة):
( .1رفع اليدين عند تكبيرة اإلحرام) إِلَى حذو منكبيه؛ ( َو) رفع اليدين (عند
الركوع؛ َو) عند (الرفع منه).
( .2ووضع اليمين َعلَى الشمال)؛ ويكونان تحت صدره وفوق سرته.
ْت َوجْ ِه َي لِلَّ ِذي فَطَ َر عقب التحرمَ { :و َّجه ُ َ ( .3والتوجه)؛ أَي :قول المصلي
ين}َ .1وال ُم َراد :أن يقول ض َحنِيفًا َو َما أَنَا ِم َن ْال ُم ْش ِر ِك َ ت َواأْل َرْ َاوا ِال َّس َم َ
المصلي بعد التحرم دعا َء االفتتاح هَ ِذ ِه اآلية أَ ْو غيرها مما ورد فِي
االستفتاح.
( .4واالستعاذة) بعد التوجه .وتحصل بكل لفظ يشتمل َعلَى التعوذ؛
َّج ِيم).ان الر ِ واألفضل( :أَ ُعو ُذ بِاهللِ ِم َن ال َّش ْيطَ ِ
( .5والجهر فِي موضعه) َوهُ َو الصبح وأولتا المغرب والعشاء والجمعة
والعيدان.
( .6واإلسرار فِي موضعه) َوهُ َو ما عدا الذي ذكر.
عقب الفاتحة لقارئها فِي صالة وغيرها، َ ( .7والتأمين)؛ أَي :قول (آمين)
لَ ِك ْن فِي الصالة آكد .وي َُؤ ِّمن المأمو ُم مع تأمين إمامه ،ويجهر بِ ِه.
إلمام ومنفرد فِي ركعتي الصبح وأولتي ٍ ( .8وقراءة السورة بعد الفاتحة)
غيرها .وتكون قراءة السورة بعد الفاتحة؛ فلو قدم السورة عليها لَ ْم
يحسب.
( .9والتكبيرات عند الخفض) للركوع (والرفع)؛ أَي :رفع الصلبـ من
الركوع.
1األنعام79 :
29
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
س ِم َع هللاُ لِ َمنْ َح ِم َدهُ)) حين يرفع رأسه من الركوعَ .ولَ ْو ( .10وقولَ ( :
قالَ ( :م ْن ح ِمد هللاَ سمع لَهُ) كفىَ .و َم ْعنَى ( َس ِم َع هللاُ لِ َم ْن َح ِم َدهُ) :تقبل هللا
منه حمده وجازاه َعلَي ِه .وقو ُل المصليَ (( :ربَّنَا لَ َك ا ْل َح ْم ُد)) إذا انتصب
قائما؛
ان َربِ َي ( .11والتسبيح فِي الركوع) وأدنى الكمال فِي هَ َذا التسبيح (سُب َح َ
ان ال َع ِظ ِيم) ثالثا؛ ( َو) التسبيح فِي (السجود) ،وأدنى الكمال فِي ِه (سُب َح َ
َربِ َي األَعلَى) ثالثا؛واألكمل فِي تسبيح الركوع والسجود مشهو ٌر.
( .12ووضع اليدين َعلَى الفخذين فِي الجلوس) للتشهد األول واألخير
سرى) بحيث تسا َمت رؤوسُ أصابعها الرُكبةَ، (يبسط) اليد (اليُ َ
(ويقبض) اليد (اليمنى)؛ أَي :أصابعها (إال المسبحة) من اليمنى ،فَاَل
يقبضها؛ (فإنه يشير بها) رافعا لها حال كونه ( ُمتشهدا)؛ وذلك عند
قوله( :إالَّ هللا) ،وال يحركها؛ فإن حرَّكها كره ،وال تبطل صالتُه فِي
صح. األَ َ
( .13واالفتراش فِي جميع الجلسات) الواقعة فِي الصالة ،كجلوس
ين السجدتين وجلوس التشهد األول .واالفتراس: االستراحة والجلوس بَ َ
ظهرها لألرض وينصب َ أن يجلس الشخص َعلَى كعب اليسرى جاعالً
قدمه اليمنى ويضع باألرض أطراف أصابعها لجهة القبلة.
( .14والتورك فِي الجلسة األخيرة) من جلسات الصالة؛ َو ِه َي :جلوس
ُخرج يساره التشهد األخير .والتورك مثل االفتراش؛ إال أن المصلي ي ِ
َعلَى هيئتها فِي االفتراش من جهة يمينه ،ويلصق وركه باألرض .أّ َّما
المسبوق والساهي؛ فيفترشان وال يتوركان.
( .15والتسليمة الثانية) .أّ َّما األولى فسبق أنها من أركان الصالة .ما
تخالف المرأة فِي ِه الرجل.
الرج َل فِي الصالة
ُ صل فِي أمور تخالف فيها المرأةُ فَ ْ
صنِّف بقوله( :والمرأة تُخالف الرج َل فِي خمسة أشياء): وذكر ال ُم َ
(فالرجل يجافي)؛ أَي :يرفع (مرفقيه عَنْ جنبيه؛ ويقل)؛ أَي :يرفع (بطنه
عَنْ فخذيه فِي الركوع والسجود؛ ويجهر فِي موضع الجهر) .وتقدم بيانه
فِي موضعه( .وإذا نابه)؛ أَي :أصابه (شيء فِي الصالة سبَّح)؛ فيقول:
ان هللا) بقصد الذكر فَقَط ،أَ ْو مع اإلعالم أَ ْو أطلق لَ ْم تبطل صالته ،أَ ْو ( ُسب َْح َ
ّ
ين سرته وركبته)؛ أ َّما هُ َما فليسا اإلعالم فَقَط بطلت( .وعورةُ الرجل ما بَ َ
من العورة ،وال ما فوقهما.
الرجل فِي الخمس المذكورة ،فإنها (تضم بعضها إِلَى َ (والمرأة) تخالف
بعض) ،فتلصق بطنها بفخذيها فِي ركوعها وسجودها( .وتخفض صوتها)
30
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
إن صلت (بحضرة الرجال األجانب) .فإن صلت منفردة عنهم جهرت( .وإذا
نابها شيء فِي الصالة صفقت) بضرب بطن اليمنى َعلَى ظهر اليسرى؛
فلو ضربت بطنا ببطن بقصد اللعب َولَ ْو قليال مع علم التحريم بطلت
الح َّرة عورة إال وجهها صالتُها .والخنثى كالمرأة( .وجميع بدن) المرأة ( ُ
وكفيها) .وهذه عورتها فِي الصالة؛ أّ َّما خار َج الصالة فعورتها جميع بدنها.
ين سرتها وركبتها. (واألمة كالرجل فِي الصالة)؛ فتكون عورتها ما بَ َ
صل فِي عدد مبطالت الصالة فَ ْ
عشر شيئًا):َ (والذي يبطل الصالة أح َد
( .1الكالم العمد) الصالح لخطاب اآلدميين ،سواء تعلق بمصلحة الصالة أَ ْو
اَل .
ان ذلك أَ ْو سهوا؛ أّ َّما
( .2والعمل الكثير) المتوالي كثالت خطوات ،عمدا َك َ
العمل القليل فَاَل تبطل الصالة بِ ِه.
( .3والحدث) األصغر واألكبر.
وحدوث النجاسة) الَتِي اَل يعفى عنهاَ .ولَ ْو وقع َعلَى ثوبه نجاسة يابسة ُ ( .4
فنفض ثوبه َحااَل ً لَ ْم تبطل صالته.
( .5وان ِكشاف العورة) عمدا؛ فإن كشفها الريح فسترها فِي الحال لَ ْم تبطل
صالته.
ان ينوي الخروج من الصالة. ( .6وتغيير النية) َك َ
ان يجعلها خلف ظهره. ( .7واستدبار القبلة) َك َ
ان المأكول والمشروبأو قليال ،إال أن يكون ( .8واألكل ،والشرب) كثيرا َك َ
الشخص فِي هَ ِذ ِه الصورة جاهالً تحري َم ذلك.
( .9والقهقهة) ومنهم من يعبِّر عنها بالضحك.
( .10والردة) َو ِه َي قطع اإلسالم بقول أَ ْو فعل.
صل فِي عدد ركعات الصالة فَ ْ
(وركعات الفرائض)؛ أَي :فِي كل يوم وليلة فِي صالة الحضرـ إال يوم
عشر ركعة) .أّ َّما يوم ال ُج َم َعة فعدد ركعات الفرائض فِي َ ال ُج َم َعة (سبعةَ
يومها خمسةَ عشر ركعةًَ .وأَ َّما عدد ركعات صالة السفر فِي كل يوم
للقاصر فإحدى عشرة ركعة .وقوله( :فيها :أربع وثالثون سجدةً ،وأربع
وتسعون تكبيرة ،وتسع تشهدات ،وعشر تسليمات ،ومائة وثالث
وخمسون تسبيحة)( .وجملة األركان فِي الصالة :مائة وستة وعشرون
ركنًا :فِي الصبح ثالثون ركنًا ،وفي المغرب اثنان وأربعون ركنًا ،وفي
الرباعية أربعة وخمسون ركنًا) إِلَى آخره ظاهر غني َع ْن الشرح.
31
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
من عجز َع ْن القيام فِي صالة الفرض (ومن عجز عَنْ القيام فِي الفريضة)
لمشقة تلحقه فِي قيامه (صلى جالسا) َعلَى؛ أَي :هيئة شاء ،ولكن افتراشه
فِي موضع قيامه أفضل من تَ َرب ُِّعه فِي األظهر.
(ومن عجز عَنْ الجلوس صلى مضطجعا)؛ فإن عجز َع ْن االضطجاع
صلى مستلقيا َعلَى ظهره ورجاله للقبلة؛ فإن عجز َع ْن ذلك كله أومأ بطرفه
ونوى بقلبهَ ،ويَ ِجبُ َعلَي ِه استقبالها بوجهه بوضع شيء تحت رأسه ويومئ
برأسه فِي ركوعه وسجوده؛ فإن عجز َع ْن اإليماء برأسه أومأ بأجفانه؛ فإن
عجز َع ْن اإليماء بها أجرى أركان الصالة َعلَى قلبه ،وال يتركها ما دام
عقله ثابتا .والمصلي قاعدا اَل قضاء َعلَي ِه ،وال ينقص أجره ،ألنه معذور.
ف أَجْ ِر ْالقَائِ ِمَ ،و َم ْن َوأَ َّما قوله صلى هللا َعلَي ِه وسلمَ ( :م ْن َ
صلَى قَا ِعدًا فَلَهُ نِصْ ُ
اع ِد) ،فمحمول َعلَى النفل عند القدرة. ف أَجْ ِر ْالقَ ِ
صلَى نَائِ ًما فَلَهُ نِصْ َُ
أنواع المتروك من الصالة
سنة (والمتروك من الصالة ثالثة أشياء :فرض) ويسمى :بالركن أيضا( ،و ُ
وهيئة)؛ وهما ما عدا الفرض.
صنِّف الثالثة فِي قوله( :فالفرض اَل ينوب عنه سجو ُد السهو ،بَ ْل وبي ََّن ال ُم َ
إن ذكره)؛ أَي :الفرض َوهُ َو فِي الصالة أتى بِ ِه وتمت صالته ،أَ ْو ذكره بعد
السالم (والزمان قَ ِريب أتى بِ ِه ،وبنى َعلَي ِه) ما بقي من الصالة( ،وسجد
للسهو)َ .وهُ َو سنة كما سيأتي لَ ِك ْن عند ترك مأمور بِ ِه فِي الصالة أَ ْو فعل
منهي عنه فيها( .والسنة) إن تركها المصلي (اَل يعود إليها بعد التلبس
بالفرض)؛ فمن ترك التشهد األول مثال فذكره بعد اعتداله مستويا اَل يعود
إليه؛ فإن عاد إليه عالما تحريمه بطلت صالته ،أَ ْو ناسيا أنه فِي الصالة أَ ْو
ان مأموما عاد جاهال فَاَل تبطل صالته ،ويلزمه القيام عند ت َذ ُّكره .وإن َك َ
وجوبا لمتابعة إمامه (لكنه يسجد للسهو عنها) فِي صورة عدم العود ،أَ ْو
العود ناسيا.
األبعاض الستةَ ،و ِه َي:
َ صنِّف بالسنة ُهنَا: وأراد ال ُم َ
التشهد األول وقعوده ،والقنوت فِي الصبح وفي آخر الوتر فِي النصف
الثَّانِيمن رمضان ،والقيام للقنوت ،والصالة َعلَى النبي صلى هللا َعلَي ِه وسلم
فِي التشهد األول ،والصالة َعلَى اآلل فِي التشهد األخير.
(والهيئة) كالتسبيحات ونحوها؛ مما اَل يجبر بالسجود؛ (اَل يعود) المصلي
(إليها بعد تركها ،وال يسجد للسهو عنها) سواء تركها عمدا أَ ْو سهوا.
ك هل صلى (وإذا ش َّك) المصلي (فِي عدد ما أتى بِ ِه من الركعات) كمن َش َّ
ثالثا أَ ْو أربعا (بنى َعلَى اليقينَ ،وه َُو األقل) كالثالثة فِي هَ َذا المثال ،وأتى
32
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
بركعة (وسجد للسهو) ،وال ينفعه غلبة الظنِّ أنه صلى أربعا ،وال يعمل
بقول غيره له أنه صلى أربعاَ ،ولَ ْو بلغ ذلك القائلـ عد َد التواتر.
ق( .ومحله :قبل السالم)؛ فإن سلم المصلي (وسجود السهو :سنة) َك َما َسبَ َ
عامدا عالما بالسهو أَ ْو ناسيا وطال الفص ُل ُعرفًا فات محله ،وإن قصر
الفص ُل ُعرفًا لَ ْم يفت ،وحينئذ فله السجود وتركه.
األوقات الَتِي تكره فيها الصالة
كما فِي الروضة وشرح المهذب هُنَا وتنزيها كما فِي التحقيق وشرح
المهذب فِي نواقض الوضوء.
(وخمسة أوقات اَل يصلى فيها إال صالة لها سبب) أّ َّما متقد ٌم؛ كالفائتة ،أَ ْو
مقارن؛ كصالة الكسوف واالستسقاء .فاألول من الخمسة الصالةُ الَتِي اَل ٌ
سبب لها إذا فعلت:
( .1بعد صالة الصبح) وتستمر الكراهة (حتى تطلع الشمس).
َ ( .2و) الثَانِي :الصالة (عند طلوعهاـ)؛ فإذا طلعت (حتى تتكامل وترتف َع
قدر رمح) فِي رأي العين.
َ ( .3و) الثَّالِث :الصالة (إذا استوت حتى تزول) َع ْن وسط السماءَ .ويُ ْستَ ْثنَى
وقت االستواءَ ،و َك َذا حر ُمَ من ذلك يوم ال ُج َم َعة؛ فَاَل تكره الصالة فِي ِه
مكةَ ،المسجد وغيره؛ فَاَل تكره الصالة فِي ِه فِي هَ ِذ ِه األوقات كلها ،سواء
صلى سنة الطواف أَ ْو غيرها.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :بعد صالة العصر حتى تغرب الشمس).
َ ( .5و) الخامس( :عند الغروب) للشمس ،فإذا دنت للغروب (حتى يتكامل
غروبها).
صالة الجماعة
(وصالة الجماعة) للرجالـ فِي الفرائض غير ال ُج َم َعة (سنة مؤكدةٌ)؛ عند
صح عند النَّ َو ِوي :1أنها فرض كفاية .ويُ ْد ِرك صنِّف والرافعيَ .واألَ َ ال ُم َ
المأمو ُم الجماعةَ مع اإلمام فِي غير ال ُج َم َعة مالم يسلم التسليمة األولى وإن لَ ْم
يقعد معه.
َوأَ َّما الجماعة فِي ال ُج َم َعة ففرض عين ،وال تحصل بأقل من ركعة.
( َو) يجب ( َعلَى المأموم أن ينوي االئتمام) أَ ْو االقتداء باإلمام ،وال يجب
تعيينه ،بَلْ يكفي االقتداء بالحاضر إن لَ ْم يعرفه؛ فإن عيَّنه وأخطأ بطلت
صالته إال إن انضمت إليه إشارةٌ؛ كقوله :نويت االقتداء بزيد هَ َذا ،فبان
عمرا ،فتصح( .دون اإلمام)؛ فَاَل يجب فِي صحة االقتداء بِ ِه فِي غير
ال ُج َم َعة نية اإلمامة ،بَلْ ِه َي مستحبة فِي حقه ،فإن لَ ْم ينو فصالته فرادى.
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
33
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الح ُّر بالعبد ،والبالغ بال ُمراهق) .أّ َّما الصبي غير المميز (ويجوز أن يأتم ُ
فَاَل يصح االقتداء بِ ِه.
رجل بامرأة) وال بخنثى مشكل ،وال خنثى مشكل بامرأة ٍ (وال تصح قدوةُ
وال بمشكل( ،وال قارئ) َوهُ َو من يحسن الفاتحة؛ أَي :اَل يصح اقتداؤه
(بأمي) َوهُ َو من يخل بحرف أَ ْو تشديدة من الفاتحة.
صنِّف لشروط القدوة بقوله( :وأي موضع صلى فِي المسجد ثم أشار ال ُم َ
بصالة اإلمام فِي ِه)؛ أَي :فِي المسجد ( َوه َُو)؛ أَي :المأموم (عالم بصالته)؛
أَي :اإلمام بمشاهدة المأموم له أَ ْو بمشاهدة بعض صف (أجزأه)؛ أَي :كفاه
ذلك فِي صحة االقتداء بِ ِه (مالم يتقدم َعلَي ِه)؛ فإن تقدم َعلَي ِه بعقبه فِي جهته
لَ ْم تنعقد صالته ،وال تضر مساواته إلمامه ،ويندب تخلفه َع ْن إمامه قليال،
وال يصير بهذا التخلف منفردا َع ْن الصف حتى اَل يحوز فضيلة الجماعة.
خارج المسجد) حال كونه (قريبا َ (وإن صلى) اإلمام (فِي المسجد والمأموم
منه)؛ أَي :اإلمام ،بأن لَ ْم تزد مسافة ما بينهما َعلَى ثالث مئة ذراع تقريبا،
( َوه َُو)؛ أَي :المأموم (عالم بصالته)؛ أَي :اإلمام (وال حائل هناك)؛ أَي :بَ َ
ين
اإلمام والمأموم (جاز) االقتداء بِ ِه ،وتعتبر المسافة المذكورة من آخر
ان اإلمام والمأموم فِي غير المسجد؛ أّ َّما فضاء أَ ْو بناء؛ المسجد .وإن َك َ
فالشرط :أن اَل يزيد ما بينهما َعلَى ثلثمائة ذراع ،وأن اَل يكون بينهما حائل.
صل فِي قصر الصالة وجمعها فَ ْ
(ويجوز للمسافر)؛ أَي :الملتبس بالسفر (قص ُر الصالة الرباعية) اَل
غيرها ،من ثنائية وثالثية .وجواز قصر الصالة الرباعية (بخمس شرائط):
.1األول( :أن يكون سفره)؛ أَي :الشخص (فِي غير معصية) هُ َو شامل
للواجب كقضاء دين ،وللمندوب كصلة الرحم ،وللمباح كسفر تجارة .أّ َّما
سفر المعصية كسفر لقطع الطريق ،فَاَل يترخص فِي ِه بقصر وال جمع.
س ًخا) تحديدا َ ( .2و) الثَانِي( :أن تكون مسافته)؛ أَي :السفر (ستةَ عش َر فر َ
صح ،وال تحسب ُمدة الرجوع ِم ْنهَا. فِي األَ َ
والفرسخ :ثالثة أميال؛ وحينئذ فمجموع الفراسخ :ثمانية وأربعون ِميالً.
ُ
والخطوة :ثالثة أقدامَ .وال ُم َراد باألميال: والمي ُل :أربعة آالف ُخطوة.
الهاشمية.
َ ( .3و) الثَّالِث( :أن يكون) القاصر (مؤديًا للصالة الرباعية) .أّ َّما الفائتة
حضرا فَاَل تقضى فِي ِه مقصورة .والفائتة فِي السفر تقضى فِي ِه مقصورة،
اَل فِي الحضر.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :أن ينوي) المسافر (القصر) للصالة (مع اإلحرام) بها؛
34
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .5و) الخامس( :أن اَل يأتَ َّم) فِي جزء من صالته (بمقيم)؛ أَي :بمن يصلي
صالة تامة ليشمل المسافر المتم.
جمع الصالة للمسافر
ين) صالتَي (الظهر (ويجوز للمسافر) سفرا طويال مباحا (أن يجمع بَ َ
والعصر) تقديما وتأخيراَ ،وهُ َو معنى قوله( :فِي وقت أيهما شاءَ ،و) أن
ين) صالتَي (المغرب والعشاء) تقديما وتأخيراَ ،وهُ َو معنى قوله: يجمع (بَ َ
(فِي وقت أيهما شاء).
وشروط جمع التقديم ثالثة:
األول :أن يبدأ بالظهر قبل العصر ،وبالمغرب قبل العشاء؛ فلو عكس َك َ
ان
بدأ بالعصر قبل الظهر مثال لَ ْم يصح ،ويعيدها إن أراد الجمع.
قترن نيةُ الجمع بتحرمها ،فَاَلأول الصالة األولى ،بأن تُ َ َوالثَّانِي :نية الجمع َ
يكفي تقديمها َعلَى التحرم وال تأخيرها َع ْن السالم من األولى .وتجوز فِي
أثنائها َعلَى األظهر.
ين األولى والثانية ،بأن اَل يطول الفصل بينهما؛ فإن طال َوالثَّالِث :المواالة بَ َ
ُعرفًا َولَ ْو بعذر كنوم وجب تأخير الصالة الثانية إِلَى وقتها .وال يضر فِي
المواالة بينهما فَصْ ل يسير عرفاَ .وأَ َّما جمع التأخير فَيَ ِجب فِي ِه أن يكون نية
الجمع ،وتكون النية هَ ِذ ِه فِي وقت األولى .ويجوز تأخيرها إِلَى أن يبقى من
زمن لو ابتُ ِدئت فِي ِه كانت أداء .وال يجب فِي جمع التأخير ٌ وقت األولى
ترتيبٌ وال مواالة
وال نية جمع َعلَى الصحيح فِي الثالثة.
(ويجوز للحاضر)؛ أَي :المقيم (فِي) وقت (المطر أن يجمع بينهما)؛ أَي:
الظهر والعصر ،والمغرب والعشاء ،اَل فِي وقت الثانية ،بَلْ (فِي وقت
األولى ِم ْن ُه َما) إن بَلْ المط ُر أَ ْعلَى الثوب وأسفل النعل ،ووجدت الشروط
السابقة فِي جمع التقديم .ويشترط أيضا وجود المطر فِي أول الصالتين ،وال
يكفي وجوده فِي أثناء األولى ِم ْنهُ َما .ويشترط أيضا وجوده عند السالم من
األولى ،سواء استمر المطر بعد ذلك أم اَل .وتختص رُخصة الجمع بالمطر
بالمصلي فِي جماعة بمسجد أَ ْو غيره من مواضع الجماعة بعيد عرفا،
ويتأذى الذاهب للمسجد أَ ْو غيره من مواضع الجماعة بالمطر فِي طريقه.
صلفَ ْ
الج َم َعة سبعة أشياء :اإلسالم ،والبلوغ ،والعقل)؛ وهذه (وشرائط وجوب ُ
شروط أيضا لغير ال ُج َم َعة من الصلواتـ( ،والحرية ،والذكورية ،والصحة،
واالستيطان)؛ فَاَل تجب ال ُج َم َعة َعلَى كافر أصلي وصبي ومجنون ورقيق
وأنثى ومريض ونحوه ومسافر.
35
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
36
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الفجر الثَانِي؛ وتقريبه من ذهابه أفضل .فإن عجز َع ْن غسلها تيمم بنية
الغسل لها.
صنَان ،فيتعاطى ما ( َو) الثَّانِي(تنظيف الجسد) بإزالة الريح الكريه منه ك ُ
يزيله من مرتك ونحوه.
( َو) الثَّالِثـ (لبس الثياب البِيض) ،فإنها أفضل الثيابَ ( .و) الرَّابِع (أخذ
الظفر) إن طال ،والشعر كذلك ،فينتف إبطه ويقص شاربه ،ويحلق عانته،
(والتطيب) بأحسن ما وجد منه.
(ويستحب اإلنصات) َوهُ َو السكوت مع اإلصغاء (فِي وقت الخطبة).
َويُ ْستَ ْثنَى من اإلنصات أمور مذكورة فِي المطوالتِ .م ْنهَا إنذار أعمى أن
يقع فِي بئر ،ومن َدبَّ إليه عقربٌ مثال.
(ومن َد َخل) المسج َد (واإلمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين ثم يجلس).
صنِّف بـ ( َد َخل) يفهم أن الحاضرـ اَل ينشئ صالة ركعتين ،سواء وتعبير ال ُم َ
صلى سنة ال ُج َم َعة أم اَل .وال يظهر من هَ َذا المفهوم أن فعلهما حرام أَ ْو
مكروه ،لَ ِك ْن النَّ َو ِوي 1فِي الشرح المهذب صرح بالحرمة ،ونقل اإلجماع
ي.2عليها َع ْن ال َماور ِد ّ
صلفَ ْ
(وصالة العيدين)؛ أَي :الفطر واألضحى (سنةٌ مؤكدة) .وتُشرع جماعةً،
ولمنفرد ومسافر ،وحُرٍّ وعبد ،وخنثى وامرأة ،اَل جميلة ،وال ذات هيئة .أّ َّما
ين
العجوز فتحضر العيد فِي ثياب بيتها بال طيب .ووقت صالة العيد ما بَ َ
طلوع الشمس وزوالهاَ ( .و ِه َي)؛ أَي :صالة العيد (ركعتان) يحرم بهما بنية
عيد الفطر أَ ْو األضحى ،ويأتي بدعاء االفتتاح؛ َو (يكبر فِي) الركعة (األولى
سبعا سوى تكبيرة اإلحرام) ،ثم يتعوذ ويقرأ بعدها سورة (ق) جهرًاَ ( ،و)
يكبر (فِي) الركعة (الثانية خمسا سوى تكبيرة القيام) ثم يتعوذ ،ثم يقرأ
الفاتحة وسورة (اقت ََربَت) جهرا( .ويخطب) ندبا (بعدهما)؛ أَي :الركعتين
(خطبتين ،يكبر فِي) ابتداء (األولى تسعا) والءَ ( ،و) يكبر (فِي) ابتداء
ان حسنا. (الثانية سبعا) والءَ .ولَ ْو فَصْ ل بينهما بتحميد وتهليل وثناء َك َ
التكبير للعيدين
ب صالة؛ ومقيدَ ،وهُ َو ما والتكبير َعلَى قسمين :مرسلَ ،وهُ َو ما اَل يكون عقِ َ
صنِّف باألول فقال( :ويكبر) ندبا كلٌّ من ذكر وأنثى، يكون عقبها .وبدأ ال ُم َ
وحاضر ومسافر ،فِي المنازل والطرُق ،والمساجد واألسواق (من غروب
الشمس من ليلة العيد)؛ أَي :عيد الفطر ،ويستمر هَ َذا التكبير (إِلَى أن يدخل
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري ال َماور ِديّ ،تــ450ـ هـ .
37
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
اإلمام فِي الصالة) للعيد .وال يسن التكبير ليلةَ عيد الفطر عقب الصالة،
ولكن النَّ َو ِوي 3فِي األذكار اختار أنه سنة.
ثم َش َر َع فِي التكبير المقيد فقالَ ( :و) يكبر (فِي) عيد (األضحى َخلف
الصلوات المفروضات) من مؤداة وفائتة؛ َو َك َذا خلف راتبة ونفل مطلق
صبح يوم عرفةَ إِلَى العصر من آخر أيام التشريق). وصالة جنازةِ ( ،من ُ
صيغة التكبيروصيغة التكبير( :هللاُ أَ ْكبَ ُر ،هللاُ أَ ْكبَ ُر ،هللاُ أَ ْكبَ ُر ،اَل إِلهَ إالَّ هللاَ،
َوهللاُ أَ ْكبَ ُر ،هللاُ أكبَ ُرَ ،وهّلِل ِ ْال َح ْم ُد ،هللاُ أَكبَ ُر َكبِيرًاَ ،و ْال َح ْم ُد هّلِل ِ َكثِيرًاَ ،و ُس ْب َح َ
ان
ص َر َع ْب َدهَُ ،وأَ َع َّز
ق َو ْع َدهَُ ،ونَ َ صيالً ،اَل إِلهَ إالَّ هللاَ َوحْ َدهَُ ،
ص َد َ هللاِ بُ ْك َرةً َوأَ ِ
اب َوحْ َدهُ). ُج ْن َدهَُ ،وهَ َّز َم األَحْ َز َـ
صل فَ ْ
(وصالة الكسوف) :للشمس .وصالة الخسوف :للقمر؛ كل ِم ْنهُ َما( :سنة
مؤكدة.
(فإن فاتت) هَ ِذ ِه الصالة (لَ ْم تقض)؛ أَي :لَ ْم يُش َرع قضا ُؤها( .ويصلي
لكسوف الشمس وخسوف القمر :ركعتين)؛ يحرم بنية :صالة الكسوف؛ ثم
بعد االفتتاح والتعوذ يقرأ الفاتحة؛ ويركع؛ ثم يرفع رأسه من الركوع؛ ثم
يعتدل؛ ثم يقرأ الفاتحة ثانيًا؛ ثم يركع ثانيًا أخف من الذي قبله؛ ثم يعتدل
ثانيا؛ ثم يسجد السجدتين بطمأنينة فِي الكل؛ ثم يصلي ركعة ثانية بقيامين ً
وقراءتين وركوعين واعتدالين وسجودين.
وهذا معنى قوله( :فِي كل ركعة) ِم ْنهُ َما (قيامان يطيل القراءة فيهما) كما
سيأتيَ ( ،و) فِي كل ركعة (ركوعانـ يطيل التسبيح فيهما ،دون السجود)؛
فَاَل يطولهَ ،وهُ َو أحد وجهين ،لَ ِك ْن الصحيح أنه يطوله نحو الركوع الذي
قبله( ،ويخطب) اإلمام (بعدهما)؛ أَي :بعد صالة الكسوف والخسوف
الناس فِي
َ (خطبتين) كخطبتي ال ُج َم َعة فِي األركان والشروط ،ويحث
الخطبتين َعلَى التوبة من الذنوب وعلى فعل الخير من صدقة وعتق ونحو
ذلك.
س ُّر) بالقراءة (فِي كسوف الشمس ،ويجهر) بالقراءة (فِي خسوف (ويُ ِ
القمر) .وتفوت صالة كسوف الشمس باالنجالء للمنكسف وبغروبها كاسفة،
وتفوت صالة خسوف القمر باالنجالء وطلوع الشمس ،اَل بطلوع الفجر وال
بغروبه خاسفا ،فَاَل تفوت الصالة.
صل فَ ْ
صالة االستسقاء؛ أَي :طلب ال ُس ْقيَا ِمن هللا تَ َعالَى( .وصالة االستسقاء:
مسنونة) لمقيم ومسافر عند الحاجة من انقطاع غيث أَ ْو عين ماء ونحو
3محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
38
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ذلك .وتُعاد صالة االستسقاء ثانيا وأكثر من ذلك إن لَ ْم يُسقَوا حتى يسقيهم
هللا؛ (فيأمرهم اإلما ُم) ونحوه (بالتوبة) ويلزمهم امتثال أمره كما أفتى بِ ِه
النَّ َو ِوي .1والتوبة من الذنب واجبة .أمر اإلمام بها أَ ْو اَل ( ،والصدقة،
والخروج من المظالم) للعباد (ومصالحة األعداء ،وصيام ثالثة أيام) قبل
ميعاد الخروج ،فيكون بِ ِه أربعة أيام( ،ثم يخرج بهم فِي اليوم ال َّرابِع)
صياما غير متطيبين وال متزينين ،بَلْ يخرجون (فِي ثياب بِ ْذلَة) بموحدة
وقت العمل، َ مكسورة وذال معجمة ساكنةَ ،و ِه َي ما يلبس من ثياب المهنة
(واستكانة)؛ أَي :خشوع (وتضرع)؛ أَي :خضوع وتذلل .ويخرجون معهم
الصبيان والشيوخ والعجائز والبهائم( .ويصلي بهم) اإلمام أَ ْو نائبه (ركعتين ُ
كصالة العيدين) فِي كيفيتهما من االفتتاح والتعوذ والتكبير سبعا فِي الركعة
األولى ،وخمسا فِي الركعة الثانية برفع يديه( ،ثم يخطب) ندبا خطبتين
كخطبتي العيدين فِي األركان وغيرها ،لَ ِك ْن يستغفر هللاَ تَ َعالَى فِي الخطبتين
بدل التكبير أولهما فِي خطبتي العيدين؛ فيفتتح الخطبة األولى باالستغفار
تسعا ،والخطبة الثانية سبعا .وصيغة االستغفار (أَ ْستَ ْغفِ ُر هللاَ ْال َع ِظي َم الَّ ِذي اَل
ي ْالقَيُّو َم َوأَتُوبُ إِلَ ْي ِه) .وتكون الخطبتان (بعدهما)؛ أَي: إِلهَ إِالَّ هُ َو ْال َح َّ
الركعتين( .ويُ َح ّول) الخطيب (رداءه)؛ فيجعل يمينه يساره ،وأعاله أسفله،
وي َُح ِّول الناس أر ِديتهم مثل تحويل الخطيب( ،ويُكثر من الدُعاء) سرا
وجهرا ،فحيث أسر الخطيب أسر القوم بالدعاء ،وحيث جهر أمنوا َعلَى
دعائهَ ( .و) يكثر الخطيب من (االستغفار)؛ ويقرأ قوله تَ َعالَى{ :ا ْستَ ْغفِرُوا
ان َغفَّارًا * يُرْ ِس ِل ال َّس َما َء َعلَ ْي ُك ْم ِم ْد َرارًا}.2 َربَّ ُك ْم إِنَّهُ َك َ
خ ال َم ْت ِن زيادة َو ِه َي( :ويدعو بدعاء رسول هللا صلى هللا ْض نُ َس ِ َوفِي بَع ِ
بَ ،والَ س ْقيَا َع َذا ٍ س ْقيَا َر ْح َم ٍةَ ،والَ ت َْج َع ْل َها ُ اج َع ْل َها ُ
َعلَي ِه وسلمَ ،وه َُو( :الل ُه َّم ْ
تب َواآل َك ِام َو َمنَابِ ِ رق؛ الل ُه َّم َعلَى الظِّ َرا ِ قَ ،والَ بَالَ ٍءَ ،والَ َهد ٍْمَ ،والَ َغ ٍ َم ْح ٍ
سقِنا َغ ْيثًا ُمغيثًا، الش ََّج ِر ،وبُطُو ِن األَ ْو ِديَ ِة؛ الل ُه َّم َح َوالَ ْينَا َوالَ َعلَ ْينَا ،الل ُه َّم ا ْ
ِّين؛ الل ُه َّم س َّحا َعا ّمًاَ ،غ َدقًا طَبَقًاُ ،م َجلِّالً َدائِ ًما إِلَى يَ ْو ِم الد ِ َم ِريئًا َم ِري ًعاَ ،
ين؛ الل ُه َّم إِنَّ بِا ْل ِعبَا ِد َوالبِالَ ِد ِم َن ا ْل ُج ْه ِد ثَ ،والَ ت َْج َع ْلنَا ِم َن ا ْلقَانِ ِط َ سقِنَا ال َغ ْي َ ا ْ
ش ُكو إِالَّ إِلَيكَ ؛ الل ُه َّم أَ ْنبِتْ لَنَا ال َّز ْر َعَ ،وأَ ِد َّر لَنَا ض ْن ِك َما اَل نَ ْ وع َوال َّ َوا ْل ُج ِ
ض،ت األَ ْر ِ س َما ِءَ ،وأَ ْنبِتْ لَنَا ِمنْ بَ َر َكا ِ ت ال َّ ض ْر َعَ ،وأَ ْن ِز ْل َعلَ ْينَا ِمنْ بَ َر َكا ِ ال َّ
ستَ ْغفِ ُركَ ،إِنَّ َك ُك ْنتَ شفُهُ َغ ْي ُركَ ؛ الل ُه َّم إِنَّا نَ ْ شفْ َعنَّا ِم َن ا ْلبَالَ ِء َما اَل يَ ْك ِ َوا ْك ِ
س َما َء َعلَ ْينَا ِم ْد َرا ًرا) .ويغتسل فِي الوادي إذا سال ،ويسبح س ِل ال َّ َغفَّا ًرا ،فَأ َ ْر ِ
للرعد والبرق) .انتهت الزيادةَ ،و ِه َي لطولها اَل تناسب حال المتن من
االختصار .وهللا أعلم.
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2نوح.10/11 :
39
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
40
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ان بعض الثوب إبريسما)؛ أَي :حريرا (وبعضه) التحريم سواء .وإذا َك َ
اآلخر (قُطنا أَ ْو َكتَّانًا) مثال (جاز) للرجل (لبسه مالم يكن اإلبريسم غالبا)
صح. ان غير اإلبريسم غالبا حل؛ َو َك َذا إن استويا فِي األَ َ َعلَى غيره؛ فإن َك َ
ما يلزم فِي الميت
فيما يتعلق بالميت من غسله وتكفينه والصالة َعلَي ِه ودفنه.
(ويلزم) َعلَى طريق :فرض الكفاية (فِي الميت) المسلم؛ غير ال ُم ِ
حرم
والشهيد؛ (أربعة أشياء :غسله ،وتكفينه ،والصالة َعلَي ِه ،ودفنه) .وإن لَ ْم
يعلم بالميت إال واحد تعيَّن َعلَي ِه ما ذكر.
ان أَ ْو ذميًا .ويجوز :غسله َوأَ َّما الميت الكافر؛ فالصالة َعلَي ِه :حرام؛ حربيًا َك َ
فِي الحالينَ .ويَ ِجبُ :تكفين الذمي ودفنه؛ دون :الحربي والمرتد.
حرمةَ .وأَ َّما الشهيد؛ فَاَل حرم؛ إذا ُكفن فَاَل يُستَر رأسُه؛ وال وجهُ ال ُم ِ َوأَ َّما ال ُم ِ
صنِّف بقوله( :واثنان اَل يغسالن وال يصلى يصلى َعلَي ِه كما ذكره ال ُم َ
عليهما):
أحدهما( :الشهيد فِي معركة المشركين)؛ َوه َُو :من مات فِي قتال الكفار
بسببه؛ سواء قتله كافر مطلقًا ،أَ ْو مسلم خطأ ً ،أَ ْو عاد سالحه إليه ،أَ ْو سقط
َع ْن دابته ،أَ ْو نحو ذلك.
فإن مات بعد انقضاءـ القتال :بجراحة فِي ِه يقطع بموته ِم ْنهَا فغير شهيد فِي
القتال اَل بسبب القتال. ِ األظهر؛ َو َك َذا لو مات فِي قتال البغاة ،أَ ْو مات فِي
( َو) الثَّانِي(السقط الذي لَ ْم يستهل)؛ أَي :لَ ْم يرفع صوته (صارخا) .فإن
استهل صار ًخا ،أَ ْو بكى فحكمه؛ كالكبير.
وال ِّس ْقط؛ بتثليث السين :الولد النازل قبل تمامه ،مأخوذ من السقوط.
غسل الميت
(ويغسل الميت ِوت ًرا) ثالثا أَ ْو خمسا أَ ْو أكثر من ذلك( ،ويكون فِي أول
غسله سدر)؛ أَي :يسن أن يستعين الغاسل فِي الغسلة األولى من غسالت
الميت بسدر أَ ْو خطميَ ( ،و) يكون (فِي آخره)؛ أَي :آخر غسل الميت غير
المحرم( :شي ٌء) قليل (من كافور) بحيث اَل يغير الماء.
واعلم؛ أن أقل غسل الميت :تعميم بدنه بالماء مرة واحدةَ .وأَ َّما أكمله؛
ت.فمذكور فِي ال َم ْبسُوطَا ِ
ان أَ ْو اَل (فِي ثالثة أثواب ان أَ ْو أنثى ،بالغا َك َ
(ويكفن) الميت ،ذكرا َك َ
بيض) ،وتكون كلها لفائف متساوية طوال وعرضا ،تستر كل واحدة ِم ْنهَا
يس فيها قميص وال عمامة). جمي َع البدن ( َولَ َ
وإن كفن الذكر فِي خمسة فهي الثالثة المذكورة وقميص وعمامة ،أَ ْو المرأة
فِي خمسة ،فهي إزار وخمار وقميص ولفافتان.
41
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صح فِي الروضة وشر ح وأقل الكفن :ثوب واحد يستر عورة الميت َعلَى األَ َ
المهذب .ويختلف قدره بذكورة الميت وأنوثته.
ويكون الكفن من جنس ما يلبسه الشخص فِي حياته.
الصالة َعلَى الجنازة
(ويكبر َعلَي ِه)؛ أَي :الميت إذا صُلي َعلَي ِه (أربع تكبيرات)ِ ،م ْنهَا تكبيرة
اإلحرام؛ َولَ ْو كبّر خمسا لَ ْم تبطل ،لَ ِك ْن لو خ َّمس إمامه لَ ْم يتابعه بَلْ يسلم أَ ْو
ينتظره ليسلم معهَ ،وهُ َو أفضل.
َو (يقرأ) المصلي (الفاتحة بعد) التكبيرة (األولى) ،ويجوز قراءتها بعد غير
األولى؛ (ويصلى َعلَى النبي صلى هللا َعلَي ِه وسلم بعد) التكبيرة (الثانية).
صلِّ َعلَى ُم َح َّم ٍد. وأقل الصالة َعلَي ِه :صلى هللا َعلَي ِه وسلم اللهُ َّم َ
(ويدعو للميت بعد الثالثة ،فيقول)؛ وأقل الدُعاء للميت( :اللهُ َّم ا ْغفِرْ لَهُ).
صنِّف فِي بعض نسخ المتنَ ،وهُ َو( :اللهُ َّم إِ َّن هَ َذا وأكمله :مذكور فِي قول ال ُم َ
ح ال ُّد ْنيَا َو َس َعتِهَاَ ،و َمحْ بُوبُهُ َوأَ ِحبَّا ُؤهُ فِيهَا ْكَ ،خ َر َج ِم ْن َر ْو ِ ك َو ُ
ابن َع ْب َدي َ َع ْب ُد َ
كك ،اَل َش ِري َ ت َوحْ َد َ ان يَ ْشهَ ُد أَ ْن اَل إِلهَ إِالَّ أَ ْن َ إِلَى ظُ ْل َم ِة ْالقَب ِْر َو َما هُ َو الَقِي ِهَ ،ك َ
ت ك َوأَ ْن َ أنت أَ ْعلَ ُم بِ ِه ِمنَّا؛ اللهُ َّم إِنَّهُ نَ َز َل بِ َ كَ ،و َ ك َو َرسُولُ َ كَ ،وأَ َّن ُم َح َّمدًا َع ْب ُد َ لَ َ
ت َغنِ ٌّي َع ْن َع َذابِ ِهَ ،وقَ ْد كَ ،وأَ ْن َ ول بِ ِهَ ،وأَصْ بَ َح فَقِيرًا إِلَى َرحْ َمتِ َ َخ ْي ُر َم ْن ُز ٍ
ان ُمحْ ِسنًا فَ ِز ْد فِي إِحْ َسانِ ِهَ ،وإِ ْن يك ُشفَ َعا َء لَهُ؛ اللهُ َّم إِ ْن َك َ ين إِلَ َ اغبِ َاك َر ِ ِج ْئنَ َ
كَ ،وقِ ِه فِ ْتنَةَ ْالقَب ِْر َو َع َذابَهُ، ضا َك ِر َ ان ُم ِسيئًا فَتَ َجا َو ْز َع ْنهَُ ،ولَقِ ِه ِب َرحْ َمتِ َ َك َ
ك األَ ْم َن ِم ْن ض َع ْن َج ْنبَ ْي ِهَ ،ولَقِ ِه ِب َرحْ َمتِ َ اف األَرْ َ َوا ْف َسحْ لَهُ فِي قَب ِْر ِهَ ،و َج ِ
ين). ك يَا أَرْ َح َم الر ِ
َّاح ِم َ ك بِ َرحْ َمتِ َ كَ ،حتَّى تَ ْب َعثَهُ آ ِمنًا إِلَى َجنَّتِ َ َع َذابِ َ
ويقول فِي الرابعة( :اللهُ َّم اَل تَحْ ِر ْمنَا أَجْ َرهَُ ،والَ تَ ْفتِنَّا بَ ْع َدهَُ ،وا ْغفِرْ لَنَا َولَهُ).
ويسلم بعد الرابعة.
دفن الميت
(ويُدفن) الميت (فِي لحد مستقب َل القبلة).
واللَّحْ د؛ بفتح الالم وضمها وسكون الحاء :ما يحفر فِي أسفل جانب القبر من
جهة القبلة قدر ما يسع الميت ويستره.
والدفن فِي اللحد أفضل من الدفن فِي الشق إن صلبت األرض.
والشق :أن يحفر فِي وسط القبر؛ كالنهر ،ويبنى جانباه ،ويوضع الميت
بينهما ويسقف َعلَي ِه بلبن ونحوه؛ ويوضع الميت عند مؤخر القبر.
س ُّل من قِبَل رأسه) خ بعد مستقبل القبلة زيادةَ ،و ِه َي( :ويُ َ ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
سو ِل هللاِ س ِم هللا َو َعلَى ِملَّ ِة َر ُ سال (برفق) ،اَل بعنف (ويقول الذي يلحده( :بِ ْ
صلى هللا َعلَي ِه وسلم) .ويضجع فِي القبر بعد أن يعمق قامة وبسطة)،
ويكون االضطجاع مستقبل القبلة َعلَى جنبه األيمن؛ فلو ُدفن مستدب َر القبل ِة
42
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
أَ ْو مستلقيا نُبش ،و ُوجِّ هَ للقبلة مالم يتغير( .ويسطح القبر) وال يسنم( ،وال
يبنى َعلَي ِه وال يجصص)؛ أَي :يكره تجصيصه بالجص َوهُ َو النورة المسماة
بالجير.
البكاء َعلَى الميت والتعزية َعلَى أهله
(وال بأس بالبكاء َعلَى الميت)؛ أَي :يجوز البكاء َعلَي ِه قبل الموت وبعده؛
وتركه أولى ،ويكون البكاء َعلَي ِه (من غير نَوح)؛ أَي :رفع صوت بالندب
خ (جيب) بدل ثوب .والجيب طوق ْض النُّ َس ِ
(وال شق ثوب) َوفِي بَع ِ
القميص.
(ويعزى أهله)؛ أَي :أهل الميت صغيرهم وكبيرهم ،ذكرهم وأنثاهم إال
الشابة؛ فَاَل يعزيها إال محارمها.
والتعزية :سنة قبل الدفن وبعده (إِلَى ثالثة أيام من) بعد (دفنه) .
ان أحدهما غائبا امتدت التعزية حاضرين؛ فإن َك َ
َ َ
والمعزى المعزي
ِ إن َك َ
ان
إِلَى حضوره.
والتعزية لُ َغةً :التسلية لمن أصيب بمن يع ّز َعلَي ِه.
َوشَرْ عًا :األمر بالصبر والحث َعلَي ِه بوعد األجر والدعاء للميت بالمغفرة
للمصاب بجبر المصيبة.
(وال يدفن اثنان فِي قبر) واحد (إال لحاجة) كضيق األرض وكثرة الموتى.
43
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
44
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
45
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( َوأَ َّما عروض التجارة فتجب الزكاة فيها بالشرائط المذكورة) سابقًا (فِي
األثمان) .والتجارة؛ َو ِه َي :التقليب فِي المال لغرض الربح.
نصاب اإلبل
(وأول نصاب اإلبل :خمس؛ وفيها شاة)؛ أَي :جدعة ضأن ،لها سنة
ودخلت فِي الثانية ،أَ ْو ثنية معز ،لها سنتان ودخلت فِي الثالثة.
ثالث شياه ،وفي عشرين ُ وقوله( :وفي عشر شاتان ،وفي خمسة عشر
أرب ُع شياه ،وفي خمس وعشرين بنتُ مخاض من اإلبل ،وفي ست وثالثين
بنت لبون ،وفي ست وأربعين حقةٌ ،وفي إحدى وستين جذعة ،وفي ست
وسبعين بنتا لبون ،وفي إحدى وتسعين حقتان ،وفي مائة وإحدى
وعشرين ثالث بنات لبون) إِلَى آخره ظاهر غني َع ْن الشرح.
وبنت المخاض :لها سنة ودخلت فِي الثانية.
وبنت اللبون :لها سنتان ودخلت فِي الثالثة.
والحقة :لها ثالث سنين ودخلت فِي الرابعة.
والجذعة :لها أربع سنين ودخلت فِي الخامسة.
وقوله( :ثم فِي كل)؛ أَي :ثم بعد زيادة التسع َعلَى مائة وإحدى وعشرين
وزيادة عشر بعد زيادة التسع وجملة ذلك مائة وأربعون يستقيم الحساب
َعلَى أن فِي كل (أربعين بنت لبون ،وفي كل خمسين حقة) ففي مائة
وأربعين حقتان وبنت لبون وفي مائة وخمسين ثالث حقاق وهكذا.
نصاب البقر
خ (وفيه)؛ ْض النُّ َس ِ
(وأول نصاب البقر ثالثونَ ،و) يجب (فيها) َوفِي بَع ِ
أَي :النصاب (تبيع) ابن سنة؛ ودخل فِي الثانية .سُمي بذلك :لتبعية أمه فِي
المرعىَ .ولَ ْو أخرج تبيعة أجزأت بطريق األولى.
سنَّةٌ) لها سنتان؛ ودخلت فِي الثالثة .سميت بذلك: ( َو) يجب (فِي أربعين ُم ِ
لتكامل أسنانهاَ .ولَ ْو أخرج َع ْن أربعين تبيعين أجزأه َعلَى الصحيح( .وعلى
س) .وفي مائة وعشرين ثالث مسنات أَ ْو أربعة أتبعة. َه َذا أبَ ًدا فقِ ْ
نصاب الغنم
(وأول نصاب الغنم :أربعون؛ وفيها :شاة جذعة من الضأن؛ أَ ْو ثنية من
المعز ،).وسبق بيان الجذعة والثنية.
وقوله( :وفي مائة وإحدى وعشرين :شاتان .وفي مائتين وواحدة :ثالث
شياه .وفي أربعمائة :أربع شياه .ثم فِي كل مائة :شاة) إِلَى آخره ظاهر ِ
غني َع ْن الشرح.
زكاة المال المشترك
(والخليطان يز ِّكيان) بكسر الكاف (زكاةَ) الشخص (الواحد).
46
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
والخلطة قد تفيد الشريكين تخفيفا ،بأن يملكا ثمانين شاة بالسوية بينهما ِ
فيلزمهما شاةٌ ،وقد تفيد تثقيال ،بأن يملكا أربعين شاة بالسوية بينهما فيلزمهما
ان يملكا ستين، شاة ،وقد تفيد تخفيفا َعلَى أحدهما وتثقيال َعلَى اآلخرَ ،ك َ
ان يملكا مائتي ألحدهما ثلثها ولآلخر ثلثاها ،وقد اَل تفيد تخفيفا وال تثقيالَ ،ك َ
شاة بالسوية بينهما .وإنما يزكيان زكاة الواحد (بسبع شرائط):
ان) (ال ُمراح واحدا)؛ َوهُ َو بضم خ (إن َك َ ْض النُّ َس ِ
ان) َوفِي بَع ِ ( .1إذا َك َ
الميم :مأوى الماشية ليال.
( .2وال َمسرح واحدا)؛ َوال ُم َراد بالمسرح :الموضع الذي تسرح إليه
الماشية.
( .3وال َمر َعى) والراعي (واحدا).
( .4والفَحل واحدا)؛ أَي :إن اتحد نوع الماشية؛ فإن اختلف نوعها؛ كضأن
ومعز فيجوز أن يكون لكل ِم ْنهُ َما فحل يطرق ماشيته.
( .5والمشرب)؛ أَي :الذي تشرب منه الماشية؛ كعين أَ ْو نهر أَ ْو غيرهما
(واحدا).
صح .6وقوله( :والحالب واحدا) هُ َو أحد الوجهين فِي هَ ِذ ِه المسألةَ ،واألَ َ
عدم االتحاد فِي الحالب؛ َو َك َذا ال ِمحْ لَبـ بكسر الميم؛ َوهُ َو :اإلناء الذي
يحلب فِي ِه.
( .7وموضع الحلَب) بفتح الالم (واحدا) .وحكى النَّ َو ِوي اسكان الالم.
1
َوهُ َو :اسم اللبن؛ ويطلق َعلَى المصدر .قال بعضهم :هُ َو ال ُم َراد هُنَا.
نصاب الذهب والفضة
بوزن مكة.
ِ (ونصاب الذهب عشرون مثقاالً) تحديدًا
والمثقال :درهم وثالثة أسباع درهم.
(وفيه)؛ أَي :نصاب الذهب( :ربع العشرَ .وه َُو :نصف مثقال .وفيما
زاد) َعلَى عشرين مثقاالً( :بحسابه) .وإن قل الزائد.
الو ِرق) بكسر الراء؛ َوهُ َو :الفِضَّة( :مائتا درهم .وفيه :ربع (ونصاب َ
العشر؛ َوه َُو :خمسة دراهم وفيما زاد) َعلَى المائتين( :بحسابه) .وإن قل
الزائد ،وال شيء فِي المغشوش من ذهب أَ ْو فضة حتى يبلغ خالصه نصابا.
(وال يجب فِي الحلي المباح زكاة).
أّ َّما المحرم؛ كسوار وخلخال لرجل وخنثى؛ فتجب الزكاة فِي ِه.
نصاب الزروع والثمار
(ونصاب الزروع والثمار خمسة أوسق) :من الوسق؛ مصدر بِ َم ْعنَى:
الجمع؛ ألن الوسق يجمع :الصيعان؛ ( َو ِه َي)؛ أَي :الخمسة أوسق( :ألف
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
47
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
درهم.
سقِيَت بماء السماء)؛ َوهُ َو :المطر (وفيها)؛ أَي :الزروع والثمار( :إن ُ
س ْيح)؛ َوهُ َو :الماء الجاري َعلَى األرض بسبب سد ونحوه؛ كالثلج (أَ ْو ال َ
النهر فيصعد الماء َعلَى وجه األرض فيسقيها( :العشر)
سقيت بدُوالب)؛ بضم الدال وفتحهاَ :ما يديره الحيوان (أَ ْو) سقيت (وإن ُ
(بنضح) من نهر أَ ْو بئر بحيوان؛ كبعير أَ ْو بقرة( :نصف العشر).
مثلا سواء ثالثة أرباع العشر. وفيما سقي بماء السماء والدوالب؛ ً
تقويم عروض التجارة
ان ثمن عروض التجارة عند آخر الحول بما اشتريت بِ ِه) سواء َك َ ُ (وتُق َّوم
مال التجارة نصابا أم اَل ؛ فإن بلغت قيمةُ العروض آخر الحول نصابا
خرج من ذلك) بعد بلوغ قيمة مال التجارة نصابا (ربع ز َّكاهاَ ،وإِاَل فَاَل (ويُ َ
العشر) منه.
زكاة المعدن والركاز
(وما استخرج من معادن الذهب والفضة يخرج منه) إن بلغ نصابًا( :رب ُع
ستخرج من أهل وجوب الزكاة. ِ العشر فِي الحال) إن َك َ
ان ال ُم
لمكان خلق هللا تَ َعالَى فِي ِه
ٍ والمعادن جمعَ :مع َِدن؛ بفتح داله وكسرها :اسم
ذلك من موات أَ ْو ملك.
(وما يوجد من الركاز)؛ َوهُ َو :دفين الجاهليةَ .و ِه َي الحالة الَتِي كانت عليها
العرب قبل اإلسالم من الجهل باهلل ورسوله وشرائع اإلسالم( :ففيه)؛ أَي:
الركاز (الخمس).
ُصرف مصرف الزكاة َعلَى المشهور ،ومقابله :أنه يصرف إِلَى أهل وي َ
الخمس المذكورين فِي آية الفيء.
زكاة الفطر
(وتجب زكاة الفطر) َويُقَال لها زكاة الفطرة؛ أَي :الخلقة (بثالثة أشياء):
( .1اإلسالم)؛ فَاَل فطرة َعلَى كافر أصلي إال فِي رقيقه وقريبه المسلمين.
خرج ( .2وبغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان) .وحينئذ :فتُ َ
زكاة الفطر عمن مات بعد الغروب دون من ُولد بعده.
( .3ووجود الفضل) َوهُ َو يسار الشخص بما يفضل (عَنْ قوته وقوت
عياله فِي ذلك اليوم)؛ أَي :يوم عيد الفطر َو َك َذا ليلته أيضا.
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
48
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
49
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
وقوله( :وإلى من يوجد منهم)؛ أَي :األصناف فِي ِه إشارة إذا فقد بعض
األصناف ووجد البعض تصرف لمن يوجد منهم؛ فإن فقدوا كلهم حفظت
الزكاة حتى يوجدوا كلهم أَ ْو بعضهم.
(وال يقتصر) فِي إعطاء الزكاة ( َعلَى أقل من ثالثة من كل صنف) من
األصناف الثمانية (إال العامل)؛ فإنه يجوز أن يكون واحدا إن حصلت بِ ِه
خ (الكفاية) فإن صرف الثنين من كل صنف غرم ْض النُّ َس ِ
الحاجة َوفِي بَع ِ
للثالث أقل متمولَ .وقِي َل يغرم له الثلث.
من اَل تدفع له الزكاة
(وخمسة اَل يجوز دفعها)؛ أَي :الزكاة (إليهم :الغني بمال أَ ْو كسب،
والعبد ،وبنو هاشم ،وبنو المطلب) سواء منعوا حقهم من خمس الخمس أم
اَل َ ،و َك َذا عتقاؤهم اَل يجوز دفع الزكاة إليهم .ويجوز لكل منهم أخذ صدقة
خ (وال تصح للكافر). ْض النُّ َس ِ
التطوع َعلَى المشهور( ،والكافر)َ .وفِي بَع ِ
المزكي نفقتُه اَل يدفعها)؛ أَي :الزكاة (إليهم باسم الفقراء َ (ومن تلزم
والمساكين) .ويجوز دفعها إليهم باسم كونهمُ :غزاةً وغارمين مثال.
50
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
51
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .6و) السادس (اإلنزال) َوهُ َو خروج المني (عَنْ مباشرة) بال جماع
محرما كإخراجه بيده أَ ْو غي َر محرم كإخراجه بيد زوجته أَ ْو جاريته.
واحْ تَ َر َز بمباشرة َع ْن خروج المني باحتالم ،فَاَل إفطار بِ ِه جزما.
َ ( .7و) السابع إِلَى آخر العشرة (الحيض)
( .8والنفاس)
( .9والجنون)
( .10والردة)
فمتى طرأ شيء ِم ْنهَا فِي أثناء الصوم أبطله.
ما يستحب للصائم
(ويُستحب فِي الصوم ثالثة أشياء):
ك فَاَل
.1أحدها (تعجيل الفطر) إن تحقق الصائ َم غروبُ الشمس؛ فإن ش َّ
ُفطر َعلَى تمرَ ،وإِاَل فماء.
الفطرَ .ويُ َسن أن ي َِ يعجل
َ ( .2و) الثَّانِي(تأخير السحور) مالم يقع فِي شك ،فَاَل يؤخر .ويحصل
السحور بقليل األكل والشرب.
َ ( .3و) الثَّالِثـ (ترك ال ُه ْجر)؛ أَي :الفُحش (من الكالم) الفاحشـ ،فيصون
والغيبة ونحو ذلك ،كالشتم .وإن شتمه أح ٌد فليقل الصائم لسانَه َع ْن الكذب ِ
مرتين أَ ْو ثالثا( :إني صائم) ،أّ َّما بلسانه كما قال النَّ َو ِوي 1فِي األذكار أَ ْو
بقلبه كما نقله الرَّافَ ِعي َع ْن األئمة .واقتصر َعلَي ِه.
األيام الَتِي يحرم فيها الصوم ويكره
(ويحرم صيام خمسة أيام:
(العيدان)؛ أَي :صوم يوم عيد الفطر وعيد األضحى.
(وأيام التشريق)؛ َو ِه َي( :الثالثة) الَتِي بعد يوم النحر.
تحريما( :صوم يوم الشك) بال سبب يقتضي صومه. ً (ويكره)
ص َور هَ َذا السبب بقوله( :إال أن يوافق عادة له) فِي صنِّف لبعض ُ وأشار ال ُم َ
تطوعه ،كمن عادته صيام يوم وإفطار يوم؛ فوافق صو ُمه يو َم الشكِّ ،وله
صيام يوم الشك أيضا َع ْن قضاء ونذر.
ويوم الشك؛ هُ َو :يوم الثالثين من شعبان إذا لَ ْم ير الهالل ليلتها مع الصحو،
صبيان أَ ْو عبي ٌد
ٌ أَ ْو تحدث الناس برؤيته ولم يعلم عدل رآه ،أَ ْو شهد برؤيته
أَ ْو فسقةٌ.
الجماع فِي نهار رمضان
(ومن وطئ فِي نهار رمضان) حال كونه (عامدا فِي الفرج) َوهُ َو مكلف
بالصوم ونوى من الليل َوهُ َو آثم بهذا الوطء ألجل الصوم( ،فعليه القضاء
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
52
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
53
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
54
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
55
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
البيت َع ْن
َ َ ( .3و) الثَّالِثـ( :الطواف بالبيت) سبع طوفات جاعال فِي طوافه
يساره مبتدئا بالحجر األسود محاذيا له فِي مروره بجميع بدنه؛ فلو بدأ
بغير الحجر لَ ْم يحسب له.
ين الصفا والمروة) سبع مرات. َ ( .4و) الرَّابِع( :السعي بَ َ
وشرطه :أن يبدأ فِي أول مرة :بالصفاـ .ويختم :بالمروة .ويُحسب ذهابه من
الصفا إِلَى المروة :مرةً .وعوده ِم ْنهَا إليه :مرة أخرى.
والصفا :بالقصر طرف جبل أبي قبيس .وال َمروة؛ بفتح الميم :علَم َعلَى
الموضع المعروف بمكة.
الحلق أَ ْو التقصير؛ إن جعلنا كال ِم ْنهُ َما نُسكا؛ َوهُ َو َوبَقِ َي من أركان الحجَ :
المشهور.
فإن قلنا إن كال ِم ْنهُ َما استباحة محظور فليسا من األركانَ .ويَ ِجبُ تقديم
اإلحرام َعلَى كل األركان السابقة.
أركان العمرة
(وأركان العمرة ثالثة)؛ كما فِي بعض النسخ؛ وفي بعضها (أربعة أشياء):
( .1اإلحرام)
( .2والطواف)
( .3والسعي)
قريبا؛
ق ً ( .4والحلق أَ ْو التقصير فِي أحد القولين)َ .وهُ َو الراجح َك َما َسبَ َ
َوإِاَل فَاَل يكون من أركان العمرة.
واجبات الحج
(وواجبات الحج غير األركان ثالثة أشياء):
.1أحدها( :اإلحرام من الميقات) الصادق بالزماني والمكاني؛ فالزماني
بالنسبة للحج شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجةَ .وأَ َّما بالنسبة
للعمرة فجميع ال َّسنَة وقت إلحرامها.
ان أَ ْو آفاقيا.
والميقات المكاني للحج فِي حق المقيم بمكة :نفس مكة؛ مكيًّا َك َ
َوأَ َّما غير المقيم فِي مكة؛ فميقات المتوجه من المدينة الشريفة :ذو ال ُحلَيفَة.
والمتوجه من الشام ومصر والمغرب :الجُحْ فَة.
والمتوجه من تِهامة اليمن :يَلَ ْملَم.
والمتوجه من نجد الحجازـ ونجد اليمن :قَرْ ن.
والمتوجه من المشرق :ذات ِعرْ ق.
َ ( .2و) الثَانِي( :رمي الجمار الثالث) يبدأ بالكبرى ثم الوسطى ثم جمرة
العقبة .ويرمى كل جمرة بسبع حصيات واحدةً بعد واحدة؛ فلو رمى
56
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
حصاتين دفعة واحدة حسبت واحدةَ ،ولَ ْو رمى حصاة واحدة سبع مرات
كفى.
ويشترط كون المر َمى بِ ِه حجرا ،فَاَل يكفي غيره كلؤلؤ وجص.
َ ( .3و) الثَّالِثـ( :الحلق) أَ ْو التقصير .واألفضل للرجل الحلق ،وللمرأة
التقصير .وأقل الحلق إزالة ثالث شعرات من الرأس حلقا أَ ْو تقصيرا أَ ْو
ُسن له إمرار ال ُمو َسى َعلَي ِه. صا .ومن اَل شعر برأسه ي ُّ نتفا أَ ْو إحراقاـ أَ ْو ق ًّ
وال يقوم شعر غير الرأس من اللحية وغيرها مقام شعر الرأس.
سنن الحج
(وسنن الحج سبع):
ُحرم أوالً
.1أحدها( :اإلفرادَ ،وه َُو تقديم الحج َعلَى العمرة) ،بأن ي ِ
ُحرم
الحلِّ في ِ بالحج من ميقاته ويفرغ منه ،ثم يخرج َع ْن مكة إِلَى أدنى ِ
فردًا. بالعمرة ،ويأتي بعملها؛ َولَ ْو عكس لَ ْم يكن ُم ِ
َ ( .2و) الثَانِي( :التلبية)َ ،ويُ َسن اإلكثار ِم ْنهَا فِي دوام اإلحرام .ويرفع
ش ِري َك لَكَ لَبَّ ْي َك،الرجل صوته بها .ولفظها( :لَبَّ ْي َك الل ُه َّم لَبَّ ْي َك ،لَبَّ ْيكَ اَل َ
ش ِر ْيكَ لَكَ ) .وإذا فرغ من التلبية الح ْم َد َوالنِّ ْع َمةَ لَكَ َوا ْل ُم ْلكَ ،اَل َ
إنَّ َ
صلى َعلَى النبي صلى هللا َعلَي ِه وسلم وسأل هللاَ تَ َعالَى الجنة
ورضوانه واستعاذ بِ ِه من النار.
َ ( .3و) الثَّالِثـ( :طواف القدوم) .ويختص بحاجٍّ دخل مكة قبل الوقوف
بعرفة .والمعتمر إذا طاف العمرة أجزأه َع ْن طواف القدوم.
َ ( .4و) الرَّابِع( :المبيت بمزدلفةَ) .و َع ّده من السنن هُ َو ما يقتضيه كالم
الرَّافَ ِعي ،لَ ِك ْن الذي فِي زيادة الروضة وشرح المهذب أن المبيت
بمزدلفة واجب.
َ ( .5و) الخامس( :ركعتا الطواف) بعد الفراغ منه ،ويصليهما خلف مقام
إبراهيم َعلَي ِه الصالة والسالم؛ ويُ ِسرُّ بالقراءةـ فيهما نهارا ،ويجهر بها
الحجرَ ،وإِاَل ففي المسجدَ ،وإِاَل خلف المقام ففي ِ َ ليال .وإذا لَ ْم يصلهما
ففي؛ أَي :موضع شاء من الحرم وغيره.
َ ( .6و) السادس( :المبيت بمنى) .هَ َذا ما صححه الرَّافَ ِعي ،لَ ِك ْن صحح
النَّ َو ِوي 1فِي زيادة الروضة الوجوب.
َ ( .7و) السابع (طواف الوداع) عند إرادة الخروج من مكة لسفر ،حاجاـ
صنِّف من ان السفر أَ ْو قصيرا .وما ذكره ال ُم َ ان أَ ْو اَل ،طويال َك َ َك َ
سنيته قول مرجوح ،لَ ِك ْن األظهر وجوبه.
اإلحرام
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
57
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(ويتجرد الرجل) حتما كما فِي شرح المهذب (عند اإلحرام عَنْ
المخيط) من الثياب وعن منسوجها وعن معقودها وعن غير الثياب
ف ونعل( ،ويلبس إزارا ورداء أبيضين) جديدين؛ َوإِاَل من ُخ ٍّ
فنظيفين.
صل فِي أحكام محرمات اإلحرامَ ،و ِه َي ما يحرم بسبب اإلحرام فَ ْ
(ويح ُرم َعلَى ال ُمح ِرم عشرةُ أشياء):
ع، .1أحدها( :لبس المخيط) كقميص وقباء وخف ،ولبس المنسوج ك ِدرْ ٍ
أَ ْو المعقود كلِبد فِي جميع بدنه.
َ ( .2و) الثَانِي( :تغطية الرأس) أَ ْو بعضه (من الرجل) بما يُ َع ُّد ساترا،
ض َّر ،كوضع يده َعلَى بعض كعمامة وطين؛ فإن لَ ْم يُع ّد ساترا لَ ْم ي ُ ِ
رأسه ،وكانغماسه فِي ماء واستظالله بمحمل وإن مس رأسهَ ( ،و)
تغطية (الوجه) أَ ْو بعضه (من المرأة) بما يعد ساتراَ ،ويَ ِجبُ عليها
أن تستر من وجهها ما اَل يتأتى ستر جميع الرأس إال بِ ِه .ولها أن
تسبل َعلَى وجهها ثوبا متجافيا عنه بخشبة ونحوها .والخنثى كما قاله
القاضي أبو الطيب يؤمر بالستر ولبس المخيطَ .وأَ َّما الفدية فالذي
َعلَي ِه الجمهور أنه إن ستر وجهه أَ ْو رأسه لَ ْم تجب الفدية للشك وإن
سترهما وجبت.
صنِّف من َ ( .3و) الثَّالِث( :ترجيل)؛ أَي :تسريح (الشعر) كذا ع َّده ال ُم َ
المحرمات ،لَ ِك ْن الذي فِي شرح المهذب أنه مكروهَ ،و َك َذا َح ُّك الشعر
بالظفر.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :حلقه)؛ أَي :الشعر أَ ْو نتفه أَ ْو إحراقهَ .وال ُم َراد إزالته
ان َولَ ْو ناسيا.بأيِّ طريق َك َ
َ ( .5و) الخامس( :تقليم األظفار)؛ أَي :إزالتها من يد أَ ْو ِرجل بتقليم أَ ْو
غيره ،إال إذا انكسر بعضُ ظفر المحرم وتأذى بِ ِه ،فله إزالة المنكسر
فَقَط.
َ ( .6و) السادس( :الطيب)؛ أَي :استعماله قصدا بما يقصد منه رائحة
الطيب نحو مسك وكافور فِي ثوبه ،بأن يلصقه بِ ِه َعلَى الوجه المعتاد
فِي استعماله أَ ْو فِي بدنه ،ظاهره أَ ْو باطنه ،كأكله الطيب ،وال فرق
ان أَ ْو اَل َ .و َخ َر َج
ين كونه َرجُال أَ ْو امرأة ،أخش َم َك َ فِي ُمستع ِمل الطيب بَ َ
كره َعلَى استعماله أَ ْو جهل ُ
بـ (قصدا) ما لو ألقت َعلَي ِه الريح طيبا أَ ْو أ ِ
حرم ،فإنه اَل فدية َعلَي ِه؛ فإن علم تحريمه وجهل تحري َمه أَ ْو نسي أنه ُم ِ
الفدية وجبت.
58
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .7و) السابع( :قتل الصيد) البري المأكول أَ ْو ما فِي أصله مأكول من
وحش وطير .ويحرم أيضا صيده ،ووضع اليد َعلَي ِه والتعرض لجزئه
وشعره وريشه.
َ ( .8و) الثامن( :عقد النكاح) فيحرم َعلَى المحرم أن يعقد النكاح لنفسه
أَ ْو غيره ،بوكالة أَ ْو والية.
َ ( .9و) التاسع( :الوطء) من عاقل عالم بالتحريم ،سواء جا َمع فِي حج
أوعمرة ،فِي قبل أَ ْو دبر ،من ذكر أَ ْو أنثى ،زوجة أَ ْو مملوكة أَ ْو
أجنبية.
( َو) العاشر( :المباشرة) فيما دون الفرج كلمس وقُبلة .10
(بشهوة)؛ أّ َّما بغير شهوة فَاَل يحرم.
(وفي جميع ذلك)؛ أَي :المحرمات السابقة (الفدية) وسيأتي بيانها.
والجماع المذكور تفسد بِ ِه العمرة المفردة.
أّ َّما الَتِي فِي ضمن حج فِي قران فهي تابعة له صحةً وفسادا.
َوأَ َّما الجماع فيفسد الحج قبل التحللـ األول بعد الوقوف أَ ْو قبله.
أّ َّما بعد التحلل األول فَاَل يفسد (إال عقد النكاح؛ فإنه اَل ينعقد وال يفسده إال
ف المباشرة فِي غير الفرج ،فإنها اَل تفسده. الوطء فِي الفرج) ،بِ ِخاَل ِ
(وال يخرج) المحرم (منه بالفساد) بَلْ يجب َعلَي ِه المضي فِي فاسده .وسقط
فِي بعض النسخ قوله( :فِي فاسده)؛ أَي :النسك من حج أَ ْو عمرة ،بأن يأتي
ببقية أعماله .فوات الوقوف بعرفة (ومن)؛ أَي :والحاجـ الذي (فاته الوقوف
بعرفةَ) بعذر وغيره (تحلل) حت ًما (بعمل عمرة) ،فيأتي بطواف وسعي إن
لَ ْم يكن سعي بعد طواف القدوم( ،وعليه)؛ أَي :الذي فاته الوقوف (القضاء)
ان نسكه أَ ْو نفال .وإنما يجب القضاء فِي فوات لَ ْم ينشأ َع ْن وراً ،فرضا َك َ فَ َ
ان له طريق غير الَتِي وقع الحصر فيها لزمه حصر؛ فإن أحصر شخص َو َك َ
صحَ ( .و) َعلَي ِه مع سلو ُكها وإن علم الفوات .فإن مات لَ ْم يقض عنه فِي األَ َ
القضاء (الهدي).
ويوجد فِي بعض النسخ زيادة؛ َو ِه َي( :ومن ترك ركنا) مما يتوقف َعلَي ِه
الحج (لَ ْم يحل من إحرامه حتى يأتي بِ ِه) وال يجبر ذلك الركن بدم؛ (ومن
ترك واجبا) من واجبات الحج (لزمه الدم) وسيأتي بيان الدم.
(ومن ترك سنة) من سنن الحج (لَ ْم يلزمه بتركها شي ٌء).
اجبُ والسنة. الو ِ
ين :الركن َو َ وظهر من كالم المتن الفرق بَ َ
صل فِي أنواع الدماء الواجبة فِي اإلحرام بترك واجب أَ ْو فعل حرام فَ ْ
(والدماء الواجبة فِي اإلحرام خمسة أشياء):
59
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ك مأمور بِ ِه ،كترك اإلحرام ( .1أحدها :الدم الواجب بترك نسك)؛ أَي :تر ِ
من الميقاتـَ ( ،وه َُو)؛ أَي :هَ َذا الدم ( َعلَى الترتيب) فَيَ ِجب أوالً بترك
المأمور بِ ِه (شاة) تجزئ فِي األضحية( ،فإن لَ ْم يجدها) أصال أَ ْو وجدها
بزيادة َعلَى ثمن مثلها (فصيام عشرة أيام :ثالثة فِي الحج) تسن قبل يوم
سادس ذي الحجة وساب َعه وثامنهَ ( ،و) صيام (سبعة إذا َ عرفة ،فيصوم
رجع إِلَى أهله) ووطنه .وال يجوز صيامها فِي أثناء الطريق .فإن أراد
اإلقامة بمكةَ صامها كما فِي المحررَ .ولَ ْو لَ ْم يصم الثالثةَ فِي الحج
ين الثالثة والسبعة بأربعة أيام ومدة ورجع لزمه صوم العشرة ،وفرَّق بَ َ
صنِّف من كون الدم المذكور َدم إمكان السير إِلَى الوطن .وما ذكره ال ُم َ
ترتيب موافق لما فِي الروضة وأصلها وشرح المهذب ،لَ ِك ْن الذي فِي
المنهاج تبعا للمحرر أنه َدم ترتيب وتعديل؛ فَيَ ِجب أوال شاة ،فإن عجز
عنها اشترى بقيمتها طعاما وتصدق بِ ِه ،فإن عجز صام َع ْن كل مد يوما.
َ ( .2والثَّانِي :الدم الواجب بالحلق والترفه) كالطيب والدهن والحلق ،أّ َّما
لجميع الرأس أَ ْو لثالث شعراتَ ( ،و ُه َو)؛ أَي :هَ َذا الدم ( َعلَى التخيير)،
فَيَ ِجب أّ َّما (شاة) تجزئ فِي األضحية (أَ ْو صوم ثالثة أيام ،أَ ْو التصدق
ص ٍع َعلَى ستة مساكين) أَ ْو فقراء ،لكل منهم نصف صاع من بثالثة آ ُ
طعام يجزئ فِي الفطرة.
َ ( .3والثَّالِث :الدم الواجب بإحصار ،فيتحلل) المحرم بنية التحلل ،بأن يقصد
يث أحصر الخروج من نسكه باإلحصار (ويُه ِدي)؛ أَي :يذبح (شاة) َح ُ
ويحلق رأسه بعد الذبح.
( .4والرابع :الدم الواجب بقتل الصيدَ ،وه َُو)؛ أَي :هَ َذا الدم ( َعلَى التخيير)
ان الصيد مما له مث ٌل)َ .وال ُم َراد بمثل الصيد ما ين ثالثة أمور (إن َك َ بَ َ
صنِّف األول من هَ ِذ ِه الثالثة فِي قوله: يقاربه فِي الصورة .وذكر ال ُم َ
(أخرج المثل من النَّ َعم)؛ أَي :يذبح المثل من النعم ويتصدق بِ ِه َعلَى
مساكين الحرم وفقرائه؛ فَيَ ِجب فِي قتل النعامة بدنةٌ ،وفي بقر الوحش
وحماره بقرة ،وفي الغزال عنز .وبقية الصور الذي له مثل من النعم
مذكورة فِي المطوالت .وذكر الثَّانِيفِي قوله( :أَ ْو ق َّومه)؛ أَي :المثل
بدراهم بقيمة مكة يو َم اإلخراج (واشترى بقيمته طعاما) مجزئا فِي
صنِّف أيضا الفطرة (وتصدق بِ ِه) َعلَى مساكين الحرم وفقرائه .وذكر ال ُم َ
الثَّالِث فِي قوله( :أَ ْو صام عَنْ كل مد يوما) .فإن بقي أقل من مد صام
ين أمرين ذكرهما ان الصيد مما اَل مثل له) فيتخير بَ َ عنه يوما( .وإن َك َ
صنِّف فِي قوله( :أخرج بقيمته طعاما) وتصدق بِ ِه( ،أَ ْو صام عَنْ كل ال ُم َ
مد يوما) .وإن بقي أقل من مد صام عنه يوما.
60
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( .5والخامس :الدم الواجب بالوطء) من عاقل عامد عالم بالتحريم ،سواء
ق.جامع فِي قُبل أَ ْو ُدبر َك َما َسبَ َ
( َوه َُو)؛ أَي :هَ َذا الدم الواجبـ ( َعلَى الترتيب)؛ فَيَ ِجب بِ ِه أوال (بدنةٌ)
وتطلق َعلَى الذكر واألنثى من اإلبل( ،فإن لَ ْم يجدها فبقرة ،فإنلم يجدها
فسبع من الغنم ،فإن لَ ْم يجدها ق َّوم البدنة) بدراهم بسعر مكة وقت
الوجوب( ،واشترى بقيمتها طعاما وتصدق بِ ِه) َعلَى مساكين الحرم
وفقرائه ،وال تقدير فِي الذي يدفع لكل فقيرَ .ولَ ْو تصدق بالدراهم لَ ْم يجزه،
(فإن لَ ْم يجد) طعاما (صام عَنْ كل مد يوما).
واعلم أن ال َهدْي َعلَى قسمين:
ان َع ْن إحصارـ ،وهذا اَل يجب بعثه إِلَى الحرم ،بَلْ ذبح فِي أحدهما :ما َك َ
موضع اإلحصار.
َوالثَّانِي :الهدي الواجب بسبب ترك واجب أَ ْو فعل حرام ،ويختص ذبحه
بالحرم.
صنِّف هَ َذا فِي قوله( :وال يجزئه الهدي وال اإلطعام إال بالحرم). وذكر ال ُم َ
وأقل ما يجزئ أن يدفع الهدي إِلَى ثالثة مساكين أَ ْو فقراء( .ويجزئه أن
يث شاء) من حرم أَ ْو غيره. يصوم َح ُ
كرهًا َعلَى قتلهَ .ولَ ْو أحرم ثم ج َُّن (وال يجوز قتل صيد الحرم) َولَ ْو َك َ
ان ُم َ
فقتل صيدا لَ ْم يضمنه فِي األظهر.
(وال) يجوز (قطع شجره)؛ أَي :الحرم ،ويضمن الشجرة الكبيرة ببقرة،
والصغيرة بشاة ،كل ِم ْنهُ َما بصفة األضحية .وال يجوز أيضا قطع وال قلع
نبات الحرم الذي اَل يستنبته الناس ،بَلْ ينبت بنفسه .أّ َّما الحشيش اليابس
فيجوز قطعه اَل قلعه.
(وال ُم ِح ُّل) بضم الميم؛ أَي :الحالل (وال ُم ْح ِرم فِي ذلك) الحكم السابق
(سواء).
صنِّف من معاملة الخالق؛ َو ِه َي العباداتـ أخذ فِي معاملة ولما فرغ ال ُم َ
الخالئق؛ فقال:
61
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
62
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( َو) فِي (المطعومات)؛ َو ِه َي :ما يقصد غالبا للطعم اقتياتا أَ ْو تفكها أَ ْو
تداويا.
وال يجري الربا فِي غير ذلك.
(وال يجوز بيع الذهب بالذهب ،وال الفضة كذلك)؛ أَي :بالفضة ،مضروبين
كانا أَ ْو غير مضروبين (إال متماثال)؛ أَي :مثال بمثل؛ فَاَل يصح بيع شيء
من ذلك متفاضال .وقوله( :نقدا)؛ أَيَ :حااَل ً يدا بيد؛ فلو بِيع شيء من ذلك
مؤجال لَ ْم يصح.
(وال) يصح (بيع ما ابتاعه) الشخص (حتى يقبضه)؛ سواء باعه للبائع أَ ْو
لغيره.
ان من جنسه؛ كبيع لحم شاة بشاة (وال) يجوز (بيع اللحم بالحيوان) ،سواء َك َ
أَ ْو من غير جنسه ،لَ ِك ْن من مأكول كبيع لحم بقر بشاة.
نقدا)؛ أَيَ :حااَل ً مقبوضًا قبل (ويجوز بيع الذهب بالفضة متفاضال) لَ ِك ْن ( ً
التفرق( .وكذلك المطعومات ،اَل يجوز بيع الجنس ِم ْن َها بمثله إال متماثال
نقدا)؛ أَيَ :حااَل ً مقبوضا قبل التفرق.
(ويجوز بيع الجنس ِم ْن َها بغيره متفاضال) لَ ِك ْن (نق ًدا)؛ أَيَ :حااَل ً مقبوضا
قبل التفرق؛ فلو تفرق المتبايعان قبل قبض كله بطل ،أَ ْو بعد قبض بعضه
تفريق الصفقة.
ِ ففيه قوالَ
(وال يجوز بيع الغرر)؛ كبيع عبد من عبيده أَ ْو طير فِي الهواء.
صل فِي أحكام الخيار فَ ْ
ين إمضاء البيع وفسخه؛ أَي :يثبت لَهُ َما خيار (والمتبايعان بالخيار) بَ َ
المجلس فِي أنواع البيع كال َسلَم (مالم يتفرقا)؛ أَيُ :مدة عدم تفرقهما عرفا؛
أَي :ينقطع خيا ُر المجلس أّ َّما بتفرُّ ق المتبايعين ببدنهما َع ْن مجلس العقد أَ ْو
بأن يختار المتبايعان لزو َم العقد .فلو اختار أحدهما لزو َم العقد ولم يختر
وراً سقط حقه من الخيارَ ،وبَقِ َي الحق لآلخر( .ولهما)؛ أَي: اآلخر فَ َ
الخيار) فِي أنواع َ المتبايعينَ ،و َك َذا ألحدهما إذا وافقه اآلخ ُر (أن يشترطا
المبيع (إِلَى ثالثة أيام).
وتحسب من العقد ،اَل من التفرق .فلو زاد الخيارـ َعلَى الثالثة بطل العقد؛
ان المبيع مما يفسد فِي المدة المشترطة بطل العقد. َولَ ْو َك َ
العين نقصًا ُ (وإذا وجد بالمبيع عيب) موجود قبل القبض تنقص بِ ِه القيمةُ أَ ْو
ان الغالبـ فِي جنس ذلك المبيع عد َم ذلك العيب يفوت بِ ِه غرضٌ صحيحَ ،و َك َ
كزنا رقيق وسرقته وإباقه (فللمشتري ردُّه)؛ أَي :المبيع .بيع الثمرة (وال
يجوز بيع الثمرة) المنفردة َع ْن الشجرة (مطلقا)؛ أَيَ :ع ْن شرط القطع (إال
ظهور (صالحها)َ ،وهُ َو فيما اَل يتلون انتها ُء حالها إِلَى ما ِ بع َد بُ ُد ِّو)؛ أَي:
63
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
يقصد ِم ْنهَا غالبا؛ كحالوة قصب وحموضة رُمان ولين تِين ،وفيما يتلون
بأن يأخذ فِي ُح ْم َر ٍة أَ ْو َسوا ٍد أَ ْو صُفرة ،كالعناب واإلجاص والبلح.
أّ َّما قبل بُ ُد ِّو الصالح فَاَل يصح بيعها مطلقا ،اَل من صاحب الشجرة وال من
غيره إال بشرط القطع ،سواء جرت العادة بقطع الثمرة أم اَل .
شرط قطعها. ِ َولَ ْو قُطعت شجرةٌ عليها ثمرةٌ جازبيعها بال
قلعه ،فإن بيع قطعه أَ ْو ِ وال يجوز بيع الزرع األخضر فِي األرض إال بشر ِط ِ
الزرع مع األرض أَ ْو منفردا عنها بعد اشتداد ال َحبِّ جاز بال شرط .ومن
باع ثمرا أَ ْو زرعا لَ ْم يب ُد صالحُه لزمه سقيُه قدر ما تنمو بِ ِه الثمرةُ وتسلم
ين المشتري والمبيع أَ ْو لَ ْم ي َُخلِّ . َع ْن التلف ،سواء َخلَّى البائ ُع بَ َ
(وال) يجوز (بيع ما فِي ِه الربا بجنسه َر ْطبا) بسكون الطاء ال ُم ْه ِملَة .وأشار
بذلك إِلَى أنه يعتبر فِي بيع الربويات حالة الكمال؛ فَاَل يصح مثال بيع ِعنَب
بعنب.
اللبن)؛ أَي :فإنه يجوز بيع بعضه َ صنِّف مما سبق قولَه( :إال ثم استثنى ال ُم َ
اللبن فشمل الحليب والرائب صنِّف َ ببعض قبل تَجْ بِينه .وأطلق ال ُم َ
والمخيض والحامض .والمعيا ُر فِي اللبن الكي ُل حتى يص َّح بي ُع الرائبـ
بالحليب كيال وإن تفاوتَا وزنًا.
صل فِي أحكام السلم فَ ْ
َوهُ َو والسلف لُ َغةً :بِ َم ْعنَى واحد.
َوش َْر ًعا :بيع شيء موصوف فِي الذمة؛ وال يصح إال بإيجاب وقبول.
صح؛ وإنما سلَ ُمَ :حااَل ً ومؤجال) فإن أطلق السلم؛ انعقد َحااَل ً فِي األَ َ (ويصح ال َ
خمس شرائط): ُ يصح السلم (فيما)؛ أَي :فِي شيء (تكامل ِفي ِه
.1أحدها( :أن يكون) ال ُمسلَم فِي ِه (مضبوطًا بالصفة) الَتِي يختلف بها
الغرضُ فِي المسلم فِي ِه بحيث تنتفي بالصف ِة الجهالةُ فِي ِه ،وال يكون ذكر
لع َّزة الوجود فِي ال ُمسلَم فِي ِه ،كلؤلؤ ِكبار األوصاف َعلَى وج ٍه يؤدي ِ
وجاري ٍة وأختِها أَ ْو ولدها.
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يكون جنسا لَ ْم يختلط بِ ِه غيره)؛ فَاَل يصح السلم فِي
المختلط المقصود األجزاء الَتِي اَل تنضبط كهريسة ومعجون؛ فإن
انضبطت أجزاؤه صح السلم فِي ِه كجبن وأقط.
.3والشرط الثَّالِث مذكور فِي قوله( :ولم تدخله النار إلحالته)؛ أَي:
بأندخلته لطَبخ أَ ْو َش ٍّي؛ فإن دخلته النار للتمييز كال َعسل والس ِمن صح
السلم فِي ِه.
64
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ان معينا َ ( .4و) ال َّرابِع( :أن اَل يكون) المسلم فِي ِه ( ُمعيَّنا) بَلْ َدينا؛ فلو َك َ
كأسلمت إليك هَ َذا الثوب مثال فِي هَ َذا العبد فليس يسلم قطعا ،وال ينعقد
أيضا بيعا فِي األظهر.
َ ( .5و) الخامس أن (اَل ) يكون (من معين) ،كأسلمت إليك هَ َذا الدرهم فِي
صبْرة. صاع من هَ ِذ ِه ال ُ
شروط صحة ال ُمسلم فِي ِه
خ (ويصح السلم ْض النُّ َس ِ
(ثم لصحة ال ُمسلَم فِي ِه ثمانية شرائط)َ .وفِي بَع ِ
بثمانية شرائط):
صنِّفَ ( :وه َُو أن يصفه بع َد ِذكر جنسه ونوعه .1األول مذكور فِي قول ال ُم َ
بالصفات الَتِي يختلف بها الثمن).
ق؛ مثال :نو َعه؛ كتُركي أَ ْو هندي ،و ُذكورتَه أَ ْو فيذكر فِي السلَم فِي رقي ٍ
كأبيض ،ويصف َ وسنَّه تقريبًا ،وقَ َّده طولًا أَ ْو قصرًا أَ ْو َربْعةً ،ولونَه أُنوثتَهِ ،
ببياضه بسمرة أَ ْو شقرة.
والبغال والحمير :الذكورةَ واألنوثة ِ والخيل
ِ ويذكر فِي اإلبل والبقر والغنم
والسن واللون والنو َع.َّ
ويذكر فِي الطير :النو َع والصغر والكبر والذكورةَ واألنوثةَ والسن إن
ُعرف.
حرير ،والنو َع؛ كقطن عراقي، ٍ الجنس؛ كقطن أَ ْو كتان أَ ْو َ ويذكر فِي الثوب:
والغلظة والدقةَ والصفاقة والرقة والنعومة والخشونة. والطول وال َعرض ِ َ
ويقاس بهذه الص َور غيرُها.
ومطلق السلم فِي الثوب يحمل َعلَى الخام ،اَل َعلَى المقصور.
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يذكر قدره بما ينفي الجهالة عنه)؛ أَي :أن يكون المسلم
فِي ِه معلو َم القدر كيالً فِي مكيل ،ووزنا فِي موزون ،وع ًّدا فِي معدود،
وذرعا فِي مذروع.
ان) السلم (مؤجالً ذكر) العاقد صنِّف( :وإن َك َ َ .3والثَّالِث مذكور فِي قول ال ُم َ
(وقتَ محله)؛ أَي :األجل كشهر كذا؛ فلو أجل السلم بقدوم زيد مثال لَ ْم
يصح.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :أن يكون) المسلم فِي ِه (موجودا عند االستحقاق فِي
الغالب)؛ أَي :استحقاق تسليم المسلم فِي ِه .فلو أسلم فيما اَل يوجد عند
المحل كرطب فِي الشتاء لَ ْم يصح.
َ ( .5و) الخامس( :أن يذكر موضع قبضه)؛ أَي :محل التسليم إن َك َ
ان
الموضع اَل يصلح له أَ ْو صلح له ،ولكن لحمله إِلَى موضع التسليم مؤنةٌ.
َ ( .6و) السادس( :أن يكون الثمن معلوما) بالقدر أَ ْو بالرؤية له.
65
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .7و) السابع( :أن يتقابضا)؛ أَي :ال ُمسلِم وال ُمسلَم إليه فِي مجلس العقد
(قبل التفرق)؛ فلو تفرقا قبل قبض رأس المال بطل العقد ،أَ ْو بعد قبض
بعضه ففيه خالف تفريق الصفقة .والمعتبر :القبض الحقيقي.
وقبضه ال ُمحتا ُلَ ،وهُ َو المسلم إليه من
َ فلو أحال المسلِم برأس مال السلم
يكف.
ِ ال ُمحال َعلَي ِه فِي المجلس لَ ْم
فَ ( .8و) الثامن (أن يكون عق ُد السلم ناجزا اَل يدخله خيار الشرط) ،بِ ِخاَل ِ
خيار المجلس فإنه يدخله.
صل فِي أحكام الرهن فَ ْ
َوه َُو لُ َغةً :الثبوت.
َوش َْر ًعا :جعل عين مالية وثيقةً بِ َدي ٍن يُستوفى ِم ْنهَا عند تعذر الوفاء.
وال يصح الرهن إال :بإيجابـ وقبول.
ق التصرف. وشرط كل من الراهن وال ُم ْرت ِهن :أن يكون مطل َ
صنِّف ضابط المرهون فِي قوله( :وكل ما جاز بيعه جاز رهنه فِي وذ َكر ال ُم َ
الديون إذا استقر ثبوتها فِي الذمة).
صنِّف بـ(ـالديون) َع ْن األعيان؛ فَاَل يصح الرهن عليها؛ كعين واحْ تَ َر َز ال ُم َ
مغصوبة ومستعارة ونحوهما من األعيان المضمونة.
واحت ََر َز بـ(ـاستقرار) َع ْن الديون قبل استقرارها كدين السلم وعن الثمن ُمدة ْ
الخيار.
(وللراهن الرجوع فِي ِه مالم يقبضه)؛ أَي :المرتهن؛ فإن قبض العين
المرهونة ممن يصح إقباضه لزم الرهن وامتنع َعلَى الراهن الرجوع فِي ِه.
والرهن وضعه َعلَى األمانةَ ( .و) حينئذ (اَل يضمنه المرتهن)؛ أَي :اَل ُ
المرهون (إال بالتعدى) فِي ِه .وال يسقط بتلفه شيء من الدين. َ يضمن المرتهن
َولَ ْو ادعى تلفه ولم يذكر سببا لتلفه صدق بيمينه؛ فإن ذكر سببا ظاهرا لَ ْم
يقبل إال ببينةَ .ولَ ْو ادعى المرتهن ر َّد المرهون َعلَى الراهن لَ ْم يقبل إال
ببينة.
(وإذا قبض) المرتهن (بعض الحق) الذي َعلَى الراهن (لَ ْم يخرج)؛ أَي :لَ ْم
قضى جمي ُعه)؛ أَي :الحق الذي َعلَى الراهن. ينفك (شيء من الرهن حتى يُ َ
صل فِي ِحجر السفيه والمفلس فَ ْ
والح ْجر) لُ َغةً :المنع.
( ِ
ف التصرف فِي غيره كالطالق، َوش َْر ًعا :منع التصرف فِي المال؛ بِ ِخاَل ِ
فينفذ من السفيه.
الحجر ( َعلَى ستة) من األشخاص: َ صنِّف وجعل ال ُم َ
(الصبي ،والمجنون ،والسفيه).
66
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صنِّف بقوله( :المبذر لماله)؛ أَي :الذي لَ ْم يصرفه فِي مصارفه، وفسره ال ُم َ
(والمفلس) َوهُ َو لُ َغةً َم ْن صار مالُه فُلوسًا ،ثم كنى بِ ِه َع ْن قلة المال أَ ْو
عدمه ،وشرعا الشخص (الذي ارتكبته الديون) ،وال يفي مالُه بدينه أَ ْو
ديونه( ،والمريض المخوف َعلَي ِه) من مرضه .والحجر َعلَي ِه (فيما زاد
َعلَى الثلث) َوهُ َو ثلثا التركة ألجل حق الورثة .هَ َذا إن لَ ْم يكن َعلَى المريض
ان َعلَي ِه دين يستغرق تركتَه حجر َعلَي ِه فِي الثلث وما زاد َعلَي ِه، دين؛ فإن َك َ
ٌ
(والعبد الذي لَ ْم يؤذن له فِي التجارة)؛ فَاَل يصح تصرفه بغير إذن سيده.
الحجْ ر مذكورة فِي المطوالتِ .م ْنهَا الحجر صنِّف َع ْن أشياء من ِ وسكت ال ُم َ
َعلَى المرتد لحق المسلمينَ ،و ِم ْنهَا الحجر َعلَى الراهن لحق المرتهن.
(وتصرف الصبي والمجنون والسفيه غير صحيح)؛ فَاَل يصح منهم بي ٌع وال
شرا ٌء وال هبة وال غيرها من التصرفاتـَ .وأَ َّما السفيه فيصح نكاحه بإذن
وليه( .وتصرف المفلس يصح فِي ذمته)؛ فلو باع سلَما طعاما أَ ْو غي َره أَ ْو
اشترى كال ِم ْنهُ َما بثمن فِي ذمته صح( ،دون) تصرفه فِي (أعيان ماله) فَاَل
يصح .وتصرفه فِي نكاح مثال أَ ْو طالق أَ ْو خلع صحيحَ .وأَ َّما المرأة
المفلسة ،فإن اختلعتـ َعلَى عين لَ ْم يصح ،أَ ْو دي ٍن فِي ذمتها صح.
(وتصرف المريض فيما زاد َعلَى الثلث موقوف َعلَى إجازة الورثة)؛ فإن
أجازوا الزائ َد َعلَى الثلث صحَ ،وإِاَل فَاَل .وإجازةُ الورثة ور ُّدهم َ
حال
المرض اَل يعتبران ،وإنما يعتبر ذلك (من بعده)؛ أَي :من بعد موت
المريض .وإذا أجاز الوارث ثم قال( :إنما أجزت لظني أن المال قليل ،وقد
بان خالفَه) ،صدق بيمينه.
(وتصرف العبد) الذي لَ ْم يؤذن له فِي التجارة (يكون ِفي ذمته)َ .و َم ْعنَى
كونه فِي ذمته أنه (يتبع بِ ِه بعد عتقه إذا عتق) .فإن أ ِذن له السيد فِي
التجارة صح تصرفه بحسب ذلك اإلذن.
صل فِي الصلح فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً :قطع المنازعة.
َوش َْر ًعا :عق ٌد يحصل بِ ِه قطعُها.
(ويصح الصلح مع اإلقرار)؛ أَي :إقرار المد َعى َعلَي ِه بال ُم َّد َعى بِ ِه (فِي
األموال) َوهُ َو ظاهرَ ( ،و) كذا (ما أفضى إليها)؛ أَي :األموال كمن ثبت له
َعلَى شخص قِصاصٌ ،فصالحه َعلَي ِه َعلَى مال بلفظ الصلح ،فإنه يصح ،أَ ْو
بلفظ البيع فَاَل َ ( .وه َُو)؛ أَي :الصلح (نوعان :إبراء ،ومعاوضة .فاإلبراء)؛
أَي :صلحه (اقتصاره من حقه)؛ أَيَ :دينه ( َعلَى بعضه)؛ فإذا صالحه من
األلف الذي له فِي ذمة شخص َعلَى خمسمائة ِم ْنهَا فكأنه قال له :أعطني
خمسمائة وأبرأتُك من خمسمائة( .وال يجوز) بِ َم ْعنَى اَل يصح (تعليقه)؛ أَي:
67
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
تعليق الصلح بِ َم ْعنَى اإلبراء ( َعلَى شرط) ،كقوله :إذا جاء رأس الشهر فقد
صالحتك( .والمعاوضة)؛ أَي :صلحها (عدوله عَنْ حقه إِلَى غيره) َك َ
ان
ادعى َعلَي ِه دارا أَ ْو ِش ْقصًا ِم ْنهَا وأق َّر له بذلك وصالحه ِم ْنهَا َعلَى معين
كثوب ،فإنه يصح( ،ويجري َعلَي ِه)؛ أَيَ :علَى هَ َذا الصلح (حك ُم البيع) فكأنه
فِي المثال المذكور باعه الدار بالثوب ،وحينئذ فيثبت فِي المصالح َعلَي ِه
أحكا ُم البيع كالرد بالعيب ومنع التصرف قبل القبضَ ،ولَ ْو صالحه َعلَى
بعض العين المدعاة فهبة منه لبعضها المتروك ِم ْنهَا ،فيثبت فِي هَ ِذ ِه الهبة
أحكامها الَتِي تذكر فِي بابها ،ويسمى هَ َذا صلح الحطيطة ،وال يصح بلفظ
ان يبيعه العين المدعاة ببعضها. البيع للبعض المتروك َك َ
إشراع الروشن
(ويجوز لإلنسان) ال ُمسلِم (أن يُش ِرع) بضم أوله وكسر ما قبل آخره؛ أَي:
ي ُْخ ِرج (روشنا) ويسمى أيضا بالجناحَ ،وهُ َو إخراج خشب َعلَى جدار (فِي)
المار بِ ِه)؛
ُّ هواء (طريق نافذ) ،ويسمى أيضا بالشارع (بحيث اَل يتضرر
أَي :الروشن ،بَلْ يرفع بحيث يمر تحته المار التام الطويل منتصبا .واعتبر
ان الطريق النافذ م َم َّر ي أن يكون َعلَى رأسه الحمولة الغالبة .وإن َك َ ال َماور ِد ّ
فرسان وقوافل فليرفع الروشن بحيث يمر تحته المحمل َعلَى البعير مع
أخشاب المظلة الكائنة فوقالمحملـ .أّ َّما الذمي فيمنع من إشراع الروشن
والساباط وإن جاز له المرور فِي الطريق النافذ.
(وال يجوز) إشراع الروشن (فِي الدرب المشترك إال بإذن الشركاء) فِي
الدربَ .وال ُم َراد بهم :من نفذ بابُ داره منهم إِلَى الدرب ،وليس ال ُم َراد بهم
من الصقه منهم جداره بال نفوذ باب إليه .وكل من الشركاء يستحق االنتفاع
من باب داره إِلَى رأس الدرب دون ما يلي آخر الدرب.
(ويجوز تقديم الباب فِي الدرب المشترك ،وال يجوز تأخيره)؛ أَي :الباب
(إال بإذن الشركاء) فحيث منعوه لَ ْم يجز تأخيره .وحيث منع من التأخير
فصالح شركاء الدرب بمال صح.
الحوالَة
صل فِي َ فَ ْ
بفتح الحاء ،وحكى كسرهاَ .و ِه َي لُ َغةً التحول؛ أَي :االنتقال ،وشرعا نقل
الحق من ذمة المحيل إِلَى ذمة ال ُمحالـ َعلَي ِه( .وشرائط الحوالة أربعة):
.1أحدها( :رضا المحيل) َوهُ َو من َعلَي ِه الدين ،اَل المحال َعلَي ِه؛ فإنه اَل
ين َعلَي ِه. صح .وال تصح الحوالة َعلَى من اَل َد َ يشترط رضاه فِي األَ َ
َ ( .2و) الثَانِي( :قبول المحتال)َ ،وهُ َو مستحق الدين َعلَى المحيل.
68
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .3و) الثَّالِث( :كون الحق) المحال بِ ِه (مستقرا فِي الذمة) .والتقييد
باالستقرار موافق لما قاله الرَّافَ ِعي ،لَ ِك ْن النَّ َو ِوي 1استدرك َعلَي ِه فِي
الروضة .وحينئذ فالمعتبر فِي دين الحوالة أن يكون الزما أَ ْو يؤول إِلَى
اللزوم.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :اتفاق ما)؛ أَي :الدين الذي (فِي ذمة المحيل والمحال َعلَي ِه
فِي الجنس) والقدر (والنوع والحلولـ والتأجيل) والصحة والتكسير،
(وتبرأ بها)؛ أَي :الحوالة (ذمة المحيل)؛ أَيَ :ع ْن َدين المحتالـ ،ويبرأ
أيضا المحا ُل َعلَي ِه َع ْن دين المحيل ،ويتحول حق المحتال إِلَى ذمة
المحال َعلَي ِه حتى لو تعذر أخذه من المحال َعلَي ِه بفلس أَ ْو جحد للدين
ان المحالـ َعلَي ِه مفلسا عند الحوالة ونحوهما لَ ْم يرجع َعلَى المحيلَ .ولَ ْو َك َ
وجهله المحتال فَاَل رجوع له أيضا َعلَى المحيل.
صل فِي الضمان فَ ْ
ضمانا إذا كفلتُه. ت ال َشي َء َ َوه َُو مصدر :ض ِم ْن ُ
َوش َْر ًعا :التزام ما فِي ذمة الغير من المال.
وشرط الضامن :أن يكون فِي ِه أهلية التصرف.
(ويصح ضمان الديون المستقرة فِي الذمة إذا عُلم قد ُرها) .والتقييد
بالمستقرة يشكل َعلَي ِه صحة ضمان الصداق قبل الدخول؛ فإنه حينئذ غير
مستقر فِي الذمة؛ ولهذا لَ ْم يعتبر الرَّافَ ِعي والنووي 2إال كون ال َدين ثابتا
الزما.
الديون المجهولة؛ فَاَل يصح ضمانها كما ُ َو َخ َر َج :بقوله( :إذا عُلم قد ُرها)
سيأتي( .ولصاحب الحق)؛ أَي :ال َدين ( ُمطالبَة من شاء من الضامن
والمضمون عنه) َوهُ َو من َعلَي ِه الدين.
ان الضمان َعلَى ما بيَّنَّا) ساقط فِي أكثر نسخ المتن. وقوله( :إذا َك َ
(وإذا غرم الضامن رجع َعلَى المضمون عنه) بالشرط المذكور فِي قوله:
ان الضمان والقضاء)؛ أَي :كل ِم ْنهُ َما (بإذنه)؛ أَي :المضمون عنه .ثم (إذا َك َ
صرح بمفهوم قوله سابقًا( :إذا عُلم قد ُرها) بقوله هُنَا( :وال يصح ضمان
المجهول)؛ كقوله( :بِع فالنا كذا ،وعل َّي ضمانُ الثمن)( .وال) ضمان (ما لَ ْم
يجب) كضمان مائة تجب َعلَى زيد فِي المستقبل (إال َد َرك المبيع)؛ أَي:
ضمان درك المبيع،بأن يضمن للمشتري الثمن إن خرج المبيع مستحقا ،أَ ْو
يضمن للبائع المبيع إن خرج الثمن مستحقا.
صل فِي ضمان غير المال من األبدان فَ ْ
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
69
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ويسمى :كفالة الوجه أيضا؛ وكفالة البدن كما قال( :والكفالة بالبدن جائزة
ان َعلَى المكفول بِ ِه)؛ أَي :ببدنه (حق آلدمي)؛ كقصاص وح ِّد قذف. إذا َك َ
ق هللا تَ َعالَى؛ فَاَل تصح الكفالة ببدن َمن َعلَي ِه حق هللا َو َخ َر َج :بحق اآلدمي :ح ُّ
تَ َعالَى؛ كحد سرقة وحد خمر وحد زنا.
ويبرأ الكفيل بتسليم المكفول ببدنه فِي مكان التسليم بال حائل يمنع المكفول
له عنهَ .وأَ َّما مع وجود الحائل فَاَل يبرأ الكفيل.
صل فِي الشركة فَ ْ
َو ِه َي لُ َغةً :االختالط.
َوش َْر ًعا :ثبوت الحق َعلَى جهة الشيوع فِي شيء واحد الثنين فأكثر.
(وللشركة خمس شرائط):
.1األول( :أن تكون) الشركة ( َعلَى ناض)؛ أَي :نقد (من الدراهم
والدنانير) وإن كانا مغشوشين ،واستمر رواجهما فِي البلد .وال تصح فِي
تِبْر و ُحلِي وسبائك .وتكون الشركة أيضا َعلَى المثلي كالحنطة ،اَل
المتقوم كالعروض من الثياب ونحوها.
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يتفقا فِي الجنس والنوع)؛ فَاَل تصح الشركة فِي الذهب
والدراهم ،وال فِي صحاح ومكسرة ،وال فِي حنطة بيضاء وحمراء.
َ ( .3و) الثَّالِث( :أن يخلطا المالين) بحيث اَل يتميزان.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :أن يأذن كل واحد ِم ْن ُه َما)؛ أَي :الشريكين (لصاحبه فِي
التصرف) .فإذا أذن له فِي ِه تصرَّف بال ضرر؛ فَاَل يبيع كل ِم ْنهُ َما نسيئة، ُّ
وال بغير نقد البلد ،وال بغبن فاحش ،وال يسافر بالمال المشترك إال بإذن.
فإن فعل أحد الشريكين ما نُ ِهي عنه لَ ْم يصح فِي نصيب شريكه؛ وفي
نصيبه قوال تفريق الصفقة.
َ ( .5و) الخامس( :أن يكون الربح والخسران َعلَى قدر المالين) ،سواء
تساوى الشريكان فِي العمل فِي المال المشترك أَ ْو تفاوتا فِي ِه .فإن اشترطا
التساوى فِي الربح مع تفاوت المالين أَ ْو عكسه لَ ْم يصح .والشركة عقد
جائز من الطرفينَ ( ،و) حينئذ (لكل واحد ِم ْن ُه َما)؛ أَي :الشريكين
(فسخها متى شاء) ،وينعزالن َع ْن التصرف بفسخهما( .ومتى مات
أحدهما) أَ ْو ج َُّن أَ ْو أُ ْغ ِمي َعلَي ِه (بطلت) تلك الشركة.
صل فِي أحكام ال َو َكالَة فَ ْ
َو ِه َي بفتح الواو وكسرها؛ فِي اللغة :التفويض.
وفي الشرع :تفويض شخص شيأ ،له فعلُه مما يقبل النيابةَ إِلَى غيره ليفعله
حال حياته.َ
َو َخ َر َج :بهذا القيد :اإليصاء.
70
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صنِّف ضابط الوكالة فِي قوله( :وكل ما جاز لإلنسان التصرف فِي ِه وذكر ال ُم َ
بنفسه جاز له أن يُو ِّكل فِي ِه) غي َره (أَ ْو يتوكل فِي ِه) َع ْن غيره .فَاَل يصح من
صبي أَ ْو مجنون أن يكون ُمو ِّكال وال وكيال.
وشرط المو َّكل فِي ِه :أن يكون قابال للنيابة؛ فَاَل يصح التوكيل فِي عبادة بدنية
إال الحج وتفرقة الزكاة مثال ،وأن يملكه الموكل؛ فلو وكل شخصا فِي بيع
عبد سيملكه أَ ْو فِي طالق امرأة سينكحها بطل.
(والوكالة عقد جائز) من الطرفينَ ( ،و) حينئذ (لكل ِم ْنهُ َما)؛ أَي :الم َو ِّكل
والوكيل (فسخها متى شاء).
(وتنفسخ) الوكالة (بموت أحدهما) أَ ْو جنونه أَ ْو إغمائه.
(والوكيل أمين) .وقوله( :فيما يقبضه ،وفيما يصرفه) ساقط فِي أكثر
النسخ( .وال يضمن) الوكيل (إال بالتفريط) فيما وكل فِي ِه .و ِمن التفريط
تسليمه المبي َع قبل قبض ثمنه.
(وال يجوز) للوكيل وكالةً مطلقة (أن يبيع ويشتري إال بثالثة شرائط):
.1أحدها( :أن يبيع بثمن المثل) ،اَل بدونه وال بغبن فاحشَ ،وهُ َو ما اَل
يحتمل فِي الغالبـ.
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يكون) ثمن المثل (نقدا)؛ فَاَل يبيع الوكيل نسيئةً وإن
ان قدر ثمن المثل. َك َ
ان فِي البلد نقدان باع باألغلب َ .3والثَّالِث :أن يكون النقد (بنقد البلد) .فلو َك َ
ِم ْنهُ َما؛ فإن استويا باع باألنفع للموكل؛ فإن استويا تُ ُخيِّر ،وال يبيع
رواج النقود.
َ بالفلوس وإن راجت
(وال يجوز أن يبيع) الوكيل بيعا مطلقا (من نفسه) وال من ولده الصغير
َولَ ْو صرح الموكل للوكيل فِي البيع من الصغير كما قاله المتولي خالفا
للبغوي.
صح أنه يبيع ألبيه وإن عال والبنه البالغ وإن سفل إن لَ ْم يكن سفيها وال َواألَ َ
مجنونا .فإن صرح الموكل بالبيع ِم ْنهُ َما صح جزما.
(وال يُقِ ُّر) الوكيل ( َعلَى موكله)؛ فلو وكل شخصا فِي خصومة لَ ْم يملك
اإلقرار َعلَى الموكل ،وال اإلبراء من َدينه وال الصلح عنه. َ
صح :أن التوكيل فِي اإلقرار َ
وقوله( :إال بإذنه) ساقط فِي بعض النسخَ .واأل َ
اَل يصح.
صل فِي أحكام اإلقرار فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً :اإلثبات.
ق َعلَى ال ُمقِ ّر.َوش َْر ًعا :إخبا ٌر بح ٍ
فخرجت :الشهادة؛ ألنها إخبا ٌر بحق للغير َعلَى الغير.
71
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
72
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
وحقيقتها الشرعية :إباحة االنتفاع من أهل التبرع بما يحل االنتفاع بِ ِه مع
بقاء عينه ليرده َعلَى المتبرع .وشرط المعير صحة تبرعه وكونه مالكا
لمنفعة ما يعيره.
فمن اَل يصح تبرعه؛ كصبي ومجنون اَل تصح إعارته .ومن اَل يملك
المنفعة؛ كمستعير اَل تصح إعارته إال بإذن المعير.
صنِّف ضابط ال ُمعار فِي قوله( :وكل ما يمكن االنتفاع بِ ِه) منفعةً وذكر ال ُم َ
مباحةً (مع بقاء عينه جازت إعارته)؛ فخرج بمباحة آلةُ اللهو ،فَاَل تصح
إعارتها؛ وببقاء عينه إعارةُ الشمعة للوقود ،فَاَل تصح.
وقوله( :إذا كانت منافعه آثارا) مخرج للمنافع الَتِي ِه َي أعيان كإعارة شاة
للبنها وشجر ٍة لثمرتها ونحو ذلك؛ فإنه اَل يصح .فلو قال لشخص :خذ هَ ِذ ِه
الشاة فقد أبحتُك َدرَّها ونسلها ،فاإلباحة صحيحة والشاة عارية( .وتجوز
ت كأ َعرتُك هَ َذا العارية مطلقا) من غير تقييد بوقت (ومقيدا بمدة)؛ أَي :بوق ٍ
الثوب شهرا.
خ (وتجوز العارية مطلقة ومقيدة بمدة) .وللمعير الرجوع ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
فِي كل ِم ْنهُ َما متى شاءَ ( .و ِه َي)؛ أَي :العارية إذا تلفت ،اَل باستعمال مأذون
فِي ِه (مضمونة َعلَى المستعير بقيمتها يوم تلفها) اَل بقيمتها يوم طلبها ،وال
بأقصى القِيَم .فإن تلفت باستعمال مأذون فِي ِه كإعارة ثوب للُبسه فانسحق أَ ْو
انمحق باالستعمال فَاَل ضمان.
صل فِي أحكام الغصب فَ ْ
َوه َُو لُ َغةً :أخذ الشيء ظُل ًما مجاهرة.
َوش َْر ًعا :االستيالء َعلَى حق الغير ُع ْدوانًا.
ويُرجع فِي االستيالء للعرف .ودخل فِي حق الغير ما يصح غصبه مما
يس بمال كجلد ميتة. َولَ َ
دوانا :االستيالء َعلَى مال الغير بعقد. َو َخ َر َج :ب ُع ً
أضعاف قيمته. َ غرم َعلَى رده
(ومن غصب ماال ألحد لزمه ردُّه) لمالكه َولَ ْو ِ
( َو) لزمه أيضا (أرش نقصه) إن نقص ،كمن غصب ثوبا فلبسه أَ ْو نقص
بغير لبسَ ( ،و) لزمه أيضا (أجرة مثله).
أّ َّما لو نقص المغصوب برخص سعره فَاَل يضمنه الغاصب َعلَى الصحيح.
خ (ومن غصب مال امرئ أجبر َعلَى رده). ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
ان له)؛ أَي:(فإن تلف) المغصوب (ضمنه) الغاصب (بمثله إن َك َ
صح أن المثلي ما حصره كي ٌل أَ ْو وزن وجاز السلم المغصوب (مثل)َ .واألَ َ
فِي ِه ،كنحاس وقطن ،اَل غالية ومعجون.
73
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صنِّف ضمان المتقوم فِي قوله( :أَ ْو) ضمنه (بقيمته إن لَ ْم يكن له وذكر ال ُم َ
ان متقوما ،واختلفت قيمته (أكثر ما كانت من يوم الغصب إِلَى مثل) بأن َك َ
يوم التلف).
والعبرة فِي القيمة :بالنقد الغالبـ؛ فإن غلب نقدان وتساويا قال الرَّافَ ِعي:
َعيَّن القاضي واحدا ِم ْنهُ َما.
صل فِي أحكام الشفعة فَ ْ
َو ِه َي بسكون الفاءـ ،وبعض الفقهاء يضمها ،ومعناها لُ َغةً :الضم.
َوش َْر ًعا :حق تملك قهري يثبت للشريك القديم َعلَى الشريك الحادثـ
بسبب الشركة بالعوض الذي ملك بِ ِه .وشرعت لدفع الضرر.
(والشفعة واجبة)؛ أَي :ثابتة للشريك (بالخلطة)؛ أَي :خلطة الشيوع،
ان أَ ْو غيره .وإنما (دون) خلطة (الجوار)؛ فَاَل شفعة لجار الدار مالصقا َك َ
تثبت الشفعة (فيما ينقسم)؛ أَي :يقبل القسمة (دون ما اَل ينقسم) كحمام
صغير؛ فَاَل شفعةَ فِي ِه .فإن أمكن انقسامه كحمام كبير يمكن جعله حمامين
تثبت الشفعة فِي ِه.
( َو) الشفعة ثابتة أيضا (فِي كل ما اَل ينقل من األرض) غير الموقوفة
والمحتكرة (كال َعقار وغيره) من البناء والشجر تبعا لألرض .وإنما يأخذ
ان الثمن مثليا ص ال َعقار (بالثمن الذي وقع َعلَي ِه البيع) .فإن َك َ الشفيع ِش ْق َ
كحبٍّ ونقد أخذه بمثله ،أَ ْو ُمتق َّوما كعبد وثوب أخذه بقيمته يوم البيعَ ( .و ِه َي)؛ َ
أَي :الشفعة بِ َم ْعنَى طلبها ( َعلَى الفور) .وحينئذ فليبادر الشفيع إذا علم بيع
الشقص بأخذه .والمبادرة فِي طلب الشفعة َعلَى العادة؛ فَاَل يكلف اإلسراع
َعلَى خالف عادته ب َع ْدو أَ ْو غيره ،بَلْ الضابط فِي ذلك أن ما ُع َّد توانيا فِي
أخرها)؛ أَي :الشفعة (مع القدرة عليها طلب الشفعة أسقطهاَ ،وإِاَل فَاَل ( .فإن َّ
ان مريد الشفعة مريضا أَ ْو غائبا َع ْن بلد المشتري أَ ْو محبوسا بطلت) .فلو َك َ
أَ ْو خائفا من
َع ُد ٍّو فليوكل إن قدرَ ،وإِاَل فليشهد َعلَى الطلب .فإن ترك المقدور َعلَي ِه من
التوكيل أَ ْو اإلشهاد بطل حقه فِي األظهرَ .ولَ ْو قال الشفيع( :لَ ْم أعلم أن حق
ان ممن يخفى َعلَي ِه ذلك صدق بيمينه( .وإذا تزوج) الشفعة َعلَى الفور)َ ،و َك َ
قص (بمهر ش ْقص أخذه)؛ أَي :أخذ (الشفي ُع) ال ِش َ شخص (امرأة َعلَى ِ
ان الشفعاء جماعة استحقوهاـ)؛ أَي :الشفعة المثل) لتلك المرأة( ،وإن َك َ
ان ألحدهم نصف عقار ولآلخر صهم من (األمالك) .فلو َك َ ص ِ( َعلَى قدر) ِح َ
ثلثه ولآلخر سدسه فباع صاحبـ النصف حصته أخذها اآلخران أثالثا.
صل فِي أحكام القراض فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً؛ مشتق من القِرْض؛ َوه َُو :القطع.
74
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َوش َْر ًعا :دفع المالك ماالً للعامل ليعمل فِي ِه ،والربح بينهما.
(وللقراض أربعة شرائط):
ض)؛ أَي :نقد (من الدراهم والدنانير) .1أحدها( :أن يكون َعلَى نا ٍ
الخالصة؛ فَاَل يجوز القراض َعلَى تبر ،وال َعلَى حُلي ،وال مغشوش،
وال عروضَ ،و ِم ْنهَا الفلوس.
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يأذن رب المال للعامل فِي التصرف) إذنا (مطلقا)؛ فَاَل
التصرف َعلَى العامل ،كقوله( :اَل تشتر شيئا َ يجوز للمالك أن يضيِّق
تشاورني) ،أَ ْو (اَل تشتر إال الحنطة البيضاء) مثال .ثم عطف َ حتى
صنِّف َعلَى قوله سابقا (مطلقا) قوله هُنَا( :أَ ْو فيما)؛ أَي :فِي التصرف ال ُم َ
فِي شيء (اَل ينقطع وجوده غالبا) .فلو شرَّط َعلَي ِه شرا َء شيء يندر
وجو ُده كالخيل البَلَق لَ ْم يصح.
َ ( .3و) الثَّالِث( :أن يشترط له)؛ أَي :يشترط المالك للعامل (جزءا معلوما
قارضتك َعلَى هَ َذا من الربح) كنصفه أَ ْو ثلثه .فلو قال المالك للعاملَ :
المال َعلَى أن لك فِي ِه ِشركةً أَ ْو نصيبا منه فسد القراض ،أَ ْو َعلَى أن
الربح بيننا صح ،ويكون الربح نصفين.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :أن اَل يُقَدَّر) القراض (بمدة) معلومة ،كقوله( :قارضتك
سنةً) .وأن اَل يعلق بشرط ،كقوله( :إذا جاء رأس الشهر قارضتك). َ
ضمان َعلَى العامل) فِي مال القراض (إال َ والقرض أمانة ( َو) حينئذ (اَل
بعدوان) فِي ِه.
خ( :بالعدوان). ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
(وإذا حصل) فِي مال القراض (ربح وخسران جبر الخسران بالربح).
واعلم أن عقد القراض جائز من الطرفين ،فلكل من المالكـ والعامل فسخه.
صل فِي أحكام ال ُمساقاة فَ ْ
َو ِه َي لُ َغةً :مشتقة من السقي.
شجر ِعنَب لمن يتعهده بسقي وتربية َعلَى أن َ َوش َْر ًعا :دفع الشخص نخال أَ ْو
له قدرا معلوما من ثمره.
(والمساقاة جائزة َعلَى) شيئين فَقَط:
( .1النخل)
( .2وال َك ْرم)
ين و ِم ْش ِمش .وتصح المساقاة من جائز فَاَل تجوز المساقاة َعلَى غيرهما كتِ ٍ
التصرف لنفسه ولصبي ومجنون بالوالية عليهما عند المصلحة.
وصيغتها( :ساقيتُكَ َعلَى َه َذا النحل بكذا ،أَ ْو سلمته إليك لتتعهده) ونحو
ذلك.
75
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
76
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صنِّف ضابطَ ما تصح إجارته بقوله( :وكل ما أمكن االنتفاع بِ ِه مع وذكر ال ُم َ
بقاء عينه) كاستئجار دار للسكنى ،ودابة للركوب (صحت إجارتُه)َ ،وإِاَل
فَاَل .
ولصحة إجارة ما ذكر شروط؛ ذكرها بقوله( :إذا قُد َِّرت منفعته بأحد
أمرين):
.1أّ َّما (بمدة)؛ كآجرتك هَ ِذ ِه الدار َسنةً.
( .2أَ ْو عمل)؛ كاستأجرتك لتخيط لي هَ َذا الثوب.
وتجب األجرة فِي اإلجارة بنفس العقد( .وإطالقها يقتضي تعجيل األجرة إال
أن يشترط) فيها (التأجيل) ،فتكون األجرة مؤجلة حينئذ.
(وال تبطل اإلجارة بموت أحد المتعاقدين)؛ أَي :المؤجر والمستأجر ،وال
بموت المتعاقدين ،بَلْ تبقى اإلجارة بعد الموت إِلَى انقضاء مدتها ،ويقوم
المؤجرة.
َ وارث المستأجر مقامه فِي استيفاء منفعة العين
(وتبطل) اإلجارة (بتلف العين المستأجرة) ،كانهدام الدار وموت الدابة
وبطالن اإلجارة بما ذكر بالنظر للمستقبل ،اَل الماضي؛ فَاَل تبطل ُ المعينة.
اإلجارة فِي ِه فِي األظهر ،بَلْ يستقر قسطه من المسمى باعتبار أجرة المثل،
فتُقَ َّوم المنفعةُ حال العقد فِي المدة الماضية.
فإذا قِي َل :كذا يؤخذ بتلك النسبة من المسمى .وما تقدم من عدم االنفساخ فِي
الماضي مقيد بما بعد قبض العين المؤجرة ،وبعد مضي ُمدة لها أجرةٌَ ،وإِاَل
تنفسخ فِي المستقبل والماضي.
َو َخ َر َج :بالمعيَّنة :ما إذا كانت الدابةُ المؤجرة فِي الذمة ،فإن المؤجر إذا
أحضرها وماتت فِي أثناء المدة فَاَل تنفسخ اإلجارة ،بَلْ يجب َعلَى المؤجر
إبدالها.
واعلم أن يد األجير َعلَى العين المؤجرة ي ُد أمانةَ ( ،و) حينئذ (اَل ضمان َعلَى
ان ضرب الدابة فوق العادة ،أَ ْو أركبها شخصا األجير إال بعدوان) فيهاَ ،ك َ
أثقل منه.
الجعالة
صل فِي أحكام ِ فَ ْ
َو ِه َي :بتثليث الجيم؛ ومعناها لُ َغةً :ما يُج َعل لشخص َعلَى شيء يفعله.
َوش َْر ًعا :التزام مطلق التصرف عوضا معلوما َعلَى عمل معين أَ ْو مجهول
لمعين أَ ْو غيره.
(والجعالة جائزة)؛ من الطرفين :طرف الجاعل ،والمجعول له.
( َو ِه َي أن يشترط فِي رد ضالته عوضا معلوما) كقول مطلق التصرف:
( َمن ر َّد ضالتي فله كذا).
ق) الرا ُّد (ذلك العوض المشروط) له. (فإذا ردها استح َّ
77
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
78
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
وإن أراد المحي إحياء الموات مزرعةً فيجمع التراب حولها ،ويسوي
األرض ب َكسْح ُمستَعل فيها ،وطَ ِّم ُمن َخفض ،وترتيب ماء لها بشق ساقية من
بئر أَ ْو حفر قناة ،فإن كفاها المطر المعتاد لَ ْم يحتج لترتيب الماء َعلَى
الصحيح.
وإن أراد المحي إحياء الموات بستانا فجمع التراب والتحويط حول أرض
البستان إن جرت بِ ِه عادةٌ .ويشترط مع ذلك الغرس َعلَى المذهب.
بذل الماء
واعلم أن الماء المختص بشخص اَل يجب بذله لماشية غيره مطلقا.
( َو) إنما (يجب بذل الماء بثالثة شرائط):
ضل عَنْ حاجته)؛ أَي :صاحبـ الماء؛ فإن لَ ْم يفضل َع ْن .1أحدها( :أن يف ُ
حاجته بدأ بنفسه ،وال يجب بذله لغيره.
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يحتاج إليه غي ُره) أّ َّما (لنفسه أَ ْو لبهيمته) .هَ َذا إذا َك َ
ان
هناك كالء ترعاه الماشية ،وال يمكن رعيه إال بسقي الماء .وال يجب
َعلَي ِه بذل الماء لزرع غيره وال لشجره.
َ ( .3و) الثَّالِث( :أن يكون) الماء فِي مقره َوهُ َو (مما يستخلف فِي بئر أَ ْو
عين) .فإذا أخذ هَ َذا الماء فِي إناء لَ ْم يجب بذله َعلَى الصحيح.
وحيث وجب البذل للماء؛ فالمراد بِ ِه تمكين الماشية من حضورها البئ َر إن
لَ ْم يتضرر صاحب الماء فِي زرعه أَ ْو ماشيته؛ فإن تضرر بورودها منعت
ي .وحيث وجب البذل للماء امتنع منه واستقى لهاالرعاة كما قاله ال َماور ِد ّ
أخذ العوض َعلَي ِه َعلَى الصحيح.
صلفَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً :الحبس.
َوش َْر ًعا :حبسُ ما ٍل ُم َعيَّن قابل للنقل يمكن االنتفاع بِ ِه مع بقاء عينه وقطع
التصرف فِي ِه َعلَى أن يصرف فِي جهة خير تقربا إِلَى هللا تَ َعالَى.
وشرط الواقف :صحة عبارته وأهلية التبرع.
خ (والوقف جائز ،وله ثالثة ْض النُّ َس ِ
(والوقف جائز بثالثة شرائط)؛ َوفِي بَع ِ
شروط):
.1أحدها( :أن يكون) الموقوف (مما ينتفع بِ ِه مع بقاء عينه)؛ ويكون
االنتفاع مباحا مقصودا؛ فَاَل يصح وقف آلة اللهو ،وال وقف دراهم
للزينة .وال يشترط النفع فِي الحالـ ،فيصح وقف عبد وجحش صغيرين.
َوأَ َّما الذي اَل تبقى عينه كمطعوم وريحان فَاَل يصح وقفه.
79
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .2و) الثَانِي( :أن يكون) الوقف ( َعلَى أصل موجود وفرع اَل ينقطع)؛
فخرج الوقف َعلَى من سيولد للواقف ،ثم َعلَى الفقراءـ .ويسمى هَ َذا
ان منقط َع األول واآلخر. منقطع األول؛ فإن لَ ْم يقل (ثم َعلَى الفقراء) َك َ
وقوله( :اَل ينقطع) احترا ٌز َع ْن الوقف المنقطع اآلخر ،كقوله( :وقفت َه َذا
َعلَى زيد ثم نسله) ،ولم يزد َعلَى ذلك .وفيه طريقان :أحدهما أنه باطل
صنِّف ،لَ ِك ْن الراجح الصحة. كمنقطع األولَ ،وهُ َو الذي مشى َعلَي ِه ال ُم َ
َ ( .3و) الثَّالِثـ (أن اَل يكون) الوقف (فِي محظور) بظاء ُمشالَة؛ أَيُ :مح َرم؛
فَاَل يصح الوقف َعلَى عمارة كنيسة للتعبد.
صنِّف أنه اَل يشترط فِي الوقف ظهور قصد القربة ،بَلْ انتفاء وأفهم كال ُم ال ُم َ
المعصية ،سواء وجد فِي الوقف ظهو ُر قصد القربة كالوقف َعلَى الفقراءـ ،أم
اَل كالوقف َعلَى األغنياء .ويشترط فِي الوقف أن اَل يكون مؤقتا كوقفت هَ َذا
سنةً .وأن اَل يكون معلقا كقوله :إذا جاء رأس الشهر فقد وقفت كذاَ ( .وه َُو)؛
أَي :الوقف ( َعلَى ما شرط الواقف) فِي ِه (من تقديم) لبعض الموقوف عليهم،
كوقفت َعلَى أوالدي األورع منهم( ،أَ ْو تأخير) كوقفت َعلَى أوالدي .فإذا
ينانقرضوا فعلى أوالدهم( ،أَ ْو تسوية) كوقفت َعلَى أوالدي بالسوية بَ َ
ذكورهم وإناثهم( ،أَ ْو تفضيل) لبعض األوالد َعلَى بعض ،كوقفت َعلَى
أوالدي للذكر منهم حظ األنثيين.
صل فِي أحكام الهبة فَ ْ
َو ِه َي لُ َغةً :مأخوذة من هُبوب الريح .ويجوز أن تكون من هَبَّ من نومه إذا
استيقظ ،فكأن فاعلها استيقظ لإلحسان.
حال الحياة بال عوض َولَ ْو من عين َ ك منج ٌز مطلق فِي ٍ َو ِه َي فِي الشرع :تملي ٌ
األعلى.
فخرج :بالمنجز :الوصيةُ.
ك المؤقت. وبالمطلق :التملي ُ
َو َخ َر َج :بالعينِ :هبَّةُ المنافع.
َو َخ َر َج :بحال الحياة :الوصيةُ.
وال تصح الهبة إال :بإيجاب وقبول ،لفظًا.
صنِّف ضابط الموهوب فِي قوله( :وكل ما جاز بيعه جازت ِهبَّتُه). وذكر ال ُم َ
وما اَل يجوز بيعه كمجهول اَل تجوز هبته إال حبتي حنطة ونحوهما ،فَاَل
يجوز بيعهما ويجوز هبتهما وال تملك.
(وال تلزم الهبة إال بالقبض) بإذن الواهب؛ فلو مات الموهوب له أَ ْو الواهب
قبل قبض الهبة لَ ْم تنفسخ الهبة ،وقام وارثه مقا َمه فِي القبض واإلقباض.
80
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(وإذا قبضها الموهوب له لَ ْم يكن للواهب أن يرجع فيها إال أن يكون والدا)
وإن عال.
(وإذا أعمر) شخص (شيئا)؛ أَي :دارا مثال ،كقوله( :أعمرتُك َه ِذ ِه الدار)،
(أَ ْو أرقبه) إياها ،كقوله( :أرقبتك َه ِذ ِه الدار وجعلتها لك رقبي)؛ أَي :إن إن
ان) ذلك ت قبلك استقرت لك ،فقبل وقبض ( َك َ ي ،وإن ِم ُّ ت قبلي عادت إل َّ ِم َّ
الشيء (لل ُم َع َّمر أَ ْو للم َرقَّب) بلفظ اسم المفعول فيهما (ولورثته من بعده).
ويلغو الشرط المذكور.
صل فِي أحكام اللُّقَطة فَ ْ
َو ِه َي :بفتح القاف؛ اسم للشيء ال ُملتَقَط.
ومعناها شر ًعا :ما ٌل ضاع من مالكه بسقوط أَ ْو غفلة ونحوهما.
ان أَ ْو اَل
ان أَ ْو اَل ،فاسقا َك َ
ان أَ ْو اَل ،مسلما َك َ(وإذا وجد) شخص بالغا َك َ
(لُقَطةً فِي موات أَ ْو طريق فله أخذها أَ ْو تركها؛ َو) لَ ِك ْن (أخذها أولى من
ان) اآلخذ لها ( َعلَى ثِقة من القيام بها). تركها إن َك َ
غير أَ ْخ ٍذ لَ ْم يضمنها ،وال يجب اإلشهاد َعلَى التقاطها لتملك أَ ْو فلو تركها من ِ
حفظ .وينزع القاضي اللقطة من الفاسق ويضعها عند َع ْدل.
وال يعتمد تعريف الفاسق اللقطةَ بَلْ يضم القاضي إليه رقيبا َع ْدالً يمنعه من
الخيانة فيها.
وينزع الولي اللقطة من يد الصبي ويُعرِّفها ،ثم بعد التعريف يتملك اللقطة
للصبي إن رأى المصلحة فِي تملكها له.
عقب أخذها َ (وإذا أخذها)؛ أَي :اللقطة (وجب َعلَي ِه أن يَع ِرف) فِي اللقطة
صهاـ)َ ،وهُ َو بِ َم ْعنَى (ستة أشياءِ :وعاءهاـ) من جلد أَ ْو خرقة مثال( ،و ِعفا َ
الوعاء (و ِوكاءهاـ) بالمدَ ،وهُ َو الخيط الذي تربط بِ ِه( ،وجنسها) من ذهب أَ ْو
فضة( ،وعددها ،ووزنها) .ويُ ْعرف بفتح أوله وسكون ثانيه من المعرفة ،اَل
من التعريفَ ( .و) أن (يحفظها) حتما (فِي حرز مثلها ،ثم) بعد ما ذكر (إذا
أراد) الملتقط (تملكها ع َّرفها) بتشديد الراء من التعريف ،اَل من المعرفة
(سنةً َعلَى أبواب المساجد) عند خروج الناس من الجماعة( ،وفي الموضع
الذي وجدها فِي ِه) ،وفي األسواق ونحوها من مجامع الناس .ويكون
التعريف َعلَى العادة زمانا ومكانا .وابتداء ال َسنة يحسب من وقت التعريف،
اَل من وقت االلتقاط .وال يجب استيعاب السنة بالتعريف ،بَلْ يُع ِّرف أوالً ك َّل
وقت القيلولة ،ثم يُ َعرِّ ف بعد ذلك كل َ يوم مرتين طرفَي النهار ،اَل ليال ،وال
أسبوع مرةً أَ ْو مرتين .ويذكر الملتقط فِي تعريف اللقطة بعض أوصافها؛
فإن بالغ فيها ضمن ،وال يلزمه مؤنة التعريف إن أخذ اللقطة ليحفظها َعلَى
مالكها ،بَلْ يرتبها القاضي من بيت المال أَ ْو يقترضها َعلَى المالكـ .وإن أخذ
81
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
اللقطة ليتملكها وجب َعلَي ِه تعريفها ولزمه مؤنة تعريفها ،سواء تملكها بعد
ذلك أم اَل .ومن التقط شيأ حقيرا اَل يُعرِّ فه َسنةً ،بَلْ يعرفه زمنا يظن أن فاقده
يعرض عنه بعد ذلك الزمن( .فإن لَ ْم يجد صاحبها) بعد تعريفها سنة ( َك َ
ان
ضي السنة، له أن يتملكها بشرط الضمان) لها .وال يتملكها الملتقطُ بمجرد ُم ِ
بَلْ اَل بد من لفظ يدل َعلَى التملك ،كتملكت هَ ِذ ِه اللقطة .فإن تملكها وظهر
مالكها َو ِه َي باقية واتفقا َعلَى رد عينها أَ ْو بدلها ،فاألمر فِي ِه واضح؛ وإن
تنازعا فطلبها المالك وأراد الملتقط العدول إِلَى بدلها أجيب المالكـ فِي
صح .وإن تَلِفَت اللقطة بعد تملكها غرم الملتقط مثلَها إن كانت مثلية ،أَ ْو األَ َ
قيمتَها إن كانت متقومة يو َم التملك لها .وإن نقصت بعيب فله أخذها مع
خ (وجملة اللقطة) ( َعلَى ْض النُّ َس ِ
صح( .واللقطة) َوفِي بَع ِ اإلرش فِي األَ َ
أربعة أضرب):
( .1أحدها :ما يبقى َعلَى الدوام) كذهب وفضة؛ (فهذا)؛ أَي :ما سبق من
تعريفها سنةً وتملكها بعد السنة (حكمه)؛ أَي :حكم ما يبقى َعلَى الدوام.
َ ( .2و) الضربـ (الثَانِي :ما اَل يبقى) َعلَى الدوام( ،كالطعام الرطب؛ فَ ُه َو)
ين) خصلتين (أكلِه وغر ِمه) أَ ْو غرم قيمته (أَ ْو بيعه الملتقط له ( ُم َخيَّر بَ َ
وحفظ ثمنه) إِلَى ظهور مالكه.
والعنب (فيفعل ما فِي ِه َ ( .3والثَّالِث :ما يبقى بعالج) فِي ِه( ،كالرطب) ِ
المصلحةِ ،من بيعه وحفظـ ثمنه ،أَ ْو تجفيفه وحفظه) إِلَى ظهور مالكه.
( .4والرابع :ما يحتاج إِلَى نفقة ،كالحيوان؛ َو ُه َو ضربان):
أحدهما( :حيوان اَل يمتنع بنفسه) من صغار السباع كغنم و ِعجل؛ (فَ ُه َو)؛
ين) ثالثة أشياء( :أكله وغرم ثمنه ،أَ ْو تركه) بال أَي :الملتقط (مخير) فِي ِه (بَ َ
أكل (والتطوع باإلنفاق َعلَي ِه أَ ْو بيعه وحفظ ثمنه) إِلَى ظهور مالكه.
( َو) الثَانِي( :حيوان يمتنع بنفسه) من صغار السباع ،كبعير وفرس؛ (فإن
وجده) الملتقط (فِي الصحراء تركه) وحرم التقاطه للتملك .فلو أخذه للتملك
ين األشياء الثالثة مخيَّر بَ َضمنه( ،وإن وجده) الملتقط (فِي الحضر؛ فَ ُه َو َ
فِي ِه)َ .وال ُم َراد الثالثة السابقة فيما اَل يمتنع.
صل فِي أحكام اللقيط فَ ْ
منبوذ اَل كافِ َل له من أب أَ ْو جد أَ ْو ما يقوم مقامهما .ويلحق ٌ صبي
ٌّ َوه َُو:
بالصبي كما قال بعضهم :المجنون البالغ.
(وإذا ُو ِجد لقيطٌ) بِ َم ْعنَى ملقوط (بقارعة الطريق فأ َ ْخ ُذه) ِم ْنهَا (وتربيته
وكفالتُه واجبةٌ َعلَى الكفاية) .فإذا التقطه بعض ممن هُ َو أهل لحضانة اللقيط
سقط اإلث ُم َع ْن الباقي؛ فإن لَ ْم يلتقطه أح ٌد أَثِم الجمي ُع.
صح :اإلشهاد َعلَى التقاطه. َولَ ْو علم بِ ِه واح ٌد فَقَط تعيَّن َعلَي ِه؛ َويَ ِجبُ فِي األَ َ
82
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صنِّف لشرط الملتقط بقوله( :وال يُقَ ُّر) اللقيط (إال فِي يد أمين) ُح ٍّر وأشار ال ُم َ
مسلم رشيد؛ (فإن ُوجد معه)؛ أَي :اللقيط (مال أنفق َعلَي ِه الحاكم منه) .وال
ينفق الملتقط َعلَي ِه منه إال بإذن الحاكم( .وإن لَ ْم يوجد معه)؛ أَي :اللقيط
(مال فنفقته) كائنة (فِي بيت المال) إن لَ ْم يكن له مال عام كالوقف َعلَى
اللقطاء.
خ( :اللقطى). س ِ ض النُّ َ
َوفِي بَ ْع ِ
صل فِي أحكام الوديعة فَ ْ
ِه َي :فَ ِعيلة ِم ْن َو َد َع إذا ترك .وتطلق لُ َغةًَ :علَى الشيء المودوع عند غير
صاحبه للحفظ.
وتطلق شرعًاَ :علَى العقد المقتضي لالستحفاظ( .والوديعة أمانة) فِي يد
الوديع( .ويُستحب قبولُها لمن قام باألمانة فيها) إن َك َ
ان ثَ َّم غيرُهَ ،وإِاَل
وجب قبولها كما أطلقه جم ٌع .قال فِي الروضة كأصلها :وهذا محمول َعلَى
أصل القبول ،دون إتالف منفعته وحرزه مجانا.
(وال يضمن) الوديع الوديعةَ (إال بالتعدي) فيها.
يرة مذكورة فِي المطوالت؛ ِم ْن َها :أن يُو ِدع الوديعةَ عند وصور التعدي َكثِ َ
غيره بال إذن من المالكـ ،وال عذر من الوديع.
َو ِم ْن َها :أن ينقلها من محلة أَ ْو دار إِلَى أخرى دونها فِي الحرز.
(وقول ال ُمو َدع) بفتح الدال (مقبول فِي ردها َعلَى ال ُمو ِدع) بكسر الدال.
(وعليه)؛ أَي :الوديع (أن يحفظها فِي حرز مثلها)؛ فإن لَ ْم يفعل ضمن.
(وإذا طولب) الوديع (بها)؛ أَي :الوديعة (فلم يخرجها مع القدرة عليها
إخراجها لعذر لَ ْم يضمن.
َ حتى تلفت ضمن) .فإن أ َّخر
ِكتَاب أحكام الفرائض والوصايا
والفرائض جمع فريضة ،بِ َم ْعنَى مفروضة من الفرض بِ َم ْعنَى التقدير؛
صيَّة ِم ْن والفريضة شرعًا اسم نصيب مقدر لمستحقه .والوصايا جمع َو ِ
ع بحق مضاف صيت الشي َء بالشيء إذا وصلته ِب ِه .والوصية شرعًا تبر ٌ ُ َو
لما بعد الموت.
(والوارثون من الرجال) المجمع َعلَى إرثهم (عشرة) :باالختصار،
صنِّف العشرة بقوله:وبالبسط خمسةَ عشر .و َع َّد ال ُم َ
( .1االبن)
( .2وابن االبن وإن سفل)
( .3واألب)
( .4والجد وإن عال)
( .5واألخ)
83
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
84
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
85
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
86
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .5وه َُو)؛ أَي :السدس (فرض األب مع الولد أَ ْو ول ِد االبن) .ويدخل فِي
الميت بنتا وأبا فللبنت النصف ،ولألب السدس ُ صنِّف ما لو خلف كالم ال ُم َ
فرضا ،والباقي تعصيبا.
( .6وفرض الجد) الوارث (عند عدم األب) .وقد يُ ْف َرض للجد السدس أيضا
ان سدس المال خيرا له من ان معه ذو فرضَ ،و َك َ مع اإلخوة ،كما لو َك َ
المقاسمة ،ومن ثلث الباقي كبنتين وجد وثالثة إخوة.
ان أَ ْو أنثى. َ ( .7وه َُو)؛ أَي :السدس (فرض الواحد من ولد األم)؛ ً
ذكرا َك َ
(وتسقط الجدات) سواء ق ُربْن أَ ْو بعُدن (باألم) فَقَطَ ( ،و) تسقط (األجدا ُد
باألب ،ويسقط ول ُد األم)؛ أَي :األخ لألم (مع) وجود (أربعة الول ِد) ذكرا
ان أَ ْو أنثى ( َو) مع (ول ِد االبن) كذلك ( َو) مع ( ِّ
األب والج ّد) وإن عال. َك َ
وابن االبن) وإن سفلَ ( ،و) مع ِ (ويسقط األخ لألب واألم مع ثالثة االبن،
األب).
( ّ
(ويسقط ولد األب) بأربعة:
(بهؤالء الثالثة)؛ أَي :االبن ،وابن االبن ،واألب( ،وباألخ لألب واألم).
(وأربعة يعصبون أخواتِهم)؛ أَي :اإلناث؛ للذكر مثل حظ األنثيين:
( .1االبن)
( .2وابن االبن)
( .3واألخ من األب واألم)
( .4واألخ من األب)
أّ َّما األخ من األم فَاَل يعصب أخته؛ بَلْ لَهُ َما الثلث.
(وأربعة يرثون دون أخواتهم؛ وهم):
( .1األعمام)
( .2وبنو األعمام)
( .3وبنو األخ)
( .4وعصبات المولى المعتق).
وإنما انفردوا َع ْن أخواتهم؛ ألنهم عصبة وارثون وأخواتهم من ذوي
األرحام اَل يرثون.
صل فِي أحكام الوصية فَ ْ
أوائل ِكتَاب الفرائض. َ وسبق معناها لُ َغةً َوشَرْ عًا؛
الموصى بِ ِه :أن يكون معلوما وموجودا. َ ويشترط فِي
( َو) حينئذ (تجوز الوصية بالمعلوم والمجهول) كاللبن فِي الضرع،
(وبالموجود والمعدوم) كالوصية بثمر هَ ِذ ِه الشجرة قبل وجود الثمرة.
87
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الموصي؛ (فإن زاد) َعلَى ِ ( َو ِه َي)؛ أَي :الوصية (من الثلث)؛ أَي :ثلث مال
الثلث (وقف) الزائد ( َعلَى إجازة الورثة) المطلقين التصرف؛ فإن أجازوا
فإجازتهم تنفيذ للوصية بالزائد ،وإن ردوه بطلت فِي الزائد.
(وال تجوز الوصية لوارث) وإن كانت ببعض الثلثـ (إال أن يجيزها باقي
الورثة) المطلقين التصرف.
ْض النُّ َس ِ
خ: صنِّف شرط الموصي فِي قوله( :وتصح)؛ َوفِي بَع ِ وذكر ال ُم َ
ان كافرا أَ ْو (وتجوز)؛ (الوصية من كل بالغ عاقل)؛ أَي :مختار حر وإن َك َ
محجورا َعلَي ِه بسفه؛ فَاَل تصح وصية مجنون ومغمى َعلَي ِه وصبي ومك َره.
ان معينا فِي قوله( :لكل مت َملِّك)؛ أَي :لكل من وصى له إذا َك َوذكر شرط ال ُم َ
وحم ٍل موجو ٍد عند يتصور له الملك من صغير وكبير ،وكامل ومجنونَ ،
الوصية ،بأن ينفصل أِل َق َّل ِمن ستة أشهر من وقت الوصية.
ان الموصى له جهة عامة؛ فإن الشرط فِي هَ َذا أن اَل َو َخ َر َج :بمعين :ما إذا َك َ
تكون الوصية جهة معصية ،كعمارة كنيسة من مسلم أَ ْو كافر للتعبد فيها.
( َو) تصح الوصية (فِي سبيل هللا تَ َعالَى)؛ وتصرف للغزاة.
خ بدل سبيل هللا( :وفي سبيل البر)؛ أَي :كالوصية للفقراء أَ ْو ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
لبناء مسجد.
(وتصح الوصية)؛ أَي :اإليصاء بقضاء الديون وتنفيذ الوصايا والنظر فِي
أمر األطفال (إِلَى من اجتمعت فِي ِه خمس خصال):
( .1اإلسالم)
( .2والبلوغ)
( .3والعقل)
( .4والحرية)
( .5واألمانة)
صنِّف َع ْن العدالة؛ فَاَل يصح اإليصاء ألضداد من ذكر ،لَ ِك ْن واكتفى بها ال ُم َ
صح جواز وصية ذمي إِلَى ذمي َع ْدل فِي دينه َعلَى أوالد الكفار. األَ َ
ويشترط أيضا فِي الوصي أن اَل يكون عاجزا َع ْن التصرف؛ فالعاجزـ عنه
ل ِكبر أَ ْو هرم مثال ،اَل يصح اإليصاء إليه .وإذا اجتمعت فِي أم الطفل
الشرائط المذكورة فهي أولى من غيرها.
ِكتَاب أحكام النكاح وما يتعلق بِ ِه من األَ ْح َكام والقضايا
خ( :وما يتصل ِب ِه من األَ ْح َكام والقضايا) .وهذه الكلمة ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
ساقطة من بعض نسخ المتن.
والنكاح يطلق لُ َغةًَ :علَى الضم والوطء والعقد.
ويطلق شر ًعاَ :علَى عقد مشتمل َعلَى األركان والشروط.
88
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ستح ٌّب لمن يحتاج إليه) بتَوقَان نفسه للوطء ،ويجد أُ ْهبَته ك َمهر (والنكاح ُم َ
ُستحب له النكاح. ونفقة؛ فإن فقد األُهبَة لَ ْم ي َ
ين أربع حرائر) فَقَط إال أن تتعين الواحدةُ فِي حقه، للح ِّر أن يجمع بَ َ (ويجوز ُ
كنكاح سفيه ونحوه مما يتوقف َعلَى الحاجة.
( َو) يجوز (للعبد) َولَ ْو مدبرا أَ ْو مبعضا أَ ْو مكاتبا أَ ْو معلقا عتقُه بصفة (أن
ين اثنتين)؛ أَي :زوجتين فَقَط. يجمع بَ َ
الحر أَمةً) لغيره (إال بشرطين): ُّ (وال ينكح
( .1عدم صداق الحرة) أَ ْو فقد الحرة أَ ْو عدم رضاها بِ ِه.
( .2وخوف العنت)؛ أَي :الزنا ُمدة فَ ْق ِد الحرة.
صنِّف شرطين آخرين: وترك ال ُم َ
أحدهما :أن اَل يكون تحته حرة مسلمة أَ ْو كتابية تصلح لالستمتاع.
َوالثَّانِي :إسالم األَمة الَتِي ينكحها الحرُّ ؛ فَاَل يحل لمسلم أمةٌ كتابية.
وإذا نكح الحر أمةً بالشروط المذكورة ثم أيسر ونكح حرةً لَ ْم ينفسخ نكاح
األمة( .ونظر الرجل إِلَى المرأة َعلَى سبعة أضرب):
ان شيخا هرما عاجزا َع ْن الوطء (إِلَى أجنبية لغير ( .1أحدها :نظره) َولَ ْو َك َ
ان النظر لحاجة كشهادة عليها حاجة) إِلَى نظرها (فغير جائز)؛ فإن َك َ
جاز.
َ ( .2والثَّانِي :نظره)؛ أَي :الرجل (إِلَى زوجته وأمته؛ فيجوز أن ينظر) من
كل ِم ْنهَا (إِلَى ما عدا الفرج ِم ْن ُه َما) .أّ َّما الفرج فيحرم نظره؛ وهذا وجه
صح جواز النظر إليه لَ ِك ْن مع الكراهة. ضعيفَ ،واألَ َ
َ ( .3والثَّالِث :نظره إِلَى ذوات محارمه) بنسب أَ ْو رضاع أَ ْو مصاهرة (أَ ْو
ين السرة والركبة) .أّ َّما أمته المز َّوجة ،فيجوز) أن ينظر (فيما عدا ما بَ َ
الذي بينهما فيحرم نظره.
( .4والرابع :النظر) إِلَى األجنية (ألجل) حاجة (النكاح؛ فيجوز) للشخص
عند عزمه َعلَى نكاح امرأة النظ ُر (إِلَى الوجه والكفين) ِم ْنهَا ظاهرا
وباطنا وإن لَ ْم تأذن له الزوجة فِي ذلك ،وينظر من األمة َعلَى ترجيح
النَّ َو ِوي 1عند قصد خطبتها ما ينظره من الحرة.
( .5والخامس :النظر للمداواة؛ فيجوز) نظر الطبيب من األجنبية (إِلَى
المواضع الَتِي يحتاج إليها) فِي ال ُمداواة حتى مداواة الفرج .ويكون ذلك
بحضور محرم أَ ْو زوج أَ ْو سيد ،وأن اَل تكون هناك امرأة تُعالجها.
( .6والسادس :النظر للشهادة) عليها فينظر الشاهد فرجها عند شهادته
بزناها أَ ْو والدتها؛ فإن تعمد النظر لغير الشهادة فسق ،و ُر َّدت شهادتُه
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
89
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(أَ ْو) النظر (للمعاملة) للمرأة فِي بيع وغيره؛ (فيجوز النظر)؛ أَي :نظره
لها .وقوله( :إِلَى الوجه) ِم ْنهَا (خاصة) يرجع للشهادة وللمعاملة.
( .7والسابع :النظر إِلَى األمة عند ابتياعها)؛ أَي :شرائها؛ (فيجوز) النظر
(إِلَى المواضع الَتِي يحتاج إِلَى تقليبها)؛ فينظر أطرافها وشعرها ،اَل
عورتها.
صل فيما اَل يصح النكاح إال بِ ِه فَ ْ
خ (بول ّي ذكر)َ ،وهُ َو ْض النُّ َس ِ
(وال يصح عقد النكاح إال بول ّي) عدلَ .وفِي بَع ِ
غيرهاَ ( .و) اَل يصح عقد زوج نف َسها وال َاحتراز َع ْن األنثى؛ فإنها اَل تُ ِّ
صنِّف شرط كل من النكاح أيضا إال بحضور (شاه َدي عدل) .وذكر ال ُم َ
الولي والشاهدين فِي قوله( :ويفتقر الولي والشاهدان إِلَى ستة شرائط):
صنِّف .1األول( :اإلسالم)؛ فَاَل يكون ُّ
ولي المرأ ِة كافرًا إال فيما يستثنيه ال ُم َ
بع ُد.
َ ( .2و) الثَانِي( :البلوغ)؛ فَاَل يكون ول ّي المرأة صغيرا.
َ ( .3و) الثَّالِث( :العقل)؛ فَاَل يكون ول ّي المرأة مجنونا ،سواء أطبق جنونُه
أَ ْو تقطع.
َ ( .4و) ال َّرابِع( :الحرية)؛ فَاَل يكون الول ّي عبدا فِي إيجاب النكاح .ويجوز
أن يكون قابال فِي النكاح.
َ ( .5و) الخامس( :الذكورة)؛ فَاَل تكون المرأة والخنثى وليين.
َ ( .6و) السادس( :العدالة)؛ فَاَل يكون الول ّي فاسقا.
صنِّف من ذلك ما تضمنه قوله( :إال أنه اَل يفتقر نكاح الذمية واستثنى ال ُم َ
إِلَى إسالم الولي ،وال) يفتقر (نكاح األمة إِلَى عدالة السيد)؛ فيجوز كونه
فاسقا.
وجميع ما سبق فِي الولي يعتبر فِي شاهدي النكاحَ .وأَ َّما العمى فَاَل يقدح فِي
الوالية فِي األَ َ
صح .
(وأولى الوالة)؛ أَي :حق األولياء بالتزويج (األب ،ثم الجد أبو األب) ثم
أبوه وهكذا .ويقدم األقرب من األجداد َعلَى األبعد( ،ثم األخ لألب واألم)
َولَ ْو عبر بالشقيق لكان أحصر( ،ثم األخ لألب ،ثم ابن األخ لألب واألم) وإن
سفل( ،ثم ابن األخ لألب) وإن سفل( ،ثم العم) الشقيق ثم العم لألب( ،ثم
ابنه)؛ أَي :ابن كل ِم ْنهُ َما وإن سفل ( َعلَى َه َذا الترتيب) ،فيقدم ابن العم
الشقيق َعلَى ابن العم لألب.
(فإذا عدمت العصبات) من النسب (فالمولى المعتق) الذكر( ،ثم عصابته)
َعلَى ترتيب اإلرث .أّ َّما الموالة المعتقة إذا كانت حيةً فيزوج عتيقتها َمن
يزوج المعتقة بالترتيب السابق فِي أولياء النسب .فإذا ماتت المعتقة ز َّوج ِّ
90
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
عتيقتها من له الوالء َعلَى المعتقة ثم ابنه ثم ابن ابنه( ،ثم الحاكم) يزوج عند
فقد األولياء من النسب والوالء.
الخطبة بكسر الخاءَ ،و ِه َي التماس الخاطب من صنِّف فِي بيان ِ ثم َش َر َع ال ُم َ
المخطوبة النكاح؛ فقال( :وال يجوز أن يصرح بخطبة معتدة) َع ْن وفاة أَ ْو
طالق بائن أَ ْو رجعي.
نكاحك).
ِ والتصريح ما يقطع بالرغبة فِي النكاح كقوله للمعتدة( :أريد
بالخطبة(ويجوز) إن لَ ْم تكن المعتدة َع ْن طالق رجعي (أن يعرض لها) ِ
(وينكحها بعد انقضاء عدتها).
والتعريض :ما اَل يقطع بالرغبة فِي النكاح ،بَلْ يحتملها كقول الخاطب
فيك).
ب ِ ب راغ ٍ للمرأةُ ( :ر َّ
أّ َّما المرأةُ الخلية من موانع النكاح وعن خطبة سابقة فيجوز خطبتها
تعريضا وتصريحا.
(والنساء َعلَى ضربين :ثيبات ،وأبكار) .والثيب :من زالت بكارتها بوطء
حالل أوحرام ،والبكر عكسها؛ (فالبكر :يجوز لألب والجد) عند عدم األب
أصال أَ ْو عدم أهليته (إجبارها)؛ أَي :البكر ( َعلَى النكاح) إن ُوجدت شروطُ
اإلجبار بكون الزوجة غير موطوأة بقبل وأن تزوج بكفء بمهر مثلها من
نقد البلد( .والثيب اَل يجوز) لوليها (تزويجها إال بعد بلوغها وإذنها) نطقا،
اَل سكوتًا.
صل فَ ْ
(والمحرمات)؛ أَي :المحرم نكاحهن (بالنص أربع عشرة)َ :وفِي بَع ِ
ْض
خ (أربعة عشر)؛ (سبع بالنسب؛ وهن): النُّ َس ِ
( .1األم وإن علت)
( .2والبنت وإن سفلت) .أّ َّما المخلوقة من ماء زنا شخص فت ِحلُّ له َعلَى
صح ،لَ ِك ْن مع الكراهة ،وسواء كانت ال ُمزنَى بها مطاوعة أَ ْو اَل َ .وأَ َّما األَ َ
المرأة فَاَل يحل لها ول ُدها من الزنا.
( .3واألخت) شقيقة كانت أَ ْو ألب أَ ْو ألم.
( .4والخالة) حقيقة أَ ْو بتوسط كخالة األب واألم.
( .5والعمة) حقيقة أَ ْو بتوسط كعمة األب,
( .6وبنت األخ) وبنات أوالده من ذكر أَ ْو أنثى.
( .7وبنت األخت) وبنات أوالدها من ذكر أَ ْو أنثى.
صنِّف َعلَى قوله سابقا (سبع) قوله هُنَا( :واثنتان)؛ أَي: وعطف ال ُم َ
المحرمات بالنص اثنتان( :بالرضاع) وهما:
المرضعة).
ِ ( .1األم
91
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
92
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ظم .وما عدا َ ( .5و) الخامس :بوجود (القَرن)َ ،وهُ َو انسداد محل الجماع ب َع ْ
هَ ِذ ِه العيوب كالبخر والصنان اَل يثبت بِ ِه الخيار.
(ويرد الرجل) أيضا؛ أَي :الزوج (بخمسة عيوب):
( .1بالجنون)
( .2والجذام)
( .3والبرص) .وسبق معناها.
الج ِّب)َ ،وهُ َو قطع الذكر كله أَ ْو بعضه والباقي منه دون َ ( .4و) بوجود ( َ
الحشفة؛ فإن بقي قدرها فأكثر فَاَل خيار.
َ ( .5و) بوجود (ال ُعنة) بضم العينَ ،وهُ َو عجز الزوج َع ْن الوطء فِي القبل
لسقوط القوة الناشرة لضعف فِي قلبه أَ ْو آلته.
ويشترط فِي العيوب المذكورة الرفع فيها إِلَى القاضيـ.
يوال ينفرد الزوجان بالتراضي بالفسخ فيها كما يقتضيه كالم ال َماور ِد ّ
وغيره ،لَ ِك ْن ظاهر النص خالفه.
صداق صل فِي أحكام ال َّ فَ ْ
الصدق بفتح الصادَ .وهُ َو ق منَ : َوهُ َو بفتح الصاد؛ أفصح من كسرها .مشت ٌ
اسم :لشديد الصلبـ.
َوش َْر ًعا :اسم لمال واجب َعلَى الرجل بنكاح أَ ْو وطء شبهة أَ ْو موت.
(ويستحب تسمية المهر فِي) عقد (النكاح) َولَ ْو فِي نكاح عبد السيد أمته.
ان ،ولكن يسن عدم النقص َع ْن عشرة دراهم ويكفي تسمية؛ أَي :شيء َك َ
وعدم الزيادة َعلَى خمسمائة درهم خالصة.
وأشعر قوله( :يستحب) بجواز إخالء النكاح َع ْن المهرَ ،وهُ َو كذلك.
س َّم) فِي عقد النكاح مه ٌر (صح العقد) .وهذا معنى التفويض. (فإن لَ ْم يُ َ
ويصدر تارةً من الزوجة البالغة الرشيدة كقولها لوليهاَ ( :ز ِّو ْجني بال مهر)
فيزوجها الولي وينفي المهر أَ ْو يسكت عنهَ .و َك َذا ِّ أَ ْو ( َعلَى أن اَل مهر لي)؛
لو قال سيد األمة لشخص( :ز َّوجتُك أمتي) ونفى المهر أَ ْو سكت.
( َو) إذا صح التفويض (وجب المهر) فِي ِه (بثالثة أشياء)َ :و ِه َي:
( .1أن يفرضه الزوج َعلَى نفسه) وترضى الزوجة بما فرضه،
مهر المثل.( .2أَ ْو يفرضه الحاكم) َعلَى الزوج ويكون المفروض َعلَي ِه َ
ويشترط علم القاضيـ بقدره .أّ َّما رضا الزوجين بما يفرضه فَاَل يشترط،
فوضة قبل فرض من ( .3أَ ْو يدخل)؛ أَي :الزوج (بها)؛ أَي :الزوجة ال ُم ِّ
الزوج أَ ْو الحاكم؛ (فَيَ ِجب) لها (مهر المثل) بنفس الدخول .ويعتبر هَ َذا
صح .وإن مات أحد الزوجين قبل فرض ووطء المهر بحال العقد فِي األَ َ
وجب مهر مثل فِي األظهر.
93
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َوال ُم َراد بمهر المثل قدر ما يرغب بِ ِه فِي مثلها عادةً( .وليس ألقل الصداق)
ح ٌّد معيَّن فِي القلة (وال ألكثره حد) معين فِي الكثرة ،بَلْ الضابط فِي ذلك أن
كل شيء صح جعله ثمنا من عين أَ ْو منفعة صح جعله صداقا .وسبق أن
المستحب عدم النقص َع ْن عشرة دراهم وعدم الزيادة َعلَى خمسمائة درهم.
(ويجوز أن يتزوجها َعلَى منفعة معلومة) كتعليمها القرآن( .ويسقط
بالطالق قب َل الدخول بها نصفُ المهر) .أّ َّما بعد الدخول َولَ ْو مرةً واحدة
حال إحرامها ان الدخول حراما كوطء الزوج زوجته َ فَيَ ِجب كل المهر َولَ ْو َك َ
ق بموت أحد الزوجين ،اَل بخلوة الزوج أَ ْو حيضهاَ .ويَ ِجبُ كل المهر َك َما َسبَ َ
بها فِي الجديد .وإذا قتلت الحرة نفسها قبل الدخول بها اَل يسقط مهرها،
ف ما لو قتلت األمة نفسها أَ ْو قتلها سيدها قبل الدخول فإنه يسقط بِ ِخاَل ِ
مهرها.
صل فَ ْ
(والوليمة َعلَى ال ُعرس :مستحبة)َ .وال ُم َراد بها :طعام يتخذ للعرس.
وقال الشافعي :تصدق الوليمة َعلَى كل دعوة لحادث سرور .وأقلها :للمكثر
شاةٌ .وللمقل :ما تيسر .وأنواعها َكثِي َرة مذكورة فِي المطوالت.
صح. (واإلجابة إليها)؛ أَي :وليمة العرس (واجبة)؛ أَي :فرض عين فِي األَ َ
صح. وال يجب األكل ِم ْنهَا فِي األَ َ
أّ َّما اإلجابة لغير وليمة العرس من بقية الوالئم فليست فرض عين ،بَلْ ِه َي
سنة.
وإنما تجب الدعوة لوليمة العرس أَ ْو تسن لغيرها بشرط أن اَل يخص الداعي
األغنياء بالدعوة ،بَلْ يدعوهم والفقراءـ وأن يدعوهم فِي اليوم األول.
فإن أَ ْولَم ثالثةَ أيام لَ ْم تجب اإلجابة فِي اليوم الثَانِي ،بَلْ تستحب ،وتكره فِي
اليوم الثَّالِث.
وبقية الشروط مذكورة فِي المطوالت.
ان يكون فِي موضع وقوله (إال من عذر)؛ أَي :مانع من اإلجابة للوليمةَ ،ك َ
الدعوة من يتأذي بِ ِه المدعو أَ ْو اَل تليق بِ ِه مجالسته.
سم والنشوز
صل فِي أحكام القِ ْ فَ ْ
األول :من جهة الزوجَ .والثَّانِي :من جهة الزوجة.
َو َم ْعنَى نشوزها :ارتفاعها َع ْن أداء الحق الواجب عليها.
ان فِي عصمة شخص زوجتان فأكثر اَل يجب َعلَي ِه القِسْم بينهما أَ ْو وإذا َك َ
بينهن حتى لو أعرض عنهن أَ ْو َع ْن الواحدة؛ فلم يبت عندهن أَ ْو عندها لَ ْم
يأثم ،ولكن يستحب أن اَل يعطلهن من المبيت ،وال الواحدة أيضا ،بأن يبيت
94
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
عندهن أَ ْو عندها .وأدنى درجات الواحدة أن اَل يخليها كل أربع ليال َع ْن
ليلة.
ين الزوجات :واجبة). سم ب َ َ
(والتسوية فِي القِ ْ
وتعتبر التسوية :بالمكان تارةً ،وبالزمان أخرى.
ين الزوجتين فأكثر فِي مسكن واحد إال بالرضا. أّ َّما المكان فيُحرم الجمع بَ َ
َوأَ َّما الزمان فمن لَ ْم يكن حارسا مثال فعماد القِسْم فِي حقه اللي ُل ،والنها ُر تبع
له.
ان حارسا فعماد القِسْم فِي حقه النها ُر ،واللي ُل تبع له. ومن َك َ
(وال يدخل) الزوج ليالً ( َعلَى غير المقسوم لها لغير حاجة) .فإن َك َ
ان
لحاجة كعيادة ونحوها لَ ْم يمنع من الدخول؛ وحينئذ إن طال مكثه قضى من
نوبة المدخول عليها مثل مكثه؛ فإن جامع قضى زمن الجماع إال أن يقصر
زمنه فَاَل يقضيه( .وإذا أراد) من فِي عصمته زوجات (السف َر أقرع بينهن
َو َخ َر َج)؛ أَي :سافر (بالتي تخرج لها القرعةُ) .وال يقضي الزوج المسافر
للمتخلفاتـ ُمدة سفره ذهابا؛ فإن وصل مقصده وصار مقيما بأن نوى إقامة
مؤثرة أول سفره أَ ْو عند وصول مقصده أَ ْو قبل وصوله قضى ُمدة اإلقامة
ي؛ َوإِاَل لَ ْم يقض .أّ َّما إن ساكن المصحوبة معه فِي السفر كما قاله ال َماور ِد ّ
ُمدة الرجوع فَاَل يجب َعلَى الزوج قضاؤها بعد إقامته.
ان عند الزوج صها) حتما َولَ ْو كانت أمةًَ ،و َك َ (وإذا تزوج) الزوج (جديدةً خ َّ
غير الجديدة َوهُ َو يبيت عندها (بسبع ليال) متوالياتـ (إن كانت) تلك الجديدة
(بِكرا) .وال يقضي للباقياتـَ ( ،و) خصها (بثالث) متوالياتـ (إن كانت) تلك
الجديدة (ثيبا).
فلو فرق الليالي بنومه ليلةً عند الجديدة وليلةً فِي مسجد مثال اليحسب لها
ذلك ،بَلْ يوفى الجديدة حقها متواليا ويقضي ما فرقه للباقيات.
ان نشو ُزخ (وإذا بَ َ ْض النُّ َس ِ َ
نشوز المرأة)َ .وفِي بَع ِ (وإذا خاف) الزوج (
المرأة)؛ أَي :ظهر ( َو َعظَهاـ) زوجُها بال ضرب وال هجر لها ،كقوله لها:
(اتقي هللا فِي الحق الواجب لي عليك ،واعلمي أن النشوز ُمسقِط للنفقة
والقسم).
وليس الشتم للزوج من النشوز ،بَلْ تستحق بِ ِه التأديب من الزوج فِي
صح ،وال يرفعها إِلَى القاضي( .فإن أبت) بعد الوعظ (إال النشوز األَ َ
هجرها) فِي مضجعهاَ ،وهُ َو فراشها؛ فَاَل يضاجعها فِي ِه .وهجرانها بالكالم
حرام فيما زاد َعلَى ثالثة أيام .وقال فِي الروضة :أنه فِي الهجر بغير عذر
شرعي؛ َوإِاَل فَاَل تحرم الزيادة َعلَى الثالثة( .فإن أقامت َعلَي ِه)؛ أَي :النشوز
95
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
بتكرره ِم ْنهَا (هجرها وضربها) ضرب تأديب لها .وإن أفضى ضربها إِلَى
التلف وجب الغرم( .ويسقط بالنشوز قس ُمها ونفقتها).
صل فِي أحكام ُ
الخلع فَ ْ
َوهُ َو بضم الخاءـ المعجمة مشتق من ال َخلعـ بفتحها؛ َوه َُو :النزع.
َوش َْر ًعا :فُرقةٌ بعوض مقصود؛ فخرج الخلع َعلَى َدم ونحوه.
ان َعلَى (والخلع جائز َعلَى عوض معلوم) مقدور َعلَى تسليمه؛ فإن َك َ
ان خالعها َعلَى ثوب غير معين بَانَت بمهر المثل. عوض مجهولَ ،ك َ
( َو) الخلع الصحيح (تملك بِ ِه المرأة نفسها ،وال رجعةَ له)؛ أَي :الزوج
ان العوض صحيحاـ أَ ْو اَل . (عليها) سواء َك َ
وقوله( :إال بنكاح جديد) ساقط فِي أكثر النسخ( .ويجوز الخلع فِي الطهر
وفي الحيض) .وال يكون حراما( .وال يلحق المختلعة الطالق) بِ ِخاَل ِ
ف
الرجعية فيلحقها.
صل فِي أحكام الطالق فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةًَ :حلُّ القَيد.
َوش َْر ًعا :اسم ل َحلِّ قَيد النكاح.
ويشترط لنفوذه :التكليف واالختيار.
َوأَ َّما السكران فينفذ طالقه عقوبةً له.
(والطالق ضربان :صريح ،وكناية)؛ فالصريح :ما اَل يحتمل غير الطالق.
والكناية :ما تحتمل غيره.
َولَ ْو تلفظ الزوج بالصريح ،وقال( :لَ ْم أُ ِرد بِ ِه الطال َ
ق) ،لَ ْم يقبل قولُه؛
ق(فالصريح ثالثة ألفاظ :الطالق) وما اشتق منه ،كطلقتك ،وأنت طال ٌ
ومطلقةٌ( ،والفراق ،والسراح) كفارقتك ،وأنت مفارقة ،وسرحتك ،وأنت
مسرحة .ومن الصريح أيضا الخلع إن ذكر المالَ .و َك َذا المفاداة( .وال يفتقر
صريح الطالق إِلَى النية)َ .ويُ ْستَ ْثنَى ال ُمك َره َعلَى الطالق؛ فصريحه كناية فِي
حقه ،إن نوى وقعَ ،وإِاَل فَاَل ( .والكناية كل لفظ احتمل الطالق وغيره،
ويفتقر إِلَى النية)؛ فإن نوى بالكناية الطالق وقعَ ،وإِاَل فَاَل .وكناية الطالق
بأهلك ،وغير ذلك مما هُ َو فِي المطوالت( .والنساء ِ الحقِي
ت بَرية خليةَ ، كأن ِ
فِي ِه)؛ أَي :الطالق (ضربان):
صنِّف سنةٌ وبدعة ،وهن ذواتُ الحيض) .وأراد ال ُم َ (ضرب فِي طالقهن ُ
بالسُنة الطالق الجائز ،وبالبدعة الطالق الحرام؛ (فالسنة أن يُوقِع) الزوج
ق فِي (الطالق فِي طهر غير ُمجا َمع فِي ِه؛ والبدعة أن يوقع) الزوج (الطال َ
الحيض أَ ْو ِفي طهر جا َم َعها فِي ِه).
96
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
يس فِي طالقهن سنة وال بدعة؛ وهن أربع :الصغيرة، (وضرب َولَ َ
واآليسة)َ ،و ِه َي الَتِي انقطع حيضها( ،والحامل ،والمختلعة الَتِي لَ ْم يدخل
بها) الزو ُج .وينقسم الطالق باعتبار آخر إِلَى واجب كطالق ال ُمولي،
ومندوب كطالق امرأة غير مستقمية الحالـ كسيئة ال ُخلُق ،ومكروه كطالق
مستقمية الحال ،وحرام كطالق البدعة وقد سبق .وأشار اإلمام للطالق
المباح بطالق من اَل يهواها الزوج وال تسمح نفسه بمؤنتها بال استمتاع بها.
صل فِي حكم طالق الحر والعبد وغير ذلك فَ ْ
الحر) َعلَى زوجته َولَ ْو كانت أَمةً (ثالث تطليقاتَ ،و) (ويملك) الزوج ( ُ
يملك (العبد) عليها (تطليقتين) فَقَط ،حرةً كانت الزوجة أَ ْو أمة .والمبعض
والمكاتب والمدبر كالعبد القن.
(ويصح االستثناء فِي الطالق إذا وصله بِ ِه)؛ أَي :وصل الزوج لفظ
المستثنى بالمستثنى منه اتصااًل ُعرفيا ،بأن يُع َّد فِي العرف كالما واحدا.
ويشترط أيضا أن ينوي االستثناء قبل فراغ اليمين .وال يكفي التلفظ ِب ِه من
غير نية االستثناء.
ت
ويشترط أيضا عدم استغراق المستثنى المستثنى منه؛ فإن استغرق كـ (أن ِ
طالق ثالثا إال ثالثا) بطل االستثناء.
ت
الدار فأن ِ َ (ويصح تعليقه)؛ أَي :الطالق (بالصفة والشرط) كـ (إن دخل ِ
ت
ق)؛ فتطلق إذا دخلَتَ ( .و) الطالق اَل يقع إال َعلَى زوجة .وحينئذ (اَل يقع طال ٌ
الطالق قبل النكاح)؛ فَاَل يصح طالق األجنبية تنجيزا كقوله لها( :طلقتُ ِك).
ت طالق)( .وإن تزوجت فالنة فهي تزوجتك فأن ِ
ِ وال تعليقا كقوله لها( :إن
طالق).
(وأربع اَل يقع طالقهم :الصبي ،والمجنون) .وفي معناه المغمى َعلَي ِه،
ان بحق وقع .وصورته كما قال والمكره)؛ أَي :بغير حق؛ فإن َك َ َ (والنائم،
جم ٌع إكراه القاضيـ لل ُمولي بعد ُمدة اإليالء َعلَى الطالق.
كره بكسر الراء َعلَى تحقيق ما هدد بِ ِه ال ُمك َره وشرط اإلكراه :قدرة ال ُم ِ
المكره بكسرها ِ المكره بفتح الراء َع ْن دفع َ بفتحها بوالية أَ ْو تغلب ،وعجز
بهرب منه أَ ْو استغاثة بمن يخلصه ونحو ذلك ،وظنه أنه إن امتنع مما أكره
َعلَي ِه فعل ما خ َّوفه .ويحصل اإلكراه بالتخويف بضرب شديد أَ ْو حبس أَ ْو
المكره بفتح الراء قرينة اختيار ،بأن َ إتالف مال ونحو ذلك .وإذا ظهر من
أكرهه شخصٌ َعلَى طالق ثالث فطلق واحدةً وقع الطالق .وإذا صدر تعليق
الطالق بصفة من مكلف ووجدت تلك الصفة فِي غير تكليف فإن الطالق
المعلق بها يقع بها .والسكران ينفذ طالقه َك َما َسبَ َ
ق.
الر ْجعة
صل فِي أحكام َ فَ ْ
97
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
98
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ق) فإنه يكون موليا حج أَ ْو عت ٌ قال( :إن وطئتك فلله عل َّي صالةٌ أَ ْو صوم أَ ْو ٌّ
ان أَ ْو عبدا فِي زوجة أيضا( .ويؤجل له)؛ أَي :يمهل المولي حتما ،حرا َك َ
مطيقة للوطء( .إن سألت ذلك أربعة أشهر) وابتداؤها فِي الزوجة من
اإليالء ،وفي الرجعية من الرجعة( ،ثم) بعد انقضاءـ هَ ِذ ِه المدة (يخير)
ين الفيئة) بأن يولج المولي حشفته أَ ْو قدرها من مقطوعها بقُبل المولي (بَ َ
ان حلفه باهلل تَ َعالَى َعلَى ترك وطئها (أَ ْو المرأة (والتكفير) لليمين إن َك َ
الطالق) للمحلوف عليها( .فإن امتنع) الزوج من الفيئة والطالق (طلق
َعلَي ِه الحاك ُم) طلقة واحدة رجعية؛ فإن طلق أكثر ِم ْنهَا لَ ْم يقع؛ فإن امتنع من
الفيئة فَقَط أمره الحاكم بالطالق.
صل فِي بيان أحكام الظهار فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً مأخوذ من الظَهرَ ،وشَرْ عًا تشبيه الزوج زوجتَه غير البائن بأنثى
ت عل َّي كظهر أمي)). لَ ْم تكن ِحالًّ له( .والظهار أن يقول الرجل لزوجته( :أن ِ
وخص الظهر دون البطن مثال ،ألن الظهر موضع الركوب ،والزوجة
ي كظهر أمي( ،ولم يتبعه ت عل َّ مركوب الزوج( .فإذا قال لها ذلك)؛ أَي :أن ِ
بالطالق صار عائدا) من زوجته( ،ولزمته) حينئذ (الكفَّارة) َو ِه َي ُم َرتَّبةٌ.
بيان ترتيبها فِي قوله( :والكفارة عتق رقبة مؤمنة) مسلمة صنِّف َوذكر ال ُم َ
َولَ ْو بإسالم أحد أبويها (سليمة من العيوب المضرة بالعمل والكسب)
إضرارا بيِّنا( ،فإن لَ ْم يجد) ال ُمظاهر الرقبة المذكورة ،بأن عجز عنها حسا
أَ ْو شرعا (فصيام شهرين متتابعين) .ويعتبر الشهران بالهاللَ ،ولَ ْو نقص
كل ِم ْنهُ َما َع ْن ثالثين يوما .ويكون صومهما بنية الكفارة من الليل .وال
صح( ،فإن لَ ْم يستطع) المظاهر صوم الشهرين أَ ْو يشترط نية تتابع فِي األَ َ
لَ ْم يستطع تتابعها (فإطعام ستين مسكينا) أَ ْو فقيرا؛ (كل مسكين) أَ ْو فقير
المخرج فِي زكاة الفطر؛ وحينئذ فيكون من غالب َ الحبِّ
(م ّد) من جنس َ
قوت بلد ال ُمكفِّر كبُرٍّ وشعير ،اَل دقيق وسويق .وإذا عجز المكفر َع ْن
الخصال الثالث استقرت الكفارة فِي ذمته .فإذا قدر بعد ذلك َعلَى خصلة
فعلهاَ ،ولَ ْو قدر َعلَى بعضها ك ُمد طعام أَ ْو بعض مد أخرجه( .وال يحل
للمظاهر وطؤهاـ)؛ أَي :زوجته الَتِي ظَاهَر ِم ْنهَا (حتى يُكفّر) بالكفارة
المذكورة.
صل فِي بيان أحكام القذف واللعان فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً مصدر مأخوذ من اللعن؛ أَي :البعد ،وشرعا كلمات مخصوصة
جعلت ُح َّجةً للمضطر إِلَى قذف من لطخ فراشه ،وألحق العار بِ ِه( .وإذا
القذف) ،
ِ رمى)؛ أَي :قذف (الرجل زوجته بالزنا فعليه ح ُّد
99
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
وسيأتي أنه ثمانون جلدة (إال أن يقيم) الرجل القاذف (البيّنةَ) بزنا المقذوفة،
خ (أَ ْو يلتعن)؛ أَي :بأمر (أَ ْو يُالعن) زوجته المقذوفةَ .وفِي بَع ِ
ْض النُّ َس ِ
الحاكم أَ ْو من فِي حكمه كالمحكم؛ (فيقول عند الحاكم فِي الجامع َعلَى
المنبر فِي جماعة من الناس) أقلُّهم أربعة( :أشهد باهلل إنني لمن الصادقين
فيما رميتُ ِب ِه زوجتي) الغائبة (فالنة من الزنا) .وإن كانت حاضرةً أشار
ان هناك ولد ينفيه ذكره فِي الكلمات فيقول: لها بقوله( :زوجتي َه ِذ ِه) .وإن َك َ
(وأن َه َذا الولد من الزنا ،وليس مني) .ويقول المالعن هَ ِذ ِه الكلمات (أربع
يعظه الحاك ُم) أَ ْو المحكم بتخويفه مرات .ويقول فِي) المرة (الخامسة بعد أن ِ
له من عذاب هللا تَ َعالَى فِي اآلخرة وأنه أش ُّد من عذاب الدنيا(( :وعل َّي لعنةُ
صنِّف ُ
رميت بِ ِه هَ ِذ ِه من الزنا .وقول ال ُم َ هللا إن كنتُ من الكاذبين)) .فيما
يس بواجب فِي اللعان ،بَلْ هُ َو سنة( .ويتعلق َعلَى المنبر فِي جماعة َولَ َ
بلعانه)؛ أَي :الزوج وإن لَ ْم تالعن الزوجة (خمسةُ أحكام):
.1أحدها (سقوط الحد)؛ أَي :حد القذف للمالعنة (عنه) إن كانت محصنة
وسقوط التعزير عنه إن كانت غير محصنة.
َ ( .2و) الثَّانِي(وجوب الحد عليها)؛ أَي :حد زناها مسلمة كانت أَ ْو كافرة إن
لَ ْم تالعن.
صنِّف بالفُرقة المؤبدة، َ ( .3و) الثَّالِث (زوال الفراش) .وعبّر عنه غي ُر ال ُم َ
َو ِه َي حاصلة ظاهرا وباطنا وإن كذب المالعن نفسه.
َ ( .4و) ال َّرابِع (نفي الولد) َع ْن المالعن .أّ َّما المالعنة فَاَل ينتفي عنها نسب
الولد.
َ ( .5و) الخامس (التحريم َعلَى األبد)؛ فَاَل يحل للمالعن نكاحها وال وطؤها
بملك اليمين لو كانت أمة واشتراها.
وفي المطوالت زيادة َعلَى هَ ِذ ِه الخمسةِ ،م ْنهَا سقوطُ حصانتها فِي حق
الزوج إن لَ ْم تالعن حتى لو قذفها بزنا بعد ذلك اَل يحد( .ويسقط الحد عنها
بأن تلتعن)؛ أَي :تالعن الزوج بعد تمام لعانه (فتقول) فِي لعانها إن َك َ
ان
المالعن حاضرا(( :أشهد باهلل ،أن فالنا َه َذا لَ ِمن الكاذبين ،فيما رماني بِ ِه
من الزنا)) .وتكرر المالعنة هَ َذا الكالم (أربع مرات ،وتقول فِي المرة
الخامسة) من لعانها (بعد أن يعظها الحاكم) أَ ْو المحكم بتخويفه لها من
غضب هللا إن َك َ
ان ُ عذاب هللا فِي اآلخرة ،وأنه أشد من عذاب الدنيا(( :وعل َّي
من الصادقين)) فيما رماني بِ ِه من الزنا .وما ذكر من القول المذكور محله
فِي الناطق .أّ َّما األخرس فيالعن بإشارة مفهمة؛ َولَ ْو أبدل فِي كلمات اللعان
لفظ الشهادة بالحلف كقول المالعن( :أحلف باهلل) ،أَ ْو لفظ الغضب باللعن
100
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ي ،أَ ْو ذكر كل من وعكسه كقولها( :لعنة هللا عل َّي) .وقوله :غضب هللا عل َّ
الغضب واللعن قبل تمام الشهادات األربع لَ ْم يصح فِي الجميع.
صل فِي أحكام العدة وأنواع المعتدة فَ ْ
تربُّص المرأة ُمدة يعرف فيها براءة َو ِه َي لُ َغةً االسم من اعتَ َّد ،وشرعا َ
رحمها بأقراء أَ ْو أشهر أَ ْو وضع حمل( .والمعتدة َعلَى ضربين :متوفى
عنها) زوجُها( ،وغير متوفى عنها؛ فالمتوفى عنها) زوجها (إن كانت)
حرة (حامال فعدتها) َع ْن وفاة زوجها (بوضع الحمل) كله حتى ثاني توأمين
مع إمكان نسبة الحمل للميت َولَ ْو احتماال ،كمنفي بلعان .فلو مات صبي اَل
يولد لمثله َع ْن حامل فعدتها باألشهر ،اَل بوضع الحامل؛ (وإن كانت حائال
فعدتها أربعة أشهر وعشر) من األيام بلياليها .وتعتبر األشهر باألهلة ما
أمكن ،ويكمل المنكسر ثالثين يوما( .وغير المتوفى عنها) زوجها (إن
كانت حامال فعدتها بوضع الحمل) المنسوب لصاحبـ العدة( ،وإن كانت
حائال َو ِه َي من ذوات)؛ أَي :صواحب (الحيض فعدتها ثالثة قروءَ ،و ِه َي
األطهار) .وإن طلقت طاهرا حائضاـ بأن بقي من زمن طهرها بقية بعد
طالقها انقضت عدتها بالطعن فِي حيضة ثالثة ،أَ ْو طلقت حائضا أَ ْو نفساء
انقضت عدتها بالطعن فِي حيضة رابعة ،وما بقي من حيضها اَل يحسب
قرءا( .وإن كانت) تلك المعتدة (صغيرة) أَ ْو كبيرة لَ ْم تحض أصال ولم تبلغ
ِس َّن اليأس أَ ْو كانت متحيرة (أَ ْو آيسة فعدتها ثالثة أشهر) هاللية إن انطبق
طالقها َعلَى أول الشهر .فإن طلقت فِي أثناء شهر فبعده هالالن ،ويكمل
المنكسر ثالثين يوما من الشهر الرَّابِع؛ فإن حاضت المعتدة فِي األشهر
وجب عليها العدة باألقراء ،أَ ْو بعد انقضاءـ األشهر لَ ْم تجب األقراء.
(والمطلقة قبل الدخول بها اَل عدة عليها) سواء باشرها الزوج فيما دون
الفرج أم اَل ( .وعدة األمة) الحامل إذا طلقت طالقا رجعيا أَ ْو بائنا (بالحمل)؛
أَي :بوضعه بشرط نسبته إِلَى صاحبـ العدة .وقوله( :كعدة الحرة) الحاملـ؛
أَي :فِي جميع ما سبق( ،وباألقراء أن تعتد بقرأين) .والمبعضة والمكاتبة
وأم الولد كاألمة( ،وبالشهور عَنْ الوفاة أن تعتد بشهرين وخمس ليالَ ،و)
عدتها (عَنْ الطالق أن تعتد بشهر ونصف) َعلَى النصف ،وفي قول
يثصنِّف فجعله أولى َح ُ شهران .وكالم الغزالي يقتضي ترجيحهَ .وأَ َّما ال ُم َ
ان أولى) .وفي قول عدتها ثالثة أشهرَ ،وهُ َو قال( :فإن اعتدت بشهرين َك َ
األحوط كما قال الشافعي رضي هللا عنه وعليه جمع من األصحاب.
صل فِي أنواع المعتدة وأحكامها فَ ْ
101
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ب للمعتدة الرجعية السكنى) فِي مسكن فراقها إن الق بها( ،والنفقة) ( َويَ ِج ُ
والكسوة إال أن تكون ناشزةً قبل طالقها أَ ْو فِي أثناء عدتها .وكما يجب لها
النفقة يجب لها بقية ال ُمؤن إال آلة التنظيف.
ب للبائن السكنى دون النفقة إال أن تكون حامال)؛ فتجب النفقة لها ( َويَ ِج ُ
يل :إن النفقة للحمل. بسبب الحمل َعلَى الصحيحَ .وقِ َ
ب َعلَى المتوفى عنها) زوجها (اإلحداد؛ َو ُه َو) لُ َغةً مأخوذ من الحد، ( َويَ ِج ُ
َوهُ َو المنع.
َوش َْر ًعا( :االمتناع من الزينة) بترك لبس مصبوغ يقصد بِ ِه الزينة كثوب
أصفر أَ ْو أحمر.
ويباح غير المصبوغ من قطن وصوف وكتان وإبريسم ،ومصبوغ اَل يقصد
لزينةَ ( ،و) االمتناع من (الطيب)؛ أَي :من استعماله فِي بدن أَ ْو ثوب أَ ْو
طعام أَ ْو ُكحْ ل غير محرم ،أّ َّما المحرم كاالكتحال باألثمد الذي اَل طيب فِي ِه
فحرام إال لحاجة كرمد ،فيرخص فِي ِه للمحدة ،ومع ذلك فتستعمله ليال
وتمسحه نهارا إال إن دعت ضرورة الستعماله نهارا .وللمرأة أن تحد َعلَى
غير زوجها من قَ ِريب لها أَ ْو أجنبي ثالثة أيام فأقل ،وتحرم الزيادة عليها إن
قصدت ذلك؛ فإن زادت عليها بال قصد اَل يحرم.
( َو) يجب ( َعلَى المتوفى عنها زوجها والمبتوتة مالزمة البيت)؛ أَيَ :وهُ َو
المسكن الذي كانت فِي ِه عند الفُرقة إن الق بها ،وليس لزوج وال لغيره
إخراجها من مسكن فراقها ،وال لها خروج منه .وإن رضي زوجها (إال
ان تخرج فِي النهار لشراء طعام أَ ْو كتان لحاجة) فيجوز لها الخروجَ ،ك َ
وبيع غزل أَ ْو قطن ونحو ذلك .ويجوز لها الخروج ليال إِلَى دار جارتها
لغزل وحديث ونحوهما بشرط أن ترجع وتبيت فِي بيتها ،ويجوز لها
الخروج أيضا إذا خافت َعلَى نفسها أَ ْو ولدها وغير ذلك مما هُ َو مذكور فِي
المطوالت.
صل فِي أحكام االستبراء فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً :طلب البراءة.
َوش َْر ًعا :تربص المرأة ُمدة بسبب حدوث ال ِملك فيها أَ ْو زواله عنها تعبدا أَ ْو
لبراءة رحمها من الحمل.
واالستبراء يجب بشيئين:
أحدهما زوال الفراش ،وسيأتي فِي قول المتن( :وإذا مات سيد أم الولد…)
إلخ.
صنِّف فِي قوله( :ومن استحدث ملك والسبب الثَّانِيحدوث الملك .وذكره ال ُم َ
خيار فِي ِه أَ ْو بإرث أَ ْو وصية أَ ْو ِهبَّة أَ ْو غير ذلك من طرق
َ أمة) بشراء اَل
102
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الملك لها ولم تكن زوجته (ح ُرم َعلَي ِه) عند إرادة وطئها (االستمتاع بها
حتى يستبرئها .إن كانت من ذوات الحيض بحيضة) َولَ ْو كانت بكراَ ،ولَ ْو
استبرأها بائعُها قبل بيعهاَ ،ولَ ْو كانت منتقلة من صبي أَ ْو امرأة( .وإن كانت)
األمة (من ذوات الشهور) فعدتها (بشهر فَقَط ،وإن كانت من ذوات الحمل)
فعدتها (بالوضع) .وإذا اشترى زوجته س َُّن له استبراؤهاَ .وأَ َّما األمة
المزوجة أَ ْو المعتدة إذا اشتراها شخص فَاَل يجب استبراؤها َحااَل ً .فإذا زالت
ان طلقت األمة قبل الدخول أَ ْو بعده وانقضت العدة وجب الزوجية والعدة َك َ
االستبراء حينئذ.
(وإذا مات سيد أم الولد) وليست فِي زوجية وال عدة نكاح (استبرأت) حتما
(نفسها كاألمة)؛ أَي :فيكون استبراؤها بشهر إن كانت من ذوات األشهر،
َوإِاَل فبحيضة إن كانت من ذوات األقراءَ .ولَ ْو استبرأ السيد أمته الموطوأة ثم
أعتقها فَاَل استبراء عليها ،ولها أن تتزوج فِي الحالـ.
صل فِي أحكام الرضاع فَ ْ
بفتح الراء وكسرهاَ ،وهُ َو لُ َغةً :اسم لمصّ الثدي وشرب لبنه.
َوش َْر ًعا :وصول لبن آدمية مخصوصة لجوف آدمي مخصوص َعلَى وجه
مخصوص.
وإنما يثبت الرضاع بلبن امرأة حية بلغت تسع سنين قمريةً بكرا كانت أَ ْو
ثيبا ،خليةً كانت أَ ْو مزوجة.
(وإذا أرضعت المرأة بلبنها ولدا) سواء شرب ِم ْنهَا اللبن فِي حياتها أَ ْو بعد
ان محلوبا فِي حياتها (صار الرضيع ول َدها بشرطين): موتهاَ ،و َك َ
( .1أحدهما أن يكون له)؛ أَي :الرضيع (دون الحولين) باألهلة .وابتداؤهما
من تمام انفصالـ الرضيع .ومن بلغ سنتين اَل يؤثر ارتضاعه تحريما.
َ ( .2و) الشرط (الثَّانِيأن ترضعه)؛ أَي :المرضعة (خمس رضعات
ضي بكونه جوف الرضيع .وضبطهن بالعُرف؛ فما قُ ِ َ متفرقات) واصلة
رضعة أَ ْو رضعات اعتبرَ ،وإِاَل فَاَل .فلو قطع الرضيع االرتضاع بَ َ
ين
كل من الخمس إعراضا َع ْن الثدي تعدد االرتضاع( .ويصير زوجها)؛
أَي :المرتضعة (أبًا له)؛ أَي :الرضيع.
رضع) بفتح الضاد (التزويج إليها)؛ أَي :المرضعة (وإلى (ويحرم َعلَى ال ُم َ
كل من ناسبها)؛ أَي :انتسب إليها بنسب أَ ْو رضاع( ،ويحرم عليها)؛ أَي:
رضع وولده) وإن سفل ،ومن انتسب إليه وإن المرضعة (التزويج إِلَى ال ُم َ
ان فِي درجته)؛ أَي :الرضيع كإخوته الذين لَ ْم يرضعوا عال( ،دون من َك َ
ان أَ ْعلَى (طبقة منه)؛ أَي :الرضيع معه (أَ ْو أَ ْعلَى)؛ أَي :ودون من َك َ
103
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
104
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َوال ُم َراد غالب قوت البلد من حنطة أَ ْو شعير أَ ْو غيرهما حتى األقط فِي أهل
ب) للزوجة (من األدم والكسوة ما جرت بِ ِه العادة) فِي بادية يقتاتونهَ ( .ويَ ِج ُ
كل ِم ْنهُ َما .فإن جرت عادة البلد فِي األدم بزيت وشيرج وجبن ونحوها
اتبعت العادة فِي ذلك؛ وإن لَ ْم يكن فِي البلد أدم غالب فَيَ ِجب الالئق بحال
الزوج .ويختلف األدم باختالف الفصول؛ فَيَ ِجب فِي كل فَصْ ل ما جرت بِ ِه
عادة الناس فِي ِه من األدمَ .ويَ ِجبُ للزوجة أيضا لحم يليق بحال زوجها .وإن
ان) جرت عادة البلد فِي الكسوة لمثل الزوج بكتان أَ ْو حرير وجب( .وإن َك َ
الزوج (معسرا)؛ ويعتبر إعساره بطلوع فجر كل يوم (فمد)؛ أَي :فالواجب
َعلَي ِه لزوجته مد طعام (من غالب قوت البلد) كل يوم مع ليلته المتأخرة عنه
خ (وما يتأدم) مما جرت بِ ِه ْض النُّ َس ِ
(وما يأتدم بِ ِه المعسرون) َوفِي بَع ِ
ان) عادتهم من األدم (ويكسونه) مما جرت بِ ِه عادتهم من الكسوة( .وإن َك َ
الزوج (متوسطا)؛ ويعتبر توسطه بطلوع فجر كل يوم مع ليلته المتأخرة
عنه (فمد)؛ أَي :فالواجبـ َعلَي ِه لزوجته م ٌّد (ونصف) من طعام غالب قوت
ب) لها (من األدم) الوسط ( َو) من (الكسوة الوسط) َوهُ َو ما بَ َ
ين البلدَ ( .ويَ ِج ُ
ما يجب َعلَى الموسر والمعسرَ .ويَ ِجبُ َعلَى الزوج تمليك زوجته الطعام
َحبًّا؛ وعليه طحنه وخبزهَ .ويَ ِجبُ لها آلة أكل وشرب وطبخَ ،ويَ ِجبُ لها
مسكن يليق بها عادة؛ (وإن كانت ممن يخدم مثلها فعليه)؛ أَي :الزوج
(إخدامها) بحرة أَ ْو أمة له أَ ْو أمة مستأجرة أَ ْو باإلنفاق َعلَى من صحب
الزوجة من حرة أَ ْو أمة لخدمة إن رضي الزوج بها( .وإن أعسر بنفقتها)؛
أَي :المستقبلة (فلها) الصبر َعلَى إعساره وتنفق َعلَى نفسها من مالها أَ ْو
تقترض ويصير ما أنفقته دينا َعلَي ِه ،ولها (فسخ النكاح) .وإذا فسخت
حصلت المفارقةَ ،و ِه َي فُرقة فسخ ،اَل فرقة طالقَ .وأَ َّما النفقة الماضية فَاَل
فسخ للزوجة بسببها( ،وكذلك) للزوجة فسخ النكاح (إن أعسر) زوجها
(بالصداق قبل الدخول) بها ،سواء علمت يساره قبل العقد أم اَل .
ضانةالح َ
صل فِي أحكام َ فَ ْ
ضنة الحضن بكسر الحاءَ ،وهُ َو الجنب لضم الحا ِ َو ِه َي لُ َغةً :مأخوذة من ِ
الطفل إليه.
َ
َوش َْر ًعا :حفظ من اَل يستقِلُّ بأمر نفسه عما يؤذيه لعدم تمييزه كطفل وكبير
ومجنون.
(وإذا فارق الرجل زوجته وله ِم ْن َها ولد؛ فهي أحق بحضانته)؛ أَي :بتربيته
بما يصلحه بتعهده بطعامه وشرابه وغسل بدنه وثوبه وتمريضه وغير ذلك
من مصالحه .ومؤنة الحضانة َعلَى من َعلَي ِه نفقة الطفل .وإذا امتنعت
الزوجة من حضانة ولدها انتقلت الحضانة ألمهاتها ،وتستمر حضانة
105
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
صنِّف ألن التمييز يقع فيها الزوجة (إِلَى) ُمضي (سبع سنين) .وعبر بها ال ُم َ
غالبا ،لَ ِك ْن المدار إنما هُ َو َعلَى التمييز ،سواء حصل قبل سبع سنين أَ ْو
ين أبويه ،فأيهما اختار سلم إليه) .فإن بعدها( ،ثم) بعدها (يُ َخيَّر) المميز (بَ َ
ان فِي أحد األبوين نقص كجنون فألحق لآلخر مادام النقص قائما بِ ِه؛ وإذ َك َ
ين األم ين الجد واألمَ .و َك َذا يقع التخيير بَ َ
لَ ْم يكن األب موجودا ُخيِّر الولد بَ َ
ومن َعلَى حاشية النسب كأخ وعم.
(وشرائط الحضانة سبع):
.1أحدها (العقل)؛ فَاَل حضانة لمجنونة أطبق جنونُها أَ ْو تقطع؛ فإن ق َّل
جنونها كيوم فِي سنة لَ ْم يبطل حق الحضانة بذلك.
َ ( .2و) الثَّانِي(الحرية)؛ فَاَل حضانةَ لرقيقة وإن أذن لها سيدها فِي الحضانة.
َ ( .3و) الثَّالِثـ (الدِّين)؛ فَاَل حضانة لكافرة َعلَى مسلم.
َ ( .4و) الرَّابِع
.5والخامس (العفة ،واألمانة) فَاَل حضانة لفاسقة .وال يشترط للحضانة
تحقق العدالة الباطنة ،بَلْ تكفى العدالة الظاهرة.
َ ( .6و) السادس (اإلقامة) فِي بلد المميز ،بأن يكون أبواه مقيمين فِي بلد
ان السفر أَ ْو واحد .فلو أراد أحدهما سفر حاجة كحج وتجارة طويال َك َ
ان الولد المميز وغيره مع المقيم من األبوين حتى يعود قصيراَ ،ك َ
المسافر ِم ْنهُ َماَ .ولَ ْو أراد أحد األبوين سفر نقلة فاألب أولى من األم
حضانته فينزعه ِم ْنهَا،
يس من َ ( .7و) الشرط السابع (الخلو)؛ أَي :خلو أم المميز (من زوج) َولَ َ
محارم الطفل .فإن نكحت شخصا من محارمه كعم الطفل أَ ْو ابن عمه أَ ْو
ابن أخيه ورضي كل منهم بالمميز فَاَل تسقط حضانتها بذلك( ،فإن اختل
شرط ِم ْن َها)؛ أَي :السبعة فِي األم (سقطت) حضانتها كما تقدم شرحه
مفصال.
ِكتَاب أحكام الجنايات
الجناياتـ جمع جناية ،أعم من أن تكون قتال أَ ْو قطعا أَ ْو جرحا( .القتل َعلَى
ثالثة أضرب) ،اَل رابع لها:
( .1عمد محض)َ ،وهُ َو مصدر ع َمد بوزن ض َرب؛ ومعناه :القصد.
( .2وخطأ محض).
( .3وعمد خطأ).
صنِّف تفسير العمد فِي قوله( :فالعمد المحض ه َُو أن يع ِمد) الجاني وذكر ال ُم َ
(إِلَى ضربه)؛ أَي :الشخص (بما)؛ أَي :بشيء (يقتل غالبا)َ .وفِي بَع ِ
ْض
خ (فِي الغالب)( ،ويقصد) الجاني (قتلَه) الشخص (بذلك) الشيء. النُّ َس ِ
106
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
وحينئذ (فَيَ ِجب القَود)؛ أَي :القصاص ( َعلَي ِه)؛ أَي :الشخص الجاني .وما
ضعيف؛ والراجح خالفُه .ويشترط ٌ صنِّف من اعتبار قصد القتل ذكره ال ُم َ
أمان؛ فيُهدر لوجوب القصاص فِي نفس القتيل أَ ْو قطع أطرافه إسال ٌم أَ ْو ٌ
الحربي والمرت ُّد فِي حق المسلم؛ (فإن عفا عنه)؛ أَي :عفا المجني َعلَي ِه َع ْن
الجاني فِي صورة العمد المحض (وجبت) َعلَى القاتل ( ِديةٌ مغلظةٌ حالةً فِي
بيان تغليظها( .والخطأ المحض أن يرمي صنِّف َ مال القَاتل) .وسيذكر ال ُم َ
إِلَى شيء) كصيد (فيصيب رجال فيقتله؛ فَاَل قو َد َعلَي ِه)؛ أَي :الرامي( ،بَ ْل
بيان تخفيفهاَ ( ،علَى العاقلة صنِّف َ تجب َعلَي ِه ديةٌ مخففةٌ) .وسيذكر ال ُم َ
آخر ك ِّل سن ٍة ِم ْنهَا قد ُر ثُلث دية
مؤجلة) عليهم (فِي ثالث سنين) يؤخذ َ
ُ
نصف كاملة ،أَ ْو َعلَى الغني من العاقلة من أصحابـ الذهب آخ َر كل سنة
دينار ،ومن أصحاب الفضة ستةُ دراهم كما قاله المتولي وغيرُهَ .وال ُم َراد
بالعاقلة عصبةُ الجاني ،اَل أصله وفرعه( .وعم ُد الخطأ أن يقصد ضربَه ب َما
صا خفيف ٍة( ،فيموت) المضروب (فَاَل قو َد ضربَه بِ َع َ
ان َ اَل يقتل غالبًا) َك َ
َعلَي ِه ،بَ ْل تجب ديةٌ مغلظة َعلَى العاقلة مؤجلةً فِي ثالث سنين) ،وسيذكر
صنِّف بيان تغليظَها. ال ُم َ
صنِّف فِي ذكر َمن يجب َعلَي ِه القصاصُ المأخو ُذ من اقتصاص ثم َش َر َع ال ُم َ
األثر؛ أَي :تتبعه ،ألن المجني َعلَي ِه يتبع الجناية ،فيأخذ مثلها؛ فقال:
صل خ (ف َ ْ ْض النُّ َس ِ
(وشرائط وجوب القصاص) فِي القتل (أربعة)َ .وفِي بَع ِ
وشرائط وجوب القصاص أربع) :األول (أن يكون القاتل بالغا)؛ فَاَل
قصاص َعلَى صبيَ .ولَ ْو قال( :أنا اآلن صبي) ،صدق بال يمين .الثَّانِيأن َ
يكون القاتل (عاقال)؛ فيمتنع القصاص من مجنون إال أن تقطَّع جنونه،
زمن إفاقتهَ .ويَ ِجبُ القصاص َعلَى من زال عقله بشرب ُمسكر َ فيقتص منه
ُمتع ٍد فِي شربه؛ فخرج َمن لَ ْم يتع َّد ،بأن شرب شيئا ظنه غي َر ُمسكر فزال
قصاص َعلَي ِهَ ( .و) الثَّالِثـ (أن اَل يكون) القاتل (والدا للمقتول)؛ َ عقلُه ،فَاَل
قصاص َعلَى والد بقتل ولده وإن سفل الولد .قال ابن كجَ ( :ولَ ْو حكم َ فَاَل
حاكم بقتل والد لولده نقض حكمه)َ ( .و) الرَّابِع (أن اَل يكون المقتول أنقص
ان أَ ْو ذميا أَ ْو معاهدا، ق)؛ فَاَل يُقتل مسل ٌم بكافر حربيا َك َ من القاتل بكفر أَ ْو ِر ِّ
ان المقتول أنقص من القاتل بكبر أَ ْو صغر أَ ْو وال يقتل حُرٌّ برقيقَ .ولَ ْو َك َ
طول أَ ْو قصر مثال فَاَل عبرةَ بذلك( .وتقتل الجماعة بالواحد) إن كافأهم،
صنِّف لقاعدة بقوله: ان فعل كل واحد منهم لو انفرد َك َ
ان قاتال .ثم أشار ال ُم َ َو َك َ
(وكل شخصين جرى القصاص بينهما فِي النفس يجري بينهما فِي
األطراف) الَتِي لتلك النفس ،فكما يشترط فِي القاتل كونه مكلفًا يشترط فِي
القاطع لطَرف كونُه مكلفا؛ وحينئذ فمن اَل يقتل بشخص اَل يقطع بطرفه.
107
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
108
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
109
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
عين أحْ َو ُل أَ ْو أَ ْع َور أَ ْو أع َمشَ ( ،و) فِي (الجفون األربعة)وسواء فِي ذلك ٌ
ُ
اللسان فِي كل جفن ِم ْنهَا ربع دية( ،واللسان) الناطق سليم الذوق َولَ ْو َك َ
ان
أِل َلث َغ وأرت( ،والشفتين) وفي قطع إحداهما نصف دية( ،وذهاب الكالم)
كله ،وفي ذهاب بعضه بقسطه من
الدية .والحروف الَتِي توزع الدية عليها ثمانية وعشرون حرفا فِي لُ َغةً
العرب( ،وذهاب البصر)؛ أَي :إذهابه من العينين .أّ َّما إذهابه من إحداهما
شيخ وطفل، ٍ ين صغير ٍة وكبيرة ،وعين ق فِي العين بَ َ ففيه نصف دية ،وال فر َ
(وذهاب السمع) من األذنين .وإن نقص من أذن واحدة سدت .وضبط
منتهى سماع األخرى .ووجب قسط التفاوت ،وأخذ بنسبته من تلك الدية،
نخرين .وإن نقص الشم وضبط قدره وجب قسطه من (وذهاب الشم) من ال َم َ
الديةَ ،وإِاَل فحكومة( ،وذهاب العقل) .فإن زال بجرح َعلَى الرأس له أرش
مقدر أَ ْو حكومة وجبت الدية مع األرش( ،والذكر) السليم َولَ ْو ذكر صغير
وشيخ وعنين .وقطع الحشفة كالذكر؛ ففي قطعها وح َدها دية( ،واألنثيين)؛
أَي :البيضتين َولَ ْو من َعنِين ومجبوب .وفي قطع إحداهما نصف دية( .وفي
الموضحة) من الذكر الحر المسلمَ ( ،و) فِي (السن) منه (خمس من اإلبل،
وفي) إذهاب (كل عضو اَل منفعة فِي ِه حكومة)َ .و ِه َي جزء من الدية نسبته
ان رقيقا إِلَى دية النفس نسبة نقصها؛ أَي :الجناية من قيمة المجني َعلَي ِه لو َك َ
بصفاته الَتِي هُ َو عليها؛ فلو كانت قيمة المجني َعلَي ِه بال جناية َعلَى يده مثال
عشرة ،وبدونها تسعة فالنقص عشر .فَيَ ِجب عشر دية النفس( .ودية العبد)
المعصوم (قيمته) ،واألمة كذلك َولَ ْو زادت قيمة كل ِم ْنهُ َما َعلَى دية الحر.
َولَ ْو قطع ذكر عبد وأنثياه وجبت قيمتان فِي األظهر( .ودية الجنين الحر)
المسلم تبعا ألحد أبويه إن كانت أمه معصومة حال الجناية (غرة)؛ أَي:
نسمة من الرقيق (عبد أَ ْو أمة) سليم من عيب مبيع .ويشترط بلوغ الغرة
نصف عشر الدية .فإن فقدت الغرة وجب بدلهاَ ،وهُ َو خمسة أبعرة .وتجب
الغرة َعلَى عاقلة الجاني( .ودية الجنين الرقيق عشر قيمة أمه) يوم الجناية
عليها ويكون ما وجب لسيدها َويَ ِجبُ فِي الجنين اليهودي أَ ْو النصراني غرة
كثلث غرة مسلمَ ،وهُ َو بعير وثلثا بعير.
صل فِي أحكام القسامة فَ ْ
لوث) بمثلثةَ ،وهُ َو لُ َغةً:
َو ِه َي :أيمان الدماء( .وإذا اقترن بدعوى الدم ٌ
الضعف.
َوش َْر ًعا :قرينة تدل َعلَى صدق المدعي ،بأن توقع تلك القرينة فِي القلب
صنِّف بقوله( :يقع بِ ِه فِي النفس صدق المدعي) صدقه .وإلى هَ َذا أشار ال ُم َ
بأن وجد قتيل أَ ْو بعضه كرأسه فِي محلة منفصلة َع ْن بلد كبير كما فِي
110
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الروضة وأصلها ،أَ ْو وجد فِي قرية كبيرة ألعدائه ،وال يشاركهم فِي القرية
غيرهم (حلف المدعي خمسين يمينا) .وال يشترط مواالتها َعلَى المذهب.
جنون من الحالف أَ ْو إغما ٌء بُني بعد اإلفاقة َعلَى ما ٌ ين األيمان َولَ ْو تخلل بَ َ
مضى ِم ْنهَا إن لَ ْم يعزل القاضي الذي وقعت القسامة عنده؛ فإن عزل وولى
غيره وجب استئنافهاَ ( .و) إذا حلف المدعي (استحق الدية) .وال تقع
لوث فاليمين َعلَى الم َّد َعى
القسامة فِي قطع طرف( .وإن لَ ْم يكن هناك ٌ
َعلَي ِه) فيحلف خمسين يمينا.
(وعلى قاتل النفس المحرمة) عمدا أَ ْو خطأ أَ ْو شبه عمد (كفارةٌ) َولَ ْو َك َ
ان
القاتل صبيا أَ ْو مجنونا ،فيعتق الولي عنهما من مالهما .والكفارة (عتق رقبة
مؤمنة سليمة من العيوب المضرة)؛ أَي :المخلة بالعمل والكسب( ،فإن لَ ْم
يجد) ها (فصيام شهرين) بالهالل (متتابعين) بنية الكفارة .وال يشترط نبة
صح .فإن عجز ال ُم َكفِّر َع ْن صوم شهرين لهرم أَ ْو لحقه التتابع فِي األَ َ
بالصوم مشقةٌ شديدة أَ ْو خاف زيادة المرض كفَّر بإطعام ستين مسكينا أَ ْو
فقيرا ،يدفع لكل واحد منهم ُم ًّدا من طعام يجزىء فِي الفطرة ،وال يطعم
كافرا وال هاشميا وال مطلبيا.
ِكتَاب أحكام الحدود
الحدود جمعَ :ح ٍّدَ .وه َُو لُ َغةً :المن ُع.
وسميت الحدود بذلك :لمنعها من ارتكاب الفواحش.
صنِّف من الحدود بحد الزنا المذكور فِي أثناء قوله( :والزاني َعلَى وبدأ ال ُم َ
ضربين :محصن ،وغير محصن؛ فالمحصن) وسيأتي قريبا أنه البالغ العاقل
الحُر الذي غيَّب حشفته أَ ْو قدرها من مقطوعها بقُبل فِي نكاح صحيح( ،حدُّه
الرجم) بحجارة معتدلة ،اَل بحصى صغيرة وال بصخر؛ (وغير المحصن)
ِمن رجُل أَ ْو امرأة (حده مائة جلدة).
سميت بذلك :التصالها بالجلد( ،وتغريب عام إِلَى مسافة القصر) فأكث َر
مكان
َ برأي اإلمام .وتحسب ُمدة العام من أول سفر الزاني ،اَل من وصوله
التغريب .واألولى أن يكون بعد الجلد.
(وشرائط اإلحصان أربع) :األول َوالثَّانِي (البلوغ ،والعقل)؛ فَاَل ح َّد َعلَى
صبي ومجنون ،بَلْ يؤدبان بما يزجرهما َع ْن الوقوع فِي الزناَ ( .و) الثَّالِث
(الحرية)؛ فَاَل يكون الرقيق والمبعض والمكاتب وأم الولد محصنا وإن
وطىء كل منهم فِي نكاح صحيحَ ( .و) الرَّابِع (وجود الوطء) من مسلم أَ ْو
خ (فِي النكاح الصحيح) .وأراد ْض النُّ َس ِ
ذمي (فِي نكاح صحيح)َ .وفِي بَع ِ
بالوطء تغييب الحشفة أَ ْو قدرها من مقطوعها بقُبلَ .و َخ َر َج بالصحيح الوط ُء
فِي نكاح فاسد؛ فَاَل يحصل بِ ِه التحصين( .والعبد واألمة حدُّهما نصف حد
111
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الحر)؛ فيُح ُّد كل ِم ْنهُ َما خمسين جلدة ،ويغرب نصف عامَ .ولَ ْو قال
ان أولى ،ليعم المكاتب والمبعض ق حده…إلخ) َك َ صنِّف( :ومن فِي ِه ِر ٌّ ال ُم َ
وأم الولد( .وحكم اللواط وإتيان البهائم كحكم الزنا) فمن الط بشخص بأن
صنِّف ،لَ ِك ْن وطئه فِي دبره ُح َّد َعلَى المذهب .ومن أتى بهيمة ُح َّد كما قال ال ُم َ
الراجح أنه يعزر.
(ومن وطئ) أجنبيةً (فيما دون الفرج عزر ،وال يبلغ) اإلمام (بالتعزير
أدنى الحدود) .فإن عزر عبدا وجب أن ينقص فِي تعزيره َع ْن عشرين
جلدةً ،أَ ْو عزر ُح ًّرا وجب أن ينقص فِي تعزيره َع ْن أربعين جلدة؛ ألنه أدنى
حد كل ِم ْنهُ َما.
صل فِي بيان أحكام القذف فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً الرميَ ،وشَرْ عًا الرمي بالزنا َعلَى جهة التعيير لتخرج الشهادة
بالزنا( .وإذا قذف) بذال معجمة (غي َره بالزنا) كقولهَ ( :زنَيتَ ) (فعليه ح ُّد
القذف) ثمانين جلدة كما سيأتي .هَ َذا إن لَ ْم يكن القاذف أبا أَ ْو أّ َّما وإن َعلِيَا
خ (ثالث)ِ ( :م ْن َها فِي ْض النُّ َس ِ
كما سيأتي( .بثمانية شرائط :ثالثة)َ .وفِي بَع ِ
القاذفَ ،وه َُو :أن يكون بالغا ،عاقال)؛ فالصبي والمجنون اَل يحدان
بقذفهما شخصا( ،وأن اَل يكون والدا للمقذوف) .فلو قذف األب أَ ْو األم وإن
عال ول َده وإن سفل اَل ح َّد َعلَي ِه( .وخمسة فِي المقذوفَ ،و ُه َو :أن يكون
مسلما ،بالغا ،عاقال ،حرا ،عفيفا) َع ْن الزنا؛ فَاَل حد بقذف الشخص كافرا
أَ ْو صغيرا أَ ْو مجنونا أَ ْو رقيقا أَ ْو زانيا( .ويحد الحر) القاذف (ثمانين) جلدة،
(والعبد أربعين) جلدة( .ويسقط) َع ْن القاذف (حد القذف بثالثة أشياء):
ان المقذوف أجنبيا أَ ْو زوجةَ ،والثَّانِي مذكور أحدها (إقامة البينة) ،سواء َك َ
فِي قوله( :أَ ْو عفو المقذوف)؛ أَيَ :ع ْن القاذفَ ،والثَّالِث مذكور فِي قوله:
صل وإذا صنِّف( :فَ ْ (أَ ْو اللعان فِي حق الزوجة) .وسبق بيانه فِي قول ال ُم َ
رمى الرجل…إلخ).
صل فِي أحكام األشربة وفي الحد المتعلق بشربها فَ ْ
العنَب (أَ ْو شرابا مسكرا) من المتخذة من عصير َِ (ومن شرب خمرا) َو ِه َي
ان حرا غير الخمر كالنبيذ المتخذ من الزبيب (يحد) ذلك الشارب إن َك َ
(أربعين) جلدة( .ويجوز أن يبلغ) اإلمام (بِ ِه)؛ أَي :حد الشرب (ثمانين)
جلدة .والزيادة َعلَى أربعين فِي حر ،وعشرين فِي رقيق ( َعلَى وجه
يل الزيادة َعلَى ما ذكر حد؛ وعلى هَ َذا يمتنع النقص عنها. التعزير)َ .وقِ َ
ب) الحد ( َعلَي ِه)؛ أَي :شارب المسكر (بأحد أمرين): ( َويَ ِج ُ
( .1بالبينة)؛ أَي :رجُلين يشهدان بشرب ما ذكر.
112
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( .2أَ ْو اإلقرار) من الشارب بأنه شرب مسكرا؛ فَاَل يحد بشهادة رجل
وامرأة ،وال بشهادة امرأتين ،وال بيمين مردودة ،وال بعلم القاضي ،وال
بعلم غيره.
(وال يحد) أَيضًا الشارب (بالقيء واالستنكاه)؛ أَي :بأن يشم منه رائحة
الخمر.
صل فِي أحكام قطع السرقة فَ ْ
َو ِه َي لُ َغةً :أخذ المال ُخفيةً.
َوش َْر ًعا :أخذه خفية ظُل ًما من ِحرز مثله.
خ (بست شرائط): ْض النُّ َس ِ
(وتقطع يد السارق بثالثة شرائط)َ .وفِي بَع ِ
ان أَ ْو ذميا؛ فَاَل قطع َعلَى (أن يكون) السارق (بالغا ،عاقال) مختارا مسلما َك َ
كره .ويقطع مسلم وذمي؛ َوأَ َّما المعاهد فَاَل قطع َعلَي ِه فِي صبي ومجنون و ُم َ
صنِّف شرط القطع بالنظر األظهر .وما تقدم شرط فِي السارق .وذكر ال ُم َ
للمسروق فِي قوله( :وأن يسرق نصابا قيمته ربع دينار)؛ أَي :خالصاـ
مضروبا ،أَ ْو يسرق قدرا مغشوشا يبلغ خالصه ربع دينار مضروبا أَ ْو قيمته
ان المسروق بصحراء أَ ْو مسجد أَ ْو شارع اشترط (من حرز مثله) .فإن َك َ
ت كفى لحاظ معتاد فِي مثله. ان بحصن كبي ٍ فِي إحرازه دوام اللحاظ؛ وإن َك َ
وثوب ومتاع وضعه شخص بقربه بصحراء مثال إن الحظه بنظره له وقتا
فوقتا ولم يكن هناك ازدحام طارقين فَه َُو محرزَ ،وإِاَل فَاَل .وشرط المالحظ
صنِّف فِي قوله: قدرته َعلَى منع السارق .ومن شروط المسروق ما ذكره ال ُم َ
(اَل ِملكَ له فِي ِه ،وال شُبهةَ)؛ أَي :للسارق (فِي مال المسروق منه)؛ فَاَل
مال سيِّده( .وتقطع) ق َ وفرع للسارق ،وال بسرقة رقي ٍ ٍ أصل
ٍ قطع بسرقة مال
من السارق (يده اليمنى من مفصل الكوع) بعد خلعها منه بحبل يجر بعنف.
وإنما تقطع اليمنى فِي السرقة األولى؛ (فإن سرق ثانيا) بعد قطع اليمنى
(قطعت رجله اليسرى) بحديدة ماضية دفعة واحدة بعد خلعها من مفصل
القدم؛ (فإن سرق ثالثا قطعت يده اليسرى) بعد خلعها؛ (فإن سرق رابعا
قطعت رجله اليمنى) بعد خلعها من مفصل القدم كما فعل باليسرى ،ويغمس
محل القطع بزيت أودهن مغلي؛ (فإن سرق بعد ذلك)؛ أَي :بعد الرابعة
(عزرَ ،وقِي َل يقتل صبرا) .وحديث األمر بقتله فِي المرة الخامسة منسوخ.
صل فِي أحكام قاطع الطريق فَ ْ
وسمي بذلك المتناع الناس من سلوك الطريق خوفا منهَ ،وهُ َو مسلم مكلف
له شوكة؛ فَاَل يشترط فِي ِه ذكورة ،وال عدد.
ْضفخرج بقاطع الطريق المختلسُ الذي يتعرض آلخر القافلةَ .وفِي بَع ِ
خ (ألخذ القافلة) ويعتمد الهرب. النُّ َس ِ
113
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(وقُطَّاع الطريق َعلَى أربعة أقسام) :األول مذكور فِي قوله( :إن قتلوا)؛
أَي :عمدا عدوانا من يكافؤنه (ولم يأخذوا المال قتلوا) حتما .وإن قتلوا خطأ
أَ ْو شبه عمد أَ ْو من لَ ْم يكافؤه لَ ْم يقتلواَ .والثَّانِي مذكور فِي قوله( :فإن قتلوا
وأخذوا المال)؛ أَي :نصاب السرقة فأكثر (قتلوا وصلبوا) َعلَى خشبة
ونحوها ،لَ ِك ْن بعد غسلهم وتكفينهم والصالة عليهمَ .والثَّالِث مذكور فِي قوله:
(وإن أخذوا المال ولم يقتلوا)؛ أَي :نصاب السرقة فأكثر من حرز مثله وال
شبهة لهم فِي ِه (تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف)؛ أَي :تقطع منهم أوال اليد
والرجل اليسرى .فإن عادوا فيُسراهم ويُمناهم تُقطعان؛ فإن كانت ِ اليمنى
صح .والرابع اليمنى أَ ْو الرجل اليسرى مفقودةً اكتفى بالموجودة فِي األَ َ
مذكور فِي قوله( :فإن أخافوا) المارين فِي (السبيل)؛ أَي :الطريق (ولم
يأخذوا) منهم (ماال ولم يقتلوا) نفسا (حبسوا) فِي غير موضعهم
(وعزروا)؛ أَي :حسبهم اإلمام وعزرهم( .ومن تاب منهم)؛ أَي :قطاع
الطريق (قبل القدرة) من اإلمام ( َعلَي ِه سقطت عنه الحدود)؛ أَي :العقوبات
المختصة بقاطع الطريق؛ َو ِه َي تحتم قتله وصلبه وقطع يده ورجله .وال
يسقط باقي الحدود الَتِي هلل تَ َعالَى كزنا وسرقة بعد التوبة .وفُهم من قوله:
(وأُخذ) بضم أوله (بالحقوق)؛ أَي :الَتِي تتعلق باآلدميين ،كقصاص وحد
قذف ،ورد مال أنه اَل يسقط شيء ِم ْنهَا َع ْن قاطع الطريق بتوبتهَ ،وهُ َو
كذلك.
صل فِي أحكام الصيال وإتالف البهائم فَ ْ
(ومن قُصد) بضم أوله (بأذى فِي نفسه أَ ْو ماله أَ ْو حريمه) بأن صال
َعلَي ِه شخص يريد قتله أَ ْو أخذ ماله وإن قل أَ ْو وطء حريمه (فقاتل عَنْ
ذلك)؛ أَيَ :ع ْن نفسه أَ ْو ماله أَ ْو حريمه( ،وقُتل) الصائلـ َعلَى ذلك دفعا
لصياله (فَاَل ضمان َعلَي ِه) بقصاص وال دية وال كفارة.
ان مالكها أَ ْو مستعيرها أَ ْو مستأجرها أَ ْو
(وعلى راكب الدابة) سواء َك َ
ان اإلتالف بيدها أَ ْو رجلها أَ ْو غاصبها (ضمان ما أتلفته دابته) ،سواء َك َ
غير ذلكَ .ولَ ْو بالت أَ ْو راثت بطريق فتلف بذلك نفس أَ ْو مال فَاَل ضمان.
صل فِي أحكام البُغاةفَ ْ
اغ من البغيَ ،وهُ َو وهم فِرقَة مسلمون مخالفون لإلمام العادل .ومفرد البُغاة بَ ٍ
الظلم( .ويُقاتَل) بفتح ما قبل آخره (أهل البغي)؛ أَي :يقاتلهم اإلمام (بثالث
شرائط) :أحدها (أن يكونوا فِي منعة) ،بأن يكون لهم شوكة بقوة وعدد
وب ُمطاع فيهم وإن لَ ْم يكن المطاع إماما منصوبا ،بحيث يحتاج اإلمام العادل
فِي ردهم لطاعته إِلَى كلفة من بذل مال وتحصيل رجال؛ فإن كانوا أفرادا
يسهل ضبطهم فليسوا بغاةَ ( .و) الثَّانِي(أن يخرجوا عَنْ قبضة اإلمام)
114
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ان الحق ماليا العادل أّ َّما بترك االنقياد له أَ ْو بمنع حق توجه عليهم ،سواء َك َ
غيره كحد وقصاصَ ( .و) الثَّالِث (أن يكون لهم)؛ أَي :للبغاة (تأويل أَ ْو َ
سائغ)؛ أَي :محتمل كما عبر بِ ِه بعض األصحابـ كمطالبة أهل صفين بدم
يث اعتقدوا أن عليًّا رضي هللا عنه يعرف من قتل عثمان .فإن َك َ
ان عثمان َح ُ
قطعي البطالن لَ ْم يعتبر ،بَلْ صاحبه معاند .وال يقاتل اإلمام البغاة َ التأويل
حتى يبعث إليهم رسوال أمنيا فطنا يسألهم ما يكرهونه؛ فإن ذكروا له مظلمة
ِه َي السبب فِي امتناعهم َع ْن طاعته أزالها؛ وإن لَ ْم يذكروا شيئا أَ ْو أصروا
بعد إزالة المظلمة َعلَى البغي نصحهم ثم أعلمهم بالقتالـ( .وال يقتل
صح. أسيرهم)؛ أَي :البغاة .فإن قتله شخص عادل فَاَل قصاص َعلَي ِه فِي األَ َ
ان صبيا أَ ْو امرأة حتى تنقضي الحربـ ،ويتفرق وال يطلق أسيرهم وإن َك َ
جمعهم إالَّ أن يطيع أسيرهم مختارا بمتابعته لإلمام( ،وال يغنم مالهم) .ويرد
سالحهم وخيلهم إليهم إذا انقضى الحرب وأمنت غائلتهم بتفرقهم أوردهم
كنار أَ ْو منجنيق إال لضرورة ،فيقاتلون بذلك، ٍ للطاعة .وال يقاتلون بعظيم
ان قاتلونا بِ ِه أَ ْو أحاطوا بنا( ،وال يذفف َعلَى جريحهم) .والتذفيف تتميم َك َ
القتل وتعجيله.
صل فِي أحكام الردة فَ ْ
َو ِه َي أفحش أنواع الكفر .ومعناها لُ َغةً الرجوع َع ْن الشيء إِلَى غيره،
وشرعا قطع اإلسالم بنية كفر أَ ْو قول كفر أَ ْو فعل كفر ،كسجود لصنم،
ان َعلَى جهة االستهزاء أَ ْو العناد أَ ْو االعتقاد ،كمن اعتقد حدوث سواء َك َ
الصانع( .ومن ارتد عَنْ اإلسالم) من رجل أَ ْو امرأة كمن أنكر وجو َد هللا،
أَ ْو كذب رسوال من رُسل هللا ،أَ ْو حلل محرما باإلجماع كالزنا وشرب
الخمر ،أَ ْو حرَّم حالال باإلجماع كالنكاح والبيع( ،استُتيب) وجوبا فِي الحالـ
صح فِي األولى أنه يسن االستتابة ،وفي الثانية صح فيهما .ومقابل األَ َ فِي األَ َ
أنه يمهل (ثالثا)؛ أَي :إِلَى ثالثة أيام؛ (فإن تاب) بعوده إِلَى اإلسالم بأن يق َّر
بالشهادتين َعلَى الترتيب بأن يؤمن باهلل أوال ثم برسوله؛ فإن عكس لَ ْم يصح
كما قاله النوي فِي شرح المهذب فِي الكالم َعلَى نية الوضوء؛ ( َوإِاَل )؛ أَي:
ان حرا بضرب ُعنقه ،اَل وإن لَ ْم يتب المرتد (قتل)؛ أَي :قتله اإلمام إن َك َ
ان المرتد رقيقا جاز للسيد بإحراق ونحوه؛ فإن قتله غير اإلمام عزر .وإن َك َ
صنِّف حكم الغسل وغيره فِي قوله( :ولم يغسل صح .ثم ذكر ال ُم َ قتله فِي األَ َ
صنِّف حكم ولم يصل َعلَي ِه ،ولم يدفن فِي مقابر المسلمين) .وذكر غير ال ُم َ
صنِّف فذكره هُنَا فقال. تارك الصالة فِي ربع العبادات؛ َوأَ َّما ال ُم َ
صلفَ ْ
115
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
116
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ق بنفس السبي ،وهم) الكفار األصليون (الرجال ( .2وضرب اَل ير ُّ
البالغون) األحرار العاقلون.
ين أربعة أشياء): (واإلمام مخير فيهم بَ َ
.1أحدها (القتل) بضرب رقبة ،اَل بتحريق وال تغريق مثال.
َ ( .2و) الثَّانِي(االسترقاق) .وحكمهم بعد االسترقاق كبقية األموال الغنيمة.
َ ( .3و) الثَّالِث (ال َمنُّ ) عليهم بتخلية سبيلهم.
َ ( .4و) ال َّرابِع (الفدية) أّ َّما (بالمال أَ ْو بالرجال)؛ أَي :األسرى من المسلمين.
ومال فدائهم كبقية أموال الغنيمة .ويجوز أن يفادى مشرك واحد بمسلم
أَ ْو أكثر ،ومشركون بمسلم.
(يفعل) اإلمام (من ذلك ما فِي ِه المصلحة) للمسلمين؛ فإن خفي َعلَي ِه األحظ
حبسهم حتى يظهر له األحظ ،فيفعله.
َو َخ َر َج بقولنا سابقا (األصليون) الكفا ُر غير األصليين كالمرتدين؛ فيطالبهم
اإلمام باإلسالم؛ فإن امتنعوا قتلهم( .ومن أسلم) من الكفار (قبل األسر)؛
أَي :أسر اإلمام له (أحرز ماله ودمه وصغار أوالده) َع ْن السبي ،وحكم
ف البالغين من أوالده؛ فَاَل يعصمهم إسالم أبيهم. بإسالمهم تبعا له؛ بِ ِخاَل ِ
وإسالم الجد يعصم أيضا الولد الصغير .وإسالم الكافر اَل يعصم زوجته َع ْن
استرقاقها َولَ ْو كانت حامال .فإن استرقت انقطع نكاحه فِي الحال.
(ويحكم للصبي باإلسالم عند وجود ثالثة أسباب):
.1أحدها (أن يسلم أحد أبويه)؛ فيحكم بإسالمه تبعا لَهُ َماَ .وأَ َّما من بلغ
مجنونا أَ ْو بلغ عاقال ثم جن فكالصبي.
.2والسبب الثَّانِيمذكور فِي قوله( :أَ ْو يسبيه مسلم) حال كون الصبي
(منفردا عَنْ أبويه) .فإن سبي الصبي مع أحد أبويه فَاَل يتبع الصبي
السابي لهَ .و َم ْعنَى كونه مع أحد أبويه أن يكونا فِي جيش واحد وغنيمة
واحدة ،اَل أن مالكهما يكون واحداَ .ولَ ْو سباه ذمي وحمله إِلَى دار اإلسالم
صح ،بَلْ هُ َو َعلَى دين السابي له. لَ ْم يحكم بإسالمه فِي األَ َ
.3والسبب الثَّالِث مذكور فِي قوله( :أَ ْو يوجد)؛ أَي :الصبي (لقيطا ِفي دار
ان فيها أهل ذمة فإنه يكون مسلماَ .و َك َذا لو وجد فِي دار اإلسالم) .وإن َك َ
كفار وفيها مسلم.
فَصْ ل فِي بيان أحكام السلب وقسم الغنيمة
(ومن قتل قتيال أعطي سلَبه) بفتح الالم بشرط كون القاتلـ مسلما ،ذكرا َك َ
ان
أَ ْو أنثى ،حرا أَ ْو عبدا ،شرطه اإلمام له أَ ْو اَل .والسلب ثياب القتيل الَتِي
َعلَي ِه ،والخف والرانَ ،وهُ َو خف بال قدم يلبس للساق فَقَط ،وآالت الحرب،
والمركوب الذي قاتل َعلَي ِه ،أَ ْو أمسكه بعنانه ،والسرج ،واللجام ،ومقود
117
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
والسوار ،والطَوق ،والمنطقةَ ،و ِه َي الَتِي يشد بها الوسط ،والخاتم، ِ الدابة،
والنفقة الَتِي معه ،والجنيبة الَتِي تقاد معه.
سلب الكافر إذا غ ّر بنفسه حال الحربـ فِي قتله بحيث َ وإنما يستحق القاتل
يكفي بركوب هَ َذا الغرر شر ذلك الكافر .فلو قتله َوهُ َو أسير أَ ْو نائم أَ ْو قتله
ان يفقأ بعد انهزام الكفار فَاَل سلب له .وكفاية شر الكافر أن يزيل امتناعهَ ،ك َ
عينيه ،أَ ْو يقطع يديه أَ ْو رجليه .والغنيمة لُ َغةً مأخوذة من الغنمَ ،وهُ َو الربح؛
َوشَرْ عًا المال الحاصلـ للمسلمين من كفار أهل حرب بقتال وإيجاف خيل أَ ْو
إبل.
َو َخ َر َج بـ (أهل الحرب) الما ُل الحاصلـ من المرتدين؛ فإنه فيء ،اَل غنيمةٌ.
(وتقسم الغنيمة بعد ذلك)؛ أَي :بعد إخراج السلب ِم ْنهَا ( َعلَى خمسة
أخماس :فيعطى أربعة أخماسها) من عقار ومنقول (لمن شهد)؛ أَي:
حضر (الوقعة) من الغانمين بنية القتال وإن لَ ْم يقاتل مع الجيش؛ َو َك َذا من
حضر اَل بِنِيَّة القتال وقاتَل فِي األظهر .وال شيء لمن حضر بعد انقضاءـ
القتال( .ويعطى للفارس) الحاضرـ الوقعة َوهُ َو من أهل القتال بفرس مهيأ
للقتال َعلَي ِه ،سواء قاتل أم اَل ( .ثالثة أسهم) سهمين لفرسه وسهما له .وال
ان معه أفراس َكثِي َرة( ،وللراجل)؛ أَي :المقاتل يعطى إال لفرس واحد َولَ ْو َك َ
َعلَى رجليه (سهم) واحد( .وال يسهم إال لمن)؛ أَي :الشخص (استكملت فِي ِه
خمس شرائط :اإلسالم ،والبلوغ ،والعقل ،والحرية ،والذكورية .فإن اختل
شرط من ذلك رضخ له ولم يسهم له)؛ أَي :لمن اختل فِي ِه الشرط ،أّ َّما لكونه
صغيرا أَ ْو مجنونا أَ ْو رقيقا أَ ْو أنثى أَ ْو ذميا .والرضخ لُ َغةً العطا ُء القليل؛
َوشَرْ عًا شيء دون سهم يُعطى للراجل .ويجتهد اإلمام فِي قدر الرضخ
بحسب رأيه ،فيزيد المقاتل َعلَى غيره ،واألكثر قتاال َعلَى األقل قتاال .ومحل
الرضخ األخماس األربعة فِي األظهرَ ،والثَّانِي محله أصل الغنيمة( .ويقسم
الخمس) الباقي بعد األخماس األربعة ( َعلَى خمسة أسهم:
ان فِي حياته. (سهم) منه (لرسول هللا صلى هللا َعلَي ِه وسلم)َ ،وهُ َو الذي َك َ
(يصرف بعده للمصالح) المتعلقة بالمسلمين ،كالقضاة الحاكمين فِي البالد.
ي وغيره أّ َّما قضاة العسكر فيرزقون من األخماس األربعة كما قال ال َماور ِد ّ
وك َس ِّد الثغورَ ،و ِه َي المواضع المخوفة من أطراف بالد المسلمين المالصقة
لبالدناَ .وال ُم َراد سد الثغور بالرجال وآالت الحربـ .ويقدم األهم من
المصالح فاألهم.
(وسهم لذوي القربى)؛ أَي :قربى رسول هللا صلى هللا َعلَي ِه وسلم؛ (وهم
بنو هاشم وبنو المطلب) .يشترك فِي ذلك الذك ُر واألنثى ،والغني والفقير.
ويفضل الذكر ،فيعطى مثل حظ األنثيين.
118
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(وسهم لليتامى) المسلمين ،جمع يتيم َوهُ َو صغير اَل أب له ،سواء َك َ
ان
الصغير ذكرا أَ ْو أنثى ،له جد أَ ْو اَل ،قتل أبوه فِي الجهاد أَ ْو اَل .ويشترط فقر
اليتيم.
(وسهم للمساكين ،وسهم ألبناء السبيل) .وسبق بيانهما قبيل ِكتَاب الصيام.
صل فِي قسم الفيء َعلَى مستحقيه فَ ْ
رجع ،ثم استُعمل فِي المال الراجع من الكفار والفيء لُ َغةً مأخوذ من فَا َء إذا َ
إِلَى المسلمينَ .وشَرْ عًا هُ َو ما ٌل حصل من كفار بال قتال وال إيجاف خيل وال
إبل ،كالجزية وعشر التجارة( .ويقسم مال الفيء َعلَى خمس فرق :يصرف
خمسه) يعني الفيء ( َعلَى من)؛ أَي :الخمسة الذين (يصرف عليهم خمس
ْض
الغنيمة) .وسبق قريبا بيان الخمسة( .ويعطى أربعة أخماسها)َ .وفِي بَع ِ
خ (أخماسه)؛ أَي :الفيء (للمقاتلة) .وهم األجناد الذين عيَّنهم اإلمام النُّ َس ِ
للجهاد وأثبت أسماءهم فِي ديوان المرتزقة بعد اتصافهم باإلسالم والتكليف
والحرية والصحة؛ فيفرق اإلمام عليهم األخماس األربعة َعلَى قدر
حاجاتهم ،فيبحث َع ْن حال كلٍّ من المقاتلة وعن عياله الالزمة نفقتهم وما
يكفيهم؛ فيعطيه كفايتهم من نفقة وكسوة وغير ذلك ،ويراعي فى الحاجة
صنِّف بقوله( :وفي مصالح الزمان والمكان والرخص والغالء .وأشار ال ُم َ
المسلمين) إِلَى أنه يجوز لإلمام أن يصرف الفاضل َع ْن حاجاتـ المرتزقة
فِي مصالح المسلمين من إصالح الحصون والثغور ومن شراء ِسالح و َخي ٍل
َعلَى الصحيح.
صل فِي أحكام الجزية فَ ْ
لخرَّاج مجعول َعلَى أهل الذمة .سميت بذلك ألنها جزت َع ْن َو ِه َي لُ َغةً اسم َ
القتل؛ أَي :كفت َع ْن قتلهمَ .وشَرْ عًا ما ٌل يلتزمه كافر بعقد مخصوص.
ويشترط أن يعقده اإلمام أَ ْو نائبه ،اَل َعلَى جهة التأقيت؛ فيقول( :أقررتكم
بدار اإلسالم غير الحجاز ،أَ ْو أذنتُ فِي إقامتكم بدار اإلسالم َعلَى أن تبذلوا
الجزيه وتنقادوا لحكم اإلسالم)َ .ولَ ْو قال الكافر لإلمام ابتداء( :أقررني بدار
اإلسالم) كفى .شروط وجوب الجزية (وشرائط وجوب الجزية خمس
خصال) :أحدها (البلوغ)؛ فَاَل جزية َعلَى الصبيَ ( .و) الثَّانِي(العقل)؛ فَاَل
جزية َعلَى مجنون أطبق جنونه .فإن تقطع جنونه قليال كساعة من شهر
لزمته الجزية ،أَ ْو تقطع جنونه كثيرا َع ْن ذلك كيوم يجن فِي ِه ويوم يفيق فِي ِه،
لفقت أيام اإلفاقة؛ فإن بلغت سنةً وجب جزيتها.
( َو) الثَّالِث (الحرية)؛ فَاَل جزيةَ َعلَى رقيق وال َعلَى سيده أيضا .والمكاتب
والمدبر والمبعض كالرقيقَ ( .و) ال َّرابِع (الذكورية)؛ فَاَل جزية َعلَى امرأة
وخنثى .فإن بانت ذكورته أخذت منه الجزية للسنين الماضية كما بحثه
119
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
النَّ َو ِوي 1فِي زيادة الروضة ،وجزم بِ ِه فِي شرح المهذبَ ( .و) الخامس (أن
يكون) الذي تعقد له الجزية (من أهل ال ِكتَاب) كاليهودي والنصراني( ،أَ ْو
ممن له شبهة ِكتَاب) .وتعقد أيضا ألوالد من تهود أَ ْو تنصر قبل النسخ ،أَ ْو
شككنا فِي وقتهَ ،و َك َذا تعقد لمن أحد أبويه َوثَن ٌّي واآلخر كتابي ،ولزاعم
التمسك بصحف إبراهيم المنزلة َعلَي ِه أَ ْو بزبور داود المنزل َعلَي ِه( .وأقل)
ما يجب فِي (الجزية) َعلَى كل كافر (دينار فِي كل حول) وال ح َّد ألكثر
الجزية( .ويؤخذ)؛ أَي :يسن لإلمام أن يماكس من عقدت له الجزية؛ وحينئذ
يؤخذ (من المتوسط) الحالـ (ديناران ،ومن الموسر أربعة دنانير) استحبابا
ان سفيها لَ ْم يماكس اإلمام ولي السفيه. إذا لَ ْم يكن كل ِم ْنهَا سفيها؛ فإن َك َ
والعبرة فِي التوسط واليسار بآخر الحول( .ويجوز)؛ أَي :يسن لإلمام إذا
صالح الكفار فِي بلدهم ،اَل فِي دار اإلسالم (أن يشترط عليهم الضيافة) لمن
يمرُّ بهم من المسلمين المجاهدين وغيرهم( ،فضال)؛ أَي :زائدا (عَنْ مقدار)
أقل (الجزية) َوهُ َو دينار كل سنة إن رضوا بهذه الزيادة( .ويتضمن عقد
الجزية) بعد صحته (أربعة أشياء) :أحدها (أن يؤدوا الجزية) وتؤخذ منهم
برفق كما قال الجمهور ،اَل َعلَى وجه اإلهانةَ ( .و) الثَّانِي(أن تجري عليهم
أحكام اإلسالم) فيضمنون ما يتلفونه َعلَى المسلمين من نفس أَ ْو مال .وإن
فعلوا ما يعتقدون تحريمه كالزنا أقيم عليهم الحدَ ( .و) الثَّالِث (أن اَل يذكروا
دين اإلسالم إال بخيرَ .و) ال َّرابِع (أن اَل يفعلوا ما فِي ِه ضرر َعلَى
المسلمين)؛ أَي :بأن آووا من يطلع َعلَى عورات المسلمين وينقلها إِلَى دار
الحرب .ويلزم المسلمين بعد عقد الذمة الصحيح الكف عنهم نفسا وماال.
وإن كانوا فِي بلدنا أَ ْو فِي بلد مجاور لنا لزمنا دفع أهل الحربـ عنهم.
الغيار) بكسر الغين المعجمةَ ،وهُ َو تغيير اللباس وأن يخيط (ويعرفون بلبس ِ
الذمي َعلَى ثوبه شيئا يخالف لون ثوبه .ويكون ذلك َعلَى الكتف .واألولى
باليهودي األصفر ،وبالنصراني األزرق ،وبالمجوس األسود واألحمر.
صنِّف( :ويعرفون) عبَّر بِ ِه النَّ َو ِوي 2أيضا فِي الروضة تبعا وقول ال ُم َ
ألصلها ،لكنه فِي المنهاج قال( :ويؤمر)؛ أَي :الذمي ،وال يعرف من كالمه،
أن األمر للوجوب أَ ْو الندب ،لَ ِك ْن مقتضى كالم الجمهور األول .وعطف
صنِّف َعلَى الغيار قوله( :وشد الزنار)َ ،وهُ َو بالزاء المعجمة خيطٌ غليظ ال ُم َ
يُ َش ُّد فِي الوسط فوق الثياب .وال يكفي جعله تحتها( .ويمنعون من ركوب
الخيل) النفيسة وغيرها ،وال يمنعون من ركوب الحمير َولَ ْو كانت نفيسة،
ويمنعون من أسماعهم المسلمين قول الشرك ،كقولهم( :هللا ثالث ثالثة).
تَ َعالَى هللا َع ْن ذلك علوا كبيرا.
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
120
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
121
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
منه التذكية بقوله( :وتحل ذكاة كل مسلم) بالغ أَ ْو مميز يطيق الذبحَ ( ،و)
ذكاة كل (كتابي) يهودي أَ ْو نصراني .ويحل ذبح مجنون وسكران فِي
األظهر .وتكره ذكاة األعمى( .وال تحل ذبيحة مجوسي ،وال وثني) وال
نحوهما ممن اَل ِكتَاب له( .وذكاة الجنين) حاصلة (بذكاة أمه)؛ فَاَل يحتاج
لتذكيته .هَ َذا إن وجد ميتا أَ ْو فِي ِه حياة غير مستقرة ،اللهُ َّم (إال أن يوجد حيا)
بحياة مستقرة بعد خروجه من بطن أمه (فيذكى) حينئذ( .وما قطع من)
حيوان (حي فَ ُه َو ميت إال الشعر)؛ أَي :المقطوع من حيوان مأكولَ .وفِي
خ (إال الشعور) (المنتفع بها فِي المفارش والمالبس) وغيرها. ْض النُّ َس ِ
بَع ِ
صل فِي أحكام األطعمة الحالل ِم ْن َها وغيرهافَ ْ
(وكل حيوان استطابته العرب) الذين هم أهل ثروة وخصب وطباع سليمة
ورفاهية (فَ ُه َو حالل إال ما)؛ أَي :حيوان (ورد الشرع بتحريمه)؛ فَاَل يرجع
فِي ِه الستطابتهم له( .وكل حيوان استخبثته العرب)؛ أَي :ع ُّدوه خبيثا (فَ ُه َو
حرام إال ما ورد الشرع بإباحته) فَاَل يكون حراما( .ويحرم من السباع ما
له ناب)؛ أَيِ :س ٌّن (قوي يعدو بِ ِه) َعلَى الحيوان كأسد ونمر( .ويحرم من
الطيور ما له ِم ْخلَب) بكسر الميم وفتح الالم؛ أَي :ظفر (قوي يجرح بِ ِه)
كصقر وباز وشاهين( .ويحل للمضطر)َ ،وهُ َو من خاف َعلَى نفسه الهالك
من عدم األكل (فِي المخمصة) موتا أَ ْو مرضا مخوفا ،أَ ْو زيادة مرض ،أَ ْو
انقطاع رفقة ،ولم يجد ما يأكله حالال (أن يأكل من الميتة المحرمة) َعلَي ِه
(ما)؛ أَي :شيئا (يسد بِ ِه رمقه)؛ أَي :بقية روحه( .ولنا ميتتان حالالن)
وهما( :السمك والجرادَ ،و) لنا (دمان حالالن) وهما( :الكبد والطحالـ) .وقد
صنِّف هُنَا وفيما سبق ،أن الحيوان َعلَى ثالثة أقسام: عرف من كالم ال ُم َ
أحدها ما اَل يؤكل؛ فذبيحته وميتته سواءَ ،والثَّانِي ما يؤكل؛ فَاَل يحل إال
بالتذكية الشرعيةَ ،والثَّالِث ما تحل ميتته كالسمك والجراد.
فَصْ ل فِي أحكام األُضحية
بضم الهمزة فِي األشهرَ ،و ِه َي اسم لما يذج من الن َعم يو َم عيد النحر وأيام
التشريق تقرُّ بًا إِلَى هللا تَ َعالَى( .واألضحية سنة مؤكدة) َعلَى الكفاية؛ فإذا
أتى بها واحد من أهل بيت كفى َع ْن جميعهم .وال تجب األضحية إال بالنذر.
(ويجزئ فيها الجذع من الضأن)َ ،وهُ َو ما له َسنَةٌ وطعن فِي الثانية،
(والثني من المعز)َ ،وهُ َو ما له سنتان وطعن فِي الثالثة( ،والثني من اإلبل)
ما له خمس سنين وطعن فِي السادسة( ،والثني من البقر) ما له سنتان
وطعن فِي الثالثة( .وتجزىء البدنة عَنْ سبعة) اشتركوا فِي التضحية بها،
( َو) تجزىء (البقرة عَنْ سبعة) كذلكَ ( ،و) تجزىء (الشاة عَنْ ) شخص
(واحد) َو ِه َي أفضل من مشاركته فِي بعير .وأفضل أنواع األضحية إبل ثم
122
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
1محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
2محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي النَّ َو ِوي ال ّشافع ّي الدمشقي ،تـ676ـ هـ .
123
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(وال يبيع)؛ أَي :يحرم َعلَى المضحي بيع شيء (من األضحية)؛ أَي :لحمها
أَ ْو شعرها أَ ْو جلدها ،ويحرم أيضا جعله أجرة للجزار َولَ ْو كانت األضحية
تطوعا.
(ويطعم) حتما من األضحية المتطوع بها (الفقراء والمساكين) .واألفضل
التصدق بجميعها إال لقمة أَ ْو لقما يتبرك المضحي بأكلها؛ فإنه يسن له ذلك.
وإذا أكل البعض وتصدق بالباقي حصل له ثواب التضحية بالجميع
والتصدق بالبعض.
صل فِي بيان أحكام العقيقة فَ ْ
َو ِه َي لُ َغةً :اسم للشعر َعلَى رأس المولود.
صنِّف بقوله( :والعقيقة) َع ْن المولود (مستحبة). َوش َْر ًعا :ما سيذكره ال ُم َ
صنِّف العقيقة بقولهَ ( :و ِه َي الذبيحة عَنْ المولود يو َم سابعه)؛ أَي: وفسر ال ُم َ
يوم سابع والدته .ويحسب يوم الوالدة من السبع َولَ ْو مات المولود قبل
السابع .وال تفوت بالتأخير بعده؛ فإن تأخرت للبلوغ سقط حكمها فِي حق
العاق َع ْن المولود؛ أّ َّما هُ َو فمخير فِي العق َع ْن نفسه والترك.
(ويذبح عَنْ الغالم شاتانَ ،و) يذبح (عَنْ الجارية شاة) .قال بعضهمَ :وأَ َّما
الخنثى فيحتمل إلحاقه بالغالم أَ ْو بالجارية؛ فلو بانت ذكورته أمر بالتدارك
وتتعدد العقيقة بتعدد األوالد.
ق من العقيقة (الفقرا َء والمساكين) فيطبخها بحلو ويهدي ِم ْنهَا (ويطعم) العا ّ
للفقراء والمساكين ،وال يتخذها دعوة وال بكسر عظمها .واعلم أن ِس َّن
العقيقة وسالمتها من عيب ينقص لحمها واألكل ِم ْنهَا والتصدق ببعضها
وامتناع بيعها وتعينها بالنذر حكمه َعلَى ما سبق فِي األضحيةَ .ويُ َسن أن
يؤذن فِي أذن المولود اليمنى حين يولد ،ويقيم فِي أذنه اليسرى ،وأن يحنك
داخل فمه لينزل منه شيء إِلَى جوفه؛ َ المولود بتمر؛ فيمضغ ويدلك بِ ِه حنكه
فإن لَ ْم يوجد تمر فرطبَ ،وإِاَل فشيء حلو .وأن يسمى المولود يوم سابع
والدته ،وتجوز تسميته قبل السابع وبعدهَ .ولَ ْو مات المولود قبل السابع س َُّن
تسميته.
ِكتَاب أحكام السبق والرمي
أَي :بسهام ونحوها( .وتصح المسابقة َعلَى الدواب)؛ أَيَ :علَى ما هُ َو
األصل فِي المسابقة عليها من خيل وإبل وفيل وبغل وحمار فِي األظهر .وال
تصح المسابقة َعلَى بقر ،وال َعلَى نطاح الكباش ،وال َعلَى مهارشه الديكة،
اَل بعوض وال غيرهَ ( .و) تصح (المناضلة)؛ أَي :المراماة (بالسهام إذا
ين موقف الرامي والغرض الذي يرمى إليه كانت المسافة)؛ أَي :مسافة ما بَ َ
(معلومةًَ ،و) كانت (صفة المناضلة معلومة) أيضا ،بأن يبين المتناضالن
124
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
كيفية الرمي من قرعَ ،وهُ َو إصابة السهم الغرض ،وال يثبت فِي ِه ،أَ ْو من
خسقَ ،وهُ َو أن يثقب السهم الغرض ويثبت فِي ِه ،أَ ْو من مرقَ ،وهُ َو أن ينفذ
السهم من الجانبـ اآلخر من الغرض .واعلم أن عوض المسابقة هُ َو المال
الذي يخرج فيها .وقد يخرجه أحد المتسابقين ،وقد يخرجانه معا.
صنِّف األول فِي قوله( :ويخرج العوض أح ُد المتسابقين حتى إنه وذكر ال ُم َ
استردَّه)؛ أَي :العوض الذي أخرجه( ،وإن غيره ( َ سبق) بفتح السين َ إذا َ
سبق) بضم أوله (أخذه)؛ أَي :العوض (صاحبُه) السابق (له) .وذكر ُ
صنِّف الثَّانِيفِي قوله( :وإن أخرجاه)؛ أَي :العوض المتسابقان (معا لَ ْم ال ُم َ
يجز)؛ أَي :لَ ْم يصح إخراجهماـ للعوض (إال أن يُدخال بينهما ُمحلِّال) بكسر
سبق) خ (إال أن يَدخل بينهما ُم َحلِّ ٌل)؛ (فإن َ
ْض النُّ َس ِ
الالم األولىَ .وفِي بَع ِ
سبق) بفتح السين كال من المتسابقين (أخذ العوض) الذي أخرجاه( ،وإن ُ
بضم أوله (لَ ْم يغرم) لَهُ َما شيئا.
ِكتَاب أحكام األيمان والنذور
يمان بفتح الهمزة جمع يمين .وأصلها لُ َغةً :الي ُّد اليُمنى ،ثم أطلقت َعلَى األَ ُ
الحلف.
َ
َ َ
َوش َْر ًعا :تحقيق ما يحتمل المخالفة أ ْو تأكيده بذكر اسم هللا تَ َعالَى أ ْو صفة من
صفات ذاته.
والنذور جمع :نذر ،وسيأتي معناه فِي الفصل الذي بعده.
(اَل ينعقد اليمين إال باهلل تَ َعالَى)؛ أَي :بذاته ،كقول الحالفـَ ( :وهللاِ)( ،أَ ْو
باسم من أسمائه) المختصة بِ ِه الَتِي اَل تستعمل فِي غيره كخالق الخلق( ،أَ ْو
صفة من صفات ذاته) القائمة بِ ِه كعلمه وقدرته .وضابط الحالف كل مكلف
مختار ناطق قاصد لليمين( .ومن حلف بصدقة ماله) كقوله( :هَلِل ِ عل َّي أن
أتصدق بمالي) .ويعبر َع ْن هَ َذا اليمين تارة بيمين اللَّجَّاج والغضب ،وتارة
ين) الوفاء بما بنذر اللجاج والغضب؛ (فَ ُه َو)؛ أَي :الحالف أَ ْو الناذر (مخير بَ َ
حلف َعلَي ِه والتزمه بالنذر من (الصدقة) بماله (أَ ْو كفارة اليمين) فِي
األظهر .وفي قول :يلزمه كفارة يمين ،وفي قول يلزمه الوفاء بما التزمه.
(وال شيء فِي لغو اليمين) .وفسر بما سبق لسانه إِلَى لفظ اليمين من غير
أن يقصدها كقوله فِي حال غضبه أَ ْو غلبته أَ ْو عجلته( :اَل وهللاِ) مرةَ ،و
(بلى وهللا) مرةً فِي وقت آخر( .ومن حلف أن اَل يفعل شيئا)؛ أَي :كبيع
عبده (فأمر غي َره بفعله) ففعله بأن باع عبد الحالفـ (لَ ْم يحنث) ذلك الحالف
بفعل غيره ،إال أن يريد الحالفـ أنه اَل يفعل هُ َو وال غيره ،فيحنث بفعل
مأموره .أّ َّما لو حلف أن اَل ينكح فوكل غيره فِي النكاح فإنه يحنث بفعل
وكيله له فِي النكاح.
125
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(ومن حلف َعلَى فعل أمرين) كقوله( :وهللاِ ،اَل ألبس هذين الثوبين)؛
(ففعل)؛ أَي :لبس (أحدهما لَ ْم يحنث)؛ فإن لبسهما معا أَ ْو مرتبا حنث .فإن
قال( :اَل ألبس َه َذا وال َه َذا) ،حنث بأحدهما .وال تنحل يمينه ،بَلْ إذا فعل
اآلخر حنث أيضا.
ين ثالثة أشياء): (وكفارة اليمين ه َُو)؛ أَي :الحالف إذا حنث ( ُم َخيَّر فيها بَ َ
.1أحدها( :عتق رقبة مؤمنة) سليمة من عيب يخل بعمل أَ ْو كسب.
.2وثانيها مذكور فِي قوله( :أَ ْو إطعام عشرة مساكين؛ كل مسكين مدا)؛
أَي :رطال وثلثا من َحبٍّ من غالب قوت بلد المكفر .وال يجزىء فِي ِه غير
الحب من تمر وأقط.
.3وثالثها مذكور فِي قوله( :أَ ْو كسوتهم)؛ أَي :يدفع المكفر لكل من
المساكين (ثوبا ثوبا)؛ أَي :شيئا يسمى كسوة مما يعتاد لبسه ،كقميص أَ ْو
عمامة أَ ْو خمار أَ ْو كساء .وال يكفي خف وال قفازان.
وال يشترط فِي القميص كونه صالحا للمدفوع إليه؛ فيجزىء أن يدفع للرجل
ثوب صغير أَ ْو ثوب امرأة .وال يشترط أيضا كون المدفوع جديدا؛ فيجوز
دفعه ملبوسا لَ ْم تذهب قوته.
(فإن لَ ْم يجد) المكفر شيئا من الثالثة السابقة (فصيام) فيلزمه صيام (ثالثة
أيام)؛ وال يجب تتابعها فِي األظهر.
صل فِي أحكام النذور فَ ْ
جمع :نذر؛ َوهُ َو بذال المعجمة ساكنة وحكي فتحها ،ومعناه :لُ َغةً :الوعد
بخير أَ ْو شر.
َوش َْر ًعا :التزام قربة الزمة بأصل الشرع.
والنذر ضربان :أحدهما نذر اللَّجَّاجـ بفتح أولهَ ،وهُ َو التمادى فِي الخصومة.
َوال ُم َراد بهذا النذر :أن يخرج مخرج اليمين بأن يقصد الناذر منع نفسه من
شيء ،وال يقصد القربة ،وفيه كفارة يمين أَ ْو ما التزمه بالنذرَ .والثَّانِي :نذر
المجازاة َوهُ َو نوعان:
هلل عل َّي صو ٌم أَ ْو
.1أحدهما :أن اَل يعلقه الناذر َعلَى شيء ،كقوله ابتداءِ ( :
ق).
عت ٌ
َ .2والثَّانِي :أن يعلقه َعلَى شيء.
صنِّف بقوله( :والنذر يلزم فِي المجازاة َعلَى) نذر (مباح وأشار له ال ُم َ
وطاعة ،كقوله)؛ أَي :الناذر(( :إن شفى هللا مريضي) َوفِي بَع ِ
ْض النُّ َس ِ
خ
(مرضي) أَ ْو كفيت شر عدوي (فلِلّ ِه أن أصلي أَ ْو أصوم أَ ْو أتصدق)،
ويلزمه)؛ أَي :الناذر (من ذلك)؛ أَي :مما نذره من صالة أَ ْو صوم أَ ْو صدقة
(ما يقع َعلَي ِه االسم) من صالة .وأقلها ركعتان ،أَ ْو صوم وأقله يوم ،أَ ْو
126
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الصدقة َو ِه َي أقل شيء مما يتمولَ .و َك َذا لو نذر التصدق بمال عظيم كما
صنِّف بمفهوم قوله سابقا َعلَى مباح فِي قال القاضيـ أبو الطيب .ثم صرح ال ُم َ
قوله( :وال نذر فِي معصية)؛ أَي :اَل ينعقد نذرها( ،كقوله( :إن قتلتُ فالنا)
بغير حق (فلله علي كذا)).
َو َخ َر َج :بالمعصية :نذر المكروه كنذر شخص صوم الدهر ،فينعقد نذره،
ويلزمه الوفاء بِ ِه.
ّ
وال يصح أيضًا نذر واجب َعلَى العين كالصلواتـ الخمس .أ َّما الواجب َعلَى
الكفاية فيلزمه كما يقتضيه كالم الروضة وأصلها( .وال يلزم النذر)؛ أَي :اَل
ينعقد ( َعلَى ترك مباح) أَ ْو فعله؛ فاألول (كقوله( :اَل آكل لحما وال أشرب
لبنا) وما أشبه ذلك) من المباح كقوله :اَل ألبس كذاَ ،والثَّانِي نحو آكل كذا
وأشرب كذا ،وألبس كذا .وإذا خالف النذر المباح لزمه كفارة يمين َعلَى
الراجح عند البغوي ،وتبعه المحرر والمنهاج ،لَ ِك ْن قضية كالم الروضة
وأصلها عدم اللزوم.
ِكتَاب أحكام األقضية والشهادات
واألقضية جمع قضاء بالمدَ ،وهُ َو لُ َغةً أحكام الشيء وإمضاؤه.
ين خصمين بحكم هللا تَ َعالَى. َوش َْر ًعا :فَصْ ل حكوم ٍة بَ َ
والشهادات جمع :شهادة؛ مصدرَ :ش ِهد؛ مأخوذ :من الشهود بِ َم ْعنَى:
الحضور .والقضاء فرض كفاية؛ فإن تعيَّن َعلَى شخص لزمه طلبه.
ْض
(وال يجوز أن يلي القضا َء إال من استكملت فِي ِه خمسة عشر) َوفِي بَع ِ
خ (خمس عشرة) (خصلة): النُّ َس ِ
.1أحدها( :اإلسالم)؛ فَاَل تصح والية الكافر َولَ ْو كانت َعلَى كافر مثله .قال
ي( :وما جرت بِ ِه عادة الوالية من نصب رجل من أهل الذمة ال َماور ِد ّ
فتقليد رياسة وزعامة ،اَل تقليد حكم وقضاء) .وال يلزم أهل الذمة الحكم
بإلزامه بَلْ بالتزامهم.
َ ( .2و) الثَّانِي
َ .3والثَّالِث (البلوغ ،والعقل)؛ فَاَل والية لصبي ومجنون ،أطبق جنونه أَ ْو
اَل .
ق كله أَ ْو بعضه. َ ( .4و) ال َّرابِع (الحرية)؛ فَاَل تصح والية رقي ٍ
َ ( .5و) الخامس (الذكورة)؛ فَاَل تصح والية امرأة ،وال خنثىَ .ولَ ْو ولى
ان ذكرًا لَ ْم ينفذ حكمه فِي المذهب. حال الجهل فح َكم ثم بَ َ الخنثى َ
َ ( .6و) السادس (العدالة) ،وسيأتي بيانها فِي فَصْ ل الشهادات؛ فَاَل والية
لفاسق بشيء اَل ُشبهةَ له فِي ِه.
127
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
َ ( .7و) السابع (معرفة أحكام ال ِكتَاب والسنة) َعلَى طريق االجتهاد ،وال
يشترط حفظه آليات األَحْ َكام ،وال أحاديثها المتعلقات بها َع ْن ظهر قلب.
َو َخ َر َج باألحكام القصص والمواعظَ ( .و) الثامن (معرفة اإلجماع)َ ،وهُ َو
اتفاق أهل الحلِّ وال َعقد من أمة محمد صلى هللا َعلَي ِه وسلم َعلَى أمر من
األمور .وال يشترط معرفته لكل فرد من أفراد اإلجماع ،بَلْ يكفيه فِي
أن قوله اَل يخالف اإلجما َع فيهاَ ( .و) المسألة الَتِي يفتي بها أَ ْو يحكم فيهاَّ ،
ين العلماءـ.التاسع (معرفة االختالف) الواقع بَ َ
َ ( .8و) العاشر (معرفة طرق االجتهاد)؛ أَي :كيفية االستدالل من أدلة
األَحْ َكامَ ( .و) الحادي عشر (معرفة طرف من لسان العرب) من لُ َغةً
وصرف ونحو( ،ومعرفة تفسير ِكتَاب هللا تَ َعالَىَ .و) الثَّانِيعشر (أن
يكون سميعا) َولَ ْو بصياح فِي أذنيه؛ فَاَل يصح تولية أصمَ ( .و) الثَّالِث
عشر (أن يكون بصيرا)؛ فَاَل يصح تولية أعمى .ويجوز كونه أعور كما
صنِّف من قال الرويانيَ ( .و) ال َّرابِع عشر (أن يكون كاتبا) .وما ذكره ال ُم َ
صح خالفهَ ( .و) الخامس اشتراط كون القاضي كاتبا وجه مرجوح؛ َواألَ َ
عشر (أن يكون مستيقظا)؛ فَاَل يصح تولية مغفل ،بأن اخت َّل نظره أَ ْو
صنِّف من شروط فكره ،أّ َّما لكبر أَ ْو مرض أَ ْو غيره .ولما فرغ ال ُم َ
ْض النُّ َس ِ
خ القاضي َش َر َع فِي آدابه ،فقال( :ويستحب أن يجلس)َ .وفِي بَع ِ
(أن ينزل)؛ أَي :القاضيـ (فِي وسط البلد) إذا اتسعت خطته؛ فإن كانت
يث شاء إن لَ ْم يكن هناك موضع معتاد تنزله القضاةـ، البلد صغيرةً نزل َح ُ
ويكون جلوس القاضي (فِي موضع) فسيح (بارز)؛ أَي :ظاهر (للناس)
بحيث يراه المستوطن والغريب والقوي والضعيف ،ويكون مجلسه
مصونا من أذى َحرٍّ وبرد ،بأن يكون فِي الصيف فِي مهب الريح ،وفي
خ (وال حاجب دونه)؛ ْض النُّ َس ِ
الشتاء فِي كن( ،وال حجاب له)َ .وفِي بَع ِ
فلو اتخذ حاجبا أَ ْو بَ َّوابا كره( .وال يقعد) القاضي (للقضاء فِي المسجد)؛
وقت حضوره فِي المسجد لصالة أَ ْو غيرها َ فإن قضى فِي ِه كره .فإن اتفق
خصومةٌ لَ ْم يكره فصلها فِي ِهَ .و َك َذا لو احتاجـ إِلَى المسجد لعذر من مطر
ين الخصمين فِي ثالثة أشياء): ونحوه( .ويسوي) القاضيـ وجوبا (بَ َ
ين يديه إذا أحدها التسوية (فِي المجلس)؛ فيُجلس القاضي الخصمين بَ َ
استويا شرفا .أّ َّما المسلم فيرفع َع ْن الذمي فِي المجلسَ ( .و) الثَّانِيالتسوية
فِي (اللفظ)؛ أَي :الكالم؛ فَاَل يسمع كالم أحدهما دون اآلخرَ ( .و) الثَّالِث
التسوية فِي (اللحظ)؛ أَي :النظر؛ فَاَل ينظر أحدهما دون اآلخر( .وال
يجوز) للقاضي (أن يقبل الهدية من أهل عمله)؛ فإن كانت الهدية فِي
صح .وإن أهدى إليه َمن هُ َو فِي غير عمله من غير أهله لَ ْم يحرم فِي األَ َ
128
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
محل واليته وله خصومة وال عادةَ له بالهدية قَبلَها حرُم َعلَي ِه قبولُها.
(ويجتنب) القاضي (القضاء)؛ أَي :يكره له ذلك (فِي عشرة مواضع)،
خ (فِي ْض النُّ َس ِ
خ (أحوال)( :عند الغضب)َ .وفِي بَع ِ ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
الغضب) .قال بعضهم :وإذا أخرجه الغضب َع ْن حالة االستقامة حرم
َعلَي ِه القضا ُـء حينئذ( .والجوع) والشبع المفرطين( ،والعطش ،وشدة
الشهوة ،والحزن ،والفرح المفرط ،وعند المرض)؛ أَي :المؤلم،
(ومدافعة األخبثين)؛ أَي :البول والغائط( ،وعند النعاسَ ،و) عند (شدة
الح ِّر والبرد) .والضابط الجامع لهذه العشرة وغيرها أنه يكره للقاضي َ
القضاء فِي كل حال يسوء ُخلُقه .وإذا حكم فِي حال مما تقدم نفذ حكمه
ين يدي مع الكراهة( .وال يسأل) وجوبا؛ أَي :إذا جلس الخصمانـ بَ َ
القاضي اَل يسأل (المدعى َعلَي ِه إال بعد كمال)؛ أَي :بعد فراغ المدعي من
(الدعوى) الصحيحة .وحينئذ يقول القاضي للمدعي َعلَي ِه( :أخرج من
دعواه) .فإن أقر بما ادعى بِ ِه َعلَي ِه لزمه ما أق َّر بِ ِه ،وال يفيده بعد ذلك
رجو ُعه .وإن أنكر ما ادعي بِ ِه َعلَي ِه فللقاضي أن يقول للمدعي( :ألك
ان الحق مما يثبت بشاهد ويمين( .وال بينة أَ ْو شاهد مع يمينك؟) إن َك َ
خ (وال يستحلفه)؛ أَي :اَل يحلف القاضي ْض النُّ َس ِ
يحلفه)َ .وفِي بَع ِ
المد َعى َعلَي ِه (إال بعد سؤال المدعي) من القاضي أن يحلف المدعى
َعلَي ِه( ،وال يلقن) القاضي (خصما حجةً)؛ أَي :اَل يقول لكل من
ان يدعي الخصمين( :قل كذا َو َك َذا) .أّ َّما استفسار الخصم فجائزَ ،ك َ
شخصٌ قتال َعلَى شخص ،فيقول القاضي للمدعي( :قتله عمدا أَ ْو
خطأ؟)( ،وال يفهمه كالما)؛ أَي :اَل يعلمه كيف يدعي .وهذه المسألة
ْض النُّ َس ِ
خ ساقطة فِي بعض نسخ المتن( .وال يتعنت بالشهداء)َ .وفِي بَع ِ
ان يقول له القاضي( :كيف تحملت؟ ولعلك ما (وال يتعنت بشاهد)َ ،ك َ
شهدت)( .وال يقبل الشهادة إال ممن)؛ أَي :شخص (ثبتت عدالته)؛ فإن
عرف القاضيـ عدالة الشاهد عمل بشهادته أَ ْو عرف فسقه رد شهادته.
فإن لَ ْم يعرف عدالته وال فسقه طلب منه التزكية ،وال يكفي فِي التزكية
ي عد ٌل ،بَلْ اَل بد من إحضار من قول المدعى َعلَي ِه إن الذي شهد عل َّ
يشهد عند القاضيـ بعدالته ،فيقول( :أشهد أنه عدل) .ويعتبر فِي المزكي
شروط الشاهد من العدالة وعدم العداوة وغير ذلك .ويشترط مع هَ َذا
معرفته بأسباب الجرح والتعديل ،وخبرة باطن من يعدله بصحبة أَ ْو
جوار أَ ْو معاملة( .وال يقبل) القاضيـ (شهادة عد ٍُّو َعلَى عدوه)َ .وال ُم َراد
بعدو الشخص من يبغضه( ،وال) يقبل القاضي (شهادة والد) وإن عال
خ (لمولوده)؛ أَي :وإن سفل( ،وال) شهادة (ولد ْض النُّ َس ِ
(لولده)َ .وفِي بَع ِ
129
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
لوالده) وإن عال .أّ َّما الشهادة عليهما فتقبل( .وال يقبل ِكتَاب قاض إِلَى
قاض آخر فِي األَ ْح َكام إال بعد شهادة شاهدين يشهدان) َعلَى القاضي
صنِّف بذلك الكاتب (بما فِي ِه)؛ أَي :ال ِكتَاب عند المكتوب إليه .وأشار ال ُم َ
إِلَى أنه إذا ادعى شخص َعلَى شخص غائب بمال ،وثبت المال َعلَي ِه؛
ان له مال حاضر قضاه القاضي منه ،وإن لَ ْم يكن له مال حاضر فإن َك َ
وسأل المدعي إنها َء الحال إِلَى قاضي بلد الغائب أجابه لذلك .وفسر
األصحاب إنهاء الحال بأن يشهد قاضي بلد الحاضرـ عدلين بما ثبت عنده
من الحكم َعلَى الغائب .وصفة ال ِكتَاب :بِس ِْم هللاِ الرَّح َم ِن ال َّر ِحيم حضر
المقيم فِي بلدك
ِ فالن ،وادعى َعلَى فال ٍن الغائ ِ
ب ٌ عندنا عافاني هللا وإيَّاك
بالشيء الفالني ،وأقام َعلَي ِه شاهدين ،وهما فالن وفالن ،وقد عدال
وحلفت المدعي وحكمت له بالمال ،وأشهدت بالكتاب فالنا ُ عندي،
وفالنا .ويشترط فِي شهود ال ِكتَاب والحكم ظهور عدالتهم عند القاضي
المكتوب إليه ،وال تثبت عدالتُهم عنده بتعديل القاضي الكاتب إياهم.
سمة صل فِي أحكام القِ ْ فَ ْ
َو ِه َي بكسر القاف االسم من قسم الشيء قَ ْس ًما ،بفتح القاف.
َوش َْر ًعا :تمييز بعض األنصباء من بعض بالطريق اآلتي.
ْض النُّ َس ِ
خ (ويفتقر القاسم) المنصوب من جهة القاضيـ (إِلَى سبعة) َوفِي بَع ِ
(إِلَى سبع) (شرائط :اإلسالم ،والبلوغ ،والعقل ،والحرية ،والذكورة،
والعدالة ،والحساب)؛ فمن اتصف بضد ذلك لَ ْم يكن قاسماَ .وأَ َّما إذا لَ ْم يكن
صنِّف بقوله( :فإن القاسم منصوبا من جهة القاضي فقد أشار إليه ال ُم َ
خ (فإن تراضيا) (الشريكان بمن يقسم بينهما) ْض النُّ َس ِ
تراضى) َوفِي بَع ِ
المال المشترك (لَ ْم يفتقر) فِي هَ َذا القاسم (إِلَى ذلك)؛ أَي :إِلَى الشروط
السابقة .واعلم أن القسمة َعلَى ثالثة أنواع :أحدها القسمة باألجزاء ،وتسمى
قسمة المتشابهات كقسمة المثليات من حبوب وغيرها ،فتجزأ األنصباء كيالً
ين
فِي المكيل ،ووزنا فِي الموزون ،وذرعا فِي مذروع ،ثم بعد ذلك يقرع بَ َ
األنصباء ليتعين لكل نصيب ِم ْنهَا واح ٌد من الشركاء .وكيفية األقراع أن
تؤخذ ثالث رقاع متساوية ،ويكتب فِي كل رقعة ِم ْنهَا اسم شريك من
الشركاء ،أَ ْو جزء من األجزاء مميز َع ْن غيره ِم ْنهَا ،وتدرج تلك الرقاع فِي
بنادق متساوية من طين مثال بعد تجفيفه ،ثم توضع فِي حجر من لَ ْم يحضر
ُخرج من لَ ْم يحضرهما رقعةً َعلَى الجزء األول من الكتابة واإلدراج ،ثم ي ِ
تلك األجزاء ،إن كتبت أسماء الشركاء فِي الرقاع كزيد وبكر وخالد فيعطى
من خرج اسمه فِي تلك الرقعة ،ثم يُخرج رقعة أخرى َعلَى الجزءـ الذي بلى
الجزء األول من تلك األجزاء ،فيعطى من خرج اسمه فِي الرقعة الثانية،
130
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ويتعين الجزء الباقي للثالث إن كانت الشركاء ثالثة ،أَ ْو يخرج من لَ ْم
يحضر الكتابة واإلدراج رقعة َعلَى اسم زيد مثال ،إن كتبت فِي الرقاع
أجزاء األنصباء ،ثم َعلَى اسم خالد ،ويتعين الجزء الباقي للثالث.
النوع الثَّانِيالقِسْم بالتعديل للسهامَ ،و ِه َي األنصباء بالقيمة كأرض تختلف
قيمة أجزائها بقوة إنبات أَ ْو قرب ماء ،وتكون األرض بينهما نصفين،
ويساوي ثلث األرض مثال لجودته ثلثيها؛ فيجعل الثلث سهما ،والثلثان
سهما .ويكفي فِي هَ َذا النوع والذي قبله قاسم واحد .النوع الثَّالِث القسمة
بالرد ،بأن يكون فِي أحد جانبي األرض المشتركة بئر أَ ْو شجر مثال ،اَل
يمكن قسمته فيرد من يأخذه بالقسمة الَتِي أخرجتها القرعة قسط قيمة كل من
البئر أَ ْو الشجر فِي المثال المذكور؛ فلو كانت قيمة كل من البئر أَ ْو الشجر
ألفًا ،وله النصف من األرض رد اآلخذ ما فِي ِه ذلك خمسمائة .وال بد فِي هَ َذا
ان فِي القسمة تقويم لَ ْم يقتصر فِي ِه)؛ النوع من قاسمين كما قال( :وإن َك َ
أَي :فِي المال المقسوم ( َعلَى أقل من اثنين) .وهذا إن لَ ْم يكن القاسم حاكما
فِي التقويم بمعرفته ،فإن حكم فِي التقويم بمعرفته فَهُ َو كقضائه بعلمه.
صح جوازه بعلمه( .وإذا دعا أحد الشريكين شريكه إِلَى قسمة ما اَل َواألَ َ
ضرر فِي ِه لزم) الشريك (اآلخر إجابته) إِلَى القسمة .أّ َّما الذي فِي قسمته
ضرر كحمام اَل يمكن جعله حمامين إذا طلب أحد الشركاء قسمته وامتنع
صح .اآلخر فَاَل يجاب طالب قسمته فِي األَ َ
صل فِي الحكم بالبينة فَ ْ
ان مع المدعي بينة سمعها الحاكم ،وحكم له بها) إن عرف (وإذا َك َ
عدالتهاَ ،وإِاَل طلب ِم ْنهَا التزكية؛ (وإن لَ ْم تكن له) المدعي (بينة ،فالقول
قول المدعى َعلَي ِه بيمينه)َ .وال ُم َراد بالمدعي من يخالف قوله الظاهر،
والمدعى َعلَي ِه من يوافق قوله الظاهر؛ (فإن نكل)؛ أَي :امتنع المدعى َعلَي ِه
(عَنْ اليمين) المطلوبة منه (ردت َعلَى المدعي ،فيحلف) حينئذ (ويستحق)
اليمين:
َ المدعى ِب ِه .والنكول أن يقول المدعى َعلَي ِه بعد عرض القاضي َعلَي ِه
(أنا ناكل عنها) .ويقول له القاضي( :أحلف)؛ فيقول( :اَل أحلف)( .وإذا
تداعيا)؛ أَي :اثنان (شيئا ِفي يد أحدهما؛ فالقول قول صاحب اليد بيمينه)؛
ان فِي أيديهما) أَ ْو لَ ْم يكن فِي يد واحد ِم ْنهُ َما أَي :أن الذي فِي يده له؛ (وإن َك َ
(تحالفا ،وجعل) المدعى بِ ِه (بينهما) نصفين( .ومن حلف َعلَى فعل نفسه)
والبت بموحدة فمثناة فوقية معناه ّ اثباتا أَ ْو نفيا (حلف َعلَى البتّ والقطع).
صنِّف القطع َعلَى البت من عطف التفسير( .ومن القطع .وحينئذ فعطف ال ُم َ
ان إثباتا حلف َعلَى البت حلف َعلَى فعل غيره) ففيه تفصيل؛ (فإن َك َ
131
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الع ْل ُم)َ ،وهُ َو أنه اَل يعلم أن ان نفيا) مطلقا (حلف َعلَى نفي ِ والقطع؛ وإن َك َ
غيره فعل كذا .أّ َّما النفي المحصور فيحلف فِي ِه الشخص َعلَى البت.
صل فِي شروط الشاهد. فَ ْ
(وال تقبل الشهادة إال ممن)؛ أَي :شخص (اجتمعت فِي ِه خمس خصال):
.1أحدها (اإلسالم) َولَ ْو بالتبعية؛ فَاَل تقبل شهادة كافر َعلَى مسلم أَ ْو كافر.
َ ( .2و) الثَّانِي(البلوغ)؛ فَاَل تقبل شهادة صبي َولَ ْو مراهقا.
َ ( .3و) الثَّالِث (العقل)؛ فَاَل تقبل شهادة مجنون.
ان أَ ْو
َ ( .4و) ال َّرابِع (الحرية) َولَ ْو بالدار؛ فَاَل تقبل شهادة رقيق ،قنا َك َ
مدبرا أَ ْو مكاتبا.
َ ( .5و) الخامس (العدالة)َ ،و ِه َي لُ َغةً التوسط وشرعا ملكة فِي النفس تمنعها
من اقتراف الكبائر والرذائل المباحة.
خ (خمسة شروط): ْض النُّ َس ِ
(وللعدالة خمس شرائط)َ .وفِي بَع ِ
.1أحدها (أن يكون) العدل (مجتنبا للكبائر)؛ أَي :لكل فرد ِم ْنهَا؛ فَاَل
تقبل شهادة صاحبـ كبيرة كالزنا وقتل النفس بغير حق.
ص ٍّر َعلَى القليل من الصغائر)؛ فَاَل َ .2والثَّانِي أن يكون العدل (غير ُم ِ
تقبل شهادة المصر عليها .وعد الكبائر مذكور فِي المطوالت.
َ .3والثَّالِث أن يكون العدل (سليم السريرة)؛ أَي :العقيدة؛ فَاَل تقبل شهادة
مبتدع يكفر أَ ْو يفسق ببدعته؛ فاألول كمنكر البعثَ ،والثَّانِي ك َسابِّ
الصحابة .أّ َّما الذي اَل يكفر وال يفسق ببدعته فتقبل شهادتهَ .ويُ ْستَ ْثنَى
من هَ َذا الخطابيةُ؛ فَاَل تقبل شهادتهم ،وهم فِرقَة يجوزون الشهادة
لصاحبهم إذا سمعوه يقول لي َعلَى فالن كذا .فإن قالوا رأيناه يقرضه
كذا قبلت شهادتهم.
خ (مأمونا ْض النُّ َس ِ
.4والرابع أن يكون العدل (مأمون الغضب)َ .وفِي بَع ِ
عند الغضب)؛ فَاَل تقبل شهادة من اَل يؤمن عند غضبه.
.5والخامس أن يكون العدل (محافظا َعلَى مروءة مثله) .والمروءة
تخلق اإلنسان بخلق أمثاله من أبناء عصره فِي زمانه ومكانه؛ فَاَل
تقبل شهادة من اَل مروءة له كمن يمشي فِي السوق مكشوف الرأس
أَ ْو البدن غير العورة ،وال يليق بِ ِه ذلك .أّ َّما كشف العورة فحرام.
صلفَ ْ
والحقوق ضربان:
.1أحدهما( :حق هللا تَ َعالَى) وسيأتي الكالم َعلَي ِه.
َ ( .2و) الثَانِي( :حق اآلدمي؛ فأما حقوق اآلدميين فثالثة).
خ (فهي َعلَى ثالثة) (أضرب): ْض النُّ َس ِ
َوفِي بَع ِ
132
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
( .1ضرب اَل يقبل فِي ِه إال شاهدان ذكران)؛ فَاَل يكفي رجل وامرأتان .وفسر
صنِّف هَ َذا الضربـ بقولهَ ( :وه َُو ما اَل يقصد منه المال ،ويطلع َعلَي ِه ال ُم َ
الرجال) غالبا كطالق ونكاح .ومن هَ َذا الضرب أيضا عقوبة هللا تَ َعالَى
كحد شرب خمر ،أَ ْو عقوبة ألدمي كتعزير وقصاص.
( .2وضرب) آخر (يقبل فِي ِه) أحد أمور ثالثة أّ َّما (شاهدان)؛ أَي :رجالن
(أَ ْو رجل وامرأتان ،أَ ْو شاهد) واحد (ويمين المدعي) .وإنما يكون يمينه
بعد شهادة شاهده ،وبعد تعديلهَ .ويَ ِجبُ أن يذكر فِي حلفه أن شاهده
صادق فيما شهد له بِ ِه؛ فإن لَ ْم يحلف المدعي وطلب يمين خصمه فله
ذلك؛ فإن نكل خصمه فله أن يحلف يمين الرد فِي األظهر .وفسر
ان القصد منه المال) فَقَط. صنِّف هَ َذا الضربـ بأنه (ما َك َ ال ُم َ
( .3وضرب) آخر (يقبل فِي ِه) أحد أمرين أّ َّما (رجل وامرأتان ،أَ ْو أربع
صنِّف هَ َذا الضربـ بقولهَ ( :وه َُو ما اَل يطلع َعلَي ِه نسوة) .وفسر ال ُم َ
الرجال) غالبا ،بَلْ نادرا ،كوالدة وحيض ورضاع .واعلم أنه اَل يثبت
شيء من الحقوق بامرأتين ويمينَ ( .وأَ َّما حقوق هللا تَ َعالَى فَاَل تقبل فيها
النساء) بَلْ الرجال فَقَط؛ ( َو ِه َي)؛ أَي :حقوق هللا تَ َعالَى ( َعلَى ثالثة
أضرب :ضرب اَل يقبل ِفي ِه أقل من أربعة) من الرجالَ ( ،و ُه َو الزنا)،
ويكون نظرهم له ألجل الشهادة؛ فلو تعمدوا النظر لغيرها فسقوا وردت
شهادتهم؛ أّ َّما إقرار شخص بالزنا فيكفي فِي الشهادة َعلَي ِه رجالن فِي
األظهر( .وضرب) آخر من حقوق هللا تَ َعالَى (يقبل فِي ِه اثنان)؛ أَي:
صنِّف هَ َذا الضرب بقولهَ ( :و ُه َو ما سوى الزنا من رجالن .وفصَّل ال ُم َ
الحدود) كحد شرب.
(وضرب) آخر من حقوق هللا تَ َعالَى (يقبل ِفي ِه رجل واحد؛ َوه َُو هالل)
شهر (رمضان) فَقَط دون غيره من الشهور.
وفي المبسوطات مواضع يقبل فيها شهادة الواحد فَقَطِ ،م ْنهَا شهادة اللوث،
َو ِم ْنهَا أنه يكتفي فِي الخرص بعدل واحد.
خ (خمس) ْض النُّ َس ِ
(وال تقبل شهادة األعمى إال فِي خمسة)َ .وفِي بَع ِ
(مواضع)َ .وال ُم َراد بهذه الخمسة ما يثبت باالستفاضة مثل (الموت،
والنسب) لذكر أَ ْو أنثى َع ْن أب أَ ْو قبيلة؛ َو َك َذا األم يثبت النسب فيها
صحَ ( .و) مثل (الملك المطلق ،والترجمة) .وقوله: باالستفاضة َعلَى األَ َ
(وما شهد بِ ِه قبل العمى) ساقط فِي بعض نسخ المتن .ومعناه أن األعمى لو
تحمل الشهادة فيما يحتاج للبصر قبل عروض العمى له ،ثم بعد ذلك شهد
ان المشهود له ،وعليه معروفي االسم والنسبَ ( .و) ما شهد مما تحمله إن َك َ
بِ ِه ( َعلَى المضبوط) .وصورته أن يق َّر شخص فِي أذن عمى بعتق أَ ْو طالق
133
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
لشخص يعرف اسمه ونسبه ،ويد ذلك األعمى َعلَى رأس ذلك المق ِّر ،فيتعلق
األعمى بِ ِه ويضبطه حتى يشهد َعلَي ِه مما سمعه منه عند قاض.
جار لنفسه نفعا وال دافع عنها ضررا) .وحينئذ (وال تقبل شهادة) شخص ( ٍّ
ترد شهادة السيد لعبده المأذون له فِي التجارة ومكاتبه.
134
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
135
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(وترتيب العصبات فِي الوالء كترتيبهم فِي اإلرث) ،لَ ِك ْن األظهر فِي باب
ف اإلرث؛ الوالء أن أخا المعتق وابن أخيه مقدمان َعلَى جد المعتق ،بِ ِخاَل ِ
أَي :بالنسب؛ فإن األخ والجد شريكان.
وال ترث المرأة بالوالء إال من شخص باشرت عتقه أَ ْو من أوالده وعتقائه.
(وال يجوز)؛ أَي :اَل يصح (بيع الوالء وال هبته) .وحينئذ اَل ينتقل الوالء
َع ْن مستحقه.
صل فِي أحكام التدبير. فَ ْ
َوهُ َو لُ َغةً النظر فِي عواقب األمورَ ،وشَرْ عًا عتق َع ْن دبر الحياة ،وذكره
صنِّف بقوله( :ومن)؛ أَي :السيد إذا (قال لعبده) مثال(( :إذا ِمتُّ ) أنا ال ُم َ
(فأنتَ ُح ٌّر)؛ فَه َُو)؛ أَي :العبد (مدبَّر ،يعتق بعد وفاته)؛ أَي :السيد (من
ثلثه)؛ أَي :ثلث ماله إن خرج كله من الثلث؛ َوإِاَل عتق منه بقدر ما يخرج
صنِّف هُ َو من صريح التدبير. من الثلث إن لَ ْم تجز الورثة .وما ذكره ال ُم َ
ُ
كخليت ومنه أعتقتُك بعد موتي .ويصح التدبير بالكناية أيضا مع النية،
سبيلَك بعد موتي( .ويجوز له)؛ أَي :السيد (أن يبيعه)؛ أَي :المدبر (فِي حال
حياته ،ويبطل تدبيره) .وله أيضا التصرف فِي ِه بكل ما يزيل الملك كهبة بعد
قبضها أَ ْو جعله صداقا .والتدبير تعليق عتق بصفة فِي األظهر .وفي قول
وصية للعبد بعتقه؛ فعلى األظهر لو باعه السيد ثم ملكه لَ ْم يعد التدبير َعلَى
المذهب.
(وحكم المدبَّر فِي حال حياة السيد حكم العبد القن) .وحينئذ تكون أكساب
المدبر للسيد .وإن قتل المدبر فللسيد القيمة ،أَ ْو قطع المدبر فللسيد األرش.
خ (وحكم المدبر فِي حياة سيده حكم ْض النُّ َس ِ
ويبقي التدبير بحالهَ .وفِي بَع ِ
العبد القن).
صل فِي أحكام ال ِكتابة فَ ْ
يل بفتحها كال َعتاقةَ ،و ِه َي لُ َغةً :مأخوذة من بكسر الكاف فِي األشهرَ ،وقِ َ
الكتبَ ،وهُ َو بِ َم ْعنَى الضم والجمع ،ألن فيها ضم نجم إِلَى نجم.
َوش َْر ًعا :عتق معلق َعلَى مال منجم بوقتين معلومين فأكثر( .والكتابة
ان) كل ِم ْنهُ َما (مأمونا)؛ أَي :أمينا مستحبة إذا سألها العبد) أَ ْو األمةَ ( ،و َك َ
(مكتسبا)؛ أَي :قويا َعلَى كسب يوفي بِ ِه ما التزمه من أداء النجوم( .وال
تصح إال بمال معلوم) كقول السيد لعبده( :كاتبتك َعلَى دينارين) مثال.
(ويكون) المال المعلوم (مؤجال إِلَى أجل معلوم ،أقله نجمان) ،كقول السيد
فِي المثال المذكور لعبده تدفع إِلَى الدينارين فِي كل نجم دينار .فإذا أديت
ذلك فأنت ح ّرَ ( .و ِه َي)؛ أَي :الكتابة الصحيحة (من جهة السيد الزمة)،
فليس له فسخها بعد لزومها إال أن يعجز المكاتب َع ْن أداء النجم أَ ْو بعضه
136
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
137
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
(ومن أصاب)؛ أَي :وطىء (أمة غيره بنكاح) أَ ْو زنا وأحبلها فولدت منه
(فولده ِم ْن َها مملوك لسيدها).
أّ َّما لو غ َّر شخص بحُرية أمة فأولدها فالولد حُرٌّ .وعلى المغرور :قيمته
لسيدها.
(وإن أصابها)؛ أَي :أمة غيره (بشبهة) منسوبة للفاعل كظنه أنها أمته أَ ْو
زوجته الحرة (فولده ِم ْن َها حر؛ وعليه :قيمته للسيد) .وال تصير أم ولد فِي
الحال بال خالف.
(وإن ملك) الواطىء بالنكاح (األمة المطلقة بعد ذلك لَ ْم تصر أ َّم ولد له
بالوطء فِي النكاح) السابق( ،وصارت أم ولد له بالوطء بالشبهة َعلَى أحد
القولين) .والقول الثَانِي :اَل تصير أم ولد لهَ ،وهُ َو الراجح فِي المذهب .وهللا
أعلم بالصواب.
138
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
الخاتمة
صنِّف رحمه هللا تَ َعالَى كتابه :بالعتق؛ رجا ًءا لعتق هللا تَ َعالَى له وقد ختم ال ُم َ
من النار ،وليكون سببًا فِي دخول الجنة؛ دار األبرار.
وهذا آخر شرح ال ِكتَاب غاية االختصارـ بال إطناب؛ فالحمد لربنا المنعم
الوهَّاب .وقد ألفته عاجال فِي ُمدة يسيرة ،والمرجو ممن اطلع فِي ِه َعلَى هفوة
صغيرة أَ ْو كبيرة أن يصلحها إن لَ ْم يمكن الجواب عنها َعلَى وجه حسن
ليكون ممن يدفع السيئة بالتي ِه َي أحسن ،وأن يقول من اطلع فِي ِه َعلَى
الفوائد من جاء بالخيرات.
إن الحسنات يذهبن السيئات .جعلنا هللا وإياكم بحسن النية فِي تأليفه مع
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ،وحسن أولئك رفيقا فِي دار
الجنان.
الموت َعلَى اإلسالم واإليمان بجاه سيد المرسلين، َ ونسأل هللا الكريم المنان
وخاتم النبيين ،وحبيب رب العالمين محمد بن عبد هللا ابن عبد المطلب بن
هاشم السيد الكامل.
والحمد هلل الهادي إِلَى سواء السبيل ،وحسبنا هللا ونعم الوكيل وال حول وال
ق ّوة إال باهلل العلي العظيم .وصلى هللا َعلَى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إِلَى يوم الدين ورضي هللا َع ْن أصحابـ رسول
هللا أجمعين ،والحمد هلل رب العالمين.
139
فتح القريب المجيب فِي شرح ألفاظ التقريب
ترجمة المؤلف
ه َُو اإلمام شمس الدين أبو عبد هللا محمد بن قاسم بن محمد بن محمد الغزي
ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الغرابيلي.
ولد سنة 859من الهجرة بغزة نشأ بها وحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج
وألفية الحديث والنحو ومعظم جمع الجوامع ثم قدم القاهرة فِي رجب سنة
881من الهجرة.
من شيوخه :أحمد بن علي الشهاب العبادي (880-807هـ) ،شمس الدين
محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902-831هـ) ،شمس الدين أبو الوفا
محمد بن أحمد الغزي المعروف بابن الحمصي (881-812هـ).
توفى رحمه هللا سنة 918من الهجرة.
140