Professional Documents
Culture Documents
AL-NAFS AL-LAWWAMAH
س ْالبَ َش ِريَّ ِة َو ِه َي ُمتَيَقِّظَةٌ ،خَاِئفَةٌ ُمت ََوجِّ َسةٌ ،تُ ِري ُد َأ ْن ت َُحا َس َ
ب ي ُِري ُد هَّللا ُ َت َعالَى َأ ْن يُب ِْرزَ َجانِبًا ً هَا ّمًا فِي النَّ ْف ِ
َاعهَاَ ..والَّتِي تُقَابِلُهَا ،بِص َ
ُور ٍة ُم ْختَلِفَ ٍة تَ َما ًما ً نَ ْفسٌ ينَ ،وتَتَبَي َُّن َحقِيقَةُ ه ََواهَاَ ،وتُ َح ِّذ َر ِم ْن ِخد ِ فِي ُكلِّ ِح ٍ
ض َي ْالفُج َu
ُورَ ،واَلَّ ِذي ان الَّ ِذي ي ُِري ُد َأ ْن ُي ْفج َُuر قُ ُد ًما ً َو َي ْم ِ ُأ ْخ َرى ِه َي النَّ ْفسُ فِي ْالفَ ِ
اج َر ِة َأيْ نَ ْفسُ َذاكَ اِإْل ْن َس ِ
جَ ،uأوْ ُمبَااَل ٍة ب لِنَ ْف ِس ِهَ ،و ُدونَ تَلَ ُّو ٍم َأوْ ت ََحرُّ ٍ
قُ ،دونَ ِح َسا ٍ .يَ ْك ِذبُ َويَت ََولَّى ع َْن ْال َح ِّ
س اللَّ َّوا َم ِة فَِإ َّن هَّللا َ ُسب َْحانَهُ َوتَ َعالَى يَ ْق ِرنُهَا بِيَوْ ِم ْالقِيَا َم ِة َعلَى َما فِي هَ ِذ ِه ْالقِيَا َم ِة ِم ْن
ان َأهَ ِّميَّ ِة النَّ ْف ِ
َولِبَيَ ِ
ان َوحْ َدهُ بَلْ َو َعلَى ْال َكوْ ِن ُكلِّ ِه ..يَقُو ُل هَّللا ُ تَ َعالَى ( :اَل ُأقِي ُم ِبيَوْ ِم ْأ
ير اِإْل ْن َس ِ
ص ِ ْس َعلَى َم ِ ير لَي َ َعظَ َم ٍة َوتَ ثِ ٍ
ان ِع ْن َد هَّللا ِ تَ َعالَى :يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َوالنَّ ْف ِ
س َظي َم ِ
ان ع ِ ك فِي َأنَّهُ َما َأ ْم َر ِس اللَّ َّوا َم ِة » .اَل َش َّ ْالقِي َم ِة َواَل ُأقِي ُم بِالنَّ ْف ِ
.اللَّ َّوا َمةُ
اج َرةَُ ، uوالنَّ ْفسُ اللَّ َّوا َمةَُ ،والنَّ ْفسُ ْال ُم ْ
ط َمِئنَّةُ. س ِإلَى ثَاَل ثَ ِة َأ ْق َس ٍام :النَّ ْفسُ ْالفَ ِ
آن ْال َك ِري ُم يُ ْق ِس ُم النَّ ْف َ
َو ْالقُرْ ُ
س الَّتِي تَ ْن َد ُم َعلَى َما فَاتَ َوتَلُو ُم َعلَ ْي ِهَ .ولَ ِك ْن َي ْستَ ِدلُّ التَّ ْن ِزي ُل َأ َّن النَّ ْف َ
س َوالنَّ ْفسُ اللَّ َّوا َمةُ قَ ْد تَ ُك ُ
ون ه َِي النَّ ْف َ
احبَهَا َعلَى ْالخَ ي ِْر َوال َّشرِّ َ ،م ْن ظَا ِهرُوتَنَ َّد َم َعلَى َما فَاتَ ص ِ .اللَّ َّوا َمةَ ِه َي الَّتِي تَلُو ُم َ
ير ٍة :فِي ُكلِّ َكلِ َم ٍة َيقُولُهَاَ ،أوْ َع َم ٍل َيْأتِي ِهَ ،أوْ ير ٍة َو َكبِ َ
ص ِغ َ َو ْال ُمْؤ ِم ُن يَ ْل َجُأ عَا َدةً ِإلَى ُم َحا َسبَ ِة نَ ْف ِس ِه َعلَى ُكلِّ َ
ْث تُ ْن ِذ ُرهُ عَاقِبَةُ َما تَ ْف َع ُلَ ،و َكَأنَّهَا تَت ََحسّرُ
َش ْي ٌء ي ُِري ُدهَُ ،أوْ نِيَّةٌ يَ ْن ِويهَا َ . .ونَ ْف ُسهُ ه َِي َم َحلُّ هَ ِذ ِه ْال ُم َحا َسبَ ِة ِب َحي ُ
احبِهَا َم َع ه ََواهُ ،فَاَل تَرْ َد ُعهُ
ص ِ َعلَى َع َم ِل ْالخَ ي ِْر لِ َما َذا لَ ْم تَقُ ْم بِ ِه َعلَى أَحْ َس ِن َوجْ ٍهَ ،وتَ ْن َد ُم ِع ْن َد َما تَ ْنزَ لِ ُ
ق بِ َ
احبِهَا الَّ ِذي َج َعلَهَا
ص ِضاَل لِ ِهَ .و ِم ْن هُنَا َيْأتِي لَوْ ُمهَا َعلَى َ َواَل تُوقِفُهُ ِع ْن َد َح ِّد ِهَ ،واَل تَ ُر ُّدهُ ع َْن َغيِّ ِه َأوْ َ
اشيَ ِه َ ،ولَوْ َمهَا َعلَى َذاتِهَا الَّتِي َأطَا َع ْتهُ َوا ْن َدفَ َع ْ
ت َو َرا َءهُ .تُ َم ِ
ان تَجْ َعلُهُ َمسُْؤ واًل فِي النِّهَايَ ِةَ ،أِل َّن نَ ْف َسهُ َو َم ْه َما يَ ُك ْن ِم ْن َأ ْم ٍر فَِإ َّن ِإ َرا َدةَ ااِل ْختِيَ ِ
ار ،الَّتِي َمن ََحهَا اِإْل ْن َس ُ
َموْ ُكولَةٌ ِإلَ ْي ِهَ ،و ِب َما َأنَّهُ ُم َو َّك ٌل بِهَاَ ،علَ ْي ِه َأ ْن يُرْ ِش َدهَا ِإلَى ْالخَ ي ِْر َويَقُو َدهَا ِإلَى اَأْلحْ َس ِنَ ،أ َّما ِإ َذا ا ْنتَهَى بِهَا
ان بِ َشتَّى ف بِهَاَ ،و ُح َّجةٌَ uعلَ ْيهَاَ .ويَوْ ُم ْالقِيَا َم ِة لَ ْن يُ ْقبَ َل ِم ْنهُ ُع ْذ ٌر َم ْه َما ا ْعتَ َذ َر اِإْل ْن َس ُ
ِإلَى ال َّشرِّ فَه َُو ُم َكلَّ ٌ
يرهَا َوقِيَا َدتِهَاَ ،وهَ َذا َما يُنَبِّهُ ِإلَ ْي ِه ا ْلقُرْ ُ
آن ْال َم َعا ِذيرِ َع َّما َوقَ َع ِم ْنهَُ ،ما دَا َم َمسُْؤ واًل هُ َو ع َْن نَ ْف ِس ِه َوع َْن تَ ْسيِ ِ
ْال َك ِري ُم ِبقَوْ ِل هَّللا ِ تَ َعالَى ( :بَلِ َي اِإْل ْن َس ُ
ان َعلَى تَقِي ِه َع َولَوْ ا ْنتِي َم َعا َذيِ ُرهَو