You are on page 1of 22

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫‪2‬‬

‫املق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم ـ ـة‬


‫احلمد هلل منزل القرآن والصالة والسالم على رسوله الكرمي القائل‪« :‬خريكم من تعلم القرآن‪ ،‬وعلمه»‬
‫وعلى آله وصحبه الربرة الذين تعلموا كتاب رهبم وعلموا به‪...‬وبعد‪:‬‬
‫فإن شرف (علوم القرآن) ال خيفى على طالب العلم إذ شرف هذا العلم مبعلومه‪ ،‬وهو القرآن‪ ،‬وال شك‬
‫تفاضال بينًا‪ ،‬أن من أعالها (علم التفسري) الذي هو بيان عن معىن كالم‬
‫ً‬ ‫أن مباحث هذا العلم تتفاضل‬
‫هللا سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫والناظر يف هذا العلم حيتاج إىل مقدمات يدرسها لتتبني له معامله‪ ،‬وتتضح له سبله‪ ،‬فال يتيه إذا قرأ كتب‬
‫هذا العلم‪ ،‬وال خيتلط عليه الغث ابلسمني‪ .‬وهذه املقدمات هي ما اصطلح عليه ابسم [أصول‬
‫التفسري]‬
‫وقد اجتهدت أن أعزز مسائل هذا البحث ابألمثلة املوضحة هلا‪ ،‬وإن كان بعضها قد خيلوا‪ ،‬إال أنين‬
‫سأحبث عنها حىت أضعها يف مكاهنا فيما بعد‪-‬إن شاءا هلل‪.-‬‬
‫‪3‬‬

‫الت ـمهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬


‫إن "علوم القرآن" علم مرتامية األطراف مبوضوعاته املتناثرة‪ ،‬كاملكي واملدين‪ .‬وال يزال احتمال اكتشاف‬
‫قائما‪ .‬ومن هذه العلوم اليت ظهرت –ولكن مل تلق عناية متكاملة‪-‬‬
‫موضوعات جديدة يف هذا العلم ً‬
‫(علم أصول التفسري)‪ .‬إنه من خالل مطالعتك ملنهج (علوم القرآن) الذي يدرس يف املعاهد‬
‫واجلامعات‪ ،‬ستالحظ أن غالب هذه الكتب نُقول وتلخيص ملا يف كتايب [الربهان] للزركشي‪،‬‬
‫و[اإلتقان] للسيوطي‪ .‬وإن سبيل النهوض هبذا العلم‪ :‬النهوض به من اجلانب النظري‪ ،‬والنهوض به من‬
‫اجلانب التحقيقي‪ ،‬وإن من سبيله فيما أرى ما أييت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تشتمل مباحث علوم القرآن على جانبني‪ :‬جانب نظري حبت‪ ،‬وجانب نظري تطبيقي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-1‬كعلم عدد اآلايت وحنوها‪.‬‬
‫‪-2‬كقصص القرآن وحنوها‪.‬‬
‫وللتطبيق جماالن‪ :‬القرآن الكرمي‪ ،‬والتفسري‪ .‬واملراد ابلتطبيق‪ :‬أن يقوم الطالب ابستخراج األمثلة من‬
‫القرآن أو التفسري‪.‬‬
‫اثنيًا‪ :‬إن مما يعني يف التحقيق‪ ،‬ويثري البحث‪ ،‬الرجوع إىل ما كتبه املتقدمون‪ ،‬ممن نقل عنهم الزركشي‬
‫والسيوطي‪.‬‬
‫وأخريا‪ ،‬هذه بعض ملحوظات أضعها بني يديك لتكون جمال مناقشة وإفادة‪ ،‬وفقنا هللا ملا حيب ويرضى‪.‬‬
‫ً‬
‫‪4‬‬

‫أصول التفسري‬
‫األصل يف اللغة‪ :‬أسفل الشيء‪ ،‬ويطلق األصل على مبدأ الشيء وما يبىن عليه غريه‪ .‬وعرب عنه بعضهم‬
‫أبنه‪ :‬ما يفتقر إليه غريه وال يفتقر هو إىل غريه‪ ،‬وهذا مستوحى من املعىن اللغوي‪.‬‬
‫والتفسري يف اللغة‪ :‬مأخوذ من مادة "فسر" وهي تدل على ظهور الشيء وبيانه ومنه الكشف عن املعىن‬
‫الغامض‪.‬‬
‫وأصول التفسري‪ :‬هي األسس واملقدمات العلمية اليت تعني على فهم التفسري وما يقع فيه من االختالف‬
‫وكيفية التعامل معه‪.‬‬
‫والكتب اليت كتبت يف هذا العلم سارت على ثالثة مناهج‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هو يف موضوعات علوم القرآن‪ .‬ككتاب [الفوز الكبري يف أصول التفسري] للدهلوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ما اعتمد مسائل أصول الفقه املتعلقة ابلقرآن‪ ،‬ودرسها من ابب التفسري‪ .‬مثل‪[ :‬دراسات يف‬
‫أصول تفسري القرآن] للدكتور حمسن عبد احلميد‪.‬‬
‫‪ -3‬كتب قعدت مسائل من هذا العلم‪ ،‬مثل‪[ :‬مقدمة يف أصول التفسري] لشيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية‪.‬‬
‫‪-1‬مراجع هذا العلم‪:‬‬
‫كتب مصدرة هبذا االسم‪ ،‬وهو‪[ :‬أصول التفسري]‬
‫ومن أهم هذه املؤلفات‪:‬‬
‫• مقدمة يف أصول التفسري‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬
‫• الفوز الكبري يف أصول التفسري‪ ،‬للدهلوي‪.‬‬
‫• أصول التفسري‪ ،‬حملمد بن صاحل بن العثيمني‪.‬‬
‫• أصول التفسري وقواعده‪ ،‬خلالد العك‪.‬‬
‫• حبوث يف أصول التفسري‪ ،‬حملمد لطفي الصياغ‪.‬‬
‫‪-2‬مقدمات املفسرين اليت يقدمون هبا تفاسريهم‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫• مقدمة ابن كثري‪ ،‬إلمساعيل بن عمرو بن كثري‪.‬‬


‫• مقدمة النكت والعيون‪ ،‬للماوردي‪.‬‬
‫• مقدمة ابن جزي الكليب لتفسريه‪.‬‬
‫• مقدمة جامع التفاسري‪ ،‬للراغب األصفهاين‪.‬‬
‫‪-3‬كتب علوم القرآن‪:‬‬
‫• الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬لبدر الدين الزركشي‪.‬‬
‫• اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬للسيوطي‪.‬‬
‫‪ -4‬كتب التفاسري‪:‬‬
‫• تفسري اإلمام الطربي‪.‬‬
‫• تفسري ابن عطية‪.‬‬
‫• تفسري الشنقيطي‪.‬‬
‫• تفسري الطاهر ابن عاشور‪.‬‬
‫‪-5‬موضوعات هذا العلم‪:‬‬
‫• حكم التفسري وأقسامه‪.‬‬
‫• طرق التفسري‪.‬‬
‫• التفسري ابلرأي واملأثور‪.‬‬
‫• األصول اليت يدور عليها التفسري‪.‬‬
‫• طريق السلف يف التفسري‪.‬‬
‫• أسباب االختالف يف التفسري‪.‬‬
‫• أنواع االختالف يف التفسري‪.‬‬
‫• اإلمجاع يف التفسري‪.‬‬
‫• توجيه أقوال السلف‪.‬‬
‫• توجيه القراءات‪.‬‬
‫• أساليب التفسري‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫• كليات القرآن‪.‬‬
‫• قواعد عامة يف التفسري‪.‬‬
‫• القواعد الرتجيحية يف التفسري‪.‬‬

‫حكم التفسري وأقسامه‬


‫حكم التفسري‪ :‬تعلّم التفسري واجب على األمة من حيث العموم‪ ،‬فال جيوز أن ختلو األمة من عامل‬
‫ابلتفسري‪ .‬أما األفراد فعلى كل واحد منهم واجب تعلم ما يقيم به فرائضه ويعرف به ربه‪.‬‬

‫أقسام التفسري‪:‬‬
‫‪ -1‬ابعتبار معرفة الناس له‪.‬‬
‫‪ -2‬ابعتبار طريق الوصول إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬ابعتبار أساليبه‪.‬‬
‫‪ -4‬ابعتبار اجتاهات املفسرين به‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ابعتبار معرفة الناس له‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬وجه تعرفه العرب من كالمها (ألفاظ القرآن وأساليبه يف اخلطاب)‪.‬‬
‫‪ -2‬وتفسري ال يعذر من جهله أحد (األمر ابلفرائض والنهي عن احملارم)‪.‬‬
‫‪ -3‬وتفسري يعلمه العلماء (ما تشابه على عامة الناس وما يستنبط منه فوائد وأحكام)‪.‬‬
‫‪ -4‬وتفسري ال يعلمه إال هللا (حقائق املغيبات ووقت وقوعها)‪.‬‬
‫اثنيًا‪:‬ابعتبار طريق الوصول إليه‪:‬‬
‫‪ -1‬التفسري ابألثر (ما يكون طريقة الوصول إليه األثر)‪.‬‬
‫‪ -2‬التفسري ابلرأي (ما يكون طريقة الوصول إليه االجتهاد)‪.‬‬
‫اثلثًا‪ :‬ابعتبار أساليبه‪:‬‬
‫‪ -1‬التفسري التحليلي (هو الغالب على التفاسري ويبني سبب نزول اآلايت‪ ،‬إعراهبا‪...‬إخل)‪.‬‬
‫‪ -2‬التفسري اإلمجايل (يبني املعىن العام دون التفصيل كاإلعراب والبالغة والفوائد وغريها)‪.‬‬
‫‪ -3‬التفسري املقارن (يرجح أقوال املفسرين)‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -4‬التفسري املوضوعي (دراسة لفظة أو مجلة أو موضوع يف القرآن)‪.‬‬


‫ابعا‪ :‬ابعتبار اجتاهات املفسرين به‪:‬‬
‫رً‬
‫املراد ابالجتاه‪ :‬الوجهة اليت قصدها املفسر يف تفسريه فغلبت عليه واالجتاهات هلا اعتبارات‪ ،‬فمنها ما‬
‫فمثال‪:‬‬
‫يكون ابلنظر إىل املذهب العقدي للمفسر‪ً ،‬‬
‫• االجتاه السلفي كتفسري الطربي وابن الكثري والشنقيطي‪.‬‬
‫• االجتاه املعتزيل كتفسري الزخمشري‪.‬‬
‫• االجتاه األشعري كتفسري الرازي‪.‬‬

‫طرق التفسري‪:‬‬
‫للتفسري ستة طرق‪ ،‬وإليك بيان هذه الطرق‪:‬‬

‫‪ .1‬تفسري القرآن ابلقرآن‪:‬‬


‫وهو أبلغ التفاسري‪ ،‬وذلك ألن كل قائل أعلم بقوله من غريه‪ ،‬فاهلل أعلم مبراد قوله وتفسريه من غريه‪.‬‬
‫سوا إِميَ َاهنُم بِظُل ٍْم﴾‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫آمنُوا َوَملْ يَـ ْلب ُ‬
‫ين َ‬
‫ومن مثال هذا النوع أن النيب ‪-‬ﷺ‪ -‬قد فسر قوله تعاىل ﴿الذ َ‬
‫شر َك لَظُل ِ‬‫ِ‬
‫يم﴾ [لقمان‪ ،]13:‬ويف تفسري القرآن ابلقرآن أنواع‪،‬‬ ‫ْم َعظ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫[األنعام‪ ]82:‬آبية أخرى ﴿إِ َّن ال ّ ْ‬
‫منها‪:‬‬
‫يمةُ ْاألَنْـ َع ِام إَِّال‬‫ِ‬ ‫➢ بيان جممل‪ :‬واجململ ما احتاج إىل بيان‪ ،‬ومثال ذلك؛ قول هللا تعاىل‪﴿ :‬أ ِ‬
‫ُحلَّ ْ‬
‫ت لَ ُكم َهب َ‬
‫ت َعلَْي ُك ُم ال َْم ْيـتَةُ َو َّ‬
‫الد ُم َو َحلْ ُم‬ ‫﴿ح ِّرَم ْ‬
‫َما يـُ ْتـلَ ٰى َعلَْي ُك ْم﴾ [املائدة‪ ]1:‬فبني "إال ما يتلى عليكم" بقوله‪ُ :‬‬
‫اخلِن ِزي ِر﴾ [املائدة‪.]3:‬‬ ‫ْ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫➢ تقييد املطلق‪ :‬واملطلق هو املتناول لواحد ال بعينه؛ و من مثاله قوله تعاىل ﴿إ َّن الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا بَـ ْع َد‬
‫ت التـ َّْوبَةُ‬‫ادوا ُك ْفرا لَّن تُـ ْقبل تَـوبـتُـ ُهم﴾ [آل عمران‪ ،]90:‬ففسر املطلق بقوله‪﴿ :‬ولَْيس ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫إميَاهن ْم ُُثَّ ا ْز َد ُ ً‬
‫ين ميَُوتُو َن َو ُه ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ال إِِّين تُـ ْب ُ‬ ‫ىت إِذَا َح َ‬ ‫السيِئَ ِ‬ ‫َِّ ِ‬
‫ت ْاآل َن َوَال الذ َ‬ ‫ت قَ َ‬
‫َح َد ُه ُم ال َْم ْو ُ‬
‫ض َر أ َ‬ ‫ات َح َّ ٰ‬ ‫ين يَـ ْع َملُو َن َّ ّ‬
‫للذ َ‬
‫ار﴾ [النساء‪.]18:‬‬ ‫ُك َّف ٌ‬
‫‪8‬‬

‫➢ ختصيص العام‪ :‬وهو الكالم املستغرق ملا يصلح له حبسب الواقع بال حصر؛ ومن مثاله قوله تعاىل‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫﴿وال ُْمطَلَّ َق ُ‬
‫ت‬
‫ُوال ُ‬
‫﴿وأ َ‬ ‫ص َن ِأبَن ُفس ِه َّن ثََالثَةَ قُـ ُروء﴾ [البقرة‪ُ ]228:‬ث خصص هذا العام بقوله َ‬ ‫رتبَّ ْ‬
‫ات يَ ََ‬ ‫َ‬
‫ض ْع َن َمحْلَ ُه َّن﴾ [الطالق‪.]4:‬‬
‫َجلُ ُه َّن أَن يَ َ‬
‫ال أ َ‬ ‫َمحَ ِ‬
‫ْاأل ْ‬
‫➢ تفسري املفهوم من آية آبية أخرى‪ :‬واملفهوم ما دل عليه اللفظ ال يف حمل النطق؛ ومن مثاله تعاىل‬
‫﴿ َك َّال إِ َّهنُ ْم َعن َّرّهبِِ ْم يَـ ْوَمئِ ٍذ لَّ َم ْح ُجوبُو َن﴾ [املطففني‪ ]15:‬وقد ورد عن السلف عن اآلية تدل على‬
‫رؤية هللا تعاىل‪ ،‬وقد يدل على هذا املفهوم آية أخرى‪ ،‬قوله تعاىل‪﴿ :‬وجوهٌ يـومئِ ٍذ ََّّن ِ‬
‫ض َرةٌ إِ َ ٰىل َرِّهبَا‬ ‫ُ ُ َْ َ‬
‫ََّن ِظ َرةٌ﴾ [القيامة‪.]23-22:‬‬
‫➢ تفسري لفظة بلفظة‪:‬‬
‫‪-‬بيان غريب األلفاظ؛ وذلك أن يرد يف سياق لفظ غريب ُث يذكر يف موضع آخر معىن أشهر‬
‫يل﴾ [هود‪ ]82:‬ويف موضع‬ ‫﴿وأ َْمطَ ْرََّن َعلَْيـ َها ِح َج َارةً ِّمن ِس ِّج ٍ‬‫من هذا اللفظ‪ ،‬مثل قوله تعاىل َ‬
‫ني﴾ [الذارايت‪.]33:‬‬ ‫آخر قال‪﴿ :‬لِنُـ ْر ِسل َعلَْي ِه ْم ِح َج َارًة ِّمن ِط ٍ‬
‫َ‬
‫السماواتِ‬ ‫ين َك َف ُروا أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َن َّ َ َ‬ ‫‪-‬بيان املراد ابللفظة؛ يف السياق‪ :‬مثال قوله تعاىل‪﴿ :‬أ ََوَملْ يَـ َر الذ َ‬
‫الر ْج ِع﴾‬
‫ات َّ‬ ‫السم ِاء َذ ِ‬
‫﴿و َّ َ‬ ‫اُهَا﴾ [األنبياء‪ ]30:‬فسر بقوله‪َ :‬‬ ‫ض َكانَـتَا َرتْـ ًقا فَـ َفتَـ ْقنَ ُ‬
‫َو ْاأل َْر َ‬
‫الص ْد ِع﴾ [الطارق‪.]12:‬‬ ‫ات َّ‬ ‫ض ذَ ِ‬‫﴿و ْاأل َْر ِ‬ ‫[الطارق‪َ ]11:‬‬
‫س َّو ٰى هبِِ ُم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ول لَ ْو تُ َ‬
‫الر ُس َ‬
‫ص ُوا َّ‬ ‫ين َك َف ُروا َو َع َ‬ ‫➢ تفسري معىن مبعىن‪ :‬مثل تفسري قوله تعاىل ﴿يَـ ْوَمئذ يَـ َو ُّد الذ َ‬
‫نت تُـ َر ًااب﴾ [النبأ‪.]40:‬‬ ‫ول الْ َكافِ ُر َاي لَْيـتَ ِين ُك ُ‬‫﴿ويَـ ُق ُ‬
‫ض﴾ [النساء‪ ]42:‬بقوله َ‬ ‫ْاأل َْر ُ‬
‫اب ُس َّج ًدا َوقُولُوا ِحطَّةٌ﴾‬ ‫﴿وا ْد ُخلُوا الْبَ َ‬‫➢ تفسري أسلوب قرآين يف آية أخرى‪ :‬مثل قوله تعاىل َ‬
‫ت أ َُّمةٌ ِّم ْنـ ُه ْم ِملَ تَ ِعظُو َن قَـ ْوًما ۙ َّ‬
‫اَّللُ‬ ‫﴿وإِ ْذ قَالَ ْ‬
‫[البقرة‪ .]58:‬دخولنا ذلك حطة‪ .‬فهو مثل قوله تعاىل َ‬
‫ُم ْهلِ ُك ُه ْم أ َْو ُم َع ِّذ ُهبُ ْم َع َذ ًااب َش ِدي ًدا ۖ قَالُوا َم ْع ِذ َرًة إِ َ ٰىل َربِّ ُك ْم﴾ [األعراف‪ ]164:‬موعظنا إايهم معذرة‬
‫إىل ربكم‪ ،‬فاألسلوب يف اآليتني متشابه يف قوله {حطة} و {معذرة {‬

‫‪ .2‬تفسري القرآن ابلسنة النبوية‪:‬‬


‫بني هللا تعاىل أن من مهمة الرسول ﷺ بيان القرآن الكرمي وتفسريه فقال‪:‬‬
‫ني لِلن ِ‬
‫َّاس َما نـُ ِّز َل إِلَْي ِه ْم﴾ [النحل‪ ]44:‬فالرسول ﷺ مرجع من املراجع يف‬ ‫﴿وأَنزلْنَا إِلَي َ ِ ِ‬
‫ك ال ّذ ْك َر لتُـبَِّ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫تفسري القرآن‪ ،‬ولتفسري القرآن ابلسنة أنواع‪:‬‬
‫األنواع املستنبطة يف تفسري الرسول ﷺ للقرآن‪:‬‬
‫‪9‬‬

‫َع ُّدوا َهلُم َّما‬ ‫‪ -1‬أن يبدأ الصحابة ابلتفسري فينص على تفسري آية أو لفظة‪ .‬مثل قوله تعاىل‪﴿ :‬وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫القوة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫استَطَ ْعتُم ّمن قُـ َّوة﴾ [األنفال‪ ]60:‬فقال عقبة بن عامر‪ :‬قال الرسول ﷺ‪« :‬إ ّن ّ‬ ‫ْ‬
‫الرمي‪ »...‬اخل احلديث‪.‬‬
‫سوا إِميَ َاهنُم بِظُل ٍْم﴾‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫آمنُوا َوَملْ يَـ ْلب ُ‬
‫ين َ‬ ‫‪ -2‬أن يشكل على الصحابة فهم آية فيفسرها هلم مثل‪﴿ :‬الذ َ‬
‫شر َك لَظُل ِ‬ ‫ِ‬
‫يم﴾ [لقمان‪]13:‬‬ ‫ْم َعظ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫[األنعام‪ ]82:‬ففسر الرسول ﷺ الظلم بقوله تعاىل‪﴿ :‬إِ َّن ال ّ ْ‬
‫اآلية‪.‬‬
‫يء يَـ ْوَمئِ ٍذ‬
‫﴿وج َ‬
‫‪ -3‬أن يذكر يف كالمه ما يصلح أن يكون تفسريا لآلية‪ .‬مثاله يف قوله تعاىل‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫َّم﴾ [الفجر‪ ]23:‬عن ابن مسعود قال‪ :‬قال الرسول ﷺ‪« :‬يؤتى ِبهنم يومئذ هلا سبعون‬ ‫ِ‬
‫ِبَ َهن َ‬
‫ألف زمام» اخل احلديث‪.‬‬
‫سبِّ ْح‬
‫‪ -4‬أن يتأول القرآن مبا فيه من األمر ويرتك مبا فيه من النهي‪ .‬كامتثاله ﷺ بقوله تعاىل ﴿فَ َ‬
‫ك﴾ [احلجر‪ ]98:‬وحنوها‪.‬‬ ‫ِحبَ ْم ِد َربِّ َ‬
‫‪ .3‬تفسري القرآن أبقوال الصحابة‪:‬‬
‫يفسر القرآن أبقواهلم ألسباب‪:‬‬
‫‪ -1‬ألهنم شهدوا التنزيل وعرفوا أحواله‪ -2 .‬هم عرفوا أحوال من نزل فيهم القرآن من العرب واليهود‬
‫‪ -3‬هم أهل اللسان الذي نزل به القرآن‪ -4 .‬سالمة مقصدهم‪ -5 .‬حسن فهمهم‪.‬‬
‫مصادرهم يف التفسري‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكرمي‪ -2 .‬السنة النبوية‪ -3 .‬اللغة العربية‪ -4 .‬أهل الكتاب‪ -5 .‬الفهم واالجتهاد‪.‬‬
‫حكم تفسري الصحايب له أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬ما له حكم الرفع وحكم هذا‪ :‬القبول إن صح اخلرب‪.‬‬
‫‪ -2‬منه ما رجعوا إىل لغتهم‪ ،‬وحكم هذا‪ ،‬القبول ألهنم أهل اللسان الذي نزل به القرآن‪.‬‬
‫‪ -3‬منه ما رجعوا فيه إىل أهل الكتاب وهذا له حكم اإلسرائيليات‪.‬‬
‫‪ -4‬منه ما اجتهدوا فيه إن توافق اجتهادهم فيكون حجة‪ ،‬وإن اختلفوا فيه فريجح بني أقواهلم‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ .4‬تفسري القرآن أبقوال التابعني‪:‬‬


‫مصادرهم يف التفسري هي مصادر الصحابة نفسها‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪-1‬القرآن‪-2 .‬السنة‪-3 .‬أقوال الصحابة‪-4 .‬اللغة العربية‪-5 .‬أهل الكتاب‪-6 .‬الفهم واالجتهاد‪.‬‬
‫وللتابعني يف اعتماد السنة النبوية طريقتان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يذكروا السند إىل رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫مرسال إال أنه يدل على اعتماد‬ ‫‪ -2‬أن يذكر ما بلغه عن النيب ﷺ دون ذكر السند‪ ،‬وهذا وإن كان ً‬
‫﴿واتْ ُل َعلَْي ِه ْم‬
‫التابعني التفسري النبوي يف تفسريهم‪ .‬ومثال ذلك ما ذكره الطربي يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫آد َم ِاب ْحلَ ِّق﴾ [املائدة‪ ]27:‬قال احلسن قال رسول هللا ﷺ‪« :‬إن هللا ضرب لكم ابين‬
‫ين َ‬ ‫نَـبَأَ ابْ َ ْ‬
‫مثال‪ ،‬فخذوا من خريهم ودعوا الشر»‪.‬‬ ‫آدم ً‬
‫حـ ـ ـكم تفسري التابـعي ـ ـ ـن‪:‬‬
‫لتفسري التابعني أقسام وهي كالتايل‪:‬‬
‫﴿ع َس ٰى أَن‬
‫‪ -1‬ما يرفعه التابعي؛ ويشمل أسباب النزول واملغيبات‪ ،‬كتفسري جماهد لقوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ودا﴾ [اإلسراء‪ ،]79:‬قال‪ :‬إقعاده على العرش‪.‬‬ ‫ك َم َق ًاما َّْحم ُم ً‬
‫ك َربُّ َ‬
‫يَـ ْبـ َعثَ َ‬
‫‪ -2‬ما رجعوا فيه إىل أهل الكتاب؛ وهذا له حكم اإلسرائيليات‪.‬‬
‫‪ -3‬ما أمجعوا عليه (وهذا حجة)‬
‫‪ -4‬ما اختلفوا فيه؛ (وال يكون أحدهم حجة على اآلخر ويعمل هنا ابملرجحات)‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يرد عن أحدهم وال يعلم له خمالف‪.‬‬
‫تنبيهات حول تفسري الصحابة والتابعني‪:‬‬
‫‪-‬ال بد من االعتناء بصحة السند‪.‬‬
‫‪-‬ال بد من مجع طرق التفسري عن الصحابة والتابعني لتمييز االختالف‪.‬‬
‫‪-‬إذا صح عن الصحابة والتابعني قوالن خمتلفان يف التفسري وال جيمع بينهما فهما كقولني إال إذا دل‬
‫دليل على أنه رجع عن أحدُها‪.‬‬
‫‪-‬مجع مروايت الصحابة والتابعني يف تفسري اآلية‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ .5‬تفسري القرآن ابللغة‪:‬‬


‫املقصود تفسري القرآن بلغة العرب وسبب اعتبار هذا طري ًقا من طرق التفسري‪ :‬نزول القرآن بلغتها‬
‫سوا إِميَ َاهنُم بِظُل ٍْم﴾‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫آمنُوا َوَملْ يَـ ْلب ُ‬
‫ين َ‬
‫فمثال يف قوله تعاىل‪﴿ :‬الذ َ‬
‫واعتماده أساليبها يف اخلطاب؛ ً‬
‫[األنعام‪.]82:‬‬
‫وجه الداللة هذا األثر أن الصحابة قد فسروا الظلم مبا يعرفونه من لغتهم ومل ينكر عليهم الرسول ﷺ‪،‬‬
‫بل أرشدهم إىل املراد ابلظلم يف اآلية‪.‬‬
‫ضوابط التفسري ابللغة‪:‬‬
‫حمتمال ألكثر من معىن يف لغة العرب؟‬
‫كيف نفسر ما كان ً‬
‫إن كان اللفظ حيتمل هذه املعاين من دون تعارض والتناقض يف السياق جاز محل اآلية عليها_ وأتيت‬
‫﴿ال يَـ ْرقُـبُو َن ِيف ُم ْؤِم ٍن إِاال َوَال ِذ َّمةً﴾ [التوبة‪ ]10:‬فقد ورد‬
‫غالبًا يف األلفاظ املشرتكة‪ ،‬كفي قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫اإلل" أقوال‪:‬‬
‫عنهم يف " ّ‬
‫‪-3‬هللا ‪-‬سبحانه وتعاىل‪.-‬‬ ‫‪-2‬الـق ـ ـ ـرابة‪.‬‬ ‫‪-1‬ال ـع ـ ـ ـ ـهد‪.‬‬
‫وإن كان اللفظ ال حيتمل إال أحد املعاين من معاين اللفظ فهناك ضوابط تدل على اختيار هلذا املعىن‬
‫دون غريه‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون اللفظة املفسرة صحيحة يف اللغة فال جيوز تفسري القرآن مبا ال يعرف يف لغة العرب‪.‬‬
‫َنت ِح ٌّل ِهبَٰ َذا الْبَـلَ ِد﴾ [البلد‪]2:‬؛ أبنه حـ ـ ـ ـ ـال ومق ـ ـ ـيم به‪.‬‬
‫﴿وأ َ‬
‫مثل قوله‪َ :‬‬
‫‪ -2‬أن تفسري القرآن على األغلب املعروف من لغة العرب دون الشاذ أو القليل‪ .‬مثل‪َّ :‬‬
‫﴿ال‬
‫يَ ُذوقُو َن فِ َيها بَـ ْر ًدا َوَال َش َر ًااب﴾ [النبأ‪]24:‬؛ قيل الربد‪ :‬النـ ـ ـ ـوم‪ ،‬وهذا التفسري تفسري ابألقل إذ‬
‫األغلب املعروف من الربد‪ :‬ما يربد حر اجلسم من اهلواء‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يراعي املفسر للفظة السياق‪ ،‬فال خيتار إال ما يتناسب معه‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يعرف مالبسات النزول إذا احتاجها عند تفسري لفظة ما؛ لكي يعرف املراد هبا يف اآلية ‪،‬‬
‫مثل قوله (( إمنا النسيء زايدة يف الكفر)) فالنسيء ‪ :‬الـت ـ ـ ـأخـ ـ ـ ـري‪ ،‬ولكن حتديد هذا التأخري‬
‫حيتاج إىل معرفة قصة اآلية‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -5‬أن يقدم املعىن الشرعي على املعىن اللغوي إذا تعارضا‪ ،‬إال إذا دل دليل على املعىن اللغوي؛‬
‫ألن القرآن نزل لبيان الشرع ال لبيان اللغة‪ .‬مثل‪ (( :‬وال تصل على أحد منهم مات أبدا))؛‬
‫حتتمل الدع ـ ـاء وحتتمل صالة اجلنازة ‪ ،‬وهذا هو املقدم ؛ ألنه املعىن الشرعي‪ .‬أما يف قوله‬
‫تعاىل‪ ((:‬وصل عليهم إن صالتك سكن هلم))؛ فالصالة هنا هي الـ ـ ـدعـ ـ ـاء وهو املعىن اللغوي ؛‬
‫لقوله ﷺ‪ ( :‬اللهم صل على آل أيب أوىف)‪.‬‬

‫‪ .6‬التفسري ابلرأي‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬يعمل املفسر عقله يف فهم القرآن واالستنباط منه مستخدم اآلالت االجتهادية‬
‫من مصطلحات التفسري ابلرأي‪ :‬االجتهاد‪ ،‬االستنباط‪ ،‬العقل‪.‬‬
‫اختالف العلماء يف التفسري ابلرأي‪:‬‬
‫يرى املؤلف أنه ليس هناك خالف حقيقي يف التفسري ابلرأي وإمنا هو بسبب عدم حترير حمل النزاع‪.‬‬
‫حترير حمل النزاع‪ :‬ينقسم الرأي إىل قسمني‪ -1 :‬الرأي احملمود ‪ -2‬الرأي املذموم‬
‫‪ -1‬الرأي احملمود‪ :‬هو املبين على علم أو غلبة الظن‪ ،‬وهو الذي قال وعمل عليه الصحابة‪ ،‬كما‬
‫صوااب فمن هللا وإن كان خطأ‬
‫قال أبو بكر رضي هللا عنه يف الكاللة أقول فيها برأيي فإن كان ً‬
‫فمين ومن الشيطان‪.‬‬
‫‪ -2‬الرأي املذموم‪ :‬هو ما كان على جهل أو هوى‪ ،‬وهو الذي وقع عليه هني عن السلف‪.‬‬
‫أسباب تورع الصحابة عن التفسري ابلرأي‪:‬‬
‫‪.2‬الوقوع يف الرأي املذموم‪.‬‬ ‫‪ .1‬خشية القول على هللا بغري علم‪.‬‬
‫العلوم الذي حيتاجه املفسر‪:‬‬
‫‪ -1‬اللغة العربية ‪ -2‬معرفة العموم واخلصوص ‪ -3‬معرفة الناسخ واملنسوخ ‪ -4‬معرفة تفسري‬
‫النبوي ‪ -5‬وعرفة أسباب النزول ‪ -6‬معرفة تفسري الصحابة‪ -7 .‬معرفة تفسري التابعني‪.‬‬
‫اخلالف الواقع يف التفسري من جهة االستدالل (أسباب احلكم على تفسري أبنه مذموم)‬
‫‪13‬‬

‫وهو نوعان أو (سببان)‪:‬‬


‫‪ -1‬من اعتقد معاين ُث أراد محل ألفاظ القرآن عليها‬
‫‪ -2‬من فسر القرآن مبجرد ما يسوغ أن يريده من غري نظر إىل املتكلم ابلقرآن وأسباب النزول‬
‫وغريه‪.‬‬
‫الذين يعتقدون معاين ُث يريدون محل ألفاظ القرآن عليها وهم صنفان‪:‬‬
‫‪ -1‬من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيمل لفظ القرآن على ما مل يدل عليه‪.‬‬

‫التفسري ابملأثور‪:‬‬
‫يعد بعض من كتب يف علوم القرآن التفسري ابملأثور أنه تفسري القرآن ابلقرآن ُث ابلسنة ُث أبقوال‬
‫الصحابة ُث أبقوال التابعني‪ ،‬مع حكاية اخلالف يف إدخال التابعني يف التفسري ابملأثور‪.‬‬
‫تفسريا ابملأثور؟‬
‫ً‬ ‫إن لفظة مأثور غري دقيقة يف إعطاء الوصف؛ فلو سألت‪ :‬مل مسي‬
‫هل هو جمرد اصطالح ال معىن له؟‬
‫حتما ابلتابعني؟‬
‫أم يراد به ما أثر عمن سلف بدأ ابلرسول ﷺ ً‬
‫أما األول فالذي يظهر أنه غري وارد؛ ألنه البد أنه اصطلح عليه ملعىن‪.‬‬
‫أما الثاين‪ ،‬وهو الظاهر من اللفظة‪ ،‬فعليه اعرتاضان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تفسري القرآن ابلقرآن ال نقل فيه‪ ،‬بل هو داخل ضمن تفسري من فسر به‪ ،‬فإن كان املفسر‬
‫هو الرسول فهو من التفسري النبوي‪ .‬وإن كان املفسر هو الصحايب فهو من التفسري الصحايب‪.‬‬
‫وإن كان املفسر هو التابعي فهو من التفسري التابعي‪.‬‬
‫‪ -2‬مل توقف النقل عند التابعني ومل يذكر من بعدهم‪ ،‬مع أن فيهم من األئمة يف التفسري من فيهم‪،‬‬
‫وأقواهلم مدونة وحمفوظة والطريق إليهم هو ابألثر؛ كالتابعني؟‬
‫والذي يظهر يل أن ما ميكن يطلق عليه تفسري ابملأثور‪ ،‬وجيب األخذ به‪ ،‬ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬ما روي عن رسول هللا ﷺ من تفسريه القرآن‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ -2‬ما روي عن الصحابة مما له حكم املرفوع؛ كأسباب النزول واملغيبات‪.‬‬


‫‪ -3‬ما أمجع عليه الصحابة أو التابعون‪ ،‬وهذا يلحق ابملأثور‪ ،‬لوجوب األخذ به؛ ألن اإلمجاع حجة‪.‬‬
‫وتفسري التابعي يلحق ابملأثور إذا كان مما أمجع عليه التابعون‪ ،‬وما عداه فهو تفسري ابلرأي‪.‬‬

‫اختالف السلف يف التفسري‪:‬‬


‫االختالف سنة يف البشر وكل بشر ينظر إىل املسألة من زاوية وحيكم عليها حسب نظره واجتهاده‪،‬‬
‫وميكن تقسيم االختالف الواقع يف التفسري إىل قسمني‪:‬‬
‫الثانـ ـي‪ :‬اخت ـ ـ ـ ـالف التـض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد‪.‬‬ ‫األول‪ :‬اختـ ـ ـ ـ ـالف الت ـنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‪.‬‬
‫مشريا إىل اختالف‬
‫وقد وقع هذان القسمان يف تفسري السلف‪ ،‬إال أن الثاين قليل‪ .‬قال شيخ اإلسالم ً‬
‫التضـ ـ ـاد‪ -‬بعد ساق اختالف التنـوع‪ :-‬ومع هذا فال بد من اختالف حمقق بينهم‪ ،‬كما يوجد مثل ذلك‬
‫يف األحكام‪.‬‬
‫قال الشاطيب –رمحه هللا‪ :-‬من اخلالف ما ال يعتد به وهو ضرابن‪:‬‬
‫‪ -1‬ما كان من األقوال خطأ خمالفا ملقطوع به يف الشريعة‪ ،‬وقد تقدم التنبيه عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬ما كان ظاهره اخلالف وليس يف احلقيقة كذلك‪ ،‬وأكثره يقع ذلك يف تفسري الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وللشيخ حممد بن صاحل العثيمني تقسيم الختالف الت ـنـ ـ ـوع والتـض ـ ـ ـاد‪ ،‬اعتمد فيه على اللفظ واملعىن‪،‬‬
‫وهو ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪-1‬اخت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالف يف اللفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظ دون املعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى‪.‬‬
‫‪-2‬اختـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالف يف اللفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظ واملعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى‪ ،‬واآلية حتتمل املعنيني لعدم التضاد بينهما فتحمل اآلية‬
‫عليهما وتفسري هبما‪.‬‬
‫‪-3‬اختالف يف اللفـ ـ ـ ـ ـ ـظ واملعن ـ ـ ـ ـى‪ ،‬واآلية ال حتتمل املعنيني معا للتض ـ ـ ـاد بينهما؛ فتحمل اآلية على‬
‫األرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح منهما بداللة السيـ ـ ـ ـاق أو غيـ ـ ـ ـره‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫أنواع اختالف التنوع‪:‬‬


‫• أن يعرب كل واحد من املفسرين بعبارة غري عبارة صاحبه تدل على معىن يف املسمى غري معىن‬
‫اآلخر مع احتاد املسمى‪.‬‬
‫• أن يذكر املفسر االسم العام ببعض أنواعه على سبيل التمثيل‪.‬‬
‫• أن يكون اللفظ حمتملني ألمرين إما بسبب االشرتاك وإما بسبب التواطؤ‪.‬‬
‫• أن يعربوا عن املعىن أبلفاظ متقاربة‪.‬‬

‫أسباب االختالف يف تفسري السلف‪:‬‬


‫وجود االختالف من طبائع البشر اليت ال تنفك عنهم‪ ،‬وهلذا االختالف أسباب أوجبته وعلل أوجدته‪،‬‬
‫معلوما للمجتهدين يرجع إىل أحد شيئني‪:‬‬
‫واألمر يف االختالف يف النص إذا كان ً‬
‫‪ -1‬اختالف فُـهـ ـ ـوم اجملتهدين من العلماء‪.‬‬
‫حمتمال ألكثر من معىن‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون النص ً‬
‫ومن أسباب االختالف بني مفسري السلف‪:‬‬
‫‪ -1‬االشرتاك؛ وهو اللفظ الدال على أكثر من معىن وهو ثالث‪:‬‬
‫• من املشرتك املتضاد الذي جيوز محل اآلية على معنيـيه املتضادين‪.‬‬
‫• من املشرتك املتضاد الذي مينع محل اآلية على معنيـيه‪.‬‬
‫• من املشرتك الذي ليس من أحرف التضاد‪.‬‬
‫‪ -2‬االختالف يف مفسري الضمري وهو أنواع‪:‬‬
‫• أن يكون يف اآلية ضمري حيتمل عوده إىل أكثر من مذكور‪.‬‬
‫• أن يكون يف اآلية ضمريان‪ ،‬حيتمل كل واحد منهما يرجع إىل مرجع ال يرجع إليه اآلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون يف اجلملة حذف‪.‬‬
‫‪ -4‬أن حتتمل اللفظة أكثر من تصريف يف اللغة‪.‬‬
‫‪ -5‬تنوع االستعمال العريب للفظة يف إرادة املعاين القريبة والبعيدة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يدور حكم اآلية بني اإلحكام والنسخ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يدور حكم اآلية بني العموم واخلصوص‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪ -8‬أن يذكر اللفظ احملتمل ألكثر من موصوف‪.‬‬


‫‪ -9‬أن يكون يف اآلية حرف له قراءاتن‪.‬‬

‫اإلمجاع يف التفسري‪:‬‬
‫ادا أو ضمنوا شيئًا من كتبهم فإن اإلمجاع‬
‫لئن كان اإلمجاع يف الفقه حظي ابهتمام العلماء وألفوا فيه إفر ً‬
‫يف التفسري مل تكن له هذه العناية وهذا ال يعين عدم اهتمام املفسرين هبذا اجلانب بل جتد منهم من‬
‫مبثواث يف تفاسريهم مل يستخرج بعد واإلمجاع يف‬
‫حيكي اإلمجاع يف معىن بعض اآلايت ولكن هذا ال يزال ً‬
‫عرف األصوليني اتفاق جمتهدي هذه األمة بعد النيب ﷺ على حكم شرعي واملراد به هنا إمجاع‬
‫املفسرين من يعترب يف تفسريه قوهلم على معىن من املعاين يف تفسري آية من كتاب هللا واإلمجاع حجة‬
‫وهو األصل الثالث من أصول الشريعة وتظهر فائدة مجع ما أمجع عليه املفسرون وأُهيته فيما يلي‪:‬‬
‫ثبوات أن تعرف إمجاعات املفسرين فال‬
‫محل كالم هللا تعاىل على لون من أصح ألوان التفسري وأقواها ً‬
‫جيرتأ على مناقضتها‪.‬‬

‫كيف نصل إىل إمجاعات املفسرين؟‬


‫ملعرفة إمجاعات طريقان وكالُها يعتمد على االستقراء‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ينص أحد احملققني على حكاية اإلمجاع كابن جرير وابن عطية وغريُها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تستقرئ أقوال املفسرين وتستنبط اإلمجاع من أقواهلم إذا مل يكن بينهم خالفا يف اآلية‪.‬‬

‫األصول اليت يدور عليها التفسري‪:‬‬


‫‪ -1‬التفسري على اللفظ؛ أنواعـ ـ ــه‪:‬‬
‫• تفسري الكلمة بعينها‪ .‬مثال‪ :‬قال ابن عطية‪( :‬تفكهون) قال ابن عباس وجماهد وقتادة‪:‬‬
‫معناه‪ :‬تعجبون‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬تالومون‪ .‬وقال احلسن‪ :‬تندمون‪ .‬وقال ابن زيد‪:‬‬
‫تفجعون‪.‬‬
‫• تفسري الكلمة مبا يطابقها يف اللغة‪.‬‬
‫‪ -2‬التفسري على املعىن‪ :‬أنواع ـ ـ ـ ـه‪:‬‬
‫• التفسري ابجل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزء‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫• التفسري ابملثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‪.‬‬


‫• التفسري ابلالزم أو النت ـيجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪.‬‬
‫‪ -3‬التفسري على اإلشارة أو القياس؛ شروطه‪:‬‬
‫• أن ال يناقض معىن اآلية‪.‬‬
‫صحيحا يف نفسه‪.‬‬
‫ً‬ ‫• أن يكون املعىن‬
‫• أن يكون يف اللفظ إشعار به‪.‬‬
‫• أن يكون بينه وبني معىن اآلية ارتباط وتالزم‪.‬‬

‫طريقة السلف يف التفسري‪:‬‬


‫طريقة السلف العامة يف التفسري هي طريقة اإلمجال وعدم التفصيل‪.‬‬
‫قال أبو جعفر النحاس يف كتابه ((معاين القرآن)) يف معرض نقله مذهب السلف يف األحرف املقطعة‪:‬‬
‫"وأبني هذه األقوال قول جماهد‪ ،‬األول‪ :‬أهنا فواتح للسور وكذا قول من قال‪ :‬هي تنبيه"‬
‫وقال شيخ اإلسالم يف رسالته املوسومة بـ"تفسري آايت أشكلت حىت ال يوجد يف طائفة من كتب‬
‫التفسري فيها صواب بل ال يوجد فيها إال قول خطأ"‬
‫قال يف قوله تعاىل‪ِ ﴿ :‬أبَييِّ ُك ُم ال َْم ْفتُو ُن﴾ [القلم‪ ،]6:‬قال احلسن‪ :‬أيكم أوىل ابلشيطان‪ .‬قال فهم أوىل‬
‫ابلشيطان من نيب هللا ﷺ‪.‬‬
‫ت ـنب ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‪:‬‬
‫ويستفاد من قول هذين العاملني أن طريقة السلف العامة يف التفسري هي طريقة اإلمجال ال التفصيل‪.‬‬
‫طريقة السلف يف التفسري‬
‫أقوال العلماء فيها‬ ‫معناها ومرادها‬
‫قول أيب جعفر النحاس وشيخ اإلسالم‬ ‫هي طريقة إمجالية ال تفصيلية‬
‫‪18‬‬

‫﴿م ْسطُوٍر﴾ [الطور‪]2:‬‬


‫‪-‬التفسري ابملطابق‪ ،‬مثاله‪َّ :‬‬ ‫طرق السلف يف التفسري‪:‬‬
‫أي‪ :‬مكتوب‬
‫‪-‬التفسري ابلالزم‪ ،‬مثاله‪﴿ :‬تَـ َف َّك ُهو َن﴾[الواقعة‪]65:‬‬
‫أي‪ :‬تزيلون عنكم التفكه‬

‫التفسري ِب ـ ـ ـ ـزء املعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى‪:‬‬


‫املفسر يذكر املعىن الذي حيتمله اللفظ جزء منه ليدل به على ابقي املعىن‪.‬‬

‫التفسري ابملث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬


‫السيِئَ ِ‬
‫ات﴾ [هود‪ ،]114:‬قيل‪ :‬احلسنات‬ ‫اختالف التنوع يف قوله تعاىل‪﴿ :‬إِ َّن ا ْحل ِ ِ‬
‫ْب َّ ّ‬
‫سنَات يُ ْذه ْ َ‬
‫ََ‬
‫الصلوات‪ ،‬وقيل‪ :‬سبحان هللا واحلمد هلل وال إله إال هللا وهللا أكرب‪.‬‬

‫التفسري ابلقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس والعتبـ ـ ـ ـ ـ ــار‪:‬‬


‫الص َال َة َوأَنتُ ْم‬
‫﴿ال تَـ ْق َربُوا َّ‬
‫أن يدخل املفسر يف حكم اآلية شيئًا؛ ألنه مشبه لآلية‪ .‬كفي قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ُس َك َار ٰى﴾ [النساء‪ ،]43:‬قيل‪ :‬سكارى إنه النعاس‪ ،‬وقيل مل يعن اخلمر وإمنا عين بسكر النوم‪.‬‬

‫التفسري ابإلش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‪:‬‬


‫له تعلق مبا قبله كقول تلك اإلشارات هي يف ابب االعتبار والقياس وإحلاق ما ليس مبنصوص‬
‫ابملنصوص‪ ،‬قاله شيخ اإلسالم‪.‬‬

‫توجيه أقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوال السلف‪:‬‬


‫شرحا لفهم السلف لآلية‪ ،‬وكيفية تفسريهم هلا‪ ،‬وكيف قالوا فيها هبذا القول أو‬
‫هذا املوضوع يعترب ً‬
‫ذلك‪ ،‬وذلك إما لغرابة القول أو لقوته‪.‬‬
‫وال يعين قبول رأيهم يف التفسري ورفع منزلتهم يف االحتجاج والقبول أنه ال يقع فيهم اخلطأ‪ ،‬بل اخلطأ‬
‫متوقع من آحادهم‪ ،‬فهذا جماهد له آراء فسر هبا القرآن وهي مرفوضة؛‬
‫كتأويله مسخ بين إسرائيل قردة وخنازير وأتويله النظر يف قوله تعاىل ﴿وجوهٌ يـومئِ ٍذ ََّّن ِ‬
‫ض َرةٌ إِ َ ٰىل َرِّهبَا‬ ‫ُ ُ َْ َ‬
‫ََّن ِظ َرةٌ﴾ [القيامة‪ ]23-22:‬وغريها‪ .‬وهذه التأويالت الفردية منه مل جيعله خيرج من القبول‪ ،‬بل قال‬
‫‪19‬‬

‫سفيان الثوري‪" :‬إذا جاءك التفسري عن جماهد فحسبك به" وهو من أكرب تالمذة ابن عباس الذين تلقوا‬
‫عنه التفسري مباشرة‪.‬‬
‫وجتد يف التفاسري رداا ألقوال قال هبا بعض السلف‪ ،‬وال يعين هذا عدم قبول قوهلم يف غريها‪ ،‬أو عدم‬
‫احرتام آرائهم ومنزلتهم‪.‬‬
‫السابَِق ِ‬
‫ات َس ْبـ ًقا﴾ [النازعات‪ ،]4:‬قول من قال هي‬ ‫وهذا ابن القيم يرد يف تفسري قوله تعاىل‪﴿ :‬فَ َّ‬
‫املالئكة تسبق الشياطني ابلوحي إىل األنبياء‪ ،‬وهذا القول مروي عن علي ومسروق كما ذكره املاوردي‪.‬‬
‫ومع هذا الرد للخطأ فقد توىل بعض املفسرين توجيه أقوال السلف منبّـ ًها على سبب قوهلم هبا‪.‬‬

‫أمثلة لتوجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه أقـ ــوال السلف‪:‬‬


‫نت ِيف غَ ْفلَ ٍة ِّم ْن َٰه َذا﴾ [ق‪.]22:‬‬
‫يف قوله تعاىل ﴿لََّق ْد ُك َ‬
‫قال ابن زيد‪ :‬هذا رسول هللا ﷺ‪ .‬وقال الطربي‪ :‬وعلى هذا التأويل الذي قاله ابن زيد جيب أن يكون‬
‫خطااب من هللا لرسوله ﷺ أنه كان يف غفلة يف اجلاهلية من هذا الدين الذي بعثه به فكشف عنه‬
‫الكالم ً‬
‫غطاءه الذي كان عليه يف اجلاهلية فنفذ بصره ابإلميان وبينه حىت تقرر ذلك عنده‪ ،‬فصار حا ّدا البصر‬
‫به‪.‬‬

‫قواعد التفسري‪:‬‬
‫قواعد التفسري هي‪ :‬األمور الكلية املنضبطة اليت يستخدمها املفسر يف تفسريه‪ ،‬ويكون استخدامه هلا‬
‫ترجيحا بني األقوال‪.‬‬
‫ً‬ ‫إما ابتداء‪ ،‬ويبين عليها فائدة يف التفسري أو‬

‫أقسام قواعد التفسري‪:‬‬


‫تنقسم هذه القواعد إىل قسمني‪ :‬األول‪ :‬القواعد العامة‪ .‬والثاين‪ :‬القواعد الرتجيحية ‪.‬‬

‫القسم األول وتعريفه وأقسامه ‪:‬‬


‫القواعد العامة‪ :‬املراد هبا‪ :‬القواعد اليت ميكن أن يعملها املفسر عندما يفسر آية من القرآن‪.‬‬
‫القواعد العامة واألمثلة هلذه القواعد ابالختصار‪.‬‬
‫‪ -1‬املعهود من ألفاظ القرآن أهنا تكون دالة على مجلة معان‪ ،‬كما قال ابن القيم ‪-‬رمحه هللا‪.-‬‬
‫‪20‬‬

‫‪ -2‬قرر عند العلماء أن اآلية إن كانت حتتمل معاين كلها صحيح تعني محلها على اجلميع‪ ،‬كما قال‬
‫الشنقيطي رمحه هللا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما أهبم يف القرآن فال فائدة يف حبثه‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا عرف تفسري القرآن من جهة النيب ﷺ فال حاجة إىل قول من بعده‪.‬‬
‫‪ -5‬قول الصحابة مقدم على غريهم يف التفسري ألهنم أعلم مبعاين القرآن‪ .‬مثاله قوله تعاىل‪﴿ :‬قل‬
‫أرأيتم إن كان من عند هللا وكفرمت به وشهد شاهد من بين إسرائيل على مثله فآمن واستكربمت إن‬
‫هللا ال يهدي القوم الظاملني﴾ [األحقاف‪]10:‬‬
‫‪ -6‬إعراب القرآن ينبغي أن يكون على أفصح الوجوه وال يفسر مبجرد االحتمال النحو اإلعرايب‬
‫الذي يتحمله تركيب الكالم ويكون به له معىن ما‪.‬‬
‫القسم الثاين وتعريفه واستعماله ‪:‬‬
‫القواعد الرتجيحية‪ :‬املراد هبا القواعد اليت نعملها عند الرتجيح بني أقوال املفسرين‪.‬‬
‫ويكون استعمال هذه القواعد يف حالتني‪:‬‬
‫الثانية‪ :‬رد أحد األقوال ‪.‬‬ ‫األوىل‪ :‬ترجيح أحد األقوال على غريه‪.‬‬
‫جممعا عليه فال‬
‫أوال‪ ،‬فإن كان ً‬
‫جممعا عليه ً‬
‫أقسام التفسري ابعتبار املنقول‪ .‬التفسري املنقول إما أن يكون ً‬
‫مثال‪.‬‬
‫حاجة إىل الرتجيح‪ .‬واالجتماعات يف التفسري كثرية ً‬
‫ود﴾ [الربوج‪ ]2:‬بيوم القيامة‪.‬‬‫‪ .1‬تفسري ﴿والْيـوِم الْموعُ ِ‬
‫َ َْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ض ِ‬
‫وب َعلَْي ِه ْم﴾ [الفاحتة‪ ]7:‬ابليهود و﴿الضَّالّ َ‬
‫ني﴾ [الفاحتة‪ ]7:‬ابلنصارى‪.‬‬ ‫‪ .2‬تفسري ﴿ال َْم ْغ ُ‬
‫وان كان خمتل ًفا فيه؛‪.‬فاالختالف نوعان‬ ‫‪-2‬‬
‫النوع األول‪ :‬اختالف تضاد؛ املراد به‪ :‬هو ما كانت األقوال يف املسألة املختلفة فيها متضادة متعارضة‬
‫كل قول يناقض القول اآلخر‪.‬‬
‫مشروعا (ميكن‬
‫ً‬ ‫والنوع الثاين‪ :‬اختالف تنوع؛ املراد به‪ :‬ما يكون كل واحد من القولني أو الفعلني ح ًقا‬
‫اجلمع بينهما)‪.‬‬
‫القواعد الرتجيحية‪:‬‬
‫‪21‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق منها ابلعموم يف القرآن ‪.‬‬


‫‪ -2‬ما يتعلق منها ابلسياق القرآين‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يتعلق منها برسم املصحف ‪.‬‬
‫‪ -4‬ما يتعلق منها ابألغلب من لغة العرب ‪.‬‬
‫‪ -5‬ما يتعلق منها ابملعاين الشرعية يف القرآن ‪.‬‬
‫‪ -6‬ما يتعلق منها بتصريف اللفظ‪.‬‬
‫‪ -7‬ما يتعلق منها ابلتقدمي والتأخري‪.‬‬
‫‪ -8‬ما يتعلق منها بظاهر القرآن ‪.‬‬
‫‪ -9‬ما يتعلق منها ابالستعمال العريب‪.‬‬
‫‪-10‬ما يتعلق منها ابلسنة النبوي‬

‫كليات القرآن‪:‬‬
‫املراد بكليات القرآن ما يطلقه بعض املفسرين على لفظ أو أسلوب أبنه أييت يف القرىن على معىن مطرد‪.‬‬
‫وهو قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬كليات األلفاظ مثاله‪ :‬قال جماهد (كل ظن يف القرآن فهو علم)‬
‫‪ -2‬كليات األسلوب‪ ،‬قال الشاطيب‪( :‬إذا ورد يف القرآن الرتغيب قارنه الرتهيب يف لواحقه أو سوابقه‬
‫أو قرائنه وابلعكس‪ ،‬وكذلك الرتجية مع التخويف)‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪-‬رمحه هللا‪( :-‬ويف هذه طريق القرآن يقرن بني أمساء الرجاء وأمساء املخافة)‬
‫اَّلل غَ ُف ِ‬ ‫اَّللَ َش ِدي ُد ال ِْع َق ِ‬
‫اب َوأ َّ‬ ‫كقوله تعاىل‪﴿ :‬ا ْعلَ ُموا أ َّ‬
‫يم﴾ [املائدة‪.]98:‬‬ ‫َن ََّ ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫َن َّ‬

‫توجيه القراءات وأثره يف التفسري‪:‬‬


‫من املعلوم أن القراءات قسمان‪:‬‬
‫‪ -2‬ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاذة‬ ‫‪ -1‬مـ ــتواترة‬
‫(أنواع االخت ـ ــالف يف الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءات)‬
‫االختالف يف القراءات أنواع‪:‬‬
‫ط﴾ فمنهم من قرأ ابلصاد ومنهم من قرأ‬ ‫‪ -1‬اختالف اللفظ واملعىن واحد‪ .‬مثاله‪ :‬اختالفهم يف قراءة ﴿ ِّ‬
‫الص َرا َ‬
‫ابلسني‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫ك﴾ و ﴿مالِ ِ‬
‫ك ﴾‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختالف اللفظ واملعىن مع جواز اجتماعهما يف شيء واحد‪ .‬مثاله اختالفهم يف قراءة ﴿م ِل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك يَـ ْوِم ال ِّدي ِن﴾ يكون وصف هللا أبنه مالك وملك‪ ،‬وبني هذين‬
‫ك يـوِم ال ِّدي ِن﴾ و ﴿مالِ ِ‬
‫َ‬
‫ففي قوله تعاىل ِ ِ‬
‫﴿مل َ ْ‬‫َ‬
‫اللفظني اختالف يف املعىن‪ ،‬واملرجع واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬اختالف اللفظ واملعىن مع امتناع اجتماعهما يف شيء واحد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َح ٌد﴾ [الفجر‪.]25:‬‬ ‫كقوله تعاىل‪﴿ :‬فَـيَـ ْوَمئذ َّال يـُ َع ّذ ُ‬
‫ب َع َذابَهُ أ َ‬
‫ب﴾ بفتح ال ــذال وكسرها‪ ،‬وكذلك ﴿يُوثَ ُق﴾ و﴿يُوثِ ُق﴾ بفتح ال ـث ـ ـ ـ ـ ــاء وكسرها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فقرئ ﴿يـُ َع َّذ ُ‬
‫ب﴾ و﴿يُـ َع ّذ ُ‬
‫ولكل قراءة توجيه خيتلف عن اآلخر‪.‬‬

You might also like