You are on page 1of 9

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫اإلمام السيوطي التعريف والنشأة‬ ‫المبحث األول‪:‬‬


‫اسمه ونسبه ونشأته‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫الثاني‪ :‬مؤلــفاتــــه‬ ‫المطلب‬
‫منهج اإلمام السيوطي في التفسير‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫قراءة حول كتاب تناسق الدرر في تناسب السور لإلمام السيوطي‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫أهمية الكتاب‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫خطبة الكتاب‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫مقدمة في ترتيب السور‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫الخـــــــاتمــة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ومما اهتدى إليه العلماء إلى البحث فيه من أسرار القرآن الكريم العجيبة أسرار ترتيب سوره‬
‫المجيدة‪ ،‬فقد ألفوا في ذلك أسفارا عديدة‪ ،‬واستدرك بعضهم على بعض في تناسبها أوجها جديدة‬
‫ومن هؤالء األعالم‪ :‬أبو جعفر ابن الزبير الغرناطي (ت‪708‬هـ)‪" ،‬صاحب البرهان في تناسب‬
‫سور القرآن"‪ ،‬وبرهان الدين البقاعي (ت‪885‬هـ)‪،‬صاحبتفسير نظمالدررفيتناسب اآليات‬
‫والسورواإلمام السيوطي في كتابه تناسق الدرر في تناسب السور وهو موضوع بحثنا حيث كان‬
‫لهذا الكتاب إقبال لطالب العلم عليه لما احتواه من السهولة واالستقصاء مع سلك سبيل‬
‫االختصار وموضوع سيكون حول قراءة لهذا الكتاب مع التطرق إلى حياة هذا العالم المتبحر‬
‫جالل الدين السيوطي‪ ،‬منطلقين من إشكال مفاده‪ :‬من هو اإلمام السيوطي وما الموضوع الذي‬
‫يتطرق إليه كتابه تناسق الدرر في تناسب السور وما أهميته وأبرز إشكالياته ضمن خطة بحث‬
‫تتكون من‪ :‬مقدمة ومبحثين ضمن كل مبحث ثالث مطالب خصص المبحث األول للتعريف‬
‫بالكاتب والثاني القراءة للمكتوب متبعين منهجا وصفيا من خالل اإلجابة عن اإلشكال وقد اطلعنا‬
‫على عدة مراجع لجمع المادة أبرزها كتاب التحدث بنعمة هللا لإلمام السيوطي وكتابه المعنى‬
‫بقراءته تناسق الدرر في تناسب السور‬

‫‪2‬‬
‫األول‪ :‬اإلمام السيوطي التعريف والنشأة‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول‪ :‬اسمه ونشأته‬
‫هو اإلمام الحافظ أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن بن كمال الدين أبي المناقب أبي بكر بن‬
‫ناصر الدين محمد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر الدين عثمان بن ناصر الدين محمد بن سيف‬
‫الدين خضر بن نجم الدين أبي الصالح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام‬
‫الخضيري األسيوطي‪ُ .‬و ِلد السيوطي في القاهرة غرة شهر رجب سنة ‪849‬هـ‪ /‬أكتوبر ‪1445‬م‬
‫‪1‬‬
‫وعاش بها‪.‬‬
‫كان جالل الدين السيوطي ( اإلمام السيوطي ) سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين‪ ،‬وكان أبوه‬
‫من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة التي جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء‬
‫يتلقون العلم على يديه‪ .‬وقد ُتوِّف ي والد السيوطي والبنه من العمر ست سنوات‪ ،‬فنشأ الطفل يتيًما‪،‬‬
‫واتجه إلى حفظ القرآن الكريم‪ ،‬فأتم حفظه وهو دون الثامنة‪ ،‬ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن‬
‫المبكرة مثل‪ :‬العمدة‪ ،‬ومنهاج الفقه واألصول‪ ،‬وألفية ابن مالك؛ فاتسعت مداركه‪ ،‬وزادت‬
‫معارفه‪ .‬وكان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه‪ ،‬وتولى‬
‫بعضهم أمر الوصاية عليه‪ ،‬ومنهم (الكمال ابن الهمام الحنفي) أحد كبار فقهاء عصره‪ ،‬وتأثر به‬
‫‪2‬‬
‫الفتى تأثًر ا كبيًر ا‪ ،‬خاصًة في ابتعاده عن السالطين وأرباب الدولة‬
‫ولو نظرنا في الطفولة المبكرة للسيوطي فإننا نرى مدى الحرص الشديد على تلقي العلم منذ‬
‫األيام األولى‪ ،‬فقد كان هناك وعي كبير بأهمية العلم وقيمته في عملية التربية؛ يوَّج ه الولد نحو‬
‫حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وحفظ المتون الدينية‪ ،‬كما نرى مدى حرص اآلباء على أن يدفعوا أوالدهم‬
‫نحو العلوم‪.‬‬
‫عاش اإلمام السيوطي في عصر كثر فيه العلماء األعالم الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد‬
‫ميادينها‪ ،‬وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها‪ ،‬وأسهموا في ميدان اإلبداع األدبي‪ ،‬فتأثر‬
‫السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء‪ ،‬فابتدأ في طلب العلم سنة (‪864‬هـ‪1459 /‬م)‬
‫ودرس الفقه والنحو والفرائض‪ ،‬ولم يمِض عامان حتى أجيز بتدريس العربية‪ ،‬وأَّلف في تلك‬
‫السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة‪ ،‬فألف (شرح االستعاذة والبسملة)‪ ،‬فأثنى عليه شيخه‬
‫علم الدين البلقيني‪ ،‬فكتب عليه تقريًظ ا‪ ،‬والزمته في الفقه إلى أن مات‪ ،‬فالزمت ولَد ه‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مؤلفاته‬
‫زادت مؤلفات اإلمام السيوطي على الثالثمائة كتاب ورسالة‪ ،‬عَّد له بروكلمان (‪ )415‬مؤَّلًفا‪،‬‬
‫وأحصى له حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون) حوالي (‪ )576‬مؤلًفا‪ ،‬ووصل بها البعض‬
‫كابن إياس إلى (‪ )600‬مؤلف‪.‬‬
‫ومن مؤلفات اإلمام السيوطي في علوم القرآن والتفسير‪:‬‬
‫‪ 1‬السيوطي ‪،‬التحدث بنعمة هللا ص‪16‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‬

‫‪3‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلكليل في استنباط التنزيل‬ ‫‪-2‬‬
‫األلفية في القراءات العشر‬ ‫‪-3‬‬

‫أما الحديث وعلومه‪ ،‬فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما َر َو ى عن نفسه‪ ،‬وكان مغرًما‬
‫بجمع الحديث واستقصائه؛ لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال‪ ،‬يشتمل الواحد منها على‬
‫بضعة أجزاء‪ ،‬وفي أحياٍن أخرى ال يزيد على بضع صفحات‪ .‬ومن كتبه‪:‬‬
‫إسعاف المبطأ في رجال الموطأ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬تنوير الحوالك في شرح موطأ اإلمام مالك‬ ‫‪-2‬‬
‫‪-‬جمع الجوامع‬ ‫‪-3‬‬
‫الدرر المنتثرة في األحاديث المشتهرة‬ ‫‪-4‬‬
‫المنتقى من شعب اإليمان للبيهقي‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وفي اللغة وعلومها كان لإلمام السيوطي فيها أكثر من مائة كتاب ورسالة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫المزهر في اللغة‬ ‫‪-1‬‬
‫األشباه والنظائر في اللغة‬ ‫‪-2‬‬
‫االقتراح في النحو‬ ‫‪-3‬‬
‫التوشيح على التوضيح‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬منهج اإلمام السيوطي في التفسير‬


‫وأهم ما يميز تفسير السيوطي‪:‬‬
‫يذكر مكان نزول السورة‪ ،‬وهل هي مكية أم مدنية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يذكر ما ورد في هذه السورة من فضائل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يقسم السورة إلى مقاطع‪ ،‬فيذكر اآلية أو اآليتين في السور المدنية الطوال‪ ،‬أو مجموعة‬ ‫‪-3‬‬
‫من اآلياتفي السور المكية القصار‪.‬‬
‫ثم يفِّسر الكلمة أو الجملة مبِّي ًن ا فيها‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫سبب النزول إن وجد‬
‫القراءات‪ :‬إن ورد فيها قراءات‬
‫الناسخ والمنسوخ‬
‫شرح غريب اللفظ‪ ،‬ومبهم العبارات‬
‫‪3‬‬
‫إذا كانت اآلية تتضمن أحكاًما فقهية‪ ،‬فإنه يذكر ما ورد فيها من أحكام‬

‫قراءة لكتاب تناسق الدرر في تناسب السور لإلمام السيوطي‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫موضوع هذا الكتاب للحافظ جالل الدين السيوطي يهتم بعلوم القرآن وذلك ببيان سور القرآن من‬
‫مكي ومدني وآيه من ناسخ ومنسوخ ثم يتعمق بشرح كلماته وتفسير آياته إال أن السيوطي كانت‬
‫له إضافة مميزة عن سابقيه في الكتاب وهو بيان ترابط وتسلسلها من إعجاز وفصل الخالف‬
‫بين األصل في ترتيبها ‪ ،‬وقد سبقه التأليف في هذا الباب أبو جعفر بن الزبير(ت ‪708‬هـ)في‬
‫كتابه المسمى «البرهان» ويقول السيوطي أنه لم يقف عليه‪ ،‬وفي عصره برهان الدين البقاعي‬
‫‪ 3‬محمد يوسف الشربجي‪ :‬اإلمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن ص‪277‬‬

‫‪4‬‬
‫(ت‪885‬هـ) في «نظم الدرر »وقد وضع في هذا بحث مستقل بين فيه الباحث استدراكات لإلمام‬
‫‪4‬‬
‫السيوطي في كتابة عن كل من اإلمامين أبو جعفر بن الزبير وبرهان الدين البقاعي‬
‫المطلب األول‪:‬أهمية الكتاب‬
‫وأهمية الكتاب ترجع إلى قضية التراث في عصرنا الحاضر من جهة‪ ،‬وإلى أهمية هذه الدراسة‬
‫القرآنية من جهة أخرى أما التراث فيتعرض في عصرنا الحاضر لهجمات هزيلة من األقزام‬
‫العجزة فقالوا إن التراث يمثل عصره ولم يكتفوا بذلك‪ ،‬بل أمنعوا في السخف فقالوا إن عقلية‬
‫مؤلفي التراث عقلية ضحلة ضيقة‪ ،‬واعتدل بعضهم فقال‪ :‬إن انتقاء المفيد من التراث أمر‬
‫ضروري على أن يعرض بأسلوب العصر وما هذه الدعوة اللئيمة إال استجابة لمخطط يهدف‬
‫إلى صرف العرب والمسلمين عن األسس التي قامت عليها حضارتهم‪ ،‬وفوق كل ذلك فالتراث‬
‫هو النسب والصهر بين المسلمين وتاريخهم وأصول حضارتهم‪ ،‬والداعون إلى إغفاله كالداعين‬
‫إلى الغاء الشهادات المثبتة لألنساب‬
‫أما أهمية الدراسات القرآنية ترجع إلى أهمية فرع من فروع التراث وإليها ترجع أهمية الكتاب‪،‬‬
‫فقد كثرت كتب التفسير التقليدية وأهملت الجوانب األخرى التي تتعرض لها التفاسير‪ ،‬أو لم‬
‫تستوعبها مجتمعة كموضوع التكرار‪ ،‬والترتيب ومقاصد القرآن وعجائب األساليب والمشكالت‪.‬‬
‫وهي موضوعات قد استغلها أعداء اإلسالم أسوأ استغالل‬
‫لهذا كان الكتاب من أهم ما يجب بعثه ودراسته‪ ،‬تبيان مشكلة طال فيها الكالم واتسع فيها‬
‫الخالف وهي ترتيب سور القرآن‪ ،‬فقام اإلمام السيوطي بتضييق دائرة الخالف حولها إلى أضيق‬
‫الحدود ورد عليها‪ ،‬وساق كتابه دليال على أن الترتيب توقيفي‪ ،‬وأن القرآن بآياته وترتيبه وحي‬
‫‪5‬‬
‫ال عمل للبشر فيه‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خطبة الكتاب‬
‫بعد الحمد والثناء والصالة على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ذكر الشيخ ما يسر هللا إليهم‬
‫الفتح في علوم القرآن والتفسير والتبحر فيهومقصده من التأليف في هذا الفن‪ ،‬وضح ما جاء به‬
‫في هذا الكتاب من مواضيع‪،‬حيثقال‪«:‬وإن مما ألفت في تعلقات القرآن كتاب "أسرار التنزيل"‬
‫الباحث عن أساليبه‪ ،‬المبرز أعاجيبه‪ ،‬المبين لفصاحة ألفاظه وبالغة تراكيبه‪ ،‬الكاشف عن وجه‬
‫إعجازه‪ ،‬الداخل إلى حقيقته من مجازه‪ ،‬المطلع على أفانينه‪ ،‬المبدع في تقرير حججه وبراهينه‪،‬‬
‫فإنه اشتمل على بضعة عشر نوًعا‪:‬‬
‫األول‪ :‬بيان مناسبات ترتيب سوره‪ ،‬وحكمة وضع كل سورة منها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬بيان أن كل سورة شارحة لما أجمل في السورة التي قبلها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وجه اعتالق فاتحة الكتاب بخاتمة التي قبلها‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬مناسبة مطلع السورة للمقصد الذى سيقت له‪ ،‬وذلك براعة االستهالل‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬مناسبة أوائل السور ألواخرها‪.‬‬

‫‪ 4‬مجلة اإلحياء‪ ،‬المجلد‪،20:‬العدد‪،24‬ماي‪ ،2020‬ص‪240_209‬‬


‫‪ 5‬الحافظ جالل الدين السيوطي‪ ،‬تناسق الدرر في تناسب السور؛ تحقيق عبد القادر أحمد عطا؛ دار الكتب العلمية‬
‫‪1986‬بيروت لبنان ص‪47‬‬

‫‪5‬‬
‫السادس‪ :‬مناسبات ترتيب آياته‪ ،‬واعتالق بعضها ببعض‪ ،‬وارتباطها وتالحمها وتناسقها‪.‬‬
‫السابع‪ :‬بيان أساليبه في البالغة‪ ،‬وتنويع خطاباته وسياقاته‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬بيان ما اشتمل عليه من المحسنات البديعية على كثرتها‪ ،‬كاالستعارة‪ ،‬والكناية‪،‬‬
‫والتعريض‪ ،‬وااللتفات‪ ،‬والتورية‪ ،‬واالستخدام واللف والنشر‪ ،‬والطباق‪ ،‬والمقابلة‪ ،‬وغير ذلك‪،‬‬
‫والمجاز بأنواعه‪ ،‬وأنواع اإليجاز واإلطناب‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬بيان فواصل اآلي‪ ،‬ومناسبتها لآلي التي ختمت بها‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬مناسبة أسماء السور لها‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬األلفاظ التي ظاهرها الترادف وبينهما فرق دقيق‪.‬‬
‫الثاني عشر‪ :‬بيان وجه اختيار مرادفاته ولم عّبر به دون سائر المرادفات‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬بيان القراءات المختلفة‪ ،‬مشهورها‪ ،‬وشاذها‪ ،‬وما تضمنته من المعاني والعلوم‪،‬‬
‫فإن ذلك من جملة وجوه إعجازه‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬بيان وجه تفاوت اآليات المتشابهات في القصص وغيرها؛ بالزيادة والنقص‪،‬‬
‫والتقديم والتأخير‪ ،‬وإبدال لفظة مكان أخرى‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫وقد أردت أن أفرد جزًءا لطيًف ا في نوع خاص من هذه األنواع؛ هو مناسبات ترتيب السور؛‬
‫ليكون عجالة لمريده‪ ،‬وبغية لمستفيده‪ ،‬وأكثره من نتاج فكري‪ ،‬ووالد نظري؛ لقلة من تكلم في‬
‫ذلك‪ ،‬أو خاض في هذه المسالك‪ ،‬وما كان فيه لغيري صرحت بعزوه إليه‪ ،‬وال أذكر منه إال ما‬
‫استحسن‪ ،‬وال انتقاد عليه‪ ،‬وقد كنت أواًل سميته "نتائج الفكر في تناسب السور" لكونه من‬
‫مستنتجات فكري كما أشرت إليه‪ ،‬ثم عدلت وسميته "تناسق الدرر في تناسب السور"؛ ألنه‬
‫‪6‬‬
‫أنسب بالمسّمى‪ ،‬وأزيد بالجناس‪».‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مضمون الكتاب‪:‬‬
‫أ_ مقدمة في تناسب السور‪:‬‬
‫بين اإلمام جالل الّد ين عبد الّر حمن بن أبي بكٍر الّسيوطّي في هذه المقدمة؛ أصل ترتيب سور‬
‫القرآن الكريم وفصل فيها أشد التفصيل أتوقيفي أم اصطالحّي أي تواضع عليه الصحابة‬
‫والتابعين باجتهاد منهم بعد وفاة النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ، -‬فقال‪« :‬اختلف العلماء في ترتيب‬
‫السور‪ ،‬هل هو بتوقيف من النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أو باجتهاد من الصحابة؟ بعد اإلجماع‬
‫على أن ترتيب اآليات توقيفي‪ ،‬والقطع بذلك‪.‬‬
‫فذهب جماعة إلى الثاني؛ منهم‪ :‬مالك‪ ،‬والقاضي أبو بكر في أحد قوليه‪ ،‬وجزم به ابن فارس‪.‬‬
‫ومما استدل به لذلك‪ :‬اختالف مصاحف السلف في ترتيب السور‪ ،‬فمنهم من رتبها على النزول‪،‬‬
‫وهو مصحف علي‪ ،‬كان أوله‪" :‬اقرأ" ثم البواقي على ترتيب نزول المكي‪ ،‬ثم المدني‪ ،‬ثم كان‬
‫أول مصحف ابن مسعود "البقرة" ثم "النساء" ثم "آل عمران" على اختالف شديد‪ ،‬وكذا‬
‫مصحف أبي بن كعب وغيره‪ ،‬على ما بينته في اإلتقان‪.‬‬
‫وفي المصاحف البن أشتة بسنده عن عثمان أنه أمرهم أن يتابعوا الّط ول‪.‬‬
‫‪ 6‬تناسق الدرر في تناسب السور لإلمام السيوطي ص‪54‬‬

‫‪6‬‬
‫وذهب جماعة إلى األول؛ منهم‪ :‬القاضي أبو بكر في أحد قوليه وخالئق‪ ،‬قال أبو بكر بن‬
‫األنباري‪ :‬أنزل هللا القرآن كّله إلى سماء الدنيا‪ ،‬ثم فرقه في بضع وعشرين سنة‪ ،‬فكانت السورة‬
‫تنزل ألمر ينزل‪ ،‬واآلية جواًبا لمستخبر‪ ،‬ويوقف جبريل النبّي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬على‬
‫موضع اآلية والسورة‪ ،‬فاتساق السور كاتساق اآليات والحروف كله عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن‪.‬‬
‫وقال الحافظ ابن حجر‪ :‬ترتيب معظم السور توقيفي؛ لحديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي‬
‫قال‪ :‬كنت في وفد ثقيف‪ ،‬فقال [لنا] رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬طرأ علّي حزبي من‬
‫القرآن‪ ،‬فأردت أال أخرج حتى أقضيه"‪ .‬قال أوس‪ :‬فسألنا أصحاب رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬قلنا‪ :‬كيف تحزبون القرآن؟ قالوا‪ :‬نحزبه ثالث سور‪ ،‬وخمس سور‪ ،‬وسبع سور‪ ،‬وتسع‬
‫سور‪ ،‬وإحدى عشرة سورة‪ ،‬وثالث عشرة سورة‪ ،‬وحزب المفصل‪ ،‬من "ق" حتى نختم‪ :.‬فهذا‬
‫يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف اآلن كان على عهد النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ " :‬لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر من‬
‫حكيم "‪:‬‬
‫األول‪ :‬بحسب الحروف؛ كما في الحواميم‪ ،‬وذوات {الر} ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬موافقة آخر السورة ألول ما بعدها؛ كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الوزن في اللفظة كآخر {تّبت} وأول "اإلخالص"‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫الرابع‪ :‬لمشابهة جملة السورة لجملة األخرى؛ كـ" الضحى" و {ألم نشرح}‪.‬‬
‫ب_ محتوى كتابه‪:‬‬
‫عمل اإلمام جالل الدين السيوطي في كتابه مبتدئا من سورة البقرة ونازال معه سورة في بيان‬
‫نزولها مكي أم مدني ثم سبب النزول وتبيان الحكمة من خالل التمعن بين آخر السورة السابقة‬
‫مع السورة الالحقة في آييهما واالرتباط بين مقدمة السورة وخاتمتها والتناسق الجاري مما جعله‬
‫أساسا في تسمية كتابه هذا وقد بين كل سورة أهم ما جاءت به من قصص وأحكام وعقائد‬
‫‪8‬‬
‫مراعيا ذلك ترتيب القرآن دون االنحراف عن ذلك‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫‪ 7‬تناسق الدرر في تناسب السور لإلمام السيوطي ص‪59‬‬
‫‪ 8‬ينظر‪ :‬المرجع السابق‬

‫‪7‬‬
‫ومن خالل ما استعرضنا في هذا البحث من محاولة في حل اإلشكال والبحث واالستقصاء أهم‬
‫ما توصلنا إليه‪:‬‬
‫حياة اإلمام السيوطي القرن التاسع الهجري الذي جاء فيه‪،‬وقد عاش حياة بين أحضان العلم‬
‫والعلماء وانكبابه منذ وهلته األولى على العلوم الدينية وعلوم اآللة مما جعله متميزا في هذه‬
‫الفنون تميزا ال نظير له‬
‫محتوى كتابه وما تميز به من خالصة في علم القرآن وبيان حكمة هللا تعالى فيه من تسلسل‬
‫اآليات والسور‪ ،‬وفصل الخطاب في الخالف الذي جرى بين كثير من المتقدمين ولحق بهم‬
‫المتأخرين في ذلك حول األصل في ترتيب السور توقيفي من ربنا عز وجل باجتهاد من‬
‫الصحابة رضوان هللا عليهم‬
‫لم يتبع اإلمام السيوطي في كتابه هذا منهج ألحد من السابقين بل كان من نتاج فكره ونظره ونقل‬
‫عن ما جاء عن المفسرين السابقين وإن كان لبعض من سبقه في ذلك ومنهم من عاصره‬
‫جعل السيوطي مقدمة كتاب عن خالصة عن ما سيأتي ذكره في هذا الكتاب وفقا للترتيب‬
‫يعتبر كتاب تناسق الدرر في تناسب السور لإلمام السيوطي كتاب حاوي لكثير من األسرار‬
‫حول علم القرآن والتفسير ومبينا لمعانيه وأسراره وذلك بيانا لحكمة هللا في كتابه العزيز الذي ال‬
‫يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه وقد جعله رحمة هللا عليه كم بين ردا على من يشككون‬
‫في القرآن لغرض التزييف والتحريف من أجل إبعاد األمة وصدها عن كتاب ربها سبحانه‪ ،‬فإن‬
‫دل على شيء فإنما يدل على علو همة المصنف رحمة هللا عليه وتبحره في العلوم كما أدلى‬
‫بذلك في مقدمة كتابه‪ ،‬رحمة هللا عليه‪.‬‬

‫ِانتهـــــــــــى بعون هللا‬

‫‪8‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫السيوطي ‪،‬التحدث بنعمة هللا‬ ‫‪-1‬‬


‫الحافظ جالل الدين السيوطي‪ ،‬تناسق الدرر في تناسب السورتحقيق‬ ‫‪-2‬‬
‫عبد القادر أحمد عطا؛ دار الكتب العلمية ‪ 1986‬مطبعة بيروت‬
‫لبنان‬
‫تناسق الدرر في تناسب السور لإلمام السيوطي‬ ‫‪-3‬‬
‫محمد يوسف الشربجي‪ :‬اإلمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن‬ ‫‪-4‬‬
‫مجلة اإلحياء‪ ،‬المجلد‪،20:‬العدد‪،24‬ماي‪2020‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪9‬‬

You might also like