You are on page 1of 48

‫‪1‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬

‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬


‫ادلقدمة‬
‫احلمد هلل رب العادلْب كالصالة كالسالـ على رسوؿ اهلل اذلادم األمْب كعلى آلو‬
‫كأصحابو كمن سار على هنجو كاسًب بسنتو بإحساف إىل يوـ الدين‪.‬‬
‫أما بعد؛‬
‫فإف علم أصوؿ الفقو علم يكفل بالضبط ادلنهجي للنص الشرعي‪ ،‬كذلك‬
‫بتحصينو كضبايتو من أف يصّب رلاال دلزايدة أك إقحاـ ما ليس منو‪ ،‬كاالجتهاد يف النص‬
‫يشكل مرحلة أكلية كمكونا أساسيا يف عملية االجتهاد‪ ،‬كىو ما دفع بعلماء أصوؿ الفقو‬
‫إىل استقراء تراكيب اللغة العربية للوقوؼ على منطقها يف األداء‪ ،‬كقانوهنا يف التخاطب‪.‬‬
‫فاستنباط األحكاـ الشرعية من األدلة يتوقّف على معرفة أمور ع ّدة‪ ،‬فهذه األمور‬
‫كتسهل طريقة الوصوؿ إىل معرفة النصوص كفهمها على كجو العموـ‪،‬‬
‫ىي الٍب سب ّكن ّ‬
‫كمعرفة كيفية استنباط األحكاـ الشرعية على كجو اخلصوص‪ ،‬كليتم ّكن الفقيو من ربط‬
‫النصوص بعضها مع بعض حبيث حيمل العاـ على سلصصو‪ ،‬كادلطلق على مقيده‪،‬‬
‫ككذلك ليتمكن من معرفة داللة األلفاظ على ادلعاين‪ ،‬فمن ىذه األمور فهم "أساليب‬
‫اللغة العربية"‪.‬‬
‫سبب اختيار ادلوصوع‪:‬‬
‫رغبٍب الشديدة كادلسامهة للحصوؿ على أقصى شيء شلكن من ادللكة يف معرفة‬
‫ادلناىج العامة‪ ،‬كادلسالك الصحيحة لالجتهاد يف فهم النصوص‪.‬‬

‫أمهية البحث كأىدافو ‪:‬‬


‫ادلاسة لفهم النصوص كمعرفة كيفية االستنباط‪.‬‬
‫‪ .1‬احلاجة ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫‪ .2‬تنمية ادللكة يف االستنباط‪.‬‬
‫‪ .3‬االجتهاد يف معرفة ادلبادئ كالضركريات‪ ،‬ليصبح الفقيو مؤىال يف بياف األحكاـ‬
‫كادلسائل ادلستجدة من حيث الظركؼ ادلتغّبة‪.‬‬

‫منهج البحث ‪:‬‬


‫التزـ الباحث منهج التحليل للنصوص يف حبثو‪ ،‬كذلك بعد سرد اآليات‪ ،‬مث‬
‫اجملزأة يف كل مطلب‪.‬‬
‫استخرج بعد كل ربليل الداللة ادلطبقة بأنواعها ّ‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫‪ -‬ادلقدمة الٍب تتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬أىداؼ البحث كأمهيتو‬
‫‪ ‬أسباب اختيار ادلوضوع‪ ،‬كمنهج البحث‬
‫‪ -‬سبهيد ‪ :‬الدالالت عند األصوليْب ‪ ،‬كربتو أربعة زلاكر ‪:‬‬
‫‪ ‬احملور األكؿ ‪ :‬بياف الداللة عند األصوليْب‬
‫‪ ‬احملور الثاين ‪ :‬تقسيم ادلدارس األصولية‬
‫‪ ‬احملور الثالث ‪ :‬منهج علماء األصوؿ يف تقيسم الداللة‬
‫‪ ‬احملور الرابع ‪ :‬التعريف بالسورة‬

‫الفصل األكؿ ‪ :‬اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب‪ ،‬كربتو ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬تعريف اإلدياء كالتنبيو كالفرؽ بينو كبْب النص الصريح‪ ،‬كالظاىر إىل‬
‫العلة‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪ :‬أنواع اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ادلبحث الثالث ‪ :‬عرض بعض ادلسائل ادلتعلقة باإلدياء كالتنبيو‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬دراسة أنواع اإلدياء كالتنبيو يف سورة النور‪ ،‬كربتو مبحثاف ‪:‬‬
‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬دراسة النوع األكؿ كالثاين‪ ،‬كربتو مطلباف‬
‫ادلبحث الثاين ‪ :‬دراسة النصوص الواردة كفق األنواع الباقية‪ ،‬كربتو مطلباف‬
‫‪ -‬اخلاسبة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫تمهيد ‪ :‬الدالالت عند األصوليين‬
‫المحور األول ‪ :‬بيان ال ّدالالت عند األصوليين‬
‫الدالالت أك ما يعرؼ بداللة اللفظ على ادلعُب يعترب من أىم ادلباحث اللغوية الٍب‬
‫دراستها سبيّزت بالتعمق كاإلكثار يف مباحث األصوليْب‪ ،‬ففي ذلك تضمن أسباب عدة‬
‫الٍب كلها تدكر يف زلور األمهية القاعدية ذلذه الدالالت يف استنباط األحكاـ من أدلتها‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫فاستنباط األحكاـ كاستثمارىا من النصوص الشرعية سواء كاف نصا من القرآف‬
‫الكرًن أك أثرا من آثار النيب صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فإف ذلك سبر عرب مراحل ك مسالك‬
‫متع ّددة دبعرفة أكضاع األلفاظ ادلبنية للمعاين‪.‬‬
‫فمن ىنا أبدأ ببياف أىم ما يتعلق بالدالالت عند األصوليْب‪ ،‬كذلك من خالؿ‬
‫التعريف بالدالالت مث تقسيم ادلدارس األصولية كأخّبا بياف مناىج األصوليْب يف‬
‫الدالالت‪.‬‬
‫أكال ‪ :‬تعريف الداللة عند األصوليين‪.‬‬
‫فهذا التعريف للداللة يشتمل على تعريفها لغة كاصطالحا قبل بياف تعريفها عند‬
‫األصوليْب‪.‬‬
‫فقد عرؼ الداللة يف معناىا اللغوم بتعريفات عديدة‪ ،‬كمن ىذه التعريفات ‪:‬‬
‫يقوؿ اجلوىرم ‪ :‬الداللة يف اللغة ‪ :‬مصدر دلّو على الطريق َداللة ِداللة ُداللة يف‬
‫معُب أرشده‪.1‬‬

‫‪ 1‬تاج اللغة كصحاح العربية‪ ،‬إمساعيل بن ضباد اجلوىرم‪ ،‬ربقيق‪ :‬أضبد عبد الغفور عطار‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليْب‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1407 ،4‬ى‪1987/‬ـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪.1698 :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫كيف االصطالح ‪ :‬ذكر التهانوم أف الداللة يف مصطلح أىل ادليزاف (ادلنظق) ىي أف‬
‫يكوف الشيء حبالة يلزـ من العلم بو العلم بشيء آخر‪.1‬‬
‫كأما تعريف األصوليْب للداللة فقد جاءت فيو تعريفات منها ‪:‬‬
‫يدؿ داللة (كىي)‬
‫دؿ ّ‬‫يقوؿ ابن النجار ‪ :‬الدَّاللة بفتح الداؿ على األصح مصدر ّ‬
‫أم الداللة ادلرادة ىنا (ما) يعِب الٍب (يلزـ من فهم الشيء) يعِب كوف الشيء من فهمو‬
‫فهم شيء آخر‪ ،‬فالشيء األكؿ ىو الداؿ فالشيء الثاين ىو ادلدلوؿ‪.2‬‬
‫يقوؿ القرايف ‪ :‬فداللة اللفظ فهم السامع من كالـ ادلتكلّم كماؿ ادلسمى أك جزءه‬
‫أك الزمو‪.3‬‬
‫فيظهر من ىذا العرض لتعريف الداللة يف ادلعجم كعند األصوليْب أف النظر إىل‬
‫تصورىم علماء ك مف ّكركف آخركف‪.‬‬
‫الداللة مل يكن حكرا على اللغويْب بل شاركهم يف ّ‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬كشاؼ اصطالحات الفنوف‪ ،‬العالمة زلمد بن علي التهانوم‪ ،‬ربقيق‪ :‬رفيق العجم‬
‫كآخركف‪ ،‬دار العلم‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1991 ،1‬ـ‪.787/1 ،‬‬
‫‪ 2‬ش رح الكوكب ادلنّب‪ ،‬تقي الدين أبو البقاء زلمد بن أضبد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي ادلعركؼ‬
‫بابن النجار‪ ،‬ربقيق ‪ :‬زلمد الزحيلي ك نزيو ضباد‪ ،‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1418‬ىػ‪1997/‬مػ‪.125/1 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫شرح تنقيح الفصوؿ يف اختصار احملصوؿ يف األصوؿ‪ ،‬لإلماـ شهاب الدين أيب العباس أضبد بن‬
‫إدريس الصنهاجي القرايف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪1424 ،‬ق‪2004/‬ـ‪.22/1 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المحور الثاني ‪ :‬تقسيم المدارس األصولية‬
‫صنف علماء األصوؿ بعد عهد أئمة ادلذىب كتبا شلتازة يف أصوؿ الفقو كيف طريقة‬
‫حبثو إىل طريقتْب أك باذباىْب دلدرستْب يف التأليف كمها مدرسة ادلتكلمْب أك الشافعية‪ ،‬ك‬
‫مدرسة الفقهاء أك احلنفية‪ ،‬كزلور اخلالؼ بْب الطريقتْب أك ادلدرستْب ىو كيفية تقرير أك‬
‫إبداع النظرية أك القاعدة ىل تكوف سابقة على الفركع ك التطبيقات أك أف الفركع ك‬
‫ادلسائل ىي األصل‪ ،‬كأما النظرية فهي التابعة‪.1‬‬
‫فهذا يعِب أف بوجود ىاتْب ادلدرستْب عرفت كثّب من ادلباحث األصولية االختالؼ‬
‫يف بعض مطالبها على حسب توجيهات كقواعد كل مدرسة ككفق ادلنهج الذم تتّجو كل‬
‫مدرسة أيضا‪ ،‬ككذلك كجو اختالؼ جذكرم يف مبحث الداللة بْب ادلتكلمْب‬
‫كاألحناؼ‪ ،‬ىذا اختالؼ الذم أثاره الفقو اإلسالمي كعلم األصوؿ يف استثمار كل‬
‫طاقات النص الواحد‪.‬‬
‫فما الذم سار عليو ادلصنفوف يف التأليف يف ميداف علم األصوؿ؟!‪.‬‬
‫أكالن ‪ :‬مدرسة المتكلمين أو الطريقة الشافعية ‪ّ :‬قرر أصحاب ىذه ادلدرسة قواعد‬
‫األصوؿ امأخوذة من األدلة النصية النقلية كاللغوية كالكالسيكية كالعقلية كحقوقها من‬
‫غّب نظر إىل الفركع الفقهية‪ ،‬ألف األصوؿ أمسى كأسبق من الفركع‪ ،‬كىذا اذباه منطقي‬
‫تعصب‬
‫اجملردة من غّب ّ‬
‫كمنهج أسلم من تقرير القواعد األصولية ادلستفادة من األدلة ّ‬
‫معْب‪.‬‬
‫دلذىب أك استنباط ّ‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬رللة البحوث الفقهية ادلعاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة ‪ ،1‬ص‪ ،154 – 139 :‬ك أصوؿ الفقو‬
‫كمدارس البحث فيو‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬كىبة بن مصطفى الزحيلي‪ ،‬دار ادلكتيب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1420‬ق‪2000/‬ـ‪ ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫كلتكوف ميزانا لضبط االستنباط‪ ،‬كمعيار السالمة الستدالؿ كأساس لالجتهاد احلر‬
‫الطليق دكف أف يكوف للفركع الفقهية حاكمية ‪ ،‬أك توجيو للنظر أك تقييد ال خركج عنو‪،‬‬
‫ك حينئذ تكوف األصوؿ ىي احلاكمة على الفركع‪ ،‬كقد التزـ أصحاب ىذه ادلدرسة هبذا‬
‫يتعرضوا للفركع الفقهية إال على سبيل التمثيل كالتوضيح‪.1‬‬
‫ادلنهج فلم ّ‬
‫كإماـ ىذه ادلدرسة ىو اإلماـ الشافعي رضبو اهلل الذم كضع أصولو قبل فقهو‪،‬‬
‫فسميت ادلدرسة بامسو أك نسبت إليو ‪ ،‬كما مسيت بطريقة ادلتكلمْب ألف أكثر علماء‬
‫اجملرد كمراكبتها‬
‫الكالـ كتبوا فيها كاعتمدىا أكثر ادلصنفْب المتيازىا بادلنهج العقلي ّ‬
‫لنظريات الكالميْب دكف تأثر بالتقليد‪ ،‬كلكن اعتماد على نزاىة البحث كحرية التحقيق‪.2‬‬
‫كقد كثر أنصار ىذه ادلدرسة حٌب مشلت صبيع مذاىب أىل السنة غّب احلنفية‬
‫كبعض ادلذاىب األخرل‪.‬‬
‫فقد ألفت كتب أصولية كثّبة على ىذه الطريقة الٍب يرجع الفضل يف إبرازىا القاضي‬
‫أبٓب بكر الباقالين من خالؿ آرائو ادلنقولة يف الكتب‪ ،‬كمن أشهر كتب ىذه ادلدرسة أك‬
‫الطريقة ‪ :‬كتاب العمدة للقاضي عبد اجلبار اذلمذاين ادلعتزيل ‪415‬ق‪ ،‬كادلعتمد أليب‬
‫احلسن البصرم ادلعتزيل ‪463‬ق‪ ،‬ك الربىاف إلماـ احلرمْب عبد اهلل بن عبد ادللك اجلويِب‬
‫النيسابورم ‪478‬ق‪.3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مدرسة الفقهاء أو الطريقة الحنفية ‪:‬‬
‫سارت ىذه ادلدرسة على ادلنهج ادلغاير دلنهج ادلتكلمْب‪ ،‬فإهنم مل يضعوا األصوؿ‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬مدارس البحث فيو‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬كىبة بن مصطفى الزحيلي‪ ،‬ادلرجع السابق‪.21 ،‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو كالصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬مدارس البحث فيو‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬كىبة بن مصطفى الزحيلي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫من غّب تأثّب بالفركع‪ ،‬كإمنا اذبهوا إىل استنباط القواعد األصولية يف ضوء الفركع الفقهية‬
‫الٍب قررىا أئمتهم‪ ،‬كجعلوا القاعدة األصولية منسجمة مع الفرع الفقهي‪.‬‬
‫غالب ىذه الطريقة من متأخرم احلنفية الٍب اشتهر بالتعصب دلذىبو للدفاع عنو‪،‬‬
‫كالشهادة بسالمة فركعو‪ ،‬كإثبات أف لو أصوال مسبقة‪.1‬‬
‫كقد مسيت ىذه الطريقة بطريقة احلنفية كنسبت إليهم‪ ،‬كما مسيت بطريقة الفقهاء‬
‫لشدة تعلّقها بالفرع الفقهي ك إخضاع األصل أك القاعدة لو‪.‬‬
‫قاؿ ابن خلدكف يف مقدمتو ‪ :‬إف كتاب فقهاء احلنفية أمس بالفقو‪ ،‬كأليق بالفركع‬
‫لكثرة األمثلة فيها‪.2‬‬
‫ظهرت كتب أصولية رائعة على ىذه الطريقة الٍب يع ّد الرائد ذلا اإلماـ أبو منصور‬
‫ادلاتريدم ‪333‬ق‪ ،‬يف كتابو (مآخذ الشرائع) كأمهها أصوؿ اجلصاص أليب بكر أضبد بن‬
‫علي الرازم ‪373‬ق‪ ،‬ك (تقوًن األدلة) أليب زيد الدبوسي ‪433‬ق‪ ،‬كعلى أم حاؿ‪ ،‬فإف‬
‫ادلرجوة كىي استنباط احلكم الشرعي للفركع الفقهية الٍب‬
‫تؤدياف الغاية ّ‬
‫كلتا الطريقتْب ّ‬
‫تندرج ربت القاعدة سواء ّقررت أكال قبل احلادثة أك ثانيا بعدىا أك بالعكس‪ ،‬كما أف‬
‫النتيجة كاحدة كىي ربقيق النماء كخصوبة الفقو اإلسالمي الذم ال يَبؾ كاقعة من أفعاؿ‬
‫الناس إال كيكوف ذلا فيو حكم ما‪.3‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو‪ ،‬كالصفحة ‪.24 :‬‬


‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو‪ ،‬كالصفحة ‪.25 :‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو‪ ،‬كالصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪13‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المحور الثالث ‪ :‬منهج المتكلمين في تقسيم الدالالت ‪:‬‬
‫إف منهج ادلتكلمْب كاألحناؼ يف تقسيم الداللة ليس إال تسميات دلسمات كاحدة‬
‫ال زبتلف بْب األصوليْب سول التسمية أك حدكد ذلا‪ ،‬فإف االختالؼ راجع إىل أسس‬
‫ادلدرستْب كقواعدمها العملية حيث إف مدرسة ادلتكلمْب كجهت اىتماماهتا إىل ربقيق‬
‫القواعد األصولية ربقيقا منطقيا‪ ،‬كيظهر أثر ذلك جليا يف تصدير كتب ادلتكلمْب‬
‫بادلقدمات ادلنطقية مث اللغوية كقد جرت عادة تقسيم الداللة بْب ادلدرستْب باعتبارات‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقسيم داللة اللفظ إىل كضعية كعقلية‬
‫‪ -2‬تقسيم اللفظ باعتبار ظهور داللتو على ادلعُب‬
‫‪ -3‬تقسيم اللفظ باعتبار اخلفاء‪.‬‬
‫كلكن ما يهم الباحث ىو القسم األكؿ " تقسيم داللة اللفظ إىل كضعية كعقلية"‬
‫كقسموا الوضعية إىل لفظية كغّب لفظية‪ ،‬كاللفظية‬
‫قسموا داللة اللفظ إىل كضعية كعقلية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الٍب مطابقة باعتبار إضافتها إىل سباـ ما ُكضع لو اللفظ‪ ،‬كتضامنية باعتبار إضافتها إىل‬
‫جزء ما ُكضع لو اللفظ‪ ،‬كالتزامية باعتبار إضافتها إىل الزـ ادلعُب ادلوضوع لو اللفظ‪،‬‬
‫كالذىنية ينتقل من اللفظ إىل سباـ ما ُكضع لو كجزئو مث ينتقل من ذلك إىل الزمة لزكمها‬
‫ذىنيا ال انفكاؾ لو كىو الالزـ بادلعُب األخص‪ ،1‬فهذا يف اصطالح ادلتكلمْب‪.‬‬
‫أما األصوليوف فالداللة الوضعية عندىم ما للوضع فيها دخل يف االنتقاؿ من شيء‬
‫إىل غّبه كلو يف اجلملة‪ ،‬فتحقق الداللة الوضعية عندىم يف اجملاز‪ ،‬ألف للوضع دخال يف‬

‫‪1‬‬
‫انظر ‪ :‬أصوؿ الفقو‪ ،‬الشيخ زلمد اخلضرم‪ ،‬ادلفتش بوزارة ادلعارؼ كمدارس التاريخ اإلسالمي‬
‫باجلامعة ادلصرية‪ ،‬ط‪1969 ،6‬ـ‪1389/‬ق‪ ،‬ص ‪.118 :‬‬

‫‪13‬‬
‫‪11‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫فهم ادلعُب اجملاز‪ ،‬إذ لواله مل يتصور‪ ،‬كيتحقق الزضعية يف التزامة كاللزكـ فيها ادلعُب األعم‬
‫كىم ما حيكم بو من اللزكـ بْب شيئْب كلما تع ّقال‪.1‬‬

‫البيان ‪ :‬ادلناطقة ّ‬
‫قسموا داللة اللفظ على األحكاـ إىل كضعية كعقلية ‪:‬‬
‫فػالعقلية ‪ :‬كداللة الفعل على الفاعل‪.‬‬
‫كالوضعية ‪ :‬كداللة غركب الشمس على دخوؿ صالة ادلغرب‪.‬‬
‫قسموا الوضعية إىل اللفظية ك غرب اللفظية‪ ،‬فاللفظية ىي الٍب تنقسم بدكرىا‬‫مث ّ‬
‫عندىم إىل ثالثة أقساـ ‪:‬‬
‫‪ -1‬داللة ادلطابقة‬
‫‪ -2‬داللة التضامن‬
‫‪ -3‬داللة االلتزاـ‬
‫داللة المطابقة ‪ :‬ىي داللة اللفظ على سباـ مسماه‪ ،‬كداللة حياة اإلنساف على‬
‫كجوب كفاتو‪.‬‬
‫داللة التضامن ‪ :‬ىي داللة اللفظ على جزء معناه‪ ،‬كداللة ضعف ادلرأة على‬
‫احلمل‪.‬‬
‫داللة االلتزام ‪ :‬ىي داللة اللفظ على الزـ معناه‪ ،‬كداللة األسد على الشجاعة‪.‬‬
‫فاألصوليوف ‪ :‬يرل ادلتتابع دلا كتبو علماء األصوؿ من احلنفية كالدبوسي‪ ،‬كالبزدكم‪،‬‬
‫يقسموف طرؽ داللة األلفاظ على‬
‫كالسرخسي‪ ،‬كمن جاء بعدىم كسلك هنجهم أهنم ّ‬
‫األحكاـ إىل أربعة أقساـ‪ ،‬ىي‪: 2‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬كالصفحة نفسها‪.‬‬


‫‪ 2‬انظر ‪ :‬تفسّب النصوص يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬زلمد أديب صاحل‪ ،‬ط‪1413 ،4‬ق‪1993/‬ـ‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫داللة العبارة‬ ‫‪-1‬‬
‫داللة اإلشارة‬ ‫‪-2‬‬
‫داللة النص‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬داللة االقتضاء‬
‫فداللة العبارة ‪ :‬تسمى عبارة النص‪ ،‬كىي داللة اللفظ على ادلعُب مقصودا أصليا أك‬
‫غّب أصلي‪ ،‬كذلك أف اللفظ قد يساؽ للداللة على معُب يسمى مقصودا أصليا‪ ،1‬مثالو‬
‫ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱠ النساء‪ ،٣ :‬فيفهم من‬ ‫ﭧﭐﭨ ﭐﭐﭐﱡﭐ ﱺ‬

‫ىذه اآلية عن طريق عبارة النص قصر العدد على األربعة‪ ،‬كيسمى ادلنطوؽ الصريح عند‬
‫ادلتكلمْب‪.‬‬
‫داللة اإلشارة ‪ :‬تسمى إشارة النص‪ ،‬كىي داللة على ما مل يقصد لو اللفظ أصال‪،2‬‬
‫مثالو ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﱠ احلشر‪ ،٦ :‬فاآلية تشّب‬
‫إىل زكاؿ ملك ادلهاجرين عما زبلّوا عنو يف ديارىم لذلك متّ كصفهم بالفقراء‪ ،‬كىذا عن‬
‫طريق إشارة النص كيسمى ادلنطوؽ غّب الصريح عند ادلتكلمْب‪.‬‬

‫داللة النص ‪ :‬ىي داللة على ثبوت حكم ما ذُكر دلا سكت عنو لفهم ادلناط ّ‬
‫دبجرد‬
‫‪3‬‬
‫فهم اللغة‪ ،‬كذلك ما يسمى يف اصطالح آخر بالقياس اجللي ‪ ،‬مثالو ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲗﲘ‬
‫ّ‬
‫ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﱠ اإلسراء‪ ،٣٢ :‬فإف عبارتو النهي عن التأفّف كمناط ىذا النهي‬

‫(ج‪ ،1 :‬ص‪.)466 :‬‬


‫‪ 1‬انظر ‪ :‬أصوؿ الفقو‪ ،‬الشيخ زلمد بك اخلضرم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119 :‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬أصوؿ الفقو‪ ،‬الشيخ زلمد بك اخلضرم‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.120 :‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو‪ ،‬ص‪.121 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫دبجرد فهم اللغة كىو األذل فيدؿ على النهي عن الضرب‪ ،‬كادلسكوت عنو أكىل‬ ‫يفهم ّ‬
‫من ادلذكور كىو التأفّف‪ ،1‬يقابل مفهوـ ادلوافقة عند ادلتكلمْب‪.‬‬
‫داللة اقتضاء النص ‪ :‬ىي داللة اللفظ على مسكوت عنو يتوقّف صدؽ الكالـ‬
‫عليو‪ ،2‬مثالو ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱠ البقرة‪ ،٤٦١ :‬ذلك ففي اآلية‬
‫حذؼ ال بد من تقديره ألف صحة الكالـ تتوقف عليو‪ ،‬كىو "فأفطر"‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادلرجع نفسو‪ ،‬كالصفحة نفسها‪.‬‬


‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو‪ ،‬كالصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المحور الرابع ‪ :‬التعريف بالسورة ‪:‬‬
‫فهذه السورة مدنية تناكلت كثّبة من األحكاـ الشرعية كادلقومات البشرية بشكل‬
‫خاص‪ ،‬كاجملتمع الذم يعيش فيو اإلنساف بشكل عاـ‪ ،‬فهي توحي لنا بآداهبا كأحكامها‬
‫أف اجملتمع اإلسالمي يلزـ أف يوصف بنظاـ كسبيّزات ال يتمتع هبا غّبه‪ ،‬فهي تنظّم‬
‫العالقات األسرية‪ ،‬كعالقة الناس بعضهم مع بعض‪ ،‬كعالقتهم مع رهبم‪ ،‬كما ربافظ‬
‫أيضا على أعراض الناس‪ ،‬كنفوسهم‪ ،‬كهتتم بالقضايا العامة كاخلاصة‪ ،‬الٍب يلزـ أف يريب‬
‫عليها ادلسلموف أفرادا أك صباعات‪ ،‬حٌب يتمتع أعضاء اجملتمع هبدكء الباؿ‪ ،‬كسالمة‬
‫كتبْب احلدكد كالقوانْب الصارمة‪ ،‬الٍب جيب ذبنّبها‪ ،‬كما تؤّكد أف رسوؿ اهلل‬
‫النفس كادلاؿ‪ّ ،‬‬
‫صلى اهلل أرسلو اهلل إىل الناس يف نفس الوقت الذم أمره بإقامة دكلة إسالمية لرئاستها‬
‫كتنظيم العالقات فيها‪ ،‬كالقضاء بْب الناس يف إقامة احلدكد‪ ،‬كالكالـ يف تعريف ىذه‬
‫السورة يشتمل على تعريفو بإجياز كبياف موضوعاهتا‪.‬‬

‫تعريف موجز بالسورة ومعظم ما اشتملت عليه ‪:‬‬


‫فهذا التعريف يتضمن اسم السورة كعدد آياهتا‪ ،‬كفضل السور‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اسم السورة ‪ :‬مسيت بسورة النور لتنويرىا طرؽ احلياة االجتماعية للناس عن طريق‬
‫بياف اآلداب كالفضائل‪ ،‬كتشريع األحكاـ كالقواعد‪ ،‬كلتضمنها اآليات ادلشرفة كىي‬
‫النور‪ ،٢٣ :‬أم منورىا فنوره أضاءت السموات‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﱠ‬

‫كاألرض‪ ،‬كبنوره اىتدل احليارل كالضالوف إىل طريقهم‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر ‪ :‬التفسّب ادلنّب يف العقيدة كالشريعة كادلنهج‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬كىبة الزحيلي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫ط‪1991 ،1‬ـ‪( ،‬ج‪ ،17 :‬ص‪.)24:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ثانيا ‪ :‬عدد آيات السورة ‪ :‬قاؿ صاحب البصائر ‪ :‬السورة ادلدنية باتفاؽ‪ ،‬عدد‬
‫آياهتا أربع كستوف يف العراقي كالشامي‪ ،‬كاثناف يف احلجازم‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬فضل السورة ‪ :‬يف ىذه السورة أُنس كشعور بالطمأنينة‪ ،‬ألف ادلؤمن يرتاح‬
‫كيشمئز من الفحش كسوء الظن كاالهتاـ‪ ،‬عن ادلسور بن سلزمة أنو مسع‬
‫ّ‬ ‫للعفة‪ ،‬كالطهر‪،‬‬
‫عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنو "تعلموا سورة البقرة ‪ ،‬كسورة النساء ‪ ،‬كسورة ادلائدة ‪،‬‬
‫كسورة احلج‪ ،‬كسورة النور‪ ،‬فإف فيهن الفرائض"‪.2‬‬
‫موضوعات السورة‬
‫‪ .1‬بياف فرائض سلتلفة‬
‫‪ .2‬آداب حد الزاىن كالزانية‬
‫‪ .3‬النهي عن قذؼ احملصنات‬
‫‪ .4‬حكم القذؼ‬
‫‪ .5‬اللعاف‬
‫‪ .6‬قصة إفك الص ّديقة‬
‫‪ .7‬شكاية ادلنافقْب‬
‫‪ .8‬حكاية حاؿ ادلخلصْب يف حفظ اللساف‬
‫‪ .9‬خوضهم فيو‬
‫‪ .13‬بياف عظمة عقبة البهتاف‬
‫‪ .11‬ذـ إشاعة الفاحشة‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬يف رحاب التفسّب‪ ،‬عبد احلميد كشك‪( ،‬ج‪ ،18 :‬ص‪.)2881 :‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬التفسّب ادلنّب‪ ،‬الزحيلي‪ ،‬ادلرجع السابق‪( ،‬ج‪ ،18:‬ص‪.)119:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪16‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫‪ .12‬النهي عن متابعة الشيطاف‬
‫‪ .13‬ادلنة بتزكية األحواؿ على أىل اإلدياف‬
‫الص ّديق‬
‫‪ .14‬الشفاعة دلسطح إىل ّ‬
‫‪ .15‬يف ابتداء الفضل كاإلحساف‬
‫‪ .16‬مدح عائشة بأهنا حصاف ّرزاف‬
‫‪ .17‬بياف أف الطيبات للطيّبْب‬
‫‪ .18‬لعن اخلائضْب يف حديث اإلفك‬
‫‪ .19‬النهي عن دخوؿ البيت بغّب إذف كإيذاف‬
‫‪ .23‬األمر حبفظ الفركج‬
‫‪ .21‬غض األبصار‬
‫‪ .22‬األمر بالتوبة جلميع أىل اإلدياف‬
‫‪ .23‬بياف النكاح كشرائطو‬
‫‪ .24‬كراىة اإلكراه على الزىن‬
‫‪ .25‬تشبيو ادلعرفة بالسراج كالقنديل‬
‫‪ .26‬شجرة الزيتوف‬
‫‪ .27‬سبثيل أعماؿ الكفار كأحواذلم‬
‫‪ .28‬ذكر الطيور كتسبيحهم كأكرادىم‬
‫‪ .29‬إظهار عجائب صنع اهلل يف إرساؿ ادلطر‬
‫‪ .33‬تفصيل أصناؼ احليواف‬
‫‪ .31‬االنقياد ألمر اهلل تعاىل بالتواضع كاإلذعاف‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫‪ .32‬خالفة الصديق كصالتو األخواف‬
‫‪ .33‬بياف استئذاف الصبياف كالعبداف كرفع احلرج عن العمياف كالزمِب كالعرجاف‬
‫‪ .34‬األمر حبرمة سيد اإلنس كاجلاف‪ ،‬كهتديد ادلنافق‪ ،‬كربذيرىم من العصياف‪.‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ‬ ‫‪ .35‬ختم السورة بأف هلل ادللك كادللكوت بقولو‬
‫ﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ‬
‫‪1‬‬
‫ﱠ النور‪.٤١ :‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬يف رحاب التفسّب‪ ،‬عبد احلميد كشك‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ج‪ ،18 :‬ص‪.)2882/2881 :‬‬

‫‪17‬‬
‫‪18‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإليماء والتنبيه عند األصوليين‪ ،‬وتحته ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف اإليماء والتنبيه والفرق بينه وبين النص الصريح‪،‬‬
‫والظاهر إلى العلة‪.‬‬
‫تعريف اإليماء‬
‫جاء يف ادلعجم الوسيط ‪ :‬إدياء ‪ :‬ثالثيو من ( كمأ ) إليو ( ديأ ) كمئا أشار فهو كامئ‬
‫كىي كامئة‪ ( ،‬أكمأ ) إليو أشار‪.‬‬
‫كيف لساف العرب ‪ ( :‬كمأ ) كمأ إليو ديأ كمأ أشار مثل أكمأ أنشد القناين‬
‫فقلت السالـ فاتقت من أمّبىا ‪ ...‬فما كاف إال كمؤىا باحلواجب‬
‫كأكمأ كومأ كال تقل أكميت الليث اإلدياء أف تومئ برأسك أك بيدؾ كما يومئ‬
‫‪1‬‬
‫ادلريض برأسو للركوع كالسجود‪...‬‬
‫( كمأ ) الواك كادليم كاذلمزة ‪ :‬كلمة كاحدة‪ ،‬يقاؿ ‪ :‬كمأت إليو كمئان ‪ ،‬كأكمأت إدياء‬
‫أكمئ ‪ ،‬إذا أشرت‪ ،‬كإذا تركت اذلمزة فالوامية ‪ ،‬كىي الداىية‪.2‬‬
‫فمن ىذه التعريفات ادلعجمية يفهم أف اإلدياء كلمة تثبت إدراؾ الشيء عن طريق‬
‫اإلشارة‪ ،‬كذلك إما بواسطة عضو من األعضاء‪ ،‬مثل الرأس أك غّبىا‪.‬‬
‫أما عند األصوليْب ‪:‬‬

‫‪ 1‬لساف العرب‪ ،‬زلمد بن مكرـ بن منظور األفريقي ادلصرم‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1427‬ق‪( ،2006/‬مادة ‪ :‬كمأ) (ج‪ ،15 :‬ص‪.)415 :‬‬
‫‪ 2‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أيب احلسْب أضبد بن فارس بن زكريا‪ ،‬ربقيق عبد السالـ زلمد ىاركف‪ ،‬دار‬
‫اجليل‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪1420 ،‬ىػ‪1999/‬ـ‪.145/6 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫‪23‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫فاإلدياء لغة ‪ :‬دبعُب اإلشارة‪ ،‬مأخوذة من "كمأ إليو ديأ كمئا" كيأيت دبعُب اإلشارة‬
‫بالرأس أك باليد‪.‬‬
‫كبعضهم يطلق على ذلك "اإلدياء كالتنبيو" كمها لفظاف متقارباف يف ادلعُب لغة‪.1‬‬
‫اإلدياء اصطالحا ‪ :‬اقَباف كصف حلكم لو مل يكن ىو أك نظّبه للتعليل لكاف بعيدا‪،‬‬
‫فيحمل على التعليل دفعا لالستبعاد‪. 2‬‬
‫أك أف يكوف الزما من مدلوؿ اللفظ كضعا ال ف يكوف اللفظ داال بوضعو على‬
‫التعليل‪.3‬‬
‫أك ىي داللة اللفظ على الزـ مقصود ادلتكلم ال يتوقف عليو صدؽ الكالـ كال‬
‫صحتو عقال أك شرعا يف حْب أف احلكم ادلقَبف لو مل يكن للتعليل لكاف اقَبانو بو غّب‬
‫مقبوؿ كال مستساغ‪.4‬‬
‫كهبذا يظهر أف اإلدياء عند األصوليْب باإلجياز‪ ،‬أف يفهم ادلستنبط من األدلة العلة كذلك‬
‫باقَباف احلكم بالوصف‪ ،‬حبيث يَبتب على ذلك إذا مل يقَبف عدـ الفائدة كاالستبعاد‪،‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ‬ ‫فمثال ما جاء يف قولو‬

‫‪1‬‬
‫انظر ‪ :‬ادله ّذب يف علم أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬ربرير دبسائلو كدراستها دراسة نظرية تطبيقية‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬‬
‫عبد الكرًن بن علي بن زلمد‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪1999 ،1‬ـ‪1420/‬ق‪،‬‬
‫ص‪.2037:‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادلهذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن بن علي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.2037 :‬‬
‫‪3‬‬
‫انظر‪ :‬اإلحكاـ يف أصوؿ األحكاـ‪ ،‬علي بن زلمد أبو احلسن اآلمدم‪ ،‬ربقيق ‪ :‬د‪ .‬سيد‬
‫اجلميلي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪1404 ،‬ق‪( ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.)319:‬‬
‫‪4‬‬
‫انظر ‪ :‬تفسّب النصوص يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬زلمد أديب صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪.)601‬‬

‫‪23‬‬
‫‪21‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ﲻ ﲼ ﱠ آؿ عمراف‪ ،٤٣ :‬عندما ينظر ادلستنبط إىل ىذه اآلية يرل أف اهلل رتّب‬
‫اجلنة على التقول ‪ ،‬فيفهم أف اآلية تومئ إىل أ ّف العلة ىي التقول‪ ،‬كحيصل لو الفهم عن‬
‫طريق الَبتيب كليس معُب اللفظ‪.‬‬
‫الفرق بين اإليماء وبين النص الصريح والظاهر على العلة‬
‫إف الفرؽ بْب النص كالظاىر خيتلف باعتبار مذاىب الصوليْب كصورة اخلالؼ‬
‫كالتايل ‪:‬‬
‫‪ -‬مذهب األحناف ‪ :‬الظاىر عندىم ىو اللفظ الذم يدؿ على معناه بصيغة من‬
‫غّب توقف على قرينة خارجية مع احتماؿ التخصيص كالتأكيل كقبوؿ النسخ‪،‬‬
‫البقرة‪ ،٣٥٣ :‬عندىم ما‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱠ‬ ‫فمثاؿ ذلك‬
‫جاء يف قولو فاآلية ظاىرة الداللة يف حل البيع من غّب احتياج لقرائن خارجية‪،‬‬
‫كل من "البيع كالربا" لفظ عاـ حيتمل التخصيص‪. 1‬‬
‫فعلة جعل ىذه اآلية ظاىرة الداللة عندىم‪ ،‬ألف اآلية ليس لبياف حكم البيع كال‬
‫الربا‪ ،‬كإمنا تنفي ادلماثلة بينهما‪ ،‬فتكوف اآلية بذلك نص يف نفي ادلماثلة‪ ،‬كظاىر يف حل‬
‫البيع‪ ،‬كحرمة الربا‪.‬‬
‫يتمهد القوؿ يف معُب النص عندىم ‪ ،‬فالنص ‪ :‬ىو الذم يدؿ على احلكم‬
‫كهبذا ّ‬
‫الذم سبق ألجلو الكالـ داللة كاضحة ربتمل التخصيص كالتأكيل احتماال أضعف من‬

‫‪1‬‬
‫كيب‬ ‫انَبنيت‬ ‫الفقو‪،‬‬ ‫أصوؿ‬ ‫منتدل‬ ‫انظر ‪ :‬ملتقى أىل احلديث‪،‬‬
‫‪www.ahlalhadeeth.com.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ﭧﭐﭨﭐ ﭐﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ‬ ‫احتماؿ الظاىر مع قبوؿ النسخ يف عهد الرسالة‪،1‬‬
‫ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﱠ النساء‪.٣ :‬‬
‫كىذه اآلية مص يف العدد احلالؿ من النساء ‪ ،‬كظاىر يف حل النكاح‪.‬‬
‫فعماد التفرقة عند األحناؼ‪ ،‬أف النص ىو ما سبق الدليل ألجل بيانو ‪ ،‬كالظاىر‬
‫ىو ما استفيد عرضا ‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة الشافعية ‪:‬‬
‫يعرب بأحدمها من اآلخر‬
‫أما الشافعي فلم ير التفريق بْب النص كالظاىر‪ ،‬كإمنا كاف ّ‬
‫من غّب تعريف‪ ،‬ككذلك القاضي كىو الصحيح يف كضع الفقو ‪ ،‬فإف النص معناه‬
‫الظهور‪ ،‬قاؿ إماـ احلرمْب يف الربىاف ‪ :‬أما الشافعي فإنو يسمى الظواىر نصوصا يف‬
‫رلارم كالمو ‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة األصوليين بعد الشافعي ‪ :‬ذلم مذىباف ‪:‬‬
‫(‪ )1‬تعريف النص بأنو ما ال يقبل االحتماؿ بأم من الوجوه‪.‬‬
‫(‪ )2‬تعريفو بأنو ما ال يقبل االحتماؿ العارم عن الدليل كلكن االحتماؿ‬
‫ادلصحوب بالدليل يقبلو‪.‬‬
‫فقد اختار اإلماـ الغزايل األكؿ‪ ،‬كتابعو عليو صباىّب ادلتكلمْب‪ ،‬فالنص عندىم ما ال‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﳝ ﳞ ﳟﱠ‬ ‫حيتمل ّإال معُب كاحدا ‪ ،‬كبالتايل ال يقبل التأكيل ‪ ،‬مثاؿ قولو‬
‫البقرة‪ ،٤٧٤ :‬كقولو ﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱠ اإلخالص‪.٤ :‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪23‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫تعريفهم للظاهر ‪ :‬ىو اللفظ الذم يدؿ على معناه داللة ظنية أم راجحة‪ ،‬حيتمل‬
‫البقرة‪ ،٣٦٣ :‬فهو‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲶ ﲷ ﲸﱠ‬ ‫غّبه احتماال مرجوحا ‪ ،‬مثالو قولو‬
‫ظاىر يف كجوب اإلشهاد ‪ ،‬كلكنو حيتمل الندب‪.1‬‬
‫أما اإلدياء إىل العلة ‪ :‬فهو أف اللفظ فيو ال يكوف موضوعا للتعليل ‪ ،‬كإمنا يفهم‬
‫التعليل منو من السياؽ أك القرائن اللفظية األخرل‪.2‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬انظر ‪ :‬ملتقى أىل احلديث‪ ،‬منتدل أصوؿ الفقو‪ ،‬انَبنيت كيب‬
‫‪.www.ahlalhadeeth.com‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادلهذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2036 :‬‬

‫‪23‬‬
‫‪24‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع اإليماء والتنبيه عند األصوليين‬
‫إف علماء األصوؿ يتح ّدثوف عن ىذه الداللة يف باب القياس ضمن ادلسائل التعليل‬
‫كأنواعها كما يلي ‪:‬‬
‫النوع األول ‪ :‬أف يذكر الوصف مث يذكر احلكم بعده كىو مقَبف بالفاء‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬ترتيب احلكم على الوصف بصيغة اجلزاء كالشرط‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬أإف يذكر الشارع حكما بعد سؤاؿ رسائل مباشرة‬
‫النوع الرابع ‪ :‬أف يذكر الشارع مع احلكم كصفان لو مل يكن احلكم معلّال بو دلا كػاف‬
‫لذكره فائدة‪.‬‬
‫النوع الخامس ‪ :‬أف يفرؽ الشػارع بػْب أمػرين يف احلكػم بػذكر صػفة تشػعر بأهنػا ىػي‬
‫علة التفرقة يف احلكم‪.‬‬
‫النوع السادس ‪ :‬أف يأيت أمر الشػارع أك هنيػو عػن شػيء مػا‪ ،‬مث يػذكر يف أثنائػو شػيئا‬
‫آخر لو مل يقدر كونو علة مث يكن لو تعلق بأكؿ الكالـ كباآلخر‪.‬‬
‫النوووع السووابع ‪ :‬أف يػػذكر الشػػارع مػػع احلكػػم كصػػفا مناسػػبا ألف يكػػوف علػػة لػػذلك‬
‫احلكم ‪.‬‬
‫النوع الثامن ‪ :‬تعليل عدـ احلكم بوجود ادلانع‬
‫الن وووع التاسوووع ‪ :‬إنك ػػاره س ػػبحانو كتع ػػاىل م ػػن زع ػػم أن ػػو مل خيل ػػق اخلل ػػق لفائ ػػدة كال‬
‫حكمة‪.‬‬
‫كيفرؽ بْب ادلتماثلْب‪.‬‬ ‫النوع العاشر ‪ :‬إنكاره سبحانو كتعاىل أف ّ‬
‫يسوم بْب سلتلفْب ّ‬

‫‪24‬‬
‫‪25‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫بيانها ‪:‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ‬ ‫النوع األول ‪ :‬كمن أمثلة ذلك قولو‬
‫النور‪ ،٣ :‬كقولو‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱠ‬ ‫ادلائدة‪ ،٢٦ :‬كقولو‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﲚ ﱠ البقرة‪ ،٣٣٣ :‬كقولو صلى اهلل عليو كسلم‬
‫"من بدؿ دينو فاقتلوا" كقولو ‪" :‬من أحيا أرضا ميتة فهي لو" ففي األمثلة داللة على‬
‫الوصف ادلتقدـ – ىو السرقة كالزىن كاألذل كتبديل الدين كإحياء األرض – علة للحكم‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱄ ﱅ‬ ‫كىو كجوب القتل كاجللد كاالعتزاؿ كالقتل كسبليك األرض‪ ،1‬كمنو قولو‬
‫ﱆﱇ ﱈ ﱉ ﱠ ادلائدة‪ ،٤ :‬فتكوف الطهارة علة لصحة الصالة‪ .‬كىو على‬
‫كجهْب ‪:‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱏ‬ ‫أف تكوف الفاء دخلت على كالـ الشارع‪ ،‬مثل قولو‬ ‫‪-1‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱄﱅ ﱆﱇ‬ ‫ﱐﱑ ﱒﱠ ادلائدة‪ ،٢٦ :‬كقولو‬
‫ﱈﱉﱠ ادلائدة‪.٤ :‬‬
‫أف تدخل على ركاية الراكم‪ ،‬كقوؿ الراكل ‪" :‬سها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫‪-2‬‬
‫كسلم فسجد" ك حديث "زىن ماعز ُفرجم"‪.2‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬فإذا كردت أداة من أدكات الشرط ‪ ،‬فإف فعل الشرط يكوف كصفا‬
‫كعلة‪ ،‬كجواب الشرط يكوف ىو احلكم‪.3‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادلهذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2038 :‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬احملصوؿ يف علم األصوؿ‪ ،‬زلمد بن عمر بن احلسْب الرازم‪ ،‬ربقيق ‪ :‬طو جابر فياض‬
‫العلواين‪ ،‬جامعة اإلماـ زلمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1400 ، 1‬ق‪.144/5 ،‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬إرشاد الفحوؿ إىل ربقيق علم األصوؿ‪ ،‬زلمد بن علي بن زلمد الشوكاين‪ ،‬ربقيق زلمد‬

‫‪25‬‬
‫‪26‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫الطالؽ‪،١ :‬‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﱠ‬ ‫كمن أمثلتو ‪ :‬قولو‬
‫الطالؽ‪ ،٣ :‬كقولو‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ‬ ‫كقولو‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ‬ ‫آؿ عمراف‪ ،٤٠٤ :‬كقولو‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱠ‬

‫ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴﱠ‬

‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ‬ ‫النساء‪ ،٤٢ :‬كقولو‬


‫ﳂﳃﱠ النساء‪ ،٤١ :‬ففي ىذه األمثلة القرآنية أف كلها بدأت بأداة الشرط فيكوف‬
‫فعل الشرط علة‪ ،‬كجوابو حكم‪ ،‬كىو أف التقول علة تكفّب السيئات‪ ،‬كاالعتصاـ علة‬
‫للهداية ‪ ،‬كطاعة اهلل كرسولو علة لدخوؿ اجلنة‪ ،‬كما عصيانو سبحانو كتعاىل كرسولو‬
‫كتعدم حدكده علة لدخوؿ النار‪.‬‬
‫ككجو جعل ذلك من اإلدياء إىل العلة ‪ :‬أف اجلزاء كاجلواب يتعقب فعل الشرط ‪،‬‬
‫ينفك عنو ‪ ،‬كمعركؼ أف السبب يثبت احلكم عقيبو ‪ ،‬كيوجد بوجوده‪.1‬‬
‫كيالزمو كال ّ‬
‫تنبيو ‪ :‬إف بعض العلماء جعلوا ىذا النوع من النص الظاىر على العلة‪.2‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬كىو على نوعْب‬
‫األول ‪ :‬كقوؿ األعرايب كاقعت أىلي يف رمضاف‪ ،‬فقاؿ ‪" :‬أعتق رقبة!"‪ ،‬فإنو يدؿ‬
‫على أف الوقاع علة لإلعتاؽ‪ ،‬كالسؤاؿ مقدر يف اجلواب ‪ ،‬كأنو قاؿ إذا كقعت فك ّفر‪.‬‬

‫سعيد البدرم أبو مصعب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1412 ،1‬ق‪1992/‬ـ‪( ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪ ،)887‬ك ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2043 :‬‬
‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2044 :‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو كالصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪27‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫الثاني ‪ :‬كقولو ‪ :‬كقد سألتو اخلثعمية ‪ :‬إف أيب أدركتو الوفاة كعليو فريضة احلج‪،‬‬
‫أفينفعو ذلك إف حججت عنو ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬أرأيت لو كاف على أبيك دين فقضيتو أكاف‬
‫ينفعو؟‪ ،‬قالت ‪ :‬نعم!‪ ،‬فذكر نظّبه ‪ ،‬كىو دين اآلدمي‪،‬فنبّو على كونو على يف النفع‪،‬‬
‫كإال لزـ العبث‪.1‬‬
‫النوع الرابع ‪ :‬حاالت ىذا النوع ‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬أف يُسأَؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم عن حكم شيء ‪ ،‬فيَسأَؿ النيب‬
‫صلى اهلل عليو كسلم عن كصف لو‪ ،‬كبعد إخباره بالوصف يقوؿ حكمو فيو‪ ،‬فبذلك‬
‫يفيد أف ذلك الوصف الذم أخربكه بو علة لذلك احلكم الذم نطق بو فيو‪ ،2‬مثالو ‪ :‬أف‬
‫النيب صلى اهلل عليو كسلم سئل عن جواز بيع الرطب بالتمر ‪ ،‬فقاؿ النيب عليو الصالة‬
‫جف؟‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نعم‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ال إذنا"‪.3‬‬
‫كالسالـ ‪" :‬أينقص الرطب إذا ّ‬
‫جف‬
‫فبهذا يدؿ سؤالو عليو الصالة كالسالـ كضوح يف األمر لو أف الرطب عند ما ّ‬
‫ينقص مقداره على أف علة عدـ جواز بيعو النقصاف‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬أف يتوجو سؤاؿ النيب صلى اهلل عيو كسلم عن حكم كاقعة معينة‪،‬‬
‫فيذكر الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم حكم حادثة أخرل مشاهبة ذلا منبّها على كجو‬
‫الشبيو بذكر كصف مشَبؾ بينهما ‪ ،‬فيفيد أف ذلك الوصف علة لذلك احلكم‪.4‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬إرشاد الفحوؿ إىل ربقيق علم األصوؿ‪ ،‬الشوكاين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.888:‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2046 :‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو كالصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ 4‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق نفسو‪ ،‬ص‪.2047 :‬‬

‫‪27‬‬
‫‪28‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫مثالو ‪ :‬أف امرة من جهينة جاءت إىل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل إف أمي أدركتها الوفاة كعليها فريضة احلج‪ ،‬فهل جيزئ أف أحج عنها ‪ ،‬فقاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬أرأيت لو كاف على أمك دين فقضيتو أكاف جيزئ عنها؟ قالت‬
‫‪ :‬نعم‪ .‬قاؿ ‪" :‬فدين اهلل أحق أف يقضى"‪.1‬‬
‫فهنا أيضا صلد أف النيب صلى اهلل عليو كسلم عندما سألتها ادلرأة عن قضاء حج‬
‫ألمها ادلتوفاة الذم كاف ركن من أركاف اإلسالـ‪ ،‬فبذلك كاف من حق اهلل سبحانو‬
‫كتعاىل‪ ،‬ذكر نظّبىا حق اهلل كىو حق اآلدمي على التعليل بو‪ ،‬لكونو علة االنتفاع‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أف يذكر الشارع كصفا ظاىرا يف زلل احلكم ابتداء من غّب سؤاؿ ‪،‬‬
‫لو مل يكن ىذا الوصف مؤثرا يف احلكم لكاف ذكره عبثا‪.2‬‬
‫مثالو ‪ :‬أنو ركم عن النيب صلى اهلل عليو كسلم أنو قاؿ البن مسعود يوما بعدما‬
‫سلالة ‪" :‬شبرة طيبة كماء طهور"‪ 3‬فقد نبّو صلى اهلل عليو كسلم‬
‫توضأ دباء نبذت فيو شبرات ّ‬
‫ّ‬
‫على تعليل الطهورية ببقاء اسم ادلاء عليو‪.4‬‬
‫الحالة الرابعة ‪ :‬أف يذكر الشارع احلكم لدفع إشكاؿ يف زلل آخر‪ ،‬كيردفو بوصف‬
‫فحينئذ يغلب على الظن ‪ :‬إف ذلك الوصف علة لذلك احلكم‪. 5‬‬

‫‪ 1‬متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخارم يف رقم ‪ ،1953‬كمسلم يف رقم ‪.1148‬‬


‫‪ 2‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2047 :‬‬
‫‪ 3‬أخرجو ابن أيب شيبة يف ادلصنف يف األحاديث كاآلثار برقم ‪.300‬‬
‫‪ 4‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2047 :‬‬
‫‪ 5‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.2048 :‬‬

‫‪28‬‬
‫‪29‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫مثالو ‪ :‬أنو ركم عن النيب صلى اهلل عليو كسلم أنو امتنع من الدخوؿ على قوـ‬
‫عندىم كلب فقيل لو ‪ :‬إنك تدخل على بِب فالف كعندىم ىرة ‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو‬
‫كسلم ‪" :‬إهنا ليست بنجس إمنا ىو من الطوافْب عليكم كالطوافات"‪.1‬‬
‫النوع الخامس ‪ :‬بأف يذكر صفة نشعر بأهنا ىي علة التفرقة يف احلكم ما داـ قد‬
‫خصها بالذكر دكف غّبىا كىذا يكوف على حالتْب ‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬أف يكوف حكمها مذكورا يف خطاب كاحد‪ ،‬كتقع التفرقة فيما يلي‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ‬ ‫أ‪ .‬أف تقع التفرقة بلفظ االستدراؾ‪ ،‬كقولو‬
‫ادلائدة‪ ،٦٧ :‬فقد ّفرؽ بينهما يف أف تعقيد‬ ‫ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﱠ‬

‫اإلدياف ىي ادلؤثّرة يف ادلؤاخذة‪.‬‬


‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﱠ‬ ‫ب‪ .‬أف تقع التفرقة بلفظ االسثناء كقولو‬
‫البقرة‪ّ ،٣٢٥ :‬فرؽ بْب لزكـ النصف كعدمو يف ضمن االستثناء‪.‬‬
‫ج‪ .‬أف تقع التفرقة بلفظ الغاية كقولو ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲛ ﲜ ﲝﲞﱠ البقرة‪،٣٣٣ :‬‬
‫فقد ّفرؽ بْب الطهر كاحليض يف جواز القرباف من عدمو‪.‬‬
‫د‪ .‬أف تقع التفرقة باستئناؼ أحد الشيئْب بذكر صفة من صفاتو بعد ذكر اآلخر‬
‫كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬للراجل سهم‪ ،‬كللفارس ثالثة أسهم"‪ 2‬ككجو‬
‫التفرقة ىو ذكر كضعْب مها الراجلة كالفارسية‪.‬‬
‫ق‪ .‬أف تقع التفرقة بلفظ الشرط كاجلزاء‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :‬عن عبادة‬
‫بن الصامت قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم "الذىب بالذىب‬

‫‪ 1‬أخرجو أبو داكد يف سننو برقم ‪ ،75‬كالنسائي برقم ‪ ،68‬كاإلماـ أضبد يف مسنده برقم ‪.22636‬‬
‫‪ 2‬أخرجو ابن أيب شيبة يف ادلصنف يف األحاديث كاآلثار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬برقم ‪.33183‬‬

‫‪29‬‬
‫‪33‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫كالفضة بالفضة كالرب بالرب كالشعّب بالشعّب كالتمر بالتمر كادللح بادللح مثال دبثل‬
‫سواء بسواء يدا بيد فإذا اختلفت ىذه األصناؼ فبيعوا كيف شئتم إذا كاف يدا‬
‫‪1‬‬
‫بيد"‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬أف يكوف حكم أحد األمرين مذكورا يف ىذا اخلطاب‪ ،‬كما جاء‬
‫عن أيب ىريرة ‪ :‬عن النيب صلى اهلل عليو ك سلم قاؿ ‪" :‬القاتل ال يرث"‪ 2‬فإف ىذا مشعر‬
‫بأف علة حرمانو من اإلرث ىو القتل‪.3‬‬
‫النوع السادس ‪ :‬لو مل يق ّدر كونو علة لذلك احلكم ادلطلوب مل يكن لو تعلّق‬
‫ﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃ ﱄﱅﱆﱇ ﱈﱉ‬ ‫بالكالـ ال بأكلو كال بآخره‪ ،‬مثالو قولو‬
‫اجلمعة‪ ،٧ :‬فيفهم من ىذا علة النهي عن البيع ىي ‪:‬‬ ‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱠ‬

‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ‬ ‫كونو مانعا من السعي إىل اجلمعة‪ .4‬ككقولو‬


‫الطالؽ‪ ،٣ :‬كقولو ﭐﭨﭐﱡﭐﲗﲘﲙﲚﲛﲜﱠ الطالؽ‪.٢ :‬‬
‫النوع السابع ‪ :‬كقولو ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﱠ االنفطار‪:‬‬
‫‪ ،٤١ – ٤٢‬فعلة جعل األبرار يف اجلنة ىي الرب‪ ،‬كعلة جعل الفجار يف النار ىي‬
‫الفجور‪.‬‬

‫‪ 1‬أخرجو مسلم يف صحيحو برقم ‪.4147‬‬


‫‪ 2‬أخرجو الَبمذم يف سننو برقم ‪ ،2109‬كقاؿ أبو عيسى ىذا حديث ال يصح‪ ،‬كابن ماجة برقم‬
‫‪ ،2735‬قاؿ الشيخ األلباين ‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2049 – 2048 :‬‬
‫‪ 4‬انظر ‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.2050 :‬‬

‫‪33‬‬
‫‪31‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ‬ ‫النوع الثامن ‪ :‬كقولو‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲤ‬ ‫الزخرؼ‪ ،٢٢ :‬كقولو‬ ‫ﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖ ﱠ‬

‫ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﱠ فصلت‪.١١ :‬‬


‫النوع التاسع ‪ :‬إنكاره سبحانو كتعاىل على زعم أنو مل خيلق اخللق لفائدة كال حلكمة‬
‫بقولو ﭐﭨﭐﱡﭐﲞﲟﲠﲡﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦﱠ ادلؤمنوف‪ ،٤٤٣ :‬كقولو‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﳍ ﳎ ﳏ‬ ‫القيامة‪ ،٢٤ :‬كقولو‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ‬

‫ﳐﳑﳒﳓﳔﱠ الدخاف‪.٢٦ :‬‬

‫النوع العاشر ‪ :‬إنكاره سبحانو كتعاىل أف يسوم بْب ادلختلفْب ّ‬


‫كيفرؽ بْب‬
‫ادلتماثلْب‪.‬‬
‫األول ‪ :‬كقولو ﭐﭨﭐﱡﭐﲷﲸﲹﲺﱠ القلم‪٢٣ :‬‬
‫‪1‬‬
‫الثاني ‪ :‬كقولو ﭐﭨﭐﱡﭐﲁﲂﲃﲄﲅﱠ التوبة‪.٥٤ :‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر ‪ :‬إرشاد الفحوؿ إىل ربقيق علم األصوؿ‪ ،‬الشوكاين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪– 889:‬‬
‫‪.890‬‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬عرض بعض المسائل المتعلقة باإليماء والتنبيه‬
‫لقد اختلف األصوليوف يف بعض ادلسائل الٍب زبص داللة اإلدياء كالتنبيو كغّبىا من‬
‫فأكد أف أعرض‬
‫الدالالت‪ ،‬فإف ذلك عرؼ العلماء لتفاكت فهمهم كمدارؾ علمهم‪ّ ،‬‬
‫مسألتْب من ىذه ادلسائل ‪.‬‬
‫أحدها ‪ :‬اشَبط ادلناسبة للوصف ادلؤمأ إليو ‪:‬‬
‫لقد اختلف العلماء يف احلكم ادلَبتّب على الوصف ىل يشَبط إلشعاره بكوف‬
‫الوصف علة ‪ :‬أف يكوف الوصف مناسبا لذلك احلكم أك اليشَبط ذلك ؟‪ ،‬على‬
‫مذىبْب ‪:‬‬
‫‪ -‬المذهب األول ‪ :‬أنو ال يشَبط ادلناسبة للحكم ‪.‬‬
‫أم أف ذكر الوصف أكال مث ذكر احلكم بعده‪ ،‬كىو مقركف بالفاء يدؿ على أف ذلك‬
‫الوصف سبب كعلة لذلك احلكم مطلقا‪ ،‬أم سواء كاف ذلك الوصف مناسبا للحكم‬
‫ادلائدة‪ ،٢٦ :‬كمل يكن مناسبا‬ ‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ‬ ‫كقولو‬
‫فليتوضأ"‪ ،‬فإف علة كجوب الوضوء‬
‫ّ‬ ‫للحكم كقولو صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬من مس ذكره‬
‫مس الذكر‪ ،‬كإف مل نعلم مناسبة ىذا الوصف لذلك احلكم‪.‬‬
‫ىي ‪ّ :‬‬
‫كىذا ىو مذىب الغزايل‪ ،‬كفخر الدين الرازم‪ ،‬كابن احلاجب‪ ،‬كصفي الدين‬
‫اذلندم‪.1‬‬
‫‪ -‬المذهب الثاني ‪ :‬أنو يشَبط ادلناسبة للحكم‪ ،‬أم ‪ :‬أف الوصف ادلذكور قبل‬
‫احلكم ادلقركف بالفاء ال يدؿ على العلة إال إذا كاف مناسبا لذلك احلكم‪ ،‬كىو‬
‫لبعض العلماء‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2039 :‬‬

‫‪32‬‬
‫‪33‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫دليل ىذا ادلذىب ‪ :‬أنو قد استقبح عرفا أف يقاؿ ‪" :‬أكرموا اجلهاؿ" كىذا‬
‫االستقباح إمنا جاء من أف اجلهل مانع من اإلكراـ‪ ،‬فاألمر بإكراـ اجلاىل إثبات للحكم‬
‫مع قياـ ادلانع كىو اجلهل إذف ال بد أف يكوف الوصف الداؿ على العلية مناسبا‬
‫للحكم‪.1‬‬
‫كقد أجيب عن ىذا ‪ :‬بأف اجلاىل قد يستحق اإلكراـ بسبب جهة أخرل غّب جهلو‬
‫كأف يكوف ذلك لكرمو‪ ،‬أك بشجاعتو ‪ ،‬أك لنسبو ‪ ،‬فيتضح أف اجلهل ال يكوف مانعا من‬
‫اإلكراـ‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬اشَباط الفقو يف الراكم الذم فهمنا من كالمو السببية ‪.‬‬
‫لقد اختلف أقواؿ الفقهاء يف ذلك على قولْب ‪:‬‬
‫‪ -‬القول األول ‪ :‬أنو يشَبط يف الراكم ‪ :‬أف يكوف فقيها‪ ،‬أم ‪ :‬أف الراكم الفقيو‬
‫إذا ذكر كصفا مث ذكر بعده حكما مقركنا بالفاء‪ ،‬فإنو يفهم أف ذلك الوصف‬
‫سبب كعلة لذلك احلكم ‪ ،‬كىذا مذىب أكثر العلماء‪.‬‬
‫‪ -‬القول الثاني ‪ :‬أنو ال يشَبط ذلك يف الراكم إذا ذكر كصفا‪ ،‬مث ذكر بعده‬
‫حكما مقركنا بالفاء‪ ،‬فإنو يفهم أف ذلك الوصف سبب كعلة لذلك احلكم‬
‫مطلقا‪ ،‬أم سواء كاف الراكم فقيها أـ غّب فقيو‪ ،‬كدليل ىذا ادلذىب أف التعبّب‬
‫بلفظ يفهم منو السببية كالعلية ال يقتبس من الفقو لكنو يستفاد منو اللغة‬
‫كدالالت األلفاظ‪.‬‬
‫كأجيب بأف الراكم لو نقل إلينا نص اهلل تعاىل أك نص رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كسلم فنحن نوافقكم على ىذا‪ ،‬أما إذا رأل عمال عملو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬

‫‪ 1‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2040 :‬‬

‫‪33‬‬
‫‪34‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫كأراد أف يعرب عنو بلفظو كأسلوبو اخلاص‪ ،‬فال بد أف يكوف عادلا كمدقّقا بدالالت‬
‫األلفاظ كعادلا بفقو األحكاـ كمقاصد األفعاؿ كمراد الشارع من كالمو كفعلو ‪.‬‬
‫‪ ‬بيان الخالف ‪ :‬اخلالؼ ادلعنوم ‪ ،‬فبناء على ادلذىب األكؿ فإف كالـ الراكم‬
‫الفقيو يف ذلك يفيد السببية كالعلية بدكف قرائن أخرل‪ ،‬أما كالـ الراكم غّب‬
‫الفقيو فإنو ال يفهم السببية كالعلية إال بواسطة قرائن أخرل‪ ،‬كبناء على ادلذىب‬
‫الثاين ‪ :‬فإف كالـ الراكم يفيد السببية مطلقا كبدكف قرائن‪.1‬‬

‫‪ 1‬انظر ‪ :‬ادله ّذب يف أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬عبد الكرًن‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.2043 – 2042 :‬‬

‫‪34‬‬
‫‪35‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬

‫‪35‬‬
‫‪36‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬دراسة أنواع اإليماء والتنبيه في سورة النور‬
‫المبحث األول ‪ :‬دراسة النوع األول والثاني‬
‫المطلب األول ‪ :‬عرض اآليات‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ‬ ‫النوع األول ‪ :‬قولو‬
‫النور‪ ،٣ :‬كقولو‬ ‫ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ‬

‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬

‫ﭐﭨﭐﱡﭐﲝﲞﲟﲠﲡﲢ‬ ‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﱠ النور‪ ،١ :‬كقولو‬


‫ﭐﭨﭐﱡﭐﱁ‬ ‫ﲣﲤﲥ ﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﱠ النور‪ ،٤ :‬كقولو‬
‫ﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖ‬

‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬ ‫النور‪ ،٣٦ :‬كقولو‬ ‫ﱗﱘ ﱙﱚﱠ‬

‫ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ‬

‫ﱕﱖﱠ النور‪.٣٧ :‬‬


‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬قولو‬
‫النور‪ ،٣ :‬كقولو‬ ‫ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ‬

‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ‬

‫ﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳ ﱴﱵﱶﱷﱸﱹ‬

‫ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱠ النور‪:‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱐ‬ ‫‪ ،٢٢‬كقولو‬
‫ﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱠ النور‪.٣١ :‬‬

‫‪36‬‬
‫‪37‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫النوع األول ‪ :‬يف قولو تعاىل ‪" :‬ﱋ ﱌ" ذكر سبحانو كتعاىل يف ىذه اآلية‬
‫حكم كل من الرجل كادلرأة إذا زنيا قبل اإلحصاف فأمر بضرهبما كهنى عن الرأفة هبما يف‬
‫رفع احلد عنهما‪.‬‬
‫مث ّبْب كيفية إقامة احلد عليهما أف تكوف يف مشهد صباعة من ادلؤمنْب‪ ،‬فال تكوف‬
‫يف خلوة‪.‬‬
‫كيف اآلية الثانية قولو تعاىل "ﱼﱽﱾ" ذكر فيها حكم القذؼ بأف حد‬
‫القاذؼ شبانْب جلدة‪ ،‬كهنى عن قبوؿ شهادتو مث أثبت صفة الفسق عليو‪.‬‬
‫كيف اآلية الثالثة قاؿ تعاىل "ﲝ ﲞ ﲟ" لقد متّ بياف الشارع فيها حكم‬
‫قذؼ الزكج زكجتو معناه أف الرجل إذا رفع الشكول ليثبت فحش زكجتو كذلك إما‬
‫بادعائو أنو رآىا مع رجل آخر أك بإنكار ضبلها أك غّب ذلك كمل يكن لو شاىد إال نفسو‬
‫فيكوف رفع احلد عنو بالشهادة أربعا كتكوف ادلرة األخّبة – اخلامسة – اللعنة‪.‬‬
‫"ﱁﱂ‬ ‫كأما يف اآلية الرابعة كاخلامسة ‪ :‬قولو تعاىل "ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ" كقولو‬
‫ﱃ ﱄ ﱅ" منع سبحانو كتعاىل دخوؿ بيت اآلخرين قبل طلب االستئذاف‬
‫كال يتم ذلك أيضا إال باحلصوؿ على ادلوافقة من أصحاب ادلنزؿ كزاد فيها على ادلستأذف‬
‫العودة إذا رفض أصحاب ادلنزؿ الطلب‪.‬‬
‫كيف اآلية األخّبة ذكر فيها أف الصيب إذا بلغ احللم فعليو أف يستأذف يف كل األكقات‬
‫كما استأذف الذين من قبلهم – الكبار من األقارب‪.‬‬
‫فهذا ديكن أف نفهم أف يف اآليات داللة تومئ إىل أف ادلتق ّدمة كىي – الزىن‪،‬‬
‫القذؼ‪ ،‬دخوؿ البيت‪ ،‬بلوغ الصيب علة تلك األحكاـ ادلقَبنة بفاء التعقيب‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪38‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫"ﱒﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠﱡ"‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬قولو تعاىل‬
‫ّبْب سبحانو كتعاىل أف الرأفة بالذين حدكا عليهم بالزىن ليس من أعماؿ ادلؤمنْب باهلل‬
‫كاليوـ اآلخر كما ّبْب أف على صاحب العبد ادلكاتب مكاتبتو إف طلب العبد ذلك كال‬
‫يكوف ذلك إال بشرط كىو علمو حبسن أعماؿ العبد كأقواؿ كتصرفاتو قبل ذلك فيفهم‬
‫أف من ىاغًب اآليتْب معللة ‪ ،‬ففي اآلية األكىل معللة باشَباط اإلدياف ككذلك اآلية الثانية‬
‫أكد سبحانو‬ ‫"ﱑ ﱒ ﱓ"‬ ‫يف اشَباط العلم خبصالو احملمودة ككذلك قولو تعاىل‬
‫كتعاىل أف اذلداية ال تأيت إال بالطاعة فهي يعِب أف للهداية شركا كىو الطاعة فيكوف ذلك‬
‫علة فيكوف فعل الشرط فيها علة كجوابو حكما‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪39‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬دراسة النصوص الواردة وفق األنواع اآلتية‬
‫المطلب األول ‪ :‬سرد اآليات‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﲂ‬ ‫النوع الخامس ‪ :‬احلالة األكىل ‪ :‬قولو‬
‫ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ النور‪ ،١ :‬كقولو‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋ ﳌ ﳍ‬

‫ﳎﳏﳐﳑﱠ النور‪.٣٥ :‬‬


‫ﭐﭨﭐﱡﭐﱋﱌﱍﱎﱏ ﱐ ﱑﱒﱓ ﱔ ﱕ ﱖﱗ‬ ‫النوع السادس ‪ :‬قولو‬
‫ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱠ النور‪.٣ :‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬ ‫النوع السابع ‪ :‬قولو‬
‫كقولو ﭐ‬ ‫ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ النور‪،٢٧ :‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅ‬

‫قولو ﭐﭐ ﭐﭨﭐﱡﭐ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ‬ ‫النور‪،٣٤ :‬‬ ‫ﳆﳇﱠ‬

‫ﳑﳒﱠ النور‪.٣٣ :‬‬


‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ‬ ‫النوع الثامن ‪ :‬قولو‬
‫ﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱓﱔ ﱕﱖﱗﱘ ﱙﱚﱛﱜﱝﱞ‬

‫قولوﭐ ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ‬ ‫ﱟ ﱠ ﱡﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ النور‪،٣٤ :‬‬


‫ﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﱠ النور‪.٤١ :‬‬

‫‪39‬‬
‫‪43‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ‬ ‫النوع العاشر ‪ :‬قولو‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ‬ ‫ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ النور‪ ،٢ :‬كقولو‬
‫ﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﱠ النور‪.٣٥ :‬‬

‫‪43‬‬
‫‪41‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تحليل اآليات‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄ‬ ‫النوع الخامس ‪ :‬قولو‬
‫ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ النور‪ّ ،١ :‬فرؽ سبحانو كتعاىل‬
‫بْب عدـ قبوؿ شهادة القاذؼ كثبوت صفة الفسق لو كبْب قبوؿ شهادتو كرفع الفسق‬
‫يبْب لنا أف يف اآلية علة ذلذه التفرقة كىي التوبة‪.‬‬
‫عنو بالتوبة ضمن استثناء فذلك ّ‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊﳋ‬ ‫كقولو‬
‫ﳌﳍﳎﳏﳐﳑ ﱠ النور‪ ،٣٥ :‬فرؽ سبحانو كتعاىل جواز دخوؿ بيت الغّب‬
‫كعدـ دخولو بلفظ الغاية كذلك ألجل األنس الذم حيصل ألىل البيت عند االستئذاف‬
‫قبل الدخوؿ كالوحشة الٍب ربدث بدكنو فذلك يكوف علة التفرقة‪.‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬ ‫النوع السابع ‪ :‬قولو‬
‫ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ النور‪ ،٢٧ :‬شبّو‬
‫سبحانو كتعاىل أعماؿ الكفار بسراب حيث يكوف أعماذلم كاف يُعجبهم حسنها فال‬
‫جيرم عليها فيفهم من اآلية أف العلة يف ذلك ىي الكفر‪.‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﲹ ﲺﲻ ﲼﲽﲾ ﲿ ﳀ ﳁﳂﳃ‬ ‫كقولو‬
‫النور‪ ،٣٤ :‬فمن رضبتو سبحانو كتعاىل للبشر اذلداية إىل‬ ‫ﳄﳅﳆﳇﱠ‬

‫اإلسالـ فهو مل يقتصر نعمتو باإلسالـ فقط فأعماؿ ادلسلمْب دبا فيو رضاه جيزكف عليها‬
‫كما يف ىذه اآلية جعل سبحانو كتعاىل قواؿ ادلؤمنْب بالسمع كفعلهم بالطاعة سببال‬
‫لفالحهم يف الدنيا كاآلخرة فتفهم أف العلة ىنا ىي السمع كالطاعة ككذلك يف قولو‬
‫سبحانو كتعاىل أف الفور يف الدارين معلل بطاعة اهلل كرسولو كخشيتو كتقواه ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪42‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬ ‫النوع الثامن ‪ :‬قولو‬
‫النور‪ ،٤١ :‬فعلّل سبحانو كتعاىل عدـ تعذيب اخلائضْب يف‬ ‫ﲊﲋﲌﲍﲎ ﱠ‬

‫شأف عائشة قبل توبتهم كإنابتهم إىل اهلل بأف ذلك لشموؿ فضلو كسعة رضبتو حبيث إذا‬
‫مل يكن ألجل ذلك ىي العلة لع ّذهبم سبحانو كتعاىل كقولو فذكر سبحانو أنو من أجل‬
‫رضبتو كفضلو دلا زّكى أحد فتفهم من ذلك أيضا أف التزكية معلل بفضلو كرضبتو‪.‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ‬ ‫النوع العاشر ‪ :‬قولو‬
‫ففرؽ سبحانو كتعاىل بْب ادلختلفْب يف اآلية كىي أف‬
‫ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱠ النور‪ّ ،٢ :‬‬
‫كحرـ ذلك عل ادلؤمنْب ‪ ،‬كذلك أف للقذرة ادلعنوية يف ارتكاهبا‬
‫الرزاين ينكح زانية مثلو ّ‬
‫الفاحشة فأنكر سبحانو كتعاىل نكاح ادلؤمن احملض بادلسلمة الزانية زكذلك العكس‪.‬‬
‫ﭐﭨﭐﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ‬ ‫فنجد أف العلة يف ذلك ىي اخلبث ‪ ،‬كقولو‬
‫النور‪ ،٣٤ :‬سباما كما يف اآلية السابقة فكاف ىذه اآلية تفسر معُب اآلية‬ ‫ﲭﱠ‬

‫فسول بْب‬
‫حسيّا أك معنويّا ّ‬
‫السابقة يف أف اخلبث ليس للمؤمنْب الذين كقوا حدكد اهلل ّ‬
‫ادلتماثلْب – اخلبيث من الرجاؿ ‪ ،‬كاخلبيثة من النساء‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪43‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫الخاتمة‬

‫أضبد البارم سبحانو كتعاىل الذم كفقِب إىل أف أهني ىذا البحث ‪ ،‬بعد ادلشوار‬
‫الذم خضتو بْب تف ّكر كتع ّقل يف اختيار ادلوضوع‪ ،‬كإلصلازه على أحسن كجو‪ ،‬فقد كانت‬
‫رحلة شلتعة كجاىدة‪ ،‬فما كاف مِب من تقصّب‪ ،‬فأرجو السمحة‪ ،‬كما كاف صائبا فالفضل‬
‫يرجع إليو سبحانو‪ ،‬راجيا منو التوفيق‪ ،‬فمن أىم ما توصلت إليو يف البحث‪:‬‬
‫‪ ‬إف علم أصوؿ الفقو علم ضركرم لطالب العلم الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬أف داللة اإلدياء يعترب مسلكا من مسالك االستنباط كالكشف عن علل األحكاـ‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪ ‬أف اإلدياء أحد أنواع الداللة االلتزامية للفظ‬
‫‪ ‬ال يوجد الفرؽ بْب اإلدياء كداللة أك مسلك من مسالك العلة يف القياس‪.‬‬
‫‪ ‬أف للعلماء األصوليْب منهجا سلتلفا يف مفهوـ الدالالت‪.‬‬
‫‪ ‬أنو ليس ىناؾ فرؽ بْب كلمٍب " اإلدياء " ك " التنبيو " يف اصطالح األكصوليْب‪.‬‬
‫‪ ‬داللة اإلدياء عند األحناؼ تدخل ضمن داللة العبارة‪ ،‬ألف اإلدياء إألل معُب من‬
‫ادلعاين ادلقصود للمشركع أك ادلتكلم‪ ،‬كألهنا من باب داللة االلتزاـ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪44‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬

‫‪ ‬القرآن الكريم‬
‫‪ .1‬اإلحكاـ يف أصوؿ األحكاـ‪ ،‬علي بن زلمد أبو احلسن اآلمدم‪ ،‬ربقيق ‪ :‬د‪ .‬سيد‬
‫اجلميلي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪1404 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ .2‬إرشاد الفحوؿ إىل ربقيق علم األصوؿ‪ ،‬زلمد بن علي بن زلمد الشوكاين‪ ،‬ربقيق‬
‫زلمد سعيد البدرم أبو مصعب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1412‬ق‪1992/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .3‬أصوؿ الفقو‪ ،‬الشيخ زلمد اخلضرم‪ ،‬ادلفتش بوزارة ادلعارؼ كمدارس التاريخ‬
‫اإلسالمي باجلامعة ادلصرية‪ ،‬ط‪1969 ،6‬ـ‪1389/‬ق‪.‬‬
‫‪ .4‬أصوؿ الفقو كمدارس البحث فيو‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬كىبة بن مصطفى الزحيلي‪ ،‬دار ادلكتيب‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ق‪2000/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬تاج اللغة كصحاح العربية‪ ،‬إمساعيل بن ضبّاد اجلوىرم‪ ،‬ربقيق‪ :‬أضبد عبد الغفور‬
‫عطار‪ ،‬دار العلم للماليْب‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1407 ،4‬ى‪1987/‬ـ‪ ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪:‬‬
‫‪.1698‬‬
‫‪ .6‬التفسّب ادلنّب يف العقيدة كالشريعة كادلنهج‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬كىبة الزحيلي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ط‪1991 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .7‬تفسّب النصوص يف الفقو اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬زلمد أديب صاحل‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1413‬ق‪1993/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬اجلامع الصحيح سنن الَبمذم‪ ،‬ادلؤلف ‪ :‬زلمد بن عيسى أبو عيسى الَبمذم‬

‫‪44‬‬
‫‪45‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫السلمي‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار إحياء الَباث العريب – بّبكت‪ ،‬ربقيق ‪ :‬أضبد زلمد شاكر‬
‫كآخركف‪.‬‬
‫‪ .9‬سنن أيب داكد‪ ،‬سليماف بن األشعث أبو داكد السجستاين األزدم‪ ،‬ربقيق ‪ :‬زلمد‬
‫زليي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .10‬سنن ابن ماجو‪ ،‬زلمد بن يزيد أبو عبداهلل القزكيِب‪ ،‬ربقيق ‪ :‬زلمد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬تعليق زلمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .11‬شرح الكوكب ادلنّب‪ ،‬تقي الدين أبو البقاء زلمد بن أضبد بن عبد العزيز بن علي‬
‫الفتوحي ادلعركؼ بابن النجار‪ ،‬ربقيق ‪ :‬زلمد الزحيلي ك نزيو ضباد‪ ،‬مكتبة العبيكاف‪،‬‬
‫ط‪1418 ،2‬ىػ‪1997/‬مػ‪.‬‬
‫‪ .12‬شرح تنقيح الفصوؿ يف اختصار احملصوؿ يف األصوؿ‪ ،‬لإلماـ شهاب الدين أيب‬
‫العباس أضبد بن إدريس الصنهاجي القرايف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪1424‬ق‪2004/‬ـ‪.22/1 ،‬‬
‫‪ .13‬صحيح البخارم‪ ،‬اجلامع ادلسند الصحيح ادلختصر من أمور رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كسلم كسننو كأيامو‪ ،‬أبو عبد اهلل زلمد بن إمساعيل بن إبراىيم بن ادلغّبة‬
‫اجلعفي البخارم‪ ،‬بتحقيق ‪ :‬زلمد زىّب بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوؽ النجاة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1422‬ىػ‪.‬‬
‫‪ .14‬صحيح مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬مسلم بن احلجاج أبو احلسْب القشّبم‬
‫النيسابورم‪ ،‬دار إحياء الَباث العريب – بّبكت‪ ،‬ربقيق ‪ :‬زلمد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬
‫تعليق زلمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪ .15‬يف رحاب التفسّب‪ ،‬عبد احلميد كشك‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪46‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫‪ .16‬كشاؼ اصطالحات الفنوف‪ ،‬العالمة زلمد بن علي التهانوم‪ ،‬ربقيق‪ :‬رفيق‬
‫العجم كآخركف‪ ،‬دار العلم‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1991 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .17‬لساف العرب‪ ،‬زلمد بن مكرـ بن منظور األفريقي ادلصرم‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بّبكت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬ط‪1427 ،1‬ق‪.2006/‬‬
‫‪ .18‬اجملتىب من السنن‪ ،‬أضبد بن شعيب أبو عبد الرضبن النسائي‪ ،‬ربقيق ‪ :‬عبدالفتاح‬
‫أبو غدة‪ ،‬مكتب ادلطبوعات اإلسالمية – حلب‪ ،‬ط‪1406 ،2‬ق‪.1986/‬‬
‫‪ .19‬رللة البحوث الفقهية ادلعاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة‪.‬‬
‫‪ .20‬احملصوؿ يف علم األصوؿ‪ ،‬زلمد بن عمر بن احلسْب الرازم‪ ،‬ربقيق ‪ :‬طو جابر‬
‫فياض العلواين‪ ،‬جامعة اإلماـ زلمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .21‬مسند اإلماـ أضبد بن حنبل‪ ،‬أضبد بن حنبل‪ ،‬شعيب األرنؤكط كآخركف‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬ط‪1420 ،2‬ىػ‪1999/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .22‬ادلصنف يف األحاديث كاآلثار‪ ،‬أبو بكر عبد اهلل بن زلمد بن أيب شيبة الكويف‪،‬‬
‫ربقيق ‪ :‬كماؿ يوسف احلوت‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪1409 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ .23‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أيب احلسْب أضبد بن فارس بن زكريا‪ ،‬ربقيق عبد السالـ‬
‫زلمد ىاركف‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بّبكت‪ ،‬لبناف‪1420 ،‬ىػ‪1999/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .24‬ادله ّذب يف علم أصوؿ الفقو ادلقارف‪ ،‬ربرير دبسائلو كدراستها دراسة نظرية‬
‫تطبيقية‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬عبد الكرًن بن علي بن زلمد‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫ط‪1999 ،1‬ـ‪1420/‬ق‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪47‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬

‫إىداء ‪....................................................................... :‬أ‬


‫شكر كتقدير ‪.............................................................. :‬ب‬
‫مقدمة ‪1..................................................................... :‬‬
‫سبهيد ‪3...................................................................... :‬‬
‫احملور األكؿ ‪ :‬بياف ال ّدالالت عند األصوليْب ‪3.................................. :‬‬
‫احملور الثاين ‪ :‬تقسيم ادلدارس األصولية ‪4........................................ :‬‬
‫احملور الثالث ‪ :‬منهج ادلتكلمْب يف تقسيم الدالالت ‪8............................ :‬‬
‫احملور الرابع التعريف بالسورة ‪11................................................ :‬‬
‫تعريف موجز بالسورة كمعظم ما اشتملت عليو ‪11................................:‬‬
‫الفصل األكؿ ‪ :‬اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب‪ ،‬كربتو ثالثة مباحث ‪14.............. :‬‬
‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬تعريف اإلدياء كالتنبيو كالفرؽ بينو كبْب النص الصريح‪ ،‬كالظاىر ‪14.. :‬‬
‫الفرؽ بْب اإلدياء كبْب النص الصريح كالظاىر على العلة ‪15....................... :‬‬
‫تعريفهم للظاىر ‪17........................................................... :‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪ :‬أنواع اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب ‪18........................... :‬‬
‫بياف أنواع اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب ‪19...................................... :‬‬
‫ادلبحث الثالث ‪ :‬عرض بعض ادلسائل ادلتعلقة باإلدياء كالتنبيو ‪25................... :‬‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬دراسة أنواع اإلدياء كالتنبيو يف سورة النور ‪28........................:‬‬

‫‪47‬‬
‫‪48‬‬ ‫داللة اإلدياء كالتنبيو عند األصوليْب كدراستها يف سورة النور‬
‫"دراسة تطبيقية أصولية"‬
‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬دراسة النوع األكؿ كالثاين ‪28................................... :‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪ :‬دراسة النصوص الواردة كفق األنواع اآلتية ‪30...................... :‬‬
‫اخلاسبة ‪32 ................................................................... :‬‬
‫فهرس ادلصادر كادلراجع ‪33.................................................... :‬‬

‫‪48‬‬

You might also like