You are on page 1of 43

‫‪1‬‬

‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫الحديث التحليلي‬
‫(دراسة تأصيلية)‬

‫بقلم‬
‫أ‪ .‬د ‪ .‬عاصم بن عبدهللا القريوتي‬
‫أستاذ جبامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‬
‫‪2‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيد األنبياء واملرسلني ‪ ،‬نبينا حممد وعلى آله وصحبه‬
‫أمجعني ‪ ،‬وعلى من سار على هنجه ‪ ،‬واتبع هداه إىل يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن االنشغال بالكتاب والسنة وفقههما من أعظم القربات‪ ،‬وذلك ألهنما مفتاح اهلداية للناس مجيعاً ويف‬
‫كافة العصور‪.‬‬
‫ولقد اعتىن علماؤنا وسلفنا بالسنة النبوية من جوانب متعددة‪ :‬حتقيقاً ونشراً‪ ،‬وتعليقاً وشرحاً‪ ،‬ودرايةً‬
‫وفقها وتأسيًا‪.‬‬
‫اختصارا وهتذيبًا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫وروايةً ‪،‬وتقريباً وتوضيحاً ‪ ،‬و‬
‫وسارت اجلامعات واملؤسسات األكادميية والباحثون واملتخصصون على هذا النهج يف كثري من األحباث‬
‫والرسائل والدراسات‪.‬‬
‫وإن مما جد من دراسات أكادميية يف كثري من اجلامعات يف العقود القريبة يف اجال الدراسات العليا‬
‫الشرعية فيما خيص احلديث النبوي الشريف ما اصطلح عليه باحلديث التحليلي ‪،‬وهذه بادرة خري عظيمة يف‬
‫العناية بالسنة النبوية‪.‬‬
‫وقد قال قدميا اإلمام ابن حبان رمحه اهلل‪:‬‬
‫" فمن مل حيفظ سنن النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬ومل حيسن متييز صحيحها من سقيمها ‪ ،‬وال عرف‬
‫الثقات من احمل ديني ‪ ،‬وال الععفاء واملوروكني ومن بجب قبول انفراد خهره ممن ال بجب قبول ييادة األلفاظ يف روايته‬
‫‪ ،‬ومل حيسن معاين األ خبار ‪ ،‬واجلمع بني تعادها يف الظواهر ‪ ،‬وال عرف املفسر من اجململ ‪ ،‬وال املختصر من‬
‫املفصل ‪ ،‬وال الناسخ من املنسوخ ‪ ،‬وال اللفظ اخلاص الذي يراد به العام ‪ ،‬وال اللفظ العام الذي يراد به اخلاص ‪،‬‬
‫وال األمر الذي هو فريعة وإبجاب ‪ ،‬وال األمر الذي هو فعيلة وإرشاد‪ ،‬وال النهى الذي هو حتم ال بجوي ارتكابه‬
‫من النهى الذي هو ندب يباح استعماله ‪ ،‬مع سائر فصول السنن ‪ ،‬وأنواع أسباب األخبار على حسب ما ذكرناه‬
‫‪3‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫يف كتاب فصول السنن كيف يستحل أن يفىت؟ أو كيف يسوغ لنفسه حترمي احلالل‪ ،‬أو حتليل احلرام تقليدا منه‬
‫ملن خيطئ ويصيب؟ رافعاً قول من ال ينطق عن اهلوى إن هو إال وحي يوحى صلى اهلل عليه وسلم"(‪.)1‬‬
‫إيل تدريس مادة احلديث التحليلي يف برنامج الدراسات العليا يف السنة وعلومها رأيت احلاجة‬ ‫ِ‬
‫وملا أسند ّ‬
‫قائمةً للكتابة يف وضع أط ٍر هلا‪ ،‬فحررت هذه التحريرات‪ ،‬علَّها تكون مفتاحاً ينري طريق من يسلكه ‪،‬وت يَ ِّسر أمره‪،‬‬
‫واهلل املوفق‪.‬‬
‫ولقد قسمت البحث إىل أربعة مباحث على النحو التايل‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬تعريف احلديث التحليلي ونشأته‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬جوانب دراسة احلديث التحليلي‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مناذج من املؤلفات املعاصرة يف احلديث التحليلي‪.‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬فوائده وسبل تنمية القدرات فيه‪.‬‬

‫مث اخلامتة والتوصيات‪.‬‬


‫وقد أمسيته‪ :‬الحديث التحليلي (دراسة تأصيلية)‪.‬‬
‫إيل مشكوراً ‪،‬سائالً اهلل عز وجل أن يكتب يل األجر‬ ‫ِ ِ‬
‫وآمل من ك ِّل َمن وجد إضاف ًة أواستدراكاً التكرم بإرساله ّ‬
‫ولقارئه‪ ،‬وأن يبصرنا ويفقهنا يف دينه وأن بجعلنا من أنصاره‪ ،‬والذابّني عن سنة نبيه حممد صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪alqaryoti@gmail.com‬‬

‫(‪)1‬اجملروحني البن حبان (‪.)33 / 1‬‬


‫‪4‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المبحث األول‬

‫تعريف الحديث التحليلي ونشأته‬

‫تعريف الحديث التحليلي‪:‬‬


‫التعريف اللغوي‪:‬‬
‫التحليل مصدر (حلل) ومادة هذه الكلمة ح ل ل تعين ما يلي‪:‬‬
‫استحل الشيء ع ّده حالالً وفالناً الشيء سأله أن حيلَّه له‪.‬‬
‫وحتالّ جعلها حالال بكفارة‪ ،‬أو باالستثناء املتصل كأن يقول واهلل ألفعلن‬ ‫وحتلَّة ِ‬
‫ويقال حلَّل اليمني حتليالً َ‬
‫ذلك إال أن يكون كذا ويقال فعل كذا حتليال ملا ال يبالغ فيه‪ ،‬والشيء أباحه‪.‬‬
‫ويقال حتلَّل من ميينه وفيها حلَّلها‪.‬‬
‫ويقال حتلَّل من ِ‬
‫التبعة ختلص منها‪.‬‬
‫واحنلت العقدة انفكت‪.‬‬
‫وقال حلل العقدة حلَّها والشيء أرجعه إىل عناصره(‪.)2‬‬
‫كما يستخدم التحليل يف علم النفس والطب وإلحصاء والصوتيات ‪ ،‬وغري ذلك(‪.)3‬‬

‫التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫ات له يف احلديث املوضوعي إذ‬ ‫مل أقف على تعريف خاص به إال عند الدكتورالسيد نوح رمحه اهلل يف حماضر ٍ‬
‫قال يف تعريفه للحديث املوضوعي واحلديث التحليلي والفرق بينهما‪:‬‬
‫"احلديث املوضوعي‪:‬مجع األحاديث املتعلقة مبوضوع واحد مع حماولة تصنيفها تصنيفاً جزئياً مع الوركيز على‬
‫التأليف بني املتعارضات إن وجدت‪ ،‬تارة باجلمع‪ ،‬وتارة بالنسخ‪ ،‬وتارة بالورجيح‪ ،‬وتارة بالتوقف"‪.‬‬

‫(‪ )2‬املعجم الوسيط ‪ ،‬مادة ح ل ل (‪.)233/ 1‬‬


‫(‪)3‬انظر مفاهيم إسالمية (‪.)22 / 1‬‬
‫‪5‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫احلديث التحليلي‪ :‬الوركيز على حديث واحد بتخربجه وبيان درجته قبوالً ورداً‪ .‬ومجع األلفاظ اليت روي هبا‬
‫قدر الطاقة واإلمكان ألهنا تساعد على فقهه وخصوصا التأليف بني املتعارضات‪،‬وبيان معاين املفردات واجلمل‬
‫والبالغة واإلعراب‪ ،‬ملا لذلك من دور يف إبراي املعىن وتوضيحه‪.‬‬
‫وأيعا سبب الورود إن وجد ملعرفة اللفظ‪ ،‬ما يراد به‪ ،‬وبيان فقهه يف ضوء لفظه‪ ،‬ويف ضوء النصوص‬
‫األخرى ‪ ،‬مث ما يستفاد منه من أحكام إمجاالً‪.‬‬
‫والعالقة بينهما ‪ :‬احلديث التحليلي مقدمة للحديث املوضوعي ‪ ،‬واحلديث املوضوعي أعم من احلديث التحليلي‬
‫فهو أخص"(‪ .)4‬انتهى كالمه رمحه اهلل‪.‬‬
‫ونستطيع القول‪:‬‬
‫إن الحديث الموضوعي مجع لألحاديث النبوية املندرجة حتت موضوع واحد‪ ،‬مع الوركيز على التأليف‬
‫بني املتعارضات إن وجدت باجلمع أو بالنسخ أو الورجيح ‪،‬مع العناية مبا يتعلق باملبحث الذي يعد كعنوان يندرج‬
‫ما حتته من األحاديث ‪،‬مع ختريج أحاديث الباب دون التوسع فيها ‪،‬وخاصة يف أحاديث الصحيحني ‪،‬دون العناية‬
‫كثريا باجلوانب األخرى‪.‬‬
‫أما الحديث التحليلي فهو ‪ :‬دراسة تتناول حديثًا نبوياً و ً‬
‫احدا‪ ،‬روايةً ودرايةً من خالل ختربجه ‪ ،‬وبيان‬
‫درجته‪ ،‬ومجع األلفاظ اليت روي هبا‪ ،‬وبيان معاين املفردات واجل َمل‪ ،‬واألحكام والفوائد املستنبطة من احلديث‪،‬‬
‫والتعريف برواته ولطائف إسناده‪ ،‬والبالغة واإلعراب‪ ،‬ملا لذلك من دور يف إبراي املعىن وتوضيحه‪.‬‬
‫اختصارا وتلخيصه بأن نقول ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ويمكننا تعريفه‬
‫هو "دراسة احلديث روايةً ودرايةً"‪.‬‬
‫فيكون بذلك يتناول اإلسناد ولطائفه واملنت وأحكامه والفوائد املتنوعة املستنبطة منه‪.‬‬
‫ودراسة احلديث التحليلي ال تعىن بدراسة السند بالتفصيل‪ ،‬وبيان اتصال السند من عدمه ‪،‬ألن األصل‬
‫أن يدرس احلديث الصحيح وما حيتج به هبذا التوسع‪ ،‬وال يلجأ إىل احلديث الععيف أو املوضوع ألن العقاءد‬
‫واألحكام ال تأخذ إال بالثابت إال اضطر ًارا لبيان معارضته األحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫و"إن دراسة احلديث التحليلي يف مشوله لعدد من فنون العلم‪ ،‬هو أشبه مبا يعرف "باملساق‬
‫(‪)5‬‬
‫إذ يستخدم فيه الطالب خهرته ومهاراته البحثية‪ ،‬واستحعار ما حتصله طوال مسريته الدراسية من‬ ‫التكاملي"‬

‫ة‬ ‫بكة العتكبوتي‬ ‫ة يف الش‬ ‫ي مفرغ‬ ‫ديث التحليل‬ ‫رات يف احل‬ ‫(‪ )4‬حماض‬
‫‪.http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=208‬‬
‫(‪ )5‬انظر "دليل املصطلحات املستخدمة يف اجلودة واالعتماد األكادميي"‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫معارف‪ ،‬كاللغة والبيان والنحو والصرف وعلوم احلديث والتخريج والفقه والسرية واألدب والتاريخ والقصص ومعرفة‬
‫البل دان واستنباط األحكام الشرعية‪ ،‬واستخالص الدروس والعري‪ ،‬وغري ذلك مما حيفل به درس احلديث‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫التحليلي"‬
‫ويفارق الحديث التحليلي بذلك دراسة األسانيد يف كونه يعىن مبعرفة حال رواته جرحاً وتعديالً ‪،‬والنظر‬
‫يف اتصال السند من عدمه‪ ،‬واحلكم على احلديث بالنظر للسند واملنت وانتفاء الشذوذ والعلة فيهما معاً‪ ،‬والنظر يف‬
‫املتابعات والشواهد إن احتيج إىل ذلك‪ ،‬دون خوض يف فقه احلديث واالستنباطات الدقيقة منه ‪ ،‬إال إن احتيج‬
‫إىل بعض ذلك فيما خيص احلكم على احلديث بالنظر للتفرد واملخالفة‪.‬‬
‫نشأة الحديث التحليلي وتطوره‪:‬‬
‫إن جذور احلديث التحليلي قدمية ابتداءً من التصنيف يف الصحاح والسنن واجلوامع حيث تعىن‬
‫بتويبات واستنباطات يف عناوين كتبها وأبواهبا‪ ،‬ولقد اشتهر عن فقه اإلمام البخاري أنه يف تبويبه‪ ،‬كما أن‬
‫عناوين أبواب صحيح ابن خزمية‪ ،‬وكتاب ابن حبان التقاسيم واألنواع على األوامر والنواهي غريها من‬
‫أعظم ما يستفاد منه يف ذلك العصر ‪ ،‬إضافة لكتب خمتلف احلديث ومشكله وغري ذلك من أنواع‬
‫التصنيف‪.‬‬
‫وأما احلديث التحليلي مبعىن أوسع فيمكننا القول بأنه مر بثالث مراحل كما يلي‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬كتب الشروح الحديثية‪.‬‬


‫وهي املرحلة األم للحديث التحليلي ‪ ،‬وخاصة شروحات "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" و"املوطأ"‬
‫والسنن وكتب األحكام على تفاوت بينها‪ ،‬وأبريها‪":‬فتح الباري" للحافظ ابن رجب ‪ ،‬و"فتح الباري" للحافظ ابن‬
‫حجر العسقالين‪ ،‬و"إرشاد الساري" للقسطالين‪ ،‬و"التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد" البن عبدالهر‪،‬‬
‫و"املنهج العذب املورود يف شرح سنن أيب داود" للسبكي‪ ،‬وشروح عمدة األحكام وبلوغ املرام‪.‬‬
‫ويلحق هبا كتب معاصرة اعتنت بشروح بعض الكتب احلديثية مثل شرح بلوغ املرام "توضيح األحكام"‬
‫للعالمة الشيخ عبداهلل البسام ‪ ،‬وشروح "رياض الصاحلني" وغريها من الشروح‪.‬‬

‫(‪ )6‬حماضرات يف احلديث التحليلي للدكتور أيب لبابة الطاهر حسني ص ‪.7‬‬
‫‪7‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬كتب متقدمة أفردت بشرح حديث شريف‪.‬‬


‫ومن أمثلتها(‪ :)7‬شرح شيخ اإلسالم ابن تيمية حلديث " إمنا األعمال بالنيات "‪ ،‬وحديث عمران بن‬
‫حصني‪" :‬كان اهلل ومل يكن شيء قبله"‪ ،‬و "شرح حديث ما ذئبان جائعان أرسال يف غنم" و"شرح حديث ‪:‬من‬
‫سلك طريقاً يلتمس فيه علماً" البن رجب احلنبلي‪ ،‬و"قطر الويل على حديث الويل" للشوكاين ‪ ،‬وهو شرح حلديث‬
‫‪ ":‬من عادى يل ولياً" ‪ ،‬و"نظم الفرائد ملا تعمنه حديث ذي اليدين من الفوائد" للحافظ العالئي‪.‬‬
‫متقدما يف احلديث التحليلي من هذه املرحلة‪ ،‬وإن مل حيمل‬
‫ً‬ ‫منوذجا‬
‫احدا يعد ً‬ ‫ولنأخذ هنا بإبجاي كتابًا و ً‬
‫هذا االسم أال وهو كتاب العالئي "نظم الفرائد ملا تعمنه حديث ذي اليدين من الفوائد"‪.‬‬
‫وهو شرح حلديث ذ ي اليدين ‪ ،‬الذي ذكر فيه سهو النيب صلى اهلل عليه و سلم يف إحدى الصلوات ‪،‬‬
‫فقدم له وذكر نص حديث ذي اليدين مث تناول – رمحه اهلل ‪ -‬ما يلي‪:‬‬
‫تراجم رواة حديث ذي اليدين من الصحابة والتابعني ‪ ،‬وما يتعلق بذي اليدين‪.‬‬
‫ختريج طرق حديث ذي اليدين وبيان ألفاظه‪ ،‬وذكر فيه املسائل املتعلقة بطرق حديث ذي اليدين ‪،‬‬
‫واالختالف يف واقعة السهو أهي قصة واحدة أم اينتني ‪،‬وحكم قول الصحايب من السنة كذا ‪،‬وتعريف املتواتر‬
‫وشروطه و اخلالف فيه و الكالم على متعلقاته‪ ،‬والفرق بينه وبني احلديث املشهور‪،‬مث ذكر اجلمع بني ألفاظ طرق‬
‫حديث أيب هريرة‪.‬‬
‫وتكلم على مفردات ألفاظ احلديث‪.‬‬
‫وتناول ما يتعلق باحلديث من اإلعراب و علمي املعاين و البيان‪.‬‬
‫وتطرق إىل ما يتعلق هبذا احلديث من أصول الدين‪.‬‬
‫وتناول ما يتعلق باحلديث من أصول الفقه وعلوم احلديث وأطال جدا يف ذكر املسائل الفقهية وما‬
‫احدا وأربعني مسألة‪.‬‬
‫يستنبط من احلديث ‪،‬وبلغت و ً‬
‫وذكر حكم إخبار الواحد عن أمر حسي حيعره خلق كثري ‪ ،‬حكم تفرد الواحد خبهر تتوفر الدواعي على‬
‫نقله‪ ،‬والكالم يف احلديث الشاذ‪ ،‬وترجيح رواية اجلماعة األحفظ و األتقن على األقل منهم يف ذلك‪ ،‬وانفراد الثقة‬
‫بزيادة يف احلديث و ردها يف بعض الصور‪ ،‬والورجيح بكثرة الرواة و الرد على اآلمدي فيها‪ ،‬ونسيان أصل الرواية‬
‫إذا جزم هبا فرعه الراوي عنه ‪ ،‬وتكلم عن استدالل احلنفية على رد اخلهر الواحد‪.‬‬

‫(‪ )7‬انظر " التعريف مبا أفرد من األحاديث بالتصنيف "ليوسف بن حممد العتيق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫وقريبا من كتاب العالئي أيعاً "جامع العلوم واحلكم يف شرح األربعني النووية" للحافظ ابن رجب رمحه‬
‫اهلل ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪:‬كتب الحديث التحليلي المعاصرة‪.‬‬


‫وهذه الكنب تناولت عدداً من األحاديث شرحاً حتليلياً وهي على ضربني‪:‬‬
‫منها مل يتسم باسم احلديث التحليلي مثل ‪":‬عشرون حديثاً من صحيح البخاري دراسة أسانيدها وشرح‬
‫متوهنا" للعالمة عبد احملسن العباد ‪ ،‬وكذا "عشرون حديثاً من صحيح مسلم" له ‪ ،‬و"دراسة حديث "نعر اهلل‬
‫مسع مقاليت ‪. ..‬روايةً ودرايةً" ‪،‬وشرح الدكتور ناصر العبودي لكتاب الصيام من "بلوغ املرام"‪ ،‬وكتاب "الفوائد‬
‫ْامرءاً َ‬
‫املنتقاة من حديث "مثل القائم على حدود اهلل" للشيخ لعبداآلخر محاد الغنيمي‪.‬‬
‫واآلخر مؤلفات أفردت باسم احلديث التحليلي ‪ ،‬وقد كتب بععها مقررات يف بعض اجلامعات مثل‬
‫"حديث حتليلي" تأليف د ‪ .‬طارق حممد الطواري(‪، )8‬وحماضرات يف احلديث التحليلي للدكتور أيب يكريا حيىي‬
‫سعيدي ‪ ،‬واحلديث التحليلي للدكتور العليمي(‪ ،)9‬وقد اعتمده قسم الدراسات اإلسالمية جبامعة اإلمارات ‪،‬‬
‫وحماضرات يف احلديث التحليلي لألستاذ الدكتور أيب لبابة الطاهر حسني‪.‬‬
‫وسيأيت الكالم على بععها يف املبحث الثالث إن شاء اهلل‪.‬‬

‫(‪ )8‬مل يطبع وهو منشور على الشبكة‪.‬‬


‫(‪ )9‬مل أقف عليه‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المبحث الثاني‬

‫جوانب دراسة الحديث التحليلي‬

‫إن إدراك حاجة األمة وأهم ما ينفعها من أبري مظاهر فقه الناظر والكاتب‪ ،‬ورأس ذلك أن يتناول من‬
‫السنة األحاديث اليت تعاجل أمراً عقدياً أو فقهياً أو سلوكياً أو تربوياً أو متيز ذلك؛ وألمهية االعتقاد وكون املسلم‬
‫حباجة إىل ترسيخ اإلميان باهلل وسائر جوانب اإلميان‪ ،‬مع العناية مبعرفة األحكام الشرعية من حالل وحرام‬
‫واستحباب وكراهة وإباحة‪ ،‬مع معرفة اآلداب الفاضلة واألخالق احلسنة ليعمل هبا ويقتدى هبا‪ ،‬وملعرفة رذائل‬
‫األخالق ومساوئها لتجتنب ولينهى عنها‪ ،‬كما أن العناية بالسنة يف اجلوانب الوربوية من األمور املهمة يف هذا‬
‫خصوصا بعد جلوء طائفة من املسلمني اليوم إىل تربية الغرب وغفلتهم عن إمام املربني وسيد املرسلني صلى‬
‫ً‬ ‫العصر‬
‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫وإن السنة النبوية فيها من اجلوانب الوربوية ألمة اإلسالم بل للبشرية مجعاء ؛قال تعاىل ‪ { :‬هو الذي‬
‫بعث يف األميني رسوالً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب واحلكمة وإن كانوا من قبل لفي ضالل‬
‫مبني } ( اجلمعة ‪.)2:‬‬
‫وعلى الباحث أن يعىن بالوقوف على املؤلفات اخلاصة باحلديث املراد تناوله حتليليًا ‪ -‬إن وجدت ‪، -‬‬
‫وهذا مما يعينه يف حبثه ‪ ،‬وليستفيد من جهود من سبقه مع نسبة الفعل ألهله‪ ،‬ولكي تتعح له إمكانية اإلضافة‬
‫يف اجاله‪ ،‬وإال اختار حديثاً آخر ‪ ،‬كما عليه أن يذكر املؤلفات والبحوث املتعلقة باحلديث‪.‬‬
‫وحيتاج الباحث يف دراسة احلديث التحليلي إىل عدة جوانب لينطلق يف دراسة احلديث دراسة حتليلية‪ ،‬تتناول‬
‫اإلسناد واملنت‪ ،‬ولذا أقسمها هبذا االعتبار‪:‬‬

‫جوانب دراسة اإلسناد‪:‬‬

‫‪ -1‬تخريج الحديث وجمع طرقه‪:‬‬


‫على الباحث أن خيتار أوالً احلديث الصحيح أو احملتج به‪ ،‬مث خيرج احلديث من املصادر األصلية جبمع‬
‫األلفاظ اليت روي فيها احلديث؛ وألهنا تساعد على فقه احلديث والتأليف بني املتعارضات إن وجدت‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫واملقصود من التخريج من مصادره األساسية املسندة ‪ ،‬وال يلجأ الباحث إىل التخرج من غري املصادر‬
‫األصلية ككتب اجلوامع احلديثية والزوائد وحنوها ‪ ،‬إال ألمر عارض أو فائدة ما كفقد األصول ‪ ،‬أو التثبت من‬
‫إخراج احلديث من كتاب ما‪.‬‬
‫وعلى الباحث أن ي بَ َّني درجة احلديث بذكر من صححه أو حسنه من العلماء إن كان احلديث خارج‬
‫الصحيحني‪ ،‬وأما النظر يف احلديث الععيف وشديد الععف وجعله هدفًا يف احلديث التحليلي فليس مبقصود إذ‬
‫هذا النوع ليس حبجة ال يف العقيدة وال يف األحكام إال يف دراسة نقدية لغرض التنبيه على عدم صحة ما جاء يف‬
‫موضوع معني‪.‬‬
‫وقد يستهدف حديثاً شهرياً غري صحيح لبيان نكارته‪ ،‬وكما قد يتوسع أحيانًا يف شرح الععيف يف بعض‬
‫الشروح جريًا على الغالب ‪ ،‬أو الحتمال أنه قد يصح من وجه ما ‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫وألمهية مجع طرق احلديث هذه ن بَذ من كالم اجلهابذة تدل على أمهيته‪:‬‬
‫وجها ما عقلناه(‪. )10‬‬
‫قال اإلمام حيىي بن معني ‪ :‬لو مل نكتب احلديث من ياليني ً‬
‫بععا"(‪. )11‬‬
‫وقال اإلمام أمحد ‪" :‬احلديث إذا مل جتمع طرقه مل تفهمه ‪ ،‬واحلديث يفسر بععه ً‬
‫وقال إبراهيم بن سعيد اجلوهري ‪" :‬احلديث إذا مل يكن عندي من مائة وجه أعد فيه نفسي يتيما"(‪)12‬‬
‫‪.‬‬
‫قال ابن حزم " تأليف كالم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وضم بععه إىل بعض‪ ،‬واألخذ جبميعه فرض ال‬
‫حيل سواه (‪." )13‬‬
‫قال القاضي عياض رمحه اهلل‪" :‬احلديث حيكم بععه على بعض‪ ،‬ويبني مفسره مشكله"‪.‬‬
‫وقال يف موضع آخر‪" :‬فاحلديث يفسر بععه بععا‪ ،‬ويرفع مفسره اإلشكال عن اجمله ومتشاهبه"‪.‬‬
‫وقال عند شرح حديث‪" :‬وقد جاء مفسراً يف احلديث مبا ال حيتاج إىل غريه" (‪.)14‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد‪" :‬احلديث إذا اجتمعت طرقه فسر بععها بععاً" (‪.)15‬‬
‫وقال العراقي‪ " :‬والروايات يفسر بععها بععاً ‪ ،‬واحلديث إذا مجعت طرقه تبني املراد منه‪.)16("،‬‬

‫(‪ )10‬اجلامع ألخالق الراوي وآداب السامع (‪.)273/1‬‬


‫(‪)11‬اجلامع ألخالق الراوي وآداب السامع (‪.)273/1‬‬
‫(‪ )12‬تاريخ بغداد (‪ ، )94/6‬وسري أعالم النبالء (‪. )153/12‬‬
‫(‪ )13‬احمللى (‪)343/3‬‬
‫(‪ )14‬من "منهجية فقه احلديث عند القاضي عياض يف إكمال املعلم بفوائد مسلم"‪.‬‬
‫(‪)15‬إحكام األحكام (‪)117/1‬‬
‫‪11‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫(‪)17‬‬
‫‪ ،‬مثل"جزء‬ ‫وهلذا قد اعتىن علماء احلديث للتصنيف يف مجع طرق احلديث الواحد يف مصنف مستقل‬
‫يف طرق حديث الهراء بن عايب يف عذاب القهر" للدارقطين ‪ ،‬و"جزء يف الكالم على حديث البحر هو الطهور‬
‫ماؤه" البن عبداهلادي‪.‬‬

‫وإن جمع الطرق له فوائد عديدة في األسانيد والمتون ‪ ،‬وأبرزها فيما يتعلق باإلسناد ما يلي(‪:)18‬‬
‫‪ -1‬التصريح باألمساء املبهمة يف اإلسناد ‪ ،‬أو املنت ‪ :‬كحدينا فالن ‪ ،‬أو رجل ‪ ،‬أو فالن وغريه ‪ ،‬أو غري‬
‫واحد ‪ ،‬أو رأى رجال ‪ ،‬فتأيت الطرق األخرى فتعينه‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيني األمساء املهملة يف اإلسناد ‪ ،‬أو يف املنت ‪ :‬كأن يأيت يف طريق حممد من غري ذكر ما مييزه عن غريه‬
‫من احملديني ‪ ،‬ويكون يف مشايخ من رواه كذلك من يشاركه يف االسم ‪ ،‬فتأيت الطرق األخرى فتميزه‬
‫عن غريه‬
‫‪ -3‬متييز للمنت احملال به على املنت احملال عليه ‪ :‬كما وقع يف كتاب مسلم ‪ ،‬فإنه خيرج احلديث على لفظ‬
‫بعض الرواة ‪ ،‬وحييل بباقي ألفاظ الرواة على ذلك اللفظ الذي يورده فتارة يقول ‪ :‬مثله ‪ ،‬فيحمل‬
‫على أنه نظري سواء ‪ .‬وتارة يقول ‪ :‬حنوه أو معناه ‪ ،‬فتوجد بينهما خمالفة بالزيادة والنقص‪.‬‬
‫‪ -4‬تعيني اإلدراج يف اإلسناد ‪ ،‬أو يف املنت ‪ :‬إذ قد تأيت رواية فيها إدراج ‪ ،‬وهو ما كانت فيه ييادة ليست‬
‫منه ‪ ،‬فتأيت الطرق األخرى للرواية فتكشف اإلدراج‪.‬‬
‫‪ -5‬متييز رواية املختلط ‪ ،‬وبيان يمنها ‪،‬وذلك أن تكون الرواية عمن اختلط ومل يتبني هل مساع ذلك احلديث‬
‫يف هذه الرواية قبل االختالط أو بعده؟ فتبينه الطرق األخرى ‪ ،‬إما تصرحيا ‪ ،‬أو بأن يأيت عنه من‬
‫طريق من مل يسمع منه إال قبل االختالط‪.‬‬
‫‪ -6‬الوقوف على املتابعات والشواهد للحديث حصول القوة بكثرة الطرق احملتملة للتقوية‬
‫‪ -7‬الورجيح عند تعارص الروايات من خالل قرائن لذلك‪.‬‬
‫‪ -8‬حصول علو اإلسناد بقلة الوسائط يف بععها إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫(‪)16‬طرح التثريب (‪.)56 / 5‬‬


‫(‪ )17‬انظر كتاب ‪:‬التعريف مبا أفرد من األحاديث بالتصنيف" ليوسف بن حممد العتيق‪.‬‬
‫(‪ )18‬انظر "امل ْستَ ْخرجات نشأهتا وتطورها" ص ‪ ،41‬و"التأصيل ألصول التخريج (ص ‪.)62‬‬
‫‪12‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫ومن فوائد التخريج فيما يتعلق بالمتن ما يلي(‪:)19‬‬


‫‪ -9‬تفسري األلفاظ الغريبة وقد نص أهل العلم على أن أجود أو أوىل تفسري لأللفاظ الغريبة يف احلديث؛ ما‬
‫جاء مفسرا به يف بعض روايات احلديث‪.‬‬
‫‪ -11‬الوقوف على سب احلديث وقصته‪ ،‬وهذا له أير ال ينكر يف بيان معىن احلديث‪.‬‬
‫‪ -11‬الكشف عن املبهمات سواء أكانت يف اإلسناد أم يف املنت يف تسمية الصحايب‪.‬‬
‫تبيني ما أمجل‪ ،‬فقد يتصرف الراوي‪ ،‬فيختصر احلديث‪ ،‬أو بجمل يف رواية ويفصل يف أخرى‪.‬‬
‫‪-5‬الورجيح بني املعاين احملتملة يف الرواية‪.‬‬
‫‪ -6‬الوقوف على اجلزم يف حال كون الرواية على الشك‪.‬‬
‫‪ -7‬الورجيح يف حال الوردد من الراوي يف روايته‪.‬‬

‫‪-1‬الترجمة لرجال اإلسناد‪:‬‬


‫يورجم للصحايب املذكور يف احلديث مبا يوضح امسه ونسبه كنيته ‪ ،‬وأبري فعائله ومناقبه‪ ،‬ويرجع إىل‬
‫املراجع األصلية من خالل الكتب املؤلفة يف الصحابة مثل "االستيعاب مبعرفة األصحاب" البن عبدالهر‪ ،‬و"أسد‬
‫الغابة يف معرفة الصحابة" البن األيري‪ ،‬و"اإلصابة يف متييز الصحابة" البن حجر‪ ،‬والكتب املؤلفة للتعريف برجال‬
‫الكتب الستة ‪ :‬كتهذيب الكمال يف أمساء الرجال وملحقاته وبالرجوع خلالصة تذهيب الكمال للخزرجي‪ ،‬وفيما‬
‫خيص أحاديث كل را ٍو يراجع ما لكل واحد من العدد "تلقيح فهوم أهل األير" البن اجلويي فإنه نفيس‪.‬‬
‫عددا من شيوخه على أن‬‫وأما بقية الرواة فيذكر اسم الراوي ونسبه وما مييزه عن غريه‪ ،‬وكنيته‪ ،‬ونسبَه ‪ ،‬و ً‬
‫يكون من ذكر باإلسناد منهم ‪ ،‬وعدداً من تالميذه مع بيان منزلته من حيث القبول والرد بذكر األقوال يف اجلرح‬
‫والتعديل‪ ،‬وما ذكر من مناقبه وفعائله‪ ،‬ورحالته ‪ ،‬ووفاته يماناً ومكاناً‪ ،‬ليستفاد من هذه املعلومات يف استخراج‬
‫لطائف األسانيد‪ ،‬ويراجع يف ذلك كتب رجال الكتب الستة – إن كان من رواهتا_ وأمجعها هتذيب الكمال مع‬
‫االستفادة من "هتذيب التهذيب" فيما ياده واستدركه ابن حجر على شيخه املزي ‪،‬و"تقريب التهذيب"‬
‫و"الكاشف" للذهيب و"اخلالصة" للخزرجي ‪ ،‬ويستفاد من الثالية األخرية يف اخلالصة يف احلكم على الراوي جرحاً‬
‫وتعديالً‪.‬‬

‫(‪ )19‬مستفاد من "ضوابط مهمة حلسن فهم السنة" (ص ‪ ، )154‬وانظر"التأصيل ألصول التخريج (ص ‪.)62‬‬
‫‪13‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫‪ -2‬بيان لطائف األسانيد‬


‫واملقصود منها استخراج مباحث وفوائد علوم احلديث ومصطلحه من خالل ختريج احلديث ودراسة إسناده‬
‫ومتنه‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال بعد معرفة رواته وأحواهلم وأوصافهم‪ ،‬وفائدهتا أهنا متكن الناظر من التطبيق العملي‬
‫ملباحث املصطلح واإلشارات ألبري جوانبه‪.‬‬
‫ومن أبري من اعتىن بلطائف األسانيد النووي يف شرحه من العلماء السابقني اإلمام النووي – رمحه اهلل ‪ -‬يف‬
‫شرحه لصحيح مسلم(‪ ، )20‬واحلافظ ابن حجر العسقالين رمحه اهلل يف "فتح الباري"(‪ )21‬والعيين يف "عمدة‬
‫القاري شرح صحيح البخاري"(‪.)22‬‬

‫أمورا عديدة أذكر جملة (‪ )23‬منها ليكون الناظرة على بصيرة في ذلك ‪ ،‬وليزداد‬
‫وتتناول لطائف اإلسناد ً‬
‫من معرفتها‪:‬‬
‫‪ -1‬التنبيه على من أخرج حديث الراوي من أصحاب الكتب الستة أو غريهم‪.‬‬
‫‪ -2‬التنبيه على كون احلديث من رواية صحايب عن صحايب وهو كثري يف األحاديث ‪ ،‬أو يالية صحابة بععهم عن‬
‫جدا‪ ،‬وقد مجع النووي الرباعيات من الصحابة والتابعني يف أول‬
‫بعض‪ ،‬أو أربعة بععهم عن بعض وهو قليل ً‬
‫شرح صحيح مسلم بأسانيدها ومجل من طرقها‪)24( .‬‬
‫ض‪َ ،‬وه َو َكثِري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬التنبيه على كونه من رواية تابعي عن تابعي وقد ْبجتَ َمع يف حديث يََاليَة م ْن التَّابِع َ‬
‫ني بَ ْععه ْم َع ْن بَ ْع ٍ‬
‫يف ِيف ج ْزٍء لَه ‪َ ،‬وه َو َح ِديث أَِيب‬‫َّصنِ ِ‬
‫اخلَطيب بِالت ْ‬
‫س أَفْ رده ْ ِ‬ ‫ِ ٍ ٍِ ِ‬
‫اجتَ َم َع التَّابِعو َن ِيف َحديث َواحد ستَّة أَنْف ٍ َ َ‬
‫َوأَ ْكثَر َما ْ‬
‫أَيُّوب ِيف فَ ْ ِ ِ‬
‫ع ِل قَراءَة ق ْل ه َو اللَّه أ َ‬
‫َحد‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -4‬التنبيه على كون احلديث من رواية مدين أو مصري أو قرشي‪.‬‬
‫‪ -5‬التنبيه على سند احلديث هل فيه من املوايل ‪ ،‬وتبيان هل الراوي موىل من أعلى أم موىل من أسفل‪ ،‬ألن لفظة‬
‫(املوىل) من ألفاظ األضداد فتطلق على املعتِق واملعتَق‪ ،‬فاملعتِق الذي هو السيد هو املوىل من أعلى‪ ،‬واملعتَق‬

‫(‪)20‬شرح النووي على مسلم (‪ )77 / 1‬و(‪.)91 / 2‬‬


‫(‪)21‬فتح الباري (‪229 / 1‬ح ‪.) 131‬‬
‫(‪)22‬عمدة القاري (‪ )432 / 1‬و (‪.)494 / 6‬‬
‫(‪ )23‬استفدت كثريا من ينايا من شرح شيخنا العباد لعشرين حديثاً من صحيحي البخ اري ومس لم ‪ ،‬وينظ ر ه ذان‬
‫الكتابان للتدرب على املزيد يف ذلك‪.‬‬
‫(‪)24‬شرح النووي على مسلم (‪)63 / 1‬‬
‫‪14‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫الذي هو العبد هو املوىل من أسفل‪ ،‬ومثاله‪:‬نافع القرشي موالهم؛ ألن نافع أعتقه ابن عمر رضي اهلل عنهما‬
‫فهو موىل البن عمر‪ ،‬فابن عمر يسمى موىل‪ ،‬ونافع يسمى موىل‪ ،‬فابن عمر يسمى املعتِق وهو املوىل من‬
‫أعلى ‪،‬ونافع املعتَق وهو املوىل من أسفل ‪ ،‬والوالء يكون أيعاً بغري العتق‪ ،‬فيكون باحللف‪ ،‬ويكون بالدخول‬
‫يف اإلسالم(‪.)25‬‬
‫‪ -6‬التنبيه على صفة رواية احلديث عن النيب صلى اهلل عليه وسلم هل هي بالسماع أم بغريه‪.‬‬
‫‪ -7‬التنبيه على اهليئة اليت حصل فيها أداء احلديث من الرواة مما يدل على ضبطه وإتقانه‪.‬‬
‫‪ -8‬بيان من وصف بالتدليس من الرواة ومعرفة نوع التدليس ويبوته عنه ‪ ،‬وما إذا صرح باألخبار واألنباء يف‬
‫طرق أخرى‪.‬‬
‫‪ -9‬التنبيه على املتابعة القاصرة واملتابعة التامة يف الروايات‪.‬‬
‫‪ -11‬التنبيه على الكىن وهي من املهم يف هذا الفن كما قال احلافظ ابن حجر(‪ ، )26‬ومن الرواة من مسي‬
‫بالكنية وال اسم له غريها ‪ ،‬ومنهم من عرف بكنيته ومل يعرف له اسم أم ال‪ ،‬ومنهم لقب بكنية وله‬
‫غريها اسم وكنية‪،‬ومنهم من له كنيتان أو أكثر ‪ ،‬ومنهم من اختلف يف كنيته ‪ ،‬ومنهم من عرفت‬
‫كنيته واختلف يف امسه‪ ،‬ومنهم من اختلف فيهما ‪ ،‬ومنهم من عرف باالينني(‪.)27‬‬
‫‪ -11‬التنبيه على كون صحايب احلديث من العبادلة‪ ،‬وقد ذكر العراقي(‪ )28‬أن يف الصحابة ممن يسمى‬
‫عبد اهلل حنو يالمثائة رجل ‪ ،‬لكن اشتهر إطالق اسم العبادلة على أربعة منهم‪ :‬ابن عمر وابن عباس‬
‫وابن الزبري وابن عمرو بن العاص كذا ذكرهم أهل احلديث وغريهم‪.‬‬
‫‪ -11‬التنبيه على ألقاب احملديني كعبدان وهو لقب اشتهر به وامسه ‪ :‬عبد اهلل بن عثمان‪.‬‬
‫‪ -12‬التنبيه على األنساب كالزهري وهو حممد بن مسلم‪ ،‬وقد اشتهر هبذه النسبة‪ ،‬كما أنه اشتهر أيعاً‬
‫بالنسبة إىل جده شهاب فيطلق عليه كثرياً إما الزهري‪ ،‬وإما ابن شهاب‪.‬‬

‫(‪ )25‬انظر شرح سنن أيب داود للشيخ عبداحملسن العباد‪،‬حتت باب ما جاء يف صوم اإلينني واخلميس يف شرح حديث (إن أعمال‬
‫العباد تعرض يوم اإلينني ويوم اخلميس)‪.‬‬
‫(‪)26‬نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األير (ص ‪.)46‬‬
‫(‪)27‬التقريب والتيسري ملعرفة سنن البشري النذير يف أصول احلديث ‪)24 / 1( -‬‬
‫(‪)28‬املستفاد من مبهمات املنت واإلسناد ج‪ 3‬ص ‪.1276‬‬
‫‪15‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫‪ -13‬التنبيه إن كان يف سند احلديث رجل روى عنه را ٍو متقدم ورا ٍو متأخر‪ ،‬وهذا يعرف يف املصطلح‬
‫بالسابق والالحق وهو أن يشورك اينان يف الرواية عن شيخ أحدمها فوق الشيخ املروى عنه يف املرتبة‬
‫مع تباعد ما بني وفاتيهما أي الراويني عن الشيخ‪.‬‬
‫‪ -14‬رواية األبناء عن اآلباء وهو كثري‪.‬‬
‫‪ -15‬وعكسه رواية اآلباء عن األبناء ومها نوعان مهمان ‪ ،‬وفائدته األمن من ظن التحريف الناشىء عن‬
‫كون اإلبن أباً أو األب ابناً ‪،‬ويف ذلك مصنفات عدة(‪.)29‬‬
‫‪ -16‬كون اإلسناد مسلسل بصيغة من صيغ األداء كالعنعنعة أو التحديث‪ ،‬وقد قال احلافظ ابن حجر‬
‫يف خنبة الفكر‪" :‬وإن اتفق الرواة يف صيغ األداء أو غريها من احلاالت فهو املسلسل"‪.‬‬
‫‪ -17‬كون إسناد احلديث فيه إمام من أئمة احلديث من الذين وصفوا بأوصاف علية يف املدح كأمري‬
‫املؤمنني يف احلديث مثالً ‪ ،‬إذ وصف به سفيان الثوري وصفه بذلك شعبة وابن عيينة وأبو عاصم‬
‫وابن معني وغري واحد من العلماء كما يف "هتذيب التهذيب"(‪.)30‬‬
‫‪ -18‬التنبيه يف كون اإلسناد فيه رجل من املخعرمني‪ ،‬واملخعرمون هم الذين أدركوا اجلاهلية واإلسالم ومل‬
‫يروا النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهم معدودون يف كبار التابعني‪.‬‬
‫‪ -19‬التنبيه على من اشتهر بلقبه مثل األعمش‪ :‬سليمان بن مهران‪ ،‬كما اشتهر بامسه ومعرفة مثل ذلك‬
‫من األمور املهمة لئال يظن الواحد اينني إذا ذكر يف موضع باالسم ويف آخر باللقب‪.‬‬
‫‪ -21‬التنبيه على صيغ األداء اليت يف اإلسناد‪ ،‬مثل‪ :‬التحديث والسماع واإلخبار والعنعنة أو الوجادة‪.‬‬
‫‪ -21‬التنبيه إذا كان اإلسناد مشتمالً على السلسلة اليت وصفها العلماء بأهنا أصح األسانيد مثل رواية‬
‫مالك عن نافع عن ابن عمر‪ .‬ويقال هلا السلسلة الذهبية ‪.‬وينظر يف أصح األسانيد إىل الصحابة معرفة علوم‬
‫احلديث للحاكم(‪.)31‬‬

‫(‪ )29‬فتح املغيث (‪.)126 / 3‬‬


‫(‪ )30‬هتذيب التهذيب (‪.)115-113 / 4‬‬
‫(‪ )31‬ضمن النوع الثامن معرفة اجلرح والتعديل (ص‪)53‬‬
‫‪16‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫جوانب دراسة المتن‬

‫‪ -1‬معرفة غريب الحديث‪:‬‬


‫إن‪" :‬معرفة غريب احلديث فهن مهم ‪ ،‬يقبح جهله بأهل احلديث خاصة ‪ ،‬مث بأهل العلم عامة ‪ ،‬واخلوض فيه‬
‫ليس باهلني ‪ ،‬واخلائض فيه جدير بالتحري ‪ ،‬جدير بالتوقي"(‪. )32‬‬
‫وإن أبري ما يعني يف بيان الغريب وما احتاج إىل توضيح تفسري احلديث باحلديث‪ ،‬وقد بني الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬معاين بعض األلفاظ واملراد منها‪ ،‬كما يف حيث أيب هريرة أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬‬
‫س ِم ْن أ َّم ِىت يَأْتِى يَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة‬ ‫أَتَ ْدرو َن ما الْم ْفلِس »‪ .‬قَالوا الْم ْفلِس فِينا من الَ ِدرهم لَه والَ متاع‪ .‬فَ َق َ ِ َّ ِ‬
‫ال « إن الْم ْفل َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ب َه َذا فَي ْعطَى َه َذا ِم ْن‬ ‫ضَر َ‬‫ك َد َم َه َذا َو َ‬ ‫ف َه َذا َوأَ َك َل َم َ‬
‫ال َه َذا َو َس َف َ‬ ‫صالَةٍ َو ِصيَ ٍام َوَيَك ٍاة َويَأْتِى قَ ْد َشتَ َم َه َذا َوقَ َذ َ‬
‫بَ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِح ِِف‬ ‫ت َعلَْيه مثَّ طر َ‬ ‫عى َما َعلَْيه أخ َذ م ْن َخطَايَاه ْم فَط ِر َح ْ‬ ‫ت َح َسنَاته قَ ْب َل أَ ْن ي ْق َ‬ ‫َح َسنَاته َوَه َذا م ْن َح َسنَاته فَِإ ْن فَنيَ ْ‬
‫النَّا ِر »(‪.)33‬‬
‫اجلَنَّةَ َم ْن َكا َن ِِف قَ ْلبِ ِه‬ ‫وكما يف حديث عبداهلل بن مسعود عن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬الَ يَ ْدخل ْ‬
‫ب‬ ‫مجيل ِحي ُّ‬ ‫ال «إِ َّن اللَّه َِ‬
‫َ‬ ‫ب أَ ْن يَكو َن يَ ْوبه َح َسنًا َونَ ْعله َح َسنَةً‪ .‬قَ َ‬ ‫الرج َل ِحي ُّ‬ ‫ال َرجل إِ َّن َّ‬ ‫ِمثْ َقال َذ َّرٍة ِم ْن كِ ٍْهر »‪ .‬قَ َ‬
‫َّاس »(‪.)34‬‬ ‫احلَ ِّق َو َغ ْمط الن ِ‬‫ال الْ ِكْب ر بَطَر ْ‬ ‫اجلَ َم َ‬
‫ْ‬
‫وميكننا االستفادة يف توضيح الغريب من خالل مجع املرويات ومراجعة كتب الشروح احلديثية‪.‬‬
‫ومن خالل الكتب املؤلفة يف غريب احلديث ‪ ،‬وهلا أمهية كبرية إذ سئل اإلمام أمحد بن حنبل – رمحه اهلل ‪ -‬عن‬
‫فإين أكره أ ْن أتكلَّم يف قول َرسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم – ِّ‬
‫بالظن‬ ‫أص َحاب الغَريب‪ِّ ،‬‬ ‫القطيعاء فقال ‪" :‬سلوا ْ‬
‫"(‪.)35‬‬
‫ومن أشهر املؤلفات يف غريب احلديث‪:‬‬
‫"غريب احلديث للهروي" ‪ ،‬و "غريب احلديث أليب إسحاق احلريب" ‪ ،‬و"غريب الصحيحني للحميدي " ‪،‬و‬
‫"غريب احلديث" البن اجلويي ‪ ،‬و"النهاية يف غريب احلديث" البن األيري ‪ ،‬وهو من أمجعها وأنفعها‪.‬‬
‫كما يستفاد يف شرح الغريب من املعاجم العربية وأشهرها‪:‬‬

‫(‪ )32‬مقدمة ابن الصالح (ص ‪.)397‬‬


‫(‪ )33‬رواه مسلم‪ :‬كتاب الهر والصلة واآلداب ‪ ،‬باب حترمي الظلم ( ‪ )2521‬وأمحد (‪437 / 14‬ح‪.)2242‬‬
‫(‪ )34‬رواه مسلم كتاب اإلميان ‪ ،‬باب حترمي الكهر وبيانه (ح‪.)91‬‬
‫الرا ِوي يف َش ْرح تَ ْقريب النَّواوي (‪.)126/2‬‬
‫(‪ )35‬مقدمة ابن الصالح ص ‪ ،159‬وتدريب َّ‬
‫‪17‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫"الصحاح" للجوهري‪ ،‬و"القاموس احمليط" للفريوي بادي‪ ،‬وشرحه "تاج العروس" للزبيدي‪ ،‬و"لسان العرب" البن‬
‫منظور‪ ،‬و"معجم مقاييس اللغة" البن فارس‪ ،‬و"احملكم" و"املخصص" البن سيده‪ ،‬و"هتذيب اللغة" لأليهري‪،‬‬
‫وا"ملعجم الوسيط" إلبراهيم أنيس وآخرين‪.‬‬

‫‪ -2‬معرفة أسباب ورود األحاديث‬


‫إن مما ال شك فيه أن " العلم بالسبب يؤدي إىل العلم باملسبب ‪ ،‬فقد ال ميكن معرفة تفسري احلديث دون‬
‫الوقوف على قصته وبيان وروده ‪ ،‬فبيان سببه طريق قوي يف فهم معاين احلديث"(‪،)36‬‬
‫وقال الشاطيب‪ ":‬أن معرفة السبب تساعد على معرفة املراد من النص"(‪.)37‬‬
‫ويف احلديث التايل يتجلى لنا أمهية معرفة أسباب ورود احلديث‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ -‬علَْي ِهم ُّ‬ ‫اب إِ َىل رس ِ‬ ‫ال جاء نَاس ِمن األ َْعر ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الصوف فَ َرأَى‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َع ْن َجرير بْ ِن َعْبد الله قَ َ َ َ‬
‫ك ِِف َو ْج ِه ِه ‪ -‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ال ‪ -‬مثَّ إِ َّن‬ ‫الص َدقَِة فَأَبْطَئوا َعْنه َح َّىت رئِ َى ذَل َ‬
‫َّاس َعلَى َّ‬ ‫ث الن َ‬ ‫اجة فَ َح َّ‬
‫َصابَْت ه ْم َح َ‬
‫سوءَ َحاهل ْم قَ ْد أ َ‬
‫ال َرسول اللَّ ِه ‪-‬صلى‬ ‫السرور ِِف َو ْج ِه ِه فَ َق َ‬
‫ف ُّ‬ ‫ِ ٍ‬
‫صا ِر َجاءَ بِصَّرةٍ م ْن َوِرق مثَّ َجاءَ َ‬
‫آخر مثَّ تَتَابَعوا َح َّىت ع ِر َ‬ ‫ِ‬
‫َرجالً م َن األَنْ َ‬
‫َج ِر َم ْن َع ِم َل ِهبَا َوالَ يَْن قص ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ب لَه مثْل أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل عليه وسلم‪َ « -‬م ْن َس َّن ِف ا ِإل ْسالَم سنَّ ًة َح َسنَةً فَعم َل هبَا بَ ْع َده كت َ‬
‫ب َعلَْي ِه ِمثْل ِوْيِر َم ْن َع ِم َل ِهبَا َوالَ يَْن قص ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫أجوره ْم َش ْىء َوَم ْن َس َّن ِف ا ِإل ْسالَم سنَّ ًة َسيِّئَةً فَعم َل هبَا بَ ْع َده كت َ‬
‫أ َْوَيا ِرِه ْم َش ْىء »(‪.)38‬‬
‫وذلك أننا نستفيد من هذا احلديث أن قول الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ « -‬م ْن َس َّن ِِف ا ِإل ْسالَِم سنَّةً َح َسنَةً‬
‫َج ِر َم ْن َع ِم َل ِهبَا َوالَ يَْن قص ِم ْن أجوِرِه ْم َش ْىء » إمنا هو فيمن صنع شيئا له أصل‬ ‫ِ‬
‫ب لَه مثْل أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَعم َل هبَا بَ ْع َده كت َ‬
‫يف الشرع ‪ ،‬وال يشمل ما ال أصل له يف الشرع ‪ ،‬ألنه يدخل عندئذ يف اإلحداث يف الدين وهو حمذور‪.‬‬
‫ومن املؤلفات يف أسباب ورود احلديث‪" :‬البيان والتعريف يف أسباب ورود احلديث الشريف" البن محزة‬
‫الدمشقي ‪،‬و "أسباب النزول للواحدي"‪ ،‬و"اللمع يف أسباب ورود احلديث" للسيوطي‪.‬‬

‫(‪ )36‬منهج ذوي النظر (ص ‪.)211‬‬


‫(‪)37‬املوافقات (‪.)199 / 2‬‬
‫ََو ضاللة (ح‪.) 1317‬‬
‫ومن دعا إىل هدى أ َ‬
‫(‪)38‬صحيح مسلم ‪ :‬كتاب العلم ‪ ،‬باب م ْن َسن سنَّة حسنة أَو َسيِّئة ْ‬
‫‪12‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫‪-3‬الشرح اإلجمالي للحديث‪:‬‬


‫شرحا اجمالً يبني فيه املعىن العام للحديث‪ ،‬وما‬
‫إن من متطلبات احلديث التحليلي العناية بشرح احلديث ً‬
‫يدور حوله‪ ،‬وهذا أمر قد اعتىن العلماء به عناية كبرية‪ ،‬ومن أقوال أئمتنا يف أمهية فقه احلديث وفهمه وتفسريه‪.‬‬
‫قال علي بن خشرم رمحه اهلل‪" :‬كنا يف اجلس سفيان بن عيينة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أصحاب احلديث تعلموا فقه‬
‫احلديث حىت ال يقهركم أصحاب الرأي"(‪.)39‬‬
‫وقال سفيان الثوري رمحه اهلل‪" :‬تفسري احلديث خري من مساعه"(‪)40‬‬
‫وقال علي بن املديين رمحه اهلل‪" :‬التفقه يف معاين احلديث نصف العلم‪ ،‬ومعرفة الرجال نصف العلم"‪.)41(.‬‬
‫وقال اإلمام أبو جعفر الطحاوي ‪" :‬والواجب على ذوي اللب أن يعقلوا عن رسول اهلل ‪ ‬ما خياطب به‬
‫أمته ‪ ،‬فإنه إمنا خياطبهم به ليوقفهم على حدود دينهم ‪ ،‬وعلى اآلداب اليت يستعملوهنا فيه ‪ ،‬وعلى األحكام اليت‬
‫حيكمون هبا فيه ‪ ،‬وأن يعلم أنه ال تعاد فيها ‪ ،‬وأن كل معىن منها خياطبهم به خيالف لفظه فيه األلفاظ اليت قد‬
‫كان خاطبهم فيما قبله من جنس ذلك املعىن ‪ ،‬وأن يطلبوا ما يف كل واحد من ذينك املعنيني إذا وقع يف قلوهبم‬
‫تعادا أو خالفًا ‪ ،‬فإهنم بجدونه خبالف ما ظنوه فيه ‪ ،‬وإن خفي ذلك على بععهم ؛ فإمنا هو لتقصري‬ ‫أن يف ذلك ً‬
‫علمه عنه ‪ ،‬ال ألن فيه ما ظنه تعاداً أو خالفاً ‪ ،‬ألن ما تواله اهلل خبالف ذلك"(‪.)42‬‬
‫لذا على الباحث أن يستفيد من كتب الشروح احلديثية ؛ وينهل من علومهم وفهمهم السليم‪ ،‬لكي ال يفسر‬
‫احلديث ويشرحه على غري املعىن املراد‪ ،‬ولكي يعطي القارئ الثقة بصحة املعلومة يف إحالته لكالم العلماء‬
‫وفهمهم‪.‬‬
‫تعم الفائدة والنفع‪ ،‬وعليه أن حيذر‬
‫وعليه أن يتأمل شرح كل حديث يبحث فيه ويدرسه دراسة حتليلية ‪ ،‬لكي ّ‬
‫من املسائل اليت ال تستنبط من احلديث‪ ،‬وقد عد ابن دقيق العيد ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬من مقاصده يف شرح اإلملام‪:‬‬
‫اإلعراض عما فعله كثري من الشارحني من إيراد مسائل ال تستنبط من ألفاظ احلديث‪ ،‬كمن يأيت إىل حديث يدل‬
‫على جواي املسح على اخلفني‪ ،‬أو االستنشاق أو الظهار أو اإليالء مثالً فيأيت مبسائل ذلك الباب من غري أن‬
‫تكون مستنبطة من احلديث الذي يتكلم عليه‪ ،‬وإن أمكن فبطريق مستبعد"‪.)43(.‬‬

‫(‪)39‬معرفة علوم احلديث للحاكم (ص‪.)66‬‬


‫(‪)40‬أدب اإلمالء واالستمالء(ص‪..)135‬‬
‫(‪)41‬سري أعالم النبالء (‪.)42/11‬‬
‫(‪)42‬مشكل اآليار (‪. )159/1‬‬
‫(‪)43‬شرح اإلملام (‪)25/1‬‬
‫‪19‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫وهذه طائفة من كتب الشروح ليستفاد منها‪:‬‬


‫شروح صحيح البخاري‪" :‬أعالم احلديث" للخطايب‪" ،‬التوضيح بشرح اجلامع الصحيح" البن امللقن ‪" ،‬فتح الباري‬
‫شرح صحيح البخاري" البن رجب‪" ،‬فتح الباري" البن حجر‪" ،‬إرشاد الساري شرح صحيح البخاري"‬
‫للقسطالين‪" ،‬الكوكب الدراري يف شرح صحيح البخاري" للكرماين ‪" ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري"‬
‫للعيين‪" ،‬فيض الباري على صحيح البخاري" حملمد بن أنور الكشمريي‪" ،‬عون الباري" لصديق حسن القنوجي‪،‬‬
‫وغريها‪.‬‬
‫شروح صحيح مسلم‪" :‬املعلم بفوائد مسلم" للمايري‪" ،‬إكمال املعلم بفوائد مسلم" للقاضي عياض‪" ،‬املفهم‬
‫شرح صحيح مسلم" للقرطيب‪ ،‬شرح النووي‪" :‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج"‪" ،‬شرح األيب على مسلم"‪،‬‬
‫"فتح امللهم بشرح صحيح مسلم" لشبري بن أمحد العثماين‪" ،‬تكملة فتح امللهم" حملمد تقي العثماين‪.‬‬
‫شروح سنن أيب داود‪" :‬معامل السنن" للخطايب‪" ،‬هتذيب السنن" البن القيم‪" ،‬شرح ابن رسالن"‪" ،‬شرح بدر‬
‫الدين العيين" للسنن‪" ،‬عون املعبود وهناية املقصود" للعظيم أبادي‪" ،‬بذل اجملهود يف حل أيب داود" خلليل بن أمحد‬
‫السهارنبوري‪" ،‬املنهل العذب املورود يف شرح سنن أيب داود" حملمود خطاب السبكي‪ ،‬وتكملته "فتح امللك‬
‫املعبود" ألمني حممد خطاب‪.‬‬
‫شروح سنن الورمذي‪" :‬عارضة األحوذي" البن العريب‪" ،‬والنفخ الشذي" البن سيد الناس‪ ،‬وتكملته للعراقي‪،‬‬
‫و"قوت املغتذي" للسيوطي‪ ،‬و"حتفة األحوذي" للمباركفوري‪.‬‬
‫شروح سنن النسائي‪" :‬حاشية السيوطي على السنن"‪ ،‬و"حاشية السندي"‪ ،‬و"شرح الشيخ حممد املختار‬
‫الشنقيطي عليه"‪ ،‬و"شرح حممد األييويب"‪ ،‬و"التعليقات السلفية على سنن النسائي لشيخنا حممد عطاء اهلل‬
‫حنيف"‪.‬‬
‫شروح سنن ابن ماجه‪" :‬حاشية للسيوطي عليه"‪ ،‬و"حاشية السندي"‪ ،‬و"شرح مغلطاي"‪ ،‬و"اجناي احلاجة"‬
‫للشيخ حممد على جانباي‪.‬‬
‫شروح املوطأ‪ :‬وأعظمها "التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد" و"االستذكار" البن عبدالهر‪ ،‬و"شرح‬
‫الزرقاين" للموطأ‪" ،‬وأوجز املسالك" للكاندهلوي‪.‬‬
‫كما ينبغي الرجوع إىل الشروح املعاصرة للعلماء ابن باي واأللباين وابن عثيمني وعطية سامل ‪-‬رمحهم اهلل‬
‫أمجعني‪ -‬وغريهم لشروح كتب السنة وشروح "رياض الصاحلني"‪ ،‬و"بلوغ املرام" و"عمدة األحكام" و"األربعني‬
‫النووية" ‪ ،‬لالستفادة منها وخاصة يف املسائل املعاصرة ‪ ،‬وفيما يستفاد من احلديث‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫‪ -3‬إبراز األحكام الفقهية من الحديث‪:‬‬


‫إن الفقه يف نصوص الوحيني حيتاج إىل علم باملباحث األصولية كاملطلق واملقيد ‪ ،‬والعام واخلاص من أحاديث‬
‫رسول اهلل ‪ ،‬وهي من العوابط املهمة لفهم السنة النبوية‪.‬‬
‫ويراعى يف ذكر األحكام الفقهية املستمدة من احلديث ما كان اجم ًعا عليه‪ ،‬وتوييق ذلك من الكتب املؤلفة‬
‫يف معرفة املسائل اجملمع عليها‪ ،‬ككتاب "اإلمجاع" و"األشراف" و"األوسط" البن املنذر و"مراتب اإلمجاع" البن‬
‫حزم‪ ،‬و"اإلفصاح" البن هبرية‪ ،‬و"موسوعة اإلمجاع يف الفقه اإلسالمي" لسعدي أوجيب ‪ ،‬ومن خالل النص على‬
‫اإلمجاع يف كتب الفقه املعتمدة وشروح احلديث‪.‬‬
‫وأما ما كان خمتل ًفا فيه من املسائل الفقهية فوراجع من مظاهنا يف كتب الفقه يف املذاهب املتبوعة‪.‬‬
‫ففي املذهب احلنفي‪ :‬تراجع "اهلداية" للمرغيناين و"فتح القدير" البن اهلمام‪ ،‬و"املبسوط" للسرخسي‪ ،‬و"اجلامع‬
‫الصغري" حملمد بن احلسن الشيباين‪ ،‬و"حاشية رد املختار" البن عابدين‪ ،‬و"شرح كتاب السري الكبري" للسرخسي‪.‬‬
‫ويف املذهب املالكي‪" :‬املدونة" ملالك بن أنس‪ ،‬و"التمهيد" و"االستذكار" و"الكايف يف فقه أهل املدينة" البن عبد‬
‫الهر‪ ،‬و"بداية اجملتهد وهناية املقتصد" البن رشد احلفيد‪ ،‬و"خمتصر خليل" وشروحه ك "اجلواهر اإلكليل" لأليهري‪.‬‬
‫ويف املذهب الشافعي‪" :‬األم" للشافعي‪ ،‬و"املهذب" أليب إسحاق الشريايي‪ ،‬وشرحه "اجملموع" لإلمام النووي‬
‫وغريه‪ ،‬و"روضة الطالبني" للنووي‪.‬‬
‫ويف املذهب احلنبلي‪:‬‬
‫"عمدة الفقه" و"الكايف" و"املقنع" و"املغين" البن قدامة املقدسي و"الشرح الكبري" ملوفق الدين و"اإلنصاف يف‬
‫معرفة الراجح من اخلالف" للمرداوي ‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫ويف كتب الفقه املقارن يرجع إىل "احمللى" البن حزم و"املغين" و"بداية اجملتهد" البن رشد‪.‬‬
‫ويف كتب الفقه املقارن احلديثة واملسائل املعاصرة يرجع إىل‪:‬‬
‫"فتاوى اجملمع الفقهي"‪ ،‬و"فتاوى اللجنة الدائمة"‪ .‬و"حبوث وفتاوى هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية"‬
‫و"املوسوعة الفقهية الكويتية" ‪ ،‬و"موسوعة الفقه اإلسالمي" للدكتور وهيب الزحيلي‪ ،‬وفتاوى األئمة الكبار‪:‬ابن باي‬
‫واأللباين وابن عثيمني وغريهم‪.‬‬
‫وحتتاج فقه احلديث إىل مراجعة املصنفات يف خمتلف احلديث ‪ ،‬مع أن نصوص القرآن والسنة الصحيحة ال‬
‫تعارض بينها يف احلقيقة‪ ،‬وألن السنة النبوية وحي من اهلل { وما ينطق عن اهلوى ‪.‬إن هو إال وحي يوحى}‪،‬‬
‫تكفل اهلل حبفظها؛ ألن اهلل يقول‪ { :‬إنا حنن نزلنا الذكر وإنا له حلافظون} والسنة هي املبينة لذكر اهلل‪ ،‬كما قال‬
‫‪21‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫تعاىل‪ { :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبني للناس ما نزل عليهم ‪ .}..‬قال اهلل تبارك وتعاىل‪  :‬أَفَ َال يَتَ َدبَّرو َن الْق ْرآ َن َولَ ْو‬
‫كثِريا ‪[ ‬النساء ‪. ]82 :‬‬ ‫َكا َن ِمن ِعْن ِد َغ ِري اللَّ ِه لَوجدوا فِ ِيه ِ‬
‫اخت َالفًا َ ً‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ومن املصادر املهمة يف خمتلف احلديث "مشكل اآليار" للطحاوي‪ ،‬و "تأويل خمتلف احلديث" البن قتيبة‪.‬‬
‫كما حنتاج إىل معرفة الناسخ واملنسوخ من احلديث ‪ ،‬ومن النصوص الدالة على أمهية معرفة هذا العلم ‪ :‬أن‬
‫علياً ‪ ‬مر بقاص يقص ‪ ،‬فقال ‪" :‬هل علمت الناسخ واملنسوخ "؟ قال ‪":‬ال" ‪ ،‬قال ‪ ":‬هلكت وأهلكت"‬
‫(‪. )44‬‬
‫وقال القرطيب رمحه اهلل تعاىل ‪" :‬معرفة علم الناسخ واملنسوخ ركن عظيم ‪ ،‬ال يستغين عن معرفته العلماء ‪ ،‬وال‬
‫ينكره إال اجلهلة األغبياء ؛ ملا يورتب عليه من معرفة احلالل واحلرام"(‪. )45‬‬
‫وقال ابن حزم رمحه اهلل تعاىل ‪ " :‬ال بجوي ملسلم يؤمن باهلل وباليوم اآلخر أن يقول يف شيء من القرآن والسنة‬
‫‪ :‬هذا منسوخ إال بيقني "(‪.)46‬‬
‫ويقول اإلمام احلايمي رمحه اهلل عن علم الناسخ واملنسوخ‪ " :‬هو علم جليل ذو غور وغموض دارت فيه‬
‫الرؤوس وتاهت يف الكشف عن مكنونه النفوس ‪،‬وقد توهم بعض من مل حيظ من معرفة اآليار إال بآيار ومل حيصل‬
‫من طريق األخبار إال إخبار أن اخلطب فيه جلل يسري واحملصول منه قليل غري كثري ‪ ،‬ومن أمعن النظر يف اختالف‬
‫الصحابة يف األحكام املنقولة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم اتعح له ما قلناه"‪.‬‬
‫مث ذكر آيارا عن السلف يف أمهية هذا العلم‪ ،‬منها قول الزهري رمحه اهلل "أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا‬
‫ناسخ حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من منسوخه" مث قال "أال ترى الزهري وهو أحد من انتهى إليه علم‬
‫الصحابة وعليه مدار حديث احلجاي وهو القائل "مل يدون هذا العلم أحد قبلي تدويين" وكان إليه املرجع يف‬
‫احلديث وعليه املعول يف الفتيا‪ ،‬كيف استعظم هذا الشأن خمهرا عن فقهاء األمصار ‪.)47(" ."..‬‬
‫ومن الكتب اليت يستعان هبا ملعرفة املنسوخ من األحاديث "ناسخ احلديث و منسوخه" أليب بكر األيرم‬
‫‪،‬و"ناسخ احلديث ومنسوخه" البن شاهني ‪،‬و"االعتبار يف الناسخ واملنسوخ يف احلديث" للحايمي اهلمذاين ‪،‬‬
‫و"إعالم العامل بعد رسوخه حبقائق ناسخ احلديث ومنسوخه" البن اجلويي‪،‬و"رسوخ األحبار يف منسوخ األخبار‬
‫لإلمام اجلعهري"‪.‬‬

‫(‪ )44‬رواه القاسم بن سالم اهلروي يف "الناسخ واملنسوخ" (ص ‪ ، )4‬والبيهقي يف السنن الكهرى (‪. )117/13‬‬
‫(‪ )45‬اجلامع ألحكام القرآن (‪. )333/3‬‬
‫(‪ )46‬اإلحكام يف أصول األحكام (‪. )452/1‬‬
‫(‪)47‬االعتبار يف الناسخ واملنسوخ يف احلديث ص ‪3‬‬
‫‪22‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫‪-4‬التنبيه على المسائل العقدية‪:‬‬


‫إن العقيدة هي األصل األول الذي بجب أن يعتىن به وينبه عليه‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل خلامت أنبيائه ورسله‪ :‬‬
‫ِ ِ‬
‫وحي إِلَْي ِه أَنَّه ال إِلَهَ إَِّال أَنَا فَ ْ‬
‫اعبد ِ‬
‫ون‪[ ‬األنبياء‪.]25:‬‬ ‫ول إَِّال ن ِ‬
‫ك ِمن رس ٍ‬
‫َوَما أ َْر َس ْلنَا م ْن قَ ْبل َ ْ َ‬
‫نوح عليه السالم‪ :‬ولقد أرسلنا نوحاً إىل قومه إين لكم نذير مبني‪ ،‬أال تعبدوا إال اهلل‬
‫وقال اهلل تعاىل عن نبيه ٍ‬
‫يوم أليم‪[ ‬هود ‪.]26،25:‬‬ ‫إين أخاف عليكم عذاب ٍ‬
‫لذا ينبغي أن حيرص يف دراسة احلديث التحليلي على اختيار األحاديث العقدية مع التنبيه يف غريها على‬
‫اجلوانب العقدية املتعلقة بتوحيد اهلل سبحانه‪ ،‬وما بجب اعتقاده ‪ ،‬مع بيان الشرك وخطره والتحذير منه‪ ،‬مع احلث‬
‫على اتباع السنة والنهي عن االبتداع ‪،‬كما حيسن التنبيه على األخطاء والتصورات املعاصرة املخالفة للشرع خالل‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪-5‬التنبيه على اإلعراب والجوانب البالغية‪:‬‬


‫يعرب من احلديث اللفظ الذي يتوقف عليه بيان معىن وأما التوسع يف ذلك فال ‪،‬وقد قال الصدر‬
‫القونوي(‪ )48‬رمحه اهلل‪" :‬غالب من يتكلم على األحاديث إمنا يتكلم عليها من جهة إعراهبا واملفهوم من ظاهرها‪،‬‬
‫مبا ال خيفى على من له أدىن مسكة يف العربية؛ وليس يف ذلك كبري فعيلة وال مزيد فائدة؛ إمنا الشأن يف معرفة‬
‫مقصوده صلى اهلل عليه وسلم وبيان ما تعمنه كالمه من احلكم واألسرار(‪ )49‬بياناً تععده أصول الشريعة‪،‬‬
‫وتشهد بصحته العقول السليمة‪ ،‬وما سوى ذلك ليس من الشرح يف شيء"‪.‬‬
‫وقال ابن السكيت يعقوب بن إسحاق رمحه اهلل‪" :‬خذ من النحو ما تقيم به الكالم فقط ودع‬
‫الغوامض"(‪.)50‬‬
‫وأما البالغة يف حديث رسول صلى اهلل عليه وسلم فيقول اجلاحظ فيها ‪ " :‬مل يسمع الناس بكالم قط أعم‬
‫نفعاً‪،‬وال أصدق لفظاً ‪،‬وال أعدل ويناً ‪،‬وال أمجل مذهباً ‪،‬وال أكرم مطلباً ‪،‬وال أحسن موقعاً ‪،‬وال أسهل خمرجاً وال‬
‫أفصح عن معناه ‪،‬وال أبني عن فحواه من كالمه ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪..)51("-‬‬

‫(‪ )48‬هو إمساعيل وهيب بن حممد بن مصطفى القونوي عصام الدين أبو الفداء احلنفي ‪ ،‬تويف عام‪ 1195‬ه هدية العارفني (‪/ 1‬‬
‫‪.)119‬‬
‫(‪ )49‬ليس يف الشريعة أسرار ‪ ،‬وإمنا قد ختفى حكم كثرية على العباد‪ ،‬واملسلم مأمور باالنقياد هلل ولرسوله ‪ ،‬سواء عرفنا احلكمة أم‬
‫مل تعرفها‪.‬‬
‫(‪)50‬فيض القدير (‪.)2/1‬‬
‫(‪)51‬البيان والتبيني (ص ‪.)221‬‬
‫‪23‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫ولقد وصف الرافعي كالمه ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬من الناحية البيانية بأنه‪" :‬حسن املع ِرض‪ِّ ،‬بني اجلملة‬
‫‪،‬واضح التفصيل ‪،‬ظاهر احلدود‪،‬جيد الرصف‪،‬متمكن املعىن ‪،‬واسع احليلة يف تصريفه ‪،‬بديع اإلشارة ‪،‬غريب‬
‫اللمحة‪ ،‬ناصع البيان‪ ،‬مث ال ترى فيه إحالة وال استكراهاً‪ ،‬وال ترى اضطراباً‪ ،‬وال خطالً ‪ ،‬وال استعانة من عجز‪،‬‬
‫وال توسعاً من ضيق‪ ،‬وال ضعفاً يف وجه من الوجوه "(‪.)52‬‬

‫‪ -7‬إبراز الفوائد المستخرجة من الحديث‪:‬‬


‫فن عظيم القدر ‪ ،‬ولكنه بجب أن يكون يف إطار النص الشرعي‪ ،‬كما أن فهم النصوص‬ ‫إن االستنباط ّ‬
‫بجب أن يكون وفق فهم سلف األمة وهو أمر اليم؛ ألن ذلك اجليل صحب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولذا‬
‫حذر الشرع من خمالفة سبيلهم‪.‬‬
‫ني ن َولِِّه َما تَ َوَّىل‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قال اهلل تبارك وتعاىل‪َ :‬وَم ْن ي َشاقِ ِق َّ‬
‫الرس َ ِ‬
‫ني لَه ا ْهل َدى َويَتَّبِ ْع َغْي َر َسبِ ِيل الْم ْؤمن َ‬
‫ول م ْن بَ ْعد َما تَبَ َّ َ‬
‫ص ًريا ‪[ :‬النساء ‪.]116 ، 115 :‬‬ ‫تمِ‬ ‫ون ِ ِ‬
‫َّم َو َساءَ ْ َ‬
‫صله َج َهن َ‬‫َ ْ‬
‫وقال ابن أيب العز احلنفي رمحه اهلل تعاىل عن الصحابة ‪ " :‬ومن ال يسلك سبيلهم فإمنا يتكلم‬
‫برأيه"(‪. )53‬‬
‫وأكد رسول اهلل ‪ ‬بلزوم السري وفق هديهم بقوله‪":‬عليكم بسنيت وسنة اخللفاء الراشدين املهديني من‬
‫بعدي ‪ ،‬متسكوا هبا وععوا عليها بالنواجذ "(‪.)54‬‬
‫ويف أمهية فقه الصحابة وعلمهم قال األوياعي رمحه اهلل‪" :‬العلم ما جاء به أصحاب حممد صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فما كان غري ذلك فليس بعلم"(‪.)55‬‬
‫كما حيرص على شرح احلديث بكالم التابعني؛ لقرب وقتهم من يمن التشريع‪ ،‬وعرفه‪ ،‬وتلقوا مباشرة عن‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم أمور الدين‪ ،‬وقد كان الزهري رمحه اهلل يكتب كالم التابعني وخالفه صاحل ابن‬
‫كيسان مث ندم على تركه ذلك(‪.)56‬‬

‫(‪ )52‬إعجاي القرآن والبالغة النبوية"‪.‬‬


‫(‪ )53‬شرح العقيدة الطحاوية (ص ‪. )212‬‬
‫(‪)54‬رواه الورمذي‪ :‬كتاب العلم ‪ ،‬باب ماج اء يف األخ ذ بالس نة واجتن اب البدع ة (ح ‪ ، )2676‬واب ن ماج ه يف املقدم ة ‪ ،‬ب اب‬
‫اتب اع اخللغ اء الراش دين امله ديني (ح ‪ ، ) 42‬وأب و داود ‪:‬كت اب الس نة ‪،‬ب اب يف ل زوم الس نة (ح‪ ، )3966‬وأمح د (‪367 / 22‬‬
‫دارمي يف س ننه‪ :‬ب اب اتب اع الس نة (ح ‪ )95‬وغ ريهم ‪ ،‬وق د ص َّححه مج ع م ن العلم ِاء م نهم الع ياء املقدس ي‬
‫ح‪ )17142‬وال ُّ‬
‫واهلروي والبغوي واحلافظ ابن حجر وغريهم كما يف "سلسلة األحاديث الصحيحة (‪265 /6‬ح ‪.) 2735‬‬
‫(‪)55‬أخرجه ابن عبد الهر يف جامع بيان العلم و فعله (‪.)29/2‬‬
‫‪24‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫وقال ابن رجب‪":‬كان العلم والدين يتلقاه التابع عن املتبوع مساعاً‪ ،‬وتعلماً‪ ،‬وتأدباً‪ ،‬واقتداءً"‪.‬‬
‫قال ابن رجب ‪" :‬فافعل العلوم يف تفسري القرآن‪ ،‬ومعاين احلديث‪ ،‬والكالم يف احلالل واحلرام؛ ما كان مأيوراً‬
‫عن الصحابة والتابعني وتابعيهم إىل أن ينتهي إىل يمن أئمة اإلسالم املشهورين املقتدى هبم‪..)57( "...‬‬
‫ومن املصادر اليت تعىن بإيراد اآليار السلفية عن الصحابة ‪ ، ‬والتابعني رمحهم اهلل ‪" :‬مصنف عبد الرياق"‪،‬‬
‫و"مصنف ابن أيب شيبة"‪ ،‬و"املوطأ"لإلمام مالك‪ ،‬و"سنن سعيد بن منصور"‪ ،‬و"سنن الدارمي"‪ ،‬و"السنن الكهرى"‬
‫والسن الصغرى" للبيهقي ‪" ،‬و"شرح معاين اآليار للطحاوي"‪ ،‬و"احمللى البن حزم"‪.‬‬
‫كما أن صحيح البخاري حوى من خالل املعلقات اليت يذكرها يف صحيحه كماً من اآليار جندها موصولة‬
‫يف "تغليق التعليق" أو خالل شرح احلافظ ابن حجر هلا‪.‬‬
‫وإن مما يقوي امللكة يف إبراي الفوائد املستخرجة من احلديث كثرة مطالعة كتب الشروح مع االهتمام بكتابات‬
‫أصحاب اخلواطر‪ ،‬كابن القيم وابن اجلويي‪ ،‬مع العناية باملؤلفات املعاصرة يف اجلوانب الوربوية من أحاديث الرسول‬
‫الكرمي صلى اهلل عليه وسلم وسريته‪.‬‬
‫صلَّى اللَّه َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫س َكا َن النِ ُّ‬
‫َّيب َ‬ ‫وقد بلغ من دقة علمائنا يف االستنباط واستخراج الفوائد أن حديث أَنَ ٍ‬
‫ال‪ :‬يَا أَبَا ع َم ٍْري َما فَ َع َل‬‫َح ِسبه فَ ِطيماً َوَكا َن إِذَا َجاءَ قَ َ‬
‫ال أ ْ‬ ‫َّاس خلقاً َوَكا َن ِيل أَخ ي َقال لَه أَبو ع َم ٍْري قَ َ‬ ‫َح َس َن الن ِ‬‫أْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عح مثَّ يَقوم‬ ‫الصالََة َوه َو ِيف بَْيتنَا فَيَأْمر بِالْبِ َساط الَّذي َْحتتَه فَيكْنَس َوي ْن َ‬
‫عَر َّ‬ ‫النُّغَْي ر" ن غَر َكا َن يَْل َعب بِه فَرَّمبَا َح َ‬
‫صلِّي بِنَا(‪ ، )58‬قد استخرج منه اإلمام ابن القاص ستني وجهاً من وجوه الفقه وفنون األدب‬ ‫َونَقوم َخ ْل َفه فَي َ‬
‫ساقها احلافظ ابن حجر يف فنح الباري ملخصة ‪ ،‬مث أتبعها مبا تيسر له من الزوائد عليه(‪.)59‬‬

‫ومما ينبغي أن يحذر منه الشطط في الشرح‪ ،‬والتكلف في استخراج الفوائد مما ال يحتملها النص ‪ ،‬وإن‬
‫(‪)60‬‬
‫‪:‬‬ ‫أسباب االنحراف في فهم الحديث وشرحه واستخراج الفوائد منه تعود إلى األمور التالية‬
‫‪-1‬اخللل بفهم العربية وأساليبها‪.‬‬
‫‪-2‬التقصري يف تفسري النصوص‪.‬‬

‫(‪)56‬أخرجه اخلطيب يف تقييد العلم (ص ‪.)137 ، 136‬‬


‫(‪)57‬أخرجه ابن عبد الهر يف جامع بيان العلم (‪.)29/2‬‬
‫(‪ )58‬رواه البخاري‪ :‬كتاب األدب ‪ ،‬باب الكنية للصيب قبل أن يولد للرجل(ح‪.)6213‬‬
‫(‪ )59‬فتح الباري (‪.)584 / 11‬‬
‫(‪)60‬من كتاب "روافد حديثية"(ص ‪.)162‬‬
‫‪25‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫‪-3‬قصور النظر يف تتبع روايات احلديث نفسه أو يف أحاديث الباب‪.‬‬


‫‪-4‬التقصري يف معرفة سبب ورود احلديث‪.‬‬
‫‪-5‬االنصراف عن مراعاة سياق احلديث وسباقه وحلاقه‪.‬‬
‫‪-6‬االعتماد على الروايات الععيفة يف تفسري احلديث‪.‬‬
‫‪-7‬عدم مراعاة اهلدي العام للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومقاصد الشرع وعرفه‪.‬‬
‫‪ -8‬التقليد للغري دون تأمل أو تدبر‪.‬‬
‫‪ -9‬تقدمي العقل واملذهب على النص‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المبحث الثالث‬

‫نماذج من المؤلفات المعاصرة في الحديث التحليلي‬

‫ومن أبري املؤلفات املعاصرة اليت وقفت عليها واليت تندرج حتت احلديث التحليلي سواء أكانت صرحي ًة يف‬
‫عناوينها أم يف معامينها وحمتواها الكتب التالية‪:‬‬
‫(‪)61‬‬
‫تأليف د ‪ .‬طارق محمد الطواري‪ ،‬األستاذ بقسم التفسير والحديث بكلية‬ ‫‪ -1‬حديث تحليلي‬
‫الشريعة بجامعة الكويت‪.‬‬
‫والكتاب شرح ألحاديث مت اختيارها من صحيح البخاري ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬ومن أبواب شىت بلغ عدد أحاديثها‬
‫أربع ومخسون حديثا ‪،‬وغالبها مت اختيارها على أسس أن تنوع املعرفة للطالب اجلامعي حبيث يكون عنده نوع من‬
‫التنوع يف املعرفة والفهم هلذه األحاديث كما ذكر فعيلته‪.‬‬
‫وقد اهتم كما أبان فعيلة املؤلف يف مقدمته مبا يلي‪:‬‬
‫أوهلا ‪ :‬معرفة املعاين اللغوية الواردة يف احلديث واليت حتتاج لبيان‪.‬‬
‫يانياً ‪ :‬معرفة ما يتعلق باإلسناد من معرفة رجاله‪.‬‬
‫يالثاً ‪ :‬ذكر ما فيه من لطائف إسنادية مثل أن يكون مسلسالً‪ ،‬أو من رواية أبناء عن آباء وحنوها ‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬إذا كان هناك كالم يف احلديث ي بَ يِّنه وي بَ َّني ما فيه‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬يشرح احلديث ويبني ما فيه من أحكام فقهية‪ ،‬وطريقته فيها إذا كانت األحكام الفقهية كثرية فصلها‬
‫وبينها‪ ،‬وإن كانت قليلة أدخلها يف شرح احلديث مع بيان ما فيه من وهم التعارض‪ ،‬سواء بني ألفاظ احلديث‬
‫وحديث آخر‪ ،‬وسواء كان يف البخاري أو غريه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الواحد‪ ،‬أو حديث الباب‬
‫والكتاب نموذج جيد في بابه‪.‬‬

‫(‪ )61‬مل يطبع ‪ ،‬وهو متاح عهر الشبكة اإللكورونية (اإلنورنت)‪.‬‬


‫‪27‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫(‪)62‬‬
‫للدكتور أبي زكريا يحيى سعيدي‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاضرات في الحديث التحليلي‬
‫أستاذ احلديث ومقاصد الشريعة بكلية العلوم اإلسالمية جبامعة اجلزائر‪ ،‬وهو وفق املقرر اجلامعي اخلاص بطلبة‬
‫السنة الثانية لكلية الشريع ة‪ ،‬وقد تناول فعيلته فيه ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف علم احلديث رواية ودراية‪.‬‬
‫يانيًا‪ :‬بيان أشهر شروح كتب السنة النبوية‪.‬‬
‫يالثًا‪ :‬ختريج احلديث بالرجوع إىل مصادره األصلية من كتب احلديث‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬بيان درجة احلديث صحة وضعفا‪ ،‬وذلك بالرجوع إىل كتب التخاريج‪.‬‬ ‫رً‬
‫خامسا‪ :‬ذكر احلديث مسندا إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬ترجم لرواة احلديث‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ّ :‬بني تعدد روايات احلديث واختالف ألفاظه‪.‬‬
‫ً‬
‫يامنًا‪ :‬ذكر نكت احلديث ولطائفه اإلسنادية‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬بيان سبب ورود احلديث إن وجد‪.‬‬
‫ً‬
‫عاشرا‪ :‬ذكر أمهية احلديث وعظم شأنه‪.‬‬
‫ً‬
‫احلادي عشر‪ :‬بيان لغة احلديث من الناحية النحوية والبالغية‪.‬‬
‫الثاين عشر‪ :‬شرح احلديث شرحاً إمجالياً‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬ذكر فوائد احلديث‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬ذكر األحكام العقدية والفقهية للحديث‪.‬‬
‫والكتاب عناوينه ومباحثه جيدة‪.‬‬

‫سمع مقالتي ‪". . .‬روايةً ودرايةً‬


‫‪ -3‬دراسة حديث "نضر اهلل ْامرءاً َ‬
‫للشيخنا العالمة عبد احملسن بن محد العبّاد البدر –حفظه اهلل‪ -‬األستاذ باجلامعة اإلسالمية باملدينة النبوية واملدرس‬
‫باملسجد النبوي الشريف‪.‬‬
‫ولقد تناول شيخنا ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬بعد املقدمة ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬املؤلفات يف هذا احلديث وسبب اختيار هذا احلديث موضوعاً للبحث‪.‬‬

‫(‪ )62‬طبع يف اجلزائر وهو متاح عهر الشبكة العنكبوتية‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫يانيًا‪ :‬احلديث رواية وتناول فيه‪ :‬الصيغ اليت ورد هبا منت احلديث وإيبات تواتر احلديث‪.‬‬
‫يالثًا‪ :‬اجمل طرق احلديث ومن خرجه من األئمة وساق طرق احلديث بأسانيدها ومتوهنا والتعريف برواهتا واشتمل‬
‫على ستني طريقاً ومائة طريق‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬حبث احلديث دراية وتناول فيه‪ :‬املعىن اإلمجايل للحديث والشرح التفصيلي للحديث وفقه احلديث وما‬‫رً‬
‫يستنبط منه واشتمل على تسع وتسعني فائدة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ذكر ما يف احلديث من مباحث علمي مصطلح احلديث وأصول الفقه ويشتمل على اينيت عشرة‬ ‫ً‬
‫مسألة وهي‪:‬‬
‫الرواية باملعىن‪ ،‬واختصار احلديث‪ ،‬والتواتر‪ ،‬واالحتجاج خبهر الواحد‪ ،‬ورد االحتجاج باملرسل‪ ،‬وعدم اشوراط الفقه‬
‫يف الراوي‪.‬‬
‫أن العرض ليس بسماع‪ ،‬وصحة مساع الصغري املميز‪ ،‬وحجية اإلمجاع‪ ،‬وكتابة احلديث‪ ،‬وما يعرف به ضبط الراوي‪.‬‬
‫قبول رواية من مل يرو إال حديثاً واحداً أو حديثني‪.‬‬
‫والكتاب نفيس ج ًدا ‪ ،‬ويعد من أجود النماذج التي يحتذي بها – فيما وقفت عليه ‪ -‬في دراسة‬
‫الحديث التحليلي بالمعنى الواسع له ‪ ،‬ولشموله ولدقة استنباطاته‪.‬‬

‫‪" -4‬عشرون حديثاً من صحيح البخاري دراسة أسانيدها وشرح متونها"(‪)63‬تأليف الشيخ العالمة عبد‬
‫المحسن بن حمد العباد البدر‪.‬‬
‫وهو دراسة لعشرين حديثًا انتقاها من صحيح اإلمام البخاري رمحه اهلل‪ ،‬حرص يف انتقائها أن تكون‬
‫أسانيدها ومتوهنا مشتملة على فوائد مجة‪ ،‬وجعل الكالم يف كل حديث مشتمال على أربعة مباحث‪:‬‬
‫خرجه من‬
‫املبحث األول‪ :‬ختريج احلديث ‪،‬وذكر فيه املواضع اليت أورده البخاري فيها‪ ،‬وذكر أسانيدها غالباً‪ ،‬ومن ّ‬
‫األئمة سواه مع العزو إىل الكتاب املخرج فيه‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬التعريف برجال اإلسناد‪.‬‬
‫ذكر فعيلته أن أسانيد صحيح البخاري ال حتتاج إىل دراسة‪ ،‬وإمنا عين بدراسة أسانيدها لبيان ما تشتمل عليه‬
‫أسانيد تلك األحاديث من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح احلديث‪ ،‬مع التعريف برجال تلك األسانيد‪.‬‬

‫أخريا ضمن كتب ورسائل الشيخ ج‪.2‬‬


‫(‪ )63‬طبع ً‬
‫‪29‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫وأورد يف هذا املبحث ترمجة موجزة لكل را ٍو تشتمل غالبا على نسبه ووطنه وبعض الذين روى عنهم‪ ،‬وبعض الذين‬
‫خرج حديثه وسنة وفاته‪ ،‬وعند الورمجة للصحايب الذي‬
‫رووا عنه‪ ،‬وبعض ما نقل يف توييقه والثناء عليه‪ ،‬وبيان من ّ‬
‫روى احلديث عن رسول اهلل ‪ ‬ي ذكر عدد ما له من احلديث يف الصحيحني وكتب السنن األربعة‪ ،‬مع بيان‬
‫املتفق عليه عند الشيخني منها وما انفرد به كل منهما على حنو ما ذكره اخلزرجي يف خالصة تذهيب هتذيب‬
‫الكمال‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬لطائف اإلسناد وما فيه من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح احلديث ‪ :‬وهو من أهم املباحث‬
‫كما ذكر فعيلته إذ هو مبثابة تطبيق لعلم مصطلح احلديث‪ ،‬وفيه نكت بديعة وطرائف حديثية ممتعة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬شرح احلديث‪ :‬أبراي فيه الكثري من معاين املنت‪ ،‬وختمه باحلديث عن فقه احلديث وما يستنبط منه‪.‬‬
‫وقد ترجم يف مقدمته ترمجة خمتصرة جيدة لإلمام البخاري رمحه اهلل‪ ،‬وعرف تعريفا موجزا بكتابه اجلامع الصحيح‪.‬‬
‫والكتاب كسابقه أنموذج متميز لحديث التحليلي الذي يتناول اإلسناد والمتن معا للحديث لشموله ودقته‪،‬‬
‫وإن لم يتسم الكتاب بهذا‪.‬‬
‫ومثله الكتاب اآلخر لشيخنا " عشرون حديثا من صحيح مسلم (‪ )64‬دراسة أسانيدها وشرح متونها‪.‬‬

‫‪ -5‬محاضرات في الحديث التحليلي تأليف األستاذ الدكتور أبي لبابة الطاهر حسين‪.‬‬
‫تناول فيه فعيلته مخسة وعشرين حديثًا من األحاديث النبوية منتقاة من صحيح البخاري ومسند أمحد وجامع‬
‫الورمذي وسنن أيب داواد‪ ،‬وهذه احملاضرات أصلها مفردات ملساق "حديث حتليلي" توىل تدريسه املؤلف‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬ولقد أورد يف الكتاب األحاديث بأسانيدها من أصحاب كتب الرواية وبذكر ما مييز الراوي عن غريه ‪ ،‬بذكر‬
‫امسه ونسبه ونسبته‪ ،‬ولقبه وكنيته‪ ،‬والعصر الذي عاش فيه‪ ،‬وأبري شيوخه وأشهر تالميذه‪ ،‬ودرجته من اجلرح‬
‫مبهما‪ ،‬كما عرف وشرح بعض‬ ‫والتعديل‪ ،‬باإلضافة إىل تقييد ما ذكر من الرواة مهمالً وتوضيح وبيان ما ذكر ً‬
‫مصطلحات احملديني املشتهرة على ألسنتهم يف وصف احلديث وبيان درجته من القبول والرد‪ ،‬ووصف راوايه مبا هو‬
‫أهله من اجلرح والتعديل ‪.‬‬
‫يانيًا‪ :‬عين بالشرح اللغوي ملفردات احلديث الذي يعد كما يقول فعيلته قطب الرحى يف فهم احلديث واألداة‬
‫األساسية لفتح مغاليقه‪ ،‬مع الوقوف أحياناً على ما يتعمنه من إشارات بالغية تهري فصاحة النيب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وبالغته وحسن بيانه وفرادته فيما خصه اهلل به من اجلمع بني أناقة الكلمة وجزالتها ودقة داللتها‪.‬‬

‫أخريا ضمن كتب ورسائل الشيخ ج‪.2‬‬


‫(‪)64‬طبع ً‬
‫‪33‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫يالثًا‪ :‬اعتىن باإلعراب وبيان جذر الكلمة وأصل اشتقاقها وبنائها اللغوي ملا له من أمهية يف جتلية معىن احلديث‬
‫كما يقول فعيلته‪.‬‬
‫ويقرر املؤلف ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬أن دراسة احلديث التحليلي يف مشوله لعدد من فنون العلم‪ ،‬هو أشبه مبا‬
‫يعرف "باملساق التكاملي" إذ يستخدم فيه الطالب خهرته ومهاراته البحثية وستحعر ما حتصله طوال مسريته‬
‫الدراسية من معارف‪ ،‬كاللغة وعلوم احلديث والتخريج والفقه والسرية واألدب والتاريخ والقصص ومعرفة البلدان‬
‫واستنباط األحكام الشرعية‪ ،‬واستخالص الدروس والعري‪ ،‬وغري ذلك مما حيفل به درس احلديث التحليلي‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬سلك منهجه يف الشرح املنهج التايل‪:‬‬ ‫رً‬
‫يشرح بإبجاي ترمجة الباب املدرج حتته احلديث ‪ ،‬إن وجد‪.‬‬
‫يذكر املعىن اإلمجايل للحديث‪.‬‬
‫يردف ذلك بذكر أهم متابعات احلديث وشواهده‪ .‬حسب املنهج العلمي املتبع يف التخريج وذلك بإيراد املتابعة‬
‫التامة فالقاصرة‪ ،‬فاألقصر‪.‬‬
‫يعرف بإبجاي برجال السند‪.‬‬
‫يشرح مفردات احلديث اللغوية ‪ ،‬وأبري أهم املعاين اليت تناوهلا احلديث‪.‬‬
‫ختم الشرح باستخالص الفوائد والدروس والعهر اليت ميكن استنباطها من احلديث‪.‬‬
‫خريا‪.‬‬
‫والكتاب منوذج جيد يف دراسة احلديث التحليلي فجزى اهلل مؤلفه ً‬
‫‪ -6‬الفوائد المنتقاة من حديث "مثل القائم على حدود اهلل" للشيخ لعبداآلخر حماد الغنيمي‪.‬‬
‫ال ‪( :‬‬ ‫صلَّى اللَّه َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫َّيب َ‬
‫ِ‬
‫ولقد تناول فيه شرح حديث النعمان بن بشري َرضي اللَّه َعْن ه َما َع ِن النِ ِّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َفلَ َها‬
‫الها َوبَ ْععه ْم أ ْ‬ ‫اب بَ ْععه ْم أ َْع َ‬ ‫َص َ‬ ‫استَ َهموا َعلَى َسفينَة فَأ َ‬ ‫َمثَل الْ َقائ ِم َعلَى حدود اللَّه َوالْ َواق ِع ف َيها َك َمثَ ِل قَ ْوم ْ‬
‫صيبِنَا َخ ْرقًا َوَملْ ن ْؤِذ َم ْن‬ ‫فَ َكا َن الَّ ِذين ِيف أَس َفلِها إِ َذا استَ َقوا ِمن الْم ِاء مُّروا علَى من فَوقَهم فَ َقالوا لَو أَنَّا خرقْ نَا ِيف نَ ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َ َْ ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ ْوقَنَا فَِإ ْن يَْت ركوه ْم َوَما أ ََرادوا َهلَكوا َمج ًيعا َوإِ ْن أ َ‬
‫َخذوا َعلَى أَيْدي ِه ْم َجنَ ْوا َوَجنَ ْوا َمج ًيعا) (‪.)65‬‬
‫وقال الباحث يف مقدمته‪:‬‬
‫"اختططت يف هذا الكتاب منهجاً أحسبه جديداً يف تناول سنة رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬؛ذلك أين‬
‫أكتف مبا درج عليه علماؤنا الكرام من بيان معىن احلديث‪ ،‬وما يستنبط منه من الفوائد واألحكام‪،‬بل عمدت‬ ‫مل ِ‬

‫(‪ )65‬رواه البخاري‪ :‬كتاب باب الطيب للجمعة (ح ‪.)2493‬‬


‫‪31‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫إىل ما يتعلق هبذا احلديث من علوم العصر ومستجدات احلياة‪،‬فربطت بينها وبني احلديث الشريف يف غري‬
‫ٍ‬
‫تكلف‪،‬وال ٍ‬
‫حتميل أللفاظ احلديث ما ال حتتمل‪،‬فتحديت عما يتعلق باحلديث من علوم االجتماع والقانون والوربية‬
‫وغري ذلك ‪....‬‬
‫وقد كان من أهدايف يف ذلك أن يستفيد هبذا الشرح أكهر قدر ممكن من القراء‪،‬على اختالف مستوياهتم العلمية‬
‫والثقافية‪،‬وإين ألرجو اهلل أن أكون قد وفقت يف ما قصدت‪ ،‬وأن يكون هذا الكتاب عوناً لطالب العلم‬
‫والباحثني‪ ،‬والدعاة والواعظني‪ ،‬وأن يفيد منه أهل اللغة واألدب‪ ،‬واملهتمون مبا يسمى يف عصرنا بأسلمة العلوم‪،‬‬
‫وغريهم من القراء واملهتمني مبثل موضوع هذا الكتاب"‪.‬‬
‫ولقد قسم الباحث –وفقه اهلل‪ -‬كتابه إىل تسعة فصول‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫موجزا برجال اإلسناد‪ ،‬وبيان لطائف اإلسناد‬
‫الفصل األول‪ :‬وفيه مباحث حديثية ومشلت ختريج احلديث‪ ،‬وتعري ًفا ً‬
‫وما فيه من تطبيقات علم املصطلح‪ ،‬وشرح احلديث‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬تأمالت لغوية للحديث‪ :‬معاين املفردات‪ ،‬وحنويات‪ ،‬ونظرات بالغية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تناول فيه قواعد فقهية وأحكام من احلديث‪.‬‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬ومعات دعوية تناول فيه األمهية الدعوية لعرب األمثلة واألهداف الدعوية اليت ميكن أن حيققها‬
‫املثل‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬حملات تربوية‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬قعايا اجتماعية‪ :‬تناول ما يتعلق هبذا احلديث من موضوعات علم االجتماع‪ ،‬ومن أهم تلك‬
‫املوضوعات اليت تتطرق إليها فكرة العبط االجتماعي‪ ،‬أير انتشار املعاصي يف خراب اجملتمعات‪ ،‬وتفسري السلوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬مقارنات قانونية‪ :‬تناول فيه نظرية التعسف يف استعمال احلق‪ ،‬وقعية احلريات الشخصية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مجاعات خاصةً ببين اإلنسان‪ ،‬بل‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬عهر من عامل احليوان ‪ ،‬ذكر فيه أن فكرة التجمع والعيش يف‬
‫يشاركهم فيها احليوان والطري وغري ذلك مما خلق اهلل ؛إذ الكل أمم أمثالنا كما قال تعاىل ‪ { :‬وما من دابة يف‬
‫األرض وال طائر يطري جبناحيه إال أمم أمثالكم ما فرطنا يف الكتاب من شيء مث إىل رهبم حيشرون }( األنعام‬
‫‪. )38:‬‬
‫وملا كانت تلك املخلوقات أمماً أمثالنا فإن الباحث املتأمل سيجد يف سلوك بعض تلك املخلوقات يف‬
‫اجتمعاهتا ما يشبه أحوال بين آدم يف اجتمعاهتم ‪ ،‬مث ذكر عدة مناذج من ذلك‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬أمهية األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫والكتاب جيد في بابه وإن توسع واستطرد في جوانب أخرى معاصرة مما يرى الباحث الحاجة إليها كما‬
‫يظهر من سرد ما سبق‪.‬‬

‫‪-7‬شرح أحاديث الصيام من كتاب بلوغ المرام‪ ،‬للحافظ ابن حجر العسقالني‪ ،‬ألخينا الفاضل الدكتور‬
‫ناصر بن إبراهيم العبودي‪ ،‬تناول – حفظه اهلل ‪ -‬في كتابه تلك األحاديث وفق ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اعتىن بتخربجها ‪،‬مع توسعه يف أحاديث غري الصحيحني مبا حيتاج إليه املقام ويفيد يف تقوية احلديث ببيان‬
‫متابعاته وطرقه‪ ،‬ولدفع ظن الغرابة عنه‪.‬‬
‫يانيًا‪ :‬اعتىن بتحرير الفروق املؤيرة بني ألفاظ الروايات يف املصادر املخرج منها‪.‬‬
‫يالثًا‪ :‬دراسته للرواة الذين حصل فيهم االختالف يف اجلرح والتعديل‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬اعتىن بشرح الغريب ومفردات احلديث من كتب اللغة وغريب احلديث وشروح الكتب السنة‪ ،‬مع ذكره‬ ‫رً‬
‫لسبب احلديث أو قصته إن وجدت‪ ،‬مما يزيد يف فهم احلديث وتصور معناه الصحيح‪.‬‬
‫وذاكرا أدلة كل فريق‪ ،‬مع مناقشتها يبوتاً‬
‫ً‬ ‫خامسا‪ :‬اعتىن باألقوال واآلراء الفقهية ناسبًا إياها إىل مصادرها‪،‬‬
‫ً‬
‫استنادا إىل الكتاب وما صح من السنة النبوية‪.‬‬
‫ً‬ ‫واستدالالً‪ ،‬مع تبيان الصواب فيما يورجح له‬
‫سادسا‪ :‬ذكر ضمن فقه احلديث ومسائله فوائد مهمة ميكن استنباطها من احلديث عقدية وأصولية وفقهية وغريها‬
‫ً‬
‫إضافة ملباحث الصيام‪.‬‬
‫كثيرا ؛ لتميزه في تحرير ودراسة عدة مباحث مما قد ال توجد في‬
‫وإن هذا الكتاب يستفاد منه ً‬
‫غيره مجتمعة‪ ،‬مع عناية العلماء ببلوغ المرام‪ ،‬ولكنه توسع في ذلك‪.‬‬
‫نعم‪ .‬إنه ما ينقصه في دراسة األحاديث كحديث تحليلي بالمعنى الشامل له عدم الترجمة لجميع رواة‬
‫شرحا لكتاب بلوغ المرام‬
‫األحاديث‪ ،‬وعدم ذكر لطائف أسانيدها‪ ،‬وذلك لكون كتاب الدكتور العبودي ً‬
‫وهو ال يذكر بالطبع إال راوي الحديث األعلى‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المبحث الرابع‬

‫فوائده وسبل تنمية القدرات فيه‬

‫مما ال شك فيه طاملا أن السنة وحي من اهلل ‪ ،‬ومبينة لكتاب اهلل‪ ،‬فينبغي أن نتأمل ونستخرج األحكام‬
‫والفوائد والعهر منها‪.‬‬
‫وإن دراسة احلديث دراسة حتليلية‪ ،‬هلا مثرات عديدة وفوائد كثرية تعود على الباحث نفسه أوالً‪ ،‬مث على القارئ‬
‫بل وعلى األمة أمجع ‪ ،‬ومن أبري هذه الثمرات‪:‬‬
‫تعميق االحتجاج بالسنة النبوية وكوهنا وحي من اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بيان مكانة السنة عمليًا إىل جانب القرآن الكرمي حيث إهنا املوضحة واملبينة لكتاب اهلل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الدفاع عن احلديث النبوي ‪،‬والرد على منكريها ومن يثري الشبهات حوهلا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بيان عظمة السنة وإبراي جوانب اإلعجاي فيها وما يستفاد منها وأهنا وحي من اهلل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تقوية امللكة احلديثية عند الباحث من خالل إحاطته الواسعة مبباحث ودقائق علوم احلديث ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ألن لطائف األسانيد تعد دراسة تطبيقية هلذه املباحث‪.‬‬
‫تقوية املقدرة على استخراج اللطائف اإلسنادية من النصوص لدى القارئ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫إبراي الفوائد واالستنباطات من األحاديث مما قد ال توجد اجتمعة يف كثري من الشروح‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫توسعة مدارك الباحث يف االستنباط واستخراج الفوائد من النصوص احلديثية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫تقوية الباحث يف العلوم األخرى يف التفسري والعقيدة والفقه واللغة وغريها من العلوم إضاف ًة لعلوم‬ ‫‪-9‬‬
‫احلديث الشريف‪.‬‬
‫‪ -11‬التنوع يف حتصيل العلوم والتجديد فيها مبقتعيات العصر ‪ ،‬مبا ال يتعارض مع الثوابت الشرعية‪.‬‬
‫‪ -11‬االطالع على الوراث العلمي لعلمائنا من السابقني واملتأخرين واملعاصرين‪.‬‬
‫‪ -12‬ربط الطالب بالكتب واملصادر واملراجع األصلية يف علوم متعددة يف علوم القرآن والعقيدة والفقه‬
‫واللغة إضافة لعلوم احلديث املتنوعة‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫وأما سبل تنمية القدرات على الحديث التحليلي فتحتاج بعد االستعانة باهلل‬
‫واإلخالص في طلب العلم إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة علوم احلديث ومصطلحه بإتقان‪.‬‬
‫‪ -2‬الوقوف على العلوم األساسية املتعددة من علم االعتقاد والفقه وأصوله‪.‬‬
‫(‪)66‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬معرفة أصول وضوابط فهم النصوص‬
‫(‪)67‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلكثار من قراءة ومطالعة كتب شروح األحاديث مثل‪ :‬شروح صحيح البخاري ومسلم واملوطأ‪.‬‬
‫‪ -5‬االستفادة من تعليقات األئمة كابن تيمية و ابن القيم وابن رجب –رمحهم اهلل‪.-‬‬
‫‪ -6‬العناية بكتب اللغة واألدب وتقوية امللكة اللغوية‪.‬‬
‫‪ -7‬االستفادة من شروح األئمة املعاصرين لكتب احلديث ال سيما ابن باي األلباين وابن عثيمني –رمحهم‬
‫اهلل‪.-‬‬
‫‪ -8‬حماولة الدخول يف هذا امليدان ومراجعة ما سبق‪ ،‬بعد التأهل وبإشراف أهل االختصاص‪ ،‬وميكنه أن‬
‫حيصل بذلك على نتائج جيدة‪.‬‬
‫جيدا‪ ،‬ويستفاد من تراجم أبواب اإلمام البخاري‬
‫‪ -9‬مراجعة الكتب ذات العناية باحلديث التحليلي وتأملها ً‬
‫يف صحيحه وشروح هذه الوراجم مثل "املتواري يف شرح تراجم أبواب البخاري" البن امليز ‪ ،‬ملعرفة‬
‫مدى مطابقة األحاديث للورمجة‪ ،‬ويستفاد من كتب شيخنا الشيخ عبد احملسن عباد مثل‪ :‬عشرون‬
‫حديثًا من صحيح البخاري‪ ،‬وعشرون حديثًا من صحيح مسلم‪ ،‬وكتاب حديث "نعر اهلل امرءًا مسع‬
‫جدا يف هذا الباب‪ ،‬وكذا شروح الشيخ ابن عثيمني للبخاري‬‫مين حديثًا" رواية ودراية فإهنا نفيسة ً‬
‫وغريه ‪ ،‬ففيها من الفقه واالستنباط الدقيق ما يعني الباحث ويقوي ملكته بإذن اهلل‪.‬‬

‫(‪ )66‬يرجع إىل كتاب "ضوابط مهمة حلسن فهم السنة" للدكتور أنيس طاهر ‪.‬‬
‫(‪ )67‬سبق ذكر أهم كتب الشروح احلديثية يف املبحث الثاين‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫الخاتمة والتوصيات‬

‫أمحد اهلل وأشكره على سائر نعمه ‪ ،‬وأصلي وأسلم على عبده ورسوله إمام املتقني ‪ ،‬ومن سار على هنجه‬
‫إىل يوم الدين وبعد‪:‬‬
‫فإنه من خالل هذه النظرة املتواضعة على احلديث التحليلي وتأصيالته يتعح لنا ما يلي‪:‬‬
‫مصطلحا حاديًا فهو بال تردد منط من أمناط بعض الشروح‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬إن احلديث التحليلي وإن كان‬
‫احلديثية القدمية ذات التميز اخلاص‪.‬‬
‫إنه دراسة جتمع بني الرواية والدراية من حيث العناية باإلسناد والعناية باملنت من عدة جوانب ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وإن يادت العناية فيه اليوم مبستجدات العصر‪.‬‬
‫إن مجع طرق وروايات احلديث معني يف فهم احلديث وحتليل معانيه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن احلديث التحليلي يزيد يف سعة آفاق الباحث والقارئ يف العلوم الشرعية‪ ،‬ويف توسيع مداركه‬ ‫‪-4‬‬
‫حديثيًا وفقهيًا ولغويًا ودعويًا‪.‬‬
‫ضرورة تقوية ودعم البحوث يف احلديث التحليلي‪ ،‬ملا فيها من تعظيم للسنة النبوية‪ ،‬وفوائد‬ ‫‪-5‬‬
‫وأمهية كبرية‪.‬‬
‫ضرورة فهم السنة‪ ،‬وبيان عظمتها وأوجه اإلعجاي فيها‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الشراح املتقدمني‪ ،‬ولزوم االستفادة منهم ‪ ،‬مع عدم إغفال شروح الفقهاء‪.‬‬
‫ضرورة العناية بكتب ّ‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -8‬ضرورة االستفادة من شروح وحبوث ودروس العلماء املعاصرين واملتأخرين‪.‬‬
‫‪ -9‬ضرورة معرفة ضوابط فهم السنة وفقهها‪ ،‬وبأن تكون وفق منهج السلف‪.‬‬
‫‪ -11‬على الطالب والباحث أن يلِ َّم بالعلوم الشرعية واآللية املساعدة بأساسياهتا ليتمكن من دراسة‬
‫احلديث دراسة حتليلية‪.‬‬
‫‪ -11‬يوصي الباحث اجلامعات واملؤسسات األكادميية بفتح الباب لدى األساتذة والباحثني وتشجيع‬
‫الدراسات والبحوث يف احلديث التحليلي‪.‬‬

‫وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت وأستغفرك وأتوب إليك‬
‫‪36‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫والحمد هلل رب العالمين‬


‫‪37‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫إحكام األحكام شرح عمدة األحكام ‪ ،‬البن دقيق العيد‪.‬‬


‫أحكام القرآن ‪ ،‬أليب بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب ‪ ،‬نشر دار الفكر العريب ‪ ،‬ط‪1392 ، 3‬ه ‪ ،‬حتقيق علي‬
‫حممد البجاوي‪.‬‬
‫اإلحكام يف أصول األحكام ‪ ،‬لعلي بن أمحد ابن حزم ‪ ،‬مطبعة العاصمة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بإشراف أمحد شاكر‪.‬‬
‫أدب اإلمالء واالستمالء ‪ ،‬للسمعاين ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1411 ،‬ه ‪.‬‬
‫أسباب تعدد الروايات يف احلديث النبوي الشريف ‪ ،‬للدكتور شرف حممود القعاة ‪ ،‬دار الفرقان ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪1415‬ه ‪.‬‬
‫االعتبار يف الناسخ واملنسوخ من اآليار ‪ ،‬حممد بن موسى احلايمي ‪ ،‬الطبعة الثانية حيدر آباد الدكن‪1356 ،‬ه ‪.‬‬
‫إعجاي القرآن والبالغة النبوية"‪ ،‬للرافعي‪.‬‬
‫البيان والتبيني ‪ ،‬أليب عثمان اجلاحظ ‪ ،‬دار صعب – بريوت ‪ ،‬ط‪، 1968 ، 1‬حتقيق فويي عطوي‪.‬‬
‫تاج العروس من جواهر القاموس ‪ ،‬للمحمد املرتعى الزبيدي ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪1316 ، 1‬ه ‪.‬‬
‫تاريخ بغداد ‪ ،‬ألمحد بن علي اخلطيب البغدادي ‪ ،‬نشر دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬ط‪1349 ، 1‬ه ‪.‬‬
‫التأصيل ألصول الت خريج وقواعد اجلرح والتعديل ‪،‬للدكتور بكر بن عبداهلل أبو ييد‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض ط‪،1‬‬
‫‪1413‬ه ‪.‬‬
‫تأويل خمتلف احلديث ‪ ،‬البن قتيبة ‪ ،‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫التبصرة والتذكرة ‪ ،‬لعبد الرحيم بن احلسني العراقي ‪ ،‬املطبعة اجلديدة ‪ ،‬فاس ‪ ،‬تعليق حممد بن احلسني العراقي‪.‬‬
‫الرا ِوي يف شرح تَقريب النَّواوي ‪ ،‬للسيوطي ‪ ،‬مكتبة الرياض احلديثة ‪ ،‬الرياض ‪،‬حتقيق عبدالوهاب عبد‬ ‫تدريب َّ‬
‫اللطيف‪.‬‬
‫تقريب التهذيب ‪ ،‬ألمحد بن علي ابن حجر ‪ ،‬دار العاصمة ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط‪1416 ، 1‬ه ‪ ،‬حتقيق صغري أمحد‬
‫شاغف‪.‬‬
‫التقريب والتيسري ملعرفة سنن البشري النذير يف أصول احلديث ‪ ،‬للنووي = انظر تدريب الراوي‪.‬‬
‫هتذيب التهذيب ‪ ،‬البن حجر العسقالين‪ ،‬ط ‪ ،1‬دائرة املعارف النظامية حيدر آباد الدكن‪ ،‬سنة ‪1326‬ه ‪.‬‬
‫تقييد العلم للخطيب البغدادي ‪ ،‬نشردار إحياء السنة النبوية ‪،‬الطبعة الثانية ‪،1974 ،‬حتقيق ‪ :‬يوسف العش‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫جامع الورمذي ‪ ،‬حملمد ب ن عيسى الورمذي ‪ ،‬مطبعة مصطفى احلليب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪1356 ، 1‬ه ‪ ،‬حتقيق أمحد‬
‫شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض‪.‬‬
‫جامع بيان العلم و فعله ‪ ،‬البن عبد الهر ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬بريوت ‪1392،‬ه ‪.‬‬
‫جامع البيان ألحكام القرآن ‪ ،‬حممد بن أمحد القرطيب ‪ ،‬دار الكتب املصرية ‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫اجلامع ألخالق الراوي وآداب السامع ‪ ،‬أل محد بن علي اخلطيب البغدادي ‪ ،‬مكتبة الفالح ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪1411‬ه ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد رأفت سعيد‪.‬‬
‫اجلامع الصحيح ‪ ،‬حملمد بن إمساعيل البخاري ‪( ،‬ت ‪256‬ه ) ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫حديث حتليلي للدكتور طارق حممد الطواري‪ ،‬األستاذ بقسم التفسري واحلديث بكلية الشريعة جبامعة الكويت ‪ ،‬مل‬
‫يطبع ‪ ،‬وهو متاح عهر الشبكة اإللكورونية (اإلنورنت)‪.‬‬
‫مسع مقاليت‪...‬روايةً ودرايةً تأليف الشيخ العالمة عبد احملسن بن محد العباد‬ ‫دراسة حديث نعر اهلل ْامرءاً َ‬
‫البدر‪،‬طبع ضمن كتب ورسائل الشيخ‪.‬‬
‫دليل املصطلحات املستخدمة يف اجلودة واالعتماد األكادميي‪ ،‬للدكتور اهلاليل الشربيين اهلاليل ‪ ،‬جامعة املنصورة‪.‬‬
‫‪http://mansvu.mans.edu.eg/lms/mod/glossary/view.php?id=10557&mod‬‬
‫‪e=&hook=ALL&sortkey=&sortorder=&fullsearch=0&page=-1‬‬
‫الرسالة ‪ ،‬حملمد بن إدريس الشافعي ‪ ،‬حتقيق أمحد حممد شاكر ‪ ،‬مكتبه احلليب‪ ،‬مصر ‪،‬الطبعة األوىل‪1358 ،‬ه ‪.‬‬
‫روافد حديثية‪،‬للدكتور حممد بن عمر بن سامل بايمول‪،‬الطبعة األوىل‪1427،‬ه‬
‫سلسلة األحاديث الصحيحة ‪ ،‬حملمد ناصر الدين األلباين ‪ ،‬مكتبة املعارف ‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫سنن ابن ماجه ‪ ،‬حملمد بن يزيد القزويين حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫سنن أيب داود ‪ ،‬لسليمان بن األشعث ‪ ،‬نشر حممد علي السيد ‪ ،‬محص ‪ ،‬ط‪1394-1388 ، 1‬ه ‪.‬‬
‫جامع الورمذي ‪ ،‬حملمد بن عيسى الورمذي ‪ ،‬مطبعة مصطفى احلليب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪1356 ، 1‬ه ‪ ،‬حتقيق أمحد‬
‫شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض‪.‬‬
‫سنن الدارمي ‪ ،‬لعبداهلل بن عبدالرمحن الدارمي ‪ ،‬حتقيق فواي أمحد يمريل ‪ ،‬وخالد السبع العلمي ‪،‬دار الكتاب العريب‬
‫‪ ،‬بريوت ‪،‬الطبعة األوىل ‪1417 ،‬ه ‪.‬‬
‫السنن الكهرى ‪ ،‬أليب بكر أمحد بن احلسني البيهقي‪ ،‬تشر دائرة املعارف النظامية ‪ ،‬اهلند ‪ ،‬حيدر آباد ‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ 1344 ،‬ه ‪.‬‬
‫سري أعالم النبالء ‪ ،‬حممد بن أمحد الذهيب ‪ ،‬نشر مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬ط‪1415-1411 ، 1‬ه ‪ ،‬حتقيق‬
‫باحثني بإشراف شعيب األرناؤوط‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫شرح أحاديث الصيام من كتاب بلوغ املرام‪ ،‬للحافظ ابن حجر العسقالين‪ ،‬للدكتور ناصر بن إبراهيم العبودي ‪،‬‬
‫طبع دار ابن اجلويي‪ ،‬ط‪1428/1‬ه ‪.‬‬
‫شرح اإلملام ‪ ،‬البن دقيق العيد‪.‬‬
‫شرح سنن أيب داود للشيخ عبداحملسن العباد ‪ ،‬مفرغ ومل يطبع‪.‬‬
‫شرح صحيح مسلم للنووي = انظر املنهاج شرح صحيح مسلم‪.‬‬
‫ش رح العقي دة الطحاوي ة ‪ ،‬الب ن أيب الع ز احلنف ي ‪ ،‬املكت ب اإلس المي ‪ ،‬ب ريوت ‪ ،‬ط‪ ، 4‬خت ريج حمم د ناص ر ال دين‬
‫األلباين‪.‬‬
‫صحيح ابن خزمية ‪ ،‬حملمد بن إسحاق بن خزمية ‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬حتقيق حممد مصطفى األعظمي‪.‬‬
‫صحيح البخاري = انظر اجلامع الصحيح‪.‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬ملسلم بن احلجاج ‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪ ،‬ط‪1374 ، 1‬ه ‪،‬‬
‫ضوابط مهمة حلسن فهم السنة ‪ ،‬للدكتور أنيس بن أمحد بن طاهر االندونيسي ‪ :‬ط‪ ،2‬دار الفعيلة‪ ،‬الرياض‪1425 ،‬ه ‪.‬‬
‫طرح التثريب يف شرح التقريب ‪ ،‬لعبدالرحيم العراقي ‪ ،‬دار إحياء الوراث العريب‪.‬‬
‫عش رون ح ديثا م ن ص حيح البخ اري دراس ة أس انيدها وش رح متوهن ا ت أليف الش يخ العالم ة عب د احملس ن ب ن مح د العب اد الب در‪،‬طبع‬
‫ضمن كتب ورسائل الشيخ‪.‬‬
‫عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬لبدر الدين العيين‪.‬‬
‫فتح الباري ‪ ،‬ألمحد بن علي ابن حجر الغسقالين تصحيح عبدالعزيز بن باي ‪ ،‬وحمب الدين اخلطيب‪ ،‬نشر دار‬
‫املعرفة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬لعبد الرمحن بن أمحد ابن رجب احلنبلي ‪ ،‬حتقيق اجموعة ‪،‬مكتبة الغرباء ‪،‬‬
‫املدينة ‪ ،‬ط‪1417 ، 1‬ه ‪.‬‬
‫فتح املغيث شرح ألفية احلديث ‪ ،‬لشمس الدين السخاوي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،‬‬
‫‪1413‬ه ‪.‬‬
‫الفوائد املنتقاة من حديث مثل القائم على حدود اهلل ‪،‬لعبد اآلخر محاد الغنيمي‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪1419‬ه ‪،‬دار البيارق‪ ،‬عمان األردن‪.‬‬
‫فيض القدير شرح اجلامع الصغري لعبد الرؤوف املناوي ‪،‬املكتبة التجارية الكهرى ‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة األوىل ‪،‬‬
‫‪1356‬ه ‪.‬‬
‫القاموس احمليط ‪ ،‬حملمد بن يعقوب الفريويابادي ‪ ،‬مصورة عن نسخة بوالق ‪1272 ،‬ه ‪ ،‬تصحيح نصر اهلوريين‪.‬‬
‫لسان العرب ‪ ،‬حملمد بن مكرم اإلفريقي ‪ ،‬نشر دار صادر ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫اجملروحني أليب حامت ابن حبان البسيت ‪ ،‬حتقيق حممود إبراهيم يايد ‪،‬ى دار الوعي ‪ ،‬حلب ‪.‬‬
‫اجملموع املغيث يف غرييب القرآن واحلديث ‪ ،‬حمل مد بن أيب بكر األصفهاين ‪ ،‬نشر مركز البحث العلمي ‪ ،‬جامعة أم‬
‫القرى ‪ ،‬ط‪1416 ، 1‬ه ‪ ،‬حتقيق عبد الكرمي الغرباوي‪.‬‬
‫حماضرات يف احلديث التحليلي للدكتور أيب يكريا حيىي سعيدي ‪،‬أستاذ احلديث ومقاصد الشريعة بكلية العلوم‬
‫اإلسالمية جبامعة اجلزائر‪ ،‬طبع يف اجلزائرّ _ متاح عهر الشبكة العنكبوتية ‪.-‬‬
‫حماضرات يف احلديث التحليلي لألستاذ الدكتور أيب لبابة الطاهر حسني‪ ،‬دار العرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1425 ،1‬ه‬
‫‪ 2114 -‬م‪.‬‬
‫حماضرات يف احلديث املوضوعي للشيخ ا‪.‬د‪ .‬السيد نوح‪ .‬مفرغة ملتفى أهل احلديث‪.‬‬
‫‪http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=208‬‬
‫احمللى ‪ ،‬البن حزم ‪ ،‬حتقيق الشيخ امحد حممد شاكر‪ .‬دار الفكر ‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫املستخرجات نشأهتا وتطورها‪ ،‬للدكتور موفق بن عبد اللَّه بن ِ‬
‫عبد القادر‪ ،‬اجلة جامعة ِّأم القرى ‪،‬مكة املكرمة‪.‬‬ ‫ْ ْ‬
‫املستفاد من مبهمات املنت واإلسناد ‪ ،‬لعبدالرحيم العراقي ‪ ،‬حتقيق الدكتور عبدالرمحن الهر‪ ،‬طبع دار الوفاء ودار‬
‫األندلس ‪ ،‬طا ‪1414 ،‬ه ‪.‬‬
‫املسند ‪ ،‬لإلمام أمحد بن حنبل ‪ ،‬حتقيق شعيب األرنؤوط وآخرين ‪ ،‬نشر مؤسسة الرسالة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬‬
‫‪1421‬ه ‪.‬‬
‫مشكل اآليار ‪ ،‬ألمحد بن حممد الطحاوي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬ط‪1415 ، 1‬ه ‪ ،‬حتقيق شعيب‬
‫األرناؤوط‪.‬‬
‫املعجم الوسيط ‪ ،‬اجمع اللغة العربية ‪ ،‬دار املعارف ‪ ،‬ط‪. 3‬‬
‫معرفة علوم احلديث ‪ ،‬حملمد بن عبد اهلل احلاكم ‪ ،‬املكتبة العلمية ‪ ،‬املدينة املنورة ‪ ،‬ط‪1397 ، 2‬ه‬
‫مفاهيم إسالمية ‪ ،‬للدكتور حممد حممد اجلوادى‪.‬‬
‫املفردات يف غريب القرآن ‪ ،‬احلسني بن حممد األصفهاين ‪ ،‬طبعة الباكستان ‪ ،‬كراتشي ‪1381 ،‬ه‬
‫مقدمة ابن الصالح ‪ ،‬عثمان بن عبد الرمحن بن الصالح حتقيق عائشة عبد الرمحن‪ ،‬مركز حتقيق الوراث ‪ ،‬اهليئة‬
‫املصرية العامة للكتاب ‪ ،‬ط‪1974 ، 1‬م ‪.‬‬
‫املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ‪ ،‬حمليي الدين النووي ‪ ،‬دار إحياء الوراث العريب ‪ -‬بريوت‬
‫الطبعة الطبعة الثانية ‪1392 ،‬ه ‪.‬‬
‫منهج ذوي النظر يف شرح منظومة علم األير ‪ ،‬حملمد حمفوظ الورمسي ‪ ،‬طبعة مصطفى احلليب ‪1374 ،‬ه ‪.‬‬
‫منهجية فقه احلديث عند القاضي عياض يف إكمال املعلم بفوائد مسلم ‪ ،‬للدكتور حسني شواط ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫املوافقات ‪ ،‬للشاطيب ‪ ،‬حتقيق مشهور حسن ‪ ،‬ط ابن عفان‪.‬‬


‫املوقظة ‪ ،‬حملمد بن أمحد الذهيب ‪،‬املطبوعات اإلسالمية ‪ ،‬حلب ‪ ،‬ط‪1415 ، 1‬ه ‪.‬‬
‫الناسخ واملنسوخ ‪ ،‬للقاسم بن سالم اهلروي ‪،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪1411 ،‬ه ‪ ،‬حتقيق حممد بن صاحل املديفر‪.‬‬
‫نزهة النظر شرح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األير ‪ ،‬أل محد بن علي ابن حجر ‪،‬املكتبة العلمية ‪ ،‬املدينة املنورة ‪،‬‬
‫ط‪.3‬‬
‫نظم الفرائد ملا تعمنه حديث ذي اليدين من الفوائد" أليب سعيد صالح الدين خليل بن كيكلدي العالئي ‪،‬‬
‫حتقيق بدر البدر ‪ ،‬دار ابن اجلويي ‪ ،‬ط‪1416 ، 1‬ه ‪.‬‬
‫النهاية يف غريب احلديث واألير ‪ ،‬للمبارك بن حممد اجلزري ‪ ،‬املكتبة اإلسالمية ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممود حممد الطناحي‪.‬‬
‫نيل األوطار شرح منتقى األخبار ‪ ،‬حملمد بن علي الشوكاين ‪ ،‬مطبعة مصطفى البايب احلليب ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫هدية العارفني يف أمساء املؤلفني وآيار املصنفني ‪ ،‬إلمساعيل باشا البغدادي ‪ ،‬طبع استانبول سنه ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫المحتويات‬
‫املقدمة ‪2 ........................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪4 .................................................................................................‬‬
‫تعريف احلديث التحليلي ونشأته‪4 ...............................................................................‬‬
‫التعريف االصطالحي‪4 ........................................................................................ :‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬كتب الشروح احلديثية‪6 ..........................................................................‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬كتب متقدمة أفردت بشرح حديث شريف‪7 .................................................... .‬‬
‫املعاصرة‪8............................................................................. .‬‬
‫املرحلة الثالثة‪:‬كتب احلديث التحليلي‬
‫املبحث الثاين‪ :‬جوانب دراسة احلديث التحليلي ‪9 .........................................................‬‬
‫جوانب دراسة اإلسناد‪9 ........................................................................................:‬‬
‫ختريج احلديث ومجع طرقه‪9 .................................................................................... :‬‬
‫فوائد مجع الطرق ‪11 ...........................................................................................‬‬
‫الورمجة لرجال اإلسناد‪12 ...................................................................................... :‬‬
‫بيان لطائف األسانيد‪13 ........................................................................................‬‬
‫أهم ما يهري من لطائف اإلسناد ‪13 ............................................................................‬‬
‫جوانب دراسة املنت ‪16 ..........................................................................................‬‬
‫معرفة غريب احلديث ‪16 ........................................................................................‬‬
‫معرفة أسباب ورود األحاديث ‪17 ...............................................................................‬‬
‫الشرح اإلمجايل للحديث ‪12 ....................................................................................‬‬
‫إبراي األحكام الفقهية من احلديث‪23 ...........................................................................‬‬
‫التنبيه على املسائل العقدية ‪22 ..................................................................................‬‬
‫التنبيه على اإلعراب واجلوانب البالغية ‪22 .......................................................................‬‬
‫إبراي الفوائد املستخرجة من احلديث ‪23 .........................................................................‬‬
‫أسباب االحنراف يف فهم احلديث وشرحه ‪24 ...................................................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪:‬مناذج من املؤلفات املعاصرة يف احلديث التحليلي‪26 ............................................‬‬
‫‪43‬‬
‫الحديث التحليلي دراسة تأصيلية‬

‫حديث حتليلي تأليف د ‪ .‬طارق حممد الطواري‪26 ............................................................. .‬‬


‫حماضرات يف احلديث التحليلي للدكتور أيب يكريا حيىي سعيدي‪27 .............................................. .‬‬
‫مسع مقاليت ‪". . .‬روايةً ودرايةً للعالمة عبداحملسن العباد ‪27 .......................‬‬
‫دراسة حديث "نعر اهلل ْامرءاً َ‬
‫عشرون حديثاً من صحيح البخاري دراسة أسانيدها وشرح متوهنا"للعالمة العباد‪22 ........................... .‬‬
‫حماضرات يف احلديث التحليلي تأليف األستاذ الدكتور أيب لبابة الطاهر حسني‪29 ...............................‬‬
‫الفوائد املنتقاة من حديث "مثل القائم على حدود اهلل" للشيخ لعبداآلخر محاد الغنيمي‪33 ......................‬‬
‫شرح أحاديث الصيام من كتاب بلوغ املرام‪ ،‬للدكتور ناصر بن إبراهيم العبودي ‪32 ..............................‬‬
‫املبحث الرابع فوائده وسبل تنمية القدرات فيه ‪33 ...............................................................‬‬
‫سبل تنمية القدرات على احلديث التحليلي‪34 .................................................................:‬‬
‫اخلامتة والتوصيات ‪35 ...........................................................................................‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع ‪37 ......................................................................................‬‬

You might also like