Professional Documents
Culture Documents
الحديث التحليلي
(دراسة تأصيلية)
بقلم
أ .د .عاصم بن عبدهللا القريوتي
أستاذ جبامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية
2
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
المقدمة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على سيد األنبياء واملرسلني ،نبينا حممد وعلى آله وصحبه
أمجعني ،وعلى من سار على هنجه ،واتبع هداه إىل يوم الدين.
أما بعد:
فإن االنشغال بالكتاب والسنة وفقههما من أعظم القربات ،وذلك ألهنما مفتاح اهلداية للناس مجيعاً ويف
كافة العصور.
ولقد اعتىن علماؤنا وسلفنا بالسنة النبوية من جوانب متعددة :حتقيقاً ونشراً ،وتعليقاً وشرحاً ،ودرايةً
وفقها وتأسيًا.
اختصارا وهتذيبًاً ،
ً وروايةً ،وتقريباً وتوضيحاً ،و
وسارت اجلامعات واملؤسسات األكادميية والباحثون واملتخصصون على هذا النهج يف كثري من األحباث
والرسائل والدراسات.
وإن مما جد من دراسات أكادميية يف كثري من اجلامعات يف العقود القريبة يف اجال الدراسات العليا
الشرعية فيما خيص احلديث النبوي الشريف ما اصطلح عليه باحلديث التحليلي ،وهذه بادرة خري عظيمة يف
العناية بالسنة النبوية.
وقد قال قدميا اإلمام ابن حبان رمحه اهلل:
" فمن مل حيفظ سنن النيب -صلى اهلل عليه وسلم -ومل حيسن متييز صحيحها من سقيمها ،وال عرف
الثقات من احمل ديني ،وال الععفاء واملوروكني ومن بجب قبول انفراد خهره ممن ال بجب قبول ييادة األلفاظ يف روايته
،ومل حيسن معاين األ خبار ،واجلمع بني تعادها يف الظواهر ،وال عرف املفسر من اجململ ،وال املختصر من
املفصل ،وال الناسخ من املنسوخ ،وال اللفظ اخلاص الذي يراد به العام ،وال اللفظ العام الذي يراد به اخلاص ،
وال األمر الذي هو فريعة وإبجاب ،وال األمر الذي هو فعيلة وإرشاد ،وال النهى الذي هو حتم ال بجوي ارتكابه
من النهى الذي هو ندب يباح استعماله ،مع سائر فصول السنن ،وأنواع أسباب األخبار على حسب ما ذكرناه
3
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
يف كتاب فصول السنن كيف يستحل أن يفىت؟ أو كيف يسوغ لنفسه حترمي احلالل ،أو حتليل احلرام تقليدا منه
ملن خيطئ ويصيب؟ رافعاً قول من ال ينطق عن اهلوى إن هو إال وحي يوحى صلى اهلل عليه وسلم"(.)1
إيل تدريس مادة احلديث التحليلي يف برنامج الدراسات العليا يف السنة وعلومها رأيت احلاجة ِ
وملا أسند ّ
قائمةً للكتابة يف وضع أط ٍر هلا ،فحررت هذه التحريرات ،علَّها تكون مفتاحاً ينري طريق من يسلكه ،وت يَ ِّسر أمره،
واهلل املوفق.
ولقد قسمت البحث إىل أربعة مباحث على النحو التايل:
املبحث األول :تعريف احلديث التحليلي ونشأته.
املبحث الثاين :جوانب دراسة احلديث التحليلي.
املبحث الثالث :مناذج من املؤلفات املعاصرة يف احلديث التحليلي.
املبحث الرابع :فوائده وسبل تنمية القدرات فيه.
alqaryoti@gmail.com
المبحث األول
التعريف االصطالحي:
ات له يف احلديث املوضوعي إذ مل أقف على تعريف خاص به إال عند الدكتورالسيد نوح رمحه اهلل يف حماضر ٍ
قال يف تعريفه للحديث املوضوعي واحلديث التحليلي والفرق بينهما:
"احلديث املوضوعي:مجع األحاديث املتعلقة مبوضوع واحد مع حماولة تصنيفها تصنيفاً جزئياً مع الوركيز على
التأليف بني املتعارضات إن وجدت ،تارة باجلمع ،وتارة بالنسخ ،وتارة بالورجيح ،وتارة بالتوقف".
احلديث التحليلي :الوركيز على حديث واحد بتخربجه وبيان درجته قبوالً ورداً .ومجع األلفاظ اليت روي هبا
قدر الطاقة واإلمكان ألهنا تساعد على فقهه وخصوصا التأليف بني املتعارضات،وبيان معاين املفردات واجلمل
والبالغة واإلعراب ،ملا لذلك من دور يف إبراي املعىن وتوضيحه.
وأيعا سبب الورود إن وجد ملعرفة اللفظ ،ما يراد به ،وبيان فقهه يف ضوء لفظه ،ويف ضوء النصوص
األخرى ،مث ما يستفاد منه من أحكام إمجاالً.
والعالقة بينهما :احلديث التحليلي مقدمة للحديث املوضوعي ،واحلديث املوضوعي أعم من احلديث التحليلي
فهو أخص"( .)4انتهى كالمه رمحه اهلل.
ونستطيع القول:
إن الحديث الموضوعي مجع لألحاديث النبوية املندرجة حتت موضوع واحد ،مع الوركيز على التأليف
بني املتعارضات إن وجدت باجلمع أو بالنسخ أو الورجيح ،مع العناية مبا يتعلق باملبحث الذي يعد كعنوان يندرج
ما حتته من األحاديث ،مع ختريج أحاديث الباب دون التوسع فيها ،وخاصة يف أحاديث الصحيحني ،دون العناية
كثريا باجلوانب األخرى.
أما الحديث التحليلي فهو :دراسة تتناول حديثًا نبوياً و ً
احدا ،روايةً ودرايةً من خالل ختربجه ،وبيان
درجته ،ومجع األلفاظ اليت روي هبا ،وبيان معاين املفردات واجل َمل ،واألحكام والفوائد املستنبطة من احلديث،
والتعريف برواته ولطائف إسناده ،والبالغة واإلعراب ،ملا لذلك من دور يف إبراي املعىن وتوضيحه.
اختصارا وتلخيصه بأن نقول :
ً ويمكننا تعريفه
هو "دراسة احلديث روايةً ودرايةً".
فيكون بذلك يتناول اإلسناد ولطائفه واملنت وأحكامه والفوائد املتنوعة املستنبطة منه.
ودراسة احلديث التحليلي ال تعىن بدراسة السند بالتفصيل ،وبيان اتصال السند من عدمه ،ألن األصل
أن يدرس احلديث الصحيح وما حيتج به هبذا التوسع ،وال يلجأ إىل احلديث الععيف أو املوضوع ألن العقاءد
واألحكام ال تأخذ إال بالثابت إال اضطر ًارا لبيان معارضته األحاديث الصحيحة.
و"إن دراسة احلديث التحليلي يف مشوله لعدد من فنون العلم ،هو أشبه مبا يعرف "باملساق
()5
إذ يستخدم فيه الطالب خهرته ومهاراته البحثية ،واستحعار ما حتصله طوال مسريته الدراسية من التكاملي"
ة بكة العتكبوتي ة يف الش ي مفرغ ديث التحليل رات يف احل ( )4حماض
.http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=208
( )5انظر "دليل املصطلحات املستخدمة يف اجلودة واالعتماد األكادميي".
6
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
معارف ،كاللغة والبيان والنحو والصرف وعلوم احلديث والتخريج والفقه والسرية واألدب والتاريخ والقصص ومعرفة
البل دان واستنباط األحكام الشرعية ،واستخالص الدروس والعري ،وغري ذلك مما حيفل به درس احلديث
()6
. التحليلي"
ويفارق الحديث التحليلي بذلك دراسة األسانيد يف كونه يعىن مبعرفة حال رواته جرحاً وتعديالً ،والنظر
يف اتصال السند من عدمه ،واحلكم على احلديث بالنظر للسند واملنت وانتفاء الشذوذ والعلة فيهما معاً ،والنظر يف
املتابعات والشواهد إن احتيج إىل ذلك ،دون خوض يف فقه احلديث واالستنباطات الدقيقة منه ،إال إن احتيج
إىل بعض ذلك فيما خيص احلكم على احلديث بالنظر للتفرد واملخالفة.
نشأة الحديث التحليلي وتطوره:
إن جذور احلديث التحليلي قدمية ابتداءً من التصنيف يف الصحاح والسنن واجلوامع حيث تعىن
بتويبات واستنباطات يف عناوين كتبها وأبواهبا ،ولقد اشتهر عن فقه اإلمام البخاري أنه يف تبويبه ،كما أن
عناوين أبواب صحيح ابن خزمية ،وكتاب ابن حبان التقاسيم واألنواع على األوامر والنواهي غريها من
أعظم ما يستفاد منه يف ذلك العصر ،إضافة لكتب خمتلف احلديث ومشكله وغري ذلك من أنواع
التصنيف.
وأما احلديث التحليلي مبعىن أوسع فيمكننا القول بأنه مر بثالث مراحل كما يلي:
( )6حماضرات يف احلديث التحليلي للدكتور أيب لبابة الطاهر حسني ص .7
7
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
( )7انظر " التعريف مبا أفرد من األحاديث بالتصنيف "ليوسف بن حممد العتيق.
2
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
وقريبا من كتاب العالئي أيعاً "جامع العلوم واحلكم يف شرح األربعني النووية" للحافظ ابن رجب رمحه
اهلل .
المبحث الثاني
إن إدراك حاجة األمة وأهم ما ينفعها من أبري مظاهر فقه الناظر والكاتب ،ورأس ذلك أن يتناول من
السنة األحاديث اليت تعاجل أمراً عقدياً أو فقهياً أو سلوكياً أو تربوياً أو متيز ذلك؛ وألمهية االعتقاد وكون املسلم
حباجة إىل ترسيخ اإلميان باهلل وسائر جوانب اإلميان ،مع العناية مبعرفة األحكام الشرعية من حالل وحرام
واستحباب وكراهة وإباحة ،مع معرفة اآلداب الفاضلة واألخالق احلسنة ليعمل هبا ويقتدى هبا ،وملعرفة رذائل
األخالق ومساوئها لتجتنب ولينهى عنها ،كما أن العناية بالسنة يف اجلوانب الوربوية من األمور املهمة يف هذا
خصوصا بعد جلوء طائفة من املسلمني اليوم إىل تربية الغرب وغفلتهم عن إمام املربني وسيد املرسلني صلى
ً العصر
اهلل عليه وسلم.
وإن السنة النبوية فيها من اجلوانب الوربوية ألمة اإلسالم بل للبشرية مجعاء ؛قال تعاىل { :هو الذي
بعث يف األميني رسوالً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب واحلكمة وإن كانوا من قبل لفي ضالل
مبني } ( اجلمعة .)2:
وعلى الباحث أن يعىن بالوقوف على املؤلفات اخلاصة باحلديث املراد تناوله حتليليًا -إن وجدت ، -
وهذا مما يعينه يف حبثه ،وليستفيد من جهود من سبقه مع نسبة الفعل ألهله ،ولكي تتعح له إمكانية اإلضافة
يف اجاله ،وإال اختار حديثاً آخر ،كما عليه أن يذكر املؤلفات والبحوث املتعلقة باحلديث.
وحيتاج الباحث يف دراسة احلديث التحليلي إىل عدة جوانب لينطلق يف دراسة احلديث دراسة حتليلية ،تتناول
اإلسناد واملنت ،ولذا أقسمها هبذا االعتبار:
واملقصود من التخريج من مصادره األساسية املسندة ،وال يلجأ الباحث إىل التخرج من غري املصادر
األصلية ككتب اجلوامع احلديثية والزوائد وحنوها ،إال ألمر عارض أو فائدة ما كفقد األصول ،أو التثبت من
إخراج احلديث من كتاب ما.
وعلى الباحث أن ي بَ َّني درجة احلديث بذكر من صححه أو حسنه من العلماء إن كان احلديث خارج
الصحيحني ،وأما النظر يف احلديث الععيف وشديد الععف وجعله هدفًا يف احلديث التحليلي فليس مبقصود إذ
هذا النوع ليس حبجة ال يف العقيدة وال يف األحكام إال يف دراسة نقدية لغرض التنبيه على عدم صحة ما جاء يف
موضوع معني.
وقد يستهدف حديثاً شهرياً غري صحيح لبيان نكارته ،وكما قد يتوسع أحيانًا يف شرح الععيف يف بعض
الشروح جريًا على الغالب ،أو الحتمال أنه قد يصح من وجه ما ،واهلل أعلم.
وألمهية مجع طرق احلديث هذه ن بَذ من كالم اجلهابذة تدل على أمهيته:
وجها ما عقلناه(. )10
قال اإلمام حيىي بن معني :لو مل نكتب احلديث من ياليني ً
بععا"(. )11
وقال اإلمام أمحد " :احلديث إذا مل جتمع طرقه مل تفهمه ،واحلديث يفسر بععه ً
وقال إبراهيم بن سعيد اجلوهري " :احلديث إذا مل يكن عندي من مائة وجه أعد فيه نفسي يتيما"()12
.
قال ابن حزم " تأليف كالم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وضم بععه إىل بعض ،واألخذ جبميعه فرض ال
حيل سواه (." )13
قال القاضي عياض رمحه اهلل" :احلديث حيكم بععه على بعض ،ويبني مفسره مشكله".
وقال يف موضع آخر" :فاحلديث يفسر بععه بععا ،ويرفع مفسره اإلشكال عن اجمله ومتشاهبه".
وقال عند شرح حديث" :وقد جاء مفسراً يف احلديث مبا ال حيتاج إىل غريه" (.)14
وقال ابن دقيق العيد" :احلديث إذا اجتمعت طرقه فسر بععها بععاً" (.)15
وقال العراقي " :والروايات يفسر بععها بععاً ،واحلديث إذا مجعت طرقه تبني املراد منه.)16("،
()17
،مثل"جزء وهلذا قد اعتىن علماء احلديث للتصنيف يف مجع طرق احلديث الواحد يف مصنف مستقل
يف طرق حديث الهراء بن عايب يف عذاب القهر" للدارقطين ،و"جزء يف الكالم على حديث البحر هو الطهور
ماؤه" البن عبداهلادي.
وإن جمع الطرق له فوائد عديدة في األسانيد والمتون ،وأبرزها فيما يتعلق باإلسناد ما يلي(:)18
-1التصريح باألمساء املبهمة يف اإلسناد ،أو املنت :كحدينا فالن ،أو رجل ،أو فالن وغريه ،أو غري
واحد ،أو رأى رجال ،فتأيت الطرق األخرى فتعينه.
-2تعيني األمساء املهملة يف اإلسناد ،أو يف املنت :كأن يأيت يف طريق حممد من غري ذكر ما مييزه عن غريه
من احملديني ،ويكون يف مشايخ من رواه كذلك من يشاركه يف االسم ،فتأيت الطرق األخرى فتميزه
عن غريه
-3متييز للمنت احملال به على املنت احملال عليه :كما وقع يف كتاب مسلم ،فإنه خيرج احلديث على لفظ
بعض الرواة ،وحييل بباقي ألفاظ الرواة على ذلك اللفظ الذي يورده فتارة يقول :مثله ،فيحمل
على أنه نظري سواء .وتارة يقول :حنوه أو معناه ،فتوجد بينهما خمالفة بالزيادة والنقص.
-4تعيني اإلدراج يف اإلسناد ،أو يف املنت :إذ قد تأيت رواية فيها إدراج ،وهو ما كانت فيه ييادة ليست
منه ،فتأيت الطرق األخرى للرواية فتكشف اإلدراج.
-5متييز رواية املختلط ،وبيان يمنها ،وذلك أن تكون الرواية عمن اختلط ومل يتبني هل مساع ذلك احلديث
يف هذه الرواية قبل االختالط أو بعده؟ فتبينه الطرق األخرى ،إما تصرحيا ،أو بأن يأيت عنه من
طريق من مل يسمع منه إال قبل االختالط.
-6الوقوف على املتابعات والشواهد للحديث حصول القوة بكثرة الطرق احملتملة للتقوية
-7الورجيح عند تعارص الروايات من خالل قرائن لذلك.
-8حصول علو اإلسناد بقلة الوسائط يف بععها إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
( )19مستفاد من "ضوابط مهمة حلسن فهم السنة" (ص ، )154وانظر"التأصيل ألصول التخريج (ص .)62
13
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
أمورا عديدة أذكر جملة ( )23منها ليكون الناظرة على بصيرة في ذلك ،وليزداد
وتتناول لطائف اإلسناد ً
من معرفتها:
-1التنبيه على من أخرج حديث الراوي من أصحاب الكتب الستة أو غريهم.
-2التنبيه على كون احلديث من رواية صحايب عن صحايب وهو كثري يف األحاديث ،أو يالية صحابة بععهم عن
جدا ،وقد مجع النووي الرباعيات من الصحابة والتابعني يف أول
بعض ،أو أربعة بععهم عن بعض وهو قليل ً
شرح صحيح مسلم بأسانيدها ومجل من طرقها)24( .
ضَ ،وه َو َكثِري ِ ِ
-3التنبيه على كونه من رواية تابعي عن تابعي وقد ْبجتَ َمع يف حديث يََاليَة م ْن التَّابِع َ
ني بَ ْععه ْم َع ْن بَ ْع ٍ
يف ِيف ج ْزٍء لَه َ ،وه َو َح ِديث أَِيبَّصنِ ِ
اخلَطيب بِالت ْ
س أَفْ رده ْ ِ ِ ٍ ٍِ ِ
اجتَ َم َع التَّابِعو َن ِيف َحديث َواحد ستَّة أَنْف ٍ َ َ
َوأَ ْكثَر َما ْ
أَيُّوب ِيف فَ ْ ِ ِ
ع ِل قَراءَة ق ْل ه َو اللَّه أ َ
َحد. َ
-4التنبيه على كون احلديث من رواية مدين أو مصري أو قرشي.
-5التنبيه على سند احلديث هل فيه من املوايل ،وتبيان هل الراوي موىل من أعلى أم موىل من أسفل ،ألن لفظة
(املوىل) من ألفاظ األضداد فتطلق على املعتِق واملعتَق ،فاملعتِق الذي هو السيد هو املوىل من أعلى ،واملعتَق
الذي هو العبد هو املوىل من أسفل ،ومثاله:نافع القرشي موالهم؛ ألن نافع أعتقه ابن عمر رضي اهلل عنهما
فهو موىل البن عمر ،فابن عمر يسمى موىل ،ونافع يسمى موىل ،فابن عمر يسمى املعتِق وهو املوىل من
أعلى ،ونافع املعتَق وهو املوىل من أسفل ،والوالء يكون أيعاً بغري العتق ،فيكون باحللف ،ويكون بالدخول
يف اإلسالم(.)25
-6التنبيه على صفة رواية احلديث عن النيب صلى اهلل عليه وسلم هل هي بالسماع أم بغريه.
-7التنبيه على اهليئة اليت حصل فيها أداء احلديث من الرواة مما يدل على ضبطه وإتقانه.
-8بيان من وصف بالتدليس من الرواة ومعرفة نوع التدليس ويبوته عنه ،وما إذا صرح باألخبار واألنباء يف
طرق أخرى.
-9التنبيه على املتابعة القاصرة واملتابعة التامة يف الروايات.
-11التنبيه على الكىن وهي من املهم يف هذا الفن كما قال احلافظ ابن حجر( ، )26ومن الرواة من مسي
بالكنية وال اسم له غريها ،ومنهم من عرف بكنيته ومل يعرف له اسم أم ال ،ومنهم لقب بكنية وله
غريها اسم وكنية،ومنهم من له كنيتان أو أكثر ،ومنهم من اختلف يف كنيته ،ومنهم من عرفت
كنيته واختلف يف امسه ،ومنهم من اختلف فيهما ،ومنهم من عرف باالينني(.)27
-11التنبيه على كون صحايب احلديث من العبادلة ،وقد ذكر العراقي( )28أن يف الصحابة ممن يسمى
عبد اهلل حنو يالمثائة رجل ،لكن اشتهر إطالق اسم العبادلة على أربعة منهم :ابن عمر وابن عباس
وابن الزبري وابن عمرو بن العاص كذا ذكرهم أهل احلديث وغريهم.
-11التنبيه على ألقاب احملديني كعبدان وهو لقب اشتهر به وامسه :عبد اهلل بن عثمان.
-12التنبيه على األنساب كالزهري وهو حممد بن مسلم ،وقد اشتهر هبذه النسبة ،كما أنه اشتهر أيعاً
بالنسبة إىل جده شهاب فيطلق عليه كثرياً إما الزهري ،وإما ابن شهاب.
( )25انظر شرح سنن أيب داود للشيخ عبداحملسن العباد،حتت باب ما جاء يف صوم اإلينني واخلميس يف شرح حديث (إن أعمال
العباد تعرض يوم اإلينني ويوم اخلميس).
()26نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األير (ص .)46
()27التقريب والتيسري ملعرفة سنن البشري النذير يف أصول احلديث )24 / 1( -
()28املستفاد من مبهمات املنت واإلسناد ج 3ص .1276
15
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
-13التنبيه إن كان يف سند احلديث رجل روى عنه را ٍو متقدم ورا ٍو متأخر ،وهذا يعرف يف املصطلح
بالسابق والالحق وهو أن يشورك اينان يف الرواية عن شيخ أحدمها فوق الشيخ املروى عنه يف املرتبة
مع تباعد ما بني وفاتيهما أي الراويني عن الشيخ.
-14رواية األبناء عن اآلباء وهو كثري.
-15وعكسه رواية اآلباء عن األبناء ومها نوعان مهمان ،وفائدته األمن من ظن التحريف الناشىء عن
كون اإلبن أباً أو األب ابناً ،ويف ذلك مصنفات عدة(.)29
-16كون اإلسناد مسلسل بصيغة من صيغ األداء كالعنعنعة أو التحديث ،وقد قال احلافظ ابن حجر
يف خنبة الفكر" :وإن اتفق الرواة يف صيغ األداء أو غريها من احلاالت فهو املسلسل".
-17كون إسناد احلديث فيه إمام من أئمة احلديث من الذين وصفوا بأوصاف علية يف املدح كأمري
املؤمنني يف احلديث مثالً ،إذ وصف به سفيان الثوري وصفه بذلك شعبة وابن عيينة وأبو عاصم
وابن معني وغري واحد من العلماء كما يف "هتذيب التهذيب"(.)30
-18التنبيه يف كون اإلسناد فيه رجل من املخعرمني ،واملخعرمون هم الذين أدركوا اجلاهلية واإلسالم ومل
يروا النيب صلى اهلل عليه وسلم ،وهم معدودون يف كبار التابعني.
-19التنبيه على من اشتهر بلقبه مثل األعمش :سليمان بن مهران ،كما اشتهر بامسه ومعرفة مثل ذلك
من األمور املهمة لئال يظن الواحد اينني إذا ذكر يف موضع باالسم ويف آخر باللقب.
-21التنبيه على صيغ األداء اليت يف اإلسناد ،مثل :التحديث والسماع واإلخبار والعنعنة أو الوجادة.
-21التنبيه إذا كان اإلسناد مشتمالً على السلسلة اليت وصفها العلماء بأهنا أصح األسانيد مثل رواية
مالك عن نافع عن ابن عمر .ويقال هلا السلسلة الذهبية .وينظر يف أصح األسانيد إىل الصحابة معرفة علوم
احلديث للحاكم(.)31
"الصحاح" للجوهري ،و"القاموس احمليط" للفريوي بادي ،وشرحه "تاج العروس" للزبيدي ،و"لسان العرب" البن
منظور ،و"معجم مقاييس اللغة" البن فارس ،و"احملكم" و"املخصص" البن سيده ،و"هتذيب اللغة" لأليهري،
وا"ملعجم الوسيط" إلبراهيم أنيس وآخرين.
تعاىل { :وأنزلنا إليك الذكر لتبني للناس ما نزل عليهم .}..قال اهلل تبارك وتعاىل :أَفَ َال يَتَ َدبَّرو َن الْق ْرآ َن َولَ ْو
كثِريا [ النساء . ]82 : َكا َن ِمن ِعْن ِد َغ ِري اللَّ ِه لَوجدوا فِ ِيه ِ
اخت َالفًا َ ً
ْ ََ ْ ْ
ومن املصادر املهمة يف خمتلف احلديث "مشكل اآليار" للطحاوي ،و "تأويل خمتلف احلديث" البن قتيبة.
كما حنتاج إىل معرفة الناسخ واملنسوخ من احلديث ،ومن النصوص الدالة على أمهية معرفة هذا العلم :أن
علياً مر بقاص يقص ،فقال " :هل علمت الناسخ واملنسوخ "؟ قال ":ال" ،قال ":هلكت وأهلكت"
(. )44
وقال القرطيب رمحه اهلل تعاىل " :معرفة علم الناسخ واملنسوخ ركن عظيم ،ال يستغين عن معرفته العلماء ،وال
ينكره إال اجلهلة األغبياء ؛ ملا يورتب عليه من معرفة احلالل واحلرام"(. )45
وقال ابن حزم رمحه اهلل تعاىل " :ال بجوي ملسلم يؤمن باهلل وباليوم اآلخر أن يقول يف شيء من القرآن والسنة
:هذا منسوخ إال بيقني "(.)46
ويقول اإلمام احلايمي رمحه اهلل عن علم الناسخ واملنسوخ " :هو علم جليل ذو غور وغموض دارت فيه
الرؤوس وتاهت يف الكشف عن مكنونه النفوس ،وقد توهم بعض من مل حيظ من معرفة اآليار إال بآيار ومل حيصل
من طريق األخبار إال إخبار أن اخلطب فيه جلل يسري واحملصول منه قليل غري كثري ،ومن أمعن النظر يف اختالف
الصحابة يف األحكام املنقولة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم اتعح له ما قلناه".
مث ذكر آيارا عن السلف يف أمهية هذا العلم ،منها قول الزهري رمحه اهلل "أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا
ناسخ حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من منسوخه" مث قال "أال ترى الزهري وهو أحد من انتهى إليه علم
الصحابة وعليه مدار حديث احلجاي وهو القائل "مل يدون هذا العلم أحد قبلي تدويين" وكان إليه املرجع يف
احلديث وعليه املعول يف الفتيا ،كيف استعظم هذا الشأن خمهرا عن فقهاء األمصار .)47(" ."..
ومن الكتب اليت يستعان هبا ملعرفة املنسوخ من األحاديث "ناسخ احلديث و منسوخه" أليب بكر األيرم
،و"ناسخ احلديث ومنسوخه" البن شاهني ،و"االعتبار يف الناسخ واملنسوخ يف احلديث" للحايمي اهلمذاين ،
و"إعالم العامل بعد رسوخه حبقائق ناسخ احلديث ومنسوخه" البن اجلويي،و"رسوخ األحبار يف منسوخ األخبار
لإلمام اجلعهري".
( )44رواه القاسم بن سالم اهلروي يف "الناسخ واملنسوخ" (ص ، )4والبيهقي يف السنن الكهرى (. )117/13
( )45اجلامع ألحكام القرآن (. )333/3
( )46اإلحكام يف أصول األحكام (. )452/1
()47االعتبار يف الناسخ واملنسوخ يف احلديث ص 3
22
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
( )48هو إمساعيل وهيب بن حممد بن مصطفى القونوي عصام الدين أبو الفداء احلنفي ،تويف عام 1195ه هدية العارفني (/ 1
.)119
( )49ليس يف الشريعة أسرار ،وإمنا قد ختفى حكم كثرية على العباد ،واملسلم مأمور باالنقياد هلل ولرسوله ،سواء عرفنا احلكمة أم
مل تعرفها.
()50فيض القدير (.)2/1
()51البيان والتبيني (ص .)221
23
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
ولقد وصف الرافعي كالمه -صلى اهلل عليه وسلم -من الناحية البيانية بأنه" :حسن املع ِرضِّ ،بني اجلملة
،واضح التفصيل ،ظاهر احلدود،جيد الرصف،متمكن املعىن ،واسع احليلة يف تصريفه ،بديع اإلشارة ،غريب
اللمحة ،ناصع البيان ،مث ال ترى فيه إحالة وال استكراهاً ،وال ترى اضطراباً ،وال خطالً ،وال استعانة من عجز،
وال توسعاً من ضيق ،وال ضعفاً يف وجه من الوجوه "(.)52
وقال ابن رجب":كان العلم والدين يتلقاه التابع عن املتبوع مساعاً ،وتعلماً ،وتأدباً ،واقتداءً".
قال ابن رجب " :فافعل العلوم يف تفسري القرآن ،ومعاين احلديث ،والكالم يف احلالل واحلرام؛ ما كان مأيوراً
عن الصحابة والتابعني وتابعيهم إىل أن ينتهي إىل يمن أئمة اإلسالم املشهورين املقتدى هبم..)57( "...
ومن املصادر اليت تعىن بإيراد اآليار السلفية عن الصحابة ، والتابعني رمحهم اهلل " :مصنف عبد الرياق"،
و"مصنف ابن أيب شيبة" ،و"املوطأ"لإلمام مالك ،و"سنن سعيد بن منصور" ،و"سنن الدارمي" ،و"السنن الكهرى"
والسن الصغرى" للبيهقي " ،و"شرح معاين اآليار للطحاوي" ،و"احمللى البن حزم".
كما أن صحيح البخاري حوى من خالل املعلقات اليت يذكرها يف صحيحه كماً من اآليار جندها موصولة
يف "تغليق التعليق" أو خالل شرح احلافظ ابن حجر هلا.
وإن مما يقوي امللكة يف إبراي الفوائد املستخرجة من احلديث كثرة مطالعة كتب الشروح مع االهتمام بكتابات
أصحاب اخلواطر ،كابن القيم وابن اجلويي ،مع العناية باملؤلفات املعاصرة يف اجلوانب الوربوية من أحاديث الرسول
الكرمي صلى اهلل عليه وسلم وسريته.
صلَّى اللَّه َعلَْي ِه َو َسلَّ َم س َكا َن النِ ُّ
َّيب َ وقد بلغ من دقة علمائنا يف االستنباط واستخراج الفوائد أن حديث أَنَ ٍ
ال :يَا أَبَا ع َم ٍْري َما فَ َع َلَح ِسبه فَ ِطيماً َوَكا َن إِذَا َجاءَ قَ َ
ال أ ْ َّاس خلقاً َوَكا َن ِيل أَخ ي َقال لَه أَبو ع َم ٍْري قَ َ َح َس َن الن ِأْ
ِ ِ ِ ِ
عح مثَّ يَقوم الصالََة َوه َو ِيف بَْيتنَا فَيَأْمر بِالْبِ َساط الَّذي َْحتتَه فَيكْنَس َوي ْن َ
عَر َّ النُّغَْي ر" ن غَر َكا َن يَْل َعب بِه فَرَّمبَا َح َ
صلِّي بِنَا( ، )58قد استخرج منه اإلمام ابن القاص ستني وجهاً من وجوه الفقه وفنون األدب َونَقوم َخ ْل َفه فَي َ
ساقها احلافظ ابن حجر يف فنح الباري ملخصة ،مث أتبعها مبا تيسر له من الزوائد عليه(.)59
ومما ينبغي أن يحذر منه الشطط في الشرح ،والتكلف في استخراج الفوائد مما ال يحتملها النص ،وإن
()60
: أسباب االنحراف في فهم الحديث وشرحه واستخراج الفوائد منه تعود إلى األمور التالية
-1اخللل بفهم العربية وأساليبها.
-2التقصري يف تفسري النصوص.
المبحث الثالث
ومن أبري املؤلفات املعاصرة اليت وقفت عليها واليت تندرج حتت احلديث التحليلي سواء أكانت صرحي ًة يف
عناوينها أم يف معامينها وحمتواها الكتب التالية:
()61
تأليف د .طارق محمد الطواري ،األستاذ بقسم التفسير والحديث بكلية -1حديث تحليلي
الشريعة بجامعة الكويت.
والكتاب شرح ألحاديث مت اختيارها من صحيح البخاري -رمحه اهلل تعاىل -ومن أبواب شىت بلغ عدد أحاديثها
أربع ومخسون حديثا ،وغالبها مت اختيارها على أسس أن تنوع املعرفة للطالب اجلامعي حبيث يكون عنده نوع من
التنوع يف املعرفة والفهم هلذه األحاديث كما ذكر فعيلته.
وقد اهتم كما أبان فعيلة املؤلف يف مقدمته مبا يلي:
أوهلا :معرفة املعاين اللغوية الواردة يف احلديث واليت حتتاج لبيان.
يانياً :معرفة ما يتعلق باإلسناد من معرفة رجاله.
يالثاً :ذكر ما فيه من لطائف إسنادية مثل أن يكون مسلسالً ،أو من رواية أبناء عن آباء وحنوها .
رابعاً :إذا كان هناك كالم يف احلديث ي بَ يِّنه وي بَ َّني ما فيه.
خامساً :يشرح احلديث ويبني ما فيه من أحكام فقهية ،وطريقته فيها إذا كانت األحكام الفقهية كثرية فصلها
وبينها ،وإن كانت قليلة أدخلها يف شرح احلديث مع بيان ما فيه من وهم التعارض ،سواء بني ألفاظ احلديث
وحديث آخر ،وسواء كان يف البخاري أو غريه. ٍ الواحد ،أو حديث الباب
والكتاب نموذج جيد في بابه.
()62
للدكتور أبي زكريا يحيى سعيدي. -2محاضرات في الحديث التحليلي
أستاذ احلديث ومقاصد الشريعة بكلية العلوم اإلسالمية جبامعة اجلزائر ،وهو وفق املقرر اجلامعي اخلاص بطلبة
السنة الثانية لكلية الشريع ة ،وقد تناول فعيلته فيه ما يلي:
أوالً :تعريف علم احلديث رواية ودراية.
يانيًا :بيان أشهر شروح كتب السنة النبوية.
يالثًا :ختريج احلديث بالرجوع إىل مصادره األصلية من كتب احلديث.
ابعا :بيان درجة احلديث صحة وضعفا ،وذلك بالرجوع إىل كتب التخاريج. رً
خامسا :ذكر احلديث مسندا إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
ً
سادسا :ترجم لرواة احلديث.
ً
سابعاّ :بني تعدد روايات احلديث واختالف ألفاظه.
ً
يامنًا :ذكر نكت احلديث ولطائفه اإلسنادية.
تاسعا :بيان سبب ورود احلديث إن وجد.
ً
عاشرا :ذكر أمهية احلديث وعظم شأنه.
ً
احلادي عشر :بيان لغة احلديث من الناحية النحوية والبالغية.
الثاين عشر :شرح احلديث شرحاً إمجالياً.
الثالث عشر :ذكر فوائد احلديث.
الرابع عشر :ذكر األحكام العقدية والفقهية للحديث.
والكتاب عناوينه ومباحثه جيدة.
يانيًا :احلديث رواية وتناول فيه :الصيغ اليت ورد هبا منت احلديث وإيبات تواتر احلديث.
يالثًا :اجمل طرق احلديث ومن خرجه من األئمة وساق طرق احلديث بأسانيدها ومتوهنا والتعريف برواهتا واشتمل
على ستني طريقاً ومائة طريق.
ابعا :حبث احلديث دراية وتناول فيه :املعىن اإلمجايل للحديث والشرح التفصيلي للحديث وفقه احلديث ومارً
يستنبط منه واشتمل على تسع وتسعني فائدة.
خامسا :ذكر ما يف احلديث من مباحث علمي مصطلح احلديث وأصول الفقه ويشتمل على اينيت عشرة ً
مسألة وهي:
الرواية باملعىن ،واختصار احلديث ،والتواتر ،واالحتجاج خبهر الواحد ،ورد االحتجاج باملرسل ،وعدم اشوراط الفقه
يف الراوي.
أن العرض ليس بسماع ،وصحة مساع الصغري املميز ،وحجية اإلمجاع ،وكتابة احلديث ،وما يعرف به ضبط الراوي.
قبول رواية من مل يرو إال حديثاً واحداً أو حديثني.
والكتاب نفيس ج ًدا ،ويعد من أجود النماذج التي يحتذي بها – فيما وقفت عليه -في دراسة
الحديث التحليلي بالمعنى الواسع له ،ولشموله ولدقة استنباطاته.
" -4عشرون حديثاً من صحيح البخاري دراسة أسانيدها وشرح متونها"()63تأليف الشيخ العالمة عبد
المحسن بن حمد العباد البدر.
وهو دراسة لعشرين حديثًا انتقاها من صحيح اإلمام البخاري رمحه اهلل ،حرص يف انتقائها أن تكون
أسانيدها ومتوهنا مشتملة على فوائد مجة ،وجعل الكالم يف كل حديث مشتمال على أربعة مباحث:
خرجه من
املبحث األول :ختريج احلديث ،وذكر فيه املواضع اليت أورده البخاري فيها ،وذكر أسانيدها غالباً ،ومن ّ
األئمة سواه مع العزو إىل الكتاب املخرج فيه.
املبحث الثاين :التعريف برجال اإلسناد.
ذكر فعيلته أن أسانيد صحيح البخاري ال حتتاج إىل دراسة ،وإمنا عين بدراسة أسانيدها لبيان ما تشتمل عليه
أسانيد تلك األحاديث من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح احلديث ،مع التعريف برجال تلك األسانيد.
وأورد يف هذا املبحث ترمجة موجزة لكل را ٍو تشتمل غالبا على نسبه ووطنه وبعض الذين روى عنهم ،وبعض الذين
خرج حديثه وسنة وفاته ،وعند الورمجة للصحايب الذي
رووا عنه ،وبعض ما نقل يف توييقه والثناء عليه ،وبيان من ّ
روى احلديث عن رسول اهلل ي ذكر عدد ما له من احلديث يف الصحيحني وكتب السنن األربعة ،مع بيان
املتفق عليه عند الشيخني منها وما انفرد به كل منهما على حنو ما ذكره اخلزرجي يف خالصة تذهيب هتذيب
الكمال.
املبحث الثالث :لطائف اإلسناد وما فيه من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح احلديث :وهو من أهم املباحث
كما ذكر فعيلته إذ هو مبثابة تطبيق لعلم مصطلح احلديث ،وفيه نكت بديعة وطرائف حديثية ممتعة.
املبحث الرابع :شرح احلديث :أبراي فيه الكثري من معاين املنت ،وختمه باحلديث عن فقه احلديث وما يستنبط منه.
وقد ترجم يف مقدمته ترمجة خمتصرة جيدة لإلمام البخاري رمحه اهلل ،وعرف تعريفا موجزا بكتابه اجلامع الصحيح.
والكتاب كسابقه أنموذج متميز لحديث التحليلي الذي يتناول اإلسناد والمتن معا للحديث لشموله ودقته،
وإن لم يتسم الكتاب بهذا.
ومثله الكتاب اآلخر لشيخنا " عشرون حديثا من صحيح مسلم ( )64دراسة أسانيدها وشرح متونها.
-5محاضرات في الحديث التحليلي تأليف األستاذ الدكتور أبي لبابة الطاهر حسين.
تناول فيه فعيلته مخسة وعشرين حديثًا من األحاديث النبوية منتقاة من صحيح البخاري ومسند أمحد وجامع
الورمذي وسنن أيب داواد ،وهذه احملاضرات أصلها مفردات ملساق "حديث حتليلي" توىل تدريسه املؤلف.
أوالً :ولقد أورد يف الكتاب األحاديث بأسانيدها من أصحاب كتب الرواية وبذكر ما مييز الراوي عن غريه ،بذكر
امسه ونسبه ونسبته ،ولقبه وكنيته ،والعصر الذي عاش فيه ،وأبري شيوخه وأشهر تالميذه ،ودرجته من اجلرح
مبهما ،كما عرف وشرح بعض والتعديل ،باإلضافة إىل تقييد ما ذكر من الرواة مهمالً وتوضيح وبيان ما ذكر ً
مصطلحات احملديني املشتهرة على ألسنتهم يف وصف احلديث وبيان درجته من القبول والرد ،ووصف راوايه مبا هو
أهله من اجلرح والتعديل .
يانيًا :عين بالشرح اللغوي ملفردات احلديث الذي يعد كما يقول فعيلته قطب الرحى يف فهم احلديث واألداة
األساسية لفتح مغاليقه ،مع الوقوف أحياناً على ما يتعمنه من إشارات بالغية تهري فصاحة النيب صلى اهلل عليه
وسلم وبالغته وحسن بيانه وفرادته فيما خصه اهلل به من اجلمع بني أناقة الكلمة وجزالتها ودقة داللتها.
يالثًا :اعتىن باإلعراب وبيان جذر الكلمة وأصل اشتقاقها وبنائها اللغوي ملا له من أمهية يف جتلية معىن احلديث
كما يقول فعيلته.
ويقرر املؤلف -حفظه اهلل -أن دراسة احلديث التحليلي يف مشوله لعدد من فنون العلم ،هو أشبه مبا
يعرف "باملساق التكاملي" إذ يستخدم فيه الطالب خهرته ومهاراته البحثية وستحعر ما حتصله طوال مسريته
الدراسية من معارف ،كاللغة وعلوم احلديث والتخريج والفقه والسرية واألدب والتاريخ والقصص ومعرفة البلدان
واستنباط األحكام الشرعية ،واستخالص الدروس والعري ،وغري ذلك مما حيفل به درس احلديث التحليلي.
ابعا :سلك منهجه يف الشرح املنهج التايل: رً
يشرح بإبجاي ترمجة الباب املدرج حتته احلديث ،إن وجد.
يذكر املعىن اإلمجايل للحديث.
يردف ذلك بذكر أهم متابعات احلديث وشواهده .حسب املنهج العلمي املتبع يف التخريج وذلك بإيراد املتابعة
التامة فالقاصرة ،فاألقصر.
يعرف بإبجاي برجال السند.
يشرح مفردات احلديث اللغوية ،وأبري أهم املعاين اليت تناوهلا احلديث.
ختم الشرح باستخالص الفوائد والدروس والعهر اليت ميكن استنباطها من احلديث.
خريا.
والكتاب منوذج جيد يف دراسة احلديث التحليلي فجزى اهلل مؤلفه ً
-6الفوائد المنتقاة من حديث "مثل القائم على حدود اهلل" للشيخ لعبداآلخر حماد الغنيمي.
ال ( : صلَّى اللَّه َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ
َّيب َ
ِ
ولقد تناول فيه شرح حديث النعمان بن بشري َرضي اللَّه َعْن ه َما َع ِن النِ ِّ
ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
َس َفلَ َها
الها َوبَ ْععه ْم أ ْ اب بَ ْععه ْم أ َْع َ َص َ استَ َهموا َعلَى َسفينَة فَأ َ َمثَل الْ َقائ ِم َعلَى حدود اللَّه َوالْ َواق ِع ف َيها َك َمثَ ِل قَ ْوم ْ
صيبِنَا َخ ْرقًا َوَملْ ن ْؤِذ َم ْن فَ َكا َن الَّ ِذين ِيف أَس َفلِها إِ َذا استَ َقوا ِمن الْم ِاء مُّروا علَى من فَوقَهم فَ َقالوا لَو أَنَّا خرقْ نَا ِيف نَ ِ
ْ ََ ْ ْ َ َ َ َ َْ ْ ْ ْ َ َ
ِ ِ ِ
فَ ْوقَنَا فَِإ ْن يَْت ركوه ْم َوَما أ ََرادوا َهلَكوا َمج ًيعا َوإِ ْن أ َ
َخذوا َعلَى أَيْدي ِه ْم َجنَ ْوا َوَجنَ ْوا َمج ًيعا) (.)65
وقال الباحث يف مقدمته:
"اختططت يف هذا الكتاب منهجاً أحسبه جديداً يف تناول سنة رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -؛ذلك أين
أكتف مبا درج عليه علماؤنا الكرام من بيان معىن احلديث ،وما يستنبط منه من الفوائد واألحكام،بل عمدت مل ِ
إىل ما يتعلق هبذا احلديث من علوم العصر ومستجدات احلياة،فربطت بينها وبني احلديث الشريف يف غري
ٍ
تكلف،وال ٍ
حتميل أللفاظ احلديث ما ال حتتمل،فتحديت عما يتعلق باحلديث من علوم االجتماع والقانون والوربية
وغري ذلك ....
وقد كان من أهدايف يف ذلك أن يستفيد هبذا الشرح أكهر قدر ممكن من القراء،على اختالف مستوياهتم العلمية
والثقافية،وإين ألرجو اهلل أن أكون قد وفقت يف ما قصدت ،وأن يكون هذا الكتاب عوناً لطالب العلم
والباحثني ،والدعاة والواعظني ،وأن يفيد منه أهل اللغة واألدب ،واملهتمون مبا يسمى يف عصرنا بأسلمة العلوم،
وغريهم من القراء واملهتمني مبثل موضوع هذا الكتاب".
ولقد قسم الباحث –وفقه اهلل -كتابه إىل تسعة فصول ،كما يلي:
موجزا برجال اإلسناد ،وبيان لطائف اإلسناد
الفصل األول :وفيه مباحث حديثية ومشلت ختريج احلديث ،وتعري ًفا ً
وما فيه من تطبيقات علم املصطلح ،وشرح احلديث.
الفصل الثاين :تأمالت لغوية للحديث :معاين املفردات ،وحنويات ،ونظرات بالغية.
الفصل الثالث :تناول فيه قواعد فقهية وأحكام من احلديث.
الفصل اخلامس :ومعات دعوية تناول فيه األمهية الدعوية لعرب األمثلة واألهداف الدعوية اليت ميكن أن حيققها
املثل.
الفصل السادس :حملات تربوية.
الفصل السابع :قعايا اجتماعية :تناول ما يتعلق هبذا احلديث من موضوعات علم االجتماع ،ومن أهم تلك
املوضوعات اليت تتطرق إليها فكرة العبط االجتماعي ،أير انتشار املعاصي يف خراب اجملتمعات ،وتفسري السلوك
اإلجرامي.
الفصل الثامن :مقارنات قانونية :تناول فيه نظرية التعسف يف استعمال احلق ،وقعية احلريات الشخصية.
ٍ
مجاعات خاصةً ببين اإلنسان ،بل الفصل التاسع :عهر من عامل احليوان ،ذكر فيه أن فكرة التجمع والعيش يف
يشاركهم فيها احليوان والطري وغري ذلك مما خلق اهلل ؛إذ الكل أمم أمثالنا كما قال تعاىل { :وما من دابة يف
األرض وال طائر يطري جبناحيه إال أمم أمثالكم ما فرطنا يف الكتاب من شيء مث إىل رهبم حيشرون }( األنعام
. )38:
وملا كانت تلك املخلوقات أمماً أمثالنا فإن الباحث املتأمل سيجد يف سلوك بعض تلك املخلوقات يف
اجتمعاهتا ما يشبه أحوال بين آدم يف اجتمعاهتم ،مث ذكر عدة مناذج من ذلك.
الفصل العاشر :أمهية األمر باملعروف والنهي عن املنكر.
32
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
والكتاب جيد في بابه وإن توسع واستطرد في جوانب أخرى معاصرة مما يرى الباحث الحاجة إليها كما
يظهر من سرد ما سبق.
-7شرح أحاديث الصيام من كتاب بلوغ المرام ،للحافظ ابن حجر العسقالني ،ألخينا الفاضل الدكتور
ناصر بن إبراهيم العبودي ،تناول – حفظه اهلل -في كتابه تلك األحاديث وفق ما يلي:
أوالً :اعتىن بتخربجها ،مع توسعه يف أحاديث غري الصحيحني مبا حيتاج إليه املقام ويفيد يف تقوية احلديث ببيان
متابعاته وطرقه ،ولدفع ظن الغرابة عنه.
يانيًا :اعتىن بتحرير الفروق املؤيرة بني ألفاظ الروايات يف املصادر املخرج منها.
يالثًا :دراسته للرواة الذين حصل فيهم االختالف يف اجلرح والتعديل.
ابعا :اعتىن بشرح الغريب ومفردات احلديث من كتب اللغة وغريب احلديث وشروح الكتب السنة ،مع ذكره رً
لسبب احلديث أو قصته إن وجدت ،مما يزيد يف فهم احلديث وتصور معناه الصحيح.
وذاكرا أدلة كل فريق ،مع مناقشتها يبوتاً
ً خامسا :اعتىن باألقوال واآلراء الفقهية ناسبًا إياها إىل مصادرها،
ً
استنادا إىل الكتاب وما صح من السنة النبوية.
ً واستدالالً ،مع تبيان الصواب فيما يورجح له
سادسا :ذكر ضمن فقه احلديث ومسائله فوائد مهمة ميكن استنباطها من احلديث عقدية وأصولية وفقهية وغريها
ً
إضافة ملباحث الصيام.
كثيرا ؛ لتميزه في تحرير ودراسة عدة مباحث مما قد ال توجد في
وإن هذا الكتاب يستفاد منه ً
غيره مجتمعة ،مع عناية العلماء ببلوغ المرام ،ولكنه توسع في ذلك.
نعم .إنه ما ينقصه في دراسة األحاديث كحديث تحليلي بالمعنى الشامل له عدم الترجمة لجميع رواة
شرحا لكتاب بلوغ المرام
األحاديث ،وعدم ذكر لطائف أسانيدها ،وذلك لكون كتاب الدكتور العبودي ً
وهو ال يذكر بالطبع إال راوي الحديث األعلى.
33
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
المبحث الرابع
مما ال شك فيه طاملا أن السنة وحي من اهلل ،ومبينة لكتاب اهلل ،فينبغي أن نتأمل ونستخرج األحكام
والفوائد والعهر منها.
وإن دراسة احلديث دراسة حتليلية ،هلا مثرات عديدة وفوائد كثرية تعود على الباحث نفسه أوالً ،مث على القارئ
بل وعلى األمة أمجع ،ومن أبري هذه الثمرات:
تعميق االحتجاج بالسنة النبوية وكوهنا وحي من اهلل عز وجل. -1
بيان مكانة السنة عمليًا إىل جانب القرآن الكرمي حيث إهنا املوضحة واملبينة لكتاب اهلل. -2
الدفاع عن احلديث النبوي ،والرد على منكريها ومن يثري الشبهات حوهلا. -3
بيان عظمة السنة وإبراي جوانب اإلعجاي فيها وما يستفاد منها وأهنا وحي من اهلل. -4
تقوية امللكة احلديثية عند الباحث من خالل إحاطته الواسعة مبباحث ودقائق علوم احلديث ، -5
ألن لطائف األسانيد تعد دراسة تطبيقية هلذه املباحث.
تقوية املقدرة على استخراج اللطائف اإلسنادية من النصوص لدى القارئ. -6
إبراي الفوائد واالستنباطات من األحاديث مما قد ال توجد اجتمعة يف كثري من الشروح. -7
توسعة مدارك الباحث يف االستنباط واستخراج الفوائد من النصوص احلديثية. -8
تقوية الباحث يف العلوم األخرى يف التفسري والعقيدة والفقه واللغة وغريها من العلوم إضاف ًة لعلوم -9
احلديث الشريف.
-11التنوع يف حتصيل العلوم والتجديد فيها مبقتعيات العصر ،مبا ال يتعارض مع الثوابت الشرعية.
-11االطالع على الوراث العلمي لعلمائنا من السابقني واملتأخرين واملعاصرين.
-12ربط الطالب بالكتب واملصادر واملراجع األصلية يف علوم متعددة يف علوم القرآن والعقيدة والفقه
واللغة إضافة لعلوم احلديث املتنوعة.
34
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
وأما سبل تنمية القدرات على الحديث التحليلي فتحتاج بعد االستعانة باهلل
واإلخالص في طلب العلم إلى ما يلي:
-1معرفة علوم احلديث ومصطلحه بإتقان.
-2الوقوف على العلوم األساسية املتعددة من علم االعتقاد والفقه وأصوله.
()66
. -3معرفة أصول وضوابط فهم النصوص
()67
. -4اإلكثار من قراءة ومطالعة كتب شروح األحاديث مثل :شروح صحيح البخاري ومسلم واملوطأ.
-5االستفادة من تعليقات األئمة كابن تيمية و ابن القيم وابن رجب –رمحهم اهلل.-
-6العناية بكتب اللغة واألدب وتقوية امللكة اللغوية.
-7االستفادة من شروح األئمة املعاصرين لكتب احلديث ال سيما ابن باي األلباين وابن عثيمني –رمحهم
اهلل.-
-8حماولة الدخول يف هذا امليدان ومراجعة ما سبق ،بعد التأهل وبإشراف أهل االختصاص ،وميكنه أن
حيصل بذلك على نتائج جيدة.
جيدا ،ويستفاد من تراجم أبواب اإلمام البخاري
-9مراجعة الكتب ذات العناية باحلديث التحليلي وتأملها ً
يف صحيحه وشروح هذه الوراجم مثل "املتواري يف شرح تراجم أبواب البخاري" البن امليز ،ملعرفة
مدى مطابقة األحاديث للورمجة ،ويستفاد من كتب شيخنا الشيخ عبد احملسن عباد مثل :عشرون
حديثًا من صحيح البخاري ،وعشرون حديثًا من صحيح مسلم ،وكتاب حديث "نعر اهلل امرءًا مسع
جدا يف هذا الباب ،وكذا شروح الشيخ ابن عثيمني للبخاريمين حديثًا" رواية ودراية فإهنا نفيسة ً
وغريه ،ففيها من الفقه واالستنباط الدقيق ما يعني الباحث ويقوي ملكته بإذن اهلل.
( )66يرجع إىل كتاب "ضوابط مهمة حلسن فهم السنة" للدكتور أنيس طاهر .
( )67سبق ذكر أهم كتب الشروح احلديثية يف املبحث الثاين.
35
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
الخاتمة والتوصيات
أمحد اهلل وأشكره على سائر نعمه ،وأصلي وأسلم على عبده ورسوله إمام املتقني ،ومن سار على هنجه
إىل يوم الدين وبعد:
فإنه من خالل هذه النظرة املتواضعة على احلديث التحليلي وتأصيالته يتعح لنا ما يلي:
مصطلحا حاديًا فهو بال تردد منط من أمناط بعض الشروح
ً -1إن احلديث التحليلي وإن كان
احلديثية القدمية ذات التميز اخلاص.
إنه دراسة جتمع بني الرواية والدراية من حيث العناية باإلسناد والعناية باملنت من عدة جوانب ، -2
وإن يادت العناية فيه اليوم مبستجدات العصر.
إن مجع طرق وروايات احلديث معني يف فهم احلديث وحتليل معانيه. -3
إن احلديث التحليلي يزيد يف سعة آفاق الباحث والقارئ يف العلوم الشرعية ،ويف توسيع مداركه -4
حديثيًا وفقهيًا ولغويًا ودعويًا.
ضرورة تقوية ودعم البحوث يف احلديث التحليلي ،ملا فيها من تعظيم للسنة النبوية ،وفوائد -5
وأمهية كبرية.
ضرورة فهم السنة ،وبيان عظمتها وأوجه اإلعجاي فيها. -6
الشراح املتقدمني ،ولزوم االستفادة منهم ،مع عدم إغفال شروح الفقهاء.
ضرورة العناية بكتب ّ -7
-8ضرورة االستفادة من شروح وحبوث ودروس العلماء املعاصرين واملتأخرين.
-9ضرورة معرفة ضوابط فهم السنة وفقهها ،وبأن تكون وفق منهج السلف.
-11على الطالب والباحث أن يلِ َّم بالعلوم الشرعية واآللية املساعدة بأساسياهتا ليتمكن من دراسة
احلديث دراسة حتليلية.
-11يوصي الباحث اجلامعات واملؤسسات األكادميية بفتح الباب لدى األساتذة والباحثني وتشجيع
الدراسات والبحوث يف احلديث التحليلي.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت وأستغفرك وأتوب إليك
36
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
جامع الورمذي ،حملمد ب ن عيسى الورمذي ،مطبعة مصطفى احلليب ،القاهرة ،ط1356 ، 1ه ،حتقيق أمحد
شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض.
جامع بيان العلم و فعله ،البن عبد الهر ،دار الكتب العلمية ،بريوت 1392،ه .
جامع البيان ألحكام القرآن ،حممد بن أمحد القرطيب ،دار الكتب املصرية ،ط.3
اجلامع ألخالق الراوي وآداب السامع ،أل محد بن علي اخلطيب البغدادي ،مكتبة الفالح ،الكويت ،ط، 1
1411ه ،حتقيق د .حممد رأفت سعيد.
اجلامع الصحيح ،حملمد بن إمساعيل البخاري ( ،ت 256ه ) ،دار إحياء الكتب العربية.
حديث حتليلي للدكتور طارق حممد الطواري ،األستاذ بقسم التفسري واحلديث بكلية الشريعة جبامعة الكويت ،مل
يطبع ،وهو متاح عهر الشبكة اإللكورونية (اإلنورنت).
مسع مقاليت...روايةً ودرايةً تأليف الشيخ العالمة عبد احملسن بن محد العباد دراسة حديث نعر اهلل ْامرءاً َ
البدر،طبع ضمن كتب ورسائل الشيخ.
دليل املصطلحات املستخدمة يف اجلودة واالعتماد األكادميي ،للدكتور اهلاليل الشربيين اهلاليل ،جامعة املنصورة.
http://mansvu.mans.edu.eg/lms/mod/glossary/view.php?id=10557&mod
e=&hook=ALL&sortkey=&sortorder=&fullsearch=0&page=-1
الرسالة ،حملمد بن إدريس الشافعي ،حتقيق أمحد حممد شاكر ،مكتبه احلليب ،مصر ،الطبعة األوىل1358 ،ه .
روافد حديثية،للدكتور حممد بن عمر بن سامل بايمول،الطبعة األوىل1427،ه
سلسلة األحاديث الصحيحة ،حملمد ناصر الدين األلباين ،مكتبة املعارف ،الرياض.
سنن ابن ماجه ،حملمد بن يزيد القزويين حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ،دار الفكر ،بريوت.
سنن أيب داود ،لسليمان بن األشعث ،نشر حممد علي السيد ،محص ،ط1394-1388 ، 1ه .
جامع الورمذي ،حملمد بن عيسى الورمذي ،مطبعة مصطفى احلليب ،القاهرة ،ط1356 ، 1ه ،حتقيق أمحد
شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض.
سنن الدارمي ،لعبداهلل بن عبدالرمحن الدارمي ،حتقيق فواي أمحد يمريل ،وخالد السبع العلمي ،دار الكتاب العريب
،بريوت ،الطبعة األوىل 1417 ،ه .
السنن الكهرى ،أليب بكر أمحد بن احلسني البيهقي ،تشر دائرة املعارف النظامية ،اهلند ،حيدر آباد ،الطبعة
األوىل 1344 ،ه .
سري أعالم النبالء ،حممد بن أمحد الذهيب ،نشر مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1415-1411 ، 1ه ،حتقيق
باحثني بإشراف شعيب األرناؤوط.
39
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
شرح أحاديث الصيام من كتاب بلوغ املرام ،للحافظ ابن حجر العسقالين ،للدكتور ناصر بن إبراهيم العبودي ،
طبع دار ابن اجلويي ،ط1428/1ه .
شرح اإلملام ،البن دقيق العيد.
شرح سنن أيب داود للشيخ عبداحملسن العباد ،مفرغ ومل يطبع.
شرح صحيح مسلم للنووي = انظر املنهاج شرح صحيح مسلم.
ش رح العقي دة الطحاوي ة ،الب ن أيب الع ز احلنف ي ،املكت ب اإلس المي ،ب ريوت ،ط ، 4خت ريج حمم د ناص ر ال دين
األلباين.
صحيح ابن خزمية ،حملمد بن إسحاق بن خزمية ،املكتب اإلسالمي ،بريوت ،حتقيق حممد مصطفى األعظمي.
صحيح البخاري = انظر اجلامع الصحيح.
صحيح مسلم ،ملسلم بن احلجاج ،حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء الكتب العربية ،ط1374 ، 1ه ،
ضوابط مهمة حلسن فهم السنة ،للدكتور أنيس بن أمحد بن طاهر االندونيسي :ط ،2دار الفعيلة ،الرياض1425 ،ه .
طرح التثريب يف شرح التقريب ،لعبدالرحيم العراقي ،دار إحياء الوراث العريب.
عش رون ح ديثا م ن ص حيح البخ اري دراس ة أس انيدها وش رح متوهن ا ت أليف الش يخ العالم ة عب د احملس ن ب ن مح د العب اد الب در،طبع
ضمن كتب ورسائل الشيخ.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،لبدر الدين العيين.
فتح الباري ،ألمحد بن علي ابن حجر الغسقالين تصحيح عبدالعزيز بن باي ،وحمب الدين اخلطيب ،نشر دار
املعرفة ،بريوت.
فتح الباري شرح صحيح البخاري ،لعبد الرمحن بن أمحد ابن رجب احلنبلي ،حتقيق اجموعة ،مكتبة الغرباء ،
املدينة ،ط1417 ، 1ه .
فتح املغيث شرح ألفية احلديث ،لشمس الدين السخاوي ،دار الكتب العلمية ،لبنان ،الطبعة األوىل ،
1413ه .
الفوائد املنتقاة من حديث مثل القائم على حدود اهلل ،لعبد اآلخر محاد الغنيمي ،الطبعة األوىل
1419ه ،دار البيارق ،عمان األردن.
فيض القدير شرح اجلامع الصغري لعبد الرؤوف املناوي ،املكتبة التجارية الكهرى ،مصر،الطبعة األوىل ،
1356ه .
القاموس احمليط ،حملمد بن يعقوب الفريويابادي ،مصورة عن نسخة بوالق 1272 ،ه ،تصحيح نصر اهلوريين.
لسان العرب ،حملمد بن مكرم اإلفريقي ،نشر دار صادر ،بريوت.
43
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
اجملروحني أليب حامت ابن حبان البسيت ،حتقيق حممود إبراهيم يايد ،ى دار الوعي ،حلب .
اجملموع املغيث يف غرييب القرآن واحلديث ،حمل مد بن أيب بكر األصفهاين ،نشر مركز البحث العلمي ،جامعة أم
القرى ،ط1416 ، 1ه ،حتقيق عبد الكرمي الغرباوي.
حماضرات يف احلديث التحليلي للدكتور أيب يكريا حيىي سعيدي ،أستاذ احلديث ومقاصد الشريعة بكلية العلوم
اإلسالمية جبامعة اجلزائر ،طبع يف اجلزائرّ _ متاح عهر الشبكة العنكبوتية .-
حماضرات يف احلديث التحليلي لألستاذ الدكتور أيب لبابة الطاهر حسني ،دار العرب اإلسالمي ،ط1425 ،1ه
2114 -م.
حماضرات يف احلديث املوضوعي للشيخ ا.د .السيد نوح .مفرغة ملتفى أهل احلديث.
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=208
احمللى ،البن حزم ،حتقيق الشيخ امحد حممد شاكر .دار الفكر ،لبنان.
املستخرجات نشأهتا وتطورها ،للدكتور موفق بن عبد اللَّه بن ِ
عبد القادر ،اجلة جامعة ِّأم القرى ،مكة املكرمة. ْ ْ
املستفاد من مبهمات املنت واإلسناد ،لعبدالرحيم العراقي ،حتقيق الدكتور عبدالرمحن الهر ،طبع دار الوفاء ودار
األندلس ،طا 1414 ،ه .
املسند ،لإلمام أمحد بن حنبل ،حتقيق شعيب األرنؤوط وآخرين ،نشر مؤسسة الرسالة ،الطبعة الثانية ،
1421ه .
مشكل اآليار ،ألمحد بن حممد الطحاوي ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1415 ، 1ه ،حتقيق شعيب
األرناؤوط.
املعجم الوسيط ،اجمع اللغة العربية ،دار املعارف ،ط. 3
معرفة علوم احلديث ،حملمد بن عبد اهلل احلاكم ،املكتبة العلمية ،املدينة املنورة ،ط1397 ، 2ه
مفاهيم إسالمية ،للدكتور حممد حممد اجلوادى.
املفردات يف غريب القرآن ،احلسني بن حممد األصفهاين ،طبعة الباكستان ،كراتشي 1381 ،ه
مقدمة ابن الصالح ،عثمان بن عبد الرمحن بن الصالح حتقيق عائشة عبد الرمحن ،مركز حتقيق الوراث ،اهليئة
املصرية العامة للكتاب ،ط1974 ، 1م .
املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ،حمليي الدين النووي ،دار إحياء الوراث العريب -بريوت
الطبعة الطبعة الثانية 1392 ،ه .
منهج ذوي النظر يف شرح منظومة علم األير ،حملمد حمفوظ الورمسي ،طبعة مصطفى احلليب 1374 ،ه .
منهجية فقه احلديث عند القاضي عياض يف إكمال املعلم بفوائد مسلم ،للدكتور حسني شواط .
41
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية
المحتويات
املقدمة 2 ........................................................................................................
املبحث األول 4 .................................................................................................
تعريف احلديث التحليلي ونشأته4 ...............................................................................
التعريف االصطالحي4 ........................................................................................ :
املرحلة األوىل :كتب الشروح احلديثية6 ..........................................................................
املرحلة الثانية :كتب متقدمة أفردت بشرح حديث شريف7 .................................................... .
املعاصرة8............................................................................. .
املرحلة الثالثة:كتب احلديث التحليلي
املبحث الثاين :جوانب دراسة احلديث التحليلي 9 .........................................................
جوانب دراسة اإلسناد9 ........................................................................................:
ختريج احلديث ومجع طرقه9 .................................................................................... :
فوائد مجع الطرق 11 ...........................................................................................
الورمجة لرجال اإلسناد12 ...................................................................................... :
بيان لطائف األسانيد13 ........................................................................................
أهم ما يهري من لطائف اإلسناد 13 ............................................................................
جوانب دراسة املنت 16 ..........................................................................................
معرفة غريب احلديث 16 ........................................................................................
معرفة أسباب ورود األحاديث 17 ...............................................................................
الشرح اإلمجايل للحديث 12 ....................................................................................
إبراي األحكام الفقهية من احلديث23 ...........................................................................
التنبيه على املسائل العقدية 22 ..................................................................................
التنبيه على اإلعراب واجلوانب البالغية 22 .......................................................................
إبراي الفوائد املستخرجة من احلديث 23 .........................................................................
أسباب االحنراف يف فهم احلديث وشرحه 24 ...................................................................
املبحث الثالث :مناذج من املؤلفات املعاصرة يف احلديث التحليلي26 ............................................
43
الحديث التحليلي دراسة تأصيلية