Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
يكاد يقطع النإسان المسلم بأن المسلمين اليوم بأمس الحاجة إلى رص الصفوف ،ول يتم ذلك إلل من
خللا تلقاح الفأكار ،والتقاء العقولا النإيرة التي تزيلا ظلم التخلف الفكري أمام معطيات الحياة الفكرية ،من
خللا بحوث مقارنإة فأي علم الصولا والفقه على غرار ما فأعله العلمة المحقق السيد محلمد تقي الحكيم فأي
كتابه :الصولا العامة للفقه المقارن؛ لن الدلة التي تستنإبط منإها الحكام الشرعية لفأعالا المكلفين نإوعان:
نإوع اتفق جمهور المسلمين على ألنإه مصدر من مصادر التشريع السلمي ،ونإوع اختلف العلماء فأي اعتباره
مصد ار تشريعيااً.
فأنإحن بحاجة ماسة لن يفهم كللا منإا الخر ،ويتم ذلك التفاهم بطرح شتى البحوث فأي الفقه والصولا كي
يزالا الجمود الذي خيم على عقولا البعض لفترات زمنإية ،ومن ثم يحصلا التفاعلا المطلوب ،وتلتقي الفأكار
النإاضجةً.
وبحث الستحسان هذا قاد اشتهر عنإد الحنإاف الخذ به ،حلتى أن المتفحص فأي
كتبهم كثي ار ما يجد هذه العبارة) :الحكم فأي هذه المسألة قاياس ا كذا ،واستحسانإ ا كذا( وقاد اعتبروه دليلا
خامس ا فأي الشرع يترك به مقتضى القياس؛ لنإه أحد نإوعي القياس ،فأهو قاياس خفي فأي مقابلا القياس الجلي،
ويسمى كذلك إشارة إلى ألنإه أولى بالعملا به كما قاالا البزدويً.
لقد كان الخذ بالستحسان مثار بحث العلماء ،فأبعد ما أقاره المالكية والحنإابلة واشتهر به الحنإفية عدة
الشافأعية والظاهرية بدعة وتشريع ا فأي الدين ،ولذا قاالا الشافأعي عبارته المشهورة ـ فأيما تنإقلا فأي كتب الصولا
إوان لم تكن فأي كتابه "الرسالة" ـ) :من استحسن فأقد شرع ) (1أي :وضع شرع ا جديدااً.
إلن هذا البحث يعرض لهذه المسألة ،وينإاقاش الراء فأيها ،ويحاولا الوصولا إلى رأي نإاضج وسنإوزع
البحث على المطالب التالية:
المطلب الوأل
حقيقة الستحسان
الستحسان في اللغة:
الستحسان مأخوذ من الحسن ) ،(2ومصدره :استحسن ،أي :الشيء عده حسنإ ا ) ،(3سواء كان الشيء
من المور الحسية أو المعنإوية ) ً.(4يقالا :استحسن الطعام ،ويقالا :هذا ما استحسنإه المسلمون ،أي :رأوه
حسنإااً.
وليس الخلف بين العلماء فأي جواز استعمالا لفظ الستحسان ) (5لوروده فأي القرآن
والسنإة النإبوية وعبارات بعض الفقهاء ،إوالنإما وقاع الخلف فأي معنإاه وتعريفه الصطلحي ،والذي عرف
بعدة تعاريف ل يخلو بعضها من إبهام وغموض ،وهي أقارب إلى تعاريف الدباء التي يغلب عليها طابع
السجع) ً.(6والتعريف الذي يمكن أن تنإتهي إليه أكثر التعاريف هو :الخذ بأقاوى الدليلين)ً.(7
وقاد عرض الشوكانإي عدة تعاريف للستحسان من غير نإسبة إلى قاائلها كما عرض الستاذ الخفيف قاسم ا
منإها نإاسبا كللا تعريف إلى قاائله ومذهبه)ً.(8
فأيطلق تارة على ما يميلا إليه النإسان ويهواه من الصور والمعانإي إوان كان مستقبح ا عنإد غيره ،أو
يستحسنإه المجتهد بعقله ) ً.(9والحكام ل تؤخذ بالتشهي والهوى ،وهذا مما اتفقت كلمة العلماء على منإعهً.
ويطلق تارة أخرى على أنإه :عبارة عن دليلا ينإقدح فأي نإفس المجتهد ل يقدر على إظهاره ،لعدم مساعدة
العبارة عنإه) ً.(10وهذا مردود؛ لن كلمة "ينإقدح" للمجتهد تعنإي :ألنإه شاك فأي اعتباره كدليلا ،والحكام
لً.
الشرعية ل تثبت بالشك أص ا
وكثي ار ما جرت كلمة الستحسان على السنإة الحنإفية منإفردة أو مقرونإة بالقياس فأقد عرفأوه )بأنإه العدولا
عن موجب قاياس إلى قاياس أقاوى منإه ،أو هو تخصيص قاياس بدليلا أقاوى منإه( )ً.(11
والحقيقة أن هذا التعريف غير جامع ول مانإع؛ لنإه ل يشملا الستحسان الثابت بدليلا آخر غير القياس:
كالستحسان الثابت بالجماع أو الضرورة
عنإد من يقولا بذلك ويشترط فأي التعريف :أن يكون شاملا لجميع الفأراد ،مانإعا من دخولا الغير فأيهً.
وعرفأه البعض الخر) :بأنإه قاياس خفي ل يتبادر إلى الفهم فأي مقابلا قاياس جلي() ،(12ولعلا ذلك ما
نإسميه بـ"التبادر البدوي " ،ول حجية فأيه ،وهذا أيضا غير شاملا لجميع النإواع لرادة القياس الصولي ،وليس
المر مقصو ار عليه ،بلا كما يكون هذا القياس يكون غيره :كالدليلا العام ،أو القاعدة المقررة عنإد البعضً.
ومنإهم من عرفأه) :بأنإه كللا دليلا شرعي مقابله قاياس جلي ،سواء كان نإص ا أو إجماع ا أو ضرورة ،أم قاياس ا
خفياا( ) ً.(13والواقاع :أن حصر الستحسان بهذه المور الربعة غير صحيح ،بلا ربما يكون بالعرف
وبالمصلحة أيضااً.
وعرفأه الكرخي) :ألنإه العدولا عن حكم فأي مسألة بمثلا حكمه فأي نإظائرها إلى خلفأه لوجه أقاوى منإه( )
ً.(14وهذا يوجب كون العدولا عن العموم إلى الخصوص ،والمنإسوخ إلى النإاسخ استحسانإااً.
وعرفأه أبو الحسين) :وهو ترك وجهه من وجوه الجتهاد غير شاملا شمولا اللفاظ لوجه هو أقاوى منإه ،وهو
حكم طارئ على الولا( ) (15خرج بالولا :التخصيص والنإسخ ً.وبالثانإي :الحكم بأقاوى القياسين ،فأإنإه ليس
فأي حكم الطارئ ،ولو كان فأي حكمه لكان استحسانإااً.
ل) :تركت الستحسان للقياس ،كما لو قا أر آية سجدهة فأي آخر سورة
وعلق محلمد بن السحن على ذلك قاائ ا
فأالقياس الكتفاء بالركوع ،والستحسان :أن يسجد ثم يركع؛ لن سماه استحسانإاا؛ لن الستحسان وحده إوان
كان أقاوى من القياس لكن أنإضم إلى القياس شيء آخر ،وترجيح المجموع عليه ،فأإنإه تعالى أقاام الركوع مقام
السجود فأي قاوله
تعالى) :وخر راكعا وأنإاب))ً.(16
وهذا يقتضي أن كون جميع الشريعة استحسانإ ا فأوجب أن ييزاد فأيه مغايرة ذلك الوجه للبراءة الصلية ،وبهذا
يكون تعريفه )ترك وجه من وجوه الجتهاد مغاير للبراءة الصلية والعمومات اللفظية لوجه أقاوى منإه ،وهو فأي
حكم الطارئ على الولا( )ً.(17
ثم قاالا) :إلن أصحابنإا أنإكروا الستحسان على الحنإاف ،والخلف ليس فأي اللفظ لو روده فأي قاوله
تعالى) :وأمر قاومك يأخذوا بأحسنإها)) (18وقاوله تعالى) :فأيتبعون أحسنإه)) (19وقاوله ـ صلى ال عليه وآله
ـ" :ما رآه المسلمون حسنإ ا فأهو عنإد ال حسن") ً.(20ول معنإى له إلن لم يرد فأيه إجماع ً.وقاولا الشافأعي فأي
المتعة) :أستحسن أن يكون ثلثين درهماا( ) ً.(21وفأي الشفعة) :أستحسن أن يثبت للشفيع الشفعة إلى ثلثة
أيام( ) ً.(22وفأي المكاتب) :أستحسن أن يترك عليه شيء( ) ً.(23بلا فأي المعنإى ،وهو :أن القياس إذا كان
قاائم ا فأي صورة الستحسان متروك ا فأيها معمولا به فأي غيرها لزم تخصيص العلة ،وهذا عنإد جمهور المحققين
باطلا ،فأبطلا الستحسانً.
وأعرفه الغزالي بقوأله :للستحسان ثالثاة معان:
1ـ إنإه الذي يسبق إلى الفهم ،أي :ما يستحسنإه المجتهد بعقلهً.
2ـ إنإه دليلا ينإقدح فأي نإفس المجتهد ل تساعده العبارة ،ول يقدر على إب ارزه إواظهاره ً.ولعلا ما يقابلا ذلك
فأي اصطلح الفقهاء المامية بـ "الذوق الفقهي" ،إلل أن
حجيته تتوقاف على حجية المنإقدح منإه ،فأل معنإى لجعله أصلا قاائما بنإفسه)ً.(24
3ـ وهو منإقولا عن الكرخي ،وبعض أصحاب أبي حنإيفة ك ألنإه قاولا بدليلا ينإدرج تحته أجنإاس:
منإها :العدولا بحكم مسألة عن نإظائرها بدليلا خاص من القرآن،
ومنإها :أن يعدلا بها عن نإظائرها بدليلا السنإة)ً.(25
وقاريب من هذا التعريف وغيره فأي البعد عن فأن التعريف ما نإسب إلى المالكية من ألنإه ) :اللتفات إلى
المصلحة والعدولا( )ً.(26
وذكر السرخسي عدة تعاريف فأي مبسوطه منإها:
1ـ القياس والستحسان فأي الحقيقة قاياسان:
أحدهما :جلي ضعيف أثره ،فأسمي "قاياساا"ً.
والخر :قاوي أثره ،فأسمي "استحسانإاا" ،أي :قاياس ا مستحسنإااً.
2ـ الستحسان :ترك القياس والخذ بما هو أوفأق للنإاسً.
3ـ الستحسان :طلب السهولة فأي الحكام فأيما يبتلى به الخاص والعامً.
4ـ الستحسان :الخذ بالسعة وابتغاء الدعةً.
5ـ الستحسان :الخذ بالسماحة وانإتقاء ما فأيه الراحة)ً.(27
وهذه التعاريف مؤداها واحد إوان اختلف التعبير ،ول تنإدرج فأي الضوابط العلميةً.
وقاالا المام مالك) :الستحسان :هو العملا بأقاوى الدليلين ،أو الخذ بمصلحة جزئية فأي مقابلا دليلا كلي،
فأهو إذا تقديم الستدللا المرسلا على القياس( )ً.(28
وقاالا ابن العربي) :الستحسان :إيثار ترك مقتضى الدليلا ،والترخيص على طريق الستثنإاء لمعارضة ما
يعارض به فأي بعض مقتضياته( ) ً.(29ثم قاسمه إلى أربعة أقاسام) :وهي ترك الدليلا للعرف ،وتركه
للجماع ،وتركه للمصلحة ،وتركه للتيسير ودفأع المشقة إوايثار التوسعة( )ً.(30
وعرفأه ابن رشد )الستحسان الذي يكثر استعماله هو :طرح لقياس يؤدي إلى غلو فأي الحكم ومبالغة فأيه،
فأيعدلا عنإه فأي بعض المواضع لمعنإى يؤثر فأي الحكم يختص به ذلك الموضع( )ً.(31
قاالا الشاطبي) :وهذه تعريفات قاريب بعضها من بعض ،إواذا كان هذا معنإاه عن مالك وابي حنإيفة فأليس
بخارج عن الدلة البتة؛ لن الدلة تقيد بعضها بعضاا ،ويخصص بعضها بعضاا ،كما فأي أدلة السنإة مع أدلة
ل ،فأل حجة فأي تسميته استحسانإ ا لمبتدع على حالا( )ً.(32
القرآن ،ول يريد الشافأعي مثلا هذا أص ا
وذكر ابن قادامة معان ثلثة للستحسان:
1ـ العدولا بحكم المسألة عن نإظائرها لدليلا خاص من كتاب اوسنإةً.
2ـ ما يستحسنإه المجتهد بعقلهً.
3ـ دليلا ينإقدح فأي نإفس المجتهد ل يقدر على التعبير عنإه)ً.(33
وهذه التعاريف ـ كما يذكر السيد محلمد تقي الحكيم ـ يختلف حالها من حيث التعميم والتخصيص ،فأبعضها
تخصصه بتقديم قاياس على قاياس ،وبعضها تجعله عاما إلى تقديم مختلف الدلة بعضها على بعض،
ل ،بلا
وبعضها ل يتعرض إلى عالم تقديم الدلة أص ا
يؤخذ به لمجرد الستحسان والنإقداح النإفسيً.
المطلب الثااني
المطلب الثاالث
أدلة المثابتين
استدلا المثبتون للستحسان بأدلة :بعضها من الكتاب ،وبعضها الخر من السنإة ،والثالث من الجماع،
والرابع من العقلا ،ونإعرض لهذه الدلة ،ثم نإنإاقاشها دليلا دليلا وكما يلي:
المطلب الرابع
أدلة النافين للستحسان
إلن من أبرز نإفاة الستحسان هو :الشافأعي كما اشتهر فأي بطون الكتب ،ولكن صاحب كتاب "الرأي فأي
الفقه السلمي" يقولا) :إلن الذي ينإفي الستحسان بكلا أنإواعه هو :ابن حزم الظاهري ،ل الشافأعي ،باعتبار
ألنإه يرد فأي كلم الشافأعي أحيانإاا :إنإي أستحسن( ) (77إوالنإما الشافأعي نإفى القسم الخير ـ وهو ماينإقدح فأي
النإفس ـ من معانإي الستحسان ،إلل أن الظاهر من كلمه :ألنإه ينإفي الستحسان العقلي أيضاا ً.قاد صور
اعتراض الشافأعي على الستحسان باشكالت وهي:
1ـ ثبت أن المشرع حكيم ،ولم يترك أم ار من المور الدنإيوية سدى من غير بيان ،قاالا تعالى) :أيحسب
النإسان أن يترك سدى)) (78فأقد بين الحكام فأي القرآن أو السنإة ،وما لم يبينإه فأيهما تركه للدلة الخرى،
وأوجب على المسلم اتباع حكمه سبحانإه وتعالى) :فأإن تنإازعتم فأي شيء فأردوه إلى ال والرسولا))ً.(79
والحكم الستحسانإي ليس داخلا فأي القسمين ،إوالنإما هو تصرف حسب الهوى والميلا ،وينإاقاض تلك الية
الكريمةً.
والية الثانإية" :فأإن تنإازعتم "ً.ً.تأمر بالطاعة ل وللرسولا وتنإهى عن اتباع الهوى والستحسان ليس كتاب ا
ول سنإة ول ردا للكتاب والسنإة ،إوالنإما هو أمر غير ذلك ،وهو تزيد عليهما ،فأل يقبلا إلل بدليلا منإهما على
قابوله ،ول دليلا عليهً.
وقاوله ـ صلى ال عليه وآله ـ" :ما من واقاعة إلل ول فأيها حكم" ) (80والطريق إلى الحكم :إما أن يكون
النإص أو القياس ـ عنإد من يأخذ به ـ ول طريق غيرهما ،وهو تعبير آخر عن الرد
السابق الذكرً.
2ـ لو كان الستحسان جائ از من المجتهد ـ وهو ل يعتمد على نإص ول حملا على النإص ،بلا يعتمد على
الفعلا وحده ـ جاز لغيره أن يستحسن ،ويقالا فأي الواقاعة الواحدة ضروب من الفتيا؛ لن العقلا متواجد عنإد غير
العلماء بالكتاب والسنإة ،بلا ربما كان منإهم من يفوق عقولا هؤلء ،فأإن كان جائ از عنإدهم فأقد أهملوا أنإفسهم،
وحكموا حيث شاؤوا)ً.(81
وهذه الشكالت قاابلة للمنإاقاشة ،فأهي فأي الواقاع ترديد للمدعى ،إذ التركيز فأي الخلف يدور حولا وجود
طريق آخر غير النإص ـ الكتاب والسنإة ـ والقياس ،ول مانإع أن يكون الستحسان سبيلا آخر ،ومن هنإا يقولا
ل ،بلا لو ورد ،فأي الشرع :بأن ما سبق إلى أوهامكم أو
الغزالي) :ل شك ألنإا نإجوز ورود التعبد باتباعه عق ا
استحسنإتموه بعقولكم أو سبق أوهام العوام ـ مثلا ـ فأهو حكم ال عليكم لجوزنإاه")ً.(82
أما الوجه الثانإي :فألو تم لغلق باب الجتهاد ،فأليس الختلف فأي الفتيا يصلح دليلا للرد على
الستحسان ،ولكن الظاهر ـ كما نإبه إليه العلمة السيد الحكيم ـ ) (83ألنإه يسير إلى القسم الخير ،وهو ما
ينإقدح فأي النإفس ،ول ريب فأي أن هذا القسم يؤدي إلى الفوضى كما تنإبه له الشافأعي ،وهو بهذا مرفأوض
إسلمياا ،بلا يؤدي إلى التلعب بمقدسات السلمً.
أما الغزالي :فأإنإه يرد الستحسان بمسلكين:
ل ،ونإحن نإسلم للشرع حلتى لو عبدنإا بأوهام العوام ،ولكن ما الدليلا
1ـ إلن الستحسان جائز الحجية عق ا
عليه ؟ أهو ضرورة العقلا وهو خلف الحقيقة؟
فأيجب إذا أن يكون هنإاك سمع قاطعي؛ لن ما بالغير يجب أن ينإتهي إلى ما بالذات ،و إلل تسلسلا المر،
بلا لم تنإقلا الحجية له حلتى أخبار الحاد ،ولو نإقلت فأإن الصلا ل يثبت عنإده بخبر الواحد بحجة إلن جعلا
الستحسان مدركا من مدارك أحكام ال تعالى
بمنإزلة الكتاب والسنإة والجماع ،وأصلا من الصولا ،فأل يثبت بخبر الواحد ،ومهما انإتفى الدليلا أوجب
النإفي ً.وكان الغزالي يريد بهذا ما شاع لدى الصوليين من أن الشك فأي الحجية كاف للقطع بعدمهاً.
وهذا الدليلا تام فأي نإفسه ،إلل أن ادعاء عدم كفاية خبر الواحد لثبات حجية الصلا مما ل وجه له بعد
القبولا بقيام الدليلا القطعي على حجية خبر الواحد ،ذلك ألنإه يقطه التسلسلا المشار إليهً.
2ـ إنإا نإعلم بأن المة أجمعت على أن العالم ليس له أن يحكم بهواه ،وذلك قابلا أن ياتوهم بهذا الصلا،
والستحسان مصداق للهوى والشهوةً.
لكن هذا الدليلا ـ أيضا ـ تكرار للمدعى ،وبعد هذا وذاك من عبارات الشافأعي فأي الستحسان وذمه له
وكذلك قاولا الرويانإي :بألنإه شرع غير الشرع ـ وبطلنإه ـ يتبين لنإا فأيما يلي )ً.(84
أ ـ ل يجوز الحكم إلل بالنإص أو بما يقاس على النإص؛ لن فأي غير ذلك شرع ا بالهوى وقاد قاالا سبحانإه
وتعالى? :وأن أحكم بينإهم بما أنإزلا ال ول تتبع أهواءهم?)ً.(85
ب ـ إلن الرسولا ـ صلى ال عليه وآله وسلم ـ ما كان يفتي بالستحسان ،إوالنإما كان ينإتظر الوحي ،ولو
استحسن لما كان مخطئاا؛ لنإه ل ينإطق عن الهوىً.
ج ـ الستحسان أساسه العقلا ،فأيه يستوي العالم والجاهلا ،فألو جاز لحد الستحسان لجاز لكلا إنإسان أن
يشرع لنإفسه شرع ا جديدااً.
د ـ إلن الستحسان ليس بحجة مستقلة خارجة عن الدلة الربعة المتفق عليهاً.
بلا يرجع إلى تقديم قاياس على قاياس ،أو استثنإاء مسألة جزئية من القواعد الكلية )ً.(86
هـ إلن النإبي ـ صلى ال عليه وآله وسلم ـ ما كان يفتي باستحسانإه ،وهو الذي كان ما ينإطق عن الهوى ،فأقد
سئلا ـ صلى ال عليه وآله ـ عن الرجلا يقولا لمرأته :أنإت علي كظهر أمي ،فألم يفت ـ صلى ال عليه وآله
وسلم ـ باستحسانإه ،بلا انإتظر حلتى نإزلا الوحي عليه بآية التطهير وكفارتهً.
وـ إن النإبي ـ صلى ال عليه وآله وسلم ـ استنإكر على الصحابة اللذين غابوا عنإه ،وأفأتوا باستحسانإهم كما
فأي قاصة أسامة وقاتله للرجلا الذي قاالا" :ل إله إلل ال " تحت حر السيف وكذلك الصحابة اللذين أحرقاوا
مشرك ا لذ بشجرةً.
زـ إلن الستحسان ل ضابط له ،ول مقاييس له يقاس بها الحق من الباطلا كالقياس ً.لو جاز ذلك لكان
فأرطااً.
وقاد ذهب المحدث السترابادي ـ وهو من الشيعة المامية ـ إلى إبطالا الستحسان ورفأضه وعدم العملا به،
مستدل على ذلك باثنإي عشر وجها منإها )ً.(87
1ـ عدم ظهور دللة بالعتماد عليهً.
2ـ إلن التمسك بالذي مدركه غير منإضبط كثي ار ما تقع فأيه التعارضات والضطراباتً.
3ـ العملا به يوجب الفرقاة بين المةً.
4ـ منإافأاة الشريعة مع القولا بذلكً.
5ـ إنإه يفضي إلى الفتن والحروبً.