You are on page 1of 6

‫جامعة األزهر‬

‫كلية أصول الدين القاهرة‬

‫مشروع بحث‬
‫المادة‪ :‬الحديث التحليلي‬
‫عنوان البحث‪ :‬الشرح الموجز على حديث تنكح المرأة ألربع‬

‫الرقم السري‬

‫راسب‪:‬‬ ‫ناجح‪:‬‬ ‫الكنترول‬

‫توقيع أساتذة المادة‬

‫الفصل الدراسي الثاني العام الجامعي (‪2020/2019‬م)‬


‫بيانات الطالب‬

‫همام موّفق سالم سوبرابتو‬


‫اسم الطالب رباعي ًا‪ّ :‬‬

‫المادة‪ :‬الحديث التحليلي‬ ‫رقم الجلوس‪201730449 :‬‬

‫القسم‪ :‬حديث‬ ‫الفرقة‪ :‬الثالثة‬

‫رقم التليفون‪01012145896 :‬‬ ‫االيميل‪hmuwaffaq13@gmail.com :‬‬

‫عنوان البحث‪ :‬الشرح الموجز على حديث تنكح المرأة ألربع‬

‫تاريخ التسليم‪2020 / 6 /13 :‬م‬ ‫أستاذ المادة‪ :‬د‪ /‬عبد الرحمن كمال‬

‫الرقم السري‪:‬‬
‫بســــــــــم اهلل الرمحن الرحيــــــــــم‬

‫الشرح الموجز على حديث تنكح المرأة ألربع‬

‫مقدمة‬

‫الحمد هلل الذي من على المسلمين بإنزال القرآن الكريم وشرع به األحكام لعباده‪ ،‬وأناط تفصيل أحكامه بخاتم‬
‫النبيين والمرسلين‪ ،‬سيدنا محمد صلوات هللا وسالمه عليه وعلى آله وصحبه البررة األوفياء ونقلة الوحي‬
‫واألمناء على الحق والدعاة إلى هللا على الهدى وص ارط مستقيم‪ ،‬وعلى من تبع سنتهم وسلك طريقتهم واقتفى‬
‫أثرهم ونصرهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪.‬‬

‫فإن الحديث النبوي الشريف وحي من وحي هللا‪ ،‬قوله تعالى ‪ ﴿ :‬وما ينطق عن الهوى‪ .‬إن هو إ َّل وحي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يوحى ﴾(‪ ، )1‬ولقد أوتي رسول هللا ﷺ الحكمة وفصل الخطاب ‪ ،‬وخص بجوامع الكلم‪ ،‬ومنتهى الحكم‪ ،‬فكان‬
‫كالمه القول الفصل في كل أمر أو نهي‪ ،‬فال يحاط بدقائق قوله ومعانيه‪ ،‬وّل يبلغ الفصحاء والبلغاء‪ ،‬وأهل‬
‫العقول والحجا أغوار ما فيه‪ ،‬فهو ّل يزال يهب األيام من معين الحق فيضًا بعد فيض‪ ،‬ليكون هداية الخلق‬
‫إلى الحق‪ ،‬وحجة هللا على الخلق‪ ،‬حتى يرث هللا األرض ومن عليها‪.‬‬

‫والزوجية سنة من سنن هللا في الخلق والتكوين‪ ،‬وهي عامة مطردة ‪ ،‬فشرع اإلسالم نظاما شرعا مثل حكم‬
‫النكاح‪ ،‬شروطه ‪ ،‬حتى كيف نختار الزوجة كما في حديث تنكح المرأة ألربع‪ ،‬وفي هذه العجالة الموجزة‬
‫سأبحث عنه بعنوان "الشرح الموجز على حديث تنكح المرأة ألربع"‪.‬‬

‫الهدف من البحث‬

‫أن الهدف الرئيسي من هذا البحث‪ ،‬يعني ‪ :‬إلسهام ﰲ إيﻀاح وتبسيط معنى الحديث تنكح المرأة ألربع‬
‫وكل ما ينتمي إليه وتقديم الفوائد والتطبيقات العملية في الحياة لذلك‪ .‬والهدف التالي ‪ :‬إلنجاز مشروع‬
‫البحث من كلية أصول الدين بالقاهرة‪.‬‬

‫منهج البحث وخطته‬

‫اعتمدت في إنجاز هذا البحث على المنهج النقلي؛ قد نقلت البعض من المراجع والمصادر التي سأذكر في‬
‫آخر البحث‪ .‬أما هذا البحث ينقسم إلى مقدمة ‪ ،‬وأربعة محاور ‪ ،‬وخاتمة ونتيجة البحث‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سورة النجم اآلية ‪.4-3‬‬

‫‪1‬‬
‫أما المحور األول ‪ :‬نص الحديث‪.‬‬
‫والمحور الثاني ‪ :‬من معاني الحديث‪.‬‬
‫والمحور الثالث ‪ :‬المعنى العام للحديث‪.‬‬
‫والمحور الرابع ‪ :‬من فوائد هذا الحديث‪.‬‬

‫أقدم الشكر والتقدير لوالدي وألستاذ المادة الدكتور عبد الرحمن كمال‪ .‬ونسأل هللا أن ينفع بما بحثت المسلمين‬
‫وأن يتقبله خالصا لوجهه الكريم‪ .‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬والحمد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫المحور األول‬
‫نص الحديث‬

‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا تعالى‪ :‬حدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا يحيى‪ ،‬عبيد هللا قال‪ :‬حدثني سعيد بن أبي سعيد‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة رﻀي هللا عنه(‪ ،)1‬عن النبي ﷺ قال‪( :‬تنكح الم أرة ألربع‪ :‬لمالها ولحسبها وجمالها‬
‫ولدينها‪ ،‬فاظفر بذات الدين‪ ،‬تربت يداك)‪ .‬الحديث أخرجه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما(‪.)2‬‬

‫المحور الثاني‬
‫من معاني الحديث‬

‫المْ أَرةُ ألَْرَبع ] قال الحافظ ابن حجر في شرحه ‪ :‬أي ألجل أربع‪ .‬فهذا بيان أن المرأة يقصدها الناس‬
‫[ ُت ْن َك ُح َ‬
‫للنكاح عادة لهذه األربع‪.‬‬

‫[ لِ َمالِ َها ] قال المهلب ‪ :‬وفي قوله (تنكح المرأة لمالها)‪ ،‬دليل على أن للزوج اّلستمتاع بمال الزوجة‪ ،‬وأنه‬
‫نفسا فهو له حالل‪ ،‬وإن منعته فإنما له من ذلك بقدر ما بذل من الصداق‪ .‬ولوّل‬‫يقصد لذلك‪ ،‬فإن طابت به ً‬
‫(‪)3‬‬
‫ذلك لم يفدنا قوله (تنكح المرأة لمالها) فائدة‪ ،‬ولتساوت الغنية والفقيرة في قلة الرغبة فيها‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وهو الصحابي الجليل ‪ ،‬صاحب رسول هللا ﷺ وراية اإلسالم ‪ ،‬اسمه في اإلسالم عبد الرحمن بن صخر وكنيةه أبو هريرة ‪ ،‬كان في الجاهلية‬
‫اسمه عبد شمس أبو األسود‪ ،‬وتوفي سنة ‪ 57‬وقيل بعدها‪ .‬ينظر ‪ :‬سير أعالم النبالء (ج‪/2‬ص‪.)531‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب األكفاء في الدين (‪ ،)5090/7/7‬ومسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الرﻀاع ‪ ،‬باب استحباب نكاح‬
‫ذات الدين (‪.)1466/1086/2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫راجع شرح ابن بطال على البخاري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫[ َولِ َح َس ِب َها ] قول الحافظ‪ :‬والحسب في األصل الشرف باآلباء وباألقارب‪ ،‬مأخوذ من الحساب‪ ،‬ألنهم كانوا‬
‫إذا تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وقومهم وحسبوها فيحكم لمن زاد عدده على غيره‪ .‬وقيل المراد بالحسب‬
‫وذكر النسب على هذا‬ ‫هنا الفعال الحسنة‪ .‬وفي حديث آخر (على دينها ومالها وعلى حسبها ونسبها)‬
‫(‪)1‬‬

‫تأكيد ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة إّل إن تعارض نسيبة غير دينة وغير‬
‫نسيبة دينة فتقدم ذات الدين‪ ،‬وهكذا في كل الصفات‪.‬‬

‫[ َو َج َمالِ َها ] أي لحسن منظرها أو جمال باطنها فكل ذلك يرغب المرء لخطبة المرأة‪ .‬قال الحافظ‪ :‬يؤخذ‬
‫منه استحباب تزوج الجميلة إّل إن تعارض الجميلة الغير دينة والغير جميلة الدينة‪ ،‬نعم لو تساوتا في الدين‬
‫فالجميلة أولى‪ ،‬ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات‪ ،‬ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق‪.‬‬

‫[ ولِ ِد ِ‬
‫ين َها ] أي صالحها في دينها وعبادتها لربها وختم به إشارة إلى أنها وإن كانت تنكح لتلك األغراض‬ ‫َ‬
‫لكن الدين هو المقصود بالذات‪.‬‬

‫ات ِ‬
‫[ َفا ْظ َفْر ِب َذ ِ ّ‬
‫الد ِ‬
‫ين ] أي اخترها وقربها وّل تنظر لغير ذلك‪ .‬شرح الحافظ المعنى أن الالئق بذي الدين‬
‫والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء ‪ّ ،‬ل سيما فيما تطول صحبته‪ ،‬فأمره النبي ﷺ بتحصيل‬
‫صاحبة الدين‪ ،‬الذي هو غاية البغية‪.‬‬

‫[ َت ِرَب ْت َي َد َ‬
‫اك ] أي لصقتا بالتراب‪ ،‬وهي كناية عن الفقر‪ ،‬وهو خبر بمعنى الدعاء‪ ،‬لكن ّل يراد به حقيقته‪،‬‬
‫وبهذا جزم صاحب " العمدة "‪ ،‬زاد غيره أن صدور ذلك من النبي ﷺ في حق مسلم ّل يستجاب لشرطه ذلك‬
‫على ربه‪ .‬وقيل ‪ :‬فيه تقدير شرط‪ ،‬أي‪ :‬وقع لك ذلك إن لم تفعل‪ ،‬ورجحه ابن العربي‪.‬‬

‫المحور الثالث‬
‫المعنى العام للحديث‬

‫قال القرطبي في المفهم ‪ :‬معنى الحديث أن هذه الخصال األربع هي التي يرغب في نكاح المرأة ألجلها‪،‬‬
‫فهو خبر عما في الوجود من ذلك‪ّ ،‬ل أنه وقع األمر بذلك‪ ،‬بل ظاهره إباحة النكاح لقصد كل من ذلك‪،‬‬
‫لكن قصد الدين أولى‪ ،‬قال‪ :‬وّل ي ظن من هذا الحديث أن هذه األربع تؤخذ منها الكفاءة أي تنحصر فيها‪،‬‬
‫فإن ذلك لم يقل به أحد فيما علمت‪ ،‬وإن كانوا اختلفوا في الكفاءة ما هي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وقع في مرسل يحيى بن جعدة عند سعيد بن منصور‪ ،‬ونقال من التعليق على شرح بعض األحاديث من فتح الباري (ص ‪.)47‬‬

‫‪3‬‬
‫ومع هذا قد بين لنا النبي ﷺ أن ما جرت به عادة الناس من رغبتهم في التزوج من ذوات المال حتى كادت‬
‫هذه الرغبة أن تقدم على ما عداها‪ ،‬وكثير من الشباب يحرص كل الحرص على الجمال وقد يكون على‬
‫المال حتى يعميه عما ينبغي أن يهتم به‪ .‬فهذه األمور التي ذكرت هي التي اعتاد كثير من الناس اعتيادها‬
‫في الزواج ‪ ،‬وطعموا على تحقيقها وتقديمها على غيرها‪ .‬واإلسالم ّل يكره الغنى وّل ينفر من الجمال‪ ،‬ولكنه‬
‫يدعو إلى جعل الدين والصالح أساس اإلختيار‪ ،‬كما حث رسول هللا ﷺ ما ينبغي أن نظفر به في قوله‬
‫(فاظفر بذات الدين‪ ،‬تربت يداك)‪.‬‬

‫المحور الرابع‬
‫من فوائد هذا الحديث‬

‫أحب في هذا البحث الموجر أن أقف على بعض الفوائد التي يعقدها هذا الحديث الصحيح‪،‬‬
‫ومنها ‪:‬‬

‫‪ .1‬مراعاة الرجل للمرأة التي تكون ذات دين وصالح وخلق أمر ﻀروري؛ ألن ذات الدين والخلق هي‬
‫التي تعين زوجها على دينه ودنياه وآخرته‪ ،‬وتصون شرفها وعفافها ‪ ،‬وتحفظ على زوجها كرامته‪،‬‬
‫فيأمن معها ويسكن إليها وتشرق بينهما المودة والرحمة‪ .‬كما قال اإلمام النووي‪ :‬وفي هذا الحديث‬
‫الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء ألن صاحبهم يستفيد من أخالقهم وبركتهم وحسن‬
‫طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم‪.‬‬
‫‪ .2‬استحباب تزوج الجميلة‪ ،‬إّل أن تكون غير متدينة ‪ ،‬ويلتحق بجمال الخلقة وجمال الخلق والصفات‪.‬‬
‫‪ .3‬إلى الشباب ليحسنوا النظر‪ ،‬ويحكموا الموازين في أنفسهم‪ ،‬وفي اختيار شريكة حياتهم‪ ،‬فال يؤخروا‬
‫ما حقه التقديم‪ ،‬وّل يغفلوا ما حقه اّلهتمام والتعظيم‪ ،‬وّل يغتروا بمظاهر خادعة‪ ،‬ليس وراءها ما‬
‫يسعد وينجد‪.‬‬
‫‪ .4‬الحث على تنشئ البنات على الدين والفضيلة حتى تكون مرأة صالحة‪ ،‬وأنها الجميلة المطيعة البارة‬
‫األمينة‪ ،‬ويقول ﷺ ‪( :‬خي ر النساء من إذا نظرت إليها سرتك‪ ،‬وإذا أمرتها أطاعتك ‪ ،‬وإذا أقسمت‬
‫عليها أبرتك‪ ،‬وإذا غبت عنها حفظتك في نفسك ومالك)(‪ ،)1‬رواه النسائي وغيره بسند صحيح‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقال من فقه السنة (ص ‪.)14‬‬

‫‪4‬‬
‫الخاتمة والنتائج‬

‫هذا آخر من مخطات هذا البحث ‪ ،‬بتوفيﻖ مﻦ اهللا عﺰ وجل ‪ ،‬بعد مما سبق نلخص ﳌا يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن نتعرف نص الحديث ومن رواه ومن أخرجه‪.‬‬


‫‪ .2‬أن نفهم معاني الحديث وما قصده عند شراحه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن نستفيد من هذا الحديث ونحقق في أعمالنا اليوميات‪.‬‬

‫وأخي ار أقول إن أحسنت فمن توفيق هللا تعالى‪ ،‬وإن قصرت فمن نفسي وجهلي‪ .‬ونسأل هللا تعالى أن يوفقنا‬
‫ﳋﲑ القول وخﲑ العمل‪ ،‬وأن يﺮينا اﳊﻖ حقا ويﺮزقنا اتباعه‪ ،‬وأن يﺮينا الباطل باطال ويﺮزقنا اجتنابه‪ ،‬وأن‬
‫يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه‪ .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬التعليق على شرح بعض األحاديث من فتح الباري ‪ ،‬لإلمام الحفظ ابن حجر العسقالني (‪856‬ه)‪،‬‬
‫المعلق‪ :‬أسامة إبراهيم محمد مهدي ‪ ،‬المطبعة‪ :‬جامعة األزهر قطاع أصول الدين قسم الحديث وعلومه‪،‬‬
‫دون الذكر سنة الطبعة‪.‬‬
‫‪ .2‬دليل األسرة في اإلسالم‪ ،‬دار اإلفتاء المصرية‪ ،‬ط‪1440 :2‬ه‪2019/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬سير أعالم النبالء ‪ ،‬لإلمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمل الذهبي‪ ،‬المعلق ‪ :‬أنس محمد الشامي‬
‫والشيخ شريف المهدي‪ ،‬المكتبة العصرية – بيروت‪ ،‬ط‪1335 :1‬ه‪2014/‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬فقه السنة‪ ،‬السيد سابق‪ ،‬دار الفتح لإلعالم العربي‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪1420 :11‬ه‪1999/‬م‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like