Professional Documents
Culture Documents
مشروع بحث
المادة :الحديث التحليلي
عنوان البحث :الشرح الموجز على حديث تنكح المرأة ألربع
الرقم السري
تاريخ التسليم2020 / 6 /13 :م أستاذ المادة :د /عبد الرحمن كمال
الرقم السري:
بســــــــــم اهلل الرمحن الرحيــــــــــم
مقدمة
الحمد هلل الذي من على المسلمين بإنزال القرآن الكريم وشرع به األحكام لعباده ،وأناط تفصيل أحكامه بخاتم
النبيين والمرسلين ،سيدنا محمد صلوات هللا وسالمه عليه وعلى آله وصحبه البررة األوفياء ونقلة الوحي
واألمناء على الحق والدعاة إلى هللا على الهدى وص ارط مستقيم ،وعلى من تبع سنتهم وسلك طريقتهم واقتفى
أثرهم ونصرهم بإحسان إلى يوم الدين ،وبعد.
فإن الحديث النبوي الشريف وحي من وحي هللا ،قوله تعالى ﴿ :وما ينطق عن الهوى .إن هو إ َّل وحي
ٌ ٌ
يوحى ﴾( ، )1ولقد أوتي رسول هللا ﷺ الحكمة وفصل الخطاب ،وخص بجوامع الكلم ،ومنتهى الحكم ،فكان
كالمه القول الفصل في كل أمر أو نهي ،فال يحاط بدقائق قوله ومعانيه ،وّل يبلغ الفصحاء والبلغاء ،وأهل
العقول والحجا أغوار ما فيه ،فهو ّل يزال يهب األيام من معين الحق فيضًا بعد فيض ،ليكون هداية الخلق
إلى الحق ،وحجة هللا على الخلق ،حتى يرث هللا األرض ومن عليها.
والزوجية سنة من سنن هللا في الخلق والتكوين ،وهي عامة مطردة ،فشرع اإلسالم نظاما شرعا مثل حكم
النكاح ،شروطه ،حتى كيف نختار الزوجة كما في حديث تنكح المرأة ألربع ،وفي هذه العجالة الموجزة
سأبحث عنه بعنوان "الشرح الموجز على حديث تنكح المرأة ألربع".
الهدف من البحث
أن الهدف الرئيسي من هذا البحث ،يعني :إلسهام ﰲ إيﻀاح وتبسيط معنى الحديث تنكح المرأة ألربع
وكل ما ينتمي إليه وتقديم الفوائد والتطبيقات العملية في الحياة لذلك .والهدف التالي :إلنجاز مشروع
البحث من كلية أصول الدين بالقاهرة.
اعتمدت في إنجاز هذا البحث على المنهج النقلي؛ قد نقلت البعض من المراجع والمصادر التي سأذكر في
آخر البحث .أما هذا البحث ينقسم إلى مقدمة ،وأربعة محاور ،وخاتمة ونتيجة البحث.
()1
سورة النجم اآلية .4-3
1
أما المحور األول :نص الحديث.
والمحور الثاني :من معاني الحديث.
والمحور الثالث :المعنى العام للحديث.
والمحور الرابع :من فوائد هذا الحديث.
أقدم الشكر والتقدير لوالدي وألستاذ المادة الدكتور عبد الرحمن كمال .ونسأل هللا أن ينفع بما بحثت المسلمين
وأن يتقبله خالصا لوجهه الكريم .وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .والحمد هلل رب
العالمين.
المحور األول
نص الحديث
قال اإلمام البخاري رحمه هللا تعالى :حدثنا مسدد ،حدثنا يحيى ،عبيد هللا قال :حدثني سعيد بن أبي سعيد،
عن أبيه ،عن أبي هريرة رﻀي هللا عنه( ،)1عن النبي ﷺ قال( :تنكح الم أرة ألربع :لمالها ولحسبها وجمالها
ولدينها ،فاظفر بذات الدين ،تربت يداك) .الحديث أخرجه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما(.)2
المحور الثاني
من معاني الحديث
المْ أَرةُ ألَْرَبع ] قال الحافظ ابن حجر في شرحه :أي ألجل أربع .فهذا بيان أن المرأة يقصدها الناس
[ ُت ْن َك ُح َ
للنكاح عادة لهذه األربع.
[ لِ َمالِ َها ] قال المهلب :وفي قوله (تنكح المرأة لمالها) ،دليل على أن للزوج اّلستمتاع بمال الزوجة ،وأنه
نفسا فهو له حالل ،وإن منعته فإنما له من ذلك بقدر ما بذل من الصداق .ولوّليقصد لذلك ،فإن طابت به ً
()3
ذلك لم يفدنا قوله (تنكح المرأة لمالها) فائدة ،ولتساوت الغنية والفقيرة في قلة الرغبة فيها.
()1
وهو الصحابي الجليل ،صاحب رسول هللا ﷺ وراية اإلسالم ،اسمه في اإلسالم عبد الرحمن بن صخر وكنيةه أبو هريرة ،كان في الجاهلية
اسمه عبد شمس أبو األسود ،وتوفي سنة 57وقيل بعدها .ينظر :سير أعالم النبالء (ج/2ص.)531
()2
أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب النكاح ،باب األكفاء في الدين ( ،)5090/7/7ومسلم في صحيحه ،كتاب الرﻀاع ،باب استحباب نكاح
ذات الدين (.)1466/1086/2
()3
راجع شرح ابن بطال على البخاري.
2
[ َولِ َح َس ِب َها ] قول الحافظ :والحسب في األصل الشرف باآلباء وباألقارب ،مأخوذ من الحساب ،ألنهم كانوا
إذا تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وقومهم وحسبوها فيحكم لمن زاد عدده على غيره .وقيل المراد بالحسب
وذكر النسب على هذا هنا الفعال الحسنة .وفي حديث آخر (على دينها ومالها وعلى حسبها ونسبها)
()1
تأكيد ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة إّل إن تعارض نسيبة غير دينة وغير
نسيبة دينة فتقدم ذات الدين ،وهكذا في كل الصفات.
[ َو َج َمالِ َها ] أي لحسن منظرها أو جمال باطنها فكل ذلك يرغب المرء لخطبة المرأة .قال الحافظ :يؤخذ
منه استحباب تزوج الجميلة إّل إن تعارض الجميلة الغير دينة والغير جميلة الدينة ،نعم لو تساوتا في الدين
فالجميلة أولى ،ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ،ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق.
[ ولِ ِد ِ
ين َها ] أي صالحها في دينها وعبادتها لربها وختم به إشارة إلى أنها وإن كانت تنكح لتلك األغراض َ
لكن الدين هو المقصود بالذات.
ات ِ
[ َفا ْظ َفْر ِب َذ ِ ّ
الد ِ
ين ] أي اخترها وقربها وّل تنظر لغير ذلك .شرح الحافظ المعنى أن الالئق بذي الدين
والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء ّ ،ل سيما فيما تطول صحبته ،فأمره النبي ﷺ بتحصيل
صاحبة الدين ،الذي هو غاية البغية.
[ َت ِرَب ْت َي َد َ
اك ] أي لصقتا بالتراب ،وهي كناية عن الفقر ،وهو خبر بمعنى الدعاء ،لكن ّل يراد به حقيقته،
وبهذا جزم صاحب " العمدة " ،زاد غيره أن صدور ذلك من النبي ﷺ في حق مسلم ّل يستجاب لشرطه ذلك
على ربه .وقيل :فيه تقدير شرط ،أي :وقع لك ذلك إن لم تفعل ،ورجحه ابن العربي.
المحور الثالث
المعنى العام للحديث
قال القرطبي في المفهم :معنى الحديث أن هذه الخصال األربع هي التي يرغب في نكاح المرأة ألجلها،
فهو خبر عما في الوجود من ذلكّ ،ل أنه وقع األمر بذلك ،بل ظاهره إباحة النكاح لقصد كل من ذلك،
لكن قصد الدين أولى ،قال :وّل ي ظن من هذا الحديث أن هذه األربع تؤخذ منها الكفاءة أي تنحصر فيها،
فإن ذلك لم يقل به أحد فيما علمت ،وإن كانوا اختلفوا في الكفاءة ما هي.
()1
وقع في مرسل يحيى بن جعدة عند سعيد بن منصور ،ونقال من التعليق على شرح بعض األحاديث من فتح الباري (ص .)47
3
ومع هذا قد بين لنا النبي ﷺ أن ما جرت به عادة الناس من رغبتهم في التزوج من ذوات المال حتى كادت
هذه الرغبة أن تقدم على ما عداها ،وكثير من الشباب يحرص كل الحرص على الجمال وقد يكون على
المال حتى يعميه عما ينبغي أن يهتم به .فهذه األمور التي ذكرت هي التي اعتاد كثير من الناس اعتيادها
في الزواج ،وطعموا على تحقيقها وتقديمها على غيرها .واإلسالم ّل يكره الغنى وّل ينفر من الجمال ،ولكنه
يدعو إلى جعل الدين والصالح أساس اإلختيار ،كما حث رسول هللا ﷺ ما ينبغي أن نظفر به في قوله
(فاظفر بذات الدين ،تربت يداك).
المحور الرابع
من فوائد هذا الحديث
أحب في هذا البحث الموجر أن أقف على بعض الفوائد التي يعقدها هذا الحديث الصحيح،
ومنها :
.1مراعاة الرجل للمرأة التي تكون ذات دين وصالح وخلق أمر ﻀروري؛ ألن ذات الدين والخلق هي
التي تعين زوجها على دينه ودنياه وآخرته ،وتصون شرفها وعفافها ،وتحفظ على زوجها كرامته،
فيأمن معها ويسكن إليها وتشرق بينهما المودة والرحمة .كما قال اإلمام النووي :وفي هذا الحديث
الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء ألن صاحبهم يستفيد من أخالقهم وبركتهم وحسن
طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم.
.2استحباب تزوج الجميلة ،إّل أن تكون غير متدينة ،ويلتحق بجمال الخلقة وجمال الخلق والصفات.
.3إلى الشباب ليحسنوا النظر ،ويحكموا الموازين في أنفسهم ،وفي اختيار شريكة حياتهم ،فال يؤخروا
ما حقه التقديم ،وّل يغفلوا ما حقه اّلهتمام والتعظيم ،وّل يغتروا بمظاهر خادعة ،ليس وراءها ما
يسعد وينجد.
.4الحث على تنشئ البنات على الدين والفضيلة حتى تكون مرأة صالحة ،وأنها الجميلة المطيعة البارة
األمينة ،ويقول ﷺ ( :خي ر النساء من إذا نظرت إليها سرتك ،وإذا أمرتها أطاعتك ،وإذا أقسمت
عليها أبرتك ،وإذا غبت عنها حفظتك في نفسك ومالك)( ،)1رواه النسائي وغيره بسند صحيح.
()1
نقال من فقه السنة (ص .)14
4
الخاتمة والنتائج
هذا آخر من مخطات هذا البحث ،بتوفيﻖ مﻦ اهللا عﺰ وجل ،بعد مما سبق نلخص ﳌا يلي :
وأخي ار أقول إن أحسنت فمن توفيق هللا تعالى ،وإن قصرت فمن نفسي وجهلي .ونسأل هللا تعالى أن يوفقنا
ﳋﲑ القول وخﲑ العمل ،وأن يﺮينا اﳊﻖ حقا ويﺮزقنا اتباعه ،وأن يﺮينا الباطل باطال ويﺮزقنا اجتنابه ،وأن
يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين .وهللا أعلم.
المصادر والمراجع
.1التعليق على شرح بعض األحاديث من فتح الباري ،لإلمام الحفظ ابن حجر العسقالني (856ه)،
المعلق :أسامة إبراهيم محمد مهدي ،المطبعة :جامعة األزهر قطاع أصول الدين قسم الحديث وعلومه،
دون الذكر سنة الطبعة.
.2دليل األسرة في اإلسالم ،دار اإلفتاء المصرية ،ط1440 :2ه2019/م.
.3سير أعالم النبالء ،لإلمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمل الذهبي ،المعلق :أنس محمد الشامي
والشيخ شريف المهدي ،المكتبة العصرية – بيروت ،ط1335 :1ه2014/م.
.4فقه السنة ،السيد سابق ،دار الفتح لإلعالم العربي -القاهرة ،ط1420 :11ه1999/م.
5