You are on page 1of 46

‫حد الحجاب‬

‫فصل الخطاب في ّ‬

‫ط ِ‬
‫ــاب‬ ‫فَصـ ُل ِ‬
‫الخ َ‬ ‫ْ‬
‫ِفي‬
‫ح ِّـد ِ‬
‫الح َج ِ‬
‫ـاب‬ ‫َ‬

‫إعداد‪:‬‬

‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬مجيد صالح إبراهيم الكرطاني‪.‬‬

‫تدريسي في كلية العلوم اإلسالمية‪ /‬الرمادي‪.‬‬

‫قسم الفقه وأصوله‪.‬‬

‫الخبير اللّغوي‪:‬‬

‫د‪ .‬عبد اهلل حميد حسين‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫ملخص البحث‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على المؤيد بالمعجزات‪،‬‬
‫وآله وصحبه ومن تبعهم ما دامت السماوات ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬

‫ففي نهاية إفراغ الوسع لبيان جوانب البحث وأجزائه البد من تسجيل أهم النتائج‬
‫التي توصلت إليها في رحلتي هذه ‪ ،‬ويمكن إيجازها بما يأتي ‪:‬‬
‫إن الحجاب له معنيان ‪ :‬مادي ومعنوي ‪ ،‬والبد من اإلتيان بالذي يرضي اهلل‬
‫منهما ‪ ،‬ليتكامل الوقار والعفة والدين ‪.‬‬
‫إن الحجاب الشرعي دل على حكمة الكتاب والسنة واإلجماع والمعقول ‪.‬‬
‫إن مواطن الزينة التي ترى في البدن هي في سبعة ‪ ،‬ولكل منها زينته ‪ ،‬فال‬
‫ُيحرم النظر إلى الزينة ما لم توضع في موطنها ‪.‬‬
‫ظهر في البحث أن غطاء الوجه مشروع دل عليه القرآن الكريم ‪ ،‬ونصت عليه‬
‫السنة النبوية المطهرة ‪.‬‬
‫تبين في البحث أن غطاء الوجه مشروع ليس في اإلسالم فقط بل في الديانات‬
‫السابقة ‪ ،‬وطبقته المجتمعات منذ القدم ‪.‬‬
‫تبين من خالل البحث أن الراجح هو حرمة كشف القدمين للمرأة ‪ ،‬ودلت على‬
‫ذلك األحاديث الصحيحة ‪.‬‬

‫‪ABSTRACT‬‬

‫‪Thanks for Allah for forgiveness and praise and peace for‬‬
‫‪his prophet and all his followers.‬‬

‫‪After ending up with this research , it is necessary to mark the‬‬


‫;‪its utmost findings‬‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
ّ ‫فصل الخطاب في‬

Alhajjaj has two meanings: materialistic and spiritual and it is


necessary to be prudish, religious and purity.

From a religious point of view, Alhajjaj shows the wisdom of


Sunaa, Glorious Quraun, and wisdom of convention and reason.

The body has adornment in seven organs and it is not forbidden


to look at our adornments unless placed properly.

The research shows that the veil is legally stated in the Glorious
Quran and the Prophet's Sunna.

The research shows that wearing the veil is not only found in
Islam but in other religions and many communities wear it as
well.

The research shows the validity of uncovering Women's legs as


mentioned in the Prophet's traditions.

:‫المقدمة‬
ّ
‫ حمداً يكشف به عنا‬، ‫الحمد هلل المحتجب عن األبصار المتجلي لعباده األخيار‬
‫ والصالة والسالم على رسوله سيد‬، ‫حجاب الجهل ويدفع بنا نحو إخالص العمل‬
. ‫األنام وعلى آله وصحبه أجمعين‬

:‫وبعد‬

‫ يقف خلف أحدهما كل‬،‫فإن المجتمعات يتنازعها تياران عظيمان متناقضان‬


‫ في حين يقف خلف اآلخر كل معاني االنحالل‬، ‫معاني الفطرة والخير والعفة‬

040
1122 ‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫واإلنحراف والسقوط في مهاوي الضياع ومسارب الهالك ‪ ،‬ولكل منهما أتباع‬


‫ومجالس ومظاهر ‪ ،‬واتجاه خاص به وجنود تقف خلفه ‪ ،‬وتعض على أصوله‬
‫وأنظمته ومظاهره بأنيابها ونواجذها وكل قواها ‪ ،‬وتحمل في قلبها كل معاني المقت‬
‫والرفض لآلخر ‪ ،‬بل وتعض عليه األنامل من الغيظ ‪ ،‬وهناك بين التيارين أولوا‬
‫األعراف من الناس الذين تعلقت قلوبهم بالفضيلة ‪ ،‬إال أن كيد الرذيلة ومكرها‬
‫وعرامتها جرتهم نحوها ‪ ،‬فلم يقووا على المطاولة والوقوف بوجهها لكنها لم تنتصر‬
‫على قلوبهم لكي تقطع تعلقها بها ‪ ،‬فحاولوا جاهدين التشبث بالعرى التي ال تبعدهم‬
‫عن هذا وال تقذفهم في ذاك ‪ .‬ومن المسائل التي تباينت فيها وجهات نظر التيارين‬
‫هو الستر الذي يعد من مظاهر تكريم اهلل تعالى للناس جميعاً ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈﭼ(‪.)2‬‬

‫فجعل اهلل تعالى اللباس نوعين‪:‬‬

‫‪ .2‬ل باس التقوى الذي يستر القلب عن أن تخرق نوره المعاصي ‪ ،‬وهو سر‬
‫بين العبد وربه ؛ لذا نأى قصدنا عنه في بحثنا هذا ‪ ،‬وان كان المفضل‬
‫عند اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪ .1‬لباس يستر عورة البدن الظاهر لكي ال نتعلق به ونقدسه من دون اهلل‬
‫تعالى كما فعل أصحاب الرذيلة وعباد الشهوات حتى أنقصوا مقدار‬
‫البدن الذي ينبغي أن يستر فحصروه بالسوءتين فقط‪.‬‬

‫أما أهل الفضيلة فقد اجتمعت كلمتهم على وجوب الستر لكل البدن ‪ ،‬ولم‬
‫يختلفوا إال في الوجه والكفين والرجلين ‪ ،‬وقد حاولنا الوصول إلى الراجح من أقوالهم ‪،‬‬
‫لذا كان عنوان البحث (فصل الخطاب في حد الحجاب) ‪ ،‬وقد قسمت البحث إلى‬
‫فصلين تسبقهما مقدمة ‪ ،‬وينتهيان بخاتمة‪ ،‬بحثت في الفصل األول ‪ :‬حقيقة الحجاب‬
‫في اللغة واالصطالح ‪ ،‬وكذلك مشروعيته في الكتاب والسنة والمعقول واإلجماع ‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫أما الفصل الثاني ‪ :‬فقد بينت فيه ماهية الحجاب عند العرب قبل اإلسالم ‪،‬‬
‫وفي الديانات اليهودية والنصرانية ‪ ،‬ثم ماهيته في اإلسالم ‪.‬‬

‫وأخي اًر أسأل اهلل تعالى التوفيق والسداد وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه‬
‫الكريم ‪.‬‬

‫الباحث‬

‫الفصل األول‬

‫حقيقة الحجاب ومشروعيته‬

‫ال مناص قبل الخوض في ميدان البحث وجوانبه من تسليط الضوء على‬
‫المعنى المتوخى من كلمة – حجاب – وبيان مشروعية الحجاب في الكتاب والسنة‬
‫واإلجماع‪ ،‬وذلك في مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫حقيقة الحجاب‬

‫تتجلى حقيقة الحجاب عندما نبين معناها اللغوي والشرعي ‪ ،‬وهذا ما سيتضمنه‬
‫المطلبان التاليان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المعنى اللغوي للحجاب ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫معان عدة عند إطالقها سأقتصر منها على ما يخص موضوع‬ ‫لكلمة الحجاب‬
‫بحثنا ‪ .‬إذ إني بعد إشغال الفكر وجدتها تنقسم إلى ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ .2‬المعنى المادي للحجاب ‪ :‬أي الحجاب الملموس والمشاهد للعيان فيكون‬


‫‪ :‬اسم لما احتجب به‪ ،‬وكل ما حال بين شيئين فهو (حجاب)(‪ .)1‬وله‬

‫‪044‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫في اللغة المعاني التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الستر ‪ :‬يقال حجبه يحجبه حجاباً بمعنى ‪ :‬ستره ‪ ،‬ومنه امرأة‬
‫وضرب‬
‫محجوبة ومحجبة للمبالغة ‪ :‬أي قد سترت بستر ‪ُ ،‬‬
‫ُمرن بالستر(‪ .)3‬ومنه حجاب‬
‫الحجاب على النساء ‪ :‬أي ‪ :‬أ َ‬
‫الجوف ‪ :‬وهو ما يحجب بين الفؤاد وساتره ‪ ،‬ومنه أيضاً ‪:‬‬
‫حاجب العين(‪.)4‬‬

‫ب‪ -‬الحاجز ‪ :‬ويطلق هذا على الحاجب الذي يحجز الناس عن‬
‫الدخول إلى األمير ؛ ألنه يمنعهم من الدخول إليه ويفصلهم عنه‬
‫‪ ،‬وسمي الحجاز حجا اًز ألنه يفصل بين نجد والسراة ‪ ،‬وقيل بين‬
‫الغور والشام(‪.)5‬‬

‫وقد ورد ذكر الحجاب بهذا المعنى في القرآن الكريم عندما أخبر تعالى أن‬
‫الكفار سوف تحجزهم ذنوبهم ومعاصيهم عن رؤيته يوم القيامة ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ﭽﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ(‪ .)6‬وكذلك قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭻ ﭼﭽ ﭼ (‪.)7‬‬

‫ت‪ -‬المانع ‪ :‬يقال حجبه أي منعه عن الدخول ‪ ،‬ومنه ‪ :‬األخوة‬


‫يحجبون األم عن الثلث أي يمنعوها ‪ ،‬ويقال أيضاً للضرير‬
‫األعمى ‪ :‬محجوباً ‪ :‬أي ممنوعاً عن الرؤية(‪.)8‬‬

‫مما مضى تبين أن الحجاب المادي للمرأة ينبغي أن يكون سات اًر لجميع الجسد‬
‫‪ ،‬مانعاً من رؤية شيء منه ‪ ،‬حاج اًز ال يمكن أن تخرقه أنظار الناظرين فيكون جندياً‬
‫أمين ًا يقف بوجه المسعورين من عبدة الشهوات واألهواء ومتبعي الشيطان فيعجزهم‬
‫ثقبه أو هدمه ‪ ،‬إذ تقف خلفه كل معاني العفة والطهارة والنقاء والدين ‪.‬‬

‫‪ .1‬الحجاب المعنوي ‪ :‬يعد هذا القسم شامالً لكل المعاني التي وردت في‬
‫المعنى المادي ‪ ،‬ومن خالل تأملي لآليات التي ذكر فيها الحجاب‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫المعنوي تبين لي أن له معنيين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬حجاب معنوي ‪ :‬مواد بنائه الحسنات وبانيه اهلل تعالى ‪ .‬وفيه‬
‫يقول تعالى ‪:‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ(‪ .)9‬أي ‪ :‬حجاباً معنوياً ذا ستر يحجبهم‬
‫عن فهم ما تقرأه إذ جعلت على قلوبهم أغطية تحول دون فهم‬
‫كالمه(‪ .)10‬وفي اآلية توجيه للمؤمن عندما يحيط به الكفار أن‬
‫يق أر آيات من القرآن لكي تكون حجاباً ألبصارهم ‪ ،‬فال يروه كما‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – في الهجرة عندما خرج‬
‫فعل رسول اهلل – َ‬
‫من بيته ‪ ،‬بعد أن أحاط به شبان قريش يريدون قتله فق أر قوله‬
‫تعالى ‪ :‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ فخرج من بينهم بعد أن وضع على رؤوسهم‬
‫التراب وهم ال يرونه(‪.)11‬‬

‫ب‪ -‬حجاب معنوي ‪ :‬مواد بنائه السيئات وبانيه الشيطان ‪ .‬وفيه‬


‫يقول تعالى ‪ :‬ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ(‪ .)21‬أي بيننا‬
‫النحلة والدين(‪.)23‬‬
‫وبينك حاجز في ِّ‬

‫يقول النسفي في تفسير قوله (ومن بيننا وبينك حجاب) ‪ :‬ستر وهذه تمثيالت‬
‫لنبو قلوبهم عن تقبل الحق واعتقاده ‪ ،‬كأنها في غلف وأغطية تمنع من نفوذه فيها ‪،‬‬
‫ومج أسماعهم له كأن بها صمماً عنه ‪ ،‬ولتباعد المذهبين والدينين كأن بينهم وما هم‬ ‫ُّ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – حجاباً سات اًر وحاج اًز منيعاً من جبل‬
‫عليه ‪ ،‬وبين رسول اهلل – َ‬
‫أو نحوه فال تالقي وال تراخي(‪.)24‬‬

‫من خالل هذين المثلين نرى أن الحجاب المعنوي الذي بناه الشيطان ال يمكن‬
‫أن يقوم إال إذا هدم الحجاب المادي الحافظ للمحارم ولحدود اهلل تعالى ‪ ،‬فإذا خرق‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫أو أزيل أو لم يعد مانعاً للجسد من النظر إليه يكون الشيطان قد بدأ بتأسيس‬
‫الحجاب المعنوي على أنقاض الحجاب المادي ‪ ،‬أي على القلب حتى يكون مانعاً‬
‫من دخول نور اإليمان إليه ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﭹﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ(‪.)25‬‬

‫أما إذا قام الحجاب المادي على أساس من اإليمان والتقوى فإن اهلل تعالى‬
‫سيحيطه ببناء معنوي روحاني يثبت الحجاب المادي ويعززه ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ(‪ .)26‬وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭼ(‪.)27‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المعنى االصطالحي للحجاب ‪.‬‬

‫ات فق العلماء على أن الحجاب يعني‪ :‬ما تستر به المرأة عورتها‪ ،‬إال أنهم‬
‫اختلفوا في حد عورة المرأة(‪ .)28‬على تفصيل سيرد – إن شاء اهلل تعالى – ‪.‬‬

‫وسنقصر هنا على ذكر بعض أقوالهم في هذا المقام‪ ،‬وكما يأتي‪:‬‬
‫‪ -2‬قال ابن قدامة من الحنابلة في باب العورة ‪ :‬وسترها عن النظر بما ال يصف‬
‫البشرة واجب(‪.)29‬‬
‫‪ -1‬أما ابن جزي من المالكية فقد عرف المستور والساتر وأحكامه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما‬
‫المستور ‪ :‬فهو العورة ويجب سترها عن أعين الناس إجماعاً ‪ ،‬وفي وجوب‬
‫الستر في الخلوات قوالن ‪ :‬أما الساتر ‪ :‬فيجب أن يكون صفيقاً كثيفاً ‪ ،‬فإن‬
‫ظهر ما تحته فهو كالعدم ‪ ،‬وان وصف فهو مكروه(‪ .)11‬ثم جعل أنواع اللباس‬
‫على أحكام الشريعة الخمس ‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الواجب ‪ :‬هو ما يستر العورة وما يقي الحر والبرد وما يستدفع به في الضرر‬
‫في الحرب وغيرها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المندوب ‪ :‬كالرداء في الصالة والتجمل بالثياب في الجمعة والعيدين ‪.‬‬
‫ت‪ -‬الحرام ‪ :‬هو لباس الحرير والذهب للرجال فقط دون النساء ‪ ،‬واشتمال‬
‫الصماء(‪ .)12‬واالحتباء على غير ثوب يستر العورة ‪ ،‬وكل ما فيه سرف أو‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫يخرج إلى البطر والخيالء ‪ ،‬وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس‬
‫وغيره ‪.‬‬
‫ث‪ -‬المكروه ‪ :‬هو التلثم وتغطية األنف في الصالة ‪ ،‬ولباس زي العجم ولباس ما‬
‫فيه شهرة كلباس الصالحين الصوف ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المباح ‪ :‬وهو ما عدا ذلك(‪.)11‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫مشروعية الحجاب‬

‫ونعني بهذا العنوان األدلة الشرعية التي تجعل الحجاب نظاماً اجتماعياً تعبدياً‬
‫البد منه في مجتمع ِّ‬
‫يحكم شرع اهلل تعالى في دنياه ‪ ،‬وقد وردت مشروعيته في القرآن‬
‫الكريم والسنة النبوية واجماع الفقهاء ‪ ،‬وتفصل ذلك المطالب الثالثة اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مشروعية الحجاب في القرآن الكريم ‪.‬‬

‫سنأتي إلى جميع اآليات التي أمرت بالحجاب مع بيان معاني المفردات التي‬
‫يحتاج إليها البحث ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ‬


‫ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬

‫ﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓ ﯔ‬
‫ﯕﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚﯛﯜ ﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣ‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂﭼ(‪.)13‬‬

‫في هذه اآليات يأمر اهلل تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ‪ ،‬وهو يعني‬
‫إطباق الجفن على الجفن بحيث يمنع الرؤية(‪ .)14‬وقدمه على حفظ الفرج ألن النظر‬
‫بريد الزنى ورائد الفجور فبذر الهوى طموح العين(‪ .)15‬وقد قيل ‪ :‬إن البصر رائد‬
‫القلب كما إن الحمى رائد الموت ‪ ،‬قال الشاعر(‪:)16‬‬

‫فما تألف العينان فالقلب آلِ ُ‬


‫ف‬ ‫ألم تر أن العين للقلب رائد‬

‫وال يخفى أن الوجه مجمع المحاسن ‪ ،‬لذا فإن النظر يكون عليه غالباً ‪ ،‬ثم إن‬
‫اآلية نهت النساء عن المبادرة إلى إظهار زينتهن لئال يراها الرجال األجانب ‪ ،‬ثم‬
‫استثنى الشارع الزينة التي ال مناص من ظهورها للناس ‪ ،‬وسنأتي هنا إلى بيان معنى‬
‫الزينة ‪ :‬وقد قسم القرطبي الزينة إلى(‪:)17‬‬
‫‪ -2‬خلقية ‪ :‬وهي وجه المرأة ؛ ألنه أصل الزينة وجمال الخلقة ‪ ،‬ومعنى الحيوانية‬
‫لما فيه من المنافع وطرق العلوم ‪.‬‬
‫‪ -2‬مكتسبة ‪ :‬هي ما تحاوله المرأة في تحسين خلقتها كالثياب والحلي والكحل‬
‫والخضاب ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭼ(‪.)18‬‬

‫قال الشاعر ‪:‬‬

‫فهن خير عو ِ‬
‫اط ِل‬ ‫واذا عطلن َّ ُ‬ ‫يأخذن زينتهن أحسن ما ترى‬

‫وسنأتي إلى مواضع الزينة وزينة كل موضع ‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬

‫الرأس ‪ :‬وزينته اإلكليل ‪ ،‬ومنه أيضاً عقد المرأة شعرها من أعلى الرأس وله‬
‫نتوء ظاهر ‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫األذن ‪ :‬وزينتها القرط ‪.‬‬

‫العنق ‪ :‬وزينته القالدة ‪.‬‬

‫الصدر ‪ :‬وزينته الوشاح ‪.‬‬

‫العضدان ‪ :‬وزينتها الدملج ‪ ،‬وهو المعضد ‪.‬‬

‫الذراع ‪ :‬وزينته السوار ‪.‬‬

‫الساق ‪ :‬وزينته الخلخال(‪.)19‬‬

‫إذا اتضح هذا فإننا سنسلط الضوء على قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝﮞﭼ ‪ .‬وذكر المفسرون أن المراد من اإلبداء هو أحد أمرين(‪:)31‬‬
‫‪ -2‬إظهار المرأة الزينة التي ذكرنا قريباً وهي في مواضعها ‪ ،‬لكي تظهر مواضعها‬
‫ال أن تظهر المرأة الخلخال لكي يرى الناس‬
‫ال لكي تظهر عين الزينة فمث ً‬
‫ساقها‪.‬‬
‫‪ -1‬أو إن المراد من النهي هو إظهار مواضع الزينة ‪.‬‬

‫ويبدو لي أن المراد األمران معاً ؛ وذلك ألن الزينة لوحدها ال تخلو من الجمال‬
‫كما أن العضو بدون الزينة ال يخلو من الجمال أيضاً ‪ .‬إال أن تعلق أحدهما باآلخر‬
‫ال‬
‫يزيده جماالً ‪ ،‬فمثالً السوار جميل ‪ ،‬والذراع جميل أيضاً ‪ ،‬إال أنهما يزدادان جما ً‬
‫عندما يوضع السوار في الذراع فيكون الذراع قد زاد السوار جماالً ‪ ،‬كما أن السوار‬
‫قد زاد الذراع جماالً ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫هذا وقد اختلف العلماء في المراد باالستثناء الوارد بقوله تعالى ‪( :‬إال ما ظهر‬
‫منها) ‪ ،‬وكما يأتي(‪:)32‬‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ – ظاهر الزينة هو الثياب ‪.‬‬ ‫‪ -2‬قال ابن مسعود – ر ِ‬
‫َ‬
‫‪ -1‬قال سعيد بن جبير – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ – في رواية ‪ :‬الثياب والوجه ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫‪ -3‬وعن سعيد بن جبير – ر ِ‬


‫ض َي اهللُ َع ْنهُ – في الرواية الثانية وعطاء واألوزاعي‬ ‫َ‬
‫أيضاً ‪ :‬الوجه والكفان والثياب ‪.‬‬
‫‪ -4‬قال ابن عباس وقتادة والمسور بن مخرمة – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ ْم ‪ :‬ظاهر الزينة‬ ‫َ‬
‫هو الكحل والسوار والخضاب إلى نصف الذراع والقرطة والفتح ‪ ،‬ونحو هذا‬
‫فمباح أن تبديه المرأة لكل من دخل عليها من الناس ‪.‬‬
‫‪ -5‬قال ابن خويز منداد ‪ :‬إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها‬
‫الفتنة فعليها ستر ذلك ‪ ،‬وان كانت عجو اًز أو مقبحة جاز أن تكشف وجهها‬
‫وكفيها ‪.‬‬

‫والذي يبدو لي أن هذا إجتهاد ليس له ما يقويه ‪ ،‬إذ ال تسعفه النصوص ‪ ،‬إذ‬
‫أننا لم نجد فيها أن عورة المرأة القبيحة أقل من عورة الجميلة ‪ ،‬ثم إن الجمال وعدمه‬
‫من المسائل النسبية بين الناس ‪ ،‬فنجد هذه المرأة جميلة عند هذا ‪ ،‬وليست كذلك‬
‫عند ذاك وهكذا ‪.‬‬

‫‪ -6‬قال ابن عطية ‪ :‬ويظهر لي بحكم ألفاظ اآلية أن المرأة مأمورة بأال تبدي ‪ ،‬وأن‬
‫تجتهد في اإلخفاء لكل ما هو زينة ‪ ،‬ووقع االستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة‬
‫حركة فيها البد منه أو إصالح شأن ونحو هذا ‪ ،‬فـ(ما ظهر) على هذا الوجه‬
‫مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه ‪ .‬وبهذا قال الحسن ‪ :‬وهو‬
‫بمعنى قول ابن مسعود – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ َما ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ -7‬وقال النسفي ‪ :‬قالوا إال ما جرت العادة والجبلة على ظهوره وهو الوجه والكفان‬
‫والقدمان ففي سترهما حرج بيِّن ‪ ،‬فإن المرأة ال تجد َّ‬
‫بداً من مزاولة األشياء‬
‫بيديها ‪ ،‬ومن الحاجة إلى كشف وجهها خصوصاً في الشهادة والمحاكمة‬
‫والنكاح وتضطر إلى المشي في الطرقات ‪ ،‬وظهور قدميها وخاصة الفقيرات‬
‫منهن(‪.)31‬‬

‫ويالحظ أن المواضع التي عدها ال تخرج بالجملة عما ذكره من قبله في‬
‫الروايات التي مر ذكرها قريباً ‪ ،‬وهي من المسائل التي اختلف فيها أئمة المذاهب ‪،‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫وسنفصل القول فيها – إن شاء اهلل تعالى – في الفصل األخير ‪ ،‬أما المبررات التي‬
‫ذكرها فإنها تعد من الضرورات المبيحة لكشف ما ال يحل كشفه ؛ ألن الضرورات‬
‫تبيح المحضورات وحاالت الضرورة ال يقاس عليها ‪ ،‬وال تبنى عليها األحكام ثم تأمل‬
‫قوله في تفسيره للدليل التالي ‪.‬‬

‫وهذا من جهة ‪ ،‬ومن الجهة األخرى فكن معي لننعم النظر في النهي عن‬
‫اإلبداء الوارد في اآليات ‪ ،‬إذ إنه قد ورد مرتين ‪:‬‬

‫المرة األولى ‪ :‬وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها ‪.‬‬

‫َّ‬
‫آبائهن أو آباء ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫أما الثانية فهي ‪ :‬وال يبدين زينتهن إال لبعولتهن أو‬
‫فسنجد وبال تكلف أن النهي والمنهي عنه وهو إبداء الزينة واحد أما االستثناء‬
‫كل حسب موضعه ‪ ،‬ثم إن اآلية قد أباحت للمرأة كشف زينتها لألصناف‬ ‫فمختلف ٌّ‬
‫المذكورين دون غيرهم ‪ ،‬فما الفائدة من هذا التخصيص إذا كان إظهار الزينة لكل‬
‫الناس مباحاً ؟‬

‫وعليه فيكون المراد من (إال ما ظهر منها) هو نفي اإلثم عن المرأة إذا ظهرت‬
‫زينتها من غير قصد منها كأن تكشفها الريح أو إظهار ما البد من ظهوره ‪ ،‬وهي‬
‫المالبس الخارجية وهكذا ‪ ،‬ذلك ألن القرآن قد نهى المرأة أن تسمع الرجال غير‬
‫المحرمين أصوات زينتها ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹﯺﭼ(‪ .)33‬فإلن يحرم عليها إظهار شيء من زينتها ليراه الناس األجانب من‬
‫باب أولى ‪.‬‬

‫ولغرض تكامل معنى اآليات لذا سنسلط الضوء على قوله تعالى ‪( :‬وليضربن‬
‫بخمرهن على جيوبهن) ‪ ،‬فالخمر ‪ :‬جمع خمار ‪ :‬وهو ثوب تغطي به المرأة رأسها ‪،‬‬
‫يقال ‪ :‬اختمرت المرأة أي لبست الخمار ‪ ،‬وخمرت الشيء تخمي اًر ‪ ،‬غطته وسترته ‪.‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬خمروا اآلنية وأوكوا األسقية(‪.)34‬‬
‫ومنه قوله – َ‬

‫‪020‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫أما الجيب ‪ :‬فهو ما يكون للقميص وينفتح على النحر ‪ ،‬يقال ‪ :‬جبت القميص‬
‫أي قورت جيبه(‪.)35‬‬

‫قال النسفي ‪ :‬كانت جيوبهن واسعة تبدو منها صدورهن وما حواليها ‪ ،‬و ُك َّن‬
‫يسدلن من وراكهن فتبقى مكشوفة ‪ ،‬فأمرهن بأن يسدلنها من قدامهن حتى‬
‫يغطينها(‪.)36‬‬

‫‪ -2‬قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬


‫ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ(‪.)37‬‬

‫ولكي يزول الغبار الحائل دون وضوح الصورة ‪ ،‬لذا سنأتي إلى بيان بعض‬
‫األلفاظ التي تحتاج إلى ذلك ‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬

‫فلفظة (يدنين) هي من دنا بمعنى قرب ‪ ،‬أو أدنيت الستر بمعنى أرخيته(‪.)38‬‬

‫أما لفظة (من جالبيبهن) جمع مفردة جلباب ‪ :‬وهو ثوب أوسع من الخمار‬
‫ودون الرداء ‪ .‬قال ابن فارس ‪ :‬الجلباب ‪ :‬ما يغطى به ثوب وغيره(‪ .)39‬هذا وقد‬
‫وردت عدة روايات عن السلف تبين صور اإلدناء ‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قال ابن عباس وعبيدة السلماني – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ ْم ‪ :‬ذلك أن تلويه المرأة‬ ‫َ‬
‫حتى ال يظهر منها إال عين واحدة تبصر بها ‪.‬‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ ْم ‪ :‬ذلك أن تلويه فوق الجبين‬‫ب‪ -‬قال ابن عباس أيضاً وقتادة – ر ِ‬
‫َ‬
‫وتشده ثم تعطفه على األنف ‪ ،‬وان ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم‬
‫الوجه ‪.‬‬
‫ت‪ -‬قال الحسن ‪ :‬تغطي نصف وجهها(‪.)41‬‬

‫ويبدو لي أن هذه الصور إن صحت نسبتها إلى قائليها فإنهم يعنون بذلك‬
‫مقابلة المرأة العابرة للرجال ‪ ،‬فإنها تفعل ذلك ‪ ،‬وال تصلح للمرأة وهي تمشي بالسوق‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫والشارع مثالً ‪ ،‬لما فيها من المضايقة التي ال تخفى حيث أنها تشد إحدى عينيها‬
‫وشطر وجهها ‪ ،‬وال أدري أي جهة منه اليمنى أم اليسرى ‪ ،‬وفيه أيضاً من التشويه‬
‫بمظهر المرأة ‪ ،‬وقد وردت أحاديث تنهى عن التشويه‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫ِ‬


‫أوالً ‪ :‬حديث ابن عمر – َرض َي اهللُ َع ْنهُ َما – أن النبي – َ‬
‫– رأى صبي ًا قد حلق بعض شعره ‪ ،‬وترك بعضه فنهاهم عن ذلك ‪ ،‬وقال ‪ :‬إحلقوه‬
‫كله أو اتركوه كله(‪.)42‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬ال يمشي أحدكم في النعل الواحدة‬


‫ثانياً ‪ :‬قوله – َ‬
‫لينتعلها جميعاً أو ليخلعها جميعا(‪.)41‬‬

‫د‪ -‬قال ابن تيمية ‪ :‬قبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بال جلباب يرى‬
‫الرجال وجهها ويديها ‪ ،‬وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه واليدين ‪ ،‬وكان‬
‫حينئذ يجوز النظر إليها ؛ ألنه يجوز إظهاره ‪ ،‬ثم لما أنزل اهلل عز وجل آية‬
‫الحجاب بقوله ‪( :‬يا أيها النبي قل ألزواجك ‪ ...‬الخ) حجب النساء عن‬
‫الرجال(‪.)43‬‬

‫هـ‪ -‬قال النسفي ‪ :‬ومعنى يدنين عليهن من جالبيبهن ‪ ،‬يرخينها عليهن ويغطين بها‬
‫وجوههن وأعطافهن ‪ ،‬يقال إذا زل الثوب عن وجه المرأة ‪ :‬إدني ثوبك على‬
‫وجهك ‪ ،‬و(من) للتبعيض ‪ :‬أي ترخي بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع‬
‫حتى تتميز من األمة ‪ .‬أو المراد ‪ :‬أن يتجلببن ببعض مالهن من الجالبيب ‪،‬‬
‫وأن ال تكون المرأة متبذلة في درع وخمار كاألمة ‪ ،‬ولها جلبابان فصاعداً في‬
‫بيتها ‪ ،‬وذلك أن النساء كن في أول اإلسالم على هجيراهن في الجاهلية‬
‫متبذالت تبرز المرأة في درع وخمار ال فضل بين الحرة واألمة ‪ ،‬وكان الفتيان‬
‫يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان لإلماء ‪،‬‬
‫وربما تعرضوا للمرأة لحسبان األمة ‪ ،‬فأُمرن أن يخالفن بزيِّهن عن زي اإلماء‬
‫بلبس المالحف ‪ ،‬وستر الرؤوس والوجوه ‪ ،‬فال يطمع فيهن طامع ‪ ،‬وذلك قوله‬
‫تعالى ‪( :‬ذلك أدنى أن ُيعرفن فال يؤذين)(‪ .)44‬ولذلك وردت آثار عن السلف‬

‫‪024‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫الصالح تنهى اإلماء عن التشبه بالحرائر منها ‪:‬‬

‫ما روى أنس قال ‪ :‬مرت لعمر بن الخطاب – ر ِ‬


‫ض َي اهللُ َع ْنهُ – جارية متقنعة‬ ‫َ‬
‫(‪)45‬‬
‫فعالها بالدرة‪ ،‬وقال ‪ :‬يا لكاع تتشبهن بالحرائر ألقي القناع ‪.‬‬

‫ولو طرقنا باب سبب نزول اآلية النجلت الصورة ‪ :‬إذ تروي السيدة عائشة –‬
‫ضي اهلل ع ْنها – قالت ‪ :‬خرجت سودة – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – بعدما ضرب الحجاب‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َر َ ُ َ َ‬
‫– لحاجتها ‪ ،‬وكانت جسيمة ال تخفى على من يعرفها – فرآها عمر فقال ‪ :‬يا سودة‬
‫أما واهلل ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين ‪ ،‬قالت ‪ :‬فانكفأت راجعة ورسول اهلل‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – في بيتي ‪ ،‬وانه ليتعشى وفي يده عرق ‪ ،‬فدخلت فقالت ‪:‬‬
‫– َ‬
‫يا رسول اهلل إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا ‪ ،‬قالت فأوحى اهلل‬
‫إليه ‪ ،‬ثم رفع عنه وأن العرق في يده ما وضعه فقال ‪ :‬قد أذن اهلل َّ‬
‫لكن أن تخرجن‬
‫ائجكن(‪.)46‬‬
‫لحو َّ‬

‫‪ -3‬قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ‬


‫ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﭼ(‪.)47‬‬

‫وفي سبب نزول هذه اآلية ‪ ،‬قالت السيدة عائشة – ر ِ‬


‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – كنت‬ ‫َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت‬
‫آكل مع النبي – َ‬
‫إصبعه إصبعي فقال ‪ :‬أوه لو أُطاع فيكن ما رأتكن عين ‪ .‬فنزلت آية الحجاب(‪.)48‬‬

‫أما سبب نزول قوله تعالى ‪( :‬وما كان لكم أن تؤذوا رسول اهلل ‪ )...‬فما روى‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه‬ ‫ِ‬
‫ابن عباس – َرض َي اهللُ َع ْنهُ َما ‪ :‬أن رجالً أتى بعض أزواج النبي – َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – ال تقومن هذا‬ ‫َّ‬
‫َو َسل َم – فكلمها وهو ابن عمها ‪ ،‬فقال النبي – َ‬
‫المقام بعد يومك هذا – أراد أال تكلمها إال من وراء حجاب – فقال ‪ :‬يا رسول اهلل‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه‬
‫إنها ابنة عمي واهلل ما قلت لها منك اًر وال قالت لي ‪ .‬فقال النبي – َ‬
‫َو َسلَّ َم ‪ :‬قد عرفت ذلك ‪ ،‬إنه ليس أحد أغير من اهلل ‪ ،‬وانه ليس أحد أغير مني‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫فمضى ثم قال ‪ :‬يمنعني من كالم ابنة عمي ألتزوجنها من بعده ‪ .‬فأنزل اهلل اآلية ‪.‬‬
‫قال ابن عباس – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ َما ‪ :‬فأعتق ذلك الرجل رقبة ‪ ،‬وحمل عشرة أبعرة في‬ ‫َ‬
‫(‪)49‬‬
‫وحج ماشياً توبةً من كلمته ‪.‬‬ ‫سبيل اهلل ‪َّ ،‬‬

‫أقول فإذا كان طلب الشخص الواحد الحاجة من أمهات المؤمنين البد أن يكون‬
‫من وراء حجاب ؛ لكي ال ينظر إليها فكيف بنسائنا الالتي يخرجن من البيوت في‬
‫هذا المجتمع الالهث خلف الشهوة ؟‬

‫‪ -4‬قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬


‫ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ(‪.)51‬‬

‫فبعد أن وجه اهلل تعالى المؤمنين بأن ال يكلموا أمهات المؤمنين في حاجة إال‬
‫من وراء حجاب لم يكتف بذلك ‪ ،‬بل أمرهن أال يتكلمن بقول خاضع ‪ ،‬أي لينا خنثاً‬
‫يترك الريبة والفجور في القلب المريض بل يجب أن يكون الكالم حسناً مع كونه‬
‫جدياً خشناً(‪.)52‬‬

‫أما معنى قوله تعالى ‪( :‬وقرن في بيوتكن) وهو الوقار أو القرار أي ‪ :‬إلزمن‬
‫بيوتكن واثبتن في مساكنكن ‪ ،‬والخطاب يشمل جميع النساء(‪ ،)51‬ثم إن هذا األمر ال‬
‫يعني أن خروج المرأة لضرورة التعلم أو الطب أو الحاجة أو غير ذلك محرم ‪ ،‬بل‬
‫يعني أن المرأة هذه القارورة الشفافة والمعدن الثمين ال يليق بها الخروج لغير ضرورة‬
‫فيمسها أو يراها كل أحد ألن ذلك يخدش كمال وقارها ‪ ،‬ويذهب جمالها ومكانتها في‬
‫قلوب الناس ‪ .‬قال البروسوي ‪ :‬عالمة المرأة الصالحة عند أهل الحقيقة أن يكون‬
‫حسنها مخافة اهلل وغناها القناعة وحليها العفة أي التكفف عن الشرور والمفاسد‬
‫واالجتناب عن مواقع التهم ‪ .‬يقال ‪ :‬أن المرأة مثل الحمامة إذا نبت لها جناح طارت‬
‫كذلك الرجل إذا زين امرأته بالثياب الفاخرة فال تجلس في البيت(‪.)53‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫وسنطوف في معنى قوله تعالى ‪( :‬وال تبرجن تبرج الجاهلية األولى) فالتبرج ‪:‬‬
‫هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال ‪ ،‬وعندما يقال ‪ :‬تبرجت الم أرة أي أظهرت‬
‫وجهها ‪ .‬وقيل ‪ :‬إذا أبدت محاسن جيدها ووجهها قيل تبرجت(‪.)54‬‬

‫أما صفة تبرج الجاهلية فقد ذكر العلماء في وصف ذلك أقواالً هي(‪:)55‬‬
‫أ‪ -‬قال مجاهد وقتادة وابن أبي نجيح ‪ :‬المشي بتبختر وتكسر وتغنج ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قال الليث ‪ :‬تبرجت المرأة إذا أبدت محاسنها عن وجهها وجسدها ‪ ،‬ويرى مع‬
‫ذلك من عينيها حسن نظر ‪.‬‬
‫ت‪ -‬قال مقاتل ‪ :‬أن تلقي المرأة خمارها على رأسها وال تشده فيواري قالئدها‬
‫وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها ‪.‬‬
‫ث‪ -‬قال أبو عبيدة ‪ :‬أن تخرج من محاسنها ما يستدعي شهوة الرجال ‪.‬‬
‫ج‪ -‬قال المبرد ‪ :‬أن تبدي من محاسنها ما يجب عليها ستره ‪.‬‬
‫ح‪ -‬وقال ابن كثير ‪ :‬كانت المرأة في الجاهلية تمر بين الرجال مسفحة بصدرها ال‬
‫يواريه شيء‪ ،‬وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة أذنيها(‪.)56‬‬

‫إذن هذه صور التبرج في الجاهلية التي عالجها القرآن الكريم ليطهر المجتمع‬
‫اإلسالمي من آثارها ‪ ،‬ويبعد عنه عوامل الفتنة ودواعي الغواية ‪ ،‬ويرفع آدابه‬
‫وتصوراته ومشاعره وذوقه ؛ ذلك ألن الذوق الذي يعجب بمفاتن الجسد العاري ذوق‬
‫بدائي غليط ‪ ،‬وهو من غير شك أحط من الذوق الذي يعجب بجمال الحشمة الهادئ‬
‫‪ ،‬وما به من جمال الروح وجمال العفة وجمال المشاعر(‪.)57‬‬

‫يقول سيد قطب عن حجم ما نحن فيه من تردي وجاهلية ‪ :‬ولقد كانت المرأة‬
‫في الجاهلية تتبرج ولكن جميع الصور التي تروى عن تبرج الجاهلية األولى تبدو‬
‫ساذجة أو محتشمة حين تقاس إلى تبرج أيامنا هذه في جاهليتنا الحاضرة(‪.)58‬‬

‫‪ -5‬قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬


‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫ﭿﭼ(‪.)59‬‬

‫(القواعد) هن العجز اللواتي قعدن عن التصرف من السن ‪ ،‬وقعدن عن الولد‬


‫والمحيض ‪ .‬وهن كالشابات في التستر إال أنه أبيح لهن ما لم يبح لغيرهن من وضع‬
‫خمار الوجه والجلباب بعد أن انصرفت أنفس الرجال عنهن ‪ ،‬ولكن بشرط أن َّ‬
‫يكن‬
‫َّ‬
‫إليهن فإن‬ ‫(غير متبرجات بزينة) فال َّ‬
‫يكن مظهرات وال متعرضات بالزينة ‪ ،‬لينظر‬
‫ذلك من أقبح األشياء وأبعدها عن الحق ‪ ،‬ألن التبرج يعني ‪ :‬التكشف والظهور‬
‫للعيون ومنه ‪ :‬بروج مشيدة وبروج السماء واألسوار فسميت بذلك ألنها ال حائل دونها‬
‫يسترها ‪.‬‬

‫وقيل لعائشة – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – في شأن القواعد ‪ :‬يا أم المؤمنين ما تقولين‬ ‫َ‬
‫في الخضاب والصباغ والتمائم والقرطين والخلخال وخاتم الذهب ورقاق الثياب ؟‬
‫فقالت ‪ :‬يا معشر النساء قصتكن قصة امرأة واحدة ‪ ،‬أحل اهلل لكن الزينة غير‬
‫متبرجات لمن ال يحل لكن أن يروا منكن محرماً ‪.‬‬

‫وفي القواعد أيضاً قال عطاء ‪ :‬هذا في بيوتكن فإذا خرجت فال يحل لها وضع‬
‫الجلباب(‪.)61‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مشروعية الحجاب في السنة النبوية ‪.‬‬

‫تظافرت النصوص في السنة النبوية على مشروعية الحجاب ‪ ،‬سنأتي في هذا‬


‫المطلب إلى بعض منها ‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -2‬حديث اإلفك الذي ورد بالبخاري ‪ ،‬وسنقتصر منه على ما فيه ضالتنا ‪ ،‬إذ تقول‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم –‬ ‫ِ‬
‫السيدة عائشة – َرض َي اهللُ َع ْنهَا ‪ :‬كان رسول اهلل – َ‬
‫صلَّى‬
‫إذا أراد سف اًر أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول اهلل – َ‬
‫اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – معه قالت عائشة ‪ :‬فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – بعدما أنزل الحجاب‬
‫سهمي فخرجت مع رسول اهلل – َ‬
‫فكنت أُحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول اهلل – َّ‬
‫صلى اهللُ‬ ‫َ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – من غزوته تلك وقفل ‪ ،‬دنونا قافلين أذن ليلة بالرحيل ‪ ،‬فقمت‬
‫حين أذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ‪ ،‬فلما قضيت شأني أقبلت إلى‬
‫رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست‬
‫عقدي فحبسني ابتغاؤه ‪ ،‬قالت ‪ :‬وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلوني فاحتملوا‬
‫هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه ‪ ،‬وهم يحسبون أني فيه ‪،‬‬
‫وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبله ن ولم يغشهن اللحم ‪ ،‬إنما يأكلن العلقة من‬
‫الطعام ‪ ،‬فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه ‪ ...‬فتيممت منزلي‬
‫إلي ‪ ،‬فبينا أنا جالسة في‬
‫الذي كنت به ‪ ،‬وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون َّ‬
‫منزلي غلبتني عيني فنمت ‪ ،‬وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من‬
‫وراء الجيش ‪ ،‬فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني ‪،‬‬
‫وكان رآني قبل الحجاب ‪ ،‬فاستيقضت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي‬
‫بجلبابي ‪ ،‬وواهلل ما تكلمنا بكلمة وال سمعت منه كلمة غير استرجاعه ‪.)62( ...‬‬

‫تدل النصوص التي تحتها خط داللة واضحة على مشروعية الحجاب ‪ ،‬وعلى‬
‫مقداره الذي كانت عليه أمهات المؤمنين الالتي أمرهن اهلل مع سائر النساء‬
‫بأمر واحد وكما سبق بيانه ‪ ،‬فنجد في العبارة األولى التي تحتها خط كيف‬
‫أصبحت النساء بعد آيات الحجاب ال يراهن الرجال ‪ .‬ثم إن الرهط الذين كانوا‬
‫يحملونها قد حملوا الهودج ولم تكن فيه ‪ ،‬فلو كانوا يرونها لما كان ذلك ألنهم‬
‫بال شك سيفتشون عنها قبل حمله ‪ ،‬ثم قولها (وكان رآني قبل الحجاب –‬
‫فخمرت وجهي بجلبابي) يدل أيضاً على أن الصحابة لم يكونوا يرون من‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – وجوههن ‪.‬‬
‫أمهاتهم نساء النبي – َ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – قالت ‪ :‬كان الركبان يمرون بنا‬ ‫‪ -1‬أيضاً حديث عائشة – ر ِ‬
‫َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت‬
‫ونحن مع رسول اهلل – َ‬
‫إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزوا كشفناها(‪ .)61‬فإذا كانت‬
‫النساء في العهد النبوي يسدلن الجلباب من الرأس على الوجه لرؤية الرجال‬
‫مع أنهن محرمات ألداء فريضة الحج فكيف في األوقات األخرى التي ليس‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫فيها عبادة ؟‬
‫‪ -3‬ما ذكره ابن هشام عن عبد اهلل بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي‬
‫(‪)63‬‬
‫عوانة قال ‪ :‬كان من أمر بني قينقاع ‪ ،‬أن امرأة من العرب قدمت بجلب‬
‫لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ فجعلوا يريدونها على كشف‬
‫وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ‪ ،‬فلما قامت‬
‫انكشفت سوءتها ‪ ،‬فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على‬
‫الصائغ فقتله وكان يهودياً‪ ،‬فشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل‬
‫المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون ‪ ،‬فوقع الشر بينهم وبين بني‬
‫قينقاع(‪.)64‬‬

‫فمطالبة اليهودي المسلمة بكشف وجهها المخمر ‪ ،‬ورفضها ذلك اعت از اًز منها‬
‫بحجابها وشرفها وعفتها ووقارها ‪ ،‬يدل بال شك على مشروعية الحجاب ‪.‬‬
‫‪ -4‬حديث عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده قال ‪ :‬جاءت‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – يقال لها أم خالد ‪ ،‬وهي منتقبة تسأل‬
‫امرأة إلى النبي – َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪:‬‬
‫عن إبنها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب النبي – َ‬
‫جئت تسألين عن ابنك وأنت منقبة ؟ فقالت ‪ :‬إن أر أز ابني فلن أر أز حيائي ‪،‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬إبنك له أجر شهيدين ‪ ،‬قالت ‪ :‬ولم‬
‫فقال رسول اهلل – َ‬
‫ذاك يا رسول اهلل ؟ قال ‪ :‬ألنه قتله أهل الكتاب(‪.)65‬‬

‫في هذا الحديث داللة على مشروعية الحجاب ‪ ،‬أما اعتراض بعض الصحابة‬
‫عليها فيبدو أنها كانت من النساء الطاعنات في السن الالتي أباح اإلسالم لهن‬
‫كشف وجوههن ‪ ،‬أما ردها عليهم فألنها تقتدي بقوله تعالى (وأن يستعففن خير‬
‫لهن) وكما سبق بيانه ‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي العصور التالية للبعثة أصبح ذلك شائعاً حتى إن مجنون ليلى عندما واعد‬
‫ليلى يوماً فعلم أهلها بذلك وأرادوا قتله ‪ ،‬ظهرت ليلى له وهي سافرة بعد أن‬
‫كانت تأتيه متبرقعة ‪ ،‬إشارة لها بالهرب وفي ذلك يقول(‪:)66‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫فقد رابني منها الغداة سفورها‬ ‫وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬دليل المعقول واإلجماع ‪.‬‬

‫أما المعقول ‪ :‬فإن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق في التكوين‬
‫الحيوي لإلنسان‪ ،‬ألن اهلل عز وجل قد ناط به امتداد الحياة على هذه األرض ‪،‬‬
‫وتحقيق الخالفة لهذا اإلنسان فيها ‪ ،‬فهو ميل دائم يسكن فترة ثم يعود ‪ ،‬واثارته في‬
‫كل حين تزيد من عرامته وتدفع به إلى اإلفضاء المادي للحصول على الراحة ‪ ،‬فإذا‬
‫لم يتم هذا تعبت األعصاب المستثارة ‪ ،‬وكان هذا بمثابة عملية تعذيب مستمرة ‪ ،‬ألن‬
‫النظرة تثير والحركة تثير والضحكة تثير والدعابة تثير والنبرة المعبرة عن هذا الميل‬
‫تثير ‪ ،‬والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات بحيث يبقى هذا الميل في حدوده‬
‫الطبيعية(‪.)67‬‬

‫ولعل الحجاب هو الوسيلة المحكمة التي ال يتأتى تقليل أو قطع كل هذه‬


‫المثيرات إال عن طريقها ‪.‬‬

‫وأما دليل اإلجماع ‪ :‬فقد أجمع العلماء على مشروعية الحجاب للمرأة المسلمة‬
‫(‪)68‬‬
‫؟‬ ‫إال أنهم اختلفوا في مقداره ‪ ،‬هل هو شامل للوجه والكفين أم ال‬

‫وسنفصل القول في ذلك عند ولوجنا في الفصل التالي ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫مــاهية الحجــاب‬

‫قبل جد السير نحو آراء الفقهاء وأدلتهم في ماهية الحجاب في اإلسالم سنأتي إلى‬
‫ماهية الحجاب في الديانات السابقة وعند العرب قبل اإلسالم‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫لكي ينكشف عنا حجاب الجهل بها ويتكامل المقصود من البحث ‪ .‬لذا سيكون هذا‬
‫الفصل مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫ماهية الحجاب قبل اإلسالم‬

‫يعد الحجاب رم اًز للفتاة الشريفة العفيفة على مر العصور ‪ ،‬على الرغم من‬
‫االعتراضات التي يثيرها أعداء الفطرة والفضيلة وأتباعهم ‪ ،‬ولم يكن اإلسالم أول من‬
‫دعا إليه وعرفه بل إنه كان مفروضاً في العصور التي سبقت ‪ ،‬وهذا ما سنصل إليه‬
‫في المطلبين التاليين ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الحجاب في الكتاب المقدس ‪.‬‬


‫وردت نصوص عدة في التوراة واإلنجيل تشير إلى الحجاب ‪ ،‬سنذكر جانباً‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬جاء في سفر التكوين ‪ :‬ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحاق فنزلت عن الجمل‬
‫‪ ،‬وقالت للعبد ‪ :‬من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا ‪ ،‬فقال العبد ‪ :‬هو سيدي‬
‫فأخذت البرقع وتغطت(‪.)69‬‬

‫وفي هذا دليل على أن خمار الوجه كان معروفاً عند الصالحات منهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬ورد في سفر إشعيا ‪ :‬وقال الرب من أجل أن بنات صهيون يتشامخن‬


‫ويمشين ممدودات األعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات في مشيهن ويخشخشن‬
‫بأرجلهن ‪ ،‬يصلع السيد هامة بنات صهيون ويعري الرب عوراتهن ‪ ،‬ينزع السيد في‬
‫ذلك اليوم زينة الخالخل والضفائر واألهلة والحلق واألساور والبراقع والعصائب(‪.)71‬‬

‫في هذا النص تهديد للمتبرجات من بني إسرائيل الالتي ظهرن يتشامخن‬
‫ويغمزن وغير ذلك‪ ،‬من أن يظهر السيد عليهن فينزع الزينة ويحلق الشعر وغير ذلك‬
‫‪ .‬وفي ذلك داللة على مشروعية الحجاب عندهم ‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫‪ -3‬ورد في سفر األناشيد ‪ :‬يا حبيبتي ها أنت جميلة عيناك حمامتان من تحت‬
‫نقابك ‪.‬‬

‫وفيه أيضاً ‪ :‬شفتاك كسكلة من القرمز وفمك حلو ‪ ،‬وخدك كفلقة رمانة تحت‬
‫نقابك(‪.)72‬‬

‫ونحن ال نناقش معنى النصوص وصدقها بل أترك ذلك للقارئ الكريم ‪ ،‬إال أني‬
‫أقول ‪ :‬في النص داللة على وجود النقاب عندهم ‪.‬‬

‫‪ -4‬وجاء في رسالة بولس الرسول األولى إلى أهل كورنثوس مانصه ‪ :‬وأما كل‬
‫امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها ألنها والمحلوقة شيء واحد‬
‫بعينه ‪ ،‬إذ المرأة إن كانت ال تتغطى فليقص شعرها ‪ ،‬وان كان قبيحاً بالمرأة أن‬
‫تقص أو تحلق فلتتغط ‪ ...‬لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من‬
‫أجل المالئكة(‪.)71‬‬

‫وفي هذا النص داللة على مشروعية خمار الرأس وان من تركته عوقب بحلق‬
‫الشعر ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ماهية الحجاب عند العرب قبل اإلسالم ‪.‬‬

‫عرف العرب قبل اإلسالم المالبس الطويلة المحتشمة والخمر كوسائل تستر‬
‫بهن المرأة نفسها ‪ ،‬ولعل ذلك من بقايا الحنيفية أو إنهم تأثروا بالرساالت السابقة‬
‫لإلسالم ‪ .‬فقد عثر على منحوتات جدارية يعود تاريخها إلى العصر اآلشوري ‪،‬‬
‫تظهر فيه المرأة بمالبس طويلة وهي متلفعة بخمار سميك يحيط بعنقها ورأسها‬
‫وصدرها ‪ ،‬أضفى على مظهرها شيئاً من االحتشام ‪ .‬وتشهد المنحوتات األثرية‬
‫والتماثيل بأن الخمار كان شائعاً في مملكة الحضر ‪ ،‬ومن ذلك تمثال األميرة دشفري‬
‫وابنتها سمي وتمثال السيدة أبو بنت ديمون ‪ ،‬ويعود تاريخها إلى القرن الثاني‬
‫الميالدي(‪.)73‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫ومما يدل على أن الخمار كان معروفاً قبل البعثة ما قاله صخر شقيق الخنساء‬
‫المرأته(‪:)74‬‬

‫عارها‬ ‫ِ‬
‫صان قَد َك َفتني َ‬
‫وهي َح ٌ‬ ‫أمن ُحها َشرَارها‬
‫واهلل ال َ‬
‫عر ِ‬
‫صدارها‬ ‫ت من ِّ‬
‫الش ِ‬ ‫واتَّ َخ َذ ْ‬ ‫مارها‬ ‫خر ْ ِ‬
‫قت خ َ‬ ‫ت َّ‬
‫ولو هلَ ْك ُ‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – حتى إن خمار‬


‫وبقي ذلك معروفاً إلى بعثة الرسول – َ‬
‫الرأس قد تنوع إلى أنواع عدة ‪ ،‬وكما يأتي(‪:)75‬‬

‫‪ -2‬البرقع ‪ :‬وهو قطعة مربعة الشكل أو مستطيلة من القماش يلف بها الرأس‬
‫والوجه ‪ ،‬واذا كان البرقع صغي اًر سمي (وصواص) ويتميز بأن له خيطان تشدهما‬
‫المرأة في قفا رأسها ‪.‬‬

‫ومن أنواع البرقع (البخنق) وهو خرقة تتقنع المرأة بها وتخيط ظرفها تحت‬
‫حنكها ‪ ،‬وتخيط خرقة على موضع الجبهة ‪.‬‬

‫‪ -0‬النقاب ‪ :‬ويختلف عن البرقع بكونه شفافاً أو مخرماً ‪ ،‬حيث يمكن أن ترى‬


‫مالمح الوجه من خالله ‪ .‬وهو قطعة من القماش مربعة أو مستطيلة تضعه المرأة‬
‫على وجهها بعيداً بعض الشيء عن العينين ‪ ،‬أما إذا لفته حول الفم فيسمى اللثام ‪.‬‬

‫‪ -2‬القناع أو المقنعة ‪ :‬وهو الثوب الذي تقنع به المرأة رأسها ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫مــاهية الحجاب اإلسالمي‬

‫ال يحفى أن جميع بدن المرأة يعد َم َحالً إلثارة شهوة الرجال وتلذذهم ؛ لذا جاء‬
‫الحجاب اإلسالمي ليجعل األشخاص في دائرة الفطرة والعفة ‪ ،‬وليقطع قدر اإلمكان‬
‫تلك اإلثارات المحرمة أو يقللها ‪ ،‬وفي الوقت نفسه قد تجاوز عن حاالت الضرورة‬
‫في الكشف كالعالج والصالة والخطبة والقضاء التي أباح اإلسالم فيها للمرأة أن‬

‫‪024‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫تكشف بعض جسدها ‪ ،‬ومع ذلك فإنه لم يطلقها بل جعل الضرورة تقدر بقدرها ‪.‬‬

‫وسنأتي هنا إلى حد عورة المرأة عند وجود األجانب في البيت والشارع‬
‫متجاوزين حاالت الضرورة ‪ ،‬إذ ليس محلها هنا فنقول ‪:‬‬

‫اتفق الفقهاء على أن جميع بدن الحرة عورة ال يجوز لها كشف شيء منه أمام‬
‫الرجال األجانب(‪ ،)76‬إال أنهم اختلفوا في حكم كشف القدمين والوجه والكفين‪ ،‬واليك‬
‫التفصيل في المطلبين اآلتيين ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حكم كشف القدمين ‪.‬‬

‫تباينت وجهات نظر الفقهاء في حكم كشف المرأة قدميها أمام غير المحرمين‬
‫من الرجال(‪ ،)77‬وكما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ذهب بعض الفقهاء إلى أن القدمين ليسا من عورة المرأة ‪ ،‬لذا يجوز النظر‬
‫إليها ‪ .‬وبهذا قال أكثر الحنفية وبعض الحنابلة والشافعية وسفيان الثوري ‪ ،‬واستدلوا ‪:‬‬

‫بأن المرأة كما تبتلى بإبداء وجهها في المعاملة مع الرجال ‪ ،‬وبإبداء كفيها في‬
‫األخذ واإلعطاء تبتلى بإبداء قدميها إذا مشت حافية أو منتعلة ‪ ،‬وربما ال تجد الخف‬
‫في كل وقت ‪.‬‬

‫ورد عليهم السرخسي بقوله ‪ :‬إنه قياس ال يقوم مع األدلة(‪.)78‬‬

‫ومن المالحظ أن ما ذكروه ال يعدو عن كونه من الضرورات التي تبيح‬


‫بناء على‬
‫الضرورة ‪ .‬ثم يبدو أن هؤالء الفقهاء من سكنة القرى ‪ ،‬وقد اجتهدوا ً‬
‫مقتضيات المصلحة في مجتمعهم ‪ ،‬ومعلوم أن مجتمع القرية يختلف عن المدينة ‪،‬‬
‫وكشف المرأة أقدامها هنا ليس كالمدينة من حيث تأثر الناس به ‪ ،‬ومن حيث مظهره‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫أيضاً ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫‪ -2‬ذهب جمهور الفقهاء ‪ :‬إلى أن القدمين من عورة المرأة التي ال يجوز كشفها‬
‫وال النظر إليها ‪ ،‬ويعضد هذا المذهب ما يأتي ‪:‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه‬ ‫ِ‬


‫أ‪ -‬حديث أم سلمة – َرض َي اهللُ َع ْنهَا – أنها قالت لرسول اهلل – َ‬
‫َو َسلَّ َم – حين ذكر األزار فالمرأة يا رسول اهلل ‪ ،‬قال ‪ :‬ترخي شب اًر ‪ ،‬قالت أم سلمة ‪:‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫(‪)79‬‬
‫إذا ينكشف عنها قال فذراعاً ال تزيد عليه ‪ .‬فهذا رسول اهلل – َ‬
‫– حينما نص على تحريم جر ثوب الرجل أو إ ازره بقوله ‪ :‬إزرة المسلم إلى نصف‬
‫الساق وال حرج أو ال جناح فيما بينه وبين الكعبين ‪ ،‬ما كان أسفل الكعبين فهو في‬
‫النار ‪ .‬ومن جر إ ازره بط اًر لم ينظر اهلل إليه(‪ .)81‬سألته أم سلمة عن مقدار ثوب‬
‫المرأة من األسفل فبين لها أنها ترخيه أسفل الكعبين ذراعاً لكي ال يظهر شيء من‬
‫قدميها ‪ ،‬فلو لم يكونا من العورة لما أمرها بذلك ‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – أتى‬ ‫ِ‬


‫ب‪ -‬حديث أنس – َرض َي اهللُ َع ْنهُ – أن النبي – َ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – ثوب إذا قنعت به‬ ‫فاطمة بعبد قد وهبه لها ‪ ،‬قال وعلى فاطمة – ر ِ‬
‫َ‬
‫صلَّى‬
‫رأسها لم يبلغ رجليها ‪ ،‬واذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها ‪ ،‬فلما رأى النبي – َ‬
‫اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – ما تلقى قال ‪ :‬إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغالمك(‪.)82‬‬

‫فلو لم تكن األقدام من العورة لما أصابها ذاك الحرج بظهور قدميها حين تغطي‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – بجواز كشفها لعبدها وأبيها دون‬
‫رأسها ‪ ،‬فأخبرها رسول اهلل – َ‬
‫غيرهما ‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه‬ ‫ِ‬


‫ج‪ -‬حديث أم سلمة – َرض َي اهللُ َع ْنهَا – أنها سألت النبي – َ‬
‫َو َسلَّ َم ‪ :‬أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار ؟ قال ‪ :‬إذا كان الدرع سابقاً‬
‫يغطي ظهور قدميها(‪.)81‬‬

‫فإذا كان إخفاء القدمين في الصالة مأمو اًر به وهي واقفة بين يدي اهلل تعالى ‪ ،‬فلئن‬
‫يحرم كشفها لألجانب في الصالة وخارجها من باب أولى ‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم كشف الوجه والكفين ‪.‬‬

‫تنازع الفقهاء في حكم كشف المرأة لوجهها وكفيها أمام األجانب أي غير‬
‫المحرمين من الرجال ‪ ،‬فكان لهم في ذلك مذهبان ‪:‬‬

‫المذهب األول ‪ :‬قال أصحابه بجواز ذلك ‪ ،‬وينبني عليه جواز النظر إلى الوجه‬
‫والكفين إن كان بغير شهوة ‪ ،‬والى هذا ذهب الحنفية والمالكية والظاهرية وأكثر‬
‫الحنابلة والبعض من الشافعية والزيدية واإلمامية(‪ .)83‬واستدلوا بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﭼ(‪.)84‬‬

‫إذ قالوا ‪ :‬إن ابن عباس – ر ِ‬


‫ض َي اهللُ َع ْنهُ َما – قد فسر (ما ظهر منها) بالوجه‬ ‫َ‬
‫والكفين(‪ .)85‬ويجاب بما مضى تفصيله عند تفسير هذه اآلية فراجعه ‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – قال‬ ‫ِ‬


‫‪ -2‬حديث ابن عمر – َرض َي اهللُ َع ْنهُ َما – عن النبي – َ‬
‫‪ :‬المحرمة ال تنتقب وال تلبس القفازين(‪.)86‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – المرأة في اإلحرام بالحج عن‬


‫ففي هذا الحديث نهى – َ‬
‫النقاب الذي هو إخفاء بعض الوجه ‪ ،‬وكذلك نهاها عن لبس القفاز ‪ ،‬وهو ما يغطي‬
‫اليدين من القماش وغيره ‪ ،‬وفي هذا داللة على جواز كشف الوجه والكفين ‪.‬‬

‫ويمكن اإلجابة ‪ :‬بأن اإلحرام في الحج عبادة ‪ ،‬ولكل عبادة هيأتها ومراسيمها‬
‫الخاصة بها ‪ ،‬وهي تختلف عن العادات اليومية ‪ ،‬وهذا من جهة ومن الجهة األخرى‬
‫فقد ورد ما يخالف هذا الحديث فقد روت السيدة عائشة – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْن َها – قالت ‪:‬‬ ‫َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – محرمات فإذا‬
‫كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اهلل – َ‬
‫حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ‪ ،‬فإذا جاوزوا كشفناهُ(‪.)87‬‬

‫وكذلك حديث أسماء – ر ِ‬


‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – قالت ‪ :‬كنا نغطي وجوهنا من‬ ‫َ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في اإلحرام(‪ .)88‬وما روته فاطمة بنت المنذر قالت ‪:‬‬
‫كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر الصديق(‪.)89‬‬

‫ويجوز لها‬
‫ِّ‬ ‫يجوز لها ستر وجهها‬
‫قال البغوي ‪ :‬أما المرأة فحرمها في وجهها ال ِّ‬
‫ستر رأسها‪ ،‬فإن احتاجت إلى ستر الوجه لحر أو برد أو منع أبصار األجانب سدلت‬
‫ثوباً على وجهها متجافياً عن بشرة الوجه(‪.)91‬‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – أن أسماء بنت أبي بكر دخلت‬ ‫‪ -3‬حديث أم المؤمنين عائشة – ر ِ‬
‫َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها‬‫على رسول اهلل – َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – وقال ‪ :‬يا أسماء إن المرأة إذا بلغت‬
‫رسول اهلل – َ‬
‫المحيض لم يصلح أن يرى منها إال هذا وهذا ‪ ،‬وأشار إلى وجهه وكفيه(‪.)92‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – يحدد األعضاء التي يجوز للمرأة‬
‫فهذا رسول اهلل – َ‬
‫كشفها وهي الوجه والكفان ‪.‬‬

‫ويمكن الرد بالتعليق الذي ذكره أبو داود راوي الحديث بقوله ‪ :‬هذا مرسل فيه‬
‫خالد بن دريك لم يدرك عائشة – رضي اهلل عنها(‪.)91‬‬
‫‪ -4‬وال يخفى أن الحديث المرسل من أنواع الحديث الضعيف(‪ .)93‬فضالً عن ذلك‬
‫أن المقدار المذكور وهو الوجه والكفان من مواضع الزينة التي يجوز للمرأة أن‬
‫تبديها لزوجها وأبيها وجميع محارمها ‪ ،‬لكن ال يجوز لها أن تبدي شيئاً من‬
‫صلَّى‬
‫جسمها الذي يظهر بارتدائها الثياب الرقاق ‪ ،‬وهذا ما أراده رسول اهلل – َ‬
‫اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – منها ‪.‬‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ َما – قال ‪ :‬كان الفضل بن عباس رديف‬ ‫‪ -5‬حديث ابن عباس – ر ِ‬
‫َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه ‪ ،‬فجعل‬
‫رسول اهلل – َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم –‬
‫الفضل ينظر إليها وتنظر إليه ‪ ،‬فجعل رسول اهلل – َ‬
‫يصرف وجه الفضل إلى الشق اآلخر ‪ ،‬قالت ‪ :‬يا رسول اهلل إن فريضة اهلل‬
‫على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبي اًر ال يستطيع أن يثبت على الراحلة‬
‫أفأحج عنه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وذلك في حجة الوداع(‪.)94‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫فهذا الحديث دليل على عدم وجوب غطاء الوجه إذ لو كان واجباً ألمرها‬
‫بالستر ‪.‬‬

‫ويجاب عنه ‪ :‬بأن الروايات المتعددة له تشير إلى أنها سألته وهي محرمة للحج‬
‫وقد مضت المبررات في كشف الوجه بالحج ‪ .‬ثم إن صرف رسول اهلل لوجه الفضل‬
‫عنها يدل على حرمة نظره إليها ‪ ،‬فإذا حرم النظر إلى الوجه فكيف يجوز كشفه لغير‬
‫ضرورة ؟‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – للنساء يوم‬
‫‪ -6‬حديث جابر بن عبد اهلل في تذكير النبي – َ‬
‫العيد فقال ‪ :‬تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم ‪ ،‬فقالت امرأة من سطة الناس‬
‫سفعاء الخدين ‪ :‬لِ َم يا رسول اهلل ؟ قال ‪ :‬ألنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بالل من أقراطهن‬
‫وخواتيمهن(‪ .)95‬فهذا الحديث يدل على أن كشف الوجه كان مشروعاً واال فكيف‬
‫وصف الراوي وجهها ؟‬

‫أقول ‪ :‬هذا الحديث إن صح فإنه يشير إلى أوصاف امرأة طاعنة في السن قد‬
‫أبيح لها كشف وجهها لكبر سنها ‪ .‬ثم إن البخاري قد أخرج حديث وعظ النبي –‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – للنساء في عيد الفطر ‪ ،‬وفيه ‪ :‬ثم جاء يشقهم حتى جاء‬
‫َ‬
‫النساء معه بالل فقال ‪( :‬يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ‪ ...‬اآلية) ثم قال‬
‫حين فرغ منها ‪ :‬أنتن على ذلك ‪ .‬قالت ‪ :‬امرأة واحدة منهن لم يجبه غيرها ‪ :‬نعم ال‬
‫يدري حسن من هي ‪ .‬قال ‪ :‬فتصدقن فبسط بالل ثوبه ثم قال ‪ :‬هلم َّ‬
‫لكن فداء أبي‬
‫وأمي فيلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بالل ‪ ،‬قال عبد الرزاق ‪ :‬الفتخ ‪ :‬الخواتيم‬
‫العظام كانت في الجاهلية(‪.)96‬‬

‫فهذا الحديث يذكر أن الحسن بن مسلم أحد رجال الحديث ال يدري من هي‬
‫المرأة المتكلمة ولم يذكر أوصافها ‪.‬‬
‫‪ -7‬حديث عطاء بن أبي رباح قال ‪ :‬قال لي ابن عباس – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ ْم ‪ :‬أال‬ ‫َ‬
‫أُريك امرأةً من أهل الجنة ؟ قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬هذه المرأة السوداء أتت النبي‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – فقالت ‪ :‬إني أُصرع واني أتكشف فادع اهلل لي ‪ .‬قال‬
‫– َ‬
‫‪ :‬إن شئت صبرت ولك الجنة ‪ ،‬وان شئت دعوت اهلل أن يعافيك ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إني‬
‫أتكشف فادع اهلل أن ال أتكشف فدعا لها(‪ .)97‬قالوا ‪ :‬فلو لم تكن هذه المرأة‬
‫كاشفة لوجهها لما قال له ‪ :‬أريك امرأة من أهل الجنة ‪.‬‬

‫ويقال ‪ :‬في هذا الحديث ما قيل في الحديث الذي قبله ‪ ،‬بأنها امرأة كبيرة في‬
‫السن فجاز لها كشف وجهها من غير تبرج ‪ .‬ثم إن الوصف الذي وصفها به الراوي‬
‫ال يثير شهوة وال يحرك النفوس نحوها ‪.‬‬
‫‪ -8‬حديث سهل بن سعد الساعدي قال ‪ :‬جاءت امرأة إلى رسول اهلل – َّ‬
‫صلى اهللُ‬‫َ‬
‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – فقالت ‪ :‬يا رسول اهلل جئت أهب لك نفسي ‪ .‬قال ‪ :‬فنظر إليها‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول‬‫رسول اهلل – َ‬
‫اهلل رأسه(‪ .)98‬فهذا يدل على أن هذه المرأة لم تكن مخمرة لوجهها ‪ ،‬وأن رسول‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – قد نظر إليها ‪.‬‬
‫اهلل – َ‬

‫ويجاب على ذلك ‪ :‬بأن هذه المرأة مخطوبة قد جاز لها كشف وجهها ‪ ،‬ويجوز‬
‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع‬
‫أيضاً النظر إليها قال – َ‬
‫أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل(‪.)99‬‬
‫‪ -9‬واستدلوا أيضاً ‪ :‬بأن الحاجة تدعو إلى كشف الوجه للبيع والشراء والكفين لألخذ‬
‫واإلعطاء ‪.‬‬

‫ويمكن دفع هذا الدليل بأن عملية البيع والشراء من الممكن أن تتحقق من غير‬
‫كشف للوجه‪ ،‬ألنه إذا كان المقصود من كشف الوجه لغرض عقد البيع فإن العقد‬
‫يتحقق باإليجاب والقبول الذي محله النطق وبالكالم الجزل ‪ ،‬وان كان المقصود من‬
‫الكشف لغرض رؤيتها للسلعة المشتراة ‪ ،‬فهذا يتحقق برفع المرأة خمارها عن وجهها‬
‫قليالً بما يحقق رؤيتها للسلعة المبتاعة ‪ ،‬وال يراها البائع كما يفعل النساء المخمرات‬
‫في الوقت الحاضر ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعملية األخذ واإلعطاء فتتحقق بعد أن تلبس المرأة القفازين فتأخذ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫وتعطي وتبيع وتشتري ‪ ،‬وهي لما تزل في سور الحشمة والعفاف ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫المذهب الثاني ‪ :‬ال يجوز للمرأة كشف وجهها وكفيها لألجانب غير المحارم إال‬
‫عند الضرورة كالصالة وغيرها ؛ لذا يحرم النظر إليها ‪ .‬وبهذا أخذ الشافعية في‬
‫صحيح مذهبهم وبعض الحنابلة وأكثر الزيدية والظاهرية وهو المذهب عند‬
‫اإلمامية(‪.)211‬‬

‫ويعضد هذا المذهب اآليات واألحاديث التي مر ذكرها في مشروعية الحجاب ‪،‬‬
‫وكذل ك األحاديث التي وردت في مناقشة أصحاب المذهب األول ‪ ،‬وقد آثرنا عدم‬
‫إعادتها خشية السقوط في هجنة التكرار وعيب االجترار ‪ ،‬وزيادة على تلك األدلة‬
‫سنذكر جانباً مما يعضد أصحاب هذا المذهب ‪ ،‬وكما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﭼ(‪.)212‬‬

‫فلو لم يكن النظر إلى المرأة محرماً وكشفها لوجهها محرماً أيضاً لما أمرنا أن‬
‫نسألهن من وراء حجاب مع أنهن أمهات المؤمنين ‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪( :‬المرأةُ عورةٌ) (‪.)211‬‬


‫‪ -2‬قوله – َ‬

‫قال أبو بكر الحارث بن هشام ‪ :‬المرأة كلها عورة حتى أظفرها ‪ ،‬محتجاً بقوله‬
‫ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ‬ ‫تعالى ‪:‬‬
‫ﭼ(‪.)213‬‬

‫‪ -3‬حديث أم سلمة – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – قالت ‪ :‬لما نزلت (يدنين عليهن من‬ ‫َ‬
‫جالبيبهن) خرج نساء األنصار كأن على رؤوسهن الغربان من األكسية(‪.)214‬‬

‫يدل هذا الحديث على سرعة االمتثال ألوامر اهلل تعالى ‪ ،‬وعلى أنه لم يكن‬
‫ِّهن بالغربان في مظهر السواد‪.‬‬
‫شيء منهن بادياً للعيان ال الوجه وال الكفان حتى ُشب َ‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم –‬ ‫ِ‬


‫‪ -4‬حديث أنس – َرض َي اهللُ َع ْنهُ – قال ‪ :‬أقام النبي – َ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫بين خيبر والمدينة ثالثاً يبنى عليه بصفية بنت حيي ‪ ،‬فدعوت المسلمين إلى وليمة‬
‫فما كان فيها من خبز وال لحم أمر باإلنطاع فألقى فيها من التمر والسمن فكانت‬
‫وليمته ‪ ،‬فقال المسلمون ‪ :‬إحدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه ؟ فقالوا ‪ :‬إن‬
‫حجبها فهي من أمهات المؤمنين ‪ ،‬وان لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه ‪ ،‬فلما‬
‫ارتحل وطى لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس(‪.)215‬‬

‫الم تأمل في هذا الحديث تتجلى لديه مشروعية غطاء الوجه والكفين بالنسبة‬
‫للمرأة الحرة ‪ ،‬وان ذلك من العرف عند الصحابة ألنهم جعلوا ذلك إمارة على عتق‬
‫رسول اهلل – صلَّى اهلل علَ ْي ِه وسلَّم – لصفية – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهَا – بعد أن مد‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َََ‬ ‫َ‬
‫الحجاب بينها وبين الناس ‪ ،‬وال يقول قائل إن ذلك خاص بأمهات المؤمنين ألن‬
‫األمر بالحجاب عام وكما سبق ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك‬
‫ونساء المؤمنين ‪. )...‬‬

‫ضي اهلل ع ْنها – قالت ‪ :‬لقد كان رسول اهلل – َّ‬


‫ِ‬
‫صلى اهللُ‬‫َ‬ ‫‪ -5‬حديث عائشة – َر َ ُ َ َ‬
‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ‪،‬‬
‫ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد(‪ .)216‬فلو كانت وجوههن بادية وتُرى لما قالت‬
‫‪( :‬ما يعرفهن أحد) ألن كشف الوجه ينفي الجهالة ‪.‬‬

‫‪ -6‬وفي الحج يقول عطاء ‪ :‬كنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير ‪ ،‬وهي‬
‫مجاورة في جوف ثبير ‪ ،‬قلت ‪ :‬وما حجابها ؟ قال هي في قبة تركية لها غشاء ‪،‬‬
‫وما بيننا وبينها غير ذلك(‪.)217‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم –‬


‫‪ -7‬حديث جرير بن عبد اهلل قال سألت رسول اهلل – َ‬
‫عن نظرة الفجاءة ‪ ،‬قال ‪ :‬اصرف بصرك(‪.)218‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم – قد حرم النظر إلى وجه الم أرة فمن باب‬
‫فإذا كان – َ‬
‫أولى أن يحرم كشفه ذلك ألن الكشف إغراء بالنظر وتسهيل له ‪.‬‬

‫‪ -8‬اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه السيما عند كثرة‬

‫‪020‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫الفساق(‪ .)219‬ذلك ألن النظر إذا خيف منه الفتنة فحرام ‪ ،‬وان عامة محاسن المرأة‬
‫في وجهها ‪ ،‬لذا فخوف الفتنة في النظر إليه أكثر من سائر األعضاء ‪.‬‬

‫‪ -9‬ذكرنا فيما مضى الراجح وهو مذهب جمهور الفقهاء في حرمة كشف المرأة‬
‫أقدامها ‪ ،‬فال أدري أيهما األهم واألكثر إثارة ؟ الوجه أم األقدام ؟‬

‫يعضد ذلك ‪ :‬أن غطاء الوجه في الوقت الحاضر أصبح سمة للمرأة الملتزمة‬
‫بأوامر ربها ‪ ،‬ومظه اًر يصونها عن أن ت سمع من الشباب السائب ما تكره حتى كأنه‬
‫حجر في فم الفاحش البذيء فال ينبس ببنت شفة ‪.‬‬

‫لكل هذه األدلة والمعاني بات من الالئق بالمرأة التي تروم تمام المحافظة على‬
‫عفتها وتحيي سنة نبيها وتغيض أعداء إسالمها أن تدني الخمار على وجهها لتعرف‬
‫بالتزامها وعفتها فال تؤذي‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬ذلك أدنى أال ُيعرفن فال يؤذين) ولكي ترينا‬
‫مظهر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول ‪ ،‬ومظهر أمهات المؤمنين كعائشة‬
‫وزينب وجويرية – ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْنهُ َّن – وغيرهن في شوارعنا ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫الخـــاتمة‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على المؤيد بالمعجزات‪،‬‬
‫وآله وصحبه ومن تبعهم ما دامت السماوات ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬

‫ففي نهاية إفراغ الوسع لبيان جوانب البحث وأجزائه البد من تسجيل أهم النتائج‬
‫التي توصلت إليها في رحلتي هذه ‪ ،‬ويمكن إيجازها بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -2‬إن الحجاب له معنيان ‪ :‬مادي ومعنوي ‪ ،‬والبد من اإلتيان بالذي يرضي اهلل‬
‫منهما ‪ ،‬ليتكامل الوقار والعفة والدين ‪.‬‬
‫‪ -1‬إن الحجاب الشرعي دل على حكمة الكتاب والسنة واإلجماع والمعقول ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن مواطن الزينة التي ترى في البدن هي في سبعة ‪ ،‬ولكل منها زينته ‪ ،‬فال‬
‫ُيحرم النظر إلى الزينة ما لم توضع في موطنها ‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهر في البحث أن غطاء الوجه مشروع دل عليه القرآن الكريم ‪ ،‬ونصت عليه‬
‫السنة النبوية المطهرة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تبين في البحث أن غطاء الوجه مشروع ليس في اإلسالم فقط بل في الديانات‬
‫السابقة ‪ ،‬وطبقته المجتمعات منذ القدم ‪.‬‬
‫‪ -6‬تبين من خالل البحث أن الراجح هو حرمة كشف القدمين للمرأة ‪ ،‬ودلت على‬
‫ذلك األحاديث الصحيحة ‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫الهوامش‬

‫(‪ )2‬سورة األعراف ‪ :‬آية (‪. )16‬‬

‫(‪ )1‬لسان العرب ‪. 198 /2 :‬‬

‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ :‬اإلشارة نفسها ‪ ،‬تاج العروس ‪. 113 /2 :‬‬

‫(‪ )4‬الصحاح ‪ ،‬للجوهري ‪. 217 /2 :‬‬

‫(‪ )5‬المصدر السابق ‪ :‬اإلشارة نفسها ‪ ،‬المصباح المنير ‪. 2331 /2 :‬‬

‫(‪ )6‬سورة المطففين ‪ :‬آية (‪. )25‬‬

‫(‪ )7‬سورة األعراف ‪ :‬آية (‪. )46‬‬

‫(‪ )8‬الصحاح ‪ ، 217 /2 :‬المصباح المنير ‪. 233 /2 :‬‬

‫(‪ )9‬سورة اإلسراء ‪ :‬آية (‪. )45‬‬

‫(‪ )21‬البيضاوي ‪ :‬ص‪ ، 376‬وصفوة البيـان لمعـاني القـرآن ‪ ،‬حسـنين محمـد مخلـوف ‪ :‬ص‪365‬‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )22‬تهذيب سيرة ابن هشام ‪ ،‬عبد السالم هـارون ‪ :‬ص‪ ، 218‬واآليـة مـن سـورة يـس ‪ :‬آيـة (‪)9‬‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )21‬سورة فصلت ‪ :‬آية (‪. )5‬‬

‫(‪ )23‬لسان العرب ‪ ، 598 /2 :‬تاج العروس ‪. 113 /2 :‬‬

‫(‪ )24‬تفسيره ‪. 87 /4 :‬‬

‫(‪ )25‬سورة المطففين ‪ :‬آية (‪. )24‬‬

‫(‪ )26‬سورة محمد ‪ :‬آية (‪. )27‬‬

‫(‪ )27‬سورة مريم ‪ :‬آية (‪. )76‬‬

‫(‪ )28‬القـوانين الفقهيــة ‪ :‬ص‪ ، 58‬قليـوبي وعميـرة ‪ ، 277 /2 :‬المقنـع ‪ ،‬البــن قدامــة ‪ :‬ص‪، 54‬‬
‫الهداية ‪. 43 /2 :‬‬

‫(‪ )29‬له المقنع ‪ :‬اإلشارة السابقة ‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫(‪ )11‬له ‪ :‬القوانين الفقهية ‪ :‬ص‪. 59-58‬‬

‫(‪ )12‬اإللتحــاف بثــوب مــن غيــر أن يجعــل لــه موضــع تخــرج منــه اليــد ‪ ،‬المصــباح المنيــر ‪/2 :‬‬
‫‪. 373‬‬

‫(‪ )11‬القوانين الفقهية ‪ :‬ص‪. 441‬‬

‫(‪ )13‬سورة النور ‪ :‬آية (‪. )32-31‬‬

‫(‪ )14‬صفوة البيان ‪ :‬ص‪. 452‬‬

‫(‪ )15‬تفسير النسفي ‪. 241 /3 :‬‬

‫(‪ )16‬تفسير القرطبي ‪. 252 /21 :‬‬

‫(‪ )17‬تفسيره ‪. 252 /21 :‬‬

‫(‪ )18‬سورة األعراف ‪ :‬آية (‪. )32‬‬

‫(‪ )19‬تفسير النسفي ‪ ، 241 /3 :‬صفوة البيان ‪ :‬ص‪. 452‬‬

‫(‪ )31‬تفسير النسفي ‪ :‬اإلشارة السابقة نفسها ‪ ،‬واآلية من سورة النور ‪ :‬آية (‪. )32‬‬

‫(‪ )32‬تفسير القرطبي ‪ ، 251 /21 :‬المغني ‪ ،‬البن قدامة ‪. 351 /2 :‬‬

‫(‪ )31‬تفسيره ‪. 242 /3 :‬‬

‫(‪ )33‬سورة النور ‪ :‬آية (‪. )32‬‬

‫(‪ )34‬لسان العرب ‪ ، 158 /4 :‬المصباح المنير ‪ ، 295 /2 :‬والحديث أخرجه البخاري ‪ ،‬أنظر‬
‫شرح السنة ‪. 392 /22 :‬‬

‫(‪ )35‬لسان العرب ‪ ، 188 /2 :‬المصباح المنير ‪. 216 /2 :‬‬

‫(‪ )36‬تفسيره ‪. 242 /3 :‬‬

‫(‪ )37‬سورة األحزاب ‪ :‬آية (‪. )61-59‬‬

‫(‪ )38‬المصباح المنير ‪. 125 /2 :‬‬

‫(‪ )39‬المصباح المنير ‪. 223 /2 :‬‬

‫(‪ )41‬تفسير القرطبي ‪. 256 /24 :‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫(‪ )42‬سنن أبي داود ‪. 83 /4 :‬‬

‫(‪ )41‬المصدر السابق ‪. 69 /4 :‬‬

‫(‪ )43‬له حجاب المرأة المسلمة ولباسها في الصالة ‪ :‬ص‪. 7-6‬‬

‫(‪ )44‬تفس ـ ــيره ‪ ، 323 /3 :‬وانظ ـ ــر ‪ :‬الكش ـ ــاف ‪ ،‬للزمخش ـ ــري ‪ ، 561 /3 :‬وتن ـ ــوير األذه ـ ــان ‪،‬‬
‫للبروسوي ‪. 155-154 /3 :‬‬

‫(‪ )45‬أنظر ‪ :‬شرح السنة ‪ ، 438 /1 :‬وسنن البيهقي ‪ ، 117-116 /1 :‬ثم قال ‪ :‬واآلثار عـن‬
‫عمر في ذلك صحيحة ‪.‬‬

‫(‪ )46‬أسباب النزول ‪ ،‬للسيوطي ‪ ، 418-417 :‬والحديث في البخاري ‪. 166 /3 :‬‬

‫(‪ )47‬سورة األحزاب ‪ :‬آية (‪. )53‬‬

‫(‪ )48‬المصدر السابق ‪ :‬ص‪. 412-411‬‬

‫(‪ )49‬أسباب النزول ‪ ،‬للسيوطي ‪ :‬ص‪ ، 415-414‬تفسير القرطبي ‪. 247 /24 :‬‬

‫(‪ )51‬سورة األحزاب ‪. 33-31 :‬‬

‫(‪ )52‬تفسير النسفي ‪. 311 /3 :‬‬

‫(‪ )51‬تفسير القرطبي ‪ ، 226 /24 :‬تنوير األذهان ‪. 137 /3 :‬‬

‫(‪ )53‬له المصدر السابق ‪. 155 /3 :‬‬

‫(‪ )54‬لسان العرب ‪ ، 121 /1 :‬المصباح المنير ‪. 48 /2 :‬‬

‫(‪ )55‬روح المعاني ‪ ،‬لآللوسي ‪. 8 /11 :‬‬

‫(‪ )56‬له تفسير القرآن العظيم ‪. 185 /3 :‬‬

‫(‪ )57‬في ظالل القرآن ‪ ،‬سيد قطب ‪. 584 /6 :‬‬

‫(‪ )58‬له المصدر السابق ‪ :‬اإلشارة نفسها ‪.‬‬

‫(‪ )59‬سورة النور ‪ :‬آية (‪. )61‬‬

‫(‪ )61‬أنظر ما تقدم تفسير القرطبي ‪. 113 /21 :‬‬

‫(‪ )62‬صحيح البخاري ‪. 38-37 /3 :‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫(‪ )61‬سنن أبي داود ‪. 267 /1 :‬‬

‫(‪ )63‬الجلب ‪ :‬البضاعة التي تجلب من بلد إلى بلد ‪ ،‬المصباح المنير ‪. 223 /2 :‬‬

‫(‪ )64‬سيرة ابن هشام ‪. 5 /3 :‬‬

‫(‪ )65‬سنن أبي داود ‪. 6-5 /3 :‬‬

‫(‪ )66‬األغاني ‪ ،‬ألبي الفرج األصفهاني ‪. 63 /21 :‬‬

‫(‪ )67‬في ظالل القرآن ‪ ،‬سيد قطب ‪. 94-93 /6 :‬‬

‫(‪ )68‬تفســير القرطبــي ‪ ، 257 /21 :‬مغنــي المحتــاج ‪ ، 258 /2 :‬المغنــي ‪ ،‬البــن قدامــة ‪/2 :‬‬
‫‪. 349‬‬

‫(‪ )69‬إصحاح ‪ 14 :‬فقرة ‪. 65-64 :‬‬

‫(‪ )71‬إصحاح ‪ 31 :‬فقرة ‪. 91-76 :‬‬

‫(‪ )72‬إصحاح ‪ 4 :‬فقرة ‪2 :‬و‪. 4‬‬

‫(‪ )71‬إصحاح ‪ 22 :‬فقرة ‪. 22-6 :‬‬

‫(‪ )73‬مالبــس نســاء قبــل اإلســالم ‪ ،‬د‪ .‬عبــد العزيــز حميــد صــالح ‪ ،‬بحــث منشــور فــي مجلــة كليــة‬
‫اآلداب ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪2417 ،34‬هـ ‪2986 -‬م ‪ :‬ص‪. 176‬‬

‫(‪ )74‬شرح ديوان الخنساء ‪ :‬ص‪. 22‬‬

‫(‪ )75‬المخص ــص ‪ ،‬الب ــن س ــيده ‪ ، 39-38 /4 :‬مالب ــس نس ــاء الع ــرب قب ــل اإلس ــالم ‪ :‬اإلش ــارة‬
‫السابقة نفسها ‪.‬‬

‫(‪ )76‬تفســير القرطب ــي ‪ ، 257 /21 :‬مغن ــي المحتــاج ‪ ، 285 /2 :‬المغن ــي ‪ ، 349 /2 :‬ال ــدر‬
‫المختـ ــار ‪ ، 416 /2 :‬البحـ ــر الزخـ ــار ‪ ، 476 /4 :‬المحلـ ــى ‪ ،257 /1 :‬مفتـ ــاح الك ارمـ ــة ‪:‬‬
‫‪.1/1‬‬

‫(‪ )77‬المبس ــوط ‪ ، 253 /2 :‬حاش ــية اب ــن عاب ــدين ‪ ، 46 /2 :‬المغن ــي ‪ 97 /7 :‬و ‪، 349 /2‬‬
‫مغني المحتاج ‪ ، 218 /3 :‬بداية المجتهد ‪ ، 83 /2 :‬شرائع اإلسالم ‪. 169 /1 :‬‬

‫(‪ )78‬له المبسوط ‪ :‬اإلشارة السابقة ‪.‬‬

‫(‪ )79‬سنن أبي داود ‪. 65 /4 :‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫(‪ )81‬سنن أبي داود ‪ ، 59 /4 :‬صحيح البخاري ‪. 14 /4 :‬‬

‫(‪ )82‬سنن أبي داود ‪. 61 /4 :‬‬

‫(‪ )81‬المصدر السابق ‪. 273 /2 :‬‬

‫(‪ )83‬المغني ‪ ، 349 /2 :‬تفسير القرطبـي ‪ ، 228 /7 :‬بدايـة المجتهـد ‪ ، 83 /2 :‬حاشـية ابـن‬
‫عابــدين ‪ ، 411 /2 :‬الهدايــة ‪ ، 43 /2 :‬قليــوبي وعمي ـرة ‪ ، 277 /2 :‬البحــر الزخــار ‪/4 :‬‬
‫‪ ، 179‬المحلى ‪ ، 126 /3 :‬شرائع اإلسالم ‪. 169 /1 :‬‬

‫(‪ )84‬سورة النور ‪ :‬آية (‪. )32‬‬

‫(‪ )85‬المغني ‪ ، 349 /2 :‬السنن الكبرى ‪ ،‬للبيهقي ‪. 229 /1 :‬‬

‫(‪ )86‬سنن أبي داود ‪ ، 265 /1 :‬تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ‪. 141 /2 :‬‬

‫(‪ )87‬المصدر السابق ‪ ، 267 /1 :‬سنن ابن ماجه ‪ 1935 :‬وسنده حسن ‪.‬‬

‫(‪ )88‬المستدرك ‪ ،‬للحاكم ‪ ، 454 /2 :‬وصححه ووافقه الذهبي ‪.‬‬

‫(‪ )89‬تنوير الحوالك ‪ ،‬اإلشارة السابقة ‪.‬‬

‫(‪ )91‬له شرح السنة ‪. 141 /7 :‬‬

‫(‪ )92‬سنن أبي داود ‪. 61 /4 :‬‬

‫(‪ )91‬له السنن ‪. 61 /4 :‬‬

‫(‪ )93‬أنظر الباعث الحثيث ‪ ،‬البن كثير ‪ :‬ص‪. 46‬‬

‫(‪ )94‬صحيح مسلم ‪. 973 /1 :‬‬

‫(‪ )95‬ابن ماجه والبيهقي ‪ ،‬أنظر ‪ :‬سنن ابن ماجه ‪ 385 /2 :‬وليس فيه وصف للمرأة ‪.‬‬

‫(‪ )96‬صحيح البخاري ‪. 274 /2 :‬‬

‫(‪ )97‬المصدر السابق ‪. 3 /4 :‬‬

‫(‪ )98‬المصدر السابق ‪. 142 /3 :‬‬

‫(‪ )99‬سنن أبي داود ‪. 119 /1 :‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫(‪ )211‬المغنـ ــي ‪ ، 349 /2 :‬تفسـ ــير القرطبـ ــي ‪ ، 228 /7 :‬قلي ــوبي وعمي ـ ـرة ‪ ، 77 /2 :‬بدايـ ــة‬
‫المجته ــد ‪ ، 83 /2 :‬البح ــر الزخ ــار ‪ ، 179 /4 :‬المحل ــى ‪ ، 126 /3 :‬العالق ــات الجنس ــية‬
‫غير الشرعية ‪ ،‬د‪ .‬عبد الملك السعدي ‪. 132 /2 :‬‬

‫(‪ )212‬سورة األحزاب ‪ :‬آية (‪. )53‬‬

‫(‪ )211‬أخرجه الترمذي أنظر سننه ‪ 337 /4 :‬وصححه ‪ ،‬تفسير القرطبي ‪. 228 /7 :‬‬

‫(‪ )213‬المغنـ ــي ‪ ،‬الب ـ ــن قدامـ ــة ‪ ، 349 /2 :‬تفس ـ ــير القرطبـ ــي ‪ ، 228 /7 :‬واآلي ـ ــة مـ ــن س ـ ــورة‬
‫األحزاب ‪ :‬آية (‪. )59‬‬

‫(‪ )214‬سنن أبي داود ‪. 62 /1 :‬‬

‫(‪ )215‬صحيح البخاري ‪. 142-141 /3 :‬‬

‫(‪ )216‬المصدر السابق ‪. 78 /2 :‬‬

‫(‪ )217‬المصدر السابق ‪. 182 /2 :‬‬

‫(‪ )218‬أخرجه مسلم وأبو داود والدارمي ‪ ،‬أنظر ‪ :‬شرح السنة ‪. 13 /9 :‬‬

‫(‪ )219‬نيل األوطار ‪ ، 231 /6 :‬مغني المحتاج ‪. 219 /3 :‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫ـ القرآن الكريم ‪.‬‬

‫‪ -2‬أسباب النزول ‪ ،‬للسيوطي ‪ ،‬مطبوع بهامش تفسير وبيان مفردات القرآن ‪،‬‬
‫محمد حسن الحمصي ‪ ،‬دار الرشيد ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬د‪-‬ت ‪.‬‬

‫‪ -1‬األغاني ‪ ،‬أبو فرج األصبهاني ‪ ،‬دار صعب ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مصور عن طبعة‬


‫بوالق ‪.‬‬

‫‪ -3‬الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ‪ ،‬للحافظ ابن كثير ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪2983 ،2‬م ‪.‬‬

‫‪ -4‬البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء األمصار ‪ ،‬أحمد بن يحيى بن مرتضى ‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪2975 ،1‬م ‪.‬‬

‫‪ -5‬بداية المجتهد ونهاية المقتصر ‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد‬
‫بن رشد القرطبي األندلسي ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪.‬‬

‫‪ -6‬تاج العروس من جواهر القاموس ‪ ،‬السيد مرتضى الزبيدي ‪ ،‬دار ليبيا للنشر ‪،‬‬
‫بنغازي ‪ ،‬ط‪2316 ،2‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -7‬تفسير البيضاوي المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل ‪ ،‬ناصر الدين أبي سعيد‬
‫عبد اهلل بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫‪2319‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -8‬تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬للحافظ إسماعيل بن كثير القرشي ‪ ،‬دار المعرفة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬لبنان ‪2411 ،‬هـ ‪2984 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -9‬تفسير القرطبي ‪ ،‬المسمى ‪ :‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن‬
‫أحمد القرطبي ‪ ،‬دار الكتب العلمية لبنان ‪ ،‬ط‪2988 ،2‬م ‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫‪ -21‬تفسير النسفي ‪ ،‬لإلمام أبي البركات عبد اهلل بن أحمد بن محمود النسفي ‪ ،‬دار‬
‫إحياء الكتب العربية ‪ ،‬عيسى البابي الحلبي وشركاءه ‪.‬‬

‫‪ -22‬تنوير األذهان من تفسير روح البيان ‪ ،‬محمد علي الصابوني ‪ ،‬والتفسير للشيخ‬
‫إسماعيل حقي البروسوي ‪ ،‬دار القلم ‪.‬‬

‫‪ -21‬تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ‪ ،‬جالل الدين السيوطي ‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة‬
‫مصطفى البابي وأوالده ‪ ،‬بمصر ‪ ،‬ط األخيرة ‪2371 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -23‬تهذيب سيرة ابن هشام ‪ ،‬عبد السالم هارون ‪ ،‬المجمع العلمي العربي اإلسالمي‬
‫‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫‪ -24‬حاشية رد المحتار على الدر المختار – حاشية ابن عابدين ‪ ،‬محمد أمين‬
‫عابدين الحنفي‪ ،‬مصطفى البابي الحلبي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط ‪2386 ،‬هـ ‪2968 -‬م‬
‫‪.‬‬

‫‪ -25‬حجاب المرأة المسلمة ولباسها في الصالة ‪ ،‬للشيخ ابن تيمية ‪.‬‬

‫‪ -26‬الدر المختار ‪ ،‬محمد عالء الدين الحصفكي ‪ ،‬مع حاشية ابن عايف أعاله ‪.‬‬

‫‪ -27‬روح المعاني ‪ ،‬شهاب الدين السيد محمود اآللوسي ‪ ،‬إحياء التراث العربي ‪.‬‬

‫‪ -28‬سنن ابن ماجه ‪ ،‬أبي عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد فؤاد‬
‫عبد الباقي ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪.‬‬

‫‪ -29‬سنن أبي داود ‪ ،‬لإلمام أبي داود سليمان بن األشعث السجستاني ‪ ،‬مراجعة ‪:‬‬
‫محمد محيي الدين عبد الحميد ‪ ،‬دار الفكر ‪.‬‬

‫‪ -11‬السنن الكبرى ‪ ،‬للبيهقي أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي ‪ ،‬مطبعة مجلس‬
‫دائرة المعارف العثمانية ‪ ،‬الهند ‪ ،‬ط‪2355 ،2‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -12‬سيرة ابن هشام ‪ ،‬السيرة النبوية ‪ ،‬عبد الملك بن هشام المعافري ‪ ،‬قدم لها ‪ :‬طه‬
‫عبد الرؤوف سعد ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫‪ -11‬شرائع اإلسالم في مسائل الحالل والحرام ‪ ،‬للمحقق الحلي أبي القاسم نجم الدين‬
‫جعفر بن الحسن ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الحسين محمد علي ‪ ،‬مطبعة اآلداب في‬
‫النجف األشرف ‪ ،‬ط‪ ،2‬المحققة ‪2389 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -13‬شرح ديوان الخنساء ‪ ،‬لم يذكر اسم الشارح ‪ ،‬دار التراث ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫‪2388‬هـ ‪2968 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -14‬شرح السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬شعيب األرناؤوط ‪،‬‬
‫المكتب اإلسالمي ‪2392 ،‬هـ‪2972-‬م ‪.‬‬

‫‪ -15‬صحيح البخاري ‪ ،‬أبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل البخاري ‪ ،‬بحاشية السندي ‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مصور في بغداد ‪2986 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ -16‬صحيح مسلم ‪ ،‬أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ‪ ،‬تعليق ‪ :‬محمد فؤاد‬
‫عبد الباقي ‪ ،‬نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية واإلفتاء بالمملكة‬
‫العربية السعودية ‪2411 ،‬هـ‪2981-‬م ‪.‬‬

‫‪ -17‬صفوة البيان لمعاني القرآن ‪ ،‬حسنين محمد مخلوف ‪ ،‬ط‪ ،3‬اللجنة الوطنية‬
‫لتنظيم االحتفاالت ‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة ‪.‬‬

‫‪ -18‬العالقات الجنسية غير الشرعية وعقوبتها في الشريعة والقانون ‪ ،‬د‪ .‬عبد الملك‬
‫السعدي‪ ،‬دار األنبار ‪ ،‬ط‪2989 ،3‬م ‪.‬‬

‫‪ -19‬العهد القديم والجديد ‪ ،‬أي التوراة واإلنجيل ‪.‬‬

‫‪ -31‬في ظالل القرآن ‪ ،‬سيد قطب ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫ط‪2392 ،7‬هـ‪2972-‬م ‪.‬‬

‫‪ -32‬قليوبي وعميرة ‪ ،‬حاشيتا اإلمامين ‪ :‬شهاب الدين القليوبي ‪ ،‬والشيخ عميرة‪،‬‬


‫مطبعة إحياء الكتب العلمية ‪ ،‬عيسى البابي الحلبي ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫‪ -31‬القوانين الفقهية ‪ ،‬البن جزي أحمد بن محمد الكلبي ‪ ،‬مطبعة النهضة ‪ ،‬ليبيا ‪،‬‬
‫فاس ‪2354 ،‬هـ‪2935-‬م ‪.‬‬

‫‪ -33‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل ‪ ،‬لإلمام‬


‫جار اهلل محمد بن عمر الزمخشري ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫‪ -34‬لسان العرب ‪ ،‬البن منظور جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري ‪ ،‬طبعة‬
‫مصورة عن طبعة بوالق ‪.‬‬

‫‪ -35‬المبسوط ‪ ،‬للسرخسي شمس الدين محمد بن أحمد بن سهيل ‪ ،‬دار المعرفة‬


‫للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪. 1‬‬

‫‪ -36‬المحلى ‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ‪ ،‬منشورات دار اآلفاق‬
‫الجديدة ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ -37‬مختار الصحاح ‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ‪ ،‬دار الرسالة ‪،‬‬
‫الكويت ‪2413 ،‬هـ‪2983-‬م ‪.‬‬

‫‪ -38‬المخصص ‪ ،‬البن سيده علي بن إسماعيل ‪ ،‬طبعة بيروت ‪.‬‬

‫‪ -39‬المستدرك على الصحيحين ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الحاكم النيسابوري‪،‬‬
‫دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫‪ -41‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي المقري‬


‫الفيومي ‪ ،‬المكتبة العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ -42‬مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج ‪ ،‬محمد بن أحمد الشربيني الخطيب ‪،‬‬
‫مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده ‪ ،‬مصر ‪2377 ،‬هـ‪2958-‬م‪.‬‬

‫‪ -41‬المغني في فقه اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني ‪ ،‬موفق الدين أبي محمد عبد‬
‫اهلل بن أحمد بن قدامة ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪2415 ،2‬هـ‪-‬‬
‫‪2985‬م ‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬
‫حد الحجاب‬
‫فصل الخطاب في ّ‬

‫‪ -43‬مفتاح الكرامة في شرح قواعد العالمة ‪ ،‬للعاملي محمد الجواد بن محمد الحسني‬
‫‪ ،‬مطبعة الشورى بالفجالة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫‪ -44‬المقنع في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل ‪ ،‬موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫قدامة المقدسي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫‪ -45‬مالبس نساء قبل اإلسالم ‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز حميد صالح ‪ ،‬بحث منشور في‬
‫مجلة كلية اآلداب ‪ /‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪2417 ،34‬هـ‪2986-‬م ‪.‬‬

‫‪ -46‬نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخبار ‪ ،‬محمد بن علي بن‬
‫محمد الشوكاني ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪2973 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ -47‬الهداية شرح بداية المبتدي ‪ ،‬برهان الدين أبي الحسين علي بن أبي بكر عبد‬
‫الجليل المرغيناني ‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده ‪ ،‬ط األخيرة ‪،‬‬
‫مصر ‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المجلد الثالث – العدد التاسع – آذار ‪1122‬‬ ‫مجلة جامعة األنبار للعلوم اإلسالمية‬

You might also like