You are on page 1of 20

‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫للمفردات ال ُقرآنيّة‬
‫والعلمي ُ‬
‫ّ‬ ‫اإلعجاز اللُّ ّ‬
‫غوي‬

‫‪Linguistic and scientific miracles of the Qur'anic vocabulary‬‬

‫الدكتورة خديجة حوبان‬


‫جامعة البليدة ‪ ،2‬اإليميل ‪houbanekhadidja@gmail.com‬‬
‫تاريخ النشر ‪1110/01/01‬‬ ‫تاريخ القبول ‪1111/10/10‬‬ ‫تاريخ االرسال ‪1109/10/10‬‬
‫‪Abstract‬‬ ‫الملخص‬
‫‪This article aims to show impact‬‬ ‫يهدف هذا المقال إلى إبراز دور اإلعجاز‬ ‫ُ‬
‫‪and the deep influence also the‬‬
‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫غوي في الكشف عن اإلعجاز‬ ‫الل ّ‬
‫‪role of the “Quran words and‬‬
‫‪language” in the discovery of‬‬ ‫العلمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫للمفردات القرآنيّة‪ ،‬خاصة وأ ّن التطور‬
‫‪scientific elements mentioned in‬‬ ‫قد أسهم في تجلِّّي كثير من المعاني التي ثبت‬
‫‪Quran.‬‬
‫‪The progresse in science showed‬‬ ‫عدم إمكانيّة إدراكها بالوسائل البشريّة في زمن‬
‫‪a lot of meanings that were‬‬ ‫السالم وما بعده‪.‬‬
‫الصالة و ّ‬
‫الرسول عليه ّ‬ ‫ّ‬
‫‪understand able in the time of‬‬
‫‪our prophet “ peace be upon him‬‬
‫”‪and even after‬‬
‫‪Keywords :Linguistic miracles-‬‬ ‫غوي‪-‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬اإلعجاز الل ّ‬
‫‪Scientific miracles- Qur'anic‬‬
‫‪vocabulary‬‬ ‫العلمي‪ -‬المفردات القرآنيّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلعجاز‬

‫المؤلف المرسل‪ :‬خديجة حوبان‪ ،‬اإليميل‪houbanekhadidja@gmail.com :‬‬

‫‪341‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫توطئة‪:‬‬
‫العلمي يتطلب الوقوف على المفاهيم المتعلقة بهما أوالا‪ ،‬فما هو‬
‫غوي و ّ‬‫إ ّن الحديث عن اإلعجاز اللّ ّ‬
‫اإلعجاز اللغوي وما هو اإلعجاز العلمي؟‬
‫‪-1‬مفهوم اإلعجاز‪:‬‬
‫‪-1-1‬تعريف اإلعجاز‪:‬‬
‫يدل أحدهما على‬ ‫الزاء أصالن صحيحان‪ّ ،‬‬ ‫أ‪-‬لغةا‪ :‬جاء في المقاييس البن فارس‪":‬العين والجيم و ّ‬
‫عجزا فهو عاجز‪ ،‬أي ضعيف‪ ...‬وفي‬ ‫ِّ‬
‫يعجز ا‬ ‫الشيء ُ‬ ‫فاألول عجز عن ّ‬ ‫الشيء‪ّ ،‬‬ ‫مؤخر ّ‬ ‫الضعف‪ ،‬واآلخر على ّ‬ ‫ّ‬
‫ض}‪ ،‬ويقولون‪:‬‬ ‫ين فِّي األ َْر ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫تعالى‪{:‬وَما أَنْتُ ْم ب ُم ْعج ِّز َ‬
‫َ‬ ‫ض َولَ ْن نُ ْع ِّجَزهُ َهَرباا} وقال‬
‫القرآن‪{:‬لَ ْن نُ ْع ِّجَز اللهَ فِّي األ َْر ِّ‬
‫ابي يقول‪:‬‬
‫علي بن إبراهيم القطّان يقول‪ :‬سمعت ثعلباا يقول‪ :‬سمعت ابن األعر ّ‬ ‫َع َجز بفتح الجيم‪ .‬وسمعت ّ‬
‫الشيء والجمع أعجاز‪ .1" ...‬والظّاهر‬ ‫ِّ‬
‫مؤخر ّ‬ ‫عجز‪ّ :‬‬ ‫ال يقال عجز ّإال عظُمت عجيزته‪...‬و ّأما األصل اآلخر فال ُ‬
‫الشيء‪.‬‬
‫الضعف وهو ض ّد القدرة‪ ،‬واآلخر مؤخر ّ‬ ‫مادة (ع ج ز) مستلّة من معنيين هما ّ‬ ‫من خالل ما سبق أ ّن ّ‬
‫مادة (ع ج ز) مقتصرة في االستعمال على هاتين ال ّداللتين اللّغويّتين بل ارتبط استعمالها بمصطلح‬ ‫لم تبق ّ‬
‫امتدادا دالليا؟ هذا ما سنعرفه‪.‬‬‫األول إلى الثّاني ا‬ ‫غوي ّ‬
‫إعجاز فهل أبدى المصطلح خالل انتقاله من الوضع اللّ ّ‬
‫متفرقين ومجتمعين عن اإلتيان‬ ‫ب‪-‬اصطالحا‪ :‬عُرف اإلعجاز في االصطالح بأنّه‪" :‬إثبات عجز البشر ّ‬
‫بمثله‪ ،‬وليس المقصود من إعجاز القرآن هو تعجيز البشر لذات التّعجيز‪ ،‬أي تعريفهم بعجزهم عن اإلتيان‬
‫الرسول‬
‫حق‪ ،‬وأن ّ‬ ‫كل عاقل‪ ،‬وإنّما الغرض هو إظهار أ ّن هذا الكتاب ّ‬ ‫بمثل القرآن‪ ،‬فإ ّن ذلك معلوم لدى ّ‬
‫الّذي جاء به رسول صادق‪ ،‬وهكذا سائر معجزات األنبياء الكرام "‪.2‬‬
‫لمادة‬
‫يتّضح في رحاب هذا التّعريف أ ّن المعنى االصطالحي لإلعجاز ال ينفصل كليّة عن المعنيين اللّغويين ّ‬
‫)تدل على خالف التّق ّدم‪ ،‬ففي‬ ‫مادة (أ خ ر ّ‬ ‫خاصة إذا علمنا أ ّن ّ‬‫الشيء ّ‬ ‫ومؤخر ّ‬ ‫الضعف ّ‬ ‫(ع ج ز ) وهما ّ‬
‫الراء أصل واحد إليه ترجع فُروعه‪ ،‬و هو خالف التق ّدم ‪.‬وهذا‬ ‫المقاييس نعثر على ما يأتي‪" :‬الهمزة و الخاء و ّ‬
‫مادة (ع ج ز ) بوصفها‬ ‫‪3‬‬ ‫ِّ‬
‫قياس أخذناه عن الخليل فإنّه قال‪ :‬اآلخر نقيض المتق ّدم ‪ .‬وعليه يُمكن القول بأ ّن ّ‬
‫مادة (ض ع ف ) و (أ خ ر ) ‪ .‬وهذا ما ي ُقود إلى اإلقرار‬ ‫المادتين معا أي ّ‬ ‫جامعا معرفيا قد شملت حدود ّ‬ ‫ا‬
‫حدوا إلى معارضة القرآن‪ّ ،‬إما كاعوا وجبنوا‪ ،‬فبان ضعفهم‪ ،‬أو أنّهم طلبوا ذلك وحاولوه‪،‬‬ ‫بأ ّن "العرب لما تُ َّ‬
‫‪4‬‬
‫المتأخرين عنه وكال األمرين حاصل وصحيح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فأعياهم وفاتهم فصاروا بمنزلة‬

‫‪342‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫‪-1‬مفاهيم عن اإلعجاز اللغوي‪:‬‬


‫غوي‬
‫الضروري أن ننبّه إلى قلّة ال ّدراسات حول اإلعجاز اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫غوي من‬
‫المضي في تعريف اإلعجاز اللّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫قبل‬
‫الكم الوافر من ال ّدراسات التي تناولت اإلعجاز القرآني يلفي أن‬ ‫ِّ‬
‫وعن هذا يقول العيد ح ّذيق ‪":‬النّاظر في ّ‬
‫غوي من اإلعجاز ‪،‬والجانب‬ ‫خصصت للجانب اللّ ّ‬ ‫ثمة تفاوتا بيّناا في حجم وعدد هذه ال ّدراسات التي ّ‬ ‫ّ‬
‫مرد هذا إلى عدم اتضاح معالم المصطلحين عند ثلّة من الباحثين وقد تجلى هذا‬ ‫ّ ّ‬ ‫لعل‬ ‫و‬‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫البالغي‬
‫ّ‬ ‫البياني‬
‫ّ‬
‫األول‪ :‬التّداخل الحاصل في مباحث الميدانين حتّى دمجهما أغلب من كتب في‬ ‫الغموض في مظهرين‪ّ :‬‬
‫غوي‬
‫تطرق بعض ال ّدراسات لإلعجاز اللّ ّ‬ ‫البياني‪ .‬واآلخر‪ :‬عدم ّ‬
‫ّ‬ ‫الموضوع تحت عنوان واحد وهو اإلعجاز‬
‫أمرا بالغ‬
‫تلمح ضوابط ورسم حدود المصطلحين ا‬ ‫البياني‪ ،‬وهذا ما جعل ّ‬
‫ّ‬ ‫بالمرة واالكتفاء بالتّنويه باإلعجاز‬
‫ّ‬
‫‪5‬‬
‫الصعوبة "‪.‬‬
‫ّ‬
‫غوي لم يأخذ حظّه من البيان من حيث التّأصيل والتّنظير‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ويقول العيد ح ّذيق في موضع آخر‪" :‬اإلعجاز اللّ ّ‬
‫وإن ُوجدت بعض ال ّدراسات التّراثية والحديثة الّتي ُعنيت به من حيث التّطبيقات العمليّة على النّصوص‬
‫‪6‬‬
‫غوي من حيث التّأصيل‬ ‫القرآنيّة وإبراز جوانب منه فيها"‪ .‬ومنه يمكننا القول بأ ّن االهتمام باإلعجاز اللّ ّ‬
‫البياني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ملحة حتّى يتجلَّى الفرق بينه وبين واإلعجاز‬
‫والتّنظير ضرورة ّ‬
‫وفي سياق الحديث عن المؤلّفات الكثيرة الّتي تناولت مسألة اإلعجاز‪ ،‬يذكر صالح بلعيد أنّها في بعدها‬
‫البياني (التّح ّدي) الّذي توجد فيه‬
‫ّ‬ ‫العام قد اتّفقت على أ ّن اإلعجاز يحصل في أربعة أوجه من بينها اإلعجاز‬ ‫ّ‬
‫‪7‬‬
‫يسميه إعجاز أهل اللّغة‪ ،‬أو "جوامع الكلم"‪ .‬وهو عدم‬ ‫غوي‪ ،‬الذي ّ‬ ‫الكثير من القضايا ومنها اإلعجاز اللّ ّ‬
‫وجود القدرة بذات اللّغة عند أصحابها‪ ،‬فهناك عجز وقصور ال يمكن لكالم العرب أن يرقى إلى كالم الله‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫غوي" يقول صالح بلعيد‪" :‬في‬ ‫ولذلك تح ّداهم في أمر كانوا فيه أهل حرفة‪ .‬وتحت عنوان "سبل اإلعجاز اللّ ّ‬
‫بأهم سبيل؛ وهو إعجاز‬ ‫غوي كثيرة‪ ،‬ولكن يجدر بالطّالب أن يكون على دراية ّ‬ ‫الحقيقة إ ّن سبل اإلعجاز اللّ ّ‬
‫القرآن في وجوهه البالغيّة المتمثّلة في‪ :‬اإليجاز‪ -‬التّشبيه‪ -‬االستعارة‪ -‬التّالؤم‪ -‬الفواصل‪ ...‬وإذا وقع تركيزي‬
‫ٍ‬
‫بحاجة إلى‬ ‫السبل نحن‬‫على هذا الجانب؛ فإنّنا نتداول بأ ّن اإلعجاز هو البيان والفصاحة‪ ...‬وإ ّن هذه ّ‬
‫غوي للقرآن الكريم‪ ،‬وهذا بُغية إخراج‬ ‫متابعة إجراء تطبيقات لغويّة عليها؛ لمعرفة المزيد من اإلعجاز اللّ ّ‬
‫وقوة إنجازيّة‬
‫متكررة إلى ميدان التّطبيق على نصوص بليغة لها قيمة ّ‬ ‫مصنّفات النّحو والبالغة من نمطيّة ّ‬
‫تتفرع إلى معرفة البنى‬
‫عالية‪ ،‬وهو طريق صعب في البداية‪ ،‬ولكنّه طريق المنال ذو المحاصل المفيدة‪ ،‬التي ّ‬
‫‪9‬‬
‫متضمن‬
‫غوي ّ‬ ‫استنادا إلى ما سبق يمكننا القول بأ ّن اإلعجاز اللّ ّ‬
‫ا‬ ‫اللّغويّة وإلى االستغراق في األمور الشرعيّة"‪.‬‬
‫البياني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في اإلعجاز‬

‫‪343‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫ّغوي‪:‬‬
‫‪-1-2‬تعريف اإلعجاز الل ّ‬
‫صح التّعبير‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫يعرفه ضمنيا‪-‬إن ّ‬ ‫غوي نجد منّاع القطّان ّ‬ ‫وفي ُمحاولة للبحث عن تعريف لإلعجاز اللّ ّ‬
‫غوي‪ .‬يجد ذلك في نظامه‬ ‫بقوله‪" :‬وحيثما قلّب اإلنسان بصره في القرآن‪ ،‬وجد أسر اارا من اإلعجاز اللّ ّ‬
‫الصوتي البديع بجرس حروفه حين يسمع حركاتها‪ ،‬وسكناتها‪ ،‬وم ّداتها‪ ،‬وغنّاتها‪ ،‬وفواصلها‪ ،‬ومقاطعها‪ ،‬فال‬ ‫ّ‬
‫كل في موضعه‪ ،‬ال‬ ‫بحق ّ‬ ‫السماع بل ال تفتأ تطلب منه المزيد‪ .‬ويجد ذلك في ألفاظه التي تفي ّ‬ ‫تمل أذنه ّ‬‫ّ‬
‫‪10‬‬
‫ينبو منه لفظ يقال‪ :‬إنّه زائد وال يعثر الباحث على موضع يقول إنّه يحتاج إلى إثبات لفظ ناقص‪. "...‬‬
‫خاصة غير معهودة‪ ،‬وال‬ ‫غوي إعجاز في النّظم على طريقة ّ‬ ‫أما صالح بلعيد فيرى أ ّن‪" :‬اإلعجاز اللّ ّ‬
‫الخاصة للمفردات ومن التّعالق اللّفظي من‬
‫ّ‬ ‫تكمن في األلفاظ المفردة‪ ،‬بقدر ما تكمن في المشاكلة اللّغويّة‬
‫مدونة قرآنيّة ضيّقة‪ ،‬ولكن ال حدود تفسيريّة تماثلها وال قواعد لغويّة تعجزها‪ ،‬وال هي في حدود البشر‬ ‫خالل ّ‬
‫‪11‬‬
‫كل زمان ومكان‪ ،‬ولدى البشر أجمعين"‪.‬‬ ‫الذين استقبلوها‪ ،‬فمكمن إعجازها صالحها في ّ‬
‫غوي أنّه‪ ":‬العلم الذي يهتم بإبراز إعجاز المفردة القرآنيّة‬
‫ومن التّعاريف المباشرة والمضبوطة لإلعجاز اللّ ّ‬
‫كل ما له عالقة بمظهرها من الجانب‬ ‫من حيث شكلها ومضمونها وغايتها‪ .‬ونقصد بشكل المفردة القرآنيّة ّ‬
‫وتي فيها من تناسق الحروف في مخارجها وصفاتها وحركاتها وسكناتها وم ّداتها وغنّاتها وفواصلها‪ ،‬وكذا‬ ‫الص ّ‬
‫ّ‬
‫ابي ونعني بمضمونها المعنى الذي‬ ‫الصرفيّة ونوعها ثم بعد ذلك من جهة موقعها اإلعر ّ‬ ‫من جانب صيغتها ّ‬
‫تؤديه مهما ظهر للواحد منّا مدى التّقارب‬ ‫تحمله المفردة والذي ال يمكن لمفردة أخرى مرادفة لها أن ّ‬
‫األول الوفاء بحاجة النّفس اإلنسانيّة كونها‬
‫بينهما‪ .‬ويُراد بغايتها أ ّن المفردة القرآنيّة في النّهاية تح ّقق أمرين‪ّ :‬‬
‫وازنت بين عقل المخاطب وعاطفته واآلخر أنّها أعجزت الثّقلين ألنها تح ّدتهم في إطار محدود – ال يعدو‬
‫أن يكون حروفاا وأصواتاا من جنس ما به ينطقون – ولكنّه مع ذلك يحمل دالالت كثيرة يستحيل عليهم‬
‫‪12‬‬
‫مجاراتها فيه"‪.‬‬
‫غوي هو المفردة القرآنيّة ألنّها عنصر جوهري في‬ ‫يتأسس عليه اإلعجاز اللّ ّ‬
‫أهم شيء ّ‬ ‫ومن هذا نصل إلى أ ّن ّ‬
‫غوي مرتبط بموضوعات تبرز جوانبه‪ ،‬فما هي؟‪.‬‬ ‫بيان معنى اآليات‪ .‬وإذا كان األمر كذلك فإ ّن اإلعجاز اللّ ّ‬

‫غوي‪:‬‬
‫‪ -2-2‬موضوعات اإلعجاز اللّ ّ‬

‫‪344‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫‪-1-2-2‬انتقاء المفردة القرآنيّة من معجم اللُّغة العربيّة‪ :‬لقد اصطفى القرآن الكريم ُمفرداته من‬
‫لب كالم العرب وزبدته‪ ،‬وواسطته وكرائمه‪ ،‬التي عليها اعتماد الفقهاء والحكماء في‬ ‫بي فانتقى منه ّ‬‫اللّسان العر ّ‬
‫أحكامهم وحكمهم‪ ،‬وإليها مفزع ح ّذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم وما عداها وعدا األلفاظ‬
‫المتفرعات عنها والمشت ّقات منها‪ ،‬هو باإلضافة إليها كالقشور والنّوى باإلضافة إلى أطايب الثمرة‪ ،‬وكالحثالة‬
‫ّ‬
‫‪13‬‬
‫والتّبن باإلضافة إلى لُبوب الحنطة‪.‬‬
‫‪-2-2-2‬الجماليّة الصوتيّة للمفردة القرآنيّة‪ :‬من المسلّم به أن المفردات القرآنيّة لها أثر بالغ في‬
‫كلي وتناسقها‬
‫الش ّ‬
‫ومرد ذلك جمالها ّ‬ ‫السامع واألخذ بلبّه وإن كان أعجميا ال يفقه العربيّة ّ‬
‫االستئثار بشعور ّ‬
‫وتي بانسجام الحروف من جهة مخارجها وصفاتها‪ ،‬وحركاتها وسكناتها وما إلى ذلك من أركان النّظام‬ ‫الص ّ‬
‫ّ‬
‫‪14‬‬
‫القرآني ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتي‬
‫الص ّ‬
‫ّ‬
‫القرآني‪ :‬للمفردة القرآنيّة في سياقها خصوصيّة‬
‫ّ‬ ‫السياق‬‫‪-3-2-2‬أحقيّة المفردة بموضعها في ّ‬
‫اختل‬
‫القرآني‪ ،‬ولو ّ‬
‫ّ‬ ‫السياق‬
‫أخص موضع تتّخذه في ّ‬ ‫معنويّة ذلك أ ّن الموضع الذي ترد فيه هو –دون شك – ّ‬
‫التركيب المعنى المراد‪ ،‬وهذا امتداد للخطوة األولى‪ ،‬وهي انتقاء المفردة‬
‫ترتيبها بتقديم أو تأخير‪ ،‬ما ّأدى ّ‬
‫األخص بها من‬
‫ّ‬ ‫القرآنيّة‪ ،‬فالمفردة اختيرت بدقّة من جهة شكلها وصوتها وصيغتها الستعمالها في الموضع‬
‫تؤد المعنى المطلوب وإن بدا لك أنه عين‬‫جهة مضمونها وداللتها‪ ،‬ولو استبدلت لفظة مكان أخرى لم ّ‬
‫‪15‬‬
‫المرغوب‪.‬‬
‫تكمل بعضها البعض‪ .‬وهي‬ ‫غوي يتجلّى في ثالثة جوانب ّ‬ ‫ويترتّب على ما سبق القول بأ ّن اإلعجاز اللّ ّ‬
‫الصوتيّة وسياقها‪.‬‬
‫انتقاء المفردة القرآنيّة وجماليّتها ّ‬
‫العلمي؟‬
‫ّ‬ ‫غوي‪ ،‬فماذا عن اإلعجاز‬
‫أهم المفاهيم المتعلّقة باإلعجاز اللّ ّ‬
‫هذه ّ‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬مفاهيم عن اإلعجاز‬
‫العلمي*‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1-3‬تعريف اإلعجاز‬
‫يبي‪ ،‬وثبت عدم إمكانيّة إدراكها‬ ‫لعلمي هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجر ّ‬
‫اإلعجاز ا ّ‬
‫مما يظهر أو يؤّكد صدقه فيما أخبر به عن ربّه‬ ‫السالم‪ّ ،‬‬
‫الرسول عليه الصالة و ّ‬‫بالوسائل البشريّة‪ ،‬في زمن ّ‬
‫‪16‬‬
‫الرسالة اإلسالميّة‪.‬‬
‫تتضمنه من حقائق علميّة‪ -‬دليل على عالميّة ّ‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬والمعجزة القرآنيّة –بما ّ‬
‫العلمي في القرآن الكريم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-2-3‬ضوابط البحث في اإلعجاز‬

‫‪345‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫‪17‬‬
‫العلمي وهي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫نص العلماء على ضوابط الب ّد من مراعاتها في أبحاث اإلعجاز‬ ‫لقد ّ‬
‫‪-0‬مراعاة أ ّن القرآن الكريم كتاب هداية فينبغي أن تبقى ال ّدراسات القرآنيّة المتعلّقة باآليات الكونيّة في‬
‫األساسي لل ُقرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حدود هذا الغرض‪ ،‬وال تؤثّر على الهدف‬
‫‪-1‬أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللّغة العربيّة إبان نزول الوحي‪ ،‬وأن تراعى القواعد النحويّة‬
‫ودالالتها‪ ،‬وأن تراعى القواعد البالغيّة وخصائصها وال سيما قاعدة أن ال يخرج اللّفظ من الحقيقة إلى‬
‫القرآني في اآليات مرن يقبل وجوها في التّأويل‪.‬‬‫ّ‬ ‫المجاز ّإال بقرينة كافية‪ ،‬ذلك أ ّن األسلوب‬
‫العلمي للقرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬البعد عن التّأويل من النّصوص المتعلّقة باإلعجاز‬
‫‪ّ -4‬أال تجعل حقائق القرآن موضع نظر‪ ،‬بل هي األصل فما وافقها قُبل وما عارضها ُرفض‪.‬‬
‫يفسر القرآن ّإال باليقين الثّابت من العلم‪ ،‬ال‬ ‫‪ُ -1‬مراعاة أن الحقائق العلميّة هي مناط االستدالل فال ّ‬
‫يفسر بها‬
‫بالفروض والنّظريات التي ماتزال موضع فحص وتمحيص‪ّ ،‬أما الحدسيّات والظّنّيّات فال يجوز أن ّ‬
‫أي وقت‪ .‬هذه أهم المفاهيم المتعلّقة باإلعجاز‬ ‫القرآن ألنّها عرضة للتّصحيح والتّعديل بل لإلبطال في ّ‬
‫العلمي؟‬
‫ّ‬ ‫العلمي‪ ،‬فماذا عن آراء العلماء في اإلعجاز‬
‫غوي و ّ‬ ‫اللّ ّ‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬آراء العلماء حول اإلعجاز‬
‫العلمي ذو شجون‪ ،‬فقد تباينت آراء العلماء والباحثين وف اقا لفهمهم وأدلّتهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إ ّن الحديث عن قضيّة اإلعجاز‬
‫قسمت الباحثة هند شلبي مذاهب‬ ‫فنجم عن ذلك اختالف وتفاوت في سلّم المعارضة واإلثبات‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪18‬‬
‫العلمي للقرآن على النّحو اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العلماء في التّفسير‬
‫‪-0‬المعارضون مطل اقا‪:‬‬
‫أ‪.‬الممثلون لهذا المذهب دون التحيز إلى العلم مطل اقا‪ :‬يمثّل هذا الفريق من العلماء القدامى أبو إسحاق‬
‫إنما رفض اشتماله على العلوم التي لم تكن معهودة‬ ‫الشاطبي الذي لم يرفض وجود العلم مطل اقا في القرآن‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫قصرا على العرب وعلى األميّين إنّما‬
‫محل نقد ومؤاخذة‪ ،‬أل ّن القرآن ليس ا‬ ‫مما جعله ّ‬ ‫لدى العرب زمن نزوله‪ّ .‬‬
‫األمي والحكيم‪ ،‬زمن النّزول بعده‪.‬‬
‫بي‪ ،‬و ّ‬ ‫بي وغير العر ّ‬
‫هو دعوة عالميّة تخاطب العر ّ‬
‫وممن رفض القول باإلعجاز العلمي في القرآن د‪ .‬محمد كامل حسين أل ّن القرآن كتاب هداية ال يتّبع مسار‬ ‫ّ‬
‫تغييرا‪ ،‬بينما يقوم العلم على التّغيير المستمر في‬
‫الحق األزليّة التي ال تعرف ا‬
‫العلم في بسط حقائقه فهو دعوة ّ‬
‫نظريّاته‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫ب‪ .‬الممثّلون لهذا المذهب مع التّحيّز إلى العلم‪ :‬ينكر د‪ .‬أركون القول بوجود العلم في القرآن باالعتماد‬
‫على اختالف مفهوم الكلمة في القرآن وفي العلوم الحديثة‪ّ .‬أما د‪ .‬عاطف فيستند في إنكاره إلى ما ّادعى‬
‫مالحظته من تناقض بين القرآن والعلم الحديث‪.‬‬
‫العلمي ولكنّهم أ ّكدوا عدم وجود تضارب بين‬ ‫ّ‬ ‫عارضوا التّفسير‬
‫‪-1‬المعارضون المحترزون‪ :‬وهؤالء هم من ُ‬
‫الرأي‪ :‬محمد‬ ‫وممن أجمع على هذا ّ‬ ‫ممه ادا للتّسليم به‪ّ ،‬‬
‫حقائق العلم وحقائق القرآن‪ ،‬وهذا ما يجعل موقفهم ّ‬
‫محمد باقر الصدر‪ ،‬األستاذ أمين الخولي‪،‬‬ ‫الشرباصي‪ّ ،‬‬ ‫حسين ال ّذهبي‪ ،‬الشيخ محمود شلتوت‪ ،‬د‪ .‬أحمد ّ‬
‫السالم المحتسب‪.‬‬ ‫الشاطئ‪ ،‬عبد المجيد عبد ّ‬ ‫عائشة بنت ّ‬
‫وممن‬
‫‪ -0‬المثبتون مطل اقا‪ :‬إ ّن أصحاب هذا المذهب يعتقدون أ ّن القرآن حوى جميع العلوم دون استثناء‪ّ ،‬‬
‫جوهري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السيوطي‪ -‬طنطاوي‬ ‫الرأي‪ :‬أبو حامد الغزالي‪ -‬جالل ال ّدين ّ‬ ‫تبنّى هذا ّ‬
‫‪-4‬المثبتون المعتدلون‪ :‬يرى هؤالء أ ّن من معجزة القرآن أن يكون قد ّادخر للبشر من أوجه التّح ّدي ما كان‬
‫محمد عبده‪،‬‬‫الشيخ ّ‬ ‫العلمي‪ ،‬ومن أبرز القائلين بهذا‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫الله وحده يعلم أ ّن البشريّة ستصير إليه يعني االتّجاه‬
‫محمد عبد‬‫الرزاق نوفل‪ّ ،‬‬ ‫الرافعي‪ ،‬عبد ّ‬ ‫الشعراوي‪ّ ،‬‬‫محمد متولّي ّ‬ ‫الشيخ ّ‬ ‫محمد الطّاهر بن عاشور‪ّ ،‬‬ ‫الشيخ ّ‬ ‫ّ‬
‫التركي‪.‬‬
‫الحليم بوزيد‪ ،‬البشير ّ‬
‫‪19‬‬
‫قسم آراء العلماء كاآلتي‪:‬‬
‫السالم حمدان اللّوح" فقد ّ‬ ‫أما الباحث "عبد ّ‬
‫أ‪.‬رأي المعارضين‪:‬‬
‫ومحمد‬
‫ّ‬ ‫اطبي‪،‬‬
‫الش ّ‬‫العلمي ومنهم‪ :‬أبو إسحاق ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنكروا اإلعجاز‬
‫‪-0‬رأي المفرطين في المعارضة‪ :‬وهم الذين ُ‬
‫هبي‪ -‬وشيخ األزهر محمود شلتوت‪ -‬وشوقي ضيف‪.‬‬ ‫حسين ال ّذ ّ‬
‫إعجازا‬
‫ا‬ ‫‪-1‬رأي المعتدلين‪ :‬وهم الذين رأوا وجود إشارات وحقائق علميّة في القرآن ّإال أنّهم أنكروا تسميتها‬
‫الشيخ‬‫الرأي‪ :‬محمود شاكر‪ ،‬و ّ‬ ‫النبوة وقد ذهب إلى هذا ّ‬ ‫علميا واعتبروا وجودها دالليا على صدق الوحي و ّ‬
‫عزة دروزة‪.‬‬
‫محمد ّ‬
‫الشيخ ّ‬ ‫أمين الخولي‪ ،‬و ّ‬
‫ب‪ .‬رأي المؤيّدين‪:‬‬
‫كل علم بما فيه‬‫المتوسعين‪ :‬وهم الذين فتحوا الباب على مصراعيه حيث أضاف أصحابه للقرآن ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -0‬رأي‬
‫يوطي‪ ،‬وهؤالء من‬
‫الس ّ‬ ‫بي‪ ،‬و ّ‬
‫ازي‪ ،‬أبو بكر بن العر ّ‬ ‫الر ّ‬
‫الي‪ ،‬الفخر ّ‬‫من جزئيّات ومباحث ومن هؤالء‪ :‬اإلمام الغز ّ‬
‫الشيخ طنطاوي جوهري‪.‬‬ ‫القدامى‪ّ ،‬أما المحدثون فعلى رأسهم ّ‬
‫محمد‬
‫تأثروا بأستاذهم اإلمام ّ‬‫الرأي كثير غالبيّتهم من المعاصرين الذين ّ‬ ‫‪-1‬رأي المعتدلين‪ :‬وأصحاب هذا ّ‬
‫محمد جمال‬ ‫مباشرا أو غير مباشر‪ .‬ومنهم‪ّ :‬‬ ‫عبده صاحب المدرسة العقليّة في التّفسير سواء إن كان التّأثّر ا‬

‫‪347‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫محمد فريد وجدي‪ ،‬عبد ا ّلرحمان الكواكبي‪ ،‬مصطفى صادق‬ ‫ال ّدين القاسمي‪ ،‬أحمد مصطفى المراغي‪ّ ،‬‬
‫محمد الطّاهر بن عاشور‪،‬‬‫الشهيد سيّد قطب‪ّ ،‬‬ ‫الشهيد حسن البنّا‪ّ ،‬‬ ‫الزرقاني‪ّ ،‬‬‫محمد عبد العظيم ّ‬
‫الرافعي‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫النبي‪،‬‬
‫محمد حسب ّ‬ ‫الشعراوي‪ ،‬عفيف عبد الفتّاح طبارة‪ ،‬منصور ّ‬ ‫محمد متولّي ّ‬ ‫محمد أحمد الغمراوي‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫العلمي بين م ّد وجزر‬
‫ّ‬ ‫محمد جمال الفندي‪ ،‬فضل حسن عبّاس‪ .‬وهكذا راحت قضيّة البحث في اإلعجاز‬ ‫ّ‬
‫العلمي نُورد ما ذكرته‬
‫ّ‬ ‫واختالف في سلّم المعارضة واإلثبات وفي محاولة إلبراز أهميّة البحث في اإلعجاز‬
‫‪20‬‬
‫السيد زيدان كالتّالي‪:‬‬
‫علي ّ‬
‫الباحثة جميلة السيّد ّ‬
‫الساعة هداية للعالمين‪ .‬فكيف تكون هداية غير العرب الذين لم‬ ‫‪-0‬القرآن ليس معجزة وقتيّة بل إلى قيام ّ‬
‫العلمي وقد‬
‫ّ‬ ‫يتذوقوا بيانه وبالغته؟؟؟ والجواب هو وجود إعجازات أخرى تهديهم إليه وفي مق ّدمتها اإلعجاز‬ ‫ّ‬
‫وتكشفت‪.‬‬
‫سجل التاريخ دخول كثير من علماء الغرب في اإلسالم بعدما تبيّنت لهم اآليات ّ‬ ‫ّ‬
‫فسروا ألفاظ القرآن‬
‫المفسرين في تفاسيرهم واللّغويّين في معاجمهم مع اختالف أزمنتهم قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-1‬إ ّن ُمعظم‬
‫الكريم التي تشتمل على الحقائق الكونيّة في حدود معرفتهم حول الكون‪ .‬ومن ذلك خلطهم بين الكواكب‬
‫احدا‪ ،‬في حين أ ّن علماء الفلك قطعوا القول في التّفريق بينهما‪.‬‬
‫والنّجوم وجعلهما شيئاا و ا‬
‫البياني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العلمي وفهمه يساهم في فهم اإلعجاز‬
‫غوي و ّ‬ ‫‪-0‬إ ّن االنبهار باإلعجاز اللّ ّ‬

‫والعلمي للمفردات القرآنيّة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ّغوي‬
‫‪-5‬اإلعجاز الل ّ‬
‫من المسلَّم به أ ّن اإلنسان عندما دخل في عصر االكتشافات العلميّة‪ ،‬وامتلك أدق أجهزة البحث‬
‫العلمي‪ ،‬وتم ّكن من حشد جيوش من الباحثين في شتّى المجاالت يبحثون عن األسرار المحجوبة في آفاق‬ ‫ّ‬
‫الصورة في االكتمال والحقيقة في التجلّي فوقعت المفاجأة الكبرى‪ ،‬وتجلّت أنوار‬ ‫السماء‪ ،‬أخذت ّ‬ ‫األرض و ّ‬
‫السالم قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام بذكر تلك‬ ‫الصالة و ّ‬
‫محمد عليه ّ‬ ‫الوحي اإللهي الذي نزل على ّ‬
‫الحقيقة في آية من القرآن أو بعض آية بدقّة علميّة معجزة وبعبارات مشرقة‪ 21.‬وألفاظ مفصحة وهنا يظهر‬
‫العلمي ال يعبّر عنه ّإال باإلعجاز اللّغوي‪ ،‬الذي ي ُقوم‬
‫ّ‬ ‫العلمي ذلك أ ّن اإلعجاز‬
‫غوي و ّ‬ ‫التّكامل بين اإلعجاز اللّ ّ‬
‫العلمي هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم‬ ‫ّ‬ ‫العلمي‪ ،‬فإذا كان اإلعجاز‬
‫ّ‬ ‫بوظيفة تجسيد اإلعجاز‬
‫السالم‪ .‬فإن‬ ‫ِّ‬
‫الصالة و ّ‬
‫الرسول عليه ّ‬ ‫أخيرا‪ ،‬وثبت عدم إمكانيّة إدراكها بالوسائل البشريّة في زمن ّ‬
‫التّجريبي ا‬
‫تجمع بين الجماليّة‬
‫ُ‬ ‫بمفردات في منتهى ال ِّّدقة‬
‫غوي هو لُغة القرآن الكريم في التَّعبير عن الحقائق ُ‬
‫اإلعجاز اللّ ّ‬
‫دليل على أنه ال يُمكن لمعجزات القرآن‬ ‫يعجز البشر عن اإلتيان بمثلها‪ .‬وهذا ٌ‬‫السياقيّة ُ‬
‫الصوتيّة والخصوصيّة ّ‬
‫ّ‬

‫‪348‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫يكشف أسرار القرآن‬ ‫ُ‬ ‫غوي‪ ،‬فهذا األخير هو الذي‬ ‫العلميّة أن تتجلّى ألهل العلم لوال تجلّيها في إعجازه اللّ ّ‬
‫الكريم العلميّة‪.‬‬
‫بي وأنزل بلسان‬ ‫السبيّل لفهم أسرار اإلعجاز العلمي حين قال أ ّن‪" :‬القرآن عر ّ‬ ‫وضح د‪ .‬جعفر دك الباب ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫العلمي في‬
‫ّ‬ ‫يخي‬
‫العلمي الب ّد من التّعمق في فهم المنهج التار ّ‬ ‫ّ‬ ‫بي مبين‪ ...‬ومن أجل فهم أسرار إعجازه‬ ‫عر ّ‬
‫يظن أنّه من‬ ‫ال ّدراسة اللّغويّة‪ ،‬مع تأكيد إنكار ظاهرة التّرادف والبحث في الفروق ال ّدقيقة بين ما ّ‬
‫‪22‬‬
‫المترادفات"‪.‬‬
‫يحتاج إلى اإللمام بالعلوم اللّغويّة ّأواال‪ ،‬وكذلك‬
‫ُ‬ ‫السياق نفسه يرى د‪ .‬موريس بُوكاي أ ّن تفسير القرآن‬ ‫وفي ّ‬
‫بحر في‬ ‫بعدد كبير من العلوم المتنوعة األخرى وعن هذا يقول‪" :‬ال يكفي لكي نفهم هذه اآليات القرآنيّة التّ ّ‬
‫مثال لكلمة موسعون التي‬ ‫جدا"‪ 23.‬كما ضرب ا‬ ‫متنوعة ا‬ ‫المعارف اللّغويّة‪ ،‬بل البد من تملّك معارف علميّة ّ‬
‫تعثّرت أقالم المترجمين فيها فذكروا من التّرجمات ما ال يناسب معناها حتّى ّتم تفسيرها على ضوء النّتائج‬
‫للشؤون اإلسالميّة بالقاهرة‪ 24.‬وهذا ما يثبت‬ ‫الصادر عن المجلس األعلى ّ‬ ‫العلميّة الحديثة في المنتخب ّ‬
‫المتخصصين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العلمي ّإال من قبل‬ ‫ّ‬ ‫العلمي واإلعجاز‬
‫ّ‬ ‫صعوبة التّعرض لقضايا التّفسير‬
‫الراغب‬‫وتعتبر المفردات القرآنيّة من أوائل المعاون إلدراك معاني القرآن الكريم وعن هذا يقول ّ‬ ‫ُ‬ ‫هذا‪،‬‬
‫األصفهاني‪" :‬وذكرت أ ّن ّأول ما يُحتاج أن يُشتغل به من علوم القرآن اللّفظيّة‪ ،‬ومن العلوم اللّفظيّة تحقيق‬ ‫ّ‬
‫األلفاظ المفردة‪ ،‬فتحصيل معاني ُمفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك‬
‫‪25‬‬
‫معانيه"‪.‬‬
‫إعجازي في المفردة القرآنيّة "موسعون" الواردة في اآلية ‪40‬‬ ‫ّ‬ ‫ظل هذه المعطيات سنحاول عرض نموذج‬ ‫وفي ّ‬
‫وسعُو َن}‪ .‬والتي تشهد بال ِّّدقّة وكمال‬ ‫السماء ب نَ ي نَاها بِّأَي ٍد وإِّنَّا لَم ِّ‬
‫{و َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫من سورة ال ّذاريات في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫كل عصر معنى من المعاني يتناسب مع المستوى‬ ‫الصياغة المعجزة التي "يفهم منها أهل ّ‬ ‫المعنى‪ ،‬و ّ‬
‫‪26‬‬
‫العلمي للقرآن الكريم وفق ضوابط‬ ‫ّ‬ ‫غوي والتّفسير‬‫للعصر"‪ .‬وفي هذا دليل على ضرورة االهتمام باإلعجاز اللّ ّ‬
‫غوي للمفردة لتظهر ثمرة ذلك في اإلعجاز‬ ‫يؤدي إلى تفسير متناسب مع المعنى اللّ ّ‬ ‫صارمة أل ّن ذلك ّ‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ّ‬

‫"موسعون"‪:‬‬
‫إعجازي في المفردة القرآنيّة ُ‬
‫ّ‬ ‫نموذج‬
‫‪ٌ -6‬‬
‫السين‬
‫مادة (و س ع) تعني ما يلي‪ " :‬الواو و ّ‬
‫ينص المعجم على أ ّن ّ‬
‫لمادة "و س ع"‪ّ :‬‬
‫أ‪-‬ال ّداللة المعجميّة ّ‬
‫‪27‬‬
‫"السعة‪ :‬نقيض الضيق‪...‬‬
‫الضيق والعسر‪ ."...‬ووف اقا البن منظور فإ ّن‪َّ :‬‬
‫تدل على خالف ّ‬
‫والعين‪ :‬كلمة ّ‬

‫‪349‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫وس ُعو َن}‪ ،28‬أراد جعلنا بينها وبين األرض‬ ‫السماء ب نَ ي نَاها بِّأَي ٍد وإِّنَّا لَم ِّ‬ ‫واتّسع‪ِّ :‬‬
‫{و َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫كوس َع‪ ...‬وقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫‪29‬‬
‫خالف التّضييق"‪ .‬ولمزيد من التّوضيح بحثنا في معجم‬ ‫ُ‬ ‫وسع‪ ...‬والتّوسيع‪:‬‬ ‫َسعةَ‪ ،‬جعل أوسع بمعنى ّ‬
‫"السعة تقال في األمكنة‪ ،‬وفي الحال‪ ،‬وفي الفعل كالقدرة والجود ونحو‬ ‫مفردات القرآن فوجدنا اآلتي‪َّ :‬‬
‫‪30‬‬
‫لمادة (و س ع) هو خالف التّضييق‪ ،‬وكما هو‬ ‫مما سبق يمكننا القول أ ّن األصل ال ّداللي ّ‬ ‫ذلك"‪ .‬انطالقاا ّ‬
‫مادة وسع تُقال في األمكنة‪ ،‬وفي الحال‪ ،‬وفي الفعل‪.‬‬ ‫واضح فإ ّن ّ‬
‫مادة (و س ع) وصفاتها لوجدناها تتميّز بما‬ ‫تأملنا مخارج حروف ّ‬ ‫لمادة (و س ع)‪ :‬إذا ّ‬ ‫الصوتيّة ّ‬
‫ب‪ .‬ال ّداللة ّ‬
‫يلي‪:‬‬
‫الشفتين؛ أي بانضمامهما إلى األمام ُدون انطباق‪ 31.‬وهي من الحروف‬ ‫‪-0‬الواو غير الم ّديّة‪ :‬وتخرج من بين ّ‬
‫التي تتميّز بالجهر‪-‬الرخاوة‪-‬االستفال*‪-‬االنفتاح*‪-‬االصمات‪.‬‬
‫الصوت من‬ ‫السفلى فيخر ُج ّ‬‫الصفحة ال ّداخلية للثّنايا ّ‬ ‫السين‪ :‬وتخرج من منتهى اللّسان مع ما يحاذيها من ّ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫‪32‬‬
‫الرخاوة‪-‬االستفال‪-‬االنفتاح– اإلصمات‪-‬‬ ‫السفلى‪ .‬من صفاتها الهمس‪ّ -‬‬ ‫فوقها مارا بين الثنايا العليا و ّ‬
‫الصفير‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪33‬‬
‫‪.0‬العين‪ :‬وتخرج من وسط الحلق‪ .‬وتتميّز بالجهر‪ -‬البينيّة ‪ -‬االستفال‪ -‬االنفتاح‪ -‬اإلصمات‪.‬‬
‫والمالحظ على هذه األصوات أنّها تشترك في صفتي االستفال واالنفتاح واإلصمات ّأما االستفال فهو‬
‫الفم‪ .‬واالنفتاح هو‬
‫الصوت معه إلى قاع ّ‬ ‫ط ّ‬ ‫انحطاط اللّسان عن الحنك األعلى عند النّطق بالحرف فينح ّ‬
‫تسمى حروف‬ ‫الصوت بينهما ولذا ّ‬ ‫انفتاح ما بين اللّسان والحنك األعلى عند النّطق بالحرف فال ينحصر ّ‬
‫المادة (و س ع) التي‬‫يجعل أصوات هذه ّ‬ ‫ُ‬ ‫الصوت‪ .‬وهذا ما‬ ‫منفتحة عكس اإلطباق الذي ينحصر فيه ّ‬
‫*‬

‫الضيق‪ ،‬فانحطاط اللّسان عن‬ ‫السعة وهو نقيض ّ‬ ‫تتميّز بانفتاح واستفال حروفها هي األخرى تعكس معنى َّ‬
‫الصوت فيها دون انحصار يعني وجود سعة عند النّطق بها وعليه فإنّنا‬ ‫الحنك األعلى عند النّطق بها وخروج ّ‬
‫السعة‪.‬‬‫مادة و س ع في داللتها وأصواتها تحمل معنى َّ‬ ‫نجد أ ّن ّ‬
‫لغوي واحد في التّعبير‬
‫للمفردة القرآنيّة "موسعون"‪ :‬تتنّوع صيغ المشت ّقات من أصل ّ‬ ‫الصرفية ُ‬
‫ج‪ .‬ال ّداللة ّ‬
‫القرآني‪ ،‬وهذا التّ ّنوع مقصود‪ ،‬لم يأت مصادفة وإنّما جاء لحكمة بيانية وتقرير معنى مقصود وإيحاء مراد‬ ‫ّ‬
‫القرآني عن صيغة اسم الفاعل إلى صيغة اسم فاعل آخر والذي يحكم ذلك‬ ‫ّ‬ ‫عبير‬‫الت‬
‫ّ‬ ‫يعدل‬ ‫فقد‬ ‫مة‪،‬‬ ‫وداللة ّ‬
‫قي‬
‫الصيغة األنسب‬ ‫السياق الذي وردت فيه اآلية‪ ،‬فالقرآن يختار ّ‬ ‫الصيغة المشت ّقة‪ ،‬و ّ‬ ‫هو اآلية التي وردت فيها ّ‬
‫محل صيغة‬ ‫تحل صيغة ّ‬ ‫وللسياق‪ ،‬وال يمكن أن ّ‬ ‫في حروفها ومعناها وداللتها‪ ،‬األنسب للجملة ولآلية ّ‬
‫الصيغة المناسبة لموضعها بتوازن دقيق‪.‬‬ ‫أخرى‪ ،‬ألن القرآن اختار ّ‬

‫‪350‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫الصيغ‬ ‫بالصيغة التي ذكرتها‪ ،‬ألنّه من المعلوم أنّه ال ترادف بين ّ‬ ‫كل آية ّ‬ ‫وال ب ّد من بيان حكمة اختصاص ّ‬
‫الصيغة في آيتها وسياقها‬ ‫الفعلية المشتقة وال ب ّد من فروق دقيقة بينها‪ ،‬ولمعرفة الفروق الدقيقة وحكمة ورود ّ‬
‫‪34‬‬
‫السياق الذي وردت فيه‪.‬‬ ‫ال ب ّد من معرفة معنى الجذر الثالثي للكلمة وموضوع ّ‬
‫*‬
‫يدل على الثّبات‬ ‫إ ّن المفردة القرآنيّة "موسعون" هي اسم فاعل من الفعل أوسع‪ .‬ومن شأن اسم الفاعل أن ّ‬
‫المفسرون لعدد من األمثلة في القرآن الكريم تدلّل لذلك ومنها ما قاله‬ ‫ّ‬ ‫وهو بذلك أبلغ من الفعل‪ .‬وقد لفت‬
‫الله سبحانه عن المنافقين‪{ :‬وإِّ َذا لَ ُقوا الَّ ِّذين آمنُوا قَالُوا آمنَّا وإِّ َذا خلَوا إِّلَى َشي ِّ‬
‫اطينِّ ِّه ْم قَالُوا إِّنَّا َم َع ُك ْم إِّن ََّما نَ ْح ُن‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ُم ْستَ ْه ِّزُؤو َن}‪ .35‬فهو بالفعل آمنّا أمام المؤمنين لكنّهم أمام شياطينهم قالوها باسم الفاعل مستهزؤون بالجملة‬
‫‪36‬‬
‫السماء بشكل‬ ‫االسميّة ال ّدالة على الثّبات‪ .‬وعلى هذا فاآلية جاءت لتثبت قدرة الله تعالى على خلق ّ‬
‫مسمى‪ .‬وذلك من خالل التّعبير بصيغة اسم الفاعل*وبقرينة‬ ‫مستمر إلى أجل ّ‬ ‫ّ‬ ‫توسع‬
‫متّسع رحيب وأنّها في ّ‬
‫حق األرض‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أخرى وهي إضافته إلى إنّا ال ّدالة على العظمة‪ .‬بخالف التّعبير (فَن ْع َم الماه ُدو َن) المذكور في ّ‬
‫مستمر وتباعد‬ ‫‪37‬‬ ‫ِّ‬ ‫{واألَرض فَر ْشنَ ِّ‬
‫اها فَن ْع َم الماه ُدو َن}‪ .‬وجاء العلم الحديث ليكشف أن الكون في اتّساع ّ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫‪38‬‬
‫الصيغة ؛ فقد‬ ‫المجرات نتيجة لذلك يناسبه تماما التّعبير بصيغة موسعون الواردة في اآلية بهذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫بين‬
‫كل من الفيزياء النّظريّة والفلكيّة تأكيد حقيقة أ ّن الكون غير ثابت‪ ،‬فهو ّإما أن يتم ّدد‬ ‫استطاع علماء ّ‬
‫‪39‬‬
‫وإما أن ينكمش [يضيق] وف اقا لعدد من القوانين المح ّددة له‪.‬‬ ‫[يتوسع]‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫بري ما يلي‪" :‬وقوله‪ :‬إِّنّا لَ ُموس ُعو َن‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫المفسرين‪ :‬ورد في تفسير الطّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫عو َن" عند‬ ‫"موس ُ‬ ‫د‪ .‬داللة المفردة القرآنيّة ُ‬
‫وس ِّع قَ ْد ُرهُ َو َعلَى الْ ُم ْقتِّ ِّر‬
‫يقول‪ :‬لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه‪ .‬ومنه قوله‪( :‬وعلَى الم ِّ‬
‫ََ ُ‬
‫قَ ْد ُرهُ) يراد به القوى‪ .‬وقال ابن زيد في ذلك ما ح ّدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬في‬
‫أيضا‪ :‬أنها من القدرة‪ ،‬وقيل‪ :‬أي‬ ‫‪40‬‬ ‫ِّ‬ ‫قوله‪ِّ :‬‬
‫ومما جاء في تفسيرها ا‬ ‫ّ‬ ‫جل جالله"‪.‬‬ ‫(وإنَّا لَ ُموس ُعو َن) قال‪ :‬أوسعها ّ‬ ‫َ‬
‫الرزق على خلقنا‪.‬‬ ‫وإنّا لذو َسعة‪ ،‬وبخلقها وخلق غيرها ال يضيق علينا شيء نريده‪ .‬وقيل‪ :‬أي وإنّا لموسعون ِّ‬
‫ّ‬
‫الرزق بالمطر‪ .‬وقيل من‪ :‬الغنى‪ .‬وقيل‪ :‬ذو سعة على خلقنا‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬وإنّا لمطيقون‪ .‬وقيل‪ :‬أي وإنّا لموسعون ّ‬
‫والمعنى متقارب‪ .‬وقيل جعلنا بينهما وبين األرض سعة وقيل‪ :‬أي أغنياء قادرون‪ .‬فشمل جميع األقوال‪ 41.‬وال‬
‫يسعنا أمام هذه المعاني ّإال اإلشارة إلى ما قالته الباحثة "هند شلبي" والمتأمل في طريقة فهم القدامى‬ ‫ُ‬
‫‪42‬‬
‫لآليات الكونيّة يالحظ فيه ما يلي‪:‬‬
‫غوي‪.‬‬‫‪.0‬منهم من حملها على ظاهرها اللّ ّ‬
‫تأولها وأخذ األلفاظ بمعناها المجازي‪ .‬ومن بين التّفاسير التي اطّلعنا عليها تفسير "ابن كثير"‬ ‫‪-1‬منهم من ّ‬
‫وسعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتّى‬ ‫حيث بيّن أ ّن المراد باالتّساع اتّساع األرجاء " قيل‪ :‬أي قد ّ‬

‫‪351‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫‪43‬‬
‫السعة كذلك ظاهرة في هذه‬ ‫استقلّت"‪ .‬ولمزيد من التّوضيح بحثنا في ظالل القرآن فوجدنا اآلتي‪" :‬و َّ‬
‫الرحيب‪.‬‬ ‫ذرات متناثرة في هذا الفضاء ّ‬ ‫النجوم ذات األحجام الهائلة والتي تع ّد بالماليين‪ ،‬ال تعدو أن تكون ّ‬
‫السماء ولو أ ّن‬ ‫السعة إيحاء آخر إلى مخازن األرزاق التي قال من قبل‪ :‬إنّها في ّ‬ ‫ولعل في هذه اإلشارة إلى َّ‬ ‫ّ‬
‫ظالال معيّنة‪ ،‬يبدو أنّها مقصودة في‬ ‫القرآني يلقي ا‬
‫ّ‬ ‫ولكن التّعبير‬
‫مجرد رمز إلى ما عند الله‪ّ .‬‬ ‫السماء هناك ّ‬ ‫ّ‬
‫‪44‬‬
‫توسع في‬ ‫مما يالحظ على تفسير سيّد قطب أنّه قد ّ‬ ‫التّعبير لخطاب مشاعر البشريّة خطاباا موحياا"‪ .‬و ّ‬
‫السعة ظاهرة في النّجوم‬ ‫خاصة وأنّه قد أشار إلى أ ّن ّ‬
‫السعة مقارنةا بما سبق عرضه من التّفاسير؛ ّ‬ ‫تحليل معنى ّ‬
‫ذات األحجام الهائلة والتي تع ّد بالماليين‪ .‬ولم يتوقّف عند هذا التّحليل بل نجده يشير إلى احتمال المفردة‬
‫معنى آخر وهو‪ :‬مخازن األرزاق‪.‬‬
‫فصل في تفسيرها على النّحو التّالي‪ :‬والموسع‪ :‬اسم فاعل من أوسع‪ ،‬إذا كان ذا‬ ‫ّأما الطّاهر بن عاشور فقد ّ‬
‫الضيق‪ ،‬واستعير معناها للوفرة‬ ‫السعة‪ ،‬وهي امتداد مساحة المكان ض ّد ّ‬ ‫وسع‪ ،‬أي قدرة‪ .‬وتصاريف جائيّة من ّ‬
‫ت ُك ّل َش ْيء} ووفرة المال مثل‪{ :‬لِّيُ ْن ِّف ْق ذُو َس َع ٍة ِّم ْن‬ ‫ِّ ِّ‬
‫{وَر ْح َمتي َوس َع ْ‬
‫في أشياء مثل األفراد مثل عمومها في‪َ :‬‬
‫وس ِّع قَ ْد ُرهُ}‪ ،‬وجاء في أسمائه تعالى الواسع‪{ :‬إِّ َّن اللهَ َو ِّاس ٌع َعلِّ ٌيم}‪ .‬وهو عند‬ ‫سعتِّ ِّه} وقوله‪{ :‬وعلَى الم ِّ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ِّ‬
‫إجرائه على ال ّذات يفيد كمال صفاته ال ّذاتيّة‪ :‬الوجود‪ ،‬والحياة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والحكمة‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إ َّن‬
‫وس ُعو َن}‪ .‬وأ ّكد الخبر بحرف (إِّ َّن) لتنزيل المخاطبين منزلة من‬ ‫الله و ِّاسع علِّيم}‪ .‬ومنه قوله هنا‪{ :‬وإِّنَّا لَم ِّ‬
‫َ ُ‬ ‫ََ ٌ َ ٌ‬
‫‪45‬‬
‫ينكر سعة قدرة الله تعالى إذ أحالوا إعادة المخلوقات بعد بالها"‪ .‬والمالحظ على هذه التّفاسير إيرادها‬
‫للمعاني المختلفة التي تحتملها المفردة القرآنيّة‪.‬‬
‫وسعو َن"‪ :‬إ ّن الكون الذي ننتمي إليه‪ ،‬والذي أُطلق عليه اسم‪:‬‬ ‫ه‪ .‬التحليل العلمي للمفردة القرآنية "م ِّ‬
‫ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫ِّ‬
‫المعمرة‬
‫المجرات وابتعادها عن بعضها ‪ ،‬ولذلك تُشاهد األشعّة ّ‬ ‫توسع‬
‫المجرات الخارجيّة هو اآلن في حالة ّ‬
‫*‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مما يدل على تم ّدد‬ ‫ِّ‬
‫الستينات من القرن العشرين‪ ،‬وهي إشعاع من الماضي البعيد ّ‬ ‫التي اكتشفت في ّ‬
‫*‬

‫السماويّة المشعّة‬ ‫المجرات وبقيّة األجرام ّ‬ ‫ّ‬ ‫أشعة هذه‬ ‫[توسع] الكون‪ ،‬ويُشاهد كذلك انحراف في أطياف ّ‬ ‫ّ‬
‫* ‪46‬‬
‫اسعا بين علماء الفلك الذين انقسموا فيها‬ ‫جدال و ا‬
‫األخرى نحو اللّون األحمر ‪ .‬وقد أثارت هذه الحقيقة ا‬
‫الريّاضيّة والقراءات الفلكيّة في صفحة‬ ‫قاطعا بالعديد من المعادالت ّ‬ ‫بين مؤيّد ومعارض حتّى ثبت ثبوتاا ا‬
‫بصورةٍ ال ُ‬
‫‪47‬‬
‫يكاد عقل اإلنسان إدراكها (إذ‬ ‫السماء‪ .‬والجزء المدرك لنَا من هذا الكون شاسع االتّساع ُ‬ ‫ّ‬
‫مستمر في االتّساع اليوم وإلى ما شاء الله‪ ،‬والتّعبير‬ ‫ّ‬ ‫وهو‬ ‫ة)‪،‬‬ ‫وئي‬
‫ّ ّ‬ ‫الض‬ ‫نين‬ ‫الس‬
‫ّ‬ ‫بباليين‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫تق‬ ‫فيه‬ ‫المسافات‬
‫توسع هذا الكون إلى ما شاء‬ ‫ِّ‬ ‫القرآني ِّ‬
‫السعة المذهلة‪ ،‬كما يشير إلى حقيقة ّ‬ ‫{وإنَّا لَ ُموس ُعو َن} يُشير إلى تلك ّ‬ ‫ّ َ‬
‫‪48‬‬
‫الله‪ .‬وهي حقيقة لم يدركها اإلنسان ّإال في العقود الثّالثة األولى من القرن العشرين‪ .‬وقد ّأدى إثبات توسع‬

‫‪352‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫كل صور‬ ‫الزمن‪ ،‬فال ب ّد وأن تلتقي ّ‬


‫الكون إلى التّصور الصحيح بأنّنا إذا ُعدنا بهذا التّوسع إلى الوراء مع ّ‬
‫الصحيح بأ ّن الكون‬
‫الزمان في نقطة واحدة‪ ،‬و ّأدى ذلك إلى االستنتاج ّ‬ ‫كل من المكان و ّ‬
‫المادة لكما يلتقي ّ‬
‫ّ‬
‫كل ما له‬
‫مما يؤّكد أ ّن الكون مخلوق له بداية‪ ،‬و ّ‬ ‫قد بدأ من هذه النّقطة الواحدة بعمليّة انفجار عظيم‪ ،‬وهو ّ‬
‫بداية فال ب ّد وأن ستكون له في يوم من األيّام نهاية*‪ ،‬كما يؤكد حقيقة الخلق من العدم‪ ،‬أل ّن عمليّة تمدد‬
‫‪49‬‬
‫مستمرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المادة والطّاقة بطريقة‬
‫كل من ّ‬ ‫الكون تقتضي خلق ّ‬
‫توسع الكون‪ ،‬وهي‬ ‫المهمة عن أصل الكون‪ ،‬أمكن الوصول إليها من مالحظة ّ‬ ‫‪ ...‬هذه االستنتاجات الكليّة َّ‬
‫األول من القرن العشرين‪،‬‬
‫أهم حقائق علم الفلك‪ ،‬لم يتم ّكن اإلنسان من إدراكها ّإال في الثّلث ّ‬ ‫حقيقة من ّ‬
‫ودار حولها الجدل حتّى سلّم بها أهل العلم‪ ،‬وقد سبق القرآن بإقرارها قبل أربعة عشر قرناا أو يزيد‪ ،‬وهنا‬
‫العلمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أهم جوانب اإلعجاز في كتاب الله –وما أكثر جوانبه المعجزة‪ -‬أال وهو اإلعجاز‬ ‫يتّضح جانب من ّ‬
‫ِّ‬
‫{وإِّنَّا لَ ُموس ُعو َن} وهو خطاب العصر ومنطقه‪ ،‬وما أحوج ّ‬
‫األمة‬ ‫غوي في قوله‪َ :‬‬ ‫الذي عبّر عنه اإلعجاز اللّ ّ‬
‫‪50‬‬
‫قني الذي نعيشه‪.‬‬
‫العلمي والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلسالميّة‪ ،‬بل ما أحوج اإلنسانيّة كلّها إلى هذا الخطاب في زمن التّق ّدم‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫العلمي للمفردات القرآنيّة‬ ‫ّ‬ ‫غوي في الكشف عن اإلعجاز‬ ‫حاولنا في هذا المقال إبراز دور اإلعجاز الل ّ‬
‫حيث تعريفه وموضوعاته‪ ،‬لنتناول بعد ذلك مفاهيم‬ ‫غوي من ُ‬ ‫قت ّأواال إلى مفاهيم تتعلّق باإلعجاز الل ّ‬‫فتطر ُ‬
‫ّ‬
‫عرجنا‬‫الشروط التي ينبغي مراعاتها عند البحث فيه‪ ،‬بعد هذا َّ‬ ‫عرفناه ّأواال ّثم عرضنا ّ‬
‫العلمي ف ّ‬
‫ّ‬ ‫ط باإلعجاز‬ ‫ترتب ُ‬
‫إعجازي في المفردة‬
‫ّ‬ ‫العلمي‪ ،‬لنختم المقال بعرض نموذج‬‫ّ‬ ‫إلى آراء العلماء في مسألة البحث في اإلعجاز‬
‫توصلنا إليه في اآلتي‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫القرآنيّة "لَ ُموس ُعو َن" الواردة في اآلية ‪ 40‬من ُسورة ال ّذاريات‪ .‬ويمكن أن نُجمل ما ّ‬
‫ومرد ذلك أن‬ ‫الرغم من اختالفهما‪ّ ،‬‬ ‫البياني على ّ‬
‫ّ‬ ‫غوي واإلعجاز‬
‫‪ُ -‬هناك تداخل بين مصطلح اإلعجاز اللّ ّ‬
‫غوي لم يأخذ حظّه من البيان من حيث التّأصيل والتّنظير‪ ،‬وإن ُوجدت بعض ال ّدراسات التي‬ ‫اإلعجاز اللّ ّ‬
‫ُعنيت به من حيث التّطبيقات العمليّة على النّصوص القرآنيّة‪.‬‬
‫تجمع بين‬
‫ُ‬ ‫بمفردات في منتهى ال ِّّدقّة‬
‫غوي هو لُغة القرآن الكريم في التَّعبير عن الحقائق ُ‬ ‫‪-‬اإلعجاز اللّ ّ‬
‫يعجز البشر عن اإلتيان بمثلها‪.‬‬
‫السياقيّة ُ‬‫الصوتيّة والخصوصيّة ّ‬ ‫الجماليّة ّ‬
‫جوهري في بيان معنى اآليات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غوي هو المفردة القرآنيّة ألنّها عنصر‬
‫يتأسس عليه اإلعجاز اللّ ّ‬‫أهم شيء ّ‬ ‫‪-‬إ ّن ّ‬

‫‪353‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫تكمل بعضها البعض‪ .‬وهي انتقاء‬ ‫غوي في المفردة القرآنيّة من خالل ثالثة جوانب ّ‬ ‫‪-‬يتجلّى اإلعجاز الل ّ‬
‫الصوتيّة وسياقها‪.‬‬
‫المفردة القرآنيّة وجماليّتها ّ‬
‫يبي‪ ،‬وثبت عدم إمكانيّة إدراكها‬ ‫العلمي هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التّجر ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬اإلعجاز‬
‫السالم‪.‬‬
‫الصالة و ّ‬‫الرسول عليه ّ‬ ‫بالوسائل البشريّة‪ ،‬في زمن ّ‬
‫غوي يقوم بوظيفة‬ ‫العلمي‪ ،‬ذلك أ ّن اإلعجاز الل ّ‬
‫ّ‬ ‫غوي حين يُعبِّّر عن حقائق اإلعجاز‬ ‫‪-‬يبرز دور اإلعجاز اللّ ّ‬
‫كمالن بعضهما‪.‬‬ ‫العلمي ومنه يمكننا القول بأنّهما يُ ّ‬
‫ّ‬ ‫تجسيد اإلعجاز‬
‫وس ُعو َن" الواردة في اآلية ‪ 40‬من ُسورة ال ّذاريات ومضة قرآنيّة باهرة تشهد بال ِّّدقّة‬ ‫‪-‬تُعتبر المفردة القرآنية "م ِّ‬
‫ّ ُ‬ ‫َُ‬
‫الشمول والكمال بين ال ّداللة اللغويّة المعجزة والحقائق العلميّة المثبتة‪ .‬لتظهر ثمرة ذلك في اإلعجاز‬ ‫و ّ‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ّ‬
‫وما يمكن قوله في األخير هو أ ّن هذا النّوع من المواضيع بقدر ما يحتاج إلى الباحثين في المجاالت العلميّة‬
‫المتخصصين في علوم اللغة والتّفسير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المتعلّقة بعلم الفلك واألرض وغيرها‪ ،‬بقدر ما هو بحاجة إلى‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫السالم هارون‪ ،‬دار الفكر للطّباعة والنّشر والتّوزيع‪ ،‬د‪/‬ط‪،‬‬ ‫‪1‬‬


‫الرازي‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد ّ‬ ‫‪-‬ابن فارس أبو الحسين أحمد بن زكريّا ّ‬
‫مادة (ع ج ز)‪.‬‬
‫‪ ،9191‬ج‪ّ ،4/‬‬
‫الصابوني‪ :‬التّبيان في علوم القرآن‪ ،‬مكتبة البشرى‪ ،‬باكستان‪ ،‬د‪/‬ط‪2199 ،‬م‪ ،‬ص‪.951‬‬ ‫‪2‬‬
‫محمد علي ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫مادة (أ خ ر)‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬ابن فارس‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬ج‪ّ ،9/‬‬
‫نموذجا‪ ،-‬مذ ّكرة مق ّدمة لنيل‬ ‫البياني للقرآن الكريم –ابن القيّم‬ ‫ِّ‬ ‫‪4‬‬
‫ا‬ ‫غوي و ّ‬‫السنّة والجماعة في اإلعجاز الل ّ‬ ‫‪-‬العيد ح ّذيق‪ :‬جهود أهل ّ‬
‫تخصص اللغة وال ّدراسات القرآنيّة‪ ،‬كليّة العلوم اإلسالميّة‪ ،‬قسم اللغة والحضارة العربيّة‬
‫شهادة الماجيستير في العلوم اإلسالميّة‪ّ ،‬‬
‫واإلسالميّة‪ ،‬إشراف ال ّدكتور عزيز عدمان‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2199-2191 ،9‬ص‪.44‬‬
‫‪-5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫غوي في القرآن‬ ‫‪7‬‬
‫غوي للقرآن الكريم‪ ،‬اليوم ال ّدراسي التّاسع حول "اإلعجاز الل ّ‬‫‪-‬ينظر بالتّفصيل‪ :‬صالح بلعيد‪ :‬مدخل في اإلعجاز الل ّ‬
‫الكريم"‪ ،‬منشورات مخبر الممارسات اللغويّة في الجزائر‪2194 ،‬م‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪-8‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪-9‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.244 ،9111 ،45/‬‬ ‫‪10‬‬
‫مؤسسة ّ‬
‫‪-‬منّاع القطّان‪ :‬مباحث في علوم القرآن‪ّ ،‬‬
‫غوي للقرآن الكريم‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪-‬صالح بلعيد‪ :‬مدخل في اإلعجاز اللّ ّ‬
‫البياني للقرآن الكريم‪ ،-‬ص‪.49‬‬ ‫‪12‬‬
‫غوي و ّ‬
‫السنّة والجماعة في اإلعجاز الل ّ‬ ‫‪-‬العيد ح ّذيق‪ :‬جهود أهل ّ‬

‫‪354‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫األصفهاني‪ :‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬تح‪ :‬صفوان عدنان داوودي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،2111 ،4/‬ص‪.55‬‬ ‫الراغب‬ ‫‪13‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬ينظر‪ّ :‬‬
‫البياني للقرآن الكريم‪ ، -‬ص‪.42-49‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪14‬‬
‫غوي و ّ‬‫السنّة والجماعة في اإلعجاز الل ّ‬‫‪-‬ينظر‪ :‬العيد ح ّذيق‪ :‬جهود أهل ّ‬
‫‪ -15‬ينظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫علمي هو في‬ ‫كل إعجاز ّ‬ ‫العلمي ثمرة للتّفسير العلمي وغايته‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫العلمي هو أ ّن اإلعجاز‬
‫ّ‬ ‫العلمي والتّفسير‬
‫ّ‬ ‫*الفرق بين اإلعجاز‬
‫العلمي الذي‬
‫ّ‬ ‫العلمي بخالف التّفسير‬
‫ّ‬ ‫المستقرة في اإلعجاز‬
‫ّ‬ ‫علمي‪ ،‬على أنّه ال يجوز استخدام غير الحقائق العلميّة‬ ‫األصل تفسير ّ‬
‫العلمي في القرآن‬
‫ّ‬ ‫يمكن استخدام النّظريّات التي غلب عليها الظّن أنّها صحيحة‪ .‬مرهف عبد الجبّار سقا‪ ،‬التّفسير واإلعجاز‬
‫محمد األمين‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطّبعة ‪2191 ،9‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫الكريم ضوابط وتطبيقات‪ ،‬دار ّ‬
‫للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق – ‪.www.nabulsi.com‬‬ ‫‪16‬‬
‫محمد راتب النّابلسي‪ :‬موسوعة النّابلسي ُ‬ ‫‪-‬ينظر‪ّ :‬‬
‫القرآني في النّصف الثّاني من القرن العشرين –دراسة وإحصاء‪ ،-‬مجلّة‬ ‫ّ‬ ‫وينظر‪ :‬دريد موسى داخل األعرجي‪ :‬أبرز كتب اإلعجاز‬
‫مركز بابل لل ّدراسات اإلنسانيّة‪2191 ،‬م‪ ،‬المجلد‪ ،9 :‬العدد ‪ ،1‬ص‪.91‬‬
‫للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق –‪ .‬وينظر بالتّفصيل‪ :‬مصطفى مسلم‪ :‬مباحث في إعجاز ال ُقرآن‪،‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪ -‬موسوعة النّابلسي ُ‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪ 9111 ،2/‬ص‪.991-999‬‬ ‫دار المسلم للنّشر والتّوزيع‪ّ ،‬‬
‫العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق‪ ،‬مطبعة تونس قرطاج‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،9115 ،9/‬من‬ ‫ّ‬ ‫‪ -18‬ينظر هند شلبي‪ :‬التّفسير‬
‫ص‪ 22‬إلى ص ‪.54‬‬
‫العلمي في القرآن الكريم‪ ،‬آفاق للطّبع والنّشر والتّوزيع‪ ،‬فلسطين‪ ،‬ط‪،2112 ،2/‬‬ ‫السالم حمدان اللّوح‪ :‬اإلعجاز‬ ‫‪19‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬ينظر عبد ّ‬
‫من ص ‪991‬إلى ‪.951‬‬
‫الصوتيّات‪ ،‬الجزائر‪ ،‬م‬ ‫‪20‬‬
‫العلمي في سورة التّكوير‪ ،‬مجلّة ّ‬
‫ّ‬ ‫البالغي واإلعجاز‬
‫ّ‬ ‫السيد زيدان‪ :‬بين اإلعجاز‬
‫السيد علي ّ‬ ‫‪ -‬ينظر‪ :‬جميلة ّ‬
‫‪ ،99‬ع‪ ،9‬ص‪.241-249‬‬
‫محمد راتب النّابلسي‪ :‬موسوعة النّابلسي للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق –‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ّ :‬‬
‫دك الباب‪ :‬الوجيز في المنهج‬ ‫‪22‬‬
‫محمد شحرور –عنصر ما بعد الخاتمة بقلم ال ّدكتور‪ :‬جعفر ّ‬ ‫‪-‬الكتاب والقرآن‪ ،‬قراءة معاصرة‪ّ ،‬‬
‫بي المبين‪ ،‬األهالي للطّباعة والنّشر والتّوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،9111 ،9/‬ص‪.191‬‬ ‫المعين على كشف أسرار اللّسان العر ّ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،9111 ،4/‬ص‪.951‬‬ ‫الشيخ حسن خالد‪ ،‬المكتب‬ ‫‪23‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬موريس بوكاي‪ :‬التّوراة واإلنجيل والقرآن والعلم‪ ،‬ترجمة‪ّ :‬‬
‫العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫ّ‬ ‫‪-24‬هند شلبي‪ :‬التّفسير‬
‫األصفهاني‪ :‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫الراغب‬ ‫‪25‬‬
‫ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫السماء في القرآن‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2115 ،9/‬م‪ ،‬ص‪.14-14‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪-‬زغلول النّ ّجار‪ّ :‬‬
‫مادة (و س ع)‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪-‬ابن فارس‪ :‬المقاييس‪ّ ،‬‬
‫‪-28‬سورة ال ّذاريات‪ :‬اآلية ‪.49‬‬
‫محمد الشاذلي‪ ،‬دار المعارف القاهرة‪،‬‬ ‫‪29‬‬
‫محمد أحمد حسب الله‪ ،‬هاشم ّ‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬تح‪ :‬عبد الله علي الكبير‪ّ ،‬‬
‫مادة (و س ع)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الراغب األصفهاني‪ :‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬ص‪.191‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪ّ -‬‬

‫‪355‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫الشاطبيَّة‪ ،‬مراجعة وتقديم‪ :‬عبد الحفيظ هالل‪،‬‬ ‫‪31‬‬


‫الزهرة بلعالية دومة‪ :‬مذ ّكرة في أحكام التّجويد برواية ورش من نافع من طريق ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫دار األوراسيّة‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ط‪ ،2191 ،9/‬ص‪.29‬‬
‫تسمى حروف‬‫الفم ولذلك ّ‬ ‫الصوت معه إلى قاع ّ‬ ‫ط ّ‬‫*االستفال هو‪" :‬انحطاط اللّسان عن الحنك األعلى عند النّطق بالحرف فينح ّ‬
‫مستفلة أي مرقّقة"‪ .‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫تسمى حروف منفتحة‪.‬‬ ‫*‬
‫الصوت بينهما ولذا ّ‬ ‫االنفتاح هو‪" :‬انفتاح ما بين اللّسان والحنك األعلى عند النّطق بالحرف فال ينحصر ّ‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -32‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -33‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫لصوت بينهما‪ .‬المرجع نفسه‪،‬‬ ‫*‬
‫اإلطباق وهو‪" :‬انحصار جملة من اللّسان بما يُحاذيها من سقف الحنك األعلى وانحصار ا ّ‬
‫ص‪.21‬‬
‫باني‪ ،‬دار إعمار‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2111 ،9/‬ص‪-212-219‬‬ ‫‪34‬‬
‫الر ّ‬
‫‪ -‬ينظر صالح الخالدي‪ :‬إعجاز القرآن ودالئل مصدره ّ‬
‫‪.219‬‬
‫*اسم الفاعل وصف يراد به الثّبوت تاراة‪ ،‬ويراد به الحدوث تارة أخرى‪ ،‬وإ ّن داللته على الثّبوت أغلب من داللته على الحدوث‪،‬‬
‫أعم من الثّبوت وال ّدوام‪ ،‬ألنّه يكون تج ّدديّا‪ ،‬بتعاقب أفراده‪،‬‬
‫الصفة المشبّهة فيه‪ ،‬وبخصوص االستمرار فهو ّ‬‫ومقتضى ذلك دخول ّ‬
‫السائل‪ :‬وهل الثّبوت وال ّدوام غير االستمرار؟؟؟‪ .‬ينظر بالتّفصيل‪ :‬أحمد بن‬ ‫وثبوتيّا بدوام الثّابت‪ .‬وبذلك يحصل الجواب عن قول ّ‬
‫قاسم العبّا دي‪ :‬اسم الفاعل المراد به االستمرار في جميع األزمنة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حسن عواد‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،9/‬‬
‫‪ .9114‬ص‪.91-19‬‬
‫‪ -35‬البقرة‪.94 :‬‬
‫بي‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪36‬‬
‫السليم إلى مزايا القرآن الكريم‪ ،‬دار إحياء التّراث العر ّ‬
‫العمادى‪ :‬إرشاد العقل ّ‬ ‫محمد َ‬ ‫محمد بن ّ‬ ‫السعود ّ‬ ‫‪ -‬ينظر أبو ّ‬
‫د‪/‬ط‪ ،‬د‪/‬ت‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.49-41‬‬
‫غوي ظاهر في المبنى والمعنى‪ ،‬ويتجلّى ذلك في عمق ما تحمله‬ ‫*‬
‫السياق يشير د‪ .‬صالح بلعيد إلى أ ّن اإلعجاز الل ّ‬ ‫وفي هذا ّ‬
‫اآليات من مدلول الكلمات‪ ،‬ومن خالل ترصيف تلك العبارات‪ ،‬التي ال يمكن أن يأتي بها بشر مهما أوتي من فصيح الكلمات‪.‬‬
‫غوي للقرآن الكريم‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫صالح بلعيد‪ :‬مدخل في اإلعجاز الل ّ‬
‫‪ -37‬ال ّذاريات‪.41 :‬‬
‫الشرعيّة وال ّدراسات‬
‫الشارقة للعلوم ّ‬‫العلمي‪ ،‬مجلّة جامعة ّ‬‫ّ‬ ‫‪ -38‬أحمد إبراهيم عبابنة‪ :‬المفردة القرآنيّة وأثرها في توجيه التّفسير‬
‫اإلسالميّة‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2191‬المجلّد ‪ ،95‬العدد ‪ ،2‬ص‪.295-294‬‬
‫السماء في القرآن‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪ -‬زغلول النّ ّجار‪ّ :‬‬
‫آي القرآن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،9114 ،‬ج ‪-21-25‬‬ ‫‪40‬‬
‫محمد بن جرير‪ ،‬جمع البيان عن تأويل ْ‬
‫بري أبو جعفر ّ‬ ‫‪ -‬الطّ ّ‬
‫‪ ،29‬ص‪.1‬‬

‫‪356‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫األنصاري‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار الكتب العلميّة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،9111 ،5/‬م‪-1‬‬ ‫محمد‬ ‫‪41‬‬
‫ّ‬ ‫محمد بن ّ‬ ‫‪ -‬القرطبي أبو عبد الله ّ‬
‫ج‪ ،91-99‬ص‪.41‬‬
‫العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -42‬هند شلبي‪ :‬التّفسير‬
‫‪ -43‬ابن كثير الحافظ عماد ال ّدين أبو الفداء إسماعيل ابن عمر‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار الكتب العلميّة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪،2111 ،2/‬‬
‫م‪ 4‬ص‪.214‬‬
‫الشروق‪ ،‬بيروت‪/‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،9112 ،91/‬م‪-1‬ج‪ ،41-21‬ص‪.4415‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪ -‬سيّد قطب‪ :‬في ظالل القرآن‪ ،‬دار ّ‬
‫محمد الطّاهر‪ :‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ ،‬دار سحنون للنّشر والتّوزيع‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬د‪/‬ت‪ ،‬م‪ ،99‬ج‪،21-29‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪ -‬ابن عاشور ّ‬
‫ص‪.91‬‬
‫مؤداه‪َّ :‬‬
‫أن سرعة‬ ‫في سنة ‪9121‬م تم ّكن "إدوين هبل" ‪ Edwin Hubble‬من الوصول إلى االستنتاج الفلكي ال ّدقيق الذي ّ‬
‫*‬

‫المجرات عنّا تتناسب تناسب ا طرديّا مع بعدها عنّا‪ ،‬والذي عرف من بعد باسم قانون هبل ‪ .Hubble’ s Law‬زغلول‬ ‫ّ‬ ‫تباعد‬
‫السماء في القرآن‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫النّجار‪ّ :‬‬
‫يؤدي إلى ضياع دقّة المفردة ال‬ ‫*‬
‫السماء وهذا ّ‬‫توسع ّ‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن هناك من يُطلق مصطلح تم ّدد الكون على ظاهرة ّ‬ ‫ُ‬
‫مادة (و س ع)‬ ‫تختلف عن ّ‬
‫ُ‬ ‫جر شيء في طول‪ ،‬واتّصال شيء بشيء في استطالة‪.‬‬ ‫تدل على ّ‬ ‫مادة (م د د) التي ّ‬‫محالة‪ ،‬ذلك أ ّن ّ‬
‫جر شيء‬‫يدل على ّ‬ ‫العسر‪ .‬ووفق ا لما جاء به ابن فارس في المقاييس فإ ّن‪" :‬الميم وال ّدال أصل واحد ّ‬
‫الضيق و ُ‬
‫تدل على خالف ّ‬ ‫التي ّ‬
‫في طول‪ ،‬واتّصال شيء بشيء في استطالة‪ ...‬وم ّد النّهر‪ ،‬وم ّده نهر آخر‪ ،‬أي زاد فيه وواصله فأطال م ّدته‪ ."...‬ابن فارس‪:‬‬
‫الزيادة المتّصلة‪...‬المديد‪ :‬ضرب من‬‫المادة‪ّ :‬‬
‫مادة (م د د)‪ .‬ويذكر ابن منظور ما يلي‪" :‬الم ّد‪ :‬الجذب والمطل‪ ...‬و ّ‬ ‫المقاييس‪ّ ،‬‬
‫سمي بذلك المتداد أسبابه وأوتاده‪ ،‬قال أبو إسحاق‪ُ :‬س ّمي مديدا ألنّه امت ّد سبباه فصار سبب في ّأوله‪ ،‬وسبب بعد‬ ‫العروض ّ‬
‫{وإِّذَا‬
‫وسواها‪ .‬وفي التّنزيل العزيز‪َ :‬‬ ‫طوله‪...‬وقال اللّحياني‪ :‬م ّد الله األرض يم ّدها م ّدا بسطها ّ‬ ‫الوتد‪ ...‬وم ّد الحرف يم ّده م ّدا‪ّ :‬‬
‫سمادا من غيرها‪ ،‬ليكون أعمر لها‬ ‫مددت األرض م ّدا إذا زدت فيها ترابا أو ا‬ ‫ُ‬ ‫اها}‪ .‬ويقال‪:‬‬ ‫ض َم َد ْدنَ َ‬
‫{واأل َْر َ‬
‫َّت}؛ وفيه َ‬
‫ض ُمد ْ‬
‫األ َْر ُ‬
‫المادة‬
‫مادة (م د د)‪ .‬والظّاهر من خالل ما سبق أن هذه ّ‬ ‫وأكثر ريع ا لزرعها‪...‬وامت ّد بهم السير‪ :‬طال"‪ .‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ّ ،‬‬
‫المادة اللّغويّة قد‬
‫كل زيادة متّصلة؛ أي أ ّن هناك نوع من التّطويل لشيء معيّن‪ ،‬فضالا عن ذلك فإ ّن هذه ّ‬ ‫تدل في مجملها على ّ‬‫ّ‬
‫اها َوأَلْ َقْي نَا فِّ َيها َرَو ِّاس َي} لذلك ينبغي التّقيّد‬
‫مد ْدنَ َ‬
‫ض َ‬‫{واأل َْر َ‬
‫وجل‪َ :‬‬
‫عز ّ‬‫استعملت في مواضع معيّنة من القرآن الكريم ومن ذلك قوله ّ‬
‫ظن أنّه من المترادفات هو من المتباينات‪.‬‬
‫بما جاء في القرآن الكريم طبقا لقاعدة ما يُ ّ‬
‫الضوء‪ -‬تنقص‪ ،‬وبالتالي‬ ‫*‬
‫مما يجعل ذبذبة ال ُفوطونات (ضويء) –جسيم من ّ‬ ‫هو اللّون الذي تمثّل موجاته موجات أطول‪ّ ،‬‬
‫المشع عن األرض وكذلك‬ ‫ّ‬ ‫تنخفض طاقتها بقدر ازدياد طول موجاتها وزاوية انحرافها‪ .‬ش ّدة هذا االنحراف يتناسب وبعد الجسم‬
‫المشع‪ .‬رابح جابة‪ :‬القرآن والعلم‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫سرعة تباعديهما عن بعضيهما‪ ،‬إذن سرعة االبتعاد تزداد بقدر البعد بين األرض والجسم‬
‫المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،2111 ،‬ص‪.254‬‬
‫‪ -46‬رابح جابة‪ :‬القرآن والعلم‪ ،‬ص‪.254‬‬
‫السماء في القرآن‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪47‬‬
‫‪ -‬زغلول النّ ّجار‪ّ :‬‬
‫‪ -48‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11-19‬‬

‫‪357‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫المجرات ما ق ّدر الله لها أن تبقى دون‬ ‫*‬


‫السرعة التّوسعيّة العظيمة سيأتي يوم تنخفض فيه سرعة التّوسع شيئ ا فشيئ ا‪ ،‬فتبقى ّ‬
‫بعد هذه ّ‬
‫توسعها حينما‬ ‫للسرعة التي كانت عليها أثناء ّ‬
‫توسع أو تقلّص ثم يبدأ انكماشها وتراجعها حتّى تصل سرعة كبيرة قد تكون مساوية ّ‬ ‫ّ‬
‫وسع‪ ،‬سرعة التّقارب هذه تتناسب وبعد األجسام المتقاربة من بعضها عن‬ ‫الزمن من التّ ّ‬
‫كانت في تلك المنطقة وفي ما يشبه ذلك ّ‬
‫الكل في وقت واحد‪ ،‬أو متقارب وبعبارة أخرى فإ ّن الجسم‬ ‫المركز الذي سيقع فيه االلتحام وذلك حتّى يقع االلتحام والتّصادم بين ّ‬
‫السماوات واألرض ببعضها فتته ّدم‬ ‫ٍ‬
‫األقرب والقريب واألبعد والبعيد يصلون إلى مكان االرتطام في وقت واحد وهكذا ترتطم ّ‬
‫المادة كلّها أو جزء منها إلى طاقة‪ ،‬وتفوق‬
‫تتحول ّ‬‫مادة في كتلة واحدة‪ ،‬وقد ّ‬‫السماوات واألرض وما بينها من ّ‬ ‫وتندثر‪ّ ...‬ثم تلتحم ّ‬
‫السماء واألرض إلى االلتحام ببعضها كما كانتا من قبل رتق ا أي قبل بداية ال ّدورة‬
‫وتؤوال ّ‬
‫الحرارة حينئذ مليارات ال ّدرجات المئويّة‪ُ ،‬‬
‫الزمنيّة الحاليّة‪ .‬ينظر‪ :‬رابح جابة‪ :‬القرآن والعلم‪ ،‬ص‪.259-251‬‬‫ّ‬
‫السماء والقرآن‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫ار‪:‬‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫زغلول‬ ‫‪-‬‬ ‫‪49‬‬
‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫‪ -50‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫‪-‬القرآن الكريم‬
‫السليم إلى مزايا القرآن الكريم‪ ،‬دار إحياء التّراث‬
‫العمادى‪ ،‬إرشاد العقل ّ‬ ‫محمد َ‬‫محمد بن ّ‬ ‫السعود ّ‬ ‫‪ -9‬أبو ّ‬
‫بي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬د‪/‬ت‪ ،‬ج‪9.‬‬ ‫العر ّ‬
‫الشرعيّة‬
‫الشارقة للعلوم ّ‬
‫العلمي‪ ،‬مجلّة جامعة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬أحمد إبراهيم عبابنة‪ ،‬المفردة القرآنيّة وأثرها في توجيه التّفسير‬
‫وال ّدراسات اإلسالميّة‪ ،‬ديسمبر ‪2191‬م‪ ،‬المجلّد ‪ ،95‬العدد ‪2.‬‬
‫‪ -4‬أحمد بن قاسم العبّادي‪ ،‬اسم الفاعل المراد به االستمرار في جميع األزمنة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حسن عواد‪،‬‬
‫دار الفرقان‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪9114 ،9/‬م‪.‬‬
‫العلمي في سورة التّكوير‪ .‬مجلة الصوتيّات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫البالغي واإلعجاز‬
‫ّ‬ ‫السيد زيدان‪ ،‬بين اإلعجاز‬ ‫السيد علي ّ‬ ‫‪ -4‬جميلة ّ‬
‫الجزائر‪ ،‬م‪ ،99‬ع‪.9‬‬
‫القرآني في النّصف الثّاني من القرن العشرين –دراسة‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬دريد موسى داخل األعرجي‪ ،‬أبرز كتب اإلعجاز‬
‫وإحصاء‪ ،-‬مجلّة مركز بابل لل ّدراسات اإلنسانيّة‪ ،‬المجلد‪ ،9 :‬العدد‪2191 .1‬م‪.‬‬
‫‪ -1‬رابح جابة‪ ،‬القرآن والعلم‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪/‬ط‪2111 ،‬م‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫المجلد ‪ / 71‬الع ــدد ‪ 20‬جمادى األولى ‪ 7441‬هـ ‪ /‬ديسمبر ‪[ 0207‬ص ‪]162 -147‬‬ ‫مجلـة الصوتيات‬

‫األصفهاني‪ ،‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬تح‪ :‬صفوان عدنان داوودي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪،4/‬‬ ‫ّ‬ ‫الراغب‬
‫‪ّ -9‬‬
‫‪2111‬م‪.‬‬
‫السماء في القرآن‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2115 ،9/‬م‪.‬‬ ‫‪ -1‬زغلول النّ ّجار‪ّ ،‬‬
‫الشاطبيَّة‪ ،‬مراجعة وتقديم‪ :‬عبد‬
‫الزهرة بلعالية دومة‪ ،‬مذ ّكرة في أحكام التّجويد برواية ورش من نافع من طريق ّ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫الحفيظ هالل‪ ،‬دار األوراسيّة‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ط‪2191 ،9/‬م‪.‬‬
‫الشروق‪ ،‬بيروت‪/‬القاهرة‪ ،‬ط‪9112 ،91/‬م‪ ،‬م‪-1‬ج‪.41-21‬‬ ‫‪ -91‬سيّد قطب‪ ،‬في ظالل القرآن‪ ،‬دار ّ‬
‫غوي في‬
‫غوي للقرآن الكريم‪ ،‬اليوم ال ّدراسي التّاسع حول "اإلعجاز الل ّ‬
‫‪ -99‬صالح بلعيد‪ ،‬مدخل في اإلعجاز الل ّ‬
‫القرآن الكريم"‪ ،‬منشورات مخبر الممارسات اللغويّة في الجزائر‪2194 ،‬م‪.‬‬
‫باني‪ ،‬دار إعمار‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ط‪2111 ،9/‬م‪.‬‬ ‫الر ّ‬
‫‪ -92‬صالح الخالدي‪ ،‬إعجاز القرآن ودالئل مصدره ّ‬
‫آي القرآن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪/‬ط‪،‬‬ ‫محمد بن جرير‪ ،‬جمع البيان عن تأويل ْ‬ ‫بري أبو جعفر ّ‬ ‫‪ -94‬الطّ ّ‬
‫‪9114‬م‪.‬‬
‫محمد الطّاهر‪ ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ ،‬دار سحنون ‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬د‪/‬ت‪.‬‬‫‪ -94‬ابن عاشور ّ‬
‫العلمي في القرآن الكريم‪ ،‬آفاق للطّبع والنّشر والتّوزيع‪ ،‬فلسطين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السالم حمدان اللّوح‪ ،‬اإلعجاز‬ ‫‪ -95‬عبد ّ‬
‫ط‪2112 ،2/‬م‪.‬‬
‫نموذجا‪-‬‬ ‫البياني للقرآن الكريم –ابن القيّم‬ ‫ِّ‬
‫ا‬ ‫غوي و ّ‬‫السنّة والجماعة في اإلعجاز الل ّ‬
‫‪ -91‬العيد ح ّذيق‪ ،‬جهود أهل ّ‬
‫تخصص اللغة وال ّدراسات القرآنيّة‪ ،‬كليّة العلوم‬
‫‪ ،‬مذ ّكرة مق ّدمة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم اإلسالميّة ‪ّ ،‬‬
‫اإلسالميّة‪ ،‬قسم اللغة والحضارة العربيّة واإلسالميّة‪ ،‬إشراف ال ّدكتور عزيز عدمان‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2191 ،9‬‬
‫‪2199‬م‪.‬‬
‫السالم هارون‪ ،‬دار الفكر للطّباعة والنّشر والتّوزيع‪ ،‬د‪/‬ط‪9191 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -99‬ابن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد ّ‬
‫األنصاري‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار الكتب العلميّة‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫محمد‬
‫محمد بن ّ‬ ‫‪ -91‬القرطبي أبو عبد الله ّ‬
‫ط‪9111 ،5/‬م‪.‬‬
‫‪ -91‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار الكتب العلميّة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2111 ،2/‬م‪.‬‬
‫للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق –‬ ‫محمد راتب النّابلسي‪ ،‬موسوعة النّابلسي ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪-21‬‬
‫‪.www.nabulsi.com‬‬
‫دك الباب‪ :‬الوجيز في المنهج المعين‬ ‫محمد شحرور‪ ،‬الكتاب والقرآن قراءة معاصرة‪ ،‬بقلم ال ّدكتور‪ :‬جعفر ّ‬ ‫‪ّ -29‬‬
‫بي المبين‪ ،‬األهالي للطّباعة والنّشر والتّوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪9111 ،9/‬م‪.‬‬ ‫على كشف أسرار اللّسان العر ّ‬

‫‪359‬‬
‫الدكتورة خديجة حوبان‬

‫الصابوني‪ ،‬التّبيان في علوم القرآن‪ ،‬مكتبة البشرى‪ ،‬باكستان‪ ،‬د‪/‬ط‪2199 ،‬م‪.‬‬‫‪ -22‬محمد علي ّ‬
‫محمد‬
‫العلمي في القرآن الكريم ضوابط وتطبيقات‪ ،‬دار ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -24‬مرهف عبد الجبّار سقا‪ ،‬التّفسير واإلعجاز‬
‫األمين‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة‪2191 ،19‬م‪.‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪9111 ،2/‬م‪.‬‬‫‪ -24‬مصطفى مسلم‪ ،‬مباحث في إعجاز القرآن‪ ،‬دار المسلم للنّشر والتّوزيع‪ّ ،‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪9111 ،45/‬م‪.‬‬ ‫مؤسسة ّ‬‫‪ -25‬منّاع القطّان‪ ،‬مباحث في علوم القرآن‪ّ ،‬‬
‫محمد الشاذلي‪،‬‬
‫محمد أحمد حسب الله‪ ،‬هاشم ّ‬ ‫‪ -21‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تح‪ :‬عبد الله علي الكبير‪ّ ،‬‬
‫دار المعارف القاهرة‪.‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ط‪،4/‬‬
‫ّ‬ ‫الشيخ حسن خالد‪ ،‬المكتب‬ ‫‪ -29‬موريس بوكاي‪ ،‬التّوراة واإلنجيل والقرآن والعلم‪ ،‬ترجمة‪ّ :‬‬
‫‪9111‬م‪.‬‬
‫العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق‪ ،‬مطبعة تونس قرطاج‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪،9/‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -21‬هند شلبي‪ ،‬التّفسير‬
‫‪9115‬م‪.‬‬

‫‪360‬‬

You might also like