Professional Documents
Culture Documents
للمفردات ال ُقرآنيّة
والعلمي ُ
ّ اإلعجاز اللُّ ّ
غوي
341
الدكتورة خديجة حوبان
توطئة:
العلمي يتطلب الوقوف على المفاهيم المتعلقة بهما أوالا ،فما هو
غوي و ّإ ّن الحديث عن اإلعجاز اللّ ّ
اإلعجاز اللغوي وما هو اإلعجاز العلمي؟
-1مفهوم اإلعجاز:
-1-1تعريف اإلعجاز:
يدل أحدهما على الزاء أصالن صحيحانّ ، أ-لغةا :جاء في المقاييس البن فارس":العين والجيم و ّ
عجزا فهو عاجز ،أي ضعيف ...وفي ِّ
يعجز ا الشيء ُ فاألول عجز عن ّ الشيءّ ، مؤخر ّ الضعف ،واآلخر على ّ ّ
ض} ،ويقولون: ين فِّي األ َْر ِّ ِّ ِّ
تعالى{:وَما أَنْتُ ْم ب ُم ْعج ِّز َ
َ ض َولَ ْن نُ ْع ِّجَزهُ َهَرباا} وقال
القرآن{:لَ ْن نُ ْع ِّجَز اللهَ فِّي األ َْر ِّ
ابي يقول:
علي بن إبراهيم القطّان يقول :سمعت ثعلباا يقول :سمعت ابن األعر ّ َع َجز بفتح الجيم .وسمعت ّ
الشيء والجمع أعجاز .1" ...والظّاهر ِّ
مؤخر ّ عجزّ : ال يقال عجز ّإال عظُمت عجيزته...و ّأما األصل اآلخر فال ُ
الشيء.
الضعف وهو ض ّد القدرة ،واآلخر مؤخر ّ مادة (ع ج ز) مستلّة من معنيين هما ّ من خالل ما سبق أ ّن ّ
مادة (ع ج ز) مقتصرة في االستعمال على هاتين ال ّداللتين اللّغويّتين بل ارتبط استعمالها بمصطلح لم تبق ّ
امتدادا دالليا؟ هذا ما سنعرفه.األول إلى الثّاني ا غوي ّ
إعجاز فهل أبدى المصطلح خالل انتقاله من الوضع اللّ ّ
متفرقين ومجتمعين عن اإلتيان ب-اصطالحا :عُرف اإلعجاز في االصطالح بأنّه" :إثبات عجز البشر ّ
بمثله ،وليس المقصود من إعجاز القرآن هو تعجيز البشر لذات التّعجيز ،أي تعريفهم بعجزهم عن اإلتيان
الرسول
حق ،وأن ّ كل عاقل ،وإنّما الغرض هو إظهار أ ّن هذا الكتاب ّ بمثل القرآن ،فإ ّن ذلك معلوم لدى ّ
الّذي جاء به رسول صادق ،وهكذا سائر معجزات األنبياء الكرام ".2
لمادة
يتّضح في رحاب هذا التّعريف أ ّن المعنى االصطالحي لإلعجاز ال ينفصل كليّة عن المعنيين اللّغويين ّ
)تدل على خالف التّق ّدم ،ففي مادة (أ خ ر ّ خاصة إذا علمنا أ ّن ّالشيء ّ ومؤخر ّ الضعف ّ (ع ج ز ) وهما ّ
الراء أصل واحد إليه ترجع فُروعه ،و هو خالف التق ّدم .وهذا المقاييس نعثر على ما يأتي" :الهمزة و الخاء و ّ
مادة (ع ج ز ) بوصفها 3 ِّ
قياس أخذناه عن الخليل فإنّه قال :اآلخر نقيض المتق ّدم .وعليه يُمكن القول بأ ّن ّ
مادة (ض ع ف ) و (أ خ ر ) .وهذا ما ي ُقود إلى اإلقرار المادتين معا أي ّ جامعا معرفيا قد شملت حدود ّ ا
حدوا إلى معارضة القرآنّ ،إما كاعوا وجبنوا ،فبان ضعفهم ،أو أنّهم طلبوا ذلك وحاولوه، بأ ّن "العرب لما تُ َّ
4
المتأخرين عنه وكال األمرين حاصل وصحيح. ّ فأعياهم وفاتهم فصاروا بمنزلة
342
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
343
الدكتورة خديجة حوبان
ّغوي:
-1-2تعريف اإلعجاز الل ّ
صح التّعبير- ٍ
يعرفه ضمنيا-إن ّ غوي نجد منّاع القطّان ّ وفي ُمحاولة للبحث عن تعريف لإلعجاز اللّ ّ
غوي .يجد ذلك في نظامه بقوله" :وحيثما قلّب اإلنسان بصره في القرآن ،وجد أسر اارا من اإلعجاز اللّ ّ
الصوتي البديع بجرس حروفه حين يسمع حركاتها ،وسكناتها ،وم ّداتها ،وغنّاتها ،وفواصلها ،ومقاطعها ،فال ّ
كل في موضعه ،ال بحق ّ السماع بل ال تفتأ تطلب منه المزيد .ويجد ذلك في ألفاظه التي تفي ّ تمل أذنه ّّ
10
ينبو منه لفظ يقال :إنّه زائد وال يعثر الباحث على موضع يقول إنّه يحتاج إلى إثبات لفظ ناقص. "...
خاصة غير معهودة ،وال غوي إعجاز في النّظم على طريقة ّ أما صالح بلعيد فيرى أ ّن" :اإلعجاز اللّ ّ
الخاصة للمفردات ومن التّعالق اللّفظي من
ّ تكمن في األلفاظ المفردة ،بقدر ما تكمن في المشاكلة اللّغويّة
مدونة قرآنيّة ضيّقة ،ولكن ال حدود تفسيريّة تماثلها وال قواعد لغويّة تعجزها ،وال هي في حدود البشر خالل ّ
11
كل زمان ومكان ،ولدى البشر أجمعين". الذين استقبلوها ،فمكمن إعجازها صالحها في ّ
غوي أنّه ":العلم الذي يهتم بإبراز إعجاز المفردة القرآنيّة
ومن التّعاريف المباشرة والمضبوطة لإلعجاز اللّ ّ
كل ما له عالقة بمظهرها من الجانب من حيث شكلها ومضمونها وغايتها .ونقصد بشكل المفردة القرآنيّة ّ
وتي فيها من تناسق الحروف في مخارجها وصفاتها وحركاتها وسكناتها وم ّداتها وغنّاتها وفواصلها ،وكذا الص ّ
ّ
ابي ونعني بمضمونها المعنى الذي الصرفيّة ونوعها ثم بعد ذلك من جهة موقعها اإلعر ّ من جانب صيغتها ّ
تؤديه مهما ظهر للواحد منّا مدى التّقارب تحمله المفردة والذي ال يمكن لمفردة أخرى مرادفة لها أن ّ
األول الوفاء بحاجة النّفس اإلنسانيّة كونها
بينهما .ويُراد بغايتها أ ّن المفردة القرآنيّة في النّهاية تح ّقق أمرينّ :
وازنت بين عقل المخاطب وعاطفته واآلخر أنّها أعجزت الثّقلين ألنها تح ّدتهم في إطار محدود – ال يعدو
أن يكون حروفاا وأصواتاا من جنس ما به ينطقون – ولكنّه مع ذلك يحمل دالالت كثيرة يستحيل عليهم
12
مجاراتها فيه".
غوي هو المفردة القرآنيّة ألنّها عنصر جوهري في يتأسس عليه اإلعجاز اللّ ّ
أهم شيء ّ ومن هذا نصل إلى أ ّن ّ
غوي مرتبط بموضوعات تبرز جوانبه ،فما هي؟. بيان معنى اآليات .وإذا كان األمر كذلك فإ ّن اإلعجاز اللّ ّ
غوي:
-2-2موضوعات اإلعجاز اللّ ّ
344
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
-1-2-2انتقاء المفردة القرآنيّة من معجم اللُّغة العربيّة :لقد اصطفى القرآن الكريم ُمفرداته من
لب كالم العرب وزبدته ،وواسطته وكرائمه ،التي عليها اعتماد الفقهاء والحكماء في بي فانتقى منه ّاللّسان العر ّ
أحكامهم وحكمهم ،وإليها مفزع ح ّذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم وما عداها وعدا األلفاظ
المتفرعات عنها والمشت ّقات منها ،هو باإلضافة إليها كالقشور والنّوى باإلضافة إلى أطايب الثمرة ،وكالحثالة
ّ
13
والتّبن باإلضافة إلى لُبوب الحنطة.
-2-2-2الجماليّة الصوتيّة للمفردة القرآنيّة :من المسلّم به أن المفردات القرآنيّة لها أثر بالغ في
كلي وتناسقها
الش ّ
ومرد ذلك جمالها ّ السامع واألخذ بلبّه وإن كان أعجميا ال يفقه العربيّة ّ
االستئثار بشعور ّ
وتي بانسجام الحروف من جهة مخارجها وصفاتها ،وحركاتها وسكناتها وما إلى ذلك من أركان النّظام الص ّ
ّ
14
القرآني .
ّ وتي
الص ّ
ّ
القرآني :للمفردة القرآنيّة في سياقها خصوصيّة
ّ السياق-3-2-2أحقيّة المفردة بموضعها في ّ
اختل
القرآني ،ولو ّ
ّ السياق
أخص موضع تتّخذه في ّ معنويّة ذلك أ ّن الموضع الذي ترد فيه هو –دون شك – ّ
التركيب المعنى المراد ،وهذا امتداد للخطوة األولى ،وهي انتقاء المفردة
ترتيبها بتقديم أو تأخير ،ما ّأدى ّ
األخص بها من
ّ القرآنيّة ،فالمفردة اختيرت بدقّة من جهة شكلها وصوتها وصيغتها الستعمالها في الموضع
تؤد المعنى المطلوب وإن بدا لك أنه عينجهة مضمونها وداللتها ،ولو استبدلت لفظة مكان أخرى لم ّ
15
المرغوب.
تكمل بعضها البعض .وهي غوي يتجلّى في ثالثة جوانب ّ ويترتّب على ما سبق القول بأ ّن اإلعجاز اللّ ّ
الصوتيّة وسياقها.
انتقاء المفردة القرآنيّة وجماليّتها ّ
العلمي؟
ّ غوي ،فماذا عن اإلعجاز
أهم المفاهيم المتعلّقة باإلعجاز اللّ ّ
هذه ّ
العلمي:
ّ -3مفاهيم عن اإلعجاز
العلمي*:
ّ -1-3تعريف اإلعجاز
يبي ،وثبت عدم إمكانيّة إدراكها لعلمي هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجر ّ
اإلعجاز ا ّ
مما يظهر أو يؤّكد صدقه فيما أخبر به عن ربّه السالمّ ،
الرسول عليه الصالة و ّبالوسائل البشريّة ،في زمن ّ
16
الرسالة اإلسالميّة.
تتضمنه من حقائق علميّة -دليل على عالميّة ّ
سبحانه وتعالى ،والمعجزة القرآنيّة –بما ّ
العلمي في القرآن الكريم:
ّ -2-3ضوابط البحث في اإلعجاز
345
الدكتورة خديجة حوبان
17
العلمي وهي:
ّ نص العلماء على ضوابط الب ّد من مراعاتها في أبحاث اإلعجاز لقد ّ
-0مراعاة أ ّن القرآن الكريم كتاب هداية فينبغي أن تبقى ال ّدراسات القرآنيّة المتعلّقة باآليات الكونيّة في
األساسي لل ُقرآن الكريم.
ّ حدود هذا الغرض ،وال تؤثّر على الهدف
-1أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللّغة العربيّة إبان نزول الوحي ،وأن تراعى القواعد النحويّة
ودالالتها ،وأن تراعى القواعد البالغيّة وخصائصها وال سيما قاعدة أن ال يخرج اللّفظ من الحقيقة إلى
القرآني في اآليات مرن يقبل وجوها في التّأويل.ّ المجاز ّإال بقرينة كافية ،ذلك أ ّن األسلوب
العلمي للقرآن الكريم.
ّ -0البعد عن التّأويل من النّصوص المتعلّقة باإلعجاز
ّ -4أال تجعل حقائق القرآن موضع نظر ،بل هي األصل فما وافقها قُبل وما عارضها ُرفض.
يفسر القرآن ّإال باليقين الثّابت من العلم ،ال ُ -1مراعاة أن الحقائق العلميّة هي مناط االستدالل فال ّ
يفسر بها
بالفروض والنّظريات التي ماتزال موضع فحص وتمحيصّ ،أما الحدسيّات والظّنّيّات فال يجوز أن ّ
أي وقت .هذه أهم المفاهيم المتعلّقة باإلعجاز القرآن ألنّها عرضة للتّصحيح والتّعديل بل لإلبطال في ّ
العلمي؟
ّ العلمي ،فماذا عن آراء العلماء في اإلعجاز
غوي و ّ اللّ ّ
العلمي:
ّ -4آراء العلماء حول اإلعجاز
العلمي ذو شجون ،فقد تباينت آراء العلماء والباحثين وف اقا لفهمهم وأدلّتهم،
ّ إ ّن الحديث عن قضيّة اإلعجاز
قسمت الباحثة هند شلبي مذاهب فنجم عن ذلك اختالف وتفاوت في سلّم المعارضة واإلثبات ،وقد ّ
18
العلمي للقرآن على النّحو اآلتي:
ّ العلماء في التّفسير
-0المعارضون مطل اقا:
أ.الممثلون لهذا المذهب دون التحيز إلى العلم مطل اقا :يمثّل هذا الفريق من العلماء القدامى أبو إسحاق
إنما رفض اشتماله على العلوم التي لم تكن معهودة الشاطبي الذي لم يرفض وجود العلم مطل اقا في القرآنّ ، ّ
قصرا على العرب وعلى األميّين إنّما
محل نقد ومؤاخذة ،أل ّن القرآن ليس ا مما جعله ّ لدى العرب زمن نزولهّ .
األمي والحكيم ،زمن النّزول بعده.
بي ،و ّ بي وغير العر ّ
هو دعوة عالميّة تخاطب العر ّ
وممن رفض القول باإلعجاز العلمي في القرآن د .محمد كامل حسين أل ّن القرآن كتاب هداية ال يتّبع مسار ّ
تغييرا ،بينما يقوم العلم على التّغيير المستمر في
الحق األزليّة التي ال تعرف ا
العلم في بسط حقائقه فهو دعوة ّ
نظريّاته.
346
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
ب .الممثّلون لهذا المذهب مع التّحيّز إلى العلم :ينكر د .أركون القول بوجود العلم في القرآن باالعتماد
على اختالف مفهوم الكلمة في القرآن وفي العلوم الحديثةّ .أما د .عاطف فيستند في إنكاره إلى ما ّادعى
مالحظته من تناقض بين القرآن والعلم الحديث.
العلمي ولكنّهم أ ّكدوا عدم وجود تضارب بين ّ عارضوا التّفسير
-1المعارضون المحترزون :وهؤالء هم من ُ
الرأي :محمد وممن أجمع على هذا ّ ممه ادا للتّسليم بهّ ،
حقائق العلم وحقائق القرآن ،وهذا ما يجعل موقفهم ّ
محمد باقر الصدر ،األستاذ أمين الخولي، الشرباصيّ ، حسين ال ّذهبي ،الشيخ محمود شلتوت ،د .أحمد ّ
السالم المحتسب. الشاطئ ،عبد المجيد عبد ّ عائشة بنت ّ
وممن
-0المثبتون مطل اقا :إ ّن أصحاب هذا المذهب يعتقدون أ ّن القرآن حوى جميع العلوم دون استثناءّ ،
جوهري.
ّ السيوطي -طنطاوي الرأي :أبو حامد الغزالي -جالل ال ّدين ّ تبنّى هذا ّ
-4المثبتون المعتدلون :يرى هؤالء أ ّن من معجزة القرآن أن يكون قد ّادخر للبشر من أوجه التّح ّدي ما كان
محمد عبده،الشيخ ّ العلمي ،ومن أبرز القائلين بهذاّ :
ّ الله وحده يعلم أ ّن البشريّة ستصير إليه يعني االتّجاه
محمد عبدالرزاق نوفلّ ، الرافعي ،عبد ّ الشعراويّ ،محمد متولّي ّ الشيخ ّ محمد الطّاهر بن عاشورّ ، الشيخ ّ ّ
التركي.
الحليم بوزيد ،البشير ّ
19
قسم آراء العلماء كاآلتي:
السالم حمدان اللّوح" فقد ّ أما الباحث "عبد ّ
أ.رأي المعارضين:
ومحمد
ّ اطبي،
الش ّالعلمي ومنهم :أبو إسحاق ّ ّ أنكروا اإلعجاز
-0رأي المفرطين في المعارضة :وهم الذين ُ
هبي -وشيخ األزهر محمود شلتوت -وشوقي ضيف. حسين ال ّذ ّ
إعجازا
ا -1رأي المعتدلين :وهم الذين رأوا وجود إشارات وحقائق علميّة في القرآن ّإال أنّهم أنكروا تسميتها
الشيخالرأي :محمود شاكر ،و ّ النبوة وقد ذهب إلى هذا ّ علميا واعتبروا وجودها دالليا على صدق الوحي و ّ
عزة دروزة.
محمد ّ
الشيخ ّ أمين الخولي ،و ّ
ب .رأي المؤيّدين:
كل علم بما فيهالمتوسعين :وهم الذين فتحوا الباب على مصراعيه حيث أضاف أصحابه للقرآن ّ ّ -0رأي
يوطي ،وهؤالء من
الس ّ بي ،و ّ
ازي ،أبو بكر بن العر ّ الر ّ
الي ،الفخر ّمن جزئيّات ومباحث ومن هؤالء :اإلمام الغز ّ
الشيخ طنطاوي جوهري. القدامىّ ،أما المحدثون فعلى رأسهم ّ
محمد
تأثروا بأستاذهم اإلمام ّالرأي كثير غالبيّتهم من المعاصرين الذين ّ -1رأي المعتدلين :وأصحاب هذا ّ
محمد جمال مباشرا أو غير مباشر .ومنهمّ : عبده صاحب المدرسة العقليّة في التّفسير سواء إن كان التّأثّر ا
347
الدكتورة خديجة حوبان
محمد فريد وجدي ،عبد ا ّلرحمان الكواكبي ،مصطفى صادق ال ّدين القاسمي ،أحمد مصطفى المراغيّ ،
محمد الطّاهر بن عاشور،الشهيد سيّد قطبّ ، الشهيد حسن البنّاّ ، الزرقانيّ ،محمد عبد العظيم ّ
الرافعيّ ، ّ
النبي،
محمد حسب ّ الشعراوي ،عفيف عبد الفتّاح طبارة ،منصور ّ محمد متولّي ّ محمد أحمد الغمراويّ ، ّ
العلمي بين م ّد وجزر
ّ محمد جمال الفندي ،فضل حسن عبّاس .وهكذا راحت قضيّة البحث في اإلعجاز ّ
العلمي نُورد ما ذكرته
ّ واختالف في سلّم المعارضة واإلثبات وفي محاولة إلبراز أهميّة البحث في اإلعجاز
20
السيد زيدان كالتّالي:
علي ّ
الباحثة جميلة السيّد ّ
الساعة هداية للعالمين .فكيف تكون هداية غير العرب الذين لم -0القرآن ليس معجزة وقتيّة بل إلى قيام ّ
العلمي وقد
ّ يتذوقوا بيانه وبالغته؟؟؟ والجواب هو وجود إعجازات أخرى تهديهم إليه وفي مق ّدمتها اإلعجاز ّ
وتكشفت.
سجل التاريخ دخول كثير من علماء الغرب في اإلسالم بعدما تبيّنت لهم اآليات ّ ّ
فسروا ألفاظ القرآن
المفسرين في تفاسيرهم واللّغويّين في معاجمهم مع اختالف أزمنتهم قد ّ ّ -1إ ّن ُمعظم
الكريم التي تشتمل على الحقائق الكونيّة في حدود معرفتهم حول الكون .ومن ذلك خلطهم بين الكواكب
احدا ،في حين أ ّن علماء الفلك قطعوا القول في التّفريق بينهما.
والنّجوم وجعلهما شيئاا و ا
البياني.
ّ العلمي وفهمه يساهم في فهم اإلعجاز
غوي و ّ -0إ ّن االنبهار باإلعجاز اللّ ّ
348
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
يكشف أسرار القرآن ُ غوي ،فهذا األخير هو الذي العلميّة أن تتجلّى ألهل العلم لوال تجلّيها في إعجازه اللّ ّ
الكريم العلميّة.
بي وأنزل بلسان السبيّل لفهم أسرار اإلعجاز العلمي حين قال أ ّن" :القرآن عر ّ وضح د .جعفر دك الباب ّ وقد ّ
العلمي في
ّ يخي
العلمي الب ّد من التّعمق في فهم المنهج التار ّ ّ بي مبين ...ومن أجل فهم أسرار إعجازه عر ّ
يظن أنّه من ال ّدراسة اللّغويّة ،مع تأكيد إنكار ظاهرة التّرادف والبحث في الفروق ال ّدقيقة بين ما ّ
22
المترادفات".
يحتاج إلى اإللمام بالعلوم اللّغويّة ّأواال ،وكذلك
ُ السياق نفسه يرى د .موريس بُوكاي أ ّن تفسير القرآن وفي ّ
بحر في بعدد كبير من العلوم المتنوعة األخرى وعن هذا يقول" :ال يكفي لكي نفهم هذه اآليات القرآنيّة التّ ّ
مثال لكلمة موسعون التي جدا" 23.كما ضرب ا متنوعة ا المعارف اللّغويّة ،بل البد من تملّك معارف علميّة ّ
تعثّرت أقالم المترجمين فيها فذكروا من التّرجمات ما ال يناسب معناها حتّى ّتم تفسيرها على ضوء النّتائج
للشؤون اإلسالميّة بالقاهرة 24.وهذا ما يثبت الصادر عن المجلس األعلى ّ العلميّة الحديثة في المنتخب ّ
المتخصصين.
ّ العلمي ّإال من قبل ّ العلمي واإلعجاز
ّ صعوبة التّعرض لقضايا التّفسير
الراغبوتعتبر المفردات القرآنيّة من أوائل المعاون إلدراك معاني القرآن الكريم وعن هذا يقول ّ ُ هذا،
األصفهاني" :وذكرت أ ّن ّأول ما يُحتاج أن يُشتغل به من علوم القرآن اللّفظيّة ،ومن العلوم اللّفظيّة تحقيق ّ
األلفاظ المفردة ،فتحصيل معاني ُمفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك
25
معانيه".
إعجازي في المفردة القرآنيّة "موسعون" الواردة في اآلية 40 ّ ظل هذه المعطيات سنحاول عرض نموذج وفي ّ
وسعُو َن} .والتي تشهد بال ِّّدقّة وكمال السماء ب نَ ي نَاها بِّأَي ٍد وإِّنَّا لَم ِّ
{و َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ من سورة ال ّذاريات في قوله تعالىَ :
العلمي
ّ كل عصر معنى من المعاني يتناسب مع المستوى الصياغة المعجزة التي "يفهم منها أهل ّ المعنى ،و ّ
26
العلمي للقرآن الكريم وفق ضوابط ّ غوي والتّفسيرللعصر" .وفي هذا دليل على ضرورة االهتمام باإلعجاز اللّ ّ
غوي للمفردة لتظهر ثمرة ذلك في اإلعجاز يؤدي إلى تفسير متناسب مع المعنى اللّ ّ صارمة أل ّن ذلك ّ
العلمي.
ّ
"موسعون":
إعجازي في المفردة القرآنيّة ُ
ّ نموذج
ٌ -6
السين
مادة (و س ع) تعني ما يلي " :الواو و ّ
ينص المعجم على أ ّن ّ
لمادة "و س ع"ّ :
أ-ال ّداللة المعجميّة ّ
27
"السعة :نقيض الضيق...
الضيق والعسر ."...ووف اقا البن منظور فإ ّنَّ :
تدل على خالف ّ
والعين :كلمة ّ
349
الدكتورة خديجة حوبان
وس ُعو َن} ،28أراد جعلنا بينها وبين األرض السماء ب نَ ي نَاها بِّأَي ٍد وإِّنَّا لَم ِّ واتّسعِّ :
{و َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ كوس َع ...وقوله تعالىَ : َ
29
خالف التّضييق" .ولمزيد من التّوضيح بحثنا في معجم ُ وسع ...والتّوسيع: َسعةَ ،جعل أوسع بمعنى ّ
"السعة تقال في األمكنة ،وفي الحال ،وفي الفعل كالقدرة والجود ونحو مفردات القرآن فوجدنا اآلتيَّ :
30
لمادة (و س ع) هو خالف التّضييق ،وكما هو مما سبق يمكننا القول أ ّن األصل ال ّداللي ّ ذلك" .انطالقاا ّ
مادة وسع تُقال في األمكنة ،وفي الحال ،وفي الفعل. واضح فإ ّن ّ
مادة (و س ع) وصفاتها لوجدناها تتميّز بما تأملنا مخارج حروف ّ لمادة (و س ع) :إذا ّ الصوتيّة ّ
ب .ال ّداللة ّ
يلي:
الشفتين؛ أي بانضمامهما إلى األمام ُدون انطباق 31.وهي من الحروف -0الواو غير الم ّديّة :وتخرج من بين ّ
التي تتميّز بالجهر-الرخاوة-االستفال*-االنفتاح*-االصمات.
الصوت من السفلى فيخر ُج ّالصفحة ال ّداخلية للثّنايا ّ السين :وتخرج من منتهى اللّسان مع ما يحاذيها من ّ ّ -1
32
الرخاوة-االستفال-االنفتاح– اإلصمات- السفلى .من صفاتها الهمسّ - فوقها مارا بين الثنايا العليا و ّ
الصفير.
ّ
33
.0العين :وتخرج من وسط الحلق .وتتميّز بالجهر -البينيّة -االستفال -االنفتاح -اإلصمات.
والمالحظ على هذه األصوات أنّها تشترك في صفتي االستفال واالنفتاح واإلصمات ّأما االستفال فهو
الفم .واالنفتاح هو
الصوت معه إلى قاع ّ ط ّ انحطاط اللّسان عن الحنك األعلى عند النّطق بالحرف فينح ّ
تسمى حروف الصوت بينهما ولذا ّ انفتاح ما بين اللّسان والحنك األعلى عند النّطق بالحرف فال ينحصر ّ
المادة (و س ع) التييجعل أصوات هذه ّ ُ الصوت .وهذا ما منفتحة عكس اإلطباق الذي ينحصر فيه ّ
*
الضيق ،فانحطاط اللّسان عن السعة وهو نقيض ّ تتميّز بانفتاح واستفال حروفها هي األخرى تعكس معنى َّ
الصوت فيها دون انحصار يعني وجود سعة عند النّطق بها وعليه فإنّنا الحنك األعلى عند النّطق بها وخروج ّ
السعة.مادة و س ع في داللتها وأصواتها تحمل معنى َّ نجد أ ّن ّ
لغوي واحد في التّعبير
للمفردة القرآنيّة "موسعون" :تتنّوع صيغ المشت ّقات من أصل ّ الصرفية ُ
ج .ال ّداللة ّ
القرآني ،وهذا التّ ّنوع مقصود ،لم يأت مصادفة وإنّما جاء لحكمة بيانية وتقرير معنى مقصود وإيحاء مراد ّ
القرآني عن صيغة اسم الفاعل إلى صيغة اسم فاعل آخر والذي يحكم ذلك ّ عبيرالت
ّ يعدل فقد مة، وداللة ّ
قي
الصيغة األنسب السياق الذي وردت فيه اآلية ،فالقرآن يختار ّ الصيغة المشت ّقة ،و ّ هو اآلية التي وردت فيها ّ
محل صيغة تحل صيغة ّ وللسياق ،وال يمكن أن ّ في حروفها ومعناها وداللتها ،األنسب للجملة ولآلية ّ
الصيغة المناسبة لموضعها بتوازن دقيق. أخرى ،ألن القرآن اختار ّ
350
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
الصيغ بالصيغة التي ذكرتها ،ألنّه من المعلوم أنّه ال ترادف بين ّ كل آية ّ وال ب ّد من بيان حكمة اختصاص ّ
الصيغة في آيتها وسياقها الفعلية المشتقة وال ب ّد من فروق دقيقة بينها ،ولمعرفة الفروق الدقيقة وحكمة ورود ّ
34
السياق الذي وردت فيه. ال ب ّد من معرفة معنى الجذر الثالثي للكلمة وموضوع ّ
*
يدل على الثّبات إ ّن المفردة القرآنيّة "موسعون" هي اسم فاعل من الفعل أوسع .ومن شأن اسم الفاعل أن ّ
المفسرون لعدد من األمثلة في القرآن الكريم تدلّل لذلك ومنها ما قاله ّ وهو بذلك أبلغ من الفعل .وقد لفت
الله سبحانه عن المنافقين{ :وإِّ َذا لَ ُقوا الَّ ِّذين آمنُوا قَالُوا آمنَّا وإِّ َذا خلَوا إِّلَى َشي ِّ
اطينِّ ِّه ْم قَالُوا إِّنَّا َم َع ُك ْم إِّن ََّما نَ ْح ُن َ َ َ َْ َ َ َ
ُم ْستَ ْه ِّزُؤو َن} .35فهو بالفعل آمنّا أمام المؤمنين لكنّهم أمام شياطينهم قالوها باسم الفاعل مستهزؤون بالجملة
36
السماء بشكل االسميّة ال ّدالة على الثّبات .وعلى هذا فاآلية جاءت لتثبت قدرة الله تعالى على خلق ّ
مسمى .وذلك من خالل التّعبير بصيغة اسم الفاعل*وبقرينة مستمر إلى أجل ّ ّ توسع
متّسع رحيب وأنّها في ّ
حق األرض ِّ ِّ
أخرى وهي إضافته إلى إنّا ال ّدالة على العظمة .بخالف التّعبير (فَن ْع َم الماه ُدو َن) المذكور في ّ
مستمر وتباعد 37 ِّ {واألَرض فَر ْشنَ ِّ
اها فَن ْع َم الماه ُدو َن} .وجاء العلم الحديث ليكشف أن الكون في اتّساع ّ َ ْ َ َ َ
38
الصيغة ؛ فقد المجرات نتيجة لذلك يناسبه تماما التّعبير بصيغة موسعون الواردة في اآلية بهذه ّ ّ بين
كل من الفيزياء النّظريّة والفلكيّة تأكيد حقيقة أ ّن الكون غير ثابت ،فهو ّإما أن يتم ّدد استطاع علماء ّ
39
وإما أن ينكمش [يضيق] وف اقا لعدد من القوانين المح ّددة له. [يتوسع]ّ ،
ّ
ِّ
بري ما يلي" :وقوله :إِّنّا لَ ُموس ُعو َن. ِّ
المفسرين :ورد في تفسير الطّ ّ ّ عو َن" عند "موس ُ د .داللة المفردة القرآنيّة ُ
وس ِّع قَ ْد ُرهُ َو َعلَى الْ ُم ْقتِّ ِّر
يقول :لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه .ومنه قوله( :وعلَى الم ِّ
ََ ُ
قَ ْد ُرهُ) يراد به القوى .وقال ابن زيد في ذلك ما ح ّدثني يونس ،قال :أخبرنا ابن وهب ،قال :قال ابن زيد :في
أيضا :أنها من القدرة ،وقيل :أي 40 ِّ قولهِّ :
ومما جاء في تفسيرها ا ّ جل جالله". (وإنَّا لَ ُموس ُعو َن) قال :أوسعها ّ َ
الرزق على خلقنا. وإنّا لذو َسعة ،وبخلقها وخلق غيرها ال يضيق علينا شيء نريده .وقيل :أي وإنّا لموسعون ِّ
ّ
الرزق بالمطر .وقيل من :الغنى .وقيل :ذو سعة على خلقنا. وقيل :وإنّا لمطيقون .وقيل :أي وإنّا لموسعون ّ
والمعنى متقارب .وقيل جعلنا بينهما وبين األرض سعة وقيل :أي أغنياء قادرون .فشمل جميع األقوال 41.وال
يسعنا أمام هذه المعاني ّإال اإلشارة إلى ما قالته الباحثة "هند شلبي" والمتأمل في طريقة فهم القدامى ُ
42
لآليات الكونيّة يالحظ فيه ما يلي:
غوي..0منهم من حملها على ظاهرها اللّ ّ
تأولها وأخذ األلفاظ بمعناها المجازي .ومن بين التّفاسير التي اطّلعنا عليها تفسير "ابن كثير" -1منهم من ّ
وسعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتّى حيث بيّن أ ّن المراد باالتّساع اتّساع األرجاء " قيل :أي قد ّ
351
الدكتورة خديجة حوبان
43
السعة كذلك ظاهرة في هذه استقلّت" .ولمزيد من التّوضيح بحثنا في ظالل القرآن فوجدنا اآلتي" :و َّ
الرحيب. ذرات متناثرة في هذا الفضاء ّ النجوم ذات األحجام الهائلة والتي تع ّد بالماليين ،ال تعدو أن تكون ّ
السماء ولو أ ّن السعة إيحاء آخر إلى مخازن األرزاق التي قال من قبل :إنّها في ّ ولعل في هذه اإلشارة إلى َّ ّ
ظالال معيّنة ،يبدو أنّها مقصودة في القرآني يلقي ا
ّ ولكن التّعبير
مجرد رمز إلى ما عند اللهّ . السماء هناك ّ ّ
44
توسع في مما يالحظ على تفسير سيّد قطب أنّه قد ّ التّعبير لخطاب مشاعر البشريّة خطاباا موحياا" .و ّ
السعة ظاهرة في النّجوم خاصة وأنّه قد أشار إلى أ ّن ّ
السعة مقارنةا بما سبق عرضه من التّفاسير؛ ّ تحليل معنى ّ
ذات األحجام الهائلة والتي تع ّد بالماليين .ولم يتوقّف عند هذا التّحليل بل نجده يشير إلى احتمال المفردة
معنى آخر وهو :مخازن األرزاق.
فصل في تفسيرها على النّحو التّالي :والموسع :اسم فاعل من أوسع ،إذا كان ذا ّأما الطّاهر بن عاشور فقد ّ
الضيق ،واستعير معناها للوفرة السعة ،وهي امتداد مساحة المكان ض ّد ّ وسع ،أي قدرة .وتصاريف جائيّة من ّ
ت ُك ّل َش ْيء} ووفرة المال مثل{ :لِّيُ ْن ِّف ْق ذُو َس َع ٍة ِّم ْن ِّ ِّ
{وَر ْح َمتي َوس َع ْ
في أشياء مثل األفراد مثل عمومها فيَ :
وس ِّع قَ ْد ُرهُ} ،وجاء في أسمائه تعالى الواسع{ :إِّ َّن اللهَ َو ِّاس ٌع َعلِّ ٌيم} .وهو عند سعتِّ ِّه} وقوله{ :وعلَى الم ِّ
ََ ََ
ِّ
إجرائه على ال ّذات يفيد كمال صفاته ال ّذاتيّة :الوجود ،والحياة ،والعلم ،والقدرة ،والحكمة ،قال تعالى{ :إ َّن
وس ُعو َن} .وأ ّكد الخبر بحرف (إِّ َّن) لتنزيل المخاطبين منزلة من الله و ِّاسع علِّيم} .ومنه قوله هنا{ :وإِّنَّا لَم ِّ
َ ُ ََ ٌ َ ٌ
45
ينكر سعة قدرة الله تعالى إذ أحالوا إعادة المخلوقات بعد بالها" .والمالحظ على هذه التّفاسير إيرادها
للمعاني المختلفة التي تحتملها المفردة القرآنيّة.
وسعو َن" :إ ّن الكون الذي ننتمي إليه ،والذي أُطلق عليه اسم: ه .التحليل العلمي للمفردة القرآنية "م ِّ
ّ ُ ّ
ِّ
المعمرة
المجرات وابتعادها عن بعضها ،ولذلك تُشاهد األشعّة ّ توسع
المجرات الخارجيّة هو اآلن في حالة ّ
*
ّ ّ
مما يدل على تم ّدد ِّ
الستينات من القرن العشرين ،وهي إشعاع من الماضي البعيد ّ التي اكتشفت في ّ
*
السماويّة المشعّة المجرات وبقيّة األجرام ّ ّ أشعة هذه [توسع] الكون ،ويُشاهد كذلك انحراف في أطياف ّ ّ
* 46
اسعا بين علماء الفلك الذين انقسموا فيها جدال و ا
األخرى نحو اللّون األحمر .وقد أثارت هذه الحقيقة ا
الريّاضيّة والقراءات الفلكيّة في صفحة قاطعا بالعديد من المعادالت ّ بين مؤيّد ومعارض حتّى ثبت ثبوتاا ا
بصورةٍ ال ُ
47
يكاد عقل اإلنسان إدراكها (إذ السماء .والجزء المدرك لنَا من هذا الكون شاسع االتّساع ُ ّ
مستمر في االتّساع اليوم وإلى ما شاء الله ،والتّعبير ّ وهو ة)، وئي
ّ ّ الض نين الس
ّ بباليين ر د
ّ تق فيه المسافات
توسع هذا الكون إلى ما شاء ِّ القرآني ِّ
السعة المذهلة ،كما يشير إلى حقيقة ّ {وإنَّا لَ ُموس ُعو َن} يُشير إلى تلك ّ ّ َ
48
الله .وهي حقيقة لم يدركها اإلنسان ّإال في العقود الثّالثة األولى من القرن العشرين .وقد ّأدى إثبات توسع
352
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
خاتمة:
العلمي للمفردات القرآنيّة ّ غوي في الكشف عن اإلعجاز حاولنا في هذا المقال إبراز دور اإلعجاز الل ّ
حيث تعريفه وموضوعاته ،لنتناول بعد ذلك مفاهيم غوي من ُ قت ّأواال إلى مفاهيم تتعلّق باإلعجاز الل ّفتطر ُ
ّ
عرجناالشروط التي ينبغي مراعاتها عند البحث فيه ،بعد هذا َّ عرفناه ّأواال ّثم عرضنا ّ
العلمي ف ّ
ّ ط باإلعجاز ترتب ُ
إعجازي في المفردة
ّ العلمي ،لنختم المقال بعرض نموذجّ إلى آراء العلماء في مسألة البحث في اإلعجاز
توصلنا إليه في اآلتي: ِّ
القرآنيّة "لَ ُموس ُعو َن" الواردة في اآلية 40من ُسورة ال ّذاريات .ويمكن أن نُجمل ما ّ
ومرد ذلك أن الرغم من اختالفهماّ ، البياني على ّ
ّ غوي واإلعجاز
ُ -هناك تداخل بين مصطلح اإلعجاز اللّ ّ
غوي لم يأخذ حظّه من البيان من حيث التّأصيل والتّنظير ،وإن ُوجدت بعض ال ّدراسات التي اإلعجاز اللّ ّ
ُعنيت به من حيث التّطبيقات العمليّة على النّصوص القرآنيّة.
تجمع بين
ُ بمفردات في منتهى ال ِّّدقّة
غوي هو لُغة القرآن الكريم في التَّعبير عن الحقائق ُ -اإلعجاز اللّ ّ
يعجز البشر عن اإلتيان بمثلها.
السياقيّة ُالصوتيّة والخصوصيّة ّ الجماليّة ّ
جوهري في بيان معنى اآليات. ّ غوي هو المفردة القرآنيّة ألنّها عنصر
يتأسس عليه اإلعجاز اللّ ّأهم شيء ّ -إ ّن ّ
353
الدكتورة خديجة حوبان
تكمل بعضها البعض .وهي انتقاء غوي في المفردة القرآنيّة من خالل ثالثة جوانب ّ -يتجلّى اإلعجاز الل ّ
الصوتيّة وسياقها.
المفردة القرآنيّة وجماليّتها ّ
يبي ،وثبت عدم إمكانيّة إدراكها العلمي هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التّجر ّ ّ -اإلعجاز
السالم.
الصالة و ّالرسول عليه ّ بالوسائل البشريّة ،في زمن ّ
غوي يقوم بوظيفة العلمي ،ذلك أ ّن اإلعجاز الل ّ
ّ غوي حين يُعبِّّر عن حقائق اإلعجاز -يبرز دور اإلعجاز اللّ ّ
كمالن بعضهما. العلمي ومنه يمكننا القول بأنّهما يُ ّ
ّ تجسيد اإلعجاز
وس ُعو َن" الواردة في اآلية 40من ُسورة ال ّذاريات ومضة قرآنيّة باهرة تشهد بال ِّّدقّة -تُعتبر المفردة القرآنية "م ِّ
ّ ُ َُ
الشمول والكمال بين ال ّداللة اللغويّة المعجزة والحقائق العلميّة المثبتة .لتظهر ثمرة ذلك في اإلعجاز و ّ
العلمي.
ّ
وما يمكن قوله في األخير هو أ ّن هذا النّوع من المواضيع بقدر ما يحتاج إلى الباحثين في المجاالت العلميّة
المتخصصين في علوم اللغة والتّفسير.
ّ المتعلّقة بعلم الفلك واألرض وغيرها ،بقدر ما هو بحاجة إلى
الهوامش:
354
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
األصفهاني :مفردات ألفاظ القرآن ،تح :صفوان عدنان داوودي ،دار القلم ،دمشق ،ط ،2111 ،4/ص.55 الراغب 13
ّ -ينظرّ :
البياني للقرآن الكريم ، -ص.42-49 ِّ 14
غوي و ّالسنّة والجماعة في اإلعجاز الل ّ-ينظر :العيد ح ّذيق :جهود أهل ّ
-15ينظر :المرجع نفسه ،ص.41
علمي هو في كل إعجاز ّ العلمي ثمرة للتّفسير العلمي وغايته ،و ّ
ّ العلمي هو أ ّن اإلعجاز
ّ العلمي والتّفسير
ّ *الفرق بين اإلعجاز
العلمي الذي
ّ العلمي بخالف التّفسير
ّ المستقرة في اإلعجاز
ّ علمي ،على أنّه ال يجوز استخدام غير الحقائق العلميّة األصل تفسير ّ
العلمي في القرآن
ّ يمكن استخدام النّظريّات التي غلب عليها الظّن أنّها صحيحة .مرهف عبد الجبّار سقا ،التّفسير واإلعجاز
محمد األمين ،سوريا ،الطّبعة 2191 ،9م ،ص.11 الكريم ضوابط وتطبيقات ،دار ّ
للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق – .www.nabulsi.com 16
محمد راتب النّابلسي :موسوعة النّابلسي ُ -ينظرّ :
القرآني في النّصف الثّاني من القرن العشرين –دراسة وإحصاء ،-مجلّة ّ وينظر :دريد موسى داخل األعرجي :أبرز كتب اإلعجاز
مركز بابل لل ّدراسات اإلنسانيّة2191 ،م ،المجلد ،9 :العدد ،1ص.91
للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق – .وينظر بالتّفصيل :مصطفى مسلم :مباحث في إعجاز ال ُقرآن، 17
-موسوعة النّابلسي ُ
الرياض ،ط 9111 ،2/ص.991-999 دار المسلم للنّشر والتّوزيعّ ،
العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق ،مطبعة تونس قرطاج ،تونس ،ط ،9115 ،9/من ّ -18ينظر هند شلبي :التّفسير
ص 22إلى ص .54
العلمي في القرآن الكريم ،آفاق للطّبع والنّشر والتّوزيع ،فلسطين ،ط،2112 ،2/ السالم حمدان اللّوح :اإلعجاز 19
ّ -ينظر عبد ّ
من ص 991إلى .951
الصوتيّات ،الجزائر ،م 20
العلمي في سورة التّكوير ،مجلّة ّ
ّ البالغي واإلعجاز
ّ السيد زيدان :بين اإلعجاز
السيد علي ّ -ينظر :جميلة ّ
،99ع ،9ص.241-249
محمد راتب النّابلسي :موسوعة النّابلسي للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق –. 21
-ينظرّ :
دك الباب :الوجيز في المنهج 22
محمد شحرور –عنصر ما بعد الخاتمة بقلم ال ّدكتور :جعفر ّ -الكتاب والقرآن ،قراءة معاصرةّ ،
بي المبين ،األهالي للطّباعة والنّشر والتّوزيع ،دمشق ،ط ،9111 ،9/ص.191 المعين على كشف أسرار اللّسان العر ّ
اإلسالمي ،ط ،9111 ،4/ص.951 الشيخ حسن خالد ،المكتب 23
ّ -موريس بوكاي :التّوراة واإلنجيل والقرآن والعلم ،ترجمةّ :
العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق ،ص.11
ّ -24هند شلبي :التّفسير
األصفهاني :مفردات ألفاظ القرآن ،ص.54 الراغب 25
ّ ّ -
السماء في القرآن ،دار المعرفة ،بيروت ،ط2115 ،9/م ،ص.14-14 26
-زغلول النّ ّجارّ :
مادة (و س ع). 27
-ابن فارس :المقاييسّ ،
-28سورة ال ّذاريات :اآلية .49
محمد الشاذلي ،دار المعارف القاهرة، 29
محمد أحمد حسب الله ،هاشم ّ
-ابن منظور :لسان العرب ،تح :عبد الله علي الكبيرّ ،
مادة (و س ع). ّ
الراغب األصفهاني :مفردات ألفاظ القرآن ،ص.191 30
ّ -
355
الدكتورة خديجة حوبان
356
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
األنصاري :الجامع ألحكام القرآن ،دار الكتب العلميّة ،لبنان ،ط ،9111 ،5/م-1 محمد 41
ّ محمد بن ّ -القرطبي أبو عبد الله ّ
ج ،91-99ص.41
العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق ،ص.19
ّ -42هند شلبي :التّفسير
-43ابن كثير الحافظ عماد ال ّدين أبو الفداء إسماعيل ابن عمر :تفسير القرآن العظيم ،دار الكتب العلميّة ،لبنان ،ط،2111 ،2/
م 4ص.214
الشروق ،بيروت/القاهرة ،ط ،9112 ،91/م-1ج ،41-21ص.4415 44
-سيّد قطب :في ظالل القرآن ،دار ّ
محمد الطّاهر :تفسير التّحرير والتّنوير ،دار سحنون للنّشر والتّوزيع ،تونس ،د/ط ،د/ت ،م ،99ج،21-29 45
-ابن عاشور ّ
ص.91
مؤداهَّ :
أن سرعة في سنة 9121م تم ّكن "إدوين هبل" Edwin Hubbleمن الوصول إلى االستنتاج الفلكي ال ّدقيق الذي ّ
*
المجرات عنّا تتناسب تناسب ا طرديّا مع بعدها عنّا ،والذي عرف من بعد باسم قانون هبل .Hubble’ s Lawزغلول ّ تباعد
السماء في القرآن ،ص.15 النّجارّ :
يؤدي إلى ضياع دقّة المفردة ال *
السماء وهذا ّتوسع ّ تجدر اإلشارة إلى أن هناك من يُطلق مصطلح تم ّدد الكون على ظاهرة ّ ُ
مادة (و س ع) تختلف عن ّ
ُ جر شيء في طول ،واتّصال شيء بشيء في استطالة. تدل على ّ مادة (م د د) التي ّمحالة ،ذلك أ ّن ّ
جر شيءيدل على ّ العسر .ووفق ا لما جاء به ابن فارس في المقاييس فإ ّن" :الميم وال ّدال أصل واحد ّ
الضيق و ُ
تدل على خالف ّ التي ّ
في طول ،واتّصال شيء بشيء في استطالة ...وم ّد النّهر ،وم ّده نهر آخر ،أي زاد فيه وواصله فأطال م ّدته ."...ابن فارس:
الزيادة المتّصلة...المديد :ضرب منالمادةّ :
مادة (م د د) .ويذكر ابن منظور ما يلي" :الم ّد :الجذب والمطل ...و ّ المقاييسّ ،
سمي بذلك المتداد أسبابه وأوتاده ،قال أبو إسحاقُ :س ّمي مديدا ألنّه امت ّد سبباه فصار سبب في ّأوله ،وسبب بعد العروض ّ
{وإِّذَا
وسواها .وفي التّنزيل العزيزَ : طوله...وقال اللّحياني :م ّد الله األرض يم ّدها م ّدا بسطها ّ الوتد ...وم ّد الحرف يم ّده م ّداّ :
سمادا من غيرها ،ليكون أعمر لها مددت األرض م ّدا إذا زدت فيها ترابا أو ا ُ اها} .ويقال: ض َم َد ْدنَ َ
{واأل َْر َ
َّت}؛ وفيه َ
ض ُمد ْ
األ َْر ُ
المادة
مادة (م د د) .والظّاهر من خالل ما سبق أن هذه ّ وأكثر ريع ا لزرعها...وامت ّد بهم السير :طال" .ابن منظور :لسان العربّ ،
المادة اللّغويّة قد
كل زيادة متّصلة؛ أي أ ّن هناك نوع من التّطويل لشيء معيّن ،فضالا عن ذلك فإ ّن هذه ّ تدل في مجملها على ّّ
اها َوأَلْ َقْي نَا فِّ َيها َرَو ِّاس َي} لذلك ينبغي التّقيّد
مد ْدنَ َ
ض َ{واأل َْر َ
وجلَ :
عز ّاستعملت في مواضع معيّنة من القرآن الكريم ومن ذلك قوله ّ
ظن أنّه من المترادفات هو من المتباينات.
بما جاء في القرآن الكريم طبقا لقاعدة ما يُ ّ
الضوء -تنقص ،وبالتالي *
مما يجعل ذبذبة ال ُفوطونات (ضويء) –جسيم من ّ هو اللّون الذي تمثّل موجاته موجات أطولّ ،
المشع عن األرض وكذلك ّ تنخفض طاقتها بقدر ازدياد طول موجاتها وزاوية انحرافها .ش ّدة هذا االنحراف يتناسب وبعد الجسم
المشع .رابح جابة :القرآن والعلم ،دار
ّ سرعة تباعديهما عن بعضيهما ،إذن سرعة االبتعاد تزداد بقدر البعد بين األرض والجسم
المعرفة ،الجزائر ،د/ط ،2111 ،ص.254
-46رابح جابة :القرآن والعلم ،ص.254
السماء في القرآن ،ص.15 47
-زغلول النّ ّجارّ :
-48المرجع نفسه ،ص.11-19
357
الدكتورة خديجة حوبان
المصادر والمراجع
-القرآن الكريم
السليم إلى مزايا القرآن الكريم ،دار إحياء التّراث
العمادى ،إرشاد العقل ّ محمد َمحمد بن ّ السعود ّ -9أبو ّ
بي ،بيروت ،د/ط ،د/ت ،ج9. العر ّ
الشرعيّة
الشارقة للعلوم ّ
العلمي ،مجلّة جامعة ّ
ّ -2أحمد إبراهيم عبابنة ،المفردة القرآنيّة وأثرها في توجيه التّفسير
وال ّدراسات اإلسالميّة ،ديسمبر 2191م ،المجلّد ،95العدد 2.
-4أحمد بن قاسم العبّادي ،اسم الفاعل المراد به االستمرار في جميع األزمنة ،تحقيق :محمد حسن عواد،
دار الفرقان ،عمان ،ط9114 ،9/م.
العلمي في سورة التّكوير .مجلة الصوتيّات،
ّ البالغي واإلعجاز
ّ السيد زيدان ،بين اإلعجاز السيد علي ّ -4جميلة ّ
الجزائر ،م ،99ع.9
القرآني في النّصف الثّاني من القرن العشرين –دراسة
ّ -5دريد موسى داخل األعرجي ،أبرز كتب اإلعجاز
وإحصاء ،-مجلّة مركز بابل لل ّدراسات اإلنسانيّة ،المجلد ،9 :العدد2191 .1م.
-1رابح جابة ،القرآن والعلم ،دار المعرفة ،الجزائر ،د/ط2111 ،م.
358
المجلد / 71الع ــدد 20جمادى األولى 7441هـ /ديسمبر [ 0207ص ]162 -147 مجلـة الصوتيات
األصفهاني ،مفردات ألفاظ القرآن ،تح :صفوان عدنان داوودي ،دار القلم ،دمشق ،ط،4/ ّ الراغب
ّ -9
2111م.
السماء في القرآن ،دار المعرفة ،بيروت ،ط2115 ،9/م. -1زغلول النّ ّجارّ ،
الشاطبيَّة ،مراجعة وتقديم :عبد
الزهرة بلعالية دومة ،مذ ّكرة في أحكام التّجويد برواية ورش من نافع من طريق ّ ّ -1
الحفيظ هالل ،دار األوراسيّة ،الجلفة ،ط2191 ،9/م.
الشروق ،بيروت/القاهرة ،ط9112 ،91/م ،م-1ج.41-21 -91سيّد قطب ،في ظالل القرآن ،دار ّ
غوي في
غوي للقرآن الكريم ،اليوم ال ّدراسي التّاسع حول "اإلعجاز الل ّ
-99صالح بلعيد ،مدخل في اإلعجاز الل ّ
القرآن الكريم" ،منشورات مخبر الممارسات اللغويّة في الجزائر2194 ،م.
باني ،دار إعمار ،عمان-األردن ،ط2111 ،9/م. الر ّ
-92صالح الخالدي ،إعجاز القرآن ودالئل مصدره ّ
آي القرآن ،دار الفكر ،بيروت ،د/ط، محمد بن جرير ،جمع البيان عن تأويل ْ بري أبو جعفر ّ -94الطّ ّ
9114م.
محمد الطّاهر ،تفسير التّحرير والتّنوير ،دار سحنون ،تونس ،د/ط ،د/ت. -94ابن عاشور ّ
العلمي في القرآن الكريم ،آفاق للطّبع والنّشر والتّوزيع ،فلسطين،
ّ السالم حمدان اللّوح ،اإلعجاز -95عبد ّ
ط2112 ،2/م.
نموذجا- البياني للقرآن الكريم –ابن القيّم ِّ
ا غوي و ّالسنّة والجماعة في اإلعجاز الل ّ
-91العيد ح ّذيق ،جهود أهل ّ
تخصص اللغة وال ّدراسات القرآنيّة ،كليّة العلوم
،مذ ّكرة مق ّدمة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم اإلسالميّة ّ ،
اإلسالميّة ،قسم اللغة والحضارة العربيّة واإلسالميّة ،إشراف ال ّدكتور عزيز عدمان ،جامعة الجزائر -2191 ،9
2199م.
السالم هارون ،دار الفكر للطّباعة والنّشر والتّوزيع ،د/ط9191 ،م. -99ابن فارس ،مقاييس اللغة ،تح :عبد ّ
األنصاري ،الجامع ألحكام القرآن ،دار الكتب العلميّة ،لبنان،
ّ محمد
محمد بن ّ -91القرطبي أبو عبد الله ّ
ط9111 ،5/م.
-91ابن كثير ،تفسير القرآن العظيم ،دار الكتب العلميّة ،لبنان ،ط2111 ،2/م.
للعلوم اإلسالميّة –آيات الله في اآلفاق – محمد راتب النّابلسي ،موسوعة النّابلسي ُ ّ -21
.www.nabulsi.com
دك الباب :الوجيز في المنهج المعين محمد شحرور ،الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ،بقلم ال ّدكتور :جعفر ّ ّ -29
بي المبين ،األهالي للطّباعة والنّشر والتّوزيع ،دمشق ،ط9111 ،9/م. على كشف أسرار اللّسان العر ّ
359
الدكتورة خديجة حوبان
الصابوني ،التّبيان في علوم القرآن ،مكتبة البشرى ،باكستان ،د/ط2199 ،م. -22محمد علي ّ
محمد
العلمي في القرآن الكريم ضوابط وتطبيقات ،دار ّ ّ -24مرهف عبد الجبّار سقا ،التّفسير واإلعجاز
األمين ،سوريا ،الطبعة2191 ،19م.
الرياض ،ط9111 ،2/م. -24مصطفى مسلم ،مباحث في إعجاز القرآن ،دار المسلم للنّشر والتّوزيعّ ،
الرسالة ،بيروت ،ط9111 ،45/م. مؤسسة ّ -25منّاع القطّان ،مباحث في علوم القرآنّ ،
محمد الشاذلي،
محمد أحمد حسب الله ،هاشم ّ -21ابن منظور ،لسان العرب ،تح :عبد الله علي الكبيرّ ،
دار المعارف القاهرة.
اإلسالمي ،ط،4/
ّ الشيخ حسن خالد ،المكتب -29موريس بوكاي ،التّوراة واإلنجيل والقرآن والعلم ،ترجمةّ :
9111م.
العلمي للقرآن الكريم بين النّظريّات والتّطبيق ،مطبعة تونس قرطاج ،تونس ،ط،9/
ّ -21هند شلبي ،التّفسير
9115م.
360