You are on page 1of 22

‫الفصل األّو ل‬

‫المقّد مة‬
‫أ‪.‬خلفية البحث‬
‫على الرغم من ناحية اهليكلية والوظيفية‪ ،‬مت االتفاق من قبل غالبية املسلمني‬
‫على أن احلديث هو مصدر للتعاليم اإلسالمية‪ .‬يدور احلديث دوًر ا يف شرح‬
‫تفاصيل التعاليم اإلسالمية باإلضافة إىل تفصيلها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لكي يصبح احلديث‬
‫مصدًر ا للتعاليم اإلسالمية اليت يتم تطبيقها بعد ذلك‪ ،‬جيب أن مير احلديث برحلة‬
‫طويلة يف شكل حبث علمي معقد فيما يتعلق بصحة احلديث‪ .‬إن تذكر احلديث‬
‫ليس القرآن‪ ،‬بل كالم الرسول صلى اهلل عليه وسلم من أقوال وأفعال وكل ما‬
‫اتفق عليه النيب‪ .‬وهي إذن الكلمة اليت يتم قبوهلا وممارستها من قبل الصاحبني‬
‫والتابعني يف حياهتم اليومية‪ .‬مبرور الوقت‪ ،‬من الكالم الشفهي ومن الرأس إىل‬
‫الرأس‪ ،‬تكون الكلمة عرضة للتغيري‪ .‬لذا فإن عملية البحث العلمي على كالم‬
‫الرسول من املهم القيام هبا من أجل إنتاج نوعية األحاديث اليت يرغب جامعو‬
‫األحاديث النبوية‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن البحث العلمي حول كالم الرسول‬
‫مفيد جًد ا أيًض ا يف معرفة إجراءات استخدام احلديث كأساس للممارسة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫يعرتف علماء التعاليم اإلسالمية بصعوبة دراسة حديث النيب وعلم احلديث‪،‬‬
‫بسبب تعقيد حديث النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬تعد املصطلحات‬
‫واألساليب املختلفة يف علم احلديث وكذلك طرق البحث حول جودة احلديث‬
‫أمًر ا معقًد ا للغاية لفهمه وإتقانه‪ .‬إىل جانب ذلك‪ ،‬فإن احلديث النبوي مل يرد فقط‬
‫يف كتاب واحد مثل القرآن‪ .‬حتتوي الكتب املختلفة على حديث النيب بدءًا من‬
‫طريقة مجعها‪ ،‬وأمساء اجلامعني‪ ،‬واملشكالت اليت أثارها احلديث‪ ،‬ووزن جودة‬
‫احلديث‪ 1.‬كما ختتلف ظروف األحاديث اجملمعة يف كتب األحاديث املختلفة‪،‬‬
‫مثل النطق املختلف ولكن نفس املعىن‪ .‬مث شرط السند الذي فيه سلسلة‬
‫أمساء الرواة متصلة وبعضها غري موثق‪ ،‬وأمساء الرواة موثوقة‪ ،‬وبعضها قيل غري‬
‫جدير بالثقة‪ 2 .‬ومع ذلك‪ ،‬جيب مواجهة صعوبات خمتلفة من أجل احلفاظ على‬
‫وجود احلديث النبوي كمصدر للتعاليم اإلسالمية‪.‬‬
‫ليس من النادر أن تتناقض ممارسة احلديث النبوي كمصدر للتعاليم‬
‫اإلسالمية من حيث السرد والسند واجلودة‪ .‬يتضمن شكل تناقض احلديث‬
‫النقاشات حول حالة الرواة حبيث ينتج عنها رفض احلديث أو قبوله‪ .‬لذلك من‬
‫الضروري تصنيف احلديث إىل حديث مقبول أو حديث مردود من خالل‬
‫الدراسات العلمية مع علم احلديث املستهل‪ .‬يهتم املؤلف يف هذا البحث مبناقشة‬
‫املعىن والتعريف عن حديث املقبو ‪ ،‬وأنواع املختلفة من األحاديث املقبولة‬
‫باإلضافة إىل أمثلة‪ .‬ما مدى أمهية هذه املناقشة اليت جيب دراستها وفهمها من قبل‬
‫املسلمني‪ ،‬على األقل لتوفري معرفة حقيقة احلديث كمصدر للتعاليم اإلسالمية‪.‬‬
‫بالنظر إىل أنه إذا مل نكن مسلمني‪ ،‬فمن سيواصل رسالة اإلسالم يف املستقبل‪.‬‬
‫واهلل أعلم‪..‬‬

‫ب‪.‬أسئلة البحث‬
‫بالنسبة إىل تلك اخللفّية‪ ،‬يصوغ املؤلف عّد ة أسئلة‪:‬‬

‫ماهية احلديث املقبول؟‬ ‫‪.1‬‬


‫أذكر تقسيم احلديث املقبول ومثال كّلهم!‬ ‫‪.2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Sohari Sohari, “Hadits Mukhtalif Dan Solusi Aplikasinya,” Alqalam 23, no. 1 (2006): 101,‬‬
‫‪https://doi.org/10.32678/alqalam.v23i1.1452.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sohari, 102.‬‬
‫ت‪.‬أهداف البحث‬
‫أما األهداف هلذه املقالة على وهي‪:‬‬

‫تعيني ماهية احلديث املقبول‬ ‫‪.1‬‬


‫يذكر تقسيم احلديث املقبول وتعيني املثال كّلهم‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.1‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫البحث‬
‫أ‪.‬تعريف حديث المقبول‬
‫جيب تأكي ’ ’’د ص ’ ’’حة ح ’ ’’ديث الن ’ ’’يب حمم ’ ’’د ص ’ ’’لى اهلل علي ’ ’’ه وس ’ ’’لم أوًال‪ .‬من‬
‫األح’’اديث النبوي ’’ة املتنوع ’’ة املتداول ’’ة‪ ،‬تنقس ’’م إىل ن ’’وعني من األح’’اديث النبوي ’’ة ال ’’يت‬
‫تأخ’’ذ بعني االعتب’’ار كمي’’ة ال’’رواة وس’’ندهم‪ ،‬ومها ح’’ديث املت’’واتر وح’’ديث األح’’د‪.‬‬
‫ح ’’ديث املت ’’واتر ه ’’و ح ’’ديث ب ’’ه ع ’’دد غ ’’ري حمدود من ال ’’رواة يف ك ’’ل مس ’’توى من‬
‫السلس ’’لة‪ ،‬بينم ’’ا ح ’’ديث األح ’’د ه ’’و احلديث م ’’ع ع ’’دد من ال ’’رواة ميكن ع ’’ده ب ’’رقم‬
‫معني‪ 3.‬يف كتاب آخر ذكر أن‪:‬‬

‫احلديث املت’’واتر اص’’طالحا م’’ا رواه ع’’دد كث’’ري حتي’’ل الع’’ادة تواط’’ؤهم على الك’’ذب‪.‬‬
‫أي ه’و احلديث أو اخلرب ال’ذي يروي’ه يف ك’ل طبق’ة من طبق’ات س’نده رواة كث’ريون‬
‫حيكم العق’’ل ع’’ادة باس’’تحالة أن يك’’ون أولئ’’ك ال’’رواة ق’’د اتفق’’وا على اختالف ه’’ذا‬
‫اخرب‪ .‬لذالك كان املتواتر كله مقبوال فال حاجة إىل البحث عن أحوال رواته‪ .‬يف‬
‫‪4‬‬

‫حني أن ح’’ديث األح’’د ال ي’’زال يتطلب مزي ’ًد ا من التحقي’’ق واإلثب’’ات املتعل’’ق جبودت’’ه‬
‫ليتم قبوله أو رفضه‪.‬‬

‫من مكانة احلديث‪ ،‬مث ينقس’’م ح’’ديث الن’’يب إىل ن’’وعني‪ ،‬ومها احلديث املقب’’ول‬
‫واحلديث املردود‪ .‬كن احلديث املقب’ ’’ول ه’ ’’و احلديث ال’ ’’ذي يتواف’ ’’ق م’ ’’ع خص ’’ائص‬
‫احلديث ال ’’يت ميكن قبوهلا ك ’’دليل‪ 5.‬بينم ’’ا احلديث املردود يع ’’ين احلديث ال ’’ذي ال‬

‫‪3‬‬
‫‪HA. Muhtadi Ridwan, Intisari Ilmu Hadits (Malang: UIN Maliki Press, 2019), 11.‬‬
‫‪4‬‬
‫الدكتور أندوس حسن الدين‪ ,‬علوم الحديث (إندونيسيا‪, and :‬الدكتور أندوس عبد الفّت اح‪ ,‬الدكتور أندوس الحاج حسن البصري‬
‫‪.‬اإلدارة العامة لرعاية المؤسسات اإلسالمّية لوزارة الشؤون الدينّية اإلسالمّية‪6 ,)1997 ,‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ridwan, Intisari Ilmu Hadits, 29.‬‬
‫يتواف ’’ق م ’’ع خص ’’ائص احلديث ال ’’يت ميكن قبوهلا ك ’’دليل‪ 6.‬س ’’تناقش اجملموع ’’ة التالي ’’ة‬
‫املردود‪.‬‬ ‫املزيد عن احلديث النبوي‬

‫كان تعريف احلديث املقبول هو ما ترّج ح صدق املخ’’رب ب’’ه وحكم’’ه وج’’وب‬
‫االحتجاجوالعمل به‪ .‬وللمقبول أقس’’ام وتفاص’’يل إىل املقص’’دين‪ ،‬مها املقص’’د األول‬
‫‪7‬‬

‫عن أقس ’’ام املقب ’’ول واملقص ’’د الث ’’اين عن تقس ’’يم املقب ’’ول إىل معم ’’ول ب ’’ه وغ ’’ري‬
‫‪8‬‬
‫معمول به‪.‬‬

‫ب‪.‬تقسيم الحديث المقبول‬


‫المقصد األول ‪ :‬أقسام المقبول‬ ‫أ)‬
‫حديث صحيح‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ت ’’أيت كلم’’ة "ص’’حيح" يف اللغ ’’ة من كلم’’ات "ص ’ّح يص ’ّح ص ’ًّح ا وص ’ّح ًة‬
‫وص ’’حاًح ا‪ ،‬وتع ’’ين ص ’’حية وآمن ’’ة وص ’’حيحة ومش ’’روعة وص ’’حيحة‪ .‬وك ’’ان‬
‫العلم’’اء يقص’’دون لف’’ظ ص’’حيح نقيض س’’اقم‪ .‬احلديث الص’’حيح بلغ’’ة يع’’ين‬
‫‪9‬‬
‫صحة احلديث أو احلديث الصحي أو احلديث اآلمن‪.‬‬
‫ح ’’ديث الص ’’حيح ه ’’و ح ’’ديث ل ’’ه مع ’’ايري ح ’’ديث املقب ’’ول‪ .‬ه ’’ذا احلديث‬
‫الص ’’حيح غالب ’’ا م ’’ا يتم تعريف ’’ه باحلديث املتواص ’’ل يف الس ’’ند‪ ،‬ال ’’ذي يروي ’’ه‬
‫األش’ ’’خاص ذوو احلف’ ’’ظ الق’ ’’وي‪ ،‬وال يوج’ ’’د يف نظ’ ’’رهم ش’ ’’ذوذ وال عيب‬
‫فيها‪ .‬الشروط حلديث الصحيح‪:‬‬
‫اتصال السند‬ ‫ا‪.‬‬
‫الراوي العادل‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Ridwan, 29.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬الدين‪ ,‬علوم الحديث‪, and 127 ,‬الفّت اح‪ ,‬البصري‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬الدكتور محمود الّط ّح ان‪ ,‬تيسير مصطلح الحديث (الرياض‪ :‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع‪43 ,)2010 ,‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Indri Nurhasanah, “Makalah Hadits Shahih” (Universitas Islam As-Syafi’iyah Jakarta, n.d.).‬‬
‫اتقان احلفظ‬ ‫ج‪.‬‬
‫ليس غريبا (شذوذ)‬ ‫د‪.‬‬
‫ال يوجد العلة‬ ‫ه‪.‬‬

‫شرح التعاريف‬

‫اتصال الس’ند‪ :‬أن ك’ل سلس’لة من ال’رواة ق’د أخ’ذت الرواي’ة مباش’رة من‬ ‫‪)1‬‬
‫الرواة الذين فوقها (سابًق ا) من بداية السلسلة إىل هنايتها‪.‬‬
‫ال ’’راوي الع ’’ادل‪ :‬أن ك ’’ل سلس ’’لة من ال ’’رواة هلا مع ’’ايري املس ’’لم‪ ،‬الناض ’’ج‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الذكي‪ ،‬وليس الفاسق وأيًض ا ليس املروة املعيبة (تقدير الذات)‪.‬‬
‫اتق’’ان احلف’’ظ‪ :‬أن ك’’ل سلس’’لة من ال’’رواة هم أن’’اس يك’’ون حفظهم ص’’لًبا‬ ‫‪)3‬‬
‫أو قوًي ا (ال ينس ’’ى)‪ ،‬إم ’’ا ص ’’لًبا يف احلف ’’ظ يف العق ’’ل أو ثابًت ا يف الكتاب ’’ة‬
‫(الكتاب)‪.‬‬
‫أن احلديث املروى ليس من ش’’ذذ (احلديث ال’’ذي رواه التس’’قوه ين’’اقض‬ ‫‪)4‬‬
‫تاريخ الناس الذين يسقون منه أكثر منه)‪.‬‬
‫أن احلديث الذي يرويه ليس حديثًا من املعلول‪ .‬معىن "العلة" س’بب غ’ري‬ ‫‪)5‬‬
‫واض ’’ح أو غ ’’امض‪ ،‬خيفي تش ’’ويه ص ’’حة احلديث رغم أن ’’ه يب ’’دو ظاهرًي ا‬
‫مبنأى عنه‪.‬‬
‫معايير حديث الصحيح‬ ‫‪.2‬‬
‫عن السند‬ ‫ا‪.‬‬
‫جيب أن يكون كل الرواة يف السند عادلني‬ ‫‪)1‬‬
‫جيب أن يكون كل الرواة يف السند ثابًتا‬ ‫‪)2‬‬
‫السند مستمر‬ ‫‪)3‬‬
‫غري غامض (شاذ)‬ ‫‪)4‬‬
‫ال عيوب‬ ‫‪)5‬‬
‫عن املنت‬ ‫ب‪.‬‬
‫ال جيب أن يتعارض الفهم الوارد يف املنت مع القرآن أو حديث‬ ‫‪)1‬‬
‫املتواتر حىت لو استوىف شرط الراوي املتطلبات‪.‬‬
‫جيب أال يتعارض تعريف ماتان مع رأي العلماء املتفق عليه أو‬ ‫‪)2‬‬
‫يتعارض مع املعلومات العلمية اليت مت تأكيد حقيقتها باإلمجاع من‬
‫قبل العلماء‪.‬‬
‫ال يوجد تناقض آخر عند مقارنته مبستوى ومتانة احلديث األعلى‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫أنواع حديث الصحيح‬ ‫‪.3‬‬


‫ا‪ .‬حديث صحيح لذاته‬
‫هو حديث صحيح مستويف لشروط احلديث ‪ ،‬أي أن السلسلة‬
‫متصلة ‪ ،‬يرويها شخص عادل‪ ،‬تكون ذاكرته قوية مبا يكفي من نفس‬
‫الشخص الذي يتعاقب حىت آخر السند ‪ ،‬وهو مصون من األشياء‪ .‬اليت‬
‫يتم إعاقتها وتعطيلها‪.‬‬
‫ومعىن السلسلة املستمرة أن السلسلة آمنة من االنقطاع وموت‬
‫الراوي يف وسطها‪ .‬ويف هذه احلالة نزلت أحاديث املعّلق وا عاِدل‬
‫ُمل‬ ‫‪10‬‬
‫وا رسل واملنقذجي النقطاع السند‪.‬‬
‫ُمل‬

‫‪10‬‬
‫‪Muh. Zuhri, Hadist Nabi: Telaah Histories Dan Metodologis (Yogyakarta: PT Tiara Wacana,‬‬
‫‪1997).‬‬
‫حديث صحيح لغريه‬ ‫ب‪.‬‬
‫يع’’ين احلديث الص’’حيح للغ’’ري ‪ ،‬م’’ا ه’’و ص’’حيح من غ’’ريه ‪ ،‬أي م’’ا‬
‫ه ’’و ص ’’حيح ألن ’’ه يتم تقويت ’’ه عن طري ’’ق س ’’ند أو غ ’’ريه من املعلوم ’’ات‪.‬‬
‫ح’ ’’ديث ص’ ’’حيح للغ’ ’’ري ه’ ’’و ح’ ’’ديث يك’ ’’ون مس’ ’’تواه أدىن من مس’ ’’توى‬
‫احلديث الص ’’حيح للجزي ’’ة ‪ ،‬ويص ’’ح ه ’’ذا احلديث ألن ’’ه يدعم ’’ه أح ’’اديث‬
‫أخرى‪ .‬إذا مل يكن هناك حديث يقويها ‪ ،‬فهو جمرد حديث حسن‪.‬‬
‫حكم استعمال حديث الصحيح‬ ‫‪.4‬‬
‫ملعرفة ما إذا كان احلديث صحيًح ا أم ال ‪ ،‬ميكننا إلق’’اء نظ’رة على بعض‬
‫الشروط املدرجة يف الفرعية اليت تشرح احلديث الصحيح‪ .‬إذا مل يتم استيفاء‬
‫ش ’’روط احلديث الص ’’حيح ‪ ،‬ف ’’إن مس ’’توى احلديث ينخفض تلقائًي ا من تلق ’’اء‬
‫نفس’ه‪ .‬على س’بيل املث’ال ‪ ،‬نتفحص ح’ديًثا ‪ ،‬مث جند أح’د رواة احلديث ال’ذي‬
‫مل تكن جودته الفكرية مثالية‪.‬‬
‫مبعىن أن مستوى الضبط ه’’و املس’’توى الث’’اين ‪ ،‬مث ي’’دخل احلديث يف ح’’د‬
‫ذاته يف فئة حديث غري صحيح‪ .‬وإذا ك’’ان هن’’اك ح’’ديث مل جيد بع’’د دراس’’ته‬
‫نقطة ضعف واحدة وكان مستوى راوي احلديث حيتل املرتبة األوىل أيًض ا ‪،‬‬
‫فيقال أن احلديث حديث صحيح للجزايت‪.‬‬
‫للحص ’’ول على ح ’’ديث ص ’’حيح للغ ’’ري ‪ ،‬ميكنن ’’ا الرج ’’وع إىل األحك ’’ام‬
‫الواردة يف معىن ومعايري حديث حسن لذاته‪ .‬إذا كانت هناك ع’’دة مس’’ارات‬
‫للحديث ‪ ،‬فيتم ترقيته إىل حديث صحيح للغري‪ .‬مبعىن آخر ميكن أن نس’’تنتج‬
‫أن ’’ه إذا ك ’’ان هن ’’اك ح ’’ديث حس ’’ن ولكن رواه ع ’’دة رواة ومن خالل ع ’’دة‬
‫قنوات ‪ ،‬فيمكننا القول إن احلديث صحيح للغريي‪.‬‬
‫وجوب ممارسته باتفاق علم’اء احلديث وعلم’اء الفق’ه والفقه’اء الق’ادرين‬
‫علي’’ه‪ .‬وبالت’’ايل ‪ ،‬ميكن اس’’تخدامها ك’’دليل على الش’’ريعة ال’’يت ال ينبغي إعط’’اء‬
‫فرصة للمسلم لعدم ممارستها‬
‫مستوى الصحيحة‬ ‫‪.5‬‬
‫حديث رواه البخاري ومسلم باإلمجاع‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫حديث رواه البخاري منفصًال‬ ‫‪)2‬‬
‫حديث رواه املسلمون على حدة‬ ‫‪)3‬‬
‫حديث مبين على شرط كليهما ومل خيرجه أحدمها‬ ‫‪)4‬‬
‫حديث رواه البخاري وهو مل ينشره‬ ‫‪)5‬‬
‫حديث روايته بناء على متطلبات املسلم وهو مل ينشره‬ ‫‪)6‬‬
‫األحاديث اليت يصح عليها العلماء غري االثنني مثل ابن خزمية وابن حبان‬ ‫‪)7‬‬
‫واليت ال تستند إىل مقتضيات اإلمامني احلديثني (البخاري ومسلم)‪.‬‬

‫ومن أمثلة احلديث الصحيح حديث رواه البخاري ومسلم‪:‬‬

‫َح َّد َثَنا ُقَتْيَب ُة ْبُن َس ِعيٍد َح َّد َثَنا َج ِر ي ’ٌر َعْن ُعَم اَر َة ْبِن اْلَق ْع َق اِع ْبِن ُش ْبُر َم َة‬
‫ِإىَل وِل‬ ‫ِض‬
‫َعْن َأيِب ُز ْر َع َة َعْن َأيِب ُه َر ْيَر َة َر َي الَّل ُه َعْن ُه َق اَل َج اَء َر ُج ٌل َرُس‬
‫الَّل ِه َص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم َفَق اَل َي ا َرُس وَل الَّل ِه َمْن َأَح ُّق الَّناِس ُحِبْس ِن‬
‫َصَح اَبيِت َقاَل ُأُّم َك َقاَل َّمُث َمْن َقاَل َّمُث ُأُّم َك َقاَل َّمُث َمْن َقاَل َّمُث ُأُّم َك َق اَل َّمُث‬
‫َمْن َقاَل َّمُث َأُبوَك َو َقاَل اْبُن ُش ْبُر َم َة َو ْحَيىَي ْبُن َأُّيوَب َح َّد َثَنا َأُبو ُز ْر َعَة ِم ْثَلُه‪.‬‬
‫حديث حسن‬ ‫‪.2‬‬

‫احلديث ال خيتل ’ ’ ’ ’ ’’ف كث ’ ’ ’ ’ ’’ريا عن احلديث الص ’ ’ ’ ’ ’’حيح‪ .‬يف كث ’ ’ ’ ’ ’’ري من‬
‫النواحي‪ ،‬هناك أوجه تشابه ختتلف فقط يف احلالة الثالثة (ض’’ابط)‪ .‬إذا ك’’ان‬
‫الراوي يف احلديث الص’’حيح يش’’رتط أن يك’’ون حفًظا ك’’امًال‪ ،‬ففي احلديث‬
‫احلس ’ ’’ن ال يك’ ’ ’’ون ال’ ’ ’’راوي جي ’ ’ ’ًد ا مث’ ’ ’’ل رواة احلديث الص’ ’ ’’حيح‪ .‬وبعب ’ ’’ارة‬
‫أخ ’’رى ‪ ،‬ف ’’إن ج ’’ودة حف ’’ظ رواة احلديث ليس ’’ت كامل ’’ة مث ’’ل حف ’’ظ رواة‬
‫ِد‬ ‫ِد‬
‫احلديث الص ’’حيحني أو أدىن منه ’’ا بقلي ’’ل‪ ،‬أي اَحْل ْیُث اَحْلَس ُن ُه َو اَحْل ْیُث‬
‫‪11‬‬
‫اَّلِذي اَّتَص َل َس َنُد ُه ِبَنْق ِل َعْد ٍل َخ َّف َض ْبُط ُه َو َغْیُر َش اٍّذ َو َال ُمَعَّلل‪.‬‬
‫عن ’’د مجي ’’ع الفقه ’’اء‪ ،‬ميكن قب ’’ول احلديث احلس ’’ن ك ’’دليل وممارس ’’ة‪.‬‬
‫وباملث’’ل رأي معظم احملدثني واألوص’’ول‪ .‬وس’’ببهم أن’’ه معل’’وم ص’’دق الرواي’’ة‬
‫وس ’’المة نقله ’’ا يف الس ’’ند‪ .‬إن ت ’’دين مس ’’توى الظ ’’يب ال يس ’’تثين ال ’’راوي ذي‬
‫الصلة من مراتب الرواة القادرين على نقل احلديث كم’’ا هي ح’’ال احلديث‬
‫عن ’ ’’د مساعه‪ .‬ألن الغ ’ ’’رض من التفري ’ ’’ق بي ’ ’’ان أن احلديث احلس ’ ’’ن ه ’ ’’و أدىن‬
‫مس’’توى من الص’’حيح‪ ،‬دون أن ينتق’’د خادم’’ه‪ .‬احلديث يف مث’’ل ه’’ذه احلال’’ة‬
‫ميي ’’ل إىل القب ’’ول من قب ’’ل اجلمي ’’ع وإمكاني ’’ة ص ’’دقه كب ’’رية ج ’ًد ا حبيث ميكن‬
‫قبوهلا‪.‬‬

‫ينقس ’’م احلديث احلس ’’ن إىل قس ’’مني لذت ’’ه وغ ’’ري لذت ’’ه‪ .‬ح ’’ديث حس ’’ن‬ ‫‪‬‬
‫للذت’’ه ه’’و ح’’ديث يص’’بح ص’’حيًح ا أو حس’ًنا ألن الش’’روط واملع’’ايري يتم‬
‫اس ’ ’’تيفائها بش ’ ’’كل منفص ’ ’’ل (داخلًي ا) وليس بس ’ ’’بب عوام ’ ’’ل أخ ’ ’’رى‬
‫(خارجي ’’ة)‪ 12.‬املث ’’ال من حس ’’ن لذت ’’ه يع ’’ين ح ’’ديث رواه الرتمي ’’ذي وأب ’’و‬

‫‪11‬‬
‫‪Smeer Zeid B, Ulumul Hadis (Malang: UIN Malang Press (Anggota IKAPI), 2008).‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Suparta Munzier, Ilmu Hadist (Jakarta: PT Raja Grafindo Persada, 1993).‬‬
‫هري ’’رة أن رس ’’ول اهلل ص ’’لى اهلل علي ’’ه وس ’’لم‪َ :‬ل ْو اَل َأْن َأُش َّق َعَلى ُأَّم يِت‬
‫ِبالِّس اِك ِعْنَد ُك ِّل الَّصاَل ِة‬
‫َأَلَمْر ُتُه ْم َو‬
‫أم’ا احلس’ن لغ’ريه ه’و ح’ديث ض’عيف ال يش’دد يف ض’عفه وي’رد بطريق’ة‬ ‫‪‬‬
‫س’’ند أخ’’رى مس’’اوية أو أعلى‪ .‬إذا ح’’دث ه’’ذا ‪ ،‬ف’’إن ح’’ديث الضيف‬
‫ي ’’زداد ج ’’ودة إىل حس ’’ن للغ ’’ريحيي ‪ ،‬أي ح ’’ديث الضيف ال ’’ذي يص ’’بح‬
‫حس’ًنا لعوام’’ل أخ’’رى (هن’’اك ت’’اريخ آخ’’ر)‪ .‬ويف رأي مجه’’ور العلم’’اء ‪،‬‬
‫ال ي ’’زال من املمكن اس ’’تخدام ه ’’ذا احلديث ك ’’دليل ‪ ،‬ك ’’دليل احلديث‬
‫احلسن‪.‬‬

‫يص’’بح حس ’ًنا لعوام’’ل أخ’’رى (هن’’اك ت’’اريخ آخ’’ر)‪ .‬ويف رأي مجه’’ور‬
‫العلم’ ’ ’’اء‪ ،‬ال ي’ ’ ’’زال من املمكن اس’ ’ ’’تخدام ه’ ’ ’’ذا احلديث ك’ ’ ’’دليل ‪ ،‬ك’ ’ ’’دليل‬
‫احلديث احلسن‪.‬‬
‫ومث’’ال ح’’ديث حس’’ن الغ’’ريي‪ :‬عن عب’’د اهلل بن عم’’رو بن ربيع’’ة عن‬
‫أبيه أن امرأة من أهل الفزارة تزوجت مبهر نعلني ‪ ،‬مث قال رسول اهلل ص’’لى‬
‫اهلل علي’’ه وس’’لم‪َ" :‬أَر ِض ْيِت َو ِم ْن َنْف ِس ِك َو َم اِلِك ِبَنْع َلِنْي ؟ َق اَلْت َنَعْم َفَأَج اَز "‬
‫ه’’ذا احلديث رواه الرتمي’’ذي من ش’’عبة من عاص’’م من عبي’’د اهلل من عب’’د اهلل‬
‫بن عمر‪.‬‬
‫قال السيوطي‪ :‬كان أشيم غبًيا لضعف حفظه‪ .‬ويف الوقت نفسه ‪،‬‬
‫يعترب هذا احلديث حسن الغريي ألن مساره خمتلف عن ذلك‪.‬‬
‫المقصد الثاني ‪ :‬تقسيم المقبول إلى معمول به وغير معمول به‬ ‫ب)‬
‫حديث مقبول عند النظر إليه من طبيعته‪ .‬لذا فإن احلديث املقبول ينقسم‬
‫أيًض ا إىل قسمني ‪ ،‬ومها حديث املقبل الذي ميكن قبوله كدليل وميكن أيًض ا‬
‫ممارسته‪ ،‬وهذا ما يسمى حديث مقبول مأمولون باهلل‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬فإن‬
‫احلديث املقبول الذي ال ميكن ممارسته وال ميكن استخدامه كدليل لقانون‬
‫سوري يسمى حديث مقبول غري مأمولني به ينقسم احلديث املقبول إىل‬
‫قسمني ‪ :‬معمول به‪ ،‬وغري معمول به‪.‬‬

‫الحديث معمول به‬ ‫‪.1‬‬


‫إن ’’ه ح ’’ديث ميكن قبول ’’ه ك ’’دليل وميكن املعم ’’ول ب ’’ه‪ .‬ينقس ’’م ه ’’ذا‬
‫احلديث إىل األربع’ ’ ’ ’’ة‪ ،‬مبا يف ذل’ ’ ’ ’’ك احلديث احملكم‪ ،‬واحلديث املختل’ ’ ’’ف‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫واحلديث الراجح‪ ،‬واحلديث الناسخ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫حديث المحكم‬ ‫ا‪.‬‬
‫احملكم لغ ’ ’ ’’ة ه ’ ’ ’’و اس ’ ’ ’’م مفع ’ ’ ’’ول‪ ،‬من « أحكم » مبع’ ’ ’’ىن أتقن‪.‬‬
‫واص’’طالحًاهو احلديث املقب’’ول ال’’ذي س’’لم من معارض’’ه مثل’’ه‪ .‬وأك’’ثر‬
‫األح ’’اديث من ه ’’ذا الن ’’وع‪ .‬أم ’’ا األح ’’اديث املتعارض ’’ة املختلف ’’ة فهي‬
‫قليلة جدًا بالنسبة جملموع األحاديث‪.‬‬

‫مثال احلديث احملكم‪:‬‬

‫عن عم ’’ربن اخلط ’’اب رض ’’ي اهلل عن ’’ه ق ’’ال مسعت رس ’’ول اهلل ص ’ّل اهلل‬
‫عليه وسلم‪ :‬ال يقبل اهلل صالة بال طهور واليقبل صدقة من غلول‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪“Bab2 Hadits Maqbul Dan Contonya.Pdf,” n.d.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬الّط ّحان‪ ,‬تيسير مصطلح الحديث‪70 ,‬‬
‫‪15‬‬
‫حديث المختلف‬ ‫ب‪.‬‬
‫أم’’ا ح’’ديث املختل’’ف لغ’’ة ه’’و اس’’م فاع’’ل‪ ،‬من « االختالف»‪،‬‬
‫ض’’د االتف’’اق‪ .‬ذواملراد مبختل’’ف احلديث يع’’ين األح’’اديث ال’’يت تص’’لنا‬
‫وخيالف بعضها بعضًا يف املع’’ىن‪ ،‬أي يتضادان يف املع’’ىن‪ .‬واص’’طالحًا‬
‫هو احلديث املقبول املعارض مبثل’ه‪ ،‬م’’ع إمك’’ان اجلم’ع بينهم’ا‪ .‬أي ه’’و‬
‫احلديث الصحيح‪ ،‬أو احلسن الذي جييء ح’’ديث آخ’’ر مثل’’ه يف املرتب’’ة‬
‫والق’وة‪ ،‬ويناقضة يف املع’ىن ظ’اهرًا‪ ،‬وميكن ألويل العلم والفهم الث’اقب‬
‫أن جيمعوا بني مدلولتهما بشكل مقبول‪.‬‬
‫مثال احلديث املختلف ‪:‬‬
‫حديث « اَل َع ْد َو ي َو اَل ِط ْيَر َة ‪ » ...‬ال’ذي رواه مس’لم‪ ،‬م’ع ح’ديث‬
‫« ِفَّر ِم َن ا ْج ُذ ْو ِم َك َم ا َتِف ُّر ِم َن اَألَس ِد » اللذي رواه البخاري‪.‬‬
‫ّمل‬
‫فهذان حديثان صحيحان‪ ،‬ظاهرمها التعارض‪ ،‬ألن األول ينفي‬
‫الع’’دوى‪ ،‬والث’’اين يثبت’’ه‪ .‬وق’’د مجع العلم’’اء بينهم’’ا‪ ،‬ووفق’’وا بني معنامها‬
‫على وج’’وه متع’’ددة‪ ،‬أذك’’ر هن’’ا م’’ا اخت’’اره احلاف’’ظ ابن حج’’ر ومف’’اده‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫وك ’ ’ ’’انت كيفي ’ ’ ’’ة اجلم ’ ’’ع بني ه ’ ’ ’’ذين احلديثني‪ ،‬أن يق ’ ’’ال ‪ :‬إن‬
‫العدوى منفية وغري ثابتة‪ ،‬بدليل قول’ه ﷺ ‪ « :‬ال يغ’دي ش’يء‬
‫ش’ ’’يئًا » وقول’ ’’ه ملن عارض’ ’’ة ب’ ’’أن البع’ ’’ري األج’ ’’رب يك’ ’’ون بني اإلب’ ’’ل‬
‫الص ’’حيحة‪ ،‬فيخالطه ’’ا‪ ،‬فتج ’’رب ‪ « :‬فمن أع ’’دى األول ؟ » يع ’’ين ‪:‬‬
‫أن اهلل تعاىل ابتدأ ذلك املرض يف الثاين‪ ،‬كم’’ا ابت’’دأه يف األول ‪ .‬وأم’’ا‬
‫األم ’ ’’ر ب ’ ’’الفرار من اجملذوم‪ ،‬فمن ب ’ ’’اب ش ’ ’’د ال ’ ’’ذرائع‪ ،‬أي لئال يتف ’ ’’ق‬

‫‪15‬‬
‫‪.‬الّط ّحان‪43 ,‬‬
‫للشخص الذي خيالط ذلك اجملذوم حصول شيء له من ذل’’ك املرض‬
‫بتق ’’دير اهلل تع ’’اىل ابت ’’داء ‪ ،‬ال بالع ’’دوى املنفي ’’ة‪ .‬فيظن أن ذل ’’ك ك ’’ان‬
‫بس’ ’’بب خمالطت’ ’’ه ل’ ’’ه‪ ،‬فيعتق’ ’’د ص’ ’’حة الع’ ’’دوى‪ ،‬فيق’ ’’ع يف اإلمث‪ ،‬ف’ ’’أمر‬
‫بتجنب اجملذوم‪ ،‬دفع’ًا للوق’’وع يف ه’’ذا االعتق’’اد ال’’ذي يس’’بب الوق’’وع‬
‫يف اإلمث‪.‬‬
‫فماذا جيب على من وجد حديثني متعارضني مقبولني ؟‬
‫عليه أن يتبع املراحل اآلتية ‪:‬‬
‫إذا أمكن اجلمع بينهما ‪ :‬تعني اجلمع ‪ ،‬ووجب العمل هبما‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫إذا مل ميكن اجلمع بوجه من الوجوه ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪ .1‬ف’ ’’إن علم أح’ ’’دمها ناس’ ’’خًا ‪ :‬ق’ ’’دمناه ‪ ،‬وعملن’ ’’ا ب’ ’’ه ‪ ،‬وتركن’ ’’ا‬
‫املنسوخ‬
‫‪ .2‬وإن مل يعلم ذل ’’ك ‪ :‬رجخن ’’ا أح ’’دمها على اآلخ ’’ر بوج ’’ه من‬
‫وج ’’وه ال ’’رتجيح ال ’’يت تبل ’’غ مخس ’’ني وجه ’’ا أو أك ’’ثر‪ ،‬مث عملن ’’ا‬
‫بالراجح‬
‫‪ .3‬وإن مل يرتجح أحدمها على اآلخر – وهو نادر ‪ -‬توقفن’ا عن‬
‫العمل هبما حىت يظهر لنا مرجح ‪.‬‬

‫ك ’’انت أّمهي ’’ة ه ’’ذا العلم من أهم عل ’’وم احلديث‪ ،‬إذ يضطر إىل‬
‫معرفت’’ه مجي’’ع العلم’’اء‪ ،‬وإمنا يكم’’ل ل’’ه وميه’’ر في’’ه األئم’’ة اجلامعون بني‬
‫احلديث والفقه‪ ،‬واألصوليون الغواصون على املعاين الدقيق’’ة‪ ،‬وه’’ؤالء‬
‫هم ال’’ذين ال يش’’كل عليهم من’’ه إال الن’’ادر وتع’’ارض األدل’’ة ق’’د ش’’غل‬
‫العلم ’’اء ‪ ،‬وفي ’’ه ظه ’’رت م ’’وهبتهم ودق ’’ة فهمهم‪ ،‬وخش ’’ن اختي ’’ارهم‬
‫حلما زلت فيه أقدام من خاض غماره من بعض املتطفلني على موائد‬
‫العلماء‬

‫وأشهر املصنفات فيه ‪:‬‬

‫اختالف احلديث ‪ :‬لإلمام الشافعي ‪ ،‬وهو أول من تكلم‬ ‫أ‪-‬‬


‫وصنف فيه‪.‬‬
‫تأويل خمتلف احلديث ‪ :‬البن قتيبة‪ ،‬الدينوري‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫مشكل اآلثار ‪ :‬للطحاوي ‪ ،‬أيب جعفر أمحد بن سالمة‬ ‫ت‪-‬‬
‫‪16‬‬
‫حديث الراجح‬ ‫ج‪.‬‬
‫إنه حديث أقوى احلديثني املتناقضني‪ .‬مثال احلديث الراجح‪:‬‬

‫"إّنه صلعم تزّو ج ميمونة بنت احلارث وهو حمرم"‬


‫هذا احلديث ترّج ح حبديث الذي رواه أيب رافع‪:‬‬
‫"إّنه صلع تزّو جها وهو حالل"‬
‫ك ’’ان ح ’’ديث أيب راف ’’ع أك ’’ثر موثوق ’’ة من ح ’’ديث ابن عّب اس‪،‬‬
‫ألن أيب رافع ذهب مع النيب وميمونة يف ذالك ال’’وقت‪ ،‬وروي معظم‬
‫الصحابة بأيب راف’ع‪ .‬وق’ال القاض’ي العي’اض ‪ :‬مل يق’ل أح’د أن رس’ول‬
‫اهلل ص ’ ’ّل اهلل علي’ ’’ه وس ’ ’ّلم ت’ ’’زّو ج مبيمون’ ’’ة وه’ ’’و حمرم إال ابن عّب اس‬
‫نفسه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫”‪“Bab2 Hadits Maqbul Dan Contonya.Pdf.‬‬
‫‪17‬‬
‫حديث الناسخ‬ ‫د‪.‬‬
‫تعري ’’ف النس ’’خ لغ ’’ة ‪ :‬ل ’’ه معني ’’ان ‪ :‬اإلزال ’’ة‪ .‬ومن ’’ه نس ’’حت الش ’’مس‬
‫الظل‪ .‬أي أزالته‪ .‬والنقل‪ ،‬ومنه نسخت الكتاب‪ ،‬إذا نقلُت م’ا في’ه‪ .‬فك’أن‬
‫الناس ’’خ ق ’’د أزال املنس ’’وخ‪ ،‬أو نقل’’ه إىل حمكم آخ’’ر‪ .‬واص’’طالحًا ه ’’و رف ’’ع‬
‫الشارع حمكما منه متقدمًا حبكم منه متأخر‪.‬‬

‫ك ’ ’’انت أمهيت ’ ’’ه وص ’ ’’عوبته‪ ،‬وأش ’ ’’هر املربزين في ’ ’’ه هي معرف ’ ’’ة ناس ’ ’’خ‬
‫احلديث من منسوخه علم مهم صعب‪ ،‬فقد قال ‪ :‬الزهري ‪":‬أغيا الفقهاء‬
‫وأعج ’’زهم أن يعرف ’’وا ناس ’’خ احلديث من منس ’’وخه"‪ .‬وأش ’’هر املربزين في ’’ه‬
‫هو اإلمام الشافعي‪ .‬فقد كانت له فيه اليد الط’’وىل‪ ،‬والس’’ابقة األوىل‪ .‬ق’’ال‬
‫اإلم ’’ام أمحد البن وارة ‪ -‬وق ’’د ق ’’دم من مص ’’ر ‪ -‬كتبت كتب الش ’’افعي ؟‬
‫ق’’ال ‪ :‬ال‪ ،‬ق’’ال ‪ :‬ف’’رطت م’’ا علمن’’ا اجملم’ل من املقش’’ر‪ ،‬وال ناس’’يخ احلديث‬
‫من منسوخه حىت جالسنا الشافعي‪.‬‬
‫يعرف ناسخ احلديث من منسوخه بأحد هذه األمور ‪:‬‬
‫بتصريح رسول اهلل ﷺ ‪ :‬كحديث بريدة يف صحيح مس’’لم و‬ ‫أ‪-‬‬
‫كنُت هنيتكم عن زيارة القبور‪ ،‬فزوروها فإهنا تذكر اآلخرة‪.‬‬
‫بق ’’ول ص ’’حايب ‪ :‬كق ’’ول ج ’’ابر بن عب ’’د اهلل رض ’’ي اهلل عن ’’ه ‪ :‬و ك ’’ان‬ ‫ب‪-‬‬
‫آخ’ر األم’’رين من رس’’ول اهلل ﷺ ت’’زل الوض’وء مما مش’’ت الن’’ار‬
‫»‪ .‬أخرجه أصحاب الشنن‬
‫مبعرف’’ة الت’’اريخ ‪ :‬كح’’ديث ش’’داد بن أوس مرفوع ’ًا ‪ « :‬أفط’’ر احلاجم‬ ‫ت‪-‬‬
‫واحملج’’وم » نس’’خ حبديث ابن عب’’اس « أن الن’’يب احتجم وه’’و خمرم ‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫‪.‬الّط ّحان‪ ,‬تيسير مصطلح الحديث‪44 ,‬‬
‫واحتجم وه ’’و ص ’’ائم » فق ’’د ج ’’اء يف بعض ط ’’رق ح ’’ديث ش ’’داد أن‬
‫ذلك كان زمن الفتح ‪ ،‬وأن ابن عباس صحبه يف حجة الوداع‪.‬‬
‫بدالل’’ة اإلمجاع ‪ :‬كح’’ديث « من ش’’رب اخلم’’ر فاجل’’دوه ‪ ،‬ف’’إن ع’’اد‬ ‫ث‪-‬‬
‫يف الرابع ’ ’’ة ف ’ ’’اقتلوه » ق ’ ’’ال الن ’ ’’ووي ‪ « :‬ذل اإلمجاع على تش ’ ’’خه »‬
‫واإلمجاع ال ينسخ ‪ ،‬وال ينسخ ‪ ،‬ولكن يدل على ناسخ ‪.‬‬

‫وأشهر املصنفات فيه ‪:‬‬

‫االعتب’ار يف الناس’خ واملنس’وخ من اآلث’ار ‪ .‬أليب بك’ر حمم’د بن موس’ى‬ ‫أ‪-‬‬


‫احلازمي‪.‬‬
‫الناسخ واملنسوخ لإلمام أمحد‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫جتري‪0‬د األحاديث املنسوخة‪ ،‬البن اجلوزي‬ ‫ت‪-‬‬

‫الحديث غير معمول به‬ ‫‪.2‬‬


‫‪18‬‬
‫اليت تتضمن إىل هذه الفئة تشتمل على‪:‬‬
‫ا‪.‬حديث متشابه‬
‫املتسيبية تعين ما هو مبهم‪ .‬وهو احلديث الغ’امض ‪ /‬ال’ذي يص’عب‬
‫فهم ’’ه وال ميكن فهم الغ ’’رض من ’’ه والغ ’’رض من ’’ه‪ .‬ش ’’رط ه ’’ذا احلديث‬
‫ِا‬
‫املتس’ييب ه’’و أن’’ه جيب تص’’ديقه ‪ ،‬ولكن ال ميكن ممارس’’ته‪ ،‬املث’’ال‪َّ " :‬نُه‬
‫ليعان َعَلى َقْليِب َو ِايِّن َاِلْس َتْغِف ُر اهلل يِف اْلَيْو ِم ِم اَئة َم َّر ة" (ُمْس ِلم)‬
‫احلديث معن ’’اه واض ’’ح‪ ،‬لكن اختل ’’ف العلم ’’اء يف معن ’’اه والغ ’’رض‬
‫منه‪ .‬يف ساره املس’’لم س’’تة أق’’وال يف احلديث‪ .‬أح’اديث املتس’’يب قليل’ة‬

‫‪18‬‬
‫‪Saeful Hadi, Ulumul Hadits (Yogyakarta: Sabda Media, 2013).‬‬
‫الع ’’دد مقارن ’’ة ب ’’احملكم‪ .‬معظم املتس ’’يبية موج ’’ودون يف أم ’’ور الس ’’حر‬
‫والتنجيم‪.‬‬

‫ب‪.‬حديث متوقف فيه‬


‫أحاديث املتوّق ف فيهي أح’’اديث مؤجل’’ة‪ ،‬أو متوقف’’ة‪ ،‬أو مرتوك’’ة‪،‬‬
‫أو ال متارس‪ .‬يب’’دأ ه’’ذا احلديث ألن’’ه ال ميكن املس’’اومة على ح’’ديثني‬
‫متناقضني‪ ،‬وال ميكن تع’ ’ ’’ديلهما‪ ،‬وال ميكن تفس’ ’ ’’ريمها‪ .‬ل’ ’ ’’ذلك ف ’ ’’إن‬
‫الب’’ديل األخ’’ري ه’’و تأجيل’’ه أو إيقاف’’ه أو التخلي عن’’ه أو ع’’دم ممارس’’ته‪.‬‬
‫ال ي’’رد احلديث يف فق’’ه املتوَّق ف إال يف أح’’اديث املنت واملقل’’وب‪ .‬ه’’ذا‬
‫من مثال حديث متوقف فيه‪:‬‬
‫ح’’ديث الن’’يب ص’’لى اهلل علي’’ه وس’’لم وأب’’و بك’’ر وعم’’ر وعثم’’ان‬ ‫‪)1‬‬
‫ال’ ’’ذين مل يق’ ’’رؤوا البس’ ’’ملة يف ق’ ’’راءة الفاحتة احلديث رواه أنس‬
‫بن مالك رضي‪ .‬هو قال‪:‬‬
‫ِل ٍك‬ ‫ِه‬
‫َو َعْن َقَت اَدَة َأَّن ُه َك َتَب ِإَلْي ْخُيُرِبُه َعْن َأَنِس ْبِن َم ا َأَّن ُه َح َّد َث ُه‬
‫َقاَل َص َّلْيُت َخ ْل َف الَّنِّيِب َص َّلى اُهلل َعَلْي ِه َو َس َّلَم َو َأيِب َبْك ٍر َو ُعَم ر‬
‫َو ُعْثَم اَن َفَك اُنْو ا َيْس َتْف ِتُحْو َن ِبـ ـ "اَحْلْم ُد ِلّل ِه َر ِّب اْلَع اَلِم َنْي " اَل‬
‫َيْذ ُك ُر ْو َن ِبْس ِم اِهلل الَّر ٰمْحِن الَّر ِح ْيِم يِف َأَّو ِل ِقَر اَءٍة َو اَل يِف آِخ ِر َه ا‬
‫‪ )2‬ح ’’ديث عن الن’ ’’يب ص ’’لى اهلل علي’ ’’ه وس’ ’’لم وأب’ ’’و بك ’’ر وعم ’’ر‬
‫وعثمان قراءة البسملة بصوت عاٍل يف ق’راءة الفاحتة‪َ .‬عْن اْبِن‬
‫ٍر‬ ‫َّل‬
‫ُعَم ر َق اَل َص ْيُت َخ ْل َف الَّنِّيِب َو َأيِب َبْك ‪َ ،‬و ُعَم َر َفَك اُنْو ا ْجَيَه ُر‬
‫ِبـ ـ ِبْس ِم اِهلل الَّر ٰمْحِن الَّر ِح ْيِم ‪.‬‬
‫باإلض ’’افة إىل ذل ’’ك ‪ ،‬هن ’’اك غ ’’ري م ’’ا يتف ’’ق م ’’ع احلديث‪:‬‬
‫َعْن َأَنٍس َقاَل َص َّلْيُت َخ ْلَف الَّنِّيِب َص َّلى اُهلل َو َس َّلَم َو َخ ْل َف َأيِب‬
‫َبْك ٍر َو َخ ْلَف ُعَم ر َو َخ ْل ف ُعْثَم ان َو َخ ْل َف َعِلٍّي َفُك ُّلُه ْم َك اُنْو ا‬
‫ْجَيَه ْو َن ِبِق ا ِة ِبْس ِم اِهلل الَّر ٰمْحِن الَّر ِح ْيِم‬
‫َر َء‬ ‫ُر‬
‫جمموعت ’ ’ ’’ا احلديث أعاله ت ’ ’ ’’ركت وال متارس (متوق ’ ’ ’’ف‬
‫فيح) ألن هن ’’اك تناقضات ال ت ’’ذهب إىل ال ’’رتجيح‪ .‬مث يطل ’’ق‬
‫علي ’’ه احلديث املضارب ح ’’ىت يوج ’’د تعزي ’’ز يف أح ’’دمها‪ .‬لكن‬
‫املش’’كلة يف ذل’’ك أن احلديثني ص’’حيحان ‪ ،‬ب’’ل وق’’د أك’’دهتما‬
‫ع ’’دة رواي ’’ات ‪ ،‬يف حني أن احلديث املضارب ض ’’عيف‪ .‬ويف‬
‫الوقت نفسه ‪ ،‬يتفق غالبية العلم’’اء على أن البس’’ملة ج’’زء من‬
‫الفاحتة ‪ ،‬واملش ’’كلة هي ق ’’راءة اجله ’’ر أو الس ’’ر‪ .‬أحياًن ا ك ’’ان‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم يقرأ اجلهر يف صالة اجله’’ر (بش’’كل‬
‫ع’’ام يف اللي’’ل) ويق’’رأ الس’’ري يف ص’’الة الس’’ر (بش’’كل ع’’ام أثن’’اء‬
‫النه ’’ار) أو رمبا يق ’’رأ الس ’’ري يف ص ’’الة اجله ’’ر ألن ’’ه أوض ’’ح أن ’’ه‬
‫جيوز القيام بذلك‪.‬‬

‫ج‪.‬حديث مرجوح‬
‫ح’’ديث املرجح ه ’’و ح’’ديث مقب ’’ول يتغاض’’ى عن ’’ه ح’’ديث مقب ’’ول‬
‫آخ ’’ر‪ .‬إذا مل يكن املس ’’موح ب ’’ه ح ’’ديث مقب ’’ول فال يس ’’مى ح ’’ديث‬
‫م’رجح‪ .‬ت’رجيح أص’ل الكلم’ة يع’ين التقوي’ة‪ ،‬واحلج’ة ال’يت يتم تعزيزه’ا‬
‫تس ’’مى ال ’’راجح‪ ،‬واحلج ’’ة ال ’’يت يتم إطالقه ’’ا تس ’’مى م ’’رجح‪ .‬ش ’’روط‬
‫ترجيح احلديث كما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬يتعارض االقرتاحان وال توج’’د إمكاني’’ة لوض’’عهما موض’’ع التنفي’’ذ‬
‫بأي شكل من األشكال‬
‫‪ )2‬احلجتان املتعارضتان مناسبتان بنفس القدر إلعطاء التعليمات ملا‬
‫هو مقصود‬
‫‪ )3‬وهن’ ’’اك تعليم’ ’’ات ت’ ’’وجب على املرء أن يعم’ ’’ل بأح’ ’’د البين’ ’’تني ‪،‬‬
‫وترك اآلخر‬
‫على سبيل املثال ‪ ،‬إليك حديثان للنيب يبدوان متناقضني‪:‬‬
‫َح َّد َثَنا َحُمَّم ُد ْب َبْك ٍر َو َعْب ُد ال ’َّر َّزاِق َق ااَل َأْخ َب َن ا اْب ُج ْيٍج َأْخ َب يِن‬
‫َر‬ ‫َر ُن َر‬ ‫ُن‬
‫َعْم ُر و ْبُن ِدْيَناٍر َعْن ْحَيىَي ْبِن َج ْع َد َة َأْخ َبَر ُه َعْن َعْبِد اِهلل ْبِن َعْم ٍر َو اْلَق اِر ِّي‬
‫ِص اِم ِم‬ ‫ِت‬ ‫ِمَس‬
‫َأَّن ُه َع َأَب ا ُه َر ْيَر َة َيُق ْو ُل َو َر ِّب َه َذ ا اْلَبْي َم ا َأَن ا َنَه ْيُت َعْن َي َيْو‬
‫ِت‬ ‫ِة ِك‬
‫اُجْلُم َع َو َل ْن َحُمَّم ٌد َنَه ى َعْن ُه َو َر ِّب َه َذ ا اْلَبْي َم ا َأَن ا ُقْلُت َمْن َأْد َر َك ُه‬
‫الُّصْبُح ُج ُنًبا َفْلُيْف ِط ْر َو َلِكْن َرُس ْو ُل اِهلل َص َّلى اُهلل َعَلْي ِه َو َس َّلَم َقاَل َلُه َقاَل‬
‫َعْب ُد ال’ ’ ’َّر َّزاِق يِف َح ِدْيِث ِه ِإَّن ْحَي ْبَن َج ْع َد َة َأْخ َب ُه َعْب ُد اِهلل ْبُن َعْم ٍر‬
‫َر‬ ‫ىَي‬
‫َو اْلَق اِر ُّي َأَّنُه ِمَس َع َأَبا ُه َر ْيَر َة َيُقْو ُل (رواه أمحد)‬
‫َح َّد َثَنا ْحَيىَي ‪َ ،‬قاَل َقَر ْأُت َعَلى َم اِلٍك ‪َ ،‬عْن َعْب ِد َر ِّبِه ْبِن َس ِعْيٍد‪َ ،‬عْن َأيِب‬
‫َبْك ِر ْبِن َعْب ِد ال’ ’ ’َّر ٰمْحِن ْبِن اَحلاِر ِث ْبِن ِه َش اٍم ‪َ ،‬عْن َعاِئَش َة‪َ ،‬و ُأِّم َس َلَم َة‬
‫َز ْو ِج ي الَّنِّيِب َأَّنُه َم ا َقاَلَت ا‪ِ" :‬إْن َك اَن َرُس ْو ُل اِهلل" َلُيْص ِبُح ُج ُنًب ا ِم ْن َمِجاٍع ‪،‬‬
‫َغِرْي اْح ِتَم ااَل ٍم يِف َرَم َض اَن ‪َّ ،‬مُث َيُصْو ُم‪.‬‬
‫ج ’’اء يف احلديث األول أن من ت ’’رك االس ’’تحمام قب ’’ل الفج ’’ر باط ’’ل‬
‫صومه‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬يشرح احلديث الثاين أن الن’يب ص’لى اهلل علي’ه‬
‫وس’ ’’لم‪ .‬م’ ’’رة أخ’ ’’ذ محام اجلنب عن’ ’’د الفج’ ’’ر مث ص’ ’’ام رمضان‪ .‬ال ميكن‬
‫املس ’ ’’اومة على ه ’ ’’ذين احلديثني لع ’ ’’دم معرف ’ ’’ة أيهم ’ ’’ا ج ’ ’’اء أوًال‪ .‬ل ’ ’’ذلك‬
‫فاخلطوة التالية هي الرتمجة ‪ ،‬وهي تفضيل أحد األحاديث القوية‪.‬‬
‫رواة احلديثني متس ’ ’ ’ ’’اوون يف الق ’ ’ ’ ’’وة ‪ ،‬وهم البخ ’ ’ ’ ’’اري ومس ’ ’ ’ ’’لم ‪،‬‬
‫وكالمها ص ’’حيح‪ .‬لكن الس ’’ند خمتل ’’ف يف األول أليب هري ’’رة ‪ ،‬واحلديث‬
‫الث’’اين رواه عائش’’ة وأم س’’لمة‪ .‬من ناحي’’ة أخ’’رى ‪ ،‬تن’’اولت املوض’’وعات‬
‫ال’ ’ ’’يت متت مناقش’ ’ ’’تها قضايا تتعل’ ’ ’’ق بالعالق’ ’ ’’ات م’ ’ ’’ع اجلنب والزوج’ ’ ’’ة‪.‬‬
‫واحلديث الثاين أمسى ألنه يدخل يف أمور داخلية ويشارك فيه الرواة‪.‬‬
‫يعت ’’رب مفه ’’وم الرتمجة حًال منهجًي ا يف ح ’’ل التقالي ’’د املختلف ’’ة ال ’’يت ال‬
‫ميكن املساومة عليها والزمن الزمين للوحي‪ .‬لذلك ‪ ،‬وكجزء من طريقة‬
‫ح ’’ل احلديث النب ’’وي املخلص ‪ ،‬يتم تط ’’بيق ال ’’رتجيح بع ’’د توق ’’ف ط ’’رق‬
‫‪19‬‬
‫اجلمع والنسخ‪.‬‬

‫د‪.‬حديث منسوخ‬
‫ويقص ’’د بلغ ’’ة املنس ’’وخ م ’’ا مت حذف ’’ه ‪ ،‬وه ’’و ح ’’ديث املقب ’’ل ال ’’ذي‬
‫ألغى (النساخ) حبديث املقبل الذي جاء فيما بعد‪ .‬أمثلة مث’’ل احلق’’ائق‬
‫التارخيية عن احلجامة‪.‬‬
‫ِش ٍد‬ ‫ٍد‬
‫َح َّد َثَنا َأُّي وُب ْبُن َحُمَّم ال ’َّر ِّقُّي َو َداُو ُد ْبُن َر ي َق ااَل َح َّد َثَنا ُمَعَّم ُر‬
‫ْبُن ُس َلْيَم اَن َح َّد َثَنا َعْب ُد الَّل ِه ْبُن ِبْش ٍر َعْن اَأْلْع َم ِش َعْن َ ْح َأيِب َص اِلٍح‬
‫ِه َّل‬ ‫َّل ِه َّل َّل‬
‫َعْن َأيِب ُه َر ْيَر َة َق اَل َق اَل َرُس وُل ال َص ى ال ُه َعَلْي َو َس َم َأْفَط َر‬
‫اَحْلاِج ُم َو اْلمُج وُم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Salamah Norhidayati, Ilmu Mukhtalif Al-Hadis Kajian Metodologis Dan Praktis (Yogyakarta:‬‬
‫‪Lentera Kreasindo, 2016).‬‬
‫واحلديث الس’ ’’ابق منس’ ’’وخ حبديث ال’ ’’ذي رواه إم’ ’’ام الرتمي’ ’’ذي‪:‬‬
‫َح َّد َثَنا َبَش ر ْبُن ِه اَل ل الَبْص ِر ي َح َّد َثَنا َعْب ُد ال’َو اِر ِث ْبُن َس ِعْيِد َح َّد َثَنا‬
‫ِهلل‬ ‫ِا‬ ‫ِب ِع ِة‬
‫َأُيْو َعْن ْك ِر َم َعِن ْبِن َعَّب اس َق اَل ْح َتَج َم َرُس ْو ُل ا َص َّلى اُهلل‬
‫َعَلْيِه َو َس َّلَم َو ُه َو َحُمِّر ٌم َص اِئٌم‪.‬‬
‫وهذان احلديثان يتح’دثان عن احلجام’ة ‪ ،‬فاحلديث األول حيت’وي‬
‫على بطالن ص’ ’ ’’وم احلجام’ ’ ’’ة واحلجام’ ’ ’’ة ‪ ،‬واحلديث الث’ ’ ’’اين ي’ ’ ’’بني أن‬
‫احلجام ’’ة ال تفس ’’د الص ’’يام‪ .‬رواه اإلم ’’ام أب ’’و داود من س ’’اللة ش ’’داد ‪،‬‬
‫ح ’’ديث يف ف ’’راغ الص ’’يام ‪ ،‬وموض ’’وع احلجام ’’ة ‪ ،‬واحلجام ’’ة‪ .‬يوض ’’ح‬
‫اإلمام الشافعي أن احلديث الذي رواه سيداد حدث ي’’وم الفتح يف ‪8‬‬
‫هـ ‪ ،‬وح’ ’ ’’ديث ابن عب’ ’ ’’اس يف حج’ ’ ’’ة ال’ ’ ’’وداع بع’ ’ ’’د فتح مك’ ’ ’’ة ع’ ’ ’’دة‬
‫س ’’نوات‪ .‬يف الس ’’نة العاش ’’رة للهج ’’رة مث احلديث الث ’’اين ال ’’ذي يؤك ’’د‬
‫احلديث األول‪.‬‬

You might also like