You are on page 1of 16

‫ملخص العق دة اﻹسﻼم ة‬

‫وفق توصيف سنة ‪2022‬‬

‫ﲨع وٕا داد‪:‬‬


‫‪HAMZA EL HALLAQ‬‬
‫‪2022/2023‬‬
‫ﻣﻘدﻣة‬
‫سم ﷲ الرحﲈن الرحﲓ‬
‫اﶵد ﻣعﲅ البيان‪ ،‬وﻣوجب النظر و ستدﻻل‪ ،‬واﳌتصف لكﲈل واﳉﻼل‪ ،‬والصﻼة والسﻼم ﲆ اﰎ ا ٔن اء‪،‬‬
‫و ﲆ ﲱبه ا ٔ رار‪ ،‬وﻣن س ﳖجهم واق فى ا ٓ ر‪.‬‬
‫ٔﻣا بعد‪ ،‬فلﲈ ﰷنت العﻘ دة ا ٔشعرية ﻣ در ة ﲢت ﳏور ﻣن اﶈاور اﳌﻘررة ﰲ اﳌبار ت اﻻٕسﻼﻣ ة ﰷلتعلﲓ واﻻٕرشاد‪،‬‬
‫عزﻣت ﲆ كتابة هذا اﳌلخص اﻣعا ف ه ﰻ ﻣا ﳜدم ﰻ ﻣن ﻣ اراة التعلﲓ واﻻٕرشاد‪ ،‬ﻣ تعدا قدر اﻻٕﻣﲀن عن اﻻٕﻃناب‬
‫اﳌمل‪ ،‬و خ صار ا ل‪ ،‬ﲿاولت عن ٔسلط الضوء ﲆ ﻣا يفي لنفع وﳛﻘق الغاية‪ ،‬راج ا ﻣن ﷲ التوف ق والسداد ﰲ‬
‫الﻘول والعمل‪ ،‬و ال لساﱐ قول رﰊ عزو ل }وقل رب زدﱐ لﲈ{‬

‫ﻣلﺤوﻇة‪ٔ :‬نت ﻣطالب لرجوع إﱃ اﳌصادر ا ٔصلية ا تصة ﰲ هذا الباب‪ ،‬لتكون ﲆ دراية وفهم ﳌا و دته هنا‪.‬‬

‫حررﻩ ﲪزة اﳊﻼق ﰲ ‪1444/08/15‬ه اﳌوافق ل ‪2023/03/08‬‬

‫‪1‬‬
‫العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة‪ :‬رﰷن واﳋصائص واﳌصادر‬
‫العﻘ دة لغة‪ 1:‬ﻣ ٔخوذة ﻣن ال ِعﻘد‪ :‬وهو الربط والﺸدة بﻘوة‬
‫تﻘول عﻘَدت اﳊبل ﲆ ا ابة‪ :‬إذا ربطته ٕحﲀم وﺸدة‪.‬‬
‫وﴍ ا‪ :‬ﱔ عتﻘاد اﳉازم لﴚء‪ٔ ،2‬ي التصديق اﳌطلق لﴚء واﳉزم به ﻣن دون شﻚ ﰷﻻعتﻘاد اﳉازم بوجود ﷲ‬
‫تعاﱃ‪ ،‬واﳊنة والنار‪...‬‬
‫قال شيخ اﻻٕسﻼم ان ﳰية رﲪه ﷲ " ﱔ ا ٔﻣر ا ي تصدق به النفس‪ ،‬ويطمﱧ إليه الﻘلب‪ ،‬وكون يﻘ نا عند صاح ه‬
‫ﻻ ﳝاز ه شﻚ وﻻت ﳜالطه ريب"‪3‬‬

‫ٔرﰷن العﻘ دة‪:‬‬


‫ُس ﳣد ٔرﰷن العﻘ دة ﻣن اﻻٕﳝان‪ ،‬وذ لكون ﳝان ٔ د رﰷن الكﱪي الﱵ ركز لﳱا العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة‪ ،‬فإذا ﱂ كن‬
‫هناك إﳝان ﳊﻘائق والغي ات اﳌندر ة ﲢت ب العﻘ دة‪ ،‬فﻼ ﳝكن ح ﳯا اﳋوض ﰲ ٔرﰷﳖا وﻣا ٕاﱃ ذ ‪ ،‬وهذﻩ ا ٔرﰷن‬
‫ﱔ اﻻٕﳝان اﳌطلق بو دانية ﷲ تعاﱃ‪ ،‬وانفرادﻩ عزو ل لربوبية دون ﲑﻩ‪ ،‬وكذا اﻻٕﳝان ﲜميع ٔسﲈئه وصفاته‪.‬‬
‫خصائص العﻘ دة‪.‬‬
‫لعﻘ دة خصائص راها ﰻ حث‪ ،‬وهذﻩ اﳋصائص ﱔ الﱵ ﲤﲒ الﴚء عن ﲑﻩ‪ ،‬وٕاليﻚ بعضا ﻣﳯا‪:‬‬
‫‪ _1‬ر نية اﳌصدر‪ :‬ﳁصدر العﻘ دة وا د هو ﷲ عزو ل‪ ،‬والعﻘ دة ﻻ تؤ ذ إﻻ عن رسل ﷲ اﳌبلغﲔ لو ﷲ تبارك‬
‫وتعاﱃ‪.‬‬
‫‪ _2‬الواقعية والﺸمول‪ :‬فالعﻘ دة ﲤتاز كوﳖا عﻘ دة واقعية لها ﻼقة بواقع اﳌﳫف‪ ،‬وﱔ بعيدة ﰻ البعد عن التخيﻼت‬
‫والتصورات‪ ،‬كﲈ ٔﳖا شاﻣ ﲁ ﻣ ا ح اة اﳌﳫف‪ ،‬فﻼ ﲡد إﻻ وقد تناولته العﻘ دة لعناية‪ ،‬إﻣا تﴫﳛا ٔو تل ِوﳛ ًا‪.‬‬
‫‪ _3‬بتة ﳏفوﻇة‪ :‬فه ي بتة ﻻ تغﲑ فﳱا‪ ،‬وذ لكوﳖا ٔساس ا ن‪ ،‬وﻻ سخ فﳱا‪ ،‬وﱔ ﳏفوﻇة ﲝفظ ﷲ لها‪.‬‬
‫‪ _4‬الوسطية و عتدال‪ :‬ﱔ عﻘ دة ت ٔ د ﲟبد ٔ التوسط ﰲ ﰻ ﳾء ﻣرا اة ﳌصاﱀ العباد ﰲ العا ل وا ٓ ل‪ ،‬دون إفراط‬
‫وﻻ تفريط‪.‬‬
‫ﻣصادر العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة‪ :‬الك اب والسنة واﻻٕجﲈع‬
‫‪ ‬اﳌذهب شعري‪ :‬ا ٔصول واﳋصائص و ﻼم‬

‫‪ 1‬تدور ﻣعاﱐ العﻘ دة ﲆ الربط والﺸدة واﻻٕحﲀم‪ ،‬انظر‪ :‬ﻣعجم ﻣﻘاي س الغة )‪ (679‬ولسان العرب )‪(396/3‬‬
‫‪ 2‬اﳫيات ٔﰊ البﻘاء الكفوي )‪(151‬‬
‫‪ 3‬ﶍوع الرسائل واﳌسائل ﻻن ﳰية )‪ (429‬ﲢﻘ ق ﶊد رشيد رضا‬

‫‪2‬‬
‫ا ٔصول‪ :‬ﲨع ٔصل وﱔ ا ٔسس الﱵ تﻘوم لﳱا العﻘ دة شعرية‪ ،‬وﻣن هذﻩ ا ٔصول الﱵ قاﻣت لﳱا ﻣا يﲇ‪:‬‬
‫‪ ‬اﺛبات صفات ٔزلية لباري عزو ل ﰷلعﲅ والﻘدرة وا ٕﻻرادة وسا ر الصفات‬
‫‪ ‬الﻘران م ﷲ قدﱘ‪ ،‬عتبارﻩ ﻣا نفسيا قاﲚا ات‪ٔ ،‬ﻣا ا ٔصوات واﳊروف فه ي ﳏدﺛة‪ٔ ،‬ي ﳐلوقة‪.‬‬
‫‪ ‬افعال العباد ﲑها وﴍها ﻣن لق ﷲ و سان كسﳢا لﻘدرة الﱵ لﻘها ﷲ عزو ل‬
‫‪ ‬رؤية ﷲ ٔبصار بتة ﰲ ا ٓخرة‪.‬‬
‫‪ ‬ا ٔﻣور الغي ة ﻣن رزخ وحﴩ وﻣﲒان ﱔ حق‪.‬‬
‫اﳋصائص‬
‫ﲤﲒ اﳌذهب ا ٔشعري ﲟجمو ة ﻣن اﳋصائص والسﲈت الﱵ جعلته ﻣﳣﲒا عن ﲑﻩ وﻣن ب ﳯا‪:‬‬
‫‪ _1‬الوسطية و عتدال‪ :‬اء اﳌذهب ا ٔشعري وسطا ﰲ ﰻ ا ٔﻣور‪ ،‬الﴚء ا ي حﻘق عتدال بﲔ العﻘل والنﻘل‬
‫ﰲ ﻇل التخبطات الﱵ عرفها ا ال العﻘدي‪ ،‬وﻣن بﲔ هذﻩ ﻣور الﱵ وقف فﳱا شعري وسطا ﱔ‪:‬‬
‫ﻣس ٔ ا ات والصفات _ ﻣسا لق الﻘران _وﻣس ٔ رؤية ﷲ _ وﻣس ٔ ٕارادة ا ٕﻻ سان‪.4‬‬
‫‪_2‬الﺸمولية والواقعية ‪ _3‬دم كفﲑ ا الف ‪_4‬در الفﱳ وتوح د اﶺا ة‬
‫وقد ٔضاف ٔتباع اﳌذهب ا ٔشعري ﻣن اﳌت ٔخرن بعض اﳋصائص ا تارة وﱔ‪:‬‬
‫‪ _1‬ا ﱰام النصوص الﴩعية واعتبارها اﳌصدر الرئ س لعﻘ دة‪ ،‬يﻘول ا ٔشعري "قولنا ا ي نﻘول به ود ن ا الﱵ ند ن‬
‫ﲠا‪ ،‬ا ﳣسﻚ ك اب ربنا عزو ل‪ ،‬وسنة نب ا ﷺ‪ ،‬وﻣا روي عن الص ابة والتابعﲔ و ٔﲚة اﳊديث‪ ،‬وﳓن بذ ﻣعتصمون"‪5‬‬

‫‪_2‬ﲪل النصوص ﲆ ﻇاهرها و دم الجوء إﱃ الت ٔويل إﻻ إذا ٔوج ته ﴐورة تﲋيه اﳋالق عﲈ ﻻ يليق به ﻣن الصفات‪.‬‬
‫‪_3‬ت ٔييد ﻣعاﱐ العﻘ دة الﱵ وردت ﲠا النصوص الﴩعية لﱪهان العﻘﲇ ا ي يوﻇف ﰻ ﻣا ﳝكن ٔن ينﴫ العﻘ دة‬
‫الس ة ﰷﳌعطيات الكونية والطبيعية واﳌنطق والفلسفة‪.‬‬
‫ﺛناء العلﲈء ﲆ ا ٔشعري‬
‫ٔتعجب ﰻ العجب ﻣن بعض اﻻٕخوة والطلبة ا ن ﳇﲈ ﲰعوا اﰟ ا ٔشعري قدَ ُحوا ف ه‪ ،‬ورﲟا البعض افﱰى ليه وقَو َ‬
‫ﻣا ﱂ يَ ُﻘ ]وٕان ﰷن بعض اﳌغالطات ﰲ ﻣس ٔ ت ٔويل الصفات‪ ،‬فذ ﻻ ُﳛط ﻣن قﳰته العلمية و ودﻩ ﰲ الرد ﲆ ٔهل‬
‫الزيغ والبدع[ وٕاليﻚ ﲨ ﻣن العلﲈء ا ن شهدوا لعﲅ والورع‪:‬‬

‫‪ 4‬راجع قول ا ٔشعري ﰲ هدﻩ اﳌسائل ﰲ كتب العﻘ دة‪ ،‬وﻣؤلفاته هو ﲆ و ه اﳋوص‬
‫‪ 5‬نة ﰲ ٔصول ا نة ‪ /‬وكتاب ﴍح اﶵوية ليوسف الغف ص ص‪6‬‬

‫‪3‬‬
‫_ يﻘول اﳋطيب البغدادي " ٔبو اﳊسن ا ٔشعري اﳌتﳫم صاحب الك ب والتصانيف ﰲ الرد ﲆ اﳌل دة و ﲑﱒ ﻣن‬
‫اﳌعﱱ والرافضة واﳉهمية واﳋوارج وسا ر ٔصناف اﳌبتد ة"‪6‬‬

‫_روي عن ٔبو كر الصﲑﰲ ٔنه قال " ﰷن اﳌعﱱ قد رفعوا رؤوسهم حﱴ ٔﻇهر ﷲ تعاﱃ شعري ﲾﺤرﱒ ﰲ ٔعﲈق‬
‫السمسم"‪7‬‬

‫_ويﻘول الﻘاﴈ عياض عند رﲨته "وصنف ٔهل السنة التصانيف و ٔقام اﳊ ة ﲆ إﺛبات السنة وﻣا نفاﻩ ٔهل البدع‬
‫ﻣن صفات ﷲ تعاﱃ ورؤيته وقدم ﻣه وقدرته‪ ....‬ف ٔقام اﳊ ة الواﲵة لﳱا ﻣن الك اب والسنة وا ﻻئل الواﲵة العﻘلية‬
‫ودفع شبه اﳌبتد ة وﻣن بعدﱒ ﻣن اﳌل دة والرافضة وصنف ﰲ ذ التصانيف اﳌ سوﻃة الﱵ نفع ﷲ ﲠا ا ٔﻣة"‪8‬‬

‫_ويﻘول ا هﱯ " و ٔﰊ اﳊسن ا ٔشعري ذﰷء ﻣفرط وتبح ﰲ العﲅ و ٔشياء حسنة وتصانيف ﲨة تﻘﴤ سعة‬
‫العﲅ"‪9‬‬

‫_وقد ٔفرد ان عسا ر كتا ﳝد ه ف ه ودافع عنه‪ ،‬وذ ر الروا ت ﰲ ﻣد ه وﻣدح قوﻣه و ٔﴎته‪ ،‬سﲈﻩ "كذب اﳌفﱰي ف‬
‫سب إﱃ ا ٔشعري"‬
‫وﳌزيد ﻣن اﳌعلوﻣات ليﻚ ك اب "ﻣوقف ا ن ﳰية ﻣن ا ٔشاعرة" لعبد الرحﲈن ن صاﱀ اﶈمود‬
‫_وقد لﻘ ه العلﲈء "إﻣام السنة"‪ 10‬و "ﳎدد اﳌائة الﺜالﺜة"‬
‫لف اﻻٕﻣام ا ٔشعري كتبا قﳰة‪ ،‬ﻣﳯم ﻣن قال إﳖا ﲬس وﲬسﲔ كتا ً ﰷ ن حزم‪ ،‬وﻣﳯم ﻣن ٔوصلها إﱃ ﲦانﲔ وﺛﻼﲦائة‬
‫ﻣصنف‪ ،11‬ذ رها ان فورك لتفصيل ﰲ كتابه "ﳎرد ﻣﻘاﻻت الﺸيخ ٔﰊ اﳊسن ا ٔشعري" ونذ ر ﻣﳯا‪:‬‬
‫تفسﲑ الﻘرءان والرد ﲆ ﻣن الف البيان ﻣن ٔهل اﻻٕفﻚ وا ﳢتان‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻘاﻻت اﻻٕسﻼﻣ ﲔ‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب ﰲ لق ا ٔعﲈل‬ ‫‪-‬‬
‫اﳌوجز‬ ‫‪-‬‬
‫المع ﰲ الرد ﲆ ٔهل الزيغ والبدع‬ ‫‪-‬‬
‫ا ٕﻻ نة‪12‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 6‬رﱗ بغداد )‪/11‬ص‪346‬و‪(347‬‬


‫‪ 7‬تب ﲔ كذب اﳌفﱰي ص ‪94‬‬
‫‪ 8‬رت ب اﳌدارك )‪(24/5‬‬
‫‪ 9‬سﲑ ٔ ﻼم النبﻼء )‪(87/15‬‬
‫‪ 10‬قال اﻻٕﻣام الﺸﲑازي " و ٔبو اﳊسن ا ٔشعري إﻣام ٔهل السنة" ]ﻃبﻘات الﺸافعية الكﱪى ‪[367/3‬‬
‫‪ 11‬ﻣوقف ان ﳰية ﻣن ا ٔشاعرة )‪ (354/1‬بتﴫف‬
‫‪ 12‬هذا الك اب ٔ ر دل حول س ه ل ٔ شعري‪ ،‬إﻻ ٔن ﲨع غفﲑ ﻣن العلﲈء ٔﻣ ال البﳱﻘي‪ ،‬الصابوﱐ‪ ،‬السمعاﱐ‪ ،‬ا ن عسا ر و ﲑﱒ سبوﻩ إﱃ ا ٔشعري‪،‬‬
‫انظر‪ :‬كتاب ﻣوقف ان ﳰية ﻣن ا ٔشاعرة ج‪ 1‬ص‪349‬‬

‫‪4‬‬
‫ٔ ﻼم اﳌذهب شعري‬
‫ﻣن بﲔ ٔ ﻼم اﳌذهب ا ٔشعري؛‬
‫الباقﻼﱐ ) دم اﳌذهب كﺜﲑا حﱴ د اﳌؤسس الﺜاﱐ بعد ا ٔشعري( و ٔﰊ زيد الﻘﲑواﱐ و ٔبو وليد البا وان العرﰊ‬
‫والﻘاﴈ عياض والبﳱﻘي والرازي والنووي والسيوﻃي وان السبﲄ وان عسا ر و ﲑﻩ هؤﻻء ﻣن ﻼم ا ٔشاعرة‪.13‬‬
‫‪ ‬العﻘ دة ا ٔشعرية‬
‫العﻘ دة شعرية وﱔ ﻣدرسة اسﻼﻣ ة ُس ِ ّ ة سلكت اﳌﳯﺞ الوسطي بﲔ العﻘل والنﻘل ﰲ ا ٔﻣور العﻘدية‪ ،‬وقد اتبع ﻣﳯجها‬
‫دد بﲑ ﻣن فﻘهاء ٔهل السنة واﳊديث‪.‬‬
‫ت ٔسست العﻘ دة شعرية ﰲ الﻘرن الﺜالث الهجري ﲆ يد ابو اﳊسن شعري‪ ،‬ﳌاذا ﲰيت العﻘ دة ا ٔشعرية ﲠذا‬
‫ﰟ؟‬
‫ﲰيت بذ سبة إﱃ صاحﳢا وﻣؤسسها شعري ا ي رزت ﻣواقف و ٓراء ﰲ اﳉانب العﻘدي فهي ﻣذهب ٔشعري‬
‫ﰲ العﻘ دة سﻼﻣ ة وﰷن الغالب ﲆ هذا اﳌﳯﺞ التوف ق بﲔ النﻘل والعﻘل‪.‬‬
‫اسباب اخ يار اﳌغاربة لعﻘ دة شعرية‬
‫هناك ٔسباب كﺜﲑة دعت ٔهل اﳌغرب إﱃ اخ يار هذﻩ العﻘ دة ا ٔشعرية وسنذ ر بعض ا ٔسباب الﱵ راها ٔﳖا كفي ﰲ‬
‫هذا اﳌوضوع ﻣﳯا وٕاﻻ فإﳖا كﺜﲑة‪:‬‬

‫✓اتصال اﳌغاربة لعلﲈء اﳌﺸارقة‪ :‬ح ث ٔ لب الفﻘهاء اﳌغاربة ﰷنوا يتجهون لمﴩق لتلﻘي العﲅ وﻃبيعي ٔن يت ٔ روا‬
‫ﳌذهب شعري ﰲ العﻘ دة‬

‫✓حفاﻇه ﲆ العﻘ دة وحرصه ﲆ درء ال ﺸ ه والتعطيل‬

‫✓ﳌا ﳌسوﻩ ف ه ﻣن وسطية ﰲ استعﲈل العﻘل والنﻘل‬

‫✓ شعرية والفرقة الناج ة‪ :‬اعتﻘاد اﳌغاربة ان العﻘ دة شعرية ﱔ الفرقة الواردة ﰲ اﳊديث النبوي ا ي قال ف ه النﱯ‬
‫صﲆ ﷲ ليه وسﲅ "ستفﱰق ٔﻣﱵ ﲆ ﺛﻼث وسبعﲔ فرقة‪ ،‬ﳇها ﰲ النار إﻻ وا دة"‬

‫✓ت ﲏ ا و اﳌو دية اﳌذهب شعري ﳈذهب رﲰي ﰲ العﻘ دة‬

‫‪ 13‬وكتب هؤﻻء ا ٔ ﻼم و ﲑﱒ تُظهر ان ساﲠم لمذهب ا ٔشعري‬

‫‪5‬‬
‫وقد ﰷن خول اﳌذهب اﳌالﲄ ر الك ﲑ ﰲ ا ﳣسﻚ لعﻘ دة شعرية‪ ،‬فﻘد ﰷن ل ٕﻼﻣام ﻣا رﲪه ﷲ ٓراءﻩ وﻣواقفه‬
‫ال ﻣ ة العﻘدية والﱵ الف فﳱا ٔﲱاب اﳌذاهب اﳌنﺤرفة‪ ،‬وقد سعت ا ٔشعرية ﱔ ا ٔخرى إﱃ الرد عن هذﻩ اﳌذاهب‬
‫لنﻘل والعﻘل واﳊ ة والﱪهان‪.‬‬
‫حسنا‪ ،‬ﳌاذا نﻘول العﻘ دة ا ٔشعرية بدل العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة )عﻘ دة ٔهل السنة واﶺا ة(؟‬
‫نﻘول ٔن العﻘ دة ا ٔشعرية ﱔ نفسها العﻘ دة سﻼﻣ ة‪ 14‬لكون صاحﳢا قد ب ورجع عن ﻣذهب ﱱال إﱃ اﳌذهب‬
‫السﲏ وقد بﲔ ذ ﰲ كتابه "ا ٕﻻ نة ﰲ ٔصول ا نة" )رﰬ ﻣا يﻘال عنه‪ ،‬وﻣا ي سب إليه ﻣن ٔقوال و ٓراء فالﻘوم خصوم‬
‫‪ ،‬اصة ٔﲱاب اﳌذاهب اﳌنﺤرفة( فهي عﻘ دة ﲆ ﻣذهب ٔهل السنة واﶺا ة لﻘو "قولنا ا ي نﻘول به ود ن ا الﱵ‬
‫ند ن ﲠا‪ ،‬ا ﳣسﻚ ك اب ربنا عزو ل‪ ،‬وسنة نب ا ﷺ‪ ،‬وﻣا روي عن الص ابة والتابعﲔ و ٔﲚة اﳊديث‪ ،‬وﳓن بذ‬
‫ﻣعتصمون"‪ ،15‬و ﲆ ﻣﳯﺞ شعري ﰲ الطرح والﴩح والت ليل‪ ،‬و ٔن ا ٔشعري قد دافع كﺜﲑاً عن هذا ا ن ﻣن ﻼل‬
‫ﻣا ٓ ﻩ ﷲ ﻣن قوة العﻘل ونصا ة اﳊ ة‪ ،‬فإنه قد س ﻣﳯ ا قوﳝا ﳚمع بﲔ النﻘل والعﻘل ﰲ الرد ﲆ ٔهل الزيغ والبدع‪،‬‬
‫وبذ صارت العﻘ دة ت سب إليه ﻣن هذا الباب ل س إﻻ‪.‬‬
‫ﻃيب‪ ،‬ﻣا هو ﻣﳯﺞ ا ٔشعري ﰲ العﻘ دة؟؟‬
‫ﰷن الغالب ﰲ اﳌﳯﺞ ا ٔشعري التوف ق بﲔ العﻘل والنﻘل وهذا التوف ق يعد ﻣﳯ ا وسطا بﲔ ا ٕﻻفراط والتفريط‪ ،‬فﻘد ﻇهر‬
‫ﰲ عهد ا ٔشعري ﻣدرستان ﰲ العﻘ دة وﱒ‪ٔ ،‬هل الظاهر ا ي ي ٔ ذون بظاهر النصوص وﻻ يتعدوﳖا وسمون الن ّ ِّصيون‪،‬‬
‫وﻣدرسة اﳌعﱱ الﱵ لت ﰲ تﻘد س العﻘل ﲆ النﻘل‪ ،‬فلﲈ ﰷن اﳊال هكذا‪ ،‬اء شعري ووفّق بﲔ اﳌدرستﲔ وﰥ‬
‫العﻘل إﱃ النﻘل‪ ،‬فصار ستعمل العﻘل ﰲ فهم النصوص ﰒ ستدﻻل ﲆ الصﺤيح ﻣﳯا ﲟا يوافق النﻘل‪ ،‬وﻣن هاهنا‬
‫تو اﳌذهب شعري‪.‬‬
‫ﻣﻼحظة‪ :‬ﻻ ﲢسﱭ بﻘولنا " اء ا ٔشعري ووفق بﲔ اﳌدرستﲔ" ٔن اﳌذهب شعري ﻣا هو إﻻ توف ق ونتاج بﲔ ﻃائف ﲔ‬
‫ل س إﻻ‪ ،‬ﻻ‪ ،‬ل س ا ٔﻣر كذ ‪ ،‬بل إن اﳌذهب شعري قش ﰻ فريق ﻣن هؤﻻء ﳊ ة والﱪهان‪ ،‬فس ﻣس ﲀ‬
‫وسطا ﰲ تﻘرر اﳊﻘائق العﻘدية وا ٔﻣور الغي ة الﱵ يؤﻣن ﲠا ﰻ ﻣسﲅ‪.‬‬
‫و ٔﱒ ﻣا ﲤﲒ به اﳌذهب نﻘطتﲔ‪:‬‬
‫ا ٔوﱃ‪ :‬ﰲ نﻘاشنا ﻣع ﻣن هو ﻣ سب اﱃ اﳌ اﻻٕسﻼﻣ ة‪ ،‬نﺜ ت ﻣا ٔﺛ ه ﷲ لنفسه ﻣن ﲑ ت ٔويل وﻻ ﲡسﲓ ﳌاذا؟ قالوا‬
‫ٔن هذا اﳌسﲅ ا ي يؤﻣن بوجود رب حكﲓ ﻣد ر‪ ،‬فإنه ﻻبد ﻣن ال سلﲓ لهذﻩ ا ٔﻣور الغي ة الﱵ ﻻ ﻃاقة لعﻘل إدرا ها‪،‬‬
‫ﳁادام ا ٕﻻ سان قد ٓﻣن بوجود ٕا ف ٕانه واجب ليه ﳝان بوجود هذﻩ الغي ات‪ ،‬وهذا ْﲔ ﻣا ٔ اب عنه ا كتور سعيد‬
‫الﳬﲇ حفظه ﷲ ح ُس ﺌل عن وجود اﳉنة والنار‪ 16‬ﰲ ﲔ ٔن النﻘاش ﻣع ﲑ اﳌسلمﲔ ﻻبد ف ه ﻣن الت ٔويل‪ٔ ،‬نه‬
‫بدﳞ ي ٔن ﻻ ُ َس ِلّموا لهذﻩ الغي ات الﱵ ﻻ يدروﳖا بعﻘوﳍم‪ ،‬وﻻ ﲢصل ﳍهم ﳾء عن صورﲥا‪ ،‬ف صعب ﲆ اﳌنَ ِاﻇر إق اع‬

‫‪ 14‬إن ﰠ الﻘول‪ ،‬لكن البعض ﻻ يﻘ ل هذا الﱰادف‪ ،‬وﷲ ٔ ﲅ‬


‫‪ 15‬نة ﰲ ٔصول ا نة ‪ /‬وكتاب ﴍح اﶵوية ليوسف الغف ص ص‪6‬‬
‫‪ 16‬راجع ٔن ش ت ﻣﻘطعا ﳚيب ف ه عن سؤال هل اﳉنة والنار حق؟‬

‫‪6‬‬
‫ﲑ اﳌسﲅ ٔن اﳊنة والنار حق وصدق وهو ﻻ يؤﻣن ٔساسا بوجود ﷲ تعاﱃ‪ ،‬ﲞﻼف اﳌسﲅ ا ي ﳛتاج ٕاﱃ ﳾء سﲑ‬
‫ﲡدﱒ ي ٔولون صفات ﷲ تعاﱃ ويﻘولون‪ :‬نؤول وﻻ ندع الت ٔويل اﱃ‬ ‫ﻣن الﴩح والفهم ل َيع ِﻘل ﻣ ل هذﻩ ا ٔﻣور‪،‬‬
‫التجسﲓ‪.‬‬
‫الﺜانية‪ :‬دم كفﲑ ٔي ٔ د ﻣن ٔهل اﳌ ‪ ،‬ﻣاﱂ ست ل ﻣا حرم ﷲ‪ ،‬وهذا هو اﳌعمول به عند ﰲ ﻣس ٔ ‪ :‬كفﲑ ٔ د ﻣن‬
‫ٔهل الﻘ ﻣن دﻣه‪.‬‬
‫ﻣ اﱑ ستدﻻل والبﺤث عند اﳌدارس ال ﻣ ة‬
‫ا ٔشاعرة‪:‬‬
‫لمت ﳑا سبق ٔن ا ٔشعري صاحب ﻣدرسة إسﻼﻣ ة س ة ﴏت اﳌذهب الس ﲏ ﻣن ﻼل ا ٕﻻ ابة ﲆ دة ٔسﺌ‬
‫رزت ﰲ اﳉانب العﻘدي الﱵ ﲑت لﲈء السنة‪ ،‬ف صدى لهذا العمل ا ٔشعري ﻣن ﻼل ﻣﳯﺞ قاﰂ ﲆ‪:‬‬
‫‪_1‬ال سلﲓ اﳌطلق ﲁ ﻣا ورد ﰲ النﻘل والتصديق به‬
‫‪ _2‬جعل العﻘل ادﻣ ًا لنﻘل و دم جع اكﲈ كﲈ فعل اﳌعﱱ‬
‫‪ _3‬رت ب النتاﰀ ﲆ اﳌﻘدﻣات‬
‫يﻘول الﺸيخ ٔبو زهرة "استدل اﻷشعري ﲆ العﻘائد لنﻘل والعﻘل‪ ،‬ف ﺜ ت ﻣا ورد ﰲ الك اب والسنة ﻣن أوصاف‬
‫ا واﻻعتﻘاد رس واليوم اﻵخر واﳌﻼ كة واﳊساب والعﻘاب والﺜواب‪ ،‬ستدل ﻷد العﻘلية والﱪاهﲔ اﳌنطﻘ ة‬
‫ﲆ صدق ﻣا اء ﰲ الك اب والسنة بعد أن أوجب التصديق ﲠا كﲈ ﱔ ًنﻘﻼ‪ ،‬فهو ﻻ يت ذ ﻣن العﻘل َحكَﲈ ﲆ‬
‫يؤيدها"‪17‬‬ ‫النصوص لي َؤو ّ◌ ِ◌لها أو ﳝﴤ ﻇاهرها‪ ،‬بل يت ذ العﻘل ادﻣا لظواهر النصوص‬
‫ﻣا الس ب ا ي دفع ا ٔشعرية ٔن س هذا اﳌﳯﺞ ستدﻻﱄ؟‬
‫_ا افع الرئ س هو الرد ﲆ ٔهل بتداع و ٔﲱاب ﳓراف ا ن ريدون اف تان الناس عن د ﳯم وصدﱒ عنه ﰷﳌعﱱ‬
‫وا سمة‪...‬‬
‫وسا دﻩ ﲆ ت ﲏ هذا اﳌﳯﺞ هو‪:‬‬
‫‪ٔ _1‬نه ﰷن ﻣعﱱليا ﰲ البداية ﰒ ب ف اب ﷲ ليه‪ ،‬وﻣعروف ﲆ اﳌعﱱ ﲢكﳰهم العﻘل ﲆ حساب النﻘل فهم ﳚعلون‬
‫العﻘل هو اﳊاﰼ ﰲ ﰻ ﳾء‪ ،‬ﳁا ق ِ العﻘل ق ِلوﻩ‪ ،‬وﻣا رفضَ ه رفضُ وﻩ‪ ،‬فاخ ار ﻃريﻘﳤم ﰲ ستدﻻل ﻣن ﲑ ٔن س‬
‫ِﴍَﳤُم ﰲ فهم النصوص الﴩعية‪.‬‬

‫رﱗ اﳌذاهب اﻻٕسﻼﻣ ة جزء‪ 1‬ﰲ السياسة والعﻘائد ﶈمد ٔبو زهرة‬ ‫‪17‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ٔ _2‬نه تصدى لرد ﲆ كﺜﲑ ﻣن ٔهل ﳓراف ﻣ ل اﳌعﱱ واﳌناﻃﻘة والفﻼسفة ا ن ﻻ يﻘ نعون إﻻ ٔق ِسة اﳌنطﻘ ة‬
‫ودليل يﻘ َ ُ العﻘل‪.‬‬
‫ز دة ﰲ البيان‪ :‬ستدﻻل عند ا ٔشاعرة كون ٔد النﻘلية ﻣن نصوص الك اب والسنة ﰒ ا ٔد العﻘلية لت ٔييد‬
‫النﻘل لعﻘل‪ ،‬فﻼ تعارض عند ا ٔشاعرة بﲔ العﻘل والنﻘل‪ ،‬وهذا ﰲ ﻣ اﻇرﲥم ﳌن هو ﻣ سب لم اﻻٕسﻼﻣ ة؛ ٔﻣا ﰲ‬
‫ﻣ اﻇرﲥم لم الفﲔ فإﳖم يﻘدﻣون ا ٔد العﻘلية ليﻘ نع اﳋصم ] ٔن ا الف ﻻ يعطي وز لنصوص الﴩعية بتا [ ﰒ بعد‬
‫ذ يُ ِعون ﻣا استدلوا ليه لعﻘل بنصوص ﴍعية ﰲ نفس السياق ﲝيث ﻻ يبﻘى تعارض بﲔ النﻘل والعﻘل‪ ،‬ﳁا‬
‫ٔﺛ وﻩ لعﻘل كون بتا لنﻘل‪.‬‬
‫ﳌاذا ﱂ تلق العﻘ دة ا ٔشعرية ﰲ اﳌغرب نفس ﻣصﲑ سابﻘاﲥا ﻣن العﻘائد؟‬
‫ٔسباب ﻣﳯا‪:‬‬
‫_ دور ا و اﳌو دية ﰲ ت ﲏ هذا اﳌذهب العﻘدي وجع ﻣذهبا رﲰي ل و ‪.‬‬
‫ﳒد عبارة ٔن اﳌالك ة ﳇهم ٔشاعرة‪.18‬‬ ‫_ ٔبو اﳊسن ا ٔشعري دﻩ كﺜﲑ ﻣن اﳌالك ة ﲷن اﳌالك ﲔ‪،‬‬
‫_دور اﻻٕﻣام الباقﻼﱐ وﻇهورﻩ ﰲ الﻘرن الرابع‪ ،‬وا ي يعد اﳌؤصل اﳊﻘ ﻘي لمذهب‪.‬‬
‫_ التﻘارب بﲔ اﳌذهب ا ٔشعري والعﻘ دة السلف ة ﻣﻘارنة ﻣع ﲑها ﻣن الفرق‪ ،‬رﰬ وجود ﻼف ب ﳯﲈ‪ٔ ،‬ي اﳌذهب‬
‫ا ٔشعري والعﻘ دة السلف ة‪ ،‬اصة ﰲ ﻣس ٔ الصفات‪.‬‬
‫_ ﻇهور الفكر ا ٔشعري ﰲ اﳌغرب ﰷن لﴬورة حضارية ﲤﺜلت ﰲ روز دة ٔسﺌ ﰲ اﳉانب العﻘدي‪ ،‬وجعلت السلف‬
‫ﰲ ﻣوقف صعب‪ ،‬و لتاﱄ فﻘد ٔﳊت هذﻩ الﴬورة ﲆ اﳌغاربة ت ﲏ فكر ي ﳽ ﻣع اﳋصوصية ا ي ة ﰲ إﺛبات اﳊﻘائق‬
‫العﻘدية اﻻٕسﻼﻣ ة‪ ،‬فﲀن لفكر ا ٔشعري دورﻩ ﰲ ا ٕﻻ ابة عن هذﻩ ا ٔس الﺸا كة‪.‬‬
‫اﳌعﱱ‬
‫لﻘد ج ت اﳌعﱱ ج اية عظﳰة ﰲ حق النصوص الﴩعية‪ ،‬فسلكت ﻣﳯ ا ٔقل ﻣا يﻘال عنه ٔنه ﻣﳯﺞ فاسد ﻣن اﳌنبع؛ ٔنه‬
‫ﻣن البدﳞ ي ﻣن الف الو ‪ ،‬سيﻘع ﰲ غيا ت اﳉُ ِ ّب اﳌظلمة‪ ،‬وهو ﲔ ﻣا وقعت ف ه اﳌعﱱ ﻣن ﻼل ت َب ِ ّﳱا ﳌﳯﺞ‬
‫فاسد ﻣ ﺤرف عن ستﻘاﻣة واﳌﳯﺞ الصﺤيح‪ ،‬وقد ﲤﺜل ﻣﳯجها ستدﻻﱄ ﰲ تﻘدﱘ العﻘل ﲆ النﻘل‪ ،‬والفكر ق ل‬
‫السمع‪ ،‬وجعلوﻩ اكﲈ ﰲ ﰻ ا ٔﻣور ا نيوية وا ٔخروية‪ ،‬فهم بذ يﻘدسون العﻘل‪ ،‬وٕاذا ﻣا تعارض عندﱒ العﻘل ﻣع النﻘل‬
‫قدﻣوا العﻘل‪ ،‬الﴚء ا ي ﳒم عنه تعطيلهم ﲁ النصوص الﴩعية الﺜابتة‪ ،‬ف ٔف وا ﲞلق الﻘر ٓن ونفي رؤية ﷲ تعاﱃ يوم‬
‫الﻘ اﻣة‪ ،‬ونفي شفا ة النﱯ ﷺ ٔﲱاب الك ا ر و ﲑها ﻣن اﳌسائل‪.‬‬
‫ﲅ العﻘ دة‬

‫ور ٔ ﷲ اﳌالك ة‪ ،‬فﲅ ر ﻣالك ا إﻻ ٔشعر عﻘ دة" ]ﻣعيد النعم وﻣ يد النﻘم ص‪[75‬‬
‫‪ 18‬قال العﻼﻣة ا ن السبﲄ "‪ّ ...‬‬

‫‪8‬‬
‫ﲅ العﻘ دة‪ :‬هو ﲅ يﻘ در به ﲆ إﺛبات العﻘائد ا ي ة ﻣك سب ﻣن ٔد ﳤا اليﻘ نية‪ٔ ،19‬و هو‪ :‬ﲅ يعﲎ بدراسة ﻣسائل‬
‫عتﻘاد ٔصوﻻ وفرو ا و ستدﻻل لﳱا والرد ﲆ ﳐالفﳱا‪ٔ ،‬و هو‪ :‬العﲅ ا ي ﳞﱲ بدراسة ﳐتلف جوانب العﻘ دة‬
‫و ستدﻻل لﳱا )تعريفي ٔ (‬
‫‪ -‬لعﻘ دة ﻣعنيان ‪ :‬ﻣعﲎ ام ﴰل دراسة ﰻ عﻘ دة‪ ،‬وﻣعﲎ اص يدل ﲆ دراسة العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة وﻣا ﳞمنا ﳓن هنا‬
‫هو اﳌعﲎ اﳋاص‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣصادر العﻘ دة‪ :‬الو واﻻٕجﲈع ) ٔي إجﲈع الص ابة(‬
‫‪ٔ -‬سﲈء العﻘ دة‪ٔ :‬صول ا ن‪ ،‬الفﻘه ا ٔكﱪ‪ ،‬العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة‪ ،‬عﻘ دة ٔهل السنة واﶺا ة‪ٔ ،‬صول ا نة‪ ،‬و ﲑها ﻣن‬
‫ا ٔسﲈء‬
‫‪ -‬ﻣوضو ات ﲅ العﻘ دة‪ :‬التوح د‪ ،‬اﻻٕﳝان‪ ،‬اﻻٕسﻼم‪ ،‬الغي ات‪ ،‬النبوات‪ ،‬ا ٔخ ار‪.‬‬
‫‪ٔ -‬ﳘيته دراسة العﻘ دة‪ :‬تت ﲆ ٔﳘية ﲅ العﻘائد ﰲ‪:‬‬
‫‪ _1‬ونه ٔساس العلوم الﴩعية و ٔصل ا ٔصول‪ ،‬فهو الطريق ﳌعرفة ﷲ و ٔول واجب ﲆ العبد ٔن يعرف ﻣا ﳚب وﻣا‬
‫ستﺤيل عتﻘاد به ﰲ حق ﷲ تعاﱃ فصﻼح ا ٕﻻ سان ﰲ اﳊياة وفوزﻩ ﳉنان كون ٔساسه صﻼح عﻘ دته‪ ،‬قال شيخ‬
‫والكفر"‪20‬‬ ‫اﻻٕسﻼم ان ﳰية‪ٔ " :‬صل الصﻼح‪ :‬التوح د واﻻٕﳝان‪ ،‬و ٔصل الفساد‪ :‬الﴩك‬
‫‪ -2‬ون هذا العﲅ وسي إﱃ ﲢﻘ ق العبودية ‪ ،‬ولتﺤﻘ ق هذا ﻻ بد ﻣن دراسة هذا العﲅ‪.‬‬
‫‪ -3‬التﺤصن ﻣن الﺸﳢات والبدع الﱵ ي ﴩها ٔ داء اﻻٕسﻼم‪.‬‬
‫‪ -4‬تعﲅ ودراسة ﲅ العﻘ دة يﻘي ا ٕﻻ سان وﳛميه ﻣن الوقوع ﰲ الﴩك‪.‬‬
‫ٔصول ﲅ العﻘ دة‪ :‬وﱔ ﻣا تﻘوم ليه العﻘ دة وﱔ‪ :‬اﻻٕﳝان بو دانية ﷲ تعاﱃ و ٔنه هو اﳋالق الرازق اﶈﲖ اﳌميت‪ ،‬واﻻٕﳝان‬
‫ب ٔلوهيته ب ٔنه ل و ﻼ هو اﳌستﺤق لعبادة دون ﲑﻩ‪ ،‬ﰒ اﻻٕﳝان ﲜميع ٔسﲈئه وصفاته كﲈ ٔ ﱪ عن نفسه ل و ﻼ‪.‬‬
‫خصائص ﲅ العﻘ دة‪ :‬ر نية اﳌصدر‪ ،‬بتة ﳏفوﻇة‪ ،‬الوسطية و عتدال‪ ،‬الواقعية والﺸمول‪ ،‬السهو وال ﴪ‪ ،‬توق ف ة‬
‫غي ة‪.‬‬
‫ف ه‪21‬‬ ‫اﻻٕﳝان‪ :‬تعريفه وتفصيل اﳋﻼف‬
‫اﻻٕﳝان لغة‪ :‬هو ﻣطلق التصديق‪ٔ ،‬ي اﻻٕذ ان ﳊﲂ ا ﱪ وق و‬

‫‪ 19‬الرائد ﰲ ﲅ العﻘائد ص ‪18‬‬


‫‪ 20‬ﶍوع ف اوي شيخ اﻻٕسﻼم )‪(163/18‬‬
‫‪ 21‬نﻘلته ﻣن كتاب الرائد ﰲ ﲅ العﻘائد لعرﰊ الوﻩ ص ‪ ،45‬بتﴫف‬

‫‪9‬‬
‫فاﻻٕﳝان ٔن تؤﻣن وتصدق ب ٔن ﷲ وا د ﻣﲋﻩ عن ﰻ ﻣا ﻻ يليق به‪ ،‬ﻣ صف ﳉﻼل وا ٕﻻ رام‪ ،‬واﻻٕﳝان لرسل ٔي‬
‫ب ٔﳖم ﻣ عوﺛﲔ ﻣن عند ﷲ صادقﲔ ف اؤوا به‪ ،‬و ٔن تؤﻣن ﳌﻼ كة ٔي ب ٔﳖم عبادﻩ اﳌكرﻣون اﳌطيعون اﳌعصوﻣون‪ ،‬و ٔن‬
‫تؤﻣن لك ب ٔي ب ٔﳖا ﻣﲋ ﻣن عند ﷲ صادقة ف تضمنته ﻣن ا ٔحﲀم‪ ،‬واﻻٕﳝان ليوم ا ٓخر ٔي ب ٔنه ﰷ ن البتة‪ ،‬واﻻٕﳝان‬
‫لﻘدر ٔي ب ٔن اﳋﲑ والﴩ بتﻘد ر ﷲ وﻣﺸي ه‪.‬‬
‫ﲆ ٔربعة ﻣذاهب‪:22‬‬ ‫واصطﻼ ا‪ :‬قد اخ لفت التعريفات ل ٕﻼﳝان اصطﻼ ا وذ‬
‫اﳌذهب ا ٔول‪ :‬اﻻٕﳝان اﰟ لفعل الﻘلب و دﻩ‪.‬‬
‫ٔي التصديق ﲁ ﻣا اء به النﱯ ﷺ وﻣا ﲅ لﴬورة ﻣن ﲑ ق ول ل ﺸك ﻚ وجوب الصﻼة وو دة الصانع و ﲑها‬
‫واﳌراد بتصديق النﱯ ﷺ اﻻٕذ ان ﳌا اء به والﻘ ول و نﻘ اد ‪ ،‬ول س اﳌراد وقوع سبة الصدق ﰲ الﻘلب ﻣن ﲑ‬
‫إذ ان وﻻ ق ول‪ ،‬وﻻنعدام هذا الﴩط قد وقع اﳊﲂ ﲆ كﺜﲑ ﻣن ٔهل الك اب لكفر ﻣع ٔﳖم ﰷنوا يعرفون رسا النﱯ‬
‫ﷺ وصدقه لكﳯم ﱂ يذعنوا س ب عنادﱒ و كﱪﱒ‪ ،‬ﳁن ﱂ يصدق ويذعن ﲁ ﻣا اء به النﱯ ﷺ ﳈن ﱂ يصدق‬
‫حرﻣة اﶆر والز ووجوب الصﻼة ﻣ ﻼ‪ ،‬فهو ﰷفر وهذا هو اﳌﺸهور و ليه اﶺهور ﻣن العلﲈء‬
‫ٔ َ ﻃ ُه ) ل ( الﺸارع ﺛبو وانتفاء‪ ،‬فضبطه ﰲ ال الﺜبوت لنطق‬ ‫ﻣﻼحظة‪ :‬التصديق ٔﻣر ﻃﲏ ﲑ َ ٍّﲇ‬
‫لﺸهادتﲔ‪ ،‬وﰲ ال نتفاء بظهور ٔﻣارات التكذيب ﰷلسجود لصﲌ‪.‬‬
‫ﲟعﲎ ٓخر‪ :‬النطق لﺸهادتﲔ ﻼﻣة ﲆ اﻻٕﳝان ﰲ ال الﺜبوت ٔنه يتعﲔ ﲆ ا ي ريد ا خول ﰲ اﻻٕسﻼم النطق‬
‫ﲠا‪ ،‬وﻻ كفي ٔن يدل لﳱا فعل ٔو قول ﻣن ﲑ ﳇمة الﺸهاد ن ﲆ قول بعض العلﲈء‪ ،23‬فالنطق ﲠا يتعﲔ ﰲ حق‬
‫ا ا ل إﱃ اﻻٕسﻼم ﻣن الكفار؛ ٔﻣا ٔبناء اﳌسلمﲔ فهم ﻣؤﻣ ون قطعا بناء ﲆ الفطرة اﻻٕسﻼﻣ ة ل ديث الوارد عن‬
‫اﳌصطفى ﷺ ب ٔن ﰻ ﻣولود يو ﲆ الفطرة‪ ،‬وهذا هو ا ٔوﱃ واﳌعﳣد عندﻩ بعض العلﲈء‪.‬‬
‫‪ -‬شاعرة‪ :‬النطق لﺸهادتﲔ ﻼﻣة ﲆ اﻻٕﳝان اﳋفي وهو ﻣا ليه اﶺهور ﻣن ٔن الﺸهادتﲔ ﴍط ﻻٕجراء ا ٔحﲀم‬
‫ا نيوية ﲆ ا ا ل ﰲ اﻻٕسﻼم ﻣن تنا ح وتوارث وصﻼة و ﲑها‪.‬‬
‫_ التصديق الﻘلﱯ إﳝان لك ه إﳝان خفي ﳁن صدق بﻘلبه وﱂ يﻘر بلسانه ﻻ لعذر ﻣ عه فهو ﻣؤﻣن عند ﷲ تعاﱃ ﲑ ﻣؤﻣن‬
‫ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية؛ ٔﻣا اﳌعذور ﰷ ٔخرس ا ي ﻻ يﻘدر ﲆ النطق‪ ،‬فإن قاﻣت قرينة ﲆ إسﻼﻣه ﰷﻻٕشارة ٔو الك ابة‬
‫هو ﻣؤﻣن عند ﷲ وﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية؛ و ٔﻣا ا ي ُﻃلب ﻣ ه النطق ﲠا ف ٔﰉ استك ارا و رفّعا فهو ﰷفر فﳱﲈ وٕان ٔذعن‬
‫بﻘلبه‪ ،‬وﻣن ٔقر بلسانه وﱂ يصدق بﻘلبه ﰷﳌنافق‪ ،‬فهو ﻣؤﻣن ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية ﰷفر عند ﷲ تعاﱃ‪ ،‬فﻘد قال النﱯ الكرﱘ‬
‫ٔﻣرت ٔن احﲂ لظاهر وﷲ يتوﱃ الﴪا ر و ٔد ﳤم ﲆ هذا‪:‬‬

‫‪ 22‬كنت ٔود ق صار ﲆ ﻣذهب اﶺهور ﰲ ﰻ ﻣن تعريف ﳝان وق و لز دة والنﻘصان‪ ،‬لكن ﰲ عرض اﳋﻼف بيان وي ا ٔذهان‬
‫‪ 23‬ويﻘاب قول ا ٓخرن ب ٔنه كفي ﻣا يدل لﳱا ﻣن فعل ٔو قول‬

‫‪10‬‬
‫قو تعاﱃ } ٔولﺌﻚ كتب ﰲ قلوﲠم اﻻٕﳝان{‪ 24‬وقو تعاﱃ }إﻻ ﻣن ٔ رﻩ وقلبه ﻣطمﱧ ﻻٕﳝان{‪ 25‬وقو تعاﱃ }قالت ا ٔعراب‬
‫ٓﻣ ا قل ﱂ تؤﻣ وا ولكن قولوا ٔسلمنا وﳌا يد ل اﻻٕﳝان ﰲ قلوﲂ{‪ 26‬وقو ﷺ " ﻣﻘلب الﻘلوب ﺛ ت قلﱯ ﲆ دينﻚ"‪27‬‬

‫اﳌذهب الﺜاﱐ‪ :‬اﻻٕﳝان اﰟ لفعل السان فﻘط‪.‬‬


‫تعاﱃ‬ ‫ٔي اﻻٕقرار فﻘط ﲟا اء به النﱯ صﲆ ﷲ ليه وسﲅ وهو ﻣذهب الكراﻣ ة فﻘالوا‪" :‬اﻻٕﳝان هو اﻻٕقرار لسان‬
‫وٕان اعتﻘد الناﻃق الكفر بﻘلبه فإذا فعل ذ فهو ﻣؤﻣن ﻣن ٔهل اﳉنة "واستدلوا ﲆ ذ ب‪:‬‬
‫‪-1‬قو تعاﱃ }ف ٔ ﲠم ﷲ ﲟا قالوا ج ات ﲡري ﻣن ﲢﳤا ا ٔﳖار{‪ 28‬ح ث رتب تبارك وتعاﱃ اﳉنة ﲆ ﳎرد الﻘول‪ ،‬ورد‬
‫لﳱم ب ٔن رت ب الﺜواب ﲆ الﻘول إﳕا ﻻلته ﲆ وجود اﳌعﲎ‪ ،‬وهو التصديق الﻘلﱯ ﰲ النفس‪.‬‬
‫‪ٔ -2‬ن النﱯ ﷺ و ٔﲱابه ﰷنوا ك فون ﻣن ا ا ل ل ٕﻼسﻼم ﳎرد التلفظ لﺸهادتﲔ‪ ،‬ورد لﳱم ب ٔن كتفاء لتلفظ‬
‫ﻣﳯم إﳕا ﰷن ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية‪.‬‬
‫اﳌذهب الﺜالث‪ :‬اﻻٕﳝان اﰟ لفعل الﻘلب والسان ﻣعا‪.‬‬
‫وش ْطرا ‪ ،‬وهو ﻣا ليه بعض اﶈﻘﻘﲔ ﰷﻻٕﻣام ٔﰊ‬
‫و ليه فالتصديق لﻘلب ﻣع اﻻٕقرار لسان كون جزءا ﻣن اﻻٕﳝان َ‬
‫ح يفة النعﲈن وجﲈ ة ﻣن ا ٔشاعرة‪ ،‬ورى البعض ا ٓخر ٔن اﻻٕقرار لسان ﴍط ﲱة اﻻٕﳝان‪ ،‬وسواء ﰷن اﻻٕقرار لسان‬
‫ﴍط ﲱة ٔم شطر ﻣن اﻻٕﳝان وجزء ﻣ ه‪ ،‬فهﲈ ﻣ فﻘان ﲆ ٔن ﻣن صدق بﻘلبه وﱂ يتفق اﻻٕقرار ﰲ ﲻرﻩ ﻻ ﻣرة وﻻ‬
‫ٔكﱶ ﻣن ذ ﻣع قدرته ﲆ ذ فهو ﲑ ﻣؤﻣن ﻻ عند ﷲ تعاﱃ وﻻ عند العباد‪ ،‬وﻻ ﲢصل الن اة ﻣن اﳋلود ﰲ‬
‫النار‪ ،‬وﰻ ﻣن الﻘولﲔ ضعيف‪.‬‬
‫‪ ‬واﳌعﳣد ﻣا ليه ا ٔشاعرة واﳌا ريدية وﲨهور اﶈﻘﻘﲔ ٔن اﻻٕقرار لسان هو ﴍط ﻻٕجراء ا ٔحﲀم ا نيوية‪،‬‬
‫و ليه ﳁن صدق بﻘلبه وﱂ يﻘر بلسانه فهو ﻣؤﻣن عند ﷲ تعاﱃ وٕان ﱂ كن ﻣؤﻣ ا ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية‪ ،‬وﻣن ٔقر‬
‫بلسانه وﱂ يصدق بﻘلبه فهو ﻣؤﻣن ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية ﲑ ﻣؤﻣن عند ﷲ تعاﱃ‪.‬‬
‫اﳌذهب الرابع‪ :‬اﻻٕﳝان اﰟ لفعل الﻘلب والسان واﳉوارح ﻣعا‪.‬‬
‫ٔي ٔن اﻻٕﳝان هو تصديق ﳉنان )الﻘلب( وٕاقرار لسان وﲻل ﳉوارح‪ ،‬و ليه كون ٔعﲈل اﳉوارح ﻣن صﻼة وزﰷة‬
‫جزء ﻣن اﻻٕﳝان‪ ،‬ﳁن رك العمل ﳉوارح خرج عن اﻻٕﳝان وهو ﻣذهب اﳌعﱱ واﳋوارج؛ إﻻ ٔن اﳌعﱱ قالوا‪ :‬ل س هو‬
‫ﳌؤﻣن وﻻ ﲀفر فهو بﲔ اﳌﲋلتﲔ‪ ،‬واﳋوارج جعلوﻩ ﰷفرا ٔنه ﻻ واسطة عندﱒ بﲔ الكفر واﻻٕﳝان‪ ،‬فإﻣا إﳝان وٕاﻣا كفر‪،‬‬
‫َوز ُﲻهم ٔن ٔعﲈل اﳉوارح والطا ات جزء ﻣن اﻻٕﳝان ﻃل‬

‫‪ 24‬سورة ا اد ا ٓية ‪22‬‬


‫‪ 25‬سورة الن ل ا ٓية ‪106‬‬
‫‪ 26‬سورة اﳊجرات ا ٓية ‪14‬‬
‫‪ 27‬ﲱيح الﱰﻣذي رﰴ ‪3522‬‬
‫‪ 28‬سورة اﳌائدة ا ٓية ‪85‬‬

‫‪11‬‬
‫ﻼصة‬
‫اﳌعﳣد وا ي ليه ا ٔشاعرة واﶺهور ٔن اﻻٕﳝان هو تصديق الﻘلب؛ ٔﻣا النطق فهو ﴍط ﻻٕجراء ا ٔحﲀم ا نيوية ﲆ‬
‫ا ا ل ﰲ اﻻٕسﻼم ل ]خرو ا ﻣن اﳋﻼف[؛ ٔﻣا الطا ة وﲻل اﳉوارح فهي ﴍط لكﲈل اﻻٕﳝان ﲆ اﳌﺸهور‪ ،‬ﳁن رك‬
‫جزء ﻣن الطا ات فهو ﻣؤﻣن إﻻ ٔنه ﻣﻘَ ِ ّﴫ وﻻ ﳜرج ﻣن دا رة اﻻٕﳝان ﻣع ركه لبعضها ﲆ اﳌﺸهور وﷲ ٔ ﲅ‪ ،‬الهم ٔن‬
‫يفعل ش ا ﰷلسجود لصﲌ ٔو است ﻼل ﻣا حرم ﷲ ف خرج بذ ﻣن دا رة اﻻٕﳝان‬
‫وهذا ﻣذهب السلف وﲨيع ٔﲚة اﳊديث وكﺜﲑ ﻣن اﳌتﳫمﲔ واﶈﲄ عن ﻣا والﺸافعي وا ٔوزاعي رﴈ ﷲ عﳯم و ليه‬
‫اﶺهور وا تار عند ٔهل السنة فا ٔعﲈل عندﱒ ار ة عن حﻘ ﻘة اﻻٕﳝان وﻣع ذ فهي ﴍط ﰲ كﲈ ‪.‬‬
‫واستدلوا ﲆ ذ ب ٔد ﻣن العﻘل والنﻘل؛ ٔﻣا العﻘل فﻘد تﻘرر ٔن اﻻٕﳝان ﰲ الغة ﻣطلق التصديق‪ ،‬ف ستعمل ﴍ ا ﰲ‬
‫تصديق اص‪ ،‬وﻻ دليل ﲆ نﻘ لﺜﻼﺛة‪ :‬التصديق واﻻٕقرار وا ٔعﲈل‪ ،‬وا ٔصل بﻘاء ﻣا ﰷن ﲆ ﻣا ﰷن ليه‪.‬‬
‫وورد ﰲ النﻘل ٓ ت كﺜﲑة ونصوص تدل ﲆ ٔن اﻻٕﳝان واﳌعاﴆ قد ﳚﳣعان ﳑا يدل ﲆ إﺛبات اﻻٕﳝان ﳌن رك بعض‬
‫الطا ات كﻘو تعاﱃ }وا ن ٓﻣ وا وﱂ ﳞاجروا{‪ 29‬وقو }وٕان ﻃائف ان ﻣن اﳌؤﻣ ﲔ اق تلوا ف ٔصلﺤوا ب ﳯﲈ{‪ 30‬وقو صﲆ‬
‫ﷲ ليه وسﲅ ح سﺌل عن ٔفضل ا ٔعﲈل قال‪) :‬إﳝان ﻻ شﻚ ف ه‪ ،‬و اد ﻻ لول ف ه‪ ،‬وﰗ ﻣﱪور( فﻘد عطف اﳉهاد‬
‫واﳊﺞ ﲆ اﻻٕﳝان والعطف يﻘ دي اﳌغا رة بﲔ اﳌتعاﻃفﲔ‪.‬‬
‫ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه‬
‫ﲢرر ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه يتعﲔ ٔوﻻ ﲢديد ﳏ ‪:‬‬
‫‪_1‬إﳝان ا ٔن اء والرسل‪ :‬إﳝاﳖم زيد وﻻ ينﻘص ٔن ا ﲀﻣل يﻘ ل الكﲈل‪ ،‬فهو ﰲ ازد د داﰂ وﻻ يﻘ ل النﻘصان لعصمته‬
‫ﻣن النﻘص‪ ،‬قال ان اﴍ‪ :‬ﳚوز ﰲ حﻘهم ﰻ عرض** ل س ﻣؤد لنﻘص ﰷﳌرض‪31‬‬

‫‪ _2‬إﳝان اﳌﻼ كة الكرام‪ :‬وقع ف ه ﻼف ﲆ قولﲔ فاعتﱪﻩ الﺸيخ عبد الﱪ ا ٔ وري ٔنه زيد وﻻ ينﻘص ﰷٕﳝان ا ٔن اء‬
‫والرسل‪ ،‬وروي عن ان الﻘﲓ ٔن إﳝاﳖم ﻻ زيد وﻻ ينﻘص وهو اﳌﺸهور ودلي ٔن إﳝاﳖم ج ﲇ ب ٔصل الطبيعة وﻣا ﰷن‬
‫ﲆ ٔصل الطبيعة ﻻ يتفاوت‬
‫‪ _3‬إﳝان ا ٔﻣة )ا ٕﻻ س واﳉن(‪ :‬وهذا الﻘسم َﻣردﻩ إﱃ تعريف اﻻٕﳝان‪ ،‬ﳁن عرفه ب ٔن ا ٔعﲈل دا ف ه فﻼ ﻼف ح نﺌذ‪،‬‬
‫ٔنه زيد ز دة الطا ات وينﻘص بنﻘصها؛ ٔﻣا ﻣن عرفه ب ٔنه تصديق الﻘلب فﻘط وا ٔعﲈل ﲑ دا ف ه فهذا هو ﳎرى‬
‫اﳋﻼف ف ه ﲆ ﻣذهبﲔ‪:‬‬

‫‪ 29‬سورة ا ٔنفال ا ٓية ‪72‬‬


‫‪ 30‬سورة اﳊجرات ا ٓية ‪9‬‬
‫‪ 31‬ﻣﱳ ان اﴍ‪ ،‬الب ت ‪33‬‬

‫‪12‬‬
‫اﳌذهب ا ٔول‪ :‬ﲨهور ا ٔشاعرة والفﻘهاء واﶈدﺛﲔ واﳌعﱱ ‪ ،‬ونﻘل عن ا ٔﲚة ﻣا والﺸافعي والب اري قوﳍم إن اﻻٕﳝان‬
‫زيد وينﻘص‪ ،‬واستدلوا‪:‬‬
‫‪ _1‬لعﻘل ﲆ لو ﱂ تتفاوت حﻘ ﻘة اﻻٕﳝان لز دة والنﻘصان ﲀن إﳝان ٓ اد ا ٔﻣة ﻣساو إﳝان ا ٔن اء واﳌﻼ كة‪،‬‬
‫واﳌساواة ﻃل ﳌا لمت ٔن إﳝان ا ٔن اء زيد وﻻ ينﻘص‪ ،‬فإﳝان النﱯ ﷺ ل س ﰷٕﳝان ٔ د ﻣن ا ٔﻣة‪ ،‬كﲈ ٔن إﳝان ٔﰊ‬
‫كر ل س هو باﰶ إﳝان ﲑﻩ‪ ،‬ا فالناس ﻣ فاوتون ﰲ ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه ﳁﳯم ﻣن بلغ در ات الية ف ه وﻣﳯم ﻣن هو‬
‫دونه ﰲ ا ر ة‪.‬‬
‫‪ _2‬وﻣن الك اب قو تعاﱃ }وٕاذا تليت لﳱم ٓ ته زادﲥم إﳝا و ﲆ رﲠم يتوﳇون{‪ 32‬وقو تعاﱃ }وزداد ا ن ٓﻣ وا‬
‫إﳝا {‪ 33‬وﻣن السنة ﻣا روي عن ا ن ﲻر رﴈ ﷲ عﳯﲈ قلنا رسول ﷲ‪" :‬إن اﻻٕﳝان هل زيد وينﻘص؟ قال نعم‪ ،‬زيد‬
‫حﱴ يد ل صاح ه اﳉنة وينﻘص حﱴ يد ل صاح ه النار"‪ ،34‬وقال ليه الصﻼة والسﻼم "لو وزن إﳝان ٔﰊ كر ٕﳝان‬
‫هذﻩ ا ٔﻣة لرﰕ به"‪35‬‬

‫وﰻ هذﻩ ا ٔد تدل دﻻ واﲵة ﲆ ٔن اﻻٕﳝان يﻘ ل الز دة‪ ،‬وﰻ ﻣا يﻘ ل الز دة فإن تطرق النﻘص إليه ﻻ‬
‫بد ﻣ ه؛ إﻻ ٔن إﳝان ا ٔن اء ﻻ يتطرق إليه النﻘص البتة لعصمﳤم كﲈ تﻘدم‬
‫اﳌذهب الﺜاﱐ‪ :‬جﲈ ة ﻣن العلﲈء ﲆ ر ٔسهم ٔﰊ ح يفة نعﲈن و ٔخ ارﻩ إﻣام اﳊرﻣﲔ قالوا‪ :‬اﻻٕﳝان ﻻ زيد وﻻ ينﻘص‪ ،‬واستدلوا‬
‫ﲆ ذ ب ٔن اﻻٕﳝان اﰟ لتصديق البالغ َ د اﳉزم واﻻٕذ ان‪ ،‬وهذا ﻻ يتصور ف ه الز دة والنﻘصان ٔنه وصل ﻣرتبة ا ﳯاية‬
‫ﰲ التصديق‪ ،‬فﻼ زيد إﳝانه لطا ات وﻻ ينﻘص رﲀبه لمعاﴆ‪ ،‬فهو ق ﲆ ا ﻻ يتغﲑ‪ ،‬وٕاﳕا يتفاوت إذا ﰷن اﰟ‬
‫لطا ات اﳌتفاوتة ق وكﱶة‪ ،‬ولهذا قال اﻻٕﻣام الرازي و ﲑﻩ ٔن هذا اﳋﻼف فرع تفسﲑ اﻻٕﳝان‪ ،‬فإن قلنا هو التصديق فﻼ‬
‫يتفاوت‪ ،‬وٕان قلنا هو ا ٔعﲈل ﳁتفاوت‪ ،‬و ٔ ابوا عن ا ٓ ت وا ٔ اديث ا ا الﱵ ﲆ ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه ا ي استدل‬
‫ﲠا اﶺهور ب ٔو ه كﺜﲑة ﻣﳯا‪:‬‬
‫‪ٔ _1‬ن اﳌراد ز دة ﲦرته وٕاﴍاق نورﻩ وضيائه ﰲ الﻘلب فإن ذ زيد لطا ات وينﻘص ﳌعاﴆ‬
‫‪ _2‬إن الز دة والنﻘص رجع ﰻ ﻣﳯﲈ إﱃ ا ٔعﲈل ﻻ إﱃ التصديق‬
‫ﻼصة‪ :‬واﳊاصل ٔن اﻻٕﳝان زيد وينﻘص كﲈ هو التﺤﻘ ق وا ٔﰠ وﷲ ٔ ﲅ‬
‫ٔرﰷن اﻻٕﳝان و ٔرﰷن اﻻٕسﻼم والفرق ب ﳯﲈ‬
‫وﻣﻼ ك ه وكتبه ورس واليوم ا ٓخر و لﻘدر ﲑﻩ وﴍﻩ‬ ‫ٔرﰷن اﻻٕﳝان‪ :‬ستة وﱔ‪ :‬اﻻٕﳝان‬

‫‪ 32‬سورة ا ٔنفال ا ٓية ‪2‬‬


‫‪ 33‬سورة اﳌد ر ا ٓية ‪31‬‬
‫‪ 34‬تفسﲑ الﺜعلﱯ ج‪ 3‬ص‪211‬‬
‫‪ 35‬اﳌصدر السابق‬

‫‪13‬‬
‫ٔرﰷن اﻻٕسﻼم‪ :‬ﲬسة وﱔ‪ :‬الﺸهاد ن إقاﻣة الصﻼة‪ ،‬إيتاء الزﰷة الصوم‪ ،‬اﳊﺞ‬
‫والفرق ب ﳯﲈ‪ٔ :‬ن ٔرﰷن اﻻٕسﻼم ٔعﲈل ﻇاهرة تﻘوم ﲠا اﳉوارح ﻣن صﻼة وصيام وﰗ؛ ٔﻣا ٔرﰷن اﻻٕﳝان ﳁ لها الﻘلب وﱔ‬
‫ٔعﲈل ﻃنة‪ ،‬فاﻻٕﳝان ٔ ﲆ در ة بناء اﻻٕسﻼﱊ فاﳌسﲅ رتﻘي ﰲ إسﻼﻣه حﱴ يصﲑ ﻣؤﻣ ا ارفا ائفا ﻣستﺤﴬا عظمة‬
‫ﷲ عز و ل ﰲ ﰻ ٔﻣرﻩ وﰲ ﰻ وقت و ﲔ‬
‫ﲅ ال م‬
‫الﺸبه"‪36‬‬ ‫_ عرفه عضد ا ن اﻻٕﳚي‪" :‬ال م هو ﲅ يق تﴬبه ﲆ إﺛبات العﻘائد ا ي ة ٕ راد اﳊجﺞ ودفع‬
‫‪-‬اﳉر اﱐ " ﲅ ال م هو ﲅ يبﺤث ف ه عن ذات ﷲ تعاﱃ وصفاته و ٔحوال اﳌمك ات ﻣن اﳌبد ٔ واﳌعاد ﲆ قانون‬
‫اﻻٕسﻼم"‪37‬‬

‫‪ -‬الفاراﰊ‪" :‬ﻣلكة يﻘ در ﲠا ا ٕﻻ سان ﲆ نﴫة ا ٓراء وا ٔفعال اﶈمودة الﱵ ﴏح ﲠا واضع اﳌ و زييف ﰻ ﻣا الفها‬
‫ٔقاويل"‪38‬‬

‫اليﻘ نية"‪39‬‬ ‫‪ -‬التف ازاﱐ "ال م هو العﲅ لعﻘائد ا ي ة عن ا ٔد‬


‫ﰻ وا د ﻣن هؤﻻء العلﲈء و ﲑﱒ قد عرف ﲅ ال م حسب الناﻇر ف ه ٔو حسب الغاية اﳌرجوة ﻣ ه‬
‫وﳝكن الﻘول ب ٔن ﲅ ال م يﻘوم ﲆ إﺛبات العﻘ دة ا ي ة عن ﻃريق ا ٔد العﻘلية ٔي توضيح ا ٔصول العﻘدية‬
‫وﴍ ا وتدعﳰها ٔد العﻘلية‬
‫لعﲅ ال م مة دفاعية ﰲ رد د اوي وافﱰاءات وشﳢات اﳋصوم اﳌنكرن لعﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة‪ ،‬فهو يدافع عن عﻘ دة اﳌسﲅ‬
‫ٔﳖا ٔساس ﰻ ﳾء‪ ،‬وﰻ التعريفات الواردة ٔ ﻼﻩ تتفق ﲆ ٔن ﲅ ال م ﻣن ش ٔنه ٔن سا د اﳌسﲅ ﲆ نﴫة ا ٓراء‬
‫ا ي ة الواردة ﰲ الﻘر ٓن والسنة لعﻘل كﲈ تتفق ﲆ ٔن ﻣوضوع هذا العﲅ هو ا ات اﻻٕلهية‪ :‬صفاﲥا و ٔفعالها و ﻼقﳤا‬
‫لكون وا ٕﻻ سان‬
‫ولﲄ كون البﺤث ﻣ درج ﲢت ﲅ ال م ﻻ بد ﻣن ﴍﻃﲔ‪:‬‬
‫ٔوﻻ‪ٔ :‬ن يبد ٔ عﻘ دته ﻣن الك اب والسنة‬
‫اﻻٕﳝان‪40‬‬ ‫نيا‪ٔ :‬ن كون هدفه هو ا فاع عن هذا‬
‫س ب ال سمية بعﲅ ال م‬

‫‪ 36‬اﳌوافﻘات ج‪ 1‬ص ‪31‬‬


‫‪ " 37‬كتاب التعريفات لجر اﱐ ص ‪458‬‬
‫‪ 38‬إحصاء العلوم ﲢﻘ ق ع ن ٔﻣﲔ ص‪131‬‬
‫‪ 39‬ﲥذيب ال م ص ‪8‬‬
‫‪ 40‬ﲅ ال م وﻣدارسه ل كتور ف صل بدر عيون ص ‪48‬‬

‫‪14‬‬
‫اﳊديث ﰲ س ب ال سمية م يطول ذ رﻩ ٔن ا ٔقوال ديدة وﻣ نو ة ﰲ ال سمية وهاك بعض ا ٔسباب‪:‬‬
‫ٔن ﻣس ٔ ال م اﻻٕلهي ﰷنت ٔشهر ﻣ اح ه فسمي ا ﲁ ﰟ اﳉزء‬ ‫_اﳌﺸهور ٔنه ﲰي بذ‬
‫‪ -‬يﻘول التف ازاﱐ " ٔن عنوان ﻣ اح ه ﰷن قوﳍم ال م ﰲ كذا وكذا‪ ،‬و ٔن ﻣس ٔ ال م ﰷنت ٔشهر ﻣ اح ه و ٔكﱶها زا ا‬
‫و د حﱴ ٔن بعض اﳌتغلبة ق ل كﺜﲑا ﻣن ٔهل اﳊق لعدم قوﳍم ﲞلق الﻘر ٓن"‪41‬‬

‫_ ٔو ﲰي بعﲅ ال م ٔنه يورث قدرة ﲆ ال م و ٔن سبة هذا العﲅ لعلوم اﻻٕسﻼﻣ ة ك سبة اﳌنطق إﱃ الفلسفة‬
‫فسمي ل م‪ ،‬وذ حﱴ تﻘع ا الفة الفظية بﲔ اﻻٕﲰﲔ يﻘول الﺸهرستاﱐ " ٔن ٔﻇهر ﻣس ٔ ﳫموا فﳱا وتﻘاتلوا لﳱا‬
‫ﱔ ﻣس ٔ ال م فسمي النوع ﲰها‪ ،‬وٕاﻣا ﳌﻘابلﳤم الفﻼسفة ﰲ سميﳤم ف ا ﻣن الف ون ﰲ لمهم ﳌنطق‪ ،‬واﳌنطق وال م‬
‫ﻣﱰادفان"‪42‬‬

‫_ويعلل عضد ا ن اﻻٕﳚي س ب سميته بعﲅ ال م ف ﻘول "إﳕا ﲰي ﻣا إﻣا ٔنه ٕ زاء اﳌنطق لفﻼسفة ٔو ٔن ٔبوابه‬
‫عنونت ٔوﻻ ل م ﰲ كذا‪ٔ ،‬و ٔن ﻣس ٔ ال م ٔشهر ٔجزائه حﱴ كﱶ ف ه التناحر والسفﻚ فغلب ليه‪ٔ ،‬و ٔنه يورث‬
‫الﻘدرة ﲆ ال م ﰲ الﴩعيات وﻣع اﳋصم"‪43‬‬

‫_ ٔو ﲰي ل م ٔن ال م س ب لتعلﲓ العلوم وتعلمها فﲀن س ا لها ﰲ اﶺ ٔو ٔن ﻣ احث هذا العﲅ ﻣ احث نظرية‪،‬‬
‫فهو يبﺤث ﰲ ا ٔﻣور عتﻘادية ا ي ﻻ يندرج ﲢﳤا الفعل‪ ،‬و ﲆ هذا فال م ﻣﻘابل الفعل‪ ،‬واﳌتﳫمون قوم يﻘولون ﰲ‬
‫ٔﻣور ل س ﲢﳤا ﲻل ف م نظري لفظي ﻻ يتعلق به فعل‪ ،‬وقد سمى ﲅ ال م بعﲅ التوح د و ﲅ الفﻘه ا ٔكﱪ وب ٔصول‬
‫ا ن‪....‬‬
‫ﺸ ٔة ﲅ ال م‬
‫ﺸ ٔ ﲅ ال م ﺸ ٔة إسﻼﻣ ة ﰷن الغرض ا ٔوﱄ لهذا العﲅ هو الرد ﲆ اﳌبتد ة ا ن ٔكﱶ ﻣن اﳉدال ﻣع اﳌسلمﲔ‬
‫و ٔوردوا شﳢا و ٔ ﻃيل ريدون اف تان الناس بد ﳯم وتلب سه لﳱم‪ ،‬فﲀن لزاﻣا ﲆ لﲈء اﻻٕسﻼم ٔن ي َف ِ ّدوا ٔقاويلهم وردوا‬
‫شﳢاﲥم ﻣن ﻼل تعﲅ هذا العﲅ‪ ،‬ورجع بعض العلﲈء ٔن ذور ﲅ ال م رجع إﱃ الص ابة والتابعﲔ ويورد البعض ﲆ‬
‫س ل اﳌﺜال رد ﲇ ن ٔﰊ ﻃالب ﲆ اﳋوارج ورد ٕا س ن ﻣعاوية اﳌزﱐ ﲆ الﻘدرية وﳋص تﻘي ا ن اﳌﻘرزي ﻣ د ٔ‬
‫ﲅ ال م ﰲ كتابه "اﳌواعظ و عتبار"‬
‫ك اب‬ ‫وﰷن ٔول ﻣن اشتغل ﲠذا الفن تعل وتعلﲈ وردا ﲆ اﳌبتد ة ﰲ زﻣانه اﻻٕﻣام ٔبو ح يفة النعﲈن وكتبه ﺸهد بذ‬
‫الفﻘه ا ٔكﱪ والعاﱂ واﳌتعﲅ والوصية وﻣ اﻇراته رﲪه ﷲ غزرة ﲠذا النوع ﻣن ال م‪.‬‬
‫ا ﳤ ى و اﶵد ﰲ البدء واﳋتام وال م‪.‬‬

‫‪ 41‬ﴍح العﻘائد ال سﻘ ة ص ‪10‬‬


‫‪ 42‬كتاب اﳌلل والن ل لﺸهرستاﱐ‬
‫‪ 43‬اﳌواقف )‪ (45/1‬و ﺸاف اصطﻼح الف ون )‪(33/1‬‬

‫‪15‬‬

You might also like