Professional Documents
Culture Documents
ملخص العقيدة كامل
ملخص العقيدة كامل
ﻣلﺤوﻇةٔ :نت ﻣطالب لرجوع إﱃ اﳌصادر ا ٔصلية ا تصة ﰲ هذا الباب ،لتكون ﲆ دراية وفهم ﳌا و دته هنا.
1
العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة :رﰷن واﳋصائص واﳌصادر
العﻘ دة لغة 1:ﻣ ٔخوذة ﻣن ال ِعﻘد :وهو الربط والﺸدة بﻘوة
تﻘول عﻘَدت اﳊبل ﲆ ا ابة :إذا ربطته ٕحﲀم وﺸدة.
وﴍ ا :ﱔ عتﻘاد اﳉازم لﴚءٔ ،2ي التصديق اﳌطلق لﴚء واﳉزم به ﻣن دون شﻚ ﰷﻻعتﻘاد اﳉازم بوجود ﷲ
تعاﱃ ،واﳊنة والنار...
قال شيخ اﻻٕسﻼم ان ﳰية رﲪه ﷲ " ﱔ ا ٔﻣر ا ي تصدق به النفس ،ويطمﱧ إليه الﻘلب ،وكون يﻘ نا عند صاح ه
ﻻ ﳝاز ه شﻚ وﻻت ﳜالطه ريب"3
1تدور ﻣعاﱐ العﻘ دة ﲆ الربط والﺸدة واﻻٕحﲀم ،انظر :ﻣعجم ﻣﻘاي س الغة ) (679ولسان العرب )(396/3
2اﳫيات ٔﰊ البﻘاء الكفوي )(151
3ﶍوع الرسائل واﳌسائل ﻻن ﳰية ) (429ﲢﻘ ق ﶊد رشيد رضا
2
ا ٔصول :ﲨع ٔصل وﱔ ا ٔسس الﱵ تﻘوم لﳱا العﻘ دة شعرية ،وﻣن هذﻩ ا ٔصول الﱵ قاﻣت لﳱا ﻣا يﲇ:
اﺛبات صفات ٔزلية لباري عزو ل ﰷلعﲅ والﻘدرة وا ٕﻻرادة وسا ر الصفات
الﻘران م ﷲ قدﱘ ،عتبارﻩ ﻣا نفسيا قاﲚا اتٔ ،ﻣا ا ٔصوات واﳊروف فه ي ﳏدﺛةٔ ،ي ﳐلوقة.
افعال العباد ﲑها وﴍها ﻣن لق ﷲ و سان كسﳢا لﻘدرة الﱵ لﻘها ﷲ عزو ل
رؤية ﷲ ٔبصار بتة ﰲ ا ٓخرة.
ا ٔﻣور الغي ة ﻣن رزخ وحﴩ وﻣﲒان ﱔ حق.
اﳋصائص
ﲤﲒ اﳌذهب ا ٔشعري ﲟجمو ة ﻣن اﳋصائص والسﲈت الﱵ جعلته ﻣﳣﲒا عن ﲑﻩ وﻣن ب ﳯا:
_1الوسطية و عتدال :اء اﳌذهب ا ٔشعري وسطا ﰲ ﰻ ا ٔﻣور ،الﴚء ا ي حﻘق عتدال بﲔ العﻘل والنﻘل
ﰲ ﻇل التخبطات الﱵ عرفها ا ال العﻘدي ،وﻣن بﲔ هذﻩ ﻣور الﱵ وقف فﳱا شعري وسطا ﱔ:
ﻣس ٔ ا ات والصفات _ ﻣسا لق الﻘران _وﻣس ٔ رؤية ﷲ _ وﻣس ٔ ٕارادة ا ٕﻻ سان.4
_2الﺸمولية والواقعية _3دم كفﲑ ا الف _4در الفﱳ وتوح د اﶺا ة
وقد ٔضاف ٔتباع اﳌذهب ا ٔشعري ﻣن اﳌت ٔخرن بعض اﳋصائص ا تارة وﱔ:
_1ا ﱰام النصوص الﴩعية واعتبارها اﳌصدر الرئ س لعﻘ دة ،يﻘول ا ٔشعري "قولنا ا ي نﻘول به ود ن ا الﱵ ند ن
ﲠا ،ا ﳣسﻚ ك اب ربنا عزو ل ،وسنة نب ا ﷺ ،وﻣا روي عن الص ابة والتابعﲔ و ٔﲚة اﳊديث ،وﳓن بذ ﻣعتصمون"5
_2ﲪل النصوص ﲆ ﻇاهرها و دم الجوء إﱃ الت ٔويل إﻻ إذا ٔوج ته ﴐورة تﲋيه اﳋالق عﲈ ﻻ يليق به ﻣن الصفات.
_3ت ٔييد ﻣعاﱐ العﻘ دة الﱵ وردت ﲠا النصوص الﴩعية لﱪهان العﻘﲇ ا ي يوﻇف ﰻ ﻣا ﳝكن ٔن ينﴫ العﻘ دة
الس ة ﰷﳌعطيات الكونية والطبيعية واﳌنطق والفلسفة.
ﺛناء العلﲈء ﲆ ا ٔشعري
ٔتعجب ﰻ العجب ﻣن بعض اﻻٕخوة والطلبة ا ن ﳇﲈ ﲰعوا اﰟ ا ٔشعري قدَ ُحوا ف ه ،ورﲟا البعض افﱰى ليه وقَو َ
ﻣا ﱂ يَ ُﻘ ]وٕان ﰷن بعض اﳌغالطات ﰲ ﻣس ٔ ت ٔويل الصفات ،فذ ﻻ ُﳛط ﻣن قﳰته العلمية و ودﻩ ﰲ الرد ﲆ ٔهل
الزيغ والبدع[ وٕاليﻚ ﲨ ﻣن العلﲈء ا ن شهدوا لعﲅ والورع:
4راجع قول ا ٔشعري ﰲ هدﻩ اﳌسائل ﰲ كتب العﻘ دة ،وﻣؤلفاته هو ﲆ و ه اﳋوص
5نة ﰲ ٔصول ا نة /وكتاب ﴍح اﶵوية ليوسف الغف ص ص6
3
_ يﻘول اﳋطيب البغدادي " ٔبو اﳊسن ا ٔشعري اﳌتﳫم صاحب الك ب والتصانيف ﰲ الرد ﲆ اﳌل دة و ﲑﱒ ﻣن
اﳌعﱱ والرافضة واﳉهمية واﳋوارج وسا ر ٔصناف اﳌبتد ة"6
_روي عن ٔبو كر الصﲑﰲ ٔنه قال " ﰷن اﳌعﱱ قد رفعوا رؤوسهم حﱴ ٔﻇهر ﷲ تعاﱃ شعري ﲾﺤرﱒ ﰲ ٔعﲈق
السمسم"7
_ويﻘول الﻘاﴈ عياض عند رﲨته "وصنف ٔهل السنة التصانيف و ٔقام اﳊ ة ﲆ إﺛبات السنة وﻣا نفاﻩ ٔهل البدع
ﻣن صفات ﷲ تعاﱃ ورؤيته وقدم ﻣه وقدرته ....ف ٔقام اﳊ ة الواﲵة لﳱا ﻣن الك اب والسنة وا ﻻئل الواﲵة العﻘلية
ودفع شبه اﳌبتد ة وﻣن بعدﱒ ﻣن اﳌل دة والرافضة وصنف ﰲ ذ التصانيف اﳌ سوﻃة الﱵ نفع ﷲ ﲠا ا ٔﻣة"8
_ويﻘول ا هﱯ " و ٔﰊ اﳊسن ا ٔشعري ذﰷء ﻣفرط وتبح ﰲ العﲅ و ٔشياء حسنة وتصانيف ﲨة تﻘﴤ سعة
العﲅ"9
_وقد ٔفرد ان عسا ر كتا ﳝد ه ف ه ودافع عنه ،وذ ر الروا ت ﰲ ﻣد ه وﻣدح قوﻣه و ٔﴎته ،سﲈﻩ "كذب اﳌفﱰي ف
سب إﱃ ا ٔشعري"
وﳌزيد ﻣن اﳌعلوﻣات ليﻚ ك اب "ﻣوقف ا ن ﳰية ﻣن ا ٔشاعرة" لعبد الرحﲈن ن صاﱀ اﶈمود
_وقد لﻘ ه العلﲈء "إﻣام السنة" 10و "ﳎدد اﳌائة الﺜالﺜة"
لف اﻻٕﻣام ا ٔشعري كتبا قﳰة ،ﻣﳯم ﻣن قال إﳖا ﲬس وﲬسﲔ كتا ً ﰷ ن حزم ،وﻣﳯم ﻣن ٔوصلها إﱃ ﲦانﲔ وﺛﻼﲦائة
ﻣصنف ،11ذ رها ان فورك لتفصيل ﰲ كتابه "ﳎرد ﻣﻘاﻻت الﺸيخ ٔﰊ اﳊسن ا ٔشعري" ونذ ر ﻣﳯا:
تفسﲑ الﻘرءان والرد ﲆ ﻣن الف البيان ﻣن ٔهل اﻻٕفﻚ وا ﳢتان -
ﻣﻘاﻻت اﻻٕسﻼﻣ ﲔ -
كتاب ﰲ لق ا ٔعﲈل -
اﳌوجز -
المع ﰲ الرد ﲆ ٔهل الزيغ والبدع -
ا ٕﻻ نة12 -
4
ٔ ﻼم اﳌذهب شعري
ﻣن بﲔ ٔ ﻼم اﳌذهب ا ٔشعري؛
الباقﻼﱐ ) دم اﳌذهب كﺜﲑا حﱴ د اﳌؤسس الﺜاﱐ بعد ا ٔشعري( و ٔﰊ زيد الﻘﲑواﱐ و ٔبو وليد البا وان العرﰊ
والﻘاﴈ عياض والبﳱﻘي والرازي والنووي والسيوﻃي وان السبﲄ وان عسا ر و ﲑﻩ هؤﻻء ﻣن ﻼم ا ٔشاعرة.13
العﻘ دة ا ٔشعرية
العﻘ دة شعرية وﱔ ﻣدرسة اسﻼﻣ ة ُس ِ ّ ة سلكت اﳌﳯﺞ الوسطي بﲔ العﻘل والنﻘل ﰲ ا ٔﻣور العﻘدية ،وقد اتبع ﻣﳯجها
دد بﲑ ﻣن فﻘهاء ٔهل السنة واﳊديث.
ت ٔسست العﻘ دة شعرية ﰲ الﻘرن الﺜالث الهجري ﲆ يد ابو اﳊسن شعري ،ﳌاذا ﲰيت العﻘ دة ا ٔشعرية ﲠذا
ﰟ؟
ﲰيت بذ سبة إﱃ صاحﳢا وﻣؤسسها شعري ا ي رزت ﻣواقف و ٓراء ﰲ اﳉانب العﻘدي فهي ﻣذهب ٔشعري
ﰲ العﻘ دة سﻼﻣ ة وﰷن الغالب ﲆ هذا اﳌﳯﺞ التوف ق بﲔ النﻘل والعﻘل.
اسباب اخ يار اﳌغاربة لعﻘ دة شعرية
هناك ٔسباب كﺜﲑة دعت ٔهل اﳌغرب إﱃ اخ يار هذﻩ العﻘ دة ا ٔشعرية وسنذ ر بعض ا ٔسباب الﱵ راها ٔﳖا كفي ﰲ
هذا اﳌوضوع ﻣﳯا وٕاﻻ فإﳖا كﺜﲑة:
✓اتصال اﳌغاربة لعلﲈء اﳌﺸارقة :ح ث ٔ لب الفﻘهاء اﳌغاربة ﰷنوا يتجهون لمﴩق لتلﻘي العﲅ وﻃبيعي ٔن يت ٔ روا
ﳌذهب شعري ﰲ العﻘ دة
✓ شعرية والفرقة الناج ة :اعتﻘاد اﳌغاربة ان العﻘ دة شعرية ﱔ الفرقة الواردة ﰲ اﳊديث النبوي ا ي قال ف ه النﱯ
صﲆ ﷲ ليه وسﲅ "ستفﱰق ٔﻣﱵ ﲆ ﺛﻼث وسبعﲔ فرقة ،ﳇها ﰲ النار إﻻ وا دة"
5
وقد ﰷن خول اﳌذهب اﳌالﲄ ر الك ﲑ ﰲ ا ﳣسﻚ لعﻘ دة شعرية ،فﻘد ﰷن ل ٕﻼﻣام ﻣا رﲪه ﷲ ٓراءﻩ وﻣواقفه
ال ﻣ ة العﻘدية والﱵ الف فﳱا ٔﲱاب اﳌذاهب اﳌنﺤرفة ،وقد سعت ا ٔشعرية ﱔ ا ٔخرى إﱃ الرد عن هذﻩ اﳌذاهب
لنﻘل والعﻘل واﳊ ة والﱪهان.
حسنا ،ﳌاذا نﻘول العﻘ دة ا ٔشعرية بدل العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة )عﻘ دة ٔهل السنة واﶺا ة(؟
نﻘول ٔن العﻘ دة ا ٔشعرية ﱔ نفسها العﻘ دة سﻼﻣ ة 14لكون صاحﳢا قد ب ورجع عن ﻣذهب ﱱال إﱃ اﳌذهب
السﲏ وقد بﲔ ذ ﰲ كتابه "ا ٕﻻ نة ﰲ ٔصول ا نة" )رﰬ ﻣا يﻘال عنه ،وﻣا ي سب إليه ﻣن ٔقوال و ٓراء فالﻘوم خصوم
،اصة ٔﲱاب اﳌذاهب اﳌنﺤرفة( فهي عﻘ دة ﲆ ﻣذهب ٔهل السنة واﶺا ة لﻘو "قولنا ا ي نﻘول به ود ن ا الﱵ
ند ن ﲠا ،ا ﳣسﻚ ك اب ربنا عزو ل ،وسنة نب ا ﷺ ،وﻣا روي عن الص ابة والتابعﲔ و ٔﲚة اﳊديث ،وﳓن بذ
ﻣعتصمون" ،15و ﲆ ﻣﳯﺞ شعري ﰲ الطرح والﴩح والت ليل ،و ٔن ا ٔشعري قد دافع كﺜﲑاً عن هذا ا ن ﻣن ﻼل
ﻣا ٓ ﻩ ﷲ ﻣن قوة العﻘل ونصا ة اﳊ ة ،فإنه قد س ﻣﳯ ا قوﳝا ﳚمع بﲔ النﻘل والعﻘل ﰲ الرد ﲆ ٔهل الزيغ والبدع،
وبذ صارت العﻘ دة ت سب إليه ﻣن هذا الباب ل س إﻻ.
ﻃيب ،ﻣا هو ﻣﳯﺞ ا ٔشعري ﰲ العﻘ دة؟؟
ﰷن الغالب ﰲ اﳌﳯﺞ ا ٔشعري التوف ق بﲔ العﻘل والنﻘل وهذا التوف ق يعد ﻣﳯ ا وسطا بﲔ ا ٕﻻفراط والتفريط ،فﻘد ﻇهر
ﰲ عهد ا ٔشعري ﻣدرستان ﰲ العﻘ دة وﱒٔ ،هل الظاهر ا ي ي ٔ ذون بظاهر النصوص وﻻ يتعدوﳖا وسمون الن ّ ِّصيون،
وﻣدرسة اﳌعﱱ الﱵ لت ﰲ تﻘد س العﻘل ﲆ النﻘل ،فلﲈ ﰷن اﳊال هكذا ،اء شعري ووفّق بﲔ اﳌدرستﲔ وﰥ
العﻘل إﱃ النﻘل ،فصار ستعمل العﻘل ﰲ فهم النصوص ﰒ ستدﻻل ﲆ الصﺤيح ﻣﳯا ﲟا يوافق النﻘل ،وﻣن هاهنا
تو اﳌذهب شعري.
ﻣﻼحظة :ﻻ ﲢسﱭ بﻘولنا " اء ا ٔشعري ووفق بﲔ اﳌدرستﲔ" ٔن اﳌذهب شعري ﻣا هو إﻻ توف ق ونتاج بﲔ ﻃائف ﲔ
ل س إﻻ ،ﻻ ،ل س ا ٔﻣر كذ ،بل إن اﳌذهب شعري قش ﰻ فريق ﻣن هؤﻻء ﳊ ة والﱪهان ،فس ﻣس ﲀ
وسطا ﰲ تﻘرر اﳊﻘائق العﻘدية وا ٔﻣور الغي ة الﱵ يؤﻣن ﲠا ﰻ ﻣسﲅ.
و ٔﱒ ﻣا ﲤﲒ به اﳌذهب نﻘطتﲔ:
ا ٔوﱃ :ﰲ نﻘاشنا ﻣع ﻣن هو ﻣ سب اﱃ اﳌ اﻻٕسﻼﻣ ة ،نﺜ ت ﻣا ٔﺛ ه ﷲ لنفسه ﻣن ﲑ ت ٔويل وﻻ ﲡسﲓ ﳌاذا؟ قالوا
ٔن هذا اﳌسﲅ ا ي يؤﻣن بوجود رب حكﲓ ﻣد ر ،فإنه ﻻبد ﻣن ال سلﲓ لهذﻩ ا ٔﻣور الغي ة الﱵ ﻻ ﻃاقة لعﻘل إدرا ها،
ﳁادام ا ٕﻻ سان قد ٓﻣن بوجود ٕا ف ٕانه واجب ليه ﳝان بوجود هذﻩ الغي ات ،وهذا ْﲔ ﻣا ٔ اب عنه ا كتور سعيد
الﳬﲇ حفظه ﷲ ح ُس ﺌل عن وجود اﳉنة والنار 16ﰲ ﲔ ٔن النﻘاش ﻣع ﲑ اﳌسلمﲔ ﻻبد ف ه ﻣن الت ٔويلٔ ،نه
بدﳞ ي ٔن ﻻ ُ َس ِلّموا لهذﻩ الغي ات الﱵ ﻻ يدروﳖا بعﻘوﳍم ،وﻻ ﲢصل ﳍهم ﳾء عن صورﲥا ،ف صعب ﲆ اﳌنَ ِاﻇر إق اع
6
ﲑ اﳌسﲅ ٔن اﳊنة والنار حق وصدق وهو ﻻ يؤﻣن ٔساسا بوجود ﷲ تعاﱃ ،ﲞﻼف اﳌسﲅ ا ي ﳛتاج ٕاﱃ ﳾء سﲑ
ﲡدﱒ ي ٔولون صفات ﷲ تعاﱃ ويﻘولون :نؤول وﻻ ندع الت ٔويل اﱃ ﻣن الﴩح والفهم ل َيع ِﻘل ﻣ ل هذﻩ ا ٔﻣور،
التجسﲓ.
الﺜانية :دم كفﲑ ٔي ٔ د ﻣن ٔهل اﳌ ،ﻣاﱂ ست ل ﻣا حرم ﷲ ،وهذا هو اﳌعمول به عند ﰲ ﻣس ٔ :كفﲑ ٔ د ﻣن
ٔهل الﻘ ﻣن دﻣه.
ﻣ اﱑ ستدﻻل والبﺤث عند اﳌدارس ال ﻣ ة
ا ٔشاعرة:
لمت ﳑا سبق ٔن ا ٔشعري صاحب ﻣدرسة إسﻼﻣ ة س ة ﴏت اﳌذهب الس ﲏ ﻣن ﻼل ا ٕﻻ ابة ﲆ دة ٔسﺌ
رزت ﰲ اﳉانب العﻘدي الﱵ ﲑت لﲈء السنة ،ف صدى لهذا العمل ا ٔشعري ﻣن ﻼل ﻣﳯﺞ قاﰂ ﲆ:
_1ال سلﲓ اﳌطلق ﲁ ﻣا ورد ﰲ النﻘل والتصديق به
_2جعل العﻘل ادﻣ ًا لنﻘل و دم جع اكﲈ كﲈ فعل اﳌعﱱ
_3رت ب النتاﰀ ﲆ اﳌﻘدﻣات
يﻘول الﺸيخ ٔبو زهرة "استدل اﻷشعري ﲆ العﻘائد لنﻘل والعﻘل ،ف ﺜ ت ﻣا ورد ﰲ الك اب والسنة ﻣن أوصاف
ا واﻻعتﻘاد رس واليوم اﻵخر واﳌﻼ كة واﳊساب والعﻘاب والﺜواب ،ستدل ﻷد العﻘلية والﱪاهﲔ اﳌنطﻘ ة
ﲆ صدق ﻣا اء ﰲ الك اب والسنة بعد أن أوجب التصديق ﲠا كﲈ ﱔ ًنﻘﻼ ،فهو ﻻ يت ذ ﻣن العﻘل َحكَﲈ ﲆ
يؤيدها"17 النصوص لي َؤو ّ◌ ِ◌لها أو ﳝﴤ ﻇاهرها ،بل يت ذ العﻘل ادﻣا لظواهر النصوص
ﻣا الس ب ا ي دفع ا ٔشعرية ٔن س هذا اﳌﳯﺞ ستدﻻﱄ؟
_ا افع الرئ س هو الرد ﲆ ٔهل بتداع و ٔﲱاب ﳓراف ا ن ريدون اف تان الناس عن د ﳯم وصدﱒ عنه ﰷﳌعﱱ
وا سمة...
وسا دﻩ ﲆ ت ﲏ هذا اﳌﳯﺞ هو:
ٔ _1نه ﰷن ﻣعﱱليا ﰲ البداية ﰒ ب ف اب ﷲ ليه ،وﻣعروف ﲆ اﳌعﱱ ﲢكﳰهم العﻘل ﲆ حساب النﻘل فهم ﳚعلون
العﻘل هو اﳊاﰼ ﰲ ﰻ ﳾء ،ﳁا ق ِ العﻘل ق ِلوﻩ ،وﻣا رفضَ ه رفضُ وﻩ ،فاخ ار ﻃريﻘﳤم ﰲ ستدﻻل ﻣن ﲑ ٔن س
ِﴍَﳤُم ﰲ فهم النصوص الﴩعية.
رﱗ اﳌذاهب اﻻٕسﻼﻣ ة جزء 1ﰲ السياسة والعﻘائد ﶈمد ٔبو زهرة 17
7
ٔ _2نه تصدى لرد ﲆ كﺜﲑ ﻣن ٔهل ﳓراف ﻣ ل اﳌعﱱ واﳌناﻃﻘة والفﻼسفة ا ن ﻻ يﻘ نعون إﻻ ٔق ِسة اﳌنطﻘ ة
ودليل يﻘ َ ُ العﻘل.
ز دة ﰲ البيان :ستدﻻل عند ا ٔشاعرة كون ٔد النﻘلية ﻣن نصوص الك اب والسنة ﰒ ا ٔد العﻘلية لت ٔييد
النﻘل لعﻘل ،فﻼ تعارض عند ا ٔشاعرة بﲔ العﻘل والنﻘل ،وهذا ﰲ ﻣ اﻇرﲥم ﳌن هو ﻣ سب لم اﻻٕسﻼﻣ ة؛ ٔﻣا ﰲ
ﻣ اﻇرﲥم لم الفﲔ فإﳖم يﻘدﻣون ا ٔد العﻘلية ليﻘ نع اﳋصم ] ٔن ا الف ﻻ يعطي وز لنصوص الﴩعية بتا [ ﰒ بعد
ذ يُ ِعون ﻣا استدلوا ليه لعﻘل بنصوص ﴍعية ﰲ نفس السياق ﲝيث ﻻ يبﻘى تعارض بﲔ النﻘل والعﻘل ،ﳁا
ٔﺛ وﻩ لعﻘل كون بتا لنﻘل.
ﳌاذا ﱂ تلق العﻘ دة ا ٔشعرية ﰲ اﳌغرب نفس ﻣصﲑ سابﻘاﲥا ﻣن العﻘائد؟
ٔسباب ﻣﳯا:
_ دور ا و اﳌو دية ﰲ ت ﲏ هذا اﳌذهب العﻘدي وجع ﻣذهبا رﲰي ل و .
ﳒد عبارة ٔن اﳌالك ة ﳇهم ٔشاعرة.18 _ ٔبو اﳊسن ا ٔشعري دﻩ كﺜﲑ ﻣن اﳌالك ة ﲷن اﳌالك ﲔ،
_دور اﻻٕﻣام الباقﻼﱐ وﻇهورﻩ ﰲ الﻘرن الرابع ،وا ي يعد اﳌؤصل اﳊﻘ ﻘي لمذهب.
_ التﻘارب بﲔ اﳌذهب ا ٔشعري والعﻘ دة السلف ة ﻣﻘارنة ﻣع ﲑها ﻣن الفرق ،رﰬ وجود ﻼف ب ﳯﲈٔ ،ي اﳌذهب
ا ٔشعري والعﻘ دة السلف ة ،اصة ﰲ ﻣس ٔ الصفات.
_ ﻇهور الفكر ا ٔشعري ﰲ اﳌغرب ﰷن لﴬورة حضارية ﲤﺜلت ﰲ روز دة ٔسﺌ ﰲ اﳉانب العﻘدي ،وجعلت السلف
ﰲ ﻣوقف صعب ،و لتاﱄ فﻘد ٔﳊت هذﻩ الﴬورة ﲆ اﳌغاربة ت ﲏ فكر ي ﳽ ﻣع اﳋصوصية ا ي ة ﰲ إﺛبات اﳊﻘائق
العﻘدية اﻻٕسﻼﻣ ة ،فﲀن لفكر ا ٔشعري دورﻩ ﰲ ا ٕﻻ ابة عن هذﻩ ا ٔس الﺸا كة.
اﳌعﱱ
لﻘد ج ت اﳌعﱱ ج اية عظﳰة ﰲ حق النصوص الﴩعية ،فسلكت ﻣﳯ ا ٔقل ﻣا يﻘال عنه ٔنه ﻣﳯﺞ فاسد ﻣن اﳌنبع؛ ٔنه
ﻣن البدﳞ ي ﻣن الف الو ،سيﻘع ﰲ غيا ت اﳉُ ِ ّب اﳌظلمة ،وهو ﲔ ﻣا وقعت ف ه اﳌعﱱ ﻣن ﻼل ت َب ِ ّﳱا ﳌﳯﺞ
فاسد ﻣ ﺤرف عن ستﻘاﻣة واﳌﳯﺞ الصﺤيح ،وقد ﲤﺜل ﻣﳯجها ستدﻻﱄ ﰲ تﻘدﱘ العﻘل ﲆ النﻘل ،والفكر ق ل
السمع ،وجعلوﻩ اكﲈ ﰲ ﰻ ا ٔﻣور ا نيوية وا ٔخروية ،فهم بذ يﻘدسون العﻘل ،وٕاذا ﻣا تعارض عندﱒ العﻘل ﻣع النﻘل
قدﻣوا العﻘل ،الﴚء ا ي ﳒم عنه تعطيلهم ﲁ النصوص الﴩعية الﺜابتة ،ف ٔف وا ﲞلق الﻘر ٓن ونفي رؤية ﷲ تعاﱃ يوم
الﻘ اﻣة ،ونفي شفا ة النﱯ ﷺ ٔﲱاب الك ا ر و ﲑها ﻣن اﳌسائل.
ﲅ العﻘ دة
ور ٔ ﷲ اﳌالك ة ،فﲅ ر ﻣالك ا إﻻ ٔشعر عﻘ دة" ]ﻣعيد النعم وﻣ يد النﻘم ص[75
18قال العﻼﻣة ا ن السبﲄ "ّ ...
8
ﲅ العﻘ دة :هو ﲅ يﻘ در به ﲆ إﺛبات العﻘائد ا ي ة ﻣك سب ﻣن ٔد ﳤا اليﻘ نيةٔ ،19و هو :ﲅ يعﲎ بدراسة ﻣسائل
عتﻘاد ٔصوﻻ وفرو ا و ستدﻻل لﳱا والرد ﲆ ﳐالفﳱأ ،و هو :العﲅ ا ي ﳞﱲ بدراسة ﳐتلف جوانب العﻘ دة
و ستدﻻل لﳱا )تعريفي ٔ (
-لعﻘ دة ﻣعنيان :ﻣعﲎ ام ﴰل دراسة ﰻ عﻘ دة ،وﻣعﲎ اص يدل ﲆ دراسة العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة وﻣا ﳞمنا ﳓن هنا
هو اﳌعﲎ اﳋاص.
-ﻣصادر العﻘ دة :الو واﻻٕجﲈع ) ٔي إجﲈع الص ابة(
ٔ -سﲈء العﻘ دةٔ :صول ا ن ،الفﻘه ا ٔكﱪ ،العﻘ دة اﻻٕسﻼﻣ ة ،عﻘ دة ٔهل السنة واﶺا ةٔ ،صول ا نة ،و ﲑها ﻣن
ا ٔسﲈء
-ﻣوضو ات ﲅ العﻘ دة :التوح د ،اﻻٕﳝان ،اﻻٕسﻼم ،الغي ات ،النبوات ،ا ٔخ ار.
ٔ -ﳘيته دراسة العﻘ دة :تت ﲆ ٔﳘية ﲅ العﻘائد ﰲ:
_1ونه ٔساس العلوم الﴩعية و ٔصل ا ٔصول ،فهو الطريق ﳌعرفة ﷲ و ٔول واجب ﲆ العبد ٔن يعرف ﻣا ﳚب وﻣا
ستﺤيل عتﻘاد به ﰲ حق ﷲ تعاﱃ فصﻼح ا ٕﻻ سان ﰲ اﳊياة وفوزﻩ ﳉنان كون ٔساسه صﻼح عﻘ دته ،قال شيخ
والكفر"20 اﻻٕسﻼم ان ﳰيةٔ " :صل الصﻼح :التوح د واﻻٕﳝان ،و ٔصل الفساد :الﴩك
-2ون هذا العﲅ وسي إﱃ ﲢﻘ ق العبودية ،ولتﺤﻘ ق هذا ﻻ بد ﻣن دراسة هذا العﲅ.
-3التﺤصن ﻣن الﺸﳢات والبدع الﱵ ي ﴩها ٔ داء اﻻٕسﻼم.
-4تعﲅ ودراسة ﲅ العﻘ دة يﻘي ا ٕﻻ سان وﳛميه ﻣن الوقوع ﰲ الﴩك.
ٔصول ﲅ العﻘ دة :وﱔ ﻣا تﻘوم ليه العﻘ دة وﱔ :اﻻٕﳝان بو دانية ﷲ تعاﱃ و ٔنه هو اﳋالق الرازق اﶈﲖ اﳌميت ،واﻻٕﳝان
ب ٔلوهيته ب ٔنه ل و ﻼ هو اﳌستﺤق لعبادة دون ﲑﻩ ،ﰒ اﻻٕﳝان ﲜميع ٔسﲈئه وصفاته كﲈ ٔ ﱪ عن نفسه ل و ﻼ.
خصائص ﲅ العﻘ دة :ر نية اﳌصدر ،بتة ﳏفوﻇة ،الوسطية و عتدال ،الواقعية والﺸمول ،السهو وال ﴪ ،توق ف ة
غي ة.
ف ه21 اﻻٕﳝان :تعريفه وتفصيل اﳋﻼف
اﻻٕﳝان لغة :هو ﻣطلق التصديقٔ ،ي اﻻٕذ ان ﳊﲂ ا ﱪ وق و
9
فاﻻٕﳝان ٔن تؤﻣن وتصدق ب ٔن ﷲ وا د ﻣﲋﻩ عن ﰻ ﻣا ﻻ يليق به ،ﻣ صف ﳉﻼل وا ٕﻻ رام ،واﻻٕﳝان لرسل ٔي
ب ٔﳖم ﻣ عوﺛﲔ ﻣن عند ﷲ صادقﲔ ف اؤوا به ،و ٔن تؤﻣن ﳌﻼ كة ٔي ب ٔﳖم عبادﻩ اﳌكرﻣون اﳌطيعون اﳌعصوﻣون ،و ٔن
تؤﻣن لك ب ٔي ب ٔﳖا ﻣﲋ ﻣن عند ﷲ صادقة ف تضمنته ﻣن ا ٔحﲀم ،واﻻٕﳝان ليوم ا ٓخر ٔي ب ٔنه ﰷ ن البتة ،واﻻٕﳝان
لﻘدر ٔي ب ٔن اﳋﲑ والﴩ بتﻘد ر ﷲ وﻣﺸي ه.
ﲆ ٔربعة ﻣذاهب:22 واصطﻼ ا :قد اخ لفت التعريفات ل ٕﻼﳝان اصطﻼ ا وذ
اﳌذهب ا ٔول :اﻻٕﳝان اﰟ لفعل الﻘلب و دﻩ.
ٔي التصديق ﲁ ﻣا اء به النﱯ ﷺ وﻣا ﲅ لﴬورة ﻣن ﲑ ق ول ل ﺸك ﻚ وجوب الصﻼة وو دة الصانع و ﲑها
واﳌراد بتصديق النﱯ ﷺ اﻻٕذ ان ﳌا اء به والﻘ ول و نﻘ اد ،ول س اﳌراد وقوع سبة الصدق ﰲ الﻘلب ﻣن ﲑ
إذ ان وﻻ ق ول ،وﻻنعدام هذا الﴩط قد وقع اﳊﲂ ﲆ كﺜﲑ ﻣن ٔهل الك اب لكفر ﻣع ٔﳖم ﰷنوا يعرفون رسا النﱯ
ﷺ وصدقه لكﳯم ﱂ يذعنوا س ب عنادﱒ و كﱪﱒ ،ﳁن ﱂ يصدق ويذعن ﲁ ﻣا اء به النﱯ ﷺ ﳈن ﱂ يصدق
حرﻣة اﶆر والز ووجوب الصﻼة ﻣ ﻼ ،فهو ﰷفر وهذا هو اﳌﺸهور و ليه اﶺهور ﻣن العلﲈء
ٔ َ ﻃ ُه ) ل ( الﺸارع ﺛبو وانتفاء ،فضبطه ﰲ ال الﺜبوت لنطق ﻣﻼحظة :التصديق ٔﻣر ﻃﲏ ﲑ َ ٍّﲇ
لﺸهادتﲔ ،وﰲ ال نتفاء بظهور ٔﻣارات التكذيب ﰷلسجود لصﲌ.
ﲟعﲎ ٓخر :النطق لﺸهادتﲔ ﻼﻣة ﲆ اﻻٕﳝان ﰲ ال الﺜبوت ٔنه يتعﲔ ﲆ ا ي ريد ا خول ﰲ اﻻٕسﻼم النطق
ﲠا ،وﻻ كفي ٔن يدل لﳱا فعل ٔو قول ﻣن ﲑ ﳇمة الﺸهاد ن ﲆ قول بعض العلﲈء ،23فالنطق ﲠا يتعﲔ ﰲ حق
ا ا ل إﱃ اﻻٕسﻼم ﻣن الكفار؛ ٔﻣا ٔبناء اﳌسلمﲔ فهم ﻣؤﻣ ون قطعا بناء ﲆ الفطرة اﻻٕسﻼﻣ ة ل ديث الوارد عن
اﳌصطفى ﷺ ب ٔن ﰻ ﻣولود يو ﲆ الفطرة ،وهذا هو ا ٔوﱃ واﳌعﳣد عندﻩ بعض العلﲈء.
-شاعرة :النطق لﺸهادتﲔ ﻼﻣة ﲆ اﻻٕﳝان اﳋفي وهو ﻣا ليه اﶺهور ﻣن ٔن الﺸهادتﲔ ﴍط ﻻٕجراء ا ٔحﲀم
ا نيوية ﲆ ا ا ل ﰲ اﻻٕسﻼم ﻣن تنا ح وتوارث وصﻼة و ﲑها.
_ التصديق الﻘلﱯ إﳝان لك ه إﳝان خفي ﳁن صدق بﻘلبه وﱂ يﻘر بلسانه ﻻ لعذر ﻣ عه فهو ﻣؤﻣن عند ﷲ تعاﱃ ﲑ ﻣؤﻣن
ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية؛ ٔﻣا اﳌعذور ﰷ ٔخرس ا ي ﻻ يﻘدر ﲆ النطق ،فإن قاﻣت قرينة ﲆ إسﻼﻣه ﰷﻻٕشارة ٔو الك ابة
هو ﻣؤﻣن عند ﷲ وﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية؛ و ٔﻣا ا ي ُﻃلب ﻣ ه النطق ﲠا ف ٔﰉ استك ارا و رفّعا فهو ﰷفر فﳱﲈ وٕان ٔذعن
بﻘلبه ،وﻣن ٔقر بلسانه وﱂ يصدق بﻘلبه ﰷﳌنافق ،فهو ﻣؤﻣن ﰲ ا ٔحﲀم ا نيوية ﰷفر عند ﷲ تعاﱃ ،فﻘد قال النﱯ الكرﱘ
ٔﻣرت ٔن احﲂ لظاهر وﷲ يتوﱃ الﴪا ر و ٔد ﳤم ﲆ هذا:
22كنت ٔود ق صار ﲆ ﻣذهب اﶺهور ﰲ ﰻ ﻣن تعريف ﳝان وق و لز دة والنﻘصان ،لكن ﰲ عرض اﳋﻼف بيان وي ا ٔذهان
23ويﻘاب قول ا ٓخرن ب ٔنه كفي ﻣا يدل لﳱا ﻣن فعل ٔو قول
10
قو تعاﱃ } ٔولﺌﻚ كتب ﰲ قلوﲠم اﻻٕﳝان{ 24وقو تعاﱃ }إﻻ ﻣن ٔ رﻩ وقلبه ﻣطمﱧ ﻻٕﳝان{ 25وقو تعاﱃ }قالت ا ٔعراب
ٓﻣ ا قل ﱂ تؤﻣ وا ولكن قولوا ٔسلمنا وﳌا يد ل اﻻٕﳝان ﰲ قلوﲂ{ 26وقو ﷺ " ﻣﻘلب الﻘلوب ﺛ ت قلﱯ ﲆ دينﻚ"27
11
ﻼصة
اﳌعﳣد وا ي ليه ا ٔشاعرة واﶺهور ٔن اﻻٕﳝان هو تصديق الﻘلب؛ ٔﻣا النطق فهو ﴍط ﻻٕجراء ا ٔحﲀم ا نيوية ﲆ
ا ا ل ﰲ اﻻٕسﻼم ل ]خرو ا ﻣن اﳋﻼف[؛ ٔﻣا الطا ة وﲻل اﳉوارح فهي ﴍط لكﲈل اﻻٕﳝان ﲆ اﳌﺸهور ،ﳁن رك
جزء ﻣن الطا ات فهو ﻣؤﻣن إﻻ ٔنه ﻣﻘَ ِ ّﴫ وﻻ ﳜرج ﻣن دا رة اﻻٕﳝان ﻣع ركه لبعضها ﲆ اﳌﺸهور وﷲ ٔ ﲅ ،الهم ٔن
يفعل ش ا ﰷلسجود لصﲌ ٔو است ﻼل ﻣا حرم ﷲ ف خرج بذ ﻣن دا رة اﻻٕﳝان
وهذا ﻣذهب السلف وﲨيع ٔﲚة اﳊديث وكﺜﲑ ﻣن اﳌتﳫمﲔ واﶈﲄ عن ﻣا والﺸافعي وا ٔوزاعي رﴈ ﷲ عﳯم و ليه
اﶺهور وا تار عند ٔهل السنة فا ٔعﲈل عندﱒ ار ة عن حﻘ ﻘة اﻻٕﳝان وﻣع ذ فهي ﴍط ﰲ كﲈ .
واستدلوا ﲆ ذ ب ٔد ﻣن العﻘل والنﻘل؛ ٔﻣا العﻘل فﻘد تﻘرر ٔن اﻻٕﳝان ﰲ الغة ﻣطلق التصديق ،ف ستعمل ﴍ ا ﰲ
تصديق اص ،وﻻ دليل ﲆ نﻘ لﺜﻼﺛة :التصديق واﻻٕقرار وا ٔعﲈل ،وا ٔصل بﻘاء ﻣا ﰷن ﲆ ﻣا ﰷن ليه.
وورد ﰲ النﻘل ٓ ت كﺜﲑة ونصوص تدل ﲆ ٔن اﻻٕﳝان واﳌعاﴆ قد ﳚﳣعان ﳑا يدل ﲆ إﺛبات اﻻٕﳝان ﳌن رك بعض
الطا ات كﻘو تعاﱃ }وا ن ٓﻣ وا وﱂ ﳞاجروا{ 29وقو }وٕان ﻃائف ان ﻣن اﳌؤﻣ ﲔ اق تلوا ف ٔصلﺤوا ب ﳯﲈ{ 30وقو صﲆ
ﷲ ليه وسﲅ ح سﺌل عن ٔفضل ا ٔعﲈل قال) :إﳝان ﻻ شﻚ ف ه ،و اد ﻻ لول ف ه ،وﰗ ﻣﱪور( فﻘد عطف اﳉهاد
واﳊﺞ ﲆ اﻻٕﳝان والعطف يﻘ دي اﳌغا رة بﲔ اﳌتعاﻃفﲔ.
ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه
ﲢرر ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه يتعﲔ ٔوﻻ ﲢديد ﳏ :
_1إﳝان ا ٔن اء والرسل :إﳝاﳖم زيد وﻻ ينﻘص ٔن ا ﲀﻣل يﻘ ل الكﲈل ،فهو ﰲ ازد د داﰂ وﻻ يﻘ ل النﻘصان لعصمته
ﻣن النﻘص ،قال ان اﴍ :ﳚوز ﰲ حﻘهم ﰻ عرض** ل س ﻣؤد لنﻘص ﰷﳌرض31
_2إﳝان اﳌﻼ كة الكرام :وقع ف ه ﻼف ﲆ قولﲔ فاعتﱪﻩ الﺸيخ عبد الﱪ ا ٔ وري ٔنه زيد وﻻ ينﻘص ﰷٕﳝان ا ٔن اء
والرسل ،وروي عن ان الﻘﲓ ٔن إﳝاﳖم ﻻ زيد وﻻ ينﻘص وهو اﳌﺸهور ودلي ٔن إﳝاﳖم ج ﲇ ب ٔصل الطبيعة وﻣا ﰷن
ﲆ ٔصل الطبيعة ﻻ يتفاوت
_3إﳝان ا ٔﻣة )ا ٕﻻ س واﳉن( :وهذا الﻘسم َﻣردﻩ إﱃ تعريف اﻻٕﳝان ،ﳁن عرفه ب ٔن ا ٔعﲈل دا ف ه فﻼ ﻼف ح نﺌذ،
ٔنه زيد ز دة الطا ات وينﻘص بنﻘصها؛ ٔﻣا ﻣن عرفه ب ٔنه تصديق الﻘلب فﻘط وا ٔعﲈل ﲑ دا ف ه فهذا هو ﳎرى
اﳋﻼف ف ه ﲆ ﻣذهبﲔ:
12
اﳌذهب ا ٔول :ﲨهور ا ٔشاعرة والفﻘهاء واﶈدﺛﲔ واﳌعﱱ ،ونﻘل عن ا ٔﲚة ﻣا والﺸافعي والب اري قوﳍم إن اﻻٕﳝان
زيد وينﻘص ،واستدلوا:
_1لعﻘل ﲆ لو ﱂ تتفاوت حﻘ ﻘة اﻻٕﳝان لز دة والنﻘصان ﲀن إﳝان ٓ اد ا ٔﻣة ﻣساو إﳝان ا ٔن اء واﳌﻼ كة،
واﳌساواة ﻃل ﳌا لمت ٔن إﳝان ا ٔن اء زيد وﻻ ينﻘص ،فإﳝان النﱯ ﷺ ل س ﰷٕﳝان ٔ د ﻣن ا ٔﻣة ،كﲈ ٔن إﳝان ٔﰊ
كر ل س هو باﰶ إﳝان ﲑﻩ ،ا فالناس ﻣ فاوتون ﰲ ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه ﳁﳯم ﻣن بلغ در ات الية ف ه وﻣﳯم ﻣن هو
دونه ﰲ ا ر ة.
_2وﻣن الك اب قو تعاﱃ }وٕاذا تليت لﳱم ٓ ته زادﲥم إﳝا و ﲆ رﲠم يتوﳇون{ 32وقو تعاﱃ }وزداد ا ن ٓﻣ وا
إﳝا { 33وﻣن السنة ﻣا روي عن ا ن ﲻر رﴈ ﷲ عﳯﲈ قلنا رسول ﷲ" :إن اﻻٕﳝان هل زيد وينﻘص؟ قال نعم ،زيد
حﱴ يد ل صاح ه اﳉنة وينﻘص حﱴ يد ل صاح ه النار" ،34وقال ليه الصﻼة والسﻼم "لو وزن إﳝان ٔﰊ كر ٕﳝان
هذﻩ ا ٔﻣة لرﰕ به"35
وﰻ هذﻩ ا ٔد تدل دﻻ واﲵة ﲆ ٔن اﻻٕﳝان يﻘ ل الز دة ،وﰻ ﻣا يﻘ ل الز دة فإن تطرق النﻘص إليه ﻻ
بد ﻣ ه؛ إﻻ ٔن إﳝان ا ٔن اء ﻻ يتطرق إليه النﻘص البتة لعصمﳤم كﲈ تﻘدم
اﳌذهب الﺜاﱐ :جﲈ ة ﻣن العلﲈء ﲆ ر ٔسهم ٔﰊ ح يفة نعﲈن و ٔخ ارﻩ إﻣام اﳊرﻣﲔ قالوا :اﻻٕﳝان ﻻ زيد وﻻ ينﻘص ،واستدلوا
ﲆ ذ ب ٔن اﻻٕﳝان اﰟ لتصديق البالغ َ د اﳉزم واﻻٕذ ان ،وهذا ﻻ يتصور ف ه الز دة والنﻘصان ٔنه وصل ﻣرتبة ا ﳯاية
ﰲ التصديق ،فﻼ زيد إﳝانه لطا ات وﻻ ينﻘص رﲀبه لمعاﴆ ،فهو ق ﲆ ا ﻻ يتغﲑ ،وٕاﳕا يتفاوت إذا ﰷن اﰟ
لطا ات اﳌتفاوتة ق وكﱶة ،ولهذا قال اﻻٕﻣام الرازي و ﲑﻩ ٔن هذا اﳋﻼف فرع تفسﲑ اﻻٕﳝان ،فإن قلنا هو التصديق فﻼ
يتفاوت ،وٕان قلنا هو ا ٔعﲈل ﳁتفاوت ،و ٔ ابوا عن ا ٓ ت وا ٔ اديث ا ا الﱵ ﲆ ز دة اﻻٕﳝان ونﻘصانه ا ي استدل
ﲠا اﶺهور ب ٔو ه كﺜﲑة ﻣﳯا:
ٔ _1ن اﳌراد ز دة ﲦرته وٕاﴍاق نورﻩ وضيائه ﰲ الﻘلب فإن ذ زيد لطا ات وينﻘص ﳌعاﴆ
_2إن الز دة والنﻘص رجع ﰻ ﻣﳯﲈ إﱃ ا ٔعﲈل ﻻ إﱃ التصديق
ﻼصة :واﳊاصل ٔن اﻻٕﳝان زيد وينﻘص كﲈ هو التﺤﻘ ق وا ٔﰠ وﷲ ٔ ﲅ
ٔرﰷن اﻻٕﳝان و ٔرﰷن اﻻٕسﻼم والفرق ب ﳯﲈ
وﻣﻼ ك ه وكتبه ورس واليوم ا ٓخر و لﻘدر ﲑﻩ وﴍﻩ ٔرﰷن اﻻٕﳝان :ستة وﱔ :اﻻٕﳝان
13
ٔرﰷن اﻻٕسﻼم :ﲬسة وﱔ :الﺸهاد ن إقاﻣة الصﻼة ،إيتاء الزﰷة الصوم ،اﳊﺞ
والفرق ب ﳯﲈٔ :ن ٔرﰷن اﻻٕسﻼم ٔعﲈل ﻇاهرة تﻘوم ﲠا اﳉوارح ﻣن صﻼة وصيام وﰗ؛ ٔﻣا ٔرﰷن اﻻٕﳝان ﳁ لها الﻘلب وﱔ
ٔعﲈل ﻃنة ،فاﻻٕﳝان ٔ ﲆ در ة بناء اﻻٕسﻼﱊ فاﳌسﲅ رتﻘي ﰲ إسﻼﻣه حﱴ يصﲑ ﻣؤﻣ ا ارفا ائفا ﻣستﺤﴬا عظمة
ﷲ عز و ل ﰲ ﰻ ٔﻣرﻩ وﰲ ﰻ وقت و ﲔ
ﲅ ال م
الﺸبه"36 _ عرفه عضد ا ن اﻻٕﳚي" :ال م هو ﲅ يق تﴬبه ﲆ إﺛبات العﻘائد ا ي ة ٕ راد اﳊجﺞ ودفع
-اﳉر اﱐ " ﲅ ال م هو ﲅ يبﺤث ف ه عن ذات ﷲ تعاﱃ وصفاته و ٔحوال اﳌمك ات ﻣن اﳌبد ٔ واﳌعاد ﲆ قانون
اﻻٕسﻼم"37
-الفاراﰊ" :ﻣلكة يﻘ در ﲠا ا ٕﻻ سان ﲆ نﴫة ا ٓراء وا ٔفعال اﶈمودة الﱵ ﴏح ﲠا واضع اﳌ و زييف ﰻ ﻣا الفها
ٔقاويل"38
14
اﳊديث ﰲ س ب ال سمية م يطول ذ رﻩ ٔن ا ٔقوال ديدة وﻣ نو ة ﰲ ال سمية وهاك بعض ا ٔسباب:
ٔن ﻣس ٔ ال م اﻻٕلهي ﰷنت ٔشهر ﻣ اح ه فسمي ا ﲁ ﰟ اﳉزء _اﳌﺸهور ٔنه ﲰي بذ
-يﻘول التف ازاﱐ " ٔن عنوان ﻣ اح ه ﰷن قوﳍم ال م ﰲ كذا وكذا ،و ٔن ﻣس ٔ ال م ﰷنت ٔشهر ﻣ اح ه و ٔكﱶها زا ا
و د حﱴ ٔن بعض اﳌتغلبة ق ل كﺜﲑا ﻣن ٔهل اﳊق لعدم قوﳍم ﲞلق الﻘر ٓن"41
_ ٔو ﲰي بعﲅ ال م ٔنه يورث قدرة ﲆ ال م و ٔن سبة هذا العﲅ لعلوم اﻻٕسﻼﻣ ة ك سبة اﳌنطق إﱃ الفلسفة
فسمي ل م ،وذ حﱴ تﻘع ا الفة الفظية بﲔ اﻻٕﲰﲔ يﻘول الﺸهرستاﱐ " ٔن ٔﻇهر ﻣس ٔ ﳫموا فﳱا وتﻘاتلوا لﳱا
ﱔ ﻣس ٔ ال م فسمي النوع ﲰها ،وٕاﻣا ﳌﻘابلﳤم الفﻼسفة ﰲ سميﳤم ف ا ﻣن الف ون ﰲ لمهم ﳌنطق ،واﳌنطق وال م
ﻣﱰادفان"42
_ويعلل عضد ا ن اﻻٕﳚي س ب سميته بعﲅ ال م ف ﻘول "إﳕا ﲰي ﻣا إﻣا ٔنه ٕ زاء اﳌنطق لفﻼسفة ٔو ٔن ٔبوابه
عنونت ٔوﻻ ل م ﰲ كذأ ،و ٔن ﻣس ٔ ال م ٔشهر ٔجزائه حﱴ كﱶ ف ه التناحر والسفﻚ فغلب ليهٔ ،و ٔنه يورث
الﻘدرة ﲆ ال م ﰲ الﴩعيات وﻣع اﳋصم"43
_ ٔو ﲰي ل م ٔن ال م س ب لتعلﲓ العلوم وتعلمها فﲀن س ا لها ﰲ اﶺ ٔو ٔن ﻣ احث هذا العﲅ ﻣ احث نظرية،
فهو يبﺤث ﰲ ا ٔﻣور عتﻘادية ا ي ﻻ يندرج ﲢﳤا الفعل ،و ﲆ هذا فال م ﻣﻘابل الفعل ،واﳌتﳫمون قوم يﻘولون ﰲ
ٔﻣور ل س ﲢﳤا ﲻل ف م نظري لفظي ﻻ يتعلق به فعل ،وقد سمى ﲅ ال م بعﲅ التوح د و ﲅ الفﻘه ا ٔكﱪ وب ٔصول
ا ن....
ﺸ ٔة ﲅ ال م
ﺸ ٔ ﲅ ال م ﺸ ٔة إسﻼﻣ ة ﰷن الغرض ا ٔوﱄ لهذا العﲅ هو الرد ﲆ اﳌبتد ة ا ن ٔكﱶ ﻣن اﳉدال ﻣع اﳌسلمﲔ
و ٔوردوا شﳢا و ٔ ﻃيل ريدون اف تان الناس بد ﳯم وتلب سه لﳱم ،فﲀن لزاﻣا ﲆ لﲈء اﻻٕسﻼم ٔن ي َف ِ ّدوا ٔقاويلهم وردوا
شﳢاﲥم ﻣن ﻼل تعﲅ هذا العﲅ ،ورجع بعض العلﲈء ٔن ذور ﲅ ال م رجع إﱃ الص ابة والتابعﲔ ويورد البعض ﲆ
س ل اﳌﺜال رد ﲇ ن ٔﰊ ﻃالب ﲆ اﳋوارج ورد ٕا س ن ﻣعاوية اﳌزﱐ ﲆ الﻘدرية وﳋص تﻘي ا ن اﳌﻘرزي ﻣ د ٔ
ﲅ ال م ﰲ كتابه "اﳌواعظ و عتبار"
ك اب وﰷن ٔول ﻣن اشتغل ﲠذا الفن تعل وتعلﲈ وردا ﲆ اﳌبتد ة ﰲ زﻣانه اﻻٕﻣام ٔبو ح يفة النعﲈن وكتبه ﺸهد بذ
الفﻘه ا ٔكﱪ والعاﱂ واﳌتعﲅ والوصية وﻣ اﻇراته رﲪه ﷲ غزرة ﲠذا النوع ﻣن ال م.
ا ﳤ ى و اﶵد ﰲ البدء واﳋتام وال م.
15