You are on page 1of 131

‫جامعة سوهاج‬

‫كلية اآلداب‬
‫قسم اللغة العربية‬

‫اللغة العربية‬

‫إعداد‬

‫د‪.‬مؤمن محجوب‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫الحمد هلل ِّ‬


‫رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء‬
‫ٍ‬
‫محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين‪.‬‬ ‫والمرسلين‪ ،‬سيدنا‬

‫وبعد‪،‬‬

‫يض ُّم هذا الكتاب موضوعات أدبية ونقدية عديدة‪ ،‬ينبغي لدارس‬
‫ف ُ‬
‫األدب معرفتها‪ ،‬واإللمام بها قدر اإلمكان‪ ،‬من أهمها‪ :‬معرفة الفروق بين‬
‫األجناس األدبية المختلفة على مر العصور‪ .‬كذلك يدرس الطالب في هذا‬
‫بعضا من أساسيات النقد النظرية والتطبيقية‪.‬‬
‫المقرر ً‬

‫السداد‪.‬‬
‫أسأل التوفيق و َّ‬
‫ُ‬ ‫وهللا‬
‫َ‬

‫د‪ .‬مؤمن أحمد محجوب‬

‫‪2‬‬
‫المصطلحات األدبية‬

‫‪3‬‬
‫اإلحياء‬
‫اتجاااأ أدبااي ينا إ يلااى يلياااء تقاليااد التارار األدبااي فااي عصااورأ الم دهارة‬
‫ار بعااد أن تكااون هااذأ التقاليااد قااد لمرتهااا فتارات الركا ااة والتقاليااد‬
‫ار وتعبيا ًا‬
‫تفكيا ًا‬
‫الس ااابقة عل ااى عص اار اإللي اااء‪ ،‬وتمي ااا فتا ارات اإللي اااء المق اادمات الطبي ي ااة‬
‫لعصور النهضة‪ ،‬وقد تميا هذا االتجااأ فاي ااداب األوربياة بادءا مان القارن‬
‫ً‬
‫السااادس ع اار‪ ،‬ليااو تماا العااودة يلااى تقاليااد الت ارار الالتينااي واإل ريقااي‬
‫تخطيا ااا لتقاليا ااد األدب الكنسا ااي فا ااي العصا ااور الوسا ااطى‪ ،‬وتميا ااا فا ااي األدب‬
‫ً‬
‫تخطيا لتقاليد عصور األتراك‬ ‫ً‬ ‫ابتداء من منتصف القرن التاسع ع ر‬ ‫ً‬ ‫العربي‬
‫والمماليااك‪ ،‬وعااودة يلااى تقاليااد العصاار ال باسااي ومااا ساابقه‪ ،‬وأباارال أعااالم هااذأ‬
‫الفترة في ال اعر العرباي‪ ،‬محماود ساامي الباارودو‪ ،‬وشاوقي‪ ،‬ولااف ‪ ،‬و لياا‬
‫مطران‪ ،‬وفي النير محمد عبدأ‪ ،‬ومن النقاد ومصطفى صادق الرافعي‪.‬‬

‫أدب‬

‫نير عن تجرباة تتخاذ شاكالً مان‬ ‫الفن اللغوو الجميا الذو يعبر ًا‬
‫شعر أو ًا‬
‫األشكال األدبية المتعارف عليها كال عر والقصيدة والرواياة والمسارلية‪ ،‬وقاد‬
‫تعرض الجذر اليالثي لكلمة "أدب" على مدى تاريخ األدب العربي لتطاورات‬
‫متعاقبااة فااي صاايا تها ومعناهااا‪ :‬فظهاارت فااي العصاار الجاااهلي بصاايغة اسام‬
‫الفاع ااا "آدب" ال ااذو يحم ااا دالل ااة لس ااية تعن ااي ال اادعوة يل ااى الطع ااام‪ ،‬وف ااي‬
‫العص اار اإلس ااالمي اتخ ااذت دالل ااة تهذيبي ااة أ القي ااة‪ .‬وف ااي العص اار األم ااوو‬
‫علااى معلمااي اللغااة واأل بااار وال ااعر واليقافاة‬ ‫كلمااة ما ِّدبق وأللقا‬ ‫عرفا‬

‫‪4‬‬
‫كلمااة أدبق بكلتااا‬ ‫العربيااة بوجااه عااام‪ .‬ومنااذ أوا اار العصاار األمااوو شاااع‬
‫الااداللتين الخلقيااة والتعليميااة العامااة‪ ،‬ووردت فااي عناااوين كتااب ميااا األدب‬
‫الصااغير واألدب الكبياار الباان المقفااع ت ‪145‬هااق‪ .‬وميااا أدب الكاتااب الباان‬
‫قتيبا ااة ت ‪276‬ه ا ااق‪ ،‬كما ااا وردت فا ااي عنا اااوين فر يا ااة ضا اامن كتا ااب أ ا اارى‬
‫حماسااة أبااي تمااام ت ‪231‬ه ااق و يرهااا‪ .‬واتسااع ماادلول الكلمااة فااي العصاار‬
‫ار م اان المع ااارف الخاص ااة والعام ااة والمه ااارات كض اارب‬
‫ال باس ااي لي ااما كيي ا ًا‬
‫العود ولعب ال طرنج والفروسية ‪...‬يلخ‪.‬‬

‫وعلااى كلااك‪ ،‬فقااد ا تلااف معنااى "أدب" عنااد العاارب بااا تالف العصااور‪،‬‬
‫فقصد به‪:‬‬

‫للا ‪" :‬أدبن ااي رب ااي‪ ،‬ف لس اان‬ ‫‪ -1‬الته ااذيب والخل اال‪ ،‬كقول ااه صللال ه يا للم‬
‫ت ديبي"‪[ .‬صدر اإلسالم]‪.‬‬

‫‪ -2‬التعليم‪ ،‬واشتل منه بهذا المعنى "الم دبون" الذين كانوا يلقنون أوالد‬
‫الخلفا اااء ال ا ااعر والخطا ااب وأ با ااار العا اارب وأنسا ااابهم وأيا ااامهم فا ااي الجاهليا ااة‬
‫واإلسالم‪[ .‬عصر بني أمية]‪.‬‬

‫معااا‪ ،‬ميااال كلااك‪" :‬األدب الكبياار واألدب الصااغير"‬


‫‪ -3‬التهاذيب والتعلاايم ً‬
‫البن المقفع ‪ 142‬هاق [العصر ال باسي]‪.‬‬

‫وثقافيااا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬كااا المعااارف ياار الدينيااة التااي ترقااي باإلنسااان اجتما ي ااً‬
‫[ي وان الصفا في القرن الرابع للهجرة]‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -5‬جميا ااع المعا ااارف دينيا ااة و يا اار دينيا ااة [ابا اان لا اادون المتا ااوفي سا اانة‬
‫‪808‬ها]‪.‬‬

‫‪ -6‬ساانن الساالوك التااي يجااب أن ت ارعااي عنااد لبقااة ماان الناااس‪[ .‬منااذ‬
‫القرن اليالو للهجرة – أدب الكاتب البن قتيبة]‪.‬‬

‫‪ -7‬كااا مااا ينتجااه العقااا وال ااعور‪[ .‬المعنااى العااام منااذ منتصااف القاارن‬
‫التاسع ع ر]‪.‬‬

‫‪ -8‬الكااالم اإلن ااالي البلي ا الااذو يقصااد بااه الت ا ثير فااي عوالااف الق اراء‬
‫‪ -‬مناذ منتصاف القارن التاساع‬ ‫والسامعين‪[ .‬األدب اإلن الي‪ ،‬المعناى الخاا‬
‫ع ر]‪.‬‬

‫وكان األدب ‪ literature‬في الغرب يتضمن ما ي تي‪:‬‬

‫‪ -1‬مجمااوإ ااثااار النيريااة وال ااعرية التااي تتميا بساامو األساالوب و لااود‬
‫الفكرة الخاصة بلغة ما أو ب عب معين‪.‬‬

‫ب عب ما أو بلغة معينة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الترار المخطوط أو المطبوإ الخا‬

‫‪ -3‬كا ما كتب في موضوإ معين ك دب الفلك أو ال راعة‪.‬‬

‫أدب ِّ‬
‫الر ْحالت‬
‫مجموعة ااثار األدبية التي تتنااول انطباعاات الم لاف عان رلالتاه فاي‬
‫بالد مختلفة‪ ،‬وقد يتعرض فيها لوصف ما ياراأ مان عاادات وسالوك وأ االق‪،‬‬
‫ولتسااجيا دقي اال للمن اااير الطبي يااة الت ااي ي اااهدها‪ ،‬أو يساارد م ارل ااا رللت ااه‬

‫‪6‬‬
‫مرللة مرللة‪ ،‬أو يجمع بين كا هذا في آن والد‪ .‬وقاد اشاتهر العارب با دب‬
‫الرلالت‪ ،‬ومن أهمها "رللة ابن بطولة" ‪770‬هاق‪.‬‬

‫أليانااا–‬
‫ً‬ ‫ويعتبار أدب الاارلالت – يلاى جانااب قيمتااه الترفيهياة أو األدبيااة‬
‫هام ااا للد ارس ااات التاريخي ااة المقارن ااة وكل ااك اص ااة بالنس اابة للعص ااور‬
‫ادر ً‬
‫مص ا ًا‬
‫الوسطى‪ ،‬كما أن علماء األدب المقاارن اعتباروأ قس ًاما مان أقساام هاذا األدب‬
‫في تصنيفه الحديو‪.‬‬

‫أدب الرواية‬
‫نظمااا ونيا ًارا‪ ،‬و ن‬
‫هااو األدب المسااتفاد ماان روايااة ااثااار األدبيااة العربيااة ً‬
‫ااان لراويااه ماان البحااور مااا يصاافه بالفطنااة وسااالمة الااذوق‪ ،‬وميالااه‪ :‬كتاااب‬
‫"الكاما" للمبرد ‪285‬هاق‪.‬‬

‫الص ِّغير‬
‫األدب َّ‬
‫ه ااو رس ااالة ص ااغيرة الب اان المقف ااع ‪ 142‬هجري ااةق تتض اامن لالف ااة م اان‬
‫الخُلقية واالجتما ياة إلرشااد النااس يلاى ماا يساعدون باه فاي ليااتهم‬
‫الوصايا ُ‬
‫بالنسبة لعالقاتهم ب ولي األمر واألصدقاء و يرهم‪ .‬ومما جاء فاي تضاا يفه‪:‬‬
‫ِّ‬
‫اصطفاء‬ ‫اجِّتباء ما رأي َ من رأيه صو ًابا‪ ،‬و‬ ‫ْن امرٍئ من ْ‬
‫"ال يمنعَّنك ِّ‬
‫ص َغ ُر َش ِّ‬ ‫َََْ َ‬
‫ان ِّال ِّ‬
‫صاها الاذو‬ ‫اان لِّ َه َاو ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يما‪ ،‬فإن الل ل َة الفالقا َة ال تُه ُ‬
‫ما رأي َ من أ القه كر ً‬
‫استَخرجها"‪.‬‬

‫األدب العاَل ِّمي‬

‫‪7‬‬
‫وعن ااى ب ااه كل ااك‬
‫مفه ااوم تكل اام عن ااه ال اااعر الفيلس ااوف األلم اااني جوت ااه‪َ ،‬‬
‫لدا لألمم والذو يمكن اعتبارأ ج ًءا من ترار‬ ‫األدب العالمي الذو ال يعرف ً‬
‫اإلنسانية ب سرها‪ ،‬فيساعد ااداب الولنية علاى االالدهاار والتطاور باساتيحاء‬
‫األساليب والموضوعات من هاذا المنباع العاام‪ .‬وكاان يقصاد باه عاماة أعماال‬
‫هوميروس ودانتي وشكسبير واألسالير علاى ا اتالف أنواعهاا‪ .‬وياللا أناه‬
‫لسب هذا المفهوم يمكن اعتبار أعمال جوته نفسه ضمن األدب العالمي‪.‬‬

‫األدب العام‬
‫ترجمة مصطلح ابتدعه األستاك الفرنساي لاألدب المقاارن باول فاان تايجم‬
‫‪ paul van Tieghem‬لتمييا د ارساة تياارات الفكار والاذوق‪ ،‬الم اتركة باين‬
‫شعوب كييرة في المن ما أو عبر أالمنة مختلفة‪ ،‬عن دراسة العالقات الينالية‬
‫بااين أدبااين أو أدبااين فااي بلاادين مختلفااين‪ ،‬كمااا أنااه أراد بهااذا المصااطلح أن‬
‫يجعلاه ي اما تااريخ األجناااس والصاي والموضاوعات األدبيااة فاي كاا عصاار‬
‫ماان ياار التقي اد بالحاادود الولنيااة لاالداب المختلفااة‪ .‬وقااد لباال نظريتااه هااذأ‬
‫على كتابه المعنون‪" :‬التاريخ األدبي ألوربا وأمريكا منذ عصر النهضة لتى‬
‫يومنا هذا" ‪1941‬مق‪.‬‬

‫األدب القصصي‬
‫هو كلك األدب الذو يكون موضوعه قص لاوادر أو مغاامرات لقيقياة‬
‫نظماا كماا هاي الحاال فاي الماللام‬ ‫ً‬ ‫أو يالية‪ .‬وقد كان في بادئ األمر ين‬
‫القديم ااة والقص ااص ال ااعبي‪ ،‬ث اام ش اااإ ين ااادأ ني ا ًارا‪ ،‬و اص ااة بع ااد العص ااور‬

‫‪8‬‬
‫الوس ااطى األوربي ااة ف ااي قص ااص المغ ااامرات الت ااي ب اادأت تظه اار ف ااي ااداب‬
‫األوربية منذ أوا ر القرن الخامس ع ار‪ ،‬وفاي الرواياات األدبياة التاي ن ا ت‬
‫الفاان الغالااب لااألدب القصصااي‬ ‫فااي أوا اار القاارن السااادس ع اار‪ ،‬وأصاابح‬
‫منذ أوالا القرن اليامن ع ر لتى يومنا هذا‪.‬‬

‫وقااد اتخااذ األدب القصصااي عنااد العاارب ألااد شااكلين منااذ القاارن ال اربااع‬
‫الهجرو تقر ًيبا يميا ألدهما مجموعة القصص الم اتقة مان مصاادر مختلفاة‬
‫في "ألف ليلة وليلاة"‪ .‬بينماا يمياا ثانيهماا القصاص ال اعبية التاي يمتا ف فيهاا‬
‫النير بالنظم من أميال "سيرة عنترة" و "ال ير سالم" و ير كلك‪.‬‬

‫أما الرواية النيرية القصصية بمعناها الحديو فلم تظهار عناد العارب يال‬
‫تا ا ثير ااداب الغربي ااة‪ ،‬ويق ااال ين "الين ااب"‬ ‫ف ااي أوال ااا الق اارن الع ا ارين تحا ا‬
‫‪1914‬مق للمرلوم الدكتور محمد لسين هيكا أول رواية عربية لديية‪.‬‬

‫األدب القومي‬
‫هو الذو ُيكتب في لغة ما ‪1‬ق‪" ،‬ومعناأ في لالتنا نحن "األدب العربي"‪،‬‬
‫واألدب القومي للفرس هو أدبهم الفارسي‪ ،‬وهكذا" ‪2‬ق‪.‬‬

‫األدب الكبير‬

‫‪.240‬‬ ‫األدب المقارن أصوله وتطورأ ومناهجه‪ ،‬د‪.‬الطاهر ألمد مكي‪،‬‬ ‫‪1‬ق‬

‫األدب المقارن دراسات تطبيقية بين األدباين العرباي والفارساي‪ ،‬د‪.‬محماد الساعيد جماال الادين‪،‬‬ ‫‪2‬ق‬

‫‪.3‬‬
‫‪9‬‬
‫هااو رسااالة لويلااة الباان المقفااع ‪142‬ه ااق مقساامة قساامين‪ :‬قساام يخااتص‬
‫بالساالطان وسياسااته ولكمااه‪ ،‬وقساام يتصااا بالصااداقة ومااا يتعلاال بهااا‪ .‬وممااا‬
‫اغيرا‪ ،‬وال ُتْلا ا ِّ ْم‬ ‫صا ً‬‫اود شا ا ُن َك َ‬ ‫باش ا َارَة َج ِّس ا ِّ‬
‫ايم أ َْم ا ِّارك‪ ،‬فيع ا َ‬ ‫ج اااء في ااه‪" :‬ال تَ ْت ا ُارَ َّن ُم َ‬
‫اك ال َيتَّ ِّس ُاع لِّ ُك ِّاا‬ ‫الكِّبي ُار ض ً‬
‫االعا‪ ،‬واعل ْام َّ‬
‫أن رَأي َ‬ ‫ص َير َ‬ ‫ير‪ ،‬في ِّ‬ ‫باشرة َّ ِّ‬
‫الصغ ِّ َ‬ ‫نفس َك ُم َ َ َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫شيء‪َ ،‬فَف ِّرْ ُه لِّْل ُم ِّهم"‪.‬‬

‫أدب المدينة الفاسدة (ديستوبيا)‬


‫تعني الكلمة في أصلها اليوناني "المكان الخبيو" على عكاس "يوتوبياا"‪،‬‬
‫وفي األدب استعما النقاد هذا المصاطلح وقصادوا باه التا لير الروالاي الاذو‬
‫بااه الن عااات‬ ‫يصااف الحياااة فااي مجتمااع أفساادته المظاااهر الماديااة‪ ،‬وعصااف‬
‫القيم األ القية النبيلاة لننساان أماام‬ ‫السياسية واالجتما ية السلبية‪ ،‬فتالش‬
‫عوامااا الج ااع واالنحااالل وااليااة‪ .‬وماان األعمااال األدبيااة فااي هااذا االتجاااأ‬
‫روايااة ألاادوس هكساالي ‪1963 -1894 Aldous Huxley‬مق "عااالم جديااد‬
‫جااروء" ‪1932 "Brave New World‬مق وروايااة جااورف أورويااا التااي‬
‫تحما عنوان "ألف وتسعمئة وثمانية وأربعون" ‪1948‬مق‪.‬‬

‫أدب المدينة الفاضلة (يوتوبيا)‬


‫ض اارب م اان التا ا لير األدبا اي أو الفلس اافي يتخي ااا في ااه كاتب ااه الحي اااة ف ااي‬
‫مجتمع ميالي ال وجاود لاه‪ ،‬مجتماع ي ار ب ساباب ال ارلاة والساعادة لكاا بناي‬
‫الب ر‪ .‬و لى هذا المعنى في اليونانية يرجاع اساتخدام المصاطلح الاذو اشاتقه‬
‫ساايرتوماس مااور ‪1535 -1478 Sir Thomas More‬مق فااي عمل ااه‬

‫‪10‬‬
‫الالتينااي ‪1516 Utopia‬مق‪ .‬ولعااا هااذا النااوإ ماان التا لير يضاارب بجااذورأ‬
‫في "جمهورية أفاللون" التي تقدم رديته في السياسة والحكم؛ ومن ثام يغلاب‬
‫فاي أعمااال األدب اليوتاوبي لااابع سياساي لااالم بمجتماع ميااالي فاضاا يسااعد‬
‫أهلااه بااال اسااتيناء‪ .‬وم اان هااذا النااوإ فااي العربي ااة "المدينااة الفاضاالة" للف ااارابي‬
‫ت‪339‬ها = ‪950‬مق‪.‬‬

‫األدب المقارن‬

‫فارإ مان فااروإ الد ارساة األدبياة‪ ،‬عاارف قباا بادايات القاارن التاساع ع اار‪،‬‬
‫ويعنا ااي بالبحا ااو عا اان األفكا ااار والعالقا ااات المتدا لا ااة با ااين ااداب اإلنسا ااانية‬
‫وتحليلهااا والوقااوف علااى وجااوأ االلتقاااء واال ااتالف بينهااا‪ .‬وقااد تطااور مفهااوم‬
‫األدب المقارن‪ ،‬وتبلورت مالمحه في ألضان مدرستين مدرسة أدبية فرنسية‬
‫أفكارها ااا فا ااي أوا ا اار القا اارن التاسا ااع ع ا اار‪ .‬وترك ا ا ت علا ااى الما اانهج‬ ‫ن ا ااط‬
‫التاريخي في تحليا العالقات األدبية باين األمام وال اعوب؛ ومدرساة أمريكياة‬
‫اديا يعنااي بتقااديم عنصاار "األدب" علااى عنصاار‬
‫لدييااة العهااد تنحااو منحااى نقا ً‬
‫"التاااريخ"‪ ،‬ويحصاار مجااال الد ارسااة فااي تحديااد أوجااه ال اابه واال ااتالف بااين‬
‫األدبي ا ااة‪ ،‬دون أن تعناا ااي بمسا ا ا لة التا ا ا ثير والتا ا ا ثر ب ا ااين ااداب‬ ‫النص ا ااو‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫واألدب المقارن هو "دراسة لعالقات أدب ما ارف لدود لغته" ‪1‬ق‪ ،‬أو‬
‫هو "دراسة العالقات بين أدبين قوميين أو أ ير" ‪1‬ق‪ .‬فاألدب المقارن يدرس‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.6‬‬ ‫المرجع نفسه‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫على سبيا الميال ت ثير األدب العربي في األدب الفارسي – ميال‪ -‬في‬
‫موضوإ معين‪ ،‬أو يدرس ت ثير ااداب األوربية الحديية في ن ة بعض‬
‫األجناس األدبية من رواية‪ ،‬ومسرلية‪ ،‬ومقال‪ ،‬وقصة قصيرة‪ ،‬وما يليها في‬
‫أدبنا الحديو والمعاصر ‪2‬ق‪.‬‬

‫أدب الهروب‬
‫الم لفااات التااي ُيقصااد بهااا أن تُنسااي القااارئ همااوم لياتااه‪ ،‬وتد لااه فااي‬
‫عاااَلم يااالي ال وجااود لااه فااي الواقااع‪ .‬ويمكاان أن يعتباار الكيياار ماان ِّقصااص‬
‫"ألف ليلة وليلة" من هذا القبيا‪.‬‬

‫األدبية‬
‫مصا ااطلحات النقا ااد الجديا ااد‪ ،‬ويطلا اال علا ااى جملا ااة الخصا ااالص اللغويا ااة‬
‫‪ ،‬والتااي يتحااول‬ ‫والبالغياة التااي تميا الاانص األدبااي عان يارأ ماان النصااو‬
‫بها الكالم من طاب عادو يلى ممارساة فنياة يبدا ياة‪ .‬ومادار األدبياة لادى‬
‫النقاد ال كالنيين هو البحو عن المعطيات الكامنة في لغة النص األدبي –‬
‫و اصة ال عر– كالوالن والقافية والبنية و ِّ‬
‫البنى الصوتية والتكرار و يرها مماا‬

‫‪.197‬‬ ‫األدب المقارن أصوله وتطورأ ومناهجه‪ ،‬د‪.‬الطاهر ألمد مكي‪،‬‬ ‫‪1‬ق‬

‫األدب المقارن دراسات تطبيقية بين األدباين العرباي والفارساي‪ ،‬د‪.‬محماد الساعيد جماال الادين‪،‬‬ ‫‪2‬ق‬

‫‪.3‬‬
‫‪12‬‬
‫يخرف اللغة مان نطاقهاا العاادو الما لوف يلاى نطااق أدباي فناي يحقال التا ثير‬
‫واإلعجاب‪.‬‬

‫االرتجال‬
‫التا لير أو الخطابااة أو التمييااا بديهااة ودون سااابل يعااداد‪ ،‬وهااو عنصاار‬
‫أساسي من عناصر اإلعداد المسرلي للمياا بيياة مواجهاة المواقاف الطارلاة‬
‫وتحقيال أفضاا اسااتجابة تخاادم الم ااكلة المعروضااة‪ .‬ومااا الال االرتجااال ساامة‬
‫بعض الخطباء في المحافاا السياساية والقضاالية فاي العصار الحاديو‪ .‬ومان‬
‫أبرال شخصيات االرتجال عبد هللا النديم‪ ،‬ومصطفى كاما‪ ،‬وسعد ال لول‪.‬‬

‫األرجوزة‬
‫قصاايدة علااى بحاار الرجا تلتا م جميااع أبياتهااا بقافيااة والاادة‪ ،‬وهااي تغلااب‬
‫الرَّجاااال‪ ،‬ماان أميااال العجاااف‬
‫علااى شااعر بعااض األقاادمين فيطلاال علاايهم لقااب ُّ‬
‫وول اادأ ردب ااة‪ ،‬ف ااي مقاب ااا لق ااب ال ااعراء ال ااذو يكتب ااون قص ااالدهم عل ااى بقي ااة‬
‫األبحاار األ اارى‪ ،‬ويكتبااون أراجيا بااين الحااين والحااين‪ ،‬ماان أميااال أبااي ُناواس‬
‫وب ااار‪ .‬وتتمي ا األرجااوالة بطااابع باادوو يميااا يلااى الغريااب فااي مقابااا لااابع‬
‫البا ااا فا ااي‬
‫ً‬ ‫القصا اايدة الحضا اارو الا ااذو يميا ااا يلا ااى الرقا ااة‪ ،‬وتكتا ااب األراجي ا ا‬
‫الطرديات الصيد والقنصق‪ ،‬ويسامى ال اطر فيهاا بيتًاا‪ ،‬كماا ت ايع فاي شاعر‬
‫منهااا‬ ‫الم اواع والحكاام وال ااعر التعليمااي‪ ،‬و كا تغياارت القافيااة فااي كااا بي ا‬
‫األرجوالة بالم دوف‪.‬‬ ‫سمي‬

‫‪13‬‬
‫أركان الشعر‬
‫هي موضوعاته وفنونه وأبوابه وأنواعاه‪ ،‬وقاد ككرهاا ابان رشايل القيرواناي‬
‫‪463‬هاق في كتابه "العمدة فاي ال اعر" نقاالً عان بعاض العلمااء قاالالً‪" :‬بناي‬
‫ال ااعر علااى أربعااة أركااان‪ ،‬وهااي الماادا والهجاااء والنساايب والرثاااء"‪ ،‬وقااال‪:‬‬
‫"قواعااد ال ااعر أربااع‪ ،‬الرغبااة والرهبااة‪ ،‬والطاارب والغضااب‪ ،‬فمااع الرغبااة يكااون‬
‫الم اادا وال ااكر‪ ،‬وم ااع الرهب ااة يك ااون االعت ااذار‪ ،‬واالس ااتعطاف‪ ،‬وم ااع الط اارب‬
‫يكااون ال ااوق ورقااة النساايب‪ ،‬ومااع الغضااب يكااون الهجاااء والتوعااد والعتاااب‬
‫والتوجع"‪.‬‬

‫االسترجاع الفني‬
‫انقط ا اااإ التسلس ا ااا ال من ا ااي والمك ا اااني للقص ا ااة أو المس ا اارلية أو الف ا اايلم‬
‫الستحضار م هد أو م اهد ماضية‪ ،‬تلقي الضوء على موقف من المواقاف‬
‫هااذأ التقنيااة – فااي األصااا– مقصااورة علااى السااينما–‬ ‫أو تعلاال عليااه‪ .‬وكانا‬
‫الكتَّ اااب ويفوه ااا ف ااي‬
‫دالل ااة التس اامية ‪ flash–back‬يال أن ُ‬ ‫وم اان ث اام كانا ا‬
‫األدب المساارلي‪ ،‬وال ااعر‪ ،‬واألعمااال الرواليااة‪ ،‬وبخاصااة الروايااة البوليس ااية‬
‫شيئا ف ًيئا‪ .‬وقد‬
‫كيير ما تبدأ بنهاية األلدار ثم تسترجع وقالع الجريمة ً‬
‫التي ًا‬
‫‪2006 -1912‬مق فااي‬ ‫ويااف هااذأ التقنيااة الكاتااب الروالااي نجيااب محفااو‬
‫روايته‪" :‬اللص والكالب"‪.‬‬

‫االستشراق‬

‫‪14‬‬
‫مصطلح ي ير يلى اهتمام األوروبيين باليقافات ال رقية‪ :‬دراسة وترجماة‬
‫وتحقيًقااا‪ .‬وقااد الاارد هااذا االهتمااام فااي أعقاااب لااروب الفرنجااة منااذ الق ارنين‬
‫اليالااو ع اار وال اربااع ع اار‪ .‬لكنااه االدهاار مااع بدايااة الحمااالت االسااتعمارية‬
‫األوربياة فااي القاارن السااابع ع اار ومااا تااالأ‪ ،‬وهااو مااا يعنااي أن االست اراق قااد‬
‫يهر في البداية لخدمة الدول االستعمارية‪ .‬وقد أساء هذا يلى لبيعاة بعاض‬
‫تحركااه الن عااات‬ ‫الد ارسااات الصااادرة عاان المست اارقين؛ ألن االست اراق كانا‬
‫عل ااى تق ااديم معرف ااة ص ااادقة محاي اادة لل اارق ال ااذو‬ ‫االس ااتعمارية دون ل اار‬
‫يكتبون عنه‪ .‬و ن كان هذا ال ينفاي أناه قادم ادمات جليلاة فاي مجاال د ارساة‬
‫اليقافة العربية واإلسالمية‪ .‬وقد االدهرت لركة االست راق في ألمانيا و سبانيا‬
‫وفرنسا‪ ،‬و نجلترا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وروسيا‪ .‬ومن ه الء المست رقين‪ :‬كارل بروكلمان‬
‫– في ر‪ -‬بالشير – مارجليور – نولدكه‪ .‬وكاان مان بيانهم أعضااء عااملون‬
‫وم ارساالون لمجمااع اللغااة العربيااة أميااال‪ :‬جااب‪ ،‬وجاااك بياارك‪ .‬وهناااك معنااى‬
‫جانبي لمصطلح االست راق وهو‪ :‬استلهام اليقافة ال ارقية فاي بعاض ااداب‬
‫والفن ااون‪ .‬وم اان أه اام الد ارس ااات المعاصا ارة ل ااول موض ااوإ االست ا اراق كت اااب‬
‫نجيااب العقيقااي "المست ارقون" الااذو صاادر فااي القاااهرة‪ ،‬وكتاااب الناقااد يدوارد‬
‫يخااا‬
‫سااعيد "االست اراق" الااذو صاادر فااي أمريكااا ساانة ‪1978‬م‪ ،‬ويقاادم فيااه ت ر ً‬
‫أيضااا‬
‫موضااو ًيا لهااذأ الحركااة‪ ،‬وأهاام الد ارسااات التااي صاادرت عنهااا‪ ،‬وماانهم ً‬
‫الدكتور عبد الرلمن بدوو‪.‬‬

‫ُسطورة‬
‫األ ْ‬

‫‪15‬‬
‫‪1‬ق قصة رافية يسودها الخيال‪ ،‬وتبرال فيها ُقوى الطبيعة فاي صاور‬
‫النات لية كات شخصية ممتاالة‪ ،‬وينبني عليها األدب ال عبي‪.‬‬
‫‪2‬ق تسااتخدم فااي عاارض مااذهب أو فكارة عرضااا شااعريا َقص ِّ‬
‫صاايا ميااا‬ ‫ً َ‬ ‫ً‬
‫أسطورة الكهف عند أفاللون‪ .‬واألسطورة بهذين المعنيين َس ْرد ال‬
‫تتف اال عناصا ارأ م ااع الحقيق ااة الملموس ااة‪ ،‬يال أنه ااا محاول ااة لتفس ااير‬
‫صااعوبة َف ْهاام الاانظم الكونيااة كمااا تباادو لننسااانية يمااا ماان الناليااة‬
‫األ القيااة أو ماان الناليااة الميتافي يقيااة‪ ،‬فاألسااطورة بميابااة تفسااير‬

‫يقوم به اإلنسان ألسارار ال يفهمهاا‪ِّ ،‬عْل ًماا با ن َّ‬


‫الس ْارد الاذو يبتكارأ‬
‫قااد ُي ْضا ِّافي عليااه اإلنسااان وهااذا مااا يحاادر فااي أ لااب األليااانق‬
‫ار ب ارًيا‬
‫قيمااة دينيااة واضااحة‪ .‬ف سااالير الب اار التااي تعطااي عنصا ًا‬
‫معقاوًال لظاواهر الطبيعااة عاان لرياال تجساايد الُقا َاوى ياار المفهومااة‬
‫أيضاا‬
‫في شكا آلهة أو كالنات ارقة للعادة‪ .‬وقد تفياد األساطورة ً‬
‫اير َقص ِّ‬
‫صاايا شاابه منطقااي لتجااارب اإلنسااان فااي‬ ‫ب ا ن تُعطااي تفسا ًا َ‬
‫لياته اليومياة‪ ،‬فال اعور بعباو جهاودأ فاي الادنيا تميلاه األساطورة‬
‫اليونانية القديمة التاي تصاور ساي يفوس ‪ Sisyphos‬وهاو محكاوم‬
‫طر‬
‫في ْضا َ‬
‫عليه بدفع صخرة يلى قمة جبا‪ ،‬ثم تتدلرف يلى أسافله‪ُ ،‬‬
‫يلى دفعها ثانية‪ ،‬وهكذا َأب َد ِّ‬
‫اابدين‪.‬‬

‫و لااى جانااب هااذأ الوييفااة التفساايرية لألسااطورة هناااك ويااالف أ اارى‬


‫منه ااا الوييف ااة األ القي ااة التعليمي ااة‪ ،‬مي ااا أس ااالير العص اايان لألوام اار‬
‫اإللهية الذو يتسبب عناه العقااب‪ ،‬ومنهاا الوييفاة التعويضاية المح ِّاررة‬

‫‪16‬‬
‫ل ااعور اإلنسااان بااالنقص والضااعف‪ ،‬وميالهااا‪ :‬األسااالير التااي ت ارتب‬
‫أو رافي ااة‪ ،‬ومنه ااا ك ااذلك‬ ‫ب خص ااية بطولي ااة عظم ااى تاريخي ااة كانا ا‬
‫الوييفااة النفسااية التااي تارتب با لالم الب اار وتصاوراته الرم يااة ألشااياء‬
‫أو ليوانااات رافيااة تااومر يلااى تجاربااه النفسااية فااي الحياااة ومخاوفااه‬
‫وآمال ااه‪ ،‬وق ااد اس ااتغا ال ااعراء المح اادثون الكيي اار م اان ه ااذا الن ااوإ ف ااي‬
‫االي ْتم أو الولاادة‬
‫صااورهم ال ااعرية‪ .‬كمااا أن بعااض المواقااف اإلنسااانية كا ُ‬
‫أو َن ْ وة النصر أو ِّكلاة اله يماة أو يار كلاك قاد تتجساد فاي شخصاية‬
‫أو قصااة أسااطورية يتميلهااا َ يااال األديااب الفاارد أو الخيااال الجماااعي‬
‫الذو تعبر عنه الم ثورات ال عبية في مجتمع ما‪.‬‬

‫وق ااد تُُوِّساااع ف ااي معناااى األس ااطورة لي اااما الخ ارف ااة أو مج اارد القصاااة‬
‫أيض ااا كل ااك الت ااويه الخي ااالي‬
‫الكاكب ااة الت ااي ال يقبله ااا العق ااا‪ ،‬ولي ااما ً‬
‫ل خصااية لقيقيااة ماثلااة فااي أكهااان الناااس بااالراد ماان أميااال الساسااة‬
‫ونجوم السينما أو الرياضة‪ ،‬فينسب الناس العاديون لها صفات ارقاة‬
‫عمااا ي ااعرون بااه ماان تفاهااة أو‬
‫للعااادة هااي فااي الواقااع بميابااة تعااويض َّ‬
‫كلة‪.‬‬

‫واألسااطورة عنااد العاارب‪َ :‬سا ْارد قصصااي ال ُيمكاان يساانادأ يلااى م لِّااف‬
‫معين‪ ،‬يتضمن بعض المواد التاريخياة يلاى جاناب ماو َّاد رافياة شاعبية‬
‫صص ال ير سالم وعنترة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ألَفها الناس ُمنذ الق َدم‪ .‬ميال كلك ق َ‬

‫األُسلوب‬

‫‪17‬‬
‫تعريفات األسلوب في األدب العرباي باا تالف العصاور‪ ،‬وآ ار‬ ‫ا تلف‬
‫التعريف ااات تعري اار المرل ااومين عل ااي الج ااارم ومص ااطفى أم ااين ف ااي كتابهم ااا‬
‫البال ة الواضحة‪ ،‬وهو‪ :‬المعنى المصوغ في ألفا م لفاة علاى صاورة تكاون‬
‫أقرب لنيا الغرض المقصود مان الكاالم‪ ،‬وأفع َاا فاي نفاوس ساام يه‪ .‬وقساماأ‬
‫يل ااى أس االوب علم ااي‪ ،‬ويتس اام ب ااالمنطل والوض ااوا وع اادم اس ااتعماله الج اااالات‬
‫والمحسنات‪ ،‬وأسلوب أدبي ويمتاال بالخياال ال ارلاع والتصاوير الادقيل‪ ،‬وتلماس‬
‫أوجااه ال اابه البعياادة بااين األشااياء‪ ،‬و لباااس المعنااى ثااوب المحسااوس‪ ،‬و يهااار‬
‫الحجاة والتكارار‬
‫المحسوس في صورة المعنوو‪ .‬وأسلوب طابي ويمتااال بقاوة ُ‬
‫واستعمال المترادفات وضرب األميال‪.‬‬

‫األسلوب الخطابي‬
‫الح َجااج‪،‬‬
‫ورصااانة ُ‬
‫هااو كلااك األساالوب الااذو يمتاااال بقااوة المعاااني واأللفااا َ‬
‫مااا يمتاااال بالجمااال والوضااوا وكيارة المتَرادفااات والتكارار‪ .‬وممااا ي يااد التا ثير‬
‫ولسن يلقاله‪.‬‬
‫ُ‬ ‫في نفوس السامعين َنَبرات صوت الخطيب‪،‬‬

‫األسلوب األدبي‬
‫هااو األساالوب الجميااا كو الخيااال ال ارلااع والتصااوير الاادقيل الااذو يظهاار‬
‫المعنوو في صورة المحسوس والمحسوس في صورة المعنوو‪.‬‬

‫األسلوب ِّ‬
‫العْلمي‬

‫‪18‬‬
‫ه ااو األسااالوب الواضاااح المنطق ااي البعياااد عااان الخي ااال ال ااعرو‪ ،‬وكل ااك‬
‫األساليب التي تُ ْكتَب بها الكتب العلمية‪.‬‬

‫الم َت َكَّلف‬
‫األسلوب ُ‬
‫احى في ااه ب ااالمعنى ف ااي س اابيا العناي ااة باأللف ااا‬
‫ه ااو األس االوب ال ااذو ُيض ا َّ‬
‫والح و بالمحسنات البدي ية‪ ،‬وميال كلك‪ :‬األدب العربي في العصور التالية‬
‫لسقوط بغداد ‪ 656‬هجريةق‪.‬‬

‫الم َمِّيز‬
‫األسلوب ُ‬
‫معين يتمي به م لِّفاه دون يارأ‪،‬‬
‫الطريقة الخاصة في ت لير عما فني َّ‬
‫ِّ‬
‫الممي ا ا لبا ااا فا ااي الموسا اايقى أو روفاليا ااا فا ااي‬ ‫ايال‪ :‬األسا االوب‬
‫فيقا ااال ما ا ً‬
‫ُ‬
‫التصوير‪.‬‬

‫الم َوَّل ِّدين‬


‫أسلوب ُ‬
‫ومَق ِّوماتها ااا‬
‫ها ااو أسا االوب ال باسا اايين الا ااذو يحا اااف علا ااى ما ااادة اللغا ااة ُ‬
‫النحويااة‪ ،‬وياللاام بينهااا وبااين لياااتهم الم ِّ‬
‫تحض ارة‪ ،‬فهااو يخلااو‬ ‫ُ‬ ‫التص اريةية و َّ ْ‬
‫الح ِّ‬
‫وشا َّاية‪،‬‬ ‫البا ْادو ُ‬
‫الم ْبتَ َذلااة‪ ،‬كمااا أنااه يتجا َّارد ماان ألفااا َ‬
‫ماان ألفااا العامااة ُ‬
‫الرصاانة‪،‬‬ ‫الج الاة و َّ‬
‫وتَ يع فيه األلفاا المنتخباة ماع العذوباة والرشااقة أو َ‬
‫الم َّقفااع ‪142‬هق ماان أوالااا ماان ثََّبت اوا األساالوب الكتااابي ال باسااي‬
‫واباان ُ‬
‫ف األلفا عن معانيهاا‪ ،‬وتخل َاو‬ ‫الموَّلد الذو يقوم على الوضوا‪ ،‬وأن تَ ِّ َّ‬ ‫َ‬
‫وم ْبتَ ا َذل عااامي‪ ،‬كااا كلااك مااع اإليجاااال‪ ،‬وب ااار‬ ‫ِّ‬
‫ماان كااا ريااب َو ْل ااي ُ‬

‫‪19‬‬
‫‪296‬هق‪:‬‬ ‫الم ْعتَاا‬
‫‪167‬هق ماان ُرَّواد هااذا األساالوب‪ ،‬وفيااه يقااول اباان ُ‬
‫أساَل َس علاى اللساان‬ ‫" ان شعرأ أنقى من الرالة‪ ،‬وأصفى من ال ُّ جاجة‪ ،‬و ْ‬
‫من الماء العذب"‪.‬‬

‫أسلوب َّ‬
‫النثر‬
‫قتضاى الحاال‪،‬‬‫لم َ‬‫أهم ماا يميا أسالوب النيار عاماة هاو مطابقاة الكاالم ُ‬
‫الساارد أو ال اارا لفك ارة مجااردة‪.‬‬
‫والمقصااود بالحااال هنااا يمااا الوصااف أو َّ‬
‫وهذأ هي األشكال التي يصااغ فيهاا النيار عاادة‪ .‬وقياا ين أهام ماا يميا‬
‫المستعملة فيه‪ ،‬بحيو لو استعما يرها‬
‫َ‬ ‫أسلوب النير عدم ُن ُب ِّو الكلمات‬
‫في موضعها أل َ َّا بالمعنى‪.‬‬

‫‪Gustave‬‬ ‫وقااد اعتمااد الكاتااب الروالااي الفرنسااي جوسااتاف فلااوبير‬


‫‪ Flaubert‬أنااه يوجااد لكااا معنااى "اللف ا األصااوب" ‪،le mot juste‬‬
‫وأن واجب الناثر هو ا ت افه دون يرأ‪.‬‬

‫وعنااد العاارب ُي اراد بااالنير فااي األدب النياار الفنااي‪ ،‬وهااو الااذو يخضااع‬
‫اار م َّ‬
‫تنظيمااا لسا ًانا ومعروضااة فااي‬ ‫ً‬ ‫نظمااة‬ ‫عينااة ك ا ن يحتااوو أفكا ًا ُ‬
‫لق اوانين ُم َّ‬
‫جي ا ِّاد َّ‬
‫الس ا ْابك جارًي ااا عل ااى قواع ااد النح ااو‬ ‫أس االوب ج ا َّاذاب لس اان ِّ‬
‫الص اايا ة ِّ‬
‫ََ‬
‫والصرف‪ .‬وقد َيظهار النيار الفناي فاي صاورة َ طاباة أو ِّرساالة أو ِّقصاة‬
‫يرة أو تاريخ أدبي‪ .‬ف ما الخطاباة فاال ُب َّاد فيهاا أن يكاون الخطياب‬
‫أو ُمنا َ‬

‫قا ااوو ُ‬
‫الح َّجا ااة‪ ،‬وأن يتبا ااع فا ااي يقنا اااإ السا ااامعين لريقا ااة ال ا اارا والبس ا ا‬

‫‪20‬‬
‫والعاارض لج ليااات الموضااوإ‪ ،‬ثاام التاادليا عليهااا‪ ،‬كمااا ينبغااي أن يتخياار‬
‫من األساليب ما ييير عوالف جمهورأ‪ ،‬ويستميله يلى ما يدعو يليه‪.‬‬

‫الخط اااب فيه ااا وتح ا ِّادد‬ ‫أم ااا الرس ااالة فق ااد و ِّ‬
‫ض ااع ْ قا اوانين تُب ااين ل ارل اال ِّ‬
‫ُ‬
‫تبدأبالب ْسا َامَلة‪،‬‬
‫َ‬ ‫الرسااالة فااي صاادر اإلسااالم‬ ‫فواتحهااا و واتمهااا‪ ،‬وقااد كانا‬
‫فالح ْم َدَلااة‪ ،‬ف بااارة "أمااا بعااد" ثاام ككاار الموضااوإ‪ .‬وتخااتم باايااة الكريمااة‬
‫َ‬
‫تحذيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ينذار أو‬
‫ًا‬ ‫والسالم على من اتبع الهدوق ين كان‬

‫صص المقامات‪ ،‬وهاي لكاياة قصايرة يقصاد فيهاا الكاتاب يلاى‬ ‫ِّ‬
‫ومن الق َ‬
‫الت ُّنل في ال باارة و يهاار الب ارعاة فاي اللغاة واألدب‪ .‬وأماا ُ‬
‫المناايرة‪ ،‬فاال‬

‫ُب ا َّاد فيه ااا م اان ق ااوة ُ‬


‫الح َّج ااة‪ ،‬ووض ااوا ال ب ااارة‪ ،‬وتحدي ااد الفكا ارة‪ ،‬وص اايا ة‬
‫دبااا كلااك‬
‫تمامااا‪ .‬وأمااا التاااريخ فالااذو ُيعتباار منااه أ ً‬
‫األلفااا المساااوية لهااا ً‬
‫صيا ة جديدة‪.‬‬ ‫صيا ة كا كلك ِّ‬ ‫النظر‪ ،‬مع ِّ‬ ‫الذو َّ‬
‫يتخلله التقرير والنقد و َّ‬

‫أسواق األدب‬
‫هااي األم ااا ن التااي ك ااان َيع اارض فيهااا ال ااعراء قصااالدهم عل ااى َل َك اام‬
‫ويضافي عليهاا ماا تساتحل مان تقادير‪ .‬وأشاهرها عكاا ‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ل ُي ْبدو رأيه فيهاا ُ‬
‫موضع بين نخلة والطالف و ِّ‬
‫الم ْرَبد في البصرة‪.‬‬

‫السْبع‬
‫الس ْمط َّ‬
‫أصحاب ُّ‬
‫والَه ْيار‪ ،‬والنابغاة‪ ،‬واألع اى‪،‬‬
‫امرد القايس‪ُ ،‬‬
‫عند أبي ُعَب ْي َدة ‪211‬هاق هم ُ‬
‫ل َرَفاة‪ ،‬وأساق عنتارة والحاارر بان ِّللِّا َأ‪ .‬يار أن‬ ‫وَلِّبيد‪َ ،‬‬
‫وع ْمرو بان ُكْليُاوم‪ ،‬و َ‬

‫‪21‬‬
‫ابن سالم ‪ 232‬هجريةق وضع لرفة في الطبقة الرابعة من ال عراء لقلة ما‬
‫ُي ْرَوى من شعرأ‪.‬‬

‫الم َس َّمطات هاي سابع‬ ‫علقات أو َّ‬ ‫السم أو الم َذهَّبات أو الم َّ‬
‫المَقلدات أو ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫و ُّ ْ‬
‫قص ااالد لويل ااة جي اادة تُ ُخِّي ا َارت م اان ال ااعر الج اااهلي‪ُ ،‬‬
‫وكتبا ا بم اااء ال ااذهب‪.‬‬
‫طة‪ ،‬ويقصااد بهااا هنااا المعلقااة‪.‬‬
‫الم َسا َّام َ‬
‫السا ْام جمااع َسا ْامطاء‪ ،‬وهااي القصاايدة ُ‬
‫و ُّ‬
‫والمعلقات لم تعلل بالك بة‪ ،‬كما العم بعض المت رين‪ ،‬و نما هاي مان ِّ‬
‫العْلال‬

‫الن ِّةيس‪ .‬وهي سبع عند لمااد الراوياة ‪156‬هااق المارئ القايس ُ‬
‫والَهيار‬ ‫بمعنى َّ‬
‫ِّ ِّ‬
‫ضااا‬ ‫المَف َّ‬ ‫ل َرفااة وَلِّبيااد َ‬
‫وع ْماارو باان ُكْليااوم والحااارر باان لل ا َة وعنت ارة‪ .‬وعنااد ُ‬ ‫وَ‬
‫أيضااا يال أنااه أسااق الحااارر باان لل ا ة وعنت ارة وأثب ا مكانهمااا‬ ‫الضا ِّابي ساابع ً‬ ‫َّ‬
‫ايفا َعِّبيااد‬
‫األع ااى والنابغااة‪ .‬ونجاادها فااي شاارا التَّْب ِّريا و ‪502‬هااق ع ا ار مضا ً‬
‫يلى الروايتين‪.‬‬ ‫بن األ َْب َر‬
‫َ‬

‫األصمعيات‬
‫مجموإ شعرو ا تارأ الراوية أباو ساعيد عباد الملاك بان ُق َرْياب األصامعي‬
‫‪215 -122‬ه ا ا اا= ‪830 -740‬مق يتكا ا ااون ما ا اان اثنتا ا ااين وتسا ا ااعين قصا ا اايدة‬
‫جاهلي ااا‪ ،‬وأربع ااة‬
‫ً‬ ‫ااعرا‪ :‬أربع ااة وأربع ااين‬
‫ومقطوع ااة ص ااغيرة‪ ،‬لوال ااد وس اابعين ش ا ً‬
‫اتة يسا ااالميين – وت ا ااترك قصا ااالد‬ ‫ابعة مجها ااولين‪ ،‬وسا ا ٍ‬
‫ع ا اار مخضا اارما‪ ،‬وسا ا ٍ‬
‫ً‬
‫األص اام يات م ااع المفض االيات ف ااي تس ااع ع ا ارة قص اايدة‪ .‬وأ ل ااب م ااا تحتوي ااه‬
‫األصم يات مقطوعات صغيرة قد تكون الوالدة منها في بيتين فق ‪.‬‬

‫اإلطار‬
‫‪22‬‬
‫السرد الذو يرب بين ِّقصص مختلفة على ألسانة رواة مختلفاين كاي‬
‫هو َّ‬
‫يعطي ِّش ْب َه ولدة أدبية‪ .‬ميال كلك‪ :‬ما يدور بين شهرالاد وشهريار في كتااب‬
‫َ‬
‫"ألااف ليلااة وليلااة"‪ ،‬و"الااديكاميرون" األيااام الع ارةق لبوكات اايو ‪Boccaccio‬‬
‫في األدب اإليطالي‪.‬‬

‫االعتذاريات‬
‫رض من أ راض ال اعر العرباي القاديم اتخاذأ ال اعراء وسايلة للت افع‪،‬‬
‫وللبا للبراءة لدى الملاوك واألماراء مماا أشايع عانهم‪ ،‬والنابغاة الاذبياني أسابل‬
‫ً‬
‫العرب في هذا الفن‪ ،‬ولاه قصاالد عديادة يعتاذر فيهاا يلاى النعماان بان المناذر‬
‫الم َكَّني ب بي قابوس ملك المناكرة في ِّ‬
‫الحيرة ‪602 -580‬مق‪.‬‬ ‫ُ‬

‫االقتباس‬
‫ايئا ماان‬
‫اعر كااان أو نيا ًارا‪ ،‬شا ً‬
‫فااي الت ارار العربااي هااو تضاامين الكااالم‪ ،‬شا ًا‬
‫القا ارآن الكا اريم‪ ،‬أو الح ااديو ال ا ارير أو يرهم ااا كم ااا ل ااو أن المقت اابس جا ا ء‬
‫منهمااا‪ .‬ويجااوال أن يكااون المقتاابس ماان ألفااا اايااة أو الحااديو قلاايالً‪ ،‬كقااول‬
‫الحريرو‪" :‬فلم يكن يال كلمح البصر أو هو أقرب‪ ،‬لتى أن د فا رب‪،"... ،‬‬
‫وقول أبي جعفر اإللبيرو األندلسي ت ‪779‬ها= ‪1377‬مق‪:‬‬

‫هم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬


‫الناس في أولان ْ‬
‫ال تُعاد َ‬
‫ل ْن‬
‫الو َ‬ ‫َّ‬
‫يب َ‬‫َقلما ُي ْرَعى َ ر ُ‬
‫هم‬ ‫ِّ‬
‫بين ْ‬
‫و كا ما ش ْئ َ َ ي ً ا َ‬

‫‪23‬‬
‫بخ ٍ‬
‫لل َل َس ْن"‬ ‫الناس ُ‬
‫الل َ‬ ‫" ِّ‬

‫اوبا يلااى‬
‫علميااا منسا ً‬
‫أدبيااا أو ً‬
‫كالمااا ً‬
‫وقااد يقصااد باالقتباااس يد ااال الم لااف ً‬
‫يا ارأ ف ااي نص ااه‪ ،‬وهن ااا يج ااب يبا ا ارالأ بعالم ااات تنص اايص أو بوس اايلة أ اارى‪.‬‬
‫فنياا‪ ،‬كتا يين‬
‫معنويا‪ ،‬كالت يد وااللتجاف‪ ،‬أو ً‬
‫ً‬ ‫والهدف من االقتباس قد يكون‬
‫الكالم وترصيعه‪ .‬ويجب اإلشارة يلى مصدر االقتبااس بهااما الماتن‪ .‬وربماا‬
‫فاارق العلماااء بااين ن اوعين ماان االقتباااس‪ :‬فمااا قااام بااه الناااثرون ماان الخطباااء‬
‫اقتباسااا‪ ،‬ومااا يااتم علااى أياادو ال ااعراء فااي أشااعارهم يساامى‬
‫ً‬ ‫والمن اائين يساامى‬
‫امينا؛ ولك اان ثم ااة ف ااروق دقيق ااة ب ااين مفه ااوم ه ااذين المص ااطلحين ومفه ااوم‬
‫تض ا ً‬
‫الذو عرفه النقد الحديو‪.‬‬ ‫التنا‬

‫ُقصوصة‬
‫األ ُ‬
‫لورها الكاتب اإليطالي جيوفاني بوكات يو‬
‫هي القصة النيرية التي َّ‬
‫‪1375 -1313‬مق في مجموعة قصصه‬ ‫‪Giovanni Boccaccio‬‬
‫تبها بين ‪1348‬‬ ‫المسماأ "األيام الع رة" ‪Decamerone‬‬
‫الم هورة ُ‬
‫و‪1358‬مق‪ .‬وتتمي هذأ األقصوصة بواقعيتها ومعالجتها السا رة لسلوك‬
‫النساء ورجال الكنيسة في القرن الرابع ع ر‪ ،‬كما تتمي بالمواقف الخليعة‪،‬‬
‫أليانا بالوع واإلرشاد‪ .‬وقد استمد كيير من الكتاب المسرليين اإلنجلي‬
‫و ً‬
‫في عصر الملكة يليصابات نواة َلَبكاتهم من مجموعة األقاصيص هذأ‪.‬‬
‫ما أبدى ال اعر اإلنجلي و جفرو ت وسر ‪Geoffrey Chaucer‬‬
‫يلماما بموضوعاتها وهو يكتب مجموعة ِّقصصه‬
‫ً‬ ‫‪1400 -1340‬مق‬

‫‪24‬‬
‫ال عرية الم هورة "لكايات كانتربرو" ‪ .The Canterbury Tales‬وفي‬
‫األدب األمريكي الحديو أُللل مصطلح "النوفال" على الروايات القصيرة‬
‫التي كتبها "ملفا" ‪1891 -1819 Herman Melville‬مق‪ ،‬وهنرو‬
‫جيمس ‪.Henry James‬‬

‫األمالي‬
‫في األدب العربي‪ :‬لقالل ِّعلمية كان ُيلقيها ال يخ على لالبه بإعداد‬
‫سابل أو من ير يعداد‪ ،‬فيقيدها الطالب في دفاترهم‪ .‬وقد يلقيها من ينوب‬
‫"المجالس" في أن‬
‫عن ال يخ‪ ،‬وال يخ لاضر في المجلس‪ .‬وتختلف عن َ‬
‫المجالس بارة عن تسجيا كاما لكا ما يحدر فيها مما يلقيه ال يخ وما‬
‫يس له الطالب ويجيب به ال يخ‪ ،‬كما تختلف عنها كذلك في أن ال يخ يلقي‬
‫لقالقه في المجالس من ير يعداد سابل‪ .‬ميال كلك‪" :‬أمالي أبي علي‬
‫القالي" ‪356 -288‬هق‪ ،‬و"مجالس ثَعلب" ‪291‬هق‪.‬‬

‫األمثال‬
‫خفاي وراءهاا ُم ْن ِّ ائوها ماا يريادون‬
‫هي لكايات مليئة بالكنايات والرموال ي ِّ‬
‫ُ‬
‫ظة‪ .‬وقد بدأ يهروها في الهناد‪ ،‬ثام انتقلا يلاى فاارس ييارانق‪،‬‬ ‫من ُنصح ِّ‬
‫وع َ‬
‫فالصااين‪ ،‬فاابالد العاارب‪ ،‬ثاام بااالد اإل رياال‪ .‬وأشااهر ماان ألااف فيهااا ماان أدباااء‬
‫ارجم " َ لِّيلااة ِّ‬
‫ود ْمنااة"‪ ،‬واشااتهر بعاادأ فااي كتابااة‬ ‫العربيااة اباان المَقَّفااع ‪142‬هق متا ِّ‬
‫ُ‬
‫الهبارية ‪504‬هق‪ ،‬وابن َع َر ْب شاأ الدم قي ‪854‬هق‪.‬‬ ‫األميال ابن َ‬

‫‪25‬‬
‫أيام العرب‬

‫هااي لااروبهم ووقااالعهم؛ ألنهاام كااانوا يتحاااربون نها ً‬


‫اارا‪ ،‬فااإكا أقبااا الليااا‬
‫البا ب سماء‬‫أوقفوا القتال لتى الصباا‪ .‬وكانوا يسمون هذأ األيام والحروب ً‬
‫البقاااإ واابااار التااي َن ِّ ا َاب ْ بجانبهااا ميااا يااوم ِّشا ْاعب جبلااة‪ ،‬وكااان بااين اابس‬
‫وألالفها من بني عامر وُك ْبيان وألالفها من تَ ِّميم‪.‬‬

‫الب ْتر‬
‫َ‬
‫ألااد عيااوب الخطااب وال ااعر ماان وجهااة نظاار القاادماء؛ أمااا فااي ال ااعر‬
‫فيعنااي د ااول ال اااعر يلااى موضااوإ قصاايدته مباش ارة دون أن ُيلِّا َّام بالمقدمااة‬
‫التقليدية للقصيدة القديمة من النسيب‪ ،‬أو الوقوف على األلاالل‪ .‬وقاد أللال‬
‫الب ْتاار‪،‬‬
‫الوْثااب‪ ،‬و َ‬
‫اباان رشاايل القيروانااي ت‪463‬هااق علااى هااذا المساالك أسااماء‪َ :‬‬
‫طااع‪ ،‬و يرهااا‪ .‬وأمااا فااي مجااال الخطابااة – ليااو ن ا المصااطلح وصا ًافا‬ ‫والَق ْ‬
‫ب ا "البتاراء"– فاإن معنااأ عادم بداياة الخطباة‬ ‫لخطبة اليااد بان أبياه التاي عرفا‬
‫بحمد هللا واليناء عليه‪ .‬وفي النقد الحديو! توقف الكالم عن هذأ الصفة فاي‬
‫ال ااعر اصااة‪ ،‬يك لاام يعااد ماان العيااب د ااول ال اااعر يلااى موضااوإ قصاايدته‬
‫على نحو مباشر دون مقدمات‪.‬‬

‫البتراء‬

‫‪26‬‬
‫هي الخطبة التي ألقاها اليااد بان أبياه ‪53‬هااق‪ ،‬والاى ِّ‬
‫الم ْص َارين البصارة‬
‫معلناا فيهاا األلكاام العرفياة ألول مارة فاي اإلساالم‪،‬‬
‫والكوفةق من قبا معاوياة ً‬
‫البتراء أى المقطوعة الم وهةق ألنه لم يحمد هللا فيها‪.‬‬ ‫و نما سمي‬

‫التأثير األدبي‬
‫‪ -1‬ت ثير أديب أو م لفاته على أديب آ ر‪.‬‬

‫‪ -2‬تا ا ثير تي ااار أدب ااي م اااض عل ااى أدي ااب الل اال‪ .‬أو تا ا ثير تي ااار أدب ااي‬
‫أجنبي ماض أو معاصر على أديب معين‪.‬‬

‫‪ -3‬ت ا ثير م لفااات أديااب معااين علااى روا عص ارأ وكوقااه العااام‪ .‬ميااال‬
‫األول‪ :‬ت ا ا ثر الا اادكتور لا ااه لسا ااين بالجا ااال ‪ ،‬وشا ااوقي با ااالمتنبى‪.‬‬
‫وميااال الياااني‪ :‬تا ثر ال اايخ محمااد عبااد المطلااب بال ااعر الجاااهلي‪.‬‬
‫وت ا ثر أدب اااء الع اارب المعاصا ارين بالم اادارس الواق ي ااة والرم ي ااة ف ااي‬
‫ااداب األوربية‪ .‬وميال اليالو‪ :‬ت ثير الدكتور لاه لساين فاي روا‬
‫الجيا بعد الحرب العالمية اليانية‪.‬‬

‫تاريخ األدب‬

‫هو "دراسة لألدب دا ا لدود لغة والدة" ‪1‬ق‪ .‬وتاريخ األدب القومي‬
‫"ينبع مفهومه من الكلمات التي يتكون منها يلالق كلك العلم‪ ،‬وهي الت ريخ‬
‫والتسجيا لوقالع الحياة األدبية‪ ،‬و لصاء ااثار الم لفة فيها‪ ،‬والترجمة‬

‫‪.6‬‬ ‫األدب المقارن دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬د‪.‬ألمد درويا‪،‬‬ ‫‪1‬ق‬

‫‪27‬‬
‫ونيرا‪ ،‬وكلك في يلار الحدود‬
‫شعر ً‬
‫للم لفين والمبدعين في ميدان فن األدب ًا‬
‫اللغوية والبيئية التي ينتمي يليها هذا الفن وم لفوأ‪ .‬وال يقف هذا الت ريخ‬
‫على مجرد الرصد واإللصاء والترجمة‪ ،‬با هو يتناول فن األدب بالتحليا‬
‫لظواهرأ والتعرير بآثارأ‪ ،‬والبحو المستوعب ألسرار تياراته واتجاهاته‪،‬‬
‫منها قرالح العقول‬ ‫والتعرف على الم ثرات والروافد البيئية التي استق‬
‫نتاجها األدبي البديع‪ ،‬ومن ثم فهو يضير يلى المادة التاريخية قد ار من‬

‫التذوق والفهم العامين‪ً ،‬‬


‫تاركا التفصيا في دقالل الصيا ة وسرالر المعاني‬
‫وتحديد القيم وتعليا األلكام لما يقوم به النقد األدبي من جوالت في هذا‬
‫الميدان" ‪1‬ق‪.‬‬

‫تحليل النص‬
‫محاول ااة لقا اراءة العم ااا األدب ااي قا اراءة فالص ااة تتن اااول أجا ا اءأ تفص اايالً‪،‬‬
‫وتُعنا ااى با اادقالل التركيا ااب اللغا ااوو والموسا اايقى والوسا ااالا البالغيا ااة واللفظيا ااة‬

‫األ رى التي تد ا في تكوين بنية ال كا الفني وداللته‪ً ،‬‬


‫بعيدا عن الم ثرات‬
‫الخارجة عن النص كالسياق التاريخي وسيرة المبادإ‪ ،‬وقاد تبناى النقاد الجدياد‬
‫ثر بال كالنية‪ .‬وفي النقاد العرباي‬
‫في كا من ينجلت ار وأمريكا هذا االتجاأ‪ ،‬مت ًا‬
‫الحااديو يهاارت لالفااة ماان النقاااد تااابعوا هااذا االتجاااأ فااي تحليااا نصااو‬
‫األدب العربي‪.‬‬

‫التحويل الفني‬

‫‪.10‬‬ ‫في األدب المقارن‪ :‬نحو ت صيا مدرسة عربية في المقارنة‪ ،‬د‪.‬ألمد لنطور‪،‬‬ ‫‪1‬ق‬

‫‪28‬‬
‫المصطلح يعني في مفهومه الواسع يعاادة صايا ة العماا الفناي وعادادأ‬
‫ليتناسااب مااع وسااي فنااي آ اار كتحويااا المساارلية يلااى فاايلم أو الروايااة يلااى‬
‫أليانااا تغيياار بعااض عناصاار العمااا الفنااي كاألسااماء‬
‫ً‬ ‫مساارلية‪ ،‬وقااد يتضاامن‬
‫واأللاادار لتناسااب البيئااة اليقافيااة التااي يتاارجم يليهااا‪ ،‬كمااا شاااإ فااي بعااض‬
‫الترجمااات العربيااة فااي القاارن التاسااع ع اار وباادايات القاارن الع ارين‪ ،‬وعاارف‬
‫أليانا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أليانا والتمصير‬
‫ً‬ ‫بالتعريب‬

‫تدوين األدب‬
‫الحاج ااة يل ااى تدوين ااه‬ ‫رواي ااة األدب للس ااماإ والحفا ا لت ااى مسا ا‬ ‫يلا ا‬
‫السا ااتعجام العا اارب واتسا اااإ دولا ااتهم‪ ،‬ف ا ااذ الا اارواة يا اادونون ما ااا يصا ااا يلا ااى‬
‫أسماعهم‪ ،‬وأول من فعا كلك أباو ُعَبيادة ‪ 210‬هااق واألصامعي ‪ 213‬هااق‪،‬‬
‫‪255‬هااق أول ماان جمااع شااتات األدب فااي كتابيااه‪" :‬البيااان‬ ‫ياار أن الجااال‬
‫والتبي ا ااين" و "الحيا ا اوان"‪ ،‬ث ا اام ل ا ااذا ل ا ااذوأ العلم ا اااء كا ا ا بي الف ا اارف األص ا اابهاني‬
‫‪356‬هاق في كتابه "األ اني"‪.‬‬

‫التصريع‬
‫اتفاق قافية ال اطر األول مان مطلاع القصايدة ماع قافياة ال اطر اليااني‪.‬‬
‫األول الاذو‬ ‫ووييفة التصريع األساسية هي أن يقاوو نبارة اإليقااإ فاي البيا‬
‫يميا المطلاع‪ ،‬وي اير يلاى القافياة التاي ساوف تنبناي عليهاا القصايدة كلهاا أو‬
‫ألااد مقالعهااا؛ وماان كلااك قااول كعااب باان الهياار‪ ،‬فااي مطلااع اعتذاريتااه ومدلااه‬
‫ا‪:‬‬ ‫للرسول صال ه يا م‬

‫‪29‬‬
‫ول‬ ‫بان ْ س ُ ِّ‬
‫اليوم َم ْت ُب ُ‬
‫عاد َفَقْلبي َ‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫ِّ‬
‫ُمتََّي ٌم ي ْث َرها َل ْم ُيْف َد َم ْكُب ُ‬
‫األول م اان القص اايدة‪،‬‬ ‫وربم ااا ال يكتف ااي بع ااض ال ااعراء بتصا اريع البيا ا‬
‫فيكاارر التص اريع‪ ،‬وبخاصااة عنااد االنتقااال يلااى اارض جديااد فيهااا‪ ،‬كمااا فعااا‬
‫امرد القيس في معلقته‪ ،‬و يرأ في أشعارهم‪.‬‬

‫التضرع‪ ،‬التوسل‪ ،‬االعتذار‬


‫ه ااو االتج اااأ بإلح اااا وش اادة يل ااى شخص ااية س ااامية لالس ااترلام أو قض اااء‬
‫لاجااة للمتوس ااا‪ .‬وكل ااك كاالعت ااذارات الت ااي ق اادمها النابغ ااة ال ااذبياني ‪-535‬‬
‫‪ 604‬ه ا ااق للنعما ااان با اان المنا ااذر يلا ااتمس فيها ااا عفا ااوأ بعا ااد أن ضا ااب عليا ااه‬
‫الستعطافه الغساسنة أعداء النعمان‪.‬‬

‫التضمين‬
‫للتضمين فاي علاوم العربياة ثالثاة معاان تختلاف باا تالف المجاال الاذو‬
‫ال ااعرو بااالمعنى‬ ‫يسااتعما فيااه‪ ،‬وهااو عنااد العروضاايين‪ :‬عاادم اسااتقالل البيا‬
‫الذو يلياه‪ ،‬وكلاك عناد فريال يعاد مان عياوب القافياة‪ ،‬وقاد‬ ‫ولاجته يلى البي‬
‫أللل عليه بعضهم المعايلة ميا قول النابغة‪:‬‬

‫ميم‬
‫وهم وردوا الجفار على ت ِّ‬

‫يوم عكا َ ِّيني‬


‫وهم أصحاب ِّ‬
‫ٍ‬
‫صادقات‬ ‫الن‬
‫لهم مو َ‬
‫شهدت ْ‬
‫ُ‬

‫‪30‬‬
‫الظ ِّن ِّمِّني‬
‫َش ِّه ْدن لهم بحس ِّن َّ‬
‫َ ْ ُْ‬
‫وقد تعمد بعد ال عراء ال باسيين ك بي العتاهية والمعرو صيا ة قصالد‬
‫املا ااة قالما ااة علا ااى التضا اامين‪ ،‬واعتبا اار بعا ااض النقا اااد المحا اادثين التضا اامين‬
‫صيصة تفترق فيها لغة ال اعر عان لغاة النيار مان لياو عادم التاواالو باين‬
‫النهاية الصوتية والمعنوية للجما‪.‬‬

‫والتضاامين عنااد النحاااة‪ :‬هااو تضاامين الحاارف أو الفعااا معنااى لاارف أو‬
‫فعا آ ر‪.‬‬

‫وعنااد البال يااين‪ :‬هااو يد ااال ال اااعر فااي قص اايدته بعااض شااعر يا ارأ‬
‫وتضاامينه ليااتالءم مااع نساايج شااعرأ ومعناااأ‪ ،‬فااإكا كااان األ ااذ ماان الق ارآن أو‬
‫"اقتباسا"‪.‬‬
‫ً‬ ‫الحديو سمى‬

‫التناص‬
‫‪Julia‬‬ ‫مص ااطلح ص ااا ته الناق اادة البلغاري ااة األص ااا "جولي ااا كريس ااتيفا"‬
‫‪،‬‬ ‫‪ Kristeva‬ولدت سنة ‪1941‬مق لتعرف به ااثار المتبادلة بين النصو‬
‫وتفاعلها دا ا ناص معاين‪ ،‬علاى أسااس أن كاا ناص يتضامن عناصار مان‬
‫سابقة مغايرة يتميلها ويحولها دا له بطرق تعبيرية متعددة‪ .‬ومفهوم‬ ‫نصو‬
‫أوسااع ماان فكارة تا ثر ال اااعر أو الكاتااب بغيارأ‪ ،‬وماان فكارة السارقات‬ ‫التنااا‬
‫األدبي ااة ب ااالمعنى البال ااي‪ ،‬و نم ااا ه ااو أق اارب م ااا يك ااون يل ااى د ارس ااة مكون ااات‬
‫النسل النصي نفسه‪ ،‬وكيةية تحاول نسال أدباي أو عادد مان األنسااق األدبياة‬
‫يلى شكا جديد‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫التوقيع‬
‫متضمنا رأيه وتوجيهه فيما يعرض علياه مان‬
‫ً‬ ‫التعليل الذو يكتبه الحا م‬
‫ش ون الدولة‪ .‬وهو تقليد فارسي عرفه العرب بهذا المعناى االصاطاللي مناذ‬
‫الا اادواوين فا ااي عها ااد الخليفا ااة اليا اااني عما اار ابا اان الخطا اااب‪ ،‬وف ا ااا‬ ‫أن عرب ا ا‬
‫اس ااتعمال التوقيع ااات بع ااد كل ااك لت ااى ص ااارت ًفن ااا نيرًي ااا‪ .‬وتتميا ا التوقيع ااات‬
‫بإيج اااال ال ب ااارة الت ااي ربم ااا كانا ا م اان ين اااء الموق ااع نفس ااه‪ ،‬وق ااد تك ااون آي ااة‬
‫االرا‪ ،‬أو لكمااة متداولااة‪ ،‬كمااا تتميا ب نهااا‬
‫نبويااا‪ ،‬أو ماايالً سا ً‬
‫قرآنيااة‪ ،‬أو لاادييًا ً‬
‫تكتااب فااي مكااان معااين ماان لاشااية الرقعااة‪ ،‬وقااد تكااون بمااداد مغاااير لمااداد‬
‫الكتاب‪ .‬ومن أميلة التوقيعات ما ساطرأ عمار بان الخطااب فاي كتااب عمارو‬
‫‪ " :‬ن لرعيتك كما تحب أن يكون لاك أميارك"؛ وماا وقعاه ساليمان‬ ‫بن العا‬
‫بن عبد الملاك فاي كتااب قتيباة بان مسالم الاذو يتهاددأ فياه باالخلع‪" :‬والعاقباة‬
‫للمتقين"‪.‬‬

‫الجاهلية‬
‫يطلاال هااذا المصااطلح علااى العصاار السااابل لنسااالم مباش ارة‪ ،‬وقااد كااان‬
‫عصاار الموبقااات التااي لرمهااا اإلسااالم كاأل ااذ بالي ا ر ووأد البنااات‪ ،‬فهااو لاام‬
‫ي ااتل ماان الجهااا نقاايض العلاام‪ ،‬و نمااا ماان الجهااا بمعنااى الساافة والغضااب‬
‫النا َ ق‪ ،‬فهااي تقابااا كلمااة اإلسااالم التااي تعنااي الخضااوإ والطاعااة هلل ساابحانه‬
‫و َّ‬
‫وتعالى‪.‬‬

‫الجنس األدبي‬
‫‪32‬‬
‫هو ألد القوالب التي تصب فيها ااثار األدبياة‪ .‬فالمسارلية مايالً جانس‬
‫أدبااي وكااذا القصااة‪ :‬وهكااذا‪ ..‬وماان عهااد النهضااة ب وروبااا لتااى أوا اار القاارن‬
‫االعا ب ا ن كااا جاانس يتمي ا تمي ا ًا واضا ًاحا عاان‬
‫اليااامن ع اار كااان االعتقاااد شا ً‬
‫يارأ ماان األجناااس األدبيااة‪ ،‬كمااا أنااه يخضااع لقواعااد اصااة بااه البااد لألديااب‬
‫تتن اااول‬ ‫المق اااالت النقدي ااة ف ااي كل ااك الوقا ا‬ ‫ار م ااا كانا ا‬
‫أن يتقي ااد به ااا‪ .‬وكيي ا ًا‬
‫ارلا للقواعااد التااي تحكمااه‪ .‬وفااي أوا اار القاارن‬
‫المواالنااة بااين جاانس وآ اار أو شا ً‬
‫التاسااع ع اار لباال الناقااد الفرنسااي برونتيياار ‪Ferdinand Brunetiere‬‬
‫نظريااة التطااور علااى األجناااس األدبيااة‪ ،‬ياار أن هااذا االتجاااأ الحااديو يرمااي‬
‫يلى عدم التمسك بهذأ التفرقة ال كلية لفنون األدب‪ ،‬كما يدعو يلاى االهتماام‬
‫بتميي أ راض األدب في أجناسه المختلفة‪.‬‬

‫الجو العام‪ ،‬روح األسلوب‬


‫االتجاأ العام لألثار األدباي الاذو ي اعر باه دون أن يعبار عناه صارالة‪،‬‬
‫فهو بمن لة الجو أو الميا العام الناتج عن تناول الم لاف للعناصار المختلفاة‬
‫التااي يتكااون منهااا م لفااه ماان مجاااالات يلااى ييقاااإ يلااى ا تيااار للكلمااات يلااى‬
‫أليانااا وبااين األساالوب يال أنااه‬
‫ً‬ ‫ييجاااال أو مساااواة أو يلناااب‪ .‬وقااد يخل ا بينااه‬
‫يتمي عن األسلوب ب نه كلك الت ثير الاذو يقاع فاي نفاس القاارئ أو المساتمع‬
‫نتيجة االلت ام ب سلوب معين‪ ،‬فال وجود له يكن من ير قارئ أو مستمع في‬
‫لااين أن األساالوب ال يتطلااب سااوى الكاتااب نفسااه‪ .‬ويرجااع أصااا المصااطلح‬
‫الن ْغ ِّمي‪.‬‬
‫يلى الموسيقى؛ ليو يوجد فيها اللون َّ‬

‫‪33‬‬
‫الحداثة‬
‫تطلاال علااى الفاان المبتكاار النااابع ماان الااذات‪ .‬والااذو لاام يا ت بميلااه ماان قبااا‪،‬‬
‫متحرر من التقلياد والمحا ااة واالقتبااس‪ ،‬وتكاون فاي ال اكا أو المضامون أو‬
‫ًا‬
‫معاا‪ ،‬وصاالبها لينئاذ مبتكار ومبادإ ومن ار لماذهب جدياد فياه سامته‬
‫فيهما ً‬
‫الممي ا ة‪ .‬وقضااية الحداثااة قالمااة فااي كااا العصااور نتيجااة الص اراإ بااين القااديم‬
‫فااي‬ ‫والجديااد‪ .‬وقااد شاااإ المصااطلح فااي وصااف بعااض الماادارس التااي وقف ا‬
‫اعتماد تقنياات‬ ‫القواعد في مجال اإلبداإ الفني ولاول‬ ‫وجه التقليد‪ ،‬ورفض‬
‫مبتكرة‪.‬‬

‫الحدث‬
‫الحدر هو "الفعا القصصي‪ ،‬أو هو‪ :‬الحادثة )‪ (event‬التي ت كلها لركة‬
‫ال خصيات؛ لتقدم في النهاية تجربة ينسانية كات داللة معينة‪ ،‬أو هو‪:‬‬
‫مستقال له‬
‫ً‬ ‫عالماق‬ ‫ِّ‬
‫وتكون منها‬ ‫الحكاية التي تصنعها ال خصيات‪،‬‬
‫ً‬
‫صوصيته المتمي ة" ‪1‬ق‪ .‬وهو "أية واقعة تحدثها ال خصيات في لي و‬
‫ال مان والمكان‪ ،‬وتسهم في ت كيا الحركة الدرامية‪ ،‬والفعا" ‪2‬ق‪.‬‬

‫الحكايات‬
‫أ اذ العاارب هااذا اللااون ماان األدب عان الفاارس‪ ،‬والادوا عليااه لتااى لغا‬
‫اف َلْيَلااة وَلْيَلااة" أصااله كتاااب فارسااي صااغير‬
‫ال يااادة علااى األصااا‪ ،‬فكتاااب "أْلا ُ‬
‫‪1‬ق‬
‫‪.28‬‬ ‫دراسات في نقد الرواية‪ ،‬له وادو‪،‬‬
‫‪.99‬‬ ‫‪2‬ق معجم المصطلحات الدرامية والمسرلية‪ ،‬يبراهيم لمادة‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫الف ْهَل ِّوَّياة يلاى العربياة‬
‫سانه" األلف ُ ارفاةق‪ ،‬ترجماه العارب مان َ‬
‫"ه ار اَف َ‬
‫اسمه َ‬
‫في أوا ر القرن اليالو للهجرة‪ ،‬ثم وساعوأ وفرعاوأ بماا الادوا فياه مان أساالير‬
‫العرب والهنود واألمراء والفرسان في الجاهلية واإلسالم‪ ،‬ولام يكتماا بالصاورة‬
‫التي هو عليها اان يال في القرن العاشر للهجرة‪.‬‬

‫الحكاية‬
‫يمكاان‬ ‫لفا عااام ياادل علااى قصااة متخيلااة أو علااى لاادر تاااريخي ااا‬
‫اوءا علاى فاياا األماور أو علاى نفساية الب ار كماا يادل علاى أى‬
‫أن يلقي ض ً‬
‫سرد منسوب يلى رٍاو‪.‬‬

‫الحكاية الشعبية‬
‫ه ااي جمي ااع األش ااكال القصص ااية التقليدي ااة‪ ،‬وتض اام الحكاي ااات الخرافي ااة‬
‫المجساامة لرغبااات ال ااعوب البداليااة‪ ،‬يلااى جانااب اإلبااداإ القصصااي المعتمااد‬
‫عل ااى ق اادر م اان التقني ااة المحكم ااة مي ااا لكاي ااات "أل ااف َلْيَل ااة وَلْيَل ااة"‪ .‬ويختل ااف‬
‫الدارسون في تحديد هذا المصطلح‪ ،‬ولكنهم يتفقاون علاى أناه ي اما الماللام‬
‫ال عبية‪ ،‬التي تحكي صور البطولة‪ ،‬يلى جانب ماللام الحياوان التاي عرفا‬
‫فااي القاارون الوسااطى والحكايااات الوعظيااة والتعليميااة واالجتما يااة ومغااامرات‬
‫ال طار ميا قصة علاى ال لبال المصارو وناوادر الظرفااء والابخالء والحمقاى‬
‫المَلااح والط ارلااف التااي يحفظهااا عامااة الناااس‬
‫ناوادر جحااا و يارأ‪ ،‬يلااى جانااب ُ‬
‫ميا النكتة الم هورة في مصر‪ .‬وأهم مقوم للحكاياة ال اعبية هاو أنهاا تقليدياة‬
‫تغلب عليها صفة االنتقال المباشر من شخص يلى آ ار عان لريال التردياد‬

‫‪35‬‬
‫أو اإلن اد أو الرواية‪ ،‬وهي في معظمها مجهولة الم لف‪ .‬واألصا فيها أنها‬
‫شفاهية‪ ،‬وقد يوجد من يدونها في بيئة أو عصر‪ .‬وهذا الجنس األدباي شاالع‬
‫فااي العااالم كلااه‪ ،‬ويكاااد يتماثااا فااي صاافاته ومقوماتااه‪ .‬وهناااك لركااة ناش اطة‬
‫لتاادوين الحكايااات ال ااعبية وتصاانيفها والبحااو عاان مصااادرها األولااى‪ ،‬وكهااب‬
‫فرياال ماان الدارسااين يلااى أن أصااول الحكايااات ال ااعبية فااي معظمهااا هنديااة‪.‬‬
‫ويذهب آ رون يلى أن التماثا في الحكايات ينما يعود يلى تماثاا فاي البيئاة‬
‫اليقافية‪.‬‬

‫حوليات‬
‫جمع لولية‪ ،‬وهو مصطلح له داللتان‪:‬‬

‫أ‪ -‬لون من القصالد الجاهلية‪ ،‬والمخضرمة المنقحة التي كان أصاحابها‬


‫الحوليااات علااى‬ ‫يعكفااون عليهااا لاوالً كااامالً لتااى تخاارف محكمااة‪ .‬وقااد أللقا‬
‫مطوالت ُالَه ْير بن أبي ُسْل َمى‪.‬‬

‫ب‪ -‬ه ااي الكت ااب التاريخي ااة الت ااي تسااارد فيه ااا األل اادار مرتب ااة بحسا ااب‬
‫السنوات ومن أميلتها تاريخ الطبرو وتاريخ ابن األثير‪.‬‬

‫ف‪ -‬في العصر الحديو هي الدوريات العلمية واألدبية التي تصادر كاا‬
‫لول مرة‪.‬‬

‫الخطابة‬

‫‪36‬‬
‫مجموع ااة القواع ااد الت ااي يلتا ا م به ااا الخطي ااب أثن اااء يلقال ااه الخطب ااة أم ااام‬
‫أليانااا‪ ،‬وم ارعاااة الصااور البالغيااة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الجمهااور‪ ،‬وكلااك كرفااع الصااوت و فضااه‬
‫وتقساايم الخطبااة يلااى فق ارات‪ ،‬والضااغ علااى الم اوالن الهامااة فيهااا يلااى ياار‬
‫كلك‪.‬‬

‫خيال الظل‬
‫فن تمييلي ي ابه مسارا العارالس‪ ،‬وفياه تتحارك مجموعاة مان الادمى مان‬
‫مظلماا لتاى‬
‫ً‬ ‫جانب مضاء و لف ستارة بيضااء‪ ،‬أماا جاناب الجمهاور فيكاون‬
‫يسااتطيع الم اااهدون رديااة الخيااال علااى السااتارة‪ .‬وفااي أثناااء تحريااك الاادمى‬
‫يدور لوار نيرو أو شعرو‪ ،‬يقدم لكاية ينسانية بسيطة‪ .‬وقد انتقا هاذا الفان‬
‫يلى الولن العربي في العصر ال باسي من الصين أو الهند‪.‬‬

‫هااذا الفاان‪ ،‬ولاام تباال منااه يال ثااالر تمييليااات‬ ‫معظاام نصااو‬ ‫وضاااع‬
‫باسم "البابات" جمع بابةق كتبهاا محماد بان دانياال المصارو ‪-646‬‬ ‫عرف‬
‫‪711‬ه ا ا = ‪1310 -1248‬مق وه ااي‪" :‬لي اار الخي ااال"‪ ،‬و "عجي ااب و ري ااب"‬
‫و"المتيم"‪.‬‬

‫الدوبيت‬
‫ألااد الفنااون الساابعة فااي األدب العربااي‪ ،‬وهااو شااعر مسااتعار والنااه ماان‬
‫الفارسية ‪ .‬ويتكون اسمه من كلمة دوق بمعنى اثنين‪ ،‬و بي ق عربية‪ .‬وكا‬

‫‪37‬‬
‫بيتين في القصيدة متفقان في الوالن والقافية‪ِّ ،‬‬
‫ويكونان ولدة مستقلة‪ .‬والمياال‬
‫الذو ضربه الرواة له‪:‬‬

‫الليل هـََدا‬
‫مؤنس وحـدتي إذا ُ‬
‫َ‬ ‫يا‬ ‫ائـر الليـل ِّف َـدا‬
‫ُروحي لك يـا ز َ‬
‫صبـح أََب َدا‬
‫ٌ‬ ‫ذاك‬
‫بـعد َ‬
‫َسـ َفَر َ‬
‫ال أ ْ‬ ‫إن كان ِّف ار ُقنا مع الصبـــح َب َدا‬

‫الرسالة الشعرية‬

‫قصيدة ينظمها ال اعر علاى شاكا طااب فاي أى موضاوإ‪ .‬مياال كلاك‬
‫القصااالد التااي تبادلهااا ال اااعران لاااف وشااوقي ‪1932‬مق أثناااء يبعاااد شااوقي‬
‫يلى األندلس‪ .‬ومما جاء في قصيدة شوقي‪:‬‬

‫عـهد الوفاء وإن كنا بعيدينـا‬ ‫يا ساكنـي مصر إنا ال نزال على‬

‫شيئـا نبل به أحشاء صادينــا‬


‫ً‬ ‫هـال بعثتم لنا من ماء نهركمـو‬

‫ومما رَّد به لاف ‪:‬‬

‫ويروينا‬
‫مصر ُ‬
‫ٍ‬ ‫ويروي ُرَبا‬
‫صاد ُ‬
‫ٍ‬ ‫لبله‬
‫أن ُب ُ‬ ‫َع ِّجْب ُت ِّ‬
‫للنيل َيدري َّ‬

‫وقد نأَْيَنا وإن كنا مقيمينــــــــــــــا‬ ‫فارقت موطَن ُه‬


‫َ‬ ‫عنه وإن‬
‫لم تْنأَ ُ‬

‫الرواية‬

‫‪38‬‬
‫فيه تعديالت يما بفعا النساا‬ ‫ا لالة من لاالت النص الذو أجري‬
‫أو الرواة او المترجمين‪ .‬ميال كلك روايات الحديو والترجمة السبعينية للعهاد‬
‫القديم‪.‬‬

‫والروايااة فااي األدب ‪ novel‬ساارد نياارو يااالي لويااا عااادة‪ ،‬تجتمااع فيااه‬
‫والد مع ا تالفهاا فاي األهمياة النسابية باا تالف ناوإ‬ ‫عدة عناصر في وق‬
‫الرواية‪ .‬وهذأ العناصر هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحدر‪ ،‬وهو الاذو تا داد أهميتاه فاي رواياات المغاامرات‪ ،‬والرواياات‬


‫البوليس ااية‪ ،‬ورواي ااة الرع ااب‪ ،‬ورواي ااة العجال ااب الت ااي ت اادور لوادثه ااا ف ااي بيئ ااة‬
‫مخيفة ول ية‪.‬‬

‫‪ -2‬التحليا النفسي‪ ،‬ويسود الرواية التحليلية‪ ،‬ورواية السيرة الذاتية التي‬


‫تسير في شكا اعترافات من الم لف‪ ،‬والرواية التي تكتاب فاي صاورة رساالا‬
‫متبادلة‪.‬‬

‫‪ -3‬تصا ا ااوير المجتما ا ااع‪ ،‬ويسا ا اايطر علا ا ااى الروايا ا ااة التاريخيا ا ااة‪ ،‬وروايا ا ااة‬
‫المغااامرات التااي يقااوم بهااا الهااالمون علااى وجااوههم‪ ،‬والروايااات التااي تصااور‬
‫لياااة الفاللااين أو أى لبقااة أ اارى ماان ال ااعب‪ ،‬والروايااة التااي تصااف لياااة‬
‫األسرة أو الحياة في عصر من العصور‪.‬‬

‫‪ -4‬تصااوير العااالم الخااارجي‪ ،‬ويهااتم بااه أ ياار فااي الروايااات التااي تاادور‬
‫لوادثها في بيئات ريبة بالنسبة للقارئ العادو‪ ،‬أو تلك التي تجرو لوادثها‬
‫عبر الكرة األرضية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -5‬األفكار‪ ،‬ويبرال هذا العنصر في الرواياة كات الهادف التعليماي عان‬
‫لري اال القص ااص الرما ا و أو تميي ااا الحق ااالل العلمي ااة أو ال اادفاإ ع اان أفك ااار‬
‫أ القية أو فلسةية أو نقد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -6‬العنص اار ال اااعرو‪ ،‬ويس ااود الرواي ااات العالةي ااة الغنالي ااة‪ ،‬ورواي ااات‬
‫ابيا‪ ،‬يكا لام تظهار‬
‫المغامرات الخيالياة البحتاة‪ .‬والرواياة جانس أدباي لاديو نس ً‬
‫فاي فرنسااا بمعناهااا المفهااوم اان يال منااذ أوا ار القاارن السااابع ع اار علااى يااد‬
‫‪1693 -1633 Mme de la Fayette‬ق ف ااي‬ ‫م اادام دو ال فاييا ا‬
‫روايتها‪" ،‬أمير كلير" ‪1678 la Princesse de Cleves‬ق‪.‬‬

‫ومااع أن أن اواإ القصااص الخيااالي جميعهااا ماان ماللاام وقصااص شااعرية‬


‫موجودة منذ القدم في ااداب العالمياة‪ ،‬يال أن الرواياة‬ ‫ولكايات نيريةق كان‬
‫بمفهومها الحديو‪ ،‬كما يهرت ب وروبا منذ القارن الساابع ع ار‪ ،‬جانس أدباي‬
‫مستقا اهتم بصفة اصة بتصوير ال خصيات من الل سرد الحادر فيماا‬
‫ال يقا عن ستين أو مالة ألف كلمة‪ .‬والعصار الاذهبي للرواياة فاي أورباا هاو‬
‫القرن التاساع ع ار والنصاف األول مان قرنناا هاذا‪ .‬وأماا مساتقبا الرواياة فقاد‬
‫منااذ أمااد‬ ‫أصاابح موضااوإ بحااو وتسااادل لكيارة التجااارب األدبيااة التااي أجريا‬
‫ير بعيد على بنية الرواية وشكلها وموضوعاتها‪.‬‬

‫وما اان الناليا ااة االجتما يا ااة التاريخيا ااة يمكا اان أن يع ا ا ى يها ااور الروايا ااة‬
‫واالدهارهااا فااي أوربااا يلااى نجاااا الطبقااة الوسااطى المتعلمااة فااي القاابض علااى‬
‫المااام الحكاام الفعلااي فااي أ لااب دورهااا‪ ،‬يك ين هااذأ الطبقااة هااي التااي أنجب ا‬

‫‪40‬‬
‫فاراغ كا ٍ‬
‫اافق‪،‬‬ ‫أ باار عاادد ماان القاراء والقارلااات بصاافة اصااة لتمااتعهن بوقا‬
‫الكت اااب‪ .‬واان‪ ،‬م ااع تع اادد الوس ااالا الس اام ية‬
‫أ ب اار ع اادد مااان ُ‬ ‫م ااا أنجبا ا‬
‫والبص ارية لالتصااال بالجماااهير‪ ،‬ومااع اتساااإ رقعااة الق اراء‪ ،‬يحتمااا أن تظهاار‬
‫وسال أدبية و ير أدبية من نوإ جديد ال يحتاف معها يلى القاراءة فاي سابيا‬
‫التسلية لجماهير الغد‪.‬‬

‫وأما الرواية العربية فلم تظهر بمفهومها الحديو يال في أوالا هذا القارن‬
‫بمصاار ليااو اتخااذت‪ ،‬مااع شاايء ماان التعماايم‪ ،‬ألااد اتجاهااات ثالثااة‪ :‬اتجاااأ‬
‫روم ااانتيكي ع ااالفي كم ااا ه ااو الح ااال ف ااي أول رواي ااة مصا ارية‪ ،‬وه ااي "الين ااب"‬
‫‪1914‬ق للدكتور محمد لسين هيكا‪ ،‬وفي رواية "يبراهيم الكاتب" ‪1931‬ق‬
‫إلب ا اراهيم عبا ااد القا ااادر الما اااالني‪ .‬واتجا اااأ تا اااريخي كما ااا يها اار فا ااي الروايا ااات‬
‫التاريخيااة لعلااي الجااارم‪ ،‬وعلااى بااا يير‪ ،‬محمااد فريااد أبااو لديااد‪ ،‬التااي تا ثرت‬
‫لهااا بالقصااص التاريخيااة لجرجااي الياادان‪ ،‬واتجاااأ واقعااي‪ ،‬وهااو الغالااب فااي‬
‫الرواي ااة العربي ااة اان‪ ،‬ويتمي ااا ف ااي "يومي ااات نال ااب ف ااي األري اااف" ‪1937‬ق‬
‫لتوفياال الحكاايم و "سااارة" ‪1944‬ق للاادكتور لااه لسااين‪ ،‬و "ساالوى فااي مهااب‬
‫ال ا اريح" ‪1944‬ق لمحما ااود تيما ااور‪ ،‬وثالثيا ااة نجيا ااب محفا ااو ال ا ااهيرة‪" :‬با ااين‬
‫القصرين" ‪1956‬ق‪ ،‬و "قصر ال وق" ‪1957‬ق‪ ،‬و "السكرية" ‪1957‬ق‪.‬‬

‫رواية اللغة والشعر‬

‫‪41‬‬
‫الروايااة‬ ‫لاام تن ا عنااد العاارب فك ارة جمااع شااعرهم فااي كتاااب‪ ،‬بااا كان ا‬
‫هناااك‬ ‫ال اافوية وساايلتهم فااي نقااا أشااعارهم ماان الساالف يلااى الخلااف‪ .‬وكان ا‬
‫ااعر ياروو‬
‫لبقة تحترف هاذأ الرواياة‪ ،‬فقاد كاان مان يرياد نظام ال اعر َيلا م ش ًا‬
‫عنه؛ لتى يتسنى له فيما بعد أن يقول ال عر‪ :‬ف ُ َه ْيار جااهليق أ اذ ال اعر‬
‫ورواأ عن أوس بن َل َجار تُ ُاوِّفى أول يهاور اإلساالمق‪ ،‬وعان ُالَه ْيار أ اذ ابناه‬
‫َ‬
‫العا ْذ ِّرو‪ ،‬وعان‬
‫ط ْيَئاة أ اذ ُع ْتَباة ب ُان َ ْ َارم ُ‬
‫الح َ‬
‫ط ْيَئاة ‪59‬هااق‪ ،‬وعان ُ‬
‫الح َ‬
‫َ ْعب و ُ‬
‫عتبة أ ذ َجميا ُبيَْيَنة توفى بمصر في والية عباد الع يا بان ماروان عليهاا"‬
‫‪85 -65‬ها"ق‪ ،‬وعنه أ ذ ُكيَِّير َع َّة ‪105‬هاق‪.‬‬

‫ومنااذ أوا اار العصاار األمااوى ‪132 -40‬هجريااةق ُعِّنااي علماااء البص ارة‬
‫َ‬
‫والكوفااة بجمااع ألفااا اللغااة وأشااعار العاارب لحاجااة الااذين د ل اوا فااي اإلسااالم‬
‫يل ااى تعل اام القا ارآن‪ ،‬ول اايوإ اللح اان ب ااين المس ااتعربين وبع ااض الع اارب أنفس ااهم‬
‫ض ِّارو باا‬
‫بسبب ا اتاللهم باألجاناب‪ .‬وكاانوا ال ي اذون اللغاة مان عرباي َل َ‬
‫ِّ‬
‫ااانوا يرللااون فااي للااب كلااك يلااى بااالن الج ي ارة ليااو َقا ْايس وتَماايم وأ َ‬
‫َسااد‪،‬‬
‫القبالا التي أُ ِّ َذ عنها أ ُير ما أُ ِّ َذ‪.‬‬

‫وأشهر رواة هذا العصر من علماء البصرة أبو عمرو بان العاالء ‪154‬‬
‫هاق و لف األلمر ‪ 180‬هاق‪ ،‬وأبو ُعَب ْي َادة ‪210‬هااق‪ ،‬واألصامعي ‪ 213‬أو‬
‫الج َم ِّحي ‪232‬هاق‪.‬‬ ‫‪216‬هاق‪ ،‬محمد بن َسالم ُ‬
‫وماان علماااء الكوفااة َلماااد الرِّاويااة ‪ 156‬هجريااةق‪ ،‬وأبااو عماارو ال َّ ا ْايَب ِّاني‬
‫‪213‬هاق‪ ،‬وأبو ُعَب ْيد القاسم ابن َسالم ‪224‬ق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الروائي‬
‫األديب الذو تخصص فاي تا لير الرواياات أو القصاص الطويلاة‪ .‬ومان‬
‫أشا ااهر الا اارواليين العا اارب ما اان المعاص ا ارين‪ :‬محما ااود تيما ااور‪ ،‬والا اادكتور لا ااه‬
‫لسين‪ ،‬ونجيب محفو ‪ ،‬وتوفيل الحكيم‪ ،‬ويوسف السباعي‪.‬‬

‫الرواية َّ‬
‫الن ْهر‬
‫هااي روايااة نيريااة لويلااة موضااوعها لياااة أس ارة عباار أجيالهااا المختلفااة‪،‬‬
‫وعادة تنقسم هذأ الرواية يلى مجلدات منفصلة بعضها عن بعض؛ ليساتطيع‬
‫القارئ أن يق أر كا والد على لدة من ير أن يلت م بقراءة الكا‪.‬‬

‫ميال كلك ثالثياة نجياب محفاو التاي تضام "باين القصارين" ‪1956‬مق‪،‬‬
‫و "قصر ال وق" ‪1957‬مق‪ ،‬و"السكرية" ‪1957‬مق‪.‬‬

‫السجع في الشعر‬
‫ماان ال ااعر‪ ،‬ميااال كلااك قااول أبااي‬ ‫اتفاااق الفواصااا فااي القافيااة فااي البيا‬
‫تمام ‪231‬هاق‪:‬‬

‫ـاض ِّب ِّه َث ْم ِّدي وأ َْوَرى ِّب ِّه َزْن ِّدي‬


‫َت َجَّلـى ِّب ِّه ُر ْش ِّدي وأَ ْثَر ْت ِّب ِّه َي ِّدي وَف َ‬

‫السخرية‬
‫اسا ااتخدام الكلما ااات بمعنا ااى عكا ااس معناها ااا الص ا اريح قصا ا ًادا للفكاها ااة أو‬
‫ا اايدو ب نا ااه "أبا ااو‬ ‫الهجا اااء‪ ،‬وما اان ها ااذا القبيا ااا وصا ااف المتنبا ااي لكا ااافور اإل‬

‫‪43‬‬
‫أنياار‪،‬‬
‫البيضاااء" لس اواد كااافور‪ .‬ومنااه كااذلك قااول شاااعر الحماسااة ق اري باان ْ‬
‫اصفا قومه‪:‬‬
‫و ً‬
‫يلم ِّ‬
‫أها الظلم مغفرًة‬ ‫يج ون من ُ‬

‫يلسانا‬ ‫وء‬ ‫ِّ‬


‫يساءة ِّ‬
‫أها الس ِّ‬ ‫ومن‬
‫ً‬
‫فخالًفا لظاهر المعنى نعرف أنه في الهجاء يك يصفهم باالخور والجابن‪.‬‬
‫وقااد يعااد ماان أساااليب السااخرية مااا جاااء فااي القارآن الكاريم علااى لسااان يباراهيم‬
‫اال َبا ْاا َف َعَلا ُاه‬
‫عليااه السااالم‪ ،‬وقااد س ا له كفااار قومااه عماان لطاام أصاانامهم‪ ،‬قا َ‬
‫اانوا َي ْن ِّطُقااونق [سااورة األنبياااء‪ ،‬اايااة‪ .]62‬فهااو قااد‬
‫وه ْم ِّي ْن َكا ُ‬
‫َ ِّبيا ُارُه ْم َه ا َذا َف ْسا َائُل ُ‬
‫جاااراهم فااي اعتقااادهم ب لوهيااة أصاانامهم‪ ،‬ونسااب يلااى كبياارهم فعااا التحطاايم‪،‬‬
‫يمعانا في السخرية منهم واالسته اء بهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫وللب منهم أن يس لوهم‪،‬‬

‫السرقة األدبية‬
‫التيااال األدباااء لنفااادة ماان يبااداإ ماان تقاادموهم ماان ياار اإلشااارة يلااى‬
‫مبد يااه أو نساابته يلااى قالليااه‪ .‬والم اراد بالس ارقة األدبيااة س ارقة المعنااى الااذو‬

‫ا تص به شااعر ونساب يلياه‪ ،‬كقاول أباي ُناواس فاي صافة الخمار‪ :‬فتَ َم َّ ا ْ‬
‫الساَقمق فإناه أ اذ الم ابه باه مان معناى ُم ْسالِّم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫في َمفاصل ِّه ْم َكتَ َم ي ُ‬
‫الب ْارِّء فاي َّ‬
‫بن الوليد في قوله‪:‬‬

‫َعضاء مْن َت ِّك ِّ‬


‫س‬ ‫ِّ‬ ‫عاش ِّقها مجـرى الم ِّ‬
‫عافاة في أ‬ ‫َت ْجـِّري محَّب ُتها في َقْل ِّب ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ‬

‫‪44‬‬
‫أم ااا األم ااور الت ااي يمك اان رد االتف اااق فيه ااا يل ااى تا اوارد الخا اوالر وتالق ااي‬
‫الح َسن بال مس‪ ،‬والجواد بالغيو وال جاإ الماضاي بالساير‬
‫األفكار كت بيه َ‬
‫فليس من السرقة األدبية في شيء‪.‬‬

‫وعلاى كلاك فالســرقة األدبيــة‪ :‬أن ينساب األديااب يلاى نفسااه أعماال يارأ دون‬
‫أن يعتاارف أو يقاار بااذلك‪ .‬ويعمااد السااارق فااي هااذا الحااال يلااى السااطو علااى‬
‫أفكااار اا ارين‪ ،‬كالحبكااة المساارلية أو الرواليااة ماايالً‪ ،‬أو ي ااذ العمااا كلااه‬
‫بلفظااه بااال تغيياار‪ .‬وقااد صااارت الس ارقة فااي ثقافااة مااا بعااد الحداثيااة ممارسااة‬
‫ضرًبا من يلياء روالع األدب والفن‪ ،‬بردية مستحدثة قد‬ ‫م لوفة‪ ،‬يك أصبح‬
‫ت دو يلى مسخها والح من ش نها‪.‬‬

‫الشاعر‬
‫أ‪ -‬من يبدإ العما الفني وفًقا لألصول المتعارف عليها في فن ال عر‪.‬‬

‫ب‪ -‬يطلا ا اال المصا ا ااطلح فا ا ااي األدب ال ا ا ااعبي علا ا ااى الم ا ا ا دو لل ا ا ااعر‬
‫القصص ااي ال ااعبي بمص ااالبة الرباب ااة‪ ،‬وق ااد تس اااعدأ موهبت ااه ولفظ ااه عل ااى‬
‫أليانا‪.‬‬
‫ً‬ ‫االرتجال‬

‫والكلمة اإلنجلي ية م تقة من الكلمة اليونانية ‪ poiein‬بمعنى يصانع أو‬


‫يباادإ‪ ،‬وهااذا هااو األصااا فااي معنااى ال اااعر بالنقااد األدبااي األوربااي منااذ عهااد‬
‫فني ااا‪ .‬ث اام تَح اادد‬ ‫أفالل ااون وأرس ااطو‪ ،‬يك ك ااان يعتب اار ش ا ًا‬
‫ااعر م اان يب اادإ عما االً ً‬
‫المعنى ليدل على من يبدإ العما الفني عان لريال الكاالم المنظاوم‪ .‬وهنااك‬
‫نظارة أ اارى مكملااة لمعنااى ال اااعر موجااودة ب وروبااا منااذ القاادم‪ ،‬وهااي اعتبااارأ‬

‫‪45‬‬
‫معبر عما يدركه بالكالم المنمل البليا‬‫فطنا ًا‬ ‫ينسانا يدرك لقالل العالم يد ار ً ا ً‬
‫ً‬
‫الااذو يساامو علااى مسااتوى الكااالم العااادو‪ .‬ومنااذ الحضااارة الرومانيااة القديمااة‬
‫اعتبار ال اااعر بميابااة كاااهن يعلاام الغيااب ‪ Vates‬ويصاافه ويتفااوأ بااه بوسااالة‬
‫ولااي يلهااي‪ .‬وبقااى هااذا االعتبااار اإللهااامي فااي كهاان النقاااد األوربيااين عباار‬
‫الحالااة عنااد جماعااة‬ ‫مااا كان ا‬ ‫تاااريخ ااداب األوربيااة منااذ عصاار النهضااة‬
‫اليريا بفرنساق لتى عهد ال عراء الرومانتيكيين في القرن التاسع ع ر‪ :‬فكان‬
‫ال ااعر الفرنساي فيكتاور هوجاو ‪1885 -1802 Victor Hugo‬مق يعتبار‬
‫ال اعر بميابة نباي يطلاب مناه أن يقاود شا به نحاو الكماال‪ ،‬كماا كاان الفرياد‬
‫دو فينييااه ‪1863 -1797 Alfired de Vigny‬مق يصااورأ علااى شااكا‬
‫رباااان سا اافينة المجتما ااع‪ ،‬ودورأ أقااادس وأعظا اام ما اان دور مج اارد األدي ااب‪ .‬أما ااا‬
‫ال اااعر اإلنجليا ا و ش اايللي ‪1822 -1792 P.B. Shelley‬مق فق ااد ااتم‬
‫مقالاه المسامى "دفااإ عان ال اعر" ‪1821 Defence of poetry‬ق بقولاه‬
‫"ال ااعراء ه اام م اارعو الع ااالم ي اار المعتاارف به اام"‪ .‬وفااي العص ااور الوس ااطى‬
‫ب وروبا يهر اتجاأ مضاد لالتجاأ الاذو ككرنااأ وهاو أن ال ااعر صاانع فناي‬
‫لًقااا كمااا يباادو ماان معنااى الكلمااة فااي اشااتقاقها اليوناااني‪ ،‬وأن وييفتااه ليس ا‬
‫أص االً التعبياار عاان رديااا شاااعرة وال التعبياار عاان عوالااف كامنااة فااي نفسااه‪،‬‬
‫و نم ااا وييفت ااه األص االية تحوي ااا م ااا يدرك ااه م اان ااالل برت ااه أو قراءت ااه أو‬
‫معااا يلااى أثاار أدبااي يتمي ا بالفصااالة والجمااال البال ااي اللااذين لاام‬
‫االثنتااين ً‬
‫يدركهما القارئ عناد شااعر قبلاه‪ ،‬فوييفتاه يكن أن يكساو معااني م لوفاة ً‬
‫ثوباا‬
‫ايبا‪ ،‬األماار الااذو يااولي ب ا ن جمااال ال ااعر لاادى علماااء البال ااة‬
‫بالغيااا ق ا ً‬
‫ً‬

‫‪46‬‬
‫األوربي ااين ف ااي العص ااور الوس ااطى و اص ااة القا ارنين الي اااني ع اار واليال ااو‬
‫ع رق يكمن في بال ة أسلوبه ولسن محا اته للنماكف المتواضع عليها‪.‬‬

‫بااين‬ ‫وفااي أوا اار القاارن التاسااع ع اار ب وروبااا يهاار اتجاااأ جمااالي بح ا‬
‫يلاى األ االق‬ ‫ال عراء‪ ،‬و اصة في فرنسا‪ ،‬يارى أن ال ااعر وييفتاه ال تما‬
‫والفلس اافة والسياس ااة بص االة‪ ،‬و نم ااا ه ااي مقص ااورة عل ااى ك ااف الحج ااب ع اان‬
‫في الطبيعة أو في الكالم‪.‬‬ ‫الجمال البح‬

‫وأما كلمة ال اعر في اللغة العربية فهي م اتقة مان َشاعر بمعناى ألاس‬
‫وعلاام‪ ،‬و نمااا ساامى كااذلك ل اادة فطنتااه ودقااة معرفتااه ورقااة شااعورأ‪ .‬علااى أن‬
‫ال ااعر كااان يعتباار عنااد العاارب صااناعة‪ ،‬فقااد روى عاان عماار اباان الخطاااب‬
‫قوله‪ " :‬ير صاناعات العارب أبياات يقادمها الرجاا باين يادو لاجتاه يساتميا‬
‫بها الكريم ويستعطف بها اللئيم"‪.‬‬

‫الشاعرية‬
‫ألياناا ملكاة ال اعر‪ ،‬وقاد ُيعناى‬
‫ً‬ ‫ويعنى بها‬
‫صفة ت تل من مادة ال عر‪ُ ،‬‬
‫بها ااا عناصا اار الت ا ا ثير علاااى ال ا ااعور فا ااي عما ااا أدب ااي أو فنا ااي‪ ،‬فيقا ااال نيا اار‬
‫شاعرو‪ ،‬يكا كان يصطنع لغة ال عر الفنية‪ ،‬ووسالله في اإلمتاإ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الشخصية‬
‫ال خصية هي "ألد األفراد الخياليين أو الواقعيين الذين تدور لولهم‬
‫في القصة مدار المعاني‬ ‫ألدار القصة أو المسرلية" ‪1‬ق‪ .‬و"األشخا‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ومحوراألفكار وااراء العامة‪ ،‬و لهذأ المعاني واألفكار المكانة‬
‫يلى دراسة اإلنسان وقضاياأ؛ يك ال يسوق‬ ‫األولى في القصة منذ انصرف‬
‫أفكارأ وقضاياأ العامة منفصلة عن محيطها الحيوو‪ ،‬با مميلة في‬ ‫القا‬
‫مجرد دعاية‪ ،‬وفقدت‬ ‫الذين ي ي ون في مجتمع ما‪ ،‬و ال كان‬ ‫األشخا‬
‫معا" ‪2‬ق‪.‬‬
‫بذلك أثرها االجتماعي وقيمتها الفنية ً‬

‫"صورة لرفية منقولة عن الواقع كما هو‪ ،‬و نما‬ ‫وال خصية ليس‬
‫ترتفع عنه‪ ،‬وتتجاوالأ بجوانبها الفنية التي أضافتها بقرية الكاتب‪ ،‬ف صبح‬
‫ونموكجا لفئة من الناس‪ ،‬ففيها من الواقع‪،‬‬
‫ً‬ ‫معادال فنيا لل خصية الواق ية‪،‬‬
‫ً‬
‫وفيها من الخيال" ‪3‬ق‪.‬‬

‫الشطر‬
‫ال عرو‪ ،‬التام أو المج وء‪ ،‬فإكا كان النصاف األول سامى‬ ‫نصف البي‬
‫صدرا‪ ،‬و كا كان الياني سمى َع ُج ًا‪ ،‬وقاد يتا لف مان أرباع تف ايالت أو ثاالر‬
‫ً‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.208‬‬ ‫معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪،‬‬
‫‪.526‬‬ ‫)‪2‬ق النقد األدبي الحديو‪ ،‬محمد نيمي هالل‪،‬‬
‫‪.113‬‬ ‫)‪3‬ق بناء الرواية‪ ،‬عبد الفتاا عيمان‪،‬‬
‫‪48‬‬
‫أو اثنتين‪ ،‬وقد يستقا ال طر فيكون بيتًا كما هو ال ن في م اطور الرجا ‪،‬‬
‫ويلتقي معنى ال طر مع معنى المصراإ‪.‬‬

‫الشعر‬
‫اطلحا للداللااة‬
‫مصاادر َشااعر بكااذا‪ ،‬أو علاام بااه وفطاان‪ ،‬ثاام اسااتخدم مصا ً‬
‫على الكالم الماوالون المقفاى الاذو يهادف يلاى "اإلمتااإ" فاي مقاباا "اإلقنااإ"‬
‫في النير‪ ،‬و ايته الت ثير في الم اعر من الل بناء اللغة المنتقااة المعتمادة‬
‫علااى التصااوير والتخيااا‪ ،‬ويتميا ال ااعر بااالوالن‪ ،‬وهااو يساااوو ولاادات الكااالم‬
‫على نحو يفصله علام العاروض‪ ،‬وبالقافياة التاي تتعادد صاورها بتعادد الفناون‬
‫ال ااعرية كالقص اايدة‪ ،‬واألرج ااوالة‪ ،‬والموش ااحة‪ ،‬والمربع ااة والميلي ااة‪ ،‬والمس اامطة‪،‬‬
‫وال عر الدورو‪ ،‬وقد تخلو القصيدة من القافياة فاي نظاام ال اعر المرساا‪ ،‬أو‬
‫ت تي على نحو ير مطرد في شعر التفعيلة‪ .‬وال عر أنواإ كييرة في ااداب‬
‫العالميااة‪ ،‬منهااا الغنااالي‪ ،‬والمساارلي والملحمااي‪ ،‬والقصصااي‪ ،‬والتعليمااي‪ .‬وقااد‬
‫لااب علااى ال ااعر العربااي الطااابع الغنااالي‪ ،‬كمااا َعا َارف فااي تاريخااه الحااديو‪:‬‬
‫ال عر المسرلي‪.‬‬

‫وال ا ااعر فا اان ما اان فنا ااون الكا ااالم يا ااولي عا اان لريا اال اإليقا اااإ الصا ااوتي‬
‫واس ا ااتعمال المج ا اااال‪ ،‬ب ا ااإدراك الحي ا اااة واألش ا ااياء يد ار ً ا ااا ال ي ا ااولي ب ا ااه الني ا اار‬
‫ااراء فااي تعرياار ال ااعر يال أنااه اتفاال أ لبهااا علااى‬ ‫اإل بااارو‪ .‬ولقااد ا تلفا‬
‫اعرا‪،‬‬
‫أساساية الباد مان وجودهاا فاي الكاالم لتاى يساتحل أن يسامى ش ً‬ ‫وا‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -1‬التعبير عن يلساس قوو وت ثر عميل‪ ،‬والنظرة يلاى الحيااة نظارة ال‬
‫يمكن يد ار ها وال التعبير عنها بمجرد المنطل و قامة الحجة والبرهان‪.‬‬

‫الً ميالً فال بد أن يختاار‬ ‫‪ -2‬انتقاء األلفا المستخدمة فيه‪ ،‬فإكا كان‬
‫له أرق األلفا وأعذبها‪ .‬وهاتان الخاصيتان موضع اتفاق الجميع‪.‬‬

‫اصااا يعباار عنااه بااالوالن‪ ،‬وقااد ثااار بعااض‬


‫ايقيا ً‬
‫تيبااا موسا ً‬
‫‪ -3‬ترتيبهااا تر ً‬
‫أدباء الغرب في القرن التاسع ع ر على الت ام هذا القيد‪ ،‬ولم تلل هذأ اليورة‬
‫صوصا بلجيكا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اجا يال في الواليات المتحدة وجهات قليلة من أوربا و‬
‫رو ً‬
‫لفظيااا آ اار هااو وجااود القافيااة‪ ،‬و ن ثااار‬
‫‪ -4‬وي يااد ال ااعر العربااي قيا ًادا ً‬
‫عليااه فااي العصاار الحااديو شااعراء ال ااعر الحاار المعروفااون بجماعااة أبوللااو‪،‬‬
‫مت ثرين في كلك بال عر الغربي‪.‬‬

‫يلينااا‪ :‬فقصااالد هااوميروس‬ ‫وال ااعر هااو أقاادم ااثااار األدبيااة التااي وصاال‬
‫تن د ويتغنى بها قبا أن ي لف كتاب أو يظهار نيار فناي‪ .‬وفاي األدب‬ ‫ان‬
‫العربي كان ال عر ين اد قباا اإلساالم فاي األساواق والمحافاا بينماا لام نظفار‬
‫ماان النياار الجاااهلي يال بنتااف ماان سااجع الكهااان والحكماااء ي ااك فااي نساابتها‬
‫لقالليها‪.‬‬

‫وال ااعر العربااي ولدتااه القصاايدة‪ ،‬وهااي المنظومااة ال ااعرية كات الااوالن‬
‫الوالد والقافياة الوالادة‪ ،‬وهاي تتا لف مان سابعة أبياات علاى األقاا‪ ،‬وقاد ت ياد‬
‫علااى المالااة‪ ،‬ميااال كلااك قصاايدة سااويد باان أبااي كاهااا الي ا ُك ِّرو جاااهليق‪،‬‬
‫ومطلعها‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫الحْب َل ِّمنـها مــا َّات َس ْع‬
‫فو َصْلَنا َ‬
‫َ‬ ‫الحْب َل لنا‬
‫طـْـت رابعـ ُة َ‬
‫َب َس َ‬

‫ياار أن الت ا ام القافيااة فااي ال ااعر العربااي قااد لاادد لااول القصاايدة بمااا‬
‫يت اراوا بااين األربعااين والساابعين بيتًااا‪ .‬علااى أن أقاادم القصااالد فااي آداب كيياار‬
‫اوعا له ااا‪ .‬وأم ااا‬
‫م اان األم اام اتخ ااذت م اان س ااير األبط ااال وتمجي ااد م ااآثرهم موض ا ً‬
‫الدا على نحو ماا فعاا باديع ال ماان‬
‫موضوعا و ً‬
‫ً‬ ‫القصيدة العربية فقلما تتناول‬
‫الهمذاني ‪393‬هاق في قصيدته التي مطلعها‪:‬‬

‫ـر‬ ‫ِّ‬
‫أخـاك ِّب ْش َا‬ ‫وَقـْـد ال َقى ِّ‬
‫اله َزْبُر‬ ‫أفاطم لو َش ِّه ْد ِّت ِّبَب ْط ِّن َخْب ٍـت‬
‫َ‬
‫واأل لااب أن تتعاادد موضااوعات القصاايدة الوالاادة‪ ،‬وقااد ساااعد علااى كلااك‬
‫فيها ولدة قالماة باذاتها‪،‬‬ ‫بناء القصيدة العربية نفسه‪ ،‬فقد كان يعتبر كا بي‬
‫والكيا ارة العظم ااى م اان القص ااالد العربي ااة يب اادأ ك ااا منه ااا بالنس اايب‪ ،‬أى كك اار‬
‫األلب ا اااب أو دي ا ااارهم أو أل ا ااالل من ا ااااللهم‪ ،‬ث ا اام ي ا ااتخلص م ا اان النس ا اايب يل ا ااى‬
‫الموضوإ الذو يريدأ ال اعر مباشرة من فخر بقومه ول مان صاومه‪ ،‬أو‬
‫الكااالم عاان المماادوا ووصاافه والتحاادر عاان مناقبااة‪ ،‬أو وصااف الرللااة يلااى‬
‫الحبي ااب‪ ،‬وق ااد يس ااتدعي األم اار وص ااف اإلب ااا والخي ااا والص ااحراء أو البح ااار‬
‫اردا فاي جمياع أناواإ‬
‫واألنهار‪ ،‬أو ير كلك‪ ..‬علاى أن هاذا الترتياب لايس مط ً‬
‫ال اعر العرباي‪ ،‬ولكناه كييار فاي قصاالد المادا‪ ،‬كماا أن البادء بالنسايب ناادر‬
‫فااي قصااالد الرثاااء‪ ،‬وقااد تتناااول المرليااات الم ااهورة موضااوعات أ اارى ميااا‬
‫ايغا أ ارى‬
‫ال هد في الدنيا وفلسفة الحياة والموت‪ .‬علاى أن لل اعر العرباي ص ً‬
‫ي اار القص اايدة منه ااا‪ :‬الم َخ َّمس ااات والمرَّبع ااات والمو َّش ااحات واألر ِّ‬
‫اجيا ا ‪ .‬وأم ااا‬ ‫َُ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ُ َ‬

‫‪51‬‬
‫أباواب ال ااعر العربااي فتختلااف فيااه عنهااا فااي ااداب الغربيااة‪ ،‬فقااد قساام أدباااء‬
‫الغاارب أباواب ال ااعر يلااى ثالثااة‪ :‬شااعر قصصااي أو ملحمااي‪ ،‬وشااعر نااالي‬
‫أو ين ااادو‪ ،‬وش ااعر تمييل ااي أو مس اارلي‪ ،‬أم ااا ال ااعر العرب ااي م اان العص اار‬
‫الجاهلي لتى العصر الحديوق فهو من النوإ الغنالي‪.‬‬

‫ولقااد ا تلااف الكتاااب فااي تبويااب ه اذا النااوإ ماان ال ااعر‪ ،‬ياار أن أ لااب‬
‫األباواب التااي لرقهااا شااعراء العاارب فيااه هااي‪ :‬النساايب‪ ،‬والحماسااة‪ ،‬والمااديح‪،‬‬
‫والهجاء‪ ،‬والرثاء‪ ،‬والوصف‪ ،‬واألدب‪ ،‬وال هد‪.‬‬

‫وفااي العصاار الحااديو ت ا ثر ال ااعر العربااي كمااا ت ا ثر ي ارأ ماان ااثااار‬


‫األدبية العربياة بااألدب الغرباي فظهار ناوإ مان ال اعر المسارلي أو التمييلاي‬
‫ا " كليوباترة" ألمير ال عراء المد شوقي‪ ،‬و "شجرة الدر"‪ ،‬لع ي أباية‪.‬‬

‫لَبااا ‪322‬ه ااق فااي كتابااه " يااار ال ااعر"‪ ،‬هااو‪" :‬‬
‫لَبا َ‬
‫وال ااعر عنااد اباان َ‬
‫ااالم منظااوم‪ ،‬بااالن عاان المنيااور الااذو يسااتعمله الناااس فااي مخالباااتهم‪ ،‬بمااا‬
‫مجت ااة األسااماإ ون ااد عل ااى‬
‫ااص ب ااه ماان ال اانظم الااذو ين ع اادل ع اان جهتااه َّ‬
‫الا ااذوق‪ .‬ون ْ‬
‫ظما ااه معلا ااوم محا اادود‪ ،‬فما اان صا ااح لبعا ااه وكوقا ااه لا اام يحا ااتج يلا ااى‬
‫بالعروض الذو هو مي انه‪ .‬ومان اضاطرب علياه‬ ‫االستعانة على نظم ال عر َ‬
‫الااذوق لاام يسااتفد ماان تصااحيحه وتقويمااه بمعرفااة العااروض و ِّ‬
‫الحا ْذق بااه‪ .‬لتااى‬
‫تعتبر معرفته المستفادة كالطبع الذو ال تكلف فيه"‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وال ااعر‪ ،‬عنااد قدامااة باان جعفاار ‪337‬هجريااةق فااي كتابااه "نقااد ال ااعر"‪،‬‬
‫قا ااول ما ااوالون مقفا ااي يا اادل علا ااى معنا ااى‪ .‬فعناص ا ارأ أربعا ااة‪ :‬اللف ا ا ‪ ،‬والا ااوالن‪،‬‬
‫وسمى أسباب جودته النعوت‪ ،‬وجعا في مقابلها العيوب‪.‬‬
‫والمعنى‪ .‬والقافية‪َّ ،‬‬

‫ويعرف األالهرو ‪ 370‬هجريةق ال عر بقوله‪ :‬وال عر القريض المحادود‬


‫بعالمات ال يجاوالها والجمع أشاعار‪ ،‬وقاللاه شااعر ألناه ي اعر بماا ال ي اعر‬
‫به يرأ‪ ،‬أى يعلم"‪.‬‬

‫اام ِّدو ‪371‬هاق في كتابه "المواالنة بين أبي تمام والبحترو" بما‬
‫وعرفه ِّ‬

‫ارب الم ااذ‪،‬‬


‫ي ا تي‪" :‬ولاايس ال ااعر عنااد أهااا العلاام بااه يال لسا َان الت ا ني‪ ،‬وقا َ‬
‫وا تي ااار الك ااالم‪ ،‬ووض ااع األلف ااا ف ااي مواض ااعها‪ ،‬وأن ي ااورد المعن ااى ب اااللف‬
‫المعتاد فيه المستعما في ميله‪ ،‬وأن تكاون االساتعارات والتميايالت اللقاة بماا‬
‫اسااتعيرت لااه و ياار منااافرة لمعناااأ‪ ،‬فااإن الكااالم ال يكتسااي البهاااء والروناال يال‬
‫يكا ك ااان به ااذا الوص ااف‪ .‬ق ااالوا وه ااذا أص ااا يحت اااف يلي ااه ال اااعر والخطي ااب‬
‫صااالب النياار؛ ألن ال ااعر أجااودأ أبلغااه‪ ،‬والبال ااة ينمااا هااي يصااابة الغاارض‬
‫اله ا ْذر‬
‫و د ار ااه ب لفااا سااهلة عذبااة‪ ،‬مسااتعملة‪ ،‬سااليمة ماان التكلااف‪ ،‬ال تبل ا َ‬
‫نقصانا يقف دون الغاياة‪ .‬وكلاك كماا قاال‬
‫ً‬ ‫ال الد على قدر الحاجة‪ ،‬وال تنقص‬
‫البحترو ‪284‬هاق‪:‬‬

‫طـِّوَل ْت ُخ َ‬
‫طُب ْه‬ ‫بالهـ ْذ ِّر ُ‬ ‫والشـعر َلم ٌح َت ِّ‬
‫وليـس َ‬ ‫إشارت ُه‬
‫ُ‬ ‫كفـي‬ ‫ُ ْ‬

‫‪53‬‬
‫فإن اتفل مع هذا معنى لطير‪ ،‬أو لكمة ريباة‪ ،‬أو أدب لسان‪ ،‬فاذلك‬
‫االلااد فااي بهاااء الكااالم‪ ،‬و ن لاام يتفاال فقااد قااام الكااالم بنفسااه‪ .‬واسااتغنى عمااا‬
‫سواأ"‪.‬‬

‫وعرفااه اباان لاادون ‪808‬هااق بقولااه‪" :‬هااو الكااالم المبنااى علااى االسااتعارة‬
‫واألوصاف‪ ،‬المفصا ب ج اء متفقه في الوالن والاروى‪ ،‬مساتقا كاا جا ء منهاا‬
‫فا ااي رض ا ااه ومقص ا اادأ عما ااا قبل ا ااه وبع ا اادأ‪ ،‬الجا ااارو عل ا ااى أس ا اااليب الع ا اارب‬
‫المخصوصة به"‪.‬‬

‫الشعر األسود‬
‫لون من ال عر يهر فاي أمريكاا الالتينياة النالقاة باإلسابانية والبرتغالياة‬
‫في لدود سانة ‪1925‬م‪ ،‬نظام فياه شاعراء ليساوا كلهام مان أصاول ساوداء باا‬
‫يير منهم من البيض‪ ،‬وموضوإ شعرهم هو معاناة الرجا األسود وماا القااأ‬
‫ماان يلاام السااادة الباايض واسااتغاللهم‪ ،‬وهااو يحفااا بتصااوير معتقاادات السااود‬
‫وتقاليدهم ووصف لياتهم‪ ،‬ويحما فاي الغالاب لاابع االلتجااف االجتمااعي‪،‬‬
‫ار ماان األلفااا األفريقيااة أو األص اوات التااي لاايس لهااا معا ٍ‬
‫اان وال‬ ‫ويسااتخدم كييا ًا‬
‫دالالت‪ ،‬و نم ااا ه ااي تص ااوير لألنغ ااام الموس اايقية الت ااي ت ارف اال أ اااني الس ااود‬
‫وصاالواتهم‪ ،‬وماان أشااهر شااعراء هااذا اللااون ال اااعر الكااوبي نيك اوالس جيااين‬
‫‪1902 Nicolas Guillen‬مق في ديوانه "سونجورو كوسونجو ‪Songoro‬‬
‫‪.Cosongo‬‬

‫‪54‬‬
‫شعر التفعيلة‬
‫لريقااة فااي الصاايا ة ال ااعرية تقااوم علااى االلت ا ام بتف اايالت الخليااا فااي‬
‫يلااار البحاار الوالااد‪ ،‬دون التقيااد بولاادة أعاادادها فااي السااطور المتتاليااة‪ ،‬وقااد‬
‫باادايات هااذأ الطريقااة فااي أوالااا الربااع الياااني ماان القاارن الع ارين فااي‬ ‫عرف ا‬
‫ادءا م اان‬
‫مح اااوالت فردي ااة متع ااددة‪ ،‬ولكنه ااا أ ااذت ش ااكا الحرك ااة الجما ي ااة ب ا ً‬
‫منتصااف القاارن الع ارين علااى يااد شااعراء ماان مصاار والع اراق‪ ،‬ثاام انت اارت‬
‫ااالل العقاادين الخااامس والسااادس فااي كيياار ماان أنحاااء الااولن العربااي‪ ،‬وقااد‬
‫الباااا بتفاعياااا البحاااور الصاااافية اليمانياااة وتن ااوإ القافيا ااة أو‬
‫التا ا م شاااعرادها ً‬
‫يهمالهااا دون قاعاادة محااددة‪ ،‬ومااع أن قصاايدة شااعر التفعيلااة كان ا تميااا ماان‬
‫البا ااا‬
‫تتس اام ً‬ ‫لياااو المفاااردات يلاااى البسا ااالة والوض ااوا فاااإن صا ااورها كانا ا‬
‫بالغموض‪.‬‬

‫الشعر الحر‬
‫اتجاأ في صيا ة ال اعر يتحارر مان بعاض القواعاد الموروثاة فاي الاوالن‬
‫والقافي ااة‪ ،‬وق ااد ب اادأ "الف ااونتين" ‪ La Fontaine‬ف ااي الق اارن الس ااابع ع اار ف ااي‬
‫التخفف من ولدة البحر‪ ،‬فيما أللل عليه "األشعار الحارة" وكاان ماع الت اماه‬
‫باااألوالان الكالساايكية‪ ،‬يما ا ف البحااور المختلف ااة فااي القص اايدة الوالاادة‪ ،‬وين ااوإ‬
‫القوافي‪ .‬وأشهر مظاهرأ في األدب العربي‪ ،‬شاعر التفعيلاة‪ ،‬وال اعر المرساا‪،‬‬
‫وقصيدة النير‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫شعر الصعاليك‬
‫الصااعلوك فااي اللغااة‪ :‬الفقياار الااذو ال يملااك ماان المااال مااا يعينااه علااى‬
‫الكلماة فاي الجاهلياة علاى أولئاك الاذين تجاردوا للنهاب‬ ‫أ باء الحيااة‪ .‬وأللقا‬
‫والس االب واإل ااارة عل ااى القواف ااا وقط ااع الط اارق به اادف األ ااذ م اان األ ني اااء‬
‫وتوالي ااع الغن ااالم عل ااى المحت اااجين والمع ااوالين‪ ،‬وق ااد عرفا اوا باس اام الص ااعاليك‬
‫واشااتهر ماان بياانهم شااعراء‪ ،‬ميااا‪ُ :‬عااروة باان الااورد‪ ،‬وال َّ ا ْانفرى‪ ،‬وت ا َّب شاارا‪،‬‬
‫و ياارهم‪ .‬ولكااا ماان ُعااروة وال َّ ا ْانفرى دي اوان مطبااوإ‪ .‬وال َّ ا ْانفرى هااو صااالب‬
‫القصاايدة المعروفااة بالميااة العاارب‪ .‬وقااد دار شااعرهم لااول موضااوعات الفقاار‬
‫والجوإ واليورة على األ نياء ووصف ما يقومون به من ي ارة وسالب ونهاب‪،‬‬
‫وما ااا كا ااانوا يتعرضا ااون لا ااه ما اان أ طا ااار وأه ا اوال‪ ،‬وكا ااذلك التغنا ااي ببط ا اوالتهم‬
‫وفروسيتهم وسارعتهم فاي العادو‪ .‬أماا مان النالياة الفنياة فقاد جااء شاعرهم فاي‬
‫البيت ااه مقطوع ااات قص اايرة الي ااة م اان المق اادمات الطليل ااة التقليدي ااة‪ ،‬متس ا ًاما‬
‫الباا بواقاع‬
‫طاا ً‬
‫بسرعة اإليقاإ والنفاك المباشار يلاى الموضاوإ الاذو كاان مرتب ً‬
‫لياة الصعاليك‪.‬‬

‫وعلااى كلااك فيطلاال هااذا المصااطلح فااي الجاهليااة علااى ماان كااان دياادنهم‬
‫شن الغارات وقطع الطرق‪ .‬وهم ثالثة أصناف‪:‬‬

‫‪ -1‬ال ااذاك الااذين لاارمتهم قباااللهم االنتساااب يليهااا لكي ارة ج ارلاارهم ميااا‬
‫لاج األالدو‪ ،‬وقيس بن الحد ِّادَية‪ ،‬وأبي الطمحان القيسي‪.‬‬
‫ِّ‬

‫‪56‬‬
‫‪ -2‬أبناااء الحب اايات الااذين لاارمهم آبااادهم االنتساااب يلاايهم بساابب عااار‬
‫السا اَل َكة وتَا ا ََّب َ َشااارا‪ .‬وال َّ اا ْانَف َرى‪،‬‬
‫السا اَل ْيك بااان ُّ‬
‫والدتهااام وسا اواد لاااونهم‪ ،‬مياااا‪ُّ :‬‬
‫وي َس َّم ْو َن "أَ ْ ِّرَب َة العرب"‪.‬‬
‫ُ‬
‫وة بان الاورد ال بساي‪ .‬وقاد يكاون محترفاو‬
‫الص ْعَل َكة ميا ُع ْار َ‬
‫‪ -3‬محترفو َّ‬
‫الصعلكة قبيلة ُبرَّمتها ميا ُه َذْيا‪ ،‬وَف ْهم‪.‬‬

‫جميعا ص ْايحات الجاوإ والفقار‪ ،‬والياورة علاى األ نيااء‬


‫ً‬ ‫وتتضمن أشعارهم‬

‫والبخالء‪ ،‬ويمتاالون بال جاعة والصبر وسرعة َ‬


‫الع ْدو‪.‬‬

‫الشعر الغنائي‬
‫نوإ مان أقادم أناواإ ال اعر‪ ،‬وفياه يعبار ال ااعر عان رديتاه الخاصاة فاي‬
‫أيضا ال عر الاذاتي" – أى الاذو يعبار‬
‫الموضوإ الذو يكتب فيه؛ لذا يسمى ً‬
‫هااذا النااوإ‪-‬‬ ‫عاان رديااة اصااة لل اااعر‪ .‬ومعظاام ال ااعر العربااي يناادرف تحا‬
‫الااذو اتسااع لكافااة أ اراض ال ااعر ميااا‪ :‬الغ ا ل‪ ،‬والماادا‪ ،‬والرثاااء‪ ،‬والهجاااء‪،‬‬
‫والوصف‪ ،‬والحكمة‪ ،‬والحماسة‪.‬‬

‫الشعر المرسل‬
‫يطلل على ال عر الذو يلت م البحار وال يلتا م القافياة‪ ،‬وقاد جارت بعاض‬
‫المحاااوالت للكتابااة عليااه فااي ال ااعر العربااي الحااديو‪ ،‬ولاام يقاادر لهااا ال اايوإ‪.‬‬
‫وأه اام م اان كت ااب في ااه م اان ال ااعراء‪ :‬عب ااد ال اارلمن ش ااكرو‪ ،‬وجمي ااا ص اادقي‬
‫ال هاوو‪ ،‬وألمد الكي أبو شادو‪ ،‬وعلي ألمد با يير‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الشعر المسرحي‬
‫عموديااا أو ياار عمااودو‪ ،‬لكتابااة‬
‫ً‬ ‫الفاان الااذو يتبنااى ال ااعر‪ ،‬س اواء كااان‬
‫الحا اوار المس اارلي‪ ،‬معتم ا ًادا عل ااى عناص اار البن اااء المس اارلي‪ ،‬ويطل اال علي ااه‬
‫أليانا المسرا ال عرو‪ ،‬الدراما ال عرية‪ ،‬المسرلية ال عرية‪ ،‬ال عر الدرامي‪.‬‬
‫ً‬
‫جميعا متقاربة وكلك فاي مقاباا توييار النيار فيماا‬ ‫ً‬ ‫وداللة هذأ المصطلحات‬
‫يعاارف بالمساارا النياارو‪ .‬وقااد َعا َارف األدب العربااي هااذا اللااون ال ااعرو فااي‬
‫العصاار الحااديو‪ ،‬ويعااد ألمااد شااوقي ارلاادأ‪ ،‬وسااار علااى دربااه ع ي ا أبايااة‬
‫وآ اارون‪ ،‬ثاام تطااور تطا ًا‬
‫اور آ اار علااى أياادو شااعراء الجيااا التااالي ماان أميااال‬
‫صالا عبد الصبور‪ ،‬وعبد الرلمن ال رقاوو و يرهما‪.‬‬

‫شعر المناسبات‬
‫ال ااعر الااذو ي ارتب بمناساابة عامااة أو اصااة‪ ،‬وال يكاااد أدب أمااة يخلااو‬
‫ما اان قصا ااالد فجرتها ااا مناسا اابات معينا ااة‪ ،‬منا ااذ نظا اام اليونا ااانيون األشا ااعار فا ااي‬
‫مرا‪ .‬وقد أ ير منه ال عراء العارب مناذ‬
‫التفاالتهم بجمع األعناب وعصرها ً‬
‫هامااا ماان‬
‫عصاار الجاهليااة لتااى العصاار الحااديو؛ ألنااه كااان يميااا مجاااالً ً‬
‫أليانااا وساايلة تمهااد لغاارض الماادا؛ وبساابب‬
‫ً‬ ‫مجاااالت ال ااعر‪ ،‬كمااا كااان يعااد‬
‫وقوإ شعر المناسبات في بعض صور المماألة والنفااق تعارض لحملاة نقدياة‬
‫اجاا بااين النقاااد وجمهااور‬
‫أكواق الناااس عناه‪ ،‬فلاام يعااد َيلقااى رو ً‬ ‫شاديدة‪ ،‬صاارف‬
‫ال عراء المعاصرين‪.‬‬

‫ِّ‬
‫الصراع‬
‫‪58‬‬
‫التص ااادم ب ااين ال خص اايات أو الن ع ااات ال ااذو يا ا دو يل ااى الح اادر ف ااي‬
‫المسا اارلية أو القصا ااة‪ :‬وقا ااد يكا ااون ها ااذا التصا ااادم دا ليا ااا فا ااي نفا ااس يلا اادى‬
‫ال خصاايات أو بااين يلاادى ال خصاايات وقااوى ارجيااة كالقا َادر أو البيئااة‪ ،‬أو‬
‫بااين شخصاايتين تحاااول كااا منهمااا أن تفاارض يرادتهااا علااى األ اارى‪ .‬ومجااال‬
‫الص اراإ فااي المس اارلية أو القصااة‪ ،‬قص اايرة أو لويلااة‪ .‬فمي ااال الص اراإ ب ااين‬
‫ال خص اايات ال ااذو يا ا دو يل ااى الح اادر‪ :‬الصا اراإ ب ااين الرش اايد والفض ااا م اان‬
‫نالياة‪ ،‬وبااين جعفاار البرمكااي ماان ناليااة أ اارى فااي قصااة "ال باسااة" لجااورجي‬
‫الياادان‪ .‬وميااال الص اراإ الاادا لي يتجلااى فااي شخصااية كمااال عبااد الج اواد فااي‬
‫ثالثية نجيب محفو ‪ .‬أما مياال الصاراإ باين اإلنساان وبيئتاه فإناه يتبلاور فاي‬
‫شخصية سعيد مهران برواية "اللص والكالب" لنجيب محفو ‪.‬‬

‫الصْن َعة‬
‫َّ‬
‫الخْلاال ال ِّ ااعرو انظاار الخلاال ال ااعرو‬
‫هااي المرللااة الياليااة ماان م ارلااا َ‬
‫لَب اااق‪ ،‬وتس اامى مرللا اة التَّ ْي ِّقي اار‪ .‬ووس اااللها عن ااد اب اان لبا َ‬
‫لب ااا‬ ‫لَبا َ‬
‫عن ااد اب اان َ‬
‫وسعة االلاالإ والحفا لروالاع‬ ‫‪322‬هاق في كتابه " ِّ يار ال عر" هي ُّ‬
‫الد ْربة َ‬
‫وم ْح َدِّثاة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الج ْرجاني ‪366‬هاق‪ :‬هي رواية ال عر قديماه ُ‬
‫ال عر‪ .‬وعند القاضي ُ‬
‫الخْلا اال ال ا ااعرو‪ .‬كما ااا أن‬
‫والدربا ااة‪ ،‬يك الطبا ااع ولا اادأ ال يكفا ااي عنا اادهما فا ااي َ‬
‫فإن كال من الطبع والصنعة يَق ِّوو اا َ ر‪.‬‬
‫الصنعة ولدها ير كافية َّ‬

‫‪59‬‬
‫َّ‬
‫الطْبع‬
‫في االصطالا األدباي يعناي الموهباة الفطرياة التاي تمكان صاالبها مان‬
‫يج ااادة الق ااول‪ ،‬و ل ااوأ م اان التعقي ااد والتقع اار والتف اااوت واإلفا اراط ف ااي اس ااتخدام‬
‫عناصاار الصاانعة البدي يااة واإلبعاااد فااي التجااوال‪ .‬وياارى بعااض النقاااد أن ماان‬
‫داللااا هااذأ الموهبااة‪ :‬القاادرة علااى ارتجااال القااول فااي الموضااوعات المختلفااة‬
‫وتماسك أج اء العما األدبي‪ ،‬بحيو ال يمكن تحرياك أى منهاا عان موضاعه‬
‫ال ااذو ل ااه ف ااي ال اانص‪ .‬ويوص ااف ص ااالب ه ااذأ الموهب ااة ب ن ااه مطب ااوإ‪ ،‬كم ااا‬
‫ار بالصاافة كاتهااا‪ ،‬وكلااك فااي مقابااا أصااحاب‬
‫اعر كااان أم نيا ًا‬
‫يوصااف أدبااه شا ًا‬
‫الصاانعةق فااي اصااطالا بعااض النقاااد‪ ،‬والمتكلفااينق فااي اصااطالا بعضااهم‬
‫َّ‬
‫اا ر‪.‬‬

‫طبقات الشعراء‬
‫هااي تصاانيفهم وتااواليعهم علااى لبقااات بعضااها فااوق بعااض‪ ،‬مااع م ارعاااة‬
‫لَبق ااات ُف ُح ااول‬‫البيئ ااة ال ماني ااة والمكاني ااة والف اان األدب ااي‪ .‬مي ااال كل ااك كتاب ااه " َ‬
‫فصا فيه بين شعراء الجاهلية واإلسالم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ال عراء" البن َسالم ‪232‬هق‪ .‬فقد َ‬
‫بابااا‬
‫الب ْحا َارْين ً‬
‫اليمامااة‪ ،‬و َ‬ ‫مااا أفاارد ل ااعراء الُقا َارى‪ :‬مكااة‪ ،‬والمدينااة‪ ،‬والطااالف‪ ،‬و َ‬
‫بابا آ َ ر‪.‬‬
‫اصا‪ ،‬وألصحاب المراثي ً‬
‫ً‬
‫ويظهر أن ابن َس َّالم لم يبتكر هذأ الطريقة‪ ،‬و نما ت ثر فيها ب ساتذة من‬
‫اللغويين تقدموأ أميال أبي ُعَب ْي َدة ‪211 ،210‬هاق‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫عبيد الشعر‬
‫هاام أ َْوس باان َل َجاار تااوفى أول يهااور اإلسااالم فااي أوالااا القاارن السااابع‬
‫المَقا َّاد ِّمين علاى سااالر شااعراء‬
‫والَه ْياار بان أبااي ُسالمى ألااد اليالثاة ُ‬
‫المايالدوق‪ُ .‬‬
‫ط ْيئة ‪ 59‬هجريةق‪ .‬و نما ُس ُّموا كذلك لكيارة اهتماامهم بتنميال‬ ‫الح َ‬
‫الجاهليةق‪ ،‬و ُ‬
‫ار كااان ياانظم القصاايدة ولاام ي ا ل بهااا‬
‫ال ااعر وتيقيفااه تنقيحااهق لتااى ين الهيا ًا‬
‫قصالدأ بال َح ْولَِّّيات‪.‬‬ ‫يراجعها وينقحها ثم يعلنها بعد لول كاما‪ ،‬لذلك سمي‬

‫العصر الذهبي‬
‫‪ -1‬هااو العصاار الااذو يطلاال علااى فجاار لياااة اإلنسااان فااي العااالم عنااد‬
‫دالم ااا ف ااي نظ اارهم عص اار س ااعادة‬
‫ش ااعراء اإل ري اال والروم ااان الق اادامى‪ .‬وه ااو ً‬
‫مطلقااة ولياااة انسااجام والااتالف ال ي ااوبها فقاار وال صاراإ وال تعقياادات الحياااة‬
‫دالما في ال اعر الرعاالي فاي جمياع عصاورأ مناذ‬ ‫الحضارية‪ .‬وكان يتميا به ً‬
‫أيضااا ب ا ن جنااة‬
‫عه اد اإل رياال لتااى عصاار النهضااة ب وروبااا‪ .‬ويمكاان القااول ً‬
‫عدن بسفر التكوين مان التاوراة وصاف لحيااة تتميا بصافات العصار الاذهبي‬
‫بهذا المعنى‪.‬‬

‫‪ -2‬وفااي تاااريخ ااداب‪ :‬هااو العصاار الااذو أجمااع الم ر ااون علااى أن‬
‫األدب وصااا فيااه يلااى قمتااه‪ ،‬وأن التطااور اليقااافي ألمااة ماان األماام قااد االدهاار‬
‫في ااه االده ااا ار ِّبيًن ااا‪ :‬فيعتب اار عه ااد ب ااركليس ‪ Pericles‬عن ااد اإل ري اال الق اارن‬
‫الخ ا ااامس ق‪.‬مق‪ ،‬وعه ا ااد اإلمب ارل ا ااور أو س ا ااطس ‪ 43‬ق‪.‬م – ‪ 14‬مق عن ا ااد‬

‫‪61‬‬
‫الرومان‪ ،‬والعصر ال باسي األول ‪233 -132‬هااق عناد العارب تعتبار كلهاا‬
‫عصور كهبية‪.‬‬
‫ًا‬

‫العالقات األدبية‬
‫يساتعما هاذا المصااطلح فاي ليا األدب المقاارن لي ااما لركاة الترجمااة‬
‫والت ا ثير بااين أدبااين أو م ا لفين فااي دولتااين مختلفتااين‪ ،‬ميااال كلااك العالقااات‬
‫األدبية بين ينجلت ار وفرنسا في الربع األ ير من القرن السابع ع ر‪.‬‬

‫علم الرواية‬
‫هو العلم الذو يعتمد فيه صالبه على الرواية والنقا عن الغير‪ .‬وليس‬
‫"العمدة" البن‬
‫له فضا في يضافة جديد يليه أو ابتكار شيء فيه‪ .‬ميال كلك ُ‬
‫َرِّشيل الَق ْي َرواني ‪463‬هاق‪ .‬فقد اعتمد فيه على النقا عن علماء الم ارقة‬
‫ورواتهم‪.‬‬

‫علوم األدب‬
‫عنااد الااالق المصااطلح هكااذا بااالجمع يكااون المقصااود هااو علااوم العربيااة‬
‫في مجملها‪ ،‬كاللغة والصرف والنحو والعروض والقوافي والمعاني والبياان‪...‬‬
‫يلااخ‪ ،‬ممااا عااددأ أميااال ال َّ َم ْخ َ ا ِّارو ت ‪538‬ه ااق وأبااي البركااات باان األنبااارو‬
‫ت‪577‬هاق في م لفاتهم‪ ،‬وكلك الًفا لعلم األدب باإلفراد‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫عمود الشعر‬
‫ااعر ْو القاارن اليالااو‪ :‬أبااي‬
‫مصااطلح ن ا نتيجااة للحركااة النقديااة لااول شا َ‬
‫تمام لبيب بن أوس الطالي ت ‪231‬ها ‪846 /‬مق وأبي ُ بادة البحترو ت‬
‫‪284‬ها‪897 /‬مق وصف األول بالخروف على عماود ال اعر‪ ،‬ووصاف اا ار‬
‫بالمحافظااة عليااه‪ .‬وتاادل السااياقات التااي ورد فيهااا علااى أن الم اراد بااه‪ :‬لقيقااة‬
‫ال ااعر‪ ،‬أو ج ااوهرأ المتمي ااا ف ااي ص ااالص لغت ااه كم ااا تص ااورها‪ .‬وق ااد أجم ااا‬
‫المرالوقااي ت ‪421‬هاا‪1030 /‬مق مااا عاادأ مكونااات لعمااود ال ااعر فااي ساابعة‬
‫عناصاار هااي‪" :‬شاارف المعنااى وصااحته‪ ،‬وج الااة اللف ا واسااتقامته‪ ،‬واإلصااابة‬
‫في الوصف‪ ،‬والمقاربة في الت بيه‪ ،‬والتحام أج اء النظم والتئامها على تخير‬
‫من لذيذ الوالن‪ ،‬ومناسبة المستعار منه للمستعار له‪ ،‬وم اا لة اللفا للمعناى‬
‫وشاادة اقتضااالهما للقافيااة لتااى ال منااافرة بينهمااا"‪ .‬وقااد عناوا بخااروف أبااي تمااام‬
‫علاى عمااود ال ااعر وقوعااه – فااي بعاض أبياتااه– فااي التكلااف والتعقيااد و اربااة‬
‫الصااور والغمااوض الناااتج عاان مبالغتااه فااي ل ااد عناصاار الصاانعة البدي يااة‬
‫واإلبع اااد ف ااي التج ااوال‪ .‬وف ااي المقاب ااا عنا اوا بتمس ااك البحت اارو بعم ااود ال ااعر‬
‫لرص ااه عل ااى اللغ ااة الص ااافية الم اارقة البريئ ااة م اان التكل ااف‪ ،‬ودق ااة ا تي ااارأ‬
‫لكلماتااه وقااوة ت ار يبااه‪ ،‬وتمكاان قوافيااه واقتصااادأ فااي يي اراد عناصاار الصاانعة‬
‫البدي ية‪ ،‬ووضوا العالقاة فاي مجا االتاه وت ابيهاته‪ .‬ومان وجهاة نظارهم كانا‬
‫هااذأ الصاافات فااي شااعر البحتاارو وماان علااى شااا لته هااي جااوهر ال ااعر أو‬
‫عمود ال عر‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الغزل‬
‫عناد العارب‪ :‬هااو اللهاو مااع النسااء فاي ال ِّ ااعر‪ ،‬أو هاو رقياال ال اعر فااي‬
‫النس اااء‪ .‬وق ااد أ ااذ الغا ا ل يتط ااور ف ااي العص اار اإلس ااالمي ص اادر اإلس ااالم‬
‫ار لتا ا ااى كا ا ااادت تختفا ا ااي معا ا ااه‬ ‫والعصا ا اار األما ا ااوو‪132 :1‬هق تطا ا ا ًا‬
‫اور كبيا ا ا ًا‬
‫الموضااوعات األ اارى م اان ال ااعر‪ .‬ول اام َي ُع ا ْاد موض ااوعه الوق ااوف ب اااأللالل‬
‫الحال فاي العصار الجااهلي‪ ،‬باا أصابح‬ ‫والبكاء على بقايا الديار‪ ،‬كما كان‬
‫وعا َاد َل ال ااعراء فااي نظمااه‪،‬‬
‫يعباار عاان ألاساايس الحااب فااي نفااوس ال ااعراء‪َ .‬‬
‫الرَماا‬
‫بت ثير الغنااء‪ ،‬عان األوالان الطويلاة‪ ،‬ونظماوا فاي األوالان الخةيفاة مياا َّ‬
‫ظما اوا ف ااي مجا ا وءات‬
‫الها ا َف والا اوافر‪ ،‬كم ااا َن َ‬ ‫والسا اريع والخةي اار والمتق ا ِّ‬
‫اارب و َ‬
‫األوالان الطويلااة ميااا الكامااا والبسااي والرجا ‪ .‬وكااان للغناااء كااذلك تا ثير فااي‬

‫لغة الغ ل‪ .‬فصار شعرادأ يتخيرون مان األلفاا أرقهاا وأعاذبها وألسانها ً‬
‫وقعاا‬
‫في األسماإ والنفوس‪.‬‬

‫وكاان مان شاعراء الغا ل مان ي َّ‬


‫اتحف فااي شاعرأ ويكاتم هاواأ فاي نفساه ماان‬
‫الج َ ا ِّامي‪ ،‬وها الء يعرفااون ب ااعراء الهااوى‬
‫أميااال عبااد الاارلمن باان أبااي عمااار ُ‬
‫الع ا ْذ ِّرو‪ .‬وماانهم ماان كااان يصاارا بحبااه وال يتعفااف فااي شااعرأ‪ ،‬وهاام األ لبيااة‬
‫ُ‬
‫العظمى‪ ،‬وفي مقدمتهم عمر بن أبي ربيعة ‪93 -23‬هاق‪.‬‬

‫ثاام الاد الغ ا ل بعااد كلااك اليااادة بالغااة لتااى أصاابح جميااع ال ااعراء تقر ًيبااا‬
‫ُيخضااعون ملكاااتهم وع اوالفهم لقولااه‪ ،‬وساااروا فااي نفااس االتجاااهين‪ ،‬ياار أن‬

‫‪64‬‬
‫االتجاااأ الياااني كااان أعنااف وأشااد لاادة‪ ،‬وماان أميلتااه ا ل أبااي ُن اواس ‪195‬‬
‫الع ْذ ِّرو‪.‬‬
‫هاق‪ ،‬ومن أميلة الغ ل العةير َ َ ل جميا بن َم ْع َمر ُ‬

‫الغزل‬
‫فااي العصاار األُمااوو ‪132 -40‬هااق‪ :‬هااو تصااوير أللاساايس الحااب التااي‬
‫ي ااعر به ااا ال ااعراء‪ ،‬م ااع التصا اريح ب ااذكرها‪ ،‬وع اادم ال ااتحف ف ااي الب ااوا به ااا‪،‬‬
‫وأصااحابه هاام الكي ارة ماان شااعراء الغ ا ل‪ ،‬وعلااى أرسااهم عماار باان أبااي َربيعااة‬
‫‪93 -23‬هاق‪.‬‬

‫الغزل العفيف‬
‫ف ااي العص اار األم ااوو ‪132 -40‬هق‪ :‬ه ااو التص ااوير أللاس اايس الح ااب‬
‫المغروسااة فااي نفااوس ال ااعراء‪ ،‬مااع الااتحف وكظاام الحااب والنقاااء والطهااارة‪،‬‬
‫الع ا ْذ ِّرو‪ ،‬وشااعراء هااذا النااوإ ماان‬
‫وهااذا هااو مااا يعباار عنااه بااالهوى أو الحااب ُ‬
‫الج َ ا ِّامي‪،‬‬
‫أصااحاب الااورإ والتقااوى ماان أميااال عبااد الاارلمن باان أبااي عمااار ُ‬
‫وع ْروة بن أُ َك ْينة‪ُ ،‬‬
‫وعَبيد هللا بن عبد هللا بن ُع ْتبة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫القصيدة‬
‫مجموعة من األبيات ال عرية متحددة الوالن والقافية‪ ،‬ال تقاا عان سابعة‬
‫أبيااات‪ ،‬يتحقاال ماان اللهااا معنااى "القصااد" يلااى القااول لتخاارف عاان المقطوعااة‬
‫المكونااة ماان عاادد قليااا ماان األبيااات‪ ،‬وبعااض ُكتاااب النياار الفنااي المعاصاار‬

‫‪65‬‬
‫يطلقون على القطعاة النيرياة مان نتااجهم اسام "قصايدة النيار"‪ ،‬وهاو مصاطلح‬
‫ال يقرأ كيير من النقاد‪.‬‬

‫قصيدة النثر‬
‫مصطلح عرف في منتصف القرن الع ارين‪ ،‬وساماأ بعاض المعاصارين‬
‫"قصيدة النير"‪ ،‬وهي تسمية ير دقيقة من ليو الداللة األدبية‪ ،‬ألناه يطلال‬
‫على أسلوب نيرو يخلو من الوالن والقافية‪ ،‬و ن أضفى علياه صاالبه بعاض‬
‫التنياايم الموساايقي‪ ،‬ونساال با ارتااه تنساايًقا أ ااا ًكا‪ ،‬وتا نل فااي الخيااال والصااورة‬
‫والتعبير عن العالفة‪ ،‬ولل عر المنيور أصا قديم فاي النيار الفناي العرباي –‬
‫و ن ل اام يس ا َّام ب ااذلك– بداي ااة م اان س ااجع الكه ااان‪ ،‬و ِّ‬
‫الحك اام‪ ،‬والتوقيع ااات‪ ،‬وني اار‬ ‫َُ‬
‫أص ااحاب األس اااليب‪ ،‬والمقام ااات‪ ،‬وني اار الص ااوفية‪ ،‬واس ااتخدمه بع ااض أدب اااء‬
‫اساام "قصاايدة‬ ‫المهجاار فااي العصاار الحااديو‪ .‬وشاااإ فااي األيااام األ ي ارة تح ا‬
‫البا ااا يلاااى الغما ااوض الكيي اار‪ ،‬ومجافا اااة أنس اااق ال ا ااعر‬
‫النيااار" التا ااي تمياااا ً‬
‫الم لوفة‪ ،‬و رابة التعبير‪ ،‬واللعب باأللفا والصور الحسية المتنافرة وال اكة‪.‬‬

‫الالأدب‬
‫ترجمة المصطلح الفرنسي الذو ابتدعه الكاتب الفرنسي المعاصار كلاود‬
‫‪Claude‬ق للتعبيا اار عا اان الت ا ا ام ِّ‬
‫التلقاليا ااة والبسا ااالة‬ ‫موريا اااك ‪Mauriac‬‬
‫َّ‬
‫المتكلف ااة ف ااي التعبي اار ع اان الموض ااوعات‬ ‫واالبتع اااد ع اان المحس اانات اللفظي ااة‬
‫األدبية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ظ ِّرَّية األدب‬
‫َن َ‬
‫هي دراسة أصول األدب عاماة وفنوناه ومعااييرأ ومذاهباه عبار العصاور‬
‫والحدود القومية‪ ،‬وقد ُمِّي َ ت نظرية األدب عن النقد األدبي بصفة عاماة با ن‬
‫اار أدبيااة معينااة أو م ا لفين معينااين بااالحكم‬
‫المفااروض فااي النقااد أن يتناااول آثا ًا‬
‫والتقاادير‪ ،‬فااي لااين أن نظريااة األدب د ارسااة تجريديااة ترمااي يلااى اسااتخال‬
‫القواعد العامة وفلسفة المفاهيم واألصول الجمالية التي ينبنى عليها النقد من‬
‫نالية‪ ،‬وتكون األساس النظرو لدراسة األدب عاماة مان نالياة أ ارى‪ .‬ولعاا‬
‫أول م لف في هذا النوإ "فن ال عر" ألرسطو‪.‬‬

‫المية العرب‬
‫قصيدة من بحر الطويا مطلعها‪:‬‬

‫أقيموا بني ِّ‬


‫أمي صدور مطيِّكم‬

‫ألميا‬
‫ُ‬ ‫فإني يلى قو ٍم سوا م‬

‫فرى ألاد الصاعاليك فاي العصار الجااهلي‪ ،‬وألاد أ رباة‬


‫وتنسب يلى ال ْان َ‬
‫العرب‪ ،‬يشارة يلى ساواد لوناه‪ .‬وقاد شاهر بسارعة العادو وكيارة الغا و واإل اارة‬
‫على القبالا‪.‬‬

‫القصيدة تبل ثمانية وستين بيتًا تتضمن مجموعاة مان القايم االجتما ياة‬
‫في عصار صاالبها وبيئتاه‪ .‬وأبرالهاا‪ :‬القاوة وال اجاعة‬ ‫واإلنسانية التي عرف‬
‫والعف ااة والك اارم‪ .‬كم ااا ت اار بمجموع ااة م اان الق اايم المس ااتمدة م اان واق ااع لي اااة‬

‫‪67‬‬
‫الصعاليك كالتغني بالحرية مع شظف ال ايا‪ ،‬والفخار بقاوة التحماا والصابر‬
‫على الجوإ والعطا‪ ،‬ومصادفة ولوش الصحراء‪.‬‬

‫يلاى‬ ‫ي ِّفرت المياة العارب بعادد مان ال اروا والد ارساات كماا ترجما‬
‫وقد َ‬
‫بعض اللغات األوربية‪.‬‬

‫المثل السائر‬
‫لكما ااة متداولا ااة وجي ا ا ة ال با ااارة‪ ،‬بارعا ااة الصا اايا ة‪ ،‬مجااليا ااة التصا ااوير‪،‬‬
‫تتضا اامن الصا ااة تجربا ااة عاما ااة صا ااادقة‪ ،‬وها ااي معروفا ااة فا ااي كا ااا ااداب‬
‫اإلنسانية سواء في ال عر أو النير‪ ،‬ومن كلك قول َلبيد‪:‬‬

‫ودالع‬
‫ٌ‬ ‫المال واألهلون يال‬
‫ُ‬ ‫وما‬

‫الودالع‬
‫ُ‬ ‫يوما أن تُ َّ‬
‫رد‬ ‫وال بد ً‬
‫من م اان ُج ْح ا ٍار م ا َّارتين"‪ .‬والمي ااا‬
‫وف ااي الح ااديو ال ا ارير‪" :‬ال ُيل اادغ الما ا ُ‬
‫العرب ااي‪" :‬الم ااورد الع ااذب كيي اار ال ل ااام"‪ .‬وت اايع األمي ااال ك ااذلك ف ااي ااداب‬
‫ال ااعبية‪ .‬ميلم ااا يج اارو عل ااى ألس اانة العام ااة ف ااي مص اار "المي ااة م ااا تطلع ااا‬
‫مص اانفات ف ااي األمي ااال العربي ااة م اان أش ااهرها "مجم ااع‬ ‫الع ااالي"‪ .‬وق ااد وض ااع‬
‫األميال"‪ ،‬للميداني ت ‪518‬ها‪1124 /‬مق‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مخاطبة النفس ‪ /‬المونولوج‬
‫طبة تلقيها ال خصية المسرلية ولدها على انفراد أو على م اهد مان‬
‫الحضور‪ ،‬تك ف فيها عن بايا النفس‪ ،‬وما تنوو فعلاه‪ ،‬أو ت ارا فيهاا أم ًا‬
‫ار‬
‫من األمور‪.‬‬

‫الروايااة والقصاايدة الحديي اة هااذأ التقنيااة المساارلية وويفتهااا‬ ‫وقااد عرف ا‬


‫لخدمة أ راض فنية في العما األدبي‪.‬‬

‫المزدوج‬
‫يلااى بيا ‪ ،‬علااى‬ ‫منظوماة علااى بحاار الرجا تتغياار فيهااا القافيااة ماان بيا‬
‫أن تتح ااد القافي ااة ف ااي ش ااطرو البيا ا ‪ ،‬وت اايع ف ااي الموعظ ااة والحكم ااة‪ ،‬مي ااا‬
‫أرجوالة أبي العتاهية‪:‬‬

‫الفقر فيما جاوال الكفافا‬

‫من اتقى هللا رجا و افا‬

‫وت يع كذلك في تقييد العلوم‪ ،‬ميا ألةية ابن مالك‪:‬‬

‫كاستقم‬
‫ْ‬ ‫مفيد‬
‫المنا لف ٌ ٌ‬
‫ُ‬
‫الكلِّ ْم‬
‫لرف َ‬
‫وفعا ثم ٌ‬
‫اسم ٌ‬‫و ٌ‬
‫َل‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫بالج ِّر و‬
‫التنوين والن َدا وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ص ْا‬
‫لالسم تمييٌ َل َ‬
‫ِّ‬ ‫وم ْسَن ٍد‬
‫ُ‬

‫‪69‬‬
‫وقد ساعد تغير القافية في الم دوف‪ ،‬وكيرة يمكانيات ال لااف فاي تفعيلاة‬
‫بحر الرج على امتداد َنفس النايم في هذا النوإ من األراجيا ‪ ،‬التاي كانا‬
‫أو ت يد وتحما لقب األلةية‪.‬‬ ‫البا يلى ألف بي‬
‫تصا ً‬

‫المعارضة‬
‫عارضااة‪:‬‬
‫َ‬ ‫فااي اللغااة‪ :‬تحمااا معنااى المتابعااة والمخالفااة والمغالبااة‪ ،‬ويقااال‪:‬‬
‫أتااى بميااا فعلااه؛ وعارضااه‪ :‬سااار ليالااه؛ وعارضااه‪ :‬جانبااه وعاادل عنااه‪ .‬وفااي‬
‫ااير يلااى عمااا متمي ا‬
‫ااثر باإلن اااء نا ًا‬
‫ااعر أو نا ًا‬
‫االصااطالا‪ :‬قيااام األديااب شا ًا‬
‫ظا ااا ‪ -‬فا ااي معظا اام‬
‫ار لا ااه ومحاف ً‬
‫ألديا ااب آ ا اار‪ ،‬متقيا ا ًادا بموضا ااوعه ومستحضا ا ًا‬

‫األليااان‪ -‬عل ااى قالبااه الفن ااي‪ ،‬سا اواء تابعااه ف ااي مضاامونه أو الف ااه‪ ،‬مح اااوالً‬
‫ضااه‪ ،‬أى َلبااه فااي‬ ‫فعر َ‬
‫عارضااه َ‬
‫َ‬ ‫اللحاااق بااه أو التفااوق عليااه‪ ،‬ماان هن اا يقااال‪:‬‬
‫المعارضااة‪ .‬وقااد شاااع المعارضااة فااي ال ااعر اصااة مااع االلت ا ام بااالوالن‬
‫ال ااعراء قصااالد بعينهااا منهااا – علااى ساابيا الميااال‪ :‬باليااة‬ ‫والقافيااة‪ .‬واجتااذب‬
‫أبي تمام في فتح المعتصم لعمورية‪ .‬ومطلعها‪:‬‬

‫الك ِّ‬
‫تب‬ ‫أنباء من ُ‬
‫َص َد ُق ً‬
‫ير أ ْ‬
‫الس ُ‬
‫َّ‬
‫الج ِّد و َّ‬
‫الل ِّع ِّب‬ ‫بين ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الح ُّد َ‬
‫في َلدأ َ‬
‫وهي قصيدة عارضها كييار مان ال اعراء فاي عصاور مختلفاة وكاان مان‬
‫معارضيها في القرن الع رين ألمد شوقي بقصيدته التي َّ‬
‫هنا فيهاا مصاطفى‬
‫مال أتاتورك بانتصارأ على اليونانيين في األناضول‪:‬‬

‫عج ٍب‬
‫الفتح من َ‬
‫هللاُ أ ُبر َك ْم في ِّ‬
‫‪70‬‬
‫الع ْر ِّب‬ ‫ِّ‬
‫يا الد الترك َجد ْد الد ُ‬
‫ومنها سينية البحترو في وصف ييوان كسرو‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬
‫صن نفسي عما ِّ‬
‫يدنس نفسي‬ ‫ُ ُ‬
‫وترفع ُ عن جدا ِّ‬
‫كا ِّج ْب ِّ‬
‫س‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫وقد عارضها شوقي بقوله‪:‬‬

‫الليا ُي ْن ِّسي‬
‫النهار و ِّ‬
‫ِّ‬ ‫تالف‬
‫ُ‬ ‫ا‬

‫اككر لي الصبا وأيام أنسي‬


‫ا‬

‫وقد شهر بعض ال عراء في مجال المعارضة منهم ألمد شوقي‪ ،‬ومنهم‬
‫طا متمي ًا من نتاجه ال عرو‪ .‬ومان‬
‫المعارضة عندأ نم ً‬ ‫البارودو الذو شكل‬
‫القصالد التي يفرت بح موفور من المعارضاات باردة البوصايرو فاي مادا‬
‫الرسول ‪:--‬‬

‫ان ِّب ِّذو َسَل ِّم‬


‫تذك ِّر ِّجير ٍ‬ ‫أ ِّ‬
‫َم ْن ُّ‬

‫َم َ ْج ُ َد ْم ًعا َج َرى ِّم ْن ُمْقَل ٍة ِّب َد ِّم‬

‫فقااد عارضااها مئااات ال ااعراء فااي مختلااف العصااور‪ ،‬وماانهم فااي العصاار‬
‫الحديو البارودو وشوقي الذو عارضها بقصيدته‪:‬‬

‫العَل ِّم‬ ‫الب ِّ‬


‫ان و َ‬ ‫القاإ َب ْي َن َ‬ ‫ِّر ٌ‬
‫يم َعَلى ِّ‬
‫ِّ‬
‫َل َّا َسْف َك َدمي في األ َْش ُه ِّر ُ‬
‫الح ُرِّم‬ ‫أَ‬

‫‪71‬‬
‫المعارض ا ااة اص ا ااة ف ا ااي ن ا ااوعي الرس ا ااالا‬ ‫أم ا ااا ف ا ااي الني ا اار فق ا ااد عرفا ا ا‬
‫والمقامات‪.‬‬

‫المعلقات‬
‫وصااف قيااا عاان مجموعااة معروفااة ماان أقاادم القصااالد التااي أُثاارت عاان‬
‫فحااول ال ااعر العربااي فااي العصاار الجاااهلي‪ .‬وقااد ا تلااف فااي عااددها‪ ،‬أمااا‬
‫أصحابها فقيا سبعة من الفحول المقدمين‪ ،‬وهام كماا ألصااهم ابان عباد رباه‬
‫والَه ْياار باان أبااي ُس اْل َمى‪،‬‬ ‫‪328‬ه اا‪940 /‬مق فااي ِّ‬
‫العقااد الفريااد‪ :‬اماارد القاايس‪ُ ،‬‬
‫ل َرَفااة باان العبااد‪ ،‬وعنت ارة باان شااداد ال بسااي‪ ،‬وعماارو باان ُكليااوم‪ ،‬وَلبيااد باان‬ ‫وَ‬
‫فيسااق ماان‬ ‫ِّ ِّ‬
‫يعاادهم ثمانيااة‪ُ ،‬‬‫ربيعااة العااامرو‪ ،‬والحااارر باان لل ا َة‪ .‬وهناااك ماان ُ‬
‫ها ا الء السااابعة "الحاااارر بااان ِّللِّا ا َة" ويض ااير األع اااى‪ ،‬والنابغاااة الا ا ُّاذبياني‪.‬‬
‫فجعلهااا ع ا ًارا‪ .‬واباان لاادون‬ ‫ويضااير أبااو الكريااا التَّبريا و َعِّبيااد باان األباار‬
‫ُيسق من ه الء ال عراء‪ :‬عمرو بن ُكليوم‪ ،‬وَلِّبيد بن ربيعة‪ ،‬ويضاير ش ًا‬
‫ااعر‬
‫لم يذكرأ يرأ‪ ،‬وهو َعلقمة بن َعَب َدة‪ .‬وتسمية هاذأ القصاالد بالمعلقاات؛ ألنهاا‬
‫على باب الك بة؛ ولذلك تسمى المذهَّباتق كماا‬ ‫بماء الذهب‪ ،‬وعلق‬ ‫تب‬
‫الس ااموطق‪ ،‬و ِّ‬
‫الس ا ْام عن اادهم ااي‬ ‫أيض ااا ُّ‬
‫تس اامى الس اابع الطا اوالق وتس اامى ً‬
‫الاانظم‪ .‬أو القااالدة علااى الت اابيه‪ .‬وماان أساامالها‪" :‬الم ااهورات" أو "القصااالد‬
‫للداللاة علاى هاذأ المجموعاة‬ ‫الم هورة"‪ .‬ويبدو أن أهم األلقااب التاي وضاع‬
‫م اان ال ااعر الق ااديم ه ااي المعلق ااات‪ ،‬والس اابع الطا اوال‪ .‬وق ااد انف اارد "الب ا َّ‬
‫ااقالني"‬

‫‪72‬‬
‫صااالب يعجاااال القارآن بتسااميتها السااب ياتق‪ ،‬كمااا انفارد "اباان األنبااارو" فااي‬
‫شرله لها بتسميتها السبع الطوال‪.‬‬

‫المَف َّض َّليات‬


‫ُ‬
‫مجماااوإ شاااعرو يتكاااون م اان ثماااان وع ا ارين ومئ ااة قص اايدة ومقطوعا ااة‪،‬‬
‫الض ِّابي ت ‪170‬ه ا‪-‬‬
‫يعلاى َّ‬ ‫المَف َّ‬
‫ضا بان محماد بان ْ‬ ‫ا تارها أبو عبد الرلمن ُ‬
‫‪786‬مق لتلميذأ الخليفة المهدو‪ ،‬وقد سماها في األصا "اال تيارات"‪ ،‬ولكنها‬
‫المفضااليات‪ ،‬وقصااالدها موالعااة علااى ساابعة‬ ‫اساامه بعااد كلااك فساامي‬ ‫لمل ا‬
‫ارما‪ ،‬وساات ٌة‬
‫جاهليااا‪ ،‬وأربعااة ع اار مخضا ً‬‫ً‬ ‫ااعرا‪ ،‬ماانهم ساابعة وأربعااون‬‫وسااتين شا ً‬
‫يس ااالميون‪ .‬و كا ك ااان الق اادماء ق ااد ا تلفا اوا ف ااي ع اادد قص ااالدها الت ااي ا تاره ااا‬
‫ضااا‪ ،‬فااذلك أماار ال يمااس جااوهر هااذا المجمااوإ ال ااعرو الااذو يعااد وثيقااة‬
‫المَف َّ‬
‫ُ‬
‫أساسااية لد ارسااة جانااب ماان ال ااعر الجاااهلي واإلسااالمي‪ .‬وهناااك تسااع ع ارة‬
‫قصيدة ت ترك فيها المفضليات مع مجموعة األصم يات‪.‬‬

‫المقال الشعري‬

‫مقااال يصاادر فااي صااورة شااعرية‪ ،‬مااع أن لبيعااة موضااوعه تاادعو يلااى‬
‫ار وقااد عادل كاتباه يلااى الانظم‪ ،‬يماا رغبااة مناه فاي ييهااار ب ارعاة مااا‪،‬‬
‫تابتاه ني ًا‬
‫ثير يكا‬ ‫و ما ألن الموضوإ لماا فياه مان مع ٍ‬
‫اان فلساةية عاماة قاد يظهار أشاد تا ًا‬
‫اعر‪ ،‬ميااا قصاايدة أبااي العااالء المعاارو ت ‪449‬ه اا‪1057 /‬مق التااي‬
‫نظاام شا ًا‬
‫مطلعها‪:‬‬

‫ُير ُم ْج ٍد في ِّمَّلتي واعتقادو‬


‫‪73‬‬
‫باك وال ترُّنم ِّ‬
‫شاد‬ ‫نوا ٍ‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ‬

‫مقامة (مقامات)‬
‫ف اان قصص ااي ابتكا ارأ الع اارب ف ااي الق اارن ال ارب ااع الهج اارو‪ ،‬يع اادأ ال اابعض‬
‫البدايا ااة األولا ااى لن ا ا ة القصا ااة القصا اايرة فا ااي األدب العربا ااي‪ .‬ومعناها ااا فا ااي‬
‫االصااطالا‪ :‬الحكايااة التااي يقااوم مبناهااا علااى راو يحكااي أعمااال بطلااه وليلااه‬
‫الك ْدي ا ااة والس ا ااعي ال ا ااذكي للحص ا ااول عل ا ااى عطاي ا ااا‬
‫الت ا ااي ت ا اادور ف ا ااي يل ا ااار ُ‬
‫المسااتمعين‪ .‬ويحتفااا أساالوبها بالصاانعة البدي يااة‪ ،‬وبخاصااة السااجع‪ ،‬وتهاادف‬
‫البا يلى اياة تعليمياة‪ .‬و ارلاد هاذا الفان فاي األدب العرباي هاو باديع ال ماان‬
‫ً‬
‫الهمذاني ت ‪398‬ها‪1008 /‬مق ومن بعدأ أبو القاسم الحريرو ت ‪516‬ها‪/‬‬
‫‪1122‬مق‪ .‬وقااد تابعهمااا فااي هااذا الفاان عاادد ماان الاللقااين كال َّ َم ْخ َ ا ِّارو ت‬
‫‪538‬هاا ا اا‪1144 /‬مق والسرقس ا ا ااطي ت ‪538‬ه ا ا اا‪1144 /‬مق ف ا ا ااي األن ا ا اادلس‪،‬‬
‫والص اافدو ت‪768‬ها اا‪1366 /‬مق ف ااي الم اارق‪ ،‬وك ااذلك بع ااض األدب اااء ف ااي‬
‫العصار الحاديو‪ ،‬مياا ناصااير اليااالجي فاي مجمااع البحارينق كماا اسااتلهمه‬
‫محمااد المااويلحي فااي لااديو يسااى باان ه ااامق وامتااد ت ا ثير المقامااات يلااى‬
‫بعا ااض ااداب ال ا اارقية األ ا اارى‪ ،‬ومنها ااا األدب الفارسا ااي واألدب الس ا ارياني‬
‫واألدب العبارو‪ ،‬وكاذلك يلاى بعاض ااداب األوربياة‪ ،‬كااألدب اإلساباني فيمااا‬
‫عرف بروايات ال طار‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المقدمة‬
‫مقال ااة تتف اااوت لا اوالً وقص ا ًارا‪ ،‬تتص اادر الكت اااب‪ ،‬وتتن اااول اي ااة م لف ااه‪،‬‬
‫أيضاا علاى‬
‫وت ير يلى موضوإ الكتاب ومنهجه وأبوابه‪ .‬وقد يادل المصاطلح ً‬
‫أليانا ااا‬
‫ً‬ ‫الج ا ا ء األول ما اان الخطبا ااة أو الرسا ااالة‪ .‬ويسا ااتخدم الم لفا ااون العا اارب‬
‫مصااطلح "الخطبااة" للداللااة علااى مقدمااة الكتاااب‪ .‬هااذا وماان أشااهر مقاادمات‬
‫الكتا اب ف ااي التا ارار العرب ااي مقدم ااة "أدب الكات ااب" الب اان قتيب ااة ت ‪276‬ها اا‪/‬‬
‫‪889‬مق ومقدمة تاريخ ابن لدون ت ‪808‬ها‪1406 /‬مق‪.‬‬

‫المقطوعة‬
‫تجربة شعرية في فقرة يرى بعض النقاد أنها ال تبل سبعة أبياات‪ ،‬ويارى‬
‫آ رون أنها قد ال تبل ع رة أبيات‪ ،‬وما الاد على كلك يسمى قصايدة‪ .‬ولعاا‬
‫تميا المحاوالت ال عرية األولى قبا القصالد والمطوالت‪.‬‬ ‫المقطوعة كان‬

‫الملحمة‬
‫قصاايدة مس ارفة فااي الطااول تحكااي األمجاااد الغااابرة ألمااة مااا‪ ،‬فااي قالااب‬
‫قصصي يعتمد على وصف مغامرات بطا وعدد من ال خصايات المسااعدة‬
‫الخي ارة وال اريرة‪ ،‬ويتمي ا أبطالهااا باألعمااال الخارقااة ونبااا األ ااالق‪ ،‬وتمت ا ف‬
‫فااي صاايا تها الحقااالل واألسااالير‪ .‬وماان أقاادم الماللاام التااي عرفهااا العااالم‪:‬‬
‫اإللياااكة واألوديسااة لهااوميروس اإل ريقااي‪ ،‬واإلنيااادة لفرجيااا‪ ،‬وملحمااة ِّ‬
‫"الساايد"‬
‫اإلسبانية في منتصف القرن الياني ع ر‪ ،‬وال اهنامه للفردوسي‪ ،‬والفردوس‬

‫‪75‬‬
‫المفقود لل ااعر اإلنجليا و "جاون ملتاون" ‪1674 -1608‬مق‪ .‬واألقارب يلاى‬
‫روا هااذا المصااطلح فااي األدب العربااي قصااص البطولااة ال ااعبية ميااا ساايرة‬
‫عنترة‪ ،‬وأبي اليد الهاللي‪ ،‬واألميرة كات الهمة‪.‬‬

‫الملهاة‬
‫فا اان مسا اارلي يقا ااوم علا ااى تصا ااوير األلا اادار بطريقا ااة مييا ا ارة للسا ااخرية‬
‫والضحك‪ ،‬تهدف مان االل هاذا يلاى يصاالا المجتماع‪ .‬وقاد اتخاذت الملهااة‬
‫منااذ القاارن السااادس ع اار شخصااياتها ماان الطبقااة المتوسااطة‪ ،‬علااى عكااس‬
‫الم ساااة التااي ا تااارت شخصاياتها ماان الناابالء‪ ،‬ثاام تطااورت الملهاااة فيمااا بعااد‬
‫لتصبح أ ير شخصياتها من الطبقة ال عبية‪ .‬وتصنف لسب لبيعة مادتها‪،‬‬
‫ف ااالتي تض ااحك النظ ااارة ب س االوب الكإ‪ ،‬يعتم ااد الفطن ااة الفكري ااة تس اامى مله اااة‬
‫راقيااة ‪ ،high comedy‬والتااي تعتمااد األساالوب المناسااب إلضااحاك العامااة‬
‫تسامى ملهاااة عاديااة أو سااوقية ‪ ،low comedy‬والتااي تتخااذ ماان الغراميااات‬
‫اوعا له ااا ويص ااادف العاش ااقون ف ااي أل ااداثها عوال اال ي اار عادي ااة لكنه ااا‬
‫موض ا ً‬
‫تنتهي نهاية سعيدة‪ ،‬فإنها تسمى ملهاة رومانسية ‪.romantic comedy‬‬

‫ملهاة مأساوية‬
‫مساارلية تجتمااع فيهااا عناصاار ماان الم ساااة والملهاااة‪ ،‬وكلااك ب ا ن تنتهااي‬
‫الم ساة نهاية سعيدة‪ ،‬أو أن تخل ألدار الجد باله ل في م يج مركب‪ .‬وقد‬
‫عاارف مساارا العصااور الوسااطى عامااة والمساارا اإلسااباني واإليطااالي اصااة‬
‫المساارلية التااي ال تنتمااي يلااى الم ساااة الخالصااة وال يلااى الملهاااة الخالصااة‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫وتا ثر بهااا شكساابير فااي بعااض أعمالااه‪ .‬ومااا الال هااذا اللااون المساارلي شا ً‬
‫االعا‬
‫في المسرا الحديو وعند بعض كتاب مسرلنا العربي‪.‬‬

‫النثر الفني‬
‫الكتاب ااة الفني ااة المعتم اادة عل ااى التص ااوير والتخي ااا واالهتم ااام بالص اايا ة‬
‫ويه اادف يل ااى االمت اااإ قب ااا اإلقن اااإ – وق ااد يك ااون معتم ا ًادا عل ااى الس ااجع أو‬
‫الترس ااا‪ ،‬ويتمي ااا ف ااي األدب الق ااديم ف ااي‪ :‬الرس ااالا‪ ،‬والمقام ااات‪ ،‬والخا اوالر‪،‬‬
‫والنوادر‪ ،‬واألميال‪ ،‬والمواع ‪ ،‬والمسامرات‪.‬‬

‫نثر النظم‬
‫العمليااة المقابلااة لعمليااة نظاام النياارق‪ ،‬وهااي ميلهااا يلاادى صااور األ ااذ‬
‫الحسن – أو لسن االتباإ– وفيها يستمد النااثر معانياه وأفكاارأ وربماا صاورأ‬
‫ماان ال ااعر ليقاادمها فااي قالااب نياارو تختفااي فيااه معااالم صاالتها باألصااا الااذو‬
‫يمعاناا فاي االبتعااد عان‬
‫ً‬ ‫يا من عندأ‪،‬‬
‫أ ذت عنه‪ ،‬وكلك باستخدام الناثر ألفا ً‬
‫عليها ال بارة‪ .‬وهذأ هي أعلى م ارتاب نيار الانظم أو‬ ‫صورة ال عر التي كان‬
‫لا العقد كما أللل عليه اليعاالبي ت ‪429‬هاا‪1038 /‬مق‪ ،‬أو لاا المنظاوم‬
‫ما أللل عليه ابن األثير ت ‪637‬ها‪1240 /‬مق‪.‬‬

‫نظرية التلقي‬
‫ف اارإ م اان ف ااروإ النظري ااة األدبي ااة الحديي ااة يعن ااي بكيةي ااة اس ااتقبال القا اراء‬
‫لألعم ااال األدبي ااة‪ .‬ويس ااتخدم المص ااطلح أليان ااا لنش ااارة بص اافة عام ااة للنق ااد‬

‫‪77‬‬
‫المبناي علااى اسااتجابة القااارئ‪ ،‬ولكناه فااي الحقيقااة أ ياار اتصااال بمااا نااادى بااه‬
‫‪ H.R.Jauss‬عاان " جماليااة التلقااي"‬ ‫المفكاار األلماااني هااان روباارت يااوس‬
‫‪ Aesthetics‬ساانة ‪1970‬م‪ .‬وانطالقااا ماان نظريااة ت ويااا فلسااةية ياارى يااوس‬
‫م اان منطلقه ااا أن تلق ااي األعم ااال األدبي ااة ي ااتم ف ااي يل ااار أف اال أو آف اااق م اان‬
‫التوقعااات قالمااة وموجااودة‪ ،‬وتتكااون ماان معااارف الق اراء‪ ،‬وتصااوراتهم الحاليااة‬
‫عن األدب‪ ،‬وأن دالالت تلك األعمال األدبية تتغير تبعا لتغيار هاذأ اافااق‪،‬‬
‫وعلااى ااالف مااا نعهاادأ فااي نظريااة النقااد المبنااي علااى اسااتجابة القااارئ‪ ،‬تهااتم‬
‫نظريااة التلقااي بااالتحوالت والتغي ارات التاريخيااة التااي ت ا ثر فااي جمهااور الق اراء‬
‫أ ير من اهتمامهاا بالقاارئ الفارد‪ .‬وقاد تطارق البال ياون القادامى مان اليوناان‬
‫والعرب يلى الوسالا واألدوات البالغية التي يلج يليها الخطباء وماا يراعوناه‬
‫ف ااي كالمه اام للتا ا ثير ف ااي نف ااوس المتلق ااين‪ ،‬ومطابق ااة كالمه اام لمقتض ااى ل ااال‬
‫السامعين؛ ولكنهم لم يبلغوا ب فكارهم مبل النظرية التي عرفها النقد الحديو‪.‬‬

‫النظم‬
‫يطلاال الاانظم فااي االسااتعمال البال ااي علااى تعلاال الكلاام بعضااه باابعض‪،‬‬
‫بمعنااى عمليااة ضاام األلفااا ليتكااون منهااا الكااالم المفيااد‪ .‬والاانظم بهااذا المعنااى‬
‫أدباا أو يار أدب‪،‬‬ ‫صفة أو اصية ال ينفك عنها الكالم شع ار كان أو ني ًارا‪ً ،‬‬
‫َّ‬
‫ويترقى النظم في مراتب الجودة بمقادار ماا يتحقال فياه مان الب ارعاة باساتخدام‬
‫اللغة من ليو ا تيار الكلمات ومراعاة المناسبة بينها في داللتها‪ ،‬وويالفهاا‬
‫النحويااة مااع اسااتغالل كافااة اإلمكانااات التااي تساامح بهااا قواعااد النحااو‪ ،‬وتنااوإ‬

‫‪78‬‬
‫الداللااة ممااا قااد يصااا بااالكالم يلااى لااد اإلعجاااال‪ ،‬وقااد صااار مصااطلح الاانظم‬
‫اف الق ارآن الكاريم ب نااه ِّ‬
‫معجا ‪ ،‬والتااي يليهااا‬ ‫ِّ‬
‫َعَل ًمااا علااى الجهااة التااي منهااا ُوصا َ‬
‫ااان تحاادو الكفااار ب ا ن ي ا توا بميلااه‪ .‬وفااي المصااطلح األدبااي يطلاال بمعنيااين‬
‫متقابلين‪ ،‬فهو قد يعني ال عر‪ ،‬وكلك في السياقات التي تستعما فيهاا قسايما‬
‫للنير‪ ،‬كما أنه قد يعناي الكاالم الماوالون المقفاى العاارى مان صاالص اللغاة‬
‫ال عرية‪ ،‬وكلك لين ُيستخدم مقابال لل عر‪.‬‬

‫نظم النثر‬
‫يلدى صاور األ اذ التاي تقاوم علاى االبتعااد عان األصاا‪ ،‬وفيهاا يساتمد‬
‫طبا أو رساالا أو يرهاا‪ .‬وقاد ي اذ مان‬ ‫ال اعر معانيه من الكالم المنيور ً‬
‫اعرا‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الق ارآن الك اريم‪ ،‬والحااديو ال ارير‪ ،‬والحكاام الم ا ثورة فيصااوغ مااا ي ااذأ شا ً‬
‫مبكار‪ ،‬ومان هناا‬ ‫وتك ف أ بار ال عراء عن ممارسة هذا الصانيع مناذ وقا‬
‫ا تصااها النقاااد والبال يااون بالبحااو فااي يلااار مااا سااموأ لساان االتباااإ‪ .‬وماان‬
‫أميلته ما صنعه أباو تماام بكلماة لعباد هللا بان ال بيار عناد قتاا أ ياه مصاعب‬
‫بن ال بير‪ ،‬فقد قال عبد هللا‪" :‬ينما التسليم والسلوة لح ماء الرجاال‪ ،‬و ن الهلاع‬
‫والج إ لربات الحجال"‪ ،‬فقال أبو تمام‪:‬‬

‫لقنا رجاالً ُّ‬


‫للتجلد واألسى‬

‫وتلك الغواني للبكا والمآتم‬

‫‪79‬‬
‫النقائض‬
‫جمع نقيضة وهو اسم أللل على لالفة من القصالد الهجالية التي‬
‫في العصر األموو بين جرير واأل طا‪ ،‬وجرير والفرالدق‪ ،‬وكان‬ ‫شاع‬
‫بواعيها قبلية وشخصية وفنية في آن والد‪ .‬وتت لف ولدة النقالص‪ ،‬من‬
‫ليو ال كا‪ ،‬من قصيدتين ناقضة ومنقوضة‪ ،‬أى أن ينظم ألد ال اعرين‬
‫وقافية اصة‪ ،‬فيقوم الميله بنقضها في‬ ‫المتناقضين قصيدة من والن ا‬
‫الدا‪.‬‬ ‫قصيدة أ رى من والنها وقافيتها‪ ،‬ويرد فيها على معانيها و ً‬
‫الدا و ً‬
‫النقالض مجاالً يستعرض فيه ال اعر قدرته على الصيا ة الفنية‬ ‫وكان‬
‫من نالية‪ ،‬وعلى الهجاء من نالية أ رى‪ ،‬ليو بل في بعض األليان‬
‫درجة كبيرة من اإلسفاف واإلفحاش‪ .‬وقد بدأ هذا اللون من القصالد بقلة في‬
‫العصر الجاهلي واإلسالمي ولكنه كاإ واشتهر في العصر األموو لتى‬
‫أصبح ًفنا ثم امتد يلى العصر ال باسي‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪ -‬الفرق بين النقائض والمعارضات‬
‫النقائض‪ :‬أن يتجه شاعر يلى آ ر بقصيدة‪ ،‬هاجيا أو مفتخ ار أو‬
‫متحديا‪ ،‬فيرد عليه اا ر ذلك‪ ،‬وللغاية نفسها‪ ،‬ملت ما كات البحر والقافية‬
‫والروو‪ ،‬وولدة الموضوإ مناط المناقضة ومادتها‪ ،‬سواء أ ان فخ ار أم هجاء‬
‫أم سياسة أم رثاء أم نسيبا أم لبيعة‪ ،‬أم جملة من هذأ الفنون‪ ،‬وقلما يخرف‬
‫شاعر عن هذأ القواعد‪.‬‬

‫‪ 14‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)‪ -(1‬راجع في كلك تاب "األدب المقارن"‪ ،‬د‪.‬الطاهر ألمد مكي‪،‬‬

‫‪80‬‬
‫المعارضة الشعرية‪ :‬هي أن ينظم شاعر قصيدة ما‪ ،‬في تي شاعر آ ر‬
‫رارها في الوالن والقافية ولرف الروو‪ .‬وتجيء‬ ‫فينظم قصيدة على‬
‫ِّ‬
‫المعارضة دون األصا عادة‪ ،‬أو قريبة منه‪ ،‬أو على مستواأ‪ ،‬أو‬ ‫القصيدة‬
‫تفوقه أليانا‪ ،‬تبعا لطاقات ال اعر الذهنية والنفسية والم اجية‪.‬‬

‫النقد النسائي‬

‫يهر هذا النقد ب كا منظم في العقد السادس من القرن الع رين‪،‬‬


‫واعتمد على لركات تحرير المرأة والمطالبة بحقوقها‪ .‬وتعد فرجينيا وولف‬
‫من رالداته في ينجلترا‪ ،‬وسيمون دو بوفوار في فرنسا‪ .‬وأهم َمن يميله في‬
‫أدبنا المعاصر لطيفة ال يات‪ ،‬ورضوى عاشور‪ .‬وهذا النقد ال يتبع نظرية‬
‫معينة‪ ،‬و نما تتسم ممارسته – في ااداب العالمية واألدب العربي‬
‫المعاصر‪ -‬بتعدد وجهات النظر‪ .‬وهناك مفاهيم معينة تمي هذا االتجاأ‬
‫وهي‪ :‬مراعاة عاما اال تالف الجنسي في ينتاف األعمال األدبية وشكلها‬
‫ومحتواها وتحليلها وتقويمها‪ .‬ويطالب النقد النسالي بإنصاف المرأة‪ ،‬وجعلها‬
‫اصة فيما يتعلل بالمورور اليقافي‬ ‫على وعي بحيا الرجا الكاتب‪،‬‬
‫األدبي‪ ،‬و براال الكيةية المتحي ة التي يتم بها تهميا المرأة ثقافيا ألسباب‬
‫بيولوجية‪ .‬وهذا النقد يطالب با ت اف تاريخ أدبي للمورور األنيوو‪،‬‬
‫ومحاولة يرساء صيغة التجربة األنيوية المتمي ة في التفكير وال عور‪ ،‬و دراك‬
‫الذات والعالم الخارجي‪ ،‬ومحاولة تحديد سمات لغة األنيى ومعالمها‪ ،‬أو‬
‫األسلوب األنيوو المتمي للمرأة في الكالم المنطوق والمكتوب‪ .‬أو ين هذا‬

‫‪81‬‬
‫يهدف يلى توسيع رقعة التاريخ األدبي؛ لتى يستوعب اإلنتاف األنيوو‬
‫النقد ُ‬
‫الذو لال يهمال الرجا له‪.‬‬

‫نقد النقد (ما وراء النقد)‬

‫‪ ،‬ويتناول مبادئ‬ ‫النقد الذو يقيم النظرية النقدية وعملية تفسير النصو‬
‫النقد ولرالل التفسير النقدو؛ بيية تصحيح مسار النظرية وأفكارها‪.‬‬

‫الواقعية السحرية‬

‫على كيير من األعمال الروالية في األدب األلماني‬ ‫تقنية روالية لب‬


‫منذ مطلع الخمسينيات‪ ،‬وأدب أمريكا الالتينية بعد كلك‪ ،‬ثم وجدت لريقها‬
‫يلى بعض األعمال في آداب اللغات األ رى‪ .‬وتقوم هذأ الواق ية على‬
‫األوهام‬ ‫أساس م ف عناصر متقابلة في سياق العما األدبي‪ ،‬فتختل‬
‫والمحاالت والتصورات الغريبة بسياق السرد الذو يظا محتفظا بنبرة ليادية‬
‫موضو ية‪ ،‬كتلك التي تمي التقرير الواقعي‪ .‬وتويف هذأ التقنية عناصر‬
‫فنتاالية – كقدرة ال خصية الواق ية على السبالة في الفضاء والتحليل في‬
‫الهواء‪ ،‬وتحريك األجسام السا نة بمجرد التفكير فيها أو بقوة ةية‪ -‬بغرض‬
‫التواء األلدار السياسية الواق ية المتاللقة‪ ،‬وتصويرها ب كا يذها القارئ‬
‫يالي‪.‬‬ ‫ويربك لواسه‪ ،‬فال يستطيع التميي بين ما هو لقيقي وما هو‬
‫وتستمد هذأ العناصر من الخرافات والحكايات ال عبية واألسالير وعالم‬
‫األلالم والكوابيس‪ .‬وفي لكايات في ألف ليلة وليلة تويير فطرو للواق ية‬

‫‪82‬‬
‫السحرية‪ ،‬ميلما نجدأ في قصص الجان والبساط السحرو ومصباا عالء‬
‫الدين‪...‬يلخ‪.‬‬

‫الوحدة العضوية‬

‫التا اراب المنطق ااي أو الجم ااالي أو القصص ااي ب ااين أجا ا اء العم ااا األدب ااي‬
‫المكتمااا‪ ،‬وه ااي واض ااحة المع ااالم ف ااي المساارلية والقص ااة‪ ،‬أم ااا ف ااي القص اايدة‬
‫فيقصااد بهااا ولاادة الموضااوإ‪ ،‬وولاادة الم اااعر‪ ،‬ومااا يسااتل م كلااك ماان ترتيااب‬
‫ايئا‪ ،‬بحيااو تكااون أج ا اء‬
‫ايئا ف ا ً‬
‫تيبااا تتقاادم بااه القصاايدة شا ً‬
‫الصااور واألفكااار تر ً‬
‫القصايدة كالبنيااة الحياة ‪ living organism‬لكاا جا ء وييفاة منهااا‪ ،‬وتا دو‬
‫بعضااها يلااى بعااض عاان لرياال التسلسااا الفكاارو وال ااعورو لتااى تنتهااي يلااى‬
‫ايتهاا‪ .‬وقااد ردد نقادنااا األقاادمون كلمااة العضاوية التااي ك ااف عنهااا أرسااطو‪،‬‬
‫اص ااا‪ ،‬ه ااو يج ااادة وص ااا أجا ا اء القص اايدة بعض ااها‬
‫فهم ااا ً‬
‫ولك اانهم فهمومه ااا ً‬
‫باابعض‪ ،‬و ن لاام يكاان بااين األجا اء صاالة‪ ،‬بااا ين ماانهم ماان لااام لولهااا كااابن‬
‫رش اايل والح اااتمي‪ ،‬وك اااد اب اان لبالب ااا أن يق ااع عليه ااا ف ااي قول ااه‪" :‬ين لل ااعر‬
‫فصوالً كفصول الرسالا‪ ،‬فيحتاف ال اعر يلى أن يصاا كالماه علاى تصارفه‬
‫فااي فنونااه ص االة لطيفااة‪ ،‬بااال انفصااال للمعنااى الياااني عمااا قبلااه‪ ،‬بااا يكااون‬
‫متصا االً ب ااه وممت ًج ااا مع ااه"‪ .‬وقول ااه‪" :‬يج ااب أن تك ااون القص اايدة كله ااا ككلم ااة‬
‫والدة في اشاتباأ أولهاا بآ رهاا‪ ،‬نس ًاجا وفصاالة‪ ،‬وج الاة ألفاا ‪ ،‬ودقاة مع ٍ‬
‫اان‪.‬‬
‫مان أوالاا مظااهر التجدياد والتا ثر بالنقاد الغرباي فاي‬ ‫والولدة العضوية كان‬
‫أدبنا الحديو‪ ،‬وكاان لياا مطاران أول مان اهتادى يليهاا‪ ،‬وتبعاه العقااد فكاان‬
‫منهجا وأ ير عمًقا في فهمها ودعوته يليها‪.‬‬
‫ً‬ ‫أوضح‬

‫‪83‬‬
84
‫الفرق بين الشعر العربي والشعر اإلنجليزي‬

‫هن اااك ف اارق ب ااين ال ااعر العرب ااي وال ااعر اإلنجليا ا و فال ااعر ف ااي اللغ ااة‬
‫العربي ااة ال يقس اام يل ااى أنا اواإ ميلم ااا يفع ااا األوربي ااون‪ ،‬وه ااي األنا اواإ ال ااكلية‬
‫الم لوفة من شعر قصصاي وشاعر ملحماي‪ ،‬وشاعر مسارلي‪ ،‬وشاعر ناالي‪.‬‬
‫ولكنااه يقساام وفًقااا للموضااوإ الااذو يتناولااه ال اااعر؛ أو ين تقساايماتنا األدبيااة‬
‫موضااو ية ال شااكلية؛ فكااا ال ااعر القااديم مااوالون مقفااى‪ ،‬وهااو ينضااوو تحا‬
‫الباب الذو يسميه األوربيون ال اعر الغناالي‪ .‬ولايس معناى هاذا ال اعر الاذو‬
‫يغنيااه المغنااون‪ ،‬ولكنااه يعنااي ال ااعر الااذو يكتااب ماان وجهااة نظاار ال اااعر‪،‬‬
‫وبلسا ااان ال ا اااعر نفسا ااه‪ ،‬أو ين القا ااارئ أو السا ااامع يفتا اارض أن القالا ااا ها ااو‬
‫ال ا اااعر‪ ،‬وأن ضا اامير الما ااتكلم يكا أورد فا ااي القصا اايدة ال با ااد أن ي ا ااير يلا ااى‬
‫ال اااعر نفسااه ال يلااى شخصااية لقيقيااة أو ياليااة ماان ابتداعااه‪ .‬ويتمي ا هااذا‬
‫أيضااا ب نااه يعباار عاان م اااعر ال اااعر نفسااه‪ ،‬وبغلبااة‬
‫الضاارب ماان ال ااعر ً‬
‫الموسيقى عليه‪ ،‬وجمال ييقاعاته ‪1‬ق‪.‬‬

‫يقا ااول شا ااوقي ضا ااير‪" :‬ولكا اان يكا كا ااان ال ا ااعر الجا اااهلى يختلا ااف عا اان‬
‫ض ااروب ال ااعر الغربي ااة القصص ااية والتعليمي ااة والتمييلي ااة‪ ،‬فإن ااه يقت اارب م اان‬
‫َّ‬
‫الض اارب ال ارب ااع الغن ااالى؛ ألن ااه يج ااول ميل ااه ف ااى م اااعر ال اااعر وعوالف ااه‪،‬‬
‫عرف اوا الماادا‬ ‫فر ًلااا أو ل ًينااا‪ ،‬وقااد ُوجااد ماان قااديم عنااد اليونااان‪ ،‬يك َ‬ ‫ويصا ِّاورأ ِّ‬
‫والهجا اااء والغ ا ا ل ووصا ااف الطبيعا ااة والرثا اااء‪ ،‬وكا ااان ُي ْصا ا َاحب عنا اادهم بآلا ااة‬

‫(‪)1‬‬
‫فن الرتمجة‪ ،‬حممد يناين‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪85‬‬
‫سمى لير ‪ِّ [ Lyre‬قييارة ]ق ومن ثَ َّام ساموأ ‪Lyric‬ق‬
‫موسيقية ُيع ف عليها تُ َّ‬
‫أو نالى" ‪1‬ق‪.‬‬

‫وعلااى كلااك يقااول شااوقي ضااير‪" :‬فاانحن ال نبعااد لااين ن ا عم أن ال ااعر‬


‫الجاهلى جميعه نالى؛ يك يماثا ال عر الغنالى الغرباى مان لياو يناه كاتاى‬
‫يصور نفسية الفرد وما يختلجه من عوالاف وألاسايس‪ ،‬ساواء لاين ياتحمس‬
‫ال اااعر ويفخاار‪ ،‬أو لااين يماادا ويهجااو‪ ،‬أو لااين يتغ ا ل أو يرثااى‪ ،‬أو لااين‬
‫يعتذر ويعاتب‪ ،‬أو لين يصف أى شر مماا ينب ُّ‬
‫او لولاه فاى ج يرتاه‪ .‬ولايس‬
‫هذا فحسب‪ ،‬فهاو يماثاا األصاول اليونانياة لل اعر الغناالى الغرباى مان لياو‬
‫ينه كان َّ‬
‫يغنى ناء‪ ،‬ويظهر أن ال عراء أنفساهم كاانوا يغناون فياه‪ ...‬فالغنااء‬
‫ااان أساااس تعلاام ال ااعر عناادهم‪ ،‬ولعلهاام ماان أجااا كلااك عبااروا عاان يلقالااه‬
‫الحاداء الاذى كاانوا يحادون باه فاى أسافارهم وراء يبلهام‪ ،‬وكاان‬
‫باإلن اد‪ ،‬ومنه ُ‬
‫عاما" ‪2‬ق‪.‬‬
‫شعبيا ً‬
‫ً‬ ‫ناء‬

‫(‪ )1‬اتريخ األدب العريب‪ ،‬العصر اجلاهاي‪ ،‬شوقي ض ف‪ ،‬ص‪.190‬‬


‫(‪ )2‬املرجع نفسم‪ ،‬ص‪.191 -190‬‬
‫‪86‬‬
‫‪1‬ق‬
‫التجربة‬

‫المراد بالتجربة ما يجدأ األديب في نفسه من عالفاة جياشاة ينابض بهاا‬


‫قلبه‪ ،‬أو فكرة ملحة يعتما بها عقله‪ ،‬أو قضية لية ي دلم بها وجدانه‪ .‬وهذأ‬

‫العالفة أو الفكرة أو القضاية‪ ،‬يمكان أن تكاون كاتياة‪ ،‬تتصاا ً‬


‫أساساا باألدياب‬
‫نفسااه‪ ،‬ويمكاان أن تكااون موضااو ية ت ارتب بالحياااة واإلنسااان والكااون‪ .‬وبااين‬
‫جدا‬
‫جدا وهو كات األديب‪ ،‬والطرف العام ً‬
‫ً‬ ‫هذين الطرفين – الطرف الخا‬
‫عموماا‬
‫ً‬ ‫وهو الحياة واإلنسان والكون – ت تي تجارب أوساع مان األولاى‪ ،‬وأقاا‬
‫ما اان اليانيا ااة‪ .‬وما اان هاااذأ التجا ااارب الوسا ا ‪ :‬التجا ااارب االجتما ياااة والولنيا ااة‬
‫والقومية‪.‬‬

‫وهك ااذا ن اارى أن التجرب ااة – الت ااي ه ااي مح اارك األدي ااب ومض اامون أدب ااه‬
‫وصاالب مادتااه – تباادأ ماان الااذات‪ ،‬ثاام تنااداا وتتسااع يلااى أن ت ااما اإلنسااان‬
‫يلساسا يسيطر‬
‫ً‬ ‫والكون ‪ ..‬والمراد بصدق التجربة‪ ،‬أن يحسها األديب بالفعا‬
‫عليااه‪ ،‬ويدفعااه دفعااا يلااى التعبياار‪ .‬ولاايس الماراد بصاادق التجربااة هااذا الصاادق‬
‫الاواقعي‪ ،‬الااذو يفاارض أن يكااون األديااب قااد عاااش – فااي الحياااة – األلاادار‬
‫الااذين يصااورهم‪ ،‬أو ساامع‬ ‫التااي يعباار عنهااا‪ ،‬أو عارف فااي الواقااع األشااخا‬
‫بالفعااا الح اوار الااذو يجربااه‪ .‬و نمااا الم اراد بالصاادق‪ ،‬الصاادق ال ااعورو الااذو‬
‫يفعم وجدان األديب ويمأل عليه نفسه‪ ،‬ومن هنا يتخيا وهو صادق‪ ،‬ويخترإ‬
‫األلاادار وهااو صااادق‪ ،‬ويبتكاار ال خصاايات وهااو صااادق‪ ،‬ويجاارو الحااوار‬
‫الموضااوإ وهااو صااادق‪ ،‬ألن المطلااوب هااو صاادق ال ااعور‪ ،‬ومطابقااة األثاار‬

‫‪.18 -13‬‬ ‫)‪ (1‬في األدب واللغة‪ ،‬ألمد هيكا‪،‬‬


‫‪87‬‬
‫أيضا قد يكون محرك التجربة ومييرها‬
‫األدبي المكتوب لهذا الصدق‪ ..‬وهكذا ً‬
‫م ااا عاش ااه األدي ااب وش ااارك في ااه ف ااي الواق ااع‪ ،‬كم ااا ق ااد يك ااون مح اارك التجرب ااة‬
‫ومييرها ما تخيلاه األدياب أو تصاورأ‪ .‬والمهام فاي كاا الحااالت أن يحاس فاي‬
‫تماما عن الكذب ال اعورو واالفتعاال الاذو‬
‫يلساسا صادًقا‪ ،‬وأن ين ى ً‬
‫ً‬ ‫دا له‬
‫ال سند له من صدق الوجدان‪.‬‬

‫وألن األدب – ك ا ى فاان – ينمااا ينااتج لكااي يتجااه يلااى المتلقااين ماان ق اراء‬
‫أساسااا مطلااوب منااه – أو مفااروض فيااه – أن ي ا ثر فااي‬ ‫ومسااتمعين‪ ،‬وألنااه ً‬
‫ه ا الء اا ارين‪ ،‬وينقااا يلاايهم شااعور األديااب أو فك ارأ أو وجدانااه أو قضاايته‪،‬‬
‫ألن األديب كذلك‪ .‬ومن أهم صاالص التجرباة األدبياة – لكاي تكاون جاديرة‬
‫‪.‬‬ ‫بهذا الوصف – أن ت ذ صفة العموم لتاى ولاو كاان مصادرها الخصاو‬
‫ومقياس نجاا هذا العموم أن يتعالف اا ارون ماع صاالبها‪ ،‬وأن ي ااركوأ‬
‫التجرباة‬ ‫عالفته‪ ،‬ويقاسموأ وجدانه‪ ،‬وي الروأ فكارأ أو قضايته‪ ...‬فاإكا يلا‬
‫عند لدود صالبها ولم تساتطع أن تساتقطب اا ارين‪ ،‬فهاي – فاي الحال –‬
‫لألدياااب‪ ،‬أو مناسااابة‬ ‫تماماااا و نماااا ه ااي ش ااعور ااا‬
‫ليسا ا تجرباااة أدبياااة ً‬
‫عارضة‪ ،‬لم تصا بعد يلى لد أن تكون تجربة‪.‬‬

‫ومااان هناااا يتضا ااح الفااارق ب ااين أدب التجا ااارب وأدب المناسااابات‪ ،‬ف ا ا دب‬
‫التج ااارب ه ااو ه ااذا األدب الص ااادر ع اان يلس اااس ص ااادق وش ااعور ص ااحيح‪،‬‬
‫والق ااادر عل ااى أن يعم ااا عمل ااه ف ااي يلس اااس اا ا ارين وش ااعورهم‪ ،‬بم ااا ت ااوفر‬
‫لتجربااة األديااب – عااالوة علااى الصاادق – ماان ساامة العموميااة‪ ،‬تلااك الساامة‬
‫التا ااي تجعا ااا اا ا ارين شا ااركاء فا ااي التجربا ااة‪ ،‬وك ا ا ن اإللسا اااس يلساسا ااهم‪،‬‬
‫‪88‬‬
‫وال عور شعورهم‪ ،‬والفكرة فكارتهم‪ ،‬والقضاية قضايتهم‪ ..‬فالتجرباة األدبياة يكن‬
‫البد لها من الصدق أوالً‪ ،‬والباد لهاا مان القادرة علاى التا ثير فاي اا ارين بماا‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫يكسبها سمة العموم ً‬
‫أمااا أدب المناساابات فهااو هااذا الكااالم الااذو قااد يبنااي علااى بعااض قواعااد‬
‫الف اان األدب ااي‪ ،‬ولكنا ااه ال ينطلا ال ما اان تجرب ااة أدبي ااة‪ ،‬با ااالمفهوم الس ااابل لهاااذأ‬
‫يلساسا مفتعالً ال ل له من الصدق‪ ،‬مياا كييار‬ ‫ً‬ ‫التجربة‪ .‬فقد يكون أساسه‬
‫ممااا يقااال ماان كااالم فااي المجااامالت أو الاادعايات‪ ،‬أو "األديولوجيااات"‪ .‬وقااد‬
‫يلساسا فيه الصدق‪ ،‬ولكناه يفتقاد صافة العماوم‪ ،‬يماا النحصاار‬
‫ً‬ ‫يكون أساسه‬
‫شديدا في الخصوصية‪ ،‬بحيو ال يرى فياه اا ارون‬ ‫انحصار ً‬
‫ًا‬ ‫هذا اإللساس‬
‫مما يعنيهم‪ ،‬أو ما يحرك يلساسهم‪ ،‬و ما لعج وسالا األديب الفنية عن أن‬
‫تنقااا هااذا اإللساااس – الااذو فيااه الصاادق – يلااى اا ارين‪ ،‬فيظااا يلساسااه‬
‫هااو‪ ،‬الااذو ال أثاار لااه فااي ساواأ‪ .‬ومتااى فقااد األديااب تا ثيرأ وقااف عنااد لااد أنااه‬
‫الم ال ناء فيه‪ ،‬ليو ال ت ثير له‪ ،‬مهما كان جميا ال كا بلي الظاهر‪.‬‬

‫وبناااء علااى كلااك يتضااح أن أدب التجااارب لاايس فق ا هااذا األدب الااذو‬
‫يتخا ااذ موضا ااوعه ما اان م ا اااهد الطبيعا ااة أو ما اان لقا ااالل الكا ااون أو م ا اااعر‬
‫اإلنسا ااان‪ ،‬كالحا ااب وال ا ااك وص ا اراإ الرغبا ااات‪ ،‬وما ااا يلا ااى كلا ااك‪ ،‬با ااا ين أدب‬
‫التجااارب ي ااما مااا أساااس تجربتااه ماان األوضاااإ االجتما يااة‪ ،‬أو األلاادار‬
‫السياس ا ااية‪ ،‬أو الهم ا ااوم الولني ا ااة‪ ،‬أو القض ا ااايا القومي ا ااة‪ .‬أج ا ااا‪ ،‬ي ا ااما أدب‬
‫التج ااارب كل ااه‪ ،‬م ااا دام الوض ااع االجتم اااعي‪ ،‬أو الح اادر السياس ااي‪ ،‬أو اله اام‬
‫ار‬
‫يلساس ااا ص ااادًقا‪ ،‬أو فك ا ًا‬
‫ً‬ ‫ال ااولني أو ال اادافع الق ااومي‪ ،‬ي ااكا ل اادى األدي ااب‬
‫‪89‬‬
‫امااا عليااه أن يعباار عنااه‪ ،‬ويقصااد يش اراك‬‫ايطرا‪ ،‬ياارى ل ً‬ ‫ُملِّ ًحااا‪ ،‬أو وجا ً‬
‫ادانا مسا ً‬
‫اا ارين فيااه‪ ..‬وعلااى العكااس ماان كلااك قااد يكااون الكااالم الااذو ياادور لااول‬
‫م ا اااهد الطبيعا ااة أو لقا ااالل الكا ااون أو م ا اااعر اإلنسا ااان كالحا ااب والحنا ااين‬
‫وال ااوق ومااا يلااى كلااك‪ ،‬كالمااا ال عالقااة لااه باااألدب‪ ،‬ألنااه يفقااد الصاادق‪ ،‬أو‬
‫يفقد الت ثير الفني لعج وساالله الفنياة عان التعبيار‪ .‬وهكاذا يكاون هاذا الكاالم‬
‫– لتى يكا تحقل له ال كا المنمل والبال ة ال كلية – أدب مناسابات‪ ،‬ر ام‬
‫أناااه ال يتصاااا با ااالمجتمع وال بالسياس ااة وال ب لااادار الا ااولن‪ ..‬فمج اارد كا ااون‬
‫موضااوإ القصاايدة فااي الربيااع ال يجعلهااا ماان شااعر الطبيعااة أو شااعر التجربااة‬
‫الجمالية المنبيقاة مان اإللسااس بجماال الكاون‪ ،‬ألنهاا قاد تتحادر عان الربياع‬
‫أو الطبيع ااة‪ ،‬وال تس ااتطيع أن ت اانم ع اان يلس اااس ص ااادق‪ ،‬أو تحق اال م اااركة‬
‫شعورية لدى المتلقين‪ .‬وبهذا تكون من كالم المناسابات‪ ،‬الاذو يدبجاه بعاض‬
‫لغويااا علااى قااول كااالم بليا المظهاار‪ ،‬بمناساابة قاادوم فصااا الربيااع‪..‬‬
‫القااادرين ً‬
‫هااذا علااى لااين قااد تكااون القصاايدة قااد قيل ا فااي لاادر سياسااي أو موضااوإ‬
‫اجتماعي أو ولني أو قومي‪ ،‬وتكون من شعر التجارب‪ ،‬ألن المناسبة التاي‬
‫فاي وجادان ال ااعر يلاى لاد التجرباة‪ ،‬وكلاك بماا لركا‬ ‫فيها قد ارتق‬ ‫قيل‬
‫فيه من انفعال صادق ووجدان لاغ‪ ،‬وبما توفر لها من كلك من القدرة على‬
‫الت ثير على اا ارين‪ ،‬بحياو ي ااركون ال ااعر انفعالاه‪ ،‬ويقاسامونه وجداناه‪،‬‬
‫األمر الذو يكسب التجربة – يلى جانب الصدق– صفة العموم‪.‬‬

‫ين كااا عمااا أدبااي يقااال بمناساابة‪ ،‬ولكاان المناساابة هنااا عامااة بمعناهااا‬
‫والساالبي الااذو يعاااب بااه أدب مااا‪،‬‬ ‫اللغااوو‪ .‬أمااا المناساابة فااي معناهااا الخااا‬

‫‪90‬‬
‫ويوصف ب نه "أدب مناسبات" فهي التي ال ترتفع يلى درجة التجرباة المحلقاة‬
‫بجنالي الصدق والتجاوال يلى اا رين‪.‬‬

‫وهكذا نرى أنه ال يمكن أن يوصف الكيير مان شاعر أعالمناا فاي القاديم‬
‫طااا بانتصااار لربااي‪ ،‬أو‬
‫والحااديو ب نااه شااعر مناساابات‪ ،‬لمجاارد أنااه قيااا مرتب ً‬
‫متعلًقا بوضع سياسي‪ ،‬أو منطلًقا من لدر اجتماعي‪ ،‬وبدعوى أن كلاك كلاه‬
‫من المناسبات ‪ ..‬ف ير أشعار أباي تماام والبحتارو والمتنباي – وأمياالهم مان‬
‫القادماء – فاي االنتصاارات العربياة‪ ،‬ومعظام أشاعار شاوقي ولااف ومحاارم –‬
‫وأض ا ا ارابهم ما ا اان المحا ا اادثين – فا ا ااي الولنيا ا ااة المص ا ا ارية والسياسا ا ااة القوميا ا ااة‬
‫واألوضاإ االجتما ية‪ ،‬ومعظم هذأ األشعار من شعر التجارب ال من شعر‬
‫المناسبات‪ ،‬ألن ه الء ال عراء قد صدروا فيها عن يلساس صادق‪ ،‬ونجحوا‬
‫في عرضه علينا‪ ،‬كما نجحوا في نقله يلينا‪.‬‬

‫فالمناسابة فاي هاذأ األشاعار ال تعادو أن تكاون المناسابة بمعناهاا اللغااوو‬


‫وهي المناسبة التي وراء كا أدب مهما كان‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫صورة الصعيدي في ألف ليلة وليلة‬
‫َمن يطلع على موج دالرة المعارف اإلسالمية في الج ء الخا‬
‫كيير من دراسات المست رقين التي تناول هذا الكتاب‪،‬‬
‫ب لف ليلة وليلة يجد ًا‬
‫من ليو أصله‪ ،‬وما أضير يلى هذا األصا من لكايات‪ ،‬ومخطولاته‪،‬‬
‫ولبعاته‪ ،‬وترجماته‪ ،‬يلى ير كلك؛ يك ُي َعد كتاب ألف ليلة وليلة من أشهر‬
‫عالميا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكتب‬

‫وتعد ال خصية الركن األساس في لكايات ألف ليلة وليلة‪ ،‬وقد‬


‫ال خصيات دا ا هذأ الحكايات‪ ،‬وتماي ت فيما بينها من ليو‬ ‫تنوع‬
‫وتنوإ‬
‫بديعا في نسيج الحكايات‪ُّ .‬‬
‫تنوعا فنيا ً‬
‫ً‬ ‫البيئة واللغة واليقافة؛ ف لدث‬
‫تنوإ الحكايات التي ت ير يلى عدة أوضاإ‪ ،‬كالوضع‬
‫ال خصيات أدى يلى ُّ‬
‫االجتماعي أو اليقافي أو السياسي‪.‬‬

‫وعلى كلك ت تي أهمية دراسة بناء ال خصية وربطها بعناصر العما‬


‫األ رى من لدر والمان ومكان ولغة‪ ،‬فاللغة تصبح جوفاء دون شخصية‬
‫ت ديها‪ ،‬والمكان يصبح بال هوية ين لم توجد ال خصيات فيه‪ ،‬وال مان‬
‫يسرإ ويبطر لسب الصراإ الدالر فيه‪ ،‬والحدر يصبح باهتًا ين لم تتد ا‬
‫ال خصية في صنعه‪.‬‬

‫ول خصية الصعيدو مكانة مهمة في المجتمع؛ وكلك الرتباله‬


‫فضال عن دور المكان صعيد مصرق الذو يميا‬
‫ً‬ ‫ال ديد بالعادات والتقاليد‪،‬‬
‫شريحة كبيرة من المجتمع‪ .‬وهذأ البحو يدرس هذأ ال خصية وال خصيات‬

‫‪92‬‬
‫األ رى‪ ،‬كما قدمتها ألف ليلة وليلة في لكاية الصعيدو واإلفرنجية من‬
‫ليو الجوانب الفنية‪ ،‬محاوًال تفكيك العما السردو يلى ج ليات صغيرة؛‬
‫لتى تكتما صورة هذأ ال خصيات في الحكاية‪ ،‬باإلضافة يلى توضيح‬
‫وجهة نظر الراوو فيها‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫صورة الصعيدي من خالل عالقته باآلخر‬

‫يتضح من ألدار الحكاية أن الصعيدو فيها تربطه عالقة وليدة‬


‫بالمال‪ ،‬والدين واألرض والعما‪ ،‬والمرأة‪ ،‬والمدينة‪ .‬فيميا المال للصعيدو‬
‫ركي ة أساسية من ركال الحياة؛ فهو سبيا ال يا‪ ،‬ومصدر التفا ر بين‬
‫الناس في كيير من األليان‪ ،‬وهو سبيا يلى ال يا والتملك‪ .‬ولقد برالت‬
‫عالقته بالمال جلية من الل الحكاية؛ فالحكاية اتك ت على ككر المال‬
‫دمة الكتان‬ ‫ب كا صريح؛ يك ككر الرواو أن الصعيدو أنفل على‬
‫سببا في سفر الصعيدو يلى عكا‪ ،‬وهو ألد‬
‫مسمالة دينار‪ ،‬وجعا المال ً‬
‫يوط الحدر في الحكاية؛ فالصعيدو لين علم أن تجارته كاسدة في‬
‫الصعيد قصد المدينة للتكسب‪.‬‬

‫أيضا أن الصعيدو ال ي ب باد ار المال وهو في المدينة‪،‬‬


‫ً‬ ‫ونلح‬
‫كيير في سبيا‬
‫على المال ًا‬ ‫على ير عادته وهو في القرية؛ فلم يحر‬
‫دينارا‪ ،‬لتى وصا‬
‫الحصول على المرأة اإلفرنجية‪ ،‬فدفع يليها أوًال مسين ً‬
‫يلى مسمالة دينار‪ ،‬وهو ما يعكس سيطرة تلك المرأة على قلبه وعقله؛ مما‬
‫جعله يغير من لبيعته الحريصة على المال‪ ،‬ويعكس األمر كذلك سعي‬
‫اإلفرنج يلى كن المال‪ .‬ثم يظهر الجانب الوعظي جليا في نهاية الحكاية‬
‫في أن الصعيدو لصا على اإلفرنجية بع رة دنانير‪ ،‬وتلك مكاف ة له على‬
‫عفته‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫والحكاية لم تُ ر يلى عالقة الصعيدو بالمال فق ‪ ،‬با أشارت‬
‫ضمنيا يلى عالقة السلطة بالمال‪ ،‬السلطة المتميلة في الملك الناصر ولربه‬
‫لرصا منه على‬
‫ً‬ ‫دينار؛ وكلك‬
‫ًا‬ ‫نج؛ يك ال يوجد في انته يال تسعون‬
‫اإلفر َ‬
‫ينفاق جميع أمواله في قتال اإلفرنج‪ ،‬فكا أمواله مسخرة في دمة دينه‬
‫وولنه‪ ،‬مع لرصه على رد الحقوق يلى أصحابها‪ ،‬كما فعا مع الصعيدو‬
‫له ع رة دنانير؛ يك أصر على أن ي ذ بها جارية من جوارو‬ ‫لين تبق‬
‫السبي‪.‬‬

‫ويعد الدين أهم أعمدة الحياة‪ ،‬والمي ان الذو يقيم به اإلنسان نفسه‪،‬‬
‫ولقد يهرت عالقة الصعيدو بالدين في هذأ الحكاية بوضوا؛ فقد ارتك ت‬
‫الحكاية على ييهار التدين الفطرو لدى الصعيدو‪ ،‬وهذا ما جعا الدين‬
‫قويا في قلبه‪ ،‬وقد يرجع هذا التدين يلى عالقة الصعيدو باألرض؛‬
‫فالصعيدو لين يبذر البذور وينتظرها لتى تنضج‪ ،‬ي اهد قدرة هللا على‬
‫اإلنبات‪ ،‬تلك القدرة التي تجعله يوقن أ ير باهلل العظيم‪ ،‬الذو يدبر األمر‬
‫ويكافر على المعروف‪ ،‬ويجاالو باإللسان‪.‬‬

‫ومن المالمح الدالة على هذأ العالقة في مفتتح الحكاية قول‬


‫الصعيدو‪" :‬وعادة نساء اإلفرنج أن تم ي في السوق بال نقاب" ‪1‬ق‪ ،‬وتلك‬
‫نقطة جوهرية جعلته يضعف أمام جمالها‪ ،‬يك ال الع في الصعيد عندأ‬
‫تعرضا لفتنة النساء وجمالهن‪.‬‬
‫ً‬ ‫ل مة المرأة عامة؛ مما يجعله أقا‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.238‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪95‬‬
‫والتدين الفطرو عند الصعيدو المرتب بطبيعته َّ‬
‫ككرأ باهلل لين انفرد‬
‫السماء والقمر يضيء‬ ‫باإلفرنجية فوق سطح البي ؛ ففي قوله‪" :‬فنمنا تح‬
‫في نفسي أما تستحي‬ ‫علينا‪ ،‬وصرنا ننظر يال النجوم في البحر‪ ،‬فقل‬
‫السماء‪ ،‬وعلى بحر‪ ،‬وتعصي هللا‬ ‫ريب‪ ،‬وتح‬ ‫من هللا ع وجا‪ ،‬وأن‬
‫‪ ...‬وتستوجب عذاب النار؟" ‪1‬ق‪ .‬فرلابة المكان‪ ،‬وجمال الكون َّ‬
‫ككرأ باهلل‬
‫عرف على أن اإلفرنجية على ير ملته وهذا‬
‫فاستحى منه‪ .‬ثم ين الصعيدو َّ‬
‫يا على صورته‪،‬‬
‫عرضها وصيانة شرفها من التدنيس؛ لفا ً‬ ‫أدعى لحف‬
‫وصورة يسالمه‪ .‬ما أنه ككر أنه ريب‪ ،‬وهو أدعى يلى أن يسلك لرق‬
‫الخير‪ ،‬وأن يبتعد عن الركالا‪ ،‬وأن يهتم ب ئونه؛ باليًا عن قوت يومه‪.‬‬

‫ثم يبرر الصعيدو لنفسه أنه شخصية ب رية يستهويها الجمال‪،‬‬


‫أليانا‪ ،‬وكلك بعد أن قارن نفسه بالصالحين‪ ،‬كالسرو‬
‫ً‬ ‫وتبرر الركيلة‬
‫السقطي‪ ،‬وب ر الحافي‪ ،‬والجنيد‪ ،‬والفضيا بن ياض‪ ،‬فإن كان ه الء من‬
‫األولياء‪ ،‬فإن الصعيدو لم يصا بعد يلى تلك المرتبة؛ ولذلك قرر الرجوإ‬
‫يلى للب اإلفرنجية مرة ثانية‪.‬‬

‫وتنتصر في نفس الصعيدو ن عة الخير؛ فيتغلب على شهوته‪ ،‬فت تي‬


‫لمدا‬
‫له المكاف ة في نهاية الحكاية ب واجه من هذأ اإلفرنجية؛ لذا لمد هللا‪ً ،‬‬
‫يتضمن شكر هللا على سلوك لريل الخير‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.239‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪96‬‬
‫لا وثيًقا؛ فا"مهما تباعدت األولان‪،‬‬
‫باألرض ارتبا ً‬ ‫واإلنسان يرتب‬
‫األالمان فإن األرض هى الحياة والوجود لننسان‪ .‬قد يختلف‬ ‫وتتابع‬
‫مفهومه لها لبقا لسنة التطور‪ ،‬لكنه لن يفقد اهتمامه وارتباله بها؛ ألنها‬
‫الصعيدو باألرض والعما فيها‬ ‫قدرأ وبدايته كما هى نهايته" ‪1‬ق‪ .‬ويرتب‬
‫ارتباط األب بابنه‪ ،‬وهذا ما جعا األدباء ينظرون يلى األرض بردى مختلفة‬
‫"فمنهم من وجد فيها األم الرءوم التي ال تكف عن العطاء والنماء والخير‪،‬‬
‫فهي في نظرهم مصدر الحياة الب رية‪ ،‬في لين رأى فيها البعض اا ر‬
‫نهاية كا شيء لي‪ ،‬فقد استطاإ ترابها أن يمتص أجساد جميع الذين‬
‫مستمر لننسان‬
‫ًا‬ ‫رللوا من الب ر منذ بدء الخليقة‪ ،‬ومنهم من اعتبرها تحدًيا‬
‫الذو يتحتم عليه أن يكدا ويعرق لتى يفرض عليها يرادته وعلمه؛ كي‬
‫يستخرف منها كنوالها و يراتها" ‪2‬ق‪.‬‬

‫وعما الصعيدو في األرض شيء مقدس‪ ،‬يمرض ين تركه؛ ولذلك‬


‫نجدأ ال يفرط في شبر من أرضه مهما لدر‪ .‬وهو في هذأ الحكاية يعطي‬
‫وقته وجهدأ لرعاية أرضه ومحصوله‪ ،‬فها هو قد اسمر لونه وهو يرعى‬
‫كيير من المال‪ ،‬لتى وصا‬
‫أرضه وي رعها بالكتان‪ ،‬وينفل على محصوله ًا‬
‫يلى مسمالة دينار‪ .‬وبجني اليمار ال تنتهي معاناة الصعيدو‪ ،‬الذو يجد‬
‫م قة في بيع محصوله‪ ،‬فعندما أراد بيع الكتان لم يجر له منه شيء أ ير‬
‫‪-‬على لسان‬ ‫مما أنفقه عليه‪ .‬ويصور لنا الراوو هذأ المعاناة بقوله‬

‫‪.37‬‬ ‫‪1‬ق موسوعة الفكر األدبي‪ ،‬نبيا ار ب‪،‬‬


‫‪2‬ق‬
‫‪.30‬‬ ‫المرجع نفسه‪،‬‬

‫‪97‬‬
‫كتانا في هذأ البلدة‪ ،‬وقلعته ونفضته وصرف‬
‫ً‬ ‫الرع‬ ‫الصعيدو‪" :-‬قد كن‬
‫مسمالة دينار‪ ،‬ثم أردت بيعه فلم يجر لي منه شيء أ ير من‬ ‫عليه‬
‫كلك"(‪.)1‬‬

‫وتستمر معاناة الصعيدو؛ يك اضطر يلى السفر يلى عكا؛ لبيع‬


‫تاركا أهله وولنه‪ ،‬بناء على نصيحة بعضهم؛ لعله يربح فيه‬
‫محصوله‪ً ،‬‬
‫عظيما‪ .‬ثم يصور لنا الراوو معاناة أ رى عاشها هذا الصعيدو في‬ ‫ً‬ ‫بحا‬
‫رً‬
‫بيع محصوله؛ يك المعاناة ال تنتهي بوجود الم ترو‪ ،‬ولكنها تستمر يكا كان‬
‫البيع بااجا؛ ألنه في هذأ الحال سينتظر فترة لتى ي ذ من الم ترو ثمن‬
‫صبر يلى ستة‬
‫ًا‬ ‫بعضه‬ ‫يلى عكاء‪ ،‬وبع‬ ‫البضاعة‪ ،‬يقول‪" :‬فذهب‬
‫الهدنة‬ ‫أشهر"(‪ .)2‬ولم يح ِّ‬
‫صا من الناس ثمن البضاعة يال بعد أن انقض‬ ‫َُ‬
‫التي بين المسلمين واإلفرنج‪ ،‬وبانقضالها د ا الصعيدو في معاناة أ رى؛‬
‫يك اضطر يلى المقايضة على ما بقي من الكتان دون بيعه وقبض ثمنه‪،‬‬
‫جال‪،‬‬
‫يقول‪" :‬وأ ذت في تحصيا ثمن الكتان الذو اشتراأ مني الناس م ً‬
‫من‬ ‫والمقايضة على ما بقي منه‪ ،‬وأ ذت معي بضاعة لسنة‪ ،‬و رج‬
‫عكا‪.)3("...‬‬

‫رف الصعيدو من عكا‪ ،‬وهو يحما هم البضاعة التي أ ذها منها‪،‬‬


‫أمال‬ ‫وهنا نرى لياة الم قة و َ‬
‫الكبد التي ي ي ها؛ يك يرلا من بلد يلى بلد؛ ً‬

‫‪.238‬‬ ‫‪1‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬


‫‪.238‬‬ ‫‪2‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪.240‬‬ ‫‪3‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪98‬‬
‫في بيع ما معه من بضاعة‪ ،‬ون عر بهذأ المعاناة من المسافة التي قطعها‬
‫من عكا لتى وصا يلى دم ل‪ ،‬وهناك وجد بغيته‪ ،‬و مرت السعادة قلبه؛‬
‫يك باإ البضاعة التي أ ذها من عكا ب على ثمن؛ النقطاإ وصولها بسبب‬
‫يلى‬ ‫من عكا‪...‬وسرت لتى وصل‬ ‫انقضاء مدة الهدنة‪ ،‬يقول‪" :‬و رج‬
‫البضاعة التي أ ذتها ب قصى ثمن؛ النقطاإ وصولها بسبب‬ ‫دم ل وبع‬
‫انقضاء مدة الهدنة"(‪.)1‬‬

‫ونخلص من كلك يلى مدى ارتباط الصعيدو باألرض‪ ،‬أو ما يطلل‬


‫عليه "لذة ال قاء"؛ يك ت ا األرض من جسدأ وروله‪ ،‬لكنه ال ينفك عن‬
‫لبها‪ ،‬وال عن رعاية ال رإ وبيعه‪ ،‬وهو يتحما كا كلك؛ للعالقة القوية التي‬
‫تجمعه ب رضه‪ ،‬ك نهما نسيج والد‪ ،‬وهو ما أيهرته الحكاية عبر المقالع‬
‫السردية‪.‬‬

‫مع عالقات أ رى‪ ،‬ولعا‬ ‫وتظهر مالمح ال خصية يكا ت ابك‬


‫"عامال‬
‫ً‬ ‫ارتباط الصعيدو باألرض يجعله أ ير ارتبالا بالمرأة؛ فاألرض تعد‬
‫هال يقدم به نفسه للمرأة‬
‫مساعدا إلثبات الذات‪ ،‬وهى كعاما ملكية تعد م ً‬
‫ً‬
‫وينال الحظوة والمكانة لديها" ‪2‬ق‪.‬‬

‫ضمنيا بعض اال تالفات بين المرأة‬


‫ً‬ ‫وفي الحكاية يوضح الراوو‬
‫الصعيدية واإلفرنجية‪ ،‬أدت يلى تعلل الصعيدو بالمرأة اإلفرنجية‪ ،‬أهمها‪ :‬أن‬
‫من عادة المرأة اإلفرنجية أن تم ي بال نقاب‪ ،‬وهذا هو السبب الذو أدى‬

‫‪.240‬‬ ‫‪1‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬


‫‪2‬ق‬
‫‪.60‬‬ ‫رواية الفالا فالا الرواية‪ ،‬مصطفى الضبع‪،‬‬

‫‪99‬‬
‫يلى أن يرى الصعيدو اإلفرنجية في السوق‪ ،‬فرأى من جمالها ما بهر عقله؛‬
‫الف المرأة الصعيدية التي دالما ما تكون‬ ‫فوقع في لبها‪ ،‬وهذا على‬
‫مت حة بالسواد‪ ،‬يقول‪" :‬فبينما أنا أبيع يك مرت بي امرأة يفرنجية‪ ،‬وعادة‬

‫لت ترو مني ً‬


‫كتانا‪،‬‬ ‫نساء اإلفرنج أن تم ي في السوق بال نقاب‪ ،‬ف ت‬
‫في اليمن‪،‬‬ ‫لها شيئا‪ ،‬وتساهل‬ ‫من جمالها ما بهر عقلي‪ ،‬فبع‬ ‫فرأي‬
‫ف ذته وانصرف " ‪1‬ق‪.‬‬

‫الصعيدو في الحكاية محبا للمرأة وجمالها‪ ،‬ولم‬


‫َّ‬ ‫وقد أيهر الراوو‬
‫المستعبد للمرأة‪ ،‬وال بصورة الصعيدو‬ ‫يظهرأ بصورة الصعيدو المتسل‬
‫الذو يرى أن المرأة ميا األرض‪ ،‬ال مهمة لها سوى أن تلقى فيها البذور‬
‫فتنب ‪ .‬وها هو الصعيدو في الحكاية ينسى أرضه وتجارته‪ ،‬محاوًال‬
‫كييرا‪ ،‬كان‬
‫ماال ً‬
‫باكال في كلك ً‬
‫لبا‪ً ،‬‬ ‫الوصول يلى من بهرت عقله‪ ،‬وشغفته ً‬
‫أيضا ب نه يكا‬
‫الصعيدو ً‬
‫َّ‬ ‫قد ا تسبه بعد معاناة شديدة‪ .‬وأيهر لنا الراوو‬
‫ألب المرأة صدق في لبه‪ ،‬وبذل في سبيا الوصول يلى محبوبته كا ما‬
‫دينارا؛ لتجيء‬
‫يملك؛ فهو يتفل مع المرأة العجوال على أن يدفع لها مسين ً‬
‫له باإلفرنجية في المرة األولى‪ ،‬ثم مالة دينار في المرة اليانية‪ ،‬ثم مسمالة‬
‫دينار في المرة اليالية‪ ،‬وكان قد ع م في هذأ المرة أن يغرم ثمن الكتان‬
‫جميعه في سبيا الوصول يليها‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.238‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪100‬‬
‫ثم توضح لنا الحكاية مدى ارتباط هذا الصعيدو باإلفرنجية؛ فهي‬
‫تمأل عليه قلبه وعقله‪ ،‬وأنه لما أراد أن ينساها لم يجد سوى االتجار بجوارو‬
‫السبي‪ ،‬وفي هذا يشارة من الراوو يلى أنه أراد االتجار بجو ٍار يفرنجيات‬
‫أيضا؛ لعله يرى في جمالهن ما ينسيه محبوبته‪ ،‬يقول‪" :‬وصرت أتجر في‬
‫ً‬
‫جوارو السبي؛ ليذهب ما بقلبي من اإلفرنجية"(‪.)1‬‬

‫والصعيدو في عالقته بالمرأة لم يستخدم التصريح المباشر في‬


‫التعبير عن لبه وتعلقه باإلفرنجية‪ ،‬وا تار أن يوصا لها م اعرأ عن‬
‫لريل التساها معها في ثمن الكتان الذو ت تريه منه‪ ،‬ثم كرر كلك مرة‬
‫لها‬ ‫أ رى بعد أيام‪ ،‬فكررت مجيئها يليه‪ ،‬وعرف ْ أنه يحبها‪ ،‬يقول‪" :‬فبع‬
‫يلي بعد أيام فبع‬
‫في اليمن‪ ،‬ف ذته وانصرف ‪ .‬ثم عادت َّ‬ ‫شيئا وتساهل‬
‫ً‬
‫يلي‪،‬‬
‫معها أ ير من المرة األولى؛ فكررت مجيئها َّ‬ ‫شيئا‪ ،‬وتساهل‬
‫لها ً‬
‫أني ألبها"(‪ .)2‬وفي النص السابل يشارة يلى فهم الصعيدو‬ ‫وعرف‬
‫شخصية اإلفرنجية؛ يك يبدو أنه علم من التعاما مع اإلفرنج أنهم على قدر‬
‫ٍ‬
‫عال من الذكاء‪ ،‬ولوال كلك لما ألمح يليها بحبه‪ ،‬عن لريل التساها معها‬
‫في اليمن‪ ،‬وك نه كان على ثقة من أنها ستعي مضمون الرسالة‪.‬‬

‫وي يا الصعيدو ملتصًقا باألرض‪ ،‬يخاف السفر يلى بالد ال ي لفها‪،‬‬


‫وهذا ما يجعله يحذر السفر واألما ن الجديدة؛ فهو يعتقد أنه سيتعاما هناك‬
‫يتصفون بالمكر والدهاء‪ ،‬في مقابا أها الصعيد الذين‬ ‫مع أشخا‬

‫‪.240‬‬ ‫‪1‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬


‫‪2‬ق‬
‫‪.238‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪101‬‬
‫يتصفون بالطيبة والنقاء‪ ،‬يخ ى السير في المدينة وشوارعها الم دلمة‪ ،‬في‬
‫الذو اعتاد فيه أن يسير من بيته يلى لقله‪ ،‬ثم يعود يلى بيته مرة‬ ‫الوق‬
‫أ رى‪ ،‬دون الولوف في شوارإ متفرعة‪ ،‬أو السير وس ال لام الخانل‪ .‬اعتاد‬
‫وي ُعود في هدوء‪ ،‬ال أن تكون العجلة سمة لياته‪ ،‬يخ ى هذا‬
‫أن يذهب َ‬
‫بعيدا عن المدن‪.‬‬
‫له؛ فيفضا البقاء في بلدته ً‬

‫نظر للعادات والتقاليد التي‬


‫والمكان ي كا وجهة نظر ال خصية؛ ًا‬
‫تربى عليها‪ ،‬وم اجه النفسي‪ ،‬ونظرته يلى اا ر؛ فقد يرى المدينة امرأة‬
‫متحررة‪ ،‬وقد يراها مال ًكا من الفقر‪ ،‬وقد يراها سلطة تتحكم في لقمة ي ه؛‬
‫ويرجع كلك يلى انتماله ال ديد يلى األرض‪ ،‬فله معها لقوس يومية‪ ،‬ال‬
‫يينيه عن ت ديتها سوى المرض أو الموت‪ .‬لكن الراوو في هذأ الحكاية جعا‬
‫الصعيدو يرى أفًقا أرلب من مكانه الذو ي يا فيه‪ ،‬ومن أرضه التي‬
‫ي رعها‪ ،‬واالداد هذا األفل رلابة بالتجارة؛ فالصعيدو ي يا في قريته‪،‬‬
‫ُي ِّ‬
‫كون فيها عالقات اجتما ية‪ ،‬تجعا له ع وة كبيرة‪ ،‬لكن المدينة ال تعترف‬
‫يال بلغة المال‪.‬‬

‫مضطر‪ -‬يلى عكا؛ لبيع الكتان الذو لم يجد له‬


‫ًا‬ ‫سافر الصعيدو –‬
‫من ي تريه بيمن مرتفع‪ .‬وفيها رأى من العادات ما لم يرأ في بلدته؛ يرى‬
‫معتادا على كلك من قبا‪،‬‬
‫ً‬ ‫نساء يم ين في األسواق بال نقاب‪ ،‬ولم يكن‬
‫ووس هذا االنبهار بجمالهن تناسى –ولو لفترة‪ -‬أنه ما جاء يلى هنا من‬
‫أجا الظفر بام أرة‪ ،‬ولكن من أجا بيع الكتان‪ ،‬ولكنها المدينة؛ فما كان هذا‬

‫‪102‬‬
‫الصعيدو يفكر في كلك من قبا؛ فهو م غول ب رضه وبيع محصول من‬
‫نالية‪ ،‬ولم يعتد أن يرى النساء سافرات الوجه من نالية أ رى‪ ،‬وكا جديد‬
‫له رونقه وبهادأ‪.‬‬

‫لم يذكر لنا الراوو بعد كلك أن الصعيدو عاد يلى ال راعة مرة أ رى‪،‬‬
‫ولكنه ككر أنه أ ذ يتاجر في الجوارو؛ ليذهب ما بقلبه من اإلفرنجية‪،‬‬
‫اضحا في تغيير ن اله من ال راعة يلى التجارة؛‬
‫ولكن يبدو ت ثير المدينة و ً‬
‫بحا أعلى بكيير مما‬
‫وك نه لما ا تل بالتجار في المدن رأى في التجارة ر ً‬
‫يحصله من األرض‪ .‬ومن المالل في الحكاية أن الراوو لم يذكر ً‬
‫أيضا‬
‫تغير هيئة الصعيدو فى الملبس‪ ،‬لكنه رك على تغير تفكيرأ‪ .‬ومن الجدير‬
‫بالذكر أن الصعيدو لم يترك بلدته كارها لها‪ ،‬ينما سافر من ضغ العوال‪،‬‬
‫وفي المدينة رأى الجمال والمال‪ ،‬وهما سببان كافيان لمكوثه هناك فترة‬
‫بالقليلة‪.‬‬ ‫ليس‬

‫‪103‬‬
‫صورة الصعيدي‬

‫من خالل العناصر الفنية لبناء الحكاية‬

‫هذا المبحو محاولة للوقوف على كيةية بناء ال خصية الرليسة في‬
‫الحكاية شخصية الصعيدوق من الل عناصر بناء الحكاية الفنية؛ متناوًال‬
‫كلك من الل الحدر‪ ،‬وال خصيات‪ ،‬وال مان‪ ،‬والمكان‪ ،‬واللغة‪.‬‬

‫الحدر هو "الفعا القصصي‪ ،‬أو هو‪ :‬الحادثة ‪ event‬التي ت كلها‬


‫لركة ال خصيات؛ لتقدم في النهاية تجربة ينسانية كات داللة معينة‪ ،‬أو‬
‫مستقال له‬
‫ً‬ ‫عالما‬ ‫ِّ‬
‫وتكون منها‬ ‫هو‪ :‬الحكاية التي تصنعها ال خصيات‪،‬‬
‫ً‬
‫صوصيته المتمي ة" ‪1‬ق‪ .‬وهو "أية واقعة تحدثها ال خصيات في لي و‬
‫ال مان والمكان‪ ،‬وتسهم في ت كيا الحركة الدرامية‪ ،‬والفعا" ‪2‬ق‪.‬‬

‫ومكونات الحدر تسهم في ت كيا ال خصية‪ ،‬من ليو اإليجابية‬


‫والسلبية‪ ،‬ودورها في الصراإ الدالر في الحكاية‪ .‬وبالنظر في لكاية‬
‫الصعيدو واإلفرنجية‪ ،‬نجد أن الحدر يبدأ باالسترجاإ‪ ،‬يك يتم الحكي من‬
‫األلدار‪ .‬ويعتمد الراوو منذ البداية على وسالا الت ويل؛‬ ‫ليو انته‬
‫وكلك من الل المقارنة بين صورة الصعيدو ال ديد السمرة‪ ،‬وصورة أبناله‬
‫البيض؛ فتبدأ ألدار الحكاية لت يا هذأ الحيرة من أكهان المتابعين؛ وهو ما‬
‫يجعا المستمع أو القارئ في لالة ترقب وانتظار لِّما سيقع من ألدار‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.28‬‬ ‫دراسات في نقد الرواية‪ ،‬له وادو‪،‬‬
‫‪.99‬‬ ‫‪2‬ق معجم المصطلحات الدرامية والمسرلية‪ ،‬يبراهيم لمادة‪،‬‬

‫‪104‬‬
‫ويبدأ مسار الحدر في الت كا في الك ف عن رغبة الصعيدو في‬
‫بيع الكتان‪ ،‬تلك الرغبة التي جعلته يسافر يلى عكا ليو رواف التجارة‪.‬‬
‫وينتقا الحدر من التركي على لبيعة الصعيدو‪ ،‬يلى سرد وصفي لتلك‬
‫لبا‬
‫المرأة اإلفرنجية التي شغفته لبا‪ .‬وألن لب الصعيدو لنفرنجية كان ً‬
‫دون تصريح‪ ،‬وهذا قد ي ثر في لبيعة الحدر من ليو الركود‪ ،‬فإن‬
‫عادتها أن‬ ‫جديدا للحدر‪" :‬وكان‬
‫مسار ً‬
‫ًا‬ ‫بالمرأة العجوال لتفتح‬ ‫الحكاية دفع‬
‫بحبها‪ ،‬فها‬ ‫للعجوال التي معها‪ :‬يني قد شغف‬ ‫تم ي مع عجوال‪ ،‬فقل‬
‫تتحيلين لي في االتصال بها؟" ‪1‬ق‪.‬‬

‫ود ول العجوال في لور الحدر ينما يمهد لحدر جديد في بنية‬


‫الحكاية من جانب‪ ،‬ويك ف عن لبيعة الصعيدو من جانب آ ر؛ ليو‬
‫الخجا في التصريح بالحب‪ ،‬فلج يلى تلك المرأة العجوال؛ كي تنوب عنه‬
‫ماال؛‬
‫عليه ً‬ ‫في ييصال محبته يلى تلك اإلفرنجية‪ ،‬ولكن العجوال اشترل‬
‫مقابا الحصول على ما يريد‪ ،‬وهو ما وافل عليه الصعيدو؛ ل دة تعلقه‬
‫بها‪.‬‬

‫ويظهر الصراإ جليا في نفس الصعيدو بين فطرته التي تجنح نحو‬
‫العفاف‪ ،‬وبين شغفه بتلك اإلفرنجية‪ ،‬يك يتمحور الحدر في تلك الليلة بين‬
‫كبير من‬
‫ولهه بها‪ ،‬وتذكرأ هللا ‪-‬ع وجا‪ .-‬وقد أ ذ هذا الصراإ ج ًءا ًا‬
‫الحكاية؛ ليرك على لبيعة الصعيدو‪ ،‬الذو يتجاكبه عط ه يلى االرتواء‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.239 -238‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪105‬‬
‫من الجمال‪ ،‬وليبته و يته هللا ع وجاق‪ .‬ويتمحور الحدر من جديد في‬
‫المقارنة بين الروا والجسد‪ ،‬يك الجسد ي تهي تلك اإلفرنجية‪ ،‬وهو ما يظهر‬
‫تك اررأ على العجوال أن ت تي باإلفرنجية مقابا المال‪ ،‬وبين روله التي‬

‫تخ ى عذاب هللا‪ ،‬وهذا ما ييرو الصراإ‪ ،‬ويجعا الحدر ً‬


‫ناميا‪ ،‬ال ار ًدا‪.‬‬

‫جديدا للحدر؛ بخروف الصعيدو من عكا دون‬


‫ً‬ ‫مسار‬
‫ًا‬ ‫وتفتح الحكاية‬
‫الحدر وهى البة عن الم هد‪،‬‬ ‫أن يحصا على اإلفرنجية‪ ،‬ولكنها لرك‬
‫فقد تاجر بماله في الجوارو؛ كي ينساها‪ ،‬وهذا ما يجعا الصعيدو يظهر‬
‫جديدا عبر قف ة المنية‪ ،‬هي انتصار‬
‫مسار ً‬
‫ًا‬ ‫في صورة العاشل‪ .‬وي ذ الحدر‬
‫الملك الناصر على اإلفرنج‪ ،‬وقد قصدت الحكاية بذلك التركي على ع ة‬
‫اإلسالم من جانب‪ ،‬وفتح مسار جديد للحدر من جانب آ ر؛ إليهار‬
‫صورة الصعيدو‪ ،‬ليو لقادأ من جديد مع اإلفرنجية‪.‬‬

‫ومع قرب انتهاء الحكاية يتسارإ الحدر‪ ،‬في تي السرد في جما‬


‫قصيرة متسارعة‪ ،‬ليو يسالم اإلفرنجية‪ ،‬وعتقها‪ ،‬والواجها من الصعيدو‪،‬‬
‫الحدر على اإلفرنجية‪ ،‬من ليو‬ ‫ولملها‪ ،‬وللب اإلفرنج لها‪ .‬وتركي‬
‫تخييرها بين البقاء مع الصعيدو أو الفارس اإلفرنجي‪ ،‬ينما ي كد مدى لبها‬
‫ويظهر مبادئ الصعيدو الحسنة‪ ،‬التي جعلتها تتمسك به‪ .‬ولكي‬
‫الصعيدو‪ُ ،‬‬
‫تكون النهاية منطقية‪ ،‬دفع الحكاية ب خصية جديدة‪ ،‬هي شخصية األم‬
‫يليها الصندوق‪ ،‬الذو كان يحوو‬ ‫على ابنتها العوال‪ ،‬ف رسل‬ ‫ي‬ ‫التي‬
‫ما أعطاأ الصعيدو لتلك المرأة من قبا‪ ،‬ولم يتغير منه شيء؛ فجاءت‬

‫‪106‬‬
‫النهاية متوافقة مع لباإ الصعيدو النقية‪ .‬وينتهي الحدر بذكر الصعيدو‬
‫أن ه الء األوالد أبناء اإلفرنجية‪ ،‬وهي يجابة عن الس ال المطروا في بداية‬
‫الحكاية‪.‬‬

‫والصعيدو في الحكاية هو محرك الحدر‪ ،‬وهو ما يجعله شخصية‬


‫ناميا‪،‬‬
‫متطورة متجددة‪ .‬وعلى الر م من قصر الحكاية فقد جاء الحدر ً‬
‫تمال على الصراإ الدالر في نفس الصعيدو‪ ،‬هذا الصراإ الذو انتصرت‬
‫م ً‬
‫فيه روا الخير على ال ر‪ ،‬فظهر الصعيدو في صورة ييجابية‪.‬‬

‫ومن ألدار الحكاية يمكن رصد صفتين لهذا الصعيدو‪ ،‬هما‪ :‬عدم‬
‫الي س؛ يك نجدأ ينتقا من مكان يلى مكان بحيًا عن الرالق‪ ،‬وهذا يتضح من‬
‫انتقاله من بلدته يلى عكا‪ ،‬ثم يلى دم ل؛ عله يجد الربح الذو يرجوأ‪.‬‬
‫ولسن التصرف؛ فعندما كان في عكا وعلم‬
‫والذكاء في التعاما مع المواقف ُ‬
‫بانقضاء الهدنة التي بين المسلمين واإلفرنج أ ذ معه بضاعة لسنة‪ ،‬و رف‬
‫منها يلى دم ل‪ ،‬فباإ فيها البضاعة ب على ثمن؛ ألنه يعلم أن هذأ‬
‫البضاعة انقطع وصولها يلى دم ل؛ بسبب الهدنة‪ ،‬يقول‪" :‬وأ ذت معي‬
‫يلى دم ل وبع‬ ‫من عكا‪...‬وسرت لتى وصل‬ ‫بضاعة لسنة و رج‬
‫البضاعة التي أ ذتها من عكا ب قصى ثمن النقطاإ وصولها بسبب‬
‫انقضاء مدة الهدنة" ‪1‬ق‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.240‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪107‬‬
‫أيضا المقايضة على بعض الكتان الذو اشتراأ‬
‫ومما يدل على كلك ً‬
‫منه الناس؛ فالصعيدو عندما علم بانقضاء الهدنة‪ ،‬وأن اإلفرنج أمهلوا‬
‫المسلمين في عكا جمعة؛ ليقضوا أشغالهم‪ ،‬وينصرفوا يلى بالدهم‪ ،‬أ ذ في‬
‫جال‪ ،‬ومن لم يستطع السداد‬
‫تحصيا ثمن الكتان الذو اشتراأ منه الناس م ً‬
‫قايضه عليه؛ وبذلك استطاإ في أسبوإ أن يسترد جميع ماله ااجا‪ ،‬يما‬
‫قبضا‪ ،‬و ما مقايضة؛ يقول‪..." :‬فما شعرت يال والمنادو ينادو‪ ،‬ويقول‪ :‬يا‬
‫ً‬
‫مع ر المسلمين ين الهدنة التي بيننا وبينكم قد انقض ‪ ،‬وقد أمهْلنا َمن هنا‬
‫فانقطع ْ عني‬
‫َ‬ ‫من المسلمين جمعة ليقضوا أشغالهم وينصرفوا يلى بالدهم‪.‬‬
‫جال والمقايضة‬
‫ذت في تحصيا ثمن الكتان الذو اشتراأ مني الناس م ً‬
‫وأ ُ‬
‫على ما بقي منه" ‪1‬ق‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن الصراإ في الحكاية جاء على مستويين‪:‬‬


‫األول صراإ دا لي بين الصعيدو ونفسه‪ ،‬ومغامرته مع اإلفرنجية‪ ،‬والياني‬
‫صراإ ارجي‪ ،‬وهو صراإ المسلمين واإلفرنج‪ .‬وقد انتقا الرواو من الصراإ‬
‫الدا لى يلى الصراإ الخارجي‪ ،‬من صراإ الصعيدو يلى الصراإ األ بر‬
‫الدالر في تلك الفترة وهو صراإ المسلمين واإلفرنج‪ ،‬وقد انتهى الصراإ‬
‫الخارجي بانتصار الملك الناصر‪ ،‬أما الصراإ الدا لي فقد انتهى ب واف‬
‫الصعيدو من اإلفرنجية‪ .‬ومما يمي الصراإ في الحكاية أنه سار في طين‬
‫متوااليين؛ فالحكاية األصلية التي لوت صراإ الصعيدو مع اإلفرنجية كان‬

‫‪.240‬‬ ‫‪1‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪108‬‬
‫يالالمها صراإ القصة اإللار وهو صراإ المسلمين مع اإلفرنج‪ ،‬وهذا أهم ما‬
‫يمي قصص ألف ليلة وليلة‪.‬‬

‫وال خصية هي "ألد األفراد الخياليين أو الواقعيين الذين تدور لولهم‬


‫في القصة مدار المعاني‬ ‫ألدار القصة أو المسرلية" ‪1‬ق‪ .‬و"األشخا‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ومحوراألفكار وااراء العامة‪ ،‬و لهذأ المعاني واألفكار المكانة‬
‫يلى دراسة اإلنسان وقضاياأ؛ يك ال يسوق‬ ‫األولى في القصة منذ انصرف‬
‫أفكارأ وقضاياأ العامة منفصلة عن محيطها الحيوو‪ ،‬با مميلة في‬ ‫القا‬
‫مجرد دعاية‪ ،‬وفقدت‬ ‫الذين ي ي ون في مجتمع ما‪ ،‬و ال كان‬ ‫األشخا‬
‫"صورة‬ ‫معا" ‪2‬ق‪ .‬وال خصية ليس‬
‫بذلك أثرها االجتماعي وقيمتها الفنية ً‬
‫لرفية منقولة عن الواقع كما هو‪ ،‬و نما ترتفع عنه‪ ،‬وتتجاوالأ بجوانبها الفنية‬
‫معادال فنيا لل خصية الواق ية‪،‬‬
‫ً‬ ‫بقرية الكاتب‪ ،‬ف صبح‬ ‫التي أضافتها‬
‫ونموكجا لفئة من الناس‪ ،‬ففيها من الواقع‪ ،‬وفيها من الخيال" ‪3‬ق‪.‬‬
‫ً‬

‫والصعيدو في الحكاية هو ال خصية الرليسة فيها؛ ولذلك رك ت‬


‫الحكاية على بعدها الخارجي؛ ولذلك نجد الراوو قد رسم البعد الخارجي له‬
‫منذ بداية الحكاية‪ ،‬فوصفه ب نه "أسمر شديد السمرة‪ ،‬وهو شيخ كبير" ‪4‬ق‪.‬‬
‫فالراوو هنا يرك على ملمح بارال من مالمح الصعيدو وهو لون الب َ رة‬
‫ال ديدة السمرة‪ ،‬ثم يصفه ب نه شيخ كبير‪ .‬وقد رك الراوو على هاتين‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.208‬‬ ‫معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪،‬‬
‫‪.526‬‬ ‫)‪2‬ق النقد األدبي الحديو‪ ،‬محمد نيمي هالل‪،‬‬
‫‪.113‬‬ ‫)‪3‬ق بناء الرواية‪ ،‬عبد الفتاا عيمان‪،‬‬
‫‪.238‬‬ ‫)‪4‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪109‬‬
‫الصفتين دون يرهما؛ ليضع القارئ منذ البداية في تسادل َ‬
‫وليرة؛ وكلك‬
‫عندما وصف أوالدأ بعد كلك ب نهم صغار بيض‪ ،‬فكير يكون هذا‬
‫كبيرا‪،‬‬ ‫بيضا؟! وكير يكون ً‬
‫شيخا ً‬ ‫الصعيدو شديد السمرة‪ ،‬ويكون وأوالدأ ً‬
‫صغارا؟! ومن هنا يس ل الضيوف عن السر‪ ،‬فيجيب‬
‫ً‬ ‫ويكون أوالدأ‬
‫الصعيدو‪ ،‬وتبدأ ألدار لكايته مع اإلفرنجية‪.‬‬

‫أما عن البعد الدا لي ل خصية الصعيدو في الحكاية‪ ،‬فيتضح من‬


‫الل الجانب اإليماني‪ ،‬المتميا في عفته عن فعا الفال ة‪ ،‬و يته هللا‬
‫جليا في الصراإ الدا لي بين عفته وشوقه‬
‫–ع وجا‪ .-‬ويظهر كلك ً‬
‫يلى اإلفرنجية؛ يك نجدأ بعد أن شغف بحبها يريد الوصول يليها ب ية‬
‫ليلة؛ فطلب من المرأة العجوال التي تم ي معها أن تقوم بهذأ المهمة‪،‬‬
‫ماال‪ ،‬ف عطاها ما تريد‪ ،‬وأ برته أن اإلفرنجية‬
‫منه ً‬ ‫فوافق ‪ ،‬وللب‬
‫ست تي يليه‪ ،‬فلما جاءته وا تلى بها استحى من هللا‪ ،‬و اف عقابه‪ ،‬فعف‬
‫عنها‪.‬‬

‫أيضا في شخصية الصعيدو من‬


‫ويتضح هذا الجانب اإليماني ً‬
‫المواالنة التي عقدها بينه وبين م اهير ال هاد‪ ،‬ميا‪ :‬السرو السقطي‪،‬‬
‫الفضيا بن ياض‪ ،‬وكلك عندما رأو‬
‫وب ر الحافي‪ ،‬والجنيد البغدادو‪ ،‬و ُ‬
‫اإلفرنجية وهي تمر من أمامه في اليوم التالي‪ ،‬وك نه ندم على تركها؛‬
‫يلى‬ ‫اهدا من كبار ال هاد لتى يتركها‪ ،‬يقول‪" :‬ثم يني نم‬
‫فهو ليس ال ً‬
‫يلى مكانها‪ ،‬وم ي‬ ‫السحر وهي ضبى‪ ،‬ومض‬
‫في َّ‬ ‫الصبح‪ ،‬وقام‬

‫‪110‬‬
‫علي هي والعجوال‪،‬‬
‫عبرت َّ‬
‫فيه‪ ،‬و كا هي قد َ‬ ‫أنا يلى لانوتي‪ ،‬فجلس‬
‫لتى‬ ‫في نفسي‪ :‬من هو أن‬ ‫وهي مغضبة وك نها القمر فهلك ‪ ،‬وقل‬
‫السرو السقطي أو ب ر الحافي أو الجنيد‬ ‫تترك هذأ الجارية؟! ها أن‬
‫الفضيا بن ياض؟" ‪1‬ق‪.‬‬
‫البغدادو‪ ،‬أو ُ‬

‫ويمكن رصد ملمح آ ر من مالمح شخصية الصعيدو في الحكاية‪،‬‬


‫وهو الحب الصادق؛ فالصعيدو رأى من جمال المرأة اإلفرنجية ما بهر‬
‫ماال كييرا‪ ،‬با‬
‫عقله‪ ،‬فتعلل قلبه بها‪ ،‬وأ ذ يبذل في سبيا الوصول يليها ً‬
‫ينه بعد أن ترك عكا وسافر يلى دم ل‪ ،‬أ ذ يتجر في جوارو السبي؛‬
‫ليذهب ما في قلبه من اإلفرنجية‪ .‬والصعيدو في الحكاية شخصية نامية‬
‫"تنمو وتتطور وتتفاعا مع األلدار" ‪2‬ق‪ .‬وهو شخصية ييجابية "تتمي‬
‫بقدرتها على صنع األلدار‪ ،‬والم اركة في تطورها‪ ،‬وا تنام الفر‬
‫التي تسهم في ت كيا لركة الحياة‪ ،‬والت ثير فيمن لولها من‬
‫ال خصيات‪ ،‬واتخاك مواقف ييجابية في انفعاالتها وم اعرها‪ ،‬ومواقفها‬
‫من اا رين" ‪3‬ق‪.‬‬

‫جانبا من جوانب صورة‬


‫ً‬ ‫وجاء البعد االجتماعي في الحكاية ليوضح‬
‫الصعيدو فيها؛ فمع بداية األسطر األولى من الحكاية علمنا أنه ي يا‬

‫‪.239‬‬ ‫)‪1‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬


‫‪.116‬‬ ‫)‪2‬ق بناء الرواية‪ ،‬عبد الفتاا عيمان‪،‬‬
‫‪.120‬‬ ‫)‪3‬ق المرجع نفسه‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫في بلدة من بلدات صعيد مصر‪ ،‬ويعما بال راعة ‪-‬ثم التجارة بعد كلك‪-‬‬
‫وهو مت وف‪ ،‬ومعه أوالد‪.‬‬

‫أما ال خصية اليانوية في الحكاية‪ ،‬وهي المرأة العجوال‪ ،‬فقد رك ت‬


‫الحكاية عليها؛ إليهار صورة الصعيدو‪ ،‬وهو أسلوب فني اتخذته الحكاية‪،‬‬
‫يتميا في وصف شخصية من الل شخصية أ رى؛ فقد كان للعجوال دور‬
‫فني في يبراال شدة ِّ‬
‫وله الصعيدو بتلك المرأة اإلفرنجية؛ يك كلما الادت في‬
‫للب المال وافل هو؛ من أجا الوصول يلى بغيته‪.‬‬

‫أما عن ال مان فقد كان عاما في بداية الحكاية‪ ،‬ولين انتقا يلى عكا‬
‫طا بوجود تلك اإلفرنجية‪ ،‬ولين رلا يلى دم ل ككر أنه‬
‫يا ال مان مرتب ً‬
‫مكو ثالر سنوات‪ ،‬والذكر هنا له داللة‪ ،‬هي أنه شعر بالول ة؛ ليياب‬
‫تلك اإلفرنجية التي ألبها؛ والدليا على كلك أنه تاجر في الجوارو؛ ليتسلى‬
‫أيضا على مدى تعلقه بهذأ المرأة‬
‫بهن عن تذكرها‪ .‬وفي هذا دليا ً‬
‫"وصرت أتجر‬
‫ُ‬ ‫اإلفرنجية؛ يك صار َي ُعد األيام التي قضاها في ُبعدها‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫في جوارو السبي ليذهب ما بقلبي من اإلفرنجية‪ ،‬والالم التجارة فيهن‬
‫علي ثالر سنوات وأنا بتلك الحالة" ‪1‬ق‪.‬‬ ‫فمض‬

‫والمكان "ي ثر في أ الق وعادات ال خصيات التي تتحرك على‬


‫أرضه‪ ،‬ومستوى المواقف التي تحدر في يلارأ‪ ،‬واتجاأ الصراإ الذو‬
‫مكانا لها تختلف في‬
‫ً‬ ‫يدور دا له‪ .‬فالحكاية التي تتخذ من الرير‬

‫‪.240‬‬ ‫)‪1‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪112‬‬
‫ألداثها‪ ،‬وشخصياتها‪ ،‬وصراعها‪ ،‬عن الحكاية التي تتخذ من المدينة‬
‫مجاال لحركتها‪ ،‬والتي تحدر في األلياء ال عبية ير التي تحدر في‬
‫ً‬
‫األلياء الراقية‪ ،‬والتي تقع في صعيد مصر تختلف عن التي تقع في‬
‫دلتا النيا‪ .‬األلدار مختلفة‪ ،‬وال خصيات متباينة‪ ،‬والهموم متغايرة‪،‬‬
‫والطمولات متماي ة" ‪1‬ق‪.‬‬

‫مكانيا في‬
‫ً‬ ‫وهذا نجدأ في لكاية الصعيدو واإلفرنجية؛ فقد بدأ السرد‬
‫ألدار الحكاية يلى عكا؛ ليو التجارة في الكتان‪،‬‬ ‫الصعيد‪ ،‬ثم انتقل‬
‫في‬ ‫األلدار يلى دم ل‪ ،‬ونلح‬ ‫وردية اإلفرنجية والتعلل بها‪ ،‬ثم انتقل‬
‫كلك تغير اهتمامات الصعيدو ولمولاته بتغير األما ن؛ ففي الصعيد كان‬
‫اهتمامه باألرض والراعتها‪ ،‬وفي عكا صرف اهتمامه يلى بيع محصوله من‬
‫الكتان‪ ،‬و لى الوصول يلى تلك المرأة اإلفرنجية‪ ،‬وفي دم ل اهتم بتجارة‬
‫الجوارو؛ لينسى لبها‪ .‬وبذلك يظهر ت ثير المكان في تغير اهتمامات‬
‫الصعيدو وعمله ولمولاته بتغير األما ن‪.‬‬

‫واللغة "وسيلة للتعبير عن الحياة‪ ،‬ورصد المتغيرات االجتما ية‬


‫والنفسية والفكرية لل خصيات‪ ،‬ونقا لركة األلدار بصراعها الدرامي‪،‬‬
‫لغة السرد لغة سلسة واضحة‪ ،‬بلغة‬ ‫وتفاعلها الخالق" ‪2‬ق‪ .‬وقد كان‬
‫عربية فصيحة‪ ،‬وقد جاءت الحكاية في معظمها بضمير المتكلم‪ ،‬وهو‬
‫ٍ‬
‫بعض من مالمح صورة الصعيدو في الحكاية‬ ‫الصعيدو‪ .‬ويمكن رصد‬

‫‪.60 -59‬‬ ‫)‪1‬ق بناء الرواية‪ ،‬عبد الفتاا عيمان‪،‬‬


‫‪.201‬‬ ‫)‪2‬ق المرجع نفسه‪،‬‬

‫‪113‬‬
‫عن لريل لغته؛ فلغة الحكاية أيهرت الصعيدو في صور متعددة‪ ،‬فهو‬
‫عاشل ولِّه‪ ،‬يريد الوصول يلى محبوبته مهما كلفه كلك من مال‪ ،‬يتضح‬
‫كلك من بعض األلفا وال بارات التي وردت على لسانه‪.‬‬

‫فالصعيدو عندما ألب اإلفرنجية لاول الوصول يليها عن لريل‬


‫تم ي معها‪ ،‬فكان أول ما قاله لها‪" :‬يني شغف‬ ‫المرأة العجوال التي كان‬
‫ماال لتصله بها قال لها‪" :‬يكا كهب‬
‫منه العجوال ً‬ ‫بحبها" ‪1‬ق‪ .‬وعندما للب‬
‫منه في المرة‬ ‫رولي في اجتماعي عليها ما هو كيير" ‪2‬ق‪ .‬وعندما للب‬
‫اليالية مسمالة دينار؛ كي ت تي بها يليه‪ ،‬ع م أن يغرم ثمن الكتان جميعه‬
‫أن أ رم ثمن الكتان جميعه وأفدو‬ ‫في سبيا الوصول يليها‪ ،‬يقول‪" :‬وع م‬
‫نفسي بذلك" ‪3‬ق‪ .‬وعندما مرت عليه اإلفرنجية وهي مغضبة؛ ألنه تركها‪،‬‬
‫عبرت علي هي والعجوال‬
‫وصفها بالقمر الذو أهلكه‪ ،‬يقول‪" :‬و كا هي قد َ‬
‫رف من عكا‪:‬‬ ‫وهي مغضبة وك نها القمر فهلك " ‪4‬ق‪ .‬ويقول عندما‬
‫من عكا وأنا في قلبي من اإلفرنجية ما فيه من شدة المحبة‬ ‫"و رج‬
‫والع ل؛ ألنها أ ذت قلبي ومالي" ‪5‬ق‪ .‬وعندما وقع اتفاق بين الملوك برد كا‬
‫أسير من النساء والرجال‪ ،‬ثم للبوها منه‪ ،‬تغير لونه من شدة الوله‬
‫من كان ًا‬
‫بها‪ ،‬يقول‪" :‬فحضرت وأنا في شدة الوله وقد تغير لوني" ‪6‬ق‪ .‬وفي هذا يشارة‬

‫‪.239‬‬ ‫)‪1‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬


‫‪.239‬‬ ‫)‪2‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪.240‬‬ ‫)‪3‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪.239‬‬ ‫)‪4‬ق ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪.240‬‬ ‫)‪5‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪.240‬‬ ‫)‪6‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪114‬‬
‫يلى شدة لبه وتعلقه باإلفرنجية‪ ،‬التي اف أن يفقدها فتغير لونه‪ ،‬على‬
‫الر م من أنه شديد السمرة‪.‬‬

‫اضحا‬
‫وأيهرت اللغة الصعيدو ب نه يحب الجمال ويقدرأ؛ يبدو كلك و ً‬
‫من جمالها ما بهر عقلي"‪ ،‬وقوله‪" :‬وك نها القمر" ‪1‬ق‪.‬‬ ‫في قوله‪" :‬فرأي‬
‫متميال في عفته‪،‬‬
‫ً‬ ‫أيضا الجانب الديني واأل القي عندأ‪،‬‬
‫وأيهرت اللغة ً‬
‫و يته هللا ع وجاق ولياله منه‪ ،‬يظهر كلك جليا في قوله‪" :‬أما تستحي‬
‫السماء وعلى بحر وتعصي هللا ‪...‬‬ ‫ريب وتح‬ ‫من هللا –ع وجا‪ -‬وأن‬
‫وتستوجب عذاب النار؟ اللهم يني أشهدك أني قد عفف ‪ ...‬لياء منك‬
‫و وًفا من عقابك" ‪2‬ق‪ .‬والصعيدو في الحكاية قلبه معلل باهلل في جميع‬
‫"وم َّن هللا سبحانه‬
‫اضحا في قوله‪" :‬وتركتها هلل تعالى"‪َ ،‬‬
‫ألواله‪ ،‬نجد كلك و ً‬
‫وتعالى علي"‪" ،‬بإكن هللا تعالى"‪" ،‬ولمدت هللا تعالى" ‪3‬ق‪.‬‬

‫صورة مغايرة للصورة ال عبية‬ ‫ير يمكن القول‪ :‬ين الحكاية رسم‬
‫وأ ًا‬
‫المرسومة في أكهان كيير من الناس عن الصعيدو "الغ يم"‪ ،‬المتسل ‪،‬‬
‫المتجبر‪ ،‬كو التفكير المتحجر‪ ،‬الذو يسها داعه‪ ،‬البعيد عن م اعر‬
‫الحب‪ ،‬والتعلل بالمرأة‪ .‬والحكاية تدل على ال قاء والكد الذو ياللل‬
‫الصعيدو؛ يك في الغالب يتغرب من أجا لقمة ال يا‪ ،‬وك نها أرادت أن‬

‫‪.239 -238‬‬ ‫)‪1‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬


‫‪.239‬‬ ‫)‪2‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪.241 -239‬‬ ‫)‪3‬ق المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪115‬‬
‫تخلل مواالنة بين ال قاء الذو يتعرض له‪ ،‬وانبهارأ بالجمال‪ ،‬وك ن جمال‬
‫اإلفرنجية أنساأ هذا ال قاء‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫أساليب رسم صورة الصعيدي‬

‫في حكاية الصعيدي واإلفرنجية‬

‫يعتمد العما السردو في األساس على ال خصية‪ ،‬أو كما يقول له‬
‫وادو عنها ينها بمن لة "العمود الفقرو للقصة‪ ،‬أو هي الم جب الذو يعلل‬
‫عليه كا تفاصيا العما األ رى" ‪1‬ق‪ .‬وال خصية ال يصورها الراوو كما هي‬
‫في الواقع‪ ،‬ينما يضير يليها من ياله‪ ،‬ويحملها مضامين ودالالت كييرة‪،‬‬
‫معبرة عن لبيعة المجتمع وثقافته‪ ،‬وعلى هذا األساس تصبح ال خصية في‬
‫يقناعا ومنطقية‪.‬‬
‫ً‬ ‫العما األدبي أ ير‬

‫وتختلف ردية الكتاب في تصوير شخصياتهم‪ ،‬فمنهم من يعتمد على‬


‫المظهر الخارجي‪ ،‬ومنهم من يتعمل في النفس الب رية‪ ،‬وي تي ا تالف‬
‫ال خصيات فيما بينها على لسب فكرة العما‪ ،‬ونوإ الصراإ الذو تخوضه‬
‫مع اا رين؛ فيتولد عن الصراإ ردود األفعال التي تمي شخصية عن‬
‫أ رى‪ .‬وبالنظر في لكاية الصعيدو في ألف ليلة وليلة‪ ،‬نجد أن الراوو‬
‫اعتمد على أ ير من تقنية في رسم ال خصيات‪:‬‬

‫أوال‪ -‬أسماء الشخصيات ودالالتها‬

‫رسم ال خصية؛ فالمفتاا األول لفهم‬ ‫تعد التسمية أهم ركال‬


‫لا‪ ،‬با‬
‫ال خصية هو اسمها‪ ،‬والكاتب ال يضع أسماء ال خصيات اعتبا ً‬
‫الكاتب‬ ‫ت تي دالة على فكرة العما‪ ،‬ولبيعة الدور الذو ت ديه‪ .‬وقد يحر‬

‫‪.25‬‬ ‫)‪1‬ق دراسات في نقد الرواية‪ ،‬له وادو‪،‬‬

‫‪117‬‬
‫على عدم تسمية بعض ال خصيات؛ ليدلا بها على نم عام‪ ،‬أو يجعلها‬
‫معبرة عن قضية معينة؛ فا"ليس هناك ما يجبر الم لف على وضع أسماء‬
‫ألقابا مهنية ميا‪ :‬األستاك‪ ،‬والمعلم‪،‬‬
‫شخصية ألبطاله‪ ،‬فقد يطلل عليها ً‬
‫والفالا‪ ...‬أو ُيعينهم بالقرابة ميا‪ :‬األب‪ ،‬واألم‪ ،‬والعم‪ ...‬أو ينسبهم يلى‬
‫موالنهم ميا‪ :‬السورو‪ ،‬والحلبي‪ ،‬والدم قي‪ ،‬والحمصي‪ ...‬أو يطلل عليهم‬
‫سمات وصةية تمي هم ميا‪ :‬ال اويا‪ ،‬والكابيتان‪ ،‬واألمير‪ ،‬وال يخ‪،‬‬
‫والتاجر" ‪1‬ق‪.‬‬

‫وبالنظر في لكاية الصعيدو نجد أن الراوو لم ُي َس ِّم الصعيدو‪ ،‬با‬


‫جعله شخصية تعبر عن نم معين‪ ،‬وثقافة معينة؛ يك رم به يلى مجتمع‬
‫الل السلوك الذو انتهجه على بعض صفات أها‬ ‫الصعيد‪ ،‬ودلا من‬
‫الصعيد‪ ،‬منها‪ :‬كرم الضيافة‪ ،‬واالرتباط ال ديد باألرض‪ ،‬كلك االرتباط الذو‬
‫جعا الصعيدو ي به األرض هيئة‪ ،‬فهو أسمر كطين األرض‪ ،‬ك َّرس لياته‬
‫في دمتها واالعتناء بها‪.‬‬

‫ذلك لم ُي َس ِّم الراوو المرأة اإلفرنجية‪ ،‬با جعلها شخصية عامة؛ لتدلا‬
‫على أها اإلفرنج وعاداتهم‪ ،‬ميا ك ف الوجه‪ ،‬والحر على المال‪ .‬واسم‬
‫الصعيدو العفوو‪،‬‬ ‫كيير؛ فالصراإ هنا بين نم‬
‫"اإلفرنجية" دم الصراإ ًا‬
‫ونم اإلفرنجية الحريصة‪ ،‬بين الصعيدو المنبهر بالجمال‪ ،‬واإلفرنجية التي‬
‫جيدا المساومة على جمالها‪.‬‬
‫تعرف ً‬

‫‪.18‬‬ ‫)‪1‬ق شعرية الخطاب السردو‪ ،‬محمد ع ام‪،‬‬

‫‪118‬‬
‫ذلك لم ُي َس ِّم الراوو المرأة العجوال‪ ،‬لكنه ألصل بها صفة المكر‪،‬‬
‫التي ترافل العجال في بعض األليان‪ .‬واستينى الرواو الملك الناصر‬
‫وسماأ؛ لي ير يلى انتصارأ على اإلفرنج‪ ،‬كما ي ير ضمنيا يلى انتصار‬
‫ن عة الخير عند الصعيدو‪ ،‬وفوالأ باإلفرنجية بعد يسالمها في نهاية‬
‫الحكاية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المناجاة الفردية‬

‫تعرف المناجاة الفردية ب نها‪ " :‬طبة لويلة يلى لد ما تلقيها‬


‫شخصية والدة بمفردها ولنفسها‪ ،‬وفي صوت مسموإ دون مقالعة‪ ،‬وفي‬
‫هذأ اإللقاءة االنفعالية‪ ،‬تعبر ال خصية عن بعض أفكارها الدا لية العميقة‬
‫بما‬ ‫ودوافعها‪ ،‬أو تهدف الي ي طار المتفرجين بمعلومات معينة ترتب‬
‫يجرو في المسرلية من وقالع" ‪1‬ق‪.‬‬

‫وتكير المناجاة الفردية عادة في القصص النفسية‪ ،‬لين تصاب‬


‫ال خصيات بالت وش‪ ،‬أو لين تد ا في صراإ قوو‪ ،‬فت تي المناجاة كاشفة‬
‫عن الدوافع النفسية لل خصية‪ ،‬أو معبرة عن لالة التم ق التي تعتريها‪.‬‬

‫المناجاة الفردية في قصة الصعيدو واإلفرنجية ب خصية‬ ‫وارتبط‬


‫الصعيدو‪ ،‬فعبرت عن الصراإ الدا لي عندأ‪ ،‬كاشفة عن لجات نفسه؛‬
‫فحين اجتمع مع اإلفرنجية َّأنبه ضميرأ على فعله الذو يسعى يليه؛ لياء‬
‫السماء والقمر‬ ‫وجاق‪ ،‬يقول الراوو‪"" :‬فنمنا تح‬ ‫و ية من هللا ع‬

‫‪.265‬‬ ‫)‪1‬ق معجم المصطلحات الدرامية والمسرلية‪ ،‬يبراهيم لمادأ‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫في نفسي أما‬ ‫يضيء علينا‪ ،‬وصرنا ننظر يال النجوم في البحر‪ ،‬فقل‬
‫السماء‪ ،‬وعلى بحر‪،‬‬ ‫ريب‪ ،‬وتح‬ ‫تستحي من هللا ع وجاق‪ ،‬وأن‬
‫وتعصي هللا‪ ...‬وتستوجب عذاب النار؟" ‪1‬ق‪ .‬والمالل على تلك المناجاة أن‬
‫الصعيدو لم يذكر فق الحياء من هللا‪ ،‬با ككر نتيجة الفعا‪ ،‬يك عقب على‬
‫فعله أنه ين قام به استوجب عذاب النار‪ ،‬وصورة النار في مخيلة الصعيدو‬
‫قويا يلى ترك كلك الفعا‪.‬‬
‫دفعته ً‬

‫عف‬
‫الصعيدو في صراعه مع اإلفرنجية‪ ،‬فحين َّ‬ ‫والمناجاة الالم‬
‫عنها‪ ،‬ثم رآها مرة أ رى لين مرت أمامه وبهرأ جمالها من جديد‪ ،‬فراجعه‬
‫ضميرأ بقوله ينه ب ر يخطر ويصيب‪ ،‬يعاني‬ ‫ال وق والحنين‪ ،‬أسك‬
‫الوجد‪ ،‬ويرجو اللقاء‪ ،‬ويستهويه الجمال‪ ،‬ثم ينه ليس من األولياء ال اهدين‪،‬‬
‫وهو ما جعله يتحيا مرة أ رى؛ ليطلب اإلفرنجية من جديد‪.‬‬

‫ثم جاءت المناجاة الفردية قرب نهاية الحكاية؛ لتك ف عن الجانب‬


‫الخُلقي في شخصية الصعيدو فهو لم يت وجها مباشرة‪ ،‬با أصر على أن‬
‫ُ‬
‫يما لها من جانب‪ ،‬وعتًقا لنفس الصعيدو‬ ‫يعتقها أوًال‪ ،‬وهذا العتل جاء تكر ً‬
‫من ال ر من جانب آ ر‪ ،‬وهذأ المناجاة جاءت لتمهد نهاية الحكاية‪ ،‬يقول‬
‫في نفسي‪ :‬هللا ال أفضي يليها يال بعد عتقها و لالإ‬ ‫الراوو‪" :‬فقل‬
‫القاضي" ‪2‬ق‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.239‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪2‬ق‬
‫‪.241‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪120‬‬
‫والمالل على المناجاة الفردية في لكاية الصعيدو واإلفرنجية أنها‬
‫لم تتسم بالطول كما ي ير المصطلح‪ ،‬با جاءت في لمحات موج ة قصيرة؛‬
‫لتناسب اإليجاال الذو يمي ها؛ يك المناجاة الفردية الطويلة تتناسب أ ير مع‬
‫الرواية ليو اتساإ رقعة السرد وال خصيات‪ .‬هذا‪ ،‬وقد جاءت المناجاة‬
‫الفردية لرسم الجانب النفسي في شخصية الصعيدو‪ ،‬ليو تذبذبه بين‬
‫ضميرأ وشغفه‪ ،‬وبين الواالإ ال هواني والديني‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الوصف‬

‫ومساعدا‬
‫ً‬ ‫كاشفا عن مالمح ال خصيات‪،‬‬
‫ً‬ ‫جاء الوصف في الحكاية‬
‫في رسمها‪ ،‬سواء من النالية الظاهرية أو البالنية؛ ففي بداية الحكاية جاء‬
‫الوصف على لسان األمير شجاإ الدين محمد‪ ،‬الذو استوقفته مالمح‬
‫الفالا‪ ،‬فحين نظر يليه وجدأ شديد السمرة‪ ،‬ولعا الرواو أورد كلمة شديد‬
‫السمرة ليضع المتلقي في موقف السالا‪ ،‬كير لهذا الرجا ال ديد السمرة أن‬
‫بيضا‪ ،‬بياضهم م رب بحمرة؟! وهذا التناقض بين ب رة الوالد‬
‫الدا ً‬
‫ينجب أو ً‬
‫واألبناء كان هو اللحظة االفتتالية للحكاية‪ ،‬فالوصف هنا لم يك ف عن‬
‫أساسا في افتتالية‬
‫ً‬ ‫المالمح الخارجية ل خصية الصعيدو فق ‪ ،‬با كان‬
‫الحكاية‪.‬‬

‫لمرة اإلفرنجية األ اك؛ يك ورد‬


‫ثم ي تي الوصف ليك ف عن جمال ا أ‬
‫من جمالها ما بهر عقلي" ‪1‬ق‪ ،‬والوصف‬ ‫على لسان الصعيدو قوله‪" :‬فرأي‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.238‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪121‬‬
‫هنا جاء عاما؛ فلم يذكر الصعيدو الجوانب المادية في شخصية اإلفرنجية‬
‫القوام والعيون وال عر‪ ،‬با أتى بالجمال عامة دون تفصيا‪ ،‬لكن الجمال‬
‫هنا أ ذ صوصيته من قول الصعيدو‪" :‬ما بهر عقلي"‪ ،‬و بهار العقا ال‬
‫ي تي في الجمال المحدود أو المتوس ‪ ،‬ينما ي تي ليصف تفرد الجمال‪ ،‬وهو‬
‫ما ي ير ضمنيا يلى تفرد اإلفرنجية عن بقية النساء‪.‬‬

‫وي تي الوصف ليحما أ ير من داللة؛ ففي قول الصعيدو لين‬


‫علي هي والعجوال وهي‬
‫َّ‬ ‫منه اإلفرنجية‪" :‬و ك هي قد عبرت‬ ‫ضب‬
‫مغضبة‪ ،‬وك نها القمر فهلك " ‪1‬ق‪ ،‬جاء الوصف لي ير يلى جمال اإلفرنجية‬
‫على الر م من ضبها‪ ،‬فك نها القمر وهي مغضبة‪ ،‬وجمالها البارإ الذو‬
‫ي به القمر وهى مغضبة‪ ،‬دفع الصعيدو يلى أن يسرإ بقوله‪ :‬فهلك ؛‬
‫متحسر على امتناإ هذا الجمال المتفرد عنه‪.‬‬
‫ًا‬

‫ارجي‪ ،‬في ير ضمنيا يلى‬ ‫وقد ي تي الوصف ليك ف عن ملمح‬


‫الحالة النفسية لل خصية؛ فحين ت وف الصعيدو من اإلفرنجية‪ ،‬ثم للبوها‬
‫منه‪ ،‬جاء الوصف ليعبر عن لالته النفسية بقوله‪" :‬فحضرت وأنا في شدة‬
‫سلفا أن لون ب رة الصعيدو هو اللون‬ ‫‪2‬ق‬
‫الوله وقد تغير لوني" ‪ ،‬فمعروف ً‬
‫له جعلته يعبر عن ملمح‬ ‫األسمر ال ديد السمرة‪ ،‬لكن الحادثة التي وقع‬
‫ارجي وهو تغير لونه‪ ،‬لكنه يرم دا ليا يلى هول الصدمة التي تعرض‬
‫لها‪.‬‬

‫‪1‬ق‬
‫‪.239‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ف‪،4‬‬
‫‪2‬ق‬
‫‪.241‬‬ ‫ألف ليلة وليلة‪ ،‬ف‪،4‬‬

‫‪122‬‬
‫لمال أوجه‪ ،‬يحما دالالت متعددة‬
‫وما يمي الوصف في الحكاية أنه َّ‬
‫للمتلقي‪ ،‬وهو ما ي ير يلى جودة النص وبراعته‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ملحق‬
‫(‪)1‬‬
‫حكاية الصعيدي واإلفرنجية‬
‫أيضا أن األمير شجاإ الدين محمد‪ ،‬متولي القاهرة‪،‬‬
‫ومما ُيحكى ً‬
‫قال‪ :‬بتنا عند رجا من بالد الصعيد فضيفنا وأ رمنا‪ ،‬وكان كلك الرجا‬
‫أسمر شديد السمرة وهو شيخ كبير كان له أوالد صغار بيض بياضهم‬
‫شديد السمرة؟‬ ‫بيضا وأن‬
‫م رب بحمرة‪ .‬فقلنا‪ :‬يا فالن ما بال أوالدك ه الء ً‬
‫فقال‪ :‬ه الء أمهم يفرنجية أ ذتها‪ ،‬ولي معها لديو عجيب‪ .‬فقلنا له‪ :‬أتحفنا‬
‫كتانا في هذأ البلدة‪ ،‬وقلعته‬
‫ً‬ ‫الرع‬ ‫به فقال‪ :‬نعم‪ ،‬اعلموا أني قد كن‬
‫عليه مسمالة دينار‪ .‬ثم أردت بيعه فلم يجر لي منه‬ ‫ونفضته‪ ،‬وصرف‬
‫بحا‬
‫شيء أ ير من كلك‪ .‬فقالوا لي‪ :‬اكهب به يلى عكاء؛ لعلك تربح فيه ر ً‬
‫يلى عكاء‪،‬‬ ‫عكاء ‪-‬كلك الوق ‪ -‬في يد اإلفرنج‪ ،‬فذهب‬ ‫عظيما‪ ،‬وكان‬
‫ً‬
‫صبر يلى ستة أشهر‪ .‬فبينما أنا أبيع يك مرت بي امرأة‬
‫ًا‬ ‫وبع بعضه‬
‫يفرنجية‪ ،‬وعادة نساء اإلفرنج أن تم ي في السوق بال نقاب‪ ،‬ف ت لت ترو‬
‫في‬ ‫شيئا وتساهل‬
‫لها ً‬ ‫من جمالها ما بهر عقلي‪ ،‬فبع‬ ‫كتانا؛ فرأي‬
‫مني ً‬
‫شيئا وتساهل‬
‫يلي بعد أيام فبع ُ لها ً‬
‫اليمن‪ ،‬ف ذته وانصرف ‪ .‬ثم عادت َّ‬
‫أني ألبها‪.‬‬ ‫يلي‪ ،‬وعرف‬
‫أ ير من المرة األولى؛ فكررت مجيئها َّ‬
‫للعجوال التي معها‪ :‬يني قد‬ ‫وكان عادتها أن تم ي مع عجوال‪ ،‬فقل‬
‫بحبها؛ فها تتحيلين لي في االتصال بها؟ فقال ‪ :‬أتحيا لك في‬ ‫شغف‬
‫وهي‪ ،‬ومع كلك ال بد‬ ‫كلك‪ ،‬ولكن هذا السر ال يخرف بين ثالثتنا‪ ،‬أنا وأن‬

‫(‪ )1‬ألف ليلة وليلة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.241 -238‬‬


‫‪124‬‬
‫رولي باجتماعي عليهما ما هو كيير‪.‬‬ ‫لها‪ :‬يكا كهب‬ ‫ماال‪ ،‬فقل‬
‫أن تبذل ً‬
‫دينار وتجيء يليه؛ فجه الخمسين‬
‫واتفل الحال على أن يدفع لها مسين ًا‬
‫في نفسي‪ :‬أما تستحي‬ ‫دينارا‪ ،‬وسلمها للعجوال‪ ...‬وجاءت اإلفرنجية‪ ...‬فقل‬
‫ً‬
‫السماء‪ ،‬وعلى بحر‪ ،‬وتعصي‬ ‫ريب‪ ،‬وتح‬ ‫من هللا –ع وجا‪ -‬وأن‬
‫هللا‪ ...‬وتستوجب عذاب النار؟ اللهم يني أشهدك أني قد عفف ‪ ...‬لياء‬
‫منك‪ ،‬و وًفا من عقابك‪.‬‬
‫السحر وهي ضبى‪ ،‬ومض‬
‫في َّ‬ ‫يلى الصبح‪ ،‬وقام‬ ‫ثم يني نم‬
‫فيه‪ ،‬و كا هي قد عبرت علي‬ ‫أنا يلى لانوتي‪ ،‬فجلس‬ ‫يلى مكانها‪ ،‬وم ي‬
‫في نفسي من هو‬ ‫هي والعجوال‪ ،‬وهي مغضبة‪ ،‬وك نها القمر؛ فهلك ‪ ،‬وقل‬
‫السرو السقطي أو ب ر الحافي أو‬ ‫لتى تترك هذأ الجارية؟! ها أن‬ ‫أن‬
‫لها‪:‬‬ ‫العجوال‪ ،‬وقل‬ ‫ياض؟ ثم لحق‬ ‫الجنيد البغدادو أو الفضيا بن‬
‫ارجعي يلي بها‪ ،‬فقال ‪ ... :‬ما ترجع يليك يال بمالة دينار‪ ،‬فقل ‪ :‬أعطيك‬
‫مالة دينار‪ ،‬ثم أعطيتها المالة دينار وجاءت يلي مرة ثانية‪ ،‬فلما صارت‬
‫عنها‪ ،‬وتركتها هلل تعالى‪ .‬ثم مضي‬ ‫عندو رجع ُ يلى تلك الفكرة؛ فعفف‬
‫لها‪:‬‬ ‫يلى موضعي‪ ،‬ثم عبرت علي العجوال وهي ضبى‪ ،‬فقل‬ ‫وم ي‬
‫تفرا بها عندك يال بخمسمالة دينار‪،‬‬ ‫ارجعي بها يلي‪ ،‬فقال ‪ ... :‬ما بقي‬
‫أن أ رم ثمن الكتان جميعه‪ ،‬وأفدو‬ ‫كمدا‪ .‬فارتعدت لذلك‪ ،‬وع م‬
‫أو تموت ً‬
‫نفسي بذلك‪ .‬فما شعرت يال والمنادو ينادو ويقول‪ :‬يا معاشر المسلمين ين‬
‫الهدنة التي بيننا وبينكم قد انقض ‪ ،‬وقد أمهلنا من هنا من المسلمين‬
‫عني‪ ،‬وأ ذت في‬ ‫جمعة؛ ليقضوا أشغالهم وينصرفوا يلى بالدهم‪ .‬فانقطع‬

‫‪125‬‬
‫جال‪ ،‬والمقايضة على ما‬
‫تحصيا ثمن الكتان الذو اشتراأ من و الناس م ً‬
‫من عكا‪ ،‬وأنا في قلبي من‬ ‫بقي منه‪ ،‬وأ ذت معي بضاعة لسنة‪ ،‬و رج‬
‫اإلفرنجية ما فيه من شدة المحبة والع ل؛ ألنها أ ذت قلبي ومالي‪.‬‬
‫البضاعة التي‬ ‫يلى دم ل‪ ،‬وبع‬ ‫ثم رج ُ وسرت لتى وصل‬
‫أ ذتها من عكا ب قصى ثمن؛ النقطاإ وصولها بسبب انقضاء مدة الهدنة‪.‬‬
‫وم َّن هللا –سبحانه وتعالى‪ -‬علي بكسب جيد‪ ،‬وصرت أتجر في جوارو‬‫َ‬
‫السبي؛ ليذهب ما بقلبي من اإلفرنجية‪ ،‬والالم التجارة فيهن فمض علي‬
‫ثالر سنوات وأنا بتلك الحالة‪ .‬وجرى للملك الناصر مع اإلفرنج ما جرى‬
‫من الوقالع‪ ،‬ونصرأ هللا عليهم‪ ،‬وأسر جميع ملوكهم‪ ،‬وفتح بالد السالا –‬
‫بإكن هللا تعالى‪ .-‬فاتفل أنه جاءني رجا‪ ،‬وللب مني جارية للملك‬
‫الناصر‪ ،‬وكان عندو جارية لسناء فعرضتها عليه‪ ،‬فاشتراها له مني بمالة‬
‫نارا‪ ،‬وبقي لي ع رة دنانير‪ ،‬فلم يجدوها في‬
‫دينار‪ ،‬ف وصلني تسعين دي ً‬
‫نته كلك اليوم؛ ألنه أنفل األموال جميعها في لرب اإلفرنج‪ .‬ف بروأ‬
‫نة السبي‪ ،‬و يروأ بين بنات اإلفرنج؛‬ ‫بذلك فقال الملك‪ :‬امضوا به يلى‬
‫لي ذها في الع رة دنانير التي له‪.‬‬
‫في‬ ‫نة السبي‪ ،‬فنظرت ما فيها‪ ،‬وت مل‬ ‫ف ذوني وتوجهوا بي يلى‬
‫بها وعرفتها‬ ‫قد تعلق‬ ‫الجارية اإلفرنجية‪ ،‬التي كن‬ ‫جميع السبي؛ فرأي‬
‫امرأة فارس من فرسان اإلفرنج‪ ،‬فقل ‪ :‬أعطوني هذأ‪،‬‬ ‫لل المعرفة‪ ،‬وكان‬
‫لها‪ :‬أتعرفينني؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬قل ‪ :‬أنا‬ ‫يلى يمتي‪ ،‬وقل‬ ‫ف ذتها ومضي‬
‫أتاجر في الكتان‪ ،‬وجرى لي معك ما جرى‪ ،‬وأ ِّ‬
‫ذت‬ ‫صالبك الذو كن‬

‫‪126‬‬
‫ملكا‬
‫تنظرني يال بخمسمالة دينار‪ ،‬وقد أ ذتك ً‬ ‫ما بقي‬ ‫مني الذهب‪ ،‬وقل‬
‫في نفسي‪ :‬هللا ال أفضي يليها يال بعد عتقها‪،‬‬ ‫بع رة دنانير‪ ...‬فقل‬
‫له ما جرى‪ ،‬وعقد لي‬ ‫والالإ القاضي؛ َف ُر ْل ُ يلى ابن شداد‪ ،‬ولكي‬
‫عليها‪ ...‬ثم رلا العسكر وأتينا دم ل‪ ،‬فما كان يال أيام قاللا وأتى رسول‬
‫الملك يطلب األسارى والسبي؛ باتفاق وقع بين الملوك‪ ،‬فرد كا من كان‬
‫أسير من النساء والرجال‪ ،‬ولم يبل يال المرأة التي عندو‪ ،‬فقالوا‪ :‬ين امرأة‬
‫ًا‬
‫الفارس فالن لم تحضر‪ ،‬وس لوا عنها‪ ،‬وألحوا في الس ال والك ف؛ ف ُ ِّبروا‬
‫ب نها عندو؛ فطلبوها مني‪ ،‬فحضرت‪ ،‬وأنا في شدة الوله‪ ،‬وقد تغير لوني‪،‬‬
‫لي‪ :‬مالك؟ وما الذو أصابك؟ فقل ‪ :‬جاء رسول الملك ي ذ األسارى‬ ‫فقال‬
‫جميعهم‪ ،‬وللبوك مني‪ ،‬فقال ‪ :‬ال ب س عليك‪ ،‬أوصلني يلى الملك‪ ،‬وأنا‬
‫أعرف الذو أقوله بين يديه‪ .‬قال‪ :‬ف ذتها وألضرتها قدام السلطان الملك‬
‫الناصر‪ ،‬ورسول ملك اإلفرنج جالس على يمينه‪ ،‬وقل ‪ :‬هذأ المرأة التي‬
‫عندو‪ .‬فقال لها الملك الناصر والرسول‪ :‬أترولين يلى بالدك أم يلى‬
‫للسلطان‪ ... :‬ما بقي‬ ‫و يرك‪ ،‬فقال‬ ‫الوجك؟ فقد فك هللا أسرك أن‬
‫له كما قال‬ ‫اإلفرنج تنتفع بي‪ .‬فقال الرسول‪ :‬أيما ألب يليك‪...‬؟ فقال‬
‫للسلطان‪ ،‬فقال الرسول‪ :‬لمن معه من اإلفرنج‪ :‬ها سمعتم كالمها؟ قالوا‪:‬‬
‫بها‪.‬‬ ‫نعم‪ .‬ثم قال لي الرسول‪ :‬ذ امرأتك و ِّ‬
‫امض بها؛ فمضي‬
‫يليها معي وديعة‪،‬‬ ‫عاجال‪ ،‬وقال‪ :‬ين أمها أرسل‬
‫ً‬ ‫ثم ينه أرسا لفي‬
‫وقال ‪ :‬ين بنتي أسيرة‪ ،‬وهي عريانة‪ ،‬ومرادو أن توصا يليها هذا‬
‫يلى الدار‪،‬‬ ‫الصندوق‪ ،‬فخذأ وسلمه يليها‪ ،‬فتسلم ُ الصندوق‪ ،‬ومضي‬

‫‪127‬‬
‫وأعطيته لها‪ ،‬ففتحته؛ فرأت فيه قماشها بعينه‪ ،‬ووجدت الصرتين الذهب‪،‬‬
‫الجميع بربالي لم يتغير منها شيء‪،‬‬ ‫دينارا‪ ،‬والمالة دينار‪ ،‬فرأي‬
‫والخمسين ً‬
‫ولمدت هللا تعالى‪ .‬وه الء األوالد منها‪ ،‬وهي ت يا يلى اان‪ ،‬وهي التي‬
‫لكم هذا الطعام؛ فتعجبنا من لكايته‪ ،‬وما لصا له من الح ‪ ،‬هللا‬ ‫عمل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ -‬المصادر‪:‬‬
‫‪ -‬ألــــف ليلــــة وليلــــة‪ ،‬ط‪ ،1‬الا اادار المص ا ارية اللبنانيا ااة‪ :‬القا اااهرة‪ ،‬ينا اااير‬
‫‪2018‬م‪ ،‬ف‪.4‬‬
‫ثانيا‪ -‬المراجع‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يبراهيم لمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬د‪.‬طق‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ :‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬تق‪.‬‬
‫‪ -‬ألمد لسن ال يات‪ ،‬في أصول األدب محاضرات ومقاالت في األدب‬
‫العربي‪ ،‬ط‪3‬ق‪ ،‬مطبعة الرسالة‪1372 ،‬ه‪1952 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ألمد دريا‪:‬‬
‫‪ -‬األدب المقارن دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النصر للتواليع‬
‫والن ر‪ :‬القاهرة‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬النص والتلقي حوار مع نقد الحداثة‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار المصرية اللبنانية‪:‬‬
‫القاهرة‪1436 ،‬ه‪2015 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ألمد سويلم‪ ،‬استلهامات ألف ليلة وليلة في الشرق والغرب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الهيئة العامة لقصور اليقافة‪ :‬القاهرة‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سهير القلماوو‪ ،‬ألف ليلة وليلة‪ ،‬ط‪ ،2‬الهيئة العامة لقصور اليقافة‪:‬‬
‫القاهرة‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬له وادو‪ ،‬دراسات في نقد الرواية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار المعارف‪ :‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاا عيمان‪ ،‬بناء الرواية دراسة في الرواية المصرية‪،‬‬
‫د‪.‬طق‪ ،‬مكتبة ال باب‪ :‬القاهرة‪1402 ،‬ه‪1982 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مجدو وهبة‪ ،‬األدب المقارن‪ ،‬ط‪ ،1‬ال ركة المصرية العالمية‬
‫للن ر‪ -‬لونجمان‪ :‬الجي ة مصرق‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مجدو وهبة‪ ،‬وكاما المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغـة‬
‫واألدب‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة لبنان‪ :‬بيروت‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬محمد ع ام‪ ،‬شعرية الخطاب السردو‪ ،‬د‪.‬طق‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪:‬‬
‫دم ل‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬محمد نيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي الحديث‪ ،‬د‪.‬طق‪ ،‬دار نهضة‬
‫مصر‪ :‬القاهرة‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مصطفى الضبع‪ ،‬رواية الفالح فالح الرواية‪ ،‬د‪.‬طق‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ :‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬تق‪.‬‬
‫‪ -‬نبيا ار ب‪ ،‬موسوعة الفكر األدبي‪ ،‬د‪.‬طق‪ ،‬دار ريب‪ :‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫رديا ا ا ااة الكلا ا ا ا ااية‬

‫تسعى كلية ااداب جامعة سوهاف أن تكون من الكليات المتمي ة ً‬


‫علميا‬
‫وبحييا ومجتم ًيا في يلار المعايير المحلية واإلقليمية والعالمية للجودة‬
‫ً‬
‫ال املة‪.‬‬

‫رسال ا ا ا ااة الكليا ا ا ا ااة‬

‫علميااا‬
‫تعمااا كليااة ااداب جامعااة سااوهاف علااي يعااداد اريجين م ا هلين ً‬
‫وعمليااا مكتساابين المهااارات المناساابة التااي يحتاجهااا سااوق العمااا‪ ،‬كمااا تعمااا‬
‫ً‬
‫علااي تحقياال أهااداف التعلاايم المسااتمر وكلااك ماان ااالل مااا تقدمااه ماان ب ارامج‬
‫مختلفة في مرللتي الليسانس والدراسات العليا وتنمية مهارات البحو العلمي‬
‫فااي مجااال اللغااات والعلااوم اإلنسااانية واالجتما يااة‪ ،‬وتحقياال شا ار ة فعالااة فااي‬
‫مجال دمة المجتمع وتنمية البيئة‪.‬‬

‫‪131‬‬

You might also like