You are on page 1of 81

‫نقد للقراءات احلداثية للرتاث والتاريخ اإلسالمي‬

‫محمد عابد الجابري أنموذجا‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬محمد حسين الصافي‬

‫‪1‬‬
‫نقد للقراءات الحداثية للتراث والتاريخ اإلسالمي‬ ‫الكتاب‪:‬‬
‫محمد عابد الجابري أنموذجا‬
‫أ‪.‬ـ‪.‬د‪ .‬ػتمد حسني الصايف‪.‬‬ ‫اظتؤلف‪:‬‬
‫‪malsafi19@gmail.com‬‬
‫‪00967 711128985‬‬
‫األكىل‪ .‬صنعاء‪2222.‬ـ‪.‬‬ ‫الطبعة‪:‬‬
‫الياشتني للطباعة كاإلعالف‪-‬صنعاء الدائرم– ت ‪21211629‬‬ ‫تنسيق‪:‬‬
‫مركز اإلبداع الثقايف للدراسات كخدمة الرتاث‪.‬‬ ‫الناشر‪:‬‬
‫فرع صنعاء‪ .‬ش صنعاء‪،‬الستني الغريب‪.‬‬
‫ت ‪.715121331/779262928‬‬
‫حقوؽ الطبع كاالقتباس كالنقل متاحة دكف قيد أك شرط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫‪3‬‬
4
‫الفهرس‬

‫‪ -‬مقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬أىمية البحث‬
‫‪ -‬مشكلة البحث‬
‫‪ -‬الدراسات السابقة‬
‫‪ -‬منهج البحث‬
‫‪ -‬الحداثة ونقد التراث‪.‬‬
‫‪ -‬نقد منهج الجابري‪.‬‬
‫‪ -‬نقد العقل العربي‪ :‬أخطاء علمية وتاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬في نقد االشاعرة‪.‬‬
‫‪ -‬في نقد الغزالي‪.‬‬
‫‪ -‬في الموروث القديم‪.‬‬
‫‪ -‬نقد اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬خاتمة‪.‬‬
‫‪ -‬المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ -‬نبذه عن المؤلف‪.‬‬

‫‪5‬‬
6
‫مقدمة‪:‬‬

‫آثااار ونتااالج االحتكاااا الحياااري بااين العاارب والمساالمين وبااين العااالم ا وروبااي‬
‫الغربااي يرياارة ومتعااددةم لكاان ماان أىمهااا وأخطرىااا التااتثير الفكااريم والتااتثر المعنااوي‬
‫الااذي سااقال بياااللو علاان يرياار ماان الدارسااين والباااحرين الااذين اااروا بحالااة ماان‬
‫االناادىاش أمااام الحيااارة الغربيااة المعا اارة‪ .‬وتعالااأ أ ااواتهم حااوا لماااذا نه ا‬
‫الغرب وتخلف المسلمون؟ وتتثرا بالحالة ا وروبية ظنوا أن الدين ىو سبب تخلف‬
‫المس االمين‪ .‬ن ااو حس ااب ظ اانهم ي ااان التط ااور ا وروب ااي نتيج ااة التخل ااي ع اان ال اادين‬
‫ىناا مجااا منا شاة ىاذا المفهاوم الخاا ‪ 1‬م لكان ىاذه‬ ‫المسيحي الكنسايم ولاي‬
‫الحالة أثمرت مجموعة من الكتاب أ لق عليهم حداثيونم وىم متعددو المشاارب‬
‫واالتجاىات‪.‬‬

‫ماان ىااؤالء دعااوا ااراحة إلاان القطيعااة مااع التااراث جاال االنطااال فااي‬ ‫الاابع‬
‫مشااروا النهيااة المزعومااة‪ .‬والمقصااود بالقطيعااة ىنااا ىااو الاادين بكاال مااا يحماال ماان‬

‫‪ 1‬قدـ ماكس فيرب ‪ Max Weber‬من خالؿ كتابو األخالؽ الربكتستانتية كركح الرأشتالية نظرية‬
‫أف التدين الربكتستانيت ىو سبب ظهور الرأشتالية كتطور الغرب ‪،‬كىو ما يدحض نظرية القائلوف أف‬
‫أكركبا مل تتطور إال بالعلمانية أال دينية‪ (.‬ركبريتس‪ ،‬تيمونز كىايت ‪ ،‬انتي‪ :‬من اضتداثة إىل العوظتة‪،‬‬
‫تررتة‪ :‬شتر الشيشكلي‪( ،‬د‪.‬ف( لكويت‪،2224‬ص‪ .)114-125‬كتوجد رؤية أخرل لدل مفكرين‬
‫أكركبيني آخرين ترل أف اليهود ىم القوة احملركة للرأشتالية ‪ (.‬أنظر‪ :‬قرـ‪ ،‬جورج‪ :‬تاريخ أكركبا كبناء‬
‫األسطورة‪ ،‬تررتة‪ :‬ريل ذبياف ‪ ،‬دار الفارايب‪ ،‬بريكت ‪،2211‬ص‪ .)321‬بينما يشري ىنتيجتوف أف‬
‫صفات الغرب‪ :‬التعددية كالفردانية كحكم القانوف استمدىا من مسيحيتو‪ (.‬ىنتيجتوف‪ ،‬صموئيل‪:‬‬
‫صداـ اضتضارات كإعادة النظاـ العاظتي‪ ،‬تررتة‪ :‬طلعت شايب‪(،‬د‪ .‬ف) القاىرة ‪1992‬ـ‪ ،‬ص‪.)524‬‬

‫‪7‬‬
‫اعتقااد انااو ال يمكاان‬ ‫عقياادة و اايم وأخااال ومفاااىيم وىويااة وحتاان تاااريخ‪ .‬والاابع‬
‫االنط ااال نح ااو التط ااور إال م اان خ ااالا ال ااتخلت م اان ىيمن ااة وت ااتثير الت ااراث عل اان‬
‫المجتمعات العربية المسلمةم ن التاريخ بكل ما فيو ال يزاا مستمرا بهيمنة و وةم‬
‫مستمر يفكر ومفااىيم و ايم‪ .‬و جال ذلاد الباد مان إعاادة اراءة التااريخ وتفكيكاو‬
‫وىدمااو‪ .‬وإسااقاط ي اال دسااية واحت اارام ومرجعيااة له ااذا الت اراث‪ .‬ال ااذي ىااو مجم اال‬
‫الحيارة اإلسالمية من يتاب وسنة وعلوم واسعة متعددة محورىا الكتااب والسانة‪.‬‬
‫وىااو تجربااة إنسااانية لحماال آخاار رسااالة سااماويةم بمااا فااي ىااذه التجربااة ماان ايجااابي‬
‫وس االبيم و ااواب وخط اات‪ .‬ومقارن ااة بالتجرب ااة ا وروبي ااة ‪-‬ونح اان نحت اارم ي اال تجرب ااة‬
‫إنس ااانية‪-‬م فإنه ااا ب اادأت بالوثني ااة اليوناني ااة والجرمني ااة ث اام بالكنس ااية المحرف ااة ثااام‬
‫باإل ااالح البروتسااتانتي ثاام بالعقالنيااة المتجااردة ماان الاادين أو الحداثااة ثاام مااا بعااد‬
‫وعرفاأ بالتفكيكياة والعدمياة‪ .‬حياث اارت‬
‫الحداثة التاي يفارت بالحداثاة والعقال ُ‬
‫الحداثة التفكيكية تبدد التاريخم ملغية ىويتو وما يجعل منو ما ىو عليوم يما تطلاق‬
‫الحاضار فاي لجاة الالمعنان والالمعقولياة‪ .2‬وأثنااء الفتارة التاريخياة للحداثاة مارسااأ‬
‫أوروبا استعمارا لشعوب العالم تلأ جلو المالياينم واساتر أ متاات ا الن مان‬
‫ا ف ااريقيينم وأش ااعلأ ح ااربين ع ااالميتين ذى ااب ض ااحيتها عشا ارات مالي ااين القتل اان‬
‫والجرحاانم وفااي فتاارة حااداثتها وتقاادمها أ اارت الشااذوذ الجنسااي واإلباحيااة وازداد‬

‫‪ 2‬ت ػزيي‪ ،‬طيػػب‪ :‬مػػن اضتداثػػة إىل مػػا بعػػد اضتداثػػة‪ -‬اإلطػػار النظػػرم اظتفػػاىيمي ‪ ،‬إشػػكالية كنقػػد‪ ،‬كتػػاب‬
‫اضتداثػ ػػة كم ػ ػػا بعػ ػػد اضتداث ػ ػػة ‪ ،‬منش ػ ػػورات جامعػ ػػة فيالدلفيػ ػػا‪ ،‬عمػ ػػاف ‪2222‬ـ‪ ،‬ص‪ .39‬ينظػ ػػر أيض ػ ػػا‪:‬‬
‫‪Norris,C., Deconstruction and Unfinished Project of‬‬
‫‪Modernity, The Athlone Press, London 2000,pp6ff.‬‬

‫‪8‬‬
‫ا غنياء فيها غنان بينماا ازداد الفقاراء فيهاا فقارا‪ .‬ويال ىاذا يبعاث علان ساؤاا‪ :‬ىال‬
‫ىذا نموذج يستحق اال تداء؟ وأال نستطيع التفكير خارج إ ار الصندو ا وروبي؟‬
‫التي امأ‬ ‫وفي الو أ الذي تعرضأ فيو الحداثة في الغرب إلن نقد اا ا س‬
‫عليها‪.3‬‬

‫والبد من اإلشاارة ىناا إلان حقيقاة تاريخياة مهماة وىاي أن الحداثاة ىاي المنتفعاة‬
‫ىاي سابب التطاور العلمايم‬ ‫بالتطورات العلمية والرايباة عليهاا المساتغلة لهاا‪ .‬ولاي‬
‫ن معظاام علماااء أوروبااا وفالساافتها الااذين حققااوا النهيااة العلميااة خااالا الخم ا‬
‫ماالة سنة الماضية لم يكونوا حداثيين بالمعنن الفلسفي بل يانوا مؤمنين مسيحيين‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وأحيانا مؤمنين موحدين ال يؤمنوا بالرالوث أمراا نيوتن وغيره‪.‬‬

‫أىمية البحث ‪ :‬ادم نا اد العقال العرباي دراساة فلسافية تساتند إلان التااريخم إلثباات‬
‫رؤية فكرية معينة تدعو إلن الحداثة بالمفهوم ا وروبي‪ .‬ولسابب علماي بحاأ الباد‬
‫لنا من توضيح الفر بين نفين من الكتابة‪ :‬الصنف ا وا‪ :‬الكتابة الفلسفية التي‬
‫تستند إلن التاريخم والصنف الراني‪ :‬الكتابة التاريخية التي تستند إلان رؤياة فلسافية‬

‫‪ 3‬زيادة‪ ،‬رضواف‪ :‬تصدع اضتداثة‪ ،‬الصراع على العاظتية ( اليونيفرساؿ)‪ ،‬غتلة التسامح‪ ،‬الصادرة عن كزارة‬
‫األكقاؼ‪ ،‬مسقط ‪ ،‬عماف‪ ،‬العدد ‪2229 ،27‬ـ‪ ،‬ص‪. 311‬‬
‫‪ 4‬ينظػػر‪ :‬مػػاير‪ ،‬س ػػتيفن‪ :‬توقيػػع يف اطتليػػة‪ ،‬ال ػػدنا كأدلػػة التصػػميم ال ػ كي‪ ،‬تررتػػة‪ :‬آالء حسػػكي كمهن ػػد‬
‫التػػومي كآخػػركف‪ ،‬مركػػز ب ػراىني لث ػػاث كالدراسػػات‪ ،‬لنػػدف ‪2217‬ـ‪،‬ص‪ .198- 196‬اغلػػب علمػػاء‬
‫اضتضػػارة الغربيػػة كػػانوا يؤمنػػوف باطتػػالق أمثػػاؿ‪ :‬كوبرنيكػػوس‪ ،‬ككيبلػػر‪ ،‬كرام‪ ،‬كليتيػػوس‪ ،‬ككوفييػػو‪ ،‬كاغاسػػيز‪،‬‬
‫كبويل‪ ،‬كنيوتن‪ ،‬ككلفن‪ ،‬كفارادام‪ ،‬كرذرفورد‪ ،‬كباسكاؿ ؼترتع اآللة اضتاسبة ‪ ،‬كالقائمة تطوؿ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أو تح اااوا الخ ااروج إل اان رؤي ااة فلس اافية باس ااتقراء الت اااريخ‪ .‬ولألس ااف محم ااد عاب ااد‬
‫الجااابري‪( 5‬ت‪2212‬م) ماان الصاانف ا وا حيااث ارتكااب ماان ا خطاااء التاريخيااة‬
‫الكريار فاي محاولتاو ىاذهم ساواء فاي المانهج أو الموضاوا لمنا ارة مذىباو الفكااري‬
‫من ىذا‪.‬‬ ‫المسبق يما سون نرى نماذج لبع‬

‫مشكلة البحث‪ :‬تستند مشكلة البحث إلن سؤاا‪ :‬ىل ما يتب نا اد العقال العرباي‬
‫واسااتند إليااو فااي أ روحتااو عاان التاااريخ والفكاار اإلسااالمي ااحيح تاريخيااا أو غياار‬
‫حيح؟ ومحاولاة اإلجاباة مان خاالا نقاد أو فحات الصاد ية المنهجياة والتاريخياة‬
‫روحة محمد عابد الجابري في راءتو وحكمو علن التاراث والتااريخ اإلساالميم‬
‫من خالا عينات مختارة من يتابو تكوين العقل العربي‪.‬‬

‫الدراسااات السااابقة‪ :‬نالااأ أ روحااات الجااابري العديااد ماان الدراسااات النقديااة لهااا‬
‫مخا ااة يتابااو نقااد العقاال العربااي‪ .‬أمراااا‪ :‬ىشااام غصاايب‪ :6‬ىاال ىناااا عقاال عربااي؟‬

‫‪ 5‬ػتمد عابد اصتابرم ‪ :2212-1935‬فيلسوؼ مغريب‪ ،‬لو ‪ 32‬مؤلفػا أبرزىػا نقػد العقػل العػريب الػ م‬
‫حاز تركيج إعالمي كبري‪ ،‬ك لك علػى قبػوؿ كرفػض مػن كثػري مػن األكسػاط الثقافيػة العربيػة‪ .‬عمػل أسػتاذ‬
‫الفلسػفة يف جامعػة الربػاط‪ ( .‬ينظػر‪ :‬اضتسػي‪ ،‬سػارة بنػت ػتمػد بػن صػاا‪ :‬دراسػات يف قضػايا معاصػرة‪،‬‬
‫دار من احمليط إىل اطتليج للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف ‪2217‬ـ‪،‬ص‪ 199‬حاشية‪.)2‬‬
‫‪ 6‬ىشػ ػػاـ غصػ ػػيب‪ :‬فيلسػ ػػوؼ كأسػ ػػتاذ أردة يف الفيزيػ ػػاء النظري ػػة يف جامعػ ػػة األمػ ػػرية شتيػ ػػة للتكنولوجيػ ػػا‬
‫كاصتامعػػة األردنيػػة بعمػػاف‪ ،‬كلػػد عػػاـ ‪ 1952‬مبدينػػة عمػػاف االردف‪ ،‬كلػػو العديػػد مػػن اظتؤلفػػات‪ ( .‬الفػػار‪،‬‬
‫ج ػػورج‪ :‬آف ػػاؽ فلس ػػفية ‪ :‬أمكن ػػة كأن ػػاس كأفك ػػار‪ ،‬دار ياف ػػا العلمي ػػة للنش ػػر كالتوزي ػػع‪ ،‬عم ػػاف ‪2212‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.)99‬‬

‫‪11‬‬
‫(بيا ا ااروت‪)1993‬؛ ا ا ااو عبا ا اادالرحمن‪ :7‬تجديا ا ااد الما ا اانهج فا ا ااي تقا ا ااويم الت ا ا اراثم‬
‫( بيا ا ا ااروت‪1994‬م) ؛ يحيا ا ا اان محما ا ا ااد‪ : 8‬نقا ا ا ااد العقا ا ا اال العربا ا ا ااي فا ا ا ااي الميا ا ا اازان‬
‫( بيروت‪1997‬م) ؛ محماد مباارا‪ : 9‬الجاابري باين روحاات الالناد وجاان بياجياو‬
‫( بياروت‪ .)2222‬وغياارىمم لكان أشااهر نا ااد لاو يااان جااورج رابيشاي‪ 12‬فااي يتابااو‬
‫نقد نقد العقل العربي ( ‪)2227‬م الذي يشاف الكريار مان مغالطاتاو التاي ال تصاح‬
‫المدرسة الفكرية للجاابريم‬ ‫أن تصدر عن باحث‪ .‬لكن معظم ىؤالء يانوا من نف‬
‫أي مدرسة الحداثة‪ .‬لذلد اتخذ النقد أسباب أخرى غير ما نحن بصادده فاي ىاذا‬
‫المبحث الصغير‪.‬‬

‫منهج البحث‪ :‬المنهج التاريخي التحليلي النقدي المقارن‪.‬‬

‫‪ 7‬ط ػػو عب ػػدالرزتن‪ :‬فيلس ػػوؼ مغ ػػريب‪ ،‬كل ػػد ع ػػاـ ‪1944‬ـ‪ .‬متخص ػ يف اظتنط ػػق كفلس ػػفة اللغ ػػة‪ ،‬عم ػػل‬
‫أسػػتاذا يف جامعػػة ػتمػػد اطتػػامس بالربػػاط‪ ،‬لػػو العديػػد مػػن اظتؤلفػػات مثػػل‪ :‬العمػػل الػػديي ك ديػػد العقػػل‪،‬‬
‫سؤاؿ األخالؽ‪ ،‬كغريىا‪ .‬انتقد فلسفة الغرب اليت ال تلتزـ األخالؽ كلقب بالفيلسوؼ الصويف‪ (.‬ينظػر‪:‬‬
‫مشػػركح‪ ،‬إب ػراىيم‪ :‬طػػو عبػػدالرزتن ق ػراءة يف مشػػركعو الفكػػرم‪ ،‬مركػػز اضتضػػارة لتنميػػة الفكػػر اإلسػػالمي‪،‬‬
‫بريكت‪2217‬ـ‪، ،‬ص‪.)11-7‬‬
‫‪ 8‬لتىي ػتمد‪ :‬مفكر ككاتب عراقي‪ ،‬صدرت لو العديد من الكتب الفكرية‪ ،‬من أبرزىا‪ :‬مدخل إىل‬
‫فهم اإلسالـ‪ (.‬مؤمنوف بال حدكد للدراسات كاأل اث‪،‬‬
‫‪ .https://www.mominoun.com/auteur/442‬اطلع عليو يف ‪2221/4/5‬ـ)‪.‬‬
‫‪ 9‬ػتمد مبارؾ‪ ،‬مل ؾتد لو تررتة‪.‬‬
‫‪ 12‬جػػورج طرابيشػػي ‪ :‬مفكػػر كمػػرتجم كناقػػد سػػورم‪ ،‬كلػػد عػػاـ يف حلػػب ‪ 1939‬كتػػويف عػػاـ ‪2216‬ـ‪.‬‬
‫عػػاش يف فرنسػػا كدتيػػز بكثػػرة اظتؤلفػػات ‪ ( .‬القػػرة‪ ،‬متعػػب‪ :‬أقطػػاب الفكػػر العػػريب‪ ،2218-1918 ،‬دار‬
‫مدارؾ للنشر‪ ،‬الرياض ‪2218‬ـ‪،‬ص‪.)73-63‬‬

‫‪11‬‬
‫الحداثة ونقد التراث‪:‬‬

‫الحداثة في ابسال تعريف لها ىي مصطلح فلسفي وفترة تاريخية تعني العقالنية‬
‫واالحتك ااام إل اان العق اال يمرجعي ااة مطلق ااة لننس ااان المتح اارر م اان أي ي ااد دين ااي أو‬
‫غيااره‪ .11‬وي ااتي ظاااىرة إنس ااانية ىااي ولي اادة بيتتهااا وظروفه ااا التاريخيااة واال تص ااادية‬
‫والسياسااية واالجتماعيااة‪ .‬و جاال ذلااد ىااي مااع الرأساامالية المتوحشااة والماسااونية‬
‫السا اارية وجا ااوه متعا ااددة وسا اامات أساسا ااية لعصا اار الهيمنا ااة اليهوديا ااة علا اان الغا اارب‬
‫ا وروبي‪ .12‬وعلن ذلد فالحداثة تجربة إنسانية أوروبية‪13‬م فيهاا االيجاابي الجميال‬
‫وفيها السلبي غير المقبوا أخال يا ودينيا‪ .‬علن أن ما لبث أن ظهر ُيتاب عرب في‬
‫فتاارة االسااتعمار ومااا بعااد االسااتعمار ياادعون إلاان الحداثااة علاان الاانمال ا وروباايم‬
‫ى ااؤالء أن ىن اااا مش ااكلة ب ااين الحداث ااة والتا اراثم ب اال يعتق اادون أن‬ ‫ويفت اارض بعا ا‬

‫‪ 11‬ينظر على سبيل اظتثاؿ ال اضتصر‪ :‬العمرم‪ ،‬علي ػتمود‪ :‬احملصل يف فلسفة اضتداثة‪ ،‬دار النور اظتبني‬
‫للدراسات كالنشر‪ ،‬عماف ‪ ، 2215‬ص‪.12- 11‬‬
‫‪ 12‬عنػػدما زار اظتستشػػرؽ األظتػػاة ‪ Stifahn Reichmut‬كليػػة اآلداب جبامعػػة صػػنعاء عػػاـ‬
‫‪2212‬ـ‪ ،‬أشػار أمامنػػا يف ػتاضػػرة لػػو أف حركػػة التنػػوير يف أكركبػػا كػػاف يقػػف خلفهػػا اليهػػود للػػتخل مػػن‬
‫ىيمنة الكنيسة اظتتعصبة ضدىم‪ .‬كىو هب ا قاؿ ماال يستطيع أف يقولو يف بالده‪ .‬أك تكلم يف اظتسكوت‬
‫عنػػو‪ .‬ينظػػر أيضػػا‪ :‬فػػورد ‪ ،‬ىنػػرم‪ :‬اليهػػودم العػػاظتي‪ ،‬اظتشػػكلة العاظتيػػة األكىل‪ ،‬تررتػػة أكػػرـ مػػؤمن ‪ ،‬مكتبػة‬
‫ابػػن سػػيناء ‪ ،‬القػػاىرة ط‪2213 1‬؛ كػػار‪ ،‬كلػػيم‪ :‬اليهػػود كراء كػػل جرنتػػة‪ ،‬تررتػػة‪ :‬خػػري ا طلفػػاح‪( ،‬د‪،‬ف‪،‬‬
‫د‪.‬ـ(‪1982 ،‬ـ؛ السػػيد‪ ،‬عػػالء الػػدين‪ :‬كيػػف يسػػيطر اليهػػود علػػى اقتصػػاد العػػامل‪ ،‬موقػػع ساسػػة بوسػػت‪،‬‬
‫‪ ./https://www.sasapost.com/jews-control-world‬ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوىد يف‬
‫‪2221/5/19‬ـ‪.‬‬
‫‪ 13‬زيادة‪ ،‬رضواف‪ :‬تصدع اضتداثة‪.312، 311 ، ،‬‬

‫‪12‬‬
‫التراث‪ .‬مروجين لفكرة نموذجية الحداثاة الغربياة ومعاييرىاام و جال‬ ‫الحداثة نقي‬
‫ذلاد يعتقادون أن التاراث عقباة أماام التحاديث‪ .‬ن التاراث ساواء الاديني والفقهااي‬
‫والفك ا ااري وحت ا اان ا دب ا ااي والقيم ا ااي الزاا يم ا ااارس س ا االطانا حقيقي ا ااا عل ا اان الع ا اارب‬
‫والمس ا االمين ف ا ااي مختل ا ااف مج ا اااالت حي ا اااتهم ويوج ا ااو أفع ا ااالهم س ا ااواء ي ا ااتفراد أو‬
‫مجتمعات‪.14‬‬

‫الباااحرين بااين خطاااب الحداثااة‬ ‫وبساابب ذلااد نشااب ناازاا حسااب مااا ياارى بع ا‬
‫ااالة‪ .‬ويااان التاراث ىااو حلبااة الناازاا‪ .‬ماان يمتلااد تتوياال‬ ‫والخطاااب الااداعي إلاان ا‬
‫الت اراث يمتل ااد الساالطة والت ااتثير علاان الحاض اارم وىااو ج اال ذلااد ااراا معرف ااي‬
‫ومنهجيم و راا خيارات فاي السياساة والحيااة‪ .15‬وتعادد خطااب الحداثاةم فكاان‬
‫الجابري من أبرز الفالسفة الحداثيين حيورا وشهرة وجدال حولو واستشهادا بو في‬
‫نقااد التااراث والتاااريخ اإلساالمي‪ .‬ولااذلد اسااتحق ىااذا الباحااث منااا إلاان نقااد علمااي‬
‫وفحت لكتابو تكوين العقل العربي‪.‬‬

‫‪ 14‬بلقزيز‪ ،‬عبد اإللو‪ :‬نقد الرتاث‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريكت‪2214‬ـ‪ ،‬ص‪.12،11‬‬
‫‪ 15‬بلقزيز‪ ،‬عبد اإللو‪ :‬نقد الرتاث‪.12 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫نقد منهج الجابري ‪:‬‬

‫اسااتخدم الجااابري عاادة مناااىج لنقااد تاااريخ الفكاار العربااي اإلسااالميم أوا ىااذه‬
‫(‪)16‬‬
‫المنا ا اااىج ما ا اانهج التحليا ا اال النفسا ا ااي المنسا ا ااوب إلا ا اان فرويا ا ااد ‪Freud‬‬

‫الااذي يقااوا أن الجهاااز النفسااي لننسااان يتكااون ماان الااوعي والالوعااي أو الشااعور‬
‫والالشعورم وأال شعور ىاو ا يبار وا يرار سايطرة علان الشاعور وىاو مهاتم بإعطااء‬
‫واللذة يدافع أساسي للسالوا اإلنسااني ويحاال مان ادر ا خاال‬ ‫ا ولوية للجن‬
‫(‪)17‬‬
‫والقيم الروحية ويغفل دور الغاالية واإلرادة والوعي لمصلحة الالوعي والغراالز‪.‬‬

‫سيجمونْد ‪ :‬طبيب فتساكم صاحب نظرية سيطرة الدكافع غري الواعية على كثري من‬ ‫(‪ )16‬فركيْد‪ْ ،‬‬
‫السلوؾ ؽتا ساعد يف توسيع غتاالت علم النفس كتسمى نظريتو نظرية التحليل النفسي‪ .‬كلد فركيد يف‬
‫مورافيا ػ بتشيكوسلوفكيا السابقة كخترج من كلية الطب‪ ،‬جبامعة فيينا عاـ ‪1881‬ـ‪ .‬كختص يف علم‬
‫نسخا معدلة للعديد من‬
‫األعصاب لدراسة كعالج اضطرابات اصتهاز العصيب‪ .‬كيف عاـ ‪1923‬ـ نشر ن‬
‫نظرياتو األكىل‪ .‬انتقل كعائلتو إىل إؾتلرتا عندما سيطر النازيوف على النمسا يف عاـ ‪1938‬ـ كتويف‬
‫ىناؾ‪ .‬كتب فركيد عدة أعماؿ أقتها تفسري األحالـ‪ ،‬كمقدمة يف التحليل النفسي‪ .‬كتعترب نظرياتو‬
‫كمنهجو يف العالج أساس علم النفس اضتديث‪ (.‬عاقل‪ ،‬فاخر‪ :‬مدارس علم النفس‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليني‪ ،‬بريكت ‪1968‬ـ‪.)176 -174،‬‬
‫(‪)17‬زيعور‪ ،‬علي‪ :‬م اىب علم النفس‪ ،‬مؤسسة عز الدين للطباعة كالنشر‪ ،‬بػريكت ‪1984‬ـ‪،‬ص‪222‬‬
‫‪.221،‬‬

‫‪14‬‬
‫‪18‬‬
‫‪( Jean Piaget‬ت‪1982‬م) فاي‬ ‫جان بياجيو‬ ‫أخذ ىذا المنهج عالم النف‬
‫ما أساماه الالشاعور المعرفاي‪19‬م والاذي بادوره أخاذه الجاابري عناو لتفساير وتحليال‬
‫الفكر العربي اإلسالمي(‪.)22‬‬

‫يقوا الجابري(‪ " :)21‬إن الالشعور المعرفي العربي ىو جملة المفاىيم والتصورات‬
‫وا نشااطة الذىنيااة التااي تحاادد نظاارة اإلنسااان العربااي ‪-‬أي الفاارد البشااري المنتمااي‬
‫للرقافااة العربيااة‪ -‬إلاان الكااون واإلنسااان والمجتمااع والتاااريخ"‪ .‬مؤيااداً أن الالشااعور‬
‫النفسي ىو الرغبات المكبوتة المختلفة الراجعة إلن أزمنة نفسية وعقلياة وبيولوجياة‬
‫مختلفااةم ورغب اات الطفولااة والمراىقااة والشااباب والرجولااة باإلضااافة إلاان الطا ااات‬
‫الغريزي ااة البيولوجي ااة المؤسس ااة لنش اااط الالش ااعور وفاعليت ااو‪ .‬وبحس ااب الج ااابري إن‬
‫الالشعور المعرفي ىو الذي يوجو بكيفية الشاعورية رؤى العارب المسالمين الفكرياة‬
‫وا خال ية ونظرتهم أنفسهم وغيرىم(‪ .)22‬ويقاوا الجاابري‪ ":23‬النظاام المعرفاي فاي‬

‫‪ 18‬بياجيو‪ ،‬جاف‪ :‬عامل نفس كفيلسوؼ سويسرم صاحب نظرية التطور اظتعريف عند األطفاؿ‪( .‬عماد‬
‫الزغوؿ‪ :‬نظريات التعلم‪ ،‬دار الشركؽ االردف‪ ،‬عماف ‪ ،2229‬ص ‪.)229- 228‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Piaget, Jean., Play, Dreams, and Imitation in Childhood, London‬‬
‫‪2003,pp5ff.‬‬
‫(‪)22‬اصتابرم‪ ،‬ػتمد عابد ‪ ،‬نقد العقل العريب‪ ،‬تكوين العقل‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريكت‬
‫‪42 ،1985‬؛ أنظر أيضا‪ :‬مبارؾ‪ ،‬ػتمد‪ :‬اصتابرم بني طركحات الالند كجاف بياجيو‪ ،‬اظتؤسسة العربية‬
‫للدراسات كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بريكت ‪،2222‬ص‪.49،52‬‬
‫(‪)21‬تكوين العقل‪.41 ،42 ،‬‬
‫(‪ )22‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.41 ،‬‬
‫‪ ) 23‬تكوين العقل‪.37 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫ثقافة ما ىو بنيتها الالشعورية"‪ .‬ويقوا‪ ":24‬إن العقل يجهاز معرفي (فاعل وساالد)‬
‫يتشكل وينتج في آن واحد وبكيفية ال شعورية"‪.‬‬

‫إذن جملااة المفاااىيم والتصااورات وا نشااطة الذىنيااة فااي الفكاار العربااي اإلسااالمي‬
‫عن ااد الج ااابري ليس ااأ ن اااتج الق اارآن والح ااديث والفه اام ع اانهم واالرتب اااط العقل ااي‬
‫والوجااداني بهمااا ومااا نااتج عنهمااا ماان فقااو وتزييااةم باال يااان ناااتج الالشااعور الااذي‬
‫ال غيار حساب فروياد‪ .‬ىكاذا حسام الجاابري مان‬ ‫يتحكم فيو غريزة اللاذة والجان‬
‫خا ااالا ىا ااذا الما اانهج حكما ااو غيا اار العلما ااي والمنصا ااف للفكا اار والحيا ااارة العربيا ااة‬
‫اإلسالميةم حيث أحاا فكرىا ونشا ها إلن دوافع جنسية مكبوتة ال أيرر وال ا ل‪.‬‬

‫بشكل عام يمكن لباحث تااريخي أن يساتخدم مانهج التحليال النفساي الفرويادي‬
‫لدراسااة حالااة شخصااية تاريخيااة محااددةم أشااكل عليااو تفسااير دوافااع الساالوا لديااوم‬
‫فيلجت إلن ىذا المنهج النفسي في التفساير‪ .‬مرال تحليال شخصاية ناابليون أو ىتلار‬
‫علن سبيل المراا‪ .25‬أما الحكم أن حيارة ياملة وتاريخ أمم تنتمي لها ماا ىاي إال‬
‫ولياادة الكبااأ الجنسااي‪ .26‬فهااذا بااالطبع ااوا غياار علمااي باال ىااذيان ال غياار‪ .‬وىااو‬
‫أ رب إلن التزييف الفكري‪.‬‬

‫‪ ) 24‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.42 ،‬‬


‫‪ 25‬ينظر على سبيل اظتثاؿ‪ :‬الصايف ‪ ،‬ػتمد حسني‪ :‬دراسات يف اظتنهج كالفكر التارمتي‪ ،‬مركز اإلبداع‬
‫للدراسات كخدمة الرتاث‪ ،‬صنعاء ‪2216‬ـ‪.193- 191 ،‬‬
‫‪ 26‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.45 ،44 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫وعند البحث عن الو االع التي عالجها بالتحليل النفسي لم نجاد ساوى القاوا أن‬
‫أىل السنة والجماعة لم يتخاذوا بمصاادر الشايعةم وان الشايعة لام يتخاذوا بمصاادر‬
‫أىل السنة والجماعة‪ .27‬وبطبيعة الحاا ىذا وا منافي للحقيقة البسيطةم وىي أن‬
‫أىاال الساانة والجماعااة لام يتخااذوا ويعتماادوا علاان مصااادر الشاايعة عاان وعااي وشااعور‬
‫وتعم اادم وي ااذلد الط اارن ا خ اار‪ .‬وبالت ااالي الالش ااعور المزع ااوم ال عال ااة ل ااو به ااذا‬
‫الموضااوا إ ال ااا‪ .‬وبهااذا فااإن اسااتخدام الجااابري ىااذا الماانهج والتفسااير ىااو حكاام‬
‫ماانهج يهاادن منااو إلاان الخااروج بنتيجااة بحريااة‬ ‫مساابق علاان الفكاار اإلسااالمي ولااي‬
‫سليمة‪.‬‬

‫أما المنهج الرااني الاذي اساتخدمو حساب زعماو فهاو المانهج البنياوي(‪ .)28‬وىاو‬
‫ماانهج يقااوم علاان الكشااف علاان البنيااة الظاااىرة التااي يتكااون منهااا موضااوا البحااث‬
‫والكشف عان العال اات باين عنا ارىا‪ .‬وىاذا المانهج يعاد رد علان تشاظي المعرفاة‬
‫وتفرعها إلن تخصصات د يقة منعزلةم ولذلد يان ىادن البنيوياة ىاو الو اوا إلان‬

‫‪ 27‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.66، 65 ،‬‬


‫(‪ )28‬ينظر على سبيل اظتثاؿ‪ :‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪ .71 ،61 ،39 ،38 ،‬يعرؼ اظتنهج البنيوم أنو‬
‫اظتنهج ال م يدرس فيو الباحث الظواىر من خالؿ الرتكيب البنائي عتا‪ ،‬أك من خالؿ البنية الظاىرة ‪،‬‬
‫كالبنية ىي غتموع العناصر اظتؤلفة للشكل‪ .‬كيعرؼ ك لك أنو غتموعة من الوقائع ك مع يف شكل ما‬
‫يسمى ىيكل‪ ،‬مث اظترحلة الثانية من ى ا اظتنهج ىو مرحلة التصور حيث يتخيل الباحث آلية تنظم‬
‫الوقائع كالعالقة بني عناصر البنية‪ .‬من ابرز من استخدـ ى ا اظتنهج كلود ليفي شرتاكس‪ ،‬لكن يعود أكؿ‬
‫ظهوره يف دراسات علم النفس من القرف ‪19‬ـ‪ (.‬الصايف‪ :‬دراسات‪168 ،‬؛ ‪Dosse. F,‬‬
‫‪History of Structuralism (two volumes). Translated by Deborah‬‬
‫‪Glassman, University of Minnesota Press, 1998).‬‬

‫‪17‬‬
‫تجنبااً‬ ‫النظاام الكلااي المتكامال والمتناسااق الاذي يوحااد وياربال العلااوم بعياها باابع‬
‫للتجزالااة إلاان اتجاىااات تخصصااية د يقااة سااببأ عزلااة اإلنسااان وضااياعوم وىااو بهااذا‬
‫يحاوا الدعوة إلن النظام الكلي المتناسق وفكرة المنظومات المتكاملاة فاي مجااا‬
‫العلوم المختلفة(‪.)29‬‬

‫وعل اان ذل ااد ى ااي ريق ااة بح ااث ف ااي الوا ااع يل ااو ال ف ااي أش ااياالو الفردي ااةم ب اال ف ااي‬
‫العال ات بينها ومحاولة ايتشان القوانين الشااملة التاي تاتحكم فيهاا مساتفيدة مان‬
‫(‪)32‬‬
‫علم اللغة ونظامها‬

‫علان أن ىااذا الماانهج فشاال علميااًم نااو يعتماد علاان خياااا الباحااث فااي افتااراض‬
‫بنية تكون موضوا البحث م ثم يتخيل مبدأ ينظم العال ات والو االع في ىذه البنية‪.‬‬
‫ولهااذا فشاال ىااذا الماانهج فااي دراسااة الفيزياااء نااو يمكاان لباحااث أوسااع خياااالً أن‬
‫الدراسات ا دبية‪ .‬يماا أناو مانهج‬ ‫يفترض بنيات تختلف من باحث أخر‪31‬م بعك‬
‫يعجااز عاان شاارح التطااور وتفسااير االنتقاااا ويكتفااي بالكشااف عاان عنا اار البنيااة وال‬
‫يعطي ي منها أوليات أو أفيلياتم ولذلد نُظر إلن ىذا المنهج أنو مجرد تنظيم‬

‫(‪)29‬قصاب‪ ،‬كليد‪ :‬مناىج النقد األديب اضتديث ‪ ،‬رؤية إسالمية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق ‪2227‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.118‬‬
‫(‪)32‬قصاب‪ : ،‬مناىج النقد‪.119 ،‬‬
‫‪ 31‬اكمي ػػنس ‪ ،‬ركالف‪ :‬فلس ػػفة الكػ ػوانتم‪ ،‬تررت ػػة ازت ػػد ف ػؤاد باش ػػا كنتػ ػ اطت ػػويل‪ ،‬ا ل ػػس ال ػػوطي للثقاف ػػة‬
‫كالفنوف كاآلداب ‪ ،‬الكويت ‪، 2228‬ص‪.338‬‬

‫‪18‬‬
‫للظاىرات ولي يشفاً للماىيات(‪ .)32‬إضافة إلن انتقادات يريرة أخرى للمنهج من‬
‫أىمها أنو ذات نزعاة مادياة حاادةم وىاو لاذلد ضاد الادين بال ساعن أن يحال محال‬
‫(‪)33‬‬
‫الدين في التجربة ا وروبية‬

‫وبموجااب ىااذا الماانهج تخياال الجااابري أن الفكاار العربااي اإلسااالمي ينقساام إلاان‬
‫ثالث منظومات معرفية‪ :‬البيان وىو الذي يستند في معرفتاو إلان الانت أي المانهج‬
‫الحساايم والعرفااان وىااو الااذي يسااتند فااي معرفتااو إلاان المعرفااة الوجدانيااة الروحيااةم‬
‫والبرىان وىو الذي يستند في معرفتو إلن العقل والتتملم محلالً لهم يل علن حده‬
‫ياانظم معرفيااة مسااتقلة غاااض الطاارن عاان تبااادا التااتثير بياانهم فع االً وانفعاااالً ساالباً‬
‫المنهج البنيوي الذي يدعياو‪ .‬فالواجاب علياو أن‬ ‫وإيجاباًم وىذا مما يخالف أس‬
‫يدرس العال ة بين المنظومات المعرفية الرالث والتبادا التتثيري بيانهم ثام الخاروج‬
‫بالنظرة الكلية‪ .‬وىو يعترن انو لم وال يستطيع أن يفعل ذلد سباب منهجية(‪.)34‬‬
‫ومنظومات متصارعة إال فاي‬ ‫والحقيقة انو ال يستطيع ذلد نو ال يوجد أزمة أس‬
‫خياا نا د العقل العربي‪.‬‬

‫(‪)32‬جػػاركدم‪ ،‬ركجيػػو ‪ :‬البنيويػػة فلسػػفة مػػوت اإلنسػػاف‪ ،‬تررتػػة جػػورج طرابيشػػي‪ ،‬دار الطليعػػة للطباعػػة‬
‫كالنشػػر‪ ،‬بػػريكت ‪1985‬ـ‪ ،‬ص ‪13،115‬؛ الصػػايف‪ :‬دراسػػات يف اظتػػنهج‪ .172-168 ،‬اظتاىيػػة ‪ :‬مػػن‬
‫قوعتم ما ىو‪ ،‬كتطلق غالبا على األمر اظتتعقل‪ ،‬فتقديرىا يف األذىاف ال يف األعياف‪ (.‬اضتفػي‪ ،‬عبػداظتنعم‪:‬‬
‫اظتعجم الشامل ظتصطلحات الفلسفة‪ ،‬مكتبة مدبويل ط‪ ، 3‬القاىرة ‪2222‬ـ ‪،‬ص‪.)728‬‬
‫(‪)33‬قصاب‪ :‬مناىج النقد‪.149 ،‬‬
‫(‪ )34‬اصتابرم‪ :‬بنية العقل‪ ،‬ص‪.485‬‬

‫‪19‬‬
‫وىااذا التقساايم وإن يااان أخااذه عاان أحمااد أمااين وغياارهم إال أنااو جعلااو منظومااات‬
‫حقوا معرفيةم ولهذا ىو تقسيم متاتثر باإلشاكالية المعرفياة فاي أورباام‬ ‫معرفية ولي‬
‫والخاالن حاوا المعرفااة الحساية والمعرفااة العقلياة والمعرفااة الوجدانياة أو الروحيااةم‬
‫وىاي إشاكالية معرفياة لهاا تااريخ ويال عنااد ا وروبياين‪ .‬ولعال آخار مان خااض فيهااا‬
‫منتصراً للمنهج العقلي ىو الفيلسون يارا بوبر ‪( )35( Poper‬ت ‪1994‬م )‪.36‬‬

‫ى ااذا التقس اايم ال ااذي يق ااوم أساس ااا عل اان اإلش ااكالية المعرفي ااة ا وربي ااة ال يصاااح‬
‫استخدامو في التاريخ اإلسالميم ن الفكر اإلسالمي يستند في معرفتو ابتداء مان‬
‫نصااوص القاارآن وانتهاااء بمخرجااات اإلنتاااج الفكااري علاان المناااىج المعرفيااة الرالثااة‬
‫الحسي والعقلي والروحي(‪.)37‬‬

‫وبسبب ىذا المنهج يقرر الجابري أن حرية الفكر العربي اإلسالمي حرية اعتماد‬
‫ال حري ااة نقل ااو(‪)38‬م ن ااو م اانهج ال يس ااتطيع ش اارح التط ااور وتفس ااير االنتق اااا يم ااا‬
‫أوضااحنا‪ .‬وىااذا التقساايم يمنظومااات معرفيااة متصااارعة يخااالف ابسااال حقااالق تاااريخ‬

‫(‪)35‬بوبر‪ ،‬كارؿ‪ :‬أشهر فالسفة العلم كاظتنهج العلمي‪ ،‬ىاجر من موطنو النمسا عاـ ‪ ،1929‬إىل‬
‫نيوزلندا حيث عمل يف اصتامعة‪ ،‬مث استقر يف اؾتلرتا‪ ،‬حصل على لقب "سري" كستس عشر دكتوراه‬
‫فخرية‪ ،‬من كتبو اظتنشورة‪" :‬منطق الكشف العلمي" كعقم النزعة التارمتانية" كىو الكتاب ال م ىاجم‬
‫فيو نظريات تفسري التاريخ‪( ،‬انظر‪ :‬بوبر‪ ،‬كارؿ‪ :‬أسطورة اإلطار‪ ،‬حترير‪ :‬مارؾ ر‪.‬بوبر‪ ،‬تررتة‪ :‬نت‬
‫طريف اطتويل‪ ،‬ا لس الوطي للثقافة كالفنوف كاآلداب‪ ،‬الكويت‪.)317 ،2223‬‬
‫‪ 36‬بوبر‪ :‬أسطورة اإلطار‪.112 ،‬‬
‫(‪ )37‬الصايف‪ :‬دراسات يف اظتنهج‪.115-99 ،‬‬
‫(‪ )38‬تكوين العقل العريب‪.42 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫الفك اار اإلس ااالميم وى ااو أن العل اام والفك اار ف ااي اإلس ااالم ي ااان موس ااوعيا والعلم اااء‬
‫المساالمين يااانوا موسااوعيينم يحملااون ويعرفااون بعمااق ياال المعرف اة الموجااودة فااي‬
‫عص اارىمم س ااواء البياني ااة أو العرفاني ااة أو البرىاني ااة حس ااب مص ااطلحات الج ااابري‪.‬‬
‫والغزال ا ا ا ا ااي ( ت‪525‬ه)‪ 42‬واب ا ا ا ا اان خل ا ا ا ا اادون‬ ‫(‪)39‬‬
‫فالمحاس ا ا ا ا اابي (ت‪243‬ىا ا ا ا ا اا)‬
‫(ت‪828‬ه)‪ 41‬عل اان س اابيل المر اااام ي ااانوا فقه اااء وأ ااوليين ومتكلم ااين وفالس اافة‬
‫و وفية‪.‬‬

‫(‪ )39‬احملاسيب ‪ ،‬اضتارث بن أسد أبو عبد ا ‪ :‬االماـ الفقيو‪ ،‬كلد كنشأ بالبصرة‪ ،‬كمات ببغداد‪ .‬يعد‬
‫من أكابر الصوفية‪.‬كاف عاظتا باألصوؿ كاظتعامالت‪ ،‬كاعظا مؤثرا لو مؤلفات يف الزىد كالرد على اظتعتزلة‬
‫كغريىم‪.‬كىو أستاذ أكثر البغداديني يف عصره‪.‬من مؤلفاتو آداب النفوس ‪،‬كاظتسائل يف أعماؿ القلوب‬
‫كاصتوارح‪ ،‬الرعاية ضتقوؽ ا عز كجل‪ (.‬ينظر‪:‬األصفهاة‪ ،‬أبو نعيم ازتد (ت‪432‬ىػ‪1238/‬ـ)‪ :‬حلية‬
‫األكلياء كطبقات األصفياء‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريكت ‪1425‬ق‪،‬ج‪12‬ص‪73‬؛ ال ىيب‪ ،‬مشس الدين‬
‫أبو عبدا (ت ‪748‬ق‪1348/‬ـ)‪ :،‬سري أعالـ النبالء‪ ،‬حتقيق‪ /‬بإشراؼ شعيب االرناؤكطي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بريكت ‪1993‬ـ‪،‬ج‪12‬ص‪.)112‬‬
‫‪ 42‬ػتمد بن ػتمد بن ػتمد الغزايل الطوسي‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬حجة اإلسالـ‪ :‬الفقيو اظتتكلم الصويف‪ ،‬لو‬
‫الكثري من اظتؤلفات‪ ،‬مولده ككفاتو يف الطابراف خبراساف رحل إىل نيسابور مث إىل بغداد فاضتجاز كبالد‬
‫الشاـ كمصر‪ ،‬كعاد إىل بلدتو‪.‬من أشهر مؤلفاتو‪ :‬إحياء علوـ الدين‪ (.‬الندكم‪ ،‬أبو اضتسن‪ :‬رجاؿ‬
‫الفكر كالدعوة يف اإلسالـ‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،2222‬ج‪1‬ص‪.)258،257‬‬
‫‪ 41‬ابن خلدكف ‪ :‬عبدالرزتن بن ػتمد أبو زيد ‪ ،‬اضتضرمي العالمة كاظتؤرخ ‪ .‬كلد كنشػأ يف تػونس كرحػل‬
‫إىل غرناطػػة ك مصػػر‪ .‬كيل قضػػاء اظتالكيػػة ‪ .‬مث تفػػرغ للتػػأليف ‪ ،‬كأشػػهر كتبػػة‪:‬العرب كديػواف اظتبتػػدأ كاطتػػرب يف‬
‫تػ ػػاريخ العػ ػػرب كالعجػ ػػم كالرببػ ػػر‪(.‬ابن العمػ ػػاد‪ ،‬عبػ ػػداضتي الدمشػ ػػقي(ت ‪1289‬ق‪1679/‬ـ)‪ :‬ش ػ ػ رات‬
‫الػ ىب يف أخبػػار مػػن ذىػػب‪ ،‬دار الكتػػب العلميػػة‪ ،‬بػػريكت (د‪.‬ت)‪،‬ج‪7‬ص‪75‬؛ الزركلػػي‪ ،‬خػػري الػػدين ‪،‬‬
‫األعالـ‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريكت ‪1982‬ـ ‪4،‬ج ‪.)126‬‬

‫‪21‬‬
‫ينقااد الجااابري علااوم البيااان ن نظامهااا المعرفااي واحااد ىااو ياااس الغاالااب علاان‬
‫الشاىد‪ .42‬والصحيح أن ىذا أحد مناىج علم الكالم للارد علان أ احاب ا ىاواء‬
‫والدىرية وأ حاب الملل والنحل غير اإلسالمية من الملحادين والطبااعتيين الاذين‬
‫يانوا يزعمون استنادىم إلن العقل فاي رد الشاريعة اإلساالمية والتشاكيد فيهاا‪ .‬أماا‬
‫الماانهج المعرفااي ا ساااس فااي ياال علااوم الشااريعة فهااو الاانت طعااي الداللااة طعااي‬
‫الربوت من الكتاب والسانة‪ .‬فاإن لام يتاوفر ىاذا الانت تعاددت منااىج ا خاذ وىاي‬
‫المذاىب الفقهية والفر الكالمية المتعاددة‪ .‬حياث ياان مان عظماة اإلساالم و وتاو‬
‫ظهااور المااذاىب الفقهيااة والفاار اإلسااالمية المتعااددة‪ .‬ن ذلااد دلياال علاان اادرة‬
‫اإلسالم علن احتواء اختالفات البشر في تعدد مناىجهم المعرفية‪.‬‬

‫ويا اادعي أن علا ااوم العرفا ااان الا ااذي ادخا اال فيا ااو التصا ااون وفكا اار شا اايعي وفلسا اافة‬
‫إسماعيلية وتفسير باا ني للقاران وفلسافة اشارا ية وييميااء وتطباب وفالحاة نجومياة‬
‫وسحر و لسمات وعلم تنجيم نظامهاا المعرفاي الكشاف والو ااا‪ .‬فهال الكيميااء‬
‫والفالحة النجومية والتنجيم يعتمد علن الكشف الروحي أو االشرا ي‪43‬؟‬

‫ويدعي أن علوم البرىان من منطاق ورياضايات و بيعياات وإلهيااتم بال ميتافيزيااء‬


‫أن نظامها ااا المعرفا ااي المالحظا ااة التجريبيا ااة واالسا ااتنتاج العقلا ااي يمنه ا ااج‪ .44‬فها اال‬

‫‪ 42‬تكوين العقل العريب‪.342 ،334 ،333 ،‬‬


‫‪ 43‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.333،334 ،‬‬
‫‪ 44‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.334،‬‬

‫‪22‬‬
‫اإللهيااات والميتافيزياااء ماانهجهم المعرفااي المالحظااة التجريبيااة واالسااتنتاج العقلااي‬
‫وىي مجرد يالم في يايا الغيب؟‬

‫فااي الفكاار العربااي اإلسااالمي بناااء علاان‬ ‫لقااد ادعاان الجااابري‪ 45‬وجااود أزمااة أسا‬
‫ادعاء آخر غير حيح ىو وجود راا باين منظوماات معرفياة ثاالث بياان وعرفاان‬
‫وبرى ااانم وى ااو ادع اااء بن اااء عل اان ادع اااء آخ اار غي اار ااحيح أيي ااا ى ااو وج ااود ى ااذه‬
‫المنظومات الرالثة منفصالة متبايناة عان بعياها‪ .‬باختصاار لقاد تخيال بنياة ثام تخيال‬
‫راا بين عنا رىا ثم تخيل فشلها‪ .‬و نها فاشلة فيجب القطيعة معها واساتبدالها‬
‫بالحداثة ا وروبية المزعومةم وبالذات التجربة الرأسمالية‪.‬‬

‫إن المنهج البنيوي ربما يان مفيداً في الدراسات ا دبية ناو مانهج يعتماد علان‬
‫خياا الباحثم لكن في معامل العلم التطبيقي وفي الدراسات التاريخية ثبأ فشلو‬
‫علاان القااارئم يمااا أن نا ااد‬ ‫باال ويصاابح أداة للباحااث لتحريااف الحق ااالق والتلبااي‬
‫العقل العرباي لام يحقاق الهادن الحقيقاي لهاذا المانهج فاي الو اوا إلان رؤياة يلياة‬
‫للعقاال العربااي اإلسااالمي ماان خااالا دراسااة العال ااة بااين عنا اار البنيااة التااي ادعاان‬
‫إال‪ .‬فالجابري في الحقيقة وإن أدعان أن‬ ‫وجودىا م بل مارس التفكيد والهدم لي‬
‫منهجو بنيوي إال أنو لام ياف بمتطلباات المانهج البنياوي وماارس المانهج التفكيكاي‬
‫لهدم الرؤية والوعي الحقيقي للتراث والتاريخ اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 45‬تكوين العقل‪.256 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫استخدم الجابري المنهج التفكيكي(‪ )46‬وىو مانهج بعاد حاداثي يقاوم علان "ىادم‬
‫اإلجماااا علاان داللااة الاانتم وزعزعااة الرقااة فيهااام ليشااكد فااي ىااذا النظااامم ويفااتح‬
‫المجاا أمام تعدد المعانيم فتصبح النصوص ساحة تباينات ال اتفا اتم وسااحات‬
‫اختالن ال االتالن وساحة تفجير للمعاني ال حصرىا أو تحديدىا"(‪.)47‬‬

‫فالتفكيااد ىااو النساابيةم والتشااظيم والتفتااأم وانعاادام اليقااين المتمراال فااي رف ا‬


‫الرنااليااات التااي يانااأ معروفااةم يااالخير والشاارم والتشااكيد فيهااا‬ ‫الروابااأم ورف ا‬
‫وإظهار وجود االسترناءات في يل شيء(‪.)48‬‬

‫يقااوم الماانهج التفكيكااي علاان التشااكيد فااي ياال شاايءم ابتااداء بالتشااكيد فااي‬
‫العل اامم ث اام تح ااوا إل اان التش ااكيد ف ااي ي اال ش اايء‪ .‬وله ااذا أ ل ااق عل اان التفكيكي ااة‬
‫بالعدمية(‪.)49‬‬

‫يا ااان جا اااا دريا اادا(‪( Jacques Derrida )52‬ت‪2224‬م) أوا ما اان أظها اار‬
‫الفلسفة والمنهج التفكيكاي الاذي مارساو فاي دراساتو للفكار والحياارة الغربياة مان‬
‫أفال ون وحتن العصر الحديثم فهدم الفكر الغربي وىدم حيارتو(‪.)51‬‬

‫(‪ )46‬ينظر على سبيل اظتثاؿ‪ :‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.125 ،53 ،52 ،17 ،16 ،‬‬
‫(‪)47‬قصاب‪ :‬مناىج النقد األديب ‪.185 ،‬‬
‫(‪)48‬قصاب‪ :‬مناىج النقد‪.186،185 ،‬‬
‫(‪)49‬قصاب‪ :‬مناىج النقد‪222 ،221 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لقااد أراد درياادا "تحطاايم الفكاار الغربااي واإلبقاااء علاان أنقاضااو نااو يكماال النقااي‬
‫الغربي"(‪ .)52‬إذن‬ ‫الذي بو يعرض البديل‪ .‬تو ين البديل العبري فو أ الا النقي‬
‫مااا حاااوا عملااو الجااابري ىااو بالياابال مااا حاااوا عملااو درياادا مااع الحيااارة الغربيااة‬
‫وفكرىام تفكيكها وىدمها واستبدالها‪.‬‬

‫نجد ىذا واضحا في نهاية نقده للعقل العربي حيث ال نجد نتيجة محددة يصل‬
‫معها القارئ سوى التشكد في يل شيء‪ )53( .‬ولم ياون بحاق المانهج البنياوي فاي‬
‫الخروج برؤية يلية‪.‬‬

‫ي ا ااان الج ا ااابري واض ا ااحاً ف ا ااي منهج ا ااو وإس ا ااتراتيجيتو ف ا ااي الكت ا اااب إذ يق ا ااوا‪" :‬‬
‫إسااتراتيجية إباراز عيااوب وحاادة ميااأ ماان أجاال بناااء وحاادة أفياال وامااتن"(‪ .)54‬باال‬

‫(‪)52‬دريدا ‪،‬جاؾ‪ :‬فيلسوؼ كناقد أدب فرنسي كلد باصتزائر عاـ‪ ،1932‬يؤخ عليو تعصبو لليهودية (‬
‫جػػورج طرابيشػػي‪ :‬معجػػم الفالسػػفة‪ ،‬دار الطليعػػة للطباعػػة كالنشػػر‪ ،‬بػػريكت‪،1987‬ص ‪252‬؛ قصػػاب‪:‬‬
‫مناىج النقد‪.)225 ،‬‬
‫(‪)51‬قصاب‪ :‬مناىج النقد‪223 ،‬ـ؛ ‪Kakoliris,G., Jacques Derrida's‬‬
‫‪Deconstruction of Western Metaphysics, National and‬‬
‫‪ Kapodistran University of Athens,2018.‬حاكلت إحدل الباحثات تقدمي‬
‫مقارنة بني فكر دريدا كػتيي الدين ابن عريب‪ .‬ينظر‪Ian, I., Sufism and :‬‬
‫‪Deconstruction: A Comparative Study of Derrida and Ibn Arabi.‬‬
‫‪London: Routledge, 2004‬‬
‫(‪)52‬عطية ‪ ،‬أزتد عبداضتليم‪ :‬جاؾ دريدا كالتفكيك‪،‬دار الفارايب‪ ،‬بريكت ‪2212‬ـ‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫(‪ )53‬ينظر على سبيل اظتثاؿ‪ :‬اصتابرم‪ ،‬ػتمد عابد‪ :‬نقد العقل العريب‪ ،‬بنية العقل العريب‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريكت ‪.492،489 ،2227‬‬

‫‪25‬‬
‫يقوا‪ " :‬اتجاه تصفية الحساب مع ريام ‪ ...‬الالمعقاوا فاي بنيتاو"(‪ .)55‬ويادعو إلان‬
‫تحقيق طيعة معرفية مع التراث فيقوا‪" :‬والذي يتو ف تقدم الفكر العربي استقباالً‬
‫علن تحقيق طيعة ايبستمولوجية"(‪.)56‬‬

‫إذن النقد عند الجابري ىو إبراز عيوب التراث والفكر اإلسالمي لتحقيق القطيعة‬
‫المعرفية معو بهدن استبداا ىذا الفكر باالفكر ا ورباي الغرباي‪ .‬إذ أناو ال يساتطيع‬
‫إعماا ىذا االستبداا إال من خالا تحقيق ىدم التوا ل المعرفي مع التراث‪.‬‬

‫ىااذا الباحااث ياادرس التاااريخ والفكاار اإلسااالمي بذاتيااة مطلقااة ال يمكاان أن تكااون‬
‫علميااة وال منصاافة المااا أعلاان فااي الفصاال ا وا ماان دراسااتو أن إسااتراتيجيتو إبااراز‬
‫العيوب والهدم وتحقيق القطيعة مع ىذا التاريخ ومع ىذه الحيارة اإلساالمية التاي‬
‫يعتقد أنهاا فشالأ بينماا الحياارة ا وربياة نجحاأ‪ .57‬فشالأ الحياارة اإلساالمية‬
‫حس ااب زعم ااو ف ااي الو ااوا إل اان الرأس اامالية الت ااي يعتق ااد أنه ااا النم ااوذج اإلنس اااني‬
‫المتمدن وا ر ن(‪.)58‬‬

‫و اال مس ااتوى الي ااعف النق اادي والمنهج ااي عن ااد الج ااابري وإع ااالء ش ااتن الفك اار‬
‫الغربي إلن حد اعتباره تحقيب التاريخ في أوروبا الذي ظهر في القرن الراامن عشار‬

‫(‪ )54‬تكوين العقل العريب‪.53 ،‬‬


‫(‪)55‬تكوين العقل العريب‪.52 ،‬‬
‫(‪ )56‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.52 ،‬‬
‫‪ 57‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب ‪.335 ،‬‬
‫(‪ )58‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.347 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫إلن ديم ووسايال وحاديث مان مميازات العقال ا ورباي وا فيال مان العقال العرباي‬
‫في تحقيب التاريخ سواء تحقياب بالادوا مرال الدولاة ا موياة والعباساية أو بالعصار‬
‫اإلسالمي والعصر الحديث(‪.)59‬‬

‫(‪)62‬‬
‫‪Oswald‬‬ ‫ويبدو أنو لم يعلم أن يبار فالسفة التاريخ أمراا اساوالد شابنجلر‬
‫(‪)61‬‬
‫‪Arnold Joseph Toynbee‬‬ ‫‪( Spengler‬ت‪ )1936‬وأرنولد توينبي‬
‫(ت‪1973‬م) وىاام المتخصصااون فااي الماانهج التاااريخي انتقاادوا ىااذا التحقيااب‬
‫للت اااريخم واعتب ااروه تحقي ااب س ااقيم وال يظه اار حقيق ااة س اايا الت اااريخ وال يص ااح إال‬
‫للتاريخ ا وروبي فقال وال يصاح لتااريخ الشاعوب ا خارى مرال الحياارة اإلساالمية‬
‫أو الهندية أو الصينية علن سبيل المراا(‪.)62‬‬

‫ويستمر الجابري في دح الفكر العرباي اإلساالمي مناذ بداياة يتاباو تكاوين العقال‬
‫العرب ااي مبين ااا أن ىدف ااو ى ااو‪ ":‬تعري ااة أسس ااو وتحري ااد فاعليات ااو وتطويرىا اا واغنااله ااا‬

‫(‪ )59‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.43 ،‬‬


‫(‪)62‬شبنجلر‪ ،‬اسوالد‪ :‬مؤرخ كمفكر أظتاة ‪ ،‬عاش حياة يف غاية من العزلة فرتة طويلة من حياتو‪،‬‬
‫أشهر كتبة تدىور اضتضارة الغربية‪ ،‬كال م سبب ضجة كبري يف أكركبا آن اؾ‪ (.‬بدكم‪ ،‬عبد الرزتن ‪:‬‬
‫اشبنجلر‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بريكت ‪ ، 1982‬ص‪.)12- 3‬‬
‫(‪)61‬توينيب‪ ،‬ارنولد‪ :‬مؤرخ اؾتليزم كلد عاـ‪ 1889‬لو العديد من اظتؤلفات منها تاريخ اضتضارة اعتلينية‬
‫كػتاكمة اضتضارة كغريىا ‪ ،‬لكن أقتها كتابو ‪ :‬دراسة للتاريخ‪ (.‬الشيخ‪ ،‬رأفت‪ :‬تفسري مسار التاريخ‪،‬‬
‫عني للدراسات كالبحوث اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬القاىرة ‪2222‬ـ‪.)194- 193،‬‬
‫(‪)62‬صبحي‪ ،‬أزتد ػتمود‪ :‬يف فلسفة التاريخ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة كالنشر‪ ،‬اإلسكندرية ‪2224‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.263 ،262‬‬

‫‪27‬‬
‫بمفاىيم واستشرافات جديدة نستقيها من ىاذا الجاناب او ذاا مان جواناب الفكار‬
‫اإلنسا اااني المتقا اادمم الفكا اار الفلسا اافي والفكا اار العلما ااي"(‪ )63‬أي اسا ااتبدالو با ااالفكر‬
‫اإلنساني المتقدمم الفكر الفلسفي والفكر العلمي يما يزعم‪.‬‬

‫ويقااوا‪ " :‬إن العلاام ال يااؤمن بمصاادر آخاار للعقاال و واعااده غياار الوا ااع" (‪)64‬وىااو‬
‫بهذا ينفي أي علم حقيقي لننسان يتتي من يتاب سماوي أو إخبار نبيم وىذا ىو‬
‫المنهج المادي المعرفي لنلحاد‪ .‬وىذا المو اف يوضاح لمااذا يتحامال علان البياان‬
‫والعرفااانم وميلااو نحااو البرىااان‪ .‬والمالحااأ أييااا إن الجااابري رغاام ادعاااءه أن نقااده‬
‫يتمحور حاوا أدوات المعرفاة إال اناو لام يتطار مان رياب أو مان بعياد إلان منااىج‬
‫المعرفة عند المسلمين التي ىي أدوات المعرفة‪.‬‬

‫ثم نتيجة لمنهجو الذي اتبعو يلة يتابو في إبراز عيوب العقل العربي واإلسالمي‬
‫يصاال الجااابري بالقااارئ إلاان مااا اسااماه فشاال الرقافااة العربيااة أي الفكاار اإلسااالميم‬
‫يقوا‪" :‬لماذا لم تتمكن الرقافة العربية اإلسالمية من تجاوز بداية البداية واالنطال‬
‫لتحقيق النهية التي تحققأ في أوروباام وبعباارة أخارى لمااذا فشالأ ىاذه التجرباة‬
‫الرقافية العربية فيما نجحأ فيو التجربة ا وربيةم أعني في أن تيمن لنفسها إ راء‬
‫التقدم؟"‪ "...‬لماذا لم تتطور أدوات المعرفة (مفاىيمم مناىجم رؤية ‪ )...‬في الرقافة‬
‫العربية خالا نهيتها في القارون الوساطن إلان ماا يجعلهاا اادرة علان إنجااز نهياة‬

‫(‪)63‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.17 ،‬‬


‫(‪)64‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.24 ،‬‬

‫‪28‬‬
‫فكرية وعلمية مطردة التقدم علن غرار ما حدث في أوربا ابتداء من القرن الخام‬
‫عشار"(‪ .)65‬فاي ىااذا الانت يقاارر الجاابري عاادة مسالمات ومغالطااات خطيارة وغياار‬
‫حيحة‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أن الفكاار اإلسااالمي لاام يتجاااوز بدايااة البدايااة يمااا يقااوام وشاارح مقصااده فااي‬
‫ذلاد أن الفكار اإلسااالمي ظال ياردد نفسااو يلاة مااا بعاد عصار التاادوين وىاذا اتهااام‬
‫ين ااافي حقيق ااة حيوي ااة ت اااريخ الفك اار اإلس ااالميم ويعلم ااو ابس ااال باح ااث ف ااي الت اااريخ‬
‫‪66‬‬
‫اإلسالمي‪ .‬حيث ظهرت يرير من العلوم والفكر اإلسالمي بعد عصر التدوين‬

‫ثاني ااً‪ :‬جعاال النهيااة ا وربيااة وفكرىااا معيااار اال تااداء ومياارب المراال‪ .‬وىااذا خطاات‬
‫فكري ومنهجي‪ .‬وخيوا نفسي وفكري أمام الغرب‪ .‬لقد اسقال المفاىيم الحديراة‬
‫المااتخوذة ماان الفلساافات الحديرااة علاان الاانت التراثااي بتساالوب فااج يخاارج الاانت‬
‫التراثي من حقيقتو العلمية والتاريخية‪.67‬‬

‫(‪ )65‬تكوين العقل العريب‪335 :‬‬


‫‪ 66‬انظػػر علػػى سػػبيل اظتثػػاؿ ال اضتصػػر‪ :‬راشػػد‪ ،‬رشػػدم كآخػػركف‪ :‬موسػػوعة تػػاريخ العلػػوـ العربيػػة‪ ،‬مركػػز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريكت ‪1997‬ـ؛ ىونكو‪ ،‬زيغريد‪ :‬مشس العرب تستطع علػى الغػرب‪ ،‬نقلػو عػن‬
‫األظتانيػػة‪ :‬فػػاركؽ بيضػػوف ككمػػاؿ دسػػوقي‪ ،‬دار صػػادر بػػريكت )د‪ .‬ت(؛ طوقػػاف‪ ،‬قػػدرم حػػافز‪ :‬النزعػػة‬
‫العلمية يف الػرتاث العػريب‪ ،‬غتلػة اظتعهػد اظتصػرم للدراسػات اإلسػالمية يف مدريػد‪ ،‬ا لػد األكؿ ‪ ،‬العػدد‪،3‬‬
‫‪1374‬ق‪1955/‬ـ‪،‬ص ‪.95-77‬‬
‫‪ 67‬بلقزيز‪ ،‬عبد اإللو‪ :‬نقد الرتاث‪.353 ،‬‬

‫‪29‬‬
‫ثالراً‪ :‬يقارر فشال التجرباة اإلساالمية فيماا نجحاأ التجرباة ا وربياة مقارراً يتناو يعلام‬
‫المستقبل أي مستقبل الحيارة ا وربية أنها ضمنأ لنفسها ا راد التقدم‪.‬‬

‫والبد لنا ىنا من التوضيح أن التجرباة اإلساالمية لام تفشالم بال ادمأ لننساانية‬
‫فقااال فااي مجاااا العلااوم والطااب والرياضااياتم‬ ‫أعظاام حيااارة عرفتهااا البشااريةم لااي‬
‫ولكاان فااي مجاااا القاايم وا خااال والفكاار‪ .‬وال يسااقال ىااذا وجااود ساالبياتم لكنهااا‬
‫بالتتييد ال تنفاي حقيقاة الحياارة اإلساالمية وحيويتهاا المتجاددة‪ .‬أماا نهياة أوروباا‬
‫عش اارم وى ااي النهي ااة االيطالي ااة فه ااي ام ااأ بس اابب احتك اااا‬ ‫ف ااي الق اارن الخ ااام‬
‫االيطاااليين ب ااالعرب والمس االمين وتااتثرىم به اامم بفي اال التجااارة والتعام اال المس ااتمر‬
‫بياانهم‪ 68.‬ثاام مااا تبعهااا ماان نهيااة وروبااا الرأساامالية فهااو بساابب اسااتعمار ونهااب‬
‫ارات لمدة خمسماالة عام‪.69‬‬ ‫خم‬

‫نقد العقل العربي‪ :‬أخطاء علمية وتاريخية‪:‬‬

‫لألسف اتسم يتاب نقد العقل العربي بالكرير مان ا خطااء والمغالطاات العلمياة‬
‫والتاريخياة الكبيارةم إلان درجاة يصاعب علان الباحاث استقصااالها بالتفصايلم و جاال‬

‫‪ 68‬الدسوقي‪ ،‬عبد اظتنعم إبراىيم‪ :‬اثر اضتضارة العربية اإلسالمية يف النهضة األكركبية كنموذج ضتوار‬
‫اضتضارات‪ ،‬كزارة الثقافة اظتصرية‪ ،‬القاىرة ‪2223‬ـ‪ ،‬ص ‪.42، 41‬‬
‫‪ 69‬غاركدم‪ ،‬ركجيو‪ :‬العوظتة اظتزعومة‪ ،‬تعريب‪ :‬ػتمد السبيطلي‪ ،‬دار الشوكاة للنشر كالتوزيع ‪ ،‬صنعاء‬
‫‪1998‬ـ‪ ،،‬ص‪13- 11‬‬

‫‪31‬‬
‫ماان نماااذج ا خطاااء العلميااة لكتاااب نقااد العقاال العرباايم تكااوين‬ ‫ذلااد نااورد بع ا‬
‫العقل العربي‪.‬‬

‫في نقد ا شاعرة‪:‬‬

‫يقوا الجابري(‪ )72‬عن ا شاعرة‪ 71‬وىم جمهور علماء أىل السنة‪" :‬أنهم لم‬
‫يكونوا يؤمنون باليرورة العقليةم بل باالعك أنكاروا الساببية وجعلوىاا مجارد عاادة‬
‫"‪ .‬وأ ام علن ىذا اإلدعاء سبب عدم إنتاج المسلمين للعلم(‪.)72‬‬

‫وى ااو به ااذا يخطا ا م اارتين أوالً‪ :‬أن ا ش اااعرة نف ااوا الس ااببية ويقص ااد به ااا الس ااببية‬
‫العملية‪ .‬وثانياً‪ :‬أن المسلمين لم ينتجوا علماً بسبب ذلد‪ .‬متجاىالً حياارة ياملاة‬

‫(‪ )72‬تكوين العقل‪.123 ،‬‬


‫‪ 71‬األشػػاعرة‪ :‬نسػػبة إىل اإلمػػاـ أيب اضتسػػن األشػػعرم (ت ‪324‬ى ػػ) ‪ ،‬مدرسػػة إسػػالمية سػػنية يف علػػم‬
‫الكػػالـ ‪ ،‬كػػاف علػػى منهاجهػػا يف العقيػػدة اصتمهػػور األكػػرب مػػن علمػػاء اظتسػػلمني السػػنة‪ .‬أمثػػاؿ‪ :‬البيهقػػي‪،‬‬
‫كالباقالة‪ ،‬كالقشريم‪ ،‬كاصتويي‪ ،‬كالغزايل‪ ،‬كالفخر الرازم‪ ،‬كالنػوكم‪ ،‬كالسػيوطي‪ ،‬كابػن خلػدكف‪ ،‬كالعػز بػن‬
‫عبدالس ػػالـ‪ ،‬كالتق ػػي الس ػػبكي‪ ،‬كاب ػػن عس ػػاكر‪ ،‬كغ ػػريىم الكث ػػري م ػػن رته ػػور العلم ػػاء الش ػػافعية كاظتالكي ػػة‬
‫كاألحناؼ كبعض اضتنابلة كاحملػدثني‪( .‬السػناف‪ ،‬زتػد ك العنجػرم‪ ،‬فػوزم‪ :‬أىػل السػنة االشػاعرة ‪ ،‬شػهادة‬
‫علماء األمة كأدلػتهم‪ ،‬دار الضػياء للنشػر كالتوزيػع ‪ ،‬الكويػت ‪2226‬ـ ‪ ،‬ص‪258-248 ،7‬؛ اليػافعي‪،‬‬
‫عبدالفتاح قديش‪ :‬اظتنهجية العامة يف العقيدة كالفقػو كالسػلوؾ‪ ،‬مكتبػة اصتيػل اصتديػد ‪ ،‬صػنعاء‪2227‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.)24- 22‬‬
‫(‪ )72‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.123 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫استمرت عدة رون وعلمأ خاللها أوربا والعاالم العلاوم بمختلاف تخصصااتها يماا‬
‫أوضحنا سابقا‪.73‬‬

‫يقوا ابن خلدون(‪ )74‬ا شعري‪ 75‬في العقل‪ " :‬بل العقل ميازان احيح فتحكاماو‬
‫يقينية ال يذب فيها غير أند ال تساتطيع أن تازن باو أماور التوحياد وا خارة وحقيقاة‬
‫النب ااوة وحقا ااالق الص اافات اإللهي ااة"‪ً .‬‬
‫ويع اارن أيي ااا عل اام الك ااالم أن ااو "عل اام يتي اامن‬
‫الحجاااج عاان العقاالااد اإليمانيااة با دلااة العقليااة"‪ .76‬و اادم برىااان عقلااي يقااوم علاان‬
‫ا سباب التي تنتهي إلن مسبب ا سباب وخالقها اهلل سبحانو وتعالن‪.77‬‬

‫ويوضااح الغزالااي(‪)78‬ا شااعري المو ااف ماان السااببية شااارحاً ولااي نافيااً‪" :‬اال تاران‬
‫ضرورياً عنادنا"(‪ .)79‬ويمكان‬ ‫بين ما يعتقد في العادة سبباً وبين ما يعتقد مسبباً لي‬

‫‪ )73‬عاشور‪ ،‬سعيد‪ :‬أكركبا العصور الوسطى‪ ،‬القاىرة‪1986‬ـ‪،‬ج‪2‬ص‪.485، 484‬‬


‫(‪ )74‬ابن خلدكف‪ ،‬عبدالرزتن‪ :‬اظتقدمة‪( ،‬د‪.‬ف)‪ ،‬بريكت ‪1981‬ـ‪ ،‬ص‪.462‬‬
‫‪ 75‬ع ػ ػػن اعتق ػ ػػاد اب ػ ػػن خلػ ػػدكف كاشػ ػػعريتو ينظػ ػػر‪ :‬عبػ ػػداصتليل‪ ،‬عبػ ػػدا عبدالرشػ ػػيد‪:‬ابن خلػ ػػدكف كآراؤه‬
‫االعتقادية ‪ ،‬عرض كنقد‪ ،‬رسالة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة اـ القرل‪1422 ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ )76‬ابن خلدكف‪ :‬اظتقدمة‪.462 ،‬‬
‫‪ )77‬ابن خلدكف‪ :‬اظتقدمة‪.462 ،‬‬
‫(‪ )78‬الغزايل ‪ ،‬ػتمد بن ػتمد بن ػتمد الغزايل الطوسي‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬حجة اإلسالـ‬
‫(ت‪525‬ىػ‪1111/‬ـ )‪ :‬الفقيو اظتتكلم الصويف‪ ،‬لو الكثري من اظتؤلفات‪ ،‬مولده ككفاتو يف الطابراف‬
‫خبراساف رحل إىل نيسابور مث إىل بغداد فاضتجاز كبالد الشاـ كمصر‪ ،‬كعاد إىل بلدتو‪.‬من أشهر‬
‫مؤلفاتو‪ :‬إحياء علوـ الدين‪ (.‬ال ىيب‪ :‬سري أعالـ النبالء ‪322/19،‬؛ الندكم‪ :‬رجاؿ الفكر ‪257/1،‬‬
‫‪.)259-‬‬

‫‪32‬‬
‫القااوا أن ىااذا ىااو مفهااوم الاليقااين فااي العلاام الحااديث‪ 82‬ويقااوا موضااحاً‪ " :‬فااإن‬
‫ا ترانها بما سبق من تقدير اهلل سبحانوم يخلقها علن التساو ال لكونو ضرورياً في‬
‫نفسو"(‪.)81‬‬

‫‪82‬‬
‫وىذا يان رداً علن الطباعتيين الذين الوا أن لألشياء درة باذاتها إنكااراً ونفيااً‬
‫لقدرة ووجود اهلل عز وجل(‪ . )83‬لقد تمكن اإلمام الغزالي بهذا المو ف الفكاري أن‬
‫يرد موجو اإللحاد التي أ ابأ العاالم اإلساالمي بال حتان رجااا الادين المسايحيين‬
‫استفادوا من دفاا الغزالي عن الدين واإليمان(‪.)84‬‬

‫(‪ )79‬الغ ػ ػزايل‪ ،‬أبػ ػػو حامػ ػػد ػتمػ ػػد‪ :‬سافػ ػػت الفالسػ ػػفة‪ ،‬حتقيػ ػػق‪ :‬سػ ػػليماف دنيػ ػػا‪ ،‬دار اظتعػ ػػارؼ القػ ػػاىرة‪،‬‬
‫‪1982‬ـ‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫‪ ) 82‬مبػػدأ الاليقػػني اك مبػػدأ الشػػك‪ ،‬ىػػو مصػػطلح فيزيػػائي كشػػفو العػػامل فرينػػر ىػػايزنربغ عػػاـ ‪.1927‬‬
‫كيشري ى ا اظتبدأ إىل انو ال نتكن قياس سرعة كموضع اصتسػم بشػكل دقيػق يف نفػس الوقػت‪ ،‬كيعػد مبػدأ‬
‫الاليقػػني مػػن اظتبػػادئ األساسػػية لنظريػػة الكػػم القائمػػة علػػى فكػػرة االحتمػػاؿ‪ ،‬باعتبػػار انػػو ال يوجػػد شػػيء‬
‫مؤكػػد يف الفيزيػػاء‪ (.‬غ ػرين‪ ،‬ب ػراين‪ :‬الكػػوف األنيػػق‪ ،‬تررتػػة فػػتح ا الشػػيخ‪ ،‬اظتنظمػػة العربيػػة للرترتػػة‪،‬بريكت‬
‫‪2225‬ـ‪،‬ص‪.)142-142‬‬
‫(‪ )81‬الغزايل‪ :‬سافت الفالسفة‪.239 ،‬‬
‫‪ )82‬الطبائعيوف‪ :‬يقصد هبم معطلة الفالسفة ال ين ينكركف اطتالق كالبعث ‪ ،‬كيقولوف بالطبيعة ىي اليت‬
‫حتيي كتفي‪ (.‬اضتفي‪ :‬اظتعجم الشامل ‪.) 493،‬‬
‫(‪)83‬البػ ػػوطي‪ ،‬ػتم ػ ػػد س ػ ػػعيد رمضػ ػػاف‪ :‬نقػ ػػض أكىػ ػػاـ اظتاديػ ػػة اصتدليػ ػػة‪ ،‬دار الفكػ ػػر‪ ،‬دمشػ ػػق ‪1979‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.162‬‬
‫(‪)84‬ديورانػػت‪ ،‬كليػػاـ جػػيمس‪ :‬قصػػة اضتضػػارة‪ ،‬تررتػػة زكػػي ؾتيػػب ػتمػػود كاخ ػرين‪ ،‬دار اصتيػػل‪ ،‬بػػريكت‬
‫‪1988‬ـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.242‬‬

‫‪33‬‬
‫إذن ا شاعرة لم ينفوا العقل لكن وضحوا أن العقل ال ينفي الصواب المتبع من‬
‫آية أو سنة(‪)85‬م لكن نفوا درة العقل علن الحكم في يايا الغيب مرل اليوم‬
‫أو ريب مما ذىب إليو تقريباً‬ ‫ا خر والصفات اإللهية‪ .86‬وىذا بالمناسبة نف‬
‫(‪)87‬‬
‫‪( Immanuel Kant‬ت ‪1824‬م) في مصادراتو الرالث‬ ‫إيمانويل يانال‬
‫(‪)88‬‬
‫يذلد الفيلسون الفرنسي المعا ر روجيو‬ ‫علن سبيل المراا‪.‬‬
‫جارودي(‪()89‬ت‪2212‬م) الذي انتقد الفلسفات التي تستند إلن العقل والتي‬
‫أثرت في الفكر الغربي و ادت إلن إفالسوم بل رأى جارودي أن المشكلة في‬
‫(‪)92‬‬
‫الحيارة الغربية تعود في أساسها أنها اعتنقأ ما الو أرسطو وابن رشد‬

‫(‪)85‬ابػػن عسػػاكر‪ ،‬علػػي بػػن اضتسػػن‪ :‬تبيػني كػ ب اظتفػػرتم فيمػػا نسػػب إىل األمػػاـ أيب اضتسػػن األشػػعرم‪،‬‬
‫دار الكتاب العريب‪ ،‬بريكت ‪1424‬ق‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪ 86‬ابن خلدكف‪ :‬اظتقدمة‪.462 ،‬‬
‫(‪)87‬كانط‪ ،‬إنتانويل (‪ :)1824 - 1724‬فيلسوؼ أظتاة درس الالىوت مث الرياضيات كالفلسفة‬
‫كالطبيعة‪ ،‬عمل معلما مث أستاذا يف اصتامعة ‪ ،‬من أىم مؤلفاتو نقد العقل احملض‪ ،‬نقد العقل العملي‬
‫ميتافيزيقيا األخالؽ كغريىا‪ .‬عده البعض أعظم فالسفة العصر اضتديث‪ (.‬بدكم‪ ،‬عبدالرزتن موسوعة‬
‫الفلسفة‪ ،‬اظتؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ،‬بريكت ‪1984‬ـ‪،‬ج‪2‬ص‪.)269‬‬
‫(‪)88‬بدكم ‪ ،‬عبدالرزتن‪ :‬اظتوسوعة الفلسفية ‪.273/2 ،‬‬
‫(‪)89‬جاركدم‪ ،‬ركجيو‪ :‬فيلسوؼ فرنسي كاف شيوعيا كاسلم عاـ ‪1982‬ـ‪ .‬لو الكثري من اظتؤلفات‪.‬‬
‫كاليت سببت لو مواجهة مع اللويب اليهودم يف فرنسا‪ (.‬فوزية مشساف ‪ :‬ركجية جاركدم‪ ،‬الرؤية كالتغيري‪،‬‬
‫صنعاء‪.)2223‬‬
‫(‪ )92‬ابن رشد‪ ،‬ػتمد بن أزتد أبو الوليد (‪595-522‬ىػ‪ )1198-1126 /‬فقيو كفيلسوؼ من‬
‫قرطبة اىتم بفلسفة أرسطو كتررتها إىل العربية ‪ ،‬كزاد عليو زيادات كثرية‪ ،‬ألف ؿتو ستسني كتابان ‪ ،‬منها‬
‫فصل اظتقاؿ فيا بني اضتكمة كالشريعة ف االتصاؿ ‪،‬كمنهاج األدلة يف األصوؿ كسافت التهافت يف الرد‬
‫على أبو حامد الغزايل‪ .‬اسمو أعدائو بالزندقة كاإلضتاد‪ ،‬فحرضوا عليو اظتنصور‪ ،‬كنفاه إىل مراكش‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫وااليويني‪(91‬ت ‪1274‬م) ‪ Tomas Aquinas‬عن العقل م وأىملأ االتجاه‬
‫ا خر م فانتهأ إلن الطريق المسدود‪ .‬إذ أن العقل ال يدرا سوى الحدود بين‬
‫(‪)92‬‬
‫ا شياءم وال ينفذ إلن جوىرىا‪.‬‬

‫يان نهي ا شاعرة إلن النظار إلان ا ساباب نظار مساتقل عان ادرة اهلل عاز وجالم‬
‫و ااالوا وجااو تااتثير ىااذه ا سااباب فااي الكرياار ماان مساابباتها مجهااوا وال تعاارن إال‬
‫بالعادة لكن حقيقة التاتثير وييفيتاو مجهولاة‪ .‬وذلاد لترسايخ اإليماان بالخاالق و طاع‬
‫النظار والتوجااو إلان مساابب ا ساباب(‪)93‬م وعلاان ذلاد ينقساام مفهاوم ا سااباب إلاان‬
‫سا اامين المفها ااوم اإليما اااني والمفها ااوم العملا ااي يعقيا اادة أن اهلل ىا ااو الفاعا اال علا اان‬
‫التحقيااقم وعملي ااً لكاال فعاال ساابب حتاان تنتهااي إلاان مساابب ا سااباب ‪ .‬باال يقااوا‬
‫الغزالااي(‪ ":)94‬ياال حااادث فلحدوثااو سااببم والعااالم حااادث فيلاازم منااو إن لااو سااببام‬

‫كاحرؽ بعض كتبو ‪ ،‬مث رضى عنو كأذف لو بالعودة إال انو تويف مبراقش‪ ،‬كنقلت جثتو إىل قرطبة‪(.‬ابن‬
‫العماد اضتنبلي‪ ،‬عبداضتي بن ازتد (ت ‪1289‬ق‪1679/‬ـ)‪ :‬ش رات ال ىب يف اخبار من ذىب‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪،‬بريكت(د‪.‬ت)ج‪4‬ص‪367‬؛ الزركلي‪ ،‬األعالـ‪.)318/5،‬‬
‫‪ 91‬االك ػػويي‪ ،‬توم ػػا راى ػػب دكفتين ػػاكيي كفيلس ػػوؼ مس ػػيحي ك ػػاثوليكي‪ ،‬ل ػػو ت ػػأثري كب ػػري عل ػػى الفلس ػػفة‬
‫األكركبيػػة يف العصػػور الوسػػطى كحػػا الوقػػت اضتاضػػر سػواء ؼتالفػػة لػػو أك موافقػػة‪( .‬كػػرـ ‪ ،‬يوسػػف‪ :‬تػػاريخ‬
‫الفلسفة األكركبية يف العصر الوسيط‪ ،‬الكويت ‪2216‬ـ‪ ،‬ص‪.)223‬‬
‫(‪ )92‬مشساف‪ :‬ركجيو جاركدم‪.13،14، ،‬‬
‫(‪ )93‬ابن خلدكف‪ :‬اظتقدمة‪.459 ،‬‬
‫(‪ )94‬االقتصاد يف االعتقاد‪( ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪35‬‬
‫ونعن ااي بالع ااالم ي اال موج ااود س ااوى اهلل تع ااالن"‪ .‬ويق ااوا ع اان لف ااأ الح ااادث ولف ااأ‬
‫السبب(‪" :)95‬وإذا فهمهما د عقلو باليرورة بتن لكل حادث سبباً"‪.‬‬

‫إذن نفن الغزالي درة ا شياء علن الفعل بطبيعتها مستقلة عن درة اهلل وذلاد‬
‫الفالسفة أن الفعل في ا جسام مان شايء فاي بيعتهاا ال مان‬ ‫رداً علن إدعاء بع‬
‫اهلل‪.‬‬

‫التقليد ماع عازا العقال‬ ‫ويقوا في الجمع بين العقل والنت‪ " :‬فالداعي إلن مح‬
‫بالكلية جاىلم والمكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغارور"(‪ .)96‬فهاذه‬
‫حياارة تجمااع بااين العقاال والرسااالة السااماويةم لام تلا العقاال ولاام تتخاال عاان رسااالة‬
‫السماء‪ .‬وىاذه ىاي عظماة الحياارة اإلساالمية‪ .‬والمشاكلة التاي عاشاتها أوروباا فاي‬
‫العصااور الوسااطن فااي إلغاااء العقاال والتمسااد بالاادين الكنسااي الالعقالناايم ثاام بعااد‬
‫ذلااد فااي التخلااي عاان الاادين وتعظاايم العقاال وحااده ال توجااد فااي الفكاار اإلسااالميم‬
‫وبعبااارة أخاارى إن المرقااف العربااي الااذي يتحاادث عاان مشااكلة الصااراا بااين الاادين‬
‫والعل اام ى ااو يس ااتورد مش ااكلة ليس ااأ موج ااودة أساس ااا ف ااي الفك اار والت اااريخ العرب ااي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫في نقد الغزالي‪:‬‬

‫(‪ )95‬االقتصاد يف االعتقاد‪.8 ،‬‬


‫(‪ )96‬إحياء علوـ الدين‪)،‬د‪.‬ف( بريكت ‪2223‬ـ‪ ،‬ج‪3‬ص‪.17‬‬

‫‪36‬‬
‫اخطت الجابري(‪ )97‬في اإلمام الغزاليم حيث يقوا عنو مجافياً الحقيقية‪" :‬أما ما‬
‫ألغاااه الغزالااي بإ ارار فهااو مياامون البرىااانم ىااو السااببيةم وبالتااالي العلااوم العقليااة‬
‫الرياضية والطبيعية‪ .‬علن أن الغزالي لم يل ىذه العلوم ابساتمولوجيا وحسابم بلان‬
‫ألغاىااا اجتماعيااً وتاريخيااً"‪ .‬وىااذا ااوا ينااافي الحقيقااة التاريخيااة والعلميااة للحيااارة‬
‫والفكر اإلسالمي‪.‬‬

‫نشااىد الغزلااي(‪ )98‬يقاوا فااي أىام يتبااو وىااو اإلحيااء وىاو الكتااب المربااأ نساابتو‬
‫إليو والمنتشر شعبياً وعلميااً‪" :‬تنقسام (العلاوم) إلان شارعية وغيار شارعية‪ ...‬فاالعلوم‬
‫التي ليسأ بشرعية تنقسم إلن ما ىو محمود وإلن ما ىو مذموم وإلن ما ىو مباحم‬
‫فالمحمود ما يرتبال بو مصالح أمور الدنيا يالطب والحسابم وذلد ينقسم إلن ما‬
‫ىو فرض يفاي ة وإلان ماا ىاو فيايلة ولاي بفريياةم أماا فارض الكفاياة فهاو علام ال‬
‫يساتغنن عناو فاي اوام أماور الادنيا يالطابم إذ ىاو ضاروري فاي حاجاة بقااء ا بادان‬
‫ويالحساب؟ فإنو ضروري فاي المعاامالت و سامة الو اايا مان الموارياث وغيرىماا‪.‬‬

‫(‪ )97‬تكػػوين العقػػل العػػريب‪ . 89 ،‬مل يفػػرؽ اصتػػابرم بػػني علػػوـ شػػرعية كعلػػوـ غػػري شػػرعية‪ ،‬كعتػ ا انتقػػد‬
‫التفكػري األساسػي ألنػػو ينحصػر مضػػمونو إىل اسػتثمار الػػن كمػا يقػػوؿ‪ .‬أف الػن ىػػو السػلطة اظترجعيػػة‬
‫األساسية للعقل العريب كفاعلياتو‪ (.‬تكوين العقل‪.)125 :‬‬
‫(‪ . 262 ،5/ 1)98‬اعتم ػػد الباح ػػث عل ػػى اظتؤلف ػػات اظتثبت ػػة نس ػػبتها إىل اإلم ػػاـ الغػ ػزايل‪ ،‬مث ػػل اإلحي ػػاء‬
‫كاالقتصػػاد يف االعتقػػاد كسافػػت الفالسػػفة‪ .‬مغػػايرة عػػن اصتػػابرم الػ م احػػتكم إىل مؤلفػػات منحولػػة عػػن‬
‫الغ ػزايل كمؤلفػػات مشػػكوؾ يف نسػػبتها إليػػو عنػػد العلمػػاء احملققػػني‪ ،‬إضػػافة إىل اظتثبتػػة عنػػو‪ ( .‬ينظػػر علػػى‬
‫سبيل اظتثاؿ‪ :‬ال ىيب‪ :‬سري أعػالـ النػبالء‪329/19 ،‬؛ الغػزايل‪ ،‬أيب حامػد(ت‪525‬ق)‪ :‬إصتػاـ العػواـ عػن‬
‫علم الكالـ‪ ،‬حتقيق‪ /‬مشهد العالؼ‪] ،‬د‪.‬ف[ بريكت ‪2216‬ـ‪ ،‬ص‪.)167، 166‬‬

‫‪37‬‬
‫وىذه ىي العلوم التي لو خال البلد عمن يقاوم بهاا حارج البلاد‪ .‬وإذا اام بهاا واحاد‬
‫يفن وسقال الفرض عان ا خارينم فاال يتعجاب مان ولناا أن الطاب والحسااب مان‬
‫فروض الكفايات فإن أ وا الصناعات أيياً من فروض الكفايات‪ ...‬وأما المذموم‬
‫فعلاام السااحر والطلساامات ‪ ...‬وأمااا المباااح منااو فااالعلم با شااعار الااذي ال سااخف‬
‫فيها"‪.‬‬

‫‪ -‬وان يا ااان ااويال‪ -‬يوضاااح أن الغزالاااي دعا ااا إلا اان ا خاااذ‬ ‫ى ااذا الااانت المقتا ااب‬
‫العلااوم التااي تحقاق الفاالاادة ىااي فارض يفايااة‪ .‬ولاام‬ ‫با ساباب والعلاام بهااا‪ .‬وأن بعا‬
‫ينف ا ساباب ولكان انتقاد ا تصاار نظار الخلاق إلان ا ساباب القريباة وعادم التر اي‬
‫في النظار إلان مسابب ا ساباب(‪)99‬مؤياداً علان مبادأ الاليقاين أو الالحتمياة حساب‬
‫المصطلح العلمي المعا ار فاي ظاواىر الطبيعاة(‪ .)122‬وحقيقاة التوحياد ىاو أن يارى‬
‫اإلنسان ا مور يلها من اهلل عز وجل رؤية تقطع التفاتو إلن ا سباب والوساالال فال‬
‫يرى مان الخيار والشار إال مناو عاز وجال(‪ )121‬ماع ا خاذ با سابابم فمارالً مان أراد‬
‫(‪)122‬‬
‫الحج عليو أوالً تهيتة ا سباب بشراء النا ة وغيرىا يما يقوا‪.‬‬

‫(‪ )99‬الغزايل‪ :‬اإلحياء‪(،32/1 ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت(‪.‬‬


‫(‪)122‬الغزايل‪ :‬اإلحياء‪(، 32/1 ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت(‪.‬‬
‫(‪)121‬الغزايل‪ :‬اإلحياء‪(، 33/1 ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت(‪.‬‬
‫(‪)122‬الغزايل‪ :‬اإلحياء‪(، 53/1 ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت(‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ويقااوا الغزالااي(‪" :)123‬إن مقا ااد الخلااق مجموعااة فااي الاادين والاادنيا وال نظااام‬
‫للدين إال بنظام الدنيا "‪ .‬وىذه ىي حقيقة فكر وتاريخ الحياارة اإلساالميةم الجماع‬
‫بااين الاادين والاادنيا‪ .‬وىااذا مغاااير تمامااا للتجربااة ا وروبيااةم التااي تقااوم علاان إمااا دياان‬
‫وإما دنيام ثم يحاوا الحداثيون فرض االختيار بين االثنين‪.‬‬

‫وعلن ذلد فاإلمام الغزالي لم ينف السببية ولكان فاتح بااب لنظرياة علمياة د يقاة‬
‫وربما يكاون أوا واضاع لهاام وىاي نظرياة االحتمااالت والاليقاين أو الالحتمياة التاي‬
‫يقوم عليها يرير من انجازات الحيارة الغربية اليوم نهاا أىام مباادئ نظرياة الكام‪.‬‬
‫وتبناىا حجة اإلسالم الغزالي بل ظهورىا في العلم الحديث بحوالي ثمانياة ارون‪.‬‬
‫(‪)124‬‬

‫(‪)123‬الغزايل‪ :‬اإلحياء‪(، 12/1 ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت(‪.‬‬


‫(‪)124‬عبدالنور‪ ،‬ػتمد رتاؿ (‪ :)2217/5/5‬ىل حقان عاقػت نظريػة السػبب عنػد الغػزايل تقػدـ العلػوـ‬
‫عنػ ػػد اظتس ػ ػػلمنيل مرك ػ ػػز فت ػ ػػاء للبح ػ ػػوث كالدراسػ ػػات ‪ ،‬مت االطػ ػػالع عليػ ػػو يف ‪2222/12/6‬ـ ‪،‬‬
‫‪.https://nama-center.com/Articles/Details/40826‬‬

‫‪39‬‬
‫في الموروث القديم‪:‬‬

‫يعاارن الجااابري‪ 125‬المقصااود بالعقاال انااو‪ " :‬جملااة المفاااىيم والفعاليااات الذىنيااة‬
‫التااي تحكاام‪ ...‬رؤيااة اإلنسااان العربااي إلاان ا شااياء و ريقااة تعاملااو معهااا فااي مجاااا‬
‫ايتساب المعرفةم مجاا إنتاجها وإعادة إنتاجها"‪.‬‬

‫وىو يقرر بشكل ا ع أن العقال العرباي اإلساالمي تشاكل بعصار التادوينم وىاو‬
‫العصار المساتوا عان تعادد الحقاوا ا يدلوجياة والانظم المعرفياة حساب زعماو‪ .‬ثاام‬
‫الفترة التي نقلأ خاللهاا إلان‬ ‫يقرر بشكل غريب وغير علمي وال تاريخي أنها نف‬
‫اللغااة العربيااة وبالت ااالي إلاان الااوعي العرب ااي ااور ماان الرقاف ااات ا جنبيااة‪ .126‬وم اان‬
‫المعرون تاريخيا أن التدوين يان من حوالي العام ‪143‬ه تقريبا‪ .127‬أي في عصر‬
‫الخليفاااة العباسا ااي أباااو جعفا اار المنص ااور (‪158-136‬ه‪775-754/‬م)م بينما ااا‬
‫الترجمة الفعلية الجادة بلغأ ذروتهاا فاي عصار الماتمون (‪218-198‬ه‪-813/‬‬
‫‪833‬م) الذي تبناىاا‪ .‬أي المساافة الزمنياة تمتاد حاوالي ‪ 75‬سانة باين تادوين علاوم‬
‫الاادين وبااين موجااة الترجمااة ماان الحيااارات ا خاارى‪ .‬وىااذه ماادة فااي زماان النشاااط‬
‫العلمااي ليسااأ ليلااة وال يمكاان التغاضااي عنهااا م ناىيااد أن بعااد الترجمااة البااد ماان‬
‫االسااتيعاب والهياام لهااذه العلااوم حتان تنفااذ إلاان المجتمااع علااوم اإلسااالمم ولااذلد‬

‫‪ 125‬تكوين العقل‪.72،‬‬
‫‪ 126‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل‪.72،‬‬
‫‪ 127‬السيوطي‪ ،‬عبدالرزتن بن أيب بكر ‪ :‬تاريخ اطتلفاء‪ ،‬حتقيق‪ /‬ػتمد ػتيي الدين عبداضتميد‪ ،‬مطبعة‬
‫السعادة ط‪ ،1‬القاىرة ‪1952‬ـ‪ ،‬ص‪.229‬‬

‫‪41‬‬
‫يااان ظهااور أوا فيلسااون عربااي بعااد مااا يقاارب ماان اارن ماان ىااذا التاااريخم الكناادي‬
‫(ت‪256‬ه‪ 873/‬م)‪ .‬ثاام بعااد ذلااد ااب المساالمون العلااوم التااي أخااذوىا بصاابغة‬
‫اإلسااالمم ىااذا اباان رشااد(‪ )128‬يعاارن الفلساافة أنهااا‪ ":‬ليسااأ أيراار ماان النظاار فااي‬
‫الموجودات واعتبارىا من جهة داللتها علن الصانع فان الموجودات إنما تدا علن‬
‫الصانع لمعرفة نعتها"‪.‬‬

‫لكاان لماااذا يتجاااوز الجااابري ىااذه الحق ااالق التاريخيااة؟ ليباارر بعااد ذلااد ولااو أن‬
‫المااؤثر فااي الفكاار العربااي اإلسااالمي ىااو مااا اسااماه المااوروث القااديمم والمااوروث‬
‫القديم عنده ىو مجموا الفكر اليونااني واليهاودي والفارساي والغنو اي والماانوي‪.‬‬
‫معتباارا ذلااد ريااام داخاال فااي الرقافااة العربيااة اإلسااالمية وجاازء منهااا مااؤثر فيهااا‪.129‬‬
‫فيقوا‪ ":‬من الخطت النظر إلن الموروث القديم علن اناو دخيال أو أجنباي بال يجاب‬
‫أن ننظر إلن الموروث القاديم اناو جازء مان تاريخناا القاومي"‪ .112‬ويقاوا ايياا‪...":‬‬
‫أن ذلا ا ااد الما ا ااوروث القا ا ااديم ا ا ااد دخا ا اال يجا ا اازء ال يتجا ا اازأ فا ا ااي الرقافا ا ااة العربيا ا ااة‬
‫اإلسالمية"‪.111‬‬

‫(‪)128‬ابن رشد‪ ،‬أبو الوليد ػتمد بن ازتد( ت ‪595‬ق‪1198-‬ـ)‪ :‬فصل اظتقاؿ فيما بني اضتكمة‬
‫كالشريعة من اتصاؿ‪ ،‬دراسة كحتقيق‪ /‬ػتمد عمارة‪ ،‬دار اظتعارؼ ط‪ ،2‬القاىرة ( د‪.‬ت(‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 129‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.188-162 ،‬‬
‫‪ 112‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.192،‬‬
‫‪ 111‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.192،‬‬

‫‪41‬‬
‫ويق ااوا‪ ":‬لق ااد تعم ااق التص ااون اإلس ااالمي ف ااي بح اار الهرمس ااية فتمس اان ىرمس ااياً‬
‫تمامااا"‪ .112‬معتباارا أن التصااون والعرفااان اإلسااالمي عقاال مسااتقيل وأال عقاال‪.113‬‬
‫استمرارا للموروث القديم المؤثر الفعلي في الرقافة اإلسالمية حسب زعماو‪ .‬وىاذه‬
‫جناية يبيرة في حق تاريخ الفكر اإلسالمي وبعده الروحي والتربوي‪ .‬ال تصح علميا‬
‫وال تاريخيااا‪ .‬لقااد يااان أساااس الفكاار اإلسااالمي الكتاااب والساانة‪ .‬بهمااا دارت رحاان‬
‫‪114‬‬
‫الحيارة اإلسالمية بكل علومهاا ومقا ادىا ‪ .‬وياان العالماة عبادالرحمن بادوي‬
‫رد علن ادعاء أن التصاون اإلساالمي نشات تحاأ ماؤثرات غيار إساالمية ال داا ىناا‬
‫ذلااد تمامااا‪ .‬يُعاارن التصااون والعرفااان بشااكل عااام عنااد‬ ‫لتكرارىااا واثبااأ عك ا‬
‫النبوي للو وا بها إلن مقام اإلحسان‬ ‫المسلمين سنة وشيعة بتنو علم تزيية النف‬
‫(أن تعبااد اهلل يتنااد تااراهم فااإن لاام تكاان تااراه فإنااو يااراا) (‪)115‬م والتزييااة ىااي إحاادى‬

‫‪ 112‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.211،‬‬


‫‪ 113‬اصتابرم‪ :‬تكوين العقل العريب‪.214،‬‬
‫‪ 114‬تاريخ التصوؼ اإلسػالمي‪ ،‬ككالػة اظتطبوعػات‪ ،‬الكويػت‪1975‬ـ‪ ،‬ص‪32، 31‬؛ ينظػر أيضػا علػى‬
‫سػ ػػبيل اظتثػ ػػاؿ ال اضتصػ ػػر‪ :‬الس ػ ػراج‪ ،‬أيب نصػ ػػر عبػ ػػدا الطوسػ ػػي(ت‪378‬ق‪988 /‬ـ)‪ :‬اللمػ ػػع يف تػ ػػاريخ‬
‫التصػػوؼ‪ ،‬دار الكتػػب العلميػػة‪ ،‬بػػريكت‪2212‬ـ‪ ،‬ص ‪14، 13‬؛ فليػػي‪ ،‬جػػاف شو‪:‬التصػػوؼ كاظتتصػػوفة‪،‬‬
‫تررتة‪ :‬عبدالقادر قنيي‪ ،‬بريكت‪1999‬ـ‪،‬ص ‪.16،15‬‬
‫(‪ ) 115‬القشػريم‪ ،‬عبػػد الكػػرمي بػػن ىػوازف (ت ‪514‬ق‪1122/‬ـ) ‪ :‬الرسػػالة القشػػريية‪ ،‬مؤسسػػة الكتػػب‬
‫الثقافية‪ ،‬بريكت ‪1423‬ىػ‪ ،‬ص‪ 12‬حاشية ‪ 4‬للشيخ زكريا األنصارم ؛ ابػن القػيم اصتوزيػة‪ ،‬ػتمػد بػن أيب‬
‫بكػ ػ ػػر‪ :‬مػ ػ ػػدارج السػ ػ ػػالكني بػ ػ ػػني منػ ػ ػػازؿ إي ػ ػػاؾ نعب ػ ػػد كإي ػ ػػاؾ نس ػ ػػتعني‪ ،‬دار الكت ػ ػػاب الع ػ ػػريب‪ ،‬ب ػ ػػريكت‬
‫‪،1973‬ج‪3‬ص‪ 464‬ج‪2327‬؛ زركؽ‪ ،‬أبػ ػ ػ ػ ػػو العب ػ ػ ػ ػػاس أزتػ ػ ػ ػ ػد قواع ػ ػ ػ ػػد التص ػ ػ ػ ػػوؼ‪ ،‬دار الب ػ ػ ػ ػػريك ‪،‬‬
‫دمشق‪2224‬ـ‪ ،‬ص‪22-13‬؛ أبو اضتسن علي الندكم‪ :‬ربانية ال رىبانية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق ‪2222‬ـ‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫اوال ِما مان‬
‫اث فِااي ِه مم َر ُسا ً‬
‫ين إِ مذ بَا َعا َ‬‫ِِ‬
‫مهااام النبااي مااع المساالمين "لَ َقا مد َم ا لن ال لااوُ َعلَاان ال ُمما ماؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬
‫ااب َوالمح مك َماةَ َوإ من َياانُوا م مان َا مب ُ‬ ‫أَنما ُفس ِه مم يَا متالُو َعلَمي ِه مم آَيَاتو َويُا َزييي ِه مم َويُا َعلي ُم ُه ُام المكتَ َ‬
‫ن"‪ .‬آؿ عمراف ‪.164‬‬ ‫ض َال ٍا ُمبِي ٍ‬‫ل َِفي َ‬

‫يقوا القاضي الشوياني‪ 116‬في يتابو الفتح الرباني(‪" : )117‬اعلم أن معنن التصاون‬
‫المحمود يعني‪ :‬علم البا ن ىو الزىاد فاي الادنيا حتان يساتوي عناده ذىبهاا وترابهاا‬
‫ثم الزىد فيما يصدر عن الناس من المدح والذم حتن يستوي عنده مدحهم وذمهم‬
‫ثم االشتغاا بذير اهلل وبالعبادة المقربة إليو فمن يان ىكذا فهو الصوفي حقاً وعند‬
‫ذلد يكون من أ باء القلوب فيداويها بما يمحو عنها الطواغيأ البا نية من الكبر‬
‫والحسد والعجب والرياء وأمراا ىذه الغراالز الشيطانية التي ىاي أخطار المصااحب‬
‫وأ بح الذنوب‪ .‬ثم يفتح اهلل لو أبواباًيان عنها محجوباًيغيره لكنو أماط عن ظاىره‬
‫وبا نو ‪ ...‬ار حينتذ اافياً عان شاوب الكادر مطهاراً عان دنا الاذنوبم فيبصار‬

‫ص‪ 33‬؛ ينظػػر أيضػػا‪ :‬رزؽ‪ ،‬خليػػل‪ :‬العرفػػاف الشػػيعي‪ ،‬مؤسسػػة اإلمػػاـ اصتػواد للفكػػر كالثقافػػة ‪2211‬ـ ‪،‬‬
‫ص‪.69- 67‬‬
‫‪ 116‬الشػػوكاة‪ :‬ػتمػػد بػػن علػػي بػػن ػتمػػد بػػن عبػػد ا ‪ :‬فقيػػو غتتهػػد مػػن كبػػار علمػػاء الػػيمن‪ ،‬مػػن أىػػل‬
‫صنعاء‪.‬كلد هبجػرة شػوكاف مػن بػالد خػوالف‪ ،‬كنشػأ بصػنعاء ‪ .‬ككيل قضػاءىا سػنة ‪ 1229‬كمػات حاكمػا‬
‫هبػا‪ .‬ككػاف يػرل حتػػرمي التقليػد ظتػن كصػػل إىل درجػة االجتهاد‪.‬لػو العديػػد مػن اظتؤلفػات اظتشػػهورة‪(.‬الزركلي ‪:‬‬
‫األعالـ‪.)298/2،‬‬
‫(‪ ) 117‬حتقيػػق كترتيػػب‪ /‬أبػػو مصػػعب ػتمػػد صػػبحي بػػن حسػػن حػػالؽ‪ ،‬مكتبػػة اصتي ػل اصتديػػد صػػنعاء‬
‫‪2222‬ـ‪،‬ج‪2‬ص‪ 1243‬؛ القن ػػوجي‪ ،‬ص ػػديق ب ػػن حس ػػن‪ :‬أجب ػػد العل ػػوـ الوش ػػي اظترق ػػوـ يف بي ػػاف أحػ ػواؿ‬
‫العل ػػوـ حتقي ػػق ‪ /‬عب ػػد اصتب ػػار زك ػػار‪ ،‬دار الكت ػػب العلمي ػػة ب ػػريكت ‪، 1987‬ج ‪2‬ص ‪ 372‬؛ الي ػػافعي‪،‬‬
‫عبدالفتاح قديش‪ :‬اظتنهجية العامة‪ ،‬مكتبة اصتيل اصتديد صنعاء‪3227‬ـ‪،‬ص‪.126‬‬

‫‪43‬‬
‫ويسامع ويظهاار لحاواس ال يحجبهااا عان حقااالق الحاق حاجااب‪. "...‬إلان أن يقااوا ‪:‬‬
‫"وإذا فرضنا ثاني في المدعين للتصون والسلوا من لم يكن بهذه الصفات وعلن‬
‫ىاذا الهاادى القاويم فااإن باادا مناو مااا يخاالف ىااذه الشاريعة المطهارة وينااافي منهجهااا‬
‫الذي ىو الكتاب والسنة فلي من ىاؤالء‪ ...‬وال يقادح علان ىاؤالء ا وليااء وجاود‬
‫ماان ىااو ىكااذا؛ فإنااو لااي معاادوداً ماانهم وال سااالكاً اريقتهم وال مهاادياً بهااديهم‪.‬‬
‫فاااعرن ىااذا فااإن القاادح فااي ااوم بمجاارد فاارد أو أف اراد منسااوبين إلاايهم نساابة غياار‬
‫مطابقة للوا ع ال تقع إال ممن ال يعرن الشرا وال يهتدي بهديو وال يبصر بنوره‪"..‬‬
‫‪ .‬وىذه فتوى شرعية يبيرة فاي حاق التصاون والصاوفية‪ .‬منكارا علان مان يقادح فاي‬
‫الصوفية وأنو من يعيب في الصوفية ال يعرن الشرا الحنيف وال يهتدي بهديو‪.‬‬

‫يااان عصاار التاادوين يمااا ىااو واضااحا ماان اساامو فتاارة تاادوين العلااوم والمعااارن التااي‬
‫أخذت من الحبيب المصطفن محمد لن اهلل عليو والو وسلم رانا وسنة‪ .‬فرسوا‬
‫اهلل والقران الذي بلغو ىما اللذان اغا وشكال الفكار العرباي اإلساالمي ومفاىيماو‬
‫بكال تفا اايلو الد يقااة‪ .‬بينمااا ياناأ مسااؤولية عصاار التاادوين ىاو حفااأ مااا نقاال عنااو‬
‫االن اهلل عليااو والااو وساالمم والااذي يااان محفوظااا فااي اادور المااؤمنين‪ .‬واشااتغل‬
‫المسلمون بما أتن النبي الذي تفرعأ عنو يل علوم اإلسالم من المصادر ا ربعاة‪:‬‬
‫اوال ِما منا ُه مم يَا متالُاو‬
‫ين َر ُس ً‬ ‫ث في ا م ُيمي َ‬
‫التالوة والتزيية والكتاب والحكمة‪" :‬ىو ال ِذي باع َ ِ‬
‫ََ‬ ‫َُ‬
‫ضا َاال ٍا‬ ‫ال ل َِفااي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َعلَا ماي ِه مم آيَاتااو َويُا ا َزييي ِه مم َويُا َعلي ُم ُها ُام المكتَا َ‬
‫ااب َوالمح مك َم اةَ َوإ من َيااانُوا ما مان َا مبا ُ‬
‫ُمبِااي ٍن" الجمع ة ‪ .2‬ولااذلد يانااأ علااوم الحيااارة اإلسااالمية يلهااا تاادور حااوا ىااذا‬
‫ح وييفية التتيد والوثو من حة المنقوا‬ ‫المنبع‪ .‬ويان الخالن حوا أيهم ا‬

‫‪44‬‬
‫عاان النبااي االن اهلل عليااو والااو وساالم‪ .‬ومااا ىااو الموافااق لمقا ااد الشااريعة ومااا ىااو‬
‫المخالف لهام ووضع مناىج التعامل معها‪.‬‬

‫لقد ب الجابري الحيارة اإلسالمية بصبغة ال إساالمية باالقوا باالموروث القاديم‬


‫المستشاار ين‪ 118‬الااذين لاام يااروا ماان‬ ‫المااتحكم فيهااا‪ .‬وىااذا ادعاااء نعرفااو ماان بع ا‬
‫اإلسالم إال نقوالت من الحيارات ا خرى حطا وتحقيرا من شتنو‪.119‬‬

‫نقد اللغة العربية‪:‬‬

‫أما فاي اللغاة العربياة فقاد جهاد الجاابري(‪ )122‬فاي الحاال منهاا حتان و ال إلان‬
‫القوا‪" :‬لقد جمدت اللغة العربية بعدما ما حنطأ"‪.‬‬

‫واتهاام واعااد اللغااة إلاان أنهااا حجمته ااا وضاايقأ اادرتها علاان مسااايرة التط ااور‬
‫والتجاادد(‪)121‬م وأنهااا لغااة ال تاريخيااة وال تسااتجيب لمتطلبااات التطااور(‪)122‬م وىااذا‬
‫حقيق ااة اللغ ااة العربي ااة الت ااي ل ااديها الق اادرة عل اان التج اادد والتط ااور نه ااا لغ ااة‬ ‫عكا ا‬
‫اشتقا ‪ .‬أما القواعد التي وضعأ فيها فهي واعد تقريرياة وليساأ مصانعة ‪.‬بمعنان‬

‫‪ 118‬أمثاؿ اظتستشرقني‪ :‬جولد تسهري ك فيليب حيت كبركلماف كغوستاؼ لوبوف‪( .‬أبو خليل‪ ،‬شوقي‪:‬‬
‫اإلسقاط يف مناىج اظتستشرقني كاظتبشرين‪ ،‬دار الفكر بريكت ‪1998‬ـ‪ ،‬ص‪.)152-19‬‬
‫‪119‬‬
‫عاشور سعيد عبدالفتاح‪ :‬بحوث في تاريخ اإلسالم وحضارته مراجعات لكتابات بعض‬
‫المستشرقين المحدثين عن اإلسالم وحضارته عالم الكتب ط‪ 1‬القاهرة ‪1987‬م ص‪.24‬‬
‫(‪ )122‬تكوين العقل العريب ‪.79 ،‬‬
‫(‪ )121‬تكوين العقل العريب ‪.81 ،‬‬
‫(‪ )122‬تكوين العقل العريب ‪.86 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫إضافة عليها‪ 123.‬لقاد أثبتاأ الدراساات الحديراة‬ ‫سجلأ ما ىو حقيقة اللغة ولي‬
‫أن اللغااة العربيااة ىااي أ اال اللغااات‪124‬م وذلااد لسااعة اللغااة العربيااة وضاايق اللغااات‬
‫ا خ ا اارى وفقرى ا ااا النس ا اابيم فاللغ ا ااة الالتيني ا ااة به ا ااا س ا اابعماالة ج ا ااذر لغ ا ااوي فق ا ااالم‬
‫والسايسااونية بهااا ألااف جااذر علاان ساابيل المراااام بينمااا العربيااة بهااا سااتة عشاار ألااف‬
‫جاذر لغاوي‪ .‬إضااافة إلان ساعة التفعياال واالشاتقا والترييابم وغيرىااا مان المميازات‬
‫والتفا يل التي ال داا إلن عرض تفا يلها ىنا‪.125‬‬

‫خاتمة‬

‫إن القراءة الخا تة لتااريخ اإلساالم وحياارتو تاؤدي إلان ساوء الظان باإلساالمم‬
‫وضاعف الرقاة فياوم ن التااريخ والفكار اإلسااالمي ىاو نتااج اإلساالم نفساو‪ .‬ويااؤدي‬
‫ىذا إلن ضعف العا فة واالنتماء واإلرادة للكفاح والعمل والبذا فاي ىاذا العصارم‬
‫إن الق ااوة الروحي ااة الت ااي ت اادفع إل اان الكف اااح والعم اال ل اادعوة ال تنب ااع إال م اان الرق ااة‬

‫‪ 123‬ينظر على سبيل اظتثاؿ‪ :‬السباعي‪ ،‬مصطفى‪ :‬االستشراؽ كاظتستشػرقوف‪)،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ( ‪2218‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪29‬؛ سعفاف‪ ،‬إبراىيم‪ :‬ىدـ اللغة العربية ظتاذا‪( ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ( ‪2227 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 124‬بيومي‪ ،‬سعيد ازتد‪ :‬أـ اللغات‪ ،‬دراسة يف خصائ اللغة العربية كالنهوض هبا‪ )،‬د ‪.‬ف‬
‫(القاىرة‪2222‬ـ‪،‬ص‪16- 12‬؛ ػتمود‪ ،‬مصطفى‪ :‬عامل األسرار‪ ،‬دار أخبار اليوـ ‪ ،‬القاىرة ‪1992‬ـ‪،‬‬
‫ص‪ ،25-12‬البوريي‪ ،‬عبدالرزتن ازتد‪ :‬اللغة العربية أصل اللغات‪ ،‬دار اضتسن‪ ،‬عماف ‪1998‬ـ؛‬
‫اصتندم‪ ،‬أنور‪ :‬الدعوة اإلسالمية يف عصر الصحوة‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاىرة ‪1996‬ـ‪.‬‬
‫‪ 125‬بيومي‪ :‬أـ اللغات‪16- 12،‬؛ ػتمود‪ :‬عامل األسرار‪ ،‬ص‪25 -12‬؛ عبدا ‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬العربية‬
‫لغة العلم كاضتضارة‪ ،‬غتلة اظتعهد اظتصرم للدراسات اإلسالمية يف مدريد‪ ،‬ا لد اطتامس‪ ،‬العدد ‪-1‬‬
‫‪1377،2‬ق‪1957/‬ـ‪ ،‬ص‪.265-255‬‬

‫‪46‬‬
‫بالماضا اايم "وبا ااتن ىنالا ااد ر اايدا ما اان الجها اااد واإلخ ااالصم وسا ااندا ما اان الكفا اااح‬
‫والنجاح"‪ 126.‬مرلما يانأ صت ا نبياء وتاريخهم ملهمة للنباي والصاحابة ومرااا‬
‫يقتادى بااو‪ .‬وال يعنااي ذلاد سااالمة التاااريخ اإلسااالمي مان الساالبيات والجوانااب غياار‬
‫المحمااودة‪ .‬ولكاان يحااايم المساالمون باإلسااالم و يمااو وفكااره ورسااالتو وال يحااايم‬
‫اإلسااالم بالمساالمين وتجااربتهم اإلنسااانية‪ .‬لااذلد نقااوا عاان التاااريخ اإلسااالمي انااو‬
‫تجربااة إنسااانية فااي حماال اايم رسااالة سااماويةم أ ااابوا فيمااا أ ااابوا واخطتااوا فيمااا‬
‫اخطتوا‪ .‬والنا اد ا ماين يكشاف االيجاابي والسالبي م وبا ساتلة المنهجياة المعتاادة‬
‫ييف ولماذا؟‬

‫لكا اان لألسا ااف ما ااارس الجا ااابري فا ااي راءتا ااو لتا اااريخ الحيا ااارة اإلسا ااالمية خلا ااال‬
‫ومغالطات وتداخل و لب تاريخي وىدم ال يتناسب مع اليجة اإلعالمية والتبجيال‬
‫ال ااذي لق اااه ى ااذا العم اال‪ .‬لق ااد ي ااان ج اال عم اال الج ااابري ى ااو تردي ااد ي ااالم بعا ا‬
‫المستش اار ين ف ااي الطع اان والق اادح غي اار المنص ااف ف ااي الحي ااارة العربي ااة اإلس ااالمية‬
‫واستخدام مفاىيم ونظريات أوروبية في الحكم علن التاريخ اإلسالمي ‪.127‬‬

‫ال مبرر لقوا الجابري إال محاولتو إظهار الفكر اإلسالمي ال علمي وال عقالني‪.‬‬
‫وى ااو م ااا يكذب ااو ت اااريخ الحي ااارة اإلس ااالمية بتبعادى ااا المتع ااددة النص ااية والعقلي ااة‬

‫‪ 126‬الندكم‪ :‬رجاؿ الفكر ‪.122/1،‬‬


‫‪ 127‬اصتابرم ‪ :‬تكوين العقل العريب‪.231،‬‬

‫‪47‬‬
‫والروحيااةم بشااهادة يبااار المستشاار ين أمراااا زيغريااد ىونكااو‪ 128‬وغيرىااا علاان ساابيل‬
‫(‪)129‬‬
‫المراا‪.‬‬

‫لقااد تمتااع الجااابري بااال شااد برقافااة موسااوعية متمياازة ولكاان أحيانااً تااتتي الرقافااة‬
‫الموس ااوعية عل اان حس اااب العم ااق والتبص اار ال ااد يق للمس ااالل العويص ااة‪ .‬ب اال أحيان ااا‬
‫للمسا ااالل الواض ااحةم وى ااو م ااا يح اارص علي ااو العل اام ا ي اااديمي ال ااذي يري ااز عل اان‬
‫الدراسااات الموسااعة الشاااملة التااي‬ ‫التخصاات الااد يق والدراسااات المعمقااة‪ .‬ولااي‬
‫تصدر أحكام غير علمية وغير منصفة‪ .‬باختصار لقاد أثبتاأ ىاذه الدراساة الصاغيرة‬
‫عاادم ااحة و ااد ية الوا ااع التاااريخي الااذي اسااتند إليااو محمااد عاب اد الجااابري فااي‬
‫نقده لما اسماه بالعقل العربي‪.‬‬

‫ويمكن استخالص نتاالج عامة للبحث يالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬إ حام الجابري مفهوم الالشعور المعرفي في تحليل تاريخ الفكار اإلساالمي ال‬
‫يصااح وال يتناسااب مااع حقيقااة الفكاار اإلسااالمي وتاريخااوم ولاام يقاادم أدلااة تاريخيااة‬
‫حقيقية تؤيد ىذا التفسير المسبق في نقده للعقل العربي ‪.‬‬

‫‪ 128‬زيغريد ىونكو (ت‪ :)1999‬مستشرقة اظتانية اشتهرت بتقديرىا للحضارة العربية‪ ،‬نالت أطركحة‬
‫الدكتوراه عن اثر االدب العريب يف اآلداب االكركبية‪ ،‬كتعرضت لنقد كىجوـ كبري بسبب ذلك‪ (.‬انظر‪:‬‬
‫ىونكة‪ :‬مشس العرب‪.)7،8 ،‬‬
‫(‪ )129‬انظر‪ :‬ىونكة‪ :‬مشس العرب‪.542 -21 ،‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -2‬اظهاار البحااث أن ادعاااء الجااابري اسااتخدام الماانهج البنيااوي فااي نقااده للعقاال‬
‫العرب ااي غي اار ااحيح م ول اام ي ااف بمتطلب ااات الم اانهج البني ااوي‪ .‬وان الم اانهج ال ااذي‬
‫استخدمو ىو المنهج التفكيكي‪ .‬للتشكيد في ما اسماه العقل العربي‪.‬‬

‫‪ -3‬تقسا اايم الجا ااابري بنيا ااة الفكا اار العربا ااي اإلسا ااالمي إلا اان بيا ااان وعرفا ااان وبرىا ااان‬
‫يمنظومات معرفية مستقلة متصارعة فيما بينهاا لام يصاح تاريخياا وال فكرياا‪ .‬ولهاذا‬
‫عجاز الجاابري عان تقاديم دراساة عاان العال اة باين المنظوماات الارالث يماا يتطلااب‬
‫المنهج البنيوي‪.‬‬

‫‪ -4‬ظهر خطت الجابري في نقده لألشاعرة في مستلة ا سباب‪.‬‬

‫‪ -5‬أوض ح البحث خطت الجابري في نقده للغزالي في إنكاره للبرىان والعلوم‪.‬‬

‫‪ -6‬فنااد البحااث ادعاااء الجااابري بتااتثير مااا اسااماه المااوروث القااديم علاان الفكاار‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -7‬بين البحث تهافأ نقد الجابري للغة العربية يلغة للعلم والحيارة‪.‬‬

‫‪49‬‬
51
‫المصادر والمراجع‬

‫اوال‪ :‬المصادر العربية‪:‬‬


‫‪ .1‬األصفهاة‪ ،‬أبو نعػيم ازتػد (ت‪432‬ىػػ‪1238/‬ـ)‪ :‬حليػة األكليػاء كطبقػات‬
‫األصفياء‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريكت ‪1425‬ق‪.‬‬
‫‪ .2‬ابػػن خلػػدكف‪ ،‬عبػػدالرزتن (ت‪828‬ق ‪1426/‬ـ)‪ :‬اظتقدمػػة‪( ،‬د‪.‬ف)‪ ،‬بػػريكت‬
‫‪1981‬ـ‪.‬‬
‫‪ .3‬الػ ػ ىيب‪ ،‬مش ػػس ال ػػدين أب ػػو عب ػػدا (ت ‪748‬ى ػ ػػ‪1348/‬ـ)‪ :،‬س ػػري أع ػػالـ‬
‫الن ػػبالء‪ ،‬حتقي ػػق‪ /‬بإش ػ ػراؼ ش ػػعيب االرن ػػاؤكطي‪ ،‬مؤسس ػػة الرس ػػالة‪ ،‬ب ػػريكت‬
‫‪1993‬ـ‪.‬‬
‫‪ .4‬ابػن رشػػد‪ ،‬أبػػو الوليػػد ػتمػػد بػػن ازتػػد( ت ‪595‬ق‪1198/‬ـ)‪ :‬فصػػل اظتقػػاؿ‬
‫فيمػػا بػػني اضتكمػػة كالش ػريعة مػػن اتصػػاؿ‪ ،‬دراسػػة كحتقيػػق‪ /‬ػتمػػد عمػػارة‪ ،‬دار‬
‫اظتعارؼ ط‪ ،2‬القاىرة ( د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .5‬زركؽ‪ ،‬أب ػ ػ ػ ػػو العب ػ ػ ػ ػػاس أزتػ ػ ػ ػ ػد ب ػ ػ ػ ػػن ازت ػ ػ ػ ػػد (ت‪899‬ق‪1493/‬ـ)‪ :‬قواع ػ ػ ػ ػػد‬
‫التصوؼ‪(،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .6‬السػراج‪ ،‬أبػػو نصػػر عبػػدا الطوسػػي (ت‪378‬ق‪988 /‬ـ)‪ :‬اللمػػع يف تػػاريخ‬
‫التصوؼ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريكت‪2212‬ـ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ .7‬السيوطي‪ ،‬عبدالرزتن بن أيب بكر (ت‪911‬ق‪1525/‬ـ)‪ :‬تاريخ اطتلفاء‪،‬‬
‫حتقيق‪ /‬ػتمد ػتيي الدين عبداضتميد‪ ،‬مطبعة السعادة ط‪ ،1‬القاىرة‬
‫‪1952‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬الشوكاة‪ ،‬ػتمد بػن علػي(ت‪1252‬ق‪1839/‬ـ)‪ :‬الفػتح الربػاة مػن فتػاكل‬
‫اإلم ػػاـ الش ػػوكاة‪ ،‬حتقي ػػق كترتي ػػب‪ /‬أب ػػو مص ػػعب ػتم ػػد ص ػػبحي ب ػػن حس ػػن‬
‫حالؽ‪ ،‬مكتبة اصتيل اصتديد صنعاء ‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ .9‬ابػػن عسػػاكر‪ ،‬علػػي بػػن اضتسػػن (ت‪71‬ق‪1176/‬ـ)‪ :‬تبي ػني ك ػ ب اظتفػػرتم‬
‫فيمػػا نسػػب إىل األمػػاـ أيب اضتسػػن األشػػعرم‪ ،‬دار الكتػػاب العػػريب‪ ،‬بػػريكت‬
‫‪1424‬ق‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن العماد اضتنبلي‪ ،‬عبداضتي بن ازتد (ت ‪1289‬ق‪1679/‬ـ)‪ :‬ش رات‬
‫ال ىب يف اخبار من ذىب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬بريكت]د‪.‬ت[‪.‬‬
‫‪ .11‬الغزايل‪ ،‬أبو حامد ػتمد بن ػتمد(ت‪525‬ق‪1111/‬ـ)‪ :‬إحياء علوـ‬
‫الدين‪(،‬د‪.‬ف) بريكت ‪2223‬ـ‪.‬‬
‫‪ - ------ .12‬سافت الفالسفة‪ ،‬حتقيق‪ :‬سليماف دنيا‪ ،‬دار اظتعارؼ‬
‫القاىرة‪1982 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ------ .13‬إصتاـ العواـ عن علم الكالـ‪ ،‬حتقيق‪ /‬مشهد العالؼ‪( ،‬د‪.‬ف)‬
‫بريكت ‪2216‬ـ‬
‫‪ ------ .14‬االقتصاد يف االعتقاد‪( ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ‪،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ .15‬القشريم‪ ،‬عبد الكرمي بن ىوازف (ت ‪514‬ق‪1122/‬ـ) ‪ :‬الرسالة‬
‫القشريية‪(.،‬د‪.‬ف)‪ ،‬بريكت ‪1423‬ىػ‬
‫‪ .16‬القنوجي‪ ،‬صديق بن حسن (‪1327‬ق‪1892 /‬ـ)‪ :‬أجبد العلوـ الوشي‬
‫اظترقوـ يف بياف أحواؿ العلوـ حتقيق ‪ /‬عبد اصتبار زكار‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫بريكت ‪.1987‬‬
‫‪ .17‬ابن قيم اصتوزية‪ ،‬ػتمد بن أيب بكر ( ‪723‬ق‪1323/‬ـ)‪ :‬مدارج السالكني‬
‫بني منازؿ إياؾ نعبد كإياؾ نستعني‪ ،‬بريكت ‪.1973‬‬

‫ثانيا‪ :‬اظتراجع العربية كاظتعربة‪:‬‬


‫‪ .18‬اكمينس ‪ ،‬ركالف‪ :‬فلسفة الكوانتم‪ ،‬تررتة ازتد فؤاد باشا كنت اطتويل‪،‬‬
‫ا لس الوطي للثقافة كالفنوف كاآلداب ‪ ،‬الكويت ‪.2228‬‬
‫‪ .19‬بدكم‪ ،‬عبد الرزتن ‪ :‬اشبنجلر‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بريكت ‪.1982‬‬
‫‪ ------ .22‬تاريخ التصوؼ اإلسالمي‪ ،‬الكويت‪1975‬ـ‪.‬‬
‫‪ ------ .21‬موسوعة الفلسفة‪ ،‬اظتؤسسة العربية للدراسات كالنشر‪ ،‬بريكت‬
‫‪1984‬ـ‪.‬‬
‫‪ .22‬بلقزيز‪ ،‬عبد اإللو‪ :‬نقد الرتاث‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بريكت‪2214‬ـ‪.‬‬
‫‪ .23‬بوبر‪ ،‬كارؿ‪ :‬أسطورة اإلطار‪ ،‬حترير‪ :‬مارؾ ر‪.‬بوبر‪ ،‬تررتة‪ :‬نت طريف‬
‫اطتويل‪ ،‬ا لس الوطي للثقافة كالفنوف كاآلداب‪ ،‬الكويت‪.2223‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ .24‬البوريي‪ ،‬عبدالرزتن ازتد‪ :‬اللغة العربية أصل اللغات‪ ،‬دار اضتسن‪ ،‬عماف‬
‫‪1998‬ـ‪.‬‬
‫‪ .25‬البوطي‪ ،‬ػتمد سعيد رمضاف‪ :‬نقض أكىاـ اظتادية اصتدلية‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫دمشق ‪1979‬ـ‪.‬‬
‫اللغة العربية كالنهوض‬ ‫‪ .26‬بيومي‪ ،‬سعيد ازتد‪ :‬أـ اللغات‪ ،‬دراسة يف خصائ‬
‫هبا‪ ( ،‬د ‪.‬ف ) القاىرة‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ .27‬تزيي‪ ،‬طيب‪ :‬من اضتداثة إىل ما بعد اضتداثة‪ -‬اإلطار النظرم اظتفاىيمي ‪،‬‬
‫إشكالية كنقد‪ ،‬كتاب اضتداثة كما بعد اضتداثة ‪ ،‬منشورات جامعة فيالدلفيا‪،‬‬
‫عماف ‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ .28‬اصتابرم‪ ،‬ػتمد عابد ‪ ،‬نقد العقل العريب‪ ،‬تكوين العقل‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بريكت ‪.1985‬‬
‫‪ .29‬اصتابرم‪ ،‬ػتمد عابد‪ :‬نقد العقل العريب‪ ،‬بنية العقل العريب‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بريكت ‪.2227‬‬
‫‪ .32‬جاركدم‪ ،‬ركجيو ‪ :‬البنيوية فلسفة موت اإلنساف‪ ،‬تررتة جورج طرابيشي‪،‬‬
‫دار الطليعة للطباعة كالنشر‪ ،‬بريكت ‪1985‬ـ‪.‬‬
‫‪ .31‬اصتندم‪ ،‬أنور‪ :‬الدعوة اإلسالمية يف عصر الصحوة‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاىرة‬
‫‪1996‬ـ‪.‬‬
‫‪ .32‬جورج طرابيشي‪ :‬معجم الفالسفة‪ ،‬دار الطليعة للطباعة كالنشر‪،‬‬
‫بريكت‪.1987‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ .33‬اضتفي‪ ،‬عبداظتنعم‪ :‬اظتعجم الشامل ظتصطلحات الفلسفة‪ ،‬مكتبة مدبويل‬
‫ط‪ ، 3‬القاىرة ‪2222‬ـ ‪.‬‬
‫‪ .34‬أبو خليل‪ ،‬شوقي‪ :‬اإلسقاط يف مناىج اظتستشرقني كاظتبشرين‪ ،‬دار الفكر‬
‫بريكت ‪1998‬ـ‪.‬‬
‫‪ .35‬الدسوقي‪ ،‬عبد اظتنعم إبراىيم‪ :‬اثر اضتضارة العربية اإلسالمية يف النهضة‬
‫األكركبية كنموذج ضتوار اضتضارات‪ ،‬كزارة الثقافة اظتصرية‪ ،‬القاىرة ‪2223‬ـ‪.‬‬
‫‪ .36‬ديورانت‪ ،‬كلياـ جيمس‪ :‬قصة اضتضارة‪ ،‬تررتة زكي ؾتيب ػتمود كاخرين‪،‬‬
‫دار اصتيل‪ ،‬بريكت ‪1988‬ـ‪.‬‬
‫‪ .37‬راشد‪ ،‬رشدم كآخركف‪ :‬موسوعة تاريخ العلوـ العربية‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بريكت ‪1997‬ـ‪.‬‬
‫‪ .38‬رزؽ‪ ،‬خليل‪ :‬العرفاف الشيعي‪ ،‬مؤسسة اإلماـ اصتواد للفكر كالثقافة‪،‬قم‬
‫‪2211‬ـ ‪.‬‬
‫‪ .39‬ركبريتس‪ ،‬تيمونز كىايت ‪ ،‬انتي‪ :‬من اضتداثة إىل العوظتة‪ ،‬تررتة‪ :‬شتر‬
‫الشيشكلي‪ (،‬د‪ .‬ف) الكويت‪.2224‬‬
‫‪ .42‬الزركلي‪ ،‬خري الدين ‪ ،‬األعالـ‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريكت ‪1982‬ـ ‪.‬‬
‫‪ .41‬زيادة‪ ،‬رضواف‪ :‬تصدع اضتداثة‪ ،‬الصراع على العاظتية ( اليونيفرساؿ)‪ ،‬غتلة‬
‫التسامح‪ ،‬الصادرة عن كزارة األكقاؼ‪ ،‬مسقط ‪ ،‬عماف‪ ،‬العدد ‪،27‬‬
‫‪2229‬ـ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .42‬زيعور‪ ،‬علي‪ :‬م اىب علم النفس‪ ،‬مؤسسة عز الدين للطباعة كالنشر‪،‬‬
‫بريكت ‪1984‬ـ‪.‬‬
‫‪ .43‬سارة بنت ػتمد بن صاا اضتسي‪ :‬دراسات يف قضايا معاصرة‪ ،‬دار من‬
‫احمليط إىل اطتليج للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف ‪2217‬ـ‪.‬‬
‫‪ .44‬السباعي‪ ،‬مصطفى‪ :‬االستشراؽ كاظتستشرقوف‪( ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ) ‪2218‬ـ‪.‬‬
‫‪ .45‬سعفاف‪ ،‬إبراىيم‪ :‬ىدـ اللغة العربية ظتاذا‪( ،‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬ـ ) ‪2227‬ـ‪.‬‬
‫‪ .46‬السناف‪ ،‬زتد ك العنجرم‪ ،‬فوزم‪ :‬أىل السنة االشاعرة ‪ ،‬شهادة علماء‬
‫األمة كأدلتهم‪ ،‬دار الضياء للنشر كالتوزيع ‪ ،‬الكويت ‪2226‬ـ ‪.‬‬
‫‪ .47‬السيد‪ ،‬عالء الدين‪ :‬كيف يسيطر اليهود على اقتصاد العامل‪ ،‬موقع ساسة‬
‫يف‬ ‫عليو‬ ‫االطالع‬ ‫مت‬ ‫بوست‪،‬‬
‫‪2221/5/19‬ـ‪https://www.sasapost.com/jews-.‬‬
‫‪./control-world‬‬
‫‪ .48‬الشيخ‪ ،‬رأفت‪ :‬تفسري مسار التاريخ‪ ،‬عني للدراسات كالبحوث اإلنسانية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬القاىرة ‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ .49‬الصايف ‪ ،‬ػتمد حسني‪ :‬دراسات يف اظتنهج كالفكر التارمتي‪ ،‬مركز اإلبداع‬
‫للدراسات كخدمة الرتاث‪ ،‬صنعاء ‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ .52‬صبحي‪ ،‬أزتد ػتمود‪ :‬يف فلسفة التاريخ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة كالنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪2224‬ـ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .51‬طوقاف‪ ،‬قدرم حافز‪ :‬النزعة العلمية يف الرتاث العريب‪ ،‬غتلة اظتعهد اظتصرم‬
‫للدراسات اإلسالمية يف مدريد‪ ،‬ا لد األكؿ ‪ ،‬العدد‪،3‬‬
‫‪1374‬ق‪1955/‬ـ‪.،‬‬
‫‪ .52‬عاشور‪ ،‬سعيد‪ :‬أكركبا العصور الوسطى‪ ،‬القاىرة‪1986‬ـ‪.‬‬
‫‪ :-------- .53‬وث يف تاريخ اإلسالـ كحضارتو‪ ،‬مراجعات لكتابات‬
‫بعض اظتستشرقني احملدثني عن اإلسالـ كحضارتو‪ ،‬عامل الكتب ط‪، 1‬‬
‫القاىرة ‪1987‬ـ‪.‬‬
‫‪ .54‬عاقل‪ ،‬فاخر‪ :‬مدارس علم النفس‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريكت ‪1968‬ـ‪.‬‬
‫‪ .55‬عبداصتليل‪ ،‬عبدا عبدالرشيد‪:‬ابن خلدكف كآراؤه االعتقادية ‪ ،‬عرض كنقد‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة أـ القرل‪1422 ،‬ىػ‪.‬‬
‫‪ .56‬عبدا ‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬العربية لغة العلم كاضتضارة‪ ،‬غتلة اظتعهد اظتصرم‬
‫للدراسات اإلسالمية يف مدريد‪ ،‬ا لد اطتامس‪ ،‬العدد ‪-1‬‬
‫‪1377،2‬ق‪1957/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .57‬عبدالنور‪ ،‬ػتمد رتاؿ (‪ :)2217/5/5‬ىل حقان عاقت نظرية السبب عند‬
‫الغزايل تقدـ العلوـ عند اظتسلمنيل مركز فتاء للبحوث كالدراسات ‪ ،‬مت‬
‫االطالع عليو يف ‪2222/12/6‬ـ ‪https://nama- ،‬‬
‫‪.center.com/Articles/Details/40826‬‬
‫‪ .58‬عطية ‪ ،‬أزتد عبداضتليم‪ :‬جاؾ دريدا كالتفكيك‪،‬دار الفارايب‪ ،‬بريكت‬
‫‪2212‬ـ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .59‬عماد الزغوؿ‪ :‬نظريات التعلم‪ ،‬دار الشركؽ االردف‪ ،‬عماف ‪.2229‬‬
‫‪ .62‬العمرم‪ ،‬علي ػتمود‪ :‬احملصل يف فلسفة اضتداثة‪ ،‬دار النور اظتبني للدراسات‬
‫كالنشر‪ ،‬عماف ‪. 2215‬‬
‫‪ .61‬غاركدم‪ ،‬ركجيو‪ :‬العوظتة اظتزعومة‪ ،‬تعريب‪ :‬ػتمد السبيطلي‪ ،‬دار الشوكاة‬
‫للنشر كالتوزيع ‪ ،‬صنعاء ‪1998‬ـ‪.‬‬
‫الشيخ‪ ،‬اظتنظمة العربية‬ ‫‪ .62‬غرين‪ ،‬براين‪ :‬الكوف األنيق‪ ،‬تررتة فتح ا‬
‫للرترتة‪،‬بريكت ‪2225‬ـ‪.‬‬
‫‪ .63‬الفار‪ ،‬جورج‪ :‬آفاؽ فلسفية ‪ :‬أمكنة كأناس كأفكار‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،‬عماف ‪2212‬ـ‪.‬‬
‫‪ .64‬فليي‪ ،‬جاف شو‪:‬التصوؼ كاظتتصوفة‪ ،‬تررتة‪ :‬عبدالقادر قنيي‪)،‬د‪.‬ف)‬
‫بريكت‪1999‬ـ‪.‬‬
‫‪ .65‬فورد ‪ ،‬ىنرم‪ :‬اليهودم العاظتي‪ ،‬اظتشكلة العاظتية األكىل‪ ،‬تررتة اكرـ مؤمن ‪،‬‬
‫مكتبة ابن سيناء ‪ ،‬القاىرة ط‪.2213 ،1‬‬
‫‪ .66‬فوزية مشساف ‪ :‬ركجية جاركدم‪ ،‬الرؤية كالتغيري‪ ،‬صنعاء‪.2223‬‬
‫‪ .67‬قرـ‪ ،‬جورج‪ :‬تاريخ أكركبا كبناء األسطورة‪ ،‬تررتة‪ :‬ريل ذبياف ‪ ،‬دار الفارايب‪،‬‬
‫بريكت ‪،2211‬ص‪.321‬‬
‫‪ .68‬القرة‪ ،‬متعب‪ :‬أقطاب الفكر العريب‪ ،2218-1918 ،‬دار مدارؾ للنشر‪،‬‬
‫الرياض ‪2218‬ـ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ .69‬قصاب‪ ،‬كليد‪ :‬مناىج النقد األديب اضتديث ‪ ،‬رؤية إسالمية‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫دمشق‪2227 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .72‬كرـ‪ ،‬يوسف‪ :‬تاريخ الفلسفة األكركبية يف العصر الوسيط‪ ،‬الكويت‬
‫‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ .71‬ماير‪ ،‬ستيفن‪ :‬توقيع يف اطتلية‪ ،‬الدنا كأدلة التصميم ال كي‪ ،‬تررتة‪ :‬آالء‬
‫حسكي كمهند التومي كآخركف‪ ،‬مركز براىني لث اث كالدراسات‪ ،‬لندف‬
‫‪2217‬ـ‪.‬‬
‫‪ .72‬مبارؾ‪ ،‬ػتمد‪ :‬اصتابرم بني طركحات الالند كجاف بياجيو‪ ،‬اظتؤسسة العربية‬
‫للدراسات كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بريكت ‪.2222‬‬
‫‪ .73‬ػتمود‪ ،‬مصطفى‪ :‬عامل األسرار‪ ،‬دار أخبار اليوـ‪ ،‬القاىرة ‪1992‬ـ‪.‬‬
‫‪ .74‬مشركح‪ ،‬إبراىيم‪ :‬طو عبدالرزتن قراءة يف مشركعو الفكرم‪ ،‬مركز اضتضارة‬
‫لتنمية الفكر اإلسالمي‪ ،‬بريكت‪2217‬ـ‪.‬‬
‫‪ .75‬الندكم‪ ،‬أبو اضتسن علي‪ :‬ربانية ال رىبانية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق ‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ .76‬الندكم‪ ،‬أبو اضتسن علي‪ :‬رجاؿ الفكر كالدعوة يف اإلسالـ‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫دمشق‪.2222‬‬
‫‪ .77‬ىنتيجتوف‪ ،‬صموئيل‪ :‬صداـ اضتضارات كإعادة النظاـ العاظتي‪ ،‬تررتة‪:‬‬
‫طلعت شايب‪(،‬د‪.‬ف) القاىرة ‪1992‬ـ‪.‬‬
‫‪ .78‬ىونكة‪ ،‬زغرييد‪ :‬مشس العرب تسطع على الغرب‪ ،‬نقل عن األظتانية‪ :‬فاركؽ‬
‫بيضوف ككماؿ دسوقي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريكت‪(،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ .79‬ىونكو‪ ،‬زيغريد‪ :‬مشس العرب تستطع على الغرب‪ ،‬نقلو عن األظتانية‪ :‬فاركؽ‬
‫بيضوف ككماؿ دسوقي‪ ،‬دار صادر بريكت )ف‪ .‬ت(‪.‬‬
‫‪ .82‬اليافعي‪ ،‬عبدالفتاح قديش‪ :‬اظتنهجية العامة يف العقيدة كالفقو كالسلوؾ‪،‬‬
‫مكتبة اصتيل اصتديد ‪ ،‬صنعاء‪2227‬ـ‪.‬‬
‫‪ .81‬لتىي ػتمد‪ :‬مدخل إىل فهم اإلسالـ‪ ،‬مؤمنوف بال حدكد للدراسات‬
‫كاأل اث‪،‬‬
‫‪ .https://www.mominoun.com/auteur/442‬اطلع‬
‫عليو يف ‪2221/4/5‬ـ)‪.‬‬

‫‪61‬‬
:‫ المراجع االجنبية‬:‫ثالرا‬

Ian, I., Sufism and Deconstruction: A Comparative .82


Study of Derrida and Ibn Arabi. London: Routledge,
2004.

-Dosse. F, History of Structuralism (two volumes). .83


Translated by Deborah Glassman, University of
Minnesota Press, 1998.

-Kakoliris,G., Jacques Derrida's Deconstructin of .84


Western Metaphysics, National and Kapodistran
University of Athens,2018

-Norris,C., Deconstruction and Unfinished Project of .85


Modernity, The Athlone Press, London 2000.

61
‫نبذة عن المؤلف‬

‫الدكتور محمد حسين الصافي‪:‬‬


‫كلد يف اطتليج األمػامي علػى بعػد أمتػار مػن شػاطر البحػر مبدينػة عػدف‪.‬‬
‫مػػن أسػػرة آؿ الصػػايف اظتعركفػػة بالتجػػارة كالعلػػم‪ ،‬جػػده اضتبيػػب العالمػػة عبػػد ا‬
‫بػػن حامػػد الصػػايف مػػن كبػػار علمػػاء الػػيمن يف عصػػره‪ ،‬ككالػػده األسػػتاذ حسػػني‬
‫الص ػ ػػايف اإلعالم ػ ػػي اظتش ػ ػػهور أكؿ م ػ ػػدير ع ػ ػػاـ ل ذاع ػ ػػة كالتلفزي ػ ػػوف كمؤس ػ ػػس‬
‫التلفزي ػػوف مبدين ػػة ع ػػدف‪ .‬انتق ػػل م ػػع أس ػ ػرتو إىل مدين ػػة ص ػػنعاء ع ػػاـ ‪1972‬ـ‪،‬‬
‫كدرس باظتدرس ػػة األىلي ػػة مث مبدرس ػػة رت ػػاؿ عب ػػد الناص ػر‪ ،‬كأدل خدم ػػة ال ػػدفاع‬
‫ال ػػوطي يف الل ػ ػواء اطت ػػامس مش ػػاة الس ػ ػوادية‪ ،‬البيض ػػاء‪ .‬التح ػػق بكلي ػػة اآلداب‬
‫جامعة صنعاء‪ ،‬كحصل على اظتاجستري عاـ ‪ 1998‬كالدكتوراه عاـ ‪2228‬ـ‪.‬‬
‫أنظػػم مػػع كالػػده يف العمػػل اضتػػر أثنػػاء دراسػػتو اصتامعيػػة‪ ،‬كبعػػد كفػػاه كالػػده‬
‫أس ػػس ش ػػركة ص ػػافواف للتج ػػارة اضت ػػائزة عل ػػى العدي ػػد م ػػن الوك ػػاالت التجاري ػػة‬
‫العاظتيػػة‪ ،‬منهػػا شػػركة ‪ AT&T‬األمريكيػػة‪ -‬اكػػرب شػػركة اتصػػاالت يف العػػامل‪-‬‬
‫كغريىا‪ ،‬ك لك أسس صافواف لث اث كأ ػاث السػوؽ‪ ،‬مث تفػرغ للعلػم دراسػة‬
‫كت ػػدريس من ػ الع ػػاـ ‪2223‬ـ‪ ،‬ق ػػاـ بالت ػػدريس يف جامع ػػة العل ػػوـ كالتكنولوجي ػػا‬
‫من ػ العػػاـ ‪1997‬ـ كيف جامعػػة صػػنعاء من ػ العػػاـ ‪ ،1999‬كيف اظتعهػػد العػػايل‬
‫للتوجي ػ ػ ػػو كاإلرش ػ ػ ػػاد الع ػ ػ ػػاـ ‪2213‬ـ‪ .‬يف ع ػ ػ ػػاـ ‪2222‬ـ ت ػ ػ ػػوىل إدارة ف ػ ػ ػػرع دار‬
‫اظتص ػػطفى بص ػػنعاء‪ ،‬ع ػػني ع ػػاـ ‪ 2223‬مدرس ػػا يف قس ػػم الت ػػاريخ كلي ػػة اآلداب‬
‫جبامع ػ ػػة ص ػ ػػنعاء‪ ،‬مث أس ػ ػػتاذا مس ػ ػػاعدا ع ػ ػػاـ ‪2229‬ـ‪ ،‬كأس ػ ػػتاذا مش ػ ػػاركا ع ػ ػػاـ‬

‫‪62‬‬
‫‪2217‬ـ‪ ،‬كرائػػدا للشػػباب عػػاـ ‪2219‬ـ‪ .‬أسػػس عػػاـ ‪2225‬ـ مركػػز اإلبػػداع‬
‫للدراسػ ػػات كخدمػ ػػة ال ػ ػرتاث فػ ػػرع صػ ػػنعاء‪ .‬لػ ػػو العديػ ػػد مػ ػػن اظتؤلفػ ػػات العلميػ ػػة‬
‫كاألنش ػػطة الفكري ػػة منه ػػا نظري ػػة الن ػػبض الكل ػػي‪ ،‬كى ػػي ػتاكل ػػة تفس ػػري جدي ػػدة‬
‫للت ػػاريخ‪ .‬ك ػػرـ ع ػػاـ ‪ 2216‬م ػػن قب ػػل كلي ػػة اآلداب كالعل ػػوـ اإلنس ػػانية صته ػػوده‬
‫العلميػػة كالثقافيػػة اظتتميػػزة‪ .‬ككػػرـ عػػاـ ‪2218‬ـ مػػن قبػػل االحتػػاد العػػريب للثقافػػة‬
‫كاإلبداع ككزارة الثقافة رتعية اظتنشدين اليمنيني صتهوده يف اضتفاظ علػى الػرتاث‬
‫اإلنشادم حاصال على قالدة االحتاد العريب للثقافة كاإلبداع‪.‬‬
‫التعليم‪:‬‬
‫‪ -‬دكتوراه بامتياز يف تاريخ العصور الوسطى‪ ،‬تػاريخ العالقػات بػني الشػرؽ‬
‫كالغ ػػرب بعنػ ػواف‪ :‬العالق ػػات التجاري ػػة ب ػػني الش ػػرؽ كالغ ػػرب ع ػػرب ال ػػيمن‬
‫كالبحػػر األزتػػر يف القػػرف الثػػامن اعتجػػرم الرابػػع عشػػر اظتػػيالدم‪ .‬جامعػػة‬
‫صنعاء ‪.2228‬إشراؼ مشرتؾ مع جامعة اظتنصورة‪.‬‬
‫‪ -‬ماجس ػػتري بامتي ػػاز يف ت ػػاريخ العص ػػور الوس ػػطى‪ ،‬ت ػػاريخ العالق ػػات ب ػػني‬
‫الشرؽ كالغرب (حركب صليبية) بعنواف‪ :‬دكر رنتوف الرابع كونت تولػوز‬
‫يف اضترب الصليبية األكىل‪ .‬جامعة صنعاء ‪1998‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬بكالوريوس آداب ‪ -‬قسم تاريخ ‪ -‬مايو ‪1993‬ـ ‪ -‬جامعة صنعاء‬
‫يدرس المواد التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ أكركبا يف العصور الوسطى‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الدكلة البيزنطية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ اضتركب الصليبية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ األيوبيني كاظتماليك‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -‬فلسفة التاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬تيارات فكرية معاصرة‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الركماف‪.‬‬
‫األعمال اإلداري ‪:‬‬
‫‪ -‬مس ػػاعد م ػػدير مكت ػػب الص ػػايف ل عالن ػػات ‪( .1983-1982‬كك ػػالء‬
‫اطتطوط اصتوية اليمنية)‪.‬‬
‫‪ -‬مدير مكتب الصايف ل عالنات ‪1988-1983‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬مدير عاـ صافواف للتجارة ‪1988‬ـ حا ‪.2223‬‬
‫‪ -‬مدير عاـ صافواف لث اث كأ اث السوؽ ‪2223-1989‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬مدير فرع دار اظتصطفى بصنعاء ‪2225-2223‬ـ‪.‬‬
‫‪-‬مدير مركز اإلبداع الثقايف فرع صنعاء ‪ -2225‬إىل الوقت اضتاضر‪.‬‬
‫له العديد من الدراسات منها‪:‬‬
‫‪ -‬اهنيػػار الرأشتاليػػة‪ ،‬الفوضػػى القادمػػة‪ .‬كتػػاب نشػػر مكتبػػة مػػدبويل القػػاىرة‬
‫‪.2224‬‬
‫‪ -‬علم ػػاء التزكي ػػة كدكرى ػػم العلم ػػي كال ػػدعوم‪ .‬اظت ػؤدتر العلم ػػي األكؿ لكلي ػػة‬
‫اآلداب جامعة تعز‪.2229‬‬
‫‪ -‬ق ػ ػراءة يف اظتن ػػاىج الغربي ػػة لتفس ػػري الت ػػاريخ يف الق ػػرف ‪19‬ـ‪ .‬غتل ػػة كلي ػػة‬
‫اآلداب‪ ،‬ا لد ‪ 34‬العدد‪ 2‬ابريل‪ -‬يونيو‪2213‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬مدخل إىل اظتنػاىج الغربيػة لتفسػري التػاريخ يف القػرف العشػرين‪ .‬غتلػة كليػة‬
‫اآلداب‪ ،‬ا لد ‪ 34‬العدد‪ 4‬أكتوبر‪-‬ديسمرب ‪2213‬ـ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬قػراءة يف منػػاىج التفسػػري النفسػػي للتػػاريخ‪ .‬نشػػر يف كتػػاب‪ :‬دراسػػات يف‬
‫اظتنهج كالفكر التارمتي‪ ،‬نشػر مركػز اإلبػداع للدراسػات كخدمػة الػرتاث‪،‬‬
‫صنعاء ‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسػػة حضػػرموت العاظتيػػة‪ ،‬تنػػاكؿ تػػارمتي لػػدكر حضػػرموت يف التػػاريخ‬
‫اإلسالمي‪ .‬قدـ يف ندكة اإلماـ اضتداد‪ ،‬اظتكال ‪.2227‬‬
‫‪ -‬الصػراعات الفكريػػة يف عصػػر األيػػوبيني كاظتماليػػك‪ .‬قضػػية كحػػدة الوجػػود‬
‫أفتوذج ػ ػ ػػا‪ .‬مقب ػ ػ ػػوؿ للنش ػ ػ ػػر‪ ،‬غتل ػ ػ ػػة الباح ػ ػ ػػث اصت ػ ػ ػػامعي‪ ،‬جامع ػ ػ ػػة إب‬
‫‪ 2213/6/12‬ـ‪ .‬نشػ ػ ػ ػػر يف كتػ ػ ػ ػػاب‪ :‬دراسػ ػ ػ ػػات يف اظتػ ػ ػ ػػنهج كالفكػ ػ ػ ػػر‬
‫الت ػ ػػارمتي‪ ،‬نش ػ ػػر مرك ػ ػػز اإلب ػ ػػداع للدراس ػ ػػات كخدم ػ ػػة ال ػ ػرتاث‪ ،‬ص ػ ػػنعاء‬
‫‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬من ػػاىج اظتعرف ػػة كدراس ػػة الت ػػاريخ‪ .‬نش ػػر يف كت ػػاب‪ :‬دراس ػػات يف اظت ػػنهج‬
‫كالفكر التارمتي‪ ،‬نشر مركز اإلبداع للدراسات كخدمػة الػرتاث‪ ،‬صػنعاء‬
‫‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬كحدة اليمن عرب التاريخ‪ .2212‬التوجيو اظتعنوم للقوات اظتسلحة‪.‬‬
‫‪ -‬التوحي ػػد كالعقالني ػػة يف الفك ػػر األكركيب الوس ػػيط‪ .‬ب ػػرت اب ػػيالرد أفتوذج ػػا‪.‬‬
‫مقبوؿ للنشر‪ ،‬غتلة الباحث اصتامعي‪ ،‬جامعة إب ‪2213/11‬ـ‬
‫‪ -‬تاريخ اضتركب الصليبية على ضوء فلسفة التاريخ‪ .‬مقبوؿ للنشر يف غتلػة‬
‫الباحػ ػػث اصتػ ػػامعي‪ ،‬جامعػ ػػة إب‪2213/11/22‬ـ‪ .‬نشػ ػػر يف كتػ ػػاب‪:‬‬
‫دراس ػػات يف اظت ػػنهج كالفك ػػر الت ػػارمتي‪ ،‬نش ػػر مرك ػػز اإلب ػػداع للدراس ػػات‬
‫كخدمة الرتاث‪ ،‬صنعاء ‪2216‬ـ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬نظريػػة النػػبض الكلػػي‪ ،‬البعػػد الطبيعػػي كالفيزيػػائي ضتركػػة التػػاريخ كالنظػػرة‬
‫اظتوحدة للكوف كاإلنساف كالتاريخ‪ .‬نشر يف كتػاب‪ :‬دراسػات يف اظتػنهج‬
‫كالفكر التارمتي‪ ،‬نشر مركز اإلبداع للدراسات كخدمػة الػرتاث‪ ،‬صػنعاء‬
‫‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬حيوية تاريخ الفكر اإلسالمي‪ ،‬مع مقارنة بتاريخ الفكر األكركيب‪ ،‬حتػت‬
‫النشر‪.‬‬
‫‪ -‬دراس ػ ػػات يف اظت ػ ػػنهج كالفك ػ ػػر الت ػ ػػارمتي‪ ،‬كت ػ ػػاب نش ػ ػػر مرك ػ ػػز اإلب ػ ػػداع‬
‫للدراسات كخدمة الرتاث‪ ،‬صنعاء ‪2216‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬نظػ ػرات مقارن ػػة ب ػػني ت ػػاريخ الفك ػػر األكركيب كت ػػاريخ الفك ػػر اإلس ػػالمي‪.‬‬
‫صنعاء ‪2217‬ـ‪ .‬حتت النشر‪.‬‬
‫‪ -‬كت ػػاب‪ :‬الن ػػاجحوف‪ ،‬التنمي ػػة البشػ ػرية عل ػػى ض ػػوء الس ػػنة النبوي ػػة‪ ،‬حت ػػت‬
‫النشر‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة نقدية ظتنهج كفكر اظتؤرخ ىنرم بريف على ضوء كتابػة تػاريخ أكركبػا‬
‫يف العصور الوسطى‪ .‬ث حتت النشر ‪.‬‬
‫‪ -‬أساسيات اظتناىج اظتعرفية لنظريات تفسري التاريخ‪ ،‬غتلة آداب اضتديػدة‪،‬‬
‫كليػ ػ ػػة اآلداب‪ ،‬جامعػ ػ ػػة اضتديػ ػ ػػدة‪ ،‬العػ ػ ػػدد العاشػ ػ ػػر‪ ،‬يوليػ ػ ػػو‪ ،‬سػ ػ ػػبتمرب‬
‫‪2221‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬صوفية اليمن‪ ،‬الفكر كالواقع‪ ،‬منتدل غتاؿ‪2221،‬ـ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المحاضرات العلمي والفكري العام التي ألقاها‪:‬‬
‫‪ -‬البعػد الفيزيػائي كالطبيعػي يف حركػة التػاريخ‪ ،‬فعاليػات األسػبوع التػارمتي‪،‬‬
‫رتعية التاريخ كاآلثار‪ ،‬جامعة صنعاء‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم اظتعاصر كالتعليم النبوم (شبوة ‪.)2225‬‬
‫‪ -‬مدرسة حضرموت العاظتية (اظتكال‪.)2227‬‬
‫‪ -‬اظتنهج األكادنتي كدراسة التاريخ اإلسالمي(سيئوف)‪.‬‬
‫‪ -‬يف فقو التحوالت‪ ،‬قراءات تارمتية (عدف‪.)2227‬‬
‫‪ -‬اظتناىج الغربية كدراسة السرية النبوية (جامعة صنعاء ‪.)2229‬‬
‫‪ -‬اهنيار الرأشتالية (جامعة صنعاء ‪.)2229‬‬
‫‪ -‬دكر التصػػوؼ يف التػػاريخ اإلسػػالمي (مركػػز داؿ للدراسػػات – صػػنعاء‬
‫‪)2228‬‬
‫‪ -‬األزمة اظتالية العاظتية‪ ،‬رؤية كلية (مركز منارات – صنعاء ‪.)2229‬‬
‫‪ -‬اإلماـ الغزايل كدكره يف هنضة األمة‪( .‬جامعة صنعاء‪.)2229‬‬
‫‪ -‬اضتركة اإلسالمية اظتعاصرة يف تركيا‪( .‬جامعة صنعاء‪.)2212‬‬
‫‪ -‬قضػية كحػػدة الوجػػود يف الفكػػر اإلسػالمي‪( .‬اصتمعيػػة الفلسػػفية اليمنيػػة‬
‫‪.)2211‬‬
‫‪ -‬التنمية البشرية كالسنة النبوية‪( .‬جامعة صنعاء ‪2213/1/21‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -‬مناىج التفسػري النفسػي للتػاريخ‪ .‬شتنػار علمػي يف قسػم التػاريخ‪-‬جامعػة‬
‫صنعاء‪2213/4/32( .‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -‬اضتػ ػػب يف الفكػ ػػر اإلسػ ػػالمي‪ ،‬موالنػ ػػا جػ ػػالؿ الػ ػػدين الركمػ ػػي أفتوذجػ ػػا‪.‬‬
‫(جامعة صنعاء‪.)2215/12/22‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬ركجيو جاركدم‪ ،‬الفكر كاإلنساف‪( .‬جامعة صنعاء ‪2216/5/3‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -‬الناجحوف‪( .‬جامعة صنعاء ‪2218/11/18‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -‬نقػػد للقػراءات اضتداثيػػة للػرتاث كالتػػاريخ اإلسػػالمي‪ ،‬اصتػػابرم أفتوذجػػا‪،‬‬
‫سيمنار علمي‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة صنعاء ‪ 25‬أكتوبر ‪2222‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬النظريػػة النسػػبية إلينشػػتاين كاظتػػنهج التػػارمتي‪ ،‬سػػيمنار علمػػي‪ ،‬قسػػم‬
‫التاريخ كالعالقات الدكلية‪ ،‬جامعة صنعاء ‪ 24‬نوفمرب ‪2221‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬حيوي ػ ػػة ت ػ ػػاريخ الفك ػ ػػر اإلس ػ ػػالمي‪ ،‬س ػ ػػيمنار علم ػ ػػي‪ ،‬قس ػ ػػم الت ػ ػػاريخ‬
‫كالعالقػػات الدكليػػة‪ ،‬كليػػة اآلداب كالعلػػوـ اإلنسػػانية‪ ،‬جامعػػة صػػنعاء‪،‬‬
‫‪2222/2/27‬ـ‪.‬‬

‫أشرف وشارك في تنفيذ الدراسات االقتصادي والبيئي التالي ‪:‬‬


‫‪ -‬دراسة مستول الوعي البيئي يف اليمن‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسػػة االقتصػػادية االجتماعيػػة التمهيديػػة لدراسػػات تغ ػريات اظتنػػاخ يف‬
‫اليمن‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة أثر تغريات اظتناخ يف القطاع الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة أثر تغريات اظتناخ يف قطاع الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬سيناريو تغريات اظتناخ يف اليمن‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة أكلية ظتشركع دتويل الصناعات النسيجية الصغرية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة سوؽ اظتياه اظتعدنية يف اليمن‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة سوؽ غاز الفريوف بصنعاء‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة سوؽ األجباف يف اليمن‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬دراسػػة تسػػويقية للتحػػويالت اعتاتفيػػة ألس ػواؽ‪( :‬السػػعودية‪-‬اإلمػػارات‪-‬‬
‫البحرين‪-‬الكويت‪-‬باكستاف‪-‬تونس)‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة جدكل اقتصادية ظتشركع مدينة سكنية ‪ -‬عدف‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة جدكل اقتصادية ظتشركع شاليهات ‪ -‬عدف‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ىندسية ظتشركع مدينة سكنية ‪ -‬عدف‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ىندسية ظتشركع شاليهات ‪ -‬عدف‪.‬‬
‫‪ -‬تصور إعادة بناء كتأىيل مدينة عدف بعد اضترب (اظتؤدتر الشعيب العاـ)‪.‬‬
‫‪ -‬دراسػ ػ ػػة إدارة غتلػ ػ ػػة التجػ ػ ػػارة كاالقتصػ ػ ػػاد ‪ -‬كزارة التجػ ػ ػػارة كالتمػ ػ ػػوين ‪-‬‬
‫‪1989‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬تصور متكامل ظتشركع اظتؤدتر اليمي األكؿ للتجارة كاالقتصاد ‪1991‬ـ‪.‬‬

‫الندوات التي شارك فيها أو في إدارتها‪:‬‬


‫ن ػ ػػدكة االجته ػ ػػاد يف الفك ػ ػػر اإلس ػ ػػالمي ف ػ ػػرع دار اظتص ػ ػػطفى بص ػ ػػنعاء‬ ‫‪-‬‬
‫(‪2223‬ـ)‬
‫ندكة يوـ األرض الفلسطيي‪ ،‬بيت الثقافة صنعاء (‪2223‬ـ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ندكة إحياء الرتاث اإلسالمي _ جامعة صنعاء (‪.)2224‬‬ ‫‪-‬‬
‫ن ػ ػػدكة اظتادي ػ ػػة اظتعاص ػ ػػرة كرق ػ ػػي اإلس ػ ػػالـ الركح ػ ػػي_ جامع ػ ػػة ص ػ ػػنعاء‬ ‫‪-‬‬
‫‪2226‬ـ‪.‬‬
‫ندكة قصة إسالمي _ جامعة صنعاء ‪2225‬ـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نػػدكة دكر علػػم التزكيػػة يف العملي ػػة التعليميػػة‪ .‬احتػػاد األدبػػاء كالكت ػػاب‬ ‫‪-‬‬
‫‪2226‬ـ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬ن ػ ػػدكة اطتط ػ ػػاب ال ػ ػػديي يف اإلع ػ ػػالـ اليم ػ ػػي كالع ػ ػػريب‪ ،‬احت ػ ػػاد األدب ػ ػػاء‬
‫‪2226‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬ترمي عاصمة الثقافة اإلسالمية‪ .‬جامعة صنعاء‪.2212‬‬
‫‪ -‬دكر اظتنظمػػات غػػري اضتكوميػػة يف العمػػل التكػػافلي‪ .‬رتعيػػة اإلص ػػالح‬
‫اطتريية‪ ،‬جامعة صنعاء‪2212،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬التنصري يف العامل اإلسالمي‪ .‬جامعة صنعاء ‪2213/1/32‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬التغريب‪ .‬جامعة صنعاء‪2214/12/3‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬الغ ػػزك الفك ػػرم يف ت ػػاريخ اظتس ػػلمني‪ ،‬ع ػػرض فت ػػوذج ت ػػارمتي‪ ،‬جامع ػ ػة‬
‫صنعاء ‪2217‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬التصوؼ كالصوفية بػني اظتاضػي كاضتاضػر‪ ،‬نػادم عبػق الثقػايف‪ ،‬صػنعاء‬
‫‪2219/11/21‬ـ‪.‬‬
‫فلسفته وفكره‪:‬‬
‫نظريػػة النػػبض الكلػػي‪ :‬يقػػوؿ الػػدكتور ػتمػػد بوجػػود طاقػػة كونيػػة مظهرىػػا‬
‫ق ػػانوف كلػ ػػي ع ػػاـ ىػ ػػو قػ ػػانوف حرك ػػة النػ ػػبض الكلػ ػػي اضت ػػاكم للكػ ػػوف كالتػ ػػاريخ‬
‫كاإلنساف‪ .‬حركة نبض كلي ال يفلت منها شيء كبري أك صغري يف ىػ ا الوجػود‬
‫يأخ ػ شػػكل الػػدكراف ل لكػػرتكف كيأخ ػ شػػكل كالدة النجػػوـ كموسػػا‪ ،‬كيأخ ػ‬
‫شكل قياـ اضتضارات كسقوطها‪ .‬كىػو نػبض منػتظم يرتتػب عنػو حركػة منتظمػة‬
‫ابتداء من انتظاـ سرعة الضوء كىػو األعجوبػة الكػربل يف ىػ ا الكػوف‪ ،‬كانتهػاء‬
‫بانتظ ػػاـ سػ ػػرعة دكراف األرض ح ػػوؿ الشػ ػػمس‪ ،‬يف تن ػػاغم كانسػ ػػجاـ مػ ػػدىش‪.‬‬
‫كى ا لػيس تفسػريا آليػا للكػوف كالتػاريخ‪ .‬لكنػو كػوف يتسػم باضتيػاة كالنػبض ككػل‬

‫‪71‬‬
‫مػا فيػو يتسػم هبػ ه اطتاصػية‪ .‬نػػبض لكػل مسػتويات الوجػود‪ ،‬الوجػود الػ م ىػػو‬
‫عبػػارة عػػن مسػػتويات متدرجػػة مػػن الطاقػػة‪ ،‬مبػػا فيهػػا اظتػػادة الػػيت ىػػي شػػكل مػػن‬
‫أشػػكاؿ الطاقػػة احملكومػػة هبػ ا النػػبض‪ .‬كعلػػى ذلػػك فقيػػاـ اضتضػػارات اإلنسػػانية‬
‫مػػا ىػػو إال تكتػػل لشػػكل مػػن أشػػكاؿ الطاقػػة‪ ،‬كاهنيارىػػا مػػا ىػػو إال تبػػدد ى ػ ه‬
‫الطاق ػػة لك ػػن س ػػب ق ػػانوف الن ػػبض الكل ػػي الع ػػاـ اضت ػػاكم ل نس ػػاف كالك ػػوف‬
‫كالت ػػاريخ‪ .‬كالدكل ػػة ى ػػي دتوض ػػع للطاق ػػة يف ى ػ ه اضتض ػػارة‪ .‬فالدكل ػػة ى ػػي اظه ػػر‬
‫شػػكل للطاقػػة اإلنسػػانية يف التػػاريخ‪ .‬كمبػػا أف لػػيس كػػل الػػدكؿ يف التػػاريخ ىػػي‬
‫دكؿ خ ػػري كحضػ ػػارة راقيػ ػػة كرتػ ػػاؿ‪ ،‬فهن ػػاؾ دكؿ شػ ػػر كتػ ػػدمري كخ ػ ػراب كأنانيػ ػػة‬
‫كسػػفك دمػػاء‪ .‬ك ػ لك الطاقػػة لػػيس كلهػػا طاقػػة اكتابيػػة‪ ،‬بػػل ىنػػاؾ طاقػػة سػػلبية‬
‫مػػدمرة‪ .‬كإذا كانػػت حركػػة التػػاريخ يف كثػػري مػػن نواحيهػػا ىػػي حركػػة الص ػراع بػػني‬
‫اطتػػري كالشػػر كبػػني اإلنتػػاف كالكفػػر‪ ،‬فعلػػى ذلػػك فػػإف حركػػة التػػاريخ ىػػي حركػػة‬
‫الصػراع بػػني الطاقػػة االكتابيػػة البنػػاءة كالطاقػػة السػػلبية اظتػػدمرة‪ .‬كىػ ا ىػػو الت ػوازف‬
‫بني اظتتضػادات الػ م يقػوـ عليػو ىػ ا الكػوف األعجوبػة الرائعػة للخػالق البػديع‪.‬‬
‫فحركػة النػػبض ىػػي اضتاكمػة ضتركػػة اصتػػدؿ نفسػها يف صػػراع اظتتناقضػػات كنسػػيج‬
‫(‪)132‬‬
‫األضداد أم أف توازف الطاقة ىو اظتبدأ ال م يقوـ عليو نسيج األضداد‪.‬‬
‫كي ػػف تول ػػد اضتض ػػارات كال ػػدكؿ‪ :‬س ػػب نظري ػػة الن ػػبض الكل ػػي كالطاق ػػة‬
‫الكونية للتاريخ فإف كالدة اضتضارات كالدكؿ تكوف بػوالدة ركح جديػدة كطاقػة‬
‫جدي ػػدة كى ػػو م ػػا يتمث ػػل يف التق ػػاء أربع ػػة عوام ػػل أساس ػػية‪ .‬أكال‪ :‬يف االنفج ػػار‬

‫(‪ )132‬الصايف‪ :‬دراسات يف اظتنهج كالفكر‪ 74،‬كما بعدىا‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫السػ ػػكاة‪ .‬فقي ػ ػػاـ اضتض ػ ػػارات كال ػ ػػدكؿ ك ػ ػػاف ركح ػ ػػو كمظه ػ ػػره كاظت ػ ػػالزـ ل ػ ػػو ى ػ ػػو‬
‫االنفجػػار السػػكاة‪ .‬كمل نشػػاىد كالدة حضػػارة أك دكلػػة كىػػي تعػػاة مػػن نق ػ‬
‫ع ػػدد الس ػػكاف‪ .‬كأس ػػباب االنفج ػػار الس ػػكاة ثالث ػػة‪ :‬ت ػػوفر الغػ ػ اء ي ػػؤدم إىل‬
‫انفجػػارا سػػكانيا كمػػا رأينػػا سػػابقا‪ .‬كعػػامال آخػػر يسػػاىم يف حػػدكث االنفجػػار‬
‫السػػكاة ىػػو اإلحسػػاس بالتحػػدم ال ػ م تشػػعر بػػو رتاعػػة مػػا أك شػػعب مػػا‪،‬‬
‫فتكػػوف ردة الفعػػل يف التكػػاثر‪ .‬كيف ىػ ه اصتزئيػػة تتوافػػق ىػ ه النظريػػة مػػع نظريػػة‬
‫التح ػػدم كاالس ػػتجابة لت ػػوينيب‪ .‬كالس ػػبب الثال ػػث ى ػػو ال ػػدكرة الطبيعي ػػة للتك ػػاثر‬
‫السػػكاة بػػني العلػػو كاالـتفػػاض‪ ،‬كالػػيت ختضػػع عتػػا تقريبػػا كػػل الكائنػػات ضػػمن‬
‫حركة النبض الكلي‪.‬‬
‫كالعامػػل الثػػاة يف قيػػاـ اضتضػػارة ىػػو كجػػود كتػػوفر طاقػػة القػػوة االقتص ػادية‬
‫كاظتالي ػػة‪ ،‬فكث ػػري م ػػن اضتض ػػارات كال ػػدكؿ قام ػػت بس ػػبب كجودى ػػا عل ػػى ط ػػرؽ‬
‫التجػػارة الدكلي ػػة ؽتػػا كف ػػر عتػػا ق ػػوة طاقػػة اظت ػػاؿ كاالقتصػػاد‪ .‬كى ػ ا العامػػل ي ػرتبط‬
‫بعامػػل االنفجػػار السػػكاة‪ ،‬حيػػث يكػػوف كفػػرة اظتػػاؿ كقػػوة االقتصػػاد عػػامال يف‬
‫توفري الغ اء‪.‬‬
‫اما العامل الثالث‪ :‬فهو قياـ قوة عسكرية ذات امكانػات قويػة‪ ،‬تسػتطيع‬
‫فرض كجود اضتضارة كزتايتها من االخطار اطتارجية كالداخلية‪ .‬كىػي الػيت عػرب‬
‫عنها ابن خلدكف بقوة العصبية‪.‬‬
‫م‬
‫كك ػػل ى ػ ا دتثل ػػو اآلي ػػات الكرنت ػػة‪َ ":‬كأ َْم ػ َػد ْدنَاك ْم بم ػأ َْم َو ناؿ َكبَن ػ َ‬
‫ػني َك َج َع ْلنَػػاك ْم‬
‫م‬ ‫م‬
‫ػني (‪)133‬‬ ‫ػريا (‪ .")6‬االس ػ ػراء‪ .‬كقول ػ ػػو تع ػ ػػاىل‪ ":‬أ ََم ػ ػ بدك ْم بمأَنْػ َع ػ ػ نػاـ َكبَن ػ ػ َ‬
‫أَ ْكثَ ػ ػ َػر نَف ػ ػ ن‬
‫وف (‪ .")134‬الشعراء‪.‬‬ ‫بات كعي ن‬ ‫ن‬
‫َك َجن َ‬
‫‪72‬‬
‫كالعامل الرابع ظهور زعامة كقيادة قوية تستطيع توحيػد اصتماعػة كتقودىػا‬
‫لتأسيس الدكلة كاضتضارة‪.‬‬
‫فػػإذا كان ػػت ى ػ ه عوامػػل كأس ػػباب كالدة اضتض ػػارات كالػػدكؿ ف ػػإف م ػػوت‬
‫اضتضػػارة كالدكلػػة بفقػػداف ى ػ ه العوامػػل األربعػػة‪ ،‬أك كاحػػد منه ػػا‪ ،‬مثػػل فقػػداف‬
‫األقتية االقتصادية كالقوة اظتالية للدكلة‪ ،‬أك تناق عػدد السػكاف بشػكل كبػري‪،‬‬
‫أك ض ػػعف ككى ػػن الق ػػوة العس ػػكرية ؽت ػػا ي ػػؤدم إىل تعرض ػػها للغ ػػزك كالت ػػدمري‪ .‬أك‬
‫س ػػقوطها يف ص ػراعات داخلي ػػة م ػػدمرة يعرض ػػها للتم ػػزؽ نتيج ػػة فق ػػداف القي ػػادة‬
‫اظتوحدة للجماعة‪.‬‬
‫اضتض ػ ػػارةج انفج ػ ػػار س ػ ػػكاةت ق ػ ػػوة اظت ػ ػػاؿ كاالقتص ػ ػػادت ق ػ ػػوة عس ػ ػػكريةت‬
‫شخصية قيادية‪.‬‬
‫اضتضارة (طاقة كبػرية) ج انفجػار سػكاة (رافػد مػن الطاقػة) ت قػوة اظتػاؿ‬
‫كاالقتصػػاد (رافػػد مػػن الطاقػػة) ت قػػوة عسػػكرية (رافػػد مػػن الطاقػػة) ت شخصػػية‬
‫قيادية (رافد من الطاقة)‪.‬‬
‫تأخػ ػ ىػ ػ ه النظري ػػة يف اعتبارى ػػا التفسػ ػريات الفيزيائي ػػة اضتديث ػػة للك ػػوف‬
‫كللع ػػامل كللوج ػػود‪ ،‬فالتفس ػػري الفيزي ػػائي للك ػػوف كالت ػػاريخ أف الك ػػوف عب ػػارة ع ػػن‬
‫منظومػػة كهربائي ػػة (منظومػػة م ػػن الطاق ػػة) تتح ػػرؾ كتس ػػري عػػرب التض ػػاد اظتت ػوازف‪،‬‬
‫فالتػػدافع كالتضػػاد اظتسػػيطر عليػػو مػػن قػػوة أعلػػى طبيعػػة أساسػػية يف الكػػوف كيف‬
‫الت ػػاريخ‪ .‬إف ىػ ػ ا الك ػػوف بك ػػل م ػػا في ػػو ل ػػيس س ػػول موس ػػيقى بديع ػػة للخ ػػالق‬
‫العظيم‪ .‬كإف التنوع كاالخػتالؼ ىػو جػزء أساسػي مػن ىػ ه اظتوسػيقى كاظتعزكفػة‬
‫الكوني ػػة الرائع ػػة‪ .‬كم ػػا ب ػػني التف ػػرد كالتج ػػانس كب ػػني الوح ػػدة كالتن ػػوع كاخ ػػتالؼ‬
‫‪73‬‬
‫الرتددات كاالىتزازات تنطلق العالقة اظتعقدة بني الكوف كالتػاريخ‪ .‬كبػني الوجػود‬
‫اضتي أك الطاقة الفاعلة كبػني اإلنسػاف اضتػر اظتسػئوؿ‪ ،‬يف عالقػة تفاعليػة متبادلػة‬
‫نػػتج عنهػػا ت ػراث التػػاريخ اإلنسػػاة اعتائػػل بكػػل مػػا فيػػو مػػن جوانػػب اكتابيػػة أك‬
‫سلبية‪.‬‬
‫كالبػػد مػػن اإلشػػارة إىل أف ى ػ ه النظريػػة ليسػػت تفسػػري مػػادم للتػػاريخ بػػل‬
‫كشػػف عػػن طبيع ػة حركػػة التػػاريخ ذك النػػبض الكلػػي ال ػ م ال يصػػدر إال مػػن‬
‫حي قيوـ يهب اضتياة كالقيومية لكل ما يف الوجػود يف كػل حػني كثانيػة‪ .‬ضػمن‬
‫قانوف انسجاـ كتوازف كلي بديع للكوف كلو‪.‬‬
‫حيوية اضتضارة اإلسالمية‪ :‬ينتقد الدكتور ػتمد قراءة ػتمد عابد اصتػابرم‬
‫كأمثالػػو للتػػاريخ كاضتضػػارة اإلسػػالمية كيػػرفض اظتػػنهج البنيػػوم يف دراسػػة اضتضػػارة‬
‫كالفك ػػر اإلس ػػالمي ال ػ ػ م اتبع ػػو ػتم ػػد عاب ػػد اصت ػػابرم كػتم ػػد أرك ػػوف‪ ،‬حي ػػث‬
‫اسػػتخدـ ى ػ ا اظت ػػنهج عتػػدـ ال ػرتاث الع ػػريب كتش ػػويهو كاضتػػط م ػػن ش ػػأنو‪ .‬كق ػػدـ‬
‫صػورة مغلوطػػة ضتقيقػػة كركح التػاريخ كالػرتاث العػػريب كاإلسػالمي‪ ،‬كذلػػك هبػػدؼ‬
‫إحػػالؿ الفكػػر األكركيب الوضػػعي بػػدال عػػن الفكػػر اإلسػػالمي اظت ػرتبط بالرسػػالة‬
‫السماكية‪.‬‬
‫يق ػػوؿ ال ػػدكتور ػتم ػػد‪ :‬قام ػػت اضتض ػػارة اإلس ػػالمية العظيم ػػة كال ػػيت مل ت ػػر‬
‫البش ػرية مثي ػػل عت ػػا ذت ػػرة للن ػػيب ػتم ػػد ص ػػلى ا علي ػػو كس ػػلم سػ ػواء بالكت ػػاب أك‬
‫الس ػ ػ ػػنة‪ .‬كحكم ػ ػ ػػت س ػ ػ ػػنة الت ػ ػ ػػدافع كالتض ػ ػ ػػاد الت ػ ػ ػػاريخ السياس ػ ػ ػػي كاضتض ػ ػ ػػارم‬
‫للمسلمني‪ ،‬حيث تداكلت اظت اىب اإلسالمية يف اضتكم كالػدكؿ‪ .‬كاضتقيقػة أف‬
‫اخػػتالؼ البشػػر مػػن سػػنن اضتيػػاة كالكػػوف كالطبيعػػة‪ ،‬كعظمػػة اإلسػػالـ ى ػػو يف‬
‫‪74‬‬
‫قبولػػو للسػػنن اإلعتيػػة كاحتوائػػو عتػػا‪ .‬س ػواء ى ػ ا يف اضتيػػاة السياسػػية أك يف غريىػػا‬
‫مػػن اظتيػػادين‪ .‬كان ػت األكضػػاع التارمتيػػة اظتتتابعػػة عػػامالن مهم ػان يف ظهػػور العلػػوـ‬
‫اإلسالمية اظتختلفة‪ ،‬فكانػت الفتنػة كاالخػتالؼ كالتغػريات دافعػا للحفػاظ علػى‬
‫أحادي ػػث الن ػػيب ص ػػلى ا علي ػػو كآل ػػو كس ػػلم‪ ،‬كدتيي ػػز الص ػػحيح م ػػن اظتوض ػػوع‪،‬‬
‫ككانت حاجة ا تمع اظتسلم اظتتغرية دافعان لظهور علػم الفقػو كاظتػ اىب الفقهيػة‬
‫يف ظػػل االخػػتالؼ حػػوؿ النصػػوص ظنيػػة الداللػػة أك النصػػوص ظنيػػة الثبػػوت‪.‬‬
‫ككػػاف طغيػػاف اظتاديػػة كحػػب الػػدنيا كاختفػػاء مظػػاىر السػػنة دافع ػان لظهػػور علػػم‬
‫التص ػػوؼ كط ػػرؽ الرتبي ػػة الركحي ػػة‪ ،‬كم ػػا ك ػػاف حت ػػدم الفك ػػر اظتس ػػيحي كالفك ػػر‬
‫اعتندم كاختالؼ اظتسلمني يف قضايا اإلمامة كالقضاء كالقػدر كالصػفات دافعػان‬
‫لظهور علم الكالـ كمدارسو الفكرية اظتختلفة‪.‬‬
‫ىك ػ ػ ػ ا إذف كان ػ ػػت حيوي ػ ػػة الفكػ ػ ػػر اإلس ػ ػػالمي حتكم ػ ػػو حرك ػ ػػة التضػ ػ ػػاد‬
‫كالتدافع‪ ،‬فرفضان للفتنة كنتائجها ظهر اطتوارج ال ين كفركا اإلماـ علي كمعاكيػة‬
‫معان‪ ،‬كقالوا بكفر مرتكب الكبرية‪ ،‬كرفضان للخػوارج ظهػر اظترجئػة الػ ين قػالوا ال‬
‫يضػػر مػػع اإلنتػػاف معصػػية كمػػا ال ينفػػع مػػع الكفػػر طاعػػة‪ ،‬كرفضػان للمرجئػػة ظهػػر‬
‫اظتعتزلة ال ين قالوا مرتكب الكبرية يف منزلة بػني اظتنػزلتني‪ ،‬كرفضػا للمعتزلػة ظهػر‬
‫اضتنابلػة كرفضػان للحنابلػػة ظهػػر األشػػاعرة كرفضػا لثشػػاعرة ظهػػر فكػػر ابػػن تيميػػة‬
‫ال م مل يشهد من كجود تارمتي سول يف العصػر اضتػديث‪ ،‬ؽتػا سػبب يف بػركز‬
‫الفكػػر االثنػػا عشػػرم لكػػن اظتتجػػدد يف نظريػػة كاليػػة الفقيػػو ل مػػاـ اطتميػػي بعػػد‬
‫سػػقوط خالفػػة أىػػل السػػنة‪ .‬كاسػػتمرت رتيػػع ى ػ ه اظتػػدارس يف الوجػػود كحركػػة‬
‫التػػدافع الػ م سػػاعدسا علػػى التنػػافس كا اىػػدة ضػػد اطتصػػوـ كإبػراز أفضػػل مػػا‬
‫‪75‬‬
‫لػػديها‪ ،‬بػػل إف ى ػ ه الفػػرؽ تط ػػورت نتيجػػة التضػػاد كالتن ػػافس فيم ػػا بينه ػػا‪ ،‬كيف‬
‫الفق ػػو ردا عل ػػى مدرس ػػة الػ ػرأم أليب حنيف ػػة ظه ػػرت مدرس ػػة ال ػػن ظتال ػػك‪ ،‬مث‬
‫مدرسػػة التوفي ػػق بينهم ػػا للش ػػافعي‪ ،‬كيف ال ػػدعوة كالس ػػلوؾ رفض ػػا للخ ػػركج عل ػػى‬
‫السػنة كالػػرتؼ ظهػػر التصػوؼ مبدارسػػو اظتختلفػػة‪ .‬كيف السياسػة رفضػػا لدكلػػة بػػي‬
‫أميػػة اظتناصػػبة العػػداء آلؿ البيػػت ظهػػر التشػػيع مب اىبػػو اظتختلفػػة‪ .‬كػ لك بظهػػور‬
‫الرازم مبا نتثلو مػن عقالنيػة كعلػم الكػالـ ظهػر موالنػا جػالؿ الػدين الركمػي مبػا‬
‫نتثلػو مػن ركحانيػة كعشػق إعتػي رفضػان للعقالنيػة اصتامػدة‪ ،‬كبظهػور ابػن عػريب مبػػا‬
‫نتثلو من فكر مثايل مغرؽ يف اظتثالية ظهر ابن تيمية مبا نتثلو مػن فكػر سػيمي‬
‫نسب إليو كتربأ ىو منو كاشتاه إثبات الصفات‪.‬‬
‫طبيعة حركة التاريخ اإلسالمي ى ه تدافعية كلػيس علػى مػنهج ىيجػل يف‬
‫اصتدؿ‪ ،‬إذ ال نفي فيهػا‪ ،‬بػل رتيػع اظتػدارس كالفػرؽ ال زالػت حػا اليػوـ تتواجػد‬
‫كلػػو بأحجػػاـ ؼتتلفػػة اسػػتمراران لطبيعػػة التنػػوع كالتعػػدد يف اطتلػػق البشػػرم‪ .‬كيتميػػز‬
‫ى ا التاريخ اإلنتاة باستمرار ظهور ا ددين فيو‪.‬‬
‫ك سػػب الػػدكتور الصػػايف تعػػاة األمػػة اليػػوـ تزييػػف الػػوعي يف كػػل العلػػوـ‬
‫اإلسػػالمية تقريبػػا‪ .‬فعلػػم القػراف مسػػتهدؼ بالتفسػػري اظتنحػػرؼ لػػو اظتضػػاد للػػن‬
‫الص ػ ػريح كللس ػ ػػنة‪ ،‬كاضت ػ ػػديث مس ػ ػػتهدؼ بال ػ ػػدعوة باالكتف ػ ػػاء ب ػ ػػالقراف الك ػ ػػرمي‬
‫كالطع ػػن كاضت ػػط كالتش ػػكيك يف اضت ػػديث النب ػػوم كى ػػو ش ػػارح كمطب ػػق كمفس ػػر‬
‫للقراف الكرمي كاظتصدر الثاة للتشريع‪ ،‬ك لك مستهدؼ من خالؿ األخػ منػو‬
‫بغ ػػري فق ػػو فيح ػػرؼ اظتع ػ إىل غ ػػري اظتقص ػػود من ػػو‪ .‬كعل ػػم الفق ػػو مس ػػتهدؼ م ػػن‬
‫خػػالؿ الػػدعوة إىل إلغػػاء اظت ػ اىب اإلسػػالمية جػػة أهنػػا فرقػػت بػػني اظتسػػلمني‬
‫‪76‬‬
‫بينما ىي مناىج استنباط األحكاـ الشرعية من الكتػاب كالسػنة‪ ،‬كاظتشػكلة يف‬
‫التعصب عتا كليس فيها‪ ،‬كعلم التصوؼ استهدؼ جة انو شركيات كدركشػة‬
‫كتكاسل كستوؿ بينما ىو علم التزكية كالرتبية كالسلوؾ ككل مػا متػالف الشػريعة‬
‫لػػيس مػػن التصػػوؼ كاألمػػة اليػػوـ بػػأمس اضتاجػػة للنهضػػة الركحيػػة‪ .‬كاسػػتهدؼ‬
‫علػػم الكػػالـ جػػة انػػو سفسػػطة كجػػدؿ ال طائػػل منػػو يف قضػػايا ال سػػم اظتسػػلم‬
‫بينمػػا ىػػو علػػم الػػدفاع عػػن اإلسػػالـ كاإلنتػػاف كالنبػػوة مػػن خػػالؿ األدلػػة العقليػػة‬
‫كعلم اظتنطق كىػو مهػم يف مواجهػة الغػزك الفكػرم كمواجهػة عقػوؿ كبػرية تػدعو‬
‫ل ضتػاد‪ .‬كاسػػتهدفت اللغػػة العربيػة جػػة أهنػػا ال تواكػب العصػػر فاالؾتليزيػػة ىػػي‬
‫لغػػة العصػػر كلغػػة العلػػم كاظتػػاؿ كاألعمػػاؿ‪ ،‬بينمػػا اللغػػة العربيػػة ىػػي كعػػاء الفكػػر‬
‫كمنهجػػو كأثػػاره كلغػػة اضتضػػارة اإلسػػالمية كعلومهػػا كلغػػة الق ػراف الكػػرمي‪ ،‬بينمػػا‬
‫اللغة االؾتليزية غترد علم آلة ليس مقصود ل اتو‪.‬‬
‫رأي ػ ػ ػػو يف التفس ػ ػ ػػري اإلس ػ ػ ػػالمي للت ػ ػ ػػاريخ‪ :‬يش ػ ػ ػػري الص ػ ػ ػػايف إىل أف اظت ػ ػ ػػنهج‬
‫اإلسػػالمي للتػػاريخ مػػنهج كػػوة شػػامل لدراسػػة التػػاريخ تفتقػػد إليػػو كػػل اظتنػػاىج‬
‫اظتعاصػ ػػرة‪ ،‬حيػ ػػث يبػ ػػدأ مػ ػػن خلػ ػػق السػ ػػماكات كاألرض كيتضػ ػػمن ربػ ػػط حركػ ػػة‬
‫الت ػػاريخ اإلنس ػػاة كالفع ػػل اإلنس ػػاة بالبع ػػد الطبيع ػػي كالبع ػػد الغي ػػيب‪ ،‬فأح ػػداث‬
‫الطبيع ػػة ليس ػػت غت ػػرد مص ػػادفات خ ػػبط عشػ ػواء ال عالق ػػة عت ػػا بس ػػلوؾ كفع ػػل‬
‫اإلنساف‪ .‬كما أف اظتناىج األخرل ال تدرس أك تؤمن بأم تدخل لقػول الغيػب‬
‫يف األح ػػداث التارمتي ػػة‪ .‬ىػ ػ ا اظت ػػنهج عن ػػد حتليل ػػو كدراس ػػتو للح ػػدث الت ػػارمتي‪،‬‬
‫يأخ بكافة العوامل الصانعة عتػ ا اضتػدث كمنهػا العامػل الغيػيب أك تػدخل قػول‬
‫الغيب للمساقتة يف صنع اضتدث التارمتي‪،‬‬
‫‪77‬‬
‫كم ػػا يعلمن ػػا اإلخب ػػار الق ػػرآة كالنب ػػوم للت ػػاريخ بأقتي ػػة العام ػػل الفيزي ػػائي‬
‫كالطبيعػي‪ .‬فالبيئػة الفيزيائيػة كالطبيعيػة احمليطػة باإلنسػاف تتػأثر كتتفاعػل مػع فعػل‬
‫اإلنساف‪ ،‬إف كاف خػريان خبػري أك شػران بشػر‪ .‬فػالكفر كاإلفسػاد يػؤدم إىل غضػب‬
‫الطبيع ػػة ب ػػأمر رهب ػػا‪ .‬كاإلنت ػػاف كاإلص ػػالح ي ػػؤدم إىل عط ػػاء الطبيع ػػة كخ ػػدمتها‬
‫للم ػػؤمن كم ػػا يف ح ػػديث الس ػػحابة ال ػػيت تس ػػقي زرع اظت ػػؤمن اظتتص ػػدؽ (‪.)131‬‬
‫كقولػػو عػػز كجػػل‪ " :‬كلػػو أف أىػػل القػػرل آمنػوا كاتقػوا لفتحنػػا علػػيهم بركػػات مػػن‬
‫(‪)132‬‬
‫السماء كاألرض"‪( .‬األعراؼ ‪.)96‬‬
‫عل ػػى أف الرؤي ػػة اإلس ػػالمية توض ػػح أف الت ػػاريخ اإلنس ػػاة تارمت ػػاف‪ :‬ت ػػاريخ‬
‫أبػوم كتػػاريخ انػوم‪ ،‬فالتػػاريخ األبػوم ىػػو تػاريخ أبونػػا ادـ كأبونػا إبػراىيم علػػيهم‬
‫الس ػػالـ أم ت ػػاريخ األنبي ػػاء كالرس ػػل كالص ػػاضتني ا ػػددين كقص ػػة الص ػ ػراع ب ػػني‬
‫اإلنتػاف كالكفػػر كاطتػري كالشػػر‪ .‬كتػاريخ انػػوم ينطلػػق مػن قػػوؿ اإلنسػاف كمػػا قػػاؿ‬
‫الش ػػيطاف أن ػػا خ ػػري من ػػو‪ .133‬كى ػػو ت ػػاريخ الصػ ػراع عل ػػى ال ػػدنيا كالس ػػلطة كاظت ػػاؿ‬
‫كالنفػػوذ‪ ،‬ككػػل تػػاريخ اضتػػركب كالص ػراع العبثػػي مثػػل حػػركب نػػابليوف أك اضتػػرب‬
‫العاظتية‪ ،‬فهو تاريخ كلكن تاريخ انوم كؿتن ندرسو ألخ الفائدة‪.‬‬
‫اهنيار الرأشتالية‪ :‬يف كتابو اهنيار الرأشتالية‪ ،‬الفوضى القادمة‪ ،‬قدـ الػدكتور‬
‫الصػ ػػايف رؤيتػ ػػو يف مسػ ػػتقبل اضتضػ ػػارة الغربيػ ػػة الرأشتاليػ ػػة مػ ػػن الناحيػ ػػة التارمتيػ ػػة‬
‫كاالقتصػػادية‪ .‬مبينػػا أف خلػػل الػػدكرة اظتاليػػة يف ا تمػػع ىػػو العامػػل األسػػاس يف‬

‫(‪ )131‬صحيح مسلم‪ ،‬رقم‪7664‬؛ صحيح ابن حباف‪ ،‬رقم ‪.3355‬‬


‫(‪ )132‬الصايف‪ :‬دراسات يف اظتنهج كالفكر‪ 267،‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪ ) 133‬اظتشهور‪ ،‬ابوبكر بن علي‪ :‬إحياء لغة اإلسالـ العاظتية‪ ،‬أربطة الرتبية اإلسالمية‪ ،‬عدف‪222 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.6‬‬

‫‪78‬‬
‫سقوط النظػاـ البنكػي اظتػايل كبالتػايل يف سػقوط اضتضػارة الغربيػة برمتهػا‪ .‬إضػافة‬
‫إىل انتهاء عمرىا التارمتي كاضتضارم(‪.)134‬‬
‫مدكنة الدكتور ػتمد حسني الصايف‪.‬‬
‫‪/https://mohammedalsafy.blogspot.com‬‬

‫صفحة الدكتور ػتمد حسني الصايف ‪Posts | Facebook -‬‬


‫‪https://www.facebook.com/D.MOHAMED‬‬
‫‪ALSAFI/posts‬‬

‫(‪ )134‬الصايف‪ ،‬ػتمد حسني‪ :‬اهنيار الرأشتالية‪ ،‬الفوضى القادمة‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاىرة ‪2224‬ـ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫تع ااددت ااراءات الت اااريخ والت ااراث اإلس ااالميم ومنه ااا القا اراءات‬
‫الحداثية التي يان لها خصاالصها ومناىجها وسماتها في دراستها‬
‫ورؤيته ااا للت اااريخ والت ااراث اإلس ااالمي‪ .‬وم اان أب اارز ى ااذه القا اراءات‬
‫يانااأ ااراءة الفيلسااون المغربااي محمااد عابااد الجااابري‪ .‬الااذي‬
‫يااان منهجااو نقااد التااراث اإلسااالمي ماان خااالا المناااىج والاارؤى‬
‫ا وروبي ااة‪ .‬اادمأ ى ااذه الدراس ااة نق اادا له ااذه الق ااراءة س ااواء ف ااي‬
‫المنهج العلمي أم في ا ساس المعرفي والتاريخي الذي استندت‬
‫إليااو‪ .‬ووضااحأ أخطاااء أساسااية فااي الماانهج والحق ااالق التاريخيااة‬
‫الت ااي ايتنف ااأ يت اااب نق ااد العق اال العرب اايم تك ااوين العق اال العرب ااي‬
‫للج ااابري‪ .‬مر اال أخط اااء اس ااتخدامو للم اانهج النفس ااي الفروي اادي‬
‫والماانهج البنيااوي والماانهج التفكيكاايم وأخطاااء راءتااو لألشاااعرة‬
‫والغزال ااي وغي اارىم‪ .‬عل اان أن تن ااوا وزخ اام االخ ااتالن ح ااوا فه اام‬
‫وتفسير و راءة التاريخ والتاراث اإلساالمي سييال عالماة ايجابياة‬
‫في الحقل العلماي العربايم واساتمرارا لجادا علماي مرمار يعارض‬
‫وجهات النظر المتعددة لدراسة التاريخ العربي واإلسالمي‪.‬‬

‫مركز اإلبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث‪.‬فرع صنعاء‪ .‬ش صنعاء‪،‬الستين‬


‫الغربي‪ .‬ت ‪.273727117/ 229762977‬‬

‫‪81‬‬

You might also like