You are on page 1of 12

‫الباب العاشر‪:‬‬

‫ظهور المذاهب الفقهية‬


‫‪ –١‬تاريخ ظهور المذاهب الفقه‬
‫‪ –٢‬العوامل التي تسبب في تطوره‬
‫‪ –٣ :‬المذاهب الفقهية السنية‬
‫مذهبا))إلمام) ا))لما))لك ‪-‬‬
‫مذهبا))إلمام) ا))لحنفي‪-‬‬
‫مذهبا))إلمام) ا))لشافعي‪-‬‬
‫مذهبا))إلمام) ا))لحنبلي‪-‬‬
‫تاريخ ظهور المذاهب الفقه‬

‫تعود نشأة المذاهب الفقهية إلى بداية اإلسالم‪ ،‬وخاصة بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫‪.‬وسلم‪ ،‬حيث اجتهد صحابته وأتباعه والمسلمين عامة في تطبيق أقواله وأفعاله‬
‫مع انتشار اإلسالم وتوسعه وتعرضه للكثير من القضايا الجديدة الدينية والتشريعية كانت هناك‬
‫حاجة ملحة للخروج باجتهادات لهذه القضايا الفقهية المستجدة وتلبية حاجات الناس واإلجابة‬
‫عن تساؤالتهم ومن هنا نشأت جماعة من المتفقهين ( العالمين ) في الدين تُعلِّم الناس في كل‬
‫إقليم شؤون دينهم ودنياهم‬
‫إن التوسع الجغرافي لإلسالم وتنوع البيئات التي انتشر بها‪ ،‬وأيضا قابلية الكثير من النصوص‬
‫الشرعية اإلسالمية لالجتهاد فيها حسب الظروف والحاالت أديا إلى نشوء مدارس فقهية‬
‫منتشرة في األمصار اإلسالمية‬
‫م ّر ا))لفقه) ا))السالميب)))مرا)حل‪ ،‬ك))انل))كلمرحلة منه)ا ما ي))ميزها عنغيرها‪ ،‬وهيمتسقة ومتوا)ئمة؛ ‪-‬‬
‫حيثي))مثلك))لطور منه)ا ا ً‬
‫)صال ل))ما س))بقه)‬
‫ي ث)))م) طور ف)))قه) ا))لصحابة‪ ،‬وهو ي))مثل‪-‬‬‫ف أما ا لطور ا الولف)))ه)و طور ا))لفقه) ف)))يا))لعه)د ا))لنبو ‪،‬‬
‫ش))بابا))لفقه) وقوته)؛ إذ ا)متاز ب)))قربمآخذه) ووضوح مع)ا))لمه)‪ ،‬وفيه) ظه)رتن))واة ا))لمدارسا))لعلمية‬
‫ث)تخذ ا))لفقه) منحىا)خر منخال) ال)نحصار ‪-‬‬
‫وأما ا لطور ا لثانيف)))ه)و طور ف)))قه) ك))بار ا))لتابعينحي ا‬
‫ا))لمدارسب)))مدرستين‪ ،‬مدرسة ا)هلا))لجحاز‪ ،‬ومدرسة ا)هلا))لكوفة‪ ،‬وقد ش))رحنا ف)))يا))لدروس‬
‫ا))لماضي‬
‫وكانتك))لوا)حدة منهاتينا))لمدرستينت)))مثلمنهجا ب)))حثيا وخطا ا)جته)اديا ت)))ع)ود ج)ذوره) ا))لى‪-‬‬
‫‪ .‬ف)))قه) ف)))قه)اء ا))لصحابة رضيهللا))) عنهم)‬
‫‪ –٢‬العوامل التي ساهمت في تطوره‬

‫وثمة العوامل التي ساعدت في تطور المذاهب الفقهية؛‬


‫األولى‪ :‬اختالف فقهاء في مناهج االجتهاد واالستنباط من استخدام القياس وإجماع الصحابة وعمل أهل المدينة‬
‫واالستصالح وغيرهاز‬
‫الثانية ‪ :‬حصل االختالف عند الفقهاء اإلتجاه الفقهي في فهم أحكام الشريعة والطريقة التي ينهجها المجتهد‬
‫الثالثة ‪ :‬كان التساع رقعة الدولة اإلسالمية اتساعا ً عظيما ً وسريعاً‪ ،‬عرضت للناس وقائع جديدة تستدعي وضع بعض‬
‫التشريعات في المعامالت والحالل والحرام‪ .‬فكان ال بد للفقهاء من االجتهاد‬
‫ي ف)))نشأتعشرا)تمنا))لمذا)هبا))لفقهية خال)لا))لق)رن‪-‬‬
‫وقد س))اهمتهذه) ا))لع)وا)ملف)))يظه)ور مناطقف)))را)غ ف)))يا))لمجا))لا))لفقه ‪،‬‬
‫‪.‬ا))لثانيوا))لثا))لثا))لهجريل))سد هذه) ا))لمناطق‪ ،‬منخال)لب)))لورة ا)جته)ادا)توا)تجاهاتف)))قهية مختلفة‬
‫‪.‬وقد عدت خمسين مذهبا انقرض غالبيتها مثل مذهب الليث بن سعد‪ ،‬وداود بن علي الظاهري‪ ،‬وعبد الرحمن األوزاعي‬
‫ولم) ي))بقمنه)ا إ))الأربع)ة س))نية‪ ،‬وأ)خرىغير س))نية ك)ا))لمذهبا))لجعف)ريوا))لزيديوا))إلماميوا))إلباضيوغيرها منا))لمذا)هبا))لتي‪-‬‬
‫ف)قطار ا))لع)ا))لم) ا))إلسالمي‬
‫ت)))توزع مختل أ‬
‫مراحل تطور المذاهب‬
‫‪:‬م ّرت المذاهب الفقهية بعد قيامها وتبلور مناهجها بثالث مراحل أساسية‬
‫مرحلة ا لتأسيسوا لبناء‪ :‬ا)متدتهذه) ا))لمرحلة علىما ي))ربو عنث)))الثة ق))رونحتّىس))قوط ب)))غ)داد (س))نة ‪-‬‬
‫مذهبيك))ما أ))لفتمدوناتجمعتا))لمسائلا))لخالفية مع)‬‫‪)656‬هـ‪ .‬ت)))ميزتهذه) ا))لمرحلة ب)))تنظيم) وترتيبا))لفقه) ا))ل ‪.‬‬
‫ا))لمذا)هبا))ألخرى‪..‬‬
‫ث)قتصر ا))لنشاط‬ ‫ي حي ا‬ ‫‪ -‬مرحلة ش يوع ظاهرة ا لتقليد وإغالقب ابا الجتهاد‪ :‬مع) ب)))دا)ية ا))لقرنا))لثامنا))لهجر ‪،‬‬
‫ا))لفقهيعلىا)جترار ا))لترا)ثا))لفقهيعنطريقش))رحه) وا)ختصاره) أو ت)))نظيمه)‪ ،‬مندونإ)ضافة ج)ديدة‪ .‬مع) طغيان‬
‫ا))لمباحثا))للفظية وا))لمسائلا))الفترا)ضية‪ ،‬ف)))ابتع)د ا))لفقه) عنا))لحياة‪.‬‬
‫ث)خذتا))لدرا)ساتا))لفقهية ت)))شقطريقه)ا ن))حو‬ ‫‪ -‬مرحلة ا لتجديد وا النطواء‪ :‬مع) ب)))دا)ية ا))لقرنا))لتاسع) عشر‪ ،‬حي أ‬
‫ي وتقدم) ا))لمع)ارف‬ ‫ا))لتجديد وا))لتطوير وموا)كبة ا))لعصر ومشكالته) ا))لمختلفة ت)))حتض))غط ا))لتطور ا))لزمن ‪،‬‬
‫)تف)))ظه)رتن))خبة منا))لعلماء ق))ادوا ح)ركة ا))لتجديد وحذروا منا))لجمود‬ ‫ا))إلنسانية‪ ،‬وا))إلحتكاكب)))ا))لحضارا ‪.‬‬
‫‪ –٣ :‬المذاهب الفقهية السنية‬
‫وقد ظهرت المذاهب الفقهية الكبرى في عصر الدولة العباسية‪ .‬وهذه المذاهب حسب التسلسل‬
‫التاريخي في الظهور‪:‬‬
‫‪ -‬المذهـــب الحنفـــي‪   :‬‬
‫• نسبة إلى اإلمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت ( ‪ 150 - 80‬هجرية ) ‪ -‬نشأ المذهب الحنفي في‬
‫الكوفة ونما في بغداد‪ ،‬واتسع بمؤازرة الدولة العباسية له‪.‬‬
‫• انتشر مذهب أبي حنيفة في البالد منذ أن مكن له أبو يوسف بعد توليه منصب قاضي القضاة في‬
‫الدولة العباسية‪ ,‬وكان المذهب الر سمي لها‪ ,‬كما كان مذهب السالجقة والدولة الغزنوية ثم الدولة‬
‫العثمانية‪ ,‬وهو اآلن شائع في أكثر البقاع اإلسالمية‪ ,‬ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق‬
‫وباكستان والهند والصين‪.‬‬
‫‪ –٣ :‬المذاهب الفقهية السنية‬
‫• نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي‪ ,‬وتكونت أصول المذهب على يديه‪ ,‬نشأ‬
‫مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي‪ ,‬وتكونت أصول المذهب على يديه‪ ,‬مصادر‬
‫المذهب‪ :‬كتاب هللا ‪ -‬سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم – المختارة من أقوال الصحابة ‪-‬‬
‫االجتهاد‪.‬‬
‫• ومن أهم كتب المذهب الحنفي‪ :‬كتب" ظاهر الرواية" الستة‪ ،‬وكتب "النوادر" لإلمام محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬وكتاب "الكافي" للحاكم الشهيد‪ ،‬وكتاب "المبسوط" للسرخسي‪ ،‬وكتاب "بدائع الصنائع"‬
‫للكاساني‪ ،‬وكتاب حاشية ابن عابدين المسماة "رد المحتار على الدر المختار" وغير ذلك‪.‬‬
‫من أعالم المذهب الحنفي هم؛ أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬ومحمد بن الحسن الشيباني‪،‬‬
‫وعيسى بن أبان‪ ،‬وأبو اليُسر ْ‬
‫البزدوي‪ ،‬وأبو بكر الكرخي‪ ،‬وبدر الدين العيني‪.‬‬
‫‪ -‬المذهـــب المالكي‪   :‬‬
‫• مؤسِّسه اإلمام أبو عبد هللا مالك بن أنس ( ‪ 179 - 39‬هجرية ) ويعتمد المذهب على الكتاب‬
‫والسنة والقياس وإجماع الصحابة على عمل أهل المدينة واالستصالح‬
‫• ظهر المذهب في أواخر العهد األموي واستم ّر في العهد العباسي وإلى يومنا هذا‪ .‬كان مذهبا‬
‫رسميا في األندلس‪.‬‬
‫• كان اإلمام مالك يعتمد على الحديث النبوي كثيراً نظراً لبيئته الحجازية التي كانت تزخر‬
‫بالعلماء والمحدثين الذين تلقوا الحديث النبوي عن صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪,‬‬
‫وورثوا من السنة ما لم يتح لغيرهم من أهل األمصار‬
‫انتشر مذهب اإلمام مالك في شمالي إفريقيا واألندلس ومصر والعراق وبالد خراسان‬
‫‪ -‬المذهـــب الشافعي‪    :‬‬
‫• صاحبه محمد بن إدريس الشافعي ( ‪ 204 - 150‬هجرية)‪ ،‬عاش في مكة ثم رحل إلى العراق حيث تعلم‬
‫في بغداد فقه "أبي حنيفة" قبل رحيله واستقراره قي مصر‪ .‬ومن ثم جاء مذهبه وسطا ً بين مذهب " أبي‬
‫حنيفة" المتوسع في الرأي‪ ،‬ومذهب "مالك بن أنس " المعتمد على الحديث‪.‬‬
‫• ويتركز الفقه الشافعي ـ اليوم ـ في مصر‪ ,‬وجنوب الشام‪ ,‬واليمن‪ ,‬وشرق إفريقيا‪ ,‬وكردستان‪ ,‬وف جنوب‬
‫شرقي آسيا (إندونيسيا وماليزيا)‬
‫• ويعتمد المذهب الشافعي في استنباطاته وطرائق استدالله على األصول التي وضعها اإلمام الشافعي‬
‫ودونها في كتابه الشهير "بالرسالة"‪ ،‬بحيث يعد أول من دون كتابا ً متكامالً في علم أصول الفقه‪ ,‬ويعد‬
‫مذهبه وسطا ً معتدالً بين أهل الرأي والحديث‬
‫• ومن أشهر كتب مذهبه إضافة إلى كتب الشافعي نفسه كتاب "فتح العزيز في شرح الوجيز" للرافعي‪،‬‬
‫و"روضة الطالبين" و"المجموع" للنووي‪ ،‬و"المهذب" و"التنبيه" للشيرازي‪ ،‬و"تحفة المحتاج" البن حجر‬
‫الهيثمي‬
‫‪ -‬المذهـــب الحنبلي‪    :‬‬
‫• صاحبه اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل‪ ،‬أبو عبد هللا الشيباني ( ‪ 241 - 164‬هجرية )‬
‫• معروف بساللته العربية ومع انتمائه العربي الخالص لم يفتخر على أقرانه ويجيد التح ُّدث بالفارسية‪.‬‬
‫• كان زاه ًدا ور ًعا تقيًّا صاب ًرا صادقًا سخيًّا‪ ،‬حسن المظهر‪ ،‬أثنى عليه الكثير من معاصريه مسلميهم‬
‫ونصاراهم‪.‬‬
‫•كان ق ّوا ًما كان يصلي في كل يوم وليلة ثالثمائة ركعة؛ فلما مرض من الضرب باألسواط أضعفته‪ ،‬فكان‬
‫يفضل مذاكرة العالم على الصلوات غير المكتوبة‪.‬‬
‫يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة‪ .‬ومع ذلك ِّ‬
‫•وكان ص َّوا ًما يصوم االثنين والخميس وأيام البيض‪.‬‬
‫• مذهبه هو آخر المذاهب األربعة من الناحية الزمنية‪ ،‬وبقي المذهب مقصوراً على أحياء في بغداد وعلى‬
‫بعض مناطق بالد الشام‪ ,‬ثم وصل قضاة حنابلة إلى مصر‪ ,‬لكنه لم يتعد هذه البالد الثالثة إلى العصر‬
‫الحديث‬
‫‪ -‬ش ّدة ارتباط اإلمام أحمد بن حنبل بمجال الحديث‪    :‬‬
‫• كان يحفظ ألف ألف حديث‪ ،‬وهو ثقة حافظ ح ّجة وعالم بفقه الحديث‪.‬‬
‫•وكان يشترط أن يحفظ الرجل خمسمائة ألف حديث قبل أن يكون مفتيًا‪.‬‬
‫وكان ابن حنبل يرى أن يقوم الفقه على النص من الكتاب أو الحديث‪ ،‬وأنكر على أستاذه " الشافعي "‬
‫أخذه بالرأي‪ ،‬واعتبر الحديث الضعيف أفضل من الرأي‪ .‬لذلك عد في نظر كثير من العلماء من رجال‬
‫الحديث ال من الفقهاء‪.‬‬
‫• كان اإلمام أحمد عليما ً باألحاديث األمر الذي وفر له ثروة هائلة في العلم مكنته من االستنباط‪ .‬وقد وسّع‬
‫باب القياس مما جعل األحكام أقرب إلى مرامي الشارع ومقاصده المستوحاة من أعمال الرسول وأقواله‬
‫• ومن أشهر كتبه "المسند" الذي يعتبر موسوعة ألحاديث الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والذي يحوي‬
‫الرجال“ و“الزهد“‪.‬‬
‫أربعين ألف حديث‪ .‬ويليه كتاب ”العلل ومعرفة ِّ‬
‫الخاتمة‬

‫ف))ستخلصأ)نا)ختالفا))لمذا)هبا))لفقهية ف)))يك))ثير منا))ألحكام) وا))لفروع ل )ه) أ)سبابعلمية ‪-‬‬ ‫مما س))ل ن‬


‫‪.‬وموضوعية ا)قتضته)‬
‫وتع)د هذه) ا))لثروة ا))لفقهية ا))لتشريعية ن))عمة ربانية ت)))جعلا))ألمة ا))إلسالمية ف)))يس))ع)ة منأ)مر ‪-‬‬
‫ب)حد‬
‫دينه)ا وشريعته)ا‪ ،‬ف)))الت)))نحصر ف)))يت)))طبيقش))رعيوا)حد‪ ،‬ب)))لي))جوز ا))لخروج عنمذه أ‬
‫‪.‬ا))ألئمة ا))لفقه)اء إ))لىغيره) منا))لمذا)هبإذا وجدتف)))يا))لمذهبا))آلخر س))ع)ة ومرونة‬

You might also like