Professional Documents
Culture Documents
ويبدأ هذا العصر في منتصف القرن الرابع إلى سقوط بغداد .وفي هذا العهد درس المقلدون لمن سواهم ،وسد
الناس باب الخالف وطرق ،وعمل ك9ل م9قلد بمذهب من قلده منهم بع9د تصحيح األصول واتصال سنده بالرواية
وأيضا لقد أدى الجمود في هذا العصر إلى امتناع بعض الفقهاء من االجتهاد في أحكام الشريعة مع العلم أنه9م
قد بلغوا درجته واستوفوا شروطه ،واستكملوا طاقاته
لقد كان الفقه9اء في هذه العصوررفضوا االنضمام إلى االجته9اد ومن أجل ذلك ،سدوا كل منفذ من شأنه أن
يؤدي إلى االجتهاد الذي هو مصدر المرونة والحركة في األحكام التشريع9ية
فأصبح التقليد يغلب في العلماء ,ورضوا به خطة لهم ,وال يزال في هذا العصر يزيد التقليد ,وينقص االجتهاد,
إذ أصبح كثير م9ن علمائها راضين بخطة التقليد ,عالة على فقه أبي حنيفة وم9الك والشافعي وابن حنبل
وأضرابهم ممن كانت مذاهبهم متداولة إذ ذاك
الدوافع او العوامل حول نشأة هذه الظاهر9ة ( التجميد والتدهير الفقه)
–١اخلوف من أتباع الهَوى وغري املُتفقهني من إ صدار الفتاوى ،فيقولون يف الفقه دون عمل
عرتفة من أصول املذاهب األربعة
–٢اخلوف من تغيري مناجه الاستدالل لرغبة الفقهاء يف الثبات عىل أصول وقواعد ُم َ
–٣التعصب املذهيب ،فللك مذهب متعصبوه العاةل عليه رافضني التطور
–٤اخلوف من السلطان اذلي عني مذه ًبا رمس ًيا لدلوةل أو امجلاهري اذلين راضوا ومتسكوا به
–٥الرغبة يف تويل القضاء أو التدريس جعل الفقيه يعتنق مذهب ادلوةل بتطبيقاته حىت يتأهل للمنصب
-٦قد مت حل معظم املسائل الفقهية واسمتر العمل هبا ومل تعد هناك جاحة للبحث والاستنتاج بأحاكهما إ ال قةل.
المذهب في نظام الحكم
لقد ساهمت الدولة الع9باسية في التأسيس والنشر لم9ئات المذاهب الفقه ،ولكن لم يسكن تلك المذاهب أن تبقى إال
قليل منه9م وخصوصا بعد سقوط البغداد ،بدأ ك9ثير من المذهب يتجمد ثم تتالشى
وعلى سبيل الم9ثال ،قام الدولة العثمانية باتخاذ مذهب اإلمام أبو حنيفة ويجع9لونه م9ذهبا رسم9يا لدولتهم بعد أن ك9ان
مذهبا رسميا لدولة العباسي .ويلع9ب هذا المذهب دورا هام9ا في نظام الحك9م حتى أنه قد انتشرفي معظم الواليات
.التي تحت سيطرتهم
وقد كان مذهب اإلم9ام الحنفي أعظم وأشهر م9ذهبا في عهد الع9باسي وانتشر هذا المذهب 9إلى عهد السالجقة
.والدولة الغزنوية
وبعد سقوط البغداد أصبح مذهب اإلمام الشافعي أكبر مذهبا يتمسك به المسلمون في انهاء العالم .ودولتنا
.الماليزية ك9انت شافعية المذهب
إغالق باب االجتهاد
فبدأ الجمود في هذا الع9صر يدبّ في كيانات الم9ذاهب الفقه9ية؛ حيث اكتفى العلماء بوضع المختصرات
أو شرح المتون أو التفريع عليه9ا أو التخريج والترجيح؛ ولذا طغى التقليد على االجتهاد وصار هو
.السمة الغ9البة حتى تج ّم9د الفقه وُأقفل باب االجتهاد ،وال يعني هذا خل ّو العصر من مجتهدين
وقد طرأ على بعض الفقهاء بع9د ظه9ور المذاهب المتبعة حب التقليد لألئمة السابقين ،وعدم الجرأة على
ممارسة االجته9اد ،وادعى خول األزم9نة عن المجتهدين وانتشر ذلك بين الناس ،حتى حكم بسد باب
االجتهاد
وقد اقتصر النشاط الفقه9ي على اجترار التراث الفقهي عن طريق شرحه واختصاره أو تنظيمه ،من
.دون إضافة جديدة .مع طغيان الم9باحث اللفظية والم9سائل االفتراضية ،فابتعد الفقه عن الحياة
اآلثار من إغالق أبواب االجتهاد
.1عدم ظهور مذاهب أخرى غير المذاهب األربعة كما كان من قبل ،وبقيت المذاهب؛ الحنفي،
والمالكي ،والشافعي ،والحنبلي إلى يومنا هذا .فتتخذ دولة ما مذهبًا من هذه األربعة ال غير
.2إصدار الفتاوى دون مواكبة العصر؛
المذاهب ال ُم ْندثرة
األوزا ِع ّي
مذهب ْ
.1عدم تدوين مذهبه كما فعله ال ّشافعي ومالك والحنابلة ،مع عدم التأليف 9ذهب علمه مع
وفاته ولم يستفد الناس منه.
.2عدم قبول منصب القضاء في في خالفة أبي جعفر المنصور العباسي كما فعله الحنابلة ،
فقبول المناصب في الحكومة يُم ِّكن العالم من نشر علمه وتطبيقه مع األحداث ،وإالّ
فالفُ َر9ص قليلة .
.3قلة أتباعه الّذين ينشرون فقهه ،فاندثر بعد موته بم ّدة وجيزة.
مذهب ابن جرير الطّبري
صب المذهبي
)1التع ّ
صب التالميذ آلثار أساتذتهم من االَئ ّمة المجتهدين الّذين أناروا العصر
• فقد تع ّ
السابق.
نسان على الجمود عليها والتعلّق
اال َصب لفكرة ،يحمل ِ • وال يخفى ّ
ان التع ّ
بأهدابها ،ودعوة الناس إليها دون سواها.
عوامل ال ُركود للحركة االجتهادية
.2والية القضاء
• قد آثر الحكام اختيار القضاة من المقلّدين ،ليقيدوهم بمذهب معين ،ويعيّنوا لهم ما
يحكمون على أساسه بحيث يكونون معزولين عن ك ّل قضاء يخالف ذلك المذهب.
• وقد اختار 9الحكام العباسيين والعُثمانيين القضاة من األحناف ،كما اختار 9حكام عالم
الماليو القضاة من الشافعية.
عوامل ال ُركود للحركة االجتهادية
ت11دوينا11لمذا1هب3.
إن تدوين المذاهب قد سهّل على الناس تناولها ،والناس دائما ً يطلبون السهل اليسير دون الصعب
• ّ
العسير ،وقد كان يدفع الناس إلى االجتهاد في العصور السابقة ضرورة ملجئة إلى تعرّف أحكام
حوادث وش َوون جديدة ما كانوا يعرفون حكمها الشرعي.
• فل ّما جاء المجتهدون ود ّونوا أحكام الحوادث التي عرضت والتي يحتمل عروضها ،صار الناس
كلّما عرضت لهم مسألة وجدوا السابقين قدتع ّرضوا لها ،فاكتفوا بمقالهم في شأنها ،فس ّدت حاجتهم
بما وجدوا ،فال عامل يُحفزهم إلى بحث جديد.
اآلثار المترتب1ة من إغالق أبواب االجتهاد