Professional Documents
Culture Documents
وتطّو ره:مّر تفسير القرآن الكريم بثالث مراحل: نشأة علم الّتفسير
المرحلة األولى :الّتكوين والّتأسيس:
تشمل هذه المرحلة الّتفسير من عهد الّنبّي إلى مرحلة الّتدوين (منتصف القرن الّثاني الهجرّي ).
الّتفسير على ضوء واقع المسلمين المعاصر من دون الّتخّلي عن القواعد األساس اّلتي تضبط هذا العلم.
اّتباًعا لوصيته بتبليغ سّنته كما ورد في قوله" :نّضر ُهللا رجاًل َس مع ِم ّني َم قاَلتي فحِفظها ووَعاها ،فأّد اها َك ما َس معها فُرَّب ُم بلٍغ أوعى
ِم ن َس اِم ٍع" .وقولهَ " :أال فلُيبِلغ الّش اهُد ِم نكم الَغاِئَب " .وقد ثبت أّن بعض الّص حابة كانت لهم صحف يدّو نون فيها ما سمعوه من الّرسول
،حّتى جاء العام الّتاسع والّتسعون للهجرة فتوّلى الخليفة عمُر بن عبد العزيز -رضي هللا عنه -خالفة المسلمين ،فنظر إلى األحوال
والّظروف اّلتي تمّر بها األّم ة ،فرأى أّن عليه البدء بكتابة الحديث وتدوينه؛ حفًظا له من الّضياع والّتحريف.
العلوم اإلنسانّية:
أّو اًل :الّلغة العربّية:
الّلغة هي الوعاء اّلذي يعّبر عن حياة األّم ة ،ويحمل قَيمها ،وأفكارها ،وحضارتها .والعربّية لغة غنّية بألفاظها ،وقواعد نحوها ،وصرفها،
واشتقاقها .ولعّلها أغنى الّلغات في األلفاظ اّلتي تعّبر عن المعاني المجّردة ،والعواطف ،واالنفعاالت .وأصبحت بعد ظهور اإلسالم لغة الّد ين،
والمعرفة ،والعلم؛ فأصبحت أداة رائعة للعلوم ،والفلسفة ،واألدب ،وكانت لغة المعرفة والّثقافة في العالم خالل قرون طويلة.
الحصون والقالع:
اهتم المسلمون بتحصين مدنهم ضد األعداء ،فبنوا الحصون والقالع ،ومن القالع الشهيرة قلعة صالح الدين في القاهرة ففي سنة 1172م 572
أمر صالح الدين األيوبي ببناء سور يحيط بالقاهرة ،وبتشييد قلعة الجبل وجعل األشراف على هذا البناء لألمير بهاء الدين قراقوش.وقد ُأضيفت
إلى القلعة بعد صالح الدين أجزاء كثيرة ،كما حدث فيها تعديل غير بعض معالمها األولى.
العلوم الّتطبيقّية
من جهود العلماء المسلمين في علم الّرياضّيات: أّو اًل :الّرياضّيات:
اهتمام المسلمين بها ،وإبداعهم فيها؛ فترجموا ،وقاموا بتصحيح األخطاء ،وأضافوا ،واكتشفوا. -1
تطوير علم األعداد والحساب بعد دخول األرقام الهندّية إلى العربّية ،وهّذ ب العرب األرقام ،وكّونوا منها سلسلتين :إحداهما عرفت -2
باألرقام الهندّية المستعملة في األقطار اإلسالمّية والعربّية؛ وفيها اسُتعملت الّنقطة؛ لتدّل على الّصفر ،واألخرى ُعرفت باألرقام
الُغ بارّية؛ وفيها اسُتعملت الّد ائرة ()0؛ لتدّل على الّصفر ،وقد انتشرت في المغرب واألندلس ،ومنها دخلت إلى أوروّبا.
إضافة نظام الّصفر؛ فاستطاع الّرياضّيون المسلمون حّل الكثير من المعادالت الّرياضّية من مختلف الّد رجات ،وسّهل استعمال الّصفر -3
أعمال الحساب جميعها؛ فتخَّلص نظام الّترقيم من الّتعقيد.
اكتشاف الكسر العشرّي ،وكان هذا الكشف المقدمة الحقيقّية للّد راسات ،والعملّيات الحسابّية المتناهية في الّصغر. -4
استخراج العاِلم إبراهيم الفزارّي جدواًل حسابًّيا فلكًّيا يبّين مواقع الّنجوم ،وحساب حركاتها ،وُعرف هذا الجدول باسم الّز يج. -5
تأسيس الخوارزمّي علم (الَج بر والمقابلة). -6
استعمال علماء المسلمين بعد الخوارزمّي الّر موز ( )÷ ،× ،- ،+في األعمال الّرياضَّية .ومن المؤسف حًّقا أن ُيْنَس ب ابتكار تلك الّرموز، -7
واإلشارات إلى العالم الفرنسّي (فرانسيس فيت).
ثانًيا :الهندسة:
تصنيف كتٍب وأبحاث رائدة ،وإضافة القواعد العلمّية وتطويرها بعد اّطالعهم على ما خّلفته األمم األخرى في "علم الحيل" أو الهندسة -1
الميكانيكّية -بلغة العلم المعاصرة -إاّل أّن ما ورثوه عن الحضارات الّسابقة كان محدوًدا؛ نظرًّيا ،وتطبيقًّيا .وهكذا يمكن القول إّن
المسلمين جّد دوا ،وصّححوا ،وأضافوا ،وابتكروا ،وطّوروا في الهندسة؛ إذ أنشأوا هذا العلم إنشاًء جديًدا.
بروز علماء في مجال الهندسة الميكانيكّية؛ من أمثال :بني موسى بن شاكر ،وقد أسهموا في علوم الّرياضيات ،والَفَلك ،وغيرها، -2
واشُتهروا بكتابهم "ِحَيل بني موسى".
انتقال إسهامات المسلمين في العلوم الهندسّية إلى الغرب األوربّي اّلذي لم يعرف هذا الِع لم إاّل عن طريق المؤّلفات العربّية. -3
تأسيس علم الهندسة الّتحليلّية؛ وهو نتيجة جمع المسلمين بين علوم الهندسة ،والجبر. -4
الّتمهيد لعلم الّتفاضل والّتكامل على يد العاِلم المسلم ثابت بن ُقّرة؛ إذ له فضل كبير في حّل المعادالت الجبرّية بطرائق هندسّية. -5
حساب المثّلثات اّلذي يمزج بين علم الّرياضيات ،وعلم الهندسة ،وقام عليه الَفَلك الحًقا. -6
اختراعات بني موسى بن شاكر :عمُل سراج إذا وضع في الّريح العاصف ال ينطِفئ ،وعمل سراج يخرج الفتيلة لنفسه ،ويصّب الّز يت -1
وحده .وعمل نافورة يفور منها الماء مّد ة من الّز مان كهيئة الّترس ،واستحداث آالت لخدمة الّز راعة والفالحة ،وغيرها.
تقنيات المرادّي :حامل المصحف اآللّي الموجود في جامع قرطبة ،وهو يحمل نسخة نادرة من القرآن الكريم ،ينفتح الحامل بطريقة آلّية؛ -2
بفضل أحزمة وآلّيات ُأخفيت عن األنظار.
ابن يوُنس :اخترع الرّقاص في تصميم الّساعة؛ أي (الَبْندول). -3
الَج َزرّي :قّد م تصميمات متنّوعة لساعاٍت ،وروافَع آلّية ،وقّد َم وصًفا دقيًقا آلالت رفع المياه .وُيعّد الَج َز رّي أّول من اخترع اإلنسان -4
اآللي المتحّرك؛ فصنع آلة على هيئة غالم ،في يده إبريق ماء ،وفي اليد األخرى ِم نشفة ،وعلى عمامته يقف طائر ،فإذا حان وقت
الّصالة يصّفر الّطائر ،ثّم يتقّد م الخادم نحو سّيده ،ويصّب الماء من اإلبريق بمقدار معّين ،فإذا أنهى وضوءه يقّد م له المنشفة ،ثّم يعود إلى
مكانه ،والعصفور ما زاَل يغّرد.
تقّي الّد ين الّد مشقّي :وصَف العديد من األجهزة الميكانيكّية؛ مثل :الّساعات المائّية ،واآللّية ،والّرملّية ،والّروافع بالبكرات ،والّتروس -5
(المسّننات) ،والّنافورات المائّية ،وآالت الّد وران باستعمال المراوح البخارّية اّلتي نعرفها اليوم.
ثالًثا :علم الَفَلك:
اهتّم المسلمون بالَفَلك؛ ألّنهم كانوا يهتدون بالّنجوم في ترحالهم ،وهي الوسيلة لمعرفة الّطرق ومساراتها في الصحراء ،واهتدوا بالّنجوم
لمعرفة الّطقس ،والُم ناخ ،وارتبط علم الفلك عند المسلمين بكثير من الّش عائر الّد ينّية؛ لتحديد أوقات الّصالة ،وتحديد اّتجاه القبلة ،ومعرفة بدء
الّصوم والفطر ،والحِّج ،وغير ذلك .كما وردت آيات قرآنَّية كثيرة تهتُّم بالفلك والكون ،ومن ذلك قوله تعالىَ ( :و آَيٌة َلُهُم الَّلْيُل َنْس َلُخ ِم ْنُه
الَّنَهاَر َفِإَذ ا ُهْم ُم ْظِلُم وَن * َو الَّشْم ُس َتْج ِر ي ِلُم ْسَتَقٍّر َلَها َذ ِلَك َتْقِد يُر اْلَع ِز يِز اْلَعِليِم * َو اْلَقَم َر َقَّدْر َناُه َم َناِز َل َح َّتى َعاَد َك اْلُعْر ُجوِن اْلَقِد يِم *َال الَّشْم ُس
َيْنَبِغ ي َلَها َأْن ُتْد ِر َك اْلَقَم َر َو َال الَّلْيُل َس اِبُق الَّنَهاِر َو ُك ٌّل ِفي َفَلٍك َيْس َبُحوَن )
إنشاء المراصد الفلكّية :كُثر بناء المراصد الّضخمة المزَّودة باآلالت المتنِّو عة ،والعلماء المتفِّر غين؛ كالمراصد اّلتي أنشأها المأمون على -1
جبل َقاسيون في دمشق ،وأقام أبناء موسى بن شاكر مرصًدا في بغداد
اختراع المسلمين آالت جديدة ،وتطوير آالت كانت من اختراع الحضارات الّسابقة :مثل اَألْس ُطرالب أو (اإلسِط رالب) اَّلذي احتفظ -2
باسمه اليونانّي ،وقد طَّوره المسلمون ،وصنعوا منه نماذج عديدة تَّتفق مع اكتشافاتهم الفلكَّية؛ فاخترع الفزارّي أّول إسطرالب إسالمّي ،
وما زالت كثير من متاحف العلماء تحتفظ بنماذج من هذه األسطرالبات ،اّلتي ُتستخدم في قياس ارتفاعات الكواكب عن األفق،
وتعيين الّز من ،وحركة األجرام.
اكتشاف الكثير من الّنجوم والكواكب :ما زالت هذه الّنجوم والكواكب تحمل األسماء العربّية؛ فمن ذلك ) )Altairأصلها :مجموعة -3
الّطائر ،و( )Denebأصلها :الَّذ َنب ،و ( )Familheutأصلها :فم الحوت ،وهناك ما يزيد عن 150اسًم ا ومصطلًحا عربًيا .
رسم الخرائط الملّونة للّسماء :أّلف عبد الّرحمن الّصوفّي كتاًبا عن الّنجوم الّثوابت ،وقد رصد الّنجوم بنفسه ،ووصفها بدّقة. -4
صناعة األزياج :جداول رياضية عددّيةُ ،صنعت لحساب األجرام الّسماوَّية ،وتحديد مواضع الكواكب السَّيارة في أفالكها. -5
اكتشاف طبيعة الغالف الجوّي حول األرض :من اكتشافات ابن الهيثم ،اّلذي قّد ر ارتفاعه ب 15كيلو متر ،وهو الّصحيح ،كما فَّسر -6
الكثير من الّظواهر الفلكّية ،والفضائّية ،والّضوئّية؛ مثل :الخسوف ،والكسوف ،والّطيف.
ابتكار تقاويم شمسّية :فاق ضبط تقاويم المسلمين وإتقانها كَّل الّتقاويم الّسابقة عليها. -7
حساب أيام الّسنة الّش مسّية :حسبوا أّنها 365يوًم ا ،وسّت ساعات ،وتسع دقائق ،وعشر ثواٍن ؛ فكان الخطأ بمقدار دقيقتين ،و 22ثانية -8
فقط.
حساب الّسنة الّنجمّية :قام بهذا العاِلم ثابت بن قّرة اّلذي لم يخطئ في حسابها إاّل بنصف ثانية فقط. -9
إظهار أول مخترع للّطائرة :والفضل في ذلك للعاِلم األندلسّي عّباس بن فرناس. -10
وضع أّول نظرية عن المّد والجْز ر :وواضعها هو أبو َم عشر الَبلخّي . -11
رابًعا :الكيمياء:
وضع أسس علم الكيمياء :تّم بتخليص الكيمياء من الخرافات والّش عوذة إلى علم تجريبّي ،له قواعد راسخة على يد جابر بن حّيان ،ثّم -1
الّرازّي.
تأسيس المنهج العلمّي الّد قيق :كان على يّد عشرات العلماء المسلمين اّلذين طّوروا هذا العلم؛ فقد ربطوا علم الكيمياء بالّصيدلة ،وصناعة األدوّية -2
الكيميائّية ،وقد استندوا إلى الّتجِربة العلمّية في الوصول إلى الحقائق ،وُعَّد المسلمون أّو ل من بدأ هذا العلم بداية جديدة على مبدأ الّتجربة والمشاهدة.
أّول من استعمل الكيمياء في صناعة الّد واء :كانت األدوية المعروفة جميعها ُتستخرج من األعشاب الّطّبّية ،فأدخل الّرازّي ألّول مّرة استعمال -3
أمالح المعادن في الّد واء والعالج ،وَص َنع منها المراهم ،وجّربها على الحيوانات .وكان ابن سينا أّول من أوصى بتغليف حبوب الّد واء بأمالح الّذ هب
أو الفّضة إذا كان الّد واء ُم ًّر ا ،أو اذا كان المطلوب ذوبانه في األمعاء ال المِع دة.
توُّسع المسلمين في الصناعات الكيميائّية :فكانوا أّول من صنع الّصابون من الّصودا ،وقد صنعوا منه الملّون ،والمعَّطر ،والّسائل ،والُّص لب . -4
وانتقلت الكلمة العربّية (صابون) إلى لغات كثيرة.
ُصنع أنواع من الورق يقاِو م الحريق :يعّد المسلمون أّول من صنع الَو َر ق ،وقد توّصل جابر بن حيان إلى ذلك ،كما ابتكر قماًش ا يقاِوم الماء. -5
الّتمّيز في صناعة الّز جاج :طّور المسلمون منه أنواًعا على درجة من الّنقاوة والجودة العالية. -6
قوانين الحركة :من المشهور أّن مكتشف هذه القوانين هو العالم اإلنجليزّي إسحاق نيوتن ،إلى أن تصَّد ى لهذا جماعة من العلماء -1
المسلمين المعاصرين؛ فأثبتوا بما جاء في المخطوطات بأّن الفضل الحقيقّي في اكتشاف هذه القوانين إّنما يرجع إلى العلماء المسلمين،
وأّن دور نيوتن وفضله فيها هو تجميع القوانين وصياغتها ،ووضعها في قالب رياضّي .
الجاذبّية :عرف المسلمون شيًئا عن الجاذبّية ،وقد سبق كثير من العلماء المسلمين (إسحاق نيوتن) في الحديث عن الجاذبّية. -2
الّضغط الجوّي :يعّد الخازنّي أّو ل من سبق في اإلشارة إلى ماّد ة الهواء ووزنه ،ممِّهًدا للّد راسات من بعده. -3
الوزن الّنوعّي :اهتّم العرب بالّتعرف إلى الوزن الّنوعّي وقوانينه؛ فاخترعوا آالت تمّك نوا بوساطتها حساب الوزن الّنوعّي لكثير من -4
األحجار الكريمة والمعادن ،وقد برع البيرونّي في هذا.
الّضوء :أطلق عليه العرب علم الَبَص رّيات ،أو علم المناظر .وضع الكندّي كتابه الّش هير (علم المناظر) ،وأضاف وصًفا دقيًقا لمبدأ -5
اإلشعاع ،ثم جاء الحسن بن الهيثم وقدم وصًفا دقيًقا للعين ،والعدسات ،واإلبصار ،ووصف أطوار انكسار األشعة الضوئَّية .ويعّد أول
من نّبه إلى استخدام الحجرة الّسوداء اّلتي ُتعّد أساس الّتصوير الفوتوغرافّي ،وكان أَّول من درس العين دراسة علمَّية ،وعّرف أجزاءها،
وتشريحها ،ورسمها ،وأّول من أطلق على أجزاء العين أسماء أخذها الغرب بنطقها ،أو ترجمتها ،ومن هذه األسماء :القرنّية (
،)Corneaوغيرها.
سادًسا :العلوم الّطّبّية:
الّرازّي :اشُتهر في الّطّب ،والكيمياء ،وبلغت مؤّلفاته الّطّبّية ( )56كتاًبا ،أشهّرها :كتاب "الحاوي في الّطّب " ،ورسالة "الجدرّي -1
والحصبة" ،وهو أّو ل من بحث في تاريخ األمراض الوبائّية .وأّلف في تشريح أعضاء الجسم كّلها ،وابتكر خيوط الجراحة ،واكتشف
مرض الحساسّية.
ابن سينا :فيلسوف ،وطبيب ،وعالم طبيعّي ،من أشهر مؤّلفاته اّلتي تمتاز بالّد ّقة ،والعمق كتاب "القانون في الّطّب " .وكان الكتاب -2
المرجع األّول لتدريس الّطّب في العالم اإلسالمّي ،وفي أوروبا لقروٍن عّد ة ،واعتمدته عّد ة جامعات غربّية أساًسا للّتعليم حّتى أواخر
القرن الّثامن عشر .توّصل ابن سينا إلى العديد من االكتشافات في مجال األمراض؛ من بينها :أَّول من فَّرق بين الّش لل الّناجم عن سبب
داخلّي في الّد ماغ ،والّش لل الّناتج عن سبب خارجّي ،ووصف الّسكتة الّد ماغّية الّناتجة عن كثرة الّد م ،وأَّول من فَّرق بين المغص المعوّي،
والمغص الكلوّي ،كما كشف ابن سينا -ألَّول َم َّرة أيًضا -طرائق العدوى لبعض األمراض المعدية؛ كالُجَد ِر ِّي ،والحصبة ،وكان بارًعا في
ابن الّنفيس :أعظم فيزيولوجّي في العصور الوسطى ،كتب في الّطّب كتًبا عديدة ومتنّوعة؛ منها :الّش امل في الّصناعة الّطّبّية ،وغيره -3
الكثير ،وكتب في تفاسير العلل ،واألسباب ،واألمراض ،واهتّم بتشريح القلب ،والحنجرة ،والّرئتين ،وتوّصل إلى اكتشاف الّد ورة الّد موّية
الّرئوّية.
الّز هراوّي :من أكبر جّراحي العلماء المسلمين ،وهو أّول من ابتدأ جراحة األوعية الّد موّية؛ مثل خياطة الّش رايين في حال قطعها ،أو -4
ربطها في حالة الّنزيف ،وهو أّول من استعمل الحرير في خياطة الجروح ،وأسالك الّذ هب في تقويم األسنان ،وأّول من ابتكر الخياطة
الّتجميلّية ،وقد ابتكر كثيًرا من اآلالت الجراحّية اّلتي لم تكن معروفة من قبل ،وأّول واضع لعلم (المناظير الجراحّية).
سابًعا :الّصيدلة:
وقد مّر علم الّصيدلة -شأنه شأن العلوم األخرى -بمرحلة الّترجمة ،ثّم مرحلة الّتلخيص ،والّش رح ،وأخيًرا وصل إلى مرحلة الكشف
واالبتكار.
المؤّسسون الحقيقّيون لمهنة الّصيدلة :اهتموا بها بصفتها علًم ا مستقّاًل ،له قواعده ،وفروعه ،ومنهاجه العلمّي الّسليم؛ القائم على المشاهدة -1
والّتجربة.
تنظيم مهنة الّصيدلة :أخضعوها لنظام الحسبة؛ لتفادى غش األدوية ،وكان لكّل مدينة مفتش خاّص للّصيدلّيات ،واختيار نقيب للّصيادلة، -2
وكان الّصيادلة ال يزاولون مهنتهم إاّل بعد الّترخيص لهم.
اكتشافهم أدوية جديدة :قاموا بعالج كثير من األمراض؛ باستخدام الّنباتات ،واخترعوا الكحول ،والمستحلبات ،والخالصات الِع طرّية. -3
إدخال المستحضرات الكيميائّية في الّطّب :يعّد جابر بن حّيان أّول من أدخلها؛ وبهذا يكون قد تقّد م بالعالج ،والّد واء خطواٍت هائلًة، -4
ورائدًة.
تغليف األدوية الُم ّرة :أّول من قاموا بتغليفها بالُّسكر؛ ليتمّك ن المريض من استساغة الّد واء .وأّم ا عادة تغليف حّبات األدوية بالّذ هب -5
والفّضة في وقتنا الحاضر فتعود إلى ابن سينا اّلذي وصف الّذ هب والفّضة أدوية مفيدة ،وقام بتغليف األدوية على شكل حبوب.
اّتخاذ المنهج العلمّي في الّتغذية :وهو منهج قائم على أساس علمّي سليم يقوم على بيان أثر الّتغذية في األسقام واإلبراء ،ومنهم من كان -7
يعتمد في وصف العالج تنظيَم الغذاء بداًل من االعتماد الكلّي على األدوية المفردة أو المرّك بة.
مجال الّتأليفَ :ص ّنف المسلمون العديد من الكتب في هذا المجال. -8
هذا المنهج ابتكار إسالمّي ؛ ألَّن الّثقافات اّلتي احتّك بها المسلمون أكثر من غيرها تجهل الّطريقة الّتجريبّية ،بل وتحتقرها ،ولم تكن ُتعنى إاّل
بالدراسات الّنظرّية المجّردة.
استطاع المسلمون أن ينشئوا منهًجا في البحث العلمّي الّتجريبّي يقوم على الّش ّك ،والمالحظة ،وتمييز الّظواهر بعضها عن بعض ،والّتجربة،
واالستقراء ،وصياغة القوانين ،ويتمّيز بالموضوعّية ،وتحّري الحقيقة ،ويعود هذا المنهج في أصوله إلى علماء األصول ،والحديث الّش ريف،
مستمّد ين قواعده بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من القرآن والّس ّنة؛ فلدى أولئك العلماء تكّون المنهج العلمّي قبل أن ينتقل إلى العلماء
الّتجريبّيين اّلذين نقلوه من مرحلة الّتنظير إلى الّتطبيق.
-اللهم نور بالكتاب بصري ،واشرح به صدري ،وأطلق به لساني ،وقوي به عزمي بحولك وقوتك ،اللهم أعني على
الدراسة ،وال تجعل قلبي يمل منها ،وكن معي في كل لحظة ،ووفقني لما تحب وترضى ،اللهم يا حي يا قيوم ،رب موسى
وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد صلى هللا عليه وسلم ،أكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم ،وارزقني الحكمة
والمعرفة والعلم وثبات الذهن والعقل والحلم ،اللهم ال سهل إال ما جعلته سهًال ،اللهم اجعل الصعب سهًال ،اللهم ذكرني منه
ما نسيت وال حول وال قوة إال باهلل اللهم إني توكلت عليك ،وفوضت أمري إليك ،ال إله إال هللا ،الحليم الكريم رب العرش
العظيم ،اللهم ألهمني علمًا أعرف به أمرك ،وأعرف به نواهيك ،وارزقني اللهم فهم وبالغة النبيين ،وفصاحة حفظ
المرسلين ،وسرعة إلهام المالئكة المقربين ،وأكرمني اللهم بنور العلم ،وسرعة الفهم ،وأخرجني من ظلمات الوهم ،وافتح لي
أبواب رحمتك فإنه ال حول وال قوة إال بك يا أرحم الراحمين.