You are on page 1of 10

‫من إسهامات المسلمين الحضارّية‬

‫العلوم الّش رعّية‪:‬‬


‫أّو اًل ‪ :‬علم الّتفسير‪:‬‬
‫علم الّتفسير‪ :‬هو العلم اّلذي يبحث في بيان معاني آيات القرآن الكريم‪ ،‬وأسلوبه‪ ،‬وبيانه‪ ،‬إلى غير ذلك مّم ا حفلت به كتب الّتفسير من مصطلحات هذا‬
‫العلم‪.‬‬

‫وتطّو ره‪:‬مّر تفسير القرآن الكريم بثالث مراحل‪:‬‬ ‫نشأة علم الّتفسير‬
‫المرحلة األولى‪ :‬الّتكوين والّتأسيس‪:‬‬

‫تشمل هذه المرحلة الّتفسير من عهد الّنبّي ‪ ‬إلى مرحلة الّتدوين (منتصف القرن الّثاني الهجرّي )‪.‬‬

‫المرحلة الّثانية‪ :‬مرحلة الّتأصيل‪:‬‬


‫اًّل‬
‫بدا علم الّتفسير في هذه المرحلة مدرًج ا في أبواب الحديث الّش ريف‪ ،‬ثّم ّ توالى الّتأليف فيه حّتى صار علًم ا مستق ‪.‬‬

‫المرحلة الّثالثة‪ :‬مرحلة الّتجديد‪:‬‬

‫الّتفسير على ضوء واقع المسلمين المعاصر من دون الّتخّلي عن القواعد األساس اّلتي تضبط هذا العلم‪.‬‬

‫ثانًيا‪ :‬الحديث الّنبوّي الّش ريف‪:‬‬


‫بدايات تدوين الحديث الّش ريف‪:‬‬
‫لم يمنع تأُّخ ر تدوين الحديث الّش ريف من تداوله بين الّناس بالّرواية؛ فقد جّد كثير من الّصحابة في نقل سّنة الّرسول ‪‬تعليًم ا وتعّلًم ا؛‬

‫اّتباًعا لوصيته ‪‬بتبليغ سّنته كما ورد في قوله‪" :‬نّضر ُهللا رجاًل َس مع ِم ّني َم قاَلتي فحِفظها ووَعاها‪ ،‬فأّد اها َك ما َس معها فُرَّب ُم بلٍغ أوعى‬

‫ِم ن َس اِم ٍع"‪ .‬وقوله‪َ " :‬أال فلُيبِلغ الّش اهُد ِم نكم الَغاِئَب "‪ .‬وقد ثبت أّن بعض الّص حابة كانت لهم صحف يدّو نون فيها ما سمعوه من الّرسول‬
‫‪ ،‬حّتى جاء العام الّتاسع والّتسعون للهجرة فتوّلى الخليفة عمُر بن عبد العزيز ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬خالفة المسلمين‪ ،‬فنظر إلى األحوال‬
‫والّظروف اّلتي تمّر بها األّم ة‪ ،‬فرأى أّن عليه البدء بكتابة الحديث وتدوينه؛ حفًظا له من الّضياع والّتحريف‪.‬‬

‫من جهود العلماء في علم الحديث‪:‬‬


‫فحص الماّد ة المدّونة؛ فقد كّلف عمر بن عبد العزيز كبار ُح ّفاظ الّتابعين لتدوين الّس ّنة‪ ،‬و كان يذّك رهم بضرورة الّتمحيص‪ ،‬والّتحّري‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫والّتثّبت‪.‬‬
‫جمع الّروايات‪ ،‬ونقد أحوال الّرواة ومروّياتهم‪ ،‬والحيطة الّش ديدة في األخذ أو الّر ّد ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫البحث في أحوال الّرجال والّتأّك د من وثاقة نقلهم‪ .‬وقد ُع ِر ف هذا العلم بعلم الجرح والّتعديل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وضع قواعد عاّم ة لتقسيم الحديث‪ ،‬وتمييزه‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ثالًثا‪ :‬علم الفقه‪:‬‬
‫مفهوم الفقه اإلسالمّي ‪ :‬العلم باألحكام الّش رعّية العملّية من أدّلتها الّتفصيلّية‪.‬‬

‫نشأة علم الفقه وتطّو ره‪:‬‬


‫تعود نشأة الفقه اإلسالمّي إلى عهد الّنبّي ‪‬حينما كان يتلّقى اآليات عن رّبه ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ،‬وكان رسول هللا ‪‬يبّين هذه األحكام‬
‫للّناس‪ ،‬ويطّبقها أمامهم‪ ،‬ويتابع فعل الّصحابة لها‪.‬‬

‫من جهود العلماء في علم الفقه اإلسالمّي ‪:‬‬


‫برع جماعة من الّتابعين باالجتهاد في الفقه في األمصار اإلسالمّية المختلفة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تأّلق فقهاء تابعي الّتابعين من األئّم ة المجتهدين الكبار‪ ،‬فتكُّو َنت المذاهب الفقهّية األربعة‪( :‬أبو حنيفة‪ ،‬ومالك‪ ،‬والّش افعّي ‪ ،‬وأحمد بن حنبل)‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ُدّون فقه المذاهب األربعة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫برز عدد كبير من األئّم ة المجتهدين إلى جانب األئّم ة األربعة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ظهرت مذاهب أخرى‪ ،‬لكّنها لم تنتشر‪ ،‬وبقيت محفوظة في الكتب؛ مثل‪ :‬مذهب األوزاعّي ‪ ،‬ومذهب الّثورّي‪ ،‬ومذهب ابن جرير الّطبرّي ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫العلوم اإلنسانّية‪:‬‬
‫أّو اًل ‪ :‬الّلغة العربّية‪:‬‬
‫الّلغة هي الوعاء اّلذي يعّبر عن حياة األّم ة‪ ،‬ويحمل قَيمها‪ ،‬وأفكارها‪ ،‬وحضارتها‪ .‬والعربّية لغة غنّية بألفاظها‪ ،‬وقواعد نحوها‪ ،‬وصرفها‪،‬‬
‫واشتقاقها‪ .‬ولعّلها أغنى الّلغات في األلفاظ اّلتي تعّبر عن المعاني المجّردة‪ ،‬والعواطف‪ ،‬واالنفعاالت‪ .‬وأصبحت بعد ظهور اإلسالم لغة الّد ين‪،‬‬
‫والمعرفة‪ ،‬والعلم؛ فأصبحت أداة رائعة للعلوم‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬واألدب‪ ،‬وكانت لغة المعرفة والّثقافة في العالم خالل قرون طويلة‪.‬‬

‫من جهود العلماء في الّلغة العربّية‪:‬‬


‫نقط الحروف‪ ،‬وضبطها بالّش كل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعريب مصطلحات‪ ،‬وتوليد مفردات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وضع القواعد؛ لضبط األلسن؛ خوًفا على لغة القرآن من الّلحن‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تأليف المعاجم‪ ،‬وظهور علم الّنحو‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الّتصنيف في األدب‪ ،‬والّش عر‪ ،‬وفي فنون الّنثر؛ كالّرسائل‪ ،‬والخطابة‪ ،‬والقصص‪ ،‬وعلوم البالغة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ثانًيا‪ :‬علم الّتأريخ‪:‬‬
‫مفهومه‪ :‬معرفة أحوال الّطوائف‪ ،‬وبلدانهم‪ ،‬ورسومهم‪ ،‬وعاداتهم‪ ،‬وصنائع أشخاصهم‪ ،‬وأنسابهم‪ ،‬ووفياتهم‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬

‫من جهود العلماء في علم الّتأريخ‪:‬‬


‫وضع المصّنفات في شّتى أنواع علم الّتأريخ؛ ومنها‪:‬‬
‫كتب الّسير والمغازي‪ :‬من أوائل العلوم اّلتي اهتّم بها المسلمون؛ اذ حرص الّصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬على تعليم أبنائهم سيرة‬ ‫‪-1‬‬
‫الّرسول ‪‬ومغازيه‪.‬‬
‫كتب الّطبقات‪ :‬أّول من صّنف في الّطبقات المحّد ثون (أصحاب علم الحديث)‪ ،‬ثّم جاء العلماء من بعدهم‪ ،‬فصّنفوا في طبقات الُح َّفاظ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫والفقهاء‪ ،‬والمفِّسرين‪ ،‬والّش عراء‪ ،‬والّنحويين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫كتب الّتراجم‪ :‬مصَّنفات َتعرض لسير حياة مشاهير الّناس اّلذين تجمعهم صفة الّش هرة في مجال تخُّص ِص ِهْم ‪ ،‬وبشكل موسوعّي ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كتب الفتوح والوقائع‪ :‬مصّنفات اهتَّم ت بفتوح البلدان‪ ،‬وسّجلت األحداث المهّم ة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫كتب األنساب‪ :‬كتب تهتّم بأنساب العرب وأصولهم؛ إذ كان للعرب ولٌع خاٌّص بهذا العلم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الّتواريخ المحلّية‪ :‬المصّنفات الّتأريخّية اّلتي ُخ ّصصت لتاريخ بلد ُم عّين‪ ،‬واعتنت بكثير من الّتفاصيل‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الّتواريخ العاَّم ة‪ :‬نشأت إلى جانب الّسير والّتراجم مؤَّلفات أوسع‪ ،‬وأشمل ُيْطَلُق عليها (الّتواريخ العاَّم ة)‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كتب الُخ طط‪ :‬وهي لون من الموسوعات الّتأريخّية‪ ،‬واألثرّية‪ ،‬والجغرافّية؛ إذ يتناول المؤّلف بلًدا من البلدان‪ ،‬أو مدينة ما‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫ثالًثا‪ :‬علم الجغرافيا‪:‬‬


‫من جهود العلماء المسلمين في علم الجغرافيا‪:‬‬
‫صّنف الجغرافّيون المسلمون في أبواب الجغرافيا جميعها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إثبات كروّية األرض‪ :‬لّم ا جاءت الحضارة اإلسالمّية عملت على إحياء نظرية كروّية األرض اّلتي أتى بها أفالطون‪ ،‬وتبّنتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫دوران األرض‪ :‬يعّد بعض علماء المسلمين أّو ل من ناقش هذه المسألة‪ ،‬فأشاروا إلى احتمال دوران األرض حول نفسها أمام الّش مس مّرة كّل‬ ‫‪-3‬‬
‫يوم وليلة‪.‬‬
‫خرائط اإلدريسّي ‪ :‬إذ تعّد هذه الخرائط أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط في العصور الوسطى‪ ،‬ولم ُترسم قبلها خرائط أتّم منها!‬ ‫‪-4‬‬
‫تصحيح أخطاء الّسابقين‪ :‬صّحح المسلمون ما وقع فيه (بطليموس) من األخطاء؛ ومنها‪ :‬أّنه بالغ كثيًرا في تحديد طول البحر المتوّسط‪ ،‬وتحديد حجم‬ ‫‪-5‬‬
‫جزيرة (سيالن)‪ ،‬وجعل المحيط الهندّي والهادي بحيرة‪ ،‬وأخطأ في تحديد وضع بحر قزوين‪ ،‬والخليج العربّي ‪.‬‬
‫تجّلت أبرز مظاهر الفن اإلسالمّي في المدن اإلسالمّية‪ ،‬والمساجد‪ ،‬والمآذن‪.‬‬ ‫رابًعا‪ :‬الفنون اإلسالمّية‪:‬‬
‫والّرسم‪ :‬اّتسم الّتصوير في الفن اإلسالمّي بخصائص معّينة عديدة؛ من أهمها‪:‬‬ ‫الّتصوير‬
‫التجريد‪ :‬من الخصائص المميزة للفنون البصرية اإلسالمية هي صفة التجريد‪ .‬ويرى البعض أن هذه السمة نتيجة لتحريم تصوير‬ ‫‪‬‬
‫المخلوقات‪ ،‬ومن ثم النزعة إلى التجريد لالبتعاد عن شبهة الحرام‪.‬‬
‫االلتزام بقانون هندسي صارم‪ :‬كما يتجلى في فنون الخط والمنمنات واآلرابسك والزخارف النحاسية وغيرها‪ ،‬حيث تسود األشكال‬ ‫‪‬‬
‫الدائرية والمسدسات وغيرها من األشكال الهندسية كل حسب مكانته ومقامه‪.‬‬
‫التكرار‪ :‬خاصية التكرار الزخرفية هي تلك الخاصية التركيبية التي تحول الوحدة البسيطة في النسق إلى وحدات أكبر ذات قيمة جمالية‬ ‫‪‬‬
‫أكبر من المجموع الجبري للوحدات‪.‬‬

‫الحصون والقالع‪:‬‬
‫اهتم المسلمون بتحصين مدنهم ضد األعداء‪ ،‬فبنوا الحصون والقالع‪ ،‬ومن القالع الشهيرة قلعة صالح الدين في القاهرة ففي سنة ‪1172‬م ‪572‬‬
‫أمر صالح الدين األيوبي ببناء سور يحيط بالقاهرة‪ ،‬وبتشييد قلعة الجبل وجعل األشراف على هذا البناء لألمير بهاء الدين قراقوش‪.‬وقد ُأضيفت‬
‫إلى القلعة بعد صالح الدين أجزاء كثيرة‪ ،‬كما حدث فيها تعديل غير بعض معالمها األولى‪.‬‬

‫العلوم الّتطبيقّية‬
‫من جهود العلماء المسلمين في علم الّرياضّيات‪:‬‬ ‫أّو اًل ‪ :‬الّرياضّيات‪:‬‬
‫اهتمام المسلمين بها‪ ،‬وإبداعهم فيها؛ فترجموا‪ ،‬وقاموا بتصحيح األخطاء‪ ،‬وأضافوا‪ ،‬واكتشفوا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تطوير علم األعداد والحساب بعد دخول األرقام الهندّية إلى العربّية‪ ،‬وهّذ ب العرب األرقام‪ ،‬وكّونوا منها سلسلتين‪ :‬إحداهما عرفت‬ ‫‪-2‬‬
‫باألرقام الهندّية المستعملة في األقطار اإلسالمّية والعربّية؛ وفيها اسُتعملت الّنقطة؛ لتدّل على الّصفر‪ ،‬واألخرى ُعرفت باألرقام‬
‫الُغ بارّية؛ وفيها اسُتعملت الّد ائرة (‪)0‬؛ لتدّل على الّصفر‪ ،‬وقد انتشرت في المغرب واألندلس‪ ،‬ومنها دخلت إلى أوروّبا‪.‬‬
‫إضافة نظام الّصفر؛ فاستطاع الّرياضّيون المسلمون حّل الكثير من المعادالت الّرياضّية من مختلف الّد رجات‪ ،‬وسّهل استعمال الّصفر‬ ‫‪-3‬‬
‫أعمال الحساب جميعها؛ فتخَّلص نظام الّترقيم من الّتعقيد‪.‬‬
‫اكتشاف الكسر العشرّي‪ ،‬وكان هذا الكشف المقدمة الحقيقّية للّد راسات‪ ،‬والعملّيات الحسابّية المتناهية في الّصغر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫استخراج العاِلم إبراهيم الفزارّي جدواًل حسابًّيا فلكًّيا يبّين مواقع الّنجوم‪ ،‬وحساب حركاتها‪ ،‬وُعرف هذا الجدول باسم الّز يج‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تأسيس الخوارزمّي علم (الَج بر والمقابلة)‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫استعمال علماء المسلمين بعد الخوارزمّي الّر موز (‪ )÷ ،× ،- ،+‬في األعمال الّرياضَّية‪ .‬ومن المؤسف حًّقا أن ُيْنَس ب ابتكار تلك الّرموز‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫واإلشارات إلى العالم الفرنسّي (فرانسيس فيت)‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬الهندسة‪:‬‬

‫من جهود العلماء المسلمين في الهندسة‪:‬‬

‫تصنيف كتٍب وأبحاث رائدة‪ ،‬وإضافة القواعد العلمّية وتطويرها بعد اّطالعهم على ما خّلفته األمم األخرى في "علم الحيل" أو الهندسة‬ ‫‪-1‬‬
‫الميكانيكّية ‪-‬بلغة العلم المعاصرة‪ -‬إاّل أّن ما ورثوه عن الحضارات الّسابقة كان محدوًدا؛ نظرًّيا‪ ،‬وتطبيقًّيا‪ .‬وهكذا يمكن القول إّن‬
‫المسلمين جّد دوا‪ ،‬وصّححوا‪ ،‬وأضافوا‪ ،‬وابتكروا‪ ،‬وطّوروا في الهندسة؛ إذ أنشأوا هذا العلم إنشاًء جديًدا‪.‬‬
‫بروز علماء في مجال الهندسة الميكانيكّية؛ من أمثال‪ :‬بني موسى بن شاكر‪ ،‬وقد أسهموا في علوم الّرياضيات‪ ،‬والَفَلك‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫واشُتهروا بكتابهم "ِحَيل بني موسى"‪.‬‬
‫انتقال إسهامات المسلمين في العلوم الهندسّية إلى الغرب األوربّي اّلذي لم يعرف هذا الِع لم إاّل عن طريق المؤّلفات العربّية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تأسيس علم الهندسة الّتحليلّية؛ وهو نتيجة جمع المسلمين بين علوم الهندسة‪ ،‬والجبر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الّتمهيد لعلم الّتفاضل والّتكامل على يد العاِلم المسلم ثابت بن ُقّرة؛ إذ له فضل كبير في حّل المعادالت الجبرّية بطرائق هندسّية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حساب المثّلثات اّلذي يمزج بين علم الّرياضيات‪ ،‬وعلم الهندسة‪ ،‬وقام عليه الَفَلك الحًقا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫من اختراعات العلماء المسلمين الهندسّية‪:‬‬

‫اختراعات بني موسى بن شاكر‪ :‬عمُل سراج إذا وضع في الّريح العاصف ال ينطِفئ‪ ،‬وعمل سراج يخرج الفتيلة لنفسه‪ ،‬ويصّب الّز يت‬ ‫‪-1‬‬
‫وحده‪ .‬وعمل نافورة يفور منها الماء مّد ة من الّز مان كهيئة الّترس‪ ،‬واستحداث آالت لخدمة الّز راعة والفالحة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫تقنيات المرادّي ‪ :‬حامل المصحف اآللّي الموجود في جامع قرطبة‪ ،‬وهو يحمل نسخة نادرة من القرآن الكريم‪ ،‬ينفتح الحامل بطريقة آلّية؛‬ ‫‪-2‬‬
‫بفضل أحزمة وآلّيات ُأخفيت عن األنظار‪.‬‬
‫ابن يوُنس‪ :‬اخترع الرّقاص في تصميم الّساعة؛ أي (الَبْندول)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الَج َزرّي‪ :‬قّد م تصميمات متنّوعة لساعاٍت‪ ،‬وروافَع آلّية‪ ،‬وقّد َم وصًفا دقيًقا آلالت رفع المياه‪ .‬وُيعّد الَج َز رّي أّول من اخترع اإلنسان‬ ‫‪-4‬‬
‫اآللي المتحّرك؛ فصنع آلة على هيئة غالم‪ ،‬في يده إبريق ماء‪ ،‬وفي اليد األخرى ِم نشفة‪ ،‬وعلى عمامته يقف طائر‪ ،‬فإذا حان وقت‬
‫الّصالة يصّفر الّطائر‪ ،‬ثّم يتقّد م الخادم نحو سّيده‪ ،‬ويصّب الماء من اإلبريق بمقدار معّين‪ ،‬فإذا أنهى وضوءه يقّد م له المنشفة‪ ،‬ثّم يعود إلى‬
‫مكانه‪ ،‬والعصفور ما زاَل يغّرد‪.‬‬
‫تقّي الّد ين الّد مشقّي ‪ :‬وصَف العديد من األجهزة الميكانيكّية؛ مثل‪ :‬الّساعات المائّية‪ ،‬واآللّية‪ ،‬والّرملّية‪ ،‬والّروافع بالبكرات‪ ،‬والّتروس‬ ‫‪-5‬‬
‫(المسّننات)‪ ،‬والّنافورات المائّية‪ ،‬وآالت الّد وران باستعمال المراوح البخارّية اّلتي نعرفها اليوم‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬علم الَفَلك‪:‬‬
‫اهتّم المسلمون بالَفَلك؛ ألّنهم كانوا يهتدون بالّنجوم في ترحالهم‪ ،‬وهي الوسيلة لمعرفة الّطرق ومساراتها في الصحراء‪ ،‬واهتدوا بالّنجوم‬
‫لمعرفة الّطقس‪ ،‬والُم ناخ‪ ،‬وارتبط علم الفلك عند المسلمين بكثير من الّش عائر الّد ينّية؛ لتحديد أوقات الّصالة‪ ،‬وتحديد اّتجاه القبلة‪ ،‬ومعرفة بدء‬
‫الّصوم والفطر‪ ،‬والحِّج ‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬كما وردت آيات قرآنَّية كثيرة تهتُّم بالفلك والكون‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪َ ( :‬و آَيٌة َلُهُم الَّلْيُل َنْس َلُخ ِم ْنُه‬
‫الَّنَهاَر َفِإَذ ا ُهْم ُم ْظِلُم وَن * َو الَّشْم ُس َتْج ِر ي ِلُم ْسَتَقٍّر َلَها َذ ِلَك َتْقِد يُر اْلَع ِز يِز اْلَعِليِم * َو اْلَقَم َر َقَّدْر َناُه َم َناِز َل َح َّتى َعاَد َك اْلُعْر ُجوِن اْلَقِد يِم *َال الَّشْم ُس‬
‫َيْنَبِغ ي َلَها َأْن ُتْد ِر َك اْلَقَم َر َو َال الَّلْيُل َس اِبُق الَّنَهاِر َو ُك ٌّل ِفي َفَلٍك َيْس َبُحوَن )‬

‫من إنجازات المسلمين في علم الَفَلك‪:‬‬

‫إنشاء المراصد الفلكّية‪ :‬كُثر بناء المراصد الّضخمة المزَّودة باآلالت المتنِّو عة‪ ،‬والعلماء المتفِّر غين؛ كالمراصد اّلتي أنشأها المأمون على‬ ‫‪-1‬‬
‫جبل َقاسيون في دمشق‪ ،‬وأقام أبناء موسى بن شاكر مرصًدا في بغداد‬
‫اختراع المسلمين آالت جديدة‪ ،‬وتطوير آالت كانت من اختراع الحضارات الّسابقة‪ :‬مثل اَألْس ُطرالب أو (اإلسِط رالب) اَّلذي احتفظ‬ ‫‪-2‬‬
‫باسمه اليونانّي ‪ ،‬وقد طَّوره المسلمون‪ ،‬وصنعوا منه نماذج عديدة تَّتفق مع اكتشافاتهم الفلكَّية؛ فاخترع الفزارّي أّول إسطرالب إسالمّي ‪،‬‬
‫وما زالت كثير من متاحف العلماء تحتفظ بنماذج من هذه األسطرالبات‪ ،‬اّلتي ُتستخدم في قياس ارتفاعات الكواكب عن األفق‪،‬‬
‫وتعيين الّز من‪ ،‬وحركة األجرام‪.‬‬
‫اكتشاف الكثير من الّنجوم والكواكب‪ :‬ما زالت هذه الّنجوم والكواكب تحمل األسماء العربّية؛ فمن ذلك ‪ ) )Altair‬أصلها‪ :‬مجموعة‬ ‫‪-3‬‬
‫الّطائر‪ ،‬و(‪ )Deneb‬أصلها‪ :‬الَّذ َنب‪ ،‬و (‪ )Familheut‬أصلها‪ :‬فم الحوت‪ ،‬وهناك ما يزيد عن ‪ 150‬اسًم ا ومصطلًحا عربًيا ‪.‬‬
‫رسم الخرائط الملّونة للّسماء‪ :‬أّلف عبد الّرحمن الّصوفّي كتاًبا عن الّنجوم الّثوابت‪ ،‬وقد رصد الّنجوم بنفسه‪ ،‬ووصفها بدّقة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫صناعة األزياج‪ :‬جداول رياضية عددّية‪ُ ،‬صنعت لحساب األجرام الّسماوَّية‪ ،‬وتحديد مواضع الكواكب السَّيارة في أفالكها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اكتشاف طبيعة الغالف الجوّي حول األرض‪ :‬من اكتشافات ابن الهيثم‪ ،‬اّلذي قّد ر ارتفاعه ب ‪ 15‬كيلو متر‪ ،‬وهو الّصحيح‪ ،‬كما فَّسر‬ ‫‪-6‬‬
‫الكثير من الّظواهر الفلكّية‪ ،‬والفضائّية‪ ،‬والّضوئّية؛ مثل‪ :‬الخسوف‪ ،‬والكسوف‪ ،‬والّطيف‪.‬‬
‫ابتكار تقاويم شمسّية‪ :‬فاق ضبط تقاويم المسلمين وإتقانها كَّل الّتقاويم الّسابقة عليها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حساب أيام الّسنة الّش مسّية‪ :‬حسبوا أّنها ‪ 365‬يوًم ا‪ ،‬وسّت ساعات‪ ،‬وتسع دقائق‪ ،‬وعشر ثواٍن ؛ فكان الخطأ بمقدار دقيقتين‪ ،‬و ‪ 22‬ثانية‬ ‫‪-8‬‬
‫فقط‪.‬‬
‫حساب الّسنة الّنجمّية‪ :‬قام بهذا العاِلم ثابت بن قّرة اّلذي لم يخطئ في حسابها إاّل بنصف ثانية فقط‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫إظهار أول مخترع للّطائرة‪ :‬والفضل في ذلك للعاِلم األندلسّي عّباس بن فرناس‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫وضع أّول نظرية عن المّد والجْز ر‪ :‬وواضعها هو أبو َم عشر الَبلخّي ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫رابًعا‪ :‬الكيمياء‪:‬‬

‫من إنجازات العلماء المسلمين في علم الكيمياء‪:‬‬

‫وضع أسس علم الكيمياء‪ :‬تّم بتخليص الكيمياء من الخرافات والّش عوذة إلى علم تجريبّي ‪ ،‬له قواعد راسخة على يد جابر بن حّيان‪ ،‬ثّم‬ ‫‪-1‬‬
‫الّرازّي‪.‬‬
‫تأسيس المنهج العلمّي الّد قيق‪ :‬كان على يّد عشرات العلماء المسلمين اّلذين طّوروا هذا العلم؛ فقد ربطوا علم الكيمياء بالّصيدلة‪ ،‬وصناعة األدوّية‬ ‫‪-2‬‬
‫الكيميائّية‪ ،‬وقد استندوا إلى الّتجِربة العلمّية في الوصول إلى الحقائق‪ ،‬وُعَّد المسلمون أّو ل من بدأ هذا العلم بداية جديدة على مبدأ الّتجربة والمشاهدة‪.‬‬
‫أّول من استعمل الكيمياء في صناعة الّد واء‪ :‬كانت األدوية المعروفة جميعها ُتستخرج من األعشاب الّطّبّية‪ ،‬فأدخل الّرازّي ألّول مّرة استعمال‬ ‫‪-3‬‬
‫أمالح المعادن في الّد واء والعالج‪ ،‬وَص َنع منها المراهم‪ ،‬وجّربها على الحيوانات‪ .‬وكان ابن سينا أّول من أوصى بتغليف حبوب الّد واء بأمالح الّذ هب‬
‫أو الفّضة إذا كان الّد واء ُم ًّر ا‪ ،‬أو اذا كان المطلوب ذوبانه في األمعاء ال المِع دة‪.‬‬
‫توُّسع المسلمين في الصناعات الكيميائّية‪ :‬فكانوا أّول من صنع الّصابون من الّصودا‪ ،‬وقد صنعوا منه الملّون‪ ،‬والمعَّطر‪ ،‬والّسائل‪ ،‬والُّص لب ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وانتقلت الكلمة العربّية (صابون) إلى لغات كثيرة‪.‬‬
‫ُصنع أنواع من الورق يقاِو م الحريق‪ :‬يعّد المسلمون أّول من صنع الَو َر ق‪ ،‬وقد توّصل جابر بن حيان إلى ذلك‪ ،‬كما ابتكر قماًش ا يقاِوم الماء‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الّتمّيز في صناعة الّز جاج‪ :‬طّور المسلمون منه أنواًعا على درجة من الّنقاوة والجودة العالية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫خامًسا‪ :‬علم الفيزياء‪:‬‬

‫من إنجازات المسلمين في علم الفيزياء‪:‬‬

‫قوانين الحركة‪ :‬من المشهور أّن مكتشف هذه القوانين هو العالم اإلنجليزّي إسحاق نيوتن‪ ،‬إلى أن تصَّد ى لهذا جماعة من العلماء‬ ‫‪-1‬‬
‫المسلمين المعاصرين؛ فأثبتوا بما جاء في المخطوطات بأّن الفضل الحقيقّي في اكتشاف هذه القوانين إّنما يرجع إلى العلماء المسلمين‪،‬‬
‫وأّن دور نيوتن وفضله فيها هو تجميع القوانين وصياغتها‪ ،‬ووضعها في قالب رياضّي ‪.‬‬
‫الجاذبّية‪ :‬عرف المسلمون شيًئا عن الجاذبّية‪ ،‬وقد سبق كثير من العلماء المسلمين (إسحاق نيوتن) في الحديث عن الجاذبّية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الّضغط الجوّي ‪ :‬يعّد الخازنّي أّو ل من سبق في اإلشارة إلى ماّد ة الهواء ووزنه‪ ،‬ممِّهًدا للّد راسات من بعده‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الوزن الّنوعّي ‪ :‬اهتّم العرب بالّتعرف إلى الوزن الّنوعّي وقوانينه؛ فاخترعوا آالت تمّك نوا بوساطتها حساب الوزن الّنوعّي لكثير من‬ ‫‪-4‬‬
‫األحجار الكريمة والمعادن‪ ،‬وقد برع البيرونّي في هذا‪.‬‬
‫الّضوء‪ :‬أطلق عليه العرب علم الَبَص رّيات‪ ،‬أو علم المناظر‪ .‬وضع الكندّي كتابه الّش هير (علم المناظر)‪ ،‬وأضاف وصًفا دقيًقا لمبدأ‬ ‫‪-5‬‬
‫اإلشعاع‪ ،‬ثم جاء الحسن بن الهيثم وقدم وصًفا دقيًقا للعين‪ ،‬والعدسات‪ ،‬واإلبصار‪ ،‬ووصف أطوار انكسار األشعة الضوئَّية‪ .‬ويعّد أول‬
‫من نّبه إلى استخدام الحجرة الّسوداء اّلتي ُتعّد أساس الّتصوير الفوتوغرافّي ‪ ،‬وكان أَّول من درس العين دراسة علمَّية‪ ،‬وعّرف أجزاءها‪،‬‬
‫وتشريحها‪ ،‬ورسمها‪ ،‬وأّول من أطلق على أجزاء العين أسماء أخذها الغرب بنطقها‪ ،‬أو ترجمتها‪ ،‬ومن هذه األسماء‪ :‬القرنّية (‬
‫‪ ،)Cornea‬وغيرها‪.‬‬
‫سادًسا‪ :‬العلوم الّطّبّية‪:‬‬

‫من أبرز جهود أشهر األطباء المسلمين‪:‬‬

‫الّرازّي‪ :‬اشُتهر في الّطّب ‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬وبلغت مؤّلفاته الّطّبّية (‪ )56‬كتاًبا‪ ،‬أشهّرها‪ :‬كتاب "الحاوي في الّطّب "‪ ،‬ورسالة "الجدرّي‬ ‫‪-1‬‬

‫والحصبة"‪ ،‬وهو أّو ل من بحث في تاريخ األمراض الوبائّية‪ .‬وأّلف في تشريح أعضاء الجسم كّلها‪ ،‬وابتكر خيوط الجراحة‪ ،‬واكتشف‬

‫مرض الحساسّية‪.‬‬

‫ابن سينا‪ :‬فيلسوف‪ ،‬وطبيب‪ ،‬وعالم طبيعّي ‪ ،‬من أشهر مؤّلفاته اّلتي تمتاز بالّد ّقة‪ ،‬والعمق كتاب "القانون في الّطّب "‪ .‬وكان الكتاب‬ ‫‪-2‬‬

‫المرجع األّول لتدريس الّطّب في العالم اإلسالمّي ‪ ،‬وفي أوروبا لقروٍن عّد ة‪ ،‬واعتمدته عّد ة جامعات غربّية أساًسا للّتعليم حّتى أواخر‬

‫القرن الّثامن عشر‪ .‬توّصل ابن سينا إلى العديد من االكتشافات في مجال األمراض؛ من بينها‪ :‬أَّول من فَّرق بين الّش لل الّناجم عن سبب‬

‫داخلّي في الّد ماغ‪ ،‬والّش لل الّناتج عن سبب خارجّي ‪ ،‬ووصف الّسكتة الّد ماغّية الّناتجة عن كثرة الّد م‪ ،‬وأَّول من فَّرق بين المغص المعوّي‪،‬‬

‫والمغص الكلوّي‪ ،‬كما كشف ابن سينا ‪-‬ألَّول َم َّرة أيًضا‪ -‬طرائق العدوى لبعض األمراض المعدية؛ كالُجَد ِر ِّي‪ ،‬والحصبة‪ ،‬وكان بارًعا في‬

‫طّب األسنان وغيره‪.‬‬

‫ابن الّنفيس‪ :‬أعظم فيزيولوجّي في العصور الوسطى‪ ،‬كتب في الّطّب كتًبا عديدة ومتنّوعة؛ منها‪ :‬الّش امل في الّصناعة الّطّبّية‪ ،‬وغيره‬ ‫‪-3‬‬

‫الكثير‪ ،‬وكتب في تفاسير العلل‪ ،‬واألسباب‪ ،‬واألمراض‪ ،‬واهتّم بتشريح القلب‪ ،‬والحنجرة‪ ،‬والّرئتين‪ ،‬وتوّصل إلى اكتشاف الّد ورة الّد موّية‬

‫الّرئوّية‪.‬‬

‫الّز هراوّي‪ :‬من أكبر جّراحي العلماء المسلمين‪ ،‬وهو أّول من ابتدأ جراحة األوعية الّد موّية؛ مثل خياطة الّش رايين في حال قطعها‪ ،‬أو‬ ‫‪-4‬‬

‫ربطها في حالة الّنزيف‪ ،‬وهو أّول من استعمل الحرير في خياطة الجروح‪ ،‬وأسالك الّذ هب في تقويم األسنان‪ ،‬وأّول من ابتكر الخياطة‬

‫الّتجميلّية‪ ،‬وقد ابتكر كثيًرا من اآلالت الجراحّية اّلتي لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬وأّول واضع لعلم (المناظير الجراحّية)‪.‬‬
‫سابًعا‪ :‬الّصيدلة‪:‬‬
‫وقد مّر علم الّصيدلة‪ -‬شأنه شأن العلوم األخرى‪ -‬بمرحلة الّترجمة‪ ،‬ثّم مرحلة الّتلخيص‪ ،‬والّش رح‪ ،‬وأخيًرا وصل إلى مرحلة الكشف‬
‫واالبتكار‪.‬‬

‫من جهود العلماء المسلمين في الّصيدلية‪:‬‬

‫المؤّسسون الحقيقّيون لمهنة الّصيدلة‪ :‬اهتموا بها بصفتها علًم ا مستقّاًل‪ ،‬له قواعده‪ ،‬وفروعه‪ ،‬ومنهاجه العلمّي الّسليم؛ القائم على المشاهدة‬ ‫‪-1‬‬
‫والّتجربة‪.‬‬

‫تنظيم مهنة الّصيدلة‪ :‬أخضعوها لنظام الحسبة؛ لتفادى غش األدوية‪ ،‬وكان لكّل مدينة مفتش خاّص للّصيدلّيات‪ ،‬واختيار نقيب للّصيادلة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وكان الّصيادلة ال يزاولون مهنتهم إاّل بعد الّترخيص لهم‪.‬‬

‫اكتشافهم أدوية جديدة‪ :‬قاموا بعالج كثير من األمراض؛ باستخدام الّنباتات‪ ،‬واخترعوا الكحول‪ ،‬والمستحلبات‪ ،‬والخالصات الِع طرّية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫إدخال المستحضرات الكيميائّية في الّطّب ‪ :‬يعّد جابر بن حّيان أّول من أدخلها؛ وبهذا يكون قد تقّد م بالعالج‪ ،‬والّد واء خطواٍت هائلًة‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ورائدًة‪.‬‬

‫تغليف األدوية الُم ّرة‪ :‬أّول من قاموا بتغليفها بالُّسكر؛ ليتمّك ن المريض من استساغة الّد واء‪ .‬وأّم ا عادة تغليف حّبات األدوية بالّذ هب‬ ‫‪-5‬‬
‫والفّضة في وقتنا الحاضر فتعود إلى ابن سينا اّلذي وصف الّذ هب والفّضة أدوية مفيدة‪ ،‬وقام بتغليف األدوية على شكل حبوب‪.‬‬

‫البراعة في صنع الِض مادات‪ ،‬والمساحيق‪ ،‬والمراهم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫اّتخاذ المنهج العلمّي في الّتغذية‪ :‬وهو منهج قائم على أساس علمّي سليم يقوم على بيان أثر الّتغذية في األسقام واإلبراء‪ ،‬ومنهم من كان‬ ‫‪-7‬‬
‫يعتمد في وصف العالج تنظيَم الغذاء بداًل من االعتماد الكلّي على األدوية المفردة أو المرّك بة‪.‬‬

‫مجال الّتأليف‪َ :‬ص ّنف المسلمون العديد من الكتب في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫ثامًنا‪ :‬المنهج العلمّي الّتجريبّي ‪:‬‬


‫يعّد اإلسهام األكبر للعلماء المسلمين ما تّم وضعه من طرائق في البحث العلمّي الّتجريبّي اّلذي هو أساس للحضارة األوربّية الحديثة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ما قّد مه المسلمون من تلك االكتشافات‪ ،‬واالختراعات في مجاالت العلوم المختلفة‪ .‬وهذا ما أقّر به معظم الّد ارسين الغربيين‪.‬‬

‫هذا المنهج ابتكار إسالمّي ؛ ألَّن الّثقافات اّلتي احتّك بها المسلمون أكثر من غيرها تجهل الّطريقة الّتجريبّية‪ ،‬بل وتحتقرها‪ ،‬ولم تكن ُتعنى إاّل‬
‫بالدراسات الّنظرّية المجّردة‪.‬‬

‫استطاع المسلمون أن ينشئوا منهًجا في البحث العلمّي الّتجريبّي يقوم على الّش ّك ‪ ،‬والمالحظة‪ ،‬وتمييز الّظواهر بعضها عن بعض‪ ،‬والّتجربة‪،‬‬
‫واالستقراء‪ ،‬وصياغة القوانين‪ ،‬ويتمّيز بالموضوعّية‪ ،‬وتحّري الحقيقة‪ ،‬ويعود هذا المنهج في أصوله إلى علماء األصول‪ ،‬والحديث الّش ريف‪،‬‬
‫مستمّد ين قواعده بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من القرآن والّس ّنة؛ فلدى أولئك العلماء تكّون المنهج العلمّي قبل أن ينتقل إلى العلماء‬
‫الّتجريبّيين اّلذين نقلوه من مرحلة الّتنظير إلى الّتطبيق‪.‬‬

‫‪ -‬اللهم نور بالكتاب بصري‪ ،‬واشرح به صدري‪ ،‬وأطلق به لساني‪ ،‬وقوي به عزمي بحولك وقوتك‪ ،‬اللهم أعني على‬
‫الدراسة‪ ،‬وال تجعل قلبي يمل منها‪ ،‬وكن معي في كل لحظة‪ ،‬ووفقني لما تحب وترضى‪ ،‬اللهم يا حي يا قيوم‪ ،‬رب موسى‬
‫وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم‪ ،‬وارزقني الحكمة‬
‫والمعرفة والعلم وثبات الذهن والعقل والحلم‪ ،‬اللهم ال سهل إال ما جعلته سهًال‪ ،‬اللهم اجعل الصعب سهًال‪ ،‬اللهم ذكرني منه‬
‫ما نسيت وال حول وال قوة إال باهلل اللهم إني توكلت عليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك‪ ،‬ال إله إال هللا‪ ،‬الحليم الكريم رب العرش‬
‫العظيم‪ ،‬اللهم ألهمني علمًا أعرف به أمرك‪ ،‬وأعرف به نواهيك‪ ،‬وارزقني اللهم فهم وبالغة النبيين‪ ،‬وفصاحة حفظ‬
‫المرسلين‪ ،‬وسرعة إلهام المالئكة المقربين‪ ،‬وأكرمني اللهم بنور العلم‪ ،‬وسرعة الفهم‪ ،‬وأخرجني من ظلمات الوهم‪ ،‬وافتح لي‬
‫أبواب رحمتك فإنه ال حول وال قوة إال بك يا أرحم الراحمين‪.‬‬

You might also like