You are on page 1of 14

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬حياة ابن الهيثم‬

‫المطلب األول‪ :‬ترجمة ابن الهيثم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مقامه واتجاهه‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهم انجازاته العلمية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور ابن الهيثم في البحث العلمي‬

‫المطلب األول‪ :‬اتجاه ابن الهيثم العقلي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرتكزات المنهج العلمي عند ابن الهيثم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬طريقة ابن الهيثم في البحث‬

‫الخاتمة‬

‫‪0‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫حث االس الم على طلب العلم وّح ّر ض علي ه تحريض ا وّم ّج د العلم اء والمتعلمين ورفعهم‬
‫درجات ومنازل‪ .‬يقول اﷲ تعالى في ذلك‪" :‬يرفع اﷲ الذين آمن**وا منكم وال**ذين أوت**وا العلم‬
‫درجات"‪.‬‬

‫كم ا رص د االس الم للع المين والمتعلمين والجادين في ال تزود من العلم عظيم الثن اء‬
‫والتك ريم‪ ،‬يق ول ص لى اﷲ علي ه وس لم‪" :‬ان العلم اء ورث ة األنبي اء وان االنبي اء لم يورث وا‬
‫دينارﹰا وال درهمﹰا انما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر"‪.‬‬

‫فضال عن تنافس الخلفاء واالمراء والحكام المسلمين في رعاية العلماء واقامة دور العلم‬
‫والمكتبات‪ ،‬وحضور الندوات والمناظرات العلمية‪ ،‬مما أتاح الفرصة وأعد البيئة الصالحة‬
‫لظهور علماء عباقرة أفذاذ‪ ،‬سطعت أنوارهم وازدهرت في سماء الحضارة االسالمية‪.‬‬

‫ويرجع الدارسون الفضل األول في تطور أساليب البحث العلمي الى علماء المسلمين ال ذين‬
‫وضعوا اصول المنهج العلمي الحديث‪ ،‬فربطوا بين العلوم النظرية والعلوم العملية‪ ،‬وبين‬
‫الح دس والتجرب ة وبين االس تنباط واالس تقراء والدراس ة المكثف ة للس نن الكوني ة وماهي ات‬
‫االشياء‪ ،‬ويعتبر الحسن ابن الهيثم على رأس هؤالء جميعا فهو األرفع شأنا‪ ،‬واألعلى كعبا‬
‫واألرسخ قدما في هذا المجال‪ ،‬والذي أسهم بنصيب وافر في وضع أصول المنهج العلمي‬
‫الح ديث‪ ،‬مم ا جعل ه يتب وأ منزل ة علمي ة رفيع ة بين علم اء عص ره‪ ،‬ش هد ل ه به ا معاص روه‬
‫ومن جاء بعدهم من العلماء‪ ،‬وأجمعوا بالدليل القاطع والبرهان الساطع‪ ،‬أنه كان عالما ف ذا‪،‬‬
‫رب ط بين العل وم النظري ة والعل وم العملي ة‪ ،‬وبين الح دس والتجرب ة وبين االس تنباط‬
‫واالستقراء والدراسة المكثفة للسنن الكونية وماهيات األشياء‪.‬‬

‫ومنه نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما تتمثل أهم مرتكزات المنهج العلمي البن الهيثم؟ وماهي طريقته في البحث؟‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حياة ابن الهيثم‬

‫المطلب األول‪ :‬ترجمة ابن الهيثم‬

‫ه و أب و علي الحس ن بن الحس ن بن الهيثم‪ ،‬المهن دس البص ري المول ود ع ام (‪345‬هـ –‬


‫‪965‬م) والمتوفى عام (‪1038‬م)‪ .‬وقد عني منذ بدء نشأته بالتحصيل وااللمام بما وصل‬
‫الي ه العلم والفلس فة في عص ره‪ ،‬فق د ك ان عص ره‪ ،‬عص ر نش اط الترجم ة والنق ل عن كتب‬
‫االغري ق‪ ،‬وفي ال وقت نفس ه‪ ،‬ك ان عص ر ترجم ة ونق ل‪ ،‬الثقاف ة والعل وم والفلس فة الهندي ة‬
‫والفارسية الى اللغة العربية‪.‬‬

‫في تل ك المرحل ة‪ ،‬لم يكن العق ل الع ربي‪ ،‬عق ل نق ل وترجم ة فق ط‪ ،‬ب ل ك ان عق ل ش رح‬
‫وابداع في الوقت نفسه‪ ،‬فلقد راح العلماء المسلمون في ذلك العصر‪ ،‬يشرحون ويص ححون‬
‫‪1‬‬
‫وينقحون‪ ،‬كل ما يجيء في التراجم االغريقية والهندية والفارسية‪.‬‬

‫لقد عاصر الحسن بن الهيثم‪ ،‬عصرا مائجا فوارﹰا‪ ،‬بمختلف التيارات العلمية والفلسفية‪،‬‬
‫باالضافة الى شتى االتجاهات في الفكر واألدب‪ ،‬وكان ان تأثر ابن الهيثم بما يدور حوله‬
‫من ص راعات العق ل‪ ،‬ف أكب على ال درس والتحص يل‪ .‬فقض ى في ص بر ومث ابرة مرحل ة‬
‫طويلة من حياته كانت بغيته منها االلمام بنواحي النشاط الفكري السائد في ذلك العصر‪.‬‬

‫وأخذ يدرس كل ما وقعت عليه يداه وحصله من كتب المتقدمين‪ ،‬وما وضعه المتأخرون‬
‫من االس الميين‪ .‬ولم يكت ف ب االطالع على ه ذه المؤلف ات وم ذكراتها‪ ،‬وانم ا ع ني بوض ع‬
‫المذكرات في موضوعات هذه الكتب‪ ،‬وعني بتلخيصها والتصنيف فيها لكي يدرك دقائق‬
‫‪2‬‬
‫معانيها‪ ،‬ولكي تستقر هذه المعاني في ذهنه‪.‬‬

‫ابن أبي أصيبعة(احمد بن القاسم بن خليفة)‪ ،‬عيون األنب اء في طبق ات األطب اء‪ ،‬ج‪ ،2‬مطبع ة مص طفى وه بي‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1882‬م‪ ،‬ص ‪.550‬‬


‫ابن العبري (غريغورس الملطي)‪ :‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت‪1958 ،‬م‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫وكانت البواعث على النقل – عامة – هي‪:‬‬

‫احتك اك الع رب بغ يرهم من االمم‪ .‬لم ا احت ك الع رب بغ يرهم من االمم ادرك وا ان عن د‬ ‫ا‪.‬‬

‫تلك االمم ثقافات يحسن االستفادة منها‪.‬‬

‫حاجتهم الى علوم ليست عندهم‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫الق رآن الك ريم وحث ه على التفك ير‪ .‬والق رآن الك ريم ممل وء باآلي ات ال تي تحث على‬ ‫ج‪.‬‬

‫التفكير في خلق السماوات واألرض وفي تركيب جسم االنسان‪.‬‬

‫العلم من تواب ع اس تبحار المدين ة‪ ،‬فحينم ا تزده ر البالد سياس يا واقتص اديا ويك ثر فيه ا‬ ‫د‪.‬‬

‫ال ترف ويس تبحر العم ران تتجه النف وس ايض ا الى البحث في العلم والى التفك ير‬
‫‪3‬‬
‫ضرورة‪ ،‬ولم يشذ العرب عن ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مقامه واتجاهه‬

‫ابن الهيثم من العلماء الذين أحاطت معرفتهم بأشياء كثيرة مع الدقة والصحة‪ .‬ولقد شملت‬
‫كتب ه الكث يرة موض وعات كث يرة متنوع ة في الهندس ة وفي الطبيع ة‪ ،‬وفي المنط ق وفي‬
‫الفلس فة العقلي ة‪ ،‬وم ا وراء الطبيع ة وااللهي ات‪ ،‬وفي علم الكالم ايض ا‪ ،‬وفي السياس ة‬
‫واألخالق واآلداب‪ ،‬وأعظم مؤلف له هو‪" :‬البصريات" ‪ 4‬وقد كفانا ابن الهيثم مؤونة التتبع‬
‫آلرائه في كتبه الموجودة والمفقودة لمعرفة اتجاهه في العلم والحياة‪ّ ،‬لّم ا بسط لنا ذلك كله‬
‫بخ ط ي ده في آخ ر س نة ‪ 417‬هـ‪ ،‬أول س نة ‪1027‬م ‪ 5‬وه و في الثالث ة والس تين من عم ره‬
‫"ان ني لم َأَز ل من ذ عه د الص باُ رت ابﹰا في اعتق ادات الن اس المختلف ة‪ ،‬وتمُّس ك ك ل فرٍق ٍة‬
‫ُم‬
‫منهم بما تعتقده من ال رأي فكنت متشككا في جميعه موقن ا ب أن الح ق واحد وان االختالف‬
‫في ه انم ا ه و من جِه ِة الس لوك الي ه‪ ،‬فلم ا كملت إلدراك األم ور العقلي ة انقطعت الى طلب‬
‫عمر فروخ‪ :‬تاريخ العلوم عند العرب‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.270‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن القفطي (أب و الحس ن علي بن القاض ي األش رف)‪ :‬أخب ار العلم اء بإخب ار الحكم اء‪ ،‬دار اآلث ار للطباع ة والنش ر‬ ‫‪4‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪116‬‬


‫ابن ابي اصيبعه‪ :‬طبقات األطباء‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.92-91‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪3‬‬
‫مع دن الح ق ووجهت رغب تي وحدس ي الى ادراك م ا ب ه تنكش ف تمويه ات الظن ون وتنقش ع‬
‫ﹶغيابِاِت المتشكك المفتون وبعثت عزيمتي الى تحصيل الرأي المّقّر ب الى ﷲ جل ثناؤه‬
‫الم ؤدي الى رض اه اله ادي لطاعت ه وتق واه‪ .‬لق د نيفت كتب ابن الهيثم عن الم ائتين‪ ،‬منه ا‬
‫ثالث ة وأربع ون في العل وم الفلس فية والطبيعي ة‪ ،‬وفي العل وم الرياض ية والتعليمي ة خمس ة‬
‫وعشرون كتابا‪ ،‬فضال عن كتاب في الطب يقع في ثالثين جزءا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهم انجازاته العلمية‬

‫برهن أن الرؤية تحدث من جراء األشعة الضوئية التي تنبعث من الجسم المرئي الى‬ ‫‪-‬‬

‫عين المبصر‪.‬‬

‫برهن أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم في وسط متجانس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اكتشف ظاهرة انعكاس النور‪ ،‬كما اكتشف ظاهرة انعطاف األشعة الضوئية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وضع بحوثا قيمة في مسألة تكبير العدسات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫ّش ّر ح العين تشريحا وافيا وبين وظيفة كل قسم منها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عرفت ه اوروب ا باس م "اله ازن"‪ ،‬وه و تحري ف لكلم ة الحس ن‪ ،‬وس مي (الحكيم بطليم وس‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫وذكر ابن القفطي ان الناس قد أخذوا عن ابن الهيثم واستفادوا منه‪.‬‬

‫وقد اثنى عليه الفارسي في اكثر من موضع في كتابه التنقيح ثناء هو أهله‪ ،‬وعني عناية‬
‫خاصة بأن يبين ان موقفه وهو ينقح كتاب المناظر‪ ،‬من ابن الهيثم مؤلفه‪ ،‬ليس هو موقف‬
‫المصلح من المسيء أو المصحح من المخطيء‪ .‬ويقول‪" :‬فان الرجل( أي ابن الهيثم) أجل‬
‫من ان ينظ ر الي ه من ف وق‪ ،‬وﷲ العجب من م دقق ب ارز في مي دان التع اليم ف برز‪ ،‬وس ابق‬
‫فرسان فنونها فسبق‪ ،‬وخاطرهم ففاز بالقدح المعلى‪.‬‬

‫الموسوعة العلمية‪ :‬المجلد السابع‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،1985‬جنيف‪ ،‬ص ‪.1167‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور ابن الهيثم في البحث العلمي‬

‫المطلب األول‪ :‬اتجاه ابن الهيثم العقلي‬

‫ك ان ابن الهيثم يتس م بالفض ول ال ذي دفع ه الى اماط ة اللث ام عن كث ير من أس رار الطبيع ة‬
‫والى معرف ة أس بابها‪ ،‬وط رق معالجته ا‪ ،‬وه ذا الفض ول مص دره حب العلم‪ ،‬فالمعرف ة عن ده‬
‫غاية في ذاتها ال وسيلة للكسب‪ .‬فكان في نهجه العلمي يبغي الحق سالكا اليه طرق التجرد‬
‫‪7‬‬
‫بمعزل عن الميول والعقائد الموروثة‪.‬‬

‫ويرب ط ابن الهيثم آراءه العلمي ة بعقيدت ه االس المية المتين ة فيق ول‪" :‬ولعلن ا ننتهي به ذا‬
‫الطري ق الى الحق ال ذي يثلج الص در‪ ،‬ونص ل بالت دريج والتلط ف الى الغاي ة ال تي عن دها يق ع‬
‫اليقين‪ ،‬ونض عه م ع النق دوالتحفظ بالحقيق ة ال تي ي زول معه ا الخالف‪ ،‬ويحس م به ا م وارد‬
‫الشبهات‪.‬‬

‫فالرب ط بين العلم وااليم ان ه و ه دف المنهج االس المي العظيم‪ ،‬وق د انتص رت العقلي ة‬
‫االسالمية عندما التزمت بتطبيق هذا المنهج فكرا وعمال وسلوكا‪.‬‬

‫ويتجلى لن ا من التجارب ال تي وردت في "كت اب المن اظر" زد على ذل ك نظريات ه‪ ،‬الخط ة‬


‫التي كان يسير عليها في بحوثه‪ ،‬وان غرضه في جميع ما يستقر به ويتصفحه‪ ،‬استعمال‬
‫العدل ال اتباع الهوى‪ ،‬وانه يتحرى في سائر ما يميزه‪ ،‬طلب الحق ال الميل مع اآلراء‪.‬‬

‫وبعد ذلك نراه قد رسم الروح العلمية الصحيحة‪ ،‬وبَّين االسلوب العلمي‪ ،‬فهو بذلك مدرسة‬
‫للخل ق الع الي‪ ،‬فقواع ده التجرد عن اله وى‪ ،‬واالنص اف بين اآلراء‪ ،‬وبه ذا يك ون ق د س بق‬
‫‪8‬‬
‫علماء هذا العصر‪ ،‬في كونه لمس المعاني وراء البحث العلمي‪.‬‬

‫جالل مظهر‪ :‬حضارة االسالم وأثرها في الترقي العالمي‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.181-180‬‬ ‫‪7‬‬

‫قدري حافظ طوقان‪ :‬تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك‪ ،‬نشر‪ :‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.299‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مرتكزات المنهج العلمي عند ابن الهيثم‬

‫لق د ك ان ابن الهيثم بمنهجه العلمي في البحث يرتك ز بق وة‪ ،‬الى األرض ية الص لبة للحق ائق‬
‫العلمي ة‪ ،‬ويبتع د عن ال نزوات واأله واء‪ ،‬ويبتع د ايض ا عن عملي ة التل وين ال ذاتي لحق ائق‬
‫الحياة‪.‬‬

‫"الذاتية في العلم" ه ذه هي الص رخة ال تي اطلقه ا ابن الهيثم‪ ،‬فنحن ال نس تطيع ان نخض ع‬
‫حقائق الوجود‪ ،‬وحقائق القوانين العلمية‪ ،‬ألي مستوى من مستويات االنفع ال الشخص ي‪ ،‬او‬
‫‪9‬‬
‫االتجاه الذاتي … ان الحقيقة أكبر من عملية االحتيال عليها‪.‬‬

‫ّاّن المنهج العلمي الحقيقي‪ ،‬يق وم على أس اس الفحص والتص حيح‪ ،‬وي رفض األخ ذ‬
‫بالمس لمات‪ ،‬ال تي ال تقب ل الجدل أو الدراس ة‪ ،‬والتحق ق من ثبوتيته ا … وه ذا م ا فعل ه ابن‬
‫الهيثم‪.‬‬

‫ولعل أروع ما قاله ابن الهيثم في هذا المجال‪ ،‬والذي يعتبر وثيقة علمية وفلسفية وتاريخية‬
‫هو قوله‪" :‬ونحن لسنا براء مما هو في طبيعة االنسان من كدر البشرية …"‬

‫كأن ه أراد أن يع ترف مق دما بش وائب الذاتي ة وعكره ا‪ ،‬وكأن ه ايض ا أراد ان يوض ح ان‬
‫العق ل البش ري ليس في امكان ه التخطي‪ ،‬وفي مرحل ة واح ده من مراح ل الت اريخ ك ل م ا‬
‫‪10‬‬
‫يوضع امامه من العقبات والعراقيل …‪.‬‬

‫هذه الكلمات تلخص الى أبعد حد‪ ،‬نفسية ابن الهيثم‪ ،‬وما ينطوي عليها من الموضوعية‬
‫والتواضع‪.‬‬

‫عز الدين اسماعيل وآخرون‪ :‬الحسن بن الهيثم (رائد علم الضوء)‪ ،‬نش ر دار الع ودة‪ ،‬ب يروت‪ ،‬ط‪ ،1‬س نة ‪1974‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪9‬‬

‫‪.40‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.52-51‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪6‬‬
‫وبع د ذل ك ن راه ق د رس م ال روح العلمي الص حيح وبين ان األس لوب العلمي ه و في الواق ع‬
‫مدرس ة للخل ق الع الي‪ .‬فلم يقم في ط ول وع رض ك ل مؤلفات ه‪ ،‬بأي ة عملي ة من عملي ات‬
‫الس طو على بحث ع الم او اكتش افه ولم يتع رض لواح د منهم ب التجريح‪ ،‬فق د ك ان يعت برهم‬
‫الرواد األوائل‪ ،‬واألساتذة الذين تعلم على أيديهم‪ ،‬وهذا هو الوفاء لمن سبق من العلماء‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬طريقة ابن الهيثم في البحث‬

‫اتبع ابن الهيثم في بحوثه كلها – وخصوصا ما كان منها في الضوء – منهاجا علميا بناه‬
‫على االس تقراء (اس تخراج القاع دة العام ة من مف ردات الوق ائع)‪ .‬أي االنطالق من أحك ام‬
‫على حوادث خاصة على حكم عام يشمل الظاهرات المماثلة في جوهرها وظروفها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القياس‬

‫أي االنطالق من حكم عام يقيني الى حكم خاص يصبح يقينيا الشتمال الحكم العام عليه‪.‬‬

‫وعناي ة ابن الهيثم بالقي اس تتجلى هي أيض ا في جمي ع بحوث ه‪ ،‬فه و بع د أن يثبت المب اديء‬
‫االولية باالعتبار‪ ،‬يتخذ تلك المباديء قضايا يستنبط منها بالقياس النتائج ال تي تفضي اليه ا‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫ويشرح على هذا النمط كثيرا من الظواهر الهامة في الضوء‪.‬‬

‫وكان سبيله الى ذلك المشاهدة (النظر في االمور الجارية في بيئتها المخصوصة)‪،‬‬
‫والمالحظة (التفطن لما يتفق وما يختلف من هذه االمور) ثم كان يقوم بتجاربه على هذه‬
‫االسس كلها ّمّر ة بعد ّمّر ة‪.‬‬

‫وال ذي س اعد ابن الهيثم على انته اج ه ذه الخط ة العلمي ة ان ه ك ان عالم ا رياض يا وفيلس وفا‬
‫نظري ا باإلض افة الى احاطت ه ب العلوم الطبيعي ة؛ فالرياض يات مكنت ه من تنظيم بحوث ه‪،‬‬
‫والفلس فة س اعدته على حس ن تخي ل االم ور والتعم ق فيه ا وتبويبه ا‪ .‬ثم ان اعجاب ه بمنط ق‬

‫عمر فروخ‪ :‬تاريخ العلوم عند العرب‪ ،‬ص ‪.367‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪7‬‬
‫أرسطو وتفهمه الدقيق ألقسام ذلك المنطق زاده مهارة في التنظيم عند تتبع البحث واجراء‬
‫التجارب‪.‬‬

‫ثم انه كان حسن التبويب في تدوين النتائج التي وصل اليها‪ .‬أضف الى ذلك كله انه كان‬
‫مخلصا في طلب العلم جاهدا في اظهار الحق ساعيا وراء الحقيقة منصفا للعلماء المتقدمين‬
‫‪12‬‬
‫الذين استفاد من جهودهم‪.‬‬

‫وتحم ل بعض كتب ه األخب ار ال تي توض ح عنص ر القي اس ومادت ه ومقدمات ه وأش كاله‬
‫وأنواعه‪ ،‬ثم ذكره النتائج وهي الواجب والممكن والممتنع‪.‬‬

‫ان عناية ابن الهيثم بالقياس تتجلى في انه بعد أن يثبت المبادئ األولية باالعتبار يتخذ تلك‬
‫المبادئ قضايا يستنبط منها بالقياس النتائج التي تفضي اليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمثيل أو البرهان التشبيهي‬

‫الق ائم على اس تخالص المماثل ة الكلي ة أو الجزئي ة بين أم رين أو ظ اهرتين‪ ،‬والتمثي ل عن د‬
‫المتكلمين ه و‪" :‬قي اس الغ ائب على الش اهد"‪ .‬ويقص د ب ه في العلم‪" :‬نق ل حكم ظ اهرة الى‬
‫‪13‬‬
‫ظاهرة أخرى تماثلها في أمر من األمور"‪.‬‬

‫وق د اس تعان ابن الهيثم بمنهج التمثي ل ك أداة له ا قيمته ا في البح وث العلمي ة‪ ،‬والظ اهر أن ه‬
‫ك ان مت أثرا الى حد بعيد بعلم اء األص ول من المتكلمين والفقه اء‪ ،‬اذ ك ان غالبا ما يستعير‬
‫مصطلحاتهم للتعبير بواسطتها عن طبيعة هذا المنهج وحدوده العلمية‪.‬‬

‫وأوضح مثال لذلك بحوثه في االنعكاس‪ .‬فهو لم يقنع بإثبات قانون االنعكاس واستنباط ما‬
‫ي ترتب علي ه من أم ور‪ ،‬ب ل أراد أن ي بين عل ة االنعك اس ويفس ر كيفي ة حدوث ه‪ .‬أي بي ان لم‬
‫ينعكس الضوء على الصفة التي ينعكس عليها‪ .‬وكانت نظريته في ذلك التمثيل لالنعكاس‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.368‬‬ ‫‪12‬‬

‫الموسوعة العلمية مجلد‪ ،7‬ص ‪.1167‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪8‬‬
‫بمثال ميكانيكي وهو معنى الممانعة‪ .‬وهي عبارة عن‪" :‬الخاصة الموجودة في الجسم المانع‬
‫‪14‬‬
‫والتي من أجلها يرتد الجسم المتحرك عليه اذا لقيه"‪.‬‬

‫فق اس انعك اس الض وء على االرت داد بمع نى ان ه اتخ ذ من ارت داد الجس م المتح رك اذا‬
‫صدم جسما صلبا يمنعه من االستمرار في حركته‪ .‬اتخذ من ذلك مثاال احتذى ب ه في شرح‬
‫انعكاس الضوء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الترجيحات‬

‫يع رف الفقه اء الترجيح بأن ه‪" :‬تق ديم المجته د ب القول او بالفع ل احد الط رفين المتعارض ين‬
‫لما فيه من مّز ّية معتبرة تجعل العمل به اولى من اآلخر"‪.‬‬

‫ومم ا ه و جدير بال ذكر ان الفقه اء ك انوا ق د توص لوا الى مبحث الترجيح ات‪ ،‬فأخ ذه عنهم‬
‫ابن الهيثم وأوضحه لنا بمثال ذلك الطفل الذي يختار من تفاحتين أجملهما‪ .‬فادراك العالقة‬
‫بين شيئين وترجيح أحدهما قياس‪ .‬وليس من شك ان الطفل ال يدري السبب في تأديه الى‬
‫ذل ك الحكم ولم يحس في ح ال م ا يقيس ان ه يقيس‪ .‬وفي ذل ك يق ول ابن الهيثم‪" :‬وال خالف‬
‫وال ش بهة في أن الطف ل ال يع رف مع نى القي اس‪ ،‬وال يعلم م ا ه و القي اس‪ ،‬ول و أفهم مع نى‬
‫‪15‬‬
‫القياس لم يفهمه"‪.‬‬

‫ولم يكتف ابن الهيثم بطرح اآلراء المتعارضة وترجيح احداها‪ ،‬بل كان دوره فعاال‪ ،‬وفي‬
‫هذا االتجاه يقول‪" :‬كل مذهبين مختلفين‪ ،‬اما ان يكون احدهما صادقا واآلخر كاذبا‪ ،‬واما‬
‫أن يكونا جميعا كاذبين‪ ،‬والحق غيرها جميعا‪ .‬واما ان يكون جميعا يؤديان الى معنى واحد‬
‫هو‪ :‬الحقيقة‪ ،‬ويكون كل واحد من الفريقين القائلين بذينك المذهبين‪ ،‬قد قصر في البحث‪،‬‬
‫فلم يقدر على الوصول الى الغاية فوقف دون الغاية‪ ،‬أو وصل أحدهما الى الغاية‪ ،‬وقصر‬

‫جالل محم د عب د الحمي د موس ى‪ :‬منهج البحث العلمي عن د الع رب‪ ،‬نش ر‪ :‬دار الكت اب اللبن اني‪ ،‬ب يروت‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪14‬‬

‫‪.103‬‬
‫جالل محمد موسى‪ :‬منهج البحث العلمي ص ‪.112‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪9‬‬
‫اآلخ ر عنه ا‪ ،‬فع رف الخالف في ظ اهر الم ذهبين‪ ،‬وتك ون غايتهم ا عن د استقص اء البحث‬
‫واح دة‪ .‬وق د يع رف الخالف أيض ا في المع نى المبح وث عن ه من جه ة اختالف ط رق‬
‫المباحث‪ ،‬واذا حقق البحث وأمعن النظر ظهر االتفاق واستقر الخالف‪.‬‬

‫فالنق د في االس تدالل العلمي أم ر ال يس تقيم البحث دون ه‪ ،‬حيث ينص رف بغ يره الى الوجه ة‬
‫ال تي يمي ل فيه ا م ع اله وى فاإلنس ان ال ينبغي ل ه ان يتس رع في اص دار النت ائج‪ ،‬فواجب ه‬
‫الت أني في البحث‪ ،‬وال ترتيب ايض ا ام ر ه ام في التفك ير العلمي وه ذا م ا فعل ه ابن الهيثم‬
‫وسار عليه في بحوثه واكتشافاته‪.‬‬

‫حيث أن ه ق د ب دأ بحوث ه العلمي ة في الض وء عن طري ق ف روض بين رأيين متعارض ين ثم‬
‫امتحن هذه الفروض باعتبارها تمثل مشكلة معينة ال باعتبارها مشاهدات خاصة بانتشار‬
‫الضوء أو غيره ثم يستأنف النظر في مبادئه ومقدماته في البحث‪ ،‬ثم يمتحن ذلك بالتجربة‬
‫واالستقراء العلمي فيما يتعلق بموضوعه‪ ،‬ويسير ابن الهيثم بالبحث خطوة خطوة فيس تقرئ‬
‫الموجودات‪ ،‬ويتص فح اح وال المبص رات‪ ،‬ويم يز بين خ واص الجزئي ات ح تى يص ل في‬
‫آخر األمر الى القوانين التي تحكم هذه الظواهر والى النتاج التي أسفرت عنها المقدمات‪.‬‬

‫والحق ان ابن الهيثم وغيره من علماء المسلمين ساروا في بحوثهم على الطريقة العلمية‬
‫الحديثة التي حذى حذوها بيكون والعلماء المحدثون‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المنهج الفرضي‬

‫ننتقل بعد ذلك الى المنهج الفرضي الذي شاع استعماله في العلوم لدى مفكري االسالم‪،‬‬
‫ومارس وه في أبح اثهم العلمي ة‪ ،‬األم ر ال ذي س اعد على اث راء البحث العلمي ل ديهم بص ورة‬
‫شاملة‪.‬‬

‫ونس تطيع ان نت بين من أق وال ابن الهيثم طبيع ة الف رض في البحث العلمي باعتب اره ص فة‬
‫قابلة للبرهان حيث يقول في بعض رسائله‪" :‬تخيلنا أوضاعا مالئمة للحركات السماوية فلو‬

‫‪10‬‬
‫تخيلنا اوضاعا أخرى غيرها مالئمة ايضا لتلك الحركات لما كان لذلك التخيل مانع‪ ،‬ألنه‬
‫لم يقم البره ان على ان ه ال يمكن ان يك ون س وى تل ك األوض اع أوض اع اخ رى مالئم ة‬
‫‪16‬‬
‫مناسبة لهذه الحركات‪.‬‬

‫من ذل ك يتض ح ان ابن الهيثم ال يص رح بص دق أي ف رض من فروض ه العلمي ة اال بع د‬


‫التثبت التجريبي والرياضي‪.‬‬

‫وادخ ل ابن الهيثم عنص را هام ا في التثبت من ص حة الف رض وه و االس**تدالل الرياض**ي‪،‬‬


‫وهذا العنصر يعتد به في األبحاث والتجارب المعاصرة‪.‬‬

‫ومن هن ا يت بين ان البن الهيثم فض ل الس بق في ه ذا المجال حين اس تنبط من مالحظات ه‬


‫الفلكية طريقة جديدة لتعيين " ارتفاع القطب"‪ ،‬او عرض المكان على وجه التدقيق‪ ،‬وهي‬
‫ت دلل على مقدرت ه الفلكي ة العملي ة‪ ،‬وعلى مق درة رياض ية فائق ة اذ اس تطاع ان يلجأ الى‬
‫‪17‬‬
‫الرياضيات‪ .‬فكانت بحوثه وارصاده خالية من الغلط واألخطاء‪.‬‬

‫وعلي ه فان ه الم راء في الق ول ان ابن الهيثم ق د س بق بيك ون في األخ ذ بالطريق ة العلمي ة‬
‫واألخذ بأسبابها فقد اتبعها في بحوثه وكشوفه الضوئية‪ ،‬فقد أخذ باالستقراء وأخذ بالقياس‬
‫وعني بالتمثيل‪ ،‬واعتمد على الواقع الموجود‪ ،‬واستعمل المنهج الفرضي والرياضي واحاط‬
‫بجمي ع ه ذه العناص ر على الوجه المتب ع في البح وث الحديث ة‪ ،‬وه و في ذل ك لم يس بق‬
‫فرانس يس بيك ون فحس ب‪ ،‬ب ل س ما علي ه س موا‪ ،‬وك ان اوس ع من ه أفق ا وأعم ق تفك يرا‪ ،‬فق د‬
‫ادرك ان للطريقة الصحيحة في البحث العلمي عناصر اخرى غير االستقراء‪.‬‬

‫د‪ .‬عز الدين اسماعيل وآخرون‪ :‬الحسن بن الهيثم رائد علم الضوء‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪16‬‬

‫محمد علي محمد الجندي‪ :‬تطبيق المنهج الرياضي في البحث العلمي عند علماء المسلمين‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة‬

‫وفي الختام توصلنا إلى نتائج البحث التي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫في ان ابن الهيثم ك ان س بقا في األخ ذ بالطريق ة العلمي ة واألخ ذ بأس بابها ب ل س ما علي ه‬ ‫‪.1‬‬

‫سموا‪ ،‬وكان أوسع أفقا وأعمق تفكيرا‪ ،‬وبذلك استحق شهادة سارتون مؤرخ العلم في‬
‫العص ر الح ديث‪" :‬ب أن ابن الهيثم أك بر ع الم ط بيعي مس لم في جمي ع العص ور‬
‫واألزمان" ‪.‬‬

‫في الكشف عن المبادئ واألسس التي يجب أن يلتزم بها كل باحث كما يراها عالمنا‬ ‫‪.2‬‬

‫الف ذ ابن الهيثم‪ ،‬باإلض افة الى طبيعة ال روح العلمية التي يجب أن يتحلى به ا الب احثون‬
‫عن الحقائق العلمية‬

‫في البحث دعوة الى الربط بين العلم وااليمان وقد تمثل ذلك في ربط ابن الهيثم عقيدته‬ ‫‪.3‬‬

‫االسالمية المتينة بآرائه العلمية‪.‬‬

‫ان بح وث ابن الهيثم وكش وفه ق د أغنت اللغ ة العربي ة في المف ردات والمص طلحات‬ ‫‪.4‬‬

‫العلمية التي ال تزال يتداولها العلماء في العلوم في المعمورة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫ابن أبي أص يبعة(احم د بن القاس م بن خليف ة)‪ ،‬عي ون األنب اء في طبق ات األطب اء‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫مطبعة مصطفى وهبي‪ ،‬القاهرة‪1882 ،‬م‬

‫ابن العبري (غريغورس الملطي)‪ :‬تاريخ مختصر الدول‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1958‬م‬

‫عمر فروخ‪ :‬تاريخ العلوم عند العرب‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‬

‫ابن القفطي (أبو الحسن علي بن القاضي األشرف)‪ :‬أخبار العلماء بإخبار الحكماء‪ ،‬دار‬
‫اآلثار للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫الموسوعة العلمية‪ :‬المجلد السابع‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬جنيف‪ ،‬ص ‪.1167‬‬

‫جالل مظهر‪ :‬حضارة االسالم وأثرها في الترقي العالمي‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‬

‫قدري حافظ طوقان‪ :‬تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك‪ ،‬نشر‪ :‬دار الشروق‪،‬‬
‫بيروت‬

‫ع ز ال دين اس ماعيل وآخ رون‪ :‬الحس ن بن الهيثم (رائ د علم الض وء)‪ ،‬نش ر دار الع ودة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪1974‬م‬

‫جالل محم د عب د الحمي د موس ى‪ :‬منهج البحث العلمي عن د الع رب‪ ،‬نش ر‪ :‬دار الكت اب‬
‫اللبناني‪ ،‬بيروت‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‪.103‬‬

‫محم د علي محم د الجن دي‪ :‬تط بيق المنهج الرياض ي في البحث العلمي عن د علم اء‬
‫المسلمين‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‬

‫‪13‬‬

You might also like