You are on page 1of 42

‫الباب األول‬

‫املقدمة‬

‫خلفية البحث‬ ‫أ‪.‬‬

‫إن الس نة مص در ث ان في اإلس الم بع د الق رآن‪ ،‬وق د ج ائت الس نة في الجمل ة‬

‫موافقة للقرآن الكريم‪ ،‬تفسر مبهمه‪ ،‬وتفصل مجمله‪ ،‬وتقيد مطلقه‪ ،‬وتخصص عامه‪،‬‬

‫وتشرح أحكامه وأهدافه كما جاءت بأحكام لم ينص عليها القرآن الكريم‪ 1.‬كما قال هللا‬
‫َّك‬ ‫َل َّل‬ ‫ُن َل‬ ‫ْك‬ ‫َأ ْن ْل َل‬
‫تعالى في كتابه‪َ{ :‬و َز َن ا ِإ ْي َك ال ِّذ َر ِل ُت َب ِّي َن ِل لَّن اِس َم ا ِّز َل ِإ ْي ِه ْم َو َع ُه ْم َي َتَف ُر وَن }‪ ،2‬وقال‪:‬‬
‫ًة َق‬ ‫َل َّل ْخ َل‬ ‫اَّل‬ ‫َأ ْن ْل َل ْل‬
‫{َو َم ا َز َن ا َع ْي َك ا ِك َت اَب ِإ ِل ُت َب ِّي َن ُه ُم ا ِذ ي ا َت ُف وا ِف يِه َو ُه دًى َو َر ْح َم ِل ْو ٍم ُي ْؤ ِم ُن وَن }‪.3‬‬

‫وكان الرس ول ص لى هللا علي ه وس لم في جمي ع مراح ل ال دعوة يبل غ الن اس‪،‬‬

‫ويف تيهم ويقضي بينهم‪ ،‬ويخطبهم ويسوس هم في الس لم والح رب‪ ،‬وفي الش دة والرخاء‪،‬‬

‫ويعلمهم فيحفظ ون األحكام ويطبقونه ا‪ ،‬فيكون ذل ك عملي ة انتش ار الح ديث في أوائ ل‬

‫عهد اإلس الم‪ 4.‬ثم ق ام الصحابة من بع ده يبلغ ون عن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم م ا‬

‫علموه‪ ،‬وكان الصحابة على حفظ وإدراك ووعي للحديث النبوي‪ 5.‬وذلك بما أمرهم النبي‬

‫بالتبليغ عنه الستمرار سنته وشريعته‪ .‬وقال النبي صلى هللا عليه وسلم فيما رواه ابن‬

‫‪ 1‬محم د عج اج الخطيب‪ ،‬الس نة قب ل الت دوين‪( ،‬ب يروت‪ :‬دار الفك ر‪ ،‬ط‪ ،)3 .‬س‪1400 .‬هـ‪،‬‬
‫ص‪24 .‬‬
‫‪ 2‬سورة النحل اآلية‪.44 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النحل اآلية‪.64 :‬‬
‫‪ 4‬محمد عجاج الخطيب‪ ،‬السنة قبل التدوين‪ ،‬ص‪68 .‬‬
‫‪ 5‬نور الدين عتر‪ ،‬منهج النقد في علوم الحديث‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ،)3 .‬س‪1997 .‬م‪،‬‬
‫ص‪37 .‬‬
‫مسعود‪" :‬نضر هللا عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها‪ ،‬فرب حامل فقه غير فقيه‬
‫‪6‬‬
‫ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"‪.‬‬

‫لكن النبي ﷺ لم يترك الباب مفتوحا على مصراعيه فكما أنه ﷺ أوجب التبليغ‬
‫ّذ‬ ‫ّغ‬
‫ور ب في التعليم وأمر الناس بالرواية عنه‪ ،‬كذلك ح ر من الكذب عليه وبّي ن عواقبه‬

‫فقال‪" :‬من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار" وفي حديث آخر قال "من يقل علّي ما لم‬
‫‪7‬‬
‫أقل فليتبوأ مقعده من النار"‪.‬‬

‫فلهذا كان الصحابة يبلغ ون الح ديث باالحتي اط في ض بط الح ديث‪ ،‬وذل ك ال‬

‫ِل ُت هم ة أو س وء ظن‪ ،‬كم ا ق ال عم ر رضي هللا عن ه يق ول‪" :‬إني لم أتهم ك ولكن أحببت أن‬
‫ّمل‬
‫أثبت"‪ 8.‬وش ّد تف تيش الصحابة على رواي ة الح ديث وقبول ه ا وقعت الفتن حين مقتل‬

‫عثمان بن عفان ثم مقتل اإلمام الحسين رضي هللا عنهما التي أدت إلى ظهور االنقسامات‬

‫والفرق السياسية‪ .‬فقامت بعض الفرق بوضع أحاديث مزّو رة حتى تثبت أنها على حق‪،‬‬

‫ثم راح املبتدع ة يبحث ون عن مستندات من النص وص يعتم دون عليه ا في كس ب أع وان‬
‫‪9‬‬
‫لهم‪ .‬فكان مبدأ ظهور الوضع في الحديث منذ ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪6‬الش افعي أب و عبد هللا محم د بن إدريس‪ ،‬الرس الة‪ ،‬املحق ق‪ :‬أحم د ش اكر‪( ،‬مص ر‪ :‬مكتبه‬
‫الحلبي‪ ،‬ط‪ ،1 .‬س‪ 1940 .‬م)‪ ،‬ص‪401 .‬‬
‫‪ 7‬محم د مص طفى األعظمي‪ ،‬منهج النق د عن د املح دثين‪ :‬نش أته وتاريخه‪( ،‬اململك ة العربي ة‬
‫السعودية‪ :‬مكتبة الكوثر‪ ،‬ط‪ ،)3 .‬س‪ 1990 .‬م‪ ،‬ص‪4 .‬‬
‫‪ 8‬نور الدين عتر‪ ،‬منهج النقد في علوم الحديث‪ ،‬ص‪54 .‬‬
‫‪ 9‬نور الدين عتر‪ ،‬منهج النقد في علوم الحديث‪ ،‬ص‪55 .‬‬
‫فقد جاء في مقدمة صحيح مسلم عن ابن سيرين‪" :‬قال‪ :‬لم يكونوا يسألون عن‬

‫اإلس ناد‪ ،‬فلم ا وقعت الفتن ة ق الوا‪ :‬س موا لن ا رج الكم‪ ،‬فينظ ر إلى أه ل الس نة فيؤخذ‬
‫‪10‬‬
‫حديثهم‪ ،‬وينظر إلى أهل البدع فال يؤخذ حديثهم"‪.‬‬

‫وفي عص ر الصحابة والتابعين لم يكن الح ديث م دونا في الكتب كم ا رأين ا اآلن‪.‬‬

‫وذل ك كم ا قال ه الحاف ظ ابن حج ر في مقدمته أنهم كانوا في ابتداء الح ال ق د نه وا عن‬

‫ذلك‪ ،‬كما ثبت في صحيح مسلم؛ خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم‪ ،‬و سعة‬

‫حفظهم‪ ،‬وألن أكثرهم كانوا ال يعرفون الكتابة‪ .‬ثم قال‪" :‬فأول من جمع ذلك الربيع بن‬

‫صبيح (‪ 160‬هـ)‪ ،‬وس عيد بن أبي عروب ة (‪156‬هـ) وغيرهم ا‪ ،‬وكانوا يص نفون كل ب اب على‬

‫حدة‪ ،‬إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة؛ فدونوا األحكام‪ .‬فصنف اإلمام مالك (‪179‬‬

‫هـ) "املوطأ" وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز‪ ،‬ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى‬

‫التابعين‪ ،‬ومن بع دهم إلى أن كانت كتب الح ديث مستقلة منزح ة في أعص ار بع ده‪ ،‬ليس‬

‫فيها إال الحديث فقط كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما من الجامع والسنن واملسانيد‬
‫‪11‬‬
‫واملستخرجات‪.‬‬

‫وانتش رت عملي ة ت دوين كتب الح ديث إلى كث ير من بل دان املس لمين م ع تط ور‬

‫الزمان إلى أن وصلت هذه العملية في إندونيسيا‪ .‬كان تدوين الحديث في األرخبيل مبدأه‬

‫في قرن ‪ 17‬م‪ ،12‬حينما ظهر الكتاب هداية الحبيب في الترغيب والترهيب كتبه نور ال دين‬

‫‪ 10‬محم ود طح ان‪ ،‬تيسير مص طلح الح ديث‪( ،‬الري اض‪ :‬مكتبة املع ارف‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ 11‬عبد املنعم السيد نجم‪ ،‬تدوين السنة ومنزلتها‪( ،‬املدينة املن ورة‪ :‬الجامع ة اإلس المية‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط)‪ ،‬س‪1399 .‬هـ‪ ،‬ص‪43 .‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Umma Farida, "Kontribusi Nur Ad-Din Ar-Raniri dan Abd-Rauf As-Sinkili Dalam‬‬
‫‪Pengembangan Kajian Hadis di Indonesia," Riwayah: Jurnal Studi Hadis, Vol. 3, No. 1. Th. 2017,‬‬
‫‪Hal. 1‬‬
‫الرانري‪ ،13‬ثم الكتاب املواعظ البديعة في الحديث القدسي وشرح اللطي ف على األربعين‬
‫َت َّق‬ ‫ّل‬
‫للنووي أ فهه عبد الرؤوف السنكلي ثم و ف مدى سنوات طويلة في عصر استعمار‬
‫ّل‬
‫الهولن دا‪ ،‬وراج ع ه ذا التدوين في أواخر الق رن التاس ع عش ر‪ ،14‬أ ف محم د محف وظ‬

‫الترموسي كتاب ا في علم الح ديث ش رحا ملنظوم ة األث ر لإلم ام الس يوطي‪ ،‬س ماه " منهج‬
‫ذوي النظر في شرح منظومة األثر "‪15 .‬وهذه البيانات موجودة لعدة أسباب‪ .‬أوال‪ ،‬لكثرة‬

‫البحث عن نور ال دين الرانري وعبد ال رؤوف الس نكلي ومحم د محف وظ الترمسي و‬

‫آثارهم في تعليم اإلسالم في األرخبيل‪ .‬وثانيا‪ ،‬لتخصص كتابهم في الحديث وعلمه‪ .‬ولكن‬

‫إذا تأملن ا مؤلف ات علم اء األرخبي ل في ذل ك العص ر‪ ،‬وج دنا بعض املؤلف ات ممل وءة‬

‫باألحاديث‪ ،‬ولو كانت الكتب التبحث عن الحديث وعلمه على وجه خاص‪ ،‬مثل مؤلفات‬

‫‪ ،16)Syekh‬والش يخ أحم د‬ ‫(‪Sholeh Darat‬‬ ‫الش يخ الن ووي البنتني والش يخ ص الح دارات‬

‫الخطيب املننكبوي‪ ،17‬والشيخ محمد نفيس البنجري‪ ،18‬والسيد عثمان بن يحيى البتوي‬

‫وغيرهم‪ .‬وهاؤالء غ ير مشهورين في علم الحديث إذ أّن كتبهم لم تكن مخصوصة تبحث‬

‫عن الح ديث‪ .‬وك ذلك مؤلف اتهم لم تكن منش ورة ل دى الن اس على األك ثر إال مؤلف ات‬

‫‪13‬‬
‫‪Oman Fathurrahman, "The Roots of The Writing Tradition of Hadith Works in‬‬
‫‪Nusantara: Hidayatul Habib By Nur Al-Din Al-Raniri," Studia Islamika, Vol. 19, No. 1, Th. 2012,‬‬
‫‪Hal. 48‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Ilyas Daud, "Kitab Hadis Nusantara: Studi Atas Kitab Al-Arba’un Haditsan Karya‬‬
‫‪Muhammad Yasin Al-Fadani Padang," Jurnal Al-Ulum, No. 1, Th. 2016, Hal. 143.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Hanief Monady, “Syekh Mahfuzh Al-Tirmasi: Bografi dan Kontribusinya Dalam Studi‬‬
‫‪Hadis,” Academia, Hal. 4‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Nasih, Muhammad (2015) “Kualitas Hadis-Hadis Dalam Kitab Tafsir Faid Al-Rahman‬‬
‫‪karya Kiai Saleh Darat (Surah al-Fatihah).” Undergraduate (S1) thesis, UIN Walisongo. Hal. 13‬‬
‫‪ 17‬حسنى حميرى‪" ،‬تخريج ودراسة أحاديث كتاب الداعي املسموع في الرد من يورث اإلخوة‬
‫وأوالد األخوات مع وجود األصول والفرع ألحمد الخطيب املننجكبوي‪ "،‬بحث علمي مقدم إلى كلية‬
‫الدراس ات اإلس المية والعربي ة جامع ة ش ريف هداي ة هللا الحكومي ة جاكرت ا للحص ول على الدرج ة‬
‫الجامعة األولى‪ ،‬ص‪11 .‬‬
‫‪18‬‬
‫‪Ahmad Baihaqi, "Takhrij Al-Hadīts Kitab Al-Dur Al-Nafīs Karya Syeikh Muhammad‬‬
‫‪Nafis Al-Banjari," Skripsi UIN Syarif Hidayatullah Jakarta, Hal. 35‬‬
‫الشيخ النووي البنتني والسيد عثمان البتوي‪ .‬فأما مؤلفات الشيخ النووي فكلها مشهورة‬

‫إذ هي ُم َد َّر سة لدى طلبة املعاهد واملدارس ومطبوعة في كثير من الطباعة‪ ،‬وأما مؤلفات‬

‫السيد عثمان لم تكن مشهورة كلها‪ ،‬ولو كانت تبلغ حوالي ‪ 60‬مؤلفات‪ ،‬كانت بعضها لم‬
‫‪19‬‬
‫تزل مخطوطة‪.‬‬

‫وتلك املؤلفات الكثيرة تتعلق بأي مسائل كالفقه وغيره على وجه عام‪ ،‬وينقل‬

‫الس يد كث يرا من األح اديث أخذها من الكتب املعتم دة مث ل الكتاب مس لك األخي ار في‬
‫األدعي ة واألذكار ال واردة عن الن بي املختار‪ 20‬ففي ه أدعي ة بعض ها منقول ة من الكتب‬

‫الحديثية‪ ،‬وكتاب القوانين الشرعية ألهل املجالس الحكمية واإلفتائية‪ 21‬ففي ه األح اديث‬

‫نقلها الس يد حين رّج ح آراءه أو أكم ل بيانه‪ ،‬وكتاب ح ديث األس رة‪ 22‬في ه األح اديث‬

‫الكثيرة إذ أن هذا الكتاب جمع فيه السيد عثمان األحاديث املتعلقة باألسرة‪ ،‬والكتاب‬

‫س المة املس لمين من اإلبتداع في ال دين‪ 23‬رّج ح في ه الس يد عثم ان آراءه عن رّد البدع‬

‫باألح اديث‪ ،‬والكتاب م رآة الح ق واإلنص اف في حق وق الس ادة األش راف‪ 24‬نق ل الس يد‬

‫عثم ان األح ديث عن فض ل ذري ة الن بي ﷺ‪ ،‬والكتاب النص يحة املرض ية في ال رّد على‬

‫‪19‬‬
‫‪Nico J.G. Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda,‬‬
‫‪(Yogyakarta: Suara Muhammadiyah, 2017), Hal. 92-133‬‬
‫‪ 20‬السيد عثم ان بن يحيحى‪ ،‬مسلك األخي ار في األدعية واألذكار‪ ،‬إندونيسيا‪ :‬ش ركة مكتبة‬
‫املدنية‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س‪ ،‬ص‪2 .‬‬
‫‪ 21‬الس يد عثم ان‪ ،‬الق وانين الش رعية أله ل املج الس الحكمي ة واإلفتائية‪( ،‬بتافي ا‪ :‬مكتبة‬
‫املعمور‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص‪2 .‬‬
‫‪ 22‬السيد عثمان‪ ،‬حديث األسرة‪( ،‬جاكرت ا‪ :‬مكتبة السيد محم د بن علي العي دروس‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫د‪ .‬س)‪ ،‬ص‪1 .‬‬
‫‪ 23‬السيد عثمان‪ ،‬سالمة املسلمين من اإلبتداع في الدين‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪1329 .‬ه)‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 24‬السيد عثمان‪ ،‬مرآة الحق واإلنصاف في حقوق السادة األشراف‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪.‬‬
‫‪1331‬ه)‪ ،‬ص‪2 .‬‬
‫الوصية املنامية‪ ،25‬والكتاب حكم الرحمن بالنهي عن ترجمة القرآن‪ ،26‬والكتاب إصالح‬
‫‪27‬‬
‫الحال بطلب الحالل‪.‬‬

‫ف إذا تأملن ا م ا نذكر س ابقا من املؤلف ات ال تي في ه كث ير من األح اديث‪ ،‬ظهر‬

‫اإلحتم االت منه ا أّن للس يد عثم ان كف اءة في الح ديث أو كان الس يد يق رأ كث يرا الكتب‬

‫الحديثية‪ .‬فلهذا أراد الباحث للبحث عن أحد كتابه "إصالح الحال بطلب الحالل"‪.‬‬

‫وكان "إص الح الح ال" كتاب ا ص غيرا بحث في ه أهمي ة طلب ال رزق الحالل والنهي‬
‫ّت‬
‫عن طلبه ب الحرام‪ .‬ف ر ب ه ذا الكتاب على س بعة فص ول وكان باللغ ة املاليوي ة بيانا‬
‫ّل‬ ‫ّل‬
‫وكتاب ة‪ .‬ورّج ح الس يد عثم ان آراءه بأخبار عن الن بي ص ى هللا علي ه وس م مرفوع ا أم‬

‫موقوف ا وك ذلك أق وال العلم اء املتق دمين من س لف الص الح‪ .‬وذل ك نقلها من كتب‬

‫املعتم دة كم ا ذك ر في كتاب ه‪ .‬فيكون ه ذا الكتاب مهم ا للمس لمين خصوص ا في البتوي‬

‫ليعلموا معايير الحالل والحرام في اكتساب الرزق حيث كان بيان السيد عثمان في هذا‬

‫الكتاب مؤّي دا باألحاديث النبوية‪ .‬وبالتالي نقل السيد عثمان هذه األخبار بعضها بإسناد‬

‫دون بعض‪ .‬فهذا يج وز حيث كان ه ذا الكتاب الص غير أري د به ا بي ان األم ور املتعلق ة‬

‫بطلب الرزق وليس بكتاب خاص في الحديث رواية أم دراية‪.‬‬

‫وعلى رغم ذلك الب ّد لكّل حديث أن ُي عرف مخرجه وسنده وحكمه‪ .‬فهذا الذي‬

‫دفع الباحث إلى أن يقوم بتخريج األحاديث في هذا الكتاب‪.‬‬

‫الس يد عثم ان‪ ،‬النص يحة املرض ية في ال رّد على الوص ية املنامي ة‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪1309‬ه)‬
‫‪ 26‬السيد عثمان‪ ،‬حكم الرحمن بالنهي عن ترجمة القرآن‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪1327 .‬ه)‬
‫‪ 27‬السيد عثمان بن يحيى‪ ،‬إصالح الحال في طلب الحالل‪( ،‬بتاوي‪ :‬مكتبة السيد عثمان‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط‪ ،‬س‪1298 .‬ه)‪ ،‬ص‪2 .‬‬
‫مشكالت البحث‬ ‫ب‪.‬‬

‫وقد استنتج الباحث أّن لهذا البحث املشكالت العديدة تتمثل في تانقط التالية‪:‬‬

‫تشخيص املشكالت‬ ‫‪‬‬

‫بن اء على ماكتبه الباحث في خلفيته فيمكن تشخيص املش كالت املتعلق ة‬

‫باملوضوع على النحو التالي‪:‬‬

‫ماهو التخريج لغة واصطالحا؟‬ ‫‪-1‬‬

‫كيف مناهج الباحثين السابقين في تخريج األحاديث في الكتاب؟‬ ‫‪-2‬‬

‫من هو السيد عثمان؟‬ ‫‪-3‬‬

‫كيف مكانته العلمية؟‬ ‫‪-4‬‬

‫كيف منهج هذا الكتاب؟‬ ‫‪-5‬‬

‫ماهي مصادر األحاديث في هذا الكتاب؟‬ ‫‪-6‬‬

‫ماحكم تلك األحاديث؟‬ ‫‪-7‬‬

‫م اهو اتج اه الس يد عثم ان في اس تدالل األح اديث ال واردة في‬ ‫‪-8‬‬

‫كتابه؟‬

‫تحديد املشكالت‬ ‫‪‬‬

‫ولتسهيل دراسة املوضوع فالبد من تحديد البحث على النحو التالي‪:‬‬

‫ما هي مصادر أحاديث كتاب إصالح الحال من الكتب الحديثية‬ ‫‪-1‬‬

‫املعتمدة؟‬
‫ما حكم أحاديث كتاب إصالح الحال بطلب الحالل؟‬ ‫‪-2‬‬

‫أهداف البحث‬ ‫‪‬‬

‫من خالل تحديد البحث‪ ،‬يهدف هذا البحث إلى األمور التالية‪:‬‬

‫معرفة مصادر أحاديث كتاب إصالح الحال من الكتب الحديثية‬ ‫‪-1‬‬

‫املعتمدة‬

‫معرفة حكم أحاديث كتاب إصالح الحال بطلب الحالل‬ ‫‪-2‬‬

‫فوائد البحث‬ ‫‪‬‬

‫مّم ا يجعل هذا البحث مهّم ا‪ ،‬ملا فيه من فوائد عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫التعرف والتوسيع لبحوث علماء إندونيسيا بذال للمجتمع البتويين‬ ‫‪-1‬‬

‫خصوصا واإلندونيسيين عموما‬

‫اإلس هام للمجتم ع األكادمي بجامع ة ش ريف هداي ة هللا الحكومي ة‬ ‫‪-2‬‬

‫والباحثين من بع د في خزانة العلم اء اإلندونيس يين وتط ور‬

‫الدراسات الحديثية في إندونيسيا‬

‫الدراسات السابقة‬ ‫ت‪.‬‬


‫ّن‬
‫إ ه الب ّد لكّل ب احث أن يتع رف فيم ا ألف ه س ابقوه في نفس املوض وع أو مم ا ل ه‬

‫العالق ة في البحث‪ .‬فمن ذل ك يحص ل الباحث على بحث جدي د لم يبحث ه ب احث قبل ه‪.‬‬
‫ّن‬
‫وباعتبار بحثي هذا – يعني تخريج األحاديث في كتاب إصالح الحال ‪ -‬وجد الباحث أ ه‬
‫ّل‬
‫لم يج د ممن تك م في ه ذه الكتاب إال من يبحث الس يد عن أفكاره وآراءه الّد ينّي ة ط ول‬

‫توليته باإلفتاء في أرض البتوي‪ ،‬وكذلك آراءه السياس ّي ة في عالقته مع حكومة الهوالندا‬
‫املستعمرة‪ .‬وجميعها مكتوبة باللغة اإلنجليزية واإلندونيسية‪ .‬وبعد أن قام الباحث بتتبع‬

‫الكتب والبح وث الس ابقة لم يكن هن اك بحث في تخ ريج األح اديث في كتاب إص الح‬
‫الحال‪.‬‬

‫وأّم ا البحوث السابقة املتعلقة فهي مما تلي‪:‬‬

‫“‪Hadhrami‬‬ ‫‪ Azyumardi‬تحت العن وان‬ ‫‪Azra‬‬ ‫البحث ال ذي كتبه أزي ومردي أزرى‬ ‫‪-1‬‬
‫‪Scholars in The Malay-Indonesian Diaspora: A Preliminary Study of Sayyid‬‬

‫‪ ،”‘Uthman‬ونشر في مجلة ستوديا إسالمكا (‪ )Studia Islamika‬التي أصدرها مركز‬

‫للجامع ة‬ ‫( ‪)Pusat Pengkajian Islam dan Masyarakat‬‬ ‫بحث اإلس الم واملجتم ع‬

‫ش ريف هداي ة هللا جاكرت ا‪ ،‬س نة ‪ .1995‬كان أزي ومردي يس تخدم منهج العلم‬

‫التاريخي في البحث عن الس يد عثم ان‪ .‬وموض وع ه ذه املجل ة هي حي اة الس يد‬


‫عثم ان خاص ة حينم ا ت ولى منص ب اإلفتاء في البتوي‪ .‬ونتيج ة ه ذه املجل ة أّن‬

‫الس يد عثم ان يع ّد من كبار العلم اء الج دليين في إندونيس يا‪ .‬ول و كان للس يد‬

‫عثم ان منص ب عن د الهولن دا املس تعمرة ال ذي يسبب كراه ة الن اس حينئ ذ‪ ،‬ل ه‬

‫تبّر ع كبير في حوار الدراسات اإلسالمية في إندونيسيا‪ .‬وذلك من كتبه املنتثرة في‬
‫الردود على حركة التجديد اإلسالمي وما ادعاه أّن ه مبتدع‪ .‬وقال أزيومردي إّن‬

‫ه ذه املجل ة فق ط مقدم ة للبحث عن الس يد عثم ان من جهة دون جهة أخرى‪.‬‬


‫‪28‬‬
‫وهناك جهات لم تكشف محتاج بحثها لتكميل الفهم عن السيد عثمان‪.‬‬

‫‪ Nico‬تحت العن وان "س يد عثم ان ح ول‬ ‫‪Kaptein‬‬ ‫البحث ال ذي كتبه نيكو كبتين‬ ‫‪-2‬‬

‫“ ‪Sayyid ‘Uthman on the Legal Validity of‬‬ ‫املصداقية القانونية لألدلة الوثائقية"‬
‫‪28‬‬
‫‪Azyumardi Azra, “Ḥadrāmī scholars in the Malay-Indonesian Diaspora: A‬‬
‫‪Preliminary Study of Sayyid ‘Uthmān,” Studia Islamika Indonesia Journal for Islamic‬‬
‫‪Studies, Vol. 2. No. 2, Th. 1995.‬‬
‫‪ .”Documentary Evidence‬وهذا البحث من محتويات مجلة علمية التي أصدرها‬

‫‪ .Koninklijk‬كان موض وع نيكو في‬ ‫‪Instituut voor Taal-, Land- en Volkenkunde‬‬

‫هذه املجلة هو مسألة تعليق الطالق وعالقة السيد عثمان بعلماء مكة عندئذ‪.‬‬

‫فيبحث القض ية الواقع ة حينم ا الس يد عثم ان يتولى باإلفتاء‪ ،‬ف رأى من جهة‬

‫الق انون والتاريخ‪ .‬ونتيج ة ه ذه املجل ة هي فتوى الس يد عثم ان عن من ع وق وع‬

‫الطالق مستندا على ش هادة الش هيد املتوفى‪ .‬وج د نيكو في ه ذا البحث عالق ة‬

‫الس يد عثم ان بعلم اء مك ة عن دما اس تأنف الس يد مس ألة الطالق املعروض ة إلى‬

‫الشيخ نووي البنتني والَّس يد أحمد بن زيني دحالن‪.‬‬


‫‪29‬‬

‫ّل‬
‫البحث ا ذي كتبه محّم د نوف ل ‪ Muhammad Noupal‬املدّر س من الجامع ة‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ ،Sunan‬وسجل‬ ‫‪Ampel Surabaya‬‬ ‫اإلس المية الحكومي ة س ونان أمبي ل بس ورابايا‬

‫(‪Annual‬‬ ‫ه ذا البحث في املؤتمر الس نوي الث اني عش ر للدراس ات اإلس المية‬

‫]‪ .)International Conference on Islamic Studies [AICIS XII‬كان موضوع نوفل في‬

‫هذه املجلة هو السيد عثمان حينما تولى منصب اإلفتاء من جهة التاريخ‪ .‬ونتيجة‬

‫هذا البحث إن عالقة السيد عثمان بالهولندا ليس إال لتطور البحث عن دروس اإلسالم في‬

‫إندونيسيا‪ ،‬ثم تكون هذه العالقة رسمية بعد توليته منصب اإلفتاء‪ .‬وبتوليته تحفظ سالمة‬

‫املجتمع املسلمين في إندونيسيا من الغرور‪ .‬فمن ذلك نجد في كثير من مؤلفاته حث املجتمع‬
‫‪30‬‬
‫على إحسان األمراء والبد لألمراء أن يحسنوا إليهم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫”‪Nico J.G. Kaptein, “Sayyid ‘Uthmân on the legal validity of documentary evidence,‬‬
‫‪Brill’s Southeast Asian Library, Vol. 153, No. 1, Th. 1997‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Noupal. M, “Kontroversi Tentang Sayyid Utsman bin Yahya (1822-1914) Sebagai‬‬
‫)‪Penasehat Snouck Hurgronje,” Annual International Conferences of Islamic Studies (AICIS 2011‬‬
‫‪XII, h. 1391‬‬
‫ّل‬
‫وبع ده كتب محم د نوف ل مج ة عن انتق اد الس يد عثم ان على حرك ة التجدي د‬ ‫‪-4‬‬

‫‪Kritik‬‬ ‫‪Sayyid‬‬ ‫‪Utsman‬‬ ‫‪bin‬‬ ‫‪Yahya‬‬ ‫‪terhadap‬‬ ‫وان” ‪Pemikiran‬‬ ‫تحت العن‬
‫‪.”Pembaharuan Islam: Studi Sejarah Sosial Intelektual Islam di Indonesia‬‬

‫وموضوع نوفل في مجلته هو انتقاد السيد عثمان على حركة التجديد‪ ،‬فمثال رد‬

‫على ترجم ة الق رآن إلى اللغ ة اإلندونيس ية‪ .‬كان نوف ل يس تخدم منهج العلم‬

‫التاريخي في البحث‪ .‬ونتيجة هذا البحث إن ردود السيد عثمان بحركة التجديد‬

‫من تمس كه بتع اليم العلم اء الق دماء‪ ،‬ثم لس المة املس لمين اإلندونيس ين من‬
‫‪31‬‬
‫البدعة والخرافة في الدين‪.‬‬

‫“‪Islam,‬‬ ‫وفي س نة ‪ 2014‬نش ر نيكو كبتين كتاب ه الجدي د تحت العن وان‬ ‫‪-5‬‬
‫‪Colonialism and the Modern Age in the Netherlands East Indies: A Biography of‬‬

‫‪ .”Sayyid‬كان موض وع نيكو في ه ذه املجل ة عن من اقب‬ ‫)‪‘Uthman (1822-1914‬‬

‫السيد عثمان واستخدم منهج علم التاريخي في البحث‪ .‬وهذه املجلة تحتوي سيرة‬
‫ُذ‬
‫الذاتي ة للس يد عثم ان من والدت ه إلى وفات ه (‪ )1914-1822‬و ك ر فيه ا أّن الس يد‬

‫عثمان عالم شهير في جزر الهند الهولندية‪ .‬ويركز نيكو البحث عن نظر السيد‬

‫عثم ان في املجتم ع اإلس المي املس تَف ّز ين بحرك ة التجدي د من مص ر على رأس‬
‫ّل‬
‫رشيد رضا‪ .‬فرّد السيد عثمان على رشيد رضا خاصة على مج ته "املنار" فوصل‬

‫ه ذا ال رد إلي ه ف رّد ه الرش يد في مجلته وكتب فيه ا إعالم ا للمس لمين في الهن د‬

‫الهولندية أال يأخذوا من السيد عثمان أي معلومة عن اإلسالم‬


‫‪32‬‬

‫‪31‬‬
‫‪Noupal, M. (2016). “Kritik Sayyid Utsman bin Yahya Terhadap Gerakan Pembaharuan‬‬
‫‪Islam di Indonesia: Studi Sejarah Islam di Indonesia Abad 19 dan Awal Abad 20,” Intizar, Vol.‬‬
‫‪20, No. 1, 2014.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪(Nico J.G. “Kaptein, Islam, Colonialism and the Modern Age in the Netherlands East‬‬
‫‪Indies; ABiography of Sayyid ‘Uthman (1822-1914),” Brill’s Southeast Asian Library, Vol. 4.‬‬
‫البحث ألح د طلبة معهد دار الس ّن ة ال ّد ولي لعل وم الح ديث بجاكرت ا‪ ،‬محم د‬ ‫‪-6‬‬

‫‪ ،Masrur‬وه ذا البحث في‬ ‫مص روحان‪Irsyadi bin Masruhan‬‬ ‫مس رور إرش ادي بن‬

‫“‪Perhiasan bagi anak‬‬ ‫تخ ريج الكتاب للس يد عثم ان‪ ،‬ه و الحلي ات للبن ات‬
‫‪ .”perempuan‬وموض وع مس رور في بحث ه ه و أح اديث كتاب الس يد عثم ان "‬

‫‪ ،"Perhiasan‬فاس تخدم منهج تخ ريج للع راقي في كتاب ه‪.‬‬ ‫‪bagi anak perempuan‬‬

‫ونتيجة هذا البحث إّن األحاديث في هذا الكتاب بعضها باللغة العربية وبعضها‬

‫باللغة املاليوية‪ .‬ودرجة األحاديث فيه متنوعة منها صحيح وحسن وضعيف بل‬
‫اًل‬
‫موض وع‪ .‬وتل ك الض عيفة واملوض وعة ليس ت دلي على أنه يري د أن ينش ر‬
‫ّّق‬
‫األح اديث الض عيفة ب ل املكذوب ة إلى املجتم ع‪ ،‬ولكن أراد املؤل ف أن ي ر أداب‬

‫املجتم ع‪ ،‬خاص ة بن اتهم لكي ت تزّي ّن ب أخالق حس نة س امية‪ .‬ف أتى باملوض وعات‬

‫املناسبة لهذا األمر ملتحقة بأحاديثها‪ .‬واملؤلف لم ينقل هذه األحاديث مباشرة‬

‫من كتب الح ديث ال تي أوردت أس انيدها‪ .‬ب ل نق ل الس يد من كتب الرق الق أو‬

‫التص وف‪ ،‬منه ا إحي اء عل وم ال دين للغ زالي‪ ،‬والكبالر لل ذهبي والزواج ر في‬
‫‪33‬‬
‫اإلقتراف عن الكبائر إلبن حجر الهيتمي‪.‬‬

‫والف رق بين بح ثي والبح وث املذكور ه و من حيث املنهج‪ ،‬ف إنهم يس تخدمون منهج‬

‫التاريخ والق انون في بحثهم إال مس رور فإنه يس تخدم منهج التخ ريج في أح د كتاب‬

‫الس يد عثم ان‪ ،‬ولكن الكتاب يختل ف بالكتاب ال ذي س يخرجه الباحث‪ .‬فالباحث‬

‫محّم د مسرور إرشادي‪ ،‬الالمعات في تخريج أحاديث الحليات للبنات لس ّي د عثمان بن‬‫‪33‬‬

‫يحيى العلوي البتاوي‪ ،‬تسفوتات‪ :‬دار السنة‪ ،‬س‪2016 .‬‬


‫"‪Perhiasan anak‬‬ ‫يخ رج أح اديث كتاب إص الح الح ال وأم ا مس رور يبحث كتاب‬

‫‪."perempuan‬‬

‫منهج البحث‬ ‫ث‪.‬‬

‫كان املنهج في البحث أنواع منها كّم ي ونوعّي ‪ .‬فاملنهج الذي يتبعه الباحث في هذا‬

‫البحث ه و املنهج الن وعي ويختار الباحث جنس ه كالجنس املكتبي‪ .‬واعتم د الباحث في‬

‫بحثه على املصادر األساسية والثنائية من الكتب الحديثية‪.‬‬

‫وباعتبار أّن هذا البحث يدور حول تخريج الحديث‪ ،‬فالبد أن نعرف أّن التخريج‬

‫من حيث اللغ ة ه و مص در الفع ل خَّر ج بمع نى أظهر وأب رز‪ ،‬ف التخريج ه و اإلظهار‬

‫واإلبراز‪ .‬وفي االصطالح‪ :‬عزو الحديث إلى مصادره األصلية املسندة‪ ،‬فإن تعذرت فإلى‬

‫الفرعي ة املس ندة‪ ،‬ف إن تع ذرت ف إلى الناقل ة عنه ا بأس انيدها‪ ،‬م ع بي ان مرتبة الح ديث‬
‫ًا‬
‫غالب ‪ 34.‬وسوى التعريف السابق فيه عّد ة التعاريف ملصطلحة التخريج عند املحّد ثين‪.‬‬

‫فالبحث في تخريج األحاديث املعروضة في الكتاب البد أن يكون بطريق من طرق‬

‫التخ ريج ال تي اس تخدمها الباحثون من قبل ولكل منهج ل ه مزاي ا خاص ة‪ ،‬فأّم ا الباحث‬

‫اس تخدم في تخريج ه منهج الع راقي في كتاب ه املغ ني‪ ،‬وابن حج ر في الدراي ة‪ .‬وه ذا املنهج‬

‫يتلخص فيما يلي‪:‬‬

‫ذكر الباحث األحاديث في كتاب إصالح الحال‪ .‬وذلك حينما قال‬ ‫‪.1‬‬

‫املؤل ف "ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ك ذا" أو "ح ديث‬

‫كذا" أو نحو ذلك مما يشير إلى أنه حديث‬


‫‪ 34‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪( ،‬د‪ .‬م‪ ،‬ملتقى أهل الح ديث‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫د‪ .‬س)‪ ،‬ص‪2 .‬‬
‫ق ام الباحث بتخ ريج لف ظ األح اديث‪ ،‬وإن لم يج ده في املص ادر‬ ‫‪.2‬‬

‫األصلية فخرج أقرب األلفاظ إليه‪ .‬وذكر الباحث طرق الحديث‬

‫مع مخرجيه‪ .‬أما سندها الكامل لم يذكر إال الصحابي فقط‪.‬‬

‫إذا ذكر املؤلف إنه نقله من كتب كذا‪ ،‬فالباحث رجع إليه لنظر‬ ‫‪.3‬‬

‫موافق ة ماقال ه املؤل ف‪ ،‬ثم اعتم د الباحث على حكم ق د أخرج‬

‫فيه الباحث قبله‪.‬‬

‫ح دد الباحث ط رق الح ديث في الكتب التس عة وبعض كتب‬ ‫‪.4‬‬

‫الس نة املش هورة مث ل صحيح ابن حبان وصحيح بن خزيم ة‬

‫واملع اجم الثالث ة للط براني واملس تدرك للح اكم وس نن ال بيهقي‬

‫وسنن الدارقطني‪ .‬فإن لم يجد في تلك الكتب فخرج الباحث من‬

‫كتب الس نة األخرى أو من أي كتب ذك ر فيه ا األح اديث‬

‫بأسانيدها‬

‫اعتمد الباحث حكم الحديث بمجموع طرقه على أحكام العلماء‬ ‫‪.5‬‬

‫املتقدمين‪ ،‬وذلك بتفصيل؛‬

‫إذا كان الحديث مذكورا في الصحيحين أو في أحدهما اكتفى‬ ‫‪-1‬‬

‫الباحث بالعزو على أنه معلوم بصحته‪.‬‬

‫وإذا لم يكن فيهم ا اعتم د الباحث على أحكام العلم اء‬ ‫‪-2‬‬

‫األخرين من الحف اظ وال ذين تعتبر أق والهم مث ل الترم ذي‬

‫والح اكم وال بيهقي وال زيلعي والع راقي وابن امللقن والهيثمي‬
‫وابن حج ر وغ يرهم من العلم اء املتأخرين مث ل األرنؤوط‬

‫الغماري وغيرهما‬

‫إن وج د اإلختالف بين أق وال العلم اء في الحكم فاختار‬ ‫‪-3‬‬

‫الباحث بجمعها إن أمكن‪ ،‬وإن لم يمكن فبالترجيح من‬

‫حيثم ا اختلف وا‪ ،‬ثم ب ذل الباحث جهده ليمي ل إلى أح دهم‬

‫أيهم أقوى حجة‬

‫وأحيانا قارن الباحث بمنهج محمود الطحان في أصول التخريج‬ ‫‪.6‬‬

‫ودراس ة األس انيد‪ .‬وذل ك ب ذكر ت راجم ال رواة في كتب ال تراجم‬

‫مث ل ته ذيب الكم ال وس ير أعالم النبالء ثم يثبت حكم الح ديث‬

‫بنظر حال الرواة‬

‫أما طريقة الكتابة تبنى على ذكر األحاديث في الكتاب ثم طرق‬ ‫‪.7‬‬

‫الحديث ثم حكمه بمجموع طرقه ويليه تفصيل أقوال العلماء‬

‫والنتيجة منها‪.‬‬

‫خطة البحث‬ ‫ج‪.‬‬

‫ألج ل تحقي ق األه داف ال ذي أراد الباحث تحّق قها‪ ،‬فس يقوم ه ذا البحث على‬

‫أربعة فصول‪ .‬كما سيأتي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مقّد مة‪ ،‬ويحتوي على خلفية البحث ومشكالته وتحديده‬ ‫‪.1‬‬

‫وأهدافه وأهميته والدراسات الساقة ومنهجه وخطته‪.‬‬


‫الفص ل الث اني‪ :‬تعري ف التخ ريج ويش مل على تص ور ع ام للتخ ريج‬ ‫‪.2‬‬

‫وتعريف التخريج لغة واصطالحا‪.‬‬

‫الفص ل الث الث‪ :‬من اقب الس يد عثم ان بن يح يى‪ ،‬ومن خاللها سيتكلم‬ ‫‪.3‬‬

‫الباحث عن ملحة كتاب إصالح الحال في طلب الحالل‪.‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬تخريج أحاديث في كتاب إصالح الحال في طلب الحالل‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬خالصة البحث‪ ،‬ويحتوى على نتائج البحث وإقتراحاته‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫الباب الثاني‬

‫الصورة العامة عن التخريج ومنهج الباحث في التخريج‬

‫كان الباحث يبحث كتاب الس يد عثم ان "إص الح الح ال" من حيث تخ ريج‬
‫األح اديث في ه ذا الكتاب وحكمها‪ .‬وقبل عملي ة النخ ريج والحكم على األح اديث فالب ّد‬

‫للباحث أن يذكر معنى التخريج لغة واصطالحا وكذلك منهج التخريج املستخدم لدى‬
‫الباحث‪ .‬ف الغرض من التخ ريج ه و معرف ة مص در الح ديث وحال ه من حيث القبول‬

‫والرّد ‪ 35.‬كما ينبغي لطالب العلم أن يعرف اسم العلم لغة واصطالحا قبل الحوض إلي ه‪،‬‬

‫فالبد أيضا للباحث في علم التخريج معرفة التخريج لغة واصطالحا قبل البحث‪.‬‬

‫التخريج لغة واصطالحا‬ ‫أ‪.‬‬

‫فالتخريج لغة هو اجتماع أمرين متضادين في شيء واحد‪ ،‬و يطلق التخريج على‬

‫ع دة مع ان أش هرها‪ :‬االستنباط والتدريب والتوجي ه‪ 36.‬ق ال ابن ف ارس‪" :‬خرج" الخ اء‬
‫ّن‬
‫والراء والجيم أصالن‪ ،‬وقد يمكن الجمع بينهما‪ ،‬إال أ ا سلكنا الطريق الواضح‪ .‬فاألول‬

‫النف اذ عن الشيء‪ .‬والث اني اختالف ل ونين‪ 37.‬وفي الق اموس‪" :‬وع ام في ه تخ ريج‪ :‬خص ب‬
‫ًا‬
‫وج ذب وأرض مخرج ة (كمنقش ة) نبته ا فى مكان دون مكان وخرج الل وح تخريج ‪ :‬كتب‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪38‬‬
‫بعض وترك بعض والخرج‪ :‬لونان‪ ،‬من بياض وسواد"‬

‫التخريج عند املحدثين‬ ‫ب‪.‬‬

‫أما التخريج عند املحدثين يطلق على عدة معان‪ ،‬وهى‪:‬‬

‫يطل ق على أنه م رادف ل (اإلخراج) أي إب راز الح ديث للن اس ب ذكر‬ ‫‪.1‬‬

‫مخرج ه‪ ،‬أي رج ال إس ناده الذين خرج الح ديث من طريقهم‪ .‬مثاله أن‬

‫‪ 35‬عبد املهدي عبد الق ادر الهادي‪ ،‬ط رق تخ ريج ح ديث رس ول هللا ﷺ‪( ،‬الق اهرة‪ :‬مكتبة‬
‫اإليمان للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬د‪ .‬ط)‪ ،‬د‪ .‬س‪ ،‬ص‪13 .‬‬
‫‪ 36‬محمود الطحان‪ ،‬أصول التخريج ودراسة األسانيد‪( ،‬الري اض‪ :‬مكتبة املع ارف‪ ،‬ط‪،)3 .‬‬
‫س‪ 1417 .‬هـ ‪1996 -‬م)‪ ،‬ص‪7 .‬‬
‫‪ 37‬أحمد بن فارس الرازي‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الفك ر‪ ،‬د‪ .‬ط)‪،‬‬
‫س‪1399 .‬هـ ‪1979 -‬م‪ ،‬ج‪ ،2 .‬ص‪175 .‬‬
‫‪ 38‬محم ود أحم د طح ان‪ ،‬عبدالرزاق خليف ة الش ايجي‪ ،‬نه اد عبدالحليم عبي د‪ ،‬معجم‬
‫املصطلحات الحديثية‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬د‪ .‬ط)‪ ،‬د‪ .‬س‪ ،‬ص‪12 .‬‬
‫يج د املرء قطع ة من الح ديث "إنم ا األعم ال بالني ات" فعملي ة التخ ريج‬

‫إب راز ه ذا الح ديث ب ذكر مخرج ه‪" ،‬ه ذا الح ديث بلفظ ه الكام ل "إنم ا‬

‫األعم ال بالني ة‪ ،‬وإنم ا الم رئ م ا نوى‪ ،‬فمن كانت هجرت ه إلى هللا‬

‫ورس وله‪ ،‬فهجرت ه إلى هللا ورس وله‪ ،‬ومن كانت هجرت ه ل دنيا يص يبها أو‬

‫امرأة يتزوجها‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه" أخرجه البخاري ومسلم من‬
‫‪39‬‬
‫طريق عمر بن الخطاب‬

‫يطلق على معنى إخراج األحاديث من بطون الكتب و روايتها‪ .‬فإذا يطلق‬ ‫‪.2‬‬

‫على ذل ك فص ورته مث ل إذا ُو ج دت قطع ة من الح ديث "إنم ا األعم ال‬

‫بالني ات" فتكون عملي ة التخ ريج ب ذكر "ه ذا الح ديث رواه مس لم ق ال‬

‫حدثنا عبد هللا بن مسلمة بن قعنب‪ ،‬حدثنا مالك‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪،‬‬

‫عن محم د بن إب راهيم‪ ،‬عن علقم ة بن وق اص‪ ،‬عن عم ر بن الخط اب‪،‬‬

‫ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪ :‬إنم ا األعم ال بالني ة‪ ،‬وإنم ا‬

‫الم رئ م ا نوى‪ ،‬فمن كانت هجرت ه إلى هللا ورس وله‪ ،‬فهجرت ه إلى هللا‬

‫ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها‪ ،‬فهجرته إلى‬

‫ما هاجر إليه‪ 40.‬ثم يذكر الباحث من أخرج هذا الحديث مع سنده كما‬

‫في مسلم‬

‫‪ 39‬محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر‪( ،‬د‪.‬‬
‫م‪ :‬دار ط وق النج اة‪ ،‬ط‪ ،)1 .‬س‪1422 .‬هـ‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪ .6 .‬مس لم بن الحج اج النيس ابوري‪ ،‬صحيح‬
‫مسلم‪ ،‬تحقيق مجموعة من املحققين‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬د‪ .‬ط)‪ ،‬س‪ 1334 .‬هـ‪ ،6 ،‬ص‪48 .‬‬
‫‪ 40‬مسلم بن الحجاج النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،6 .‬ص‪48 .‬‬
‫و يطل ق على مع نى الدالل ة أي الدالل ة على مص ادر الح ديث األص لية‪ ،‬و‬ ‫‪.3‬‬

‫عزوها إليها وذلك بذكر من رواه من املؤلفين‪.‬‬

‫فمن املعاني املذكورة التخ ريج في االصطالح ه و الداللة على موض ع الحديث في‬

‫مص ادره األص لية ال تي أخرجته بس نده‪ ،‬ثم بي ان مرتبته عن د الحاج ة‪ 41.‬ومن ه ذا‬

‫التعريف فتطور التخريج على ثالثة خطوات‪:‬‬

‫ذك ر األح اديث بأس انيدها وربم ا ناقش املؤل ف أح وال اإلس ناد وربم ا‬ ‫‪.1‬‬

‫أحوال املتن أيضا‪.‬‬


‫ُذ‬
‫ذك ر أس انيد أخرى ألح اديث كتاب ك رت أس انيده من ب اب التقوي ة في‬ ‫‪.2‬‬

‫اإلسناد و الزيادة في املتن‪.‬‬

‫وبعد أن ُد ونت السنة واستقرت في بطون الكتب أصبح التخريج العزو‬ ‫‪.3‬‬

‫والداللة على موضع األحاديث مع بيان الحكم عليها‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫ملحة عن تاريخ التخريج‪:‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫كما كان جميع العلوم اإلسالمية كعلوم القرآن ومصطلح الحديث وعلم النحو‬

‫والص رف والتفس ير وغ يره لم يكن محتاج ا في عص ر الن بي ﷺ ويكون بع ده‪ .‬ك ذلك علم‬

‫التخريج‪ ،‬العلماء والباحثون في القديم لم يكونوا بحاجة إلى معرفة القواعد واألصول‬
‫ًا‬
‫ال تي أطلقت عليه ا "أص ول التخ ريج" ألن إطالعهم على الس نة إطالع واس ع ‪ .‬وبع د م رور‬

‫الزم ان‪ ،‬ض اق إطالع كث ير من العلم اء والباحثين على كتب الس نة ومص ادرها األص لية‪،‬‬

‫حتى صعب عليهم معرفة مصادر األحاديث من الكتب األصلية‪ .‬فمن ذلك صنف العلماء‬

‫‪ 41‬محمود الطحان‪ ،‬أصول التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪10 .‬‬


‫‪ 42‬عبد املهدي عبد القادر الهادي‪ ،‬طرق تخريج حديث رسول هللا ﷺ‪ ،‬ص‪13-12 .‬‬
‫كتب التخريج وخرجوا األحاديث وعزوها إلى مصادرها األصلية‪ ،‬ثم تتالت الكتب حتى‬

‫شاعت وكثرت مثل البدر املنير في تخريج األحاديث و اآلثار الواقعى في الشرح الكبير‬

‫ونص ب الراي ة ألح اديث الهداي ة واملغ ني عن حم ل األس فار في األس فار في تخ ريج م ا في‬

‫اإلحياء من األخبار والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث شرح الوجيز الكبير‪.‬‬

‫الغرض من التخريج وأهميته وفوائده‬ ‫ث‪.‬‬

‫إن الهدف من التخريج هو معرفة حالة الرواية من حيث تفردها أو موافقتها أو‬

‫مخالفتها لروايات اآلخرين‪ ،‬وتتوفق معرفة هذه األمور على جمع الروايات من املصادر‬

‫األصلية دون غيرها ثم املقارنة بينها‪ .‬وأما أهميته بارزة في التصحيح والتضعيف وذلك ال‬

‫يمكن إال بع د التأك د من إح دى ه ذه الح االت الثالث وهي التف رد أو املوافق ة أو‬
‫‪43‬‬
‫املخالفة‪.‬‬

‫وأما فوائد التخريج فكثيرة منها على مايلي‪:‬‬

‫تمييز صحيح السّن ة من سقيمها‬ ‫‪.1‬‬

‫تمييز األحاديث التي ُي عمل بها والتي ال ُي عمل بها‬ ‫‪.2‬‬


‫ُت‬
‫معرف ة األح اديث ال تي ستنبط منه ا األحكام وال تي ال تستنبط منه ا‬ ‫‪.3‬‬

‫األحكام‬

‫معرفة األحاديث التي يجب اعتقاد ما جاء فيها إذا كان مدلولها عقدي‪،‬‬ ‫‪.4‬‬

‫واألحاديث التي ال يجوز اعتقاد مافيها؛ لضعفها أو ألنها موضوعة‬

‫‪ 43‬حم زة عبد هللا املليباري وس لطان س ند العكايل ة‪ ،‬كي ف ن درس علم تخ ريج الح ديث‪،‬‬
‫(عمان‪ :‬دار الرازي‪ ،‬ط‪ ،)1 .‬س‪1419 .‬هـ ‪1998 -‬م‪ ،‬ص‪28 .‬‬
‫‪44‬‬
‫حفظ السّن ة وبقاؤها إلى يوم القيامة‬ ‫‪.5‬‬

‫الوسائل التي يمكن بها عزو الحديث من مكانه‬ ‫ج‪.‬‬

‫استخراج الحديث من خالل النظر في إسناده‬ ‫‪.1‬‬

‫وطريقة استخراج الحديث كثيرة جدا‪ ،‬فيندرج تحت هذه الطريقة عدة‬

‫طرق فرعية منها‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫من خالل معرفة الصحابي‬ ‫أ‪.‬‬

‫فمن ه ذه الطريق ة الب د باس تخدام الكتب ال تي تخ دم في بحث‬

‫الحديث بهذه الوسيلةـ وهي‪:‬‬

‫املس انيد والكتب املرتبة على املس انيد‪ .‬واملس َن د بفتح الن ون‬ ‫أ)‬
‫ًة‬
‫لغ اسم مفعول‪ ،‬من أسند الشيء إليه‪ ،‬بمعنى عزاه ونسبه‬

‫إلي ه‪ ،‬واص طالًح ا كل كتاب جم ع في ه مروي ات كل صحابي‬

‫على ح دة‪ 46.‬فمن املس انيد منه ا مس ند أحم د‪ ،‬ومس ند أبي‬

‫يعلى‪ ،‬ومسند البزار‪.‬‬

‫املعاجم املرتبة على أسماء الصحابة‪ .‬واملعاجم جمع معجم‪،‬‬ ‫ب)‬

‫واملعجم‪ :‬كل كتاب جم ع في ه مؤلف ه الح ديث مرتبا على‬

‫‪44‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬ملتقى أه ل الح ديث‪ ،‬د‪ .‬ط)‪،‬‬
‫د‪ .‬س‪ ،‬ص‪14 .‬‬
‫‪ 45‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪18 .‬‬
‫‪ 46‬محم ود طح ان‪ ،‬تيس ير مص طلح الح ديث‪( ،‬د‪ .‬م‪ ،‬مكتبة املع ارف للنش ر والتوزيع‪ ،‬ط‪.‬‬
‫‪ ،)10‬س‪1425.‬هـ‪2004/‬م‪ ،‬ص‪19 .‬‬
‫أس ماء ش يوخه‪ ،‬على ت رتيب ح روف املعجم غالبا‪ ،‬مث ل‬

‫معجمي الطبراني األوسط والصغير‪.‬‬


‫‪47‬‬

‫كتب معرف ة الصحابة املس ندة كمعرف ة الصحابة ألبي نعيم‬ ‫ت)‬
‫‪48‬‬
‫األصبهاني‬

‫كتب األطراف‪ ،‬واألطراف كل كتاب ذكر فيه مصنفه طرف‬ ‫ث)‬

‫كل ح ديث ال ذي ي دل على بقيته‪ ،‬ثم ي ذكر أس انيد كل متن‬

‫من املتون إم ا مس توعبا‪ ،‬أو مقي دا لها ببعض الكتب‪ ،‬مث ل‬


‫‪49‬‬
‫"تحفة األشراف بمعرفة األطراف" للمزي‬

‫الكشافات والفهارس التي يصنعها املحققون بناًء على ترتيب‬ ‫ج)‬

‫األح اديث على مس انيد الصحابة‪ ،‬وهي كث يرة من أمثلته ا‬

‫الفهارس التي صنعت لـمستدرك الحاكم ولـسنن الدارقطني‪،‬‬


‫‪50‬‬
‫وكتب كثيرة أخرى‬
‫ُمل‬
‫مسانيد الصحابة ا فردة كمسند أبي بكر الصديق ألبي بكر‬ ‫ح)‬

‫املروزي‪ ،‬ومس ند الف اروق البن كث ير‪ ،‬ومس ند علي بن أبي‬

‫طالب في سبع مجلدات ليوسف أوزبك‪ ،‬ومسند سعد بن أبي‬


‫‪51‬‬
‫وقاص للّد ورقي‪ ،‬ومسند عبدالرحمن بن عوف للَب ْر تي‪.‬‬

‫‪ 47‬محمود طحان‪ ،‬تيسير مصطلح الحديث‪209 ،‬‬


‫‪48‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪19 .‬‬
‫‪ 49‬محمود طحان‪ ،‬تيسير مصطلح الحديث‪210 ،‬‬
‫‪ 50‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪20 .‬‬
‫‪ 51‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪36 .‬‬
‫ُمل‬
‫كتب ت راجم ال رواة ا س ندة ال تي تتض من فيه ا ت راجم‬ ‫خ)‬

‫للصحابة وهي مث ل كتب التواريخ املحلي ة ك ذكر أخبار‬


‫ُذ‬ ‫ُن‬
‫أص بهان ألبي عيم‪ ،‬ك ر في مقدمته الصحابة ال ذين نزل وا‬

‫أصبهان مع ذكر بعض أحاديثهم باإلسناد‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫‪53‬‬
‫من خالل راٍو في أثناء السند‬ ‫ب‪.‬‬

‫األج زاء والكتب التي أف ردت حديث راٍو بعينه‪ :‬مثل ح ديث‬ ‫أ)‬

‫علي بن الجع د الج وهري املش هور بالجع ديات ألبي القاس م‬

‫البغ وي‪ ،‬ف إذا كان في اإلس ناد "علي بن الجع د" ففي كتاب‬

‫"الجعديات" غالبا وجد الجديث فيه‪ 54.‬والجزء ه و كل كتاب‬

‫صغير‪ ،‬جمع فيه مرويات راو مشهور من رواة الحديث‪ ،‬أو‬


‫‪55‬‬
‫جمع فيه ما يتعلق بموضوع واحد على سبيل االستقصاء‪.‬‬

‫كتب الفوائ د واألم الي‪ :‬املنس وبة إلى مؤلفيه ا‪ ،‬مث ل الفوائ د‬ ‫ب)‬

‫الغيالنيات ألبي بكر الشافعي وأمالي املحاملي‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫‪ 52‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪20 .‬‬


‫‪ 53‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪20 .‬‬
‫‪ 54‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪21 .‬‬
‫‪ 55‬محم ود أحم د طح ان‪ ،‬وعبدالرزاق خليف ة الش ايجي‪ ،‬ونه اد عبدالحليم عبي د‪ ،‬معجم‬
‫املصطلحات الحديثية‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪16 .‬‬
‫‪ 56‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪22 .‬‬
‫فهارس األعالم ورج ال األس انيد في الكتب املحقق ة‪ :‬فكث يٌر‬ ‫ت)‬

‫من املحققين يص نعون فهارس ش املة لألعالم ال واردة في‬


‫‪57‬‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫ُمل‬
‫‪58‬‬
‫كتب التراجم ا سندة‪ ،‬مثل التاريخ الكبير للبخاري‬ ‫ث)‬

‫كتب األط راف الدقيق ة في ترتيبه ا‪ :‬مث ل تحف ة األش راف‬ ‫ج)‬
‫‪59‬‬
‫للمزي‬

‫الكتب ال تي اهتمت بأح اديث راٍو معّي ن مث ل معرف ة الس نن‬ ‫ح)‬

‫واآلث ار لل بيهقي ال ذي اس توعب ح ديث الش افعي املكتوب‬


‫ًّل‬
‫‪60‬‬
‫ك ُه ‪.‬‬

‫الكتب ال تي ُع رف مؤلفوه ا باالختص اص بش يخ معّي ن‪ ،‬مث ل‬ ‫خ)‬

‫ًة‬
‫رواي ة س فيان بن عيين ة فوج دت كث يرة غالب في مس ند‬
‫‪61‬‬
‫الحميدي‬

‫استخراج الحديث من خالل النظر في متنه‬ ‫‪.2‬‬

‫فهذه الطريقة تتفرع إلى الفروع منها‪:‬‬

‫اس تخراج الح ديث من خالل ط رف املتن‪ ،‬أي أول املتن املروي‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫أ‪.‬‬

‫والكتب ال تي تخ دم ه ذه الوس يلة والكتب ال تي رتبت على ح روف‬

‫‪ 57‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪22 .‬‬


‫‪ 58‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪22 .‬‬
‫‪ 59‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪22 .‬‬
‫‪ 60‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪23 .‬‬
‫‪ 61‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪24 .‬‬
‫‪ 62‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪29 .‬‬
‫املعجم كالجامع الصغير وزيادته للسيوطي‪ 63.‬والفهارس والكشافات‬
‫ُأ‬
‫الحديث ة ال تي ُص نعت في أواخر الكتب املحقق ة أو ال تي ف ردت‬
‫‪64‬‬
‫بالتصنيف‬

‫اس تخراج الح ديث من خالل كلم ة ب ارزة في ه‪ :‬أي كلم ة ب ارزة من‬ ‫ب‪.‬‬

‫وسط املتن أو أوله أو آخره‪ .‬وأشهر الكتاب يخدم هذه الطريقة هو‬
‫‪65‬‬
‫املعجم املفهرس أللفاظ الحديث النبوي‬

‫استخراج الحديث عن طريق موضوعه أو األحكام املستنبطة منه‬ ‫ت‪.‬‬

‫وال يس تطيع أن ينتف ع به ذه الوس يلة إال من فهم مع نى الح ديث‪،‬‬

‫والكتب ال تي يس تعان به ا في ه ذه الطريق ة‪ ،‬هي‪ 66 :‬الكتب املرتبة على‬

‫املوضوعات‪ :‬ومن أشهرها كتب الجوامع‪ ،‬كـصحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬وكتب‬


‫ُمل‬
‫الس نن‪ .‬ثم الكتب ا ف ردة في موض وعات معّي ن ة‪ ،‬مث ل كتب التفس ير باملأثور‬

‫خاصة املسندة مثل تفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم‪ ،‬وتخريج‬

‫أح اديث األحكام مث ل نص ب الراي ة لل زيلعي والتلخيص الحبير للحاف ظ ابن‬


‫‪67‬‬
‫حجر‪.‬‬

‫‪ 63‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪30 .‬‬


‫‪ 64‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪33 .‬‬
‫‪ 65‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪35 .‬‬
‫‪ 66‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪37 .‬‬
‫‪ 67‬حاتم بن عارف الشريف‪ ،‬التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬ص‪38 .‬‬
‫أنواع مناهج تخريج األحاديث في الكتاب‬ ‫ح‪.‬‬

‫كان لتخريج األحاديث في الكتاب طرق ومناهج‪ ،‬وتلك الطرق واملناهج قد سلكها‬

‫املخرجين من قبل‪ ،‬مثل العراقي في كتابه املغني عن حمل األسفار في األسفار في تخريج‬

‫ما في اإلحياء من األخبار والذيلعي في كتابه نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية وابن‬

‫حجر في كتابه الدراية في تخريج أحاديث الهداية‪.‬‬

‫فأم ا الع راقي في كتاب ه املغ ني عن حم ل األس فار في تخ ريج م ا في اإلحي اء من‬
‫‪68‬‬
‫األخبار يخرج األحاديث في اإلحياء للغزالي‪ .‬فاختط العراقي الخطة التالية‪:‬‬

‫ذكر طرف الحديث فقط‪ ،‬ألن ذلك كاف للداللة عليه‬ ‫‪.1‬‬

‫ذكر من رواه من الصحابة أو التابعين إن كان مرسال‬ ‫‪.2‬‬

‫بيان من أخرجه من األئمة في كتبهم‬ ‫‪.3‬‬

‫بيان درجته هل هو صحيح أو ضعيف‬ ‫‪.4‬‬

‫االقتصار على تخريج املرفوع وترك اآلثار‬ ‫‪.5‬‬

‫اإلكتفاء بعزو الحديث دون بيان درجته إن كان في الصحيحين‬ ‫‪.6‬‬

‫وأما الذيلعي في كتابه نصب الراية يخرج أحاديث الكتاب ألفه علي بن أبي بكر‬

‫الفرغ اني‪ ،‬أح دعلماء ق رن الس ادس الهج ري‪ .‬ل ه ثالث ة مؤلف ات في الفق ه الحنفي وهي‬

‫بداية املمبتدي وكفاية املنتهي وهذا لكتاب يعني الهداية‪ .‬وكثير من العلماء يهتمون بهذا‬

‫الكتاب من نواح متع ددة‪ ،‬أح دهم ال زيلعي ال ذي اهتم ه ذا الكتاب من ناحي ة الح ديث‬
‫‪69‬‬
‫بتخريج أحاديثه‪ .‬ومنهحه في تخريج األحاديث فيه كما يلي‪:‬‬

‫‪ 68‬عبد املهدي عبد القادر الهادي‪ ،‬طرق تخريج حديث رسول هللا ﷺ‪ ،‬ص‪215 .‬‬
‫‪69‬عبد املهدي عبد القادر الهادي‪ ،‬طرق تخريج حديث رسول هللا ﷺ‪ ،‬ص‪220 .‬‬
‫استخراج ما في هذا الكتاب من أحاديث سواء مرفوعة أم غير مرفوعة‬ ‫‪.1‬‬

‫وسواء ذكرت صراحة أو إشارة‬

‫لم يكتف بجمع ما في الهداية من األحاديث‪ ،‬وإنما يذكر كل ما في املسألة‬ ‫‪.2‬‬

‫من أحاديث ما فاته صاحب الهداية‪ ،‬وما ذكره صاحب الهداية موقوفا‪،‬‬

‫فيه مرفوع‪ ،‬وما ذكره بلفظ ضعيف فيه أقوى من ذلك‪.‬‬

‫لم يقتصر على أدلة املذهب الحنفي‪ ،‬وإنما يذكر أحاديث الباب استدل‬ ‫‪.3‬‬

‫بها غير األحناف معنونا بأحاديث الخصوم‪.‬‬

‫البحث في الح ديث من حيث الصحة والض عف غالبا بنق ل ق ول العلماء‬ ‫‪.4‬‬

‫في كث ير من األحي ان وباجته اده في بعض ها‪ .‬وأحيانا تح دث عن دق ائق في‬

‫علم الدراية كالكالم قي الجرح والتعديل‪.‬‬

‫وأما ابن حجر في كتابه الدراية في تخريج أحاديث الهداية يختصر على ما فعله‬

‫الزيلعي‪ .‬فهذا الكتاب مختصر من نصب الراية للزيلعي‪ .‬فمنهج ابن حجر في هذا الكتاب‬

‫على ما يلي‪:‬‬

‫عزو األحاديث إلى من أخرجها من األئمة‬ ‫‪.1‬‬

‫الكالم على هذه األحاديث من حيث الصحة أو الحسن أو غير ذلك‬ ‫‪.2‬‬

‫منهج الباحث في تخريج أحاديث إصالح الحال‬ ‫خ‪.‬‬

‫وبع د النظ ر إلى ه ذا البحث‪ ،‬ف إن الباحث يحتاج إلى التخ ريج والحكم على‬

‫الح ديث‪ .‬فاس تخدم الباحث في تخريج ه منهج الع راقي في املغ ني وابن حج ر في الدراي ة‪.‬‬
‫وذلك بذكر الباحث األحاديث في الكتاب إصالح الحال‪ .‬ثم قام الباحث بتخريج ألفاظ‬

‫األحاديث ثم ذكر راويه من الصحابي وأئمة الذين يخرجون تلك األحاديث‪.‬‬

‫إذا ذكر املؤلف إنه نقله من كتب كذا‪ ،‬فالباحث رجع إليه لنظر موافقة ماقاله‬

‫املؤلف‪ ،‬ثم اعتمد الباحث على حكم قد أخرج فيه الباحث قبله‪ .‬وحدد الباحث طرق‬

‫الح ديث في الكتب التس عة وبعض كتب الس نة املش هورة‪ .‬ف إن لم يج د في تل ك الكتب‬

‫فخ رج الباحث من كتب الس نة األخرى أو من أي كتب ذك ر فيه ا األح اديث بأس انيدها‪.‬‬

‫وإذا كان الح ديث م ذكورا في الصحيحين أو في أح دهما اكتفى الباحث بتخريج ه إذ ه و‬

‫معلوم بصحته‪ .‬وإذا لم يكن فيهما فاعتمد الباحث على أحكام العلماء السابقين في حكم‬

‫تلك األحاديث‪.‬‬
‫الباب الثالث‬

‫شخصية السيد عثمان بن يحيى وصورة عامة عن كتاب إصالح الحال بطلب‬

‫الحالل‬

‫شخصية السيد عثمان بن يحيى‬ ‫أ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه‬ ‫‪.1‬‬

‫ه و الس يد عثم ان بن عبد هللا بن عقي ل بن عم ر بن عقي ل بن تيخ بن عبد‬

‫الرحمن بن عقيل بن أحمد بن يحيى بن حسن بن علي بن علوي بن محمد مولى الدويلة‬

‫بن علي بن عل وي بن محّم د فقي ه مق ّد م بن علي بن محّم د ين ص احب مرب اط بن علي‬

‫خالء قس م بن عل وي بن محّم د بن عل وي بن عبي د هللا بن أحم د املهاجر بن عيسى بن‬

‫محّم د النقيب بن علي العريضي بن جعف ر الص ادق بن محّم د الباقر بن علي زين‬
‫ّل‬
‫العاب دين بن حس ين بن علي – زوج فاطم ة بن محم د ص لى هللا علي ه وس م ‪ -‬بن أبي‬

‫طالب‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫‪70‬‬
‫)‪Muhammad Noupall, “Kontroversi Tentang Sayyid Utsman bin Yahya (1822-1914‬‬
‫‪Sebagai Penasehat Snouck Hurgronje,” Annual International Conference of Islamic Studies‬‬
‫‪(AICIS) XII (2011), h. 1371.‬‬
‫مولده ونشأته ورحلته العلمية‬ ‫‪.2‬‬

‫ول د في ‪ 17‬من ربي ع األول س نة ‪ 1238‬هـ وواف ق ‪ 1‬من ديس مبر س نة ‪ 1822‬م في‬

‫فيكوجان (‪ .)Pekojan‬وكان أبوه عبد هللا شيخا من شيوخ السادة في مكة طول خمسين‬

‫سنة‪ .‬بدأ السيد عثمان بالتعلم على جده‪ ،‬الشيخ عبد الرخمن املصري‪ ،‬قراءة القرآن‬
‫‪71‬‬
‫واألخالق والتوحيد والفقه والنحو والصرف والتفسير والحديث والفلك‪.‬‬

‫ّك‬
‫وبع د ذل ك رح ل إلى م ة في ‪ 18‬من عم ره وذل ك س نة ‪ 1840‬إلى ‪ 1847‬م‪.‬‬
‫ّل‬
‫واملقص ود األول من ه ذه الرحل ة هي للحج ولق اء أبي ه‪ .‬لكن ه بع د ذل ك تع م على بعض‬

‫العلماء في مكة واملدينة‪ .‬وبعد أن مكث فيها ‪ 7‬سنوات‪ ،‬رحل إلى حضر موت سنة ‪1264‬‬

‫هـ ‪1847/‬م وسكن فيها حوالي ‪ 8‬سنوات‪ 72.‬وقال نيكو (‪ )Nico‬أّن الس يد عثم ان مكث فيه ا‬

‫‪ 15‬سنة من ‪ 1847‬م إلى ‪1862‬م‪ 73،‬وكان أخذ عن ع ّد ة علماء فيها‪ .‬ثم استمر رحلته إلى‬

‫مصر وتونس والجزائر واملغرب واسطنبول ثّم والشام وفلسطين فعاد بعد ذلك إلى‬

‫حضرموت وسكن فيها‪ 74.‬وفي السنة ‪1279‬هـ‪1862/‬م رحل السيد إلى البتوي وكان عمره‬

‫‪ 40‬سنة‪.‬‬

‫رجع السيد إلى فيكوجان (‪ )Pekojan‬بعد رحالته العلمية‪ .‬فبدأ السيد بالتدريس‬

‫والتعليم والناس يأتون إليه طلبا للعلم‪ .‬فلما اشتهر بالعلم بين الناس طلب إليه الشيخ‬

‫أن يكون بديال له بالتدريس في املسجد‬ ‫(‪)Syekh Abdul Ghani Bima‬‬ ‫عبد الغني بيماوي‬

‫‪71‬‬
‫)‪Muhammad Noupall, “Kontroversi Tentang Sayyid Utsman bin Yahya (1822-1914‬‬
‫‪Sebagai Penasehat Snouck Hurgronje,” h.1372‬‬
‫‪72‬‬
‫)‪Muhammad Noupall, “Kontroversi Tentang Sayyid Utsman bin Yahya (1822-1914‬‬
‫‪Sebagai Penasehat Snouck Hurgronje,” h.1372‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), (Yogyakarta, Penerbit Suara Muhammadiyah, 2017), hal. 73‬‬
‫‪74‬‬
‫)‪Muhammad Noupall, “Kontroversi Tentang Sayyid Utsman bin Yahya (1822-1914‬‬
‫‪Sebagai Penasehat Snouck Hurgronje,” h.1372‬‬
‫فيكوج ان ألنه ق د عج ز عن التدريس‪ .‬وذل ك ح والي س نة ‪1850‬م‪ .‬وك ذلك طلب إلي ه‬
‫‪75‬‬
‫للتدريس في املسجد فاسار سنين (‪.)Pasar Senen‬‬ ‫املعين(‪)Haji Abdul Mu’in‬‬ ‫الحاج عبد‬

‫وكانت اإلندونيس يا حين رج وع الس يد عثم ان إلبه ا تحت مس يطرة الهولن دا‪.‬‬
‫ُأ‬
‫فالناس حينذاك تترتب من جناس وقبائل متنوعة منهم اإلندونيسيون األصليون ومنهم‬

‫الهولن ديون وبعض قبائ ل الع رب من البالد الش رقية‪ ،‬وكانوا يح ترمون الس يد عثم ان‬

‫لعلمه وذكائه‪ .‬فالناس يرجعون إليه ملا عندهم من املسائل الدينبة‪ .‬وكذلك يعرض كثيرا‬

‫على الشبهات الواقعة في زمانه بكتابة الرسالة الصغيرة‪ .‬وملا اعترف الهولندا املستعمرة‬

‫على أهلية السيد عثمان في األحكام الشرعية وذكائه في بيان املسألة الواقعة بين الناس‪،‬‬
‫اّل‬ ‫ّل‬
‫و ى الهولن دا الس ّي َد منص ب اإلفتاء فيكون أّو ل املف تى و ه الهولن دا املس تعمرة وك ذلك‬
‫ّل‬
‫‪76‬‬
‫و ته كمستش ار فخ ري للش ؤون العربي ة (‪.)Adviseur Honorair voor Arabische Zaken‬‬

‫واشتغل أيامه بالكتابة والتأليف وطّب ع مؤلفاته في الطباعة الخاصة له‪ ،‬فكان يقدر‬
‫ّل‬
‫على نشر كتبه بنفسه بهذه الطباعة‪ .‬وحينئذ أ ف وطّب ع بعض العلماء كتبهم في‬
‫‪77‬‬
‫هذه الطباعة‪.‬‬

‫مشايخه وتالمذه‬ ‫‪.3‬‬

‫نظ را إلى توف ير علوم ه وط ول رحالت ه العلمي ة‪ ،‬فال ب د للس يد عثم ان ع دد من‬

‫املشايخ‪ 78،‬منهم‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 89‬‬
‫‪76‬‬
‫)‪Muhammad Noupall, “Kontroversi Tentang Sayyid Utsman bin Yahya (1822-1914‬‬
‫‪Sebagai Penasehat Snouck Hurgronje,” h.1372‬‬
‫‪77‬‬
‫”‪Nico Kaptein, “Sayyid 'Uthman on the Legal Validity of Documentary Evidence,‬‬
‫‪KITLV, Royal Netherlands Institute of Southeast Asian and Caribbean Studies, h.97-98‬‬
‫‪ 78‬السيد عثمان‪ ،‬ذكر مشاييخ املؤلف الذين أخذ عنهم العلم‪( ،‬د‪ .‬م‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ّك‬
‫السيد أحمد زيني دخالن (م ة)‬ ‫‪)1‬‬
‫ّك‬
‫الشيخ أحمد الدمياطي (م ة)‬ ‫‪)2‬‬
‫ّك‬
‫السيد محّم د بن حسين الحبشي (م ة)‬ ‫‪)3‬‬

‫السيد عمر بن عبد هللا الجفري (املدينة املنورة)‬ ‫‪)4‬‬

‫الشيخ محّم د العزب (املدينة املنورة)‬ ‫‪)5‬‬

‫السيد عبد هللا بن حسين بن طاهر (حضر موت)‬ ‫‪)6‬‬

‫السيد عبد هللا ن عمر بن يحيى (حضر موت)‬ ‫‪)7‬‬

‫السيد حسن بن صالح البحر (حضر موت)‬ ‫‪)8‬‬

‫السيد محمد بن حسين بن طاهر (حضر موت)‬ ‫‪)9‬‬

‫السيد علوي بن سقاف الجفري (حضر موت)‬ ‫‪)10‬‬

‫السيد محسن بن علوي السقاف (حضر موت)‬ ‫‪)11‬‬

‫السيد علوي بن زين الحبشي (حضر موت)‬ ‫‪)12‬‬

‫السيد عبد هللا بن حسين بن شهاب الدين (حضر موت)‬ ‫‪)13‬‬

‫السيد أحمد جنيد (حضر موت)‬ ‫‪)14‬‬

‫الشيخ محمد بن عبد الجواد (تونس)‬ ‫‪)15‬‬

‫الشيخ أحمد ن منصور (تونس)‬ ‫‪)16‬‬

‫‪،)Habib‬‬ ‫(‪Ali Kwitang‬‬ ‫وممن تتلم ذ إلي ه الس يد علي بن عبد ال رحمن الحبشي‬
‫‪79‬‬
‫والحاج مغني (‪.)Haji Mughni, Kuningan Jakarta‬‬

‫‪79‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 358‬‬
‫الثناء عليه‬ ‫‪.4‬‬

‫كان الس يد عثم ان اش تهر بين الن اس بذكائ ه وعلم ه‪ ،‬فال يخل و من ثن اء العلم اء‬

‫علي ه‪ ،‬فوج د الباحث بعض الثن اء من مش ايخه وك ذلك من الباحثين الغرب يين‪ .‬من ه م ا‬

‫دعاه شيخه الحبيب عبد هللا بن حسين بن طاهر في ديوانه‪:‬‬

‫لك الخير يا عثمان وفقت للرشد ‪ #‬وللمسلك املحمود في الفعل والقصد‬

‫وللعلم والتعليم والبر والهدى ‪ #‬وللمنهج املرضي للواحد الفرد‬

‫‪80‬‬
‫طريق رسول هللا بيضا نقية ‪ #‬حنيفة تهدي إلى جنة الخلد‬

‫ثم م ا كتبه العالم ة ش يخ بن أحم د بافقي ه على كتاب الس يد عثم ان املس مى‬

‫ب القول الصواب في أن الشارع لم يعتمد الحساب قال‪ :‬أهدي جزيل الثناء لفظا ومعنى‬

‫إلى األديب اللبيب ذي الفكر األسنا الصدر املعان من العزيز الرحمن ألساس األصول‬

‫وتفريع الفصول الناطق بالصواب من السنة والكتاب في إلغاء املتمسكين بالحساب في‬

‫طلوع األهلة واملغاب السيد الشريف عثمان بن ‪ ....‬الخ‬


‫‪81‬‬

‫‪:Lodewijk Willem Christiaan van den Berg‬‬ ‫وقال املستشرق الهولندي‪،‬‬


‫‪“Saat ini di Batavia ada seorang guru, dengan reputasi yang amat baik di‬‬
‫‪masyarakat, tinggal di kampung Petamburan” 82‬‬

‫‪:Michael Jan de Goejoe‬‬ ‫وقال املستشرق الهولندي‪،‬‬


‫‪“Sayyid Utsman merupakan seorang yang terpelajar yang mampu memahami‬‬
‫‪pentingnya kajian inskripsi secara akademik” 83‬‬

‫‪ 80‬السيد عثمان‪ ،‬ذكر مشاييخ املؤلف الذين أخذ عنهم العلم‪ ،‬ص‪1 .‬‬
‫‪ 81‬السيد عثمان‪ ،‬ذكر مشاييخ املؤلف الذين أخذ عنهم العلم‪ ،‬ص‪2 .‬‬
‫‪82‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 137‬‬
‫‪83‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 139‬‬
‫‪84‬‬
‫مؤلفاته‬ ‫‪.5‬‬

‫كان الس يد عثم ان ل ه مطبع ة خاص ة أعط اه الهولن دا لطباع ة كتابته‪ .‬وكانت‬

‫مؤلفات ه تش تمل على ع دة الفن ون العلمي ة‪ .‬وتبل غ ه ذه املؤلف ات إلى أك ثر من س تين‬

‫مؤلفات‪ ،‬واملشهورة منها‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫إصالح الحال بطلب الحالل‬ ‫‪)1‬‬
‫ّل‬
‫مسلك األخيار في األدعية واألذكار الواردة عن النبّي ص ى هللا علي ِه‬ ‫‪)2‬‬
‫ّل‬
‫‪86‬‬
‫وس م‪ ،‬طبع في شركة مكتبة املدنية‬

‫منهج اإلس تقامة في ال ّد ين بالس المة‪ ،‬طِب ع في الش ركة الطاهري ة‬ ‫‪)3‬‬
‫ّن‬
‫لل شر بجاكرتا‬

‫سالمة املسلمين من اإلبتداع في الدين‬


‫‪87‬‬
‫‪)4‬‬

‫أداب اإلنس ان‪ .‬طبع في مكتبة ومطبع ة من ارا ق دس‪ ،‬بق دس‪ ،‬ج اوى‬ ‫‪)5‬‬

‫الوسطى‬
‫‪88‬‬
‫القوانين الشرعية ألهل املجالس الحكومية واإلفتائية‬ ‫‪)6‬‬

‫جواز تعّد د الجمعة‪ ،‬ألف في سنة ‪ 1286‬هـ‬ ‫‪)7‬‬

‫‪84‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 92-130‬‬
‫‪ 85‬السيد عثمان بن يحيى‪ ،‬إصالح الحال في طلب الحالل‪( ،‬بتاوي‪ :‬مكتبة السيد عثمان‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط‪ ،‬س‪1298 .‬ه)‬
‫‪ 86‬السيد عثمان بن يحيحى‪ ،‬مسلك األخيار في األدعية واألذكار‪( ،‬إندونيسيا‪ :‬شركة مكتبة‬
‫املدنية‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‬
‫‪ 87‬السيد عثمان‪ ،‬سالمة املسلمين من اإلبتداع في الدين‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪1329 .‬ه)‬
‫‪ 88‬الس يد عثم ان‪ ،‬الق وانين الش رعية أله ل املج الس الحكمي ة واإلفتائية‪( ،‬بتافي ا‪ :‬مكتبة‬
‫املعمور‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‬
‫ّل‬
‫مزي ل األوه ام وال تردد في أم ر ص الة الجمع ة تع دد‪ ،‬أ ف في س نة‬ ‫‪)8‬‬

‫‪ 1312‬ه‬
‫ّل‬
‫تف تيح املق تين وتبيين املفس دين املخبئتين في الرس الة املعم ة بص لح‬ ‫‪)9‬‬

‫الجمعيتين‪ ،‬أِّل ف في سنة ‪ 1313‬هـ‬

‫سمط الشذور والجواهر في حّل تخصيص النذر للسادة‬ ‫‪)10‬‬

‫كتاب الفرالض‬ ‫‪)11‬‬

‫إيقاظ النّي ة فيما يتعلق بالليلة والصيام‬ ‫‪)12‬‬

‫الزهر الباسم في أطوار أبي القاسم‪ ،‬طبع في مطبعة م‪.‬أ‪ .‬جايا (‪M.A‬‬ ‫‪)13‬‬

‫‪)Jaya‬‬

‫إعانة املسترشدين‬ ‫‪)14‬‬

‫طريق السالمة‬ ‫‪)15‬‬

‫سالم املسلمين‬ ‫‪)16‬‬

‫إرشاد األنام‬ ‫‪)17‬‬

‫سعادة األنام‬ ‫‪)18‬‬

‫السلسلة النبوية‬ ‫‪)19‬‬

‫ِح كم الرحمن بالنهي عن ترجمة القرآن‬


‫‪89‬‬
‫‪)20‬‬
‫تمييز الحّق‬ ‫‪)21‬‬

‫مفتاح السعادة‬ ‫‪)22‬‬

‫تفتيح العيون‬ ‫‪)23‬‬


‫‪ 89‬السيد عثمان‪ ،‬حكم الرحمن بالنهي عن ترجمة القرآن‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪1327 .‬ه)‬
‫باب املنن ويليه كتاب معنى الشهادتين‬ ‫‪)24‬‬

‫مختصر القاموس‬ ‫‪)25‬‬


‫ّل‬
‫توضيح األدلة على شروط األه ة‪ .‬هذا الكتاب يبين عن تعيين أول‬ ‫‪)26‬‬

‫شهر رمضان‬

‫تعبير أقوى أدلة‬ ‫‪)27‬‬

‫جمع الفوائد‬ ‫‪)28‬‬

‫علم الكالم‬ ‫‪)29‬‬

‫نصيحة الشقيق لكل أخ ورفيق‬ ‫‪)30‬‬

‫هدية الرفيق بويلة التوفيق‬ ‫‪)31‬‬

‫بنة الجليس وقهوة األنيس‬ ‫‪)32‬‬

‫القرآن والدعاء‬ ‫‪)33‬‬


‫‪90‬‬
‫املباحث الوفية في حكم اإلعطار األفرنجية‬ ‫‪)34‬‬
‫‪91‬‬
‫النصيحة األنيقة للمتلبسين بالطريقة‬ ‫‪)35‬‬

‫خطبة نكاح‬ ‫‪)36‬‬

‫‪ )37‬القول الصواب في أن الشارع لم يعتمد الحساب‬


‫‪92‬‬
‫النصيحة املرضية في الرد على الوصية املنامية‬ ‫‪)38‬‬

‫أطلس الجزيرة العربية‬ ‫‪)39‬‬

‫‪ 90‬السيد عثمان‪ ،‬املباحث الوفية في حكم اإلعطار األفرنجية‪( ،‬د‪ .‬م‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪ 1322 .‬ه)‬
‫‪ 91‬السيد عثمان‪ ،‬النصيحة األنيقة للملتلبسين بالطريقة‪( ،‬د‪ .‬م‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‬
‫‪ 92‬الس يد عثم ان‪ ،‬النص يحة املرض ية في ال رّد على الوص ية املنامي ة‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪.‬‬
‫‪1309‬ه)‬
‫‪93‬‬
‫مرآة الحق واإلنصاف في حقوق السادة األشراف‬ ‫‪)40‬‬

‫‪ )41‬كتاب املناسك وعلم الفلق‬


‫‪94‬‬
‫‪ )42‬جمع التحقيقات في أقسام خوارق العادة‬

‫‪Ilmu Tajwid Bagi Murid-Murid Madrasah‬‬ ‫‪)43‬‬


‫‪Perhiasan Untuk Anak Perempuan‬‬ ‫‪)44‬‬
‫‪Risalah Dua Ilmu Pada Menyatakan Perbedaan Antara Dua Ilmu‬‬ ‫‪)45‬‬
‫‪dan Ulama‬‬

‫‪Sifat Dua Puluh‬‬ ‫‪)46‬‬


‫‪95‬‬
‫‪Hadis Keluarga‬‬ ‫‪)47‬‬

‫‪Terjemah Hukum Islam‬‬ ‫‪)48‬‬


‫‪Perihal Hukum Azan‬‬ ‫‪)49‬‬
‫‪Tafsir Surat al-Kahfi‬‬ ‫‪)50‬‬
‫‪Kamus Tiga Bahasa‬‬ ‫‪)51‬‬
‫‪Kamus Kecil‬‬ ‫‪)52‬‬
‫‪Hukum Kembar‬‬ ‫‪)53‬‬
‫‪Hadis Empat Puluh‬‬ ‫‪)54‬‬
‫‪96‬‬
‫‪Tujuh Faidah‬‬ ‫‪)55‬‬

‫‪Saguna Sakaya‬‬ ‫‪)56‬‬

‫‪ 93‬السيد عثمان‪ ،‬والكتاب مرآة الحق واإلنصاف في حقوق السادة األشراف‪( ،‬بتاوي‪ :‬د‪.‬‬
‫ط‪ ،‬س‪1331 .‬ه)‬
‫‪ 94‬السيد عثمان‪ ،‬جمع التحقيقات في أقسام خوارق العادة‪( ،‬د‪ .‬م‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬س‪)1329 .‬‬
‫‪ 95‬السيد عثمان‪ ،‬حديث األسرة‪( ،‬جاكرت ا‪ :‬مكتبة السيد محم د بن علي العي دروس‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫د‪ .‬س)‬
‫‪ 96‬السيد عثمان‪ ،‬توجه فائدة‪( ،‬جاتينكارا‪ :‬الشركة الطاهرية للنشر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬س)‬
Ringkasan Hukum Adat Istiadat )57
Ringkasan Seni Membaca Al-Qur’an )58
Pembahasan Dalam Al-Qur’an dan Kesalahan Dalam Berdoa )59
Ringkasan Unsur-Unsur Doa )60
Ringkasan Tata Bahasa Arab )61
Gambar Mekkah dan Madinah )62
Ringkasan Seni Menentukan Waktu Sah Untuk Shalat )63
Hukum Perkawinan )64
Perhiasan Alus )65
Hukum Pengunduran Istri Secara Sah )66
Ringkasan Saudara Sesusu )67
Buku Pelajaran Bahasa dan Ukuran Buku )68
Kamus Arab - Melayu )69
Cempaka Mulia )70
97
Terjemah Kitab al-Qaul al-Sadîd )71
98
Ilmu Kemustian Perihal Kematian )72

‫اسهاماته في الحديث‬ .6
‫ّن ًا‬
‫ ولكن لم يج د الباحث ف‬،‫كان الس يد عثم ان عاملا في كث ير من الفن ون العلمي ة‬

‫ خصوص ا في علم الح ديث م ع أن مؤلفات ه اش تملت على كث ير من‬،‫خاص ا للس يد عثم ان‬

)‫ س‬.‫ د‬،‫ ط‬.‫ د‬،‫ م‬.‫ (د‬،‫ ترجمة كتاب القول السديد‬،‫ السيد عثمان‬97
98
‫الفنون العلمية كعلم الفقه والحديث والكالم والفلك واللغة وغيره‪ .‬فمن ذلك لم يكن‬

‫الباحث للذكر إنه من املحدثين‪ ،‬ألن الرجل يقال به "املحدث" إذا اشتغل بعلم الحديث‬
‫ّن‬
‫دراي ة ورواي ة‪ .‬ول و كان ك ذلك‪ ،‬للس يد عثم ان إس هامات في الح ديث أل ه نق ل كث يرا من‬

‫األح اديث في مؤلفات ه‪ ،‬ول و لم تكن أحاديث ه مض مونة في صحتها‪ ،‬ولم يكن ينقلها من‬

‫الكتب األصلية مباشرة‪.‬‬

‫وفاته‬ ‫‪.7‬‬

‫توفي السيد عثمان ليلة اإلثنين ‪ 21‬صفر سنة ‪ 1332‬هـ‪ ،‬موافقا بالتاريخ ‪ 19‬من‬

‫شهر يناير سنة ‪1914‬م‪ .‬وكان للسيد عثمان ستة أبناء وهم علوي وعقيل ويحيى وعبد‬
‫هللا وحسن وحميد‪ .‬وسبع بنات وهّن فاطمة ورقّي ة وسيدة وخادجة وعلوية ونور وأّم‬

‫(‪Pondok‬‬ ‫ثم نق ل ق بره إلى فن دوق ب امبو‬ ‫(‪،)Tanah Abang‬‬ ‫ه اني‪ .‬وكان دفن بتن اح أب انج‬
‫‪99‬‬
‫‪ ،)Bambu‬جاكرتا الشرقية‪.‬‬

‫صورة عامة عن كتاب إصالح الحال بطلب الحالل‬ ‫ب‪.‬‬

‫دافع تأليف الكتاب وتاريخه‬ ‫‪.1‬‬

‫وقد سبق ذكره إن السيد عثمان قد يؤلف كتابا عن سؤال الناس إليه فأجابه‬

‫بالكتاب ة‪ ،‬أو عن وق ائع وأس باب ح دثت في عص ره أراد بيانه ا أو رده ا‪ ،‬وذل ك ألنه كان‬

‫مفتي ا ول ه مطبع ة خاص ة للطباع ة‪ .‬وسبب ت أليف ه ذا الكتاب‪ ،‬ق ال إن بعض الن اس‬

‫اليعرفون أنهم مكلفون شرعا على طلب الرزق الحالل لنفقته ونفقة عياله‪ .‬حتى كانوا‬

‫يظن ون من اكتس ب كس با من ال رزق ق د ألقى نفس ه إلى حب ال دنيا وهم اليعرف ون‬

‫‪99‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 358‬‬
‫حقيقة الدنيا‪ ،‬وال يعرفون بين الخير والشر منها‪ .‬وكذلك بعدم معرفتهم على مشروعية‬

‫طلب الرزق الحالل‪ ،‬يسألون الناس أيديهم مع أنهم يقدرون على اإلكتساب‪ ،‬فذلك الذي‬

‫يفس د اإلس الم‪ .‬ول ذلك رأى الس يد عثم ان الحاج ة إلى وض ع كتاب ي بين في ه مش روعية‬
‫‪100‬‬
‫طلب الحالل‪ ،‬سماه بإصالح الحال بطلب الحالل"‪.‬‬

‫واختل ف نيكو (‪ ،)Nico‬إن السبب في ت أليف ه ذا الكتاب ه و ل رد زعم بعض‬

‫الناس إنه من حج ثم عاد إلى اإلندونيسا ال بأس به أن اليعمل لكسب الرزق‪ ،‬بل رخصة‬
‫‪101‬‬
‫له ليسأل يد الناس وينتظر إعطاء الناس إليه‪.‬‬

‫وكان ه ذا الكتاب رقيق ا ي تركب من س تة وعش رين ص فحات وس بعة فص ول‪.‬‬

‫والفص ل األول يبحث عن وج وب طلب الحالل ش رعا والثن اء علي ه‪ ،‬والفص ل الث اني‬

‫يبحث عن حرم ة املس ألة وكراهته‪ ،‬والفص ل الث الث يبحث عن الكراه ة على من لم‬

‫يكس ب الحالل‪ ،‬والفص ل الرابع يبحث عن حرمة اإلغ ترار واإلحتي ال على أموال الغ ير‪،‬‬

‫والفص ل الخ امس يبحث عن ث واب املتاجر والثن اء على من يتج ر‪ ،‬والفص ل الس ادس‬

‫يبحث عن ث واب الزراع ة والثن اء علي ه‪ ،‬والفص ل الس ابع يبحث عن ث واب اإلكتس اب‬

‫بالحالل‪.‬‬

‫‪ 100‬السيد عثمان‪ ،‬إصالح الحال بطلب الحالل‪( ،‬البتاوي‪ :‬الطباع ة للسيد عثم ان‪ ،‬د‪ .‬ط)‪،‬‬
‫س‪ 1298 .‬هـ‪ ،‬ص‪1 .‬‬
‫‪101‬‬
‫‪Nico J.G Kaptein, Islam, Kolonialisme, dan Zaman Modern di Hindia Belanda:‬‬
‫‪Biografi Sayyid Usman (1822-1914), hal. 116‬‬
‫ُط‬
‫وه ذا الكتاب بع في طباع ة الس يد عثم ان‪ ،‬ولكن اآلن ق د انتهت طباعته‪ .‬وال‬

‫ُي ع رف م تى ب دأ الس يد عثم ان لتأليف ه ذا الكتاب إال أنه يوج د في آخر كتاب ه أن ه ذا‬
‫‪102‬‬
‫الكتاب انتهى من الكتابة في السنة ‪ 1298‬هجرية‪.‬‬

‫‪ .2‬منهجه في الكتاب إصالح الحال‬

‫كان ه ذا الكتاب رتبه الس يد عثم ان بسبعة فص ول‪ ،‬وب دأ الس يد عثم ان في كل‬

‫فصل بذكر موضوعه ثم األدلة من القرآن وتفسيره وكذلك األحاديث من دون البيان‬

‫عن املدلول‪ .‬ورأى الباحث أن بي ان الس يد عثم ان في ه ذا الكتاب أق ل مم ا نقل ه من‬

‫التفاسير واألحاديث‪ .‬وأحيانا ذكر السيد عثمان األدلة إلى آخر الباب دون أي بيان منه‪.‬‬

‫وكان يكتب باللغ ة املالوي ة وبح روف الع رب الج اوي (‪ .)Pegon‬وذل ك مثال حينم ا بّي ن‬

‫السيد عن منع الكسب غير الحالل‪:‬‬

‫ْلَك َخ ٌث َأ ْذ َمْل‬ ‫َأ َك‬


‫"دان درف د كتاب تحفة والخ بر الصحيح َّن ْس َب ا اِه ِن ِب ْي َو َّن َب َل ا ِلا‬
‫ْل‬ ‫َأ‬ ‫ُم َق َب َل َذ َك َس َف ٌه َف َأ ْك ُل‬
‫ُه ِم ْن ْم َو اِل الَّن اِس ِب ا َب اِط ِل ‪ .‬ارتيث برم ول ح ديث صحيح‬ ‫ِف ي ا ِة ِل‬
‫سبداث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بهواساث فنچارين كاهن ايت حرام سبب بهو‬

‫ايت فدايا بهو فڠاسين هرت فداث ايت فكرجأن اورڠ يڠ سفيه مبذر ممبوڠ هرت مك‬

‫مم اكن ه رت ايت ح رام درف د مم اكن ه رت اورڠ دڠن باط ل اداث‪ .‬دان س باڬي الڬي‬

‫درف د تيف و بس ر دان ف دايا بس ر دان دوس ا بس ر ي ايت ممبواة چيتك اواڠ فلس و ات و‬
‫‪103‬‬
‫ممبواة ماساق كيميا يعني ممبواة تمباڬا جاد َم ْس ‪.‬‬

‫‪ 102‬الس يد عثم ان‪ ،‬إص الح الح ال بطلب الحالل‪( ،‬البتاوي‪ :‬الطباع ة للس يد عثم ان‪ ،‬د‪ .‬ط)‪،‬‬
‫س‪ 1298 .‬هـ‪ ،‬ص‪26 .‬‬
‫‪ 103‬السيد عثمان‪ ،‬إصالح الحال بطلب الحالل‪ ،‬ص‪13 .‬‬
‫كيفية نقل األحاديث في هذا الكتاب‬ ‫‪.3‬‬

‫كان الس يد عثم ان إذا نق ل األح اديث ي ذكر مص ادره‪ .‬وتل ك املص ادر ليس ت من‬

‫الكتب األص لية في الح ديث ب ل ليس بكتب الح ديث مث ل إحي اء عل وم ال دين وتنبي ه‬

‫الغ افلين والزواج ر وكش ف الغم ة ونزه ة املج الس‪ .‬وال ي ذكر الس يد عثم ان س ند تل ك‬

‫األح اديث وال مخ رجي األح اديث‪ ،‬ب ل ذك ر مباش رة "ق ال ص لى هللا علي ه وس لم" ثم ذك ر‬

‫الح ديث‪ .‬واألح اديث في ه ذا الكتاب بلغت ثالثين ح ديثا كتبه ا بلفظها ثم ترجمها الس يد‬

‫عثمان إلى اللغة املالوية‪ .‬وذلك مثال حينما بّي ن السيد عن فرض طلب الرزق‪:‬‬
‫ّطّل ُب ْل َح اَل‬
‫ا ِل‬ ‫"دان درف د كتاب إحي ا عل وم ال دين ق ال ص لى هللا علي ه وس لم‬
‫َف ٌة َل ُك‬
‫ِر ْي َض َع ى ِّل ُم ْس ِل ٍم ‪ ،‬ارتيث برسبد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مننتوة حالل ايت‬
‫‪104‬‬
‫واجب اتس تيف‪ 2‬اورڠ اسالم"‬

‫‪ 104‬السيد عثمان‪ ،‬إصالح الحال بطلب الحالل‪ ،‬ص‪2 .‬‬

You might also like