You are on page 1of 22

‫الس ابع والثامن الهج ريني منت امجلل يف املنطق للخوجني والرشوحات عليه‬

َّ ‫املنطق يف الق رنني‬


Khunaji's al-Jumal in the Context of Logic Studies in the Seventh and Eighth Century (AH) and the
Commentaries Written on His Work

Öğretim Görevlisi, Nevşehir Hacı Bektaş Veli Üniversitesi, İlahiyat


Fakültesi, Arap Dili ve Edebiyatı Anabilim Dalı
Lecturer, Nevşehir Hacı Bektaş Veli University, Faculty of Theology,
Department of Arabic Language and Literature
Nevşehir / TURKEY
ramy.elbannalum@hotmail.com
El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki …

:‫ملخص‬
‫ واكن الفضل يف هذا يرجع اىل أيب حامد الغزايل‬،‫شهد القرانن السابع والثامن هنضة يف عمل املنطق‬
‫ بل جعل من ال يتعمل املنطق ويدرسه ال يوثق‬،‫ حيامن تزمع عمل املنطق وقدمه عىل كثري من العلوم‬1111/505
‫ اليت اكن طرفا مهنا‬،‫ اذلي كون مدرسة كبرية يف العلوم العقلية‬1210/606 ‫ تبع الغزايل الفخر الرازي‬،‫بعلمه أاي اكن‬
‫ اذلي‬1248/646 ‫ أفضل ادلين اخلوجني‬،‫ ندرس يف مقالتنا أحد أعضاء هذه املدرسة تالمذة الرازي‬،‫عمل املنطق‬
‫ من مضن هذه املؤلفات منت صغري احلجم‬،‫ وألف فيه مؤلفات طبقت الآفاق‬،‫طور املنطق وزاد عليه وحصح فيه‬ َّ
‫ نرصد يف القرنني السابع والثامن مدى انتشار هذا املنت‬،‫ وتوالت عليه الرشوح والتعليقا‬،‫مجع فيه أطراف هذا العمل‬
.‫وكيف توالت عليه الرشوح‬
-‫ابن واصل‬-‫اخلوجني‬-‫ العلوم العقلية‬-‫ اخلوجني‬-‫ اسالم‬-‫ الفخر الرازي‬-‫ الغزايل‬-‫ عمل املنطق‬:‫لكامت مفتاحية‬
‫الندرويم‬
Abstract
The science of logic has occupied an important role in Islamic history.
In the seventh and eighth centuries Islamic world has made a great progress
in the science of logic. One of the primary reasons for this progress was the
importance that Ghazali (d.505/1111) attributed to that science. By stating that
we can not trust the knowledge of the one who does not know the logic,
Ghazali has set this science as a criterion for the right knowledge. On this
account intensive studies on logic flourished and many other sciences even
Tafseer and Fiqh included it in their corpus. The most prominent scholar in
the field of logic in the seventh century was Fakhr ad-Dīn ar-Rāzī (d.606 /
1210). Ar-Rāzī has led a major scholar in rational sciences, educated many
great scholars and become a pioneer for these sciences to spread in the Islamic
world. al-Khunaji (d.646/1248), who moved from Iran to Egypt and became
Qadi al-Qudat there, was one of his important students.He contributed to the
improvement of science of logic by his works that became a handbook for
those who wanted to study logic. This article examines how one of his works
al-Jumal was considered among Muslim scholars within the two centuries
time after its compilation.
Keywords: Logic-Islam- Ghazali- ar- Rāzī - Khunaji- Ibn Wasil- Metn
al-Jumal.
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫‪ -1‬عمل املنطق حىت جميء الغزايل‪:‬‬


‫يعترب عمل املنطق من العلوم اليت سامهت بشلك كبري يف اثراء العلوم العربية‪ ،‬منذ أن دخلت اىل العرب‪،‬‬
‫وقد ابتدأت حركة النقل والرتمجة وازدهرت يف عرص املأمون‪218-170=833-786‬هـ يف القرن الثاين الهجري‪،1‬‬
‫وأنشأ عىل يده بيت احلمكة؛ فرتمجت كتب كثرية يف الفلسفة واملنطق والطب وغريها‪ ،‬ومن هنا عرف املسلمون‬
‫املنطق الرسطي واحتفت به طائفة كبرية من املسلمني بيامن رفضته طائفة أخرى عىل رأسها مدرسة احلديث‬
‫والفقهاء اذلين رفعوا شعار "من متنطق فقد تزندق"‪ ،‬واش هترت هذه املقوةل بيهنم وأمثالها‪ ،‬ومل يعنوا أقل عناء بقراءة‬
‫رضر يف ادلين‪ ،‬وجلبا للش هبات عىل املسلمني يف حني‬ ‫هذه الكتب أو تفحصها‪ ،‬اعتقادا مهنم أن ذكل س يصحبه ٌ‬
‫أن املوقف الصحيح الواجب عىل املسلمني هو حامية هذا ادلين وحامية العقيدة وحامية صفااها من َّادلخلل‪ ،‬ذلا أتت‬
‫عهنم القوال الشديدة يف حترمي النظر يف املنطق‪ ،‬ومل يكن قصد مدرسة احلديث علام بعينه وحترمي النظر فيه‪ ،‬بل‬
‫اكن قصدمه عاما يف لك من أىت من اخلارج واش متل ذكل عمل الالكم أيضا والبحث يف االلهيات والغيبيات‪ ،‬وهذا‬
‫االناكر وطريقته –أعين التحرمي املطلق لعمل املنطق أو نقده داخليا وخارجيا‪ -‬ظلت مس مترة‪ ، 2‬لكن يف القرن‬
‫السابع هناك من أىت وكرس القاعدة متاما‪ ،‬دلى مدرسة احلديث‪ ،‬فبالرمغ من املوقف احملافظ املتشدد جتاه هذا‬ ‫َّ‬
‫العمل‪ ،‬وحترمي الاقرتاب منه لي غرض اكن سواء اكن دراس ته أو نقضه ونقده‪ ،‬رمغ هذا أىت من هذه املدرسة ابن‬
‫تميية (‪ 728‬هـ ‪ 1328-‬م)‪ ،‬فرمغ انامتئه ملدرسة احلديث ومرشبه ومذهبه احلنبيل‪ ،‬اال أنه اقتحم علوم الفلسفة مل‬
‫يكن الغرض مدهحا أو ادلعوة اىل نرشها ابلطبع‪ ،‬وامنا هو نقضها ونقدها واثبات أهنا خمالفة لدلين والقياس والعقل‬
‫الصحيح‪ ،‬واكن عىل رأس هذه العلوم اليت درسها ابن تميية عمل املنطق‪ ،‬فألف مؤلفات يف الرد عىل املنطق‬

‫‪ 1‬خري ادلين الزرلكي ادلمشقي‪ ،‬املتوىف‪1396‬هـ العالم‪ ،‬دار العمل للماليني‪ ،‬الطبعة اخلامسة عرش‪2002 ،‬م‪.142/4 ،‬‬
‫الشهر ُزوري ‪ ،‬املتوىف ‪643‬هـ ‪ ،‬وقد نقل اذلهيب فتواه‪ " :‬ومن فتاويه أنه س ئل معن يش تغل‬
‫‪ 2‬ابن الصالح ؛ عبد الرمحن بن عامثن بن موىس الكردي ل‬
‫ابملنطق والفلسفة فأجاب‪ :‬الفلسفة أس السفه والاحنالل ‪ ،‬ومادة احلرية والضالل ‪ ،‬ومثار الزيغ والزندقة ‪ ،‬ومن تفلسف ‪ ،‬معيت بصريته عن‬
‫حماسن الرشيعة املؤيدة ابلرباهني ‪ ،‬ومن تلبس هبا ‪ ،‬قارنه اخلذالن واحلرمان ‪ ،‬واس تحوذ عليه الش يطان ‪ ،‬وأظمل قلبه عن نبوة محمد صىل هللا عليه‬
‫وسمل ‪ ،‬اىل أن قال‪ :‬واس تعامل الاصطالحات املنطقية يف مباحث الاحاكم الرشعية من املنكرات املس تبشعة ‪ ،‬والرِّقاعات املس تحدثة ‪ ،‬وليس‬
‫ابلحاكم الرشعية ‪ -‬وهلل امحلد ‪ -‬افتقار اىل املنطق أصال ‪ ،‬هو قعاقع قد أغىن هللا عهنا لك حصيح اذلهن ‪ ،‬فالواجب عىل السلطان أعزه هللا أن‬
‫يدفع عن املسلمني رش هؤالء املشائمي ‪ ،‬وخيرهجم من املدارس ويبعدمه ‪ .‬السري ‪ ، 143/23‬والنووي ؛ حمي ادلين أبو زكراي حيي بن رشف بن مرِّي‬
‫ادلمشقي الشافعي ‪ ،‬املتوىف ‪676‬هـ ‪ ،‬وقد نعى عىل الغزايل الزامه تعمل املنطق يف بداية املس تصفى وأن جاهل املنطق ال يوثق بعلمه ‪ ،‬وكذكل قال‬
‫يف رشح املهذب‪" :‬ال جيوز بيع كتب املنطق والفلسفة جز ًما ‪ ،‬بل جيب اتالفها لتحرمي الاش تغال هبا" ‪ ،‬انظر‪ :‬القول املرشق يف حترمي املنطق ‪،‬‬
‫للس يوطي ؛ جالل ادلين عبد الرمحن بن أيب بكر بن مجمد اخلضريي‪ ،‬املتوىف ‪911‬هـ‪ ،‬ص (‪ ، )136، 135‬حتقيق د‪ .‬الس يد محمد س يد عبد‬
‫الوهاب ‪ ،‬دار احلديث ‪ ،‬س نة ‪1429‬هـ‪2007-‬م‪.‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫الرسطي ونقده نقدا داخليا‪ ،‬واكن مهنا كتاب يف املنطق رأسا وقصدا وهو كتاب الرد عىل املنطقيني‪،‬وذكر ابن تميية‬
‫رضوري يف مناقشة هذا المر‪ ،‬أقصد موقف مدرسة احلديث من املنطق والعلوم العقلية‪ ،‬ذكل أن موقف ابن‬
‫‪3‬‬
‫تميية مل يكن هل نظري مياثهل يف القوة والشدة ال قبهل وال بعده‪.‬‬
‫أما الفريق اذلي احتفى ابلعلوم الفلسفية واليت اكن يأيت من مضهنا املنطق الرسطي‪ ،‬فهيي ابتدا ٌء من‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫مرورا حبجة االسالم الغزايل ‪505‬‬‫الكندي ت‪ .‬حنو ‪260‬هـ‪873 -‬م مث الفارايب ت‪ .‬حنو ‪350‬هـ‪950-‬م ‪ ،‬وهكذا ً‬
‫هـ‪1111-‬م‪ ،6‬اذلي تزمع املنطق تز ًمعا كبريا‪ ،‬وألف فيه الكثري من الكتب والرسائل‪ ،‬عىل رأسها رساةل معيار العمل‬
‫‪7‬‬
‫اذلي اعترب فهيا أن املنطق هو معيار العمل وأساسه‪ ،‬وحمك النظر‪ ،‬والقسطاس املس تقمي وغريها‪.‬‬
‫وقد اكن لهذا امحلاس الشديد دلى الغزايل أثره البالغ فمين أىت بعده‪ ،‬فأصبح للمنطق سطوة ابلغة واش تد‬
‫كبريا ابملنطق‪ ،‬واذلي تزمع هذا أيضا الغزايل‬
‫تناوهل يف سائر العلوم‪ ،‬ال س امي أصول الفقه اذلي اختلط اختالطا ً‬
‫نفسه‪ ،‬فنبه يف مقدمته لكتاب املس تصفى يف أصول الفقه‪ ،‬أن من ال يعمل احلد والربهان ال يصح النظر هل يف عمل‬
‫أصول الفقه‪ ،‬بل يف سائر العلوم النظرية‪.‬‬
‫"فان ذكل هو أول أصول الفقه وحاجة مجيع العلوم النظرية اىل هذه املقدمة حلاجة أصول الفقه بيان‬
‫‪8‬‬
‫حرص مدارك العلوم النظرية يف احلد والربهان"‪.‬‬
‫وحمطة الغزايل تكتسب أمهيهتا من أنه اكن اعرتافًا رمسيا بدخول عمل املنطق دائرة العلوم االسالمية‪ ،‬بل‬
‫أصبح جزء ال يتجزء من عمل أصول الفقه كام س بقت االشارة‪ ،‬غري أن مثة اشارة هممة هنا أيضً ا‪ ،‬أن موقف الغزايل‬
‫خيتلف اختالفًا جذراي عن موقف فالسفة االسالم املشهورين اكلفارايب والكندي وابن سينا عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫هذا الاختالف يمكن يف أن الغزايل قد فصل فصال اتما بني عمل املنطق والعلوم الفلسفية الخرى‪ ،‬بل أكرث من‬
‫ذكل‪ ،‬فهو يف حني أنه تزمع عمل املنطق وجعهل عىل رأس العلوم االسالمية‪ ،‬فانه يف الوقت نفسه تزمع هدم العلوم‬
‫الفلسفية وأخذ عىل عاتقه هذا وألف كتابه املشهور "هتافت الفالسفة"؛ ومن لمث فان هذا قد أدى اىل نشوء فريق‬

‫‪ 3‬وقد أرشان اىل هذا بشئ من التفصيل يف حبث "بني اذلهيب وابن تميية"‪ ،‬طبعة مكتبة المل‪ ،‬االسكندرية‪ ،2014،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 4‬العالم‪ ،‬للزرلكي‪.195/8 ،‬‬
‫‪ 5‬العالم‪ ،‬للزرلكي‪.20/7 ،‬‬
‫‪ 6‬العالم‪ ،‬الزرلكي‪.22/7 ،‬‬
‫‪ 7‬انظر‪ :‬ادلكتور عيل سايم النشار‪ ،‬مناجه البحث عند مفكري االسالم‪ ،‬دار الهنضة للطباعة‪ ،‬بريوت‪ 1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ 8‬جحة االسالم‪ ،‬أبو حامد الغزايل‪ ،‬املس تصفى يف أصول الفقه‪ ،‬حتقيق محمد عبد السالم عبد الشايف‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الوىل‪،1993 ،‬‬
‫‪ ،10/1‬وانظر‪ :‬ابن خدلون‪ ،‬املقدمة‪ ،‬حتقيق عبد هللا محمد ادلويش‪ ،‬دار البلخي‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،265/2 ،2004 ،‬حيث فصل من وهجة‬
‫نظره اختالف املتقدمني وااملتأخرين حول املنطق وقبوهل اسالميا‪ ،‬وذكر دور الغزايل ومن بعده‪.‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫من علامء املسلمني ليسوا فالسفة وال دلهيم أدىن اهامتم ابلفلسفة‪ ،‬بل عىل العكس متاما قد يكونوا من أشد أعدااها‬
‫كام هو احلال عند الغزايل نفسه‪ ،‬مع هذا‪ ،‬فان يف الوقت نفسه اكن يف هذا الفريق اكن مهنم مناطقة أاكبر وأقوايء‪.‬‬
‫وعىل أي حالٍ فان املنطق أصبح هل ماكنة قوية منذ هذا العهد‪ ،‬وظل يزحف رويدا رويدا اىل العلوم‬
‫االسالمية‪ ،‬عمل وراء عمل‪ ،‬حىت رأيناه يف أغلب العلوم االسالمية‪ ،‬ويف تكل العلوم اليت من الصعب رؤية املنطق‬
‫فهيا عىل القل يف التصور؛ كعلوم اللغة‪ ،‬وطال حىت علوم التفسري‪ ،‬كام ظهر جليا عند الاكفيجي املرصي ‪ 879‬هـ‪-‬‬
‫‪9‬‬
‫جزء مهنا‪ ،‬اكلالكم مثال فاملتلكم ال انفاكك هل عن‬ ‫‪1474‬م مثال ‪ ،‬هذا غري العلوم الساس ية اليت أصبح املنطق ً‬
‫املنطق يف املناظرة والبحث‪.‬‬
‫وابلعودة اىل حمطة الغزايل‪ ،‬فان يف القرنني التاليني هل ظهرت خشصيات جعلت من هذا العرص –ان‬
‫العمل الفحر الرازي ‪ 606‬هـ ‪ 1210-‬أحد‬ ‫عرصا ذهبيا لعمل املنطق‪ ،‬وأول من يذكر يف هذا املضامر ل‬ ‫جاز لنا القول‪ً -‬‬
‫جزء أساس يا مهنا‪.‬‬
‫أمعدة الفلسفة االسالمية؛ وابلتايل عمل املنطق اذلي اكن ً‬
‫وقد اكن للفخر الرازي نشاط وأثر كبري جعل منه حمطة انطالق أيضا لعلامء كثريين أصبحوا مشاهري فامي‬
‫بعد‪ ،‬وحنن نذكر هنا املناطقة فقط؛ أمثال أثري ادلين مفضل بن معر الهبري املنطقي وعامل الفلسفة والفكل ‪663‬‬
‫هـ‪ ،1264 -‬وأفضل ادلين محمد بن انماور بن عبد املكل اخلوجني ‪ ،10‬اذلي صنف يف املنطق مصنفات طبقت‬
‫الآفاق‪ ،‬واذلي بعد تتلمذه للرازي وأخذه علوم املنطق واحلمكة‪ ،‬رحل اىل مرص‪ ،‬فأصبح قاض ًيا للقضاة يف مرص‪ ،‬كام‬
‫س يأيت‪ ،‬وقد ألف مصنفات كثرية يف علوم املنطق والفلسفة‪ ،‬مهنا متنا ً‬
‫خمترصا سامه "امجلل يف عمل املنطق"‪ ،‬وهذا‬
‫املنت توالت عليه رشوح كثري س نتناولها يف حبثنا‪.‬‬
‫وقد وصف ابن العربي تالميذ الفخر الرازي وتوزعها جغرافيا قائال‪" :‬ويف هذا الزمان اكن جامعة من‬
‫تالمذة الامام خفر ادلين الرازي سادات فضالء احصاب تصانيف جليةل يف املنطق واحلمكة كزين ادلين الكيش‬
‫وقطب ادلين املرصي خبراسان وأفضل ادلين اخلوجني مبرص ومشس ادلين اخلرسوشايه بدمشق واثري ادلين‬
‫‪11‬‬
‫الهبري ابلروم واتج ادلين الارموي ورساج ادلين الرموي بقونية"‪.‬‬
‫وميكن القول ابلطبع أن الك من هؤالء التالميذ اكن هل أثره وتأثريه فامي بعده عىل قدر علمه ومؤلفاته‬
‫وتالميذه ومدى انتشارمه يف الفاق االسالمية أآنذاك‪ ،‬غري أن البحث قد أخذ أحدمه ليسلط عليه الضوء‪ ،‬ويتخذه‬
‫مصباح هدى يرصد به مدى انتشار املنطق وزهوه يف هذين القرنني‪ ،‬هذا الرجل هو أفضل ادلين اخلوجني أحد‬

‫‪ 9‬الاكفيجي‪ ،‬التيسري يف قواعد التفسري‪ ،‬حتقيق دكتور مصطفى محمد حسني اذلهيب‪ ،‬مكتبة القديس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الوىل‪.1998 ،‬‬
‫‪ 10‬ابن العربي‪ ،‬اترخي ابن العربي‪ ،‬حتقيق أنطون صاحلي اليسوعي‪ ،‬دار الرشق‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1992 ،‬ص ‪.445‬‬
‫‪ 1111‬ابن العربي‪ ،‬اترخي خمترص ادلول‪ ،‬ص ‪.445‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫أفراد مدرسة الفخر الرازي كام س بق‪ ،‬واملنت اذلي سنسلط عليه الضوء هو أحد مؤلفاته منت امجلل ‪12‬يف عمل‬
‫املنطق‪.‬‬
‫‪ -2‬أفضل ادلين اخلوجني وكتابه "امجلل"‪:‬‬
‫مؤرخو القرن السابع اذلي اكن رأسا فيه‪ ،‬واكن مهنم تلميذه صاحب "عيون النباء" ابن‬ ‫ترمج للخ ل‬
‫ُوجني ِّ‬
‫الصدر الاكمل س يد العلامء واحلكامء أوحد زمانه وعالمة أوانه أفضل ادلين أبو عبد‬‫أصيبعة ‪668‬ه‪1270-‬م ‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫‪13‬‬
‫هللا محمد بن انماوار اخلوجني‪ ،‬قد متزي يف العلوم احلمكية وأتقن المور الرشعية"‪ .‬ومل يذكر س نة ميالده‪ ،‬وقد ذكر‬
‫ميالده ا َّذلهيب ‪1348 -748‬م يف العرب فقال‪ " :‬ودل س نة تسعني ومخس مائة"‪ ،14‬وهو يعادل ‪ 1194‬ميالداي‪ ،‬وقد‬
‫عني ابن العامد احلنبيل ‪1679- 1089‬م الس نة نفسها وزاد علهيا بأنه ودل يف شهر جامدى الوىل‪ 15،‬وقد ذكر كثري‬
‫من املؤرخني أنه أىت اىل مرص‪ ،‬لكهنم مل يذكروا ابلتحديد أين اكن قبلها؟‪ ،‬فاكتفى اذلهيب بقوهل‪" :‬واش تغل يف‬
‫العجم"‪ ،16‬والعجم قدميا اكنت تطلق عىل لك البالد اليت ليست عربية‪ ،‬وخاصة بالد فارس ابعتبار قرهبم اجلغرايف‬
‫من احمليط العريب‪ ،‬ويبدو أنه ايراين املنشأ واملودل‪ ،‬وقد ذكر يف معجم البدلان بدلة "خوان" مث ذكر أن الصواب يف‬
‫تسميهتا وذكرها يف الكتابة "خوجن"‪ ،‬مث قال بأهنا من أعامل أذربيجان‪ ،17‬بني بدلة مراغةوبدلة زجنان‪ ،18‬والك البدلتني‬
‫تقع يف ايران حاليا‪.‬‬
‫ومل يلق احتفاء من قبل املؤرخني املعادين لعمل املنطق؛ فاكتفى ابن كثري بقوهل‪" :‬أفضل ادلين اخلوجني‬
‫احلكمي املنطقي البارع يف ذكل‪ ،‬واكن مع ذكل جيد السرية يف أحاكمه قال أبو شامة‪ :‬أثىن عليه غري واحد"‪ 19‬ومل‬

‫‪ 12‬طبع مرات‪ ،‬مهنا بتحقيق وتقدمي سعد غراب‪ ،‬رسالتان يف املنطق لفضل ادلين اخلوجني وابن عرفة‪ ،‬اجلامعة التونس ية‪ ،‬مركز ادلراسات والحبا‬
‫الاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬تونس ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ 13‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون النباء يف طبقات الطباء‪ ،‬ادلكتور نزار رضا‪ ،‬دار مكتبة احلياة – بريوت‪ ،‬ص ‪.586‬‬
‫‪ 14‬اذلهيب‪ ،‬العرب يف من غرب‪.255/3 ،‬‬
‫‪ 15‬ابن العامد احلنبيل‪ ،‬شذرات اذلهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬حتقيق محمود الرانؤوط وعبد القادر الرانؤوط‪ ،‬دار ابن كثري دمشق‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الوىل‪ 1406 ،‬هـ ‪.409/7 ،1986 -‬‬
‫‪ 16‬العرب ‪.255/3‬‬
‫‪ 17‬وصف ايقوت امحلوي يدل بقوة عىل أن املدينة ايرانية‪ ،‬وقد ومه مرتمجه ‪ Mustafa Çarıcı‬فنسب اعامتدًا عىل صاحب "معجم البدلان" البدلة‬
‫اىل أذربيجان احلالية‪ ،‬لن ايقوت امحلوي قال‪ :‬الواقعة يف أذربيجان‪ ،‬وليس هذا حصي ًحا‪ ،‬فالبدلاتن مراغة وزجنان يقع الكهام يف ايران حاليا‪ ،‬وقد قال‬
‫يف معجم البدلان أن "خوجن" تقع بيهنام‪Islam Ansiklopedisi, yıl: 1998, cilt: 18, sayfa: 375.‬‬
‫‪ 18‬ايقوت امحلوي‪ ،‬معجم البدلان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.407/2 ، 1995 ،‬‬
‫‪ 19‬ابن كثري‪ ،‬البداية والهناية‪.205/13 ،‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫يذكر س نة ميالده وال وفاته وال حىت امسه رمغ القرب الزمين بيهنام‪ ،‬وترمجته تقول بأنه رمغ أنه اكن عاملا ابملنطق فانه‬
‫اكن جيد السرية‪ ،‬وكن املنطق يفسد السرية‪ ،‬أما ابن أيب شامة فقد قال عنه‪" :‬الفضل اخلوجني قايض القضاة‬
‫مبرص‪ ،‬واكن حكميًا منطقيا‪ ،‬واكن احلديث عنه مدة واليته القضاء حس نا‪ ،‬مسعت الش يخ ابن أيب الفضل وغريه‬
‫‪20‬‬
‫يثين عليه يف ذكل رمحه هللا"‪.‬‬
‫وقد ذكر املؤرخون أنه انتقل اىل القاهرة لكهنم مل يذكروا مىت ابلتحديد جاء من ايران اىل القاهرة كام‬
‫سلف‪ ،‬لكنه حمتًا اكن س نة ‪ 632‬جهرية ابلقاهرة‪ ،‬ذكل لن تلميذه ابن أيب أصيبعة قال‪" :‬اجمتعت به ابلقاهرة يف‬
‫س نة اثنتني وثالثني وست مائة فوجدته الغاية القصوى يف سائر العلوم وقرأت عليه بعض اللكيات من كتاب‬
‫القانون للرئيس ابن سينا"‪ ،21‬كام ذكر اذلهيب أنه َّدرس ابملدرسة الصاحلية‪ 22‬الواقعة يف شارع املعز حاليا ابلقاهرة‪،23‬‬
‫وتأسيس املدرسة الصاحلية اكن س نة ‪ 640‬ه فيبدو –وكام يشري ابن واصل‪ -‬أنه بدأ فهيا التدريس منذ افتتاهحا‬
‫‪24‬‬
‫حيث عهد هل بذكل املكل الصاحل جنم ادلين أيوب‪.‬‬
‫توىل القضاء يف مرص يف أآخر حياته حيث قال‪ " :‬ويف أآخر أمره‬ ‫والكم ابن أيب أصيبعة يويح بأنه قد َّ‬
‫توىل القضاء مبرص وصار قايض القضاة هبا وبأعاملها"‪ ،25‬وقد ذكر جالل ادلين الس يوطي ‪911‬ه‪1505-‬م أن‬
‫‪26‬‬
‫كثريا قائال‪:‬‬
‫اخلوجني توىل بعد أن عزل العز بن عبد السالم نفسه عن القضاء عدة مرات ‪ ،‬وتأسف عىل ذكل ً‬
‫وغراب ويوىل عوضه رجل فلسفي! ما زال ادلهر‬ ‫"فاعتربوا اي أويل البصار‪ ،‬يُعزل ش يخ االسالم وامام المئة رشقًا ً‬
‫‪27‬‬
‫يأيت ابلعجائب!"‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫وقد ذكر اذلهيب تعيني اخلوجني للقضاء يف أحدا س نة احدى وأربعني ‪ ،‬وهذا يعين حتديدا قبل وفاته‬
‫اخلوجني حبلب‪ ،‬وأشار اىل‬‫بست س نوات‪ ،‬غري أن ابن واصل حييك يف أحدا نفس الس نة ‪ 641-‬ه‪ -‬أنه قد لقي ل‬

‫‪ 20‬ابن أيب شامة‪ ،‬ذيل الروضتني‪.280 ،‬‬


‫‪ 21‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون النباء‪.586 ،‬‬
‫‪ 22‬املدرسة الصاحلية أنشأها السلطان الصاحل جنم ادلين أيوب س نة ‪ 640‬هـ ‪ 1242 -‬م‪ .‬وترجع أمهيهتا اىل النظام الربعى اذلى اتسع لتدريس املذاهب‬
‫الربعة (الشافعى ‪ -‬احلنفى ‪ -‬املالىك ‪ -‬احلنبىل) يف بناء واحد؛ انظر هامش ‪ 1‬مفرج الكروب يف أخبار بين أيوب‪.162/5 ،‬‬
‫‪ 23‬اذلهيب‪ ،‬اترخي االسالم‪.557/14 ،‬‬
‫‪ 24‬ابن واصل‪ ،‬مفرج الكروب‪.162/5 ،‬‬
‫‪ 25‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون النباء‪.586 ،‬‬
‫‪ 26‬حسن احملارضة‪.163/2 ،‬‬
‫‪ 27‬الس يوطي‪ ،‬حسن احملارضة يف أخبار مرص والقاهرة‪ ،‬حتقيق محمد أبو الفضل ابراهمي‪ ،‬دار احياء الكتب العلمية عيىس البايب احلليب‪ ،‬مرص‪،1967 ،‬‬
‫ص ‪.541‬‬
‫‪ 28‬اذلهيب‪ ،‬اترخي االسالم‪.562/14 ،‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫أنه قد توىل القضاء يف بالد الروم قبل ذكل‪ ،‬وأنه اكن عازما ذكل احلني عىل السفر اىل ادلاير املرصية‪ ،29‬والرحج‬
‫أنه اكن يف زايرة حللب أآنذاك ومل يكن مقميًا هبا؛ اذ ادلالئل عىل أنه اكن قبل هذا التارخي مقامي مبرص بابتة‪ ،‬حيث‬
‫س بق ذكر الكم ابن أيب أصيبعة تلميذه بأنه لقيه يف القاهرة س نة ‪632‬ه‪ ،‬مث ان توليه التدريس ابملدرسة –عىل‬
‫التارخي اذلي رحجناه‪ -‬اكن س نة ‪640‬ه‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫وقد ذكر ابن واصل أن املكل الاكمل ‪635‬ه أرسل ل‬
‫اخلوجني اىل سلطان الروم وملا عاد من هذه‬
‫الرساةل اتفق هل موت املكل الاكمل‪ ،‬يعين عاد س نة ‪635‬جهرية‪ 31،‬وهذا يؤكد أيضا مقامه مبرص تكل الفرتة‪.‬‬
‫وقد قال مج ٌع من املؤرخني بأنه تويف يوم الربعاء اليوم اخلامس من شهر رمضان س نة ست وأربعني‬
‫‪32‬‬
‫وس امتئة‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤلفات اخلوجني وخمترص امجلل‪:‬‬
‫ُذكر للخ ل‬
‫ُوجني مؤلفات كثرية يف العلوم العقلية‪ ،‬ومهنا الكتب التالية‪:‬‬
‫مقاةل يف اخلدور والوروم‪.‬‬
‫كتاب امجلل يف عمل املنطق‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫كتاب كشف الرسار يف عمل املنطق‪.‬‬
‫كتاب املوجز يف املنطق‪.‬‬
‫كتاب أدوار امحليات‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫رشح ما قاهل ابن سينا يف النبض‪.‬‬
‫وقد انترشت هذه الكتب ابلرمغ من قلهتا يف القرن السابع‪ ،‬ال س امي اخلاصة بعمل املنطق‪ ،‬حىت قال ابن‬
‫اخلوجني وكتبه يف مقدمته‪ " :‬وعىل كتبه معمتد املشارقة لهذا العهد‪ ،‬وهل يف هذه الصناعة كتاب كشف‬ ‫خدلون عن ل‬

‫‪ 29‬ابن واصل‪ ،‬مفرج الكروب‪.325/5 ،‬‬


‫‪ 30‬يف حتديد بالد الروم قدميا‪ ،‬يذكر ايقوت أن حدود بالد الروم قائال‪" :‬وأما حدود الروم مفشارقهم وشامهلم الرتك واخلزر ورس‪ ،‬ومه الروس‪،‬‬
‫وجنوهبم الشام واالسكندرية ومغارهبم البحر والندلس"‪ ،‬معجم البدلان ‪ ،98/3‬وهو ما يشمل حاليا روس يا وتركيا وبالد أوراب عدا اس بانيا لهنا‬
‫اكنت بأيدي املسلمني أآنذاك‪ ،‬وقد اعتذر ايقوت امحلوي لعدم احاطته ببالد الروم بدقة رمغ أنه ذكر كثريا من أعاملها بدقة؛ وانظر تفصيل أعاملها‬
‫هناك‪.‬‬
‫‪ 31‬ابن واصل‪ ،‬مفرج الكروب يف أخبار بين أيوب‪.162/5 ،‬‬
‫‪ 32‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون النباء‪ ،586 ،‬ابن أيب شامة‪ ،‬اذليل‪ ،280 ،‬وبقية املراجع املشار الهيا‪.‬‬
‫‪ 33‬طبع يف ايران بتحقيق وتقدمي ادلكتور خادل الروهيب‪.2010 ،‬‬
‫‪ 34‬عيون النباء ‪.587‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫الرسار وهو طويل واخترص فهيا خمترص املوجز وهو حسن يف التعلمي مث خمترص امجلل يف قدر أربعة أوراق أخذ‬
‫مبجامع الفن وأصوهل فتداوهل املتعلمون لهذا العهد فينتفعون به‪ ،‬وجهرت كتب املتقدمني وطرقهم كن مل تكن ويه‬
‫‪35‬‬
‫ممتلئة من مثرة املنطق وفائدته كام قلناه"‪.‬‬
‫نتشارا واسعا يف الآفاق‪ ،‬فبالرمغ من أنه‬
‫أما منت امجلل فهو لصغر جحمه ولخذه مبجامع العمل‪ ،‬انترش ا ً‬
‫ورقات معدودة يف هذا الفن العويص‪ ،‬لكنه انترش لسهوةل حفظه‪ ،‬ومطالعته‪ ،‬بني العلامء يف اكفة المصار‪ ،‬وأقبل‬
‫وحمش عىل الرشح وهكذا‪.‬‬‫العلامء عىل املنت ما بني شارح هل‪ ،‬وملخص للرشح‪ٍ ،‬‬
‫وقد بني ابن واصل امحلوي أن منت امجلل قد وضعه أفضل ادلين اخلوجني س نة ‪ 624‬ه‪ ،‬واكن أآنذاك‬
‫جماورا مبكة املكرمة‪ ،‬واكن ادلافع لوضعه هذا املنت "االمام العالمة فريد زمانه يف العربية والتفسري الش يخ رشف‬
‫ً‬
‫ادلين املريس رمحه هللا فانه طلب منه وضع خمترص يف عمل املنطق يف غاية االجياز والاستيعاب ملقاصد الفن ليقرأه‬
‫عليه فوضع هل هذا الكتاب"‪.‬‬
‫ويرى ابن واصل أن منت امجلل مل يش هتر اش هتار كتب اخلوجني الخرى ككتاب املوجز‪ ،‬وهذا‬
‫الس تغالق فهمه وقصور أكرث الذهان عن تصور معانيه وحل ضوابطه‪ ،‬غري أنه "قد حوى ما يف املوجز وزاد عليه‬
‫بأكرث من الضعف مع أنه ال يبلغ منه قدر النصف" أما هذان الكتاابن فكام يرى ابن واصل فانه قد جرى فهيام عىل‬
‫طريقة القدمني يف املنطق‪ ،‬مث يأيت كتاب كشف الرسار وهو الكتاب اذلي أىت فيه ابلبدائع وخالف رأي‬
‫‪36‬‬
‫القدمني يف كثري من القواعد وبني بطالن مذههبم وحصة ما ذهب اليه بقواطع الدةل‪.‬‬
‫‪ -4‬رشوح منت امجلل‪:‬‬
‫بدأت الرشوح عىل منت امجلل تهنال عليه يف مرحةل مبكرة‪ ،‬قد تكون قبل موت املؤلف نفسه‪ ،‬كام‬
‫س يأيت بيانه‪ ،‬وحىت ال يطول بنا البحث‪ ،‬وخيرج عن مقصده‪ ،‬فاننا س نلقي الضوء هنا عىل أمه الرشوح يف رأينا‪،‬‬
‫ونتحد عهنا قليال‪ ،‬يك نأخذ من ذكل تصورا وفهم ملدى انتشار هذا املنت وتوسعه جغرافيا واس متراره اترخييا‪،‬‬
‫وابلتايل دليال أيضا عىل انتشار املنطق بشلك عام يف القرنني السابع والثامن الهجريني‬
‫يأيت عىل رأس هذه الرشوح –يف رأينا‪ -‬رشح ابن واصل امحلوي‪ ،‬لس باب مهنا قرب الشارح من‬
‫املؤلف زمنيا وماكنيا ومهنا ماكنة املؤلف التارخيية وغريها من الس باب اليت س تأيت يف غضون البحث‪.‬‬

‫‪ 35‬ابن خدلون‪ ،‬املقدمة‪.264/2 ،‬‬


‫‪ 36‬خمطوط رشح ما اس تغلق من منت امجلل‪ ،‬البن واصل‪ ،‬نسخة مكتبة جامعة يل‪ ،‬ورقة ‪2‬أ‪.‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫‪ .4.1‬ابن واصل امحلوي شارح منت امجلل اخلوجني‪:‬‬


‫يعترب ابن واصل من املؤرخني املعروفني يف التارخي االساليم‪ ،‬خاصة يف الفرتة اليوبية فهو املؤرخ‬
‫البرز لهذه الفرتة‪ ،‬ذكل لقربه من الطبقة العليا أآنذاك حيث اكن أبوه سامل بن نرص هللا بن سامل قاضيا ببدلة حامة‪،‬‬
‫وقد اكن أول من معل عىل هذه الشخصية من العرب العامل البحاثة ادلكتور جامل ادلين الش يال‪ 37‬بتنبيه من‬
‫أس تاذه احملقق املؤرخ ادلكتور محمد مصطفى زايدة‪ ،‬فعمل عىل ابن واصل وكتابه مفرج الكروب دراسة مس تقةل‬
‫انل هبا رساةل ادلكتوراه بعنوان "جامل ادلين بن واصل وكتابه مفرج الكروب يف أخبار بىن أيوب"‪ ،‬وقد ودل ابن‬
‫‪38‬‬
‫واصل يف حامة س نة ‪604‬ه‪1208-‬م‪ ،‬وتويف س نة ‪ 697‬هـ ‪.1298 -‬‬
‫لقد ذكر ابن واصل امحلوي أفضل ادلين اخلوجني يف كتابه مفرج الكروب يف أخبار بين أيوب‪ ،‬فأثىن‬
‫كثريا‪ ،‬بل ذكر واقعة دافع فهيا عنه؛ حيث ذكر يف أحدا س نة ‪635‬ه يف احلديث عن سرية املكل الاكمل؛‬ ‫عليه ً‬
‫أن طائفة من العلامء وفدوا اىل املكل الاكمل ‪635‬ه "مفمن وفد اليه الش يخ اتج ادلين الرموى‪ ،‬امام وقته يف‬
‫الصولني واملعقوالت‪ ،‬وأقام عنده مدة مكرما‪ ،‬ووفد اليه االمام أفضل ادلين اخلوجنى‪ ،‬واكن فاضال يف املنطق‬
‫واملعقوالت والطب‪ ،‬وأما ذهنه ففى غاية التوقُّد واالدراك"‪.‬‬
‫وبعد أن أثىن عليه ابن واصل يذكر احلادثة ذكل أن املكل الاكمل امتحن اخلوجن للي يف مسائل علمية يقول‬
‫ابن واصل‪" :‬فاس تحرضه املكل الاكمل فسأهل عن مسألتني يف الطب‪ ،‬فاتفق أنه أخطأ فهيام فاحنط عنده قليال‪،‬‬
‫سأهل عن اخليار كيف ينبغى أن يؤلك؟ وسأهل لمل اذا ألك احللو مع غريه يتقيأ احللو بعد ما ألك معه‪ ،‬وان ألك احللو‬
‫يعلل وقوعله يف‬ ‫خيطئ ابن واصل ل‬
‫اخلوجن لي و ِّ‬ ‫أوال؟ فأجاب عن الوىل بأن اخليار أفضل ما ألك مع قرشه"‪ ،‬وهنا ِّ‬
‫هذا اخلطأ بأنه قد قدل ابن سينا يف كتابه القانون‪ ،‬فان ابن سينا يقول بأن اخليار أفضل هل أن يؤلك مع القرش‪،‬‬
‫وأشار ابن واصل أن لك الطباء يف هذا اجمللس قد خطأوا اخلوجني كذكل خطأ ابن واصل ا لبن سينا عىل قوهل‬
‫رض ومل أحفظه واجلواب احلق؛ أن‬ ‫هذا‪ ،‬أما املسأةل الثانية فيقول ابن واصل‪" :‬وأجاب عن الثانية جبواب غري ُم ٍ‬
‫الطبيعة ملالءمهتا احللو تشح به‪ ،‬فلهذا يتقيأ أخريا"‪.‬‬
‫اخلوجني حيامن أجاب السؤالني خطأ سارع املكل الاكمل فنال منه واس هتزأ به‪ ،‬يقول ابن واصل‪:‬‬ ‫مث ان ل‬
‫"وملا أجاب أفضل ادلين املكل الاكمل مبا أجابه به دخل احلكمي الرش يد بن أىب حليقة عىل املكل الاكمل‬
‫فسأهل عن هاتني املس ئلتني فأجاب ابجلواب الصحيح‪ ،‬قال املكل الاكمل‪" :‬فقل ملوالى اذلى قال كذا وكذا" هتكام‬

‫‪ 37‬ترمج الزرلكي لدلكتور جامل ادلين الش يال وأشار اىل حبثه عن ابن واصل وانه قيد الطبع‪ ،‬انظر‪ :‬العالم ‪.135/2‬‬
‫‪ 38‬انظر‪ :‬مقدمة مفرج الكروب‪ ،‬اجلزء الول‪ ،‬بتحقيق ادلكتور جامل ادلين الش يال‪ ،‬وانظر ترمجة تلميذه أيب الفداء هل يف اخملترص يف اترخي البرش‪:‬‬
‫‪.38/4‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫به‪ .‬وجخل أفضل ادلين"‪ .‬أما ابن واصل فرمغ أن مثل هذا الترصف قد وقع من املكل الاكمل‪ ،‬وان اخلوجني أجاب‬
‫خطأ‪ ،‬اعترب ما فعهل السلطان الاكمل غري مقبول وغري الئق حيث قال معرتضً ا‪" :‬وليس هذا انصافا من املكل‬
‫الاكمل‪ ،‬فانه ليس الغلط يف مس ئةل أو مسائل قليةل مما يقىض بعدم الفضيةل‪ ،‬فانه ليس ميكن االحاطة جبميع‬
‫‪39‬‬
‫املسائل"‪.‬‬
‫عىل أي حال فان مثة اشارات تدل عىل أن ابن واصل قد لقي ل‬
‫اخلوجن لي‪ ،‬ويتبني من الكمه جيدا أنه اكن‬
‫جيهل ويعرتف هل بعلمه‪ ،‬ورمبا يكون قد تتلمذ هل يف مرص يف املدرسة الصاحلية حيث اكن يدرس الفضل اخلوجني‪،‬‬
‫أو يف ماكن أآخر‪.‬‬
‫معروف اليوم بني الباحثني ككونه مؤرخًا لدلوةل اليوبية؛ فان مرتمجيه قد أمجعوا‬ ‫أما ابن واصل فرمغ أنه ٌ‬
‫املؤرخ أبو الفدا ‪732‬ه‪1331-‬م‪:‬‬ ‫عىل أنه اكن ملام بعلوم كثرية ال س امي العلوم العقلية‪ ،‬حيث يقول عنه تلميذه ِّ‬
‫‪40‬‬
‫مربزا يف علوم كثرية‪ ،‬مثل املنطق والهندسة وأصول ادلين والفقه والهيئة والتارخي" ‪ ،‬كام ذكر‬ ‫"واكن فاض ًال اما ًما ً‬
‫أبو الفدا أنه اكن يرتدد عليه مرارا يف مسائل حيث يقول‪ :‬ولقد ترددت اليه حبامة مر ًارا كثرية‪ ،‬وكنت أعرض عليه‬
‫ما أحهل من أشاكل كتاب اقليدس‪ ،‬وأس تفيد منه‪ ،‬وكذكل قرأت عليه رشحه ملنظومة ابن احلاجب يف العروض‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫فان جامل ادلين صنف لهذه املنظومة رشح ًا حس ن ًا مطو ًال‪ ،‬فقرأته عليه"‪.‬‬
‫وهذا يدل عىل أن الرجل اكن ضليعا ابلعلوم العقلية غري التارخي‪ ،‬اال أن شهرته مكؤرخ طغت عىل المور‬
‫الخرى‪ ،‬رمبا للعداء املشهور لهذه العلوم‪ ،‬أو لن ماكنته من ادلوةل اليوبية كرجل من الطبقة العليا اكان سببا يف‬
‫ذكل‪ ،‬وحنن هنا س نلقي الضوء قليال عىل مؤلفاته مث عىل رشحه عىل مجل اخلوجني‪.‬‬
‫ومما حاكه غري واح ٍد من املرتمجني أنه ملا تربع الظاهر بيربس عىل عرش مرص أرسهل س نة‬
‫‪659‬هـ‪1261/‬م سفري ًا منه اىل منفرد بن فردريك مكل ِّص ِّق ِّلية وامرباطور ادلوةل الرومانية املقدسة‪ ،‬فأقام عنده مدة‬
‫واجمتع به مر ًارا‪ ،‬وسأهل االمرباطور ثالثني سؤا ًال تتعلق بعمل املناظر‪ ،‬أجاب عهنا ابن واصل عن ظهر قلب؛ مما‬
‫أس بغ عليه احرتام الامرباطور وتقديره‪ ،‬حىت قال هل االمرباطور‪" :‬اي قايض ما سألناك عن حالل وال حرام يف‬

‫‪ 39‬ابن واصل امحلوي‪ ،‬مفرج الكروب يف أخبار بين أيوب‪ ،‬حتقيق ادلكتور حس نني محمد ربيع وادلكتور سعيد عبد الفتاح عاشور‪ ،‬دار الكتب والوبائق‬
‫القومية‪ ،‬القاهرة‪1957 ،‬م‪.161.160/5 ،‬‬
‫‪ 40‬أبو الفدا‪ ،‬اخملترص يف اترخي البرش‪ ،‬املطبعة احلس ينية‪.38/4 ،‬‬
‫‪ 41‬اخملترص‪.38/4 ،‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫دينك اذلي أنت فيه قاض‪ ،‬وامنا سألناك عن أش ياء ال يعرفها اال الفالسفة القدمون‪ ،‬فأجبت عهنا‪ ،‬وليس معك‬
‫‪42‬‬
‫كتب وال ما تس تعني به‪ ،‬مثكل يكون قسيس ًا‪ ،‬وحسد املسلمني عليه"‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫وقد ألَّف رساةل هل رساةل يف املنطق سامها أبو الفداء ابلرساةل الانربورية وسامها الصفدي بنخبة الفكر‪.‬‬

‫كام حىك الصفدي أنه اكن بينه وبني الطبيب املشهور ابن النفيس ‪687‬هـ‪1288/‬م مناظرات وحماورات‬
‫وجمالسات‪ ،‬وأن ابن واصل اكن دامئا حيتد يف مناظراته البن النفيس حىت اكن حيمر وهجه‪ ،‬بيامن اكن ابن النفيس‬
‫هادئا ساكنا‪ ،‬حىت قال هل ذات مرة –واكن يتعّش فهيا عند ابن النفيس‪" :-‬وهللا اي ش يخ عالء ادلين أما حنن‬
‫‪44‬‬
‫فعندان نُكيتلات ومواخذات وايرادات وأجوبة‪ ،‬وأما أنت فهكذا خزائن علوم‪ ،‬هذا أمر ابرع"‪.‬‬
‫وال شك أن مثل هذه احلاكاي تدلنا عىل ماكنة ابن واصل بني طبقة العلامء والمراء‪ ،‬فقد اكن قريبا مهنم‬
‫حبيث أنه اكن سفريا اىل االمرباطور‪ ،‬ويف نفس الوقت اكن قريبا من أكرب علامء االسالم يف الطب‪ ،‬العامل املشهور‬
‫ابن النفيس‪.‬‬
‫‪ 4.1.2.‬وصف رشح ابن واصل وبيان أمهيته‪:‬‬
‫باب مهنا؛ ماكنة ابن واصل اليت بيناها أعاله‪ ،‬من‬‫يعترب رشح ابن واصل هو الرشح المه ابلنس بة لنا‪ ،‬لس ٍ‬
‫كونه رجال من الطبقة العليا يف اجملمتع أآنذاك علام وس ياس ية‪ ،‬اضافة اىل أن رشح ابن واصل هو أول رشح ملنت مجل‬
‫لت عىل ثال نسخ منه‪ ،‬من‬ ‫حتص ُ‬
‫اخلوجني‪ ،‬أما عن وجود هذا الرشح‪ ،‬فنسخه موجودة يف مكتبات العامل‪ ،‬وقد َّ‬
‫هذه النسخ يف مكتبة االسكورايل‪ ،‬نسختان نفيس تان أحدهام ابالسكورايل برمق ‪ ،647‬كتبت س نة ‪746‬جهرية‪،‬‬
‫مكونة من ‪ 93‬ورقة‪ ،‬لك ورقة حوايل ‪ 23‬سطرا تقريبا‪ ،‬كتبت خبط مغريب‪ ،‬نسخة جيدة ‪ ،‬بعض أطرافها‬
‫مطموسة‪ ،‬بـها أآبار رطوبة وأولها‪:‬‬
‫احلل ْمدُ ِّهلل اذلي غرس يف ا ِّجلب َِّّالت العقلية حدائق العلوم والفطرايت ‪ ..‬أما بعد ؛ فان العمل أرشف منقب ‪،‬‬
‫وأس ىن مكسب تس تمكل به النفوس االنسانية ‪ ..‬وملا اكن خمترص االمام ‪ ..‬أفضل ادلين اخلوجني قد بلغ يف الغاية‬
‫اىل حيث ال يعدل به ‪ ..‬فرشحت هذا اخملترص رشح ًا يس توجب ‪ ..‬معانيه وايضاحِّ مشالكته‪..‬‬

‫‪ 42‬ابن أيبك الصفدي‪ ،‬املتوىف ‪ 764‬ه‪ ،‬أعيان العرص وأعوان النرص‪ ،‬دار الفكر دمشق‪،‬حققه جامعة من احملققني‪ ،‬قدم هل مازن عبد القادر مبارك‪،‬‬
‫الطبعة الوىل‪1998-1418 ،‬م‪ ،447/4 ،‬اخملترص يف أخبار البرش ‪.38/4‬‬
‫‪ 43‬اخملترص ‪ ،38/4‬أعيان العرص ‪.448/4‬‬
‫‪ 44‬أعيان العرص ‪.448/4‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫وأآخرها‪:‬‬
‫التعليل و هو أ ْن يوجد مقابل النتيجة ؛ أعين اما نقيضها أو صدقها ‪ ،‬و يضم اىل احدى مقدميت القياس‬
‫لينتج مقابل الآخرين مثاهل‪ :‬اانَّ اذا قلنا ‪ :‬لك جـ ب ‪ ،‬و لك ب أ ‪ ،‬فلك جـ أ فيقال‪ :‬ليس لك ب أ ‪ ،‬و ليس لك‬
‫جـ أ ‪ .‬لمكُ لل مجيع ادليوان‪.‬‬
‫لكن بعد البحث ومقارنة هذه النسخة ابلنسختني اللتني دلينا اجلزائرية والمريكية–كام س يأيت بياهنام‪ -‬تبني لنا‬
‫أن هذه مقدمة ليست لرشح ابن واصل اذ املقدمة املتكررة يف النسخ الخرى‪ " :‬امحلد هلل العيل محدا يليق‬
‫جبالهل‪ ،‬وأصىل عىل س يدان محمد النيب وأهل‪ ،‬وبعد‪ ،‬فاين كنت عزمت عىل رصف عنان العناية عىل رشح كتاب‬
‫امجلل لش يخنا أفضل ادلين"‪ ،‬وس يأيت هذا قريبا‪.‬‬
‫أما املقدمة السابقة فهيي لشارحٍ أآخر وهو رشح الرشيف التلمساين أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن عيل بن‬
‫ادريس‪ ،45‬وقد تويف ‪1375-771‬م‪ ،‬مث ان المر يتغري بعد حوايل ثال ورقات من نسخة اخملطوط من أول (‪1‬أ)‬
‫اىل (‪2‬ب) فيتطابق مع النسخ الخرى لرشح ابن واصل‪ ،‬من أول قوهل‪..." :‬قلت وضع االمام أفضل ادلين هذا‬
‫الكتاب مبكة رشفها هللا تعاىل ملا اكن جماورا هبا يف س نة أربع وعرشين وس امتئة‪ ،‬واكن املقتىض ذلكل االمام العالمة‬
‫فريد زمانه يف العربية وعمل التفسري الش يخ رشف ادلين املوريس"‪.‬‬
‫فاذلي بدا لنا هنا أن رجال جاء قد يكون أمني مكتبة أو غريه فوجد نسخة رشح ابن واصل انقصة من‬
‫أولها‪ ،‬فأحب أن يمتم هذا النقص اذلي يف أول النسخة‪ ،‬فقطع ورقتني من نسخة أخرى‪ ،‬لكهنا لشارح أآخر –اذلي‬
‫بدا لنا فامي بعد أنه الرشيف التلمساين‪-‬وألصقهام يف هذا الرشح‪ ،‬واذلي يزيد يف تأكيد أن هذه الورقات مت لصقهام‬
‫هبذه الطريقة وليست من منت الكتاب –غري ما دللنا عليه مبقارنة النسخ‪-‬هو أن اخلط به اختالف واحض‪ ،‬وعدد‬
‫السطر ولكامت لك سطر كذكل‪ ،‬ومن العجائب من بعض املفهرسني أهنم قد فهرسوا عنوان اخملطوط هكذا‬
‫"رشح خمترص هناية المل‪ ،‬للتلمساين" تأليف ابن واصل‪ ،‬ولعمري فان ابن واصل متقدم عىل الرشيف التلمساين‬
‫خمترصا لرشح منت هو نفسه‬ ‫مبا يقرب الس بعني عا ًما فكيف جاء ابن واصل من بالد املرشق اىل املغرب يك يتناول ً‬
‫هل رشح عليه‪.‬‬
‫وقد وقع مفهرس مكتبة االسكورايل يف اخلطأ نفسه يف فهرسة النسخة الخرى اليت حتت رمق ‪ ،615‬ويه‬
‫‪ 204‬ورقة‪ ،‬لك ورقة ‪ 19‬سطرا قريبا‪ ،‬تنقص من أآخرها‪ ،‬أولها‪:‬‬

‫‪ 45‬وقد تبني لنا هذا مع مقارنهتا بنسخة رشح التلمساين من املكتبة الوطنية للجزائر حتت رمق ‪.1388‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫"احلل ْمدُ ِّهلل اذلي غرس يف ا ِّجلب َِّّالت العقلية حدائق العلوم الفطرايت ‪ ..‬أما بعد ؛ فان العمل أرشف منقب ‪،‬‬
‫وأس ىن مكسب تس تمكل به النفوس االنسانية ‪ ..‬وملا اكن خمترص االمام ‪ ..‬أفضل ادلين اخلوجني ‪ ..‬قد بل لغ يف الغاي ِّة‬
‫اىل حيث ال يُ ْع ِّد ُل به ‪ ..‬فرشحت هذا اخملترص رشح ًا يس توجب ‪ ..‬معانيه وايضاح مشالك ِّته‪." ..‬‬
‫وتنقص من أآخرها ‪ ،‬و أآخر املوجود ‪ .." :‬و بالهثا ‪ :‬اذلي هل جزء دال عىل أمر خارج عن معىن اللفظ‬
‫كبعلبك ‪ ،‬و رابعها‪ :‬اذلي هل جزء دال عىل جزء املعىن اال أنه غري ‪."..‬‬
‫وقد بىن هذا اخلطأ عىل خلطه السابق ذكره‪ ،‬لكن هذه النسخة بامتهما للرشيف التلمساين سالف اذلكر فهيي‬
‫متطابقة مع نسخة املكتبة الوطنية ابجلزائر اليت حتت رمق ‪ ،1388‬اضافة اىل هذا أن رشح التلمساين من سامته أن‬
‫يذكر منت اخلوجني بقوهل "أصل" مث يقول "رشح"‪ ،‬أما ابن واصل فيقول" قال" مث يقول "أقول"‪.‬‬
‫أما النسخة الثانية فهيي من مكتبة جامعة يل المريكية ‪Beincke Rare Book and Manuscript‬‬
‫‪ Library Yale University‬حتت رمق ‪ Landberg MSS 10446‬ومكتوب عىل طرهتا "رشح ما اس تغلق من‬
‫ألفاظ كتاب امجلل لالمام أفضل ادلين اخلوجني وحل ضوابطه ملوالان وش يخنا االمام ركن االسالم قدوة العلامء‬
‫واحلاكم جامل ادلين أيب عبد هللا محمد بن سامل بن نرص هللا بن واصل حرس هللا حياته وضاعف دليه براكته وهو‬
‫املعنون بكتاب تفصيل امجلل"‪ ،‬وكام يبدو من العنوان أن هذه النسخة قد تكون كتبت يف حياة ابن واصل نفسه‪،‬‬
‫وبداية النسخة هكذا‪" :‬بسم هللا الرمحن الرحمي‪ ،‬عونك اللهم‪ ،‬أمحد هللا محدا يليق جبالهل والصالة عىل نبيه وأهل‪،‬‬
‫وبعد‪ ،‬فاين كنت عزمت عىل رصف عنان العناية اىل رشح كتاب امجلل لش يخنا االمام العالمة قايض القضاة‬
‫أفضل ادلين أيب عبد هللا محمد بن انماور بن عبد املكل اخلوجني قدس هللا روحه وبرد مضجعه"‬
‫وهنايهتا انقصة وهبا طمس وتأآلك والواحض مهنا‪" :‬الوىل اجملموع نتاجئ اللكيتني‪ ...‬أربعة وعرشون رضاب وان‬
‫اكنت‪ ...‬احدى اجلهتني أنتجت ب ر د ب‪."...‬‬
‫والوصف العام للنسخة جيدة‪ ،‬هبا أآبار رطوبة وتأآلك من أطرافها‪ ،‬وخطها نسخي مجيل‪ ،‬والواحض أهنا كتبت‬
‫يف حياة مؤلفها‪.‬‬
‫ومثة نسخة أخرية ويه من اجلزائر‪ ،‬ويه خبط مغريب قدمي‪ ،‬وهبا طمس وتأآلك وأآبار رطوبة‪ ،‬واخلط واحض‬
‫هبا‪ ،‬اال أن التصوير مل يكن جيدا‪ ،‬وأولها‪" :‬بسم هللا الرمحن الرحمي‪ ...‬قال الش يخ االمام العالمة قايض القضاة جامل‬
‫ادلين أبو هللا محمد بن سامل بن واصل‪ ...‬امحلد هلل العيل محدا يليق جبالهل‪ ،‬وأصىل عىل س يدان محمد النيب وأهل‪،‬‬
‫وبعد‪ ،‬فاين كنت عزمت عىل رصف عنان العناية عىل رشح كتاب امجلل لش يخنا أفضل ادلين‪."...‬‬

‫‪ 46‬وال أنىس تقدمي الشكر للس تاذ ادلكتور أآدم صربة اذلي أرسل يل هذه النسخة خدمة للبحث العلمي‪.‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫‪ .4.2‬الرشوح الخرى ملنت اجلُمل‪:‬‬


‫هنا س نعرض لبعض الرشوح ملنت امجلل اليت تدلنا عىل انتشار منت اجلُمل جغرافيا وعىل مدى التارخي‪ ،‬فمل‬
‫مبكرة مزتامنة مع ابن واصل ‪-‬الشارح الول للمنت‪-‬‬ ‫يقترص وجود املنت عىل بالد الشام ومرص‪ ،‬بل امتد يف مرحةل ِّ‬
‫‪47‬‬
‫أطراف املغرب العريب‪ ،‬فعىل سبيل املثال ذكر صاحب البس تان منت امجلل يف كتابه املؤلف حول اترخي مدينة‬
‫‪48‬‬
‫تلمسان اليت تقع يف اجلزائر حاليا س بعة عرشة مرة يف كتابه الواقع يف جمدل واحد‪.‬‬
‫وثلمة اشارة هممة من ِّق لبل ابن مرمي (بعد ‪1014‬ه‪1605-‬م)‪ 49‬تدل عىل انتقال منت امجلل يف مرحةل مبكرة‬
‫اىل بالد املغرب العريب‪ ،‬حيث ذكر أن محمد بن محمد بن أمحد القريش التلمساين املعروف ابملقَّري وقد تويف س نة‬
‫رشح عىل منت امجلل لكنه مل يُ ِّمته‪ ،50‬وعىل هذا تكون هذه أول حماوةل لرشح منت امجلل من‬ ‫‪ 758‬هـ‪1357 -‬م هل ٌ‬
‫ِّق لبل العلامء املغاربة هذه‪ ،‬وبعد هذه احملاوةل غري التامة‪ ،‬تأيت يف مرحةل مبكرة أيضً ا رشح العالمة املشهور الرشيف‬
‫التلمساين أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن عيل بن ادريس‪ ،‬وقد تويف ‪1375-771‬م‪ ،51‬وانترش هذا الرشح جدا يف‬
‫هذا حىت قال ابن مرمي‪" :‬ألف رشح مجل اخلوجني؛ من أجل كتب الفن انتفع به العلامء وأكبوا عليه قراءة و ْنسخًا‪،‬‬
‫‪53‬‬
‫فانترش"‪ ،52‬واكن يلقب أيضً ا بشارح امجلل‪.‬‬
‫وبعد الرشيف ال ِّتلْ ِّم لساين‪ ،‬يوجد أيضا العالمة املاليك ابن مرزوق املعروف ابحلفيد‪ ،‬املتوىف ‪842‬ه‪-‬‬
‫‪1438‬م‪ ،‬وقد مساه هناية المل يف رشح امجلل" وهذا الرشح انترش جدًّا أيضا‪ ،54‬ورشحه هذا يوجد نسخة منه‬
‫يف مكتبة االسكورايل يقع يف جزأين بأرقام ‪ ،614،640،654‬وقد اخترص هذا رشح ابن مرزق ُ‬
‫تلميذه شهاب‬

‫‪ 47‬البس تان يف ذكر الولياء والعلامء بتلمسان‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن محمد بن أمحد امللقب اببن مرمي الرشيف التلمساين‪ ،‬وقف عىل طبعه واعتىن‬
‫مبراجعة أصهل حرضة الش يخ محمد ابن أيب شنب‪ ،‬طبع يف املطبعة الثعالبية‪ ،‬اجلزائر‪.1908 ،‬‬
‫‪ 48‬البس تان‪ ،‬ص ‪.480‬‬
‫‪ 49‬العالم للزرلكي‪.61/7 ،‬‬
‫‪ 50‬البس تان‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 51‬ابن قنفذ القسطنطيين‪ ،‬املتوىف ‪810‬ه‪ ،‬الوفيات‪ ،‬حتقيق عادل هنويض‪ ،‬دار الفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.368‬‬
‫‪ 52‬البس تان ص ‪.173‬‬
‫‪ 53‬السخاوي‪ ،‬املتوىف ‪902‬ه‪ ،‬الضوء الالمع يف حماسن القرن التاسع‪ ،‬منشورات دار مكتبة احلياة‪ ،‬بريوت‪ ،‬دون اترخي‪.243/2 ،‬‬
‫‪ 54‬البس تان‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫ادلين أمحد بن أمحد بن عبد الرمحن املعروف ابلس تاذ الندرويم (اكن حيا ‪ 830‬ه‪ 55‬وهذا اخملترص هل نسخة يف‬
‫‪56‬‬
‫مكتبة االسكورايل أيضا برمق ‪.617‬‬
‫ومنذ هذا العهد توالت الرشوح والتالخيص والرجوزات واملنظومات حول منت امجلل يف بالد املغرب‬
‫وحوارضها كتلمسان وتونس وفاس وغريها‪ ،‬أما اذا عدان اىل املرشق العريب فان املنت ظل متداوال م ً‬
‫نترشا قروانً‬
‫طويةل‪ ،57‬ومن أشهر من نذكرمه هنا يف القرن التاسع الهجري‪/‬السابع عرش امليالدي العالمة برهان ادلين البقاعي‬
‫‪58‬‬
‫املرصي املتوىف ‪ 885‬ه‪ 1454 -‬م‪.‬‬
‫نتيجة البحث‬
‫بدأت مع جميء اخلليفة العبايس املأمون حركة ترمجة كتب الفلسفة اليت محلت فامي محلت عمل املنطق‪،‬‬
‫وقد أبارت هذه الكتب بني املسلمني والعلامء من الفرق اخملتلفة جدالا واس ًعا‪ ،‬فانقسموا فريقان لك مهنام ينظر‬
‫بشلك عام اىل هذه العلوم العقلية –اليت اكن من بيهنا املنطق‪ -‬نظرة عامة‪ ،‬ففريق ‪-‬اكن فيه مدرسة احلديث أو‬ ‫ٍ‬
‫السلف كام يعرفون‪ -‬هنوا عن هذه الكتب متا ًما والنظر فهيا‪ ،‬والفريق الخر تزمع هذه الكتب وتقدل أحصاهبا واهنال‬
‫علهيا ابلرشح والتلخيص‪ ،‬واكن عمل املنطق ال ينفك عن عمل الفلسفة‪ ،‬مفن اكن عاملا ابلفلسفة أو العلوم العقلية كام‬
‫اكن يطلق علهيا أآنذاك‪ ،‬اكن عاملا يف الوقت نفسه ابملنطق وهكذا‪ ،‬اىل أن جاء القرن اخلامس والسادس الهجريني‪،‬‬
‫كبريا لعمل املنطق خاصة اكن رأس من تزمعه أبو حامد الغزايل املتوىف ‪505‬ه‪1111-‬م‪،‬‬ ‫نتصارا ً‬
‫وشهد هذان القرانن ا ً‬
‫جزء ال يتجزأ من أصول الفقه‪ ،‬ومن مل يدرس املنطق ال يوثق بعلمه كام زمع‪ ،‬وجاء بعده الفخر‬ ‫جفعل هذا العمل ً‬
‫الرازي ‪ 606‬هـ ‪ 1210-‬اذلي اكن أحد أمعدة الفلسفة واملنطق أآنذاك ورىب مناطقة انترشوا يف الفاق كام س بقت‬
‫االشارة عىل لسان ابن العربي‪ ،‬هؤالء التالمذة اكن مهنم أفضل ادلين اخلوجني ‪646‬هـ‪ ،‬اذلي ذاع صيته يف العلوم‬
‫وغراب‪ ،‬فقدم من نوايح ايران اىل البالد العربية مككة وحلب مث مرص‪ ،‬حىت أصبح قاضيا‬ ‫العقلية أآنذاك رشقًا ً‬
‫صغريا ًمساه "امجلل يف املنطق"‪ ،‬وهذا‬‫للقضاة يف مرص‪ ،‬وألف كت ًبا كثرية يف العلوم العقلية‪ ،‬من بيهنا يف املنطق متنًا ً‬
‫املنت انترش يف مرحةل مبكرة من املمكن القول أن هذا الانتشار اكن قد بدأ يف حياة مؤلفه الفضل اخلوجني‪ ،‬واكن‬
‫أول هذا الرشوح وأمهها ابلنس بة لنا رشح ابن واصل امحلوي‪ ،‬وهذا الرشح يكتسب أمهيته من كون الشارح اكن‬
‫‪ 55‬البس تان ‪.44‬‬
‫‪ 56‬وقد جعهل حايج خليفة رش ًحا مس تقال‪ ،‬كشف الظنون‪ ،‬مكتبة املثىن‪ ،‬بغداد‪1941 ،‬م‪،602/1 ،‬‬
‫‪ 57‬ميكنك القاء نظرة عامة عىل الرشوح واحلوايش واملنظومات اليت ُمعلت عىل منت امجلل مع التنبه؛ عبد هللا محمد احلبيش‪ ،‬جامع الرشوح واحلوايش‪،‬‬
‫اجملمع الثقايف‪ ،‬أبوظيب‪.780/2 ،2004 ،‬‬
‫‪ 58‬حايج خليفة الظنون‪.602/1 ،‬‬
‫‪tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD‬‬

‫ذا ماكنة عالية كونه اكن قاضيا ومؤرخا معروفا مشهورا‪ ،‬اضافة اىل أنه قد لقي ل‬
‫اخلوجني نفسه ويُتوقَّع أنه قد أخذ‬
‫عنه‪.‬‬
‫مل يقترص انتشار منت مجل اخلوجني أآنذاك عىل بالد املرشق العريب‪ ،‬بل امتد هذا الانتشار بطريقة‬
‫رسيعة اىل بالد املغرب العريب وحوارضها حنو تونس وفاس وتلمسان وغريها‪ ،‬وقد ذكران يف البحث اشارات عىل‬
‫ذكل‪ ،‬وذكران أنه ميكن القول أن أوىل حماوالت رشحه –وقد اكنت انقصة مل تمت‪ -‬اكنت يف مدينة تلمسان من قبل‬
‫املقري املتوىف س نة ‪ 758‬هـ‪1357 -‬م‪ ،‬ويتوقَّع أيضا أن هناك حماوالت أخرى قبل ذكل الزمن‪ ،‬مث بعد ذكل توالت‬
‫نترشا‪ ،‬واكن البعض يلقَّب‬
‫مشهورا وم ً‬
‫ً‬ ‫الرشوح والتالخيص والرجوزات واملنظومات عىل منت امجلل‪ ،‬وأصبح‬
‫أحياان بشارح امجلل اكلرشيف التلمساين‪.‬‬
‫مراجع البحث‬
‫خري ادلين الزرلكي ادلمشقي‪ ،‬املتوىف‪1396‬هـ العالم‪ ،‬دار العمل للماليني‪ ،‬الطبعة اخلامسة عرش‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫رايم ابراهمي البنا‪ ،‬بني اذلهيب وابن تميية‪ ،‬طبعة مكتبة المل‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫الغزايل‪ ،‬جحة االسالم‪ ،‬أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أمحد الطويس‪ ،‬املتوىف ‪505‬ه‪1111-‬م‪ ،‬املس تصفى يف‬
‫أصول الفقه‪ ،‬حتقيق محمد عبد السالم عبد الشايف‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الوىل‪.1993 ،‬‬
‫الاكفيجي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن سلامين بن سعد احلنفي‪ ،‬املتوىف ‪879‬ه‪1474-‬م‪ ،‬التيسري يف قواعد التفسري‪،‬‬
‫حتقيق دكتور مصطفى محمد حسني اذلهيب‪ ،‬مكتبة القديس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الوىل‪.1998 ،‬‬
‫ابن العربي‪،‬أبو الفرج غريغوريوس بن أهرون بن توما امللطي‪ ،‬املتوىف ‪685‬ه‪1286-‬م‪ ،‬اترخي ابن العربي‪ ،‬حتقيق‬
‫أنطون صاحلي اليسوعي‪ ،‬دار الرشق‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.1992 ،‬‬
‫ابن أيب أصيبعة‪ ،‬أبو العباس أمحد بن القامس بن خليفة‪ ،‬املتوىف ‪668‬ه‪1270-‬م‪ ،‬عيون النباء يف طبقات الطباء‪،‬‬
‫ادلكتور نزار رضا‪ ،‬دار مكتبة احلياة – بريوت‪.‬‬
‫اذلهيب‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن عامثن ادلمشقي‪ ،‬املتوىف ‪748‬ه‪1348-‬م‪:‬‬
‫العرب يف خرب من غرب‪ ،‬حتقيق أبو هاجر محمد السعيد بن بس يوين زغلول‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫اترخي االسالم ووفيات املشاهري والعالم‪ ،‬حتقيق ادلكتور بشار عواد معروف‪ ،‬دار الغرب االساليم‪ ،‬الطبعة‬
‫الوىل‪.2003 ،‬‬
‫ابن العامد احلنبيل‪ ،‬أبو الفالح عبد احلي بن أمحد بن محمد العكري‪ ،‬املتوىف ‪1089‬ه‪1679-‬م‪ ،‬شذرات اذلهب يف‬
‫أخبار من ذهب‪ ،‬حتقيق محمود الرانؤوط وعبد القادر الرانؤوط‪ ،‬دار ابن كثري دمشق‪ ،‬الطبعة الوىل‪،‬‬
‫‪ 1406‬هـ ‪.1986 -‬‬
‫… ‪El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki‬‬

‫ايقوت امحلوي‪ ،‬أبو عبد هللا ايقوت بن عبد هللا الرويم امحلوي‪ ،‬املتوىف ‪626‬هـ ‪ -‬م‪ ،1229‬معجم البدلان‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1995 ،‬‬
‫ل‬
‫ابن واصل‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن سامل بن نرص هللا ا متميي امحلوي‪ ،‬املتوىف ‪679‬ه‪1298-‬م‪ ،‬مفرج الكروب يف‬
‫أخبار بين أيوب‪ ،‬حتقيق ادلكتور جامل ادلين الش يال‪ ،‬دار الكتب والوبائق القومية‪ ،‬املطبعة المريية‬
‫القاهرة‪1377 ،‬ه‪1957-‬م‪.‬‬
‫الس يوطي‪ ،‬جالل ادلين عبد الرمحن بن أيب بكر بن محمد اخلضريي‪911 ،‬ه‪1505-‬م‪:‬‬
‫حسن احملارضة يف أخبار مرص والقاهرة‪ ،‬حتقيق محمد أبو الفضل ابراهمي‪ ،‬دار احياء الكتب العلمية عيىس البايب‬
‫احلليب‪ ،‬مرص‪.1967 ،‬‬
‫القول املرشق يف حترمي املنطق‪ ،‬حتقيق د الس يد محمد س يد عبد الوهاب‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬س نة ‪1429‬هـ‪2007-‬م‪.‬‬
‫الصفدي‪ ،‬صالح ادلين خليل بن أيبك الصفدي‪ ،‬املتوىف ‪764‬ه‪1363-‬م‪:‬‬
‫أعيان العرص وأعوان النرص‪ ،‬دار الفكر دمشق‪،‬حققه جامعة من احملققني‪ ،‬قدم هل مازن عبد القادر مبارك‪ ،‬الطبعة‬
‫الوىل‪1998-1418 ،‬م‪.‬‬
‫نكث اهلميان يف نكت العميان‪ ،‬حتقيق مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.2007 ،‬‬
‫أبو الفداء‪ ،‬املكل املؤيد اسامعيل بن عيل بن محمود صاحب حامة‪ ،‬املتوىف ‪732‬ه‪1331-‬م‪ ،‬اخملترص يف أخبار‬
‫البرش‪ ،‬املطبعة احلس ينية املرصية‪.‬‬
‫اخلوجني‪ ،‬أفضل ادلين محمد بن انماور بن عبد املكل اخلوجني ‪646‬ه‪1248 -‬م‪ ،‬رسالتان يف املنطق لفضل ادلين‬
‫اخلوجني وابن عرفة‪ ،‬حتقيق وتقدمي سعد غراب‪ ، ،‬اجلامعة التونس ية‪ ،‬مركز ادلراسات والحبا‬
‫الاقتصادية والاجامتعية‪ ،‬تونس ‪1990‬م‪.‬‬
‫ابن مرمي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن محمد بن أمحد امللقب ابلرشيف التلمساين‪ ،‬املتوىف ‪1014‬ه‪ ،1605-‬البس تان يف‬
‫ذكر الولياء والعلامء بتلمسان‪ ،‬وقف عىل طبعه واعتىن مبراجعة أصهل حرضة الش يخ محمد ابن أيب شنب‪،‬‬
‫طبع يف املطبعة الثعالبية‪ ،‬اجلزائر‪.1908 ،‬‬
‫ابن قنفذ‪ ،‬أبو العباس أمحد بن حسني بن عيل القسطنطيين‪ ،‬املتوىف ‪810‬ه‪1407-‬م‪ ،‬الوفيات‪ ،‬حتقيق عادل‬
‫هنويض‪ ،‬دار الفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫السخاوي‪ ،‬مشس ادلين محمد بن عبد الرمحن املرصي‪ ،‬املتوىف ‪902‬ه‪1497-‬م‪ ،‬الضوء الالمع يف حماسن القرن‬
‫التاسع‪ ،‬منشورات دار مكتبة احلياة‪ ،‬بريوت‪ 1 .‬وقد جعهل حايج خليفة حايج خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبد‬
tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD

،‫ مكتبة املثىن‬،‫ كشف الظنون عن أسامء الكتب والفنون‬،‫م‬1657-‫ه‬1067 ‫ املتوىف‬،‫هللا اكتب جليب‬
.‫م‬1941 ،‫بغداد‬
.2004 ،‫ أبوظيب‬،‫ اجملمع الثقايف‬،‫ جامع الرشوح واحلوايش‬،‫ عبد هللا محمد احلبيش‬،‫احلبيش‬
:‫اخملطوطات‬
Beincke Rare Book and Manuscript Library ‫ البن واصل‬،‫خمطوط رشح ما اس تغلق من منت امجلل‬
Landberg MSS 104 ‫ حتت رمق‬Yale University
،647 ‫ مبكتبة االسكورايل برمق‬،‫ البن واصل‬،‫خمطوط رشح منت امجلل للخوجني‬
-771 ‫ وقد تويف‬،‫ الرشيف التلمساين أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن عيل بن ادريس‬،‫خمطوط رشح منت امجلل‬
.1388 ‫ املكتبة الوطنية ابجلزائر رمق‬،‫م‬1375
‫ مكتبة االسكورايل يقع‬،‫م‬1438-‫ه‬842 ‫ املتوىف‬،‫ ابن مرزوق املعروف ابحلفيد‬،‫خمطوط هناية المل يف رشح امجلل‬
،614،640،654 ‫يف جزأين بأرقام‬
‫ شهاب ادلين أمحد بن أمحد بن عبد الرمحن املعروف ابلس تاذ‬،‫خمطوط خمترص رشح ابن مرزوق ملنت امجلل‬
.617 ‫ ه) مكتبة االسكورايل برمق‬830 ‫الندرويم (اكن حيا‬
Kaynakça
Bennâ, Râmî İbrâhîm. Beyne’z-Zehebî ve’bni Teymiyye. İskenderiyye.
Ebü’l Fidâ, İsmail b. Ali. el-Muhtasar fi ahbâri’l-beşer. El-Matbaatü’l Hüseyniyye
el-Mısriyye.
Gazâlî, Ebû Hâmid Muhammed b. Muhammed. el-Mustasfa fi usûli’l-fıkh. thk.
Muhammed Abdüsselâm, Dâru’l Kütübi’l İlmiyye, 1993.
Habeşî, Abdullah b. Muhammed. Câmiu’ş-şurûh ve’l-havâşî. Abu Dâbi: 2004.
Hacı Halîfe, Mustafa b. Abdillah. Keşfü’z-zünûn an esmâi’l kütübi ve’l fünûn.
Bağdat: Mektebetü’l Müsenna, 1941.
Hûnecî, Efdalüddîn Muhammed. Risâletân fi’l-mantık. thk. Sâd Ğurâb, Tunus:
1990.
İbnü’l Aberî, Ebü’l Ferec. Tarihu İbni’l Aberî. thk. Anton Sâlihî, Beyrut: Dâru’ş-
Şark, 1992.
El-Mantıku fî’l-Karneyni’s-Sâbi’i ve’s-Sâmini el-Hicriyeyni Metnü’l-Cümeli fî’l-Mantıki …

İbn Ebî Useybia, Ebü’l Abbâs Ahmed. Uyûnü’l enbâ fî tabakâti’l etıbbâ. thk.
Nizâr Rızâ, Beyrut: Dâru Mektebeti’l Hayat.
İbnü’l İmâd el-Hanbelî, Ebü’l Felâh. Şezerâtü’z-zeheb fî ahbâri men zeheb. thk.
mahmûd el-Arnavût ve Abdülkadir el-Arnavût, Dımeşk: Dâru İbn
Kesîr, 1986.
İbn Kunfuz, Ebü’l Abbâs Ahmed. el-Vefayât. Beyrût: Dâru’l Afâk el-Cedîde,
1983.
İbn Meryem, Ebû Abdillah Muhammed. el-Bustân fî zikri’l-evliyâi ve’l ulemâi
Tilimsân. Cezâir: el-Matbaatü’s Sa’lebiyye, 1908.
İbn Vâsıl, Ebû Abdillah Muhammed b. Sâlim. Müfricü’l-kürûb fî ahbâri Benî
Eyyûb. thk. Cemâlüddîn eş-Şeyyâl, Kahire: Daru’l Kütüb ve’l Vesaiki’l
Kavmiyye, 1957.
Kâfiyecî, Ebû Abdillah Muhammed b. Süleymân. et-Teysîr fî kavâidi’t-tefsîr.
Thk. Mustafa Muhammed Hüseyin ez-Zehebî, Kahire: Mektebetü’l
Kudsî, 1998.
Safedî, Salâhuddîn. Ayânu’l asr ve a’vânü’n-nasr. Dımeşk: Dâru’l Fikr, 1998.
-------Nektü’l-Himyân fî nüketi’l umyân. Thk. Mustafa Abdülkadir Ata, Beyrût:
Dâru’l Kütübi’l İlmiyye, 2007.
Sehâvî, Şemsüddîn. ed-Dav’u’l-Lâmi fî mehâsini’l karni’t-tâsi. Menşûrâtü Dâri
Mektebeti’l Hayât.
Suyûtî, Celâlüddîn. Hüsnü’l-muhâdara fî ahbârı Mısr ve’l-Kâhira. thk.
Muhammed Ebü’l Fadl İbrâhîm, Mısır: Dâru İhyâi’l Kütübi’l İlmiyye,
1967.
-------el-Kavlü’l Maşrik fî tahrîmi’l mantık. thk. Seyyîd Muhammed, Dâru’l-
Hadîs, 2007.
Yâkût el-Hamevî, Ebû Abdillah. Mu’cemü’l büldân. Beyrut: Dâru Sâder, 1995.

Zehebî, Ebû Abdillah Muhammed b. Ahmed. el-İber fi haber men ğaber. thk.
Ebû Hâcer Zağlûl, Beyrut: Dâru’l Kütübi’l İlmiyye.
tasavvur, c. 4 sy. 1 (Haziran 2018) | Ramy MAHMOUD

-------Tarihü’l İslâm ve vefayâtü’l-meşâhîri ve’l-a’lâm. thk. Beşşâr Avvâd Ma’rûf,


Dârû’l Garbi’l İslâmî, 2003.
Zirikli, Hayreddin. el-Alâm. Dârû’l İlm li’lmelâyîn, 2002.
İbn Merzûk. Nihâyetü’l emel fî şerhi’l-cümel. Mektebetü’l İskenderiyye, no: 614,
654.
İbn Vâsıl. Şerhu me’stağlega min Metni’l Cümel. Beincke Rare Book and
Manuscript Library Yale University, no:104 .
------- Şerhu Metni’l Cümel li’l Hûnecî. Mektebetü’l İskenderiyye, no: 647.
Nedrûmî, Şihâbüddîn Ahmed. Şerhu İbni Merzûk li-Metni’l Cümel. Mektebetü’l
İskenderiyye, no: 617.
et-Tilimsânî, Ebû Abdillah Muhammed. Şerhu Metni’l Cümel. el-Mektebetü’l
Vataniyye bi’l Cezâir, no: 1388.

You might also like