Professional Documents
Culture Documents
Abstrak
Khalil bin Ahmad Al-Faraahidi adalah seorang ulama Nahwu dikalangan basroh
yang terkenal pada masa itu, beliau adalah peletak pertama pengarang al-
mu’jam al-arabiy yaitu “ al-Ain “, beliau seorang ulama yang terkenal saat itu,
karena pemikiran-pemikiranya dalam kajian al-qawaid al-Arabiyyah, khususnya
dalam bidang ilmu nahwu, karyanya yang terkenal saat itu adalah “ al-Jumal fi-
al Nahwi “. Khalil bin Ahmad al-farahidi ini adalah ulama Nahwu Basroh yang
hidup bersamaan dengan tumbuh dan berkembangan filsafat saat itu, dan
banyaknya gerakan penerjemahan filsafat dalam bahasa arab, sehingga
pemikiran-pemikiran Nahwunya agak bergesekan dengan filsafat. pemikiran-
pemikiran nahwu Khalil bin Ahmad al-Farahidi diantaranya : انعوامم
. Kepopuleranوانمعموالت ،انسماع وانتعهيم وانقياس ،وفكرته في كتابه " انجمال "
Khalil bin Ahmad Al-Farahidi ini semakin menyebar dengan munculnya karya
ilmu nahwu “ Al-Kitab “ yang dikarang oleh muridnya Sibawaih.
| 113 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
العلم حذقا جعلو يؤلف فيو كتبا كان االصل الذي اعتمد عليو إسحق ا١توصلى ىف أتليف
كتابو الذي صنفو ىف النغم واللحونٔ.
وكان عقل ا٠تليل من العقول أٟتصبة النادرة ،فهو ال يلم يعلم حىت يلتهمو
التهاما ،بل حىت يستوعبو ويتمثلو وينفذ منو إىل ما يفتح بو أبوابو ا١توصدة ،وحقا ما قالو
ابن ا١تقفع فيو من أن عقلو كان أكثر من علمو ،وىو عقل جعلو يتصل بكل علم وحيوز
لنفسو منو كل ما ينبغى من ثراء ىف التفكَت ودقة ىف االستنباط ،دقة تذىل كل من يقف
على وضعو لعروض الشعر ورفعو لصرح النحو ورٝتو ا١تنهج الذي أُلف عليو معجم العُت
أول معجم ىف العربية .و١تا أدركتو الشهرة مل يستغلها لنفسو وٖتقيق ماحققو بعض
معاصريو من الثراء العريض ،بل مضى مزدراي للشهرة وما قد يطوى فيها من ٣تد مادى،
مكتفيا بكفاف العيش ،وىف ذلك يقول النصر بن مشيل أحد تبلميذه " :أقام ا٠تليل ىف
خص من أخصاص البصرة ال يقدر على أصحابو يكسبون بعلمو األموال " ٕ.
هبذا البيان تبُت لنا أن ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى من اللغويُت يف البصرة
الذي استوعب العلوم ا١تتنوعة ٨تواي كان أم فلسفة ،وكذلك العلوم الرايضية وعلم
اإليقاع ا١توسيقى عند اليوانن ،وقرأ ما ترجم إبن ا١تقفع وخاصة منطق أرسططاليس،
وجهد عقلو يف التفكَت ودقة يف االستنباط ودقة على وضع النحو ورٝتو ا١تنهج الذي
أُلف عليو معجم العُت أول معجم ىف العربية ،وكان ا٠تليل متاع حياة الدنيا الذي كان
الناس يشغفون بو من حولو ،ومتاع واحد ىو الذي يلتمسو ويسعى إليو ،ىو ا١تتاع
العقلى الذي جعلو يتكلف اٞتهد يف فتح أبواب العلوم اللغوية الىت طال على العلماء من
قبلو ومن حولو فرعها دون أن تفتح ٢تم ،و أول ما يبلحظ من ذلكا اكتشافو علم
العروض اكتشافا ليس لو سابقة وال تدانية الحقو.
ومل يستغل ا٠تليل نظرية التباديل والتوافيق الرايضية يف وضعو علم العروض
فحسب ،فقد استغلها أيضا يف وضع منهج قوًن ١تعجم العُت ا١تشهور ،إذ بناىعلى
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |114
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
تقليب كل الصيغ األصليةْ ،تيث تندرج فيو مع كل كلمة الكلمات األخرى الىت ٕتمع
حروفها وٗتتلف يف ترتيبها بتقدًن بعض منها على بعض ،فكتب مثبل يوضع معها :
كبت ،و تكب – تبك – بكت ،وبذلك حضر يف ا١تعجم ٚتيع الكلمات الىت ديكن أن
تقع يف العربية٦ ،تيزا دائما بُت ما استعملتو واألخرى ا١تهملة ،ورأى أن يكون ترتيب
الكلمات يف ا١تعجم على ٥تارج اٟتروف ومواقعها من اٞتهاز الصوتى وىو اٟتلق واللسان
والفم والشفتان ابدائ ْترف العُت وبو ٝتاه .وىو صنيع يلتقى فيو بصنيع ا٢تند يف ترتيبهم
ٟتروف لغتهم السنسكريتية ورٔتا عرف ذلك من بعض انزلتهم يف مواطنو ،وىي يف
معجمو مرتبة على ىذا النحو ٖ :
العُت ،اٟتاء ،ا٢تاء ،ا٠تاء ،الغُت ،القاف ،الكاف ،اٞتيم ،الشُت ،الضاد الصاد
،السُت ،الزاى ،الطاء ،الدال ،التاء ،الظاء ،الذال ،الثاء ،الراء ،البلم النون ،
الفاء ،الباء ،ا١تيم ،الياء ،الواو ،األلف .
وىو ترتيب أساسو كما ذكران أنفا ٥تارج اٟتروف ومدارجها ،ويظهر أنو
عرف لصوتيو عند ا٢تنود وكانت قد منت عندىم منوا واسعا ،وأضاف على طو٢تا مادة
صوتية غزيرة نقل منها تلميذه سيبويو ٗ .
كان ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى مؤلف يف النحو والتصريف ،وقد سلط ىذا
العقل على قوانُت العربية يف النحو والتصربف .فإذا ىو يكتشفها إكتشافا دقيقا وحقا مل
يًتك فيها كتااب جامعا ،إمنا ترك كتاابت فرعية كرسالة لو يف معٌت اٟتروف واثنية يف ٚتلة
اآلت اإلعراب ،واثلثة يف العوامل ويظن القفطى أهنا منتحلة عليو ورابعة لعلو من عمل
غَته إذ تسمى " شرح صرف ا٠تليل " .ولكنو إذا كان مل يًتك يف النحو والتصريف كتااب
كثَتا مأثورا يضم فروعهما وشعبهما الكثَتة فإن تلميذه سيبويو سجل يف كتابو كثَتا من
ْتوثو النحوية والصرفية ،حىت كأنو مؤكبل أبن اليًتك لو رأاي مهما يتصل بقواعد العلمُت
| 115 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
ومسائلهما إال دونو حىت قال القدماء إن كتابو من تصنيفو وتصنيف أستاذه ا٠تليل
وعربوا عن ذلك عبارات ٥تتلفات منها ٘ :
ٔ .قال ثعلب :األصول وا١تسائل يف الكتاب للخليل
ٕ .قال أبو الطيب اللغوى :عقد سيبويو كتابو بلفظو ولفظ ا٠تليل
ٖ .قال السَتىف :عامة اٟتكاية يف كتاب سيبويو عن ا٠تليل أستاذه.
ٗ .وكل من يقرأ الكتاب حيس يف وضوح ٔتا قالو ثعلب من أن األصول وأمهات ا١تسائل
النحوية والصرفية من عمل ا٠تليل ،وكانو ابلقياس إىل سيبويو كان الكنز الذى ال ينفد
٘ .وحقا سبقت ا٠تليل يف النحو والتصريف خطوات مهمة وخاصة عند إبن إسحاق
وعيسى بن عمر ،ولكن من اٟتق أيضا أنو ىو الذى رفع قواعدمها وأركاهنما وشاد
صرحهما وبناءمها الضحمٔ ،تا رسم من مصطلحاءمها وضبط من قواعدمها.
.ٙوكل من يقرأ كتاب سيبويو يرى رأي العُت أن ا٠تليل ىو الذى ثبت أصول نظرية
العوامل ومد فروعها وأحكامها إحكاما ْتيث أخذت صورهتا الىت ثبتتعلى مر العصور،
فقد أرسى قواعدىا العامة ذاىبا إىل أنو البد مع كل رفع لكلمة أو نصب أو خفض أو
جزم من عامل يعمل يف األٝتاء واألفعال ا١تعربة ومثلهما األٝتاء ا١تبنية ،كما يتبُت لنا
أنو اعتمد يف أتصيلو لقواعد النحو وإقامة بنيانو على السماع والقياس والتعليل .
كان ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى قد اجتهد واشتغل حياتو ابلعلم والتفكَت ودقة يف
اإلستنباط ،وىو ٨تاة البصرة الذي ألّف معجم العُت أول معجم يف العربية كما ذكر الباحث يف
السابق ،مث أراد الباحث البحث ٦تا يتعلق بفكرة ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى النحوية .
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |116
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
كل من يقرأ كتاب سيبويو يرى رأي العُت أن ا٠تليل ىو الذى ثبت أصول
نظرية العوامل ومد فروعها وأحكامها إحكاما ْتيث أخذت صورهتا الىت ثبت تعلى مر
العصور ،فقد أرسى قواعدىا العامة ذاىبا إىل أنو البد مع كل رفع لكلمة أو نصب أو
خفض أو جزم من عامل يعمل يف األٝتاء واألفعال ا١تعربة ومثلهما األٝتاء ا١تبنية.
والعامل عادة لفظى مثل ا١تبتدأ وعملو يف ا٠ترب الرفع ،والفعل وعملو يف
الفاعل الرفع ويف ا١تفعوالت النصب .وقد يكون العامل معنواي على ٨تو ما نص تلميذه
سيبويو يف ابب ا١تبتدأ إذ جعلو معموال لئلبتدأ .ومن العوامل أدوات وحروف ،منها
ماجيزم الفعل وىو إن ومل وأخواهتما ومنها ما ينصبو أو ينصب بعده مثل أن ولن وابهبما.
ومنها ما ينصب ما بعده ويرفعو كالفعل وىو إ ّن وأن ولكن وكأن وليت ولعل ،يقول
سيبويو :زعم ا٠تليل أن ىذه اٟتروف عملت عملُت :الرفع والنصب كما عملت كان
عبد هللا "
الرفع والنصب حُت قلت" كان أخاك زيد " ،إال أنو ليس تقول " :كأن أخوك َ
عبد هللا أخوك ألهنا ال تنصرف تصرف األفعال فيما بعدىا وال يضمر فيها تريد كأن ُ
ا١ترفوع كما يضمر يف كان . ٙوقال سيبويو :إذا دخل ما على إن ىي وأخواهتا ُكفَّت
عن العمل أو ألغى عملو ما عدا ليت فإنو جيوز معها اإللغاء والعمل إذا وليتها ما . ٚ
وكان يذىب إىل أن " إن " اٞتازمة ٕتزم جواب الشرط كما ٕتزم فعلو
ويقول أهنا ىي أم الباب ا٠تاص أبدوات اٞتزء اٞتازمة ألهنا ال ٗترج عن ابهبا بيما غَتىا
يفارق الباب مثل " َمن " فهي أتتى شرطية واتتى إستفهامية مثبل .ومعروف أن جواب
الشرط إما أن يكون فعبل ،وإذن ال حيتاج إىل رابط يربطو ٔتا قبلو ،وإما أن يكون ٚتلة
إٝتية وحينئد ال بد لو من الفاء ،والحظ أن إذا الفجائية قد تسد مسدىا يف الربط على
صْب ُه ْم َسيئةٌ ٔتا قدمت أيديهم إذا ىم يقنطون ) .ٛ شاكلت قولو تعاىل ( وإن تُ ِ
وعرض سيبوبو ١تا ا٧تزم ابألمر يف مثل :ائتٌت آتك ،وابالنهى يف مثل " :
التفعل يكن خَتا لك " وابإلستفهام يف مثل " :أال أتتيٌت أحدثك " وابلعرض يف مثل
ٙنفس ا١ترجع ،صٖٛ.
ٚ
سيبويو ،الكتاب ٖ ،تقيق دمحم سبلم ىارون ( ،الناثر مكتبة ا٠تا٧تي ،القاىرة ) ٜٔٛٛ ،ج ٔ .صٕٕٛ .
ٛ
نفس ا١ترجع ،صٖٗ٘ .
| 111 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
نصب خَتا " ،مث نقل عن ا٠تليل أن كل ىذه الصيغ فيها معٌت إن الشرطية
تنزل ْ
" :أال ُ
ألن القائل إذا قال :ائتٌت آتك " فإن معٌت إن يكن منك إتيان آتك ،وىكذا الصيغ
التالية .وجعل من ذلك قولو عز وجل يف سورة الصف ( ٔٔ-ٔٓ :
.
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |111
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
يف اإلحتصاص ) إان بٌت فبلن نفعل كذا ،ألهنم ال يريدون أن خيربوا من اليدرى أبهنم من
بٌت فبلن وإمنا يذكرون ذلك إفتخارا ٕٔ.
و٦تا يتصل ابلعوامل وا١تعموالت كثَتة ٖتليلو للعبارات وكثرة ٗترجيو ٢تا إذا
اصطدمت ابلقواعد وكثرة إدالتو بوجوه ٥تتلفة من اإلعراب يف لفظة واحدة ،فمن ٖتليلو
عبدهللا " ،فقد ذكر أنو ٘تثيل ومل
أحسن ََ للعبارات ٖتليلو لصيغة التعجب يف مثل " ما
يتكلم العرب بو ،ومن مث قال النحاة إن ما نكرة اتمة ٔتعٌت شيء وأعربوىا مبتدأ ،واٞتملة
بعدىا خرب ٖٔ.
وعلى ىذا النحو كان ا٠تليل يكثر من اإلحتماالت يف وجوه اإلعراب
للصيغ واأللفاظ والعبارات كما كان يكثر من التأويل والتخريج حُت يصطدم ببعض
القواعد الىت تستظهرىا ،وىو يف تضاعيف ذلك حيلل األلفاظ والكبلم ٖتليبل يعينو على
ما يريد يف توجيو اإلعراب ومن التأويل والتفسَت ،ومن طريف تفسَتاتو ما ذكره سيبويو
( من أنو سألو عن قولو عز وجل يف سورة الزمر:ٙٗ :
) فإن ظاىر العبارة أن غَت هللا منصوبة بتأمروىن ،ويف ذلك فساد واضح يف
غَت منصوبة أبعبد ،وأتمروىن غَت عامل فيها ،كقولك ىو يقول ذاك ا١تعٌت ،فأجبو أبن " َ
بلغٌت ،فبلغٌت لغو ،وكذلك أتمروىن ،وكأنو قال فيما أتمروىن ٗٔ.
قد تكلم الباحث عن العوامل وا١تعموالت مع األمثلة أن العوامل سبب
لوجود ا١تعموالت ،كان ا١تعموالت مرفوعا ومنصواب و٣ترورا و٣تزوما يف اإلعراب ،وقد
حيدف العامل قرينة على اإلجياز واإلختصاص يف ا١تدح والتخدير يف الذام وغَتىا كما
ذكر الباحث يف السابق ،بذلك األمر عرفنا عن القواعد اللغة كانت النحوية أو الصرفية .
| 111 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |121
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
.أما إذا كان فعل الشرط ٢تا ماضيا فإن عملها ال يكون حينئد ظاىرا فيو ،ولذلك
جيوز دخول الم للتأكيد على جواهبا فيقال " إن أَتيتٌت ألكرمنك " .ٔٛ
ويعلق ا٠تليل على ذلك بشواىد القرآن الكرًن والشعر ،من مثل اآلية ( وإن
مل تغفرلنا وترٛتنا لنكونن من ا٠تاسرين ) ٓتبلف قولو ( وإال تغفرىل وترٛتٌت أكن من
ا٠تاسرين ) ألن إن عمل يف فعل الشرط فوجب عملها يف اٞتواب ،ويستدل عليو
ٍ
مسألة يقول ال غائب ماىل وال َح ِرم " .فقد توقف يوم
خليل َ
بقول زىَت " :وإن أاته ٌ
يف اٞتواب ألن فعل الشرط ماض . ٜٔ
ومن التعليل ىو تكشف دراسة تطور مبدأ العلة يف النحو العريب عن وجود
ذلك ا١تبدأ منذ نشأة ىذا النحو .بل نستطيع القول إن العلة ىي أكثر العناصر ا١تنطقية
رسوخاً يف النحو العريب منذ نشأتو .ويكفي اإلشارة ىنا إىل تلك األوصاف اليت كانت
تطلق على النحاة األوائل مثل عبد هللا بن أيب إسحاق (تٔٔٚى ) وعيسى بن عمر
(ت ٜٔٗى ) وغَتمها عن دورىم يف العلة النحوية .ولقد أخذ سيبويو هبذا ا١تبدأ العقلي
ضمن ما أقام عليو النحو العريب .وتتضح نظرية العلة عنده يف أمرين :نظرية العامل و
القياس ٕٓ .
ويبلحظ أن سيبويو قد ربط بُت العامل وا١تعمول ربط أرسطو بُت العلة
وا١تعلول من حيث التبلزم والتأثَت ،فأصبحت التغَتات اإلعرابية ال ٖتدث إال بتأثَت
العوامل اللفظية أو ا١تعنوية .كما يبلحظ أن القياس عنده يعتمد على وجود حكم
ا١تقيس عليو يف ا١تقيس لعلة مشًتكة.
ومع التطور أخذ مبدأ التعليل يكتسب أمهية خاصة؛ فبدأ أتليف الكتب ا١تستقلة
حولو :فقطرب (ت ٕٓٙى ) لو "كتاب العلل يف النحو" ،وأبو علي اٟتسن بن عبد هللا
األصفهاين لو كتاب "علل النحو" وكتاب "نقض علل النحو" ويؤلف أبو العباس أٛتد بن
| 121 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
دمحم ا١تهليب يف "شرح علل النحو" ،ويؤلف إٝتاعيل بن دمحم القمي"كتاب العلل" ،ويؤلف
ابن عبدوس الكويف "الربىان يف علل النحو" ٕٔ.
وقد أسس بعض علماء الكبلم يف تطوير البحث حول العلة النحوية على
الرغم من أن أتليفهم كان يف نقض ىذه العلة ،وذلك كما فعل الناشئ األكرب ا١تعتزيل
(ت ٖٕٜى ) الذي ألف كتاابً يف "نقض علل النحو" والذي ألف أيضاً – بقوة علل
ا١تتكلمُت يف نقض منطق أرسطو٦ ،تا قد يعٍت أن بعض علماء الكبلم قد وجد يف العلل
النحوية أثراً من آاثر ا١تنطق األرسطي ،فكان نقضهم ٢تذه العلل ديثل جانباً من جوانب
ىجومهم على ىذا ا١تنطق ،وعلى العلوم ا١تتأثرة بو .وىذا ما ديكن استخبلصو من وصف
ا١تسعودي لكتاب الناشئ من أنو "ذكر فيو أنواعاً ٦تا خرج فيو ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى
عن تقليد العرب إىل ابب التعسف والنظر ونصب العلل على أوضاع اٞتدل"ٕٕ.
ومن التعليل الذى أيخذ شكل متبلحقة يف كتاب سيبويو والكتب ا١تختلفة،
من ذلك انو كان يذىب إىل أن اإلعراب أصل يف االٝتاء وأن البناء أصل يف األفعال
واٟتروف ،وأن الطرفُت خيرجان عن ىذا األصل إال لعلة ،أما األٝتاء فإهنا تبٌت حُت
تعًتضها علة شبهها ابٟترف ،ويعرف الفعل حُت يشبو اإلسم على ٨تو ماأعربو ا١تضارع
لشبهو إبسم الفاعل من حيث اٟتركات والسكون مثل أخرج و٥ترج ،وقد ظلت اٟتروف
مبنية ألن شيئا منها اليشبو اإلسم ٖٕ.
ويعلل ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى عدم دخول األلف والبلم على ا١تنادى ،إذ
اليصح أن يقال مثبل " :اي اٟتارث " ،بل البد أن يقال ":اي أيها اٟتارث " بتواسطة
أى يقول إن األلف والبلم إمنا منعهما أن يدخبل يف النداء من قبل أن كل اسم يف النداء
مرفوع معرفة وذلك أن ١تتكلم إذا قال " :اي رجل " فمعناه كمعٌت " :اي أيها الرجل "
وصار معرفة ألنك شرت إليو وقصدت قصده واكتفيت هبذا عن األلف والبلم وصار
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |122
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
كاألٝتاء ىى لئلشارة ٨توى ىذا وما أشبو ذلك وصار معرفة بغَت األلف والبلم ،ألنك
ٔتا قصدت قصد شيء بعينو ،واثر ىذا بدال يف النداء من األلف والبلم واستغٌت عنهما
ٕٗ
كما استغنيت بقولك ":اضرب" عن " لتضرب "
وكان يبٌت القياس على الكثرة ا١تطردة من كبلم العرب ،مع نصح دائما على
ما خيالفو و٤تاولتو يف أكثر األحيان أن جيد لو أتويبل ،من ذلك أنو كان يرى أن القياس
يف عطف ا١تعرف ابأللف والبلم على ا١تنادى ا١ترفوع أن يكون مرفوعا ،ألنو لو كان ىو
ا١تنادى لتقد منو أى مثل اي أيها اٟتارث ورفع معها صفة ٢تا ،ألهنا مبهمة يلزمها
التفسَت ،فصارت ىى واٟتارث ٔتنزلة اسم واحد كأنك قلت اي حارث ،وبذلك يكون
اٟتارث الضم ،يقول سيبويو " قال ا٠تليل :من قال :اي زيد
يد و ُ القياس يف مثل اي ز ُ
النصر فنصب فإمنا نصب ألن مضافا ) فأما العرب فأكثر ما رأيناىم يقولون :اي زيد و َ
النصر ،وقال األعراج ( :اي جبال أوبِت معو والطَت ) فرفع .ويقولون :اي عمرو و ُ
واٟتارث :وقال ا٠تليل ىو القياس كأنو قال :واي حارث ٕ٘ .
من البيان السابق تبُت لنا أن ا٠تليل يعد ْتق واضع النحو العرىب يف صورتو
ا١تركبة :سواء من حيث عواملو ومعموالتو إما كان الظاىرة أو ا١تقدرة أو من حيث
السماع والتعليل والقياس ،ونرى أن ىذه الفكرة عملية أو وسيلة يف بنيان القواعد اللغة
كانت النحوية أو الصرفية وغَتىا .
ج .فكرتو النحوية يف كتابو " اٞتمل يف النحو " وىو ق ّدم ا٠تليل بن أٛتد الفراىيدى
فكرتو من القواعد النحوية بدون غالب يف وضغ ترتيبها ،ىو يُبدأُ بوجوه النصب من
وجوه الرفع مث ا٠تفض واٞتزم ،كما عرفنا أن الرفع قد وضع أوال مث النصب وعلى
التواىل .وأما فكرتو النحوية فيو فهي :
ٔ .وجوه النصب الذى يشتمل على أحد وٜتسُت وجها منها :نصب من
مفعول ،ونصب من مصدر ،ونصب من قطع ،ونصب من حال ،ونصب من
| 123 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
ظرف ،ونصب من " إن " وأخواهتا ،ونصب من خرب "كان" وأخواهتا ونصب
من التفسَت ،ونصب من التمييز ،ونصب ابإلستثناء ،ونصب ابلنفى ،ونصب
ب "حىت " وأخواهتا ،ونصب ابٞتواب الفاء ،ٕٙونصب ابلتعجب ،ونصب
فاعلو مفعول ( مفعولو فاعل ) ،ونصب بنداء نكرة موصوف ،ونصب
ابإلغراء ،ونصب ابلتخدير ،ونصب من إسم ٔتنزلة اٝتُت ،ونصب ٓترب "ما ابل
" وأخواهتا ،ونصب من مصدر يف موضع فعل ونصب ابألمر ،ونصب اب١تدح،
ونصب ابلذام ،ونصب ابلًتاحم ،ونصب ابإلحتصاص ،ونصب ابلصرف و
ونصب ب " ساء (ونعم ) وبئس " ،ونصب من خبلف ا١تضاف ،ونصب
على ا١توضع ال على اإلسم ونصب من النداء ا١تضاف ،ونصب على اإلستغناء
و٘تمام الكبلم ،ونصب على النداء يف اإلسم ا١تفرد ،ونصب على البنية ،ونصب
ابلدعاء ،ونصب ابإلستفهام ،ونصب ٓترب " كفى " مع الباء ،ونصب
اب١تواجهة وتقدم االسم ،ونصب على فقدان ا٠تافظ ،ونصب ب " كم " إذا
كان إستفهاما ونصب حيمل على ا١تعٌت ،ونصب ابلبدل ،ونصب اب١تشاركة
ونصب ابلقسم ،ونصب إبضمار " كان " ،ونصب ابلًتائى ،ونصب ب-
وحده ونصب ابلتحثيث ،ونصب من فعل دائم بُت صفتُت ،ونصب من
ا١تصادر الىت جعلوىا بدال من اللفظ الداخل على ا٠ترب .ٕٚ
أكرمت
ُ وىذا وجوه النصب من العوامل وا١تعموالت .فالنصب من مفعول مثل :
أعطيت " من الفعل والفاعل صار
ُ أكرمت و
ُ أعطيت دمحماً .ٕٛكلمة "
زيداً ،و ُ
و٤تمدا من مفعول صار معموال .ا١تثال النصب من مصدريدا ً عامبل ،و كلمة " ز ً
ٕٜ
أرسلت " صار عامبل،
رسوال .كلمة " خرجت و ُ أرسلت ً
حروجا و ُ خرجت ًُ :
وكلمة " خروجا ورسوال " صار معموالً .وىلم جرا . .......أما وجوه الرفع و
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |124
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
| 125 املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102
نندانج شريف هداية املاجستري :اخلليل بن أمحد الفراهيدى يف فكرته النحوية
ٔ .والنصب من القطع ،مثل :ىذا الرجل واقفا ،وىا أان ذا عا١تا ،وقال هللا عز وجل :
(فَتِْل َ
ك بُيوُهتم َخا ِويَةً ) على القطع .
وجها " على التمييز .
وجها .كلمة " ً أحسن الناس ً
ُ أنت
ٕ .النصب من التمييز ،مثال َ :
مدجج .ىو من التمييز العدد .
ٍ ا١تثال اآلخر :لنا مرف ٌد سبعون ألف
ٖ .من الفاء جواب اجملازة ،مثل :أِ ْن خرج زي ٌد فَبِكٌْر ُمقيم ،وقال هللا تعاىل :
. وال بد للمجازة من جواب ،وال يكون جوابو إال الفعل والفاء .
تعاىل : ٗ .من الفاء العماد ،مثل :أ ََّما زي ٌد فَخار ٌج .فالفاء عماد " أما " ٖٔ ،قال هللا
اآلية ، . : ٜ-ٙ يف سورة القارعة
فالفاء ىناك عماد " أما " . .
املنــــــار :جملة علنية حمكنة للرتبية والدراسات اإلسالمية ،السنة اخلامسة ,العدد االول ،يناير -يوني 4102 |126