Professional Documents
Culture Documents
1605
ً
ظهر جليا من خالل ابلحث الفائدة الكربى لوجود عالمات الوقف يف القرآن
علم اتلجويد ،والوقف يف موضعه يساعد ىلع َ
الكريم ،فمعرفة الوقوف تعد ش�طر ِ
فهم اآلية ،وأما الوقف يف غري حمله فربما يغري معىن اآلية أو يشوه مجال اتلالوة.
وقد حظي علم الوقف باهتمام بالغ من الصحابة واتلابعني وعلماء املس�لمني.
وقد عرض ابلحث للخالف اذلي دار بني العلماء حول وجوب بقاء الرسم العثماين
يف كتاب�ة املصاح�ف .ويف ه�ذا اخلص�وص يذهب اجلمه�ور إىل وجوب إبقاء الرس�م
العثماين يف املصاحف ،بينما يذهب ابلعض إىل إماكنية العدول عن الرسم العثماين،
وجتاوز هذا الرس�م إىل غريه ،وه�ذا خيتلف باختالف ابليئ�ات واألزمان ،بدايع
اتليسري ورفع احلرج ومرااعة للمصالح العامة.
وإذا اكن�ت املصاح�ف األوىل ق�د خلت م�ن عالمات الوق�ف ،حيث اكنت
املصاحف مرس�ومة بالرسم العثماين ،فإن اخلالف يف عالمات الوقف قائم حول:
ه�ل يه توقيفي�ة جيب اتباعه�ا ،أو أنها اجتهادي�ة يمكن خمالفته�ا واتلطوير يف
شلكها بما يتالءم مع لك عرص؟
ً ً
واحلق أن ابلحث قد رجح موقفا وسطا بني اآلراء املتعارضة يف هذا اخلصوص،
فيمكن كتابة املصحف اآلن لعامة انلاس ىلع االصطالحات املعروفة الش�ائعة
عندهم ،وال جتوز كتابته هلم بالرسم العثماين األول؛ ئلال يوقع يف تغيري من اجلهال.
ولكن جيب يف الوقت نفسه املحافظة ىلع الرسم العثماين كأثر من اآلثار انلفيسة
املوروث�ة عن س�لفنا الصالح فال يهمل مرااعته جلهل اجلاهلين بل يبىق يف أيدي
العارفني اذلي ال ختلو منهم األرض.
1607
مقدمة
ً
احلمد هلل وكىف ،وصالة وسالما ىلع عباده اذلين اصطىف ،وبعد:
فق�د طوف�ت بمح�اور انلدوة فوج�دت من املناس�ب أن تك�ون الكتابة
يف املح�ور اثل�اىن ،ويف موضوع هام م�ن موضواعته ،وهو «عالم�ات الوقف يف
املصاحف املطبوعة» ،وذلك ملا هل من فائدة عظىم.
أهمية املوضوع:
ً
تعود أهمية املوضوع إىل أن معرفة الوقوف حتتل ماكنا ذا شأن يف علومِ القرآن؛
ً ً
حيث ترتبط مقاصده ارتباطا وثيقا بوجوه تفسري القرآن وجتلية معانيه.
(((
وقد حظي علم الوقف باهتمام بالغ من الصحابة واتلابعني وعلماء املسلمني .
يدل ىلع هذه األهمية ما جاء عن يلع بن أيب طالب ريض اهلل عنه أنه ُسئل
﴾ [املزمل ،]4 :فق�ال« :الرتتيل جتويد احلروف ع�ن قوهل تع�اىل﴿ :
(((
ومعرفة الوقوف» .
(((
ويف رواية ابن اجلزري أنه قال« :الرتتيل معرفة الوقوف ،وجتويد احلروف» .
﴾ تأكيد ﴾ ،يدل ىلع الوج�وب ،وقوهل﴿ : فاألم�ر يف ق�وهل تعاىل﴿ :
(((
هلذا الوجوب .
راجع يف مؤلفات عديدة يف الوقف مشار إيلها يف :علل الوقوف ،السجاوندي ،ط ،2ج،1ص.42 - 24 (((
ُ َ
الهذيل ص ،132اإلتقان يف علوم القرآن ،السيوىط .282/1 الاكمل يف القراءات، (((
النرش يف القراءات العرش ،البن اجلزري .225/1 (((
اإلحاكم يف أصول األحاكم البن حزم ط ،1ج ،3ص.269 (((
1608
وما ق�اهل ابن األنباري« :ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه:
(((
معرفة الوقف واالبتداء فيه» .
(((
وما قاهل أبو حاتم السجستاين« :من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن» .
وم�ا ق�اهل اهلذيل« :قال أب�و حاتم :من لم يعلم الوقف ل�م يعلم ما يقرأ ،قال
يلع ريض اهلل عن�ه :اتلزنيل معرفة الوقوف وحتقيق احلروف ،وهذا القرآن نزل
باللغة العربية ،والوقف والقطع من حليتها ،فأداء الوقف حلية اتلالوة وحتلية
(((
ادلراية ،وزينة القارئ ،وبالغة اتلايل ،وفهم املستمع ،وفخر للعالم» .
وما ورد عن ابن عمر أنه قال« :لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يلؤىت
اإليمان قبل القرآن ،وتزنل السورة ىلع حممد ﷺ فنتعلم حالهلا وحرامها وأمرها
وزجرها ،وما ينبيغ أن يوقف عنده منها ،كما تتعلمون أنتم القرآن ايلوم ،ولقد
ً
رأيت رجاال يؤىت أحدهم القرآن قبل اإليمان فيقرأ ما بني فاحتته إىل خاتمته ما
(((
يدري ما آمره وال زاجره ،وال ما ينبيغ أن يوقف عنده منه ،ينرثه نرث ادلقل» .
وهذا من عمر بن اخلطاب ،وإن اكن يتعلق بالوقوف الىت يراد منها اتلأمل
واتلدبّر وانلظر ،فهو يدل ىلع أهمية الوقف ىلع لك حال ،ولو اكن ملجرد اتلدبر؛
إذ ل�ن يتحق�ق تدبر بدون وقف ىلع ما ي�ؤدي إىل اكتمال املعىن .وهذا هو وجه
(((
الربط بني الوقفني .
«فن جليل به يعرف كيفية الق�راءٌّ :
ّ وباجلمل��ة :فإن الوقف واالبتداء عند
ويرتتب ىلع ذلك فوائد كثرية واستنباطات غزيرة وبه تتبينّ معاين
ُ أداء القرآن
(((
اآليات ويؤمن االحرتاز عن الوقوع يف املشكالت» .
وتع�ود ه�ذه األهمية إىل أن الوقف يتصل بعلوم ومعارف شتى ،منها علم
(((
انلحو والقراءات واتلفسري واملعاين واللغة وغريها .
خطة ابلحث:
ً
وقد رأيت أن أسير يف هذا املوضوع خمتطا خطة تبدو مالحمها األساس�ية
ىلع اتلفصيل الوارد يف ابلحث كما ييل:
قس�مت ابلحث إىل تمهي�د وأربعة مباح�ث وخاتمة .وأتبع�ت ذلك بذكر
مراجع ابلحث وفهرسه.
ً
((( أعني وقف اتلدب�ر والوقف املتعلق بعلوم القرآن ،ذلا اكنت معرف�ة الوقف واالبتداء رشطا
يف احلص�ول ىلع اإلج�ازة م�ن املجزي اذلي يعك�ف ىلع إع�داد املتعلم .وبه�ذه األهمية ينوه
ً
ابن اجلزري فيقول« :ومن ثم اشرتط كثري من أئمة اخللف ىلع املجزي أن ال جيزي أحدا إال بعد
معرفت�ه الوقف واالبتداء ،واكن أئمتنا يوقفوننا عند لك حرف ويشيرون إيلنا فيه باألصابع،
سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم األولني ،رمحة اهلل عليهم أمجعني» .النرش .225/1
((( الربهان يف علوم القرآن ،الزركيش ج ،1ص.343
((( وه�ذا هو ماح�دا بابن جماهد إىل القول« :ال يقوم باتلمام يف الوق�ف واالبتداء إال حنوي اعلم
بالق�راءات ،اعلم باتلفسير والقصص وختلي�ص بعضها من بعض ،اعلم باللغ�ة الىت نزل بها
الق�رآن الكري�م وكذا علم الفق�ه» .راجع :الربهان يف علوم الق�رآن ،الزركيش ج ،1ص،343
اإلتقان يف علوم القرآن ،السيويط ج ،1ص.296
1610
اتلمهيد
ً
(((
الرسم العثماين واخلالف حول كتابة املصاحف طبقا هل
ً
أوال :وجوب بقاء كتابة املصاحف بالرسم العثماين(((:
ي�رى مجهور العلماء وجوب بقاء الرس�م العثماين يف كتابة املصاحف مهما
اختلفت األزمان والعصور ،ويستند هذا الرأي إىل األسباب اآلتية:
1 .1كتاب�ة املصحف بالرس�م العثماين اكن�ت بأمر اخلليفة الراش�د عثمان بن
عفان ،وهذا يدل ىلع القصد إىل رسم معني ،وقد وافقه ىلع ذلك الصحابة،
(((
ريض اهلل عنهم .
َ َ َّ ْ
2 .2أمجع�ت األم�ة ىلع هذا الرس�م ،وتلقته بالقبول برتتيب آيات�ه ،بل لكماته،
ب�ل حروفه ،وأصبح مصحف عثمان اإلمام وادليلل فيما يعنيه من ترتيب
((( باتلفصيل :راجع :املقنع يف معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار ،ادلاين ص 165وما بعدها،
هامش.5
((( يقص�د بالرس�م العثم�اين :الوضع اذلى ارتض�اه اخلليفة عثمان بن عف�ان ،رىض اهلل عنه ،يف
كتاب�ة لكم�ات القرآن وحروفه .أو هو م�ا كتبت عليه املصاحف األئم�ة يف عهد عثمان بن
عف�ان ،ريض اهلل عنه ،وبأم�ره .مناهل العرفان يف علوم الق�رآن ،الزرقاين ج ،1ص .369قال
اإلمام مالك :اغب مصحف عثمان بن عفان ،ريض اهلل عنه ،من املدينة ،ولم نسمع خبربه بني
العلماء اذلين يقتدى بهم يف انلقل والرواية وادلراية .وقال ابن قتيبة« :مصحف عثمان اذلي
قت�ل وه�و يف حجره اكن عند ودله خادل ،ثم صار مع أوالده ،وق�د درجوا إىل رمحة اهلل تعاىل».
خمترص اتلبيني هلجاء اتلزنيل ،أبو داود ،ج ،1ص.142
((( راج�ع :املقن�ع يف معرفة مرس�وم مصاحف أه�ل األمص�ار ،ادلاين ص 142وم�ا بعدها .جملة
ابلحوث اإلسالمية ج ،6ص.48
1611
يمنع اتلقدي�م واتلأخري ،ومن حرص يمنع الزي�ادة وانلقصان ،وإبدال لفظ
(((
بلفظ آخر ،وأصبحت القراءة بما خيالف هذا الرسم ممنوعة وشاذة .
3 .3أن العدول عن الرس�م العثماين قد يفيض إىل اتلغيري يف رس�م القرآن لكما
تغير االصطلاح يف الكتابة ،وق�د يؤدي ذلك إىل حتري�ف القرآن ىلع مر
األي�ام والس�نني ،وخيىش مع�ه أن يصري كتاب اهلل ألعوب�ة بأيدي انلاس،
فيمك�ن كتابته بلغة أخرى غري اللغة العربية ،اكللغة الالتينية أو غريها
(((
من اللغات ،ويف هذا ما فيه من اخلطر .
ً
ثانيا :إماكن العدول عن الرسم العثماين:
يرى بعضهم أنه يمكن العدول عن الرس�م العثماين يف كتابة املصاحف،
وإماكن جتاوز هذا الرسم إىل غريه ،وهذا خيتلف باختالف ابليئات واألزمان.
((( (((
وقد انترص هلذا الرأي :القايض أبو بكر ابلاقالين ،وعبد الرمحن بن خدلون .
راج�ع :املقن�ع يف معرف�ة مرس�وم مصاحف أه�ل األمص�ار ،ادلاين ص ،165رس�م املصحف (((
العثماين وأوهام املسترشقني يف قراءات القرآن الكريم ،عبد الفتاح إسماعيل شليب ص.6
جملة ابلحوث اإلسالمية ج ،6ص.48 (((
يقول يف االنتصار« :إن اهلل إنما أوجب ىلع القراء واحلفظة أن يقرؤوا القرآن ويؤدوه ىلع منهاج (((
ً ً
حم�دود ،وس�بيل ما أنزل عليه ،وأن ال جياوزوا ذلك وال يؤخروا من�ه مقدما وال يقدموا مؤخرا،
ً ً
وال يزيدوا فيه حرفا وال ينقصوا منه شيئا ،وال يأتوا به ىلع املعىن واتلعريب دون لفظ اتلزنيل
ً
ىلع ما بيناه فيما س�لف ،ولم يأخذ ىلع كتبة القرآن وحفاظ املصاحف رس�ما بعينه دون غريه
ً
أوجبه عليهم وحظر ما عداه؛ ألن ذلك ال جيب لو اكن واجبا إال بالس�مع واتلوقيف ،وليس يف
نص الكتاب وال يف مضمونه وحلنه أن رس�م القرآن وخطه ال جيوز إال ىلع وجه خمصوص وحد
حمدود ،وال جيوز جتاوزه إىل غريه ،وال يف نص السنة أيضا ما يوجب ذلك ويدل عليه ،وال هو مما
أمجعت عليه األمة ،وال دلت عليه املقاييس الرشعية ،بل الس�نة قد دلت ىلع جواز كتبه بأي
رسم سهل وسنح للاكتب» .االنتصارللقرآن ،ابلاقالين ط ،1ج ،2ص 547وما بعدها.
= قال ابن خدلون يف مقدمته« :فاكن اخلط العريب ألول اإلسالم غري بالغ إىل الغاية (((
1612
واحل�ق أن هذا الرأي يقوم ىلع عدة أس�باب دعت إىل العدول عن الرس�م
العثماين إىل كتابته حسب قواعد اإلمالء ،ومن ذلك:
1 .1اتليس�ير ورفع احلرج :اكن الس�لف رمحه�م اهلل يعرفون الرس�م العثماين،
فيس�هل عليهم ق�راءة القرآن بذلك الرس�م ،وقاموا بما وج�ب عليهم من
تدبره وأخذ األحاكم منه.
أما اآلن فيمكن كتابة القرآن باملصاحف وغريها حسب قواعد اإلمالء؛
يلتمكن اجلمهور من تالوته بس�هولة تالوة صحيح�ة ،ويتعبدوا بقراءته
ً
دون حتري�ف ،خاصة وأن رس�م املصحف ليس توقيفي�ا ،وأنه ال مانع من
(((
تغيري هذا الرسم حسبما تقتضيه قواعد الرسم احلديثة .
2 .2اختالط العرب بغريهم :وما تبعه من دخول األاعجم يف اإلسلام ،ما أدى
إىل كرثة اللحن وخيف ىلع كثري من املسلمني أن يلحنوا يف قراءة القرآن،
فأم�ر اخلليفة عبد امللك بن مروان بنقط املصحف وشكله ،صيانة هل من
(((
اللحن واتلحريف يف القراءة .
= من اإلحاكم واإلتقان ،واإلجادة ،وال إىل اتلوسط ،ملاكن العرب من ابلداوة ،واتلوحش وبعدهم
عن الصنائع ،وانظر ما وقع ألجل ذلك يف رسمهم املصحف حيث رسمه الصحابة خبطوطهم،
واكن�ت غير مس�تحكمة يف اإلجادة ،فخالف الكثري من رس�ومهم ما اقتضته رس�وم صناعة
ً
اخلط عند أهلها ،ثم اقتيف اتلابعون من الس�لف فيها ترباك بما رس�مه أصحاب رسول اهلل ﷺ
وخري اخللق من بعده املتلقون لوحيه من كتاب اهلل والكمه» .انظر :مقدمة ابن خدلون ،ابلاب
اخلامس ،الفصل اثلالثون ص 881وما بعدها.
الز ْرقاين ط ،3ج ،1ص ،373جملة ابلحوث اإلسلامية ج،6 ((( مناهل العرفان يف علوم القرآنُّ ،
ص.31
((( املحكم يف نقط املصاحف ص ،18جملة ابلحوث اإلسالمية ج ،6ص.31
1613
ً ً ً
3 .3م��رااعة املصالح العامة :فالقرآن ل�م يزنل مكتوبا ،وإنما ن�زل وحيا متلوا،
فأملاه انليب ﷺ ىلع كتبته ،فكتبوه بالرس�م املعه�ود عندهم ،وقد حصل
بعض االختالف يف رسم كتابتهم ،بل يف رسم بعض اللكمات يف مصاحف
األمصار املنتسخة من املصحف العثماين.
والراج�ح م�ا عليه اجلمهور ،وهو االلزتام بالرس�م العثماين وليس حس�ب
قواع�د اإلملاء ،باإلضاف�ة إىل أن الق�رآن الكريم حمفوظ من قب�ل اهلل تعاىل،
﴾ [احلج�ر ،]9 :وق�وهل﴿ : وذل�ك يف ق�وهل﴿ :
﴾ [فصلت.]42 :
1614
املبحث األول
مفهوم الوقف وأقسامه وعالماته
ً
أوال :مفهوم الوقف:
تعريفه يف اللغة :يطلق الوقف يف اللغة ىلع عدة معان ،منها :احلبس ،يقال:
وقف األرض أو ادلار ىلع املساكني أو هلم؛ أي :حبسها .ومنها :السكوت ،يقال:
ً
وق�ف القارئ ىلع اللكمة وقوفا؛ أي :س�كت .ومنه�ا :املعاينة ،يقال :وقف ىلع
(((
اليشء؛ أي :اعينه .
ّ
تعري��ف الوقف يف االصطالح :ىلع الرغم م�ن أن علماء الوقف واالبتداء
ق�د تعرض�وا للوق�ف تقس�يماًّ ،
وتتبعوا لكم�ات الق�رآن اس�تقراء ،إال أنهم لم
ً
يتعرضوا رصاحة تلعريف الوقف ،بل عرضوا هل ضمنا خالل احلديث يف كتبهم
عن أقس�ام الوقف .وربما يع�ود ذلك إىل عدم اهتمامه�م بتعريف اليشء قدر
(((
اهتمامهم باملوضوع نفسه .
ً (((
وعرفه اجلعربي بأنه« :قطع صوت القارئ ىلع آخر اللكمة الوضعية زمانا» ،
(((
أو هو قطع اللكمة عما بعدها .
راج�ع لس�ان العرب الب�ن منظ�ور ج ،1ص 4898وما بعدها ،ت�اج الع�روس للزبيدي ج،6 (((
ص 268وما بعدها.
ق�ارب إىل هذا املعنى :الوقف واالبتداء وصلتهما باملعىن يف الق�رآن الكريم ،د .عبد الكريم (((
إبراهيم عوض صالح ط ،1ص .19ويف تعريفات عديدة للوقف يف االصطالح ص.17
لطائف اإلشارات ،املرجع السابق ج ،1ص.248 (((
منار اهلدى يف بيان الوقف واالبتدا ،األشموىن ج ،1ص.23 (((
1615
ق�ال ابن اجلزري يف تعري�ف الوقف« :الوقف عبارة ع�ن قطع الصوت ىلع
اللكمة زمنا ً يتنفس فيه اعدة ّ
بنية اس�تئناف القراءة ،إما بما ييل احلرف املوقوف
(((
عليه إن صلح االبتداء به ،أو بما قبله من غري قصد اإلعراض عن القراءة» .
أم�ا بع�ض العلماء املحدثني فق�د ّ
عرفه بتعريف يقرتب م�ن تعريف ابن
اجل�زري ،فعرف�ه بأنه« :قطع الصوت عند آخر اللكم�ة القرآنية احلرف املوقوف
علي�ه ،إن صلح االبتداء به ،أو باحلرف املوق�وف عليه ،أو بما قبله ّ
مما يصلح
((( ّ
االبتداء به ،وال بد يف الوقف من اتلنفس معه» .
وإن اكن العلماء املتقدمون لم يفرقوا بني الوقف والقطع والسكت ،فلكها عندهم
(((
بمعىن واحد هوالوقف ،إال أن املتأخرين منهم قد فرقوا بني هذه املصطلحات.
ً
فالقطع عبارة عن قطع القراءة رأسا ،فهو اكالنتهاء ،فالقارئ به اكملنتيه من
القراءة واملنتقل منها إىل حالة أخرى س�وى القراءة ،فهو اكلوقف حيث ال جيوز
ً ً ً
إال ىلع تام ،سواء اكن تاما أم اكفيا أم حسنا ،إال أنه يشرتط فيه أن ال يكون إال
ىلع رأس آية ،وذلك خبالف الوقف فإنه يكون ىلع رأس اآلية وىلع أبعاضها.
ً
أما الس��كت فهو عبارة عن قطع الصوت زمن�ا دون زمن الوقف اعدة من
ّ ّ (((
وصحت غري تنفس .وهو مقيد بالس�ماع ،فال جيوز إال فيما يثبت فيه انلقل
((( َّ
به الرواية ،ويكون يف وسط اللكمة وفيما اتصل رسما» .
ويعل�م م�ن هذا أن الوقف يشترط في�ه اتلنفس م�ع املهل�ة ،والقطع هو
(((
االنرصاف عن القراءة واالنتهاء منها ،أما السكت فال يكون معه تنفس .
ً
ثانيا :أقسام الوقف:
ً(((
لم يتفق العلماء ىلع تقسيم معني للوقف ،وإن اتفقوا أن هل أقساما .
غري أنه يمكن تقسيم الوقف إىل أربعة أقسام يه :اتلام ،الاكيف ،احلسن ،القبيح.
ً
1 .1الوق��ف اتلام :هو اذلي يتم به الكالم لفظا ومعنى ،وال يتعلق الكالم بما
ً
بعده ال لفظا وال معىن ،فيحسن الوقف عليه واالبتداء بما بعده ،ويكون
(((
﴾ [يس،]12 : يف وسط وآخر اآلية ،حنو﴿ :
﴾ [انلمل.]34 : وقوهل﴿ :
وىلع ذل��ك :ال يت�م الوق�ف ىلع املض�اف دون املضاف إيل�ه ،وال املنعوت
دون نعت�ه ،وال الراف�ع دون مرفوعه وعكس�ه ،وال انلاصب دون منصوبه
وعكس�ه ،وال املؤكد دون توكيده ،وال املعط�وف دون املعطوف عليه ،وال
ابلدل دون مبدهل ،وال (إن) أو (اكن) أو (ظن) وأخواتها دون اس�مها ،وال
اس�مها دون خربها ،وال املس�تثىن من�ه دون االس�تثناء ،وال املوصول دون
ً ً
صلته اس�ميا أو حرفيا ،وال الفعل دون مص�دره ،وال حرف دون متعلقه،
(((
وال رشط دون جزائه .
سيم بالاكيف :لالكتفاء به واستغنائه عما بعده لعدم تعلقه به من ناحية اللفظ ،وإن تعلق به (((
من ناحية املعىن .الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.171
اإلتقان يف علوم القرآن ص.286 (((
الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.172 (((
اإلتقان يف علوم القرآن ج ،1ص.284 (((
1618
ّ
4 .4الوق��ف القبي��ح :وه�و م�ا لي�س بت�ام وال حس�ن ،ويقب�ح الوق�وف علي�ه لش�دة
ً ّ
﴾ يف ق�وهل تعلق�ه بم�ا بع�ده لفظ�ا ومعنى ،اكلوق�ف ىلع ق�وهل تع�اىل﴿ :
،]26أو [ابلق�رة: ﴾ س�بحانه﴿ :
ث�م يب�دأ﴿ : [املاع�ون]4 : ﴾ الوق�ف ىلع ق�وهل﴿ :
﴾ [النساء.]43 : ﴾ [املاعون ]5 :أو الوقف ىلع قوهل﴿ :
﴾ ،ويبت�دئ﴿ : وأقب�ح من�ه الوق�ف ىلع﴿ :
﴾ [املائدة]17 :؛ ألن املعىن مس�تحيل به�ذا االبتداء ،ومن تعمده
(((
وقصد معناه فقد كفر .
ً
ثاثلا :عالمات الوقف يف املصحف:
عالم��ات الوقف :يه عب�ارة عن عالم�ات اصطالحية ،وضعه�ا العلماء
ً
تسهيال ىلع قارئ القرآن ،ليسهل عليه اتلعرف ىلع مواضع الوقف.
وه�ذه العالم�ات ختتلف من مصحف إىل آخر ،بل وم�ن طبعة إىل أخرى
للمصحف الواحد.
ً
وقد جع�ل العلماء للوقف رموزا وعالمات يف املصاحف يعرف بها؛ حىت
يسهل ىلع القارئ لكتاب اهلل أن يقرأه ىلع الوجه الصحيح.
وفيما يىل بيان هلذه العالمات ومدلوالتها:
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : م :الوقف الالزم :حنو :الوقف ىلع لكمة﴿ :
﴾ [ابلقرة.]212 :
ً
((( اإلتقان يف علوم القرآن ج ،1ص .286وراجع أيضا :منار اهلدى يف بيان الوقف واالبتدا ج،1
ص 28وما بعدها.
1619
ال :الوق��ف املمن��وع :حن�و :الوق�ف ىلع لكم�ة ﴾ ﴿ :يف ق�ول اهلل تعاىل:
﴿
﴾ [األعراف.]164 :
﴾ يف قوهل تعاىل﴿ : ولكم�ة﴿ :
﴾ [انلحل.]32 :
ً
﴾ ج :الوقف اجلائز جوازا مستوي الطرفني :حنو الوقف ىلع لكمة﴿ :
﴾ يف ق�وهل تعاىل﴿ :
[الكهف.]13 :
﴾ يف ص�لى :الوقف اجلائز لكن الوصل أوىل :حنو الوقف ىلع لكمة﴿ :
﴾ [طه.]46 : قوهل تعاىل﴿ :
﴾ يف قوهل قىل :الوصل اجلائز لكن الوقف أوىل :حنو الوقف ىلع لكمة﴿ :
﴾ تع�اىل﴿ :
[الرعد.]11 :
تعانق الوقف :وهو عبارة عن نقطتني تتوسطهما نقطة أعالهما ،إذا وقف
ىلع أح�د املوضعين ،ال يصح الوق�ف ىلع اآلخر؛ غري أنه ال جيم�ع بينهما ،حنو
الوقف ىلع لكمة ﴾ ﴿ :أو لكمة ﴾ ﴿ :يف قوهل تعاىل﴿ :
﴾ [ابلقرة.]2 :
س :عالمة سكتة لطيفة بدون تنفس ثم يصل القراءة.
وه�ذه العالم�ات املوج�ودة يف املصاح�ف أغلبه�ا مأخ�وذ م�ن وق�وف
ِّ
(((
الس�جاوندي .وقد رم�ز للوقف الالزم بعالم�ة «م» ،والوقف املطلق بعالمة
((( علل الوقوف ص 66وما بعدها ،خطوط املصاحف ،حممد بن سعيد الرشييف ص 8وما بعدها.
1620
«ط» ،والوق�ف اجلائز بعالمة «ج» ،والوقف املجوز لوجه بعالمة «ز» ،واملرخص
((( ً
رضورة بعالمة «ص» ،والوقف املمنوع بعالمة «ال» .
وقد بقيت هذه الوقوف إىل اآلن ،ويه املعمول بها يف مصاحف املش�ارقة،
كمصاحف األتراك واملصاحف ابلاكستانية ،ومصاحف القارة اهلندية.
أما املصحف املرصي ومصحف املدينة انلبوية املطبوع بمجمع امللك فهد
لطباع�ة املصحف الرشيف ،فإنه قد أخذ بعض هذه الوقوف ،وخالفه يف بعض
(((
مواضع الوقف ،أو يف الزيادة عليه يف املصطلحات .
ووق�وف ه�ذه املصاحف ىلع حن�و ما م�ر يه :الوقف اللازم ،وعالمت�ه «م»،
والوق�ف اجلائ�ز ،وعالمته «ج» ،والوق�ف األوىل ،وعالمته «قلى» ،والوصل األوىل،
وعالمته «صىل» ،ووقف املعانقة ،وعالمته « ،»:.والوقف املمنوع ،وعالمته «ال».
ويتضح للك قارئ للقرآن العظيم أن عالمات الوقف ختتلف من مصحف
إىل آخر .وباجلملة فإن عالمات الوقف حبس�ب املصاحف املطبوعة تقس�م إىل
ثالثة أقسام:
1 .1مصاحف برواية حفص :وتنقسم عالمات الوقف فيها إىل قسمني :مصاحف
مطبوعة بعالمات األزهر ،كمصحف املدينة انلبوية ،ومصاحف مطبوعة
بعالمات اإلمام السجاوندي ،اكملصحف الرتيك ،واملصحف ابلاكستاين.
2 .2مصحف ورش :وعالمة الوقف فيه واحدة« :صه».
ً
3 .3مصحف قالون :وعالمة الوقف فيه أيضا واحدة« :صه».
((( علل الوقوف ص 66وما بعدها .وقوف القرآن وأثرها يف اتلفسير ،مس�اعد بن س�ليمان بن
نارص الطيار ص 178وما بعدها.
((( ليس يف هذه املصاحف بعض وقوف السجاوندي ،اكلوقف املطلق والوقف املرخص رضورة والوقف
املجوز لوجه ،كما أنها زادت عليه بعض الوقوف ،كوقف املعانقة والوقف األوىل والوصل األوىل.
1621
املبحث اثلاين
مدى االلزتام بوقوف املصاحف
((( يقول أبو عمرو ادلاين« :والسبب يف إحداث انلقط وضبط املصحف به هو فساد ألسنة العرب
ووق�وع اللح�ن يف قراءة القرآن واخل�وف من تزيد ذلك مع مرور األي�ام ومن حدوث اتلغري
واتلحريف يف نص القرآن» .راجع املحكم يف نقط املصحف ط ،2ص.30
((( أخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب اجلمعة ،باب ختفيف الصالة واخلطبة ،ج 2ص 594رقم.780
1622
ووجه ادلاللة من هذا احلديث يكمن يف أنه ال جيوز الوقف ىلع املستبشع
م�ن اللف�ظ ،واكن ينبغي الوقف ىلع لكمة (رش�د) ،أو يص�ل الكالم حىت
نهايت�ه؛ ألن وقفه ىلع لكمة (يعصهما) فيه تس�وية بني حاىل من أطاع اهلل
ورسوهل ومن عصاهما ،وشتان الفرق بني احلالني.
وإذا ل�م يكن من املستس�اغ الوقف ىلع املستبش�ع من األلفاظ يف كالم
(((
البرش ،فهو يف كالم اهلل أوىل وأجدر أن جيتنب .
2 .2أورد األش�موين يف كتاب�ه :ق�ال الس�خاوي :ينبيغ للق�ارئ أن يتعلم وقف
﴾ ،ثم جربي�ل؛ فإنه اكن يقف يف س�ورة آل عم�ران عند قوهل﴿ :
﴾ [آل عمران ،]95 :وانليب ﷺ يتبعه. يبتدئ﴿ :
واكن انليب ﷺ يقف يف سورة ابلقرة ،وسورة املائدة عند قوهل تعاىل﴿ :
﴾ [ابلق�رة ،148 :واملائ�دة ،]48 :واكن يقف ىلع قوهل﴿ :
﴾ ﴾ [املائدة ،]116 :واكن يقف﴿ :
﴾ [يوس�ف ،]108 :واكن يقف ىلع﴿ : ث�م يبتدئ﴿ :
﴾ [الرعد ،]18 ،17 :واكن ﴾ ثم يبتدئ﴿ :
﴾ [انلح�ل،]5 : ﴾ ث�م يبت�دئ﴿ : يق�ف ىلع﴿ :
﴾ [السجدة: ﴾ ثم يبتدئ﴿ : واكن يقف ىلع﴿ :
﴾ ﴾ ث�م يبت�دئ﴿ : ،]18واكن يق�ف﴿ :
﴾ ثم يبتدئ﴿ : [انلازاعت ،]24 ،22 :واكن يقف ىلع﴿ :
﴾ [الق�در ،]4 ،3 :فكان ﷺ يتعمد الوق�ف ىلع تلك الوقوف ،واغبلها
((( راجع يف هذا املعىن :لطائف اإلشارات لفنون القراءات ،القسطالين ج ،1ص ،255اتلمهيد يف
علم اتلجويد البن اجلزري ص ،189املكتىف يف الوقف واالبتدا ،أبو عمرو ادلاين ط ،1ص.3
1623
3 .3وردت الس�نة عن رس�ول اهلل ﷺ بالقطع ىلع الاكيف اذلي هو دون اتلمام،
وثب�ت اتلوقي�ف عن�ه باس�تعماهل .فعن ابن مس�عود ق�ال :قال يل رس�ول
اهلل ﷺ« ،اق�رأ يلع» ،فقل�ت هل :أأق�رأ علي�ك وعلي�ك أنزل؟! فق�ال« :إين
أح�ب أن أس�معه من غريي» ،قال :فافتتحت س�ورة النس�اء ،فلما بلغت:
،]41 [النس�اء: ﴾ ﴿
ً
قال :فرأيته وعيناه تذرفان دمواع ،فقال يل« :حسبك».
﴾ ووجه ادلاللة من هذا كما ذكره صاحب املكتىف :أن القطع ىلع قوهل﴿ :
اكف ولي�س بت�ام؛ ألن املعنى :فكي�ف يك�ون حاهل�م إذا اكن ه�ذا
﴾ فم�ا قبله متعلق بما بع�ده ،واتلمام﴿ : ﴿
﴾ ألن�ه انقضاء القصة ،وهو يف اآلية اثلانية .وقد أمر انليب عبد اهلل
أن يقط�ع دون�ه مع تقارب م�ا بينهما ،فدل ذلك دالل�ة واضحة ىلع جواز
(((
القطع ىلع الاكيف ووجوب استعماهل .
((( الوقف واالبتداء يرتبط باملعاين من حيث الوقف ىلع املعاين اتلامة وما عداه من املعاين ،وهو
به�ذا يرتبط باتلفسير ،فهو أثر من آثار فهم املعىن ،وىلع ه�ذا بُنيت كتب الوقف واالبتداء،
حسن.
ٍ فهم يذكرون كيفية استفادة القارئ من هذا العلم يف أداء معاين القرآن ىلع وجه
((( منظومة املقدمة «اجلزرية» ابن اجلزري ط ،1ص.18
((( الربهان يف علوم القرآن ط ،1ج ،1ص.379
1625
ويف هذا اخلصوص يقول الشيخ حممود خليل احلرصي« :مع اتلنقيب ابلالغ،
وابلحث الفاحص ،يف شتى األس�فار ،وخمتلف املراجع ،من أمهات الكتب؛ يف
علوم القرآن ،واتلفسير ،والسنة ،والش�مائل ،واآلثار ،لم أعرث ىلع أثر صحيح،
أو ضعي�ف ي�دل ىلع أن الوق�ف ىلع مجيع ه�ذه املواضع ،أو بعضها من الس�نة
العملية ،أو القويلة ،ولعلنا بعد هذا نظفر بما يبدد القلق ،ويريح الضمري».
غري أنه يمكن القول يف املقابل :بأن تعمد القارئ الوقف ىلع ما ال حيسن
ِّ ً ً ُّ
الوق�ف عليه يُعد فعال قبيحا منه بال خالف ،ويصل هذا إىل حد احلرمة الىت
ً
يأثم فاعلها رشاع إذا اكن يعتقد ذلك املعىن القبيح.
﴾ وهو يعتقد هذا املعىن ويريده ،فهو آثم فمن وقف ىلع قوهل﴿ :
باعتقاده قبل وقفه.
ً
وننتهي من ذلك إىل أن الوقوف القرآنية يه وقوف اجتهادية ،وترتيبا ىلع
ذلك يوجد م�ن يمكنه القول برفض الوقوف القرآنية ويطالب بطباعة القرآن
ً
الكريم خايلا منها لكية ،ويمكنه االحتجاج بما يىل:
1 .1أن الوق�وف القرآني�ة جمرد أم�ور اجتهادية ال ديلل عليه�ا ،ويه من قبيل
إدخ�ال ما ليس من بيان ال�ويح وال صاحب الرشيعة يف كتاب اهلل ،وهذا
ً
غري جائز ،وينبيغ أن يكون القرآن الكريم خايلا منها.
2 .2مل�ا اكن�ت الوقوف القرآني�ة املطبوعة من األمور االجتهادي�ة ،فال غرو أن
توجد االختالفات حوهلا ،ما بني جموز هلا ومانع منها .ومضيق وموسع فيها.
ً
وهذا أمر يسبب اختالفا يف طبعات املصاحف ،ال جيوز االتلفات إيله عند
طبع املصحف اذلى خيص عموم املسلمني.
1626
وق�د س�بق القول بأن طبع�ات املصاح�ف املختلفة تتف�ق وختتلف حول
مواضع هذه العالمات.
3 .3أن بع�ض هذه العالم�ات ال معىن هلا ،وال فائدة ت�رىج من وضعها ،وذلك
كعالمة الوقف اجلائز «ج» الىت تدل ىلع جواز الوقف ،فإذا اكن الوقف يف
هذه املواضع مستوي الطرفني ،بمعىن أنه يمكن الوقف ىلع هذا املوضع،
ويمك�ن ع�دم الوقف عليه ،ف�إن هذه العالمة ال فائدة منها ،إذ يس�توي
هذا وذاك بال فرق.
ً
ثاثلا :الرتجيح:
ً
أرى واهلل أعل�م أن وض�ع عالمات الوق�وف ،والزتام القارئ بها؛ حتس�ينا
ً ً
لألداء ،وتبيينا للمعاين ،وتيسريا لفهم القرآن ،أمر ال بأس به.
واحل�ق أن ما داع الس�لف ريض اهلل عنهم إىل نق�ط املصاحف بعد أن اكنت
خايلة من ذلك واعرية منه وقت رس�مها ،وحني توجيهها إىل األمصار ،ما شاهدوه
م�ن أه�ل عرصهم م�ع قربهم م�ن زمن الفصاح�ة ،ومش�اهدة أهلها من فس�اد
ألسنتهم ،واختالف ألفاظهم وتغري طباعهم ،ودخول اللحن ىلع كثري من خواص
انل�اس وعوامهم ،وما خافوه -مع مرور األي�ام وتطاول األزمان -من تزايد ذلك
وتضاعفه فيمن يأيت بعد من هو ال شك يف العلم والفصاحة والفهم وادلراية دون
(((
من ش�اهدوه ممن عرض هل الفس�اد ودخل عليه اللحن .ثم ما املانع يف االحتفاظ
باملصحف اإلمام برسمه األول ،يقرؤه من ال يلتبس عليهم األمر؟
واحلق أنه يمكن ترجيح هذا الرأي ،باإلضافة إىل أن القرآن الكريم حمفوظ
﴾ [احلجر،]9 : م�ن قبل اهلل تعاىل ،وذل�ك يف قوهل﴿ :
﴾ [فصلت ،]42 :فمسألة وقوهل﴿ :
اتلحريف واخللط يف القرآن قد حسمها اهلل تعاىل بمقتىض اآليات السابقة.
1629
املبحث اثلالث
وقوف املصاحف
ً
أوال :الوقف يف مصاحف املشارقة واملغاربة:
﴾ [ابلقرة.]26 :
﴾يفقولاهللتعاىل﴿: 2 .2الوقفىلعلكمة﴿:
﴾ [ابلقرة.]212 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : 3 .3الوق�ف ىلع لكمة﴿ :
((( اللكمة الىت يه موضع الوقف الالزم ملونة باللون األمحر وموضوع حتتها خط.
((( الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.70
((( الوقف الالزم هو الوقف ىلع لكمة لو وصلت بما بعدها ألوهم وصلها معىن غري املعىن املراد،
﴾ توهم أن ﴾ يلزم الوقف هنا ،إذ لو وصل بقوهل﴿ : مثل قوهل تعاىل﴿ :
ً
﴾ ،فانتيف اخلداع عنهم وتقرر اإليمان خالصا عن اخلداع كما اجلمل�ة صفة لقوهل ﴿
تق�ول :ما هو بمؤمن خمادع .والقصد يف اآلي�ة إثبات اخلداع بعد نيف اإليمان .راجع اإلتقان
يف علوم القرآن ج ،1ص.287
1633
﴾
[ابلقرة.]253 :
4 .4الوقف ىلع لفظ اجلاللة ﴾ ﴿ :يف قول اهلل تعاىل﴿ :
﴾ [النساء.]171 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : 8 .8الوق�ف ىلع لكمة﴿ :
﴾ [املائدة.]2 :
1634
﴾ [املائدة.]64 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 1111الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ [املائدة.]73 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 1212الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ [األنعام.]20 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 1313الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ [األعراف.]148 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : 1414الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿
﴾ [يونس.]65 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 1515الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ [هود.]20 :
1635
﴾ [ابلقرة.]118 :
فقد ورد يف املصحف طبعة باكستان والعراق والسعودية أنه وقف مطلق.
بينما هو من الوقوف الالزمة يف بقية طبعات املصحف.
﴾ [األنعام.]81 :
وردت م�ن الوق�وف الالزم�ة يف طبعة األزه�ر الرشي�ف ،ووقف اكف يف
املصحف طبعة دار الغد ،ومصحف اململكة العربية الس�عودية املنسوخة
ع�ن الطبع�ات املرصية ،بينما ه�و من الوقوف اجلائ�زة يف املصحف طبعة
الش�مريل ،وطبعة باكس�تان ط .بيكيجزمليدد الهور ،وطبع�ة العراق اليت
ترشفت بطبعه وزارة األوقاف والشئون ادلينية.
4 .4الوق�ف ىلع لف�ظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ «اللفظ�ة األوىل» يف ق�ول اهلل تع�اىل:
﴿
﴾ [األنعام.]124 :
ً ً
حيث ورد كونه وقفا مطلقا يف طبعة العراق ،بينما هو من الوقوف الالزمة
يف بقية الطبعات.
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 5 .5الوقف ىلع لكم�ة ﴿
﴾ [انلحل.]41 :
1637
﴾ [العنكبوت.]41 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 7 .7الوقف ىلع لكم�ة ﴿
﴾ [العنكبوت.]64 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 8 .8الوقف ىلع لكم�ة ﴿
﴾ [الزمر.]26 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : 9 .9الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿
﴾ [ادلخان.]7 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : 1010الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿
﴾ [القلم.]33 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : 1111الوق�ف ىلع لكمة ﴿
﴾ [نوح.]4 :
وردت ه�ذه الوقوف الزمة يف بع�ض الطبعات ،ويف الطبعات األخرى رمز
ً
عليه�ا بالرمز« صىل» ديلال ىلع أن الوصل أوىل ،ويف بعض الطبعات رمز عليها
ً
بالرمز «ج» ديلال ىلع أن الوقف عليها جائز.
(((
وي�رى بع�ض ابلاحثين أن الوقف ىلع ه�ذه اللكمات وق�ف اكف؛ ألن
اجلمل�ة الرشطية بعد اللكمات الس�ابقة متعلقة من جهة املعىن.إال أنه أكىف يف
موضع انلحل وموضيع العنكبوت ،وموضع الزمر والقلم.
((( الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص .118وقد راعينا إحصاء هذه اآليات بذكر أرقامها فقط
يف اهلامش بعد أن أحصينا املتفق عليه بني املصاحف يف املنت حىت ال يطول ابلحث.
((( الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.118
((( الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.118
﴾ يف اآلية رقم 145من سورة ابلقرة ،ولكمة ((( فالوقف الالزم كما ييل :الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 81من سورةاألنعام، ﴾ يف اآلية رقم 19من سورة األنعام ،ولكمة ﴿ ﴿
﴾ يف اآلية رقم ﴾ يف اآلية رقم 19من س�ورة اتلوبة ،ولكمة ﴿ ولكم�ة ﴿
﴾ يف ﴾ يف اآلية رقم 14من س�ورة ادلخان ،ولكمة ﴿ 6من س�ورة اغفر ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 7من سورة احلرش ،ولكمة ﴿ ﴾ اآلية رقم 12من سورة الطور ،ولكمة ﴿
يف اآلية رقم 5من سورة انلازاعت.
((( وق�د ورد يف ه�ذه املصاحف بع�ض الوقوف ىلع أنها وقوف الزمة ،إال أنه�ا يف حقيقتها تامة.
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 275من سورة ابلقرة ،ولكمة ﴿ ويه كما ييل :الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ «يف اآلية رقم 105من س�ورة اإلرساء، يف اآلي�ة رق�م 73من س�ورة األعراف ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 52من سورة ﴾ يف اآلية رقم 87من سورة مريم ،ولكمة ﴿ ولكمة» ﴿
﴾ يف اآلية رقم 12 ﴾ يف اآلية رقم 9من س�ورة انلازاعت ،ولكم�ة ﴿ ي�س ،ولكمة ﴿
من سورة انلازاعت ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 5من سورة ابلدل.
1639
((( (((
ومنها ما هو اكف ،ومنها ما هو حسن .
((( وق�د ورد يف ه�ذه املصاحف بعض الوقوف ىلع أنها وق�وف الزمة ،إال أنها يف حقيقتها اكفية،
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 8من سورة ابلقرة ،ولكمة ﴿ ويه كما ييل :الوقف ىلع لكمة ﴿
يف اآلية رقم 170من س�ورة آل عمران ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 187من س�ورة األعراف،
﴾ يف اآلية رقم 9من سورة ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 86من سورة مريم ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية ﴾ يف اآلية رقم 88من سورة الزخرف ،ولكمة ﴿ املؤمنون ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 51من سورة القلم ،ولكمة ﴿ ﴾ رقم 1من س�ورة املنافقون ،ولكمة ﴿
يف اآلية رقم 12من سورة عبس.
((( وأما ورد يف هذه املصاحف من أنه وقف الزم ،إال أنه يف حقيقته وقف حس�ن أو جائز ،فهو
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 246من سورة ابلقرة ،ولكمة ﴿ كما ييل :الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 27من س�ورة املائدة ،ولكمة يف اآلية رقم 258من س�ورة ابلقرة ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 45من س�ورة ﴾ يف اآلي�ة رق�م 110من س�ورة املائ�دة ،ولكمة ﴿ ﴿
﴾ يف اآلية رقم 163من س�ورة األع�راف ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية األع�راف ،ولكمة ﴿
رقم 67من س�ورة اتلوبة ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 71من س�ورة اتلوبة ،ولكمة ﴿ ﴾ يف
﴾ يف اآلية رقم 51من س�ورة احلجر ،ولكمة اآلي�ة رق�م 71من س�ورة يونس ،ولكم�ة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 79من س�ورة احلجر ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 16من س�ورة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 9من ﴾ يف اآلية رقم 39من سورة مريم ،ولكمة ﴿ مريم ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 19 س�ورة طه ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 39من س�ورة طه ،ولكمة ﴿
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 69من سورة الشعراء ،ولكمة ﴿ من س�ورة املؤمنون ، ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 83من س�ورة الصافات ،ولكمة يف اآلية رقم 13من س�ورة يس ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 21من سورة ص ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 41من سورة ص ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 62من س�ورة اغفر، ﴾ يف اآلية رقم 3من س�ورة الزمر ،ولكمة ﴿ ﴿
﴾ يف اآلية رقم 24من ﴾ يف اآلية رقم 15من س�ورة ادلخان ،ولكمة ﴿ ولكمة ﴿
﴾ يف س�ورة اذلاري�ات ،ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 47من س�ورة القم�ر ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 11من سورة اتلحريم ،ولكمة اآلية رقم 43من سورة الرمحن ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 48من س�ورة ﴾ يف اآلي�ة رق�م 19من س�ورة امللك ،ولكمة ﴿ ﴿
القل�م ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 15من س�ورة انل�ازاعت ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 12
من سورة الغاشية .راجع :الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.132 - 118
1640
ويالحظ بالنس�بة ملصح�ف املدينة املن�ورة ،طبعة جممع املل�ك فهد ،اعم
ً 1423ـهومابعدهاَّ ،
تم إلغاءعالمة الوقف الالزم (م) لكيا.
.2ما انفردت بلزومه طبعة األزهر الرشيف:
انف�ردت طبع�ة مصحف األزهر الرشي�ف بوضع عالم�ة «م» لدلاللة ىلع
ً(((
الوقف الالزم ىلع مخسة وثالثني موضعا بعد املتفق عليه واملختلف فيه بني
طبعات املصاحف.
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 102من سورة ابلقرة ،ولكمة ﴿ ((( ويه كما ييل :الوقف ىلع لكمة ﴿
يف اآلية رقم 103من س�ورة ابلقرة ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 116من س�ورة ابلقرة ،ولكمة
﴾ يف اآلية رقم 217من س�ورة ﴾ يف اآلية رقم 184من س�ورة ابلقرة ،ولكمة ﴿ ﴿
﴾ يف اآلية رقم 280من سورة ابلقرة ،وىلع لفظ ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 29 ابلقرة ،ولكمة ﴿
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 118من سورة آل عمران ،ولكمة ﴿ من سورة آل عمران ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 11من سورة النساء ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 5من سورة املائدة ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 184من س�ورة األعراف، يف اآلي�ة رق�م 64من س�ورة املائدة ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 15من س�ورة اتلوبة ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 41من س�ورة ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 68 اتلوب�ة ،ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلي�ة رقم 81من س�ورة اتلوبة ،ولكم�ة ﴿
﴾ يف اآلية ﴾ يف اآلية رقم 119من سورة هود ،ولكمة ﴿ من س�ورة يونس ،ولكمة ﴿
رقم 18من س�ورة الرعد ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 36من س�ورة إبراهيم ،ولكمة ﴿ ﴾ يف
اآلية رقم 66من سورة انلحل ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 35من سورة مريم ،ولكمة ﴿ ﴾
يف اآلي�ة رق�م 26من س�ورة األنبي�اء ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلي�ة رقم 84من س�ورة املؤمنون،
ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلي�ة رقم 88من س�ورة املؤمنون ،ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 114من
﴾ ﴾ يف اآلية رقم 24من س�ورة الشعراء ،ولكمة ﴿ س�ورة املؤمنون ،ولكمة ﴿
يف اآلية رقم 28من س�ورة الش�عراء ،ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 113من سورة الشعراء ،ولكمة
﴾ يف اآلية رقم 68من سورة ﴾ يف اآلية رقم 64من سورة القصص ،ولكمة ﴿ ﴿
﴾ يف اآلية رقم 16من س�ورة العنكب�وت ،ولفظ اجلاللة ﴿ ﴾ يف القص�ص ،ولكمة ﴿
﴾ يف اآلية رقم 3من س�ورة احلرش ،ولكمة اآلي�ة رق�م 37من س�ورة األحزاب ،ولكم�ة ﴿
﴿ ﴾ يف اآلي�ة رق�م 11من س�ورة الصف ،ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم 9من س�ورة اجلمعة.
راجع :الوقف واالبتداء ،املرجع السابق ص.139 - 132
1641
واجلدير باذلكر أن اللجنة اليت قامت ىلع تصحيح هذا املصحف الرشيف
قد اخترصت عالمات الوقف فيه من ست عالمات ويه «م ،ال ،ج ،صىل ،قىل،
». :. :إىل «م ،ج ،ال» ،ولق�د اكن ادلاف�ع هل�ذا االختص�ار هو اتليسير ىلع اعمة
القراء واالحرتاز من إجياد لكمة غريبة عن القرآن الكريم بني سطور املصحف
ً(((
الرشيف ما أمكن ذللك سبيال .
(((
ب .الوقف املمنوع :
ً
الوق�ف املمنوع هو الوقف ىلع كالم لم يتم يف ذاته ولم يؤد معىن صحيحا
ً
لشدة تعلقه بما بعده لفظا ومعىن ،وهو وقف منيه عنه.
وامل�راد باملن�ع هنا املن�ع االصطاليح ،ولي�س معىن ذلك أنه ح�رام ،ما لم
(((
يقصده الوقف أو يعتقده ،فإذا اعتقده وقصد اتلحريف فهو مؤاخذ بقصده،
(((
والوقف والوصل ال ينفعانه ،كما ال يرضانه إن اكن يف نية تالوة .
وعالمته :ال.
ً(((
وقد جاءت يف حنو 60موضعا .فيمتنع الوقف ىلع:
﴾يفقولاهللتعاىل﴿: .1لكمة﴿
﴾ [ابلقرة.]25 :
﴾ [ابلقرة.]120 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل ﴿ .3لكم�ة ﴿
﴾ [ابلقرة.]145.
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .4لكم�ة ﴿
﴾ [ابلقرة.]159 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .5لكمة ﴿
﴾ [ابلقرة.]174 :
.6لكمة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ :
﴾ [ابلقرة.]262 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .7لكمة ﴿
﴾ [املائدة.]3 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .8لكمة ﴿
﴾ [املائدة.]4 :
1643
﴾ [املائدة.]106 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .13لكمة ﴿
﴾ [األنعام.]51 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .14لكم�ة ﴿
﴾ [األنعام.]56 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .15لكم�ة ﴿
﴾ [األعراف.]157 :
1644
﴾ [األعراف.]163 :
.17لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ :
﴾ [األعراف.]164 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .18لكمة ﴿
﴾ [األنفال.]31 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .19لكم�ة ﴿
﴾ [األنفال.]42 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .20لكم�ة ﴿
﴾ [األنفال.]50 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .21لكم�ة ﴿
﴾ [األنفال.]52 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : .22لكم�ة ﴿
﴾ [األنفال.]54 :
.23لف�ظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ :
﴾ [اتلوبة.]2 :
1645
﴾ [اتلوبة.]3 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .25لكمة ﴿
﴾
[اتلوبة.]12 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : .26لكم�ة ﴿
﴾ [اتلوبة.]25 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .27لكم�ة ﴿
﴾ [اتلوبة.]79 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .28لكم�ة ﴿
﴾ [يونس.]13 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : .29لكم�ة ﴿
﴾ [يونس.]15 :
﴾ األوىل يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .30لكم�ة ﴿
﴾ [يونس.]22 :
1646
﴾ [انلحل.]76 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .39لكم�ة ﴿
﴾
[انلحل.]78 :
1647
﴾ [انلحل.]80 :
﴾ اثلانية يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : .41لكم�ة ﴿
﴾ [انلحل.]101 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .42لكم�ة ﴿
﴾
[اإلرساء.]69 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : .43لكم�ة ﴿
﴾ [اإلرساء.]82 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .44لكم�ة ﴿
﴾ [املؤمنون.]27 :
.45لفظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ :
﴾ [انلور.]6 :
.46لف�ظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ :
﴾ [انلور.]8 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : .47لكمة ﴿
﴾ [الفرقان.]7 :
.48لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ :
﴾ [الزمر.]33 :
1648
﴾ [اغفر.]56 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .50لكم�ة ﴿
﴾ [حممد.]2 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .51لكم�ة ﴿
﴾ [حممد.]20 :
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : .52لكمة ﴿
﴾ [حممد.]25 :
.53لف�ظ اجلاللة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ :
﴾ [احلديد.]8 :
.54لف�ظ اجلاللة ﴿ ﴾ األول يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ :
﴾
[احلديد.]29 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .55لكم�ة ﴿
﴾
[املمتحنة.]12 :
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : .56لكم�ة ﴿
﴾ [القلم.]39 :
1649
﴾ [املزمل.]20 :
﴾ يف قول اهلل تعاىل﴿ : ﴾ ولكمة ﴿ .60 ،59لكم�ة ﴿
﴾ [املدثر.]31 :
﴾
[املمتحنة ]12 :لم توضع عليها أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف السوري.
﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل﴿ : ﴾ ولكمة ﴿ 8 .8لكم�ة ﴿
1651
﴾
[املزم�ل .]20 :لم توضع عليهم�ا أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف
السوري.
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : ﴾ ولكم�ة ﴿ 9 .9لكم�ة ﴿
﴾
[املدث�ر .]31 :لم توضع عليهما أي عالم�ة من عالمات الوقف يف املصحف
السوري.
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : 1010لكم�ة ﴿
﴾ [القل�م .]39 :لم توضع عليه�ا أي عالمة من عالمات الوقف يف
املصحف امليك .بينما يه من الوقف املمنوع يف املصحف املرصي.
د .طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف طبعة 1413ـه:.
1 .1اختلاف عالم�ات الوق�ف ىلع الرغ�م م�ن تش�ابه اللكم�ات يف الس�ور
املختلفة:
فهناك آيات أو أجزاء من آيات تكررت يف أكرث من سورة ،اختلفت فيها
﴾ [األعراف ]65 :عالمة عالمات الوقف ،مثل قوهل تعاىل ﴿
«قىل» ويف سورة [هود ]50 :عالمة «ج»
1652
املبحث الرابع
مقرتح تلطوير شلك عالمات الوقف
إذا اكن ابلح�ث ق�د رج�ح أن عالمات الوق�وف القرآنية يه م�ن األمور
االجتهادي�ة ،األمر اذلى جعل العلماء املختصني بهذا األمر يطورونه حس�بما
ي�ؤدي إيل�ه اجتهاده�م ،ومن ذلك أن ه�ذه العالمات ختتلف م�ن طبعات إىل
أخ�رى ،بل وبين الطبعات املختلف�ة للمصحف الواحد ،فنرى اختصارها يف
بعض املصاحف ،أو حذفها من بعض املواضع يف ابلعض اآلخر.
وإذا اكن األمر كذلك :فإننا نود أن ننتيه من حبثنا هذا إىل تطوير يف شلك
عالمات الوقوف القرآنية بما خيدم كتاب اهلل تعاىل ،وجيمع بني الفرقاء يف هذا
اخلصوص ،وهو اهلدف الرئيس من هذا ابلحث.
ونقط�ة ابلداي�ة يف ه�ذا األمر :تب�دو يف أن م�ن ال يواف�ق ىلع وجود هذه
العالم�ات ينطل�ق من أنها لم تك�ن يف الطبع�ة األوىل للمصحف «املصحف
العثماين» اذلى تم مجعه يف العصور األوىل لإلسالم ،ويف وجود عالمات الوقوف
بهذا الشلك يف طبعات املصاحف احلديثة املختلفة ما يعد إضافة إىل كتاب اهلل
مما ليس منه ،وهذا أمر ال يملكه حىت الرسول ﷺ ،بله األشخاص اآلخرين.
وينطل�ق م�ن يؤيد وج�ود هذه العالمات م�ن أنها تس�اعد ىلع فهم أعظم
لكتاب اهلل تعاىل ،واملؤمن مأمور باتلدبر عند قراءة هذا الكتاب،كما أنها تعني
ً
ىلع فهمه بشلك أكرب مما لو اكن املصحف خايلا منها ،بل إن خلو املصحف من
عالمات الوقوف قد يؤدي إىل اخللط واللبس عند القارئ ،فال بأس بإضافتها،
حىت يتيرس للقارئ والسامع ىلع حد سواء.
1654
وحنن ننطلق يف مقرتحنا هذا من نقطة جتمع بني الفرقاء يف هذه املسألة ،ويه:
أن�ه يمك�ن اإلبق�اء ىلع عالم�ات الوق�وف باملواض�ع املعروف�ة فيها يف
ً
املصاح�ف املطبوع�ة ،أو تعديل بلعض املواضع ،إضاف�ة أو حذفا ،وهذا حيتاج
إىل جهود كثري من العلماء يف ختصصات خمتلفة ،مثل علم اتلجويد والقراءات
واللغة العربية واتلفسري وعلم املعاين ،وغريها من العلوم ذات الصلة.
ف�إذا ما توحدت اجلهود ،وحددت مواضع عالمات الوقف يف القرآن ،فإننا
ً
حنب�ذ بدال م�ن أن يرمز هلا بأح�رف صغرية فوق اللكم�ات املعنية ،يمكن أن
يرمز هلا بما ييل:
1 .1بدوائ�ر ملونة عن�د اللكمة املعني�ة ،وادلوائر امللونة ليس�ت لكمات ،حىت
يمكن القول بأن ذلك ينطوي ىلع إضافة إىل كتاب اهلل لم ترد ىلع لس�ان
(((
الوىح أو الرسول ﷺ .
كم�ا أن�ه ي�ؤدي يف نف�س الوق�ت إىل حس�ن اتللاوة واتلدب�ر لكت�اب
اهلل عز وجل.
وتلك�ن ادلائرة بالل�ون األمحر عن�د الوقوف الالزم�ة ،وباللون األخرض
عن�د الوق�وف املمنوعة ،أم�ا الوقوف اليت يس�توي فيها الطرف�ان «الوقف
وعدم�ه» ،فإنن�ا نرى عدم االتلفات إىل هذه الوق�وف من األصل؛ إذ مادام
((( ورد أن الصحاب�ة رضوان اهلل عليهم اكنوا يس�تخدمون األل�وان املختلفة يف كتابة املصحف
الرشي�ف .ق�ال يف املحك�م« :واذلي يس�تعمله نق�اط أهل املدين�ة يف قديم ادله�ر وحديثه
م�ن األل�وان يف نقط مصاحفهم احلم�رة والصفرة ال غري ،فأما احلمرة فللحراكت والس�كون
والتشديد واتلخفيف ،وأما الصفرة فللهمزات خاصة .املحكم يف نقط املصاحف ص.19
1655
األمر يس�توي فيه الوق�ف وعدم الوقف ،فال دايع من األس�اس إىل وضع
عالمات للوقوف عند هذه اللكمات ،فالرأي دلينا يتجه إىل االقتصار فقط
ىلع الوقوف الالزمة والوقوف املمنوعة.
وإذا م�ا أري�د وضع عالم�ات ىلع الوقوف اجلائ�زة باملخالفة هل�ذا الرأي،
فلتكن ادلائرة عندها منقسمة إىل نصفني ،نصفها األول من أىلع باألمحر
وانلصف اثلاين من أسفل باألخرض أو العكس.
وتلك�ن هذه ادلوائر امللونة ىلع نفس الس�طر بع�د اللكمة اليت يراد وضع
عالمة الوقف عندها؛ إذ إن وضع عالمات الوقوف ىلع اللكمات من وجهة
ً
نظري ىلع األقل يؤدي إىل االنرصاف إيلها ولو جزئيا ملعرفة ماكن الوقف،
ً ً
وما إذا اكن ممنواع أو الزما أو غريه ،وهو ما ينعكس بالس�لب ىلع حس�ن
تدب�ر الق�رآن وفهمه .وياحبذا لو اكنت هذه ادلوائر كبرية حىت يمكنها إن
ً
صح اتلعبري أن تصدم العني بدال من أن تبحث عنها العني وتنش�غل بها،
وبم�رور الزمن وبعد اتلعود ىلع هذا الشكل اجلدي�د يف عالمات الوقوف
ً
سيبدو األمر سهال مما عليه احلال يف املصاحف اآلن.
2 .2إذا اعرتض ىلع ذلك ،فإنه يمكن يف نهاية املطاف االستعاضة عن لك هذا
بتلوين اللكمة اليت يراد الوقف عليها نفسها ،وبنفس األلوان السابقة.
ً
وم�ع هذافإن�ه يمكن االعرتاض أيض�ا ىلع هذا املقرتح بأن�ه غري جدير
بانلظر ملا يأيت:
ً
أوال :أن هذه األلوان يف هذه ادلوائر أو اللكمات ملبس�ة بما وضعه علماء
الضبط من أن انلقط باحلمرة للحراكت والس�كون والتشديد واتلخفيف،
1656
الوق�ف املمن�وع :تلوين اللكم�ة باللون األخرض .وذل�ك اكلوقف ىلع لكمة
﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل﴿ : ﴿
﴾ [ابلقرة.]120.
﴾ يف قوهل الوق�ف اجلائز لكن الوصل أوىل ،حن�و :الوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ [طه.]46 : تعاىل﴿ :
﴾ يف قوهل الوصل اجلائز لكن الوقف أوىل .حنوالوقف ىلع لكمة ﴿
﴾ تعاىل﴿ :
[الرعد.]11 :
تعان�ق الوق�ف ،وهو عبارة عن (نقطتني تتوس�طهما نقطة أعالهما) إذا
وق�ف ىلع أح�د املوضعني اليص�ح الوقف ىلع اآلخر؛ غري أن�ه ال جيمع بينهما.
ومواضعه قليلة يف القرآن.
ويمكن وضع دائرة بيضاء منقس�مة عند منتصفها بفاصل بني اللكمتني.
حن�و الوق�ف ىلع لكمة ﴿ ﴾ أو لكم�ة ﴿ ﴾ يف قوهل تعاىل ﴿
﴾ [ابلقرة.]2 :
1659
اخلاتمة
أم�ا وق�د بل�غ ابلح�ث اغيت�ه ،فقد ح�ان الوق�ت للكش�ف ع�ن نتاجئه
األساسية:
ً
ظه�ر جليا من خالل ابلح�ث الفائدة الكربى لوج�ود عالمات الوقف يف
ً ً
علم اتلجويد ،فالوقف يف
الق�رآن الكريم ،فمعرفة الوقوف حتتل ماكنا بارزا يف ِ
موضعه يس�اعد ىلع فهم اآلية ،وأما الوقف يف غري حمله فربما يغري معىن اآلية
أو يشوه مجال اتلالوة.
وق�د حظي عل�م الوق�ف باهتمام بال�غ من الصحاب�ة واتلابعين وعلماء
املسلمني.
وقد عرض ابلحث للخالف اذلي دار بني العلماء حول وجوب بقاء الرسم
العثماين يف كتابة املصاحف.
ويف ه�ذا اخلص�وص يذه�ب اجلمهور إىل وج�وب إبقاء الرس�م العثماين يف
املصاحف ،بينما يذهب ابلعض إىل إماكنية العدول عن الرسم العثماين ،وجتاوز
هذا الرسم إىل غريه ،وهذا خيتلف باختالف ابليئات واألزمان ،بدايع اتليسري
ورفع احلرج ومرااعة للمصالح العامة.
وإذا اكن�ت املصاحف األوىل قد خلت من عالم�ات الوقف ،حيث اكنت
املصاحف مرسومة بالرسم العثماين ،فإن اخلالف يف عالمات الوقف قائم حول:
ه�ل يه توقيفية جيب اتباعها؟ أم أنها اجتهادي�ة يمكن خمالفتها واتلطوير يف
شلكها بما يتالءم مع لك عرص؟
1660
ً ً
واحل�ق أن ابلح�ث ق�د رج�ح موقفا وس�طا بين اآلراء املتعارض�ة يف هذا
اخلص�وص ،فيمكن كتاب�ة املصح�ف اآلن لعامة انل�اس ىلع االصطالحات
املعروفة الش�ائعة عندهم ،ولكن جيب يف الوقت نفس�ه املحافظة ىلع الرس�م
العثماين كأثر من اآلثار انلفيسة املوروثة عن سلفنا الصالح ،فال يهمل مرااعته
جلهل اجلاهلني ،بل يبىق يف أيدي العارفني اذلي ال ختلو منهم األرض.
ويف ه�ذا اخلص�وص ذهب ابلح�ث إىل إماكنية وضع عالم�ات للوقف يف
املصاح�ف ،وبوج�ه جيم�ع الفرقاء يف ه�ذا األمر .وق�د اقرتح ابلح�ث تلوين
ً
اللكم�ات الىت تعد موضعا للوقف ،أو وضع دوائر ملونة عقب اللكمة اليت يراد
الوق�ف عليها ،وذلك بألوان خمتلفة ،ختتلف حس�ب ن�وع الوقف ،وقد عرض
ابلحث نلماذج هلذه الوقوف يف حينه.
ً
واهلل تعاىل نس�أل أن جيعل هذا العمل خالص�ا لوجهه الكريم ،وأن ينفع به
اإلسالم واملسلمني.
1661
2626مصحف احلرم امليك :ط 1419ـه1998 -م ،إصدار :دار الفجر اإلساليم.
2727املصحف السوري :إصدار دار املعرفة ،ط 1431ـه ،دمشق ،سوريا.
2828املصح��ف املرصي :طبع حت�ت إرشاف جممع ابلحوث اإلسلامية باألزهر
الرشيف ،ترصيح تداول رقم 4صادر يف 2006/1/24م.
2929معالم االهتداء يف الوقف واالبتداء :للشيخ حممود خليل احلرصي ،سلسلة
دراسات يف اإلسالم ،ط .املجلس األیلع للشؤون اإلسالمية ،القاهرة.
3030مقدم��ة ابن خدلون :عبد الرمح�ن بن حممد بن خلدون ،ابلاب اخلامس،
الفصل اثلالثون ،حتقيق :يلع عبد الواحد وايف ،مكتبة األرسة 2006م.
3131املقنع يف رسم مصاحف األمصار :عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو
ادلاين ،حتقيق :حممد الصادق قمحاوي ،مكتبة اللكيات األزهرية ،القاهرة.
3232املقن��ع يف معرفة مرس��وم مصاحف أه��ل األمصار :عثمان بن س�عيد بن
عثمان بن عمر أبو عمرو ادلاين ،ط ،1دراسة وحتقيق :نورة بنت حسن بن
الفهد احلميد ،دار اتلدمرية 1431ـه2010 -م.
3333املكت�فى يف الوقف واالبتدا :عثمان بن س�عيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو
ادلاين ،حتقيق :حميي ادلين عبد الرمحن رمضان ،بدار عمار 1422ـه2001 -م.
3434من��ار اهلدى يف بيان الوق��ف واالبتدا :أمحد بن عب�د الكريم بن حممد بن
عبد الكريم األش�موين املرصي الش�افيع ،حتقيق :عب�د الرحيم الطرهوين،
دار احلديث ،القاهرة 2008م.
الز ْرقاين ،مطبعة عيىس
3535مناهل العرفان يف علوم القرآن :حممد عبد العظيم ُّ
3636منظومة املقدمة «اجلزرية» :ش�مس ادلين أب�و اخلري بن اجلزري ،حممد بن
حممد بن يوسف ،دار املغين للنرش واتلوزيع 1422ـه2001 -م.
3737منظومة املقدمة «اجلزرية» :ش�مس ادلين أب�و اخلري بن اجلزري ،حممد بن
حممد بن يوسف ،دار املغين للنرش واتلوزيع 1422ـه2001 -م.
3838الن�شر يف القراءات العرش :ش�مس ادلين أبو اخلري بن اجل�زري ،حممد بن
حممد بن يوسف ،حتقيق :يلع حممد الضباع ،املطبعة اتلجارية الكربى.
3939الوق��ف واالبت��داء وصلتهم��ا باملعىن يف الق��رآن الكريم :د .عب�د الكريم
إبراهيم عوض صالح ،دار السالم 1427ـه2006 -م.
4040الوق��ف واالبتداء :أبو احلس�ن يلع ب�ن أمحد الغزال ،حتقي�ق :عبد الكريم
العثمان ،رسالة دكتوراه ،اجلامعة اإلسالمية.
4141وقوف القرآن وأثرها يف اتلفس�ير :مساعد بن سليمان بن نارص الطيار ،جممع
امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف 1431ـه ،الطبعةاألوىل 1411ـه1990 -م.
1666
فهرس املوضواعت
الصفحة املوضوع
ً
أوال :مفهوم الوقف 1614 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ً
ثانيا :أقسام الوقف 1616 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ً
ثاثلا :عالمات الوقف يف املصحف 1618 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
املبحث اثلاين :مدى االلزتام بوقوف املصاحف 1621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تمهيد :خلو املصاحف األوىل من عالمات الوقف 1621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ً
أوال :الوقف القرآين توقييف 1621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ً
1624 ثانيا :الوقف القرآين اجتهادي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ً
ثاثلا :الرتجيح 1626 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
1629 املبحث اثلالث :وقوف املصاحف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ً
1629 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أوال :الوقف يف مصاحف املشارقة واملغاربة
الصفحة املوضوع
1630 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .2الوقف يف مصاحف املغاربة
ً
1631 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ثانيا :الوقوف الالزمة واملمنوعة بني املصاحف املختلفة
ج .مالحظات ىلع املصاحف املطبوعة يف خصوص عالمات الوقف 1649 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
1651 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . د .طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف.طبعة 1413ـه.