You are on page 1of 66

27

‫‪1605‬‬

‫ً‬
‫ظهر جليا من خالل ابلحث الفائدة الكربى لوجود عالمات الوقف يف القرآن‬
‫علم اتلجويد‪ ،‬والوقف يف موضعه يساعد ىلع‬ ‫َ‬
‫الكريم‪ ،‬فمعرفة الوقوف تعد ش�طر ِ‬
‫فهم اآلية‪ ،‬وأما الوقف يف غري حمله فربما يغري معىن اآلية أو يشوه مجال اتلالوة‪.‬‬
‫وقد حظي علم الوقف باهتمام بالغ من الصحابة واتلابعني وعلماء املس�لمني‪.‬‬
‫وقد عرض ابلحث للخالف اذلي دار بني العلماء حول وجوب بقاء الرسم العثماين‬
‫يف كتاب�ة املصاح�ف‪ .‬ويف ه�ذا اخلص�وص يذهب اجلمه�ور إىل وجوب إبقاء الرس�م‬
‫العثماين يف املصاحف‪ ،‬بينما يذهب ابلعض إىل إماكنية العدول عن الرسم العثماين‪،‬‬
‫وجتاوز هذا الرس�م إىل غريه‪ ،‬وه�ذا خيتلف باختالف ابليئ�ات واألزمان‪ ،‬بدايع‬
‫اتليسري ورفع احلرج ومرااعة للمصالح العامة‪.‬‬
‫وإذا اكن�ت املصاح�ف األوىل ق�د خلت م�ن عالمات الوق�ف‪ ،‬حيث اكنت‬
‫املصاحف مرس�ومة بالرسم العثماين‪ ،‬فإن اخلالف يف عالمات الوقف قائم حول‪:‬‬
‫ه�ل يه توقيفي�ة جيب اتباعه�ا‪ ،‬أو أنها اجتهادي�ة يمكن خمالفته�ا واتلطوير يف‬
‫شلكها بما يتالءم مع لك عرص؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واحلق أن ابلحث قد رجح موقفا وسطا بني اآلراء املتعارضة يف هذا اخلصوص‪،‬‬
‫فيمكن كتابة املصحف اآلن لعامة انلاس ىلع االصطالحات املعروفة الش�ائعة‬
‫عندهم‪ ،‬وال جتوز كتابته هلم بالرسم العثماين األول؛ ئلال يوقع يف تغيري من اجلهال‪.‬‬
‫ولكن جيب يف الوقت نفسه املحافظة ىلع الرسم العثماين كأثر من اآلثار انلفيسة‬
‫املوروث�ة عن س�لفنا الصالح فال يهمل مرااعته جلهل اجلاهلين بل يبىق يف أيدي‬
‫العارفني اذلي ال ختلو منهم األرض‪.‬‬
‫‪1607‬‬

‫مقدمة‬
‫ً‬
‫احلمد هلل وكىف‪ ،‬وصالة وسالما ىلع عباده اذلين اصطىف‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فق�د طوف�ت بمح�اور انلدوة فوج�دت من املناس�ب أن تك�ون الكتابة‬
‫يف املح�ور اثل�اىن‪ ،‬ويف موضوع هام م�ن موضواعته‪ ،‬وهو «عالم�ات الوقف يف‬
‫املصاحف املطبوعة»‪ ،‬وذلك ملا هل من فائدة عظىم‪.‬‬

‫أهمية املوضوع‪:‬‬
‫ً‬
‫تعود أهمية املوضوع إىل أن معرفة الوقوف حتتل ماكنا ذا شأن يف علومِ القرآن؛‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث ترتبط مقاصده ارتباطا وثيقا بوجوه تفسري القرآن وجتلية معانيه‪.‬‬
‫(((‬
‫وقد حظي علم الوقف باهتمام بالغ من الصحابة واتلابعني وعلماء املسلمني ‪.‬‬
‫يدل ىلع هذه األهمية ما جاء عن يلع بن أيب طالب ريض اهلل عنه أنه ُسئل‬
‫﴾ [املزمل‪ ،]4 :‬فق�ال‪« :‬الرتتيل جتويد احلروف‬ ‫ع�ن قوهل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫(((‬
‫ومعرفة الوقوف» ‪.‬‬
‫(((‬
‫ويف رواية ابن اجلزري أنه قال‪« :‬الرتتيل معرفة الوقوف‪ ،‬وجتويد احلروف» ‪.‬‬
‫﴾ تأكيد‬ ‫﴾‪ ،‬يدل ىلع الوج�وب‪ ،‬وقوهل‪﴿ :‬‬ ‫فاألم�ر يف ق�وهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫(((‬
‫هلذا الوجوب ‪.‬‬

‫راجع يف مؤلفات عديدة يف الوقف مشار إيلها يف‪ :‬علل الوقوف‪ ،‬السجاوندي‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪،1‬ص‪.42 - 24‬‬ ‫(((‬
‫ُ َ‬
‫الهذيل ص‪ ،132‬اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬السيوىط ‪.282/1‬‬ ‫الاكمل يف القراءات‪،‬‬ ‫(((‬
‫النرش يف القراءات العرش‪ ،‬البن اجلزري ‪.225/1‬‬ ‫(((‬
‫اإلحاكم يف أصول األحاكم البن حزم ط‪ ،1‬ج‪ ،3‬ص‪.269‬‬ ‫(((‬
‫‪1608‬‬

‫وما ق�اهل ابن األنباري‪« :‬ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه‪:‬‬
‫(((‬
‫معرفة الوقف واالبتداء فيه» ‪.‬‬
‫(((‬
‫وما قاهل أبو حاتم السجستاين‪« :‬من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن» ‪.‬‬
‫وم�ا ق�اهل اهلذيل‪« :‬قال أب�و حاتم‪ :‬من لم يعلم الوقف ل�م يعلم ما يقرأ‪ ،‬قال‬
‫يلع ريض اهلل عن�ه‪ :‬اتلزنيل معرفة الوقوف وحتقيق احلروف‪ ،‬وهذا القرآن نزل‬
‫باللغة العربية‪ ،‬والوقف والقطع من حليتها‪ ،‬فأداء الوقف حلية اتلالوة وحتلية‬
‫(((‬
‫ادلراية‪ ،‬وزينة القارئ‪ ،‬وبالغة اتلايل‪ ،‬وفهم املستمع‪ ،‬وفخر للعالم» ‪.‬‬
‫وما ورد عن ابن عمر أنه قال‪« :‬لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يلؤىت‬
‫اإليمان قبل القرآن‪ ،‬وتزنل السورة ىلع حممد ﷺ فنتعلم حالهلا وحرامها وأمرها‬
‫وزجرها‪ ،‬وما ينبيغ أن يوقف عنده منها‪ ،‬كما تتعلمون أنتم القرآن ايلوم‪ ،‬ولقد‬
‫ً‬
‫رأيت رجاال يؤىت أحدهم القرآن قبل اإليمان فيقرأ ما بني فاحتته إىل خاتمته ما‬
‫(((‬
‫يدري ما آمره وال زاجره‪ ،‬وال ما ينبيغ أن يوقف عنده منه‪ ،‬ينرثه نرث ادلقل» ‪.‬‬
‫وهذا من عمر بن اخلطاب‪ ،‬وإن اكن يتعلق بالوقوف الىت يراد منها اتلأمل‬
‫واتلدبّر وانلظر‪ ،‬فهو يدل ىلع أهمية الوقف ىلع لك حال‪ ،‬ولو اكن ملجرد اتلدبر؛‬

‫إيضاح الوقف واالبتداء‪ ،‬البن األنباري ج‪ ،1‬ص‪.108‬‬ ‫(((‬


‫لطائف اإلشارات‪ ،‬القسطالين ج‪ ،1‬ص‪.249‬‬ ‫(((‬
‫ُ َ‬
‫الاكمل يف القراءات واألربعني الزائدة عليها‪ ،‬الهذيل ص‪ ،131‬القول املفيد للش�يخ حممد ميك‬ ‫(((‬
‫ً‬
‫نرص ص‪ ،195‬وراجع أيضا‪ :‬لطائف اإلشارات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬اإلشارة السابقة‪.‬‬
‫رواه احلاكم يف مستدركه ىلع الصحيحني ج‪ ،1‬ص‪ ،91‬كتاب اإليمان‪ ،‬وقال‪ :‬حديث صحيح‬ ‫(((‬
‫ً‬
‫ىلع رشط الش�يخني‪ .‬وراجع أيضا‪ :‬لطائف اإلش�ارات لفنون القراءات لإلمام ش�هاب ادلين‬
‫القسطالين ج‪ ،1‬ص‪ ،249‬القطع واالئتناف البن انلحاس ص‪.87‬‬
‫‪1609‬‬

‫إذ ل�ن يتحق�ق تدبر بدون وقف ىلع ما ي�ؤدي إىل اكتمال املعىن‪ .‬وهذا هو وجه‬
‫(((‬
‫الربط بني الوقفني ‪.‬‬
‫«فن جليل به يعرف كيفية‬ ‫الق�راء‪ٌّ :‬‬
‫ّ‬ ‫وباجلمل��ة‪ :‬فإن الوقف واالبتداء عند‬
‫ويرتتب ىلع ذلك فوائد كثرية واستنباطات غزيرة وبه تتبينّ معاين‬
‫ُ‬ ‫أداء القرآن‬
‫(((‬
‫اآليات ويؤمن االحرتاز عن الوقوع يف املشكالت» ‪.‬‬
‫وتع�ود ه�ذه األهمية إىل أن الوقف يتصل بعلوم ومعارف شتى‪ ،‬منها علم‬
‫(((‬
‫انلحو والقراءات واتلفسري واملعاين واللغة وغريها ‪.‬‬

‫خطة ابلحث‪:‬‬
‫ً‬
‫وقد رأيت أن أسير يف هذا املوضوع خمتطا خطة تبدو مالحمها األساس�ية‬
‫ىلع اتلفصيل الوارد يف ابلحث كما ييل‪:‬‬
‫قس�مت ابلحث إىل تمهي�د وأربعة مباح�ث وخاتمة‪ .‬وأتبع�ت ذلك بذكر‬
‫مراجع ابلحث وفهرسه‪.‬‬

‫ً‬
‫((( أعني وقف اتلدب�ر والوقف املتعلق بعلوم القرآن‪ ،‬ذلا اكنت معرف�ة الوقف واالبتداء رشطا‬
‫يف احلص�ول ىلع اإلج�ازة م�ن املجزي اذلي يعك�ف ىلع إع�داد املتعلم‪ .‬وبه�ذه األهمية ينوه‬
‫ً‬
‫ابن اجلزري فيقول‪« :‬ومن ثم اشرتط كثري من أئمة اخللف ىلع املجزي أن ال جيزي أحدا إال بعد‬
‫معرفت�ه الوقف واالبتداء‪ ،‬واكن أئمتنا يوقفوننا عند لك حرف ويشيرون إيلنا فيه باألصابع‪،‬‬
‫سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم األولني‪ ،‬رمحة اهلل عليهم أمجعني»‪ .‬النرش ‪.225/1‬‬
‫((( الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬الزركيش ج‪ ،1‬ص‪.343‬‬
‫((( وه�ذا هو ماح�دا بابن جماهد إىل القول‪« :‬ال يقوم باتلمام يف الوق�ف واالبتداء إال حنوي اعلم‬
‫بالق�راءات‪ ،‬اعلم باتلفسير والقصص وختلي�ص بعضها من بعض‪ ،‬اعلم باللغ�ة الىت نزل بها‬
‫الق�رآن الكري�م وكذا علم الفق�ه»‪ .‬راجع‪ :‬الربهان يف علوم الق�رآن‪ ،‬الزركيش ج‪ ،1‬ص‪،343‬‬
‫اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬السيويط ج‪ ،1‬ص‪.296‬‬
‫‪1610‬‬

‫اتلمهيد‬
‫ً‬
‫(((‬
‫الرسم العثماين واخلالف حول كتابة املصاحف طبقا هل‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬وجوب بقاء كتابة املصاحف بالرسم العثماين(((‪:‬‬
‫ي�رى مجهور العلماء وجوب بقاء الرس�م العثماين يف كتابة املصاحف مهما‬
‫اختلفت األزمان والعصور‪ ،‬ويستند هذا الرأي إىل األسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪1 .1‬كتاب�ة املصحف بالرس�م العثماين اكن�ت بأمر اخلليفة الراش�د عثمان بن‬
‫عفان‪ ،‬وهذا يدل ىلع القصد إىل رسم معني‪ ،‬وقد وافقه ىلع ذلك الصحابة‪،‬‬
‫(((‬
‫ريض اهلل عنهم ‪.‬‬
‫َ َ َّ ْ‬
‫‪2 .2‬أمجع�ت األم�ة ىلع هذا الرس�م‪ ،‬وتلقته بالقبول برتتيب آيات�ه‪ ،‬بل لكماته‪،‬‬
‫ب�ل حروفه‪ ،‬وأصبح مصحف عثمان اإلمام وادليلل فيما يعنيه من ترتيب‬

‫((( باتلفصيل‪ :‬راجع‪ :‬املقنع يف معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار‪ ،‬ادلاين ص‪ 165‬وما بعدها‪،‬‬
‫هامش‪.5‬‬
‫((( يقص�د بالرس�م العثم�اين‪ :‬الوضع اذلى ارتض�اه اخلليفة عثمان بن عف�ان‪ ،‬رىض اهلل عنه‪ ،‬يف‬
‫كتاب�ة لكم�ات القرآن وحروفه‪ .‬أو هو م�ا كتبت عليه املصاحف األئم�ة يف عهد عثمان بن‬
‫عف�ان‪ ،‬ريض اهلل عنه‪ ،‬وبأم�ره‪ .‬مناهل العرفان يف علوم الق�رآن‪ ،‬الزرقاين ج‪ ،1‬ص‪ .369‬قال‬
‫اإلمام مالك‪ :‬اغب مصحف عثمان بن عفان‪ ،‬ريض اهلل عنه‪ ،‬من املدينة‪ ،‬ولم نسمع خبربه بني‬
‫العلماء اذلين يقتدى بهم يف انلقل والرواية وادلراية‪ .‬وقال ابن قتيبة‪« :‬مصحف عثمان اذلي‬
‫قت�ل وه�و يف حجره اكن عند ودله خادل‪ ،‬ثم صار مع أوالده‪ ،‬وق�د درجوا إىل رمحة اهلل تعاىل»‪.‬‬
‫خمترص اتلبيني هلجاء اتلزنيل‪ ،‬أبو داود‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.142‬‬
‫((( راج�ع‪ :‬املقن�ع يف معرفة مرس�وم مصاحف أه�ل األمص�ار‪ ،‬ادلاين ص‪ 142‬وم�ا بعدها‪ .‬جملة‬
‫ابلحوث اإلسالمية ج ‪ ،6‬ص‪.48‬‬
‫‪1611‬‬

‫يمنع اتلقدي�م واتلأخري‪ ،‬ومن حرص يمنع الزي�ادة وانلقصان‪ ،‬وإبدال لفظ‬
‫(((‬
‫بلفظ آخر‪ ،‬وأصبحت القراءة بما خيالف هذا الرسم ممنوعة وشاذة ‪.‬‬
‫‪3 .3‬أن العدول عن الرس�م العثماين قد يفيض إىل اتلغيري يف رس�م القرآن لكما‬
‫تغير االصطلاح يف الكتابة‪ ،‬وق�د يؤدي ذلك إىل حتري�ف القرآن ىلع مر‬
‫األي�ام والس�نني‪ ،‬وخيىش مع�ه أن يصري كتاب اهلل ألعوب�ة بأيدي انلاس‪،‬‬
‫فيمك�ن كتابته بلغة أخرى غري اللغة العربية‪ ،‬اكللغة الالتينية أو غريها‬
‫(((‬
‫من اللغات‪ ،‬ويف هذا ما فيه من اخلطر ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬إماكن العدول عن الرسم العثماين‪:‬‬
‫يرى بعضهم أنه يمكن العدول عن الرس�م العثماين يف كتابة املصاحف‪،‬‬
‫وإماكن جتاوز هذا الرسم إىل غريه‪ ،‬وهذا خيتلف باختالف ابليئات واألزمان‪.‬‬
‫(((‬ ‫(((‬
‫وقد انترص هلذا الرأي‪ :‬القايض أبو بكر ابلاقالين ‪ ،‬وعبد الرمحن بن خدلون ‪.‬‬

‫راج�ع‪ :‬املقن�ع يف معرف�ة مرس�وم مصاحف أه�ل األمص�ار‪ ،‬ادلاين ص‪ ،165‬رس�م املصحف‬ ‫(((‬
‫العثماين وأوهام املسترشقني يف قراءات القرآن الكريم‪ ،‬عبد الفتاح إسماعيل شليب ص‪.6‬‬
‫جملة ابلحوث اإلسالمية ج‪ ،6‬ص‪.48‬‬ ‫(((‬
‫يقول يف االنتصار‪« :‬إن اهلل إنما أوجب ىلع القراء واحلفظة أن يقرؤوا القرآن ويؤدوه ىلع منهاج‬ ‫(((‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حم�دود‪ ،‬وس�بيل ما أنزل عليه‪ ،‬وأن ال جياوزوا ذلك وال يؤخروا من�ه مقدما وال يقدموا مؤخرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وال يزيدوا فيه حرفا وال ينقصوا منه شيئا‪ ،‬وال يأتوا به ىلع املعىن واتلعريب دون لفظ اتلزنيل‬
‫ً‬
‫ىلع ما بيناه فيما س�لف‪ ،‬ولم يأخذ ىلع كتبة القرآن وحفاظ املصاحف رس�ما بعينه دون غريه‬
‫ً‬
‫أوجبه عليهم وحظر ما عداه؛ ألن ذلك ال جيب لو اكن واجبا إال بالس�مع واتلوقيف‪ ،‬وليس يف‬
‫نص الكتاب وال يف مضمونه وحلنه أن رس�م القرآن وخطه ال جيوز إال ىلع وجه خمصوص وحد‬
‫حمدود‪ ،‬وال جيوز جتاوزه إىل غريه‪ ،‬وال يف نص السنة أيضا ما يوجب ذلك ويدل عليه‪ ،‬وال هو مما‬
‫أمجعت عليه األمة‪ ،‬وال دلت عليه املقاييس الرشعية‪ ،‬بل الس�نة قد دلت ىلع جواز كتبه بأي‬
‫رسم سهل وسنح للاكتب»‪ .‬االنتصارللقرآن‪ ،‬ابلاقالين ط‪ ،1‬ج‪ ،2‬ص‪ 547‬وما بعدها‪.‬‬
‫=‬ ‫قال ابن خدلون يف مقدمته‪« :‬فاكن اخلط العريب ألول اإلسالم غري بالغ إىل الغاية‬ ‫(((‬
‫‪1612‬‬

‫واحل�ق أن هذا الرأي يقوم ىلع عدة أس�باب دعت إىل العدول عن الرس�م‬
‫العثماين إىل كتابته حسب قواعد اإلمالء‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪1 .1‬اتليس�ير ورفع احلرج‪ :‬اكن الس�لف رمحه�م اهلل يعرفون الرس�م العثماين‪،‬‬
‫فيس�هل عليهم ق�راءة القرآن بذلك الرس�م‪ ،‬وقاموا بما وج�ب عليهم من‬
‫تدبره وأخذ األحاكم منه‪.‬‬
‫أما اآلن فيمكن كتابة القرآن باملصاحف وغريها حسب قواعد اإلمالء؛‬
‫يلتمكن اجلمهور من تالوته بس�هولة تالوة صحيح�ة‪ ،‬ويتعبدوا بقراءته‬
‫ً‬
‫دون حتري�ف‪ ،‬خاصة وأن رس�م املصحف ليس توقيفي�ا‪ ،‬وأنه ال مانع من‬
‫(((‬
‫تغيري هذا الرسم حسبما تقتضيه قواعد الرسم احلديثة ‪.‬‬
‫‪2 .2‬اختالط العرب بغريهم‪ :‬وما تبعه من دخول األاعجم يف اإلسلام‪ ،‬ما أدى‬
‫إىل كرثة اللحن وخيف ىلع كثري من املسلمني أن يلحنوا يف قراءة القرآن‪،‬‬
‫فأم�ر اخلليفة عبد امللك بن مروان بنقط املصحف وشكله‪ ،‬صيانة هل من‬
‫(((‬
‫اللحن واتلحريف يف القراءة ‪.‬‬

‫= من اإلحاكم واإلتقان‪ ،‬واإلجادة‪ ،‬وال إىل اتلوسط‪ ،‬ملاكن العرب من ابلداوة‪ ،‬واتلوحش وبعدهم‬
‫عن الصنائع‪ ،‬وانظر ما وقع ألجل ذلك يف رسمهم املصحف حيث رسمه الصحابة خبطوطهم‪،‬‬
‫واكن�ت غير مس�تحكمة يف اإلجادة‪ ،‬فخالف الكثري من رس�ومهم ما اقتضته رس�وم صناعة‬
‫ً‬
‫اخلط عند أهلها‪ ،‬ثم اقتيف اتلابعون من الس�لف فيها ترباك بما رس�مه أصحاب رسول اهلل ﷺ‬
‫وخري اخللق من بعده املتلقون لوحيه من كتاب اهلل والكمه»‪ .‬انظر‪ :‬مقدمة ابن خدلون‪ ،‬ابلاب‬
‫اخلامس‪ ،‬الفصل اثلالثون ص‪ 881‬وما بعدها‪.‬‬
‫الز ْرقاين ط‪ ،3‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،373‬جملة ابلحوث اإلسلامية ج‪،6‬‬ ‫((( مناهل العرفان يف علوم القرآن‪ُّ ،‬‬
‫ص‪.31‬‬
‫((( املحكم يف نقط املصاحف ص‪ ،18‬جملة ابلحوث اإلسالمية ج‪ ،6‬ص‪.31‬‬
‫‪1613‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪3 .3‬م��رااعة املصالح العامة‪ :‬فالقرآن ل�م يزنل مكتوبا‪ ،‬وإنما ن�زل وحيا متلوا‪،‬‬
‫فأملاه انليب ﷺ ىلع كتبته‪ ،‬فكتبوه بالرس�م املعه�ود عندهم‪ ،‬وقد حصل‬
‫بعض االختالف يف رسم كتابتهم‪ ،‬بل يف رسم بعض اللكمات يف مصاحف‬
‫األمصار املنتسخة من املصحف العثماين‪.‬‬
‫والراج�ح م�ا عليه اجلمهور‪ ،‬وهو االلزتام بالرس�م العثماين وليس حس�ب‬
‫قواع�د اإلملاء‪ ،‬باإلضاف�ة إىل أن الق�رآن الكريم حمفوظ من قب�ل اهلل تعاىل‪،‬‬
‫﴾ [احلج�ر‪ ،]9 :‬وق�وهل‪﴿ :‬‬ ‫وذل�ك يف ق�وهل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [فصلت‪.]42 :‬‬
‫‪1614‬‬

‫املبحث األول‬
‫مفهوم الوقف وأقسامه وعالماته‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الوقف‪:‬‬
‫تعريفه يف اللغة‪ :‬يطلق الوقف يف اللغة ىلع عدة معان‪ ،‬منها‪ :‬احلبس‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫وقف األرض أو ادلار ىلع املساكني أو هلم؛ أي‪ :‬حبسها‪ .‬ومنها‪ :‬السكوت‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫ً‬
‫وق�ف القارئ ىلع اللكمة وقوفا؛ أي‪ :‬س�كت‪ .‬ومنه�ا‪ :‬املعاينة‪ ،‬يقال‪ :‬وقف ىلع‬
‫(((‬
‫اليشء؛ أي‪ :‬اعينه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫تعري��ف الوقف يف االصطالح‪ :‬ىلع الرغم م�ن أن علماء الوقف واالبتداء‬
‫ق�د تعرض�وا للوق�ف تقس�يماً‪ّ ،‬‬
‫وتتبعوا لكم�ات الق�رآن اس�تقراء‪ ،‬إال أنهم لم‬
‫ً‬
‫يتعرضوا رصاحة تلعريف الوقف‪ ،‬بل عرضوا هل ضمنا خالل احلديث يف كتبهم‬
‫عن أقس�ام الوقف‪ .‬وربما يع�ود ذلك إىل عدم اهتمامه�م بتعريف اليشء قدر‬
‫(((‬
‫اهتمامهم باملوضوع نفسه ‪.‬‬
‫ً (((‬
‫وعرفه اجلعربي بأنه‪« :‬قطع صوت القارئ ىلع آخر اللكمة الوضعية زمانا» ‪،‬‬
‫(((‬
‫أو هو قطع اللكمة عما بعدها ‪.‬‬

‫راج�ع لس�ان العرب الب�ن منظ�ور ج‪ ،1‬ص‪ 4898‬وما بعدها‪ ،‬ت�اج الع�روس للزبيدي ج‪،6‬‬ ‫(((‬
‫ص‪ 268‬وما بعدها‪.‬‬
‫ق�ارب إىل هذا املعنى‪ :‬الوقف واالبتداء وصلتهما باملعىن يف الق�رآن الكريم‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‬ ‫(((‬
‫إبراهيم عوض صالح ط‪ ،1‬ص‪ .19‬ويف تعريفات عديدة للوقف يف االصطالح ص‪.17‬‬
‫لطائف اإلشارات‪ ،‬املرجع السابق ج‪ ،1‬ص‪.248‬‬ ‫(((‬
‫منار اهلدى يف بيان الوقف واالبتدا‪ ،‬األشموىن ج‪ ،1‬ص‪.23‬‬ ‫(((‬
‫‪1615‬‬

‫ق�ال ابن اجلزري يف تعري�ف الوقف‪« :‬الوقف عبارة ع�ن قطع الصوت ىلع‬
‫اللكمة زمنا ً يتنفس فيه اعدة ّ‬
‫بنية اس�تئناف القراءة‪ ،‬إما بما ييل احلرف املوقوف‬
‫(((‬
‫عليه إن صلح االبتداء به‪ ،‬أو بما قبله من غري قصد اإلعراض عن القراءة» ‪.‬‬
‫أم�ا بع�ض العلماء املحدثني فق�د ّ‬
‫عرفه بتعريف يقرتب م�ن تعريف ابن‬
‫اجل�زري‪ ،‬فعرف�ه بأنه‪« :‬قطع الصوت عند آخر اللكم�ة القرآنية احلرف املوقوف‬
‫علي�ه‪ ،‬إن صلح االبتداء به‪ ،‬أو باحلرف املوق�وف عليه‪ ،‬أو بما قبله ّ‬
‫مما يصلح‬
‫(((‬ ‫ّ‬
‫االبتداء به‪ ،‬وال بد يف الوقف من اتلنفس معه» ‪.‬‬
‫وإن اكن العلماء املتقدمون لم يفرقوا بني الوقف والقطع والسكت‪ ،‬فلكها عندهم‬
‫(((‬
‫بمعىن واحد هوالوقف ‪ ،‬إال أن املتأخرين منهم قد فرقوا بني هذه املصطلحات‪.‬‬
‫ً‬
‫فالقطع عبارة عن قطع القراءة رأسا‪ ،‬فهو اكالنتهاء‪ ،‬فالقارئ به اكملنتيه من‬
‫القراءة واملنتقل منها إىل حالة أخرى س�وى القراءة‪ ،‬فهو اكلوقف حيث ال جيوز‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إال ىلع تام‪ ،‬سواء اكن تاما أم اكفيا أم حسنا‪ ،‬إال أنه يشرتط فيه أن ال يكون إال‬
‫ىلع رأس آية‪ ،‬وذلك خبالف الوقف فإنه يكون ىلع رأس اآلية وىلع أبعاضها‪.‬‬
‫ً‬
‫أما الس��كت فهو عبارة عن قطع الصوت زمن�ا دون زمن الوقف اعدة من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(((‬
‫وصحت‬ ‫غري تنفس ‪ .‬وهو مقيد بالس�ماع‪ ،‬فال جيوز إال فيما يثبت فيه انلقل‬
‫(((‬ ‫َّ‬
‫به الرواية‪ ،‬ويكون يف وسط اللكمة وفيما اتصل رسما» ‪.‬‬

‫النرش يف القراءات العرش البن اجلزري ج‪ ،1‬ص‪.240‬‬ ‫(((‬


‫أحاكم قراءة القرآن للشيخ حممود خليل احلرصي ص‪.198‬‬ ‫(((‬
‫النرش يف القراءات العرش‪ ،‬البن اجلزري ج‪ ،1‬ص‪ 238‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬
‫رشح طيبة النرش يف القراءات‪ ،‬ابن اجلزري‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪ ،23‬منار اهلدى يف بيان الوقف واالبتدا‪،‬‬ ‫(((‬
‫ج ‪1‬ص‪.25‬‬
‫معالم االهتداء يف الوقف واالبتداء‪ ،‬للشيخ حممود خليل احلرصي‪ ،‬ص‪.174‬‬ ‫(((‬
‫‪1616‬‬

‫ويعل�م م�ن هذا أن الوقف يشترط في�ه اتلنفس م�ع املهل�ة‪ ،‬والقطع هو‬
‫(((‬
‫االنرصاف عن القراءة واالنتهاء منها‪ ،‬أما السكت فال يكون معه تنفس ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أقسام الوقف‪:‬‬
‫ً(((‬
‫لم يتفق العلماء ىلع تقسيم معني للوقف‪ ،‬وإن اتفقوا أن هل أقساما ‪.‬‬
‫غري أنه يمكن تقسيم الوقف إىل أربعة أقسام يه‪ :‬اتلام‪ ،‬الاكيف‪ ،‬احلسن‪ ،‬القبيح‪.‬‬
‫ً‬
‫‪1 .1‬الوق��ف اتلام‪ :‬هو اذلي يتم به الكالم لفظا ومعنى‪ ،‬وال يتعلق الكالم بما‬
‫ً‬
‫بعده ال لفظا وال معىن‪ ،‬فيحسن الوقف عليه واالبتداء بما بعده‪ ،‬ويكون‬
‫(((‬
‫﴾ [يس‪،]12 :‬‬ ‫يف وسط وآخر اآلية ‪ ،‬حنو‪﴿ :‬‬
‫﴾ [انلمل‪.]34 :‬‬ ‫وقوهل‪﴿ :‬‬
‫وىلع ذل��ك‪ :‬ال يت�م الوق�ف ىلع املض�اف دون املضاف إيل�ه‪ ،‬وال املنعوت‬
‫دون نعت�ه‪ ،‬وال الراف�ع دون مرفوعه وعكس�ه‪ ،‬وال انلاصب دون منصوبه‬
‫وعكس�ه‪ ،‬وال املؤكد دون توكيده‪ ،‬وال املعط�وف دون املعطوف عليه‪ ،‬وال‬
‫ابلدل دون مبدهل‪ ،‬وال (إن) أو (اكن) أو (ظن) وأخواتها دون اس�مها‪ ،‬وال‬
‫اس�مها دون خربها‪ ،‬وال املس�تثىن من�ه دون االس�تثناء‪ ،‬وال املوصول دون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صلته اس�ميا أو حرفيا‪ ،‬وال الفعل دون مص�دره‪ ،‬وال حرف دون متعلقه‪،‬‬
‫(((‬
‫وال رشط دون جزائه ‪.‬‬

‫الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.21‬‬ ‫(((‬


‫راجع يف هذه األقسام‪ :‬علل الوقوف‪ ،‬للسجاوندي ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬ص‪.13 - 9‬‬ ‫(((‬
‫راج�ع يف تعري�ف هذا الوقف‪ :‬اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬الس�يويط‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل‬ ‫(((‬
‫إبراهيم ج‪ ،1‬ص‪ ،284‬مجال القراء وكمال اإلقراء ج‪ ،2‬ص‪.563‬‬
‫اإلتقان يف علوم القرآن ج‪ ،1‬ص‪ ،284‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬
‫‪1617‬‬
‫(((‬
‫‪2 .2‬الوقف الاكيف ‪ :‬هو الوقف اذلى حيس�ن القطع عليه وحيس�ن االبتداء بما‬
‫ً‬
‫بع�ده‪ ،‬وإن تعل�ق ما بعده ب�ه من ناحية املعنى‪ ،‬فهو منقط�ع لفظا متصل‬
‫(((‬
‫﴾ [ابلق�رة‪،]2 :‬‬ ‫﴾‪ ،‬ثم يب�دأ‪﴿ :‬‬ ‫معنى ‪ ،‬حن�و‪﴿ :‬‬
‫وحن�و‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪ ]23 :‬ويبدأ بما بعده‪.‬‬
‫ويكم�ن الفرق بني الوق�ف اتلام والاكيف يف‪ :‬أن الوق�ف الاكيف يتعلق بما‬
‫ً‬
‫بع�ده معىن‪ ،‬وإن انقط�ع عنه لفظا‪ ،‬أما الوقف اتلام فه�و منبت الصلة بما‬
‫ً‬
‫بعده لفظا ومعىن‪.‬‬
‫واحل�ق أن اتلعل�ق باملعىن واالنقطاع عن�ه‪ ،‬يُعد من األمور النس�بية غري‬
‫ً‬
‫املنضبطة‪ ،‬يرجع فيه إىل األذواق يف فهم املعىن‪ ،‬واعتبار ما وقف عليه متعلقا‬
‫ُ‬
‫بم�ا بعده أو ال‪ ،‬وم�ن هنا تعد بعض الوقوف يف نظر بع�ض العلماء اكفية‪،‬‬
‫(((‬ ‫ُ‬
‫بينما تعد يه نفسها تامة يف نظر ابلعض اآلخر‪ ،‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪3 .3‬الوقف احلسن‪ :‬هوا ذلي حيسن الوقوف عليه وال حيسن االبتداء بما بعده‪،‬‬
‫وال ب�د م�ن إاعدة اللكمة املوق�وف عليها أو اليت قبله�ا يك يتم املعىن‪ ،‬وهو‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وق�ف ّ‬
‫﴾‬ ‫يتم املعىن لك�ن يتعلق بما بعده لفظ�ا ومعىن‪ ،‬كقوهل‪﴿ :‬‬
‫(((‬
‫﴾ ‪.‬‬ ‫﴾ وال حيسن االبتداء بـ‪﴿ :‬‬ ‫حيسن الوقوف ىلع‪﴿ :‬‬

‫سيم بالاكيف‪ :‬لالكتفاء به واستغنائه عما بعده لعدم تعلقه به من ناحية اللفظ‪ ،‬وإن تعلق به‬ ‫(((‬
‫من ناحية املعىن‪ .‬الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.171‬‬
‫اإلتقان يف علوم القرآن ص‪.286‬‬ ‫(((‬
‫الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.172‬‬ ‫(((‬
‫اإلتقان يف علوم القرآن ج‪ ،1‬ص‪.284‬‬ ‫(((‬
‫‪1618‬‬
‫ّ‬
‫‪4 .4‬الوق��ف القبي��ح‪ :‬وه�و م�ا لي�س بت�ام وال حس�ن‪ ،‬ويقب�ح الوق�وف علي�ه لش�دة‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫﴾ يف ق�وهل‬ ‫تعلق�ه بم�ا بع�ده لفظ�ا ومعنى‪ ،‬اكلوق�ف ىلع ق�وهل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫‪ ،]26‬أو‬ ‫[ابلق�رة‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫س�بحانه‪﴿ :‬‬
‫ث�م يب�دأ‪﴿ :‬‬ ‫[املاع�ون‪]4 :‬‬ ‫﴾‬ ‫الوق�ف ىلع ق�وهل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪.]43 :‬‬ ‫﴾ [املاعون‪ ]5 :‬أو الوقف ىلع قوهل‪﴿ :‬‬
‫﴾‪ ،‬ويبت�دئ‪﴿ :‬‬ ‫وأقب�ح من�ه الوق�ف ىلع‪﴿ :‬‬
‫﴾ [املائدة‪]17 :‬؛ ألن املعىن مس�تحيل به�ذا االبتداء‪ ،‬ومن تعمده‬
‫(((‬
‫وقصد معناه فقد كفر ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاثلا‪ :‬عالمات الوقف يف املصحف‪:‬‬
‫عالم��ات الوقف‪ :‬يه عب�ارة عن عالم�ات اصطالحية‪ ،‬وضعه�ا العلماء‬
‫ً‬
‫تسهيال ىلع قارئ القرآن‪ ،‬ليسهل عليه اتلعرف ىلع مواضع الوقف‪.‬‬
‫وه�ذه العالم�ات ختتلف من مصحف إىل آخر‪ ،‬بل وم�ن طبعة إىل أخرى‬
‫للمصحف الواحد‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد جع�ل العلماء للوقف رموزا وعالمات يف املصاحف يعرف بها؛ حىت‬
‫يسهل ىلع القارئ لكتاب اهلل أن يقرأه ىلع الوجه الصحيح‪.‬‬
‫وفيما يىل بيان هلذه العالمات ومدلوالتها‪:‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫م‪ :‬الوقف الالزم‪ :‬حنو‪ :‬الوقف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]212 :‬‬
‫ً‬
‫((( اإلتقان يف علوم القرآن ج‪ ،1‬ص‪ .286‬وراجع أيضا‪ :‬منار اهلدى يف بيان الوقف واالبتدا ج‪،1‬‬
‫ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪1619‬‬

‫ال‪ :‬الوق��ف املمن��وع‪ :‬حن�و‪ :‬الوق�ف ىلع لكم�ة‪ ﴾ ﴿ :‬يف ق�ول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫﴿‬
‫﴾ [األعراف‪.]164 :‬‬
‫﴾ يف قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ولكم�ة‪﴿ :‬‬
‫﴾ [انلحل‪.]32 :‬‬
‫ً‬
‫﴾‬ ‫ج‪ :‬الوقف اجلائز جوازا مستوي الطرفني‪ :‬حنو الوقف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬
‫﴾‬ ‫يف ق�وهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[الكهف‪.]13 :‬‬
‫﴾ يف‬ ‫ص�لى‪ :‬الوقف اجلائز لكن الوصل أوىل‪ :‬حنو الوقف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬
‫﴾ [طه‪.]46 :‬‬ ‫قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ يف قوهل‬ ‫قىل‪ :‬الوصل اجلائز لكن الوقف أوىل‪ :‬حنو الوقف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬
‫﴾‬ ‫تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫[الرعد‪.]11 :‬‬
‫تعانق الوقف‪ :‬وهو عبارة عن نقطتني تتوسطهما نقطة أعالهما‪ ،‬إذا وقف‬ ‫‬
‫ىلع أح�د املوضعين‪ ،‬ال يصح الوق�ف ىلع اآلخر؛ غري أنه ال جيم�ع بينهما‪ ،‬حنو‬
‫الوقف ىلع لكمة‪ ﴾ ﴿ :‬أو لكمة‪ ﴾ ﴿ :‬يف قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]2 :‬‬
‫س‪ :‬عالمة سكتة لطيفة بدون تنفس ثم يصل القراءة‪.‬‬
‫وه�ذه العالم�ات املوج�ودة يف املصاح�ف أغلبه�ا مأخ�وذ م�ن وق�وف‬
‫ِّ‬
‫(((‬
‫الس�جاوندي ‪ .‬وقد رم�ز للوقف الالزم بعالم�ة «م»‪ ،‬والوقف املطلق بعالمة‬

‫((( علل الوقوف ص‪ 66‬وما بعدها‪ ،‬خطوط املصاحف‪ ،‬حممد بن سعيد الرشييف ص‪ 8‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪1620‬‬

‫«ط»‪ ،‬والوق�ف اجلائز بعالمة «ج»‪ ،‬والوقف املجوز لوجه بعالمة «ز»‪ ،‬واملرخص‬
‫(((‬ ‫ً‬
‫رضورة بعالمة «ص»‪ ،‬والوقف املمنوع بعالمة «ال» ‪.‬‬
‫وقد بقيت هذه الوقوف إىل اآلن‪ ،‬ويه املعمول بها يف مصاحف املش�ارقة‪،‬‬
‫كمصاحف األتراك واملصاحف ابلاكستانية‪ ،‬ومصاحف القارة اهلندية‪.‬‬
‫أما املصحف املرصي ومصحف املدينة انلبوية املطبوع بمجمع امللك فهد‬
‫لطباع�ة املصحف الرشيف‪ ،‬فإنه قد أخذ بعض هذه الوقوف‪ ،‬وخالفه يف بعض‬
‫(((‬
‫مواضع الوقف‪ ،‬أو يف الزيادة عليه يف املصطلحات ‪.‬‬
‫ووق�وف ه�ذه املصاحف ىلع حن�و ما م�ر يه‪ :‬الوقف اللازم‪ ،‬وعالمت�ه «م»‪،‬‬
‫والوق�ف اجلائ�ز‪ ،‬وعالمته «ج»‪ ،‬والوق�ف األوىل‪ ،‬وعالمته «قلى»‪ ،‬والوصل األوىل‪،‬‬
‫وعالمته «صىل»‪ ،‬ووقف املعانقة‪ ،‬وعالمته «‪ ،»:.‬والوقف املمنوع‪ ،‬وعالمته «ال»‪.‬‬
‫ويتضح للك قارئ للقرآن العظيم أن عالمات الوقف ختتلف من مصحف‬
‫إىل آخر‪ .‬وباجلملة فإن عالمات الوقف حبس�ب املصاحف املطبوعة تقس�م إىل‬
‫ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪1 .1‬مصاحف برواية حفص‪ :‬وتنقسم عالمات الوقف فيها إىل قسمني‪ :‬مصاحف‬
‫مطبوعة بعالمات األزهر‪ ،‬كمصحف املدينة انلبوية‪ ،‬ومصاحف مطبوعة‬
‫بعالمات اإلمام السجاوندي‪ ،‬اكملصحف الرتيك‪ ،‬واملصحف ابلاكستاين‪.‬‬
‫‪2 .2‬مصحف ورش‪ :‬وعالمة الوقف فيه واحدة‪« :‬صه»‪.‬‬
‫ً‬
‫‪3 .3‬مصحف قالون‪ :‬وعالمة الوقف فيه أيضا واحدة‪« :‬صه»‪.‬‬

‫((( علل الوقوف ص‪ 66‬وما بعدها‪ .‬وقوف القرآن وأثرها يف اتلفسير‪ ،‬مس�اعد بن س�ليمان بن‬
‫نارص الطيار ص‪ 178‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( ليس يف هذه املصاحف بعض وقوف السجاوندي‪ ،‬اكلوقف املطلق والوقف املرخص رضورة والوقف‬
‫املجوز لوجه‪ ،‬كما أنها زادت عليه بعض الوقوف‪ ،‬كوقف املعانقة والوقف األوىل والوصل األوىل‪.‬‬
‫‪1621‬‬

‫املبحث اثلاين‬
‫مدى االلزتام بوقوف املصاحف‬

‫تمهيد‪ :‬خلو املصاحف األوىل من عالمات الوقف‪:‬‬


‫املصاحف األوىل اكنت خايلة من عالمات الوقف‪ ،‬حيث اكنت املصاحف‬
‫ً‬ ‫ً(((‬
‫مرس�ومة بالرسم العثماين‪ .‬وقد وضع العلماء عالمات الوقف الحقا ‪ ،‬تسهيال‬
‫ً‬
‫للقارئ‪ ،‬وتمكينا هل من اتلبرص بمواطن الوقف‪.‬‬
‫وم�ن هنا اكن اخللاف يف عالمات الوقف‪ ،‬هل يه توقيفية جيب اتباعها؟‬
‫أم أنها اجتهادية يمكن خمالفتها واتلطوير يف شكلها بما يتالءم مع لك عرص؟‬
‫وسنعرض ذللك فيما يىل‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الوقف القرآين توقييف‪:‬‬
‫ورد يف السنة ما يدل ىلع أن الوقوف القرآنية يه وقوف توقيفية ومن ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫‪1 .1‬ماروي عن تميم بن طرفة‪ ،‬عن عدي بن حاتم‪ ،‬قال‪« :‬إن رجال خطب عند‬
‫انليب ﷺ‪ ،‬فقال‪ :‬من يطع اهلل ورس�وهل فقد رش�د‪ ،‬ومن يعصهما فقد غوى‪،‬‬
‫فق�ال رس�ول اهلل ﷺ‪« :‬بئس اخلطيب أنت‪ ،‬قل‪ :‬ومن يعص اهلل ورس�وهل»‪.‬‬
‫(((‬
‫قال ابن نمري‪ :‬فقد غوى ‪.‬‬

‫((( يقول أبو عمرو ادلاين‪« :‬والسبب يف إحداث انلقط وضبط املصحف به هو فساد ألسنة العرب‬
‫ووق�وع اللح�ن يف قراءة القرآن واخل�وف من تزيد ذلك مع مرور األي�ام ومن حدوث اتلغري‬
‫واتلحريف يف نص القرآن»‪ .‬راجع املحكم يف نقط املصحف ط‪ ،2‬ص‪.30‬‬
‫((( أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اجلمعة‪ ،‬باب ختفيف الصالة واخلطبة‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪ 594‬رقم‪.780‬‬
‫‪1622‬‬

‫ووجه ادلاللة من هذا احلديث يكمن يف أنه ال جيوز الوقف ىلع املستبشع‬
‫م�ن اللف�ظ‪ ،‬واكن ينبغي الوقف ىلع لكمة (رش�د)‪ ،‬أو يص�ل الكالم حىت‬
‫نهايت�ه؛ ألن وقفه ىلع لكمة (يعصهما) فيه تس�وية بني حاىل من أطاع اهلل‬
‫ورسوهل ومن عصاهما‪ ،‬وشتان الفرق بني احلالني‪.‬‬
‫وإذا ل�م يكن من املستس�اغ الوقف ىلع املستبش�ع من األلفاظ يف كالم‬
‫(((‬
‫البرش‪ ،‬فهو يف كالم اهلل أوىل وأجدر أن جيتنب ‪.‬‬
‫‪2 .2‬أورد األش�موين يف كتاب�ه‪ :‬ق�ال الس�خاوي‪ :‬ينبيغ للق�ارئ أن يتعلم وقف‬
‫﴾‪ ،‬ثم‬ ‫جربي�ل؛ فإنه اكن يقف يف س�ورة آل عم�ران عند قوهل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [آل عمران‪ ،]95 :‬وانليب ﷺ يتبعه‪.‬‬ ‫يبتدئ‪﴿ :‬‬
‫واكن انليب ﷺ يقف يف سورة ابلقرة‪ ،‬وسورة املائدة عند قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [ابلق�رة‪ ،148 :‬واملائ�دة‪ ،]48 :‬واكن يقف ىلع قوهل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬ ‫﴾ [املائدة‪ ،]116 :‬واكن يقف‪﴿ :‬‬
‫﴾ [يوس�ف‪ ،]108 :‬واكن يقف ىلع‪﴿ :‬‬ ‫ث�م يبتدئ‪﴿ :‬‬
‫﴾ [الرعد‪ ،]18 ،17 :‬واكن‬ ‫﴾ ثم يبتدئ‪﴿ :‬‬
‫﴾ [انلح�ل‪،]5 :‬‬ ‫﴾ ث�م يبت�دئ‪﴿ :‬‬ ‫يق�ف ىلع‪﴿ :‬‬
‫﴾ [السجدة‪:‬‬ ‫﴾ ثم يبتدئ‪﴿ :‬‬ ‫واكن يقف ىلع‪﴿ :‬‬
‫﴾‬ ‫﴾ ث�م يبت�دئ‪﴿ :‬‬ ‫‪ ،]18‬واكن يق�ف‪﴿ :‬‬
‫﴾ ثم يبتدئ‪﴿ :‬‬ ‫[انلازاعت‪ ،]24 ،22 :‬واكن يقف ىلع‪﴿ :‬‬
‫﴾ [الق�در‪ ،]4 ،3 :‬فكان ﷺ يتعمد الوق�ف ىلع تلك الوقوف‪ ،‬واغبلها‬

‫((( راجع يف هذا املعىن‪ :‬لطائف اإلشارات لفنون القراءات‪ ،‬القسطالين ج‪ ،1‬ص‪ ،255‬اتلمهيد يف‬
‫علم اتلجويد البن اجلزري ص‪ ،189‬املكتىف يف الوقف واالبتدا‪ ،‬أبو عمرو ادلاين ط‪ ،1‬ص‪.3‬‬
‫‪1623‬‬

‫ليس رأس آية‪ ،‬وما ذلك إلاَّ لعلم ٍّ‬


‫دلين َع ِل َمه َم ْن َع ِل َمه‪ ،‬وجهله من جهله‪،‬‬
‫َّ‬
‫فاتباعه ُسنة يف مجيع أقواهل وأفعاهل ‪.‬‬
‫(((‬

‫‪3 .3‬وردت الس�نة عن رس�ول اهلل ﷺ بالقطع ىلع الاكيف اذلي هو دون اتلمام‪،‬‬
‫وثب�ت اتلوقي�ف عن�ه باس�تعماهل‪ .‬فعن ابن مس�عود ق�ال‪ :‬قال يل رس�ول‬
‫اهلل ﷺ‪« ،‬اق�رأ يلع»‪ ،‬فقل�ت هل‪ :‬أأق�رأ علي�ك وعلي�ك أنزل؟! فق�ال‪« :‬إين‬
‫أح�ب أن أس�معه من غريي»‪ ،‬قال‪ :‬فافتتحت س�ورة النس�اء‪ ،‬فلما بلغت‪:‬‬
‫‪،]41‬‬ ‫[النس�اء‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬
‫ً‬
‫قال‪ :‬فرأيته وعيناه تذرفان دمواع‪ ،‬فقال يل‪« :‬حسبك»‪.‬‬
‫﴾‬ ‫ووجه ادلاللة من هذا كما ذكره صاحب املكتىف‪ :‬أن القطع ىلع قوهل‪﴿ :‬‬
‫اكف ولي�س بت�ام؛ ألن املعنى‪ :‬فكي�ف يك�ون حاهل�م إذا اكن ه�ذا‬
‫﴾ فم�ا قبله متعلق بما بع�ده‪ ،‬واتلمام‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬
‫﴾ ألن�ه انقضاء القصة‪ ،‬وهو يف اآلية اثلانية‪ .‬وقد أمر انليب عبد اهلل‬
‫أن يقط�ع دون�ه مع تقارب م�ا بينهما‪ ،‬فدل ذلك دالل�ة واضحة ىلع جواز‬
‫(((‬
‫القطع ىلع الاكيف ووجوب استعماهل ‪.‬‬

‫((( منار اهلدى يف بيان الوقف واالبتدا‪ ،‬األشموين ج‪ ،1‬ص‪.23‬‬


‫كم�ا ق�ال يف ص‪« :22‬ينبيغ للقارئ أن يقطع اآلي�ة اليت فيها ذكر انلار‪ ،‬أو العقاب عما بعدها‬
‫ً‬
‫إذا اكن بعده�ا ذك�ر اجلن�ة‪ ،‬ويقطعه�ا أيضا عم�ا بعده�ا إن اكن بعدها ذكر انل�ار‪ ،‬حنو قوهل‪:‬‬
‫﴾ [غاف�ر‪ ]6 :‬هنا الوقف‪ ،‬وال يوصل‬ ‫﴿‬
‫﴾ هن�ا الوقف‪ ،‬وال‬ ‫﴾ [غاف�ر‪ ،]7 :‬وحنو‪﴿ :‬‬ ‫ذل�ك بق�وهل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬ ‫﴾ [الش�ورى‪ ،]8 :‬وحنو قوهل‪﴿ :‬‬ ‫يوصله بما بعده من قوهل ﴿‬
‫﴾ [اتلوبة‪ ،»]20 ،19 :‬وكذا لك ما‬ ‫هن�ا الوقف‪ ،‬فلا يوصله بما بعده من قوهل‪﴿ :‬‬
‫هو خارج عن حكم األول فإنه يقطع‪.‬‬
‫((( املكتىف يف الوقف واالبتدا‪ ،‬ص‪ 5‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪1624‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الوقف القرآين اجتهادي‪:‬‬
‫ً‬
‫يع�د علم الوقف واالبتداء عل�م اجتهادي وليس توقيفي�ا‪ ،‬وآية ذلك أن‬
‫مواضع الوقف وحتديد نوع الوقف يف املوضع الواحد‪ ،‬ختتلف من مصحف إىل‬
‫آخر‪ ،‬بل ومن طبعة واحدة ملصحف باملقارنة إىل طبعة أخرى‪ ،‬فهذه العالمات‬
‫يه م�ن وضع جل�ان علمية يتم وضعها م�ن منظور هذه اللج�ان واجتهاداتهم‪،‬‬
‫ً‬
‫ويه بالطب�ع خمتلفة‪ ،‬فال غرو أن ختتلف الوق�وف تبعا ذللك‪ ،‬ولقد اكن ادلافع‬
‫ً‬
‫لوضع هذه العالمات طبقا للبعض هو اتليسير ىلع القارئ وإاعنته ىلع حتديد‬
‫(((‬
‫مواضع الوقف لالسرتاحة‪ ،‬أوتليسري املعىن ‪.‬‬
‫وق�د ج�اء يف ختام الق�رآن املطبوع بتصحي�ح ومراجعة مش�يخة األزهر‬
‫بتاري�خ رج�ب ‪ 1388‬ـهأكتوبر ‪1968‬م‪ ،‬برئاس�ة عبد الفتاح الق�ايض‪ ،‬وحممود‬
‫احلصري‪ ،‬ومذي�ل بتوقيعات املش�ايخ واألس�اتذة‪ ،‬وفي�ه‪« :‬وأخذ بي�ان وقوفه‬
‫ُ‬
‫وعالماتها مما قرره األس�تاذ حممد يلع بن خلف احلس�يين شيخ املقارئ املرصية‬
‫اآلن ىلع حسب ما اقتضته املعاين اليت ترشد إيلها أقوال أئمة اتلفسري»‪.‬‬
‫(((‬
‫وقال ابن اجلزري ‪:‬‬
‫وال ح��رام غ�ير م��ا هل س��بب‬ ‫وليس يف القرآن من وقف وجب‬
‫ً‬
‫وأسند إىل الفراء قال‪ :‬اتباع املصحف إذا وجدت هل وجها من كالم العرب‬
‫(((‬
‫وقراءة القراء أحب إيل من خالفه ‪.‬‬

‫((( الوقف واالبتداء يرتبط باملعاين من حيث الوقف ىلع املعاين اتلامة وما عداه من املعاين‪ ،‬وهو‬
‫به�ذا يرتبط باتلفسير‪ ،‬فهو أثر من آثار فهم املعىن‪ ،‬وىلع ه�ذا بُنيت كتب الوقف واالبتداء‪،‬‬
‫حسن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فهم يذكرون كيفية استفادة القارئ من هذا العلم يف أداء معاين القرآن ىلع وجه‬
‫((( منظومة املقدمة «اجلزرية» ابن اجلزري ط‪ ،1‬ص‪.18‬‬
‫((( الربهان يف علوم القرآن ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪.379‬‬
‫‪1625‬‬

‫ويف هذا اخلصوص يقول الشيخ حممود خليل احلرصي‪« :‬مع اتلنقيب ابلالغ‪،‬‬
‫وابلحث الفاحص‪ ،‬يف شتى األس�فار‪ ،‬وخمتلف املراجع‪ ،‬من أمهات الكتب؛ يف‬
‫علوم القرآن‪ ،‬واتلفسير‪ ،‬والسنة‪ ،‬والش�مائل‪ ،‬واآلثار‪ ،‬لم أعرث ىلع أثر صحيح‪،‬‬
‫أو ضعي�ف ي�دل ىلع أن الوق�ف ىلع مجيع ه�ذه املواضع‪ ،‬أو بعضها من الس�نة‬
‫العملية‪ ،‬أو القويلة‪ ،‬ولعلنا بعد هذا نظفر بما يبدد القلق‪ ،‬ويريح الضمري»‪.‬‬
‫غري أنه يمكن القول يف املقابل‪ :‬بأن تعمد القارئ الوقف ىلع ما ال حيسن‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫الوق�ف عليه يُعد فعال قبيحا منه بال خالف‪ ،‬ويصل هذا إىل حد احلرمة الىت‬
‫ً‬
‫يأثم فاعلها رشاع إذا اكن يعتقد ذلك املعىن القبيح‪.‬‬
‫﴾ وهو يعتقد هذا املعىن ويريده‪ ،‬فهو آثم‬ ‫فمن وقف ىلع قوهل‪﴿ :‬‬
‫باعتقاده قبل وقفه‪.‬‬
‫ً‬
‫وننتهي من ذلك إىل أن الوقوف القرآنية يه وقوف اجتهادية‪ ،‬وترتيبا ىلع‬
‫ذلك يوجد م�ن يمكنه القول برفض الوقوف القرآنية ويطالب بطباعة القرآن‬
‫ً‬
‫الكريم خايلا منها لكية‪ ،‬ويمكنه االحتجاج بما يىل‪:‬‬
‫‪1 .1‬أن الوق�وف القرآني�ة جمرد أم�ور اجتهادية ال ديلل عليه�ا‪ ،‬ويه من قبيل‬
‫إدخ�ال ما ليس من بيان ال�ويح وال صاحب الرشيعة يف كتاب اهلل‪ ،‬وهذا‬
‫ً‬
‫غري جائز‪ ،‬وينبيغ أن يكون القرآن الكريم خايلا منها‪.‬‬
‫‪2 .2‬مل�ا اكن�ت الوقوف القرآني�ة املطبوعة من األمور االجتهادي�ة‪ ،‬فال غرو أن‬
‫توجد االختالفات حوهلا‪ ،‬ما بني جموز هلا ومانع منها‪ .‬ومضيق وموسع فيها‪.‬‬
‫ً‬
‫وهذا أمر يسبب اختالفا يف طبعات املصاحف‪ ،‬ال جيوز االتلفات إيله عند‬
‫طبع املصحف اذلى خيص عموم املسلمني‪.‬‬
‫‪1626‬‬

‫وق�د س�بق القول بأن طبع�ات املصاح�ف املختلفة تتف�ق وختتلف حول‬
‫مواضع هذه العالمات‪.‬‬
‫‪3 .3‬أن بع�ض هذه العالم�ات ال معىن هلا‪ ،‬وال فائدة ت�رىج من وضعها‪ ،‬وذلك‬
‫كعالمة الوقف اجلائز «ج» الىت تدل ىلع جواز الوقف‪ ،‬فإذا اكن الوقف يف‬
‫هذه املواضع مستوي الطرفني‪ ،‬بمعىن أنه يمكن الوقف ىلع هذا املوضع‪،‬‬
‫ويمك�ن ع�دم الوقف عليه‪ ،‬ف�إن هذه العالمة ال فائدة منها‪ ،‬إذ يس�توي‬
‫هذا وذاك بال فرق‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاثلا‪ :‬الرتجيح‪:‬‬
‫ً‬
‫أرى واهلل أعل�م أن وض�ع عالمات الوق�وف‪ ،‬والزتام القارئ بها؛ حتس�ينا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لألداء‪ ،‬وتبيينا للمعاين‪ ،‬وتيسريا لفهم القرآن‪ ،‬أمر ال بأس به‪.‬‬
‫واحل�ق أن ما داع الس�لف ريض اهلل عنهم إىل نق�ط املصاحف بعد أن اكنت‬
‫خايلة من ذلك واعرية منه وقت رس�مها‪ ،‬وحني توجيهها إىل األمصار‪ ،‬ما شاهدوه‬
‫م�ن أه�ل عرصهم م�ع قربهم م�ن زمن الفصاح�ة‪ ،‬ومش�اهدة أهلها من فس�اد‬
‫ألسنتهم‪ ،‬واختالف ألفاظهم وتغري طباعهم‪ ،‬ودخول اللحن ىلع كثري من خواص‬
‫انل�اس وعوامهم‪ ،‬وما خافوه ‪ -‬مع مرور األي�ام وتطاول األزمان ‪ -‬من تزايد ذلك‬
‫وتضاعفه فيمن يأيت بعد من هو ال شك يف العلم والفصاحة والفهم وادلراية دون‬
‫(((‬
‫من ش�اهدوه ممن عرض هل الفس�اد ودخل عليه اللحن ‪.‬ثم ما املانع يف االحتفاظ‬
‫باملصحف اإلمام برسمه األول‪ ،‬يقرؤه من ال يلتبس عليهم األمر؟‬

‫((( املحكم يف نقط املصاحف ص‪.18‬‬


‫‪1627‬‬
‫ً‬
‫يقول الكردي يف خصوص نقط وشكل املصاحف‪« :‬واحلقيقة ال نرى بأسا‬
‫يف إدخاهل�ا يف املصاحف ألنها من دوايع رسعة الفهم ومن حمس�نات الكتابة‪،‬‬
‫ال دخ�ل هل�ا يف جوهر احل�روف واللكمات‪ ،‬وال تغري اللف�ظ وال املعىن‪ ،‬فيكون‬
‫إدخاهل�ا يف املصاحف كإدخال انلقط والشكل ووضع عالم�ات اتلجويد فوق‬
‫(((‬
‫اللكمات وعالمات الضبط فيها» ‪.‬‬
‫واحلق أنه يمكن اتلوسط بني الرأيني السابقني بإماكن القول جبواز كتابة‬
‫املصح�ف اآلن لعام�ة انل�اس ىلع االصطالح�ات املعروفة الش�ائعة عندهم‪،‬‬
‫ولك�ن جي�ب يف الوقت نفس�ه املحافظة ىلع الرس�م العثماين كأث�ر من اآلثار‬
‫انلفيسة املوروثة عن سلفنا الصالح‪ ،‬فال يهمل مرااعة جلهل اجلاهلني‪ ،‬بل يبىق‬
‫(((‬
‫يف أيدي العارفني اذلين ال ختلو منهم األرض ‪.‬‬
‫ق�ال صاح�ب مناه�ل العرف�ان‪ « :‬وهذا ال�رأي يقوم ىلع راعي�ة االحتياط‬
‫للقرآن من ناحيتني‪:‬‬
‫‪1 .1‬ناحي�ة كتابت�ه يف لك عرص بالرس�م املعروف فيه إبعاد للن�اس عن اللبس‬
‫واخللط يف القرآن‪.‬‬
‫‪2 .2‬وناحي�ة إبقاء رس�مه األول املأثور‪ ،‬يقرؤه العارف�ون ومن ال خيىش عليهم‬
‫ً‬
‫االتلب�اس‪ ،‬وال ش�ك أن االحتياط مطلب ديين جلي�ل خصوصا إذا تعلق‬
‫(((‬
‫حبماية اتلزنيل» ‪.‬‬

‫((( تاريخ القرآن الكريم‪ ،‬الكردي ص‪.182‬‬


‫((( الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬الزركيش ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪ ،379‬مناهل العرفان يف علوم القرآن‪ ،‬حممد‬
‫الز ْرقاين ط‪ ،3‬ج‪ ،1‬ص‪ 385‬وما بعدها‪.‬‬
‫عبدالعظيم ُّ‬
‫((( مناهل العرفان يف علوم القرآن ط‪ ،3‬ج‪ 1‬ص‪ 385‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪1628‬‬

‫واحلق أنه يمكن ترجيح هذا الرأي‪ ،‬باإلضافة إىل أن القرآن الكريم حمفوظ‬
‫﴾ [احلجر‪،]9 :‬‬ ‫م�ن قبل اهلل تعاىل‪ ،‬وذل�ك يف قوهل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [فصلت‪ ،]42 :‬فمسألة‬ ‫وقوهل‪﴿ :‬‬
‫اتلحريف واخللط يف القرآن قد حسمها اهلل تعاىل بمقتىض اآليات السابقة‪.‬‬
‫‪1629‬‬

‫املبحث اثلالث‬
‫وقوف املصاحف‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الوقف يف مصاحف املشارقة واملغاربة‪:‬‬

‫‪ .1‬الوقف يف مصاحف املشارقة‪:‬‬


‫ّ‬
‫لك إش�ارة أو رم�ز‪ ،‬حيث بيق ّ‬ ‫ً‬
‫انلص‬ ‫لق�د ج�اء املصحف اإلمام خلوا من‬
‫ً‬
‫الق�رآين مصون�ا حبف�ظ اهلل ثم حبف�ظ احلف�اظ هل‪ ،‬ويؤكد ابلعض ذل�ك بقوهل‪:‬‬
‫«إن�ه ل�م يكن عرف انلق�ط املميزّ للحروف يف صورته األخيرة كما لم يكن‬
‫عرف شلك اللكمات‪ ،‬وبيق املصحف املرسوم ينقصه انلقط يف صورته األخرية‪،‬‬
‫(((‬ ‫ّ‬
‫وينقصه الشلك‪ ،‬واعش حيميه حفظ احلفاظ هل من اللحن» ‪.‬‬
‫ق�دم أح�د ابلاحثني يف رس�اتله لدلكتوراه نماذج عدي�دة لصور خمطوطات‬
‫املصاحف عند املشارقة يف القرون األوىل‪ ،‬جاءت خايلة من أي عالمة للوقف‪،‬‬
‫(((‬
‫رغم توفرها ىلع الشلك وىلع عالمات ىلع اهلوامش لألعشار واألمخاس ‪.‬‬
‫وأبرز األمثلة ىلع ذلك‪ :‬مصحف طش�قند‪ ،‬وهو من القرن األول أو اثلاين‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫للهجرة‪ ،‬وهو مصحف خال تماما من أي تنقيط أو شلك أو ضبط‪ ،‬ولكنه جاء‬
‫(((‬
‫يف الصورة ابلدائية للخط قبل أن تدخل عليه اتلحسينات األخرى ‪.‬‬

‫((( تأريخ القرآن الكريم‪ ،‬إبراهيم األبياري ط‪ ،3‬ص‪.150‬‬


‫((( انظر‪ :‬خطوط املصاحف‪ ،‬حممد بن سعيد الرشييف ص‪ 8‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( خطوط املصاحف ص‪.62‬‬
‫‪1630‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غري أن هذه املصاحف قد شهدت تطورا كبريا يف العصور الالحقة‪ ،‬حيث‬
‫أضيفت إيلها عالمات الوقف‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬مصحف عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬حيث عرث منه ىلع الورقة‬
‫ً‬ ‫اثلانية والعرشين بعد املائة‪ ،‬وقال حممد بن سعيد رشييف‪« :‬وختلل ّ‬
‫انلص حروفا‬
‫(((‬
‫للوقف» ‪.‬‬
‫ومصحف عبد الرمحن بن حممد بن أيب الفتح (ت‪599 :‬ـه)‪ ،‬ويوجد يف ثناياه‬
‫(((‬
‫عالمات بارزة للوقف‪ ،‬وقد رمز هل بالرمز «ط» ‪.‬‬
‫وىلع العك�س م�ن ذل�ك‪ :‬هن�اك مصاحف غري مس�تبينة فيه�ا عالمات‬
‫الوقف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫مصحف من وقف السلطان برقوق‪ ،‬وهو من املمايلك الربجية‪( ،‬ت‪801 :‬ـه)‬
‫(((‬
‫أرخه خطاطه يف (‪801‬ـه) ‪.‬‬
‫والرم�وز املوج�ودة يف املصاح�ف الرشقية منس�وبة إىل الس�جاوندي‪ ،‬ىلع‬
‫(((‬
‫تفاوت يف استخدام هذه املصطلحات يف تلك املصاحف ‪.‬‬

‫‪ .2‬الوقف يف مصاحف املغاربة‪:‬‬


‫مصاح�ف املغارب�ة كذلك خايلة من عالمات الوق�ف يف العصور األوىل‪.‬‬
‫وق�د عرث يف القريوان ىلع نموذج منقوط غري مش�كول‪ ،‬يع�ود إىل القرن الرابع‬
‫(((‬ ‫ً‬
‫اهلجري جاء خايلا من عالمات الوقف ‪.‬‬

‫خطوط املصاحف ص‪ 113‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬


‫خطوط املصاحف‪ ،‬اإلشارة السابقة‪.‬‬ ‫(((‬
‫خطوط املصاحف ص‪.179‬‬ ‫(((‬
‫خطوط املصاحف ص‪ ،565‬علل الوقوف ص‪ 66‬وما بعدها‪ ،‬وقوف القرآن وأثرها يف اتلفسري ص‪.179‬‬ ‫(((‬
‫املرجع السابق ص‪.248‬‬ ‫(((‬
‫‪1631‬‬
‫ً‬
‫وهو كذلك يف مصحف يلع بن أمحد الوراق‪ ،‬حيث جاء خايلا من عالمات‬
‫(((‬
‫للوقف ‪.‬‬
‫أم�ا املصاح�ف املغربية فقد بقي�ت خايلة من عالمات الوق�ف إىل قرابة‬
‫القرن العارش‪ ،‬ويف أوائل هذا القرن انترش وقف الشيخ ّ‬
‫حممد بن مجعة اهلبطي‬
‫الصمايت الفايس‪.‬‬
‫ً‬
‫غير أن العص�ور الالحقة ىلع هذا قد ش�هدت تط�ورا يف كتابة مصاحف‬
‫املغارب�ة‪ ،‬فقد وج�د مصحف لعبد اهلل بن حممد غط�وس‪ ،‬علق عليه صاحب‬
‫ُّ‬
‫«خيتص رس�مها جبرة الوصل اليت ترس�م ىلع‬ ‫كت�اب خط�وط املصاحف بق�وهل‪:‬‬
‫ألفه�ا دال�ة ىلع احلركة الس�ابقة‪ ،‬وبنقطة توض�ح كيفية ابل�دء بألفات الوصل‬
‫(((‬
‫عن�د الوق�ف» ‪ .‬بينما وجدت مصاحف ال يس�تبان فيها عالم�ات الوقف أو‬
‫(((‬
‫اخلط ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الوقوف الالزمة واملمنوعة بني املصاحف املختلفة‪:‬‬
‫ً‬
‫إن املتتبع لوقوف املصاحف املختلفة جيد أن هناك وقوفا الزمة‪ ،‬تتفق ىلع‬
‫لزوم الوقف عليه مجيع طبعات املصاحف املوجودة اآلن‪ ،‬وهناك وقوف ختتلف‬
‫ً‬ ‫(((‬
‫بين هذه الطبعات ‪ ،‬كما أن هناك وقوف�ا ممنوعة‪ ،‬تتفق وختتلف يف مواضعها‬
‫بني املصاحف املختلفة‪.‬‬

‫املرجع السابق ص‪.250‬‬ ‫(((‬


‫املرجع السابق ص‪.265‬‬ ‫(((‬
‫املرجع السابق ص‪ ،267‬ص‪.273‬‬ ‫(((‬
‫الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.70‬‬ ‫(((‬
‫‪1632‬‬

‫أ‪ .‬الوقوف الالزمة(((‪:‬‬


‫(((‬
‫‪ .1‬الوقوف الالزمة املتفق عليها بني املصاحف ‪:‬‬
‫اتفق�ت املصاحف فيم�ا بينها ىلع الوقوف الالزمة ورم�زت فوق اللكمات‬
‫التي ينبغي الوقف عليه�ا حبرف «م» صغيرة‪ ،‬لدلاللة ىلع أنه�ا وقوف الزمة‪،‬‬
‫ينبيغ ىلع القارئ أن يقف عندها ويس�تأنف القراءة بما بعدها حىت ال يفس�د‬
‫(((‬
‫املعىن وال يغري املراد حال عدم االلزتام بالوقف عندها ‪.‬‬
‫ً‬
‫وتصل هذه الوقوف إىل حنو عرشين موضعا ىلع انلحو اتلايل‪:‬‬
‫﴾ اثلانية يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1 .1‬الوق�ف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]26 :‬‬
‫﴾يفقولاهللتعاىل‪﴿:‬‬ ‫‪2 .2‬الوقفىلعلكمة‪﴿:‬‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]212 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪3 .3‬الوق�ف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬

‫((( اللكمة الىت يه موضع الوقف الالزم ملونة باللون األمحر وموضوع حتتها خط‪.‬‬
‫((( الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.70‬‬
‫((( الوقف الالزم هو الوقف ىلع لكمة لو وصلت بما بعدها ألوهم وصلها معىن غري املعىن املراد‪،‬‬
‫﴾ توهم أن‬ ‫﴾ يلزم الوقف هنا‪ ،‬إذ لو وصل بقوهل‪﴿ :‬‬ ‫مثل قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ً‬
‫﴾‪ ،‬فانتيف اخلداع عنهم وتقرر اإليمان خالصا عن اخلداع كما‬ ‫اجلمل�ة صفة لقوهل ﴿‬
‫تق�ول‪ :‬ما هو بمؤمن خمادع‪ .‬والقصد يف اآلي�ة إثبات اخلداع بعد نيف اإليمان‪ .‬راجع اإلتقان‬
‫يف علوم القرآن ج‪ ،1‬ص‪.287‬‬
‫‪1633‬‬

‫﴾‬
‫[ابلقرة‪.]253 :‬‬
‫‪4 .4‬الوقف ىلع لفظ اجلاللة‪ ﴾ ﴿ :‬يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬

‫﴾ [آل عمران‪.]7 :‬‬


‫﴾ يف قول اهلل تعاىل ﴿‬ ‫‪5 .5‬الوقف ىلع لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [آل عمران‪.]181 :‬‬


‫‪6 .6‬الوقف ىلع لفظ اجلاللة‪ ﴾ ﴿ :‬يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [النساء‪.]118 :‬‬
‫‪7 .7‬الوقف ىلع لكمة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل ﴿‬

‫﴾ [النساء‪.]171 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪8 .8‬الوق�ف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬

‫﴾ [املائدة‪.]2 :‬‬
‫‪1634‬‬

‫﴾ األوىل يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪9 .9‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬


‫﴾‬
‫[املائدة‪.]51 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1010‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬

‫﴾ [املائدة‪.]64 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1111‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬

‫﴾ [املائدة‪.]73 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1212‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ [األنعام‪.]20 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1313‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬

‫﴾ [األعراف‪.]148 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1414‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [يونس‪.]65 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1515‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬

‫﴾ [هود‪.]20 :‬‬
‫‪1635‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1616‬الوق�ف ىلع لكمة ﴿‬


‫﴾ [اإلرساء‪.]8 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل ﴿‬ ‫‪1717‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ [القصص‪.]88 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1818‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [العنكبوت‪.]26 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1919‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [يس‪.]76 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪2020‬الوق�ف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ [القمر‪.]6 :‬‬
‫(((‬
‫‪ .2‬الوقوف الالزمة املختلف عليها بني املصاحف ‪:‬‬
‫ويف املقابل اختلفت املصاحف فيما بينها ىلع لزوم الوقف من عدمه فيما‬
‫يصل إىل إحدى عرشة آية‪ ،‬بيانها فيما ييل‪:‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1 .1‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]118 :‬‬
‫فقد ورد يف املصحف طبعة باكستان والعراق والسعودية أنه وقف مطلق‪.‬‬
‫بينما هو من الوقوف الالزمة يف بقية طبعات املصحف‪.‬‬

‫((( الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪ 108‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪1636‬‬

‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪2 .2‬الوقف ىلع لكم�ة ﴿‬


‫﴾ [األنعام‪.]36 :‬‬
‫فق�د ورد ه�ذا املوضع ىلع أنه وق�ف مطلق يف املصحف طبعة باكس�تان‬
‫والع�راق والس�عودية‪ ،‬بينم�ا ه�و م�ن الوق�وف الالزم�ة يف بقي�ة طبعات‬
‫املصحف‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪3 .3‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [األنعام‪.]81 :‬‬
‫وردت م�ن الوق�وف الالزم�ة يف طبعة األزه�ر الرشي�ف‪ ،‬ووقف اكف يف‬
‫املصحف طبعة دار الغد‪ ،‬ومصحف اململكة العربية الس�عودية املنسوخة‬
‫ع�ن الطبع�ات املرصية‪ ،‬بينما ه�و من الوقوف اجلائ�زة يف املصحف طبعة‬
‫الش�مريل‪ ،‬وطبعة باكس�تان ط‪ .‬بيكيجزمليدد الهور‪ ،‬وطبع�ة العراق اليت‬
‫ترشفت بطبعه وزارة األوقاف والشئون ادلينية‪.‬‬
‫‪4 .4‬الوق�ف ىلع لف�ظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ «اللفظ�ة األوىل» يف ق�ول اهلل تع�اىل‪:‬‬
‫﴿‬
‫﴾ [األنعام‪.]124 :‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث ورد كونه وقفا مطلقا يف طبعة العراق‪ ،‬بينما هو من الوقوف الالزمة‬
‫يف بقية الطبعات‪.‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪5 .5‬الوقف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [انلحل‪.]41 :‬‬
‫‪1637‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪6 .6‬الوق�ف ىلع لكمة ﴿‬

‫﴾ [العنكبوت‪.]41 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪7 .7‬الوقف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [العنكبوت‪.]64 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪8 .8‬الوقف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [الزمر‪.]26 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪9 .9‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [ادلخان‪.]7 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1010‬الوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [القلم‪.]33 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1111‬الوق�ف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ [نوح‪.]4 :‬‬
‫وردت ه�ذه الوقوف الزمة يف بع�ض الطبعات‪ ،‬ويف الطبعات األخرى رمز‬
‫ً‬
‫عليه�ا بالرمز« صىل» ديلال ىلع أن الوصل أوىل‪ ،‬ويف بعض الطبعات رمز عليها‬
‫ً‬
‫بالرمز «ج» ديلال ىلع أن الوقف عليها جائز‪.‬‬
‫(((‬
‫وي�رى بع�ض ابلاحثين أن الوقف ىلع ه�ذه اللكمات وق�ف اكف؛ ألن‬
‫اجلمل�ة الرشطية بعد اللكمات الس�ابقة متعلقة من جهة املعىن‪.‬إال أنه أكىف يف‬
‫موضع انلحل وموضيع العنكبوت‪ ،‬وموضع الزمر والقلم‪.‬‬

‫((( عبد الكريم صالح‪ ،‬الوقف واالبتداء ص‪.117‬‬


‫‪1638‬‬
‫(((‬
‫‪ .3‬ما انفردت بلزومه بعض املصاحف ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما انفردت بلزومه طبعة العراق وباكستان والسعودية‪:‬‬
‫انفردت املصاحف طبعة العراق وباكستان والسعودية بوضع عالمة الوقف‬
‫ً(((‬
‫الالزم «م» ىلع س�تني موضعا يف الق�رآن الكريم بعد املتفق عليه واملختلف‬
‫فيه بني طبعات املصاحف‪.‬‬
‫(((‬
‫غري أن بعض ابلاحثني املعارصين قد الحظ بعد ابلحث وانلظر أن هذه‬
‫(((‬ ‫(((‬ ‫ً‬
‫الوقوف ليس�ت لكه�ا وقوفا الزمة‪ ،‬بل منها ما ه�و الزم ‪ ،‬ومنها ما هو تام ‪،‬‬

‫((( الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪ .118‬وقد راعينا إحصاء هذه اآليات بذكر أرقامها فقط‬
‫يف اهلامش بعد أن أحصينا املتفق عليه بني املصاحف يف املنت حىت ال يطول ابلحث‪.‬‬
‫((( الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.118‬‬
‫((( الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.118‬‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 145‬من سورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة‬ ‫((( فالوقف الالزم كما ييل‪ :‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 81‬من سورةاألنعام‪،‬‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 19‬من سورة األنعام‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 19‬من س�ورة اتلوبة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫ولكم�ة ﴿‬
‫﴾ يف‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 14‬من س�ورة ادلخان‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫‪ 6‬من س�ورة اغفر‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 7‬من سورة احلرش‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾‬ ‫اآلية رقم ‪ 12‬من سورة الطور‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫يف اآلية رقم ‪ 5‬من سورة انلازاعت‪.‬‬
‫((( وق�د ورد يف ه�ذه املصاحف بع�ض الوقوف ىلع أنها وقوف الزمة‪ ،‬إال أنه�ا يف حقيقتها تامة‪.‬‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 275‬من سورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫ويه كما ييل‪ :‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ «يف اآلية رقم ‪ 105‬من س�ورة اإلرساء‪،‬‬ ‫يف اآلي�ة رق�م ‪ 73‬من س�ورة األعراف‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 52‬من سورة‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 87‬من سورة مريم‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫ولكمة» ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪12‬‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 9‬من س�ورة انلازاعت‪ ،‬ولكم�ة ﴿‬ ‫ي�س‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫من سورة انلازاعت‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 5‬من سورة ابلدل‪.‬‬
‫‪1639‬‬
‫(((‬ ‫(((‬
‫ومنها ما هو اكف ‪ ،‬ومنها ما هو حسن ‪.‬‬

‫((( وق�د ورد يف ه�ذه املصاحف بعض الوقوف ىلع أنها وق�وف الزمة‪ ،‬إال أنها يف حقيقتها اكفية‪،‬‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 8‬من سورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫ويه كما ييل‪ :‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫يف اآلية رقم ‪ 170‬من س�ورة آل عمران‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 187‬من س�ورة األعراف‪،‬‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 9‬من سورة‬ ‫ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 86‬من سورة مريم‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 88‬من سورة الزخرف‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫املؤمنون‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 51‬من سورة القلم‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾‬ ‫رقم ‪ 1‬من س�ورة املنافقون‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫يف اآلية رقم ‪ 12‬من سورة عبس‪.‬‬
‫((( وأما ورد يف هذه املصاحف من أنه وقف الزم‪ ،‬إال أنه يف حقيقته وقف حس�ن أو جائز‪ ،‬فهو‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 246‬من سورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫كما ييل‪ :‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 27‬من س�ورة املائدة‪ ،‬ولكمة‬ ‫يف اآلية رقم ‪ 258‬من س�ورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 45‬من س�ورة‬ ‫﴾ يف اآلي�ة رق�م ‪ 110‬من س�ورة املائ�دة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 163‬من س�ورة األع�راف‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية‬ ‫األع�راف‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫رقم ‪67‬من س�ورة اتلوبة‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 71‬من س�ورة اتلوبة‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 51‬من س�ورة احلجر‪ ،‬ولكمة‬ ‫اآلي�ة رق�م ‪ 71‬من س�ورة يونس‪ ،‬ولكم�ة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 79‬من س�ورة احلجر‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 16‬من س�ورة‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 9‬من‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 39‬من سورة مريم‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫مريم‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪19‬‬ ‫س�ورة طه‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 39‬من س�ورة طه‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 69‬من سورة الشعراء‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫من س�ورة املؤمنون‪ ، ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 83‬من س�ورة الصافات‪ ،‬ولكمة‬ ‫يف اآلية رقم ‪13‬من س�ورة يس‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 21‬من سورة ص‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 41‬من سورة ص‪ ،‬ولكمة‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 62‬من س�ورة اغفر‪،‬‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 3‬من س�ورة الزمر‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 24‬من‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 15‬من س�ورة ادلخان‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف‬ ‫س�ورة اذلاري�ات‪ ،‬ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 47‬من س�ورة القم�ر‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 11‬من سورة اتلحريم‪ ،‬ولكمة‬ ‫اآلية رقم ‪ 43‬من سورة الرمحن‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 48‬من س�ورة‬ ‫﴾ يف اآلي�ة رق�م ‪ 19‬من س�ورة امللك‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫﴿‬
‫القل�م‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 15‬من س�ورة انل�ازاعت‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪12‬‬
‫من سورة الغاشية‪ .‬راجع‪ :‬الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.132 - 118‬‬
‫‪1640‬‬

‫ويالحظ بالنس�بة ملصح�ف املدينة املن�ورة‪ ،‬طبعة جممع املل�ك فهد‪ ،‬اعم‬
‫ً‬ ‫‪ 1423‬ـهومابعدها‪َّ ،‬‬
‫تم إلغاءعالمة الوقف الالزم (م) لكيا‪.‬‬
‫‪ .2‬ما انفردت بلزومه طبعة األزهر الرشيف‪:‬‬
‫انف�ردت طبع�ة مصحف األزهر الرشي�ف بوضع عالم�ة «م» لدلاللة ىلع‬
‫ً(((‬
‫الوقف الالزم ىلع مخسة وثالثني موضعا بعد املتفق عليه واملختلف فيه بني‬
‫طبعات املصاحف‪.‬‬

‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 102‬من سورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫((( ويه كما ييل‪ :‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫يف اآلية رقم ‪ 103‬من س�ورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 116‬من س�ورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 217‬من س�ورة‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 184‬من س�ورة ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 280‬من سورة ابلقرة‪ ،‬وىلع لفظ ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪29‬‬ ‫ابلقرة‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 118‬من سورة آل عمران‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫من سورة آل عمران‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾‬ ‫يف اآلية رقم ‪11‬من سورة النساء‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 5‬من سورة املائدة‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 184‬من س�ورة األعراف‪،‬‬ ‫يف اآلي�ة رق�م ‪ 64‬من س�ورة املائدة‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 15‬من س�ورة اتلوبة‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 41‬من س�ورة‬ ‫ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪68‬‬ ‫اتلوب�ة‪ ،‬ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلي�ة رقم ‪ 81‬من س�ورة اتلوبة‪ ،‬ولكم�ة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 119‬من سورة هود‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫من س�ورة يونس‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫رقم ‪ 18‬من س�ورة الرعد‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 36‬من س�ورة إبراهيم‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف‬
‫اآلية رقم ‪ 66‬من سورة انلحل‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 35‬من سورة مريم‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾‬
‫يف اآلي�ة رق�م ‪ 26‬من س�ورة األنبي�اء‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلي�ة رقم ‪ 84‬من س�ورة املؤمنون‪،‬‬
‫ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلي�ة رقم ‪ 88‬من س�ورة املؤمنون‪ ،‬ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 114‬من‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 24‬من س�ورة الشعراء‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫س�ورة املؤمنون‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫يف اآلية رقم ‪ 28‬من س�ورة الش�عراء‪ ،‬ولكمة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 113‬من سورة الشعراء‪ ،‬ولكمة‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 68‬من سورة‬ ‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 64‬من سورة القصص‪ ،‬ولكمة ﴿‬ ‫﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 16‬من س�ورة العنكب�وت‪ ،‬ولفظ اجلاللة ﴿ ﴾ يف‬ ‫القص�ص‪ ،‬ولكمة ﴿‬
‫﴾ يف اآلية رقم ‪ 3‬من س�ورة احلرش‪ ،‬ولكمة‬ ‫اآلي�ة رق�م ‪ 37‬من س�ورة األحزاب‪ ،‬ولكم�ة ﴿‬
‫﴿ ﴾ يف اآلي�ة رق�م ‪ 11‬من س�ورة الصف‪ ،‬ولكم�ة ﴿ ﴾ يف اآلية رقم ‪ 9‬من س�ورة اجلمعة‪.‬‬
‫راجع‪ :‬الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪.139 - 132‬‬
‫‪1641‬‬

‫واجلدير باذلكر أن اللجنة اليت قامت ىلع تصحيح هذا املصحف الرشيف‬
‫قد اخترصت عالمات الوقف فيه من ست عالمات ويه «م‪ ،‬ال‪ ،‬ج‪ ،‬صىل‪ ،‬قىل‪،‬‬
‫‪ ». :. :‬إىل «م‪ ،‬ج‪ ،‬ال»‪ ،‬ولق�د اكن ادلاف�ع هل�ذا االختص�ار هو اتليسير ىلع اعمة‬
‫القراء واالحرتاز من إجياد لكمة غريبة عن القرآن الكريم بني سطور املصحف‬
‫ً(((‬
‫الرشيف ما أمكن ذللك سبيال ‪.‬‬
‫(((‬
‫ب‪ .‬الوقف املمنوع ‪:‬‬
‫ً‬
‫الوق�ف املمنوع هو الوقف ىلع كالم لم يتم يف ذاته ولم يؤد معىن صحيحا‬
‫ً‬
‫لشدة تعلقه بما بعده لفظا ومعىن‪ ،‬وهو وقف منيه عنه‪.‬‬
‫وامل�راد باملن�ع هنا املن�ع االصطاليح‪ ،‬ولي�س معىن ذلك أنه ح�رام‪ ،‬ما لم‬
‫(((‬
‫يقصده الوقف أو يعتقده ‪ ،‬فإذا اعتقده وقصد اتلحريف فهو مؤاخذ بقصده‪،‬‬
‫(((‬
‫والوقف والوصل ال ينفعانه‪ ،‬كما ال يرضانه إن اكن يف نية تالوة ‪.‬‬
‫وعالمته‪ :‬ال‪.‬‬
‫ً(((‬
‫وقد جاءت يف حنو ‪ 60‬موضعا ‪.‬فيمتنع الوقف ىلع‪:‬‬
‫﴾يفقولاهللتعاىل‪﴿:‬‬ ‫‪ .1‬لكمة﴿‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]25 :‬‬

‫الوقف واالبتداء‪ ،‬املرجع السابق ص‪ 132‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(((‬


‫اللكمة الىت يه موضع الوقف املمنوع ملونة باللون األخرض وموضوع حتتها خط‪.‬‬ ‫(((‬
‫وقوف القرآن وأثرها يف اتلفسري ص‪.328‬‬ ‫(((‬
‫الوقف واالبتداء‪ ،‬الغزال ج‪ ،1‬ص‪.192‬‬ ‫(((‬
‫حسب املصحف املرصي‪ ،‬ومصحف احلرم امليك‪ ،‬واملصحف السوري‪.‬‬ ‫(((‬
‫‪1642‬‬

‫﴾ يف قول اهلل تعاىل ﴿‬ ‫‪ .2‬لكمة ﴿‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]120 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل ﴿‬ ‫‪ .3‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]145.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .4‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]159 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .5‬لكمة ﴿‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]174 :‬‬
‫‪ .6‬لكمة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]262 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .7‬لكمة ﴿‬

‫﴾ [املائدة‪.]3 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .8‬لكمة ﴿‬

‫﴾ [املائدة‪.]4 :‬‬
‫‪1643‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .9‬لكم�ة ﴿‬


‫﴾ [املائدة‪.]9 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .10‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [املائدة‪.]53 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .11‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [املائدة‪.]103 :‬‬
‫‪ .12‬لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬

‫﴾ [املائدة‪.]106 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .13‬لكمة ﴿‬
‫﴾ [األنعام‪.]51 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .14‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [األنعام‪.]56 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .15‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [األعراف‪.]157 :‬‬
‫‪1644‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .16‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [األعراف‪.]163 :‬‬
‫‪ .17‬لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [األعراف‪.]164 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .18‬لكمة ﴿‬
‫﴾ [األنفال‪.]31 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .19‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [األنفال‪.]42 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .20‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [األنفال‪.]50 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .21‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [األنفال‪.]52 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .22‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [األنفال‪.]54 :‬‬
‫‪ .23‬لف�ظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [اتلوبة‪.]2 :‬‬
‫‪1645‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .24‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [اتلوبة‪.]3 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .25‬لكمة ﴿‬
‫﴾‬
‫[اتلوبة‪.]12 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .26‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [اتلوبة‪.]25 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .27‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [اتلوبة‪.]79 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .28‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [يونس‪.]13 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .29‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [يونس‪.]15 :‬‬
‫﴾ األوىل يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .30‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [يونس‪.]22 :‬‬
‫‪1646‬‬

‫﴾‬ ‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .31‬لكم�ة ﴿‬


‫[احلجر‪.]60 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .32‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [انلحل‪.]24 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .33‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [انلحل‪.]25 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .34‬لكمة ﴿‬
‫﴾ [انلحل‪.]32 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .35‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [انلحل‪.]38 :‬‬
‫﴾‬ ‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .36‬لكمة ﴿‬
‫[انلحل‪.] 57 :‬‬
‫‪ .37‬لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [انلحل‪.]64 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .38‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [انلحل‪.]76 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .39‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾‬
‫[انلحل‪.]78 :‬‬
‫‪1647‬‬

‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .40‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [انلحل‪.]80 :‬‬
‫﴾ اثلانية يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .41‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [انلحل‪.]101 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .42‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾‬
‫[اإلرساء‪.]69 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .43‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [اإلرساء‪.]82 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .44‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [املؤمنون‪.]27 :‬‬
‫‪ .45‬لفظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [انلور‪.]6 :‬‬
‫‪ .46‬لف�ظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [انلور‪.]8 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .47‬لكمة ﴿‬
‫﴾ [الفرقان‪.]7 :‬‬
‫‪ .48‬لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [الزمر‪.]33 :‬‬
‫‪1648‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .49‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [اغفر‪.]56 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .50‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [حممد‪.]2 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .51‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [حممد‪.]20 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .52‬لكمة ﴿‬
‫﴾ [حممد‪.]25 :‬‬
‫‪ .53‬لف�ظ اجلاللة ﴿ ﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [احلديد‪.]8 :‬‬
‫‪ .54‬لف�ظ اجلاللة ﴿ ﴾ األول يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬
‫[احلديد‪.]29 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .55‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾‬
‫[املمتحنة‪.]12 :‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪ .56‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [القلم‪.]39 :‬‬
‫‪1649‬‬

‫﴾ ولفظ اجلالل�ة ﴿ ﴾ اللفظة اثلانية يف قول اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫‪ .58 ،57‬لكم�ة ﴿‬


‫﴿‬

‫﴾ [املزمل‪.]20 :‬‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫﴾ ولكمة ﴿‬ ‫‪ .60 ،59‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [املدثر‪.]31 :‬‬

‫ج‪ .‬مالحظات ىلع املصاحف املطبوعة يف خصوص عالمات الوقف‪:‬‬


‫‪1 .1‬لكم�ة ﴿ ﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫﴾‬
‫[ابلقرة ‪ .]262‬لم توضع عليها أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪2 .2‬زاد يف املصح�ف املصري‪ :‬لكمة ﴿‬

‫﴾ [املائ�دة‪ .]13 :‬بينما ل�م توضع عليها‬


‫أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف امليك‪.‬‬
‫‪1650‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪3 .3‬لكم�ة ﴿‬


‫﴾‬
‫‪ .]54‬يه من الوقف اجلائز يف املصحف السوري‪.‬‬ ‫[األنفال‪:‬‬

‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫‪4 .4‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [اتلوبة‪ .]25 :‬لم توضع عليها أي عالمة من عالمات‬


‫الوقف يف املصحف السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪5 .5‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾ [حمم�د‪ .]20 :‬ل�م توضع عليها أي عالمة من‬


‫عالمات الوقف يف املصحف السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل ﴿‬ ‫‪6 .6‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [حمم�د‪ .]25 :‬لم توض�ع عليها‬
‫أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪7 .7‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾‬
‫[املمتحنة‪ ]12 :‬لم توضع عليها أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫﴾ ولكمة ﴿‬ ‫‪8 .8‬لكم�ة ﴿‬
‫‪1651‬‬

‫﴾‬
‫[املزم�ل‪ .]20 :‬لم توضع عليهم�ا أي عالمة من عالمات الوقف يف املصحف‬
‫السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫﴾ ولكم�ة ﴿‬ ‫‪9 .9‬لكم�ة ﴿‬

‫﴾‬
‫[املدث�ر‪ .]31 :‬لم توضع عليهما أي عالم�ة من عالمات الوقف يف املصحف‬
‫السوري‪.‬‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫‪1010‬لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [القل�م‪ .]39 :‬لم توضع عليه�ا أي عالمة من عالمات الوقف يف‬
‫املصحف امليك‪ .‬بينما يه من الوقف املمنوع يف املصحف املرصي‪.‬‬

‫د‪ .‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف طبعة ‪1413‬ـه‪:.‬‬
‫‪1 .1‬اختلاف عالم�ات الوق�ف ىلع الرغ�م م�ن تش�ابه اللكم�ات يف الس�ور‬
‫املختلفة‪:‬‬
‫فهناك آيات أو أجزاء من آيات تكررت يف أكرث من سورة‪ ،‬اختلفت فيها‬
‫﴾ [األعراف‪ ]65 :‬عالمة‬ ‫عالمات الوقف‪ ،‬مثل قوهل تعاىل ﴿‬
‫«قىل» ويف سورة [هود‪ ]50 :‬عالمة «ج»‬
‫‪1652‬‬

‫﴾‪ .‬سورة األعراف عالمة «قىل»‪،‬‬ ‫ومثل قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬


‫ويف سورة هود عالمة «ج»‬
‫﴾ يف [ه�ود‪ ]37 :‬عالمة «ج» ويف‬ ‫ومث�ل قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫سورة [املؤمنون‪ ]27 :‬عالمة «صىل»‪.‬‬
‫‪2 .2‬االقتص�ار ىلع وج�ه واحد من وجهين متاكفئني بمعنيني غير متضادين‪،‬‬
‫﴾ [آل عمران‪،]7 :‬‬ ‫وإلغ�اء الوجه اآلخ�ر يف قوهل تع�اىل‪﴿ :‬‬
‫حيث رسم عليها «قىل»‪.‬‬
‫﴾ [األنعام‪ ،]36 :‬حيث‬ ‫‪3 .3‬ق�وهل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ً‬
‫﴾ بدال من عالمة‬ ‫وضع�ت عالمة الوقف اللازم «م» عند لكمة ﴿‬
‫﴾ فيمكن للقارئ تلاوة اآلية‬ ‫الوق�ف املمن�وع «ال» عند لكم�ة ﴿‬
‫اكملة بنفس واحد‪.‬‬
‫‪4 .4‬وأما بالنس�بة لعالمات الوقف فإن الطبعات اليت اكنت بعد اعم «‪1423‬ـه»‬
‫يالحظ فيها‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬إلغاء عالمة الوقف الالزم (م) لكيا‪.‬‬
‫ب‪ .‬كما يالحظ ىلع هذه الطبعة ومابعدها‪ ،‬إلغاء عالمة انليه عن الوقف‬
‫ً‬
‫«ال» لكيا‪.‬‬
‫‪1653‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫مقرتح تلطوير شلك عالمات الوقف‬
‫إذا اكن ابلح�ث ق�د رج�ح أن عالمات الوق�وف القرآنية يه م�ن األمور‬
‫االجتهادي�ة‪ ،‬األمر اذلى جعل العلماء املختصني بهذا األمر يطورونه حس�بما‬
‫ي�ؤدي إيل�ه اجتهاده�م‪ ،‬ومن ذلك أن ه�ذه العالمات ختتلف م�ن طبعات إىل‬
‫أخ�رى‪ ،‬بل وبين الطبعات املختلف�ة للمصحف الواحد‪ ،‬فنرى اختصارها يف‬
‫بعض املصاحف‪ ،‬أو حذفها من بعض املواضع يف ابلعض اآلخر‪.‬‬
‫وإذا اكن األمر كذلك‪ :‬فإننا نود أن ننتيه من حبثنا هذا إىل تطوير يف شلك‬
‫عالمات الوقوف القرآنية بما خيدم كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬وجيمع بني الفرقاء يف هذا‬
‫اخلصوص‪ ،‬وهو اهلدف الرئيس من هذا ابلحث‪.‬‬
‫ونقط�ة ابلداي�ة يف ه�ذا األمر‪ :‬تب�دو يف أن م�ن ال يواف�ق ىلع وجود هذه‬
‫العالم�ات ينطل�ق من أنها لم تك�ن يف الطبع�ة األوىل للمصحف «املصحف‬
‫العثماين» اذلى تم مجعه يف العصور األوىل لإلسالم‪ ،‬ويف وجود عالمات الوقوف‬
‫بهذا الشلك يف طبعات املصاحف احلديثة املختلفة ما يعد إضافة إىل كتاب اهلل‬
‫مما ليس منه‪ ،‬وهذا أمر ال يملكه حىت الرسول ﷺ‪ ،‬بله األشخاص اآلخرين‪.‬‬
‫وينطل�ق م�ن يؤيد وج�ود هذه العالمات م�ن أنها تس�اعد ىلع فهم أعظم‬
‫لكتاب اهلل تعاىل‪ ،‬واملؤمن مأمور باتلدبر عند قراءة هذا الكتاب‪،‬كما أنها تعني‬
‫ً‬
‫ىلع فهمه بشلك أكرب مما لو اكن املصحف خايلا منها‪ ،‬بل إن خلو املصحف من‬
‫عالمات الوقوف قد يؤدي إىل اخللط واللبس عند القارئ‪ ،‬فال بأس بإضافتها‪،‬‬
‫حىت يتيرس للقارئ والسامع ىلع حد سواء‪.‬‬
‫‪1654‬‬

‫وحنن ننطلق يف مقرتحنا هذا من نقطة جتمع بني الفرقاء يف هذه املسألة‪ ،‬ويه‪:‬‬
‫أن�ه يمك�ن اإلبق�اء ىلع عالم�ات الوق�وف باملواض�ع املعروف�ة فيها يف‬
‫ً‬
‫املصاح�ف املطبوع�ة‪ ،‬أو تعديل بلعض املواضع‪ ،‬إضاف�ة أو حذفا‪ ،‬وهذا حيتاج‬
‫إىل جهود كثري من العلماء يف ختصصات خمتلفة‪ ،‬مثل علم اتلجويد والقراءات‬
‫واللغة العربية واتلفسري وعلم املعاين‪ ،‬وغريها من العلوم ذات الصلة‪.‬‬
‫ف�إذا ما توحدت اجلهود‪ ،‬وحددت مواضع عالمات الوقف يف القرآن‪ ،‬فإننا‬
‫ً‬
‫حنب�ذ بدال م�ن أن يرمز هلا بأح�رف صغرية فوق اللكم�ات املعنية‪ ،‬يمكن أن‬
‫يرمز هلا بما ييل‪:‬‬
‫‪1 .1‬بدوائ�ر ملونة عن�د اللكمة املعني�ة‪ ،‬وادلوائر امللونة ليس�ت لكمات‪ ،‬حىت‬
‫يمكن القول بأن ذلك ينطوي ىلع إضافة إىل كتاب اهلل لم ترد ىلع لس�ان‬
‫(((‬
‫الوىح أو الرسول ﷺ ‪.‬‬
‫كم�ا أن�ه ي�ؤدي يف نف�س الوق�ت إىل حس�ن اتللاوة واتلدب�ر لكت�اب‬
‫اهلل عز وجل‪.‬‬
‫وتلك�ن ادلائرة بالل�ون األمحر عن�د الوقوف الالزم�ة‪ ،‬وباللون األخرض‬
‫عن�د الوق�وف املمنوعة‪ ،‬أم�ا الوقوف اليت يس�توي فيها الطرف�ان «الوقف‬
‫وعدم�ه»‪ ،‬فإنن�ا نرى عدم االتلفات إىل هذه الوق�وف من األصل؛ إذ مادام‬

‫((( ورد أن الصحاب�ة رضوان اهلل عليهم اكنوا يس�تخدمون األل�وان املختلفة يف كتابة املصحف‬
‫الرشي�ف‪ .‬ق�ال يف املحك�م‪« :‬واذلي يس�تعمله نق�اط أهل املدين�ة يف قديم ادله�ر وحديثه‬
‫م�ن األل�وان يف نقط مصاحفهم احلم�رة والصفرة ال غري‪ ،‬فأما احلمرة فللحراكت والس�كون‬
‫والتشديد واتلخفيف‪ ،‬وأما الصفرة فللهمزات خاصة‪ .‬املحكم يف نقط املصاحف ص‪.19‬‬
‫‪1655‬‬

‫األمر يس�توي فيه الوق�ف وعدم الوقف‪ ،‬فال دايع من األس�اس إىل وضع‬
‫عالمات للوقوف عند هذه اللكمات‪ ،‬فالرأي دلينا يتجه إىل االقتصار فقط‬
‫ىلع الوقوف الالزمة والوقوف املمنوعة‪.‬‬
‫وإذا م�ا أري�د وضع عالم�ات ىلع الوقوف اجلائ�زة باملخالفة هل�ذا الرأي‪،‬‬
‫فلتكن ادلائرة عندها منقسمة إىل نصفني‪ ،‬نصفها األول من أىلع باألمحر‬
‫وانلصف اثلاين من أسفل باألخرض أو العكس‪.‬‬
‫وتلك�ن هذه ادلوائر امللونة ىلع نفس الس�طر بع�د اللكمة اليت يراد وضع‬
‫عالمة الوقف عندها؛ إذ إن وضع عالمات الوقوف ىلع اللكمات من وجهة‬
‫ً‬
‫نظري ىلع األقل يؤدي إىل االنرصاف إيلها ولو جزئيا ملعرفة ماكن الوقف‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وما إذا اكن ممنواع أو الزما أو غريه‪ ،‬وهو ما ينعكس بالس�لب ىلع حس�ن‬
‫تدب�ر الق�رآن وفهمه‪ .‬وياحبذا لو اكنت هذه ادلوائر كبرية حىت يمكنها إن‬
‫ً‬
‫صح اتلعبري أن تصدم العني بدال من أن تبحث عنها العني وتنش�غل بها‪،‬‬
‫وبم�رور الزمن وبعد اتلعود ىلع هذا الشكل اجلدي�د يف عالمات الوقوف‬
‫ً‬
‫سيبدو األمر سهال مما عليه احلال يف املصاحف اآلن‪.‬‬
‫‪2 .2‬إذا اعرتض ىلع ذلك‪ ،‬فإنه يمكن يف نهاية املطاف االستعاضة عن لك هذا‬
‫بتلوين اللكمة اليت يراد الوقف عليها نفسها‪ ،‬وبنفس األلوان السابقة‪.‬‬
‫ً‬
‫وم�ع هذافإن�ه يمكن االعرتاض أيض�ا ىلع هذا املقرتح بأن�ه غري جدير‬
‫بانلظر ملا يأيت‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬أن هذه األلوان يف هذه ادلوائر أو اللكمات ملبس�ة بما وضعه علماء‬
‫الضبط من أن انلقط باحلمرة للحراكت والس�كون والتشديد واتلخفيف‪،‬‬
‫‪1656‬‬

‫والصف�رة للهم�زات‪ ،‬ووض�ع بع�ض علماء الع�راق نقط اخلضرة للقراءة‬


‫الشاذة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬ما تسببه هذه األلوان من رصف القارئ عن اتلفكر واتلدبر ملا يقرأ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاثل��ا‪ :‬م�ا يعرتي ه�ذه األل�وان م�ن تداخل وطم�س بس�بب الرطوبة‬
‫واملؤثرات احلرارية‪.‬‬
‫غري أنه يمكن الرد ىلع لك هذا بأن‪:‬‬
‫ً‬
‫‪1 .1‬أن هذه العالمات حمددة بهذه األلوان لن تكون أش�د رصفا للقارئ‬
‫عن تدبر وفهم القرآن الكريم من احلراكت والسكنات ىلع كرثتها يف‬
‫القرآن الكريم وقلة مواضع الوقف بالنسبة إيلها‪.‬‬
‫‪2 .2‬أن ه�ذه العالمات س�تكون يف ماكن جبانب اللكمة التى يراد الوقف‬
‫عليها‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل حد بعيد إىل عدم رصف انلظر إيلها‪.‬‬
‫‪3 .3‬أن ه�ذا االعتراض قد خت�ف وطأته يف ظل ما ه�و مقرتح من حذف‬
‫عالم�ات الوقف اجلائ�ز من القرآن الكريم‪ ،‬وهو م�ا يؤدي إىل تقليل‬
‫(((‬
‫مواض�ع الوقف يف الق�رآن بدرجة كبيرة ‪ ،‬وينعكس باإلجياب ىلع‬
‫تدب�ر القرآن وحس�ن فهمه‪ ،‬إذ ي�ؤدي هذا إىل حفظ ه�ذه املواضع يف‬
‫اذلاكرة ولو بعد حني‪.‬‬
‫‪4 .4‬جي�ب إجياد وس�يلة معينة بطريق ما‪ ،‬ت�ؤدي إىل تثبيت ه�ذه األلوان‪،‬‬
‫وعدم تأثرها بفعل احلرارة أو الرطوبة‪ ،‬أو ما إىل ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫((( مواض�ع الوقف الالزم املتفق عليها بين املصاحف‪ ،‬تصل نلحو عرشين موضعا‪ ،‬أما مواضع‬
‫ً‬
‫الوقف املمنوع فتصل إىل ستني موضعا‪.‬‬
‫‪1657‬‬

‫وهذه نماذج هلذه العالمات كما هو مقرتح‪:‬‬


‫أ‪ .‬نموذج لدلوائر امللونة بعد اللكمة‪:‬‬
‫﴾ يف قول‬ ‫الوق�ف الالزم «دوائر مح�راء»‪ ،‬وذلك اكلوقف ىلع لكمة‪﴿ :‬‬
‫اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]212 :‬‬
‫﴾ يف قول‬ ‫الوق�ف املمنوع «دوائر خرضاء» وذل�ك اكلوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]120 :‬‬
‫﴾ يف قوهل تعاىل‪:‬‬ ‫الوقف اجلائز‪ :‬الوقف اجلائز‪ :‬حنو الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ [الكهف‪.]13 :‬‬ ‫﴿‬
‫وحنن من جانبنا حنبذ إلغاء عالمات الوقف اجلائز من مجيع املصاحف‪.‬‬
‫الوقف اجلائز لكن الوصل أوىل «دائرة خرضاء جبانبها أخرى محراء» حنو‪ :‬الوقف‬
‫﴾ [طه‪.]46 :‬‬ ‫﴾ يف قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫ىلع لكمة ﴿‬
‫الوص�ل اجلائ�ز لكن الوق�ف أوىل «دائرة مح�راء جبانبها أخ�رى خرضاء»‬
‫﴾ يف قوهل تعاىل ﴿‬ ‫حنوالوق�ف ىلع لكم�ة ﴿‬
‫﴾ [الرعد‪.]11 :‬‬

‫ب نموذج لللكمات امللونة دون دوائر‪:‬‬


‫الوق�ف اللازم «تلوي�ن اللكم�ة باللون األمح�ر» وذلك اكلوق�ف ىلع لكمة‬
‫﴾ يف قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]212 :‬‬
‫‪1658‬‬

‫الوق�ف املمن�وع‪ :‬تلوين اللكم�ة باللون األخرض‪ .‬وذل�ك اكلوقف ىلع لكمة‬
‫﴾ يف ق�ول اهلل تع�اىل‪﴿ :‬‬ ‫﴿‬

‫﴾ [ابلقرة‪.]120.‬‬
‫﴾ يف قوهل‬ ‫الوق�ف اجلائز لكن الوصل أوىل‪ ،‬حن�و‪ :‬الوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾ [طه‪.]46 :‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫﴾ يف قوهل‬ ‫الوصل اجلائز لكن الوقف أوىل‪ .‬حنوالوقف ىلع لكمة ﴿‬
‫﴾‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬‬
‫[الرعد‪.]11 :‬‬
‫تعان�ق الوق�ف‪ ،‬وهو عبارة عن (نقطتني تتوس�طهما نقطة أعالهما) إذا‬ ‫‬
‫وق�ف ىلع أح�د املوضعني اليص�ح الوقف ىلع اآلخر؛ غري أن�ه ال جيمع بينهما‪.‬‬
‫ومواضعه قليلة يف القرآن‪.‬‬
‫ويمكن وضع دائرة بيضاء منقس�مة عند منتصفها بفاصل بني اللكمتني‪.‬‬
‫حن�و الوق�ف ىلع لكمة ﴿ ﴾ أو لكم�ة ﴿ ﴾ يف قوهل تعاىل ﴿‬
‫﴾ [ابلقرة‪.]2 :‬‬
‫‪1659‬‬

‫اخلاتمة‬
‫أم�ا وق�د بل�غ ابلح�ث اغيت�ه‪ ،‬فقد ح�ان الوق�ت للكش�ف ع�ن نتاجئه‬
‫األساسية‪:‬‬
‫ً‬
‫ظه�ر جليا من خالل ابلح�ث الفائدة الكربى لوج�ود عالمات الوقف يف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫علم اتلجويد‪ ،‬فالوقف يف‬
‫الق�رآن الكريم‪ ،‬فمعرفة الوقوف حتتل ماكنا بارزا يف ِ‬
‫موضعه يس�اعد ىلع فهم اآلية‪ ،‬وأما الوقف يف غري حمله فربما يغري معىن اآلية‬
‫أو يشوه مجال اتلالوة‪.‬‬
‫وق�د حظي عل�م الوق�ف باهتمام بال�غ من الصحاب�ة واتلابعين وعلماء‬
‫املسلمني‪.‬‬
‫وقد عرض ابلحث للخالف اذلي دار بني العلماء حول وجوب بقاء الرسم‬
‫العثماين يف كتابة املصاحف‪.‬‬
‫ويف ه�ذا اخلص�وص يذه�ب اجلمهور إىل وج�وب إبقاء الرس�م العثماين يف‬
‫املصاحف‪ ،‬بينما يذهب ابلعض إىل إماكنية العدول عن الرسم العثماين‪ ،‬وجتاوز‬
‫هذا الرسم إىل غريه‪ ،‬وهذا خيتلف باختالف ابليئات واألزمان‪ ،‬بدايع اتليسري‬
‫ورفع احلرج ومرااعة للمصالح العامة‪.‬‬
‫وإذا اكن�ت املصاحف األوىل قد خلت من عالم�ات الوقف‪ ،‬حيث اكنت‬
‫املصاحف مرسومة بالرسم العثماين‪ ،‬فإن اخلالف يف عالمات الوقف قائم حول‪:‬‬
‫ه�ل يه توقيفية جيب اتباعها؟ أم أنها اجتهادي�ة يمكن خمالفتها واتلطوير يف‬
‫شلكها بما يتالءم مع لك عرص؟‬
‫‪1660‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واحل�ق أن ابلح�ث ق�د رج�ح موقفا وس�طا بين اآلراء املتعارض�ة يف هذا‬
‫اخلص�وص‪ ،‬فيمكن كتاب�ة املصح�ف اآلن لعامة انل�اس ىلع االصطالحات‬
‫املعروفة الش�ائعة عندهم‪ ،‬ولكن جيب يف الوقت نفس�ه املحافظة ىلع الرس�م‬
‫العثماين كأثر من اآلثار انلفيسة املوروثة عن سلفنا الصالح‪ ،‬فال يهمل مرااعته‬
‫جلهل اجلاهلني‪ ،‬بل يبىق يف أيدي العارفني اذلي ال ختلو منهم األرض‪.‬‬
‫ويف ه�ذا اخلص�وص ذهب ابلح�ث إىل إماكنية وضع عالم�ات للوقف يف‬
‫املصاح�ف‪ ،‬وبوج�ه جيم�ع الفرقاء يف ه�ذا األمر‪ .‬وق�د اقرتح ابلح�ث تلوين‬
‫ً‬
‫اللكم�ات الىت تعد موضعا للوقف‪ ،‬أو وضع دوائر ملونة عقب اللكمة اليت يراد‬
‫الوق�ف عليها‪ ،‬وذلك بألوان خمتلفة‪ ،‬ختتلف حس�ب ن�وع الوقف‪ ،‬وقد عرض‬
‫ابلحث نلماذج هلذه الوقوف يف حينه‪.‬‬
‫ً‬
‫واهلل تعاىل نس�أل أن جيعل هذا العمل خالص�ا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن ينفع به‬
‫اإلسالم واملسلمني‪.‬‬
‫‪1661‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫‪1 .1‬اإلتقان يف علوم القرآن‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل ادلين السيويط‪،‬‬
‫حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب ‪ 1394‬ـه‪1974 -‬م‪.‬‬
‫‪2 .2‬اإلحاكم يف أصول األحاكم‪ :‬البن حزم‪ ،‬دار احلديث بالقاهرة‪.‬‬
‫‪3 .3‬أحاكم قراءة القرآن‪ :‬للش�يخ حممود خليل احلرصي‪ ،‬سلس�لة دراس�ات يف‬
‫اإلسالم‪ ،‬ط‪ .‬املجلس األیلع للشؤون اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪.114‬‬
‫‪4 .4‬االنتصارللقرآن‪ :‬حممد بن الطيب بن حممد بن جعفر بن القاس�م‪ ،‬القايض‬
‫أب�و بك�ر ابلاقالين املالكي‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حمم�د عصام القض�اة‪ ،‬دار الفتح‪،‬‬
‫َ‬
‫ع َّمان‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بريوت ‪ 1422‬ـه‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪5 .5‬إيض��اح الوقف واالبتداء يف كت��اب اهلل‪ :‬البن األنب�ارى‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حميي‬
‫ادلين عبد الرمحن رمضان‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬دمشق ‪ 1390‬ـه‪1971 -‬م‪.‬‬
‫‪6 .6‬الربه��ان يف عل��وم الق��رآن‪ :‬أب�و عب�د اهلل بدر ادلي�ن حممد ب�ن عبد اهلل‬
‫ب�ن به�ادر الزركيش‪ ،‬حتقيق‪ :‬حمم�د أبو الفض�ل إبراهي�م‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية عيىس ابلايب احلليب ورشاكئه ‪ 1376‬ـه‪1957 -‬م‪.‬‬
‫‪7 .7‬تاج العروس‪ :‬للزبيدي‪ ،‬نرشمكتبة دار احلياة‪.‬‬
‫‪8 .8‬تاريخ القرآن الكريم‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬دار الكتاب املرصي‪ ،‬دار الكتاب‬
‫اللبناين ‪ 1411‬ـه‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪9 .9‬تاري��خ القرآن الكريم‪ :‬حممد طاهر بن عبد القادر الكردي امليك الش�افيع‬
‫اخلط�اط‪ ،‬ص‪ ،182‬ملزتم الطب�ع والنرش‪ :‬مصطىف حممد يغمور بمكة‪ ،‬طبع‬
‫للمرة األوىل بمطبعة الفتح جبدة‪ ،‬احلجاز اعم ‪ 1365‬ـه‪1946 -‬م‪.‬‬
‫‪1662‬‬

‫‪1010‬اتلمهي��د يف عل��م اتلجويد‪ :‬البن اجل�زري‪ ،‬حتقيق‪ :‬اغنم قدوري‪ ،‬مؤسس�ة‬


‫الرسالة‪.‬‬
‫‪1111‬خطوط املصاحف‪ :‬حممد بن سعيد الرشييف‪ ،‬ويه عبارة عن رسالة دكتوراه‬
‫بعنوان‪« :‬خطوط املصاحف عند املش�ارقة واملغارب�ة من القرن الرابع إىل‬
‫القرن العارش اهلج�ري»‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬الرشكة الوطنية للنرش واتلوزيع‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪1212‬رس��م املصحف العثماين وأوهام املس��ترشقني يف ق��راءات القرآن الكريم‪:‬‬
‫ادلكتور‪ :‬عبد الفتاح إسماعيل شليب‪ ،‬مكتبة وهبة‪.‬‬
‫‪1313‬رشح طيبة النرش يف القراءات‪ :‬ش�مس ادلين أبو اخلري ابن اجلزري‪ ،‬حممد‬
‫ابن حممد بن يوس�ف‪ ،‬ضبطه وعلق عليه‪ :‬الش�يخ أن�س مهرة‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت ‪ 1420‬ـه‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪1414‬عل��ل الوق��وف‪ :‬لإلمام حمم�د بن طيف�ور الس�جاوندي‪ ،‬دراس�ة وحتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد بن عبد اهلل بن حممد العيدي‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ 1427‬ـه‪2006 -‬م‪.‬‬
‫‪1515‬القول املفيد‪ :‬للشيخ حممد ميك نرص‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬الهور‪.‬‬
‫‪1616‬الاكم��ل يف الق��راءات واألربعني الزائدة عليها‪ :‬يوس�ف ب�ن يلع بن جبارة‬
‫ُ َ‬
‫الهذيل اليش�كري املغريب‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫ابن حممد بن عقيل بن س�واده أبو القاس�م‬
‫حتقيق‪ :‬مجال بن الس�يد بن رفايع الش�ايب‪ ،‬مؤسسة س�ما للتوزيع والنرش‬
‫‪ 1428‬ـه‪2007 -‬م‪.‬‬
‫‪1717‬لس��ان العرب‪ :‬البن منظور‪ ،‬حتقيق‪ :‬األس�تاذ عبداهلل يلع الكبري وآخرين‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪1663‬‬

‫‪1818‬لطائ��ف اإلش��ارات لفنون الق��راءات‪ :‬لإلمام ش�هاب ادلين القس�طالين‪،‬‬


‫حتقيق وتعليق‪ :‬الش�يخ اعمر الس�يد عثمان‪ ،‬ودكتور عبد الصبور ش�اهني‪.‬‬
‫طب�ع املجلس األىلع للش�ئون اإلسلامية‪ ،‬جلنة إحياء الرتاث اإلسلايم‪.‬‬
‫القاهرة‪ 1392 .‬ـه‪1972 -‬م‪.‬‬
‫‪1919‬جملة ابلحوث اإلس�لامية‪ :‬جملة دورية تصدر عن الرئاس�ة العامة إلدارات‬
‫ابلح�وث العلمية واإلفتاء وادلعوة واإلرش�اد‪ ،‬اململكة العربية الس�عودية‪،‬‬
‫اإلصدار‪ :‬من ربيع اثلاين إىل مجادى اثلانية لسنة ‪1402‬ـه‪.‬‬
‫‪2020‬جملة معهد املخطوطات املغربية‪ :‬سنة ‪1969‬م‪.‬‬
‫‪2121‬جملة منار اإلسالم‪ 1400 :‬ـه‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪2222‬املحكم يف نقط املصحف‪ :‬أبو عمرو عثمان بن سعيد ادلاين‪ ،‬ط‪ ،2‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عزة حسن‪ ،‬دار الفكر ‪ 1407‬ـه‪1986 -‬م‪.‬‬
‫‪2323‬خمترص اتلبيني هلجاء اتلزنيل‪ :‬أبو داود‪ ،‬س�ليمان بن جناح بن أيب القاس�م‬
‫األم�وي بالوالء‪ ،‬األندليس‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف ‪-‬‬
‫املدينة املنورة‪ 1423 ،‬ـه‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪2424‬املستدرك ىلع الصحيحني‪ :‬أبو عبد اهلل احلاكم حممد بن عبد اهلل بن حممد‬
‫ُ‬
‫ابن محدويه بن نعيم بن احلكم الضيب الطهماين انليسابوري املعروف بابن‬
‫ابليع‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطىف عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪2525‬املس��ند الصحي��ح املخت�صر بنقل العدل ع��ن العدل إىل رس��ول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫مس�لم بن احلجاج أبو احلس�ن القشريي انليس�ابوري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد‬
‫عبدابلايق‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪1664‬‬

‫‪2626‬مصحف احلرم امليك‪ :‬ط ‪ 1419‬ـه‪1998 -‬م‪ ،‬إصدار‪ :‬دار الفجر اإلساليم‪.‬‬
‫‪2727‬املصحف السوري‪ :‬إصدار دار املعرفة‪ ،‬ط ‪1431‬ـه‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫‪2828‬املصح��ف املرصي‪ :‬طبع حت�ت إرشاف جممع ابلحوث اإلسلامية باألزهر‬
‫الرشيف‪ ،‬ترصيح تداول رقم ‪ 4‬صادر يف ‪2006/1/24‬م‪.‬‬
‫‪2929‬معالم االهتداء يف الوقف واالبتداء‪ :‬للشيخ حممود خليل احلرصي‪ ،‬سلسلة‬
‫دراسات يف اإلسالم‪ ،‬ط‪ .‬املجلس األیلع للشؤون اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪3030‬مقدم��ة ابن خدلون‪ :‬عبد الرمح�ن بن حممد بن خلدون‪ ،‬ابلاب اخلامس‪،‬‬
‫الفصل اثلالثون‪ ،‬حتقيق‪ :‬يلع عبد الواحد وايف‪ ،‬مكتبة األرسة ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪3131‬املقنع يف رسم مصاحف األمصار‪ :‬عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو‬
‫ادلاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد الصادق قمحاوي‪ ،‬مكتبة اللكيات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪3232‬املقن��ع يف معرفة مرس��وم مصاحف أه��ل األمصار‪ :‬عثمان بن س�عيد بن‬
‫عثمان بن عمر أبو عمرو ادلاين‪ ،‬ط‪ ،1‬دراسة وحتقيق‪ :‬نورة بنت حسن بن‬
‫الفهد احلميد‪ ،‬دار اتلدمرية ‪ 1431‬ـه‪2010 -‬م‪.‬‬
‫‪3333‬املكت�فى يف الوقف واالبتدا‪ :‬عثمان بن س�عيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو‬
‫ادلاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حميي ادلين عبد الرمحن رمضان‪ ،‬بدار عمار ‪ 1422‬ـه‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪3434‬من��ار اهلدى يف بيان الوق��ف واالبتدا‪ :‬أمحد بن عب�د الكريم بن حممد بن‬
‫عبد الكريم األش�موين املرصي الش�افيع‪ ،‬حتقيق‪ :‬عب�د الرحيم الطرهوين‪،‬‬
‫دار احلديث‪ ،‬القاهرة ‪2008‬م‪.‬‬
‫الز ْرقاين‪ ،‬مطبعة عيىس‬
‫‪3535‬مناهل العرفان يف علوم القرآن‪ :‬حممد عبد العظيم ُّ‬

‫ابلايب احلليب ورشاكه‪.‬‬


‫‪1665‬‬

‫‪3636‬منظومة املقدمة «اجلزرية»‪ :‬ش�مس ادلين أب�و اخلري بن اجلزري‪ ،‬حممد بن‬
‫حممد بن يوسف‪ ،‬دار املغين للنرش واتلوزيع ‪ 1422‬ـه‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪3737‬منظومة املقدمة «اجلزرية»‪ :‬ش�مس ادلين أب�و اخلري بن اجلزري‪ ،‬حممد بن‬
‫حممد بن يوسف‪ ،‬دار املغين للنرش واتلوزيع ‪ 1422‬ـه‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪3838‬الن�شر يف القراءات العرش‪ :‬ش�مس ادلين أبو اخلري بن اجل�زري‪ ،‬حممد بن‬
‫حممد بن يوسف‪ ،‬حتقيق‪ :‬يلع حممد الضباع‪ ،‬املطبعة اتلجارية الكربى‪.‬‬
‫‪3939‬الوق��ف واالبت��داء وصلتهم��ا باملعىن يف الق��رآن الكريم‪ :‬د‪ .‬عب�د الكريم‬
‫إبراهيم عوض صالح‪ ،‬دار السالم ‪ 1427‬ـه‪2006 -‬م‪.‬‬
‫‪4040‬الوق��ف واالبتداء‪ :‬أبو احلس�ن يلع ب�ن أمحد الغزال‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬عبد الكريم‬
‫العثمان‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪4141‬وقوف القرآن وأثرها يف اتلفس�ير‪ :‬مساعد بن سليمان بن نارص الطيار‪ ،‬جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف ‪1431‬ـه‪ ،‬الطبعةاألوىل ‪ 1411‬ـه‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪1666‬‬

‫فهرس املوضواعت‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬

‫ملخص ابلحث ‪1605 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬


‫‪1607‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫مقدمة‬

‫خطة ابلحث ‪1609 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬


‫اتلمهيد‪ :‬الرسم العثماين واخلالف حول كتابته ‪1610 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬وجوب بقاء كتابة املصاحف بالرسم العثماين ‪1610 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬إماكنية العدول عن الرسم العثماين ‪1611 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1614‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مفهوم الوقف وأقسامه وعالماته‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الوقف ‪1614 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أقسام الوقف ‪1616 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ً‬
‫ثاثلا‪ :‬عالمات الوقف يف املصحف ‪1618 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫املبحث اثلاين‪ :‬مدى االلزتام بوقوف املصاحف ‪1621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫تمهيد‪ :‬خلو املصاحف األوىل من عالمات الوقف ‪1621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الوقف القرآين توقييف ‪1621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ً‬
‫‪1624‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الوقف القرآين اجتهادي‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫ً‬
‫ثاثلا‪ :‬الرتجيح ‪1626 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1629‬‬ ‫املبحث اثلالث‪ :‬وقوف املصاحف‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫ً‬
‫‪1629‬‬ ‫ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫أوال‪ :‬الوقف يف مصاحف املشارقة واملغاربة‬

‫‪1629‬‬ ‫ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪ .1‬الوقف يف مصاحف املشارقة‬


‫‪1667‬‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪1630‬‬ ‫ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪ .2‬الوقف يف مصاحف املغاربة‬
‫ً‬
‫‪1631‬‬ ‫ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الوقوف الالزمة واملمنوعة بني املصاحف املختلفة‬

‫أ‪ .‬الوقوف الالزمة ‪1632 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬


‫‪ .1‬الوقوف الالزمة املتفق عليها بني املصاحف ‪1632 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ .2‬الوقوف الالزمة املختلف عليها بني املصاحف ‪1635 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ .3‬ما انفردت بلزومه بعض املصاحف ‪1638 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ .1‬ما انفردت بلزومه طبعة العراق وباكستان والسعودية ‪1638 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ .2‬ما انفردت بلزومه طبعة األزهر الرشيف ‪1640 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1641‬‬ ‫ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ب‪ .‬الوقف املمنوع‬

‫ج‪ .‬مالحظات ىلع املصاحف املطبوعة يف خصوص عالمات الوقف ‪1649 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1651‬‬ ‫ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫د‪ .‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬طبعة ‪1413‬ـه‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬مقرتح تلطوير شلك عالمات الوقف ‪1653 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬


‫نماذج هلذه العالمات ‪1657 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫أ‪ .‬نموذج لدلوائر امللونة بعد اللكمة ‪1657 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ب‪ .‬نموذج لللكمات امللونة دون دوائر ‪1657 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫اخلاتمة ‪1659 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1661‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫فهرس املوضواعت ‪1666 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

You might also like