You are on page 1of 69

1

‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫شمس العطاء‬
‫نبذة من حياة عالمة العرص عطاء حممد ابلنديالوي ‪‬‬

‫بقلم‬
‫عدنان لياقت راجه‬

‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫الطبعة اإللكرتونية األوىل‬

‫‪١٤٤١‬ه ‪٠٢٠٢ -‬م‬

‫‪3‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪4‬‬ ‫شمس العطاء‬
‫بسم اَهل الرمحن الرحيم‬

‫قال العماد األصفهاين‪":‬إين رأيت أنه ال يكتب إنسان كتابا‬


‫يف يومه إال قال يف غده لو غري هذا لاكن أحسن ولو زيد كذا‬
‫لاكن يستحسن ولو قدم هذا لاكن أفضل ولو ترك هذا لاكن‬
‫أمجل وهذا من أعظم العرب وهو ديلل ىلع استيالء انلقص ىلع‬
‫‪1‬‬
‫مجلة البرش‪".‬‬

‫نقال من ثبت شيخنا وجمزينا السيد حممد بن قاسم الوشيل احلسين‬


‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
6
‫‪‬‬
‫احلمد هلل اذلي جعل العلماء مصابيح االهتداء ‪ ،‬وقدوة‬
‫احلنفاء ‪ ،‬وزين بهم األرض كما زين بانلجوم السماء ‪،‬‬
‫والصالة والسالم ىلع من خصهم بقوهل العطر العلماء ورثة‬
‫األنبياء ‪ ،‬وىلع آهل وأصحابه أهل الرشف والعالء أما بعد‬

‫إن اهلل جل ثناءه امنت ىلع األمة املحمدية بالفضائل واملفاخر‬


‫‪ ،‬واصطفاها ورفع قدرها باخلصائص واملآثر ‪ ،‬اليت يه ليست‬
‫لغريها ‪ ،‬تلكون أفضل األمم وأرشفها ‪ ،‬فمن هذه اخلصائص‬
‫أنه تعاىل جعل كرامة هذه األمة وعزتها وازدهارها بعلمائها ‪،‬‬
‫فهم اذلين وضع اهلل يف أيديهم زمام املبادرة ‪ ،‬وجعلهم لألمة‬
‫قادة وسادة ‪ ،‬وعينهم لعلوم انليب ‪ ‬ورثة ‪ ،‬ودلينه خزنة ‪،‬‬
‫وآلثاره نقلة ‪ ،‬وألنواره محلة ‪ ،‬وملا اكنت األمة جسدا واحدا‬
‫أهل العلم قلبه كما أن اجلسد يفسد بفساد القلب ويصلح‬
‫بصالحه ‪ ،‬فكذلك األمة تفسد بفساد العلماء وتصلح‬
‫بصالحهم ‪ ،‬فهم لألمة بملزلة القلب للجسد‪ :‬هو مصدر حياة‬
‫اجلسم وينبوع هداية اجلوارح ؛ إذا يستقيم يستقمن وأهل‬
‫العلم مصادر حياة األمة الروحية وينابيع هدايتها فإذا‬
‫استقاموا استقامت‪ .‬وكما أن انلجوم إنما تظهر هداية‬
‫للسالكني بعد غروب الشمس قد أظهر اهلل تعاىل العلماء‬
‫الربانيني جنوما بعد شمس انلبوة هلداية انلاس‪ .‬وملا اكن‬

‫‪7‬‬
‫لعلماء ادليار اهلندية وال سيما باكستان دور مرشق متجل‬
‫يف خدمة اإلسالم بأقالمهم وسيوفهم ومدادهم ودمائهم‪ ،‬ويه‬
‫أرض أجنبت األعالم من العلماء واجلهابذة لنرش العلم‬
‫الرشيف فهم جنوم المعة تألألت يف أفق العالم لرأيت من‬
‫واجيب أن أرفع القلم تلعريف قمر من أقمار اهلدى بدا فوق‬
‫أرض باكستان يف القرن الرابع عرش اهلجري وسما ‪ ،‬وامتد‬
‫ضوءه وعال ‪ ،‬وانترش نوره رشقا وغربا وشعا ‪ :‬أستاذ العلماء‬
‫الشيخ عطاء حممد ابلنديالوي ؛ شكرا ملا قدمه من فضل‬
‫وكرم للمسلمني اعمة ولطالب العلم الرشيف خاصة ‪ -‬علما‬
‫بأن ال تتسع هذه الوريقات لإلشادة جبالتله وقدره وغزير‬
‫عطاءه كما هو حقها‪ .‬هذا وقد صار العلماء املنتمون ملدرسة‬
‫ابلنديال ‪ -‬دار العلوم املظهرية اإلمدادية‪ - 2‬حمل إعجاب‬
‫اكتب هذه السطور ىلع وجه خاص منذ اللحظة األوىل اليت‬
‫سمعت فيها عن أخبارهم ‪ ،‬ثم تعلمت من أعالمهم ‪ ،‬جاثيا‬
‫عند أقدامهم ‪ ،‬متمتعا باملعارف اجلارية من أفواههم ‪ ،‬ويه‬
‫املدرسة اجلليلة اليت خترج منها اآلالف من العلماء‬
‫الراسخني اجلامعني بني العلوم العقلية وانلقلية والروحية ‪،‬‬
‫وأشهرهم وىلع رأسهم شيخ أساتذتنا أستاذ العلماء عطاء‬

‫نسبة إىل الشيخ امداد اهلل املهااجر املاش شايخ شايخ املاساس العالماة ياار حمماد‬
‫‪2‬‬

‫ابلنديالوي رمحهما اهلل تعاىل‬

‫‪8‬‬
‫حممد اذلي ربطتين به عالقة الشغف واالحرتام والسلسلة‬
‫العلمية والروحية‪.‬‬

‫واآلن نقدم جلميع املسلمني بعض أحوال هذا اجلبل الشامخ‬


‫اذلي نذر حياته لنرش العلم وخدمته حىت الرمق األخري من‬
‫عمره وعم نفعه يف أرجاء باكستان حبيث ال جند بها مركزا‬
‫علميا إال وتلمح آثار جمهوداته يف سمائها وال جامعة إسالمية‬
‫إال ويدرس فيها تالميذه أو تالميذ تالميذه وهذا مما أسفر‬
‫عن أن أقر أقرانه بأنه معلم أجيال مبارشة وغري مبارشة‬
‫فلقبه العلماء من الطرف اجلنويب بلاكستان إىل احلافة‬
‫الشمايلة لكشمري بشيخ اللك وأستاذ العلماء‪ .‬ال أعتقد مهما‬
‫أحتدث عن اإلمام عطاء حممد أن أوفيه حقه يف اتلعريف به‬
‫لكن يرىج من لك قارئ من طالب العلم الرشيف أن‬
‫يتعلم ويزتود من تذكرة الشيخ ما يشجعه ويعينه ىلع مواصلة‬
‫أيامه الطالبية اكدحا وجاهدا حىت يكون جديرا باالنتساب‬
‫إىل صف انلاجحني‪ .‬واهلل نسأل للتوفيق وهو سميع لراجيه‬
‫قريب ملن يناجيه‪.‬‬

‫‪ -‬عدنان لياقت راجه الباكستاين احلنفي‬

‫*‬

‫‪9‬‬
‫اسمه‬
‫هو الشيخ األشهر ‪ ،‬والعالمة األكرب ‪ ،‬أستاذ العلماء العاملني‬
‫‪ ،‬وملك املدرسني ‪ ،‬شيخ اإلسالم واملسلمني ‪ ،‬إمام العلوم‬
‫العقلية ‪ ،‬بادليار اهلندية وابلاكستانية ‪ ،‬عطاء حممد بن اهلل‬
‫خْ‬
‫َبش‪ 3‬بن غالم حممد بن حممد ِجراغ ‪ ،‬امللقب باألستاذ‬
‫خْخ خ‬ ‫خ خ‬
‫ابلنديخال ِوي‪ ،‬سليل السلسلة‬ ‫الكبري ‪ ،‬احلنيف ‪ ،‬الك ْول خر ِوي ‪،‬‬
‫الفكرية اخلريآبادية اليت تبدأ باإلمام املجاهد الشهيد فضل‬
‫حق بن فضل إمام اخلريآبادي ثم العالمة هداية اهلل‬
‫اجلونفوري ثم العالمة يار حممد ابلنديالوي‪ ،‬رمحهم اهلل تعاىل‬
‫وتغمدهم برمحته وغفرانه وأسكنهم فسيح جناته‪.‬‬

‫معناه‪ :‬عطاء اهلل‬


‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫مودله ونشأته‬
‫ْ خ‬
‫ودل فضيلته سنة ‪٤٣٣١‬ه املوافق ‪٤١٤١‬م يف قرية بخده خرار ‪ -‬من‬
‫أعمال ابلنجاب ابلاكستانية ‪ -‬يف بيت عرف بالصالح‬
‫واتلقوى حيث توىل وادله الصالح راعيته وتأديبه ورباه يف جو‬
‫رويح وبيئة إسالمية واجتهد يف غرس حب ادلين والعلم‬
‫خ‬
‫املرتجم منذ نعومة‬ ‫واحرتام العلماء واألويلاء يف جنان فضيلة‬
‫أظفاره‪ .‬واكن لشيخنا شقيق ذو علم وافر العالمة يل وهو يف‬
‫عداد أبرز تالميذ حمدث ادليار اهلندية الشيخ رسدار أمحد‬
‫القادري الرضوي رمحه اهلل تعاىل‪ .‬أما أبوه فرجل صالح‬
‫موصوف باخلري وادليانة اكن حيرص ىلع صحبة أهل العلم‬
‫واتلقوى ويعتين بإحضار ودله عند العلماء والصاحلني رجاء‬
‫أن حتصل هل بركة صحبتهم فجعل ابنه يرافقه ويالزمه يف‬
‫زياراته لكبار أهل العلم‪ .‬اكن الشيخ عطاء حممد يذكر تلك‬
‫الزيارات املباركة ويقول أنها من أسباب الفتوح يف علمه‬
‫وتفوقه وأن ما رشفه اهلل تعاىل من وكرثة الطالب والقبول‬
‫بني انلاس نتيجة قيامه ىلع خدمة أستاذه الشيخ يار حممد‬
‫ابلنديالوي (ت‪٤٣١١ .‬ه) طوال مرضه وثمرة داعء الشيخ‬
‫العارف ضياء ادلين السيالوي هل أثناء زيارته هل مع وادله‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫صفاته اخللقية‬

‫فيا عجبا مين أحاول وصفه‬

‫وقد فنيت فيه القراطيس والصحف‬

‫اكن جممع الشمائل ‪ ،‬ومنبع الفضائل‪ ،‬قانعا برزقه ‪ ،‬صبورا ىلع‬


‫مر ابلاليا‪ ،‬كريما اغية الكرم ‪ ،‬منقطعا للتدريس‪ ،‬جمتهدا يف‬
‫اتلعلم ‪ ،‬جادا يف مسائل اتلعليم‪ .‬ووصفه تلميذه األجل‬
‫أستاذنا الشيخ املعمر غالم حممد اتلونسوي فقال‪" :‬لم يكن‬
‫خ‬
‫واعظا لكن اهلل تعاىل زينه بلسان خصنع وجعله بليغا بعيدا‬
‫لك ابلعد عن الغلو راغبا عن اتلعصب والرياء واللزااعت‪".‬‬
‫واكن مثاال يف اتلواضع مأل قلوب من حوهل حبا وأدبا‬
‫بتواضعه وأخالقه العذبة فقال تلميذه الشيخ أبو الرضا غالم‬
‫حممد ابلنديالوي‪" :‬اكن أستاذنا املكرم متواضعا يف بلاسه‬
‫غري معنت بمظهره ويف هيئته ومأكله ومسكنه وأثاث بيته‬
‫ولك شأن من شاون حياته‪ ".‬واكن صاحب فراسة ‪ ،‬يتمتع‬
‫بشخصية ربانية ‪ ،‬مهيبا حارض ابلديهة ‪ ،‬يتعامل مع طلبة‬
‫العلم تعامل أب شفيق مع أوالده ‪ ،‬حمبا صادقا للصادق‬
‫األمني ‪ ‬وأهل ابليت الطيبني ‪ ،‬ناصحا خملصا للمسلمني ‪،‬‬
‫حىت وافاه ايلقني ‪ ،‬من رب العاملني‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مرحلة اتلعلم‬
‫إن فضيلته محل عصا الرتحال يبحث عن جهابذة العلماء‬
‫يلتلىق العلم عنهم فقرأ مجيع الكتب ادلراسية وفق املنهج‬
‫ادلرايس يف شبه القارة املعروف بادلرس انلظايم ىلع مجع من‬
‫األعالم يف خمتلف أحناء باكستان ‪ ،‬ودرس العلوم انلقلية‬
‫والفنون العقلية لعرشة أعوام حىت أحاط منها بعلم وافر‬
‫وقدر ىلع غوامضها‪ .‬أما شيوخ موالنا عطاء حممد اذلين تلىق‬
‫عنهم فاكنوا جبال املعارف وروضات اتلقوى ‪ ،‬خرية علماء‬
‫عرصهم ‪ ،‬محلة لواء العلم يف زمنهم ‪ ،‬وممن برعوا يف خمتلف‬
‫العلوم اكلفقه واحلديث واألصول والالكم وغريها من‬
‫االختصاصات ‪ ،‬وقرنوا إىل ذلك سريا طيبة وأخالقا محيدة‬
‫وهم بالرتتيب الزمين‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .1‬الشيخ إليه خبش‬

‫يف طفوتله أسلمه أبوه إىل الشيخ إليه َبش حلفظ القرآن‬
‫الكريم فجد واجتهد حىت أكمل حفظ كتاب اهلل تعاىل يف‬
‫مدة قرابة ثالث سنوات وأثناء ذلك اكن يتلىق ىلع القايض‬
‫حممد بشري بعض كتب األدب الفاريس ككريما‪ .‬واكن ذلك‬
‫ْ‬
‫بمدرسة تقع بمدينة خسن خوال (من أعمال جكوال ‪ -‬بنجاب)‬
‫أنشأها الشيخ القايض عبد الرحيم الوسنالوي ‪ -‬وهو من أبرز‬
‫تالميذ وخلفاء املتلكم انلحرير والويل الكبري العارف الشهري‬
‫ْ‬
‫ِمهر يل شاه احلسين ريض اهلل عنه اذلي قاد احلرب ضد‬
‫الفرقة القاديانية ابلاطلة واكن طودا أشم أمام فتنة زعيمها‪.‬‬

‫‪ .2‬فقيههه العرصهه الشههيخ يههاد حممههد اجلشهه‬


‫ابلنديالوي‪( 4‬ت ‪ ١٦١١‬ه‪ ١٤٤١/‬م)‬

‫العالمة يار حممد بن سلطان حممد بن الويل الصالح شاه نواز ابلنديالوي الشهري‬
‫‪4‬‬

‫بفقيه العرص ودل سنة ‪٤٣٣١‬ه‪٤٨٨١/‬م بمدينة بنديال‪ .‬حفظ القرآن الكريم يف مدرسة‬
‫بمدينة ميانوايل قبل أن درس الرصف وانلحو ىلع الشيخ حممد أمري ادلاماين صاحب‬
‫قانوجنه أمريية وهو كتاب مفيد يف الرصف لم يزل العمل يف اتلعليم جاريا عليه يف‬
‫املدارس‪ .‬وقرأ األلفية ال بن مالك ىلع الشيخ ثناء اهلل اجلهليم ثم اتلحق باجلامعة‬
‫انلعمانية و تتلمذ ىلع العالمة غالم حممد احلافظ آبادي وبعد ذلك طلب العلم ىلع‬
‫الشيخ هداية اهلل الرامفوري اجلونفوري والزمه لسبع سنوات مالزمة تامة حىت قرأ‬
‫عليه مجيع كتب اتلخصص منها رشح اإلشارات واألفق املبني وخترج مشموال‬
‫براعيته الكريمة من املدرسة احلنفية جبونفور‪ .‬قد بايع ىلع يد الشيخ العارف باهلل‬
‫حممد حسني اإلهل آبادي (ت ‪٤٣١١‬ه‪ ٤١٣١/‬م) يف الطريقة اجلشتية اإلمدادية وحصلت‬
‫‪14‬‬
‫يف سنة ‪٤٣١١‬ه املوافق ‪٤١٣٣‬م توجه سماحته ‪ -‬وهو يف ريعاان‬
‫عمره ‪ -‬منساقا بتعطشه للعلام واملعرفاة إىل مركاز العلام يف‬
‫القارة اهلندياة دار العلاوم املظهرياة اإلمدادياة وانضام إىل‬
‫دروس فقيااه عرصااه العالمااة الفهامااة اإلمااام يااار حممااد‬
‫ابلنديالوي رمحه اهلل تعااىل واناتظم باملدرساة منيخاا ببااب‬
‫أستاذه لسبع سنوات دارسا لكتاب الرصاف وانلحاو والفقاه‬
‫وبعااض كتااب األصااول مثاال املنتخااب يف أصااول املااذهب‬
‫للحسايم‪ ،‬وكذلك القواعد املنطقية للقطب الارازي‪ .‬وبينماا‬
‫هو منهمك يف هذه انلعمة العظيماة أصايب أساتاذه بمارض‬
‫فأليغ ادلروس لستة أشهر ومن ثم اعد الطاالب إىل أوطاانهم‬
‫وذويهم ولكن لم ختطر فكرة ترك األساتاذ ىلع باال فضايلة‬
‫املرجتم هل ‪ ،‬بل بيق مع أستاذه واستمر جبانبه وفيا بعهد الاوالء‬
‫مع األساتذة وقىض لك ملحة خلدمة شيخه بإخالص وصادق‪.‬‬
‫ا‬ ‫ثم يف نهاية املطاف أمره أستاذه بأن يسافر إىل الهاور وحي‬
‫بالشيخ مهر حممد ملواصلة ادلراسة علياه ‪ ،‬فارغم أن احلازن‬
‫غمر فااده لفراق عتبة أستاذه احلبيب قد لىب طلباه وامتثال‬
‫ألمره‪.‬‬

‫هل اإلجازة منه كما أجازه الشيخ هداية اهلل اجلونفوري والشيخ حممد احلافظ اآلبادي‬
‫والشيخ عبيد اهلل السندي وغريهم‪ .‬والشيخ حممد حسني من أجل خلفاء العارف‬
‫باهلل احلاج إمداد اهلل العمري املهاجر املش (ت ‪٤٣٤١‬ه)‪ .‬نور اهلل مرقديهما ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ .3‬العالمة مهر حممد بن عبد اَهل اجلش‬
‫الكولروي األجروي (‪ ١٦١٤‬ه‪ ١٤٩٤/‬م)‬

‫فشااد الرحااال إىل الهااور ساانة ‪٤٣١١‬ه املوافااق ‪٤١١٣‬م وناازل‬


‫باملدرسة الفتحية حسب أمر شيخه ياار حمماد ومكاث بهاا‬
‫قرابة سنتني بيق أثنائهما يراجع مدينة ابلنديال ويزور شيخه‬
‫إبان العطل قبل اذلهاب إىل وادليه‪ .‬وهناا تتلماذ ىلع الشايخ‬
‫مهر حممد بهمة ال تعرف الكسل وجد ال يعرف امللل ‪ ،‬اعكفا‬
‫ىلع طلب العلم حىت قرأ يف هذه املدة الوجزية‪ :‬الك من خمترص‬
‫املعاين واملطول الكهما للتفتازاين يف علام ابلالغاة ‪ ،‬ورشوح‬
‫سلم العلوم للمال حسن ‪ ،‬والقايض مبارك بن حممد اهلندي ‪،‬‬
‫واملال محد اهلل الساندييل يف املنطاق ‪ ،‬وحاشاية اخلياايل ىلع‬
‫رشح العقائد النسفية ‪ ،‬وقسم األماور العاماة مان حاشاية‬
‫اهلروي ىلع رشح املواقاف ‪ ،‬والفوائاد الضايائية يف انلحاو ‪،‬‬
‫ورشح الوقاية يف الفقه احلنيف ‪ ،‬ومن كتب احلاديث مشااكة‬
‫املصابيح والصحاح الستة دراية وتفقها‪ .‬وأثناء هاذه املرحلاة‬
‫قرأ بعض كتب املنطق والفلسفة ىلع الشيخ ويل اهلل‪.5‬‬

‫لم أظفر ىلع ترمجته‬


‫‪5‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .4‬العالمة حمب انليب بهن العالمهة دمحهد ادليهن‬
‫اجلش الكولروي (ت ‪ ١٦٤١‬ه‪ ١٤١١/‬م)‬

‫ثم اجته إىل املدرسة انلعمانياة يف الهاور وجثاا أماام الشايخ‬


‫املدقق حمب انليب رمحه اهلل تعاىل وأخذ عنه حاشية العالماة‬
‫اخليايل ىلع رشح العقائاد ‪ ،‬والشامس ابلازغاة يف الفلسافة‬
‫والشيخ حمب انليب اكن دمث األخالق مشهورا بساعة العلام‬
‫واألوصاف احلميدة معروفا بابلعد عن زخارف ادلنيا وزينتها‬
‫متواضعا اغية اتلواضع ‪ ،‬وبعدما انتقل إىل املأل األىلع ما يزال‬
‫أنموذجا يف اتلقوى وادليانة بني العام واخلاص ياذكر انلااس‬
‫حماسنه وماكرمه وقد أعجب الشيخ عطاء حمماد بشخصاية‬
‫هذا األستاذ وزهده وورعه ‪ ،‬فال شك أنه تارك بصامة خاادلة‬
‫عليه رمحهما اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ .5‬العالمههة مههالم حممههو بههن نودن هك اجلش ه‬


‫‪6‬‬
‫الكولروي ابلِبالنوي (‪ ١٦٢١‬ه‪ ١٤٤١ /‬م)‬

‫ُ خ ْ‬
‫هو حبر العلوم العالمة الكبري وأستاذ العلماء غالم حممود بن ن ْورنك اجلشيت‬
‫‪6‬‬

‫ْ خ‬
‫ابلبالنوي من موايلد ‪ ٤١٨١‬ه‪ ٤٨١١/‬م وقد أخذ العلوم انلقلية والعقلية‬‫الكولروي ِ‬
‫عن أئمة عرصه منهم الشيخ غالم أمحد احلافظ آبادي واملحدث اجلليل العالمة لطف‬
‫اهلل العليكري و عبد اهلل اغزي املش وغريهم من األعالم‪ .‬وخترج ىلع يده عدد كبري‬
‫من علماء القارة اهلندية منهم اإلمام عطا حممد ابلنديالوي والشيخ كرم شاه‬
‫ابلهريوي‪ .‬وهل تصانيف مفيدة من أشهرها حاشيته ىلع تكملة عبد الغفور املسماة‬
‫‪17‬‬
‫درس عليه رشح اجلغميين واتلرصيح يف اهليئة ‪ ،‬وبعض كتب‬
‫الرياضيات والشيخ غاالم حمماود يعاد مان مادقيق عرصاه‬
‫وحاشيته املسماة باتلحفة السليمانية تكيف شهادة ىلع هذه‬
‫املاكنة ومهارتاه اتلاماة يف العلاوم العربياة‪ .‬روح اهلل تعااىل‬
‫روحه‪ .‬ومن شعره قصيدة أثىن فيها ىلع شيخه العاارف بااهلل‬
‫السيد مهر يل الكولروي احلسين فقاال يف مقدماة الكتااب‬
‫املذكور‪:‬‬

‫ُ‬ ‫خ ْ ً خ خْ خ خُ خ‬ ‫ُ‬ ‫خ‬


‫هل ِمثااااال‬ ‫ك ِريما ِبيد ليس‬ ‫خرشيْ ٌف أ ْر خي ِ ٌّ‬
‫ِح ال يخاااااا خزال‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫خ ٌ خْ‬ ‫ُ‬ ‫خو خع ْق ٌل قخ ْد يخد ْي ُن خ ُ‬
‫اب لي خس يُد ِرك خها اخلخيخاال‬‫ِصع‬ ‫هل ُعاااال ْو ٌم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫خ خ ْ ُ خْ خ خ ُ ْ‬ ‫خ ْ خ خخ ْ ُ ُْ ٌ خْ خ ْ‬
‫اك ه خو املااااآل‬ ‫أرشت إِيله ذ‬ ‫خوقد سألت علوم أي خن ماأوى‬
‫ُ‬ ‫وقخ ْر ٌم ال يُ خضا ِهيْه ِّ‬ ‫ُ خ ْخ ُ خ خ خ‬
‫الر خجااااال‬ ‫ام خم ْوالنا ش ِفيْااااا ٌق‬‫هو الفه‬
‫ُ‬ ‫خ خ ْ خ ُخ ْ ُ خ خ‬ ‫ُ‬ ‫خ ِّ ْ خ خ ً‬
‫رثت ُعل ْو ُمك أ ْو ِر خمال‬‫فهل ك‬ ‫ف خصدقنا خمقاال يخا خصاااا ُد ْوق‬
‫ُ‬ ‫خخْ خُخ ْ خخ ُ خ‬ ‫ُ‬ ‫خ خ ْ خْ خ ْخ خ ي خ خخ‬
‫ار خك أ ْو ِجبخاال‬‫وهل ثقلت وق‬ ‫ايل أ ْو فال ُط ْون‬
‫وهل أنت الغز ِ‬
‫خ ْ ْ خْ خ خ خخ ُ‬ ‫ْخ خ ْ ُ‬
‫ك ْ‬ ‫خخ‬
‫ف ِإن ال خمد خح لي خس لك جمااال‬ ‫ت‬ ‫اال يخا خما ِد خح الطمطامِ فاس‬

‫باتلحفة السليمانية ويه مما أسفر عن أن يلقب بسيبويه عرصه‪ .‬أسعده اهلل تعاىل‬
‫جبواره سنة ‪ ٤٣٣١‬ه‪ ٤١١٨ /‬م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫دسانيده يف العلوم انلقلية‬
‫مع أن سماحته قد تلىق احلديث رواية ودراية عن عادة مان‬
‫العلماء املسندين أصاحاب األساانيد العاوايل ‪ ،‬واإلجاازات‬
‫الغوايل ‪ ،‬قد خصصت بعضهم باذلكر هنا روماا لالختصاار ‪،‬‬
‫ومن أراد اتلفصيل فلريجع إىل كتاب قارة عياون األقياال يف‬
‫تااذكرة فضااالء ابلنااديال للشاايخ أيب الرضااا غااالم حممااد‬
‫ابلنديالوي وثبت جممع ابلحرين يف أساانيد اإلماامني للعباد‬
‫الفقري‪ .‬نقلت جل األسانيد اتلايلة من إجازته اخلطياة ألحاد‬
‫تالميااذه‪ 7‬وماان ثباات تلميااذه الشاايخ عبااد احلكاايم رشف‬
‫القادري‪ .8‬فهو يروي عن‪:‬‬

‫‪ ‬العالمااة مهاار حممااد الالهااوري رئاايس املدرسااني‬


‫األسبق باجلامعاة الفتحياة باأجرة ‪ -‬مان مضاافات‬
‫الهور ‪ -‬عن مجع كبري منهم العارف باهلل السيد مهر‬
‫يل احلسااين الكااولروي عاان الشاايخ أمحااد يل‬
‫السهارنفوري عن املحدث حممد إسحاق ادلهلاوي‬
‫عن عبد العزيز ادلهلوي عن كوكب ادليار اهلندية ‪،‬‬
‫إمام املحدثني باهلند ‪ ،‬أمحد بن عبد الرحيم الشاهري‬
‫بويل اهلل ادلهلوي بأسانيده املعروفة‪.‬‬

‫سقط اسمه من نسخة اإلجازة املوجودة‬


‫‪7‬‬

‫اسمه اجلواهر الغايلة من األسانيد العايلة‬


‫‪8‬‬

‫‪19‬‬
‫خ‬
‫ابلبْالنوي‪ 9‬عن حممد عباد‬
‫‪ ‬وعن شيخه غالم حممود ِ‬
‫اهلل اغزي املش عن رمحة اهلل اهلنادي املاش واعيلاا‬
‫عن حممود احلسن الكهما عن عبد الغاين ادلهلاوي‬
‫عن املحدث حممد إسحاق ادلهلوي به‪.‬‬

‫‪ ‬وعن الشيخ عبد القادر اخلطياب بان عباد الارزاق‬


‫العااراي (ت‪٤٣٨١ .‬ه) عاان أمحااد باان الشاايخ عبااد‬
‫الوهاب اجلوادي املوصيل عن عبد احلاق بان حمماد‬
‫ااإلهل آبادي عن عبد الغين ادلهلوي به‪.‬‬

‫‪ ‬وعن العالمة ياار حمماد ابلناديالوي عان العالماة‬


‫هداية اهلل خان الرامفوري ثم اجلونفوري وعبيد اهلل‬
‫السااندي وحممااد حسااني اإلهل آبااادي األول عاان‬
‫العالمة فضل حاق اخلريآباادي عان عباد العزياز‬
‫ادلهلااوي والااين عاان حممااود احلساان ادليوبناادي‬
‫والالث عن أيب احلسنات حممد عبد الِح اللكنوي‬
‫الكهما عن عبد الغين ادلهلوي بأسانيده املساطورة‬
‫يف ايلانع اجلين وقد ذكر أشهرها فيما سلف‪.‬‬

‫سبق ترمجته يف حاشية رقم (‪)6‬‬


‫‪9‬‬

‫‪20‬‬
‫إسنا ه يف العلوم العقلية‬
‫يصل أغلب أسانيده احلديثية إىل مسند ادليار اهلندية الشااه‬
‫ويل اهلل أمحد بن عبد الرحيم ادلهلوي من طريق حمدث اهلند‬
‫الشيخ حممد إسحاق ادلهلوي رمحهما اهلل تعاىل‪ .‬أما سلسلة‬
‫أساتذته وإسناده املسلسل بادلراسة وادلراية اذلي ال يتخللها‬
‫جمرد إجازات الرواية فيصل إىل واضع مانهج ادلرس انلظاايم‬
‫اإلمام نظام ادلين السهالوي من طريق اإلمام املجاهاد فضال‬
‫احلق اخلريآبادي ثام إىل األئماة الكباار الفخار الارازي وأيب‬
‫حامد الغازايل واجلاويين و يناتيه إىل إماام أهال السانة أيب‬
‫احلسن األشعري‪ .‬وهذا أيضاا سانده يف املعقاول مان منطاق‬
‫ومناظرة وفلسفة ووضع وغريها وعلم األصلني وقاد محعتاه‬
‫وأسميته السلسلة اذلهبية للسادة اخلريآبادية ابلنديالوية‪:‬‬

‫إن شيخ اللك اإلمام عطاء حممد ابلنديالوي تتلمذ وقرأ‬


‫العلوم ىلع فقيه العرص العالمة يار حممد ابلنديالوي‪( 10‬ت‪.‬‬
‫‪٤٣١١‬ه) ‪ ،‬وهو تلميذ العالمة هداية اهلل خان الرامفوري ثم‬
‫اجلونفوري‪ ، 11‬وهو تلميذ العالمة فضل حق بن فضل إمام‬

‫سبق ترمجته يف حاشية رقم (‪.)4‬‬


‫‪10‬‬

‫هو اجلامع بني املنقول واملعقول العالمة هداية اهلل خان بن العالمة رفيع اهلل خان‬
‫‪11‬‬

‫الرامفوري ثم اجلونفوري‪ .‬أخذ العلوم الرشعية عن خاتم احلكماء فضل احلق‬


‫اخلريآبادي والشيخ غالم يل والشيخ جالل ادلين (ت ‪٤٣٤٣‬ه ‪٤٨١١/‬م) قال عنه‬
‫صاحب نزهة اخلواطر‪" :‬أحد العلماء املشهورين‪ .‬ودل ونشأ برامبور‪ .‬قرأ العلم ىلع‬
‫‪21‬‬
‫العمري اجلشيت احلنيف اخلريآبادي املجاهد الشهيد (ت‪.‬‬
‫‪٤١١٨‬ه) ‪ ،‬وهو تلميذ وادله العالمة فضل إمام اخلريآبادي (ت‪.‬‬
‫‪٤١١٣‬ه) ‪ ،‬وهو تلميذ العالمة عبد الواجد اخلريآبادي ‪ ،‬وهو‬
‫تلميذ العالمة حممد أعلم بن حممد شاكر احلنيف‬
‫ْ‬
‫السن ِديْلوي‪( 12‬ت‪٤٤١٨ .‬ه) ‪ ،‬وهو تلميذ حبر العلوم عبد العيل‬
‫ِ‬
‫السهالوي ‪ ،‬وهو تلميذ وادله أستاذ اللك اإلمام نظام ادلين بن‬

‫العالمة فضل حق بن فضل إمام اخلريآبادي والصحاح الستة ىلع السيد اعلم يل‬
‫احلسيين انلكينوي‪ .‬ثم و يل اتلدريس باملدرسة اإلمامية احلنفية ببدلة جونبور‪ ،‬فدرس‬
‫وأفاد بها مدة عمره‪ ،‬أخذ عنه خلق كثري من العلماء‪ ،‬وانتهت إيله رئاسة املنطق‬
‫واحلكمة‪ ".‬وتويف يف غرة رمضان املبارك اعم ‪٤٣١١‬ه املوافق ‪٤١٣٨‬م ببدلة جونبور‪.‬‬
‫الشيخ العالم الكبري حممد أعلم بن حممد شاكر احلانيف السانديلوي أحاد العلمااء‬
‫‪12‬‬

‫املربزين يف املنطق واحلكمة‪ ،‬ودل ونشأ بسنديله وقرأ العلام ىلع العالماة كماال ادليان‬
‫الفتحبوري وجد يف ابلحث واالشتغال حىت برز يف العلم ثم ساافر إىل دهايل واجتهاد‬
‫مدة يف االسرتزاق وتردد إىل األمراء‪ ،‬فلما استيأس منه رجع إىل بدلته وأقام َباري آبااد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متوالك ىلع اهلل سبحان وانقطع إيلاه ودرس بهاا زماناا طاويال‪ ،‬ثام جااء إىل سانديله‬
‫واعزتل يف بيته ورصف عمره يف ادلرس واإلفادة‪ ،‬أخذ عنه املفيت عباد الواجاد اخلاري‬
‫آبادي والشيخ غالم حممد الكوباموي وخلق آخرون‪ ،‬واكنت هل مصنفات كثرية أتلاف‬
‫ً‬
‫كثريا منها يف آخر عمره وبيق منها ما اكن يف أيدي انلاس كحاشيته ىلع رشح اهلداياة‬
‫للشريازي وحاشيته ىلع دائر األصول ورساتله يف مبحث التشكيك‪ ،‬كما حبر زخار وهل‬
‫رسالة أخرى غري ما ذكرناه قساط اللبياب وحاظ األدياب‪ ،‬ويه موجاودة يف املكتباة‬
‫احلامدية برامبور (نزهة اخلواطر بترصف)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫قطب ادلين الشهيد السهالوي احلنيف‪( 13‬ت‪١١١١ .‬ه) ‪ ،‬وهو‬
‫تلميذ أبيه الشيخ قطب ادلين الشهيد السهالوي (ت‪٤٤٣٣ .‬ه) ‪،‬‬
‫وهو تلميذ الشيخ دانيال احلنيف العمري اجلورايس‪ ، 14‬وهو‬
‫تلميذ املفيت عبد السالم ادليويه‪ ، 15‬وهو تلميذ الشيخ عبد‬
‫السالم الالهوري (ت‪٤٣٣١ .‬ه) ‪ ،‬وهو تلميذ الشيخ أمري فتح‬
‫اهلل الشريازي (ت‪١١١ .‬ه) ‪ ،‬وهو تلميذ اخلواجه مجال ادلين‬
‫ّ‬
‫حممود الشريازي ‪ ،‬وهو تلميذ الشيخ املدقق جالل امللة وادلين‬
‫حممد بن أسعد الصدييق ادلواين (ت‪ .‬ه‪ ، )١٤٨‬وهو تلميذ‬
‫وادله‪ ،‬وهو تلميذ السيد الرشيف اجلرجاين ‪ ،‬وهو تلميذ مبارك‬
‫شاه ابلخاري املنطيق ‪ ،‬وهو تلميذ قطب ادلين حممد بن حممد‬
‫الرازي الشهري بالقطب اتلحتاين (ت‪ ، )١١١ .‬وهو تلميذ‬
‫قطب ادلين الشريازي ‪ ،‬وهو تلميذ الاكتب القزويين ‪ ،‬وهو‬
‫تلميذ أثري ادلين األبهري ‪ ،‬وهو تلميذ اإلمام فخر ادلين‬
‫الرازي ‪ ،‬وهو تلميذ املجد اجلييل ‪ ،‬وهو تلميذ حممد بن يِح‬
‫انليسابوري ‪ ،‬وهو تلميذ حممد بن حممد الغزايل‪ ،‬وهو تلميذ‬
‫إمام احلرمني عبد امللك ‪ ،‬وهو تلميذ أبيه أيب حممد عبد اهلل‬
‫بن يوسف اجلويين ‪ ،‬وهو تلميذ أبيه يوسف بن عبد اهلل‬

‫اكن مقداما يف العلوم العقلية وانلقلية والسلسلة ادلراسية لعلماء اهلند وباكستان‬
‫‪13‬‬

‫تنتيه إيله اغبلا‪.‬‬


‫نسبة إىل جوراس ويه قصبة من بورب‪ .‬قال يف نزهة اخلزاطر‪ :‬اكن من نسل الشيخ‬
‫‪14‬‬

‫زين ادلين ابن أخت الشيخ نصري ادلين حممود األودي ثم ادلهلوي‪ .‬اه‬
‫قيل ادليوي واألصح عندي هو إثبات اهلاء نسبة إىل ديوه ويه قصبة من بورب‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪23‬‬
‫اجلويين ‪ ،‬وهو تلميذ أيب إسحاق إبراهيم اإلسفراييين ‪ ،‬وهو‬
‫تلميذ الشيخ أيب احلسن ابلاهيل‪ ،‬وهو تلميذ اإلمام أيب احلسن‬
‫األشعري‪.‬‬

‫(ح) وقطب ادلين الشريازي تتلمذ وقرأ العلاوم العقلياة ىلع‬


‫انلصري الطويس ‪ ،‬وهو تلميذ فريد ادلين داماد انليساابوري ‪،‬‬
‫وهو تلميذ الصدر الرسخيس ‪ ،‬وهو تلميذ أفضل ادلين نامور‬
‫الشااافا اخلااونغ الغاايالين (ت‪١١١ .‬ه) ‪ ،‬وهااو تلميااذ أيب‬
‫العباس اللوكري صاحب بيان احلق ‪ ،‬وهو تلميذ أيب احلسان‬
‫بهمنيار بن املرزبان األذربيجاين ‪ ،‬وهو تلميذ الرئيس أيب يل‬
‫إبن سينا‪.‬‬

‫وذكر سامحته إسنادين أخرين وقال‪:‬‬

‫"السند الااين‪ :‬أين قاد قارأت كثاريا مان الفناون احلكمياة‬


‫والعلوم األدبية ىلع األستاذ الاكمل وانلحرير الفاضل موالناا‬
‫العالمة احلافظ مهر حممد قدس رسه صدر املدرسني جبامعاة‬
‫فتحية بأجرة من مضافات الهور وهو قدس رسه قد قارأ ىلع‬
‫اإلمام اذليك الفاضل األملا موالنا غاالم حمماد قادس رسه‬
‫خخ خُْ‬
‫اولف ْور وهو قرأ ىلع ابلحار الزاخار‬‫شيخ اجلامعة العباسية ببه‬
‫خاتم احلكماء موالنا حممد فضل احلق قدس رسه الرامفوري‬
‫وهو قرأ ىلع شامس األئماة أساتاذ العارب والعجام موالناا‬

‫‪24‬‬
‫العالمة عبد احلق اخلريابادي قدس رسه وهو قد قرأ ىلع أبيه‬
‫موالنا حممد فضل احلق اخلريابادي وبقية السند قد سلف‪.‬‬

‫السند الالث‪ :‬أين قد قرأت مجا غفريا مان العلاوم احلكمياة‬


‫وكتبا كثريا من الفنون األدبياة ىلع األساتاذ الاكمال موالناا‬
‫العالمة احلافظ مهر حممد قدس رسه وهو قد قارأ ىلع اإلماام‬
‫اذليك موالنا العالمة غاالم حمماد شايخ اجلامعاة العباساية‬
‫خخ خُْ‬
‫اولف ْور قدس رسه وهو قرأ ىلع حمقق الزمن موالنا العالمة‬‫ببه‬
‫احلافظ أمحد حسن الاكنفوري‪ 16‬قدس رسه وهو قاد قارأ ىلع‬
‫‪17‬‬
‫إمام املتلكمني موالنا لطف اهلل العليكري‪".‬‬

‫إنه من أبرز تالميذ وخلفاء الشيخ املريب احلاج إمداد اهلل املهاجر املش وأخذ عن‬
‫‪16‬‬

‫مجع من العلماء منهم الشيخ املسند وصاحب املعجزات ابلاهرة فضل الرمحن املراد‬
‫آبادي‪ .‬واكن معروفا يف كرثة ادلرس واإلفادة‪ .‬وهل حاشية ىلع بلوغ املرام وحاشية ىلع‬
‫رشح املال محد اهلل لسلم العلوم وغريهما من املصنفات انلفيسة‪ .‬تويف سنة ‪٤٣٣٨‬ه‪.‬‬
‫نسبة اىل مدينة عليجر وقيل هلا عليكر‪ :‬ويه مدينة مشهورة باهلند تقع فيها‬
‫‪17‬‬

‫جامعة عليكر اإلسالمية وهو يروي عن املفيت حممد عنايت أمحد تلميذ الشيخ حممد‬
‫إسحاق ادلهلوي بسنده‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ابليعة الرشيفة ودخذ العهد‬
‫إن فضيلته لم يقترص حتصيله العليم يف العلوم الظااهرة بال‬
‫تعدى ذلك ليشامل العلاوم ابلاطناة والروحياة فإباان أياام‬
‫دراسته قد بايع ىلع يد العاارف بااهلل السايد مهار يل شااه‬
‫احلسااين قاادس اهلل رسه يف الطريقااة اجلشااتية انلظاميااة‬
‫واسرتشد به يف سبل الزتكية واملعرفة وثابر ىلع زياارة شايخه‬
‫املريب مدى حياته وتعود‬
‫ىلع احلضور يف جماالس‬
‫ذكااراه الساانوية بعااد‬
‫وفاتااه ‪ .‬قااد حااش أن‬
‫زميله السيد منور شااه‬
‫مازحه مرة قاائال‪ :‬أراك‬
‫تواظاااب ىلع حضاااور‬
‫ذكرى شايخك الراحال‬ ‫العادف باَهل السيد مهر يلع شاه‬

‫حصالت لاك مرتباة مان مراتاب الوالياة‬ ‫سنويا لكن هل‬


‫احلسين‬

‫بسبب ذلك؟ ففكه الشيخ ابلنديالوي من قول صديقه وأجابه‬


‫مبتسما‪ :‬كما تعرف أيخ أن للك علم مبادئا ومن مبادئ علم‬
‫اتلصوف أن اهلدف األسايس للبيعة هاو االتصاال بسلسالة‬
‫أهل اهلل تعاىل واتلقرب إيلهم‪ ...‬عىس اهلل يرصاف مالئكاة‬
‫العذاب عنا برباكت هذه النسبة ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وحينما قدر اهلل ىلع شيخه املريب طلب من ودله ومساتخلفه‬
‫السيد غالم مِح ادلين احلسين أن يعطيه العهد ويدرجاه يف‬
‫سلسلة ابليعة الرشايفة لكناه ظال يمتناع عان ذلاك تأدباا‬
‫وتواضعا حىت سانة ‪٤٣١١‬ه املوافاق ‪٤١١٨‬ء حياث ساافرا إىل‬
‫بغداد معا لزيارة القطب الرباين الشيخ عبد القادر اجلايالين‬
‫ومراقد األويلاء والصاحلني وهنالك نال طلب فضيلته موافقة‬
‫الشيخ غالم مِح ادلين فبايعه أمام رضيح الشيخ عبد القادر‬
‫اجليالين وذلك يف يوم اجلمعة املباركاة لعرشاين خلات مان‬
‫مجادى اآلخرة‪ .‬واجتمع ثمة بالشيخ عبد القادر اخلطيب بان‬
‫عبد الرزاق العراي وهو خصاه بمزياد اإلكارام وأجاازه يف‬
‫القرآن الكريم وكتب السنة وفقه السادة احلنفية ملاا ظهار هل‬
‫من سعة علم فضيلة املرتجم هل وحسن أخالقه‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مرحلة اتلعليم‬
‫توىل منصب اتلدريس سنة ‪٤٣١١‬ه املوافق ‪٤١١٣‬ء وبادأ يفياد‬
‫سالش سبيل العلم يف أشهر جامعاات باكساتان اإلساالمية‬
‫منها‪:‬‬

‫الجامعة الفتحية بالهور‬


‫ملا اكنات اجلامعاة حباجاة إىل أساتاذ للمساتويات املتقدماة‬
‫وادلورات اتلخصصية وجهت ادلعوة إىل العالمة عطاء حممد‬
‫فقبلها ناويا خدمة اجلامعاة الايت تعلام فيهاا واساتفاد مان‬
‫معلميها يف شبابه‪ .‬وبدأ يليق مخسة عرش درسا يوميا بما فيها‬
‫تفسري ابليضااوي وأصاول أقليادس يف اهلندساة الرياضاية‬
‫ورشوح سلم العلوم وخالل هذه الفرتة تتلمذ علياه الشايخ‬
‫غالم رسول الرضوي شاارح صاحيح ابلخااري وقارأ علياه‬
‫مسلم البوت وتفسري ابليضاوي وغريهما‪.‬‬

‫جامعة حزب األحناف بالهور‬


‫يف سنة ‪٤٣١١‬ه املوافق ‪٤١١٣‬ء داعه الشيخ أبو الارباكت السايد‬
‫أمحد الرضوي ‪ -‬املفيت األعظم بلاكساتان ‪ -‬رمحاه اهلل تعااىل‬
‫إىل جامعة حزب األحناف‪ .‬وبينماا اكن مدرساا هناا تتلماذ‬
‫عليه الشيخ السيد حمماود أمحاد الرضاوي صااحب فياوض‬

‫‪28‬‬
‫ابلاري يف رشح صحيح ابلخاري وقرأ عليه تفسري ابليضاوي‬
‫واهلدية السعيدية وخمترص املعاين مع كتب أخرى‪.‬‬

‫الجامعة اإلسالمية بمقاطعة حصار‪ -‬الهند‬


‫بعد ذلك انتقل إىل اجلامعة اإلسالمية باهلند سنة ‪٣١٣١‬ه‬
‫املوافق ‪٣٤١١‬م ودرس هنالك لسنة قبل عودته إىل باكستان‪.‬‬

‫جامعة مدينة البهيره بإقليم بنجاب‬


‫عني مدرسا بابلهريه لالث سنوات وحينها قرأ عليه مجع من‬
‫الطلبة من أشهرهم الشيخ كرم شااه األزهاري فااكن ياالزم‬
‫دروس الشيخ لكتاب نور األنوار يف أصول الفقه احلنيف‪.‬‬

‫دار العلوم ضياء شمس اإلسالم بسيال‬


‫بإقليم بنجاب‬
‫قد تلىق استداعء من الشيخ قمر ادلين السالوي بأن ينتقل إىل‬
‫هذه اجلامعة للتدريس فقبلها وعكف بدار العلوم ملدة ثمانية‬
‫أعوام كنافورة علم قصدها الطلبة مان مجياع جهاات ابلادل‬
‫لريتووا منها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الجامعة الغوثية بمدينة كولرا الحبيبة بإقليم‬
‫العاصمة إسالم أباد‬
‫قام باتلدريس لسنة باجلامعة الغوثية اليت خترج منها ثلة من‬
‫كبار علماء باكستان‪.‬‬

‫دار العلوم المظهرية اإلمدادية بمدينة‬


‫البنديال‬
‫ثم اكنت هل رجعة إىل اجلامعة اليت نهل مان منهلهاا العاذب‬
‫بداية سلوكه ىلع سبيل العلم ‪ ،‬جامعة أستاذه احلبيب الشايخ‬
‫يار حمماد والايت أسسات وأقيمات ىلع قواعاد أهال السانة‬
‫واجلماعااة ماان الوسااطية والاارباءة ماان االحنااراف وابلاادع‬
‫ومالزمة الكتاب واحلكمة‪.‬‬

‫قد صدق القائال يوم قال‪:‬‬

‫وحنينه أبدا ألول ملزل‬ ‫وهلل كم من ملزل يألفه الفىت‬

‫مع أن اجلامعة اكنت معروفة بني العام واخلااص ملجهوداتهاا‬


‫يف خدمة العلم الرشيف وتربية ادلاعة والعلمااء قاد ازدادت‬
‫شهرة يف اخلافقني باستقرار مثل هذا العالم ُ‬
‫الرحلة بها‪ .‬وهناا‬
‫توىل منصب صدر املدرسني وشايخ احلاديث وأمىضا ثالثاة‬
‫وعرشين اعما يف هذا املنصب وحينهاا انتهات إيلاه الرئاساة‬
‫العلمية وأصبح مقصد تدريس يمم ساحته الطلبة من مجياع‬

‫‪30‬‬
‫أقطار ابلدل منهم أشهر علماء باكستان مثل أستاذنا العالماة‬
‫غالم حممد اتلونسوي وشايخ احلاديث عباد احلكايم رشف‬
‫القادري الرضوي والشايخ الفقياه فضال سابحان القاادري‬
‫والعالمة حممد أرشف السيالوي وغريهم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫منهجه يف اتلدديس‬
‫مع أن القلم يلعجز واللسان يتلعثم والالكم يقرص عن وصف‬
‫دروسه اليت لم تكن جمالس نقل لألقوال واآلراء فحسب بل‬
‫اكنت تقام لصنع الرجال وتنمياة األجياال إال أين قاد رأيات‬
‫لزاما يل يف هذا املقام أن أشيد بعض تلك صفات املعلم اليت‬
‫اتصف بها سماحته والايت جعلتاه مشاارا إيلاه بابلناان يف‬
‫اتلدريس وأن أسجل تلك املزايا اليت جعلت الطلبة يزدمحون‬
‫عليه ويتهافت إيله من لك حدب وصوب مالزماني هل حاىت‬
‫أصبحوا أئمة العلم وأعالم اهلدى‪:‬‬

‫‪ ‬حتى بعد مرور سنوات عديدة وعقود من اخلربة‬


‫بالتدريس كان يطالع الكتب الدراسية بمنتهى الدقة‬
‫والضبط قبل كل درس ‪،‬‬
‫‪ ‬قبللل العللو ي الللدرس كللان يسللتجر أغللرا‬
‫وأهللدا املصللنف ي القطعللة املقللرو ة مللن الكتللا‬
‫ويوضحها ي غاية الوضوح كأنه تلقاها ملن املصلنف‬
‫مبارشة ‪،‬‬
‫‪ ‬كان يعح املسائل املعقدة بطريقة مبسطة ليفهمها مجيع‬
‫الطلبة كبلاره وغلراره وقلرن بلكلك ملا يتصلل‬
‫بالدرس من العلوم األخرى‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اجتنب مدح الطلبة املبالغ املفرط مان أجال تازيينهم حبايل‬
‫اتلواضع واالنكسار واتلخاشع كما حاى تلمياذه العالماة‬
‫املرحوم درة سمط علماء اهلند سايدي الشايخ حمماد أرشف‬
‫خ‬
‫السيخالوي رمحه اهلل تعاىل فقال‪":‬ما أن دخلنا باب دار العلاوم‬
‫ِ‬
‫حىت جعلنا األستاذ عطاء حممد نرتبع ىلع بسااط اتلواضاع ‪،‬‬
‫ولم يبالغ يف مدح أحد مان الطاالب وال أطارى فياه ‪ ،‬ولام‬
‫يعطنا فرصة دلعوة العظمة وال للمبااالة برفعاة املقاام ئلاال‬
‫يظن أحد منا أنه أعظم وأعلم من اآلخرين‪".‬‬

‫وضااع األسااتاذ الكبااري للمعلمااني أساالوبا ماااثرا للتاادريس‬


‫يستنريون به باعتباره وسيلة نافعة وفعالة يف تقرياب املعااين‬
‫إىل أذهان الطلبة ‪ -‬ال سيما أثنااء دراساة كتاب املعقاوالت‬
‫املعقدة ‪ -‬حىت ال يبىق جمال واساع للثغارات يف الفهام الايت‬
‫تمنع اتلالميذ من اتلقدم وهو حيتوي ىلع خطوات كما ييل‪:‬‬

‫‪ .1‬الطالب يقرأ قطعة من املتن واألستاذ يصحح أخطلا ه‬


‫اللرويللة والنحويللة ‪ -‬بريللة إعطللائه فرغللة تطبيللق‬
‫وتوطيد القواعد اللروية‪.‬‬

‫‪ .2‬يرشع األستاذ يف توضيح أغراض املصانف وربطهاا‬


‫بادلرس السابق‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .3‬ثم يقدم ما ستمس إيله حاجة الطالب أثنااء ادلرس‬
‫من املعلومات األساسية والقواعاد اللكياة يف شالك‬
‫مقدمات تمهيدية‪.‬‬

‫‪ .4‬يرشح القطعة يف ضوء ما سابق مان املقادمات ماع‬


‫إبراز األسئلة املقادرة الايت أجااب عنهاا املصانف‬
‫باإلشارة‪ .‬تعود ىلع أن يتعرض تلحليل ما قارئ مان‬
‫املنت بأرسه لكمة لكمة وال يرتك شااردة وال واردة إال‬
‫ويتلكم عليها‪.‬‬

‫‪ .5‬بعد ذلك جييب عن االنتقادات املوجهاة للمصانف‪.‬‬


‫واألستاذ ابلنديالوي‪.‬‬

‫‪ .6‬حيلل لغة العبارة بتعيني مراجاع الضامائر وتفساري‬


‫لكماتها الغريبة وغريها‪.‬‬

‫‪ .7‬ربط الدرس بنص الكتا مجلة مجلة‪.‬‬

‫قد نهج ىلع نهجه هذا كثري من األساتذة ألنه ال خيىف ما فياه‬
‫من ثمرات يانعة يقطفها الطالاب واملعلام منهاا إن املساائل‬
‫تتضااح للطالااب اغيااة الوضااوح وحيصاال هل فهاام يسااتوعب‬
‫الكتاب من مجيع نواحيه من ظاهره وروحاه ومقاصاده باآن‬
‫واحد‪ .‬ولو صان الطالاب هاذه ادلرر العلمياة مان الضاياع‬
‫واتللف لكفته‪ .‬وتالميذ الشيخ ابلنديالوي قد أدركوا قيمة ما‬
‫تلقااوه ماان أسااتاذهم فسااابقوا إىل مجااع وصاايانة تقاااريره‬
‫‪34‬‬
‫ومالحظاته حفظا وكتابة وسموها ‪ -‬بأدبياات ابلناديالويني ‪-‬‬
‫باتلقارير ابلنديالوياة تلميزيهاا مان تقاارير غاريه‪ .‬يف آخار‬
‫الكتاب أضفت صورا بلعض األوراق من تقريره ىلع حاشاية‬
‫مري زاهد اهلروى ىلع رشح املواقف اذلي قيده تلميذه الشيخ‬
‫عبد احلكيم رشف القادري أيام دراسته بابلنديال الرشيفة‪.‬‬

‫ومما يدل ىلع تفوقه ومهاراته يف اتلعليم ‪ -‬إضافة إىل أن آالف‬


‫الطالب خترجوا ىلع يديه مبارشة وغريها – شهادة من عرفاه‬
‫من زمالئه ومعارصيه وتالميذه منهم الشيخ أيب الرضا غالم‬
‫حممد ابلنديالوي الرشاقفوري اذلي عاد فضايلة املارتجم يف‬
‫عداد املعلمني ابلارعني مان املرتباة اخلامساة مان مراتاب‬
‫املدرسني‪ .‬أترجم هنا الكمه الرائع إىل العربية تلوسايع نطااق‬
‫الفائدة منه وتعميمها‪:‬‬

‫"للمدرسني يف عرصنا مخسة أنواع‪:‬‬

‫‪ :1‬ماادرس اذلي ال يفهاام املتااون والكتااب ادلراسااية وال‬


‫يتمكن من إفهام الطلبة فيجب ىلع هذا املعلم أن يساتقيل‬
‫من عمل اتلدريس ويبحث عن وظيفة أخرى‪.‬‬

‫‪ :2‬مدرس يفهم العلوم وكتبها ولكنه ال يتمكن مان إفهاام‬


‫اآلخرين إذ ال حيسن اتلعبري وال جييد ابليان‪ .‬هذا انلوع مان‬
‫املعلمني ال يستحق تويل منصب املعلم بل ال جياوز ملاديري‬
‫اجلامعات ونظار املدارس تعيينهم للتدريس أصال‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ :3‬مدرس هل فهم بالعلوم وملكة إفهام اآلخرين لكن رغام‬
‫أنه يتصف بهذه الكماالت إال أنه كسل متهااون ال جياد يف‬
‫املطالعة وال يرشح الكتب بادلقة الاكفية ‪ ،‬وال يبهج انلفوس‪،‬‬
‫بل جيعل السعيد ياوس‪ .‬هو معلم كسول يقدم راحاة نفساه‬
‫فوق تريق تالميذه فلايس عملاه إال تضاييعا لوقتاه ووقات‬
‫الطلبة‪.‬‬

‫‪ :4‬هو مدرس قادر بارع يف فنه لكنه الهث وراء املال وقااده‬
‫الطمع واخلشع واجلري خلف متع ادلنيا وثرواتها الزائلاة إىل‬
‫أن يقترص ا ىلع إلقاااء ادلروس اخلصوصااة يف ماالزهل لذلياان‬
‫يستطيعون دفع ثمنها‪ .‬فهو من خونة األمة‪.‬‬

‫‪ :5‬ماادرس يفهاام العلاام اذلي يلقيااه أمااام الطلبااة وياادرك‬


‫الكتاب وما يكمن فيه من ادلقاائق واإلشااكيلات وحيارص‬
‫ىلع حساان اإللقاااء إىل الطلبااة ‪ ،‬ويساالك أسااهل الطاارق يف‬
‫تقريب املعاين ‪ ،‬وإيضاح املسائل ب ب األمثال املحسوساة ‪،‬‬
‫وتصوير املعاين العقلية املحضة وحتليل العبارة لكمة لكماة ‪،‬‬
‫ويدرك أحوال الطلبة ‪ ،‬ويعرف أقدارهم ‪ ،‬حىت يتعارف فاورا‬
‫ىلع من يفهم ممن ال يفهم‪ .‬هذا هو املدرس الاكمل‪".‬اه‬

‫ثم يقول إشارة إىل ما يتمتع باه فضايلته مان العلام وحسان‬
‫اإللقاء وجودته‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫حينام كنت طالبا بدار العلوم املظهرية اإلمدادية‬
‫بالبنديال وتعفت ركبتاي باجلثو بني يدي أستاذي‬
‫املريب قد مرت عيل بعض الليايل بت أشترل إىل الفجر‬
‫املطول وحاشيتي القايض مبارك واملال‬ ‫بمطالعة كتا‬
‫الشمس البازغة‪ .‬مر‬ ‫محد اهلل عىل سل العلوم وكتا‬
‫الليل وأرشقت شمس يوم جديد لكن مل أستطع أن‬
‫أفتح مرلقات هكه املؤلفات وأحل مشكالهتا فحينئك‬
‫تسا لت ي نفيس‪ :‬كيف سيفرس األستاذ هكه األقسام‬
‫املعقدة من هذه الكتب؟ فلما حان وقت ادلرس‬
‫ح ت عند فضيلته فما إن بدأ درسه حىت انهارت‬
‫السدود واحلواجز وتدفقت أنهار الفهم وتبني نلا لك‬
‫شيئ ‪ ،‬انهدش اجلميع من حسن بيان سماحته وقوة‬
‫أسلوبه املاتع يف تتقريب املعاين وتوضيحها وبراعة‬
‫لفظه وإدراكه الاكمل للكتب ادلرسية كأنما اكن‬
‫جبوار املصنفني حني صنفوا توايلفهم‪ .‬اه‬

‫‪37‬‬
‫ثناء العلماء عليه‬
‫قد تضلع من العلوم انلقلية والعقلية وترسخ فيها إىل أن صار‬
‫قسطاس املعقوالت ونرباس املنقوالت وذاع صيته يف أقطاار‬
‫اهلند وأرجاء باكستان وأقر أعيان شبه القارة بماكنته الرفيعة‬
‫وبراعته يف العلم واتلدريس‪ .‬ويسعنا أن ندرك نباغتاه وأثاره‬
‫من ثناء العلماء الكمل عليه‪:‬‬

‫فقال الشيخ عار اهلل القادري ‪ - ‬كام تناقلله الشليخ عبلد‬


‫احلكي رش القادري‪:‬‬

‫خ‬
‫ال يدرس العلم يف ابلناديال بال يُساىق" إشاارة إىل‬
‫مهارة الشيخ وملكته اخلاصة يف اتلدريس‪.‬‬

‫ونعته الشيخ غالم مهلر عليل ‪ ‬ي كتابله اليواقيلت املهريلة‬


‫قائال‪:‬‬

‫العالمة اجلليل النبيل رئليس املناطقلة رأس الفالسلفة‬


‫بدر األساتكة غدر اجلهابلكة العالملة احللاف عطلا‬
‫حممد البدهراروي‪ .‬اه‬

‫و الشيخ أمحد يار خان النعيمي ‪ ‬قال عنه‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫وجدت تالميك الشيخ عطا حممد من الراسجني ي‬
‫العلوم اه‪.‬‬

‫والشيخ املريب شاعر أربع لرات األديب اللروي نصري الدين‬


‫احلسني الكولروي ‪ ‬أثنى عليه ثنا عاطرا وقال‪:18‬‬

‫اكن اعملااا متبحاارا وتااذاكر الساالف الصاااحلني‬


‫متخصصا يف علم املنطق حامل لقب أستاذ العلماء‪.‬‬
‫ومما يدل ىلع ماكنته العلمية إن املفرس الشهري كارم‬
‫شاه األزهري واملحدث حممود أمحد الرضوي تتلماذا‬
‫عليه‪ .‬اه‬

‫وقال ي موضع آخر‪:19‬‬

‫رجل متواضع يف بلاسه ‪ ،‬زاهد يف متع احلياة وشااون‬


‫ادلنيا ‪ ،‬وصمته أكرث من نطقه ‪ ،‬اعلام ربااين ‪ ،‬طياب‬
‫الرسيرة وعديم انلظري يف العلم ىلع اختالف فنونه ‪،‬‬
‫وملك متاوج ىلع عارش اتلادريس ‪ ،‬قلباه خمازن‬
‫لعلاوم القارآن ‪ ،‬ومكالز ملعاارف السانة ‪ ،‬فرياد يف‬
‫املناظرة ‪ ،‬أفالطون الاين يف املنطق والفلسفة ‪ ،‬تبحر‬

‫وردت العبارة ﰲ األصل باألردية ونقلتها إىل العربية بترصف خفيف‬


‫‪18‬‬

‫وردت العبارة ﰲ األصل باألردية ونقلتها إىل العربية بترصف خفيف‬


‫‪19‬‬

‫‪39‬‬
‫يف الفقه حىت ولاج إىل حبار االجتهااد وغارف مناه‬
‫لكن مازال مقدلا متبعا للفقهاء ‪ ،‬إمام يف احلاديث‬
‫لو رآه املحدثون من أرباب السلف لقاالوا باخ باخ!‬
‫متضلع من علم املعاين ‪ ،‬متعمق يف ابلديع ‪ ،‬ومتبحر‬
‫يف ابليان ‪ ،‬كأن أنهار هذه العلوم فاضت علياه مان‬
‫عني }علمه ابلياان{ ‪ ،‬صااحب ملكاة عظيماة يف‬
‫العلوم انلقلية والعقلية اذلي ختضع امللكة جناحهاا‬
‫جلالتله ‪ ،‬اسم هذا الرجل عطاء حممد ابلنديالوي‪.‬‬

‫وقال الشيخ اجلليل القايض عبد النبي كوكب‪:‬‬

‫أستاذ العلام وملك املدرسني فضيلة الشيخ العالمة‬


‫عطا حممد البنديالوي هو الوارث لعلوم املتقدمني‬
‫العقلية والنقلية واألمني هلا من علام أهل السنة‬
‫واجلامعة‪ .‬ال يوجد ي التدريس مثله ي هكا العرص‪.‬اه‬

‫هذا الناء العطر ىلع شيخنا جمرد غيض من فيض حيث أقار‬
‫علماء عرصه اكفة ومن بعدهم ىلع جالتله‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫تالميذه‬
‫أما تالميذه فمن نظر يف سريهم يلجد أن للشيخ عطاء حمماد‬
‫سعيا صادقا وجهدا كبريا لطالبه وإال لم يكن آثاره كاذلك‪.‬‬
‫رىب تالميذه ىلع اتلواضع واالنكسار ‪ ،‬ودهلم ىلع حاب اهلل‬
‫تعاىل وإجاالل سايدنا احلبياب ‪ ،‬وزيانهم باأخالق السالف‬
‫الصاحلني وهيبة العلماء العاملني ‪ ،‬واكن حقا أبا هلم ؛ حيبوناه‬
‫وهو حيبهم‪ .‬وما سد باب دروساه أماام طالاب خمالفاا اكن أو‬
‫موافقا يف املنهج بل اكن يدخله أوال ثم ينصحه بعلام ورفاق‬
‫ولني ويانسه ويلطف به‪ .‬أما من تعلموا ىلع يديه فهام مجاع‬
‫غفري وربما يبلغ عددهم أزيد من ألف نفاس ‪ ،‬واهلل يعلام‬
‫حبقيقته غري أننا خنص أبارزهم بااذلكر ‪ ،‬علماا بأناه يتعاذر‬
‫علينا إحصاء مجياع اذليان سالكوا طارق طلاب العلام باه‬
‫واسرتشدوا منه سبل املعرفة فمنهم‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫العالمة غالم محمد بن غالم حيدر‬
‫َ َْ َ‬
‫التونسوي البنديالوي النقشبندي‬
‫عندما أمسك بالقلم وأفتح صافحات جنااين ألكتاب عان‬
‫أستاذنا الرحيل تلتسابق اذلكريات وتزتاحم املشاعر مع أين ال‬
‫أتمكن من الرشح يف معظام األحياان عماا رأيات يف هاذا‬
‫العالم اجلليل اذلي اكن مثاال حيا للسلف الرباانيني جامعاا‬
‫باااني العلااام والعمااال‬
‫واإلخااالص‪ .‬إن تاااريخ‬
‫اإلسالم حلافال باأعالم‬
‫أفذاذ ال تنقطع ذكراهم‬
‫بعد وفااتهم وال ينىسا‬
‫العاااااالم جهاااااودهم‬
‫العالمة مالم حممد اتلونسوي‬ ‫وإخالصااهم يف خدمااة‬
‫ادلين فمن هاالء أستاذنا الفقيد املانطيق األصاويل انلحاوي‬
‫عديم انلظري ‪ ،‬العالمة الشهري‪ ،‬الويل الكبري ‪ ،‬أستاذ انلحارير‬
‫‪ ،‬فريد الزمان‪ ،‬وحيد األوان ‪ ،‬معدن الفنون والعلاوم ‪ ،‬فااتح‬
‫املكنون منها واملختوم ‪ ،‬سيدي الشيخ غالم حممد بن غاالم‬
‫خْخ خ‬ ‫خ خ‬
‫ابلنديخال ِوي ابلاكستاين‪ .‬ال يكاد العلماء يف‬ ‫اتل ْون خس ِوي‬ ‫حيدر‬
‫اجلامعات اإلسالمية يف باكستان يدرسون العلوم الرشعية أو‬
‫يتذاكرون اإلرث العليم إال ويتبادر إىل أذهانهم ويظهار ىلع‬
‫ألسنتهم اسم هذا الشيخ اجلليل‪ .‬هو أعجوبة العلم واحلكماة‬
‫اذلي غرف من عيون علومه آالف الطلبة ‪ ،‬مدى أكرث مان‬
‫‪42‬‬
‫ستني سنة أمضاها يف اتلدريس ‪ ،‬حىت أصبحوا علماء أجالء‬
‫‪ ،‬ومدرسني أكفاء ‪ ،‬وأقار زماالءه بأناه وارث علاوم أساتاذه‬
‫عطاء حممد ابلنديالوي ومظهر أوصافه احلميدة ومرآة مزايااه‬
‫املرضية فنعم الوارث ونعم املوروث‪.‬‬

‫ودل ح ته حوايل سنة ‪٤٣١٤‬ه املصادف ‪٤١٣٣‬م ونشأ بقرية‬


‫خسنْ خ‬
‫جر سيِّدهْ يف منطقة تونسا ‪ -‬من مناطق بنجاب ‪ -‬وتعلم‬
‫بها مبادئ العلوم ثم رحل إىل ابلنديال الرشيفة والزم اإلمام‬
‫عطاء حممد ابلنديالوي مالزمة تامة ملدة طويلة فارتشف من‬
‫منهله العذب ودرس عليه مجيع الكتب املتداولة مرتني‬
‫وحفظها مع تقريرات ورشوح اإلمام ابلنديالوي حىت فاق‬
‫أقرانه وزمالئه يف العلوم منقوالتها ومعقوالتها‪ .‬وذهب إىل‬
‫فيصل آباد وقرأ الكتب الستة قراءة حتقيق وتفقه ىلع مسند‬
‫ادليار ابلاكستانية الشيخ رسدار أمحد القادري احلنيف وأخذ‬
‫علم الفرائض عن العالمة خادل داد وهو من تالميذ الشيخ‬
‫املدقق عبد احلق بن فضل احلق اخلريآبادي‪ .‬وعقب ذلك توىل‬
‫اتلدريس يف جامعات شىت معلما لكتب اتلخصص يف العلوم‬
‫العقلية من املنطق والالكم والفلسفة وابلالغة وويل الصدارة‬
‫باتلدريس ومنصب شيخ احلديث يف اجلامعة القادرية‬
‫بفيصل آباد حيث درس الصحاح الستة‪ .‬ويف مرحلة متأخرة‬
‫من حياته قد ترشفت أرض بريطانيا وتعطرت نسائمها‬
‫بقدومه ونزوهل حيث توىل منصب اتلدريس بالصدرية يف‬

‫‪43‬‬
‫مدينة برمنغهام وحنن حينئذ انضممنا إىل صفوف خدمه‬
‫واستفدنا منه استفادة عزيزة وصحبناه واعزتزنا حبمل نعليه‬
‫ويف تلك املدة ما رأينا منه إال ادليانة و شدة احلب هلل تعاىل‬
‫حىت ما وجدناه إال واكنت حبيبات السبحة تتحرك يف يده‬
‫بذكر اهلل عز وجل‪ .‬لم يقر هل فحول باكستان وفطاحل‬
‫العلماء بالفضل والعلم الوافر فحسب بل ذكروه يف عداد‬
‫املحققني يف مجيع الفنون الفرعية واألصلية‪ .‬قال الشيخ أبو‬
‫ته‬ ‫الرضا غالم حممد ابلنديالوي الرشقفوري يف ترمجة ح‬
‫إيماء إىل مهارته يف استنباط جواهر املعلومات وقدرته ىلع‬
‫استخراج درر الفوائد‪:‬‬

‫إن سامحته كلام درس الكتب العالية رش بعح نلص‬


‫املتن ث حتليل قول الشارح مع رأي املحيشل و أقلوال‬
‫املحققني قبل رسد حتقيقه النفيس ي املسألة‪.‬‬

‫واكن متواضعا يف هئته وبلاسه والكماه ومساكنه لام يتابهج‬


‫بعلمه أبدا كثري الوقار أعبد انلاس حىت لم يفته قيام الليل يف‬
‫السحر يللة واحدة يف أربعني سنة ولم يازل ىلع ذلاك إىل أن‬
‫أتاه ايلقني‪ .‬لو رآه من ال يعرفه لقاال هاذا رجال مان اعماة‬
‫املسلمني ولو سمعه يدرس يلحسبه غازايل العرصا أو رازي‬
‫ادلهر‪ .‬بهذه الوسامات الكريماة جعلاه اهلل تعااىل حمبباا إىل‬
‫انلاس وأثبت هل ملزلة سامية يف قلوب العباد‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ته يف بريطانيا – وذلك‬ ‫أتذكر رمضان األول اذلي صامه ح‬
‫أخونا وزميلنا املفيت عبد‬ ‫يف اعم ‪٤١٣٣‬ه حيث اكن حي‬
‫القدير اخلريآبادي وجبة السحور لسماحته وكنت أزوره يوميا‬
‫يف ملزهل قبيل املغرب إلحضار وجبة الفطور هل ولن أنىس ما‬
‫حييت تلك املساءات العاطرة اليت اكنت تمتد إىل العشاء‬
‫وهو يسدي يل توجيهات تربوية وينصحين نصيحة الوادل‬
‫البنه وحيش عن مشاخيه وزمالءه وذكرياته حبلوها ومرها ويف‬
‫لك حاكية وذكرى اكنت حكمة وعربة‪ .‬وإذا أىت وقت الغروب‬
‫أفطر صومه بتمرة أو تمرتني ثم قام وصلينا‪ .‬فما رأيت أحسن‬
‫من صالته وال أكمل وال أخشع فلما فرغ من صالته أخذ‬
‫يدعو اهلل تعاىل ويناجيه‪ .‬وال أقول ما رأيت أحدا مثله‬
‫فحسب بل أقول قد عقرت حوامل أن يدلن نظريه‪ .‬قد استأثر‬
‫اهلل به وأسعده جبواره يللة ‪ ١‬رمضان امليمون ‪ ٤١٣١‬املوافق ‪٣٣‬‬
‫حزيران ‪ ١٣٤١‬عن عمر يناهز أحدا وثمانني اعما ىلع أقل‬
‫تقدير‪ .‬وأستاذنا املفيت يار حممد خان القادري أم انلاس يف‬
‫الصالة عليه‪ .‬وال نملك إال ادلاعء هل بالرمحة واملغفرة ‪ ،‬وما‬
‫نلا إال الرجاء عىس أن جنتمع معه يف جنات اخلدل‪ .‬رمحه اهلل‬
‫تعاىل وأورده حوض احلبيب املصطىف ‪ ‬وأسقاه من يده‬
‫الرشيفة وحرشه حتت لواءه وأدخله الفردوس األىلع يف‬
‫جواره‪ .‬آمني‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ومنهم العالمة غالم رسول بن محمد منير‬
‫الجشتي السعيدي‬
‫هو املحدث املحقق الفقيه أبو الوفاء غالم رسول بن حممد‬
‫منري السعيدي شارح الصحيحني ومفرس القرآن الكريم‪ .‬ودل‬
‫‪ ٤٣‬رمضان امليمون ‪٤٣١١‬ه املوافق ‪ ٤١‬ترشين الاين ‪٤١٣١‬‬
‫بدهيل ونشأ بها‪ .‬ويف طفوتله قرأ القرآن الكريم ىلع وادلته‬
‫وذلك قبل أن هاجر معها إىل باكستان عند تقسيم اهلند ‪-‬‬
‫وهو ابن عرش أعوام ‪ -‬وأقام بكراتيش حيث اتلحق‬
‫باجلامعة املحمدية الرضوية الواقعة بمدينة رحيم يار خان‬
‫وأخذ الكتب املتداولة عن علماءها‪ .‬ثم رحل إىل ابلنديال‬
‫والزم اإلمام عطاء حممد بدار العلوم املظهرية اإلمدادية‬
‫وأخذ عنه خمترص املعاين واملطول يف ابلالغة ورشح القايض‬
‫مبارك ورشح املال محد اهلل الكهما ىلع سلم العلوم يف املنطق‬
‫املال غدرا كالمها ي الفلسفة‬ ‫والشمس البازغة وكتا‬
‫وحاشية اخليايل عىل رشح العقائد وي أغول الفقه قرأ مسل‬
‫الثبوت والتوضيح مع التلويح وي احلديث قرأ مشكاة املصابيح‬
‫وجامع الرتمكي كامال قرا ة حتقيق وتفقه‪ .‬كان من أعر‬
‫الناس بفقه احلديث ولطائف عل الرواية وله مؤلفات سديدة‬
‫وتصانيف مفيدة ي عل احلديث الكي نكر حياته له تدريسا‬
‫وتأليفا‪ .‬فمن آثاره‪:‬‬

‫‪ ‬اتلفسري املسىم بتبيان القرآن يف أربعة عرش جمدلا‬


‫‪46‬‬
‫‪ ‬نعمة ابلااري يف رشح صاحيح ابلخااري يف أربعاة‬
‫عرش جمدلا‬

‫‪ ‬ورشح صحيح مسلم يف سبعة جمدلات ضخمة وهاو‬


‫تأيلف منفرد يف بابه خطيب يف حمرابه باحاث عان‬
‫القضايا املعارصة الفقهية والعقدية وغريهما يف ضوء‬
‫السنة انلبوية بتحقيقات علمية وهذه املزايا مما أسفر‬
‫عاان أن أضااه رشحااه مااالذ املدرسااني يف درايااة‬
‫احلديث‪.‬‬

‫‪ ‬تذكرة املحدثني‬

‫‪ ‬ضياء كلز اإليمان‬

‫وماان األمااور اجلايلااة يف يف مصاانفاته خصوصااا يف رشحااه‬


‫لصحيح اإلمام مسلم أن العالمة غالم رسول ليس هو جمارد‬
‫ناقل يرسد ما قرأه يف الكتاب الساابقة فحساب بال ينااقش‬
‫أقوال الفقهاء واملتلكمني واملحدثني يف املسائل اليت تعاددت‬
‫فيها آراء العلماء ثم يأخذ بماا يارتجح دلياه وحاني تواجهاه‬
‫قضية لام ياتلكم فيهاا مان سابقه يلجاأ إىل الفكار الساوي‬
‫واالستدالل السليم حىت ينتيه بنتيجة‪.‬‬

‫تويف سماحته ‪ 24‬ربيع الاين ‪٤١٣١‬ه املصادف ‪ 4‬شباط ‪.١٣٤١‬‬


‫رمحه اهلل تعاىل وريض عنه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ومنهم محمد بن محمد رحيم الجشتي‬
‫الجترالي‬
‫عمدة املدرسني شيخ احلديث املتلكم العارف باهلل حممد بن‬
‫حممد رحيم بن نام رحيم اجلشيت اجلرتايل ودل سنة‬
‫‪٤٣١١‬ه‪٤١٣١/‬م وهاجر مع أرسته إىل بيشاور ‪٤٣١١‬ه‪٤١١١/‬م‬
‫وبدأ يدرس علم الرصف وانلحو والفاريس والفقه ىلع‬
‫الشيخ عبد العزيز انلحوي وتتلمذ عليه لسنتني‪ .‬ثم اتلحق‬
‫بدار العلوم رسحد سنة ‪٤١١١‬م وقرأ ىلع أساتذتها لسنتني‪ .‬يف‬
‫اعم ‪٤١١٨‬م اتلحق باجلامعة انلظامية بالهور وقرأ بعض‬
‫الكتب املتداولة ىلع علماءها لسنة‪ .‬وأثناء ذلك اكن يتلىق‬
‫رشح القايض مبارك ىلع املولوي رسول خان ادليوبندي‪ .‬ويف‬
‫‪٤١١١‬م الزم اإلمام عطاء حممد ابلنديالوي وأكمل ىلع يديه‬
‫دراسات العلوم اآليلة‪ .‬بعد ذلك شد الرحال إىل جامعة أنوار‬
‫العلوم وقرأ الصحاح الستة ىلع املحدث اجلليل السيد أمحد‬
‫سعيد الاكظيم احلسيين قراءة حتقيق وتدقيق وتفقه‪ .‬تويف‬
‫فضيلته ‪ ١١‬ربيع الاين ‪ ٤١٣١‬املصادف ‪ ١‬فروري ‪ .١٣٤١‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل وريض عنه‪ .‬وله التآليف العديدة والتصانيف املفيدة‬
‫فمن آثاره املطبوعة‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ ‬أصول اتلكفري‬ ‫‪ ‬مدارج العرفان يف مناهج كلز اإليمان‬

‫‪ ‬حكم اإلجارة بالرهن يف الفقه‬ ‫‪ ‬الرشائط املستنبطة من السنة انلبوية‬


‫اإلساليم‬ ‫لرتمجة القرآن‬

‫‪ ‬أصول الرتمجة‬ ‫‪ ‬خطاب اهلل األحىل لرسوهل األىلع‬

‫‪ ‬أحسن األملني يف تطبيق حديث ثقلني‬ ‫‪ ‬القتال املذهيب فساد دون جهاد‬

‫‪ ‬الفرق بني علم الغيب املطلق ومطلق‬ ‫‪ ‬علم الغيب‪ :‬ما هو؟‬
‫علم الغيب‬
‫‪ ‬حل اإلشاكالت األربعة‬
‫‪ ‬تفسري األحاكم الرشعية‬
‫‪ ‬إصالح األوقاف واملساجد‬
‫‪ ‬تبيني لوازم اإليمان اخلمسة‬
‫‪ ‬معيار االيمان‬
‫‪ ‬تفسري اآلية الرابعة من سورة الصف‬
‫‪ ‬حكمة قيام احلسني ىلع يزيد‬
‫‪ ‬شفاء الا والغل‬
‫‪ ‬حقيقة منازل السلوك العرشة‬
‫‪ ‬حتقيق مسألة كفر دون كفر‬
‫‪ ‬رشح حديث الفرقة انلاجية‬
‫‪ ‬تفسري اآلية الانية والتسعني بعد املائة‬
‫‪ ‬االحتاد بني املسلمني‬
‫من سورة ابلقرة‬
‫‪ ‬القياس واالستحسان يف الفقه‬
‫‪ ‬تعريف اجلملة املستأنفة‬
‫االساليم‬

‫ومنهم عبد احلكيم رشف القادري الرضوي ابلاكستاين (ت‪٤١١٨ .‬ه‪ ١٣٣١/‬م) رمحاه اهلل تعااىل ؛ صااحب‬
‫األحوال ابلاهرة واألنفاس الطاهرة فهامة العرص واألوان مسند باكستان اذلي مجع بني الرواية وادلراياة‬
‫والعلم واحلكمة وترك آثار كثرية تزيد عن أربعمائة ما بني كتاب ورسالة ومقدمة ومقالاة وحتقياق مان‬
‫أهمها كتاب املعجزات والكرامات ‪ ،‬واحلياة اخلادلة ‪ ،‬ومن عقائد أهل السانة ‪ ،‬وحاول مبحاث اتلوسال ‪،‬‬
‫واإلجازة العلمية العامة يف األسانيد وهو ثبته ‪ ،‬واملرضاة رشح املرقات ]يف املنطق[ ‪ ،‬وحاشية نفيسة ىلع‬

‫‪49‬‬
‫رشح سلم العلوم للقايض مبارك ‪ ،‬وحاشية ىلع املطول ‪ ،‬وحاشية ىلع قسام األماور العاماة مان حاشاية‬
‫اهلروي ىلع رشح املواقف‪.‬‬

‫ومنهم عبد القيوم اهلزاروي رمحه اهلل تعاىل ؛ املفيت األعظم السابق جلمهورية باكستان اإلسالمية‬
‫وماسس اجلامعة انلظامية اليت خترج منها اآلالف من ادلاعة والعلماء وال تزال مسىق للطلبة من مجيع‬
‫أحناء العالم ومنهم العالمة اجلليل سيدي حممد أرشف السيالوي والعالمة عطاء حممد متني والعالمة‬
‫خ‬
‫الفقيه املفيت فضل سبحان القادري (الرئيس بدار العلوم القادرية – خم ْردان) والعالمة املعمر الفقيه‬
‫املريب شيخنا وجمزينا عبد احلق بن فقيه العرص يار حممد ابلنديالوي ؛ وهو الرئيس احلايل بدار العلوم‬
‫املظهرية اإلمدادية – أبقاه اهلل تعاىل ذخرا لإلسالم واملسلمني ومنهم الشيخ السيد غالم حبيب شاة‬
‫والشيخ عبد الرمحن حسين (أستاذ العلوم الرشعية باجلامعة احلسنية – خوشاب) والشيخ لك حممد‬
‫العتييق (شيخ احلديث باجلامعة العثمانية ‪ -‬فاروق آباد) والشيخ غالم حممد انلقشبندي (مدرس‬
‫باجلامعة انلعيمية – الهور) والشيخ مجال ادلين الاكظيم (رئيس جامعة قمر العلوم الفريدية –‬
‫كراتيش) والشيخ حممد حمب اهلل انلوري (الرئيس بدار العلوم احلنفية الفريدية – بخ ِص ْري ُبور) والشيخ‬
‫ُ ْ‬
‫حممد يونس (استاذ العلوم الرشعية جبامعة خدام الصوفية – كجرات) والشيخ أمحد السيالوي (الرئيس‬
‫ْ‬
‫باجلامعة الشمسية انلظامية– خجنيُوت) والشيخ السيد حممد يوسف (مدرس العلوم الرشعية جبامعة‬
‫شمس العلوم– كراتيش) والشيخ غالم حممد اجلشيت (الرئيس بدار العلوم خري املعاد – ملتان) والشيخ‬
‫حممد نواز احلسين (أستاذ العلوم الرشعية باجلامعة االسالمية العاملية – إسالم آباد) والشيخ عطاءء‬
‫خ ْ‬
‫اصلبُور) والشيخ الراحل حممد رفيق اجلشيت رمحه اهلل‬
‫حممد القادري (الرئيس باملدرسة السلطانية – ح ِ‬
‫تعاىل (شارح جلمع من الكتب األدبية باللغة الفارسية) ومنهم الشيخ حممد يعقوب اهلزاروي (مدرس‬
‫باجلامعة الرضوية ضياء العلوم – راوبلندي) والشيخ غالم نيب انلقشبندي (الرئيس باجلامعة العطاءئية‬
‫خ خ ْ‬
‫الرضوية انلقشبندية‪ -‬ككهر) والشيخ حممد عبد الرشيد القرييش (مدرس باجلامعة الرضوية ضياء‬
‫العلوم – راوبلندي) والشيخ حممد إقبال املصطفوي (خطيب اجلامع نور – فيصل آباد) والشيخ عطاءء‬
‫حممد كوندي (خوشاب) والشيخ املفيت حممود حسني شائق (كشمري‪ :‬الشطر ابلاكستاين) والشيخ يل‬
‫حممد السنديلوي (الهور) والشيخ جان حممد – (كراتيش) والشيخ حبيب أجمد (مدرس باجلامعة‬
‫األمينية الرضوية – فيصل آباد) وغريهم كرث ‪ -‬رحم اهلل من تويف منهم وبارك يف من مازال حيا منهم‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫مؤلفاته‬
‫انربى فضيلته للعلم واملتعلمني وصدف عن اخلطابة والوعظ واتلأيلف واتلصنيف وأصبح ال يشاتغل إال‬
‫بأمر واحد يقوم ويقعد به يلله ونهاره وهو اتلدريس‪ .‬وقىض مدة حياته يف نرش العلم تدريسا وتعلما مان‬
‫أجل إثبات طريقة العلماء اليت يه الطريقة اجلامعة بني العلم والزتكية وبني إنارة العقل وإرشاق القلب‬
‫فلم يزين الصفحات العلمية بكلماته وأفاكره حىت دعته حاجة شديدة ‪ ،‬ومالفاته ال تزال كثرية املناافع‬
‫غزيرة املعارف ادلالة ىلع سعة علمه وغزارة حفظه فمنها‪:‬‬

‫‪ ‬حتقيق قضية رؤية اهلالل يف الرشيعة‬


‫‪ ‬رسالة يف عقيدة أهل السنة واجلماعة‬
‫‪ ‬رسالة يف حكم تويل املرأة الوالية العامة‬
‫‪ ‬ادليمقراطية الربملانية الغربية يف ضوء الرشيعة اإلسالمية‬
‫‪ ‬اإلمامة الكربى ورشائطها‬
‫‪ ‬الرصف العطاءيئ وهو كتاب ممتع يف علم الرصف‬
‫‪ ‬أهمية اجلهاد‬
‫‪ ‬سيف العطاء وهو رد بليغ عليم ىلع من حيرم تزويج السيدات من أهل ابليت بغري السادة‬
‫‪ ‬ادلرس انلظايم‪ :‬رضورته وأهميته‬
‫‪ ‬حتقيق وقت اإلفطار‬
‫‪ ‬رسالة فقهية يف حكم الغناء باملزامري يف اإلسالم‬
‫‪ ‬رسالة حكم نظام اتلأمني‬
‫‪ ‬رسالة فقهية يف حكم اتلصوير الفوتوغرايف‬
‫‪ ‬نظام العدالة والفقه احلنيف‬
‫‪ ‬ماكنة شهادة املرأة نلفاذ احلدود الرشعية‬

‫‪51‬‬
‫منهجه الفكري وآدائه السياسية‬
‫قد شاهد الشيخ رمحه اهلل تعاىل باأم عيناه األحاداث‬
‫املادية إىل تقسيم اهلند ورأى األسباب املوجبة إلنشااء‬
‫باكستان ىلع رأسها سالمة دماء وأعاراض املسالمني‬
‫وثقافتهم ادلينية وسيادة القانون اإلساليم واحلياة لللك‬
‫يف ظاال الرشاايعة اإلسااالمية‪ .‬واكن يعتقااد أن هااذه‬
‫األهداف سينهض القاوم تلحقيقهاا بعياد اساتقالل‬
‫ادلولة ‪ ،‬لكن يف نهاية املطاف نسيت تلك األهاداف‬
‫تماما بسبب وضع الزماام يف أيادي اذليان هام أبعاد‬
‫انلاس عن ادلين ومنهجاه السايايس ثام فااقم األمار‬
‫انسحاب العلماء اتلادريغ مان األنشاطة السياساية‬
‫فانزعج من تقاعس أهال العلام عان العمال يف هاذا‬
‫املجال ورفضهم املشاركة يف السياساة ورأى تعااملهم‬ ‫دستاذ العلماء عطاء حممد ابلنديالوي‬

‫هذا ىلع انلقيض من اهلمة اليت أبدوها العلماء السابقون خاالل الكفااح مان أجال حتريار اهلناد مان‬
‫االستعمار الربيطاين ثم أظهروها مرة ثانية خالل انلضال من أجل استقالل باكستان ‪ .‬هاذه يه ادلوافاع‬
‫اليت جعل سماحته يدعو لإلاعدة إىل اخلطة السياسية األصلية بلاكستان واملثل العليا اليت ضه هلا أكرث‬
‫من مليون من انلاس بأرواحهم إاعدة سليمة حتت راعية العلمااء ألنهام يف رأياه يساتحقون محال لاواء‬
‫القيادة لألمة يف مجيع أمورها حىت يف الشاون الوطنية‪.‬‬

‫هذا وحدد األسباب العامة اجلذرية تلخلف العلماء عن القيام باالصالحات ىلع الصعيد احلكاويم مان‬
‫أهمها احلزبية واتلعصب اليت تثري االنقسام بني ممثيل املسلمني يف املجلس الوطين ابلاكستاين ىلع الارغم‬
‫من وحدة مقصدهم‪ :‬نفاذ الرشيعة بكل معانيها‪ .‬واكن ينبه الرعية والعلماء إىل املحاوالت اليت يقوم بها‬
‫بعض املنظمات إلثارة الكراهية الطائفية بني املسلمني بإهلاب االختالفات املذهبية يك ينشغل املسلمون‬
‫باتلنازع مع بعضهم ابلعض ويرتكون السياسة واملطابلات لسيادة اإلسالم‪ .‬وقد أضااء فضايلته يف بعاض‬
‫الرسائل هل ىلع أرضار اتلطرف الطائيف وكيف هو يمنعنا من امليض قدما حناو بلاوغ األهاداف املشارتكة‬
‫فداع للتعاون بني مجيع جممواعت وأحزاب املسلمني وفرقهم‪ -‬من دون املساس بالعقيادة وأسااس أهال‬

‫‪52‬‬
‫السنة ‪ -‬إلثبات خالفة إسالمية يف مجهورية باكستان قائمة ىلع الوسطية واألمن حسب دستورها اذلي لم‬
‫ينفذ ىلع انلحو املتوىخ منذ تدوينه‪ .‬فقال يف رسالة‪:‬‬

‫إن املستغربني يف باكستان يعارضون لك مجاعاة أو مرشاوع تساا جاهادة إىل نفااذ القاانون‬
‫اإلساليم بأرسه لكن ملا لم يتمكن املعارضون من مواجهة تلك اجلمااعت عالنية زرعوا بعض‬
‫عمالءهم يف زي العلماء يف صفوف احلراكت ادلينية فهم يشعلون بتوجيه أسيادهم فتيل الطائفية‬
‫ونار اتلعصب احلزيب كيال تتوحد لكمة املسلمني وال تتحقق مطاابلهم ويظال صافهم منقساما‬
‫مشغوال باملشالك فيما بينهم ويبىق لك مجاعة لوحدها ضعيفة‪.‬‬

‫وتزايد نشاطه السيايس يف المانينات والتسعينات إذا انضم إىل مجاعة الشيخ ادلايع أمحد نوراين‪ 20‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل ومجعية علماء باكستان‪.‬‬

‫الشيخ شاه أمحد نوراين بن الشيخ حممد عبد العليم الصدييق اكن من أنشط العلماء يف ميدان السياسة صاحب احلكمة والفطانة السياسية‬
‫‪20‬‬

‫انلادرة مفكرا مفرسا رفيقا تلالوة القرآن الكريم يتلوه بصوت لني رخيم ثم اكن يفرسه بأسلوب سهل قريب وقد انتخب عضوا باملجلس الوطين‬
‫ابلاكستاين ممثال جلمعية علماء باكستان سنة ‪ 1771‬ورصف حياته يف العمل ىلع تنفيذ رشيعة سيدنا حممد صىل اهلل عليه وسلم يف دولة باكستان‪.‬‬
‫رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫لقاء الشيخ شاه دمحد نوداين الصدييق(ىلع اليسري) مع العالمة عطاء حممد ابلنيالوي (ىلع ايلمني)‬

‫‪54‬‬
‫من حكمه ونصاحئه‬
‫هذه احلكم وانلصائح اخرتتها مما تلقيت من تالميذ فضيلته ومن مالفاتاه وترمجتاه للشايخ أيب الرضاا‬
‫غالم حممد ابلنديالوي‪:21‬‬

‫‪ -‬إن طالب العلم ال يرتيق إىل مراحل الكمال حىت يرتىب ىلع يد شيخ اكمل مريب يرشده ىلع طريق‬
‫اإلحسان وسبيل اتلخيل واتلحيل ويزينه بمحاسن األخالق والسامات واآلداب واملمازيات الايت‬
‫ينبيغ أن يتحىل بها الصاحلون ويزتين بها العلماء الربانيون‪.‬‬

‫‪ -‬قد شوهد أن أهل العلم اذلين لم يالزموا مشايخ الرتبية ولم يصاحبوهم ولم يذعنوا حلكمهم قد‬
‫ازدادت رزائلهم وأن لرتك صحبة مشايخ الرتبية والسلوك آثارا سالبية تعاود ىلع طالاب العلام‬
‫نفسه وتقاده إىل اهلالك وادلمار واخلزي والعار حىت يصبح بعيدا عن منهج أهل السنة واجلماعة‪.‬‬

‫هناك أناس ينتقدون اإلسالم يف خمتلاف نواحياه مساتخدمني يف أحبااثهم وحتلايالتهم األدلاة‬ ‫‪-‬‬

‫العقلية فيجب ىلع العلماء أن يتصدوا هلذه اتلحديات العرصية ويردوا ىلع نقد املنتقدين بنفس‬
‫أسلوبهم بالردود العلمية اليت حتتوي ىلع األدلة املنطقية والالكمية وتستخدم الوسائل الفكرياة‪.‬‬
‫وال خيىف أن القيام بذلك بشلك فعال ليس بمكن حىت يكون دلى العلماء اهتمام خاص بهذا‬
‫املوىضوع وخربة يف العلوم العقلية ومناحيها تدقيقا وضبطا وإال فيعجازون عان الفهام حلجاج‬
‫‪22‬‬
‫املخالفني واخللفيات املاثرة يف فكرهم والرد ىلع شبهاتهم بالرباهني املرضية‪.‬‬

‫إنه جيب علينا أن نتفكر يف منتقدي اإلسالم مان الغاربيني واملسترشاقني ؛ وكياف يتعاودون‬ ‫‪-‬‬

‫اتلعمق يف معرفة العربية والقرآن واحلديث كما حى الراحل شبيل انلعمااين أناه اتلاىق بابعض‬
‫املسترشقني يف أوروبا اذلين قرأوا املسند لإلمام أمحد بأكمله قرآءة حتليلية‪ .‬وهاذه يه العوامال‬
‫اليت دفعت علماءنا إىل إدراج كتب املعقوالت ما بني فلسفة ومنطق وغريهماا ضامن الكتاب‬
‫‪23‬‬
‫ادلراسية يف منهج ادلرس انلظايم‪.‬‬

‫وقمنا بتعريبها برصف خفيف‬


‫‪21‬‬

‫من كتابه ((أهمية ادلرس انلظايم))‬


‫‪22‬‬

‫نفس املصدر السابق‬


‫‪23‬‬

‫‪55‬‬
‫وفاته‬
‫بعد حياة حافلة باخلدمة لدلين احلنيف تدريسا وتأيلفا انتقل األستاذ األكرب إىل الرفيق األىلع عاز وجال‬
‫ايلوم الرابع من شهر ذي القعدة سنة ‪ 1419‬املوافق ‪ 12‬شباط ‪ 2111‬والشيخ املريب محيد ادلين السايالوي أم‬
‫انلاس يف الصالة عليه وال يزال رضحيه بقعة مباركة يقصده املسلمون‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اخلاتمة‬
‫قد تمت هذه الرسالة املوجزة واسرتاح القلم من حتريرها سنة تسع وثالثني وأربعمائة وألف مان هجارة‬
‫من هل الكمال والرشف‪ .‬واحلمد هلل رب العاملني يف األوىل واآلخرة‪.‬‬

‫قاهل بلسانه و رقمه ببنانه‬

‫أفقر الورى إىل املوىل‬

‫عدنان يلاقت راجه ابلاكستاين‬

‫‪‬‬

‫‪57‬‬
‫‪24‬‬
‫صود بعض تلوحيات وإجازات الشيخ‬

‫املأخوذة من كتاب ذكر العطاء يف سرية أستاذ العلماء باالردية للشيخ نذر حسني ابلنديالوي‬
‫‪24‬‬

‫‪58‬‬
‫تلويحات مباركة للعالمة عطاء محمد على النبراس شرح شرح العقائد‬

‫‪59‬‬
‫تلويحات لفضيلته على نور األنوار شرح المنار‬

‫‪60‬‬
‫االاجاة العلمية بخط اإلمام عطاء محمد لبعض طلبته‬

‫‪61‬‬
‫نصيحته المرفقة باإلاجاة المسابقة‬

‫‪62‬‬
‫الشهاد العلمية للشيخ عبد الحكيم شرف القادري من العالمة عطاء محمد‬

‫‪63‬‬
‫إاجاة الشيخ عطاء محمد للشيخ عبد الحكيم شرف القادري‬

‫‪64‬‬
‫اإلاجاة في الفقه الحنفي من الشيخ عطاء محمد للشيخ عبد الحكيم شرف‬
‫القادري‬

‫‪65‬‬
‫اإلاجاة الحديثية من الشيخ عبد القادر الخطيب بن عبد الرةاق العراقي للشيخ‬
‫عطاء محمد البنديالوي‬

‫‪66‬‬
‫اإلاجاة الفقهية من الشيخ عبد القادر الخطيب بن عبد الرةاق العراقي‬

‫للعالمة عطاء محمد البنديالوي‬

‫‪67‬‬
68
69

You might also like