You are on page 1of 7

‫رجال الصوف ابن العرب‬

‫أ ‪ .‬المق ّدمة‬

‫الصوفية‪ ‬أو‪ ‬التصوف‪ ‬هو‪ ‬مذهب‪ ‬إسالمي‪ ،‬لكن وفق الرؤية الصوفية ليست ‪ ‬مذهبًا‪ ،‬وإمنا هو أحد مراتب الدين الثالثة (اإلسالم‪،‬‬
‫اإلميان‪ ،‬اإلحسان)‪ ،‬فمثلما اهتم‪ ‬الفقه‪ ‬بتعاليم شريعة اإلسالم‪ ،‬وعلم العقيدة‪ 6‬باإلميان‪ ،‬فإن التصوف اهتم بتحقيق‬
‫مقام‪ ‬اإلحسان‪ ،‬مقام‪ ‬الرتبية والسلوك‪ ،‬مقام تربية‪ ‬النفس‪ ‬والقلب‪ ‬وتطهريمها‪ ‬من الرذائل‪ ‬وحتليتهما‪ ‬بالفضائل‪ ،‬الذي هو الركن الثالث‬
‫من أركان الدين اإلسالمي الكامل بعد ركين اإلسالم واإلميان‪ ،‬وقد مجعها‪ ‬حديث جربيل‪ ،‬وذكرها‪ ‬ابن عاشر‪ ‬يف منظومته (املرشد‬
‫‪1‬‬
‫املعني على الضروري من علوم الدين )‪ ،‬وحث أكثر على مقام اإلحسان‪ ،‬ملا له من عظيم القدر والشأن يف اإلسالم‬

‫واإلحسان كما تضمنه‪ ‬حديث جربيل‪  ‬هو أن تعبد اهلل كأنك تراه‪ ،‬فإن مل تكن تراه فإنه يراك‪ ،‬وهو منهج أو طريق يسلكه العبد‬
‫للوصول إىل‪ ‬اهلل ‪ ،‬أي الوصول إىل معرفته والعلم به‪ ،‬وذلك عن طريق االجتهاد يف العبادات واجتناب املنهيات‪ ،‬وتربية النفس‬
‫وتطهري القلب من األخالق السيئة‪ ،‬وحتليته باألخالق احلسنة‪ .‬وهذا املنهج يقولون‪ 6‬أنه يستمد أصوله وفروعه من‪ ‬القرآن‪ ‬والسنة‬
‫النبوية‪  ‬واجتهاد العلماء فيما مل يرد فيه نص‪ ،‬فهو علم كعلم الفقه له مذاهبه ومدارسه وجمتهديه وأئمته الذين شيدوا أركانه‬
‫وقواعده ‪ -‬كغريه من العلوم‪ - 6‬جيالً بعد جيل حىت جعلوه علما مسوه بـ‪ ‬علم التصوف‪ ،‬وعلم التزكية‪ ،‬وعلم األخالق‪ ،‬وعلم‬
‫السلوك‪ ،‬أو‪ ‬علم السالكين إلى اهلل‬

‫بعد عهد‪ ‬الصحابة‪  ‬والتابعني‪ ، ‬دخل يف دين‪ ‬اإلسالم‪ُ ‬أمم شىت وأجناس عديدة‪ ،‬واتسعت دائرة العلوم‪ 6،‬وتقسمت وتوزعت بني‬
‫أرباب االختصاص؛ فقام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي جُي يده أكثر من غريه‪ ،‬فنشأ ـ بعد تدوين النحو يف الصدر األول ـ‪ ‬علم‬
‫الفقه‪ ،‬وعلم التوحيد‪ ،‬وعلوم احلديث‪ ،‬وأصول الدين‪ ،‬والتفسري‪ ،‬واملنطق‪ ،‬ومصطلح‪ 6‬احلديث‪ ،‬وعلم األصول‪ ،‬والفرائضاملرياث‬
‫وغريها‪ .‬وبعد هذه الفرتة أن أخذ التأثري الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً‪ ،‬وأخذ الناس يتناسون ضرورة اإلقبال على اهلل‪  ‬بالعبودية‪،‬‬
‫وبالقلب واهلمة‪ ،‬مما دعا أرباب الرياضة والزهد إىل أن يعملوا ُهم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف‪ ،‬وإثبات شرفه‬
‫وجالله وفضله على سائر العلوم‪ 6،‬من باب سد النقص‪ ،‬واستكمال حاجات الدين يف مجيع نواحي النشاط‬

‫ب ‪ .‬المبحث‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬كتاب‪ :‬األقمار المشرقة ألهل الشريعة والطريقة والحقيقة‪ ،‬المؤلف‪ :‬عبد السالم العمراني الخالدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫سنة النشر‪2018 :‬م‪ ،‬ص‪.50 :‬‬
‫سيرة اشخصية‬ ‫ا‪.‬‬

‫محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي األندلسي‪ ‬الشهري بـ‪ ‬محيي الدين بن عربي‪ ،‬أحد أشهر‪ ‬املتصوفني‪ ‬لقبه أتباعه‬
‫وغريهم من‪ ‬الصوفيني‪« ‬بالشيخ األكرب»‪ ،‬ولذا تُنسب إليه‪ ‬الطريقة األكربية‪ ‬الصوفية‪ .‬ولد يف‪ ‬مرسية‪ ‬يف‪ ‬األندلس‪ ‬يف‬
‫شهر‪ ‬رمضان‪ ‬عام‪ 558 ‬هـ‪ ‬املوافق‪1164 ‬م‪ ‬قبل عامني من وفاة الشيخ‪ ‬عبد القادر اجليالين‪ .‬وتويف‬
‫يف‪ ‬دمشق‪ ‬عام‪638 ‬هـ‪ ‬املوافق‪1240 ‬م‪ .‬ودفن يف سفح‪ ‬جبل قاسيون‪.‬‬
‫وهو عامل روحاين من علماء املسلمني األندلسيني‪ ،‬وشاعر وفيلسوف‪ ،‬أصبحت أعماله ذات شأن كب ٍري حىت خارج العامل العريب‪.‬‬
‫تزيد مؤلفاته عن ‪ ،800‬لكن مل يبق منها سوى ‪ .100‬كما غدت تعاليمه يف جمال علم الكون ذات أمهية كبرية يف عدة أجزاء من‬
‫العامل اإلسالمي‬
‫كان ابن عريب متصوفاً وشاعراً وفيلسوفاً‪ ،‬وولد يف مرسية‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬يف السابع عشر من شهر‪ ‬رمضان أو السادس والعشرين من‬
‫شهر متوز عام ‪ 1165‬ميالدي‪ ‬ويُعرف ابن عريب لدى املتصوفني باسم (الشيخ األكرب) أو حمي الدين بن عريب‪ ،‬ويعترب أحد األولياء‬
‫يف الصوفية‪ .‬أما يف الشرق األوسط‪ ،‬فُعرف باسم الشيخ األكرب حمي الدين بن عريب‬
‫وبالرغم من كونه من أتباع‪ ‬املذهب الصويف‪ ،‬لكن كتاباته عن‪ ‬األئمة اإلثين عشر‪ ‬ذات شأن كبري عند‪ ‬الشيعة‪ ‬وهناك جدل واسع‬
‫خبصوص مذهبه الفقهي‪ ،‬حيث يعتقد البعض أن ابن عريب كان ينتمي‪ ‬للمذهب‪ 6‬الظاهري‪.‬‬
‫انتشرت تعاليم ابن عريب بسرعة هائلة عرب العامل‪ .‬ومل تكن كتاباته حكراً على خنبة املسلمني‪ ،‬بل وجدت طريقها إىل الطبقات‬
‫الدنيا من اجملتمع نتيجة انتشار املد الصويف‪ .‬كما تُرمجت أعمال ابن عريب إىل اللغات الفارسية والرتكية‪ ‬واألردية‪ .‬فوقتها‪ ،‬كان عدد‬
‫كبري من الشعراء يتبعون املذهب الصويف‪ ،‬وكانت أفكار ابن عريب مبثابة ٍ‬
‫إهلام كبري هلم‬

‫ب‪ .‬نشأته‬
‫ولد حميي الدين بن عريب يف مدينة مرسية من أب‪ ‬عريب طائي‪ ‬وأم‪ ‬عربية خوالنية و يعرف عند‪ ‬الصوفيني‪ ‬بالشيخ األكرب والكربيت‬
‫األمحر‪ .‬وهو واحد من كبار املتصوفة والفالسفة املسلمني على مر العصور‪ .‬كان أبوه علي بن حممد من أئمة الفقه واحلديث‪ ،‬ومن‬
‫أعالم الزهد والتقوى والتصوف‪ .‬وكان جده أحد قضاة األندلس وعلمائها‪ ،‬فنشأ ضمن جو ديين‪ .‬انتقل والده إىل‪ ‬إشبيلية‪ ‬وكان‬
‫حيكمها أنذاك‪ ‬السلطان حممد بن سعد‪ ،‬وكانت عاصمة من عواصم احلضارة والعلم‪ 6‬يف األندلس‪ .‬وما كاد لسانه يبني حىت دفع به‬
‫والده إىل‪ ‬أيب بكر بن خلف‪ ‬عميد الفقهاء‪ ،‬فقرأ عليه‪ ‬القرآن الكرمي‪ ‬بالقراءات السبع‪ ،‬فما أمت العاشرة من عمره حىت كان ملماً‬
‫بالقراءات واملعاين‪ ‬واإلشارات‪ .‬مث سلمه والده إىل طائفة من رجال‪ ‬احلديث‪ ‬والفقه‪ ‬تنتقل بني البالد واستقر أخرياً يف‪ ‬دمشق‪ ‬طوال‬
‫‪2‬‬
‫حياته وكان واحداً من أعالمها حىت وفاته عام‪ 1240 ‬م‬
‫ذكر أنه مرض يف شبابه مرضاً شديداً ويف أثناء شدة‪ ‬احلمي‪ ‬رأى يف‪ ‬املنام‪ ‬أنه حماط بعدد ضخم من قوى الشر‪ ،‬مسلحني يريدون‬
‫الفتك به‪ .‬وبغتة رأى شخصاً مجيالً قوياً مشرق الوجه‪ ،‬هجم على هذه األرواح الشريرة ففرقها ومل يبق منها أي أثر فسأله حميي‬
‫‪ 2‬محمد حسن االعظمي‪ ،‬شعراء الصوفية‪ ،‬تحقيق مصطفى غالب‪ ،‬بيروت مؤسسة عز الدين‪ ،1988 ،‬ص ‪.334‬‬
‫الدين ابن عريب‪« :‬من أنت؟» فقال له الرجل‪ : :‬أنا‪ ‬سورة يس‪ " .‬وعلى أثر هذا استيقظ فرأى والده جالساً إىل وسادته يتلو عند‬
‫رأسه‪ ‬سورة يس ‪ .‬مث مل يلبث أن شفي من مرضه‪ ،‬وأتته فكرة أنه معد للحياة الروحية وآمن بوجوب سريه فيها إىل هنايتها‪.‬‬
‫تزوج بفتاة فارسية تدعى نظام وهي ابنة الشيخ‪ ‬أيب شجاع بن رستم األصفهاين‪ ‬الذي يعد من كبار شيوخ بالد فارس يف حينها‪.‬‬
‫وكانت تعترب مثاالً يف الكمال الروحي واجلمال الظاهري وحسن اخللق‪ ،‬فسامهت معه يف تصفية حياته الروحية‪ ،‬بل كانت أحد‬
‫دوافعه إىل اإلمعان فيها‪ .‬ويف هذه األثناء كان يرتدد على إحدى مدارس األندلس اليت تعلم فيها سراً مذهب‪ ‬األمبيذوقلية‪ ‬احملدثة‬
‫املفعمة‪ 6‬بالرموز‪ 6‬والتأويالت واملوروثة عن‪ ‬الفيثاغورية‪ ‬واالورفيوسية‪ ‬والفطرية اهلندية‪ .‬وكان أشهر أساتذة تلك املدرسة يف ذلك‬
‫القرن‪ ‬ابن العريف‪ ‬املتوىف سنة‪1141 ‬م‪.‬‬

‫رحال ته‬ ‫ج‪.‬‬


‫حيكى ان ابن عريب رأى وهو يف حالة اليقظة أنه أمام العرش اإلهلي احملمول على أعمدة من هلب متفجر ورأى طائراً بديع الصنع‬
‫حيلق حول العرش ويصدر‪ 6‬إليه األمر بأن يرحتل إىل الشرق وينبئه بأنه سيكون هو مرشده السماوي وبأن رفيقاً من البشر ينتظره يف‬
‫مدينة‪ ‬فاس‪594 ‬هـ‪.‬‬

‫يف السنة‪595 ‬هـ‪ ‬كان يف‪ ‬غرناطة‪ ‬مع شيخه‪ ‬أيب حممد عبد اهلل الشكاز‬ ‫‪‬‬

‫فيما بني سنيت‪597 ‬هـ‪620 ،‬هـ‪ ‬املوافق سنة‪ 1223 ،1200 ‬بدأ رحالته الطويلة املتعددة ايل بالد الشرق فاجته واستقر يف‬ ‫‪‬‬

‫دمشق‪.‬‬
‫يف السنة‪ 1201 ‬م رحل إىل‪ ‬مكة‪ ‬فاستقبله فيها شيخ إيراين وقور جليل عريق احملتد ممتاز يف العقل والعلم‪ 6‬واخللق‬ ‫‪‬‬

‫والصالح‪  .‬والتقى بفتاة تدعي نظام وهي ابنة ذلك الشيخ وقد حباها اهلل بنصيب موفور من احملاسن اجلسمية وامليزات‬
‫الروحية‪ .‬اختذ منها حميي الدين ابن عريب رمزا ظاهريا للحكمة اخلالدة وأنشأ يف تصوير هذا الرمز قصائد سجلها يف‬
‫ديوان‪ ‬ترمجان األشواق‪ ‬ألفه يف ذلك احلني‪.‬‬
‫ويف ذلك احلني يف احدي تأمالته رأي مرشده السماوي مرة أخرى يأمره أيضا بتأليف كتابه اجلامع اخلالد‪ ‬الفتوحات‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫املكية‪ ‬الذي ضمن فيه أهم أرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية‪.‬‬
‫يف سنة‪599 ‬هـ‪ ‬زار‪ ‬الطائف‪ ‬ويف زيارته إىل بيت‪ ‬عبد اهلل بن العباس‪ ‬ابن عم‪ ‬رسول اهلل حممد‪ ‬استخار اهلل وكتب رسالة‪ ‬حلية‬ ‫‪‬‬

‫األبدال‪ ‬لصاحبيه‪ ‬أيب حممد عبد اهلل بن بدر بن عبد اهلل احلبشي‪ ‬وأيب عبد اهلل حممد بن خالد الصديف التلمساين‪.‬‬
‫يف سنة‪601 ‬هـ‪1204 ،‬م‪ ‬ارحتل ايل‪ ‬املوصل‪ ‬حيث جذبته تعاليم الصويف الكبري‪ ‬علي بن عبد اهلل بن جامع‪ ‬الذي تلقي‬ ‫‪‬‬

‫لبس‪ ‬اخلرقة‪ ‬عن‪ ‬اخلضر‪ ‬مباشرة‪ ،‬مث ألبسها حمليي الدين ابن عريب بدوره‪ .‬ويف نفس السنة زار قرب‪ ‬رسول اإلسالم‪ ‬وكما قال‬
‫«وقد ظلمت‪ 6‬نفسي وجئت إىل قربه صلى اهلل عليه وسلم فرأيت األمر على ما ذكرته وقضى اهلل حاجيت وانصرفت ومل يكن‬
‫قصدي يف ذلك اجمليء إىل الرسول إال هذا اهلجري»‪.‬‬
‫يف سنه‪1206 ‬م‪ ‬رحل إىل‪ ‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كتاب‪ :‬رسائل النور الهادي‪ ،‬المؤلف‪ :‬عبد السالم العمراني الخالدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬سنة النشر‪2004 :‬م‪ ،‬ص‪.61 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫يف سنة‪1207 ‬م‪ ‬عاد ايل‪ ‬مكة‪ ‬وأقام فيها ثالثة أعوام مث عاد إىل‪ ‬دمشق‪ ‬وزار‪ ‬قونية‪ ‬برتكيا حيث رحب به‬ ‫‪‬‬

‫أمريها‪ ‬السلجوقي‪ ‬باحتفال هبيج‪ .‬وتزوج هناك بوالدة‪ ‬صدر الدين القونوي‪ .‬مث مل يلبث أن ارحتل ايل‪ ‬أرمينيا‪.‬‬
‫يف سنة‪1211 ‬م‪ ‬رحل ايل بغداد والتقى هناك بشهاب الدين عمر السهروردي‪ ‬الصويف املشهور‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يف سنه‪1214 ‬م‪ ‬زار‪ ‬مكة‪  ‬ووجد عدد من فقهائها الدساسني قد جعلوا يشوهون مسعته لسبب القصائد اليت نشرها يف ديوانه‬ ‫‪‬‬

‫الرمزي منذ ثالثة عشر عاما فرحل إىل دمشق عائداً‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫بعد ذلك رحل ايل‪ ‬حلب‪ ‬واقام فيها مد ًة من الزمن معززاً مكرماً من أمريها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أخريا أقام يف‪ ‬دمشق‪ ‬يف الفرتة‪1223 ‬م‪ ‬ـ‪1240 ‬م‪ ‬حيث كان أمريها أحد تالميذه ومن املؤمنني بعلمه ونقائه وعاش حياته‬ ‫‪‬‬

‫يف‪ ‬دمشق‪ ‬يؤلف ويعلم وكان واحدا من كبار العلماء بني أهل العلم‪ 6‬والفقه‪ 6‬يف دمشق‪ ،‬وألتقى به عدد كبري من العلماء‬
‫والطالب من مجيع أحناء املعمورة ومن أبرزهم الشيخ‪ ‬جالل الدين الرومي‪ ‬صاحب‪ ‬املثنوي‪ ،‬ويف دمشق دون وكتب مراجعاته‬
‫ومؤلفاته وكان له جملس للعلم‪ 6‬والتصوف يف رحاب جمالس‪ ‬دمشق‪ ‬وبني علماء الفقه والعلم‪ 6‬بدمشق ومدارسها‪.‬‬

‫‪ .‬أهم كتبه‬ ‫د‪.‬‬

‫كتاب‪ ‬تفسري ابن عريب‪ ‬ويضم تفسريه للقرآن‪6.‬‬ ‫‪‬‬

‫املكون من ‪ 37‬سفر و‪ 560‬باب‪..‬الذي ُوصف بأنه من النصوص الصوفية املوغلة يف التعمق وان‬ ‫كتاب‪ ‬الفتوحات املكية‪ُ ،‬‬ ‫‪‬‬

‫لغته رمزية وهبا‪ ‬إشارات‪ ‬اهلية‪ ،‬له نشرة علمية حمققة متقنة‪ ،‬بتحقيق الدكتور‪ ‬عثمان حيىي‪.‬‬
‫كتاب‪ ‬فصوص احلكم‪ ،‬الذي أثار جدال ً كبرياً يف وقته والزال مصدرا ً للجدل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ديوان‪ ‬ترمجان األشواق‪ ،‬الذي خصصه ملدح نظام بنت الشيخ‪ ‬أيب شجاع بن رستم األصفهاين‪ ‬اليت عرفها يف مكة سنة ‪598‬‬ ‫‪‬‬

‫عندما قدم إليها ألول مرة قادما من املغرب‪.‬‬


‫كتاب‪ ‬شجرة الكون‪ ،‬يتحدث فيه عن الكون مشبها ً اياه بشجرة اصال كلمة « ٌكن»‬ ‫‪‬‬

‫كتاب‪ ‬اإلعالم بإشارات أهل اإلهلام‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫كتاب اليقني‪ ،‬الذي تناول موضوع اليقني الذي حري عديد من فالسفة ذلك العصر‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫أقوال ابن عربي‬ ‫ه‪.‬‬

‫من قال بالحلول فدينه معلول‪ ،‬وما قال باالتحاد إال أهل‪ ‬اإللحاد‬

‫اهلل‪ ‬تعاىل واحد باإلمجاع‪ ،‬ومقام الواحد يتعاىل أن حيل فيه شيء أو حيل هو يف شيء أو يتحد يف شيء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 4‬كتاب‪ :‬شرح شطرنج العارفين (أنيس الخائفين وسمير العاكفين)‪ ،‬المؤلف‪ :‬محمد بن أحمد الهاشمي التلمساني‪ ،‬المُحرر‪ :‬عاصم إبراهيم‬
‫الكيالي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬سنة النشر‪2005 :‬م‪ ،‬ص‪18 :‬‬
‫لو صح ان يرقى‪ ‬اإلنسان‪  ‬عن انسانيته وامللك عن ملكيته ويتحد خبالقه تعاىل‪ ،‬لصح انقالب احلقائق وخرج اإلله عن كونه إله‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫وصار احلق خالقا‪ ،‬واخللق حقا‪.‬‬
‫احلكم نتيجة احلكمة‪ ،‬والعلم‪ 6‬نتيجة املعرفة‪ ،‬فمن ال حكمة له ال حكم له‪ ،‬ومن ال معرفة له ال علم له‬ ‫‪‬‬

‫«فإذا مسعت احدا من أهل‪ ‬اهلل‪  ‬يقول أو ينقل إليك عنه أنه قال الوالية أعلى من النبوة‪ ،‬فليس يريد ذلك القائل اال ما ذكرناه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أو يقول ان الويل فوق النيب والرسول فأنه يعين بذلك يف شخص واحد وهو أن الرسول من حيث أنه ويل أمت منه من حيث‬
‫أنه نيب ورسول ال أن الويل التابع له أعلى منه فإن التابع ال يدرك املتبوع أبدا فيما هو تابع له فيه إذ لو أدركه مل يكن تابعا‬
‫فافهم‬
‫ال تعرتضوا على اجملتهدين من علماء الرسوم وال جتعلوهم حمجوبني على اإلطالق فإن هلم القدم الكبرية يف الغيوب وإن كانوا‬ ‫‪‬‬

‫غري عارفني وعلى غري‪ ‬بصرية‪ ‬بذلك وحيكمون بالظنون‬

‫نظريات ابن عربي‬ ‫و‪.‬‬

‫ختم الوالية‬ ‫‪‬‬

‫األعيان الثابتة‬ ‫‪‬‬

‫املراتب السبعة‬ ‫‪‬‬

‫التنزالت الستة‬ ‫‪‬‬

‫ز‪ .‬وفاته‬
‫تويف ابن عريب يف‪ 28 ‬ربيع الثاين‪ ‬من سنة‪638 ‬هـ‪ ‬املوافق ‪ 16‬نوفمرب من سنة‪1240 ‬م‪ ‬ودفن يف سفح جبل قاسيون يف‪ ‬دمشق‪.‬‬

‫ج ‪ .‬الخا تمة‬

‫‪ 5‬حديث أخرجه أحمد في مسنده‪ ،‬والبخاري ومسلم في صحيحهما‪.‬‬


‫املعول‬
‫ابن حجر اهليتمي الشافعي‪  ‬حيث قال‪« :‬الذي أثرناه عن أكابر مشاخينا العلماء احلكماء الذين يُستسقى هبم الغيث‪ ،‬وعليهم ّ‬
‫وإليهم املرجع يف حترير األحكام وبيان األحوال واملعارف واملقامات‪ ‬واإلشارات‪ ،‬أن الشيخ حمي الدين بن عريب من أولياء اهلل‬
‫العارفني ومن العلماء العاملني‪ ،‬وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه‪ ،‬حبيث أنه كان يف كل فن متبوعاً ال تابعاً‪ ،‬وأنه يف‬
‫التحقيق والكشف والكالم على الفرق واجلمع حبر ال جيارى‪ ،‬وإمام ال يغالط وال ميارى‪ ،‬وأنه أورع أهل زمانه‬
‫وألزمهم‪ 6‬للسنّة‪ ‬وأعظمهم جماهدة‬

‫كمل العارفني بِإ مجاع أهل الطريق‪ ،‬وكان جليس رسول اهلل‬ ‫ِإ‬
‫عبد الوهاب الشعراين‪ ،‬حيث قال عن ابن عريب‪ « :‬ن الشيخ من ّ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم على الدوامعالء الدين حممد بن علي احلصكفي‪ ،6‬الفقيه‪ ‬احلنفي‪ ‬صاحب الدر املختار حيث قال ناقالً‪ :‬يف‬
‫املعروضات املذكورة ما معناه‪ :‬أن من قال عن فصوص احلكم للشيخ حميي الدين بن العريب إنه خارج عن الشريعة وقد صنفه‬
‫لإلضالل ومن طالعه ملحد ماذا يلزمه؟ أجاب‪ :‬نعم فيه كلمات تباين الشريعة وتكلف بعض املتصلفني إلرجاعها إىل الشرع‬
‫سره فيجب االحتياط برتك مطالعة تلك الكلمات‪ ،‬وقد صدر أمر‬ ‫لكنّا تيقنا أن بعض‪ ‬اليهود‪ ‬افرتاها على الشيخ قدس اهلل ّ‬
‫‪6‬‬
‫سلطاين بالنهي فيجب االجتناب من كل وجه‬

‫الفريوزآبادي ‪ ،‬صاحب القاموس‪ ،‬حيث سئل عن الشيخ ابن عريب فقال‪« :‬اللهم نطقنا مبا فيه رضاك الذي أعتقده وأدين اهلل به‬
‫وعلما وإمام احلقيقة حقيقةً ورمساً وحميي رسوم املعارف فعالً وامساً إذا تغلغل فكر املرء يف طرف‬
‫إنه كان شيخ الطريقة حاالً ً‬
‫من علمه غرقت فيه خواطره عباب ال تكدر الدالء وسحاب تتقاصى عنه األنواء كانت دعوته خترق السبع الطباق وتفرق‬
‫بركاته فتمأل اآلفاق وإين أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق مبا كتبته وغالب ظين أين ما أنصفته‬

‫مصادر البحث‬

‫‪ 6‬كتاب‪ :‬صريح العبارة وباهر اإلشارة في جرد معاني البحر المديد الغزيرة‪ ،‬المؤلف‪ :‬عبد السالم العمراني الخالدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬سنة النشر‪2009 :‬م‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص‪.149 :‬‬
‫كتاب‪ :‬األقمار املشرقة ألهل الشريعة والطريقة واحلقيقة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد السالم العمراين اخلالدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬سنة النشر‪2018 :‬م‪ ،‬ص‪.50 :‬‬

‫‪  ‬كتاب‪ :‬رسائل النور اهلادي‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد السالم العمراين اخلالدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬سنة النشر‪2004 :‬م‪،‬‬
‫ص‪.61 :‬‬

‫حممد حسن االعظمي‪ ،‬شعراء الصوفية‪ ،‬حتقيق مصطفى غالب‪ ،‬بريوت مؤسسة عز الدين‪ ،1988 ،‬ص ‪.334‬‬

‫كتاب‪ :‬صريح العبارة وباهر اإلشارة يف جرد معاين البحر املديد الغزيرة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد السالم العمراين اخلالدي‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬سنة النشر‪2009 :‬م‪ ،‬اجلزء الرابع‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪14‬حديث أخرجه أمحد يف مسنده‪ ،‬والبخاري ومسلم يف صحيحهما‪.‬‬

You might also like