Professional Documents
Culture Documents
املوضوع:
الشمائل احملمدية
اجملموعة:
بسم هللا الرمحن الرحيم احلمد هلل الواحد الذي ليس كمثله شيء ،الذى عمت حبكمته الوجود،
ونشهد أنه ال اله إال هو وحده ال شريك له له احلمد وله امللك وهو الغفور الودود ،وعد سبحانه
وتعاىل من اطاعه ابلعزة ،كما توعد من عصاه جبهنم ،اما بعد ،،نقدم لسيادتكم هذا البحث
املتخصص يف مادة ختريج احلديث العلمية يف موضوع حديثني .ومها الشمائل احملمدية راجني من
املوىل تعاىل أن حيصل البحث على اعجابكم وان نكون عند حسن ظنكم بنا إن شاء هللا ،كما
نرجو من هللا ان يكون وفقنا لتقدم املعلومات الكافية اخلاصة بدراسة ومناقشة هذا املوضوع ،وىف
انتظار تقييمكم ومالحظاتكم من اجل تطوير هذا البحث اىل أفضل وأحسن حال ،ونشكركم
امسه ونسبه:
والدته ووفاته:
ولد االمام احلافظ أبو عيسى يف قرية بوغ يف سنة ( 209هـ) مث انتقل منها إىل مدينة ترمذ إىل أن
شيوخه وتالميذه:
يعترب املؤرخون عصر الرتمذي العصر الذهيب لعلم احلديث حيث كان رائد بعثه وازدهاره االمام
حيث علم الناس عامة وأهل العراق مث مصر خاصة معىن االحتجاج ابلسنة
قال احلافظ أبو الفضل حممد بن طاهر املقدسي (أخربان احلسن بن أمحد أبو حممد السمرقندي
مناولة أخربان أبو بشر عبد هللا بن حممد بن حممد بن عمرو ،حدثنا أبو سعيد عبد الرمحن بن حممد
االدريسي احلافظ قال :حممد بن عيسى بن سورة الرتمذي احلافظ الضرير ،أحد األئمة الذين
صنف كتاب اجلامع والتواريخ والعلل ،تصنيف رجل عامل متقن ،كان يضرب به املثل يف احلفظ.
وقال عنه السمعاين يف االنساب أبنه «إمام عصره بال مدافعة ،صاحب التصانيف» ،وأبنه «أحد
ونقل الذهيب يف تذكرة احلفاظ والصفدي يف نكت اهلميان ،واملزي يف التهذيب أن ابن حبان ذكره
يف الثقات وقال« :كان ممن مجع وصنف وحفظ وذاكر» .
ووصفه املزي يف التهذيب أبنه «احلافظ صاحب اجلامع وغريه من املصنفات ،أحد االئمة احلفاظ
وقال الذهيب يف امليزان « احلافظ العلم ،صاحب اجلامع ،ثقة جممع عليه ،وال التفات إىل قول أيب
حممد بن حزم فيه يف الفرائض من كتا ب األيصال :إنه جمهول ،فإنه ما عرف وال درى بوجود اجلامع
وقال ابن العماد احلنبلي يف شذرات الذهب «كان مربزا على االقران ،آية يف احلفظ واالتقان» .
ونقل احلاكم أبو أمحد عن أحد شيوخه قال «مات حممد بن إمساعيل البخاري ومل خيلف خبرسان
مثل أيب عيسى يف العلم واحلفظ والورع والزهد ،بكى حىت عمي ،وبقي ضريرا سنني» .
ويف التهذيب :قال أبو الفضل البيلماين :مسعت نصر بن حممد الشربكوهي يقول :مسعت حممد بن
عيسى الرتمذي يقول :قال يل حممد بن إمساعيل -يعين البخاري -ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت
يب
ومعىن العمل هبا مع القرآن ،وحدد أصول ذلك وحررها ،وأقام احلجة على مناظريه بوجوب
األخذ ابحلديث وأفحمهم .من ذلك نرى أن األئمة األعالم أصحاب كتب السنة نبغوا يف
الطبقة التالية لعصر الشافعي مباشرة ،وان مل يدركوه رؤية ومساعا لتقدم وفاته ،ولكنهم أدركوا اقرانه
-1فالبخاري /حممد بن امساعيل ابو عبد هللا ولد يف شوال سنة 194هـ ومات يوم السبت غرة
-2ومسلم بن احلجاج القشريي أبو احلسن ولد يف سنة 209هـ ومات يف 25رجب سنة
256هـ.
-3واالمام احلافظ الرتمذي ولد سنة 209هـ ومات يف 13رجب سنة 279هـ.
-4وأبو داوود سليمان بن األشعث السجستاين ولد سنة 202هـ ومات يف 16شوال سنة
257هـ.
-5والنسائي أمحد بن شعيب أبو عبد الرمحن ولد سنة 215هـ ومات يف 13صفر 303هـ.
-6وابن ماجه حممد بن يزيد بن ماجه أبو عبد هللا ولد سنة 209هـ ومات يف 22رمضان
سنة 273هـ.
-7وقد روى هؤالء األئمة الستة عن شيوخ كثريين متفرد بعضهم ابلرواية عن بعض الشيوخ
أن تكتب فيما يعرف بـ (السرية النبوية) ،وهي تصنف علميا ضمن ( املغازي والسري) ،وذلك
ألن املباحث اليت دونت فيها تتكلم غالبها عن املغازي واجلهاد وعالقة الرسول صلى هللا عليه
وسلم ابلكفار واملشركني ،فتبدأ أحداث السرية أوال ببشارات النبوة يف الكتب السابقة وإرهاصات
امليالد ،مث ميالده صلى هللا عليه وسلم ،مث طفولته ،وتربية جده مث عمه له ،مث زواجه من خدجية،
مث نزول الوحي ،والصراع مع املشركني حىت اهلجرة ،مث األحداث يف املدينة يغلب عليها الغزوات
ابتداء من أحد وانتهاء بفتح مكة ،مث احلديث عن وفاته صلى هللا عليه وسلم.
وكثري من الكتب حنت هذا املنحى ابتداء بسرية ابن هشام وانتهاء مبا كتبه املعاصرون مثل
وكثري من الكتب اليت ترمجت إىل غري العربية ترمجت هذه الكتب ،يعين أن صورة حممد صلى هللا
عليه وسلم إىل غري املسلمني نقلت هبذه الصورة اليت يغلب عليها الطابع احلريب والعسكري يف
غالبها.
على أن هناك صنف آخر من الكتب رصد حياة النيب صلى هللا عليه وسلم بصورة أفضل ،وهي
من النواحي املتعددة ،كعالقته بربه سبحانه وتعاىل ،وعبادته ،كما تتعلق بعالقته آبل بيته وأقاربه،
وعالقته أبصحابه ،وبيان أخالقه وسلوكه مع مجيع من تعامل معهم ،فالشمائل تقابل السري اليت
تعىن ابملغازي واجلهاد ،ذلك أن التصنيف يف السرية النبوية أخذ عدة مناح متعددة ،اشتهر منها
منهج املغازي والسري ،ومنها منهج الشمائل واألوصاف واألخالق والسلوكيات ،أو بتعبري أدق
العناية هبدي النيب صلى هللا عليه وسلم يف عموم حياته ،فالشمائل تسلط الضوء على اجلانب
االجتماعي واحلضاري لرسول صلى هللا عليه وسلم وميكن اعتبارها من قسم السنة الفعلية والتقريرية
أكثر من قسم السنة القولية ،وإن كانت الشمائل تشمل األنواع الثالثة للسنة ،لكنها يف اجلانب
التطبيقي أكثر ،كما يدخل فيها وصف الصحابة لشخص الرسول صلى هللا عليه وسلم ووصف
أوالً :ان من واجبات أهل اإلميان،اإلميان به صلى هللا عليه وسلم وال يكون ذلك إال مبعرفته وال
اثنياً :ان معرفة مشائله تستوجب حمبته اليت هي فريضة افرتضها هللا جل وعال على عباده.
اثلثاً :ان هللا تعاىل جعله قدوة للعباد وأسوة للناس وأمر ابتباعه والسري على منهاجه ،فهو اإلمام
رابعاً :ان هللا تعاىل جعله أوىل ابملؤمنني من أنفسهم ،ألنه بذل هلم النصح والشفقة والرأفة ،وهلذا
خامساً :ان هللا تعاىل أقسم يف القرآن الكرمي على كمال خلقه وعظمته.
سادساً :ان هللا تعاىل أمر العباد ابلصالة والسالم عليه واالقتداء به.
سابعاً :ان مشائله وسريته العطرة صلى هللا عليه وسلم تعد منهج حياة لكل مسلم يرجو لنفسه
اخلري والرفعة واحلياة الكرمية يف الدنيا واآلخرة ،ويرىب عليها األبناء وينشأ عليها األجيال.
اثمناً:ان معرفته صلى هللا عليه وسلم من أعظم األمور اليت تزيد من اإلميان
-1من خالل االطالع على مشائله اجمليدة ،وخصاله احلميدة ندرك أنه رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم حقاً وصدقاً ،فهذه األخالق العالية ال ميكن أن يتصف هبا إال نيب ،فهي من دالئل
نبوته ،وقد استدل العلماء ،أبخالقه العالية الرفيعة على نبوته ،ومنهم اإلمام املاوردي رمحه هللا،
وقد أثىن هللا تعاىل عليه بقوله" :وإنك لعلى خلق عظيم".
- 2هي سبب من أسباب حمبته ،ألن حبه صلى هللا عليه وسلم فريضة على كل مسلم
ومسلمة ،قال النيب عليه الصالة والسالم" :ثالث من كن فيه وجد حالوة اإلميان ،أن يكون هللا
-3إن معرفة مشائله متأل القلب حببه ،وتعظيمه ،وسبب يف اتّباعه ،قال تعاىل( :قُ ْل إِ ْن ُكْنـتُ ْم ُُِتبُّو َن
يم)[آل عمران. ]31 : اَّلل َغ ُف ِ اَّلل فَاتَّبِع ِوين ُحيبِب ُكم َّ ِ
ور َرح ٌ
اَّللُ َويَـ ْغف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم ۗ َو َُّ ٌ ََّ ُ ْ ْ ُ
- 4وهي سبب يف زايدة اإلميان.
حنمد الباري ونشكره على فضله ونعمه ورمحته ،ها حنن خنط أبقالمنا اخلطوط األخرية هلذا البحث
بعد رحلة كبرية من اجلهد والتعب والسهر ،وقد عرضنا هبذا البحث بعد حبث وجهد عميق موضوع
(علم املصادر الدراسات اإلسالمية ) .هذا وقد كانت رحلة ممتعة تستحق التعب والعناء ،وهي
كانت رحلة ا رتقت ابلفكر والعقل وقد عرجت ابألفكار اهلامة هلذا املوضوع ،وما هذا اجلهد إال
نقطة يف حبر العلم وجهد العلماء الذين سبقوان يف العلم والبحث ،وهذا اجلهد هو قليل على
البحث العلمي ولكن يكفينا شرف احملاولة ،فإن أخطأان فمن أنفسنا والشيطان ،وإن وفقنا فمن
هللا عز وجل .ويف النهاية وبعد ُتليل كل عناصر املوضوع ،فإننا قد شعرت ابملتعة والفرحة وحنن
نكتب عن هذا البحث اهلام جدا واحليوي ،لكننا مع كل ذلك مل نعطي هذا البحث حقه فقد
قال الشاعر“ :وما كل لفظ يف كالمي يكفيين وما كل معىن يف قويل يرضيين” ،نسأل هللا عز وجل
أن ينال هذا البحث رضاكم واستحسانكم ،وهللا ويل التوفيق.وأخرياً لقد تقدمنا ابليسري يف العلم،
ونرجو أن نكون قد وفقنا وينال رضاكم ،وصل اللهم وسلم على سيدان حممد النيب األمي وخري
معلم واهلادي واملبعوث رمحة للعاملني سيدان حممد وعلى آهله وصحبة أمجعني.
املراجع
كتاب الشمائل احملمدية ،أبو عيسى حممد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي