You are on page 1of 21

‫__________________________________________________‬

‫اجلامعة اإلسالمية العاملية ماليزاي‬

‫عبد احلميد أبو سليمان كلية معارف الوحي والرتاث‬

‫__________________________________________________‬

‫‪ RKQS 1312‬علوم احلديث‬ ‫املادة ‪/‬رمز املادة‬

‫اإلمام مسلم والكتب صحيح مسلم‬ ‫موضوع البحث‬

‫‪ (1‬حممد حارس بن حسنازار (‪)٢٢١٧٠٤٥‬‬ ‫الطّلب ورقم‬


‫أمساء ا‬
‫‪ (2‬حممد اليف حكيمي بن محيد )‪(٢٢١٧٣٨٣‬‬ ‫التسجيل‬
‫‪ (3‬حممد حزري بن عبد هللا )‪(٢١١٧٥٢٩‬‬

‫اجملموعة ‪٦‬‬ ‫رقم اجملموعة‬

‫الدكتور سعد الدين‬ ‫اسم املشرف‬

‫‪SECTION 3‬‬ ‫الفصل الدراسي‬

‫‪1‬‬
‫احملتوّايت‬

‫املقدمة………………………………………………………‪3‬‬

‫املبحث األول‪ :‬سريته الشخصية‪4....................................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬امسه ونسبه‪4...........................................................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬موطنه‪5...............................................................‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬والدته‪6..............................................................‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬صفاته‪8................................................................‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬وفاته وسببها‪9.......................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬تعريف عام بصحيح مسلم‪10..........................................‬‬

‫املطلب األول‪:‬مؤلفاته‪11..............................................................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬هو مكتوب 'صحيح مسلم'‪11...........................................‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬رواة صحيح مسلم‪13..................................................‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬شرطه يف الصحيح‪14...................................................‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬ثناء العلماء على كتاب صحيح مسلم‪16.............................‬‬

‫اخلامتة‪18...........................................................................‬‬

‫املراجع‪19...........................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫َّاس َملْ ي ْش ُكر هللا){الرتمذي‪ :‬حديث حسن صحيح}‬


‫(م ْن ملْ ي ْش ُكر الن َ‬
‫َ‬

‫احلمد هلل رب العاملني الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعاملني نذيرا‪ .‬والصّلة والسّلم‬
‫على سيدان حممد بن عبد هللا الذي أرسله هللا تعاىل رمحة للناس وآاته احلكمة وجوامع الكلم وعلمه ما‬
‫مل يكن يعلم وكان فضل هللا عليه عظيما وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ .‬أما‬
‫بعد‪،‬‬

‫فإن السنة هي املصدر التشريعي الثاين (من املصادر املتفق عليها لدى املسلمني) بعدكتاب هللا‬
‫فهي أصل من أصول الدين ومنهل خصيب للتشريع ودليل أساسي من أدلة األحكام تعرفنا حكم هللا‬
‫سبحانه وتعاىل فيكلكبري وصغري فهي جامعة مانعة عامة شاملة ال تفوهتا شاردة وال واردة إال وقد‬
‫أعطتها حكما شرعيا فيها بيان ملاكان وما سيكون وفيها تنظيم عملي رائع لشؤون احلياة مستوحى عن‬
‫هللا تعاىل خالق احلياة ومن حييا ومرتبط مبالك امللك وامللكوت الذي ال يعزب عنه مثقال ذرة يف األرض‬
‫وال يف السماء‪ .‬فقلما حتدث حادثة أو تنزل انزلة إال وجند يف السنة املطهرة احلكم الشايف والبيان الوايف‬
‫هلا‪.‬‬

‫قد كتبنا هذه ملناقشة وتفصيل املعرفة عن صحيح املسلم‪ .‬وهذه الرسالة حتتوي على عدة أمور‪،‬‬
‫منها خلفية اإلمام املسلم واتريخ حياته‪ ،‬معرفة عن صحيحه وغري ذلك‪ .‬وكذا‪ ،‬نسأل هللا العظيم أن‬
‫يغفر ذنوبنا ويغفر ذنوب الشباب املسلمني ويعينهم يف مواجهة هذه الدنيا ويرمحنا مجيعا‪ .‬وفقنا هللا إىل‬
‫ما يرضيه ومجعنا مع رسول هللا وأصحابه وأتباعهم يف يوم القيامة‪ .‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املبحث األول‪ :‬سريته الشخصية‬

‫املطلب األول‪ :‬امسه ونسبه‬

‫هو مسلم بن احلجاج ‪ -‬بفتح احلاء املهملة‪ ،‬وتشديد اجليم األوىل بينهما ألف ـ ابن مسلم ـ بضم‬
‫امليم وسكون السني املهملة وكسر الّلم فيه ويف سابقه‪ .‬وامسه الكامل أبو احلسني القشريي‬
‫النيسبوري‪.‬‬

‫وهو قشريي ‪ -‬ابلقاف والشني املعجمة مصغراً ـ واختلف فيه‪ ،‬هل هو قشريي من أنفسهم‪ ،‬أم من‬
‫مواليهم ‪.‬‬

‫قال اإلمام ابن الصّلح‪< :‬من أنفسهم>! وكثري من أهل احلديث والرتاجم يقولون فيه (القشريي)‬
‫مطلقاً‪ ،‬والصحيح أنه من ومواليهم‪ ،‬قال التجييب ‪:‬‬

‫وأخربان العّلمة النشابة شرف الدين أبو حممد التوين ـ أعجوبة زمانه يف حفظ األنساب ‪ -‬بقراءيت عليه‬
‫يف بعض ختارجيـه وجمموعاته إثر حديث وقع له مصافحة ملسلم رمحه هللا تعاىل‪ ،‬قال فيه‪ :‬لكأين شافهت‬
‫فيه اإلمام الناقد أاب احلسني مسلم بن احلجاج املضري القيسي اهلوازين العامري القشريي‪ ،‬موىل قشري‬
‫بن كعب أخو عقيل وجعدة واخلريش‪ ،‬أوالد كعب أخي كّلب وكليب وعامر‪ ،‬والد البكاء وامسه ربيعة‪،‬‬
‫أوالد ربيع ة أخي هّلل ومنري وسواءة‪ ،‬أوالد عامر أخي مازن وعائذ ووائل ومرة‪ ،‬رهط سلول‪ ،‬أوالد‬
‫صعصعة‪ ،‬أخي جشم ونصر‪ ،‬أوالد معاوية أخي ـ رضعاء النيب ﷺ ‪ -‬ومنبه أيب ثقيف‪ ،‬أوالد بكر بن‬
‫هوازن‪ ،‬أخي سليم ومازن‪ ،‬أوالد منصور بن عكرمة‪ ،‬أخي حمارب ابين خصفة‪ ،‬أخي عمرو أيب جديلة‪،‬‬
‫وهم فهم وعدوان‪ ،‬وأخي‪ .‬سعد أيضاً رهط غطفان وابهلة وغين‪ ،‬ثّلثتهم ـ خصفة وعمرو وسعد ـ أوالد‬
‫قيس بن عيّلن ـ وامسه الناس ابلنون ـ و بّلن عبد كان ألبيه حضنة فـب إليه‪ ،‬أخي إلياس مجاع خندف‬

‫‪4‬‬
‫ابين مضر‪ ،‬أخي ربيعة‪ ،‬ومها الصرحيان من ولد إمساعيل‪ ،‬وأخي أمنار وإايد أيضاً‪ ،‬أربعتهم اوالد نزار بن‬
‫معد بن عدانن النيسابوري احلافظ رضي هللا عنه‪.1‬‬

‫قال النووي ‪« :‬القشريي نسباً‪ ،‬النيسابوري وطناً‪ ،‬عريب صليبة‪ ،‬وهو أحد أعّلم أئمة هذا الشأن‪،2‬‬
‫ومسيت ابسم جدها ‪ :‬قشري بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‪ ،‬ال تشري بن حرب (بطن من‬
‫سليم)‪ ،‬وإىل قبيلة مسلم ينسب الشيخ عبد الكرمي الصويف‪ ،‬مؤلف «الرسالة القشريية‪ ،‬املشهورة ‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬موطنه‬

‫استوطن ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬أعلى الزجمار ‪ -‬بنيسابور ‪ -‬وكان مسكنة هبا‪ 3‬وهي إذ ذاك من املراكز العلمية‬
‫املهمة سيما يف علوم احلديث‪ ،‬وقد اشتهرت بعلو أسانيدها حىت وصفها السخاوي بـ‪ :‬دار السنة‬
‫والعوايل فكثرت الرحلة إليها طلباً للعلم إذ بلغ عدد علمائها والواردين عليها يف القرن الثالث اهلجري‬
‫(‪ )1375‬عاملاً‪ ،‬وخترج منها من أئمة العلم من ال حيصى‪ ،‬فهي كما قال ايقوت ‪ :‬معدن الفضّلء‬
‫ومنبع العلماء‪.4‬‬

‫‪ 1‬التجييب البلنسي السبيت‪ ،‬القاسم بن يوسف بن حممد بن علي‪" ،‬برانمج التجييب" (ليبيا‪ :‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1981‬م)‪ ،‬حتقيق وإعداد‪ :‬عبد احلفيظ منصور الناشر‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.94 – 93‬‬
‫‪ 2‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪" ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج" (بريوت‪:‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.10‬‬
‫احلكم الضيب الطهماين النيسابوري‪ ،‬أبو عبد هللا احلاكم حممد بن عبد هللا بن حممد بن محدويه بن نُعيم بن اببن البيع‪" ،‬خمتصر‬ ‫‪3‬‬

‫اتريخ نيسابور"(طهران‪ :‬كتاخبانة ابن سينا‪،‬د‪.‬ط‪،‬د‪.‬ت)‪ ،‬د‪.‬ج‪ ،‬د‪.‬ص‪.‬‬


‫‪4‬الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‪" ،‬األمصار ذوات االٓاثر" (د‪.‬م‪ :‬دار ابن كثري‪،‬‬
‫ط‪2009 ،1.‬م)‪ ،‬د‪.‬ج‪ ،‬د‪.‬ص‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬والدته‬

‫اختلف املؤرخون يف والدة اإلمام مسلم‪ ،‬على الرغم من اتفاقهم على سنة وفاته‪ ،‬حىت قال ابن‬
‫خلكان ‪« :‬ومل أر أحداً من احلفاظ ضبط مولده‪ . ،5‬وينحصر خّلفهم يف أربعة أقوال هي ‪:‬‬

‫األول‪ :‬إن والدته سنة (‪ ٢٠١‬هـ)‪ ،‬وهو مفاد قول الذهيب يف والعربه إذ ذكر أن مسلماً تويف وله‬
‫ستون سنة‪ ،6‬ووافقه ابن العماد احلنبلي‪ ،‬إذ نقل كّلم الذهيب يف «العرب‪ ،‬ومل يتعقبه بشيء‪.7‬‬

‫الثاين‪ :‬إن والدته سنة (‪ ٢٠٢‬هـ)‪ ،‬ذكره بروكلمان وسزكني‪ ،‬ونص عبارتيهما‪« :‬ولد سنة ‪ ٢٠٢‬هـ‪،‬‬
‫وقيل سنة ‪ ٢٠٦‬هـ‪ ،8‬وإىل هذا ذهب صاحب ترمجة اإلمام مسلم يف «دائرة املعارف اإلسّلمية‪،‬‬
‫ويّلحظ أهنم أوردوا األول أصّل‪ ،‬والثاين تبعاً مصدراً بـ (قيل) اليت تفيد التضعيف ‪ ،‬مع مّلحظة أن‬
‫هذا القول ذكره ابن خلكان يف معرض الشك‪ ،‬مث صرح أبنه تبني له أن الصحيح على خّلفه ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إن والدته سنة (‪ ٢٠٤‬هـ)‪ ،‬أورده ضمن أقوال الذهيب‪ ،"9‬وجزم به ابن كثري وابن حجر‬
‫والسيوطي إذ قال‪ :‬ألن يف سنة مخس ـ أي ‪ :‬ومائتني ـ كان عمر مسلم سنة‪ ،‬وابن أيب الفتوح وابن‬
‫تغري بردي‪ ،10‬وقيل فيه‪« :‬وهو املشهور‪،11‬و «هو املعروف‪،‬إال أنه وقول مرجوح‪.12‬‬

‫‪ 5‬أمحد بن حممد بن إبراهيم بن أيب بكر ابن خلكان الربمكي اإلربلي‪" ،‬وفيات األعيان" (بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ط‪2008 ،‬م)‪،‬‬
‫د‪.‬ج‪ ،‬ص ‪.4086‬‬
‫‪6‬عبد الرحيم احلسني العراقي زين الدين أبو الفضل‪" ،‬التبصرة والتذكرة" (د‪.‬م‪ :‬دار الكتاب العلمية‪ ،‬د‪.‬ط‪2008 ،‬م)‪ ،‬د‪.‬ج‪،‬‬
‫د‪.‬ص‪.‬‬
‫‪ 7‬راجع ‪« :‬الشذرات»‪.)١/١٤٥( :‬‬
‫‪8‬شوقي ضيف‪" ،‬اتريخ األدب العريب" (د‪.‬م‪ :‬دار املعارف‪ ،‬د‪.‬ط‪2014 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.5182‬‬
‫‪ 9‬الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا ‪" ،‬سري أعالم النبالء" (د‪.‬م‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪2015 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،29‬د‪.‬ص‪.‬‬
‫‪ 10‬العسقّلين‪ ،‬ابن حجر"هتذيب التهذيب" (د‪.‬م‪ :‬املعارف‪ ،‬د‪.‬ط‪2017 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،15‬ص ‪.7252‬‬
‫‪ 11‬نوربوك‪" ،‬اإلمام الرتمذي واملوازنة بني جامعه وبني الصحيحني"‪ ،‬شوهد نوفيمرب ‪2022 ،6‬م‪.‬‬
‫‪ 12‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪" ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج" (بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.38‬‬

‫‪6‬‬
‫الرابع ‪ :‬إن والدته سنة (‪ ٢٠٦‬هـ)‪ ،‬وبه قال احلاكم وذلك فيما مسعه من ابن األخرم ‪« :‬تويف مسلم‬
‫بن احلجاج ‪ -‬رمحه هللا ـ عشية يوم األحد‪ ،‬ودفن يوم االثنني‪ ،‬خلمس بقني من رجب‪ ،‬سنة إحدى‬
‫وستني ومئتني‪ ،‬وهو ابن مخس ومخسني سنة‪.13‬ووجهة ان مسلماً تويف سنة (‪ ٢٦١‬هـ) اتفاقاً‪ ،‬ونص‬
‫احلاكم على أنه كان ابن مخس ومخسني‪ ،‬فيكون مولده سنة ست على الراجح‪ ،‬ولذا قال ابن الصّلح‬
‫بعد أن ذكر أتريخ وفاته ما نصه ‪ :‬ولكن أتريخ مولده‪ ،‬ومقدار عمره‪ ،‬كثرياً ما تطلب الطّلب علمه‬
‫فّل جيدونه‪ ،‬وقد وجدانه وهلل احلمد‪ ،‬فذكر احلاكم أبو يف عبدهللا بن البيع احلافظ کتاب «املركني لرواة‬
‫األخبار‪ ،‬أنه مسع أاب عبدهللا بن األخرم احلافظ يقول‪ .... :‬وسـاق نص عبـارتـه السابقة‪ ،‬وعقب عليها‬
‫بقوله ‪« :‬وهذا يتضمن أن مولده يف سنة ست ومئتني‪ ،‬وهللا أعلم»‪.‬‬

‫وهذا هو الراجح يف نظري‪ ،‬ألن أول من ذكر سنة وفاته‪ ،‬وتقدير عمره ـ ابن األخرم (املتوىف سنة ‪٣٤٤‬‬
‫هـ)‪ ،‬صاحب املستخرج على صحيح مسلم» ـ ونقلة عنه تلميذه احلاكم (املتوىف سنة ‪ 405‬هـ) يف‬
‫كتابيه وعلماء األمصار» و «املزكني لرواة األخبار»‪ ،‬وعن األول نقل ابن الصّلح‪( 14‬املتوىف سنة‬
‫‪ 643‬هـ) وابن خلكان (املتوىف سنة ‪ 681‬هـ)‪ ،‬وقال‪« :‬إنه متلك من نفس النسخة اليت نقل منها‬
‫شيخه ابن الصّلح‪،‬وعن كتاب احلاكم الثاين واملزكني لرواة األخبار» نقل ابن الصّلح والنووي (املتوىف‬
‫سنة ‪ ٦٧٦‬هـ)‪.‬‬

‫هذا الذي رجحته هو الذي صححه ابن حجر يف «املقدمة‪ ،‬فقال فيه‪« :‬وهو األصح‪،15‬وطاش كربي‬
‫زاده‪ ،‬فقال‪« :‬والصحيح أنه ولد يف سنة ست ومئتني‪ ،‬وصححه مجاعة من الباحثني املتأخرين‪ .‬ويتأيد‬

‫‪ 13‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪" ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج" (بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.11‬‬
‫‪14‬ابن خلكان‪ ،‬أمحد بن حممد بن إبراهيم بن أيب بكر ابن خلكان‪" ،‬وفيات األعيان" (بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ط‪2014 ،‬م)‪ ،‬ج‬
‫‪ ،8‬ص ‪.4086‬‬
‫‪15‬الشافعي‪ ،‬إمساعيل بن حممد بن عبد اهلادي إبن عبد الغين العجلوين‪" ،‬إضاءة البدرين" (عمان‪ :‬حقوق الطبع حمفوظة‬
‫للمحققني‪ ،‬د‪.‬ط‪2002 ،‬م)‪ ،‬د‪.‬ج‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪7‬‬
‫هذا الرتجيح إذا علمنا أن ابن األخرم واحلاكم وابن الصّلح والنووي ممن اشتدت عنايتهم ابإلمام مسلم‬
‫ـ رمحه هللا تعاىل ـ ومصنفاته‪ ،‬وهذا أدعى إىل التحقيق والتدقيق‪ ،‬وهللا تعاىل أعلم ‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬صفاته‬

‫أما صفاته اخللقية فقال احلاكم‪ :‬ومسعت أيب يقول‪ :‬رأيت مسلم بن احلجاج حيدث يف خان حممش‪،‬‬
‫فكان اتم القامة‪ ،‬أبيض الرأس واللحية‪.16‬وكان عايل اهلمة كثري النشاط واحلركة وليس أدل على ذلك‬
‫من كثرة رحّلته وتطوافه يف البّلد اإلسّلمية كما سيأيت وأما اخللقية فكثرية‪ ،‬منها ما قاله الشيخ‬
‫عبدالعزيز الدهلوي يف «بستان احملدثني»‪« :‬إنه ما اغتاب أحداً يف حياته‪ ،‬وال ضرب وال شتم»‪.17‬‬

‫وكان كثري اإلحسان إىل الناس حىت وصفه الذهيب أبنه‪« :‬حمسن نيسابور»‪ 18‬وساعده على ذلك جتارته‬
‫وأمّلكه وضياعه ‪.‬وله ملكة حسنة ويضع األشياء يف مواضعها فهو يتصف مبا وصف به أهل نيسابور‬
‫من أهنم‪ :‬أهل رائسة وسياسة‪ ،‬وحسن ملكة‪ ،‬ووضع لألشياء يف مواضعها‪.‬‬

‫‪16‬العسقّلين‪ ،‬ابن حجر‪" ،‬التهذيب" (د‪.‬م‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬د‪.‬ط‪2008 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،4‬د‪.‬ص‪.‬‬
‫‪17‬العثماين‪ ،‬حممد تقي الدين العثماين‪" ،‬فتح امللهم" (د‪.‬م‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط ‪2010 ،1‬م)‪ ،‬ج ‪ ،12‬د‪.‬ص‪.‬‬
‫‪ 18‬الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‪" ،‬العب" (الكويت‪ :‬دائرة املطبوعات والنشر‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪2015 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،6‬د‪.‬ص‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬وفاته وسببها‬

‫(‪)1‬وفاته ‪:‬‬

‫تويف اإلمام مسلم ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬عشية يوم األحد اخلامس والعشرين من رجب سنة إحدى وستني‬
‫ومائتني‪ 19‬هجرية‪ /‬السادس من مايو سنة مخس وسبعني ومثان مائة ميّلدية‪ ،‬وعمره مخس ومخسون‬
‫سنة‪ ،‬ومقربته يف رأس ميدان زايد ‪ -‬بنصر أابد ظاهر نيسابور‪.20‬‬

‫(‪)2‬سببها ‪:‬‬

‫كان لوفاته ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬سبب غريب‪ ،‬فقد عقد له جملس للمذاكرة‪ ،‬فذكر له حديث فلم يعرفه‪،‬‬
‫فرجع إىل منزله‪ ،‬وقال ملن يف الدار ‪ :‬ال يدخلن أحد منكم علي‪ .‬فقالوا له‪ :‬أهديت لنا سلة فيها متر ‪.‬‬
‫فقدموها إليه‪ .‬فكان يطلب احلديث وأيخذ مترة مترة‪ ،‬حىت أصبح ووجد احلديث‪ ،‬قال احلاكم ‪ -‬بعد‬
‫أن ساق هذه القصة بطوهلا ‪ -‬أخربان الثقة من أصحابنا أنه منها مرض ومات‪ .‬فكان سبب وفاته انشئاً‬
‫عن غمرة فكرية علمية‪.21‬‬

‫‪ 19‬إسّلم‪" ،u4‬أتريخ وفاة مسلم يف هذه السنة"‪ ،‬شوهد نوفيمرب ‪2022 ،6‬م‪.‬‬
‫‪20‬أمحد بن حممد بن أيب بكر بن خلكان‪" ،‬الوفيات" (بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ط‪2011 ،‬م)‪ ،‬د‪.‬ج‪ ،‬ص ‪.3980‬‬
‫‪ 21‬ابن الصّلح‪ ،‬عثمان بن عبد الرمحن الشهرزوري تقي الدين‪" ،‬الصيانة" (د‪.‬م‪ ،‬دار الغرب اإلسّلمي‪ ،‬د‪.‬ط‪2010 ،‬م)‪ ،‬ج‬
‫‪ ،1‬ص ‪.343‬‬

‫‪9‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬تعريف عام بصحيح مسلم‬

‫تسمية الكتاب ‪:‬‬

‫اختلفت عبارات العلماء يف التعبري عن كتاب مسلم وتسميته على ثّلثة آراء‪:‬‬

‫األول‪ :‬امسه اجلامع‪ ،‬فقد وردت عبارات بعض العلماء حني الفراغ من قراءة كتاب مسلم (قرآت حبمد‬
‫هللا جامع مسلم)‪ .‬وكذلك أورده صاحب كشف الظنون يف حرف اجليم وعرب عنه ابجلامع ‪.‬وواقع‬
‫الكتاب أنه مرتب على األبواب‪ ،‬وجامع ألبواب الدين كلها‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬امسه املسند الصحيح‪ ،‬وقد أخذت هذه التسمية من قول اإلمام مسلم نفسه فيما رواه اخلطيب‬
‫البغدادي إبسناده عن مسلم أنه قال‪( :‬صنفت هذا املسند الصحيح من ثّلمثائة ألف حديث مسموعة‬
‫‪ ،‬ومل ترد هذه التسمية يف مقدمة مسلم لصحيحه‪ ،‬وال يف غريها من املواضع‪ .‬ومعىن املسند يف هذا‬
‫املوضع هو احلديث املتصل (ذو اإلسناد) إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وهذا واقع كتاب مسلم‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬امسه الصحيح‪ ،‬وينسب إىل صاحبه فيقال‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬وهذه هي التسمية املشهورة بني‬
‫الناس‪ ،‬وغالبا ما يعرب العلماء عنها يف كتبهم‪ ،‬وهذا هو واقع كتاب مسلم فهو صحيح بّل خّلف يعتد‬
‫‪22‬‬
‫به بني أهل احلديث‪ .‬وسنتعرض هلذا يف حينه إن شاء هللا‪.‬‬

‫‪ 22‬عبد احملسن العباد "كتاب اإلمام مسلم وصحيحه ‪ -‬ثناء العلماء عليه وتلقيهم له ولصحيح البخاري ابلقبول" (بريوت‪:‬‬
‫دارعمارعمان ‪ ،‬د‪.‬ط ‪2000. ،‬م) د‪.‬ج‪ ،‬ص ‪. 40 .‬‬

‫‪10‬‬
‫املطلب األول‪:‬مؤلفاته‬

‫كان اإلمام مسلم بن احلجاج من املكثرين يف التأليف يف احلديث ويف خمتلف فنونه رواية ودراية‪ ،‬وصل‬
‫إلينا منها عدد ليس ابلقليل‪ ،‬وهو شاهد على مكانة الرجل يف علم احلديث‪ ،‬وهي مكانة مل يصل إليها‬
‫إال األفذاذ من احملدثني أصحاب اجلهود املباركة يف خدمة السنة‪ ،‬وممن رزقوا سعة الصيت ورزقت‬
‫مؤلفاهتم الذيوع واالنتشار‪.‬ومن مؤلفاته الكىن واألمساء‪ ،‬وطبقات التابعني ورجال عروة بن الزبري‪،‬‬
‫واملنفردات والوجدان‪ ،‬وله كتب مفقودة‪ ،‬منها أوالد الصحابة‪ ،‬واإلخوة واألخوات‪ ،‬واألقران‪ ،‬وأوهام‬
‫‪23‬‬
‫احملدثني‪ ،‬وذكر أوالد احلسني‪ ،‬ومشايخ مالك‪ ،‬ومشايخ الثوري ومشايخ شعبة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬هو مكتوب 'صحيح مسلم'‬

‫غري أن الذي طري اسم مسلم بن احلجاج وأذاع شهرته هو كتابه العظيم املعروف بصحيح مسلم‪ ،‬ومل‬
‫يعرف العلماء قدر صاحبه ومعرفته الواسعة بفنون احلديث إال بعد فراغه من أتليف كتابه‪ ،‬وبه عرف‬
‫واشتهر‪ ،‬يقول النووي يف مقدمة شرحه لصحيح مسلم‪“ :‬وأبقى له به ذكرا مجيّل وثناء حسنا إىل يوم‬
‫الدين”‪.‬‬

‫وقد بدأ أتليف الكتاب يف سن ابكرة يف بلده نيسابور بعد أن طاف ابلبّلد وقابل العلماء وأخذ عنهم‪،‬‬
‫تسعا وعشرين سنة‪ ،‬واستغرق منه مخس عشرة سنة‬
‫وكان عمره حني بدأ عمله املبارك يف هذا الكتاب ً‬
‫حىت أمته سنة (‪ 250‬هـ = ‪864‬م) على الصورة اليت بني أيدينا اليوم‪ .‬وقد مجع اإلمام مسلم أحاديث‬
‫كتابه وانتقاها من ثّلث مائة ألف حديث مسعها من شيوخه يف خّلل رحّلته الطويلة‪ ،‬وهذا العدد‬
‫الضخم خلص منه إىل ‪ 3033‬حديثًا من غري تكرار‪ ،‬يف حني يصل أحاديث الكتاب ابملكرر ومع‬
‫الشواهد واملتابعات إىل ‪ 7395‬ابإلضافة إىل عشرة أحاديث ذكرها يف مقدمة الكتاب‪ .‬وهذه‬
‫األحاديث اليت انتقاها رتبها ترتيبًا حسنًا‪ ،‬وجعلها سهلة التناول‪ ،‬فرتبها على األبواب‪ ،‬وجعل كل كتاب‬
‫حيوي أبو ًااب تندرج حتته‪ ،‬وقد بلغت كتب الصحيح حسب ترقيم العامل اجلليل حممد فؤاد عبد الباقي ‪54‬‬

‫‪ 23‬مصدق أمني عطية الدوري "رواية صحيح مسلم من طريق ابن ماهان مقارنة برواية ابن سف‪.‬اين" (بريوت‪ :‬العراق ‪ ،‬ط ‪.‬‬
‫‪2009 ، ١‬م ) ج‪،١.‬ص‪. 30.‬‬

‫‪11‬‬
‫كتااب‪ ،‬تبدأ بكتاب “اإلميان” ويندرج حتته عدة أبواب مثل‪ :‬ابب إن الدين النصيحة‪ ،‬وابب بيان‬ ‫ً‬
‫خصال املناق‪ ،‬بيان حترمي الكرب‪ ،‬وتّل كتاب اإلميان كتاب الطهارة‪ ،‬مث كتاب احليض‪ ،‬مث كتاب الصّلة‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫وينتهي صحيح مسلم بكتاب التفسري وهو الكتاب الرابع واخلمسون‪.‬‬

‫احدا‪ ،‬مجع فيه طرقه اليت ارتضاها واختار فيه أسانيده‬


‫موضعا و ً‬
‫ً‬ ‫والتزم مسلم أبن جعل لكل حديث‬
‫املتعددة وألفاظه املختلفة‪ ،‬فيسهل على الطالب النظر يف وجوه احلديث وما بني سنده ومتنه من فروق‬
‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫وقد تلقت األمة ابلقبول صحيح مسلم وقرنته بصحيح البخاري‪ ،‬وعدت ما فيهما من احلديث‬
‫مقطوعا بصحته‪ ،‬وقارن بعض العلماء بينهما‪ ،‬ومال بعضهم إىل تفضيل صحيح مسلم على نظريه‬
‫ً‬
‫البخاري‪ ،‬لكن الذي نص عليه احملققون من أهل العلم أن صحيح البخاري أفضل من حيث الصحة‪،‬‬
‫وصحيح مسلم أفضل من حيث السهولة واليسر حيث يسوق األحاديث بتمامها يف موضع واحد وال‬
‫يقطعها يف األبواب مثلما يفعل البخاري‪.‬‬

‫وقد اعتىن العلماء بصحيح مسلم وخدموه خدمة عظيمة‪ ،‬فوضعوا له عشرات الشروح‪ ،‬ومن أشهر هذه‬
‫الشروح‪ :‬إكمال املعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض‪ ،‬واملنهاج يف شرح صحيح مسلم بن احلجاج لإلمام‬
‫النووي‪ ،‬وإكمال العلم حملمد بن خليفة املعروف ابأليب‪ ،‬والشروح الثّلثة مطبوعة متداولة‪ .‬وامتدت‬
‫العناية إىل رجال صحيح مسلم‪ ،‬فصنف كثري من العلماء يف هذا االجتاه‪ ،‬مثل كتاب رجال صحيح‬
‫اإلمام مسلم البن منجويه األصبهاين‪ ،‬ورجال مسلم بن احلجاج البن شربين األنصاري‪ ،‬وتسمية رجال‬
‫صحيح مسلم الذين انفرد هبم عن البخاري للذهيب‪ .‬وبلغت عناية العلماء بصحيح مسلم أن وضعوا له‬
‫خمتصرات‪ ،‬وجردوه من أسانيد وأحاديثه املكررة‪ ،‬مثل‪ :‬خمتصر صحيح مسلم للقرطيب‪ ،‬واجلامع املعلم‬
‫مبقاصد جامع مسلم للمنذري‪.‬‬

‫ومجع بعض العلماء بني الصحيحني يف كتاب واحد‪ ،‬مثل‪ :‬اجلمع بني الصحيحني للجوزقي‪ ،‬واجلمع‬
‫بني الصحيحني للبغوي‪ ،‬وزاد املسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم للشنقيطي‪ ،‬واللؤلؤ واملرجان فيما‬

‫‪24‬حممد بن علي بن آدم بن موسى اإلتيويب الولوي" قرة عني احملتاج يف شرح مقدمة صحيح مسلم بن احلجاج" ( بريوت ‪:‬‬
‫دارابن اجلوزي ‪ ،‬ط‪2007 ، ١.‬م )ج‪ ، ١.‬ص‪. 70.‬‬

‫‪12‬‬
‫ومقروان‬
‫ً‬ ‫منفردا مرة‪،‬‬
‫اتفق عليه الشيخان حملمد فؤاد عبد الباقي‪ .‬وقد طبع صحيح مسلم طبعات عديدة ً‬
‫مع شرح له مرة‪ ،‬غري أن أفضل طبعاته هي اليت حققها حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ورقم أحاديثها ووضع‬
‫هلا فهارس تفصيلية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬رواة صحيح مسلم‬

‫لصحيح اإلمام مسلم رواة كثريون والذي وصلنا من طرق كتب الفهارس واألثبات روايته من طريق أربعة‬
‫من تّلميذه وهم‪:‬‬

‫• أبو اسحاق إبراهيم بن حممد بن سفيان الفقيه‪ ،‬ومل يسمع الصحيح كامّل من اإلمام مسلم‪،‬‬
‫بل إن له فائتا مل يسمعه‪ ،‬يقال فيه‪ :‬أخربان إبراهيم عن مسلم‪ ،‬وذلك الفوت يف كتاب احلج‬
‫ويف أول الوصااي ويف أحاديث اإلمارة واخلّلفة‪ ،‬وهذا الفوت األخري هو أكربها‪ ،‬حيث يبلغ‬
‫حنو مثان عشرة ورقة‪ ،‬كما قال ابن الصّلح يف صيانة صحيح مسلم‬

‫• أبو حممد أمحد بن علي بن املغرية القّلنسي‪ .‬وقد ساق ابن عطية سنده إىل القّلنسي عن‬
‫مسلم مث قال‪ ":‬حاشا ثّلثة أجزاء من آخر الديوان؛ أوهلا حديث عائشة يف اإلفك؛ احلديث‬
‫الطويل‪ ،‬فإن أاب العّلء تلميذ القّلنسي‪ ،‬يروي ذلك عن أيب أمحد اجللوذي عن إبراهيم بن‬
‫‪25‬‬
‫سفيان عن اإلمام مسلم‪.‬‬

‫• مكي بن عبدان بن حممد التميمي النيسابوري‬

‫‪ 25‬أبو حممد عبد احلق بن غالب بن عبد الرمحن بن متام بن عطية األندلسي احملاريب " فهرسة ابن عطية" (بريوت ‪ :‬دار الغرب‬
‫االسّلمي ‪ -‬بريوت‪ /‬لبنان ‪ ،‬ط‪1983، ٢.‬م ) د‪.‬ج ‪ ،‬ص‪. 120, 85.‬‬

‫‪13‬‬
‫• أبو حامد بن الشرقي أمحد بن حممد بن احلسن النيسابوري‬

‫وقد روى ابن نقطة يف التقييد بعضا من رواية مكي بن عبدان عن اإلمام مسلم‪ ،‬ورواه اجلوزقي احلافظ‬
‫من طريق ابن الشرقي‪ ،‬مساعا لبعضه ومن طريق مكي ابن عبدان مساعا جلميعه‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬شرطه يف الصحيح‬

‫شرطت‬
‫ُ‬ ‫قال ابن طاهر‪" :‬اعلم أن البخاري ومسلماً ومن ذكران بعدهم‪ ،‬مل ينقل عن واحد منهم أنه قال‪:‬‬
‫ط‬
‫أن أخرج يف كتايب ما يكون على الشرط الفّلين‪ ،‬وإمنا يعرف ذلك من سرب كتبهم‪ ،‬فيعلم بذلك شر ُ‬
‫كل ٍ‬
‫رجل منهم‪ .‬واعلم أن شرط البخاري ومسلم أن ُُيرجا احلديث املتفق على ثقة نقلته إىل الصحايب‬
‫ُ‬
‫املشهور‪ ،‬من غري اختّلف بني الثقات األثبات‪ ،‬ويكون إسناده متصّلً غري مقطوع‪ ،‬فإن كان للصحايب‬
‫راواين فصاعداً فحسن‪ ،‬وإن يكن له إال را ٍو واحد إذا صح الطر ُ‬
‫يق إىل الراوي أخرجاه‪ ،‬إال أن مسلماً‬
‫لشبهة وقعت يف نفسه‪ ،‬أخرج مسلم أحاديثهم إبزالة‬ ‫ٍ‬ ‫أخرج أحاديث أقوٍام ترك البخاري حديثهم‪،‬‬
‫الشبهة‪ ،‬مثل محاد بن سلمة‪ ،‬وسهيل بن أيب صاحل‪ ،‬وداود بن أيب هند‪ ،‬وأيب الزبري‪ ،‬والعّلء بن عبد‬
‫‪26‬‬
‫الرمحن‪ ،‬وغريهم‪".‬‬

‫وقال احلازمي‪" :‬مذهب من ُيرج الصحيح أن يعترب حال الراوي العدل يف مشاُيه وفيمن روى عنهم‪،‬‬
‫وهم ثقات أيضا‪ ،‬وحديثه عن بعضهم صحيح اثبت يلزمه إخراجه‪ ،‬وعن بعضهم مدخول ال يصح‬
‫إخراجه إال يف الشواهد واملتابعات‪ ،‬وهذا ابب فيه غموض‪ ،‬وطريقه معرفة طبقات الرواة عن راوي‬
‫األصل ومراتب مداركهم‪ .‬ولنوضح ذلك مبثال‪ ،‬وهو أن تعلم أن أصحاب الزهري مثّل على طبقات‬
‫مخس‪ ،‬ولكل طبقة منها مزية على اليت تليها وتفاوت‪ .‬فمن كان يف الطبقة األوىل فهو الغاية يف الصحة‪،‬‬

‫‪26‬حممد بن طاهر املقدسي أبو الفضل حممد بن موسى احلازمي أبو بكر"شروط األئمة الستة‪ ،‬ويليه‪ :‬شروط األئمة اخلمسة"‬
‫(بريوت ‪:‬دارالكتاب العلمية ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬ت‪ ).‬ج‪ ،١.‬د‪.‬ص‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وهو غاية مقصد البخاري والطبقة الثانية شاركت األوىل يف العدالة‪ ،‬غري أن األوىل مجعت بني احلفظ‬
‫واإلتقان وبني طول املّلزمة للزهري‪ ،‬حىت كان فيهم من يُزامله يف السفر ويُّلزمه يف احلضر‪ ،‬والطبقة‬
‫الثانية مل تّلزم الزهري إال مدة يسرية فلم متارس حديثه‪ ،‬وكانوا يف اإلتقان دون الطبقة األوىل‪ ،‬وهم شرط‬
‫‪27‬‬
‫مسلم‪".‬‬

‫وقال ابن الصّلح‪" :‬شرط مسلم يف صحيحه‪ :‬أن يكون احلديث متصل اإلسناد بنقل الثقة عن الثقة‬
‫‪28‬‬
‫من أوله إىل منتهاه ساملاً من الشذوذ‪ ،‬ومن العلة‪ ،‬وهذا هو حد احلديث الصحيح يف نفس األمر‪".‬‬

‫وقال ابن رجب‪" :‬وأما مسلم فّل ُيرج إال حديث الثقة الضابط‪ ،‬ومن يف حفظه بعض شيء‪ ،‬وتكلم‬
‫‪29‬‬
‫فيه حلفظه‪ ،‬لكنه يتحرى يف التخريج عنه‪ ،‬وال ُيرج عنه إال ما ال يقال إنه مما وهم فيه‪".‬‬

‫مذهبه يف عدم اشرتاط اللقي يف السند املعنعن‪:‬‬

‫نقل مسلم يف مقدمة صحيحه اإلمجاع على أن اإلسناد املعنعن السامل صاحبه من وصمة التدليس؛ له‬
‫املعنعن عنه‪ ،‬وإن مل يثبت اجتماعهما‪ ،‬أي إذا أمكن اللقاء فحسب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حكم االتصال إذا تعاصر املعنعن و َ‬
‫فقال ‪":‬وهذا القول يرمحك هللا يف الطعن يف األسانيد‪ ،‬قول خمرتع مستحدث‪ ،‬غري مسبوق صاحبه إليه‪،‬‬
‫وال مساعد له من أهل العلم عليه‪ ،‬وذلك أن القول الشائع املتفق عليه بني أهل العلم ابألخبار والرواايت‬
‫قدميا وحديثا‪ :‬أن كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه‪ ،‬لكوهنما مجيعا‬
‫كاان يف عصر واحد وإن مل أيت يف خرب قط أهنما اجتمعا وال تشافها بكّلم‪ ،‬فالرواية اثبتة واحلجة هبا‬
‫الزمة‪ ،‬إال أن يكون هناك داللة بينة أن هذا الراوي مل يلق من روى عنه أو مل يسمع منه شيئا"‪ ،‬وقد‬

‫حممد بن طاهر املقدسي أبو الفضل حممد بن موسى احلازمي أبو بكر"شروط األئمة الستة‪ ،‬ويليه‪ :‬شروط األئمة اخلمسة"‬ ‫‪27‬‬

‫(بريوت ‪:‬دارالكتاب العلمية ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬ت‪ ).‬ج‪ ،١.‬د‪.‬ص‪.‬‬

‫‪: 28‬عثمان بن عبد الرمحن الشهرزوري تقي الدين ابن الصّلح“ ابن الصالح يف صيانة صحيح مسلم" (بريوت‪:‬دار الغرب‬
‫اإلسّلمي ‪ ،‬ط‪2006 ، ١.‬م ‪ ).‬د‪.‬ج ‪ ،‬ص‪72 .‬‬

‫السّلمي‪ ،‬البغدادي‪ ،‬مث الدمشقي‪ ،‬احلنبلي " شرح علل الرتمذي" (‬


‫زين الدين عبد الرمحن بن أمحد بن رجب بن احلسن‪َ ،‬‬
‫‪29‬‬

‫بريوت ‪ :‬مكتبة املنار ‪ -‬الزرقاء – األردن ‪ ،‬ط‪1987 ، ١.‬م ) ج‪ ، 2.‬ص‪. 612.‬‬

‫‪15‬‬
‫سار اإلمام مسلم على هذا املنهج يف كتابه‪ ،‬مثال ذلك أنه أخرج حديث عبد هللا بن يزيد عن حذيفة‬
‫كائن إىل أن تقوم الساعة" احلديث‪ ،‬وقد قال يف مقدمة صحيحه‪" :‬وال‬
‫قال‪" :‬أخربين رسول هللا مبا هو ٌ‬
‫حفظنا يف ٍ‬
‫شيء من الرواايت أن عبد هللا بن يزيد شافه حذيفة وأاب مسعود حبديث قط‪ ،‬وال وجدان‬
‫ذكر رؤيته إايها يف رواية بعينها" يف حني ذهب البخاري وشيخه ابن املديين وأبو بكر الصرييف الشافعي‬
‫وغريهم إىل اشرتاط ثبوت اللقاء ولو مرة واحدة‪ .‬قال النووي‪" :‬وهذا أقوى"‪ ،30‬وقد أظهره البخاري يف‬
‫التاريخ وجرى عليه يف الصحيح‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬ثناء العلماء على كتاب صحيح مسلم‬

‫إن العلماء ُيتلفون يف أي الصحيحني يقدم‪ ،‬صحيح البخاري أم صحيح مسلم‪ ،‬والصواب يف‬
‫هذا األمر هو العلماء الـمحققون ذهبوا يف أن صحيح البخاري مقدم على صحيح مسلم ألن شرط‬
‫البخاري أقوى وأمنت من شرط مسلم‪ ،‬غري أن علماء املغاربة ق ادموا صحيح مسلم على صحيح البخاري‬
‫من جهة حسن الرتتيب وحسن السياق ومجع األحاديث اليت يف موضع واحد يف مكان واحد‪،‬‬
‫فصحيح مسلم مقدم من هذه اجلهة‪ ،‬ولكن من جهة الصحة ال شك أن صحيح البخاري مقدم‪،‬‬
‫فاإلمام البخاري فاق يف الصحة‪ ،‬واإلمام مسلم فاق يف حسن الصناعة وحسن الرتتيب وحسن‬
‫‪31‬‬
‫السياق‪.‬‬

‫وأثىن اإلمام النووي على هذا الكتاب‪ ،‬قال‪" :‬من حقق نظره يف صحيح مسلم رمحه هللا‪ ،‬واطلع‬
‫على ما أودعه يف أسانيده وترتيبه وحسن سياقته وبديع طريقته من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق‬

‫‪ 30‬النووي "ما متس إليه حاجة القاري لصحيح إمام البخاري " (بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪1999 ، ١.‬م ) د‪.‬ج ‪،‬‬
‫د‪.‬ص ‪.‬‬
‫‪ 31‬الدكتور سيد عبد املاجد الغوري‪ ،‬التعريف الوجيز مبناهج أشهر املصنفني يف احلديث‪( ،‬ماليزاي‪ :‬دار الشاكر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2018‬م)‪ ،‬م‪ ،1‬ص‪.38‬‬

‫‪16‬‬
‫وأنواع الورع واالحتياط والتحري يف الرواية وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها وانتشارها وكثرة‬
‫اطّلعه واتساع روايته وغري ذلك مما فيه من احملاسن واألعجوبة واللطائف الظاهرات واخلفيات‪ ،‬علم‬
‫‪32‬‬
‫أنه إمام ال يلحقه من بعد عصره‪ ،‬وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره‪.‬‬

‫حيتل صحيح مسلم مكانة متقدمة بني كتب احلديث املصنفة حيث يعترب صحيح مسلم عند‬
‫أهل السنة واجلماعة اثين أصح الكتب املصنفة بعد القرآن الكرمي مث صحيح البخاري‪ .‬وقد اعتىن به‬
‫العلماء قدميا وحديثا ‪.‬‬

‫وقال ابن حجر العسقّلين ‪ :‬حصل ملسلم يف كتابه حظ عظيم مفرط مل حيصل الحد مثله‬
‫حبيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح حممد بن امساعيل وذلك ملا اختص به من مجيع الطرق‬
‫وجودة السياق واحملافظة على أداء االلفاظ كما هي من غري تقطيع وال رواية مبعىن وقد نسج على منواله‬
‫خلق عن النيسابوريني فلم يبلغوا شأوه وحفظت منهم أكثر من عشرين إماما ممن صنف املستخرج على‬
‫‪33‬‬
‫مسلم فسبحان املعطي الوهاب‪.‬‬

‫‪ 32‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.40‬‬


‫‪ 33‬عبد احملسن العباد "كتاب اإلمام مسلم وصحيحه ‪ -‬ثناء العلماء عليه وتلقيهم له ولصحيح البخاري ابلقبول" (بريوت‪:‬‬
‫دارعمارعمان ‪ ،‬د‪.‬ط ‪2000. ،‬م) د‪.‬ج‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪17‬‬
‫اخلامتة‬

‫رب العاملني عدد خلقة ومداد كلماته وزنة عرشه‪ ،‬احلمد هلل الذي هداان هلذا‬
‫أختم حبمد هللا ا‬
‫وما كناا لنهتدي لوال أن هداان هللا‪ ،‬وفقنا هللا إلمتام حبثنا هذا يف مراجعة كتاب صحيح مسلم‪ ،‬والذي‬
‫مهماً عند علماء املسلمني وغريهم‪ ،‬فقد حت ادثنا يف حبثنا هذا ابلتافصيل عن اإلمام مسلم‬‫كتااب ا‬
‫يعترب ً‬
‫وكتابه املشهور‪ ،‬مستنداً بذلك ألقوال وعلم اجلهابذة من أهل العلم‪ ،‬وركيزتنا األوىل كانت القرآن الكرمي‬
‫ويتقرب‬
‫يتعرف املسلم على صحيح مسلم ا‬
‫الشريفة‪ ،‬وكانت غايتنا من البحث هذا أن ا‬ ‫السنة النابوياة ا‬
‫و ا‬
‫بذلك من هللا‪ ،‬وقد بذلنا جهدا كبرياً إليصال البحث لكم‪.‬‬

‫فلعل هذا البحث نستطيع أن نعطي منوذجا من روائع اإلمام مسلم وصحيحه‪ .‬وأخريا نسأل‬
‫هللا أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكرمي وأن ينفعنا مبا فيه خري الدارين أنه مسيع جميب‪ .‬أسأل هللا‬
‫حممد وعلى آله وصحبه‬
‫أن يكون على قدر تطلاعاتكم‪ ،‬وختاماً اللهم صلي وسلم وابرك على نبينا ا‬
‫أمجعني‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫املراجع‬

‫‪-‬القرأن الكرمي‬
‫‪-‬التجييب البلنسي السبيت‪ ،‬القاسم بن يوسف بن حممد بن علي‪" ،‬برانمج التجييب" (ليبيا‪ :‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1981‬م)‪ ،‬حتقيق وإعداد‪ :‬عبد احلفيظ منصور الناشر‪.‬‬
‫‪-‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪" ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج" (بريوت‪:‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬احلكم الضيب الطهماين النيسابوري‪ ،‬أبو عبد هللا احلاكم حممد بن عبد هللا بن حممد بن محدويه بن نُعيم بن اببن البيع‪" ،‬خمتصر‬
‫اتريخ نيسابور"(طهران‪ :‬كتاخبانة ابن سينا‪،‬د‪.‬ط‪،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪-‬الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‪" ،‬األمصار ذوات االٓاثر" (د‪.‬م‪ :‬دار ابن كثري‪،‬‬
‫ط‪2009 ،1.‬م)‪.‬‬
‫‪-‬أمحد بن حممد بن إبراهيم بن أيب بكر ابن خلكان الربمكي اإلربلي‪" ،‬وفيات األعيان" (بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ط‪2008 ،‬م)‪.‬‬
‫‪-‬عبد الرحيم احلسني العراقي زين الدين أبو الفضل‪" ،‬التبصرة والتذكرة" (د‪.‬م‪ :‬دار الكتاب العلمية‪ ،‬د‪.‬ط‪2008 ،‬م)‪.‬‬
‫‪-‬راجع ‪« :‬الشذرات»‪.)١/١٤٥( :‬‬
‫‪-‬شوقي ضيف‪" ،‬اتريخ األدب العريب" (د‪.‬م‪ :‬دار املعارف‪ ،‬د‪.‬ط‪2014 ،‬م)‪.‬‬
‫‪-‬الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا ‪" ،‬سري أعالم النبالء" (د‪.‬م‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫‪-‬العسقّلين‪ ،‬ابن حجر"هتذيب التهذيب" (د‪.‬م‪ :‬املعارف‪ ،‬د‪.‬ط‪2017 ،‬م)‪.‬‬
‫‪-‬نوربوك‪" ،‬اإلمام الرتمذي واملوازنة بني جامعه وبني الصحيحني"‪ ،‬شوهد نوفيمرب ‪2022 ،6‬م‪.‬‬
‫‪-‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪" ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج" (بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪-‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪" ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج" (بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪-‬ابن خلكان‪ ،‬أمحد بن حممد بن إبراهيم بن أيب بكر ابن خلكان‪" ،‬وفيات األعيان" (بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ط‪2014 ،‬م)‪.‬‬
‫‪-‬الشافعي‪ ،‬إمساعيل بن حممد بن عبد اهلادي إبن عبد الغين العجلوين‪" ،‬إضاءة البدرين" (عمان‪ :‬حقوق الطبع حمفوظة‬
‫للمحققني‪ ،‬د‪.‬ط‪2002 ،‬م)‪.‬‬
‫‪1‬العسقّلين‪ ،‬ابن حجر‪" ،‬التهذيب" (د‪.‬م‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬د‪.‬ط‪2008 ،‬م)‪.‬‬

‫‪-‬العثماين‪ ،‬حممد تقي الدين العثماين‪" ،‬فتح امللهم" (د‪.‬م‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط ‪2010 ،1‬م)‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-‬الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‪" ،‬العب" (الكويت‪ :‬دائرة املطبوعات والنشر‪،‬‬

‫د‪.‬ط‪2015 ،‬م)‪.‬‬

‫‪-‬إسّلم‪" ،u4‬أتريخ وفاة مسلم يف هذه السنة"‪ ،‬شوهد نوفيمرب ‪2022 ،6‬م‪.‬‬
‫‪-‬أمحد بن حممد بن أيب بكر بن خلكان‪" ،‬الوفيات" (بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ط‪2011 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ -‬ابن الصّلح‪ ،‬عثمان بن عبد الرمحن الشهرزوري تقي الدين‪" ،‬الصيانة" (د‪.‬م‪ ،‬دار الغرب اإلسّلمي‪ ،‬د‪.‬ط‪2010 ،‬م)‪.‬‬

‫‪-‬عبد احملسن العباد "كتاب اإلمام مسلم وصحيحه ‪ -‬ثناء العلماء عليه وتلقيهم له ولصحيح البخاري ابلقبول" (بريوت‪:‬‬
‫دارعمارعمان ‪ ،‬د‪.‬ط ‪2000. ،‬م)‪.‬‬

‫‪-‬مصدق أمني عطية الدوري "رواية صحيح مسلم من طريق ابن ماهان مقارنة برواية ابن سف‪.‬اين" (بريوت‪ :‬العراق ‪ ،‬ط ‪١ .‬‬
‫‪2009 ،‬م )‪.‬‬
‫‪-‬حممد بن علي بن آدم بن موسى اإلتيويب الولوي" قرة عني احملتاج يف شرح مقدمة صحيح مسلم بن احلجاج" ( بريوت ‪:‬‬
‫دارابن اجلوزي ‪ ،‬ط‪2007 ، ١.‬م )‪.‬‬
‫‪-‬أبو حممد عبد احلق بن غالب بن عبد الرمحن بن متام بن عطية األندلسي احملاريب " فهرسة ابن عطية" (بريوت ‪ :‬دار الغرب‬
‫االسّلمي ‪ -‬بريوت‪ /‬لبنان ‪ ،‬ط‪1983، ٢.‬م )‪.‬‬

‫‪-‬حممد بن طاهر املقدسي أبو الفضل حممد بن موسى احلازمي أبو بكر"شروط األئمة الستة‪ ،‬ويليه‪ :‬شروط األئمة اخلمسة"(‬
‫بريوت ‪:‬دارالكتاب العلمية ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬ت‪.).‬‬

‫‪-‬حممد بن طاهر املقدسي أبو الفضل حممد بن موسى احلازمي أبو بكر"شروط األئمة الستة‪ ،‬ويليه‪ :‬شروط األئمة اخلمسة"(‬
‫بريوت ‪:‬دارالكتاب العلمية ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬ت‪.).‬‬

‫‪-‬عثمان بن عبد الرمحن الشهرزوري تقي الدين ابن الصّلح“ ابن الصالح يف صيانة صحيح مسلم" ( بريوت ‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسّلمي ‪ ،‬ط‪2006 ، ١.‬م ‪.).‬‬

‫السّلمي‪ ،‬البغدادي‪ ،‬مث الدمشقي‪ ،‬احلنبلي " شرح علل الرتمذي" (‬


‫‪-‬زين الدين عبد الرمحن بن أمحد بن رجب بن احلسن‪َ ،‬‬
‫بريوت ‪ :‬مكتبة املنار ‪ -‬الزرقاء – األردن ‪ ،‬ط‪1987 ، ١.‬م )‪.‬‬

‫‪-‬النووي "ما متس إليه حاجة القاري لصحيح إمام البخاري " (بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪1999 ، ١.‬م )‪.‬‬

‫‪-‬الدكتور سيد عبد املاجد الغوري‪ ،‬التعريف الوجيز مبناهج أشهر املصنفني يف احلديث‪( ،‬ماليزاي‪ :‬دار الشاكر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2018‬م)‪.‬‬

‫‪20‬‬
:‫ ثناء العلماء عليه وتلقيهم له ولصحيح البخاري ابلقبول" (بريوت‬- ‫عبد احملسن العباد "كتاب اإلمام مسلم وصحيحه‬-
.)‫م‬2000. ، ‫ط‬.‫ د‬، ‫دارعمارعمان‬

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%B0%D9%8A-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86%D9
%87-%D8%A8%D9%8A%D9%86-
%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D9%87-
%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%86-
pdf

https://www.islam4u.com/ar/shobahat/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85-
%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%84-
%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9

21

You might also like