You are on page 1of 873

‫[عمر ابن اذينة] ‪3‬‬

‫تنبيه ‪5‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمداهلل الذي عمر حمافل القدس باملوقننى‪ ،‬وزين جمالس األنس باملمؤنننى‪ ،‬والصلوة‬
‫والسالم عىل نن ابتعثه أسوة للعاملنى‪ ،‬وأنرنا باتباعه نن بنى العاملنى‪ ،‬وعىل آله وصحبه‬
‫السابقنى املقربنى‪.‬‬
‫أنا بعد؛ فيقول املعرتف اجلاين ابوأمحد حممد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيسابوري‬
‫اخلراساين ‪ -‬نن اهلل عليه بنيل االناين ‪ -‬انه قد جرى بيني وبنى أهل أفضل املتجتددين‬
‫قدوة الفاضلنى ‪ -‬نتع اهلل تعاىل ببقائه الطالبنى والطالبينى ‪ -‬عند حضوري يف جملسه‬
‫الرشيف وحمفله املنيف ذكر االجتدا ينى واالخبارينى‪ ،‬وكان املتجلس خاصا بأهله‬
‫احلارضين‪ ،‬فقال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل ‪ : -‬إن أول األخبارينى هو املوىل حممد أننى وقبله‬
‫كانت الطائفة ننحرصة يف االجتدا ينى‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬أيد اهلل السيد ان املحدث املذكور كان نن علامء املائة احلا ية عرش‪ ،‬ونعارص‬
‫الشيخ هباء الدين ‪ -‬ريض اهلل عندام ‪ ،-‬وقد رصح علامء الشيعة وأهل السنة يف ترمجة‬
‫‪ 6‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بعض الرجال بكونه نن األخبارينى نع سبق املرصحنى بمئاة عديدة عىل املحدث‬
‫األننى‪.‬‬
‫فقال العالنة – رمحه اهلل ‪ -‬يف « النداية » نالفظه‪:‬‬
‫أن كثرهتم يف قديم الزمان ما كانت‬
‫و ّأما اإلمامية فاألخبار ّيون منهم‪ ،‬مع ّ‬
‫يعولوا يف أصول الدين وفروعه ّإّل عىل أخبار اآلحاد املروية‬
‫ّإّل منهم‪ ،‬مل ّ‬
‫السالم‪ .‬و األصوليون منهم كأيب جعفر الطويس وغريه‬
‫عن األئمة عليهم ّ‬
‫‪1‬‬
‫وافقوا عىل قبول خرب الواحد‪.‬‬
‫وقال يف « اخلالصة » والشيخ او يف كتابه‪:‬‬
‫صالح بن عيل بن عطيه اّلضخم ابوحممد برصي كان اخباريا الخ‪.‬‬
‫وقال العالنة االسرتآبا ي بعد ذكره يف « الرجال » ‪:‬‬
‫وقد تقدم صالح ابوحممد فالتغفل‪.‬‬
‫وقال الشيخ الطائفة يف « الفدرست » بعد ذكر صالح القامط وصالح احلذاء نالفظه‪:‬‬
‫صالح املكنّى أبا حممد‪ .‬له روايات‪ .‬أخربنا مجاعة عن أيب املفضل عن محيد‬
‫‪2‬‬
‫عن القاسم بن إسامعيل وأمحد بن ميثم عنهم‪.‬‬

‫أقول‪ :‬وإىل هذا اشار سمينا العالنة يف « الرجال » ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عالنه حىل‪ ،‬هناية الوصول إىل علم األصول‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .404 :‬چاپ فرت تبليغات اسالنى قم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬فدرست الطوسى‪ ،‬ص ‪. 247‬‬
‫تنبيه ‪7‬‬

‫وقال العالنة الفرىوزآبا ي الشافعي يف « القانوس »‪:‬‬


‫لوط بن حىيى ابوخمنف كمنرب اخباري شيعي الخ‪.‬‬
‫وقال الشيخ الطائفة يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫لوط بن حىيى‪ :‬يكنى أبا خمنف من أصحاب أمري املؤمنني واحلسن‬
‫واحلسني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عىل ما زعمه الكيش والصحيح أن أباه كان‬
‫من أصحابه وهو مل يلقه‪ .‬له كتب كثرية يف السري منها‪ :‬كتاب « مقتل‬
‫احلسني ‪ -‬عليه السالم ‪ 1 » -‬الخ‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ان االخباري يف كالم السلف بمعنى كثرى التوسع يف االخبار‪ ،‬ال بمعنى‬
‫املتمذهب هبا‪ ،‬وذلك باعتبار اللغة‪ ،‬ال االصطالح‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ايدك اهلل‪ ،‬لوكان املعنى يف اطالق السلف اللغة فقط ون االصطالح ملا صح‬
‫نن العالنة احليل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف نبحث أجناس أخبار اآلحا نن كتاب « هنايه‬
‫األصول » عد شيخ الطائفة نن األصولينى واخراجه نن االخبارينى نع كونه أفضل‬
‫املتوسعنى يف األخبار واملصنفنى يف آثار األئمة اطدار ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وملا صح جعله‬
‫اإلنانية ننقسام ثم تقسيمدا إىل الطائفتنى فأنكر بعض احلضار ذلك‪ ،‬فذكرت له العبارة‬
‫بلفظه – رمحه اهلل ‪: -‬‬

‫‪ 1‬مهان ص ‪.381‬‬
‫‪ 8‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اما اإلمامية فاّلخباريون منهم مل يعولوا يف أصول الدين وفروعه اّل عىل‬
‫اخبار اآلحاد املرويه عن األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واألصوليني منهم كايب‬
‫جعفر الطويس وغريه وافقوا عىل قبول اخلرب الواحد الخ كام مر ‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وسيتجيء نا يف كالنه نن هذه النسبة إىل االخبارينى نن كالم املحقق – رمحه اهلل‬
‫‪ -‬يف « املعترب » ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬هذا نن خصائص العالنة – رمحه اهلل ‪ -‬واليوجد يف كالم غرىه‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬هذا اليرضين والينفعك اذ قد ثبت وجو االخبارينى باملعنى املصطلح نع‬
‫ترصيح شارح « املواقف » نانصه‪:‬‬
‫كانت اإلمامية أوّل عىل مذهب ائمتهم حتى متادى هبم الزمان فاختلفوا‬
‫وتشعبت متاخروهم إىل املعتزلة وإىل اّلخبارية‪.‬‬
‫اقول‪ :‬غرضه نن املتاخرين‪ ،‬املتاخرون عن زنن االئمة‪ ،‬ال باملعنى املصطلح عند‬
‫أصحابنا اآلن‪.‬‬
‫وقال الفاضل الشدرستاين يف كتاب « نلل ونحل » ‪:‬‬
‫اإلمامية كانوا يف األول عىل مذهب أئمتهم يف األصول ثم ملا اختلفوا يف‬
‫الروايات عن أئمتهم ويتامدى هبم الزمان ‪ :‬اختارت كل فرقة منهم طريقة‬
‫تنبيه ‪9‬‬

‫فصارت اإلمامية بعضها‪ :‬إما وعيدية وإما تفضيلية وبعضها إخبارية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫الخ‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ان املوىل حممد أننى هو الذي فتح باب التشنيع عىل املتجتددين‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ليس األنر كذلك‪ ،‬بل مجاعة نن أصحاب األئمة – عليدم السالم ‪ -‬قد ر وا‬
‫عىل نسلك االجتدا كالفضل بن شاذان يف « االيضاح » وغرىه يف غرىه ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬هم قصدوا ر العانة ال اخلاصة‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬قد ر املفيد ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وكتب « الر عىل ابن اجلنيد يف نقض اجتدا الرأي‬
‫» وذكره النتجايش يف « الرجال » يف مجلة تصانيفه‪.‬‬
‫قال‪ :‬الر نا يستلزم التشنيع‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد شنع املفيد عىل الصدوق يف « رشح االعتقا ات » ونسبه إىل قلة الفطنه‪ ،‬ور‬
‫املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬أيضا عليه وشنع غاية التشنيع‪ ،‬وشنع ابن ا ريس عىل شيخ‬
‫الطائفة‪ ،‬والشديد الثاين عليه أيضا يف « رسالة نقض اإلمجاعات »‪ ،‬وقد شنع عىل ابن‬
‫ا ريس وعىل املحقق الثاين‪ ،‬وقد ذكر العامل الرباين الشيخ يوسف البحراين يف « لمؤلمؤة‬
‫البحرين » بعض نا شنع به عىل ابن ا ريس واملحقق الثاين وكل هوالء نقدنون عىل‬
‫املحدث األننى األسرتآبا ي ‪ -‬طاب ثراه – ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نلل ونحل شدرستاين‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.95‬‬


‫‪ 10‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ثم قرب الزوال‪ ،‬فقام الناس وقمنا‪ ،‬ثم سألني بعض أجله االخوان ‪ -‬حرسدم اهلل عن‬
‫احلدثان ‪ -‬ان اذكر له مجاعة نن القدناء واملتأخرين نن علامء اإلنانية الذين رصحوا‬
‫بنفي طريقة املتجتددين واختاروا نسلك االقتصار عىل الكتاب والسنة‪ ،‬فسموا تارة‬
‫باالخبارينى كمحمد أننى االسرتابا ي‪ ،‬وتارة باملتوسطنى كمحمد باقر املتجليس‪،‬‬
‫وأخرى باملحتاطنى كاخلراساين‪ ،‬وأخرى باألصولينى‪ ،‬وأخرى باملحدثنى كالكليني‬
‫والصدوق ‪ -‬رمحدام اهلل ‪ ،-‬فبا رت إىل القبول نصليا عىل الرسول وآل الرسول‬
‫وسميته بـ « ننية املرتا يف ذكر نفاه االجتدا » ولقبته بـ « جمانع املقربنى ورياض‬
‫املحدثنى » وقدنت التنبيه واملقدنة عىل املرام تنبيدا لألنام‪.‬‬
‫تنبيه ‪11‬‬

‫تنبيه‬
‫قال السيد االواه السيد نعمة اهلل اجلزائري يف رشحه عىل « هتذيب احلديث » نالفظه‪:‬‬
‫واما السبب الذي احوج خماليفنا إىل العمل باآلراء والظنون فقد ذكره‬
‫الشيخ تقي الدين امحد بن عيل بن عبدالقادر الشافعي يف كتاب « املواعظ‬
‫واّلعتبار بذكر اخلطط واآلثار » ‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫ان اهلل تعاىل ابتعث حممدا – صلی اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬رسوّل إىل كافة‬
‫الناس مجيعا وكانت الصحابه حوله – صلی اهلل عليه وآله وسلم ‪-‬‬
‫جىتمعون إليه يف كل وقت مع ماكانوا فيه من ضنك املعيشه وقلة القوت‬
‫وكان الواحد منهم اذا سئل رسول اهلل – صلی اهلل عليه وآله وسلم ‪-‬‬
‫عن مسئلة أو جدد حكام علمه من حرضو مل يعلمه من غاب يف حتصيل‬
‫املعيشة فلام مات رسول هلل واستخلف ابوبكر تفرق الصحابه فمنهم من‬
‫خرج لقتال مسيلمة واهل الردة ومنهم من خرج جلهاد أهل الشام ومنهم‬
‫من خرج لقتال أهل العراق وبقي من الصحابة باملدينة مع ايببكر عدّ ه‬
‫وكانت القضية اذا نزلت بأيب بكر قىض فيها بامعنده من العلم بكتاب اهلل‬
‫وسنة رسول اهلل – صلی اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬فان مليكن عنده سئل من‬
‫حىرض به من الصحابة وان مليكن عندهم علام اجتهد يف احلكم فلام مات‬
‫ابوبكر ّ‬
‫وىل اّلمر عمر بن اخلطاب فتحت األمصار وزاد تفرق الصحابة‬
‫فيام فتحوه من اّلقطار وكانت احلكومة تنزل يف املدينه أو يف غريها من‬
‫‪ 12‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫البالد فان كان عند الصحابة احلارضين هبا يف ذلك اثر عن رسول اهلل –‬
‫صلی اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬حكم به واّل اجتهد امري تلك املدينه يف ذلك‬
‫وقد يكون يف تلك القضيه حكم عن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪-‬‬
‫موجود عند صاحب آخر يف بلد آخر وقد حرض املدين ما ملحىرض املرصي‬
‫وحرض املرصي مامل حىرض الشامي وحرض الشامي مامل حىرض البرصي‬
‫وحرض البرصي ما ملحىرض الكويف فمىض الصحابة عىل ماذكرنا ثم خلف‬
‫بعدهم التابعون اّلخذون عنهم وكل طبقة من التابعني يف البالد التي‬
‫تقدم ذكرها انّام تفقهوا مع ماعندهم من الصحابه وكانوا ّليتعدون يف‬
‫فتاوهىم فتاوى من حرضعندهم من الصحابة كاتباع أهل املدينة يف‬
‫األكثر فتاوى عبداهلل بن عمر واتباع أهل الكوفه يف األكثر فتاوى عبداهلل‬
‫بن مسعود واتباع أهل مكة يف األكثر فتاوى عبداهلل بن عباس واتباع أهل‬
‫مرص يف األكثر فتاوى عبداهلل بن عمرو بن العاص ثم اتى من بعد‬
‫التابعني فقهاء اّلمصار كايب حنيفه وسفني ص‪ 4‬وابن ايبليىل بالكوفه‬
‫وابن جريح بمكة ومالك باملدينة وعثامن وسوار بالبرصة واّلوزاعي‬
‫بالشام وليث بن سعد بمرص وجروا عىل تلك الطريقة من أخذ ك ّل واحد‬
‫عن التابعني من أهل بلده فيام كان عندهم واجتهادهم فياممل جىدوا عندهم‬
‫وذكر الكندي ان ابا سعد عثامن بن عتيق اول من رحل من ارض مرص‬
‫إىل العراق يف طلب احلديث وتوىف سنه اربع وثامنني ومائة وكان حال‬
‫تنبيه ‪13‬‬

‫أهل اّلسالم من مرص وغريها من اّلمصار يف احكام الرشيعة عىل‬


‫ماتقدم ذكره ثم كثر الرتحل إىل اّلفاق وتداخل الناس وانتدب اقوام‬
‫جلمع احلديث النبوي وتقييده فكان اول من دون العلم حممد بن شهاب‬
‫الزهري وكان ممن صنف و ّبوب سعيد بن ايب عروه وغريمها من أهل كل‬
‫بالد فوصلت احاديث رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬من البالد‬
‫البعيدة إىل من مليكن عنده فقامت احلجه عىل من بلغه يشء منها ومجعت‬
‫اّلحاديث وعرف الصحيح من السقيم وزيف اّلجتهاد املودى إىل‬
‫خالف كالم رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واستمر إىل زمان خالفة‬
‫هارون الرشيد فلام قام هارون باخلالفة وىل القضا ابا يوسف يعقوب بن‬
‫ابراهيم احد أصحاب ايب حنيفه بعد سنه تسعني ومايه فلم يقلده ببالد‬
‫العراق وخراسان والشام ومرص اّل من اشار به القاىض ابويوسف‬
‫واعتنى به وكذلك ملا قام باّلندلس احلكم بن املرتىض من اوّلد عبدامللك‬
‫وتلقب باملنترص يف سنة ثامنني ومائة اختص بيحيى بن كثري اّلندلي‬
‫وكان قد حج وسمع من مالك ابوابا ومحل عن ابن وهب وعن ايب‬
‫القاسم وغريه علام كثريا وعاد إىل اّلندلس وفقام من الرياسة واحلرمة‬
‫مامل ينله غريه وعادت الفتيا إليه وانتهى السلطان والعامة إىل رأيه فلام‬
‫يقلده يف سائر اعامل اّلندلس قاض اّل باشارته واعتنائه فصاروا عىل‬
‫راى مالك بعد ماكانوا عىل رأي اّلوزاعي ومليزل مذهبه مشتهرا ملرص‬
‫‪ 14‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حتى قدم الشافعي حممد بن ادريس إىل مرص مع عبداهلل بن عباس بن‬
‫موسى سنة ثامنيه وتسعني ومائة فصحب من أهل مرص مجاعة من اعياهنا‬
‫وكتبوا من الشافعي ما الف وعملوا مماذهب إليه ومليزل امر مذهبه يقوى‬
‫بمرص وذكره ينترش واما العقائد فان السلطان صالح الدين محل الكافة‬
‫عىل عقيدة الشيخ ايب احلسن عيل بن اسامعيل األشعري ورشط ذلك يف‬
‫اّلوقاف التي بمرص فاستمراحلال عىل عقيدة األشعري بحيث من خالفه‬
‫رضب عنقه واّلمر عىل ذلك إىل اليوم ومليكن يف الدولة اّليوبية‬
‫بمرصذكر مذهب ايب حنيفه وامحد بن حنبل ثم اشتهر يف اخرها فلامكان‬
‫سلطنة الطاهر وىل بالقاهرة ومرص اربع قضاة شافعي ومالكي وحنفى‬
‫وحنبىل فاستمر ذلك من سنة مخسه وستني وستة مائه حتى مل يبق يف‬
‫جمموع اّلمصار مذهب يعرف من مذاهب أهل اّلسالم سوى هذه‬
‫اّلربعة وعقيدة األشعري وعملت ّلهلها املدارس والزوايا والربط يف‬
‫سائر ممالك اّلسالم وعودى من يذهب إىل غريها وانكر عليه ومليول‬
‫قاض وّلقبلت شهادت احد وّلقدم للخطابه واّلمامة والتدريس احد‬
‫ممن مل يكن مقلد احد هذه املذاهب وافتى فقها هذه اّلمصار يف طول هذه‬
‫املده لوجوب اتباع هذه املذاهب وحتريم ما عداها والعمل عىل هذا إىل‬
‫اليوم واحلق الذي ّل ريب فيه ان دين اهلل تعاىل ظاهر ّل باطن فيه وجهر‬
‫ّل سرت حتته وهو كله ّلزم عىل كل احد ّلمساحمة فيه ومل يكتم رسول اهلل‬
‫تنبيه ‪15‬‬

‫‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬من الرشيعة وّل كلمه وّل اطلع اخص الناس به‬
‫من زوجته أو ابنته أو صاحب أو ابن عم عىل يشء من الرشيعة كتمه عن‬
‫اّلمحر واّلسود ورعاه الغنم وّلكان عنده ص رس وّل رمز وّل باطن غري‬
‫ما دعى الناس إليه ولو كتم شيئا ملا بلغ كام امر ومن قال هذا فهو كافر‬
‫باّلمجاع واصل ك ّل بدعة يف الدين البعد عن كالم السلف‪ .‬انتهى كالم‬
‫الفاضل الشافعي‪.‬‬
‫وحاصله ان الذي عى الناس إىل العمل بالظنون واالراء واالجتدا هو أهل هذه‬
‫املذاهب االربعة وتوجه السالطنى إليدم والعمل باقواهلم حتى انه لو ظدر للناس‬
‫حديث نن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬عىل خالف فتاوهىم اولوه أو طرحوه أو‬
‫تكلموا فيمن رواه حتى عمت البليه وهتدنت اركان الدين وانا السبب االخر الذي‬
‫عاهم إىل العمل باالنارات والظنون فدو اهنم مل يعملوا بكالم أهل البيت ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬للعداوه واحلسد القديمنى الذين انتدا إليدم نن اخللفاء الثالثه ننضام إىل نا‬
‫فعله هلم سالطنى زناهنم نن االحرتام واالعتبار ملن ملياخذ بحديث نن االئمة‬
‫الطاهرين فلميكن عندهم نن االخبار النبويه ناتفى ص‪ 4‬بالوقائع الوار ة يف‬
‫العبا ات واملعانالت فاضطروا إىل العمل باالراء والقياس وانا شيعه أهل البيت –‬
‫عليدم السالم ‪ -‬فقد القوا ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬إليدم االحكام وكتبوا عندم كتبا كثرىة‬
‫يف االخبار املشتملة عىل كل االبواب ومليبقوا هلم واقعة خالية نن الدالئل أ الترى ان‬
‫أخس أنور االنسان الدخول إىل الكنف وقد ور يف آ ابه نن االخبار نا لو استقىص‬
‫‪ 16‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫لبلغ نقدار كتاب‪ ،‬فإذا كان احلال عىل هذا املنوال فالنحتاج يف العمل اال إىل اخبارهم‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ . -‬الخ نا افا ه ‪ -‬طاب ثراه ‪. -‬‬
‫نقدنة ‪17‬‬

‫مقدمة‬
‫الخىفى عىل طالبي االسرتشا ونتبعي الرشا انه ليس حمل النزاع نطلق االجتدا النه‬
‫كلام ور يف األخبار نن احلث بلفظ‪ :‬عليكم بالورع واالجتدا ‪ ،‬فاملقصو ننه االجتدا‬
‫يف العبا ة والخىالف يف حسنه أحد نن االتباع والسا ة‪ .‬وكلام اطلق االجتدا بمعنى‬
‫الرتجيح بنى االخبار وتنقيح صحاحدا نن الضعاف باالعتبار فالينازع فيه أيضا أحد‬
‫نن العلامء األخيار وانام النزاع يف االجتدا بمعنى استفراغ الوسع نن الفقيه لتحصيل‬
‫الظن بحكم رشعي بأنارات ظنية ال بأ لة كتابية وأخبار نعصونية وحينئذ تكون‬
‫األحكام ندخولة بالظن ون العكس‪.‬‬
‫قال املحقق ريض الدين القزويني ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « لسان اخلواص » بعد ناذكر‬
‫مجله نن تعريفات اخلاصة والعانة‪:‬‬
‫واملراد من ذكر هذه احلدود تبيني أ ّن املعترب يف أصله النازل منزله فصله‬
‫ان من مل يأخذ لفظ الظن يف تعريفه أخذ ماجىرى جمراه من‬
‫هو الظن حتى ّ‬
‫اإلستنباط والرتجيح أو نحومها‪.‬‬
‫وقال قدوه املحدثنى نوالنا حممدتقي املتجليس ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « روضة املتقنى »‬
‫نالفظه‪:‬‬
‫وما قيل من أنه حىصل العلم بمقدمة خارجية هي‪ :‬أن هذا ما أدى إليه‬
‫اجتهادي وهو معلوم وكل ما هو أدى إليه اجتهادي جىب عىل العمل به‬
‫‪ 18‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ألن‬
‫وهذه أيضا معلومة باإلمجاع فينتج وجوب العمل يقينا حمل نظر ّ‬
‫‪1‬‬
‫اإلمجاع املذكور مل يثبت مع خمالفة مجيع األخباريني بل األخبار أيضا‪.‬‬
‫وقال يف نوضع آخر نندا‪:‬‬
‫أن الدّلئل العقل ّية ا ّلتي ذكرها بعض األصحاب وبنوا عليها‬
‫واحلاصل ّ‬
‫احلق يف أكثرها مع الفاضل اّلسرتابادي ‪-‬‬
‫األحكام أكثرها مدخولة‪ ،‬و ّ‬
‫ريض اهلل عنه ‪ .-‬لكنه افرط يف التشنيع عىل ك ّل مع ان األكثر مليعملوا هبا‬
‫كاميظهر من التتبع وان ذكروها فللرد عىل العامة الزاما هلم كاميظهر من‬
‫« املبسوط » و« املعترب » و« املنتهى »‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وقال يف أول الرشح ‪:‬‬
‫والظاهر من الفقيه يف عرف القدماء‪ ،‬املحدث العامل وهو قريب من عرف‬
‫املتأخرين وهو املجتهد‪ ،‬وملا مل يعرف هذا اللقب من اإلمام ّل يلقبون به‬
‫إّل الساعي يف عبادة اهلل تعاىل‪ّ ،‬ل العامل باألحكام الرشعية الفرعية‬
‫املستدل عىل أعياهنا وغري ذلك من التعريفات‪ ،‬وإن كان هذا داخال يف‬
‫مفهوم املجتهد أيضا لغة وعرفا‪ ،‬ويطلق الفقيه عىل العامل التارك للدنيا‬
‫‪2‬‬
‫الراغب يف اآلخرة أيضا كام يظهر من اخلرب‪.‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.34 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 10‬‬
‫نقدنة ‪19‬‬

‫وقال أيضا‪:‬‬
‫إنام خرجنا عام كنا بصدده من اّلختصار ليظهر أن ما ذكره الصدوق هو‬
‫متون األخبار املسندة فال يظن أنه اجتهاده‪ ،‬بل اجتهاد األخباريني ترجيح‬
‫بعض األخبار عىل بعض للقرائن التي تظهر هلم يف الصحة أو يف‬
‫األصحية وهلذا مل يذكر الكليني األخبار املتعارضة إّل نادرا ألنه كلام كان‬
‫‪1‬‬
‫عنده معموّل به ذكره يف كتابه ‪ -‬ريض اهلل عنه وأرضاه ‪. -‬‬
‫قال السيد العالنة األواه السيد عبداهلل التسرتي يف « الذخرىة الباقيه » بعد ذكر املذاهب‬
‫يف توحيد الدليل وتثنيته وتثليثه وتربيعه وختميسه نالفظه‪:‬‬
‫وكيف كان فقد يطلق املجتهد ويراد به من له تلك امللكة يقدر هبا عىل‬
‫استنباط الفروع من األصول كائنا مذهبه يف باب اّلدلة ماكان ويرادفه‬
‫الفقيه ويراد به من يتجاوز يف اّلدلة الكتاب والسنة وّليقترص عليهام‬
‫ويرادفه األصوي ويف مقابلهام اّلخباري واملحدث وهذا ّاول فرق ينشأ‬
‫بني املجتهدين واّلخباريني ومنه ينشعب الطريقان ويفرتق الفريقان‬
‫والقدر املشرتك بينهام هو العمل بالروايات يف اجلملة ‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتقدم املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف بيان نعاين قول انرىاملمؤنننى – عليه‬
‫السالم ‪ : -‬نن حد قربا أو نثل نثاال فقد خرج نن اإلسالم‪ ،‬نالفظه ‪:‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪80 :‬‬


‫‪ 20‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وأما تفسري اجلزء الثاين من اخلرب‪.‬‬


‫إىل أن قال‪:‬‬
‫أو نصب املجتهد مطلقا والعمل بقوله ّل من حيث كون قوله قول اإلمام‬
‫كام هو طريقة األخباريني‪ ،‬فإهنم ّل ينكرون اّلجتهاد من اخلرب‪ ،‬ولكن‬
‫يقولون عىل أن من مل يبلغ درجتهم أن يعمل بقوهلم معتقدا أنه خيرب عن‬
‫‪1‬‬
‫اإلمام – عليه السالم ‪ . -‬الخ ‪.‬‬
‫وقال يف ترمجة « نن الحيرضه الفقيه » بمعنى أن كل نن مل يكن عنده فقيه جيوز له العمل‬
‫به وإن كان الظاهر أن نن كان عنده فقيه أيضا جيوز له العمل به يف عرف املحدثنى ألنه‬
‫‪2‬‬
‫خرب وليس يفتى حتى يموت بموت قائله‪.‬‬
‫أقول‪ :‬اليذهب عندك ان االجتدا باملعنى املصطلح املتنازع فيه نسئلة نن نسائل‬
‫األصول قد اختلف يف جوازه األصوليون غاية االختالف فمنعه نتقدنوا االنانية إىل‬
‫زنن العالنة احليل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬رأسا كام سيظدر لك يف ترمجة شيخ الطائفة واستا يه‬
‫املفيد واملرتىض ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬وجوزه مجاعة نن املتأخرين نن باب أكل امليتة‬
‫نتشبثنى بانسدا باب العلم وقد أجاب عن شبددم املحققون تارة بمنع االنسدا كام‬
‫سيظدر لك يف ضمن الرتاجم وأخرى بعدم االستلزام كام أفا ه مجال املحققنى – نور‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 484‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 12‬‬
‫نقدنة ‪21‬‬

‫اهلل رضحيه ‪ -‬يف حوايش رشح « خمترص األصول » وسيأتى يف ترمجته ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ولذا‬
‫تركناه هدنا وقد ظدر هبذا ان كل جمتدد أصويل ون العكس العمية األصول فال تظنن‬
‫أن كل أصويل كان جمتددا هبذا املعنى املتنازع فيه والتستوحش نن ذكرنا بعض‬
‫األصولينى يف نفاه االجتدا والتشبث بأن العلم يف نصطلح الرشع يشمل الظن فرىجع‬
‫النزاع لفظيا قد أجاب عنه املحقق ريض الدين القزويني ‪ -‬روح روحه ‪ -‬كامستقف‬
‫عليه عند ذكره ان شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال األستا مجال املحققنى يف تعليقاته‪:‬‬
‫العلم قد اختلف يف معناه واملختار عند أهل الرشع هو التصديق اليقيني‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫قال السيد املرتىض يف « الذريعه » ‪:‬‬
‫أن العلم ما اقتىض سكون النفس‪ .‬وهذه حالة معقولة جىدها‬
‫اعلم ّ‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسان من نفسه‪.‬‬
‫وقال الشيخ يف « العدة » قريبا ننه وستقف انشاء اهلل تعاىل ضمن ذكر األساتذه عىل‬
‫أكثر الشبده واجوبتدا اجلدليه والربهانيه فاكرع نن حياض التحقيق وارتع يف رياض‬
‫التوفيق واهلل نلدم اخلرى والصواب وننه اإلعانة يف كل باب‪.‬‬

‫‪ 1‬سيدنرتىض‪ ،‬الذريعه إىل أصول الرشيعه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ 22‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال املعلم الفارايب يف « رسالة اجلمع بنى رأيي أفالطون وأرسطو » كالنا حسنا يناسب‬
‫إيرا ه يف هذا الباب هو هذا‪:‬‬
‫انا نعلم يقينا انه ليس شيئا من احلجج أقوى وأمنع وأحكم من شهادات‬
‫املعارف املختلفه باليشء الواحد واجتامع اآلراء الكثرية اذ العقل عند‬
‫اجلميع حجة وّلجل ان ذا العقل ربام خييل إليه اليشء عىل خالف ماهو‬
‫عليه من جهة التشابه العالمات املستدل هبا عىل حال اليشء احتيج إىل‬
‫اجتامع عقول كثريه خمتلفه فمهام اجتمعت فال حجة أقوى وّليقني‬
‫أحكم من ذلك ثم ّليغرنك وجود أناس كثريه عىل آراء مدخوله فإن‬
‫اجلامعة املقلدين لرأي واحد املدعني ّلمام يومهم فيام اجتمعوا عليه‬
‫بمنزله عقل واحد والعقل الواحد ربام خيطئ يف اليشء الواحد حسبام‬
‫ذكرناه ّلسيام اذا مل يتدبر الرأي الذي يعتقده مرارا أو مل ينظر فيه بعني‬
‫التفتش واملعانده فان حسن الظن باليشء واّلمهال يف البحث قد خيطئ‬
‫ويعمى وخييل فأما العقول املختلفه اذا اتفقت بعد تامل منها وتدرب‬
‫وبحث وتنقيه ومعانده فاليشء أصح مما اعتقدته وشهدت به واتفقت‬
‫عليه‪ .‬إىل آخر ما قال فتامل ‪.‬‬
‫املجمع الول‬

‫يف تراجم أصحاب األئمة الطاهرين‬


‫ونقل عباراهتم يف نقض اّلجتهاد‬
‫املبتنی عىل التظني والتخمني‬
‫وهم أكثر من أن حتصيهم الرسالة‬
‫فلنذكر بعضا منهم ونرتك بعضا خوفا من اّلطالة‪.‬‬
‫[عمر ابن اذينة] ‪25‬‬

‫[عمر ابن اذينة]‬


‫فمندم‪ :‬عمر ابن اذينة وهو الذي روى عن الصا ق – عليه السالم ‪ -‬والكاظم – عليه‬
‫السالم ‪ -‬وروى عنه ابن ايب عمرى‪ ،‬وصفوان بن حييى‪ ،‬واحلسن بن حممد بن سامعة‪.‬‬
‫وثقه الشيخ يف « الفدرست » ونسب إليه كتابا وذكره الكيش وقال ‪....‬ص‪ 5‬اسمه حممد‬
‫بن عمر بن اذينه غلب عليه اسم ابيه وذكره النتجايش والعالنة يف « اخلالصة » ‪:‬‬
‫عمر بن حممد بن عبدالرمحن بن اذينه شيخ من اصحابنا البرصيني وروى‬
‫عن ايب عبداهلل – عليه السالم ‪ -‬بملكه له كتاب « الفرائض »‪.‬‬
‫وقال يف « اخلالصه » ‪:‬‬
‫شيخ من أصحابنا‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫كان ثقة صحيحا‪.‬‬
‫وذكر قرينة تدل عىل أنه هو األول‪.‬‬
‫وذكره سمينا العالنة االسرتآبا ي يف رجاله بثالثة عنوان؛ األول‪ :‬عمر بن اذينة‪ ،‬الثاين‪:‬‬
‫عمر بن حممد بن عبدالرمحن بن اذنية‪ ،‬الثالث‪ :‬حممد بن عمر بن اذينه‪ ،‬ورصح بكوهنم‬
‫واحدا وباجلمله هو ثقة صحيح الرواية نن أصحاب األصول الخىتلف فيه اإلنانية‬
‫والذي يدل عىل ر ه عىل أهل االجتدا نارواه شيخنا املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « بحار‬
‫االنوار » والقايض نعامن بن حممد ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « عائم االسالم » نالفظدام‪:‬‬
‫‪ 26‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حم َّم ٍد‬‫اب َأ ِيب َع ْب ِد اهلل َج ْع َف ِر ْب َن ُ َ‬ ‫َان ِم ْن َأ ْص َح ِ‬ ‫و ُر ِّوينَا َع ْن ُع َم َر ْب ِن ُأ َذ ْينَ َة وك َ‬


‫مح ِن ْب ِن َأ ِيب َل ْي َىل‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬أ َّن ُه َق َال َد َخ ْل ُ‬
‫الر ْ َ‬‫ت َي ْوما َع َىل َع ْبد َّ‬
‫ك َع ْن َم َسائِ َل‬ ‫ك اهللَُّ‪َ -‬أ ْن َأ ْس َأ َل َ‬ ‫ت َأ َر ْد ُت َأ ْص َل َح َ‬ ‫اض َف ُق ْل ُ‬ ‫بِا ْلكُو َف ِة‪ -‬و ُه َو َق ٍ‬

‫رب ِين‬ ‫ْت‪َ -‬ف ُق ْل ُ َ‬


‫ت أ ْخ ِ ْ‬ ‫الس ِّن‪َ -‬ف َق َال َس ْل َيا ا ْب َن َأ ِخي َع َّام ِشئ َ‬ ‫يث ِّ‬ ‫ْت َح ِد َ‬ ‫و ُكن ُ‬
‫ال وا ْل َف ْرجِ والدَّ ِم‪َ -‬ف َت ْق ِِ‬ ‫ارش ا ْل ُق َض ِاة‪ -‬ت َِر ُد َع َليكُم ا ْل َق ِضي ُة ِيف املَْ ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َعنْك ُْم َم َع َ‬
‫ايض َم َّك َة‪َ -‬ف َي ْق ِِ‬ ‫ك ا ْل َق ِضي ُة بِعينِها ع َىل َق ِ‬
‫َّ َ ْ َ َ‬ ‫ك‪ُ -‬ث َّم ت َِر ُد تِ ْل َ‬ ‫ْت فِ َيها بِ َر ْأيِ َ‬‫َأن َ‬
‫ايض‬ ‫ايض ا ْلبرص ِة و ُق َض ِاة ا ْليم ِن و َق ِ‬ ‫ك‪ -‬وت َِرد ع َىل َق ِ‬ ‫ف َق ِض َّيتِ َ‬ ‫خ َال ِ‬‫فِيها بِ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ون ِعنْدَ َخلِي َفتِك ُُم ا َّل ِذي‬ ‫ك‪ُ -‬ث َّم َ َْتت َِم ُع َ‬ ‫ف َذلِ َ‬ ‫خ َال ِ‬ ‫ون فِيها بِ ِ‬
‫املَْدينَة‪َ -‬ف َي ْق ُض َ َ‬
‫ِ ِ‬

‫اح ٍد‬ ‫الف َق َضاياكُم‪َ -‬فيصوب َقو َل ك ُِّل و ِ‬


‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ ُ ْ‬
‫اختِ ِ‬ ‫ربو َن ُه بِ ْ‬‫ْاس َت ْق َضاك ُْم‪َ -‬فتُخْ ِ ُ‬
‫احد و ِدينُكُم و ِ‬
‫احد‪ -‬ا َفأَ َم َرك ُُم اهلل َعزَّ‬ ‫احد و َنبِيكُم و ِ‬ ‫ِمنْكُم‪ -‬وإِ َُهلكُم و ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َج َّل بِ ْ ِ ِ َ‬
‫َاء‬
‫رشك َ‬ ‫اّلخت َالف َفأ َط ْعت ُُمو ُه أ ْم َهنَاك ُْم َعنْ ُه َف َع َص ْيت ُُمو ُه‪ -‬أ ْم ُكنْت ُْم ُ َ‬
‫اهلل ِيف ُحك ِْم ِه‪َ -‬ف َلك ُْم َأ ْن َت ُقو ُلوا و َع َل ْي ِه َأ ْن َي ْر َىض‪َ -‬أ ْم َأ ْنز ََل اهلل ِدينا نَاقِصا‪-‬‬
‫ِِ َ َ‬
‫ول اهلل ‪ -‬صلی‬ ‫رص َر ُس ُ‬ ‫ان بِك ُْم َع َىل إِمتْ َامه‪ -‬أ ْم أ ْن َز َل ُه اهلل دينا ت َّاما‪َ -‬ف َق َّ َ‬
‫اس َت َع َ‬‫َف ْ‬
‫ْت َيا َفتَى‪-‬‬ ‫ون َف َق َال ِم ْن َأ ْي َن َأن َ‬ ‫اهلل عليه وآله ‪َ -‬ع ْن َأ َدائِ ِه‪َ -‬أ ْم َما َذا َت ُقو ُل َ‬
‫س َق َال ِم ْن َأ ِّهىِ ْم‪-‬‬ ‫ت ِم ْن َع ْب ِد ا ْل َق ْي ِ‬ ‫رص ِة َق َال ِم ْن َأ ِّ َهىا‪ُ -‬ق ْل ُ‬ ‫ُق ْل ُ ِ‬
‫ت م ْن أهل ا ْل َب ْ َ‬
‫مح ِن ْب ِن ُأ َذ ْينَ َة‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِمن بنِي ُأ َذينَ َة‪َ -‬ق َال ما َقرابت َ ِ‬
‫الر ْ َ‬
‫ُك م ْن َع ْبد َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُق ْل ُ ْ َ‬
‫ي َفتَى َل َقدْ َس َأ ْل َ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ت َف َغ َّلظْ َ‬ ‫ب يب و َق َّر َبني‪ -‬و َق َال َأ ْ‬ ‫ت ُه َو َجدِّ ي َف َر َّح َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫اختِ َال ِ‬ ‫ك ِيف ْ‬ ‫اء اهللَُّ‪َ -‬أ َّما َق ْو ُل َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫رب َك إِ ْن َش َ‬ ‫ت و َسأ ْخ ِ ُ‬ ‫ْت‪َ -‬ف َع َّو ْص َ‬‫و ْاهن َ َمك َ‬
‫[عمر ابن اذينة] ‪27‬‬

‫َاب اهلل َأ ْصل و ِيف‬ ‫ا ْل َق َضا َيا‪َ -‬فإِ َّن ُه َما َو َر َد َع َل ْينَا ِم ْن َأ ْم ِر ا ْل َق َضا َيا‪ِ -‬ممَّا َل ُه ِيف كِت ِ‬

‫السنَّ َة‪ -‬و َما َو َر َد َع َل ْينَا َل ْي َس ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫َاب و ُّ‬ ‫ُسنَّة َنبِ ِّيه‪َ -‬ف َل ْي َس َلنَا َأ ْن َن ْعدُ َو ا ْلكت َ‬
‫َاب اهلل و َّل ِيف ُسن َِّة َر ُسولِ ِه‪َ -‬فإِنَّا ن َْأ ُخ ُذ فِ ِيه بِ َر ْأيِنَا‪-‬‬ ‫كِت ِ‬

‫تاب ِم ْن‬ ‫ول ما َف َّر ْطنا ِيف ا ْلكِ ِ‬ ‫ت َش ْيئا ِألَ َّن اهلل َع َّز و َج َّل‪َ -‬ي ُق ُ‬ ‫ت َما َصنَ ْع َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ت َل ْو َأ َّن َر ُجال َع ِم َل بِ َام َأ َم َر ُه اهلل‬ ‫يش ٍء‪َ -‬أ َر َأ ْي َ‬ ‫ان ك ُِّل َ ْ‬‫يش ٍء‪ -‬و َق َال فِ ِيه تِ ْب َي ُ‬‫َ ْ‬
‫يشء ُي َع ِّذ ُب ُه َع َل ْي ِه إِ ْن َمل ْ َي ْف َع ْل ُه َأ ْو ُيثِي ُب ُه‬ ‫َ ِ‬
‫بِه‪ -‬وا ْنت ََهى َع َّام َهنَا ُه اهلل َع ْن ُه‪ -‬أ َبق َي هللَِّ َ ْ‬
‫ِ‬

‫ف ُيثِي ُب ُه َع َىل َما َمل ْ َي ْأ ُم ْر ُه بِ ِه‪َ -‬أ ْو ُي َعاقِ ُب ُه َع َىل َما َمل ْ َين َْه ُه‬
‫َع َل ْي ِه إِ ْن َف َع َل ُه‪َ -‬ق َال و َك ْي َ‬
‫َعنْ ُه‪-‬‬
‫َاب اهلل َأ َثر و َّل ِيف‬ ‫ك ِم َن ْاألَ ْحكَا ِم‪َ -‬ما َل ْي َس َل ُه ِيف كِت ِ‬ ‫ت و َك ْيفَ َي ِر ُد َع َل ْي َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫رب َك َيا ا ْب َن َأ ِخي َح ِديثا‪َ -‬حدَّ َثنَا ُه َب ْع ُض َأ ْص َحابِنَا‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُسنَّة َنب ِّيه َخ َرب‪َ -‬ق َال أ ْخ ِ ُ‬
‫ني َر ُج َل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل ِد َ‬
‫ني‪َ -‬ف َق َال َل ُه‬ ‫اب‪َ -‬أ َّن ُه َق َىض َقض َّية َب ْ َ‬
‫اخل َّط ِ‬
‫يث إىل ُع َم َر ْب ِن َْ‬ ‫َي ْر َف ُع َْ‬

‫ني َف َع َال ُه ُع َم ُر بِالدِّ َّر ِة‪ -‬و َق َال‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫جملِسا‪َ -‬أ َص ْب َ‬
‫ت َيا َأم َري املُْ ْؤمن َ‬ ‫َأ ْدنَى ا ْل َق ْو ِم إِ َل ْي ِه َ ْ‬
‫اب َأ ْم َأ ْخ َط َأ‪ -‬إِن ََّام ُه َو َر ْأي ْ‬
‫اجت ََهدْ ُت ُه‬ ‫ك واهلل َما َيدْ ِري ُع َم ُر َأ َص َ‬ ‫ْك ُأ ُّم َ‬ ‫َثكِ َلت َ‬
‫َف َال ُت َزكُّونَا ِيف وج ِ‬
‫وهنَا‪-‬‬ ‫ُ ُ‬
‫ك َح ِديثا َق َال و َما ُه َو‪-‬‬ ‫ت َأ َف َال ُأ َحدِّ ُث َ‬
‫ُق ْل ُ‬
‫ب‬‫ان َع ْن َع ِ ِّيل ْب ِن َأ ِيب َطالِ ٍ‬
‫ي َع ْن َأ َب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رب ِين َأ ِيب َع ْن َأ ِيب ا ْل َقاس ِم ا ْل َع ْبد ِّ‬ ‫ُق ْل ُ َ‬
‫ت أ ْخ َ َ‬
‫َان َف َجائِر َج َار ُم َت َع ِّمدا‬
‫َان ونَاجٍ ‪َ -‬ف َأ َّما َْاهلالِك ِ‬ ‫ع َأ َّن ُه َق َال‪ -‬ا ْل ُق َضا ُة َث َال َثة َهالِك ِ‬
‫‪ 28‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ك َيا‬ ‫َّاجي َم ْن َع ِم َل بِ َام َأ َم َر ُه اهلل بِ ِه‪َ -‬ف َه َذا َن ْق ُض َح ِديثِ َ‬ ‫جمت َِهد َأ ْخ َط َأ‪ -‬والن ِ‬
‫وُْ‬
‫َاب اهللَِّ‪-‬‬‫يش ٍء ِيف كِت ِ‬ ‫ول إِ َّن ك َُّل َ ْ‬‫َع ِّم‪َ -‬ق َال َأ َج ْل واهلل َيا ا ْب َن َأ ِخي‪َ -‬ف َت ُق ُ‬
‫ك‪ -‬و َما ِم ْن َح َال ٍل و َّل َح َرا ٍم و َّل َأ ْم ٍر و َّل َهن ْ ٍي‪ -‬إِ َّّل و ُه َو‬ ‫ت اهلل َق َال َذلِ َ‬
‫ُق ْل ُ‬
‫ربنَا اهلل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َم ْن َع َر َف ُه و َجه َل ُه َم ْن َجه َل ُه‪ -‬و َل َقدْ أ ْخ َ َ‬ ‫ف َذلِ َ‬ ‫ِيف كِت ِ‬
‫َاب اهللَِّ‪َ -‬ع َر َ‬
‫ت‬ ‫ف ُق ْل َ‬ ‫َاج إِ َل ْي ِه‪َ -‬ق َال َك ْي َ‬
‫ف بِ َام ن َْحت ُ‬‫َاج إِ َل ْي ِه‪َ -‬ف َك ْي َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َع َّز و َج َّل فيه‪ -‬بِ َام َّل ن َْحت ُ‬
‫ب َك َّف ْي ِه َعىل ما َأ ْن َف َق فِيها‪َ -‬ق َال َف ِعنْدَ َم ْن ُيو َجدُ‬ ‫ت َق ْو ُل ُه‪َ -‬ف َأ ْص َب َح ُي َق ِّل ُ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ك‪-‬‬ ‫ِع ْل ُم َذلِ َ‬
‫ت‪َ -‬ق َال َو ِد ْد ُت َل ْو َأ ِّين َع َر ْف ُت ُه‪َ -‬ف َأغ ِْس ُل َقدَ َم ْي ِه و َأ ْخدُ ُم ُه‬ ‫ت ِعنْدَ َم ْن َع َر ْف ُ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫و َأ َت َع َّل ُم ِمنْ ُه‪-‬‬
‫َان إِ َذا َس َأ َل َر ُس َ‬
‫ول اهلل ص َأ ْع َطا ُه‪-‬‬ ‫َاشدُ َك اهلل َه ْل َت ْع َل ُم َر ُجال‪ -‬ك َ‬ ‫ت ُأن ِ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫بع‬ ‫ك َع ِ ُّيل ْب ُن َأ ِيب َطالِ ٍ‬‫َت َعنْ ُه ا ْبتَدَ َأ ُه َق َال َن َع ْم‪َ -‬ذلِ َ‬‫وإِ َذا َسك َ‬
‫ول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه‬ ‫ت َأ َّن َعلِيا‪ -‬س َأ َل َأ َحدا َب ْعدَ رس ِ‬ ‫ت َف َه ْل َعلِ ْم َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ّ َ‬
‫وآله ‪َ -‬ع ْن َح َال ٍل َأ ْو َح َرا ٍم َق َال َّل‪-‬‬
‫ون َعنْ ُه‪َ -‬ق َال َن َع ْم‬‫ون إِ َل ْي ِه و َي ْأ ُخ ُذ َ‬
‫َاج َ‬ ‫ت َأ َّهن ُ ْم كَانُوا َ ْ‬
‫حىت ُ‬ ‫ت َف َه ْل َعلِ ْم َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ك ِعنْدَ ُه‪َ -‬ق َال َف َقدْ َم َىض َف َأ ْي َن َلنَا بِ ِه‬ ‫ت َف َذلِ َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ف ِي ِهبِ ْم‪-‬‬ ‫يه ْم و ِعنْدَ ُه ْم‪َ -‬ق َال و َك ْي َ‬ ‫ك ا ْل ِع ْل َم فِ ِ‬ ‫ت ت َْسأَ ُل ِيف ُولْ ِد ِه‪َ -‬فإِ َّن َذلِ َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ض و َم َع ُه ْم َأ ِد َّّل ُء‪َ -‬ف َو َث ُبوا‬
‫ت َق ْوما كَانُوا ِيف َم َفاز ٍَة ِم َن ْاألَ ْر ِ‬ ‫ت َأ َر َأ ْي َ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫َرت َم ْن َب ِق َي َِخل ْوفِ ِه‪-‬‬ ‫َ‬
‫َع َل ْيه ْم َف َقتَ ُلوا َب ْع َض ُه ْم وأ َخا ُفوا َب ْع َض ُه ْم‪َ -‬ف َه َر َب و ْاست َ َ‬
‫ِ‬
‫[حريز بن عبداهلل الستجستاين] ‪29‬‬

‫يه ْم‪-‬‬ ‫ول فِ ِ‬


‫ك املَْ َفاز َِة َحتَّى َه َلكُوا َما َت ُق ُ‬ ‫َاهوا ِيف تِ ْل َ‬ ‫َف َل ْم َجىِدُ وا َم ْن َيدُ ُُّهل ْم‪َ -‬فت ُ‬
‫َّار واص َفر وجهه وكَان ْ ِ ِ ِ‬
‫رض َب ِ َهبا‬‫َت يف َيده َس َف ْر َج َلة‪َ -‬ف َ َ‬ ‫َق َال إىل الن ِ ْ َّ َ ْ ُ ُ‬
‫ني َيدَ ْي ِه‪ -‬و َق َال إِنّا هللِّ وإِنّا إِ َل ْي ِه ِ‬ ‫ْاألَ ْر َض َفت ََه َّش ْم ُ‬
‫ون‪.‬‬
‫راج ُع َ‬ ‫رض َب َب ْ َ‬‫تو َ َ‬
‫‪1‬‬

‫[حريز بن عبدالله السجستاني]‬


‫ونندم‪ :‬حريز بن عبداهلل الستجستاين نن رواة الصا ق – عليه السالم ‪ -‬وقيل الكاظم‬
‫– عليه السالم ‪ -‬أيضا‪.‬‬
‫وثقه الشيخ يف « الفدرست » ‪ ،‬روى الكيش بإسنا ه إىل حريز َق َال‪:‬‬
‫ول فِ َيام َب ْينَنَا و َب ْينَ ُه‪َ ،‬ف َق َال ِي‪:‬‬
‫ت َع َىل َأ ِيب َحنِي َف َة و ِعنْدَ ُه ُكتُب كَا َد ْت َ ُحت ُ‬ ‫َد َخ ْل ُ‬
‫ب بِ َي ِد ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُب ُك ُّل َها ِيف ال َّط َال ِق و َأ ْنت ُْم! و َأ ْق َب َل َي ْقل ُ‬
‫ِِ‬
‫َهذه ا ْل ُكت ُ‬
‫ت‪ :‬نَحن نَجمع ه َذا ُك َّله ِيف حر ٍ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َق َال‪ُ ،‬ق ْل ُ ْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫َق َال‪ :‬و َما ُه َو؟‬
‫وه َّن لِ ِعدَّ ِهتِ َّن‬ ‫ت‪َ :‬ق ْو ُل ُه َت َع َاىل‪ :‬يا َأ ُّ َهىا ال َّنبِ ُّي إِذا َط َّل ْقت ُُم الن َ‬
‫ِّساء َف َط ِّل ُق ُ‬ ‫َق َال‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫و َأ ْح ُصوا ا ْل ِعدَّ ةَ‪،‬‬
‫ْت َّل َت ْع َل ُم َشيْئا إِ َّّل بِ ِر َوا َي ٍة‪.‬‬ ‫َف َق َال ِي‪َ :‬ف َأن َ‬
‫ت‪َ :‬أ َج ْل‪.‬‬
‫ُق ْل ُ‬

‫‪ - 1‬بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،101‬ص‪272 :‬‬


‫‪ 30‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ف ِد ْر َه ٍم َف َأ َّدى تِ ْس َع ِامئ ٍَة‬ ‫َت ُمكَا َت َب ُت ُه َأ ْل َ‬


‫َب كَان ْ‬ ‫ول ِيف ُمكَات ٍ‬ ‫َف َق َال ِي‪َ :‬ما َت ُق ُ‬
‫ف ن َُحدُّ ُه؟‬ ‫ث َي ْعنِي ال ِّزنَا‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫ني ِد ْر َمها‪ُ ،‬ث َّم َأ ْحدَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫وت ْس َعة وت ْسع َ‬
‫ِ‬

‫حم َّمدُ ْب ُن ُم ْسلِمٍ‪َ ،‬ع ْن َأ ِيب َج ْع َف ٍر –‬ ‫ت‪ِ :‬عن ِْدي بِ َع ْين ِ َها َح ِديث َحدَّ َثنِي ُ َ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫ط وبِ ُث ُلثِ ِه‬‫رضب بِالسو ِ‬
‫َّ ْ‬ ‫َان َي ْ ِ ُ‬ ‫عليه السالم ‪َ : -‬أ َّن َعلِ ّيا – عليه السالم ‪ -‬ك َ‬
‫وبِن ِ ْص ِف ِه وبِ َب ْع ِض ِه بِ َقدْ ِر َأ َدائِ ِه‪.‬‬
‫ك عن مس َأ َل ٍة َّل يك ُ ِ‬
‫مج ٍل‬ ‫ول ِيف َ َ‬ ‫يشء‪َ ،‬ف َام َت ُق ُ‬ ‫ُون ف َيها َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َف َق َال ِي‪َ :‬أ َما إِ ِّين َأ ْس َأ ُل َ َ ْ َ ْ‬
‫ُأ ْخ ِر َج ِم َن ا ْل َب ْح ِر؟‬
‫َت َع َل ْي ِه ُف ُلوس‬
‫اء َف ْل َيك ُْن َب َق َرة إِ ْن كَان ْ‬
‫مجال وإِ ْن َش َ‬ ‫ت إِ ْن َش َ‬
‫اء َف ْل َيك ُْن َ َ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫‪1‬‬
‫َأ َك ْلنَا ُه وإِ َّّل َف َال‪.‬‬

‫[الفضل بن شاذان النيشابوري]‬


‫ونندم‪ :‬ابوحممد الفضل بن شاذان النيشابوري نن أصحاب اهلا ي – عليه السالم ‪-‬‬
‫روى عن ايب جعفر الثاين – عليه السالم ‪ -‬وقيل عن الرضا – عليه السالم ‪.-‬‬
‫وثقه العالنة والنتجايش قال سمينا العالنة االسرتآبا ي يف « الوسيط » ‪:‬‬
‫الفضل بن شاذان نيسابوري ‪...‬ص‪6‬يكنى اباحممد ‪...‬ص‪6‬االز ى النيسابوري كان‬
‫ابوه نن أصحاب يونس روى عن ايب جعفر الثاين – عليه السالم ‪ -‬وقيل عن الرضا –‬
‫عليه السالم ‪ -‬أيضا وكان ثقة جشن عليال ص‪6‬فقيدا نتكلام له عظم شان يف هذه‬

‫‪ - 1‬رجال الكيش‪ ،‬ص‪385 :‬‬


‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪31‬‬

‫الطائفة وقيل انه صنف نائة وثامننى كتابا وترحم عليه ابوحممد ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نرتنى‬
‫أو ثالثا ونقل الكيش عن األئمة ‪ -‬عليه السالم – ندحه‪.‬‬
‫ثم ذكر نا ينافيه وقد اجبنا يف الكتاب الكبرى عنه وهذا الشيخ اجل نن ان يغمز عليه‬
‫فانه رئيس طائفتنا ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬ثقة أجل اصحابنا الفقداء وله جاللة يف هذه‬
‫الطائفة وهو يف قدره اشدر نن ان نصفه جش ص‪6‬نتكلم فقيه جليل القدر له كتب‬
‫ور َأ َّن َأ َبا‬ ‫ب بتورا‪ِ ،‬نن أهل ا ملب َ ِ ِ‬ ‫ونصنفات ست روى الكيش َع ِن املمُ َل َّق ِ‬
‫وز َجان ن من َن مي َسا ُب َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫احلَ َس ُن‬ ‫َان َو َّج َد ُه إىل ا مل ِع َر ِاق إىل َح مي ُث بِ ِه َأ ُبو ُحم َ َّم ٍد م‬
‫مح ُه اهلل ‪ -‬ك َ‬ ‫ان ‪َ -‬ر ِ َ‬
‫ُحم َ َّم ٍد ا مل َف مض َل مب َن َشا َذ َ‬
‫ات اهلل َع َل مي ِد َام ‪َ ، -‬ف َذك ََر َأ َّن ُه َ َخ َل َع َىل َأ ِيب ُحم َ َّم ٍد – عليه السالم ‪َ ،-‬ف َل َّام‬ ‫مب ُن َع ِ ٍّيل ‪َ -‬ص َل َو ُ‬
‫َاو َل ُه َأ ُبو ُحم َ َّم ٍد – عليه‬ ‫ٍ‬ ‫َاب ِيف ِح مضن ِ ِه َن مل ُف ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫وف ِيف ِر َ اء َل ُه‪َ ،‬ف َتن َ‬ ‫َأ َرا َ َأ من َخى ُمر َج‪َ :‬س َق َط ننم ُه كت ٌ‬
‫يف ا مل َف مض ِل‪ ،‬وت ََر َّح َم َع َل مي ِه‪ ،‬و َذك ََر َأ َّن ُه َق َال‪:‬‬ ‫َان ا ملكِتَاب ِنن تَصنِ ِ‬
‫ُ م م‬ ‫السالم ‪ -‬و َن َظ َر فِ ِيه‪ ،‬وك َ‬
‫‪1‬‬
‫ان وك مَونِ ِه َب م َ‬
‫نى َأ مظ ُد ِر ِه مم‪.‬‬ ‫ان بِمك ِ‬
‫َان ا مل َف مض ِل مب ِن َشا َذ َ‬ ‫اس َ َ‬ ‫َأ مغبِ ُط أهل ُخ َر َ‬
‫قال يف كتابه املسمى بـ « االيضاح » يف القوم املدعي باجلامعة املنسوبنى إىل السنة‪:‬‬
‫انا وجدناهم يقولون ان اهلل جل ثنائه تعبد خلقه بالعمل بطاعته واجتناب نعصيته عىل‬
‫لسان نبيه – صلی اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬فبنى هلم مجيع ناحيتاجون إليه نن انر يندم‬
‫صغرىا وكبرىا فبلغدم اياه خاصا وعانا ومل يكلدم فيه إىل رأهىم ومل يرتكدم يف عمى‬
‫والشبدة علم ذلك نن علمه وجدل نن جدله فأنا نا ابلغدم عانا نا امجعت األنة عليه‬

‫‪ - 1‬رجال الكيش‪ ،‬ص‪.542 :‬‬


‫‪ 32‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نن الوضوء والصالة واخلمس والزكاة والصيام واحلج والغسل نن اجلنابة واجتناب‬
‫نا هنى اهلل عنه يف كتابه نن ترك الزنا والرسقة واالعتداء والظلم والرباء واكل نال اليتيم‬
‫ونا اشبده ذلك ممايطول تفسرىه وهو نعروف عند اخلاصة والعانة وانا نا ابلغه خاصا‬
‫ويل ماألَ من ِر ِننم ُك مم»‪ 1‬وقوله‬
‫ول و ُأ ِ‬ ‫فدو ناوكلنا إليه عن قول اهلل « َأطي ُعوا اهلل و َأطي ُعوا َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫الذك ِمر إِ من ُكنم ُت مم ال َت مع َل ُمو َن»‪ 2‬فدذا خاص الجيوز ان يكون نن جعل اهلل له‬ ‫«م َف مس َئ ُلوا أهل ِّ‬
‫الطاعة عىل الناس ان يدخل يف نثل ناهم فيه نن املعاىص وذلك لقول اهلل جل ثنائه « َو‬
‫قال‬ ‫قال و ِن من ُذ ِّر َّيتي َ‬‫َّاس إِنانا َ‬ ‫جاع ُل َك لِلن ِ‬‫قال إِ ِّين ِ‬ ‫إِ ِذ ابتَىل إِبراهيم ربه بِكَلِ ٍ‬
‫امت َف َأ ََت َّ ُد َّن َ‬ ‫َ َ ُّ ُ‬ ‫م م‬
‫نى »‪ 3‬ان الظاملنى آيسوا بائمه يعدد إليدم يف العدل عىل الناس وقد‬ ‫نال َع مد ِدي ال َّظامل ِ َ‬
‫ال َي ُ‬
‫ِ‬
‫نانات‬ ‫ايب اهلل ان جيعلدم ائمه وعلمنا ان قوله تبارك وتعاىل «إِ َّن اهلل َي مأ ُن ُر ُك مم َأ من ُت َمؤ ُّ وا ماألَ‬

‫َّاس َأ من َ مَت ُك ُموا بِا مل َعدم ِل»‪ 4‬عددا عدده إليدم مل يعدد هذا‬ ‫نى الن ِ‬ ‫إىل َأ مهلِدا وإِذا َحك مَم ُت مم َب م َ‬
‫العدد اال إىل ائمة حيكمون بالعدل والجيوز ان يانر بالعدل نن اليعرف العدل وال‬
‫حيسنه وانام انر ان حيكم بالعدل نن س حيسن ان حيكم بالعدل‪.‬‬
‫ثم قال بعد كالم طويل‪:‬‬

‫‪ - 1‬سوره نساء‪ ،‬آيه ‪. 59‬‬


‫‪ - 2‬سوره نحل‪ ،‬آيه ‪.43‬‬
‫‪ - 3‬سوره بقره‪،‬آيه ‪. 134‬‬
‫‪ - 4‬سوره نساء‪ ،‬آيه ‪. 58‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪33‬‬

‫ثم رجعنا إىل خماطبة الصنف االول فقلنا هلم نا عاكم إىل ان قلتم ان اهلل مل يبعث إىل‬
‫خلقه بتجميع نا حيتاجون إليه نن احلالل واحلرام والفرائض واالحكام وان رسول اهلل‬
‫‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬مليعلم ذلك أو علمه ومليبينه للناس وناالذى اضطركم إىل‬
‫ذلك قالوا ملنتجد الفقداء يرون مجيع ناحيتاج الناس إليه نن انرالدين واحلالل واحلرام‬
‫عن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬وان مجيع نا اتانا عنه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اربعة‬
‫االف حديث يف التفسرى واحلالل واحلرام والفرض نن الصالة وغرىها فالبد نن النظر‬
‫فياممل يأتنا نن الروايه عنه واستعامل الرأي فيه وجتويز ذلك لنا قول رسول اهلل ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬ملعاذ بن جبل حنى وجده إىل اليمن‪:‬‬
‫بم تقىض؟ قال‪ :‬بالكتاب‪ .‬قال‪ :‬فاممل يكن يف الكتاب؟ قال فبالسنة قال‬
‫فاممليكن يف السنة؟ قال اجتهد برأيي قال احلمداهلل الذي وفق رسول‬
‫‪1‬‬
‫رسوله‪.‬‬
‫فعلمنا انه قد اوجب ان نن احلكم نامليأت به يف كتاب والسنة وانه البد نن استعامل‬
‫الرأي وقوله ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬انام نثل اصحايب فيكم نثل النتجوم بأهىا اقتديتم‬
‫اهتديتم‪ 2‬واختالف اصحايب لكم رمحة فعلمنا انه مليكلمنا إىل رأهىم اال فيام مليأتنا به‬
‫ومليبلغه لنا‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 34‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وتقدم يف ذلك الصحابة االولون فيام قالوا فيه برأهىم نن االحكام واملواريث واحلالل‬
‫واحلرام فعلمنا اهنم مليفعلوا اال ناهو جائز واهنم مل خىرجوا نن احلق ومليكونوا‬
‫ليتجتمعوا عىل باطل فال لنا ان نضلدم فيامفعلوا فاقتدينا هبم فاهنم اجلامعة والكثرة‬
‫ويداهلل عىل اجلامعة ومليكن اهلل ليتجمع األنة عىل ضالل‪.‬‬
‫قيل هلم‪ :‬ان اكذب الروايات جيوز وابطلدا نا نسب اهلل فيه إىل اجلور ونسب نبيه إىل‬
‫اجلدل ويف قولكم ان اهلل مل يبعث إىل خلقه بتجميع ناحيتاجون إليه جتويز له يف حكمه‬
‫وتكذيب بكتابه لقوله «اليوم اكملت لكم ينكم »‪ 1‬والخىلوا االحكام يكون نن الدين‬
‫أو ليست نن الدين ؟ فان كانت نن الدين فقد أكملدا وبيندا لنبيه ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬وان كانت عندكم ليست نن الدين فال حاجة بالناس إليدا والجيب يف قولكم‬
‫عليدم بام ليس يف الدين وهذه شنعة لو خلت عىل اليدو والنصارى يف يندم لرتكوا‬
‫نا يدخل عليدم به هذه الشنعة وهي نتصلة بمثلدا نن جتديلكم النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬وا عائكم استنباط نامليكن يعلمه نن فروع الدين وحق الشيعة اهلرب مما‬
‫اقررتم به نن هاتنى الشنعتنى التي فيدام الكفر باهلل وبرسوله قال وفيام ا عيتم نن قول‬
‫النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬ملعاذ تكذيب ملا انزل اهلل وطعن عىل رسوله ‪ -‬صلی اهلل‬
‫عليه وآله ‪ -‬فانا نا كذبتم به نن كتاب اهلل فام قدنناه يف صدر كتابنا نن قوله ( َو َأ ِن‬
‫اح َذ مر ُه مم َأ من َي مفتِنُ َ‬
‫وك َع من َب مع ِ‬
‫ض نا َأن َمز َل اهلل‬ ‫اح ُك مم َب مين َُد مم بِام َأن َمز َل اهلل وال َتتَّبِ مع َأ مهوا َء ُه مم و م‬
‫م‬

‫‪1‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪35‬‬

‫راك اهلل وال َت ُك من‬ ‫َّاس بِام َأ َ‬ ‫احل ِّق لِت مَح ُك َم َب م َ‬
‫نى الن ِ‬ ‫تاب بِ م َ‬
‫ِ‬
‫إِ َل مي َك)‪ 1‬و قوله (إِنَّا َأن َمز ملنا إِ َل مي َك ا ملك َ‬
‫يش ٍء َف ُحك ُمم ُه إىل اهللَِّ)‪ 3‬وقوله ( َو ال‬ ‫ِ ِ‬
‫اخ َت َل مف ُت مم فيه ن من َ م‬
‫ننى َخصيام)‪ 2‬وقوله ( َو َنا م‬ ‫ل ِ مل ِ‬
‫خائ َ‬
‫احل ِ‬ ‫رش ُك يف ُحك ِمم ِه َأ َحدا)‪ 4‬وقوله ( َأال َل ُه م‬ ‫ُي م ِ‬
‫بنى)‪ 5‬وقوله ( َو َل ُه م ُ‬
‫احلك ُمم‬ ‫اس َ‬ ‫رس ُع م‬ ‫احلُك ُمم و ُه َو َأ م َ‬
‫‪7‬‬
‫رب ِحلُ مك ِم َر ِّب َك)‬
‫اص ِ م‬ ‫وإِ َل مي ِه ُت مر َج ُع َ‬
‫ون)‪ 6‬وقوله ( َف م‬
‫ونا اشبده نا يف الكتاب يدل عىل ان احلكم هلل وحده فزعمتم انه ليس يف الكتاب وال‬
‫يف نا انزل اهلل عىل نبيه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نا حيكم به بنى الناس فيام اختلفوا فيه‬
‫وان نعاذا هىتدى إىل نامل يوح اهلل إىل نبيه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬وانه هىتدى بغرى نا‬
‫اهتدى به النبي – صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واوجبتم ملعاذ ان رأيه يف الدين كالذي اوحى‬
‫اهلل إىل نبيه ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬فرفعتم نرتبته فوق نرتبه النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله‬
‫‪ -‬اذ كانت النبوة بوحي ينتظر ونعاذ الحيتاج إىل وحي بل يأيت برأيه نن قبل نفسه‬

‫‪ - 1‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 49‬‬


‫‪ - 2‬سوره نساء‪،‬آيه ‪. 105‬‬
‫‪ - 3‬سوره شورى‪ ،‬آيه ‪10‬‬
‫‪ - 4‬سوره كدف‪،‬آيه ‪. 26‬‬
‫‪ - 5‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪. 62‬‬
‫‪ - 6‬سوره قصص‪ ،‬آيه ‪.70‬‬
‫‪ - 7‬سوره قلم‪ ،‬آيه ‪ . 48‬وانسان آيه ‪. 24‬‬
‫‪ 36‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫‪1‬‬
‫املِون)‬ ‫فمثلكم كامقال اهلل ( َفم ِن ا مف َرتى َع َىل اهلل ا ملك َِذب ِنن بع ِد ذل ِ َك َف ُأ ِ‬
‫ولئ َك ُه ُم ال َّظ ُ‬ ‫َ م َم‬ ‫َ‬
‫قال َس ُأ من ِز ُل ِن مث َل نا َأن َمز َل اهلل)‪ 2‬فصار نعاذ‬
‫يش ٌء و َن من َ‬ ‫وحي إِ َيل و َمل ي ِ ِ‬
‫قال ُأ َ َّ م ُ َ‬
‫وح إ َل ميه َ م‬
‫ِ‬ ‫( مو َ‬
‫عندكم هىتدى برأيه والحيتاج يف اهلدى إىل وحي والنبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬حيتاج‬
‫إىل وحي ولو جدد امللحدون عىل ابطال نبوته – صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نا جتاوزوا نا‬
‫وصفتموه به نن اجلدل ثم اخرب باهلل تعاىل ان اصل االختالف يف االنم كان بعد انبيائدم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان النَّاس ُأنة ِ‬
‫واحدَ ة َف َب َع َث اهلل النَّبِ ِّي َ‬
‫نى ُن َب ِّرشي َن و ُننمذري َن و َأن َمز َل َن َع ُد ُم ا ملك َ‬
‫تاب‬ ‫ُ َّ‬ ‫فقال‪َ ( :‬‬
‫فيه إِالَّ ا َّلذي َن ُأو ُتو ُه ِن من َب مع ِد نا‬
‫ف ِ‬ ‫اخ َت َل َ‬
‫فيه و َنا م‬ ‫اخ َت َل ُفوا ِ‬ ‫فيام م‬ ‫نى الن ِ‬
‫َّاس َ‬ ‫احلَ ِّق ل ِ َي مح ُك َم َب م َ‬ ‫بِ م‬
‫احل ِّق بِإِ مذنِ ِه واهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫اخ َت َل ُفوا فيه ن َن م َ‬‫نات َب مغيا َب مين َُد مم َف َددَ ى اهلل ا َّلذي َن آ َننُوا َمل ِا م‬ ‫جا َء م ُهت ُم ا مل َب ِّي ُ‬
‫هىدي نن يشاء إىل ِرص ٍ‬
‫اط ُن مستَقي ٍم)‪ 3‬فحمدتم أهل البغي وقلتم اختالفدم رمحة فاقتديتم‬ ‫َ مَ ُ‬ ‫َم‬
‫باخلالف واهل اخلالف ورصفت قلوبكم عمن هداه اهلل ملا اختلفوا فيه نن احلق باذنه‬
‫‪4‬‬
‫ون خمُتلِ ِفنى ِا َّال َنن َّر ِح َم َر ُّب َك ول ِ َذل ِ َك َخ َل َق ُد مم)‬
‫وَتقق لنا عليكم قول اهلل ( َو َال َي َزا ُل َ‬
‫فاتبعتم أهل اخلالف واتبعنا نن استثناه اهلل بالرمحة فلام ضاق عليكم باطلكم ان تقوم‬
‫لكم باحلتجة احلتم عىل اهلل بالتتجويز يف احلكم نن تكليفه كامزعمتم إياكم نامليبينه لكم‬

‫‪ - 1‬سوره آلعمران‪ ،‬آيه ‪.94‬‬


‫‪ - 2‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪. 93‬‬
‫‪ - 3‬سوره بقره‪ ،‬آيه ‪.213‬‬
‫‪ - 4‬سوره هو ‪ ،‬آيه ‪. 119 – 118‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪37‬‬

‫وعىل نبينا ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬باجلدل يف قولكم وانه مل يبنى لكم الطاعة نن املعصية‬
‫وعىل أهل احلق واملصدقنى هلل ولرسوله بالعداوة والبغضاء يف كل كتابنا هذا عليكم‬
‫شنعه الخمرج لكم نندا فتفدموها نن ذلكم انكم َتلتم رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬الرضا بان حيكم نعاذ بغرى نا انزل اهلل وان نعاذ اذا حكم حكام باليمن برأيه كان‬
‫حقا وكان عىل النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬يف قولكم ان يتبع قول نعاذ النه الجيوز‬
‫للنبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬ان حيكم بخالف احلق فصرىتم نعاذا انانا للنبي ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬اليسعه يف قولكم االقتداء به واهلل يقول ونن أحسن نن اهلل حكام لقوم‬
‫يوقنون فصرىتم حكم نعاذ حكام الحيتاج نعه إىل حكم اهلل وال إىل نا انزل فكنتم يف‬
‫ذلك كام قال اهلل ذلك بانه عى اهلل وحده كفرتم وان يرشك توننوا فاحلكم هلل العىل‬
‫الكبرى فابيتم عىل اهلل ان جتعلوا احلكم له كام قال وجعلتموه ملعاذ ولكل الصحابة‬
‫والتابعنى وان حرم بعضدم نا احله بعض ثم ملن بعد التابعنى إىل يوم القيانة رضا ننكم‬
‫ولئ َك ُه ُم‬‫ان يكون احلكم لغرى اهلل وكفى بقول اهلل و*و نن َمل َحي ُكم بِام َأن َمز َل اهلل َف ُأ ِ‬
‫َ َ م م م م‬
‫حي ُك مم بِام‬
‫ون *‪ * 2‬و َن من َمل م َ م‬ ‫ولئ َك ُه ُم ال َّظاملُِ َ‬
‫ون *‪*1‬و نن َمل َحي ُكم بِام َأن َمز َل اهلل َف ُأ ِ‬
‫َ َ م م م م‬ ‫ا ملكافِ ُر َ‬
‫ولئ َك هم ا مل ِ‬
‫فاس ُق َ‬
‫ون *‪ 3‬فالرضيتم بكتاب اهلل واسخطتموه لقد لزم الكفر‬ ‫َأن َمز َل اهلل َف ُأ ِ‬
‫ُ ُ‬

‫‪ - 1‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪.44‬‬


‫‪ - 2‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 45‬‬
‫‪ - 3‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 47‬‬
‫‪ 38‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والظلم والفسق ملن مل حيكم بامانزل اهلل ولقد زعتم بان نعاذا والصحابه والتابعنى‬
‫حكموا بغرى نا انزل اهلل فبلغتم غايه الوقيعه فيه والتفقص ثم جتاوزَتوه إىل ان َتلتموا‬
‫النبي – صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬انه انر به ورضيه ونا يبلغ امللحدون اال نا انتم عليه نن‬
‫نقيضه النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نع وقيعتكم يف الصحابة ونا يبطل نانحلتموه‬
‫النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نن الرضا باحلكم بغرى نا انزل اهلل قوله * ُق مل إِنَّام َح َّر َم‬
‫واح َش نا َظ َد َر ِننمدا ونا َب َط َن و*‪ 1‬واالثم والبغى بغرى احلق وان ترشكوا باهلل نامل‬ ‫ريب ا مل َف ِ‬
‫َ ِّ َ‬
‫ف‬ ‫*و ال َت ُقو ُلوا ملِا َت ِص ُ‬ ‫ينزل به سلطانا وان تقولوا عىل اهلل ناالتعلمون وقال جل ثنائه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأ مل ِسنَ ُت ُك ُم ا ملك َِذ َب هذا َح ٌ‬
‫ون َع َىل‬ ‫رت َ‬ ‫رتوا َع َىل اهلل ا ملكَذ َب إِ َّن ا َّلذي َن َي مف َ ُ‬ ‫الل وهذا َحرا ٌم ل َت مف َ ُ‬
‫ون *‪ 2‬وقال ‪ُ * :‬ق مل َأ َر َأ مي ُت مم نا َأن َمز َل اهلل َل ُك مم ِن من ِر مز ٍق َف َتج َع مل ُت مم ِننم ُه‬
‫اهلل ا ملك َِذ َب ال ُي مفلِ ُح َ‬
‫ِ‬
‫‪3‬‬
‫ون *‬ ‫َحرانا و َحالال ُق مل اهلل َأذ َن َل ُك مم َأ مم َع َىل اهلل َت مف َ ُ‬
‫رت َ‬
‫فزعمتم ان النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬جوز ملعاذ احلكم برأيه فيام حظره اهلل عىل‬
‫خلقه ومل جيعل احلكم فيه اال نااراه نبيه وانزل عليه وقبل ذلك نا حظره عىل نبيه او‬
‫ث إِ مذ َن َف َش مت فِ ِيه َغن َُم ا مل َق مو ِم و ُكنَّا ِحل مك ِم ِد مم‬
‫فقال‪ *:‬و او وس َليام َن إِ مذ حي ُكام ِن يف احلر ِ‬
‫مم‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ مَ‬

‫‪ - 1‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪. 33‬‬


‫‪ - 2‬سوره نحل‪ ،‬آيه ‪. 116‬‬
‫‪ - 3‬سوره يونس‪ ،‬آيه ‪.59‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪39‬‬

‫ال َءا َت مينَا ُحكمام و ِع ملام و َس َّخ مرنَا َن َع َ ُاو َ مِ‬


‫اجل َب َال ُي َس ِّب مح َن‬ ‫َاها ُس َل مي َام َن و ُك ًّ‬ ‫َش ِ ِ‬
‫اهدي َن َ َف َّد ممن َ‬
‫نى*‬ ‫وال َّطرى و ُكنَّا َف ِ‬
‫اعلِ َ‬ ‫م‬
‫‪1‬‬

‫احل ِّق وال َت َّت ِب ِع ماهلَوى‬


‫َّاس بِ م َ‬
‫نى الن ِ‬ ‫ناك َخلي َفة ِيف ماألَ مر ِ‬
‫ض َف م‬
‫اح ُك مم َب م َ‬ ‫وقال ‪* :‬يا ُاو ُ إِنَّا َج َع مل َ‬
‫ذاب َشديدٌ بِام ن َُسوا َي مو َم‬ ‫بيل اهلل إِ َّن ا َّلذي َن َي ِض ُّل َ‬
‫ون َع من َس ِ‬
‫بيل اهلل َهل ُ مم َع ٌ‬ ‫َف ُي ِض َّل َك َع من َس ِ‬
‫‪2‬‬ ‫احل ِ‬
‫ساب *‬ ‫مِ‬
‫ِ‬ ‫ف ِن من َب مع ِد ِه مم َخ مل ٌ‬
‫ون‬‫تاب َي مأ ُخ ُذ َ‬ ‫ف َو ِر ُثوا ا ملك َ‬ ‫فحظر عليه القول االباحلق وقال * َف َخ َل َ‬
‫ون َس ُي مغ َف ُر َلنا وإِ من َي مأ ِهتِ مم َع َر ٌض ِن مث ُل ُه َي مأ ُخ ُذو ُه َأ َمل م ُي ممؤ َخ مذ َع َل مي ِد مم‬
‫هذا ماألَ م نى و َي ُقو ُل َ‬
‫َع َر َض َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نيثاق ا ملكِ ِ‬
‫احل َّق و َ َر ُسوا نا فيه والدَّ ُار ماآلخ َر ُة َخ م ٌرى ل َّلذ َ‬
‫ين‬ ‫تاب َأ من ال َي ُقو ُلوا َع َىل اهلل إِالَّ م َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الص َلو َة إِنَّا َال ُنض ُ‬
‫يع َأ مج َر‬ ‫ون بِا ملكِت ِ‬
‫َاب و َأ َقا ُنو ما َّ‬ ‫ون َأ َفال َت مع ِق ُلون وا َّل ِذي َن ُي َم ِّس ُك َ‬
‫َي َّت ُق َ‬
‫‪3‬‬
‫املم مصلِ ِح َ‬
‫نى*‬
‫والذين يمسكون بالكتاب الذين يقولون ان احلكم فيه وبه أو الذين اليزعمون ان‬
‫احلكم فيه وال به وقد قال اهلل لنبيه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ ٌ* -‬إِ من َأتَّبِ ُع إِالَّ نا ُيوحى إِ َ َّيل‬
‫*‪ 4‬وقال‪ُ * :‬ق مل إِ من َض َل مل ُت َفإِنَّام َأ ِض ُّل َعىل َن مفيس وإِ ِن ماهتَدَ مي ُت َفبِام ُيوحي إِ َ َّيل َر ِّيب إِ َّن ُه‬

‫‪ - 1‬سوره انبياء‪ ،‬آيه ‪. 79 -78‬‬


‫‪ - 2‬سوره ص‪ ،‬آيه ‪. 26‬‬
‫‪ - 3‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪. 169 -170‬‬
‫‪ - 4‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪.50‬‬
‫‪ 40‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ميع َق ٌ‬
‫ريب*‪ 1‬فزعمتم ان الصحابة ونن بعدهم استغنوا برأهىم وهداهم بغرى ناهدى‬ ‫َس ٌ‬
‫اهلل به نبيه وان املمؤنننى قدهدوا نامل هىد اهلل له النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واهلل يقول‪:‬‬
‫احل ِّق بِإِ مذنِ ِه واهلل هىدي نن يشاء إىل ِرص ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ذين آ َننُوا َمل ِا م‬
‫اط‬ ‫َ م َ ُ‬ ‫َم‬ ‫اخ َت َل ُفوا فيه ن َن م َ‬ ‫َف َددَ ى اهلل ا َّل َ‬
‫‪2‬‬
‫ُن مستَقي ٍم‪.‬‬
‫فزعمتم ان النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬ملهىتد ملا اختلف فيه نن احلق وقد هدى اهلل‬
‫املمؤنننى فقد صرىَتوهم يف حد الربوبية وذلك ان اهلل ملا تعبد خلقه بان أنرهم وهناهم‬
‫واحل هلم وحرم عليدم واجرى عليدم االحكام بذلك فوعد الثواب نن اطاعه واوعد‬
‫العقاب نن عصاه وكذلك جعلتم هلم االحكام عىل الناس فمن عصاهم عاقبتموه‬
‫واوجبتم عليه نعصيه اهلل وعقوبة الدنيا واالخرة ونن اطاعم نسبتموه إىل السنة‬
‫واجلامعه وصارعندكم نن أهل الثواب يف الدنيا واالخرة فدل زا اهلل مما تعبدهم به‬
‫وانرهم وهناهم عىل نا صنعتم هبم ولقد نسبتموه إىل اهنم يعروفون الطاعة واملعصية‬
‫واحلكم فيدا برأهىم و فعتم النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬عن ذلك والوحى ياتيه فلئن‬
‫كانوا كامزعمتم حيسنون احلكم فيامور عليدم وان ذلك ليس فيام انزل اهلل نن كتاب‬
‫وال سنة نن رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬فلقد حكمتم باالستغناء عن بعثه النبي‬
‫‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬وعن تنزيل الكتاب اذ كانوا يعرفون كام زعمتم احلكم بام ليس‬

‫‪ - 1‬سوره سبا‪ ،‬آيه ‪.50‬‬


‫‪ - 2‬سوره بقره‪ ،‬ايه ‪. 213‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪41‬‬

‫فيدام وان ذلك يف نعنى قولكم ان اهلل يبعث النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬والحاجه‬
‫هبم إليه وانزل الكتاب وهم نستغنون عنه وذلك ان الكتاب والسنة ليالن عىل نا‬
‫حيتاج الناس إليه نن انر يندم فاذا كان هوالء حيسنون ناليس يف الكتاب وال يف السنه‬
‫فام بالناس إليه احلاجة فام حاجتدم إىل الكتاب والسنة فلئن كانت االحكام نن الدين‬
‫فلقد اكملدا يف قوله *اليوم اكملت لكم ينكم * ولئن مل تكن نن الدين فام بالعبا‬
‫إليه حاجة ولقد الزنتكم ان كانت عندكم نن الذين ان تقولوا عىل اهلل تعبد خلقه نن‬
‫الدين بام ليس يف الكتاب وال يف السنة وكفى هبا شنعه ولقد اوجبتم يف قولكم عىل اهلل‬
‫انه كان يانر بالصغرى نن االنر ويتوكد فيه ويقول بالقول فيه تاكيدا وتشديدا أو هىمل‬
‫الكبرى العظيم اخلطرى نن الدين وذلك انه يقول جل ثنائه *يا َأ ُّ َهىا ا َّلذي َن آ َننُوا إِذا َتدا َينم ُت مم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ب َأ من َي مك ُت َ‬ ‫ب بِا مل َعدم ِل وال َي مأ َب كات ٌ‬ ‫بِدَ مي ٍن إىل َأ َج ٍل ُن َس ًّمى َفا مك ُت ُبو ُه و مل َي مك ُت م‬
‫ب َب مينَ ُك مم كات ٌ‬
‫احل ُّق و مل َيت َِّق اهلل َر َّب ُه وال َي مب َخ مس ِننم ُه َش ميئا َفإِ من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب و مل ُي ممل ِل ا َّلذي َع َل ميه م َ‬ ‫كَام َع َّل َم ُه اهلل َف مل َي مك ُت م‬
‫طيع َأ من ُي ِم َّل ُه َو َف مل ُي مملِ مل َول ِ ُّي ُه بِا مل َعدم ِل‬
‫احل ُّق َسفيدا َأ مو َضعيفا َأ مو ال َي مس َت ُ‬
‫ِ‬
‫كان ا َّلذي َع َل ميه م َ‬ ‫َ‬
‫تان ِمم َّ من ت مَر َض مو َن ِن َن‬ ‫نى َفرج ٌل وانر َأ ِ‬
‫مَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫است مَش ِددُ وا َشديدَ مي ِن ن من ِرجال ُك مم َفإِ من َمل م َي ُكونا َر ُج َل م ِ َ ُ‬ ‫و م‬
‫الش َددا ُء إِذا نا ُ ُعوا وال‬ ‫داء َأ من ت َِض َّل إِ مح ُ‬ ‫الشد ِ‬
‫دامها ماألُ مخرى وال َي مأ َب ُّ‬ ‫دامها َف ُت َذك َِّر إِ مح ُ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫لشدا َ ِة و َأ م نى‬ ‫ت مَس َئ ُموا َأ من َت مك ُت ُبو ُه َصغرىا َأ مو كَبرىا إىل َأ َجلِ ِه ذل ِ ُك مم َأ مق َس ُط ِعنمدَ اهلل و َأ مق َو ُم ل ِ َّ‬
‫ون ِجتارة ِ‬
‫ناح َأالَّ َت مك ُت ُبوها‬
‫وهنا َب مينَ ُك مم َف َل مي َس َع َل مي ُك مم ُج ٌ‬ ‫دير َ‬‫حارضة ُت ُ‬ ‫َ‬ ‫َأالَّ ت مَرتا ُبوا إِالَّ َأ من َت ُك َ َ‬
‫ب وال َشديدٌ وإِ من َت مف َع ُلوا َفإِ َّن ُه ُف ُس ٌ‬ ‫ِ‬
‫وق بِ ُك مم وا َّت ُقوا اهلل‬ ‫و َأ مش ِددُ وا إِذا تَبا َي مع ُت مم وال ُي َض َّار كات ٌ‬
‫‪ 42‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫و ُي َع ِّلم ُكم اهلل واهلل بِ ُك ِّل َيش ٍء َعليم * وإِن ُكن ُتم َعىل س َف ٍر و َمل َ ِ‬
‫جتدُ و ما ك َاتِبا َف ِر َها ٌن َّن مق ُب َ‬
‫وض ٌة‬ ‫م‬ ‫م َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫م‬ ‫ُ ُ‬
‫الش َددَ َة و َنن‬ ‫َفإِ من َأ ِن َن َب مع ُض ُكم َب معضا َف مل ُي َمؤ ِّ ا َّل ِذى ماؤ َُت ِ َن َأ َنا َن َت ُه و مل َيت َِّق اهلل َر َّب ُه و َال َت مك ُت ُمو ما َّ‬
‫يم*‬ ‫ي مك ُتمدا َفإِ َّنه ءاثِم َق ملبه واهلل بِام َتعم ُل َ ِ‬
‫‪1‬‬
‫ون َعل ٌ‬ ‫َ مَ‬ ‫ُ َ ٌ ُُ‬ ‫َ مَ‬
‫افيانرجل ثناوه بالكتابة للامل صغرىا أو كبرىا إىل اجله ويكل احلكم يف رقبة املال إىل‬
‫غرىه ويانر بقبض الرهان ويكل احلكم يف رقبة املال إىل آراء الرجال ويقول تبارك‬
‫وج ُد مم ذل ِ َك َأ مزكى َهل ُ مم إِ َّن اهلل‬
‫حي َف ُظوا ُف ُر َ‬
‫ننى ي ُغ ُّضوا ِنن َأب ِ ِ‬
‫صاره مم و َ م‬ ‫م م‬
‫ِ ِ‬
‫وتعاىل‪ُ * :‬ق مل ل مل ُم ممؤن َ َ‬
‫‪2‬‬
‫ون *‬ ‫برى بِام َي مصنَ ُع َ‬
‫َخ ٌ‬
‫*و ُقل‬ ‫فيأنر بغض االبصار ويكل احلكم يف الفروج إىل ارآء الرجال ويقول‪َ :‬‬
‫وج ُد َّن و َال ُي مب ِدي َن ِزينَت َُد َّن إِ َّال َنا َظ َد َر ِنن َمدا‬ ‫َات َي مغ ُض مض َن ِن من َأ مب َ ِ‬
‫رص ِه َّن و َ م‬
‫يح َف مظ َن ُف ُر َ‬
‫ِّل ملم ممؤ ِنن ِ‬
‫ُ‬
‫ائدن َأو ءاب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رضبن ِ ِ‬
‫اء‬ ‫ين ِزينَت َُد َّن إِ َّال ل ُب ُعو َلت ِد َّن َأ مو َءا َب ِ َّ م َ َ‬ ‫بخُ ُن ِره َّن َع َىل ُج ُيوبه َِّن و َال ُي مبد َ‬ ‫و مل َي م ِ م َ‬
‫نى َأ َخ َو ِاهتِ َّن َأ مو‬ ‫نى إِ مخ َو ِ ِ‬ ‫َائدن َأو َأبن ِ‬
‫َاء ُب ُعو َلتِ ِد َّن َأ مو إِ مخ َو ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهن َّن َأ مو َب ِ‬ ‫اهن َّن َأ مو َب ِ‬ ‫ُب ُعو َلت ِد َّن َأ مو َأ مبن ِ َّ م م‬
‫ِ‬ ‫نى َغرى ُأ مو ِىل ماالر َب ِة ِن َن الر َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫نِ َس ِ‬
‫ين َمل م‬‫ال َأ ِو ال ِّط مف ِل ا َّلذ َ‬ ‫ِّ‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫َت َأ مي َام ُهنُ َّن َأو التَّابِع َ م‬ ‫ائد َّن َأ مو َنا َن َلك م‬
‫نى ِنن ِزينَتِ ِد َّن و ُتو ُبو ما‬ ‫ات النِّس ِ‬
‫يخمفِ َ‬ ‫رض مب َن بِ َأ مر ُجلِ ِد َّن ل ِ ُي مع َل َم َنا ُ‬‫اء و َال َي م ِ‬ ‫َ‬
‫ي مظدرو ما َعىل َعور ِ‬
‫َ مَ‬ ‫َ َُ‬
‫‪3‬‬
‫كم ُت مفلِ ُحون*‬ ‫إىل اهلل َمجِيعا َأ ُّي َه املمُ ممؤ ِننُ َ‬
‫ون َل َع َّل ُ‬

‫‪ - 1‬سوره بقره‪ ،‬آيه ‪. 283 -282‬‬


‫‪ - 2‬سوره نور‪ ،‬آيه ‪.30‬‬
‫‪ - 3‬سوره نور‪ ،‬آيه ‪. 31‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪43‬‬

‫َت َأ ميام ُن ُك مم وا َّلذي َن َمل م َي مب ُل ُغوا م‬


‫احلُ ُل َم‬ ‫وقال‪* :‬يا َأ ُّ َهىا ا َّلذي َن آ َننُوا ل ِ َي مس َت مأ ِذ من ُك ُم ا َّلذي َن َن َلك م‬
‫درى ِة و ِن من َب مع ِد‬ ‫ِ‬
‫ون ثيا َب ُك مم ن َن ال َّظ َ‬
‫حنى ت ََضع َ ِ‬
‫ُ‬ ‫الة ا مل َف متج ِر و َ‬ ‫ات ِنن َقب ِل ص ِ‬
‫م م َ‬
‫الث نر ٍ‬
‫ننم ُك مم َث َ َ َّ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫الة ا مل ِع ِ‬
‫ص ِ‬
‫ون َع َل مي ُك مم‬ ‫الث َع مورات َل ُك مم َل مي َس َع َل مي ُك مم وال َع َل مي ِد مم ُج ٌ‬
‫ناح َب معدَ ُه َّن َط َّوا ُف َ‬ ‫شاء َث ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ض كَذلِ َك ُي َب ِّ ُ‬
‫َب مع ُض ُك مم َعىل َب مع ٍ‬
‫‪1‬‬
‫كيم*‬‫ليم َح ٌ‬ ‫نى اهلل َل ُك ُم ماآليات واهلل َع ٌ‬
‫فبنى هلم هذا الصغرى ليفعلوه و‪....‬ص ‪8‬جل ثنائه وان يرضبن بارجلدن ليعلم نا خىفنى‬
‫نن زينتدن فيعرف عليدم خالخل وجالجل وان يرى نحورهن وشعورهن وحماسندن‬
‫ويكل احلكم يف فروجدن إىل املانورين بغض االبصار واملندينى عن النظر نن ذلك إىل‬
‫نا هنى عنه واهلل ان لو انن ار تم انتعيبوا رجال فتبلغوا الغاية يف جتديله وقلة نعرفته‬
‫فيام ياتى ويذر فقلتم انه يانر بالصغرى وهىمل الكبرى ويتوىل االنر يف صغار االنور‬
‫ويكل كبرىها إىل عبده لكنتم قد بلغتموا الغاية يف جتديله ولقد َتلتم اهلل جل ثنائه ذلك‬
‫لتنقوا عن انفسكم وتانفوا نندا ولقد َتلتموها ربكم ثم كذلك نا انر به جل ثنائه نن‬
‫املواريث يف كتابه وانوال اليتانى والفروج و ق الرقاب والدناء والطالق وكل احلكم‬
‫فانظروا إىل طعنكم عىل اهلل وعىل رسوله وإىل انتسابكم إىل اجلامعة والسنة واهلل نا قال‬
‫املرشكون ليس يف السامء اله ولقد اقروا بربوبيته اال اهنم قالوا الهلتدم * نا َن مع ُبدُ ُه مم إِالَّ‬
‫رب ِحلُ مك ِم َر ِّب َك وال‬
‫اص ِ م‬
‫ِ‬
‫ل ُي َق ِّر ُبونا إىل اهلل ُز ملفى *‪ 2‬وانتم تعرفون كتاب اهلل وهو يقول‪َ * :‬ف م‬

‫‪ - 1‬سوره نور‪ ،‬آيه ‪. 58‬‬


‫‪ - 2‬سوره زنر‪| ،‬آيه ‪. 3‬‬
‫‪ 44‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وت إِ مذ نا ى و ُه َو َن مك ُظو ٌم *‪ 1‬واصرب حلكم ربك فانك باعيننا فواهلل‬ ‫احل ِ‬ ‫َت ُكن ك ِ‬
‫َصاح ِ‬
‫ب مُ‬ ‫م‬
‫نا صربتم حلكم اهلل وصرىَتوا احلكم لغرىه واهلل يقول *َ و َن من َأ مح َس ُن ِن َن اهلل ُحكمام ل ِ َق مو ٍم‬
‫ون *‪ 2‬واهلل يقول ويقولون اننا باهلل وبالرسول واطعنا ثم يتوىل فريق نندم نن بعد‬ ‫ي ِ‬
‫وقنُ َ‬ ‫ُ‬
‫ذلك ونا اولئك باملمؤنننى انامكان قول املمؤنننى اذا عوا إىل اهلل ورسوله ليحكم بيندم‬
‫ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم املفلحون ونن يطع اهلل ورسوله وخىشى اهلل ويتقه‬
‫فاولئك هم الفائزون فكيف بدعاء الناس ان يدعوا إىل كتابه وكيف يدعون إىل رسول‬
‫اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اال ان يدعوا إىل سنته فاذا زعمتم ان نن احلكم ناليس يف‬
‫الكتاب وال السنة اليس قد ابطلتم عاء الناس إىل اهلل وإىل رسوله أو لو اقتصصنا كل‬
‫نافيه االحتتجاج عليكم نن الكتاب لكتبنا اضعاف ناكتبنا وفيام اقتصصنا نايكتفى به‬
‫نن تعقل‪ .‬انتدى كالم الفضل وله الفضل‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره قلم‪ ،‬آيه ‪. 48‬‬


‫‪ - 2‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 50‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪45‬‬

‫املجمع الثاني‬

‫يف تنصيصات علامء الغيبتني من الطبقة األوىل‬


‫عىل نفي اّلجتهاد والرأي يف األحكام وانحصار الدّلئل‬
‫يف الكتاب وسنة النبي وائمة األنام ‪ -‬عليهم السالم –‬
‫وهم أكثر من ان تسع ذكرهم الرسالة‬
‫فلنكتف بذكر بعض خوفا من اّلطالة‪.‬‬
‫[حممد بن حسنى بن روح] ‪47‬‬

‫[محمد بن حسني بن رو ]‬
‫فمندم‪ :‬الشيخ ابوالقاسم حممد بن حسنى بن روح ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬سفرى الناحيه‬
‫املقدسة ‪ -‬صاهنا اهلل تعاىل – ‪.‬‬
‫وهو أعظم نن أن حيتاج إىل االطراء ومما يدل عىل توقفه واقتصاره عىل النصوص نا‬
‫رواه الشيخ الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « االكامل الدين » باسنا ه عن حممد بن إبراهيم‬
‫بن إسحاق ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬قال‪:‬‬
‫وح ُه ‪ِ -‬م َن ا ْلغ َِد و َأ َنا‬ ‫ِ‬
‫الش ْيخِ َأ ِيب ا ْل َقاس ِم ْب ِن َر ْوحٍ ‪َ -‬قدَّ َس اهلل ُر َ‬ ‫َف ُعدْ ُت إىل َّ‬
‫س ِم ْن ِعن ِْد َن ْف ِس ِه‪.‬‬ ‫ول ِيف َن ْف ِي‪َ :‬أ ت ََرا ُه َذك ََر َما َذك ََر َلنَا َي ْو َم َأ ْم ِ‬ ‫َأ ُق ُ‬
‫الس َام ِء َفتَخْ َط َفنِي ال َّط ْ ُري‬ ‫ِ ِ‬
‫يم َألَ ْن َأخ َّر م َن َّ‬
‫ِ‬ ‫َفا ْبتَدَ َأ ِين َف َق َال ِي‪َ :‬يا ُ َ‬
‫حم َّمدَ ْب َن إِ ْب َراه َ‬
‫ين اهللِ ‪َ -‬ع َّز‬ ‫ول ِيف ِد ِ‬ ‫ب إِ َ َّي ِم ْن َأ ْن َأ ُق َ‬
‫يق َأ َح ُّ‬ ‫ح ٍ‬‫كان س ِ‬
‫يح ِيف َم ٍ َ‬ ‫الر ُ‬‫َأ ْو َ ْهت ِوي ِ َيب ِّ‬
‫احل َّج ِة‬ ‫و َج َّل ‪ -‬بِ َر ْأيِي َأ ْو ِم ْن ِعن ِْد َن ْف ِي َب ْل َذلِ َ‬
‫ك َع ِن ْاألَ ْص ِل و َم ْس ُموع َع ِن ُْ‬
‫‪1‬‬
‫– عليه السالم ‪.-‬‬
‫اقول‪ :‬وكذلك كان أب علامء اإلنانية فاهنم كانوا نقترصين عىل النصوص بعموندا‬
‫واخلصوص وكانت فتاوهىم نتون االخبار كام هو ظاهر نن « املقنع » و « املقنعة » و «‬
‫الندايه » عند االعتبار وكانت الطائفة تأيت نامل يستند نن الفتاوى إىل اإلنام أو مل يسنده‬

‫‪ - 1‬كامل الدين وَتام النعمة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪509 :‬‬


‫‪ 48‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املفتى إليه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واشدد عىل نا قلناه كالم الشيخ الطائفة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬فتانل‬
‫فيه‪.‬‬
‫قال يف نبحث اخبار اآلحا نن « العدة » ‪:‬‬
‫أن واحدا منهم اي من الطائفة إذا أفتى بيشء ّل يعرفونه سألوه من‬
‫حتّى ّ‬
‫أين قلت هذا؟ فإذا أحاهلم عىل كتاب معروف أو أصل مشهور وكان‬
‫راويه ثقة ّل ينكر حديثه سكتوا وس ّلموا األمر يف ذلك وقبلوا قوله‪ ،‬هذه‬
‫النبي ‪ّ -‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬ومن بعده من‬ ‫عادهتم وسج ّيتهم من عهد ّ‬
‫السالم ‪ -‬ا ّلذي انترش‬
‫حممد ‪ -‬عليهام ّ‬
‫األئمة ومن زمان الصادق جعفر بن ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫العلم عنه وكثرت الرواية من جهته‪.‬‬
‫وقال يف خطبة كتابه « املبسوط » ‪:‬‬
‫وكنت عىل قديم الوقت وحديثه متشوق النفس إىل عمل كتاب يشتمل‬
‫عىل ذلك تشوق نفي إليه فتقطعني عن ذلك القواطع وتشغلني يف ذلك‬
‫الشواغل‪ ،‬وتضعفنى أيضا فيه قلة رغبة هذه الطائفة فيه‪ ،‬وترك عنايتهم‬
‫به ألهنم ألفوا األخبار وما رووه من جهه األلفاظ حتى أن مسئلة لو غري‬
‫لفظها أو عرب عن معناها بغري اللفظ املعتاد هلم لعجبوامنها ويرصفهم‬
‫عنها‪ ،‬وكتبت عىل قديم الوقت كتاب « النهاية »‪.‬‬

‫‪ - 1‬شيخ طوسى‪ ،‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪127 :‬‬


‫[حممد بن يعقوب الكليني الرازي] ‪49‬‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫بل أوردت مجيع ذلك أو أكثره باأللفاظ املنقولة حتى ّل يستوحشوا من‬
‫‪1‬‬
‫ذلك‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫[محمد بن يعقوب الكليني الرازي]‬


‫ونندم‪ :‬ثقة االسالم قدوة األعالم والبدر التامم جانع السنن واآلثار يف حضور سفراء‬
‫اإلنام ‪ -‬عليه أفضل السالم ‪ -‬الشيخ ابوجعفر حممد بن يعقوب الكليني الرازي حميي‬
‫طريقة أهل البيت عىل رأس املأة الثالثه املولف جلانع « الكايف » يف ندة عرشين سنة‬
‫املتوىف قبل وقوع الغيبة الكربى ‪ -‬ريض اهلل عنه يف اآلخرة واألوىل ‪ -‬وكتابه نستغن‬
‫عن االطراء ألنه ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬كان بمحرض نن نوابه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد سأل‬
‫ننه بعض الشيعة نن البلدان النائيه تاليف كتاب « الكايف » لكونه بحرضت نن يفاوضه‬
‫ويذاكره ممن يثق بعلمه يعنى نوابه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فالف وصنف وشنف وحكى انه‬
‫عرض عليه – عليه السالم – فقال‪ :‬كاف لشيعتنا‪ .‬ونزاره يف نقربة عند باب اجلرس‬
‫نعروفة يزوره املخالف واملوافق ويعرف بدار السالم لشيخ نشايخ االسالم ولنذكر‬
‫نن أول كتابه نا يدل عىل كونه نن روساء أصحاب التسليم وهم فرقة نن املحدثنى ‪-‬‬

‫‪ - 1‬شيخ طوسى‪ ،‬املبسوط يف فقه اإلنانية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪3 :‬‬


‫‪ 50‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ريض اهلل عندم امجعنى ‪ -‬ولنشدد بكالم بعض االعالم يف بيان حاله وحال كتابه تاييدا‬
‫يف املقام‪.‬‬
‫قال نوالنا افضل املحدثنى حممد تقي املتجليس ‪ -‬نور اهلل رضحيه ‪ -‬يف « روضه املتقنى »‬
‫‪:‬‬
‫والذي يظهر من التتبع أن اّلعتامد عىل الكليني أكثر وبعده عىل الصدوق‬
‫وبعده عىل الشيخ وإن كان فضل الشيخ غري خمفي وليس ألحد فضله‪،‬‬
‫ولكن باعتبار كثرة التصانيف قد يقع عنه السهو أو من نساخ كتابه‬
‫باعتبار اإلمهال بخالف الكليني فإنه صنف « الكايف » يف عرشين سنة‬
‫‪1‬‬
‫والصدوق وسط بينهام‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة اخلانسة نن كتابه « اللوانع » نالفظه‪:‬‬
‫بدان كه حمدثان ما دو طائفهاند طائفه اى هبر خرب صحيحى كه به ايشان‬
‫رسد عمل مىكنند‪ ،‬واگر دو خرب خمتلف باشد مىگويند مكلف خمري‬
‫است در عمل هبر يك كه خواهد‪ ،‬بواسطه اخبارى كه از ائمه معصومني‬
‫بأهىام اخذت من باب التّسليم وسعك يعنى‬
‫به ايشان رسيده است كه ّ‬
‫هبر يك از اين دو خرب خمتلف كه عمل نامئى از بابت تسليم جايز است‬
‫ترا يعنى مقام طاعت وفرمان بردارى آنست كه هر چه بفرمايند سخن‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪286 :‬‬


‫[حممد بن يعقوب الكليني الرازي] ‪51‬‬

‫شنو باشى‪ ،‬وكارى نداشته باشى كه چرا خمتلف گفتهاند‪ ،‬وچون وجوه‬
‫اختالف بسيار است‪ ،‬بسا باشد كه تو چيزى را سبب اختالف ناميى كه‬
‫نه چنان باشد‪ ،‬ودر اين صورت افرتا بر ايشان بسته باشى‪ ،‬ووجوه‬
‫ديگرظاهر خواهد شد‪ .‬واز اين طائفه است شيخ اجل اعظم حممد بن‬
‫يعقوب كلينى ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪. -‬‬
‫وطائفه ديگر مىگويند كه از حرضات ائمه معصومني – عليهم السالم‬
‫‪ -‬در مجع بني اّلخبار اخبارى ديگر وارد شده‪ ،‬پس بايد ميان اين اخبار‬
‫نيز مجع كنيم پس عمل به ختيري در صورتيست كه از هيچ وجه مجع نتوان‬
‫‪1‬‬
‫كرد‪ ،‬وچون كلينى قائل به ختيري است در اينجا نيز بتخيري قائل است‪.‬‬
‫قال يف الفائدة احلا يه عرش‪:‬‬
‫حممد بن‬
‫ومهچنني است احاديث مرسل حممد بن يعقوب كليني‪ ،‬و ّ‬
‫بابويه قمي بلكه مجيع احاديث ايشان كه در « كاىف » و « من ّل حىرض »‬
‫است مهه را صحيح مىتوان گفت چون شهادت اين دو شيخ بزرگوار‬
‫كمرت از شهادت أصحاب رجال نيست يقينا بلكه هبرت است بجهت آن‬
‫كه ايشان كه صحيح مىگويند معنى آن است كه بيقني حرضات ائمه‬
‫معصومني ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬فرمودهاند به وجهى كه ايشان را يقني‬
‫حاصل شده است ومتأخران كه صحيح مىگويند‪ ،‬معنى آن آنست كه‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪58 :‬‬


‫‪ 52‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫مجاعتى كه روايت كردهاند ثقة بودهاند‪ .‬وحمتمل است كذب وسهو هر‬
‫‪1‬‬
‫يك‪.‬‬
‫وقال نوالنا حممد باقراملتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « نرآة العقول » ‪:‬‬
‫وابتدأت بكتاب « الكايف » للشيخ الصدق ثقة اّلسالم مقبول طوائف‬
‫اّلنام ممدوح اخلاص والعام حممد بن يعقوب الكليني ‪ -‬حرشه اهلل مع‬
‫األئمة الكرام ‪ -‬ألنّه كان أضبط األصول وأمجعها وأحسن مؤلفات‬
‫‪2‬‬
‫الفرقة الناجية وأعظمها‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫قوله اّل اقله أي ّ‬
‫أقل ذلك اجلميع يعني إنّا ّل نعرف من أفراد التمييز‬
‫احلاصل من جهة تلك القوانني املذكورة ّإّل األقل أو إنّا ّل نعرف من‬
‫مجيع ذلك املذكور من القوانني الثالثة ّإّل األقل ‪.‬‬
‫واحلاصل ان اطالع تلك اّلمور والتوسل هبا يف رفع اّلختالف بني‬
‫اّلخبار مشكل اذ العرض عىل الكتاب موقوف عىل معرفته وفهمه ودونه‬
‫خرط القتاد وأيضا أكثر اّلحكام ّلتستنبط ظاهرا منه واما اقوال‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪106 :‬‬


‫‪ -2‬نرآة العقول يف رشح أخبار آل الرسول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪3 :‬‬
‫[حممد بن يعقوب الكليني الرازي] ‪53‬‬

‫املخالفني فان اّلطالع عليها مشكل ألكثر املحصلني ومع اّلطالع عليها‬
‫قلام يوجد مسئلة ومل خيتلفوا فيها ومع اختالفهم ّليعرف ما خيالفهم اّل‬
‫ان يعلم ماكان اشهر واقوى عند القضاة واحلكام يف زمان من صدر عنه‬
‫اخلرب – عليه السالم ‪ -‬وهذا يتوقف عىل تتبع تام لكتب املخالفني‬
‫واقواهلم وّليتيرس لكل احد واما اّلخذ باملجمع عليه فان كان املراد ما‬
‫امجع عىل اّلفتاء به كام فهمه أكثر املتأخرين فاّلطالع عليه متعرس بل‬
‫متعذر اّل ان حىمل عىل الشهرة فاهنا وان مل تكن حجة يف نفسها يمكن‬
‫كوهنا مرجحه لبعض اّلخبار املتعارضة لكن يرد عليه ان الفتوى مليكن‬
‫شائعا يف تلك اّلزمنة السالفة بل كان مدارهم عىل نقل اّلخبار وكانت‬
‫تصانيفهم مقصورة عىل مجع اّلخبار وروايتها وان كان املراد به اّلمجاع‬
‫يف النقل والرواية وتكرره يف األصول املعتربة كامهو الظاهر من داهبم‬
‫فهذا أيضا مما يعرس اّلطالع عليه ويتوقف عليه بتتبع ك ّل األصول‬
‫املعتربة فظهر ان ما ذكره ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬من قلة مايعرف من ذلك حق لكن‬
‫كالمه حىتمل وجهني اّلول انه ملا كان اّلطالع عليها عرسا‪...‬ص‪9‬‬
‫ان‬
‫فينبغى تركها واّلخذ بالتخيري وهذا هو الظاهر من كالمه فريد عليه ّ‬
‫ذلك ّليصري سببا لرتكها فياميمكن الرجوع إليها مع ورودها يف اّلخبار‬
‫املعتربة والثاين ان يكون املراد ان اّلنتفاع بقاعدة التخيري أكثر واّلنتفاع‬
‫‪ 54‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بغريها اقل وّلبد من العمل هبا مجيعا يف مواردها وهذا صحيح لكنه بعيد‬
‫من العبارة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال أفضل املتأخرين الشيخ زين الدين الشديد الثاين ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف رشح رسالته‬
‫يف الدرايه نانصه‪:‬‬
‫استقر أمر املتقدمني عىل أربعامئة مصنّف ألربعامئة مصنّف‬
‫ّ‬ ‫كان قد‬
‫ثم تداعت إىل ذهاب معظم‬
‫سموها «األصول» فكان عليها اعتامدهم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫خاصة تقريبا عىل املتناول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تلك األصول‪ ،‬و ّخلصها مجاعة يف كتب‬
‫‪1‬‬
‫ملحمد بن يعقوب الكليني‪ .‬الخ‪.‬‬
‫وأحسن ما مجع منها كتاب « الكايف » ّ‬
‫وقال خاتم املتجتددين أفضل املتبحرين شيخنا هباء الدين حممد العانيل ‪ -‬بر اهلل‬
‫نضتجعه ‪ -‬يف خاَته « الوجيزة » نالفظه‪:‬‬
‫مجيع احاديث أحاديثنا اإلمامية ّإّل ما ندر قدينتهي إىل ّ‬
‫أئمتنا اّلثنى عرش‬
‫ّبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله‬
‫سالم اهلل عليهم أمجعني وهم ينتهون فيها إىل الن ّ‬
‫‪-‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وكان قد مجع قدماء حمدّ ثينا ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬ما وصل إليهم من‬
‫تسمى األصول مل‬
‫أئمتنا سالم اهلل عليهم يف أربعامئة كتاب ّ‬
‫أحاديث ّ‬

‫‪ - 1‬به نقل از ‪ :‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪130 :‬‬


‫[حممد بن يعقوب الكليني الرازي] ‪55‬‬

‫املتأخرين شكراهلل سعيهم جلمع تلك الكتب وترتيبها‬


‫تصدّ ى مجاعة من ّ‬
‫تقليال لالنتشار وتسهيال عىل طالبي تلك اّلخبار فأ ّلفوا كتبا مبسوطة‬
‫مبوبة وأصوّل مضبوطة ّ‬
‫مهذبة مشتملة عىل األسانيد املتّصلة بأصحاب‬ ‫ّ‬
‫العصمة سالم اهلل عليهم كالكايف وكتاب من ّل حىرضه الفقيه وال ّتهذيب‬
‫الرضا‬
‫واّلستبصار ومدينة العلم واخلصال واألماي وعيون اّلخبار ّ‬
‫وغريها واألصول األربعة األول هي ا ّلتي عليها املدار يف هذه األعصار‬
‫حممد بن يعقوب الكليني‬
‫ّأما الكايف وهو تأليف ثقة اإلسالم أيب جعفر ّ‬
‫الرازي ع ّطر اهلل مرقده أ ّلفه يف مدّ ة عرشين سنة و ّ‬
‫توىف ببغداد سنة ثامنني‬ ‫ّ‬
‫العامة كابن‬
‫أو تسع وعرشين وثلثامئة وجلاللة شأنه عدّ ه مجاعة من علامء ّ‬
‫األثري يف كتاب جامع األصول من املجدّ دين ملذهب اإلمام ّية عىل رأس‬
‫الرضا‬ ‫املأة ال ّثالثة بعد ما ذكر ّ‬
‫ان س ّيدنا وإمامنا أبا احلسن عيل بن موسى ّ‬
‫سالم اهلل عليه وعىل آبائه الطّاهرين هو املجدّ د لذلك املذهب عىل رأس‬
‫‪1‬‬
‫املأة ال ّثانية‪.‬‬
‫وقال املحقق الثاين نروج املذهب الشيخ عيل بن عبدالعايل الكركي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف‬
‫اجازته الكبرىة للقايض صفي الدين عيسى‪:‬‬

‫‪ - 1‬الوجيزة يف علم الدراية‪ ،‬ص‪7 :‬‬


‫‪ 56‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ومنها مجيع مصنفات ومرويات الشيخ اّلمام السعيد احلافظ املحدث‬


‫الثقة جامع أحاديث أهل بيت – عليه السالم ‪ -‬ايب جعفرحممدبن يعقوب‬
‫الكليني صاحب كتاب يف احلديث املسمى بـ « الكايف » الذي مليعمل‬
‫مثله‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وقد مجع هذا الكتاب من األحاديث الرشعية واألرسارالدينية ما ّل يوجد‬
‫يف غريه‪ .‬وهذا الشيخ يروي عمن ّل يتناهى كثرة من علامء أهل البيت ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬ورجاهلم وحمدثيهم مثل عيل بن إبراهيم وهو يروي عن‬
‫أبيه‪ ،‬ومثل حممد بن حمبوب وهو يروي عن حممد بن أمحد العلوي عن‬
‫السيد األجل أيب احلسن عيل بن اإلمام أيب عبد اهلل املعصوم جعفر بن‬
‫حممد الصادق صلوات اهلل عليه عن أخيه اإلمام موسى الكاظم – عليه‬
‫‪1‬‬
‫السالم ‪ . -‬الخ‪.‬‬
‫قال يف إجازته للشيخ عيل بن عبد العايل املييس ‪ -‬رمحه اهلل ‪:-‬‬
‫ومن ذلك مجيع مصنفات الشيخ اّلمام املحدث جامع احاديث أهل‬
‫البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬ايب جعفر حممد بن يعقوب الكليني صاحب‬

‫‪ - 1‬به نقل از‪ :‬بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،105‬ص‪76 :‬‬


‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪57‬‬

‫كتاب « الكايف » وهو اجلامع الكبري ّلحاديث ائمة اهلدى ومصابيح‬


‫الدجى‪ .‬الخ‪.‬‬
‫وقال يف اجازته للشيخ أمحد بن ايب جانع العانيل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬فيام احلقه هبذه االجازه‬
‫له ثانيا نالفظه‪:‬‬
‫وأعظم األشياخ يف تلك الطبقة الشيخ األجل جامع أحاديث أهل البيت‬
‫حممد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب « الكايف » يف احلديث الذي مل‬
‫يعمل لألصحاب مثله وهو يروي عمن ّل يتناهى من رجال أهل البيت‪.‬‬

‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي]‬


‫ونندم‪ :‬الفقيه األجل عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي وهو يروي عن أبيه إبراهيم بن‬
‫هاشم وهو نن رجال يونس بن عبد الرمحن ويقال إنه لقي اإلنام اهلامم عيل بن نوسى‬
‫‪1‬‬
‫الرضا ‪ -‬عليه وعىل ابائه وعىل اوال ه السالم ‪. -‬‬
‫وقال الشيخ األفضل الشديد األول ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف اجازته الكبرىه للشيخ الفقيه ايب‬
‫اخلازن احلائري نانصه‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 64‬‬
‫‪ 58‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ومنه مصنّفات صاحب كتاب « الكايف » يف احلديث ‪ -‬الذي مل يعمل‬


‫حممد بن يعقوب الكليني ‪ -‬بتشديد‬
‫لإلمام ّية مثله ‪ -‬للشيخ أيب جعفر ّ‬
‫‪1‬‬
‫الالم ‪ -‬عن ابن قولويه عنه‪ .‬الخ‪.‬‬
‫والذي يدل عىل اختيار املصنف نسلك التسليم لكثرى ‪ .....‬ص‪9‬بعضه قال يف اخلطبة‬
‫بعد التحميد والتصليه وبيان وجه اكامل احلتجة نالفظه‪:‬‬
‫فلام انقضت مدّ ته‪ ،‬واستكملت أ ّيامه‪ ،‬تو ّفاه اهلل وقبضه إليه‪ ،‬وهو عند اهلل‬
‫ّ‬
‫مريض عمله‪ ،‬وافر ح ّظه‪ ،‬عظيم خطره‪ ،‬فمىض ‪ّ -‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله ‪-‬‬ ‫ّ‬
‫وخ ّلف يف أم ّته كتاب اهلل ووص ّيه أمرياملؤمنني‪ ،‬وإمام املتّقني ‪ -‬صلوات‬
‫اهلل عليه ‪ ، -‬صاحبني مؤتلفني‪ ،‬يشهد ّ‬
‫كل واحد منهام لصاحبه‬
‫بالتصديق‪ ،‬ينطق اإلمام عن اهلل يف الكتاب‪ ،‬بام أوجب اهلل فيه عىل العباد‪،‬‬
‫من طاعته‪ ،‬وطاعة اإلمام ووّليته‪ ،‬واوجب ح ّقه ا ّلذي أراد من استكامل‬
‫دينه‪ ،‬وإظهارأمره‪ ،‬واّلحتجاج بحججه‪ ،‬واّلستضاءة بنوره‪ ،‬يف معادن‬
‫أهل صفوته ومصطفى أهل خريته‪.‬‬
‫بأئمة اهلدى من أهل بيت نب ّينا ‪ّ -‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬عن‬ ‫فأوضح اهلل ّ‬
‫دينه‪ ،‬وأبلج هبم عن سبيل مناهجه وفتح هبم عن باطن ينابيع علمه‪،‬‬

‫‪ - 1‬رسائل شديد اول‪ ،‬ص ‪.307‬‬


‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪59‬‬

‫حجابا بينه وبني خلقه‪ ،‬والباب‬


‫وجعلهم مسالك ملعرفته‪ ،‬ومعامل لدينه‪ ،‬و ّ‬

‫املؤ ّدي إىل معرفة ح ّقه‪ ،‬وأطلعهم عىل املكنون من غيب ّ‬


‫رسه‪.‬‬
‫ك ّلام مىض منهم إمام‪ ،‬نصب خللقه من عقبه إماما ب ّينا‪ ،‬وهاديا ّنريا‪ ،‬وإماما‬
‫ون*‪ ،‬حجج اهلل ودعاته‪ ،‬ورعاته عىل خلقه‪،‬‬ ‫احل ِّق وبِ ِه َي ْع ِد ُل َ‬
‫ون بِ َْ‬
‫ق ّيام‪ْ َ ،‬هىدُ َ‬
‫ّ‬
‫يستهل بنورهم البالد‪ ،‬جعلهم اهلل حياة لألنام‪،‬‬ ‫يدين هبدهىم العباد‪ ،‬و‬
‫ومصابيح للظالم ومفاتيح للكالم‪ ،‬ودعائم لإلسالم‪ ،‬وجعل نظام طاعته‬
‫ومتام فرضه التسليم هلم فيام علم‪ ،‬والر ّد إليهم فيام جهل‪ ،‬وحظر عىل‬
‫التهجم عىل القول بام جىهلون «‪ »5‬ومنعهم جحد ما ّل يعلمون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫غريهم‬
‫ملامت الظلم‬
‫ملا أراد تبارك وتعاىل من استنقاذ من شاء من خلقه‪ ،‬من ّ‬
‫حممد وأهل بيته األخيار ا ّلذين أذهب‬ ‫ومغش ّيات البهم‪ .‬و ّ‬
‫صىل اهلل عىل ّ‬
‫طهرهم تطهريا‪.‬‬
‫اهلل عنهم الرجس [أهل البيت] و ّ‬
‫أما بعد‪ ،‬فقد فهمت يا أخي ما شكوت من اصطالح أهل دهرنا عىل‬
‫اجلهالة وتوازرهم وسعيهم يف عامرة طرقها‪ ،‬ومباينتهم للعلم وأهله‪،‬‬
‫حتّى كاد العلم معهم أن يأزر ك ّله وينقطع موا ّده‪ ،‬ملا قد رضوا أن يستندوا‬
‫إىل اجلهل‪ ،‬ويض ّيعوا العلم وأهله‪.‬‬
‫وسألت‪ :‬هل يسع الناس املقام عىل اجلهالة والتد ّين بغريعلم‪ ،‬إذا كانوا‬
‫مقرين بجميع أموره عىل جهة اّلستحسان‪،‬‬
‫داخلني يف الدين‪ّ ،‬‬
‫‪ 60‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والنشوعليه «‪ ،»5‬والتقليد لآلباء‪ ،‬واألسالف والكرباء‪ ،‬واّلتّكال عىل‬


‫عقوهلم يف دقيق األشياء وجليلها‪،‬‬
‫أن اهلل تبارك وتعاىل خلق عباده خلقة منفصلة‬
‫فاعلم يا أخي رمحك اهلل ّ‬
‫من البهائم يف الفطن والعقول املركّبة فيهم‪ ،‬حمتملة لألمر والنهي‪،‬‬
‫فخص‬
‫ّ‬ ‫الصحة والسالمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وجعلهم ّ‬
‫جل ذكره صنفني‪ :‬صنفا منهم أهل‬
‫الصحة والسالمة باألمر والنهي‪ ،‬بعد ما أكمل هلم آلة التكليف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أهل‬
‫ووضع التكليف عن أهل الزمانة والرضر‪ ،‬إذ قد خلقهم خلقة غري‬
‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫حمتملة لألدب والتعليم وجعل ع ّز وجل سبب بقائهم أهل‬
‫الصحة والسالمة باألدب والتعليم‪ ،‬فلو‬
‫ّ‬ ‫والسالمة‪ ،‬وجعل بقاء أهل‬
‫الصحة والسالمة جلاز وضع التكليف عنهم‬
‫ّ‬ ‫كانت اجلهالة جائزة ألهل‬
‫ويف جواز ذلك بطالن الكتب والرسل واآلداب‪ ،‬ويف رفع الكتب‬
‫والرسل واآلداب فساد التدبري‪ ،‬والرجوع إىل قول أهل الدهر‪ ،‬فوجب‬
‫خيص من خلق من خلقه خلقة حمتملة‬ ‫يف عدل اهلل ع ّز و ّ‬
‫جل وحكمته أن ّ‬
‫لئال يكونوا سدى مهملني‪ ،‬وليع ّظموه‬
‫لألمر والنهي‪ ،‬باألمر والنهي‪ّ ،‬‬
‫يقروا له بالربوب ّية‪ ،‬وليعلموا أنّه خالقهم ورازقهم‪ ،‬إذ‬
‫يوحدوه‪ ،‬و ّ‬
‫و ّ‬
‫شواهد ربوب ّيته دا ّلة ظاهرة‪ ،‬وحججه ّنرية واضحة‪ ،‬وأعالمه ّلئحة‬
‫تدعوهم إىل توحيد اهلل ع ّز وجل‪ ،‬وتشهد عىل أنفسها لصانعها بالربوب ّية‬
‫واإلهل ّية‪ ،‬ملا فيها من آثار صنعه‪ ،‬وعجائب تدبريه‪ ،‬فندهبم إىل معرفته ّ‬
‫لئال‬
‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪61‬‬

‫ألن احلكيم ّل يبيح اجلهل به‪،‬‬ ‫يبيح هلم أن جىهلوه وجىهلوا دينه وأحكامه‪ّ ،‬‬
‫يثاق ا ْلكِ ِ‬
‫تاب َأ ْن ّل‬ ‫جل ثناؤه‪َ « :‬أ َمل ْ ُي ْؤ َخ ْذ َع َل ْي ِه ْم ِم ُ‬
‫واإلنكار لدينه‪ ،‬فقال ّ‬
‫َي ُقو ُلوا َع َىل اهلل إِ َّّل َْ‬
‫احل َّق »‬
‫‪1‬‬

‫وقال‪َ « :‬ب ْل ك ََّذ ُبوا بِام َمل ْ ُحىِي ُطوا بِ ِع ْل ِم ِه » ‪ ،‬فكانوا حمصورين باألمر والنهي‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫مرخص هلم يف املقام عىل اجلهل‪ ،‬أمرهم‬ ‫احلق‪ ،‬غري ّ‬ ‫مأمورين بقول ّ‬
‫بالسؤال‪ ،‬والتف ّقه يف الدّ ين فقال‪َ « :‬ف َل ْو ّل َن َف َر ِم ْن ك ُِّل فِ ْر َق ٍة ِمن ُْه ْم طائِ َفة‬
‫لِي َت َف َّقهوا ِيف الدِّ ِ ِ ِ‬
‫‪3‬‬
‫ون »‬ ‫ين ول ُينْذ ُروا َق ْو َم ُه ْم إِذا َر َج ُعوا إِ َل ْي ِه ْم َل َع َّل ُه ْم َ ْ‬
‫حى َذ ُر َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪4‬‬
‫الذك ِْر إِ ْن ُكنْت ُْم ّل َت ْع َل ُم َ‬
‫ون*‬ ‫وقال‪َ « :‬ف ْس َئ ُلوا أهل ِّ‬
‫الصحة والسالمة‪ ،‬املقام عىل اجلهل‪ ،‬ملا أمرهم‬
‫ّ‬ ‫فلو كان يسع أهل‬
‫بالسؤال‪ ،‬ومل يكن حىتاج إىل بعثة الرسل بالكتب واآلداب‪ ،‬وكانوا‬
‫يكونون عند ذلك بمنزلة البهائم‪ ،‬ومنزلة أهل الرضر والزمانة‪ ،‬ولو كانوا‬
‫فلام مل جىز بقاؤهم ّإّل باألدب والتعليم‪ ،‬وجب‬
‫كذلك ملا بقوا طرفة عني‪ّ ،‬‬
‫أنّه ّل بدّ ّ‬
‫لكل صحيح اخللقة‪ ،‬كامل اآللة من مؤ ّدب‪ ،‬ودليل‪ ،‬ومشري‪،‬‬
‫وآمر‪ ،‬وناه‪ ،‬وأدب‪ ،‬وتعليم‪ ،‬وسؤال‪ ،‬ومسألة‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪. 169‬‬


‫‪ - 2‬سوره يونس‪ ،‬آيه ‪. 39‬‬
‫‪ - 3‬سوره توبه‪ ،‬آيه ‪.22‬‬
‫‪ - 4‬سوره انبياء‪ ،‬آيه ‪. 7‬‬
‫‪ 62‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فأحق ما اقتبسه العاقل‪ ،‬والتمسه املتد ّبر الفطن‪ ،‬وسعى له املو ّفق‬
‫ّ‬
‫املصيب‪ ،‬العلم بالدين‪ ،‬ومعرفة ما استعبد اهلل به خلقه من توحيد‪،‬‬
‫احلجة ثابتة‪،‬‬
‫ورشائعه وأحكامه‪ ،‬وأمره وهنيه وزواجره وآدابه‪ ،‬إذ كانت ّ‬
‫والتكليف ّلزما‪ ،‬والعمر يسريا‪ ،‬والتسويف غري مقبول‪ ،‬والرشط من اهلل‬
‫ّ‬
‫جل ذكره فيام استعبد به خلقه أن يؤ ّدوا مجيع فرائضه بعلم ويقني‬
‫وبصرية‪ ،‬ليكون املؤ ّدي هلا حممودا عند ر ّبه‪ ،‬مستوجبا لثوابه‪ ،‬وعظيم‬
‫ألن ا ّلذي يؤ ّدي بغري علم وبصرية‪ّ ،‬ل يدري ما يؤ ّدي‪ ،‬وّل يدري‬
‫جزائه‪ّ ،‬‬
‫إىل من يؤ ّدي‪،‬‬
‫ألن املصدّ ق ّل‬
‫وإذا كان جاهال مل يكن عىل ثقة ممّا أ ّدى‪ ،‬وّل مصدّ قا‪ّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫يكون مصدّ قا حتّى يكون عارفا بام صدّ ق به من غري ّ‬
‫شك وّل شبهة‪ّ ،‬‬
‫التقرب مثل ما يكون‬ ‫ّ‬
‫الشاك ّل يكون له من الرغبة والرهبة واخلضوع و ّ‬
‫جل‪« :‬إِ ّّل َم ْن َش ِهدَ بِا َْحل ِّق و ُه ْم‬
‫من العامل املستيقن‪ ،‬وقد قال اهلل ع ّز و ّ‬
‫ون » فصارت الشهادة مقبولة لع ّلة العلم بالشهادة‪ ،‬ولوّل العلم‬
‫َي ْع َل ُم َ‬
‫ّ‬
‫الشاك املؤ ّدي بغري علم‬ ‫بالشهادة‪ ،‬مل تكن الشهادة مقبولة‪ ،‬واألمر يف‬
‫تطول عليه فقبل عمله‪ ،‬وإن شاء ر ّد‬ ‫وبصرية‪ ،‬إىل اهلل ّ‬
‫جل ذكره‪ ،‬إن شاء ّ‬
‫ألن الرشط عليه من اهلل أن يو ّدي املفروض بعلم وبصرية ويقني‪،‬‬ ‫عليه‪ّ ،‬‬
‫كيال يكونوا ممّن وصفه اهلل فقال تبارك وتعاىل‪َ * :‬و ِم َن الن ِ‬
‫ّاس َم ْن َي ْع ُبدُ‬
‫ب َعىل َو ْج ِه ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اهلل َعىل َح ْرف َفإِ ْن َأصا َب ُه َخ ْري ا ْط َم َأ َّن بِه وإِ ْن َأصا َب ْت ُه ف ْتنَة ا ْن َق َل َ‬
‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪63‬‬

‫ان املُْبِ ُ‬
‫ني* «ألنّه كان داخال فيه بغري‬ ‫‪1‬‬
‫اخل ْرس ُ‬ ‫رس الدُّ نْيا و ْاآل ِخ َر َة ذلِ َ‬
‫ك ُه َو ُْ‬ ‫ِ‬
‫َخ َ‬
‫علم وّل يقني‪ ،‬فلذلك صار خروجه بغري علم وّل يقني‪ ،‬وقد قال العامل‬
‫السالم‪« :‬من دخل يف اإليامن بعلم ثبت فيه‪ ،‬ونفعه إيامنه‪ ،‬ومن دخل‬
‫عليه ّ‬
‫فيه بغري علم خرج منه كام دخل فيه»‪،‬‬
‫السالم‪ :‬من أخذ دينه من كتاب اهلل وسنّة نبيه صلوات اهلل عليه‬
‫وقال عليه ّ‬
‫وآله زالت اجلبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ر ّدته‬
‫الرجال»‪،‬‬
‫السالم‪« :‬من مل يعرف أمرنا من القرآن مل يتنكّب الفتن »‪.‬‬
‫وقال عليه ّ‬
‫وهلذه الع ّلة انبثقت عىل أهل دهرنا بثوق هذه األديان الفاسدة واملذاهب‬
‫املستشنعة «‪ »5‬ا ّلتي قد استوفت رشائط الكفر والرشك ك ّلها‪ ،‬وذلك‬
‫بتوفيق اهلل تعاىل وخذّلنه‪ ،‬فمن أراد اهلل توفيقه وأن يكون إيامنه ثابتا‬
‫مستق ّرا‪ ،‬س ّبب له األسباب لتي تو ّديه إىل أن يأخذ دينه من كتاب اهلل وسنّة‬
‫نب ّيه صلوات اهلل عليه وآله بعلم ويقني وبصرية‪ ،‬فذاك أثبت يف دينه من‬
‫اجلبال الروايس‪ ،‬ومن أراد اهلل خذّلنه وأن يكون دينه معارا مستودعا‪-‬‬
‫نعوذ باهلل منه‪ -‬س ّبب له أسباب اّلستحسان والتقليد والتأويل من‬
‫أتم إيامنه‪ ،‬وإن‬
‫غريعلم وبصرية‪ ،‬فذاك يف املشيئة إن شاء اهلل تبارك وتعاىل ّ‬
‫شاء سلبه إ ّياه‪ ،‬وّل يؤمن عليه أن يصبح مؤمنا ويمي كافرا‪ ،‬أو يمي‬

‫‪- 1‬سوره حج ‪،‬آيه ‪.11‬‬


‫‪ 64‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫مؤمنا ويصبح كافرا‪ ،‬ألنّه ك ّلام رأى كبريا من الكرباء مال معه‪ ،‬وك ّلام رأى‬
‫‪1‬‬
‫شيئا استحسن ظاهره قبله‪،‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫أن أمورا قد أشكلت عليك‪ّ ،‬ل تعرف حقائقها ّلختالف‬
‫وذكرت ّ‬
‫أن اختالف الرواية فيها ّلختالف عللها‬
‫الرواية فيها‪ ،‬وأنّك تعلم ّ‬
‫وأسباهبا‪ ،‬وأنّك ّل َتد بحرضتك من تذاكره وتفاوضه ممّن تثق بعلمه‬
‫حتب أن يكون عندك كتاب كاف جىمع [فيه] من مجيع‬
‫فيها‪ ،‬وقلت‪ :‬إنّك ّ‬
‫فنون علم الدين‪ ،‬ما يكتفي به املتع ّلم‪ ،‬ويرجع إليه املسرتشد‪ ،‬ويأخذ منه‬
‫من يريد علم الدين والعمل به باآلثار الصحيحة عن الصادقني عليهم‬
‫السالم والسنن القائمة ا ّلتي عليها العمل‪ ،‬وهبا يؤ ّدي فرض اهلل ع ّز و ّ‬
‫جل‬ ‫ّ‬
‫وسنّة نب ّيه ّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله‪ ،‬وقلت‪ :‬لو كان ذلك رجوت أن يكون ذلك‬
‫سببا يتدارك اهلل [تعاىل] بمعونته وتوفيقه إخواننا وأهل م ّلتنا ويقبل هبم‬
‫إىل مراشدهم‪.‬‬
‫الرواية‬
‫فاعلم يا أخي أرشدك اهلل أنّه ّل يسع أحدا متييز يشء‪ ،‬ممّا اختلف ّ‬
‫السالم برأيه‪ّ ،‬إّل عىل ما أطلقه العامل بقوله عليه‬
‫فيه عن العلامء عليهم ّ‬
‫السالم‪« :‬اعرضوها عىل كتاب اهلل فام وافق كتاب اهلل ع ّز و ّ‬
‫جل فخذوه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫السالم‪« :‬دعوا ما وافق القوم‬
‫وما خالف كتاب اهلل فر ّدوه» وقوله عليه ّ‬

‫‪ - 1‬الكايف (ط ‪ -‬اإلسالنية)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪8 :‬‬


‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪65‬‬

‫فإن‬
‫السالم «خذوا باملجمععليه‪ّ ،‬‬
‫فإن الرشد يف خالفهم» وقوله عليه ّ‬
‫ّ‬
‫املجمع عليه ّل ريب فيه» ونحن ّل نعرف من مجيع ذلك ّإّل أق ّله وّل نجد‬

‫شيئا أحوط وّل أوسع من ر ّد علم ذلك ك ّله إىل العامل عليه ّ‬
‫السالم وقبول‬
‫بأهىام أخذتم من باب التسليم‬
‫السالم‪ّ « :‬‬
‫وسع من األمر فيه بقوله عليه ّ‬
‫ما ّ‬
‫وسعكم»‪.‬‬
‫يرس اهللّ‪ -‬وله احلمد‪ -‬تأليف ما سألت‪ ،‬وأرجو أن يكون بحيث‬
‫وقد ّ‬
‫توخيت فمهام كان فيه من تقصري فلم تقرص ن ّيتنا من إهداء النصيحة‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬
‫كانت واجبة إلخواننا وأهل م ّلتنا‪ ،‬مع ما رجونا أن نكون مشاركني ّ‬
‫لكل‬
‫من اقتبس منه‪ ،‬وعمل بام فيه يف دهرنا هذا‪ ،‬ويف غابره إىل انقضاء الدنيا‪،‬‬
‫حممد خاتم النب ّيني‪ -‬صلوات اهلل‬ ‫الرب ّ‬
‫جل وع ّز واحد والرسول ّ‬ ‫ّ‬ ‫إذ‬
‫حممد حالل وحرامه‬
‫وسالمه عليه وآله‪ -‬واحد‪ ،‬والرشيعة واحدة وحالل ّ‬
‫‪1‬‬
‫حرام إىل يوم القيامة‪ .‬الخ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وفيام ذكرنا عنه تنبيدات وترصحيات بوجوب َتصيل العلم عينا عىل كل نن‬
‫صح خطابه نن أهل السالنه والصحه فيام يو يه نن االعامل وإىل نن يو يه وهو يشمل‬
‫علوم األصول والفروع واحلكمة النظريه والعمليه وترصيح بعدم جواز التعدى عن‬
‫النصوص بعموندا أو اخلصوص والرتجيح بالعقول بدون الوجه املنقول واختيار‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪9‬‬
‫‪ 66‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫طريق التسليم واالجتناب عن االستحسان والتقليد والرتجيم ويمؤيد نا فدمنا نن‬


‫خطبة ايرا ه االبواب يف كتابه ولنذكر عنواهنا قال يف كتاب العلم‪ :‬باب فرض العلم‬
‫ووجوب طلبه واحلث عليه وذكر فيه تسعة احا يث نندا قوله – صلی اهلل عليه وآله‬
‫وسلم ‪:-‬‬
‫طلب العلم فريضة‪.‬‬
‫باب الندي عن القول بغرى علم وذكر فيه أيضا تسعة احا يث نندا قوله – عليه السالم‬
‫–‪:‬‬
‫ين اهلل بِا ْل َباطِ ِل و ُت ْفتِ َي‬ ‫ِ‬
‫اك َأ ْن تَد َ‬
‫ال َأ ْهن َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يهام َه َال ُك الر َج ِ‬ ‫َأ ْهن َ َ‬
‫اك َع ْن َخ ْص َلت َْني ف َ‬
‫‪1‬‬
‫َّاس بِ َام َّل َت ْع َل ُم‪.‬‬
‫الن َ‬
‫ونندا قوله – عليه السالم ‪: -‬‬
‫مح ِة و َم َالئِ َك ُة ا ْل َع َذ ِ‬
‫اب‬ ‫الر ْ َ‬
‫ِ‬ ‫من َأ ْفتَى النَّاس بِغ ِ ِ‬
‫َري ع ْل ٍم و َّل ُهدى لَ َعنَ ْت ُه َم َالئ َك ُة َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫و َِحل َق ُه ِوز ُْر َم ْن َع ِم َل بِ ُفتْ َيا ُه‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫باب نن عمل بغرىعلم واور فيه ثالثة احا يث نندا قوله – عليه السالم ‪: -‬‬
‫‪3‬‬
‫َان َما ُي ْف ِسدُ َأ ْك َث َر ِممَّا ُي ْصلِ ُح‪.‬‬
‫َري ِع ْل ٍم ك َ‬
‫َم ْن َع ِم َل َع َىل غ ْ ِ‬

‫‪ - 1‬كاىف ج ‪ ،1‬ص ‪. 42‬‬


‫‪ - 2‬مهان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬كاىف ج ‪ ،1‬ص ‪. 44‬‬
‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪67‬‬

‫ونندا قوله اليقبل اهلل عمال اال بمعرفة وال نعرفة اال بعمل‪.‬‬
‫باب رواية الكتب واحلديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب واور فيه اربعة عرش‬
‫حديثا نندا قوله – عليه السالم ‪: -‬‬
‫‪1‬‬
‫ا ْك ُت ُبوا َفإِ َّنك ُْم َّل َ ْحت َف ُظ َ‬
‫ون َحتَّى َت ْك ُت ُبوا‪.‬‬
‫ونندا قوله – عليه السالم ‪: -‬‬
‫احفظو بكتبكم فانكم سوف حتتاجون إليها ‪.‬‬
‫باب التقليد واور فيه ثالث احا يث نندا قوله – عليه السالم ‪ -‬يف قول اهلل ‪ -‬عز‬
‫وجل – ‪:‬‬
‫باهن ُ ْم َأ ْربابا ِم ْن ُد ِ‬
‫ون اهللِّ» َف َق َال‪َ « :‬أ َما‬ ‫بار ُه ْم و ُر ْه َ‬‫ت َل ُه‪َّ « :‬اخت َُذوا َأ ْح َ‬ ‫َق َال‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫وه ْم َولكِ ْن َأ َح ُّلوا‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َواهللِّ‪َ ،‬ما َد َع ْو ُه ْم إىل ع َبا َدة َأ ْن ُفس ِه ْم‪َ ،‬و َل ْو َد َع ْو ُه ْم َما َأ َجا ُب ُ‬
‫‪2‬‬
‫ون»‬‫ث َّل َي ْش ُع ُر َ‬‫وه ْم ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫َُهل ْم َح َراما‪َ ،‬و َح َّر ُموا َع َل ْي ِه ْم َح َالّل‪َ ،‬ف َعبَدُ ُ‬
‫باب البدع والراى واملقائيس واور فيه ثلثه وعرشون حديثا نندا قوله ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪:-‬‬
‫ع ٍة َض َال َلة وك ُُّل َض َال َل ٍة سبِي ُلها إىل الن ِ‬
‫َّار‪3‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُُّل بِدْ َ‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 52‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 133‬‬
‫‪ - 3‬مهان ص ‪.56‬‬
‫‪ 68‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندا قوله ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬


‫ت َنبِ ِّي ِه ص َض َّل‬
‫ك ومن تَر َك أهل بي ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّل َتكُون ََّن ُم ْبتَدعا َم ْن َن َظ َر بِ َر ْأيِه َه َل َ َ ْ َ‬
‫َاب اهلل و َق ْو َل َنبِيِّ ِه َك َف َر‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ِ‬
‫و َم ْن ت ََر َك كت َ‬
‫ونندا قول ابىبصرى اليب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫َاب اهلل و َّل ُسن ٍَّة َفنَنْ ُظ ُر فِ َيها َف َق َال َّل َأ َما‬
‫اء َل ْي َس َن ْع ِر ُف َها ِيف كِت ِ‬
‫ت َِر ُد َع َل ْينَا َأ ْش َي ُ‬
‫‪2‬‬
‫ت َمل ْ ت ُْؤ َج ْر وإِ ْن َأ ْخ َط ْأ َت ك ََذ ْب َ‬
‫ت َع َىل اهلل َع َّز و َج َّل‪.‬‬ ‫َّك إِ ْن َأ َص ْب َ‬
‫إِن َ‬
‫ِ‬ ‫َاب والسن َِّة و َأ َّن ُه َل مي َس َيشء ِن َن م ِ‬‫الر ِّ إىل ا ملكِت ِ‬
‫َّاس‬
‫َاج الن ُ‬
‫حيت ُ‬ ‫احل َالل و م َ‬
‫احل َرا ِم و َمجي ِع َنا َ م‬ ‫َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫اب َّ‬ ‫َب ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َاب َأ مو ُسنَّ ٌة‪ ،‬فيه عرشة احا يث نندا قوله ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬ ‫إِ َل ميه إِ َّال و َقدم َجا َء فيه كت ٌ‬
‫‪3‬‬
‫يش ٍء إِ َّّل وفِ ِيه كِتَاب َأ ْو ُسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َما م ْن َ ْ‬
‫ونندا قوله ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫ون فِ ِيه َق َال َب ْىل ك ُُّل‬
‫َاب اهلل و ُسن َِّة َنبِ ِّي ِه ص َأ ْو َت ُقو ُل َ‬
‫يش ٍء ِيف كِت ِ‬ ‫ُق ْل ُ َ‬
‫ت َل ُه أ ك ُُّل َ ْ‬
‫َاب اهلل و ُسن َِّة َنبِ ِّي ِه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪.-‬‬
‫‪4‬‬ ‫يش ٍء ِيف كِت ِ‬ ‫َ ْ‬
‫باب اختالف احلديث وذكر فيه عرشة احا يث نندا قوله ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬

‫‪ - 1‬مهان ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مهان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مهان ص ‪59‬‬
‫‪ - 4‬مهان ص ‪62‬‬
‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪69‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ف َع َل ْيه َر ُج َال ِن م ْن أهل دينه ِيف َأ ْم ٍر ك َال ُ َ‬
‫مها‬ ‫َق َال َس َأ ْل ُت ُه َع ْن َر ُج ٍل ْ‬
‫اخ َت َل َ‬
‫ف َي ْصن َُع َف َق َال ُي ْر ِج ُئ ُه َحتَّى‬ ‫مها َي ْأ ُم ُر بِ َأ ْخ ِذ ِه و ْاآل َخ ُر َين َْها ُه َعنْ ُه َك ْي َ‬ ‫ِ‬
‫َي ْر ِويه َأ َحدُ ُ َ‬
‫رب ُه َف ُه َو ِيف َس َع ٍة َحتَّى َي ْل َقا ُه و ِيف ِر َوا َي ٍة ُأ ْخ َرى بِ َأ ِّهىِ َام َأ َخ ْذ َت ِم ْن‬ ‫خي ِ ُ‬
‫َي ْل َقى َم ْن ُ ْ‬
‫ك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اب الت َّْسلِي ِم َو ِس َع َ‬ ‫َب ِ‬

‫ونندا قوله ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬


‫يش ٍء ِم َن الت َِّق َّي ِة‬ ‫ِ‬ ‫َيا ِز َيا ُد َما َت ُق ُ َ‬
‫ول َل ْو أ ْف َت ْينَا َر ُجال مم َّ ْن َيت ََو َّّلنَا بِ َ ْ‬
‫اك َق َال إِ ْن َأ َخ َذ بِ ِه َف ُه َو َخ ْري َل ُه و َأ ْع َظ ُم‬ ‫ت فِدَ َ‬ ‫ْت َأ ْع َل ُم ُج ِع ْل ُ‬ ‫ت َل ُه َأن َ‬
‫َقا َل ُق ْل ُ‬
‫‪2‬‬
‫وج َر وإِ ْن ت ََر َك ُه واهلل َأثِ َم‪.‬‬ ‫َأ ْجرا‪ -‬و ِيف ِر َوا َي ٍة ُأ ْخ َرى إِ ْن َأ َخ َذ بِ ِه ُأ ِ‬

‫قال ا ق املحققنى الشارح القزويني ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بأهىام‬
‫اخذت نن باب التسليم وسعك نالفظه‪:‬‬
‫ودر روايت ديگر كه از صاحب الزمان ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬است بتوسط‬
‫يكى از سفرا در جواب مثل اين سوال چنني واقع شده كه به هر كدام‬
‫از آن روايت خمتلف كه عمل كنى از باب قبول سخن امام مفرتض‬
‫الطاعة نه از باب ترجيح جايز است تو را ودغدغه اصال ندارد وگذشت‬
‫بيان اين در رشح خطبه‪.‬‬
‫وقال يف رشح هذه الفقره يف اخلطبة‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 66‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 65‬‬
‫‪ 70‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫كه الف وّلم العامل براى عهد خارجى است ومراد بالعامل هر دو جا‬
‫صاحب الزمان است كه در نقل سوال آن برادر تعبري از أو بلفظ من يثق‬
‫بعلمه شده‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫خمفى نامند كه چون اين ختيري در عبادات ومانند اهنا است منافاة ندارد با‬
‫اينكه بعض اين ترجيحات رضور باشد در منازعات چنانچه ميآيد در‬
‫كتاب العقل در حديث اخر باب اختالف احلديث وأيضا اين ختيري‬
‫منافات ندارد با آنچه ميآيد در حديث دهم ويازدهم باب اختالف‬
‫احلديث كه در صورت اختالف دو روايت از دو امام عمل بقول امام‬
‫اخري را ترجيح مى بايد داد‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتجليس املقدم ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف رشح « الفقيه » ‪:‬‬
‫املراد بالعامل يف األخبار ويف كالم القدماء املعصوم ّل الكاظم ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬فإنه قول من ّل معرفة له هبام‪ ،‬وكذا الفقيه‪ ،‬املراد به اهلادي ّل‬
‫الكاظم ‪ -‬عليه السالم ‪ ، -‬ووقع هذا الغلط من بعض املتأخرين واشتهر‬
‫‪1‬‬
‫بني الفضالء ‪ -‬والدليل عىل اخللط رواية الرواة ووجوه أخر ستجيء‪.‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه (ط ‪ -‬القديمة) ج‪. 159 1‬‬


‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪71‬‬

‫باب األخذ بالسنة وشواهد الكتاب وذكر فيه اثنى عرش حديثا نندا قوله ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪:-‬‬
‫َاب اهلل َفخُ ُذو ُه و َما‬ ‫ِ‬ ‫َع َىل ك ُِّل َح ٍّق َح ِقي َقة و َع َىل ك ُِّل َص َو ٍ‬
‫اب نُورا َف َام َوا َف َق كت َ‬
‫َاب اهلل َفدَ ُعو ُه‪.‬‬ ‫َخا َل َ ِ‬
‫‪1‬‬
‫ف كت َ‬
‫ونندا قول ابن ايب يعفور قال ‪:‬‬
‫يث َي ْر ِو ِيه َم ْن نَثِ ُق‬ ‫احل ِد ِ‬
‫ف َْ‬‫اختِ َال ِ‬
‫ت َأ َبا َع ْب ِد اهلل – عليه السالم ‪َ -‬ع ِن ْ‬ ‫َس َأ ْل ُ‬
‫اهدا ِم ْن‬ ‫بِ ِه و ِمنْهم من َّل نَثِ ُق بِ ِه َق َال إِ َذا ورد ع َليكُم ح ِديث َفوجدْ تُم َله َش ِ‬
‫َ َ ْ ُ‬ ‫ََ َ َ ْ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ ْ‬
‫‪2‬‬
‫اءك ُْم بِ ِه َأ ْو َىل بِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كِت ِ‬
‫َاب اهلل َأ ْو م ْن َق ْول َر ُسول اهلل ص وإِ َّّل َفا َّلذي َج َ‬
‫اقول‪ :‬يظدر نن هذا احلديث ان احلاجة إىل الرتجيح والعرض عىل الكتاب والسنة يف‬
‫صورة كون اخلرب نن االحا يث الغرى املفيد للقطع فيحصل العامل بمخربه عند توافق‬
‫الكتاب والسنة املعلونة اياه وتوافقه ايامها وانا االخبار القطعيه فالحاجة فيدا إىل‬
‫العرض وال جيوز االعراض عندا فتانل‪.‬‬
‫وقال يف كتاب احلتجة باب التسليم وفضل املسلمنى واور فيه ثامنيه أحا يث نندا قول‬
‫سدير اليب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬

‫‪ - 1‬كاىف‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 69‬‬


‫‪ - 2‬مهان ‪.‬‬
‫‪ 72‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫َرب ُأ‬ ‫ك ُْ ِِ‬ ‫ْت َم َوالِ َي َ‬ ‫ت ِألَ ِيب َج ْع َف ٍر – عليه السالم ‪ : -‬إِ ِّين ت ََرك ُ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ني َيت َ َّ‬‫خمتَلف َ‬
‫َّاس َث َال َثة َم ْع ِر َف َة‬
‫ف الن ُ‬ ‫اك إِن ََّام ُك ِّل َ‬
‫ْت و َذ َ‬ ‫ض َق َال َف َق َال و َما َأن َ‬ ‫َب ْع ُض ُه ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬
‫اخ َت َل ُفوا فِ ِ‬
‫الر َّد إِ َل ْي ِه ْم فِ َيام ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يه‪1.‬‬
‫ْاألَئ َّمة والت َّْسل َ‬
‫يم َُهل ْم ف َيام َو َر َد َع َل ْي ِه ْم و َّ‬
‫ونندا قوله ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫يك َل ُه و َأ َق ُاموا َّ‬
‫الص َال َة وآت َُوا ال َّزكَا َة‬ ‫رش َ‬‫َل ْو َأ َّن َق ْوما َع َبدُ وا اهلل َو ْحدَ ُه َّل َ ِ‬

‫يش ٍء َصنَ َع ُه اهلل َأ ْو َصنَ َع ُه‬ ‫ِ‬


‫ان ُث َّم َقا ُلوا ل َ ْ‬
‫ت و َص ُاموا َش ْه َر َر َم َض َ‬ ‫و َح ُّجوا ا ْل َب ْي َ‬
‫ك ِيف ُق ُل ِ‬
‫وهبِ ْم‬ ‫ف ا َّل ِذي َصن ََع َأ ْو َو َجدُ وا َذلِ َ‬ ‫ول اهلل ص َأ َّّل َصن ََع ِخ َال َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ُون َحتّى‬‫ك ّل ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫ني ُث َّم ت ََال َه ِذ ِه ْاآل َي َة‪َ -‬ف ٰال و َر ِّب َ‬‫كمْ ِ ِ‬
‫رشك َ‬
‫ِ‬
‫َلكَانُوا بِ َذل َ ُ‬
‫وك فِيام َش َج َر َب ْين َُه ْم ُث َّم ّل َجىِدُ وا ِيف َأ ْن ُف ِس ِه ْم َح َرجا ِممّا َق َض ْي َ‬
‫ت‬ ‫حىك ُِّم َ‬
‫َُ‬
‫و ُي َس ِّل ُموا ت َْسلِيام ُث َّم َق َال َأ ُبو َع ْب ِد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ع َل ْيك ُْم بِالتَّ ْسلِي ِم‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ونندا قول زيد الشحام عن ابىعبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬


‫يشء إِ َّّل َق َال َأنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َل ُه إِ َّن عنْدَ نَا َر ُجال ُي َق ُال َل ُه ُك َل ْيب َف َال َجىي ُء َعنْك ُْم َ ْ‬ ‫ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫رت َّح َم َع َل ْي ِه ُث َّم َق َال َأ تَدْ ُر َ‬ ‫ِ‬
‫يم‬
‫ون َما الت َّْسل ُ‬ ‫ب ت َْسلي ٍم َق َال َف َ َ‬ ‫ُأ َس ِّل ُم َف َس َّم ْينَا ُه ُك َل ْي َ‬
‫ِ‬ ‫َف َس َك ْتنَا َف َق َال ُه َو واهلل ْ ِ‬
‫ين َآمنُوا‬ ‫ات َق ْو ُل اهلل ‪َ -‬عزَّ و َج َّل ‪ -‬ا َّلذ َ‬ ‫اإل ْخ َب ُ‬
‫احل ِ‬
‫ات و َأ ْخ َبتُوا إىل َر ِّهبِ ْم‪.‬‬ ‫وع ِم ُلوا الص ِ‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 390‬‬
‫‪ - 2‬كاىف‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.390‬‬
‫‪ - 3‬مهان ص ‪. 391‬‬
‫[ابوجعفر بن قبه الرازي] ‪73‬‬

‫َّاس إِ َّال َنا َخ َر َج ِن من ِعن ِمد ماألَ ِئ َّم ِة ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫احل ِّق ِيف َي ِد الن ِ‬ ‫باب َأ َّنه َليس َ ِ‬
‫يش ٌء ن َن م َ‬
‫َ ُ ُ م َ م‬
‫يش ٍء َمل م َخى ُمر مج ِن من ِعن ِمد ِه مم َف ُد َو َباطِ ٌل ‪ .‬واور فيه ستة احا يث نندا قوله ‪ -‬عليه‬ ‫و َأ َّن ُك َّل َ م‬
‫السالم ‪: -‬‬
‫َّاس َي ْق ِِ‬
‫َّاس َحق و َّل َص َواب و َّل َأ َحد ِم َن الن ِ‬ ‫َل ْي َس ِعنْدَ َأ َح ٍد ِم َن الن ِ‬

‫اخل َط ُأ‬ ‫اء ح ٍّق إِ َّّل ما َخرج ِمنَّا أهل ا ْلبي ِ‬‫ٍ‬
‫َان َْ‬ ‫ت ِهبِ ُم ْاألُ ُم ُ‬
‫ور ك َ‬ ‫ت وإِ َذا َت َش َّع َب ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫بِ َق َض َ‬
‫اب ِم ْن َع ِ ٍّيل ‪ -‬عليه السالم ‪ .-‬الخ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الص َو ُ‬
‫ِ‬
‫من ُْه ْم و َّ‬

‫[ابوجعفر بن قبه الرازي]‬


‫ونندم استا املتكلمنى الصا ع باحلق بنى املخالفنى املرغم انوف أصحاب التظني‬
‫والتخمنى الشيخ ابوجعفر بن قبه الرازي ‪ -‬رفع اهلل رجاته يف أعىل علينى ‪ -‬وكان نن‬
‫املعتزلة ثم تبرص ونرصنذهب االنانية ونقض ا لة املخالفنى ومل ير يف قدناء االنانية‬
‫ونتاخرهىم اتقن بيانا واحكم برهانا ننه يف املربهننى‪.‬‬
‫قال شيخ الطائفة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫حممد بن قبة ابو جعفر الرازي من متكلمي اإلمامية وحذاقهم وكان أوّل‬
‫معتزليا ثم انتقل إىل القول باإلمامة وحسن بصريته‪ ،‬وله كتب يف اإلمامة‪،‬‬
‫منها كتاب « اإلنصاف » ‪ ،‬وكتاب « املستثبت » نقض كتاب « املسرتشد‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.399‬‬
‫‪ 74‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫» أليب القاسم البلخي‪ ،‬وكتاب « التعريف عىل الزيدية » ‪ ،‬وغري ذلك من‬
‫‪1‬‬
‫الكتب‪.‬‬
‫وقال سمينا العالنة االسرتآبا ي ‪ -‬رمحه اهلل ‪:-‬‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن قبة الرازي أبو جعفر‪ :‬متكلم‪ ،‬عظيم القدر‪،‬‬
‫حسن العقيدة‪ ،‬قوي يف الكالم‪ ،‬كان قديام من املعتزلة وتبرص وانتقل‪ ،‬له‬
‫‪2‬‬
‫كتب يف الكالم‪ ،‬وقد سمع احلديث وأخذ عنه ابن بطة‪.‬‬
‫قال شيخنا الصدوق يف « اكامل الدين » حكاية عنه قال يف ضمن نا الزنه الزيدية‬
‫ونذهب اإلنانية‪:‬‬
‫أن األحكام منصوصة واعلموا أنا ّل نقول منصوصة عىل الوجه الذي‬
‫يسبق إىل القلوب ولكن املنصوص عليه باجلمل التي من فهمها فهم‬
‫األحكام من غري قياس وّل اجتهاد‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫واعلم علمك اهلل اخلري وجعلك من أهله أنام نعمل بالكتاب والسنة وّل‬
‫نخالفهام فإن أمكن خصومنا أن يدلونا عىل أنه خالف يف أخذ الكتاب‬

‫‪ - 1‬شيخ طوسى‪ ،‬الفدرست ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬


‫‪ - 2‬نعتجم رجال احلديث وتفصيل طبقات الرجال‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪233 :‬‬
‫[ابوجعفر بن قبه الرازي] ‪75‬‬

‫والسنة فلعمري أن احلجة واضحة هلم وإن مل يمكنهم ذلك فليعلموا أنه‬
‫‪1‬‬
‫ليس يف العمل بام يوافق الكتاب والسنة عيب وهذا بني‪.‬‬
‫وقال يف بعض اجوبته‪:‬‬
‫فيقال له ان اّلمام ليس يف تقيه من ارشاد من يريد اّلمام وكيف يكون يف‬
‫تقيه وقد يبني هلم احلق وحثهم عليه ودعاهم إليه وعلمهم احلالل‬
‫واحلرام‪.‬‬
‫وقال يف بعض اجوبة الزيدية‪:‬‬
‫فإن قال قائل منهم مل ننكر أن يكون ما كان سبيله أن يعرف بالتوقيف‬
‫فقد وقف اهلل ورسوله ص عليه وما كان سبيله أن يستخرج فقد وكل إىل‬
‫العلامء وجعل بعض القرآن دليال عىل بعض فاستغنينا بذلك عام تدعون‬
‫‪2‬‬
‫من التوقيف واملوقف‪.‬‬
‫قيل‪ :‬الجيوز ان يكون ذلك عىل نا وصفتم النا نتجد لآلية الواحدة تأويلنى نتضا ين‬
‫كل واحد نندام جيوز يف اللغة وحيسن ان يتعبد اهلل تعاىل به وليس جيوز ان يكون للمتكلم‬
‫احلكيم كالم حيتمل نرا ين نتضا ين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬صدوق‪ ،‬كامل الدين وَتام النعمة ج‪. 113 1‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪.100‬‬
‫‪ 76‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال صاحب « املعامل » ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف جواز التعبد باآلحا عقال واليعرف يف ذلك‬
‫نن األصحاب خمالف سوى نا حكاه املحقق عن ابن قبة وقال‪:‬‬
‫ومنهم من يزيد عىل هذه اجلمله ويذهب إىل انه يستحيل من طرق العقول‬
‫ان يتعبد اهلل تعاىل بالعمل باخبار اآلحاد وجىرى ظهورمذهبهم يعنى‬
‫اإلمامية يف اخبار اآلحاد جمرى ظهوره يف ابطال القياس يف الرشيعة‬
‫وحظره‪.‬‬
‫وقال الشارح املوىل حممد صالح ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬عند ذلك اشار إىل نا نقل عن ابن قبه يف‬
‫صدراملسئله ‪.‬‬
‫وقال املحقق احليل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « نعارج األصول » نالفظه‪:‬‬
‫جىوز التعبد بخرب الواحد عقال خالفا ّلبن قبه من اصحابنا ومجاعة من‬
‫علامء الكالم‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫احتج اخلصم بوجهني‪:‬‬
‫احدمها‪ :‬ان خرب الواحد ّليوجب العلم فيجب ان ّليعمل به واّلوىل‬
‫ظاهرة وّل ّلنتكلم اّل فيام هذا من شانه من اّلخبار‪.‬‬
‫واما الثانية‪ :‬فالنه عمل بامّليومن كونه مفسدة وأيضا قوله تعاىل ان‬
‫تقولوا عىل اهلل ماّلتعلمون‪.‬‬
‫[اسامعيل بن عيل بن اسحاق النوبختي] ‪77‬‬

‫الوجه الثاين‪ :‬ثبت انه ّليقبل خرب النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اّل بعد‬
‫قيام املعجزه عىل صدقه ففي من عداه اوىل‪.‬‬
‫اقول‪ :‬ثم اجاب املحقق عن الوجدنى بحل الخىلو نن خلل ونقض غرى وار بعد التأنل‬
‫قد كشفنا عندام يف رسالتنا الربهانية املعروفة بـ « احلكمة البالغة » واهلل اهلا ي‪.‬‬

‫[اسماعيل بن عيل بن اسحاق النوبختي]‬


‫ونندم‪ :‬الشيخ ابوسديل اسامعيل بن عيل بن اسحاق النوبختي ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬وهو‬
‫نن اساتذه نتكلمي االنانية وقدنائدم نقض نسئلة عيسى بن ابان يف االجتدا ونقض‬
‫كتاب « اجتدا الرأي » عيل بن الراوندي‪.‬‬
‫قال سمينا العالنة االسرتآبا ي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الوسيط » ‪:‬‬
‫اسامعيل بن عيل بن اسحاق بن ايب سهيل بن نوبخت ابوسهيل كان شيخ‬
‫املتكلمني من اصحابنا ببغداد ووجيههم ومتقدم النوبختيني يف زمانه‬
‫وصنف كتبا كثريه منها كتاب « اّلستيفاء يف اإلمامة » ‪ ،‬كتاب « التنبيه‬
‫يف اإلمامة » ‪ ،‬كتاب « الر ّد عىل اليهود » ‪ « ،‬كتاب يف الصفات» ‪ « ،‬كتاب‬
‫يف الر ّد عىل أيب العتاهية يف التوحيد » ‪ ،‬كتاب « اخلصوص والعموم‬
‫واألسامء واألحكام » ‪ ،‬كتاب « اإلنسان » و « الر ّد عىل ابن الراوندي » ‪،‬‬
‫كتاب « األنوار يف تاريخ األئمة عليهم السالم » ‪ ،‬كتاب « الر ّد عىل‬
‫الواقفة » ‪ ،‬كتاب « الر ّد عىل الغالة » ‪ ،‬كتاب « التوحيد » ‪ ،‬كتاب «‬
‫اإلرجاء » ‪ ،‬كتاب « النفي واإلثبات » ‪ « ،‬كتاب جمالسه مع أيب عيل‬
‫‪ 78‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اجلبائي باألهواز » ‪ « ،‬كتاب يف استحالة رؤية القديم تعاىل » ‪ ،‬كتاب «‬


‫الر ّد عىل املجربة يف املخلوق واّلستطاعة » ‪ « ،‬كتاب جمالس مع ثابت بن‬
‫قرة بن أيب سهيل » ‪ ،‬كتاب « نقض مسألة عيسى بن أبان يف اّلجتهاد » ‪،‬‬
‫كتاب « نقض مسألة أيب عيسى الوراق عىل قدم األجسام مع إثباته‬
‫األعراض »‪.‬‬
‫وزاد حممد بن إسحاق بن النديم عىل هذه الكتب يف فهرسته‪:‬‬
‫كتاب « الر ّد عىل الطاطري يف اإلمامة » ‪ ،‬كتاب « نقض رسالة الشافعي‬
‫» ‪ ،‬كتاب « اخلواطر » ‪ ،‬كتاب « املعرفة » ‪ ،‬كتاب « تثبيت الرسالة » ‪،‬‬
‫كتاب « حدوث العامل » ‪ ،‬كتاب « الر ّد عىل أصحاب الصفات » ‪ ،‬كتاب‬
‫« احلكاية واملحكي » ‪ ،‬كتاب « نقض بعث احلكمة ّلبن الراوندي » ‪،‬‬
‫كتاب « نقض التاج عىل ابن الراوندي » ويعرف بـ « كتاب الشك » ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كتاب « نقض اجتهاد الرأي عىل ابن الراوندي » ‪ ،‬كتاب « الصفات »‪.‬‬

‫[الشيخ الصدوق]‬
‫ونندم‪ :‬عروة االسالم قدوة االعالم رئيس املحدثنى املولو بدعاء خاتم الوصينى ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬الشيخ ابوجعفر حممد بن عيل بن احلسنى بن نوسى بن بابويه القمي‬
‫الرازي ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وكتابه عند اإلنانية نن الكتب االربعة التي شدد املحدثون‬

‫‪ - 1‬الفدرست (للشيخ الطويس)‪ ،‬ص‪13 :‬‬


‫[الشيخ الصدوق] ‪79‬‬

‫بصحتدا بمعنى كون ناعمل به اصحاهبا املو عة فيدا قطعي الصدور والعمل عن‬
‫املعصوننى ‪ -‬صلوات اهلل عليدم امجعنى ‪ -‬ملا ثبت عندهم بالتواتر واالشاعة واالذاعه‬
‫والشدرة بيندم يف صحة االنتساب واالمجاع نندم يف العمل كام ستقف عليه يف ضمن‬
‫بعض الرتاجم نن هذا الكتاب و الفقيه عند الطائفة واصح الكتب بعد « الكايف »‬
‫كامرصح به شيخنا هباء الدين حممد العانيل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « الوجيزه » والشديد‬
‫الثاين وابنه صاحب « املنتقى » و « املعامل » ‪ -‬رمحدام اهلل تعاىل – ‪.‬‬
‫ولنور بعض عبارات الفضالء يف جاللته وجاللة كتابه‪ ،‬ثم نور عباراته نن « الفقيه‬
‫» نع ناقال يف رشحه املعروف بـ « روضه املتقنى » شيخنا العارف املتجليس ‪ -‬طيب اهلل‬
‫نرقده ‪. -‬‬
‫قال شيخ الطائفة ‪ -‬رمحه اهلل يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫حممد بن عيل بن احلسنى بن نوسى بن بابويه‪ ،‬يكنى أبا جعفر‪ ،‬كان جليال‪ ،‬حافظا‬
‫لألحا يث‪ ،‬بصرىا بالرجال‪ ،‬ناقدا لألخبار‪ ،‬مل ير يف القمينى نثله يف حفظه وكثرة علمه‪،‬‬
‫له نحو نن ثالثامئة نصنف‪ ،‬وفدرست كتبه نعروف‪ ،‬وأنا أذكر نندا نا حيرضين يف‬
‫الوقت نن أسامء كتبه‪:‬‬
‫منها كتاب « دعائم اإلسالم » ‪ ،‬وكتاب « املقنع » ‪ ،‬وكتاب « املرشد » ‪،‬‬
‫وكتاب « الفضائل » ‪ ،‬وكتاب « املواعظ واحلكم » ‪ ،‬وكتاب « السلطان‬
‫» ‪ ،‬وكتاب « فضل العلوية » ‪ ،‬وكتاب « املصادقة » ‪ ،‬وكتاب « اخلواتيم‬
‫» وكتاب « املواريث » ‪ ،‬وكتاب « الوصايا » ‪ ،‬وكتاب « غريب حديث‬
‫‪ 80‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله – واألئمة ‪ -‬عليهم السالم‪ ، » -‬وكتاب «‬


‫احلد والقذف » ‪ ،‬وكتاب « حذو النعل بالنعل » ‪ ،‬وكتاب « مقتل احلسني‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ ، » -‬و « رسالة يف أركان اإلسالم إىل أهل املعرفة والدين‬
‫» ‪ ،‬وكتاب « املحافل » ‪ ،‬وكتاب « علل الوضوء »‪ ،‬وكتاب « علل احلج‬
‫» ‪ ،‬وكتاب « علل الرشائع » وكتاب « الطرائف » ‪ ،‬وكتاب « نوادر‬
‫النوادر » ‪ ،‬و « كتاب يف أيب طالب وعبد املطلب وعبد اهلل وآمنة بنت‬
‫وهب » ‪ ،‬وكتاب « املالهي » ‪ ،‬وكتاب « العلل غري مبوب » ‪ ،‬و « رسالة‬
‫يف الغيبة إىل أهل الري واملقيمني هبا وغريهم » ‪ ،‬وكتاب « مدينة العلم »‬
‫كبري أكربمن كتاب « من ّل حىرضه الفقيه » ‪ ،‬وكتاب « من ّل حىرضه‬
‫الفقيه » ‪ ،‬وكتاب « التوحيد » ‪ ،‬وكتاب « التفسري » مل يتمه‪ ،‬وكتاب «‬
‫الرجال » ومل يتمه‪ ،‬وكتاب « املصباح » لكل واحد من األئمة ‪ -‬عليهم‬
‫السالم ‪ -‬وكتاب « الزهد » لكل واحد من األئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪، -‬‬
‫وكتاب « ثواب األعامل » ‪ ،‬وكتاب « عقاب األعامل » ‪ ،‬وكتاب « معاين‬
‫األخبار » ‪ ،‬وكتاب « الغيبة » كبري‪ ،‬وكتاب « دين اإلمامية » وكتاب «‬
‫املصباح » ‪ ،‬وكتاب « املعراج » ‪ ،‬وغري ذلك من الكتب والرسائل الصغار‬
‫مل حىرضين اسمها‪ ،‬أخربنا بجميع كتبه ورواياته مجاعة من أصحابنا منهم‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪81‬‬

‫الشيخ املفيد واحلسني بن عبيد اهلل‪ ،‬وأبو احلسني جعفر بن احلسن بن‬
‫‪1‬‬
‫حسكة القمي‪ ،‬وأبو زكريا حممد بن سليامن احلمراين‪ ،‬كلهم عنه‪.‬‬
‫وقال سمينا العالنة االسرتآبا ي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الوسيط » ‪:‬‬
‫حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه صه ست القمي ابوجعفر‬
‫نزيل الري شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ورد بغداد سنه مخس‬
‫ومخسني وثالثامئه وسمع منه شيوخ الطائفة هو حدث السن صه جش‬
‫كان جليال حافظا لألحاديث‪ ،‬بصريا بالرجال‪ ،‬ناقدا لألخبار‪ ،‬ومل ُير يف‬
‫القميني مثله يف حفظه وكثرة علمه‪ ،‬له نحو من ثالثامئة مصنّف‪ ،‬صه ست‬
‫ّ‬
‫جليل القدر حفظه بصري بالفقه واّلخبار ص جش‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتجليس املتقدم ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « الروضة » عند رشح قوله قال الشيخ‬
‫االنام السعيد ابوجعفر حممد بن عيل بن احلسنى ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫والظاهر أن هذا املدح منه وكان مقررا عند القدماء باملقدار املعلوم‬
‫عندهم‪ ،‬فإن شيخيته وإمامته كانتا ظاهرتني‪ ،‬وحسن سعادته دعاء‬
‫املعصوم له‪ ،‬فإنه روى الشيخ اجلليل النجايش يف ترمجة أبيه عيل بن‬
‫احلسني بن موسى بن بابويه القمي‪ ،‬أبو احلسن شيخ القميني يف عرصه‬
‫ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم‪ ،‬كان قدم العراق واجتمع مع أيب القاسم‬

‫‪-1‬‬
‫‪ 82‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ثم كاتبه بعد ذلك عىل يد‬


‫احلسني بن روح ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وسائله مسائل َّ‬
‫عيل بن جعفر بن األسود يسأله أن يوصل له رقعة إىل الصاحب ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬ويسأله فيها الولد فكتب إليه‪:‬‬
‫قد دعونا اهلل لك بذلك وسرتزق ولدين ذكرين خريين فولد له أبو جعفر‬
‫وأبو عبد اهلل من أم ولد‪ ،‬وكان أبو عبد اهلل احلسني بن عبيد اهلل يقول‬
‫سمعت أبا جعفر يقول أنا ولدت بدعوة صاحب األمر ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫ويفتخر بذلك‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وباجلملة فجاللة املصنف أشهر من أن يوصف وأكثر من أن ينقل لكن‬
‫مدح نفسه إلظهار كرامة صاحب األمر عليه السالم‪ ،‬ووصف نفسه‬
‫بالفقه لوجوبه عىل قول بعض األصحاب‪ ،‬أنه جىب عىل الفقيه إظهار‬
‫كونه فقيها ليتبعه الناس‪ ،‬والظاهر من الفقيه يف عرف القدماء‪ ،‬املحدث‬
‫العامل وهو قريب من عرف املتأخرين وهو املجتهد‪ ،‬وملا مل يعرف هذا‬
‫اللقب من اإلمام ّل يلقبون به إّل الساعي يف عبادة اهلل تعاىل‪ّ ،‬ل العامل‬
‫باألحكام الرشعية الفرعية املستدل عىل أعياهنا وغري ذلك من‬
‫التعريفات‪ ،‬وإن كان هذا داخال يف مفهوم املجتهد أيضا لغة وعرفا‪،‬‬
‫ويطلق الفقيه عىل العامل التارك للدنيا الراغب يف اآلخرة أيضا كام يظهر‬
‫‪1‬‬
‫من اخلرب‪ -‬ويمكن أن يكون التلقيبات من التالمذة‪.‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.9 :‬‬


‫[الشيخ الصدوق] ‪83‬‬

‫وهو الراجح عندي وكذلك كانت عا ت القدناء كامهو نعروف نن « الكايف » حيث‬
‫يقول قال الشيخ ابوجعفر حممد بن يعقوب الكليني وكذلك ساير كتب احلديث كامهو‬
‫غرى خمفى عىل املتتبع هلا ‪.‬‬
‫قال العامل الرباين الشيخ يوسف البحراين يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫وجدت بخط شيخنا ايب احلسن الشيخ سليامن بن عبداهلل البحراين ما‬
‫صورته‪:‬‬
‫اخربين مجاعة من اصحابنا قالوا اخربنا الشيخ الفقيه املحدث الشيخ‬
‫سليامن بن صالح البحراين قال اخربين العامل الرباين الشيخ عيل بن سليامن‬
‫البحراين ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬قال اخربين الشيخ العالمة البهايي ‪ -‬قدس‬
‫اهلل رسه – وقد كان سئل عن ابن بابويه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬فعدله ووثقه واثنى‬
‫عليه وقال سئلت قديام عن زكريا بن آدم والصدوق حممد بن عيل بن‬
‫بابويه أهىام أفضل وأجل مرتبه فقلت زكريا بن آدم لتواتر األخبار بمدحه‬
‫عيل حتى قال من اين ظهر لك فضل زكريا‬
‫فرأيت شيخنا الصدوق عاتبا ّ‬
‫بن آدم عىل واعرض‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وعقد اورع املحدثنى حممد احلر العانيل ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « الفوائد الطوسيه »‬
‫فاندة يف ذكر جاللة الصدوق ‪ -‬ريض اهلل عنه – ‪ ،‬واور فيدا اثنى عرش ليال عىل توثيقه‬
‫وصحة احا يث كتبه‪ ،‬وحكى عبارات القدناء واملتأخرين يف ذلك ونندم السيد ابن‬
‫طاوس والشديد الثاين والشيخ هباء الدين حممد العانيل ‪ -‬قدس رسهم ‪ -‬وذكر‬
‫‪ 84‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫توثيقاهتم له نع استغنائه عن ذلك طونيا عن ايرا ها كشحا رونا لالختصار ولنور‬


‫بعض خطبة « الفقيه » نع رشحه نن « روضة » شيخنا املتجليس ‪ -‬نور اهلل رضحيه ‪. -‬‬
‫قال‪ :‬الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف اول « الفقيه » ‪:‬‬
‫ض‬ ‫اء إىل بِ َالدِ ا ْلغ ُْر َب ِة و َح َص َلنِي ا ْل َقدَ ُر ِمن َْها بِ َأ ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫اما بعد َفإِ َّن ُه ملََّا َسا َقني ا ْل َق َض ُ‬
‫وف بِن ِ ْع َم َة‬
‫يف الدَّ ِّي ُن َأ ُبو َع ْب ِد اهلل املَْ ْع ُر ُ‬ ‫الرش ُ‬ ‫َب ْل َخ ِم ْن َق َص َب ِة إِ َيال َق َو َر َد َها َّ ِ‬

‫اق ْب ِن‬ ‫ني ْب ِن إِ ْس َح َ‬ ‫احل َس ْ ِ‬‫احل َس ِن ْب ِن ُْ‬ ‫اق ْب ِن َْ‬ ‫احل َس ِن ْب ِن إِ ْس َح َ‬ ‫حم َّمدُ ْب ُن َْ‬ ‫و ُه َو ُ َ‬
‫ب ع َفدَ ا َم‬ ‫ني ْب ِن َع ِ ِّيل ْب ِن َأ ِيب َطالِ ٍ‬ ‫حم َّم ِد ْب ِن َع ِ ِّيل ْب ِن ُْ‬
‫احل َس ْ ِ‬ ‫وسى ْب ِن َج ْع َف ِر ْب ِن ُ َ‬ ‫ُم َ‬
‫َرش ِيف‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫بِ ُم َجا َل َستِ ِه ُ ِ‬
‫ْرش َح بِ ُم َذاك ََرته َصدْ ري و َع ُظ َم بِ َم َو َّدته ت َ ُّ‬ ‫رسوري وان َ َ‬ ‫ُ‬
‫ار و ِد َيان ٍَة‬ ‫مج َع َها إىل َرشفِ ِه ِم ْن َس ْ ٍرت و َص َالحٍ و َسكِين ٍَة و َو َق ٍ‬
‫َ‬ ‫ألَ ْخ َال ٍق َقدْ َ َ‬
‫ِ‬

‫حم َّمدُ ْب ُن َزك َِر َّيا‬ ‫َاب َصنَّ َف ُه‪َ ُ -‬‬ ‫ات َف َذاك ََر ِين بِكِت ٍ‬ ‫اف و َت ْقوى وإِ ْخب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وع َف ٍ‬
‫َ‬
‫َاب من َّل َحى ُرضه ال َّطبِيب‪ -‬و َذكَر َأ َّنه َش ٍ‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫مج ُه بِكت ِ َ ْ‬ ‫ي وت َْر َ َ‬ ‫الر ِاز ُّ‬
‫ب َّ‬ ‫املُْ َت َط ِّب ُ‬
‫رشائِ ِع‬ ‫احل َال ِل و َْ‬
‫احل َرا ِم وال َّ َ‬ ‫ِّف َل ُه كِتَابا ِيف ا ْل ِف ْق ِه و َْ‬ ‫ِيف َم ْعنَا ُه و َس َأ َلنِي َأ ْن ُأ َصن َ‬
‫َاب َم ْن َّل‬ ‫مج ُه بِكِت ِ‬ ‫ت ِيف َم ْعنَا ُه و ُأت َْر ِ ُ‬ ‫و ْاألَ ْحكَا ِم ُموفِيا َع َىل َمجِي ِع َما َص َّن ْف ُ‬
‫ُون إِ َل ْي ِه َم ْر ِج ُع ُه و َع َل ْي ِه ُم ْعت ََمدُ ُه وبِ ِه َأ ْخ ُذ ُه و َي ْش َ ِرت َك ِيف‬
‫رض ُه ا ْل َف ِقي ُه‪ -‬لِ َيك َ‬
‫حى ُ ُ‬
‫َْ‬
‫خ ِه ِألَ ْك َث ِر َما‬‫َأج ِر ِه من ينْ ُظر فِ ِيه وينْسخَ ه ويعم َل بِمود ِع ِه ه َذا مع نَس ِ‬
‫ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ُ ََْ‬ ‫ْ َ ْ َ ُ‬
‫مج َلتِ َها و ِه َي‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َصح َبني م ْن ُم َصنَّ َف ِات و َس َامعه َهلا و ِر َوا َيت َها َعنِّي و ُو ُقوفه َع َىل ُ ْ‬
‫ِ ِ ِ‬

‫ك ِألَ ِّين‬ ‫ون كِتَابا َف َأ َج ْب ُت ُه َأ َدا َم اهلل ت َْوفِي َق ُه إىل َذلِ َ‬ ‫َاب و َمخ َْسة و َأ ْر َب ُع َ‬ ‫ِما َئتَا كِت ٍ‬

‫يد لِئ ََّال َت ْك ُث َر ُط ُر ُق ُه‬


‫ف ْاألَسانِ ِ‬
‫َ‬
‫ت َله ه َذا ا ْلكِتَاب بِح ْذ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َو َجدْ ُت ُه َأ ْهال َل ُه و َصنَّ ْف ُ ُ َ‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪85‬‬

‫اد َمجِي ِع َما َر َو ْو ُه َب ْل‬ ‫وإِ ْن َكثُر ْت َفوائِدُ ه و َمل َأ ْق ِصدْ فِ ِيه َقصدَ املُْصن ِِّفني ِيف إِير ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫اد َما ُأ ْفتِي بِ ِه و َأ ْحك ُُم بِ ِص َّحتِ ِه و َأ ْعت َِقدُ فِ ِيه َأ َّن ُه ُح َّجة فِ َيام َب ْينِي‬‫َقصدْ ُت إىل إِير ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُب‬‫يع َما فِ ِيه ُم ْستَخْ َرج ِم ْن ُكت ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت ُقدْ َر ُت ُه و َمج ُ‬ ‫ني َر ِّيب َت َقدَّ َس ِذك ُْر ُه و َت َعالَ ْ‬ ‫و َب ْ َ‬
‫َاب َح ِر ِيز ْب ِن َع ْب ِد اهلل‬ ‫ور ٍة َع َل ْي َها املُْ َع َّو ُل وإِلَ ْي َها املَْ ْر ِج ُع ِم ْث ُل كِت ِ‬ ‫َم ْش ُه َ‬
‫ُب َع ِ ِّيل ْب ِن َم ْه ِز َيا َر‬ ‫احل َلبِ ِّي و ُكت ِ‬ ‫َاب ُع َب ْي ِد اهلل ْب ِن َع ِ ٍّيل َْ‬ ‫َاين وكِت ِ‬ ‫ج ْست ِ ِّ‬ ‫الس ِ‬‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫اد ِر َأمحدَ ب ِن ُ َ ِ‬ ‫يد ونَو ِ‬ ‫ني ب ِن س ِع ٍ‬
‫يسى‪-‬‬ ‫حم َّمد ْب ِن ع َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫احل َس ْ ِ ْ َ‬ ‫ُب ُْ‬ ‫ي و ُكت ِ‬ ‫ْاألَ ْه َو ِاز ِّ‬
‫ان‬ ‫حى َيى ْب ِن ِع ْم َر َ‬ ‫محدَ ْب ِن َ ْ‬
‫يف ُ َ ِ‬
‫حم َّمد ْب ِن َأ ْ َ‬
‫احلكْم ِة تَصن ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاب ن ََواد ِر ْ َ ْ‬ ‫وكِت ِ‬

‫حم َّم ِد ْب ِن‬‫خنَا ُ َ‬ ‫َاب الرمح ِة لِسع ِد ب ِن عب ِد اهلل وج ِام ِع َشي ِ‬


‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي وكت ِ َّ ْ َ َ ْ ْ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ْاألَ ْش َع ِر ِّ‬
‫ُب‬ ‫ري و ُكت ِ‬ ‫حم َّم ِد ْب ِن َأ ِيب ُع َم ْ ٍ‬ ‫يد ‪ -‬ر ِيض اهلل عنْه ‪ -‬ونَو ِ‬
‫اد ِر ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫احلس ِن ب ِن ا ْلولِ ِ‬
‫َْ َ ْ َ‬
‫َ َ‬
‫يض اهلل َعنْ ُه ‪ -‬إِ َ َّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫اس ِن ِألَمحدَ ب ِن َأ ِيب عب ِد اهلل ا ْل ِ‬ ‫املَْح ِ‬
‫ربق ِّي‪ -‬ور َسا َلة أ ِيب ‪َ -‬ر َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬
‫ات ا َّلتِي ُط ُرقِي إِ َل ْي َها َم ْع ُرو َفة ِيف فِ ْه ِر ِ‬
‫س‬ ‫ول واملُْصنَّ َف ِ‬
‫َ‬ ‫َري َها ِم َن ْاألُ ُص ِ‬‫وغ ْ ِ‬

‫ْت ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِِ َ ِ‬ ‫ا ْل ُكت ِ ِ‬


‫يض اهلل َعن ُْه ْم ‪ -‬و َبا َلغ ُ‬ ‫ُب ا َّلتي ُر ِّويت َُها َع ْن َم َشاخيي وأ ْس َاليف ‪َ -‬ر َ‬
‫ري ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ك ُج ْه ِدي ُم ْست َِعينا بِاهلل و ُمت ََوكِّال َع َل ْي ِه و ُم ْستَغ ِْفرا ِم َن ال َّت ْق ِص ِ‬ ‫َذلِ َ‬

‫قال‪ :‬شيخنا املحدث املتجليس ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « الروضه » ‪:‬‬


‫اعلم‪ -‬أنه ذكر الصدوق فيام قبل‪ :‬بل قصدت إىل إيراد ما أفتي به وأحكم‬
‫بصحته واعتقد أنه حجة فيام بيني وبني ريب‪ ،‬فام معنى اإلفتاء بام فيه‬
‫واحلكم بالصحة؟ مع أنه يف كثري من األخبار ينقل األخبار املتضادة‬

‫‪ - 1‬صدوق‪ ،‬نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 2 -3 :‬و‪. 4‬‬


‫‪ 86‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وسنذكرها يف حماهلا إن شاء اهلل تعاىل وما معنى احلكم بالصحة؟ مع أنه‬
‫يروي عن الضعفاء كثريا‪.‬‬
‫فاعلم أن معنى اإلفتاء (إما) إنه يفتي بأهنا وردت عن املعصومني سالم‬
‫اهلل عليهم امجعني وهو يفتي كام أفتوا‪ ،‬والعمل هبا إما عىل سبيل التخيري‬
‫(و إما) عىل سبيل التقية كام أهنم عليهم السالم اتقوا فهو أيضا يتقي فيام‬
‫اتقوا يف مكان التقية (و إما) باجلمع بني املتضادات إن أمكن اجلمع كام‬
‫جىمع يف بعضها‪ ،‬وفيام ّل جىمع يمكنه اجلمع وإن مل جىمع (أو) أحال عىل‬
‫التقيه يف اجلمع‪ ،‬ودأب القدماء يف اجلمع ليس كدأبنا فيام ّل يمكن مجعه‬
‫يف نظرنا واما احلكم بالصحة فقد ذكر شيخنا وأستادنا‪ ،‬بل أستاد الكل‬
‫اإلمام العالمة هباء الدين حممد ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف كتاب « مرشق‬
‫الشمسني» ‪:‬‬
‫استقر اصطالح املتأخرين من علامئنا ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬عىل تنويع‬
‫احلديث املعترب ولو يف اجلملة إىل األنواع الثالثة املشهورة أعني الصحيح‬
‫واحلسن واملوثق‪ ،‬بأنه إن كان مجيع سلسلة سنده إماميني ممدوحني‬
‫بالتوثيق فصحيح‪ -‬أو إماميني بدونه كال أو بعضا مع توثيق الباقي‬
‫فحسن‪ -‬أو كانوا كال أو بعضا غري إما إماميني مع توثيق الكل فموثق‪،‬‬
‫وهذا اّلصطالح مل يكن معروفا بني قدمائنا ‪ -‬قدس اهلل أرواحهم ‪ -‬كام‬
‫هو ظاهر ملن مارس كالمهم‪ ،‬بل كان املتعارف بينهم إطالق الصحيح‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪87‬‬

‫عىل كل حديث اعتضد بام يقتِ اعتامدهم عليه أو اقرتن بام يوجب‬
‫الوثوق به والركون إليه وذلك بأمور‪:‬‬
‫(منها) وجوده يف كثري من األصول األربعامئة التي نقلوها عن مشاخيهم‬
‫بطرقهم املتصلة بأصحاب العصمة سالم اهلل عليهم وكانت متداولة‬
‫لدهىم يف تلك األعصار مشتهرة بينهم اشتهار الشمس يف رابعة النهار (و‬
‫منها) تكرره يف أصل أو أصلني منها بطرق خمتلفة وأسانيد عديدة معتربة‬
‫(و منها) وجوده يف أصل معروف اّلنتساب إىل أحد اجلامعة الذين‬
‫أمجعوا عىل تصديقهم‪ ،‬كزرارة‪ -‬وحممد بن مسلم‪ -‬والفضيل بن يسار‪-‬‬
‫أو عىل تصحيح ما يصح عنهم كصفوان بن حىيى‪ -‬ويونس بن عبد‬
‫الرمحن‪ -‬وأمحد ابن حممد بن أيب نرص البزنطي‪ -‬أو عىل العمل بروايتهم‬
‫كعامر الساباطي‪ -‬ونظرائه ممن عدهم شيخ الطائفة يف كتاب « العدة »‬
‫كام نقله عنه املحقق يف بحث الرتاوح من « املعترب » (و منها) اندراجه يف‬
‫أحد الكتب التي عرضت عىل أحد األئمة صلوات اهلل عليهم فأثنوا عىل‬
‫مؤلفيها‪ ،‬ككتاب عبيد اهلل بن عيل احللبي الذي عرض عىل الصادق ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬وكتاب يونس بن عبد الرمحن‪ ،‬والفضل بن شاذان‬
‫املعروضني عىل العسكري عليه السالم (و منها) أخذه من الكتب التي‬
‫شاع بني سلفهم الوثوق هبا واّلعتامد عليها‪ ،‬سواء كان مؤلفوها من‬
‫الفرقة الناجية اإلمامية ككتاب الصالة حلريز بن عبد اهلل السجستاين‬
‫‪ 88‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وكتب ابني سعيد‪ -‬وعيل بن مهزيار‪ -‬أو من غري اإلمامية‪ -‬ككتاب‬


‫حفص بن غياث القايض‪ -‬واحلسني بن عبيد اهلل السعدي‪ ،‬وكتاب القبلة‬
‫لعيل بن احلسن الطاطري‪.‬‬
‫وقد جرى رئيس املحدثني ثقة اإلسالم حممد بن بابويه ‪ -‬قدس اهلل روحه‬
‫‪ -‬عىل متعارف املتقدمني من إطالق الصحيح عىل ما يركن إليه ويعتمد‬
‫عليه‪ ،‬فحكم بصحة مجيع ما أورده من األحاديث يف كتاب « من ّل‬
‫حىرضه الفقيه » ‪ ،‬وذكر أنه استخرجها من كتب مشهورة عليها املعول‬
‫وإليها املرجع‪ ،‬وكثري من تلك األحاديث بمعزل عن اّلندراج يف‬
‫الصحيح عىل مصطلح املتأخرين‪ ،‬ومن خرط يف احلسان واملوثقات بل‬
‫الضعاف‪ ،‬وقد سلك عىل ذلك املنوال‪ ،‬مجاعة من أعالم علامء الرجال‪،‬‬
‫فحكموا بصحة حديث بعض الروات الغري اإلمامية‪ .‬كعيل بن حممد بن‬
‫رباح وغريه‪ ،‬ملا ّلح هلم من القرائن املقتضية للوثوق هبم واّلعتامد عليهم‬
‫وإن مل يكونوا يف عداد اجلامعة الذين انعقد اإلمجاع عىل تصحيح ما يصح‬
‫عنهم‪.‬‬
‫والذين بعث املتأخرين ‪ -‬نور اهلل مرقدهم ‪ -‬عىل العدول عن متعارف‬
‫القدماء ووضع ذلك اّلصطالح اجلديد هو أنه (ملا) طالت األزمنة بينهم‬
‫وبني الصدر السالف وآل احلال إىل اندراس بعض كتب األصول‬
‫املعتمدة لتسلط حكام اجلور والضالل واخلوف من إظهارها وانتساخها‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪89‬‬

‫وانضم إىل ذلك اجتامع ما وصل إليهم من كتب األصول يف األصول‬


‫املشهورة يف هذا الزمان والتبست األحاديث املأخوذة من األصول‬
‫املعتمدة باملأخوذة من غري املعتمدة واشتبهت املتكررة يف كتب األصول‬
‫بغري املتكررة‪ ،‬وخفي عنهم ‪ -‬قدس اهلل أرواحهم ‪ -‬كثري من تلك األمور‬
‫التي كانت سبب وثوق القدماء بكثري من األحاديث‪ ،‬ومل يمكنهم اجلري‬
‫عىل أثرهم يف متييز ما يعتمد عليه مما ّل يركن إليه‪ ،‬فاحتاجوا إىل قانون‬
‫يتميز به األحاديث املعتربة من غريها واملوثوق هبا عام سواها‪ ،‬فقرروا لنا‬
‫‪ -‬شكر اهلل سعيهم ‪ -‬ذلك اّلصطالح اجلديد‪ .‬وقربوا لنا البعيد ووصفوا‬
‫األحاديث املنقولة يف كتبهم اّلستدّللية بام اقتضاه ذلك اّلصطالح من‬
‫احلسن والصحة والتوثيق‪.‬‬
‫وأول من سلك هذا الطريق من علامئنا املتأخرين شيخنا العالمة مجال‬
‫ثم إهنم ‪ -‬أعىل‬
‫احلق والدين حسن بن املطهر احليل ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪َّ -‬‬
‫اهلل مقامهم ‪ -‬ربام يسلكون طريقة القدماء يف بعض األحيان فيصفون‬
‫مراسيل بعض املشاهري‪ ،‬كابن أيب عمري‪ ،‬وصفوان بن حىيى‪ ،‬بالصحة‪ .‬ملا‬
‫شاع من أهنم ّل يرسلون إّل عن عدل يثقون بصدقه بل يصفون بعض‬
‫األحاديث التي يف سندها فطحي أو ناوويس بالصحة نظرا إىل اندراجهم‬
‫فيمن أمجعوا عىل تصحيح ما يصح عنهم انتهى كالمه ‪ -‬أعىل اهلل مقامه‬
‫‪.-‬‬
‫‪ 90‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وباجلملة ّل ريب يف تغاير مصطلح املتقدمني واملتأخرين‪ .‬وّل مشاحة يف‬


‫اّلصطالح‪.‬‬
‫لكن هل جىوز لنا العمل باصطالح القدماء مع خفاء القرائن التي كانت‬
‫هلم (فإن) قلنا إن اخلرب الواحد الصحيح يف نفسه حجة كام هو مذهب‬
‫أكثر املتأخرين‪ ،‬فالظاهر أنه جىوز أن حىكم بصحته كام حكم ثقة اإلسالم‬
‫حممد بن يعقوب الكليني ورئيس املحدثني حممد بن بابويه القمي ‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنهام ‪ ، -‬فإن تصحيحهام ّل يقرصعن توثيق الروات من واحد من‬
‫علامء الرجال كالشيخ‪ ،‬والنجايش‪ ،‬والكيش‪ ،‬فإن الظاهر من تصحيحهم‬
‫احلديث القول بأنه قال املعصوم يقينا‪ ،‬كام هو الظاهرمن تتبع كالمهم‪،‬‬
‫أو ظنا عىل احتامل‪ ،‬مع أنه ّل حىصل من توثيق واحد منهم سوى الظن‬
‫إذا قلنا إن اجلرح والتعديل من باب اخلرب (و إن) قلنا إنه من باب‬
‫الشهادات فيمكن أن يعمل عىل تصحيح كل واحد منهام‪ ،‬ألن‬
‫تصحيحهام بمنزلة قال اإلمام‪ ،‬ويمكن أن يعمل عىل تصحيح كل واحد‬
‫منهام‪ ،‬ألن تصحيحهام بمنزلة قال اإلمام‪ ،‬ويمكن أن يقال إنه بمنزلة‬
‫توثيق الروات فيحتاج يف العمل إىل التعدد فإن كان اخلرب موجودا يف‬
‫الكايف والفقيه يعمل به وإّل فال إّل مع ثقة الروات أو عدالتهم كام يفهم‬
‫من مقبولة عمر بن حنظلة التي عليها مدار العلامء يف الفتوى واحلكم‪.‬‬
‫وإن قلنا إن خرب الواحد بنفسه ليس بحجة ما مل ينضم إليه قرينة أخرجته‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪91‬‬

‫من باب الظن إىل باب العلم كام هو طريقة القدماء‪ ،‬ومال إليها صاحب‬
‫املعترب‪ ،‬وشيخنا التسرتي ‪ -‬رمحهم اهلل ‪ -‬فهذا اخلرب أيضا كسائر األخبار‬
‫‪1‬‬
‫الصحيحة حىتاج إىل ضم القرينة‪،‬‬
‫وقال يف نوضع آخر نن « الروضة » ‪:‬‬
‫فائدة اعلم أنه ذكر سابقا أن الظاهر صحة األخبار التي ذكرها ثقة‬
‫اإلسالم يف « الكايف » والتي ذكرها الصدوق يف هذا الكتاب بشهادة‬
‫الشيخني األكملني بصحتها‪ ،‬لكن مع القول بالصحة إن عملنا‬
‫باصطالح املتأخرين يف هذا الكتاب يكون مرادنا األصحية كام يظهرمن‬
‫مقبولة عمر بن حنظلة‪ ،‬فإن الظاهر أن الشيخني نقال مجيع ما يف الكتابني‬
‫من األصول األربعامئة التي كان اعتامد الطائفة املحقة عليها كام ذكره‬
‫الصدوق رصحىا ويفهم من كالم ثقة اإلسالم أيضا‪ ،‬بل الظاهر أن‬
‫مرادمها بالصحة غري الصحة املتعارفة بني املتأخرين من صحة الطريق‬
‫التي كان رواه ثقات أعم من أن حىصل باخلرب العلم أو الظن أو ّل حىصل‬
‫يشء منهام بل مرادمها القطع بالورود من املعصوم فيكون بمنزلة‪ -‬قال‬
‫اإلمام وسمعت منه كذا‪ ،‬وحصول القطع هلم إما بتواتر اخلرب أو بضم‬
‫القرائن التي كانت حاصلة هلم‪ ،‬ولو سلمنا أن مرادمها بالعلم الظن‬

‫‪ - 1‬جملسى‪ ،‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 17 -21 :‬‬
‫‪ 92‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الغالب فال حىصل من السامع أيضا أكثر من الظن الغالب غالبا‪ .‬وعىل‬
‫أي حال فالظاهر منهم النقل من الكتب املعتربة املشهورة فإذا كان‬
‫صاحب الكتاب ثقة يكون اخلرب صحيحا‪ ،‬ألن الظاهر من نقل السند إىل‬
‫الكتاب املشهور املتواتر جمرد التيمن والتربك‪ ،‬سيام إذا كان من اجلامعة‬
‫املشهورين كالفضل بن يسار‪ ،‬وحممد بن مسلم ‪ -‬ريض اهلل عنهام ‪ ، -‬فإن‬
‫الظاهر أنه ّل يرض جهالة سندهىام‪ ،‬ومع هذا فاّلطمينان الذي حىصل‬
‫للنفس من خرب زرارة وعيل بن جعفر باعتبار صحة الطريق إليهام أكثر‪،‬‬
‫وإن أمكن أن يكون هذا باعتبار اإللف باصطالح املتأخرين‪ ،‬وإذا كان‬
‫الكتاب معروفا معتمدا وصاحبه غري موثق وكان الطريق إليه صحيحا‬
‫فهو كالعكس يف اّلطمئنان‪ ،‬وإذا كان يف الطريق جهالة ومل يوثق صاحب‬
‫الكتاب فاّلطمينان أقل وإذا كان أحدمها ضعيفا باعتبار ذم األصحاب‬
‫لصاحب الكتاب أو لواحد من الروات فيصري أضعف وإذا كانا ضعيفني‬
‫فأضعف منه‪.‬‬
‫ومع كثرة التتبع يظهر أن مدار ثقة اإلسالم أيضا كان عىل الكتب‬
‫املشهورة وكان اتصال السند عنده أيضا ملجرد التيمن والتربك‪ ،‬ولئال‬
‫يلحق اخلرب بحسب الظاهر باملرسل‪ ،‬فإن روى خربا عن محاد بن عيسى‪،‬‬
‫أو صفوان بن حىيى‪ ،‬أو حممد بن أيب عمري فالظاهر أنه أخذ من كتبهم فال‬
‫يرض اجلهالة التي تكون يف السند إىل الكتب بمثل حممد بن إسامعيل عن‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪93‬‬

‫الفضل أو الضعف بمثل سهل بن زياد بل الظاهر من طريقة القدماء‬


‫فيمن أمجعت العصابة عىل تصحيح ما يصح عنهم‪ ،‬أن ما صح أهنم قالوا‬
‫ولو بتواتر كتبهم أو شهرهتا فهو صحيح وإن كان من بعدهم ضعيف أو‬
‫جمهول احلال‪ ،‬فإن الظاهر أن العصابة ّلحظوا الكتب وإن إخبارها‬
‫متواترة من اإلمام‪ ،‬أو سمعوا من اإلمام أن يعملوا بكتبهم أو يعملوا‬
‫بقوهلم فأمجعوا‪ ،‬ألن املراد باإلمجاع اإلمجاع عىل صحة قوله فيلزم مالحظة‬
‫ما بعده‪ ،‬وكل ما ذكرته يظهر من التتبع بحيث ّل يلحقه شك‪ ،‬والغرض‬
‫‪1‬‬
‫من ذكر هذه إراءة الطريق‪ .‬الخ‪.‬‬
‫قال شيخنا املتجليس ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫استشهد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬أوّل باآليات تبعا لألصحاب وإن مل يكن من دأب‬
‫األخباريني فإن الظاهر من كالمهم أهنم يقولون ما نفهم كالم اهلل تعاىل‬
‫حتى نستدل به إّل بتوقيف اإلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ ، -‬ويمكن أن يكون‬
‫وصل إليه اخلرب باستدّلل املعصوم هبا أو يكون مرادهم من عدم فهم‬
‫الكتاب معضالته ومتشاهباته‪ ،‬وهذه اآليات من املحكامت فريتفع‬
‫اخلالف‪ ،‬فإن اّلستدّلليني أيضا ّل حىكمون يف املتشاهبات باجلزم‪ ،‬وإن‬
‫‪2‬‬
‫ذكروا تأويال فباّلحتامل‪.‬‬

‫‪ - 1‬جملسى ‪ ،‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪29 -31 :‬‬
‫‪ - 2‬مهان ‪.‬‬
‫‪ 94‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول‪ :‬هذا تنصيص ننه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بكون الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نن االخبارينى واال‬
‫مليكن للتوجيه لالستدالل نعنى‪ ،‬فتانل ان شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫وعبارة ماء البئر طهور مل نرها إىل اّلن فيمكن ان يكون الصدوق رآها‬
‫كامهو الظاهر من دابه ان ّليستنبط ‪.‬‬
‫اقول ‪ :‬وهذا أيضا تنصيص ننه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعدم استنباطه‪ ،‬فالتغفل‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اكلت النار نا فيه‪:‬‬
‫ويمكن أن يكون وصل إىل الصدوق خرب هبذه الزيادة‪ ،‬وهكذا الظن به‬
‫فإنه ليس من دأب األخباريني العاملني بالنصوص أمثال هذه الزيادات‬
‫‪1‬‬
‫إّل مع الترصيح به كام يفعل كثريا وسيجيء إن شاء اهلل‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وهذا تنصيص آخر عىل كونه أخباريا‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح قوله وان وقعت نيتة‪:‬‬
‫أو يقال بعدم التنجس من امليته كامهو ظاهر اخلرب واّلخباريني يف العمل‬
‫بالنص ‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح قوله والباس بان يغتسل نانصه‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان ض ‪. 70‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪95‬‬

‫وأيضا إنام خرجنا عام كنا بصدده من اّلختصار ليظهر أن ما ذكره‬


‫الصدوق هو متون األخبار املسندة فال يظن به أنه اجتهاد‪ ،‬بل اجتهاد‬
‫األخباريني ترجيح بعض األخبار عىل بعض للقرائن التي تظهر هلم يف‬
‫الصحة أو يف األصحية‪ -‬ولذا مل يذكر الكليني األخبار املتعارضة إّل نادرا‬
‫ألنه كلام كان عنده معموّل عليه ذكره يف كتابه ‪ -‬ريض اهلل عنه وأرضاه‬
‫‪ ، -‬وكان لنا مقاصد أخر من استئناس املبتدئ وإظهار عدم تتبع مجاعة‬
‫من الفضالء يف احلكم بأنه مل ينقل خرب غري الذي ذكروه‪ .‬وليعلم‪ :‬أن‬
‫األصول كانت عندهم فإذا نقل من األصل ثالثة من الفضالء واألخيار‬
‫بأسانيد خمتلفة يمكن أن حىصل لك العلم يف بعض األحيان أو الظن‬
‫املتاخم للعلم يف آخر‪ ،‬وهلذا تعرف من حالك أن اللغة الغريبة إذا اجتمع‬
‫عليها ثالثة من الثقات كاجلوهري والفريوزآبادي واملطرزي حىصل لك‬
‫العلم خصوصا إذا ضم إليه قرائن أخر‪ّ ،‬لن ثقل ثقتهم قرينة صحة‬
‫‪1‬‬
‫اخلرب‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح قوله كل ناء طاهر حتى تعلم انه قذر‪:‬‬
‫فالظاهر صحة اخلرب لكونه يف أصل محاد بن عثامن وعامر وإذا وجده يف‬
‫أصول الثقات فالظاهر أنه يمكنه اجلزم بأنه من قول الصادق ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وعىل ذلك جىب أن حتمل مرسالته وإن كان بحسب الظاهر من‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪80 :‬‬


‫‪ 96‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الكايف‪ ،‬ويمكن أن يكون الصدوق قابل « الكايف » أوّل مع األصول‬


‫ووجده صحيحا وعند التصنيف مل يالحظها باعتبار اجلزم الذي حصل‬
‫له قبله كام فعلنا بكتاب الرجال مع أصوهلا يف زمان يسري بتيسريه تعاىل‪،‬‬
‫والظاهر أن عمل الطائفة عىل تصانيف الطاطريني والبني فضاليني‬
‫وأرضاهبم من الواقفية والفطحية والعامة كان ملوافقة األصول األربعامئة‬
‫وجودة تصانيفهم فإن أخبار األصول كانت منترشة غاية اّلنتشار فإهنم‬
‫كلام يسمعونه من املعصوم كانوا يكتبون يف الكتب وهلذا تراهم ينقلون‬
‫من هذه الكتب مع وجود األصول عندهم كام يف زماننا بل زمان متقدمينا‬
‫أيضا بالنسبة إىل كتب الرجال‪ ،‬كام ترى الشهيد الثاين ‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫واملحقق الثاين ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يمدحان رجال احلسن بن داود بجودته‬
‫مع أن أغالطه أكثر من أن حتىص عىل ما هو الظاهرعند املالحظة واملقابلة‬
‫مع األصول كام يظهر من تتبع أحواهلم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫و يمكن أن يستدل ّلبن أيب عقيل هبذا اخلرب فإنه ّل حىصل من أخبار‬
‫نجاسة القليل سوى الظن إن حصل إّل أن يعمم العلم بام يشمل الظن‬
‫الغالب فيلزم نجاسة مياه ّلقاها املتهمون بالنجاسة‪ ،‬أو يقال إن الظنون‬
‫التي حتصل من األخباربمنزلة العلم كام ذكروا يف تعريف الفقه‪ ،‬أنه العلم‬
‫باألحكام الخ مع أنه ّل حىصل سوى الظن باّلتفاق (و ما قيل) من أنه‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪97‬‬

‫حىصل العلم بمقدمة خارجية هي‪ :‬أن هذا ما أدى إليه اجتهادي وهو‬
‫معلوم وكل ما أدى إليه اجتهادي جىب عىل العمل به وهذه أيضا معلومة‬
‫باإلمجاع فينتج وجوب العمل يقينا (حمل نظر) ألن اإلمجاع املذكور مل‬
‫يثبت مع خمالفة األخباريني بل األخبار أيضا‪ .‬الخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال يف خرب نآء الور ‪:‬‬


‫أما قول الشيخ (شاذ مع التكرر يف األصول)‪ ،‬فاملراد به الشذوذ من حيث‬
‫العمل إذ التكرر يف األصول إنام ينفع إذا كان الراوي متعددا والظاهر أنه‬
‫ّل جىب فإن التكرر يف األصول كاف يف الصحة‪ ،‬وبشهادة الشيخ عليه‬
‫يسقط اعرتاض أكثر األصحاب بأن يف طريقه سهل وحممد بن عيسى مع‬
‫أن الظاهر أن أصل يونسكان موجودا عند الصدوقني وهلذا عمال به‬
‫وحكام بصحته‪.‬‬
‫ومل يبق إّل اإلمجاع‪ ،‬وكيف حىصل اإلمجاع مع خمالفة هذين اجلليلني‪،‬‬
‫والقول بأهنام معروفا النسب فال يرض خروجهام إنام ينتفع إذا علم دخول‬
‫املعصوم عليه السالم يف القول املشهور ولو بورود اخلرب الصحيح عنه‬
‫عليه السالم وهو يف حمل املنع‪ ،‬مع أن الشيخ يف اخلالف نقل اخلالف من‬
‫بعض أصحاب احلديث ايضا‪ ،‬واحلمل عىل التحسني يف غاية البعد ألنه‬
‫إن سلم يف الوضوء كيف يمكن محل اّلغتسال عليه فلم يبق إّل محل‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.33 :‬‬


‫‪ 98‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املجاورة وهو وإن كان بعيدا إّل أنه أحسن من خمالفة األصحاب‬
‫واإلمجاع املنقول‪ ،‬ولو محل عىل التقية لقول بعض العامة باجلواز من‬
‫املضاف ونقل اخلرب عن الرضا عليه السالم وكان أكثر النقل يف خراسان‬
‫بمجمع كثري من العامة وهلذا ترى أكثر األخبار املنقولة منه صلوات اهلل‬
‫عليه يوافق العامة تقية‪ -‬لكان أحسن‪ ،‬وباجلملة إذا وجد املاء فاّلحتياط‬
‫والعمل عىل الرتك‪ ،‬ومع عدمه فاألحوط الوضوء من املضاف والتيمم‬
‫كام كان يقول األستاد ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ ، -‬فإنه مع عدم القول بخرب‬
‫الواحد كان يتورع يف العمل بكل خرب مهام أمكن وهكذا ينبغي أن يكون‬
‫‪1‬‬
‫سبيل املتقني‪.‬‬
‫وقال بعد رشح أخبار الكر‪:‬‬
‫وّل يفهم من الصدوق ما ذهب إليه فيمكن أن يكون من املتوقفني كام هو‬
‫دأب املتورعني‪ ،‬فإنه ذكر األخبار من الطرفني ومل يذكر ما يدل عىل‬
‫الرتجيح أو يقول بنجاسة القليل فيام ورد فيه نص وبعدمه فيام مل يرد كام‬
‫ذهب إليه السيد اجلليل ابن طاوس يف البئر متمسكا بقوله عليه السالم‬
‫اسكتوا عام سكت اهلل عنه‪ ،‬وكذا حكم البئر أيضا ّل يفهم من كالم‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 43‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪99‬‬

‫الصدوق كام سنذكر إن شاء اهلل‪ ،‬ويظهر فائدة التوقف يف اّلحتياط من‬
‫‪1‬‬
‫الطرفني‪.‬‬
‫وقال يف رشح حديث الدجاجة تطاء العذرة‪:‬‬
‫ومع هذه اّلحتامّلت يشكل اّلستدّلل به فتدبر وّل تكن ممن يتبع‬
‫‪2‬‬
‫املشهورات‪ ،‬فرب مشهور ّل أصل له واّلحتياط طريق النجاة‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وإن كان غرى نتفسخ فارشب ننه وتوضأ واطرح‬
‫امليتة إذا أخرجتدا طرية‪ ،‬وكذلك اجلرة وحب املاء والقربة وأشباه ذلك نن أوعية املاء‬
‫قال‪:‬‬
‫وقال أبو جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إذا كان املاء أكثر من راوية مل ينجسه‬
‫يشء تفسخ فيه أو مل يتفسخ إّل أن جىيء له ريح يغلب عىل ريح املاء‪.‬‬
‫هذا اخلرب وإن كان يف طريقه عيل بن حديد وأكثر األصحاب ردوه به‪،‬‬
‫لكن ملا كان أصل زرارة موجودا عند الصدوق كام يظهر من أوله‬
‫والفهرست ّل يمكن اّلعرتاض عليه‪ ،‬وظاهر اخلرب الذي عمل الصدوق‬
‫عليه وهو سبيل األخباريني أن امليتة ليس حكمها حكم سائر النجاسات‬
‫بل ختتلف أحكامها بالشدة والضعف‪ ،‬فإن املني أشد من البول وهو أشد‬
‫من الدم وامليتة‪ ،‬وهلذا عفى عن الدم عام دون الدرهم فيمكن أن ّل تنجس‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 54‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 67‬‬
‫‪ 100‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫امليتة املاء وتنجسه مع التفسخ باعتبار مالقاة النجاسات التي يف جوفها‬


‫ومع عدمه ّل جىزم بوصول املاء إليها (أو) حىمل عىل التغيري ويدل عىل‬
‫‪1‬‬
‫هذا املعنى اخبار كثرية ّل يمكن طرح اجلميع‪.‬‬
‫وقال بعد نقل اخبار تقا يرالكر وتوجيدات الشيخ اياها نالفظه‪:‬‬
‫وهو أيضا بعيد (فإما) أن حىمل اعتبار الكر عىل اّلستحباب بقرينة‬
‫اّلختالف الكثري يف التقديرات (أو يقال) إن كل واحد من هذه التقادير‬
‫يكفي لعدم اّلنفعال كام ذكره ابن طاوس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬فيكون الزائد عىل‬
‫األقل حمموّل عىل اّلستحباب (أو يقال) إن التحديد تقريبي ّل حتقيقي‬
‫ويكون املراد كثرة ّل ينفعل عن النجاسة كام كان يقول شيخنا التسرتي‬
‫‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬ويف احلقيقة هذا القول يرجع إىل قول السيد ابن طاوس‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬مع كونه موافقا لألصل‪ ،‬وللرشيعة السمحة‪ ،‬ولنفي احلرج‬
‫والعرس وّل حىتاج إىل هذه التكلفات البعيدة يف أخبار املعصومني‬
‫صلوات اهلل عليهم أمجعني بخيال أن القايض ابن الرباج وسالر مل يقوّل‬
‫هبذا القول وإن ورد فيه أخبار صحيحة كثرية وقال به ثقة اإلسالم ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬ورئيس املحدثني وعمال عليه‪ ،‬ولعمري ّل جىرتئ عىل هذه الكلامت‬
‫‪2‬‬
‫من كان له أدنى مسكة‪.‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪68 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 69‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪101‬‬

‫وقال يف رشح قوله «و ال بأس بالوضوء نن احلياض التي يبال فيدا إلخ»‪:‬‬
‫هذه رواية العالء بن فضيل الثقة ويف الطريق حممد بن سنان وّل بأس به‪،‬‬
‫ألنه أخذه الصدوق من كتابه‪ ،‬مع أن املفيد وغريه ذكرا توثيقه‪،‬‬
‫والروايات عنه كثرية واعتمد عىل رواياته ثقة اإلسالم والصدوق‪ ،‬وهناية‬
‫القدح فيه أنه كان يعمل بالوجادة وّل بأس هبا مع حتقق انتساب الكتب‬
‫‪1‬‬
‫إىل أصحاهبا كام ذكرناها يف الروايات يف املقدمة‪.‬‬
‫وقال يف رشح فاصله نا بنى البئر والبالوعه‪:‬‬
‫وبقية األخبار وإن كان فيها ضعف باصطالح املتأخرين‪ ،‬لكن تلقوها‬
‫بالقبول وانجرب به ضعفها مع التساهل يف أدلة السنن‪ ،‬للخرب احلسن بل‬
‫الصحيح املستفيض عنهم عليهم السالم الدال عىل أنه يثاب عىل العمل‬
‫باملنقول عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ )1( -‬وإن مل يكن واقعا بل اإلمجاع كام‬
‫نقل‪ ،‬عىل أن أكثرها منقول يف الكايف وحكم الكليني بصحتها‪ ،‬وما نقل‬
‫هنا حكم بصحته الصدوق وإن كان يف طريقه جمهول أرسله عن بعض‬
‫أصحابنا عن أيب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ .-‬فإنك إذا تتبعت كتب الرجال‬
‫وجدت أكثر أصحاب األصول األربعامئة غري مذكور يف شأهنم تعديل‬
‫وّل جرح (إما) ألنه يكفي يف مدحهم وتوثيقهم أهنم أصحاب األصول‬

‫‪ - 1‬مهان ‪. 73‬‬
‫‪ 102‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فإن أصحاب اإلمام أيب عبد اهلل جعفر بن حممد الصادق ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬املصنفني للكتب كانوا أربعة آّلف رجال‪ ،-‬وصنف أمحد بن حممد بن‬
‫سعيد بن عقدة كتابا يف أحواهلم ونقل من كل واحد حديثا من كتابه‬
‫وكان يقول أحفظ مائة وعرشين ألف حديث بأسانيدها واذاكر بثالثامئة‬
‫ألف حديث‪ ،‬واختاروا من مجلتها ومجلة ما نقله أصحاب بقية أئمتنا‬
‫صلوات اهلل عليهم أربعامئة كتابا وسموها األصول وكانت هذه‬
‫األصول عند أصحابنا وكانوا يعملون عليها مع تقرير األئمة الذين يف‬
‫أزمنتهم سالم اهلل عليهم إياهم عىل العمل هبا وكانت األصول عند ثقة‬
‫اإلسالم‪ ،‬ورئيس املحدثني‪ ،‬وشيخ الطائفة ومجعوا منها هذه الكتب‬
‫األربعة وملا أحرقت كتب الشيخ وكتب املفيد ضاعت أكثرها وبقي‬
‫بعضها عندهم حتى أنه كان عند ابن إدريس طرف منها وبقي إىل اآلن‬
‫بعضها‪ .‬لكن ملا كانت هذه األربعة كتب موافقة هلا وكانت مرتبة‬
‫بالرتتيب احلسن ما اهتموا غاية اّلهتامم بشأن نقل األصول‪:‬‬
‫وكنت أنا أضعف عباد اهلل حممد تقي أردت يف عنفوان الشباب أن أرتب‬
‫الكتب األربعة بالرتتيب األحسن‪ ،‬ألهنا مع ترتيبها كثريا ما ينقلون اخلرب‬
‫يف غري بابه وصار سبب اّلشتباه عىل بعض أصحابنا بأهنم كثريا ما ينفون‬
‫اخلرب مع وجوده يف غري بابه (لكن) خفت أن تضيع هذه الكتب كام‬
‫ضاعت األصول‪ ،‬وهلذا تركت اجلمع والرتتيب (و إما) (‪ )1‬لبعد العهد‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪103‬‬

‫بني أرباب الرجال وبني أصحاب األصول وغريهم من أصحاب الكتب‬


‫التي تزيد عىل ثامنني ألف كتاب كام يظهر من التتبع‪ ،‬نقل أنه كان عند‬
‫السيد املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬ثامنون ألف جملد من مصنفاته‬
‫وخمطوطاته ومقرواته‪ ،‬وذكر الوشاء أنه سمع احلديث يف مسجد الكوفة‬
‫من تسعامئة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن حممد‪ ،‬ولو ّل خوف اإلطالة‬
‫لذكرنا كثريا منهم لكن غرضنا إراءة الطريق حتى يوصلكم اهلل إىل‬
‫‪1‬‬
‫املطلوب وإيانا بجاه حممد وآله الطاهرين‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف جابر بن يزيد اجلعفي‪:‬‬
‫الذي ظهر لنا من التتبع أنه ثقة جليل من أصحاب أرسار األئمة‬
‫وخواصهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬والعامة تضعفه هلذا كام يظهر من مقدمة‬
‫صحيح مسلم وتبعهم بعض اخلاصة‪ ،‬ألن أحاديثه تدل عىل جاللة األئمة‬
‫صلوات اهلل عليهم‪ ،‬وملا مل يمكنه القدح فيه جلاللته قدح يف روايته‪ ،‬وإذا‬
‫تأملت أحاديثه يظهر لك أن القدح ليس فيهم‪ ،‬بل فيمن قدحه‬
‫باعتبارعدم معرفة األئمة صلوات اهلل عليهم كام ينبغي‪ ،‬والذي ظهر لنا‬
‫من التتبع التام أن أكثر املجروحني سبب جرحهم علو حاهلم كام يظهر‬
‫من األخبار التي وردت عنهم عليهم السالم‪ ،‬اعرفوا منازل الرجال‬
‫مناعىل قدر رواياهتم عنا والظاهر أن املراد بقدر الرواية‪ ،‬األخبار العالية‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى ج ‪ ،1‬ص ‪. 76 -77‬‬


‫‪ 104‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫التي ّل يصل إليها عقول أكثر الناس وورد متواترا عنهم عليهم السالم‬
‫إن حديثنا صعب مستصعب ّل حىتمله إّل ملك مقرب‪ ،‬أو نبي مرسل‪،‬‬
‫أو عبد مؤمن امتحن اهلل قلبه لإليامن ولذا ترى ثقة اإلسالم‪ ،‬وعيل بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬وحممد بن احلسن الصفار‪ ،‬وسعد بن عبد اهلل‪ ،‬وأرضاهبم ينقلون‬
‫أخبارهم ويعتمدون عليهم‪ ،‬وابن الغضائري املجهول حاله وشخصه‬
‫جىرحهم‪ ،‬واملتأخرون رمحهم اهلل تعاىل يعتمدون عىل قوله‪ ،‬وبسببه‬
‫يضعف أكثر أخبار األئمة صلوات اهلل عليهم‪ ،‬وسيجيء يف هذا الكتاب‬
‫‪1‬‬
‫أيضا ما يدل عليه واهلل تعاىل يعلم‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ويدخل رجله اليرسى قبل اليمنى‪:‬‬
‫فرقا بني دخول اخلالء واملسجد والظاهر أنه خرب أيضا كام هو دأبه وهلذا‬
‫تبعه األصحاب فيه‪ ،‬وإّل فهو قياس رديء ّل يليق باألخباريني العاملني‬
‫بالنصوص وساحتهم بريئة عنه‪ ،‬وهلذا تبعه أجالء األصحاب فيه وفيام‬
‫يقوله من املندوبات بل يف كثري من الواجبات كام سنشري إليها يف‬
‫‪2‬‬
‫مواضعها إنشاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫اقول‪ :‬والتغفل عن ترصحيه بأخبارية الصدوق وجاللة شان االخبارينى‪.‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.95 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 105‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪105‬‬

‫وقال يف حديث صفة وضوء رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬يف حال حممد بن‬
‫اسامعيل عن الفضل بن شاذان نالفظه‪:‬‬
‫وباجلملة يظهر من اعتامد الكليني عليه وكثرة الرواية عنه ثقته‪ ،‬ولكن‬
‫العمدة عندي أنه يظهر من التتبع التام أن الكليني ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يروي‬
‫عن الكتب كالصدوق والشيخ‪ ،‬بل هو أوىل لتقدمه ووجود األصول‬
‫عنده خصوصا هذه الرواية وأمثاهلا‪ ،‬إلنه ينقل عن كتاب محاد بن عيسى‬
‫أو كتاب صفوان بن حىيى أو كتاب حممد بن أيب عمري‪ ،‬ولذلك تراه بعد‬
‫ما ينقل السند أوّل يقول محاد أو صفوان أو ابن عمري وينقل عنهم‬
‫والظاهر املفيد للقطع أن كتب هؤّلء الفضالء وأمثاهلم يف ذلك الزمان‬
‫كانت أشهر بكثري من الكتب األربعة عندنا‪ ،‬والذي يذكره أو يذكرونه‬
‫يف السند كان ملجرد التيمن والتربك‪ ،‬فإن حكمنا بصحة احلديث كان‬
‫الوجه هذا‪ ،‬خصوصا إذا اجتمع يف السند عيل بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫وحممد بن إسامعيل عن الفضل بن شاذان‪ ،‬فإنه مع قطع النظرعام ذكر‬
‫حىصل الظن القوي بأنه مأخوذ عنهم‪ ،‬فإن إبراهيم بن هاشم كالثقة‬
‫وحديث حممد كالصحيح وباجتامعهام حىصل الظن القوي بأنه من كتاب‬
‫أحدهم أو منقول عن أحدهم‪.‬‬
‫مع أنه يمكننا تتبع أعيان األصحاب يف احلكم بصحة احلديث‪ ،‬والظاهر‬
‫أن حكمهم هبا أيضا كان هلذا الوجه‪ّ ،‬ل توهم أنه ابن بزيع وإن وقع‬
‫‪ 106‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الترصيح به ممن ّل يعتد بقوله‪ ،‬لرتويج كالم نفسه الذي هو دأب‬


‫‪1‬‬
‫املجادلني ّل املتقني‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح قوله غسل اجلمعة واجب‪:‬‬
‫الظاهر ان الصدوق قائل بالوجوب ويمكن أن يكون للمبالغة كام يف‬
‫األخبار‪ ،‬فإن األخباريني ينقلون متن اخلرب وّل حىكمون غالبا بيشء‬
‫ويقولون نحن ننوي الوجوب الذي أراد اهلل تعاىل من هذا اخلرب أعم من‬
‫أن يكون واجبا باملعنى املتعارف أو ّل‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪« -‬و غسل يوم اجلمعة سنة واجبة» ‪:‬‬
‫ظاهره أنه ثبت وجوبه من السنة‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واّلستبعاد باعتبار األنس باصطالح الفقهاء واألصوليني ولكل قوم‬
‫‪2‬‬
‫اصطالح ويظهر مرادهم من القرائن‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫واّلستحسان بأن الغرض من غسل اجلمعة التنظيف للجمعة وصالهتا‪،‬‬
‫فكلام كان قرب من الزوال كان أحسن منقوض بالقضاء يوم السبت فإنه‬
‫ّل مدخل له يف تنظيف يوم اجلمعة واحلق أنه تعبد‪ ،‬فإن ظهر بعد الورود‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.132‬‬
‫‪ - 2‬روضه املتقنى‪ ،‬يف رشح نن الحيرض الفقيه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.287‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪107‬‬

‫من الشارع نكتة وفائدة فليست بعلة وّل يمكن اجلزم باألحكام الرشعية‬
‫*و َم ْن َأ ْظ َل ُم ِمم َّ ِن ا ْف َرتى َع َىل اهلل ك َِذبا*‬
‫هبذه اّلستحسانات العقلية َ‬
‫والغرض إنا ّل نحكم وّل يمكننا احلكم وّل نقول إن مستندهم هذه بل‬
‫ّل نظن هبم إّل اخلري ولعله يكون هلم خرب هبذا ومل نطلع عليه أو اطلعنا‬
‫‪1‬‬
‫ومل يبق يف بالنا‪.‬‬
‫قال ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫وقوله «فأخبارهم عليهم السالم ّل ختتلف يف حالة واحدة» الظاهر أن‬
‫مراده أنه إذا وقع منهم هني وجواز‪ ،‬فإن مل حىمل النهي عىل الكراهة يلزم‬
‫اّلختالف يف حالة واحدة‪ ،‬وهو ممتنع عنهم ألهنم معصومون‪ ،‬وكلام‬
‫يقولونه فهو قول اهلل‪ ،‬ويمتنع اّلختالف يف قوله تعاىل إّل يف األحوال‬
‫املختلفة‪ -‬مثال إذا جامع مجاعة يف الظهار‪ ،‬فقال‪:‬ألحدهم عليك عرش‬
‫كفارات‪ ،‬ولواحد منهم تسع وهكذا إىل الواحد‪ ،‬وقال له‪ ،‬عليك عتق‬
‫رقبة‪ .‬وقال آلخر عليك صوم شهرين متتابعني‪ ،‬وقال آلخر عليك إطعام‬
‫ستني مسكينا‪ ،‬وقال آلخر استغفر اهلل‪ ،‬فال اختالف فيها‪ ،‬وهم عليهم‬
‫السالم جىيبون كل واحد بحسب حاله‪ .‬مثال يف الصورة األوىل‪ ،‬إذا قال‬
‫رجل تسع مرات إن زوجته عليه كظهر أمه‪ -‬جىب عليه تسع كفارات‬
‫حتى جىوز له اجلامع‪ ،‬فإن جامع قبل التكفري جىب عليه العرش‪ ،‬ولو كفر‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.290‬‬
‫‪ 108‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يف هذه الصورة كفارة واحدة وجامع‪ ،‬فعليه تسع كفارات‪ ،‬أو تكلم‬
‫بالكلمة ثامن مرات وجامع قبل الكفارة‪ ،‬فعليه أيضا تسع وهكذا‪ ،‬إىل‬
‫الكفارة الواحدة‪ ،‬فلو كان يقدر عىل العتق جىب عليه العتق‪ ،‬ولو مل‬
‫يستطع‪ ،‬فعليه صيام شهرين متتابعني‪ ،‬ولو مل يستطع فعليه إطعام ستني‬
‫مسكينا‪ ،‬فلو مل يقدر عىل الصيام وّل اإلطعام فعليه اّلستغفار‪ ،‬فمثل هذه‬
‫اّلختالفات ّل يرض‪ ،‬ألن األحوال خمتلفة‪.‬‬
‫ولكن تطبيق قول الصدوق يف هذا املقام عىل هذه القاعدة حىتاج إىل نوع‬
‫تكلف‪ ،‬ألنه ليست األحوال خمتلفة‪ ،‬بل النهي حىتمل احلرمة والكراهة‬
‫(فلام) ورد هني وورد خرب باجلواز (علمنا) أن النهي للتنزيه لكنهم‬
‫صلوات اهلل عليهم إن أطلقوا النهي‪ ،‬فإنام يطلقون بالنظر إىل شخص‬
‫يفهم من كالمهم الكراهة‪ ،‬وبالنظر إىل شخص ّل يفهم (أو) ليس قرينة‬
‫يفهم يرصحون هبا وبالنظر إىل شخص ّل يناسب حاله مثل الفضالء من‬
‫أصحابه من أهل الورع والتقوى يطلقون‪ ،‬ألهنم يعلمون أهنم يعملون‬
‫بالواجب واملندوب أهىام كان‪ ،‬وينتهون عن احلرمة والكراهة‪ ،‬مهام كان‬
‫فإذا مل يكونوا يف هذه املرتبة يرخصون هلم أو بحسب اختالف أحواهلم‬
‫يف الرضورة وغريها فإذا أخذت هذه القاعدة يسهل لك توجيه‬
‫اّلختالفات‪ ،‬وهذا الوجه وراء ما ذكره األصحاب يف كتب األصول من‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪109‬‬

‫العام واخلاص واملطلق واملقيد واملحكم واملتشابه وغريها ونحن بعون‬


‫‪1‬‬
‫اهلل نبني لك يف كل اختالف ما تيرس‪.‬‬
‫وقال – رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫قال امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬من حدد قربا أو مثل مثاّل فقد خرج‬
‫من اّلسالم ‪ .‬رواه الشيخ‪ ،‬عن حممد بن سنان‪ ،‬عن أيب اجلارود‪ ،‬عن‬
‫األصبغ بن نباتة عنه‪ -‬عليه السالم ‪ ،-‬فإنه وإن كان ضعيفا‪ ،‬لكن اختلف‬
‫املشائخ يف قرائته‪ ،‬وكأنه كان يف كتاب األصبغ مغشوشا قابال هلذه‬
‫القراءات أو وصل إىل كل منهم اخلرب بالنحو الذي قرأه وإن كان الظاهر‬
‫أن القراءات كانت بالرأي وهو مستبعد من القدماء‪ ،‬إّل أن يكون عىل‬
‫سبيل اّلحتامل أو لعدم صحة اخلرب عندهم أيضا‪ ،‬وأما تفسري الربقي‬
‫احلديث بالقرب فالظاهر أن مراده أن ّل جىعل قربا مرة أخرى بأن ينبش‬
‫وجىعل فيه ميتا آخر وهو الذي ذهب إليه الصدوق يف معنى اخلرب ولكن‬
‫بلفظ آخر فجمع بني لفظ الصفار ومعنى الربقي وقرأ املفيد ‪ -‬رمحه اهلل‬
‫‪ -‬باخلاء املعجمة من اخلد بمعنى الشق ويرجع إىل معنى الصدوق‬
‫والصدوق بعد اختياره لفظا مل ينكر البقية‪ ،‬بل ذهب إىل صحة اجلميع‬
‫وكأنه بحسب الواقع ألخبار أخر‪ ،‬وإّل فيشكل القول باملتضادات‪ ،‬مع‬
‫أن الواقع من املعصوم أحدمها‪ ،‬وخروجه من اإلسالم باعتبار‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪336 :‬‬


‫‪ 110‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اّلستحالل بعد كونه معلوما أنه من اإلمام عليه السالم وكأنه كان‬
‫معلوما عندهم باعتبار تواتره أو كونه حمفوفا بالقرائن أو يفعله للمخالفة‬
‫عليه والظاهر أن يكون للمبالغة‪ .‬وأما تفسري اجلزء الثاين من اخلرب‪ ،‬فعىل‬
‫ما قاله الصدوق هو البدعة أو األخص منه تفسريا‪ ،‬وهو وضع الدين‪،‬‬
‫ويكون العطف تفسرييا‪ ،‬ويمكن (أن يكون) املراد نصب اإلمام من قبل‬
‫أنفسهم كام وقع منهم (أو) املتبوع الذي ليس من اهلل كأئمتهم األربع‬
‫والقول بعدم جواز اجتهاد غريهم (أو) نصب املجتهد مطلقا والعمل‬
‫بقوله ّل من حيث كون قوله قول اإلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كام هو طريقة‬
‫األخباريني‪ ،‬فإهنم ّل ينكرون اّلجتهاد من اخلرب‪ ،‬ولكن يقولون إن عىل‬
‫من مل يبلغ درجتهم أن يعمل بقوهلم معتقدا أنه خيرب عن اإلمام عليه‬
‫السالم كام قال غريهم من األصحاب يف احلاكم املنصوب من قبل اجلائر‬
‫أنه حىرم عليه احلكم وعىل غريه رفع احلكم إليه باعتبار أنه منصوب من‬
‫قبل اجلائر‪ ،‬بل باعتبار حكم املعصوم (و أن يكون) املراد به الصور‬
‫املجسمة (أو) األعم مستحال (أو) للمخالفة (أو) املبالغة (أو) أقام‬
‫شخصا بحذاه كام يفعله املتكربون وورد النهي عنه بأحد القيود الثالثة‪.‬‬
‫«و قوي يف ذلك قول أئمتي» يعني ّل أقول بالرأي يف مجيع ما قلته‪ ،‬بل‬
‫اعتقد أنه قول أئمتي فيام فهمته‪ ،‬وهذا املعنى هو الفارق بني قول‬
‫األخباريني واملجتهدين فإن أصبت فهو حكم اهلل الواقعي وإن أخطأت‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪111‬‬

‫فهو حكم اهلل الظاهري واخلطأ من عندي ّل من املعصوم عليه السالم‬


‫فإنه قال ما هو احلق والواقع‪ ،‬ولكن مل يصل إليه فهمي‪ ،‬وهل هو معاقب‬
‫عىل ذلك الفهم؟ ظاهره العدم وربام يفهم من بعضهم العقاب أو‬
‫‪1‬‬
‫استحقاقه ولكن يتجاوز اهلل عنه ّلضطراره‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح حديث نعراج‪:‬‬
‫والصواب فيام مل يفهمه العقول الضعيفة التسليم ّل الرد كام هو دأب‬
‫اجلهلة الناقضني سيام مع ورود األخبار املتكثرة بأن حديثنا صعب‬
‫مستصعب ّل حىتمله إّل ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن‬
‫اهلل قلبه لإليامن واألخبار الكثرية الواردة بأن حق اهلل عىل العباد أن يقولوا‬
‫ما يعلمون‪ ،‬وأن يقفوا عند ما ّل يعلمون وّل يردوا بسبب عدم املعرفة‪-‬‬
‫يثاق ا ْلكِ ِ‬
‫تاب َأ ْن ّل َي ُقو ُلوا َع َىل اهلل‬ ‫جل‪*:‬أ َمل ْ ُي ْؤ َخ ْذ َع َل ْي ِه ْم ِم ُ‬
‫َ‬ ‫قال اهلل عز و‬
‫إِ َّّل َْ‬
‫احل َّق*‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وقال *( َب ْل ك ََّذ ُبوا بِام َمل ْ ُحىِي ُطوا بِ ِع ْل ِم ِه وملَّٰا َي ْأ ِهتِ ْم ت َْأ ِوي ُل ُه* وغري ذلك من‬
‫‪3‬‬

‫اآليات واألخبار‪ ،‬سيام مع حكم األجالء بصحة اخلرب وتكرره يف‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.483 -484‬‬


‫‪ - 2‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪. 169‬‬
‫‪ - 3‬سوره يونس‪ ،‬آيه ‪. 109‬‬
‫‪ 112‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األصول املعتمدة والكتب املعتربة‪ ،‬وفقنا اهلل وسائر املؤمنني ملا حىب‬
‫‪1‬‬
‫ويرىض بجاه حممد وآله الطاهرين‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعد تفسرىه قوله تعاىل فطرة اهلل ‪:‬‬
‫وصنف السيد ابن طاوس ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬كتابا ذكر فيه مائتني‬
‫وعرشين برهانا يف أن املعرفة فطرية والتجربة شاهدة عىل ذلك أيضا فإن‬
‫املدققني من العلامء كلام جىهدون يف حتصيله بالرباهني القاطعة عندهم فال‬
‫حىصل هلم أزيد من الذي خلقهم اهلل تعاىل عليه لو مل يكن سعيا يف نقصانه‬
‫ولو تأملوا حق التأمل لوجدوا صدق قوله ‪ -‬رمحه اهلل تعاىل ‪.-‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحة اهلل ‪: -‬‬
‫وتفصيل فضائل هذه األعامل مذكور يف الكايف عىل وجه الكفاية‬
‫والصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يشري إىل كل فضيلة من الفضائل إمجاّل لئال خيلو‬
‫كتابه منها‪ ،‬وهكذا كان دأب القدماء‪ ،‬وهكذا ينبغي أن يكون طريقة‬
‫الفقهاء الورعني كام فعله الكليني ‪ -‬ريض اهلل تعاىل عنه ‪ -‬وجىب لكل‬
‫طالب للحق واليقني أن يكون عنده كتب احلديث سيام الكايف وهذا‬
‫‪2‬‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫قال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعد رشح احا يث وقت الظدر‪:‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪13 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪ 31‬و‪.33‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪113‬‬

‫والظاهر أن التعبري هبذه العبارات املجملة كان يقع منهم ّلختالف العامة‬
‫يف الوقت كثريا وكانوا صلوات اهلل عليهم يتكلمون باملجمالت ليكون‬
‫حمال لالحتامّلت وكان أصحاهبم يفهمون املعاين باعتبار املفصالت التي‬
‫كانت تقع منهم يف غري وقت حضور العامة كام يف هذا اخلرب فكأنه‬
‫صلوات اهلل عليه رشح كالم رسول اهلل صىل اهلل عليه وعىل آبائه‬
‫الطاهرين هبذا اخلرب‪ ،‬وإّل فظاهر أهنم أفصح فصحاء العرب مع قطع‬
‫‪1‬‬
‫النظر عن كوهنم خلفاء اهلل وتبعة رسول اهلل صىل اهلل عليهم أمجعني‪.‬‬
‫اقول‪ :‬والذي يظدر نن التانل يف نطاوي كالم أهل العصمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان فوائد‬
‫االمجال التوسعة عىل املكلفنى وفسخ سبيل االعذار واالعتذار عند التقصرى وابقاء‬
‫السبب عند الشفاعة عنده تعاىل وقد رصح فيام يقرب ننه يف حماجة نونن الطاق نع‬
‫زيد بن عيل بن احلسنى ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪. -‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعد نقل حديث املعراج يف خصوص فرض الصلوات‪:‬‬
‫واعلم أن هذا اخلرب صحيح رواه الصدوق بطرق صحيحة وموثقة أيضا‬
‫والظاهر أن طريق الكليني أيضا صحيح‪ ،‬ملا ذكرنا سابقا أن الظاهر أنه‬
‫مأخوذ من كتاب ابن أيب عمري فال يرض حس ص‪ 17‬إبراهيم بن هاشم‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.63 -64 :‬‬


‫‪ 114‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فتدبر ومشتمل عىل أحكام كثرية حكموا بنفي اخلرب فيه‪ ،‬وكأهنم غفلوا‬
‫عنه ألنه مذكور يف غري بابه‪ ،‬وّلشتامله عىل ما يعجز عنه إفهامهم ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح حديث االسداء‪:‬‬


‫اعلم أن الصدوق‪ ،‬وشيخه‪ ،‬بل حممد بن يعقوب الكليني ‪ -‬ريض اهلل‬
‫عنهم ‪ -‬قالوا بإسهاء النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬من اهلل تعاىل ّل‬
‫بالسهو الذي من الشيطان واتفق علامؤنا قديام وحديثا سوى املشايخ‬
‫الثالثة عىل عدم جواز السهو واإلسهاء ألنه إذا جوز السهو عىل األنبياء‬
‫فال يأمن املكلف من سهوهم يف كل حكم من األحكام فينتفى فائدة‬
‫البعثة‪ ،‬واألخبار الواردة يف سهوه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬كثرية من طرق‬
‫العامة واخلاصة وحىتمل ورودها من املعصومني صلوات اهلل عليهم تقية‪،‬‬
‫ملا رواه الشيخ يف املوثق كالصحيح‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه‬
‫السالم هل سجد رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬سجدت السهو قط؟‬
‫فقال‪ّ :‬ل‪ :‬وّل سجدمها فقيه‪.‬‬
‫وعىل هذا ّل يرد األخبار حتى يرد جواز رد مجيع األخبار‪ ،‬عىل أن‬
‫الصدوق أيضا يرد األخبار التي ّل يوافق مذهبه يف كثري من املسائل‪ ،‬ومن‬
‫تأمل األخبار التي وردت يف شأن النبي واألئمة صلوات اهلل عليهم يعلم‬
‫أن رتبتهم أعظم من السهو يف العبادة‪ ،‬وّل يلزم أن حىصل منهم السهو‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.222‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪115‬‬

‫حتى يعلم أهنم ليسوا بآهلة‪ ،‬فإن وّلدهتم وأكلهم ورشهبم وذهاهبم إىل‬
‫بيت اخلالء ونومهم يف غري حال الصالة وموهتم كافية يف ذلك مع قطع‬
‫النظرعن َتسمهم وحتيزهم وتعبدهم وإقرارهم بالعبودية إىل غري ذلك‬
‫مما ّل حىىص نعم يمكن القول باإلسهاء إذا مل يكن لألخبار معارض‪ ،‬وقد‬
‫ذكرنا املعارض واألوىل التوقف يف اإلسهاء‪ ،‬ألن الدّلئل العقلية ّل يتم‬
‫يف نفي اإلسهاء‪ ،‬والنقلية الدالة عىل علو مرتبتهم ّل تنايف اإلسهاء‪ ،‬وإنام‬
‫تنايف السهو‪ ،‬وهو منفي عنهم ‪ -‬عليه السالم ‪ ،-‬ومن قال‪ :‬باإلسهاء‬
‫‪1‬‬
‫واإلنامة ّل يتعدى عن املرتني واهلل تعاىل يعلم‪.‬‬
‫قال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف صالة اجلمعة ‪:‬‬
‫أما كونه فرضا (أي واجبا ثبت وجوبه من القرآن) فلآلية‪ ،‬واألمر فيها‬
‫بالسعي إىل ذكره املراد به إما الصالة أو اخلطبة أو مها باإلمجاع من‬
‫املفرسين بل من املسلمني وفعل النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واألئمة ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬اجلمعة يف بياهنا‪ ،‬ولألخبار املتواترة‪.‬‬
‫ثم ذكر االخبار إىل ان قال‪:‬‬
‫وغريذلك من األخبار التي سنذكر بعضها يف مواضعها‪ ،‬وذكرنا أكثرها‬
‫يف رسالة مفردة تقرب من مائتي حديث‪.،‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪451 -454 :‬‬


‫‪ 116‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وّل ريب يف تواتر األخبار يف وجوب صالة اجلمعة‪ ،‬إنام اخلالف يف‬
‫الرشائط فكل رشط ثبت بالدليل فهو املتبع‪ ،‬وما مل يثبت فلم يعذر‬
‫املكلف يف تركها‪ -‬بالتخييالت الواهية من اشرتاط اإلذن‪ .‬وأي إذن‬
‫أوضح من األخبار املتواترة يف األمر هبا والوعيد عىل تركها‪ ،‬كام ذكره‬
‫الشيخ يف اخلالف‪.‬‬
‫«و قال زرارة» يف الصحيح «قلت له» أي أليب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫«عىل (إىل قوله) َتب» أي علينا «عىل سبعة (إىل قوله) اإلمام» أي إمام‬
‫اجلامعة لقوله ‪ -‬عليه السالم ‪« -‬فإذا (إىل قوله) وخطبهم» ويظهر منه‬
‫وجوب كون اإلمام هو اخلطيب وأن الوجوب عىل اخلمسة ختيريي‪ ،‬وبه‬
‫‪1‬‬
‫جىمع بني األخبار‪.‬‬
‫انتدى ناخلصنا نن « الروضة » هو نضمون وهو نتن الشارح‪.‬‬
‫وقال يف « العلل » بعد قول الشارح بعد قول الشارع ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عقيب اخلرض‬
‫وهو ‪:‬‬
‫مح َل َأ ْم َر اهلل َع َىل‬ ‫ِ‬
‫يس و َم ْن َ َ‬ ‫إِ َّن َأ ْم َر اهلل َت َع َاىل ذك ُْر ُه َّل ُ ْ‬
‫حى َم ُل َع َىل ا َْمل َقايِ ِ‬
‫يس ال َّل ِع ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ك و َأ ْه َلك إِ َّن َأ َّو َل َم ْعص َية َظ َه َرت ْاألَنَان َّي ُة َع ْن إِ ْبل َ‬ ‫املَْ َقايِ ِ‬
‫يس َه َل َ‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.567-568 :‬‬


‫[الشيخ املفيد] ‪117‬‬

‫آل َد َم َف َس َجدُ وا و َأ َبى إِ ْبلِي ُس‬ ‫ود ِ‬ ‫ِحني َأمر اهلل َتع َاىل ِذكْره م َالئِ َك َته بِالسج ِ‬
‫ُ ُّ ُ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫قال َأنَا‬ ‫ُك َ‬ ‫ك َأ َّّل ت َْس ُجدَ إِ ْذ َأ َم ْرت َ‬‫ني َأ ْن َي ْس ُجدَ َف َق َال َع َّز و َج َل ما َمنَ َع َ‬ ‫ِ‬
‫ال َّلع ُ‬
‫َان َأ َّو ُل ُك ْف ِر ِه َق ْو َل ُه َأنَا َخ ْري‬‫ني َفك َ‬ ‫نار وخَ َل ْق َت ُه ِم ْن طِ ٍ‬‫َخ ْري ِمنْ ُه َخ َل ْقتَنِي ِم ْن ٍ‬

‫ني َف َط َر َد ُه اهلل َعزَّ و َج َّل‬ ‫نار و َخ َل ْق َت ُه ِم ْن طِ ٍ‬


‫اس ُه بِ َق ْولِ ِه َخ َل ْقتَنِي ِم ْن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منْ ُه ُث َّم ق َي َ‬
‫يس َأ َحد ِيف ِدين ِ ِه إِ َّّل َق َر َن ُه‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َع ْن ِج َو ِاره و َل َعنَ ُه و َس َّام ُه َر ِجيام و َأ ْق َس َم بِعزَّته َّل َيق ُ‬
‫يس ِيف َأ ْس َف ِل َد َر ٍك ِم َن الن ِ‬
‫َّار‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َم َع َعدُ ِّوه إِ ْبل َ‬
‫قال مصنف هذا الكتاب إن موسى ع مع كامل عقله وفضله وحمله من اهلل‬
‫تعاىل ذكره مل يستدرك باستنباطه واستدّلله معنى أفعال اخلرض ع حتى‬
‫اشتبه عليه وجه األمر فيه وسخط مجيع ما كان يشاهده حتى أخرب بتأويله‬
‫فريض ولو مل خيرب بتأويله ملا أدركه ولو بقى يف الفكرعمره ‪.‬فإذا مل جىز‬
‫ألنبياء اهلل ورسله صلوات اهلل عليهم القياس واّلستنباط واّلستخراج‬
‫‪1‬‬
‫كان من دوهنم من األمم أوىل بأن ّل جىوز هلم ذلك‪.‬‬

‫[الشيخ املفيد]‬
‫ونندم‪ :‬الشيخ السعيد ابوعبداهلل حممد بن حممد بن النعامن املفيد ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وهو‬
‫فوق ان يطرى عليه وكفى به فخرا نا لقبه وكاتب به االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد كان‬
‫يف بدائ انره نائال إىل نذهب ابن اجلنيد عن نذهب استا ه الصدوق كايظدر نن‬

‫‪ - 1‬صدوق‪ ،‬علل الرشائع ج‪ 1‬ص ‪62‬‬


‫‪ 118‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫رشحه عىل اعتقا اته ثم ور عليه التوقيع عن الناحيه املقدسة يف التحذيرعن ترك‬
‫طريقة السلف ‪ -‬رمحه اهلل عليدم ‪ -‬بسنتنى قبل وفاته فرجع عامكان قد نال إليه فكتب‬
‫« الر عىل ابن اجلنيد يف اجتدا الرأي » وكتب « الر عىل القائلنى بحتجية االخبار‬
‫اآلحا » ورصح يف الر عىل أهل االجتدا والقياس يف كتاب « العيون واملحاسن »‬
‫ولنذكر بعض نايدل عىل ناقلناه‪.‬‬
‫قال الشيخ يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫حممد بن حممد بن النعامن يكنى أبا عبد اهلل املعروف بابن املعلم من اجلة‬
‫متكلمي اإلمامية انتهت رئاسة اإلمامية يف وقته إليه يف العلم وكان مقدما‬
‫يف صناعة الكالم وكان فقيها متقدما فيه حسن اخلاطر دقيق الفطنة‬
‫حارضاجلواب وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار وفهرست كتبه‬
‫معروف‪ .‬ولد سنة ثامن وثالثني وثالثامئة وتويف لليلتني خلتا من شهر‬
‫رمضان سنة ثالث عرشة وأربع مائة وكان يوم وفاته مل ير أعظم منه من‬
‫كثرة الناس للصالة عليه وكثرة البكاء من املخالف له واملؤالف‪ .‬فمن‬
‫كتبه‪:‬‬
‫فساق إىل ان قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وله « الفصول من العيون واملحاسن » إىل اخره ‪.‬‬

‫‪ - 1‬االحتتجاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪498 :‬‬


‫[الشيخ املفيد] ‪119‬‬

‫وعد النتجايش يف كتبه « كتاب يف القياس » وكتاب « النقض عىل ابن اجلنيد يف اجتدا‬
‫الرأي » وكتاب « نقابس االنوار يف الر عىل أهل االخبار » ‪.‬‬
‫وقد نقل الشيخ الطربيس يف آخر « االحتتجاج » نسخة التوقيعتنى نن الناحية املقدسة‬
‫إليه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ويف االول نندا وهي التي ور ت يف ايام تغيبت نن صغر سنه عرشة‬
‫واربعامة ‪:‬‬
‫ب ا َّل ِذي َأ َرانَا ُه‬ ‫ني َح َس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني بِ َمكَاننَا النَّائي َع ْن َم َساك ِن ال َّظامل َ‬
‫ِ‬
‫ن َْح ُن وإِ ْن ُكنَّا نَائ َ‬
‫ت َد ْو َل ُة الدُّ ْن َيا‬ ‫ك َما َد َام ْ‬ ‫ني ِيف َذلِ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫الص َالحِ ولشي َعتنَا املُْ ْؤمن َ‬
‫ِ‬
‫اهلل َت َع َاىل َلنَا م َن َّ‬
‫ارك ُْم‪-‬‬ ‫ُب َعنَّا َيشء ِم ْن َأ ْخ َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُح ُ ِ‬
‫يط ع ْلام بِ َأ ْن َبائك ُْم و َّل َي ْعز ُ‬
‫اس ِقني َفإِنَّا ن ِ‬
‫َ‬
‫لِ ْل َف ِ‬
‫ْ‬
‫الس َلفُ‬ ‫َان َّ‬ ‫الذ ِّل ا َّل ِذي َأ َصا َبك ُْم ُم ْذ َجن ََح كَثِري ِمنْك ُْم إىل َما ك َ‬ ‫و َم ْع ِر َف ُتنَا بِ ُّ‬
‫ور ِه ْم ك ََأ َّهن ُ ْم ّل‬
‫راء ُظ ُه ِ‬ ‫ِ‬
‫الصال ُح َعنْ ُه َشاسعا و َن َب ُذوا ا ْل َع ْهدَ ا َْمل ْأ ُخو َذ َو َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ك َلنَز ََل‬ ‫ني لِ ِذك ِْرك ُْم ولَ ْو َّل َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫اعاتك ُْم و َّل نَاس َ‬
‫ون إِنَّا غَري مه ِملِني ُمل ِر ِ‬
‫ُْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َي ْع َل ُم َ‬
‫اص َط َل َمك ُُم ْاألَ ْعدَ ُاء َفا َّت ُقوا اهلل َج َّل َج َال ُل ُه‪.‬‬ ‫بِك ُُم َّ ْ‬
‫الأل َو ُاء و ْ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫َّب َما ُيدْ نِ ِيه ِم ْن‬
‫حم َّبتنَا و َيت ََجن ُ‬
‫َف ْليعم ْل ك ُُّل ام ِر ٍئ ِمنْكُم بِام ي ْقرب بِ ِه ِمن َ َ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََْ‬
‫ْج ِيه ِم ْن‬
‫ني َّل َتنْ َف ُع ُه ت َْو َبة و َّل ُين ِ‬ ‫كَراهتِنَا وسخَ طِنَا َفإِ َّن َأمرنَا ب ْغتَة ُفج ِ‬
‫اءة ح َ‬‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِع َقابِنَا َندَ م َع َىل َح ْو َب ٍةالخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 1‬مهان‬
‫‪ 120‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويف الثاين نندا وهي التي ور ت يوم اخلميس الثالث والعرشين نن ذي احلتجة سنة‬
‫اثنى عرش واربعامة‪:‬‬
‫وب ِيف ا ْلو َف ِ‬ ‫اجتِ َام ٍع ِم َن ا ْل ُق ُل ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫و َل ْو َأ َّن َأ ْش َيا َعنَا َو َّف َق ُه ْم اهلل ل َطا َعته َع َىل ْ‬
‫ت َُهل ُم َّ‬
‫الس َعا َد ُة‬ ‫بِا ْل َع ْه ِد َع َل ْي ِه ْم ملَا ت ََأ َّخ َر َعن ُْه ُم ا ْل ُي ْم ُن بِلِ َقائِنَا ولَ َت َع َّج َل ْ‬
‫حىبِ ُسنَا َعن ُْه ْم إِ َّّل َما‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫بِم َش ِ‬
‫اهدَ تنَا َع َىل َح ِّق املَْ ْع ِر َفة وصدْ ق َها من ُْه ْم بِنَا َف َام َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫َعان و ُه َو َح ْس ُبنَا ونِ ْع َم‬ ‫َيت َِّص ُل بِنَا ِممَّا َنك َْر ُه ُه و َّل ن ُْؤثِ ُر ُه ِمن ُْه ْم واهلل املُْ ْست ُ‬
‫‪1‬‬ ‫ا ْل َوكِ ُ‬
‫يل ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬فالتوقيع األول ور قبل نوته بأربع سننى ختمينا‪ ،‬والثاين قبل نوته بسنة‪ ،‬ونعلوم‬
‫انه ناكان يف زنانه بنى الشيعة حدث نن تغيرى يف العقائد واألعامل سوى امليل إىل طريقة‬
‫ابن اجلنيد الذي كان أول نن خالف أصحاب األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ونن تأنل يف‬
‫نطاوي التوقيعنى تيقن نا فيدا نن الكنايات والتلوحيات عىل الندي والتحذير عن‬
‫خمالفة السلف‪ ،‬فعرف الشيخ املفيد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نرا ه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وبالغ يف الر‬
‫عىل ابن اجلنيد والقائلنى باألقيسة واالجتدا ات وحتجية اآلحا وقد نسب الشيخ‬
‫العانيل القول بعدم حتجية اآلحا إىل أكثر قدناء اإلنانية يف « الوجيزة » التي هي نقدنة‬
‫« احلبل املتنى » ‪.‬‬

‫‪ - 1‬االحتتجاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪499 :‬‬


‫[الشيخ املفيد] ‪121‬‬

‫وحكى الرشيف املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « الفصول املنتقاه نن العيون واملحاسن‬
‫» ر ه الشيخ يف القياس واالجتدا وانا اذكره بالفاظه ونن كالم الشيخ وحكاياته‪.‬‬
‫قال الشيخ املفيد ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬ونن كالم الشيخ وحكاياته قال الشيخ ‪ -‬أ ام اهلل عزه‬
‫‪ -‬قال أبو القاسم الكعبي يف كتاب « الغرر » إن سأل سائل فقال نن أين أثبت‬
‫االجتدا ؟ قلنا‪ :‬إنا وجدنا كل نبطل له قد صار فيام أقانه نقانه إىل االجتدا كأنه أبطل‬
‫االجتدا وأوجب الوقوف يف احلا ثة أو النه أوجب األخذ بقول اإلنام حسبام تقول‬
‫الرافضة يعني اإلنانية قال فدو عىل كل حال قد صار إىل االجتدا ألن إجيابه الوقوف‬
‫حكم حكم به وكذلك األخذ بقول اإلنام حكم مل ينص اهلل تعاىل عليه وال نص عليه‬
‫رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬فلام كان همؤالء إنام أبطلوا االجتدا نن هذه اجلدة‬
‫كانوا نصححنى له نن حيث ال يشعرون ونثبتنى أنه البد نن االجتدا ‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ -‬أيده اهلل تعاىل ‪: -‬‬
‫فيقال له‪ :‬خربنا عمن أثبت األصول عندك من جهة اّلجتهاد وأبطل‬
‫النص فيها ومل يعتمد عليه وزعم أن اّلجتهاد هو طريق إىل العلم هبا أ‬
‫يكون النظر أصال يف إبطال مقاله أم ّل سبيل إىل الرد عليه إّل من جهة‬
‫التوقيف‪.‬‬
‫فإن قال‪ّ :‬ل سبيل إىل كرس مذهبه إّل من جهة التوقيف‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬فقد كان العقل إذا جىيز للناس وضع الرشائع كلها من جهة‬
‫اّلجتهاد وهذا خالف مذهبك وما ّل نعلم أن أحدا من الفقهاء وّل أهل‬
‫‪ 122‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫العلم كافة ركبه عىل أن صحة السمع ّل خيلو من أن تكون معروفة من‬
‫جهة النظر أو اخلرب فإن كانت معروفة من جهة اخلرب فحكم صحة اخلرب‬
‫كحكمها وهذا يؤدي إىل ما ّل هناية له وإن كانت معروفة بالنظر فقد‬
‫ظفرنا بالبغية يف إلزامك ذلك‪.‬‬
‫وإن للقائل الذي قدمنا ذكره أن يستدل عىل صحة مقاله بمثل استدّللك‬
‫فيقول وجدت كل من أبطل اّلجتهاد يف استخراج هذه األحكام يضطره‬
‫األمر يف ذلك إىل اّلجتهاد ألنه إن استعمله مبتدئا فيه فرضورته إليه‬
‫ظاهرة وإن استعمل النص واّلحتجاج باإلمجاع فإنام يصححها‬
‫باّلجتهاد فهو مضطر يف أصل ما اعتمد عليه إىل اّلجتهاد وهذا نظري ما‬
‫قلته يا أبا القاسم ملخالفيك يف اّلجتهاد يف الفروع عندك مع أهنا أصول‬
‫عندهم ّل جمال لالجتهاد فيها وّل فضل يف ذلك‪.‬‬
‫عىل أنه يقال له‪ :‬ما أبني غفلتك أنت تزعم أن اّلجتهاد يف األحكام له‬
‫حد يمنع من احلكم عىل الذاهب عنه بالضالل ومبطلو اّلجتهاد إنام‬
‫أبطلوه برضب من النظر واّلستدّلل حكموا عىل الذاهب عنه بالضالل‬
‫فمن أين صار ما أبطله القوم من اّلجتهاد عندك هو الذي صححوه وما‬
‫صححوه هو الذي شهدوا بفساده لو ّل سهوك عن احلق‪.‬‬
‫واعلم ‪ -‬رمحك اهلل ‪ -‬أن الذي يذهب إليه هذا الرجل ومن شاركه يف‬
‫خالفنا يف احلكم بالنص ليس هو اجتهادا يف احلقيقة بل هو حدس‬
‫[الشيخ املفيد] ‪123‬‬

‫وترجيم وظن فاسد ّل ينتج يقينا وّل يولد علام ولو اعرتفنا هلم بأهنم‬
‫جمتهدون ملا ملناهم عىل فعلهم لكنا نعتقد فيهم أهنم مقرصون مفرطون‬
‫تائهون ضالون ومن أطلق لفظه بالر ّد عىل أهل اّلجتهاد يف األحكام فإنام‬
‫أطلقه جمازا ألن القوم قد شهروا أنفسهم هبذه الصفة حتى صارت‬
‫كالعلم هلم وإن كانوا بالضد منها فجرت هلم جمرى سمة املهلكة باملفازة‬
‫واللديغ بالسليم وعني الشمس باجلوفة وما أشبه ذلك فتأمله ترشد إن‬
‫‪1‬‬
‫شاء اهلل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬والبد نن توضيح بعض عبارات املفيد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬للتسديل عىل نن ال أنس‬
‫له بعبارات القدناء‪:‬‬
‫قوله انه سئل سائل فقال إىل قوله انه البد نن االجتدا ‪َ ،‬ترير صورة نقض الكعبي عىل‬
‫الشيعة ونن تأنلدم يف نفي االجتدا وفيه ترصيح ننه عىل أن اإلنانية ينفون االجتدا‬
‫يف احلوا ث ويوجبون الرجوع إىل االئمة أو إىل أحا يثدم املروية وقد قرر الشيخ نانسبه‬
‫إىل املذهب ولوال ذلك كذلك الجابه الشيخ بنسبه الزور واالفرتاء عليه وانام كان نفي‬
‫االجتدا نن رضورياهتم التي يعرفدا نندم كل خمالف هلم ونوالف‪.‬‬
‫وها أنا اجيب عام اعرتض ونقض به عىل االنانية االثنى عرشية خاصة زائدا عىل نا‬
‫أجابه الشيخ املفيد‪ ،‬فاقول له‪:‬‬

‫‪ - 1‬شيخ نفيد‪ ،‬الفصول املختاره‪ ،‬ص ‪. 105 -106‬‬


‫‪ 124‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قولك وكذلك األخذ بقول اإلنام حكم مل ينص اهلل تعاىل عليه والنص عليه رسول اهلل‬
‫‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ ، -‬كالم باطل ننقض ناش نن عدم االطالع بمذهب الطائفة‬
‫فإن الطائفة يستدلون عىل وجوب الرجوع إىل االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بآيات نتكاثرة‬
‫وروايات نتواترة نتظافرة نن طريق املخالف هلم واملوالف ونا هي كتبدم يف االنانة‬
‫نشحونة هبا واشبعنا طرفا نندا يف كتاب « احلتجة البالغة » ويف « فصل اخلطاب » فليس‬
‫ذهاب الطائفة يف احلوا ث اال توقيف اإلنام قوال نندم باالجتدا وهذا األنر بنى عند‬
‫نن له أ نى ممارسة بكتبدم‪.‬‬
‫قوله فيقال له خربنا إىل قوله ركبه‪ ،‬جواب املفيد له يف نقضه بنقض النقض عليه فان‬
‫الكعبي كان قائال بنفي االجتدا يف األصول الدينية وغرىها فاور الشيخ عليه حكاية‬
‫نن نثبتي االجتدا يف األصول نثل نا اور الكعبي عىل نفاة االجتدا يف الفروع‪،‬‬
‫فامكان جوابه يف رفع هذه الشبدة ملخالفيه املتجوزين لالجتدا يف األصول يكون جوابنا‬
‫له يف نفي االجتدا يف الفروع سواء‪ ،‬فتأنل‪.‬‬
‫قوله عىل ان صحه السمع إىل قوله يف الزانك ذلك‪ ،‬نقض اخر لنقضه يف نقضه‪.‬‬
‫قوله وان للقائل الذي إىل قوله وال فضل يف ذلك‪ ،‬نقض ثالث لنقضه‪.‬‬
‫قوله عىل انه يقال له نا ابنى غفلتك إىل قوله لوال سدوك عن احلق‪ ،‬حل لنقضه ورفع‬
‫اشكاله وهذا وجه رابع يف رفع الدور حال‪.‬‬
‫[الشيخ املفيد] ‪125‬‬

‫قوله واعلم رمحك اهلل إىل قوله ضالون‪ ،‬ترصيح بنفي االجتدا احلقيقي عن اخلصم‬
‫بدليل احتتجاجه عن احلق الن االجتدا احلقيقي هو املورث للعلم املنتج لليقنى لقوله‬
‫جاهدُ وا فينا َلن مَد ِد َين َُّد مم ُس ُب َلنا وإِ َّن اهلل َمل َع املمُ مح ِس َ‬
‫ننى*‪1‬و قوله * َو َن من َيت َِّق‬ ‫*و ا َّلذي َن َ‬
‫تعاىل َ‬
‫ليم *‬ ‫اهلل جيع مل َله َخمرجا *‪ 2‬قوله *م وا َّت ُقوا اهلل ويع ِّلم ُكم اهلل واهلل بِ ُك ِّل َ ٍ‬
‫‪3‬‬
‫يشء َع ٌ‬
‫م‬ ‫َُ ُ ُ‬ ‫َ م َ ُ مَ‬
‫والظن ليس باجتدا والثمرته يف املرا عند الشيخ حيث يقول الينتج يقينا واليولد‬
‫علام واالجتدا يف َتصيل العلم واليقنى مماالينازع فيه أحد وانام االشرتاك بنى‬
‫االجتدا ين لفظي فقط‪.‬‬
‫قوله ونن اطلق قوله إىل قوله ان شاء اهلل‪ ،‬ترصيح ننه عىل ان هذا اللقب نن خصائص‬
‫العانة وناكان أحد نن اإلنانية يطلق عليه هذا اللفظ والتشبه باملخالفنى فيام هو نن‬
‫خصائصدم مما ال جيوز لغرى تقية لقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ : -‬نن تشبه بقوم فدو نندم‪.‬‬
‫أالترى لو ان رجال تلبس بلباس الصوفية مماخىتص هبم نن التاج واخليوط واخلرقة‬
‫وسمى نفسه فالنا ها أليس يقدح ذلك يف نروته ويناىف عدالته وان كان بمتجر التشبه‬
‫بالحقيقة فكيف وقد حصل االشرتاك يف غالب املعاين‪ ،‬اعوذ باهلل نن الغفالت والفتن‬
‫املضالت‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره عنكبوت‪ ،‬آيه ‪. 69‬‬


‫‪ - 2‬سوره طالق‪ ،‬آيه ‪. 2‬‬
‫‪ - 3‬سوره بقره‪ ،‬آيه ‪/282‬‬
‫‪ 126‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال الشيخ ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪: -‬‬


‫وقد تعلق قوم نن ضعفة نتفقدة العانة ونن جدال املعتزلة يف صحة االجتدا والقياس‬
‫نى ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ع َّل َمنِي َر ُس ُ‬
‫ول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪َ -‬أ مل َ‬
‫ف‬ ‫بِ َق مو ِل َأ ِن ِرى املمُ ممؤ ِنن ِ َ‬
‫ف َب ٍ‬
‫اب نن العلم فتح يل كل باب الف باب نن العلم‪.‬‬ ‫اب َفت ََح ِيل ُك ُّل َب ٍ‬
‫اب َأ مل َ‬ ‫َب ٍ‬

‫فيقال هلم‪ :‬وهل أصول الرشيعة كلدا ألف باب وفروعدا ألف ألف وذلك هنايتدام وهي‬
‫حمصورة هبذا العد ال أقل ننه وال أكثر فإن زعموا ذلك قالوا قوال نرغوبا عنه وقيل‬
‫هلم أرونا أصال واحدا له ألف فرع وقد ظدر حتجتكم وهذا نا يعتجزون عنه وإن قالوا‬
‫ليست األصول ألفا عىل التحديد وليس فيدا نا به ألف فرع أبطلوا استدالهلم فإن قالوا‬
‫فام وجه قول أنرى املمؤنننى ونا تأويله قيل هلم حيتمل وجوها‪:‬‬
‫نندا‪ :‬أن املعلم له األبواب وهو رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه واله ‪ -‬فتح له بكل باب‬
‫نندا ألف باب ووفقه عىل ذلك‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬أن علمه بكل باب أوجب فكره فيه فبعثه الفكر عىل املسألة نن شعبه ونتعلقاته‬
‫واستفا بالفكر فيه علم ألف باب بالبحث عن كل باب نندا ونثل هذا نعنى َق مو ِل‬
‫النَّبِ ِّي – صلی اهلل عليه وآله ‪َ : -‬ن من َع ِم َل بِ َام َي مع َل ُم َو َّر َث ُه اهلل ِع مل َم َنا َمل م َي مع َل مم‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬أنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نص له عىل عالنات تكون عندها حوا ث‪ ،‬كل حا ثة تدل‬
‫عىل حا ثة إىل أن ينتدي إىل ألف حا ثة فلام عرف ألف عالنة عرف بكل عالنة نندا‬
‫ألف عالنة والذي يقرب هذا نن الصواب أنه – عليه السالم ‪ -‬أخربنا بأنور تكون‬
‫[الشيخ املفيد] ‪127‬‬

‫ار ِه بِ َذل ِ َك َع َّل َمنِي َر ُس ُ‬


‫ول اهلل – صلی اهلل‬ ‫يب إِ مخ َب ِ‬ ‫ِ‬
‫قبل كوهنا ثم َق َال – عليه السالم ‪َ -‬عق َ‬
‫ف َب ٍ‬
‫اب‪.‬‬ ‫اب َفت ََح ِيل ُك ُّل َب ٍ‬
‫اب َأ مل َ‬ ‫ف َب ٍ‬
‫عليه وآله ‪َ -‬أ مل َ‬
‫وقد قال بعض الشيعة إن نعنى هذا القول أن النبي – صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نص له‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الر َضا ِع َنا َ م‬
‫حي ُر ُم‬ ‫عىل صفة نا فيه احلكم عىل اجلملة ون التفصيل َك َق موله َ م‬
‫حي ُر ُم ن َن َّ‬
‫بِالن ََّس ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫وكان هذا بابا استفيد ننه َتريم األخت نن الرضاعة واألم واخلالة والعمة وبنت األخ‬
‫وبنت األخت‪.‬‬
‫يل ونو ُز ٍ‬‫ِ‬ ‫َو َك َق مو ِل َّ ِ ِ‬
‫ون‪ .‬فاستفيد بذلك احلكم‬ ‫الر َبا ِيف ُك ِّل َنك ٍ َ م‬
‫الصا ق – عليه السالم ‪ِّ -‬‬
‫يف أصناف املكيالت واملوزونات كلدا‪.‬‬
‫اخ َت َل َ‬
‫ف َط َر َفا ُه‬ ‫ض َنا م‬ ‫ف و َحيِ ُّل ِن َن ا مل َب مي ِ‬‫حي ُر ُم ِننم ُه َنا َي ُص ُّ‬
‫فو َ م‬‫و َك َق مول ِ ِه ع َحيِ ُّل ِن َن ال َّط م ِرى َنا َيدُ ُّ‬
‫حي ُر ُم ِننم ُه َنا َل مي َس َل ُه ُف ُلو ٌس‬
‫وس و َ م‬ ‫الس َم ِك َنا ك َ‬
‫َان َل ُه ُف ُل ٌ‬
‫ِ ِ‬ ‫وَ ِ‬
‫حي ُر ُم ننم ُه َنا ا َّت َف َق َط َر َفا ُه و َحي ُّل ن َن َّ‬
‫م‬
‫‪1‬‬
‫و َنا َأ مش َب َه َذل ِ َك‪ .‬واألجوبة األولية يل خاصة وأنا اعتمدهتا‪.‬‬
‫وقال الرشيف املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « الفصول » أيضا‪:‬‬
‫ونن كالم الشيخ يف ابطال القياس سئل الشيخ ‪ -‬أيده اهلل ‪ -‬يف جملس لبعض القضاة‬
‫وكان فيه مجع كثرىنن الفقداء واملتكلمنى فقيل له‪ :‬نا الدليل عىل إبطال القياس يف‬
‫األحكام الرشعية؟ فقال الشيخ ‪ -‬أيده اهلل ‪ : -‬الدليل عىل ذلك اين وجدت احلكم‬

‫‪ 1‬الفصول املدمه‪ ،‬ص ‪. 108‬‬


‫‪ 128‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الذي يزعم خصوني أنه أصل يقاس عليه ويستخرج ننه الفرع قد كان جائزا نن اهلل‬
‫سبحانه التعبد يف احلا ثة التي هو حكمدا بخالفه نع كون احلا ثة عىل حقيقتدا وبتجميع‬
‫صفاهتا فلو كان القياس صحيحا ملا جاز يف العقول التعبد يف احلا ثة بخالف حكمدا‬
‫إال نع اختالف حاهلا وتغرى الوصف عليدا ويف جواز ذلك عىل نا وصفناه ليل عىل‬
‫إبطال القياس يف الرشعيات‪.‬‬
‫فصل فلم يسال السائل نعنى هذا الكالم وال عرفه والتبس عىل اجلامعة كلدا طريقه ومل‬
‫يلح ألحد نندم وال فطن به وخلط السائل وعارض عىل غرى نا سلف فوافقه الشيخ‬
‫أ ام اهلل عزه عىل عدم فدمه للكالم وكرره عليه فلم حيصل له نعناه‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ -‬أيده اهلل ‪ : -‬فاضطررت إىل كشفه عىل وجه ال خىفى عىل اجلامعة فقلت‬
‫إن النبي ص نص عىل َتريم التفاضل يف الرب فكان النص يف ذلك أصال زعمتم أهىا‬
‫القائسون أن احلكم بتحريم التفاضل يف األرز نقيس عليه وأنه الفرع له وقد علمنا أن‬
‫يف العقل جيوز أن يتعبد القديم سبحانه وتعاىل بإباحة التفاضل يف الرب وهو عىل مجيع‬
‫صفاته بدال نن تعبده بحظره فيه فلو كان احلكم باحلظر لعلة يف الرب أو صفة هو عليدا‬
‫الستحال ارتفاع احلظر إال بعد ارتفاع العلة يف الرب أو الوصف ويف تقديرنا وجو ه عىل‬
‫مجيع الصفات واملعاين التي يكون عليدا نع احلظر عند اإلباحة وهذا ليل عىل بطالن‬
‫القياس فيه‪.‬أ ال ترى أنه ملا كان وصف املتحرك إنام لزنه لوجو احلركة أو لقطعه‬
‫[الشيخ املفيد] ‪129‬‬

‫املكاننى استحال توهم حصول السكون له يف احلقيقة نع وجو احلركة أو قطعه‬


‫للمكاننى وهذا بنى ملن تدبره فلم يأت القوم بيشء جيب حكايته‪.1‬‬
‫حكاية جملس آخر يف هذا االستدالل‬
‫(حكاية جملس آخر يف هذا االستدالل) قال الشيخ ‪ -‬أ ام اهلل عزه ‪ -‬ثم جرى هذا‬
‫االستدالل يف جملس آخر فاعرتض بعض املعتزلة فقال نا أنكرت عىل نن قال لك إن‬
‫هذا الدليل إنام هو عىل نن زعم أن للرشعيات علال نوجبة كعلل العقليات وليس يف‬
‫الفقداء نن يذهب إىل ذلك وإنام يذهبون إىل أهنا سامت وعالنات غرى نوجبة لكندا‬
‫الة عىل احلكم وننبئة عنه وإذا كانت سامت وعالنات مل يمتنع نن تقدير خالف احلكم‬
‫عىل احلا ثة نع كوهنا عىل صفاهتا وذلك نسقط ملا اعتمدت عليه‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ -‬أيده اهلل ‪ -‬فقلت له‪ :‬ليس نناقضة الفقداء الذين أونأت إليدم حتجة عيل‬
‫فيام اعتمدته وقد ثبت أن حقيقة القياس هو محل اليشء عىل نظرىه يف احلكم بالعلة‬
‫املوجبة له يف صاحبه فإذا وضع همؤالء القوم هذه السمة عىل غرىاحلقيقة فأخطئوا مل خىل‬
‫خطأهم بموضع االعتام نع أن الذي قدنته يفسد هذا االعرتاض أيضا وذلك أن‬
‫السمة والعالنة إذا كانت تدل عىل حكم نن األحكام فمحال وجو ها وهي ال تدل‬
‫ألن الدليل ال يصح أن خىرج عن حقيقته فيكون تارة ليال وتارة ليس بدليل وإذا كنتم‬
‫تزعمون أن العالنة هي صفة نن صفات املحكوم عليه باحلكم الذي ور به النص فقد‬

‫‪ - 1‬الفصول املختارة ‪81‬‬


‫‪ 130‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫جرت جمرى العلة يف استحالة وجو ها نع عدم ندلوهلا كام يستحيل وجو العلة نع‬
‫عدم نعلوهلا وليس بنى األنرين فصل‪.‬‬
‫فخلط هذا الرجل ختليطا بينا ثم ثاب إليه فكره فقال هذه السامت عندنا سمعية طارئة‬
‫عىل احلوا ث ولسنا نعلمدا عقال وال اضطرارا وإنام نعلمدا سمعا وبدليل السمع‬
‫وعندنا نع ذلك أن العلل السمعية واأل لة السمعية قد خترج أحيانا عن ندلوهلا‬
‫ونعلوهلا و هي كاألخبار العانة التي تدل عىل استيعاب اجلنس بإطالقدا ثم تكون‬
‫خاصة عند قرائندا وهذا فرق بنى األنور العقلية والسمعية‪.‬‬
‫قال الشيخ أيده اهلل فقلت له إن كانت هذه السامت سمعية طارئة عىل احلوا ث وليست‬
‫نن صفاهتا الالزنة هلا وإنام هي نعان نتتجد ة فيتجب أن يكون الطريق إليدا السمع‬
‫خاصة ون العقل و االستنباط ألهنا حينئذ جتري جمرى األسامء التي هي األلقاب فال‬
‫يصل عاقل إىل حقائقدا إال بالسمع الوار هبا ولو كان ور هبا سمع لبطل القياس ألنه‬
‫كان حينئذ يكون نصا عىل احلمل كقول القائل اقطعوا زيدا فقد رسق نن حرز وإنام‬
‫استحق القطع ألنه رسق نن حرز ال لغرى ذلك نن يشء يضام هذا الفعل أو يقاربه‬
‫وهذا نص عىل قطع كل سارق نن حرز إذا كان التقييد فيه عىل نا بيناه‪.‬‬
‫فإن كنتم تذهبون يف القياس إىل نا ذكرناه فاخلالف بيننا وبينكم يف االسم ون املعنى‬
‫و املطالبة لكم بعده بالنصوص الوار ة يف سائر نا استعملتم فيه القياس فإن ثبت لكم‬
‫[الشيخ املفيد] ‪131‬‬

‫زال املراء بيننا وبينكم وإن مل يثبت علمتم أنكم إنام تدفعون عن نذاهبكم بغرى أصل‬
‫نعتمد وال برهان يلتجأ إليه‪.‬‬
‫فقال‪ :‬لسنا نقول إن النص قد ور يف األصول حسبام ذكرت وإنام ندرك السامت‬
‫برضب نن االستخراج والتأنل‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ -‬أيده اهلل ‪: -‬‬
‫فقلت‪ :‬هذا هو الذي يعتجز عنه كل أحد إال أن يلتجأ إىل استخراج عقيل وقد أفسدنا‬
‫ذلك فيام سلف واآلن فإن كنت صا قا فتعاط ذلك فإن قدرت عليه أقررنا لك بالقياس‬
‫الذي أنكرناه وإن عتجزت عنه بان نا حكمناه به عليك نن فاعك عن األصل‬
‫املعروف‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ال يلزنني ذكر طريق االستخراج وجعل يضتجع يف الكالم وبان عتجزه‪.‬‬
‫فقال أبو بكر بن الباقالين‪ :‬لسنا نقول هذه العالنات نقطوع هبا وال نعلونة فنذكر‬
‫طريق استخراجدا ولكن الذي أذهب إليه وهو نذهب هذا الشيخ وأونأ إىل األول‬
‫القول بغلبة الظن يف ذلك فام غلب يف ظني عملت عليه وجعلته سمة وعالنة وإن‬
‫غلب يف ظن غرىي سواه وعمل عليه أصاب ومل خىطئ وكل جمتدد نصيب فدل نعك‬
‫يشء عىل هذا املذهب‪.‬‬
‫فقلت هذا أضعف نن مجيع نا سلف وأوهن وذلك أنه إذا مل يكن هلل تعاىل ليل عىل‬
‫املعنى وال السمة وإنام تعبدك عىل نا زعمت بالعمل عىل غلبة الظن‪ -‬فال بد أن جيعل‬
‫‪ 132‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫لغلبة الظن سببا وإال مل حيصل ذلك يف الظن ومل يكن لغلبته طريق وهب أنا سلمنا لك‬
‫التعبد بغلبة الظن يف الرشيعة نا الدليل عىل أنه قد يغلب فيام زعمت ونا السبب‬
‫املوجب له أرناه فإنا نطالبك به كام طالبنا هذا الرجل بتجدة االستخراج للسمة‪.‬‬
‫والعلة السمعية كام وصف فإن أوجدتنا ذلك ساغ لك وإن مل توجدناه بطل نا اعتمدت‬
‫عليه‪.‬‬
‫فقال أسباب غلبة الظن نعروفة وهي كالرجل الذي يغلب يف ظنه إن سلك هذا الطريق‬
‫نتجا وإن سلك غرىه هلك وإن اجتر يف رضب نن املتاجر ربح وإن اجتر يف غرىه خرس‬
‫وإن ركب إىل ضيعة والسامء نتغيمة نطر وإن ركب وهي نصحية سلم وإن رشب هذا‬
‫الدواء انتفع به وإن عدل إىل غرىه استرض ونا أشبه ذلك ونن خالفني يف أسباب غلبة‬
‫الظن قبح كالنه‪.‬‬
‫فقلت له إن هذا الذي أور ته ال نسبة بينه وبنى الرشيعة وأحكاندا وذلك أنه ليس يشء‬
‫ننه إال وللخلق فيه عا ة وبه نعرفة فإنام يغلب ظنوهنم حسب عا اهتم وأنارات ذلك‬
‫ظاهرة هلم والعقالء يشرتكون يف أكثرها ونا اختلفوا فيه فالختالف عا اهتم خاصة‬
‫وأنا الرشيعة فال عا ة فيدا وال أنارة نن ربة ونشاهدة ألن النصوص قد جاءت فيدا‬
‫باختالف املتفق يف صورته وظاهر نعناه واتفاق املختلف يف احلكم وليس للعقول يف‬
‫رفع حكم نندا وإجيابه جمال وإذا مل يك فيدا عا ة بطل غلبة الظن فيدا‪.‬‬
‫[الشيخ املفيد] ‪133‬‬

‫أ ال ترى أنه نن ال عا ة له بالتتجارة وال سمع بعا ة الناس فيدا ال يصح أن يغلب ظنه‬
‫يف نوع نندا بربح وال خرسان ونن ال نعرفة له بالطرقات وال بأغيارها وال له عا ة يف‬
‫ذلك وال سمع بعا ة أهلدا فليس يغلب ظنه بالسالنة يف طريق ون طريق‪.‬‬
‫ولو قدرنا وجو نن ال عا ة له باملطر وال سمع بالعا ة فيه مل يصح أن يغلب يف ظنه‬
‫جميء املطرعند الغيم ون الصحو وإذا كان األنر كام بيناه وكان االتفاق حاصال عىل‬
‫أنه ال عا ة يف الرشيعة للخلق بطل نا ا عيت نن غلبة الظن وقمت نقام األول يف‬
‫االقتصارعىل الدعوى‪.‬‬
‫فقال هذا اآلن ر عىل الفقداء كلدم وتكذيب هلم فيام يدعونه نن غلبة الظن ونن صار‬
‫إىل تكذيب الفقداء كلدم قبحت نناظرته فقلت له ليس كل الفقداء يذهب نذهبك يف‬
‫االعتام يف املعاين والعلل عىل غلبة الظن بل أكثرهم يزعم أنه يصل إىل ذلك‬
‫باالستدالل والنظر فليس كالننا ر ا عىل اجلامعة وإنام هو ر عليك وعىل فرقتك‬
‫خاصة فإن كنت تقشعرنن ذلك فام ناظرناك إال له وال خالفناك إال نن أجله نع أن‬
‫الدليل إذا أكذب اجلامعة فال حرج علينا يف ذلك وال لمؤم بل اللمؤم هلم إذا صاروا إىل نا‬
‫تدل الدالئل عىل بطالنه وتشدد بفسا ه‪.‬‬
‫وليس قويل إنكم نعرش املتفقدة تدعون غلبه الظن وليس األنر كذلك بأعتجب نن‬
‫قولك وفرقتك إن الشيعة واملعتزلة وأكثر املرجئة ومجدور اخلوارج فيام يدعون العلم به‬
‫نن نذهبدم يف التوحيد والعدل نبطلون كاذبون نغرورون وإهنم يف عواهم العلم‬
‫‪ 134‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بذلك جاهلون فأي شناعة تلزم فيام وصفت به أصحابك نع الدليل الكاشف عن ذلك‬
‫‪1‬‬
‫فلم يأت بيشء‬
‫قال الشيخ يف « العدة » يف ذكر بيان االباحة واحلظر يف االشياء‪:‬‬
‫جىوز ّ‬
‫كل واحد من األمرين‬ ‫وذهب كثري من النّاس إىل ّأهنا عىل الوقف‪ ،‬و ّ‬
‫السمع بواحد منهام‪ ،‬وهذا املذهب كان ينرصه شيخنا‬
‫فيه‪ ،‬وينتظر ورود ّ‬
‫‪2‬‬
‫أبو عبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ . -‬الخ‪.‬‬
‫وقال يف فصل االجتدا ‪:‬‬
‫وا ّلذي أذهب إليه وهو مذهب مجيع شيوخنا املتك ّلمني‪ ،‬املتقدّ مني و‬
‫املتأخرين‪ ،‬وهو ا ّلذي اختاره سيدنا املرتىض ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ ، -‬وإليه‬
‫‪3‬‬
‫ّ‬
‫أن عليه‬
‫احلق واحد و ّ‬
‫أن ّ‬ ‫كان يذهب شيخنا أبو عبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ّ « : -‬‬
‫‪4‬‬
‫دليال‪ ،‬من خالفه كان خمطئا فاسقا»‪.‬‬
‫قال ابن ا ريس يف خطبة الرسائر‪:‬‬
‫وذكر الشيخ املفيد حممد بن حممد بن النعامن ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف جواب‬
‫الصالة؟ وكم مبلغ أيام‬
‫سائل سأله فقال‪ :‬كم قدر ما تقعد النفساء عن ّ‬

‫‪ - 1‬نفيد‪ ،‬حممدبن نعامن‪ ،‬الفصول املختاره‪ ،‬ص ‪. 82 – 86‬‬


‫‪ - 2‬شيخ طوسى‪ ،‬العدة يف أصول ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.742‬‬
‫‪ )1 ( 3‬املرتىض رمحه اهللَّ‪.‬‬
‫‪ - 4‬شيخ طوسى‪ ،‬العد األصول‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 726‬‬
‫[الشيخ املفيد] ‪135‬‬

‫ذلك؟ فقد رأيت يف كتابك كتاب « أحكام النساء » أحد عرش يوما‪ ،‬ويف‬
‫الرسالة « املقنعة » ثامنية عرش يوما‪ ،‬ويف كتاب « اإلعالم » أحد وعرشين‬
‫ّ‬
‫يوما‪ ،‬فعىل ّأهىا العمل دون صاحبته؟ فأجابه بأن قال‪ :‬الواجب عىل‬
‫النفساء أن تقعد عرشة أيام‪ ،‬وانّام ذكرت يف كتبي ما روي من قعودها‬
‫ثامنية عرش يوما‪ ،‬وما روي يف « النوادر » استظهارا بأحد وعرشين يوما‪،‬‬
‫وعميل يف ذلك عىل عرشة أيام‪ ،‬لقول الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪ّ : -‬ل يكون‬
‫‪1‬‬
‫دم نفاس زمانه أكثر من زمان احليض‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬نن تتبع كتب شيوخ اإلنانية نن املتكلمنى واملحدثنى يوجد فيدا نن‬
‫كلدم تنصيصات عىل نفي االجتدا يف األحكام نطلقا وهذا شيخنا املفيد قد نفى‬
‫األقيسه بأقساندا ونفى االجتدا والعمل عىل اآلحا والتعويل يف األحكام عىل‬
‫القواعد الظنية ونفى اإلباحة األصلية عىل نا رصح يف « الفصول » كانه عنه ويف العدوة‬
‫وكان الرشيف والشيخ نن أخص أهل زنانه به وأفضل تالنيذه‪ ،‬وأنا كونه نتكلام فال‬
‫ننكره واليرضنا ألن غرضنا نفي القول باالجتدا عن املتقدننى وقد ثبت‪ ،‬فتأنل‬
‫والتغفل‪.‬‬
‫قال املفيد ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « جواب املسائل الرسويه » ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الرسائر احلاوي لتحرير الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪53 :‬‬


‫‪ 136‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وأما اخلرب بأن اهلل تعاىل خلق األرواح قبل األجساد بألفي عام فهو من‬
‫أخبار اآلحاد وقد روته العامة كام روته اخلاصة وليس هو مع ذلك بام‬
‫‪1‬‬
‫بصحته‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يقطع عىل اهلل سبحانه‬
‫وكذلك ر احا يث الذر يف تلك الرسالة بكوهنا آحا ا‪.‬‬

‫الشيف املرتىض‬
‫نندم الرشيف املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬وقد شاع بنى الطائفة واملخالفنى نذهبه نن‬
‫نفي حتجية اآلحا ونفي التعبد هبا رشعا الفا هتا الظن وكذلك نفي االقيسة والسيام‬
‫القياس االولوية واملنصوص العلة ونفي القول باستصحاب احلال وكذلك نفي‬
‫االجتدا وقد نص عىل كل ذلك يف تصانيفه كتجواب املسائل التبانيات والشايف‬
‫والذريعه وسنشرى إىل بعض تنصيصاته حتى تعلم انه ناكان جمتددا وال قائال بحتجية‬
‫الظنون االجتدا يه والتكلم اليناىف االخباريه واليستلزم االجتدا ‪.‬‬
‫قال الشيخ يف « الفدرست » يف ترمجته بعد االطراء البليغ عليه يف بيان كبار تصانيفه‬
‫واملسائل املوصليه االوله الثلثه وهي املسئلة يف الوعيد واملسئلة يف القياس وابطاله‬
‫واملسئله يف االعتام ‪.‬‬

‫‪ - 1‬املسائل الرسوية ‪52‬‬


‫الرشيف املرتىض ‪137‬‬

‫قال الشيخ يف « العدة » يف َتقيق استصحاب احلال وقد اختلف العلامء يف ذلك‪ ،‬فذهب‬
‫أكثر املتكلمنى‪ ،‬وكثرى نن الفقداء نن أصحاب أيب حنيفة وغرىهم إىل أن ذلك ليس‬
‫‪2.‬‬
‫بدليل‪ ،1‬وهو الذي ينرصه املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫قال العالنة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الندايه » يف اخبار اآلحا ومل ينكره سوى املرتىض واتباعه‬
‫بشبدة حصلت هلم‪.‬‬
‫اقول‪ :‬غريض نن ايرا هذا الكالم بيان تنصيص العالنة عىل نفى الرشيف املرتىض‬
‫حتجية اآلحا وقد وهم حيث نسب االنكار إليه واتباعه فقط ونفاه عن غرىه ‪.‬‬
‫قال الشديد يف « الذكرى » يف خرب الواحد وأنكره جل األصحاب كأهنم يرون أن نا‬
‫‪3‬‬
‫بأيدهىم نتواتر أو جممع عىل نضمونه وان كان يف حيز اآلحا ‪.‬‬
‫وقال شيخنا البدايي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الوجيزه » ‪:‬‬
‫الصحاح مظنون‬
‫لصدق يف املتواترات مقطوع واملنازع مكابر ويف اآلحاد ّ‬
‫ا ّ‬
‫الرباج وابن‬
‫املتأخرون ور ّدها املرتىض وابن زهرة وابن ّ‬
‫ّ‬ ‫وقد عمل هبا‬
‫‪4‬‬
‫إدريس وأكثر قدمائنا ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ . -‬انتهى‪.‬‬

‫‪ )1 ( 1‬انظر‪ :‬املصا ر الوار ة يف ذيل التعليقة رقم( ‪ )1‬صفحة ‪.755‬‬


‫‪ - 2‬العدة يف أصول فقه‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 756‬‬
‫‪ - 3‬شديد اول‪ ،‬الذكرى ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 49‬‬
‫‪ - 4‬هباء الدين عانىل‪ ،‬الوجيزة ص ‪. 5‬‬
‫‪ 138‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فتانل حيث نص الشديد والشيخ البدايي عىل نفي حتجية اآلحا إىل أكثر القدناء‬
‫والعالنة حرص نسبه االنكار إىل املرتىض واتباعه ونحن نرى نصنفات القدناء نكذبة‬
‫له يف ذلك نصدقه للشديد والبدايي واهلل عىل نانقول وكيل‪.‬‬
‫وقال الرشيف املرتىض يف « جواب املسائل التبانيات » عىل نا حكى عنه صاحب «‬
‫املعامل » وغرىه نن الثقات‪ :‬أن أصحابنا ال يعملون بخرب الواحد وأن ا عاء خالف ذلك‬
‫عليدم فع للرضورة‪ ،‬قال‪ :‬ألنا نعلم علام رضوريا ال يدخل يف نثله ريب وال شك أن‬
‫علامء الشيعة اإلنانية يذهبون إىل أن أخبار اآلحا ال جيوز العمل هبا يف الرشيعة وال‬
‫التعويل عليدا وأهنا ليست بحتجة وال اللة‪ ،‬وقد نلئوا الطوانرى وسطروا األساطرى يف‬
‫االحتتجاج عىل ذلك والنقض عىل خمالفيدم فيه‪ ،‬ونندم نن يزيد عىل هذه اجلملة‬
‫ويذهب إىل أنه نستحيل نن طريق العقول أن يتعبد اهلل تعاىل بالعمل بأخبار اآلحا ‪،‬‬
‫وجيري ظدور نذهبدم يف أخبار اآلحا جمرى ظدوره يف إبطال القياس يف الرشيعة‬
‫‪1‬‬
‫وحظره‪.‬‬
‫وقال يف املسئلة التي افر ها يف البحث عن العمل بخرب الواحد انه بنى يف « جواب‬
‫املسائل التبانيات » ‪:‬‬
‫ونحن نبني هذه اجلملة ونتجاوز عن الكالم‪ ،‬عىل أن العلم الرضوري‬
‫حاصل لكل خمالف اإلمامية أو موافق‪ ،‬بأهنم ّل يعملون يف الرشيعة بخرب‬

‫‪ - 1‬اسرتآبا ى‪ ،‬حممد اننى‪ ،‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪.133 :‬‬


‫الرشيف املرتىض ‪139‬‬

‫ّل يوجب العلم‪ ،‬وأن ذلك صار شعارا هلم يعرفون به‪ ،‬كام أن نفي‬
‫‪1‬‬
‫القياس يف الرشيعة من شعارهم الذي يعلمه منهم كل خمالط هلم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وقد وهم العالنة حيث قال يف « الندايه » ‪:‬‬
‫اما اّلمامية فاألخباريون مل يعولوا يف أصول الدّ ين وفروعه اّل عىل اخبار‬
‫اآلحاد املروية عن األئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬واألصول ّيون منهم كايب‬
‫جعفر ال ّطويس وغريه وافقوا عىل قبول خرب الواحد‪ .‬الخ‪.‬‬
‫والذي يدل عىل ومهه وقلة اطالعه وايد عىل نانىض ناقاله املحقق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف «‬
‫املعترب » يف بيان ننع العمل بمطلق خرب الواحد اليقال اإلنانية عانله باالخبار وعملدا‬
‫حتجة النا نمتنع ذلك فان أكثرهم ير اخلرب بانه واحد وبانه شاذ فلوال استنا هم نع‬
‫االخبارعىل وجه يقتىض العمل هبا لكان عملدم اقرتاحا وهذا اليظن بالفرقة الناجيه‬
‫ونقل الشيخ حسن ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « املعامل » و « املنتقى » عن العلم اهلدى انه قال‪:‬‬
‫صحتها ّاما‬
‫ّ‬ ‫ان أكثراحاديثنا املرو ّية يف كتبنا معلومة مقطوعة عىل‬
‫ّ‬
‫بالتّواترمن طريق اإلشاعة واإلذاعة و ّاما بامارة وعالمة د ّلت عىل ص ّحتها‬
‫وصدق رواهتا‪.‬‬
‫اقول‪ :‬الخىفى ان الطائفة زا ت يف اياننا كثرة وعد ا بالنسبه إىل زنانه ‪ -‬ريض اهلل عنه‬
‫‪ -‬لتشيع غالب بال االيران وكثرى نن بال اهلند بعد االلف نن اهلتجرة وقدكثرت عد‬

‫‪ - 1‬رسائل الرشيف املرتىض‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪. 309‬‬


‫‪ 140‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫علامء املحدثنى ومحلة االخبار يف هذين املأتنى بعد االلف حتى صنف فيدا « الوايف » و‬
‫« البحار » و « الوسائل » و « تفسرى نورالثقلنى » وكثرى نن رشوح الكتب االربعة وانا‬
‫االنارات الداخلية اللفظية واملعنوية كام يف اخلطب واال عيه واالحا يث الطويلة فدي‬
‫عىل حاهلا قويت باعتبار زيا ة التوضيح وكثرت الرشوح واالنارات العقلية فدي أيضا‬
‫قويت باعتبار شدا ة اجلامعه الالحقه نن فحول املحدثنى كاملحدث املتجليس والعانيل‬
‫والقمي واجلزائري أصحاب « البحار » و « الوسائل » ورشح التدذيبنى ‪.‬‬
‫وقال الشيخ حسن يف « املعامل » يف بيان التعبد باالحا نالفظه‪:‬‬
‫وهل هو واقع أو ّل خالف بني األصحاب فذهب مجع من املتقدمني‬
‫كالسيد املرتىض وأيب املكارم ابن زهرة وابن الرباج وابن إدريس إىل الثاين‬
‫‪1‬‬
‫وصار مجهور املتأخرين إىل األول‪.‬‬
‫ونقل صاحب « املعامل » عنه وقال قد اور عىل نفسه سواال هذا لفظه‪:‬‬
‫فإن قيل إذا سددتم طريق العمل بأخبار اآلحاد فعىل أي يشء تعولون يف‬
‫الفقه كله وأجاب بام حاصله أن معظم الفقه يعلم بالرضورة من مذاهب‬
‫أئمتنا ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فيه باألخبار املتواترة وما مل يتحقق ذلك فيه‬
‫‪2‬‬
‫ولعله األقل نعول فيه عىل إمجاع اإلمامية‪.‬‬

‫‪ - 1‬نعامل الدين ونالذ املتجتددين ‪ ،‬ص ‪. 189‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 196‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪141‬‬

‫وقال صاحب « املعامل » يف نبحث القياس‪:‬‬


‫وأما املنصوصة ففي العمل هبا خالف بينهم فظاهر املرتىض ‪ -‬ريض اهلل‬
‫‪1‬‬
‫عنه ‪ -‬املنع منه‪.‬‬
‫وقال املحدث العانيل يف نقدنات « َترير الوسائل » بعد قول املرتىض‪:‬‬
‫ويظهر من املحقق يف « املعترب » عدم القول بحجيته وذهب الشيخ أيضا‬
‫إىل عدم حجيته ومجاعة من املتقدمني واملتأخرين واملعارصين وذهب‬
‫بعضهم إىل حجيته واملرتىض قول املرتىض ومن وافقه لوجوه الخ‪.‬‬
‫وقال صاحب « املعامل » يف حتجية استصحاب احلال وعدنه املرتىض ومجاعة نن العانة‬
‫عىل الثاين‪.‬‬
‫وقال يف نبحث نفدوم الرشط‪:‬‬
‫وذهب السيد إىل انه ّلي ّ‬
‫دل اّل بدليل منفصل وتبعه ابن زهره الخ‪.‬‬
‫وقال احتج السيد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بأن الرشط هو تعليق احلكم به وليس يمتنع أن خىلفه‬
‫وينوب ننابه رشط آخر جيري جمراه وال خىرج عن أن يكون رشطا أ ال ترى أن قوله‬
‫است مَش ِددُ وا َش ِديدَ مي ِن ِن من ِرجال ِ ُك مم يمنع نن قبول الشاهد الواحد حتى ينضم إليه‬
‫تعاىل و م‬
‫آخر فانضامم الثاين إىل األول رشط يف القبول ثم نعلم أن ضم انرأتنى إىل الشاهد األول‬
‫يقوم نقام الثاين ثم نعلم بدليل أن ضم اليمنى إىل الواحد يقوم نقانه أيضا فنيابة بعض‬

‫‪ - 1‬نعامل الدين ونالذ املتجتددين‪ ،‬ص ‪. 226‬‬


‫‪ 142‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الرشوط عن بعض أكثر نن أن َتىص) واحتج نوافقوه نع ذلك بأنه لو كان انتفاء‬
‫الرشط نقتضيا النتفاء نا علق عليه لكان قوله تعاىل وال ُتك ِمرهوا َفتَياتِ ُكم ع َىل ا ملبِ ِ‬
‫غاء إِ من‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َأ َر م َن َ ََت ُّصنا اال عىل عدم َتريم اإلكراه حيث ال ير ن التحصن وليس كذلك بل هو‬
‫‪1‬‬
‫حرام نطلقا‪.‬‬
‫وقال يف نبحث نفدوم الصفة‪:‬‬
‫ونفاه السيد املحقق والعالمة وكثري من الناس‪.‬‬
‫وقال يف نبحث نفدوم الغاية‪:‬‬
‫وخالف يف ذلك السيد فقال تعليق احلكم بغاية انام يدل عىل ثبوته إىل‬
‫تلك الغاية ومابعدها يعلم انتفائه واثباته بدليل آخر الخ‪.‬‬
‫اقول‪ :‬العتجب كل العتجب نن ان صاحب « املعامل » ذكر اختالف األصحاب والسيام‬
‫يف املسائل األصوليه ومليذكر خالفدم وسيام خالف السيد يف نسئلة جواز االجتدا يف‬
‫االحكام نع انه قد نص يف نأيت نوضع نن تصانيفه بنفي االجتدا نطلقا والسيام يف‬
‫االحكام واعتجب نن هذا ان القوم نطلعون بان السيد كان نانعا نن العمل باالحا‬
‫واستعامل االقيسه نطلقا نع التنصيص بنفي القياس االولوية وننصوص العلة‬
‫خصوصا واليتعلق االجتدا بالقياس واالحا ‪.‬‬
‫قال الشيخ يف « العدة » يف نبحث االجتدا ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.78‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪143‬‬

‫أن األصل يف هذه املسألة القول بالقياس والعمل بأخبار اآلحاد‪،‬‬


‫واعلم ّ‬
‫احلق‬
‫أن ّ‬ ‫ألن ما طريقه التّواتر وظواهر القرآن‪ ،‬فال خالف بني أهل العلم ّ‬
‫ّ‬
‫فيام هو معلوم من ذلك الخ‪ ،‬وكذلك مطلعون عىل نفي حجية‬
‫استصحاب احلال وحجية مفهوم الرشط والغاية والوصف وكان معتمدا‬
‫عىل املعلوم املقطوع أصوّل وفروعا ففي أي يشء كان جمتهدا ومل يتعلق‬
‫اّلجتهاد اّل باملظنون وقد نفاه رأسا فامهلوّلء القوم ّليكادون يفقهون‬
‫‪1‬‬
‫حديثا‪.‬‬
‫وأنا االستدالل بالنظر الربهاين فليس نن االجتدا الظني يف يشء وقد ور به األنر يف‬
‫الكتاب والسنة واستعمله النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واالئمة وهذا كتاب «‬
‫االحتتجاج » وكتاب « التوحيد » بل أصول « الكايف » و « العيون » شدو اربعة فال‬
‫تذهبن بك املذاهب‪ ،‬وها انا اور بعض نصوص السيد يف نفي االجتدا حتى التظني‬
‫ناليس نن الرشا ‪.‬‬
‫قال الرشيف املرتىض يف « الشايف » وهو كتاب مليصنف يف االنانية نثله كام تفطن به‬
‫الشيخ ورصح به يف « الفدرست » ناهذا لفظ السيد‪:‬‬
‫قال صاحب الكتاب شبهه أخرى هلم وربام تعلقوا باختالف األمة يف‬
‫الفقه واّلجتهاديات وقالوا ّلبد من حجة ليقطع هذا اّلختالف‬

‫‪ .‬النساء ‪78 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ 144‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وّليمكن اثبات حجة قاطعه يف الكتاب والسنة فالبد من ان يكون علم‬


‫ذلك مستودعا يف اّلمام قال وهذا يبطل بام دللنا عليه من اثبات‬
‫اّلجتهاد‪ .‬فيقال له قد تعلق أكثر اصحابنا هبذه الطريقة واعتمدوها يف‬
‫احلاجة إىل اّلمام بعد النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬وماحكيته من نفي‬
‫حجة قاطعة يف الكتاب والسنة باطل ّليطلقه القوم املستدلون هبذه‬
‫الطريقة ووجه ترتيب اّلستدّلل هبا ان يقال قد علمنا انه ليس ك ّل ما‬
‫يمس احلاجة إليه من الرشيعة عليه حجة قاطعة من كتاب أو تواتر أو‬
‫امجاع أو ماجرى جمرى ذلك بل اّلدلة يف كثري من ذلك كاملتكافئة أو هي‬
‫متكافئة ولوّل ماذكرناه مافزع خصومنا إىل غلبة الظن واّلستحسان‬
‫وغريمها ممايسمونه اجتهادا واذا ثبت ذلك وكنا مكلفني للعلم بالرشيعة‬
‫والعمل هبا وجب ان يكون لنا مفزع نصل من جهته إىل ما اختلف اقوال‬
‫األمة فيه فاما قولك وهذا يبطل بام دللنا عليه من صحة اّلجتهاد فقد‬
‫دلت اّلدلة الواضحة عندنا عىل ابطال ماتسميه اجتهادا واحد ما يدل‬
‫عىل ذلك ان اّلجتهاد يف الرشيعة عندكم هو طلب غلبه الظن فيامّلدليل‬
‫عليه والظن حمال يف الرشيعة وّليصح ان يغلب يف الظن بتحريم يشء‬
‫منه وحتليله ّلن الرشيعة مبنية عىل مايعلمه اهلل تعاىل من مصاحلنا التي‬
‫ّلعهد لنا فيها وّل عادة وّل َتربة اّل ترى انه تعاىل قد حر ّم شيئا واباح‬
‫مثله وماهو من جنسه واباح شيئا وحظر مثله وماصفاته كصفاته فكيف‬
‫الرشيف املرتىض ‪145‬‬

‫يمكن ان يستدرك بالظن احلالل واحلرام من هذه الرشيعة ومايوجب‬


‫الظن ويقتضيه مفقود فيها ومايذكره خصومنا عند ايراد هذا الكالم‬
‫عليهم من قوهلم ان الظن يغلب يف الرشيعة وان مليكن لنا طريق مقطوع‬
‫عليه كاميغلب ظن احدنا اذا اراد التجاره خرس أو ربح واذا سلك بعض‬
‫الطريق سلم أو عطب إىل غري ماذكرناه ممايغلب ظن بعض العقالء فيه‬
‫وان مل يكن اّلشاره إىل ما اقتىض الظن بعينه فكذلك ّلينكر ان يغلب‬
‫الظن العلامء يف الرشيعة باميوجب احلاق املحرم باملحرم واملحلل باملحلل‬
‫ّليغنى عنهم يف دفع كالمنا شى ّلن سائر مايذكرونه انام يغلب ظن‬
‫العقال فيه لتقدم عادة هلم يف امثاله أو َتربة أو سامع خرب ممن له فيه عادة‬
‫أو َتربة ولو عودص‪ 21‬من مجيع ذلك ملجىز ان يغلب ظنوهنم يف يشء‬
‫منه بني هذا ان من مليسافر قط ومليسلك طريقا من الطرق وّل سمع‬
‫باخبار املسافرين واحوال الطرق املسلوكة ّلجىوز ان يظن العطب أو‬
‫التجارة يف بعض اّلسفار يف سلوك بعض الطرق وكذلك من مليتجر قط‬
‫وّل اتصل به خرب التجارات واحوال التجارة ّلجىوز ان يظن يف يشء منها‬
‫ربحا أو خرسانا واذا صح ماذكرناه وكانت الظنون التي تعلق هبا‬
‫خمالفونا انام غلبت ّلستنادها إىل طرق معلومه ولو قدرنا زواهلا مل حىصل‬
‫تلك الظنون وكانت مجيع الطرق التي يغلب منها الظنون مفقودة يف‬
‫الرشيعة بطل دخول الظن فيها فان قال هذا يؤدى إىل مجيع املصححني‬
‫‪ 146‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫لالجتهاد من الفقهاء وغريهم كاذبون فيامخيربون به من غلبه ظنوهنم يف‬


‫الرشيعة ومثل ذلك ّل جىوز عليهم مع كثرهتم وتدينهم بمذاهبهم‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬ليس القوم الذين ذكرهتم كاذبني يف وجداهنم انفسهم عىل اعتقاد‬
‫ما وانام هم مبطلون يف اخبارهم بانه غلبة ظن والعلم بالفرق بني اّلعتقاد‬
‫املبتدا والظن والعلم ليس برضوري وّلماجىب ان يعلم كل واحد من‬
‫ان الفقهاء وغريهم من أصحاب‬
‫نفسه ثم يقال له ليس مانقول من ّ‬
‫اّلجتهاد غري ظانني يف الرشيعة عىل الوجه الذي يدعونه باعجب من‬
‫قولك ان مجيع من خالفك ممن يرى ان احلق يف واحد من أهل اّلجتهاد‬
‫غري عامل يف احلقيقة باميدعى انه عامل به واهنم مجيعا كاذبون يف قوهلم اهنم‬
‫عاملون وقولك أيضا ان مجيع خمالفيك يف أصول الديانات التي طريقها‬
‫اّلدلة والعلم كاذبون فياميدعونه من العلم بمذاهبهم التي خيالفونك‬
‫فيها‪.‬‬
‫ان هوّلء مل يكذبوا فيام جىدون انفسهم عليهم من اّلعتقاد وانام‬
‫فإن قلت‪ّ :‬‬
‫غلطوا يف ادعاء كونه علام وليس كون العلم علام مماجىده اّلنسان من‬
‫نفسه رضورة‪.‬‬
‫قيل لك‪ :‬والفقهاء أيضا مليكذبوا يف اهنم جىدون انفسهم عىل امر ما وانام‬
‫غلطوا يف تسميته بانه غلبة ظن وهي يف احلقيقة اعتقاد مبتدا ّل تاثري له ‪.‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪147‬‬

‫أقول‪ :‬وال باس هنا نن توضيح بعض نا جيب توضيحه نن عبائر السيد ‪ -‬طاب ثراه‬
‫‪.-‬‬
‫قوله قال صاحب الكتاب إىل اثبات االجتدا ‪ ،‬فصاحب الكتاب هو عبداجلبار بن امحد‬
‫نصنف « املغني » الذي ر الرشيف كتاب إنانته هبذا الكتاب الذي نقلنا ننه وفيه‬
‫ترصيح ننه بأن وضع االجتدا نن قبل العانة لدفع احلاجة إىل االنام ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ ، -‬فالتغفل‪.‬‬
‫قوله فيقال له إىل قوله اقوال األنة‪ ،‬تقرير الرشيف لوجه االستدالل يف عدم استغناء‬
‫الكتاب والسنة عن املبنى لناسخدا عن ننسوخدا وحمكمدا عن نتشاهبدا القيم عىل‬
‫خزائندا وذلك نثل نا استدل به هشام بن احلكم عىل الشاني بحرضة ايب عبداهلل ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬يف اثبات احلاجة إىل االنام وقد اور ه ثقة االسالم يف كتاب احلتجة يف‬
‫باب االضطرار إىل احلتجة فقد استدل الرشيف عىل عدم كفاية الكتاب والسنة بال انام‬
‫يفزعدم إىل االجتدا ثم ر االجتدا يف نابعد واثبت احلاجة إىل االنام ‪.‬‬
‫قوله وانا قولك وهذا يبطل إىل قوله نفقو فيدا نص عىل قوله ببطالن االجتدا بل‬
‫قول الطائفة به ور اوال حصول الظن يف الرشعيات النسدا باب االجتدا الن‬
‫االجتدا اليتعلق اال بالظنيات واليقال ان هذا املتجتددين نن نتاخري اإلنانية هلم‬
‫طرق إىل حصول الظن الن طرق حصول الظن ننحرصه يف االقيسة واآلحا وقد‬
‫برهن السيد يف كتبه عىل ابطال االقيسه والتعبد باالحا فالجيوز كوهنا طريقا إىل الظن‬
‫‪ 148‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الن القياس ال يستقيم يف الرشعيات نع افرتاق املوتلفات وائتالفات املفرتقات‬


‫واالحا غايتدا الظنون وابتناء الظنون عىل الظنون ور بنى لوجو الوحدة يف حقيقة‬
‫الظن‪.‬‬
‫قوله ونا يذكره خصوننا إىل قوله بطل خول الظن فيدا تقرير لدليل اخلصم وهو نن‬
‫اخلطابه وبيان فسا ه عىل سبيل الربهان‪.‬‬
‫قوله فان قال هذا يمؤ ی إىل قوله يف نفسه‪ ،‬تقرير شبده اخلصم وجواهبا عىل سبيل َ‬
‫احلل‪.‬‬
‫قوله ثم يقال له إىل قوله اهنم عاملون‪ ،‬جواب ثان بطريقه النقض‪.‬‬
‫قوله وقولك أيضا إىل قوله التاثرىله‪ ،‬جواب ثالث بطريق النقض‪.‬‬
‫قال الرشيف ‪:‬‬
‫قال صاحب الكتاب وبعد فلوكان احلق يف واحد لكان ّلبدَ من ان يكون‬
‫عليه دليل كاملذاهب يف التوحيد والعدل فكام يستغنى عن اّلمام فيهام كام‬
‫قدمناه من قبل فكذلك كان جىب اّلستغنا عنه يف هذه املسئله وان يقال‬
‫ان من خالف احلق انام اتى من قبل نفسه بان قرص يف النظر واّلستدّلل‬
‫الذي ممكن ان يفعله عىل الوجه الذي لزما ووجبا يف ذلك اّلستغنا عن‬
‫اّلمام فيقال له انام كان ماذكرته سابقا لوكان ك ّل حق يف الرشيعة عليه‬
‫دليل قائم كادله التوحيد والعدل وقد علمنا خالف ذلك رضورة ّلنه لو‬
‫كانت الرشيعة هبذه الصفه ملاتكلف الناس يف التوسل إليها طرق‬
‫اّلستحسان واّلجتهاد وكاممل يتكلفوا مثل هذا يف التوحيد والعدل‬
‫الرشيف املرتىض ‪149‬‬

‫واّلمر فيام ذكرناه اوضح من ان خيفى عىل احد ومن اعرتض مذاهب‬
‫خمالفينا يف الفروع مل يصيب عىل عثرها اوله ص‪ 22‬قاطعه كادله التوحيد‬
‫والعدل بل وجد املعول يف مجيعها وأكثرها عىل اّلجتهاد والظن وما‬
‫اشبههام مماهو خارج عن طريقه العلم فان قال ماذكرمتوه يودى إىل احلريه‬
‫وإىل ان الناس قد كلفوا اصابه احلق من غري دليل يصلون إليه من جهته‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬ماكلف اهلل تعاىل اّل ما امكن الوصول إليه من رشيعه وغريها‬
‫فامنقل من الرشيعة عن الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نقال بقطع العذر‬
‫كلفنا فيه إىل الرجوع إىل النقل ومامل يكن فيه نقل وّلمايقوم مقامه من‬
‫احلجج السمعيه اما ّلن الناس عدلوا عن نقله أو ّلهنم مل خياطبوا به‬
‫وعول هبم عىل قول اّلمام القائم مقام الرسول كلفنا فيه الرجوع إىل‬
‫اقوال األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املستخلفني بعد الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬وهلذا نجد احلكم يف مجيع ماحىتاج إليه من احلوادث موجودا فيام‬
‫ينقله الشيعة عن ائمتنا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وكان مايتكلف خصومنا فيه‬
‫القياس واّلجتهاد وطرق الظن عند الشيعة فيه نص اما جممل واما‬
‫مفصل ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬واليقال قدكانت النصوص عىل عموندا واخلصوص قد فقدت النا نقول ذلك‬
‫اليرض بمطلبنا نن وجدنى‪:‬‬
‫‪ 150‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫االول‪ :‬انه غرضنا ان املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬ناكان جمتددا باملعنى املصطلح وقدثبت‬
‫وفقد النصوص بعد ذلك اليرض به‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬انه النسلم فقد النصوص نع العنايه االهليه بحفظدا ولو سلمنا فاخبار التوقف‬
‫واالحتياط واملصاحله نوجو ه للتفىص عن شداب االحكام ونوضوعدا ونتعلقدا نن‬
‫املعانالت‪.‬‬
‫قال الرشيف ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪: -‬‬
‫قال صاحب الكتاب ويلزمهم عىل هذه العلة وجود اإلمام وظهوره‬
‫والتمكن من مالقاته إلزالة هذه اّلختالفات‪ ،‬ويلزمهم وجود احلجة يف‬
‫كل بلد‪ ،‬وعند كل فريق‪ ،‬ويلزمهم إبطال الفتاوى من العلامء جلواز‬
‫اخللط عليهم‪ ،‬أو عىل كثري منهم‪ ،‬وان يوجبوا ان ّل يقيم احلدود إّل‬
‫اإلمام‪ ،‬وان ّل حىكم إّل هو‪ ،‬ويف ذلك خروج عن دين املسلمني‪.‬‬
‫فيقال له‪ :‬أما وجود اإلمام وظهوره يف كل بلد فقد مىض الكالم فيه دفعة‬
‫بعد أخرى‪.‬‬
‫فأما الفتاوى فال تبطل‪ -‬كام ادعيت ‪ -‬بل يتوّلها من استودع حكم‬
‫احلوادث ‪ -‬وهم الشيعة ‪ -‬بام نقلوه عن ائمتهم عليهم السالم‪ ،‬ومن عدل‬
‫عن هذا املعدل الذي بيناه مل يكن له أن يفتي‪ ،‬ألنه ّل يفتي يف األكثر إّل‬
‫بام هو عامل فيه عىل الظن والرتجيم‪.‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪151‬‬

‫فان قال‪ :‬هذا ترصيح باستغناء الشيعة مما علمته عن إمام الزمان ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬ألهنا إذا كانت قد استفادت علم احلوادث عمن تقدم ظهوره‬
‫من األئمة عليهم السالم فأي حاجة هبا إىل هذا اإلمام؟‬
‫قيل له‪ :‬إنام ; كان جىب ما ظننته لو كان ما استفدته من هذه العلوم‬
‫ووثقت به ّل يفتقر إىل كون اإلمام من ورائهم‪ ،‬وقد علمنا خالف ذلك‪،‬‬
‫ألنه لو ّل وجود اإلمام مع جواز ترك النقل عىل الشيعة والعدول عنه مل‬
‫نأمن أن يكون ما أدوه إلينا بعض ما سمعوه‪ ،‬وليس نأمن من وقوع ما‬
‫‪1‬‬
‫هو جائز عليهم مما أرشنا إليه إّل بالقطع عىل وجود معصوم من ورائهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قوله فأنا وجو االنام وظدوره يف كل بلد فقد نىض الكالم فيه اشارة إىل نا قال‬
‫انفاه نالفظه‪:‬‬
‫قال صاحب الكتاب‪ :‬وقدبينا من قبل اهنم يلزمهم كون اّلمام واحلجة‬
‫يف كل بلد وعند كل مجع ليصح منه تعاىل تكليف املكلفني مع النقص‬
‫ومتى جوزوا خالف ذلك فقد نقضوا قوهلم فيقال له اما كون اّلمام يف‬
‫كل وقت فهو واجب مع قيام التكليف واما يف كل بلد وكل مجع فغري‬
‫ّلزم ّلنا قد بينا فيامتقدم القول يف هذا ومجلته انه متى تعلقت املصلحه‬
‫بوجود ائمه يف البلدان وسائر اّلقطار فعىل اهلل تعاىل مايعلم ان فيه‬

‫‪ - 1‬الرشيف الرىض‪ ،‬الشايف يف اإلنانة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪173 :‬‬


‫‪ 152‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املصلحه وقدجىوز ان ّليعلم ذلك فيكون اّلمرا واحلكام واخللفاء من‬


‫قبل اّلمام يف البلدان واّلمصار يقومون مقامه وليس ّلحد ان يقول‬
‫فيجب ان يكون الروساء للناس واألئمة جلميعهم عىل صفة اّلمرا من‬
‫ّلن هذا‬
‫حيث قلنا ان وجود اّلمراء يف البلدان يقوم مقام وجود األئمة ّ‬
‫الكالم يف صفات الرئيس ّل يف وجوب وجوده من حيث وجبت الرياسة‬
‫يف اجلملة ّليعلم صفه الرئيس وانام يعلم صفته واحواله وماجىب ان‬
‫يكون عليه باستيناف نظر واستدّلل عىل ان رياسة اّلمراء واحلكام يف‬
‫البلدان انام قامت يف اللطف واملصلحه مقام كون اّلمام يف تلك املواقع‬
‫واّلمام من ورائهم وّلهنم مسولون بسياسته ومتدبرون بتدبريه ومنتهون‬
‫إليه امورهم وك ّل ذلك مفقود اذا مليكن يف العامل امام واذا كانت املصلحة‬
‫يف رياسة هوّلء انام تتم باّلمام وكونه من ورائ مراعاهتم فكيف نظن‬
‫اّلستغنا هبم من اّلمام‪.‬‬
‫قال صاحب الكتاب‪ :‬و بعد‪ ،‬فقد علمنا أن من يعرف اإلمام واحلجة قد‬
‫اختلفوا يف مذاهب فيلزمهم احلاجة إىل إمام آخر يقطع اختالفهم‪ ،‬وما‬
‫يوجب الغنى عن ذلك يف اختالفهم ينقض ما ذكروه من علتهم‪.‬‬
‫يقال له ليس ينكر اختالف من اعرتف باحلجة يف مذاهب إّل أهنم مل‬
‫خيتلفوا إّل فيام عليه دليل ذهب عن طريقه بعض ووصل إليه بعض‪،‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪153‬‬

‫وليس كذلك اختالف خمالفيهم فيام ّل دليل عليه من الرشعيات‪ ،‬ومن‬


‫شك فيام ذكرناه كانت املحنه بيننا وبينه‪.‬‬
‫قال صاحب الكتاب عىل أن ما نعرفه من حال من تقدم من األئمة يمنع‬
‫من هذا القول ألهنم كانوا ّل يمنعون من اّلختالف واّلجتهاد‪ ،‬والثابت‬
‫عن أمري املؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪-‬أنه كان ّل يمنع من ذلك‪ ،‬بل كان جىيز‬
‫ملن خيالفه يف املذاهب أن حىكم ويفتي ويوليه األمور‪ ،‬وكان ينتقل من‬
‫اجتهاد إىل اجتهاد‪ ،‬وختتلف مذاهبه عىل ما ظهرت الراوية به‪ ،‬وكل ذلك‬
‫يبني فساد هذا اجلنس من التعليل‪.‬‬
‫فيقال له‪ :‬هذا الكالم يف نرصة اّلجتهاد فلالستقصاء به موضع غري هذا‪،‬‬
‫غري أنا ّل نخيل هذا املوضع من كالم فيه ورد ملا اعتمدته‪.‬‬
‫أما قولك عن أمري املؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وغريه من األئمة ‪ -‬عليهم‬
‫السالم ‪ -‬عندك كانوا ّل يمنعون من اّلجتهاد واّلختالف‪ ،‬فاملعلوم من‬
‫حاهلم خالف ما ادعيته ألن الثابت عنهم وعن أمري املؤمنني ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬خاصة مناظرة املخالفني ومطالبتهم بالرجوع إىل احلق‪ ،‬وليس‬
‫جىب أن يستعمل من املنع أكثر مما ذكرناه‪ ،‬ألن املنع بالقهر أو الرضب‬
‫والسب إذا كان مما ّل حىسن استعامله مع املخالفني يف كثري من األصول‬
‫فأوىل أن ّل يستعمل مع املخالف يف الفروع‪ ،‬فمن ادعى أهنم سوغوا‬
‫اّلجتهاد من حيث مل يظهر منهم يف املنع منه أكثر من املناظرة واملحاجة‬
‫‪ 154‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والدعاء والرتغيب كمن ادعى أهنم سوغوا اخلالف يف األصول ألهنم مل‬
‫يتعدوا يف كثري منها هذه الطريقة‪ ،‬ومما يؤيد ما ذكرناه من إنكار القوم عىل‬
‫من خالفهم ما تظاهرت به الرواية عن ابن عباس من قوله‪ :‬من شاء‬
‫باهلته يف باب العول وقوله‪:‬أّل يتقي اهلل زيد بن ثابت جىعل ابن اّلبن ابنا‬
‫وّل جىعل أبا األب أبا‪.‬‬
‫وهلذه األخبارأمثال كثرية معروفة‪.‬‬
‫وأما تولية أمري املؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املخالفني له يف املذهب فام نعرف‬
‫من وّلته من يقطع عىل خالفه له‪ ،‬ولو ثبت ذلك مل يمتنع أن يفعله عليه‬
‫السالم عىل وجه اّلستصالح والتآلف‪ ،‬فالظاهر من احواله ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬أنه يف حال وّليته األمر مل يكن متمكنا من مجيع مراداته وقد‬
‫رصح ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بذلك بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أما واهلل لو ثني‬
‫ّ‬
‫الوسادة ي حلكمت بني أهل التوراة بتوراهتم‪ ،‬وبني أهل اإلنجيل‬
‫بإنجيلهم‪ ،‬وبني أهل الزبور بزبورهم‪ ،‬وبني أهل الفرقان بفرقاهنم حتى‬
‫يزهر كل كتاب من هذه الكتب ويقول‪ :‬يا رب إن عليا قد قىض‬
‫بقضائك»‪ ،‬وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد سأله قضاته عام يقضون به فقال‪:‬‬
‫اقضوا كام كنتم تقضون حتى يكون الناس مجاعة‪ ،‬أو أموت كام ماتت‬
‫أصحايب‪ .‬يعني من تقدم موته حلال وّليته من أوليائه وشيعته الذين‬
‫قبضهم اهلل تعاىل فهم عىل حالة التمسك بالتقية‪.‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪155‬‬

‫فأما الرجوع من اجتهاد إىل اجتهاد فغري معلوم منه صلوات اهلل عليه‬
‫وأكثر ما يدعيه املخالفون من ذلك ما روي من قول عبيدة السلامين وقد‬
‫سأله عن بيع امهات األوّلد فقال‪ :‬كان رأيي ورأي عمر أن ّل يبعن‪،‬‬
‫ورأيي اآلن أن يبعن‪ ،‬إىل آخر اخلرب‪ .‬وهذا خرب واحد وقد رده أكثر‬
‫الناس‪ ،‬وطعنوا يف طريقه‪ ،‬ولو صح مل يكن مصححا لالجتهاد الذي‬
‫يدعيه املخالفون‪ ،‬ألنه يمكن ‪ -‬عىل مذهبنا يف حسن التقية بل عىل‬
‫وجوهبا يف بعض األحوال ‪ -‬أن يكون ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أظهر موافقة عمر‬
‫ملا علمه يف ذلك من اّلستصالح‪ ،‬وملا زال ما أوجب اظهار املوافقة أظهر‬
‫املخالفة‪.‬‬
‫وليس ألحد أن يقول‪ :‬فقد كان جىب أن ّل خيالف عمر يف يشء من‬
‫مذاهبه‪ ،‬وقد رأينا انه خالفه يف كثري منها‪ ،‬ألنه ّل يمتنع أن يكون اخلالف‬
‫يف بعض املذاهب يثمر من العداوة والفساد ما ّل يثمر غريه وان كان يف‬
‫الظاهر حاله كحاله‪ ،‬وهذه أمور تدل عليها األحوال فيكون لبعضها مزية‬
‫عىل بعض عند من شاهد احلال‪ ،‬وان كانت عند غريه ممن مل يشهدها‬
‫متساوية‪.‬‬
‫عىل أنا لو عدلنا عن هذا اجلواب‪ -‬وان كان ظاهره الصحة‪ ،‬وبني‬
‫اّلستمرار‪ -‬مل يكن فيام يدعي من اخلرب دّللة عىل صحة اّلجتهاد ألنه ّل‬
‫ينكر أن يرجع من قول إىل قول بدليل قاطع‪ ،‬وانام كان يف اخلرب متعلق لو‬
‫‪ 156‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ثبت أنه ّل يمكن أن يرجع من قول إىل قول إّل باّلجتهاد‪ ،‬فأما إذا كان‬
‫ممكنا فال فائدة يف التعلق به‪ .‬ان مل يكن هلم ان يستدلوا بأصوهلم يقتىض ان‬
‫‪1‬‬
‫ّلدّلله فيه ‪.‬‬
‫وقال الرشيف ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪: -‬‬
‫ثم يقال هلم‪ :‬جىب عىل هذه العلة يف هذا الزمان واّلمام مفقود أو غائب‬
‫أن ّل نعرف الرشيعة‪ ،‬ثم ّل خيلو حالنا من وجهني‪:‬‬
‫إما أن نكون معذورين وغري مكلفني لذلك‪ ،‬فان جاز ذلك فينا ليجوزن‬
‫يف كل عرص بعد الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬وذلك يغني عن اّلمام‬
‫وتبطل علتهم وان قالوا‪ :‬بل نعرف الرشيعة ّل من قبل اّلمام‪.‬‬
‫قيل هلم‪ :‬فبأي وجه يصح أن نعرفها‪ ،‬جىب جواز مثله يف سائر اّلعصار‪،‬‬
‫ويف ذلك الغنى عن اّلمام يف كل عرص‪.‬‬
‫يقال له‪ :‬قد بينا أن الفرقة املحقة القائلة بوجود امام حافظ للرشيعة وهي‬
‫عارفة بام نقل من الرشيعة عن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬وما مل ينقل‬
‫عنه فبام نقل عن األئمة القائمني باألمر بعده عليهم السالم وواثقة بأن‬
‫شيئا من الرشيعة جىب معرفته مل خيل به من أجل كون اإلمام من ورائها‪،‬‬
‫وبينا أن من خالف احلق وضل عن دين اهلل تعاىل الذي ارتضاه ّل يعرف‬
‫أكثر الرشيعة لعدوله عن الطريق الذي يوصل إىل العلم هبا‪ ،‬وّل يثق بأن‬

‫‪ - 1‬الشاىف يف االنانه ج‪ ,1‬ص ‪. 178 -173‬‬


‫الرشيف املرتىض ‪157‬‬

‫شيئا مما يلزمه معرفته مل ينطق عنه وإن أظهر الثقة من نفسه‪ ،‬وّل جىب أن‬
‫يكون من هذا حكمه معذورا لتمكنه من الرجوع إىل احلق‪.‬‬
‫فأما قولك‪ :‬إن قالوا بل نعرفها ّل من قبل اإلمام» فان أردت إمام زماننا‬
‫فقد بينا إنا قد عرفنا أكثر الرشيعة ببيان من تقدم من آبائه ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ ،-‬غري أنه ّل نقِ الغنى يف الرشيعة من الوجه الذي تردد يف كالمنا‬
‫‪1‬‬
‫مرارا‪.‬‬
‫وقال صاحب الكتاب‪ :‬فان قالوا‪ :‬ليس كل ما رشع النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه‬
‫وآله وسلم ‪ -‬ثابتا بالتواتر‪ ،‬فكيف يصح ما تعلقتم به؟‬
‫قيل هلم‪ :‬إنا أردنا أن نبني أن حفظ ذلك ممكن بالتواتر‪ ،‬وان ذلك يسقط‬
‫علتهم ألن قوهلم باحلاجة إىل اّلمام إنام يمكن متى ثبت هلم ان حفظ‬
‫الرشيعة ّل يمكن إّل به‪ ،‬فإذا أريناهم أنه يمكن بغريه فقد بطلت العلة‪.‬‬
‫فأما أن نقول يف مجيع الرشيعة أنه حمفوظ بالتواتر‪ ،‬فبعيد‪ ،‬بل فيها ما نقل‬
‫بالتواتر‪ ،‬وفيها ما تلقته اّلمة بالقبول وأمجعت عليه‪ ،‬وقد علمنا بالدليل‬
‫أهنم ّل جىتمعون عىل خطأ‪ ،‬وفيها ما يثبت بالكتاب املنقول بالتواتر‪،‬‬
‫وفيها ما يثبت بخرب يعلم صحته باستدّلل عىل ما قدمناه من قبل‪ ،‬وفيها‬
‫ما يثبت بطريقة اّلجتهاد من قياس وخرب واحد‪ ،‬وكل ذلك يستغنى فيه‬
‫عن اإلمام‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشاىف يف االنانه ‪ ,‬ج ‪ ,1‬ص ‪. 186 -185‬‬


‫‪ 158‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يقال له‪ :‬ليس ينفعك امكان التواتر بجميع الرشيعة إذا أقررت بأن‬
‫أكثرها أو بعضها ّل تواتر فيه‪ ،‬وّل يكون ذلك معرتضا للطريقة التي‬
‫نحن يف نرصهتا‪ ،‬وأنت يف نقضها‪ ،‬وّل قادحا يف استمرارها‪ ،‬ألنا يف‬
‫اّلستدّلل هبذه الطريقة أوجبنا احلاجة إىل اإلمام يف الرشيعة ألمر‬
‫خيصها‪ ،‬وألحوال هي عليها‪ ،‬تقتِ احلاجة إليه فيها‪ ،‬وإذا مل يكن مجيع‬
‫ما حىتاج فيه منها متواترا فقد ثبت احلاجة إىل حجة‪ ،‬وّل اعتبار بإمكان‬
‫التواتر يف مجيعها‪ ،‬عىل أنا قد بينا أن التواتر ّل جىوز أن حتفظ به الرشيعة‬
‫واستقصيناه وأحكمناه‪.‬‬
‫فأما اإلمجاع فال حجة فيه إذا مل يقطع عىل أن يف مجلة املجمعني معصوما‬
‫يؤمن من الغلط والزلل‪ ،‬ألن اخلطأ جىوز عىل آحاد اّلمة ومجاعاهتا‪،‬‬
‫وليس جىوز أن يكون اجتامعها عاصام هلا‪ ،‬وّل مؤمنا من وقوع اخلطأ‬
‫منها‪ ،‬ومن هذا حاله ّل جىوز أن حىفظ اهلل تعاىل به رشعا‪.‬‬
‫فأما الكتاب فليس جىوز اّلقتصار عليه يف حفظ الرشع‪ ،‬ألن أكثر‬
‫الرشائع ليس يف رصيح بياهنا عىل التفصيل والتحديد‪ ،‬وهو مع ذلك ّل‬
‫يرتجم عن نفسه‪ ،‬وّل ينبئ عن معناه وتفصيله وتأويله‪ ،‬وّل بد له من‬
‫مرتجم ومبني‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬إنه الرسول صىل اهلل عليه وآله مل ندفع ذلك إّل أنه ّل بد ملن مل‬
‫يشاهد زمن الرسول ص من أن يتصل ذلك به‪ ،‬ويكون له طريق إىل‬
‫الرشيف املرتىض ‪159‬‬

‫معرفته‪ ،‬فان كان الطريق هو التواتر واّلمجاع فقد مىض ما فيهام‪ ،‬وهذا‬
‫يوجب الرجوع إىل أنه ّل بد من حجة مبلغ ملا يقع من بيان الرسول صىل‬
‫اهلل عليه وآله للكتاب‪.‬‬
‫وأما اّلجتهاد والقياس فقد دللنا عىل بطالهنام يف الرشيعة وأهنام ّل ينتجان‬
‫علام وّل فائدة‪ ،‬فضال عن أن حىفظا الرشيعة وحال أخبار اآلحاد يف فساد‬
‫حفظ الرشيعة هبا أظهر من كثري مما تقدم‪ ،‬ألهنا ّل توجب علام‪ ،‬وهي‪-‬‬
‫أيضا‪ -‬متكافئة متقابلة‪ ،‬وواردة باملختلف من األحكام واملتضاد‪ ،‬وما‬
‫يعتمد يف قرائنها إما أن يكون عىل طريقة خصومنا اإلمجاع أو القياس‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وليس مطابقة يشء من ذلك هلا بموجب لصحتها والقطع عليها‪.‬‬
‫قال الرشيف ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪:-‬‬
‫قال صاحب الكتاب‪ :‬وبعد‪ ،‬فانا تتبعنا حال أكثر الرشع فوجدنا النقل‬
‫فيه‪ ،‬واألدلة عليه أظهر من النص عىل اإلمام‪ ،‬بل من كون اإلمام يف بعض‬
‫اّلعتبار وسائر صفاته يف بعض اّلعصار‪ ،‬فكيف يصح أن جىعل العلم‬
‫بكل ذلك فرعا عىل اّلمام واملعرفة بكونه إماما؟‬
‫فيقال له‪ :‬أما كون اإلمام ووجوده يف كل عرص فطريقه العقل‪ ،‬وقد بيناه‪،‬‬
‫وّل نسبة بينه وبني العلم بأكثر الرشع الذي يعتمد فيه اخلصوم عىل‬
‫اّلجتهاد‪ ،‬وطرق الظنون‪.‬‬

‫‪ 1‬الشاىف يف االنانه ج ‪ ,1‬ص ‪.189 -188‬‬


‫‪ 160‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فأما النص عىل عني اإلمام واسمه وهو أيضا أظهر من أكثر الرشع‬
‫واثبت‪ ،‬ألنا نرجع يف تصحيحه إىل أخبار قد أمجع عليها املختلفون من‬
‫األمة‪ ،‬ونبني من فحواها الدّللة عىل النص أو إىل اخبار قد تواترت هبا‬
‫فرقة كثرية العدد‪ ،‬مشهورة املكان واّلعتقاد‪ ،‬وليس يف أكثر الرشع أخبار‬
‫متواترة‪ ،‬ولو ّل أن األمر عىل ما ذكرناه مل يفزع خصومنا يف أكثره إىل‬
‫الظنون واّلستحسان‪ ،‬ألن ما يوجد فيه أخبار متواترة ّل يفتقريف‬
‫‪1‬‬
‫تصحيحه إىل غريها من ظن واجتهاد‪ .‬الخ‪.‬‬
‫وقال الرشيف يف ذيل جواب آخر لشبدة األخرى‪:‬‬
‫فاما الرجوع من رأي إىل رأي آخر فقد ب ّينا انه باطل الخ‪.‬‬
‫قال الرشيف‪:‬‬
‫قال صاحب الكتاب‪ :‬عىل أنه لو صح ما قالوه‪ ،‬كان ّل جىب إثبات‬
‫معصوم جلواز أن تكون الرشيعة حمفوظة بالنقل املتواتر‪ ،‬كام أن القرآن‬
‫حمفوظ هبذه الطريقة‪ ،‬إىل غري ذلك من السنن‪ ،‬فكان ّل يمتنع يف كل رشع‬
‫أن يكون منقسام إىل ما يثبت بالتواتر‪ ،‬وإىل ما يثبت بطريقة اّلجتهاد‬
‫والقياس‪... ،‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.200‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪161‬‬

‫فيقال له‪ :‬قد مىض الكالم عىل هذا حيث بينا أن التواتر ّل جىوز ان حتفظ‬
‫به الرشيعة‪ ،‬وان كانت احلجة به تثبت عند وروده‪ ،‬وأنه ّل بد من معصوم‬
‫يكون وراء الناقلني‪.‬‬
‫فأما اّلجتهاد والقياس فقد بينا بطالهنام يف الرشيعة‪ ،‬وأهنام ّل يثمران‬
‫فائدة‪ ،‬وّل ينتجان علام وّل ظنا‪ ،‬فضال عن أن تكون الرشيعة حمفوظة‬
‫‪1‬‬
‫هبام‪.‬‬
‫قال السيد املرتىض – رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫العامة‪ :‬إذا كان اإلمجاع عندكم قليل اجلدوى لبعد حت ّققه وعدم‬
‫إن قالت ّ‬
‫ألن العمدة فيه قول املعصوم‪ ،‬فلم جعلتموه‬
‫خروجه عن معنى اخلرب ّ‬
‫ّ‬
‫مستقال مغايرا للخرب‪ ،‬ونظمتموه يف سلك األد ّلة الرشع ّية؟‬ ‫دليال‬
‫قلنا‪ :‬لو كنّا املبتدئني لذلك لورد علينا ما ذكرتم‪ ،‬لكنّكم ملّا عقدتم هذا‬
‫يتمشى عندكم؟ أجبناكم‪ :‬نعم‪ ،‬إذا حت ّقق قول‬
‫األصل وسألتمونا‪ :‬هل ّ‬
‫املعصوم يف مجلة أقوال املجمعني عملنا هبذا الدليل‪ ،‬فإن كان اإلمجاع‬

‫الذي تدّ عونه أصال هو هذا وافقناكم عليه‪ ،‬و ّإّل فليس ّ‬
‫بحجة عندنا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫وقال – رمحه اهلل ‪: -‬‬

‫‪ - 1‬الشايف يف اإلنانة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪276 :‬‬


‫‪ - 2‬تراث الشيعة الفقدى واألصوىل ( املختص بأصول الفقه )‪ ،‬ص‪378 :‬‬
‫‪ 162‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان يف استصحاب احلال مجعا بني حالتني يف حكم من غري دّللة جامعة‪،‬‬
‫ألن احلالني خمتلفان من حيث كان غري واجد للامء يف إحدامها وواجدا له‬
‫ّ‬
‫يسوي بني احلالتني من غري دّللة؟!‪.‬‬
‫يف األخرى‪ ،‬فكيف ّ‬
‫األول بدليل‪ ،‬فالواجب أن ينظر‪ ،‬فإن كان‬
‫وإذا كنّا أثبتنا احلكم يف احلال ّ‬
‫سوينا بينهام فيه‪ ،‬وليس هاهنا استصحاب‬
‫ذلك الدّ ليل يف تناول احلالني؛ ّ‬
‫حال‪ .‬وإن كان تناول الدّ ليل إنّام هو احلال األوىل فقط‪ ،‬فاحلاله ال ّثانية‬
‫عارية من دليل‪ ،‬وّل جىوز إثبات مثل احلكم هلا من غري دليل‪ ،‬وجرت‬
‫اخللو من دّللة جمرى األوىل لو خلت من دّللة‪ ،‬فإذا مل جىز‬
‫ّ‬ ‫هذا احلال مع‬
‫‪1‬‬
‫األول إّلّ‪ ،‬بدليل‪ ،‬فكذلك ال ّثانية‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫إثبات احلكم ّ‬
‫قال الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « العدة » ‪:‬‬
‫عيل بن احلسني املوسوي ‪ -‬قدّ س اهلل روحه ‪ -‬أخريا أنّه‬
‫وذكر املرتىض ّ‬
‫احلق فيام عند اإلمام‪ ،‬واألقوال األخر يكون ك ّلها باطلة‪،‬‬
‫جىوز أن يكون ّ‬

‫وّل جىب عليه ال ّظهور‪ ،‬ألنّه إذا كنّا نحن ّ‬


‫السبب يف استتاره‪ ،‬فك ّلام ما‬
‫بترصفه وبام معه من األحكام يكون قد أتينا من‬
‫يفوتنا من اّلنتفاع به و ّ‬
‫قبل نفوسنا فيه‪ ،‬ولو أزلنا سبب اّلستتار لظهر وانتفعنا به‪ ،‬وأ ّدى إلينا‬
‫احلق ا ّلذي عنده‪ .‬انتهى ما نقل عنه الشيخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 1‬سيد نرتىض‪ ,‬الذريعة إىل أصول الرشيعة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪355 :‬‬


‫‪ - 2‬شيخ طوسى‪ ،‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪632 :‬‬
‫الشيخ الطويس ‪163‬‬

‫وهذا ترصيح ننه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بالرجوع عن حتجية االمجاع الذي كان يستدل به كثرىا‬
‫يف آخر عمره وقد نفى االجتدا والظنون فامبقى عنده نستند للحكم الرشعي غرى‬
‫الكتاب والسنة برشائطدام املقررة املفيد للعلم وهذا هواملقصو ‪ ،‬فتنبه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وسيأيت يف ترمجة حممد بن ا ريس احليل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬عن حكاية قول الرشيف‬
‫نايمؤيد ناذكرناه هدنا ونن تتبع تصانيف الرشيف ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف الكالم‬
‫واألصول لفطن بتنصيصاته عىل ابطال االجتدا والقواعد الظنية بامالنزيد عليه ولو‬
‫ار نا مجعدا الحتتجنا إىل كتاب اخر وناذكرناه فدو ليلنا عىل القول بنفي االجتدا عنه‬
‫فمن يدعى انه جمتددا فليأت بترصيح ننه يف بعض نصنفاته بتتجويز االجتدا يف‬
‫األحكام وقوله به واال فدعواه باطل كدعاوى العانة بقوهلم ان األئمة املعصوننى كانوا‬
‫نن أهل السنة واجلامعة وغالب العلامء كان ننا فاجلأ الشديد التسرتي إىل تصنيف «‬
‫جمالس املمؤنننى » واثبت فيدا تشيع مجاعة نن العلامء واحلكامء واال باء والفقداء‬
‫بترصحياهتم حتى استبان احلق لذي عيننى‪.‬‬

‫الشيخ الطويس‬
‫ونندم‪ :‬الشيخ ابوجعفر حممد بن احلسن الطويس شيخ الطائفة احلقة وقد رصح يف‬
‫نواضع عديدة نن كتبه الكالنية بنفي االجتدا ورصح بالقول بالتوقف ونفي االباحة‬
‫االصلية ونفي يف نستند االحكام ونحن نقترص عىل نانصه يف « عدة األصول » هي‬
‫اشدر كتبه عند األصولينى‪.‬‬
‫‪ 164‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال يف نبحث العلم‪:‬‬


‫الظن‪ :‬فعندنا وإن مل يكن أصال يف ّ‬
‫الرشيعة يستند األحكام إليه فإنّه‬ ‫و ّأما ّ‬
‫تقف أحكام كثرية عليه‪ .‬الخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫اقول‪ :‬قدنص هدنا عىل نفي االستنا يف االحكام الظنون واالجتدا نبناه عىل الظن‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫وأما األمارة‪ ،‬فليست موجبة للظن‪ ،‬بل خيتار الناظر فيها عندها الظن‬
‫ابتداء‪ ،‬ألنا نعلم أنه ينظر مجاعة كثرية يف إمارة واحدة من جهة واحدة‪،‬‬
‫فال حىصل جلميعهم الظن‪ ،‬فلو كانت مولدة لوجب ذلك‪ ،‬كام جىب ذلك‬
‫يف الدليل‪ ،‬أ ّل ترى أن اجلامعة إذا نظرت يف الدليل من الوجه ا ّلذي يدل‪،‬‬
‫حصل جلميعهم العلم‪ ،‬ومل حىصل لبعضهم دون بعض‪ ،‬وليس كذلك‬
‫‪2‬‬
‫الظن‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ففي حينئذ قول نن يقول ان االنارات االجتدا يه يفيد الظن عند االجتدا‬
‫للمتجتددين وابطل التعويل عىل االنارات األصوليه واثبت ان ظنوهنم ظنون نبتداة‬
‫والظنون املبتداه ليست بحتجة امجاعا وهذا قيق اليعرفه اال االوحدي يف االطالع عىل‬
‫املذهب الفريقنى فمن ا عى ذلك يف املشاهدات وهذا القدر كاف يف ابطال هذا املذهب‬

‫‪ - 1‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 17‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪.24‬‬
‫الشيخ الطويس ‪165‬‬

‫النه ظاهر البطالن فانا كيفيت حصول هذا العلم فقد اختلف العمل يف ذلك وساق‬
‫الكالم إىل ان قال‪:‬‬
‫ان إىل‬
‫علوه ‪ -‬إىل تقسيم ذلك فقال ّ‬
‫وذهب سيدنا املرتىض ‪ -‬ادام اهلل ّ‬
‫تقسيم ذلك فقال‪ :‬إن أخبار البلدان‪ ،‬والوقائع‪ ،‬وامللوك‪ ،‬وهجرة النبي‬
‫صىل اهلل عليه وآله وسلم ومغازيه‪ ،‬وما جىري هذا املجرى جىوز أن يكون‬
‫رضورة من فعل اهلل تعاىل‪ ،‬وجىوز أن يكون مكتسبة من فعل العباد‪ ،‬وأما‬
‫ما عدا أخبار البلدان‪ ،‬وما ذكرناه مثل العلم بمعجزات النبي ‪ -‬صىل اهلل‬
‫عليه وآله ‪ ، -‬وكثري من أحكام الرشيعة‪ ،‬والنص احلاصل عىل األئمة ‪-‬‬
‫عليهم السالم ‪ ، -‬فيقطع عىل أنه مستدل عليه‪.‬‬
‫وهذا املذهب عندي أوضح من املذهبني مجيعا‪ ،‬وإنام قلنا هبذا املذهب‬
‫ألنه ّل دليل هاهنا يقطع به عىل صحة أحد املذهبني دون اآلخر‪ ،‬فاألدلة‬
‫فيها كاملتكافئة‪ ،‬وإذا كان كذلك وجب الوقف وَتويز كل واحد من‬
‫‪1‬‬
‫املذهبني‪.‬‬
‫قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 71‬‬


‫‪ 166‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وأما ما نختص به فهو أن نقول‪ّ :‬ل يمتنع أن يكون من رشطه أن يكون‬


‫من يسمع اخلرب ّل يكون قد سبق إىل اعتقاد خيالف ما تضمنه اخلرب بشبهة‬
‫‪1‬‬
‫أو تقليد‪،‬‬
‫وقال فيام حكاه عن املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬وصدقه‪:‬‬
‫وأما اخلرب إذا روي وعملت األمة بأمجعها بموجبة ألجله‪ ،‬فعند من قال‪:‬‬
‫ّل جىوز العمل بخرب الواحد‪ ،‬ينبغي أن يكون دّللة عىل صحته‪ ،‬ألنه لو‬
‫مل يكن صحيحا ألدى إىل إمجاعهم عىل العمل به وهو خطأ‪ ،‬وذلك غري‬
‫جائز عليهم‪.‬‬
‫واما من قال جىوز العمل بخرب الواحد فال يمكنه أن يقول أن ذلك دّللة‬
‫عىل صحته‪ ،‬ألهنم إذا اعتقدوا جواز العمل بخرب الواحد‪ ،‬جاز أن جىمعوا‬
‫عليه وإن مل يكن صحيحا يف األصل‪ ،‬كام أهنم جىوز أن جىتمعوا عىل يشء‬
‫‪2‬‬
‫من طريق اّلجتهاد عندهم‪ ،‬وإن مل يكن طريق ذلك العلم‪.‬‬
‫قال يف ذكر القرائن التي تدل عىل صحة اخبار اآلحا أو عىل بطالهنا ونايرجح هبا‬
‫االخبار بعضدا عىل بعض نالفظه‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.76‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 87‬‬
‫الشيخ الطويس ‪167‬‬

‫ولسنا نقول باّلجتهاد والقياس يسند ذلك القول إليه‪ ،‬وّل هناك خرب‬
‫‪1‬‬
‫آخر يضاف إليه‪ ،‬وجب أن يكون ذلك القول مطرحا‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫القرائن التي تدل عىل صحة متضمن األخبار التي ّل توجب العلم أربع‬
‫أشياء‪.‬‬
‫منها‪ :‬أن تكون موافقة ألدلة العقل وما اقتضاه‪ ،‬ألن األشياء يف العقل إذا‬
‫كانت إما عىل احلظر أو اإلباحة ‪ -‬عىل مذهب قوم ‪ -‬أو الوقف عىل ما‬
‫نذهب إليه‪ .‬فمتى ورد اخلرب متضمنا للحظر أو اإلباحة وّل يكون هناك‬
‫ما ّ‬
‫يدل عىل العمل بخالفه‪ ،‬وجب أن يكون ذلك دليال عىل صحة‬
‫متضمنه عند من اختار ذلك‪.‬‬
‫وأما عىل مذهبنا ا ّلذي نختاره يف الوقف‪ ،‬فمتى ورد اخلرب موافقا لذلك‪،‬‬
‫وتضمن وجوب التوقف كان دليال أيضا عىل صحة متضمنه‪ ،‬إّل أن يدل‬
‫‪2.‬‬
‫دليل عىل العمل بأحدمها فيرتك له اخلرب واألصل‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فأما ترجيح أحد اخلربين عىل اآلخر من حيث إن أحدمها يقتِ احلظر‬
‫واآلخر اإلباحة‪ ،‬واألخذ بام يقتضيه احلظر أوىل أو اإلباحة‪ ،‬فال يمكن‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 146‬‬
‫‪ - 2‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪144 :‬‬
‫‪ 168‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اّلعتامد عليه عىل ما نذهب إليه يف الوقف‪ ،‬ألن احلظر واإلباحة عندنا‬
‫مستفادان بالرشع فال ترجيح بذلك‪ ،‬وينبغي لنا التوقف فيهام مجيعا‪ ،‬أو‬
‫يكون اإلنسان فيهام خمريا يف العمل بأهىام شاء‪.‬‬
‫وإذا كان أحد املرسلني متناوّل للحظر واآلخر متناوّل لإلباحة‪ ،‬فعىل‬
‫مذهبنا ا ّلذي اخرتناه يف الوقف يقتِ التوقف فيهام‪ ،‬ألن احلكمني مجيعا‬
‫مستفادان رشعا وليس أحدمها بالعمل أوىل من اآلخر‪.‬‬
‫وإن قلنا‪ :‬إنه إذا مل يكن هناك ما يرتجح به أحدمها عىل اآلخر كنا خمريين‪،‬‬
‫كان ذلك أيضا جائزا كام قلناه يف اخلربين املسندين سواء‪ .‬الخ ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال‪:‬‬
‫أن خرب الواحد إذا كان واردا من طريق أصحابنا القائلني باإلمامة‪ ،‬وكان‬
‫ذلك مرويا عن النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم أو عن واحد من األئمة‬
‫عليهم السالم‪ ،‬وكان ممن ّل يطعن يف روايته‪ ،‬ويكون سديدا يف نقله‪ ،‬ومل‬
‫تكن هناك قرينة تدل عىل صحة ما تضمنه اخلرب‪ ،‬ألنه إن كانت هناك‬
‫قرينة تدل عىل صحة ذلك‪ ،‬كان اّلعتبار بالقرينة‪ ،‬وكان ذلك موجبا‬
‫للعلم‪ -‬ونحن نذكر القرائن فيام بعد‪ -‬جاز العمل به‪.‬‬
‫وا ّلذي يدل عىل ذلك‪ :‬إمجاع الفرقة املحقة‪ ،‬فإين وجدهتا جممعة عىل‬
‫العمل هبذه األخبار التي رووها يف تصانيفهم ودونوها يف أصوهلم‪ّ ،‬ل‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.155‬‬
‫الشيخ الطويس ‪169‬‬

‫يتناكرون ذلك وّل يتدافعونه‪ ،‬حتى أن واحدا منهم إذا أفتى بيشء ّل‬
‫يعرفونه سألوه من أين قلت هذا؟ فإذا أحاهلم عىل كتاب معروف‪ ،‬أو‬
‫أصل مشهور‪ ،‬وكان راويه ثقة ّل ينكر حديثه‪ ،‬سكتوا وسلموا األمر يف‬
‫ذلك وقبلوا قوله‪ ،‬وهذه عادهتم وسجيتهم من عهد وا ّلذي يكشف عن‬
‫ذلك أنه ملا كان العمل بالقياس حمظورا يف الرشيعة عندهم‪ ،‬مل يعملوا به‬
‫أصال‪ ،‬وإذا شذ منهم واحد عمل به يف بعض املسائل‪ ،‬أو استعمله عىل‬
‫وجه املحاجة خلصمه وإن مل يعلم اعتقاده‪ ،‬تركوا قوله وأنكروا عليه‬
‫وتربءوا من قوله‪ ،‬حتى إهنم يرتكون تصانيف من وصفناه ورواياته ملا‬
‫كان عامال بالقياس‪ ،‬فلو كان العمل بخرب الواحد جىري ذلك املجرى‬
‫‪1‬‬
‫لوجب أيضا فيه مثل ذلك‪ ،‬وقد علمنا خالفه‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫ذهب أهل العدل من املتكلمني وكثري من الفقهاء إىل أن األمر باليشء‬
‫ان اّلمر باليشء‬
‫ليس بنهي عن ضده و ذهب املجربة وباقي الفقهاء إىل ّ‬
‫‪2‬‬
‫هنى عن ضدّ ه‪.‬‬
‫وقال يف ختصيص العموم بالقياس‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.125 -126‬‬


‫‪ - 2‬العدة األصول ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 196‬‬
‫‪ 170‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أن الكالم يف هذه املسألة قد سقط عنّا‪ ،‬ألنا ّل نجيز العمل بالقياس‪،‬‬
‫اعلم ّ‬
‫خيص العموم‪.‬و إنّام اخلالف يف ذلك بني من أثبت‬
‫ّل ابتداء وّل فيام ّ‬
‫القياس‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫باخلفي وهو مذهب‬
‫ّ‬ ‫خيص‬
‫اجليل‪ ،‬وّل ّ‬
‫ّ‬ ‫خيص بالقياس‬
‫ومنهم من قال‪ّ :‬‬
‫‪1‬‬
‫بعض أصحاب ّ‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫وقال‪ :‬فإن قيل‪ :‬فدل جيوزأن ينسخ إمجاعدم عىل قولنى بإمجاعدم عىل أحدمها؟ ألن هذا‬
‫اإلمجاع قد ل عىل أن القول اآلخر الذي سوغوه نن قبل القول به قد حرم القول به‪،‬‬
‫وهذا نسخ لإلمجاع‪ .‬قيل له‪ :‬هذا يسقط عىل نذهبنا‪ ،‬ألهنم إذا أمجعوا عىل أن كل واحد‬
‫نن القولنى جائز ال جيوز أن جيمعوا بعد ذلك عىل أحد القولنى‪ ،‬ألن ذلك ينقض‬
‫اإلمجاع األول‪.‬‬
‫وإنام يصح ذلك عىل نذهب نن قال باالجتدا بأن يقول‪ :‬قالوا بقولنى نن طريق‬
‫االجتدا ثم أ اهم االجتدا إىل قول واحد‪،‬إىل أن قال‪ :‬فانا القياس فعندنا انه غرى‬
‫‪2‬‬
‫نعمول به يف الرشع عىل نايدل عليه باملستقبل فاليصح نسخه وال النسخ به‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.353‬‬
‫‪- 2‬مهان ج ‪ ،2‬ص ‪.540 – 539‬‬
‫الشيخ الطويس ‪171‬‬

‫وقال‪ :‬يف نذهب القياس‪ :‬والذي نذهب إليه‪ ،‬وهو الذي اختاره املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫يف كتابه يف إبطال القياس‪« :‬أن القياس حمظور استعامله يف الرشيعة‪ ،‬ألن العبا ة مل تأت‬
‫به‪ ،‬وهو مما لو كان جائزا يف العقل نفتقرا يف صحة استعامله يف الرشع إىل السمع القاطع‬
‫للعذر‪.‬‬
‫ويلحق هبذا يف القوة الطريقة التي كان ينرصها شيخنا ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نن ننع حصول‬
‫الظن وفقد األنارات التي حيصل عندها الظن‪ .‬وذكر املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬أن هلذه‬
‫‪1‬‬
‫الطريقة بعض القوة‪.‬‬
‫وقال‪ :‬فأنا تعلق األحكام الرشعية بالظن فأكثر نن أن َتىص‪ ،‬نحو وجوب التوجه إىل‬
‫القبلة عند الظن بأهنا يف جدة خمصوصة‪ ،‬وتقدير النفقات‪ ،‬وأروش اجلنايات‪ ،‬وقيم‬
‫املتلفات‪ ،‬والعمل بقول الشاهدين‪.‬‬
‫وجيب أن يعلم أن الظن وإن كان طريقا إىل العلم بوجوب أحكام عىل نحو نا ذكرناه‪،‬‬
‫وساوى هذا الوجه العلم‪ ،‬ألنه ال فصل بنى أن نظن جدة القبلة‪ ،‬وبنى أن نعلمدا يف‬
‫وجوب التوجه إليدا‪ ،‬وكذلك ال فصل بنى أن نظن اخلرسان يف التتجارة أو نعلمه يف‬
‫قبحدا‪ ،‬فإنه ال يساوي العلم نن وجوه أخر وال يقوم فيدا نقانه‪ ،‬ألن الفعل الذي يلزم‬
‫املكلف فعله ال بد أن يكون نعلونا له‪ ،‬أو يف حكم املعلوم بأن يكون نتمكنا نن العلم‬
‫به‪ ،‬أو يكون سببه نعلونا إذا تعذر العلم بعينه‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 652‬‬
‫‪ 172‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وال بد أيضا أن يعلم وجوبه‪ ،‬ووجه وجوبه إنا عىل مجلة أو تفصيل‪ .‬والظن يف كل هذه‬
‫الوجوه ال يقوم نقام العلم‪ ،‬ألنه نتى مل يكن عاملا بام ذكرناه أوال‪ ،‬أو نتمكنا نن العلم‬
‫به‪ ،‬مل يكن علته نزاحة فيام تعبد به‪ ،‬وجرى جمرى أن ال يكون قا را‪ ،‬ألنه نتى مل يعلم‬
‫الفعل ويميزه مل يتمكن نن القصد إليه بعينه‪ ،‬وبالظن ال يتميز األشياء‪ ،‬وإنام تتميز‬
‫بالعلم‪ ،‬ونتى مل يكن عاملا بوجوب الفعل كان جموزا كونه غرى واجب‪ ،‬فيكون نتى أقدم‬
‫عليه نقدنا عىل نا ال يأنن كونه قبيحا‪ ،‬واإلقدام عىل ذلك يف القبح جيري جمرى اإلقدام‬
‫عىل نا يعلم قبحه‪.‬‬
‫ونتى علم كونه واجبا‪ ،‬فال بد نن أن يعلم وجه وجوبه عىل مجلة أو تفصيل‪ ،‬ألنه لو‬
‫كان ظانا لوجه وجوبه كان جموزا انتفاء وجه الوجوب عنه‪ ،‬وعا األنر إىل جتويز كونه‬
‫غرى واجب‪.‬‬
‫وهذه اجلملة إذا تمؤنلت بطل هبا قول نن أنكر تعلق األحكام بالظنون‪.‬‬
‫ونن توهم عىل نن سلك هذه الطريقة أنه قد أثبت األحكام بالظنون فقد أبعد هناية‬
‫البعد‪ ،‬ألن األحكام ال تكون إال نعلونة وال تثبت إال نن طريق العلم‪ ،‬إال أن الطريق‬
‫إليدا قد يكون تارة العلم وأخرى الظن‪ ،‬ألنا إذا ظننا يف طريق سبعا وجب علينا جتنب‬
‫سلوكه‪ ،‬فاحلكم الذي هو قبح سلوكه ووجوب جتنبه نعلوم ال نظنون‪.‬‬
‫وإن كان الطريق إليه هو الظن‪ ،‬ونتعلق الظن غرى نتعلق العلم‪ ،‬ألن الظن يتعلق بكون‬
‫السبع يف الطريق‪ ،‬والعلم يتعلق بقبح سلوك الطريق‪ ،‬والقول يف العلم بوجوب التوجه‬
‫الشيخ الطويس ‪173‬‬

‫إىل جدة القبلة عند الظن بأهنا يف بعض اجلدات جيري عىل نا ذكرناه‪ ،‬ويكون احلكم فيه‬
‫‪1‬‬
‫نعلونا وإن كان الطريق إليه نظنونا‪.‬‬
‫قال يف نبحث االجتدا والذي أذهب إليه وهو نذهب مجيع شيوخنا املتكلمنى‪،‬‬
‫املتقدننى واملتأخرين‪ ،‬وهو الذي اختاره سيدنا املرتىض ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ ، -‬وإليه‬
‫كان يذهب شيخنا أبو عبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪« : -‬أن احلق واحد وأن عليه ليال‪ ،‬نن خالفه‬
‫كان خمطئا فاسقا»‪.‬‬
‫أن األصل يف هذه املسألة القول بالقياس والعمل بأخبار اآلحاد‪،‬‬
‫واعلم ّ‬
‫احلق‬
‫أن ّ‬ ‫ألن ما طريقه التّواتر وظواهر القرآن‪ ،‬فال خالف بني أهل العلم ّ‬
‫ّ‬
‫فيام هو معلوم من ذلك‪ ،‬وإنّام اختلف القائلون هبذين األصلني فيام‬

‫ذكرناه‪ ،‬وقد دللنا عىل بطالن العمل بالقياس‪ ،‬وخرب الواحد ا ّلذي ّ‬
‫خيتص‬
‫احلق يف اجلهة ا ّلتي فيها‬
‫أن ّ‬ ‫املخالف بروايته و إذا ثبت ذلك‪ّ ،‬‬
‫دل عىل ّ‬
‫‪2‬‬
‫ال ّطائفة املح ّقة‪.‬‬
‫وقال يف فصل ذكر صفات املفتى واملستفتى‪:‬‬

‫‪ - 1‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.554 -657 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪.726 -726‬‬
‫‪ 174‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ّل جىوز ألحد أن يفتي بيشء من األحكام ّإّل بعد أن يكون عاملا به‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫املفتي خيرب عن حال ما يستفتى فيه‪ ،‬فمتى مل يكن عاملا به فال يأمن أن خيرب‬
‫ّ‬
‫باليشء عىل غري ما هو به وذلك ّل جىوز‪ ،‬فإذا ّل بدّ أن يكون عاملا به‪،‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫فإن ّ‬
‫أخل بذلك أو بيشء منه‪ ،‬مل يأمن أن يكون ما أفتى به وذلك صحيح‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وذلك قبيح‪.‬‬
‫وقد عد نن خالفنا يف هذه األقسام أنه ال بد أن يكون عاملا بالقياس‪ ،‬واالجتدا ‪ ،‬وأخبار‬
‫اآلحا ‪ ،‬ووجوه العلل واملقاييس‪ ،‬وإثبات األنارات املقتضية لغلبة الظن‪ ،‬وإثبات‬
‫‪.‬‬
‫األحكام‬
‫‪1‬‬
‫وقد بينا نحن فسا ذلك وأهنا ليست نن أ لة الرشع‪.‬‬
‫وقال‪ :‬عىل أن الذي يقوى يف نفيس‪ :‬أن املقلد للمحق يف أصول الديانات وإن كان خمطئا‬
‫‪2‬‬
‫يف تقليده‪ ،‬غرى نمؤاخذ به‪ ،‬وأنه نعفو عنه‪.‬‬
‫وقال‪ :‬فصل يف أن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬هل كان جمتددا يف يشء نن األحكام؟‬
‫وهل كان يسوغ ذلك له عقال أم ال؟ وإن نن غاب عن الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله‬

‫‪ - 1‬العدة يف األصول الفقه‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ 727‬و‪. 729‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪.731‬‬
‫الشيخ الطويس ‪175‬‬

‫‪ -‬يف حال حياته هل كان يسوغ له االجتدا أو ال؟ وكيف حال نن بحرضته يف جواز‬
‫ذلك؟»‬
‫اعلم أن هذه املسألة تسقط عن أصولنا‪ ،‬ألنا قد بينا أن القياس واالجتدا ال جيوز‬
‫استعامهلام يف الرشع‪ ،‬وإذا ثبت ذلك فال جيوز للنبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬ذلك وال‬
‫ألحد نن رعيته حارضا كان أو غائبا‪ ،‬ال حال حياته وال بعد وفاته استعامل ذلك عىل‬
‫حال‪ .‬وأنا عىل نذهب املخالفنى لنا يف ذلك فقد اختلفوا‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واملعتمد يف هذه املسألة أيضا ما قدّ مناه من عدم الدّ ليل عىل ورود العبادة‬
‫‪1‬‬
‫بالقياس واّلجتهاد‪ ،‬وذلك عا ّم يف مجيع األحوال‪.‬‬
‫قال‪ :‬فصل‪« 2 -‬يف ذكر بيان األشياء التي يقال إهنا عىل احلظر أو اإلباحة‪ ،‬والفضل‬
‫بيندام وبنى غرىمها‪ ،‬والدليل عىل الصحيح نن ذلك» أفعال املكلف ال ختلو نن أن تكون‬
‫حسنة‪ ،‬أو قبيحة‪ .‬واحلسنة ال ختلو نن أن تكون واجبة‪ ،‬أو ندبا‪ ،‬أو نباحا‪.‬‬
‫وكل فعل يعلم جدة قبحه بالعقل عىل التفصيل‪ ،‬فال خالف بنى أهل العلم املحصلنى‬
‫يف أنه عىل احلظر‪ ،‬وذلك نحو الظلم‪ ،‬والكذب‪ ،‬والعبث‪ ،‬واجلدل‪ ،‬ونا شاكل ذلك‪.‬‬
‫ونا يعلم جدة وجوبه عىل التفصيل‪ ،‬فال خالف أيضا أنه عىل الوجوب‪ ،‬وذلك نحو‬
‫وجوب ر الو يعة‪ ،‬وشكر املنعم‪ ،‬واإلنصاف‪ ،‬ونا شاكل ذلك‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪ 733‬و‪.735‬‬
‫‪ 176‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونا يعلم جدة كونه ندبا‪ ،‬فال خالف أيضا أنه عىل الندب‪ ،‬وذلك نحو اإلحسان‪،‬‬
‫والتفضل‪.‬‬
‫وإنام كان األنر يف هذه األشياء عىل نا ذكرناه‪ ،‬ألهنا ال يصح أن تتغرى نن حسن إىل‬
‫قبح‪ ،‬ونن قبح إىل حسن‪.‬‬
‫واختلفوا يف األشياء التي ينتفع هبا هل هي عىل احلظر‪ ،‬أو اإلباحة‪ ،‬أو عىل الوقف؟‬
‫وذهب كثرى نن البغدا ينى‪ ،‬وطائفة نن أصحابنا اإلنانية إىل أهنا عىل احلظر‪ ،‬ووافقدم‬
‫عىل ذلك مجاعة نن الفقداء‪..‬‬
‫وذهب أكثر املتكلمنى نن البرصينى‪ ،‬وهي املحكي عن أيب احلسن وكثرى نن الفقداء‬
‫إىل أهنا عىل اإلباحة‪ ،‬وهو الذي خىتاره سيدنا املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪. -‬‬
‫وذهب كثرى نن الناس إىل أهنا عىل الوقف‪ ،‬وجيوز كل واحد نن األنرين فيه‪ ،‬وينتظر‬
‫ورو السمع بواحد نندام‪ ،‬وهذا املذهب كان ينرصه شيخنا أبو عبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫وهو الذي يقوى يف نفيس‪.‬‬
‫والذي يدل عىل ذلك‪ :‬أنه قد ثبت يف العقول أن اإلقدام عىل نا ال يمؤنن املكلف كونه‬
‫قبيحا‪ ،‬نثل إقدانه عىل نا يعلم قبحه‪ ،‬أ ال ترى أن نن أقدم عىل اإلخبار بام ال يعلم‬
‫صحة خمربه‪ ،‬جرى يف القبح جمرى نن أخرب نع علمه بأن خمربه عىل خالف نا أخرب به‬
‫عىل حد واحد‪ ،‬وإذا ثبت ذلك وفقدنا األ لة عىل حسن هذه األشياء قطعا ينبغي أن‬
‫نتجوز كوهنا قبيحة‪ ،‬وإذا جوزنا ذلك فيدا قبح اإلقدام عليدا‪ .‬فان قيل‪ :‬نحن نأنن نن‬
‫الشيخ الطويس ‪177‬‬

‫قبحدا‪ ،‬ألهنا لو كانت قبيحة مل تكن إال لكوهنا نفسدة‪ ،‬ألنه ليس هلا جدة قبح يلزندا‬
‫نثل اجلدل‪ ،‬والظلم‪ ،‬والكذب‪ ،‬والعبث وغرى ذلك‪ ،‬ولو كانت قبيحة ملفسدة لوجب‬
‫عىل القديم أن يعلمنا ذلك وإال قبح التكليف‪ ،‬فلام مل يعلمنا ذلك علمنا حسندا عند‬
‫ذلك‪ ،‬وذلك يفيدنا اإلباحة‪.‬‬
‫قيل‪ :‬ال َتتنع أن تتعلق املفسدة بإعالننا جدة الفعل عىل التفصيل فيقبح اإلعالم‪،‬‬
‫وتكون املصلحة لنا يف التوقف يف ذلك والشك‪ ،‬وجتويز كل واحد نن األنرين‪ ،‬وإذا مل‬
‫يمتنع أن تتعلق املصلحة بشكنا واملفسدة بإعالننا جدة الفعل‪ ،‬مل يلزم إعالننا عىل كل‬
‫حال‪ ،‬وصار ذلك نوقوفا عىل تعلق املصلحة باإلعالم أو املفسدة بالشك‪ ،‬فحينئذ جيب‬
‫‪1‬‬
‫االعالم‪ ،‬وذلك نوقوف عىل السمع‪.‬‬
‫وقال‪ :‬يف نسئلة استصحاب احلال وىل يف ذلك نظر‪.‬‬
‫قال‪ :‬يف ذكر نايعلم بالعقل والسمع‪ :‬فأنا نا ال يعلم إال بالسمع فعىل أرضب‪:‬‬
‫نندا‪ :‬نا تتعلق به األحكام نن سبب أو علة عند نن قال بإثبات العلل‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬نا هي أ لة عىل األحكام‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬نا يتعلق بذلك نن رشوطه وفروعه وأوصافه‪.‬‬
‫وكل ذلك ال يصح أن يعلم إال بالسمع‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬العدة يف األصول‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 741 -743‬‬


‫‪ 178‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫و ّأما سبب األحكام‪ :‬فكالشهادات وسائر األمارات ا ّلتي يتع ّلق األحكام‬
‫هبا‪ ،‬أو يسوغ للحاكم احلكم ألجلها‪ ،‬وكذلك سائر أسباب املواريث‪،‬‬
‫وكثري من التّمليكات من موت‪ ،‬أو غنيمة‪ ،‬وما شاكله‪ ،‬وكثري من‬
‫يترصف فيه من أمارة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لترصف الواي فيام‬
‫ّ‬ ‫الوّليات ا ّلتي هي سبب‬
‫وقضاء‪ ،‬ووّلية عىل حمجور وغري ذلك‪ ،‬فجميع ذلك ومجيع أوصافه‬
‫ورشوطه يعلم بالرشع‪ ،‬ولوّله مل يعلم‪.‬‬
‫إىل أن قال‪ :‬وأنا األ لة التي تعلم بالرشع فنحو القياس‪ ،‬واالجتدا عند نن أثبتدام‬
‫وجوز العمل هبام‪ ،‬ونا يتعلق هبام نن العلل واألنارات واألحكام‪.‬‬
‫وأنا عىل نذهبنا‪ ،‬فنحو األفعال الصا رة نن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ ،-‬ألن بالرشع‬
‫يعلم كوهنا أ لة‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫أن طريق العلم هبا ك ّلها ّ‬
‫الرشع عىل ما مىض القول‬ ‫و ّأما املباحات‪ :‬فقد ب ّينا ّ‬
‫فيها عىل مذهبنا يف الوقف‪ .‬انتهى ماذكرناه من « عدة األصول »‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قال يف « املبسوط » ‪:‬‬


‫وكنت عملت عىل قديم الوقت كتاب « النّهاية » وذكرت فيه مجيع ما‬
‫رواه اصحابنا يف مصنّفاهتم وأصوهلا من املسائل وفرقوه يف كتبهم ورتبته‬

‫‪ - 1‬شيخ طوسى‪ ،‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪759 -762‬‬


‫الشيخ الطويس ‪179‬‬

‫ترتيب الفقه ومجعت بني النّظائر ورتّبت فيه الكتب عىل ما رتّبت الع ّلة‬
‫التي بنيتها هناك ومل اتعرض للتفريع عىل املسائل وّل لتعقيد اّلبواب‬
‫وترتيب املسائل وتعليقها واجلمع بني نظائرها بل اوردت مجيع ذلك أو‬
‫‪1‬‬
‫أكثره باّللفاظ املنقولة حتّى ّل يستوحشوا من ذلك‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال يف « العدة » ‪:‬‬
‫فأما ما اخرتته من املذهب فهو‪ :‬أن خرب الواحد إذا كان واردا من طريق‬
‫أصحابنا القائلني باإلمامة‪ ،‬وكان ذلك مرويا عن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬أو عن واحد من األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ ،-‬وكان ممن ّل يطعن يف‬
‫روايته‪ ،‬ويكون سديدا يف نقله‪ ،‬ومل تكن هناك قرينة تدل عىل صحة ما‬
‫تضمنه اخلرب‪ ،‬ألنه إن كانت هناك قرينة تدل عىل صحة ذلك‪ ،‬كان‬
‫اّلعتبار بالقرينة‪ ،‬وكان ذلك موجبا للعلم‪ -‬ونحن نذكر القرائن فيام‬
‫بعد‪ -‬جاز العمل به‪.‬‬
‫وا ّلذي يدل عىل ذلك‪ :‬إمجاع الفرقة املحقة‪ ،‬فإين وجدهتا جممعة عىل‬
‫العمل هبذه األخبار التي رووها يف تصانيفهم ودونوها يف أصوهلم‪ّ ،‬ل‬
‫يتناكرون ذلك وّل يتدافعونه‪ ،‬حتى أن واحدا منهم إذا أفتى بيشء ّل‬
‫يعرفونه سألوه من أين قلت هذا؟ فإذا أحاهلم عىل كتاب معروف‪ ،‬أو‬

‫‪ -‬خوانسارى‪ ،‬حممدهاشم بن زين العابدين‪ ،‬نعدن الفوائد وخمزن الفرائد ( نبانى األصول و‪،) ...‬‬ ‫‪1‬‬

‫رسالةفقهالرضا‪ ،‬ص‪45 :‬‬


‫‪ 180‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أصل مشهور‪ ،‬وكان راويه ثقة ّل ينكر حديثه‪ ،‬سكتوا وسلموا األمر يف‬
‫ذلك وقبلوا قوله‪ ،‬وهذه عادهتم وسجيتهم من عهد النبي ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬ومن بعده من األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ومن زمن الصادق جعفر بن‬
‫حممد ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ا ّلذي انترش العلم عنه وكثرت الرواية من جهته‪،‬‬
‫فلو ّل أن العمل هبذه األخبار كان جائزا ملا أمجعوا عىل ذلك وألنكروه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ألن إمجاعهم فيه معصوم ّل جىوزعليه الغلط والسهو‪.‬‬
‫وقال الشيخ هباء الدين حممد العانيل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف وجيزته‪:‬‬
‫ان غري املتواتر ان اعتضد بقرينة احلق باملتواتر يف إجىاب العلم‬ ‫و ّ‬
‫الشيخ عىل ّ‬
‫فيسميه خرب واحد وجىرب العمل تارة ويمنعه اخرى‬
‫ّ‬ ‫ووجوب العمل و ّاّل‬
‫عىل تفصيل ذكره يف « اّلستبصار » وطعنه يف « التّهذيب » يف بعض‬
‫املتأخرين عليه‬
‫بأهنا أخبار آحاد مبني عىل ذلك فتشنيع بعض ّ‬
‫األحاديث ّ‬
‫‪2‬‬
‫بان مجيع احاديث « التهذيب » آحاد ّل وجه له‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقال بعض فضالء البحرين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف ذكر الشيخ‪:‬‬
‫ففي « املبسوط » و« اخلالف » جمتهد رصف وأصوي بحت بل ربام سلك‬
‫مسلك العمل بالقياس واّلستحسان ويف كثري من مسائلهم كامّلخيفى‬
‫عىل من ارخى عنان النظر يف جماهلام ويف كتاب « النهاية » مسلك‬

‫‪ - 1‬العدة يف أصول الفقه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪127 -126‬‬


‫‪ - 2‬هباءالدين عانىل‪ ،‬الوجيزة يف علم الدراية‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫الشيخ الطويس ‪181‬‬

‫اّلخباري الرصف بحيث انه مل يتجاوز فيهام مضامني اّلخبار ومل يتعد‬
‫مناطيق اّلثار وهذه هي الطريقة املحموده والغايه املقصوده وقد اعتذر‬
‫بعض علامئنا بانّه انّام سلك يف الكتابني املذكورين مسلك العامة تقية‬
‫واصطالحا ومماشاة هلم حيث اهنم شنعوا عىل فضالء الشيعة باهنم ليسوا‬
‫من أهل اّلجتهاد واّلستنباط وليس هلم قدرة عىل التفريع واّلستدّلل‪.‬‬
‫انتهى ما اوردنا نقله‪.‬‬
‫والذي يدل عىل ذلك نا اور ه الشيخ يف « املبسوط » ‪:‬‬
‫أما بعد فإين ّل أزال أسمع معارش خمالفينا من املتفقهة واملنتسبني إىل علم‬
‫الفروع يستحقرون فقه أصحابنا اإلمامية‪ ،‬ويستهزئون به‪ ،‬وينسبوهنم إىل‬
‫قلة الفروع وقلة املسائل‪ ،‬ويقولون‪ :‬إهنم أهل حشو ومناقضة‪ ،‬وإن من‬
‫ينفى القياس واّلجتهاد ّل طريق له إىل كثرة املسائل وّل التفريع عىل‬
‫األصول ألن جل ذلك ومجهوره مأخوذ به من هذين الطريقني‪ ،‬وهذا‬
‫جهل منهم بمذاهبنا وقلة تأمل ألصولنا‪ ،‬ولو نظروا يف أخبارنا وفقهنا‬
‫لعلموا أن جل ما ذكروه من املسائل موجود يف أخبارنا ومنصوص عليه‬
‫تلوحىا عن أئمتنا الذين قوهلم يف احلجة جىري جمرى قول النبي ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬إما خصوصا أو عموما أو ترصحىا أو تلوحىا‪.‬‬
‫وأما ما كثروا به كتبهم من مسائل الفروع فال فرع من ذلك إّل وله مدخل‬
‫يف أصولنا وخمرج عىل مذاهبنا ّل عىل وجه القياس بل عىل طريقة يوجب‬
‫‪ 182‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫علام جىب العمل عليها ويسوغ الوصول [املصري خ ل] إليها من البناء‬


‫عىل األصل‪ ،‬وبراءة الذمة وغري ذلك مع أن أكثر الفروع هلا يدخل فيام‬
‫نص عليه أصحابنا‪ ،‬وإنام كثر عددها عند الفقهاء لرتكيبهم املسائل‬
‫بعضها عىل بعض وتعليقها والتدقيق فيها حتى أن كثريا من املسائل‬
‫الواضحة دق لرضب من الصناعة وإن كانت املسئلة معلومة واضحة‪،‬‬
‫وكنت عىل قديم الوقت وحديثه منشوق النفس إىل عمل كتاب يشتمل‬
‫عىل ذلك تتوق نفي إليه فيقطعني عن ذلك القواطع وشغلني [تشغلني‬
‫خ ل] الشواغل‪ ،‬وتضعف نيتي أيضا فيه قلة رغبة هذه الطائفة فيه‪ ،‬وترك‬
‫عنايتهم به ألهنم ألقوا األخبار وما رووه من رصيح األلفاظ حتى أن‬
‫مسئلة لو غري لفظها وعرب عن معناها بغري اللفظ املعتاد هلم لعجبوا‬
‫[تعجبوا خ ل] منها وقرص فهمهم عنها‪ ،‬وكنت عملت عىل قديم الوقت‬
‫كتاب النهاية‪ ،‬وذكرت مجيع ما رواه أصحابنا يف مصنفاهتم وأصوهلا من‬
‫املسائل وفرقوه يف كتبهم‪ ،‬ورتبته ترتيب الفقه ومجعت من النظائر‪،‬‬
‫ورتبت فيه الكتب عىل ما رتبت للعلة التي بنيتها هناك‪ ،‬ومل أتعرض‬
‫للتفريع عىل املسائل وّل لتعقيد األبواب وترتيب املسائل وتعليقها‬
‫واجلمع بني نظائرها بل أوردت مجيع ذلك أو أكثره باأللفاظ املنقولة حتى‬
‫ّل يستوحشوا من ذلك‪ ،‬وعملت بآخره خمترص مجل العقود يف العبادات‬
‫سلكت فيه طريق اإلجىاز واّلختصار وعقود األبواب فيام يتعلق‬
‫الشيخ الطويس ‪183‬‬

‫بالعبادات‪ ،‬ووعدت فيه أن أعمل كتابا يف الفروع خاصة يضاف إىل‬


‫كتاب « النهاية » ‪ ،‬وجىتمع معه يكون كامال كافيا يف مجيع ما حىتاج إليه‬
‫ثم رأيت أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه عىل الناظر فيه ألن الفرع‬
‫إنام يفهمه إذا ضبط األصل معه فعدلت إىل عمل كتاب يشتمل عىل مجيع‬
‫كتب الفقه التي فصلوها الفقهاء وهي نحو من ثالثني [ثامنني خ ل] كتابا‬
‫أذكر كل كتاب منه عىل غاية ما يمكن تلخيصه من األلفاظ‪ ،‬واقترصت‬
‫عىل جمرد الفقه دون األدعية واآلداب‪ ،‬وأعقد فيه األبواب‪ ،‬وأقسم فيه‬
‫املسائل‪ ،‬وأمجع بني النظائر‪ ،‬وأستوفيه غاية اّلستيفاء‪ ،‬وأذكر أكثر‬
‫الفروع التي ذكرها املخالفون‪ ،‬وأقول‪ :‬ما عندي عىل ما يقتضيه مذاهبنا‬
‫ويوجبه أصولنا بعد أن أذكر مجيع املسائل‪ ،‬وإذا كانت املسئلة أو الفرع‬
‫ظاهرا أقنع فيه بمجرد الفتيا وإن كانت املسئلة أو الفرع غريبا أو مشكال‬
‫أومئ إىل تعليلها ووجه دليلها ليكون الناظر فيها غري مقلد وّل مبحث‪،‬‬
‫وإذا كانت املسئلة أو الفرع مما فيه أقوال العلامء ذكرهتا وبينت عللها‬
‫والصحيح منها واألقوى‪ ،‬وأنباه عىل جهة دليلها ّل عىل وجه القياس وإذا‬
‫شبهت شيئا بيشء فعىل جهة املثال ّل عىل وجه محل إحدامها عىل األخرى‬
‫أو عىل وجه احلكاية عن املخالفني دون اّلعتبار الصحيح‪ ،‬وّل أذكر‬
‫أسامء املخالفني يف املسئلة لئال يطول به الكتاب‪ ،‬وقد ذكرت ذلك يف‬
‫مسائل اخلالف مستوىف‪ ،‬وإن كانت املسئلة ّل ترجيح فيها لألقوال‬
‫‪ 184‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وتكون متكافئة وقفت فيها ويكون املسئلة من باب التخيري‪ ،‬وهذا‬


‫الكتاب إذا سهل اهلل تعاىل إمتامه يكون كتابا ّل نظري له ّل يف كتب‬
‫أصحابنا وّل يف كتب املخالفني ألين إىل اآلن ما عرفت ألحد من الفقهاء‬
‫كتابا واحدا يشتمل عىل األصول والفروع مستوىف مذهبنا بل كتبهم وإن‬
‫كانت كثرية فليس تشتمل عليهام كتاب واحد‪ ،‬وأما أصحابنا فليس هلم‬
‫يف هذا املعنى ما يشار إليه بل هلم خمترصات‪ ،‬وأوىف ما عمل يف هذا املعنى‬
‫كتابنا « النهاية » وهو عىل ما قلت فيه‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قال نوالنا حممد أننى االسرتآبا ي يف حاشيه « االستبصار » نانصه عىل قول الشيخ‬
‫ونندا ان تكون نطابقة ال لة العقل ونقتضاه نانصه‪:‬‬
‫اقول‪ّ :‬لينبغى ان حىمل ادلة العقل بناء عىل املشهور يف كتب األصول من‬
‫املسائل كمثل اّلستصحاب ومثل قوهلم اّلمر باليشء يستلزم النهي عن‬
‫ضده اخلاصة ومثل قوهلم اليشء الفالين غري حمرم يف الواقع ّلن األصل‬
‫برائة الذمه عن التكليف واملظنون عدم وقوعه اذ لوكان لظهر عند‬
‫املجتهد بعد تفتيشه ّلنه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اظهر بني يدي اصحابه‬
‫كل ماجاء به وتوفرت الدواعي عىل أخذه ونرشه ومل يقع بعده ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬فتنه اوجبت اخفاء لبعضها ّلن كالم الشيخ من موجبات‬

‫‪ - 1‬املبسوط يف فقه اإلنانية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.1 -3:‬‬


‫الشيخ الطويس ‪185‬‬

‫اليقني وتلك من مفيدات الظن ان سلمت بل ينبغي ان حىمل عىل مثل‬


‫قول األصوليني يمتنع ان يتعلق تكليف الغافل مادام غافال وقوهلم‬
‫مقدمة الواجب واجبة ثانيا وبالغرض ّل اوّل وبالذات وقوهلم علم‬
‫اشتغال الذمة بعبادة ووقعت احلرية يف يقينى كنفسها الربائة الذمه وجب‬
‫اّلحتياط يف العمل ان يظهر حقيقه احلال واشتباه تلك من القواعد‬
‫القطعية‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال نوالنا حممد طاهر القمي يف رشح « االستبصار » نالفظه‪:‬‬
‫ثم اعلم ان مراد الشيخ من دليل العقل ومقتضاه هو ما اختاره يف أصوله‬
‫من وجوب التوقف فياممل يدل دليل رشعي عىل اباحته وحرمته واستدل‬
‫عىل مدعاه بان العقل حىكم بقبح اّلقدام عىل ماّليومن قبحه كاحلكم‬
‫بقبح اّلقدام عىل مايعلم قبحه فعىل مذهبه عىل ما دل عىل التوقف‬
‫ووجوب اّلحتياط من اّلحاديث توجب العلم ملوافقته للدليل العقىل‬
‫املذكور‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫اقول‪ :‬نوالنا الخ ص‪ 26‬يف « نالذ االخيار » بعد رشح ناقاله الشيخ يف االخبار‬
‫املعموله عنده نالفظه‪:‬‬
‫وحاصل كالمه بعد الفحص والتأمل‪ :‬أنه ّل يعمل باخلرب الشاذ الذي مل‬
‫يكن يف األصول املعتربة‪ ،‬أو مل يتكرر فيها‪ ،‬وما يكون خمالفا لعمومات‬
‫الكتاب أو السنة أو األخبار املشهورة املتداولة املتكررة يف األصول‪.‬‬
‫‪ 186‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وكانت هذه األمور مناط صحة احلديث وجواز العمل به بني القدماء‪،‬‬
‫ّل ما جرى عليه اصطالح املتأخرين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫واذا اعطيت االنصاف حقه وتأنلت فيام تلونا عليك يف عدة نواضع نن « العدة »‬
‫التشك بعد ان الشيخ مل يكن جموزا لالجتدا املصطلح املحدو يف « الندايه » و «‬
‫التدذيب » وفاقا لسائر القدناء ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬ولو رننا اشباع الكالم يف نقل مجيع‬
‫نارصح به يف اول « التدذيب » و « االستبصار » لطال املقال وناىف وجه االختصار‪.‬‬

‫ّ‬
‫الحيل‬ ‫محمد بن ادريس‬
‫ونندم حممد بن ا ريس احليل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬صاحب « الرسائر » ‪ ،‬قال سمينا العالنة‬
‫االسرتآبا ي‪:‬‬
‫حممد بن ادريس العجيل ّ‬
‫احليل كان شيخ الفقهاء باحللة متقنا يف العلوم‬
‫كثري التصانيف‪.‬‬
‫وقال الشيخ العانيل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف وجيزته يف نقل املنع عن العمل باالحا ور ها إىل‬
‫أن قال‪:‬‬
‫وابن ادريس واكرب وقال ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬فرصح بمنعه عن اّلحاد‪.‬‬
‫وقال ابن ا ريس يف نقدنة « الرسائر » بعد ذكر اال لة الرشعية‪:‬‬

‫‪ - 1‬نالذ األخيار يف فدم هتذيب األخبار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪23 :‬‬


‫حممد بن ا ريس احليل ‪187‬‬

‫هذه الطرق توصل إىل العلم بجميع أحكام الرشيعة يف مجيع مسائل‬
‫الفقه‪ ،‬فيجب اّلعتامد عليها والتمسك هبا‪ ،‬فمن ايب عن هذا الطريق‬
‫عسف وخبط‪ ،‬وفارق قوله من املذهب‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫فقد قال السيد املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف جواب (املسألة الثانية) من‬
‫املسائل املوصليات‪:‬‬
‫«اعلم أنّه ّل بدّ يف األحكام الرشعية من طريق يوصل إىل العلم هبا‪ ،‬أل ّنا‬
‫متى مل نعلم احلكم ونقطع بالعلم عىل أنّه مصلحة جوزنا كونه مفسدة‪،‬‬
‫ألن اإلقدام عىل ماّل نأمن من كونه فسادا أو‬
‫فيقبح اّلقدام منّا عليه‪ّ ،‬‬
‫قبيحا‪ ،‬كاإلقدام عىل ما نقطع عىل كونه فسادا‪ ،‬وهلذه اجلملة أبطلنا أن‬
‫يكون القياس يف الرشيعة الذي يذهب خمالفونا إليه طريقا إىل األحكام‬
‫الظن وّل يفِ إىل العلم‪ ،‬أّل‬
‫ّ‬ ‫الرشع ّية‪ ،‬من حيث كان القياس يوجب‬
‫ترى تظن‪ -‬بحمل الفرع يف التحريم عىل أصل حمرم بنسبة َتمع بينهام‪-‬‬
‫حمرم مثل أصله‪ ،‬وّل نعلم‪ -‬من حيث ظننّا أنّه يشبه املحرم‪ -‬أنّه حمرم‬
‫أنّه ّ‬
‫ألهنا ّل توجب علام وّل‬
‫وكذلك أبطلنا العمل يف الرشيعة بأخبار اآلحاد‪ّ ،‬‬
‫ألن خرب الواحد إذا كان‬
‫عمال‪ ،‬وأوجبنا أن يكون العمل تابعا للعلم‪ّ ،‬‬
‫الظن بصدقه‪ ،‬ومن ظننت صدقه جىوز أن يكون‬
‫ّ‬ ‫عدّل فغاية ما يقتضيه‬
‫فإن الظن ّل يمنع من التجويز‪ ،‬فعاد األمر‬
‫كاذبا وإن ظننت به الصدق‪ّ ،‬‬
‫‪ 188‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يف العمل بأخبار اآلحاد إىل أنّه اقدام عىل ما ّل نأمن من كونه فسادا وغري‬
‫صالح‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫وقد َتاوز قوم من شيوخنا ‪ -‬رمحهم اهلل ‪ -‬يف إبطال القياس يف الرشيعة‪،‬‬
‫والعمل فيها بأخبار اآلحاد‪ ،‬إىل أن قالوا‪ :‬إنّه يستحيل من طريق العقول‬
‫العبادة (التعبّد) بالقياس يف األحكام‪ .‬وأحالوا أيضا من طريق العقول‬
‫أن العمل جىب أن‬
‫عولوا عىل ّ‬
‫العبادة (التع ّبد) بالعمل بأخبار اآلحاد‪ .‬و ّ‬
‫يكون تابعا للعلم‪ ،‬وإذا كان غري متيقن يف القياس وأخبار اآلحاد مل َتز‬
‫العبادة (التع ّبد) هبام‪.‬‬
‫ألن العقل ّل يمنع من العبادة بالقياس‬
‫واملذهب الصحيح هو غري هذا‪ّ ،‬‬
‫والعمل بخرب الواحد‪ ،‬ولو تعبد اهلل تعاىل بذلك لساغ ولدخل يف باب‬
‫ألن عبادته (تع ّبده) تعاىل بذلك يوجب العلم الذي ّل بدّ أن‬
‫الصحة‪ّ ،‬‬
‫يكون العمل تابعا له‪ ،‬فإنّه ّل فرق‪ -‬بني أن يقول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪-‬‬
‫حرم عليكم كذا وكذا فاجتنبوه‪ ،‬وبني أن يقول‪ :‬إذا أخربكم عني‬
‫‪ :‬قد ّ‬
‫فحرموه‪ -‬يف صحة الطريق إىل العلم‬
‫خمرب‪ -‬له صفة العدالة‪ -‬بتحريمه ّ‬
‫بتحريمه‪ ،‬وكذلك إذا قال‪ :‬لو غلب يف ظنكم شبه لبعض الفروع ببعض‬
‫حرمته عليكم‪ ،‬ولكان‬
‫فحرموه‪ ،‬فقد ّ‬
‫األصول يف صفة يقتِ التحريم ّ‬
‫هذا أيضا طريقا إىل العلم بتحريمه وارتفاع الشك والتجويز‪.‬‬
‫حممد بن ا ريس احليل ‪189‬‬

‫ألن‬
‫يتأملون‪ّ ،‬‬
‫فليس متناول العلم هنا متناول الظن عىل ما يعتقده قوم ّل ّ‬
‫الظن هنا هو صدق الراوي إذا كان واحدا‪ ،‬ومتناول العلم هو‬
‫ّ‬ ‫متناول‬
‫تضمنه اخلرب‪ ،‬وما علمناه غري ما ظننّاه‪.‬‬
‫حتريم الفعل املخصوص الذي ّ‬
‫الظن شبه الفرع باألصل يف علة التحريم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وكذلك يف القياس متناول‬
‫حمرما‪.‬‬
‫ومتناول العلم كون الفرع ّ‬
‫وإنّام منعنا من القياس يف الرشيعة وأخبار اآلحاد‪ -‬مع َتويز العبادة‬
‫ألن اهلل تعاىل ما تع ّبد هبام‪ ،‬وّل نصب‬
‫(التع ّبد) هبام من طريق العقول‪ّ -‬‬
‫دليال عليهام‪ ،‬ومن هذا الوجه طرحنا العمل هبام ونفينا كوهنام طريقني إىل‬
‫التحريم والتحليل‪.‬‬
‫أن أصحابنا‬
‫رسه ‪« : -‬و إنّام أردنا هبذه اإلشارة ّ‬
‫قال املرتىض ‪ -‬قدّ س ّ‬
‫ك ّلهم سلفهم وخلفهم‪ ،‬متقدّ مهم و ّ‬
‫متأخرهم يمنعون من العمل بأخبار‬
‫اآلحاد ومن العمل بالقياس يف الرشيعة‪ ،‬ويعيبون أشدّ عيب عىل الراغب‬
‫إليهام واملتع ّلق يف الرشيعة هبام‪ ،‬حتى صار هذا املذهب‪ -‬لظهوره‬
‫‪1‬‬
‫وانتشاره‪ -‬معلوما رضورة منهم وغري مشكوك فيه من أقواهلم»‪.‬‬
‫قال املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ : -‬وقد استقصينا الكالم يف القياس‪،‬‬
‫و ّفرعناه‪ ،‬وبسطناه‪ ،‬وانتهينا فيه إىل أبعد الغايات يف جواب مسائل وردت‬
‫من أهل املوصل متقدّ مة‪ ،‬أظنّها يف سنة نيف وثامنني وثالثامئة‪ ،‬فمن وقف‬

‫‪ - 1‬الرسائر احلاوي لتحرير الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 21 :‬إىل اخر‪.‬‬


‫‪ 190‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫صح ما‬
‫عليها استفاد منها مجيع ما حىتاج إليه يف هذا الباب‪ .‬قال‪ :‬وإذا ّ‬
‫ذكرناه‪ ،‬فال بدّ لنا فيام ثبتناه من األحكام فيام نذهب إليه من رضوب‬
‫‪1‬‬
‫العبادات‪ ،‬من طريق يوجب العلم‪ ،‬ويقتِ اليقني‪.‬‬
‫قال‪ :‬فطريق العلم يف الرشعيات هي األقوال التي قد قطع الدليل عىل‬
‫صحتها‪ ،‬وأمن العقل من وقوعها عىل يشء من جهات القبح ك ّلها‪،‬‬
‫ّ‬
‫كقول اهلل ع ّز و ّ‬
‫جل‪ ،‬وكقول الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ ،-‬واألئمة‬
‫السالم‪ ،‬وّل بدّ لنا من طريق إىل‬
‫الذين جىرون يف العصمة جمراه عليهم ّ‬
‫إضافة اخلطاب إىل اهلل تعاىل إذا كان خطابا له‪ ،‬وكذلك يف إضافته إىل‬
‫السالم‪ .‬قال‪ :‬وقد سلك قوم يف إضافة‬
‫الرسول ص وإىل األئمة عليهم ّ‬
‫أصحها وأبعدها من الشبه‪ ،‬أن‬
‫خطابه إليه تعاىل طرقا غري مرضية‪ ،‬و ّ‬
‫الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬املؤ ّيد باملعجزات يف بعض الكالم‬
‫يشهد ّ‬
‫أنّه كالم اهلل تعاىل‪ ،‬فيعلم بشهادته أنّه كالم اهلل‪ ،‬كام فعل نبينا ‪ -‬صلی اهلل‬
‫عليه وآله ‪ -‬يف القرآن فعلمنا بإضافته له إىل ر ّبه أنّه كالم اهلل‪ ،‬فصار مجيع‬
‫القرآن داّل عىل األحكام‪ ،‬وطريقا إىل العلم‪.‬‬
‫فأما الطريق إىل معرفة كون اخلطاب‪ ،‬مضافا إىل الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫ّ‬
‫السالم فهو املشافهة واملشاهدة ملن حارضهم‬
‫وآله ‪ -‬واألئمة عليهم ّ‬
‫فأما من نأى عنهم‪ ،‬أو وجد بعدهم‪ ،‬فمن اخلرب املتواتر‬
‫وعارصهم‪ّ ،‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 49‬‬
‫حممد بن ا ريس احليل ‪191‬‬

‫املفِ إىل العلم املزيل للشك والريب‪ ،‬وهاهنا طريق آخر يتوصل به إىل‬
‫باحلق‪ ،‬والصحيح يف األحكام الرشعية‪ ،‬عند فقد ظهور اإلمام‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العلم‬
‫ومتييز شخصه‪ ،‬وهو إمجاع الفرقة املح ّقة‪ ،‬وهي اإلمامية التي قد علمنا ّ‬
‫أن‬
‫قول اإلمام‪ -‬وإن كان غري متميز الشخص‪ -‬داخل يف أقواهلا‪ ،‬وغري‬
‫احلق‬
‫خارج عنها‪ ،‬فإذا أطبقوا عىل مذهب من املذاهب علمنا أنّه هو ّ‬
‫ألن قول اإلمام هو احلجة يف مجلة أقواهلا‪،‬‬
‫الواضح‪ ،‬واحلجة القاطعة‪ّ ،‬‬
‫متفرد به‪.‬‬
‫كأن اإلمام قائله و ّ‬
‫ف ّ‬
‫ثم قال الس ّيد املرتىض بعد رشح وإيراد طويل حذفناه‪ :‬فإن قيل‪ :‬فام‬
‫تقولون يف مسألة رشعية اختلف فيها قول اإلمام ّية‪ ،‬ومل يكن عليها دليل‬
‫من كتاب أو سنّة مقطوع هبا‪ ،‬كيف الطريق إىل احلق فيها؟ قال‪ :‬قلنا هذا‬
‫خييل املك ّلف‬
‫ان اهلل تعاىل ّل ّ‬
‫الذي فرضتموه قد أمنّا وقوعه‪ ،‬ألنّا قد علمنا ّ‬
‫حجة وطريق للعلم بام ك ّلفه‪ ،‬وهذه احلادثة التي ذكرمتوها إذا كان هللّ‬
‫من ّ‬
‫تعاىل فيها حكم رشعي‪ ،‬واختلفت اإلمامية يف وقتنا هذا‪ ،‬فلم يمكن‬
‫احلجة فيه ألجل وجود اإلمام يف‬
‫بأن ّ‬‫اّلعتامد عىل إمجاعهم الذي يتفق ّ‬
‫مجلتهم‪ ،‬فال بدّ من أن يكون عىل هذه املسألة دليل قاطع‪ ،‬من كتاب أو‬
‫سنّة مقطوع هبا‪ ،‬حتى ّل يفوت املك ّلف طريق العلم يصل به إىل تكليفه‪.‬‬

‫ال ّل ّ‬
‫هم إّل أن يفرض وجود حادثة ليس لإلمامية فيها قول عىل سبيل اتّفاق‬
‫واختالف‪ ،‬وقد جىوز عندنا يف مثل ذلك إن اتفق أن يكون هللّ تعاىل فيها‬
‫‪ 192‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حكم رشعي‪ ،‬فإذا مل نجد يف األد ّلة املوجبة للعلم طريقا إىل علم حكم‬
‫هذه احلادثة‪ ،‬كنّا فيها عىل ما يوجب العقل وحكمه‪.‬‬
‫عولوا يف كتبهم يف‬
‫قال الس ّيد‪ :‬فإن قيل أ ليس شيوخ هذه الطائفة قد ّ‬
‫األحكام الرشعية عىل األخبار التي رووها عن ثقاهتم‪ ،‬وجعلوها العمدة‬
‫احلجة يف هذه األحكام حتى رووا عن أئمتهم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فيام‬
‫و ّ‬
‫جىيء خمتلفا من األخبار عند عدم الرتجيح ك ّله‪ ،‬أن يؤخذ منه ما هو أبعد‬
‫العامة‪ ،‬وهذا ينقض ما قدّ متموه‪.‬‬
‫من قول ّ‬
‫قلنا‪ :‬ليس ينبغي أن يرجع عن األمور املعلومة‪ ،‬واملذاهب املشهورة‪،‬‬
‫املقطوع عليها‪ ،‬بام هو مشتبه ملتبس حمتمل‪ ،‬وقد علم ّ‬
‫كل موافق‬
‫أن الشيعة اإلمامية تبطل القياس يف الرشيعة من حيث إنّه ّل‬
‫وخمالف‪ّ :‬‬
‫أن منهم من يزيد‬
‫يؤ ّدي إىل علم‪ ،‬وكذلك تقول‪ :‬يف أخبار اآلحاد حتى ّ‬
‫عىل ذلك‪ ،‬فيقول‪ :‬ما كان جىوز من طريق العقل أن يتعبّد اهلل تعاىل يف‬
‫الرشيعة بقياس‪ ،‬وّل عمل بأخبار اآلحاد‪ ،‬ومن كان هذا مذهبه‪ ،‬كيف‬
‫جىوز أن يثبت األحكام الرشعية بأخبار ّل يقطع عىل صحتها‪ ،‬وجىوز‬
‫كذب رواهتا كام جىوز صدقهم؟ وهل هذا إّل من أقبح املناقضة‬
‫املعول‪ ،‬ويدرون ما يأتون ويذرون ما‬
‫وأفحشها‪ ،‬والعلامء الذين عليهم ّ‬
‫حىتجوا بخرب واحد ّل يوجب علام‪ ،‬وّل يقدر أحد أن حىكي‬
‫جىوزون مل ّ‬
‫فأما أصحاب احلديث من‬
‫عنهم يف كتاب وّل غريه خالف ما ذكرناه‪ّ ،‬‬
‫حممد بن ا ريس احليل ‪193‬‬

‫فإهنم رووا ما سمعوا وبام حدّ ثوا به‪ ،‬ونقلوا عن أسالفهم‪،‬‬


‫أصحابنا‪ّ ،‬‬
‫وليس عليهم أن يكون حجة ودليال يف األحكام الرشعية‪ ،‬أو ّل يكون‬
‫حىتج يف حكم رشعي بحديث‬
‫كذلك‪ ،‬فإن كان يف أصحاب احلديث من ّ‬
‫غري مقطوع عىل صحته‪ ،‬فقد ّ‬
‫زل وذهل‪ ،‬وما يفعل ذلك من يعرف‬
‫حق معرفتها‪ ،‬بل‬
‫أصول أصحابنا يف نفي القياس والعمل بأخبار اآلحاد ّ‬
‫ّل يقع مثل ذلك إّل من غافل‪ ،‬ور ّبام كان غري مك ّلف‪.‬‬
‫حىتجون يف أصول الدين من التوحيد‬
‫إن هؤّلء بأعياهنم قد ّ‬
‫أّل ترى ّ‬
‫والعدل والنبوة واإلمامة بأخبار اآلحاد‪ ،‬ومعلوم عند ّ‬
‫كل عاقل‪ّ :‬أهنا‬
‫بحجة يف ذلك‪ ،‬ور ّبام ذهب بعضهم إىل اجلرب وإىل التشبيه‪ ،‬اغرتارا‬
‫ليست ّ‬
‫حىتج باخلرب الذي ما‬
‫بأخبار اآلحاد املروية‪ ،‬ومن أرشنا إليه هبذه الغفلة ّ‬
‫رواه‪ ،‬وّل حدّ ث به‪ ،‬وّل سمعه من ناقله فعرفه بعد بعدالة أو غريها‪ ،‬حتى‬
‫لو قيل له يف بعض األحكام‪ :‬من أين أتيته وذهبت إليه؟ جوابه‪ :‬ألين‬
‫وجدته يف كتاب الفالين‪ ،‬ومنسوبا إىل رواية فالن بن فالن‪ ،‬ومعلوم عند‬
‫أن هذا ليس‬ ‫ّ‬
‫كل من نفى العلم بأخبار اآلحاد أو من أثبتها وعمل هبا‪ّ ،‬‬
‫بيشء يعتمد‪ ،‬وّل طريق يقصد‪ ،‬وانّام هو غرور وزور‪.‬‬
‫فأما الرواية بأن يعمل باحلديثني املتعارضني بأبعدمها من مذهب‬
‫قال‪ّ :‬‬
‫العامة‪ ،‬فهو لعمري قد روي‪ ،‬وإذا كنّا ّل نعمل بأخبار اآلحاد يف الفروع‪،‬‬
‫أن طريقها العلم والقطع؟‬
‫كيف نعمل هبا يف األصول التي ّل خالف يف ّ‬
‫‪ 194‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال الس ّيد املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪ : -‬وإذا قدّ منا ما احتجنا إىل تقديمه‪ ،‬فهو‬
‫الذي يعتمد عليه يف مجيع املسائل الرشعية‪ .‬هذا آخر كالم املرتىض ريض‬
‫اهلل عنه حرفا فحرفا‪.‬‬
‫حممد بن إدريس‪ :‬فعىل األد ّلة املتقدّ مة أعمل‪ ،‬وهبا آخذ وأفتي وأدين‬
‫قال ّ‬
‫احلق مهجور‪،‬‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬وّل ألتفت إىل سواد مسطور‪ ،‬وقول بعيد عن ّ‬

‫وّل اق ّلد إّل الدليل الواضح‪ ،‬والربهان الالئح‪ ،‬وّل ّ‬


‫أعرج إىل أخبار‬
‫اآلحاد‪ ،‬فهل هدم اإلسالم إّل هي‪ ،‬وهذه املقدّ مة أيضا من مجلة بواعثي‬
‫عىل وضع كتايب هذا‪ ،‬ليكون قائام بنفسه‪ ،‬ومقدّ ما يف جنسه‪ ،‬وليغني‬
‫الناظر فيه‪ ،‬إذا كان له أدنى طبع عن أن يقرأه عىل من فوقه‪ ،‬وإن كان‬
‫‪1‬‬
‫الرجال معنى ّل يوصل إليه من أكثر الكتب يف أكثر األحوال‪،‬‬
‫ألفواه ّ‬
‫اقول‪ :‬هذه اشارة إىل نن يمؤ ى كل نا وصل إليه كالكليني والصدوق وشيخ الطائفة ‪-‬‬
‫ريض اهلل عندم ‪ -‬فان كتبدم أصول الفتاوى وليس نعوهلم اال عىل الصحاح املاخوذة‬
‫نن األصول املتجمع عليدا كامنصوا عليه يف يباجة « الكايف » و « الفقيه » و « التدذيبنى‬
‫» االترى قول الصدوق يف اول « الفقيه » حيث يقول‪:‬‬

‫‪ - 1‬الرسائر احلاوي لتحرير الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 48 -52 :‬‬


‫حممد بن ا ريس احليل ‪195‬‬

‫مل اقصد فيه قصد املصنفني يف ايراد مجيع ما رووه بل قصدت ايراد مجيع‬
‫ما افتى به واحكم بصحته واعتقد انه حجة فيام بينى وبني ريب ‪ -‬تقدس‬
‫ذكره ‪ -‬ومجيع مافيه من كتب مشهورة عليها معول واليها املرجع‪.‬‬
‫وقال ثقة االسالم يف اول « الكايف » يف جواب نن التمس ننه التصنيف‪:‬‬
‫حتب أن يكون عندك كتاب كاف‪ ،‬جىمع من مجيع فنون علم‬
‫وقلت إنّك ّ‬
‫الدّ ين‪ ،‬ما يكتفي به املتع ّلم‪ ،‬ويرجع إليه املسرتشد‪ ،‬ويأخذ منه من يريد‬
‫علم الدين‪ ،‬والعمل به باآلثار الصحيحة‪ ،‬عن الصادقني ‪ -‬عليهم السالم‬
‫‪1‬‬
‫يرس اهلل له تأليف هذا الكتاب‪ .‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ّ‬
‫فالتظنن ان ناقال السيد ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬جار يف األصول وليس قصده ذلك‪.‬‬
‫قال املحقق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وذهب شيخنا أبو جعفر ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬إىل العمل بخرب العدل‬
‫نن رواة أصحابنا‪ ،‬لكن لفظه وإن كان نطلقا فعند التحقيق يتبنى أنه ال يعمل باخلرب‬
‫نطلقا‪ ،‬بل هبذه األخبار التي رويت عن األئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬و وهنا األصحاب‪،‬‬
‫ألن كل خرب يرويه إناني جيب العمل به‪ .‬هذا الذي تبنى يل يف كالنه‪ ،‬ويدعي إمجاع‬
‫األصحاب عىل العمل هبذه األخبار حتى لو رواها غرى اإلناني وكان اخلرب سليام عن‬
‫‪2‬‬
‫املعارض واشتدر نقله يف هذه الكتب الدائرة بنى األصحاب عمل به‪.‬‬

‫‪ 1‬الكايف (ط ‪ -‬اإلسالنية)‪ ،‬املقدنة‪ ،‬ص‪25 :‬‬


‫‪ - 2‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪136 :‬‬
‫‪ 196‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال صاحب « املعامل »‪:‬‬


‫ثم أخذ يعنى املحقق يف نقل احتجاج الشيخ بام حكيناه سابقا من أن قديم‬
‫األصحاب وحديثهم إىل آخر ما ذكر هناك وزاد يف تقريبه ما ّل حاجة لنا‬
‫إىل ذكره‪ .‬وما فهمه املحقق من كالم الشيخ هو الذي ينبغي أن يعتمد‬
‫عليه ّل ما نسبه العالمة إليه‪ .‬وأما اهتامم القدماء بالبحث عن أحوال‬
‫الرجال فمن اجلائز أن يكون طلبا لتكثري القرائن وتسهيال لسبيل العلم‬
‫بصدق اخلربّل ملا مر يف الوجه الثالث من حجة القول األول وكذا‬
‫اعتناؤهم بالرواية فإنه حمتمل ألن يكون رجاء للتواتر وحرصا عليه وعىل‬
‫هذا حتمل روايتهم ألخبار أصول الدين فإن التعويل عىل اآلحاد فيها غري‬
‫معقول وقد طعن بذلك املرتىض عىل نقلها حيث ظن منهم اّلعتامد عليها‬
‫وّل وجه له بعد مالحظة ما ذكرناه وإن اقتىض ضعف الوجه املذكور من‬
‫‪1‬‬
‫احلجة ملا رصنا إليه الخ‪.‬‬
‫قال حممد بن ا ريس‪:‬‬
‫فعىل األد ّلة املتقدّ مة أعمل وهبا آخذ وافتي وأدين اهلل تعاىل‪ ،‬وّل ألتفت‬
‫إىل سواد مسطور وقول بعيد عن احلق مهجور‪ ،‬وّل «اق ّلد» ّإّل الدليل‬
‫‪2‬‬
‫أعرج إىل أخبار اآلحاد‪.،‬‬
‫الواضح والربهان الالئح‪ ،‬وّل ّ‬

‫‪ - 1‬شديدثانى‪ ،‬نعامل الدين ونالذ املتجتددين‪ ،‬ص‪199 :‬‬


‫‪ - 2‬الرسائر احلاوي لتحرير الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪21 :‬‬
‫[ابن زهره و القايض ابن الرباج] ‪197‬‬

‫[ابن زهره و القايض ابن الربّاج]‬


‫ونندم السيد ابواملكارم ابن زهرة ونندم القايض ابن الرباج ‪ -‬رمحدام اهلل ‪ -‬ومها نن‬
‫القدناء نعارصي السيد والشيخ وقد نص الشيخ حسن والشيخ هباءالدين حممد عىل‬
‫نسبة نفي التعويل عىل اخبار اآلحا إليدم أو ليس ذلك اال الصل اتفق القدناء عليه‬
‫نن عدم جواز االستنا يف االحكام إىل القواعد الظنيه ونااليفيد علام كاخبار اآلحا‬
‫وليس حيرضنا كتبدام حتى نستشدد بالفاظدام ولنكتف بشدا ة الفاضلنى العانلينى ومها‬
‫نن اساطنى علامء املتأخرين الشدا ة االوىل‪.‬‬
‫قال الشيخ حسن يف « املعامل » ‪:‬‬
‫وما عرى من خرب الواحد عن القرائن املفيدة للعلم جىوز التعبد به عقال‬
‫وّل نعرف يف ذلك من األصحاب خمالفا سوى ما حكاه املحقق ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬عن ابن قبة ويعزى إىل مجاعة من أهل اخلالف وكيف كان فهو‬
‫باإلعراض عنه حقيق وهل هو واقع أو ّل خالف بني األصحاب فذهب‬
‫مجع من املتقدمني كالسيد املرتىض وأيب املكارم ابن زهرة وابن الرباج‬
‫‪1‬‬
‫وابن إدريس إىل الثاين‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬املقدس الرباين نوالنا حممد صالح املازندراين يف « رشح املعامل » ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مهان شامره ‪ ،2‬ص ‪. 189‬‬


‫‪ 198‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وهم يقولون العمل باألخبار تابع للعلم بصدق اخلرب بأي صفة كان وّل‬
‫يكفي الظن به واخلرب الواحد يفيد الظن فال يتعلق به العمل وملا ذهب‬
‫هؤّلء العظام من الشيعة إىل عدم التعبد به نسب املخالفون كاحلاجبي‬
‫وغريه املنع إىل الشيعة كلهم وهذه فرية ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫أقول‪ :‬وليس هذا بفرية‪ ،‬ألن القول به حديث‪ ،‬كام علمناه بتتبع صحف السلف‬
‫والشدا ة الثابتة‪.‬‬
‫قال الشيخ البدايي يف وجيزته الصدق يف املتواترات نقطوع به إىل ان قال‪:‬‬
‫املتأخرون ور ّدها املرتىض وابن‬
‫الصحاح مظنون وقد عمل هبا ّ‬
‫ويف اآلحاد ّ‬
‫‪2‬‬
‫الرباج وابن إدريس وأكثر قدمائنا ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪. -‬‬
‫زهرة وابن ّ‬
‫وقال الفاضل صاحب « الوافية » نالفظه‪:‬‬
‫حجية خرب الواحد‪ ،‬العاري عن قرائن القطع‪.‬‬
‫اختلف العلامء يف ّ‬
‫بحجة‪ ،‬كالس ّيد‬
‫فاألكثر من علامئنا الباحثني يف األصول‪ :‬عىل أنّه ليس ّ‬
‫الرباج وابن إدريس‪ ،‬وهو الظاهر من ابن‬
‫املرتىض‪ ،‬وابن زهرة وابن ّ‬
‫‪،‬‬

‫بابويه يف كتاب الغيبة‪ ،‬والظاهر من كالم املح ّقق‪ ،‬بل الشيخ الطويس‬
‫بحج ّية خرب الواحد ممّن تقدّ م عىل‬
‫ّ‬ ‫أيضا بل نحن مل نجد قائال رصحىا‬
‫العالّمة‪.‬‬

‫‪ - 1‬نالصالح نازندرانى‪ ،‬حاشية نعامل الدين‪ ،‬ص‪225 :‬‬


‫‪ - 2‬شيخ هباءالدين عانىل‪ ،‬الوجيزه ص ‪. 5‬‬
‫[السيد بن طاوس] ‪199‬‬

‫والس ّيد املرتىض يدعي اإلمجاع من الشيعة عىل إنكاره‪ ،‬كالقياس‪ ،‬من غري‬
‫‪1‬‬
‫فرق بينهام أصال‪.‬‬
‫أقول» مل يظفر بخالف بيندم يف ذلك نعنى وان اختلف تعبرىهم كامالخىفى عىل املتتبع‬
‫املاهر‪.‬‬

‫[السيد بن طاوس]‬
‫ونندم السيد مجال الدين عيل بن نوسى بن جعفر بن حممد بن حممد بن امحد بن حممد‬
‫هو الطاوس بن اسحاق بن احلسن بن حممد بن سليامن بن او صاحب العمل النصف‬
‫نن رجب ابن احلسن بن احلسن السبط بن نوالنا أنرىاملمؤنننى عيل بن ابيطالب ‪-‬‬
‫صلوات اهلل عليدام ‪ -‬املعروف بالسيد بن طاوس ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬صاحب املقانات‬
‫والكرانات وقدترك نسلك الفتياء واقترص عىل مجع االخبار الوار ة عن االئمة‬
‫االطدار ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬يف اال عيه واالعامل واالذكار واال اب واملناقب والفضائل‬
‫نن نسب القول إليه باالجتدا والتعويل عىل الظنون فليات برهان أو كالم الفضالء‬
‫املطلعنى عىل حاله ‪.‬‬
‫قال السيد بن طاوس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف اجازته الكبرىة املعروفة‪:‬‬
‫واعلم أنني إنام اقترصت عىل تأليف كتاب « غياث سلطان الورى‬
‫لسكان الثرى » من كتب الفقه يف قضاء الصلوات عن اّلموات ومل‬

‫‪ - 1‬فاضل تونى‪ ،‬الوافيه يف أصول الفقه‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ 200‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أصنف غري ذلك من الفقه وتفريغ املسائل واجلوابات ألنني كنت قد‬
‫رأيت مصلحتي ومعاذي يف دنياي وآخرت يف التورع عن الفتوى يف‬
‫األحكام الرشعية ألجل ما وجدت من اّلختالف يف الرواية بني فقهاء‬
‫أصحابنا يف التكاليف العقلية وسمعت كالم اهلل ‪ -‬جل جالله ‪ -‬يقول‬
‫عن أعز موجود من اخلالئق عليه حممد ‪ -‬صىل اهلل عليه واله ‪ -‬و َل ْو َت َق َّو َل‬
‫ني َفام ِم ْنك ُْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل َألَ َخ ْذنا ِم ْن ُه بِا ْل َي ِم ِ‬
‫ني ُث َّم َل َق َط ْعنا م ْن ُه ا ْل َوت َ‬ ‫َع َل ْينا َب ْع َض ْاألَ ِ‬
‫قاو ِ‬

‫ين و لو صنفت كتبا يف الفقه يعمل بعدي عليها كان‬ ‫‪1‬‬ ‫ِم ْن َأ َح ٍد َع ْن ُه ِ‬
‫حاج ِز َ‬
‫ذلك نقضا لتورعي عن الفتوى ودخوّل حتت خطر اآلية املشار إليها ألنه‬
‫‪ -‬جل جالله ‪ -‬إذا كان هذا هتديده للرسول العزيز األعظم لو تقول عليه‬
‫فكيف كان يكون حاي إذا تقولت عليه جل جالله وأفتيت أو صنفت‬
‫خطأ أو غلطا يوم حضوري بني يديه‪ .‬واعلم أنني إنام تركت التصنيف‬
‫يف علم الكالم إّل مقدمة كتبتها ارَتاّل يف األصول سميتها « شفاء‬
‫العقول من داء الفضول » ألنني وجدت طريق املعرفة به بعيدة عىل أهل‬
‫اإلسالم وأن اهلل ‪ -‬جل جالله ‪ -‬ورسوله وخاصته واألنبياء قبله قد قنعوا‬
‫من األمم بدون ذلك التطويل ورضوا بام ّل بد منه من الدليل فرست‬
‫وراءهم عىل ذلك السبيل‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره حاقه‪ ،‬آيه ‪47 -44‬‬


‫[السيد بن طاوس] ‪201‬‬

‫وعرفت أن هذه املقاّلت حىتاج إليها من ييل املناظرات واملجادّلت وفيام‬


‫صنفه الناس مثل هذه األسباب غنى عن أن أخاطر بالدخول معهم يف‬
‫ذلك الباب وهو يشء حدث بعد صاحب النبوة وبعد خاصته‬
‫‪1‬‬
‫وصحابته‪.‬‬
‫قال يف كتاب « الطرائف » ‪:‬‬
‫ومن طرائف مناقضاهتم أهنم يعنى العامة يروون وجوب العمل يف‬
‫الرشيعة بأخبار اآلحاد فإذا سمعوا األخبار التي تأت من جهة عرتة نبيهم‬
‫ص سواء كانت آحادا أو متواترة أعرضوا عنها ونفروا منها مع ما تقدم‬
‫من شهادة نبيهم ص أن عرتته ّل يفارقون كتاب اهلل تعاىل وأن املتمسك‬
‫هبام ّل يضل أبدا‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫ومن طريف ذلك أهنم يقولون كل جمتهد مصيب بل زادوا عىل ذلك‪.‬‬
‫فذكر احلميدي يف اجلمع بني الصحيحني يف احلديث الثالث من مسند‬
‫ول إِ َذا حكَم َْ ِ‬ ‫عمرو بن العاص َأ َّن ُه َس ِم َع َر ُس َ‬
‫ول اهلل ص َي ُق ُ‬
‫احلاك ُم َف ْ‬
‫اجت ََهدَ‬ ‫َ َ‬
‫اجت ََهدَ َف َأ ْخ َط َأ َف َل ُه َأ ْجر‪.‬‬ ‫اب َف َل ُه َأ ْج َر ِ‬
‫ان وإِ َذا َحك ََم و ْ‬ ‫ُث َّم َأ َص َ‬
‫‪2‬‬
‫ففتحوا باب إباحة اخلطإ والتطرق إىل نقض الرشيعة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،104‬ص‪47 :‬‬


‫‪ - 2‬سيدبن طاوس‪ ،‬الطرايف يف نعرفة نذاهب الطوايف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪193 :‬‬
‫‪ 202‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال‪:‬‬
‫ومن طريف ذلك أهنم رووا كام تقدم ذكره عن نبيهم ص أنه خملف فيهم‬
‫الثقلني كتاب اهلل وعرتته ما إن متسكوا هبام لن يضلوا وإهنام لن يفرتقا‬
‫حتى يردا عليه احلوض وأن أهل بيته مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا‬
‫ومن ختلف عنها هلك وغري ذلك مما تقدم ذكر بعضه فأعرض ا املذاهب‬
‫اّلربعة عن ذلك مجيعه حتى فارقوا العرتة املذكورة وصاروا يتعلقون يف‬
‫املعنى بأذيال مالك وأيب حنيفة والشافعي وأمحد بن حنبل مع شدة‬
‫اختالف هؤّلء األربعة املذاهب يف األمور العقلية والنقلية ومع اتفاق‬
‫علامء العرتة املحمدية ص يف املعقول واملنقول ومع ما يشهد به لسان‬
‫احلال عىل هؤّلء األربعة أهنم وجدوا رشيعة نبيهم غري كاملة يف حياته‬
‫ت َلك ُْم ِدينَك ُْم ويزعمون‬
‫وجىحدون معنى ما تضمنه كتاهبم ا ْل َي ْو َم َأك َْم ْل ُ‬
‫أهنم متموها بالقياس واّلستحسان بآرائهم بعد وفاته ومع أن علامء‬
‫العرتة قد تضمنت كتبهم النصوص واألخبار املروية عن جدهم حممد –‬
‫صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬يف مجيع رشيعته فيرتكون العرتة مع ذلك كله‬
‫ويلتزمون بمن مل يثبت له قدم وّل يقوم هلم به حجة عند اهلل تعاىل وّل عند‬
‫‪1‬‬
‫رسوله‪.‬‬

‫‪ - 1‬سيد بن طاوس‪ ،‬الطرايف يف نعرفة نذاهب الطوايف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.191 :‬‬


‫[السيد بن طاوس] ‪203‬‬

‫أقول‪ :‬فانظر كيف الزندم نن باب العمل عىل اآلحا وجتويز التعبد باخلطأ بتتجويز‬
‫االجتدا وكيف اقر بورو النصوص عن األئمة املعصوننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعموندا‬
‫واخلصوص وقد رصح ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬بفتح باب العلم لوجوب احلفظ للرشيعة‬
‫احلتمية يف خطبة االجازة حيث قال‪:‬‬
‫وأشهد أن رشيعته ثابتة إىل انقضاء الدنيا الفانية وأنه ‪ -‬جل جالله ‪-‬‬
‫جعل هلا حفظة وقواما وعارفني بأرسارها ورافعني ملنارها وصائنني هلا‬
‫عن التبديل وعن اختالف التأويل وعن شبهات التضليل مستغنني‬
‫هبدايته ‪ -‬جل جالله ‪ -‬وجاللته وعظمته وما خصهم به رسوله – صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬عن زيادة دليل عارفني باجلملة والتفصيل عىل صفات‬
‫صاحب الرسالة لتكميل الدّللة ولتقويم احلجة بذلك عىل العباد‬
‫‪1‬‬
‫بصاحب اجلاللة‪.‬‬
‫له كتب‪ :‬نندا « نصباح الزائر وجناح املسافر» ثالث جملدات ‪ ،‬ونندا كتاب « فرحة‬
‫الناظر وهبتجة اخلاطر » اربع جملدات ‪ ،‬ونندا كتاب « روح االرسار وروح االثامر » ‪،‬‬
‫ونندا كتاب « الطرائف يف نذهب الطوائف » جملدان‪ ،‬ونندا كتاب « ظرف االنباء‬
‫واملناقب » يف رشف سيد االنبياء واالطباء‪ ،‬ونندا كتاب « غياث سلطان الورى لسكان‬

‫‪ - 1‬به نقل از‪ :‬بحار األنوار (ط ‪ -‬برىوت) ج‪ 104‬ص ‪. 38‬‬


‫‪ 204‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الثرى » يف قضاء نا فات يف الصلوات عن االنوات‪ ،‬ونندا كتاب « فتح االبواب بنى‬
‫ذوي االلباب وبنى رب االرباب » يف االستخاره‪ ،‬وكتاب « فتق حمتجوب ربق ص‪29‬‬
‫اجلواب الناثر » يف رشح وجوب خلق الكافر‪ ،‬ونندا كتاب يف صالح التعبد وتيمن‬
‫ملصباح املتدتجد نحو عرش جملدات ونندا كتاب « ربيع االلباب » ست جملدات‪ ،‬ونندا‬
‫كتاب « النفس الواضح » نن كتاب « اجلليس الصالح »‪ ،‬ونندا كتاب « انوار اخبار آل‬
‫عمرو الزاهد» ‪ ،‬ونندا كتاب « البدتجه لثمرة املدتجه » نعدا ست جملدات‪ ،‬ونندا كتاب‬
‫« كشف احلتجة لثمرة املدتجه » نحو نائة وستنى قائمه‪ ،‬ونندا كتاب « اللدوف عىل قتىل‬
‫الطفوف » روى عن مجاعة نندم الشيخ حممد بن نام عنه مجاعة نندم العالنة احليل ‪-‬‬
‫طاب ثراه ‪. -‬‬

‫[ابن ميثم البحراني]‬


‫ونندم املحقق الرباين ابن نيثم البحراين نصنف الرشح املشدور عىل « هنج البالغة »‬
‫وهو نن أجالء املتكلمنى بل نن احلكامء االهلينى واستا العرفاء الواصلنى ولنذكر‬
‫بعض تنصيصاته يف الرشح املذكور كشفا للمستور‪.‬‬
‫قال‪ :‬يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف صفة القرآن وراحة ملن فوض‪:‬‬
‫أي من ترك البحث واّلستقصاء يف الدّلئل ومتسك باحكام اّلسالم‬
‫ودّلئل القرآن والسنة املتداوله بني اهله وفوض امره إليه استامح بذلك‬
‫التفويض ‪.‬‬
‫[ابن نيثم البحراين] ‪205‬‬

‫أقول‪ :‬وفيه اللة واضحة عىل االقتصار عىل الدليلنى املخلقنى وترك االستنباط‬
‫واملنينى‪.‬‬
‫وقال يف رشح اخلطبة السا سة وبعد الستنى واملائة نالفظه‪:‬‬
‫فهذا القدر من العلم بالصانع امر رضورى يف النفوس وان احتاج إىل‬
‫ادنى تنبيه وماوراء ذلك من صفات الكامل ونعوت اجلالل فامور ّليطلع‬
‫عليها العقول البرشيه بالكنه وانام يطلع منها عىل اعتبارات ومقايسات له‬
‫إىل خلقه وحىتاج فيها إىل الدليل والربهان ‪.‬‬
‫وقال‪ :‬يف رشح اخلطبة التاسعه بعد الستنى واملائة‪:‬‬
‫وعموم هذا الكالم يقتىض عدم جواز نسخ النص وختصيصه بالقياس‬
‫وهو مذهب اإلمامية ّلعتقادهم بطالن القول بالقياس املتعارف‬
‫ومذهب مجاعة من األصوليني مع اعرتافهم بصحة القياس‪.‬‬
‫أقول‪ :‬تقييده القياس باملتعارف الخراج القياس املنطقي الربهاين املنتج لليقنى ويف‬
‫ذكره األصوليه يف نقابله اإلنانية اللة التزانية عىل كون األصولينى نن العانة‬
‫واختصاص هذا اللقب هبم‪ ،‬فتأنل والتغفل‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫وما احدثه التأمل اشارة إىل القياس وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬لكن احلالل‬
‫حرم اهلل تاكيد ّلتباع النص وماكان عىل الصحابة‬
‫ما أحل اهلل واحلرام ما ّ‬
‫من الدين مما هو معلوم بينهم دون ما احدث من اآلراء واملذاهب ‪.‬‬
‫‪ 206‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أقول‪ :‬يف قوله التباع النص وتقييده بامهو نعلوم بيندم اللة واضحه عىل نانريد‪.‬‬
‫وقال يف رشح خطبة السا سه بعد الثامننى واملائة فرضاه فيامبقي واحد الخ‪:‬‬
‫اشارة إىل ان املرىض من اّلحكام أو املسخوط فيام مىض هو املرىض أو‬
‫املسخوط فيامبقى من اّلوقات واستقبل من الزمان فيامبني وحكمه يف‬
‫كونه مرضيا أو مسخوطا واحدا يف مجيع اّلوقات ّليتغري وّلينقص وفيه‬
‫ان رفع شى من اّلحكام السابقة بالقياس والراى ّلجىوز كامسبق‬
‫ايامء إىل ّ‬
‫بيان مذهبه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف ذلك وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فلن يرىض‬
‫عنكم بيشء سخطه عىل من كان قبلكم تاكيد وتقرير ملاسبق اى ان‬
‫ماسخطه وهنى عنه الصحابه مثال فلن يرىض عنكم بفعله فليس لكم ان‬
‫َتوزوه وحتلوه باّلجتهاد منكم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وقيل معناه النهي عن اّلختالف يف الفتياء أيضا اى انكم لن يرىض عنكم‬
‫باّلختالف الذي سخطه ممن كان قبلكم كام اشاراليه تعاىل من قوله «إِ َّن‬
‫يش ٍء» وكذلك ليس‬ ‫‪1‬‬ ‫ا َّلذين َفر ُقوا دينَهم وكانُوا ِشيعا َلس َ ِ‬
‫ت من ُْه ْم يف َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َّ‬
‫بسخط عليكم باّلتفاق واّلجتامع املرىض ممن كان قبلكم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪. 159‬‬


‫[ابن نيثم البحراين] ‪207‬‬

‫أقول‪ :‬واليقال ان االختالف نوجو بنى املحدثنى أيضا الهنم الخىتلفون يف الفتيا‬
‫واالستنباط املستندين إىل االجتدا والظنون وانام اختالفدم يف االخبار الوار ة عن‬
‫الصا قنى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املختلفه الجل التوسعه والتخيرى بنى افرا احلق والتضا‬
‫هناك لعدم اشرتاك املوضوع ووحدته باعتبار واحد وإىل ذلك اشاربقوله ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬انا اوقعت اخلالف بيندم فكيف يقاس اخلالف الواقع بنى ارائ اخلصوم عىل اخلالف‬
‫الذي اوقعه االنام املعصوم ‪ -‬عليه السالم – ‪.‬‬
‫شعر‪:‬‬
‫ببنى تفاوت ره از كتجاست تا‬ ‫زعشق تا به صبورى هزار فرسنگ‬
‫بكتجاست‬ ‫است‬

‫قال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف وصيته البنه احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬و ع القول‬
‫فيامالتعرف ان يرتك القول فياماليعرفه اذ القول بغرى علم يستلزم رذيلتي الكذب‬
‫ض‬‫واجلدل ويلحق به الذم ونحوه قول الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪َ -‬أ َّن ُه َق َال ل ِ َب مع ِ‬

‫َاهت مم و َص ُاروا‬ ‫يت ِيف ُح َثا َل ٍة ِن َن الن ِ‬


‫َّاس َخ َر َج مت ُع ُدو ُ ُه مم و َأ َنان ُ ُ‬ ‫ف بِ َك إِ َذا َب ِق َ‬ ‫َأ مص َحابِ ِه‪َ :‬ك مي َ‬
‫ف و َ مع َنا َال‬ ‫نى َأ َصابِ ِع ِه َق َال َف ُق مل ُت ُن مر ِين َيا َر ُس َ‬
‫ول اهلل َف َق َال ُخ مذ َنا َت مع ِر ُ‬ ‫َهك ََذا و َش َّب َك َب م َ‬
‫ف و َع َل مي َك بِ ُخ َو مي َص ِة َن مف ِس َك‪ .‬وكذلك قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واخلطاب فيام التكلف‬ ‫َت مع ِر ُ‬
‫كقوله ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نن حسن اسالم املرء ترك نااليعنيه‪ .‬السا س عرش ان‬
‫‪ 208‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يتمسك نن طريق اذا اخاف ضاللته واملرا التوقف عند الشبدات وعدم الترسيع إىل‬
‫سلوك طريق تشك يف تا يته إىل احلق فان توقفه وتثبته عند طلب احلق إىل ان يتضح له‬
‫طريق اخلرى نن التعسف وركوب ناخىاف الضالل به نن الطريق‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ان من املعلوم‬
‫ثم نبه بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واعلم إىل قوله تعلمه عىل َ‬
‫ماّلخري فيه لئاليتشوق إىل معرفته فيصده ذلك عن سلوك سبيل اهلل‬
‫والعلم املودى إليه‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واعلم ان كل علم ّلحىق ان يعلمه اى ّليثبت يف الرشيعة تعلمه وجوبا‬
‫وّلندبا فهو علم ّلينتفع به يف طريق اّلخره وك َل علم ّلينتفع به فالخري‬
‫فيه ّلن النفع احلقيقى هو املنفعه يف الباقيه عند اهلل فامّلمنفعه فيه ّلخري‬
‫فيه ولذلك استعاذ رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬فقال اعوذ بك من‬
‫علم ّلينفع فينتج ان ك َل علم ّلحىق تعلمه فالخري فيه‪.‬‬
‫وقال يف رشح االخرى نن اخلطبة الثاننه بعد االربعنى واملائه يف رشح قوله ‪ -‬عليه‬
‫السالم – ونا احدثت بدعه اال ترك سنة‪:‬‬
‫واملراد بالبدعة ك ّلام احدث ممامل يكن عىل عهد الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬وقد اشتمل هذا الفضل عىل وجه ترك البدعة وبرهان استلزام‬
‫[حممد بن احلسن الطويس] ‪209‬‬

‫احداث البدعة لرتك السنة ان عدم احداث البدعه سنة لقوله ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬ك ّل بدعة حرام فكان احداثها مستلزما لرتك تلك السنة ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ويف اطالقه البدعة اللة واضحة عىل ر نا زعمه العانة ونن قلدهم نن اخلاصة‬
‫نن اجزاء االحكام اخلمسة فيدا وهذا واحد نن بدعدم ووجه الستلزام البدعة لرتك‬
‫السنة ان لكل واقعه وحا ثة حكام اهليا فاذا مل حيدث بازائدا بدعة اضطر الناس إىل‬
‫الفحص عن حكمدا االهلي والرجوع إىل السنه املعصوننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فاذا‬
‫احدث هلا حكام استغنوا عن االخبار املتضمنة حلكم امللك اجلبار وهذا هو املشاهد يف‬
‫زناننا يف ابناء عرصنا‪.‬‬

‫[محمد بن الحسن الطويس]‬


‫ونندم املحقق املدقق الفيلسوف القدويس حممد بن احلسن الطويس صاحب « التتجريد‬
‫» وقد نص يف « نقد املحصل » يف جواب الفخر الرازي عند اعراضه عىل نسئلة البداء‬
‫بعدم حتجية اخبار اآلحا باملفظه‪:‬‬
‫وعندهم يعنى اإلمامية ان خرب الواحد ّليوجب علام وّل عمال‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقد نقله عنه السيد الدانا ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف كتاب « نرباس الضياء يف نعرفة البداء‬
‫»‪.‬‬
‫وقال السيد عبداهلل التسرتي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف جواب املسئلة االوىل يف رسالته « املقاصد‬
‫العقلية يف جوابات املسائل العلويه » نالفظه‪:‬‬
‫‪ 210‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ولسلطان املحققني نصريالدين الطويس ‪ -‬شكر اهلل سعيه ‪ -‬مقالة حسنة‬


‫يف هذا الباب ّلباس بايرادها قال خماطبا لبعض اصحابه اعلم ايدك اهلل‬
‫إىل آخره‪.‬‬
‫ثم قال وفيه موافقة ملاحققه بعض علامئنا وعلامء اجلمهورمن عدم‬
‫اشرتاط الدليل وانه يكتفى يف العقائد الكالميه باصابة احلق كيف اتفق‬
‫سواء كان عن دليل أو تقليد أو وقوع يف القلب بحسب اهلداية اّلزلية‬
‫وهذا هو الذي رجحه املحقق الزاهد اّلردبيىل وتلميذه السيد حممد ‪-‬‬
‫قدس اهلل روحهام ‪ -‬ومال إليه الشيخ البهائي وموّلنا العارف الفاضل‬
‫الكاشاين ‪ -‬نوراهلل رضحىهام ‪. -‬‬
‫وقال‪ :‬املحقق املذكور ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف رسالته التي لبعض اخوانه نالفظه‪:‬‬
‫اعلم ايدك اهلل اهىا اّلخ الصالح العزيز ان اقل ما جىب اعتقاده عىل‬
‫املكلف هو ماترمجه قول ّل اله اّل اهلل حممد رسول اهلل ثم اذا صدق النبي‬
‫‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬فينبغى ان يصدقه يف صفات اهلل واليوم اّلخر‬
‫وتعيني اّلمام املعصوم وك ّل ذلك ما يشتمله عليه القرائن من غري مزيد‬
‫وبرهان اماما ّلخره فباّليامن باجلنة والنار واحلساب وغريه واما يف‬
‫صفات اهلل فبانه حى قادر عامل مريد كاره متكلم ليس كمثله يشء وهو‬
‫السميع البصري وّلجىب عليه ان يبحث عن هذه الصفات وان الكالم‬
‫والعلم وغريمها حادث أو قديم بل لو مل خيطر له حقيقة هذه املسئلة حتى‬
‫[حممد بن احلسن الطويس] ‪211‬‬

‫مات مات مومنا وّلجىب عليه تعلم اّلدلة التي جوزها املتكلمون بل‬
‫مهام خطر يف قلبه تصديق احلق بمجرد اّليامن من غري دليل وايامن فهو‬
‫مومن ومل يكلف رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬العرب بأكثر من‬
‫ذلك وعىل هذا اّلعتقاد املجمل استمرار العرب وأكثر عوام اخللق اّل‬
‫من وقع يف بلده يقرع سمعه فيها هذه املسائل كقدم الكالم وحدوثه‬
‫فانام الواجب‬
‫ومعنى اّلستقرار والنزول وغريه فان ملياخذ ذلك بقلبه ّ‬
‫عليه ما اعتقده السلف يعتقد يف القرآن انه كالم اهلل خملوق ويعتقد ان‬
‫اّلستواء حق وان اّليامن به واجب والسئوال عنه مع اّلستغناء عنه بدعة‬
‫والكيفية لفقد الكيفية هناك فيه جمهولة ويومن بجميع ماجاء به الرشع‬
‫ايامنا جممال من غري بحث عن احلقيقة والكيفيه وان مليعتقد ذلك وغلب‬
‫عىل قلبه اّلشكال والشك فان امكن ازالة الشك واّلشكال بكالم قريب‬
‫من اّلفهام لزيل وان مليكن قويا عند املتكلمني وّل مرضيا فكذلك كاف‬
‫وّلحاجة إىل حتقيق الدليل فان الدليل ّليتم اّل بذكر الشبهه واجلواب‬
‫ومهام ذكرت الشبهة ّل يؤمن أن يتش ّبث باخلاطر وااطبع فيظنّها ح ّقة‬
‫لقصوره عن إدراك جواهبا إذ الشبهة قد تكون جل ّية واجلواب دقيقا ّل‬
‫حىمله عقله‪ ،‬وهلذا زجر السلف عن البحث والتفتيش عن الكالم فيه‪،‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 212‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والصواب منع اخللق ك ّلهم ّإّل الشا ّذ النادر ا ّلذي ّل تسمح األعصار ّإّل‬
‫بواحد منهم أو اثنني من َتاوز سلوك مسلك السلف يف اإليامن املرسل‬
‫والتصديق املجمل ّ‬
‫بكل ما أنزل اهلل تعاىل وأخرب به رسوله ‪ -‬صلی اهلل‬
‫عليه وآله ‪ -‬فمن اشتغل يف اخلوض فيه فقد أوقع نفسه يف شغل شاغل‬
‫إذ قال رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬حيث رأى أصحابه خيوضون‬
‫امحرت وجنتاه‪« :‬أ فبهذا أمرتم ترضبون كتاب اهلل‬
‫بعد أن غضب حتّى ّ‬
‫‪1‬‬
‫بعضه ببعض؟ انظروا فيام أمركم اهلل به فافعلوا وما هناكم عنه فانتهوا»‬
‫احلق واستيفاء ذلك رشحناه يف كتاب قواعد العقائد‬
‫فهذا تنبيه عىل منهج ّ‬
‫‪2‬‬
‫فاطلبه منه»‪.‬انتهى‬
‫وقال يف ندخله وان احلكم يف َتقيقه وابطال الباطل يف سائر االكوان وعىل مجيع‬
‫االحوال واالضافات إىل نن إليه نقاليد االنر وإىل حكمة انتدى يف أخذ نا اتاهم‬
‫والندى عامعنه هناهم ثم اهنم نن حيث اهنم احبوا ان يوخذ برخصدم كاميوخذ‬
‫بعزائمدم ويوعدوا عىل ترك االخذ هبا بالعقل بنى املرشقنى وناجاء يف تاكيد حكمدا مل‬
‫يسعنا ان نعرض عن هذا االستدالل صفحا ال ا عاء ننا انا نعلم علام يقينيا ونحكم‬
‫حكام ونال‪ ...‬ص ‪31‬ان ذلك كذلك‪.‬‬

‫‪ )1 ( 1‬أخرجه ابن ناجه يف السنن ج ‪ 1‬ص ‪َ 33‬تت رقم ‪ 85‬بلفظ آخر‪.‬‬


‫‪ - 2‬فيض كاشانى‪ ،‬املحتجة البيضاء يف هتذيب اإلحياء‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪259 :‬‬
‫[املحقق احليل] ‪213‬‬

‫أقول‪ :‬نن تأنل يف نفا هذا الكالم وكان له اطالع بمذهب املحدثنى واملتجتددين يف‬
‫انثال هذه املسائل العظام تيقن بانه اختار املحدثنى ورجحه للمكلفنى ونن ال اطالع‬
‫له باملذهبنى لسنا نخاطبه يف البنى وانام غرضنا نن هذه االطالة توضيح ان القدناء‬
‫واملحققنى كانوا نكتفنى بالعلم واليقنى غرى الزننى نا الزنه مجدور املتأخرين نن‬
‫اخلياالت الكالنية والنسوج الومهية يف رشائع الدين وسموه اجتدا ا يف االحكام‬
‫وانفسدم باملتجتددين وحكموا بفسق نن مليقلدهم يف تلك الظنون اخليالية ولوكان نن‬
‫املحدثنى الربانينى وقدنرى نعارصينا يمنعون نن الصلوة خلف اجالء املحدثنى ممن‬
‫النظرى هلم يف العلم والورع والثقه يف الدين وقد سمعت بأذين هاتنى نندم بال واسطة‬
‫وهبا عىل ذلك نن الشاهدين ثم اندرست تلك الطريقة الغراء وانطمست حمتجتدا‬
‫البيضاء ‪.‬‬
‫يار عفا پاچو كل نعاند ص‪ 31‬و مل تعف بااليام والسنوات‬

‫يوفق مجاعة نن املتأخرين حتى تبرص بعضدم وناجرسعىل االنكار وصدع باحلق بعض‬
‫اخر حتى استبان احلق كالشمس يف رابعه الندار‪.‬‬

‫[املحقق الحيل]‬
‫ونندم الشيخ املحقق املدقق نتجم الدين ابوالقاسم جعفر بن احلسن بن حييى بن احلسن‬
‫بن سعيد احليل اهلذيل املعروف باملحقق ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬وهو ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وان‬
‫‪ 214‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫كان نن األصولينى لكنه سلك نسلكا وسطا وجانب الظن والتخمنى وكان أوال اقرب‬
‫باملتجتددين ثم رجع يف « املعترب » واعرتف باحلق واليقنى ولنذكر بعض عباراته الدالة‬
‫عىل املرا وناذكر نن رجوعه بعض االجلة االجما ‪.‬‬
‫قال شيخنا املحقق شداب الدين العانيل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « هداية االبرار » ‪:‬‬
‫واعلم ان املحقق خالف الشيخ يف أصوله يف بعض ماذكره واعرتض عليه‬
‫ولكن ملا ظهر له احلق رجع إليه ووافقه يف « املعترب » الذي ا ّلفه يف آخر‬
‫عمره ونحن نذكر اعرتاضاته ونجب عنها ثم ننقل عبارة « املعترب » قال‬
‫املحقق يف أصوله ماهذا لفظه‪:‬‬
‫املسألة اّلوىل‪ :‬اإليامن معترب يف الراوي‪ ،‬وأجاز الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬العمل‬
‫باخبار الفطحية ومن ضارعهم برشط أن ّل يكون متّهام بالكذب ومنع‬
‫من رواية الغالة‪ ،‬كأيب اخل ّطاب وابن أيب العزاقر‪ .‬لنا قوله تعاىل‪* :‬إِ ْن‬
‫جاءكُم ِ‬
‫فاسق بِنَ َبإٍ َفتَ َب َّينُوا *‬
‫‪1‬‬
‫َ ْ‬
‫بأن الطائفة عملت بخرب عبد اهلل بن بكري‬
‫احتج الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫عيل بن أيب محزة وعثامن بن عيسى وبام رواه بنو ف ّضال‬
‫وسامعة بن مهران و ّ‬
‫والطاطر ّيون‪.‬‬
‫أن الطائفة عملت بأخبار هؤّلء‪.‬‬
‫واجلواب‪ :‬أنّا ّل نعلم إىل اآلن ّ‬

‫‪ - 1‬سوره حتجرات‪ ،‬آيه ‪. 6‬‬


‫[املحقق احليل] ‪215‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬عدالة الراوي رشط يف العمل بخربه‪ ،‬وقال الشيخ‪ :‬يكفي‬
‫متحرزا عن الكذب يف الرواية وإن كان فاسقا‬
‫ّ‬ ‫يف العمل كونه ثقة‬
‫بجوارحه‪ ،‬وا ّدعى عمل الطائفة عىل أخبار مجاعة هذه صفتهم‪.‬‬
‫ونحن نمنع هذه الدعوى ونطالب بدليلها‪ ،‬ولو س ّلمناها ّلقترصنا عىل‬

‫املواضع ا ّلتي عملت فيها الطائفة بأخبار ّ‬


‫خاصة ومل جىز التعدّ ي يف العمل‬
‫إىل غريها‪.‬‬
‫التحرز عن الكذب مع ظهور الفسق مستبعد إذ ا ّلذي يظهر‬
‫ّ‬ ‫ودعوى‬
‫‪1‬‬
‫حترجه عن الكذب‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫فسوقه ّل يوثق بام يظهر من ّ‬
‫أقول‪ :‬أنا االستدالل باآلية الرشيفة فاليتم حتجة عىل القدناء كالشيخ وغرىه الهنا‬
‫التدل عىل طرح خرب الفاسق بالكلية بل عىل التوقف يف قبوله حتى يظدر صدقه أو‬
‫كذبه والقدناء مليكونوا يعملون بخرب الفاسق اال بعد بالفحص عنه فان ظدر هلم صدقه‬
‫عملوا به واال تركوه وانا قوله النعلم ان الطائفة عملت باخبار هوالء وقوله نحن نمنع‬
‫هذه الدعوى ونطالب بدليلدا فدو انكار وننع ملا علم ثبوته نن طريق القدناء‬
‫بالرضورة كيف وكل نن تقدم الشيخ نن أصحاب كتب الفتاوى كالشيخ املفيد والسيد‬
‫املرتىض وابن اجلنيد وابن ايب عقيل وعيل بن بابويه ونن االخبارينى كالكليني‬
‫والصدوق عملوا هبا يف فتاوهىم ونقلوها يف كتبدم التي الفوها لتعمل هبا الشيعة إىل‬

‫‪ - 1‬به نقل از‪ :‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪168 :‬‬


‫‪ 216‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ظدور صاحب االنر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واى ليل اوضح نن هذا ونن انكره فلرىاجع‬
‫اقواهلم وفتاوهىم وقدرصح الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « االستبصار » بأنه لو يعمل اال بام‬
‫اوجب العلم نن االخبار وقبله األصحاب واجازوا العمل به فامذكره ليس بدعوى‬
‫جمر ة بل اخبار عن انر نعلوم فمنعه نكابره ويلزم ننه تكذيب الشيخ ونسبته إىل‬
‫االفرتاء وانا عدم الوثوق بخرب الفاسق فحق اذا مل تدل قرينة عىل صدقه ونع القرينه‬
‫فاليقترص عن اخلرب العدل بل ربام يرجح عليه اذا انضمت إىل القرائن القويه وكفى‬
‫بقول القدناء وقبوهلم قرينه‪.‬‬
‫واعلم ان املحقق ملاَتقق كالم القوم وظدر له احلق رجع إليه ووافق املفيد والقدناء‬
‫فقال يف اول « املعترب » ناهذا لفظه‪:‬‬
‫أفرط «احلشوية» يف العمل بخرب الواحد حتى انقادوا لكل خرب‪ ،‬وما‬
‫فطنوا ملا حتته من التناقض‪ ،‬فان من مجلة األخبار قول النبي صىل اهلل عليه‬
‫السالم‪« :‬ان لكل‬
‫وآله‪« :‬ستكثر بعدي القالة عيل» وقول الصادق عليه ّ‬
‫رجل منا رجل يكذب عليه»‪.‬‬
‫واقترص بعض عن هذا اإلفراط فقال‪ :‬كل سليم السند يعمل به‪ ،‬وما علم‬
‫ان الكاذب قد يصدق‪ ،‬والفاسق قد يصدق‪ ،‬ومل يتنبه ان ذلك طعن يف‬
‫علامء الشيعة وقدح يف املذهب‪ ،‬إذ ّل مصنف اّل وهو يعمل بخرب‬
‫املجروح كام يعمل بخرب الواحد العدل‪ .‬وأفرط آخرون يف طرف رد اخلرب‬
‫حتى حالوا استعامله عقال ‪ ،‬واقترص آخرون فلم يروا العقل مانعا‪ ،‬لكن‬
‫[املحقق احليل] ‪217‬‬

‫الرشع مل يأذن يف العمل به‪ ،‬وكل هذه األقوال منحرفة عن السنن‪،‬‬


‫والتوسط أصوب‪ ،‬فام قبله األصحاب أو دلت القرائن عىل صحته عمل‬
‫به‪ ،‬وما أعرض األصحاب عنه أو شذ‪ ،‬جىب اطراحه لوجوه‪:‬‬
‫أحدها‪ -‬انه مع خلوه عن املزية يكون جواز صدقه مساويا جلواز كذبه‬
‫وّل يثبت الرشع بام حىتمل الكذب‪.‬‬
‫الثاين‪ -‬اما أن يفيد الظن أو ّل يفيد‪ ،‬وعىل التقديرين ّل يعمل به‪ ،‬اما‬
‫بتقديرعدم اإلفادة فمتفق عليه‪ ،‬واما بتقدير افادة الظن فمن وجوه ثالثه‪:‬‬
‫أحدها‪ -‬قوله تعاىل‪:‬‬
‫*و إِ َّن ال َّظ َّن ّل‬ ‫ف ما َليس َل َ ِ ِ‬
‫ك بِه ع ْلم * الثاين‪ -‬قوله تعاىل َ‬
‫‪1‬‬
‫ْ َ‬ ‫*و ّل َت ْق ُ‬
‫َ‬
‫*و َأ ْن َت ُقو ُلوا َع َىل اهلل ما ّل‬ ‫ُيغْنِي ِم َن َْ‬
‫احل ِّق َش ْيئا* ‪ .‬الثالث‪ -‬قوله تعاىل َ‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫َت ْع َل ُم َ‬
‫ون*‬
‫الثالث‪ -‬انه ان خص دليال عاما كان عدوّل عن متيقن إىل مظنون‪ ،‬وان‬
‫نقل عن حكم األصل كان عرسا وحرجا وهو منفي بالدليل‪ ،‬ولو قيل‪:‬‬
‫هو مفيد للظن فيعمل به تفصيا من الرضر املظنون‪ .‬ملنعنا افادته الظن‪،‬‬
‫لقوله صىل اهلل عليه وآله‪« :‬ستكثر بعدي القالة عيل فاذا جاءكم عني‬

‫‪ - 1‬سوره ارساء‪ ،‬آيه ‪.26‬‬


‫‪ - 2‬سوره يونس‪ ،‬آيه ‪. 36‬‬
‫‪ - 3‬سوره بقرة ‪ ،‬آيه ‪. 169‬‬
‫‪ 218‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حديث‪ ،‬فاعرضوه عىل كتاب اهلل العزيز فان وافقه فاعملوا به‪ ،‬واّل‬
‫فردوه» وخربه مصداق فال خرب من هذا القبيل اّل وحىتمل أن يكون من‬
‫القبيل املكذوب‪ّ .‬ل يقال‪ :‬هذا خرب واحد‪ .‬ألنا نقول‪ :‬إذا كان اخلرب حجة‬
‫فهذا أحد اّلخبار‪ ،‬وان مل يكن حجة فقد بطل اجلميع‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫واستدل يف « املعترب » يف نسئلة وجوب تغسيل السقط اذا كان له اربعة اشدر بروايتنى‬
‫احدمها نقطوعة واالخرى نوثوقة بسامعة ثم قال‪:‬‬
‫وّل طعن عىل الراويني بانقطاع سند اّلوىل وضعف سامعة يف طريق‬
‫الثانية ّلنه ّلمعارض هلام مع قبول األصحاب هلام‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويف « املعترب » نن هذا كثرى فلرىاجع وهو رصيح يف اخبار نذهب القدناء نن االعتام‬
‫عىل ناقبله األصحاب وعملوا به نن ون الثقات إىل سالنة السند وعدندا لوجو نا‬
‫خىرب ذلك نن الشدرة وغرىها واهنم مل يقبلوا اال نا قطعوا بصحته لضبطدم وتقوندم‬
‫وقرب زناهنم نن زنان األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املوجب لسدولة االطالع عىل احوال‬
‫االخبار‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬انا ال ارىض باجتدا هوالء يف صحة وانحصار الصحيح عندك يف عدالة‬
‫الراوي فلو اقترصت عليدا مل يسلم لك عرش االحا يث املوجو ه لزنك طرح ابواب‬

‫‪ - 1‬حىل ‪ ،‬املعترب يف رشح املخترص‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪30 :‬‬


‫[املحقق احليل] ‪219‬‬

‫كثرىه نن كتب احلديث ويف ذلك االزارء عىل نولفيدا وجتديلدم وعدم الوثوق‬
‫لضبطدم ويف عدم الوثوق بضبطدم ناالخىفى ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬نن االعتام عليدم وعدم االعتام انحصار طريق ثبوت العداله وصحة االخبار‬
‫الصحيحه عندك عىل قوهلم والنعنى لالعتذار بان التوثيق والتعديل نن باب الرواية‬
‫فاليستلزم قبوهلام التقليد ون الصحيح والضعيف فاهنام نن باب الدرايه واالجتدا‬
‫لعدم الفارق بعد التانل ملاكان طويل الزنان احلائل بنى العالنة والرواة فاليبقى اال‬
‫التحكم فالَتكم انتدى نع اهنم اكابر القدناء وشيوخ الطائفة وهو ممايوجب الطعن‬
‫عىل املذاهب واهله‪ ،‬نعوذ باهلل نن ذلك‪.‬‬
‫ونقول ثانيا بطريق املامشاة‪ :‬انك تعمل بالظن والظن احلاصل نن هذه االخبار التي‬
‫نص ائمه احلديث عىل صحتدا وعملوا هبا والقرائن الدالة عىل صدقدم يف ذلك‬
‫مماذكرناه ونذكره انشاء اهلل تعاىل بدون الظن املستند إىل نا اعتربته نن الربائة االصلية‬
‫والعمونات واالطالقات املظنونة الدالة واالعتبارات العقلية التي التكا تسلم قاعدة‬
‫نندا عن الطعن وغاية ناينتدى اثباهتا إىل نقدنة خطابيه ان قبلدا الوهم تر فيدا العقل‬
‫فاخربنى اهىا الظننى اسلم ظن يستند إىل نارصح به اكابر القدناء بانه قول املعصوم أو‬
‫ظن يرجع إىل قاعدة خمرتعة وان وافقدا املتجتدد اليوم خالفدا غدا لضعفدا أو لتزلزهلا‬
‫أو إىل عموم أو إىل اطالق نن ون نظر إىل خمصص أو نقيد‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 220‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وأي فرق بني ان يقول النجايش والعالمة مثال فالن ثقة وان يقول‬
‫الصدوق مثال احلديث الفالين صحيح مع علمه بضعف رواته ومن‬
‫املعلوم ان القولني مبنيان عىل التتبع والعمل بالقرائن الدالة عىل صحة‬
‫هذا وتوثيقه والكليني والصدوق والشيخ الطويس ليسوا ادون من‬
‫العالمة واتباعه يف معرفة الرجال والصادق منهم والكاذب‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واحلاصل ان اعتام القدناء مل يكن عىل السند وحده ومل يكونوا حيكمون بصحة حديث‬
‫اال بعد القطع بذلك الن االخبار كانت عندهم نتواترة ويف حكم املتواترة لقرائن لت‬
‫عىل ذلك وكانت أكثر األصول والكتب التي عندهم بخطوط الثقات نن أصحاب‬
‫األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬هلذا رصح األئمة الثالثه بصحة نانقلوه واجازوا لوثوقدم‬
‫بصدقه وثبوته لكوهنم اخذوه نن الكتب املعتمده وقد اعرتف بذلك مجاعة نن‬
‫املتأخرين ممن يوثق به فال عذر ملن ترك طريقدم بعد ان عرفدم واعتمد عىل اصطالح‬
‫العانة الغراض نذكرها اذا تكلمنا يف الدرايه وانا الغافل عنه واجلاهل فمعذور واهلل‬
‫اهلا ى‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتجليس االول ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « روضة املتقنى » يف رشح قول الصدوق‬
‫يف احلكم بصحة تلك االخبار نالفظه‪:‬‬
‫وإن قلت‪ :‬إن خرب الواحد بنفسه ليس بحجة ما مل ينضم إليه قرينة‬
‫أخرجته من باب الظن إىل باب العلم كام هو طريقة القدماء‪ ،‬ومال إليها‬
‫[املحقق احليل] ‪221‬‬

‫صاحب « املعترب »‪ ،‬وشيخنا التسرتي ‪ -‬رمحهام اهلل ‪ -‬فهذا اخلرب أيضا‬


‫‪1‬‬
‫كسائر األخبار الصحيحة حىتاج إىل ضم القرينة‪.‬‬
‫وقال املحقق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « املعترب » ‪:‬‬
‫أنك يف حال فتواك خمرب عن ربك وناطق بلسان رشعه‪ ،‬فام أسعدك إن‬
‫أخذت باجلزم‪ ،‬وما أخيبك إن بنيت عىل الوهم‪ ،‬فاجعل فهمك تلقاء‬
‫قوله تعاىل‪:‬‬
‫ون * و النظر إىل قوله تعاىل* ُق ْل َأ َر َأ ْيت ُْم‬ ‫‪2‬‬
‫*و َأ ْن َت ُقو ُلوا َع َىل اهلل ما ّل َت ْع َل ُم َ‬ ‫َ‬
‫ما َأ ْنز ََل اهلل َلك ُْم ِم ْن ِرز ٍْق َف َج َع ْلت ُْم ِمنْ ُه َحراما و َحالّل ُق ْل اهلل َأ ِذ َن َلك ُْم َأ ْم‬
‫ون * وتفطّن كيف قسم مستند احلكم إىل القسمني‪ ،‬فام مل‬ ‫َع َىل اهلل َت ْف َ ُ‬
‫رت َ‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫يتحقق اإلذن‪ ،‬فأنت مفرت‪.‬‬
‫وقال يف « املعترب » أيضا‪:‬‬
‫واما اإلمجاع‪ :‬فعندنا هو حجة بانضامم «املعصوم» فلو خال املائة من‬
‫فقهائنا عن قوله ملا كان قوهلم حجة‪ ،‬ولو حصل يف اثنني لكان قوهلام‬
‫السالم‪ :‬فال تغرت إذا بمن‬
‫حجة ّل باعتبار اتفاقهام بل باعتبار قوله عليه ّ‬

‫‪ - 1‬جملسى اول‪ ،‬روضة املتقنى يف رشح نن الحيرض الفقيه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ - 2‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪،33‬‬
‫‪ - 3‬سوره يونس‪ ،‬آيه ‪. 59‬‬
‫‪ - 4‬عالنه حىل‪ ،‬نعترب يف رشح خمترص ج ‪ ،1‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ 222‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يتحكم فيدعي اإلمجاع باتفاق اخلمسة والعرشة من األصحاب مع جهالة‬


‫‪1‬‬
‫قول الباقني اّل مع العلم القطعي بدخول اإلمام يف اجلملة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وقال نوىل املحدث األننى ‪ -‬طاب ثراه ‪: -‬‬
‫وباصطالح القدماء تك ّلم الس ّيد األجل املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف «‬
‫جواب املسائل الت ّبانيات » املتع ّلقة بأخبار اآلحاد‪ ،‬والشيخ الصدوق بن‬
‫بابويه يف اول كتاب « من ّلحىرضه الفقيه » والكليني يف اول « الكايف »‬
‫والشيخ يف اول « اّلستبصار » ويف « العدة » واملحقق يف أصوله ويف «‬
‫املعترب » انتهى‪.‬‬
‫وقال املحقق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف بيان ننع العمل بمطلق خربالواحد‪:‬‬
‫وّل يقال‪ :‬اإلمامية عاملة باألخبار وعملها حجة‪ .‬ألنا نمنع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫أكثرهم يرد اخلرب بأنه واحد وبأنه شاذ‪ ،‬فلو ّل استنادهم مع اّلخبار إىل‬
‫وجه يقتِ العمل هبا لكان عملهم اقرتاحا‪ ،‬وهذا ّل يظن بالفرقة‬
‫‪2‬‬
‫الناجية‪،‬‬
‫وقال يف أصوله‪:‬‬
‫وذهب شيخنا أبو جعفر ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬إىل العمل بخرب العدل من رواة‬
‫يتبني أنّه ّل يعمل‬
‫أصحابنا‪ ،‬لكن لفظه وإن كان مطلقا فعند التحقيق ّ‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.31‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 30‬‬
‫[املحقق احليل] ‪223‬‬

‫السالم‬
‫األئمة عليهم ّ‬
‫ّ‬ ‫باخلرب مطلقا‪ ،‬بل هبذه األخبار ا ّلتي رويت عن‬
‫إمامي جىب العمل به‪ .‬هذا ا ّلذي‬
‫ّ‬ ‫أن ّ‬
‫كل خرب يرويه‬ ‫دوهنا األصحاب‪ّ ،‬ل ّ‬
‫و ّ‬
‫تبني ي يف كالمه‪ ،‬ويدّ عي إمجاع األصحاب عىل العمل هبذه األخبار حتّى‬
‫ّ‬
‫لو رواها غري اإلمامي وكان اخلرب سليام عن املعارض واشتهر نقله يف هذه‬
‫‪1‬‬
‫الكتب الدائرة بني األصحاب عمل به‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « املعارج » ‪:‬‬
‫بأن العمل بخرب الواحد دافع للرضر‪ ،‬و ّ‬
‫كل ما كان‬ ‫احتج ابن رسيج‪ّ :‬‬
‫فألن املخرب عن الرسول إذا كان‬
‫كذلك كان واجبا‪ّ .‬أما أنّه دافع للرضر؛ ّ‬
‫أن دفع‬
‫الظن صدق قوله‪ ،‬وخمالفته مظنّة للرضر‪ .‬و ّأما ّ‬
‫ّ‬ ‫ثقة يغلب عىل‬
‫الرضر واجب؛ فرضوري‪.‬‬
‫ألن علمنا‬ ‫واجلواب‪ّ :‬ل نس ّلم ّ‬
‫أن خمالفة اخلرب مظنّة للرضر‪ ،‬وهذا ّ‬
‫يؤمننا‬
‫توجه التكليف به‪ّ ،‬‬
‫بوجوب نصب الدّللة من الشارع عىل ما ي ّ‬
‫ثم ما ذكروه منقوض برواية الفاسق‪ّ ،‬ل‬
‫ظن صدق املخرب‪ّ .‬‬
‫الرضرعند ّ‬
‫الظن حىصل عند خربه‪ّ .‬ل يقال‪ :‬لو ّل اإلمجاع لقلنا‬
‫فإن ّ‬‫بل برواية الكافر‪ّ ،‬‬
‫به‪ .‬ألنّا نقول‪ :‬حيث منع اإلمجاع من ا ّطراد هذه ّ‬
‫احلجة‪ّ ،‬‬
‫دل عىل بطالهنا‪،‬‬
‫ألن الدليل العقيل ّل خيتلف بحسب مظانّه‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 1‬به نقل از‪ :‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪136 :‬‬


‫‪ 224‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫احلجة مقلوبة عليهم‪ ،‬ألنّه لو وجب العمل بخرب الواحد جلواز‬


‫إن ّ‬ ‫ثم ّ‬
‫ّ‬
‫اشتامله عىل مصلحة ّل يؤمن الرضر بفواهتا‪ ،‬فليجب ا ّطراحه جلواز‬
‫اشتامله عىل مفسدة ّل يؤمن من الرضر بفعلها‪ ،‬ويلزم عىل ما ذكروه‬
‫‪1‬‬
‫النبوة بدون املعجزه بعني ما ذكروه‪.‬‬
‫وجوب العمل بقول مدعي ّ‬
‫وقال يف الفصل الثاين يف القياس‪:‬‬
‫النص عىل ع ّلة احلكم وتعليقه عليها مطلقا‪ ،‬يوجب ثبوت‬
‫املسألة الثانية‪ّ :‬‬
‫احلكم إن ثبتت الع ّلة‪ ،‬كقوله‪( :‬الزنا يوجب احلدّ )‪ ،‬و‪( :‬الرسقة توجب‬

‫نص عىل ع ّلته فيه‪ :‬فإن ّ‬


‫نص مع‬ ‫ثم ّ‬
‫القطع)‪ّ .‬أما إذا حكم يف يشء بحكم‪ّ ،‬‬
‫ينص‪ ،‬مل جىب تعدية احلكم ّإّل مع القول‬
‫ذلك عىل تعديته؛ وجب‪ .‬وإن مل ّ‬
‫ألهنا مسكرة)‪ ،‬فإنّه‬
‫حجة‪ .‬مثاله‪ :‬إذا قال‪( :‬اخلمر حرام ّ‬
‫بكون القياس ّ‬
‫حىتمل أن يكون التحريم مع ّلال باإلسكار مطلقا‪ ،‬وحىتمل أن يكون مع ّلال‬
‫‪2‬‬
‫بإسكار اخلمر‪ ،‬ومع اّلحتامل ّل يعلم وجوب التعدية‪.‬‬
‫وقال يف نبحث الثاين‪:‬‬
‫الظن‪ ،‬لكن التكليف من فعل اهلل سبحانه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫غاية ما يف الباب أن يغلب‬
‫فيبنى عىل ما علمه‪ّ ،‬ل عىل ما ظننّاه نحن‪ّ .‬ل يقال‪ :‬املك ّلف يبني يف كثري‬

‫‪ - 1‬عالنه حىل‪ ،‬نعارج األصول طبع جديد ص ‪. 207‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 257‬‬
‫[العالنة احليل] ‪225‬‬

‫الظن‪ .‬ألنّا نقول‪ :‬حيث ّ‬


‫دل الدليل الرشعي عىل‬ ‫ّ‬ ‫من الرشعيات عىل‬
‫‪1‬‬
‫الظن‪.‬‬
‫ملجرد ّ‬
‫العمل به‪ّ ،‬ل ّ‬
‫أقول‪ :‬فتانل فيامحكينا لك نن كالنه لتطلع عىل نرانه‪.‬‬

‫[العالمة الحيل]‬
‫ونندم آية اهلل يف العاملنى العالنة مجال الدين احلسن بن يوسف بن نطدر احليل ‪ -‬طاب‬
‫ثراه ‪ -‬البارز يف املعقول واملنقول سيام الكالم وأصول الفقه والفقه فانه وان نسب إليه‬
‫تأسيس نذهب االجتدا ينى كام فدم املوىل حممد أننى إال انه رجع عامكان قد بنى عليه‬
‫يف آخر عمره ورصح يف « ننداج الكرانة » الذي الفه يف آخر عمره للسلطان حممد‬
‫خدابنده بقطعية أخبار اإلنانية وكون نذهبدم نن االخبار املعصونية ونفي االجتدا‬
‫والرأي وسقوط االمجاع بال نستند وهذا عنى نذهب املحدثنى وسنتلوا عليك عباراته‬
‫فخذها وكن نن الشاكرين‪.‬‬
‫قال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « ننداج الكرانة » نالفظه‪:‬‬
‫وأيضا اّلمجاع ليس اصال يف الدّللة بل ّلبد من ان يستند املجمعون إىل‬
‫دليل عىل احلكم حتى جىمعوا عليه واّل كان خطأ‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫وانام كان مذهب اإلمامية واجب اّلتباع لوجوه‪.‬‬

‫‪- 1‬مهان ص ‪. 305‬‬


‫‪ 226‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واحسن املذاهب األصولية والفروعية مذهب اإلمامية‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واخذوا اّلحكام الفرعيه عن األئمة املعصومني الناقلني عن جدّ هم‬
‫رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اّلخذ ذلك من اهلل تعاىل بوحي‬
‫جربئيل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إليه يتناقلون ذلك عن الثقات خلقا عن سلف‬
‫إىل ان يتصل الروايه بأحد املعصومني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ومل يلتفتوا إىل‬
‫حرموا اّلخذ بالقياس واّلستحسان‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫القول بالرأي واّلجتهاد و ّ‬
‫وقال يف « خمتلف الشيعة » يف الفصل اخلانس ننه يف االذان واالقانة نالفظه‪:‬‬
‫فألن العلم بوجوهبام منتف قطعا وهو ّ‬
‫الالزم للوجوب‪،‬‬ ‫ّاما املقدّ مة اّلوىل ّ‬
‫ّأما ّأوّل‪ :‬فلقبح التكليف بالظن‪ ،‬الخ فتامل‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال السيد املحقق صدرالدين بن حممد بن حممد بن عيل احلسيني املوسوي الرضوي‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رسالة االجتدا والتقليد نالفظه‪:‬‬
‫ونقل غريواحد من العلامء عن الشيخ فخر املحققني انه قال يف كتابه «‬
‫ارشاد املسرتشدين » وانام اقترصت عىل هذه األصول ومل اذكر العبادات‬
‫ّلن والدي مجال الدين احلسن بن يوسف ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬ذكر‬
‫السمعيه ّ‬

‫‪ - 1‬خمتلف الشيعة يف احكام الرشيعة ج ‪ ،2‬ص ‪. 121‬‬


‫[الشديد االول] ‪227‬‬

‫ما امجع عليه أهل البيت وهم األئمة املعصومون ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫وماصح نقلهم عنه بالطريق الذي له إىل الشيخ الطويس ومن الشيخ إىل‬
‫األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بالطرق الصحيحة التي ّلشك فيها وّلريب ّلن‬
‫والدي ملاذكرنا له ان امليت ّل قول له قال اين اثبت لك ما اتفقت عليه‬
‫األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فالحىتاج إىل تقليد أحد بعد معرفة واجب‬
‫اّلعتقاد فمن عدل عنه إىل غريه فقد عدل عن يقني إىل ظن وعن قول‬
‫معصوم إىل جمتهد فأهىا املسلمون متسكوا به واعتمدوا عليه‪ .‬انتهى‬
‫كالمه‪.‬‬

‫[الشهيد االول]‬
‫ونندم أفضل املتأخرين واتقندم يف فنون الدين الشيخ حممد بن نكي املعروف بعد‬
‫وفاته بالشديد األول – نور اهلل رضحيه ‪ -‬ولنذكر عبارة رصحية ننه يف جزنه بصحة‬
‫صدور أصحابنا اإلنانية ‪ -‬رضوان اهلل عليدم ‪ -‬وخلوها عن الدس وهذا هو نعتقد‬
‫املحدثنى يعرفه نندم كل نوافق وخمالف هلم يف البنى‪.‬‬
‫قال ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « الذكرى » عند االستدالل عىل وجوب اتباع اإلنانية املنسوب‬
‫إىل األئمة املعصوننى ‪ -‬سالم اهلل عليدم امجعنى ‪ -‬نالفظه‪:‬‬
‫التاسع‪ :‬اتّفاق األمة عىل طهارهتم‪ ،‬ورشف أصوهلم‪ ،‬وظهور عدالتهم‪،‬‬
‫مع تواتر الشيعة إليهم يف النقل عنهم مما ّل سبيل إىل إنكاره‪ ،‬حتى انه‬
‫كتب من اجوبه مسائل ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أربعامئة مصنّف‪،‬‬
‫‪ 228‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫دون من رجاله املعروفني أربعة آّلف رجل من أهل العراق واحلجاز‬


‫و ّ‬
‫وخراسان والشام‪ ،‬وكذلك عن موّلنا الباقر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ورجال‬
‫باقي األئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬معروفون مشهورون‪ ،‬أولوا مصنّفات‬
‫مشتهرة ومباحث متك ّثرة‪ ،‬قد ذكره بعض العامة يف رجاهلم‪ ،‬ونسبوا‬
‫التمسك بأهل البيت عليهم السالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بعضهم إىل‬
‫وباجلملة اشتهار النقل والنقلة عنهم عليهم السالم يزيد أضعافا كثرية‬
‫عن النقلة عن كل واحد من رؤساء العامة‪ ،‬فاإلنصاف يقتِ اجلزم‬
‫‪1‬‬
‫بنسبة ما نقل عنهم إليهم ‪ -‬عليهم السالم ‪.-‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومن رام معرفة رجاهلم والوقوف عىل مصنّفاهتم‪ ،‬فليطالع‪ :‬كتاب‬
‫اجلاحظ بن عقدة‪ ،‬وفهرست النجايش وابن الغضائري والشيخ أيب‬
‫الكيش‪ ،‬وكتب الصدوق أيب‬
‫ّ‬ ‫جعفر الطويس‪ ،‬وكتاب الرجال أليب عمرو‬
‫جعفر بن بابويه القمي‪ ،‬وكتاب الكايف أليب جعفر الكليني فإنه وحده‬
‫يزيد عىل ما يف الصحاح الستة للعامة متونا وأسانيد‪ ،‬وكتاب مدينة العلم‬
‫ومن ّل حىرضه الفقيه قريب من ذلك‪ ،‬وكتابا التهذيب واّلستبصار نحو‬
‫ذلك‪ ،‬وغريها ممّا يطول تعداده‪ ،‬باألسانيد الصحيحة املتصلة املتنقدة‬

‫‪ - 1‬ذكرى الشيعة يف أحكام الرشيعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪59 :‬‬


‫[الشديد االول] ‪229‬‬

‫واحلسان القو ّية‪ ،‬واجلرح والتعديل والثناء اجلميل‪ ،‬فاإلنكار بعد ذلك‬
‫تعصب رصف‪.‬‬
‫مكابرة حمضة‪ ،‬و ّ‬
‫ثم قال ‪:‬‬
‫ّل يقال‪ :‬فمن أين وقع اّلختالف العظيم بني فقهاء اإلمامية إذا كان‬
‫نقلهم عن املعصومني وفتواهم عن املطهرين؟‬
‫ألنا نقول‪ :‬حمل اخلالف‪ّ :‬إما من املسائل املنصوصة‪ ،‬أو مما ّفرعه العلامء‪.‬و‬
‫السبب يف الثاين اختالف األنظار ومبادهىا‪ ،‬كام هو بني سائر علامء األمة‪.‬‬
‫و ّأما األول‪ ،‬فسببه اختالف الروايات «‪ »1‬ظاهرا‪ ،‬وق ّلام يوجد فيها‬
‫التناقض بجميع رشوطه‪ ،‬وقد كانت األئمة يف زمن تقية واستتار من‬
‫خمالفيهم‪ ،‬فكثريا ما جىيبون السائل عىل وفق معتقده‪ ،‬أو معتقد بعض‬
‫احلارضين‪ ،‬أو بعض من عساه يصل إليه من املناوئني‪ ،‬أو يكون عاما‬
‫خمتصة هبا‪ ،‬أو اشتباها عىل بعض‬
‫مقصورا عىل سببه‪ ،‬أو قضية يف واقعة ّ‬
‫‪1‬‬
‫النقلة عنهم‪ ،‬أو عن الوسائط بيننا وبينهم انتهى‪.‬‬
‫وقال العالنة الرباين الشيخ يوسف البحراين بعد نقل هذه العباره ولعمري انه كالم‬
‫نفيس يستحق ان يكتب بالنور عىل وجنات احلور‪ ،‬وجيب ان يسطر ولو باخلناجر عىل‬
‫احلناجر‪ .‬فانظر إىل ترصحيه بل جزنه بصحة تلك الروايات التي تضمنتدا هذه الكتب‬

‫‪ - 1‬مهان‬
‫‪ 230‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫التي بأيدينا‪ ،‬وختلصه نن االختالف الواقع بنى االخبار بوجوه تنفي احتامل تطرق‬
‫‪1‬‬
‫خول األحا يث الكاذبة يف أخبارنا‪.‬‬

‫املجمع الثالث‬
‫يف ذكر مجاعة نن الذين اثنا ذكرهم نن علامء الغيبة الصغرى والكربى وتنصيصات‬
‫املتأخرين نن الطائفة ونتاخري املتأخرين ‪ -‬رفع اهلل رجاهتم يف اجلنه املاوى ‪.-‬‬

‫[سعد بن عبدالله القمي]‬


‫فمندم الشيخ االجل االواه سعد بن‪ 2‬عبداهلل القمي وهو الذي ترشف بروية القائم ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬يف زنن ابيه والرواية نعروفة بنى األصحاب رواها الصدوق يف كامل‬
‫الدين والشيخ ابوطالب الطربيس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف االحتتجاج والعالنة املتجليس طاب‬
‫ثراه يف بحار االنوار‪ .‬روى الطربيس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف احتتجاج احلتجة القائم‬

‫‪ - 1‬احلدائق النارضة يف أحكام العرتة الطاهرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪18 :‬‬


‫‪ - 2‬اين نطلب ر حاشيه بو ‪ :‬فحيئد نقول اجلمع بنى عدالتدم وثبوت هذه النقل عندم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نعى‬
‫بطالنه مما ياباه العقل ويبطله باشياع عندم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وانكار نا عليه العانة نن القياس واالستحان ونسبه‬
‫ذلك إىل الضالل والقول يف الدين بيغر احلق ونن رام انكار ذلك فكمن رام انكار املتواتر يف سنة النبي ‪ -‬صلی اهلل‬
‫عليه وآله ‪ -‬ونعتجزاته وسرىته نن بعده ونن رام نعرفة رجاهلم تتمة بقلدا العبد اجلانى حسنى بن عيل بن حممد‬
‫املحدث الكتاب املذبور ‪.‬‬
‫[سعد بن عبداهلل القمي] ‪231‬‬

‫املنتظراملددى صلوات اهلل عليه عن َس معدُ مب ُن َع مب ِد اهلل ا مل ُق ِّم ُّي ماألَ مش َع ِر ُّي َق َال‪ُ :‬بلِ ُ‬
‫يت بِ َأ َشدِّ‬
‫النَّو ِ‬
‫اص ِ‬
‫ب ُنن ََاز َعة‪.‬‬ ‫َ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫اخل ْص ِم َع َىل َحال َينْ َقط ُع َكبِدي َف َأ َخ ْذ ُت ُط َ‬
‫ومارا و َك َت ْب ُ‬ ‫ت َع ْن َه َذا َْ‬ ‫َف َر َج ْع ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َم ْس َأ َلة م َن املَْ َسائ ِل ا ْلغَام َضة ا َّلتي َمل ْ َيك ُْن عنْدي َج َو ُ َ‬
‫اهبا‬ ‫بِ ْضعا و َأ ْر َبع َ‬
‫احل َس ِن ْب ِن َع ِ ٍّيل ‪ -‬عليه السالم‬ ‫حم َّم ٍد َْ‬ ‫ي َأ ِيب ُ َ‬ ‫ب َم ْو َّل َ‬ ‫اح ِ‬‫ت َأد َفعها إىل ص ِ‬
‫َ‬ ‫َف ُق ْل ُ ْ ُ َ‬
‫ت‬‫ب َف َم َش ْي ُ‬ ‫محدَ ْب ِن إِ ْس َح َ‬
‫اق َف َل َّام َط َل ْب ُت ُه ك َ‬
‫َان ُه َو َقدْ َذ َه َ‬ ‫َان ِيف ُق َّم َأ ْ َ‬‫‪ -‬ا َّل ِذي ك َ‬
‫رس َم ْن َر َأى َح َّتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َْ‬ ‫َع َىل َأ َث ِر ِه َف َأ ْد َر ْك ُت ُه و ُق ْل ُ‬
‫احل َال َم َع ُه َف َق َال ِي ج ْئ َمعي إىل ُ َّ‬
‫رس َم ْن‬ ‫ت َم َع ُه إىل ُ َّ‬ ‫ن َْس َأ َل َع ْن َه ِذ ِه املَْ َسائِ ِل َم ْو َّلنَا َْ‬
‫احل َس َن ْب َن َع ِ ٍّيل ع َف َذ َه ْب ُ‬
‫است َْأ َذنَّا َع َل ْي ِه َف َأ ِذ َن َلنَا‬ ‫اب َد ِار َم ْو َّلنَا ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ف ْ‬ ‫َر َأى ُث َّم ِج ْئنَا إىل َب ِ‬
‫اق ِجراب َقدْ س َرته بِكِس ٍ‬
‫اء َط َ ِ‬
‫ي‬‫رب ٍّ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫محدَ ْب ِن إِ ْس َح َ َ‬ ‫َان َم َع َأ ْ َ‬
‫َفدَ َخ ْلنَا الدَّ َار وك َ‬
‫احدَ ٍة ِمن َْها‬ ‫ب وا ْلو ِر ِق ع َىل ك ُِّل و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رصة ِم َن َّ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫ُّون ُ َّ‬ ‫َان فِ ِيه ِمائَة و ِست َ‬
‫وك َ‬
‫حم َّم ٍد‬
‫ت َأ ْع ُي ُننَا َع َىل َأ ِيب ُ َ‬‫احبِ ِها ا َّل ِذي َد َف َع َها إِ َل ْي ِه وملََّا َد َخ ْلنَا َو َق َع ْ‬
‫َخاتَم ص ِ‬
‫ُ َ‬
‫ي( ع)‪ -‬كَأَ َّن َو ْج َه ُه كَا ْل َق َم ِر َل ْي َل َة ا ْل َبدْ ِر و َقدْ َر َأ ْينَا َع َىل‬ ‫احل َس ِن ا ْل َع ْسك َِر ِّ‬
‫َْ‬
‫َان َع َىل َر ْأ ِس ِه ُذؤَ ا َبت ِ‬
‫َان‬ ‫اجل َام ِل وك َ‬ ‫احل ْس ِن و َْ‬ ‫ي ِيف ُْ‬ ‫َفخذه غ َُالما ُي ْشبِ ُه املُْ ْش َ ِرت َ‬
‫ِِِ‬

‫اه ِر ال َّث ِمين َِة َقدْ‬


‫اجلو ِ‬
‫وص و َْ َ‬ ‫ب َقدْ ُح ِّ َيل بِالْ ُف ُص ِ‬ ‫الذ َه ِ‬‫ني َيدَ ْي ِه ُر َّمان ِم َن َّ‬ ‫َان َب ْ َ‬
‫وك َ‬
‫ُب بِ ِه َش ْيئا َع َىل‬ ‫ِِ‬ ‫رص ِة وك َ‬
‫َان ِيف َيده َق َلم َي ْكت ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬
‫أ ْهدَ ا ُه َواحد م ْن ُرؤَ َساء ا ْل َب ْ َ‬
‫‪ 232‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان َحتَّى‬ ‫ُب َش ْيئا َأ َخ َذ ا ْلغ َُال ُم َيدَ ُه َف َألْ َقى ُّ‬
‫الر َّم َ‬ ‫قِ ْر َط ٍ‬
‫اس َف ُك َّل َام َأ َرا َد َأ ْن َي ْكت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُب َما َش َ‬
‫اء‬ ‫ب ا ْلغ َُال ُم إِ َل ْيه و َجىِي َء بِه َف َل َّام ت ََر َك َيدَ ُه َي ْكت ُ‬‫َي ْذ َه َ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫اء بِ َ‬ ‫فنظر إىل مو َّلنَا َأ ِيب ُ َ ٍ‬
‫ك َيا‬ ‫ي ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬و َق َال َما َج َ‬ ‫حم َّمد ا ْل َع ْسك َِر ِّ‬ ‫َْ‬
‫اء َم ْو َّلنَا َق َال املَْ َسائِ ُل ا َّلتِي‬
‫اق إىل لِ َق ِ‬
‫محدُ ْب ُن إِ ْس َح َ‬ ‫ِ‬
‫ت َش َّو َقني َأ ْ َ‬ ‫َس ْعدُ ؟ َف ُق ْل ُ‬
‫َأ َر ْد َت َأ ْن ت َْس َأ َل َعن َْها؟‬
‫اس َأ ْل ُق َّر َة َع ْينِي و َأ ْو َمى إىل ا ْلغ َُال ِم‬ ‫ت ع َىل ح َ ِ‬
‫اهلا َيا َم ْو َّل َ‬
‫ي َق َال َف ْ‬ ‫ُق ْل ُ َ َ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ت ِم ْن‬
‫احل َس ُن ْب ُن َع ِ ٍّيل ع لِ َص َالتِ ِه و َقا َم ا ْل َقائِ ُم َم َع ُه َف َر َج ْع ُ‬
‫ُث َّم َقا َم َم ْو َّلنَا َْ‬

‫مها‬‫ِ ِ ِ‬
‫عنْد َ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ف َب ْعدَ َذلِ َ‬
‫ك ا ْل َي ْو ِم إىل َمن ِْز ِل َم ْو َّلنَا ع َأ َّياما ن ََرى ا ْلغ َُال َم َب ْ َ‬
‫ني‬ ‫و َج َع ْلنَا َنخْ تَلِ ُ‬
‫َيدَ ْي ِه‪ .‬إىل اخر احلديث وهو يتضمن زائدا عىل مابه معجزه من ايب حممد‬
‫‪1‬‬
‫والقائم ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫وقال العالنة املتجليس ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬بعد نقل اخلرب بطوله يف بحار االنوار نانصه‪:‬‬

‫‪ - 1‬االحتتجاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.462 – 465 :‬‬


‫[سعد بن عبداهلل القمي] ‪233‬‬

‫أقول‪ :‬قال النتجايش بعد توثيق سعد واحلكم بتجاللته لقي نوالنا أبا حممد ع ورأيت‬
‫بعض أصحابنا يضعفون لقاءه أليب حممد ع ويقولون هذه حكاية نوضوعة عليه‪.‬‬
‫أقول الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬أعرف بصدق األخبار والوثوق عليدا نن ذلك البعض‬
‫الذي ال يعرف حاله ور األخبار التي تشدد نتوهنا بصحتدا بمحض الظن والوهم نع‬
‫إ راك سعد زنانه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وإنكان نالقاة سعد له ع إذ كان وفاته بعد وفاته ع‬
‫بأربعنى سنة تقريبا ليس إال لإلزراء باألخبار وعدم الوثوق باألخيار والتقصرى يف‬
‫نعرفة شأن األئمة األطدار ع إذ وجدنا أن األخبار املشتملة عىل املعتجزات الغريبة إذا‬
‫وصل إليدم فدم إنا يقدحون فيدا أو يف راوهىا بل ليس جزم أكثر املقدوحنى نن‬
‫أصحاب الرجال إال نقل نثل تلك األخبار‪ 1.‬انتدى كالنه اعىل اهلل نقانه‪.‬‬
‫قال شيخ الطائفة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫سعد بن عبد اهلل القمي‪ ،‬يكنى أبا القاسم جليل القدر‪ ،‬واسع األخبار‪،‬‬
‫كثري التصانيف‪ ،‬ثقة‪ ،‬فمن كتبه كتاب « الرمحة » ‪ ،‬وهو يشتمل عىل كتب‬
‫مجاعة‪ ،‬منها كتاب « الطهارة » ‪ ،‬وكتاب « الصالة » ‪ ،‬وكتاب « الزكاة »‬
‫‪ ،‬وكتاب « الصوم » ‪ ،‬وكتاب « احلج » ‪ ،‬وكتاب « جوامع احلج » ‪،‬‬
‫وكتاب « الضياء يف اإلمامة » ‪ ،‬وكتاب « مقاّلت اإلمامية » ‪ ،‬وكتاب «‬
‫مناقب رواة احلديث » ‪ ،‬وكتاب « مثالب رواة احلديث » ‪ ،‬و « كتاب يف‬

‫‪ - 1‬بحاراألنوار ج ‪ 52 :‬ص ‪89 :‬‬


‫‪ 234‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فضل قم والكوفة » و « كتاب يف فضل عبد اهلل وعبد املطلب وأيب طالب‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ ، » -‬وكتاب « بصائر الدرجات » أربعة أجزاء‪ ،‬وكتاب‬
‫‪1‬‬
‫« املنتخبات » نحو ألف ورقة‪ ،‬وله فهرست كتاب ما رواه‪ ،‬إىل اخره‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتجليس ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف الفصل االول نن نقدنة كتاب « بحاراالنوار‬
‫»‪:‬‬
‫وكتاب « ناسخ القرآن ومنسوخه وحمكمه ومتشاهبه » للشيخ الثقه‬
‫اجلليل القدر سعد بن عبداهلل اّلشعري رواه عنه جعفربن حممد بن‬
‫قولويه وسيات اّلشارة إليه يف كتاب القرآن‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف الفصل الثاين الذي عنوانه يف بيان الوثوق عىل الكتب املذكور‬
‫واختالفدا يف ذلك نانصه‪:‬‬
‫وكتابا التفسري راويامها معتربان مشهوران ومضامينها متوافقان لسائر‬
‫اّلخبار واخذ منها عيل بن ابراهيم وسائر علامء اّلخيار وعد النجايش‬
‫من كتب سعد بن عبد اهلل كتاب « ناسخ القرآن ومنسوخه وحمكمه‬
‫‪2‬‬
‫ومتشاهبه » وذكر أسانيد صحيحة إىل كتبه‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفدرست (للشيخ الطويس)‪ ،‬ص‪76 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان شامره ‪ ،1‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 32‬‬
‫[حممد بن ابراهيم النعامين] ‪235‬‬

‫وقال بعد ذكر كتاب آخر لسعد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ونولفه يف الثقه يف الفضل واجلالله فوق‬
‫الوصف واللسان ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وبه لنذكر بعض نا رواه يف رسالته يف ناسخ القرآن وننسوخه باسنا ه عن ايب‬
‫عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن جده أنرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واحلديث طويل‬
‫يتضمن نن غرائب علوم القرآن نااليوجد يف غرىه وقد رواه الشيخ ابوالقاسم جعفر‬
‫بن حممد بن قولويه القمي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬عن سعد األشعري ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وقد اخرجه‬
‫الشيخ حممد بن ابراهيم النعامين ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف تفسرىه ورواه شيخنا املتجليس يف‬
‫الفصل االول نن نقدنة « بحار االنوار » كتاب التفسرى الذي رواه الصا ق ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬عن انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املشتمل عىل انواع آيات القرآن ورشح‬
‫الفاظه برواية حممد بن ابراهيم النعامنى وسياتى بتامنه يف كتاب القرآن ولنقدم ذكر‬
‫النعامنى وابن قولويه ثم نور بعض نا وعدناه ممايدل ر هم طريقه االجتدا رواه‬
‫اهلا ى إىل سبيل الرشا ‪.‬‬

‫[محمد بن ابراهيم النعماني]‬


‫ونندم شيخنا حممد بن ابراهيم النعامين ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬تلميذ شيخنا الكليني ‪ -‬طاب‬
‫ثراه ‪ -‬قال سمينا العالنة االسرتآبا ي يف « الوسيط » ‪:‬‬
‫حممد بن جعفر ابو عبداهلل الكاتب النعامين املعروف بايب زينب‪ ،‬شيخ من‬
‫أصحابنا‪ ،‬عظيم القدر‪ ،‬رشيف املنزلة‪ ،‬صحيح العقيدة‪ ،‬كثري احلديث‪،‬‬
‫‪ 236‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قدم بغداد وخرج إىل الشام ومات هبا‪ ،‬ضه جش له كتب منها‪ :‬كتاب‬
‫الغيبة‪.‬‬

‫[جعفر بن قولويه القمي]‬


‫ونندم شيخنا السعيد السديد جعفر بن قولويه القمي استا املفيد وتلميذ الصدوق ‪-‬‬
‫ريض اهلل عندم ‪.-‬‬
‫قال يف « الوسيط » ‪:‬‬
‫جعفر بن حممد بن جعفربن نوسى بن قولويه ابوالقاسم ابوه نسلمه نن خيار أصحاب‬
‫سعد وكان أبوالقاسم نن ثقات اصحابنا واجالئدم يف احلديث والفقه روى عن ابيه‬
‫وأخيه عن سعد وقال‪ :‬نا سمعت نن سعد اال أربعة أحا يث وهو أستا الشيخ املفيد‬
‫رمحه اهلل‪ ،‬وننه محل العلم واحلديث‪ ،‬وكلام يوصف به الناس نن مجيل وثقة وفقه‪ ،‬فدو‬
‫فوقه‪،‬صه جش له كتب حسان‪ ،‬جش ثقة له تصانيف كثرىه عىل عد كتب الفقه نندا‬
‫كتاب نداواة اجلسد حلياة االبد‪ ،‬وكتاب اجلمعة واجلامعة‪ ،‬وكتاب القطره كتاب‬
‫الرصف كتاب الوطي بملك اليمنى‪ ،‬وكتاب الرضاع وكتاب االضاحى وله جانع‬
‫الزيارات ونا روى ذلك نن الفضل عن األئمة ‪ -‬صلوات اهلل عليدم امجعنى ‪ -‬وغرى‬
‫ذلك وهي كثرىة وفدرست نارواه نن الكتب واألصول اخرب نا برواياته وفدرست‬
‫كتبه مجاعه نن اصحابنا نندم الشيخ ابوعبداهلل حممد بن حممد بن النعامن واحلسنى بن‬
‫عبيداهلل وامحد بن عبدون وغرىهم عن جعفر بن حممد بن قولويه ويف مل ص ‪34‬جعفربن‬
‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪237‬‬

‫حممد بن قولويه يكنى اباالقاسم القمي صاحب نصنفات قد ذكرنا كتبه يف الفدرست‬
‫روى عنه التلعكربى واخربنا عنه حممد بن حممد النعامن واحلسنى بن عبيداهلل وامحد بن‬
‫حممد بن عبدون اه ‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وها انا اذكر نا وعدته نن رواية الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن انرىاملمؤنننى ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬مما اور ه سعد بن عبداهلل يف كتاب « املحكم واملتشابه » وحممد بن‬
‫ابراهيم النعامين يف « التفسرى » وابن قولويه يف تصانيفه وانام يعرف نذاهب القدناء نن‬
‫أصحاب االخبار بنقلدم احلديث واعتام هم عليه أو عدم االنكار عىل روايته واال‬
‫فالسبيل إىل نا اعزوه نن املذهب إىل الصدوقنى‪ ،‬فتأنل‪.‬‬
‫قال الصا ق جعفربن حممد ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ب َع َث ُحم َ َّمدا‪َ -‬ف َخت ََم بِ ِه ماألَنمبِ َيا َء َف َال نَبِ َّي‬
‫َاب َب معدَ ُه‪َ -‬أ َح َّل فِ ِيه َح َالال و َح َّر َم‬ ‫ِ‬
‫ب َف َال كت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َب معدَ ُه‪ -‬و َأن َمز َل َع َل ميه كتَابا َف َخت ََم بِه ا مل ُك ُت َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َرانا‪َ -‬ف َح َال ُل ُه َح َال ٌل إىل َي مو ِم ا ملق َيا َنة و َح َرا ُن ُه َح َرا ٌم إىل َي مو ِم ا ملق َيا َنة‪ -‬فيه َ م‬
‫رش ُع ُك مم و َخ َ ُ‬
‫رب‬
‫َن من َق مب َل ُك مم و َب معدَ ُك مم‪ .‬وجعله النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬علام باقيا يف أوصيائه فرتكدم‬
‫الناس وهم الشدداء عىل أهل كل زنان وعدلوا عندم ثم قتلوهم واتبعوا غرىهم‬
‫وأخلصوا هلم الطاعة حتى عاندوا نن أظدر والية والة األنر وطلب علوندم قال اهلل‬
‫خائن ٍَة ِنن ُمد مم *‪ 1‬وذلك أهنم رضبوا‬
‫َزال َت َّطلِع َعىل ِ‬
‫ُ‬ ‫سبحانه* َفن َُسوا َح ًّظا ِمما ُذك ُِّروا بِ ِه وال ت ُ‬
‫بعض القرآن ببعض واحتتجوا باملنسوخ وهم يظنون أنه الناسخ واحتتجوا باملتشابه وهم‬

‫‪ - 1‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 13‬‬


‫‪ 238‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يرون أنه املحكم واحتتجوا باخلاص وهم يقدرون أنه العام واحتتجوا بأول اآلية وتركوا‬
‫السبب يف تأويلدا ومل ينظروا إىل نا يفتح الكالم وإىل نا خىتمه ومل يعرفوا نوار ه‬
‫ونصا ره إذ مل يأخذوه عن أهله فضلوا وأضلوا‪.‬‬
‫واعلموا رمحكم اهلل أنه نن مل يعرف نن كتاب اهلل عز وجل الناسخ نن املنسوخ‬
‫واخلاص نن العام واملحكم نن املتشابه والرخص نن العزائم واملكي واملدين وأسباب‬
‫التنزيل واملبدم نن القرآن يف ألفاظه املنقطعة واملمؤلفة ونا فيه نن علم القضاء والقدر‬
‫والتقديم والتأخرى واملبنى والعميق والظاهر والباطن واالبتداء واالنتداء والسمؤال‬
‫واجلواب والقطع والوصل واملستثنى ننه واجلاري فيه والصفة ملا قبل مما يدل عىل نا‬
‫بعد واملمؤكد ننه واملفصل وعزائمه ورخصه ونواضع فرائضه وأحكانه ونعنى حالله‬
‫وحرانه الذي هلك فيه امللحدون واملوصول نن األلفاظ واملحمول عىل نا قبله وعىل‬
‫نا بعده فليس بعامل بالقرآن وال هو نن أهله ونتى نا ا عى نعرفة هذه األقسام ندع‬
‫بغرى ليل فدو كاذب نرتاب نفرت عىل اهلل الكذب ورسوله و َن مأوا ُه َج َدن َُّم وبِ مئ َس املمَ ِص ُرى‪.‬‬
‫ات اهلل َع َل مي ِه‪ِ -‬شي َع ُت ُه َع من ِن مث ِل َه َذا َف َق َال‪ -‬إِ َّن اهلل َت َب َار َك‬ ‫‪ -‬و َل َقدم َس َأ َل َأ ِن َرى املمُ ممؤ ِننِ َ‬
‫نى َص َل َو ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‬ ‫آن َع َىل َس مب َعة َأ مق َسا ٍم‪ُ -‬ك ٌّل نن َمدا َشاف كَاف وه َي َأ من ٌر و َز مج ٌر وت مَرغ ٌ‬ ‫و َت َع َاىل َأن َمز َل ا مل ُق مر َ‬
‫وخ و ُحممك ٌَم و ُنت ََشابِ ٌه‪-‬‬ ‫آن ن ِ‬
‫َاس ٌخ و َنن ُمس ٌ‬ ‫وتَر ِهيب‪ -‬وجدَ ٌل ون َث ٌل و ِقصص‪ -‬و ِيف ا مل ُقر ِ‬
‫م‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ٌ‬
‫ص و َح َال ٌل و َح َرا ٌم‪ -‬و َف َرا ِئ ُض و َأ محكَا ٌم‬ ‫ِ‬
‫اص و َعا ٌّم و ُن َقدَّ ٌم و ُن َمؤ َّخ ٌر و َع َزائ ُم و ُر َخ ٌ‬ ‫و َخ ٌّ‬
‫ف‪ -‬و ِننم ُه َنا َل مف ُظ ُه‬ ‫َان حر ٍ‬
‫ف َنك َ َ م‬ ‫وف و َح مر ٌ‬ ‫وف‪ -‬وننم َقطِع َغرى نع ُط ٍ‬
‫ٌ مُ َ م‬ ‫ُ‬ ‫و ُننم َقطِ ٌع و َن مع ُط ٌ‬
‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪239‬‬

‫مج ٌع‪ -‬و ِننم ُه َنا‬ ‫احدٌ و َن معنَا ُه َ م‬ ‫َخاص‪ -‬و ِننمه نا َل مف ُظه َعام ُحممت َِم ُل ا ملعمو ِم‪ -‬و ِننمه نا َل مف ُظه و ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ ٌّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٌّ‬
‫اض و َن معنَا ُه ُن مس َت مقبِ ٌل‪ -‬و ِننم ُه َنا َل مف ُظ ُه َع َىل م‬
‫اخلَ َ ِرب‬ ‫احدٌ ‪ -‬و ِننم ُه َنا َل مف ُظ ُه َن ٍ‬ ‫مجع ونعنَاه و ِ‬
‫َل مف ُظ ُه َ م ٌ َ م ُ َ‬
‫ف َع من ِج َدتِ ِه و ِننم ُه َنا ُه َو َع َىل ِخ َال ِف‬ ‫اق ُحم َ َّر ٌ‬ ‫آخر‪ -‬و ِننم ُه نا ُه َو َب ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫و َن معنَا ُه حكَا َي ٌة َع من َق مو ٍم َ َ‬
‫َتن ِمزيلِ ِه‪ -‬و ِننم ُه َنا َت مأ ِوي ُل ُه ِيف َتن ِمزيلِ ِه و ِننم ُه َنا َت مأ ِوي ُل ُه َق مب َل َتن ِمزيلِ ِه‪ -‬و ِننم ُه َنا َت مأ ِوي ُل ُه َب معدَ َتن ِمزيلِ ِه‪-‬‬
‫وخ‬‫ات نِ مص ُف َدا َنن ُمس ٌ‬ ‫ور ٍة ُأ مخ َرى‪ -‬و ِننم ُه آ َي ٌ‬ ‫ورة و ََتَا ُن َدا ِيف ُس َ‬
‫ات بع ُضدا ِيف س ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫وننم ُه آ َي ٌ َ م َ‬
‫ِ‬

‫ات ُنت َِّف َق ُة‬ ‫ظ ُنت َِّف َق ُة املمَ معنَى‪ -‬و ِننم ُه آ َي ٌ‬ ‫ات ُخممتَلِ َف ُة ال َّل مف ِ‬‫وك َع َىل َحال ِ ِه‪ -‬و ِننم ُه آ َي ٌ‬ ‫رت ٌ‬ ‫ون مص ُف َدا َن م ُ‬
‫ِ‬

‫يم ِة‪ِ -‬ألَ َّن اهلل َع َّز و َج َّل‬ ‫ات ف َيدا ُر مخ َص ٌة وإِ مط َال ٌق َب معدَ ا مل َع ِز َ‬
‫ظ ُخممتَلِ َف ُة ا مَملعنَى‪ -‬و ِننمه آي ٌ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫م‬
‫ال َّل مف ِ‬

‫ار‪ -‬إِ من َشا َء‬ ‫احبدا فِيدا بِ م ِ‬


‫اخل َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َأ من ُي ممؤ َخ َذ بِ ُر َخصه ك ََام ُي ممؤ َخ ُذ بِ َع َزائمه‪ -‬وننم ُه ُر مخ َص ٌة َص ُ َ َ‬ ‫ُحي ُّ‬
‫اه ِر َها ِعنمدَ الت َِّق َّي ِة‪-‬‬ ‫ف باطِنِدا يعم ُل بِ َظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ َخ َذ وإِ من َشا َء ت ََرك ََدا‪ -‬وننم ُه ُر مخ َص ٌة َظاه ُر َها خ َال ُ َ َ ُ م َ‬
‫و َال ُي مع َم ُل بِ َباطِنِ َدا َن َع الت َِّق َّي ِة‪ -‬و ِننم ُه ُخمَا َط َب ٌة ل ِ َق مو ٍم واملمَ معنَى ِآل َخ ِري َن‪ -‬و ِننم ُه ُخمَا َط َب ٌة لِلنَّبِ ِّي‬
‫يم ُه إِ َّال بِت مَحلِيلِ ِه‪ -‬و ِننم ُه َنا َت مألِي ُف ُه و َتن ِمزي ُل ُه‬
‫ف َ مَت ِر ُ‬ ‫ص و َن معنَا ُه َو ِاق ٌع َع َىل ُأ َّنتِ ِه‪ -‬و ِننم ُه َال ُي مع َر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َىل َغ ِرى نعنَى نا ُأن ِمز َل فِ ِيه‪ -‬و ِن منه ر ِنن اهلل َتع َاىل و ِ‬
‫ين‬‫اج‪َ -‬ع َىل َمجي ِع املمُ ملحد َ‬ ‫احت َتج ٌ‬‫م‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ٌّ َ‬ ‫م َم َ‬
‫ان‪ -‬و ِننم ُه‬ ‫ان و َعبدَ ِة النِّرى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الزنَا ِ َق ِة والدَّ ه ِري ِة وال َّثن َِوي ِة‪ -‬وا مل َقدَ ِري ِة واملمُتجرب ِة و َعبدَ ِة ماألَو َث ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫م َّ‬ ‫و َّ‬
‫الر ُّ َع َىل َن من َز َع َم َأ َّن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج َع َىل الن ََّص َارى ِيف املمَ ِس ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُّ َع َىل ا مل َي ُدو ‪ -‬وننم ُه َّ‬ ‫يح ع‪ -‬وننم ُه َّ‬ ‫احت َتج ٌ‬ ‫م‬
‫ص‪ -‬و َأ َّن ا مل ُك مف َر ك ََذل ِ َك و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َز َع َم‪َ -‬أ من َل مي َس َب معدَ‬ ‫اإل َيام َن َال َي ِزيدُ و َال َينم ُق ُ‬
‫مِ‬

‫اب‪ -‬و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َأ من َك َر َف مض َل النَّبِ ِّي ص َع َىل َمجِي ِع‬ ‫ِ‬
‫اب وع َق ٌ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫املمَ موت و َق مب َل ا ملق َيا َنة َث َو ٌ‬
‫ِ‬ ‫رسا َء بِ ِه َل مي َل َة املم ِ مع َر ِ‬ ‫اخلَ مل ِق‪ -‬و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َأ منك ََر م ِ‬
‫اج‪ -‬وننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َأ مث َب َت ُّ‬
‫الر مؤ َي َة‪-‬‬ ‫اإل م َ‬ ‫م‬
‫‪ 240‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وه ُه‪ -‬و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َأ منك ََر‬ ‫احل ِّق و َأبواب نع ِاين م ِ ِ‬
‫اإل َيامن و ُو ُجو ُب ُه و ُو ُج ُ‬ ‫مَ ُ ََ‬ ‫ات م َ‬ ‫و ِننم ُه ِص َف ُ‬
‫ف اهلل َت َع َاىل َو محدَ ُه‪-‬‬ ‫الض َال َل‪ -‬و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َو َص َ‬
‫الرش َك وال ُّظ مل َم و َّ‬ ‫مِ‬
‫اإل َيام َن وا مل ُك مف َر و ِّ م‬
‫ف َت مأ ِوي َل َدا‪ -‬و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َز َع َم َأ َّن اهلل َع َّز و َج َّل‬ ‫الر مج َع َة و َمل م َي مع ِر م‬ ‫ِ‬
‫وننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َأ منك ََر َّ‬
‫اإل َرا َ ِة‪-‬‬
‫نى املمَ ِش َّي ِة و م ِ‬ ‫ون‪ -‬و ِننم ُه َر ٌّ َع َىل َن من َمل م َي مع َل ِم ا مل َف مر َق َب م َ‬ ‫اليش َء َحتَّى َي ُك َ‬ ‫َال َي مع َل ُم َّ م‬
‫نى‪ -‬و ِننم ُه‬ ‫ب اهلل َع َّز و َج َّل بِ ِه ماألَ ِئ َّم َة واملمُ ممؤ ِنن ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وا مل ُقدم َرة ِيف َن َواض َع‪ -‬وننم ُه َن مع ِر َف ُة َنا َخا َط َ‬
‫ِ‬

‫اإل مس َال ِم‪-‬‬ ‫رش ِائ َع م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وج ا مل َق ِائ ِم ِننَّا َع َّتج َل اهلل َف َر َج ُه‪ -‬و ِننم ُه َنا َب َّ َ‬
‫نى اهلل َت َع َاىل فيه َ َ‬ ‫َأ مخ َب ُار ُخ ُر ِ‬
‫وه َذل ِ َك‪ -‬و ِننم ُه َأ مخ َب ُار‬
‫اخل مل ِق‪ -‬ونع ِاي ِش ِدم ووج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ُ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ب ِيف َن معنَى َب َقاء م َ‬ ‫و َف َرائ َض ماألَ محكَا ِم و َّ‬
‫الس َب َ‬
‫ازي النَّبِ ِّي ص و ُح ُروبِ ِه‪-‬‬ ‫ِ‬
‫نى اهلل َت َع َاىل ِيف َن َغ ِ‬ ‫رش ِائ ُع ُد مم و َه َال ُك ُأ َمم ِ ِد مم‪ -‬و ِننم ُه َنا َب َّ َ‬
‫ماألَ منبِ َياء و َ َ‬
‫و َف َض ِائ ُل َأ مو ِص َي ِائي و َنا َي َت َع َّل ُق بِ َذل ِ َك و َيت َِّص ُل بِ ِه‬
‫‪ -‬فكانت الشيعة إذا تفرغت نن تكاليفدا تسأله عن قسم قسم فيخربها فمام سألوه عن‬
‫‪1‬‬
‫الناسخ واملنسوخ‪.‬‬
‫وساق احلديث بطوله إىل ان قال‪:‬‬
‫ان و ِاّلجتِه ِ‬ ‫اس و ِاّل ْستِ ْح َس ِ‬ ‫الر ْأ ِي وا ْل ِق َي ِ‬
‫اد‪ -‬و َم ْن‬ ‫ْ َ‬ ‫و َأ َّما َّ‬
‫الر ُّد َع َىل َم ْن َق َال بِ َّ‬
‫س‪-‬‬ ‫الر ْأ ِي وا ْل ِق َيا ِ‬
‫محة‪َ -‬فا ْع َل ْم َأنَّا ملََّا َر َأ ْينَا َم ْن َق َال بِ َّ‬
‫ِ ِ‬
‫ول إِ َّن اّل ْخت َالفَ َر ْ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫احل ْك ِم‪ -‬و َقا ُلوا‬‫ان إِ َصا َب ِة ُْ‬
‫ات ْاألَ ْحكَا ِم ملََّا َع َجزُوا َع ْن ِع ْر َف ِ‬ ‫َق ِد اس َتعم َل ُشبه ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ َْ‬
‫احلك ُْم ِم ْن َو ْج َه ْ ِ‬
‫ني‪ -‬إِ َّما َأ ْن َيك َ‬
‫ُون‬ ‫اد َث ٍة إِ َّّل وهللَِّ فِ َيها ُحكْم و َّل َ ْ‬
‫خي ُلو ُْ‬ ‫ما ِمن ح ِ‬
‫َ ْ َ‬

‫‪ - 1‬بحاراالنوار‪ ،‬ج ‪ ،90‬ص ‪ 3‬إىل ‪. 6‬‬


‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪241‬‬

‫ِ‬ ‫نَصا َأو دلِيال‪ -‬وإِ ْذ ر َأينَا َْ ِ‬


‫ي َر َج ْعنَا إىل‬ ‫احلاد َث َة َقدْ ُعد َم ن َُّص َها َف ِز ْعنَا‪َ -‬أ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ ْ َ‬
‫اها‬‫ك َأ َخ ْلنَ َ‬ ‫اه َها و َن َظائِ ِر َها‪ِ -‬ألَنَّا َمتَى َمل ْ َن ْفز َْع إىل َذلِ َ‬ ‫ِاّلستِدْ َّل ِل ع َليها بِ َأ ْشب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫اد َث ٍة ِم َن‬ ‫ُون َهلا حكْم‪ -‬و َّل َجىو ُز َأ ْن يب ُط َل حكْم اهلل ِيف ح ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِم ْن َأ ْن َيك َ‬
‫يش ٍء * َو ملََّا َر َأ ْينَا‬
‫‪1‬‬ ‫ول *ما َفر ْطنا ِيف ا ْلكِ ِ ِ‬
‫تاب م ْن َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ث‪ِ -‬ألَ َّن ُه ُس ْب َحا َن ُه َي ُق ُ‬ ‫اد ِ‬
‫احلو ِ‬
‫َْ َ‬
‫احل ْك ِم ا ْلت ََم ْسنَا ُه ِم َن النَّ َظائِ ِر‪ -‬لِك َْي َّل‬ ‫ك ِم َن ُْ‬ ‫ث َّل َينْ َف ُّ‬ ‫احلدَ َ‬ ‫خي ُلو و َْ‬ ‫احلك َْم َّل َ ْ‬‫ُْ‬

‫اّلستِدْ َّل ِل و َه َذا َجائِز ِعنْدَ نَا‪َ -‬قا ُلوا‬ ‫احل ْك ِم بِالنَّ ِّص َأ ْو بِ ْ‬ ‫اد َث ُة ِم َن ُْ‬ ‫احل ِ‬
‫َ ْخت ُل َو َْ‬

‫يل‪َ -‬ف َق َال * َخ َل َق‬ ‫اس ِيف كِتَابِ ِه بِالت َّْشبِ ِيه والت َّْمثِ ِ‬ ‫و َقدْ َر َأ ْينَا اهلل َت َع َاىل َق َ‬
‫نار* َف َش َّب َه‬
‫‪2‬‬ ‫مارجٍ ِم ْن ٍ‬ ‫ان ِم ْن ِ‬ ‫ار و َخ َل َق َْ‬
‫اجل َّ‬ ‫ْسان ِم ْن َص ْل ٍ‬
‫صال كَا ْل َفخّ ِ‬ ‫اإلن َ‬ ‫ِْ‬
‫ِ ِ‬ ‫اليش َء بِ َأ ْق َر ِ‬
‫ي‬ ‫ب ْاألَ ْش َياء بِه َشبَها‪َ -‬قا ُلوا و َقدْ َر َأ ْينَا النَّبِ َّي ْاس َت ْع َم َل ال َّر ْأ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ت َع ْن َح ِّج َها َع ْن َأبِ َيها‪َ -‬ف َق َال‬ ‫ني َس َأ َل ْ‬ ‫وا ْل ِقياس بِ َقولِ ِه لِ ْلمر َأ ِة َْ ِ ِ ِ‬
‫اخل ْث َعم َّية ح َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫يش ٍء َمل ْ ت َْسأَ ْل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َان َع َىل َأبِيك َد ْين َل ُكنْت َت ْقضينَ ُه َعنْ ُه َف َقدْ َأ ْفت َ‬
‫َاها بِ َ ْ‬
‫َأ ر َأي ِ‬
‫ت َل ْو ك َ‬ ‫َ ْ‬
‫ت َيا ُم َعا ُذ إِ ْن‬ ‫ني َأ ْر َس َل ُه إىل ا ْل َي َم ِن‪َ -‬أ َر َأ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َعنْ ُه‪ -‬و َق ْوله ملُ َعاذ ْب ِن َج َب ٍل ح َ‬
‫السن َِّة َما‬
‫َاب اهلل َع َّز و َج َّل َأ َثرا و َّل ِيف ُّ‬ ‫َتدْ َهلا ِيف كِت ِ‬ ‫اد َثة‪َ -‬مل َ ِ‬
‫ْ‬
‫كح ِ‬
‫ت بِ َ َ‬ ‫َن َز َل ْ‬
‫احل ْمدُ هللَِّ ا َّل ِذي َو َّف َق َر ُسو َل ُه‬ ‫ْت َصانِع‪َ -‬ق َال َأ ْس َت ْع ِم ُل َر ْأيِي فِ َيها‪َ -‬ف َق َال َْ‬ ‫َأن َ‬
‫الص َحا َب ِة‪-‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اس كَثري م َن َّ‬
‫ِ‬
‫الر ْأ َ‬
‫ي وا ْلق َي َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫إىل َماء ُي ْرضيه‪َ -‬قا ُلوا و َقد ْاس َت ْع َم َل َّ‬
‫احتِ َجاج كَثِري ِيف ِم ْث ِل َه َذا‪َ -‬ف َقدْ ك ََذ ُبوا‬ ‫ون و َُهل ُم ْ‬ ‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُ َ‬
‫ون َْح ُن َع َىل آ َث ِ‬

‫‪ - 1‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪. 38‬‬


‫‪ - 2‬سوره الرمحن‪. 14 -15 ،‬‬
‫‪ 242‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اس‪ -‬وك ََذ ُبوا َع َىل َر ُسولِ ِه ص‬ ‫َاج إىل ا ْل ِق َي ِ‬ ‫احت َ‬


‫ِ‬
‫َع َىل اهلل َت َع َاىل ِيف َق ْوهل ْم إِ َّن ُه ْ‬
‫ول َُهل ْم َر ّدا َع َل ْي ِه ْم إِ َّن‬ ‫اب املُْست ِ‬ ‫َقا ُلوا َعنْ ُه َما َمل ْ َي ُق ْل ِم َن َْ‬
‫يل‪َ -‬فنَ ُق ُ‬‫َح ِ‬ ‫اجل َو ِ ْ‬
‫اد ِ‬‫احلو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‪ -‬ملََّا‬ ‫ث ِيف ْاألُ َّمة م َن الن ََّو ِاز ِل و َْ َ‬ ‫حىدُ ُ‬‫ول َأ ْحكَا ِم ا ْلع َبا َدات‪ -‬و َما َ ْ‬ ‫ُأ ُص َ‬
‫َاب َف ُف ُرو ُع َها‬ ‫الس ْم ِع والنُّ ْط ِق‪ -‬والن َِّّص املُْخْ ت َِّص ِيف كِت ٍ‬ ‫َت َم ْو ُجو َدة َع ِن َّ‬ ‫كَان ْ‬
‫ات‪ -‬ا َّلتِي ن ََّص‬ ‫ات واملُْ ْف َرت َض ِ‬
‫َ‬
‫ول ِيف مجِي ِع ا ْل ِعباد ِ‬
‫َ َ‬ ‫م ْث ُل َها‪ -‬وإِن ََّام َأ َر ْدنَا بِ ْاألُ ُص ِ َ‬
‫ِ‬

‫وهبا‪ -‬و َع ِن ال َّنبِ ِّي ص و َع ْن َو ِص ِّي ِه‬ ‫ربنَا َع ْن ُو ُج ِ َ‬ ‫َ‬


‫اهلل َع َّز و َج َّل َع َل ْي َها وأ ْخ َ َ‬
‫اهتا و َك ْي ِف َّيتِ َها و َأ ْقدَ ِار َها‪ِ -‬يف‬ ‫ِ ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وص َع َل ْيه َب ْعدَ ُه‪ -‬يف ا ْل َب َيان م ْن أ ْو َق َ‬ ‫املَْن ُْص ِ‬
‫الص َيا ِم و َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ِير َها َع ِن اهلل َع َّز و َج َّل‪ِ -‬م ْث ِل َف ْر ِ‬‫م َق ِ‬
‫احل ِّج‬ ‫الص َالة وال َّزكَاة و ِّ‬ ‫ض َّ‬ ‫َ‬
‫جم َمال‬ ‫اه َها‪ِ -‬ممَّا َنز ََل ِيف ا ْلكِت ِ‬
‫َاب ُ ْ‬ ‫اد‪ -‬وحدِّ ال ِّزنَا وحدِّ الرس ِق و َأ ْشب ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اجله ِ‬
‫و ِْ َ‬
‫ض‪-‬‬ ‫مج ِل ا ْل َف َرائِ ِ‬
‫رب َع ْن ُ َ‬ ‫رس واملُْ َع ِّ َ‬‫ول اهلل ص ُه َو املُْ َف ِّ َ‬ ‫َان َر ُس ُ‬
‫ري‪َ -‬فك َ‬ ‫بِ َال َت ْف ِس ٍ‬

‫س‪ُ -‬ي َف ِّص ُل‬ ‫الش ْم ِ‬‫ال َّ‬‫َف َعر ْفنَا َأ َّن َفر َض َص َالةِ ال ُّظ ْه ِر َأر َبع و َو ْقت ََها َب ْعدَ ز ََو ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ني َص َال ِة الز ََّو ِ‬ ‫اإلنْس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬‫ال و َب ْ َ‬ ‫ني آ َية‪ -‬و َه َذا ا ْل َف ْر ُق َب ْ َ‬ ‫ان َث َالث َ‬ ‫م ْقدَ َار َما َت ْق َر ُأ ْ ِ َ‬
‫ت م هب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ا ْلع ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪-‬‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫ط َّ‬ ‫رص آخ ُر َو ْقت ال ُّظ ْه ِر إىل َو ْق َ ْ َ‬ ‫َص َالة الظُّ ْه ِر‪ -‬و َو ْق ُ َ ْ‬
‫الش َف ِق‬ ‫وب‪ -‬إىل إِ ْد َب ِ‬ ‫ني ا ْلغ ُُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫و َأ َّن املَْغ ِْر َب َث َال ُ‬
‫ار َّ‬ ‫ث َر َك َعات و َو ْقت ََها ح َ‬
‫ات و َأ ْو َس ُع‬ ‫اء ْاآل ِخر ِة و ِهي َأربع ر َكع ٍ‬ ‫ت ص َال ِة ا ْل ِع َش ِ‬ ‫و ُْ ِ‬
‫َ َُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫احل ْم َرة‪ -‬و َأ َّن َو ْق َ َ‬
‫ط‬‫الش َف ِق وا ْنبِسا ِ‬ ‫اك الن ُُّجو ِم و َغ ْي ُبو َب ِة َّ‬ ‫ات‪َ -‬أو ُل و ْقتِها ِحني ْاشتِب ِ‬ ‫ْاألَو َق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ْ‬
‫الص ْب ُح َر ْك َعت ِ‬ ‫ث ال َّلي ِل ور ِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َان و َو ْق ُت ُه‬ ‫ي ن ْص ُف ُه‪ -‬و ُّ‬‫ا ْلك ََال ِم‪ -‬وآخ ُر َو ْقت َها ُث ُل ُ ْ ُ َ‬
‫ال و ِم ْقدَ ٍار‬‫ون م ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ب ِيف َمال ُد َ َ‬ ‫الص ْبحِ ‪ :‬و َأ َّن ال َّزكَا َة َجىِ ُ‬ ‫وع ا ْل َف ْج ِر إىل إِ ْس َف ِ‬
‫ار ُّ‬ ‫ُط ُل ُ‬
‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪243‬‬

‫ض ا َّلتِي َأ ْو َج َب َها اهلل‬ ‫يع ا ْل َف َرائِ ِ‬ ‫ات وك ََذلِ َ ِ‬


‫ك َمج ُ‬
‫ون َأو َق ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ون م ْقدَ ٍار‪ -‬و َو ْقت ُد َ ْ‬
‫د َ ِ‬
‫ُ‬
‫ات‪َ -‬ف َل ْو َّل َما َو َر َد‬ ‫ات و ُكن ِْه ِاّلستِ َطاع ِ‬ ‫اد ِه بِمب َل ِغ ال َّطا َق ِ‬ ‫سبحا َنه‪ -‬ع َىل ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ُ َ‬
‫رس ُه َلنَا‪ -‬و َأ َبا َن ُه‬
‫ان َر ُسو ُل ُه و َف َّ َ‬ ‫َاب اهلل َت َع َاىل‪ -‬و َما َأ َب َ‬‫يل كِت ِ‬ ‫الن َُّّص بِ ِه ِم ْن َتن ِْز ِ‬

‫ين‬‫ور َ‬ ‫ين‪َ -‬مل ْ َيك ُْن ِألَ َح ٍد ِم َن الن ِ‬


‫َّاس املَْ ْأ ُم ِ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫اخل َ ِرب لِ َق ْو ٍم َ‬ ‫يح َْ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ َث ُر و َصح ُ‬
‫ان مر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ب َذلِ َ‬ ‫اء ا ْل َف َرائِ ِ‬
‫بِ َأد ِ‬
‫اد‬ ‫ك بِ َع ْقله‪ -‬وإِ َق َامة َم َع ِاين ُف ُروضه و َب َي ِ ُ َ‬ ‫وج َ‬‫ض َأ ْن ُي ِ‬ ‫َ‬
‫رشوطِ ِه‪ -‬و َّل ت َِص ُّح إِ َق َام ُة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َت َع َاىل‪ -‬يف َمجي ِع َما َقدَّ ْمنَا ذك َْر ُه َع َىل َحقي َقة ُ ُ‬
‫ول ع َىل ان ِْفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وض ِه بِا ْل ِق َي ِ‬
‫ُفر ِ‬
‫اد َها و َل ِو ا ْن َف َر َد‬ ‫َ‬ ‫الر ْأ ِي‪ -‬و َّل َأ ْن َ ْهىتَد َ‬
‫ي ا ْل ُع ُق ُ َ‬ ‫اس و َّ‬ ‫ُ‬
‫ث‪ -‬و َّل َي ْف ِص ُل‬ ‫ْس َأو َث َال ٍ‬
‫ون َمخ ٍ ْ‬ ‫ب َف ْر َض َص َال ِة ال ُّظ ْه ِر َأ ْر َبعا ُد َ‬ ‫وج ُ‬ ‫َّل ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الركُو ِع‬ ‫الركُو ِع و ُّ‬ ‫الس ُجود َع َىل ُّ‬ ‫َأ ْيضا َب ْ َ‬
‫ني َق ْب ِل الز ََّوال و َب ْعده‪ -‬و َّل َت َقدُّ ِم ُّ‬
‫ال‬‫ات واملَْ ِ‬‫ود‪َ -‬أو حدِّ ِزنَا املُْحص ِن وا ْلبِك ِْر‪ -‬و َّل بني ا ْلع َقار ِ‬ ‫ع َىل السج ِ‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ‬

‫ْ‬ ‫ض‪َ -‬مل‬ ‫ني َه ِذ ِه ا ْل َف َرائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّ ْق ِد ِيف ُو ُج ِ‬


‫وب ال َّزكَاة‪ -‬ولَ ْو ُخ ِّلينَا َب ْ َ‬
‫ني ُع ُقولنَا و َب ْ َ‬
‫اس و َما‬ ‫ني ا ْل ِق َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ُك ِّل ِه بِا ْلع ْق ِل ع َىل ُ َ ِ ِ‬
‫جم َّرده‪ -‬و َمل ْ َي ْفص ْل َب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ِص َّح فِ ْع ُل َذلِ َ‬
‫َت َّ ِ‬ ‫الرشيع ُة والنُّصوص‪ -‬إِ ْذ كَان ِ‬ ‫ِ‬
‫الرشي َع ُة َم ْو ُجو َدة َع ِن َّ‬
‫الس ْم ِع‬ ‫ُ ُ‬ ‫َف َص َلت َّ ِ َ‬
‫ك و َص َّح‬ ‫والنُّ ْط ِق‪ -‬ا َّل ِذي َل ْي َس َلنَا َأ ْن َنت ََج َاو َز ُحدُ و َد َها‪ -‬و َل ْو َجا َز َذلِ َ‬
‫َت‬ ‫ال الرس ِل إِ َلينَا‪ -‬بِ ْاألَم ِر والنَّه ِي ِمنْه َتع َاىل‪ -‬وملََّا َكان ِ‬ ‫َّلس َت ْغنَينَا َع ْن إِرس ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫الس ْم ِع والنُّ ْط ِق‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َع َىل َما ِه َي ِم ْن َب َي ِ‬ ‫ول َّل َ ِ‬ ‫ْاألُ ُص ُ‬
‫ان َف ْرض َها إِ َّّل بِ َّ‬ ‫َت ُ‬
‫وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ُ ِ‬‫احلو ِ‬ ‫َفك ََذلِ َ‬
‫ب‬ ‫ُوب و َت ْط ُر ُق م ْن ُه َت َع َاىل‪َ -‬مل ْ ُي َ‬
‫ث ا َّلتي َتن ُ‬ ‫وع و َْ َ‬ ‫ك ا ْل ُف ُر ُ‬
‫اج ُه ْم‬ ‫ون النَّص بِالسم ِع والنُّ ْط ِق‪ -‬و َأما ِ‬ ‫احلك ُْم فِ َيها بِالْ ِق َي ِ‬‫ُْ‬
‫احت َج ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫اس ُد َ‬
‫‪ 244‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫احلك َْم َجائِز بِ ِه و َر ُّد‬


‫يل‪ -‬و َأ َّن ُْ‬ ‫اس ُه َو الت َّْشبِي ُه والت َّْمثِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وا ْعت َال ُهل ْم بِ َأ َّن ا ْلق َي َ‬
‫حمال َب ِّني و َم َقام َشنِيع‪ِ -‬ألَنَّا ن ِ‬
‫َجدُ َش ْيئا َقدْ َو َّف َق‬ ‫ك َُ‬ ‫ث َأ ْيضا إِ َل ْي ِه‪َ -‬ف َذلِ َ‬ ‫اد ِ‬‫احلو ِ‬
‫َْ َ‬
‫َت ُم َت َف ِّر َقة‪ -‬ون ِ‬ ‫اهلل َتع َاىل بني َأحك ِ‬
‫اء و َقدْ َف َّر َق اهلل‬ ‫َجدُ َأ ْش َي َ‬ ‫َام َها‪ -‬وإِ ْن كَان ْ‬ ‫َ َْ َ ْ‬
‫ك ِم ْن فِ ْع ِل اهلل َت َع َاىل َع َىل َأ َّن‬
‫جمت َِم َعة‪َ -‬فدَ َّلنَا َذلِ َ‬ ‫بني َأحك ِ‬
‫َام َها وإِ ْن كَان ْ‬
‫َت ُ ْ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫َح ُّلو‬‫ني‪ -‬كَام ادعاه مست ِ‬ ‫احلك َْم ْ ِ‬ ‫ب ِّل ْشتِ َب ِاه ُْ‬‫وج ٍ‬ ‫َني‪ -‬غ َْري ُم ِ‬ ‫ْاشتِ َبا َه َّ‬
‫الش ْيئ ْ ِ‬
‫َ َّ َ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ك َأ َّهن ُ ْم ملََّا َع َجزُوا َع ْن إِ َق َام ِة ْاألَ ْحكَا ِم‪َ -‬ع َىل َما ُأن ِْز َل‬
‫الر ْأ ِي‪ -‬و َذلِ َ‬
‫اس و َّ‬‫ا ْل ِق َي ِ‬

‫َاب اهلل َت َع َاىل‪ -‬و َعدَ ُلوا َع ْن َأ ْخ ِذ َها ِم ْن َأ ْهلِ َها‪ِ -‬مم َّ ْن َف َر َض اهلل ُس ْب َحا َن ُه‬ ‫ِيف كِت ِ‬

‫ين َأ ْنز ََل اهلل كِتَا َب ُه‬ ‫ِ‬


‫خيط ُئ و َّل َين َْسى ا َّلذ َ‬
‫اد ِه‪ِ -‬ممَّن َّل ي ِز ُّل و َّل ُ ْ ِ‬
‫ْ َ‬
‫َطاعتَهم ع َىل ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫َع َل ْي ِه ْم‪ -‬و َأ َم َر ْاألُ َّم َة بِ َر ِّد َما ْاش َت َب َه َع َل ْي ِه ْم ِم َن ْاألَ ْحكَا ِم إِ َل ْي ِه ْم‪ -‬و َط َل ُبوا‬
‫َاس َة َر ْغ َبة ِيف ُح َطا ِم الدُّ ْن َيا‪ -‬و َركِ ُبوا َط َرائِ َق َأ ْس َالفِ ِه ْم ِمم َّ ِن ا َّد َعى َمن ِْز َل َة‬ ‫الرئ َ‬
‫ِّ‬
‫ان لِ َذ ِوي‬ ‫اجب‪َ -‬ف َب َ‬ ‫اس َو ِ‬ ‫ِ‬
‫ي وا ْلق َي َ‬ ‫الر ْأ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َأ ْول َياء اهللَِّ‪َ -‬ل ِز َم ُه ُم ا ْل َع ْج ُز َفا َّد َع ْوا َأ َّن َّ‬
‫جم َّردِ ِه‬
‫ك َأ َّن ا ْل َع ْق َل َع َىل ُ َ‬‫ين اهلل َت َع َاىل‪ -‬و َذلِ َ‬
‫ول َع ْجز ُُه ْم وإِ َْحلا ُد ُه ْم ِيف ِد ِ‬ ‫ا ْل ُع ُق ِ‬

‫ني‬ ‫ب‪ -‬و َب ْ َ‬ ‫ب و َهن ْ ٍ‬ ‫يش ٍء بِغ َْص ٍ‬ ‫وجب‪ -‬و َّل ي ْف ِص ُل ب َ ِ‬
‫ني أ ْخذ َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ‬
‫وانْف َراده َّل ُي ِ ُ‬
‫ب ا ْل َق ْط َع و ْاآل َخ ُر َّل‬ ‫احدُ ِمن ُْهام ُي ِ‬
‫وج ُ‬
‫ني‪ -‬وا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫رس َق ٍة وإِ ْن كَانَا ُم ْشتَبِ َه ْ ِ‬
‫َأ ْخ ِذ ِه بِ َ ِ‬
‫َ‬
‫احل ْك ِم إىل‬ ‫اليش ِء ِيف ُْ‬ ‫ِ ِ‬
‫احت َُّجوا بِه‪ -‬م ْن َر ِّد َّ ْ‬
‫ِ‬
‫وج ُب ُه‪ -‬و َيدُ ُّل َأ ْيضا َع َىل َف َساد َما ْ‬ ‫ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫ار َن َظائِ ِر ِه‪َ -‬أنَّا ن ِ‬
‫ا ْعتِ َب ِ‬
‫مها‬‫َجدُ ال ِّزنَا م َن ا ُْمل ْح َص ِن وا ْلبِك ِْر َس َواء‪ -‬و َأ َحدُ ُ َ‬
‫اجل ْلدَ ‪َ -‬ف َعلِ ْمنَا َأ َّن ْاألَ ْحكَا َم َم ْأ َخ ُذ َها ِم َن‬
‫ب َْ‬ ‫الر ْج َم و ْاآل َخ ُر ُي ِ‬
‫وج ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫ُي ِ‬
‫وج ُ‬
‫ار النَّ َظائِ ِر‬
‫ون ا ْعتِ َب ِ‬
‫يف ُد َ‬ ‫ب َما َي ِر ُد بِ ِه الت َّْوقِ ُ‬ ‫الس ْم ِع والنُّ ْط ِق‪َ -‬ع َىل َح َس ِ‬ ‫َّ‬
‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪245‬‬

‫احلك ُْم ِيف‬‫َان ُْ‬ ‫اد َق ْو ِهل ْم‪ -‬و َل ْو ك َ‬ ‫اضحة ع َىل َفس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ان‪ -‬و َهذه َد َّل َلة َو َ َ‬
‫ِِ‬ ‫و ْاألَ ْع َي ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َان َباطِ ُن ا ْل َقدَ َم ْ ِ‬ ‫ين بِالْ ِق َي ِ‬
‫مها‪َ -‬ق َال اهلل‬ ‫ني َأ ْو َىل بِاملَْ ْسحِ م ْن َظاه ِر َ‬ ‫اس‪َ -‬لك َ‬ ‫الدِّ ِ‬
‫اس * َأنَا َخ ْري ِمنْ ُه َخ َل ْقتَنِي ِم ْن ن ٍ‬
‫ار‬ ‫يس ِيف َق ْولِ ِه بِا ْل ِق َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َت َع َاىل حكَا َية َع ْن إِ ْبل َ‬
‫ول اهلل ص‬ ‫ني * َف َذ َّم ُه اهلل َمل ِا َمل ْ َيدْ ِر َما َب ْين َُه َام‪ -‬و َقدْ َذ َّم َر ُس ُ‬
‫‪1‬‬ ‫و َخ َل ْق َت ُه ِم ْن طِ ٍ‬

‫ض و َي ْر ِو ِيه َعن ُْه ْم‬


‫ك َب ْع ُض ُه ْم َع ْن َب ْع ٍ‬ ‫ث َذلِ َ‬ ‫اس‪َ -‬ي ِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و ْاألَئ َّم ُة ع ا ْلق َي َ‬
‫َأ ْولِ َياؤُ ُه ْم ‪.‬‬
‫جمت َِه ٍد ُم ِصيب‪-‬‬ ‫ون َأ َّن ك َُّل ُ ْ‬ ‫و َأما الرد ع َىل من َق َال بِاّلجتِه ِ‬
‫اد‪َ -‬فإِ َّهن ُ ْم َي ْز ُع ُم َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َّ ُّ َ َ ْ‬
‫احل ِّق ِعنْدَ اهلل َع َّز‬‫اد ِه ْم َأ َصا ُبوا‪َ -‬م ْعنَى َح ِقي َق ِة َْ‬ ‫ون مع اجتِه ِ‬
‫َع َىل َأ َّهن ُ ْم َّل َي ُقو ُل َ َ َ ْ َ‬
‫اد إىل اجتِه ٍ‬ ‫ون ِم ِن اجتِه ٍ‬ ‫اد ِه ْم َينْت َِق ُل َ‬ ‫ال اجتِه ِ‬
‫اد‪-‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫و َج َّل‪ِ -‬ألَ َّهن ُ ْم ِيف َح ِ ْ َ‬
‫يل‬ ‫ي َدلِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلك َْم بِه َقاطع َق ْول َباطل ُمنْ َقطع ُمنْ َت َقض‪َ -‬ف َأ ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫اج ُه ْم َأ َّن ُْ‬
‫احت َج ُ‬
‫و ِ‬
‫ْ‬
‫الر ْأ ِي‪ -‬إِ ْذ ك َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهل ْم‬ ‫َان َح ُ‬ ‫اّلجت َهاد و َّ‬ ‫َأ َد ُّل م ْن َه َذا َع َىل َض ْعف ا ْعت َقاد َم ْن َق َال بِ ْ‬
‫احل ُّق ِم ْن‬‫ب َْ‬ ‫جىت َِهدُ وا َف َي ْذ َه َ‬
‫حمال َأ ْن َ ْ‬ ‫ُول إىل َما َو َص ْفنَا ُه‪ -‬و َز َع ُموا َأ ْيضا َأ َّن ُه ُ َ‬ ‫َتئ ُ‬
‫اخ َت َل ُفوا‪َ -‬فال َّت ْق ِص ُري‬ ‫اجت ََهدُ وا َف ْ‬ ‫مجاعتِ ِهم‪ -‬و َقو ُهلم بِ َذلِ َ ِ ِ‬
‫ك َفاسد ألَ َّهن ُ ْم إِ ِن ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫الر ْأ ِي‪ -‬إِ َّن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِم ْن َه َذا َأ َّهن ُ ْم َي ُقو ُل َ‬ ‫ِ‬
‫اّلجت َهاد و َّ‬ ‫ون َم َع َق ْوهل ْم بِ ْ‬ ‫َواقع ِهبِ ْم و َأ ْع َج ُ‬
‫ب َمل ْ ُي َك ِّل ْف ُه ْم‪ -‬إِ َّّل بِ َام ُيطِي ُقو َن ُه وك ََال ُم النَّبِ ِّي ‪ -‬صلی اهلل‬ ‫اهلل َت َع َاىل ِ َهب َذا املَْ ْذ َه ِ‬

‫وهك ُْم‬ ‫ث ما ُكنْت ُْم َف َو ُّلوا ُو ُج َ‬ ‫احت َُّجوا بِ َق ْو ِل اهلل َت َع َاىل * َو َح ْي ُ‬ ‫عليه وآله ‪ --‬و ْ‬
‫يل َغ َلطا َب ِّينا‪-‬‬ ‫اد وغَلِ ُطوا ِيف َه َذا الت َّْأ ِو ِ‬ ‫َش ْطره * وهو بِ َزع ِم ِهم وجه ِاّلجتِه ِ‬
‫ُ َ ْ ْ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َُ‬

‫‪ - 1‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪ . 12‬سوره ص‪ ،‬آيه ‪. 76‬‬


‫‪ 246‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ك‪-‬‬ ‫اذ ْب ِن َج َب ٍل‪ -‬وا َّد َع ْوا َأ َّن ُه َأ َجا َز َذلِ َ‬ ‫ول ما َقا َله ملُ ِع ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َقا ُلوا وم ْن َق ْول َّ‬
‫ِ‬ ‫ف ا ْل ِعباد ِ‬ ‫حيح َأ َّن اهلل سبحا َنه َمل ي َك ِّل ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َُهل ْم‬ ‫اجت َهادا‪ -‬ألَ َّن ُه َقدْ ن ََص َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ ْ َ ُ ُْ‬ ‫الص ُ‬ ‫و َّ‬
‫احل َّج َة‪َ -‬ف ُم َحال َأ ْن َي ْض َط َّر ُه ْم إىل َما‬ ‫ت َع َل ْي ِه ُم ُْ‬ ‫َأ ِد َّلة و َأ َقا َم َُهل ْم َأ ْع َالما و َأ ْث َب َ‬
‫رتك ُْه ْم‬ ‫احل َال ِل و َْ‬
‫احل َرا ِم و َمل ْ َي ْ ُ‬ ‫يل َْ‬ ‫الر ُس َل‪ -‬بِتَ ْف ِص ِ‬ ‫ِِ‬
‫ون َب ْعدَ إِ ْر َساله إِلَ ْي ِه ُم ُّ‬‫َّل ُيطِي ُق َ‬
‫ات اهلل َع َل ْي ِه ْم‪-‬‬ ‫الر ُس ِل و ْاألَئِ َّم ِة َص َل َو ُ‬ ‫ُسدى‪ -‬و َم ْه َام َع َجزُوا َعنْ ُه َر ُّدو ُه إىل ُّ‬
‫ت‬ ‫ول ا ْل َي ْو َم َأك َْم ْل ُ‬ ‫يش ٍء * * َو َي ُق ُ‬
‫‪1‬‬
‫تاب م ْن َ ْ‬
‫ول *ما َفر ْطنا ِيف ا ْلكِ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫و ُه َو َي ُق ُ‬
‫ان ك ُِّل‬ ‫ول ُس ْب َحا َن ُه *فِ ِيه تِ ْب َي ُ‬ ‫ت َع َل ْيك ُْم نِ ْع َمتِي* ‪ -‬و َي ُق ُ‬
‫‪2‬‬
‫َلك ُْم ِدي َنك ُْم و َأمتْ َ ْم ُ‬
‫الر ْأ ِي وا ْل ِق َي ِ‬
‫اس‪َ -‬أ َّن ُه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل َع َىل َف َساد َق ْوهل ْم ِيف اّل ْجت َهاد و َّ‬ ‫يش ٍء * و ِم َن الدَّ لِ ِ‬ ‫‪3‬‬
‫َ ْ‬
‫ث َعنْ ُه‪َ -‬فإِ ْن‬ ‫ُون متَ ْثِيال َع َىل َأ ْص ٍل َأ ْو ُي ْستَخْ َر َج ا ْل َب ْح ُ‬
‫اليش ُء َأ ْن َيك َ‬ ‫خي ُل َو َّ ْ‬
‫َل ْن َ ْ‬
‫ك‪ -‬وإِ ْن‬ ‫اد َذلِ َ‬ ‫يف ا ْل ِعب ِ‬ ‫ِ‬
‫جىو ُز ِيف َعدْ ِل اهلل َت َع َاىل َتكْل ُ َ‬ ‫ث َعنْ ُه َفإِ َّن ُه َّل َ ُ‬‫َان َب َح َ‬
‫ك َ‬
‫اخل ْل ِق‪-‬‬ ‫ُون ُح ِّر َم َمل ِ ْص َل َح ِة َْ‬
‫خي ُل َو ْاألَ ْص ُل َأ ْن َيك َ‬ ‫َان متَ ْثِيال َع َىل َأ ْص ٍل‪َ -‬ف َل ْن َ ْ‬ ‫ك َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اص َف َقدْ ك َ‬
‫َان‬ ‫َان ُح ِّر َم ملَ ْعنى ِيف َن ْفسه َخ ٍّ‬ ‫اص‪َ -‬فإِ ْن ك َ‬ ‫َأ ْو ملَ ْعنى ِيف َن ْفسه َخ ٍّ‬
‫ك َمل ِعنى فِ ِيه‪ -‬ب ْل َلو ك َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َق ْب َل َذلِ َ‬
‫َان ا ْلع َّل ُة املَْ ْعنَى َمل ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ك َح َالّل‪ُ -‬ث َّم ُح ِّر َم َب ْعدَ َذل َ ْ‬
‫يل‪ -‬وملَا َف َسدَ َه َذا ا ْل َو ْج ُه ِم ْن َد ْع َو ُاه ْم‪-‬‬ ‫يم َل ُه َأ ْو َىل ِم َن الت َّْحلِ ِ‬‫ُن الت َّْح ِر ُ‬ ‫َيك ِ‬

‫اخل ْل ِق‪َّ -‬ل لِ ْل ِع َّل ِة‬


‫اء َمل ِ ْص َل َح ِة َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعل ْمنَا َأ َّن ُه َمل ْعنَى َأ َّن اهلل َت َع َاىل إِن ََّام َح َّر َم ْاألَ ْش َي َ‬

‫‪ - 1‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪. 38‬‬


‫‪ - 2‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 3‬‬
‫‪ - 3‬سوره نحل‪ ،‬آيه ‪. 89‬‬
‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪247‬‬

‫احل َّق ِعنْدَ نَا ِممَّا قدمناه‬ ‫اد‪ِ -‬ألَ َّن َْ‬‫ا َّلتِي فِيها ونَحن إِنَّام َنن ِْفي ا ْل َقو َل بِاّلجتِه ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ول ا َّلتِي ن ََص َب َها اهلل َت َع َاىل والدَّ َّلئِ ِل ا َّلتِي َأ َق َام َها َلنَا‪-‬‬
‫َقدَّ منَا ِذكْر ُه‪ِ -‬م َن ْاألُ ُص ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫اخل ْل ُق ِعنْدَ نَا ِمن َأح ِد ه ِذهِ‬ ‫احل َّج ِة‪ -‬و َل ْن َ ْ‬
‫خي ُل َو َْ‬ ‫السن َِّة و ْ ِ‬
‫اإل َما ِم ُْ‬ ‫كَا ْلكِت ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َاب و ُّ‬
‫َاها و َما َخا َل َف َها َف َباطِل‪ -‬و َأ َّما ا ْعتِ َال ُهل ْم بِ َام ا ْع َت ُّلوا‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ ْر َب َعة ُو ُجوه‪ -‬ا َّلتي َذك َْرن َ‬
‫اخل َطإِ ِألَ َّن َم ْعنَى‬ ‫ني َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج ِد َْ‬ ‫بِ ِه ِم ْن َشطْ ِر ا َْمل ْس ِ‬
‫احل َرا ِم وا ْل َب ْيت‪َ -‬ف ُم ْستَحيل َب ِّ ُ‬
‫َش ْط ِر ِه ن َْح ُو ُه َف َب َط َل ِاّل ْجتِ َها ُد فِ ِيه‪ -‬و َز َع ُموا َأ َّن َع َىل ا َّل ِذي َمل ْ َ ْهىت َِد إىل ْاألَ ِد َّل ِة‬
‫يب بِغَا َي ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصة ل ْلق ْب َلة‪َ -‬أ ْن َي ْس َت ْعم َل َر ْأ َي ُه َحتَّى ُيص َ‬
‫و ْاألَع َال ِم املَْنْص ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫يب ن َْح َو ت ََو ُّج ِه ِه إِ َل ْي ِه‪ -‬و َقدْ َق َال اهلل َع َّز و َج َّل‬ ‫ِ‬
‫اجت َهاده‪ -‬و َمل ْ َي ُقو ُلوا َحتَّى ُيص َ‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ‬
‫ب ِم َن‬ ‫وهك ُْم َش ْط َر ُه*‪َ -‬ي ْعنِي َت َع َاىل َع َىل ن ُُص ٍ‬ ‫ث ما ُكنْت ُْم َف َو ُّلوا ُو ُج َ‬ ‫* َو َح ْي ُ‬
‫ات والن ُُّجو ِم‬ ‫ات و ْاألَ ِد َّل ِة‪ -‬و ِهي ا َّلتِي نَص ع َىل حك ِْمها بِ ِذك ِْر ا ْلع َالم ِ‬ ‫ا ْلع َالم ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َأ َّن ُه ا َْحل ُّق‬ ‫ين ُأوتُوا ا ْلك َ‬
‫تاب َل َي ْع َل ُم َ‬ ‫ِيف َظاه ِر ْاآل َية‪ُ -‬ث َّم َق َال َت َع َاىل وإِ َّن ا َّلذ َ‬
‫اد‪َ -‬فدَ َّل َع َىل َأ َّن اهلل‬ ‫اض ُطروا إىل ِاّلجتِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ين ْ ُّ‬ ‫م ْن َر ِّهبِ ْم‪ -‬و َمل ْ َي ُق ْل وإِ َّن ا َّلذ َ‬
‫يل ِيف الت ََّو ُّج ِه‪ -‬و ِعنْدَ ِاّل ْشتِ َب ِاه َع َل ْي ِه ْم‬‫ب َع َل ْي ِه ُم ْاستِ ْع َام َل الدَّ لِ ِ‬ ‫َت َع َاىل َأ ْو َج َ‬
‫وص ِة‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احل ِّق َف َم ْعنَى َش ْط ِره ن َْح ُو ُه‪َ -‬ي ْعني َت َع َاىل ن َْح َو َع َال َماته املَْن ُْص َ‬ ‫إل َصا َب ِة َْ‬
‫ِِ‬

‫َان َم ْرئِ ّيا وبِالدَّ َّلئِ ِل و ْاألَ ْع َال ِم إِ ْن ك َ‬


‫َان‬ ‫َع َل ْي ِه‪ -‬و َم ْعنَى َش ْط ِر ِه ن َْح ُو ُه إِ ْن ك َ‬
‫ب ْاستِ ْق َب َُ‬
‫اهلا والت ََّو ِّي والت ََّو ُّج ُه إِ َل ْي َها‪ -‬و َمل ْ‬
‫ت ا ْل ِق ْب َل ُة الْ َو ِ‬
‫اج ُ‬
‫حمجوبا‪َ -‬ف َلو علِم ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ات ُك ُّل َها‪َ -‬ل ُه ِحينَئِ ٍذ َأ ْن‬ ‫اجل َه ُ‬‫يل َع َل ْي َها َم ْو ُجودا َحتَّى ْاست ََوى ِْ‬ ‫ُن الدَّ لِ ُ‬‫َيك ِ‬
‫ني ِم ْن َب َي ِ‬
‫ان‬ ‫ُون َع َىل َي ِق ٍ‬ ‫اخت ََار‪َ -‬حتَّى َيك َ‬ ‫بو ْ‬ ‫ث َأ َح َّ‬ ‫اد و َح ْي ُ‬ ‫ال اجتِه ٍ‬
‫ُي َص ِّ َيل بِ َح ِ ْ َ‬
‫‪ 248‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ات ا َْمل ْب ُثو َث ِة‪َ -‬فإِ ْن َم َال َع ْن َه َذا املَْ ْو ِض ِع َما َذك َْرنَا ُه‪-‬‬
‫ْاألَ ِد َّل ِة املَْنْصوب ِة وا ْلع َالم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫اد ِه و َف َسدَ ا ْعتِ َقا ُد ُه‬
‫الرش َق غَربا وا ْلغَرب َرشقا‪ -‬ز ََال معنَى اجتِه ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫جى َع َل َّ ْ‬‫َحتَّى َ ْ‬
‫‪.‬‬
‫جم َمع َع َل ْي ِه‪َ -‬أ َّن ْاألَ ِد َّل َة املَْن ُْصو َب َة‬‫اء َع ِن النَّبِ ِّي ص َخ َرب َمن ُْصوص ُ ْ‬ ‫و َقدْ َج َ‬
‫ث‪َ -‬منّا ِم َن اهلل‬ ‫اد ِ‬‫احلو ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بِ ُك ِّل َّيت َها‪ -‬بِ َحاد َثة م َن َْ َ‬ ‫ت اهلل َْ‬
‫احل َرا ِم َّل َي ْذ َه ُ‬
‫ع َىل بي ِ‬
‫َ َْ‬
‫ول‬ ‫ت َطائِ َفة ِمم َّ ْن َي ُق ُ‬ ‫رت َض ُه َع َل ْي ِه ْم‪ -‬و َز َع َم ْ‬ ‫ِ ِِِ ِ ِ‬
‫َع َّز و َج َّل َع َىل ع َباده يف إ َق َامة َما ا ْف َ َ‬
‫ات‬ ‫اجل َه ُ‬ ‫ي ِعنْدَ ُه ِْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اّلجت َهاد‪َ -‬أ َّن ُه إِ َذا َأ ْشك ََل َع َل ْيه م ْن ِج َهة َحتَّى َي ْست َِو َ‬
‫ِ ِ‬
‫بِ ْ‬
‫ك َجائِز بِ َز ْع ِم ِه ْم وإِ ْن‬ ‫ث َب َلغَ بِ ِه‪َ -‬فإِ َّن َذلِ َ‬ ‫اجتِ َها َد ُه َح ْي ُ‬
‫ُك ُّل َها‪َ َ -‬حت َّرى وا َّت َب َع ْ‬
‫َان َع َىل َه َذا‬ ‫ب َو ْج َه َح ِقي َق ِة ا ْل ِق ْب َل ِة‪ -‬و َز َع ُموا َأ ْيضا َأ َّن ُه إِ َذا ك َ‬ ‫ِ‬
‫َان َمل ْ ُيص ْ‬
‫ك َ‬
‫اجتِ َها َد ْاآل َخ ِر‪َ -‬ف ُه ْم ِ َهب ِذ ِه‬ ‫يل ِما َئ ُة رج ٍل‪َ -‬مل َ ِ ٍ ِ‬
‫جى ْز ألَ َحد من ُْه ْم َأ ْن َي َّتبِ َع ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫السبِ ِ‬
‫َّ‬
‫وف َل ُه َأ ْن‬
‫الرض َير واملَْ ْك ُف َ‬ ‫اد ِه ْم‪ -‬و َز َع ُموا َأ َّن َّ ِ‬ ‫ون َأص َل اعتِ َق ِ‬
‫ْ‬ ‫ال َينْ ُق ُض َ ْ‬ ‫ْاألَ ْق َو ِ‬

‫ين‪َ -‬ف َل ُه َأ ْن َينْت َِق َل َع ْن َق ْو ِل ْاألَ َّو ِل ِمن ُْه ْم إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي بِ َأ َحد َه ُؤ َّلء املُْ ْجت َِهد َ‬
‫ِ‬
‫َي ْقتَد َ‬
‫جىت َِهدْ ‪َ -‬ف َل ْم َيئ ُْل ِهبِ ُم ِاّل ْجتِ َها ُد‬ ‫َقو ِل ْاآل َخ ِر‪َ -‬فجع ُلوا مع ِ ِ ِ‬
‫اجت َهاده ْم ك ََم ْن َمل ْ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫ي ِد ٍ‬
‫ين َأ ْبدَ ُع و َأ ُّ‬ ‫ال‪َ -‬ف َأ ُّ‬ ‫ال إىل َح ٍ‬ ‫ال ِم ْن َح ٍ‬ ‫الض َال ِل‪ -‬و ِاّلنْتِ َق ِ‬‫ال َّ‬‫إِ َّّل إىل َح ِ‬

‫اإل ْس َال ِم‬‫ني َع ْجزا ِمم َّ ْن َي ُظ ُّن َأ َّن ُه ِم ْن أهل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َق ْو ٍل َأ ْشن َُع م ْن َهذه املَْ َقا َلة‪َ -‬أ ْو َأ ْب َ ُ‬
‫الض َال َل ِة َب ْعدَ ُْاهلدَ ى وا ِّت َبا ِع‬
‫ال‪َ -‬ن ُعو ُذ بِاهلل ِم َن َّ‬ ‫احل ِ‬‫و ُه َو َع َىل ِم ْث ِل َه َذا َْ‬
‫[حممد بن عيل بن عثامن الكراجكي] ‪249‬‬

‫ني َع َىل َما َي ْق ُر ُب ِمنْ ُه إِ َّن ُه َس ِميع ُ ِجميب *انتهى كالمه ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫َْاهل َوى‪ -‬وإِ َّيا ُه َن ْستَع ُ‬
‫‪1‬‬
‫عليه السالم ‪-‬‬
‫وقال نوالنا وشيخنا املتجليس املقدم ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « اللوانع » يف الفائدة العارشه‬
‫التي عنواهنا يف ذم االجتدا نالفظه‪:‬‬
‫واگر چه ظاهر اين اخبار مذمت عامه است وليكن هتديد است مر‬
‫خاصه را از متابعت ايشان در اين معنى‪ ،‬وبعىض كردهاند آن چه كردهاند‬
‫وإن شاء اهلل آن نيز ظاهر خواهد شد‪.‬‬
‫وروايات ما بسيار وارد شده است از حرضت سيد املرسلني وائمه‬
‫طاهرين صلوات اهلل عليهم كه هر بدعتى ضاللت است‪ ،‬وهر ضاللتى‬
‫الضاللة بعد اهلداية‪ .‬انتهى كالم املجلي‬
‫راه جهنم است نعوذ باهلل من ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قدس رسه ‪. -‬‬

‫[محمد بن عيل بن عثمان الكراجكي]‬


‫ونندم الشيخ املفضال ابوالفتح حممد بن عيل بن عثامن الكراجكي تلميذ املفيد ‪ -‬ريض‬
‫اهلل عندام ‪ -‬قال شيخنا املحدث العانيل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « انل االنل »‪:‬‬

‫‪ - 1‬جملسى‪ ،‬بحاراالنوار‪ ،‬ج ‪ 90‬ص ‪.92 -97‬‬


‫‪ - 2‬جملسى‪ ،‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪98 :‬‬
‫‪ 250‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الشيخ ابوالفتح حممد بن عيل بن عثامن الكراجكي‪ ،‬عامل‪ ،‬فاضل‪ ،‬متكلم‪،‬‬


‫ثقة‪ ،‬حمدث‪ ،‬جليل القدر‪ ،‬له كتب‪ ،‬منها‪ :‬كتاب « الكنز الفوائد »‪.‬‬
‫وذكر شيخنا الرباين الشيخ يوسف البحراين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « لمؤلمؤة البحرين يف اجازة‬
‫قريت العنى » بعد ذلك احد وعرشين نصنفاته ننه ونن فدرست الشيخ ننتتجب الدين‬
‫وابن شدر آشوب واطرى عليه ‪.‬‬
‫قال شيخنا املحدث املتجليس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف نقدنة بحاراالنوار نانصه ‪:‬‬
‫وأما الكراجكي فهو من أجلة العلامء والفقهاء واملتكلمني وأسند إليه‬
‫مجيع أرباب اإلجازات وكتابه كنز الفوائد من الكتب املشهورة التي أخذ‬
‫‪1‬‬
‫عنه جل من أتى بعده‬
‫وقال الشيخ ننتتجب الدين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف فدرسته‪ :‬الشيخ العامل الثقة أبو الفتح حممد‬
‫بن عيل الكراجكي فقيه األصحاب قرأ عىل السيد املرتىض علم اهلدى والشيخ املوفق‬
‫أيب جعفر الطويس رمحدم اهلل وله تصانيف نندا كتاب التعتجب وكتاب النوا ر أخربنا‬
‫‪2‬‬
‫الوالد عن والده عنه‪ .‬انتدى‬
‫ويظدر نن االجازات انه كان استا ابن الرباج انتدى كالم املتجليس ‪ -‬قدس رسه ‪. -‬‬

‫‪ - 1‬مهان ‪.35‬‬
‫‪ - 2‬الفدرست (للرازي) النص ‪101‬‬
‫[حممد بن عيل بن عثامن الكراجكي] ‪251‬‬

‫اقول‪ :‬وهو نن أجلة نفاة االجتدا ونفي حتجية اآلحا كاميظدر نن تصانيفه وسيام «‬
‫كنز الفوائد » وقد ذكره العلامء يف كتبدم كالعالنة البحراين يف « اللمؤلمؤة » واملحدث‬
‫العانيل يف « انل االنل » والشيخ املتجليس يف « بحار االنوار » والشيخ ننتتجب الدين‬
‫يف « الفدرست » وابن شدرآشوب املازندراين وغرىهم ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬وقد اخرجنا‬
‫نن فوائده يف التسلية كثرى نن االخبار فيام سنذكره لغاية‪.‬‬
‫قال يف « كنز الفوائد » بعد اقانة الدالئل عىل خماصم كان جيوز القياس يف الرشعيات‬
‫نالفظه‪:‬‬
‫ولو فرضنا جواز تكليف العباد بالقياس يف السمعيات مل يكن بد من‬
‫ورود السمع بذلك يف القرآن أو يف صحيح األخبار ويف خلو السمع من‬
‫تعلق التكليف به دّللة عىل أن اهلل تعاىل مل يكلف به خلقه قال فإنا نجد‬
‫َربوا يا ُأ ِ‬
‫وي‬ ‫ذلك يف آيات القرآن وصحيح األخبار قال اهلل عز وجل َفا ْعت ِ ُ‬
‫صار فأوجب اّلعتبار وهو اّلستدّلل والقياس‪ .‬وقال َف َجزاء ِم ْث ُل ما‬ ‫ْاألَ ْب ِ‬

‫حىك ُُم بِ ِه َذوا َعدْ ٍل ِمنْك ُْم فأوجب باملامثلة املقايسة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َقت ََل م َن النَّ َع ِم َ ْ‬
‫ي َأ َّن ال َّنبِ َّي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬ملََّا َأ ْر َس َل ُم َعاذا إىل ا ْل َي َم ِن َق َال َل ُه‬ ‫و ُر ِو َ‬
‫ول‬ ‫َاب اهلل َق َال بِسن َِّة رس ِ‬ ‫َتدْ ِيف كِت ِ‬ ‫بِ َام َذا َت ْق ِِ َق َال بِكِت ِ‬
‫َاب اهلل َق َال َفإِ ْن َمل َ ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ول اهلل َق َال َأ ْجت َِهدُ َر ْأيِي َف َق َال ع َْ‬
‫احل ْمدُ هللَِّ‬ ‫َتدْ ِيف سن َِّة رس ِ‬
‫اهلل َق َال إِ ْن َمل َ ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ول اهلل ملَ ِا َي ْر َضا ُه اهلل و َر ُسو ُله‪.‬‬
‫ول رس ِ‬ ‫ِ‬
‫ا َّلذي َو َّف َق َر ُس َ َ ُ‬
‫‪ 252‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫احل َس ِن ْب ِن َع ِ ٍّيل – عليهام السالم ‪َ -‬أ َّن ُه ُسئِ َل َف ِق َ‬


‫يل َل ُه بِ َام َذا ك َ‬
‫َان‬ ‫ي َع ِن َْ‬ ‫و ُر ِو َ‬
‫ول اهلل ص َفإِ ْن‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ني ع َق َال بِكِت ِ‬
‫َاب اهلل َفإِ ْن َمل َجىِدْ َفسنَّ ُة رس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫حىك ُُم َأم ُري املُْ ْؤمن َ‬ ‫َْ‬
‫اب‪.‬‬ ‫َمل ْ َجىِدْ َر َج َم َف َأ َص َ‬
‫فهذا كله دليل عىل صحة القياس واألخذ باّلجتهاد والظن والرأي‬
‫وي ْاألَ ْب ِ‬
‫َربوا يا ُأ ِ‬
‫صار *فليس فيه‬ ‫فقلت له أما قول اهلل عز وجل* َفا ْعت ِ ُ‬
‫حجة لك عىل موضع اخلالف ألنه تعاىل ذكر أمر اليهود وجنايتهم عىل‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنفسهم يف ختريب* بيوهتم بِ َأ ْيدهىِ ْم و َأ ْيدي املُْ ْؤمن َ‬
‫ني* ما يستدل به عىل‬
‫حقيه رسول اهلل ص وأن اهلل أمده بالتوفيق ونرصه وخذل عدوه وأمر‬
‫الناس باعتبار ذلك لِ َيزْدا ُدوا بصرية يف اإليامن‪.‬‬
‫وليس هذا بقياس يف املرشوعات وّل فيه أمر بالتعويل عىل الظنون يف‬
‫حىك ُُم بِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استنباط األحكام وأما قوله سبحانه َف َجزاء م ْث ُل ما َقت ََل م َن النَّ َع ِم َ ْ‬
‫َذوا َعدْ ٍل ِمنْك ُْم فليس فيه أن العدلني حىكامن يف جزاء الصيد بالقياس وإنام‬
‫تعبد اهلل سبحانه عباده بإنفاذ احلكم يف اجلزاء عند حكم العدلني بام علامه‬
‫من نص اهلل تعاىل ولو كان حكمهام قياسا لكانا إذا حكام يف جزاء النعامة‬
‫بالبدنة قد قاسا مع وجود النص بذلك فيجب أن يتأمل هذا‪ .‬وأما اخلربان‬
‫اللذان أوردهتام فهام من أخبار اآلحاد التي ّل يثبت هبام األصول املعلومة‬
‫يف العبادات عىل أن رواة خرب معاذ جمهولون وهم يف لفظه أيضا خمتلفون‬
‫فمنهم من روى أنه ملا قال أجتهد رأيي قال له ‪ -‬عليه السالم ‪ّ : -‬ل أحب‬
‫[حممد بن عيل بن عثامن الكراجكي] ‪253‬‬

‫إىل أن أكتب إليك‪ .‬ولو سلمنا صيغة اخلرب عىل ما ذكرت ّلحتمل أن‬
‫يكون معنى قوله أجتهد رأيي أين أجتهد حتى أجد حكم اهلل تعاىل يف‬
‫احلادثة من الكتاب والسنة وأما ما رويته عن احلسن – عليه السالم ‪ -‬من‬
‫حكم أمري املؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ففيه تصحيف ممن رواه‬
‫ِ‬
‫السنَّة ز ََج َر َف َأ َص َ‬
‫اب‬ ‫وف َأ َّن ُه َق َال َفإِ ْن َمل ْ َجىِدْ ِيف ُّ‬
‫رب املَْ ْع ُر ُ‬ ‫و َْ‬
‫اخل َ ُ‬
‫يعني بذلك القرعة بالسهام وهو مأخوذ من الزجر والفال والقرعة عندنا‬
‫من األحكام املنصوص عليها وليست بداخلة يف باب القياس فقد تبني‬
‫أنه ّل حجة لك فيام أوردته من اآليات واألخبار فقال أحد احلارضين إذا‬
‫مل يثبت للقائسني نص يف إجىاب القياس فكذلك ليس ملن نفاه نص يف‬
‫نفيه من قرآن وّل أخبار فقد تساويا يف هذا احلال فقلت له قد قدمت من‬
‫الدليل العقيل عىل فساد القياس يف الرشعيات وما يستغني به من تأمله‬
‫عن إيراد ما سواه‪.‬‬
‫ثم إن األمر بخالف ما ظننت وقد تنارصت األدلة بحظر القياس من‬
‫حىك ُْم بِام َأ ْنز ََل اهلل‬
‫القرآن وثابت األخبار قال اهلل عز وجل‪َ * :‬و َم ْن َمل ْ َ ْ‬
‫ون* ولسنا نشك يف أن احلكم بالقياس حكم بغري‬ ‫ك ُه ُم ا ْلكافِ ُر َ‬
‫َف ُأولئِ َ‬
‫ف َأ ْل ِسنَ ُتك ُُم ا ْلك َِذ َب هذا‬ ‫التنزيل قال اهلل عز وجل * َو ّل َت ُقو ُلوا ملِا ت َِص ُ‬
‫رتوا َع َىل اهلل ا ْلك َِذ َب* ومستخرج احلكم يف احلادثة‬ ‫ِ‬
‫َحالل وهذا َحرام ل َت ْف َ ُ‬
‫بالقياس ّل يصح له أن يضيفه إىل اهلل وّل إىل رسول اهلل ص‪ .‬وإذا مل يصح‬
‫‪ 254‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إضافته إليهام فإنام هو مضاف إىل القائس دون غريه وهو املحلل واملحرم‬
‫يف الرشع بقول من عنده وكذب وصفه بلسانه فقال سبحانه * َو ّل َت ْقفُ‬
‫كان َعنْ ُه‬‫ك َ‬ ‫رص وا ْل ُفؤا َد ك ُُّل ُأولئِ َ‬
‫الس ْم َع وا ْل َب َ َ‬
‫ما َليس َل َ ِ ِ‬
‫ك بِه ع ْلم إِ َّن َّ‬ ‫ْ َ‬
‫َم ْس ُؤّل* ونحن نعلم أن القائس معول عىل الظن دون العلم والظن‬ ‫‪1‬‬

‫مناف للعلم أ ّل ترى أهنام ّل جىتمعان يف اليشء الواحد وهذا من القرآن‬


‫كاف يف إفساد القياس وأما املروي يف ذلك من األخبار فمنه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َق ْو ُل رس ِ‬
‫ول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪َ -‬س َت ْف َ ِرت ُق ُأ َّمتي َع َىل بِ ْض ٍع و َس ْبع َ‬
‫ني‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َْ‬
‫احل َال َل‬ ‫ون ْاألُ ُم َ‬
‫ور بِ َر ْأ ِهىِ ْم َف ُي َح ِّر ُم َ‬ ‫ف ْر َقة َأ ْع َظ ُم َها ف ْتنَة َع َىل ُأ َّمتي َق ْوم َيق ُ‬
‫يس َ‬
‫احل َرا َم‪.‬‬ ‫ون َْ‬‫حى ِّل ُل َ‬‫وَُ‬
‫اس ِيف ْاألَ ْحكَا ِم َفإِ َّن ُه َأ َّو ُل‬ ‫ِ‬ ‫و َقو ُل َأ ِم ِ ِ ِ‬
‫ني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إِ َّياك ُْم وا ْلق َي َ‬ ‫ري ا ُْمل ْؤمن َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫يس‪.‬‬ ‫اس إِ ْبل ُ‬ ‫َم ْن َق َ‬
‫حمم ٍد ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إِياكُم و َت َقحم املَْهالِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ُّ َ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫الصاد ُق َج ْع َف ُر ْب ُن ُ َ َّ‬ ‫و َق َال َّ‬
‫آن َأ ْهال َأ ْغنَاك ُْم ِهبِ ْم َع ْن‬ ‫يس َقدْ َج َع َل اهلل َت َع َاىل لِ ْل ُق ْر ِ‬ ‫بِا ِّت َبا ِع َْاهل َوى واملَْ َقايِ ِ‬

‫اخل َالئِ ِق َّل ِع ْل َم إِ َّّل َما ُأ ِم ُروا بِ ِه َق َال اهلل َت َع َاىل‬


‫َمجِي ِع َْ‬

‫ون إِ َّيانَا َعنَى ومجيع أهل البيت ‪-‬‬


‫الذك ِْر إِ ْن ُكنْت ُْم ّل َت ْع َل ُم َ‬
‫َف ْس َئ ُلوا أهل ِّ‬
‫عليهم السالم ‪ -‬أفتوا بتحريم القياس‬

‫‪ - 1‬سوره ارساء‪ ،‬آيه ‪. 36‬‬


‫[الشيخ رحيان احلبيش] ‪255‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َت ُأ َّمة َحتَّى‬
‫مح ُه اهلل ‪َ -‬أ َّن ُه َق َال َما َه َلك ْ‬
‫يس ‪َ -‬ر َ‬ ‫ي َع ْن َس ْل َام َن ا ْل َفار ِّ‬ ‫و ُر ِو َ‬
‫ت ِيف ِدين ِ َها‬‫اس ْ‬‫َق َ‬
‫ك ا ْل َقائِ ُس َ‬
‫ون‬ ‫ول‪َ :‬ه َل َ‬ ‫َان ابن مسع ٍ‬
‫ود َي ُق ُ‬ ‫وك َ ْ ُ َ ْ ُ‬
‫ويف هذا القدر من األخبار غنى عن اإلطالة واإلكثار‪ .‬انتهى كالمه رفع‬
‫‪1‬‬
‫مقامه‪.‬‬

‫[الشيخ ريحان الحبيش]‬


‫ونندم الشيخ االجل الشيخ رحيان احلبيش ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نن املشايخ االجازه وتالنذه‬
‫الشيخ الكراجكي ذكره العلامء يف تصانيفدم كاملحدث العانيل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف انل‬
‫االنل والعالنة البحراين يف اللمؤلمؤة ‪.‬‬
‫قال يف « أنل األنل » ‪:‬‬
‫كان عاملا فقيها حمدثا‪ ،‬يروي عن عبد العزيز بن أيب كامل والكراجكي‬
‫‪2‬‬
‫وأيب الصالح‪.‬‬
‫وقال يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫الشيخ رحىان املذكور عن ايب الفتح الكراجكي بغري واسطة وعن ايب‬
‫الصالح كام ذكره يف كتاب « أمل األمل » ‪.‬‬

‫‪ - 1‬كراجكى‪ ،‬ابوالفتح‪ ،‬كنزالفوايد‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.206 -210‬‬


‫‪ - 2‬حرعانىل‪ ،‬أنل اآلنل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪121 :‬‬
‫‪ 256‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫[منتجب الدين بن بابويه]‬


‫ونندم الشيخ االجل ننتتجب الدين بن بابويه وقد ذكره املشايخ الثقات فقال شيخنا‬
‫العالنة البحراين يف « اللمؤلمؤة » الذي أكثرنا النقل عنه يف هذا الكتاب ‪:‬‬
‫ومل يتقدم له ذكر فيام سبق فهو الشيخ عيل بن عبداهلل بن احلسن بن‬
‫عم جدّ ه‬
‫احلسني بن عيل بن بابويه القمي والشيخ ابوجعفر الصدوق ّ‬
‫احلسن حيث ان الصدوق واخاه احلسني ابنا عيل بن احلسني بن بابويه‬
‫ور ّبام عرب األصحاب تارة الصدوق عم الشيخ منتجب الدين توسعا‬
‫وَتوزا عن انّه عمه اّلعىل‪.‬‬
‫قال يف كتاب « أنل األنل » ‪:‬‬
‫كان عاملا فاضال ثقة صدوقا حمدثا حافظا رواية عالمة له كتاب «‬
‫الفهرست » يف ذكر املشايخ املعارصين للشيخ الطويس واملتأخرين إىل‬
‫زمانه يروى عنه حممد بن حممد بن عىل اهلمداين القزويني‪.‬‬
‫وقال وقال املحدث املتجليس ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف نقدنة « البحار » نانصه ‪:‬‬
‫والشيخ منتجب الدين من مشاهري الثقات واملحدثني وفهرسته يف غاية‬
‫الشهرة وهو من أوّلد احلسني بن عيل بن بابويه والصدوق عمه األعىل‬
‫وقال الشهيد اّلول ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف كتاب اإلجازة وأجزت له أن يروي‬
‫عني مجيع ما رواه عيل بن عبيد اهلل بن احلسن بن احلسني بن احلسن بن‬
‫احلسني بن عيل بن احلسني بن بابويه ومجيع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته‬
‫[زين الدين الرسوري املازندراين] ‪257‬‬

‫ألسامء العلامء املتأخرين عن الشيخ أيب جعفر الطويس وكان هذا الرجل‬
‫حسن الضبط كثري الرواية عن مشايخ عديدة انتهى وأربعينه مشتمل عىل‬
‫‪1‬‬
‫أخبارغريبة لطيفة‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬

‫[زين الدين الرسوري املازندراني]‬


‫ونندم الشيخ االجل زين الدين الرسوري املازندراين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ذكره العالنة‬
‫البحراين يف « اللمؤلمؤة » واملحدث العانيل يف « أنل األنل » قال يف « اللمؤلمؤة » و « أنل‬
‫األنل » ‪:‬‬
‫زين الدين املازندراين الرسوري كان عاملا فاضال ثقة حمدثا حمققا عارفا‬
‫بالرجال واّلخبار اديبا شاعرا جامعا للمحاسن له كتب منها كتب‬
‫مناقب ايب طالب وكتاب األسباب والنزول عىل مذهب آل الرسول إىل‬
‫عد بعد ذلك تسعة مصنفات له ‪.‬‬

‫[احمد بن عيل بن ابيطالب الطربيس]‬


‫ونندم الشيخ االجل امحد بن عيل بن ابيطالب الطربيس ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬استا ابن شدر‬
‫آشوب املازندراين وهو نن نشاهرى املحدثنى وفرق اطراء املصنفنى‪.‬‬
‫قال شيخنا العالنة املتجليس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « بحار االنوار » ‪:‬‬

‫‪ - 1‬بحار االنوار‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 35‬‬


‫‪ 258‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وكتاب « اّلحتجاج » وينسب هذا أيضا إىل ايب عيل وهو خطأ بل هو‬
‫امرصح به السيد‬
‫تاليف ايب منصور امحد بن عيل بن ايب طالب الطربيس ك ّ‬
‫بن طاوس يف كتاب « كشف احلجة » وابن شهرآشوب يف « معامل العلامء‬
‫»‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف فصل آخر كتاب « االحتتجاج » ‪:‬‬
‫وإن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنها من الكتب املعروفة املتداولة وقد‬
‫أثنى السيد ابن طاوس عىل الكتاب وعىل مؤلفه وقد أخذ عنه أكثر‬
‫املتأخرين‪.‬‬
‫قال يف « اللمؤلمؤة »‪:‬‬
‫ومن مشايخ ابن شهرآشوب زيادة عىل هوّلء املذكورين من الشيخ‬
‫ابومنصور امحدبن عيل بن ابيطالب الطربيس وقد ذكره يف كتابه « معامل‬
‫العلامء » فقال شيخ امحد بن ايب طالب الطربيس له « الكايف يف الفقه »‬
‫حسن و « اّلحتجاج » و « مفاخر الطالبية » و « تاريخ اّلئمة » و «‬
‫فضائل الزهراء » انتهى والظاهر انه نسبه إىل جده ‪.‬‬
‫وقال يف كتاب « أنل اآلنل » ‪:‬‬
‫الشيخ أبو منصور أمحد بن عيل بن أيب طالب الطربيس عامل فاضل فقيه‬
‫حمدث ثقة‪ ،‬له كتاب « اّلحتجاج عىل أهل اللجاج » حسن كثري الفوائد‬
‫يروي عن السيد العامل العابد أيب جعفر مهدي بن أيب حرب احلسيني‬
‫[امحد بن عيل بن ابيطالب الطربيس] ‪259‬‬

‫املرعيش عن الشيخ الصدوق أيب عبد اهلل جعفر بن حممد بن أمحد‬


‫الدوربستي عن أبيه عن الشيخ أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن‬
‫‪1‬‬
‫بابويه القمي‪.‬‬
‫وقال صاحب « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫اقول قد غلط مجلة من متأخري اصحابنا ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬يف نسبه‬
‫كتاب « اّلحتجاج » املذكور إىل ايب عيل الطربيس صاحب « التفسري »‬
‫إىل اخره‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬والذي يظدر نن كتاب « بحار االنوار » وسائر كتب االخبار ان امللقب‬
‫بالشيخ الطربيس اربعة‪.‬‬
‫فاألول‪ :‬الشيخ اننى الدين ابوعيل الفضل بن احلسن بن الفضل الطربيس صاحب‬
‫كتاب « اعالم الورى باعالم اهلدى » و « رسالة اال اب الدينية » وكتاب « تفسرى جممع‬
‫البيان » وكتاب « تفسرى جانع اجلوانع »‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬ابنه ابونرص احلسن بن الفضل صاحب « نكارم االخالق » وهو حمدث‬
‫أخباري‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬ابنه صاحب « نشكوة االنوار » الذي الفه نتمام لكتاب ابيه « نكارم االخالق‬
‫»‪.‬‬

‫‪ - 1‬حرعانىل‪ ،‬أنل اآلنل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪. 18 :‬‬


‫‪ 260‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والرابع‪ :‬الشيخ ابوننصور امحد بن عيل بن ابيطالب الطربيس وهو اخباري أيضا نولف‬
‫كتاب « االحتتجاج » ولنذكر بعض نايدل عىل خمتاره نن اخباره‪.‬‬
‫قال يف اول « االحتتجاج» ‪:‬‬
‫وّل نأت يف أكثر ما نورده من األخبار بإسناده إما لوجود اإلمجاع عليه أو‬
‫موافقته ملا دلت العقول إليه أو ّلشتهاره يف السري والكتب بني املخالف‬
‫واملؤالف إّل ما أوردته عن أيب حممد احلسن بن عىل العسكري ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬فإنه ليس يف اّلشتهارعىل حد ما سواه وإن كان مشتمال عىل‬
‫مثل الذي قدمناه فألجل ذلك ذكرت إسناده يف أول جزء من ذلك دون‬
‫‪1‬‬
‫غريه‬
‫وروى و َع من َع مب ِد املمُ ممؤ ِن ِن ماألَن َمص ِ‬
‫ار ِّي َق َال‪:‬‬
‫ول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله‬ ‫ُق مل ُت ِألَ ِيب َع مب ِد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إِ َّن َق مونا َر َو موا َأ َّن َر ُس َ‬
‫مح ٌة َف َق َال َصدَ ُقوا‬‫ف ُأ َّنتِي َر م َ‬ ‫اختِ َال ُ‬
‫‪َ -‬ق َال م‬
‫ب و َذ َه ُبوا إِن ََّام‬ ‫محة َف ِ‬ ‫َان م ِ‬ ‫ُق مل ُت إِ من ك َ‬
‫اب؟ َق َال َل مي َس َح مي ُث ت مَذ َه ُ‬ ‫اجت َام ُع ُد مم َع َذ ٌ‬ ‫اخت َال ُف ُد مم َر م َ م‬
‫طائ َف ٌة ل ِ َي َت َف َّق ُدوا ِيف الدِّ ِ‬
‫ين‬ ‫َأرا َقو َل اهلل َع َّز وج َّل‪َ *-‬ف َلو ال َن َفر ِنن ُك ِّل فِر َق ٍة ِننمدم ِ‬
‫ُ م‬ ‫م‬ ‫َ م‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ َ م‬
‫ون*‪َ 2‬أنر ُهم َأ من َين ِمفروا إىل رس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهلل‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ م‬ ‫ول ُينمذ ُروا َق مو َن ُد مم إِذا َر َج ُعوا إِ َل مي ِد مم َل َع َّل ُد مم َ م‬
‫حي َذ ُر َ‬

‫‪ - 1‬االحتتجاج ج ‪ ،1‬ص ‪.14‬‬


‫‪ - 2‬سوره توبه‪ ،‬آيه ‪. 122‬‬
‫[امحد بن عيل بن ابيطالب الطربيس] ‪261‬‬

‫اختِ َال َفدم ِيف ا ملب ملدَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ان‬ ‫ُ‬ ‫ُ م‬ ‫خىتَلِ ُفوا إِ َل ميه و َي َت َع َّل ُموا ُث َّم َي مر ِج ُعوا إىل َق مون ِد مم َف ُي َع ِّل ُم ُ‬
‫وه مم إِن ََّام َأ َرا َ م‬ ‫وَم‬
‫ين إِنَّام الدِّ ين و ِ‬ ‫َال م ِ‬
‫‪1‬‬
‫احدٌ ‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫اخت َالفا ِيف الدِّ ِ َ‬
‫َاب اهلل َع َّز‬‫ول اهلل ص َق َال‪َ :‬نا َو َجدم ُت مم ِيف ِكت ِ‬ ‫و ُر ِو َي َعنم ُه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪َ -‬أ َّن َر ُس َ‬
‫َت‬ ‫َاب اهلل َع َّز و َج َّل و َكان م‬ ‫و َج َّل َفا مل َع َم ُل َل ُك مم بِ ِه و َال ُع مذ َر َل ُك مم ِيف ت مَركِ ِه و َنا َمل َي ُك من ِيف كِت ِ‬
‫م‬
‫ِيف ُسن ٍَّة ِننِّي َف َال ُع مذ َر َل ُك مم ِيف ت مَر ِك ُسنَّتِي و َنا َمل م َي ُك من فِ ِيه ُسنَّ ٌة ِننِّي َف َام َق َال َأ مص َح ِايب َف ُقو ُلوا‬
‫يل َأ مص َح ِايب َأ َخ مذ ُت مم‬
‫او ِ‬‫إِن ََّام َن َث ُل َأ مص َح ِايب فِي ُك مم ك ََم َث ِل الن ُُّتجو ِم بِ َأ ِّهىا ُأ ِخ َذ ماه ُت ِد َي وبِ َأ ِّي َأ َق ِ‬
‫َ‬
‫ول اهلل َن من َأ مص َحا ُب َك؟ َق َال أهل َب ميتِي‪.2‬‬
‫مح ٌة ِق َيل َيا َر ُس َ‬ ‫اختِ َال ُ‬
‫ف َأ مص َح ِايب َل ُك مم َر م َ‬ ‫ماهتَدَ مي ُت مم و م‬
‫قال حممد بن احلسنى بن بابويه القمي ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪: -‬‬
‫إن أهل البيت ّل خيتلفون ولكن يفتون الشيعة بمر احلق وربام أفتوهم‬
‫بالتقية فام خيتلف من قوهلم فهو للتقية والتقية رمحة للشيعة ويؤيد تأويله‬
‫اخل ْث َع ِم ِّي‬
‫َرص َْ‬‫َان َع ْن ن ْ ٍ‬ ‫حم َّمدُ ْب ُن ِسن ٍ‬
‫ريض اهلل عنه أخبار كثرية ِمن َْها َما َر َوا ُه ُ َ‬
‫ول إِ َّّل َح ّقا‬ ‫ف ِم ْن َأ ْم ِرنَا َأ ْن َّل َن ُق َ‬ ‫ول‪َ :‬م ْن َع َر َ‬ ‫ت َأ َبا َع ْب ِد اهلل َي ُق ُ‬‫َق َال َس ِم ْع ُ‬
‫ك ِمنَّا‬ ‫ف َما َي ْع َل ُم َف ْل َي ْع َل ْم َأ َّن َذلِ َ‬
‫َف بِ َام َي ْع َل ُم ِمنَّا َفإِ ْن َس ِم َع ِمنَّا ِخ َال َ‬
‫َف ْلي ْكت ِ‬
‫َ‬
‫اختِ َيار َل ُه‪.‬‬
‫ِد َفاع و ْ‬
‫ت َأ َبا َع ْب ِد اهلل ‪ -‬عليه السالم –‬
‫و َع ْن ُع َم َر ْب ِن َحنْ َظ َل َة َق َال‪َ :‬س َأ ْل ُ‬

‫‪ - 1‬االحتتجاج‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 355‬‬


‫‪ - 2‬االحتتجاج ج ‪ ،2‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ 262‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وساق احلديث إىل ان قال‪:‬‬


‫ف ِعنْدَ ُه َحتَّى َت ْل َقى إِ َم َام َك َفإِ َّن ا ْل ُو ُق َ‬
‫وف‬ ‫ك َف َأ ْر ِج ِه وقِ ْ‬
‫َان ك ََذلِ َ‬
‫َق َال إِ َذا ك َ‬
‫َات واهلل ُه َو املُْ ْر ِشدُ و‬‫ات َخري ِمن ِاّل ْقتِحا ِم ِيف َْاهل َلك ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫الشبه ِ‬
‫عنْدَ ُّ ُ َ‬
‫ِ‬

‫جاء هذا اخلرب عىل سبيل التقدير ألنه قلام يتفق يف األثر أن ير خربان خمتلفان يف حكم‬
‫نن األحكام نوافقنى للكتاب والسنة وذلك نثل غسل الوجه واليدين يف الوضوء ألن‬
‫األخبار جاءت بغسلدام نرة نرة وغسلدام نرتنى نرتنى فظاهر القرآن ال يقتيض خالف‬
‫ذلك بل حيتمل كلتا الروايتنى ونثل ذلك يمؤخذ يف أحكام الرشع‪ .‬وأنا قوله ع للسائل‬
‫أرجه وقف عنده حتى تلقى إنانك أنره بذلك عند َتكنه نن الوصول إىل اإلنام فأنا‬
‫إذا كان غائبا وال يتمكن نن الوصول إليه واألصحاب كلدم جممعون عىل اخلربين ومل‬
‫يكن هناك رجحان لرواة أحدمها عىل اآلخر بالكثرة والعدالة كان احلكم هبام نن باب‬
‫التخيرى‪ .‬يدل عىل نا قلنا‬
‫ونا رواه احلسن بن اجلدم ابن املغرىة عن ايب عبداهلل – عليه السالم ‪َ -‬ق َال إِ َذا َس ِم مع َت‬
‫رت َّ ُه َع َل مي ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث و ُك ُّل ُد مم ث َق ٌة َف ُم َو َّس ٌع َع َل مي َك َحتَّى ت ََرى ا مل َقائ َم َف َ ُ‬‫احل ِد َ‬
‫ن من َأ مص َحابِ َك م َ‬
‫ِ‬

‫قال يف رواية اخرى ان الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ق َال ِألَ ِيب َحنِي َف َة ملََّا َ َخ َل َع َل مي ِه َن من‬
‫مت؟ َق َال َأ ُبو َحنِي َف َة َق َال ‪ -‬عليه السالم ‪ُ -‬ن مفتِي أهل ا مل ِع َر ِاق َق َال َن َع مم َق َال بِ َام ُت مفتِ ِيد مم؟‬ ‫َأن َ‬
‫وخ ِه و ُحممك َِم ِه‬ ‫خ ِه وننمس ِ‬
‫َ ُ‬
‫َاس ِ‬
‫َاب اهلل ن ِ‬‫امل بِ ِكت ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َق َال بكتَاب اهلل َق َال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وإن ََّك َل َع ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬

‫الس م َرى ِس ُرىوا فِيدا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ربين َع من َق مول اهلل َع َّز و َج َّل‪ -‬و َقدَّ مرنا ف َيدا َّ‬
‫اهب ِه؟ َق َال َن َعم َق َال َف َأ مخ ِ ِ‬
‫م‬ ‫م‬ ‫و ُنت ََش ِ ِ‬
‫[امحد بن عيل بن ابيطالب الطربيس] ‪263‬‬

‫نى َن َّك َة واملمَ ِدين َِة َفا مل َت َف َت َأ ُبو َع مب ِد‬


‫نى َأ ُّي َن مو ِض ٍع ُه َو؟ َق َال َأ ُبو َحنِي َف َة ُه َو َنا َب م َ‬ ‫يايل و َأيانا ِآننِ َ‬‫َل ِ َ‬
‫ون َع َىل ِ َن ِائ ُك مم‬ ‫نى َن َّك َة واملمَ ِدين َِة و َال َت مأ َننُ َ‬ ‫اهلل إىل ُج َل َس ِائ ِه و َق َال ن ََشدم ُت ُك مم بِاهلل َه مل ت َِس ُرى َ‬
‫ون َب م َ‬
‫حي َك َيا َأ َبا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الرسق؟ َف َقا ُلوا ال َّل ُد َّم َن َع مم َف َق َال َأ ُبو َع مبد اهلل َو م َ‬ ‫ن َن ا مل َقت ِمل و َع َىل َأ من َوال ُك مم ن َن َّ َ‬
‫ٰان ِآننا َأ ُّي‬‫رب ِين َع من َق مو ِل اهلل َع َّز و َج َّل‪ -‬و َن من َ َخ َل ُه ك َ‬ ‫َحنِي َف َة إِ َّن اهلل َال َي ُق ُ‬
‫ول إِ َّال َحقا َأ مخ ِ م‬
‫احلَ َرا ُم َفا مل َت َف َت َأ ُبو َع مب ِد اهلل إىل ُج َل َس ِائ ِه و َق َال َن َشدم ُت ُك مم‬ ‫َن مو ِض ٍع ُه َو؟ َق َال َذل ِ َك َب مي ُت اهلل م‬
‫الز َب م ِرى و َس ِعيدَ مب َن ُج َب م ٍرى َ َخ َال ُه َف َل مم َي مأ َننَا ا مل َقت َمل؟ َقا ُلوا‬‫ون َأ َّن َع مبدَ اهلل مب َن ُّ‬ ‫بِاهلل َه مل َت مع َل ُم َ‬
‫ول إِ َّال َحقا‪َ -‬ف َق َال َأ ُبو‬ ‫حي َك َيا َأ َبا َحنِي َف َة إِ َّن اهلل َال َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ال َّل ُد َّم َن َع مم َف َق َال َأ ُبو َع مبد اهلل ع َو م َ‬
‫اس َق َال َأبو َعب ِد اهلل َفا من ُظر ِيف ِقي ِ‬ ‫ب ِق َي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َحنِي َف َة َل مي َس ِيل ِع مل ٌم بِ ِكت ِ‬
‫اس َك‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ م‬ ‫َاب اهلل إِن ََّام َأنَا َصاح ُ‬
‫يض ِيف‬ ‫الزنَا؟ َق َال ب ِل ا مل َقت ُمل َق َال َف َكي َ ِ‬ ‫إِ من ُكن َمت ُن ِقيسا َأ ُّي َام َأ مع َظ ُم ِعنمدَ اهلل ا مل َقت ُمل َأ ِو ِّ‬
‫ف َر َ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ا مل َقت ِمل بِ َش ِ‬
‫اهدَ مي ِن و َمل م َي مر َض ِيف ِّ‬
‫الزنَا إِ َّال ِب َأ مر َب َعة؟ ُث َّم َق َال َل ُه َّ‬
‫الص َال ُة َأ مف َض ُل َأ ِم ِّ‬
‫الص َيا ُم؟ َق َال‬
‫الص َال ِة‬ ‫ض َق َضاء نا َف َ ِ‬
‫اهتا ن َن َّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫احل ِائ ِ‬ ‫ب ِل الص َال ُة َأ مف َض ُل َق َال ع َفي ِتجب َع َىل ِقي ِ ِ‬
‫اس َق مول َك َع َىل م َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الص َال ِة َق َال‬
‫ون َّ‬ ‫الص مو ِم ُ َ‬‫ب اهلل َت َع َاىل َع َل مي َدا َق َضا َء َّ‬ ‫الص َيا ِم و َقدم َأ مو َج َ‬
‫ون ِّ‬ ‫ال َح مي ِض َدا ُ َ‬ ‫ِيف َح ِ‬

‫ب ا مل ُغ مس ُل ِن َن‬ ‫ِ ِ‬
‫ب َع َىل ق َياس َك َأ من َجيِ َ‬
‫ِ‬
‫َل ُه ع ا مل َب مو ُل َأ مق َذ ُر َأ ِم املمَن ُّي؟ َق َال ا مل َب مو ُل َأ مق َذ ُر َق َال ع َجيِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ب اهلل َت َع َاىل ا مل ُغ مس َل ِن َن املمَنِ ِّي ُ َ‬ ‫ا ملبو ِل َ ِ‬
‫ب‬ ‫ون ا مل َب مو ِل َق َال إِن ََّام َأنَا َصاح ُ‬ ‫ون املمَن ِّي‪ -‬و َقدم َأ مو َج َ‬ ‫َم ُ‬
‫احدَ ٍة َفدَ َخ َال‬‫َان َله َعبدٌ َفت ََزوج و َزوج َعبدَ ه ِيف َلي َل ٍة و ِ‬
‫م َ‬ ‫َّ َ م ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َر مأ ٍي َق َال ع َف َام ت ََرى ِيف َر ُج ٍل ك َ ُ م‬
‫نى َف َس َق َط‬ ‫اح ٍد و َو َلدَ تَا ُغ َال َن م ِ‬ ‫تو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫بِا من َر َأ َت مي ِد َام ِيف َل مي َلة َواحدَ ة ُث َّم َسا َف َرا و َج َع َال ا من َر َأ َت مي ِد َام ِيف َب مي َ‬
‫ان َأ ُّ ُهى َام ِيف َر مأ ِي َك املمَالِ ُك و َأ ُّ ُهى َام املمَ مم ُل ُ‬
‫وك و َأ ُّ ُهى َام‬ ‫َنى وب ِقي ا مل ُغ َالن ِ‬
‫َ‬ ‫ا مل َب مي ُت َع َل مي ِد مم َف َقت ََل املمَ مر َأت م ِ َ َ‬
‫‪ 264‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نى‬‫ب ُحدُ و ٍ َق َال َف َام ت ََرى ِيف َر ُج ٍل َأ مع َمى َف َق َأ َع م َ‬ ‫ِ‬


‫وث؟ َق َال إِن ََّام َأنَا َصاح ُ‬‫ث و َأ ُّ ُهى َام املمَ مو ُر ُ‬ ‫ا مل َو ِار ُ‬
‫اع ِ‬ ‫امل بِمب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص ِح ٍ‬
‫ث‬ ‫احلدُّ ؟ َق َال إِن ََّام َأنَا َر ُج ٌل َع ٌ َ َ‬ ‫ف ُي َقا ُم َع َل مي ِد َام م َ‬‫يح و َأ مق َط َع َق َط َع َيدَ َر ُج ٍل َك مي َ‬
‫نى َب َع َث ُد َام إىل فِ مر َع مو َن َل َع َّل ُه َيت ََذك َُّر َأ مو‬ ‫ماألَن ِمبي ِ‬
‫ون ِح َ‬‫وسى و َه ُار َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َق َال َف َأ مخ ِ ِ‬
‫ربين َع من َق مول اهلل ملُ َ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫مشى و َل َع َّل ِنن َمك َش ٌّك؟ َق َال َن َع مم‪َ -‬ق َال وك ََذلِ َك ِن َن اهلل َش ٌّك إِ مذ َق َال َل َع َّل ُه َق َال َأ ُبو َحنِي َف َة‬ ‫َخى ٰ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َال ِع مل َم ِيل َق َال ع ت مَز ُع ُم َأن ََّك ُت مفتِي بِكِت ِ‬
‫ب‬ ‫َاب اهلل و َل مس َت مم َّ من َو ِر َث ُه وت مَز ُع ُم َأن ََّك َصاح ُ‬
‫اس وت مَز ُع ُم َأن ََّك‬ ‫اإل مس َال ِم َع َىل ا مل ِق َي ِ‬ ‫ِ‬
‫اس إِ مبل ُ‬
‫يس َل َعنَ ُه اهلل و َمل ُي مب َن َ مي ُن م ِ‬ ‫ِق َي ٍ‬
‫اس و َأ َّو ُل َن من َق َ‬
‫م‬
‫ول اهلل ص َص َوابا و ِن من ُ ونِ ِه َخ َطأ ِألَ َّن اهلل َت َع َاىل َق َال‬ ‫َان الر مأ ُي ِن من رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ب َر مأ ٍي وك َ َّ‬
‫ِ‬
‫َصاح ُ‬
‫ب ُحدُ و ٍ و َن من‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اك اهلل و َمل م َي ُق مل َذل َك ل َغ م ِرىه وت مَز ُع ُم َأن ََّك َصاح ُ‬ ‫ّٰاس بِ ٰام َأ ٰر َ‬
‫نى الن ِ‬ ‫لِت مَح ُك َم َب م َ‬
‫اء و َخلاتَم ماألَنمبِي ِ‬ ‫ث ماألَنمبِي ِ‬ ‫اع ِ‬
‫امل بِمب ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َأ مع َل ُم‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُأن ِمز َل مت َع َل ميه َأ مو َىل بِع ملم َدا نن َمك وت مَز ُع ُم َأن ََّك َع ٌ َ َ‬
‫يش ٍء َنا َس َأ مل ُت َك‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫بِ َم َباعث ِد مم نن َمك و َل مو َال َأ من ُي َق َال َ َخ َل َع َىل ا مب ِن َر ُسول اهلل َف َل مم َي مس َأ مل ُه َع من َ م‬
‫اس ِيف ِ ِ‬
‫الر مأ ِي وا مل ِق َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعن َ ٍ ِ‬
‫ين اهلل َب معدَ‬ ‫يشء َفق مس إِ من ُكن َمت ُنقيسا َق َال َأ ُبو َحني َف َة َال َأ َت َك َّل ُم بِ َّ‬‫م م‬
‫رت مك‪.‬‬ ‫س َق َال ك ََّال إِ َّن حب الرئَاس ِة َغرى ت ِ ِ‬ ‫َه َذا املمَ متجلِ ِ‬
‫َارك َك ك ََام َمل م َي م ُ‬ ‫ُ َّ ِّ َ م ُ‬

‫[حسني بن هبة الله بن رطبة السوراوي]‬


‫ونندم الشيخ االجل حسنى بن هبة اهلل بن رطبة السوراوي تلميذ الشيخ ايب عيل‬
‫الطويس ‪ -‬ريض اهلل عندام ‪ -‬وهو نن نشايخ االجازة واستا الشيخ نتجيب الدين‬
‫السوراوي ذكره العالنة البحراين ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫[الياس بن هاشم احلايز] ‪265‬‬

‫وكان أيضا عاملا فاضال فقيها حمدثا صدوقا يروى عن الشيخ ايب عيل عن‬
‫ابيه شيخ الطائفة والرشيف املرتىض علم اهلدى ‪ -‬ريض اهلل تعاىل عنهم‬
‫‪ -‬واستاد الشيخ منتجب الدين صاحب « الفهرست »‪.‬‬
‫قال يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫كانا عاملني صاحلني حمدثني يرويان عن الشيخ الطويس واملرتىض ويروى‬
‫عنهام الشيخ منتجب الدين ‪.‬‬

‫[الياس بن هاشم الحايز]‬


‫ونندم الشيخ االجل الياس بن هاشم احلايز تلميذ الشيخ ايب عيل الطويس استا الشيخ‬
‫عريب بن نسافر العبا ي ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬وهو نن اجلة املشايخ‪.‬‬
‫قال يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫اما الياس بن هاشم املذكور فانه كان فاضال حمدثا كام ذكره بعض‬
‫مشاخينا املحدثني‪.‬‬

‫[ابوعيل الحسن الطويس]‬


‫ونندم الشيخ االجل الويف الصفي ابوعيل احلسن الطويس ولد شيخ الطائفة وتلميذه‬
‫‪ -‬ريض اهلل عندام ‪. -‬‬
‫وقال املحدث العانيل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « أنل اآلنل » ‪:‬‬
‫‪ 266‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الشيخ أبو عيل احلسن بن حممد بن احلسن بن عيل الطويس كان عاملا‬
‫فاضال فقيها حمدثا جليال ثقة‪ ،‬له كتب منها‪ :‬كتاب « األماي » ‪ ،‬ورشح «‬
‫النهاية » و غري ذلك‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال الشيخ ننتتجب الدين يف « الفدرست » ‪:‬‬


‫أثر فقيه ثقة عني قرأ عىل والده مجيع تصانيفه اخربنا الوالد عنه‪.‬‬
‫وقال الفاضل ابن شدر آشوب املرشد إىل سبيل اهلل املتعبد‪.‬‬

‫فخار بن سعد بن ّ‬
‫فخار املوسوي الحائري]‬ ‫[ ّ‬
‫ونندم السيد االجل شمس الدين فخار بن سعد بن فخار املوسوي احلائري استا‬
‫املحقق احليل ‪ -‬رمحدام اهلل ‪ -‬وقد ذكره يف « اللمؤلمؤة » وقال يف كتاب « أنل اآلنل » ‪:‬‬
‫كان عاملا فاضال اديبا حمدثا له كتب منها كتاب الرد عىل املذاهب عىل‬
‫ابن طالبص ‪ 38‬حسن جيد وغري ذلك روى عنه املحقق ويروى هو‬
‫عن ابن ادريس احليل عن شاذان بن جربئيل القمي وغريمها ‪.‬‬

‫[يحيى بن عيل بن البطريق الحيل االسدي]‬


‫ونندم الشيخ املقدم ابو زكريا حييى بن عيل بن البطريق احليل األسدي أستا الشيخ‬
‫فخار املوسوي ‪ -‬ريض اهلل عندام ‪ -‬وهو نن املشايخ ذكره العالنة البحراين يف « اللمؤلمؤة‬
‫» وقال يف كتاب « أنل اآلنل » ‪:‬‬

‫‪ - 1‬انل االنل‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 77‬‬


‫[حييى بن عيل بن البطريق احليل االسدي] ‪267‬‬

‫الشيخ أبو احلسنى حييى بن عيل بن حممد بن البطريق كان عاملا فاضال حمدثا حمققا ثقة‬
‫صدوقا وذكر نن تصانيفه سته فقال يروى عنه فخار بن سعد ويروى الشديد عن حممد‬
‫بن جعفر املشددي عنه‪.‬‬
‫اقول‪ :‬قال الفاضل البحراين بعد ذكره‪:‬‬
‫اقول‪ :‬وهذا الكتاب الذي يف الرد عىل تكفري ابيطالب كان عندي وقد‬
‫نقلت يف كتاب « سالسل احلديد يف تقييد ابن أيب احلديد » حيث انه ذكر‬
‫يف « رشح هنج البالغه » توقفه يف اسالم ايب طالب ونقل ابن ايب احلديد‬
‫يف الكتاب املذكور ان السيد فخار بن سعد ارسل إليه الكتاب املذكور‬
‫فكتب عىل ظهر مايوذن بمدح ايب طالب من غري ان ترصيح باسالمه وقد‬
‫استغنا الكالم يف الكتاب املذكور وبينا ما يف كالمه من القصور وقال‬
‫شيخنا الشهيد الثاين يف اجازته ومصنفاته ومرويات السيد السعيد‬
‫العالمة املرتىض امام اّلدباء والنساب والفقهاء احسن الدين ايب عىل‬
‫فخار بن سعد املوسوي‪ .‬انتهى ماقاله الفاضل البحراين‪.‬‬
‫اقول‪ :‬ورايته يف كتاب نعتمد عليه لبعض االجالء وقدكان ذكره هكذا ابن البطريق هو‬
‫الشيخ ابواحلسن حييى بن احلسن بن احلسنى بن عىل نن حممد بن البطريق احليل كان‬
‫عاملا فاضال حمدثا حمققا ثقة له كتب نندا‪ :‬كتاب « العمدة » ‪ « ،‬املناقب » ‪ ،‬وكتاب «‬
‫اتفاق صحاح األثر يف إنانة األئمة االثني عرش » ‪ ،‬وكتاب « الر عىل أهل النظر يف‬
‫تصفح أ لة القضاء والقدر » ‪ ،‬وكتاب « هنج العلوم إىل نفي املعدوم » املعروف بسمؤال‬
‫‪ 268‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أهل حلب‪ ،‬وكتاب « تصفح الصحيحنى يف َتليل املتعتنى » ‪ ،‬وكتاب « خصائص » ‪،‬‬
‫وغرى ذلك يروي عنه السيد فخار بن نعد‪ ،‬ويروي الشديد عن حممد بن جعفر املشددي‬
‫‪1‬‬
‫عنه‪.‬‬

‫[درويش محمد بن الشيخ حسىن النظري]‬


‫ونندم الشيخ االجل االوحدي املوىل رويش حممد بن الشيخ حسنى النظري – نور‬
‫اهلل نرقده ‪ -‬تلميذ الشيخ عيل بن عبدالعايل الكركي ذكره يف « اللمؤلمؤة » وقال الفاضل‬
‫العامل املحدث نوالنا رويش حممد بن الشيخ حسن النظري ‪ -‬روح اهلل روحه ‪ -‬وهو‬
‫اول نن نرش حديث الشيعة بعد ولة الصفوية عن الشيخ املدقق املحقق األفخم‬
‫األعظم نروج نذهب اإلنانية الشيخ نورالدين عيل بن عبدالعايل الكركي ‪ -‬طدر اهلل‬
‫رسه ‪. -‬‬

‫[جمال الدين احمد بن الحاج عيل]‬


‫ونندم الشيخ االجل مجال الدين امحد بن احلاج عيل ‪ -‬قدس اهلل رسه ‪ -‬كان نن نشايخ‬
‫اإلنانية قال يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫فكان من املشايخ اّلجالء صاحلا عابدا فاضال حمققا حمدثا‪.‬‬

‫[املوىل عبدالله اللتستي]‬

‫‪ - 1‬مهان ‪.‬‬
‫[املوىل عبداهلل اللتسرتي] ‪269‬‬

‫ونندم الشيخ األجل األوتا املوىل عبداهلل اللتسرتي ‪ -‬نوراهلل نرقده ‪ -‬استا شيخنا‬
‫حممد تقي املتجليس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ذكره صاحب « اللولمؤة » فقال‪:‬‬
‫فقد اثنى عليه تلميذه املوىل حممد تقي املجلي فقال يف وصفه‪ :‬الشيخ‬
‫اجلليل واّلمام النبيل ذو اّلخالق الطاهرة الزكية والنفس الزاهرة‬
‫‪1‬‬
‫امللكية‪.‬‬
‫وقال تلميذه السيد نصطفى يف كتاب « الرجال »‪:‬‬
‫عبداهلل بن احلسني التسرتي ‪ -‬مدظله العاي ‪ -‬شيخنا واستادنا العالمة‬
‫املحقق املدقق جليل القدر عظيم املنزلة وحيد عرصه اورع أهل زمانه ما‬
‫رايت أحدا أورع منه ّلحىىص مناقبه وفضائله صائم النهار وقائم الليل‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫له كتب منها « رشح القواعد » ‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتجليس املتقدم ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الروضة »‪:‬‬
‫وإن قلنا إن خرب الواحد بنفسه ليس بحجة ما مل ينضم إليه قرينة أخرجته‬
‫من باب الظن إىل باب العلم كام هو طريقة القدماء‪ ،‬ومال إليها صاحب‬

‫‪ - 1‬بحار ج ‪ 106‬ص ‪. 88‬‬


‫‪ 270‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫« املعترب » ‪ ،‬وشيخنا التسرتي ‪ -‬رمحهام اهلل ‪ -‬فهذا اخلرب أيضا كسائر‬


‫‪1‬‬
‫األخبار الصحيحة حىتاج إىل ضم القرينة‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫فاألحوط الوضوء من املضاف والتيمم كام كان يقول األستاد ‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنه ‪ ، -‬فإنه مع عدم القول بخرب الواحد كان يتورع يف العمل بكل‬
‫‪2‬‬
‫خرب مهام أمكن وهكذا ينبغي أن يكون سبيل املتقني‪.‬‬

‫[السيد ماجد البحراني]‬


‫ونندم املحقق املدقق املحدث الرباين السيد االجل السيد ناجد البحراين استا العارف‬
‫املحقق املحدث الكاشاين ‪ -‬قدس اهلل رسمها – وقد ذكره استا االساتيد يف « اللمؤلمؤة‬
‫» فقال‪:‬‬
‫السيد ماجد بن هاشم بن عىل مرتىض بن عيل بن ماجد احلسيني البحراين‬
‫اجلد حفي إىل جد حفص قرية من قرى تلك البالد وكان هذا السيد‬
‫حمققا مدققا شاعرا اديبا ليس له نظري يف جودة التصنيف وبالغة التعبري‬
‫وفصاحة التحيريص ‪ 39‬ودقة النظر وشعره فائق يف البالغه وخطبه يف‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 43‬‬
‫[السيد ناجد البحراين] ‪271‬‬

‫اجلمعة لبالغتها وحسن حتبريها تاخذ بمجامع القلوب وتفت بسامعها‬


‫وتذوب‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وهو اول من نرش احلديث يف شرياز وله مصنفات منها « سالسل احلديد‬
‫» و « الرسالة اليوسفية » و « وجيزة بديعة » و «رسالة يف مقدمة‬
‫الواجب»‪.‬‬
‫وقال السيد االجل العالنة السيد نعمة اهلل اجلزائري ‪ -‬طاب ثراه ‪: -‬‬
‫كان أستا نا املحقق املوىل حممد حمسن الكاشاين صاحب « الوايف » وغرىه مما يقرب نن‬
‫نائتي كتاب ورسالة‪ ،‬وكان نشمؤه يف بلدة قم‪ ،‬فسمع بقدوم السيد األجل املحقق املدقق‬
‫االنام اهلامم السيد ناجد البحراين الصا قي إىل شرىاز فأرا االرَتال إليه ألخذ العلوم‬
‫ننه فرت والده يف الرخصة له‪ ،‬ثم بنوا الرخصة وعدندا عىل االستخارة‪ ،‬فلام فتح‬
‫ين ول ِ ُين ِمذ ُروا‬
‫طائ َف ٌة ل ِ َي َت َف َّق ُدوا ِيف الدِّ ِ‬
‫القرآن جاءت اآلية « َف َلو ال َن َفر ِنن ُك ِّل فِر َق ٍة ِننمدم ِ‬
‫ُ م‬ ‫م‬ ‫َ م‬ ‫م‬
‫َق مو َن ُد مم إِذا َر َج ُعوا إِ َل مي ِد مم َل َع َّل ُد مم َ م‬
‫حي َذ ُر َ‬
‫ون» وال آية أرصح وأنص عىل هذا املطلب نثلدا‪،‬‬
‫ثم تفأل بالديوان املنسوب إىل أنرى املمؤنننى عليه السالم فتجاءت األبيات‪:‬‬
‫و سافر ففي االسفار مخس فوائد‬ ‫تغرب عن االوطان يف طلب‬
‫و علم وآ اب وصحبه ناجد‬ ‫العىل‬
‫و قطع الفياىف وارتكاب الشدائد‬ ‫تفرج هم واكتساب نعيشة‬
‫فان قيل يف االسفار ذل وحمنة‬
‫‪ 272‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بدار هوان بنى واش وحاسد‬ ‫فموت الفتى خرى له نن نعاشه‬

‫و هذه أيضا أنسب باملطلوب‪.1،‬‬


‫ويقول املولف‪ :‬واين قد رأيت رسالته يف نقدنة الواجب وكانت تدل عىل طول ذراعه‬
‫وسعة باعه يف االستدالل العقيل والنقيل و قة نظره يف االنر املخفي‪.‬‬

‫[السيد نعمة الله الجزائري]‬


‫ونندم السيد السند العالنة املحدث الفدانه نعمة اهلل بن عبداهلل بن حممد بن امحد بن‬
‫حممو بن غياث الدين بن جمد الدين بن نورالدين بن سعد الدين بن عيسى بن نوسى‬
‫بن عبداهلل بن االنام ايب احلسن نوسى الكاظم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املوسوي اجلزائري‬
‫التسرتي ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬تلميذ العالنة املحدث املتجليس والعارف الكانل الكاشاين ‪-‬‬
‫قدس رسهم ‪ -‬وسياتى ترمجة سبطه العالنة االواه السيد عبداهلل بن السيد نورالدين‬
‫بن نعمه اهلل وكان فاضال كابيه وجده ذكره استا االستا يف اللمؤلمؤة فقال‪ :‬السيد‬
‫املحدث السيد نعمة اهلل بن عبداهلل املوسوي التسرتى وكان هذا السيد فاضال حمققا‬
‫حمدثا واسع الدائرة يف االطالع عىل نذهب اإلنانية وتتبع االثار املعصونيه له كتاب‬

‫‪ - 1‬به نقل از نفاتيح الرشايع ص ‪19‬‬


‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪273‬‬

‫رشح التدذيب كبرى واسع البحث وكتاب االنوار النعامنيه كبرى نشتمل عىل كثرى نن‬
‫العلوم والتحقيقات كتاب رشح الصحيفه الكبرى والرشح الصغرى وكتاب رشح غواىل‬
‫اللئاىل البن ايب جدمور االتى ذكره ورسالة التحفه يف الصلوة ورشح عيون اخبار‬
‫الرضا وغرى ذلك نن الكتب التي مل حيرضنى االن ذكرها‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬وله « رشح التدذيب الصغرى » وكتاب « قاطع اللتجاج يف رشح‬
‫االحتتجاج » و « رشح توحيد االخبار » و « رشح كتاب االستبصار » وغرىذلك نن‬
‫الكتب وله َتقيقات انيقة نبسوطة يف َتقيق نذهب االخبارينى واالجتدا ينى يف فاَتة‬
‫« رشح التدذيب » ويف « انوار النعامنيه » ‪ ،‬وقيل انه عرض رشحه عىل شيخه املتجليس‬
‫صاحب « بحار االنوار » فقال ‪ -‬طاب ثراه ‪: -‬‬
‫هذه بضاعتنا ردت إلينا‪.‬‬
‫ولنذكر بعض نا حيرضنا نن كالنه ‪:‬‬
‫قال يف « رشح االحتتجاج » يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ت َِر ُ َع َىل َأ َح ِد ِه ُم ا مل َق ِض َّي ُة ِيف‬
‫ُح مك ٍم ِن َن ماألَ محكَا ِم َف َي مح ُك ُم فِ َيدا بِ َر مأ ِي ِه ُث َّم ت َِر ُ تِ مل َك ا مل َق ِض َّي ُة بِ َع مينِ َدا َع َىل َغ م ِرى ِه َف َي مح ُك ُم فِ َيدا‬
‫ِ‬ ‫جيت َِم ُع ا مل ُق َضا ُة بِ َذلِ َك ِعنمدَ م ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫اه مم َف ُي َص ِّو ُب َآرا َء ُه مم‬ ‫اإل َنا ِم ا َّلذي ا مس َت مق َض ُ‬ ‫بِخ َالف َق موله ُث َّم َ م‬
‫َمجِيعا‪:‬‬
‫قال الشارحون لكالنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف هذا الكالم ترصيح بانه ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫كان يرى بان احلق يف جدته وانه ليس كل جمتدد نصيبا وهذه املسأله مما اشتدر اخلالف‬
‫‪ 274‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فيدا بنى ارباب األصول فمندم نن يرى كل جمتدد نصيبا وهذه املسئله اذا راعى رشائط‬
‫االجتدا وان احلق بالنسبة إىل كل واحد نن املتجتددين نا ا ى إليه اجتدا ه وغلب يف‬
‫ظنه فتجاز ان يكون يف جدتنى أو جدات وعليه الغزاىل ونندم نن ينكر ذلك ويرى ان‬
‫احلق يف جدة واملصيب له واحد وعليه اتفاق الشيعة ومجاعة نن غرىهم وربام فصل‬
‫بعضدم كامهو نذكور يف حمله ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬أنا عىل نذهب املخالفنى واستنا هم يف االحكام إىل االراء والقياس وا لة العقل‬
‫فال جيوز فيه التصويب‪.‬‬
‫وأنا عىل رأي علامئنا نن انه الجيوز االجتدا اال النصوص عىل عند أهل البيت ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وذلك ان احلكم الرشعي نا ينتدى إىل االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال ناكان حكم‬
‫اهلل يف الواقع فيتجوز ان يصدر ننه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حديثان نثال نتعارضان احدمها‬
‫حكم اهلل يف الواقع واالخر نستند إىل التقية ونحوها فاذا حكم املتجتدد باميوافق ذلك‬
‫اخلرب فدو حكم اهلل الواقعي حتى يظدر حكم التقية ونحوها وحينئذ فاملتجتددان قد‬
‫اصابا يف العمل باحلكمنى املنقولنى عن االنام واذا تتبعت اجتدا علامئنا واختالفدم يف‬
‫الفتاوى ترى أكثرها نن هذا الباب ويكون حكمه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ببطالن االختالف‬
‫املرا به االختالف الواقع بنى علامء اجلمدور كامهو الظاهر نن كالنه ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫والنظر إىل نا قلناه ذهب اصحابنا االخباريون إىل ان الفقه نن باب القطع ال نن باب‬
‫الظنون كاميقوله اعظم الفقداء الن القطع والعلم عندهم عىل قسمنى احدمها ناكان‬
‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪275‬‬

‫علام قطعيا باستنا ه إىل قول املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فدو نعلوم نن هذه اجلدة احتفظ‬
‫هبذا التحقيق ينفعك يف نوار كثرىة واهلمم واحد ونبيدم واحد وكتاهبم واحد افانرهم‬
‫اهلل سبحانه باالختالف فاطاعوه أم هناهم عنه فعصوه أم انزل اهلل ينا ناقصا فاستعان‬
‫هبم عىل اَتانه أم كانوا رشكاء له فلدم ان يقولوا وعليه ان يرىض أم انزل اهلل سبحانه‬
‫كان ِن من ِعنم ِد َغ م ِرى‬
‫ينا فقرص الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬عن تبليغه وا ائه *َ و َل مو َ‬
‫‪1‬‬
‫اختِالفا كَثرىا *‬ ‫اهلل َلوجدُ وا ِ‬
‫فيه م‬ ‫َ َ‬
‫املرا نن هذا الكالم الر عىل االجتدا يف االحكام الرشعية وافسا قول املصوبة‬
‫وتلخيص االحتتجاج نن مخسة اوجه‪:‬‬
‫احدها‪ :‬انه ملاكان االله سبحانه واحدا والرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واحدا‬
‫والكتاب واحدا اوجب ان يكون احلكم يف الواقعة واحدا كامللك الذي يرسل إىل رعيته‬
‫رسوال بكتاب يأنرهم فيه بأوانر تقتضيدا نلكه وانرته فانه الجيوز ان يتناقض أوانره‪.‬‬
‫ثانيدا‪ :‬الخىلوا االختالف الذي ذهب إليه املتجتددون انا ان يكون نانورا به أو ننديا‬
‫عنه واالول باطل النه ليس يف الكتاب والسنة نايمكن اخلصم ان يتعلق به يف كون‬
‫َّاس ُأ َّنة‬
‫جل َع َل الن َ‬
‫االختالف نانورا به وانا ناتعلقوا به نن قوله تعاىل * َو َل مو شا َء َر ُّب َك َ َ‬
‫فنى إِ َّال َنن َّر ِح َم َر ُّب َك ول ِ َذال ِك خلقدم*‪ 2‬قالوا املرا ان اهلل‬
‫ون ُخممتَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫واحدَ ة وال َيزا ُل َ‬

‫‪ - 1‬سوره نساء‪ ،‬آيه ‪. 82‬‬


‫‪ - 2‬سوره هو ‪ ،‬آيه ‪. 118‬‬
‫‪ 276‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫سبحانه خلقدم لالختالف كام وقع بنى الصحابه واجلواب تاره بام قاله بعضدم نن ان‬
‫الالم للعاقبة يعنى ان اهلل سبحانه خلقدم للرمحة لكن كان عاقبتدم االختالف واخرى‬
‫بامور يف االخبار الصحيحه نن ان املشاراليه الرمحه القريبه اى انه خلقدم للرمحه ال‬
‫لالختالف اذ لوكان االختالف رمحه لكان االتفاق عذابا نع ان االمجاع نن اقوى الئل‬
‫االحكام وانا استدالهلم بقوله ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اختالف انتى رمحة فقال‬
‫الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املرا اختالفدم إىل البال التي يتحصل فيدا العلم ونعرفة‬
‫االحكام ‪.‬‬
‫ثالثدا‪ :‬ان ين االسالم انا ان يكون ناقصا أو تانا فان كان االول يكون اهلل سبحانه قد‬
‫استعان باملكلفنى عىل اَتام رشيعة ناقصة ارسل هبا رسوله ‪ .‬وان كان الثاين فانا ان يكون‬
‫اهلل تعاىل انزل الرشيعة تانة فقرص الرسول يف التبليغ أو يكون الرسول قد بلغه عىل‬
‫َتانه فان كان االول فدو كفر وان كان الثاين فقد بطل االجتدا ‪.‬‬
‫يش ٍء *‪ 1‬وقوله *ففيه تبيان‬ ‫الرابع‪ :‬االستدالل بقوله تعاىل *نا َفر مطنا ِيف ا مل ِك ِ ِ‬
‫تاب ن من َ م‬ ‫َّ‬
‫كل يشء* فدذا ال عىل اشتامل الكتاب العزيز عىل مجيع االحكام ‪.‬‬
‫وخانسدا‪ :‬قوله تعاىل *لو كان نن عند غرى اهلل لوجدوا فيه اختالفا كثرىا * وهبذه‬
‫الوجوه تعلق اصحابنا ونفا القياس واالجتدا ‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ظاهره انيق‪:‬‬

‫‪ - 1‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪. 38‬‬


‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪277‬‬

‫أي معجب بقول ّلينبغى ان حىمل مجيع ما يف الكتاب عىل ظاهره فكم‬
‫من ظاهر فيه غري مراد بل املراد باطنه ‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله وملا يغن يف العلم يونا ساملا‪:‬‬
‫يغن بالغني املعجمه من قولك غنيت باملكان اذا قمت به اى مل يقم يف‬
‫العلم يوما كامال بل ينتقل يف الفتاوى من الصواب إىل اخلطا ومن اجلهل‬
‫إىل العلم ومن العلم إىل اجلهل ختمينا وخرصا ورايا واجتهادا فهو يف‬
‫علمه جاهل ويف صوابه خمطئ ّلنّه أخذ علمه بالرأي والتشهى فال‬
‫تفاوت بني خطاه وصوابه ‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حتَّى إِ َذا ارتَوى ِنن ن ٍ‬
‫اء ِ‬
‫آج ٍن‪:‬‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ارتوى أي امتال واآلجن املاء الكريه الرائحة اراد به العلوم املستندة إىل‬
‫القياسات واّلجتهادات بالرأي‪.‬‬
‫وقال يف قوله فدو نن لبس الشبدات يف نثل نسج العنكبوت‪:‬‬
‫يعنى ان الشبهات حميطة به كإحاطة غزل العنكبوت بالذباب وفيه اشارة‬
‫إىل ضعف تلك الشبهات وإىل انه اضعف من الذباب حتى مل يتخلص‬
‫منها‪.‬‬
‫وقال يف قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ومل يعض عىل العلم برضس قاطع‪:‬‬
‫أي مل يتيقن العلوم واألحكام‪.‬‬
‫وقال يف قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يذرى الروايات ازراء الريح اهلشيم‪:‬‬
‫‪ 278‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أي يفرق اّلحاديث ويلعب هبا تارة يعمل هبذه واخرى بتلك وثالثها‬
‫بثالثة مثل تفريق الرياح العاصفة للنبات اليابس ‪.‬‬
‫وقال يف قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وال نىل واهلل باصدار نا ور عليه تعاىل‪:‬‬
‫يقال وردت اّلبل املاء فصدرت أي رشبت منه ورجعت يعنى ان أهل‬
‫املسائل واآلخذين لالحكام إذا اوردوا عليه للتعلم مل يرجعوا بعلم شاف‬
‫وّلجواب وقعوا عليه عن مسائلهم‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واين قد جعلته عليكم حاكام‪:‬‬
‫استدل به عىل نيابته العامة يف مجيع اّلمور اّل ما اخرجه الدليل واوردوا‬
‫عليه ان الظاهر منه انه رخص له يف احلكم فيام رفع إليه ّل انه جىرب الناس‬
‫عىل الرتافع إليه نعم جىب عىل الناس الرتافع إليه والعمل بحكمه فاختلفا‬
‫ان اختالفهام بحسب اختالف الرواية ّل الفتوى‬
‫فيام حكام ظاهر يف ّ‬
‫املجمع عليه بني اصحابك استدل به عىل حجية اّلمجاع ويرد عليه انه‬
‫ظاهر يف امجاع النقل ّل الفتوى نعم ي ّ‬
‫دل عىل ان شهرة اخلرب بني‬
‫األصحاب وتكرره يف األصول من اعظم املرجحات كام كان املتعارف‬
‫بشهادت ترتدد بني ذلك الظاهر ان املراد اّلمور التي اشتبه احلكم فيها‬
‫وقيل انه يتناول ما احتمل احلرمة وان كان حالّل بظاهر الرشيعة وقوله‬
‫ارتكبت املحرمات يعنى ماكان يف الواقع حراما‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪279‬‬

‫وقيل املراد احلكم بالشبهات ويكون اهلالك من حيث احلكم بغري علم‬
‫واّلوىل ان يراد ان ارتكاب ما يشتبه حكمه ينجر إىل ارتكاب املحرمات‬
‫ظاهرا وواقعا ّلهنا محاه ومن مرتع حول احلمى اوشك ان يقع فيه وفيه‬
‫دّلله عىل رجحان اّلحتياط ووجوبه ‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله فانه اول نن قاس الشيطان نن باب القياس االولوية ألنه زعم ان‬
‫جوهر النار ارشف نن جوهر الطنى‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله اول نن قاس ابليس‪:‬‬
‫هذا القياس كام قال املحققون حىتمل قياسات ثالثة‪:‬‬
‫اّلول‪ :‬املراد به القياس اللغوى من اّلستحسانات العقلية واّلرآء‬
‫الباطله وحينئذ فمعناه انه مورد اخلطا فالجىوز اّلعتامد عليه يف امور‬
‫الدين ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬انه يرجع إىل قياس منطقى مادته من باب املغالطه ّلنّه استدل اوّل‬
‫عىل خرييته من مادة آدم وك ّل من كان مادته خريا من مادة غريه يكون‬
‫خريا منه ويرجع الرد عليه إىل منع الكربى ّلنّه ّليلزم من خريية مادة‬
‫احد عىل غريه كونه منه اذ ّ‬
‫لعل صورته ارشف كام كان آدم ارشف بنفسه‬
‫الناطقه التي جعلت حمل اّلنوار والعلوم واّلنوار اشدّ ضياء من النار‬
‫ّلن النار ّليظهر هبا اّل املحسوسات ومع ذلك تنطفى باملاء واهلواء ونور‬
‫ّ‬
‫آدم يظهر به ارسار امللك وامللكوت‪.‬‬
‫‪ 280‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان ابليس نظر‬


‫وقيل املراد بنور آدم عقله الذي نوراهلل به نفسه وحاصله ّ‬
‫إىل النور الظاهر يف النار وغفل عن النور الذي اودعه اهلل يف آدم يف طينته‬
‫بواضعه فجعله حمل رمحته وظهر منه انواع النبات والرياحني واملعادن‬
‫وجعله قابال ّلفاضة الروح عليه فنور الرتاب خفى ّليطلع عليه اّل من‬
‫اديته ونورالنارعاقبته الرماد والشياطني وعىل ما قررناه يكون القدح يف‬
‫مقدمتيه الصغرى والكربى كامّلخيفى ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬انه قياس فقهي ّلنه استنبط اوّل علة اكرام آدم ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫وهو كرامة طينته ثم قاس بكون تلك العلة فيه أكثر واقوى فحكم بانّه‬
‫احق ان يكون مسجودا له من ان يكون ساجدا فاخطا العلة ومل يصب‬
‫وكان ذلك سببا لكفره‪.‬‬
‫وقال يف « االنوار النعامنية » يف قصة ابليس ونن هذا قال الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يا‬
‫ابا حنيفة بلغني انك تقيس قال نعم قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال تقس فإن اول نن قاس‬
‫ابليس حنى قال خلقتني نن نار وخلقته نن طنى فقاس نا بنى النار والطنى ولو قاس‬
‫نورية آ م بنورية النار لعرف فضل نا بنى النورين وصفاء احدمها عىل اآلخر‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫السالم هو‬
‫واعلم ان هذا القياس الذي قاسه ابليس وابطله الصادق عليه ّ‬
‫قياس اّلولوية واما اصحابنا ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬فهم وان ابطلوا‬
‫العمل بالقياس اّل ان أكثرهم قال بصحة العمل بقياس اّلولوية‪ ،‬وكذا‬
‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪281‬‬

‫منصوص العلة ومثلوا لألول بقوله تعاىل َفال َت ُق ْل َُهلام ُأ ٍّ‬


‫ف‪ ،‬حيث قاسوا‬
‫حتريم الرضب عىل حتريم التأفيف‪ ،‬وللثاين بقوله ّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله وقد‬
‫سأل عن جواز بيع الرطب بالتمر مثال بمثل أنقص اذا جف‪ ،‬فقيل نعم‬
‫فقال فال آذن فيكون العلة يف املنع هي النقصان عند اجلفاف فيقاس عليه‬
‫كل ما وجدت فيه هذه العلة واّلنصاف يقتِ املنع من العمل هلذين‬
‫النوعني ايضا لوجوه‪:‬‬
‫السالم بنفي القياس‬
‫أحدها‪ :‬استفاضة اّلخبارعن الطاهرين عليهم ّ‬
‫مطلقا من غري تقييد بأحد افراده ردا عىل ايب حنيفة واهل الرأي‪ ،‬وقد‬
‫كانوا يعملون بكل انواع القياس‪ ،‬ومحل العام عىل احد افراده من غري‬
‫‪1‬‬
‫خمصص‪ ،‬مع امكان محله عىل مجيع اّلفراد ّل جىوز عند أهل األصول‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬ان مبنى الرشع عىل اختالف احكام املتفقات واتفاق احكام‬
‫املختلفات كام يظهر من حكاية نزح البئر بورود اّلعيان النجسة عليه‬
‫ولعل غرض الشارع من مثله سدّ باب العقل‪ ،‬حتى ّل يدخل يف اّلحكام‬
‫الظن بثبوت احلكم يف املحل‬
‫الرشعية فاذا كان احلال عىل هذا مل حىصل لنا ّ‬
‫اخلارج عن النص وان اقتضاه القياس‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬ملا رواه الصدوق وغريه من أهل األصول يف باب الديات عن‬
‫ابان بن تغلب قال‬

‫‪ - 1‬األنوار النعامنية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪173 :‬‬


‫‪ 282‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫السالم ما تقول يف رجل قطع اصبعا من اصابع‬


‫قلت ّليب عبد اهلل عليه ّ‬
‫املرأة كم فيها قال عرشة من اّلبل‬
‫قال قلت قطع اثنني فقال عرشون‬
‫قلت قطع ثالثا قال ثالثون‪،‬‬
‫قلت قطع اربعا قال عرشون‪،‬‬
‫قلت سبحان اهلل يقطع ثالثا فيكون عليه ثالثون فيقطع اربعا فيكون عليه‬
‫عرشون ان كان هذا يبلغنا ونحن بالعراق فنربأ ممن قاله‪ ،‬ونقول الذي‬
‫قاله شيطان فقال مهال يا ابان هذا حكم رسول اهلل ّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله ان‬
‫املرأة تعاقل الرجل إىل ثلث الدية‪ ،‬فاذا بلغت الثلث رجعت املرأة إىل‬
‫النصف يا ابان انك اخذتني بالقياس والسنّة اذا قيست حمق الدين وهذا‬
‫نص يف ابطال قياس اّلولوية‪.‬‬
‫السالم ّليب حنيفة لو كان الدين يؤخذ‬
‫ورابعها‪ :‬قول الصادق عليه ّ‬
‫بالقياس لوجب عىل احلائض ان تقِ الصلوة ّلهنا افضل من الصوم‪،‬‬
‫وباجلملة فاّلخبار الدالة عىل نفي مطلق القياس وخصوص قياس‬
‫اّلولوية كثرية جدا‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬ما قاله املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬حيث ابطل قياس منصوص‬
‫العلة بأن علل الرشايع انام تبتنئ عن الدواعي إىل الفعل أو عن وجه‬
‫املصلحة وقد يشرتك الشيئان يف صفة واحدة ويكون يف احدمها داعي إىل‬
‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪283‬‬

‫فعله دون اّلخر‪ ،‬مع ثبوهتام فيه وقد يكون مثل املصلحة مفسدة وقد‬
‫يدعوا اليشء إىل غريه يف حال دون حال ووقت دون وقت وعىل وجه منه‬
‫صحت هذه اجلملة مل يكن يف‬
‫دون وجه وقدر منه دون قدر‪ ،‬ثم قال واذا ّ‬
‫النص عىل العلة ما يوجب التخطي والقياس وجرى النص عىل العلة‬
‫جمرى النص عىل احلكم يف قرصه عىل موضعه‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬اذا ابطلت قياس اّلولوية فكيف يمكنك استفادة حتريم‬
‫الرضب وباقي انواع اّلذى من اّلية‪،‬‬
‫قلت ان القرآن انام أنزله اهلل سبحانه بلغة العرب‪ ،‬واجراه عىل مقتىض‬
‫حماوراهتم واصطالحاهتم‪ ،‬وكل أحد يعلم من تتبع كالمهم ان فيه‬
‫الدّللة اللغوية والعرفية واملطابقة والتضمن واّللتزام‪ ،‬وحينئذ فمثل‬
‫ف اذا صدر من آحاد العرب ّل يكون الغرض‬ ‫قوله تعاىل َفال َت ُق ْل َُهلام ُأ ٍ‬

‫منه يف اّلصطالح اّل شمول مجيع انواع اّلذى من الرضب وغريه‬


‫فالرضب داخل يف مفهوم الكالم عرفا‪ ،‬وهذا معنى قول املحقق ‪ -‬قدس‬
‫اهلل روحه ‪ -‬ملا نفى قياس اّلولوية قال ان قوله تعاىل َفال َت ُق ْل َُهلام ُأ ٍ‬
‫ف‬
‫منقول عن موضوعه اللغوي إىل املنع من مجيع انواع اّلذى ّلستفادة‬
‫ذلك املعنى من اللفظ من غري توقف عىل استحضار القياس‪.‬‬
‫واما قياس منصوص العلة فقد تكون القرائن احلالية قائمة عىل دخول‬
‫الفرد الغري املذكور يف احلكم املذكور ويكون املذكور من قبيل اللفظ‬
‫‪ 284‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫العام املتناول لغري املذكور وحينئذ فدّللته عليه كاّلول وقد ّل يكون‬
‫كذلك فال ّ‬
‫يدل عليه هبذا الدليل‪ ،‬بل حىتاج إىل دليل خاص واّل رجع فيه‬
‫إىل األصل اذا عرفت هذا ظهر ان الشيطان قد غلط يف هذا القياس من‬
‫‪1‬‬
‫اصله‪ ،‬وجعله قياس اولوية ‪ .‬إىل اخر كالمه‪.‬‬
‫وقال يف نقدنة « رشح التدذيب » نالفظه‪:‬‬
‫اما اّلمجاع فام اثبت حجيته اّل اجلمهور وعليه بنوا خراب الدين باثبات‬
‫ان حجيته‬
‫خالفة الثالثه واما عندنا فقد نص األصحاب كلهم عىل ّ‬
‫مرشوطه بحصول العلم القطعي بدخول اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف‬
‫املجمعني وهذا غري موجود وعىل تقدير وجوده يكون راجعا إىل احلديث‬
‫انتهى‪.‬‬
‫وقال فيه وباجلملة فرواه االحا يث هم ورثة االنبياء الذين رجح ندا هم عىل ناء‬
‫الشدداء وهم املنصوبون نن جدة االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬للقضاء واحلكم‪ ،‬ثم اطال‬
‫املقال يف االستدالل نن نصوص ائمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إىل ان قال‪:‬‬
‫فان قلت‪ :‬قد استدل املجتهدون عىل صحة طريقتهم ببعض اّلخبار منها‬
‫مارواه ابن ادريس ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬يف آخر ابواب كتاب « الرسائر »‬
‫من مجلة ما اخذه من جامع البزنطي صاحب الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬

‫‪ - 1‬انوار النعامنيه ج ‪ ،1‬ص ‪172 -174‬‬


‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪285‬‬

‫ِه َشا ُم ْب ُن َس ِاملٍ َع ْن َأ ِيب َع ْب ِد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ق َال إِن ََّام َع َل ْينَا َأ ْن ُن ْل ِق َي‬
‫إِ َل ْيك ُُم ْاألُ ُص َ‬
‫ول و َع َل ْيك ُْم َأ ْن ُت َف ِّر ُعوا‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫احل َس ِن ِّ‬
‫الر َضا ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ق َال‬ ‫َرص َع ْن َأ ِيب َْ‬ ‫حم َّم ِد ْب ِن َأ ِيب ن ْ ٍ‬
‫محدُ ْب ُن ُ َ‬ ‫َأ ْ َ‬
‫َع َلينَا إِ ْل َقاء ْاألُ ُص ِ‬
‫ول إِ َل ْيك ُْم و َع َل ْيك ُُم ال َّت َف ُّر ُع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فقد استدل املتجتددون ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬إىل هذين احلديثنى يف جواز نا استنبطوه نن‬
‫االحكام واجلواب عن هذا ظاهر وهو املرا بالفروع جزئيات القواعد الكلية ال‬
‫نظائرها وذلك نثل قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كل يشء فيه حالل وحرام فدو لك حالل‬
‫حتى تعرف احلرام بعينه فتدعه وقوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الشك بعد االنرصاف اليلتفت‬
‫إليه وانثال هذا وفروعاته هي جزئياته املتتجد ة بتتجد االيام والدهور وذلك الهنم ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬كانو يعلمون ان شيعتدم اليتمكنون نن سمؤاهلم ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫والرجوع إليدم يف كل اجلزئيات إنا لبعد الدار أو التقية أو الستتار انام الزنان ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وانا القواعد األصولية املذكورة سابقا فالخىفى اهنا ليست نن فروعات‬
‫القواعد التي ور ت عندم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بل هي قواعد براهىا ويندرج َتتدا نن‬
‫اجلزئيات نثل القواعد التي رويت عن األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بل أكثر ونن القواعد‬
‫املقررة ان الفرع هو الذي يكون صغرى يف القياس والقاعدة الكلية تكون كرباه حتى‬

‫‪ - 1‬الرسائر احلاوي لتحرير الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪576 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ‪.‬‬
‫‪ 286‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حيصل االنتاج كامتقول هذا ناء نطلق وكل ناء نطلق مل يعلم نبارشته بمنتجس طاهر‬
‫فيكون هذا طاهرا وانثال ذلك الخ‪.‬‬

‫[داود بن الحسن البحراني]‬


‫ونندم الشيخ الورع املحدث التقي الشيخ او بن احلسن البحراين وقد ذكره صاحب‬
‫« اللمؤلمؤة » وقال‪:‬‬
‫شيخنا املحدث الصالح الشيخ عبداهلل بن صالح البحراين بعد ذكره‬
‫الشيخ داود املذكور وكان هذا الشيخ صاحلا اديبا صحيح اّلعتقاد‬
‫خملصا يف حمبة أهل البيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد رتب كتاب « اختيار‬
‫الكيش » وكتاب « النجايش » عىل حروف املعجم وكتاب « معاين‬
‫اّلخبار » وله « رسالة يف مسائل الدين » و « رسالة يف التحريم التتن » ‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وباجلملة فالرجل خري صالح اّل انه ليس له قوة اّلستدّلل والترصف يف‬
‫ترجيح اّلقوال‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬قد حكى السيد نعمة اهلل اجلزائري ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « االنوار النعامنية‬
‫» َتريم التتن عن مجع نن نعارصيه كاملوىل عيل نقي الكمري والشيخ فخرالدين‬
‫الطرحيي صاحب جممع البحرين والشيخ عيل بن سليامن البحراين ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫[الشيخ فخرالدين الطرحيي] ‪287‬‬

‫[الشيخ فخرالدين الطريحي]‬


‫ونندم الشيخ األ يب األريب املحدث العالنة الشيخ فخرالدين الطرحيي ‪ -‬طاب ثراه‬
‫‪ -‬وذكره استا االستا يف « اللمؤلمؤة » وقال‪:‬‬
‫ونندم الشيخ فخرالدين الطرحيي النتجفي وكان هذا الشيخ فاضال حمدثا لغويا عابدا‬
‫زاهدا ورعا وذكر نن تصانيفه كتاب « جممع البحرين ونطلع النرىين » يف تفسرى غريب‬
‫القرآن واالحا يث التي نن طريقا ص ‪41‬اال انه مل حيط هبا َتام االحاطة كامالخىفى نن‬
‫تتبعه يف كتاب « رشح املخترص النافع » وكتاب « َتييز املتشابه نن اسامء الرجال » اال‬
‫انه ال خىلوا نن امجال كتاب االربعنى ‪.‬‬

‫[السيد محمد مومن االستآبادي]‬


‫ونندم السيد السند العالنة املوَتن السيد حممد نونن االسرتآبا ي تلميذ السيد‬
‫نورالدين عيل ‪ -‬رمحدام اهلل ‪ -‬وقد ذكره صاحب « اللمؤلمؤة » وقال‪:‬‬
‫ومنهم املحدث العالمة السيد حممد مومن احلسيني اّلسرتآبادي‬
‫صاحب كتاب « الرجعة »‪.‬‬

‫[عيل بن سليمان البحراني]‬


‫ونندم الشيخ االجل الصفي الشيخ عيل بن سليامن البحراين ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وقد ذكره‬
‫االستا يف « اللمؤلمؤة » فقال ‪:‬‬
‫‪ 288‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املعلم العالمة الشيخ عيل بن سليامن بن احلسن بن درويش بن حاتم‬


‫البحراين العدمي امللقب بزين الدين وهو ّاول من علم احلديث يف بالد‬
‫البحرين وقدكان قبل ّل اثر له وّلعني وروجه وهذبه وكتب احلوايش‬
‫والقيود عىل كتاب « التهذيب » و « اّلستبصار » ولشدة مالزمته‬
‫للحديث وممارسته له اشتهر يف بالد العجم با ّم احلديث وكان رئيسا يف‬
‫بالد البحرين مشار إليه توىل اّلمور احلسبيه وقام هبا احسن القيام وقمع‬
‫ايدي احلكام وذوى الفساد يف تلك اّليام وبسط بساط العدل بني اّلنام‬
‫ودفع بدعا عديدة قد اجرت عليها الظلمة وذكر من تصانيفه ثالثة‪.‬‬

‫[صال الدين بن زين الدين عيل]‬


‫ونندم الشيخ االجل صالح الدين بن زين الدين عيل املذكور ‪ -‬قدس رسه – وقد ذكره‬
‫صاحب « اللمؤلمؤة » أيضا وقال‪:‬‬
‫كان فاضال سيام يف علم احلديث واألدب وله بعض احلوايش عىل «‬
‫التهذيب » توىل اّلمور احلسبية بعد ابيه وجلس جملسه يف القضاء‬
‫والدرس واجلمعة واجلامعة الخ‪.‬‬

‫[الشيخ سليمان بن عبدالله]‬


‫ونندم الشيخ االجل االواه الشيخ سليامن بن عبداهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وهو نن أجلة‬
‫الراجعنى نن األصول إىل األخبار كاميظدر نن فوائد آخرها نن كتاب « العرشة الكانلة‬
‫» التي تتضمن عرش نسائل نن أصول الفقه وقد ذكره األستا يف « اللمؤلمؤة » وقال‪:‬‬
‫[الشيخ سليامن بن عبداهلل] ‪289‬‬

‫عالمة الزمان ونادرة اّلوان الشيخ سليامن بن عبداهلل بن عيل بن احلسن‬


‫بن امحد بن يوسف بن عامر البحراين التسرتاوي‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وهذا الشيخ قد انتهى إليه رياسة بالدنا البحرين يف وقته‪.‬‬
‫وقال تلميذه املحدث الشيخ عبداهلل بن صالح ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف وصفه‪:‬‬
‫كان هذا الشيخ أعجوبة يف احلفظ والدقة ورسعة اّلنتقال يف اجلواب‬
‫واملناظرات وطالقة اللسان مل أر مثله قط وكان ثقة يف النقل ضابطا اماما‬
‫يف عرصه اذعنت له مجيع العلامء واقرت بفضله مجيع احلكامء وكان جامعا‬
‫جلميع العلوم عالمة يف مجيع الفنون حسن التقرير وعجب التحرير‬
‫خطيبا شاعرا مفويا ص‪ 42‬وكان أيضا يف غاية اّلنصاف وكان أعظم‬
‫علومه احلديث والرجال والتواريخ منه اخذت احلديث وتلمذت عليه‬
‫ورباين وقربني واواين واختصني من بني اقراين جزاه اهلل عني خري اجلزاء‬
‫بحق حممد وآله اّلزكياء الخ‪.‬‬
‫ثم قال صاحب « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬
‫وكان شيخنا املذكور شاعرا جميدا وله شعر كثري متفرق يف ظهور كتبه‬
‫ويف املجامع وكتابه « ازهار الرياض » ومراثي عىل احلسني ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬جيدة إىل آخر ما اطال يف رشح اّلحوال‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 290‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وله مجله من املصنفات اّل ان أكثرها رسائل منها ما تم ومنها ما مل يتم‬


‫وعد منها ستا ومخسني مصنفا وذكر فيها « ازهار الرياض » جىرى جمرى‬
‫الكشكول ثالث جملدات وكتاب « الفوائد النجفية » وكتاب « العرشة‬
‫الكاملة » تتضمن عرش مسائل من أصول الفقه وفيه عىل تصلبه يف القول‬
‫باّلجتهاد اّل ان املفهوم من مجلة فوائده املتاخره من هذا الكتاب رجوعه‬
‫إىل ما يقرب من طريقه اّلخباريني ورسالة « نفحة العبري يف طهارة البئر‬
‫» ورسالة « اقامة الدليل يف نرصة ايب احلسن بن ايب عقيل يف عدم نجاسة‬
‫املاء القليل ورسالة يف مسئلة وجوب صلوة اجلمعة عينا نقضا لرسالة‬
‫بعض الفضالء يف حتريمها ورسالة نجاسة ابوال الدواب الثلث ورسالة‬
‫يف استقالل اّلب بالوّلية عىل البكر البالغ الرشيد يف التزويج ورسالة يف‬
‫وجوب غسل اجلمعة ورسالة يف حتريم تسمية الصاحب عجل اهلل فرجه‬
‫إىل اخرها ولننقل بعض ما افاده يف جواب مسائل له ‪.‬‬
‫قال نا حاصله‪:‬‬
‫نسئلة‪ :‬نا الفرق بنى املتجتدد واالخباري؟‬
‫اجلواب نضامر الكالم فيدا واسع فلنقترص عىل نا حيصل به التنبيه‪:‬‬
‫فنقول‪ :‬االخباريون الجييزون العمل بالربائة االصلية يف نفي حرنة فعل وجو ي كنفي‬
‫حرنة نس املحدث حدثا اصغرا كتابه القرآن وال يف حكم وضعي كنفي بعض ص‪42‬‬
‫نقض اخلارج نن غرى السبيلنى نثال وجييزونه يف نفي فعل وجو ي كنفي وجوب صالة‬
‫[الشيخ سليامن بن عبداهلل] ‪291‬‬

‫الوتر ال نن حيث االصالة بل ملا استفاض عندم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن ان الناس يف سعة‬
‫نامليعلموا وناحتجب اهلل علمه عن العبا فدو نوضوع‪ 1‬واهنم الجييزون الرتجيح‬
‫بالربائة االصلية عند التعارض أيضا وجييزون تاخرى البيان عن وقت احلاجة عند مجاعة‬
‫نندم الفاضل األننى االسرتآبا ي يف « الفوائد املدنية » واملتجتددون عىل انتناعه‬
‫واليرجحون عند تعارض االخبار اال بالقواعد املمدده عند أهل الذكر ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬التي يف يباجة « الكايف » ونع فقدها ففي بعض االخبار التوقف ويف بعض التخيرى‬
‫يف العمل باهىام شاء نن باب التسليم واملتجتددون تاويالهتم اجتدا يه التنحرص بحد‬
‫والعد أكثرها يف غاية البعد وعدم العمل عىل االمجاع املدعى يف كالم نتأخري فقدائنا‬
‫انه إىل ال سبيل إىل العلم بدخول قوم املعصوم بغرى الروايه عندم ووافقدم بعض‬
‫املتجتددين وخالف نعلوم النسب عند املتجتددين وأكثرهم اليلتفت إليه واليقدح يف‬
‫االمجاع واالخباريون اليلتفتون إىل هذه القاعده واالصل يف االشياء االباحه عند‬
‫املتجتددين لقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كل يشء نطلق حتى ير فيه هنى والطالق قوله‬
‫تعاىل خلق لكم نا يف االرض مجيعا ون االخبارينى بل عندهم ناملير نص بتجوازه‬
‫السبيل إىل اباحة والَتريمه بل هو نن قبيل الشبدة واالنور ثالثة حالل بنى وحرام‬
‫بنى وشبدات بنى ذلك واالنور ثالثة أنر بنى رشده فيتبع وانر بنى غيه فيتجتنب‬
‫وشبدات بنى ذلك والكتب االربعة عند االخبارينى صحيحه بارسها اال نانصوا عىل‬

‫‪1‬‬
‫‪ 292‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ضعفه أو نتواتره أو نستفيضه نعلونه النسب إىل أهل العصمه ‪ -‬عليدم السالم ‪-‬‬
‫كامرصح به غرى واحد نندم واصطالحدم نثنى فاحلديث صحيح وضعيف وكل‬
‫حديث عمل به الشيخ يف كتابه و « الكايف » بارسه و « الفقيه » كذلك صحاح فالصحيح‬
‫عندهم كل حديث اعتضد بكل نا يقتىض اعتام هم عليه أو اقرتن بام يوجوب الوثوق‬
‫به وهي كثرىة وفصل بعضدا البدائي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « نرشق الشمسنى » وانا‬
‫املتجتددون فاصطالحدم نربع صحيح وضعيف وحسن ونوثق وربام قيل هو نن‬
‫العالنة وتبعه املتاخرون ومل يعرف قبله وعدم جواز العمل باالستصحاب اال فيام ل‬
‫عليه النص نثل كل يشء طاهر حتى تعلم انه قذر ونحوه ‪ .‬ووافقدم بعض املتجتددين‬
‫كاملرتىض وهو االقوى عندي انتدى نلخصا صح‪.‬‬

‫[الشیخ عبد العيل الحويزي]‬


‫ونندم الشيخ االجل املحدث االملعى ص‪ 43‬الشيخ عبد العىل احلويزى استا السيد‬
‫العالنة نعمة اهلل اجلزائري ‪ -‬نوراهلل رضحيدام ‪ -‬كان ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬أخباريا رصفا له‬
‫تصانيف عديده نندا كتاب « تفسرى نور الثقلنى » جملدات مجع فيدا االخبار املعصونية‬
‫وأكثرها نن كتب الصدوق ويدل عىل زيا ة اطالعه يف االخبار وتبحره يف االخبار‪.‬‬
‫قال السيد اجلزائري ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « رشح االحتتجاج » ‪:‬‬
‫[زين الدين بن حممد بن احلسن بن زين الدين الشديد الثاين] ‪293‬‬

‫ذكر ي شيخنا صاحب التفسري املوسوم بـ « نور الثقلني » ان من مجلة‬


‫منافع اّلمام الغائب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انّه يلقى اخلالف يف مسائل‬
‫اّلجتهاد كي ّليقع اّلمجاع عىل اخلطاء ‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬ولذا مل نر نسئله اجتدا ية جممع عليدا بنى األنة ابدا‪.‬‬

‫[زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني]‬


‫ونندم أفضل املتورعنى وقدوة املتقنى سمي جده الشيخ زين الدين ‪ -‬قدس اهلل روحه‬
‫ونور رضحيه ‪ -‬وهو نن نشايخ شيخنا املحدث احلرالعانيل ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وقد ذكره‬
‫صاحب اللولوه وقال ونندم الشيخ زين الدين بن الشيخ حممد بن احلسن بن زين‬
‫الدين الشديد الثاين ‪.‬‬
‫قال يف كتاب « أنل اآلنل » ‪:‬‬
‫قرأ عىل أبيه وعىل الشيخ األجل هباء الدين العاميل‪ ،‬وعىل موّلنا حممد‬
‫أمني األسرتآبادي ومجاعة من علامء العرب والعجم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وكان له شعر رائق‪ ،‬وفوائد وحوايش كثريه‪ ،‬وديوان شعر صغري رأيته‬
‫بخطه ومل يؤلف كتابا مدونا لشدة احتياطه وخلوف الشهرة‪ ،‬وكان يقول‪:‬‬
‫قد أكثر املتأخرون التأليف ويف مؤلفاهتم سقطات كثرية ‪ -‬عفا اهلل عنا‬
‫وعنهم ‪ -‬وقد أدى ذلك إىل قتل مجاعة منهم‪ ،‬وكان يتعجب من جده‬
‫الشهيد الثاين ومن الشهيد األول ومن العالمة يف كثرة قراءهتم عىل علامء‬
‫‪ 294‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫العامة وكثرة تتبعهم كتبهم يف الفقه واحلديث واألصول وقراءهتا‬


‫عندهم‪ ،‬وكان ينكر عليهم ويقول‪ :‬قد ترتب عىل ذلك ما ترتب عفا اهلل‬
‫‪1‬‬
‫عنهم‪ .‬انتهى‬
‫أقول‪ :‬وهلل ره يف نا ذكر نن التعتجب واالنكار عىل هوالء الفضالء وانثاهلم فيامذكره‬
‫فانه احق باالتباع وان كان قليل االتباع‪.‬‬
‫انا اوال استفاض نن االخبار عن االئمة االطدار ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن املنع عن‬
‫اجللوس يف جمالسدم واحلضور عندهم واخلوض يف علوندم واحا يثدم‪.‬‬
‫وانا ثانيا فلام قرروه ورصحوا به يف صدر كتاب املتاجر نن َتريم كتب الضالل‬
‫ونسخدا و رسدا وانه جيب اتالفدا وهم يعنى العانة أصل كل ضالل كام استفاضت‬
‫به االخبار عن اآلل‪.‬‬
‫وانا ثالثا فلام ترتب عىل ذلك نن املفاسد سيام با خال هذه األصول املسامة بأصول‬
‫الفقه الرشيعة تبعا هلم نع اهنا ليس هلا أصل يف اخبار أهل البيت ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نع‬
‫حرصدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬عىل بيان كل حقرى ويسرى ونقرى وقطمرى نن االحكام‬
‫الرشعية فكيف بأصوهلا ولوكانت صحيحه جليه وهذا الشيخ يروى عن مجاعة نن‬
‫االعالم نندم الشيخ البدائي ونندم والده الشيخ حممد بن الشيخ حسن باسنا ه املتقدم‬

‫‪ - 1‬حرعانىل‪ ،‬انل االنل‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 93‬‬


‫[ابن القيم احلسيني] ‪295‬‬

‫وكانه اشتغاله اوال عند والده والسيد حممد صاحب « املدارك » قراء عليدام واخذ نندام‬
‫احلديث واألصولينى وغرى ذلك نن العلوم‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ثم سافر إىل مكة املرشفه واجتمع فيها باملريزا حممد اّلسرتآبادي صاحب‬
‫كتاب « الرجال » فقرآ عليه احلديث وله من املصنفات كام ذكره ابنه‬
‫املقدس الشيخ عيل يف كتاب « الدر املنظوم واملنثور » ورشح « اّلستبصار‬
‫» خرج منه ثلث جملدات إىل سبعة عرش مصنف منها كتاب « روضه‬
‫اخلواطر ونزهة النواظر » وهو يشتمل عىل فوائد ومسائل واشعار له‬
‫ولغريه وحكم وغريها ملتقطه من كتب ش ّتى وكتاب « رشح هتذيب‬
‫اّلحكام »‪.‬‬
‫إىل ان قال ‪:‬‬
‫ذكره الشيخ حممد بن احلسن العاميل يف كتاب امل اّلمل واثنى عليه ‪.‬‬

‫[ابن القيم الحسيني]‬


‫ونندم الشيخ الفاضل املحدث السيد حممد بن حممد بن احلسن الشدرى بابن القيم‬
‫احلسيني اال يب االريب كاتب االثنى عرشيه يف املواعظ العد يه ‪.‬‬
‫قال يف آخر كتابه‪:‬‬
‫يقول جامع هذه املواعظ النقلية وكاتب هذه النصائح اّلنيسة‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 296‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قد جاز اهلل ي أن يكون عىل أهل العلم إعتقادي‪ ،‬وعىل ذو الفضل‬
‫والتقوى اعتامدي‪ ،‬وعىل احلديث تعوييل وفيه حتوييل ومنه حتوييل‪ ،‬وإليه‬
‫أعنة مهتي معروفه وقوف خاطري موقوفة ص ‪43‬علام منّي أنه هو الركن‬
‫للدين وبه يعرف مناره والعامد للملة التي تدل عىل تأكيد آثاره‪ ،‬وبه تدفع‬
‫رسوم البدعة وقوائمها ويقلع أصول اهلوى ودعائمها ويزاد ريح الفتن‬
‫وخيمد نارها وحىصد شوك الرشور ويطفأ رشارها ‪ .‬إىل آخر ما افاده‬
‫‪1‬‬

‫واجاد ‪.‬‬
‫وقال يف ذيل حديث يف الثامنيات‬
‫اقول هذا احلديث رواه االصبغ بن نباته بطريق فيه ابواجلارو وهو ضعيف لكن ارسال‬
‫الصدوق بقوله وكان انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يقول الخ مما يشعر بالصحة ‪.‬‬

‫[السيد عبدالعظيم بن السيد عباس االستابادي]‬


‫ونندم السيد اجلوا الكريم السيد عبدالعظيم بن السيد عباس االسرتآبا ي استا‬
‫السيد هاشم العالنة ‪ -‬قدس اهلل رسمها ‪ -‬ذكره صاحب « اللمؤلمؤة ‪ :‬وقال‪:‬‬
‫وهذا السيد كان من العلامء اّلخباريني وله رسالة يف وجوب اجلمعة‬
‫عينا‪.‬‬

‫[الشيخ فخرالدين الريحي]‬

‫‪ - 1‬املواعظ العد ية‪ ،‬ص‪729 :‬‬


‫[السيد هاشم البحراين] ‪297‬‬

‫ونندم استا استا السيد السند العالنة اجلزائري الشيخ فخرالدين الرحيي ‪ -‬طاب‬
‫ثراه ‪ -‬وذكره السيد نعمة اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف نشاخىه وصاحب « اللمؤلمؤة » وقال عن‬
‫الشيخ الزاهد العابد املحدث االكرب الشيخ فخرالدين الرحيي – رمحه اهلل ‪.-‬‬

‫[السيد هاشم البحراني]‬


‫ونندم السيد االجل العالنة السيد هاشم البحراين ‪ -‬نوراهلل رسه ‪ -‬ص‪ 43‬هو فخر‬
‫الطائفة ورساج الفرقة الناجية علام وورعا وعبا ة‪ ،‬قد ذكره صاحب « اللمؤلمؤة » وقال‪:‬‬
‫السيد هاشم املعروف بالعالمة ابن املرحوم السيد سليامن بن السيد‬
‫اسامعيل بن عبد اجلواد الكتكاين‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫أحد اعامل البحرين وكان السيد املذكور فاضال حمدثا جامعا متتبعا‬
‫لالخبار باممل يسبق إليه سابق سوى شيخنا املجلي وقد صنف كتبا‬
‫عديدة تشهد بشدة تتبعه واطالعه اّل انى مل اقف له عىل كتاب فتوى يف‬
‫اّلحكام الرشعية بالكلية ولو يف مسئلة وانام كتبه جمرد مجع وتاليف ومل‬
‫يتكلم يف يشء منها مما وقفت عليه عىل ترجيح اّلقوال أو بحث واختيار‬
‫مذهب وقول يف ذلك املجال‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫كام نقل عن السيد الزاهد العابد ريض الدين بن طاوس‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 298‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وانتهت رياسة البلد إىل السيد املذكور فقام بالقضاء بالبالد وتوىل اّلمور‬
‫احلسبيه احسن قيام وقمع ايدى الظلمه واحلكام ونرش اّلمر باملعروف‬
‫والنهي عن املنكر وبالغ يف ذلك وأكثر ومل تاخذه لومة ّلئم يف الدين‬
‫وكان من اّلتقياء املتورعني شديد عىل امللوك والسالطني ومن مصنفاته‬
‫كتاب الربهان يف تفسري القرآن ستة جملدات قد مجع فيه مجله اّلخبار‬
‫الواردة يف التفسريمن الكتب القديمه وغريها وكتاب اهلادى وضياء‬
‫النادى يف تفسري القرآن أيضا جملدات وكتاب اّلحتجاج وكتاب ترتيب‬
‫التهذيب جملدات قد رتب اّلخبار فيه يف الباب املناسب له وكتاب‬
‫تنبيهات اّلديب يف رجال التهذيب وقد نبه فيه عىل اغالط عديده فمن‬
‫ّل تكاد حتىص كثرة مما وقع للشيخ رمحه اهلل يف اسانيد اخبار الكتاب‬
‫املذكور وقد نبهنا يف كتابنا احلدائق الناظره عىل مجله مما وقع له أيضا من‬
‫السهو والتحريف يف متون اّلخبار وقلام يسلم خرب من اخبار الكتاب‬
‫املذكور من سهو أو حتريف يف سنده أو متنه وكتاب تبرصة الوىل فيمن‬
‫راى املهدى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إىل آخر السبعة والعرشين مصنفا ‪.‬‬

‫[القايض اميحسني]‬
‫ونندم السيد الفاضل الورع املحدث القايض انرىحسنى ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وهو نن‬
‫نعارصي نوالنا حممدتقي املتجليس ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬وقد ذكره شيخنا املتجليس ‪-‬‬
‫طاب ثراه ‪ -‬يف نقدنة كتاب بحاراالنوار وقال كتاب فقه الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫[السيد حممد املوسوي اجلزائري] ‪299‬‬

‫أخربين به السيد الفاضل املحدث القايض أنرى حسنى ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬بعد نا ور‬
‫أصفدان قال قد وقع يف بعض سني جماوريت بيت اهلل احلرام أن أتاين مجاعة نن أهل قم‬
‫حاجنى وكان نعدم كتاب قديم يوافق تارخىه عرص الرضا ‪ -‬صلوات اهلل عليه ‪-‬‬
‫وسمعت الوالد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه ‪ -‬صلوات‬
‫اهلل عليه ‪ -‬وكان عليه إجازه مجاعة كثرىة نن الفضالء وقال السيد حصل يل العلم بتلك‬
‫القرائن أنه تأليف اإلنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فأخذت الكتاب وكتبته وصححته فأخذ‬
‫والدي ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬هذا الكتاب نن السيد واستنسخه وصححه وأكثر عباراته‬
‫نوافق ملا يذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه يف كتاب « نن ال حيرضه الفقيه » نن غرى‬
‫سند ونا يذكره والده يف رسالته إليه وكثرى نن األحكام التي ذكرها أصحابنا وال يعلم‬
‫‪1‬‬
‫نستندها نذكوره فيه كام ستعرف يف أبواب العبا ات‪.‬‬

‫[السيد محمد املوسوي الجزائري]‬


‫ونندم السيد االجل االجمد السيد حممد املوسوي اجلزائري املعروف بسيد نرىزا ‪-‬‬
‫طاب ثراه – وقد ذكره االستا يف اللمؤلمؤة فقال عن السيد النحرير املحدث السيد حممد‬
‫املشتدر بالسيد نرىزا اجلزائري عن والده االجمد رشف الدين عيل بن نعمة اهلل املوسوي‬

‫‪ - 1‬بحاراالنوار‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 11‬‬


‫‪ 300‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عن الشيخ عبدالنبي بن سعد اجلزائري عن شيخه العالنة نروج املذهب الشيخ عيل‬
‫بن عبدالعايل الكركي ‪.‬‬
‫قال السيد االواه السيد عبداهلل يف كتاب الذخر الرابع يف رشح نفاتيح الرشايع نالفظه‪:‬‬
‫احتتجوا أيضا يعنى املحدثنى بانه لوجاز التمسك بظواهره ملاجاز التخيرى بظواهره‬
‫ونايلزم نن وجو ه عدنه يكون حمال النسبة بيان املالزنه ان اهلل تعاىل يقول ‪ُ *:‬ه َو‬
‫ات*‪ 1‬فقد‬ ‫َشاهب ٌ‬ ‫َامت ُه َّن ُأ ُّم ا ملكِ ِ‬
‫تاب و ُأ َخ ُر ُنت ِ‬ ‫تاب ِننم ُه ٌ‬
‫آيات ُحممك ٌ‬ ‫ِ‬
‫ا َّلذي َأن َمز َل َع َل مي َك ا ملك َ‬
‫حرص الكتاب يف قسمنى بمقتىض القسمة وحرص املحكم يف أم الكتاب واملرا نن هذا‬
‫اللفظ حقيقة ليس اال واحدة وارا ة غرىها ننه جتوز النر تنيه ص‪ 43‬عليه فدو خالف‬
‫الظاهر فيكون ناعدا الفاَته نتشاهبا الجتوزالحد بظاهراالمجاع وبظاهر قوله تعاىل‬
‫ون نا تَشا َب َه ِننم ُه ا مبتِغا َء ا مل ِف متن َِة وا مبتِغا َء َت مأويلِ ِه ونا َي مع َل ُم‬
‫وهب مم َز مي ٌغ َف َيتَّبِ ُع َ‬
‫* َف َأ َّنا ا َّلذي َن يف ُق ُل ِ ِ‬

‫ون ِيف ا مل ِع مل ِم*‪ .‬والقرائة املختاره بالوقف عىل قوله والراسخون‬ ‫اس ُخ َ‬ ‫َت مأوي َله إِالَّ اهلل والر ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫يف العلم وهم النبي واألئمة صلوات اهلل عليدم باتفاق املتجتددين نن السلف املصطفنى‬
‫نن اهلل حممد ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واخبارهم هكذا احتج جوانع الكلم يعنى به‬
‫السيد نرىزا اجلزائري ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬صح ‪.‬‬

‫[سليمان بن صالح الدرازي البحراني]‬

‫‪ - 1‬سوره آلعمران ‪ ،‬آيه ‪. 7‬‬


‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪301‬‬

‫ونندم الشيخ االجل االفضل سليامن بن صالح الدرازي البحراين ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬وهو‬
‫نشايخ املتأخرين وقد ذكره صاحب اللمؤلمؤة وقال الشيخ السليامن املذكور كان عم‬
‫جدى الشيخ ابراهيم بن امحد بن صالح وكان فاضال فقيدا حمدثا‪.‬‬

‫[السيد عبدالله بن صالح السماهيجي]‬


‫ونندم الشيخ االجل االواه الصالح السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي ‪ -‬طاب ثراه‬
‫‪ -‬وقدذكره صاحب « اللمؤلمؤة » وقال‪:‬‬
‫الشيخ املحدث الصالح الشيخ عبداهلل بن احلاج صالح بن مجعه‬
‫السامهيجي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وكان ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬اخباريا رصفا كثري‬
‫التشنيع عىل املجتهدين وعكسه الوالد ‪ -‬رمحه اهلل – فقد كان جمتهدا‬
‫رصفا كثري التشنيع عىل اّلخباريني‪.‬‬
‫وساق الكالم إىل ان قال‪:‬‬
‫وكان الشيخ املذكور صاحلا عابدا ورعا شديد يف االنر باملعروف والندي عن املنكر‬
‫جوا ا كريام شيخنا كثرى املالزنه للتدريس واملطالعة والتصنيف وذكر له اربعنى نصنفا‬
‫نندا كتاب « جواهر البحرين يف احكام الثقلنى » رتب فيه األخبار وبوهبا عىل هنج آخر‬
‫غرى صاحب « الوايف » و « الوسائل » نقترصا عىل كتب املحدثنى الثالثة وهي األصول‬
‫االربعة وخرج ننه املتجلد األول يف كتاب الطدارة وبعض نن املتجلد الثاين يف كتاب‬
‫الصلوة وكتاب « الصحيفة العلويه والتحفه املرتضويه » وكتاب « نن الحيرضه النبيه‬
‫‪ 302‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يف رشح نن الحيرضه الفقيه » وكتاب « نصائب الشدداء ونناقب السعداء » وهو مخسة‬
‫جملدات وكتاب « رياض اجلنان املشحون باللمؤلمؤ واملرجان » بمنزلة الكشكول وكتاب‬
‫« ننية املامرسنى يف أجوبة الشيخ ياسنى » وهو أحسن نا صنفه ولننقل بعض نا افا ه‬
‫فيدا قال نالفظه‪:‬‬
‫املسئله الرابعه ما الفرق بني جمتهدنا واّلخبارى ؟‬
‫اقول ‪ :‬الوجوه كثريه‪:‬‬
‫اّلول ‪:‬ان املجتهدين يوجبون اّلجتهاد عينا أو ختيريا واّلخباريون‬
‫حىرمونه ويوجبون اّلخذ بالرواية عن املعصوم أو من روى عنه‬
‫ولوتعددت الوسائط‪.‬‬
‫الثاين ان املجتهدين يقولون ان اّلدلة عندنا اربعة الكتاب والسنة‬
‫واّلمجاع ودليل العقل واّلخباريون ّليقولون اّل بالكتاب والسنة بل‬
‫ّلن الكتاب غري معروف هلم ّلنه‬
‫بعضهم يقترص عىل السنة وحدها ّ‬
‫ّلجىوز تفسريه اّل من قبلهم ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ان املجتهدين جىوزون اّلخذ بالظن يف اّلحكام الرشعية‬
‫واّلخباريون يمنعونه وّليقولون اّل بالعلم والعلم عندهم قطعي وهو‬
‫ما وافق نفس اّلمر وعادى واصىل وهو ما وصل عن املعصوم ثابتا ومل‬
‫جىر فيه احلظا عادة وان الشارع واهل اللغة والعرف يسمونه علام وان‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪303‬‬

‫الظن ماكان باّلجتهاد واّلستنباط بدون روايه وان اّلخذ بالرواية‬


‫ّليسمى ظنا ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ان املجتهدين ينوعون اّلحاديث إىل اربعة صحيح وحسن‬
‫وموثق وضعيف واّلخباريون ينوعونه إىل صحيح وضعيف ‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬ان املجتهدين يفرسون الصحيح بامرواه اّلمامى العدل الثقه‬
‫عن مثله إىل املعصوم واحلسن ماكان رواته واحدهم اماميا ممدوحا غري‬
‫منصوص عليه بالتوثيق واملوثق ماكان رواته أو احدهم موثق غري امامى‬
‫والضعيف ماعداه واّلخباريون يفرسون الصحيح بام صح عن املعصوم‬
‫وثبت ومراتب الصحه والثبوت ختتلف فتارة بالتواتر وتارة باّلخبار‬
‫اآلحاد املحفوفه بالقرائن التي توجب العلم كام فصله الشيخ وغريه أو‬
‫كان احلديث من األصول الصحيحه املعتربه عندهم والضعيف ماعدا‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫السادس ان املجتهدين حىرصون الرعيه يف صنفني جمتهد ومقلد‬
‫واّلخباريون يقولون الرعيه كلها مقلدة للمعصوم وّل جمتهد اصال ‪.‬‬
‫السابع ان املجتهدين يقولون ان طلب العلم يف زمن الغيبة بطريق‬
‫اّلجتهاد ويف زمن احلضور باّلخذ عن املعصوم ولو بالوسائط وّلجىوز‬
‫اّلجتهاد حينئذ واّلخباريون ّليفرقون بل حالل حممد حالل إىل يوم‬
‫القيامة وحرامه حرام إىل يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ 304‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان املجتهدين ّلجىوزون ّلحد الفتيا وتوىل القضاء واحلسبية اّل‬


‫الثامن ّ‬
‫للمجتهد خاصة وّلجىوزون متابعه غري املجتهد واّلخباريون يمنعون‬
‫ذلك ويقولون بل الراوي ّلحاديث أهل البيت املطلع عىل احكامهم‬
‫وّلجىوزون متابعه املجتهدين يف قول أو عمل مل يرد به اثر من أهل‬
‫العصمة ‪ -‬عليه السالم ‪. -‬‬
‫التاسع ‪ :‬ان املجتهدين يقسمون العامل اآلن هو الذي جىب الرجوع إليه‬
‫إىل قسمني جمتهد مطلق وجمتهد متجز واّلخباريون يقولون بل واحد‬
‫وهو املتجزى وهو العامل الذي ببعض اّلحكام بطريق الرواية دون بعض‬
‫وهو الذي مل نطلع فيه عىل رواية يوجب العلم وانه ّلعامل مطلقا بجميع‬
‫اّلحكام غري املعصوم اصال‪.‬‬
‫العارش‪ :‬ان املجتهدين يقولون انه ّليبلغ احد رتبه الفتوى ومعرفة‬
‫احلديث اّل من عرف املقدمات الست وهي الكالم واألصول والنحو‬
‫والترصيف ولغة العرب واملنطق واألصول اّلربعة وهي الكتاب والسنة‬
‫واّلمجاع ودليل العقل وذكر بعضهم انه ّليكون ذلك اّل ملن عرف نحوا‬
‫من مخسة عرش علام واّلخباريون ّليشرتطون غري معرفة كالم العرب‬
‫ومنه بعض مسائل النحو والترصيف بل ر ّبام منع بعضهم من اشرتاط‬
‫النحو والترصيف مطلقا ومعرفة اصطالحات أهل البيت ومعرفة‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪305‬‬

‫حماوراهتم وماعدا ذلك ليس برشط سوى املتوقف فهم كالم العرب‬
‫عليه‪.‬‬
‫احلادي عرش‪ :‬ان املجتهدين يرجحون اّلخبار اذا اختلف باّلراء‬
‫واّلفكار واّلخباريون ّلجىوزون ذلك اّل باملرجحات املنصوصة عنهم‪.‬‬
‫الثاين عرش‪ :‬ان املجتهدين ّلجىوزون ّلحد أخذ يشء من اّلحكام بل وّل‬
‫العمل ملن عرف احلكم بطريق الرواية يقينا مامل يبلغ رتبة اّلجتهاد وّل‬
‫يسمى عاملا وّل فقيها بل متعلام ومقلدا ولو كان يدلك عنده ألف حديث‬
‫بل جىب عليه الرجوع إىل رأي املجتهد وظنه ويرتك ماعلمه من‬
‫اّلحاديث واّلخباريون يقولون بل جىوز للعامي بل جىب عليه العمل‬
‫باحلديث ولو واحدا اذا كان صحيحا ثابتا عن املعصوم رصيح الدّللة‬
‫بعد معرفة ذلك ومعرفه كونه غري معارض بمثله وّلجىوز الرجوع إىل‬
‫املجتهد بغري حديث صحيح واضح الدّللة‪.‬‬
‫الثالث عرش‪ :‬ان املجتهدين جىوزون العمل باّلحاديث التي حتتمل‬
‫الوجوه ولبعضها وجه اظهر وكذا اّليات واّلخباريون ّلجىوزون ذلك‬
‫بل ّليعلمون اّل باّلحاديث الرصحىة واّليات املحكمة التي ّلتشابه فيها‬
‫بمقتىض العرف واللغة ّلن املتشابة ّلجىوز العمل به عندهم لنص‬
‫القرآن‪.‬‬
‫‪ 306‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الرابع عرش‪ :‬ان املجتهدين جىوزون احلكم يف اّلستحباب والكراهة‬


‫باحلديث الضعيف بل ر ّبام ذهب بعضهم إىل احلكم بفتوى املجتهد جمردا‬
‫عن الدليل واّلخباريون ّليفرقون بني اّلحكام اخلمسة وّلعندهم من‬
‫العلم بالدليل‪.‬‬
‫اخلامس العرش‪ :‬ان املجتهدين انه متى مات املجتهد بطل تقليده وفتواه‬
‫وان قول امليت كامليت واّلخباريون يقولون احلق ّليتغري‪.‬‬
‫ان املجتهدين جىوزون اّلخذ بظواهر القرآن من غري‬
‫السادس عرش‪ّ :‬‬
‫موافقه احلديث له بل هو األوىل من األخذ باحلديث ّلنه قطعي املتن وقد‬
‫يكون قطعي الدّللة بخالف اخلرب فانه ّليكون قطعي املتن وقد ّليكون‬
‫قطعيتهام واّلخباريون ّلجىوزون اّلخذ بظواهر القرآن اّل ورد تفسريه‬
‫عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬أو ما وافق احاديثهم ّليعرف القرآن اّل من‬
‫خوطب به وّلنه حمكم ومتشابه واملحكم بني ّلشبهه فيه وماعداه متشابه‬
‫وهو ّليعلمه اّل الراسخون يف العلم األئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪. -‬‬
‫السابع عرش‪ :‬ان املجتهدين جىوزون اّلجتهاد يف اّلحكام الرشعية عند‬
‫تعذرالعلم بقول املعصوم واّلخباريون ّليفرقون بل يوجبون الرجوع‬
‫إليه مطلقا‪.‬‬
‫الثامن عرش‪ :‬ان املجتهدين يعتقدون ان املجتهد اذا اصاب له اجران وان‬
‫اخطا فله اجر لكده وعنائه ويرون بذلك حديثا عن النبي صىل اهلل عليه‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪307‬‬

‫واله واّلخباريون بل هو ماثوم عىل ك ّل حال ّلنه ان اصاب احلق فقد‬


‫حكم فيه بغريعلم من اهلل اذ اخذه بغري رواية وان اخذه هبا فليس هذا‬
‫اجتهادا وان اخطا فقد كذب عىل اهلل ‪.‬‬
‫التاسع عرش‪ :‬ان املجتهدين يقولون اّلمور اثنان بالنسبة إىل املجتهد امر‬
‫واضح دليله ولو ظنا فيجب اّلخذ به وامر خفى دليله فيجب اّلخذ‬
‫باّلصل يف نفس احكامه تعاىل وّلجىب الوقوف واّلحتياط‬
‫واّلخباريون يقولون هي بالنسبة إىل غري املعصوم ثلثة امر بني رشده‬
‫فيتبع وبني غيه فيجتنب وشبهات بني ذلك فمن أخذ بالشبهات ارتكب‬
‫املحرمات وهلك من حيث ّليعلم واّلحتياط فيام مل يرد فيه نص عنهم‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف ك ّل مسئلة واجب ‪.‬‬
‫العرشون ‪ :‬ان املجتهدين يقولون بصحة أخذ قواعد ادلة الفقه من قواعد‬
‫األصول التي استنبطها علامء العامة واّلخباريون ّلجىوزون ذلك بل‬
‫يقولون جىب اّلقتصار عىل ّ‬
‫مادل عليه احلديث يف األصول والفروع‪.‬‬
‫الثاين والعرشون‪ :‬ان املجتهدين ّلجىوزون أخذ العقائد من القرآن‬
‫واحلديث اذا كان بطريق اآلحاد ّلشرتاطهم يف األصول القطع وخرب‬
‫الواحد ّليفيده واّلخباريون يقولون بالعكس كامعرفت سابقا‪.‬‬
‫الثالث عرشون‪ :‬ان املجتهدين جىوزون اّلختالف يف املسائل الرشعية‬
‫باّلجتهادات الظنيه وّليفسقون من يقول بخالف احلق يف مسائل‬
‫‪ 308‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان مناط اّلحكام الظن فك ّل منهم جىوز صواب اّلخر مع‬


‫الفروع حيث ّ‬
‫انه خمفي واّلخباريون ّلجىوزون اّلختالف ويفسقون من قال بخالف‬
‫احلق لاليآت والروايات الدالة عىل ذلك ‪.‬‬
‫الرابع والعرشون‪ :‬ان املجتهدين يمنعون من رجوع املجتهد إىل غريه ممن‬
‫هو أدنى منه يف العلم ومسائله اذا مل يظفر بحديث بل انام جىب عليه‬
‫الرجوع إىل معرفته وقواعده واّلخباريون يوجبون عليه الفحص‬
‫والسئوال عن احلكم الرشعي وطلب احلديث من غريه ولو من تلميذه‬
‫أو عامى وّليقول فيه برأيه ‪.‬‬
‫ان علامئنا الشيعة يف زمان‬
‫اخلامس والعرشون‪ :‬ان املجتهدين يقولون ّ‬
‫الغيبة كلهم جمتهدون واملتقدمون من زمان الكليني إىل زمان الشيخ عيل‬
‫بن عبدالعاىل والشهيد الثاين واحد‪ .‬واّلخباريون خيالفوهنم ويقولون ان‬
‫املتقدمني كالكليني والصدوق وامثاهلام اخباريون والسيد املرتىض‬
‫والعالمة والشهيدان والشيخ عىل وامثاهلم جمتهدون وّلخيفى صحة هذه‬
‫الدعوى وفساد تلك ‪.‬‬
‫السادس والعرشون‪ :‬ان املجتهدين يقولون ان اّلجتهاد واجب اما كفائى‬
‫أو عينى وأكثرهم يقولون باّلول واّلخباريني يقولون طلب العلم‬
‫فريضة عىل كل مسلم ومسلمة وان طلب العلم هو اخذه عن املعصوم‬
‫مشافهة أو بواسطة وسائط وان العامل واجلاهل اّلخذ من العامل بواسطة‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪309‬‬

‫عن املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يسمى عاملا باحلكم الذي علمه وانّه ّلجىب‬
‫طلب العلم اّل عند احلاجة إليه ‪.‬‬
‫السابع والعرشون‪ :‬ان املجتهدين ّلجىوزون ّلحد ان يقول يف حكم من‬
‫اّلحكام مل يقل به احد من العلامء السابقني ولوكان عنده عىل ذلك دليل‬
‫واضح واّلخباريون ّليفرقون بني تقدم القائل وعدمه ّلن العمل عىل‬
‫الدليل وهو قول املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وحده ّل القائل وان كثر‬
‫بدونه ‪.‬‬
‫الثامن والعرشون‪ :‬ان املجتهدين يعلم علم اّلدب كاالنحو والرصف‬
‫واملنطق والكالم ونحوها ّلنه رشط يف اّلجتهاد وهو واجب كفائى‬
‫ّلن ماّليتم الواجب اّل به فهو‬
‫فيكون علم املقدمات واجبا كفائيا ّ‬
‫واجب واّلخباريون ّليوجبون شيئا من ذلك لعدم توقف فهم احلديث‬
‫عىل ذلك وّل توقف املعرفة عىل علم الكالم ولعدم احتياج الفقيه إىل علم‬
‫ان اّلكتفاء بالسوال عن احلديث وفهمه ومعرفة‬
‫املنطق اصال وراسا و ّ‬
‫الفاظه كاف يف طلب العلم ‪.‬‬
‫التاسع والعرشون‪ :‬ان املجتهدين ّليطلقون الثقه يف الرواية اّل عىل‬
‫اّلمامى العدل الضابط واّلخباريون يقولون بل ما معنى الثقه يف كالم‬
‫الرجال املتقدمني اّل املوثق به يف النقل املامون من الكذب كاميعرف‬
‫باملعارشة وّليشرتط اماميته وّل عدالته‪.‬‬
‫‪ 310‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الثالثون ‪ :‬ان املجتهدين يقولون طاعة املجتهد واجبة كطاعة اّلمام مع‬
‫اهنم جىوزون عليه اخلطاء وّلجىوزونه عىل املعصوم وهم انام استدلوا عىل‬
‫عصمه اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بانّه لوجازعليه اخلطاء للزم اغراء اهلل‬
‫بالقبيح ّلنه امر باتباعه يف حاله اخلطاء قبيح فيكون اهلل امر به وهو حمال‬
‫ملنافاته لدليل العدم وهو بعينه وارد عليهم يف املجتهد واّلخباريني‬
‫ّليلزمهم من ذلك يشء ّلهنم انام يوجبون طاعه اّلمام خاصه ومل يوجبوا‬
‫طاعة الفقيه اّل لكونه اخذا عن اّلمام واّلمام امر به واّل فالجىب طاعته‬
‫فافرتق احلال وزال اّلشكال‪.‬‬
‫احلادي والثالثون‪ :‬ان املجتهدين واّلخباريني جىتمعان يف مادة ويفرتق‬
‫ان بينهام عموما وخصوصا من وجه‬ ‫كل منهم يف اخرى ت ّ‬
‫دل عىل ّ‬
‫فيجتمعان فيام اذا كان العامل جامعا لرشائط اّلجتهاد ومل يقل بجواز أخذ‬
‫اّلحكام اّل بالرواية وهو جمتهد حمدث كاملحقق األمني اّلسرتآبادي‬
‫وموّلنا خليل القزويني والعالمة حمسن الكاشاين وموّلنا حممد طاهر‬
‫القمي وموّلنا عبداهلل الربدي وشيخنا احلر العاميل وينفرد املجتهد عن‬
‫املحدث اذا مجع الرشائط وجوز اّلستنباط واخذ بقواعد األصول وادلة‬
‫العقل واّلمجاع من غري حديث رصيح أو صحيح عام أو خاص‬
‫كاملرتىض وابن ادريس والعالمة ومن تأخر عنه كابنه فخر املحققني‬
‫والشهيدين واملحقق الشيخ عيل وامثاهلم‪ ،‬ويفرتق املحدث عن املجتهد‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪311‬‬

‫اذا مل جىتمع رشائط اّلجتهاد وحصل له معرفة باحلديث وفهمه كمن‬


‫احلر وهم كثريون يف املشهد املقدس وبعض‬
‫شافهناهم من تالمذة شيخنا ّ‬
‫ممن شافهناهم يف غريه فان هلم معرفة باحلديث فوق املعرفة بل ر ّبام يزيد‬
‫عىل معرفة املجتهدين يتجاوزون يف معرفة معاين احلديث إىل ما هو غري‬
‫ان بينهام فرقا‪.‬‬
‫مقصود فهو اخباري ّلجمتهد فبان ّ‬
‫ان اّلخباريني ّلجىوزون العلم بالربائة اّلصلية يف نفى‬
‫الثاين والثالثون‪ّ :‬‬
‫حرمة فعل وجودى كنفى حرمة مس امليت حدثا اصغر كتابه القرآن وّل‬
‫يف نفى حكم وضعى كنفى نقض اخلارج من غري السبيلني مثال وجىوزون‬
‫العمل هبا يف نفى وجوب فعل وجودى كنفى وجوب الصالة الوتر ‪.‬‬
‫الثالث والثالثون ‪ :‬ان اّلخباريني ّلجىوزون الرتجيح بالربائة اّلصلية‬
‫عند تعارض اّلخبار واملجتهدين جىوزونه ‪.‬‬
‫الرابع والثالثون‪ :‬ان من مجلة اّلخباريني منهم الفاضل األمني‬
‫اّلسرتآبادي يف « الفوائد املدنية » جىوزون تأخري البيان عن وقت احلاجة‬
‫واملجتهدون مطبقون عىل امتناعه وانّام اخلالف عندهم يف تاخري البيان‬
‫عن وقت اخلطاب ‪.‬‬
‫اخلامس والثالثون‪ :‬ان اّلخباريني ّلجىوزون العمل باّلمجاع املدعى يف‬
‫كالم متأخري فقهائنا اذ ّل سبيل إىل العلم بدخول قول اّلمام بدون‬
‫الروايه ووافقهم عىل ذلك بعض املجتهدين ‪.‬‬
‫‪ 312‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫السادس والثالثون ‪ :‬ان املجتهدين أو أكثرهم ّليلتفتون إىل خالف‬


‫معلوم النسب وّليقدح يف اّلمجاع واما اّلخباريون فال التفات إىل هذه‬
‫القاعده وّل فرق عندهم بني معلوم النسب وجمهوله بل العمل عىل‬
‫الدليل واّلمجاع مطلقا ليس دليال براسه ‪.‬‬
‫ان األصل يف اّلشياء اّلباحه‬
‫ان املجتهدين يقولون ّ‬
‫السابع والثالثون‪ّ :‬‬
‫واّلخباريون يتوقفون يف ذلك ‪.‬‬
‫الثامن والثالثون‪ :‬ان اّلخباريني يعتقدون صحة الكتب اّلربعة بارسها‬
‫اّل ما نصوا عىل ضعفه واملجتهدين ّليقولون بذلك ‪.‬‬
‫ان اّلخباريني ّلجىوزون العمل باّلستصحاب اّل فيام‬
‫التاسع والثالثون‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫دل عليه النص ووافقهم عىل هذا بعض املجتهدين كاملرتىض وأكثر‬
‫املجتهدين عندهم انه حجة‪.‬‬
‫اّلربعون املجتهدون يوجبون عىل املجتهد الرجوع إىل أصول الفقه‬
‫وقواعده التي استنبطها علامء العامة واّلخباريون ّلجىيزون ذلك اّل فيام‬
‫ّ‬
‫دل عليه أهل العصمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انتهى كالمه ملخصا ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬يف بعض نا نر ذكره حمل تأنل كعده املرتىض نن املتجتددين نع قوله بعدم جواز‬
‫التعبد بالظن وكذا ابن ا ريس ونا فطن ان الظن نقوم للامهية نعم مها أصوليان وليس‬
‫كل أصويل بمتجتدد وإن كان كل جمتدد أصوليا وقد حققنا هذا املرام يف غرى نوضع يف‬
‫تصانيفنا واهلل اعلم‪.‬‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪313‬‬

‫املجمع الرابع‬

‫تم األكمل‪.‬‬
‫يف ذكرمن فاتنا ذكره يف املجامع األ ّول عىل الوجه األ ّ‬
‫[احلسنى بن سعيد االهوازي] ‪315‬‬

‫[الحسني بن سعيد االهوازي]‬


‫فمندم‪ :‬رئيس املحدثنى احلسنى بن سعيد االهوازي ‪ -‬ريض اهلل عنه – قال شيخ الطائفة‬
‫يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫احلسني بن سعيد بن محاد بن سعيد بن مهران من مواي عيل بن احلسني‬
‫عليهام السالم األهوازي ثقة روى عن الرضا وأيب جعفر الثاين وأيب‬
‫احلسن الثالث عليهم السالم‪ .‬وأصله كويف وانتقل مع أخيه احلسن إىل‬
‫األهواز ثم حتول إىل قم فنزل عىل احلسن بن أبان وتويف بقم‪ .‬وله ثالثون‬
‫كتابا الخ العدد والسند‪.‬‬
‫قال شيخنا املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف فدرست الكتب املاخوذة نندا‪:‬‬
‫وأصل من أصول عمدة املحدثني الشيخ الثقة احلسني بن سعيد‬
‫اّلهوازي‪.‬‬

‫[املوىل محمد امني االستآبادي]‬


‫ونندم املحقق املدقق القدوة األننى املوىل حممد أننى األسرتآبا ي تلميذ العالنة املرىزا‬
‫حممد االسرتآبا ي والسيد حممد العانيل صاحب « املدارك » ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬وهو‬
‫أول نن كشف النقاب عن احلق والصواب وابدى صفحته لنرصة أحا يث االئمة‬
‫األطياب فاستفرغ وسعه واصاب‪.‬‬
‫وقال شيخنا املتجليس االول ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف « روضه املتقنى » نانصه‪:‬‬
‫‪ 316‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫واحلاصل أن الدّلئل العقلية التي ذكرها بعض األصحاب‪ ،‬وبنوا عليها‬


‫األحكام أكثرها مدخولة‪ ،‬واحلق يف أكثرها مع الفاضل اّلسرتآبادي ‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫ريض اهلل عنه ‪. -‬‬
‫وقال يف الفائدة السا سة نن كتاب « اللوانع » ‪:‬‬
‫وديگر امورى كه ذكر آن ّليق نيست‪ ،‬اختالفات در ميان شيعه هبم‬
‫رسيد‪ ،‬وهر يك هر يك بموجب يافت خود از قرآن وحديث عمل‬
‫مىنمودند‪ ،‬ومق ّلدان متابعت ايشان مىكردند‪.‬‬
‫تا آن كه سى سال تقريبا قبل از اين فاضل متبحر موّلنا حممد امني‬
‫اسرتآبادي ‪ -‬رمحة اهلل عليه ‪ -‬مشغول مقابله ومطالعه اخبار ائمه‬
‫معصومني ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬شد ومذمت آراء‪ ،‬ومقاييس را‬
‫مطالعه نمود وطريقه أصحاب حرضات ائمه معصومني را دانست «‬
‫فوائد مدنيه » را نوشت و به اين بالد فرستاد وأكثر أهل نجف وعتبات‬
‫عاليات طريقة أو را مستحسن دانستند ورجوع باخبار نموده اند واحلق‬
‫‪2‬‬
‫أكثر آن چه موّلنا حممد امني گفته است حق است‪،‬‬
‫وقال العامل الرباين الشيخ يوسف البحراين يف « اللمؤلمؤة » ‪:‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 242‬‬


‫‪ - 2‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 47‬‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪317‬‬

‫املوىل حممد امني بن حممد رشيف اّلسرتآبادي وكان فاضال حمققا مدققا‬
‫ماهرا يف األصولني واحلديث اخباريا صلبا له كتب الخ ‪.‬‬
‫وقال شيخنا املحدث احلر العانيل ‪ -‬طاب ثراه ‪: -‬‬
‫ولنذكر بعض عباراته الدالة عىل خمتاره‪:‬‬
‫قال يف اول الفواد املدنيه‪:‬‬
‫فأقول‪ّ :‬اين بعد ما قرأت األصوليني عىل معظم أصحاهبام واستفدت‬
‫حتملت األحاديث املنقولة عن‬
‫كمل أرباهبام‪ ،‬و ّ‬
‫حقائقهام ودقائقهام من ّ‬
‫السالم من ّ‬
‫جل رواهتا العارفني بحقائقها‬ ‫العرتة الطاهرة عليهم ّ‬
‫الواصلني إىل دقائقها وأخذت علم الفقه من أفواه مجاعة من فقهاء‬
‫أصحابنا‪ -‬قدّ س اهلل أرواحهم ‪ -‬عرضت عىل تلك األحاديث قواعد‬
‫العامة واملسائل‬
‫ّ‬ ‫اخلاصة وكتب‬
‫ّ‬ ‫األصوليني املسطورة يف كتب أصول‬
‫اّلجتهاد ّية الفقه ّية فوجدهتام يف مواضع ّل تعدّ وّل حتىص خمالفتني‬
‫مرشفيها‬
‫املنورة‪ -‬عىل ّ‬
‫ملتواتراهتا‪ ،‬فرصفت عمري دهرا طويال يف املدينة ّ‬
‫ألف صالة وسالم وحت ّية‪ -‬يف تنقيح األحاديث وحتقيقها‪ ،‬حتّى فتح اهلل‬
‫احلق فيام يتع ّلق باألصولني وباملسائل الفقه ّية وغريمها‬
‫عيل أبواب ّ‬
‫تعاىل ّ‬
‫بربكات مدينة العلم وأبواهبا‪،‬‬
‫* وذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء ومن يؤت احلكمة فقد اوت خريا‬
‫كثريا*‪.‬‬
‫‪ 318‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وملّا أراد مجع من األفاضل يف مكّة املع ّظمة قراءة بعض الكتب األصول ّية‬
‫لدي مجعت فوائد مشتملة عىل ّ‬
‫جل ما استفدته من كالم العرتة الطاهرة‬ ‫ّ‬
‫بفن أصول الفقه وطرف ممّا يتع ّلق بغريه و ّ‬
‫سميتها‬ ‫السالم ممّا يتع ّلق ّ‬
‫عليهم ّ‬
‫لظن يف‬
‫ب الفوائد املدن ّية يف الر ّد عىل من قال باّلجتهاد والتقليد أي اتّباع ا ّ‬
‫نفس األحكام اإلهل ّية‪ ،‬وهي مشتملة عىل مقدّ مة واثني عرش فصال‬
‫وخامتة‪.‬‬
‫اما املقدّ مة ففي ذكر ما أحدثه ّ‬
‫العالمة ّ‬
‫احليل وموافقوه‪ ،‬خالفا ملعظم‬
‫السالم وهو أمران‪:‬‬
‫األئمة عليهم ّ‬
‫اإلمام ّية أصحاب ّ‬
‫أحدمها‪ :‬تقسيم أحاديث كتبنا املأخوذة عن األصول ا ّلتي أ ّلفها أصحاب‬
‫األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بأمرهم‪ -‬لتكون مرجعا للشيعة يف عقائدهم‬
‫ّ‬
‫وأعامهلم‪ّ ،‬ل س ّيام يف زمن الغيبة الكربى؛ ّ‬
‫لئال يضيع من كان يف أصالب‬
‫الرجال من شيعتهم‪ -‬إىل أقسام أربعة‪.‬‬
‫املمهدة يف تلك األصول بأمرهم‬
‫وعىل زعمه معظم تلك األحاديث ّ‬
‫السالم غري صحيح‪،‬‬
‫عليهم ّ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫والثاين‪ :‬اختيار أنّه ليس هللّ تعاىل يف املسائل ا ّلتي ليست من رضور ّيات‬
‫قطعي‪ ،‬وأنّه تعاىل لذلك مل يك ّلف‬
‫ّ‬ ‫الدين وّل من رضور ّيات املذهب دليل‬

‫عباده فيها ّإّل بالعمل بظنون املجتهدين أخطئوا أو أصابوا‪ ،‬و ّ‬


‫انجر كالمه‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪319‬‬

‫العامة‬
‫ّ‬ ‫هذا إىل التزامه كثريا من القواعد األصولية املسطورة يف كتب‬
‫األئمة األطهار ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫املخالفة ملا تواترت به األخبار عن ّ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫التمسك باّلستنباطات الظنّ ّية يف نفس‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬يف إبطال جواز‬
‫الفصل ّ‬
‫أحكامه تعاىل‪ ،‬ووجوب التو ّقف عند فقد القطع بحكم اهلل أو بحكم ورد‬
‫عنهم ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫والثاين‪ :‬يف بيان انحصار ندرك نا ليس نن رضوريات الدين نن املسائل الرشعية‪،‬‬
‫أصلية كانت أو فرعية يف السامع عن الصا قنى ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫والثالث‪ :‬يف إثبات تعذراملتجتدد املطلق‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬يف إبطال حرص الرعية يف املتجتدد واملقلد يف زنن الغيبة‪.‬‬
‫واخلانس‪ :‬يف بيان أن يف كثرى نن املواضع حيصل الظن عىل نذهب العانة ون اخلاصة‪.‬‬
‫والسا س‪ :‬يف سد األبواب التي فتحتدا العانة لالستنباطات الظنية بوجوه تفصيلية‪.‬‬
‫والسابع‪ :‬يف بيان نن جيب رجوع الناس إليه يف القضاء واالفتاء‪.‬‬
‫والثانن‪ :‬يف جواب األسئلة املتتجدة عىل نا استفدناه نن كالندم عليدم السالم ونن‬
‫كالم قدنائنا‪ -‬قدس اهلل أرواحدم‪.-‬‬
‫والتاسع‪ :‬يف تصحيح أحا يث كتبنا بوجوه كثرىة‪ ،‬تفطنت هبا بتوفيق اهلل تعاىل‪ ،‬ويف‬
‫جواز التمسك هبا لكوهنا نتواترة النسبة إىل نمؤلفيدا ويف بيان القاعدة التي وضعوها‬
‫عليدم السالم للخالص نن احلرىة يف باب األحا يث املتخالفة‪.‬‬
‫‪ 320‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والعارش‪ :‬يف بيان االصطالحات التي يعم هبا البلوى‪.‬‬


‫واحلا ي عرش‪ ،‬والثاين عرش‪ :‬يف التنبيه عىل طرف نن األغالط والرت ات التي وقعت‬
‫نن فحول العلامء األعالم‪ ،‬ليتضح عند اويل األلباب أن عمدة اخلطأ أو التحرى التي‬
‫وقعت نن العلامء يف أفكارهم إنام نشأت نن اخلطأ يف نقدنة هي نا ة املوا يف باهبا‪ ،‬أو‬
‫نن الرت فيدا‪ .‬وليعلم أن املنطق غرىعاصم عن هذا النوع نن اخلطأ‪ ،‬وغرى نافع يف‬
‫اخلالص عن هذا التحرى والرت ‪ ،‬بل ال بد فيدام نن التمسك بأصحاب العصمة ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪.-‬‬
‫واخلاَتة‪ :‬يف نقل طرف نن كالم قدنائنا‪ -‬قدس اهلل أرواحدم‪ -‬ليكون فذلكة ملا‬
‫حصلناه‪ .‬وان احطت خربا بام يف كتابنا هذا جتد فيه حقائق و قائق خلت عندا كتب‬
‫األولنى واآلخرين نن احلكامء والفقداء واملتكلمنى واألصولينى‪ ،‬وهي انموذج مما‬
‫‪1‬‬
‫أعطاين ريب ‪.‬‬
‫وقال ايضا‪:‬‬
‫أقول‪ :‬العانة ملا أنكروا أن هلل سبحانه وتعاىل يف كل زنان علام ها يا ننصوبا نن قبله‬
‫تعاىل‪ ،‬حاكام عىل االنة نفرتض الطاعة نعصونا عن اخلطأ افع الشبدات حالل‬
‫املشكالت‪ ،‬عاملا بكل نا َتتاج إليه االنة إىل يوم القيانة‪ ،‬فاصال بنى احلق والباطل فيام‬

‫‪ - 1‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪. 27 -35 :‬‬


‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪321‬‬

‫تشاجرت فيه العقول أو َترىت‪ ،‬ناطقا عن وحي إهلي ال رأي برشي‪ ،‬وسدوا باب‬
‫التمسك بالعرتة الطاهرة ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫نع أن احلديث الرشيف املتواتر نعنى بنى الفريقنى‪ :‬إين تارك فيكم أنرين إن أخذتم‬
‫هبام لن تضلوا‪ ،‬كتاب اهلل عز وجل وأهل بيتي عرتيت‪ ،‬أهىا الناس اسمعوا وقد بلغت‬
‫أنكم سرت ون عيل احلوض فأسألكم عام فعلتم يف الثقلنى‪ ،‬والثقالن كتاب اهلل عز وجل‬
‫وأهل بيتي فال تسبقوهم فتدلكوا وال تعلموهم فإهنم أعلم ننكم ‪.‬‬
‫ويف رواية اخرى‪ :‬إين قد تركت فيكم أنرين لن تضلوا بعدي نا إن َتسكتم هبام‪ ،‬كتاب‬
‫اهلل وعرتيت أهل بيتي‪ ،‬فإن اللطيف اخلبرى قد عدد إيل أهنام لن يفرتقا حتى ير ا عيل‬
‫احلوض كداتنى‪( .‬و مجع بنى نسبحتيه) وال أقول كداتنى (و مجع بنى املسبحة‬
‫والوسطى) فتسبق إحدامها االخرى‪ ،‬فتمسكوا هبام ال تزلوا وال تضلوا‪ ،‬وال تقدنوهم‬
‫فتضلوا‪.‬‬
‫ناطق بوجوب التمسك بكالندم عليدم السالم إذ نعنى التمسك باملتجموع هو‬
‫التمسك بكالندم عليدم السالم إذ ال تفسرى لكتاب اهلل إال التفسرى املسموع نندم‬
‫ولذلك قال صىل اهلل عليه وآله‪« :‬لن يفرتقا» وكذلك حديث‪« :‬نثل أهل بيتي كمثل‬
‫سفينة نوح نن ركبدا نتجا ونن ختلف عندا غرق»‪ .‬وحديث‪« :‬ستفرتق أنتي إىل ثالث‬
‫وسبعنى فرقة‪ ،‬واحدة نندا ناجية والباقي يف النار» وغرىها نن األحا يث املتواترة بنى‬
‫‪ 322‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الفريقنى‪ .‬وقد َترى مجع نن أفاضل الفريقنى يف وجه اللة احلديث األخرى وحده عىل‬
‫املطلوب‪ ،‬ووجده‪:‬‬
‫أن سياقه رصيح يف أن بنى الفرقة الناجية وبنى سائر الفرق تضا ا كليا يف العقائد‬
‫واألعامل الرشعية‪.‬‬
‫ونن املعلوم‪ :‬أن هذا املعنى نتحقق بنى أصحابنا وغرىهم‪ ،‬لتفر أصحابنا بأن أوجبوا‬
‫السامع نندم عليدم السالم كل نسألة نظرية رشعية أصلية كانت أو فرعية‪ ،‬وسائر‬
‫الطوائف خالفونا يف ذلك‪ ،‬وهذا االختالف انتدى إىل االختالف يف كثرىنن األحكام‬
‫الرشعية‪ .‬وهلذا املقام زيا ة َتقيق سيتجيء يف كالننا إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫احتاجوا حلفظ ظاهرالرشيعة إىل فتح بايب االجتدا واإلمجاع ففتحومها‪.‬‬
‫ثم علامؤهم بروا تدابرى عرفية واخرتعوا قواننى سياسية‪:‬‬
‫نندا‪ :‬أهنم قسموا األحكام الرشعية إىل قسمنى‪ :‬قسم نصب الشارع اللة قطعية عليه‪،‬‬
‫وقسم نصب الشارع اللة ظنية عليه‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬أهنم جعلوا االنة قسمنى‪:‬‬
‫القسم األول‪« :‬املتجتدد» واعتربوا فيه نلكة خمصوصة خمفية غرى ننضبطة‪ ،‬ولذلك يقع‬
‫االختالف يف كثرى نن األفاضل بنى أهل اخلربة هل هم جمتددون أم ال‪ ،‬واعتربوا يف‬
‫العمل بظنه قدرا نن بذل الوسع‪ ،‬هو كذلك أنر خمفي غرى ننضبط‪.‬‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪323‬‬

‫والقسم الثاين‪« :‬املقلد» وأوجبوا عليه العمل بظن املتجتدد يف املسائل التي ليست نن‬
‫رضوريات الدين وال نن رضوريات املذهب‪ ،‬ولذلك سموه «نقلدا» فلو كان عنده‬
‫حديث صحيح رصيح يف نسألة نظرية رشعية مل يطلع عليه املتجتدد وجب عليه طرحه‬
‫واألخذ بظن املتجتدد املخالف له املبني عىل استصحاب أو برائة أصلية أو شبددا‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬أهنم فرقوا بنى القضاء واإلفتاء‪ ،‬بأن األول ال ينقض إال بقطعي‪ ،‬ألنه وضع‬
‫لفصل اخلصونات ون الثاين‪ ،‬فلو حكم قاض يف رؤية هالل عيد الفطر نثال أو ننازعة‬
‫نيوية بحكم نبني عىل اجتدا ه جيب عىل كل املتجتددين نوافقته يف ذلك احلكم‬
‫الشخيص‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬أهنم ذكروا أن اإلمجاع باملعنى الذي اعتربوه نعصوم «‪ »1‬عن اخلطأ ون‬
‫اجتدا ه صىل اهلل عليه وآله «‪ »2‬فدو أقوى ننه نن وجه كام رصحوا به‪.‬‬
‫ثم احتاجوا يف َتصيل تلك امللكة إىل فتح أبواب اخر ففتحوها وسموها أ لة رشعية‪.‬‬
‫ثم احتاجوا إىل وضع باب الرتجيحات‪ ،‬لكثرة وقوع التعارض بنى األنارات‬
‫واخلياالت التي اعتربوها‪ ،‬وإىل القول بالتخيرى يف أحكانه تعاىل عند العتجزعن‬
‫الرتجيحات التي اعتربوها لئال يلزم تعطل األحكام‪ ،‬وإىل نصب رجل ثالث ليحكم‬
‫عىل أحد املتجتددين لآلخرعند تعارض اجتدا هىام لئال يلزم تعطل األحكام‪ .‬ثم سدوا‬
‫باب القدح يف جل نا اعتربوه با عاء اإلمجاع عليه‪.‬‬
‫‪ 324‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فأول األبواب التي فتحوها ونعظمدا اإلمجاع‪ ،‬إذ عليه يبتنى سائر قواعدهم‪ ،‬وفرسوه‬
‫بتفاسرى خمتلفة نتقاربة املعنى‪ ،‬ففي الرشح العضدي للمخترص احلاجبي‪:‬‬
‫اإلمجاع اتفاق املتجتددين نن أنة حممد صىل اهلل عليه وآله يف عرص عىل أنر «‪ »3‬ويف مجع‬
‫اجلوانع‪ :‬اإلمجاع اتفاق جمتددي االنة بعد وفاة حممد صىل اهلل عليه وآله يف عرص عىل‬
‫أي أنر كان «‪ .»4‬وقالوا‪ :‬أي أنر كان يعم اإلثبات والنفي واألحكام الرشعية واللغوية‬
‫والعقلية والدنيوية فدو حتجة فيدا‪ ،‬كام جزنوا به يف األولنى ورجحوه يف اآلخرين‬
‫وا عوا َتققه يف نواضع ال تعد وال َتىص نن باب اخلرص والتخمنى‪.‬‬
‫والتزنوا أن ال يلتفتوا إىل قول أهل الذكر عليدم السالم يف َتقق اإلمجاع وال إىل قول‬
‫نن َتسك هبم‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬استنباط األحكام النظرية نن عمونات كتاب اهلل تعاىل وإطالقاته نن غرى‬
‫تفحص عن حاهلام هل هي ننسوخة أو خمصصة أو نقيدة أو نمؤولة أو ال؟‬
‫بسمؤال أهل الذكر عليدم السالم عن ذلك‪ ،‬ويقولون عند االستنباط نن ظاهر آية‬
‫رشيفة‪ :‬نحن فحصنا األحا يث النبوية املروية بطرقنا ومل يظدر عندنا نسخ وال‬
‫ختصيص وال قيد وال تأويل لتلك اآلية‪ ،‬فحصل لنا ظن نتاخم لليقنى أو غرى نتاخم‬
‫بفقد تلك االنور‪ ،‬وذلك ألهنا لو كانت لظدرت بعد التفتيش‪ ،‬ألنه صىل اهلل عليه وآله‬
‫كل نا جاء به أظدره بنى يدي أصحابه‪ ،‬وتوفرت الدواعي عىل أخذه ونرشه‪ ،‬ومل تقع‬
‫بعده صىل اهلل عليه وآله فتنة انتدت إىل إخفاء بعضه‪.‬‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪325‬‬

‫ونندا‪ :‬استنباط األحكام النظرية نن السنة النبوية صىل اهلل عليه وآله نن غرى تفحص‬
‫عن حاهلا‪ ،‬كام نر‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬رشع نن قبلنا‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬التمسك باملالزنات املختلفة فيدا‪ ،‬نثل أن األنر باليشء يستلزم الندي عن‬
‫أضدا ه اخلاصة الوجو ية‪ ،‬ونثل أن َتقق نأخذ االشتقاق يف ذات يف زنان كاف يف‬
‫إطالق املشتق عىل تلك الذات بعد زواله‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬التمسك باستصحاب حكم رشعي نع طرو حالة مل يعلم شمول اخلطاب هلا‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬التمسك باالستحسان‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬التمسك باملصالح املرسلة‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬التمسك بالرباءة األصلية يف نفي حكم رشعي ظدرت شبدة خمرجة عن األصل‬
‫كرواية ضعيفة أو مل تظدر‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬التمسك بخرب الواحد املظنون العدالة يف نفس األحكام اإلهلية‪.‬‬
‫ونن تدابرىهم القول بأن أنر الشدا ة آكد نن أنر الرواية ولذلك احتيط يف الشدا ة نا‬
‫مل حيتط يف الرواية‪ ،‬فزيد يف رشوطدا فاعترب يف الشدا ة احلرية والذكورة والعد وعدم‬
‫القرابة للمشدو له وعدم العداوة للمشدو عليه‪ ،‬ون الرواية ألن الرواية أبعد عن‬
‫التدمة‪.‬‬
‫‪ 326‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وأقول‪ :‬نن املعلوم أنه ينبغي أن يكون األنر بالعكس‪ ،‬ألنه يثبت بالرواية حكم كيل‬
‫يعم املكلفنى إىل يوم القيانة وبالشدا ة قضية جزئية‪ ،‬ونن ثم تواترت األخبارعن‬
‫األئمة األطدارعليدم السالم بأنه يكفي يف باب الشدا ات وإنام اجلامعات العدالة‬
‫الظاهرية وبأنه ال بد يف راوي احلكم اإلهلي العصمة أو نن الثقة املأنون نن الكذب‬
‫والزلة ‪.‬‬
‫ونندا‪ :‬قوهلم بأن احلكم فيام ال ليل فيه نفي احلكم‪ ،‬فنفي الدليل ليل عىل نفي احلكم‪،‬‬
‫ملا ور الرشع بأن نا ال ليل فيه ال حكم فيه‪ ،‬فكان عدم الدليل لعدم احلكم ندركا‬
‫رشعيا‪.‬‬
‫ونلخصه‪ :‬أن عدم الدليل ندرك رشعي لعدم احلكم‪ ،‬لإلمجاع عىل أن نا ال ليل فيه‬
‫فدو ننفي‪ ،‬وذلك بعد ورو الرشع‪ ،‬لظدور أنه قبل ورو الرشع ليس نن املدارك‬
‫الرشعية‪ ،‬كذا يف الرشح العضدي «‪ »3‬ويف رشح الرشح للعالنة التفتازاين‪.‬‬
‫أقول‪ :‬نن رضوريات نذهب اإلنانية أن كل نا َتتاج إليه االنة إىل يوم القيانة وكل‬
‫نا خىتلف فيه اثنان ور فيه خطاب وحكم نن اهلل تعاىل حتى أرش اخلدش‪ ،‬فخلو‬
‫واقعة عن حكم إهلي غرى نتصور عند أصحابنا‪.‬‬
‫واعلم أن علامء العانة نع كثرة املدارك الرشعية عندهم اختلفوا يف َتقق جمتدد الكل‪،‬‬
‫فذهب مجاعة نن حمققيدم‪ -‬كاآلندي وصدر الرشيعة‪ -‬إىل عدم َتققه‪ ،‬والعتجب كل‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪327‬‬

‫العتجب! نن مجع نن نتأخري أصحابنا حيث زعموا َتققه نع عدم اعتبار أكثر تلك‬
‫املدارك عند أصحابنا‪.‬‬
‫واعلم أن األصولينى نن اخلاصة اتفقوا عىل بطالن بعض تلك املدارك التي اعتربهتا‬
‫العانة وعىل صحة بعضدا واختلفوا يف الباقي‪ ،‬وسنشرى إىل األقسام الثالثة ونحقق‬
‫‪1‬‬
‫املقام إن شاء اهلل تعاىل بتوفيق امللك العالم وهداية أهل الذكر ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫وقال‪ :‬عند قدناء أصحابنا األخبارينى قدس اهلل أرواحدم‪ -‬كالصدوق وعيل بن‬
‫ابراهيم ممن أ رك صحبة بعض األئمة عليدم السالم أو قرب عدده به‪ -‬ال ندرك‬
‫لألحكام الرشعية النظرية فرعية كانت أو أصلية إال أحا يث العرتة الطاهرة‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وأوجبوا التوقف واالحتياط عند ظدور خطاب يكون سنده أو اللته غرى‬
‫قطعي‪ ،‬ألنه نن باب الشبدات ويمؤيد نا ذكرناه نا سننقله عن صاحب املعامل حيث قال‬
‫ذكر السيد املرتىض أن نعظم الفقه يعلم بالرضورة نن نذهب أئمتنا عليدم السالم فيه‬
‫باألخبار املتواترة‪ .‬وقد وجدناه يف نواضع نن كالم رئيس الطائفة نايوافق نا نقلناه عن‬
‫‪2‬‬
‫قدنائنا نلخصا‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬الصواب عندي نذهب قدنائنا األخبارينى وطريقتدم‪ ،‬أنا نذهبدم فدو أن كل‬
‫نا َتتاج إليه االنة إىل يوم القيانة عليه اللة قطعية نن قبله تعاىل حتى أرش اخلدش‪،‬‬

‫‪ - 1‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪. 98 – 104 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 93‬‬
‫‪ 328‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وأن كثرىا مما جاء به النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نن األحكام ومما يتعلق بكتاب اهلل‬
‫وسنة نبيه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نن نسخ وتقييد وختصيص وتأويل خمزون عند العرتة‬
‫الطاهرة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وأنه ال سبيل لنا فيام ال نعلمه نن األحكام الرشعية النظرية‬
‫أصلية كانت أو فرعية إال السامع نن الصا قنى ‪ -‬عليدم السالم ‪ .-‬وأنه ال جيوز القضاء‬
‫وال االفتاء إال بقطع ويقنى ونع فقده جيب التوقف‪ ،‬وأن اليقنى املعترب فيدام قسامن‪:‬‬
‫يقنى نتعلق بأن هذا حكم اهلل يف الواقع‪ ،‬ويقنى نتعلق بأن هذا ور عن املعصوم فإهنم‬
‫عليدم السالم جوزوا لنا العمل به قبل ظدور القائم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وإن كان يف الواقع‬
‫ورو ه نن باب التقية ومل حيصل لنا ننه ظن بام هو حكم اهلل تعاىل يف الواقع واملقدنة‬
‫الثانية نتواترة عندم نعنى املعترب نن اليقنى يف البابنى نا يشمل اليقنى العا ي فال يتعنى‬
‫َتصيل نا هو أقوى ننه نن أفرا اليقنى‪ ،‬وباب اليقنى العا ي باب واسع يشدد بذلك‬
‫اللبيب اليقظان النفس‪ ،‬واألصوليون بنوا عىل هذا الباب كثرىا نن قواعدهم كحتجية‬
‫اإلمجاع‪ ،‬وكذلك املتكلمون‪.‬‬
‫وأنا طريقتدم فدي أهنم مل يعتمدوا فيام ليس نن رضوريات الدين نن املسائل الكالنية‬
‫واألصولية والفقدية وغرىها نن االنور الدينية إال عىل األخبار الصحيحة الرصحية‬
‫املروية عن العرتة الطاهرة‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫ونعنى الصحيح عندهم نغاير ملا اصطلح عليه املتأخرون نن أصحابنا عىل وفق‬
‫اصطالح العانة‪ ،‬وأوهلم العالنة‪ -‬عىل نا سيتجيء نقله عن بعض أصحابنا‪ -‬فإن نعناه‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪329‬‬

‫عندهم نا علم علام قطعيا ورو ه عن املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ولو كان نن باب‬
‫التقية‪.‬‬
‫وباصطالح القدناء تكلم السيد املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « جواب املسائل‬
‫التبانيات » وشيخنا الصدوق حممد بن عيل بن بابويه حيث ذكر يف أوائل كتاب « نن ال‬
‫حيرضه الفقيه » وحممد بن يعقوب الكليني ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬حيث ذكر يف أوائل كتاب «‬
‫الكايف » والشيخ يف اول كتاب « االستبصار » و « العدة » كام حققه املحقق احليل‬
‫‪1‬‬
‫واختاره يف أصوله ويف أوائل « املعترب » ‪ .‬انتدى نلخصا ‪.‬‬
‫قال يف اول كتابه املسمى بـ « انشنانه شاهي » الذي قال يف اوله‪:‬‬
‫وچون اين رساله در طريقه خاصه بمنزله كتاب اربعني فخر رازي است‬
‫در طريقه عامه مرتب بر چهل فائده شده‪ .‬فائد اول در تقسيم افاضل‬
‫بارشاقيني وصوفيه مترشعني ومشائني متكلمني واخذين از معصوم ودر‬
‫تقسيم متكلمني باشاعره ومعتزله وأصوليني اماميه پس بداكه مطلب‬
‫اعىل ومقصد اقىص معرفة خصوصيات مبدء ومعاد است وتعبري از اين‬
‫معنى در آيات كريمه بايامن باهلل واليوم اّلخر شده وحديث رشيف‬
‫امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وامام املتقني وعىل اوّلده الطاهرين رحم‬

‫‪ - 1‬الفوائد املدنية ‪ -‬الشواهد املكية‪ ،‬ص‪. 103 -105 :‬‬


‫‪ 330‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اهلل امرء عرف من اين ويف اين وإىل اين در اين معنى وارد شده است‬
‫وافاضل در حتصيل اين مقام چند فرقه شدهاند‬
‫وساق الكالم إىل ان قال‪:‬‬
‫وفرقه سيوم حتصيل اين مقام از روى كالم أهل عصمت ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬كرده اند كه در هر مسئله كه ممكن باشد عادة كه عقل در آن غلط كند‬
‫متمسك باحاديث أهل عصمت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬شوند وايشان را‬
‫اخباريني مىگويند واصحاب ائمه طاهرين ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬مهگى اين‬
‫طريق داشتند وائمه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ايشان را هنى كرده بودند از فن‬
‫كالم واز فن أصول فقه كه از روى استنباطات ظنيه تدوين شده از اين‬
‫جهت كه عاصم از خطا منحرص است در متسك بكالم أصحاب‬
‫عصمت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وهلذا در فنون ثلثه اختالفات وتناقضات‬
‫بسيار واقع شده چنانكه شاهد است ومعلوم است كه نقيضني حق‬
‫فن أصول فقه‬
‫فن كالم و ّ‬
‫نيستند والبته يكى از ايشان باطل است وتعليم ّ‬
‫باصحاب خود كردهاند وآن فن در كثريى از مسائل خمالفت دارد با‬
‫فنونى كه عامه تدوين آن كردهاند واهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فرمودهاند‬
‫كه در فنون ثلثه عامه آنچه حق است از ما بايشان نرسيده است وآنچه‬
‫باطل است از زبان ايشان صادر شده وطريق اخباريني تا اخر زمان‬
‫غيبت صغرى كه ببعىض از روايات هفتاد وسه وببعىض از روايات‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪331‬‬

‫هفتاد وچهار است شايع بوده ميان افاضل اماميه بلكه در اوائل غيبت‬
‫كربى نيز شايع بوده واصحاب ائمه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعد از آنكه أخذ‬
‫فنون ثالثة از أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كرده اند تدوين آن در كتب‬
‫كردهاند بأمر ايشان تا در زمان غيبت كربى شيعه أهل بيت در عقايد‬
‫واعامل بان رجوع كنند وآن كتب بطريق تواتر منتهى بمتاخرين شده‬
‫وكتاب « كايف » كه ثقة اّلسالم حممد بن يعقوب كليني ‪ -‬قدس رسه ‪-‬‬
‫تاليف آن كردهاند مشتمل است بر فنون ثالثة‪.‬‬
‫ثم اشبع الكالم يف حدوث طريقة األصولينى وافرتاق الطائفة إىل ان قال‪:‬‬
‫از اين جهت علامء اماميه منقسم شده اند باخباريني وأصوليني چنانچه‬
‫عالمه حىل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬در بحث خرب واحد در هنايه ذكر كرده است‬
‫ودر اخر رشح مواقف واوائل كتاب ملل ونحل نيز ترصيح بان شده‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫تا آنكه نوبت باعلم العلامء املتأخرين يف علم احلديث والرجال واورعهم‬
‫استاد الكل يف الكل مريزا حممد اسرتآبادي نوراهلل مرقده الرشيف رسيده‬
‫پس ايشان بعد از آنكه مجيع احاديث را بفقري تعليم كردند اشاره كردند‬
‫از احياى طريقه اخباريني بكن وشبهاتى كه معارضه بان طريق دارد دفع‬
‫آن شبهات بكن مرا اين معنى در خاطر مىگذشت ليكن رب العزّة‬
‫تقدير كرده بود كه اين معنى در قلم تو جارى شود پس فقري بعد ازآنكه‬
‫‪ 332‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫مجيع علوم متعارفه را از اعظم علامء آن فنون أخذ كرده بودم چندين‬
‫سال در مدينه منوره رس بگريبان فكر فرو مىبردم وترضع بدرگاه رب‬
‫العزة مىكردم وتوسل بارواح أهل عصمت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬مى جستم‬
‫وجمددا نظر باحاديث وكتب عامه وكتب خاصه مىكردم از روى كامل‬
‫تعمق وتامل تا آنكه بتوفيق رب العزّه وبركات سيد املرسلني وائمه‬
‫طاهرين صلوات اهلل عليه وعليهم امجعني باشاره ّلزم اّلطاعه امتثال‬
‫نمودم وبتاليف فوائد مدنيه موفق شده بمطالعه رشيف ايشان مرشف‬
‫شد پس حتسني اين تاليف كردهاند وثنا برمولفش گفتند رمحه اهلل واگر‬
‫سائىل گويد مى بايد كه مجع قليىل از افاضل اماميه كه در بعىض از‬
‫مباحث أصوىل موافقت با عامه كردهاند فاسق باشند بجواب گوئيم كه‬
‫ّلزم نميآيد از اين جهت كه از رضوريات دين است اين مسئله كه غافل‬
‫از حكم اهلل معذور است مادام غافال ومعلوم كه مجع قليىل از افاضل از‬
‫متاخرين اماميه كه طريقه مركبه را پيش گرفته اند غافل بودهاند از اينكه‬
‫اين طريق جائز نيست ودر ميان مجيع فرق اختالف بسيار در كتب‬
‫كالميه وأصول فقه وفتاوى فقهيه واقع شده وحرضت صادق ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬فرموده است كه اختالف در ميان ايشان من كردهام باين طريق‬
‫كه فتاوى خمتلفه بعىض از بابت بيان حق وبعىض ديگراز بابت رضورة‬
‫رش‬
‫تقيه با ايشان تعليم كردم باين قصد كه اين طريقه در حفظ ايشان از ّ‬
‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪333‬‬

‫اعداء ادخلست ورئيس الطائفة ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬در كتاب « عدة »‬


‫فرموده است كه يف احلقيقة تناقض در احاديث اهلبيت ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬ودر اقوال خمتلفه اخباريني نيست از اين جهتى كه بعىض از فتاوى از‬
‫بابت رضورة تقيه است وبعىض ديگر از بابت اخبار وبيان واقع واز مجله‬
‫نعامئ رب العزه نسبت بفرقه ناجيه اين است كه هر كه عمل در زمان‬
‫غلبه اعدائ باحاديث وارده از بابت تقيه كنند در ديوان رب العزه‬
‫جمزيست ودر اين فائده اكتفا باين مقدار كرديم تا سبب مالل نشود‬
‫وانشاء اهلل العزيز در اواخر اين رساله بيان طريقه عامه بر وجه تفصيل‬
‫مىآيد‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال يف حوايش « العدة » نالفظه‪:‬‬
‫املعتزلة بعد ما ذهبوا إىل ان احلسن والقبح يف اّلفعال ذاتيان بمعنى نفرة‬
‫العقل عن بعض اّلفعال وفاعله مع قطع النظر عن جعل الشارع وعدم‬
‫نفرته عن بعضها كام حققه نصري املله والدين يف الفصول النصرييه‬
‫زعموا ان احد اّلحكام اخلمسه ذاتى لك ّل واحد من اّلفعال بالنسبة إىل‬
‫العامل بمقتضيات ذواهتا وفرعوا عىل زعمهم ذلك استقالل العقل بتعيني‬
‫حكم بعض اّلفعال اما ببدهىة أو بربهان واختلفوا فيام ّلي ّ‬
‫ستقل العقل‬
‫بتعيني حكمه ومل يبلغنا رشع معني ملاهو واقع من حكمه بل حكمه‬
‫باّلباحة أو احلظر أو الوقف بينهام بمعنى ان مقتىض اجلهل اى الثالثه ثم‬
‫‪ 334‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫زعموا ان بعد قول نبينا ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اذا عجزاملجتهدين عن‬
‫تعيني حكمه ورفعه جىرى يف اّلحتامّلت الثالثه وىل يف هذا املقام بحثان‬
‫احدمها ان احلسن والقبح ذاتيان لالفعال دون اّلحكام اخلمسة كام‬
‫ان املجتهد‬
‫يستفاد من اّلخبار الصحيحه الرصحىه املتواترة وثانيهام ّ‬
‫العاجز ّلجىرى فيه اّلحتامّلت الثالثه للنصوص الدالة عىل وجوب‬
‫التوقف عن الفتوى واّلصناف ص ‪ 48‬يف العمل يف ك ّل واقعة مل يعلم‬
‫حكمها بعينها مثل اخلرب املتواتر بني الفريقني انام اّلمور ثالثة ثم اقول‬
‫النظر الدقيق يقتىض ان يكون املناقشه بني العاملني بالوقف والعاملني‬
‫ان القائل باحلظر انام قال به من باب‬
‫باحلظر لقطيه ص‪ 48‬أو من املعلوم ّ‬
‫اّلحتياط ومن املعلوم اى العاملني بالتوقف يقولون بذلك وانّام يتوقفون‬
‫ان يتحقق هذا‬
‫يف تعيني ماهو واقع من اّلحكام اخلمسه هكذا ينبغى ّ‬
‫املوضع والتكالن عىل اهلل انتهى‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬وله رشح واف شاف عىل الكايف ينقل عنه شيخنا املتجليس ‪ -‬طاب ثراه‬
‫‪ -‬يف « نرآة العقول » ويف كتاب « بحاراالنوار » كثرىا تارة بقوله قال الفاضل األننى‬
‫االسرتآبا ي واخرى بقوله قال رئيس املحدثنى الفاضل األننى االسرتآبا ي ‪ -‬رمحة‬
‫اهلل عليه ‪ -‬ونن تتبع فنون َتقيقاته بعنى االنصاف رآها خالية نن االعتساف‪.‬‬

‫[محمد الحر العاميل]‬


‫[حممد احلر العانيل] ‪335‬‬

‫ونندم شيخنا االجل االكمل الورع املقدس املحدث العانيل العامل املاهر الشيخ حممد‬
‫احلر العانيل ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬نصنف كتاب « وسائل الشيعة يف احكام الرشيعة » وكتاب‬
‫« َترير وسائل الشيعة» رشح الوسائل وكتاب « اثبات اهلداة بالنصوص واملعتجزات‬
‫» وكتاب « فصول املدمة يف أصول األئمة » وكتاب « اجلواهر السنية يف االحا يث‬
‫القدسية » وكتاب « فدرست الوسائل » و « أنل اآلنل » و « الصحيفة الثانية » و «‬
‫البداية » و « الفوائد الطوسية » وغرى ذلك نن الكتب والتصانيف وقد استتجاز ننه‬
‫شيخنا املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وذكر اجازته له يف كتاب اجازات « بحار االنوار » ‪.‬‬
‫قال استا االساتذه يف « اللمؤلمؤة » يف ترمجته‪:‬‬
‫كان عاملا فاضال حمدثا اخباريا ‪.‬‬
‫وقال يف اثنا تصانيفه ورسائله يف الواجبات واملحرنات املنصوصة نن أول الفقه إىل‬
‫آخره قال يف آخرها‪:‬‬
‫فصارت ألفا ومخسامئة وخسمه وثالثني واملحرمات ألفا واربعامئة‬
‫وثامنني واربعني‪ .‬الخ‪.‬‬
‫ولنور بعض اشاراته وعباراته ‪:‬‬
‫قال يف الفائدة الثاننة واالربعنى نن املتجلد االول نن « الفوائد الطوسية » يف العمل‬
‫بظواهر القرآن‪:‬‬
‫رأيت يف بعض مصنفات املعارصين استدّلّل عىل جواز العمل يف‬
‫األحكام النظرية بظواهر القرآن املحتملة لوجوه متعددة‪ :‬من النسخ‪،‬‬
‫‪ 336‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والتقييد والتخصيص والتأويل وغري ذلك وان مل يرد نص يف موافقة‬


‫السالم وّل يف تفسريها منهم وملا رأيت ذلك‬
‫مضموهنا عنهم عليهم ّ‬
‫خالف النصوص املتواترة أحببت نقلها واجلواب عنها‪ .‬إىل اخر ما افاد‬
‫‪1‬‬

‫واجاد‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫فصل يف اّلستدّلل عىل عدم جواز استنباط األحكام النظرية من ظواهر‬
‫القرآن املحتملة للنسخ والتخصيص من التقييد والتأويل وغريها اّل بعد‬
‫السالم ‪ -‬وانتفاء تلك اّلحتامّلت‬
‫معرفة تفسريها من األئمة ‪ -‬عليهم ّ‬
‫‪2‬‬
‫ولو بنص عنهم يوافق ظاهرها‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة التاسعة واالبعنى‪:‬‬
‫وجدت كالما لبعض املعارصين يف حجية الربائة األصلية‬
‫واّلستصحاب والتشنيع عىل من ينكرها أحببت إيراده واجلواب عنه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫إىل اخر ما افاد‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة الثالثة والستنى ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الفوائد الطوسية‪ ،‬ص‪.163 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 186‬‬
‫‪ - 3‬مهان ص ‪. 196‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪337‬‬

‫اختلف العلامء يف حجية مفهوم الرشط واخلالف مشهور ودليل حجيته‬


‫‪1‬‬
‫ّل خيفى ضعفه‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة السا سة والسبعنى ‪:‬‬
‫اختلف يف جواز التقليد يف األصول والفروع فمنهم من منع منه فيهام‪،‬‬
‫ومنهم من أجاز فيهام‪ ،‬ومنهم من اجازه يف الفروع خاصة واخلالف‬
‫مشهور وأدلة اجلواز ضعيفة واآليات الرشيفة رصحىة يف ذمه واملنع منه‬
‫مطلقا بل بعض اآليات ظاهرة يف تناول املنع للفروع وقد مجعنا‬
‫‪2‬‬
‫األحاديث واألدلة وما يرد عليها يف حمل آخر‪ .‬إىل آخر ما افاد‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة التاسعة والسبعنى ‪:‬‬
‫قد َتدد يف هذا الزمان من بعض املائلني إىل العمل باألدلة العقلية الظنية‬
‫‪3‬‬
‫اّلستدّلل عىل ذلك بام ورد إىل اخر ما نقل واجاب ‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة الثالثة والثامننى ‪:‬‬
‫قد اشتهر اّلستدّلل اآلن بأدلة كثرية غري تامة حىسن التنبيه عليها‬
‫واإلشارة إليها تذكريا للعاقل وتنبيها للغافل ّل افتخارا بالتدقيق وّل‬
‫تعريضا بأحد من أهل التحقيق‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 279‬‬
‫‪ - 2‬الفوائد الطوسية‪ ،‬ص‪.326 :‬‬
‫‪ - 3‬مهان ص ‪.350‬‬
‫‪ 338‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫منها‪ :‬دعوى اإلمجاع فقد كثرت دعواه يف حمل النزاع وّل خيفى بعد حتققه‬
‫واستحالة اّلطالع عليه اّلن وكذا زمان الذين ادعوا يف كتبهم وكثريا ما‬
‫يريدون به الشهرة وّل دليل عىل حجيتها‪.‬‬
‫وللشهيد الثاين هنا كالم جيد يف « رسالة اجلمعة » فارجع إليه ان أردته‬
‫وفرض العلم بدخول املعصوم فيه يف زمان الغيبة من مجلة فروض املحال‬
‫وكذا اّلكتفاء بوجود عامل جمهول النسب يف مجلة املجمعني وكذا دعوى‬
‫كونه كاشفا عن دخوله بل ليس عىل حجيته دليل يعتد به عند التامل بل‬
‫السالم ‪ -‬يف‬
‫هو من خمرتعات العامة كام يفهم من رسالة الصادق ‪ -‬عليه ّ‬
‫رصح به السيد املرتىض وغريه‪.‬‬
‫أول « الروضة » وكام ّ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل بأحاديث العامة املذكورة يف كتب اّلستدّلل وقد‬
‫استدل هبا املرتىض والشيخ واملحقق والعالمة وغريهم يف كتبهم‬
‫وغرضهم صحيح يف اّلستدّلل هبا وبأمثاهلا مما تقدم ويأت كام فهمناه من‬
‫اشاراهتم ومن ترصحىات بعضهم ّلن كالمهم مع علامء العامة فأرادوا‬
‫اّلستدّلل عليهم بدليل إلزامي ّل يقدرون عىل إنكاره ألهنم يعتقدون‬
‫صحته وثبوته‪.‬‬
‫ثم استدلوا بعد ذلك بام رواه اخلاصة لكن كثريا ما يتفق يف كتب بعض‬
‫املتأخرين جعل ذلك الدليل الظاهري دليال واقعيا بل كثريا ما يردون‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪339‬‬

‫احلديث الصحيح الرصيح إذا خالف احلديث الضعيف الذي رواه‬


‫العامة فال ينبغي الغفلة عن ذلك‪.‬‬
‫فقد تواترت األحاديث عن أئمتنا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بالنهي عن رواية‬
‫أحاديث العامة وان كانت يف مدح أهل البيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كام روى‬
‫يف عيون اّلخبار وغريه وعن العمل هبا بل ورد عنهم األمر بمخالفتها‬
‫إذا مل يكن عندنا دليل يوافقها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل بظواهر اآليات يف األحكام النظرية إذا مل يكن هناك‬
‫حديث عن األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يوافقها فقد تواترت األحاديث عنهم‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعدم جواز ذلك وبان يف القرآن ناسخا ومنسوخا‬
‫وحمكام ومتشاهبا وعاما وخاصا وان له ظاهرا وباطنا وتفسريا وتأويال إىل‬
‫غري ذلك‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وقد مجعنا مجلة من تلك األحاديث يف أول كتاب القضاء من وسائل‬
‫الشيعة وحققنا املطلب يف حمل آخر من هذه الفائدة‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 340‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل عىل حكم نظري بآية اختلف فيها القراء بحيث يتغري‬
‫‪1‬‬
‫وه َّن َحتّى َي ْط ُه ْر َن)‪.‬‬
‫املعنى كقوله تعاىل ( َو ّل َت ْق َر ُب ُ‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫وان جاز التالوة باجلميع يف زمان الغيبة ّلشتباه القراءة املنزلة وّل دليل‬
‫عندنا عىل جواز العمل بكل واحدة من القراءات التي يتغري هبا املعنى‬
‫وّل عىل ترجيح احدى القراءتني والرتجيح بغري مرجح مشكل واجلمع‬
‫بني املتناقضني أشكل‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل باألصل يف نفس احلكم الرشعي يف مقام التحريم بان‬
‫املسئلة خالفية وقد ذهب مجع من العلامء إىل أصالة التحريم وذهب‬
‫املحققون إىل التوقف واّلحتياط والنص به َتاوز حد التواتر‪ ،‬ذكرنا نبذة‬
‫منه يف الكتاب املذكور وحققنا ذلك يف حمل آخر من هذه الفوائد‪ ،‬ودليل‬
‫أصالة اإلباحة ضعيف جدا واما أصالة عدم الوجوب فال خالف فيها‪،‬‬
‫وبعض األحاديث دالة عليها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل باّلستصحاب يف نفس احلكم الرشعي فإن دليله‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره بقره آيه ‪.222‬‬


‫[حممد احلر العانيل] ‪341‬‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وحجيته أيضا خالفية‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل بقياس األولوية فإن حجيته أيضا خالفية ودليلها‬
‫ضعيف وأكثر املحققني ّل يقولون بحجيته وأدلة بطالن القياس شاملة‬
‫له وّل خمصص هلا يعتد به بل النص اخلاص يف بطالنه رصيح بل متواتر‬
‫وقد ذكرنا مجلة منه يف الكتاب املذكور‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل بقياس منصوص العلة فإنه بمنزلة الذي قبله‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل بباقي أقسام القياس ومل يقل بحجيتها أحد من علامئنا‬
‫أصال إّل ابن اجلنيد عىل ما نقل عنه وذكروا ان كتبه تركت لذلك‪ ،‬ونقل‬
‫انه رجع عن القول بالقياس فظهر اتفاق األصحاب عىل بطالنه ومع‬
‫ذلك يستدلون به يف كتب اّلستدّلل بل هي مملوة منه للغرض الذي‬
‫ذكرناه يف استدّلهلم بأحاديث العامة لكن كثريا ما يغفل بعض املتأخرين‬
‫فيستدل به استدّلّل واقعيا بل ربام يردون احلديث الصحيح إذا خالفه‬
‫ومن تأمل كتب اّلستدّلل تيقن ما قلناه‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل باملفهومات كمفهوم الرشط والصفة والغاية واللقب‬
‫ونحوها فان الثالثة األول حجيتها خالفية وليس هلا دليل تام بل له‬
‫‪ 342‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫معارضات والرابع مل يعمل به أحد من علامئنا‪ ،‬ومع ذلك حىتجون به يف‬


‫كتب اّلستدّلل ملا ذكرناه فال تغفل‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬ترجيح التخصيص واملجاز واإلضامر والنقل واّلشرتاك والنسخ‬
‫بعضها عىل بعض لعدم الدليل الصالح لذلك مع تعارض األدلة فينبغي‬
‫التوقف عىل قرينة أخرى أو اّلحتياط‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل باملقدمات املختلفة فيها مثل قوهلم األمر باليشء‬
‫يستلزم النهي عن ضده اخلاص‪ ،‬والنهي يف العبادة يستلزم الفساد ونحو‬
‫ذلك لعدم الدليل عىل حجيتها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الرتجيح باملرجحات املذكورة يف كتب أصول العامة وبعض‬
‫املتأخرين من اخلاصة وهي نحو مخسني مرجحا ليس يف يشء منها دليل‬
‫يعتد به‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬استدّلهلم باملصالح املرسلة مع انه مل يقل بحجيتها أحد من‬
‫علامئنا وفرسوها بأهنا حكم مل يعلم علتها ليشء من األحكام‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬قوهلم يف مواضع كثرية عند تضعيف بعض األحاديث الصحيحة‬
‫التي يعرتفون بصحتها اهنا خمالفة لألصول فريدوهنا مع ان تلك األصول‬
‫قواعد كلية ليس عليها دليل رصيح يف العموم وعىل تقدير وجوده كيف‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪343‬‬

‫جىوز رد الدليل الرصيح اخلاص ألجله والعام قابل للتخصيص ودّللة‬


‫اخلاص أقوى قطعا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬استدّلهلم بالوجوب العقيل عىل الوجوب الرشعي وبالقبح‬
‫العقيل عىل التحريم الرشعي‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ولو كان العقل مستقال يف املقامني وكان العقيل مالزما للرشعي لعرف‬
‫العقالء أو األنبياء مجيع األحكام الرشعية من غري احتياج إىل الوحي وّل‬
‫شك يف ثبوت احلسن والقبح العقليني‪ ،‬ويف توقف الوجوب واحلرمة‬
‫الرشعيني عىل نص الشارع بام قلناه وللنصوص املتواترة‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬استدّلهلم يف مواضع كثرية بأن الكافر يتعذر منه نية القربة وّل‬
‫خيفى انه غري تام إذ ليس كل كافر منكرا للصانع بل قد يكون الكفر‬
‫بإنكار بعض الصفات الثبوتية أو السلبية أو العدل أو النبوة أو اإلمامة أو‬
‫املعاد أو الصالة أو الصوم أو الزكاة أو احلج أو حتريم الزنا أو حتريم‬
‫الرشاب أو غري ذلك من األقسام الكثرية جدا‪ .‬وّل يتعذر نية القربة إّل‬
‫يف القسم األول عىل تقدير وجوده‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫فكيف يتعذر ن ّية القربة يف مطلق الكافر‪.‬‬
‫‪ 344‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إىل أن قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬استدّلهلم يف عدة مواضع بقوله تعاىل ( َو ّل ُتبْطِ ُلوا َأ ْعام َلك ُْم)‬
‫‪1‬‬

‫ني َسبِيال) إىل غري ذلك‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫‪2‬‬
‫جى َع َل اهلل ل ْلكاف ِر َ‬
‫ين َع َىل ا ُْمل ْؤمن َ‬ ‫وقوله تعاىل ( َو َل ْن َ ْ‬
‫من اآليات التي استدلوا بعمومها عىل إفرادها مع ان ألفاظ العموم واقعة‬
‫رصح به العالمة‬
‫فيها يف سياق النفي فتفيد نفى العموم ّل عموم النفي كام ّ‬
‫يف املبادي وغريه ورصح به مجاعة من علامء املعاين‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬اّلستدّلل بالعرف والعادة فقد استدلوا بذلك عىل كثري من‬
‫األحكام مع ان ذلك أمرغري مضبوط‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وأمثال هذه اّلستدّلّلت كثرية جدا اكتفينا هبذا القدر ليكون ما ذكر‬
‫دليال عىل ما مل يذكر فال تغفل عن ذلك وعن أمثاله أيقظنا اهلل وإياكم من‬
‫الغفالت‪ ،‬وّل خيفى عليك ان هذه اّلستدّلّلت كلها موافقة‬
‫ّلستدّلّلت العامة وطريقتهم بل هي عني أدلتهم التي يستدلون هبا يف‬
‫كتبهم من خمرتعاهتم وحمدثاهتم‪ ،‬وناهيك بذلك دليال عىل بطالهنا‬
‫وبرهانا عىل فسادها ولو صحت لصحت مذاهب العامة والالزم باطل‬

‫‪ - 1‬سوره حممد‪ ،‬آيه ‪.33‬‬


‫‪ - 2‬سوره نساء‪ ،‬آيه ‪. 141‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪345‬‬

‫فكذا امللزوم ونحن مأمورون بالنص املتواتر عن أئمتنا ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫باجتناب طريقة العامة وترك سلوك مسالكهم ومشاكلتهم يف اعتقاداهتم‬
‫وأعامهلم فال ينبغي الغفلة عن ذلك‪.‬‬
‫وقد تواترت اآليات والروايات بالنهي عن العمل بالظن وهذه األدلة‬
‫ظنية باعرتافهم ودليل حجيتها ظني بل هو أضعف منها فكيف جىوز‬
‫اّلستدّلل بظنى عىل ظني؟! وعند التأمل يظهر اهنا كلها ترجع إىل‬
‫القياس وهو باطل أو دليل حجيتها مبني عىل القياس وكلها يطلق عليها‬
‫لفظ املقاييس يف كالم املتقدمني ويف أحاديث األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫والنهي عنها متواتر وكلها ظنية والنهي عن العمل بالظن متواتر‪.‬‬
‫وقد خصوا النهي عن العمل بالظن باألصول وهو ختصيص بغري‬
‫خمصص بل األدلة املعارضة هلذا التخصيص كثرية ليس هذا حملها سلمنا‬
‫فحجية هذه األدلة من أعظم مطالب األصول بل عليها يتفرع مجيع‬
‫األحكام فأين أدلتها القطعية ومن تتبع وأنصف تيقن ان أكثر أدلة الفروع‬
‫أقوى من أكثر أدلة األصوليني وهذه الدعوى ّل ينكرها اّل من قل تتبعه‬
‫ومل يعرف القرائن وّل حد التواتر ومل يطلع عىل أحوال الكتب والرواة كام‬
‫ينبغي أو من غلبت عليه شبهة أو تقليد أو من رصف عمره يف حتقيق‬
‫العلوم الفاسدة ويف مطالعة كتب العامة أعداء الدين وقد تواترت‬
‫‪ 346‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اّلخبار عن األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بوجوب الرجوع يف مجيع األحكام‬


‫الرشعية إىل أهل العصمة ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫وبوجوب اّلحتياط إذا مل يعلم حكمهم وهذه الطريقة امجاعية جىوز‬
‫العمل عند األصوليني واألخباريني والعمل بوجوه األدلة الظنية‬
‫وأقسامها موافقة لطريقة األصوليني والعامة وخمالف لطريقة األخباريني‬
‫واألئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فظهر الرتجيح عند العاقل املنصف واهلل املوفق‪.‬‬
‫واعلم ان انقسام اإلمامية إىل األصوليني واألخباريني مشهور بني العامة‬
‫واخلاصة مذكور يف « هناية » العالمة يف بحث العمل باخلرب الواحد ويف «‬
‫امللل والنحل » ويف « رشح املواقف » يف آخره وغريها وقد ذكر العالمة‬
‫‪1‬‬
‫يف « النهاية » ان أكثر اإلمامية كانوا اخباريني‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة احلا يه والتسعنى‪:‬‬
‫عدم جواز اّلستنباطات الظنية‬
‫أمجعت الطائفة املح ّقة عىل عدم جواز الفتوى والعمل يف الدين بيشء من‬
‫اّلستنباطات الظنية يف حتصيل نفس احلكم الرشعي ومل يزل ذلك مذهب‬
‫مجيع األخباريني ومنهم يعرفه كل موافق أو خمالف هلم وهذا اإلمجاع‬
‫حجة للعلم بدخول املعصومني فيه بدليل األحاديث املتواترة عنهم‬

‫‪ - 1‬الفوايد الطوسيه‪ ،‬ص ‪.364 -371‬‬


‫[حممد احلر العانيل] ‪347‬‬

‫الدالة عىل ان هذا احلكم مأخوذ منهم ويدل عىل ذلك أدلة كثرية عقلية‬
‫‪1‬‬
‫ونقلية‪.‬‬
‫ثم ذكر اربعنى ليال‪ .‬وقال يف الفائدة الثانية والتسعنى‪:‬‬
‫اعلم اين وقفت عىل رسالة لبعض املعارصين يف اّلجتهاد مشتملة عىل‬
‫حق وباطل وفيها تناقض وتعارض وتسامح وتساهل فالتمس مني‬
‫بعض األصحاب متييز ما فيها وبيان ما وافق أحاديث األئمة ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وما خالفها لئال تدخل الشبهة عىل بعض الضعفاء إذا عجزوا‬
‫‪2‬‬
‫عن حلها ومل هىتدوا جلواهبا‪ ،‬ثم ساق الكالم إىل آخر املرام‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة السا سة والتسعنى يف نسألة أصالة اإلباحة‪:‬‬
‫قد وقفت عىل رسالة لبعض املعارصين يف مسئلة األصل يف األشياء‬
‫وزعم انه اثبت اإلباحة فيها باآليات واّلخبار وفيها أنواع من التشكيك‬
‫واّلستدّلل الركيك وفنون من التموهىات وضعيف التوجيهات ّل‬
‫حىسن نقلها واجلواب عنها‪ ،‬وأحببت أن أذكر شبهاهتا وأجيب عنها لئال‬
‫تدخل الشبهة عىل من نظر فيها فيقوى طريق التسامح والتساهل‬

‫‪- 1‬مهان ص ‪. 402‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 417‬‬
‫‪ 348‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويضعف طريق التوقف واّلحتياط أعاذ اهلل املؤمنني من ذلك وأنجاهم‬


‫من مثل هذه املهالك‪ .‬ثم ذكر الرسالة ونقضها إىل اخر كالمه ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال‪ :‬يف الفائدة املائة ‪ :‬جواب نن أنكر إفا ة بعض األخبار العلم‪:‬‬
‫ادعى بعض الطلبة اآلن انه ّل حىصل من اّلخبار اّل الظن وّل حىصل من‬
‫يشء منها العلم ّل من جهة السند وّل من جهة الدّللة وّل خيفى عىل أحد‬
‫ان هذا إفراط عظيم بليغ ما سبقه أحد إليه واحلق ان خرب الواحد‬
‫املحفوف بالقرائن يفيد العلم من جهة السند واخلرب املتواتر كذلك‬
‫واخلرب الذي مل يتواتر ومل يكن حمفوفا بالقرائن يفيد الظن ّل العلم وان‬
‫اخبار الكتب املعتمدة بعضها متواتر والباقي حمفوف بالقرائن وان اخلرب‬
‫من أي قسم من األقسام الثالثة كان تنقسم دّللته إىل قسمني قطعية‬
‫وظنية فمن ادعى خالف ذلك فقد غلط غلطا فاحشا وقد استدل هذا‬
‫القائل بشبهات غري دالة عىل مطلبه‪ .‬وأنا أجيب عنها إمجاّل ثم تفصيال‬
‫‪2‬‬
‫ثم ذكر الشبهات واجاهبا عىل التفصيل‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة الثانية واملائة آيات يف ذم الكثرة وندح القلة‪:‬‬
‫قد تواتر يف الكتاب والسنة ذم الكثرة ومدح القلة ومن تأمل ذلك ظهر له‬
‫نفي حجية اإلمجاع ألنه عند التحقيق يرجع إىل الشهرة والكثرة كام ذكره‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 472‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 525‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪349‬‬

‫الشهيد يف « الذكرى » ولو علم دخول املعصوم انتفت فائدته مع ان ذلك‬


‫أمر قد اعرتفوا باستحالته يف زمان الغيبة مع ان كل إمجاع ادعوه يف زمان‬
‫الغيبة بل ذهب مجاعة إىل عدم إمكان حتققه ومجاعة إىل عدم إمكان‬
‫اّلطالع عليه واّلعتبار الصحيح شاهد به والعلم العادي حاصل بأنه‬
‫غري مقدور وان اّلعتقاد أمر خفي غري حمسوس وكثريا ما يمنع من‬
‫‪1‬‬
‫إظهاره موانع‪.‬‬
‫وقال يف نقدنة « َترير الوسائل » ‪:‬‬
‫تتمة تشتمل عىل فائدتنى حيتاج إليدام وحيسن تقديمدام ‪:‬‬
‫اّلوىل‪ :‬قد عرفت طريقة العمل املوافقة ّلحاديث األئمة ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬وارشنا إىل ان احاديثها مروية يف كتاب القضاء وقد اجبت ان‬
‫اذكرعنوان تلك اّلبواب املطابقة لالحاديث املروية فيها وهي اثنى عرش‬
‫مر‬
‫وعدد تلك اّلحاديث وشيئا يسريا منها للتربك واّلشهاد هبا عىل ما ّ‬
‫فانه ّل يتيرسالرجوع إليها لك ّل احد فمن تلك اّلبواب باب انه ّلجىوز‬
‫ّلحد حىكم أو من يروى حكم اّلمام فيحكم به فيه عرشة احاديث‬
‫واشارة إىل ماتقدم ويأت يف غري الباب من اّلحاديث فمنها قوله ‪ -‬عليه‬

‫‪ - 1‬الفوائد الطوسية‪ ،‬ص‪. 552 :‬‬


‫‪ 350‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إلما ِم ا ْلع ِاملِ بِا ْل َق َض ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫اء‬ ‫َ‬ ‫ُوم َة إِن ََّام ه َي ل ْ ِ َ‬
‫احلك َ‬ ‫ُوم َة‪َ -‬فإِ َّن ُْ‬
‫احلك َ‬ ‫السالم ‪ -‬ا َّت ُقوا ُْ‬

‫ِص َنبِ ٍّي‪.‬‬ ‫اد ِل ِيف املُْسلِ ِم ِ َ ِ‬ ‫ا ْلع ِ‬


‫ني لنَبِ ٍّي أ ْو َو ِّ‬‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬

‫إىل ان قال ‪:‬‬


‫باب عدم جواز القضاء واّلفتاء بغري علم بورود احلكم عن املعصومني‬
‫فيه ستة وثالثون حديثا واشارة إىل ماتقدم ويأت فمن تلك اّلحاديث‬
‫َري ِع ْل ٍم و َّل ُهدى من اهلل َل َعنَ ْت ُه‬ ‫َّاس بِغ ْ ِ‬
‫قوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬م ْن َأ ْفتَى الن َ‬
‫اب و َِحل َق ُه ِوز ُْر َم ْن َع ِم َل بِ ُفتْ َيا ُه‪.‬‬
‫مح ِة و َم َالئِ َك ُة ا ْل َع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫َم َالئ َك ُة َّ‬
‫الر ْ َ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫احل ْك ِم َم َع ُظ ُهو ِر‬ ‫السن َِّة و ُو ُج ِ‬
‫وب َن ْق ِ‬
‫ض ُْ‬ ‫َري ا ْلكِت ِ‬
‫َاب و ُّ‬ ‫احل ْك ِم بِغ ْ ِ‬
‫اب َ ْحت ِري ِم ُْ‬
‫َب ُ‬
‫اخل َطإ فيه مخسه عرش حديثا واشاره إىل ما تقدم وياتى فمن احاديثه قوله‬ ‫َْ‬

‫َان ِم ْن‬
‫رب َع َل ْي ِه ك َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬م ْن َحك ََم ِيف ِد ْر َ َ ِ ِ‬
‫مه ْني ب ُح ْك ٍم َج ْور‪ُ -‬ث َّم َج َ َ‬
‫‪2‬‬
‫ون *‪.‬‬‫ك ُه ُم ا ْلكافِ ُر َ‬ ‫حىك ُْم بِام َأ ْنز ََل اهلل َف ُأولئِ َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫أهل َهذه ْاآل َية َ‬
‫*و َم ْن َمل ْ َ ْ‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫احل ْك ِم بِالر ْأ ِي و ِاّلجتِه ِ‬
‫اد وا َْمل َقايِ ِ‬
‫يس ون َْح ِو َها‬ ‫باب عدَ ِم جو ِاز ا ْل َق َض ِ‬
‫اء و ُْ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫الرش ِع َّي ِة ‪ .‬وفيه مخسون حديثا‬ ‫ات ال َّظنِّ َّي ِة ِيف َن ْف ِ َ‬
‫س ْاأل ْحكَا ِم َّ ْ‬
‫ِمن ِاّلستِنْبا َط ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫واشاره إىل ماتقدم وياتى يف احاديثه قوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪ : -‬و َم ْن َو َض َع‬

‫‪ - 1‬وسايل الشيعه‪ ،‬ج ‪ ،27‬ص ‪. 17‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 31‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪351‬‬

‫َات ْاألَ ْنبِي ِ‬


‫َري الص ْفو ِة ِمن بيوت ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫اء‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ُو َّل َة َأ ْم ِر اهلل و َأ ْه َل ْاستنْ َباط ع ْلمه ِيف غ ْ ِ َّ َ ْ ُ ُ‬
‫ني بِغ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َري ُهدى‬ ‫اجل َّه َال ُو َّل َة َأ ْم ِر اهللَِّ‪ -‬واملُْ َت َك ِّلف َ‬
‫ف َأ ْم َر اهللَِّ‪ -‬و َج َع َل ُْ‬
‫َف َقدْ َخا َل َ‬
‫اط ِع ْل ِم اهللَِّ‪َ -‬ف َقدْ ك ََذ ُبوا َع َىل اهلل‬ ‫ِمن اهللَِّ‪ -‬و َزعموا َأهنم أهل استِنْب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬
‫و َر ُسولِ ِه‪.‬‬
‫وقوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وا ْع َل ُموا َأ َّن ُه َل ْي َس ِم ْن ِع ْل ِم اهلل و َّل ِم ْن َأ ْم ِر ِه‪َ -‬أ ْن‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫يس‪َ -‬قدْ َأ ْنز ََل‬ ‫َي ْأ ُخ َذ َأ َحد م ْن َخ ْل ِق اهلل ِيف دينه ِ َهبوى‪ -‬و َّل َر ْأ ٍي و َّل َم َقايِ َ‬
‫آن َأ ْهال‪-‬‬ ‫ان ك ُِّل َيش ٍء‪ -‬و َج َع َل لِ ْل ُق ْر ِ‬
‫آن و َت َع ُّل ِم ا ْل ُق ْر ِ‬ ‫آن و َج َع َل فِ ِيه تِ ْب َي َ‬
‫اهلل ا ْل ُق ْر َ‬
‫ْ‬
‫َاه ُم اهلل ِع ْل َم ُه‪َ -‬أ ْن َي ْأ ُخ ُذوا ِ(يف ِدين ِ ِه ْم)‬ ‫ين آت ُ‬
‫َّل يسع أهل ِع ْل ِم ا ْل ُقر ِ ِ‬
‫آن ا َّلذ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ين َأ َم َر اهلل ْاألُ َّم َة‬ ‫ِ‬
‫الذك ِْر ا َّلذ َ‬
‫يس‪ -‬و ُه ْم أهل ِّ‬ ‫ِ َهبوى و َّل َر ْأ ٍي و َّل َم َقايِ َ‬
‫ول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪-‬‬ ‫بِس َؤ ِ‬
‫اهل ْم إِ َىل َأ ْن َق َال‪ -‬و َقدْ َع ِهدَ إِ َل ْي ِه ْم َر ُس ُ‬ ‫ُ‬
‫َق ْب َل َم ْوتِ ِه‪َ -‬ف َقا ُلوا ن َْح ُن َب ْعدَ َما َق َب َض اهلل َع َّز و َج َّل َر ُسو َل ُه ص‪َ -‬ي َس ُعنَا َأ ْن‬
‫ِ‬
‫ض اهلل َر ُسو َل ُه ‪ -‬صلی اهلل عليه‬ ‫َّاس‪َ -‬ب ْعدَ َقبْ ِ‬ ‫ي الن ِ‬ ‫اجت ََم َع َع َل ْيه َر ْأ ُ‬ ‫ن َْأ ُخ َذ بِ َام ْ‬
‫خمالِفا هللَِّ ولِ َر ُسولِ ِه ‪-‬‬
‫وآله ‪ --‬و َب ْعدَ َع ْه ِد ِه ا َّل ِذي َع ِهدَ ُه إِ َل ْينَا و َأ َم َرنَا بِ ِه‪َ ُ -‬‬
‫ني َض َال َلة ِمم َّ ْن َأ َخ َذ‬
‫صلی اهلل عليه وآله ‪َ -‬ف َام َأ َحد َأ ْج َر َأ َع َىل اهللَِّ‪ -‬و َّل َأ ْب َ َ‬
‫ك َي َس ُع ُه‪-‬‬‫ك‪ -‬و َز َع َم َأ َّن َذلِ َ‬
‫بِ َذلِ َ‬

‫إىل ان قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬وسائل ج ‪ ،27‬ص ‪. 36‬‬


‫‪ 352‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ار ْاألَئِ َّم ِة‬


‫ول اهلل ص و ُسنَّتِ ِه‪ -‬وآ َث ِ‬ ‫ار رس ِ‬ ‫ِ‬
‫و َق َال َأ َّيت َُها ا ْلع َصا َب ُة َع َل ْيك ُْم بِآ َث ِ َ ُ‬
‫ول اهلل ص ِم ْن َب ْع ِد ِه و ُسنَّتِ ِه ْم‪َ -‬فإِ َّن ُه َم ْن َأ َخ َذ‬ ‫ت رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُْاهلدَ اة‪ -‬م ْن أهل َب ْي َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َف َق ِد ْاهتَدَ ى‪ -‬و َم ْن ت ََر َك َذلِ َ‬ ‫بِ َذلِ َ‬
‫ين‬‫ب َعنْ ُه َض َّل‪ -‬ألَ َّهن ُ ْم ُه ُم ا َّلذ َ‬ ‫ك و َرغ َ‬
‫‪1‬‬
‫َأ َم َر اهلل بِ َطا َعتِ ِه ْم و َو َّل َيتِ ِه ْم احلديث‪.‬‬
‫إىل ان قال ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُجو ِع ِيف َمجي ِع ْاألَ ْحكَا ِم إىل املَْ ْع ُصوم َ‬
‫ني ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬ ‫اب ُو ُج ِ‬
‫وب ُّ‬ ‫َب ُ‬
‫فيه اثنان واربعون حديثا واشاره إىل ماتقدم وياتى باب وجوب العمل‬
‫باحاديث النبى‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واألئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املنقوله‬
‫يف الكتب املعتمدة ورواياهتا وصحتها وثبوهتا فيه ثامنيه وثامنون حديثا‬
‫واشاره إىل ماتقدم ويأت باب وجوه اجلمع بني اّلحاديث املختلفة وكيفية‬
‫العمل هبا فيه اثنان ومخسون حديثا واشاره إىل ماتقدم ويأت‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫باب عدم جواز تقليد غري املعصوم فيام يقوله برأيه وفيام ّليعمل فيه‬
‫بنص منهم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فيه اربعة وثالثون حديثا واشاره إىل ماتقدم‬
‫ويأتى ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 38‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪353‬‬

‫باب وجوب الرجوع يف القضا والفتوى إىل رواة احلديث من الشيعة فيام‬
‫رووه عنهم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬من احكام الرشيعة ّل فيام يقولونه برأهىم‬
‫فيه سبعة واربعون حديثا واشاره إىل ما مىض وسياتى ‪.‬‬
‫باب وجوب التوقف واّلحتياط يف القضاء والفتوى والعمل يف كل‬
‫مسالة نظريه مل يعلم حكمها بنص منهم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فيه سبعة‬
‫مر فمن تلك اّلحاديث‪.‬‬
‫وسبعون حديثا واشاره إىل ما ّ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ك‬ ‫ب َُهل ْم‪ِ -‬م ْن َذلِ َ‬ ‫اج ُ‬ ‫َان ا ْل َف ْر ُض َع َل ْي ِه ْم وا ْل َو ِ‬
‫وقوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ب ْل ك َ‬
‫ك إىل َعامل ِ ِه و ُم ْس َتنْبِطِ ِه‪ِ -‬ألَ َّن‬ ‫ري‪ -‬و َر َّد َما َج ِه ُلو ُه ِم ْن َذلِ َ‬
‫وف ِعنْدَ الت ََّح ُّ ِ‬‫ا ْل ُو ُق َ‬
‫وي ا ْألَ ْم ِر ِمن ُْه ْم‪َ -‬ل َعلِ َم ُه‬ ‫ول وإِىل ُأ ِ‬ ‫*و َل ْو ر ُّدو ُه إىل الرس ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ول ِيف كتَابِه َ َ‬ ‫اهلل َي ُق ُ‬
‫ون ِمن ُْه ُم‬ ‫ين َي ْس َتنْبِ ُط َ‬ ‫ِ‬
‫حم َّمد‪ -‬و ُه ُم ا َّلذ َ‬
‫ا َّل ِذين يس َتنْبِ ُطو َنه ِمنْهم * يعنِي َآل ُ َ ٍ‬
‫ُ ُ ْ َْ‬ ‫َ َْ‬
‫‪1‬‬ ‫احل َال َل و َْ‬
‫احل َرا َم‪.‬‬ ‫آن‪ -‬و َي ْع ِر ُف َ‬
‫ون َْ‬ ‫ا ْل ُق ْر َ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫اط ْاألَحكَا ِم النَّ َظ ِري ِة ِمن َظو ِ‬
‫اه ِر ا ْل ُق ْر ِ‬
‫آن إِ َّّل َب ْعدَ‬ ‫باب عدَ ِم جو ِاز استِنْب ِ‬
‫َّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ري َها ِم َن ْاألَئِ َّم ِة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وفيه ثامنون حديثا واشاره إىل‬ ‫َم ْع ِر َف ِة َت ْف ِس ِ‬

‫ماتقدم وياتى فمن ذلك‪.‬‬

‫‪ - 1‬وسايل الشيعه‪ ،‬ج ‪ 27‬ص ‪. 171‬‬


‫‪ 354‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ون إِ َىل‬
‫َّاس بِ َام َّل َت ْع َل ُم َ‬
‫قوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬ق َال‪ :‬ا َّت ُقوا اهلل و َّل ُت ْفتُوا الن َ‬
‫ك‬‫ف‪َ -‬ف َق َال ُي ْس َأ ُل َع ْن َذلِ َ‬‫َأ ْن َق َال َقا ُلوا َفام نَصنَع بِام َقدْ ُخربنَا بِ ِه ِيف املُْصح ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫حم َّم ٍد ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫آل ُ َ‬‫ُع َلامء ِ‬
‫َ ُ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ال ِم ْن‬ ‫وب الر َج ِ‬ ‫ِ‬
‫يشء َأ ْب َعدَ م ْن ُق ُل ِ ِّ‬ ‫وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪( -‬إِ َّن ُه) َل ْي َس َ ْ‬
‫اء اهللَُّ‪ -‬وإِن ََّام َأ َرا َد‬ ‫ك َ َحتري َْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون إِ َّّل َم ْن َش َ‬
‫مج ُع َ‬‫اخل َالئ ُق َأ ْ َ‬ ‫َت ْفسري ا ْل ُق ْرآن‪ -‬ويف َذل َ َّ َ‬
‫رصاطِ ِه و َأ ْن َي ْعبُدُ و ُه‪ -‬و َينْت َُهوا ِيف‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل بِ َت ْع ِم َيتِ ِه ِيف َذلِ َ َ‬
‫ك‪ -‬أ ْن َينْت َُهوا إىل َبابِه و َ‬
‫ني َع ْن َأ ْم ِر ِه ‪ .‬و َأ ْن َي ْستَنْبِ ُطوا َما‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َق ْوله إىل َطا َعة ا ْل ُق َّوا ِم بِكتَابِه‪ -‬والنَّاطق َ‬
‫ِِ‬

‫ك َعن ُْه ْم‪َّ -‬ل َع ْن َأ ْن ُف ِس ِه ْم ُث َّم َق َال و َل ْو َر ُّدو ُه إىل‬ ‫َاجوا إِ َل ْي ِه ِم ْن َذلِ َ‬ ‫احت ُ‬ ‫ْ‬
‫ين َي ْس َتنْبِ ُطو َن ُه ِمن ُْه ْم‪َ -‬ف َأ َّما َع ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وي ْاألَ ْم ِر من ُْه ْم‪ -‬لَ َعل َم ُه ا َّلذ َ‬‫ول وإِىل ُأ ِ‬ ‫الرس ِ‬
‫َّ ُ‬
‫وجدُ ‪.‬‬ ‫ك َأ َبدا و َّل ُي َ‬ ‫َري ِه ْم َف َل ْي َس ُي ْع َل ُم َذلِ َ‬
‫غِْ‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫َري‬ ‫ك‪َ -‬فإِ َّن الن َ‬ ‫اك وتِ َال َو َة ا ْل ُق ْر ِ‬
‫آن بِ َر ْأيِ َ‬ ‫وقوهلم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إِ َّي َ‬
‫َّاس غ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫َاش ِرتاكِ ِه ْم فِيام ِس َوا ُه ِم َن ْاألُ ُم ِ‬ ‫م ْش َ ِرتكِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ور‪ -‬و َّل َقاد ِر َ‬
‫ين َع َىل‬ ‫َ‬ ‫ني يف ع ْلمه‪ -‬ك ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت َْأ ِويلِ ِه‪ -‬إِ َّّل ِم ْن َحدِّ ِه و َبابِ ِه ا َّل ِذي َج َع َل ُه اهلل َل ُه‪َ -‬فا ْف َه ْم ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 186‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 191‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪355‬‬

‫باب عدم جواز استنباط اّلحكام النظريه من ظواهر كالم النبي ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬املروي من غري جهة األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬مامل يعلم‬
‫مامر‪.‬‬
‫تفسريه عنهم وفيه اشاره إىل ّ‬
‫وقال يف الفائدة الثاننة نن كتاب « َتريرالوسايل الشيعة رشح الوسائل » بعد نقل كالم‬
‫املوىل حممد أننى ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف نذهب االخبارينى الذي حكينا عنه يف ترمجته نا اوله‬
‫الصواب عندي نالفظه‪:‬‬
‫ونقل يعنى املوىل املذكور عن موّلنا مريزا حممد بن عيل اّلسرتآبادي‬
‫صاحب كتاب الرجال انه قال هبذا القول ووافقه موّلنا حمسن الكايش‬
‫وموّلنا خليل القزويني وموّلنا حممد طاهر القمي وموّلنا حممد باقر‬
‫املجلي ومجاعة وهو املوافق لترصحىات املتقدمني واّلحاديث املتواترة‬
‫اّلتيه يف حملها انشاء اهلل وقد تقدم نقل العالمة يف « النهاية » هذه الطريقة‬
‫عن اّلخباريني وهم املتقدمون من علامئنا ووافقهم مجاعة من املتأخرين‬
‫واملعارصين فهو احلق الذي امر به األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خلواصهم‬
‫وشيعتهم يف اّلخبار املتواتره وهو املباين لطريقه العامة املخالفني ّلهل‬
‫البيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وّل ريب يف كثرة العلم العادي وحصوله من‬
‫اخبار الثقة واخبار الكتب املعتمدة وعدم احتامل النقيص بعد التامل يف‬
‫القرآن وان مل حىصل ملن مل يعرفها أو غلب عليه تقليد أو شبهه أو وسواس‬
‫أو غفلة وقد احسن العالمة يف « التهذيب » حيث قال ويستجمع العلم‬
‫‪ 356‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اجلزم واملطابقه والثبات وّل ينقض بالعاديات حلصول اجلزم واحتامل‬


‫النقيض باعتبارين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫اقول‪ :‬انام أر نا نن هذه اجلملة تنبيدا عىل نذهبه واال فأخباريته بدهىة عند املحصلنى‪.‬‬

‫[محمد تقي املجليس]‬


‫ونندم الشيخان االجالن االعلامن الفاضالن الكانالن املقبوالن املحكامن املحدثان‬
‫العارفان املتجلسيان‪.‬‬
‫االول‪ :‬نوالنا اجلليل الورع التقي نوالنا حممد تقي املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وقد نص‬
‫عىل انحصار اال لة يف االخبار وعىل ان تفسرى القرآن نتوقف عىل االخبار أيضا واطرى‬
‫عىل املوىل حممد أننى – نور اهلل نرقده ‪ -‬وحكم بصحة اخبار الكتب االربعة بل سائر‬
‫اخبار كتب الصدوق كل ذلك يف أول رشحه الكبرى عىل « نن ال حيرضه الفقيه » املسمى‬
‫بـ « روضه املتقنى » واول رشحه بالفارسية املسمى بـ « اللوانع » ‪ ،‬وها انا اذكر نن‬
‫ترصحياته يف املطلب نن كتاب « اللوانع » واذا حصل الرشح الكبرى نقلنا عنه ان شاء‬
‫اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫قال يف َتديد رشح الكتاب‪:‬‬
‫وآن چه از آن مجله هبره اين بىبضاعت گرديده آنست كه چون علم‬
‫اخبار أهل بيت رسالت كه مشكاة انوار علوم ربانى وخمزن حكم‬
‫وارسار فرقانىاند‪ ،‬ارشف علوم حقيقيه‪ ،‬وارفع سعادات ابديه است‪.‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪357‬‬

‫وبه جهت استيالى سالطني جور وائمه ضالل اين علم رشيف مرتوك‬
‫ومنسوخ گرديده بود‪ ،‬وسلف صاحلون ‪ -‬رضوان اهلل عليهم امجعني ‪-‬‬
‫از اين جهت ّ‬
‫حل مشكالت وتبيني معضالت آن كام هو حقه نكرده‬
‫بودند‪ ،‬واين فقري برهنمونى هدايت بىغايت بذل جهد خويشتن در‬
‫احياء مراسم وتبيني معامل آن به نحوى نمودم كه اكنون بحمد اهلل ناسخ‬
‫مجيع علوم گرديده وأكثر علامء زمان متوجه ترويج وحتصيلش‬
‫ي َل ْو ّل َأ ْن َهدانَا اهللُّ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫گرديدهاند َْ‬
‫احل ْمدُ هلل ا َّلذي َهدانا هلذا وما ُكنّا لن َْهتَد َ‬
‫‪1‬‬

‫وقال‪:‬‬
‫فائده سوم درعلومى است كه تعلم آن ّلزم است يا مستحسن‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قال اهلل تبارك وتعاىل* َفا ْع َل ْم َأ َّن ُه ّل إِل َه إِ َّّل اهللُّ*‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وشكى نيست در آن كه‪ :‬هبرتين علوم اين علم است ودّلئل اين معارف‬
‫مهگى در قرآن واخبار از ائمه اطهار ‪ -‬سالم اهلل عليهم ‪ -‬فوق حدّ‬

‫‪ - 1‬اصفدانى‪ ،‬جملسى اول‪ ،‬حممد تقى ‪ ،‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ - 2‬سوره حممد‪،‬آيه ‪. 21‬‬
‫‪ 358‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وحرص است‪ ،‬واين علم مسمى است بعلم كالم‪ ،‬وظاهرا احتياج به‬
‫‪1‬‬
‫كتب متكلمني نيست بلكه‪ :‬آيات واخبار كاىف است‪.‬‬
‫أقول‪ :‬االكتفاء يف األصول بقول اهلل والرسول وآل الرسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪-‬‬
‫نن خصائص املحدثنى االخبارينى خالفا للمتكلمنى واألصولينى كامالخىفى عىل‬
‫املدره‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫ديگرعلم تفسري قرآن جميد است‪ ،‬ومبتديان را ناچار است از علم بلغت‬
‫عرب وعلم نحو ورصف از جهت معرفت آيات ظاهر الدّللة آن وآن‬
‫چه مشكالت قرآن است كه‪ :‬حمتاج بتفسري است دانستن آن منحرص‬
‫‪2‬‬
‫است در علم حديث‪.‬‬
‫أقول‪ :‬نن القرآن نا الحاجة فيه إىل التفسرى ويكتفى فيه الرتمجة وننه نا الفيه نن‬
‫التفسرى وهو عند املحدثنى نوقوف عىل بيان الصا قنى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد اشار‬
‫املوىل املتجليس إىل ناقلناه يف كالنه هذا‪:‬‬
‫وقال‪:‬‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪22 :‬‬


‫‪ - 2‬لوانع صاحب قرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 22‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪359‬‬

‫ديگر علم فقه است وآن متعلق است به افعال مكلفني از واجبات‪،‬‬
‫ومندوبات‪ ،‬وحمرمات‪ ،‬ومكروهات‪ ،‬ومباحات‪ ،‬واحكام‪ ،‬ومستند آن‬
‫نزد اين فقري‪ :‬منحرص است در قرآن وحديث وظاهر شد كه معرفت‬
‫قرآن نيز بحديث حاصل مىشود پس بنابراين علم منحرص است در‬
‫علم به احاديث منقوله از حرضات سيد املرسلني وائمه معصومني‬
‫‪1‬‬
‫صلوات اهلل عليهم امجعني‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا نص ننه عىل نذهبه يف انحصار األ لة الرشعية يف االخبار ون االمجاع‬
‫و ليل العقل وهذا عنى نذهب االخبارينى ريض اهلل عندم ‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫فائده چهارم در بيان علوم أهل بيت حرضت سيد املرسلني ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪-‬‬
‫از آن مجله علم بكتاب اهلل است كه خمصوص ايشان است چنانكه در‬
‫اخبار متواتره از عامه وخاصه وارده شده است‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫ودر بسيارى از اخبار مفصلة ايشان حكايت ثقلني هست‪ ،‬وآن كه‬
‫حرضت س ّيد املرسلني ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬فرمود كه «لن يفرتقا‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.22 :‬‬


‫‪ 360‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل احلوض» وچون اين عبارت متواتر معنى آن اين است كه‬
‫حتّى يردا ّ‬
‫كتاب خدا واهل بيت از يكديگر جدا نمىشوند‪ ،‬وظاهر است كه مراد‬
‫حرضت اين نيست كه الفاظ قرآن وبس نزد أهل بيت است چه اين‬
‫معنى خصوصيتى به ايشان نداشت بلكه مراد حرضت آنست كه‪:‬‬
‫تفسري قرآن نزد أهل بيت است وبس‪ ،‬وغري أهل بيت معنى قرآن را‬
‫نمىدانند واز حقايق قرآن خرب ندارند‪ ،‬ومراد از أهل بيت ائمه‬
‫معصومينند صلوات اهلل عليهم به اخبار متواتره از حرضت سيد‬
‫املرسلني وائمه طاهرين صلوات اهلل عليهم ‪ ،‬وذكر آن از طرق عامه‬
‫‪1‬‬
‫بطول مىانجامد‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فائده پنجم در وجوب رجوع است در مهه علوم به ائمه معصومني ‪-‬‬
‫الذك ِْر إِ ْن ُك ْنت ُْم ّل‬
‫عليه السالم ‪ -‬قال اهلل تبارك وتعاىل* َف ْس َئ ُلوا أهل ِّ‬

‫َت ْع َل ُم َ‬
‫ون* ‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فائده ششم در اوصاف علامى دينى است كه از ايشان أخذ علم توان‬
‫نمود‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 36‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪361‬‬

‫بدان كه چون ظاهر شد واخبار متواتره وارد شده است كه منحرص‬


‫است أخذ علوم دينيه از أهل بيت حرضت سيد املرسلني ‪ -‬صلوات اهلل‬
‫عليهم ‪ ، -‬وروايات متواتره وارد شده است در مذمت آرا ومقائيس‬
‫واجتهادات باطله كه ذكر آهنا مورث مالل است‪ ،‬چون اين رساله حمل‬
‫آن نيست وبعىض از آهنا را در « روضة املتقني » ياد كردهام ودر اين شك‬
‫نيست كه در زمان حرضت سيد املرسلني تا زمان غيبت كربى مدار‬
‫شيعه را بر اين بود كه اخبار از رسول خمتار وائمه اطهار ‪ -‬سالم اهلل‬
‫عليهم ‪ -‬مىشنيدند‪ ،‬وبه شهرهاى خود رفته نقل مىنمودند‪ ،‬وشيعيان‬
‫بدان عمل مىكردند‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وليكن أصحاب ايشان از حد وحرص متجاوز بودند‪ ،‬ومذهب ايشان را‬
‫مىدانستند وتقيه را نيز مىدانستند تا آن كه زمان ظهور ايشان منقىض‬
‫شد وغيبت كرباى حرضت صاحب األمر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واقع شد‬
‫ديگر كسى نداشتند كه رجوع به أو كنند‪ ،‬واخبارى كه از حرضت‬
‫شنيده بودند‪ ،‬ودر كتب ايشان بود رجوع باهنا نمودند‪ ،‬وبه اخبار‬
‫متواتره عمل مىنمودند وشواذ را طرح مىنمودند‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 362‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وديگر امورى كه ذكر آن ّلئق نيست‪ ،‬اختالفات در ميان شيعه‬


‫هبمرسيد‪ ،‬وهر يك بموجب يافت خود از قرآن وحديث عمل‬
‫مىنمودند‪ ،‬ومق ّلدان متابعت ايشان مىكردند‪.‬‬
‫تا آن كه سى سال تقريبا قبل از اين فاضل متبحر موّلنا حممد امني‬
‫اسرتآبادي ‪ -‬رمحة اهلل عليه ‪ -‬مشغول مقابله ومطالعه اخبار ائمه‬
‫معصومني ‪ -‬صلوات اهلل عليهم امجعني ‪ -‬شد ومذمت آراء‪ ،‬ومقائيس‬
‫را مطالعه نمود وطريقه أصحاب حرضات ائمه معصومني را دانست «‬
‫فوائد مدنيه » را نوشته باين بالد فرستاد أكثر أهل نجف وعتبات‬
‫عاليات طريقة أو را مستحسن دانستند ورجوع به اخبار نمودند واحلق‬
‫أكثر آن چه موّلنا حممد امني گفته است حقست‪ ،‬وجممال طريق اين‬
‫ضعيف وسطى است ما بني افراط وتفريط‪ ،‬واين طريقه را در « روضة‬
‫املتقني » مربهن ساختهام بتدريج وإن شاء اهلل تعاىل در اين رشح نيز‬
‫جممال ياد خواهم نمود‪ ،‬جمملش آنست كه از عاملى كه عارف شده باشد‬
‫به طريقه مرضيه أهل بيت ‪ -‬سالم اهلل عليهم ‪ -‬به كثرت مزاولت اخبار‬
‫ايشان ومجع بني اّلخبار ايشان تواند نمود‪ ،‬وعادل باشد‬
‫وتارك دنيا عمل به يافت أو مىتوان كرد بلكه واجب است عامى را‬
‫عمل به يافت أو كردن ودر اين صورت عمل بقول أو نكردهاند بلكه‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪363‬‬

‫عمل بقول اهلل وقول الرسول وقول اّلئمة املعصومني ‪ -‬صلوات اهلل‬
‫عليهم كردهاند‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فائده هفتم در بيان اختالف أخبار ومجع ميان اينهاست‪:‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫بدان كه حمدثان ما دو طائفهاند طائفه اى هبر خرب صحيحى كه به ايشان‬
‫رسد عمل مىكنند‪ ،‬واگر دو خرب خمتلف باشد مىگويند مكلف خمري‬
‫است در عمل هبر يك كه خواهد‪ ،‬بواسطه اخبارى كه از ائمه معصومني‬
‫بأهىام اخذت من باب التّسليم وسعك‪.‬‬
‫به ايشان رسيده است كه‪ّ :‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫يعنى مقام اطاعت وفرمان بردارى آنست كه هر چه بفرمايند سخن شنو‬
‫باشى‪ ،‬وكارى نداشته باشى كه چرا خمتلف گفتهاند‪ ،‬وچون وجوه‬
‫اختالف بسيار است‪ ،‬بسا باشد كه تو چيزى را سبب اختالف ناميى كه‬
‫نه چنان باشد‪ ،‬ودر اين صورت افرتا بر ايشان بسته باشى‪ ،‬ووجوه ديگر‬
‫كه ظاهر خواهد شد‪ .‬واز اين طائفه است شيخ اجل اعظم حممد بن‬
‫يعقوب كلينى ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ . -‬وطائفه ديگر مىگويند كه از‬
‫حرضات ائمه معصومني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬در مجع بني اّلخبار اخبار‬
‫ديگر وارد شده است‪ ،‬پس بايد كه ميان اين اخبار نيز مجع كنيم پس‬
‫‪ 364‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عمل به ختيري در صورتيست كه از هيچ وجه مجع نتوان كرد‪ ،‬وچون‬


‫كلينى قائل به ختيري است در اينجا نيز به ختيري قائل است ثم روى مقبوله‬
‫عمر بن حنظله‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وظاهرا مراد از جممع عليه متواتر است‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وهر كه به شبهات عمل ناميد به آن كه مثال بگويد كه اصل اباحت است‬
‫تا حرمت ظاهر شود‪ ،‬وامثال اين اجتهادات كه از روى نص نبوده باشد‬
‫حمرمات خواهد شد‪ ،‬چه ظاهر است كه مهه شبهات در واقع‬
‫مرتكب ّ‬
‫نادر است كه حالل باشد‪ ،‬پس داخل شده است در بسيارى از حمرمات‬
‫‪1‬‬
‫وبه نادانى هالك شده است‪.‬‬
‫وقال يف الفائدة الثاننه‪:‬‬
‫واين خربها با خرب امحد كه سابقا گذشت اشعارى دارد كه عمل بكتاب‬
‫مىتوان كرد هر گاه دانيم كه كتاب از مصنف آنست وازين باب است‬
‫كتب حديث اليوم مثال چون به تواتر بام رسيده است كه كتاب « كاىف »‬
‫تصنيف حممد بن يعقوب كلينى است‪ ،‬وكتاب « من ّل حىرضه الفقيه »‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 59 -60 :‬‬


‫[حممد تقي املتجليس] ‪365‬‬

‫تصنيف حممد بن بابويه قمى است‪ ،‬وكتاب « هتذيب » وكتاب «‬


‫استبصار » تصنيف شيخ طوسى است پس احتياج به اجازه نباشد‬
‫وليكن احوط آنست كه بدون اجازه بيكى از هفت اجازه بلكه شش اول‬
‫‪1‬‬
‫نقل حديث نكنند‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫فائده دهم در مذمت اجتهاد وآراء باطله است‪:‬‬
‫هيچ شك نيست در آن كه حرضت سيد األنبياء واملرسلني عقل كل‬
‫بود‪ ،‬وحق سبحانه وتعاىل حقائق ملك وملكوت را بر آن حرضت‬
‫منكشف ساخته بود واگر از آن حرضت سؤال مىنمودند از أصول دين‬
‫وفروع دين حرضت منتظر وحى اهلى بود تا آن كه هىودان ونصارى از‬
‫آن پيشواى انبياء سؤال نمودند از نسبت پروردگار كه از أصول دين‬
‫است‪ ،‬حرضت سه روز جواب نفرمودند تا جربئيل سوره قل هو اهلل‬
‫متبحران فضال از تدبري خانه‬
‫احد را آورد وبر مهه عقال ظاهر است كه ّ‬
‫خود عاجزند وهر روز اغالط بسيار مىكنند‪ ،‬پس اين عقول ضعيفه چه‬
‫دانند مراد اهلى را كه خواهند باين عقول اجتهاد وقياس واستحسان را‬
‫بكار فرمايند‪ ،‬مع هذا سنيان در صحاح خود اخبار در مذمت قياس نقل‬
‫كردهاند‪ ،‬وشيعيان در مذمت هر يك اخبار متواتره از رسول خدا وائمه‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 67‬‬
‫‪ 366‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫هدى صلوات اهلل عليهم روايت نمودهاند بلكه بسيارى از آيات واخبار‬
‫دّللت مىكند بر اين كه هر چه را علم نداشته باشيد بان فتوى نتوان داد‬
‫قال اهلل تعاىل * َأ َت ُقو ُلو َن َع َىل اهلل ما ّل َت ْع َل ُم َ‬
‫ون * ؟ يعنى آيا مىگوييد بر‬ ‫‪1‬‬

‫ون َع َىل‬ ‫حق سبحانه وتعاىل آن چه را بان عامل نيستيد كه* إِ َّن ا َّل َ‬
‫ذين َي ْف َ ُ‬
‫رت َ‬
‫‪2‬‬
‫يام ِة *‬ ‫ِ‬
‫وه ُه ْم ُم ْس َو َّدة َي ْو َم الق َ‬
‫ِ‬
‫اهلل الكَذ َب ُو ُج ُ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫* و َم ْن َأ ْظ َل ُم ِمم َّ ِن ا ْف َرتى َع َىل اهلل ك َِذبا *‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومذمت گامن فرموده در آيات بسيار ودر حديث صحيح از امام صادق‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وارد است كه فرمودند كه حالل حممد حالل است تا‬
‫روز قيامت وحرام حممد حرام است تا روز قيامت خالف آن نمىشود‬
‫ورشعى ديگر نخواهد بود‪ ،‬پس حرضت فرمودند كه هر بدعتى كه‬
‫‪4‬‬
‫كردند سنتى را ترك كردند‪،‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬سوره اعراف‪،‬آيه ‪.27‬‬


‫‪ - 2‬سوره زنر‪ ،‬آيه ‪. 60‬‬
‫‪ - 3‬سوره كدف‪ ،‬آيه ‪. 15‬‬
‫‪ - 4‬لوانع صاحب قرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 88‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪367‬‬

‫چون اينها كردند‪ ،‬ودست از كتاب خدا واهل بيت كشيدند با آن كه‬
‫احكام اهلى نزد أهل بيت بود‪ ،‬وهر روز حوادث واقع مىشد اجتامع‬
‫مىنمودند‪ ،‬وفكرهاى خود را بر رس هم مىزدند وپاره اى به قياس‬
‫وپاره اى به استحسان كارها مىكردند‪ ،‬وچون ان امر شنيع غصب‬
‫خالفت را هبمرسانيدند علامء باطل وجوه از براى كرده هاى ايشان پيدا‬
‫كردند‪ ،‬مجعى اين حديث را وضع كردند كه حرضت فرمودند كه «ّل‬
‫َجىت َِم ُع ّأمتي عىل اخلطا»‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وعىل اى حال ظاهر است كه اين حديث از آن حرضت نيست‪،‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وچون سنيان امجاع را هبمرسانيدند شيعيان بواسطه ر ّد بر ايشان گفتند‬
‫كه امجاع حق است وقتى كه معصوم در آن امجاع داخل باشد‪ ،‬وايشان‬
‫نيز در برابر سنيان بر مطالب خود نقل امجاعات نمودند‪ ،‬وگفتند كه‬
‫معصوم در امجاع ما داخل است‪ ،‬با آن كه در واقع قول معصوم حجت‬
‫است واتفاق ديگران بىفائده است‪ ،‬وخالىف نيست نزد شيعه كه اگر‬
‫مهه جمتهدان شيعه اتفاق ناميند بر امرى اتفاق ايشان حجت نيست‪ ،‬واگر‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحب قرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 92‬‬


‫‪ 368‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫معصوم بفرمايد قول آن حرضت حجت است پس امجاع نزد شيعه‬


‫صورتى ندارد‪ ،‬وهم چنني دّلئل عقىل ظنى‪ .‬پس مستند ما كتاب حق‬
‫سبحانه وتعاىل است‪ ،‬وسنت حرضات س ّيد املرسلني وائمه معصومني‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ثم اورد اّلخبار الوراده يف البدع وقال‪ :‬واگر چه ظاهر‬
‫اين اخبار مذمت عامه است وليكن هتديد است مر خاصه را از متابعت‬
‫ايشان در اين معنى‪ ،‬وبعىض كردهاند آن چه كردهاند وإن شاء اهلل آن نيز‬
‫ظاهر خواهد شد‪ .‬وروايات ما بسيار وارد شده است از حرضت سيد‬
‫املرسلني وائمه طاهرين ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كه هر بدعتى ضاللت است‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الضاللة بعد اهلداية‪.‬‬
‫وهر ضاللتى راه جهنم است نعوذ باهلل من ّ‬
‫وقال‪:‬‬
‫فائده يازدهم در اصطالحات حديث است‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وخرب وحديث يك معنى دارد وآن بر سه قسم است‪:‬‬
‫ّاول خرب متواتر‬
‫وآن خربى است كه اقال سه كس آن را روايت كرده باشند‪ ،‬واز اخبار‬
‫ايشان علم هبمرسيد‪ ،‬پس گاه باشد كه از قول هزار نفس علم هبم نرسد‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 98 -94‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪369‬‬

‫مثل شهادت روستائيان از جهة ارباب در آب وزمني‪ ،‬وگاه باشد كه از‬


‫گفته سه مرد متدين كه خرب دهند كه فالن شخص را ديديم علم حاصل‬
‫شود‪ ،‬ومدار اين بر علم است نه برعدد‪ ،‬واين خرب متبع است به امجاع‬
‫وخالىف در وجوب عمل باين خرب نيست مگر آن كه متواتر شود كه‬
‫حرضات خالف آن را نيز گفتهاند‪ ،‬ويكى از اينها تقيه خواهد بود‪ ،‬ودر‬
‫اين صورت مجع خواهيم نمود بيكى از وجوه مجعى كه گذشت چنانكه‬
‫در قرآن جميد نيز خمالف يكديگر هست‪ ،‬ويكى ناسخ است‪ ،‬وديگرى‬
‫منسوخ‪ ،‬وامثال آن كه خواهد آمد‪.‬‬
‫دوم خرب حمفوف به قرينه است‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫بسيار است كه از امثال اين خرب با اين قرائن علم حاصل مىشود وازين‬
‫بابست هر گاه شخىص از جانب پادشاهى به حكومت وّليتى رود‬
‫وحكم پادشاه را داشته باشد با خلعت پادشاه هيچ كس شك نمىكند‬
‫كه اين شخص از جانب پادشاه آمده است‪ ،‬واز اين بابست آن كه در‬
‫احاديث سابقه گذشت كه مهني كه دانيد كه كتاب از شيخ است به آن‬
‫عمل مىتوان كرد‪ ،‬وازين بابست كتبى كه در اين اوقات ظاهر مىشود‬
‫از كتب قدماى شيعه‪ ،‬مثل كتب ابن بابويه قمى كسى را كه مربوط‬
‫باشد به سخنان أو وكتب أو خصوصا هر گاه كتابى مندرس از قم‬
‫‪ 370‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بياورند كه تاريخ كتابتش تاريخ زمان أو يا قريب بزمان أو باشد‪ ،‬مثل‬


‫كتاب اماىل كذائى با خطوط مجعى از علامء‪ ،‬ومثل كتاب معانى اّلخبار‬
‫صدوق‪ ،‬جممال بسيار است كه از قرائن علم هبم مىرسد وظاهرا باين‬
‫خرب نيز عمل واجب باشد‪ ،‬چنانكه أكثر علامء به آن قائلند‪.‬‬
‫سوم خرب واحد است‪،‬‬
‫و آن خربيست كه علم از آن حاصل نشود خواه خرب دهنده به آن يكى‬
‫باشد يا هزار كس‪ ،‬واگر سه كس يا بيشرت خربى را نقل كنند واز آن‬
‫خرب ظن متآخم علم وقريب به آن حاصل گردد اين خرب را مستفيض‬
‫مىگويند‪ ،‬واز افراد خرب واحد است‪ ،‬ومجعى كه خرب واحد را حجت‬
‫نمىدانند بعىض از ايشان اين نوع را حجت مىدانند وغري اين را حجت‬
‫نمىدانند ومجعى مهه را حجت نمىدانند به آيات واخبارى كه هنى‬
‫نمودهاند از متابعت غري علم واز متابعت ظن‪ ،‬وساق الكالم‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ورسالة در اين باب نوشتم مشتمل بر أخبار متواتره كه دّللت مىكند‬
‫بر حجيت خرب واحد‪ ،‬وظواهر آيات نيز دّللت دارد‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫اخبارى كه در اين چهار كتاب ماست اين سه شيخ عظيم الشأن از كتب‬
‫معتربه نقل نمودهاند كه بعىض از آن كتب را بر حرضات ائمه هدى‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪371‬‬

‫عرض نمودهاند وايشان حتسني فرمودهاند‪ ،‬وبعىض را حرضات حكم‬


‫بح ّقيت آهنا نمودهاند وتفصيلش در ديباچه خواهد آمد إن شاء اهلل ‪.‬‬
‫وايضا خرب واحد منقسم مىشود به اقسام بسيار نزد عامه‪،‬‬
‫وبعىض از متأخرين‪ ،‬وليكن أكثر متقدمني ما حكم به صحت مجيع‬
‫نمودهاند چنانكه از ديباچه كاىف واين كتاب ظاهر مىشود‪ ،‬بلكه از‬
‫كتب صدوق ظاهر مىشود‪ ،‬كه حديث غري صحيح را در كتاهباى خود‬
‫نقل ننموده است‪ ،‬وظاهر صحت نزد قدماء آنست كه معلوم بوده باشد‬
‫كه حرضات معصومني صلوات اهلل عليهم فرمودهاند واين علم ايشان‬
‫را ميرس بوده است بواسطه كتب بسيار كه از أصحاب ائمه به ايشان‬
‫رسيده بود هلذا پر مقيد بسند نشدهاند‪ ،‬وَتربه كردهام كه بسيارى از‬
‫أخبارى كه كلينى ‪ -‬رمحة اهلل عليه ‪ -‬مرسل روايت كرده است صدوق‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وغري أو آن را مسند بطرق صحيحه روايت كردهاند‪ ،‬واز‬
‫كتاب هتذيب واستبصار شيخ طوسى ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نيز ظاهر است كه‬
‫أو نيز اخبار را از كتب معتمده روايت نمودهاست‪ ،‬واين معنى ظاهر‬
‫است كه مدار قدماء ما بر كتاهبائى بوده است كه ثقات أصحاب ائمه‬
‫معصومني صلوات اهلل عليهم از حرضات روايت كرده بودند وليكن‬
‫چون هر روز آن چه مىشنيدند در كتاب خود مىنوشتند‪ ،‬وآن كتب‬
‫نزد علام مضبوط بود وليكن اخبار آهنا منترش بود‪ ،‬مجعى ديگر از فضالى‬
‫‪ 372‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أصحاب ائمه صلوات اهلل عليهم مثل حممد بن ايب عمري‪ ،‬وصفوان بن‬
‫حىيى‪ ،‬ومحاد بن عيسى‪ ،‬وبزنطى آن كتب را مرتب ساخته كتاهبا تصنيف‬
‫نمودند برتتيب كتب فقهى‪ ،‬وروايات مثل زراره وحممد بن مسلم‪،‬‬
‫وبريد‪ ،‬وفضيل‪ ،‬وليث‪ ،‬وامثال ايشان را در كتب خود نقل مىنمودند‪.‬‬
‫معارصين ايشان مالحظة أصول با فروع مىنمودند‪ ،‬هر كتابى كه اصال‬
‫غلط در آن نبود وروات آهنا در هنايت عدالت وفضيلت بودند بلكه‬
‫مدائح ايشان وكتاهباى ايشان را از حرضات شنيده بودند از ميان چندين‬
‫هزار كتاب چهار صد كتاب را اعتبار نمودند‪ ،‬وامجاع بر عمل باين‬
‫كتب واقع شد‪ ،‬وفضالى ثالث ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ ، -‬أكثر بلكه مهه آن‬
‫چه نقل نمودهاند در اين كتب اربعة از آن چهار صد اصل نقل‬
‫نمودهاند‪ ،‬وبسيار ظاهر است فرق ميان كسى كه از كسى نقل كند يا از‬
‫كتاب كسى نقل كند چون از كتاب كه نقل كند مجعى هستند وبودهاند‬
‫كه رجوع به آن كتاب كه مىكردهاند‪ ،‬اگر نبوده است أو را كذاب‬
‫ووضاع حديث مىناميدهاند‪ ،‬وچنني كتابى را مطلقا اعتبار نمىكردهاند‬
‫به واسطة يك كذبى كه ممكن است سهوا از أو واقع شده باشد يا ديگرى‬
‫آن خرب را عمدا از كتاب أو انداخته باشد‪ ،‬وبنابراين است كه عامه‬
‫وخاصه نيز اعتبار كردهاند كتب لغت متأخرين را مثل صحاح‬
‫وقاموس‪ ،‬هر چند كافر وفاسق بودهاند به حمض آن كه چون ايشان‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪373‬‬

‫ناقلند واگر دروغى در كتاب ايشان مىبود فضالى أهل لغت آن را‬
‫اعتبار نمىكردهاند‪ ،‬پس اگر اين سه فاضل خربى نقل كنند از شخىص‬
‫گاه باشد كه علم هبمرسد وگاه باشد كه ظن قريب بعلم هبمرسد‪.‬‬
‫اما اگر هر سه خربى را از كتاب حسني بن سعيد روايت كنند‪ ،‬وهر سه‬
‫موافق نقل ناميند ما را علم هبمرسد كه ايشان دروغ بر حسني بن سعيد‬
‫نبستهاند‪ ،‬پس بنابراين ممكن است وجود اخبار متواتره در اين كتب‬
‫اربعة با آن كه احلمد هللّ رب العاملني كتبى ديگر از علامء هست كه مؤيد‬
‫اين اخبارمىتواند شد مثل كتاب حماسن برقى‪ ،‬وقرب اّلسناد محريى‪،‬‬
‫وبصائر الدرجات صفار‪ ،‬وغري اينها از كتب‪ ،‬ودر روضه اشاره به مهه‬
‫شده است در ضمن تأييد اخبار‪.‬‬
‫اما موافق اصطالح متأخرين از زمان عالمه‪ ،‬واندكى باّلتر حديث بر‬
‫پنج وجه است كه فائده دارد وتقسيامت ديگر در كتب عامه هست‬
‫وبعىض از خاصه متابعت ايشان كردهاند وچون فائدة بر آن مرتتب‬
‫‪1‬‬
‫نمىشود ذكر نكرديم آهنا را‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم يف ذكر مجاعة امجعت العصابة عىل تصحيح نا يصح عندم و قال‪:‬‬
‫وظاهرش آنست كه هر حديثى كه صحيح باشد طريق آن به ايشان‬
‫صحيح است وحال ما بعد آن را نظر نمىكنند چون اين مجاعت تا‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحب قرانى‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 103 -100‬‬


‫‪ 374‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫خربى نزد ايشان يقينى نبوده است در كتاب خود داخل نمىكردهاند‬
‫پس اگر ما بعد ايشان ضعيف يا مرسل بوده باشد رضر ندارد چون اين‬
‫مجاعت علم به آن خرب داشتهاند بتواتر يا غري آن از اسباب علم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫حممد بن‬
‫ومهچنني است احاديث مرسل حممد بن يعقوب كلينى‪ ،‬و ّ‬
‫بابويه قمى بلكه مجيع احاديث ايشان كه در « كاىف » و « من ّل حىرض »‬
‫است مهه را صحيح مىتوان گفت چون شهادت اين دو شيخ بزرگوار‬
‫كمرت از شهادت أصحاب رجال نيست يقينا بلكه هبرت است از جهة آن‬
‫كه ايشان كه صحيح مىگويند معنى آن است كه بيقني حرضات ائمه‬
‫معصومني ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬فرمودهاند بوجهى كه ايشان را يقني‬
‫حاصل شده است ومتأخران كه صحيح مىگويند‪ ،‬معنى آن اينست كه‬
‫مجاعتى كه روايت كردهاند ثقة بودهاند وحمتمل است كذب وسهو هر‬
‫يك وغرض بنده از اين ضبط باصطالح متأخرين اين است كه چون‬
‫أكثر مردم به آن مأنوس شده اند خمالفت ايشان سبب عدم اعتامد ايشان‬
‫مىشود ‪.‬‬
‫وساق الكالم إىل ان قال‪ 1‬يف الفائدة احلا ية عرش‪:‬‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحب قرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 105‬‬


‫[حممد تقي املتجليس] ‪375‬‬

‫ديگر ّأهىا اّلخ يف اهلل بر تو باد به مالحظه حق هر كه باشد‪،‬و زهنار كه‬


‫نظر نكنى به كثرت كه كثرت كفار بيش از مسلامنانست وكثرت خمالفان‬
‫فساق بيشرت از صلحائند وجهال أكثر از‬
‫بيشرت از شيعيان است و ّ‬
‫علامئند‪ ،‬وعلامء باطل بيش از علامء حقند ودر قرآن جميد حق سبحانه‬
‫وتعاىل در بسيار جا مدح قِ َّلت فرموده است‪ ،‬ودر بسيار آيه مذمت‬
‫كثرت‪ ،‬وچون بسيارى از علامء اشتباهات كردهاند در « روضة املتقني »‬
‫حق را بيان كردم بر وجهى كه دفع شبهه ها شده است ونام كسى را‬
‫نربدم كه مبادا غيبت باشد‪.‬‬
‫إىل آخر نا قال‪.‬‬
‫نى ِيف إِ َيرا ِ َمجِي ِع َنا‬ ‫وقال‪ :‬يف ذيل قول الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬و َمل م َأ مق ِصدم فِ ِيه َق مصدَ املمُ َصن ِِّف َ‬
‫َر َو مو ُه َب مل َق َصدم ُت إىل إِ َيرا ِ َنا ُأ مفتِي بِ ِه و َأ مح ُك ُم بِ ِص َّحتِ ِه و َأ معت َِقدُ فِ ِيه َأ َّن ُه ُح َّتج ٌة فِ َيام َب مينِي و َب م َ‬
‫نى‬
‫َر ِّيب َت َقدَّ َس ِذك ُمر ُه الخ ‪:‬‬
‫واثبات قطعيه اخباريه بني كالم طويل ومجعى از متأخرين أصحاب‬
‫رمحهم اهلل تعاىل به واسطة عدم تتبع اين معنى را نيافته بودند حكم‬
‫بضعف بسيارى از اخبار كردهاند‪ ،‬با آن كه حممد بن يعقوب كلينى‬
‫ريض اهلل عنه در ديباچه كاىف ذكر كرده است كه اخبار كاىف آثار صحيحه‬
‫است از أهل البيت صلوات اهلل عليهم‪ .‬وابن بابويه نيز حكم بصحت‬
‫اين اخبار نموده است‪.‬‬
‫‪ 376‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وجزم داريم كه صحتى كه ايشان مىگويند آنست كه يقينا معصوم ‪-‬‬


‫عليه السالم ‪ -‬فرمودهاند‪ ،‬وصحت نزد متأخرين اين معنى دارد كه‬
‫راويان ثقة ومعتمدند‪ ،‬وگاه باشد كه ظن نيز هبم نرسد ازين خربها‬
‫باصطالح ايشان پس معنى كالم اين دو بزرگ اينست كه يقينا اين‬
‫خربها از معصوم است كه گويا ايشان از معصوم شنيدهاند‪ .‬وهيچ‬
‫دغدغه نيست كه حكم بصحت ايشان هبرت است از حكم بصحت‬
‫متأخرين‪.‬‬
‫وآن كه رعايت اصطالح متأخرين كردهايم از آن جهت است كه چون‬
‫أكثر فضال به طريقة ايشان مأنوس شدهاند موجب تنفر ايشان نشود‪ ،‬با‬
‫آن كه در وقت معارضه احاديث بواسطه ترجيح به اصح ّيت فائده دارد‪،‬‬
‫چنانكه در مقبوله عمر بن حنظله گذشت‪ .‬وهر كه تتبع كند خواهد‬
‫دانستن آن چه را ذكر كردهام‪ ،‬بلكه ظاهر مىشود از بسيار جا كه ابن‬
‫بابويه حديث غري صحيح را در هيچ كتابى از كتاهباى خود نقل نكرده‬
‫است‪ ،‬چنانكه در كتاب عيون اخبار الرضا حديثى نقل مىكند در مجع‬
‫بني اّلخبار‪ ،‬بعد از آن ذكر مىكند كه در سند اين حديث حممد بن عبد‬
‫اهلل مسمعى هست‪ ،‬وشيخ ما حممد بن احلسن بن الوليد به أو بىاعتقاد‬
‫بود‪ ،‬ومن از اين جهت اين حديث را نقل كردم در اين كتاب كه من اين‬
‫حديث را بر شيخ خوانده أم در كتاب سعد بن عبد اهللّ‪ ،‬شيخ تفسري‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪377‬‬

‫نمودند به واسطة آن كه به سندهاى ديگر به شيخ رسيده بود‪ ،‬بنابراين‬


‫من نقل نمودم‪ ،‬واگر نه هر چه شيخ ما به آن اعتقاد ندارد من آن را ذكر‬
‫نمىكنم‪ ،‬وگامن ما آنست كه شيخ أو بسيار از حد در رفته است در‬
‫دقت رجال‪ ،‬مع هذا هر گاه اين مقدار د ّقت نموده باشند‪ ،‬د ّقت ما بعد‬
‫ايشان بىوجه است‪.‬‬
‫وشيخ الطائفة نقل كرده است كه صدوق نقد رجال حديث به مرتبه اى‬
‫كرده است كه فوق آن متصور نيست‪ ،‬ومهچنني حممد بن يعقوب كلينى‬
‫تا آن كه كلينى كاىف را در عرض بيست سال تصنيف نمود‪ ،‬كه‬
‫مىخواست كه هر خربى كه در آنجا نقل كند علم داشته باشد كه از‬
‫معصوم است‪ ،‬وبسيار است كه كلينى خربى را مرسال روايت مىكند‪،‬‬
‫ومهان خرب را ابن بابويه يا شيخ طوسى به اسانيد صحيحه كثريه روايت‬
‫كردهاند در كتب خود‪ .‬ودر روضة املتقني در أكثر جاها به آن اشعار‬
‫نمودهام‪ ،‬بلكه بسيار جاهست كه متأخرين علام حكم كردهاند كه در اين‬
‫باب حديثى نيست‪ ،‬يا حديث صحيحى نيست باصطالح ايشان‪ ،‬بنده‬
‫ذكر كردهام احاديث صحيحة در آن باب وإن شاء اهلل تعاىل به مهه اشعار‬
‫خواهد شد در اين رشح‪ ،‬چنانكه در روضه به آن اشعار نمودهام‪،‬‬
‫‪ 378‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫واستدعاى بنده از فضال آنست كه آن چه بنده نقل مىكنم به آن رجوع‬


‫‪1‬‬
‫ناميند مگر تا خاطر ايشان مجع شود‪.‬‬
‫وقال يف ذيل قول الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ : -‬و مجيع نا فيه نستخرج نن كتب نشدورة‬
‫عليدا املعول وإليدا املرجع‪:‬‬
‫ومجيع احاديثى كه در اين كتاب بريون آوردهام از كتاهباى مشهورى كه‬
‫اعتامد علامى شيعه بر آن كتب است‪ ،‬واگر مسأله ايشان را رضور شود‬
‫رجوع باين كتب مىكنند‪ .‬وظاهر مشهور متواتره است كه از مصنفان‬
‫آن كتب متواتر بوده است‪ .‬واز أصول أربعامئة است يا امثال آن‬
‫وصدوق در آخر اين كتاب فهرست كتب را ذكر كرده است‪ ،‬واز چهار‬
‫صد كس سه چهار كسى كم روايت كرده است‪ ،‬وشايد دو سه كسى‬
‫را نام برده باشد در فهرست كه در اصل كتاب نام ايشان را ذكر نكرده‬
‫است‪.‬‬
‫ممكن است كه از آن كتاهبا حديث نقل كرده باشد مرسال‪ ،‬واز مجعى‬
‫حديث نقل كرده است در اصل كه در فهرست ايشان را ياد نكرده‬
‫است‪ ،‬بنده سند آن را از كتاهباى صدوق‪ ،‬وكلينى ذكر كردهام‪،‬‬
‫ومهچنني بسيارى از اخبار را مرسل روايت كرده است وسند آن را ذكر‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.188 -190 :‬‬


‫[حممد تقي املتجليس] ‪379‬‬

‫نكرده است‪ ،‬يا بعنوان فتوى ذكر كرده است سندهاى آن را هم يافتهام‬
‫أكثر آن را از كتاهباى صدوق‪ ،‬وپاره اى از كلينى يافتهام‪ ،‬مگر بسيار‬
‫نادرى كه نيافته باشم واز ده نمىگذرد‪ ،‬وچون خاطر أو مجع بوده است‬
‫ذكر سند نكرده است‪ .‬نمىدانست كه چنني زمانه خواهد شد كه اعتامد‬
‫نكنند‪ ،‬اگر چه أكثر علامى سلف قول صدوق را نص حرضات مىدانند‬
‫‪1‬‬
‫چون از ارباب نص است‪ ،‬واجتهاد در غري نص را جايز نمىداند‪.‬‬
‫وقال يف باب وجوب اجلمعة بعد ايرا االية الكريمة‪:‬‬
‫بدان كه تفسري آيات چنانكه مراد اهلى است نه حدّ برش است وليكن‬
‫‪2‬‬
‫چون آيه از حمكامت قرآنست به اتفاق علام ترمجهاش را ذكر مىكنم‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫وظاهر مىشود كه وجه ترك نامز مجعه مهني بود كه چون مهيشه‬
‫پادشاهان سنّى بوده اند وخود مىكردند يا منصوب ايشان وشيعيان از‬
‫روى تقيه نمىكردند يا با ايشان مىكردند تا آن كه حق سبحانه وتعاىل‬
‫بفضل عميم خود پادشاهان صفو ّيه را انار اهلل تبارك وتعاىل برهاهنم‬
‫مؤيد گردانيد برتويج دين مبني حرضات ائمه معصومني صلوات اهلل‬
‫عليهم امجعني بعد از آن نامز مجعه را عالنيه به جا آوردند و ّاول كسى كه‬

‫‪ - 1‬لوانع ج ‪ ،1‬ص ‪. 190‬‬


‫‪ - 2‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪494 :‬‬
‫‪ 380‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫به جا آورد شيخ نور الدين عيل بن عبد املعاي بود وشنيدم از ابو الربكات‬
‫واز جد خودم كه چون شيخ عىل به اصفهان آمدند ودر مسجد جامع‬
‫عتيق نامز مجعه به جا آوردند متام مسجد پر شد كه ديگر جا نامند‪ ،‬وبعد‬
‫از أو شيخ حسني بن عبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نامز مجعه به جا آوردند‪ ،‬وبعد‬
‫از أو موّلنا عبد اهلل ‪ -‬طاب ثراه ‪ ، -‬وبعد از أو سيد الفضال مري حممد‬
‫رسه ‪-‬‬
‫باقر داماد ّنور رضحىه وبعد از أو شيخ هباء الدين حممد ‪ -‬قدس ّ‬
‫رسه ‪-‬‬
‫به جا آوردند‪ ،‬ودر نجف ارشف موّلنا امحد اردبيىل ‪ -‬قدس ّ‬
‫مىكردند ودر جبل عامل شيخ حسن وس ّيد حممد‪ ،‬ودر مشهد مقدس‬
‫مري حممد زمان ‪ -‬انار اهلل مراقدهم الزك ّيه ‪ -‬به جا آوردند جممال به بركت‬
‫ايشان رواج رشع شد وبعد از آن ترك نشد‪ .‬الخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال يف « روضة املتقنى » يف بعض َتقيقاته يف املتجلد االول نالفظه‪:‬‬


‫عىل أن األخبار الصحيحة ّل يقرص عن اإلمجاعات املنقولة بخرب الواحد‬
‫بل الظاهر أهنا أقوى منها وأقدم‪ ،‬ألن غاية ما يستفاد من اإلمجاع أن قائله‬
‫يقول علمت أنه قاله املعصوم فظاهره أنه خرب مرسل أو صحيح عىل‬
‫التسليم‪ ،‬عىل أن الظاهر أنه يقرص عن اخلرب املرسل أيضا فإن املرسل ّل‬
‫يستبعد صدوره من اإلمام عليه السالم واإلمجاع بحيث يعلم كون‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 513‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪381‬‬

‫املعصوم فيه أو يظن مستبعد غاية اّلستبعاد‪ ،‬خصوصا يف الغيبة الكربى‬


‫‪1‬‬
‫كام نبه عليه املحقق والشهيدان ريض اهلل تعاىل عنهم‪.‬‬
‫وقال يف نبحث االغسال‪:‬‬
‫واحلاصل أن الدّلئل العقلية التي ذكرها بعض األصحاب‪ ،‬وبنوا عليها‬
‫األحكام أكثرها مدخولة‪ ،‬واحلق يف أكثرها مع الفاضل األسرتآبادي‬
‫ريض اهلل عنه‪ :‬لكنه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬أفرط يف التشنيع عىل الكل‪ ،‬مع أن‬
‫األكثر مل يعملوا هبا كام يظهر من التتبع‪ ،‬وإن ذكروها فللرد عىل العامة‬
‫‪2‬‬
‫إلزاما هلم كام يظهر من املبسوط واملعترب واملنتهى‪.‬‬
‫وقال يف نوضع آخر ننه‪:‬‬
‫(و ما قيل) من أنه حىصل العلم بمقدمة خارجية هي‪ :‬أن هذا ما أدى إليه‬
‫اجتهادي وهو معلوم وكل ما أدى إليه اجتهادي جىب عىل العمل به‬
‫وهذه أيضا معلومة باإلمجاع فينتج وجوب العمل يقينا (حمل نظر) ألن‬
‫‪3‬‬
‫اإلمجاع املذكور مل يثبت مع خمالفة مجيع األخباريني بل األخبار أيضا‪.‬‬
‫وقال يف ذيل الوضوء بامء الور ‪:‬‬

‫‪ - 1‬جملسى‪ ،‬روضة املتقنى‪ ،‬يف رشح نن الحيرضالفقيه‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.233‬‬


‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 242‬‬
‫‪ - 3‬مهان ج ‪ ،1‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ 382‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫مع أن الظاهر أن أصل يونس كان موجودا عند الصدوقني وهلذا عمال‬
‫به وحكام بصحته‪ .‬فلم يبق إّل اإلمجاع‪ ،‬وكيف حىصل اإلمجاع مع خمالفة‬
‫هذين اجلليلني‪ ،‬والقول بأهنام معروفا النسب فال يرض خروجهام إنام ينفع‬
‫إذا علم دخول املعصوم عليه السالم يف القول املشهور ولو بورود اخلرب‬
‫‪1‬‬
‫الصحيح عنه عليه السالم وهو يف حمل املنع‪،‬‬
‫وقال يف رشح قوله واحلائض اذا طدرت‪:‬‬
‫ويمكن أن يستدل باخلرب أن القياس بالطريق األوىل وليس بحجة وإن‬
‫سمي بمفهوم املوافقة هربا من القول بالقياس (ّل يقال) إن قوله تعاىل‬
‫* َفال َت ُق ْل َُهلام ُأ ٍّ‬
‫ف*‪ ،‬ومثله دّللته ظاهرة عىل نفي األذى بكل وجه (ألنا‬
‫نقول) ّل نسلم أهنا فهمت من املفهوم بل من اآليات واألخبار خصوصا‬
‫من هذه اآلية من صدرها وعجزها‪ ،‬ولو سلم فنقول هذه اآلية عىل ما‬
‫يفهم من العرف تدل عىل أن ّل يؤذمها بكل وجه حتى قول األف وكلام‬
‫كان هكذا من الدّللة يمكن العمل به وإّل فال بل يكون من باب قياس‬
‫الشيطان‪ ،‬فإن الظاهر أن قياسه كان بالطريق األوىل بأن أصله من النار‪،‬‬
‫والنار أرشف من الرتاب‪ ،‬فإذا اجتمع مع هذه األرشفية العبادات الكثرية‬
‫فباألوىل أن يكون أرشف من األصل اخلسيس مع عدم العبادات وغلط‬
‫يف األصل والفرع ومل ينظر إىل نفسه الناطقة وروحه القدسية وعقله وقلبه‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪43 :‬‬


‫[حممد تقي املتجليس] ‪383‬‬

‫ورسه وما أعطاه اهلل تعاىل من الكامّلت اجلربوتية والالهوتية‪ ،‬مع أن‬
‫الرتاب باعتبار تواضعه وخضوعه أكمل منه باعتبار استعالء النار‬
‫وإحراقها كل يشء وهلذا يتمنى يف اآلخرة بقوله تعاىل *يا َل ْيتَنِي ُكن ُ‬
‫ْت‬
‫تُرابا* كام فرسه بعض املحققني فلام مل يصل عقول اخللق إىل العلل‬
‫الواقعية حرم القياس رأسا‪ ،‬وغرضنا اإلشارة إىل كل يشء من احلقائق‬
‫‪1‬‬
‫وإّل فاملقام ّل يسع ذكرها كام ينبغي واهلل تعاىل هو العامل باحلقائق‪.‬‬
‫وقال يف آخر رسالته يف الوجوب العينى لصلوه اجلمعة نالفظه‪:‬‬
‫جمموع اّلحاديث التي ذكرناها مأتا حديث والذي يدل عىل الوجوب‬
‫برصحىه من الصحاح واحلسان واملوثقات وغريها أربعون حديثا‪ .‬والذي‬
‫يدل بظاهره عىل الوجوب مخسون حديثا‪.‬‬
‫قال‪ :‬والذي يدل عىل عدم اشرتاط اّلمام بظاهره ستة عرش حديثا بل‬
‫أكثرها كذلك وأكثرها أيضا يدل عىل الوجوب العيني‪.‬‬
‫وقال يف كتاب الرجال نن الروضة بعد بيان اعتقا الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬صحة مجيع‬
‫االحا يث التي ذكرنا يف هذا الكتاب باصطالح القدناء بمعنى قطعية صدورها عن‬
‫املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نالفظه‪:‬‬

‫‪ - 1‬روضة املتقنى يف رشح نن ال حيرضه الفقيه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.251 :‬‬


‫‪ 384‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وكذا يظهر من ثقة اّلسالم حممد بن يعقوب الكليني ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪-‬‬
‫وكاهنام سمعا من األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬تلك اّلخبار والصحيح هبذا‬
‫املعنى اعىل من الصحيح باصطالح املتأخرين بمراتب شتى‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬كيف يمكن عملهام بصحة اّلخبار التي وردت عن مجاعة من‬
‫الضعفاء أو كانت مراسيل ويمكن ان يكونوا ضعفاء وقد قال اهلل تعاىل‬
‫*ان جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا* أو غري ذلك من اّلخبار التي وردت يف‬
‫اّلجتناب عن مجاعة روى الصدوقان عنهام ‪.‬‬
‫قلت‪ّ :‬لشك ان اّلخبار من األئمة اّلطهار ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كانت‬
‫كثرية ويمكن ان يكون مجيع ما ذكراه متواترة أو حمفوفه بالقرائن املفيده‬
‫للعلم وروى النجايش بطريقني قويني كالصحيح عن أمحد بن حممد بن‬
‫عيسى قال خرجت إىل الكوفة يف طلب احلديث فلقيت هبا احلسن بن‬
‫عيل الوشاء فسألته أن خيرج ي (إي) كتاب العالء بن رزين القالء وأبان‬
‫بن عثامن األمحر فأخرجهام إي فقلت له‪ :‬أحب أن َتيزمها ي فقال ي‪:‬‬
‫رمحك اهلل وما عجلتك اذهب فاكتبهام واسمع من بعد فقلت‪ّ :‬ل آمن‬
‫احلدثان فقال لو علمت أن هذا احلديث يكون له هذا الطلب ّلستكثرت‬
‫منه فإين أدركت يف هذا املسجد تسعامئة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن‬
‫حممد‪ .‬وذكر العالمة يف ترمجة ابن عقده ان له كتبا منها كتاب اسامء‬
‫الرجال الذي رووا عن الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اربعة اّلف رجل‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪385‬‬

‫واخرج لكل رجل احلديث الذي رواه وذكر األصحاب اخبارا عن ابن‬
‫عقده يف كتاب الرجال واملسموع من املشايخ انه كان كتابا كبريا برتتيب‬
‫كتب احلديث والفقه وذكر احوال ك ّل واحد منهم وروى عن كتابه خربا‬
‫أو خربين أو أكثر وكان ضعف الكايف وذكر الشيخ فقال انه سمعت‬
‫مجاعة حىكونه انه قال احفظ مائة وعرشين الف حديث باسانيدها واذاكر‬
‫بثلثامئة الف حديث هذه ما كان يف حفظه فقس عليه ما مل يكن يف حفظه‬
‫وما مل يروه من اّلخبار وان اردت التفصيل فانظر إىل فهرست الشيخ‬
‫والنجايش ريض اهلل عنهام فاذا كانت اّلحاديث يف الكثرة هبذه املرتبه كان‬
‫يمكن ان يكون تواتر ك ّل خرب من اّلخبار التي ذكراها أو كان حمفوفا‬
‫بالقرائن فال حىتاج إىل السند وانام ذكرا سندا ضعيفا منها أو مرسال مع ان‬
‫اجلامعة الذين ضعفهم املتاخرون يمكن ان يكون كلهم ثقات عندهم عىل‬
‫ان األصحاب اختاروا من هذه الكتب اربعامئة كتب وسموها باألصول‬
‫ّ‬
‫وامجعوا عىل صحتها اما لكون رواهتا من الذين امجعت العصابة عىل‬
‫تصحيح ما يصح عنهم أو كانت الكتب معروضة عىل اّلئمة ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وكان متواترا عندهم بتقرير املعصوم هلا إىل غري ذلك من‬
‫الوجوه التي ذكرناها فالظاهر جواز العمل باّلخبار التي يف الكايف‬
‫والفقيه اّل ان يكون هلا معارض اقوى منها انتهى ‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله نن ترك الوضوء أو بعضه‪:‬‬
‫‪ 386‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وامجاع عامه به چه كار كسى مىآيد‪ ،‬وامجاع خاصه وقتى اعتبار دارد كه‬
‫علم بدخول معصوم داشته باشيم ودر زمان غيبت معصوم اين علم از‬
‫ممتنعات عاديست‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ومهيشه شيعه ارباب نصوص بودهاند‪.‬‬
‫وقال شيخنا حممد باقر املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف آخر رسالة االعتقا ات‪:‬‬
‫واياك ان تظن بالوالد العالمة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬انه كان من الصوفية أو يعتقد‬
‫مسالكهم ومذاهبهم حاشاه عن ذلك وكيف يكون كذلك وهو كان‬
‫آنس أهل زمانه باخبار أهل البيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واعلمهم هبا بل كان‬
‫مسلكه الزهد والورع وكان يف بدو امره يتسمى باسم التصوف لريغب‬
‫إليه هذه الطائفة وّليستوحشوا منه فريد عنهم عن تلك اّلقاويل‬
‫الفاسدة واّلعامل املبتدعه وقد هدى كثري منهم إىل احلق هبذه املجادلة‬
‫احلسنة وملا راى يف اخره عمره ان تلك املصلحة قد ضاعت ورفعت‬
‫اعالم الضالل والطغيان وغلبت احزاب الشيطان وعلم اهنم اعداء اهلل‬
‫رصحىا تربأ منهم وكان يكفرهم يف عقائدهم الباطلة وانا اعرف بطريقته‬
‫وعند خطوطه يف ذلك‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪ - 1‬لوانع صاحبقرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 501‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪387‬‬

‫وقال الفقيه الرباين الشيخ يوسف البحراين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « لمؤلمؤة البحرين » عند ذكر‬
‫نشايخ العالنة املتجليس ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫منهم والده حممد تقي بن مقصود عىل وكان فاضال حمدثا ورعا ثقة‪ .‬إىل‬
‫آخر الرتمجة‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ولو حصلت لنا « الروضة » كلدا لذكرنا بعض نا فيدا نن اثبات طريقة املحدثنى‬
‫وتزئيف خمتار املتأخرين وسيام عند رشح فدرست « الفقيه » وقد اور نا قليال يف ترمجة‬
‫الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وفيام اور ناه كفاية للمتبرصين‪.‬‬

‫[محمد باقر املجليس]‬


‫والثاين اليم اخلضم الزاخر ننبع الفخار ونفتجر البحار ونطلع االنوار نوالنا حممد باقر‬
‫وهو أعلم املتأخرين بل املتقدننى يف الرواية والدراية قد أكثر نن التصانيف الغريبة كـ‬
‫« البحار » يف ستة وعرشين جملدا و « نرآة العقول » يف اثنى عرش جملد والفارسيه كـ «‬
‫حيوة القلوب » و « عنى احليوة » وغرى ذلك نن التصانيف املتضمنة لآلثار املشحونة‬
‫باالخبار يف كل نقصد ونرام ومل يصنف ورقة يف أصول الفقه والفقه املستنبط وهذا‬
‫ا ل ليل عىل خمتاره ومل اختار احلق بعد اعتباره ونن ارا ننه بعض املكاشفات يف ر‬
‫املتأخرين فلينظر إىل اربعينه ويف جملد صلوة اجلمعة نن بحاره بل يف رسالة اعتقا اته‬
‫ولنذكر قليال نن الكثرى والينبوك نثل خبرى‪.‬‬
‫‪ 388‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال الشيخ املتجليس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف االربعنى بعد رواية اخلانس والثلثنى الذي رواه‬
‫الكليني عن حممد بن اسامعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ايب عمرى بعد ان حقق‬
‫وبنى ان حممد بن اسامعيل هذا هو البندقي النيسابوري نالفظه‪:‬‬
‫ان جهالته ّليقدح يف صحة احلديث بوجوه‪:‬‬
‫اّلول‪ :‬رواية الكليني عنه يف أكثر اّلخبار التي اوردها يف الكايف واعتامده‬
‫عليه يدل ثقته وعدالته وفضله ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ان الفضل يقرب عهده بالكليني واشتهاره بني املحدثني مل يكن‬
‫الكليني حىتاج إىل واسطة قويه بينه وبينه ولذا اكتفى به يف كثري من‬
‫اّلخبار‪.‬‬
‫ان هذا اخلرب ماخوذ عن كتاب ابن ايب عمري كامّلخيفى‬
‫الثالث‪ :‬ان الظاهر ّ‬
‫عىل من له ادنى تتبع وكتب ابن ايب عمري كانت اشهر عند املحدثني من‬
‫األصول اّلربعة عندنا بل كانت األصول املعتربة اّلربعمئاة عندهم‬
‫اظهر من الشمس يف رابعة النهار فكام انا ّل نحتاج إىل سند هلذه األصول‬
‫اّلربعة واذا اوردنا سندا فليس اّل للتيمن والتربك واّلقتدا بسنه السلف‬
‫وربام مل ينال بسند فيه ضعف أو جهالة لذلك فكذا هوّلء األكابر من‬
‫املوثقني لذلك كانوا يكتفون بذكر سند واحد إىل الكتب املشهور وان‬
‫كان فيه ضعف أو جمهول وهذا باب واسع شاف نافع ان اتيتها يظهر لك‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪389‬‬

‫صحة كثري من اّلخبار وصفها القوم بالضعف ولنا عىل ذلك شواهد‬
‫كثرية ّليظهر عىل غرينا اّل بمامرسة اّلخبار وتتبع سريه قدمائنا اّلخيار‪.‬‬
‫ولنذكر هنا بعض تلك الشواهد لينتفع هبا من مل يسلك مسلك املتعسف‬
‫املعاند‪:‬‬
‫اّلول‪ :‬انك ترى الكليني ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يذكر سندا متصال إىل ابن حمبوب‬
‫أو إىل ابن ايب عمري أو إىل غريه من أصحاب الكتب املشهوره ثم يبتدى‬
‫بابن حمبوب مثال ويرتك ماتقدم من السند وليس ذلك اّل انه أخذ اخلرب‬
‫من كتابه فيكتفى بايراد السند مره واحده فيظن من ّل دراية له يف احلديث‬
‫ان اخلرب مرسل‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬انك ترى الكليني والشيخ وغريمها يروون خربا واحدا يف‬
‫موضعني ويذكرون سندا إىل صاحب الكتاب ثم يوردون هذا اخلرب بعينه‬
‫يف موضع اخر بسند اخر إىل صاحب الكتاب أو يضم سندا واسانيد غريه‬
‫إليه وتراهم هلم اسانيد صحاح يف خرب يذكروهنا يف موضع ثم يكتفون‬
‫بذكر سند ضعيف يف موضع اخر ومل يكن ذلك اّل لعدم اعتنائهم بايراد‬
‫تلك اّلسانيد ّلشتهار هذا الكتاب عندهم ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬انك ترى الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬مع كونه متاخرا عن الكليني‬
‫أخذ اّلخبار يف الفقيه عن األصول املعتمده واكتفى بذكر اّلسانيد يف‬
‫الفهرست وذكر لكل كتاب اسانيد صحيحه ومعتربه ولو كان ذكر اخلرب‬
‫‪ 390‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫مع سنده ّلكتفى بسند واحد اختصارا ولذا صار الفقيه متضمنا لصحاح‬
‫اّلخبار أكثر من سائر الكتب والعجب ممن تاخره كيف مل يقتف اثره‬
‫لتكثري الفائدة وقله حجم الكتاب فظهر اهنم كانوا ياخذون اّلخبار من‬
‫الكتب وكاتب الكتب عندهم معروفة مشهورة متواترة ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬انك ترى الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬اذا اضطر يف اجلمع بني اّلخبار إىل‬
‫القدح يف سنده ّليقدح فيمن هو قبل صاحب الكتاب من مشايخ‬
‫اّلجازه بل يقدح اما يف صاحب الكتاب أو فيمن بعده من الرواة كعيل‬
‫بن حديد وارضابه مع انه يف الرجال ضعف مجاعة ممن يقفون يف اوائل‬
‫اّلسانيد ‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬انك ترى مجاعة من القدماء واملتوسطني يضعون خربا بالصحة‬
‫مع اشتامله عىل مجاعة مل يوثقوا فغفل املتاخرون عن ذلك واعرضوا‬
‫عليهم كامحد بن حممد بن الوليد وامحد بن حممد بن حىيى العطار واحلسني‬
‫بن احلسن بن ابان وارضاهبم وليس ذلك اّل ملا ذكرناه‪.‬‬
‫السا س‪ :‬ان الشيخ ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬فعل نثل نا فعل الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬لكن‬
‫مل يرتك االسانيد طرا يف كتبه فاشتبه االنر عىل املتأخرين الن الشيخ عمل بذلك كتاب‬
‫« الفدرست » وذكر فيه اسامء املحدثنى والرواة نن اإلنانية وكتبدم وطرقه إليدم وذكر‬
‫قليال نن ذلك يف خمتتم كتايب « التدذيب » و « االستبصار » فاذا اور وا رواية ظدر عىل‬
‫املتتبع املامرس انه اخذه نن رشح تلك األصول املعتربة‪.‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪391‬‬

‫وقال الشيخ يف « الفدرست » عند ترمجه حممد بن بابويه القمي ناهذا لفظه‪:‬‬
‫له نحو من ثالثامئة مصنف‪ ،‬وفهرست كتبه معروف‪،‬أخربنا بجميع كتبه‬
‫ورواياته مجاعة من أصحابنا منهم الشيخ املفيد واحلسني بن عبيد اهلل‪،‬‬
‫وأبو احلسني جعفر بن احلسن بن حسكة القمي‪ ،‬وأبو زكريا حممد بن‬
‫‪1‬‬
‫سليامن احلمراين‪ ،‬كلهم عنه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ان الشيخ روى مجيع مرويات الصدوق – ّنور اهلل رضحىهام ‪ -‬بتلك‬
‫فظهر ّ‬
‫اّلسانيد الصحيحة فكلام روى الشيخ خربا عن بعض األصول التي‬
‫ذكرها الصدوق يف فهرسته بسند صحيح فسنده إىل هذا األصل صحيح‬
‫وان مل يذكر يف « الفهرست » سندا صحيحا إليه وهذا أيضا باب غامض‬
‫ودقيق ينفع يف اّلخبار التي مل تصل إلينا من مولفات الصدوق ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬فاذا احطت خربا بام ذكرنا لك من غوامض ارسار اّلخبار وان كان‬
‫ما تركنا أكثر مما اوردنا واضيفت إليه بسمع ونسيت تعسفات املتعصبني‬
‫وتاويالت املتكلفني ّل اظنك ترتاب يف حقيقة هذا الباب وّل حتتاج بعد‬
‫ذلك إىل تكلفات اّلخباريني يف تصحيح اّلخبار واهلل املوفق للخري‬
‫والصواب‪ ،‬ولنا يف تصحيح اّلخبار طرق اخرى ّل يتسع هذا الكتاب‬
‫ّليرادها وعسى ان يقرع سمعك يف تضاعيف بعضها انتهى‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفدرست للشيخ طوسى‪ ،‬ص ‪. 157‬‬


‫‪ 392‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف اول كتاب « نالذ االخيار يف رشح هتذيب االخبار » بعد بيان تربيع االخبار‬
‫نالفظه ‪ -‬قدس رسه ‪: -‬‬
‫وإنام أرشنا ههنا إىل تلك اّلصطالحات‪ ،‬ألنا نتعرض هبا جريا يف رجال‬
‫السند جريا عىل طريقة األصحاب‪ ،‬فإن كان مسلكنا فيه خمالفا ملسلك‬
‫القوم نشري إليه بقولنا « عىل املشهور»‪ .‬وقد حققنا ما قوي عندنا يف مجيع‬
‫املسالك والطرائق‪ ،‬ورعاية األسانيد وعدمها‪ ،‬وما اخرتناه يف مهامت‬
‫‪1‬‬
‫املسائل األصولية‪ ،‬يف املجلد اخلامس والعرشين من كتابنا الكبري‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬فيه بعد نقل كالم شيخنا البدائي ونصه عىل احداث االصطالح‬
‫اجلديد وعذره نندم بفقد القرائن عندهم كام كانت للقدناء نالفظه‪:‬‬
‫أقول‪ :‬ما أفاده‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬من اّلعتذار هلم بفوت كثري من القرائن وإن‬
‫كان حقا‪ ،‬لكن مل يفت مجيع تلك األمور‪ .‬وقد أخذ الصدوقان‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنهام‪ -‬األخبار من تلك األصول املعتربة‪ ،‬وشهدا يف كتابيهام‬
‫بصحتها‪ ،‬ولعل شهادهتام ّل تقرص عن شهادة أصحاب الرجال بعدالة‬
‫الرواة وثقتهم‪.‬‬
‫وأيضا ذكر الصدوق والشيخ ‪ -‬نور اهلل رضحىهام ‪ -‬يف فهرستهام األصول‬
‫املعتربة وأسانيدهم إليها‪ ،‬وأحالوا يف كتابيهام إىل الفهرستني‪ ،‬ويظهر‬

‫‪ - 1‬جملسى‪ ،‬نالذ االخيار‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 21‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪393‬‬

‫للمتتبع بالقرائن اجللية أن مجيع تلك األحاديث مأخوذة من تلك‬


‫األصول‪ ،‬وكانت هلم إليها أسانيد مجة‪ ،‬لكنهم اكتفوا يف كل خرب ببعض‬
‫تلك األسانيد اختصارا‪ ،‬بل كانت أكثر تلك الكتب عندهم متواترة‪،‬‬
‫كتواتر الكتب األربعة عندنا‪.‬‬
‫ولذا ترى الشيخ عند اضطراره إىل رد خرب ّل يقدح يف أحد من رجال‬
‫إجازة الكتاب‪ ،‬بل جرحه‪ :‬إما يف صاحب الكتاب‪ ،‬أو يف من بعده‪ ،‬مع‬
‫أنه قد ضعف يف كتبه الرجاىل الواقعة يف السند‪ .‬وّل يعترب أيضا هذا‬
‫الضعف إّل عند التعارض‪ ،‬فإنا نرى كثريا أنه يستدل عىل األحكام‬
‫بأخبارعيل بن حديد وأرضابه‪ ،‬ثم عند التعارض يقدح فيهم‪ ،‬فظهر أن‬
‫مجيع هذه األخبار كانت معتربة عندهم‪ ،‬وما ذكروه يف كتب الرجال من‬
‫التوثيق والتضعيف فإنام يعملون به عند التعارض‪ ،‬إذ العمل باألقوى‬
‫أوىل‪.‬‬
‫والذي يقوى عندي وأوردت دّلئله يف الكتاب الكبري‪ ،‬هو أن مجيع‬
‫األخبار الواثقة يف تلك األصول األربعة وغريها من تأليفات الصدوق‬
‫والربقي والصفار واحلمريي والشيخ واملفيد‪ ،‬وما تيرس لنا‪ -‬بحمد اهلل‪-‬‬
‫من األصول املعتربة املذكورة يف كتب الرجال‪ ،‬وقد أدخلت أخبارها يف‬
‫كتاب « البحار » كلها موردا للعمل‪ ،‬وأقوى من األصول العقلية‬
‫واّلستحسانات والقياسات املتداولة بني بعض املتأخرين من‬
‫‪ 394‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األصحاب‪ .‬لكن ّل بد من رعاية أحوال الرجال عند اجلمع بني األخبار‬


‫والتعارض بينها‪ ،‬وتفصيل القول يف أمثال ذلك موكول إىل الكتاب‬
‫الكبري‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫قوله‪ :‬إما من إمجاع املسلمني اإلمجاع عندنا هو إطباق مجاعة من علامئنا‬
‫يعلم دخول املعصوم فيهم وّل يعلم بعينه‪ ،‬وهذا عىل تقدير حتققه ّل ريب‬
‫يف حجيته‪ ،‬لكن الكالم يف حتققه‪.‬‬
‫واحلق أنه فرض نادر‪ ،‬بل مستحيل عادة‪ّ ،‬ل سيام يف تلك املسائل الكثرية‬
‫التي ادعوا اإلمجاع فيها‪ ،‬ولعل غرضهم من اإلمجاع ليس إّل الشهرة بني‬
‫األصحاب كام ذكره بعض حمققيهم‪ ،‬وهي برأسها ليست بحجة‪ ،‬بل‬
‫يمكن تأييد اخلرب هبا‪ ،‬أو الرتجيح هبا مع التعارض‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال يف « بحاراالنوار » بعد نقل االخبار الوار ة يف افاضة املعرفة نن اهلل تعاىل نالفظه‪:‬‬
‫الظاهر منها أن العباد إنام يكلفون باّلنقياد للحق وترك اّلستكبار عن‬
‫قبوله فأما املعارف فإهنا بأرسها مما يلقيه اهلل تعاىل يف قلوب عباده بعد‬
‫اختيارهم للحق ثم يكمل ذلك يوما فيوما بقدر أعامهلم وطاعاهتم حتى‬
‫يوصلهم إىل درجة اليقني‪.‬‬

‫‪ - 1‬نالذ األخيار يف فدم هتذيب األخبار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 26 -28 :‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪395‬‬

‫وقال‪:‬‬
‫وحسبك يف ذلك ما وصل إليك من سرية النبيني وأئمة الدين يف تكميل‬
‫أممهم وأصحاهبم فإهنم مل حىيلوهم عىل اّلكتساب والنظر وتتبع كتب‬
‫الفالسفة واّلقتباس من علوم الزنادقة بل إنام دعوهم أوّل إىل اإلذعان‬
‫بالتوحيد وسائر العقائد ثم دعوهم إىل تكميل النفس بالطاعات‬
‫‪1‬‬
‫والرياضيات حتى فازوا بأعىل درجات السعادات‪.‬‬
‫وقال يف « نرآة العقول » بعد َتديد نقدنة نالفظه‪:‬‬
‫أن اهلل تعاىل مل يكلنا يف يشء من أمورنا إىل آرائنا وأهوائنا‬
‫فعلمت يقينا ّ‬
‫بل أمرنا باتباع نب ّيه املصطفى املبعوث لتكميل كا ّفة الورى وتبيني طرق‬
‫النجاة ملن آمن واهتدى وأهل بيته الذين جعلهم مصابيح الدجى وأعالم‬
‫بالرد إليهم والتسليم هلم‬
‫سبيل اهلدى وأمرنا يف كتابه وعىل لسان نب ّيه ّ‬
‫والكون معهم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وبعد ما غيب اهلل شمس اإلمامة وراء السحاب وأصبح ماء اهلداية‬
‫والعلم غورا فمنعنا عن الوصول إىل البحر العباب واسترت عنّا سلطان‬
‫الدين خلف احلجاب أمرنا بالرجوع إىل الزبر واألسفار واألخذ ممن‬

‫‪ - 1‬بحار االنوار‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ 224‬طبع برىوت‪.‬‬


‫‪ 396‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حتمل عنهم من الثقات األخيار املأمونني عىل الروايات واألخبار فدريت‬


‫ّ‬
‫بام القيت إليك أن حقيقة العلم ّل توجد إّل يف أخبارهم وأن سبيل النجاة‬
‫ّل يعثر عليه ّإّل بالفحص عن آثارهم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫فلعمري لقد وجدهتا بحورا مشحونة بجواهر احلقائق ولئاليها وكنوزا‬
‫‪1‬‬
‫عمن مل يأهتا موقنا هبا مذعنا بام فيها ‪.‬‬
‫خمزونة ّ‬
‫قال‪ :‬قوله يعنى الكليني ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬باّلثار الصحيحه استدل به‬
‫اّلخباريون عىل جواز العمل بجميع اخبار « الكايف » وكون كلها‬
‫صحيحة وان الصحة عندهم غري الصحة باصطالح املتأخرين وتزعموا‬
‫ان حكمهم بالصحة ّل يقترص عن توثيق الشيخ أو النجايش أو غريمها‬
‫رجال السند بل ادعى بعضهم ان الصحة عندهم بمعنى التواتر والكالم‬
‫فيها طويل وقد فصلنا القول يف ذلك يف املجلد اّلخر من كتاب « بحار‬
‫اّلنوار » وخالصة القول يف ذلك واحلق عندي فيه ان وجود اخلرب يف‬
‫امثال تلك األصول املعتربة مما يورث جوازالعمل به لكن ّلبد من‬
‫الرجوع إىل اّلسانيد لرتجيح بعضها عن بعض عند التعارض فان كون‬
‫مجيعها معتربه ّليناىف يف كون بعضها اقوى‪.‬‬

‫‪ - 1‬نرآت العقول‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.2‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪397‬‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫عدم انكار القائم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وآبائه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يعنى الكليني‬
‫وعىل امثاله يف تاليفهم ورواياهتم ممايورث الظن املتاخم للعلم بكوهنم ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬راضني بفعلهم وجموزين للعمل باخبارهم ‪.‬‬
‫وقال يف رسالة الصغرىة‪:‬‬
‫اما بعد‪ ،‬چنني گويد احقرعباد اهلل حممد باقر بن حممد تقى ‪ -‬حرشمها اهلل‬
‫تعاىل مع مواليهام الطاهرين ‪ -‬كه‪ :‬اين دو كلمه در جواب سوال مرد‬
‫عزيزى كه از اين فقري نموده بود حق تعاىل آن برادر ايامنى وخليل‬
‫روحانى وطالب دقائق معانى را از وسواس شيطان وتسويالت نفسانى‬
‫در امان خود بدارد چون در نامه گرامى مطوى ومندرج ساخته بوده اند‬
‫كه در اين زمان غيبت شيعيان را اشتباه بسيار عارض مىشود واظهار‬
‫فرموده بوده اند كه بر اين داعى در اين مراتب باعتبار كثرت تتبع اخبار‬
‫ائمه اطهار ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وثوقى دارند بر آن برادر ايامنى خمفى نامند‬
‫كه هر كه در راه دين خود را از اغراض نفسانى خاىل گرداند وطالب‬
‫حق شود البته حق تعاىل بمقتضاى *والذين جاهدوا فينا لنهدينهم‬
‫سبلنا * أو را راه راست هدايت مىناميد وبحمداهلل حق تعاىل شام را‬
‫باخبار أهل بيت رسالت وآثار ايشان آشنا گردانيده وخود مىتوانيد از‬
‫كالم هدايت نظام ايشان آنچه حق است در اين مسائل استخراج نامئيد‬
‫‪ 398‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وچون مبالغه فرموده بودند در سه مسئله كه از امهات مسائل اسالميه‬


‫است طريقه حق اماميه را از اين سه مساله حترير ناميد هلذا بجهت‬
‫اطاعت امر ورعايت حقوق اخوت ايامنى بذكر اهنا جممال متصدع‬
‫مىگردد وتفصيل آنها حواله بكتب تفاصيل خود مىنمود ‪.‬‬
‫اما مسئله اوىل يعنى طريقه وحقيت وبطالن آن ببايد دانست كه حق‬
‫تعاىل اگر مردم را در عقول خود مستقل مىدانست انبياء ورسل ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬براى ايشان نمىفرستاد ومهه را حواله يعقول ايشان مىنمود‬
‫وچون چنني نكرده وما را باطاعت انبياء واوصياء مامور گردانيده‬
‫‪1‬‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ول َفخُ ُذو ُه وما َهناك ُْم َعنْ ُه َفا ْنت َُهوا* پس‬ ‫وفرموده است* وما آتاك ُُم َّ‬
‫در زمان حرضت رسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬رجوع ناميند‬
‫بآنحرضت وچون حرضت را ارحتال بعامل بقائ پيش آمد فرمود‪«:‬انى‬
‫تارك فيكم الثقلني كتاب اهلل وعرتتى أهل بيتى» وما را حواله به كتاب‬
‫خدا واهل بيت خود نموده وفرمود كه كتاب با أهل بيت است ومعنى‬
‫كتاب را ايشان مىدانند پس ما را رجوع بايشان بايد كرد در مجيع امور‬
‫دين از أصول وفروع وچون معصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬غائب شده فرمود‬
‫رجوع كنيد در امور مشكله كه بر شام مشتبه شود بآثار ما وراويان‬
‫احاديث پس در امور بعقل خود مستقل بودن وقرآن واحاديث متواتره‬

‫‪ - 1‬سوره حرش‪ ،‬آيه ‪.7‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪399‬‬

‫را بشبهات ضعيفه حكام تاويل كردن ودست از كتاب برداشتن عني‬
‫خطاست ‪.‬‬
‫اما مسئله دوم ‪ :‬كه طريقه جمتهدين واخباريني را سئوال فرموده بودند از‬
‫جواب سوال سابق جواب اين مسئله نيز قدرى معلوم مىشود مسلك‬
‫فقري در اين باب وسط است وافراط وتفريط در مجيع امورمذموم است‬
‫وبنده مسلك مجاعتى كه گامهناى بد بفقهاى اماميه ميربند وايشان را‬
‫بقلت تدين متهم مىدارند خطا ميدانم وايشان اكابر دين بوده اند‬
‫ومساعى ايشان را مشكور وايشان را مغفور مىدانم ومهچنني مسلك‬
‫گروهى كه ايشان را پيشوا قرار مىدهند وخمالفت ايشان را در هيچ امر‬
‫جائز نمىدانند ومقلد ايشان مىشوند درست نمىدانم وعمل بأصول‬
‫عقليه كه از كتاب وسنّت مستنبط نباشد درست نمىدانم وتفصيل اين‬
‫امور در جملد اخر « بحار اّلنوار » است‪.‬‬
‫واما مسئله سيوم ‪ :‬كه حقيقت وبطالن فقهاء وصوفيه سوال كرده بودند‬
‫بايد دانست كه يكى است وحق تعاىل يك پيغمرب فرستاد ويك رشيعت‬
‫مقرر ساخته وليكن مردم در مراتب عمل وتقوى خمتلف مىباشند‪ .‬إىل‬
‫آخر ما قال‪.‬‬
‫اقول‪ :‬الخىفى ان االفرتاق احلقيقي بنى الطائفتنى هو ان االجتدا ينى يعملون باألصول‬
‫العقلية وهي تقريبا نائة وتسعنى اصال كام استقصاها الشديد الثاين يف َتديده‬
‫‪ 400‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫واالخبارينى اليعملون اال عىل األصول املروية وهي القواعد الكلية الصا رة عن‬
‫املعصوننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬املعرب عندا بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪« -‬علينا ان نلقى اليكم‬
‫األصول وعليكم ان تفرعوا وان االجتدا ينى يعتربون األصول املعمولة عندهم‬
‫بحيث لو خالفدا احا يث صحاح ونصوص رصاح الولوها إليدا أو طرحوها نراعاة‬
‫لألصول انا ترى يف كتبدم االستدالليه يقولون خرب صحيح خالف األصل فوجب‬
‫طرحه أو كام يقولون واالخبارينى يعملون عىل األصول الكلية يف حمل فقد النصوص‬
‫باخلصوص فاذا وجدوا أيضا خاصا عملوا به وان خالف األصل الكيل وهذا هو‬
‫البينونة العظمى وشيخنا املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬كان اخباريا هبذين املعنينى وانا تسمية‬
‫نفسه وسطا فكلنا الطائفة الوسطى اتباع األئمة الذين هم النمط االوسط وذلك حلسن‬
‫التعبرى و فع كل ننكر نكرى ور الشامته وانا تشنيع الفقدا فحاشا االخباريون ننه‬
‫وليس له ندخل يف َتقيق الطريقة وانام شنع نن شنع يف بدو االنر عىل االجتدا ينى‬
‫فقط صدعا باحلق ور عا للناس وكذلك صدر نن االجتدا ينى أيضا وهذا انر خارج‬
‫عن حقيقة املذهب ونرا شيخنا ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬نع نراعات التقية وَتديد املقدنة يف‬
‫اجلواب االول واضح عىل نن تدبر وتبرص فتدبر وتبرص نع ان نرا نا يف هذا املعرب نفي‬
‫االجتدا باملعنى املصطلح واهنم نا كانوا جمتددين هبذا املعنى كرس السوره القوم ص‬
‫‪57‬ال اثبات اخبارية القوم الن للرشع نوضع يف نفي هذا االجتدا الشائع يف انباء‬
‫هرنا واهلل املوفق واملعنى‪.‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪401‬‬

‫وقال يف كتاب االيامن نن « البحار » يف باب نسبه االسالم يف ضمن بيان قول‬
‫انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال نسبن االسالم نسبه ص ‪57‬اىل اخره نالفظه‪:‬‬
‫شهود اإليامن كام مر‪ ،‬والعمل الذي هو شاهد اإليامن هو أداء ما كلف‬
‫اهلل تعاىل به ّل اخرتاع األعامل وإبداعها كام تفعله املبتدعة‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫إن املؤمن مل يأخذ دينه عن رأيه كأنه بيان ملا بني سابقا وقرره من أن‬
‫اإلسالم ّل يكون إّل بالتسليم ألئمة اهلدى واّلنقياد هلم فيام أمروا به‬
‫وهنوا عنه وأنه ّل يكون ذلك إّل بتصديق النبي واألئمة ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫واإلقرار بام صدر عنهم وأداء األعامل عىل هنج ما بينوه ألن اإليامن ليس‬
‫أمرا يمكن اخرتاعه بالرأي والنظر بل ّل بد من األخذ عمن يؤدي عن‬
‫اهلل فاملؤمن يرى عيل بناء املجهول أو املعلوم من باب اإلفعال يقينه بالرفع‬
‫أو النصب يف عمله بأن يكون موافقا ملا صدر عنهم ومل يكن مأخوذا من‬
‫‪1‬‬
‫اآلراء واملقائيس الباطلة والكافر بعكس ذلك‪.‬‬
‫وقال يف توضيح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬والزنوا السوا االعظم فان يد اهلل عىل اجلامعة‬
‫نالفظه‪:‬‬

‫‪ - 1‬بحار األنوار (ط ‪ -‬برىوت)‪ ،‬ج‪ ،65‬ص‪313 :‬‬


‫‪ 402‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والسواد اّلعظم العدد الكثري من الناس ويد اهلل كناية عن احلفظ والدفاع‬
‫اي ان اجلامعة املجتمعني عىل امام احلق يف كنف اهلل وحفظه وما استدل‬
‫به عىل العمل باملشهورات واّلمجاعات الغري الثابت دخول املعصوم فيها‬
‫فال خيفى وهنه لورود اّلخبار املتكاثره ودّللة اّليات املتظافره عىل ان ّ‬
‫األكثر عىل الضالل واحلق مع القليل‪.‬‬
‫وقال يف نوضع اخر نن بحاره بعد ايرا خرب ضعيف نالفظه‪:‬‬
‫هذا اخلرب وإن كان مرسال لكن أكثر أجزائه أوردها الكليني والصدوق‬
‫متفرقة يف املواضع املناسبة هلا وسياقه شاهد صدق عىل حقيته ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال يف املتجلد املتضمن الحوال القائم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعد ايرا خرب سعد نالفظه‪:‬‬
‫أقول‪ :‬الصدوق أعرف بصدق األخبار والوثوق عليها من ذلك البعض‬
‫الذي ّل يعرف حاله ورد األخبار التي تشهد متوهنا بصحتها بمحض‬
‫الظن والوهم مع إدراك سعد زمانه ع وإمكان مالقاة سعد له إذ كان وفاته‬
‫بعد وفاته ع بأربعني سنة تقريبا ليس إّل لإلزراء باألخبار وعدم الوثوق‬
‫باألخبار والتقصري يف معرفة شأن األئمة األطهار ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬إذ‬
‫وجدنا أن األخبار املشتملة عىل املعجزات الغريبة إذا وصل إليهم فهم‬

‫‪ - 1‬بحار االنوار‪ ،‬ج ‪ ، 10‬ص ‪.188‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪403‬‬

‫إما يقدحون فيها أو يف رواياهتا بل ليس جرم أكثر املقدوحني من‬


‫‪1‬‬
‫أصحاب الرجال إّل نقل مثل تلك األخبار‪.‬‬
‫وقال بعد نقل كالم املفيد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « جواب املسائل الرسوية » ‪ :‬أن األخبار‬
‫بذكر األشباح ختتلف ألفاظدا وتتباين نعانيدا‪ ،‬إىل قوله‪ ،‬فأنا احلديث يف إخراج الذرية‬
‫نن صلب آ م ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عىل صورة الذر فقد جاء احلديث بذلك عىل اختالف‬
‫ألفاظه ونعانيه الخ نالفظه ‪ -‬طاب ثراه ‪. -‬‬
‫أقول‪ :‬طرح ظواهر اآليات واألخبار املستفيضة بأمثال تلك الدّلئل‬
‫الضعيفة والوجوه السخيفة جرأة عىل اهلل وعىل أئمة الدين ولو تأملت‬
‫فيام يدعوهم إىل ذلك من دّلئلهم وما يرد عليها من اّلعرتاضات الواردة‬
‫لعرفت أن بأمثاهلا ّل يمكن اّلجرتاء عىل طرح خرب واحد فكيف يمكن‬
‫طرح تلك األخبار الكثرية املوافقة لظاهر اآلية الكريمة هبا وبأمثاهلا الخ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وقال يف جملد العدل واملعا أيضا بعد نقل كالم املفيد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشحه عىل‬
‫اعتقا ات الصدوق يف سبق النفوس واالرواح‪ :‬كالم ايب جعفر يف النفس والروح ليس‬

‫‪ - 1‬بحار األنوار (ط ‪ -‬برىوت)‪ ،‬ج‪ ،52‬ص‪89 :‬‬


‫‪ - 2‬مهان ج ‪ ،5‬ص ‪. 267‬‬
‫‪ 404‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل نذهب التحقيق فلو اقترص عىل االخبار ومل يتعاط ذكرنعانيدا كان اسلم له نن‬
‫الدخول يف باب يضيق عنه سلوكه إىل آخر نا شنع به عليه نن التشنيع الفضيع‪ ،‬نالفظه‪:‬‬
‫وأقول‪ :‬أما تشنيعه عىل الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بالقول بسبق األرواح‬
‫فسيأت يف كتاب السامء والعامل أخبار مستفيضة يف ذلك وّل استبعاد فيه‬
‫ومل يقم برهان تام عىل نفيه وما ذكره من أنه ّل بد أن يذكر اإلنسان تلك‬
‫احلالة فغري مسلم مع بعد العهد وختلل حالة اجلنينية والطفولية وغريمها‬
‫بينهام وّل استبعاد يف أن ينسيه اهلل تعاىل ذلك لكثري من املصالح مع أنا ّل‬
‫نذكر أكثر أحوال الطفولية فأي استبعاد يف نسيان ما قبلها وأما القول‬
‫ببقاء األرواح فقد قال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬به يف بعضها فأي استبعاد يف القول‬
‫‪1‬‬
‫بذلك يف مجيعها ‪.‬‬
‫وقال يف الباب الثالث نن املتجلد اخلانس عرش نن كتاب « بحار االنوار » نالفظه ‪:‬‬
‫ُويف َع ْن َحن ِ‬ ‫ُب مر ِويا عن َأمحدَ ب ِن ُ َ ٍ‬
‫َان‬ ‫حم َّمد ا ْلك ِ ِّ‬ ‫ض ا ْل ُكت ِ َ ْ ّ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫ول‪َ :‬و َجدْ ُت ِيف َب ْع ِ‬ ‫َأ ُق ُ‬
‫اق ال َّل ْيثِ ِّي َق َال‪:‬‬
‫الص ْ َري ِ ِّيف َع ْن َأ ِيب إِ ْس َح َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب ِن َسد ٍير َع ْن َأبِيه َسد ٍير َّ‬
‫رب ِين‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫إلما ِم ا ْلباقِ ِر ُ َ ِ‬ ‫ُق ْل ُ ِ‬
‫حم َّمد ْب ِن َع ٍّيل ‪ -‬عليه السالم ‪َ -‬يا ا ْب َن َر ُسول اهلل أ ْخ ِ ْ‬ ‫تل ْ ِ َ َ‬
‫ني إِ َذا َب َلغَ وك َُم َل ِيف املَْ ْع ِر َف ِة َه ْل َيز ِْين َق َال‬ ‫ع ِن ا ُْمل ْؤ ِم ِن ِمن ِشيع ِة َأ ِم ِ ِ ِ‬
‫ري املُْ ْؤمن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪َّ -‬ل‪.‬‬

‫‪ - 1‬بحار األنوار (ط ‪ -‬برىوت)‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪256 :‬‬


‫‪ 2‬مهان ج ‪ ،64‬ص ‪. 102‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪405‬‬

‫وساق احلديث يف حقائق الظنية‪ ،‬ثم نقل بيانات الفضالء وتاويالت احلكامء ثم قال‪:‬‬
‫وأقول بناء هذه التأويالت عىل أمور ليست خمالفتها ألصول متكلمي‬
‫اإلمامية أقل من خمالفة ظواهر تلك األخبار وقد تكلمنا يف أمثال هذه‬
‫الروايات يف كتاب العدل وكان ترك اخلوض فيها ويف أمثاهلا ورد علمها‬
‫مع صحتها إىل من صدرت عنه أحوط وأوىل كام قال موّلنا أمرياملؤمنني‬
‫‪ -‬صلوات اهلل عليه ‪ -‬وقد سئل عن القدر طريق مظلم فال تسلكوه‬
‫‪1‬‬
‫وبحرعميق فال تلجوه ورس اهلل فال تتكلفوه‪.‬‬
‫اقول‪ :‬احلكم بصحة هذه الرواية نع ضعف سندها انام يتم عىل خمتار املحدثنى وكذلك‬
‫التسليم هلا وسد ابواب التاويل فيدا‪.‬‬
‫وقال يف اول املتجلد الثاين عرش نن كتاب « نرآة العقول » نالفظه‪:‬‬
‫احلديث األول‪ :‬رواه بثالثة أسانيد أوهلا جمهول‪ .‬وثانيها ضعيف عند‬
‫القوم بابن سنان وعندي معترب‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫والسند الثالث ضعيف‪ ،‬وقائل‪ -‬حدثني‪ -‬فيه أيضا إبراهيم واملجموع يف‬
‫‪2‬‬
‫قوة جمهول كاحلسن‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪.111‬‬
‫‪ - 2‬جملسى‪ ،‬نرآت العقول ج ‪ ،25‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 406‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف رشح وصية ايبعبداهلل ‪ -‬عليه السالم – نالفظه‪:‬‬


‫قوله عليه السالم‪« :‬أرىض هلل» هذا من قبيل املامشاة مع اخلصم لرتويج‬
‫احلجة‪ ،‬أي لو كان ينفع البدع ويرىض الرمحن به عىل الفرض املحال كان‬
‫اتباع السنة أنفع وأرىض وإن قل‪.‬‬
‫قوله عليه السالم‪ « :‬وكل ضالل بدعة» الغرض بيان التالزم والتساوي‬
‫بني املفهومني ويظهر منه أن قسمة البدع بحسب انقسام األحكام اخلمسة‬
‫كام فعله مجاعة من األصحاب تبعا للمخالفني ليس عىل ما ينبغي‪ ،‬إذ‬
‫البدعة ما مل يرد يف الرشع ّل خصوصا‪ ،‬وّل يف ضمن عام‪.‬‬
‫وما ذكروه من البدع الواجبة واملستحبة واملكروهة واملباحة هي داخلة يف‬
‫‪1‬‬
‫ضمن العمومات‪ ،‬ولتحقيق ذلك مقام آخر‪.‬‬
‫وقال يف املتجلد االول نن كتاب « بحار االنوار » بعد ايرا رسالة ايب عبداهلل ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬إىل أصحاب الرأي والقياس‪:‬‬
‫وّل خيفى عليك بعد التد ّبر يف هذا اخلرب وأرضابه أهنم سدوا باب العقل‬
‫بعد معرفة اإلمام وأمروا بأخذ مجيع األمور منهم وهنوا عن اّلتكال عىل‬
‫‪2‬‬
‫العقول الناقصة يف كل باب‪.‬‬

‫‪ 0 1‬مهان ص ‪. 17‬‬
‫‪ - 2‬بحاراالنوار‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 314‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪407‬‬

‫وقال يف ايضاح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اليب حنيفة التقس فان اول نن قاس ابليس‬
‫نالفظه ‪:‬‬
‫حىتمل أن يكون املراد بالقياس هنا أعم من القياس الفقهي من‬
‫اّلستحسانات العقلية واآلراء الواهية التي مل تؤخذ من الكتاب والسنة‬
‫ويكون املراد أن طريق العقل مما يقع فيه اخلطأ كثريا فال جىوز اّلتكال‬
‫عليه يف أمورالدين بل جىب الرجوع يف مجيع ذلك إىل أوصياء سيد‬
‫املرسلني ‪ -‬صلوات اهلل عليهم أمجعني ‪ -‬وهذا هو الظاهر يف أكثر أخبار‬
‫هذا الباب فاملراد بالقياس هنا القياس اللغوي ويرجع قياس إبليس إىل‬
‫قياس منطقي مادته مغالطة ويمكن محل القياس هنا عىل القياس الفقهي‬
‫أيضا ألنه ‪ -‬لعنه اهلل ‪ -‬استنبط أوّل علة إكرام آدم فجعل علة ذلك كرامة‬
‫طينته ثم قاس بأن تلك العلة فيه أكثر وأقوى فحكم بذلك أنه‬
‫باملسجودية أوىل من الساجدية فأخطأ العلة ومل يصب وصار ذلك سببا‬
‫لرشكه وكفره ويدل عىل بطالن القياس بطريق أوىل عىل بعض معانيه‬
‫‪1‬‬
‫وسيأت متام الكالم يف ذلك‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 288 -289‬‬


‫‪ 408‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف املتجلد اخلانس عرش نن « البحار » يف باب ابتالء املونن يف تذييل يف َتقيق‬
‫حسن االمل وقبحه ونسبة االسالم إليه تعاىل بعد نقل كالم املحقق الطويس ‪ -‬قدس‬
‫رسه ‪ -‬يف التتجريد وكالم العالنة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشحه نالفظه‪:‬‬
‫انتهى ملخص ما ذكره ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬وإنام ذكرناها بطوهلا لتطلع عىل‬
‫ما ذكره أصحابنا تبعا ألصحاب اّلعتزال وأكثر دّلئلهم عىل حد ما ذكر‬
‫يف غاية اّلعتالل بل ينايف بعض ما ذكروه كثري من اآليات واألخبار‬
‫ونقلها وحتصيلها ورشحها وتفصيلها ّل يناسب هذا الكتاب واهلل أعلم‬
‫‪1‬‬
‫بالصواب وسيأت بعض القول إن شاء اهلل تعاىل عن قريب‪.‬‬
‫وقال يف كتابه املسمى بـ « رصاط النتجاة » نانصه‪:‬‬
‫ديگر از گناهانى كه هر گز بخشيده نمىشود نه بتفضل اهلى ونه‬
‫بشفاعت شفاعت كننده واميد نجات در آن نيست آن است كه كسى‬
‫در كفر ورشك ونفاق وشك وريب واحلاد وعناد با خدا وانبياء وائمه ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬بمريد وبدعت واخرتاع در دين واحداث مذهب تازه‬
‫وفتواى ناحق در دين خدا كند ومنكر باشد در يك مسئله ويك نوع از‬
‫اوامر ونواهى را وچيزى را از رضوريات از أصول وفروع وحالل‬
‫وحرام را انكار ناميد‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ج ‪ ، 64‬ص ‪. 259‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪409‬‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ويا آنكه از روى قياس وراى واجتهاد واستحسان فتوى دهد ويا اين‬
‫شقوق را با امجاع بدون دخول معصوم جائز داند بخالف ما انزل اهلل‬
‫حكم كند يا فتوى دهد الخ‪.‬‬
‫وقال يف « رسالة االعتقا ات » ‪:‬‬
‫انه قد سالنى بعض من هداه اهلل تعاىل إىل طلب مسالك احلق والرشاد‬
‫واودع قلبه خوف املعاد ان ابني له ما هدانى اهلل تعاىل إليه من طريق النجاة‬
‫يف هذا الزمان الذي اشتبه فيه عىل الناس الطرق واظلم عليهم املسالك‬
‫واستحوذ الشيطان عىل اوليائه فاوردهم املهالك فنصب الشيطان‬
‫واحزابه من اجلن واّلنس عىل طريق السالكني إىل اهلل فخرجهم‬
‫وصائدهم يمينا وشامّل فيولوا هلم عىل مثال احلق بدعه وضالّل توجب‬
‫عىل ان ابني له مناهج احلق والنجاة باعالم نريه ودّلئل واضحة وان كنت‬
‫عىل وجل من فراعنه أهل البدع وطغاهتم فاعلموا يا اخوانى ّل الوكم‬
‫نصحا وّل اطوعنكم كشحا يف بيان واظهر ي من احلق وان ازعمت منه‬
‫املراغم وّل اخاف يف اهلل لومة ّلئم يا اخوانى ّلتذهبوا شامّل ويمينا‬
‫ان اهلل تعاىل اكرم نبيه حممدا ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واهل‬
‫واعلموا يقينا ّ‬
‫بيته ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬امجعني ففضلهم عىل مجيع خلقه وجعلهم معادن‬
‫‪ 410‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫رمحته وعلمه وحكمته فهم املقصودون يف اجىاد عامل الوجود‬


‫واملخصوصون بالشفاعة الكربى واملقام املحمود‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ثم اعلموا ان اهلل تعاىل ملا اكمل نبيه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله – قال‪ « :‬ما‬
‫اتاكم الرسول فخذوه وما هناكم عنه فانتهوا» فيجب علينا بنصه تعاىل‬
‫متابعة النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬يف أصول ديننا وفروعه وامور‬
‫معاشنا ومعادنا واخذ مجيع امورنا عنه وانه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اودع‬
‫حكمه ومعارفه واحكامه وآثاره وما انزل عليه من اّليات القرآنيه‬
‫واملعجزات الربانيه أهل بيته ‪ -‬صلوات اهلل عليهم امجعني ‪ -‬فقال بالنص‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َارك فِيك ُُم ال َّث َق َل ْ ِ‬
‫املتواتر« إِ ِّين ت ِ‬
‫ني َأ َما إِ ْن متَ َ َّس ْكت ُْم ِهبِ َام َل ْن تَض ُّلوا‪ -‬كت َ‬
‫َاب اهلل‬
‫احل ْو َض» وقد ظهر من‬ ‫رت ِت أهل َب ْيتِي َفإِ َّهن ُ َام َل ْن َي ْف َ ِرت َقا َحتَّى َي ِر َدا َع َ َّيل َْ‬ ‫ِ‬
‫وع ْ َ‬
‫اّلخبار املستفيضه ان علم القرآن عندهم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وهذا اخلرب‬
‫املتواتر أيضا يدل عليه ثم اهنم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬تركوا بيننا اخبارهم‬
‫فليس لنا يف هذا الزمان اّل التمسك باخبارهم والتد ّبر يف آثارهم فرتك‬
‫أكثر الناس يف زماننا آثار أهل بيت نبيهم واستبدوا بارائهم فمنهم من‬
‫سلك مسلك احلكامء الذين ضلوا واضلوا‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪411‬‬

‫ومعاذ اهلل ان يكل الناس إىل عقوهلم يف أصول العقائد فيتحريون يف مراتع‬
‫اجلهالت ولعمري اهنم كيف جىيزون ان ياولوا النصوص الواضحة‬
‫الصادرة من أهل بيت العصمة والطهارة حلسن ظنهم بيوناين كافر‬
‫ّليعتقد دينا وّلمذهبا وطائفة من أهل دهرنا اختذوا البدع دينا يعبدون‬
‫اهلل به وسموه بالتصوف‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ثم احذروا يا اخواين واحفظوا ايامنكم واديانكم من وساوس هوّلء‬
‫الشياطني وتسويالهتم واياكم ان ختتدعوا من اطوارهم املتصنعة التي‬
‫تعلقت بقلوب اجلاهلني فيها انا ذا احرر ص‪ 59‬جممال بام تبني وظهر ي‬
‫من اّلخبار املتواترة من أصول املذهب‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫الباب اّلول‪ :‬فيام يتعلق بأصول العقائد‬
‫ان ربكم سبحانه قد علمكم يف كتابه طريق العلم بوجوده‬
‫اعلموا ّ‬
‫وصفاته فامركم يف التدبري فيام اودع يف آفاق السموات واّلرض ويف‬
‫انفسكم من غرائب الصنع وبدائع احلكمة فاذا تاملتم وتفكرتم برصيح‬
‫ان لكم ر ّبا حكيام قادرا قاهرا ّلجىوزعليه الظلم والقبيح‬
‫عقلكم ايقنتم ّ‬
‫ثم ان ربكم بعث اليكم نبيا مويدا باّليات الظاهره واملعجزات الباهره‬
‫ويشهد بدهىه العقل بانّه ّلجىوز عىل اهلل ان جىرى عىل يد كاذب امثال هذه‬
‫‪ 412‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اّليات واملعجزات فاذا ايقنت بصدق هذا النبي واعتقدت يلزمك ان‬
‫تتبعه وتعتقد انه صادق يف ك ّل ما خيربك يف أصول الدين وفروعه مما ثبت‬
‫يف الدين باّليات واّلخبار املتواتره وهو انه تعاىل واحد ّلرشيك له يف‬
‫ملكه‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وّليلزمك بل ّلجىوز التفكر يف كيفية علمه انه حضورى أو حصوىل أو‬
‫يف سائر صفاته أكثر مما قرروا وبينوا لنا فانه يرجع إىل التفكر يف ذاته‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫جىب عليك ان تقول باملعراج اجلسامين‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وان يكون يف مقام التسليم يف ك ّل ما وصل اليك من اخبارهم فان ادركه‬
‫فهمك ووصل إليه عقلك تومن به تفصيال واّل فتومن به امجاّل وترد‬
‫علمه إليهم واياك ان ترد شيئا من اخبارهم بضعف عقلك لع ّله يكون‬
‫منهم ورددته بسوء فهمك فكذبت اهلل فوق عرشه كام قال الصادق ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬واعلم ان علومهم عجيبه واطوارهم غريبه ّلتصل إليها‬
‫عقولنا فالجىوز لنا ر ّد ما وصل إلينا من ذلك‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪413‬‬

‫واعلم ان احلبط والتكفري مها ثابتان عندي ببعض معانيها واّليات الدالة‬
‫عليها ّلحتىص واّلخبار ّلتتناهى والدّلئل املورده عىل نفيهام ضعيفه‬
‫كامّلخيفى عىل املتدبر فيها ثم ّلبدّ ان تومن بك ّل ماورد عىل لسان الرشع‬
‫من الرصاط وامليزان ومجيع احوال القياممة واهواهلا وّل تاوهلا عىل يشء‬
‫فان ّاول الكفر واّلحلاد الترصف يف‬
‫ماورد تاويله من صاحب الرشع ّ‬
‫النواميس الرشعية بالعقول الضعيفة واّلهواء الرديه اعاذنا اهلل وسائر‬
‫املؤمنني منها ومن امثاهلا‪.‬‬
‫الباب الثاين فيام يتعلق بكيفية العمل قد علمت يا خليىل ما اسسناه من‬
‫لزوم متابعه أهل بيت العصمه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف اقواهلم وافعاهلم‬
‫والتدبر يف اخبارهم اذ ما من حكمة من احلكم اّلهليه اّل وهي فيها‬
‫مرصحه مرشوحه ملن اتاها بقلب سليم وعقل مستقيم مل يعوج عقله‬
‫بسلوك طرق الضالل والعمى ومليانس فهمه باطوار أهل الزيع والردى‬
‫وطريق الوصول إىل النجاة والفوز بالسعاداة ظاهرة بينّه فيها ملن رفع‬
‫غشاوه اهلوى عن بصريته وتوسل إىل ر ّبه يف تصحيح نيته وقد قال اهلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫جاهدُ وا فينا َلن َْهد َين َُّه ْم ُس ُب َلنا وإِ َّن اهلل ملَ َع املُْ ْحس َ‬
‫نني *‬ ‫تعاىل * َو ا َّل َ‬
‫ذين َ‬
‫وحمال ان خيلف اهلل وعده اذا اتى اهلل من اّلبواب التي امر اهلل ان يوتى‬

‫‪ - 1‬سوره عنكبوت‪ ،‬آيه ‪. 69‬‬


‫‪ 414‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ّلن مدار اّلعامل يف‬


‫منها فالذي حىب اوّل للسالك إىل اهلل ان يصح نيته ّ‬
‫قبوهلا وكامهلا عىل مراتب النيات‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ويرجع يف اثناء هذه التفكرات إىل ماورد عن األئمة اهلداة يف ذلك ّل إىل‬
‫ّلن هلا بصدورها عن منابع الوحي واّلهلام تاثريا غريبا‬
‫كالم غريهم ّ‬
‫ليس لكالم غريهم وان كان املضمون واحدا‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫فان توسل السالك بجنابه تعاىل وصحح نيته بقدر اجلهد يف بدو اّلمر‬
‫بطلب ما يعلم انه خري اخرته فيه وّليباىل ان يعدّ ه أهل الزمان وجهله‬
‫الدوران حشويا أو زاهدا خشكا أو ينسبونه إىل اجلهل واذا كان هبذه‬
‫املنزلة يظهر له احلق عيانا فينبغى بعد ذلك ان يبتغى معلام مستانسا بكالم‬
‫أهل البيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واخبارهم معتقدا هلا ّلمن ياول اّلخبار‬
‫باّلراء بل من صحح عقائد من اّلخبار ويرشع يف طلب العلم ابتغاء‬
‫وجه اهلل وطلب مرضاته ويتدبر يف اخبارهم ويكون مقصده التحصيل‬
‫للعمل فال العمل ينفع بدون العلم كامورد عن الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫ان العامل عىل غري بصرية كالسائر عىل غري الطريق ّليزيد كثره السري اّل‬
‫بعدا وّل العلم ينفع بدون العمل وأيضا ّلحىصل العلم بدون العمل كام‬
‫روى من عمل بامعلم ورثه اهلل علم مامل يعلم‪.‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪415‬‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وينبغى ان حىصل نبذه من العلوم اّلهلية ّلفتقارعلم احلديث إليها كعلم‬
‫الرصف والنحو وقليال من املنطق وقليال من علم األصول وبعض‬
‫الكتب الفقهية ثم يبذل غاية اجلهد يف علم احلديث ويطالع الكتب‬
‫اّلربعة وغريها من تصانيف الصدوق وغريه ولقد اجتمع عندنا بحمد‬
‫اهلل سوى الكتب اّلربعة نحو من مأت كتاب ولقد مجعتها وفرسهتا يف‬
‫كتاب « بحاراّلنوار » فعليك بالنظر فيه واخلوض يف جلجه واّلستفادة‬
‫منه فا ّنه البحر كام سمى به‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وينبغى ان تسكت عام ّليعنيك وّلتتكلم يف احلالل واحلرام بغريعلم فان‬
‫املفتى عىل شفري جهنم وقد قال اهلل تعاىل *و يوم ا ْل ِق ِ‬
‫يامة ت ََرى ا َّل َ‬
‫ذين‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ك ََذ ُبوا َع َىل اهلل ُو ُج ُ‬
‫وه ُه ْم ُم ْس َو َّدة * الخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال يف « عنى احلياة » نالفظه‪:‬‬


‫بدان كه حق سبحانه وتعاىل هر پيغمربى از پيغمربان اولو العزم را كه‬
‫مقرر فرمود موافق مصلحت آن زمان‪،‬‬
‫مبعوث فرمود رشيعتى براى أو ّ‬
‫واحوال آن عرص‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره زنر‪ ،‬ايه ‪60‬‬


‫‪ 416‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫نبوت بيان كرديم‪ ،‬كه عقول خالئق عاجز است از‬
‫وسابقا در ابواب ّ‬
‫احاطه كردن به حسن وقبح خصوص ّيات رشيعت‪ ،‬پس در هر رشعي‬
‫آنچه صاحب آن رشع خرب داده بجا مىبايد آورد‪ ،‬وبه عقل ناقص خود‬
‫اخرتاع عبادهتا وبدعتها نمىبايد كرد‪ ،‬كه موجب ضاللت وگمراهى‬
‫است‪ ،‬وگول شيطان را نمىبايد خورد‪ ،‬كه اين عبادت مرا خوشتر‬
‫مىآيد‪ ،‬واين روش عمل كردن مرا بيشرت به خدا نزديك مىكند؛ زيرا‬
‫كه معنى قرب وبعد به خدا را امثال ما مردم كه عقلهاى معيوب به هزار‬
‫نقص وخملوط با صد هزار شوب داريم نتوانيم فهميد‪ ،‬بلكه عقول انبيا‬
‫واوصيا به اينها مىتواند رسيد‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫و بدان كه بدعت عبارت از آن است كه يك امرى كه خدا حرام كرده‬
‫باشد حالل كنند‪ ،‬يا امرى را مكروه كنند كه خدا مكروه نكرده باشد‪،‬‬
‫يا امرى را واجب گردانند كه خدا واجب نكرده‪ ،‬يا امرى را مستحب‬
‫قرار دهند كه خدا مستحب قرار نداده باشد‪ ،‬اگر چه به اعتبار يك‬
‫خصوص ّيتى باشد‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪417‬‬

‫وبدعت در دين بدترين معاىص است‪ ،‬وامتياز شيعه از سنّى مهيشه به‬
‫ائمه خود عمل مىنمودهاند‪ ،‬وسنّيان‬
‫اين بوده است كه شيعه به فرموده ّ‬
‫چون دست از متابعت ايشان برداشته بودند به عقلهاى سخيف خود‬
‫ائمه ما ايشان را به‬
‫بدعتها در دين مىكردند‪ ،‬وبه آن عمل مىنمودند‪ ،‬و ّ‬
‫مذمت مىفرمودند چنانچه كلينى وغري أو به سندهاى متواتر از‬
‫اين ّ‬
‫ائمه هدى ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫حرضت رسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬و ّ‬
‫روايت كردهاند كه‪ :‬هر بدعتى ضاللت وگمراهى است‪ ،‬وهر ضاللتى‬
‫‪1‬‬
‫راهش به سوى آتش است‪.‬‬
‫ثم نقل اخبارا كثرىا يف ذم الرأي والنظر ووجوب االقتصار عىل الكتاب والسنة إىل ان‬
‫قال‪:‬‬
‫وبر ارباب بصريت بعد از مالحظه آنچه ذكر كرديم پوشيده نمىماند‬
‫كه هر عمىل هرچند دشوار ومشكل باشد‪ ،‬چنني نيست كه باعث نجات‬
‫باشد تا موافق سنّت نباشد‪ ،‬وعمل بدعت موجب ضاللت است‪،‬‬
‫السالم تواند نمود‪ ،‬ومعانى‬
‫وكسى كه رجوع به اخبار أهل بيت عليهم ّ‬
‫كالم ايشان را تواند فهميد بايد ن ّيت خود را خالص گرداند‪ ،‬ورجوع به‬
‫جاهدُ وا فِينا‬
‫ين َ‬
‫ِ‬
‫*و ا َّلذ َ‬
‫كالم ايشان كند‪ ،‬البتّه به مقتضاى آيه كريمه َ‬

‫‪ )1 ( 1‬أصول كاىف ‪ 56 /1‬ح ‪ .8‬به نقل از عنى احليات جملسى‪ ،‬حممدتقى جملسى ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 367 -364‬‬
‫‪ 418‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫َلن َْه ِد َين َُّه ْم ُسبُ َلنا* خدا أو را به راه حق هدايت مىفرمايد‪ ،‬ومجعى كه اين‬
‫مقرر فرموده كه رجوع كنند به‬
‫رتبه را ندارند‪ ،‬خدا براى ايشان راهى ّ‬
‫السالم ‪ -‬كه علوم ايشان را‬
‫ائمه معصومني ‪ -‬عليهم ّ‬
‫راويان اخبار ّ‬
‫مىدانند‪ ،‬وتابع دنيا وباطل نيستند‪.‬‬
‫چنانچه كلينى عليه الرمحه روايت كرده است كه اسحاق بن يعقوب‬
‫السالم نوشت كه‪:‬‬
‫عريضهاى به خدمت حرضت صاحب اّلمر عليه ّ‬
‫امورى كه بر ما مشتبه شود چه كنيم؟ حرضت فرمان مهايون نوشتند‪:‬‬
‫در حادثههائى كه بر شام وارد شود‪ ،‬وچيزهائى كه بر شام مشتبه شود‪،‬‬
‫حجت منند بر شام‪،‬‬
‫رجوع كنيد به روايتكنندگان حديث ما‪ ،‬كه ايشان ّ‬
‫حجت خدايم برمهه در احاديث معتربه وارد شده است كه‪ :‬در‬
‫ومن ّ‬
‫و‬

‫امرى كه در ميان شام منازعه بشود‪ ،‬نظر كنيد به سوى كسى كه حديث‬
‫ما را روايت كرده باشد‪ ،‬ودر حالل وحرام ما نظر كرده باشد‪ ،‬واحكام‬
‫ما را دانسته باشد‪ ،‬راىض شويد واو را حكم سازيد در ميان خود كه ما‬
‫أو را بر شام حكم كردهايم‪ ،‬پس اگر أو حكمى بكند‪ ،‬وشام قبول نكنيد‬
‫حكم خدا را خفيف كردهايد وسبك شمردهايد‪ ،‬وحكم ما را بر ما رد‬
‫كردهايد‪ ،‬وهركه بر ما رد كند بر خدا رد كرده است‪ ،‬ورد حكم خدا‬
‫كردن در مرتبه رشك به خداست ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ )2 ( 1‬أصول كاىف ‪ 67 /1‬ح ‪.10‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪419‬‬

‫و بايد دانست كه خدا در روز قيامت تو را در متابعت مهه كس معذور‬


‫نمىدارد تا بدانى كه أو عامل است به علوم أهل بيت‪ ،‬واز گفته ايشان‬
‫خرب مىدهد‪ ،‬وبدانى كه درد دينى دارد وكالم ايشان را براى دنيا تأويل‬
‫نمىكند‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم يف االستدالل باالخبار‪ ،‬إىل ان قال‪:‬‬
‫وبه سند معترب از حرضت صادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬منقول است كه به‬
‫ابو محزه ثامىل فرمود‪:‬‬
‫زهنار بپرهيز از رياست ومتبوع بودن‪ ،‬ورسكرده بودن‪ ،‬وزينهار كه از‬
‫پى مردم مرو‪ ،‬گفت‪ :‬فداى تو گردم رياست را مىدانم ّاما دو ثلث آنچه‬
‫مىدانم آن است كه از پى مردم رفتهام‪ ،‬واحاديث شام را از ايشان أخذ‬
‫كردهام‪ ،‬فرمود‪ :‬آن مراد نيست كه تو فهميدى‪ ،‬بلكه پريوى مردم آن‬
‫است كه شخىص غري امام را از پيش خود نصب كنى‪ ،‬وهرچه گويد‬
‫تصديقش كنى ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫پس چون دانستى كه به متابعت گفته هركس نجات حاصل نمىشود‪،‬‬


‫مستحق ثواب نمىگردد‪ ،‬وبه هر مش ّقتى قرب خدا‬
‫ّ‬ ‫وبه هر عمىل آدمى‬
‫ائمه‬
‫به دست نمىآيد‪ ،‬ونيك وبد اشيا را به گفته خدا ورسول و ّ‬
‫معصومني صلوات اهلل عليهم مىتوان دانست‪ ،‬وپريوى طريقه ايشان‬

‫‪ )2 ( 1‬أصول كاىف ‪ 298 /2‬ح ‪.5‬‬


‫‪ 420‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫باعث نجات است‪ ،‬ودر چند ملعه بعد از اين بعىض از بدعتها كه خمالف‬
‫رشيعت است‪ ،‬وبعىض از سنن وطريقه أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬را‬
‫حجت خدا‬
‫بيان مىكنم‪ ،‬واز احاديث ايشان براى تو واضح مىسازم و ّ‬
‫را بر تو متام مىكنم‪ ،‬وخود را از لعنت اهلى خالص مىكنم‪ .‬إىل اخر ما‬
‫‪1‬‬

‫افاده ‪ -‬رمحه اهلل تعاىل ‪. -‬‬


‫وقال يف نوضع آخر ننه‪:‬‬
‫وبه سند معترب از آن حرضت منقول است كه‪ :‬جربئيل بر رسول خدا ‪-‬‬
‫صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬نازل شد وگفت‪ :‬حق تعاىل مىفرمايد‪ :‬من هرگز‬
‫زمني را نگذاشتم مگر اينكه در أو عاملى وامامى بود كه طاعت من‬
‫وهدايت مرا به خلق شناسانيد‪ ،‬واز ميان پيغمربى تا پيغمرب ديگر باعث‬
‫نجات خلق بود‪ ،‬وهرگز نمىگذارم شيطان را كه مردم را گمراه كند‪،‬‬
‫حجت من باشد‪ ،‬وخلق را به سوى من هدايت ناميد‪،‬‬
‫وكسى نباشد كه ّ‬
‫وعارف به امر من باشد‪ ،‬واز براى هر قومى البتّه هدايت كنندهاى هست‬
‫حجت مرا بر ارباب شقاوت متام‬
‫كه سعادمتندان را هدايت مىناميد‪ ،‬و ّ‬
‫مىكند‪.‬‬
‫وايضا از آن حرضت به اسانيد متك ّثره منقول است كه فرمود‪ :‬هرگز‬
‫زمني خاىل نيست از كسى كه زياده ونقصان دين را بداند‪ ،‬اگر زيادتى‬

‫‪ - 1‬عنى احليات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.371 -376 :‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪421‬‬

‫در دين بكنند زياده را بيندازد‪ ،‬واگر كم كنند كمى را متام كند‪ ،‬واگر نه‬
‫حق وباطل فرق نكنند عقول‬
‫‪.‬و‬
‫امور مسلامنان خمتلط ومشتبه شود‪ ،‬وميان ّ‬
‫سليمه بر اين مضامني حكم مىناميد‪ ،‬واين اخبار معتربه متن ّبهات است‪،‬‬
‫واگر كسى تفكّر ناميد مشتمل بر براهني ح ّقه واقع ّيه هست هريك از‬
‫‪1‬‬
‫اين احاديث‪.‬‬
‫وقال يف نوضع آخر ننه‪:‬‬
‫بدان كه طالب علم را بعد از اخالص در ن ّيت كه بعد از اين مذكور‬
‫خواهد شد‪ ،‬رضور است كه علمى را براى حتصيل اختيارناميد كه داند‬
‫رضاى اهلى در حتصيل آن باشد‪ ،‬وموجب سعادت ابدى گردد‪ ،‬چه‬
‫ظاهر است كه هر علمى موجب نجات نيست‪ ،‬چنانكه اگر كسى علم‬
‫سحر يا كهانت را براى عمل ياد گريد‪ ،‬موجب ضاللت أو است‪،‬‬
‫واصل ياد گرفتنشان حرام است‪.‬‬
‫واز مقدّ مات سابقه كه در مباحث توحيد وامامت بيان كرديم ظاهر‬
‫شد‪ ،‬علم نافعى كه موجب نجات است علومى است كه از أهل بيت‬
‫رسالت به ما رسيده؛ زيرا حمكامت قرآنى مهه در احاديث تفسري شده‬
‫است‪ ،‬وأكثر متشاهبات نيز تفسريش به ما رسيده‪ ،‬وبعىض كه نرسيده‬
‫تفكّر در آنها خوب نيست‪ ،‬واز سائرعلوم آنچه فهم كالم ايشان بر آهنا‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 164 -163‬‬


‫‪ 422‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫موقوف است ّلزم است‪ ،‬وغري آهنا يا لغو وبى فائده است‪ ،‬وموجب‬
‫تضييع عمر است‪ ،‬يا باعث احداث شبهات است در نفس‪ ،‬كه غالب‬
‫اوقات موجب كفر وضاللت است‪ ،‬واحتامل نجات بسيار نادر است‪،‬‬
‫وهيچ عاقىل خود را در چنني مهلكهاى نمىاندازد‪ ،‬كه نداند نجات‬
‫خواهد يافت يا نه‪ ،‬قطع نظر از آنكه عمر را ضايع مىكند‪ ،‬ودر هر حلظه‬
‫سعادهتاى ابدى مىتوان حتصيل نمود‪ .‬الخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقال يف نوضع آخر نندا‪:‬‬


‫وايضا از آن حرضت منقول است كه‪ :‬حق تعاىل قبول نمىفرمايد عمىل‬
‫را مگر با معرفت‪ ،‬وقبول نمىفرمايد معرفتى را مگر با عمل‪ ،‬پس كسى‬
‫كه عارف شد‪ ،‬معرفت أو را راهنامئى مىكند به عمل‪ ،‬وكسى كه عمل‬
‫نكند‪ ،‬أو را معرفت نخواهد بود‪ ،‬يا علم از أو مسلوب مىشود‪ ،‬به‬
‫درستى كه اجزاء ايامن بعىض از بعىض حاصل مىشود وبه يكديگر‬
‫مربوطند وايضا از آن حرضت منقول است كه حرضت رسول ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬فرمود‪ :‬هركه عمل ناميد به غري علم‪ ،‬افساد أو بيش از‬
‫اصالح أو خواهد بود‪ .‬واين معنى ظاهر است كه عقل آدمى مستقل‬
‫نيست در ادراك خصوص ّيات عباداتى كه موجب نجات است‪ ،‬واگر نه‬
‫ارسال پيغمربان بىفائده خواهد بود‪ ،‬وهر عبادتى را رشائط بسيار‬

‫‪ - 1‬جملسى‪ ،‬حممدتقى‪ ،‬عنى احليات‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 304‬‬


‫[حممد باقر املتجليس] ‪423‬‬

‫هست كه به فوت هريك از آهنا آن عبادت باطل مىشود‪ ،‬پس بدون‬


‫علم خدا را به نحوى كه فرموده است عبادت نمىتوان نمود‪ ،‬وهرگاه‬
‫راههاى دنيا را بدون قائدى وراهنامئى نتوان طى كرد‪ ،‬راه بندگى خدا‬
‫را كه خطريترين راههاست‪ ،‬ودر هر گامى چندين چاه وچندين‬
‫كمنيگاه است‪ ،‬ودر هر كمنيگاهى چندين هزار از شياطني جن وانس‬
‫در كمينند‪ ،‬بدون دليىل وراهنامئى نتوان رفت‪ ،‬ودليل وراهنامى اين راه‬
‫ائمه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وعلامئى كه از علوم‬
‫رشع واهاىل آن است از انبيا و ّ‬
‫‪1‬‬
‫ايشان به خري ورش بينا شده باشند‪ ،‬وطرق نجات وهالك را دانند‪.‬‬
‫وقال يف نوضع آخر نندا‪:‬‬
‫بسند صحيح از حرضت امام حممد باقر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬منقولست‬
‫هركه فتوا دهد مردم را به غري علم وهدايتى كه خدا أو را كرده باشد‪،‬‬
‫لعنت كنند أو را مالئكه رمحت ومالئكه عذاب‪ ،‬وبه أو ملحق شود گناه‬
‫حق اهلى بر مردم آن است‬
‫آن كسى كه به فتواى أو عمل ناميد ‪ .‬وفرمود‪ّ :‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫كه آنچه را دانند بگويند‪ ،‬وآنچه را ندانند تو ّقف ناميند وساكت شوند‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 321‬‬
‫‪ )2 ( 2‬أصول كاىف ‪ 42 /1‬ح ‪.3‬‬
‫‪ )3 ( 3‬أصول كاىف ‪ 43 /1‬ح ‪.7‬‬
‫‪ 424‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وحرضت رسول ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬فرمود‪ :‬هركه عمل به قياس‬
‫ناميد خود را وديگران را هالك مىكند‪ ،‬وهركه فتوا دهد وناسخ‬
‫ومنسوخ وحمكم ومتشابه قرآن را نداند خود هالك شده است‪ ،‬وديگران‬
‫‪1‬‬
‫را هالك كرده است‪.‬‬
‫وقال يف اوائله‪:‬‬
‫وچون حق سبحانه وتعاىل مىدانست كه عقول خالئق از ادراك‬
‫وچگونگى عبادت أو قارص است‪ ،‬تا آداب عبادت تعليم نفرموده‬
‫تكليف ننمود‪.‬‬
‫ومجعى را كه به لطف كامل خود از مجيع گناهان معصوم گردانيده‪ ،‬حمرم‬
‫ساحت كربياى خود گردانيد‪ ،‬ودر علم وعمل به درجه قصوى‬
‫رسانيد‪ ،‬وزبان مكامله ومناجات تعليم ايشان نمود‪ ،‬پس ايشان را به‬
‫تكميل خالئق فرستاد كه راه بندگى تعليم ايشان ناميند‪ ،‬چنانچه بال‬
‫تشبيه اگر بيگانه را كه از طور وآداب جمالس ملوك ا ّطالع نداشته باشد‬
‫مقربان كه آداب شناس آن درگاه‬
‫به جملس پادشاه درآورند‪ ،‬وكسى را از ّ‬
‫است مع ّلم أو نباشد‪ ،‬البتّه از أو حركتى چند بىادبانه صادر خواهد شد‬
‫مستحق مالمت بوده باشد‪ .‬پس‬
‫ّ‬ ‫كه ّلئق آن جملس رشيف نباشد‪ ،‬و‬
‫كسى را به خاطر نرسد كه به جملس قرب ملك امللوك بدون پريوى‬

‫‪ - 1‬مهان يك ص ‪. 323‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪425‬‬

‫طريق رشع نبوى مىتواند رسيد‪ ،‬يا به هر عبادت اخرتاعى كه به خاطر‬


‫أو رسد يا ناقىص مثل أو كه به وحى اهلى نداند وبه خاطرش رسيده‬
‫مقرب آن جناب مىتوان گرديد‪ ،‬اگر ديده تو را به نور ايامن روشن‬
‫باشد ّ‬
‫مقرر ساختهاند تفكّر نامئى‬
‫سازند‪ ،‬ودر دقائق آدابى كه در هرعبادتى ّ‬
‫خواهى دانست كه به رسپنجه سستى حواس واوهام وكمند نارساى‬
‫عقل مستهام بر اين قرص رفيع نمىتوان آمد‪ ،‬وبدون متابعت اخبار به‬
‫‪1‬‬
‫مراتب كامل فائز نمىتوان شد‪.‬‬
‫وقال يف نوضع ننه‪:‬‬
‫الر ُس ُ‬
‫ول َفخُ ُذو ُه وما َهناك ُْم‬ ‫خدا پيغمربى فرستاد وفرمود كه‪* :‬ما آتاك ُُم َّ‬
‫َعنْ ُه َفا ْنت َُهوا* يعنى‪ :‬آنچه پيغمرب از براى شام آورده عمل نامئيد‪ ،‬وآنچه‬
‫‪2‬‬

‫شام را از آن هنى فرموده ترك نامئيد‪ ،‬وپيغمرب گفت كه‪ :‬من از ميان شام‬
‫متسك‬
‫مىروم‪ ،‬ودو چيز عظيم در ميان شام مىگذارم‪ ،‬كه اگر به آهنا ّ‬
‫جوئيد‪ ،‬ومتابعت ايشان نامئيد‪ ،‬هرگز گمراه نشويد‪ ،‬يكى كتاب خدا‪،‬‬
‫ويكى أهل بيت من‪ ،‬واين دو تا از هم جدا نمىشوند تا در حوض كوثر‬
‫بر من وارد شوند‪ ،‬ومعنى كتاب را أهل بيت من مىدانند‪ ،‬واهل بيت‬

‫‪ - 1‬عنى احليات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 42 -43 :‬‬


‫‪ )1 ( 2‬سوره حرش‪.7 :‬‬
‫‪ 426‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فرمودند‪ :‬ما كه از ميان شام مىرويم احاديث ما در ميان است‪ ،‬رجوع‬


‫به راويان احاديث ما بكنيد‪.‬‬
‫ائمه چه تقصري در بيان احكام أصول وفروع دين تو كردند كه تو‬
‫پس ّ‬
‫‪1‬‬
‫رجوع به كالم دشمنان ايشان مىكنى‪ ،‬ودر كالم ايشان نظر نمىكنى‪.‬‬
‫وقال يف « حياة القلوب » ‪:‬‬
‫ومومن بايد كه در هر باب مقام باشد وراه بشبهه واعرتاض را بر خود‬
‫نگشايد ووساوس شيطان را بخود راه ندهد وآنچه از ائمه دين باو رسد‬
‫مبادرت بانكار اهنا نناميد وعلمش را بايشان گذارد ‪.‬‬
‫اقول‪ :‬نن تتبع كتبه ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬حق التتبع وعرف نواضع نرصته الصدوق ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬ور ه عىل املفيد ونواضع تصحيحه االخبار بمتوهنا وتضعيف تضعيفدا بضعف‬
‫اسانيدها وكذلك ترجيحه ندارك األخبار عىل ندارك األصول العقلية وَتقيقه يف‬
‫صالة اجلمعة والعيدين واحلكم بوجوهبا عينا ورشحه خطبة االنرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬يف ذم اختالف العلامء يف الفتيا وغرى ذلك نن املواضع التي يمتاز فيدا املحدث‬
‫الفقيه عن املتجتدد األصويل حصل له القطع باستقانة طريقته و قة نظره ونوافقته‬
‫املحدثنى يف الدقيق واجلليل وال فرق بنى خمتاره وخمتار والده العالنة وشيخه نوالنا‬
‫حممد طاهر القمي والشيخ حممد احلر العانيل ونعارصيه املوىل حممد صالح املازندراين‬

‫‪ - 1‬مهان شامره ‪ ،1‬ص ‪. 97‬‬


‫[حممد طاهر القمي] ‪427‬‬

‫والعالنة السيد نعمة اهلل اجلزائري واساتذه والده املوىل عبداهلل التسرتي والفاضل‬
‫املدقق القزويني وخمتار السيدين العالنتنى السيد ناجد والسيد هاشم ‪ -‬قدس اهلل‬
‫رسائرهم ‪ -‬نعم نا كان نشنعا بالترصيح عىل احد كام شنع املفيد عىل الصدوق يف رشح‬
‫االعتقا ات واملرتىض عىل املفيد وابن ا ريس عىل الشيخ والشديد الثاين عليه أيضا‬
‫والشيخ ابراهيم عىل الشيخ عيل بن عبدالعايل واملوىل حممد اننى عىل العالنة ونن تأخر‬
‫عنه عليه وليس التشنيع نن فصول الطريقة وانام السكوت عن التشنيع بعد بيان احلق‬
‫اسلم كام اختاره شيخنا االعلم واحلمدهلل‪.‬‬

‫[محمد طاهر القمي]‬


‫ونندم املوىل املقدس املحقق املاهر حممد طاهر الشرىازي أصال القمي سكنا والنتجفي‬
‫ندفنا نصنف « رشح التدذيب » و «حتجة االسالم » و « حكمة العارفنى » وهو نن‬
‫اجلة شيوخ حمدثي املتأخرين نظرى املوىل املقدس االر بييل يف الورع والزهد واحكم ننه‬
‫طريقة وأسلم نسلكا وقد ر عىل االجتدا ينى يف كتابه « حتجة االسالم » وعىل‬
‫الفالسفة يف « حكمة العارفنى » واجاب عن شبده ابن كمونة نربهنا وعىل الصوفية يف‬
‫« الربهان القاطع » و « َتفة االبرار » واثبت طريقة املحدثنى يف أول رشحه عىل «‬
‫التدذيب االخبار » وناحيرضين نن تصانيفه إال قليل نن كثرى فاور ناهو املتيرس نن‬
‫نصوصه‪.‬‬
‫قال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف خطبة « رشح التدذيب » نانصه ‪:‬‬
‫‪ 428‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول‪ّ :‬لخيفى عىل املتتبع لالخبار املطلع عىل اّلثار ان املدعني للخالفة‬
‫واتباعهم واشياعهم سوى امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واوّلده‬
‫املعصومني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ومن تبعهم كانوا عاملني باّلجتهادات‬
‫واّلستحسانات وسائر اّلمارات الظنيه ثم افرتقوا فرقتني مصوبه‬
‫وخمطئة واما امرياملؤمنني واخللفاء الطاهرين ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬من ولده مل‬
‫يكونوا عاملني باّلجتهادات واّلمارات املفيده للظن بل كانوا عاملني‬
‫باّلدلة القاطعة من الكتاب والسنة ومل يكن يف اقواهلم اختالف وتناقض‬
‫لكوهنم عاملني بحقائق اّلحكام ومويدين بتائيد امللك العالم فان وجد‬
‫يف ظاهر كالمهم تناقض وتناف فله سبب من التقية وغريها من اّلسباب‬
‫التي يذكرها الشيخ يف التاويالت ريض اهلل عنه وارضاه وجعل اجلنة‬
‫منزله وماواه واما شيعه أهل البيت فلم يكونوا عاملني باّلجتهادات‬
‫واّلمارات الظنيه بل كانوا عاملني بمحكامت الكتاب والسنة‬
‫واّلحاديث املرويه عن ائمتهم املعصومني وقدمائهم كانوا يستدلون عىل‬
‫ابطال مذهب السنه باختالف اقواهلم بسبب العمل باّلجتهادات‬
‫ومايفيد الظن من اّلمارات فكثر بمرور السنني والشهور اّلختالف يف‬
‫اقوال الشيعة واحاديثهم بسبب اخلوف والتقية واختالف الرواة يف الفهم‬
‫والضبط والثقه وعدم كوهنم موصوفني بالعدالة فتحريالعملامء يف العمل‬
‫فرجعوا إىل األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬طالبني بطريق العمل بالروايات‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪429‬‬

‫املختلفه واّلخبار املتنافيه فعلموهم وامروهم بالعمل بالرواية اّلوثق‬


‫وما وافق الكتاب والسنة وما وافق اّلحتياط وما خالف العامة وما‬
‫اجتمع عليه األصحاب ومل جىوزوا هلم اّلجتهادات ومايفيد الظنون من‬
‫اّلمارات ونحن اّلن بتوفيق اهلل الرمحن نعمل بام علمنا املعصومون من‬
‫اخلطا والنسيان والدى والسننانص ‪ 62‬وملنعمل باّلجتهاد والقياس‬
‫واّلستحسان‪ .‬يف خطبة هذا الكتاب من الشبهه عن بعض العامة غري‬
‫وارد عىل الشيعة العاملني بالكتاب والسنة والروايات املروية عن‬
‫أصحاب العصمة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نعم يرد عىل املتأخرين العاملني‬
‫باّلجتهادات والظنون احلاصله من اّلمارات انتهى‪.‬‬
‫وقال يف كتاب « االربعنى » يف ذكر االحا يث الكثرىة يف نناقب انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬وخالفته نن طرق املخالفنى نالفظه‪:‬‬
‫ان هذه اّلحاديث واّلثار الدالة عىل امامة‬
‫ومن وجوههم الركيكة ّ‬
‫امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬معارضه باّلمجاع وحسن الظن بالصحابه‬
‫مع كثرهتم فاهنم امجعوا عىل خالفة ابىبكر ولوعلموا استحقاق عىل له‬
‫ملا غصبوا مقامه اقول هلل احلمد ليس للمخالف مايدل عىل حجية اّلمجاع‬
‫فيجوز هلم يتمسك به ويعارض به اّلخبار املتواتره الرصحىه الدالة عىل‬
‫ّلن مامتسكوا به من‬
‫امامة امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وذريته الطاهرين ّ‬
‫اّلخبار مثل ّلَتتمع امتى عىل اخلطا وكونوا مع اجلامعة ويداهلل مع‬
‫‪ 430‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اجلامعة اخبار آحاد ّلجىوز التمسك هبا يف األصول بل ّلجىوز هلم ان‬
‫ّلن ما متسكوا به يف حجية خرب الواحد‬
‫يتمسكوا هبا يف الفروع أيضا ّ‬
‫مدخول منقوض كامّلخيفى عل من تتبع األصول من ارباب العقول وان‬
‫سلمنا حجتها فال نسلم دّللة هذه اّلخبار عىل حجية أهل ك ّل عرص فاما‬
‫احلديث اّلول فال دّللة فيه ّلنا نقول هل املراد بلفظ امتى مجيع اّلمة غري‬
‫خمتص بعرص دون عرص كامهو الظاهر من اللفظ أو املراد هبا البعض فعىل‬
‫تقدير اّلول ّل دّللة فيه عىل حجية امجاع أهل عرص واحد وعىل تقدير‬
‫الثاين يلزم ان يكون امجاع كل اثنني حجة وهو باطل باّلتفاق وان كان‬
‫املراد هبا مجاعة خمصوصة فيحتمل احتامّل ظاهرا ان يكونوا هم أهل‬
‫البيت بقرينة شهادة آيه التطهري بطهارهتم‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم يف ذكر ا لة االمجاع واجاب عندا إىل ان قال‪:‬‬
‫ومتسك العضدي يف حجية اّلمجاع بوجهني عقليني‪:‬‬
‫الوجه اّلول ‪:‬اهنم امجعوا عىل القطع بتخطئة املخالف لالمجاع ّ‬
‫فدل عىل‬
‫بان هذا العدد الكثري من العلامء املحققني‬
‫انه حجة فان العادة حتكم ّ‬
‫ّلجىمعون عىل قطع يف رشعي بمجرد تواطئ أو ظن بل ّليكون قطعهم‬
‫عن قاطع فوجب احلكم بوجود نص قاطع بلغهم يف ذلك فيكون مقتضاه‬
‫وهو خطا املخالف له حجة وهو يقتىض حقية ماعليه اّلمجاع وهو‬
‫املطلوب ثم اورد عىل نفسه نقضا باتفاق الفالسفه عن نظر عقىل‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪431‬‬

‫وتعارض السنة فاشتباه الصحيح بالفاسد فيه كثري واما يف الرشعيات‬


‫فالفرق بني القاطع والظني بني ّليشتبه عىل أهل املعرفة والتمييز وامجاع‬
‫اليهود والنصارى عن اتباع اآلحاد اّلوائل لعدم حتقيقهم والعادة ّلحتيله‬
‫ّلمفر له عنه‬
‫بخالف ما ذكرنا اقول ما ذكره ضعيف والنقض وارد عليه و ّ‬
‫اما بيان ضعفه فانا ّل نسلم امتناع التواطؤ بل احلق جوازه فان احلق‬
‫ان تكون هذه القاعده مما وضعه املنافقون الذين ارادوا يف العقبه‬
‫ّليستبعد ّ‬
‫قتل النبي صىل اهلل عليه واله وحالوا بينه وبني ان يكتبه للناس وصيه‬
‫يرتفع هبا عنهم الضالل ونسبوه إىل اهلجر واهلذيان وقالوا حسبنا كتاب‬
‫اهلل ثم شبهوا عىل الناس بالشبهات كآية ومن يشاقق وامثاهلا فتبعهم يف‬
‫القاعده ضعفائ الصحابه وسفهائهم وسكت عنهم العلامء واولوا‬
‫اّلراء طمعا ورغبة وخوفا وتقية وقد وقع ذكر املنافقني الذين ذكرناهم‬
‫يف صحاحهم ومسانيدهم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وحىتمل ان تكون هذه القاعدة مما وضع يف زمن بنىامية الضالة املضلة‬
‫سب امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الذي نص الكتاب‬
‫الذين جعلوا ّ‬
‫بفضله سنة بني الناس واحلوا حماربته ومقاتلته وفائدة هذه القاعده‬
‫ّلن هبذه القاعدة‬
‫للمخالفني ّلهل البيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ظاهره ّ‬
‫اخرجوا اخلالفة من ايدى األئمة الطاهرين وعملوا بخالف حمكامت‬
‫‪ 432‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الكتاب والسنة متمسكني باهنا خمالفة لالمجاع وان سلمنا امتناع التواطو‬
‫فال نسلم امتناع ان يكون مستند آحاد اّلوائل منهم اّلجتهادات الظنيه‬
‫ثم اشتهر منهم اشتهارا حسب من تاخرعنهم انه جممع عليه وّل ريب ان‬
‫مجاعة من الصحابة باعرتاف أهل السنة كانوا يتملكون يف الرشعيات‬
‫باّلجتهادات الظنيه كام زعموا ان ابابكر وعمر وكثري من الصحابة‬
‫اجتهدوا يف ان خيوضوا يف امر اخلالفة وتعيني اخلليفه من غري ورود نص‬
‫قبل ان يغسل ويدفن سيد اّلولني واّلخرين بغري مشورة باب مدينة‬
‫العلم ‪ -‬صلوات اهلل عليه ‪ -‬وغريه من اقرباء النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه واله‬
‫‪ -‬وعلامء الصحابه وزهادها كسلامن وايب ذر واملقداد وعامر وهوّلء‬
‫ان ابابكر‬
‫اّلربعة انفق املخالف واملوالف عىل مدحهم والثنا عليهم و ّ‬
‫وعمر اجتهدوا يف التخلف عن جيش اسامة مع ان النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫ان ابابكر اجتهد يف عزل اسامة‬
‫وآله ‪ -‬لعن من ختلف عن جيش اسامة و ّ‬
‫عن امارته وان عمر اجتهد يف منع الرسول ان يكتب للناس وصيه يرتفع‬
‫وان‬
‫هبا عن اّلمه الضالل ونسب الناطق عن الوحي إىل اهلجر واهلذيان ّ‬
‫عثامن اجتهد يف رضب عامر واخراج ايب ذر حبيب اهلل وحبيب رسوله‬
‫وايواء مروان الطريد عدو اهلل وعدو رسوله‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪433‬‬

‫فاذا ظهر بام ذكرناه ان مجاعة من الصحابة كانوا يعملون يف الرشعيات‬


‫بالظنون العقلية بطل جوابه عن النقض باتفاق الفالسفة عىل اخلطا مع‬
‫مراعاهتم القواعد املنطقية احلافظة لالذهان جاز خطا أهل السنة العاملني‬
‫باّلجتهادات الظنيه بطريق اوىل وان سلمنا اهنم مل يعملوا يف الرشعيات‬
‫بالظنون اّلجتهادية فالنسلم ظهورالتمييز بني القاطع وغريه بل احلق ان‬
‫مع غلبة اهلوا قد يشتبه القاطع بغريه واملحكم باملتشابة وعن النبي ‪ -‬صلی‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬حبك اليشء يعمى ويصم فيمكن ان يشتبه اّلمر عىل‬
‫مجاعة من املتغلبني ص ‪62‬ثم يشتهر بحيث حىسب من تاخر عنهم انه‬
‫جممع عليه‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ان ماذكره‬
‫واما بيان ضعف جوابه عن النقض باتفاق اليهود والنصارى ّ‬
‫من امجاع اليهود عن اّلتباع ّلحاد اّلوائل يمكن اجرائه يف امجاع أهل‬
‫بان يقال ان آحاد اوائلهم اخطاوا ثم تبعهم املتاخرون حلسن ظنهم‬
‫السنة ّ‬
‫باّلوائل بل جريان هذا اّلحتامل يف امجاع أهل السنة اظهر من وجوه‪:‬‬
‫احدها‪ :‬ان اتباع اهلوى يف امة نبينا ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬اعظم ّلهنم‬
‫افرتقوا ثلثه وسبعني فرقة زائد عىل افرتاق امة موسى وعيسى‪.‬‬
‫ان اتفاق اليهود عىل نقل خرب وهو من املحسوس وكذا اخبار‬
‫وثانيها‪ّ :‬‬
‫النصارى عن حمسوس وهو القتل والصلب بخالف املجمعني من أهل‬
‫‪ 434‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫السنة عىل ختطئة خمالف اّلمجاع فاهنم مل يتفقوا عىل امر حمسوس ومل‬
‫ان‬
‫جىمعوا عىل نقل خرب بل اتفقوا عىل حكم غري حمسوس وّلريب ّ‬
‫اّلتفاق عىل غري حمسوس اوىل باخلطاء من اّلتفاق عىل املحسوس‪.‬‬
‫ان اليهود والنصارى كلهم متفقون وّلخالف فيهم بخالف امة‬
‫وثالثها‪ّ :‬‬
‫نبينا فاهنم خمتلفون يف ختطئة خمالف اّلمجاع ّلن الشيعة اإلمامية مع‬
‫كثرهتم مل يزالوا خمالفني ّلهل السنة ّلن اّلمجاع عندهم ليس دليال منفردا‬
‫بل الدليل عندهم بعد كتاب اهلل وقول املعصومني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بل‬
‫أهل السنة أيضا كلهم مل يقولوا بتخطئة خمالف اّلمجاع ّلن النظام من‬
‫علامئهم خالفهم وامحد الذي هو احد ائمتهم نقل عن العضدى انه من‬
‫بان مراده هبذا‬
‫ادعى اّلمجاع فهو كاذب وتاويل العضدى كالم امحد ّ‬
‫القول استبعاد بوجود اّلمجاع ّل انكار ظاهر البطالن‪.‬‬
‫إىل ان قال ‪:‬‬
‫والوجه الثاين ما متسك به العضدى عىل حجية اّلمجاع وهذه عبارته اهنم‬
‫ان غري القاطع ّليقدم عىل‬
‫امجعوا عىل انه يقدم عىل القاطع وامجعوا عىل ّ‬
‫القاطع بل القاطع هو املقدم عىل غريه فلوكان غري قاطع لزم تعارض‬
‫اّلمجاعني وانه حمال انتهى ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هذا اّلستدّلل باطل أل ّنه ّلنسلم حتقق اّلمجاع عىل تقديم اّلمجاع‬
‫ان اّلمة يف حجية‬
‫عىل القاطع ّلنه قد بينا يف اجلواب عن الوجه اّلول ّ‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪435‬‬

‫اّلمجاع خمتلفون ويمكن اجلواب عنه بوجه آخر وهو ان نقول القاطع من‬
‫الكتاب والسنة الذي امجعوا عىل تقديم اّلمجاع عليه هل جىرى فيه احتامل‬
‫ّلن مع احتامل النسخ غايته‬
‫النسخ أم ّلجىرى فعىل اّلول ليس بقطعي ّ‬
‫افادة الظن فال يفيد اتفاقهم عىل تقديم اّلمجاع عليه ان يكون اّلمجاع‬
‫قطعيا وّليلزم منه تعارض اّلمجاعني وعىل الثاين وقوع التعارض حمال‬
‫ّلنه عىل هذا التقدير يفيد العلم والقطع فلوكان اّلمجاع املعارض له‬
‫أيضا قطعيا مفيدا للعلم لزم حتقق العلم بالنقيضني وهو حمال واذا عرفت‬
‫ما تلوناه عليك فاعلم انا لو سلمنا ثبوت اّلمجاع يف نفسه فالعلم به حمال‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وان سلمنا امكان العلم باّلمجاع فنقله إىل من حىتج به ممتنع ّلن اآلحاد‬
‫ّلتفيد اذ ّلجىب العمل به يف اّلمجاع فتعني التواتر وّليتصور‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫بل احلق ان التواتر ّليمكن حتققه يف اّلمجاع ّلن من رشطه ان يكون‬
‫املخرب عنه حمسوسا فاّلمجاع امر غري حمسوس ّلنه عبارة عن اتفاق اراء‬
‫املجتهدين فتحقق التواتر فيه حمال‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وادعاء الرضورة فيام قام الربهان عىل خالفه سفسطه‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ 436‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫تذنيب يف ذكر بعض ما يدل عىل عدم اّلعتامد والوثوق باّلحاديث‬


‫املنقوله يف كتب النواصب عىل خالف عقائد اإلمامية‪.‬‬
‫اعلم ان رواة احاديثهم اما كفار أو فساق فال جىوز اّلعتامد عليهم لقوله‬
‫ِ‬
‫جاءك ُْم فاسق بِنَ َبإٍ َف َت َب َّينُوا * وقوله َ‬
‫*و ّل‬ ‫‪1‬‬
‫تعاىل *يا َأ ُّ َهىا ا َّل َ‬
‫ذين َآمنُوا إِ ْن َ‬
‫ذين َظ َل ُموا َفت ََم َّسك ُُم الن َُّار * وانام قلنا ان رواهتم اما كفار أو‬
‫‪2‬‬
‫ت َْر َكنُوا إىل ا َّل َ‬
‫فساق ّلهنم مالوا إىل الدنيا ودخلوا البني امية يف وّلياهتم وردوا هلم ما‬
‫سب عليا وحاربه ومنهم من‬
‫احبوا حتى وصلوا إىل حاجاهتم فمنهم من ّ‬
‫اعتزل عن بيعته ورغب يف حماربته ومنهم من خذل احلسني احد الثقلني‬
‫ومنهم من حاربه‪ ،‬إىل اخرما قال‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫نج َع ِل ْاألَ ْر َض ِم َهادا و ْ‬
‫اجل َب َال‬ ‫الدليل اّلول‪ :‬انا نعلم قطعا ان الذي * َأ َمل ْ َ‬
‫كم ُس َباتا و َج َع ْلنَا ا َّل ْي َل لِ َباسا و َج َع ْلنَا‬ ‫َاكم َأز َْواجا و َج َع ْلنَا ن َْو َم ُ‬
‫َأ ْوتَادا و َخ َل ْقن ُ‬
‫رساجا َو َّهاجا و َأن َز ْلنَا ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النه َار َم َعاشا و َبنَ ْينَا َف ْو َقك ُْم َس ْبعا شدَ ادا و َج َع ْلنَا َ‬
‫َّ‬
‫َّات َأ ْل َفافا* له رىض‬ ‫ات ماء ثجاجا لنُخْ ِرج بِ ِه حبا و َنباتا وجن ٍ‬ ‫املُْع ِ ِ‬
‫‪3‬‬
‫َ‬ ‫َ ًّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫رص َ‬ ‫ْ َ‬
‫وسخط وارادة وكراهة فال بد يف كل زمان من عامل رباين يفى يف بيان‬

‫‪ - 1‬سوره حتجرات‪ ،‬آيه ‪،6‬‬


‫‪ - 2‬سوره هو ‪ ،‬ايه ‪.113‬‬
‫‪ - 3‬سوره نبا‪ ،‬آيات ‪. 15 -6‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪437‬‬

‫رضاه وسخطه ّلنا نقول ّلخيفى عىل اللبيب املنصف ان كتاب مشتمل‬
‫عىل املجمالت واملتشاهبات والناسخ واملنسوخ وّليعلم من تاويلها‬
‫وّليعرف من تفسريها اّل يسري واختلف املفرسون يف تفاسريهم ومتسك‬
‫ك‬‫*ه َو ا َّلذي َأ ْنز ََل َع َل ْي َ‬
‫أهل البدع بمتشاهباته يف بدع اراءهم قال اهلل تعاىل ُ‬
‫ذين يف‬‫َشاهبات َف َأ َّما ا َّل َ‬ ‫تاب و ُأ َخ ُر ُمت ِ‬‫حم َكامت ُه َّن ُأ ُّم ا ْلكِ ِ‬ ‫تاب ِمنْ ُه آيات ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلك َ‬
‫‪1‬‬
‫غاء ت َْأويلِ ِه*‬‫ِ ِ ِ‬
‫غاء ا ْلف ْتنَة وا ْبت َ‬
‫ِ ِ‬ ‫وهبِ ْم َز ْيغ َف َي َّتبِ ُع َ‬
‫ون ما تَشا َب َه م ْن ُه ا ْبت َ‬ ‫ُق ُل ِ‬

‫فليس كتاب اهلل حسبنا كام زعم الثاين من خلفاء املخالفني واتباعه‬
‫وّليقال ان العلم بجميع اّلحكام ان مل يكن بدون وجود امام مويد ولك ّن‬
‫الظن بجميع اّلحكام ممكن باخبار اآلحاد والقياس واّلستحسان ّلنا‬
‫*و إِ َّن الظَّ َّن ّل ُيغْني ِم َن َْ‬
‫احل ِّق‬ ‫نقول ّلجىوز العمل باملظنون لقوله تعاىل َ‬
‫ّلن العمل‬ ‫ون * و ّ‬ ‫‪3‬‬
‫َش ْيئا * وقوله تعاىل * َأ ْن َت ُقو ُلوا عىل اهلل ما ّل َت َع ُلم َ‬ ‫‪2‬‬

‫بالظن تقديم بني يدى اهلل ورسوله وعمل بغري اذن اهلل تعاىل وقال اهلل‬
‫ني َيدَ ِي اهلل و َر ُسولِ ِه* وقال اهلل‬
‫‪4‬‬
‫تعاىل *يا َأ ُّ َهىا ا َّل َ‬
‫ذين َآمنُوا ّل ُت َقدِّ ُموا َب ْ َ‬

‫‪ - 1‬سوره ال عمران آيه ‪. 7‬‬


‫‪ - 2‬سوره نتجم‪ ،‬آيه ‪. 28‬‬
‫‪ - 3‬سوره صف‪ ،‬آيه ‪. 3‬‬
‫‪ - 4‬حتجرات‪ ،‬آيه ‪،1‬‬
‫‪ 438‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫َ‬ ‫َِ‬
‫ون * وّلن احلكم بمقتىض الظن‬ ‫تعاىل * ُق ْل اهلل أذ َن َلك ُْم أ ْم َع َىل اهلل َت ْف َ ُ‬
‫رت َ‬ ‫‪1‬‬

‫حىك ُْم بِام َأ ْنز ََل اهلل‬ ‫*و َم ْن َمل ْ َ ْ‬


‫حكم بغري ما انزل اهلل وقد قال اهلل تعاىل َ‬
‫حىك ُْم بِام َأ ْنز ََل‬
‫*و َم ْن َمل ْ َ ْ‬ ‫ون * واكدها باية اّلخرى َ‬ ‫‪2‬‬
‫ك ُه ُم ا ْلكافِ ُر َ‬ ‫َف ُأولئِ َ‬
‫حىك ُْم بِام َأ ْنز ََل اهلل‬ ‫ثالثه*و َم ْن َمل ْ َ ْ‬
‫َ‬ ‫امل ِ َ‬
‫ون * واكدها باية‬
‫‪3‬‬ ‫ك ُه ُم ال َّظ ُ‬ ‫اهلل َف ُأولئِ َ‬
‫ك هم ا ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫ون*‬
‫‪4‬‬
‫فاس ُق َ‬ ‫َف ُأولئ َ ُ ُ‬
‫ك ّل ذلك لعلمه تعاىل خلروج عباده عن طاعته وعدم امتثاهلم اوامره وان‬
‫جوزنا العمل بالظنون فال يمكن اّلستغنا هبا عن اّلمام املعصوم احلافظ‬
‫ّلن اخبار اآلحاد وان افاد بعضها الظن ولكنها قليلة واما‬
‫للرشيعة ّ‬
‫القياس فاليفيد غالبه الظن بل التحقيق انه ّليفيد الظن اصال ّل ّن مبنى‬
‫رشعنا عىل الفرق بني املامثالت كاجىاب الغسل باملنى دون البول وكالمها‬
‫خارج عن السبيل وغسل بول الصبيه ونضح بول الصبي وقطع سارق‬
‫القليل دون غاصب الكثري وحدّ القذف بالزنا دون الكفر وحتريم صوم‬
‫اول شوال واجىاب صوم اخر شهر رمضان وعىل اجلمع بني املختلفات‬
‫كام جىاب الوضوء من اّلحداث املختلفه واجىاب الكفارة يف الظهار‬

‫‪ - 1‬سوره يونس‪ ،‬آيه ‪. 59‬‬


‫‪ - 2‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 44‬‬
‫‪ - 3‬سوره نائده‪ ،‬آيه ‪. 45‬‬
‫‪ - 4‬سوه نائده آيه ‪. 47‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪439‬‬

‫واّلفطار ويساوى العمد واخلطأ ووجوب القتل بالزنا والردة فاذا كان‬
‫كذلك امتنع حصول الظن من القياس املبنى عىل شيئني يف احلكم‬
‫ّلشرتاكهام يف الوصف ومسئلة اّلستحسان يف عدم افادة الظن وكيف‬
‫يفيد الظن باحلكم وقد قال تعاىل*و عسى َأ ْن ُ ِ‬
‫حت ُّبوا َش ْيئا و ُه َو َرش َلك ُْم *‬
‫‪1‬‬
‫َ َ‬
‫وان سلمنا حصول الظن من القياس واّلستحسان وجواز العمل هبام‬
‫وبخرب الواحد فال تفى أيضا باّلحكام أيضا ّلن احكام اهلل مما ّل تعد وّل‬
‫حتىص فكيف يكتفى هبذه اّلمارات املحصوره املعدوده عن اّلمام والعامل‬
‫املسدد‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ونقل العضدي يف « رشح املخترص » عن احد ائمتهم اّلربعة انه قد سئل‬
‫عن اربعني مسئله فقال اعرتافا باجلهل ّل ادرى يف سته وثالثني مسئلة‬
‫وقس عليه سائر ائمتهم وجمتهدهىم فالبد للقران من مفرس مويد معصوم‬
‫عامل بجميع ارادة اهلل وهو املعرب عنه باّلمام وغري هذه األئمة اّلثنى عرش‬
‫مليكن احد متصفا هبذه الصفة باّلمجاع فثبت اهنم هم األئمة املفرسون‬
‫لكتاب اهلل تعاىل العاملون بجميع مراداته وحاصل هذا الدليل ان اّلمة‬
‫متعبدة بالرشع مثل العبادات والعقود واملواريث واحكام اجلنابات وّل‬
‫ريب ان تفاصيل ما جاء الرشع يف هذه اّلقطاب اّلربعة ّليعلم رضورة‬

‫‪ - 1‬سوره بقره‪ ،‬آيه ‪. 216‬‬


‫‪ 440‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بادله العقل والقياس واّلستحسان ليسا بدليلني عىل ماذكرناه وليس يف‬
‫نصوص الكتاب العزيز والسنة املقصوع هبا مايدل عىل التفصيل وكذا‬
‫ان عدمه ظاهر يف أكثر الرشيعة لوجوه اّلختالفات يف‬
‫اّلمجاع من حيث ّ‬
‫مثل قوله تعاىل اقيمو الصالة فنص عىل الصالة ومل ينص يف الكتاب وّل‬
‫*و‬
‫يف السنة املقطوع هبا مايدل عىل تفصيلها املختلف فيه بني اّلمة وقوله َ‬
‫ار َق ُة َفا ْق َط ُعوا َأ ْي ِد َ ُهىام* واسم اليد يطلق عىل هذه اجلارحه‬
‫‪1‬‬ ‫الس ِ‬ ‫الس ِ‬
‫ار ُق و َّ‬ ‫َّ‬
‫إىل املنكب وإىل املرفق وإىل الزند وإىل أصول اّلصابع يقول كتبت بيدى‬
‫أي باطراف اصابعي فبان ان اليد يطلق عىل كل واحد من هذه الغايات‬
‫وقد امر بقطع يد السارق فمن اى الغايات يقطع فيجب ان يكون يف اّلمة‬
‫معصوم مقطوع بعصمته مامون اخلطا والزلل من جهته لريفع إليه يف‬
‫املسكوت عنه يف الكتاب والسنة واّل كانت اّلمة متعبده بامّلهتتدى إليه‬
‫وذلك تكليف بامّليطاق وهو قبيح حمال عىل اهلل ومل يكن يف اّلمة غري‬
‫األئمة اّلثنى عرش متصفا بالعصمة واّلطالع بجميع اّلحكام باّلمجاع‬
‫فثبت امامتهم‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬يلزم تكليف ماّليطاق عىل تقدير اّلمام املعصوم اذا كان غائبا‬
‫غري متمكن ؟‬

‫‪ - 1‬سوره نائده‪ ،‬ايه‪. 38‬‬


‫[حممد طاهر القمي] ‪441‬‬

‫قلنا‪ :‬ليس اّلمر كام تومهت بل حال الرعية يف زمن الغيبة كحال أهل‬
‫مكة يف زمان اقامة النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬يف املدينه فاما حال‬
‫الشيعة كحال املستضعفني الذين مليكونوا قادرين عىل اهلجرة إىل املدينة‬
‫خوفا واما حال املخالفني كحال الذين كانوا قادرين عىل اهلجرة وكانوا‬
‫سببا خلروج النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬إىل املدينة فاما املستضعفون‬
‫فلم يكن الواجب عليهم سوى العمل بام علموا والتوقف واّلحتياط فيام‬
‫مل يعلموا واما القادرين عىل اهلجرة كان الواجب عليهم العلم بجميع‬
‫اّلحكام والعمل هبا ّلهنم كانوا قادرين عىل اهلجرة واستفادة العلم‬
‫باّلحكام وكذا حال املخالفني ّلهنم قادرون عىل ازالة خوف اّلمام‬
‫بتحصيل اّلعتقاد الصحيح باّلدلة القاطعه دون التقليد املوجب ّلستتار‬
‫اّلمام ‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫الدليل الواحد والعرشون اّليات التي ورد فيها النهى عن املعاىص‬
‫ت بِ ِه‬
‫ب َس ِّيئَة و َأحا َط ْ‬ ‫مثل‪ *:‬من يعم ْل سوءا ُ ِ‬
‫جى َز بِه و* و* َبىل َم ْن ك ََس َ‬
‫‪1‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ََْ ُ‬
‫‪3‬‬
‫َخطي َئ ُت ُه * و* ك ُُّل ْام ِر ٍئ بِام ك ََس َ‬
‫ب َرهني* * َف َم ِن ا ْف َرتى َع َىل اهلل‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 1‬سوره نساء‪ ،‬ايه ‪. 123‬‬


‫‪ - 2‬سوره بقره‪ ،‬آيه ‪. 81‬‬
‫‪ - 3‬سوره طور‪ ،‬آيه ‪. 21‬‬
‫‪ 442‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫*حتَّى إِذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫*و ا ْعتَص ُموا بِ َح ْب ِل اهلل َمجيعا وّل َت َف َّر ُقوا* و قوله َ‬
‫‪2‬‬
‫ا ْلكَذ َب* َ‬
‫‪1‬‬

‫ِ‬
‫ذين َت َف َّر ُقوا‬ ‫َفش ْلت ُْم وتَنا َز ْعت ُْم ِيف ْاألَ ْم ِر و َع َص ْيت ُْم * َ‬
‫*و ّل َتكُونُوا كَا َّل َ‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫اخ َت َل ُفوا*‬
‫و ْ‬
‫فهذه اآليات ونحوها ّليوصل إىل حقائقها اّل املعصوم اذ الكتاب‬
‫والسنة مشتمالن عىل املجمالت واملتشاهبات وتفويض استخراج ذلك‬
‫إىل اّلجتهاد املختلف باختالف اّلمارات فيه تعطيل اّلمور والتكليف‬
‫بغري املقدور واخلوف من قرب اصابه احلق وقد نقل رجل عىل فخر‬
‫رازى يف موضعه فوجده يبكى قال له مم بكائك فقال مسئلة حكمت هبا‬
‫من ثلثني سنه ووضعتها يف مصنفات وسارت هبا الركبان واّلن ظهر ي‬
‫اهنا خطا فام يؤمننى ان يكون مجيع ما صنفته والفته كذلك فهذا خوف‬
‫امامهم مع سعة فضله وفهمه‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬يلزم من قولكم بطالن اّلجتهاد قلنا نعم هذا قولنا وقول‬
‫علامئنا املتقدمون واملتواتر عن ائمتنا املعصومني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد‬
‫ان حالنا زمان الغيبة كحال املستضعفني من أهل مكة وأيضا حالنا‬
‫تقدم ّ‬

‫‪ - 1‬سوره آل عمران آيه ‪. 94‬‬


‫‪ - 2‬آل عمران ‪ ،‬آيه ‪. 103‬‬
‫‪ - 3‬سوره آل عمران‪ ،‬آيه ‪. 152‬‬
‫‪ - 4‬سوره آلعمران‪ ،‬آيه ‪. 105‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪443‬‬

‫كحال املظلومني املحبوسني يف سجن الظاملني وكاّلرساء يف ايدى‬


‫املرشكني فالواجب علينا العمل بام نعلم والتوقف يف ما مل نعلم‬
‫كالواجب عليهم وهكذا حكم اهلل يف العباد حال اّلضطرار ّل حال‬
‫اّلختيار ‪.‬‬
‫*و‬
‫وقال الدليل الثالث والعرشون اّليات املتضمنه للتقوى مثل قوله َ‬
‫وي ْاألَ ْل ِ‬
‫باب* وقوله *‬ ‫ون يا ُأ ِ‬ ‫َتزَودوا َفإِ َّن َخري الز ِ‬
‫َّاد ال َّت ْقوى وقوله ا َّت ُق ِ‬
‫‪1‬‬
‫َْ‬ ‫َّ ُ‬
‫هدى للمتقني * وقوله * ان املتقني يف جنات * و نحو ذلك ووجه‬
‫اّلستدّلل ان التقوى املبحوث عليها املرغب فيها انام حىصل بامتثال‬
‫اّلوامر وامهال الزواجر وان مل يكن للتكليف طريقا يودى إىل العلم‬
‫بذلك عىل اّلطالق لزم التكليف بامّليطاق والظن ّليكفى لقوله تعاىل‬
‫ان الظن ّليغنى من احلق شيئا فوجب وجود املعصوم ليفيد العلوم‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬قد تقرر يف حمله ان االمجاع والتواتر بل كل نا حفظ نن الكتاب والسنة‬
‫اليفيد القطع اال بانضامم العلم بدخول املعصوم وكونه حارضا يف الزنان عاملا باحلدثان‬
‫قا را عىل حفظ الدين القويم يف األ يان‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬

‫‪ - 1‬سوره بقرة‪ ،‬ايه ‪. 197‬‬


‫‪ 444‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫*و َأ َّن هذا ِرصاطي ُم ْستَقيام َفا َّتبِ ُعو ُه‬ ‫الدليل الثامن والعرشون قوله تعاىل َ‬
‫*اه ِدنَا‬ ‫ِ ٍ‬
‫* وقوله * ُق ْل إِنَّني َهداين َر ِّيب إىل رصاط ُم ْستَقيمٍ* وقوله ْ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت َع َل ْي ِه ْم *‬‫ين َأ ْن َع ْم َ‬ ‫اط املُْست َِقيم ِرص َ ِ‬


‫اط ا َّلذ َ‬ ‫الرص َ ْ َ َ‬ ‫ِّ َ‬
‫‪3‬‬

‫ووجه دّللة ان هذه اّليات ّ‬


‫تدل عىل ان هلل تعاىل دينا قيام ّلخالف فيه‬
‫وطريقا مستقيام ّلعوج هلا وجىب علينا اتباعه وهذا ّل يمكن اّل بنصب‬
‫امام معصوم حافظ جلميع مسائل الدين مرشدا إىل سبيل اليقني وعىل‬
‫بان اّلمامة باّلختيار ليس هلل رصاط‬
‫مذهب املخالفني لالمامية القائلني ّ‬
‫مستقيم جىب علينا اتباعه ّلن مفرسهىم ورواهتم خمتلفون يف الكتاب‬
‫والسنة والذين عندهم ما اقتىض آراء جمتهدهىم فاحلالل ما حللوه واحلرام‬
‫ما حرموه ّلن املخالفني يف احكام اهلل عىل قولني فمنهم من قال ان اهلل‬
‫تعاىل ليس له حكم عىل التعيني بل اّلحكام تابعة ّلراء املجتهدين فكل‬
‫جمتهد مصيب فيام راه ومنهم من قال ان هلل تعاىل يف كل واقعة حكام معينا‬
‫ولكن مل ينصب عىل أكثر اّلحكام ادلة بل املجتهدين يعملون باّلمارات‬
‫فان اصاب فله اجران وان اخطا فله اجر واحد وقد ترتب عىل فتح باب‬
‫اّلجتهاد مفاسد عظيمة من احلروب والقتال وهنب اّلموال وقد افتى‬

‫‪ - 1‬سوره انعام‪ ،‬آيه ‪153‬‬


‫‪ - 2‬سوره انعام ‪ ،‬آيه ‪. 161‬‬
‫‪ - 3‬سوره فاَته‪ ،‬آيه ‪. 6‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪445‬‬

‫جمتهدوهم خصوصا ابوفعيله بام هتكوا به حرمة اّلسالم واهله‬


‫وسيجيء انشاء اهلل يف اخلامته بعض فتاوهىم الشنيعه فثبت حقية اإلمامية‬
‫القائلني ان هلل تعاىل يف ك ّل واقعة حكام معينا معلوما عليه دليل قاطع‬
‫وجامع اّلحكام كلها ائمه أهل البيت اّلثنى عرش ‪ -‬عليه السالم ‪ّ -‬ل ّن‬
‫رصاط اهلل عىل ما ذهبوا إليه مستقيم واتباعه بالرجوع إىل ائمه أهل البيت‬
‫واجب حيث امكن واما يف حال الغيبة فقد بينا حكم الشيعة فيها باهنم‬
‫كااملستضعفني من أهل مكة وكاملهاجرين إىل احلبشة يعملون بام يعلمون‬
‫وحىتاطون فيام ّليعلمون وقد اشار موّلنا ومقتدانا امرياملؤمنني ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬بام رواه يف « هنج البالغه » إىل بطالن اّلجتهاد والعمل به ثم‬
‫ذكر من كالمه فصال مشبعا‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وقد اوردنا يف الدليل اّلول نقال عن كتب املخالفني عدة روايات داّلت‬
‫عىل حرمة العمل بالراى‪.‬‬
‫اقول‪ :‬ولو ار نا مجيع ترصحياته وتنصيصاته عىل ر االجتدا واالقرار بانه خمالف سبيل‬
‫الرشا مما ذكره يف اول رشح التدذيب الكبرى واالربعنى وحتجه االسالم لنفد الكالم‬
‫وطال املرام‪.‬‬
‫وقال يف اول رسالة « هبتجة الدارين يف االنر بنى االنرين » نالفظه‪:‬‬
‫‪ 446‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ك يف َأ ّ‬
‫ى‬ ‫ئك َف َعدَ َل َ‬ ‫اعلموا يا اخواين رمحكم اهلل ان* ا َّل ِذى َخ َل َق َ‬
‫ك َف َس َّو َ‬
‫ص ٍ‬
‫ك * ثم السبيل يرسكم وفهمكم ما به كلمكم وعىل‬ ‫‪1‬‬
‫ورة َّما َش َ‬
‫اء َر َّك َب َ‬ ‫ُ َ‬
‫فهم ما اراد منكم فطركم ثم بالرسول ايدكم وباّلخذ بام اتاكم امركم‬
‫وبوجوب اتباعه اجركم ثم بال الرسول رشفكم وبمشكوة علمهم‬
‫نوركم وبوجوب اتباعهم الزمكم وعن طاعة غريهم حذركم فاياكم‬
‫اياكم من اتباع من عداهم وتقليد من سواهم من احلكامء واملتكلمني‬
‫وّليتعاظم عندكم ارائهم وان عظم يف اسامعكم اسامئهم فالتستبعدوا‬
‫اتفاقهم عىل اخلطا فان املعصوم من عصمه اهلل واملحفوظ من حفظ اهلل‬
‫فعليكم بكتاب اهلل وسنن رسول اهلل ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬واحاديث‬
‫حجج اهلل املعصومني من اخلطا املحفوظني من اتباع اهلوى صلوات اهلل‬
‫عليهم ما دامت السموات واّلرضون السفىل ‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬كيف يمكن التمسك باملسائل العلمية واملطالب القطعية‬
‫باّلخبار املرويه باسناد اآلحاد ‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬ليس اّلمركام تومهت بل املعانى املتواتره يف آثار األئمة ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬كثرية جدّ ا وماّليكون من اّلخبار متواتره ّل نقول اهنا بنفسها‬
‫تفيد العلم أو اهنا بنفسها حجة يف األصول بل ر ّبام تكون مشتمله عىل‬
‫اّلدلة القاطعه والرباهني الساطعه فمن هذه احليثيه تفيدك العلم واليقني‬

‫‪ - 1‬سوره انقطار‪ ،‬ايه ‪ 5‬تا ‪. 8‬‬


‫[حممد طاهر القمي] ‪447‬‬

‫وتوصلك إىل اوضح مناهج الدين وخيرجك من ظلامت شبهه الشياطني‬


‫وينجيك من وساوس شكوك املجادلني وهبذه الشبهه التي ص ‪64‬عنها‬
‫ترك من ترك اثار األئمة املعصومني وهلك من هلك بمخالفة الدين املبني‬
‫وان اردت استخراج دينك من آثارهم واستنباط مطالبك من اخبارهم‬
‫فعليك بعالج نفسك املريضه من ورود الشبهه املشككه والشكوك‬
‫املوسوسه بمداومه ذكر املوت فانه جالب للقلوب ومطهر للنفس عن‬
‫العيوب ثم عليك بتقوهىا بذكر اهلل يف آناء الليل واطراف النهار بالدعاء‬
‫والتالوة واّلستغفار فلام صح قلبك وطاب نفسك استعمل ما دللناك‬
‫عليه ترى العجب انشاء اهلل‪.‬‬
‫وقال يف رسالته الفارسية التي ذكر يف اوهلا‪ :‬انا بعد فدذه رسالة نوسونة بـ « الفوائد‬
‫الدينية » نشتملة عىل الفتاوى امللية يف بيان بطالن الفلسفة واحلا الفلسفية وكفر‬
‫البسطانية واحلالجية وبيان فضل العلوم الدينية والفقداء والعلامء الربانية وذم العلامء‬
‫املفتوننى بالزخارف الدنيوية والتاركنى للمطالب العظيمة االخروية قد افتى هبذه‬
‫الفتاوى اجللية حممد طاهر بن حممد حسنى بالتوفيقات االهلية نالفظه‪:‬‬
‫باز بيان فرمايند كه مذاهب باطله فالسفه در چه زمان وبه چه سبب در‬
‫ميان أهل اسالم متابع ومتعارف شده بينوا توجروا اجلواب هو املعني‬
‫واملوفق بدان رمحك اهلل كه فلسفه پيش از زمان مامون رشيد در ميان‬
‫أهل اسالم نبوده در كتاب رشف النصائح مذكور است كه ابومره‬
‫‪ 448‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫كندى در شام كتابى از كتاهباى فالسفه بدستش افتاد به نزد عبداهلل بن‬
‫مسعود كه از صحابه بود آورد عبداهلل بن مسعود طشت وآب طلب كرد‬
‫چنان اجزاء كتاب را بشست كه سواد مداد در بياض كتاب ظهور يافت‬
‫وتا زمان مامون اثرى از كتاهباى ايشان ظاهر نبود تا آنكه مامون ارسطو‬
‫را بخواب ديد واز گفتگوى ارسطو حمظوظ شد ايلچى تعيني نمود‬
‫بجانب فرنگ فرستاد وكتب فالسفه را از پادشاه فرنگ طلب نمود‬
‫كتب را ببالد اسالم نقل نمودند وفرمود كه زبان دانان كتب را بزبان‬
‫عربى نقل ناميند وچون درس خواندن ونوشتن آن كتب سبب قرب‬
‫خليفه بود بنابراين سنيان بطمع قرب وانعام خليفه اوقات بسيار رصف‬
‫فلسفه وافاده واستفاده آن كردند خصوصا سنيان ماوراء النهرى كه بى‬
‫توفيقى شعار ايشان است سعى بسيار در حتصيل فلسفه كردند ودو‬
‫كس از ايشان كه فارابى وابوعىل باشند در ترويج كفرهاى فالسفه سعى‬
‫بليغ نمودند وسنيان فارابى را معلم ثانى نام كردند وابوعىل را شيخ‬
‫رئيس ناميدند بر أهل بصريت پوشيده نيست كه اقوال سخيفه ضعيفه‬
‫باطله فالسفه ومتفلسفه سبب خلط دماع وسقم عقول وافساد افكار‬
‫ايشان است موّلنا نفيس كه ازاعاظم افاضل اطبا است در كتاب رشح‬
‫اسباب گفته كه فارابى مبتال بمرض ماليخوليا بوده ونقل كرده بسيارى‬
‫از فالسفه مثل افالطون ونظراى أو بمرض ماليخوليا گرفتار بودند‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪449‬‬

‫وابوعىل چنانكه أهل تاريخ نقل كرده اند معروف برشب مخر بوده‬
‫ومريدان فارابى گفته اند كه أو ساز را خوش مىنواخت ساز را به‬
‫عنوانى ميزده كه أهل جملس بخواب مريفتهاند وخودش بخواب نمى‬
‫رفته اين طرفه است كه اين فسق را مريدانش از كامل أو شمرده اند بر‬
‫صاحبان عقل وانصاف پوشيده نيست كه اين فاسقان دهلاى ايشان تريه‬
‫وظلامنى بوده واز نور معرفت حمروم وبى هبره بوده اند نه خدا را شناخته‬
‫ونه نبى را ونه وىص نبى را اگر چنانچه خمالفان دين طلب معرفت از‬
‫اين فسقه كنند دور وعجيب نيست تعجب در اين است كه كسانى كه‬
‫ّلف دوستى وآشنايى أهل نبوت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬زده اند استفادت‬
‫معرفت از اثار انا مدينه العلم وباب املدينه ناكرده بدريوزه معرفت پدر‬
‫فسقه ماوراء النهر رفتهاند‪:‬‬
‫اى طالب معرفت زمن گري خرب‬
‫خود را برسان بشهر علم اى غافل‬
‫تا چند روى در بدر اى خسته جگر‬
‫شو داخل اين شهر وليكن از در‬
‫پوشيده نامند كه أهل قم وسائر بالد شيعه كه تابعان أهل نبوت ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬بوده اند بنابر دين دارى از كتب فالسفه كه خمالفت متام با دين‬
‫دارد جمتنب ومتحرز بودهاند واز شهرهايى كه در زمان پيش شيعه‬
‫‪ 450‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اثناعرشى بودهاند شهر حلبست كه شيخ مقتول كه صاحب حكمت‬


‫ارشاق باشد وارد حلب شده شيعيان آنجا چون أو را فلسفى مذهب‬
‫وبد اعتقاد يافتند بقتلش رسانيده اند وخواجه نصريالدين كه قمى‬
‫األصل واثنى عرشى مذهب بود بنا بر مصلحتى متوجه مطالعه در كتب‬
‫اين طائفه شد وليكن در كتاب َتريد وفصول وقواعد العقائد بيان‬
‫بطالن چند كفر از كفرهاى ايشان كرد ونارصلدين اهلل كه از خلفاء بنى‬
‫عباس وخوش اعتقاد وشيعه اثنى عرشى بود بفرمود كه تا شفاى‬
‫ابوعىل را در ده جملد بشسته اند اين حكايت در كتاب رشف النصائح‬
‫مذكور است ومهچنني در آن كتاب مذكور است كه سلطان مبارزالدين‬
‫حممد يزدى كه واىل فارس وكرمان واصفهان ولرستان بود فرمود كه سه‬
‫چهار هزار جملد از كتابهاى اين طائفه در عرض يكى دو سال بشسته‬
‫اند اين طرفه كه بعىض از فضالء بنا بر بى توفيقى مدعى اين بوده اند كه‬
‫صاحبان دين كاملند وكامل دين ايشان از مطالعه كتب فالسفه اين‬
‫مجاعت روز غدير را كه آيه اليوم اكملت لكم دينكم در آن نازل شده‬
‫روز كامل دين ندانسته اند بلكه روز كامل دين را روزى دانسته اند كه‬
‫مامون عباسى كتب فالسفه را از وّليت فرنگ ببالد اسالم نقل نمود‬
‫مامون را باعث كامل دين خود دانستهاند ايشان بايد شكر مامون بسيار‬
‫بجاى آرند واو را مكمل دين خود دانند در كتاب كلينى حديثى از‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪451‬‬

‫حرضت امام رضا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نقل شده كه مضمون بعىض از آن‬
‫اين است كه آيه اليوم اكملت لكم دينكم در روز غدير نازل شده پس‬
‫هركه بگويد كه اهلل تعاىل دين خود را كامل نساخته رد كتاب كرده‬
‫وهركه رد كتاب خدا كند كافر است خمفى نامند كه فكر ابليس كه‬
‫بصورت ارسطو در خواب مامون آمده اعظم فكرهاى ابليس است‬
‫زيرا كه اين خرابى كه از رواج فلسفه بدين اسالم رسيده مىتوان گفت‬
‫كه از جهت ديگر نرسيد واز اين تعجب نبايد كرد كه بعىض از أهل‬
‫فضل وفهم مبتال بعقائد فاسده باطله فالسفه شده اند با كامل ظهور‬
‫بطالن مذاهب ايشان زيرا كه كسانى كه توفيق از ايشان سلب شود واهلل‬
‫تعاىل بخودشان واگذارده خمبط وغلط فهم وپريشان گو مىشوند بدين‬
‫دعا مداومت بايد كرد اللهم ّل تكلنى إىل نفسى طرفة عني ابدا وّل اقل‬
‫من ذلك وّل أكثر واهلل هىدى من يشاء إىل رصاط مستقيم ‪.‬‬
‫وفيها باز بيان فرمايند كه آنچه أهل رصد از آن خرب دادهاند متواتر است‬
‫يا آحاد واز آن علم حاصل شود يا ظن وآيا ظن اعتبار دارد يا نه؟‬
‫اجلواب پوشيده نامند كه آنچه أهل خرب از آن خرب دادهاند ودر آن خمتلفند‬
‫ظن از آن بسبب تعارض اخبار حاصل نمىشود واگر اخبار خمتلف‬
‫نباشد بلكه متفق باشد ظنى از ايشان حاصل مىشود واخبار ايشان‬
‫متواتر ومفيد علم نمىتواند شد زيرا كه عدد ايشان بحد تواتر نمىرسد‬
‫‪ 452‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وبر تقديركه كثرت ايشان در هر طبقه در مرتبه اى باشد كه تواند بود‬


‫كه عدد تواتر باشد احتامل تواطى از ايشان مرتفع شود رشط ديگر كه‬
‫در تواتر معترب است در اخبار ايشان مفقود است وآن رشط اين است‬
‫كه آنچه خرب داده شود حمل اشتباه نباشد وآنچه أهل رصد از آن خرب‬
‫مىدهند ظاهر است كه حمل اشتباه است وچون عدم اشتباه در تواتر‬
‫معترب است بنابراين مهگى أهل اسالم اتفاق كردهاند بر كذب هىود‬
‫ونصارى واخبار ايشان بوقوع صلب عيسى زيرا كه بعد از وقوع صلب‬
‫صورت مشتبه شود پس ايشان مصلوبى را ديده اند وبنا بر اشتباه هيات‬
‫مصلوب گامن كردهاند كه حرضت مسيح است پس مهگى خرب از‬
‫صلب آن دادهاند پس چون رشط تواتر در آن موجود نيست بنابراين‬
‫علم از اخبار دو طائفه حاصل نمىشود بدانكه ظن شايسته اعتامد‬
‫واعتبار نشايد وعاقل بر ظن اعتبار نناميد چگونه كسى بر ظن اعتامد كند‬
‫ك بِ ِه‬
‫با انكه حق سبحانه وتعاىل در كالم جميد گفته وّل * َت ْقفُ ما َل ْي َس َل َ‬
‫‪1‬‬ ‫ِع ْلم* وفرموده‪َ * :‬و إِ َّن الظَّ َّن ّل ُيغْني ِم َن َْ‬
‫احل ِّق َش ْيئا *‬
‫وفيها باز بيان فرمايند كه بسيارى از فضالى شيعه وسنى در اثبات‬
‫واجب الوجود متمسك شده بدليىل كه مجاعت فالسفه آن را اخرتاع‬
‫نموده اند علت احتياج بصانع را امكان دانسته اند به حدوث ايا اين‬

‫‪ - 1‬سوره نتجم‪ ،‬آيه ‪.28‬‬


‫[حممد طاهر القمي] ‪453‬‬

‫دليل ايشان قوتى وصحتى دارد يا نه ومهچنني دليىل كه مجاعت فالسفه‬


‫در مساله توحيد بدان اثبات مىشود يا نه اجلواب اين مجاعت فالسفه‬
‫وثيقه ايشان وجوب وجود است وبسيار عاجز وبيچاره اند دليل ايشان‬
‫بر اثبات واجب موقوف بر نفى اولويت ذاتيست ودّلئل ايشان بر نفى‬
‫اولويت ذاتى برغايت ضعف است ما بيان ضعف وبطالن دّلئل ايشان‬
‫در كتاب حكمه العارفني كردهايم اما دليل ايشان بر توحيد فرع اثبات‬
‫وجوب وجود است كه ايشان از اثباتش عاجزند وبر تقديرى كه از‬
‫اثباتش عاجز نباشند اعرتاض ابن كمونه بر ايشان وارد است وآنچه در‬
‫دفعش گفته اند ظاهر البطالن است واگر احدى از فضالء دعوى‬
‫قدرت بر نفى اولويت ودفع اعرتاض ابن كمونه ناميد بايد آنچه‬
‫بخاطرش رسيد بنويسد تا بخواب شاىف بطالنش بر وى ظاهر گردد‬
‫واما دليل ما بر اثبات صانع وتوحيد كه مقتبس است از كتاب اهلل‬
‫واحاديث نبويه سامل است از اعرتاض وشبهه وما در حكمت العارفني‬
‫ذكر آن نموده ايم واهلل هىدى من يشاء إىل رصاط مستقيم ‪.‬‬
‫اقول‪ :‬ملا كان طريقة الفالسفة ونن حاذى حذوهم يف اثبات الواجب نفى االولوية عن‬
‫املمكن ير عليدم شبده ابن كمونه يف املنع عن نفي االولوية وانام طريقة امللينى يف اثبات‬
‫الواجب نن باب حدوث املمكن واثبات املحدث وال تتوجه تلك الشبدة عليدم ونن‬
‫رأى نسلك الفريقنى نن الفالسفة وامللينى يف اثبات الصانع وكان له رضس قاطع‬
‫‪ 454‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يقطع بان الطريق السامل هو نا أتى به االنبياء نن احلتجج واملعامل وال جواب لشبدة ابن‬
‫كمونه عىل نسلك الفالسفة كام ال نسلك لشبدة الرازي عل نسلك املتجوزين‬
‫لالجتدا ات الظنية‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫باز بيان فرمايند كه مشهور نزد فالسفه واتباع ايشان اينست كه وجود‬
‫واجب عني ذات واجب است ووجود ممكن زائد بر ذات ممكن است آيا‬
‫اين كالم معنى دارد يا نه؟ وآيا مناىف با مذهب أهل بيت است يا نه‬
‫اجلواب بدانكه وجود يف احلقيقة عني ذات واجب نمىتواند بود زيرا كه‬
‫وجود يشء غري يشء است بالبدهىه پس غري يشء چون تواند بود كه‬
‫عني يشء باشد پس ناچار است از َتوز پس اگر مراد ايشان نفى ماهيت‬
‫از واجب تعاىل باشد اين باطل خواهد بود زيرا كه ّلزم مىآيد كه ذات‬
‫واجب الوجود بدهىى اعتبارى باشد واگر مراد ايشان نفى وجود از ذات‬
‫واجب باشد كه در خارج ماهيت چيزى بازاء وجود نمىباشد اين حق‬
‫است وليكن ّلزم آيد كه فرق در ميان واجب وممكن نباشد زيرا كه ممكن‬
‫در خارج چيزى بازاء وجودش نيست پس وجود ممكن نيز عني ذات‬
‫ممكن باشد چنانچه اعتقاد اشعريه است وحتقيق اين است كه وجود‬
‫بارى تعاىل در خارج نه عني باريست ونه زائد زيرا كه در خارج چيزى‬
‫نيست كه بازاء وجود باشد كه توان گفت عني است يا زائد‪.‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪455‬‬

‫وفيدا‪:‬‬
‫باز بيان فرمايند كه در ميان طلبه علم معروف است كه حمفوظ بودن‬
‫ذهن از خطا وفكر موقوف است بر علم منطق وبى رعايت منطق متيز‬
‫در ميان حق وباطل نمىتوان كرد آيا اين كالم اصىل وحقيقتى دارد يا نه‬
‫؟ بينوا توجروا اجلواب‪ .‬بدانكه حق تعاىل جن وانس را خلق نكرده مگر‬
‫از براى معرفت وعبادت بنابراين ايشان را عقىل داده كه در ميان حق‬
‫وباطل فرقى توانند كرد واز أهل بيت عصمت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬روايت‬
‫شده كه در تعريف عقل گفتهاند‪ :‬هو نور يف القلب يفرق به بني احلق‬
‫والباطل پس عقل رشيف مميز حمتاج بقواعدى كه آن را ارسطو ترتيب‬
‫داده نباشد بلكه عقل عاليمقدار ادراك بدهىيات مىكند وبدهىيات را‬
‫ترتيب ميدهد وبدان حتصيل نظريات مىكند بى آنكه أو را چيزى از‬
‫اصطالحات منطقيه بوده باشد واگر فرض كنيم كه حتصيل نظريات‬
‫موقوف است بر منطق ّلزم آيد كه پيش آز آنكه مامون عباسى كتب‬
‫منطق را از بالد فرنگ ببالد اسالم نقل ناميد تكليف مكلفني بحق‬
‫وصواب ومتييز ميان حق وباطل تكليف ماّليطاق باشد زيرا كه در آن‬
‫زمان ذهن ايشان را حافظى از خطا نبوده واگر گويند بندگان مكلف‬
‫بتحصيل حق وصواب ومتيز ميان حق وباطل نبوده اند از اين ّلزم آيد‬
‫كه بندگان از انواع خطاها وكفرها وبدعتها معذور باشند اين قول‬
‫‪ 456‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫خمالف مذهب خاتم اّلنبياء وائمه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬است وبرعاقل‬


‫صاحب بصريت پوشيده نيست كه مدار أهل دين بر استنباط واستدّلل‬
‫است بى آنكه ايشان را اطالع بقواعد واصطالحات أهل منطق بوده‬
‫باشد اگر چه در مسائل نظريه حمتاج بمنطق باشند ّلزم آيد كه مسائل‬
‫منطقيه كه نظرى حمتاج بمسائل منطقيه باشند واين بالبداهه حمال است‬
‫اگر گويند كه انسان در مسائل نظريه منطق حمتاج بمسائل بدهىيه‬
‫منطقست واين مستلزم دورى كه حمال است نيست گويم كه مسائل هر‬
‫علم نظريست وبدهىيات مسائل نمىتواند بود بلكه بدهىيات ماده دّلئل‬
‫مسائل اند بر خبري بصري پوشيده نيست كه ظهور منطق در ميان أهل‬
‫اسالم سبب حصول مغالطات وبسيارى از شبهه شده وبسبب مغالطه‬
‫وشبهه بسيارى از مردمان گمراه شده اند واز طريق حق دور افتاده اند‬
‫اما در اين زمان چون علم كالم وأصول فقه وكتب استدّلّلت فقهيه‬
‫خملوط باصطالحات منطقيه باشد بنابراين تعلم قدرى از منطق ّلزم‬
‫است پس چون دانستى كه عقل انسان در متيز ميان حق وباطل حمتاج‬
‫بمنطق نيست پس بدانكه عقل انسان در حمفوظ بودن از خطا حمتاج‬
‫بتصفيه نفس است از هوا وخواهش وبدانكه از هواى نفس ظلمتى‬
‫حادث مىشود كه با وجود آن ظلمت متييز در ميان حق وباطل مشكل‬
‫ودشوار است واز اين رو خلق كثري با وجود ظهور دّلئل اسالم وايامن‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪457‬‬

‫ترك اسالم وايامن كردهاند در ميان حق وباطل فرق نكرده اند واختيار‬
‫كفر وسائر مذاهب باطل نمودهاند با آنكه بسيارى از ايشان در منطق‬
‫مهارتى متام داشتهاند بدانكه جالىل كه بدان تنقيه نفس واقع مىشود‬
‫مداومت بفكر مرگ خود بعد از مرگ ياران ومهسايگان است إىل اخر‬
‫اّلدعيه واّلذكار ‪.‬‬
‫وفيدا‪:‬‬
‫باز فرمايند‪ :‬كه مدلول عقىل خمالف نص قرآن واحاديث متواتره بوده‬
‫باشد اما در اين صورت كدام را ترجيح بايد داد وبكدام اعتقاد وعمل‬
‫بايد نمود بدانكه نصوص قرآن واحاديث متواتره افاده علم وقطع‬
‫مىكند ودليل عقىل نيز هرگاه كه خلل در صورت وماده اش نباشد افاده‬
‫علم وقطع مىكند واين بدهىى است كه دو مفيد علم وقطع معارض‬
‫هم نمىتواند بود پس هرگاه كه بظاهر مدلول عقىل خمالف نص قرآن‬
‫وحديث متواتر باشد جزم بايد كرد كه آن دليل عقىل دليل نيست بلكه‬
‫شبهه است ودر صورت وماده اش خلىل هست وسبب ترجيح نص اين‬
‫است كه در دّلئل عقليه اشتباه بسيار واقع مىشود وبنابر اين كه‬
‫متفلسفه ومتكلمني در غالب مسائىل كه بادله عقليه اثبات آن كردهاند با‬
‫كامل مهارت در علم منطق اختالفات عظيم كردهاند واما نصوص در‬
‫آن اشتباه نمىباشد پس بايد بنا بر آنچه گفتيم جائز نباشد كه در صورت‬
‫‪ 458‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫معارضه بسبب ادله عقليه نصوص قران واحاديث متواتره را تاويل‬


‫ناميند چنانكه متفلسفه بسبب ادله سخيفه ضعيفه كه ازعقول عليله‬
‫مريضه ايشان صادر شده ونصوص داله بر اختيار وعموم قدرت بارى‬
‫تعاىل وحدوث عامل وغري آن را تاويالت بعيده قبيحه كردهاند وخود را‬
‫مستحق عقوبت اهلى ساخته اند ومجاعتى از متكلمني بدليل عقىل‬
‫ضعيفى متمسك شده نصوص داله بر احباط وتكفري را تاويالت بعيده‬
‫كردهاند واهلل هىدى من يشاء إىل رصاط مستقيم ‪.‬‬
‫وفيها باز بيان فرمايند كه علم نافع كه حق تعاىل طلب أو را بر مكلف‬
‫واجب گردانيده كدام است وعاملى كه ممدوح خدا وانبياء واوصياء‬
‫است چه كس است ومقدارى از احاديث كه در بيان فضل علم وعامل‬
‫واقع شده بيان فرمايند تا بر طالبان علم حقيقت علم ظاهر شود واز‬
‫روى شوق در طلب علم سعى ناميند ‪.‬‬
‫اجلواب بدانكه علمى كه طلبش واجب است آيات حمكامت قرآنى‬
‫واحاديث صحيحه نبويه است زيرا كه علم مرياث رسول خداست‬
‫ورسول سواى قرآن وحديث علمى در ميان امت نگذاشته اگر گويند‬
‫بعد از رسول خدا ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬امت اختالف نمودهاند‬
‫وهفتاد وسه فرقه گرديده اند ومهگى احاديث روايت نموده اند آيا‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪459‬‬

‫احاديث متامى ايشان علم است يا احاديث بعىض از ايشان وآيا مجيع‬
‫ايشان رستگارانند يا بعىض از ايشان؟‬
‫در جواب گوييم كه علم آن احاديث صحيحه است كه أهل بيت نبوت‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬از حرضت مصطفى ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬روايت‬
‫كردهاند وناجى ورستگار از هفتاد وسه گروه ان گروهند كه علم از‬
‫أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬آموختند وبر خود پريوى آن را واجب‬
‫دانستند ودليل بر اين دو مدعا احاديث صحيحه متواتره از آنجمله‬
‫روايت شده كه حرضت مصطفى ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬گفته كه انا‬
‫مدينة العلم وعىل باهبا فمن اراد العلم فليات الباب‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم يف ذكر االحا يث الوار ة نن طرق العانة واخلاصة‪ ،‬إىل ان قال‪:‬‬
‫پس هر كه اندك فهمى وشعورى داشته باشد ومالحظه احاديث‬
‫صحيحه ثابته متواتره مذكوره ناميد حكم جزم مىكند كه از هفتاد وسه‬
‫گروه يك گروه ناجى ورستگار است وآن گروه ناجى شيعه اثناعرشى‬
‫است كه متابعت أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بر خود در أصول وفروع‬
‫ّلزم دانسته اند ومتابعت غري ايشان را جائز ندانسته اند الخ‪.‬‬
‫وفيها باز بيان فرمايند‪ :‬كه مسائل علم كالم چون است اجلواب بدانكه‬
‫مسائل علم كالم خملوط بمسائل باطله فالسفه ومسائل فاسده معتزله‬
‫شده آنچه از مسائل كه دليلش آيات حمكم قرآنى واحاديث متواتره نبويه‬
‫‪ 460‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫است بى شبهه اعتقاد بدان ّلزم است ما حتقيق عمده مسائل كالميه را‬
‫در كتاب حكمة العارفني كردهايم وفرق در ميان صحيح وفاسد آن‬
‫نموده ايم ‪.‬‬
‫باز بيان فرمايند‪ :‬كه علم أصول فقه چون است اجلواب بدانكه آنچه از‬
‫مسائل أصول فقه كه دليلش ايات حمكم قرآنى واحاديث صحيحه نبويه‬
‫است بدان عمل جائز است وآنچه دليلش امارات ظنيه است عمل بدان‬
‫جائز نيست ما حتقيق مسائل أصول فقه در كتاب حجة اّلسالم كردهايم‬
‫‪.‬‬
‫باز بيان فرمايند‪ :‬كه علم رصف ونحو چون است ودر چه زمان هبم‬
‫رسيده وبدين نفعى دارد يا نه اجلواب بدانكه أهل اسالم چون فتح بالد‬
‫عجم كردهاند وعرب وعجم خملوط شدهاند از براى حفظ جواهر‬
‫كلامت عرب رصف را وضع كردند واز براى حفظ اعراب كلامت نحو‬
‫را وضع نمودند نقل است كه حرضت امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬سه‬
‫قاعده نحو را تعليم ابواّلسود دوئىل نمود وابواّلسود دوئىل وضع نحو‬
‫كرد وآن سه قاعده كه آن حرضت تعليم كرد اين است كه ك ّل فاعل‬
‫مرفوع وكل مفعول منصوب وكل مضاف إليه جمرور وچون قرآن‬
‫وحديث بلغت عرب است پس دانستن قرآن وحديث ّلزم است‪.‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪461‬‬

‫باز بيان فرمايند‪ :‬كه علم معانى وبيان وبديع موقوف عليه فقهاهست‬
‫ومعرفت قرآن وحديث وأصول وكالم وفقه هست يا نه ؟ اجلواب‬
‫معرفت قرآن وحديث موقوف بر علوم مذكوره نيست وليكن چون در‬
‫علم تفسري مسائل اين علوم مذكور مىشود بنابراين دانستن قدرى از‬
‫آن در كار است ‪.‬‬
‫باز بيان فرمايند‪ :‬كه علم تفسري چون است وآيا بتفسري آيات كه در‬
‫تفاسري خاصه وعامه مذكور است عمل مى توان كرد يا نه ؟‬
‫اجلواب ‪ :‬بدانكه آيات قرآن دو نوع است حمكم ومتشابه اما آيات‬
‫حمكامت آن آياتى است كه منسوخ نباشند ومنسوخ نبودن آن آيات‬
‫معلوم باشد ودّللت اين آيات بر معنى رصيح وواضح باشد واما آيات‬
‫متشاهبات آن آياتى است كه احتامل نسخ در آن رود ودّللتشان بر معانى‬
‫رصيح نباشد بلكه احتامّلت در آن جارى باشد اما آيات حمكامت‬
‫احتياج بتفسري ندارد زيرا كه تفسري بمعناى كشف غطائست ومعناى‬
‫ايات حمكامت واضح وبى غطائست وليكن كسانى كه عارف بلغت‬
‫عرب نباشند حمتاجند برتمجه ايات حمكامت وترمجه غري تفسريست واما‬
‫ايات متشاهبات حمتاجند بتفسري وليكن تفسريى كه مفرسين براى وظن‬
‫خود كردند بى نفع وفائده است وبدان عمل جائز نيست زيراكه حق‬
‫تعاىل در كالم جميد فرمود كه‪ « :‬ان الظن ّليغنى من احلق شيئا » واز‬
‫‪ 462‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حرضت رسالت پناه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬روايت شده كه هر كه‬
‫قرآن را براى خود تفسري كند جاى أو آتش جهنم است بلكه تفسري آن‬
‫بايد كه باحاديث صحيحه ثابته أهل بيت عصمت شعار ودثار ايشان‬
‫است واقع شود اگر كسى گويد كه حق تعاىل چرا بسيارى ازآيات قرآن‬
‫را متشابه گردانيده كه مراد ومطلب از أو فهميده نشود ؟ در جواب‬
‫مىگوئيم كه غرض اهلل تعاىل اينست كه چون بندگانش آيات متشاهبات‬
‫را ببينند حكم جزم كنند كه قرآن را از جانب حق تعاىل مفرس معصومى‬
‫است كه متشاهبات را داند وتفسري ناميد پس بندگان صحيح العمل‬
‫بطلب مفرس معصوم مشغول شوند پس أو را بشناسند وپريويش ناميند‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وحديث رسالت پناه ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬بحديث ‪ :‬انى تارك فيكم‬
‫الثقلني ما ان متسكتم هبام لن تضلوا ابدا كتاب اهلل وعرتتى أهل بيتى لن‬
‫يفرتقا حتى يردا عىل احلوض كه از احاديث متواتره است بيان فرموده‬
‫كه مفرسان كتاب اهلل أهل بيت نبوت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اند وپريوان‬
‫ايشان ناجيان ورستگارانند واز أهل دين وايامنند ‪.‬‬
‫باز بيان فرمايند‪ :‬كه علم قرآن معرفتش رضوريست يا نه واينكه در ميان‬
‫قراء مشهور است كه قرآن بر هفت حرف نازل شده اصىل دارد يا نه‬
‫ومعنى ترتيل كه حق تعاىل امر بدان نموده چيست وآيا وقفى در قرآن‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪463‬‬

‫هست كه ادائ آن واجب باشد ودر ميان قراء اعتامد بر كدامني قارى‬
‫بيشرت است واين حديث كه از حرضت رسالت پناه ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله ‪ -‬نقل شده كه انا افصح من تكلم بالضاد چه معنى دارد وخمرج‬
‫ضاد كه از سائر خمارج خمفى تر است بيان فرمايند اجلواب بدانكه علم‬
‫قرائت كه از آن اداب تالوت دانسته مىشود مقدارى از آن رضوريست‬
‫خصوصا عجم را وبدانكه در كالم رب العاملني اختالفات نمىباشد‬
‫بلكه اختالف از قراء ناشى شده ودر كتاب كلينى از كتاب يسار روايت‬
‫شده كه گفت بحرضت امام جعفر صادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬گفتم كه‬
‫مردمان مىگويند كه قرآن بر هفت حرف نازل شده حرضت امام ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬فرمود‪ :‬كه دروغ گفتهاند دشمنان خدا‪ .‬قرآن بحرف‬
‫واحد نازل شده از پيش خداى واحد ‪ .‬وباز در كتاب كلينى از حرضت‬
‫امام حممد باقر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬روايت شده كه قرآن واحد است ونازل‬
‫شده از پيش واحد واختالف از راويان ناشى شده وبدانكه آنچه قاريان‬
‫اختالف در آن نكرده اند بى شبهه متواتر است وآنچه در آن اختالف‬
‫كردهاند ودر صورت اختالف نكرده اند مثل حتى يطهرن بتخفيف‬
‫وحتى يطهرن بتشديد وغالب اختالف قراء در اين نوعست وآنچه از‬
‫اثار أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ظاهر مىشود كه ما بقراءت هر يك از‬
‫قرا تالوت مىتوانيم كرد زيرا كه ما را بتالوت ترغيب كردهاند واز‬
‫‪ 464‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫براى ما قرائتى متعني نكرده اند واين دليل است بر اينكه مهه قرائاتى كه‬
‫خواهيم تالوت مىتوانيم كرد ودر كتاب كلينى حديثى نقل شده كه‬
‫مضمونش اين است كه سفيان بن سمط گفت‪ :‬كه از حرضت امام‬
‫جعفر صادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬پرسيدم از ترتيل قران ان حرضت گفت‬
‫كه بدانچه موفقيد تالوت نامئيد اما اوىل اينست كه تالوت قران بقرائت‬
‫كوفيني واقع شود زيرا كه أهل كوفه اعرفند بحق از أهل سائر بالد زيرا‬
‫كه ايشان از خدمه وشاگردان أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بودهاند‪ .‬ونقل‬
‫شده كه أهل شام بقرائت أهل كوفه تالوت نمىكردهاند بنابراين كه‬
‫ايشان شيعه أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بودهاند پس بنابراين اوىل اينست‬
‫كه تالوت بقرائت أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬دارد زيرا كه در كتاب‬
‫كلينى از حرضت امام جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬روايت شده كه گفت‪:‬‬
‫ابن مسعود بقرائت ما تالوت نمى كرد پس أو گمراه بود وما تالوت‬
‫مىكنيم بقرائت ايب واوىل آنست كه در صورتى كه حفص وشعبه كه دو‬
‫راوى عاصمند خمتلف باشند بقرائت هر كدام كه موافق محزه وكسائى‬
‫باشد تالوت واقع گردد‪ .‬وصاحب جممع البيان گفته‪ :‬كه محزه قرآن را‬
‫نزد امام جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خوانده وكسانى قرآن را نزد محزه وابان‬
‫بن تغلب خوانده وابان از عمده علامى حمدثني شيعه بوده واما ترتيل كه‬
‫در كالم جميد امر بدان واقع شده ظاهر اين است كه مستحب باشد‪ .‬از‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪465‬‬

‫حرضت عيل بن ابيطالب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬روايت شده كه گفت‪:‬‬


‫الرتتيل حفظ الوقوف وبيان احلروف ‪ .‬الخ‪.‬‬
‫وفيدا‪:‬‬
‫باز بيان فرمايند كه علامء چند اند‪ .‬اجلواب ‪ :‬بدانكه رمحك اهلل كه علام‬
‫سه قسمند قسم اول مجاعتى اند كه بر ظاهر عدالتند از گناه كبريه‬
‫اجتناب كنند وبر صغائر ارصار ندارند وسنن موكده نبويه كه تركش‬
‫موجب سقوط عدالت است بجا مى آورند وبمعروف امر مى كنند واز‬
‫منكر هنى مىناميند واز طريقه مستقيمه أهل بيت ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بريون‬
‫نروند وبمحكامت كتاب خدا واحاديث ائمه هدى عمل ناميند اين‬
‫مجاعت متقيانند ومروجان دين وايامنند وتابعان وپريوان ايشان ناجيان‬
‫ورستگارانند قسم دويم اولياء اهلل اند وهم قوم عاجلوا قلوهبم بذكرهادم‬
‫اللذات وقاطع الشهوات ومفرق اجلامعات وموتم ص ‪ 68‬البنني‬
‫والبنات فشفاهم اهلل من مرض احلرص واحلسد وطول اّلمل وغريها‬
‫من املهلكات فتوكلوا عىل اهلل وفوضوا امورهم إليه ورضوا بقضاء اهلل‬
‫وسلموا امره وسكتوا فكان سكوهتم فكرا وتكلموا فكان كالمهم ذكرا‬
‫ونطقوا فكان نطقهم حكمه ونظروا فكان نظرهم عربه ومشوا فكان‬
‫مشيهم بني الناس بركه واذا جنهم الليل عبدوا اهلل واقبلوا عليه وحولوا‬
‫ابصار قلوهبم إليه فخاطبوا كاهنم شاهدوه وكلموه كاهنم ابرصوه‬
‫‪ 466‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وفرحوا به وتلذذوا بذكره وتنعموا بمناجاته واستغفروه من كل لذة بغري‬


‫ذكره ومن كل راحة بغري انسه ومن كل رسور بغري قربه ومن كل شغل‬
‫بغري طاعته وذكروا اهلل كثريا يف اخلال واملال ودعوا اهلل بمثل هذا الدعا ‪:‬‬
‫اللهم انى اراك بقلبى واهواك واراقبك واخشاك واذكرك وّل انساك يا‬
‫حبيبى كيف انساك ومل يزل ذاكرى ص‪68‬و كيف اهلو عنك وانت‬
‫مراقبى عميت عني مل تراك وّل يزال عليه رقيبا وخرست صفقة عبد‬
‫ّليكون له من حبك نصيبا اللهم امال قلبى حبا لك وخشية منك وشوقا‬
‫اليك واجعلنى ممن داهبم اّلرتياح اليك وديدهنم الزفره واّلنني وجباهم‬
‫ساجد لعظمتك وعيوهنم ساهره يف خدمتك وقلوهبم معلقه بمحبتك‬
‫وافئدهتم منخلعه من مهابتك اولئك العارفون املحبون املقربون جعلنا‬
‫اهلل تعاىل منهم وحرشنا معهم‬
‫إىل ان قال ‪:‬‬
‫يا رب بمحبتت گرفتارم ساز‬
‫از بال وپرم رشته غفلت بردار‬
‫اىل آخرنا قال‪:‬‬
‫در توبه اخالص دمل را بگداز‬
‫شايد كه كنم بر اوج مهرت پرواز‬
‫وقال يف « رشح التدذيب » نا لفظه‪:‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪467‬‬

‫الفقه يف اللغه بمعنى الفهم ويف الرشع هو معرفة املسائل املتعلقه بالدين‬
‫سواء كانت أصوليه أو فروعيه ويف اصطالح األصوليني هو معرفة‬
‫بان‬
‫اّلحكام الفرعيه دون األصوليه ثم اطال املقال واعرتض عليهم ّ‬
‫استعامل العلم يف الظن أو املعنى اّلعم َتوز والتجويز يف التعاريف‬
‫ّلجىوز وقوهلم وهذا املعنى شائع يف اّلستعامل ممنوع بل كلام اطلق العلم‬
‫يف اّلحاديث وغريها يراد به القطع ‪.‬‬
‫وقال املحدث العانيل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « التحرير » وهو نوافق لكالم مجاعة املحققنى‬
‫املتقدننى واملتأخرين وخمالف لكالم املخالفنى الئمه املعصوننى ‪ -‬عليه السالم ‪. -‬‬
‫وقال فيه بعد نا نقل عن صاحب « املعامل » ‪:‬‬
‫ان الفقه متاخر عن علم الكالم واملنطق قوله واما تاخره عن الكالم غري‬
‫مسلم فان التحقيق ان معرفة الصانع فطري رضوري وعىل تقدير كونه‬
‫نظريا فاّليات املحكامت والروايات املتضمنه للرباهني كافيه وّل حىتاج‬
‫إىل ما دونه املتكلمني وقوله وهبذا يظهر وجه تاخره عن املنطق ممنوع فان‬
‫املسلمني من زمن النبي ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪ -‬إىل زمن املامون العبايس‬
‫كانوا يستدلون باحلجج والرباهني عىل مسائل األصول والفروع ومل‬
‫يكونوا عارفني باملنطق ومل يكونوا حمتاجني إليه فلام امر املامون بنقله ونقل‬
‫الفلسفه من العربي إىل العريب حصله مجاعه من املسلمني طلبا ملرضاة‬
‫خليفتهم فشاع وظهر بني املسلمني وحسب طالبوه انه حافظ للذهن عن‬
‫‪ 468‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اخلطا يف الفكر وهو خطا ّلن املسائل املنطقية نظرية والذي حىفظ الذهن‬
‫عن اخلطا فيها حىفظ عن اخلطا يف غريها وّلجىوز ان يكون احلافظ عن‬
‫اخلطا هو املنطق واّل يلزم الدور أو التسلسل ومها حماّلن ‪.‬‬
‫وقال بعد نقل كالم الشيخ يف « العدة » يف جواز تاخرى البيان عن وقت اخلطاب خاصة‬
‫نا لفظه‪:‬‬
‫عىل مذهب الشيخ واملرتىض يف زمان غيبة اّلمام ّل جىب عليه التبيني اذا‬
‫كان سببا ّلستتاره وان مل يكن ّلستتاره جىب عليه حينئذ ان يظهر عند‬
‫احلاجة ويبني للمكلف والتحقيق عندي ان احكام اهلل عىل نوعني احكام‬
‫اختياريه واقعيه كلفها اهلل هبا العباد يف حال احلضور وعدم التقية واحكام‬
‫اضطراريه وهي حال غيبة اّلمام فالعباد حينئذ مكلفون بالعمل بمدلول‬
‫اّليات واّلخبار برشوطها والتوقف واّلحتياط عند اّلشتباه فال جىب‬
‫عىل اّلمام ان يظهر ويبني احلكم الواقعي فظهر بام قلناه جواز تاخري‬
‫اّلحكام الواقعية يف مثل زماننا‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫قد بينا ان اّلجتهاد عىل مذهب اإلمامية ساقط عن درجة اّلعتبار وقد‬
‫دلت عىل بطالنه اّليات املحكامت والروايات املتواترات فاحلق ان الظن‬
‫عندنا ليس مناطا لالحكام بل مناط اّلحكام مدلول الروايات واّليات‬
‫املحكامت فعىل ما اخرتناه اجتهاد املتجزى واجتهاد املجتهد املطلق سواء‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪469‬‬

‫يف البطالن فظهر بام ذكرناه بطالن مجيع ما ذكر صاحب املعامل يف هذا املقام‬
‫سيام ادعاء اّلمجاع يف اعتامد ظن املجتهد املطلق مع كثرة اآليات وتواتر‬
‫الروايات عن اّلئمة اهلداة ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ونص قدمائنا الثقاة عىل عدم‬
‫جواز العمل بالظن انتهى‪.‬‬
‫وقال يف الرشح بعد نقل عبارة « املعامل » نا نصه‪:‬‬
‫اقول‪ :‬قد بينا بطالن اّلجتهاد وعدم جواز العمل بظن املجتهد والذي‬
‫جىوز ان يستفتيه العامي فيفتيه هو املتفقه يف الدين العارف بمحكامت‬
‫القرآن واحاديث املعصومني القادر عىل التمييز عند تعارضها املطلع عىل‬
‫احوال رجال اسانيدها فالفقيه حمتاج إىل معرفة اللغة والنحو والرصف‬
‫ومعرفة مذاهب الفقهاء ليعرف املجمع والشاذ والنادر وما خالف العامة‬
‫وما وافقهم وّلحىتاج الفقيه إىل ما دونه املتكلمون من علم الكالم ّلن‬
‫القرآن واحلديث مشتمالن عىل اّلدلة الكالمية املشتملة عىل اّليامن‬
‫وّلحىتاج أيضا إىل اّلدلة الظنيه األصولية ّلن الظن ّليغنى من احلق شيئا‬
‫بل يكفيه معرفة الكتاب والسنة وكذا ّلحىتاج إىل املنطق ّلنا نعلم انه مل‬
‫يكن معروفا عند الصحابه والتابعني إىل زمن املامون خليفة املخالفني بل‬
‫هو الذي روج املنطق والفلسفة بني املسلمني‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ثم اشبع الكالم يف ابطال قول نن قال بأن املنطق عاصم عن اخلطا و قال انام يعصم عن‬
‫اخلطا ننع النفس عن اهلوى‪.‬‬
‫‪ 470‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف الرشح أيضا‪:‬‬


‫اّلحاديث الواردة يف كتب الشيعة واهل السنة دالة عىل ان اّلدلة الرشعية‬
‫منحرصة يف الكتاب والسنة وانه ّلجىوز العمل بغريها من القياس‬
‫واّلستحسان وغريمها من اّلمارات املفيدة للظن وان النجاة يف متابعة‬
‫كتاب اهلل والعمل بمحكامته ومتابعة أهل البيت ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫والعمل برواياهتم ثم نقل احاديثا كثرية من طرق العامة واخلاصة منها‬
‫ني َما إِ ْن متَ َ َّس ْكت ُْم ِهبِ َام َل ْن ت َِض ُّلوا‪:‬‬
‫َارك فِيك ُُم ال َّث َق َل ْ ِ‬
‫قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إِ ِّين ت ِ‬

‫ْت َم َعنَا َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة نقل من‬ ‫َتي ُء و َأن َ‬ ‫َاب اهلل املُْنْز ََل‪ ،‬و ِع ْرت ِت أهل َب ْيتِي‪ِ َ ،‬‬
‫َ‬ ‫كت َ‬
‫ِ‬

‫كتب كثريه من كتب العامة بالفاظ خمتلفة ونقل احاديث اخر بمعناه‬
‫وكذلك قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إِن ََّام َم َث ُل أهل َب ْيتِي فِيك ُْم ك ََم َث ِل َس ِفين َِة نُوحٍ ‪،‬‬
‫اب ِح َّط ٍة َم ْن َد َخ َل ُه ن ََجا‬‫ف َعن َْها غ َِر َق‪ ،‬و َم َث ِل َب ِ‬ ‫َم ْن َركِ َب َها ن ََجا‪ ،‬و َم ْن َ َخت َّل َ‬
‫و َم ْن َمل ْ َيدْ ُخ ْل ُه َه َل َ‬
‫ك‪. .‬و روى غرق وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أهل بيتى‬
‫فيكم كباب حطه يف بني ارسائيل ونقل احاديث كثرية يف ان أهل البيت‬
‫عيل وفاطمه واحلسن واحلسني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واحاديث يف اّلمر‬
‫بمتابعة عىل واألئمة من ولده والرجوع إليهم رواها من كتب العامة‬
‫واخلاصة وقال اهنا دالة عىل انحصار اّلدلة الرشعية يف الكتاب واحاديث‬
‫األئمة ‪ -‬عليه السالم ‪. -‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪471‬‬

‫قد ورد أيضا اخبار كثريه بل متواترة رصحىة يف بطالن القياس والرأي‬
‫واّلجتهاد ثم اورد مجله منها من طرق العامة واخلاصة وهي دالة عىل‬
‫وجوب متابعة مذهب اإلمامية اّلثنى عرشية‪.‬‬
‫اقول‪ :‬نا اور ناه نن « رشح التدذيب » فدو الذي حكاه عنه املحدث العانيل ‪ -‬طاب‬
‫ثراه ‪ -‬يف « َترير الوسائل يف رشح وسائل الشيعة » ونن ارا استقصاء كالنه يف اختيار‬
‫نذهب املحدثنى ‪ -‬ريض اهلل عندم امجعنى ‪ -‬فلرىجع إىل كتابه « حتجة االسالم »‬
‫ورشحه عىل « هتذيب االحكام »‪ .‬واهلل املوفق ‪.‬‬

‫[محمد صالح بن احمد املازندراني]‬


‫ونندم املوىل العارف العامل الرباين حممد صالح بن امحد املازندراين ‪ -‬قدس رسه ‪-‬‬
‫نصنف « رشح الكايف » و« الزبدة » وغرىمها ونن رأى رشحه ونوار اختالف‬
‫الفريقنى وترجيحه طريقة املحدثنى تيقن عىل انه كان حمدثا اخباريا ولنذكر بعض‬
‫ترصحياته وتنصيصاته عىل ذلك‪.‬‬
‫قال يف رشح قول ثقة االسالم (وجعل نظام طاعته وَتام فرضه التسليم هلم فيام علم)‪:‬‬
‫أي فيام علمه العبد أو فيام هو معلوم ومعنى التسليم اّلخبات واخلضوع‪،‬‬
‫أرسوا به وما أعلنوا سواء علمت املصلحة أو مل تعلم‬
‫وتصديق قوهلم فيام ّ‬
‫ومن التسليم نقل حديثهم كام سمعوه من غري زيادة ونقصان كام ّ‬
‫دل عليه‬
‫رواية أيب بصري عن الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬والر ّد إليهم فيام جهل أي‬
‫فيام جهله العبد أو فيام هو جمهول يعني الرجوع إليهم يف استعالم‬
‫‪ 472‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الذك ِْر إِ ْن ُكنْت ُْم ّل‬


‫املجهوّلت ّل إىل غريهم قال اهلل تعاىل « َف ْسئَ ُلوا أهل ِّ‬
‫ون»* وباجلملة أوجب اهلل تعاىل علينا التسليم هلم يف ّ‬
‫كل ما علمناه‬ ‫َت ْع َل ُم َ‬
‫ألهنم استادنا وهادينا يف‬ ‫الرجوع إليهم يف ّ‬
‫كل ما جهلناه ّ‬ ‫من تعليمهم و ّ‬
‫التهجم عىل القول بام‬
‫ّ‬ ‫ظلامت الطبائع البرش ّية‪( .‬و حظر عىل غريهم‬
‫‪1‬‬
‫جىهلون) احلظر املنع‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫يعني حرم عىل غريهم الدّ خول عىل القول بام جىهلون ومنعهم عن اّلقدام‬
‫ك‬‫ف ما َل ْي َس َل َ‬ ‫بمجرد الظن والرأي والقياس بقوله تعاىل « َو ّل َت ْق ُ‬ ‫ّ‬ ‫عليه‬
‫يثاق ا ْلكِ ِ‬
‫تاب َأ ْن ّل َي ُقو ُلوا َع َىل‬ ‫بِ ِه ِع ْلم» وقوله تعاىل « َأ َمل ْ ُي ْؤ َخ ْذ َع َل ْي ِه ْم ِم ُ‬
‫احل َّق» ومثله ما روي عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال‪« :‬حق‬ ‫اهلل إِ َّّل َْ‬

‫اهلل عىل العباد أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما ّل يعلمون» وما روي‬
‫عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أيضا قال لسدير‪« :‬يا سدير أ فأريكم الصا ّدين عن‬
‫ثم نظر إىل أيب حنيفة وسفيان الثوري وهم حلق يف املسجد يعني‬
‫دين اهلل ّ‬
‫املسجد احلرام فقال هؤّلء الصا ّدون عن دين اهلل بال هدى من اهلل وّل‬
‫إن هؤّلء األخابث لو جلسوا يف بيوهتم فجائ النّاس فلم‬
‫كتاب مبني‪ّ ،‬‬
‫جىدوا أحدا خيربهم عن اهلل تبارك وتعاىل وعن رسوله ص حتّى يأتونا‬
‫فنخربهم عن اهلل تبارك وتعاىل وعن رسوله ‪ -‬صلی اهلل عليه وآله ‪( -‬و‬

‫‪ - 1‬رشح كاىف نالصالح نازندرانى‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 33‬‬


‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪473‬‬

‫ألن عدم العلم باليشء ليس علام بعدمه وّل‬ ‫منعهم جحد ما ّل يعلمون) ّ‬
‫اجو َن فِيام‬ ‫ِ‬
‫مستلزما له فانكاره ّل جىوز عقال وّل نقال لقوله تعاىل‪َ « :‬فل َم ُ َحت ُّ‬
‫ون» وقوله تعاىل « َب ْل ك ََّذ ُبوا بِام‬ ‫َل ْي َس َلك ُْم بِ ِه ِع ْلم واهلل َي ْع َل ُم و َأ ْنت ُْم ّل َت ْع َل ُم َ‬
‫‪1‬‬

‫م ِه وملَّا ي ْأ ِهتِم تَأْ ِوي ُله»‪2‬‬ ‫َمل ُحىِي ُطوا بِ ِع ْل ِ‬


‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫وقال يف رشح قوله وسألت‪ :‬هل يسع الناس املقام عىل اجلدالة والتدين بغرى علم‪:‬‬
‫يستند إىل معصوم شفاها أو بواسطة رواة ثقات (إذ كانوا داخلني يف‬
‫مقرين بجميع أموره عىل جهة اّلستحسان) والنرش عليه والتقليد‬
‫الدّ ين‪ّ ،‬‬
‫لالباء واّلسالف والكرباء فقبلوا ما قبلوه وردوا ما ردوه من غري ان‬
‫يتمسكوا يف ذلك بتمسك صحيح ومستند رصيح كام هو املشاهد يف أكثر‬
‫هذه اّلمه ولو سالتهم عن وجه ذلك لسكتوا بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا‬
‫عىل ّأمة وإنّا عىل آثارهم مهتدون(و اّلتّكال عىل عقوهلم يف دقيق األشياء‬
‫وجليلها)‬
‫يعني يف أصول العقائد وفروعها كام هو شأن بعض احلكامء واملتك ّلمني‬
‫وتابعيهام وبعض الفقهاء املتمسكني باألدلة العقلية مثل اّلستحسان‬
‫‪3‬‬
‫واّلستصحاب واملفهومات وغريها‪.‬‬

‫‪ - 1‬سوره آلعمران‪ ،‬ايه ‪.66‬‬


‫‪ - 2‬سوره يونس ‪ ،‬ايه ‪ . 39‬ورشح كاىف نالصالح ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ 3‬مهان شامره يك ص ‪. 39‬‬
‫‪ 474‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف رشح قوله والرشط نن اهلل جل ذكره فيام استعبد به خلقه‪:‬‬


‫ف ما َل ْي َس‬
‫أن يؤ ّدوا مجيع فرائضه بعلم ويقني وبصرية لقوله تعاىل « َو ّل َت ْق ُ‬
‫ون»* وقوله‬ ‫ك بِ ِه ِع ْلم» وقوله « َف ْس َئ ُلوا أهل ِّ‬
‫الذك ِْر إِ ْن ُكنْت ُْم ّل َت ْع َل ُم َ‬ ‫َل َ‬
‫ون فِيام َل ْي َس َلك ُْم بِ ِه ِع ْلم» وقوله « َف َل ْو ّل َن َف َر‪ -‬اآلية‪ »-‬إىل غري‬ ‫ِ‬
‫« َفل َم ُ َحت ُّ‬
‫اج َ‬
‫ذلك من اآليات الدا ّلة عىل اشرتاط العلم والبصرية يف العمل‪( .‬ليكون‬
‫ألن الثواب‬
‫املؤ ّدى هلا حممودا عند ربه) (مستوجبا لثوابه وعظيم جزائه) ّ‬
‫يتصور ذلك‬
‫ّ‬ ‫املنهي عنه وّل‬
‫ّ‬ ‫واجلزاء إنّام يرتتّب عىل فعل املأمور به وترك‬
‫ّإّل بالعلم والبصرية هبام ( ّ‬
‫ألن ا ّلذي يؤ ّدي بغري علم وبصرية ّل يدري ما‬
‫أن من مل يعرف ر ّبه ومل يعلم‬
‫يؤ ّدي وّل يدري إىل من يؤ ّدي) لظهور ّ‬
‫أوامره ونواهيه ّل يدري ما يفعل‪ ،‬وّل ملن يفعل‪ ،‬وّل من يتقرب إليه فلو‬
‫التقرب روحه فاذا‬
‫ألن العلم أصل العبادة و ّ‬
‫فعل شيئا مل يكن ذلك عبادة ّ‬
‫‪1‬‬
‫مل يتح ّققا مل يتح ّقق العبادة‪.‬‬

‫وقال يف رشح قوله وقد قال اهلل عز وجل‪« :‬إِال َن من َش ِددَ بِ م َ‬


‫احل ِّق و ُه مم َي مع َل ُم َ‬
‫ون»‪:‬‬
‫ق ّيد الشهادة بالعلم وهو يفيد اشرتاط قبوهلا به (فصارت الشهادة مقبولة‬
‫لع ّلة العلم بالشهادة) أي لالمر املشهود به ولو ّل العلم بالشهادة (مل يكن‬
‫أن‬
‫الشهادة مقبولة) رضورة انتفاء املرشوط بانتفاء رشطه وّل شبهة يف ّ‬

‫‪ - 1‬رشح كاىف‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 51 – 48‬‬


‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪475‬‬

‫الشهادة باّلمور الدّ ين ّية واملعارف اليقين ّية داخلة حتت هذا احلكم بل هي‬
‫من أعظم الشهادات فهي مرشوطة بالعلم قطعا (و األمر يف الشاك)‬
‫ّ‬
‫بالشاك من ليس له رجحان وتصديق أصال ومن كان له‬ ‫أن املراد‬
‫الظاهر ّ‬
‫رجحان مستندا إىل تقليد أو إىل دليل ظنّي بقرينة تقييد العلم فيام سيأت‬
‫أن الشاك يشمل األخريين لقبول رجحاهنام تشكيكا‬
‫باليقني‪ ،‬إذ يفهم منه ّ‬
‫وشبهة (املؤ ّدي) لفرائض اهلل تعاىل (بغري علم وبصرية) قلب ّية بتلك‬
‫الفرائض (إىل اهلل ّ‬
‫جل ذكره) أي إىل مش ّيته من غري أن يكون قبوله واجبا‬
‫تطول عليه فقبل عمله وإن‬
‫عليه كام هو الواجب يف صورة العلم (إن شاء ّ‬
‫‪1‬‬
‫شاء ر ّد عليه) هذا إن اتّفق إصابته يف العمل‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله طلب العلم فريضة عىل كل نسلم وبعد نقل االقوال نالفظه‪:‬‬
‫أن تعميم الفرض بحيث يشمل العيني والكفائي وتعميم العلم‬
‫احلق ّ‬
‫و ّ‬
‫بحيث يشمل أصول الدّ ين وفروعه وتعميم الطلب بحيث يشمل‬
‫ألن التخصيص‬
‫الطلب باّلستدّلل والطلب بالتقليد أنسب باملقام ّ‬
‫كل مسلم مك ّلف بسلوك رصاط‬
‫أن ّ‬
‫خالف الظاهر وتوضيح املقصود ّ‬
‫الرسول والرصاط أعني‬
‫احلق فوجب عليه معرفة احلق وصفاته ومعرفة ّ‬
‫ّ‬
‫احلق واألحكام العين ّية والكفائ ّية واألخالق املوجبة للقرب منه‬
‫الدّ ين ّ‬
‫الرذائل املؤ ّدية إىل البعد عنه ّ‬
‫كل ذلك ّإما باّلستدّلل إن كان من‬ ‫تعاىل و ّ‬

‫‪ - 1‬مهان ص ‪. 52 – 49‬‬
‫‪ 476‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أن القض ّية املذكورة ك ّل ّية‪.‬‬


‫أهله أو بالتقليد إن مل يكن فقد ظهر ممّا ذكرنا ّ‬
‫ّل يقال‪ :‬التقليد يف األصول ّل جىوز ألنّا نقول ذلك ممنوع والسند يعلم‬
‫‪1‬‬
‫مر يف اخلطبة‪.‬‬
‫ممّا ّ‬
‫وقال يف قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان كامل الدين طلب العلم والعمل به‪:‬‬
‫أن املراد هبذا العلم‪ ،‬العلم املتع ّلق بكيف ّية العمل‪.‬‬
‫الظاهر ّ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫أن بالعلم يعرف واضح الدّ ين وحدوده وأحكامه‬
‫رس ذلك ّ‬
‫أقول‪ :‬و ّ‬
‫ولواحقه ورشائطه ومداخله وخمارجه ومصاحله ومفاسده وبالعمل‬
‫حى ّققه ويقيمه ويوجده ويضع ّ‬
‫كل واحد من أجزائه يف موضعه وخيرجه‬
‫من ح ّيز البطون إىل ح ّيز الظهور‪ ،‬فلوّل العلم بطل العمل ولو ّل العمل‬
‫بطل العلم وصار بال فائدة وذلك كام إذا قصدت بناء دار مع ّينة حمدودة‬
‫بحدود مع ّينة وموصوفة بصفات خمصوصة وموضوعة عىل أركان وهيئة‬
‫معلومة عندك فطلبت بناءها من زيد فال بدّ لزيد من أن يعلم مقصودك‬
‫ثم يشتغل بالعمل ويبنيها عىل نحو ما‬
‫املشتمل عىل تفاصيل مذكورة ّ‬
‫ليتم عىل وجه الكامل كام أردت فلو اشتغل بالبناء من غري أن‬
‫قصدت ّ‬
‫يعلم مقصودك لكان ما يبنيه غري موافق ملقصودك غالبا إذ اّلتّفاق نادر‬

‫‪ - 1‬مهان ج ‪ ،2‬ص ‪. 3‬‬


‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪477‬‬

‫جدّ ا‪ ،‬ولو علم مقصودك ومل يشتغل بالعمل مل ينفعه ذلك العلم ومل‬
‫أن كامل الدّ ين ومتامه بالعلم‬
‫يستحق منك الثناء واألجر ومن هاهنا ظهر ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫والعمل‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اال ال خرى يف علم ليس فيه تفدم نالفظه‪:‬‬
‫وحىتمل ان يراد بالعلم الذي ليس فيه تفهم العلم التقليدى والظني الذي‬
‫ليس عليه برهان والنقىل الذي بمجرد الرواية دون الدراية‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أهناك عن خصلتنى فيدام هالك الرجال‪ :‬نالفظه ‪:‬‬
‫النبي‬ ‫الرجال اهلالكون هم ا ّلذين عدلوا ّ‬
‫عام نطق به الكتاب والسنّة و ّ‬ ‫ثم ّ‬‫ّ‬
‫السالم ‪ -‬وأخذوا أصول العقائد وفروعها من غري‬
‫واإلمام ‪ -‬عليهام ّ‬
‫مأخذها فض ّلوا عن دين ّ‬
‫احلق ومل هىتدوا إليه وجعلوا ألنفسهم دينا باطال‬
‫احلق والباطل ونسجوها كنسج‬
‫الرطب واليابس و ّ‬
‫ومجعوا شيئا من ّ‬
‫العناكب وجعلوها شبكة لذباب العقول الناقصة وجلسوا حاكمني بني‬
‫الناس ضامنني لتخليص امللتبسات وتنقيح املشتبهات فإذا ورد عليهم‬
‫الدّ عاوي يبتدون إليها بالفتاوى وحىكمون فيها بمقتىض عقوهلم الناقصة‬
‫ويفتون بحكم آرائهم الباطلة وّل يمسكون عن طريق الغواية وّل‬
‫ينظرون إي سبيل يتو ّقع منه اهلداية وّل يعلمون ّ‬
‫أن ّ‬
‫كف النفس عند حرية‬

‫‪ - 1‬رشح كاىف نالصالح نازندرانى‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 10‬‬


‫‪ 478‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الضالل خري هلم من اّلقتحام يف األهوال‪ ،‬فهم من األخرسين أعامّل‬


‫‪1‬‬ ‫ا ّلذين ّ‬
‫ضل سعيهم يف احلياة الدّ نيا وهم حىسبون ّأهنم حىسنون صنعا‪.‬‬
‫َّاس بِ َر مأ ِي َك َأ مو ت َِدي َن بِ َام َال َت مع َل ُم»‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪« -‬إِ َّي َ‬
‫اك َأ من ُت مفت َي الن َ‬
‫وفيه حتذير للمخاطب وتبعيد له‪ ،‬من إفتاء الناس بالقياس أو بحسب‬
‫النبي‬
‫ظنّه وختمينه من غري أن يأخذ ذلك من الكتاب والسنّة أو يسمعه من ّ‬
‫الوِص أو ممّن سمع منهام من الثقات ولو بواسطة ووجه التحذير منه‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫ألن املفتى املخرب عن حكم اهلل تعاىل وجب أن يكون آخذا له ممّا‬
‫ظاهر ّ‬
‫ذكر وحمرتزا عن اّلفتاء بالرأي غاية اّلحرتاز ألنّه مهلك موجب‬
‫للدّ خول يف النار(أو تدين بام ّل تعلم) أي إ ّياك أن تعبد اهلل بام ّل تعلمه‬
‫ألن‬
‫احلق فتهلك ّ‬
‫وتتّخذ دينا بغري علم مستند إىل ما ذكر فتخرج من دين ّ‬

‫دين احلق عبارة عن جمموع القوانني ا ّلتي وضعها ّ‬


‫النبي ّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله‬
‫اين وله حدود كحدود الدّ ار وّل يعلم‬
‫إهلي وأمر ر ّب ّ‬
‫ّلصالح اخللق بعلم ّ‬
‫ذلك ّإّل بتعليمه أو تعليم من يقوم مقامه فمن ّاختذ دينا واعتقده وعبد‬
‫احلق مبتدع لدين‬
‫ر ّبه به ومل يكن له علم مستندا إليهم فهو خارج عن دين ّ‬
‫‪2‬‬
‫آخر واملبتدع هالك‪.‬‬

‫‪ - 1‬مهان س ‪. 141‬‬
‫‪ - 2‬مهان ص ‪. 142‬‬
‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪479‬‬

‫يثاق ا ملكِت ِ‬
‫ٰاب َأ من ال َي ُقو ُلوا َع َىل اهلل إِ َّال م َ‬
‫احل َّق‬ ‫وقال يف رشح قوله تعاىل‪َ « :‬أ َمل م ُي ممؤ َخ مذ َع َل مي ِد مم ِن ُ‬
‫»‪ 1‬نالفظه‪:‬‬
‫احلق املخصوص ّإّل ّأهنا حتمل عىل العموم‬
‫هذه اآلية وإن نزلت فيهم ويف ّ‬
‫احلق مطلقا فيكون منعا هلم عن القول‬
‫وتشمل علامء هذه اّلمة أيضا و ّ‬
‫باحلق‬
‫ألن هذا احلكم أعنى القول ّ‬ ‫بيشء ّإّل بعد ما علموا بأنّه ّ‬
‫حق وذلك ّ‬
‫بأمة دون آخرين‪،‬‬
‫خمتص ّ‬
‫دون غريه وعدم جواز اّلفرتاء عىل اهلل تعاىل غري ّ‬
‫أن خصوص السبب ّل‬
‫تقرر يف األصول ّ‬
‫بحق دون آخر‪ ،‬وقد ّ‬
‫وّل ّ‬
‫خيصص عموم احلكم وهبذا اّلعتبار وقع اّلستشهاد هبذه اآلية ملا نحن‬
‫ّ‬
‫فيه وأشار إىل اآلية الثانية الدّ الة عىل أنّه ّل جىوز الر ّد والتكذيب بدون‬
‫علم بقوله (و قال‪َ « :‬ب ْل ك ََّذ ُبوا بِام َمل ْ ُحىِي ُطوا بِ ِع ْل ِم ِه وملَّا َي ْأ ِهتِ ْم تَأْ ِوي ُل ُه»)‬
‫‪2‬‬

‫ذمهم عىل ر ّد ما مل يعلموا وتكذيبهم له‬


‫ّ‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫املترسعني إىل التكذيب بالقرآن قبل أن‬
‫ّ‬ ‫أقول‪ :‬اآلية وإن نزلت لذ ّم‬
‫يتد ّبروا يف نظمه ا ّلذي يعجز عن مثله مصاقع اخلطباء وأن يتفكّروا يف‬
‫معناه ا ّلذي يقرصعن الوصول إىل كنه حقائقه عقول العلامء لكن يندرج‬

‫فيها باعتبار عموم ال ّلفظ ذ ّم من ّ‬


‫يترسع إىل الر ّد والتكذيب باألحاديث‬

‫‪ 1‬سوره اعراف‪ ،‬آيه ‪. 169‬‬


‫‪ - 2‬سوره يونس ‪ ،‬آيه ‪39‬‬
‫‪ 480‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األئمة الطاهرين ولو بواسطة وغري ذلك‬


‫الروايات املنقولة عن ّ‬
‫النبو ّية و ّ‬
‫من اّلمور الدّ ين ّية قبل أن يعلم ذلك ويتد ّبر يف معناه ويتفكّر من مغزاه‬
‫صحة مضمونه ومؤ ّداه كالنايش عىل الدّ ين الباطل من خمالفينا‬
‫ويتأمل يف ّ‬
‫أن النصوص الواردة يف كتبهم كثرية‬
‫بالنص مع ّ‬
‫ّ‬ ‫املنكرين لكون اخلالفة‬
‫ولكنّهم ملّا مل يتدبروا فيها ومل ينصفوا من أنفسهم وق ّلدوا اآلباء‬
‫احلق ونشئوا عىل الباطل ردوها من غريعلم‬
‫واألسالف وعاندوا ّ‬
‫بتأويالت فاسدة ومزخرفات باطلة يضحك عليهم العقول الكاملة‬
‫ويسخر هبم القلوب اخلالصة وكبعض املجتهدين الّذي يعتمد برأيه‬
‫فتارة حىكم بيشء ويعمل به وحىمل غريه عليه وتارة يرجع عن رأيه‬
‫وحىكم بضدّ ذلك اليشء وأحد هذين احلكمني كذب وافرتاء ّل حمالة‬
‫ف َأ ْل ِسنَ ُتك ُُم ا ْلك َِذ َب هذا‬
‫فكأنّه مل يسمع قوله تعاىل « َو ّل َت ُقو ُلوا ملِا ت َِص ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َع َىل اهلل‬ ‫رتوا َع َىل اهلل ا ْلكَذ َب إِ َّن ا َّلذ َ‬
‫ين َي ْف َ ُ‬
‫رت َ‬ ‫َحالل وهذا َحرام ل َت ْف َ ُ‬
‫كل عاقل‬ ‫ون َمتاع َقلِيل و َُهل ْم َعذاب َألِيم» فوجب عىل ّ‬
‫‪1‬‬
‫ا ْلك َِذ َب ّل ُي ْفلِ ُح َ‬
‫متد ّين أن يقول ما يعلمه وّل ير ّد ما ّل يعلمه ويسكت ويطلب حقيقة‬
‫أمره عن أهل العلم وله يف السكوت أجر مجيل وثواب جزيل‪ ،‬ولذا قال‬
‫بعض األكابر‪ّ :‬ل أدري نصف العلم‪ ،‬ومن سكت هللّ تعاىل حيث ّل‬

‫‪ - 1‬سوره نحل‪ ،‬آيات ‪. 117-116‬‬


‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪481‬‬

‫ألن اّلعرتاف بالنقص أشدّ عىل‬ ‫يدري فليس ّ‬


‫أقل أجرا ممّن نطق بعلم ّ‬
‫‪1‬‬
‫النفس‪.‬‬
‫وقال يف رشح نقبولة عمر بن حنظله ‪:‬‬
‫أي عرف أحكامنا ك ّلها عىل الظاهر أو بعضها ممّا حىتاج إليه يف احلكومة‬
‫بالقوة‬
‫ّ‬ ‫من مأخذها عىل احتامل وهو الكتاب والسنّة معرفة بالفعل أو‬
‫املعرب عنه بالفقيه اجلامع لرشائط الفتوى واحلكومة‬
‫القريبة منه وهذا هو ّ‬
‫بني الناس وّل جىوز ملن نزل عن مرتبته تصدّ ى احلكومة وإن ا ّطلع عىل‬
‫فتوى الفقهاء بال خالف عند أصحابنا‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫(فاذا حكم بحكمنا) املأخوذ من قول اهلل وقول رسوله ‪ -‬صلی اهلل عليه‬
‫وآله – ‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫الرواية املشهورة من بني أصحابك أو احلكم املشهور‬
‫فان املجمع عليه أي ّ‬
‫عندهم ّلريب فيه فوجب اتباعه دون غري املشهور وهو حجة ملن ذهب‬
‫من األصوليني والفقهاء‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬رشح كاىف ج ‪ ،2‬ص ‪ 153‬و‬


‫‪ 482‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ّ‬
‫استدل به بعض العلامء عىل‬‫مرجحة عند تعارض الدّ ليلني‪ ،‬و‬
‫أن الشهرة ّ‬
‫ّ‬
‫ألن ك ّلية الكربى يف مثله من رشائط اّلنتاج‪.‬‬
‫حج ّية اإلمجاع ّ‬
‫أقول‪ :‬فيه نظر ألنّا ّل نس ّلم ّ‬
‫أن املراد باملجمع عليه هنا هو املعنى املصطلح‬
‫بل املراد به األمر املشهور كام أرشنا إليه و ّ‬
‫دل عليه سياق الكالم وإن‬
‫س ّلمنا فنقول تقرير الدّ ليل بقرينة السياق هكذا هذا اخلرب ما ّ‬
‫دل عىل حكم‬
‫كل ما ّ‬
‫دل عىل حكم جممع عليه وجب اتّباعه ّأما الصغرى‬ ‫جممع عليه و ّ‬
‫فألن ما ّ‬
‫دل عىل املجمع عليه ّل ريب فيه‪ ،‬فاملستفاد‬ ‫فظاهرة و ّأما الكربى ّ‬
‫مرجح ألحد اخلربين عىل اآلخر عند التعارض وّل نزاع‬
‫أن اإلمجاع ّ‬
‫منه ّ‬
‫فيه وإنّام النزاع يف جعل اإلمجاع دليال مستقال وهذا اخلرب ّل ّ‬
‫يدل عليه‬
‫‪1‬‬
‫فاليتأمل‪.‬‬
‫ّ‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫وامر مشكل ّل يعلم وجه صحته وّل وجه بطالنه وّل يعلم موافقته‬
‫للكتاب والسنة وّل خمالفته هلام بر ّد علمه إىل اهلل وإىل الرسول صىل اهلل‬
‫عليه وآله وّل جىوز فيه اّلعتقاد بيشء من طرىف النقيض واحلكم به قبل‬
‫ان اّلمجاع وقال املراد بالبني‬ ‫الر ّد واستدل بعض اّلفاضل هبذا احلرصعىل ّ‬
‫رشده وغيه املجمع عليه وباملشكل املتنازع فيه ِأل ّنه الذي وجب ر ّد علمه‬
‫يش ٍء َف ُر ُّدو ُه إىل اهلل‬ ‫ِ‬
‫إىل اهلل وإىل الرسول لقوله تعاىل‪َ «:‬فإِن َتنَا َز ْعت ُْم يف َ ْ‬

‫‪ - 1‬نالصالح نازندرانى‪ ،‬رشح كاىف ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 414‬‬


‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪483‬‬

‫َوالرس ِ‬
‫ول » وفيه نظر ألنا ّل نس ّلم ان املراد بالبني رشده وغيه املجمع عليه‬
‫‪1‬‬
‫َّ ُ‬
‫صحته ووجه بطالنه ويويده قوله‬
‫جلواز ان يكون املراد به ما ظهر وجه ّ‬
‫فيام مر احلكم ما حكم به اعدهلام وافقههام واصدقهام يف احلديث واورعهام‬
‫وّل يلتفت إىل ما حىكم به اّلخر وّل نسلم أيضا ان كل املتنازع فيه مشكل‬
‫صحته وّل وجه بطالنه‬
‫بل الظاهر ان املشكل هو الذي ّل يظهر وجه ّ‬
‫وهذا هو الذي وجب ر ّده إىل اهلل وإىل الرسول فليتأمل‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وشبهات بني ذلك حمتمله للحالل واحلرام وفيه دّللة واضحه عىل ان‬
‫املراد بالشبهات اعنى ما ّل يظهر وجه حليته وّل وجه حرمته ّل املتنازع‬
‫فيه مطلقا كام زعم‪ .‬فمن ترك الشبهات اى مل يفت ومل حىكم ومل يعمل هبا‬
‫نجى من املحرمات التي هي الفتوى بالشبهات واحلكم هبا والعمل هبا‬
‫عىل انه مطلوب للشارع ومن أخذ بالشبهات باّلفتاء واحلكم أو العمل‬
‫هبا ارتكب املحرمات وهلك من حيث ّل يعلم‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان السنة ال تقاس اال ترى ان املرأة تقىض صوندا‬
‫وال تقىض صالهتا‪:‬‬
‫وهذا ي ّ‬
‫دل عىل بطالن قول من قال القياس اّلولويه حجة‪.‬‬

‫‪ - 1‬النساء‪.59 ،‬‬
‫‪ 484‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف رشح رواية بن نسكان عن أيب بصرى قال سألت أبا عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫عن قول اهلل َّاخت َُذوا َأحبارهم ورهباهنم َأربابا ِنن ِ‬
‫ون اهلل فقال أنا واهلل نا عوهم إىل‬ ‫م ُ‬ ‫م َ ُ م ُ م َُم م‬
‫عبا ة أنفسدم ولو عوهم إىل عبا ة أنفسدم نا أجابوهم ولكن أحلوا هلم حرانا‬
‫وحرنوا عليدم حالال فعبدوهم نن حيث ال يشعرون نا لفظه‪:‬‬
‫فانظر ‪ -‬رمحك اهلل ‪ -‬هل يدخل فيه املجتهد املخطئ ومن ق ّلده أم ّل ومن‬
‫ذهب إىل الثاين ّلبدّ له من اّلتيان بنص يوجب اخراجهام عن هذا احلكم‬
‫واهلل هو املستعان‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الوقوف عند الشبدة خرى نن االقتحام يف اهللكة‬
‫نا نصه‪:‬‬
‫وملخص القول يف هذا املقام انه اذا اورد عىل احد امر من اّلمور الرشعية‬
‫سواء كان متعلقا بالعبادات أو باملعامالت أو باملناكحات أو بغريها فاما‬
‫ان يعلم بنور بصريته رشده فيتبع أو غيه فيجتنب أو ّل يعلم شيئا منهام‬
‫ان هذا الفعل اخلاص مما ّ‬
‫احل له الشارع‬ ‫واشتبه عليه اّلمران مثال ّل يعلم ّ‬
‫فان الوقوف عليه وعدم اّلخذ به من حيث احلكم ومن‬
‫حرمه عليه ّ‬
‫أو ّ‬
‫حيث العمل متعني حتى ينكشف له احلالل بالرجوع إىل احاديث أهل‬
‫الذكر ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬ولو بواسطة ّاما من حيث احلكم فألنّه لو حكم‬
‫بحليته أو بحرمته وّل علم له هبام فقد رمى نفسه يف اهلالك والضالل فأ ّنه‬
‫ادخل يف الدين ما ليس له به علم واما من حيث العمل يف الوقوف عند‬
‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪485‬‬

‫الشبهات فألنّه اذا ترك املشتبه باحلرام فقد نجى من احلرام قطعا واذا فعله‬
‫فقد دخل فيه قطعا ّل يقال الثاين ممنوع ّلحتامل ان يكون ما فعله مباحا‬
‫يف نفس اّلمر ألنا نقول فعل ما مل يعلم انه حالل يف الرشيعة حرام سواء‬
‫كان حالّل يف نفس اّلمر أو ّل‪ .‬وّل يقال القول بالوقوف عند الشبهة‬
‫مشكل فيام اذا كان طلب اصل الفعل معلوما رشعا ولو كيفيتان‬
‫متضادتان ّل يمكنه انفكاكه عنهام ووقع عند الشبهة يف كل واحدة منهام‬
‫فان ترك اّلخذ هبام مع اّلتيان بذلك حمال كقراءة البسمله يف الصلوة‬
‫اّلخفاتية اذا وقع اّلشتباه يف وجوب اجهارها وحرمته وكذا يف وجوب‬
‫اخفاهتا وحرمته ألنا نقول هذا الفرض عىل تقدير حتققه جىب عىل املك ّلف‬
‫الوقوف وترك العمل بكل واحدة منها من حيث خصوصيتها لعدم‬
‫علمه بان الشارع طلبها عىل تلك اخلصوصية وّل يناىف ذلك فعل واحدة‬
‫منهام من حيث التخيري بينهام وبني من هو ضدها بناء عىل ان طلب الفعل‬
‫مستلزم لطلب كيفية التي ّل يوجد ذلك الفعل بدوهنا واذا كانت تلك‬
‫الكيفية احد امرين متضادين وّل دليل عىل خصوص احدمها وقع‬
‫التخيري بينهام هذا حكم الوقوف من حيث العمل واما الوقوف من حيث‬
‫احلكم فامره واضح ألن الوقوف عن حكم كل واحد منهام ّل يناىف‬
‫العمل بواحد منهام باعتبار ان اصل املطلوب ّل ينفك عنهام‪.‬‬
‫‪ 486‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول‪ :‬ونن تأنل يف نطاوى كالنه يف الرشح وجد ترصحيات وتنصيصات ننه عىل‬
‫طريقه املحدثنى وانام صنف نا صنف يف أصول الفقه توضيحا ال ترجيحا واختيارا كام‬
‫هو الظاهر عىل نن رأى نصنفاته فيدا‪.‬‬

‫[السيد عبد الله بن نور ال ّدين بن نعمة الله الجزائري التستي]‬


‫ونندم السيد السند العارف السيد عبد اهلل بن السيد نور الدين بن السيد نعمة اهلل‬
‫اجلزائري التسرتي ‪ -‬قدس اهلل ارواحدم الزكية ‪ -‬وهو كتجده وابيه نن اجله نشايخ‬
‫املحدثنى وله تصانيف رشيقة يف الدين سيام رشحه عىل نفاتيح االحكام وقد حقق يف‬
‫يباجة الكالم وبنى املرام وليس حيرضنا اآلن نا نستدل به اال عبارة نن كتابه الذخرىة‬
‫الباقية فاهنا ملن ارا الرشا وافيه كافيه شافية قال يف ضمن َتقيق نسالة تقليد االنوات‬
‫نا لفظه‪:‬‬
‫فاعلم ان الفقه بحسب اللغة الفهم ثم نقل إىل معنى آخر يناسب املعنى‬
‫اللغوي مناسبه املسبب للسبب أو النوع للجنس ورسموه بالعلم‬
‫باّلحكام الرشعية الفرعية عن ادلتها التفصيلية فعال أو قوه قريبة‬
‫ومرادهم باّلدلة ما هو مرادهم باألصول يف رسم اّلجتهاد بانّه ملكة‬
‫يقتدر هبا عىل استنباط الفروع من األصول وهلم يف تعدادها مذاهب‬
‫فمنهم من ذكر ان اّلدلة الرشعية مخس الكتاب والسنة واّلمجاع ودليل‬
‫العقل واّلستصحاب ومنهم من ادرج اّلستصحاب يف دليل العقل‬
‫وحرصها يف اّلربعة ومنهم من اسقط الرابع واقترصعىل الثالثة اّلول‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪487‬‬

‫ومنهم من حرصها يف اّلولني ألن املعترب من اّلمجاع ما علم دخول‬


‫املعصوم فيه كام ستطلع عليه فيام بعد فالعربة انام هي بقول املعصوم‬
‫السنة فال وجه ّلفراده يف ّ‬
‫الذكر ومنهم‬ ‫واّلمجاع كاشف عنه فيعود إىل ّ‬
‫من مل يذكر الكتاب أيضا وحرص الدليل الرشعي يف الروايات زعام منه‬
‫ان القرآن بالنسبة إىل اذهان الرعية كله متشابه ّل يعرف معناه اّلّ ما وجد‬
‫منه مفرسا يف روايات الصادقني ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬وما مل يأتنا فيه‬
‫تفسريعنهم وجب السكوت عنه والتوقف فيه فصار املرجع كله إىل‬
‫السنة ومنهم من خيطئ ذلك وزعم ان اّلخبار النبوية القوليه أيضا‬
‫متشاهبه كالقرآن وان الدليل الرشعي منحرص يف اخبار أهل البيت ‪-‬‬
‫عليهم السالم ‪ -‬واّلخبار النبوي الفعلية والتقريرية وكيف كان فقد‬
‫يطلق املجتهد ويراد به من له تلك امللكة كائنا مذهبه يف باب اّلدلة ما‬
‫كان ويرادفه الفقيه ويراد به من يتجاوز يف اّلدلة الكتاب والسنة وّل‬
‫يقترص عليهام ويرادفهام األصوي ويف مقابلهام اّلخباري واملحدّ ث وهذا‬
‫ّاول فرق ينشأ بني املجتهدين واّلخباريني ومنه يتشعب الطريقان‬
‫ويفرتق الفريقان والقدر املشرتك بينهام هو العمل بالروايات يف اجلمله‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وباملعنى االول يطلق املتجتدد يف كالم املتجلسينى وباقي علامء املحدثنى يف نقام‬
‫املدح ألنه االعم نن املعنى االخرى وباملعنى الثاين يف نقام الذم فيه‪ .‬فتانل‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫‪ 488‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وحيث ان الروايات كثرية اّلختالف والتعارض وانّه ق ّلام يوجد خرب اّلّ‬

‫بازائه ما يعارضه ويضاده كام قاله الشيخ ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف أ ّول «‬
‫التهذيب » فالبد من الرتجيح واّلخباريون يقترصون يف ذلك عىل‬
‫الوجوه املأثوره عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬يف مقبولة عمر بن حنظلة‬
‫وغريها وهي بحسب السند واملتن ّل تزيد عىل ثامن كام قررناه يف رشح‬
‫املفاتيح واملجتهدون يزيدون عىل ذلك وجوها اخر يعتمدون عليها يف‬
‫الرتجيح ينيف جمموعها عىل اربعني وجها بل يشارف اخلمسني وهذا‬
‫فرق اخر بينهام وبينهام فروق اخرعدّ ها بعض املتأخرين إىل اّلربعني‬
‫وليس هذا حمال هلا ومن هنا يمكنك ان يتحقق ان طريقة اّلخباريني‬
‫الذين ّل يتعدون يف العمل والسنة وّل يف الرتجيح عن الوجوه املأثورة‬
‫عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬اسلم من الطريقة اّلخرى واوىل باّلتباع واح ّق‬
‫واحرى وهي الطريقة السديدة العادلة والسرية املحمودة الفاضلة التي‬
‫جرى عليها قدماء الفرقة املحقة كالشيخ اجلليل الصدوق رئيس‬
‫املحدثني حممد بن بابويه القمي املولود بدعاء صاحب الزمان ‪ -‬صلوات‬
‫اهلل عليه ‪ -‬والشيخ املتقدّ م النبيل حممد بن احلسن الصفار ‪ -‬ريض اهلل‬
‫عنهم ‪ -‬وثقة اّلسالم حممد بن يعقوب الكليني املعدود عند مجاعة من‬
‫علامء اخلاصة والعامة منهم ابن اّلثري يف كتاب « جامع األصول » انّه من‬
‫ان موّلنا‬
‫املروجني ملذهب اّلمامية عىل رأس املأئة الثالثة بعد ما ذكروا ّ‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪489‬‬

‫ابا جعفر الباقر صلوات اهلل عليه هو املجدد لذلك املذهب عىل رأس املائة‬
‫اّلوىل وابا احلسن الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عىل رأس املائة الثانية والشيخ‬
‫الكامل النبيل امحد بن ايب عبد اهلل حممد بن خالد الربقي ‪ -‬طاب ثراه ‪-‬‬
‫والشيخ اجلليل حممد بن عبد اهلل بن جعفر احلمريي ‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫وارضاهبم من الشيوخ اّلج ّلة املرضيني املقبولني الثقات املمدوحني‬
‫يظهر ذلك ملن نظر يف كتبهم ومصنفاهتم واما طريقه أهل اّلجتهاد فانام‬
‫حدثت بني علامئنا بعد ذلك ثم فشت قليال قليال إىل ان صارت هي‬
‫الطريقة الشائعة واندرست ال َطريقة اّلوىل وصارت مهجورة بائره وعىل‬
‫ذلك مرت اّلعوام والسنون وتواترت اآلباء والبنون ودارت اّلحقاب‬
‫والقرون وصنّف الكتب والرسائل وافق يف اّلحكام واملسائل ودونت‬
‫األصول ورتبت اّلبواب والفصول حتى صاروا ّل يطلقون الفقيه‬
‫واملجتهد اّل عىل األصوىل وّل يعرفون لالجتهاد معنى اّلّ النظر يف أصول‬
‫القوة فيها ومعرفة دقائقها وصار‬
‫الفقه ويتفاضلون فيهام بحسب مزيد ّ‬
‫العلامء املعروفون املرجوعون إليهم يف القضاء واّلفتاء ك ّلهم أو ج ّلهم‬
‫ان طائفة من الالحقني كحل اهلل بصائرهم بانوار التوفيق‬
‫أصوليني ثم َ‬
‫وسقاهم من رحيق التحقيق تنبهوا ملّا طالت الغفله عنه ورجعوا إىل‬
‫السلف السابقني الذين كانوا احدث عهدا واقرب عرصا إىل‬
‫طريقة َ‬
‫اّلئمة الصادقني ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬وعادوا إىل السرية اّلوىل واستقاموا‬
‫‪ 490‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قرروا وح ّرروا ورتبوا و ّ‬


‫هذبوا‬ ‫عىل الطريقة املثىل فا ّلفوا يف ذلك وصنّفوا و ّ‬
‫قرصوا احسن اهلل مثوبتهم واوىف جزائهم وجعل سعيهم مشكورا اذ‬
‫وما ّ‬
‫احيوا احلق بعد ان اتى عليه حني من الدهر مل يكن شيئا مذكورا اذا عرفت‬
‫ان للمجتهدين يف جواز تقليد املجتهد امليت وعدمه اقواّل‬
‫هذا فاعلم َ‬
‫ونقل اّلقوال اّلربعة‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫و ّاما اّلخباريون فاملتقدمون منهم مل يبحثوا عن هذه املسئلة يعنى جواز‬
‫التقليد وعدمه يف كتبهم التي وصلت إلينا رأسا ومل ينقل منهم احد شيئا‬
‫يف ذلك واما املتأخرون فمنهم يوافقون املجتهدين يف املنع عن تقليد‬
‫املجتهد امليت ويزيدون يف املنع عن تقليد املجتهد احلي أيضا ألهنم‬
‫ينكرون اّلجتهاد والتّقليد بالك ّلية بل يوجبون عىل العارف باّلخبار‬
‫العمل بمقتضاها وعىل غري العارف الرجوع إىل العارف لقول الصادق‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انظروا إىل من كان منكم قد روى حديثنا ونظر يف‬
‫حاللنا وحرامنا وعرف احكامنا فارضوا به حكام فا ّنى قد جعلته عليكم‬
‫حاكام وقول صاحب الزّمان ‪ -‬صلوات اهلل عليه ‪ -‬يف توقيع رواه‬
‫الصدوق يف « اكامل الدين » والشيخ يف كتاب « الغيبه » والطربيس يف «‬
‫اّلحتجاج » قال وأما احلوادث الواقعة فارجعوا فيها إىل رواة حديثنا‪،‬‬
‫فإهنم حجتي عليكم وأنا حجة اهلل (عليكم) ونحوها من اّلخبار قالوا‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪491‬‬

‫وليس اّلخذ عن الراوي مق ّلدا للراوي وانام هو مقلد للمعصوم نظري‬


‫قول املجتهدين ان اّلخذ عن اّلخذ عن املجتهد ليس مق ّلدا للمقلد بل‬
‫هو مقلد للمجتهد بالواسطة وّل ريب ان قول املعصوم ّل يموت بموت‬
‫راويه فيعمل به بعد موت الراوي كام كان يعمل به يف حياته من غري تفرقة‬
‫بني احلالني ثم ذكر ادلة املانعني واملجوزين واجاب عنها وقال بعد بسط‬
‫وتفصيل وحجة واستدّلل ما لفظه‪:‬‬
‫فلنحرر ما نختاره يف العمل فان الكالم‬
‫ّ‬ ‫وحيث اطرد بنا املقال إىل هاهنا‬
‫جىر الكالم واليشء باليشء يذكر وّلبد قبل ذلك من مقدمة وهبا يتحقق‬
‫امور طالب املشاجرة فيها بني املجتهدين واّلخباريني‪.‬‬
‫حرم حراما وفرض فرائض ورشع سننا‬ ‫فنقول‪ :‬ان اهلل ّ‬
‫احل حالّل و ّ‬
‫وآدابا واحكاما فاوجب عىل عباده التدين هبا واودع علم ذلك ك ّله نبيه ‪-‬‬
‫ّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬ثم من بعده اوصيائه القوام بامره اّلمناء املعصومني‬
‫املطهرين من الكذب واخلطا ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬وامر اخللق بسؤاهلم‬
‫والرجوع إليهم واألخذ عنهم والتسليم هلم واقتفاء آثارهم واّلقتباس‬
‫من منارهم وهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬مع ما كانوا فيه اغلب اّلوقات من‬
‫شده اخلوف واخلطر والتقية مل يألوا جهدا يف ارشاد العباد وتعليمهم‬
‫وهدايتهم إىل الرصاط املستقيم وتوفيقهم عىل ما فيه صالحهم ونجاهتم‬
‫يف الدارين ومل يمنعهم ضعف جانبهم وشوكة اعدائهم من نرش العلوم‬
‫‪ 492‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وتروجىها وتشييد قلوب شيعتهم هبا وامرهم بحفظها وتقييدها بالكتابة‬


‫صونا هلا عن الضياع والذهاب وابقاء لالنتفاع هبا لالحقني فانبعث‬
‫السلف الصاحلون ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬إىل تت ّبع اقواهلم وافعاهلم‬
‫َ‬
‫وتقريراهتم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬ودونوا ذلك ك ّله يف زبرهم وكتبهم‬
‫املوضوعة يف ذلك وقد عدّ ت الكتب املشهورة التي ا ّلفها ثقات أصحاب‬
‫الصادق ‪ -‬صلوات اهلل عليه ‪ -‬من الروايات والعلوم املأخوذه عنه‬
‫ّ‬
‫اربعامئة ومؤ ّلفات املوثقني من سائر أصحاب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫أيضا كانت كثرية لو استقصيت عددها بلغت مبلغا عظيام وكانت ك ّلها‬
‫مشهورة معتمدة بينهم وقد عرض كثريمنها عليهم ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫فاستحسنوها واثنوا عىل مؤلفيها كالكتاب عبيد اهلل بن عىل احللبي‬
‫الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وكتايب يونس بن عبد الرمحن‬
‫املعروض عىل ّ‬
‫والفضل بن شاذان املعروضني عىل العسكري ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وهذا‬
‫احد اّلسباب املشوقه للرواة إىل اجلمع والتأليف وزيادة مهتهم يف ذلك‬
‫فكانوا ك ّلام سمعوا منهم ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬حديثا يف أي باب كان‬
‫بادروا إىل اثباته يف الكتاب ور ّبام يتفق يف املجلس الواحد اسئلة واجوبة‬
‫متعدده من ابواب متفرقة فيكتبوهنا حديثا واحدا ولذا وقعت الكتب‬
‫املذكورة منشورة غريمرتبة بالرتتيب الالئق وأيضا ازمنتهم ‪ -‬صلوات‬
‫الرواة‬
‫اهلل عليهم ‪ -‬كانت خمتلفة بحسب شدة التقية وضعفها واحوال ّ‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪493‬‬

‫كانت أيضا خمتلفة بحسب كثرة اتصاهلم بخدمة املعصوم وق ّلة ذلك‬
‫وهلذا كان بعضهم قلييل الرواية وكتبهم خمترصة غري وافية باّلحكام وملّا‬
‫وقعت الغيبة الكربى وصار العمل كله مقصورا عىل الروايات املدونة يف‬
‫األصول واملصنفات تعرس اّلمورعىل الناظرين ألن املحتاج إىل معرفة‬
‫مسئلة من مسائل الفقه ّل يدرى من أي كتاب وّل أي باب جىدها لتشتت‬
‫اّلخبار واختالل ترتيبها والكتب التي ا َلفت منها بعد ذلك مثل « بصائر‬
‫الدرجات » للشيخ حممد بن احلسن الصفار « وقرب اّلسناد » للشيخ‬
‫حممد بن عبد اهلل بن جعفر احلمريي وكتاب « املحاسن » للشيخ امحد بن‬
‫حممد بن خالد الربقي وارضاهبا وان كانت امجع منها يف اجلملة واحسن‬
‫ترتيبا اّل اهنا قارصة أيضا غري وافية متام الوفاء إىل ان سخر اهلل املحمدين‬
‫صح إليهم من تلك األصول والتقاط‬
‫الثالثة ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬جلمع ما ّ‬
‫ما فيها من اّلخبار املحكمة وترتيبها عىل الوجه الالئق وعقد اّلبواب‬
‫والعنوانات املناسبة تسهيال للتناول وتيسريا للمواجه فرتبوا و ّبوبوا‬
‫توسعوا وقربوا لنا البعيد وذ لّلوا لنا‬
‫ومجعوا وتتبعوا فنون الروايات و َ‬
‫الصعب الشديد واقترصوا من مأخذ اّلخبارعىل األصول املعتمدة‬
‫املعمولة واملصنفات املشهورة املقبولة التي كانت بني الطائفة عليها‬
‫التعويل واليها املرجع يف كل كثري وقليل ومتى وجدوا رواية عليلة فيها‬
‫نصوا عىل ع ّلتها وبينوها كل‬
‫ما يوجب الطرح أو التوقف حذفوها أو َ‬
‫‪ 494‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ذلك معلوم بالتتبع وبشهادات املصنفني وغريهم قال ثقة اّلسالم حممد‬
‫بن يعقوب الكليني ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬يف ديباجه « الكايف » ‪:‬‬
‫ا ّما بعد فقد فهمت يا اخى ما شكوت‬
‫إىل ان قال‬
‫وذكرت ان امورا قد اشكلت عليك ّل تعرف حقائقها إلختالف الرواية‬
‫ان اختالف الروايه فيها إلختالف عللها واسباهبا وا ّنك‬
‫فيها وانك تعلم ّ‬
‫ّل َتد بحرضتك من تذاكره وتعارضه ممن تثق بعلمه فيها وقلت ا ّنك‬
‫حتب ان يكون عندك كتاب جىمع من مجيع فنون علوم الدّ ين ما يكتفى به‬
‫ّ‬
‫املتع ّلم ويرجع إليه املسرتشد ويأخذ منه من يريد علم الدّ ين والعمل به‬
‫الصحيحة عن الصادقني ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬والسنن القائمة ال ّتى‬
‫باآلثار ّ‬
‫عليها العمل وهبا يو ّدى فرض اهلل عزوجل وسنة نبيه صىل اهلل عليه وآله‬
‫وقلت لو كان ذلك رجوت ان يكون ذلك سببا يتدارك اهلل بمعونته‬
‫وتوفيقه اخواننا واهل م ّلتنا ويقبل هبم إىل مراشدهم‪.‬‬
‫إىل ان قال‬
‫وقد ي ّرس اهلل وله احلمد تأليف ما سألت وارجوا ان يكون بحيث توخيت‬
‫فهام كان من تقصري فلم تقصري نيتنا يف اهداء النصيحة اذ كانت واجبة‬
‫إلخواننا واهل ملتنا مع ما رجونا ان نكون مشاركني لكل من اقتبس منه‬
‫ويعمل بام فيه يف دهرنا هذا ويف غابره إىل انقضاء الدنيا انتهى‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪495‬‬

‫وقال رئيس املحدثنى حممد بن بابويه ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف يباجه « الفقيه » ‪:‬‬
‫وسألني ‪ -‬يعنى الرشيف الدّ ين ابا عبد اهلل ‪ -‬ان أصنّف له كتابا يف الفقه‬
‫واحلالل واحلرام والرشائع واّلحكام موفيا عىل مجيع ما صنّف يف معناه‬
‫واترمجه بـ « كتاب من ّل حىرضه الفقيه » ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده‬
‫وبه اخذه ويشرتك يف اجر من ينظر فيه وينسخه ويعمل بمودعه وهذا مع‬
‫نسخه ألكثر ما صحبنى من مصنفات وسامعي هلا وروايتها عنى ووقويف‬
‫عىل مجلتها وهي مأتا كتابا ومخسة واربعون كتابا فاجبته ‪ -‬ادام اهلل توفيقه‬
‫‪ -‬إىل ذلك ألنى وجدته اهال له وصنفت له هذا الكتاب حمذوف اّلسانيد‬
‫لئ ّ‬
‫ال يكثر طرقه وان كثرت فوائده ومل اقصد فيه قصد املصنفني يف ايراد‬
‫مجيع ما رووه بل قصدت ايراد ما افتى به واحكم بصحته واعتقد فيه انه‬
‫ريب تقدس ذكره ومجيع ما فيه مستخرج من كتب‬
‫حجة فيام بينى وبني ّ‬
‫املعول واليها املرجع مثل كتاب حريز بن عبد اهلل‬
‫ّ‬ ‫مشهوره عليها‬
‫السجستاين وكتاب عبيد اهلل بن عىل احللبي وكتب عيل بن مهزيار‬
‫اّلهوازي ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬وكتب احلسني بن سعيد ونوادر امحد بن‬
‫حممد بن عيسى وكتاب نوادر احلكمة تصنيف حممد بن امحد بن حىيى‬
‫األشعري وكتاب الرمحة لسعد بن عبد اهلل وجامع شيخنا حممد بن‬
‫احلسن بن الوليد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ونوادر حممد بن ايب عمري وكتاب املحاسن‬
‫ألمحد بن ايب عبد اهلل الربقي ورسالة ايب ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬إىل وغريها من‬
‫‪ 496‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األصول واملصنفات التي طرقي إليها معروفة يف فهرست الكتب التي‬


‫رويتها عن مشاخيي واساليف ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬وبالغت يف ذلك جهدي‬
‫مستعينا باهلل ومتوكال عليه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال شيخ الطائفة حممد بن احلسن الطويس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف نشيخة التدذيب‪:‬‬
‫واقترصنا من ايراد اخلرب عىل اّلبتداء بذكر املصنف الذي اخذنا اخلرب من‬
‫كتابه أو صاحب األصل الذي اخذنا احلديث من اصله‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫نرشع ونذكر الطرق‬
‫واّلن فحيث وفق اهلل للفراغ من هذا الكتاب نحن ّ‬
‫توصل هبا إىل رواية هذه األصول واملصنفات ونذكرها عىل غاية ما‬
‫التي ي ّ‬
‫يمكن من اّلختصار لنخرج اّلخبار بذلك عن حدّ املراسيل وتلحق‬
‫بباب املستندات‪.‬‬
‫وقال يف آخر كالنه‪:‬‬
‫وقد اوردت مجال من الطّرق إىل هذه املصنفات واألصول وتفصيل ذلك‬
‫رشح يطول وهو مذكور يف الفهارست املصنّفة يف هذا الباب من اراده‬
‫اخذه من هناك وقد ذكرناه نحن مستوىف يف كتاب فهرست الشيعة‪.‬‬
‫وقال يف نشيخة « االستبصار » يف مجلة كالم‪:‬‬
‫عولت عىل ابتداء الراوي الذي اخذت احلديث من كتابه واصله عىل‬
‫و ّ‬
‫ان اورد عند الفراغ من الكتاب مجلة من اّلسانيد التي يتوسل هبا‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪497‬‬

‫الصحيح إىل هذه الكتب واألصول حسبام جرينا عليه يف « هتذيب‬


‫اّلحكام » ‪.‬‬
‫وقال يف آخرها‪:‬‬
‫وقد اوردت مجله من الطرق إىل املصنفات واألصول ونقل املحقق‬
‫ان ما اورده يف كتايب اّلخبار‬
‫الكايش يف « الوايف » عن الشيخ يف « العدة » ّ‬
‫انّام اخذه من األصول املعتمدة عليها‪.‬‬
‫ان احاديث‬
‫ونقل صاحب « الفوائد الغروية » عن املحقق ‪ -‬طاب ثراه ‪ّ -‬‬
‫كتب اصحابنا مأخوذة من أصول امجعت الطائفة عىل اهنا معتمد عليها‪.‬‬
‫وقال الشهيد الثاين يف « رشح الدراية » عند ذكر عدم انحصار اّلخبار‬
‫كان قد استقر امر املتقدمني عىل اربعامئة مصنّف ّلربعامئة مصنف‬
‫سموها األصول وكان عليها اعتامدهم ثم تداعت احلال إىل ذهاب معظم‬
‫ّ‬
‫تلك األصول و ّخلصها مجاعة يف كتب ّ‬
‫خاصة تقريبا عىل املتناول واحسن‬
‫ما مجع منها كتاب « الكايف » و « التهذيب » وّل يستغنى باحدمها عن‬
‫املختصة باّلحكام الرشعية وا ّما‬
‫ّ‬ ‫اّلول امجع لفنون اّلحاديث‬
‫ّلن ّ‬‫اآلخر ّ‬
‫« اّلستبصار » فأنّه ّخلص من « التهذيب » غالبا وكتاب « من ّل حىرضه‬
‫الفقيه » حسن أيضا اّلّ انّه ّل خيرج عن الكتابني غالبا وكيف كان‬
‫فاخبارنا ليست منحرصة فيها اّلّ ّ‬
‫ان ما خرج منها صار اآلن غري مضبوط‬
‫وّل يكلف الفقيه بالبحث عنه ويف رسالة « الوجيزة » للشيخ البهائي ‪-‬‬
‫‪ 498‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫زاد اهلل هبائه ‪ -‬ما يقرب منه ويف هذا ك ّله دّللة واضحة عىل ّ‬
‫ان روايات‬
‫الكتب اّلربعة خصوصا « الكايف » و « الفقيه » ك ّلها متواترة إىل مؤلفيها‬
‫أو آحاد حمفوفة بالقرائن وأيضا فان الشيخ يف بعض املواضع النادرة من‬
‫التهذيب ير ّد بعض اّلخبار باهنا اخبار آحاد ّل توجب علام وّل عمال فلو‬
‫صحت هذه التفرقة‬
‫ان سائر اّلخبار ممّا عداها بخالف هذا الوصف ملا ّ‬
‫وقبول ما قيل ور ّد ما ر ّد فمن مجلة تلك املواضع مبحث حرص نواقض‬
‫الوضوء ّاول الكتاب ومنها مبحث غسل اجلنابة ومنها مبحث النفاس‬
‫وأيضا نحن نعلم ان األصول املعتربة املعتمدة كلها أو ج ّلها كانت‬
‫عام‬
‫موجودة إىل زمن املحمدين الثالثة ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬ممتازة ّ‬
‫حممد بن ادريس احل ّيل‬
‫فان ّ‬
‫عدها معروفة بني الطائفة بل بعدهم بكثري ّ‬
‫الراوي عن الشيخ الطويس بثالثة وسائط استطرف من كثري منها اخبارا‬
‫كثريه اوردها يف اواخر كتابه املعروف بـ « الرسائر » مع الترصيح باسم‬
‫األصل املستطرف منه يف العنوان بل املحقق الراوي عن ابن ادريس‬
‫أخر عن‬
‫بالواسطة نقل يف « املعترب » منها روايات كثرية بل الشهيد املت ّ‬
‫املحقق بكثري الراوي عنه بواسطتني أو أكثر روى عنها روايات يف «‬
‫الذكرى » واحلاصل انه انام فشى فيها الضياع واّلندراس بسبب اشتهار‬
‫صح‬
‫الكتب اّلربعة واقبال الناس عليها لكوهنا امجع واحسن ترتيبا فاذا ّ‬
‫الصحيحة املوثوق هبا كانت موجودة يف زمن‬
‫ان الكتب املعتربة ّ‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪499‬‬

‫املحمدين الثالثة فكيف يظن هبم ‪ -‬قدس اهلل ارواحهم ‪ -‬العدول عن‬
‫األخذ من األصول الصحيحة إىل اّلخذ من الكتب الغري الصحيحة أو‬
‫قرصوا يف اهداء النصيحة‬
‫التلفيق بينهام من غري ما يزمع زعمهم اهنم مل ي ّ‬
‫السائل واملسرتشد يف اّلمور ا ّلتي كانت قد‬
‫ورفع احلرية واّلشتباه عن ّ‬
‫اشكلت عليهم وتوخيهم ان يكون أصوّل معموّل هبا يف غابر دهرهم إىل‬
‫انقضاء الدهر ورجائهم املشاركة يف ثواب العامل هبا حاشاهم ثم‬
‫حاشاهم عن ذلك ذلك ظن الذين ّليوقنون واذا ثبت اهنا إىل مؤلفيها‬
‫متواترة أو آحاد حمفوفة بالقرائن ونعلم بالرضورة تواتر هذه الكتب من‬
‫مؤلفيها امجاّل وبعد اّلعتبار بمعارضه النسخ وتوافقها يف األصول‬
‫واخلصوصيات مع كوهنا من بالد متنائية واقطار متباعدة تواترها تفصيال‬
‫ثبت وجوب العمل بالروايات املدونة فيها اذ ّل نزاع يف وجوب العمل‬
‫باملتواتر وباآلحاد املحفوفة بالقرائن فاذا متهدت هذه املقدمة وحصل لك‬
‫الوثوق التام بالكتب اّلربعة بل وبغريها من الكتب املشهورة ككتاب «‬
‫اّلماي » املأثورة وككتاب « اكامل الدين » و « عيون اّلخبار » و «‬
‫التوحيد » و « علل الرشائع » و « اخلصال » للصدوق وكتاب « املحاسن‬
‫» للربقي و « قرب اّلسناد » للحمريي و « املجالس » و « الغيبة » للشيخ‬
‫ونحوها فاهنا ّل تقرص كثريا من الكتب اّلربعة كام اشار إليه الشيخ‬
‫البهائي ‪ -‬زاد اهلل هبائه ‪ -‬يف « الوجيزة » فك ّل حكم جزئي ورد عنهم ‪-‬‬
‫‪ 500‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نص جزئي يف الكتب املذكورة جىب علينا العمل‬


‫عليهم السالم ‪ -‬فيه ّ‬
‫بمقتضاه سواء وافق األصول اّلجتهادية أم ّل وكذا اذا وجدت فيه‬
‫نصوص متعارضة فان عملنا فيها عىل ما ورد عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬

‫املقررة وما مل ن ّطلع فيه عىل ّ‬


‫نص جزئي فان امكن‬ ‫ّ‬ ‫من الرتجيح بالوجوه‬
‫استفادته من بعض الكليات املأثورة عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬مثل ان‬
‫اليقني ّل ينتقض بالشك وكل يشء طاهر حتى يعلم انّه قذر وما اجتمع‬
‫فيه احلالل واحلرام وغلب احلالل عىل احلرام فهو حالل وكل ما غلب‬
‫عليه فانّه اوىل بالعذر ونحوها من العمومات وجب العمل بمقتىض ذلك‬
‫وقد وردت الرخصة بامر اهلل يف ذلك يف قوهلم صلوات اهلل عليهم علينا‬
‫تفرعوا وما مل يبلغنا فيه خطاب عنهم‬
‫ان نلقى اليكم األصول وعليكم ان ّ‬
‫‪ -‬عليهم السالم ‪ّ -‬ل خصوصا وّل عموما فالواجب علينا فيه التوقف‬
‫والتثبت واّلحتياط علام وعمال هذا يف حق من له ّ‬
‫حظ من العلم ومعرفة‬
‫باللغة العربية وما ّل بد منه من اّلليات التي يتوقف عليها فهم املعانى‬
‫من اّللفاظ واخذ النتائج من املقدمات سواء كان ذلك باّلكتساب أو‬
‫بحسب الغريزه والتتبع يف الروايات واملامرسة هلا واحاطة بام يتعلق منها‬
‫سهله املتأخرون ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬بام وضعوه من‬
‫باملسالة وهذه ممّا ّ‬
‫الكتب اجلامعة كالوايف للموىل حمسن الكايش ووسائل الشيعة للشيخ‬
‫حممد احلر العاميل ‪ -‬قدس اهلل ارواحهام ‪ -‬وذلك ألن الكتب اّلربعة وان‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪501‬‬

‫كانت هي األصول التي عليها املدار يف هذه اّلعصار اّلّ انّه ّل حى ّصل‬
‫اّلطمينان التام باّلقتصارىف املراجعه عىل بعضها ّلحتامل وجود‬
‫املعارض يف البعض اآلخر وامجعها التهذيب وابواهبا غري مضبوطة متام‬
‫الضبط وكثريا ما توجد الروايات يف غرياّلبواب املناسبة هلا وهذه‬
‫وامثاهلا هي التي حدامها ‪ -‬قدس اهلل روحيهام ‪ -‬عىل تأليف الكتابني‬
‫املذكورين كام ذكرا يف الديباجة فرتبا احسن ترتيب وعقدا اّلبواب‬
‫املناسبة ومجعا يف ك ّل باب الروايات املتناسبه وبالغا يف ذلك بحيث حىصل‬
‫للمتتبع الوثوق بأنّه مل يفيهام ص‪74‬يشء من اّلخبار املتعلقة بالباب‬
‫مضافا إىل ما مجعه يف الوسائل من سائر الكتب املشهورة التي ذكرها يف‬
‫الفهرست كل ذلك مع بيان ما حىتاج إىل البيان فاذا حصلت اّلحاطة‬
‫املرشوطة تبني حال الناسخ واملنسوخ والعام واخلاص واملطلق واملقيد‬
‫واملجمل واملبني وغري ذلك من وجوه الروايات والرشط اّلعظم ان‬
‫يكون له سليقة مستقيمة سليمة وقرحىة مستقيمة هبا يؤمن من الزيغ‬
‫عرب عنها بالقوة القدسية وحصوهلا اما‬
‫واّلعوجاج وهذه هي التي ي ّ‬
‫باّلكتساب أو بالغريزة فا اتفق كونه مما يتعاطى أصول الفقه وبعض‬
‫العقليات التي يتشحذ هبا الذهن ونظر يف كتب اّلستدّلل وا ّطلع عىل ما‬
‫حرروه يف ذلك كان اجزم واكمل واما غري املتصف بالرشائط املذكورة‬
‫ّ‬
‫فريجع إىل املتصف هبا فاذا افتاه وجب عليه العمل بام افتاه والتدين به يف‬
‫‪ 502‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حيوة املفتى وبعد موته ألن حالل حممد حالل إىل يوم القيامة وحرامه‬
‫حرام إىل يوم القيامة ّل يكون غريه وّل جىيئ غريه كام رواه ثقة اّلسالم يف‬
‫التأمل يف‬
‫الكايف مسندا عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ومن تأمل حق ّ‬
‫تضاعيف ما قدمناه من البيان انفتح له ابواب من العلم تربوا عىل ابواب‬
‫اجلنان وان البحث لنا عن خرب الواحد العارى عن القرائن وحتقيق حاله‬
‫وبيان حجيته واخلوض يف ذلك وحترير اّلدلة مما ّل يرجع إىل طائل ملا‬
‫ان رواياهتا كلها اما متواترة أو آحاد مقرونة بالقرائن القوية‬
‫علمت من ّ‬
‫رسه ‪-‬‬
‫ان ما شنع به بعض املتأخرين عىل الشيخ ‪ -‬قدس ّ‬
‫املقبولة‪ .‬الثاين ّ‬
‫يف « التهذيب » حيث ر ّد بعض الروايات باهنا آحاد ّل توجب علام وّل‬
‫عمال من ان مجيع اّلخبار املذكورة يف الكتاب آحاد فال وجه لر ّد بعض‬
‫وقبول اآلخر مندفع وتقريب الدفع ظاهر الثاث ان ما ذكره بعض علامء‬
‫الدراية من انّه يشرتط يف قبول الرواية اّليامن والعدالة كام قطع به العالّمة‬
‫يف كتبه األصولية وغريه ثم قال والعجب ان الشيخ اشرتط ذلك يف كتبه‬
‫األصولية أيضا وقد وقع له يف احلديث وكتب الفروع الغرائب فتارة‬
‫يعمل باخلرب الضعيف مطلقا حتى انه خي ّصص به اخبارا كثرية صحيحة‬
‫حيث تعارضه باطالقها وتارة يرصح برد احلديث بضعفه‪.‬‬
‫انتدى كالنه يف غرى حمله وذلك ألن املناط اعتبار األصل الذي أخذ ننه احلديث ون‬
‫سنده‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪503‬‬

‫الرابع‪ :‬ان نا اتفق أكثراملتأخرين نن العدول عن طريقة القدناء بتقسيم االخبار إىل‬
‫الصحيح واحلسن واملوثق والضعيف وقبول االول أو االولنى أو الثلثة االول عىل‬
‫اختالف بيندم ور الباقي مما ال تعويل عليه والينبغى االلتفات إليه اال عند التعارض‪.‬‬
‫اخلانس‪ :‬ان نا ذكره طائفة نن املتأخرين يف السبب الباعث عىل التقسيم املذكور نن‬
‫اندراس بعض األصول املعتمدة والتباس االحا يث املأخوذة نن الكتب املعتربة‬
‫باملأخوذه نن غرى املعتربة واشتباه املتكرره يف األصول بغرى املتكررة وخفاء كثرى نن‬
‫تلك االنور التي كانت سبب وثوق القدناء بكثرى نن االحا يث وعدم انكاهنم اجلرى‬
‫عىل اثرهم يف غرى نا يعتمد عليه عام ال يركن إليه فاحتاجوا إىل قانون يتميز به االحا يث‬
‫املعتربة عن غرىها واملوثوق هبا عام سواها فقرروا ذلك االصطالح اجلديد ننظور فيه‬
‫نن وجوه ال خىفى‪.‬‬
‫السا س‪ :‬ان نا ذكره كثرى نن املتأخرين نن ان نا عدا املتواتر نن رواياتنا ال يثمر زيا ة‬
‫عىل الظن نع انا نكلفون بالعمل به فالبد نن ختصيص اآليات والروايات املتواترة‬
‫الناهية عىل االخذ بالظن والتدين بام ال يعلم بام كان يف األصول غرى نقبول عىل امجاله‬
‫وان ارا وا بالظن نا يقابل العلم القطعي الذي ال حيتمل النقيض عقال فمسلم ال حاجة‬
‫إىل التخصيص املذكور بل األوىل يف التفىص عام يدل عىل املنع نن األخذ بالظن‬
‫ختصيص الظن املمنوع ننه ببعض األفرا العاجزة نرتبتدا عام حيصل نن االخبار وإن‬
‫ارا وا نا يقابل العلم العا ي أيضا كام هو اظدر اطالقات الظن واقرب إىل الظن نن‬
‫‪ 504‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫كالم فمر و ذلك ألن نن تأنل يف نا ذكرناه نن حال الكتب املشدورة ونصنفيدا‬
‫وسرىهتم واطلع عىل الروايات واجال النظر فيدا وتتبعدا بقلب جمتمع ووقت نتسع‬
‫وراى تعاضد بعضدا ببعض يف الغالب فاذا اور ت عليه قضية البد له نن البحث عندا‬
‫والنظر يف حكمدا فراجع الكتب املشدورة سيام االربعة وخصوصا « الكايف » وبعده «‬
‫الفقيه » فوجد رواية واحدة أو روايات نتعد ة نتوافقة نتعلقة بالقضية التي يبحث‬
‫عندا واحلكم عليدا بوجه نن الوجوه جيد يف نفسه سكونا واطمئنانا إىل نا وجده‬
‫وحيصل له التسليم واالنقيا إىل قبول ذلك والعمل به وكذا اذا وجد روايات نتخالفة‬
‫فاعمل فيدا نا جيب اعامله نن الرتجيح بالوجوه املأثورة وهذا انر وجداين اليليق‬
‫اخلالف فيه ونرا نن قال بافا هتا العلم ليس اال سكون النفس والنزاع يف تسميه ذلك‬
‫علام باللغويات اشبه ولتوضيح املقام ينقل كالم لبعض االعالم وان اشتمل عىل نا‬
‫خىرج نن املرام‪.‬‬
‫قال املحقق الرباين السيد صدر الدين اهلمداين يف « رشح الوافية » ‪:‬‬
‫قال الشيخ املحدث البارع الشيخ حسني بن شهاب الدّ ين يف رسالته «‬
‫هداية اّلبرار »‪:‬‬
‫ان لفظ العلم وساق الكالم مثل ما اورده سيدنا العالّمة السيد‬
‫اعلم‪ّ ،‬‬
‫عبداهلل إىل قوله بثبوت اّلحكام الرشعية‪.‬‬
‫ثم قال السيد ‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪505‬‬

‫وكيف كان فالنزاع يف هذه املسئلة لفظي ألن الكل امجعوا عىل انه جىب‬
‫العمل باليقني ان امكن واّلّ كفى ما حىصل به اّلطمئنان واجلزم عادة‬
‫سمى هذا علام حقيقة بان يكون للعلم افراد متفاوتة اعالها‬
‫ولكن هل ي ّ‬
‫اليقني وادناها ما قرب من الظن املتآخم للعلم أو حقيقة واحدة ّل‬
‫ظن وذلك خارج عام نحن فيه‪ ،‬واهلل اعلم‪.‬‬
‫تتفاوت وهي اليقني وما سواه ّ‬
‫ّلن هذا الفاضل‬
‫انتهى كالم الرشيف مع أدنى اختصار وانّام نقلناه بطوله ّ‬
‫من جهابذة اّلخباريني الخ‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫اعلم ان لفظ العلم يطلق يف اللغة عىل االعتقا اجلازم الثابت املطابق للواقع وهذا‬
‫يسمى علم اليقنى وعلوم االنبياء واالئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نن هذا القبيل ويطلق‬
‫أيضا عىل نا تسكن إليه النفس وتقىض العا ة بصدقه وهذا يسمى علم العا ي وحيصل‬
‫بخرب الثقة الضابط املتحرز عن الكذب بل وغرى الضابط اذا علم نن حاله انه ال يكذب‬
‫أو لت القرائن عىل صدقه كام اذا اخرب االنسان خا م له اذا عرفه بالصدق عن يشء‬
‫نن احوال ننزله فانه حيصل له نن خربه حاله يوجب له اجلزم مما اخربه به بحيث‬
‫اليشك يف ذلك وليس له ضابط حيرصه بل نداره عىل نا حيصل به التصديق واجلزم‬
‫ونراتبه نتفاوتة فربام افا اليقنى عند قوم نا تسكن إليه النفس عند آخرين بحسب‬
‫القرائن واالحوال وهذا هو الذي اعتربه الشارع واكتفى به يف ثبوت االحكام عند‬
‫الرعيه واوجب عليدم العمل عند حصوله هلم كام يرشد إليه نوضوع الرشيعة السمحة‬
‫‪ 506‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫السدلة وقد عمل به الصحابه واصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬بخرب العدل الواحد‬
‫وباملكاتبة عىل يد الشخص الواحد وبخرب غرى العدل اذا لت القرائن عىل صدقه‬
‫واليناىف هذا اخلرب جتويز العقل خالفه نظرا إىل انكانه كام اليناىف خرب بحياة زيد الذي‬
‫غاب عنا حلظه جتويز نوته فتجأة ولو اعتربنا يف العلم عدم جتويز النقيض عقال مل يتحقق‬
‫علم قط بوجوه شتى مما غاب عنا أو حرض عندنا ويلزننا الشك فيام رايناه اآلن أ هو‬
‫الذي رأيناه قبل أو عدم ذلك وهذا غرىه اوجده اهلل عىل شكله بل ربام تطرق الشك إىل‬
‫الرضوريات كام زعمه االشاعرة وهو سفسطة ظاهرة ونن تتبع كالم العرب ونواقع‬
‫لفظ العلم يف املحاورات جزم بان اطالق لفظ العلم عىل نا حيصل به اجلزم عندهم‬
‫حقيقة وانه كىل نقول عىل افرا ه بالتشكيك وان ختصيصه باليقنى فقط اصطالح حا ث‬
‫ألهل املنطق ون أهل اللغة لبناء اللغة عىل الظواهر ون هذه التدقيقات وَتقق ان‬
‫الظن لغة هو االعتقا الراجح الذي ال جزم نعه اصال واهل اللغة هم األصل يف تعبرى‬
‫هذه الفاظ للمعاين وليس هذا خاصا بلغة العرب بل كل اللغات كذلك ونن عرف‬
‫الفارسية ونواقع لفظ نيدانم الدال عىل نعنى اعلم وگامن ارم الدال عىل نعنى اظن‬
‫يف لغة الفرس ظدر له صحه نا قلناه‪ .‬العلم هبذا املعنى قد اعتربه األصوليون‬
‫واملتكلمون يف اثبات كثرى نن قواعدهم كحتجية االمجاع وغرىه وان رأيك شك ص ‪75‬‬
‫فراجع رشح العضدي ورشح املواقف ليظدر لك ذلك وهذا هو الذي عناه القدناء‬
‫بقوهلم الجيوز العمل يف الرشيعة اال بام يوجب العلم يدلك عىل ذلك تعريف السيد‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪507‬‬

‫املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف الذريعة للعلم الرشعي حيث قال العلم نا اقتىض سكون‬
‫النفس وهذه حاله نعقولة جيدها االنسان نن نفسه وقريب ننه كالم الشيخ يف « العدة‬
‫» فان شئت فسمه علام وان شئت فسمه ظنا فال نشاحة يف االصطالح بعد ان تعلم انه‬
‫كاف يف ثبوت االحكام الرشعية وقد كتب رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬إىل امللوك‬
‫نحو كرسى وقيرص نع الشخص الواحد يدعوهم الواحد وكان ذلك حتجة عليدم‬
‫حيث علموا صدق الرسول نن قرائن االحوال‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬غاية نا يدل عليه كالنك ثبوت اطالق لفظ العلم يف اللغة عىل نا ذكرته يف‬
‫اللغة فمن اين لك انه حقيقة فيام يشمل العلم العا ي ومل ال يكون فيه جمازا فان اطالق‬
‫لفظ العلم عىل الظن وبالعكس بطريق املتجاز شائع‪.‬‬
‫قلت‪ :‬نحن الننكر ذلك نع قيام القرينة وكالننا فيام اذا كان بدوهنا وهي بشبدة نشأت‬
‫نن الف الذهن بكالم أهل املنطق ولو سلمناها عىل طريق اجلدل ال يرضنا النا بينا ان‬
‫حصول التصديق املوجب للتجزم عا ة كيف كان يكفى يف وجوب العمل باالحكام‬
‫املتلقاة نن الشارع بواسطة أو وسائط‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬عىل تقدير كونه اخال يف الظن كيف تصنع باآليات واالخبار الدالة عن‬
‫العمل بالظن‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا تشكيك وجوابه انا نفرق بنى اثبات االحكام الرشعية بمعنى وضعدا‬
‫والتعبد هبا وبنى ثبوهتا بمعنى احلكم بصدق رواهتا ووجوب العمل هبا فان اثبات نفس‬
‫‪ 508‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫احلكم والفتوى بان هذا حالل وذاك حرام نثال خاص بمن ال ينطق عن اهلوى‬
‫واليكون اال عن يقنى بوحى نن اهلل أو اهلام وتلك اآليات وار ة يف ذم نن يقول بعقله‬
‫ورأيه يف الدين نن ون وحي أو اهلام رباين أو نص حمكم رصيح الداللة أو برهان قاطع‬
‫ال حيتمل النقيض وهذا ظاهر ملن تتبع نوار االخبار واسباب النزول وانا ثبوت‬
‫االحكام الوار ة عن الشارع عندنا ووجوب العمل هبا علينا فيكفى فيه النقل الذي‬
‫تطمئن النفس إىل صدقه وثبوته ولسنا نكلفنى فيه بازيد نن حصول العلم العا ى كام‬
‫بيناه نن عمل الصحابة واصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ . -‬انتدى كالنه ‪ -‬زيد‬
‫اكرانه ‪. -‬‬
‫السابع‪ :‬انه ملا كانت اخبار الكتب االربعة وغرىها خصوصا كتايب الشيخ والفقيه كام‬
‫رصحا به ننقولة نن األصول واملصنفات فال يرضنا ضعف الطريق إىل اولئك املشايخ‬
‫أو جدالتدا عند احلاجة إىل نراجعة حال السند نتى علمنا ان األصل والكتاب كان‬
‫نشدورا ككتب احلسنى بن سعيد والفضل وانثاهلام فاهنام بالنسبة إىل املشايخ كـ « الكايف‬
‫» و « التدذيب » بالنسبة إلينا فكام ال يرضنا جدالة الطريق إليدام لتواترمها ال يرض ذلك‬
‫أيضا وبذلك رصح املحقق اخلوانساري ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬يف « رشح التدذيب »‬
‫حيث نقل رواية نرسلة عن عيل بن جعفر عن « التدذيب » ثم قال‪:‬‬
‫الظاهر ان الشيخ نا حذف اول سنده نن الروايات يف الكتابنى وانام اخذه نن األصول‬
‫املشدورة أو املتواترة انتساهبا إىل اصحاهبا كتواتر انتساب الكتابنى إليه اآلن وكذا سائر‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪509‬‬

‫الكتب املتواترة االنتساب إىل نمؤلفيدا ثم يف آخر الكتابنى انام ذكر طريقه إليدا للتربك‬
‫والتيمن وملتجر اتصال السند واال فال حاجة إليه كام اشار إليه نفسه أيضا يف آخر‬
‫الكتابنى وحينئذ اذا كان يف الطريق نن مل يوثقه األصحاب فال ضرى هذا كالنه رفع‬
‫نقانه‪.‬‬
‫الثانن‪ :‬بعد التنزل عن ذلك قد علمنا نن كتاب الشيخ ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬يف املشيخة‬
‫ان الطرق املذكورة يف الكتابنى بعض الطرق إىل املشايخ وأهل األصول وحيث احال‬
‫باقي الطرق عىل الفدارست خصوصا كتابه الذي مجع فيه أهل األصول واملصنفنى‬
‫وذكر الطرق إليدا قلنا ان نأخذ صحة الطريق نن فدرسته اذا كان صحيحا وان كان يف‬
‫هذين الكتابنى ضعيفا أو جمدوال عندنا ولنا أيضا ان نأخذ الطريق إىل الرجل املشدور‬
‫نن الفدرست وان مل يكن له يف املشيختنى طريقا كحام بن عيسى وحريز بن عبداهلل اذا‬
‫عرفت هذا كله فاعلم ان نن اهم املدامت التي جيب عىل الفقيه االعتناء هبا البحث عن‬
‫اقاويل العانة وتتبع نذاهبدم يف آحا املسائل الفقدية ونعرفة املشتدر نندا يف كل عرص‬
‫نن اعصار االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ليسدل عليه اجلمع بنى االخبار املتنافيه باحلمل‬
‫عىل التقية فان أكثر االختالفات الواقعة يف رواياتنا انام جاء بسبب ذلك كام رصح به‬
‫الشديدان ‪ -‬طاب ثرامها ‪ -‬وغرىمها واحلمل عىل اوضح الوجوه التي ترتفع هبا املنافات‬
‫بنى الروايات غالبا واعمدا كام هو ظاهر للمتتبع بل كثرىا نا يقرتن اخلرب بام ينا ى بالتقية‬
‫يف نضمونه وقد اشتمل كثرى نن كتب علامئنا االستداللية عىل أكثر اقوال اجلمدور يف‬
‫‪ 510‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الفروع واحسندا وامجعدا كتاب ننتدى املطلب وتذكرة الفقداء للعالنة ‪ -‬قدس اهلل‬
‫روحه ‪ -‬ثم العمل باالحتياط واالحتفاظ والتثبت والرتوى وترك نا يريب إىل نا ال‬
‫يريب وعدم املسارعه إىل الفتوى بل االحتجام عنه نا مل جيب والتأسى بالسلف الكرام‬
‫فاهنم نع وفورعلمدم وتقدم نرتبتدم وعلو شأهنم يف التحقيق تراهم يتخرجون عن‬
‫الفتوى يف كثرى نن املسائل هذا املحقق ابو القاسم جعفر بن سعيد الذي اقر له القريب‬
‫والبعيد وتداول كتبه علامء االعصار وتلقاها بالقبول فضالء االنصار نعرتفنى بانه‬
‫االنام النحرير الذى ال يوجد له نظرى واالوحد اجلليل الفقيه النبيه وحق نا وصف به‬
‫نفسه فيام كتب إىل ابيه ليدنك ايب كل يوم إىل العىل‪ .‬اقدم رجال ال تزل هبا النعل‪ .‬وغرى‬
‫بعيد ان ترانى نقدنا ‪ .‬ص ‪76‬عىل الناس حتى قيل ليس له نثل‪ .‬يطاوعنى بكر املعانى‬
‫وعوهنا وتنقا يل حتى كانى هلا بعل‪ .‬ويشدد يل بالفضل كل نربز‪ .‬وال فاضل اال وىل‬
‫فوقه فضل‪ .‬ثم ذكر العالنة احليل وابنه فخراملحققنى والشديدين ‪ -‬قدس اهلل ارسارهم‬
‫امجعنى ‪ -‬واطرى عليدم غاية االطراء وقال وغرىهم نن الفضالء واملعظمنى واالئمة‬
‫املرضينى املقدننى الذين ال تصح هذه االعصار بمن ينتسب إليدم نسبة الدينار إىل‬
‫القنطار أو القطرة إىل البحر الزخار أو الفى إىل شمس الندار وهذه كتبدم نشحونة‬
‫بالرت ات والتأنالت ونسبة احلكم إىل الرواية والشدرة والراوى والقول والقائل‬
‫وابداء وجوه االحتامالت واالقتصار عىل نقل االقوال نن غرى اختيار ونحو ذلك نا‬
‫يمؤ ون بالتوقف نع سعه املتجال عليدم وكثرة املدارك التي يعول عليدا املتجتددون‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪511‬‬

‫بالسنبة إىل نا يعول عليه االخباريون ولنختم الكالم بنصيحة بالغة بليغه للمحقق ‪-‬‬
‫رسه ‪ -‬يف « املعترب » قال انك خمرب يف حال فتواك عن ربك وناطق بلسان رشعه‬
‫قدس َ‬
‫فام اسعدك ان اخذت باجلزم ونا اخيبك ان بنيت عىل الوهم فاجعل فدمك تلقاء قوله‬
‫ون وانظر إىل قوله عزوجل‪ُ « :‬ق مل َأ َر َأ مي ُتم َّنا َأ َنز َل‬ ‫سبحانه َو َأن َت ُقو ُلوا َع َىل اهلل َنا َال َت مع َل ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رت َ‬
‫ون‪»1‬‬ ‫اهلل َل ُكم ِّنن ِّر مزق َف َتج َع مل ُتم ِّننم ُه َح َرانا َو َح َالال ُق مل اهلل َأذ َن َل ُك مم َأ مم َع َىل اهلل َت مف َ ُ‬
‫وتفطن كيف قسم نستند احلكم إىل قسمنى فام مل يتحقق االذن فيه فدو نفرتى‪ .‬انتدى‬
‫كالنه رفع نقانه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وحيث فرغت نن ذكر خمتاره يف هذه املسئلة ار ت ان اذكر نا ذكره نن ا لة‬
‫املانعنى نن تقليد االنوات واملتجوزين له قبل ذكر ترجيحه يف اول هذا التحقيق وذلك‬
‫رسه ‪ -‬ومل يكن شيئا نذكورا اذا عرفت ذلك فاعلم ان‬
‫لكثره فوائده قال ‪ -‬قدس َ‬
‫للمتجتددين يف جواز تقليد املتجتدد امليت وعدنه اقواال احدها وهو االشدر بيندم‬
‫العدم نطلقا سواء وجد جمتدد حى أم ال وهو الذي اختاره العالنة واملحقق الشيخ عىل‬
‫والشديد الثاين وولده املحقق الشيخ حسن وظاهر شيخنا البدائي ‪ -‬قدس اهلل ارواحدم‬
‫‪ -‬الثاين اجلواز نطلقا نقله املحقق الشيخ جوا يف رشح اجلعفرية عن بعض علامئنا‬
‫جمدول القائل واشار إليه الشديد الثاين يف رشح الرشائع ويف ننية املريد الثالث التفصيل‬
‫بوجو املتجتدد احلى وعدنه فيتجوز يف الثاين ون االول وهو حاصل نا اختاره املقدا‬

‫‪ - 1‬يونس‪.59 ،‬‬
‫‪ 512‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف رشح املبا ى الرابع ان قلد املتجتدد قبل نوته مل يبطل تقليده باملوت‬
‫وان قلده بعد نوته مل جيز‪ .‬نقله نن املتأخرين الشيخ سليامن البحراين عن بعض املحققنى‬
‫وقربه وحكى ذلك تلميذه الشيخ عبد اهلل بن صالح يف ننية املامرسنى وانا االخباريون‬
‫فاملتقدنون نندم مل يبحثوا عن هذه املسئلة يف كتبدم التي وصلت إلينا رأسا ومل ينقل‬
‫عندم احد شيئا يف ذلك وانا املتأخرون فاهنم يوافقون املتجتددين يف املنع عن تقليد‬
‫امليت ويزيدون باملنع عن تقليد املتجتدد احلى أيضا ألهنم ينكرون االجتدا والتقليد‬
‫بالكلية بل يوجبون عىل العارف باالخبار العمل بمقتضاها وعىل غرى العارف الرجوع‬
‫إىل العارف لقول الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انظروا إىل نن كان ننكم قد روى حديثنا‬
‫ونظرىف حاللنا وحراننا وعرف احكاننا فارضوا به حكام فانى قد جعلته عليكم حاكام‬
‫وقول صاحب الزنان صلوات اهلل عليه يف توقيع رواه الصدوق يف اكامل الدين والشيخ‬
‫يف كتاب الغيبة والطربيس يف االحتتجاج قال وانا احلوا ث الواقعة فارجعوا فيدا إىل‬
‫حتجتى عليكم وانا حتجة اهلل ونحومها نن االخبار وقالوا وليس‬
‫رواة حديثنا فاهنم َ‬
‫االخذ عن الراوي نقلدا نن الراوي وانام هو نقلد للمعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نظرى‬
‫قول املتجتددين ان االخذ عن االخذ عن املتجتدد ليس نقلدا للمقلد بل هو نقلد‬
‫للمتجتدد بالواسطه وال ريب ان قول املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال يموت بموت راويه‬
‫فيعمل به بعد نوت الراوي كام كان يعمل به يف حياته عن غرى تفرقة بنى احلالنى وقد‬
‫اشتدت عنايه املتأخرين هبذه املسئلة وأكثروا اخلوض فيدا والبحث عندا ور البعض‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪513‬‬

‫عىل البعض وجلوا يف االبرام والنقض واعظمدم نبالغة يف ذلك الشديد الثاين ‪ -‬سقى‬
‫اهلل ثراه ‪ -‬يف رسالة له إىل بعض اصدقائه واشبع فيدا القول ونقضدا عليه جدى ‪-‬‬
‫طاب ثراه ‪ -‬يف رسالة نفر ة وتبعه الشيخ عبداهلل يف ننية املامرسنى وذكر ان لشيخه‬
‫املتقدم ذكره رسالة يف املسئلة وحدثنى الفاضل العالنة املوىل حممد رفيع الساكن‬
‫باملشدد املقدس الرضوى ا ام اهلل سالنته يف املدرسة الصغرىة املتجاورة للتجانع املتصل‬
‫بالروضة املنورة انه كتب رسالة ينترص هبا للشديد الثاين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وللمحقق الشيخ‬
‫حسن رسالة صغرىة يف ذلك واجا تفصيل الكالم عىل كتابه نشكوة القول السديد يف‬
‫َتقيق االجتدا والتقليد وللشيخ عبد اللطيف اجلانعى العانيل رسالة يف نقض تلك‬
‫الرسالة وللموىل حمسن الكاشى رسالة ير فيدا عليدام مجيعا وللمحقق الدانا أيضا‬
‫نقالة جمملة يف هذا الباب حكى ذلك بعضدم والذي اتفق يل الوقوف عليه نن كلامت‬
‫همؤالء االفاضل ‪ -‬قدس اهلل ارواحدم مجيعا ‪ -‬هي رسالة جدى وقليل مما عداها‬
‫ولنحرر نا وقفنا عليه نن اال لة وننظر فيدا بعنى االنصاف واهلل املوفق‪.‬‬
‫احتج املانعون عن تقليد املتجتدد امليت بوجوه‪:‬‬
‫احدها االمجاع عىل ان نن وراه الرتاب كان باطل اخلطاب اجلواب باملنع نن َتقق‬
‫االمجاع فيام نحن فيه عىل الوجه املعترب وذلك ألن املناط يف حتجية االمجاع هو خول‬
‫املعصوم يف مجلة املتجمعنى ونوافقه قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ألقواهلم كام قدنناه يف املقدنة‬
‫ولنز ذلك بيانا‬
‫‪ 514‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال السيد املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « االنتصار » مما جيب علمه ان حتجة اإلنانية‬
‫يف مجيع نا انفر ت به أو شاركت فيه غرىها نن الفقداء هي امجاعدا عليه ألن امجاعدم‬
‫حتجة ألن يف امجاع اإلنانية قول االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الذي لت العقول عىل ان كل‬
‫زنان ال خىلوا عنه وانه نعصوم ال جيوز عليه اخلطا يف قول وال فعل فمن هذا الوجه‬
‫كان امجاعدم حتجة و ليال قاطعا‪.‬‬
‫وقال يف « الذريعة » ‪:‬‬
‫نحن نع ّلل كون اّلمجاع حجة بان الع ّلة فيه اشتامله عىل قول معصوم قد‬
‫علم اهلل سبحانه انه ّل يفعل القبح منفردا وّل جمتمعا وانه لو انفرد لكان‬
‫قول احلجة وانام نفتى بان قول اجلامعة التي قوهلا موافق له حجه ألجل‬
‫قوله‪.‬‬
‫وقال يف « الشايف » يف مجلة كالم له عىل صاحب املغنى حيث حكى عن بعض االنانية‬
‫ابطال االمجاع نا هذا لفظه ‪:‬‬
‫فاما اّلمجاع فليس بباطل ألن الدليل قد د ّلنا عىل ّ‬
‫ان يف مجلة املجمعني‬ ‫ّ‬
‫حجة هلل فليس جىوز ان ينعقد اّلمجاع عىل باطل من هذا الوجه‬
‫معصوما ّ‬
‫ّل ملا يدعيه املخالفون إىل آخر ما قال‪.‬‬
‫وقال الشيخ ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « العدة » الذي نذهب إليه ان اّلمة ّل جىوز‬
‫ان ما َتتمع عليه ّل يكون اّلّ صوابا وحجة ألن‬
‫ان جىتمع عىل خطأ و ّ‬
‫عندنا انه ّل خيلو عرص من اّلعصار عن امام معصوم حافظ للرشع يكون‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪515‬‬

‫الرسول ‪ -‬صىل‬
‫قوله حجة جىب الرجوع إليه كام جىب الرجوع إىل قول ّ‬
‫اهلل عليه وآله ‪ -‬وقد دللنا عىل ذلك يف كتابنا « تلخيص الشايف » واذا ثبت‬
‫حجة لدخول اّلمام‬
‫اّلمة عىل قول فالبدّ من كوهنا ّ‬
‫ذلك فمتى اجتمعت ّ‬
‫املعصوم يف مجلتها وقال املحقق حممد بن ادريس احليل يف « الرسائر » يف‬
‫مجلة كالم له يف كتاب النكاح ليس دليل اّلمجاع يف قول رجلني أو ثالثة‬
‫ألن وجه كون اّلمجاع حجة عندنا دخول قول‬
‫وّل من عرف اسمه ونسبه ّ‬
‫معصوم من اخلطا يف مجلة القائلني بذلك وقال املحقق ابوالقاسم جعفر‬
‫بن سعيد يف املعترب ّاما اّلمجاع فعندنا هو حجة بانضامم قول املعصوم فلو‬
‫خال املائة من الفقهاء عن قوله ملا كان حجة ولو كان يف اثنني لكان فعلهام‬
‫حجة ّل باعتبار اتفاقهام بل باعتبار قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فال عربه اذن‬
‫بمن يتحكم فيدعى اّلمجاع باتفاق اخلمسة والعرشة من األصحاب مع‬
‫جهالة الباقني اّل مع العلم القطعي بدخول اّلمام يف اجلملة ويف هتذيب‬
‫ألن املعصوم‬
‫األصول للعالمة ورشحه لبعض املتأخرين اّلمجاع حجة ّ‬
‫موجود يف ك ّل زمان من ازمنة التكليف وهو سيد ّامة حممد صىل اهلل عليه‬
‫اّلمة دخل اّلمام فيهم فيكون ذلك اّلتفاق حجة‬
‫وآله فاذا فرض اتفاق ّ‬
‫قطعية ّل باعتبار انضامم قول الغري بل قوله وحده حجة سواء وافقه‬
‫ان اتفاقهم كاشف عن قوله فحجيته عندنا‬
‫الباقون أو خالفوه بل باعتبار ّ‬
‫من حيث اشتامله عىل قول املعصوم وقال الشهيد حممد بن مكى يف‬
‫‪ 516‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حجة واملعترب فيه قول املعصوم عندنا وانام يظهر الفائدة‬


‫قواعده اّلمجاع ّ‬
‫يف امجاع الطائفة مع عدم متييز املعصوم بعينه فلو ندر واحد والف‬
‫معروفوا النسب فال عربة هبم ولو كانوا غري معروفني قدح ذلك يف‬
‫اّلمجاع‪ .‬وقال املقداد يف رشح املبادى اعلم ان امجاع ّامة حممد صىل اهلل‬
‫حجة عندنا وعندهم يعنى العامة لكن وقع‬
‫عليه وآله عىل يشء حق و ّ‬
‫اخلالف يف تعليل كونه حجة فعندنا لكونه مشتمال عىل قول معصوم ملا‬
‫خلو دار التكليف عن امام معصوم وعندهم‬
‫علم من قاعدتنا من امتناع ّ‬
‫بالنقل الشهيد الثاين يف متهيد القواعد اّلمجاع حجة عند العلامء اّلّ من‬
‫شذ واختلفوا يف مدرك حجيته فاجلمهور عىل انّه لاليه يعنى قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ّ‬
‫َّاس » والرواية‬
‫‪1‬‬
‫« َوك ََٰذلِ َ‬
‫ك َج َع ْلنَاك ُْم ُأ َّمة َو َسطا ِّل َتكُونُوا ُش َهدَ َاء َع َىل الن ِ‬

‫يعنى قوله صىل اهلل عليه وآله ّل َتتمع امتى عىل خطأ واخلاصة انه‬
‫لدخول املعصوم فيهم وقال صاحب املعامل حجية اّلمجاع يف احلقيقة‬
‫عندنا انام هي باعتبار كشفه عن قول املعصوم ثم قال وّل خيفى عليك ان‬
‫تصور وجودها حيث‬
‫فائدة اّلمجاع تقدم عندنا اذا علم اّلمام بعينه نعم ي ّ‬
‫ّل نعلم بعينه ولكن يعلم كونه يف مجلة املجمعني وّلبد يف ذلك من وجود‬
‫من ّل يعلم اصله ونسبه يف مجلتهم اذ مع علم اصل الكل ونسبهم يقطع‬
‫بخروجه عنهم ومن هنا يتّجه ان يقال ان املدار يف احلجية عىل العلم‬

‫‪ - 1‬البقره‪.143 ،‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪517‬‬

‫بدخول املعصوم يف مجلة القائلني من غري حاجة إىل اشرتاط اتفاق مجيع‬
‫املجتهدين أو أكثرهم ّل سيام معروىف األصل والنسب وقال الشيخ‬
‫البهائي زاد اهلل هباوه وحجيته عندنا لكشفه عن دخول املعصوم‪ .‬فهذه‬
‫الكلامت وغريها مما مل ننقله حذرا عن زيادة اّلطناب رصحىة يف ان املعترب‬
‫من اّلمجاع ما يقطع بدخول املعصوم فيه بل لو شئت لقلت انه مل يتوافق‬
‫األصوليون مع اختالف انظارهم وتباين آرائهم يف مسئلة اصلية وّل‬
‫فرعية يوافقهم عىل هذا األصل فكيف يثبت اّلمجاع عىل هذا الوجه يف‬
‫هذه املسئلة ومن اين عرف ذلك ويف اى عرص من اّلعصار حتقق وانعقد‬
‫هل يف اعصار اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬وما قارهبا مع انه ليس يف كتب‬
‫رصحوا بعد امكان حصول‬
‫القدماء منها اثر أم يف اّلعصار الالحقة وقد ّ‬
‫العلم باّلمجاع فيها لتفرق العلامء يف البالد املتنائية وامتناع تتبعهم مجيعا‬
‫والعلم باعياهنم فضال عن معرفة فتاوهىم وآرائهم واستحالة التوصل إىل‬
‫القطع بدخول املعصوم يف مجلتهم غاية اّلمر ان نتتبع ما نقدر عليه من‬
‫فتاوى العلامء املوجودة فتاوهىم ونرى املتعرضني هلذه املسئلة متوافقني‬
‫عىل املنع فانى هذا من اّلمجاع ومن اين يستلزمه وكيف ي ّ‬
‫دل عليه وقد‬
‫نرى أكثر املفتني باّلمجاع معرتفني بان عدم العلم باخلالف ليس علام‬
‫بعدم اخلالف وباى طريق علم موافقة املعصوم وليس يف املسئلة نص‬
‫عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬يكون اّلمجاع انعقد عىل وفقه‪ .‬ودخول من ّل‬
‫‪ 518‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يعلم اصله ونسبه يف مجلتهم بعد تسليم كونه كافيا غري معلوم‪.‬و ما يقال‬
‫من انه اذا حصل اّلتفاق بحيث ّل يوجد خمالف جىب عىل اّلمام ان يظهر‬
‫القول بخالفه لو كان باطال فاذا مل يظهر ظهر انه حق فبعد تسليمه ّل‬
‫جىرى فيام نحن فيه لوجود اخلالف كام نقلناه اوّل فان املوجبني ّلظهار‬
‫اخلالف ّل يوجبون تعريفه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نفسه للناس بل يكتفون‬
‫بالقاء اخلالف وان مل يعلم قائله بعينه كام هنا ومن ثم كان بعض املشايخ‬
‫كثريا ما يميل إىل اّلقوال والفتاوى الشاذة املجهولة القائل ويبدى هلا‬
‫وجوه التاييد ويقول لعلها اقوال اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬القاها بني‬
‫العلامء لئ ّ‬
‫ال جىتمعوا عىل اخلطاء ومما ذكرناه يلتفت الذكى إىل ان خالف‬
‫معلوم النسب يقدح يف اّلمجاع ويكفى يف ظهور اخلالف اذ ما استدلوا به‬
‫عىل تلك املقدمة من ان اّلجتامع عىل اخلطا قبيح فيجب عىل اّلمام‬
‫تثبيطهم عنه بالقاء اخلالف بعد تسليمه ّل جىرى يف هذه الصورة أيضا‬
‫وهذا كله واضح من غري ريب ومني وما ابني الصبح لذى عينني‪.‬‬
‫سلمنا عدم حتقق اّلمجاع ولكن ّلريب يف الشهرة‪.‬‬
‫فان قلت‪ّ :‬‬
‫قلت‪ :‬ما ا ّلذي ي ّ‬
‫دل عىل ان امثال هذه الشهرة مناط اّلعتامد ورب مشهور‬
‫ّل اصل له‪ .‬فان استدل عىل ذلك بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خذ بام اشتهر‬
‫بني اصحابك ودع الشاذ النادر الذي ليس بمشهور‪ .‬قلنا‪ :‬ذلك انام هو‬
‫يف تعارض الروايتني فيعمل بالرواية املشهورة ويرتك الشاذة فكيف‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪519‬‬

‫نستدل به عىل ترجيح الفتوى املشهورة من غري دليل صحيح من غري آية‬
‫أو رواية واهلل العامل‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬انه قد تقرر يف األصول انه مع تعدد املفتى يتعني الرجوع إىل‬
‫اّلعلم فان تساووا يف العلم فاّلورع وان تساووا ختري املستفتى يف تقليد‬
‫اهىم شاء فان أخذ بقوله يف مسئلة مل جىز له الرجوع إىل غريه يف تلك‬
‫املسئلة واختلفوا يف جواز الرجوع إليه يف غري تلك الواقعة وقد علم من‬
‫ذلك ان التدين بتقليد من يشاء من اجلامعة املختلفني يف العلم وغريه‬
‫لشبهة ّاهنم قد نقلت فتوهىم غري جائز يف دين اهلل وّل قال به احد ممن يعتد‬
‫عىل قوله واجلواب ان املجوزين لتقليد املوتى ّل جىوزونه عىل وجه يلزم‬
‫َتويز تدين املق ّلد بتقليد من شاء من اجلامعة املختلفني يف العلم وغريه بل‬
‫ان زيدا‬
‫انام جىوزونه عىل وجه خاص وهو انه اذا اعتقد املقلد مثال ّ‬
‫مستجمع لرشائط الفتوى واستفتاه يف احكامه ومسائله ثم مات زيد فانه‬
‫جىوز له العمل بام اخذه منه بعد موته كام كان جىوز العمل بذلك يف حياته‬
‫واما الرجوع إىل الكتب فانام جىوزونه عىل ما يوافق القاعده من تقديم‬
‫اّلعلم ثم اّلورع ثم التخيري فان امكنه تتبع احواهلم ومعرفة مراتبهم يف‬
‫العلم والورع عمل بمقتىض ذلك وان مل يمكنه سقط يف حقه مالحظة‬
‫الرتتيب وكان كتساوى املجتهدين اّلحياء يف العلم والورع فيتخرياملقلد‬
‫يف تقليد من شائ منهم وقولكم ان التدين بتقليد من شاء من اجلامعة‬
‫‪ 520‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املختلفني غري جائز فيه اوّل ان املفروض اختالفهم يف العلم وغريه غري‬
‫معلوم للمك ّلف بل احتامل التساوى باق عنده وثانيا ان املنع من التدين‬
‫بتقليد من شاء من اجلامعة املختلفني انام يسلم عند امكان التمييز بينهم‬
‫ّاما مع التعذر فممنوع فيسقط اعتبار الرتتيب من الفرائض الواجبة عند‬
‫اّلمكان الساقطه عند التعذر كام لو اختلف املجتهدون اّلحياء ومل يمكن‬
‫املقلد التمييز فيتدين بتقليد من شاء منهم هذا واحلق ان الرجوع إىل‬
‫نصوا عىل هذا‬
‫صح فيام عدا كتب اجلامعة الذين ّ‬
‫صح فانام ي ّ‬
‫الكتب ان ّ‬
‫األصل ّاما الذين رصحوا بعدم تقليد املوتى فاملتجه عدم جواز الرجوع‬
‫إىل كتبهم والعمل بفتاوهىم بعد موهتم اذ الالزم من جواز تقليدهم عدم‬
‫جواز تقليدهم وما يلزم من وجوده عدمه يكون حماّل البتّة ورد قوهلم‬
‫هذا دون سائر اقواهلم حتكم كام قاله موّلنا املحقق الكاشى ‪ -‬طاب ثراه‬
‫‪ -‬يف األصول اّلصيلة ويف املفاتيح وأيضا جىرى فتواهم باملنع جمرى‬
‫قوهلم ّل تعملوا بكتبنا من بعدنا فكيف يصح للمق ّلد العمل هبا بعد‬
‫هنيهم عن ذلك وهل هذا اّلّ نظري ما افتى املجتهد ثم رجع عن فتواه فنهى‬
‫املقلد عن العمل هبا فكام ّل جىوز للمقلد العمل بام كان يعمل قبل ذلك‬
‫لنهى املجتهد عن ذلك فكذا فيام نحن فيه فتأمل واهلل العامل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ان نن القواعد املقررة والفتاوى املسلمة ان املتجتدد اذا افتى يف نسئلة لغرىه‬
‫وتعنى عىل الناس العمل ثم رجع عن تلك الفتوى إىل نا خىالفدا بطل حكمه يف حقه‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪521‬‬

‫وحق غرىه ووجب عىل كل نن قلده اوال ونن مل يقلده العمل بالفتوى الثانية وترك‬
‫االوىل وصار عملدم باالوىل كعملدم بغرى فتوى وال تقليد وهكذا لو رجع عن الثانية‬
‫إىل ثالثة ورابعة وهلم جرا حيث يمكن وان كان هذه حال فتواه بغرى خالف لو كان‬
‫حيا فام الذي جوز العمل بتلك الفتوى السابقة عىل االخرىه بعد ان حكم ببطالهنا ولو‬
‫صح جواز تقليد امليت لكان الالزم العمل بآخر فتوى اعلم ص ‪ 78‬ان نن تقدم نن‬
‫علامئنا السابقنى نن لدن االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬إىل زناننا هذا بل نن زنن النبي‬
‫صىل اهلل عليه وآله اذ االجتدا سائغ يف زنان املعصوم كام هو نقرر يف حمل آخر ونعرفة‬
‫اعلم ان ص ‪ 78‬اخللق املاضنى والوقوف عىل تفاصيله مما قد احلق يف زناننا هذا‬
‫باملحاالت وعىل تقدير تعيينه يكون العمل بآخر نا افتى به يف املسئلة ونات عليه نن‬
‫الفتوى وذلك كله قد خفى خربه بل ؟؟؟ ص ‪79‬نن اخللق اثره وحيث كان الالزم‬
‫تقليد نن ذكر ومل يتعنى كان بمنزلة اجلدل باملفتى وهو نوجب للتوقف يف العمل‬
‫بالفتوى اجلواب انه ال ريب ان املتجتدد اذا افتى يف نسئلة تعنى عىل نقلديه العمل بتلك‬
‫الفتيا إىل ان يبلغدم رجوعه عندا فيبطل االوىل ويكون العمل عىل االخرىه لكن ال جيب‬
‫عليدم الفحص والتفتيش عن ان املتجتدد هل هو باق عىل رأيه الذي افتى به أو عدل‬
‫عنه إىل غرىه ألنه ال ينضبط بوقت أو زنان وال يتطرق فيه احتامل الرجوع فلو وجب‬
‫الفحص عن ذلك لزم عىل املقلد العرس واحلرج خصوصا اذا كانوا نن أهل البال‬
‫البعيده ويتعذرعليدم التوصل إليه كل حنى ال جيدى كل اجلدوى ألن غاية االنر ان‬
‫‪ 522‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يفرض كون املقلد نالزنا للمتجتدد وهنارا ال يفارقه ساعة نن الزنان فاذا هتياء املقلد‬
‫للصلوة وسال املتجتدد عن وجوب السورة أو استحباهبا فافتاه بالوجوب فاجزم‬
‫بالصلوة وقرا الفاَتة وارا الرشوع يف السورة فانى له العلم بان املتجتدد باق عىل رأيه‬
‫االول فينبغى ان ينوى الوجوب وانه مل يتغرى رأى املتجتدد يف هذا اجلزء نن الزنان الذي‬
‫كان نشغوال فيه باالحرام والفاَتة وال يمكنه السمؤال عنه ألن التكلم نبطل للصلوة‬
‫فبقيت عليه احلرىة و انت الشبدة نع ان هذا اقىص فرض يفرض فكيف يف غرىه‬
‫واحلاصل انه ال جيب البحث عن رجوع املتجتدد بل ان اتفق ثبوته عمل بمقتضاه واال‬
‫فدو عىل ثالثة االول فاذا كان حكمه يف تقليد املتجتدد احلي نع احتامل الرجوع يف حقه‬
‫كل حنى فال يكون هذا حكمه يف تقليد امليت نع انسدا ابواب االحتامل يف حقه اوىل‬
‫غاية االنر احتامل ان يكون رجع عنه يف حال حياته فاذا ذلك كام يف املسائل التي‬
‫يبحثون عندا يف كتاب واحد نرتنى نثل َتقيق كفارة وطئ احلائض يف الطدارة ويف‬
‫الكفارات وَتقيق العدالة يف رشائط االنام يف كتاب الصلوة ويف رشائط الشاهد نن‬
‫كتاب الشدا ات وَتقيق االجتدا ورشائط االفتاء يف كتاب االنر باملعروف ويف كتاب‬
‫القضا وربام يكون اختيارهم يف الثاين نغايرا لالول فيكون رجوعا عنه وجب العمل‬
‫بالرجوع إليه وترك املرجوع عنه كام يف احلى وان مل يثبت فال خىلوا انا ان يكون املقلد‬
‫قد اطلع عىل حكمه يف نسئلة نعينة ومل يطلع ننه عىل نا يغايره فيعمل بام اطلع عليه كام‬
‫يف احلى أيضا أو انه اطلع له يف املسئلة الواحده عىل حكمنى نتغايرين وال يعلم املتقدم‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪523‬‬

‫نندام نن املتأخر لكون كل نندام يف كتاب غرى اآلخر فان انكنه استعالم املتقدم نن‬
‫الكتابنى نن املتأخر نندام وجب عليه العمل بمقتىض ذلك وهو نا يتيرس باملامرسة‬
‫والتتبع واالطالع عىل احوال نصنفيدا غالبا بل ربام انكن ذلك نن نراجعة الكتب فقد‬
‫رصح الشيخ يف االستبصار انه الفه بعد التدذيب واملحقق يف النافع انه خمترص الرشائع‬
‫واملعترب رشح املخترص فعلم ترتيبدا وقد ذكر العالنة يف املنتدى انه كان ذلك يف سن‬
‫اثننى وثالثنى سنة فعلم انه نتقدم عىل أكثر نصنفاته ويستفا نن كالنه يف آخر االرشا‬
‫انه نتأخر عن املنتدى والتذكرة والقواعد والتحرير ونقل املوىل حممد اننى االسرتآبا ي‬
‫ان املختلف آخر نمؤلفاته وحيكى ان الشديد الف اللمعة يف ايام حبسه فيكون آخر‬
‫نمؤلفاته ألنه قتل بعد ذلك ومل يمتد عليه زنان يمكن فيه تأليف نثل رشح االرشا‬
‫والذكرى والدروس والبيان والشديد الثاين يف بعض املواضع نن رشح اللمعة حييل‬
‫تفصيل الكالم عىل رشح الرشائع فعلم انه بعده وذكر سبطه الشيخ عىل يف الدروس‬
‫املنثور ان رشح االرشا اول نصنفاته إىل غرى ذلك نا يعرفه املتتبع فيعمل بام يف الكتاب‬
‫االخرى وهذا كله جرى عىل القاعدة املقررة والفتوى املسلمة وان مل يمكنه ذلك كان‬
‫كمن بلغه حكامن نتناقضان عن املتجتدد احلى ال يعلم السابق نندام نن الالحق فام‬
‫حكمه يف هذا الباب نن التخيرى أو التوقف كان احلكم يف ذلك كله سواء نظرى نا تقدم‬
‫الرابع تنزلنا عن ذلك كله وقلنا ان امليت يساوى احلى يف جواز فتواه ويلزم نن ذلك‬
‫الزام شنيع وهو انه حينئذ يتعنى الرجوع إىل االحياء واالنوات عمال بام قدرناه نن‬
‫‪ 524‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫القاعدة فلو وجد جمتدد يعلم قصور رتبته عن بعض نن سلف نن الفقداء االنوات‬
‫ولكن ليس يف القرص سواه أو فيه غرىه ولكنه اعلم االحياء يلزم عىل هذا عدم جواز‬
‫الرجوع إليه واالخذ بقوله لوجوب تقليد االعلم والفرض ان بعض االنوات اعلم‬
‫ننه وان قوهلم نعترب وهذا خالف االمجاع اجلواب ان قام االمجاع املعترب عىل عدم جواز‬
‫تقليد امليت نع وجو احلى وتعنى الرجوع إىل احلى وان كان امليت اعلم ننه كان ذلك‬
‫خمصصا للقاعدة املذكورة وال ضرى يف ختصيص القاعدة األصولية باالمجاع وان مل يصح‬
‫االمجاع املذكور فاملتتجه الرجوع إىل امليت االعلم نن احلى علام وعمال باقوى الظننى‬
‫واى شناعة يف ذلك وال يلزم خرق امجاع وال خمالفة آية وال رواية واهلل العامل اخلانس‬
‫ان نستند االحكام و الئل الفقه ملا كانت ظنية نا كانت الة بذاهتا عىل تلك االحكام‬
‫ونوجبة للعمل هبا بل البد نن اقرتاهنا بنظر الفقيه البالغ رجة الفتوى ورجحاهنا عنده‬
‫ولو بالداللة احلكمية كحال نونه وغفلته وهلذا ال جيوز العمل بام لت عليه لوحصلت‬
‫تلك اال لة لغرىه ممن مل يبلغ الدرجة وال له اذا تغرى ظنه ان يرجع إىل نقيضدا وحينئذ‬
‫فيكون املثبت لتلك االحكام هي تلك اال لة املقرتنة بالظن فعال أو قوة فتبنى نن ذلك‬
‫ان تلك الدالئل ال يستلزم احلكم لذاهتا بل بالظن احلاصل باعتبار انتفاء املعارض وهذا‬
‫الظن يمتنع بقائه بعد املوت ألنه نن االعراض املرشوطه باحلياة فيزول املقتىض بزواله‬
‫فيبقى احلكم بعد نوته خاليا عن نستند فيكون غرى نعترب رشعا واوضح نا يمؤيد به هذا‬
‫الوجه ان املتجتدد لو رجع عنه إىل ترجيح إىل التوقف بطل ذلك الرتجيح يف حقه وحق‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪525‬‬

‫املقلد كام لو رجع عنه إىل ترجيح نقيضه فكيف يثبت يف حال املوت نا يبطل يف حال‬
‫احلياة عند زوال ذلك السبب املوجب للحكم اجلواب تسليم ان الئل االحكام‬
‫واالنارات الفقديه البد يف العمل هبا نن اقرتاهنا بنظر الفقيه وانه ال جيوزالعمل هبا لو‬
‫حصلت تلك اال لة لغرىه ممن مل يبلغ الدرجة بسبب كثرة التعارض والتناقض يف‬
‫الدالئل واالنارات وكثرة التشابه يف وجوه الالهتا وفيدا العام واخلاص واملطلق‬
‫واملقيد واملتجمل واملبنى والناسخ واملنسوخ وغرى ذلك فالبد يف العمل نن االحاطة‬
‫ونعرفة كيفية الالهتا والتمييز بنى صحيحدا وسقيمدا وعليلدا وسليمدا والتنبيه‬
‫لدقائقدا وترجيح الراجح نندا وكل ذلك انور خفية وال تتسدل لغرى املتجتدد لقصور‬
‫نظره وعدم توسعه يف العلم واليمؤنن عليه اخلطاء واالنحراف عن السدا انا املتجتدد‬
‫فانه اوسع نظرا وامجع علام وأكثر احاطة وممارسة‪ .‬ونعرفته بالدالئل و الالهتا أكثر نن‬
‫نعرفة غرىه وانه وان كان ال يمؤنن عليه نن اخلطاء أيضا اال ان الوثوق به واالعتام عىل‬
‫فتواه وسكون النفس إليه ال ريب أكثر نندا عىل غرىها كام ان ظن الصدق بخرب العا ل‬
‫أكثر ننه بخرب الكاذب وان كان ال يستحيل تعمده للكذب فال يشرتط يف العمل باال لة‬
‫اقرتاهنا بنظر املتجتدد وحصول ظنه بمقتضاها فظن الفقيه كاشف عن قوة تلك الدالئل‬
‫ووجوب العمل بمدلوهلا اال انه يف نفسه ليل احلكم وهذا نعنى قوهلم ان ظن املتجتدد‬
‫نقرب للحكم الرشعي وعالنة عليه ال علة حقيقية وهذا كله ال كالم فيه انام الكالم‬
‫يف اشرتاط استمرار هذا الظن واملتجوزون يقرصون عىل اشرتاط وجو ه اقل الكالم‬
‫‪ 526‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وعدم عروض نا ينافيه ويقولون انه اذا حصل ؟؟؟ ص‪ 80‬وجب العمل بمقتضاه‬
‫استصحب ذلك يف االوقات التالية سواء كان الظان حيا أو نيتا إىل ان حيصل ظن اخر‬
‫اقوى ننه واملانعون ال يكتفون بعدم عروض نا ينافيه بل يشرتطون وجو ه يف مجيع‬
‫االوقات فدم يشرتطون استمراره وال ريب انه ينتفع باملوت فال ينفى نا هو رشط‬
‫العمل وانت خبرى بان اشرتاط االستمرار نع انه ال ليل عليه اذ الدليل املذكور عىل‬
‫اشرتاط الظن انام يدل عىل القدر الذي يكتفى به االولون ال ازيد نن ذلك ننتقض‬
‫بحاله لزم الفقيه غفلته ونسيانه احلكم والدليل باملرة نع اهنم يقولون بتجواز العمل يف‬
‫هذه احلاالت واى ليل لت عىل الفرق بيندام وبنى املوت وكيف ينقطع االستمرار به‬
‫وال ينقطع هبا والنوم أم املوت وقوهلم انه ينفى احلكم بعد نوت الفقيه خاليا عن نستند‬
‫فيكون غرى نعترب رشعا ندفوع بام عرفت نن ان الظن يف نفسه نستندا للحكم وانام‬
‫املستند هي الدالئل الرشعية وهي باقية غرى زائلة والظن كاشف عن صحته و اللتدا‬
‫وهذا كام ان انعقا االمجاع يف وقت نن االوقات عىل حكم نن االحكام كاشف عن‬
‫قول املعصوم ونوجب العمل بذلك احلكم املتجمع عليه يف ذلك العرص ويف االعصار‬
‫الالحقة وال يشرتط يف وجوب العمل به يف االعصار الالحقة استمرار ذلك االمجاع‬
‫حتى لو فرض يف اى يشء نندا امهال العمالء البحث عن تلك املسئلة يكون قد بطل‬
‫حكم ذلك االمجاع السابق وصار العمل بمقتضاه عمال بغرى ليل وقوهلم كيف ثبت‬
‫يف حال املوت نا يبطل يف حال احلياة عند زوال ذلك السبب نر و بان الرجوع عن‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪527‬‬

‫الرتجيح إىل التوقيف ال يكا يتحقق اال بسبب االطالع عىل املعارض املوجب لضعف‬
‫الدليل السابق فبطالنه يف حال احلياة انام هو لعروض املناىف الكاشف عن ضعف‬
‫الدليل املستلزم النقطاع الظن السابق ال لنفس انقطاع السابق حتى يلزم نثله يف املوت‬
‫وكم بيندام نن البنى فتأنل واهلل العامل‪.‬‬
‫فان قلت أو قيل‪ :‬انه قد لت اال لة العقلية والنقلية عىل وجوب َتصيل اليقنى واملنع‬
‫نن اتباع الظن األ نى يف نواضع ثبت حكمدا يف ليل قطعي ال ظني فان اعتام الظن‬
‫يف ذلك ور رصيح تقتىض البداهة ببطالنه ونن مجلة تلك املواضع ظن القا ر عىل‬
‫االستنباط وظن املقلد للمتجتدد احلي يف قوله مجدور العلامء مل خىالف فيه اال نن اوجب‬
‫االجتدا عينا وحينئذ فيحتاج إىل اتباع الظن احلاصل نن تقليد امليت إىل حتجة و ليل‬
‫قاطع وكيف يتصور وجو ه وال يعرف نن علامئنا املاضنى قائل بذلك وال عانل به ولو‬
‫وجد له ليل ظنى استخرجه بعض العلامء مل ينفع شيئا ألن املحصل هلذا الدليل ان كان‬
‫نن أهل االستدالل فدو ممنوع نن التقليد لغرىه نن االحياء واالنوات فال فائدة له يف‬
‫ذلك وحصول الفائدة لغرىه ممن فرضه التقليد غرى نتصور يف زنن حياته ليقنى الرجوع‬
‫إىل احلي وبعد نوته تصرى فتواه يف هذه املسئلة نثل غرىها نن الفتاوى الصا رة عن‬
‫املوتى فيتجب يف اتباعدا والعمل هبا االستنا إىل حتجية قطعية واملفروض انتفاؤها‬
‫وكيف يتصور عاقل ان جيعل حتجية وطريقه يف عمله بقول املتجتدد احلي بمتجر قوله‬
‫ان وجد ونع فرض كون املحصل للدليل املذكور غرى نتمكن نن االستدالل عىل غرى‬
‫‪ 528‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ذلك نن االحكام يكون نتخرىا فيه واملسلك الذى قررناه يف ابطال العمل بقول امليت‬
‫يلتفت ننه الفطن إىل ابطال طريقه التتجزى أيضا فانه ليس عليه ليل قطعي واعتام‬
‫الدليل الظني فيه غرى نعقول ألنه جيرى يف نسئلة التتجزي هكذا قرره بعضدم وحمصله‬
‫ان تقليد املوتى اتباع الظن وكل اتباع للظن فدو نندي عنه اال نا خرج بالديل اجلواز‬
‫وحيث انه ال ليل عىل جواز تقليد املوتى فدو باق عىل االندراج يف الكلية فيشمله‬
‫العمونات الناهية ان الدليل الدال عىل نرشوعية التقليد يعم تقليد احلي وامليت نن‬
‫غرى فرق ونن ا عى التخصيص فعليه بيان التخصيص واحلاصل ان الصحيح تقليد‬
‫احلى وامليت يشء واحد ونا يستدلون به عىل جواز تقليد احلى فانا ان يقال باجلواز‬
‫فيدام عمال بمقتىض الدليل أو بسقوطه رأسا والرجوع إىل قول احللبينى ونن وافقدم‬
‫يف سد باب التقليد واجياب َتصيل االجتدا عينا ونن هنا يتبنى حال نا ذكره يف اجلملة‬
‫الرشطية اعنى قوله ولو وجد له ليل إىل آخره فتأنل هذا وسيأتيك انشاء اهلل ننع‬
‫الصغرى وخروج املبحوث عنه عن نوضع الكربى فيفسد القياس وهو نلزوم لفسا‬
‫النتيتجه واهلل العامل‪.‬‬
‫ان املتجتدد نا ام يف نقام االستدالل واحلياة فالعلوم الفقدية نظنونة وهذا يوجب تغيرى‬
‫الظنون وتبدل االجتدا ات فمن ثم بطلت اقواله وفتواه لفنائدا بفنائه اجلواب ان‬
‫صرىورة نظنونات املتجتدد حنى احلياة قطعيات بعد نوته ممنوع اذ مل يدل عليه ليل‬
‫والذي لت عليه الدالئل هو ان امليت ينكشف عليه بعد املوت بعض نا يتعلق‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪529‬‬

‫باملعارف اخلمس واحوال الربزخ ونحوها انا انه ينكشف عليه كل يشء حتى آحا‬
‫احكام املسائل الفقديه نع انه ال فائدة له يف ذلك ألهنا علوم غرى نقصو ة لذاهتا بل‬
‫ألجل العمل وقد انقطع وقت العمل وانقىض زنانه فغرى ثابت وبعد التسليم فكون‬
‫ذلك نوجبا لتغيرى مجيع الظنون وتبدل كل االجتدا ات ممنوع لظدور ان الظنون املتغرىة‬
‫واالجتدا ات املتبدلة هي التي قد كان اخطأ فيدا ون نا كان قد اصاب فيدا‬
‫واالجتدا ات التي كان قد اصاب فيدا تقوى ظنونه فيدا وتصرى قطعيات يقينية فكيف‬
‫يبطل مجيعدا بموته غاية األنر تطرق احتامل التغيرى بسبب انكشاف اخلطأ يف بعضدا أو‬
‫يف مجيعدا وجمر هذا االحتامل ال يوجب املنع عن العمل هبا جلريانه يف ظنون احلى‬
‫واجتدا اته واهنا حمتملة للتغيرى يف كل حنى واهنا غرى نأنونة نن التبدل يف كل ساعة‬
‫وزنان واهلل العامل‪.‬‬
‫واجلواب ان قول امليت ال يعتد به يف االمجاع إلنعقا االمجاع نع خمالفة امليت فاليعترب‬
‫يف التقليد واجلواب ننع الصغرى تاره كام نرت االشاره إليه والكربى اخرى فاهنم‬
‫قالوا ان احلي املعلوم السبب ال يعتد به يف االمجاع إلنعقا االمجاع نع خمالفته نع انه‬
‫يعتد به يف التقليد فليس كل نا ال يعتد به يف االمجاع ال يعتد به يف التقليد وانا عدم‬
‫اعتدا هم به يف االمجاع ان صح فالن االمجاع عندهم عبارة عن اتفاق أهل العرص‬
‫وامليت ليس نن أهل العرص واهلل العامل هذا َتام الكالم يف حتجج املانعنى نطلقا وانا‬
‫‪ 530‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املتجوزون نطلقا فقد احتتجوا بوجوه شارك الئل املانعنى يف القصور ولننقل بضعة‬
‫نندا ننظر فيدا كام فيام تقدم‪.‬‬
‫احدها ان أصول احلديث التي وهنا األصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬عد ها‬
‫اربعامئة وانا الكتب فدي أكثر نندا ونشاخىنا املحمدين الثالثة ‪ -‬قدس اهلل ارواحدم ‪-‬‬
‫ملا صنفوا هذه األصول االربعة واخذوها نن االربعامئة ونحوها اجتددوا يف نزع‬
‫االخبار نن نقاندا وذلك اهنم عمدوا سيام الشيخ ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬إىل االخبار الوار ة‬
‫يف املسئلة الواحدة فاخذوا نن األصول بعض االخبار املناسبة وذكروا بعض نا ينافيدا‬
‫وتركوا بقية االخبار وانا نعارضدا وان كانت صحيحة السند اال ان نا ذكروه احرض‬
‫طريقا ونن تتبع املوجو ة نن األصول ككتاب « حماسن » الربقي يظدر له صحة نا‬
‫ذكرناه وذلك انه اذا عنون بابا نن االبواب يذكر فيه نا يقرب نن عرشين حديثا نثال‬
‫وطرق أكثرها نن واضح الصحيح فلام عمد الكليني والشيخ عطر اهلل نرقدهىام إىل‬
‫انتزاع االخبار نن ذلك نا نقلوا اال بعضدا حمافظة عىل االختصار ولو نقلوها كام هي‬
‫لربام فدم غرىمها نندا غرى نا ذهبوا إليه وعقلوه نن تلك االخبار نع نا حصل عليدا‬
‫بسبب نا فعلوا نن االضامر والقطع واالرسال وانواع االختالل وباجلملة مما صنعوه‬
‫نن اقوى انواع االجتدا ونع ذلك قبل علامئنا رواياهتم واعتمدوا عليدا وسكنوا إليدا‬
‫ومل يوجبوا عىل انفسدم البحث والفحص عن األصول والكتب املدونه يف اعصار‬
‫االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فدذا نن اعظم انواع التقليد لألنوات‪ .‬انتدى بنصه‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪531‬‬

‫وحمصله ان املتجتددين اجتددوا يف نقل الروايات واملتأخرين قبلوا رواياهتم فيكون قد‬
‫قلدوا االنوات‪.‬‬
‫اجلواب ان فعل املتأخرين ال يوجب حتجة وبعد التسليم فالذى هو نقبول الرواية‬
‫واملبحوث عنه قبول الفتاوى ولذا اختص املفتى برشوط ليست نرشوطة يف الراوي‬
‫نثل االيامن فانه غرى نرشوط فيه اال عند األكثر ولذا يعمل باخلرب املوثوق وذكر الشيخ‬
‫يف « العدة » ان كثرىا نن أصحاب األصول ينتحلون املذاهب الفاسدة وان كانت كتبدم‬
‫نعتمدة قال ولذا عملت الطائفة باخبار الفطحية والواقفية وغرىهم نثل بنى فضال‬
‫والظاهرينى إىل اخر نا قال ونثل االجتدا فانه نرشوط يف املفتى امجاعا غرى نرشوط‬
‫يف الراوي امجاعا ويدل عليه قوله صىل اهلل عليه وآله يف احلديث املستفيض الذي روته‬
‫اخلاصة والعانة يف خطبته بمستجد احلنيف نرض اهلل انرء سمع نقالتى فوعاها فا اها‬
‫كام سمعدا فرب حانل فقه ليس بفقيه ورب حانل فقه إىل نن هو افقه ننه احلديث‪.‬‬
‫وباجلملة فقبول رواية امليت ال تدل عىل قبول فتواه بيشء نن وجوه الداللة وأيضا‬
‫املتقدنون انام التقطوا الروايات نن األصول و؟؟؟؟ ص ‪ 81‬يف كتبدم كام هي بمتوهنا‬
‫واسانيدها غاية االنر اثارهم ص ‪81‬ىف بعض نواضع االسانيد العالية واقتصارهم‬
‫عليدا أو تفريقدم احلديث املشتمل عىل احكام نبنياته عىل االبوب املناسبة ونحو ذلك‬
‫وهذا القدرنن الترصف وان كان اجتدا ا لغويا اال انه ال يسمى اجتدا ا بحسب‬
‫االصطالح ونا قالوه يف تعريف االجتدا مما قدنناه وغرىه ال يكا ينطبق عليه بوجه‬
‫‪ 532‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نن الوجوه كيف واملتجتدد يف االحكام الفرعية وهي غرى صا قة عىل نا ذكر كام ال‬
‫خىفى واهلل العامل‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ان كتب الرجال قد تضمنت اجلرح والتعديل للرواة واعتمد املتاخرون عليدا‬
‫فضعفوا ووثقوا الجلدا‪ .‬ص ‪81‬اجلرح والتعديل مما خىتلف فيه اآلراء واالنظار ولذا‬
‫فيه االختالفات كام يف حق حممد بن سنان وعمر بن حنظلة وغرىمها وباجلملة فاسباب‬
‫اجلرح والتعديل نن االجتدا يه ونع ذلك فاملتأخرون قد ركنوا إىل اقواهلم يف هذا‬
‫الباب وهو ليس اال تقليد املوتى كام ال خىفى‪ .‬انتدى نلخصا‪.‬‬
‫واجلواب نثل نا تقدم سواء فان اجلرح والتعديل اسدل انر نن الفتوى ولذا يكتفى يف‬
‫اجلارح واملزكى بمتجر العدالة وتقبل تزكية العاني وجرحه اذا كان عدال نأنونا وال‬
‫يشرتط فيه االجتدا بخالف املفتى فال يلزم نن قبول جرح امليت وتزكيته قبول فتواه‬
‫عىل ان تسمية اجلرح والتعديل اجتدا ا خروجا عن االصطالح الذي جيرى عليه هذه‬
‫املباحث كام عرفت واهلل العامل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ان العلامء اتعبوا انفسدم وبذلوا جددهم يف تصنيف الكتب وقرائتدا ورصفوا‬
‫االعامر العزيزه عليدا وتقربوا هبا إىل اهلل تعاىل وذكر كثرى نندم ان الغرض نن تدويندا‬
‫رجوع اخللق إليدا ومل يقيد االنتفاع نندا بحال حياته بل رصح بعضدم بارا ة رجوع‬
‫اخللق إليدا عىل نرور العصور وااليام ولو كان الغرض نندا نا قيل نن انه كيفية طريق‬
‫االجتدا ونعرفة الفتاوى الوار ة يف خصوصيات احلوا ث لقلة الفائدة وانكن هذا‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪533‬‬

‫االنر بدون هذه املشاق عىل ان حكاية االجتدا والتقليد كام اعرتفوا به انام جاء نن بعد‬
‫زنان الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وحنيئذ فنقول العلامء والذين تقدنوا عليه نا كان الداعى‬
‫هلم إىل تأليف الكتب اال لتكون نن قبيل كتب االخبار نرجعا للناس إىل يوم القيانة‬
‫كام هو املنقول عندم واجلواب ان رجوع اخللق إليدا عىل نرور االعصار نن العمل‬
‫بفتاوهىا كام حررناه يف جواب املسئلة كيف وهذا ال يتطرق إىل كتب اجلامعة الذين‬
‫رصحوا هبذا األصل كالعالنة واملحقق الشيخ عىل والشديد الثاين وولده الشيخ حسن‬
‫‪ -‬قدس اهلل ارواحدم ‪ -‬وهم أكثر العلامء نصنفات يف الفقه بل الكتب يف هذا الزنان‬
‫أكثرها نمؤلفات همؤالء كاملنتدى والتذكرة واالرشا والقواعد والتحرير واملختلف‬
‫وتلخيص املرام للعالنة ورشح القواعد واجلعفرية ورسالة اجلمعة واخلراجية وحاشية‬
‫الرشايع للشيخ عىل ورشح االرشا والرشايع واللمعة ورسالة اجلمعة للشديد الثاين‬
‫ونعامل الدين وننتقى اجلامن للشيخ حسن فالبد نن محل رجوع اخللق إليدا عىل نرور‬
‫االعصارعىل نا عدا العمل نن االنتفاعات واذا تعنى هذا احلمل يف كتب همؤالء اجلامعة‬
‫الكثرىة فال نانع نن اجرائه عىل نا عداها نن كتب غرىهم واهلل العامل‪( .‬املانع وجو‬
‫الفرق بنى املتقدننى واملتأخرين يف خمتارهم والدليل يتم يف نصنفات املحدثنى والقدناء‬
‫نن األصولينى واجلواب يصح عىل خمتار املتجتددين نن نتأخري األصولينى فتانل‪.‬‬
‫حممد عفى عنه‪.‬‬
‫‪ 534‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الرابع‪ :‬اطالق قوله تعاىل‪ :‬فلو ال نفر نن كل فرقه نندم طائفه ليتفقدوا يف الدين‬
‫ولينذروا قوندم اذا رجعوا إليدم لعلدم حيذرون‪ 1.‬فان التفقه شانل لرواية احلديث‬
‫واالجتدا والتقليد وحذر القوم املرتتب عىل االنذار ليس اال للعمل بام بلغه النافرون‬
‫إليدم ورووه هلم سواء بقى النافرون أم ناتوا فان العلم املنقول عن صاحب الوحى ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬ال يموت بموته ناقله‪ .‬واجلواب ان القدر املسلم ترتب احلذرعىل االنذار‬
‫يف اجلملة فدو يف نعنى املدملة التى هي قوة اجلزئية ويكفى فيه َتققه يف ضمن احلذر‬
‫يف بعض االوقات اعنى زنان حياة املنذرين أو يف ضمن االنذار ببعض نا ينذر به اعنى‬
‫الرواية ون االجتدا واحلاصل انه البد يف تصحيح اللة االيه عىل املقصو نن اثبات‬
‫العموم يف املنذر به عىل وجه يشتمل الرواية واالجتدا ويف احلديث عىل وجه يعم مجيع‬
‫االوقات وبدون ذلك ال يتم االستدالل ولو سلمنا ان ظاهر اآلية العموم كان استدالال‬
‫بظاهر يف اصل وهو ال جيدى نفعا كام رصحوا به بناء عىل اشرتاطدم القطع يف األصول‬
‫وقوهلم ان التفقه شانل لرواية احلديث ولالجتدا فبعد التسليم مما ال وقع له هنا ألن‬
‫املرتتب عليه احلذر يف اآلية انام هو االنذار ون التفقه كام ال خىفى وقد اتفق هذا االشتباه‬
‫للمحقق الغزاىل يف احياء العلوم يف كالنه نقله عن شيخنا البدائي زا اهلل هباوه يف كتاب‬
‫االربعنى وقوهلم ان العلم املنقول عن صاحب الوحى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال يموت‬
‫بموت ناقله فيه ان العلم املنقول عن صاحب الوحى الرواية وليس النزاع فيدا انام‬

‫‪ - 1‬التوبة‪.122 ،‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪535‬‬

‫النزاع يف العلم املنقول نن املتجتدد (حاشيه صفحه ‪ 82‬االجتدا ‪:‬عىل العلم املنقول عن‬
‫املتجتدد ان كان عن صاحب الوحى فحاله حاله وان مل يكن ننتديا إىل صاحب الوحى‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فال نفع فيه يف حياته ونوته فتانل‪ .‬حممد عفى عنه) واهلل العامل‪.‬‬
‫اخلانس‪ :‬اذا أخذ املقلد نسئلة نثال نن الفقيه احلى وكان نصاحبا لذاك الفقيه نطلقا‬
‫عىل احواله وتبدل آراوه فافتاه بحكم نستنده النص واالمجاع فعمل به واستمرعليه إىل‬
‫بعد صلوة املغرب فامت ذلك الفقيه بنى الصلوتنى فعمل بتلك الفتوى يف صلوة العشا‬
‫فيكون بناء عىل نا قلتم صلوة املغرب صحيحة وصلوة العشا باطلة فنحن نسأل عن‬
‫بطالن هذه الصلوة املوافق حكمدا للنص واالمجاع وال يستندون يف ابطاهلا إىل يشء‬
‫سوى نوت ذلك الفقيه وحينئذ فالالزم كونه رشيكا يف االحكام‪ .‬واجلواب ان هذا‬
‫يوصل إىل ابطال املطالب باالستبعا وهو غرى نسموع يف املناظرات العلمية وبعد‬
‫فاملفروض وهو انام املقلد ال نعرفة له بنص وال امجاع وال بموافقة صلوة هلام وخمالفتدا‬
‫وانام كان ننقوال فيدام عىل الفقيه وال يلزم نن ذلك كونه رشيكا يف االحكام وانام يلزم‬
‫كونه واسطة إليدام وهو كذلك فاذا نات الفقيه انقطعت الواسطة بنى املقلد وبنى احلكم‬
‫الرشعي وهذا نوجب للتوقف عن التخطي إليه حتى يلتمس واسطة أو يعينه اهلل نن‬
‫فضلدا ببلوغه بنفسه رجة االجتدا واهلل العامل‪.‬‬
‫هذا نا حرضين نن الكالم عىل أ لة املتجوزين نطلقا وانام املفصلون فكأهنم حالوا‬
‫اجلمع بنى اال لة بذلك وقد عرفت حاله نن حال اال لة هذا كله عىل طريقة أهل‬
‫‪ 536‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫االجتدا وانا عىل طريقة االخبارينى فيمكن ان حيتج لالول بقول انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬يف حديث كميل كذلك يموت العلم بموت حانليه وللثاين بقول النبي ‪-‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬اذا نات املمؤنن انقطع عمله اال نن ثالثة صدقة جارية أو علم‬
‫ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له فانه يدل عىل بقاء االنتفاع بعلم العامل بعد نوته ويقول‬
‫ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اكتب وبث علمك يف اخوانك فان نت فأورث كتبك‬
‫بنيك فانه يأتى عىل الناس زنان هرج اليأنسون إال بكتبدم رواه يف « الكايف » ويف عدة‬
‫روايات نتقاربة‪ .‬وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن علم خرىا فله اجر نن عمل به‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫فإن علمه الناس كله جيري ذلك له؟ قال‪ :‬إن علمه الناس كلدم جرى له‪ .‬قلت‪ ،‬فإن‬
‫نات؟ قال‪ :‬وإن نات وهذه الروايات وان كانت يف الكايف ضعيفة السند اال اهنا نروية‬
‫بطريق صحيح يف كتاب بصائر الدرجات للشيخ حممد بن احلسن الصفار والروايات‬
‫القريبة نندا كثرىة واحلق انه ال اللة له يف يشء نن االخبار املذكورة عىل املقصو انا‬
‫حديث كميل فألن الظاهر نن فحواه يوجعه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن قلة القلوب الواعية‬
‫وذهاب العلامء الربانينى واملتعلمنى املسرتشدين املوجب لقلة التنبيه والتذكار والبحث‬
‫وذلك يوجب اندراس العلوم أو لسكنى ص ‪ 82‬عنه املتتجوزعنه باملوت واين هذا نن‬
‫الداللة عىل عدم جواز تقليد امليت ولننقل الرواية بتامندا َتقيقا للمرام وتربكا بكالنه‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وهي نا رواه الصدوق ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف اخلصال ويف كتاب اكامل‬
‫الدين بطرق عديدة والشيخ ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف اناليه عن كميل بن زيا النخعي قال‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪537‬‬

‫كنت نع أنرى املمؤنننى عيل بن أيب طالب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف نستجد الكوفة وقد صلينا‬
‫العشاء اآلخرة فأخذ بيدي حتى خرجنا نن املستجد فمشى حتى خرج إىل ظدر الكوفة‬
‫هذه ال ُق ُلو َب مأو ِع َي ٌة‬‫إن ِ‬ ‫الصعداء ثم قال «يا ُك َم ُيل! َّ‬ ‫ال يكلمني بكلمة فلام أصحر تنفس ُّ‬
‫بيل ن ََتج ٍاة‪،‬‬
‫اين‪َ ،‬و ُن َت َع ِّل ٌم َع َىل َس ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َثال َث ٌة ـ َعامل ٌ َر َّب ُّ‬
‫ول‪ :‬الن ُ‬‫اها‪ ،‬إِ مح َف مظ َعني َنا َأ ُق ُ‬
‫َف َخ م ُرىها مأو َع َ‬
‫ور ِ‬
‫الع مل ِم‪َ ،‬و َمل م َيل َتج َووا‬ ‫يح‪َ ،‬مل َي مست َِضي ُئوا بِنُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َمهج ر َعاع َأتمباع ُك َّل ن ِ‬
‫َاع ٍق‪َ ،‬يمي ُل َ‬
‫ون َن َع ُكل ر ٍ م‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ٌّ ُ ٌ‬
‫من َوثِ ٍيق‪.‬‬
‫إىل ُرك ٍ‬
‫املال‪ِ ،‬‬
‫والع مل ُم َي مز ُكو َع َىل‬ ‫مت َ مَت ُر ُس َ‬‫حي ُر ُس َك َو َأن َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يا ُك مم ُيل! الع مل ُم َخ ٌرى ن َن املال‪ ،‬الع مل ُم َ م‬
‫حلي ِاة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الع ملم ِين ُي ُ‬
‫دان بِه‪ُ ،‬تكس ُب ُه ال َّطا َع َة يف ا َ‬
‫واملال ُتن ِمقصه النَّ َف َق ُة‪ .‬يا ُكمي ُل! َحمَب ُة ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َم‬ ‫ُ ُ‬ ‫االن ِ‬
‫مفاق ُ‬ ‫ِ‬

‫الع مل ُم َحاكِ ٌم َو ُ‬
‫املال َحم م ُكو ٌم‬ ‫ول بِ َزوال ِ ِه‪ ،‬و ِ‬
‫َ‬ ‫املال ت َُز ُ‬
‫ت‪َ ،‬و َننم َف َع ُة َ‬‫و َمجِ َيل االَحدُ و َث ِة بعدَ املو ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َع َل ِيه‪.‬‬
‫ون نا َب ِق َي الدَّ مه ُر‪ ،‬أ مع َي ُاهنُ مم َن مفقو َ ٌة‬ ‫ان ِ‬
‫املال َو ُه مم َأ محيا ُء‪ ،‬وال ُع َل َام ُء َبا ُق َ‬ ‫ات ُخ َّز ُ‬ ‫َيا ُك َم ُيل! َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫هدنَا َل ِع ملام َ َّ‬
‫ب‬ ‫(مجا) ـ َو َأ مو َن َأ إىل َصدم ِره بِ َيدهـ مل َأص م‬ ‫وب َن مو ُجو َ ة‪َ ،‬ها إِ َّن ُ‬ ‫اهل ُ مم يف ال ُق ُل ِ‬
‫َو َأ من َث ُ‬
‫ين يف الدُّ نيا‪َ ،‬ي مس َت مظ ِد ُر بِ ُح َتج ِج‬ ‫ون ( َع َل مي ِه) َي مس َت مع ِم ُل آ َل َة الدِّ ِ‬
‫مح َلة‪ ،‬ب َىل ُأ ِصيب َل ِقنا َغرى نأن ٍ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َل ُه َ َ َ‬
‫حل َم َل ِة احلَ ِّق ال َب ِص َرى َة َل ُه يف َأ محن َِائ ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اهلل َع َىل مأوليائه‪َ ،‬وبِن َع ِم اهلل َع َىل َن َعاصيه‪ ،‬مأو ُننم َقا ا َ‬
‫اك‪ ،‬مأو َننمدونا بِال َّل َذ ِة َسلِ َس‬ ‫ض ِن من ُش مب َد ٍة (أال) ال ذا َوال َذ َ‬ ‫ار ٍ‬‫الش ُك يف َق ملبِ ِه بِ َأ َّو ِل َع ِ‬
‫ُي مقدَ ُح َّ‬
‫ين (يف ٍ‬
‫يشء وال ِن من َذ ِوي‬ ‫ار‪َ ،‬ل مي َسا ِن من ُر َع ِاة الدِّ ِ‬ ‫لشدو ِة‪َ ،‬أو ن مغرنا بِاجلم ِع و ِ‬
‫اال ِّ َخ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َم َ‬ ‫القيا ل َّ م َ م ُ َ‬
‫‪ 538‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الع ملم بِم ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ٍ‬


‫وت‬ ‫ُ َ‬ ‫الس ِائ َم ُة‪ ،‬ك ََذلِ َك َي ُم ُ‬ ‫ِ‬
‫ال َب َصائ ِر وال َيقنى) َأ مق َر ُب َيشء َشبدا ِهبِام االَ من َعا ُم َّ‬
‫ِ‬
‫ح ِان ِ‬
‫ليه‪.‬‬ ‫َ‬
‫اهرا َن مشدورا َوإ َّنا َخ ِائفا َن مغ ُمورا‪،‬‬ ‫خت ُلو االَر ُض ِنن َق ِائ ٍم هللِ بِ ِحتج ٍة إنا َظ ِ‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫دم! َب َىل ال ُ م‬ ‫الل َّ‬
‫ل ِ َئال َت مب ُط َل ُح َتج ُج اهلل َو َبينا ُت ُه‪َ ،‬وك مَم ذا َوأ مي َن ُأو َل ِئ َك؟‬
‫حي ِف ُظ اهلل ُح َتج َتج ُه َو َبينَاتِ ِه‬
‫ون عنمدَ اهلل َقدم را‪ِ ،‬هبِ مم َ م‬
‫ون َعدَ ا‪ ،‬واالَ مع َظم َ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُأو َل ِئ َك َواهلل االَ َقل َ‬
‫الع مل ُم َع َىل َح ِقي َق ِة‬
‫اه ِدم‪ ،‬هتجم ِهبِم ِ‬
‫وب مأش َب م َ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫وها يف ُق ُل ِ‬‫وها ُن َظرا َء ُه مم‪َ ،‬و َي مز َر ُع َ‬
‫ِ‬
‫َحتَّى ُيو ُع َ‬
‫است مَو َح َش ِننم ُه‬ ‫نى‪َ ،‬فاستال ُنوا نا استَو َعره املُ مرت ُف َ ِ‬
‫ون‪َ ،‬و َأنسوا بِ َام م‬ ‫َُ َ‬ ‫م‬ ‫وح اليق ِ م‬
‫ِ‬
‫ارشوا ُر َ‬ ‫ِ‬
‫االَ منر َف َب َ ُ‬
‫واح َدا ُن َع َّل َق ٌة بِاملَ َح ِّل االَ معىل‪ُ .‬أو َل ِئ َك ُخ َل َفا ُء اهلل يف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ون‪َ ،‬صح ُبوا الدُّ نيا بِأ مبدان َأ مر ُ‬ ‫جلا ِه ُل َ‬
‫ا َ‬
‫أس َت مغ ِف ُر اهلل‬ ‫ينه‪ٍ ،‬آه ٍآه َشوقا إىل م ِ‬
‫رو َيت ِدم‪ ،‬ثم نزع يده نن يدى وقال م‬
‫َ‬
‫َأر ِض ِه‪ ،‬والدُّ عا ُة إىل ِ ِ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ف إِذا ِش مئ َت»‪.‬‬
‫مرص م‬‫يل َو َل َك‪ ،‬ان َ ِ‬

‫انتدى احلديث‪.‬‬
‫واور ه السيد الريض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « هنج البالغة » أيضا وانا الرواية النبوية‬
‫ونا تلتدا فدى كلدا اعم نن املدعى والعام ال اللة له عىل اخلاص بوجه كام تقرر يف‬
‫حمله فيمكن َتققه يف ضمن الفر الذي كان نعموال يف الصدرالسلف اعنى الرواية‬
‫ون الفتيا فتأنل واعلم ان الذي جوزه املتجوزون يف تقليد املوتى نطلقا أو عىل‬
‫التفصيل بوجديه انام هو يف آحا املسائل اجلزئية التي تتعلق باملكلف يف صلوته وباقى‬
‫عبا اته ونعانالته ونحوها ال يف كل يشء يوصل إليه أهل زناننا حتى اسرتاحوا إليه‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪539‬‬

‫يف القضاء واالفتاء واحلكم وَتليف املنكر وتفريق نال الغائب وواليه املحتجورعليدم‬
‫ونحو ذلك نن االنوراخلطرىة التي ال ريب اهنا ال تسوغ للمقلدين فان ذلك غرى‬
‫نستقيم ال عند املتجتددين وال عند االخبارينى وال هو حمل الوهم بل نن املتجتددين‬
‫وهم االغلب نن ذكره يف كتابه نرتنى االوىل يف كتاب االنر باملعروف والثانية يف كتاب‬
‫القضا نقلوا عليه االمجاع وعللوه بانه ننصب جليل ال يقوم به املقلد ويستوىف التقليد‬
‫جزئيات احكانه وذكروا يف الوكالة ان مما ال يقبل النيابة القضاء ألن النائب ان كان‬
‫جمتددا يف حال الغيبة مل يتوقف حكمه عىل نيابه واال مل جتر استنابته وذكروا يف قاىض‬
‫التحكيم انه ال يتصور وجو ه زنن الغيبة ألنه ان كان جمتددا فدو قاض باالصالة بحكم‬
‫النيابة العانة وان مل يكن جمتددا مل جيز للمتحاكمنى الرتافع إليه وال له ان حيكم بيندام‬
‫وانا عىل طريقة االخبارينى فألن القاىض الذى عينه الشارع وانر باملحاكمة إليه انام هو‬
‫املستتجمع لالوصاف املرشوطة يف روايه عمر بن حنظلة عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬املتقدنة نن رواية احلديث والنظر يف احلالل واحلرام ونعرفة االحكام وال اذن عندم‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬للرعية يف الرتافع إىل غرىه وال له ان يقىض بيندم‪ .‬والعتجب ان‬
‫تعويلدم عىل القضاء واالفتاء عىل كتب االنوات ليس عىل الوجه الذي جيوزه‬
‫املتجتددون يف غرىمها نن َترى اخر كتب االعلم عند االنكان كام تقدم بل يلتفتون إىل‬
‫ذلك ابدا ترى الواحد نندم اذا عرضت عليه قضية با ر إىل اقرب حيرضه يف وقته وقىض‬
‫بام تبا راىل فدمه نن عبارته نع نا ترى يف أكثرهم نن البال ه واعوجاج الذهن وربام‬
‫‪ 540‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫تعا عليه تلك القضية بعيندا يف وقت آخر نسى فيه ذلك ويراجع كتابا آخر ويقىض به‬
‫بخالف نا قىض سابقا ويف النوبة الثالثة بخالف نا حكم به يف االولينى نع ان اغلب‬
‫رجوعدم انام هو إىل كتب اجلامعة الذين نصوا عىل عدم جواز تقليد االنوات وكرروا‬
‫التنصيص عىل اجتدا االشرتاط يف القاىض فيمؤننون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض‬
‫واهلل هي الشناعة العظمى ونن هنا ينكشف رس كالم انرى املمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫لرشيح القاىض قد جلست جملسا ال جيلس فيه اال نبى أو وىص أو شقى‪.‬ألن املستكمل‬
‫للرشائط املعتربة يف القاىض اخل يف الشق الثاين ألن العلامء ورثة االنبياء وخلفائدم‬
‫فعن النبي صىل اهلل عليه وآله « اللدم ارحم خلفائي » ثالثا قيل يا رسول اهلل ونن‬
‫خلفاؤك ؟ قال ‪ « :‬الذين يروون حديثي ويستنون بسنتي »‪ .‬رواه الصدوق يف الفقيه‬
‫ويف اناليه ويف عيون اخبار الرضا ويف نعانى االخبار ورواه الشيخ ابو عىل الطربيس يف‬
‫صحيفة الرضا صلوات اهلل عليه والشيخ حممد بن ايب مجدور االحسائى يف غواىل اللئاىل‬
‫ويبقى الشق الثالث ننحرصا يف قضاه السوء وحيث اطر بنا املقال إىل هنا فلنحرر نا‬
‫نختاره يف العمل ثم ذكر نا ذكرناه انفا إىل آخره‪ .‬الفائدة االوىل يف جواب املسئلة‬
‫السا سة عرش يف وجوه حديث تأويل اجلمع بنى الصلوتنى نا لفظه‪:‬‬
‫الرابع وهو نا يوافق أصولنا نعارش االخبارينى خاصة واجلواب يف نسئلة احلا ية‬
‫واخلمسون نن كتاب االنوار اجللية يف اجوبه املسائل اجلبلية نا نصه‪:‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪541‬‬

‫والذي يقتضيه نرشب االخبارينى التاركنى للتجزاف والتخمنى املعولنى عىل اجلزم‬
‫واليقنى هو ان العامل املستتجمع للرشائط املعتربة يف االفتاء ال تفاوت يف وجوب رجوع‬
‫العوام إليه بنى كونه حيا ونيتا ونع التعذر واالختالف فالرتجيح بالوجوه املأثورة عن‬
‫الصا قنى صلوات اهلل عليدم يف االخبار املدونة يف األصول واشدرها الذى عليدا‬
‫نعول اجلميع نقبولة عمر بن حنظلة التي رواها املحمدون وغرىهم واحلاصل وجوب‬
‫اتباع الراجح حيا كان أو نيتا وان كان نا افتى به خمالفا لقول األكثرين برشط ان يكون‬
‫املعلوم نن حاله التعويل عىل اال لة السليمة عن اخللل الخ‬
‫ىف اجلواب املسئلة الرابعة التي عنواهنا املتجتدد(املتجتدد الذي يمكن ان يوخذ عنه‬
‫الفتوى ويصح تقليده) الذي يمكن ان يمؤخذ عنه الفتوى ويصح تقليده نا حده نا‬
‫لفظه‪:‬‬
‫اجلواب والثقة باهلل وحده اّلجتهاد يف اللغة اعامل اجلهد ويف اصطالح‬
‫األصوليني‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم يف تعريفه ورشائطه املعتربه إىل ان قال‪:‬‬
‫قرره كثري منهم كالعالمة والشهيدين واملحقق الثاين واملقداد وابن‬
‫هكذا ّ‬
‫ايب مجهور وغريهم ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬يف كتبهم األصولية والفقهية‬
‫واشرتط بعضهم امور آخر مثل معرفة الفصاحة والبالغة وما يلحق هبام‬
‫ليعترب احلديث الصحيح من امللحون ويعرف اّلفصح من غريه ومعرفة‬
‫العروض ليزن به اّلبيات التي شواهد عىل كتاب اهلل ويعرف املوزون‬
‫‪ 542‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫منها من الزخرف ومعرفة اهلندسة لوقوع الرجوع إليها احيانا يف معرفة‬


‫الك ّر وغري ذلك واحلساب ملسيس احلاجة إليه كثريا يف مسائل الوصايا‬
‫السحر والنرينج والرمل‬
‫والفرائض وغري ذلك وزاد شذاذ منهم معرفة ّ‬
‫واحكام النجوم ليفرق هبا بني املعجزة وغريها ومعرفة احلكمة النظريه‬
‫ليشحذ هبا ذهنه ويتحدّ فهمه وك ّل ذلك قول بغري دليل وتضييق ملا وسعه‬
‫اهلل ورسوله واهل بيته املعصومني صلوات اهلل عليه وعليهم وتشديد ملا‬
‫سهلوه واثبات ملا نفوه وابطلوه وان وجب مجيع ذلك كفاية من وجه آخر‬
‫كام تقدم‪.‬‬
‫روى ثقة اّلسالم وشيخ الطائفة يف « الكايف » و « التهذيب » والطربيس‬
‫يف كتاب « اّلحتجاج » عن عمر بن حنظلة يف حديثه املقبول املشهور عن‬
‫ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال انظروا إىل رجل منكم قد روى حديثنا‬
‫ونظر يف حاللنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكام فإين قد جعلته‬
‫عليكم حاكام فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنام بحكم اهلل استخف‬
‫وعلينا رد والراد علينا راد عىل اهلل وهو عىل حد الرشك باهلل عز وجل‪.‬‬
‫وروى املحمدون الثالثة عن ايب خدجىة قال قال ابو عبد اهلل ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬اياكم أن حىاكم بعضكم بعضا إىل أهل اجلور ولكن انظروا إىل‬
‫رجل منكم يعلم شيئا من قضائنا فاجعلوه فيام بينكم قاضيا فإين قد‬
‫جعلته قاضيا فتحاكموا إليه‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪543‬‬

‫وروى الصدوق يف « اكامل الدين » والطربيس يف « اّلحتجاج » عن‬


‫اسحاق بن يعقوب قال سألت حممد بن عثامن العمري ‪ -‬ريض اهلل عنه‬
‫‪ -‬ان يوصل ي كتابا قد سألت فيه عن مسائل اشكلت عىل فورد التوقيع‬
‫بخط موّلنا صاحب الزمان ‪ -‬صلوات اهلل عليه ‪ّ -‬اما ما سألت عنه‬
‫ارشدك اهلل وثبتك‪.‬‬
‫إىل ان قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واما احلوادث الواقعة فارجعوا فيها إىل رواة‬
‫حديثنا فاهنم حجتي عليكم وانا حجة اهلل‪.‬‬
‫وروى الشيخ ابو عمر حممد بن عبد العزيز الكيش ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬من‬
‫املتقدمني يف كتاب الرجال عن امحد بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إليه‬
‫يعني أبا احلسن الثالث ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أسأله عمن آخذ معامل ديني ؟‬
‫وكتب أخره أيضا بذلك‪ ،‬فكتب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إليهام‪ :‬فهمت ما‬
‫ذكرمتا‪ ،‬فاصمدا يف دينكام عىل من يف ح ّبنا ّ‬
‫وكل كثري القدم يف أمرنا‪ ،‬فإهنم‬
‫كافوكام إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫فدذه الروايات رصحية يف انه اذا َتقق نستتجمع االوصاف املذكورة جيب عىل الناس‬
‫الرجوع إليه وال يشرتط الزيا ات التي ذكرها القوم نعم يشرتط فيه العدالة لوجوب‬
‫التثبت عند خرب الفاسق ونفي رشط آخر يدل عليه كثرىا نن االخبار املعتربة فقد امهله‬
‫وهواهم واوىل باالشرتاط وهو تتبع اقاويل العانة ونذهب علامئنا يف آحا املسائل‬
‫الفرعية ونعرفة املشتدر نندا يف كل عرص نن اعصار االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ليكون‬
‫‪ 544‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل بصرىة يف اجلمع بنى االخبار املتعارضة وليسدل عليه التوفيق بيندا بحمل نا‬
‫يوافقدم عىل التقية فاهنا عمدة االسباب يف اختالف احا يثدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬رصح‬
‫به الشديدان يف « الذكرى » و « رشح اللمعة » وغرىمها وقد بسطنا الكالم يف ذلك يف «‬
‫رشح املفاتيح » فلرىاجع‪.‬‬
‫وانا اشرتاط كونه جمتددا نطلقا فغرى نسلم الثبوت و ليل اوهن نن بيت العنكبوت‬
‫بل جيوز تقليد نن اجتدد يف بعض املسائل فيام اجتدد فيه عىل الوجه املعترب كام اونأنا‬
‫إليه فيام تقدم وان كان فيام عداه عانيا حمضا كام يشدد به تتبع سرىة السلف وحديث ايب‬
‫خدجية كالرصيح يف ذلك حيث اكتفى فيه باشرتاط العلم بيشء نن القضايا واهلل العامل‪.‬‬
‫وقال يف جواب املسئلة اخلانسة نن كتابه « الذخرىة االبدية يف جواب املسائل االمحدية‬
‫» التي عنواهنا‪ :‬اين رجل نقلد وعندى شيخان نتساويان يف العلم والعمل ألن احدمها‬
‫اخباري واآلخر جمتدد عن اهىام أخذ يني؟‬
‫اجلواب‪ :‬الثقة باهلل وحده القول برتجيح احدمها عىل اآلخر بقول مطلق‬
‫ّل خيلو من اشكال ملا وقع من الفريقني خصوصا املتأخرين منهم من‬
‫اّلفراط والتفريط والزيادة والنقصان ثم رسى من األصول إىل الفروع‬
‫وقد اقام ك ّل فريق عىل ما اختاره حججا ودّلئل وصنفوا يف ذلك اسفارا‬
‫ورسائل واورد بعضهم عىل بعض ايرادات ومناقضات وشكوكات‬
‫ومعارضات واطال ك ّل عىل صاحبه لسان التشنيع ونسبه إىل الضالل‬
‫وختريب الدين واتباع سبيل املفسدين وقد حررت ما تيرس ي من الكالم‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪545‬‬

‫يف هذا الباب يف « رشح املفاتيح » وانقل ههنا مسئلة واحدة من مسائل‬
‫اخلالف بني املجتهدين واّلخباريني هي أم املسائل اخلالفيه بينهم ليتبني‬
‫لك ما نسبناه إليهم من اّلفراط والتفريط‪ .‬قال املجتهدون اّلد ّلة الرشعية‬
‫مخسة الكتاب والسنّة واّلمجاع ودليل العقل واّلستصحاب وزاد‬
‫بعضهم من انواع القياس اّلولوية ومنصوص العلة فصارت ستّة‬
‫(حاشيه‪ :‬ههنا امجال فيام نسب إىل اّلخباريني فان املناط عندهم القطع‬
‫وقد يعتمدون عىل اّلدلة القاطعة كانت من نصوص القرآن أو اّلخبار‬
‫أو الربهان القاطع العقيل ويعملون ببعض افراد اّلستصحاب والرباءة‬
‫رصح به املحقق‬
‫يف نفي الوجوب وما شابه ذلك مما دل عليه النصوص كام ّ‬
‫اّلسرتآبادي والفاضل العاميل يف فوائدهىام فلرياجع‪ .‬والقول باصالة‬
‫رصح الشيخ يف « العدّ ة » ومل نر يف‬
‫التحريم قول من األصوليني كام ّ‬
‫مصنفات اّلخباريني ترصحىا هبذا األصل نعم لبعضهم كالم يف حتريم‬
‫التتن ّل من جهة األصل بل ألدلة عندهم حسبوها كافية يف التحريم‬
‫والقول املشهور فيهم التوقف يف متشاهبات اّلحكام واّلحتياط يف‬
‫املوضوعات فتأمل‪ .‬حممد عفى عنه )‬
‫وقال اّلخباريون اّلمجاع ودليل العقل واّلستصحاب والقياس بانواعه‬
‫ك ّلها ساقطة ّل عمد عليها وّل التفات إليها والكتاب بالنسبة إىل اذهان‬
‫الرعية ك ّله متشابه ّل يفهم معناه وانام يفهم معناه من خوطب به فام وجد‬
‫‪ 546‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فرسا بطريق أهل البيت عملنا به وكان ذلك باحلقيقة عمال باحلديث‬
‫منه م ّ‬
‫وماعدا ذلك جىب السكوت عنه وكذا اّلحاديث النبوية ألن احاديث‬
‫رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله فيه ‪ -‬اخلاص والعام والناسخ واملنسوخ‬
‫واملجمل واملبني مثل القرآن كام ورد يف الروايات فانحرصت اّلدلة‬
‫الرشعية يف احاديث أهل البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فانظروا إىل هذا البعد‬
‫البعيد والتفاوت الشديد والتباين العريض املديد‪ .‬وأيضا فروايات أهل‬
‫البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬كثرية اّلختالف فام يوجد خربا اّلّ بازائه ما‬
‫رصح به الشيخ الطويس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف‬
‫يعارضه كام يشهد به اّلستقرا و ّ‬
‫« التهذيب » وقد ورد عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬انه عند تعارض الروايات‬
‫يعمل بخرب اّلوثق واّلصدق يف احلديث وغري ذلك من جهات الرتجيح‬
‫املأثورة يف مقبولة عمر بن حنظلة وغريها من الروايات وهي بحسب‬
‫التتبع تنحرص يف سبع أو ثامن والذي عول عليه املجتهدون يف باب‬
‫الرتجيح يشارف مخسني وجها واّلخباريون ينكرون تلك الوجوه‬
‫الزائدة ك ّلها بل منهم من ّل يلتفت غالبا إىل الوجوه املأثورة أيضا ويفتى‬
‫بالتخيري أو التوقف بمجرد وقوفه عىل ادنى منافات بني اخلربين ومن‬
‫مجلة افراطات رشذمة من اّلخباريني اهنم ذهبوا إىل ان األصل يف اّلشياء‬
‫التحريم فيام مل يرد فيه اذن خاص من الشارع فمنعوا من لبس الثياب عىل‬
‫غري اهليئة التي ثبت عن املعصومني ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬وكذلك اكل‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪547‬‬

‫اّلطعمة التي مل تعهد يف تلك اّلعصار وتسمية اوّلدهم باّلسامء التي مل‬
‫تثبت عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬التسمية هبا وكذلك يف سائر اّلبواب‬
‫ان العامل وما فيه ملك اهلل سبحانه وّل جىوز الترصف يف‬
‫استنادا منهم إىل ّ‬
‫ملك الغري اّلّ باذنه واذن قوامه املتلقني عنه‪ .‬هذا كالمهم و ّ‬
‫الذي اعتقده‬
‫واعول عليه هو ان الكتاب منه آيات حمكامت واخر متشاهبات كام اخرب‬
‫به تعاىل‪ .‬ولو كان كله متشاهبا مل يستقم هذا التقسيم فاملحكامت يعمل‬
‫هبا كام قال املجتهدون واملتشاهبات يرد علمها إىل اهلل والراسخني يف العلم‬
‫كام قاله اّلخباريون وما قاله بعضهم من ان املحكامت منحرصة يف ّام‬
‫الكتاب وام الكتاب منحرصة يف سورة الفاحتة فيبقى ما عدا الفاحتة‬
‫متشاهبا فكرباه ممنوعة كام بيناه يف الكتاب املذكور وغريه واّلخبار النبوية‬
‫مثل أخبار أهل البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬يف العمل هبا اذا مل يكن ثمة‬
‫معارضة واختالف ومعها فالرتجيح بالوجوه املاثورة عنهم ‪ -‬عليهم‬
‫السالم ‪ -‬ان امكن واّل فالتخيري أو التوقف واما اّلمجاع فان بلغ مبلغ‬
‫الذي يعرب برضورة املذهب عمل به وكان راجعا إىل السنّة وكذا دليل‬
‫السنة عول عليهام‬
‫العقل واّلستصحاب ان كانا عىل وجه يستفاد من ّ‬
‫واصالة التحريم ضعيفة جدا كام يظهر من دليلهم الواهى واملستفاد من‬
‫اآليات واّلخبار غري ذلك فانحرصت اّلدلة الرشعية يف الكتاب والسنة‬
‫ّل غري لكن بعد الفحص عن املخصص واملقيد واملبني واملعارض‬
‫‪ 548‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والتثبت يف مواقع اّلحتامل بحيث تسكن النفس ويطمئن اخلاطر وهذا‬


‫هو اّلمر بني اّلمرين الذي ينطبق عليه ادلة الطرفني ويندفع عنه‬
‫اّلبحاث الالزمة عىل ك ّل منهام وهي الطريقة التي سلكها أكثر مشاخينا‬
‫املحققني من املتأخرين مثل املوىل حممد باقر املجلي واملوىل حمسن‬
‫الكاشاين وآقا حسني اخلوانساري وولده مجال املحققني وجدّ ي العالمة‬
‫واملوىل ايب احلسن الغروي العاميل ص ‪ 84‬وغريهم ممن ّل حاجة إىل‬
‫تعدادهم اذ احلق اّلخذ بام قاد إليه الدّ ليل وان مل جىنح إليه اّل القليل وهي‬
‫طريقة املشايخ املتقدمني أيضا كام يستفاد بالتتبع مثل ثقة اّلسالم حممد‬
‫الصدوق حممد بن بابويه ومن تقدّ مهام كالشيخ امحد بن‬
‫بن يعقوب و ّ‬
‫حممد بن خالد الربقي والشيخ حممد بن احلسن الصفار وامثاهلم من‬
‫املعظمني ‪ -‬رضوان اهلل عليهم امجعني ‪ -‬واما اّلجتهادات املبتنية عىل‬
‫اآلراء والظنون والتمسك باملالزمات واملناسبات واّلستحسانات فقد‬
‫كان املتقدمون يف مندوحة عنها لكثرة ما اتصل إليهم من روايات أهل‬
‫البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬اذ ّ‬
‫قل حكم من اّلحكام الفرعية التي تعم هبا‬
‫البلوى مل يرد عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فيه اثر باخلصوص أو بالعموم وما‬
‫متس احلاجة إليها كثريا مل يتكلفوا‬
‫عدا ذلك من الفروع النادرة التي ّل ّ‬
‫البحث عنها وّل النظر فيها وّلجل ذلك اقترصوا عىل تأليف اّلخبار‬
‫وتدوين اّلحاديث وترتيبها وتبويبها ومل يتجردوا غالبا للنظر يف الفقه‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪549‬‬

‫وتقرير قوانني اّلجتهاد كام صنعه العلامء الذين نشؤا بعدهم رساية‬
‫وانتشارا إليهم من القوم الذين كانوا خمالطني هبم معارشين ومداخلني‬
‫هلم فاهنم كانوا مقترصين عىل اآلثار النبوية وهي قليلة جدّ ا بالنسبة إىل‬
‫ان كتاب‬
‫آثار أهل البيت حتى نقل الشهيد ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف « الذكرى » ّ‬
‫« الكايف » وحده يزيد عىل باقى صحاحهم الستّة متونا واسانيد‪.‬‬
‫انتدى خصوصا فيام يتعلق بالفقه النظري‪.‬‬
‫فقد نقل بعض علامئنا املتأخرين نن املتصدين لتتبع احا يث الطرفنى ان احا يثدم يف‬
‫االحكام الفرعية ال تتتجاوز مخسامئة حديثا ال غرى فلام كثرت الوقائع واعوزهتم‬
‫النصوص اضطروا عىل التعويل عىل االجتدا واالستمدا باالفكار واالنظار واول نا‬
‫حدث ذلك يف خالفة ايب بكر نقل صاحب « الفوائد املدنية » ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬نن كتاب‬
‫« املواعظ واالعتبار » للشيخ تقي الدين امحد بن عيل بن عبد القا ر الشافعي قال‪:‬‬
‫ان اهلل ملا ابتعث حممدا ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬رسوال إىل كافة الناس مجيعا عرهبم‬
‫وعتجمدم وهم كلدم أهل رشك وعبا ة لغرى اهلل اال بقايا نن أهل الكتاب وكان يف انره‬
‫‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬نع قريش نا كان حتى هاجر نن نكة إىل املدينة وكانت‬
‫الصحابة حوله جيتمعون إليه يف كل وقت نع نا كانوا فيه نن ضنك املعيشة وقلة القوت‬
‫فمندم نن كان حيرق ص ‪ 85‬يف االسواق ونندم نن كان يقوم عىل نخلة‪.‬‬
‫حاشيه‬
‫‪ 550‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول ‪:‬ال خىفى ان هذه اجلملة التي ذكرها ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف بيان عقيدته هي نذهب‬
‫مجيع املحدثنى يف هذا الزنان اال نا ندر نندم وهي التي كانت نعتقد الشديد ‪ -‬قدس‬
‫رسه ‪ -‬وعليدا فارق الدنيا ولعمرى اهنا هي الطريق املستقيم التي اذا سلكتدا حق‬
‫نسلكدا وو صل إىل جنة النعيم كام ؟؟؟؟ عىل الطبع السليم‪.‬‬
‫وحيرض رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله يف كل وقت نندم طائفة عند نا جتد ا نى فراغ مما‬
‫هم بسبيله نن طلب القوت فاذا طلب رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله عن نسئلة أو حكم‬
‫حيكم أو انر بيشء أو فعل شيئا عاه نن حرض عنده نن الصحابة وفات نن غاب عنه‬
‫علم ذلك اال ترى ان عمربن اخلطاب قد خفى عليه نا علمه جبل بن نالك بن النابغة‬
‫رجل نن االعراب نن هذيل يف ية اجلننى وكان يفتى يف زنن النبي صىل اهلل عليه وآله‬
‫نن الصحابه ابوبكر وعمر وعثامن وعىل وعبد الرمحن بن عوف وعبد اهلل بن نسعو‬
‫وابى بن كعب ونعاذ بن جبل وعامر بن يارس وحذيفة بن اليامنى وزيد بن ثابت وابو‬
‫الدر اء وابو نوسى األشعري وسلامن الفارسى ريض اهلل عندم فلام نات رسول اهلل‬
‫صىل اهلل عليه وآله واستخلف ابوبكر رض نفروا الصحابه فمندم نن خرج لقتال‬
‫نسيلمة واهل الر ه ونندم نن خرج جلدا أهل الشام ونندم نن خرج لقتال أهل‬
‫العراق وبقى نن الصحابة باملدينة نع ايب بكر عدة وكانت القضية اذا نزلت بابى بكر‬
‫قىض فيدا بام عنده نن العلم بكتاب اهلل وسنة رسول اهلل فاذا مل يكن عنده سال نن‬
‫حيرضه نن الصحابة فان وجد عندهم علام يف ذلك رجع إليه واال اجتدد يف احلكم فلام‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪551‬‬

‫نات ابوبكر ووىل انر االنه نن بعده عمر بن اخلطاب فتحت االنصار وزا تفرق‬
‫الصحابه فيام افتتحوه نن االقطار وكانت احلكونة تنزل يف املدينة أو يف غرىها نن البال‬
‫فان كان عند الصحابة احلارضين هبا يف ذلك اثر عن رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله حكم‬
‫به واال اجتدد انرى تلك املدينة يف ذلك وقد يكون يف تلك القضية حكم عن النبي صىل‬
‫اهلل عليه وسلم نوجو عند صاحب آخر يف بلد آخر وقد حرض املدنى نا مل حيرض‬
‫املرصى وحرض املرصى نا مل حيرض الشانى وحرض الشانى نا مل حيرض البرصى وحرض‬
‫البرصى نا مل حيرض الكوىف كل هذا نوجو يف اآلثار وفيام علم نن نغيب بعض‬
‫الصحابة عن جملس النبي صىل اهلل عليه وآله يف بعض االوقات وحضورغرىه فمىض‬
‫الصحابه ريض اهلل عندم عىل نا ذكرنا ثم خلف نن بعدهم التابعون االخذون عندم‬
‫وكل طبقة نن التابعنى يف البال التي تقدم ذكرها انام تفقدوا نع كل نن كان عندهم‬
‫نن الصحابة وكانوا ال يتعدون فتاوهىم اال اليسرى مما بلغدم عن غرى نن كان يف بال هم‬
‫نن الصحابة ريض اهلل عندم كاتباع أهل املدينة يف أكثر الفتاوى عبد اهلل بن عمر واتباع‬
‫أهل الكوفه يف أكثر الفتاوى عبداهلل بن نسعو واتباع أهل املكه فتاوى عبداهلل بن‬
‫عباس واتباع أهل نرص فتاوى عبداهلل بن عمرو بن العاص ثم اتى نن بعد التابعنى‬
‫رمحة اهلل عليدم فقداء االنصار كابى حنيفة وسفيان وابن ايب ليىل بالكوفة وابن جريح‬
‫بمكة ونالك وابن املاجشون باملدينة وعثامن البثى وسوار بالبرصة واالوزاعى بالشام‬
‫والليث بن سعيد بمرص فتجروا عىل تلك الطريقة نن أخذ كل واحد نندم عن التابعنى‬
‫‪ 552‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نن أهل بلده فيام كان عندهم إىل نا ار نا نقله واذا احطت خربا بان االجتدا كيف نشأ‬
‫ونتى نشأ وو ممن نشا ومل نشأ وتانلت فيام امجلنا لك نن نسائل املتجتددين واالخبارينى‬
‫يثبت ان طريقة االخبارينى الرصفة وان كانت أيضا زائغة عن سنن السدا وننحرفة‬
‫عن نندج الرشا اال اهنا يف اجلملة اقوم واسلم نن طريقه أهل االجتدا واحق بالقبول‬
‫والتعويل واالعتام واقرب إىل النتجاة واالحتياط غالبا والقول الفصل نا قدنناه وباهلل‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫وقال يف املسئلة اخلانسة والثالثنى‪ ،‬التي عنواهنا هل جيوزالعمل بخرب الواحد أم ال؟‬
‫اجلواب‪ :‬الثقة باهلل وحده ال كالم يف وجوب العمل باملتواتر وانا الواحد فينقسم إىل‬
‫حمفوف بالقرينة وغرى حمفوف هبا واالول يعمل به كاملتواتر وال كالم فيه أيضا وانام‬
‫الكالم يف الثاين قد اختلفوا فيه اختالفا عظيام والشيخ ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬نقل االمجاع عىل‬
‫العمل به وانكر ذلك السيد املرتىض ونقل االمجاع عىل عدم جواز العمل به ثم تعصب‬
‫لكل نندام طائفة نن الالحقنى فايدوا اوجدا نن الدالئل وصنفوا يف ذلك كتبا ورسائل‬
‫زيا ة عىل نا حرروه يف كتب األصول وقرروه يف النقض واالبرام نن املعقول واملنقول‬
‫ونحن نحرر نا بان لنا نن كالندام عىل وجه يرتفع به اخلالف نن البنى وينطبق عليه‬
‫اقاويل اجلانبنى ولنستأنف القسمة فاعلم ان اخلرب الواحد ينقسم اقسانا كثرىة ولنرشح‬
‫مجلة نندا وان تداخلدا بعض ببعض فمندا نا كان نطابقا لدليل العقل ونقتضاه ونندا‬
‫نا كان نطابقا لظاهر القرآن أو عمونه أو ليله خطابه أو فحواه ونندا نا كان نطابقا‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪553‬‬

‫للسنة املقطوع هبا نن جدة التواتر ونندا نا كان نطابقا ملا امجعت عليه الفرقة املحقة‬
‫وهذه االقسام االربعة نلحقة باملتواتر يف وجوب العمل هبا بال نزاع ويف افا هتا العلم‬
‫عند األكثر كام رصح به الشيخ يف « العدة » ويف « االستبصار » ونرا ه بدليل العقل نا‬
‫يبينه يف العدة بقوله الن االشياء يف العقل اذا كانت انا عىل احلظر أو االباحة عىل نذهب‬
‫قوم أو عىل التوقف عىل نا نذهب إليه فمتى ور اخلرب نتضمنا للحظر أو االباحة وال‬
‫يكون هناك نا يدل عىل العمل بخالفه وجب ان يكون ليال عىل صحة نتضمنه عند‬
‫نن اختار ذلك وانا عىل نذهبنا الذي نختاره نن الوقف فمتى ور اخلرب نوافقا لذلك‬
‫وتضمن وجوب التوقف كان ليال عىل صحة نتضمنه اال ان يدل ليل عىل العمل‬
‫باحدمها إىل اخر نا قال‪.‬‬
‫ونندا نا كان نوجو ا يف كثرى نن األصول االربعامئة التي نقلدا القدناء عن نشاخىدم‬
‫بطرقدم املتصلة إىل أصحاب العصمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وكانت نتداولة يف الصدر‬
‫السالف نعروفة يف تلك االعصار ربام يدخل هذا النوع أو بعضه يف املتواتر ونندا نا‬
‫كان نتكررا يف اصل أو اصلنى نندا فصاعدا بطرق خمتلفة واسانيد نتعد ة نعتربة ونندا‬
‫نا كان نوجو ا يف اصل نعروف االنتساب إىل احد اجلامعة الذين امجعت العصابة عىل‬
‫تصديقدم كزرارة وحممد بن نسلم والفضيل بن يسار وانثاهلم أو عىل تصحيح نا يصح‬
‫عندم واالقرار هلم بالثقة كصفوان بن حييى ويونس بن عبد الرمحن وامحد بن حممد بن‬
‫ايب نرص واشباهدم أو العمل برواياهتم كعامر بن نوسى الساباطي ونظرائه ممن عدهم‬
‫‪ 554‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الشيخ يف « العدة » كام سننقل عنه ونندا نا كان نندرجا يف احد الكتب التي عرضت‬
‫عىل االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فاثنوا عىل نمؤلفيدا ككتاب عبد اهلل بن عىل احللبي‬
‫املعروض عىل الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وكتايب يونس بن عبد الرمحن والفضل بن‬
‫شاذان املعروضنى عىل العسكري ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ونندا نا كان نوجو ا يف احد‬
‫الكتب التي شاع بنى السلف املوثوق هبا واالعتام عليدا مما كان نمؤلفوها نن الفرقة‬
‫الناجية االنانية ككتاب الصلوة حلريز بن عبد اهلل الستجستاين وكتب بني سعيد وعيل‬
‫بن ندزيار وارضاهبم وهذه االقسام اخلمسة أيضا كانت نعموال هبا عند القدناء‬
‫وارباب النصوص نن أصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ونن بعدهم نن ون ننكر‬
‫كذلك أو نتوقف فيه نقل ذلك الشيخ ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬قال يف الفصل املعقو للبحث‬
‫عن خرب الواحد بعد نقل االقوال وتزئيف حتجتجدا فانا نا اخرتته نن املذاهب فدو ان‬
‫خرب الواحد اذا كان وار ا نن طريق اصحابنا القائلنى باالنانة وكان ذلك نرويا عن‬
‫النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬أو عن احد االئمة ‪ -‬صلوات اهلل عليدم ‪ -‬وكان‬
‫ممن ال يطعن فيه ويكون سديدا يف نقله ومل يكن هناك قرينة تدل عىل صحتدا تضمنه‬
‫اخلرب ألنه اذا كان هناك قرينة تدل عىل صحه ذلك كان االعتبار بقرينة أو كان ذلك‬
‫نوجبا للعلم ونحن نذكر القرائن فيام بعد جاز العمل به والذي يدل عىل ذلك امجاع‬
‫الفرقة املحقة فانى وجدهتا جممعة عىل العمل هبذه االخبار التي رووها يف تصانيفدم‬
‫و ونوها يف أصوهلم ال يتناكرون ذلك وال يتدافعونه عىل ان واحدا نندم اذا افتى بيشء‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪555‬‬

‫ال يعرفونه سألوه نن اين قلت هذا فاذا اجاهبم عىل كتاب نعروف أو اصل نشدور‬
‫وكان رواية ثقة ال ينكر حديثه سكتوا وسلموا له االنر يف ذلك وقبلوا قوله هذه عا هتم‬
‫وستجيتدم نن عدد النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم ونن بعده نن االئمة ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬ونن زنان الصا ق جعفر بن حممد ‪ -‬عليدام السالم ‪ -‬الذي انترش العلم عنه‬
‫وكثرت الرواية نن جدته فلوال ان العمل هبذه االخبار كان جائزا ملا امجعوا عىل ذلك‬
‫وألنكروه ألن امجاعدم فيه نعصوم ال جيوز عليه الغلط والسدو‪ .‬إىل آخر نا قال‪.‬‬
‫ونندا نا كان نوجو ا يف يشء نن الكتب املعتمدة مما مل يكن نمؤلفوها نن الفرقة املحقة‬
‫ككتاب جعفر بن غياث القايض وكتاب احلسنى بن عبد اهلل السعدي وكتاب القليل‬
‫ص ‪86‬لعيل بن احلسنى الطاطري وانثال ذلك وهذا القسم أيضا نلحق عندهم‬
‫باالقسام السابقة قال الشيخ يف « الفدرست » ان كثرىا نن نصنفي اصحابنا واصحاب‬
‫األصول ينتحلون املذاهب الفاسدة وان كانت كتبدم نعتمدة‪.‬‬
‫وقال يف « العدة » ‪:‬‬
‫ان الطائفة عملت بام رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب والسكوين‬
‫وغريهم من العامة عن ائمتنا ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فيام مل ينكروه ومل يكن‬
‫عندهم خالفه‪.‬‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫عملت الطائفة باخبار الفطحية مثل عبد اهلل بن بكري وغريه والواقفية‬
‫مثل سامعة بن مهران وعيل بن ايب محزة وعثامن بن عيسى ومن بعد هؤّلء‬
‫‪ 556‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بنوفضال وبنو سامعة والطاطريون وغريهم مما مل يكن عندهم فيه‬


‫ّ‬ ‫مما رواه‬
‫خالف‪ .‬إىل اخر ما قال‪.‬‬
‫فتبنى ان هذه االقسام التسعه بارسها كانت نقبولة عند املتقدننى القرتاهنا بالقرائن‬
‫املوجبة للحكم بحصتدا أو صدق روايتدا واجلزم بصدورها عن املعصوننى ‪ -‬صلوات‬
‫اهلل عليدم ‪ -‬وان كانت نن باب اآلحا غرى ان الشيخ ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬ملا حرص املحفوف‬
‫بالقرينة يف االقسام االربعة التي بدئنا بذكرها كام رصح بذلك يف « االستبصار » ويف‬
‫فصل القرائن نن « العدة » بقيت االقسام االخر عنده عارية عن القرائن نع عمله هبا‬
‫أيضا وا عائه امجاع الطائفة عىل العمل هبا كام ظدر نن كلامته التي نقلناها ونندا نا عدا‬
‫االقسام املذكوره وهي تتنوع انواعا كثرىة غرى انه ال حاجة بنا إىل بياهنا والبحث عندا‬
‫بسبب ان االخبار املقبولة يف األصول والكتب التي عليدا املدار يف هذه االعصار أكثرها‬
‫نن االقسام السابقة‪.‬‬
‫قال السيد املرتىض ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف بعض نصنفاته عىل نا نقل عنه صاحب « املعامل »‬
‫و « املنتقى » ‪:‬‬
‫ان أكثر اخبارنا املروية يف كتبنا معلوم مقطوع عىل صحتها اما بالتواتر‬
‫ّ‬
‫من قبل اّلشاعة واّلذاعة و ّاما بامارة وعالمة دلت عىل صحتها وصدق‬
‫رواياهتا فهي موجبة للعلم مقتضية للقطع وان وجدناها مودعة يف الكتب‬
‫بسند خمصوص من طريق اآلحاد‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪557‬‬

‫ونن املعلوم ان الكتب التي شدد السيد بصحة أكثراخبارها بعضدا نوجو ة اآلن‬
‫نتواترة إلينا نن نصنفيدا نثل كتاب « الكايف » الذي ال يوجد له نظرى يف كتب االسالم‬
‫كلدا وكتب الصدوق التي عمدهتا كتاب « نن ال حيرضه الفقيه » وكتاب « املحاسن »‬
‫للشيخ امحد بن حممد بن خالد الربقي وكتاب « قرب االسنا » للشيخ حممد بن عبداهلل‬
‫بن جعفر احلمرىي وقيل انه لوالده وكتاب « بصائر الدرجات » للشيخ حممد بن احلسن‬
‫الصفار وانثاهلا نع ان كتب املتقدننى عىل ثقة االسالم أكثرها مما قد حصل الغنى عندا‬
‫بالكتب املتأخرة ولذا قل تداوهلا وزهد فيدا املتأخرون وانا نا اليوجد نندا اآلن‬
‫فاملفقو باحلقيقة انام هي الكتب باوضاعدا وترتيبدا وانا االخبار والروايات فموجو ة‬
‫بالفعل يف كتب الشيخ وغرىه اال نا ندر فاهنم ‪ -‬شكر اهلل سعيدم ‪ -‬مل يالوا جددا يف‬
‫تتبع نا هىم نن احا يث أهل البيت ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬والتقاطدا نن األصول املعتربة‬
‫القديمة وثبتدا فيام صنفوه نن الكتب اجلانعة ونن القطعيات العا ية ان تشخيص حال‬
‫كتب الروايات وَتييز املقبول نندا نن املر و كان عندهم يف غاية السدولة وهم اجل‬
‫قدرا نن ان نظن هبم انثال ذلك وعدم االلتفات إىل التمييز أو اهنم عرفوا املقبول نن‬
‫املر و وعمدوا إىل الفعل نن املر و واعرضوا عن املقبول أو نقلوا عندا مجيعا لكن‬
‫خلطوا بعضدا ببعض ومل ينتدوا عىل قانون يتبرص هبا الناظر يف َتييز احدمها عن اآلخر‬
‫ثم مل يكتفوا بذلك بل رصحوا يف كتبدم بام يزيد اعتزازا يف االعتام عىل هذه الكتب‬
‫املأخوذة نن الكتب املر و ة أو املخلوطة وحسب اهنم ارا وا ترويج كتبدم و لسوا‬
‫‪ 558‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل الناس فدشدوا لكتبدم بام شددوا لكن نا الذي حدى املتأخرين إىل تصديقدم يف‬
‫هذه الدعوى الكاذبة نع اهنم كانوا نتمكننى نن االعتبار واستكشاف حقيقة االنر‬
‫ونعرفة احلق نن الباطل وكيف قبلوا عندم هذه الكتب وساعدوهم عىل اهنا نأخوذة‬
‫نن األصول القديمة املعتربة املصنفة أكثرها يف اعصار االئمة بانرهم أو تقريرهم ‪-‬‬
‫عليدم السالم ‪ -‬ومل مل ينتدوا عىل زللدم يف هذا الكتاب كام فعلوا ذلك يف الفقديات‬
‫حيث خالفوهم فيدا كثرىا وانكروا عليدم واساؤا اال ب نعدم خصوصا ابن ا ريس‬
‫بالنسبة إىل الشيخ الطويس كام يعرف ذلك نن نظرىف كتاب « الرسائر » ولننقل بعضه‬
‫نن كلامت املشايخ املحدثنى ثم نتبعدا ببضعة نن كلامت املشايخ املتأخرين‪.‬‬
‫قال ثقة االسالم حممد بن يعقوب ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف يباجة « الكايف » ‪:‬‬
‫ّاما بعد‪ ،‬فقد فهمت يا أخي ما شكوت‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ان امورا قد اشكلت عليك ّل تعرف حقائقها ّلختالف الرواية‬
‫وذكرت ّ‬
‫فيها وانت تعلم ان اختالف الرواية فيها ّلختالف عللها واسباهبا وانك‬
‫ّل َتد بحرضتك من تذاكره وتعارضه ممن تثق بعلمه فيها وقلت انك‬
‫حتب ان يكون عندك كتابا جىمع من مجيع فنون علم الدين ما يكتفى به‬
‫املتعلم ويرجع إليه املسرتشد ويأخذ عنه من يريد علم الدّ ين والعمل به‬
‫الصادقني ‪ -‬عليهام السالم ‪ -‬والسنن القائمة التي‬
‫الصحيحة عن ّ‬
‫باآلثار ّ‬
‫عليها العمل وهبا يؤ ّدى فرض اهلل عزوجل وسنة نبيه ‪ّ -‬‬
‫صىل اهلل عليه‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪559‬‬

‫وآله وس ّلم ‪ -‬وقلت لو كان ذلك رجوت ان يكون ذلك سببا يتدارك اهلل‬
‫بمعونته وتوفيقه اخواننا واهل ملتنا ويقبل هبم إىل مراشدهم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫توخيت‬
‫وقد ي ّرس اهلل وله احلمد تأليف ما سألت وارجو ان يكون بحيث ّ‬
‫فمهام كان فيه من تقصري فلم تقرص نيتنا يف اهدائ النصيحة اذ كانت‬
‫واجبة ّلخواننا واهل م ّلتنا مع ما رجونا ان نكون مشاركني لكل من‬
‫اقتبس منه وعمل بام فيه يف دهرنا هذا ويف غابره إىل انقضاء الدنيا‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال الصدوق رئيس املحدثنى حممد بن بابويه املولو بدعاء صاحب الزنان كام هو‬
‫نذكور يف كتب الرجال يف يباجة « الفقيه » ‪:‬‬
‫وسألني يعنى رشيف الدين ابا عبداهلل ان اصنّف له كتابا يف الفقه واحلالل‬
‫واحلرام والرشائع واّلحكام موفيا عىل مجيع ما صنّف يف مضاه واترمجه بـ‬
‫« كتاب من ّل حىرضه الفقيه » ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده وبه اخذه‬
‫ويشرتك يف اجر من ينظر فيه وينسخه ويعمل بمودعه هذا من نسخه‬
‫ألكثرما صحبني من مصنفات وسامعه هلا وروايتها عىل ووقوفه عىل‬
‫مجلتها وهي مائتا ومخسة واربعني كتابا فاجبته ‪ -‬ادام اهلل توفيقه ‪ -‬إىل‬
‫ّلين وجدته أهال هلا وصنفت له هذا الكتاب حمذوف اّلسانيد لئالّ‬
‫ذلك ّ‬
‫يتكثر طرقه وان كثرت فوائده ومل اقصد فيه قصد املصنفني يف ايراد مجيع‬
‫ما رووه بل قصدت إىل ايراد ما افتى به واحكم بصحته واعتقد انّه حجة‬
‫‪ 560‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فيام بينى وبني ريب ‪ -‬عزوجل ‪ -‬ومجيع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة‬
‫وعليها العمل واليها املرجع مثل كتاب حريز بن عبداهلل السجستاين‬
‫وكتاب عبيد اهلل بن عىل احللبي وكتب عيل بن مهزيار اّلهوازي وكتب‬
‫احلسني بن سعيد ونوادر امحد بن حممد بن عيسى وكتاب نوادر احلكمة‬
‫تصنيف حممد بن امحد بن حىيى اّلشعري وكتاب الرمحة لسعد بن عبداهلل‬
‫وجامع شيخنا حممد بن احلسن بن وليد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ونوادر حممد بن ايب‬
‫عمري وكتاب « املحاسن » ّلمحد بن ايب عبداهلل الربقي ورسالة ايب ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬إىل وغريها من األصول واملصنّفات التي طرقي إليها معروفة يف‬
‫فهرست الكتب التي رويتها عن مشاخيي واساليف ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪-‬‬
‫وبالغت يف ذلك جهدي مستعينا باهلل ومتوكال عليه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ورصح الشيخ يف « العدة » بان نا اور ه يف كتايب االخبار فانام اخذه نن األصول‬
‫املعتربة‪.‬‬
‫ونقل صاحب « الفوائد الغروية » عن املحقق ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬ان احا يث كتب اصحابنا‬
‫نأخوذة نن أصول امجعت الطائفة املحقة عىل اهنا نعتمد عليدا‪.‬‬
‫وقال الشديد الثاين يف « رشح الدراية » عند ذكر عدم انحصار االخبار‪:‬‬
‫سموها األصول ثم‬
‫كان قد استقر امر املتقدمني عىل اربعامئة مصنّف ّ‬
‫تداعت احلال إىل ذهاب معظم تلك األصول و ّخلصها مجاعة يف كتب‬
‫خاصة تقريبا عىل املتناول واحسن ما مجع منها كتايب « الكايف » ملحمد بن‬
‫ّ‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪561‬‬

‫يعقوب الكليني و « التهذيب » للشيخ ايب جعفر الطويس واما «‬


‫اّلستبصار » فانّه اخرص من « التهذيب » غالبا وكتاب « من ّل حىرضه‬
‫الفقيه » حسن أيضا وكيف كان فاخبارنا ليست منحرصة فيها اّلّ ا ّن ما‬
‫خرج منها صار اآلن غري مضبوط وّل يك ّلف الفقيه بالبحث عنه‪ .‬انتهى‬
‫ملخصا‪.‬‬
‫وقال الشيخ هباء الدين يف « الوجيزة »‪:‬‬
‫كان قد مجع قدماء حمدثينا ما وصل إليهم من أحاديث ائمتنا ‪ -‬صلوات‬
‫اهلل عليهم ‪ -‬يف اربعامئة كتاب تسمى األصول ثم تصدّ ى مجاعة من‬
‫املتأخرين جلمع تلك الكتب وترتيبها تقليال لالنتشار وتسهيال عىل طالبي‬
‫مبوبة وأصوّل مضبوطة مهذبة مشتملة‬
‫تلك اّلخبار فالفوا كتبا مبسوطة ّ‬
‫عىل اّلسانيد املتّصلة باصحاب اّلئمة كـ « الكايف » وكتاب « من ّل‬
‫حىرضه الفقيه » و « التهذيب » و « اّلستبصار » و « اخلصال » و « مدينة‬
‫العلم » و « اّلماىل » و « عيون اّلخبار » وغريها واّلربعة اّلول هي التي‬
‫عليها املدار يف هذه اّلعصار‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وانت اذا وقفت عىل جممل نن جاللة قدر الكليني ورياسته يف املذهب حتى ان مجاعة‬
‫نن علامء العانة نندم ابن االثرى يف كتاب « جانع األصول » ذكروا انه كان املروج‬
‫ملذهب االنانية عىل رأس املائة الثالثة بعد نا ذكروا ان ابا جعفر الباقر ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬هو املتجد لذلك املذهب عىل رأس املائة االوىل وابا احلسن الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫‪ 562‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل رأس املائة الثانية وتأنلت فيام نقلنا نن قصده تعليم املتعلم وارشا املسرتشد‬
‫وزعمه انه مل يقرص يف اهداء النصيحة ورفع االشتباه عن السائل يف االنور التي كانت‬
‫قد اشكلت عليه وتوخيه ان يكون كتابا اصال يعمل به ويرجع إليه إىل انقضاء الدهر‬
‫ورجائه املشاركة يف الثواب ال اظنك تتوقف باحلكم بصحة نا نقله نن االخبار‬
‫ووجوب العمل والتمسك هبا وان كانت غرى صحيحة االسانيد عند بعض املتأخرين‬
‫خصوصا اذا انضم إىل ذلك شدا ة السيد املرتىض واملحقق والشديد الثاين والشيخ هباء‬
‫الدين وغرىهم ممن مل نذكرهم خمافة االطناب باهنا نأخوذة نن األصول القديمة التي‬
‫شدد الشيخ الطويس وغرىه بان العمل هبا كان جممعا عليه بنى أصحاب االئمة ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬ونن يليدم وكذلك القول يف كتب الصدوق والشيخ وان كان القول يف‬
‫الكتب االربعة سيام « الفقيه » و « الكايف » ابلغ ننه يف الباقي وكيف يتكل يف باب‬
‫االمجاع عىل عوى نثل ابن ا ريس واملحقق الشيخ عىل نع تأخرمها كثرىا عن االعصار‬
‫التي يمكن فيدا حصول العلم باالمجاع وال يتكل عىل ثقة االسالم والصدوق يف صحه‬
‫نا رووه يف كتابيدام نن االخبار نع ان العلم بصحة االخبار مل يكن ممتنعا بالنسبة إليدام‬
‫لتقا م عرصمها ووجو األصول القديمة واشتدارها اذ ذاك سيام نع شدا ة املشايخ‬
‫املذكورين هلام مما يستلزم ذلك ويقرب ننه القول يف احا يث كتابى الشيخ فلو سلمنا‬
‫كوهنا غرى نتواترة بالنسبة إلينا فال نسلم كوهنا آحا عارية عن القرائن اذ ال قرينة اقوى‬
‫نن شدا ة همؤالء املشايخ وأيضا ترى الشيخ يف بعض املواضع النا رة نن « التدذيب »‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪563‬‬

‫ير بعض االخبار باهنا آحا ال توجب علام وال عمال فلوال ان نا عداها بخالف هذا‬
‫الوصف ملا صحت هذه التفرقة وقبول نا قبل ور نا ر كام هو ظاهر واذا صح اهنا‬
‫حمفوفة بالقرينة نن استغنينا عن النظر يف هذا املبحث ولذا مل يلتفت إليه املتقدنون وانا‬
‫بحث السيد املرتىض يف « الذريعة » عن اخلرب الواحد وحتجيته انام هو ترصيح بعدم‬
‫وجو ه يف رواياتنا كام تقدم نقله عنه وتزئيف ملقاله نن قال هبا نن العانة وكذا الشيخ‬
‫يف « العدة » فانه ملا حرص املحفوف بالقرينة يف االربعة وعد االقسام االخر عارية عندا‬
‫تعرض حتجيتدا وا عى االمجاع عىل العمل هبا نقل صاحب « املعامل » عن املحقق قال‬
‫ذهب شيخنا ابوجعفر إىل العمل بخرب العدل نن رواة اصحابنا لكن لفظه وان كان‬
‫نطلقا فعند التحقيق يتبنى انه ال يعمل باخلرب نطلقا بل هبذه االخبار التي رويت عن‬
‫االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬و وهنا األصحاب الن كل خرب يرويه إناني جيب العمل به‬
‫هذا الذي تبنى يل نن كالنه ويدعى امجاع األصحاب عىل العمل هبذه االخبار حتى لو‬
‫رواه غرى االنانى وكان اخلرب سليام عن املعارض واشتدر نقله يف هذه الكتب الدائرة‬
‫بنى األصحاب عمل به انتدى‪.‬‬
‫واذا تأنلت فيام اور ناه ظدر لك اخلالف بنى السيد والشيخ انام هو يف احلقيقة خالف‬
‫قليل اجلدوى لتوافقدام عىل العمل هبذه االخباراملوجو ة غرى ان السيد يعدها نتواترة‬
‫أو آحا حمفوفة بالقرائن والشيخ يعد بعضدا عارية عن القرائن ويعمل هبا أيضا كام‬
‫تقدم وظدر لك أيضا اندفاع اعرتاضات كثرىة اعرتض هبا املتأخرون عىل الشيخ ناشئه‬
‫‪ 564‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نن سوء التدبر كام بينا نبذا نندا يف رشح املفاتيح وغرىه وتبنى لك أيضا ان نا ذكره كثرى‬
‫نن املتأخرين نن ان نا عدا املتواتر نن اخبارنا ال يثمر زيا ة عىل الظن نع انا نكلفون‬
‫بالعمل به فالبد نن ختصيص اآليات والروايات الناهية عن العمل بالظن والقول‬
‫والتدين بام ال يعلم بام كان يف األصول غرى نقبول عىل امجاله‪ .‬فان ارا وا بالظن نا يقابل‬
‫العلم القطعي الذي ال حيتمل النقيض عقال فمسلم ولكن ال حاجة اذن إىل التخصيص‬
‫املذكور بل االوىل يف التفىص عام يدل عىل املنع نن االخذ بالظن َتصيل الظن املندى‬
‫عنه ببعض االفرا القارصة نرتبتدا عام حيصل نن االخبار وان ارا وا نا يقابل العلم‬
‫العا ى أيضا كام هو اظدر اطالقات الظن واقرب إىل الذهن نن كالندم فمر و وذلك‬
‫ألن نن تأنل فيام ارشنا إليه نن حال الكتب املشدورة ونصنفيدا واجال النظر يف‬
‫الروايات وتتبعدا بوقت نتسع وقلب جمتمع ورأى تعاضد بعضدا ببعض يف الغالب‬
‫سيام الكتب االربعة خصوصا « الكايف » ثم « الفقيه » جيد يف نفسه سكونا وركونا إىل‬
‫العمل بام فيدا وحيصل له التسليم واالنقيا إىل قول ذلك والتدين به وهذه احلالة نن‬
‫الوجدانيات التي ال يليق املكابرة فيدا وال حيتاج إىل اقانة الدليل عليدا وليس نرا نن‬
‫قال بافا هتا العلم اال سكون النفس‪.‬‬
‫قال بعض االعالم نن املتأخرين‪:‬‬
‫اعلم ان لفظ العلم يطلق يف اللغة عىل اّلعتقاد اجلازم الثابت املطابق‬
‫للواقع وهذا يسمى علم اليقني وعلوم اّلنبياء واّلئمة ‪ -‬عليهم السالم‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪565‬‬

‫‪ -‬من هذا القبيل ويطلق أيضا عىل ما تسكن إليه النفس وتقىض العادة‬
‫بصدقه وهذا يسمى العلم العادى وحىصل بخرب الثقة الضابط املتحرز‬
‫عن الكذب بل وغري الثقة اذا علم من حاله انه ّل يكذب أو د ّلت القرائن‬
‫بالصدق عن يشء من‬
‫عىل صدقه كام اذا اخرب اّلنسان خادم له عرفه ّ‬
‫احوال منزله فانّه حىصل عنده من خربه حاله توجب اجلزم بام اخربه به‬
‫بحيث ّل يشك يف ذلك وليس له ضابط حىرصه بل مداره عىل ما حىصل‬
‫به التصديق واجلزم ومراتبه متفاوتة فر ّبام افاد اليقني عند قوم ما تسكن‬
‫إليه النفس عند آخرين بحسب القرائن واّلحوال وهذا هو الذي اعتربه‬
‫الشارع واكتفى به يف ثبوت اّلحكام عند الرعية واوجب عليهم العمل‬
‫به عند حصوله هلم كام يرشد إليه موضوع الرشيعة السمحه السهلة وقد‬
‫الصحابة واصحاب اّلئمة بخرب العدل الواحد وباملكاتبة عىل يد‬
‫عمل ّ‬
‫الشخص الواحد بل وبخرب غري العدل اذا دلت القرائن عىل صدقه وّل‬
‫يناىف َتويز العقل خالفه نظرا إىل امكانه كام ّل يناىف خربنا بحياة زيد‬
‫الذي غاب عنا حلظة َتويز موته فجأة ولو اعتربنا يف العلم عدم َتويز‬
‫النقيض عقال مل يتحقق لنا علم قط بوجود يشء مما غاب عنا أو حرض لنا‬
‫ويلزمنا الشك فيام رأيناه اآلن أ هو الذي رأيناه قبل أم عدم ذلك وهذا‬
‫غريه اوجده اهلل عىل شكله بل ر ّبام تطرق الشك إىل الرضوريات كام‬
‫تزعمه اّلشاعرة وهو سفسطة ظاهرة ومن تتبع كالم العرب ومواقع‬
‫‪ 566‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫لفظ العلم يف املحاورات جزم بان اطالق لفظ العلم عىل ما حىصل به‬
‫اجلزم عندهم حقيقة وانّه كىل مقول عىل افراده بالتشكيك وان ختصيصه‬
‫باليقني فقط اصطالح حادث ألهل املنطق دون أهل اللغة عىل الظواهر‬
‫دون هذه التدقيقات وحتقق ان الظن لغة هو اّلعتقاد الراجح الذي ّل‬
‫جزم معه اصال وأهل اللغة هم األصل يف تعيني هذه اّللفاظ للمعاين‬
‫خاصا بلغه العرب بل ك ّل اللغات كذلك ومن عرف‬
‫ّ‬ ‫وليس هذا‬
‫الفارسية ومواقع لفظ ميدانم الدال عىل معنى اعلم وگامن دارم الدال عىل‬
‫معنى الظن يف لغه الفرس ظهر له صحة ما قلناه والعلم هبذا املعنى قد‬
‫اعتربه األصوليون واملتكلمون يف اثبات كثري من قواعدهم كحجية‬
‫اّلمجاع وغريه وان رانك الشك فراجع رشح العضدى ورشح املواقف‬
‫ليظهر لك ذلك وهذا هو الذي عناه القدما بقوهلم ّل جىوز العمل يف‬
‫الرشيعة اّل بام يوجب العلم بذلك‪ .‬عىل ذلك تعريف السيد املرتىض‬
‫ريض اهلل عنه يف الذريعه للعلم حيث قال ما اقتىض سكون النفس وهذه‬
‫احلاله جىدها اّلنسان يف نفسه وقريب منه كالم الشيخ يف « العدة » فان‬
‫شئت فسمه علام وان شئت فسمه ظنا فال مشاحه يف العلم يف اّلصطالح‬
‫بعد ان تعلم انه كاف يف ثبوت اّلحكام الرشعية وقد كتب رسول اهلل‬
‫صىل اهلل عليه واله إىل امللوك نحو كرسى وقيرص مع الشخص الواحد‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪567‬‬

‫يدعوهم إىل اّلسالم وكان ذلك حجه عليهم حيث علموا صدق‬
‫الرسول من قرائن اّلحوال‪.‬‬
‫انتدى نا ار نا نقله وهو يف غايه اجلو ه والسدا ‪ ،‬جزاه اهلل خرىا فيام افا ‪ .‬انتدى كالنه‬
‫رفع نقانه‪.‬‬
‫وقال يف « األنوار اجللية » يف جواب املسالة احلا ي واخلمسنى نا لفظه‪:‬‬
‫والذي يقتضيه مرشب اّلخباريني التاركني لالنحراف والتخمني‬
‫املعولني عىل اجلزم واليقني هو ان العامل املستجمع للرشائط املعتربه يف‬
‫اّلفتا ّل تفاوت يف وجوب رجوع العوام إليه بني كونه حيا أو ميتا‪.‬‬
‫وقال يف « الذخر الرابع » ‪:‬‬
‫القياس تعديه احلكم املدلول عليه يف موضع اخر ّلشرتاكهام يف جامع هو‬
‫مناط احلكم ويسمى اّلول اصال والثاين فرعا واملشرتك عله وهي اما‬
‫منصوصه أو مستنبطه فان كان الفرع اوىل باحلكم ّلن العلة فيه اقوى‬
‫سمى باّلولويه وأكثر األصوليني من علامئنا عىل اعتبارها واعتبار‬
‫منصوص العلة وختطى ذلك قوم فعملوا بام عدا اّلولويه أيضا من‬
‫مستنبط العلة واصطلحوا يف تسميته عىل اجلاد طريق املسالتني واحلق‬
‫بطالنه بجميع انواعه لتواتر بذلك‪.‬‬
‫ثم ساق الروايات يف ذلك خصوصا يف الندى عن القياس االوىل إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 568‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فهذه اّلخبار شامله بعمومها مجيع انحائ القياس وبعضها نص يف‬


‫بطالن اّلولويه كام هو ظاهر‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫ال خىفى ان يف بعض املواضع النا رة يستفا نن اللفظ عرفا شمول احلكم ملا عدا ندلوله‬
‫اللغوي انا نن باب الله الفحوى أو غرىه وليس ذلك نن باب القياس يف يشء‪.‬‬
‫وصل املحقق ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬استفا ة َتريم مجيع انواع االذى الزائدة عىل التافيف نن‬
‫اخلطاب املحرم له نن هذا الباب نصرىا ننه إىل انه ننقول عن نوضوعه اللغوي إىل‬
‫املنع نن مجيع انواع االذى نستدال عليه باستفا ه ذلك املعنى نن اللفظ نن غرى توقف‬
‫عىل استحسان القياس‪.‬‬
‫ولبعضدم يف تصحيح القياس املنصوص العلة كالم حاصله ان االحكام الرشعية ثابته‬
‫للمصالح اخلفيه التي يكشف نندا الرشع فاذا نطق عىل عله علم اهنا هي املوجبه لثبوت‬
‫احلكم فحيث وجدت وجد واال لتخلف املعلول عن العله‪ .‬هذا ان سلم فانام هو يف‬
‫العلل العقلية ون الرشعية لتخلفدا عن العلل العقلية يف كثرى نن اللوازم كتوار علتنى‬
‫أو أكثر نندا عىل نعلول واحد شخىص كام ستعرفه يف نداخل االغسال واالجزا بفعل‬
‫الصاله املقتضيه عن َتيه املستجد ونحو ذلك‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪569‬‬

‫واحلاصل ننع كون العلل الرشعية بحيث يلزم نن وجو ها وجو املعلول ونن أكثر‬
‫التتبع فيدا وقف عىل مجله نندا مما يف كتاب « علل الرشايع » للصدوق ‪ -‬طاب ثراه ‪-‬‬
‫وغرى ذلك مل يبق له ريب يف ذلك‪.‬‬
‫قال السيد املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬يف « الذريعه » ‪:‬‬
‫العلل الرشعية انام تبتنى عن الدواعى إىل الفعل أو عن وجه املصلحه فيه وقد يشرتك‬
‫الشيئان يف صفة واحدة ويكون يف احدمها اعية إىل فعله ون االخر نع ثبوهتا فيه وقد‬
‫يكون نثل املصلحة نفسدة وقد يدعو اليشء إىل غرىه يف حال ون حال وعىل وجه‬
‫ون وجه وقدر ننه ون قدر‪ .‬هذا باب يف الدواعي نعروف وهلذا جاز ان يعطى الوجه‬
‫االحسان فقرى ون فقرى وان كان فيام مل يفعله الوجه الذي الجله فعلنا بعينه واذا‬
‫صحت هذه اجلمله مل يكن يف النص عىل العلة نا يوجب التخطئ والقياس وجرى‬
‫النص عىل العلة جمرى النص عىل احلكم يف قرصه عىل نوضعه وليس الحد ان يقول‬
‫اذا مل يوجب النص عىل العلة التخطى كان عبثا وذلك انه يفيدها واذا انه مل يكن بعلمه‬
‫لواله وهو نا له كان هذا القول املعنى نصلحه‪ .‬انتدى كالنه رفع نقانه‪.‬‬
‫وهو راجع إىل نا قلناه فيندفع نا اور عليه نن انا ال نسلم ان املرا بعلل الرشايع بيان‬
‫الداعى ووجه املصلحه بل املتبا ر نندا حيث يشدد احلال انسالخ اخلصوصيه نندا‬
‫تعلق احلكم هبا وتبعيته هلا ووجه الدفع ظاهر وقال فاعلم انه قد عرفت مما نر عليك‬
‫سابقا تواتر كتب اخبارنا مجيعا تواتر االربعة وغرىها وان كان االنر يف الكتب االربعة‬
‫‪ 570‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫واضح فانا ال اقترص يف املراجعة ملاخذ االحكام عليدا بل اجعل النظر فيام عداها أيضا‬
‫مما اختص بزيا ة االشتدار وان كان مل يبلغ نبلغ الكتب االربعة ككتاب « عيون اخبار‬
‫الرضا » وكتاب « علل الرشائع واالحكام » وكتاب « اكامل الدين واَتام النعمة »‬
‫وكتاب « التوحيد » وكتاب « االنايل واملتجالس » وكتاب « اخلصال » وكتاب « ثواب‬
‫االعامل » وكتاب « عقاب االعامل » وكتاب « نعاين االخبار » كلدا للشيخ الصدوق‬
‫االجل رئيس املحدثنى ايب جعفر حممد بن عيل بن احلسنى بن نوسى بن بابويه القمي‬
‫‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬فاهنا كلدا نن الكتب التي ال تقترص يف االشتدار كثرىا عن الكتب‬
‫االربعة كام هو ظاهر وكتاب قرب االسنا للشيخ اجلليل ايب جعفر حممد بن عبداهلل بن‬
‫جعفر بن احلسنى احلمرىي ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬رصح بذلك ابن ا ريس يف آخر « الرسائر‬
‫» ونقل عن حس ان الكتاب لوالده وهو راو له وكيف كان فدو نن الكتب املشدورة‬
‫املعتربة وكتاب « املحاسن » للشيخ الكانل امحد بن ايب عبداهلل حممد بن خالد الربقي ‪-‬‬
‫ريض اهلل عنه ‪ -‬فانه نن األصول املعتربة التي نقل عندا الكليني ونن تأخر عنه وكتاب‬
‫« االحتتجاج » للشيخ احلافظ ايب ننصور امحد بن عيل بن ايب طالب الطربيس ‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنه ‪ -‬وهو أيضا نعروف ال ينكر وربام نقلت نن « بصائر الدرجات » للشيخ املتقدم‬
‫حممد بن احلسن الصفار ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬فانه أيضا مما نقل عنه الكليني وغرىه ونن‬
‫كتاب « نكارم االخالق » للشيخ ايب نرص احلسن بن عيل بن الفضل الطربيس ‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنه ‪ -‬فانه أيضا نن الكتب املقبولة انتدى الخ‪.‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪571‬‬

‫قال يف « الذخر الرابع » يف ذكر االقوال يف صاله اجلمعة اخلانس الوجوب العيني‬
‫نطلقا كام تدل عليه االخبار املستفيضة السابقة واآلتية وغرىمها نع خلومها عن‬
‫املعارض ونطابقتدا لظاهر الكتاب الكريم وهو قول املفيد والشيخ فيام عدا كتبه‬
‫املذكوره وظاهره يف اخلالف والصدوق والكليني والشيخ امحد بن ايب عبد اهلل الربقي‬
‫والقايض ايب الفتح الكراجكي والشيخ عام الدين الطربيس واحللبي وغرىهم كام حكى‬
‫عندم الشديد الثاين ونن املتأخرين عن الشديد الثاين وابنه الشيخ حسنى بن عبد الصمد‬
‫والسيد عىل الصانع واملوىل عبد اهلل التسرتي والسيد حممد واملوىل حممد باقر اخلراساين‬
‫والشيخ عبد النبي اجلزائري واملوىل حممد تقى املتجليس وابنه وجدي يف رشوح «‬
‫التدذيب » و « االستبصار » و « الغواىل » و « رسالة الصلوة » وغرىها والشيخ سليامن‬
‫البحراين والشيخ حممد احلر والشيخ عبداهلل بن صالح البحراين واملصنف يعنى‬
‫صاحب « املفاتيح » والشارح يعنى اآلقا ها ي ‪ -‬رضوان اهلل عليدم امجعنى ‪ -‬وغرىهم‬
‫مما ال حاجة إىل تعدا هم اذ احلق االخذ بام قا إليه الدليل وان مل جينح إليه اال القليل‪.‬‬
‫وقال يف « التحفة السنية يف رشح النخبة املحسنية » يف باب الرشائط نا لفظه‪:‬‬
‫واخذ فقه احكامها بالطرق املضبوطة من املعصوم ّلنه املامون من اخلطا‬
‫رب‬
‫والكذب ولو بوسائط موثوقني سواء كانوا من أهل النظر أم ّل اذ ّ‬
‫حامل فقه إىل من هو افقه منه سواء كانوا احياء أم ّل امواتا عند املصنف‬
‫ومن وافقه من املحققني فان موت اّلحكام اّلهلية بموت نقلتها غري‬
‫ان حالل حممد حالل إىل يوم القيامة وحرامه حرام إىل يوم‬
‫معقول مع ّ‬
‫‪ 572‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫القيامة ومن اوثق الوسائط الكتب املعتمدة املشتملة عىل احاديثهم ‪-‬‬
‫عليهم السالم ‪ -‬سيام كتاب الكايف لثقة اّلسالم ثم كتب الصدوق‬
‫املقرره من معرفة املقدمات وكثرة التتبع‬
‫ّ‬ ‫والشيخ لكن برشوطها‬
‫مر بياهنا‬
‫والفحص البالغ عن املعارضات واجلمع بالوجوه املاثورة التي ّ‬
‫ان‬
‫فان اّلختالف واملعارضة يف روايات ائمتنا ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬كثرية و ّ‬
‫ّ‬
‫من املخالفني من اختذ ذلك حجة علينا اذ ق ّلام يوجد خرب اّلّ وبازائه ما‬
‫يضاده كام ذكر الشيخ و ّ‬
‫تدل عليه املامرسة والرشط اّلعظم ؟؟؟ ص‬
‫‪89‬كالذهن املعرب عنه بالقوة القدسية وهي حمال الغرور الخ‪.‬‬

‫[املوىل عبدالله التوني]‬


‫ونندم املوىل اجلليل النبيل االواه املوىل عبداهلل التوين اخلراساين وهو ان جوز االجتدا‬
‫فباملعنى املتفق عليه نن الرتجيح كام سيظدر لك نن عبارته وعند التحقيق هو نن‬
‫املحدثنى ونا كان نن املتجتددين‪.‬‬
‫ومما يدل عىل خمتاره يف رشحه الكبرى فمندا نا قال‪:‬‬
‫احلق ان اخلطابات الوار ه بصيغة النداء وكلمة اخلطاب كالكاف والباء وغرى ذلك مما‬
‫خلقه اهلل يف امللك ونحوه وانره بانزاله إىل السامء الدنيا يف ندة أو يف ليلة القدر ونندا‬
‫إىل النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬يف ندة نديدة بالتدريج ليبلغ هو واوصيائه نن‬
‫عرتته ‪ -‬صلوات اهلل عليه وعليدم امجعنى ‪ -‬إىل انته إىل يوم القيانة ليست خمتصة‬
‫باملوجو ين يف زنن الوحي بحيث يكون كل خطاب نندا بمن استتجمع رشائط‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪573‬‬

‫التكليف يف حنى نزوله وال يكون شانال ملن تأخر كاخلطابات امللكية ملن تولد حنى‬
‫توطن النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬باملدينة وال خمتصة بحارضي جمليس النبي ‪-‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬حنى قرائتدا خالفا لألكثر ممن صنف يف األصول نن الشيعة‬
‫والنواصب حيث جعلوها خمتصة باملوجو ين يف زنن اخلطاب أو بحارضي جملس‬
‫الوحي وجعلوا ثبوت حكمدا ملن بعدهم بدليل اخر كامجاع أو نص أو قياس ال‬
‫يساعده الظواهر نن غرى نعارض اال الشبدة الواهية للخصم وهي انور‪:‬‬
‫االول‪ :‬احتتجاج العلامء قديام وحديثا حتى االئمة ‪ -‬علديم السالم ‪ -‬بتلك اخلطابات‬
‫نن غرى ذكر امجاع أو نص أو قياس عىل االشرتاك نع ان اخلصم نعرتف بعدم ظدور‬
‫نستند الرشكة ولذا اختلفوا فقيل نستنده االمجاع وقيل بل القياس ولو مل يعم تلك‬
‫اخلطابات مل يصح ذلك اال بعد ايرا نا هو العمده نن االمجاع أو القياس و عوى‬
‫ظدور املستند بحيث يعلمه كل احد نن اخلصوم مما حيكم البداهة بفسا ه وكيف خىفى‬
‫هذا اخلفاء نا كان ظاهرا هذا الظدور وكيف جيوزعىل اهلل تعاىل اخفاء نستند كل‬
‫تكاليف نن وجد بعد النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬تعاىل اهلل عن ذلك علوا‬
‫كبرىا‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ورو الروايات يف كثرى نن تلك اخلطابات باهنا نزلت يف مجاعة نشأوا بعد النبي‬
‫‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم – ‪.‬‬
‫‪ 574‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الثالث‪ :‬ورو ها يف كثرى نندا باهنا نزلت يف االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وان اخلطاب‬
‫إليدم ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ورو االنر بقول لبيك ربنا عند قرائة قوله تعاىل‪« :‬يا اهىا الذين آننوا» وقول ال‬
‫يشء نن آالء ريب اكذب عند قوله تعاىل‪َ « :‬فبِ َأي َآال ِء رب ُكام ُتك َِّذب ِ‬
‫ان» وغرى ذلك مما هو‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ِّ‬
‫نذكور‪.‬‬
‫اخلانس‪ :‬الظواهر وهي كثرىة نندا قوله لينذركم به ونن بلغ‪.‬‬
‫ونندا قوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬يف خرب الغدير فليبلغ الشاهد الغائب‪.‬‬
‫ونندا نا رواه ابن بابويه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف العيون بسنده عن الرضا عن ابيه عليدام السالم‬
‫ان رجال سأل ابا عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا بال القرآن ال يز ا عىل الدرس اال‬
‫غضاضه فقال ان اهلل تبارك وتعاىل مل جيعله لزنان ون زنان واناس ون اناس فدو يف‬
‫كل زنان جديد وعند كل قوم غض إىل يوم القيانة‪.‬‬
‫ونندا نا رواه الكليني ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بسنده عن ايب بصرى قال‪ :‬قلت اليب عبد اهلل ‪ -‬عليه‬
‫‪1‬‬
‫السالم ‪ -‬انام انت ننذر ولكل قوم ها ‪.‬‬
‫إىل ان قال ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫يا ابا حممد لوكانت اذا نزلت آية عىل رجل ثم نات ذلك الرجل ناتت االيه نات‬
‫الكتاب ولكنه حى جيرى فيمن بقى كام جرى فيمن نىض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪575‬‬

‫ونندا نا رواه يف الصحيح عن ايب جعفر قال قال رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم‬
‫‪ -‬اوىص الشاهد نن أنتي والغائب نندم ونن يف اصالب الرجال وارحام النساء إىل‬
‫‪1‬‬
‫يوم القيانة ان يصل الرحم‪ .‬احلديث‪.‬‬
‫وغرى ذلك نن الروايات‪ .‬احتج اخلصم بانا نعلم بداهة انه ال يقال للمعدوننى يا اهىا‬
‫الناس ونحوه بل للصبي واملتجنون‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬اوال‪ :‬تسليم ذلك يف املعدوننى فقط ال املخلوط نن املوجو ين واملعدوننى‬
‫وهلذا صح خطاب الغائبنى فقط بمثل يا اهىا الناس ون املركب نن الغائبنى‬
‫واحلارضين كام يف أكثر خطابات الرؤسا واحلكامء وغرىهم‪.‬‬
‫وثانيا‪ :‬تسليم ذلك فيام اذا تكلم املخاطب نشافدة ال فيام اذا نزل اخلطاب بصورت‬
‫املشافدة وانر مجاعة واحدة بعد واحد وتبليغ ذلك إىل نكلفي زناهنم ويكون ذلك‬
‫حمفوظا يف الكتب يرجع إليه نن يريد وهلذا جيوز الوصية باالوانر والنواهي نكتوبة يف‬
‫طوانرى إىل نن انتسب إىل املوىص بعده بطون وقد وقع ذلك يف وصية انرى املمؤنننى ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬وغرىه نن غرى شائبة قبح اصال ويف الصبي واملتجنون أيضا نقول انه‬
‫جيوز خطاهبم يف مجاعة بخطاب يفدمونه وعند استتجامعدم برشائط اخلطاب اذا علم‬
‫املخاطب اهنم يصرىون هبذه املنزلة ويعلم بقاء خطابه وال شك وال شبدة يف جواز ان‬
‫يكتب االنسان كتابا فيه خطابات واوانر ونواهى لكل ويدفعه إىل انسان ويقول ان هذه‬

‫‪1‬‬
‫‪ 576‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اخلطابات واالوانر والنواهي ملن اطلع عىل كتابى وينبغى ان يبلغدا إىل الناس ثم نن‬
‫بعدك ولدك ثم ولد ولدك وهكذا وال يتوقف العقل يف ان املخاطب حينئذ هو كل نن‬
‫اطلع عليدا نوجو ا كان وقت تصنيف الكتاب أو نعدونا‪ .‬بل نقول ال فرق بنى‬
‫خطاب الغائب واملعدوم نع ان خطابات الكتب واملراسيل كلدا نن قبيل خطاب‬
‫الغائب كام ال خىفى‪.‬‬
‫ونحن نقول ان خطابات القرآن نن هذا القبيل ملا نر ويويده حديث الصحف االثنى‬
‫عرش املنزلة عىل النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬واالئمة االثنى عرش ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬اذ يف كل نندام اوانر ونواهي إلنام نن االئمة وأيضا خطابات املصنفنى نثل‬
‫قوهلم اعلم وتأنل وتدبر ونحو ذلك نن هذا القبيل واعلم ان الغرض نن هذه املسئلة‬
‫وذكرها بيان احلق فيدا واال فاحلق انه ال ترتب عليدا اثراذ الظاهر َتقق االمجاع عىل‬
‫نساواة كل االنة يف التكاليف التي ور هبا النصوص وقد قال الصا ق ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬يف رواية ايب عمرى والزبيدي يف اجلدا ألن حكم اهلل يف االولنى واآلخرين وفرائضه‬
‫عليدم سواء اال نن عله أو حا ث يكون‪ .‬واالولون واآلخرون أيضا يف اجلميع‬
‫احلوا ث رشكاء والفرائض عليدم واحده يسال اآلخرون عن ا اء الفرائض كام يسأل‬
‫‪1‬‬
‫عنه االولون وحياسبون كام حياسبون به احلديث‪.‬‬
‫وقال يف املبحث الثاين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪577‬‬

‫اختلفوا يف جواز التمسك بالعام قبل البحث عن خم ّصصه ويف مبلغ‬


‫البحث عنه فقيل جىب البحث حتى حىصل الظن بعدمه وقيل حتى‬
‫حىصل القطع واألكثر عىل عدم اجلواز حتى انه نقل اّلمجاع عليه وما‬
‫استدلوا به غري منقح واّلوىل اّلستدّلل عليه‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وحال اّلمجاع عندنا يف مثل هذه املسائل غري خفى ويمكن اّلستدّلل‬
‫عىل اجلواز بأن علامء اّلعصار يف مجيع اّلمصار مل يزالوا يستدلون يف‬
‫املسائل بالعمومات من غري ذكر ضميمة نفي املخصص ولو مل يصح‬
‫التمسك بالعام قبل البحث عن املخصص لكان للخصم ان يقول العام‬
‫ّل يكفى يف اثبات هذه املسئلة وّل علم ي ببحثك عن املخصص الذي‬
‫يوجب انتفاؤه دخول هذا الفرد املتنازع فيه فيفحم املستدل عن اثباته عىل‬
‫اخلصم‪ .‬وأيضا األصول اّلربعامئة التي كانت معتمد أصحاب اّلئمة ‪-‬‬
‫علهيم السالم ‪ -‬مل تكن موجودة عند أكثر اصحاهبم بل كان عند بعضهم‬
‫واحد وعند البعض اثنان والثالثة واّلربعة واخلمسة ونحو ذلك واّلئمة‬
‫‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬كانوا يعلمون ان كل واحد من اصحاهبم يعمل يف‬
‫اّلغلب بام عنده من األصول ومعلوم ان البحث عن املخصص ّل يتم‬
‫بدون حتصيل مجيع تلك األصول فلو كان واجبا لورد عن اّلئمة امر‬
‫‪ 578‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان جل‬
‫بتحصيل كل تلك األصول وهنى عن العمل ببعضها اذ معلوم ّ‬
‫اّلحكام من قبل العمومات واملطلقات املحتملة للتقييد الخ‪.‬‬
‫وقال يف البحث الثالث‪:‬‬
‫واّلوىل التوقف يف ختصيص القرآن بخرب الواحد للشك يف وجوب اتباع‬
‫ما يفهم من ظاهر القرآن عىل اّلطالق وحجية خرب الواحد عىل اّلطالق‬
‫واما القرآن فألمور‪:‬‬
‫اّلول‪َ :‬تويزنا كون عمومات القرآن حني نزوهلا مقرتنة بقرائن يظهر‬
‫املقصود هبا للمخاطبني يف ذلك الوقت ومع ذلك التجويز فال يعلم‬
‫حجية تلك الظواهر بالنسبة الينا‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬لزوم طرح أكثر اّلخبار املروية يف كتبنا اّلخبارية مما ورد يف‬
‫تفسري اآليات واّلحكام ويظهر ذلك ملن تتبع الكتب اّلربعة وغريها‬
‫سيام « الكايف » و « تفسري عيل بن ابراهيم » و « عيون اخبار الرضا » فان‬
‫ثلثيها بل اربعة امخاسها مما خيالف الظواهر الذي يفهم بحسب الوضع‬
‫صىل اهلل عليه وآله وس ّلم ‪ -‬والنهار‬
‫اللغوي كام فرس الشمس بالنبي ‪ّ -‬‬
‫بعيل بن ايب طالب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬والليل بفالن وفرس السكارى بسكر‬
‫القوم وغري ذلك مما هو أكثر من ان يعدّ وحىىص‪.‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪579‬‬

‫الثالث‪ :‬الروايات التي ّ‬


‫تدل عىل حرصعلم القرآن يف النبي واّلئمة ‪-‬‬
‫عليهم السالم ‪ -‬مما رواه الكليني عن الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬انام يعلم القرآن من خوطب به‪.‬‬
‫ونندا نا رواه يف كتاب الروضة بسنده عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث طويل‬
‫واعلموا انه ليس نن علم اهلل وال ِنن أنره أن يأخذ أحدٌ نن خلق اهلل يف ِ ِ‬
‫ينه َهبوى وال‬
‫رأى وال نقائيس قد انزل اهلل القرآن وجعل فيه تبيان كل يشء وجعل للقرآن ولعلم‬
‫القرآن اهال ال يسع أهل علم القرآن الذين اتاهم اهلل علمه ان ياخذوا فيه هبوى وال‬
‫رأى وال نقائيس اغناهم اهلل تعاىل عن ذلك بام اتاهم نن علمه وخصدم به ووضعه‬
‫عندهم كرانة نن اهلل اكرندم هبا وهم أهل الذكر الذين انر اهلل هذه االنة بسمؤاهلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫احلديث‪.‬‬
‫ونندا نا رواه يف األصول بسنده عن الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال رسول اهلل صىل‬
‫اهلل عليه وآله وسلم نن عمل باملقائيس فقد هلك واهلك ونن أفتى الناس وهو ال‬
‫‪3‬‬
‫يعلم الناسخ نن املنسوخ واملحكم نن املتشابه فقد هلك وأهلك‪.‬‬
‫واختصاص علم ذلك باالئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ظاهر والظاهر ان املحكم نا اريد ننه‬
‫ظاهره واملتشابه نا اريد ننه غرى ظاهره ال نا ذكروه يف كتب األصول نن ان املحكم نا‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 580‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫له ظاهر واملتشابه نا ال ظاهر له كاملشرتك‪ .‬لقوله تعاىل‪َ « :‬ف َأ َّنا ا َّل ِذي َن ِيف ُق ُل ِ‬
‫وهبِ مم َز مي ٌغ‬
‫ون َنا ت ََشا َب َه ِننم ُه ا مبتِ َغا َء ا مل ِف متن َِة »‪ 1‬اآليه‪ .‬اذ اتباع املتشابه باملعنى الذي ذكروه غرى‬
‫َف َيتَّبِ ُع َ‬
‫نعقول‪.‬‬
‫ونندا نا رواه بسنده عن انرى املمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث طويل يدعى فيه‬
‫اختصاص العلم باالحكام به فام نزلت عىل رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪-‬‬
‫آية نن القرآن اال اقراها وانالها عىل فكتبتدا بخطي وعلمني تأويلدا وتفسرىها‬
‫وناسخدا وننسوخدا وحمكمدا ونتشاهبدا وخاصدا وعاندا و عى اهلل ان يعطيني‬
‫‪2‬‬
‫فدمدا وحفظدا‪ .‬احلديث‪.‬‬
‫ونندا نا رواه بسنده عن نعاوية بن عامر عن احدمها ‪ -‬عليدام السالم ‪ -‬يف قوله تعاىل‬
‫ونا يعلم تأويله اال اهلل والراسخون يف العلم‪ 3.‬فرسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم‬
‫‪ -‬افضل الراسخون يف العلم قد علمه اهلل تعاىل مجيع نا انزل عليه نن التنزيل والتأويل‬
‫ونا كان اهلل لينزل شيئا مل يعلمه تأويله واوصيائه نن بعده يعلمونه كله والذين ال‬
‫يعلمون تأويله اذا قال العامل فيدم يعلم فاجاهبم اهلل بقوله يقولون آننا به كل نن عند‬

‫‪ - 1‬آل عمران‪7 ،‬‬


‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪581‬‬

‫ربنا والقرآن خاص وعام وحمكم ونتشابه وناسخ وننسوخ فالراسخون يف العلم‬
‫‪1‬‬
‫يعلمونه‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عن نسلمة بن حمرز قال‪:‬‬
‫سمعت ابا جعفر ‪ -‬عليه السالم – يقول‪ :‬ان نن علم نا اوتينا تفسرى القرآن واحكانه‬
‫‪2‬‬
‫وعلم بغرى الزنان وحدثناه‪ .‬احلديث‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عن الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث طويل‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫انا انه رش عليكم ان تقولوا بيشء نا مل تسمعوه ننا‪ .‬احلديث‪.‬‬
‫ونندا نا رواه يف تفسرى انا انزلناه عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فكذلك مل يمت حممد‬
‫‪ -‬صىل اهلل عليه واله وسلم ‪ -‬إال وله بعيث نذير‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإن قلت‪ :‬ال فقد ضيع رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬نن يف أصالب‬
‫الرجال نن أنته‪.‬‬
‫قال‪ :‬ونا يكفيدم القرآن ؟‬
‫قال‪ :‬بىل ! إن وجدوا له نفرسا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ونا فرسه رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬؟‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 582‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قال‪ :‬بىل ! قد فرسه لرجل واحد‪ ،‬وفرس ألنته شأن ذلك الرجل وهو عيل بن أيب طالب‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬احلديث‪.‬‬
‫ونندا نا رواه الشيخ بسنده عن عىل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال يا أهىا الناس اتقوا اهلل وال‬
‫تفتنوا الناس بام ال تعلمون‪ ،‬فإن رسول اهلل صىل اهلل عليه واله وسلم قد قال قوال آل‬
‫ننه إىل غرىه وقد قال قوال نن وضعه يف غرى نوضعه كذب عليه فقام علقمة وعبيدة ا‬
‫واالسو واناس نندم وقالوا‪ :‬يا أنرى املمؤنننى فام نصنع بام قد خربنا به يف املصحف ؟‬
‫‪2‬‬
‫قال‪ :‬يسأل عن ذلك علامء آل حممد ‪ -‬صىل اهلل عليه واله ‪. -‬‬
‫ونندا نا ور ان تفسرى القرآن بالرأي غرى جائز‪ ،‬حتى قال الطربيس يف جممعه واعلم ان‬
‫اخلرب قد صح عن النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬وعن االئمة القائمنى نقانه ‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫عليدم السالم ‪ -‬ان تفسرى القرآن ال جيوز اال باالثر الصحيح والنص الرصيح‪.‬‬
‫وروى العانة عن النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬انه قال نن فرس القرآن برأيه ‪،‬‬
‫فأصاب احلق ‪ ،‬فقد أخطأ فيه قالوا وكره مجاعة نن التابعنى القول يف القرآن بالرأي‬
‫كسعيد بن املسيب وعبيدة بن السلامين ونافع وسامل بن عبد اهلل وغرىهم‪ .‬انتدى كالنه‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪583‬‬

‫وقال شك يف حتجية خرب الواحد عىل االطالق فألن عمدة ا لته حتجية االمجاع وهو‬
‫فيام نحن فدى غرى نتحقق ملا عرفت نن االختالف ولورو الروايات بطرح نا خالف‬
‫القرآن كرواية السكونى عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال رسول اهلل صىل اهلل‬
‫عليه وآله وسلم ان عىل كل حق حقيقة وعىل كل صواب نورا ‪ ،‬فام وافق كتاب اهلل‬
‫فخذوه ونا خالف سنة رسول اهلل فدعوه وعن ابن ايب يعفور قال سألت ابا عبد اهلل ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬عن اختالف احلديث يرويه نن نثق به ونندم نن ال نثق به‪ ،‬قال‪ :‬إذا ور‬
‫عليكم حديث فوجدتم له شاهدا نن كتاب اهلل أو نن قول رسول اهلل – صلی اهلل عليه‬
‫‪1‬‬
‫وآله ‪ -‬وإال فالذي جاءكم أوىل به‪.‬‬
‫وصحيحة أيوب بن احلر قال‪ :‬سمعت أبا عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يقول‪ :‬كل يشء‬
‫نر و إىل كتاب اهلل والسنة‪ ،‬وكل يشء ال يوافق كتاب اهلل فدو زخرف وصحيحة هشام‬
‫بن احلكم وغرىه عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال خطب النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله‬
‫وسلم ‪ -‬بمنى فقال أهىا الناس نا جاءكم عني يوافق كتاب اهلل فأنا قلته‪ ،‬ونا جاءكم‬
‫خىالف كتاب اهلل فلم أقله‪.‬‬
‫ونوثقة ايوب بن راشد عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نا مل يوافق نن احلديث‬
‫‪2‬‬
‫القرآن فدو زخرف‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 584‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويمكن اجلمع بحمل هذه االخبار عىل االخبار النبوية التي وهنا العانة أو محل‬
‫املخالفه عىل نا اذا كان نضمون اخلرب نبطال حلكم القرآن بالكلية والتخصيص بيان ال‬
‫خمالفة أو املرا بطالن اخلرب املخالف للقرآن اذا علم تفسرى القرآن باالثر الصحيح اذ ال‬
‫شك يف بطالن املخصص اذا كان ارا ه العموم نن القرآن نعلونا بالنص الرصيح‬
‫واملخالفة بدون ذلك غرى نعلونة ملا عرفت وان كان تأويل االخبار اال لة أيضا ممكنا‬
‫بان العلم بكل القرآن ننحرص يف االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬لكن الظاهر انه خالف نا‬
‫اعتقده علامئنا االولون‪.‬‬
‫قال ابن بابويه يف كتاب « نعانى االخبار » يف باب نعنى العصمة‪:‬‬
‫قال ابو جعفر نصنف هذا الكتاب الدليل عىل عصمة االنام ملا كان كل كالم ينقل عن‬
‫قائله حيتمل وجوها نن التأويل وأكثر القرآن والسنة مما امجعت الفرق عىل انه صحيح‬
‫مل يغرى ومل يبدل ومل يز ومل ينقص حمتمل لوجوه كثرىة نن التأويل وجب ان يكون نع‬
‫ذلك خمرب صا ق نعصوم نن الكذب والغلط ينبى عام عن اهلل ورسوله يف الكتاب‬
‫والسنة عىل حق ذلك وصدقه ألن اخللق خمتلفون يف التأويل كل فرقة َتيل نع القرآن‬
‫والسنة إىل نذهبدا فلوكان اهلل تبارك وتعاىل تركدم هبذه الصفة بغرى خمرب عن كتابه‬
‫صا ق لكان قد سوغدم االختالف يف الدين و عاهم إليه اذ انزل كتابا حيتمل التأويل‬
‫وانرهم بالعمل به فكأنه قال تأولوا واعملوا ويف ذلك اباحة العمل باملناقضات وملا‬
‫استحال ذلك عىل اهلل وجب ان يكون نع القرآن والسنة يف كل عرص نن يبنى نن املعاين‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪585‬‬

‫التي عناها رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬يف سننه واخباره ون التأويالت‬
‫‪1‬‬
‫التي َتمله الفاظ االخبار املروية عنه ‪ -‬عليه السالم – ‪.‬‬
‫وروى الكليني يف الصحيح عن ننصور بن حازم قال قلت اليب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬إن اهلل أجل وأكرم نن أن يعرف بخلقه‪ ،‬بل اخللق يعرفون باهللَّ‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ .‬قلت‪:‬‬
‫إن نن عرف أن له ربا فينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا‪ ،‬وأنه ال يعرف‬
‫رضاه وسخطه إال بوحي أو رسول‪ ،‬فمن مل يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل‪،‬‬
‫فإذا لقيدم عرف أهنم احلتجة وأن هلم الطاعة املفرتضة‪.‬‬
‫وقلت للناس أ ليس يعلمون أن رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬كان هو احلتجة‬
‫نن اهلل عىل خلقه؟ قالوا‪ :‬بىل‪ .‬قلت‪ :‬فحنى نىض رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم‬
‫‪َ ، -‬نن كان احلتجة عىل خلقه؟ فقالوا‪ :‬القرآن‪ .‬فنظرت يف القرآن فإذا هو خىاصم به‬
‫املرجي والقدري والزنديق الذي ال يمؤنن به حتى يغلب الرجال بخصونته‪ ،‬فعرفت‬
‫أن القرآن ال يكون حتجة إال بقيم‪ ،‬فام قال فيه نن يش ء كان حقا‪ .‬فقلت هلم‪ :‬نن قيم‬
‫القرآن؟ فقالوا‪ :‬ابن نسعو ‪ ،‬قد كان يعلم‪ ،‬وعمر يعلم‪ ،‬وحذيفة يعلم‪ .‬قلت‪ :‬كله؟‬
‫قالوا‪ :‬ال‪ .‬فلم أجد أحدا يقال‪ :‬إنه يعرف ذلك كله إال عليا ‪ -‬عليه السالم ‪ ، -‬وإذا كان‬
‫اليش ء بنى القوم فقال هذا‪ :‬ال أ ري‪ ،‬وقال هذا‪ :‬ال أ ري‪ ،‬وقال هذا‪ :‬ال أ ري‪ ،‬وقال‬
‫هذا‪ :‬أنا أ ري‪ ،‬فأشدد أن عليا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كان قيم القرآن‪ ،‬وكانت طاعته‬

‫‪1‬‬
‫‪ 586‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نفرتضة‪ ،‬وكان احلتجة عىل الناس بعد رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ ، -‬فأن‬
‫نا قال يف القرآن فدو حق‪ .‬فقال‪ :‬رمحك اهللَّ‪.‬‬
‫وأيضا وقال‪:‬‬
‫الباب الثالث يف اّلد ّلة ّ‬
‫الرشعية‪ .‬وفيه فصول‪:‬‬
‫اّلول‪ :‬يف الكتاب ووجوب اتباعه والعمل به متواتر جممع عليه وقد‬
‫اشبعنا الكالم فيه يف البحث املتقدم وساق الكالم يف القرائات‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وّل خيفى عدم الدّلّلت عىل القرائات السبعه املشهورة مع انه قد روى‬
‫الكليني يف كتاب فضل القرآن روايات منافيه هلا منها رواية زرارة عن ايب‬
‫جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال‪( :‬إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن‬
‫اّلختالف جىيئ من قبل الرواة‪.‬‬
‫وصحيحة فضيل بن يسار قال قلت ّليب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان‬
‫الناس يقولون ان القرآن نزل عىل سبعة احرف فقال‪ :‬كذبوا! اعداء اهلل‬
‫ولكنه نزل عىل حرف واحد من عند الواحد وّل بحث لنا يف اّلختالف‬
‫الذي ّل خيتلف به احلكم الرشعي و ّاما فيام خيتلف به احلكم الرشعي‬
‫فاملشهور التخيري بني العمل باى قرائة شاء العامل وذهب العالمة إىل‬
‫رجحان قرائة عاصم بطريق ايب بكر وقرائة محزة ومل اقف هلم وله عىل‬
‫مستند يمكن اّلعتامد عليه رشعا فاّلوىل الرجوع فيه إىل تفسري محلة‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪587‬‬

‫الذكر وحفظة القرآن ‪ -‬صلوات اهلل عليهم امجعني ‪ -‬ان امكن واّل‬
‫فالتوقف كام قال ابواحلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ما علمته فقل وما مل تعلمه‬
‫فها واهوى بيده إىل فيه واّلمر فيه سهل لعدم حتقق ّ‬
‫حمل التوقف‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫املقصد الثاين يف اّلمجاع‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫السنة‬
‫فاّلمجاع عندنا ليس امرا غري ّ‬
‫وقال‪:‬‬
‫املبحث الثاين اّلمجاع يطلق عىل معنيني احدمها اتفاق مجع عىل امر يقطع‬
‫بان احد املجمعني هو املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ولكن مل يتميز شخصه‪.‬‬
‫فهذا القسم من اّلمجاع مما ّل يكاد يتحقق ألن اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫قبل وقوع الغيبة كان ظاهرا مشهورا عند الشيعة يف كل عرص يعرفه كل‬
‫من عرفه وبعد الغيبه يمتنع حصول العلم بمثل هذا اّلتفاق‪ .‬وما يقال‬
‫من انه اذا وقع امجاع علامء الرعيه عىل الباطل وجب عىل اّلمام ان يظهر‬
‫ويباحثهم حتى يردهم إىل احلق لئ ّ‬
‫ال يضل الناس فهو ممن ّل ينبغى ان‬
‫يصغى إليه ألن جل اّلحكام بل كلها معطل كاّلمر باملعروف والنهي‬
‫عن املنكر واقامة احلدود وغري ذلك ومع ذلك فهو ّل يظهر وأيضا‬
‫‪ 588‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫امجاعهم انام يوجب ضاللة الناس اذا كان واجب اّلتباع بدعوى العلم‬
‫بدخول اّلمام فيهم وليس كذلك كام عرفت‪.‬‬
‫وقال بعد اعتبار اتفاق أصحاب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬اما بعده فألن‬
‫من تتبع احوال ائمة احلديث حصل له العلم العادى باهنم اذا سمعوا شيئا‬
‫من اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يسندونه إليه وّل يقترصون عىل جمرد فتوهىم‬
‫ومما اسندوه إىل اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف الفروع من اّلمور املهمة‬
‫املعتمدة نقله روات احلديث كاملحمدين الثالثة سيام فيام حىتاج فيه إىل‬
‫نقل اّلمجاع فعىل هذا يشكل اّلعتامد عىل اّلمجاعات املنقولة سيام يف غري‬
‫العبادات وسيام اذا مل يكن فتاوى أصحاب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فيه‬
‫معلومة ومل يكن ورد فيه نص اصال‪ .‬وقال البحث الرابع احلق التوقف يف‬
‫اّلمجاع املنقول بخرب الواحد ملا عرفت وإلختالف اّلصطالحات يف‬
‫السيد املرتىض والشيخ وغريمها‬
‫اّلمجاع فان الظاهر من حال القدماء ك ّ‬
‫اطالق اّلمجاع عىل ما هو املصطلح عند العامة من اتفاق الفرقة الغري‬
‫املبتدعة ولو يف زمن الغيبة عىل امر وحينئذ فكيف الوثوق باّلمجاعات‬
‫الواقعة يف كالمهم وزعم بعض علامئنا ان علامئنا يف زمان الغيبة اذا اتفقوا‬
‫عىل امر وكانوا خمطئني جىب عىل اّلمام ان يظهر هلم ولو بنحو ّل يعرفونه‬
‫ويباحث معهم حتى يردهم إىل احلق وبطالن هذا مما ّل حىتاج إليه البيان‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪589‬‬

‫بعد مالحظة تعطل أكثر اّلحكام واّلمور‪ .‬وقال الباب الرابع يف اّلدلة‬
‫العقلية وحتقيق ما عليه وهي اقسام‪:‬‬
‫اّلول ما يستقل بحكمه العقل كوجوب قضاء الدين ور ّد الوديعة‬
‫ّ‬
‫وحرمة ال ّظلم واستحباب اّلحسان ونحو ذلك ذكره املحقق يف املعترب‬
‫والشهيد يف الذكرى وغريمها وحجية هذه الطريقة مبنية عىل كون احلسن‬
‫والقبح عقليني واحلق ثبوهتام لقضاء الرضورة به يف اجلملة ولكن يف‬
‫تأمل‪.‬‬
‫اثبات احلكم الرشعي كالوجوب واحلرمة الرشعيني هبام نظر و ّ‬
‫فالواجب العقىل ما يستحق فاعله املدح وتاركه الذم والرشعي ما‬
‫يستحق فاعله الثواب وتاركه العقاب ويمكنه احلرام فيهام ووجه النظر‬
‫امور‪:‬‬
‫ان‬
‫ث َر ُسوّل » ظاهر يف ّ‬ ‫اّلول‪ :‬ان قوله تعاىل‪َ «:‬و َما ُكنَّا ُم َع ِّذبِ َ‬
‫ني َحت َّٰى َن ْب َع َ‬ ‫ّ‬
‫العقاب ّل يكون اّلّ بعد بعثة الرسول فال وجوب وّل حتريم اّل وهو‬
‫صىل اهلل عليه وآله وس ّلم‪.‬‬
‫مستفاد من الرسول ّ‬
‫فان قلت‪ :‬جىوز ان يستحق العقاب ولكنه ّل يعاقبه اهلل تعاىل اّل بعد بيان‬
‫الرسول أيضا ليتعاضد العقل والنقل لطفا منه تعاىل قلت الظاهر ان‬

‫الواجب رشعا مثال ما جىوز املك ّلف العقاب عىل تركه فال ي ّ‬
‫تصور‬
‫وجوب رشعي مثال عند اجلزم بسبب اخبار اهلل تعاىل بعدم العقاب بل ّل‬
‫يكون حينئذ اّل الوجوب العقيل‪.‬‬
‫‪ 590‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الثاين‪ :‬ما ورد من اّلخبار كام رواه الكليني عن عدّ ة من اصحابنا عن‬
‫امحد بن حممد بن خالد عن عيل بن احلكم عن ابان اّلمحر عن محزة بن‬
‫ان من‬
‫الطيار عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال ي اكتب فامىل عىل ّ‬
‫قولنا ان اهلل حىتج عىل العباد بام آتاهم وعرفهم ثم ارسل إليهم رسوّل‬
‫‪1‬‬
‫وانزل عليهم الكتاب فامر فيه وهنى امر فيه بالصلوة والقيام‪ .‬احلديث‪.‬‬
‫مر وأيضا قد نقل تواتر اّلخبار بانه مل يتعلق باحد تكليف‬
‫والتطبيق كام ّ‬
‫اّل بعد بعث الرسل ليهلك من هلك عن بينة وحىيى من حى عن بينة‬
‫وبانّه عىل اهلل بيان ما يصلح الناس وما يفسد وبانّه ّل خيلو زمان عن امام‬
‫معصوم ليعرف الناس ما يصلحهم وما يفسدهم والظاهر منها‬
‫حرصالعلم هبا يف ذلك وبان أهل العرتة واشباههم معذورون ويكون‬
‫تكليفهم يوم احلرش وأيضا قد ورد كل يشء مطلق حتى يرد فيه هنى رواه‬
‫ابن بابويه يف الفقيه يف َتويز القنوت بالفارسية فيفهم دخول غري‬
‫املنصوص يف املنهاج‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما عليه اصحابنا واملعتزلة من ان التكليف فيام يستقل به العقل‬
‫لطف والعقاب بدون اللطف قبيح فال جىوز العقاب عىل ما مل يرد من‬
‫الرشع نص لعدم اللطف فيه حينئذ وأيضا العقل حىكم بانه يبعد من اهلل‬
‫تعاىل وكول بعض احكامه إىل جمرد ادراك العقول مع شدّ ه اختالفاهتا يف‬

‫‪1‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪591‬‬

‫اّلدراكات واّلحكام من انضباطه بنص ورشع فانه يوجب اّلختالف‬


‫الرسل ونصب‬
‫ان دفعه من احدى الفوائد يف ارسال ّ‬
‫والنزاع مع ّ‬
‫اّلوصياء ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فعىل ما ذكرنا يشكل التعلق هبذه الطريقة‬
‫يف اثبات اّلحكام الرشعية الغري املنصوصه لكن الظاهر انه ّل يكاد يوجد‬
‫يشء يندرج يف هذه الطريقة اّل وهو منصوص يف الرشيعه‪ .‬ففائدة هذه‬
‫اّلختالف نادرة واهلل اعلم‪.‬‬
‫الصحيح عن زرارة عن ايب جعفر ‪ -‬عليه‬
‫الرابع‪ :‬ما رواه الكليني يف ّ‬
‫‪1‬‬
‫السالم ‪ -‬قال بنى اّلسالم عىل مخسة اشياء‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫حج مجيع دهره‬
‫ان رجال قام ليله وصام هناره وتصدق بجميع ماله و ّ‬
‫اما لو ّ‬
‫ومل يعرف وّلية وىل اهلل فيواليه ويكون مجيع اعامله بدّللته إليه ما كان له‬
‫حق يف ثوابه وما كان من أهل اّليامن واحلديث طويل اخذنا منه‬
‫عىل اهلل ّ‬
‫موضع احلاجة وهذا اّلخري انام ي ّ‬
‫دل عىل ان اّلحكام العملية يتوقف عىل‬
‫الرشع وكانّه هو احلق للنصوص املطلقة الدالة عىل تعذيب الكفار‬
‫برشكهم وكفرهم الشاملة ألهل الفرتة وغريهم فلو كان املعارف‬
‫الفطرية موقوفة عىل الرشع من حيث الوجوب مل يثبت تعذيب الوثنى‬
‫من أهل الفرتة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 592‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول‪ :‬ثم اطال املقال يف نقل االحوال وتر احلال‪ .‬وقال القسم اخلانس التمسك بعدم‬
‫الدليل إىل ان قال‪:‬‬
‫واحلق عندنا انه ّل يوجد واقعه اّل وله مدرك رشعي بربكات ائمه اهلدى‬
‫‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬وّل اقل من اندراجها فيام حجب اهلل علمه عن العباد‬
‫فهو موضوع عنهم ويف كل يشء مطلق حتى يرد فيه هنى ويف اخبار‬
‫مر فال تغفل‪ .‬وقال الرابع املفهوم وينقسم إىل موافقة‬
‫التوقف وغريها ممّا ّ‬
‫وخمالفة ألن حكم غري املذكور اما موافق حلكم املذكور نفيا واثباتا أو ّل‬
‫سمى بفحوى اخلطاب وحلن‬
‫اّلول ي ّ‬
‫اّلول والثاين الثاين و ّ‬
‫اّلول ّ‬
‫و ّ‬
‫اخلطاب ورضب له امثلة منها قوله تعاىل‪َ « :‬ف َال َت ُقل َُّهل َام ُأ ٍّ‬
‫ف َو َّل َتن َْه ْر ُ َ‬
‫مها‬
‫َو ُقل َُّهل َام َق ْوّل ك َِريام» وانه يعلم من حال التافيف وهو حمل النطق حال‬
‫الرضب وهو غري حمل النطق ومها متفقان يف احلرمة‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وهو حجة اذا كان قطعيا‬
‫إىل ان قال‬
‫واما اذا كان ظنيني فهو ممّا يرجع إىل القياس املنهى عنه‬
‫إىل ان قال‬
‫وقد وقع اخلالف يف حجية املفهوم باقسامه والسيد املرتىض ومجاعة من‬
‫العامة أيضا انكروا حجية مجيع اقسامه‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪593‬‬

‫إىل ان قال‬
‫والظاهر ان نن قال بمفدوم الصفة يعرتف بحتجية نفدوم الرشط والغاية والزنان‬
‫واملكان الن االولينى اوىل ننه واالخرىين يف نعناه وخمتار السيد املرتىض‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫قوى الخ‪.‬‬
‫وقال بعد نقل ا لة املوجبنى التباع املتجتدد املطلق نا لفظه‪:‬‬
‫وفيه بحث نن وجوه االول ان قوله التعويل يف اعتام ظن املتجتدد املطلق انام هو عىل‬
‫ليل قطعي وهو امجاع االنة وقضاء الرضورة به غرى صحيح اذ الظاهر ان هذه املسئلة‬
‫مما مل يسأل عندا االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬والظاهر ان العمل بالروايات يف عرص االئمة‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬للرواة بل وغرىهم مل يكن نوقوفا عىل احاطتدم بمدارك كل‬
‫االحكام والقوة القوية عىل االستنباط بل يظدر بطالنه با نى اطالع عىل حقيقة احوال‬
‫قدناء األصحاب واحلاصل ان العلم باالمجاع الذي يقطع بدخول املعصوم ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬يف هذه املسئلة بل ويف غرىها نن املسائل التي مل يوجد فيدا نص رشعي مما ال‬
‫يكا يمكن وقوله وقضاء الرضورة به ان ارا حكم بدهىة العقل به نن غرى نالحظة‬
‫انر خارج فظاهر البطالن اذ العمل بالظن ونحو ذلك ليس نن البدهىيات الرصفة وان‬
‫ارا حكم العقل به بسبب انه اذا احتاج املكلف إىل العمل وانحرص طريقه يف التقليد‬
‫واالجتدا فالبدهىة حيكم بتقديم العمل باحلتجة الرشعية عىل التقليد فدو صحيح لكنه‬
‫نشرتك بنى املتجتدد املطلق واملتتجزى واحلاصل ان ليل عمل املتجتدد املطلق باال لة‬
‫‪ 594‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الرشعية هو نا ذكرنا ال نا ذكره نن االمجاع اذ انتفاء االمجاع القطعي هنا نن اجىل‬


‫االنور‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ثم ال خىفى ان حصول نلكة العلم بكل االحكام الواقعية للمتجتدد ممتنع عندنا ألن‬
‫االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬مل يتمكنوا نن اظدار كل االحكام نعم يمكن العلم باالحكام‬
‫الظاهرية املتعلقة بعمله يف نفسه بل الظاهر ان القول بنفي التتجزى انام هو عىل طريقة‬
‫مجع نن العانة القائلنى ان النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم اظدر مجيع االحكام بنى يدى‬
‫اصحابه وتوفر الدواعى عىل نقله مما مل يوجد له ندرك فعدم املدرك فيه ندرك لعدم‬
‫احلكم فيه يف الواقع فحكم التخيرى وقد عرفت بطالنه عندنا فان االئمة ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬كثرىا نا يتقون عىل انفسدم يف بيان االحكام بل ربام حيكمون عىل شخص‬
‫نعنى بحكم نعنى ملدخلية بعض خصوصيات ذلك الشخص يف ذلك احلكم كام روى‬
‫ابن بابويه يف الفقيه يف اواخر باب نا جيوز للمحرم اتيانه ونا ال جيوز عن خالد بياع‬
‫القالنس انه قال سألت ابا عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن رجل حمرم اتى اهله وعليه‬
‫طواف النساء قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عليه بدنه ثم جائه آخر فسأله عندا فقال ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬عليه بقرة فتجائه آخر فسأله عندا فقال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عليه شاة فقلت بعد‬
‫نا قانوا اصلحك اهلل كيف قلت عليه بدنه فقال انت نورس وعليك بدنه وعىل الوسط‬
‫بقرة وعىل الفقرى شاة فبنى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعد السمؤال ان االول نورس والثاين نتوسط‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪595‬‬

‫والثالث فقرى نن غرى اشعار يف كالنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بمدخلية االحوال الثالثة وهذا‬
‫مما يقدح أيضا يف حصول العلم بتنقيح املناط فتأنل‪.‬‬
‫وقال يف ضمن ذكر رشائط االجتدا واملناقشات فيدا نا لفظه‪:‬‬
‫اذ نحن مل ندع ان العمل بمنطوقات اّلخبار الرصحىة يتوقف عىل العلم‬
‫بجميع هذا القسم من املسائل األصولية بل نحن ندعى ان العلم‬
‫بفروعاهتا يتوقف عليه‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫املخصص‬
‫ّ‬ ‫وي كالم يف قوهلم ّل جىوز العمل بالعام قبل تفحص‬
‫الرسالة‪.‬‬ ‫واملعارض ّ‬
‫لعىل اورده يف موضعه يف هذه ّ‬
‫اقول‪ :‬ال خىفى اقراره بعدم توقف العمل عىل النصوص عىل هذه األصول‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫وهم وتنبيه قد بالغ املدقق موّلنا حممد امني اّلسرتآبادي يف انكار‬
‫اّلجتهاد وزعم ان املجتهد فيه ّل يكون اّل ظنيا واّلحكام كلها قطعية ملا‬
‫مر من ان القرآن والسنة النبوية ّل جىوز العمل هبام اّل بعد حتقق ما‬
‫ّ‬
‫مر‬
‫يوافقهام يف كالم العرتة الطاهرة واخبار العرتة الطاهرة كلها قطعية ملا ّ‬
‫من الوجوه‪ .‬وجوابه اوّل ان اشرتاط كون املجتهد فيه ظنيا ليس اّل يف‬
‫الظن‬
‫كالم العامة وو العالمة وقليل من اصحابنا واألكثر منا مل يذكروا ّ‬
‫‪ 596‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يف تعريف اّلجتهاد وقطعية اّلحكام ّل يناىف صحة اّلجتهاد مع انه يف‬
‫احلقيقة راجع إىل نزاع لفظي‪.‬‬
‫اقول‪ :‬قوله ليس اال يف كالم العانة والعالنة نبنى عىل قصوره يف التتبع بل رصح به‬
‫الشيخ واملرتىض بل كل نن تقدم عىل العالنة نن نصنفي األصول نن االنانية وانام‬
‫غرى بعض املتأخرين تعريف االجتدا باخراج الظن أو السكوت عنه فرارا فاذا ليس‬
‫كالم املوىل املدقق اال نع همؤالء واال لو سمى احد العمل عىل الكتاب والسنة اجتدا ا‬
‫والعانل هبام جمتددا لسنا نمنعه ونناقش نعه أو نسمى االستدالل الربهاين اجتدا ا أو‬
‫نطلق الرتجيح واجلمع بنى االخبار ولو كان عىل هنج نروي وهذا كله شائع يف عرف‬
‫االنانية بل للطلبه واملحصلنى أيضا وانام النزاع يف االجتدا الظني الذي هو االجتدا‬
‫عند القدناء وحمققي املتأخرين الذي اختاره مجع نن املتأخرين ال نن ال راية له يف‬
‫كالم األصولينى‪.‬‬
‫قال الشيخ يف « العدة » يف نبحث االجتدا ‪:‬‬
‫واعلم ان األصل يف هذه املسئلة القول بالقياس والعمل باخبار اآلحاد‬
‫ّلن ما طريقه التواتر وظواهر القرآن فال خالف بني أهل العلم فيام هو‬
‫ّ‬
‫معلوم من ذلك‪.‬‬
‫وقال املرتىض يف « الشايف »‪:‬‬
‫واما اّلجتهاد والقياس وقد دللنا اهنام ّل ينتجان علام وّل فائدة وألن ما‬
‫ظن واجتهاد‪.‬‬
‫يوجد فيه اخبار متواترة ّل يفتقر يف تصحيحه إىل غريها من ّ‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪597‬‬

‫ونقل صاحب « الوافية » ان السيد املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬ذكر يف كتاب « الذريعة‬
‫» ان االجتدا عبارة عن اثبات االحكام الرشعية بغرى النصوص واال لة أو اثبات‬
‫االحكام الرشعية بام طريقه االنارات والظنون بغرى النصوص واال لة غرضه اال لة‬
‫الربهانية القطعية ال جمر اال لة ولوكانت ظنية اذ نعلم علام قطعيا يقينيا بحسب تتبع‬
‫كتب العانة االستداللية اهنم نا يفتون يف يشء اال بدليل قد اثبتوه عندهم يف أصوهلم‬
‫واالنارات الظنية هي املرجحات والقواعد الغريبة اخلالفية التي يتمسك هبا نتأخروا‬
‫اصحابنا يف الفتاوى هو غرى خاف عىل املطلع بكتب أصوهلم واستدالهلم‪.‬‬
‫ثم قال يف نوضع اخر‪:‬‬
‫وعند الفقداء فرق بنى االجتدا وجعل القياس نا له أصل يقاس عليه وجعل االجتدا‬
‫نا مل يتعنى له اصل كاالجتدا يف طلب القبلة ويف قيمة املتلفات واروش اجلنايات‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وهذا اجتدا يف اسباب َتقق نوضوعات االحكام وال خالف فيه بيننا وبيندم‬
‫لعدم تعلقه بنفس التكليف الذي هو فعله تعاىل أو نا يتم به التكليف لرجوع القبح‬
‫حينئذ إليه إستلزام رجوع قبح الفعل إىل الفاعل نن جدة التزام التقييد بام ال يمؤنن فيه‬
‫نن اخلطا وليس هذا االجتدا املوضوعي مما انكره السيد يف « الذريعة » ويف « الشايف‬
‫» يف ازيد نن نأئة نوضع‪ .‬وقال ونندم نن عد القياس نن االجتدا وجعل االجتدا‬
‫اعم ننه قال وانا الرأي فالصحيح عندنا انه عبارة عن املذهب واالعتقا احلاصل نن‬
‫اال لة الغرى احلاصلة نن االنارات والظنون‪.‬‬
‫‪ 598‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫هذا حاصل كالنه وظاهر أيضا ان االجتدا يف كالنه ليس بمعناه املعروف وقد ور‬
‫ذم االجتدا يف بعض االخبار وهو هبذا املعنى الثاين وكان هذا هو الباعث إلنكاره‬
‫االجتدا للعانل املذكور وهو غلط ناش نن االشرتاك اللفظي الخ‪.‬‬
‫وقال محل ذم اخبار االجتدا عىل االجتدا يف التتجزى والقيم مما يضحك به الثكيل‬
‫ويشبه برجم النوكي لورو االخبار املعمولة بصحته يف املذكورات وانام ر االئمة ‪-‬‬
‫عليدم السالم ‪ -‬واصحاهبم ‪ -‬ريض اهلل عندم ‪ -‬وقدناء علامئنا االجتدا يف نفس‬
‫االحكام كام يظدر ملن تأنل يف ترمجة مجاعة نضوا انفا يف كتابنا هذا‪ .‬وقال فيام كالم له‬
‫اذا عمل بعض نن املتجتددين بمتجر رأيه أو غلطه يف بعض االحكام عىل تقدير تسليمه‬
‫ال يوجب بطالن االجتدا اى العلم باالحكام عن ا لتدا التفصيلية وهو نن‬
‫البدهىيات‪.‬‬
‫اقول‪ :‬قد ظدر ان نذهب صاحب الوافية يف االجتدا هو هذا املعنى وهذا قد يصدق‬
‫عىل كل عامل نتمكن نن ر الفروع إىل أصول نذهبه يف اال لة كان نا كان نن التخميس‬
‫والرتبيع والتثليث والتثنية والوحدة كام هو شائع يف العرف وال نزاع لنا يف هذا املعنى‬
‫واحلق ان هذا الرجل نا كان له بت وقطع يف االنور فدو بالنسبة إىل املتجتددين البحت‬
‫ص ‪ 93‬اخبارى وبالنسبة إىل االخبارينى الرصف أصويل وبعد التأنل يف نطالب كتابه‬
‫احلاقه باالخبارينى اوىل كام ال خىفى ويمؤيده نا يأتى نن عباراته وتوقفاته واحتياطه‪.‬‬
‫ومجلة القول ان لالجتدا يف عرف الشارع واملترشعة اطالقنى يشملدام املعنى اللغوي‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪599‬‬

‫االول االجتدا يف املوضوعات نن العبا ات وسائر انواع االحتياطات وافرا الورع‬


‫يف التتجنب عن املحرنات بل الشبدات وطلب االرزاق بقدر الكفايات وقد ور يف كل‬
‫هذه املعاين احا يث صحيحة ونصوص رصحية نثل قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عليكم‬
‫بالورع واالجتدا ونا شاهبه ونا ناقش يف هذه املعاين نناقش وال اشتبه عىل حمصل قط‬
‫فكيف عىل نثل املوىل املدقق االسرتآبا ي نع غزارة علمه الذي يشدد به كل نن رأى‬
‫رشحه عىل « رشح التتجريد » و « أصول الكايف » وغرىمها والثاين االجتدا يف استنباط‬
‫االحكام بالنصوص القطعية واألصول الربهانية اليقينية عىل طريق االستدالل البتي‬
‫وهبذا املعنى يطلق املتجتدد يف اطالقاهتم يف الدفاتر والدواوين كام ور يف عبارات املوىل‬
‫املتجليس يف « زا املعا » وغرىه وتعنى هذا املعنى يف كتبه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعد االطالع‬
‫بمذاهب تراجيحه وكذا سائر املحدثنى وهبذا املعنى كان املوىل االر بييل ‪ -‬رمحه اهلل ‪-‬‬
‫جمتددا كام يظدر يف ترمجته انشاء اهلل حيث رصح بعد الرتاجيح بام لفظه وباجلملة يل ظن‬
‫قوى عىل ذلك نن االنور الكثرىة وان مل يكن كل واحد نندا ليال فاملتجموع نفيد له‬
‫وان مل حيرضين االن‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ولكن ظني ال يغنى نن العلم شيئا فعليك بطلب احلق واالحتياط بام استطعت وقال‬
‫بعد َتقيق نسئلة اخرى وباجلملة هذا ظني ولكنه ال يغنى نن يشء ولعيل ال اعاقب به‬
‫انشاء اهلل ونعلوم نثل هذا الورع نا كان نعتمدا عىل الظنون التي اعتمدها العالنة‬
‫‪ 600‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والشديد الثاين ‪ -‬رمحدام اهلل ‪ -‬يف كتبدم وليس غريض االزرآء هبم اال اظدار احلق وليس‬
‫هذا نن غفلة وعدم اطالع بل عندي نن فتاوهىم املستدل عليدا نا قد رصحوا بعدم‬
‫النص العام واخلاص فيدا نع ان اصحابنا املحدثنى وجدوا فيدا نصوصا صحيحة‬
‫رصحية يف األصول االربعة وغرىها واستدلوا بقواعد عقلية عىل اثبات احلكم بخالف‬
‫تلك النصوص ولو ال خوف التفضيح وتشنيع نن ليس نن الطائفة عليدا ملالت‬
‫الكراريس فيدا فاسكتوا حتى نسكت فنصرب ممن انره نبي اهلل ها فاسكتوا عام سكت‬
‫اهلل‪.‬‬
‫شعر لقد‬
‫حرفونى بالشتائم والعصاة‪.‬‬
‫ص ‪ 94‬ونا را نبى يف اهلل لونة الئم‪.‬‬
‫وعىل هذا املعنى ينظر قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬علينا القاء األصول وعليكم التفريع‪.‬‬
‫وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬علينا ان نلقى عليكم األصول وعليكم ان تفرعوا‪ 1.‬واملعنى‬
‫الثالث هو نا اعتمده العانة والعالنة يف كتبدم األصولية وبنى عليه يف الكتب‬
‫االستداللية وتبعه نن تبعه نن املتأخرين لعدم التتبع واالطالع أو غفلة أو حسن ظن‬
‫أو تقليد أو تقيه أو قلة جرأة أو نا شاهبدا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪601‬‬

‫قال العالنة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف التدذيب االجتدا لغة استفراغ الوسع يف فعل شاق‬
‫الوسع نن الفقيه لتحصيل الظن بحكم رشعي وقال الفصل الثاين‬
‫َ‬ ‫واصطالحا استفراغ‬
‫يف املتجتدد فيه‪ .‬وهو كل حكم رشعي ليس عليه ليل قطعي فخرج بالرشع االحكام‬
‫العقلية وبنفي الدليل القاطع نا علم كونه نن الرشع رضورة‪ .‬انتدى كالنه‪.‬‬
‫ويف هذا املعنى اختلف الطائفتان وافرتق الفريقان وانام النزاع يف هذا املعنى فقط نزاعا‬
‫نعنويا فاذا اطلق املتجتدد باملعنينى االول يشمل الفريقنى وخىص احدمها بقرينة واذا‬
‫اطلق باملعنى االخرى فاملرا غرى املحدثنى ويقابله االخباري واملحدث واملتجتدد باحد‬
‫املعنينى االولنى واألصويل اعم نن املتجتدد ألن االجتدا يف بعض نسائل األصول‬
‫خالىف بيندم فمن انكره نندم فدو أصويل غرى جمتدد كاملفيد واملرتىض والطويس وابن‬
‫زهره وابن الرباج وابن ا ريس ونن وافقدم ونن اثبته نندم فدو جمتدد أصويل كالعالنة‬
‫ونن تبعه وال خىفى ان املصنف انام اعترب يف االجتدا بعض املعانى الذي ننازع نعه‬
‫فيدا‪.‬‬
‫قال املوىل عبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف املبحث الرابع الذي وضعه للتقليد نا لفظه‪:‬‬
‫الذي خىتلج يف اخلاطر يف هذه املسئلة ان نن علم نن حاله انه ال يفتى يف املسائل اال‬
‫بمنطوقات اال لة وندلوالهتا الرصحية كابني بابويه وغرىمها نن القدناء جيوز تقليده‬
‫حيا كان أو نيتا وال يتفاوت حياته ونوته يف فتاويه وانا نن ال يعلم نن حاله ذلك كمن‬
‫يعمل باللوازم الغرى البينة االفرا واجلزئيات الغرى البينة االندراج فيشكل تقليده حيا‬
‫‪ 602‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫كان أو نيتا فانا نن تتبع وظدر عليه كثرة اختالف الفقداء يف هذه االحكام وان قليل‬
‫الغلط يف هذه االحكام قليل نع ان رشطه صحة التقليد ندرة الغلط والرس فيه ان‬
‫نقدنات هذه االحكام ملا مل يوجد فيدا نص رصيح كثرىا نا يشتبه فيدا الظني بالقطعي‬
‫وربام يشتبه احلال فيوهم جواز االعامل عىل نطلق الظن فيدا فيكثر فيدا االختالف‬
‫وهلذا قل نا يوجد يف نقدنات هذا القسم نقدنة غرى قابلة للمنع بل نقدنة مل يذهب‬
‫احد إىل ننعه وبطالنه بخالف االختالف الواقع يف القسم االول فانه يرجع إىل اختالف‬
‫االخبار‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬فعىل هذا يبطل جواز اعتام املتجتدد أيضا عىل اعتقا ه يف هذا القسم الثاين‬
‫قلت ال يلزم ذلك ألنه اذا حصل له اجلزم باللزوم والفر ية حيصل له اجلزم باحلكم‬
‫الرشعي وخمالفة احلكم املقطوع به غرى نعقول فتأنل‪.‬‬
‫اذا عرفت هذا فاالوىل واالحوط للمقلد التمكن نن فدم العبارات ان ال يعتمد عىل‬
‫الفتوى القسم الثاين نن الفقداء اال بعد العرض عىل االحا يث بل لو عكس أيضا كان‬
‫احوط‪.‬‬
‫اقول‪ :‬هذا ترصيح ننه برتجيحه واختياره نذهب االحتياط فلذا ذكرناه يف‬
‫غرىاملتجتددين باملعنى املتنارع فيه‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪603‬‬

‫حكم مجاعة من متأخري اصحابنا ببطالن صالة من مل يكن جمتهدا أو ّل‬


‫مق ّلدا ملن جىوز تقليده وكذا غري الصلوة من العبادات وّل ارى ّلطالق‬
‫ذلك وجها بل ّل يصح ذلك احلكم يف صور اّل يف من احتاط يف العبادة‬
‫الصحة عىل ك ّل تقدير‪ .‬فحينئذ ّل وجه للقول ببطالن تلك‬
‫ّ‬ ‫بحيث حىصل‬
‫العبادة‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم إىل ان قال‪:‬‬
‫الثانية لو وقعت العبادة موافقة للحكم الرشعي يف نفس اّلمر واقرتنت‬
‫بنية القربة‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫فعىل هذا فال يمكن احلكم ببطالن صلوة من كانت صلوته موافقه ليشء‬
‫من اخبار اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬املعمول به أو لقول من اقوال الفقهاء‬
‫املعتمدين رشعا وان مل يكن ذلك املصىل اّلّ مق ّلدا ملسئلة بمجرد حسن‬
‫ال ّظن به يتاتى منه بنية القربة‪.‬‬
‫وقال بعد نقل قول املحقق االر بيىل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نا لفظه‪:‬‬
‫ان اّلوىل واّلحوط للمك ّلف ان يكون مجيع ما يعتقده من األصول‬
‫احلق ّ‬
‫و ّ‬
‫والفروع مما يكون معروضا عىل كالم ائمة اهلدى وخزنه علم اهلل وابواب‬
‫مدينة العلم ‪ -‬صلوات اهلل وسالمه علهيم امجعني ‪ -‬ومستندا إليهم فان‬
‫الظاهر من كالمهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬ان املخطئ حينئذ ّل يكون معذورا‬
‫‪ 604‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أو املصيب ّل مع ذلك غري موجود بل اّلوىل ان يكون مقدمات املعارف‬


‫النظرية مأخوذة من كالمهم وما سكتوا عنه أو مل يب ّلغوا فيه منهم يشء‬
‫فاّلحوط السكوت ومن تتبع اّلخبار الواردة يف ذلك كالروايات الواردة‬
‫مرة عىل غري املأخوذ منهم ‪-‬‬
‫يف النهى عن الكالم مرة عىل اّلطالق و ّ‬
‫عليهم السالم ‪ -‬حصل له اجلزم بذلك ويفهم من كثري من الروايات‬
‫واخلطب ان اصل التصديق باهلل تعاىل مما فطر عليه مجيع العقول وان قلب‬
‫مقر بام انكره بلسانه بل ان البهائم أيضا مل يبهم عن اربع‬
‫ذى اجلحود ّ‬
‫الرب‪.‬‬
‫الرب تعاىل ويف بعض الروايات معرفة اهلل بل معرفة ّ‬
‫احدها معرفة ّ‬
‫الساموات واّلرض اآلية‪ .‬وهذا‬
‫قال اهلل تعاىل قل أ يف اهلل شك فاطر ّ‬
‫مذهب النظام وكثري من املتكلمني كام نقله يف املواقف وغريه بل مجيع‬
‫املعارف عندهم كذلك‪.‬‬
‫وقال يف نبحث االجتدا ‪:‬‬
‫مرصحون بجواز العمل‬ ‫وقد ي ّ‬
‫ستدل اخلصم بان مصنّفى الكتب اّلربعة ّ‬
‫باّلحاديث من غري توقف عىل ملكة أو غريها سوى فهم احلديث فيكون‬
‫رصح يف أول « من ّل‬
‫فألن ابا جعفر بن بابويه ّ‬
‫اّلجتهاد باطال اما اّلول ّ‬
‫حىرضه الفقيه » بأن وضع هذا الكتاب عند عدم حضور الفقيه وكذا ثقة‬
‫رصح يف ّاول « الكايف » بأنه كتاب يكتفى به املتعلم ويرجع إليه‬
‫اّلسالم ّ‬
‫املسرتشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به‪ .‬وهذا ظاهر يف جواز‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪605‬‬

‫رجوع ك ّل متعلم ومريد بعلم الدين إىل هذا الكتاب من غري توقف عىل‬
‫رشط وكذا رئيس الطائفة ذكر يف اول « اّلستبصار » ان هتذيبه كتابا‬
‫يصلح ان يكون مدخورا ملجأ إليه املبتدي يف تفقهه واملنتهى يف تذكره‬
‫واملتوسط يف تبحره‪.‬‬
‫وقال يف اول التهذيب أيضا لنا فيه اى يف هذا الكتاب املذكور من كثرة‬
‫النفع واملبتدى والريض يف العلم وظاهر ان املبتدى ّل يكون مستجمعا‬
‫للرشائط املذكورة للعمل باّلحكام سيام امللكة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬غاية ما يلزم من كالمك ترصحىهم بجواز العمل بمناطيق اّلخبار‬
‫ومدلوّلهتا الرصحىة لك ّل فأهم للحديث ص ‪95‬سواء كان مستجمعا‬
‫للرشائط اّلخر أو ّل ويلزم منه عدم اعتبار الرشائط اّلخر وامللكة بالعلم‬
‫يف القسم الثاين من القسمني املذكورين من اّلحكام الرشعية واهلل اعلم‪.‬‬
‫اقول‪ :‬وهذا جتويز ننه واعرتاف بتجواز العمل عىل احا يث هذه األصول بمحر الفدم‬
‫فتأنل‪.‬‬
‫وقال يف الباب السا س يف التعا ل والرتجيح‪:‬‬

‫اعلم ان التعارض الواقع يف اّلد ّلة ّ‬


‫الرشعية يكون بحسب اّلحتامّلت‬
‫العقلية منحرصا يف اقسام‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم يف بيان االقسام إىل ان قال‪:‬‬
‫‪ 606‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وانا مل ابسط القول فيها ألن املدرك يف بعضها غري ظاهر واّلوىل الرجوع‬
‫يف الرتجيح إىل ما ورد به وهو روايات‪:‬‬
‫اّلوىل‪ :‬ما رواه الشيخ اجلليل الطربيس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف كتاب «‬
‫اّلحتجاج » يف احتجاج ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن احلريث بن‬
‫املغرية عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال‪ :‬إذا سمعت من أصحابك‬
‫احلديث وكلهم ثقة فموسع عليك حتى ترى القائم ‪ -‬عجل اهلل تعاىل‬
‫فرجه ‪ -‬فرتده إليه‪.‬‬
‫الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ويف‬
‫الثانية‪ :‬ما رواه عن احلسن بن اجلهم عن ّ‬
‫آخره قلت جىيئنا الرجالن وكالمها ثقة بحديثني خمتلفني فال نعلم أهىام‬
‫فموسع عليك بأهىام أخذت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احلق؟ قال‪ :‬إذا مل تعلم‬
‫الثالثة‪ :‬ما رواه أيضا يف جواب مكاتبة حممد بن عبد اهلل احلمريي ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬إىل صاحب الزمان ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يسألنى بعض الفقهاء عن‬
‫ّ‬
‫املصىل اذا قام من التشهد اّلول إىل الركعة الثالثة هل جىب عليه بان يكرب‬
‫فان بعض اصحابنا قال ّل جىب عليه تكبرية وجىزيه أن يقول بحول اهلل‬
‫وقوته أقوم وأقعد‪ .‬فوقع ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف اجلواب عن ذلك حديثا أما‬
‫أحدمها فإنه إذا انتقل من حالة إىل حالة أخرى فعليه التكبري‪ ،‬وأما‬
‫فكرب ثم جلس‬
‫احلديث اآلخر فإنه روي إذا رفع رأسه من السجدة الثانية ّ‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪607‬‬

‫ثم قام فليس عليه القيام بعد القعود تكبري وكذلك التشهد اّلول‪ ،‬جىري‬
‫هذا املجرى‪ ،‬وبأهىام أخذت من باب التسليم كان صوابا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬مما رواه عيل بن مهزيار يف الصحيح قال‪ :‬قرأت يف كتاب لعبد‬
‫اهلل بن حممد إىل أيب احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ : -‬اختلف أصحابنا يف‬
‫رواياهتم عن أيب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف ركعتي الفجر يف السفر‪،‬‬
‫فروى بعضهم‪ :‬أن صلهام يف املحمل‪ ،‬وروى بعضهم‪ :‬ان ّل تصلهام إّل‬
‫عىل وجه األرض‪ ،‬فأع ّلمني كيف تصنع أنت ألقتدي بك يف ذلك ؟‬
‫موسع عليك بأية عملت ويف دّللة هذه الرواية‬
‫فوقع ‪ -‬عليه السالم ‪ّ : -‬‬
‫عىل ما نحن فيه نظر ظاهر‪.‬‬
‫وروى الكليني يف « الكايف » قال ويف رواية بأهىام اخذت من باب التسليم‬
‫وسعك ورواها يف خطبة « الكايف » عن العامل ‪ -‬عليه السالم –‬
‫وهذه اّلخبار عىل ان املكلف خمري يف العمل بأي اخلربين شاء واختاره‬
‫مر نقل عبارته‪.‬‬
‫الكليني يف خطبه « الكايف » كام ّ‬
‫إىل ان قال‪.‬‬
‫املرجحات املذكورة يف كتب األصول فان رجع‬
‫عليك بامعان النظر يف ّ‬
‫إىل أحد من املرجحات املنصوصة أو قام عليه دليل قطعي فهو مقبول‬
‫واّل فعدم اّللتفات إليه احوط واوىل والعلم عند اهلل‪ .‬انتهى ما اوردنا‬
‫نقله من « الوافية »‪.‬‬
‫‪ 608‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والنظر فيدا بعد التأنل انه لعىل فراسخ نن طريقة املتجتددين باملعنى املتنازع فيه‪.‬‬

‫[السيد صدر ال ّدين الهمداني]‬


‫ونندم بحر التحقيق وتيار التدقيق قدوة أصحاب العرفان والربهان املكاشف عليه‬
‫حقائق االيامن صدر امللة واالسالم والدين سيدنا واستا اساتذتنا السيد صدر الدين‬
‫اهلمداين ‪ -‬قدس اهلل رسه ‪ -‬وهو يف التحقيق عىل ذروة السنام يف علمي احلكمة والكالم‬
‫وكذلك يف سائر علوم سا ات االنام ‪ -‬علديم السالم ‪ -‬وكان حمدثا رصفا واخباريا‬
‫بحتا ولنذكر قليال نن نصوصه عىل ذلك يف « رشح الوافية » وتعيدا اذن واعية‪.‬‬
‫قال السيد ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬قوله لعدم انكان َتصيل القطع فيدا أي بمقتضيات االلفاظ‪.‬‬
‫اقول‪ :‬ان كان املرا عدم االنكان يف بعضدا أي سلب اجلزئي فمسلم وان كان املرا‬
‫السلب الكيل فممنوع اذ كثرىا نا يقطع بمرا املتكلم نن كالنه وال اظن احدا ينكرهذا‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫قوله اّلول يف الكتاب ووجوب اتباعه والعمل به‪.‬‬
‫اقول‪ :‬لقد طال التشاجر بني املجتهدين واّلخباريني يف العمل بظواهر‬
‫الكتاب يف اّلحكام النظرية وّل خالف بينهام يف وجوب العمل بالقرآن‬
‫نص من اّلئمة ‪ -‬عليهم‬
‫انّام اخلالف انه هل جىوز العمل به من غري ّ‬
‫السالم ‪ -‬أم ّل قال الشيخ الفاضل املحدث احلر العاميل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف‬
‫« الفوائد الطوسية » عند اعرتاضه عىل املجتهدين العاملني بالظواهر‪:‬‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪609‬‬

‫ّل نزاع يف وجوب العمل بالقرآن انّام الكالم يف جواز العمل به من غري‬
‫نص من اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬يف تفسريه وموافقه ظاهره ويف نفي‬
‫ّ‬
‫النسخ والتقييد والتخصيص والتأويل ونحوها‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم إىل ان قال‪:‬‬
‫ان هذه اّلد ّلة ان اقيمت عىل انه ّل جىوز العمل بالظواهر التي‬
‫أقول‪ّ :‬‬
‫للظن املحتملة ملثل التخصيص والتقييد والنسخ وغريها‬
‫ّ‬ ‫ا ّدعيت افادهتا‬
‫لصريورة أكثرها متشاهبا بالنسبة إلينا فلم يبق اّل افادته الظن وما افادته‬
‫قد منعنا من العمل به مع قبول ان القرآن حمكام بالنسبة إلينا أيضا فال كالم‬
‫معهم وّل يرد عليهم يشء وان كان بعض ادلتهم غري واف بمطلوهبم‪.‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫واما اّلعتذار يف العمل بالظّن بنا ملا ظننا كون حكم مستفاد من انه مراد‬
‫اهلل تعاىل عملنا به ألن تركه مورث اخلوف يف اآلخرة ودفع اخلوف‬
‫املظنون واجب فيجاب عنه ان عقلت ذلك أيضا عىل قبح املواخذة مع‬
‫النهي املطلق من اتباع الظن وعدم بلوغ املخرج وكيف يسمع هذا‬
‫اّلعتذار مع ان املقائيس يعتذر أيضا بمثل عذرك وانت متنعه عن القياس‬
‫وسيأت هلذا زيادة توضيح إن شاء اهلل يف مبحث حجية اّلمجاع املنقول‬
‫بخرب الواحد‪ .‬الخ‪.‬‬
‫‪ 610‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال‪:‬‬
‫احلق اذا اتفق العلامء عىل‬
‫ان الذين يقولون بوجوب اظهار اّلمام القول ّ‬
‫الباطل ّل يقولون بانه جىب عليه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان يعرف نفسه فعىل‬
‫هذا لو كان هناك حديث صحيح ّ‬
‫دال عىل خالف ما امجع عليه العلامء يف‬
‫زمان الغيبة أو كان جمتهدا واحدا قائال بخالف ما قالوه مع معرفة نسبه‬
‫ّلمكن ان يقال ان املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اكتفى به عن احلضور بنفسه‬
‫واظهار اخلالف مع جهالة نسبه‪.‬‬
‫قال استا الكل يف الكل يف « رشح الدروس » ‪:‬‬
‫وما يقال من انه جىب عىل املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان يظهر القول‬
‫حق ليس ممّا‬
‫فلام مل يظهر ظهر انه ّ‬
‫بخالف ما امجعوا عليه لوكان باطال ّ‬
‫خيلو من املناقشة سيام اذا كانت يف مجلة روايات اصحابنا بخالف ما‬
‫امجعوا عليه اذ ّل فرق ظاهرا بني ان يكون اظهار اخلالف عىل تقدير‬
‫وجوبه بعنوان انه قول فقيه وان مل يعلم انه املعصوم اذ مل يقل القائلون‬
‫بوجوب اّلظهار حينئذ انه جىب عىل اّلمام ان يظهر القول باخلالف مع‬
‫تعريفه نفسه للنّاس بل يقولون انه يكفى ان يظهر القول وان مل يعلم‬
‫العلامء انه اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وبني ان يكون اخلالف مدلوّل عليه‬
‫بالرواية املوجودة يف احاديث اصحابنا وّل خيفى انه عىل هذا ّل يبعد‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪611‬‬

‫القول أيضا ان قول الفقيه املعلوم النسب أيضا يكفى يف ظهور اخلالف‬
‫أيضا فتدبر‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫وقد أتى شيخنا الفاضل املحقق يف « الذخرية » بجملة وافية لبيان هذا‬
‫املطلب وبعض ما سيق وانا انقل عبارته بطوهلا إلشتامهلا عىل فوائد‪ ،‬قال‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪: -‬‬
‫فإن قلت‪ :‬حىصل العلم بموافقة املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف بعض‬
‫اّلحكام بحسب القرائن الكثرية كام اذا ظهر يف حكم من اّلحكام املهمة‬
‫عم البلوى هبا اتفاق املشهورين من اّل ّمة‬
‫التي يقع اّلحتياج إليها غالبا وي ّ‬
‫ولو يعلم بالتتبع خمالف له أو قادح فيه وطاعن عليه فحينئذ حىصل العلم‬
‫بان هذا مذهب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬ألنّا نعلم من ان عمل اصحابنا‬
‫اّلمامية ‪ -‬ريض اهلل عنهم ‪ -‬ممن عارص اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬كان‬
‫عىل ذلك واّلّ لنقل بمقتىض العادة واذا كان عملهم مجيعا أو أكثر‬
‫مشاهريهم عىل يشء من اّلحكام الشائعة التي يقع اّلحتياج إليها يف‬
‫غالب اّلوقات لعلم موافقة اّلمام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اذ من املعلوم ان‬
‫مجاعة كثرية من العلامء واّلتقياء ونقله احلديث وحفاظ الرواية يف عرص‬
‫ظهور املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قرنا بعد قرن وخلفا بعد سلف يف مدّ ة‬
‫متطاولة متامدية ينف عىل ثالثامئة سنة وكان مجاعة منهم مشهورين بالعلم‬
‫‪ 612‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والتقوى متصدين للرواية والفتوى منصوبني لذلك من قبلهم وكانوا‬


‫خمتلفني إىل جمالس املعصومني ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فائزين بادراك لقائهم‬
‫آخذين حقائق املسائل عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬بالسامع والعيان عىل‬
‫جهة القطع واليقني دون الظن والتخمني ملا عهد من اطوارهم من‬
‫انكارهم من انكار الظنون واّلهواء والتجنب عن اّلقيسة واآلراء‬
‫احلق يف الوقائع التي‬
‫وكانوا متمسكني يف كثري من اّلحيان من استعالم ّ‬
‫حصل احتياجهم إليها ووقع البلوى هبا ومن املعلوم ان مجاعة من امثاهلم‬
‫اذا اتفق عملهم أو فتاوهىم عىل يشء كان ذلك موافقا لعمل املعصوم ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬وقوله بستة ص ‪ 96‬اذ من خالف العادة ان يتفقوا كذلك‬
‫بدون ان حىصل هلم العلم مع متكنهم منه وقد تدرج مجاعة عن هذا املقام‬
‫حتى قال يف « الذكرى » ان األصحاب يتمسكون بام جىدونه يف رشائع ايب‬
‫احلسني بن بابويه عند اعتواض النصوص حلسن ظنّهم به وان فتواه‬
‫كروايته وهلذه الع ّلة تراهم يرجحون اّلخبار الضعيفة املعلومة عند‬
‫املتقدمني املوافقة لفتوى أكثرهم عىل اخبار صحيحة اّلسانيد عىل انه ّل‬
‫يصح يف العادات ان ّل يعلم املعصومني ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬تع ّلمهم‬
‫وفتواهم اذا كان مستمرا كذلك أو علموا ومل ينكروا عليهم مع كثرة‬
‫اشفاقهم عليهم واجتهادهم يف هدايتهم وتعليمهم ولو كان يشء من‬
‫ذلك ثابت النقل البتة ألن رواة احلديث ونقله اّلخبار وحفظه اآلثار عىل‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪613‬‬

‫كثرهتم وانتشارهم يف اقطار اّلرض وطول مساعيهم وتوفر دواعيهم‬


‫اخذوا العلم والرواية عن أصحاب العصمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬وحلقهم‬
‫آخرون واخذوا عنهم وكذلك تع ّقب السلف اخللف واآلتى املاىض‬
‫جرا إىل زمن املشايخ املتأخرين عنهم ّ‬
‫الذين دونوا الفقه وضبطوا‬ ‫وهلم ّ‬
‫اّلقوال وميزوا بني اخلالف والوفاق فال يكون قول من اقوال املتقدمني‬
‫خارجا عن اقوال هؤّلء خصوصا اذا حكموا باّلتفاق اّلّ ان يكون قوّل‬
‫نادرا مطروحا عند املشهورين من اصحابنا املتقدمني بل عمل اثنني أو‬
‫ثالثة منهم يوجب ما ذكرنا لو ّل احتامل ان يكون اعتامدهم عىل روايه‬
‫غري متواترة أو خرب صدر عن املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬تقية أو ملصحلة‬
‫من املصالح أو ماوّل بتاويل خفى مع وجود املعارض لكن هذه‬
‫اّلحتامّلت يرتفع يف الصورة التي ذكرنا قلت اّلمر كام ذكرت اذا حصل‬
‫العلم باتفاق مجاعة من أصحاب اّلئمة ‪ -‬علهيم السالم ‪ -‬ولكن طريق‬
‫هذا العلم منسد يف زماننا هذا اّل يف قليل من املسائل التي صارت من‬
‫رضوريات بني اّلمامية كوجوب املسح يف الوضوء وعدم جواز املسح‬
‫ّ‬
‫اخلف وبطالن القياس وامثاهلا و ّاما يف غريها من املسائل فال‪.‬‬ ‫عىل‬
‫فان غاية ما يمكن لنا اّل ّطالع عىل مذهب أكثر املفتني املتأخرين عن‬
‫ّ‬
‫قدمائنا أو أصحاب احلديث وهم أصحاب كتب الفقه وّل حىصل العلم‬
‫بمذاهب مجيعهم لكثرة الكتب وانتشار املصنفات وهلذا ّل حىصل العلم‬
‫‪ 614‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بمذاهب القدماء واصحاب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬فاهنم مل يكن من‬


‫عادهتم ان يصنفوا كتابا يذكرون فيه اقواهلم وفتاوهىم بل كان من عادهتم‬
‫مجع اّلخبار املعتمدة التي وصلت إليهم وكانوا يعملون هبا كام يظهر‬
‫السلف واخللف إىل ان نشأ حترير الفتاوى‬
‫بالتتبع وعىل هذا كان بمىض ّ‬
‫وتصنيف كتب الفقه بعد ازمان اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬بمدّ ة طويلة‬
‫فمذاهب أصحاب كتب الفتاوى ّل تكشف عن مذاهب أصحاب‬
‫اّلخبار واتفاق أكثر الفقهاء ّل ّ‬
‫تدل عىل موافقة املعصوم ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬وباجلملة ّل خيلو ّاما ان يوجد خرب يف املسئلة أم ألن فان وجد خرب يف‬
‫املسئلة كان النظر عىل اخلرب واملتجه التعويل عىل الظن احلاصل بعد النظر‬
‫يف معارضته واعتبار القواعد املقررة يف الرتجيح فكنا مستغنني هناك عن‬
‫َتشم هذا البحث وان مل يوجد يف املسئلة بعد التتبع والعلم بمذاهب‬
‫قدماء ارباب احلديث من أصحاب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬مشكل‬
‫جدّ ا اذ ّل يعقل سبيل هذا اّلمر ان احدمها فتاوى الفقهاء واملتأخرين‬
‫عنهم وقد عرفت انه غري ناهض بالدّللة عليه وثانيهام نقل بعض الفقهاء‬
‫امجاع الفرقة عىل املسئلة وهو أيضا ضعيف ملا عرفت من تعذر اّلطالع‬
‫عىل اّلمجاع باملعنى املعروف عند األصحاب فمرادهم باّلمجاعات‬
‫املنقولة يف كتبهم يف كثري من املسائل أكثرها ّل يكون حمموّل عىل معناه‬
‫الظاهر بل اما يرجع إىل اجتهاد من الناقل بحسب القرائن واّلمارات‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪615‬‬

‫التي اعتربها إىل ان املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬موافق يف هذا احلكم أو‬
‫مرادهم الشهره أو اتفاق أصحاب الكتب املشهورة إىل غري ذلك من‬
‫املعاين املحتملة وقد ن ّبه عىل هذا الشهيد‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف الذكرى وممّا‬
‫ان منهم من يدّ عى اّلمجاع عىل حكم من اّلحكام ثم يدّ عى‬
‫يرشد إىل هذا ّ‬
‫اخر اّلمجاع عىل خالفه وقد يفتى املدّ عى بخالفه ووجود اخلالف من‬
‫املشاهري فيام ادعى عليه اّلمجاع كثري جدّ ا حتى ّل يوجد باب من ابواب‬
‫الفقه اّلّ وقد وجد مسائل معدودة من هذا القبيل ومن نظر يف رشحنا‬
‫هذا يطلع عىل كثري من هذا الباب ومن اراد ان يشهد عىل ما ذكرنا فلينظر‬
‫إىل كتاب اّلنتصار للسيد املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬واخلالف للشيخ ايب‬
‫فاهنا مشتملة‬
‫جعفر الطويس والغيبة إلبن زهره والرسائر إلبن ادريس ّ‬
‫عىل ادعائه اّلمجاع يف كثري من املسائل املودعة فيها مع وجود اخلالف يف‬
‫كثري منها حتى من املدعى وقد رسى هذه الطريقة إىل املتأخرين مثل‬
‫املصنّف والشهيدين وغريهم والذي ظهر ي من تتبع كالم املتأخرين اهنم‬
‫كانوا ينظرون إىل الكتب املوجودة عندهم يف حال التصنيف والتأليف‬
‫فاذا ارادوا اتفاقهم عىل حكم انّه امجاعى ثم اذا ا ّطلعوا إىل تصنيف آخر‬
‫خالف مؤ ّلفه للحكم املذكور رجعوا عن الدعوى املذكورة ويرشد إىل‬
‫هذا كثري من القرائن التي ّل يناسب يف هذا املقام تفصيلها اذ ليس املقام‬

‫حمل استقصاء هذا الباب فانه متع ّلق ّ‬


‫بفن األصول وانّام الغرض التنبيه‬
‫‪ 616‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل حقيقة احلال ومع هذا فال انكر حصول الظن به يف بعض ولكنه يف‬
‫حجيته عىل اّلطالق نظر فهو من القرائن التي يوجب التقوية والتأييد‬
‫وّل يصلح لتأسيس احلكم فيام افهم واهلل اعلم بحقيقة احلال‪.‬‬
‫وقال يف َتقيق االجتدا والتقليد نا لفظه‪:‬‬
‫فيها انا ذاكر ما هو معتقدي ومعتمدي بحول اهلل وقوته واّلستعانة من‬
‫صىل اهلل عليه وآله وس ّلم ‪ -‬وخلفائه ‪ -‬عليهم الف صالة وحتية ‪-‬‬
‫نبيه ‪ّ -‬‬
‫ثم ارشع فيام قاله األصوليون جرحا وتعديال ونقضا وابراما وهو‬
‫املستعان وعليه التكالن فاعلم ان العقل د ّلنا عىل وجوب اتباع من ّ‬
‫دل‬
‫عليه اآلية الرشيفة ّل غري (يا أهىا الذين آمنوا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول‬
‫وأوىل اّلمر منكم) واملراد باوىل اّلمر هم اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫‪1‬‬

‫اهلادون املهديون فاذا سمع املك ّلف آية أو حديثا وفهم مرادهم منها كام‬
‫يفهم مراد غريهم من كالمه يلزمه العمل بمقتىض ما فهمه وغرضه من‬
‫هذا التشبيه هو ان أكثر ما يؤدى الناس مقاصدهم هو اّللفاظ فاذا‬
‫خوطب العارف بلغه اخلطاب تراه يعمل بمقتىض ما فهمه وان كان‬
‫مستلزما ملتاعب كثرية ومشاق شديدة وّل ينظر ان حىصل له القطع بمراد‬
‫املتكلم خالف ما فهمه وبنى األمر عليه مثال لو امرنا من يلزم علينا عقال‬
‫اطاعته كالسلطان واّلب واملوىل باملسافرة إىل بلد بعيد يف زمان معني مع‬

‫‪1‬‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪617‬‬

‫محل ك ّل درهم ودينار له عندنا واستصحاب عبد يشرتيه من ماله ففهمنا‬


‫حني اخلطاب عموم الدينار والدرهم واطالق العبيد بحيث يشمل‬
‫املؤمن والكافر فهمنا ثبات رأيه عن غري ندامة ورجوع ليسا فرحني‬
‫بمجرد اّلمر ولعله ندم عن امره ونسخه‬
‫ّ‬ ‫حضور الوقت وّل نغفل عنه‬
‫لكن مل يبلغنا الناسخ أو لعله اخرج بعض الدنانري أو قيد العبد باملؤمن‬
‫ومل يصل إلينا بل ّل علينا باس عند العقالء وان مل نسئله عن هذه الثالثة‬
‫مع امكان الوصول إىل خدمته وكذا اذا مل نفحص عنها مع عدم اّلمكان‬
‫وسافرنا واحلال هذه ثم انكشف الناسخ أو غريه فظهرعدم اشرتاط‬
‫القطع وهكذا اّلمر يف كالم اهلل وخلفائه وقد تكلمنا سابقا عىل مسئلة‬
‫عدم جواز العمل بالعام اّل بعد الفحص عن املخصص فارجع إليها نعم‬
‫لو فرضنا ان متك ّلام منعنا عن العمل بام نفهم من كالمه اّل مع القطع أو‬
‫الفحص ثم اليأس لكنّا ملومني باّلكتفاء بالظاهر وّل منع اّلّ يف ظواهر‬
‫الكتاب ولكن طريق حصول القطع باملراد ليس منحرصا عندي يف ان‬
‫يكون هناك اخبار شاهدة عىل ان ما يفهم منها ظاهرا هو املراد هنا واقعا‬
‫بل لو تفحصنا ومل نجد خربا خمالفا وّل امجاعا عىل خالفها لكان عدم‬
‫الوجدان قرينة مفيدة للقطع هبا اذ من املحال عادة ان ّل يكون ظاهر من‬
‫نص باملراد منها وّل قول ّل يقال هذا امجاع‬
‫ظواهر الكتاب مرادا مع عدم ّ‬
‫ومرجعه اخلرب‪.‬‬
‫‪ 618‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول‪ :‬لو فرضنا غفلتنا عن كونه امجاعا وعن ان االمجاع كاشف عن قول املعصوم ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬حلصل لنا هذا القطع أيضا وليس غريض ازيد نن هذا ثم انه ليس أيضا‬
‫نن رشط لزوم عمل املكلف بام يعلمه أو يظنه نرا املعصوم نثال نن قوله ان يكون له‬
‫اقتدار عىل فدم أكثر االحا يث بل لو انحرص اقتداره عىل فدم حديث أو آية واحدة‬
‫جلاز له العمل به يف بعض الصور كام لو كان هناك اعلم ننه لوجب عليه يف البعض‬
‫اآلخر كام لو مل يكن بل اقول لو ان اعتجميا علم جواز نقل احلديث باملعنى فعلم ان‬
‫الثقة املأنون ترجم حديثا نعلوم النسبة إىل املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فسمعه ننه أو‬
‫رأى يف كتابه املتواتر جلاز له العمل وان مل يكن له قدرة عىل فدمه بل لو يرتجم نن هذا‬
‫الذي قاله ص ‪ 97‬يعلم ان املتتجزى القا ر عىل استنباط بعض املسائل نن الطريق‬
‫الصعب الذي يسمونه اجتدا ا هو نن العلامء العارفنى عندي فيتجوز له العمل بام ا ى‬
‫إليه اجتدا ه اللدم اال ان يكون نا جعله ليال عىل املسئلة غرى نا جعله الشارع ليال‬
‫عليه وهذا جائز يف املطلق أيضا بل ربام كان هذا املتتجزى حمدثا عاملا ناهرا باملناطيق‬
‫واملفاهيم املعتربة اذ ليست نلكة االجتدا عندي باملعنى الذي قالوه اال زينة املحدث‬
‫وربام احتيج إليدا عند املناظرة نع أهل اآلراء وألجل هذا الف الشيخ والسيد ونن‬
‫نثلدم ننا كتابا يف علم األصول نع ان بنى نا يف كتبدم وكتب العانة بونا بعيدا وان كان‬
‫فيه نا ليس بحق عند الشيعة فليس املعصوم اال نن عصمه اهلل‪.‬‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪619‬‬

‫فان قلت‪ :‬أ ليس الواجب عىل نن ليس ناهرا يف علم احلديث حميطا بعانه وخاصه‬
‫ونطلقه ونقيده ونا له نعارض ونا ليس له ونا صدر تقية ونا هو نطابق للواقع وال‬
‫عارفا لوجوه الرتاجيح املنقولة وال نقتدرا عىل الرتجيح ان يرجع إىل نن هو كذلك وال‬
‫يعمل مما يفدمه نن احلديث الذي بلغه وان كان صحيحا عنده نعلوم الصدور نن‬
‫املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حتى يفتيه هذا العامل البارع بقوله افعل أو ال تفعل أو حيكم‬
‫كذا قلت ال شاهد عىل وجوب هذا الرجوع وال عىل عدم جواز العمل اال هبذا العامل‬
‫املاهر بل االحا يث الدالة عىل الرجوع إىل رواة االحا يث شاهدة عىل خالف ذلك‪.‬‬
‫روى الشيخ احلر العانيل يف « الوسائل » يف باب العمل باحا يث النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه‬
‫وآله وسلم ‪ -‬عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال إن العلامء ورثة االنبياء‪ ،‬وذاك أن‬
‫األنبياء مل يورثوا رمها وال ينارا‪ ،‬وإنام اورثوا أحا يث نن أحا يثدم ‪ ،‬فمن أخذ بيشء‬
‫نندا فقد أخذ حظا وافرا‪.‬‬
‫فاقول هذا االخذ مل يأخذ احلديث ليقرأه عقيب الصلوة وال ألن ينقله إىل املحدث املاهر‬
‫ثم يأخذ بقوله بل اخذه ليعمل به ومل يشرتط ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان يكون حمدثا ناهرا أو‬
‫ال غرىه نن الرشائط وروى فيه نا يدل عىل احلث عىل كتابه وعىل التحديث بام يف الكتب‬
‫فقل يل هل فائدة سامع نا يف الكتب أو نالحظة نا فيدا نن االحا يث هي عمل كل‬
‫واحد بام يفدم نندا أو غرىه وهل كل كتاب نندا اذا كانت احا يثدا يف الصلوة نثال‬
‫يشتمل عىل كل نا هو احلق ونا صدر تقيه وعىل مجيع االحا يث الوار ة يف الرتاجيح‬
‫‪ 620‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أم ال عىل خالف ذلك وروى فيه أيضا نا يدل عىل احلث عىل حفظ االربعنى حديثا مما‬
‫ينتفع به الناس يف انر يندم فدل جيب ان يكون االربعون نشتملة عىل العام وخاصه‬
‫وعىل اليشء ونعارضه أم يكون واحدا نندا يف الطدارة واالخرى يف الصلوة واالخرى‬
‫يف الصوم وفيه أيضا عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬تزاوروا فان يف زيارتكم احياء‬
‫لقلوبكم وذكر الحا يثنا واحا يثنا تعطف بعضكم عىل بعض فان اخذتم بام رشدتم‬
‫نتجيتم وان تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا هبا وانا بنتجاتكم زعيم‪.‬‬
‫اقول‪ :‬الذي يقدر عىل فدم حديث واحد ويروى حديثا واحدا يفدمه هل يزور ويزار‬
‫أم ال وغرى ذلك مما يطول الكتاب بذكره واملنصف يكفيه الرجوع إىل وجدانه وروى‬
‫يف باب وجوب الرجوع إىل رواة احلديث عن نعاوية بن عامر قال قلت اليب عبد اهلل ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬رجل راوية حلديثكم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫الراويه حلديثنا يشد به قلوب شيعتنا افضل من ألف عابد وعن عيل بن‬
‫حنظلة قال سمعت ابا عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يقول‪ :‬اعرفوا منازل‬
‫الرجال عىل قدر روايتهم عنا‪.‬‬
‫وظاهر ان نن يشد قلبه قد ال يقدر عىل فدم أكثر نن حديث نثال وان املرا بكثرة‬
‫الرواية ليس جمر النقل نن غرى فدم اصال وان نن له رواية له قدر أيضا وباجلملة ليس‬
‫يف هذا الباب اال الرجوع إىل الرواة لسامع الرواية والعمل بمقتضاه وليس فيه لزوم‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪621‬‬

‫الرجوع إىل فتاوهىم املتجر ة وال إىل لزوم كون العانل نالكا للملكة املذكورة وال ون‬
‫نندا فضال عن امللكة وكذا ليس يف باب وجوب اجلمع بنى االحا يث اال ان نن اتفق‬
‫له العلم بحديث ونعارضه لزنه الرتجيح ونع العتجز عنه التخيرى وليس فيه نا يدل‬
‫عىل لزوم الفحص عن املعارض وال عىل ان نن كان عاجزا بالفعل يلزنه الرتبص‬
‫وَتصيل بعض العلوم الذي يتوقف عليه الرتجيح فان رجح فذاك واال فله انعان النظر‬
‫يف تلك االحا يث واختالفدا يوجب ان العاجز عن الرتجيح حنى سامع املتعارضنى‬
‫حكمه التخيرى ابتداء هذا كله نع التمكن عىل الرجوع إىل االنام فام حال أهل زنان‬
‫ليس فيدم أحد يدعى االجتدا عىل طريقة أهل األصول واملحدث نندم ليس اال نن‬
‫يفدم ظواهر بعض االحا يث ونع ذلك طريق االحتياط غرى خفى فالزنه ندام انكنك‬
‫واهلل اهلا ي‪.‬‬
‫ثم قال ولقوهلم ‪ -‬عليدم السالم ‪ : -‬علينا ان نلقى عليكم األصول وعليكم ان تفرعوا‬
‫أو غرىها‪.‬‬
‫اقول‪ :‬هذا احلديث الرشيف ال يدل عىل لزوم َتصيل امللكة ال الكانلة وال املتتجزية‬
‫وانام يدل عىل القاء نثل قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ : -‬كل ناء طاهر حتى تعلم انه قذر‪.‬‬

‫والتفريع ا ّلالزم علينا ليس اّل ّ‬


‫ضم الصغريات وهذا القدر ّل حىتاج إىل‬
‫امللكة وّل إىل ادون منها نعم قليل من العوام يعجز عن مثل هذه احلركة‬
‫الفكرية والظاهر من كالمه ان مثل هذا التفريع من قبيل استنباط احلكم‬
‫الفرعي القطعي عن أصله وقد حكم بخروجه عن اّلجتهاد اّلّ ان يريد‬
‫‪ 622‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بالقطعي ما يكون أصله أعني الكربى يف الدّ ين أو املذهب ثم نقول اهنم‬


‫‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬وعدوا باّللقاء فلنتفحص كتب اّلخبار حتى نجد‬
‫فيها األصول امللقاه إلينا فنأخذها ثم نفرع عليها ونصطلح واهلل املوفق‪.‬‬
‫ان احدا منهم القى إىل واحد من‬
‫اما انا فبقدر تتبعى القارص ما رأيت ّ‬
‫ان مقدمة الواجب املطلق واجبة وان اّلمر والنهي ّل جىتمعان يف‬
‫اصحابه ّ‬
‫ان العمل بالعام قبل الفحص‬
‫ان العام املخصص حجة و ّ‬
‫اليشء الواحد و ّ‬
‫عن اخلاص ّل جىوز وان بعض املفهومات حجة وبعضها ليس كذلك إىل‬
‫ان أصحاب اّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬يفهمون‬
‫غري ذلك فان ا ّدعيت ّ‬
‫احلق من هذه املسائل بسليقتهم واّلئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬يعرفون‬
‫حاهلم وهلذا مل يفيدوا ومل يستفد هؤّلء فاقول لعمرك يا أخي استمع‬
‫ان علم األصول قد ظهر يف آخر زمان الباقر ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫وانصف ّ‬
‫ثم طال التشاجر يف تلك املسائل بني أهل ذلك إىل زماننا هذا وهو قريب‬
‫الذي غري سليقة غري اصحابنا وابقى سليقتهم حتى ّل‬ ‫من الف سنة فام ّ‬
‫من اّلئمة‬ ‫ِ‬
‫حىتاجوا إىل املسئلة إىل زمان الغيبة الكربى هب ّاهنم لك فل َم مل ي ّ‬
‫‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬علينا بافادة ما هو احلق من تلك املسائل مع رأفتهم‬
‫بشيعتهم ثم بعد ذلك املوعد القيمة واهلل احلاكم‪.‬‬
‫بصحة الصلوة يف الدّ ار املغصوبة وكام‬
‫ّ‬ ‫فإن قلت‪ :‬ان فروع تلك املسائل‬
‫لو غصب صاعا من احلنطة وخلط بآخر حيث ّل حىكم اّلّ باّلنتقال إىل‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪623‬‬

‫املثل إىل غري ذلك ليست بدهىية وّل هي مما حىتاج إليه الناس وهلا مدرك‬
‫من الكتاب والسنة فالبدّ من العمل بتلك األصول واّلستنباط منها واّل‬
‫لتعطلت اّلحكام وبقى النّاس متحريين‪.‬‬
‫الصلوة باطلة لعدم جواز اجتامع اّلمر والنهي وانه يستلزم تسليم‬
‫فنقول ّ‬
‫الصاعني إىل املغصوب منه لو طلبه أل ّن مقدمة الواجب واجبة وحينئذ‬
‫ّ‬
‫يصري رشيكا‪.‬‬
‫قرر لنا أصوّل وقواعد علمنا‬
‫قلت‪ :‬فحينئذ قل رحم اهلل ابا حنيفه حيث ّ‬
‫منها أصوّل كثرية لوّلها لكان ما أتى به خاتم اّلنبياء ‪ّ -‬‬
‫صىل اهلل عليه‬
‫وآله وس ّلم ‪ -‬مع بيان اثنى عرش من عرتته ناقصا‪.‬‬
‫ان ههنا قوما ّل يعملون هبذه األصول بل يطرحوهنا خلف قاف‬
‫ثم ّ‬
‫وليسوا من املتحريين يف تلك املسائل ان هذا عجيب‪.‬‬
‫وقال يف ذيل ذكر ا لة االجتدا نا لفظه‪:‬‬
‫قال‪ :‬ومنها اآلية الدا ّلة عىل اليرس ورفع احلرج عىل وجه العموم وذكر‬
‫قوله تعاىل وما جعل عليكم يف الدّ ين من حرج‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومنها اّلخبار الدا ّلة عىل ذلك عىل وجه العموم ثم ذكر بعض‬
‫ان معرفة اّلحكام عىل طريق‬
‫اّلخبار وهذان الدليالن انّام يتامن لو ثبت ّ‬
‫اّلستنباط الذي يسلكه املجتهدون لو مل تكن واجبه لزم احلرج يف الدّ ين‬
‫واملحدثون ينكرون ذلك بل يقولون لو كانت واجبة لزم احلرج يف الدين‬
‫‪ 624‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ولقد رأيت ان بعض الناس يعظم امر اّلجتهاد بحيث يعدّ حصوله خرقا‬
‫للعادة ونشاهد من احوال بعض الفضالء املحققني ما يدل عىل هذا‬
‫الرسالة ما لفظه‪:‬‬
‫التعظيم وقال يف ضمن ر ّد صاحب ّ‬
‫ثم ذكر كالنا طويل الذيل حاصل جمموعه ان كل نكلف جيب عليه نعرفة نا كلف به‬
‫وال طريق إليدا اال بفدم نرا املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اذ ال طريق إليه اال للمتجتدد‬
‫فيتجب عىل غرىه الرجوع إليه فيصح قولنا ان الرعية صنفان جمتدد ونقلد والواجب‬
‫عىل الثاين الرجوع إىل االول والفرق بنى املتجتدد ننا واملتجتدد نن العانة ان املتجتدد ننا‬
‫يفتى بام يفدمه نن قول املعصوم وان احتاج فدمه إىل فكر ونظر‪ .‬واملتجتدد نندم يفتي‬
‫بام يستنبط نن اصل قرره هو بنفسه‪ .‬فاملقلد ننا قلد املعصوم يف احلقيقة واملقلد نندم‬
‫تبع هذا النافع‪ .‬وانه ليست قاعدة أصولية عند الشيعة اال وهي أصل القاه إليدم أئمتدم‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وليس شأن املتجتدد اال التفريع وقد رخصدم املعصوم ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬حيث قال هلم‪ :‬انام علينا ان نلقى إليكم األصول وعليكم ان تفرعوا‪ .‬وان‬
‫اجلمع بنى االخبار املتعارضة حيتاج إىل قوة ذوقية وطبع سليم وفدم نستقيم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وباهلل التوفيق وبيده ازنة التحقيق ان أرا باملتجتدد نن له نعرفة باللغة العربية‬
‫وباالصطالح الرشعي ويفدم نناطيق أقوال املعصوم ونفاهيمدا اعني هبا املعاين‬
‫االلتزانية التي تسبق إىل الذهن بعد سبق املعنى املطابقي أو املعاين املتجازية التي نصبت‬
‫هلا قرينة واضحة فام ا عاه نسلم وان أرا به نن أحاط علمه بكل نا روى عندم أو‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪625‬‬

‫جلدا فاطلع عىل كل حديث ونعارضه وعىل كل عام وخمصصه وعىل كل نطلق ونقيده‬
‫ثم رجح أحد املتعارضنى عىل اآلخر بواحد نن طرق الرتجيح ثم بعد ذلك كان له قوة‬
‫قوية يقدر هبا ان حيكم يف الالزم والفر الذي طال التشاجر يف لزونه وفر يته وعدندا‬
‫ندة ألف سنة بانه الزم أو فر بمقدنات ال يسمن وال يغنى نن جوع واضح ملن نقل‬
‫يف علم األصول فام ذكره ممنوع وا لته قارصة‪.‬‬
‫وقوله فيتجب عىل غرىه الرجوع إليه نقول نعم جيب عىل نن ال يعلم نرا املعصوم‬
‫الرجوع إىل نن يعلم فيتعلم ننه ولو برتمجه قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بالفارسية بالرشط‬
‫املعترب يف نقل احلديث باملعنى‪.‬‬
‫وقوله ان الرعية صنفان نقول بل نحن صنف واحد والدنا املعصوننى عن اخلطاء‪.‬‬
‫واجلاهل ننا بمرا هم يرجع إىل العامل به‪ .‬وقوله واملتجتدد ننا إىل قوله اال التفريع‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هاتان عوتان ال قاطع هلام اال نالحظة كتب األصول والفروع فانظر إليدا‬
‫وحسبك نن االول « التدذيب » والقواعد ونن الثاين االرشا و « رشح اللمعة » ثم‬
‫اهلل تعاىل عليك شاهد وكفيل‪ .‬قوله وقد رخصدم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هل القى املعصوم اصال ال؟؟؟ ص ‪98‬كربى حتى يقول اصطالح طارئ بل‬
‫اقول نسئلة يبتنى عليدا نسائل وفروع البد ان يتأنلوا يف حتجيتدا ثم ال يتصاحلوا فيدا‬
‫ابدا أم القى عليدم نا يعلم ننه الفرع نن غرى احتياج إىل نظر قيق‪.‬‬
‫‪ 626‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فان قلت باالول‪ ،‬فعليك باظدار نثال واحد‪ ،‬وان قلته بالثاين‪ ،‬فنعم الوفاق وال‬
‫ينفعك‪.‬‬
‫وانا االحتياج يف اجلمع إىل القوة القوية فال ينكره ان كان نرا ه نا ذكر يف االخبار فال‬
‫احتياج إىل كثرى قوة بل الضعيفة َتتمله ثم ال نسلم تكليف الكل باجلمع بل نن بلغه‬
‫املتعارضان وهو أيضا حيتاج إىل قوة نا ان كان التخيرى الذى هو احد وجوه اجلمع نتعينا‬
‫بعد العتجز عن غرىه واال فال‪.‬‬
‫والتحقيق هو ان النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬كان حيدث اصحابه فيفدمون‬
‫حكم اهلل تعاىل نن قوله وان احتاجوا إىل السمؤال سألوه فيعلمدم نا مل يكونوا يعلمون‬
‫ثم ان احلانل حيمل احلديث إىل البال والرباري واملفاوز فينقله إىل اهلدا والكل يعمل‬
‫بام يفدمه فيعمل بالعام إىل جميئ املخصص وباملطلق إىل جميئ املقيد وبالذي سينسخ إىل‬
‫ورو الناسخ وهكذا كان االنر إىل اوائل زنان الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فتجمع بنى‬
‫اصحابه ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬بعض االحا يث املتعلقة ببعض ابواب الفقه وكان هو ونن‬
‫عنده ذلك األصل يعملون به نع انه مل يستقص لكل عام فيه خمصص أم ال ولو نظروا‬
‫إليه بل إىل اجلميع األصول االربعامئة نا ظفروا بيشء كيف وقد يكون العام يف كالنه‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واخلاص يف كالم اخللف ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ثم كانوا عاملنى بان شيعتدم‬
‫هكذا يفعلون ومل ينقل عن واحد نندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ننعدم عنه وهكذا كان االنر‬
‫إىل زنان تأليف الكتاب اجلانع « الكايف » فكان نن عنده يكتفى به إىل زنان تأليف «‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪627‬‬

‫الفقيه » وهذان اجلليالن رصحا بتجواز العمل بام يف كتاهبام إىل زنان تأليف « التدذيب‬
‫» فاجتمع فيه أكثر احا يثنا فظدر التعارض أكثر نا كان يف تأليف ص ‪98‬الشيخ خىتار‬
‫نن وجوه الرتاجيح ليشدد االنر ولكنه شكر اهلل سعيه مجع بنى املتعارضنى بام يمكن‬
‫ملصلحه هو اعلم به ننا فنحن ندعى ان التكليف املستمر مل يتعرس فمن كان عنده «‬
‫الكايف » نثال جيوز له االكتفاء بام يفدمه نن احا يثنا نن املناطيق واملفاهيم عىل النحو‬
‫الذي ارشنا إليه نرارا فان ظدر له خمصص أو نقيد يعمل بمقتضامها وان عزله نعارض‬
‫فان بلغه وجه آخر نن وجوه الرتاجيح جيرى فيام عزله بتجريه فيه وان بلغه أكثر نن‬
‫واحد يعمل بمقتضاه والبد له نع تعارض وجوه الرتاجيح عنده نن ترجيح لواحد أو‬
‫التخيرى وان مل يبلغه يشء فليسال نن االعلم حتى يظفر به وهكذا حال نن اجتمع عنده‬
‫الكتب االربعة أو ازيد وال جيوز ننع نن مل جيتمع عنده عن العمل عنده واحلساب‬
‫االحاطة بام لديه أو قبول نا فدمه وان جاز له تكليفه بواحد نندا وجاز له أيضا قبول‬
‫قول االعلم نن حيث انه نرا املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعد ان ال يتعدى االعلم‬
‫املناطيق واملفاهيم البينة وقد ظدر مما تلونا عليك نا جيب عىل العاني االعتجمي الذي‬
‫ال يعلم شيئا ونا علم العامل املتجيب له والظاهر ان االوىل له الرجوع إىل املحدث املاهر‬
‫ان اجتمع نع غرىه بل األوىل لغرىه الرجوع إليه اللدم اال ان حيكم ذهنه بان املاهر قد‬
‫غلط العوجاج يف سليقته أو شبدة رسخت يف ذهنه بعد التخلية وترك اهلوى وانام اطنبنا‬
‫الكالم ألن املقام حقيق به‪.‬‬
‫‪ 628‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويعتجبني ان أختم هذا الكالم بذكر بعض نا ذكره الشيخ البارع يف الرسالة املذكورة‬
‫واملحدث املاهر يف « هداية االنة » نن االحا يث املتعلقة باملبحث واملنقول عنه الكتاب‬
‫االخرى قال قال الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إياك ان تنصب رجال ون احلتجة‪ ،‬فتصدقه‬
‫‪1‬‬
‫يف كل نا قال‪.‬‬
‫وسئل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن قوله َّاخت َُذوا َأحبارهم ورهباهنم َأربابا ِنن ِ‬
‫ون اهلل فقال أنا‬ ‫م ُ‬ ‫م َ ُ م ُ م َُم م‬
‫واهلل نا عوهم إىل عبا ة أنفسدم ولو عوهم إىل عبا ة أنفسدم نا أجابوهم ولكن‬
‫أحلوا هلم حرانا وحرنوا عليدم حالال فعبدوهم نن حيث ال يشعرون‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬نن نصب ونكم شيئا فدو ممن يعبد اهلل عىل حرف قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نعم‬
‫وقال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن أصغى إىل ناطق فقد عبده‪ ،‬فان كان الناطق عن اهلل فقد عبد‬
‫‪2‬‬
‫اهلل‪ ،‬وإن كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وقال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا جعل اهلل ألحد خرىا يف خالف انرنا‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن ان اهلل بغرى سامع عن صا ق الزنه اهلل اليته إىل الفناء ونن‬
‫ا عى نن غرى الباب الذي فتحه اهلل خللقه فدو نرشك والباب املأنون عىل وحى اهلل‬
‫حممد ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم – ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪629‬‬

‫وقال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كذب نن زعم أنه يعرفنا‪ ،‬وهو نستمسك بعروة غرىنا‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬عليه السالم ‪ :-‬اعرفوا ننازل الرجال عىل قدر رواياهتم عنا‪.‬‬
‫وكتب اسحاق بن يعقوب إىل املددى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يساله عن احلوا ث الواقعة يف‬
‫زنن الغيبة فور التوقيع بخطه‪ :‬وأنا احلوا ث الواقعة فارجعوا فيدا إىل رواة حديثنا‬
‫فإهنم حتجتي عليكم وأنا حتجة اهلل‪.‬‬
‫وسئل العسكري ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن كتب ابن فضال فقال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خذوا‬
‫بام رووا و عوا نا راووا‪.‬‬
‫وكتب ابو احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إىل رجل‪ :‬ال تأخذن ينك نن غرى شيعتنا‪.‬‬
‫وعن بعضدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬انه قال‪ :‬ال عذر ألحد نن نوالينا يف التشكيك فيام‬
‫يرويه عنا ثقاتنا‪.‬‬
‫وكتب ابو احلسن الثالث ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إىل رجلنى سااله عمن يأخذان نعامل يندام‪:‬‬
‫اصمدا يف ينكام عىل كل نسن يف حبنا وكل كثرى القدم يف انرنا‪.‬‬
‫فاتضح مما قلناه‪ ،‬ان اال لة التي اقانوها عىل جواز تعويل املتجتدد املطلق عىل ظنه لو‬
‫لت عىل نراندم لدل عىل جواز تعويل املتتجزى أيضا وهي عندنا الة عىل تعويل نن‬
‫هو ا ون نرتبة نن املتتجزى عىل نا فدمه نن قول املعصوم ولكنه البد عندنا يف الفدم‬
‫الظني نن قطعي ال عىل جواز العمل والتعويل عليه‪.‬‬
‫وقال‪ :‬قوله الثاين ان التقليد نذنوم‪.‬‬
‫‪ 630‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول‪ :‬ان كان نرا ه بالتقليد قبول قول غرى املعصوم فال ريب يف نذنته نقال أو عقال إذ‬
‫كل عاقل يعلم أن اتعاب النفس والتزاندا ال يعلم وجه حسنه نن العقل أو الرشع‬
‫بمتجر ان ابا فالن قاله نع انه كان كآحا الناس ال يثاب بطاعته وال يعاقب بمعصيته‬
‫وال يرتكبه اال نن حرج نن نرتبة االنسانية فال يقيم عىل حبم ص ‪ 99‬يرا به اال‬
‫االذالن غرى احلق والوتد ص ‪ 99‬بل املتأنل حيكم بان أهل الرأي واالستحسان لبسوا‬
‫عىل العوام انر يندم حتى ظنوا ان قوهلم قول اهلل ورسوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم‬
‫‪ -‬أو ان اهلل ورسوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬اوجبا عليدم قبول قول همؤالء‬
‫فاطاعوهم يف كل نا قالوه ولو علموا حقيقة االنر نا اطاعوهم وان ارا نا يشمل قبول‬
‫اخذنا نن الثقة األننى روايته نن حيث انه قول املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ونرا ه فليس‬
‫بمذنوم وباجلملة التقليد املذنوم مل خىرج عنه العاني الرصف والذي ليس بمذنوم مل‬
‫خىرج عنه احد‪ .‬نعم الفرق ان بعض الناس يطلع عىل نا قاله املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫ويفدم ننه نرا ه وبعضدم مل يطلع عليه ولو اطلع ال يفدم املرا والعامل يفدم نرا ه ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪.-‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬قوله فان األصل عدم وجوب اتباع غرى املعصوم خرج عنه العاني‬
‫الرصف لدليل ل عىل وجوب التقليد ومل خىرج عنه بعمل يتوسط غرىه فظدر ان‬
‫الدليلنى يشتمالن املطلق واملتتجزى وغرىمها ايضا‪.‬‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪631‬‬

‫قوله واحلاصل ان العلم باالمجاع الذي يقطع بدخول املعصوم يف هذه املسئلة بل ويف‬
‫غرىها نن املسائل التي مل يوجد فيدا نص رشعي مما ال يكا يمكن كالم حق نبنى وقد‬
‫اشار إىل هذا فيام سلف ولعله سيشرى إليه ايضا‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬قوله ثم ال خىفى ان حصول نلكة العلم بكل االحكام الواقعية‬
‫للمتجتدد ممتنع عندنا ألن االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬مل يتمكنوا نن اظدار كل االحكام‬
‫نعم يمكن العلم باالحكام الظاهرية املتعلقة بعمله يف نفسه الخ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هل االحكام الواقعية خارجة عن االحكام اخلمسة املشدورة وهل يكون وراء‬
‫عبا ان قرية؟ ولو فرضنا ان الغائب املنتظر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حرض وافا مجيع االحكام‬
‫الواقعية أ يفيدها عىل غرى الطريق الذي أفا ه عليه اجدا ه الطاهرون ‪ -‬عليدم السالم‬
‫‪ -‬االحكام الظاهرية أو يفيدها عىل طريقتدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬واحلاصل ان نلكة‬
‫االستنباط نن الكتاب والسنة ال يتوقف حصوهلا عىل كون املستنبط واقعيا أو ظاهريا‬
‫فلو ان االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬قالوا اغسل رجليك وقال املنتظر‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫انسح رجليك هل يكون نلكة استنباط وجوب أحدمها نغائرا مللكة استنباط اآلخر‬
‫وعدم تناهى اشخاص املسائل ال يمنع حصول امللكة ولعل غرض املصنف انام ال‬
‫يمكننا اآلن العلم بتجميع االحكام الواقعية‪ .‬وشتان نا بنى الفرض وبنى نفا اللفظ‪.‬‬
‫يقول املمؤلف‪ :‬وغريض نن ايرا هذا الكالم االستشدا عىل ان االحكام الواقعية‬
‫ليست وراء هذه االحكام اخلمسة الظاهرية أنواعا بل افرا ا أيضا ألن هذه نندا يف‬
‫‪ 632‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نوضوعنا هذا الختالف االحكام باختالف الدارات ار االيامن والتقية واحلرب وانام‬
‫نشأ هذا التقسيم نن العانة حيث فرضوا احكانا حقيقية وظاهرية وتكلموا يف االول‬
‫نفيا واثباتا وحصوال وانتناعا إىل غرى ذلك كام ال خىفى عىل املستقىص يف نظاهنا‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وانا املسائل التي ال نص عليدا فال نرية يف انكان استنباطدا نن‬
‫القواعد التي اخرتعوها ونبانيدا عىل زعمدم شيدوها ولكن يقول ان هذه القواعد انا‬
‫ان يكون نستنبطة نن الكتاب والسنة كقاعدة عدم نقض اليقنى بالشك وعدم جواز‬
‫التكليف فوق الوسع وانا ان يكون ندلوله لرباهنى قاطعة ال جمال للشك فيدا واعنى‬
‫هبا نا تلقته العقول بالقبول ال نا يدعى احد قطعيته واآلخر ينكرها وانا ال هذا وال‬
‫ذاك بل يكون نقدناهتا انورا ظنية ال تدل عىل اعتبارها كتاب وال سنة فدذه االخرىة‬
‫ينبغى التكلم يف ر ها وقبوهلا فنقول ان املسئلة التي يستنبط نندا انا ان يمكننا ا راجدا‬
‫يف عا ٍّم أو نطلق نن الكتاب والسنة بحيث يعلم احلكم اخلاص هبا نن الوجوب‬
‫واحلرنة وغرىمها أو ال وعىل احلرنة ال احتياج إىل القاعدة األصولية بل ال عذر يف‬
‫القيانة ملن يستنبطدا نندا ويرتك نا انر بمتابعتدا لو فرضنا انه سئل عن ندرك احلكم‬
‫وعىل الثاين فقد ذكرنا يف احلوايش السابقة حكم نا ال نص فيه بخصوصه فارجع إليدا‬
‫ونشرى إليه هنا اشارة حقيقة فنقول تلك املسئلة انا يمكن االحتياط فيدا نن حيث‬
‫العمل والتوقف نن جدة االفتاء كالصلوة يف الداراملغصوبة نثال عند َتكن املكلف نن‬
‫الصلوة يف غرىها نن غرى عرس وحرج فال نصىل فيدا ونقول للمستفتى ال تصل ألن‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪633‬‬

‫االخذ باالحتياط نندوب إليه واحلكم ننصوص عليه فاعمل باالحتياط وال يرضنا‬
‫واياك اجلدل باحلكم أو ال يمكن كالفعل الدائر بنى الوجوب واحلرنة عند فرض ليل‬
‫اخرجه عن االحكام الثالثة الباقية وفقد النص الذي يدل عىل احدمها فحينئذ نعمل‬
‫بالعمونات املطلقة فنفعله عمال بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كل يشء نطلق حتى ير فيه‬
‫هنى أو بقوله كل يشء فيه حالل وحرام فدو لك حالل اذا مل يكن عبا ة أو كان وجاز‬
‫فعله ال نن حيث هو كذلك أو نرتكه عمال بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وشبدات بنى ذلك‬
‫فمن ترك الشبدات فقد نتجى نن املحرنات أو بقوله‪:‬‬
‫(حاشيه نسخه خطى ص ‪ )100‬وال يمكننا احلكم بوجوب يشء وبعدم جواز تركه‬
‫بمتجر ورو األنر به اال بعد النظر يف اال لة الدالة عىل ان األنر للوجوب وكذا احلال‬
‫يف بقية املسائل فكيف يتصور القول باستغنائنا عندا يف العلم أو الظن باالحكام بل هل‬
‫هذا اال جدل أو جتاهل‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬يمكن العلم هبذه املطالب األصولية نن علم العربية قلت ليس يشء نن هذه‬
‫املباحث نبينا بحيث يشفى الغليل يف غرى األصول كام هو ظاهر للمتتبع وبعد التسليم‬
‫فدى حمتاجة إليدا وليس الغرض اال هذا وقد ظدر اجلواب بام نر عن كال الوجدنى يف‬
‫هذا القسم انا االول فظاهر وانا الثاين فانا ال نسلم حصول الفدم بدون العلم هبذا‬
‫القسم نن املطالب وانا القسم الثاين فال شك يف االحتياج إليه للعلم بالفروع املتفرعة‬
‫عليه نثال اذا اريد العلم بحال الصلوة يف الدار املغصوبة هل هي صحيحة أو باطلة‬
‫‪ 634‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فالبد نن َتقيق حال االنر والندى بيشء واحد هل هو جائز أو ال اذ ليس هلذه املسئلة‬
‫ندرك غرى هذه املسئلة األصولية عىل نا هو الظاهر نن الكتب االستداللية‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وكذا احلال يف بقية املسائل سيام حتجية خرب الواحد واالحتياج بمثل هذه الفروع‬
‫املذكورة بام ال يعرتيه شك والقائل باالستغناء عن علم األصول يلزنه انا القول ببداهة‬
‫احد هذه الطرق يف هذه املسائل أو بعدم االحتياج إىل العلم هبذه املسائل وكالمها بدهىى‬
‫البطالن‪ .‬والرس يف عدم احتياج القدناء إىل َتقيق هذا القسم كان هلم غنى عن َتقيق‬
‫حاله‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وبالقرائن املفيدة للعلم بسبب قرب زناهنم‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وهلذا ترى أكثر القدناء ينكرون خرب الواحد كأبن بابويه يف اول كتاب الفقيه والسيد‬
‫املرتىض وابن زهره وابن ا ريس بل الشيخ الطويس كام ال خىفى عىل املتأنل‪ .‬وغرىهم‪.‬‬
‫وبعض آخر نندم نن عا هتم وعرفدم يعلمون كالقسم االول نثل نقدنه الواجب‬
‫واملفدونات والعام املخصص ونحوها‪.‬‬
‫الوقوف عند الشبدة خرى نن االقتحام يف اهللكة‪ .‬وترك هذا الفعل وقوف كام ان عدم‬
‫االفتاء وقوف وباجلملة فنحن بربكات ائمتنا ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ال نحتاج إىل القواعد‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪635‬‬

‫الظنية املأخذ ولو تأنلت لوجدت نناصا للمسائل التى فرعدا املصنف عىل املسائل‬
‫األصولية نن طريق االحتياط و فع احلرج واستحالة تكليف نا ال يطاق وقس عليه‬
‫نظائرها‪.‬‬
‫وقال قوله لعدم تغرى العرف يف زناهنم ص ‪100‬‬
‫أقول‪ :‬ان مل نعلم تغرى العرف فال بأس علينا اذ احلتجة اآلن احا يثدم ونا كلفنا بأزيد مما‬
‫نفدم نندا‪ .‬فان علمنا تغرى العرف فمن اى طريق نثبته أ نن الكتاب أو السنة أو االمجاع‬
‫الكاشف عن قول املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أو نن تلك اال لة الضعيفة األصولية‬
‫وليت شعري هل ثبت العرف بقول نن يقول بان االنر للوجوب أو يقول انه للندب‬
‫أو بقول نن يقول انه للفور أم بقول نن يقول بأنه للتكرار أم بقول اجلميع؟ أو الكل‬
‫حكم اهلل اذ انرنا االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬باتباع آرائنا‪ .‬قوله ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وال يمكننا‬
‫احلكم بوجوب يشء أو بعدم جواز تركه بمتجر ورو االنر به اال بعد النظر يف اال لة‬
‫الدالة عىل ان االنر للوجوب وكذا احلال يف بقية املسائل الخ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ان مل يمكنك فافعل أو اترك عمال بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كل يشء نطلق حتى‬
‫اه أو احتط عمال بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬احتط لدينك بام شئت أو اترك عمال بقوله ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬فارجئه قوله قلت ليس يشء الخ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ليس يف علم األصول اال نقل االقوال املتفرقة واال لة املختلفة فتأويل نن كان‬
‫قبل تدوين علم األصول وان كان كابن السكيت وخليل يف علم اللغة والنحو وكابى‬
‫‪ 636‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عىل يف الرصف ناذا يفعل اذ ال ينفعدم علوندم وال يكفيدم لفدم نقاصد اناندم‪ .‬قوله‬
‫فألنا ال نسلم اه نعم ان انكن حصول الفدم كام حصل لغرىنا حصل املطلوب واال‬
‫فليس العالج نتابعة اال لة الظنية التي ال رخصة يف اتباعدا قوله ومل يظدر له ندرك اه‬
‫امل يظدر االئمة لنا حال‪ .‬قوله نا مل يظدر له ندرك بىل وربى لقد اظدروا‪ .‬قوله والقائل‬
‫باالستغناء اه بل نقول اعلم هذه املسائل بربكات االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬قوله‬
‫وبالقرائن املفيدة للعلم سيتجيئ انشاء اهلل تعاىل ان القرائن جلواز عملنا هبذه االحا يث‬
‫املوجو ة عندنا نوجو ة قوله ينكرون اه انام ينكرون نا ليس له نثل تلك القرائن‪.‬‬
‫قوله وبعض آخر نن عا اهتم وعرفدم آه‬
‫أقول‪ :‬قد عرفت ان نن اول ظدور علم األصول وقع اخلالف بنى اربابه يف هذه املسائل‬
‫فكيف يتصور ان يكون احد طرىف املسئلة عند أهل اللغة واحدة يف زنان واحد وعرف‬
‫واحد نعروفا عند بعضدم وحمال للخالف عند بعضدم بحيث يستدل كل واحد نن‬
‫طريف اخلالف عىل عواه با لة قيقة ال يصل إليدا اال فكر االوحدي نن العلامء‬
‫املدققنى العارفنى بأكثر العلوم الدقيقة‪.‬‬
‫قال قوله واجلواب نن وجوه آه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قد نر عند ذكر اال لة كالم بسيط ونقول هنا ان نا يستفا نن القرآن املتجيد ال‬
‫خىلو عن اقسام ثالثة االول أنور صارت رضورية للدين وليست حمال لالجتدا‬
‫كوجوب الصلوة والزكوة والصوم والثاين نا يستنبطه نن له نلكة االجتدا يف اجلملة‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪637‬‬

‫نطلقا كان أو ننتجزا بل يفدمه نن يعلم لغة العرب واالصطالحات الرشعية وان‬
‫احتاج إىل تأنل قليل ويكون االستنباط بطريق ال اشتباه فيه ومل خىالف فيه احد نن أهل‬
‫االستنباط الثالث نا فيه االشتباه وهو املستنبط نن املتشاهبات والقسم االول ليس مما‬
‫نحن فيه واذا تأنلت آيات االحكام وجدت جلدا نن الثالث والقول فيه نن غرى نص‬
‫زيغ وضالل والنصوص نعينة يف الثاين والعرض عىل كتاب اهلل انام هو عىل االول‬
‫والثاين ورس املتشابه ال خىفى عىل نن نظر إىل خرب حسبنا كتاب اهلل فتأنل والقول بعدم‬
‫استفا ة يشء ننه نن غرى نص تفريط والعمل بتجميع نا يمكننا استفا ته ننه نن غرى‬
‫نعونة النص افراط وخرى األنور أوسطدا‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫أقول كل حديث ال خىلوا انا ان يكون له نعارض أو ال واالول قد حيتاج الناظر فيه إىل‬
‫الرتجيح ونن وجوهه نا ذكره املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بقوله احلكم نا حكم به‬
‫اعدهلام وافقددام واصدقدام وبقوله خذ بام يقول اعدهلام عندك واوثقدام يف نفسك وهذا‬
‫القسم نن الرتجيح حيوجنا إىل علم الرجال وان كان يف بعض نن االحا يث ولكن ال‬
‫نطلقا بل عىل تقدير ان يكون لنا قرائن نفيدة للقطع بصدور اخلربين مجيعا نن املعصوم‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اذ لو فرضنا وجو قرائن كذلك فال فائدة يف العلم باالصدقية‬
‫واالعدلية اللدم اال ان نقول جيب علينا تعبدا نالحظة االصدق واالعدل وان مل يفدنا‬
‫شيئا وكذلك ان فرضنا حصول الظن بصدورمها ننه وعدم افا ة االصدقية واالعدلية‬
‫‪ 638‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫رجحانا ألحد الظنينى وكان هذا فرض غرى واقع والثاين انا ان يكون نعموال به عند‬
‫اصحابنا أو ال وعىل االول فال نحتاج إىل نالحظة السند اذ الظن احلاصل نن الشدرة‬
‫ليس باقل نن الظن احلاصل نن شدا ة علامء الرجال وعىل الثاين انا ان يكونوا عانلنى‬
‫بخالفه أو ساكتنى عنه وعن خالف حكمه وعىل التقديرين انا ان يدل عىل الوجوب‬
‫واحلرنة أو عىل غرىمها نن االحكام فعىل تقدير العمل بخالفه وعدم العمل به ال‬
‫نحتاج أيضا إىل نالحظة السند هذا اذا عمل بخالفه كل العلامء قديمدم وحديثدم أو‬
‫قديمدم نن الذين كانوا يف زنان املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أو قريبا ننه بحيث يعلم فيه‬
‫نذهب املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كام يعلم أهل كل نذهب إناندم يف زنانه ويف‬
‫القريب نن زنانه فال يعمل أيضا باخلرب وانا عدم عمل املتأخرين ال سيام نن يعتمد‬
‫عىل االستنباط نن املسائل األصولية التي ال ليل قطعي عليدا ليس بامنع وانا عىل‬
‫تقدير السكوت عنه وعن خالفه فاظاهر عملدم عملدم بام نقلوه ومل ير وه ال سيام‬
‫الذي يدل عىل الوجوب أو احلرنة وانام يوجد يف غرىمها مما مل يمكن له يشء نن القرائن‬
‫فالبد له نن نالحظة سنده اذا احتمل الكذب بحاله وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اياك ان‬
‫تدين اهلل بام ال تعلم بحكم والرخصة يف العمل غرى نوجو ة ولكن فعل الواجب‬
‫لالحتياط وترك احلرام له أيضا وفعل املستحب للخرب احلسن حسن وترك نا ال يرض‬
‫تركه نع احتامل نرجوحية فعله راجح‪ .‬واالباحة هي األصل فيام ال يعلم نطلقا فضال‬
‫عام اسند جوازه إىل املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فال حيتاج أيضا عىل هذا التقدير إىل‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪639‬‬

‫نالحظة السند هذا كله نع عدم املعارض ثم هدنا نوضع ابحاث االول ان هذه القرائن‬
‫هل تفيد القطع أو ال‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ننقول بقول امجاىل ان نسبة القرائن إىل الظن أو القطع نسبة العلة الفاعلية كام ان‬
‫نسبة الفقيه إليدام نسبة العلة القابلية فكام جيوز ان يفيد بعض القرائن يف نا ة واحدة‬
‫القطع وبعض آخر يفيد يف هذه املا ة بعيندا الظن إلختالف حال القرائن يف انفسدا‬
‫كذلك جيوز افا ة البعض ألحد القطع وألخر الظن الختالف القابل انا ترى االشياء‬
‫يستفيد بعضدا نن الشمس حالوه وبعضدا ال فنقول هذه القرائن تفيدك القطع فتغنيك‬
‫وال تفيدنا فنحن املحتاجون إىل آخر الشكوك واالجوبة التي يطول ذكرها‪ .‬وقوله ربام‬
‫يتوهم آه‬
‫اقول‪ :‬ان هذا الفاضل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يقول ان بعض الفقداء يعتمد يف االفتاء والعمل‬
‫عىل نا ليس ليال يف الواقع وال عند الشارع وكأنه يقول ننكرا نن القول وزورا والتتبع‬
‫هو الكاشف حللية احلق وانا املثال الذى ذكره ففيه ان النصوص لت عىل وجوب‬
‫قرائة سورة كانلة وال ريب ألحد ان النائم أو الغافل أو بعض احليوانات العتجم لو‬
‫فرض تكلمه اذا قرء سورة االخالص نثال نع البسملة وليس ألحد ان يدعى ان‬
‫السورة الكانلة نوضوعة بحسب الرشع لسورة قصد الالفظ يف بسملتدا كوهنا جزئا‬
‫نندا اذ ال ليل عىل ذلك ولو كان هناك ليال ال يكون احلكم خفيا غرى ظاهر كام هو‬
‫‪ 640‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫املفروض واحلق ان السورة عبارة عن كلامت خمصوصة باسلوب خمصوص وخىرج‬


‫انضامنا لبعض نندا إىل البعض اآلخر الكالم املشرتك أو الكلمة املشرتكة الواقعنى فيدام‬
‫عن االشرتاك ويصرىمها خمصوصنى وليس للقصد ندخل يف التخصيص يف أكثر‬
‫اآليات والكلامت املشرتكة ولو سلم ان له ندخال فيه ولو بالعلية التانة فال نانع نن‬
‫قيام غرىه نقانه يف هذه العلية وهو االنضامم الذي قلنا به فام الذي ل عىل ان نن مل‬
‫يقصده ال يكون ممتثال بل تكون صلوته باطلة هذا حال هذا املثال وانثاله كثرىة عند‬
‫التتبع‪ .‬قوله ثبت حتجيتدا يف الرشع آه ‪.‬هذا هو حمل النزاع اذ القواعد األصولية التي‬
‫اساس االحكام الفرعية انام تثبت بمقدنات ليس هلا يف القرآن واحلديث عنى وال اثر‬
‫ونراهم يدعون يف األصول القطع وعند االستدالل يتمسكون بام هو اوهن نن بيت‬
‫العنكبوت واحلق ان استنباط فرع رشعي نن اصل نعول عليه عند الشارع بطريق‬
‫رضورى ال يتطرق إليه الغلط أو اجاز الشارع سلوكه مما ال ينبغى النزاع فيه لواحد نن‬
‫الطلبة فضال عن املحصلنى املحققنى سواء سمى هذا االستنباط اجتدا ا أم ال انام النزاع‬
‫يف التعويل واالجازة املذكورين فعىل هذا ينبغى النظر يف نواضع االستدالل حتى يظدر‬
‫احلال فانظر وال تتبع اهلوى‪ .‬وقال قوله نع انه يمكن االستدالل آه‪ .‬ان كان نظره إىل ان‬
‫يف صورة املنع يبقى أكثر الوقائع نعطلة عن احلكم كام انه لو مل حيكم بخرب الواحد يكون‬
‫االنر كذلك فاحلنفى القائل بالرأي واالستحسان يقول نثل ذلك واجلواب اجلواب‬
‫وان كان إىل عمل أصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فنحن نن وراء املنع وان كان إىل‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪641‬‬

‫ورو رخصة نن الشارع فعليه البيان‪ .‬قوله فان هذين احلديثنى آه‪ .‬قد عرفت نا يدل‬
‫عليه احلديثان وحال األصول والفروع فتذكر‪ .‬قوله قال ال خىفى إىل آخره‪ .‬لو ال اطالق‬
‫ا لة الندي عن اتباع الظن ولكندا كثرىة نتبعة والتخصيص حيتاج إىل الدليل‪ .‬قوله وهو‬
‫غلط ناش وهذا الفاضل اجل نن ان يظن به ذلك‪.‬‬
‫قوله نستند اه‪ .‬لعل غرضه ان كان اساس اجتدا ه وانام جعل هذه االغاليط كاشفة عن‬
‫فسا االصل‪ .‬قوله قلت نن اه ال خىفى انه ال ينبغى النزاع يف اجراء حكم الكيل عىل‬
‫افرا ه يف ثبوت الالزم عند ثبوت امللزوم وانتفاء امللزوم عند انتفائه بعد القطع بالفر ية‬
‫واللزوم والقطع بحكم الكيل وثبوت امللزوم أو انتفاء الالزم اال بدليل خمرج هلذا الفر‬
‫أو قاطع للزم هذا الالزم انام النزاع يف االفرا واللوازم الظنية وال نعلم ان احدا نن‬
‫همؤالء الفضالء نن أصحاب املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عمل بالظن اال بتتجويزه ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬وبعد ثبوته عندنا يرتفع النزاع واخلربان ال يدالن اال عىل جواز التفريع‬
‫عىل القواعد املأخذوة نندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬برشط ان ال يشوبه نقدنة ظنية ال قاطع‬
‫للعمل هبا وهذا مما ال نزاع فيه واستدالل االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ليس رخصة لنا اذ‬
‫ربام كان جما لة باليشء هو احسن نع غرى شيعتدم أو تعليام ألن حيتتجوا عىل نن‬
‫خىاصمدم وال يقبل قول اناندم‪.‬‬
‫وقال بعد ر نا ر به املصنف عىل أننى املحدثنى‪:‬‬
‫‪ 642‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أقول‪ :‬واجلواب عن مجيع هذه الشكوك احلق ان مجيع نا ذكره ليس شكا وان الفاضل‬
‫نا ا عى عدم حصول الرجحان يف كل كالنه بل طالب بدليل اعتبار نثل هذا الظن‬
‫ولو مل يطالب فنحن نطالب ونقبولة عمر بن حنظلة وغرىها ال يدل عىل ازيد نن اعتبار‬
‫حال الراوي وانا عىل ان عدالته تثبت باى طريق أو عىل العموم بحيث يشتمل نا تثبت‬
‫بشدا ة نن مل يلق الرجل وانام ظن العدالة نن السامع نن غرىه وهكذا إىل ان ينتدى إىل‬
‫نن عارص الراوي أو اجتدد وظن العدالة فظن العداله فظن فحكم هبا فال يدل عليه‬
‫اصال فمن يعول عىل نثل هذا الظن البد له نن ليل واملصنف مل يأت به‪ .‬وقال قوله‬
‫والعارش ان يكون له نلكة قوية وطبيعة نستقيمة آه‪.‬‬
‫اقول‪ :‬الظاهر ان نسبه املقدنات املذكورة نن الرشائط واملكمالت إىل تلك امللكة ليست‬
‫نسبه اجيابية بمعنى وجوب حصوهلا عند َتصيل هذه املذكورات بل نسبتدا إليدا نسبة‬
‫اعدا ية فان كان لنفس استعدا ذايت وصفائن غريزي لقبوهلا فعند َتقيق املقدنات‬
‫يفيض عليدا تلك امللكة نن نبدأها الفياض واال فال فكان التتجربة تشدد بذلك ونا‬
‫اشبده هذا بمن رصف عمره يف املنطق وبلغ ننه الغاية وهو ال يقدر عىل ترتيب االقيسة‬
‫نن عند نفسه اال بعضدا بنصب ولغوب وبمن علم الطب وهو عاجز عند العمل ثم‬
‫الطبيعة املستقيمة ليس لالكتساب فيدا ندخل ال باالجياب وال باالعدا بل هو فضل‬
‫اهلل يوتيه نن يشاء وهو ال ينفك عن امللكة ان اعترب فيدا االقتدار عىل ر اجلزئيات إىل‬
‫القواعد واقتناص الفروع نن األصول واحلكم بلزوم اللوازم الغرى البينة وفر ية‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪643‬‬

‫االفرا كذلك بحسب الواقع وانا نن ير اجلزئي إىل غرى قاعدته ويقيس الفرع نن غرى‬
‫اصله وحيكم بلزوم نا ليس بالزم وبفر ية نا ليس بفر فدو شبيه بذى امللكة كشبه‬
‫السوفسطائي باحلكيم‪.‬‬
‫قوله قد قرروا لنا ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬قواعد يستنبط بعض املسائل نن غرى احتياج إىل‬
‫امللكة وهي انور نعينة وال شاهد لنا فيام ا عينا احسن نن التتجربه فنلقط تلك الدرر‬
‫ونتجرب انفسنا‪.‬‬
‫نعم نحن نقول ان هناك قواعد وضعدا األصوليون وملا مل تكن كلمتدم نتفقة ومل تكن‬
‫تلك القواعد نقتبسة نن نشكوة الوالية تراهم خىتلفون فيدا وكل نتمسك بمقدنات‬
‫قيقة يعارض فيدا الوهم العقل بل أكثرها انا نن املغالطات أو املقدنات املسلمة بيندم‬
‫التي نا جعل اهلل هلا نن سلطان‪ .‬فالرتجيح بنى تلك االرائ واستنباط املسائل نن تلك‬
‫القواعد حيتاج إىل تلك امللكه بل اخراج احلق نن بيندا اصعب االشياء وهلذا ترى نثل‬
‫العالنة ختتلف ارائه يف كتبه أصوال وفروعا حسب نا يظدر له نن اخلطأ يف األصول‬
‫وان شئت التفصيل واالطالع عىل الشبدة التى نن اجلدا عمل األصوليون ننا‬
‫بالقواعد املخرتعة فاستمع ملا تتىل عليك‪ .‬اعلم ان االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬القوا إلينا‬
‫أصوال واضحة ولكن قد يكون اندراج االصغر َتت االوسط خفى لعارض نن‬
‫العوارض فوضع األصوليون قاعدة يستنبط نندا االندراج واستدلوا عليدا بدليل‬
‫زعموا ان نقدناته يقينية برهانية ثم اخرتعوا كليات اخرى ونالزنات وثبوت‬
‫‪ 644‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نالزنات وبطالن لوازم زعموا اهنا ثابتة بمقدنات يقينية أيضا فتارة يكون اندراج‬
‫االصغر َتت االوسط واضحا بينا واخلفى انام هو اثبات الكربى وقد يكون كالمها‬
‫خفيا وقد تكون املالزنة واضحة ولكن ثبوت املقدم أو بطالن التاىل حيتاج إىل الدليل‬
‫وقد يكون االنر بالعكس وقد يكون الكل خفيا وقطعية ا لة نا خفى نندا وان كان‬
‫حمل النظر ولكن احتاج فدمدا واالستنباط نندا إىل امللكة مما ال ريب فيه نثال نقول ان‬
‫قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬كل ناء طاهر حتى يعلم انه قذر قاعدة ولكن يف خول نآء‬
‫ممزوج مما ور عديم االوصاف يف نوضع احلديث تأنل‪ .‬فيقول األصوىل قد كنت‬
‫علمت انه كان قبل املزج ناء واالصل بقاء نا كان عىل نا كان نثال آخر نعلم ان غسل‬
‫جزء نن الرأس نقدنة لغسل الوجه فيضم إليه األصوليون القاعدة اليقينية بزعمدم‬
‫وهي ان كل نقدنة للواجب واجب فيحكمون بوجوبه نثال آخر لو كان هذا اليشء‬
‫نفدوم املوافقة فدو حتجة واملالزنة واضحة ويدعى األصوىل انه كذلك ألنه علم كون‬
‫يشء علة حلكم نن حديث أو غرىه قرأها يف هذا املوضع اقوى واشد وعليه فقس وال‬
‫ريب عاقل يف ان الواجب العمل بمقتىض نا حيصل اليقنى به اعنى االعتقا اجلازم‬
‫الثابت املطابق للواقع سواء كان هناك اذن رصيح نن الشارع يف العمل أم ال ألن‬
‫الشارع ال حيكم بخالف الواقع ولكن اخلطب يف هذا اليقنى وانه نن اين حصل نا نظر‬
‫انت إىل اال لة األصولية حتى يظدر اهنا نقدنات حدثية ونغالطية أم برهانية ثم ان‬
‫بعض املتأخرين ملا رأى االنر كام قلناه نال إىل اهنا كلدا أو جلدا ظنية ونع ذلك عمل‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪645‬‬

‫هبا ولعله زعم ان االمجاع واقع عىل جواز العمل هبا وانت تعلم حال نثل هذا االمجاع‬
‫فاتضح لك ان الشبدة للعمل بام يف األصول ليس اال زعم ان ا لتدا برهانات قطعية‬
‫واجبة االتباع فكن عىل بصرىة نن انرك واملصنف سيقول بام هو احلق أو بام هو قريب‬
‫يف آخر نبحث تقليد امليت فانتظر ثم اعلم ان القواعد الكلية األصولية ملا كانت قطعية‬
‫عندهم فاذا كان اندراج االصغر َتت االوسط رضوريا أو قطعيا بالربهان تكون‬
‫النتيتجة قطعية كاستنباط وجوب غسل جزء نن الرأس نن القاعدة املعلونة وملا كانت‬
‫اخبارنا املروية أكثرها اخبار آحا غرى حمفوفة بالقرينة عندهم صارت االحا يث‬
‫عندهم ظنى املتن فتكون النتيتجة املستفا ة نن قواعد االخبار ظنية ال حمالة فقولنا هذا‬
‫املآء طاهراملستنتج نن قوله كل نآء طاهر ظنى وهذا هو الرس لطرحدم اخلرب اذا كان‬
‫خمالفا ملا يستفا نن أصوهلم فاحفظ‪ .‬وهذا الذى قلناه وان مل يرصحوا به فدو الزم‬
‫عليدم فتأنل وسيتجيئ تتمة هلذا الكالم اذا عرفت هذا ظدر لك ان نا يقول املصنف‬
‫بانه حمتاج إىل امللكة نن املسائل فنحن نقول به أيضا فالالزم عليه ان يبنى لنا حتجية تلك‬
‫القواعد حتى نقول أيضا بلزوم َتصيل امللكة ومل يبنى وال يبنى بعد‪.‬‬
‫قال قوله وال شك يف ان العلم آه‪ .‬قل يل اذا قال لك احلنفى انه قد وقعت واقعة ال نص‬
‫فيدا واملسلمون كلدم حمتاجون إليدا وال ندرك اال املصالح املرسلة وهي انه قد ترتس‬
‫الكفار املحاربون باسارى نن املسلمنى ونعلم قطعا انا لو مل نرندم لغلب أهل االسالم‬
‫وضاعت بيضتدم فدل نرنيدم ألن املصلحة نقتضيه وهي ان حفظ االسالم واهله‬
‫‪ 646‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نقصو للشارع أم نرتكدم حتى يقتل الكل ثم يقتل همؤالء أيضا فام هو جوابك فدو‬
‫جوابنا واحلل ان املسئلة انا ان تكون ننصوصة أو ال وحكم االوىل ظاهر وكذا الثانية‬
‫ألن االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬اظدروه فرىجع إليه ففي املسئلة االوىل ان مل يكن خول‬
‫املاء يف احلديث طاهرا نتوقف يف االفتاء ونحتاط يف العمل أو نقول مل ير عن استعامل‬
‫نثل هذا املآء هنى وال نعلم نتجاسته فدو طاهر وعىل نا ذكرنا فقس مجيع نا ذكره‬
‫املصنف ونا سيذكره وخرى الكالم نا قل و ل‪.‬‬
‫يقول املمؤلف ونن تتبع رشحه نن اوله إىل آخره يتيقن بفراره وبسط يده يف العقليات‬
‫واختياره نسلك املحدثنى يف اجلزئيات والكليات وهو ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬استا استا نا‬
‫افضل املتأخرين خاتم املتجتددين اآلقا حممد باقر بن حممد اكمل ‪ -‬تغمده اهلل برمحته ‪-‬‬
‫ونن العتجب انه ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬كان اخباريا خالصا واستا نا كان جمتددا رصفا‪.‬‬

‫[اآلقا محمد هادي بن املرتىض]‬


‫ونندم افضل املتبحرين وقدوة املتتبعنى اآلقا حممد ها ي بن املرتىض ‪ -‬تغمده اهلل‬
‫برضوانه ‪ -‬شارح كتاب املفاتيح تصنيف عمه العامل الرباين املوىل حممد حمسن الكاشاين‬
‫وكان نترشعا حمدثا ورعا يظدر نسلكه يف رشحه ملن تتبعه ولنذكر بعض عباراته قال‬
‫يف فاَتة الرشح انا بعد فان اوىل االنور بالرعاية واحقدا واهم االوانر باالئتامر واقدندا‬
‫هو العلم بالرشائع الدينية والديانات الرشعية اذ به يفوز الفائزون ويسبق السابقون‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪647‬‬

‫وما ذاك اّلّ بالتسليم ملا سنّه اّلئمة اهلداة واّلتباع ملا دعا إليه اولئك‬
‫الدعاة والتجنب عام يؤ ّدى إىل الزيغ والوسواس من اتباع الرأي وال ّظن‬
‫والقياس‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬

‫وجب عىل ك ّل مستبرص ان يتبع الروايات املروية عن هؤّلء ّ‬


‫السادة‬
‫ويستِء بانوارالعلوم املأخوذة عن جناب اولئك القادة الذين آتاهم اهلل‬
‫الكتاب واحلكمة والنبوة ويتمسك بحبل اخبارهم املحكمة وآثارهم‬
‫املتينة وّل يغرت باملشهور من غري دليل مأثور وّل باّلمجاع املدعى من دون‬
‫نص فيه عن ائمة اهلدى وّل حىوم حوم املتشاهبات لئال يرد موارد‬
‫ورود ّ‬
‫اهللكات بل ياخذ طريق اجلمع بني املتعارضات من اّلخبار بام ورد عنهم‬
‫يف حديث التعارض بعد استيفاء مراتب الرتجيح من التخيري والتسليم‬
‫والوقوف واّلحتياط فيبنى اّلحكام الرشعية عىل التثليث كام ورد به‬
‫احلديث ولكن مل يتبذل ذلك لك ّل طالب ومل يعط لك ّل راغب بل خيص‬
‫به من حسنت حمامده ومحدت حماسنه ورشدت خالئقه وع ّلت طرائقه‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫املقدمة‬

‫يف انحصار اّلد ّلة الرشعية يف الكتاب و ّ‬


‫السنة املعصومية‬
‫‪ 648‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ك إِّلّٰ ِرجاّل ن ِ‬
‫ُوحي إِ َل ْي ِه ْم‬ ‫قال اهلل تعاىل سبحانه‪َ « :‬و ٰما َأ ْر َس ْلنٰا ِم ْن َق ْبلِ َ‬
‫ٰ‬
‫ون » ولو ردوه إىل الرسول وإىل اوىل‬ ‫َف ْس َئ ُلوا أهل َا ِّلذك ِْر إِ ْن ُكنْت ُْم ّلٰ َت ْع َل ُم َ‬
‫‪1‬‬

‫اّلمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وقد ثبت باّلخبار الصحيحة‬
‫ان أهل الذكر ا ّلذين امر اهلل بسؤاهلم واوىل اّلمر‬
‫ان الذكر هو القرآن و ّ‬
‫ّ‬
‫بالرد إليهم واّلخذ عنهم هم اّلئمة املعصومون صلوات‬ ‫الذين امر اهلل ّ‬
‫ف ما َليس َل َ ِ ِ‬
‫ك بِه ع ْلم إِ َّن َا َّ‬
‫لس ْم َع‬ ‫اهلل عليهم وقال سبحانه‪َ « :‬و ّلٰ َت ْق ُ ٰ ْ َ‬
‫ف‬ ‫ٰان َع ْن ُه َم ْس ُؤّل » « َو ّلٰ َت ُقو ُلوا ٰمل ِا ت َِص ُ‬
‫‪2‬‬
‫كك َ‬ ‫رص و َا ْل ُف ٰؤا َد ك ُُّل ُأو ٰلئِ َ‬
‫و َا ْل َب َ َ‬
‫‪3‬‬
‫رتوا َع َىل اهلل َا ْلك َِذ َب ‪» ...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ْلسنَ ُتك ُُم َا ْلكَذ َب ٰه ٰذا َحالٰل و ٰه ٰذا َح ٰرام ل َت ْف َ ُ‬
‫َ ِ‬

‫ويف احلديث النبوي املتواتر املتفق عليه‪ :‬اين تارك فيكم الثقلني ان متسكتم‬
‫‪4‬‬
‫هبام لن تضلوا بعدي كتاب اهلل وعرتت أهل بيتي‪.‬‬
‫وعن الصادق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ك ّل علم ّل خيرج من هذا البيت فهو باطل‬
‫‪5‬‬
‫واشار بيده إىل بيته‪.‬‬

‫‪ .‬النحل‪43 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬اإلرساء‪36 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .‬النحل‪116 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪649‬‬

‫وعنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انّه قال اما انّه رش عليكم ان تقولوا بيشء ما مل‬
‫‪1‬‬
‫تسمعوه منا‪.‬‬
‫وعن ايب بصري قال قلت ألبى عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ :-‬ترد علينا اشياء‬
‫ليس نعرفها يف كتاب اهلل وّل يف سنة نبيه‪ ،‬فننظر فيها ؟ فقال‪ّ :‬ل‪ ،‬أما انك‬
‫‪2‬‬
‫ان اصبت مل توجر‪ ،‬وان اخطأت كذبت عىل اهلل عزوجل‪.‬‬
‫وعن مسعدة بن صدقه قال حدثنى جعفر بن حممد عن ابيه ‪ -‬عليهام‬
‫ان عليا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال من نصب نفسه للقياس مل يزل‬
‫السالم ‪ّ -‬‬
‫دهره يف التباس‪ ،‬ومن دان اهلل بالرأي مل يزل دهره يف ارمتاس قال وقال‬
‫ابوجعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ :-‬من أفتى الناس برأيه‪ ،‬فقد دان اهلل بام ّل يعلم‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وحرم فيام ّل يعلم‪.‬‬ ‫ومن دان اهلل بام ّل يعلم‪ ،‬فقد ضاد اهلل حيث ّ‬
‫أحل ّ‬
‫ّ‬
‫احلث عىل الرجوع إىل اّلخبار املعصومية‬ ‫واّليات واّلخبار الواردة يف‬
‫وانحصار الطريق يف السامع عنهم وذم متابعة اآلراء واّلقيسة‬
‫ومفاسدمها أكثر من ان تعد وحتىص ولعل فيام ذكر كفاية ألوىل النهي‬
‫ان كل حكم مل يرد به نص جزئي أو كيل عنهم ‪ -‬عليهم‬
‫وبذلك يظهر ّ‬
‫السالم ‪ -‬فهو باطل زائف لعدم خروجه من اهله ومعدنه وذلك يقتىض‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 650‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وجوب التوقف عند ك ّل واقعة خالية عن ورود ن ّص فيها والتثبت عن‬


‫كل قضية ّل باس هلا‪.‬‬
‫نص عىل ذلك موّلنا امري املؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف بعض‬
‫ولقد ّ‬
‫وصاياه إلبنه احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حيث قال‪ :‬دع القول فيام ّل تعرف‬
‫واخلطاب فيام ّل تك ّلف وامسك عن طريق اذا خ ّفت ضاللته فان الكف‬
‫‪1‬‬
‫عند حرية الضالل خري من ركوب اّلهوال‪.‬‬
‫ويف رواية ّل يسعكم فيام ينزل بكم مما ّل تعلمون اّل الك ّ‬
‫ف عنه والتثبت‬
‫‪2‬‬
‫والر ّد إىل ائمة اهلدى‪.‬‬
‫ويف احلديث املشهور بني الفريقني انام اّلمور ثالثة امر بني رشده فيتبع‬
‫وامر بني غيه فيجتنب وامر مشكل ير ّد علمه إىل اهلل وإىل رسوله وفيه‬
‫‪3‬‬
‫عام سكت اهلل عنه‪.‬‬
‫اسكتوا ّ‬
‫فمدار التمسك باّلحكام انام هو عىل اخبارهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬كام‬
‫كان شعار متقدمي اصحابنا اّلمامية ولقد كانوا عاهدوا اهلل من قبل ان‬
‫ّل يقولوا عىل اهلل ما ّل يعلمون وّل يتجاوزوا عام حدّ هلم اولئك اّلطيبون‬
‫و ّاما اختالف بعض تلك الروايات فكيفية التوفيق بينها والرتجيح عند‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪651‬‬

‫تعارضها مبينه لنا من هؤّلء اّلخبار ‪ -‬صلوات اهلل عليهم ‪ -‬بوجوب‬


‫اّلخذ بام هو اوثق وللقرآن اوفق أو عن آراء املخالفني ابعد واستحق ثم‬
‫ص ‪ 103‬اّلخذ بام فيه احلائطة للدّ ين وترك من خالف اّلحتياط واليقني‬
‫ثم التخيري يف العمل وتوسيع األمر عىل وجه التسليم فقد استغنينا بذلك‬
‫عن األصول املوضوعة لكيفية اّلستنباط واّلستعانة هبا ّلحكام اّلمر‬
‫يف املتشاهبات و ّاول من وضع تلك األصول املخرتعة ص ‪ 103‬يف الدين‬
‫الضالل وتبعهم‬
‫اّلمة ائمة ّ‬
‫واستنبط اّلحكام بالرأي والتخمني يف هذه ّ‬
‫العامة خذهلم اهلل ثم جرى عىل منواهلم طائفة من متأخري‬
‫يف ذلك علامء ّ‬
‫اصحابنا خطأ وجهالة و ّاما اّلحتياج إىل معرفة بعض الوقائع الغري‬
‫املنصوصة احيانا فذلك ليس مصححا لالستناد إىل تلك األصول واّلّ ملا‬
‫بالسكوت‬
‫ورد احلكم بتثليث اّلمور ور ّد علم املتشابه إىل اهله واّلمر ّ‬
‫ان يف اهبام بعض اّلحكام واشتباهه حكام ومصالح ر ّبام‬
‫عام سكت اهلل مع ّ‬
‫ّ‬
‫ّل هتتدى إىل بعضها عقولنا الناقصة واما حكايه اّلمجاع املتداول بني‬
‫فريق من متأخري اصحابنا اّلمامية وجعل وزانه وزان الكتاب والسنة‬
‫فذلك مما ّل اعتامد عليه كيف وكثريا ما يدعون اّلمجاع عىل حكم يف‬
‫كتاب اهلل ثم يدعونه عىل خالفه فيه أو يف كتاب آخر فا ّنى يكون اّلعتامد‬
‫عىل مثل هذا األصل املتهافت والسناد املتساقط نعم قد يكون احلديث مما‬
‫اتفقت الطائفة املحقة عىل نقله والعمل بمضمونه بحيث ّل يشذ عنهم‬
‫‪ 652‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الصادق ‪ -‬عليه‬
‫شاذ ويسمى ذلك احلديث باملجمع عليه كام ورد يف كالم ّ‬
‫السالم ‪ -‬يف حديث الرتجيح بني الروايات املتعارضة خذ باملجمع عليه‬
‫بني اصحابك فان املجمع عليه ّل ريب فيه وهذا معنى اّلمجاع الصحيح‬
‫املشتمل عىل قول املعصوم عند قدمائنا الشيعة ّل غري واما اّلمجاع بمعنى‬
‫اتفاق اثنني فصاعدا عىل حكم برشط ان يعلم دخول املعصوم ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬يف مجلتهم علام امجاليا فهو من اصطالح مجع من متأخري‬
‫رصح بعضهم بأنه من الفروض الغري الثابتة وّل يص ّح‬
‫اصحابنا وقد ّ‬
‫اّلعتامد عليه فال تغرت بمن يتحكم فيدعى اّلمجاع وقال الشهيد طاب‬
‫ثراه لفظ اّلمجاع الواقع يف كالمهم منزل عىل معنى الشهرة يف ذلك‬
‫الوقت أو عدم اطالعهم حينئذ عىل املخالف صونا لكالمهم عن‬
‫التهافت فمثل هذا اّلمجاع ينبغى ان ّل يعتمد عليه‪.‬‬
‫املقدنة الثانية‪:‬‬
‫يف االشارة إىل نزر نن أصول اصلية يبتنى عليدا فروع جليلة اعلم ان ائمتنا صلوات‬
‫اهلل عليدم اعطونا أصوال نطابقة للعقل الصحيح واذنوا لنا ان نفرع عليدا الصور‬
‫اجلزئية وبذلك وسعوا علينا ابواب العلم وسدلوا لنا طريق املعرفة باالحكام وذلك‬
‫فضل اهلل علينا بربكتدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬روى البزنطى يف جانعه عىل نقل احليل يف‬
‫آخر الرسائر عن هشام بن سامل عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال علينا ان نلقى‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪653‬‬

‫اليكم األصول وعليكم ان تفرعوا وعن ايب احلسن الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بال واسطة‬
‫قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬علينا القاء األصول وعليكم التفريع‪.‬‬
‫وتلك األصول كثرىة فمندا نا رواه الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الفقيه » قال خطب‬
‫انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بالناس فقال إن اهلل تبارك وتعاىل حد حدو ا فال تعتدوها‬
‫وفرض فرائض فال تنقضوها وسكت عن أشياء ومل يسكت عندا نسيانا فال تتكلفوها‬
‫رمحة نن اهلل لكم فاقبلوها‪.‬‬
‫ثم قال حرام بنى وحالل بنى وشبدات بنى ذلك فمن ترك نا اشتبه عليه نن اإلثم فدو‬
‫ملا استبان له أترك واملعايص محى اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فمن يرتع حوهلا يوشك أن يدخلدا‪.‬‬
‫قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وسكت عن اشياء إىل قوله فاقبلوها نعناه ان كل نا مل يصل‬
‫اليكم نن التكاليف ومل يثبت يف الرشع فليس عليكم يشء فال تكلفوه عىل انفسكم فانه‬
‫رمحة نن اهلل‪ .‬نثاله قيو النيات التي اوجبدا نتأخروا اصحابنا بال ليل نن الرشع نثل‬
‫قيد رفع احلدث يف الطدارات وقيد الوجوب أو االستحباب يف العبا ات والعلم بيقنى‬
‫احدمها فيدا إىل غرى ذلك ولعل االستنا إىل اصاله الربائه املتداوله بنى اصحابنا انام هو‬
‫هبذا األصل إلَتا نرجعدام حقيقة اال ان التمسك به انام يصح يف العمليات املحضة‬
‫ون العلميات اعنى ال جيوز لنا االفتاء واحلكم بحيث تنفى احلكم يف الواقع بمتجر‬
‫اصالة الربائة وان جاز ان يقال انه ال جيب علينا االخذ اذ انه غرى ثابت لنا أو نحن يف‬
‫سعة ننه حتى يتبنى أو نحو ذلك وعىل هذا املعنى حيمل نا رواه الشيخ يف اناليه باسنا ه‬
‫‪ 654‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عن احلسنى بن ايب غندر عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال االشياء نطلقة نا مل ير‬
‫عليك انر وهنى ونا رواه الصدوق يف الفقيه عن الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان كل يشء‬
‫نطلق حتى ير فيه هنى اى نطلق ونوسع عليكم حتى يصل اليكم هنى ال ان االطالق‬
‫حكم اهلل يف الواقع‪ .‬ويمكن استنباط هذا األصل اعنى جواز التمسك باصالة الربائة‬
‫يف العمليات بقوله عزوجل ونا كان اهلل ليضل قونا بعد اذ هداهم حتى يتبنى هلم نا‬
‫يتقون وبنظائره نن اآليات‬
‫ونندا احلديث النبوي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬املتواتر بنى العانة واخلاصة انام‬
‫االنور ثلثة انر بنى رشده فيتبع وانر بنى غية فيتجتنب وشبدات بنى ذلك والوقوف عند‬
‫الشبدات خرى نن االقتحام يف اهللكات ونن ترك الشبدات نتجى نن املحرنات ونن‬
‫أخذ الشبدات ارتكب املحرنات وهلك نن حيث ال يعلم ويف صحيحة عبد الرمحن‬
‫بن عبد احلتجاج قال سألت ابا احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن رجلنى اصابا صيدا ومها‬
‫حمرنان اجلزاء بيندام أم عىل كل واحد جزاء قال ال بل عليدام ان جيزى كل واحد نندام‬
‫للصيد قلت ان بعض اصحابنا سألنى عن ذلك فلم ا ر نا عليه فقال ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫اذا اصبتم بمثل هذا فلم تدروا فعليكم باالحتياط حتى تسألوا عنه فتعلموا‪ .‬ويف اخلرب‬
‫املشدور ع نا يريبك إىل نا ال يريبك‪ .‬ونن اتقى الشبدات استربء ينه وعرضه ويستفا‬
‫نندا وجوب ترك االنور املشتبدة واالخذ باليقنى وهذا اصل حيتاج إليه يف أكثر املسائل‬
‫وبه يتميز املتقى املتدين باحتياطه يف الدين وعدم حونه حول احلمى خوفا نن الوقوع‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪655‬‬

‫فيه ممن ال يكون كذلك فيتفاضل بذلك رجات الناس ونراتبدم يف الدين وانا نا ور‬
‫يف االخبار مما خىالف ذلك نن التوسيع والتخيرىكقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد سئل عن‬
‫اختالف الروايات بعد ذكر وجوه الرتاجيح اذا مل تعلم فموسع عليك باهىام اخذت ويف‬
‫لفظ آخر باهىام اخذت نن باب التسليم وسعك فعله خمصوص بام ال جيرى فيه‬
‫االحتياط كام يدل عليه قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقد سئل عن احلديثنى املتعارضنى بعد‬
‫بيان وجوه الرتاجيح فخذ نا فيه احلائطه لدينك واترك نا خالف االحتياط‪ .‬قيل اهنام‬
‫نوافقان لالحتياط أو خمالفان له فكيف اصنع فقال اذن فتخرى احدمها فتأخذ به وتدع‬
‫اآلخر رواه الشيخ االحسائى يف كتاب غواىل اللئاىل عن العالنة احليل نرفوعا إىل زرارة‬
‫ِ‬ ‫ونندا قوله تعاىل‪« :‬ونا جع َل َع َلي ُكم ِيف الدِّ ِ ِ‬
‫ين ن من َح َر ٍج» وقوله ‪« :‬يريدُ اهلل بِ ُك ُم ا مل م َ‬
‫يرس‬ ‫م‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫رس ‪ »...‬ويف حسنة عبد االعىل قال قلت ألبى عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم‬ ‫َو َال يريدُ ِب ُك ُم ا مل ُع م َ‬
‫‪ -‬عثرت فانقطع ظفرى فتجعلت عىل أصبعي نرارة فكيف أصنع الوضوء؟ قال‪ :‬يعرف‬
‫هذا وأشباهه نن كتاب اهلل عزوجل‪( :‬نا جعل عليكم يف الدين نن حرج) انسح عليه‪.‬‬
‫ونندا نا رواه الصفار يف « بصائر الدرجات » عن نوسى بن بكر قال‪:‬‬
‫قلت ألبى عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الرجل يغمى عليه اليوم أو يوننى أو ثالثة أو أكثر‬
‫نن ذلك كم يقيض نن صالته؟ فقال‪ :‬أال أخربك بام ينتظم هذا وأشباهه؟ فقال‪ :‬كلام‬
‫غلب اهلل عليه نن أنر‪ ،‬فاهلل أعذر لعبده وزا فيه غرىه‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبداهلل (عليه‬
‫السالم)‪ :‬وهذا نن األبواب التي يفتح كل باب نندا ألف باب‪.‬‬
‫‪ 656‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويف انحاه اخبار آخر صحيحة يف « الكايف » وغرىه ونقتىض هذا األصل سقوط قضاء‬
‫الصلوة عن النائم والساهي اال ان القضاء ملا كان فرضا نستأنفا كام هو التحقيق وقد‬
‫ثبت بالنصوص وجوبه عليدام فذلك نستثنى عن هذا األصل‬
‫ونندا ان كل ذي عمل نمؤَتن يف عمله نا مل يظدر خالفه كام يستفا نن االخبار الوار ة‬
‫يف القصابنى واخلرازين وحديث تطدرى اجلاريه ثوب سيدها أو حديث احلتجام نمؤَتن‬
‫يف تطدرى نوضع احلتجانة وغرى ذلك‪ .‬وذلك لرفع احلرج والتوسيع يف التكليفات‬
‫والتسديل عىل العبا ‪.‬‬
‫ففي صحيحة زرارة وحممد بن نسلم والفضيل والعتجيل اهنم سألوا ابا جعفر ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬عن رشاء اللحم نن االسواق وال يدرون نا صنع القصابون قال كل ذلك‬
‫اذا كان يف سوق املسلمنى فال تسئل عنه‪.‬‬
‫ويف صحيحة نعاوية بن عامر ان الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬لبس الثوب الذي عمله‬
‫املتجويس اخلبيث الشارب اخلمر قبل الغسل‪.‬‬
‫ونندا نا رواه زرارة يف الصحيح عن الباقر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قلت له الرجل ينام‬
‫وهو عىل وضوء‪ ،‬أتوجب اخلفقة واخلفقتان عليه الوضوء ؟ فقال يا زرارة‪ ،‬قد تنام‬
‫العنى وال ينام القلب واالذن‪ ،‬فإذا نانت العنى واألذن والقلب‪ ،‬وجب الوضوء‪.‬‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪657‬‬

‫قلت‪ :‬فإن حرك إىل جنبه يشء ومل يعلم به؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬حتى يستيقن أنه قد نام حتى جييء‬
‫نن ذلك أنر بنى‪ ،‬وإال فإنه عىل يقنى نن وضوئه‪ ،‬وال تنقض اليقنى أبدا بالشك‪ ،‬وإنام‬
‫تنقضه بيقنى اخر‪.‬‬
‫ويف صحيحة عبد اهلل بن سنان يف الثوب الذي اعاره الذني قال صل فيه وال تغسله نن‬
‫اجل انك اعرته اياه وهو طاهر ومل تستيقن انه نتجسه فال بأس ان تصىل فيه به حتى‬
‫تستيقن انه نتجسه‪.‬‬
‫وليس نن هذا القبيل نا اذا علمنا بنتجاسة ثوب نثال فانه ال يلزم ان ال حيكم بطدارته‬
‫اال باليقنى بل يكفي فيه شدا ة عدلنى أو اخبار القصاب أو نحو ذلك كام يستفا نن‬
‫األصل السابق وذلك ألن بناء هذا األصل عىل رفع احلرج نع ان الشارع نزل انثال‬
‫هذه االخبارات ننزلة اليقنى كام يستفا نن الروايات فال ينتقض اليقنى بالشك بل‬
‫بيقنى آخر وان اختلفا قوة وضعفا ولعل التمسك هبذا األصل أيضا انام جيوز يف‬
‫العمليات ون العلميات كام قيل يف حتجية اصالة الربائة وقرب نن هذا األصل احلكم‬
‫ببطالن كل يشء حتى يتحقق العلم بنتجاسته كام نطقت به صحيحة عيل بن ندزيار‬
‫الوار ة يف نتجاسة الثوب‪.‬‬
‫انا نا تومهت مما اصابك فليس اال نا َتققت وعن انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا‬
‫اباىل انائ اصابنى أم بول اذا مل اعلم‪.‬‬
‫‪ 658‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويف رواية اخرى كل يشء نظيف حتى تعلم انه قذر ونا مل تعلم فليس عليك واقرب‬
‫ننه احلكم ببقاء اليشء عىل نا كان نا مل يظدر خالفه‪ .‬فال نخرج عن حكم شعبان نثال‬
‫حتى نقطع بدخول شدر رنضان كام يظدر نن الروايات‬
‫ونندا نا اذا خرج نن فعل ثم شك فيه فان ذلك الشك غرى نعترب لقوهلم ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬يف اخبار نستفيضة اذا خرجت نن يشء ثم شككت فيه فشكك ليس بيشء‬
‫ونندا نا رواه عبد الرمحن بن احلتجاج يف الصحيح عن ايب ابراهيم ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫قال سألته عن الرجل يتزوج املرأة يف عدهتا بتجدالة أ هي ممن ال َتل له ابدا فقال ال انا‬
‫اذا كان بتجدالة فليتزوجدا بعد نا تنقىض عدهتا وقد يعذر الناس يف اجلدالة بام هو اعظم‬
‫نن ذلك‬
‫قلت بأي اجلدالتنى اعذر بتجدالته ان يعلم ان ذلك حمرم عليه أم بتجدالته اهنا يف عدة‬
‫فقال احدى اجلدالتنى أهون نن االخرى‪ .‬اجلدالة بان اهلل حرم ذلك عليه وذلك ألنه‬
‫ال يقدر عىل االحتياط نعدا‬
‫فقلت هو يف االخرى نعذور‬
‫قال نعم اذا انقضت عدهتا فدو نعذور يف ان يتزوجدا‬
‫قلت وان كان احدمها نتعمدا واآلخر بتجدالة‬
‫فقال الذي تعمد ال حيل له ان يرجع إىل صاحبه ابدا‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪659‬‬

‫ويف صحيحة عبد الصمد بن بشرى الوار ة فيمن لبس قميصا يف حال االحرام اى رجل‬
‫ركب انرا بتجدالة فال يشء عليه‬
‫ويف صحيحة اخرى عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نا حتجب اهلل علمه عن العبا‬
‫فدو نوضوع عندم‬
‫ويف اخرى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انه سئل عمن ال يعرف شيئا هل عليه يشء قال ال‬
‫ويف صحيحة زرارة وحممد بن نسلم الوار ة يف صلوة املسافر ان كانت قرئت عليه‬
‫آية التقصرى وفرست له فصىل اربعا اعا وان مل تكن قرئت عليه ومل يعلمدا فال اعا ة‬
‫عليه‬
‫ويف صحيحة زرارة يف رجل جدر فيام ال ينبغى االجدار فيه واخفى فيام ال ينبغى‬
‫االخفات‪.‬‬
‫فيه اى ذلك فعل نتعمد فقد نقض صلوته وعليه االعا ة وان فعل ناسيا أو ساهيا أو‬
‫ال يدرى فال يشء عليه وقد َتت صلوته‪.‬‬
‫ويف غرى واحد نن الروايات ان الناس يف سعة مما ال يعلمون حتى يعلموا‪.‬‬
‫ف اهلل َن مفسا إِالّٰ‬
‫واملستفا نن هذه االخبار نضافا إىل قوله سبحانه‪ ...« :‬الٰ ُي َك ِّل ُ‬
‫وسعدا‪ » ...‬وان اجلاهل نعذور فيام جدله نطلقا فال وجه لتخصيص ذلك بالصورتنى‬
‫االخرىتنى كام ذهب إليدام أكثر نتأخري اصحابنا‪.‬‬
‫‪ 660‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندا نا رواه عبد اهلل بن سنان يف الصحيح عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال كل‬
‫يشء يكون فيه حرام وحالل فدو لك حالل ابدا حتى تعرف احلرام ننه بعينه فتدعه‬
‫وزا يف نوثقة سعدة بن صدقة نثل الثوب قد اشرتيته وهو رسقه أو اململوك عندك‬
‫ولعله حر قد باع نفسه أو خدع فبيع قدرا أو انرأة َتتك وهي اختك أو رضيعتك‬
‫واالشياء كلدا عىل هذا حتى يتبنى لك غرى ذلك أو يقوم به البينه ارا ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫بذلك اليشء املعنى الذي قد يكون حالال وقد يكون هو بعينه حرانا لعارض كالطرى‬
‫املاكول اللحم فان نذبوحه حالل ونيتته حرام ال كالطرى املطلق فان ننه نا هو حالل‬
‫وننه نا هو حرام فال حيل احلرام ننه لعدم العلم بحرنته وهلذا ور يف امليتة واملذكى‬
‫املختلطنى االنر بالبيع نن نستحىل امليتة واالجتناب عن األكل وقريب نن هذا األصل‬
‫نن حيث املعنى نا رواه حفص بن غياث عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال له‬
‫رجل أ رأيت اذا رأيت شيئا يف يدى رجل أ جيوز يل ان اشدد له قال نعم قال فقال الرجل‬
‫اشدد انه يف يده وال اشدد انه له فلعله لغرىه فقال ابوعبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ :-‬أ فيحل‬
‫الرشاء ننه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال أبو عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ : -‬فمن أين جاز لك أن‬
‫تشرتيه ويصرى نلكا لك ؟ ثم تقول بعد امللك ‪ :‬هو يل وَتلف عليه ‪ ،‬وال جيوز أن تنسبه‬
‫إىل نن صار نلكه نن قبله إليك ؟ ثم قال أبو عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ : -‬لو مل جيز هذا مل‬
‫يقم للمسلمنى سوق‪.‬‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪661‬‬

‫ونندا نا رواه ابو الصباح عن الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نا صنعتم نن يشء أو‬
‫حلفتم عليه نن يمنى يف تقية‪ ،‬فأنتم ننه يف سعة‪.‬‬
‫ونندا نا رواه الصدوق يف الصحيح عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال رسول‬
‫اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬رفع عن ُانتي تسعة‪ :‬اخلطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬ونا ُاستكرهوا‬
‫عليه‪ ،‬ونا ال يطيقون‪ ،‬ونا ال يعلمون‪ ،‬ونا اضطروا إليه‪ ،‬واحلسد‪ ،‬والطرىة‪ ،‬والتفكر‬
‫يف الوسوسة يف اخللق نا مل ينطق بشفة‪.‬‬
‫ونندا العمونات القطعية املقررة نثل قوله سبحانه‪َ :‬أ مو ُفوا بِا مل ُع ُقو ِ وحديث ال رضر‬
‫وال رضار واملمؤننون عند رشوطدم اال نا احل حرانا أو حرم حالال والناس نسلطون‬
‫عىل انواهلم والبينة عىل املدعى واليمنى عىل املنكر ونحوها مما كانت اللتدا حمكمة يف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ونندا غرى ذلك وهي كثرىة يف الكتاب والسنة وانام ذكرنا نبذه نندا للتنبيه واالرشا‬
‫فمن ارا الزيا ة فليطلبدا يف نظاهنا‪.‬‬

‫[محمّ د خليل بن القاري القزوىني]‬


‫ونندم املوىل اجلليل والفاضل النبيل فقيد العديل عديم البديل املوىل ص ‪ 104‬حممد‬
‫خليل بن القاري القزويني ‪ -‬طاب نثواه ‪ -‬وهو نن الفائقنى يف فنون الكالم واملربزين‬
‫يف علوم االسالم وال يشك احد يف اختياره االخبارية عىل االجتدا وسلوكه نسلك‬
‫التقوى والسدا ونا حيرضنا نن تصانيفه العربيه التي بسط فيدا الكالم كرشح عدة‬
‫‪ 662‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األصول ورشح الكايف بالعرببة اال رشحه الفارسى عىل اول جملد نن كاىف ثقة االسالم‬
‫فلنذكر قليال نن كالنه نستدال عىل نرانه‪.‬‬
‫قال يف الديباجة‪:‬‬
‫احلق كتاب « كاىف » عمده كتب احاديث أهل بيت ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫است ومصنّف ان ابو جعفر حممد بن يعقوب بن اسحاق الرازى الكليني‬
‫كه خمالفان نيز اعرتاف بكامل فضيلت أو نمودهاند‪ .‬از روى احتياط متام‬
‫آن را در هشت سال تصنيف كرده در زمان غيبت صغراى حرضت‬
‫صاحب الزمان عليه وعىل آبائه صلوات الرمحن كه شصت ونه سال بوده‬
‫ودر ان زمان مؤمنان عرض مطالب مىكردهاند بتوسط سفرا يعنى خرب‬
‫آورندگان از آن حرضت وايشان چهار كس بودهاند برتتيب‪ .‬وسواى‬
‫ايشان وكالى بسيارى بودهاند كه اموال از شيعه امامية مىگرفته اند‬
‫ومىرسانيده اند وحممد بن يعقوب در بغداد نزديك سفراء بوده در سال‬
‫السمرى ‪ -‬رمحه اهلل تعاىل ‪-‬‬
‫فوت آخر سفراء ابو احلسن عيل بن حممد ّ‬
‫كه سال سيصد وبيست ونه هجرى باشد فوت شد يا يك سال قبل از‬
‫آن پس مىتواند بود كه هر حديثى كه در اين كتاب كه در عنوانش قال‬
‫العامل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬باشد وباقى حديث آخر باشد يا مانند آهنا باشد‬
‫نقل از صاحب الزمان ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬باشد بتوسط يكى از سفراء مگر‬
‫آنكه قرينه خارجى با ان باشد ومصنّف ‪ -‬رمحه اهلل تعاىل ‪ -‬در آن زمان‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪663‬‬

‫زياده بر اين اظهار نمىتوانسته كرد وشايد كه اين كتاب مبارك بنظر‬
‫اصالح آن حجت خداى رسيده باشد واهلل اعلم‪.‬‬
‫وقال احتج عىل خلقه برسله واوضح االنور بدالئله وابتعث الرسل نبرشين وننذرين‬
‫ليدلك نن هلك عن بينة‪ ،‬وحييى نن حي عن بينة‪ ،‬وليعقل العبا عن رهبم نا جدلوا‪،‬‬
‫فيعرفوه بربوبيته بعد نا أنكروه‪ ،‬ويوحدوه بإهليته بعد نا أضدوه‪.‬‬
‫قال‪ :‬اهلل تعاىل راه عذر خواهى بسته بر بى عيبان در خرد بسبب فرستادن‬
‫رسوّلن چه هيچ مرشكى در روز قيامت نمى تواند گفت كه راه علم‬
‫باحكام رب العاملني بسته بود وسكوت مجيع بندگان در هر مسئله غري‬
‫معلومة ميرس نبود ّل عالج فضوىل وخود رأيى در بعض مسائل غري‬
‫معلومه منكر ربوبيتى كه معلوم ما بود شديم وظاهر ساخت كارها‬
‫وحكمهاى خود را برهنامئى خود كه حمكامت دائمة معصومني باشند‬
‫چه مجيع احكام اهلل تعاىل از اين دو چيز معلوم باشد ودر هر زمان اگر‬
‫مجعى كه ما ّده فسادند در آن زمان بشنوند واهلل تعاىل اكتفا بمحض‬
‫فرستادن رسوّلن نكرده بلكه رعايت كرد اين را كه نبوده باشد مردم را‬
‫حجتى بعد از انتقال رسل از دار دنيا باين روش كه فرستاد‬
‫بر اهلل تعاىل ّ‬
‫رسوّلن را بشارت دهندگان امتحان ص ‪ 105‬خود را وبرسانندگان از‬
‫دوزخ وعذاب ابدى اوصياء را اشاره بآية سوره نساء است وميايد در‬
‫رشح فلوكانت تا آخر خطبه بالعذاب گرفتار شدهاند كسى كه بعذاب‬
‫‪ 664‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫گرفتار شده از روى دليىل باشد كه راه عذر خواهى أو را بندد‪ .‬ربوبيت‬
‫معلوم هر طفىل ست كه بحد متييز رسيده باشد وراه اعرتاف بربوبيت‬
‫مسدود نيست چه رسول ووىص اگر ظاهر مشهور است راه علم‬
‫بمسائل گشاده است واگر مظلوم ومستور است غري ظاملش را سكوت‬
‫در هر مسئله غري معلومه مي ّرس است ونجات يافتن كسى كه نجات يافته‬
‫از روى دليىل باشد كه راه اعرتاض هالك شده را كه اين تفاوت از كجا‬
‫بندد اشارت بآية سوره انفال است ويا بعلم يقينى فرا گريند بندگان از‬
‫صاحب ك ّل اختيار خود را آنچه ندانستهاند وبآن احتياج دارند پس‬
‫بشناسند صاحب ك ّل اختيار خود را با آنكه صاحب ك ّل اختيار هر كس‬
‫وهر چيز وحاكم هر نزاع است بعد از شناختن ايشان أو را ويگانه دانند‬
‫أو را در استحقاق عبادت بعد از اينكه براى أو هم چشم قرار داده باشند‬
‫اشارت بآن است كه هركس قبل از بلوغ وكامل خود هبوس خيال‬
‫بظن خود مىكردند بواسطه‬
‫مىكند كه اختالف در آن شود حكم ّ‬
‫احتياج خالئق بكسى كه قطع نزاع كند پس اين بعض معبود مىشدهاند‬
‫مناسب اين مقام است نقىل كه بآن معلوم مىشود كه خمالفان سفيه وگم‬
‫راهند وتكذيب مجيع رسوّلن كردهاند بيان اين انست كه ابن حجر‬
‫عسقالنى در رشح صحيح بخارى كه آن را فتح البارى نام كرده از‬
‫ان قول عمر حسبنا‬
‫نووى شارح صحيح مسلم كه گفته اتفق العلامء عىل ّ‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪665‬‬

‫كتاب اهلل من قوة فقهه ودقيق نظره ألنه خشى ان يكتب امورا ر ّبام‬
‫عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكوهنا منصوصة واراد ان ّل ينسد باب‬
‫اّلجتهاد عىل العلامء‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ظن بر علامء‪.‬‬
‫واراده كرد عمر كه بسته بشود در پريوى ّ‬
‫وقال يف رشح قوله واعرتاض نن الفتنة‪:‬‬
‫ظن‬
‫الفتنة اختالف مردم بسبب پريوى ّ‬
‫وقال يف رشح قوله وهبتجة ص ‪ 105‬يعلم قد فصله العلم‪:‬‬
‫دانستن وآن اعتقاديست كه احتامل خالف آن در دل صاحبش نباشد مثل‬
‫اعتقاد باينكه دو نصف چهار است واعتقادى كه احتامل خالف آن در‬
‫ظن مىگويند كه از روى خواهش طبع نباشد مثل اعتقاد‬
‫دل هست ّ‬
‫بپاكى چيزى كه در بازار مسلامنانست واعتقاد مبتال مىگويند اگر از‬
‫روى خواهش طبع باشد مثل اعتقاد أكثر عوام باينكه مذهب پدرشان‬
‫حقست وبياد آوردن دانسته را علم مىگويند بلكه تذكر مىگويند‬
‫وخيال كردن معنى را نيز علم مىگويند بلكه تصوير مىگويند ومراد از‬
‫علم آنجا معلوم است وآن مضمون آيات حمكامت قرآن است التفصيل‬
‫جدا كردن بسيار چنانكه در عقد مرواريد است كه در ميان هر دو دانه‬
‫آن مهره باشد ومراد اينجا بسيار آوردن حمكامت قرآن كه در آهنا هنى از‬
‫‪ 666‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫رشك واختالف وپريوى ظن ومانند آنست وجدا كردن آهنا از هم‬


‫بمتشاهبات تا احتياج بامام دانا بجميع متشاهبات ظاهر باشد وحجت‬
‫بر خمالفان مرشك متام شود چنانچه اهلل تعاىل در سوره اعراف گفته‪« :‬‬
‫َاب َف َّص ْلنَا ُه َع َىل ِع ْل ٍم ‪ »...‬وهر آينه بتحقيق دانيم پريوان‬
‫َاه ْم بِكِت ٍ‬
‫َو َل َقدْ ِج ْئن ُ‬
‫ظن را دين خود را بغفلت وبازيچه گرفتهاند كتابى كه بسيار مك ّرر‬
‫كرديم مضمون از كتاب را بفاصلها با وجود آنكه در آن كتاب علم بود‬
‫پس مراد بكتاب حمكم قرآن است كه در آن هنى از اختالف وپريوى ظن‬
‫هست چشم بر تأويل ومحل آن بر معنيهاى دور دارند ودر سوره هود‬
‫فصلت‬
‫گفته كتاب احكمت آياته ثم ّ‬
‫وقال يف ترمجته‪:‬‬
‫وبسبب دين اسالمى كه آشكارا كرده آن را وطلبيده از خالئق چه آن‬
‫ظن وقال اگر گوئى رشط‬
‫دين منافات دارد با َتويز اختالفات وپريوى ّ‬
‫گوياى امام اگر فرمان بردارى ك ّل خالئق است مىبايست كه هيچ‬
‫امامى گويا نشود واگر فرمان بردارى بعىض مىبايست كه صاحب‬
‫الزمان ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ظاهر باشد چه شيعه دوازده امام مردمى‬
‫بسياراند‪ .‬گوئيم رشط آن فرمان بردارى مجعيست كه توانائى دارند‬
‫ومدار دنيا بر ايشان است وشيعه بر سه قسمند ّاول آنانكه باعتقاد از‬
‫شيعيان اند ودر كردار خود خمالفت مىكنند دويم آنانكه در اعتقاد‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪667‬‬

‫وكردار از شيعه اند وامام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬از قرآن مىداند كه اگر ظاهر‬
‫مىشود خمالفت مىكنند سيوم خملصانند واينها كمند وضعيفند‬
‫وبسكوت ايشان در انچه بى مكابره اختالف در ان ‪ ......‬ص ‪105‬و‬
‫اگر بسيار وتوانا شوند امام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬گويا ظاهر مىشود واّلّ‬

‫مدار دنيا بسته مىشود‪.‬‬


‫وقال يف ترمجه قوله حتجج اهلل و عاته ورعاته‪:‬‬
‫يعنى امامان براستى حجتهاى اهلل تعاىل بر مردمند چه اگر يكى از ايشان‬
‫در زمانى نباشد وبجاى أو پريوان ظن امام أهل اختالف كه مرشكان‬
‫وعاصيانند غالب مىشوند بر اهلل تعاىل در گفتگوئى (در حاشيه صفحه‬
‫صد وپنج خطى چنني امده‪ :‬پريوى هر شيخى كنند كام يقول به الصوفية‬
‫الظن اصالة كام يقول به العامة وتبعا وبدّل كام يقول به بعض متأخري‬
‫و ّ‬
‫اخلاصة ‪ .‬حممد عفى عنه) كه اهلل تعاىل از ايشان نقل كرده در سوره انعام‬
‫رش ْكنَا َو َّل آ َباؤُ نَا َو َّل‬ ‫َ‬ ‫رشكُوا َل ْو َش َ‬ ‫ول ا َّل ِذ َ َ‬
‫كه گفته‪َ « :‬سي ُق ُ‬
‫اء اهلل َما أ ْ َ‬ ‫ين أ ْ َ‬
‫َح َّر ْمنَا ِم ْن َيش ٍء ‪ »...‬خواهند گفت مجعى كه يگانه نشمردهاند اهلل تعاىل‬
‫را وپريوى ظن در مسائل فروع مىبايست كه مجيع مسائل را در حمكامت‬
‫قرآن بيان كنند ودر حمكامت قرآن راهناميى كند بامامت دانا بجميع‬
‫ظن كنيم ونه پيشوايان وپدران ما وحرام نكنيم‬
‫تامة ما پريوى ّ‬
‫مسائل ّ‬
‫بظن خود هيچ چيز را چنانچه مجعى مىگويند كه طريقه اخباريني در‬
‫ّ‬
‫‪ 668‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اعامل رشعيه حرام است زيرا كه واجب است اجتهاد يا تقليد جمتهد‬
‫وطريقه ايشان شق ثالث است‪.‬‬
‫وقال حكايه‪:‬‬
‫در ميان فقري وسيد حممد كربيتى كه افضل علامى آنجا ومدرس مسجد‬
‫رسول است گفتگو شد در خصوص مجعى از علامى عرب وعجم در‬
‫منزل سيد امحد از سادات بنى احلسني گفت حريتى دارم در خالىف كه‬
‫در امامت بعد از پيغمرب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واقع شده وخالص مشكل‬
‫است چه هر حديثى كه طائفه موافق خود نقل مىكنند طائفه ديگر آن‬
‫را افرتاء مىدانند ومذهب پادشاه وپدر ومادر واهل شهر را اعتامد نشايد‬
‫گفتيم‪ :‬خالىص بسيار آسان است بر صاحب انصاف‪ .‬آيا گامن مىبرى‬
‫كه اهلل تعاىل پيغمرب آخر الزّمان را بجميع خالئق فرستاده وكتابى با أو‬
‫فرستاده وگفته كه در اين كتاب بيان واضح مهه چيز شده وبى كجى‬
‫است ومع هذا اين مسئله را كه مدار حل مشكالت بر آن است در‬
‫اشكال گذاشته؟ اين حمالست‪ .‬گفت من راه خالص را نمىدانم اگر‬
‫هست بيان كن‪.‬‬
‫گفتيم اهلل تعاىل خود طريق خالص را بيان كرده ودر سوره آل عمران‬
‫َاب ِمنْ ُه آيات ُ ْ‬
‫حمك ََامت ُه َّن ُأ ُّم‬ ‫كه گفته‪ « :‬هو ا َّل ِذي َأ ْنز ََل ع َل َ ِ‬
‫يك ا ْلكت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫اهبات ‪ »...‬اهلل تعاىل آن كس است كه فرو فرستاد بر‬ ‫ا ْلكِت ِ‬
‫َاب َو ُأ َخ ُر ُمت ََش ِ َ‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪669‬‬

‫تو اى حممد قرآن را در حالتى كه بعىض از اين قرآن آيتهاى حمكمه است‬
‫كه هر كه لغت عرب ميفهمد ميداند معنى آهنا را بى آنكه احتياج داشته‬
‫باشد بمعلمى كه حجت باشد واحتامل نسخ شدن در آهنا نيست اين‬
‫حمكامت ما در قرانند كسى كه آن را فهمد بواسطه فهميدن آن وعمل بآن‬
‫باقى قرآن را مىتواند فهميد وباقى قرآن ايتهاى متشابه است كه ممكن‬
‫است در معنى آهنا اشتباه واقع شود واين سبب دانستن امام است در هر‬
‫زمان بعد از پيغمرب تا روز قيامت‪ .‬گفت چون سبب مىشود وچون‬
‫معلوم مىشود معنى متشاهبات از حمكامت گفتيم سبب شدن بواسطه‬
‫آنست كه مجله حمكامت آيات بسيار است كه در آهنا هنى از اختالف‬
‫وپريوى ظن در احكام واقع شده ودر آيات حمكامت بيان شده كه مجيع‬
‫رسوّلن بواسطه آن فرستاده شدهاند كه حكم اهلل تعاىل در آنچه بى‬
‫مكابره اختالف در ان ودر دليل ان رود بخالئق رسانند تا اختالف‬
‫نكنند‪ .‬وتو مىدانى كه دو طائفه كه نزاع در امامت باهم دارند هنايت‬
‫دعواى سلسله امامان يك طائفه براى خود وهنايت دعواى تابعان ايشان‬
‫ظن مىكرده اند واختالف‬
‫براى ايشان است كه در احكام اهلى پريوى از ّ‬
‫را جائز مىشمردهاند ودعواى سلسله امامان طائفه ديگر وتابعان ايشان‬
‫ظن جائز نيست بلكه هر مسئله وايه‬
‫آنست كه اختالف وپريوى از ّ‬
‫متشابه را مىبايد بعلم يقينى از خدا ورسولش دانست تا حكم جائز‬
‫‪ 670‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫باشد واز اين معلوم مىشود تا روز قيامت كه حق با كدام امام وكدام‬
‫طائفه است‪ .‬وكدام امام وكدام طائفه رسوّلن اهلل تعاىل را بدروغ نسبت‬
‫دادند وحمكامت كتاب خدا را نشنيده انگاشتهاند وتأويالت نامعقول هبوا‬
‫وهوس كردهاند ومعلوم شدن معنى متشاهبات بسبب حمكامت بواسطه‬
‫آنست كه حمكامت دّللت مىكند بر امامت وحجيت أو در هر زمانى تا‬
‫روز قيامت عاملست بجميع تأويالت متشاهبات قرآن وقول أو در تأويل‬
‫آهنا حجت است‪ .‬پس حمكامت دّللت مىكند بر امامت وحجيت أو در‬
‫هر زمانى تا روز قيامت عاملست بجميع تاويالت متشاهبات قران وقول‬
‫أو در تاويل اهنا حجتست‪ .‬پس حمكامت بيان امام مىكند وامام بيان‬
‫تأويل متشاهبات مىكند ‪.‬اگر بمحكامت عمل نموده اطاعت مىكنند‬
‫ومى پرستند چنانچه در حديث واقع شده كه هر كه عمل كند به آنچه‬
‫مىداند مىدهد اهلل تعاىل أو را دانش آنچه ندانسته وبيان كننده چيزى‬
‫بيان كننده آن چيز است‪ .‬گفت آنچه گفتى حقست ليكن طائفه اى كه‬
‫َتويز اختالف وحكم بظن مىناميد استدّلل مىكنند بر آن بآيات قرآن‬
‫اگرچه آن آيات متشاهبات است گفتيم ّامت بعد از رسول ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬چهار طائفه شدهاند ّاول پيشوايان أهل بدعت ونفاق كه بناى‬
‫غلط در تأويل متشاهبات هنادند‪.‬‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪671‬‬

‫دويم أهل زيغ يعنى كج طبعانى كه پريوان پيشوايان شدند وعمل بگفته‬
‫آن پيشوايان در تأويل متشابه كردند بسبب ميل دل ايشان باختالف آراء‬
‫در اجتهادات وبسبب ميل دل ايشان بتأويالت آن پيشوايان كه مريود‬
‫چون كفش كج در پاى كج سيوم راسخان در علم چهارم اولوا اّللباب‬
‫واهلل تعاىل براى ابطال طريقه طائفة ّاول ودويم در مهني آيت بعد از آنچه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وهبِ ْم زَيغ َفي َّتبِ ُع َ‬
‫ون َما ت ََشا َب َه م ْن ُه ا ْبتغ َ‬
‫َاء‬ ‫خوانده شده گفته‪َ « :‬ف َأ َّما ا َّلذ َ‬
‫ين ِيف ُق ُل ِ‬

‫َاء ت َْأ ِويلِ ِه َو َما ي ْع َل ُم ت َْأ ِوي َل ُه إِ َّّل اهلل » پس ّاما طائفه در دل ايشان‬
‫‪1‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ا ْلف ْتنَة َوا ْبتغ َ‬
‫كجى هست پس تابع مىشوند آنچه را كه غلط آن پيشوايان واقع شده‬
‫در تأويل آن از مجله قرآن بسبب ميل دل ايشان باختالف آراء باجتهادات‬
‫وبسبب ميل دل ايشان بتأويىل كه پيشوايان ايشان رأى متشابه كردهاند‬
‫وحال آنكه علم بتأويل متشابه نمىدارد در وقت نزول آن مگر اهلل تعاىل‬
‫باين معنى كه غري رسول احتياج بتعليم رسول دارد خواه بى واسطه‬
‫وخواه با واسطه ورسول احتياجى بوحى عليحده دارد در معرفت‬
‫تأويل متشابه چنانچه گفته در سوره قيامت‪َ« :‬إِ َذا َق َر ْأنَا ُه َفا َّتبِ ْع ُق ْرآ َن ُه‪ُ ،‬ث َّم‬
‫إِ َّن َع َلينَا َبيا َن ُه » گفت آنچه گفتى ظاهر است وتا حال نشنيده بودم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 1‬آل عمران‪.7 ،‬‬


‫‪ - 2‬القيانة‪17 ،‬و‪.18‬‬
‫‪ 672‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف ترمجه قوله ألن احلكيم ال هبيج اجلدل له واالنكار لديه ص ‪106‬فقال جل‬
‫اق ا ملكِت ِ‬
‫َاب َأ من َال ي ُقو ُلوا َع َىل اهلل إِ َّال م َ‬
‫احل َّق ‪ »)1...‬وقال‪َ « :‬ب مل‬ ‫ثناؤه‪َ « :‬أ َمل م ميمؤ َخ مذ َع َل ِيد مم ِني َث ُ‬
‫حيي ُطوا بِ ِع مل ِم ِه ‪ »...‬نا لفظه‪:‬‬ ‫ك ََّذبوا بِام َمل ِ‬
‫ُ َ م‬
‫اين اشاره بآنست كه كسى كه اختالف وپريوى ظن ناميد اعرتاف‬
‫بربويت اهلل تعاىل نكرده ومنكر دين اسالم واحكام آن شده چنانچه در‬
‫پيش بيان شد كه اگر كسى پريوى ظن خود ناميد خود پرستست واگر‬
‫ظن مانند خود ناميد مانند پرستست واسالم اعرتاف بآنست كه‬
‫پريوى ّ‬
‫اهلل تعاىل رب العاملني است بمعنى صاحب اختيار هر كس وهر چيز‬
‫است ورشيك در استحقاق پرستش ندارد پس اهلل تعاىل گفته در اخرين‬
‫كتاهباى خود كه قران باشد در سوره اعراف ايا گرفته نشده در تورات‬
‫ظن مىكنند در احكام اهلى پيامنى كه‬
‫بر جهودان كه اختالف وپريوى ّ‬
‫گرفته شده در كتابى از كتاهباى اهلى كه فرود آمده بر رسوىل از رسوّلن‬
‫اهلى كه فرستاده شده بسوى امتى از امتان از زمان آدم تا آخر الزّ مان وآن‬
‫پيامن اين است كه نگويند جهودان وغري ايشان بر اهلل تعاىل باين معنى‬
‫كه دكانى در مقابل كارخانه اهلى وا نكنند ودر چيزى كه بى مكابره‬
‫اختالف در آن ودر دليل آن رود حكمى از پيش خود نكنند بلكه آن‬

‫‪ 1‬االعراف‪.169 ،‬‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪673‬‬

‫گويند كه حق است باين معنى كه دانند كه موافق حكم اهلى است چرا‬
‫كه اگر ظن داشته باشند باطل خواهد بود به حق چنانكه اهلل تعاىل در‬
‫سوره يونس وسوره النجم گفته‪َ « :‬وإِ َّن ال َّظ َّن َّل يغْنِي ِم َن َْ‬
‫احل ِّق َشيئا»‬
‫ظن جايى بكار آمدنى نمىگردد اصال خواه موافق واقع باشد‬
‫بدرستيكه ّ‬
‫خواه خمالف واقع وخواه در فتوى باشد وخواه در عمل خود‪ .‬وقال‪:‬‬
‫بدانكه حق ضدّ باطل است ومراد بحق بكار آمدن است ومراد بباطل‬
‫بكار نيامدن است وآنچه اهلل تعاىل مىكند حقست مثل آفريدن آسامن‬
‫وزمني وثواب أهل طاعت وعذاب أهل معصيت‪ .‬وانچه أهل معصيت‬
‫ظن واعتقاد‬
‫ميكنند باطل است وعلم دين حقست وعلمهاى ديگر و ّ‬
‫مبتدا باطل است وبيان اين آنست كه اعتقاد بر سه قسم است ّاول‪ :‬ظنى‬
‫ظن رصيح مىنامند‬
‫كه صاحبش اقرار مىكند كه علم نيست وآن را ّ‬
‫ظن خالف‬
‫دويم ظنى كه صاحبش اقرار نمىكند كه آن علم نيست وآن ّ‬
‫واقع است وآن را جهل مركب مىنامند سيوم ظنّى كه صاحبش اقرار‬
‫ظن موافق واقع است وآنرا تقليد‬
‫نمىكند كه آن علم نيست وآن ّ‬
‫ظن داخل در باطل است چنانچه اهلل تعاىل در‬ ‫مىنامند وهر سه قسم ّ‬
‫سوره يونس وسوره والنجم گفته‪َ « :‬وإِ َّن ال َّظ َّن َّل يغْنِي ِم َن َْ‬
‫احل ِّق َشيئا»‬
‫ظن جايى بكار آمدنى نمىگردد اصال‪ .‬واعتقاد كه از روى‬
‫بدرستيكه ّ‬
‫خواهش طبع باشد مثل اعتقاد هر كس از عوام الناس باينكه دين پدرش‬
‫‪ 674‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حق است آن را اعقتاد مبتدا مىگويد واين نيز داخل در باطل است‬
‫بطريق اوىل وآن نيز مانند ظن بر سه قسم است اعتقاد مبتداى رصيح‬
‫ظن اطالق مىكنند‪.‬‬
‫وجهل مركب وتقليد‪ .‬وگاهى بر اعتقاد مبتدا ّ‬
‫وقال يف ترمجه قوله يا هشام ثم ذم اهلل الكثرة فقال وان قطع أكثر نن يف االرض يضلوك‬
‫عن سبيل اهلل‪ 1‬نا لفظه‪:‬‬
‫اى هشام اهلل تعاىل اكتفا برسزنش ناخردمندان نيز نكرد چون دانست كه‬
‫ظن بسيارى خرد را دليل حقيقت خود مىكنند رسزنش كرد اهلل‬
‫پريوان ّ‬
‫تعاىل بيشرت مردم را باين روش كه گفت در سوره انعام واگر تابع شوى‬
‫بيشرت مردم روى زمني را گمراه مىكنند ترا از راه اهلل تعاىل كه پريوى‬
‫وترك پريوى ظن باشد‪.‬‬
‫وقال يف ترمجه قوله يا هشام ثم ندح اهلل القلة فقال وقليل نن عبا ى الشكور وقال‬
‫آل فِ مر َع مو َن ي مك ُت ُم إِ َيام َن ُه َأ َت مق ُت ُل َ‬
‫ون َر ُجال َأ من‬ ‫وقليل ناهم وقال قال‪َ «:‬و َق َال ر ُج ٌل ن ممؤ ِن ٌن ِن من ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي ُق َ‬
‫ول َر ِّيب اهلل ‪ »2...‬وقال ونن آنن ونا آنن نعه اال قليل نا نصه‪:‬‬
‫اى هشام اهلل تعاىل اكتفا برسزنش بيشرت نيز نكرد چون دانست كه پريوان‬
‫ظن كمى وبى اعتبارى خمالف خود را دليل بطالن ايشان مىكنند وتا‬
‫بحدى كه دعوى امجاع مىكنند بواسطه اين كمى وبى اعتبارى ونوازش‬

‫‪1‬‬

‫‪ 2‬غافر‪.28 ،‬‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪675‬‬

‫أهل حق كرد با كمى ايشان باين روش كه گفت در سوره سبا كمى از‬
‫بندگان من شكرگزارست وگفت در سوره ص وكم كم اند ايشان كه‬
‫ايامن وعمل صالح دارند وگفت در مؤمن وگفت يك مرد مؤمن از‬
‫خويشان فرعون كه از ترس پوشيده مىداشت ايامن خود را يا مىكشيد‬
‫مردى را مراد موسى است هبمني گناه كه گويد صاحب ك ّل اختيار من‬
‫اهلل است وبس مراد اين است كه در متييز نيك وبد احتياج بوحى أو‬
‫برسوىل هست وپريو ظن رشيك أو نمىتوان شد در حكم‪ .‬وقال وگفت‬
‫نىص از اهلل تعاىل يا خليفه‬ ‫براى مذمت پريوى مشهور ميان مردم بى آنكه ّ‬
‫ِ ِ‬
‫ون َع َىل‬ ‫در آن معلوم باشد در سوره مائده‪ ...« :‬و ٰلك َّن َا َّلذ َ‬
‫ين َك َف ُروا َي ْف َ ُ‬
‫رت َ‬
‫ون ﴿املائدة‪ »﴾103 ،‬وچه شهرت بعىض‬ ‫اهلل َا ْلك َِذ َب و َأ ْك َث ُر ُه ْم ّلٰ َي ْع ِق ُل َ‬
‫نص اهلى نيست وليكن منكران افرتاء مىكنند بر اهلل‬
‫قواعد ميان مردم ّ‬
‫تعاىل دروغ را باين معنى كه بظن خود حكم مىكنند چنانچه بآن‬
‫مىشود‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وبيشرت مردم خردمندى نمى كنند كه متييز كنند افرتا را از غري افرتا پس‬
‫بدعتها مشهور مىشود وسنتها مرتوك مىشود‪.‬‬
‫وقال يف ترمجه قوله عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال إن العلامء ورثة االنبياء وذلك‬
‫أن االنبياء مل يورثوا رمها وال ينارا وإنام اورثوا أحا يث نن أحا يثدم فمن أخذ بشئ‬
‫‪ 676‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نندا فقد أخذ حظا وافرا‪ ،‬فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت يف‬
‫كل خلف عدوال ينفون عنه َتريف الغالنى وانتحال املبطلنى وتأويل اجلاهلنى نا لفظه‪:‬‬
‫اخللف خربى كه از كسى ماند بعد از او‪ .‬املبطل كسى كه كارش باطل‬
‫است ومراد بباطل بكار نيامدنيست وآن پريوى ظن است‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫حصه‬
‫پس هركه دانش هبمرسانيد پى خربى از آن سخنان پس فرا گرفته ّ‬
‫كامىل را از مرياث چه مرياث أهل جهان از پدران وخويشان نسبت بآن‬
‫سهل است پس وارسيد اى ّامت حممد اين علم خود را كه احاديث‬
‫پيغمربشامست آن كه طلب مىكنيد تا مبادا باهل باطل برخوريد وچون‬
‫اين درعلم را بسته بپندار ايشان قرار دهيد كه ظن كافيست وآن را بجاى‬
‫صىل اهلل عليه وآله وس ّلم در‬
‫علم گذاريد چه در ميان ما خانواده حممد ّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله وس ّلم در ميان ّامت خود بمرياث‬
‫هر سخنى كه حممد ّ‬
‫گذاشته امامان عادل هستند كه بمدد كتاب جامعه بر طرف مىكنند از‬
‫آن سخن تغيريى را كه زياده روان كردهاند ودعوى اسالمى را كه أهل‬
‫باطل كردهاند وتأويىل را كه نادران در حمكامت قرآن كه در آهنا هنى‬
‫ظن هست وگفتهاند مراد هنى از بت‬
‫رصيح از رشك باختالف وپريوى ّ‬
‫ظن در آهنا است بدليل‬
‫پرستى است واختالف در أصول دين وپريوى ّ‬
‫اينكه چون علم نمىتوانيم رسانيد بجميع احكام اهلى عالجى بغري از‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪677‬‬

‫اين تأويل نيست چنانچه اهلل تعاىل نقل كرده اين تأويل واين دليل را از‬

‫رشكُوا َل ْو ٰش َ‬ ‫ول َا َّل ِذ َ َ‬


‫ايشان وگفته در سوره انعام‪َ « :‬س َي ُق ُ‬
‫اء اهلل ٰما‬ ‫ين أ ْ َ‬
‫َ‬
‫رش ْكنٰا… ﴿األنعام‪ »﴾148 ،‬خواهند گفت تا گرويدگان به يگانگى اهلل‬ ‫أَْ‬
‫تعاىل كه اگر بجدّ از ما مىخواست اهلل تعاىل وتكليف مىكرد كه ما‬
‫ظن كسى نكنيم مجيع احكام خود را در حمكامت قرآن مىآورد‬
‫پريوى ّ‬
‫پس ما پريوى ظن نمىكرديم‪.‬‬
‫وقال يف ترمجه قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يا يونس ال تكونن نبتدعا ‪ ،‬نن نظر برأيه هلك ‪،‬‬
‫ونن ترك أهل بيت نبيه صىل اهلل عليه وآله وسلم ضل ‪ ،‬ونن ترك كتاب اهلل وقول نبيه‬
‫كفر نا نصه‪:‬‬
‫ظن خود را‬
‫ظن رشك است وهر كه پريوى ّ‬
‫ومراد آن است كه پريوى ّ‬
‫نكند اما پريوى فتواى ديگرى كند غري خانواده پيغمرب خود گمراه‬
‫مىشود ومراد آن است كه پريوى فتواى غري دوازده امام در مسئله كه‬
‫در حمكامت قرآن نيست بيمكابره واختالف در آن ودر دليل آن برود‬
‫ظن خود نكند در مسائل وپريوى فتواى‬
‫مرشك است‪ .‬وهركه پريوى ّ‬
‫غري دوازده امام نكند در آهنا اما دو مجاعت را مرشك نشمرده خمالفت‬
‫كند بآيات حمكامت كتاب اهلى واحاديث پيغمرب خود كه در آهنا رشك‬
‫اين دو مجاعت رصيح شده كافراست ومرشك چه در اين مسئله پريوى‬
‫ظن خود كرده‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 678‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اقول انه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بالغ يف َتريم اتباع الظن والتشنيع عىل تابعيه وجموزيه نن اول‬
‫الكتاب إىل االخرىف رشحه هذا ورشحه بالعربية الذي هو ابسط الرشوح وافيدها‬
‫للمتتبعنى وحقق يف رشح عدة األصول املسائل األصولية غاية التحقيق وهناية التدقيق‬
‫نن ارا االستيفائ فلرىاجعدا‪.‬‬

‫[ريض الدین القزويني]‬


‫ونندم املوىل النحرير واملحقق الذي ليس له نظرى ريض امللة والدنيا والدين ‪ -‬حرشه‬
‫اهلل نع نواليه الطاهرين ‪ -‬ونن ارا االطالع عىل َتقيقاته االنيفة وتدقيقاته الرشيقة‬
‫وتتبعه التام وتبحره التامم فليطالع كتاب لسان اخلواص ورسالة ضيافة االخوان وهو‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬نن اساطنى املحدثنى املحرننى للظن والتخمنى ولنذكر نا حرضنا نن‬
‫عباراته وكلامته قال يف لسان اخلواص بعد ذكر اال لة عىل قطعية االخبار وحصول‬
‫العلم نندا‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬هذا كله مما جيرى يف عمل نن يمكنه الرجوع إىل تلك األصول واالستفا ة‬
‫نندا فكيف حال نن ال يمكنه ذلك كالعانى قلنا‪.‬‬
‫إىل ان قال‬
‫وانا سبيل العامل إليه فيلزم ان يكون عىل نحو نا علمه نن االخبار واآلثار فيلقى الرواية‬
‫بلفظدا أو بظاهر نعناه بعنوان االخبار واالعالم ون االخبار وااللزام لئال ينتجر إىل‬
‫االفتاء والقضاء املعلوم اهنام ال جيوزان اال للعامل باالحكام‪.‬‬
‫[ريض الدين القزويني] ‪679‬‬

‫انتدى نا نقل عنه صاحب « الفوائد البدية » ‪.‬‬


‫وقال فيه بعد ذكر مجلة نن تعريفات اخلاصة والعانة واملرا نن ذكر هذه احلدو تبنى‬
‫ان املعترب يف اصله النازل ننزلة فصله حتى ان نن مل يأخذ لفظ الظن يف تعريفه أخذ نا‬
‫جيرى جمراه نن االستنباط أو الرتجيح أو نحوها‪.‬‬
‫وقال صدر املحققنى صدر امللة والدين ريض اهلل عنه قد حقق الفاضل املحقق يف‬
‫الكتاب املذكورنا يقوله االخباريون واملتجتددون ونا ذكرته بطوله ملا فيه نن الفوائد‬
‫الكثرىة والتحقيقات االنيقة وان كان بعض نا ذكره خمالفا لرأى الفاضل صاحب‬
‫الفوائد‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعد نا ذكر ان اتباع الظن نذنوم‪:‬‬
‫فان قلت‪ :‬لعل الظن املندي عنه عن اتباعه ال يشمل هذا الراجح املعترب يف االجتدا‬
‫والطالق الظن عىل املرجوح وعىل نا حصل نن غرى انارة كاالعتقا املتبدأ وكذا العلم‬
‫املأنور بطلبه ال خىتص باجلزم بل يشمل الظن الراجح خصوصا املتاخم للتجزم ال سيام‬
‫احلاصل نن تتبع املدارك احلتجية ويمكن ان يرجع اخلالف يف هذا املقام حقيقة إىل نا‬
‫اختلف فيه طوائف اخلاصة نع العانة نن اتباع الظنون احلاصلة نن انتثال القياس‬
‫واالستحسان واملصالح املرسلة فيتحد طريق االجتدا نن اخلاصة نع طريق انتثاهلم‬
‫نن أهل العلم قلنا هذا التوجيه ظاهر الفسا فان نن تتبع احلقائق اللغوية والرشعية‬
‫املضبوطة عند حمققى علامء العربية واألصول وتأنل يف وجوه املحاورات واملخاطبات‬
‫‪ 680‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫العلمية ثم انصف نن نفسه علم ان العقالئ العلامء ال يمكن ان يتشاجروا نن قديم‬


‫االيام فيام كان نزاعدم فيه لفظا ال طائل َتته‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬جواز اتباع الظن واالجتدا يف بعض املواضع نن رضوريات الدين كام يف‬
‫جدة القبلة وقيم املتلفات واروش اجلنايات قلنا ان أهل العلم يفرقون بنى نفس احلكم‬
‫وحمله ويقولون ان االجتدا يف حمل االحكام نرخص فيه اتفاقا وانام املمنوع املتنازع فيه‬
‫بيننا وبنى أهل االجتدا هو االجتدا يف نفس االحكام واصل نسائلدا وأيضا حصول‬
‫الظن يف تلك املحال نناط بحصول العلم بتجواز العمل بمقتضاه بال خالف فيقع‬
‫العمل عىل طبق العلم وان توسط الظن ونا توهم نن اجراء نظرى ذلك يف الظن‬
‫احلاصل نن االجتدا واشتدر ان ظنية الطريق ال تناىف قطعية احلكم وبنى عليه العالنة‬
‫احليل يف التدذيب عد الفقه نن العلوم نع كون نسائله اجتدا ية نبتنى عىل عوى ان‬
‫الظنون بعد بذل اجلدد يف الطلب نعلوم جواز العمل به هبا نثل هذه الدالئل التي‬
‫عرفت حاهلا فتدبر‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬وكيف يتصور انكان حصول العلم باالحكام واالستغناء عن الظن‬
‫خصوصا يف زنن الغيبة الكربى وسد طريق نشاهدة املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫والسامع ننه وانحصار ندرك االحكام يف هذه االزنان يف انور نعلم اهنا ال حيصل لنا‬
‫نندا بالنسبة إىل أكثر االحكام اال الظن وان بذلنا جددنا يف التتبع والنظر والتأنل َتام‬
‫العمر قلنا انكان حصول العلم باالحكام يف هذه االزنان نن هذه املدارك هو عقيدة‬
‫[ريض الدين القزويني] ‪681‬‬

‫أهل العلم فدو نبني عىل َتديد نقدنة هي ان العلم بالواقعي نندا مما ليس نن‬
‫رضوريات الدين وال جائرا جمراها مما ال نطمع فيه بل املطلوب َتصيل علم يقع العمل‬
‫يف التكليف عىل طبقه وان كان حكم اهلل يف الواقع عىل خالفه نثال إذا فرضنا ان‬
‫نعصونا شافدنا باالنر بغسل الرجلنى يف الوضوء ملصلحة التقية ونحوها وعلمنا هبا‬
‫لكنا عانلنى بالعلم بال شك وان كنا نعرف ان احلكم الواقعي يف تلك املسئله املسح‬
‫فاذا كان عملنا هبذا الذى وصل إلينا وجوب االخذ به ويعربعنه االستا ‪ -‬ام ظله ‪-‬‬
‫يف حوايش « العدة » باحلكم الواصيل عىل طبق العلم نع علمنا باحلكم الواقعي وخمالفته‬
‫له فعلمنا يف صورة جدلنا بالواقعي نع احتامل نطابقة الواصيل له يكون عىل طبق العلم‬
‫أيضا بطريق اوىل‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬عىل هذا كلام تعارض العلامن القطعيان يلزم ان يتعنى العمل بالواصيل وهو‬
‫نشكل يكا يكون َتكام بل يكون العكس ارجح لالصالة واالحتياط‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬رس هذا اليقنى العلم بان بعض االحكام الواقعية يف حق بعض املكلفنى يمكن‬
‫ان يتغرى يف بعض االوقات لبعض املصالح ونعرفة تلك اخلصوصيات ال يتيرس لنا اال‬
‫بقول انناء الدين املعصوننى عن اخلطاء والكذب الذين انرنا باتباعدم نطلقا فعند‬
‫صدور انرهم يف حقنا عىل خالف نا نعرفه نن احلكم علمنا انه يف حقنا تغرى يف ذلك‬
‫الوقت وال عربة حينئذ بعلمنا بانه كان يف حقنا حكم يف غرى ذلك الوقت يف الواقع‬
‫وتعنى االجتناب عنه واالخذ هبذا الواصيل‪.‬‬
‫‪ 682‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فان قيل‪ :‬اذا كان كذلك يلزم ان يرتك باخلرب اجلانع لرشوط العمل املستلزم للعلم‬
‫باحلكم الواصيل ظاهر القرآن املخالف له املعلوم به احلكم الواقعي نع ان رئيس الطائفة‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬رصح يف « عدة األصول » بعدم صالحيته لتخصيص عموم ظاهر القرآن‬
‫فضال عن تركه به فنقول وجوب العمل بظاهر القرآن وان كان نن رضوريات الدين‬
‫ولكنه ال يستلزم العمل باحلكم الظاهرى‪ .‬بل الواقعي انام يعلم نن نصه السامل عن‬
‫احتامل خالفه املعلوم بقاء حكمه ولعل العلم بنصوصه كذلك يف االحكام يكون خمتصا‬
‫بأهله ون الرعية والعمل باخلرب اجلانع للرشوط وان كان انرا ثابتا واجبا لكنه ليس‬
‫نطلقا بل اذا مل يكن له نعارض اقوى ننه نع انه يمكن ان يقال عدم العلم هبذا املعارض‬
‫هو عمدة الرشوط بل ترجع كلدا إليه عند التحقيق نا اشتمل الغرض عىل خالفه فلم‬
‫يتحقق وعىل هذا الفرض ال نعارضة بنى الواقعي والواصىل وتبنى ان العلم املطلوب‬
‫ألهله املناط للعمل هو العمل باحلكم الواصيل سواء كان نطابقا للواقعى أم ال فاعلم‬
‫اهنم نطبقون عىل ان املكلفنى بعد النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬نأنورون باتباع‬
‫الكتاب واتباع عرتته لتواتر وصيته ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬هبام بعنوان انه اخلفدام فيدم لئال‬
‫يضل نن َتسك هبام تواترا نعنويا حتى انه ال ننكر له نن املخالفنى أيضا وان كان بنى‬
‫روايتدام خالف لفظي غرى نمؤثر يف املعنى فلدذا يكون عمدة اقباهلم يف َتصيل العلم‬
‫بطريق العمل بعد كتاب اهلل تعاىل إىل االخبار املروية عن أهل البيت ‪ -‬عليدم السالم‬
‫‪ -‬ويقال هلم هبذا االعتبار االخباريون فاتفقوا عىل ظاهر الكتاب املعلوم الظدور الغرى‬
‫[ريض الدين القزويني] ‪683‬‬

‫املخالف ملا يدل عليه العقل اذا مل يكن له نعارض تعنى العمل به بدون اعتبار الظن فان‬
‫نا هو ندلول هذا الظاهر هو احلكم الواقعي أو غرىه واذا وجد له نعارض فان كان نن‬
‫غرى الكتاب واالخبار املعول عليدا فال يلتفت إليه اصال وانا ان كان نن الكتاب أيضا‬
‫ومل يمكن اجلمع بوجه ومل يعرف التقدم والتأخر يف النزول فيتجب التوقف فيه‬
‫والرجوع إىل ظاهر االخبار املأثورة املتداولة‪ ،‬كام انه نا مل يوجد احلكم يف ظاهر الكتاب‬
‫املذكور وانا ان كان نن االخبار املذكورة فان كان خربا غرى قابل للتأويل نعلوم‬
‫الصدور نن املعصوم بالتواتر أو نحوه أو نا يف حكمه كامجاع الطائفة املحقة الدال عىل‬
‫وجوب العمل به لوال هذا الظاهر فال يعتربملعارضته كام نر‪.‬‬
‫قال وانا بالنسبة إىل آثار أهل البيت ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬املقروننى يف وصيه النبي ‪ -‬صىل‬
‫اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬املوافقة الرشا حمكامت الكتاب فمسلكدم ان يعملوا بمضمون‬
‫ظاهر اخبار نتداولة بنى الطائفة املحقة نن شيعتدم املضبوطة يف أصوهلم نرتبة يف‬
‫نصنفاهتم نعمول هبا بيندم يف عرص ظدور ائمتدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬حلصول العلم‬
‫هلم نن انضامم تتبع االحوال واالوضاع والقرائن واالنارات إىل الئل حتجيتدم إىل‬
‫آخر الزنان بان املكلفنى يف زنن الغيبة ندديون هبذه االنوار وجيوز هلم االخذ بظواهرها‬
‫بل يتعنى فيام مل يكن عىل خالفه ليل قطعي أو نعارض نن الكتاب‪.‬‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫‪ 684‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فان قلت‪ :‬سلمنا ان عمل القدناء نن االخبارينى عىل طبق العمل جلواز االخذ بظواهر‬
‫نا وصل إليدم نن نشاخىدم يف هذه اآلحا فيتجوز ان يكون حصول هذا العلم خمتصا‬
‫هبم لقرب ازناهنم نن زنان ظدور ائمتدم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬واملرا انه كيف حيصل‬
‫العلم لنا يف هذه االزنان فاجاب باال لة املفيدة للقطع بتجواز العمل باالخبار اآلحا‬
‫املروية يف كتب احلديث املشدورة‪.‬‬
‫ثم قال فدذه العلوم احلاصلة لنا بالتتبع نع نا انضم إليدا بالرضورة الدينية نن عدم‬
‫جواز ر قول نمؤنن يف خرب مل يظدر لنا ليل عىل كونه مل يستلزم القطع الذي ال يمكن‬
‫القدح فيه بالشبدات بأنه اذا وصل إلينا نن ثقة الذي حمتاط عن القول بغرى علم نعدو‬
‫نن رواة حديثدم يشء ص ‪ 109‬نن تلك العلوم جيوز لنا االخذ وان كان خاليا عن‬
‫ذكر السند وعن ذكر املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أيضا خاصا أو عانا فلو ذكر لنا نع‬
‫ذلك يشء نندا أيضا فدو التفصيل فكيف اذا وصل إلينا هذه العلوم نن املشايخ العظام‬
‫املتجتمعة كلمة العلامء املتتبعنى ألحواهلم عىل فضلدم و يانتدم وورعدم كمشاخىنا‬
‫املصنفنى لألصول االربعة املشدورة وكالشيخ االجل املفيد والسيد املرتىض علم اهلدى‬
‫والسيد رىض الدين اخيه اجلانع لندج البالغة وانثاهلم ‪ -‬رضوان اهلل عليدم وشكر اهلل‬
‫نساعيدم ‪ -‬فثبت بذلك نعرفتنا بتجواز العمل بام يف كتبدم ونصنفاهتم املعلوم استنا ها‬
‫إليدم بالتواتر ونحوه ثم كيف اذا كان الكتاب نن نشاهرى تلك املشايخ واقدندم زنانا‬
‫واورعدم يف الدين وافقددم واتقاهم يف نراتب العرفان واليقنى باتفاق مجيع الطائفة‬
‫[ريض الدين القزويني] ‪685‬‬

‫بل امجاع العانة واخلاصة كالشيخ اجلليل ثقة االسالم وعنى خواص االنام ايب جعفر‬
‫حممد بن يعقوب الرازي الكليني ‪ -‬قدس اهلل روحه ونور رضحيه ‪ -‬فانه اعرتف بفضله‬
‫املوافق واملخالف واملنصف واملعاند حتى ان زيارة قربه بباب اجلرس ببغدا نن‬
‫املخالفنى املعاندين أيضا واالستمدا بربكته والترضع عند شبكته والتعبرىعنه بشيخ‬
‫املشايخ نستمرة إىل اآلن يكفى لنا كتابه الكايف الذي نقل عن اذكياء الفضالء انه مل‬
‫يصنف يف االسالم نا يوازيه أو يدانيه فان انتيازه يف الرتبة واملتانة واالحكام واالتقان‬
‫نن سائر التصانيف عند اللبيب الفطن كانتياز الشمس نن سائر النتجوم حتى انه نع‬
‫ظدور جاللة شأنه عن اطراء ونبالغة خصوصا يف نا يرجع إىل املسرتشد ويأخذ نن‬
‫يريد علم الدين والعمل باآلثار الصحيحة عن الصا قنى ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬والسنن‬
‫القائمة التي عليدا ندار العمل وهبا يمؤ ى فرض اهلل عزوجل وسنة نبيه صىل اهلل عليه‬
‫وآله وسلم ثم انه ال خىفى ان نن تأنل يف هذا الكالم يف سائر خطبته وانصف ورفض‬
‫نا ال يناسب لطالبى احلق عن طبعه علم ننه بال عروض شك واختالج ريب ان نا‬
‫مجعه فيه انام هو يقصد االرشا واجياب التدين يف زنان الغيبة الكربى نع احتامل كونه‬
‫نأنورا به نن الناحية املقدسة احتامال قويا جدا فانه نن املعلوم املشدور انه كان صنفه‬
‫ببغدا يف ندة عرشين سنة يف زنان الغيبة الصغرى وعدم انقطاع السفراء فانه اعىل اهلل‬
‫شأنه نات يف سنة ثامن أو تسع وعرشين وثالثامئة سنة وفات ايب احلسن عيل بن حممد‬
‫السمري ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬آخر النواب االنناء وخاتم املنصوص عليدم نن السفراء بنى‬
‫‪ 686‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الصاحب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وخواص شيعته وهي سنة يقال يف عرف أهل التواريخ سنة‬
‫تناثر النتجوم باعتبار ارَتال االكابر واالعيان فان يف تلك السنة ارَتل أيضا عيل بن‬
‫احلسنى بن نوسى القمي والد الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬صاحب الرقعة والتوقيع عن‬
‫الناحية املقدسة‬
‫إىل ان قال‬
‫وباجلملة كان ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف مجيع ندة عمره نعارض للسفراء رمحدم اهلل واقعا يف‬
‫زنان الغيبة الصغرى وان مل يكن عمره زائدا عىل اربعة وسبعنى واال يمكن ان يكون‬
‫ممن ا رك ظدور الصاحب بل ايام العسكري ‪ -‬عليدام السالم ‪ -‬فبعيد كل البعد ان ال‬
‫يعارش السفراء وال خىالطدم نع هذه املتجاورة ونع كونه يف هذه املرتبة يف الفضل‬
‫والورع واالهتامم يف انورالدين بل وان ال يعرض بتوسطدم حاله وشغله ص ‪109‬‬
‫عىل الناحية املقدسة وال حيصل االذن نندا يف هذا املطلب اجلليل وانه ليس بأنر سدل‬
‫بل هو نن عدة اسباب انر الشيعة يف طريقدم وازالة حياهتم يف فرتهتم وجتديد ندامهتم‬
‫نا كان شارف االندراس نن األصول االربعامئة املشدورة وغرىها نن الكتب املعول‬
‫عليدا بنى اصحاهبم ذكر ابن االثرى نن املخالفنى يف جانع األصول يف وصفه ‪-‬‬
‫قدس رسه ‪ -‬وانه جمد نذهب أهل البيت ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬يف رأس املائة الثالثة بعد‬
‫نا ذكر ان عيل بن نوسى الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬هو املتجد هلذا املذهب يف رأس املائة‬
‫[ريض الدين القزويني] ‪687‬‬

‫الثانية عن النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬نن وجوب ثبوت جمد الدين يف رأس‬
‫كل نائة‪ ،‬فتدبر‪.‬‬
‫وعلم أيضا مما رصح ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف هذا الكالم بان كل نا ذكر يف كتابه هذا هو نن‬
‫اآلثار الصحيحة عن الصا قنى بالعمل هبا يمؤ ى فرض اهلل ‪ -‬عزوجل ‪ -‬وسنة نبيه ‪-‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬عدم االحتياج فيه إىل الفحص والتفتيش عن احوال رجال‬
‫اسنا ه فانه فضل نذكورعىل سبيل التربك بذكر املشايخ أو لدفع طعن املخالفنى ان‬
‫كتب احا يثدم غرى نعنعنة كام قيل وانه غرى نوقوف عىل َتقيق صحة االحا يث‬
‫املسطورة فيه‪.‬‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫فان قلت‪ :‬فكيف احلال يف صورة تعارض الروايات قلنا قد نرت االشارة إىل طريق‬
‫الرتجيح أيضا بيندا فدذة نستفا ة نندا أيضا بدون احتياج إىل خارج نن لفظ نا يكتفى‬
‫به املتعلم نن خطبه الكايف وان االحوط واالوسع االخذ بكل نا شاء املكلف نندا نن‬
‫باب التسليم ال نن اتباع الظن وال نن باب االستحسان بميل النفس واهلوى وال نن‬
‫باب كون االخذ باحدمها اسدل وانثال ذلك‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬هذا كله انام جيرى يف عمل نن يمكنه الرجوع إىل تلك األصول واالستفا ة‬
‫نندا فكيف حال نن ال يمكنه ذلك كالعانى قلنا يعلم كل عانى وصل إليه وجوب‬
‫طلب العلم يف نسائلدا املحتاج إليدا وكل نن مل يصل إليه ذلك فيكون نعذورا ان‬
‫‪ 688‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نطلوبه هذا انام حيصل له نن استفا ته نن العلامء املوثوق هبم فيعلم وجوب الرجوع‬
‫إليدم فيام حيتاج لعمل نفسه أو بطريق سلوكه نع غرىه كام يف صورة التنازع ونعلوم له‬
‫أيضا انه ال حيصل له نعرفه العامل عن غرىه وكذا املوثوق به عن غرىه اال بنحو التفتيش‬
‫والتتبع فبعد َتصيل تلك املعرفة اذا رجع إىل عامل يف تعلم نسئلة يعلم انه يلزم عليه‬
‫االخذ به فيرتتب عمله عىل العلم أيضا وانا سبيل العامل إىل آخر نا نقلناه اوال‪.‬‬

‫[الشيخ حسىن بن شهاب الدين العاميل]‬


‫ونندم ؟؟؟ ص ‪ 109‬الشياطنى ونفرق كتائب أصحاب التظنى والتخمنى املرتقى‬
‫ذروه العلم بقدم اليقنى افضل املحدثنى الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل رفع اهلل‬
‫ندارجه يف اعىل علينى وتصانيفه الرائفة وتأليفاته الفائقة شدو صدق عىل فضله‬
‫وتبحره وتدقيقه وَتقيقه واختياره طريقة االخبارينى ونرصته اياها يف رسالته امللقبة‬
‫هبداية االبرار املتداولة بنى عانىل االخبار ولنذكر قليال نن عباراته قال يف هداية‬
‫االبرارىف بيان اصل االختالف وَترير حمل النزاع بنى نن قال باالجتدا وبنى نن نفاه‬
‫وَتقيق نعنى العلم رشعا وفيدا ابحاث‪ :‬البحث االول يف بيان اصل االختالف اعلم‬
‫ان السبب الداعى إىل االختالف هو نا ظدر نن خمالفة املتأخرين للقدناء يف ثالثة انور‪:‬‬
‫احدها ان مجاعة نن القدناء كالشيخ املفيد والسيد املرتىض والشيخ الطويس ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬رصحوا بانه ال جيوز اثبات االحكام الرشعية بالظن واجاز ذلك املتأخرون‪.‬‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪689‬‬

‫وثانيدا‪ :‬نا امجع عليه القدناء ورصح به الشيخ يف نبحث االجتدا نن « العدة » بعد‬
‫ان نقل اختالف االقوال فيام جيتدد فيه وان املتجتدد املخطئ ياثم أم ال؟ فقال نا هذا‬
‫لفظه‪:‬‬
‫والذى اذهب إليه وهو مذهب مجيع شيوخنا املتك ّلمني املتقدّ مني‬
‫السيد املرتىض ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬واليه كان‬
‫واملتأخرين وهو الذي اختاره ّ‬
‫احلق يف واحد وان عليه دليال‬
‫يذهب شيخنا ابوعبد اهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ان ّ‬
‫ومن خالفه كان خمطئا فاسقا‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫وقال املتأخرون املجتهد املخطئ ّل يأثم‪.‬‬
‫بان اّلخبار التي نقلوها يف كتبهم‬
‫رصحوا ّ‬
‫وثالثها‪ :‬ان مجاعة من القدماء ّ‬
‫وعملوا هبا ك ّلها صحيحة واهنا كلها مما يوجب العلم والعمل اما‬
‫لتواترها أو لقرائن تدهلم عىل ذلك ومل يفرقوا فيها بني ما رواه ثقة إمامي‬
‫املجرد عن القرينة املفيدة‬
‫ّ‬ ‫أو غريه لذلك منعوا من العمل بخرب الواحد‬
‫للعلم بصحته أو جواز وجوب العمل به ‪.‬‬
‫جمردة ّل تفيد اّلّ الظّن وزعم مجاعة‬
‫وقال املتأخرون اهنا ك ّلها اخبار آحاد ّ‬
‫منهم كالشهيد الثاين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ومن وافقه انّه ّل يعمل منها اّل بخرب‬
‫العدل اإلمامي فقط فضيقوا عىل انفسهم وعىل من قلدهم يف ذلك وأكثر‬
‫كالمنا يف هذا الباب مع هؤّلء‪.‬‬
‫‪ 690‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بان اّلخبار املنقولة يف الكتب املعمول‬


‫وتوضيح املقام ان القدماء رصحوا ّ‬
‫عليها عندهم مقطوع بصحتها أو صحة مضموهنا اما بالتواتر وبالقرائن‬
‫التي توجب العلم هبا لثبوت ورودها عن املعصومني ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫الرواة كانت مذاهبهم فاسدة‬
‫سواء رواها عدل أو غريه وان كثريا من ّ‬
‫ولكن كتبهم معتمدة وان ك ّل خرب قبله األصحاب وعملوا به سواء رواه‬
‫ممدوح أو جمروح جىوز العمل به وما مل يقبلوه جىب طرحه وان كان راويه‬
‫رصح بذلك الشيخ يف مبحث اّلخبار من « العدة »‬
‫عدّل اماميا وقد ّ‬
‫وفهمه عنه املحقق احليل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ونقله عنه يف أصوله ور ّده ثم ظهر‬
‫له انه احلق فوافقه عليه يف املعترب وعمل به وخطا من خالفه وكذلك‬
‫رصح بنحو ذلك يف « املسائل التبانيات »‬
‫السيد املرتىض‪ -‬رمحه اهلل ‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫وغريها‪ .‬وما حىكى عنه انه ّل يعمل اّلّ باملتواتر وانّه يدّ عى تواتر مجيع‬
‫تأمل اطراف كالمه كام نبينه انشاء اهلل تعاىل‬
‫اخبارنا فهو وهم نشأ من عدم ّ‬
‫السيد املرتىض وغريه من القدماء امجعوا عىل انه ّل جىوز العمل‬
‫وذلك ان ّ‬
‫بخرب الواحد ولكن كالمهم وان كان مطلقا فعند التأمل يف كالم الشيخ‬
‫ان مرادهم به ما يتفرد به الكذابون‬
‫يف « العدّ ة » وكالم غريه أيضا يظهر ّ‬
‫والوضاعون كابن ايب العزاقر واملخالفون كمسلم والبخاري وغريمها‬
‫والذي مل يقم قرينه عىل العلم بصدقه أو عىل وجوب العمل به وان كان‬
‫راويه عدّل اماميا‪.‬‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪691‬‬

‫رصح ثقة اّلسالم حممد بن يعقوب بصحة ك ّل ما يف « الكايف » ّل‬


‫وقد ّ‬
‫ان رواته ك ّلهم ثقاة بل بمعنى صدقه وثبوته عنده وكذلك الشيخ‬
‫بمعنى ّ‬

‫ابو جعفر ال ّطويس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ّ -‬‬


‫رصح يف « التهذيب » و « اّلستبصار »‬
‫صحة ك ّل حديث عمل به فيهام بل ا ّدعى يف كثريمن كتبه‬
‫بام يدل عىل ّ‬
‫ذلك التواتر‪ .‬واما ترصيح الصدق‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بذلك يف « الفقيه » فاشهر‬
‫من ان ينكر واوضح من ان يذكر‪.‬هكذا اعتقادهم وعملهم باّلخبار إىل‬
‫ان جاء حممد بن ادريس احليل فوافقهم عىل عدم جواز العمل بخرب‬
‫الواحد ثم انّه رأى هذه اّلخبار مدونه يف الكتب بطريق اآلحاد فحكم‬
‫بان أكثرها اخبارآحاد جمردة فلم جىوزالعمل هبا ألنه كان عىل مذهب‬
‫ّ‬
‫ان هذه‬
‫القدماء يف انه ّل جىوز العمل بخرب ّل توجب العلم وغفل من ّ‬
‫اّلخبار كانت عند من تقدمه مما توجب العلم والعمل ألمور دلتهم عىل‬
‫ذلك غفل هو عنها واقترص يف العمل عىل ظواهر الكتاب والسنة‬
‫املشهورة املتواترة بزعمه وما امجع عىل العمل به من هذه اّلخبار وطرح‬
‫نصا يرضاه وّل‬
‫ما سوى ذلك لزعمه انه خرب واحد جمرد وما مل جىد عليه ّ‬
‫امجاعا من الطائفة عمل فيه بحكم العقل من اصالة الربائة وملّا كان أكثر‬
‫الظواهر التي اعتربها ظنّي الدّللة واملجمع عليه قليال إلختالف الطائفة‬
‫ّلختالف اّلخبار اضطرب كالمه ومتسك بالوجوه الضعيفة وأكثر‬
‫اّلعرتاض عىل الشيخ الطويس يف عمله باّلخبار لذهوله عن طريقه‪.‬‬
‫‪ 692‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫واحلاصل انّه وافق القدماء يف منع اخلرب الواحد الذي ّل يفيد علام وّل‬
‫ان ذلك من مجلة‬
‫عمال وخالفهم يف طرح كثري مما رووه وعملوا به زاعام ّ‬
‫اّلخبار املردودة فهو ّاول من فتح ملن تأخرعنه باب ال ّطعن يف أكثر هذه‬
‫اّلخبار وردها اذا خالفت الظواهر والعمومات واوجب العمل باّلصل‬
‫اذا عارضها ووافقه املتأخرون عىل ذلك لكن خالفوه يف منعه العمل بخرب‬
‫الواحد‪ .‬ثم اهنم وجدوا نصوص الكتاب عىل جزئيات اّلحكام قليلة‬
‫السنة كلها‬
‫جدّ ا والظواهر من العمومات وغريها أكثرها ظنى الدّللة و ّ‬
‫اخبار آحاد بزعمهم ومع ذلك ّل يعمل كثري منهم اّلّ بخربالعدل‬
‫اّلمامي وذلك ك ّله ّل يفيد القطع وّل يفى بام حىتاج إليه من اّلحكام‬
‫فاضطروا إىل َتويزالعمل بالظن وبناء اّلحكام عىل قواعد ظنّية مستنبطة‬
‫السنة وعىل اعتبارات عقلية تعترب الوجوه املختلفة‬
‫من ظواهر الكتاب و ّ‬
‫لتفاوت العقول واّلفهام والفوا كتب األصول وفرعوا عىل ذلك املنوال‬
‫فكثر لذلك اختالفهم وختطئة ك ّل واحد منهم اآلخر بل خمالفة الواحد‬
‫لنفسه يف الكتاب الواحد كام يظهر ملن تأمل تأليفات افضل املتأخرين‬
‫وامجعهم لفنون العلوم شيخنا العالّمة مجال الدين احلسن بن يوسف بن‬
‫املطهر ّ‬
‫احلىل‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ومل يأت بعد العالّمة من يشار إليه غري الشهيدين‬
‫واملحقق الشيخ عيل بن عبد العال الكركى وكانوا يف احلقيقة من اتباع‬
‫العالمة ومقلديه وتالميذ كتبه وهوّلئ مل يتنبهوا لطريق القدمائ يف‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪693‬‬

‫العمل باّلخبار كام يظهر ملن تامل اعرتاضات الشهيد الثاين عىل الشيخ‬
‫الطويس يف الدرايه وغريها والسبب يف ذلك انه مل يطلع عىل كتب القدماء‬
‫يف األصول كعدة الشيخ وغريها وغفل عن تامل ما ذكره الشيخ يف اول‬
‫« التهذيب » و « اّلستبصار » وانام أخذ طريق املتأخرين عن مشاخيه‬
‫تقليدا ثم اجهد نفسه يف اصالحه وضبطه عىل ما يوافق قواعدهم ويف‬
‫الغالب اعتمد هو وغريه من اتباع العالمة عىل النظر يف كتبه األصولية‬
‫والفروعية ويف كتب العامة وأصوهلم نحو رشح العضدي وقواعد ابن‬
‫الصالح الشافعي والقواعد العالئية وغريها ملا فيها من اجلدل والدقة‬
‫التي يميل إليها أكثر الطباع يف زماننا هذا وبنوا عىل ذلك طريق‬
‫اّلستدّلل فزاد طريقهم عن طريق القدماء بعدا ومن انكرهذا فلينظراىل‬
‫متهيد القواعد للشهيد الثاين ولرياجع القواعد العالنية ليعلم اهنا خم ّلصة‬
‫منها علام ّل يشوبه شك ولينظر رشح الرشائع للشهيد الثاين وما فيه من‬
‫اّلدلة النظريه واخلياّلت العقلية التي اعرض ألجلها عن كثري من‬
‫اّلخبار ويراجع كتب الشافعية كالعزيز وغريه من الكتب املبسوطة‬
‫ليعلم احتاد اّلسلوب وترى كثريا من حتقيقاته التي اطرح اّلخبار ألجلها‬
‫منقولة من كتاب العزيز بالفاظها‪ .‬ثم جاء بعد هؤّلء من ّل يقرصعنهم‬
‫السيد حممد بن املحسن احلسينى‬
‫يف علم وّل فهم وّل دقة النظر مثل ّ‬
‫والشيخ حسن بن الشهيد الثاين والشيخ هباء الدين حممد بن عبد احلسني‬
‫‪ 694‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الصمد احلائرى فنظروا فيام الفه القدماء واملتأخرون نظر تدقيق‬


‫بن عبد ّ‬
‫وتأمل فظهر هلم اختالف الطريقني ظهورا ّل يمكن انكاره وّل تأويله‬
‫وكان ّاول من تن ّبه لذلك الشيخ حسن ثم تبعه الباقون وابطلوا بعض آراء‬
‫املتأخرين املخالفة للقدماء ولكن مل جىرسوا عىل اظهار املخالفة واعتذروا‬
‫عنهم بام تسمعه عند نقل كالمهم ثم جاء بعد هؤّلء مجاعة اظهروا ما‬
‫بصحة ما‬
‫ّ‬ ‫اضمره غريهم من املخالفة وصوبوا قول القدماء وحكموا‬
‫نص القدماء عىل صحته من اّلخبار وابطلوا اّلجتهاد وبالغوا يف ذلك‬
‫ّ‬
‫حتى مل يرخصوا يف اطالقه عىل طريق القدماء ولو بوجه ما فاعرتضهم‬
‫مجع من مقلدة املتأخرين ونشأ يف الفريقني قوم من أهل اجلدل واملامرات‬
‫حب الغلبة عىل خصمه من دون نظر حتقيق حق وابطال باطل‬
‫ممن شانه ّ‬
‫أو من هو بعيد الفهم متنعه الداعية ان يتصور معنى ما يقول فضال عن ان‬
‫يفهم معنى ما يقال له وطالب احلق قليل والعامل به اقل فكثر النزاع ولو‬
‫احلق عن ائمة‬
‫اطاعوا احلق وتركوا احلمية والتقليد ورجعوا إىل رصيح ّ‬
‫اهلدى لبطل اخلالف وذلك ألن الك ّل اتفقوا عىل جواز العمل هبذه‬
‫اّلخبار يف اجلملة وعىل ان دليل العقل من الربائة اّلصلية وغريها ّل‬
‫صح منها فلو امجعوا عىل صحتها مل يقع اختالف يف املسائل‬
‫يعارض ما ّ‬
‫ألن كل ما حىتاج إليه بالفعل من مسائل العبادات واملعامالت‬
‫الرضورية ّ‬
‫موجود فيها وان وقع فيها اختالف فطرق اجلمع املوجبة لالتفاق معلومة‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪695‬‬

‫مقررة ّل ختتلف اذا روعيت حق رعايتها‪ .‬وما ليس فيها بخصوصه نص‬
‫ّ‬
‫مما يظن أو يعلم اشتغال الذمة به امجاّل يعمل فيه باّلحتياط و ّاما الكالم‬
‫يف اهنا مما توجب العلم أو ال ّظن بعد ثبوت صحتها وبيان العلم املعترب‬
‫رشعا وكذلك يف صحة تسمية طريق القدماء يف العمل باّلخبار واجلمع‬
‫بينها اجتهادا ممّا ّل يتنازع فيه حمصل وانام النزاع يف جواز استنباط‬
‫اّلحكام الرشعية النظرية من ا ّدلة عقلية وظواهر الكتاب والسنة وطرح‬
‫اّلخبار التي يزعم املتأخرون ضعفها اذا عارضها‪ .‬وانا بحمد اهلل اذكر ما‬
‫يوافق احلق من ذلك ك ّ‬
‫ال يف بابه بحيث ّل ير ّده من احسن النظر لنفسه‬
‫وذكر يوم حلوله يف رمسه وترك تقليد من ّل يؤمن عليه اخلطا والذهول‬
‫ومتسك يف أصول دينه وفروعه بام ورد عن آل الرسول واهلل املوفق‬
‫واهلادى‪.‬‬
‫قال البحث الثاين يف بيان نعنى العلم املعترب رشعا يف ثبوت االحكام املنقولة إلينا عن‬
‫ائمة اهلدى ‪ -‬عليدم السالم ‪ .-‬اعلم ان لفظ العلم يطلق يف اللغة عىل االعتقا اجلازم‬
‫الثابت املطابق للواقع وهذا يسمى اليقنى وعلوم االنبياء واالئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪-‬‬
‫نن هذا القبيل ويطلق أيضا عىل نا تسكن إليه النفس وتقىض العا ة بصدقه وهذا‬
‫يسمى العلم العا ى وحيصل بخرب الثقة الضابط املتحرزعن الكذب بل وغرى الثقة اذا‬
‫علم نن حاله انه ال يكذب و لت القرائن عىل صدقه كام اذا اخرب االنسان خا م له‬
‫عرفه بالصدق عن يشء نن احوال ننزله فانه حيصل عنده نن خربه حاله توجب اجلزم‬
‫‪ 696‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بام اخربه حيث ال يشك بذلك وليس له ضابط حيرصه بل نداره عىل نا حيصل به‬
‫التصديق واجلزم ونراتبه نتفاوتة فربام افا اليقنى عند قوم ونا تسكن إليه النفس عند‬
‫آخرين‪ .‬ونا يقرب نن الظن الغالب عند آخرين بحسب القرائن واالحوال وهذا هو‬
‫الذى اعتربه الشارع واكتفى به يف ثبوت االحكام عند الرعية واوجب عليدم العمل‬
‫هبا عند حصوله هلم كام يرشد نوضوع الرشيعة السمحة السدلة وقد عمل الصحابة‬
‫واصحاب االئمة بخرب العدل الواحد وباملكاتبة عىل يد الشخص الواحد بل وخىربعنه‬
‫العدل اذا لت القرائن عىل صدقه وال يناىف هذا اجلزم جتويز العقل خالفه نظرا إىل‬
‫انكانه كام اليناىف جزننا بحياة زيد الذى غاب عنا حلظة جتويز نوته فتجأة ولو اعترب يف‬
‫العلم عدم جتويز النقيض عقال ال يتحقق لنا علم قط بوجو يشء وال عدنه مما غاب‬
‫عنا أو حرض عندنا ويلزننا الشك فيمن رأيناه اآلن هو الذى رأيناه قبل أم عدم ذلك‬
‫وهذا غرىه اوجده اهلل عىل صورته بل ربام تطرق الشك إىل الرضوريات كام يزعمه‬
‫االشاعرة وهو سفسطة ظاهرة ونن تتبع كالم العرب ونواقع لفظ العلم يف املحاورات‬
‫جزم بان اطالق لفظ العلم عىل نا حيصل به اجلزم عندهم حقيقة وانه كىل نقول عىل‬
‫افرا ه بالتشكيك وان ختصيصه باليقنى فقط اصطالح حا ث ألهل املنطق ون أهل‬
‫اللغة لبنائ اللغة عىل الظواهر ون هذه التدقيقات‪ .‬والتحقيق ان الظن لغة هو االعتقا‬
‫الراجح الذي ال جزم نعه اصال واهل اللغة هم األصل يف تعينى االلفاظ للمعانى‬
‫وليس هذا خاصا بلغة العرب بل كل اللغات كذلك فمن عرف الفارسية وتأنل نواقع‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪697‬‬

‫حماوراهتا وتأنل لفظ نيدانم الدال عىل نعنى اعلم كام ان گامن ارم الدال عىل نعنى‬
‫اظن يف لغة الفرس ظدر صحة نا قلناه والعلم هبذا املعنى قد اعتربه األصوليون‬
‫واملتكلمون يف اثبات كثرى نن قواعدهم كحتجية االمجاع وغرىه وان رابك شك فراجع‬
‫رشح العضدى ورشح املواقف ليظدر لك ذلك وهذا الذي عناه القدناء بقوهلم ال جيوز‬
‫العمل اال بام يوجب العلم يدلك عىل ذلك تعريف السيد املرتىض يف الذريعة للعلم بانه‬
‫نا اقتىض سكون النفس وهذا التعريف يشمل نوعى العلم اعنى اليقينى والعا ى فدذا‬
‫هو العلم الرشعي فان شئت سمه علام وان شئت ظنا فال نشاحة يف االصطالح فدذا‬
‫العلم كاف يف ثبوت االحكام الرشعية فقد كتب رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله وسلم‬
‫إىل امللوك نحو كرسى وقيرص نع الشخص الواحد يدعوهم إىل االسالم وكان ذلك‬
‫حتجة عليدم حيث علموا صدق الرسول والكتاب نن قرائن االحوال‬
‫إىل ان قال‬
‫وكيف كان فالنزاع يف هذه املسئلة لفظى ألن الكل امجعوا عىل انه جيب العمل باليقنى‬
‫ان انكن واال كفى نا حيصل به االطمئنان واجلزم عا ة ولكن يسمى هذا علام حقيقة‬
‫بان يكون للعلم افرا نتفاوتة اعالها اليقنى وا ناها اعىل نراتب الظن نا قرب نن‬
‫الظن املتاخم للعلم حقيقة واحدة ال تتفاوت وهو اليقنى ونا سواه ظن وذلك خارج‬
‫عام نحن فيه‪ .‬وقال الباب االول يف بيان طريق القدناء واملتأخرين يف نعرفة صحة‬
‫االخبار وضعفدا وَتريرحمل النزاع ليكون الناظر يف ذلك عىل بصرىة اذ عليه ندار‬
‫‪ 698‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫االختالف بنى الفريقنى فينبغى التأنل فيه ونن اخلص هلل يف طلب احلق هداه إليه وفيه‬
‫مخسة فصول الفصل االول يف بيان الفرق بنى طريقى الطرفنى ونقل كالم القدناء‬
‫وترصحيدم بصحة نا نقلوه وعملوا به‪ .‬اعلم ان احلديث الصحيح عند املتأخرين هو‬
‫نا اتصل سنده إىل املعصوم بنقل عدل انانى عن نثله يف مجيع الطبقات ان تعد ت‪.‬‬
‫والضعيف نا اشتمل طريقه عىل جمروح أو جمدول‪ .‬وانا القدناء كالكليني والصدوق‬
‫والشيخ املفيد والسيد املرتىض والشيخ الطويس ونن تقدندم أو تأخرهم نن الفقداء‬
‫إىل اواخر اخلمسامئة نن اهلتجرة فكان الصحيح عندهم نا صح اتصاله باملعصوم ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬انا لتواتره أو لقرائن اوجبت ذلك نحو وجو ه يف األصول املعتمدة أو غرىه‬
‫مما نذكره انشاء اهلل تعاىل سواء كان راويه ثقة أم ال ألن االعتام عندهم كانت عىل نفس‬
‫الراوي نعم عدالة الراوي عندهم قرينة جيوز العمل بام يرويه اذا مل يعارضه بام هو اقوى‬
‫ننه بان يكون رواة املعارض اعدل أو أكثر عد ا أو غرى ذلك نن املرجحات التي‬
‫نذكرها وربام كان راوى املعارض غرى عدل وال انانى ولكن انضمت إىل خربه قرائن‬
‫اوجبت القطع بصحته وترجيحه عىل رواية العدل ألن رواية العدل املتجر ة انام تفيد‬
‫القطع فقط وذلك ال يوجب العمل عندهم بل وال جوازه اال نع عدم املعارض االقوى‬
‫أو قبول الطائفة له وهلذا ترى الشيخ يف التدذيب ربام طرح خرب الثقة يف نقابله خرب‬
‫املتجروح لذلك‪ .‬اذا تقررهذا فاعلم ان حرص صحة اخلرب يف كون راويه ثقة اصطالح‬
‫اول نن احدثه العانة لغرض يأتى بيانه يف الدراية ألن اخبارهم أكثرها اخبار آحا وانا‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪699‬‬

‫الضعيف عند القدناء فيطلق تارة عىل خرب رواه جمروح أو جمدول ومل تقم قرينة عىل‬
‫صحته أو صحة نضمونه أو رواه عدل انانى ولكن اعرتض عنه األصحاب وهذا هو‬
‫اخلرب الواحد الذي ال يفيد علام وال عمال وكلام ذكرناه يفدم نن كالم الشيخ يف العدة‪.‬‬
‫اذا تقرر هذا فاعلم انا ال ندعى صحة كل خرب يف الدنيا كام يتوهم كثرى ممن ال يعرف‬
‫نقاصدنا بل ندعى ان االخبار املنقولة يف كتب ائمة احلديث املوجو ة اآلن خصوصا‬
‫يف الكايف والفقيه ونا عمل به الشيخ يف كتبه كلدا صحيحة ونا فيدا نن االختالف فدو‬
‫للتقية غالبا واذا عمل فيدا بقواعد اجلمع الوار ة عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬زال‬
‫االختالف خصوصا يف املسائل التي تعم هبا البلوى فانه ال اشكال فيدا عند نن ترك‬
‫العنا واجلدل وها انا اقص عليك كالم القدناء واملتأخرين يف ذلك فميز بعقلك اى‬
‫الفريقنى احق باالتباع ثم حكى عن ثقة االسالم ريض اهلل عنه عام قال االنام ثقة‬
‫االسالم حممد بن يعقوب الكليني يف اول الكايف خماطبا ملن سأله تاليفه نا هذا نصه‪:‬‬
‫ذكرت ان انورا قد اشكلت عليك إىل قوله نع نا رجونا ان نكون نن املشاركنى لكل‬
‫نا اقتبس ننه وعمل بام فيه يف هرنا هذا ويف غابره إىل انقضاء الدنيا‪.‬‬
‫انتدى كالنه‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وهو رصيح يف حكمه بصحة كل نا يف كتابه‪ .‬ثم اور نا ير‬
‫عليه واجاب عنه باجوبة شافيه كافية وافية‪ .‬ثم قال وقال رئيس املحدثنى حممد بن عيل‬
‫بن بابويه يف اول كتابه نن ال حيرضه الفقيه نا هذا لفظه‪:‬‬
‫ومل اقصد فيه قصد املصنفني إىل واليه املرجع‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪ 700‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وهو نص قاطع يف حكمه بصحة كل نا رواه يف كتابه وعمل به ونن مل يفدم هذا ننه‬
‫فلعدم اطالعه عىل طريق القدناء‪ .‬ثم اور نا ير عليه واجاب عنه باحسن جواب‪ .‬ثم‬
‫قال وقال السيد املرتىض‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف جواب نسائل التبانيات نا هذا لفظه‪:‬‬
‫صحتها اما بالتواتر‬
‫ان أكثر اخبارنا املروية يف كتبنا معلومة مقطوع عىل ّ‬
‫ّ‬
‫من طريق اّلشاعة واّلذاعة أو بامارة أو بعالمة دلت عىل صحتها‬
‫وصدق روايتها وهي موجبة للعلم مقتضية للقطع وان وجدناها يف‬
‫الكتب بسند خمصوص‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫وهو رصيح يف ان أكثر اخبارنا التي كانت يف زنانه نفيده للعلم انا للتواتر أو للقرائن‬
‫التي احلقت اآلحا نندا بالتواتر يف افا ة العلم بصحتدا وهذا نوافق ملا قاله الشيخ كام‬
‫تطلع عليه انشاء اهلل‪ .‬وقال قال يف اول االستبصار اعلم ان االخبار عىل رضبنى نتواتر‬
‫وغرى نتواتر واملتواتر ننه نا يوجب العلم فام هذا سبيله جيب العمل به نن غرى توقع‬
‫يشء يضاف إليه وال انر يقوى به وال يرجح به عىل غرىه‪ .‬ونا جرى عىل هذا املتجرى‬
‫ال يقع فيه التعارض وال التضا يف اخبار النبي واالئمة ونا ليس بمتواتر ننه عىل‬
‫رضبنى رضب ننه يوجب العلم أيضا وهو خرب يقرتن إليه قرينة توجب العلم ونا جيرى‬
‫هذا املتجرى جيب أيضا العمل به وهو الحق للقسم االول والقرائن كثرىة نندا ان تكون‬
‫نطابقة للسنة املقطوع هبا أو رصحيا أو ليال أو فحوى أو عمونا‬
‫ونندا ان تكون نطابقة ملا امجع عليه املسلمون‪.‬‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪701‬‬

‫ونندا ان تكون نطابقة ملا امجع عليه الفرقة املحقة فان مجيع هذه القرائن خترج اخلرب نن‬
‫خرب اآلحا وتدخله يف باب العلم وتوجب العمل وانا القسم االخر فدو كل خرب ال‬
‫يكون نتواترا ويتعرى نن احد هذه القرائن فان ذلك واحد جيوز العمل به عىل رشوط‬
‫فاذا كان خرب ال يعارضه خربا ال يعارضه خرب آخر فان ذلك جيب العمل به وان كان‬
‫هناك نا يعارضه فينبغى ان ينظر يف املتعارضنى فيعمل عىل اعدل الرواة يف الطريقنى‬
‫وان كان سواء يف العدالة عمل عىل أكثر الرواة عد ا وان كانا نتساوينى يف العداله‬
‫والعد ومها عاريان نن مجيع القرائن التي ذكرناها فان كان نتى عمل باحد اخلربين‬
‫انكن العمل باآلخرعىل بعض الوجوه نن التأويل كان العمل به اوىل نن العمل باآلخر‬
‫الذي حيتاج نن يعمل به إىل طرح اخلرب االخرألنه يكون العانل هبا عانال باخلربين نعا‬
‫وان كان اخلربان يمكن العمل بكل نندام ومحل اآلخر عىل بعض الوجوه نن التأويل‬
‫رصحيا أو تلوحيا لفظا أو ليال وكان االخرعاريا نن ذلك كان العمل به اوىل نن العمل‬
‫بام ال يشدد له يشء نن االخبار‪ .‬وان مل يشدد ألحد التأويلنى خرب آخر وكانا نتحاذينى‬
‫كان العمل خمرىا بأهىام شاء واذا مل يمكن العمل بواحد نن اخلربين اال بعد طرح اآلخر‬
‫مجلة لتضا مها وبعد التأويل بيندام كان العانل أيضا خمرىا يف العمل باهىام شاء نن جدة‬
‫التسليم وال يكون العانالن هبام عىل هذا الوجه اذا اختلفا وعمل كل واحد نندام عىل‬
‫خالف نا عمل عليه اآلخر خمطئنى وال نتتجاوزين حد الصواب‪ .‬وروى عندم ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬اهنم قالوا اذا ور عليكم حديثان وال جتدون نا ترجحون به احدمها عىل‬
‫‪ 702‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اآلخر مما ذكرناه كنتم خمرىين يف العمل هبام وألنه اذا ور اخلربان املتعارضان وليس بنى‬
‫الطائفة امجاع عىل صحة اخلربين وال عىل ابطال اخلرب اآلخر فكأنه امجاع عىل صحتدام‬
‫كان العمل هبام جايزا سائغا وانت اذا فكرت يف هذه اجلملة وجدت االخبار ال ختلو‬
‫نن قسم نن هذه االخبار ووجدت أيضا نا عملنا عليه يف هذا الكتاب ويف غرىه نن‬
‫كتبنا يف الفتاوى واحلالل واحلرام ال خىلو عن واحد نن هذه االقسام‪ .‬انتدى كالنه‪.‬‬
‫وهو نص يف ان االخبار املنقولة يف كتب احلديث املعمول عليدا عند االنانية والتي‬
‫عمل هبا هو يف كتبه سواء رواها عدل انانى أو غرىه ال خىلوعن ثالثة اقسام احدها ان‬
‫يكون اخلرب نتواتر والثاين نا ليس هذا وال ذاك وجيوز العمل عىل رشوط ترجع كلدا‬
‫إىل يشء واحد وهو ان ال يعارضه نا هو اقوى ننه وذلك ألن هذا القسم يكون نن‬
‫الباب الذي امجعوا عىل صحته بمعنى ثبوت ورو ه عن املعصوم‪ .‬وكيف كان فيتجوز‬
‫العمل به بل جيب لقبول الطائفة له‪ .‬وملا مل يفدم املتأخرون أكثروا االعرتاض عىل الشيخ‬
‫وكان اشدهم يف ذلك الشديد الثاين ألنه كان اشد الفقداء َتسكا بطريق املتأخرين‬
‫وابعدهم عن طريق العمل باالخبار ال عن عمد بل لعدم اطالعه عليه كام نذكره يف‬
‫الدراية انشاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وقال الفصل الثاين يف بيان طريق عمل الشيخ بخرب الواحد ونقل كالنه يف « العدة »‬
‫وانا افر ناه بالذكر ألن العالنة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ا عى انه كان خمالفا للسيد املرتىض يف‬
‫العمل باالخبار حيث قال يف « النداية » ‪:‬‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪703‬‬

‫انا االنانية فاالخباريون مل يعولوا يف أصول الدين وفروعه اال عىل اخبار اآلحا املروية‬
‫نن االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬واألصوليون نندم كأيب جعفر الطويس وغرىه وافقوا‬
‫عىل قبول خرب الواحد ومل ينكر سوى املرتىض واتباعه لشبدة حصلت هلم‪ .‬انتدى‬
‫كالنه‪.‬‬
‫وهو وهم رصيح ألنه مل يتأنل كالم الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬كام هو حقه ليعرف طريقه‬
‫وكذلك مل يتأنل يف كالم السيد املرتىض ليعلم عدم اخلالف بيندام كام ارشنا إليه سابقا‬
‫ونذكره أيضا عند نقل كالم املتأخرين نفصال انشاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وها نحن ننقل كالم الشيخ بالفاظه ليعلم طريقه وطريق نن تقدنه ويندفع عنه‬
‫اعرتاضات املتأخرين‪.‬‬
‫قال يف نبحث االخبار نن « العدة » بعد ان ذكر اخلالف يف العمل بخرب الواحد اخلايل‬
‫عن القرائن نا هذا لفظه‪:‬‬
‫وانا نا اخرتته نن املذهب وهو ان اخلرب الواحد فاذا كان وار ا عن طريق اصحابنا‬
‫القائلنى باالنانة وكان ذلك نرويا عن النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬أو عن احد‬
‫االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وكان ممن ال يطعن يف روايته سديدا يف نقله ومل تكن هناك‬
‫قرينة عىل صحة نا تضمنه اخلرب ألنه ان كان هناك قرينة تدل عىل صحة نا تضمنه اخلرب‬
‫كان االعتبار بالقرينة ونحن نذكر القرائن فيام جاز له العمل به‪ .‬والذي يدل عىل ذلك‬
‫امجاع الفرقة املحقة فانى وجدهتا جممعة عىل العمل هبذه االخبار التي رووها يف‬
‫‪ 704‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫تصانيفدم و ونوها يف أصوهلم ال يتناكرون ذلك وال يتدافعونه حتى ان واحدا نندم‬
‫اذا افتى بيشء ال يعرفونه سألوه نن اين قلت هذا واذا احاهلم عىل كتاب نعروف أو‬
‫اصل نشدور وكان راويه ثقة ال ينكروا حديثه سكتوا وسلموا االنر يف ذلك وقبلوا‬
‫قوله‪.‬‬
‫هذه عا هتم وستجيتدم نن عدد النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬ونن بعده نن‬
‫االئمة ونن زنان الصا ق جعفر بن حممد الذي انترش العلم عنه وكثرت الرواية نن‬
‫جدته فلوال ان العمل هبذه االخبار كان جائزا ملا امجعوا عىل ذلك وانكروه ألن امجاعدم‬
‫فيه نعصوم ال جيوزعليه الغلط والسدو والذي يكشف عن ذلك انه ملا كان العمل‬
‫بالقياس حمظورا يف الرشيعة عندهم ال يعملوا به اصال واذا شذ نندم واحد وعمل به‬
‫يف بعض املسائل أو استعمله عىل وجه املحاجة خلصمه وان مل يعلم اعتقا ه تركوا قوله‬
‫وانكروا عليه وتربأوا نن قوله حتى اهنم يرتكون تصانيف نن وصفناه وروايته ملا كان‬
‫عانال بالقياس فلو كان العمل باخلرب الواحد جيرى ذلك املتجرى لوجب أيضا فيه نثل‬
‫ذلك وقد علمنا خالفه‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف تدعون االمجاع عىل الفرقة املحقة يف العمل بخرب الواحد واملعلوم نن‬
‫حاهلا اهنا ال ترى العمل بخرب الواحد كام ان املعلوم نن حاهلا ال ترى العمل بالقياس‬
‫فان جاز ا عاء احدمها جاز ا عاء اآلخر‪.‬‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪705‬‬

‫قيل هلم‪ :‬املعلوم نن حاهلا الذي ال ينكر وال يدفع اهنم ال يرون العمل بخرب الواحد‬
‫الذي يرويه خمالفدم يف االعتقا وخىتصون بطريقه فانا نا يكون راويه نندم وطريقة‬
‫اصحاهبم فقد بينا ان املعلوم خالف ذلك وبينا الفرق بنى ذلك وبنى القياس أيضا وانه‬
‫لوكان حمظورا حظر العمل بخرب الواحد جيرى جمرى العلم بحظرالقياس وقد علم‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬أ ليس شيوخكم ال يزالون يناظرون خصونكم يف ان خرب الواحد ال يعمل به‬
‫ويدفعونه عن صحة ذلك حتى ان نندم نن يقول ال جيوز ذلك عقال ونندم نن يقول‬
‫ال جيوز ذلك الن السمع مل يرويه ونا رأينا احدا نندم تكلم يف جواز ذلك وال صنف‬
‫فيه كتابا وال انىل فيه نسئلة فكيف تدعون اهنم خالف ذلك؟‬
‫قيل‪ :‬الذين ارشتم إليدم نن املنكرين ألخبار اآلحا انام كلموا نن خالفدم و فعوهم‬
‫عن وجوب العمل بام يرويه نن االخبار املتضمنة لالحكام التي يروون خالفدا وذلك‬
‫صحيح عىل نا قدننا ومل نتجدهم اختلفوا فيام بيندم وانكر بعضدم عىل بعض العمل بام‬
‫يرويه اال نسائل ل الدليل املوجب للعلم عىل صحتدا فاذا خالفدم هبا انكروا عليدم‬
‫ملكان اال لة املوجبة للعلم واالخبار املتواترة بخالفدا‪ .‬ثم نقل نا اور ه الشيخ فاجاب‬
‫عنه بطوله وحكى َتقيقات املحقق والشيخ ثم قال واحلاصل ان اعتام القدناء مل يكن‬
‫عىل السند وحده ومل يكونوا حيكمون بصحة حديث اال بعد القطع بذلك ألن أكثر‬
‫االخبار كانت عندهم نتواترة ويف حكم املتواترة لقرائن لت عىل ذلك وكانت أكثر‬
‫‪ 706‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األصول والكتب التي عندهم نن الثقات نن أصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وهلذا‬
‫رصح االئمة الثالثة بصحة نا نقلوه واجازوا لوثوقدم بصدقه وثبوته لكوهنم اخذوه‬
‫نن الكتب املعتمدة املعول عليدا وقد اعرتف بذلك مجاعة نن املتأخرين ممن يوثق به‬
‫فال عذر ملن ترك طريقتدم بعد ان عرفه واعتمد عىل اصطالح العانة ألغراض نذكرها‬
‫اذا تكلمنا يف الدراية وانا الغافل عنه واجلاهل به فمعذور واهلل اهلا ى‪ .‬وقال الفصل‬
‫الثالث يف نقل كالم نن اطلع عىل طريق القدناء يف العمل باالخبارنن املتأخرين أو‬
‫تكلم بام يشدد ملا نقلناه عندم وان مل يطلع عىل طريقتدم‪ .‬وذكر بعض القرائن الدالة‬
‫عىل صدقدم وتصديقدم‪.‬‬
‫اعلم ان اول نن تنبه بطريق القدناء يف العمل باالخبار بعد املحقق احليل الشيخ حسن‬
‫بن الشيخ زين الدين‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم واشبع املرام إىل ان قال‪:‬‬
‫والذي اوقع العالنة يف هذا الوهم نا ذكره الشيخ يف « العدة » نن انه جيوز العمل بخرب‬
‫العدل االناني ومل يتأنل بقية الكالم كام تأنله املحقق ليعلم انه انام جيوز العمل هبذه‬
‫االخبار التي وهنا األصحاب وامجعوا عىل جواز العمل هبا وذلك مما يوجب العلم‬
‫بصحتدا ال ان كل خرب يرويه عدل اناني جيب العمل به واال فكيف يظن بأكابر الفرقة‬
‫الناجيه واصحاب االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نع قدرهتم عىل أخذ أصول الدين وفروعه‬
‫عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬بطريق اليقنى ان يعولوا فيدا عىل اخبار اآلحا املتجر ة نع ان‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪707‬‬

‫نذهب العالنة وغرىه انه البد يف أصول الدين نن الدليل القطعي وان املقلد يف ذلك‬
‫خارج نن ربقة االسالم‪ .‬وللعالنة وغرىه كثرى نن هذه الغفالت اللفة اذهاهنم بكتب‬
‫أصول العانة ونن تتبع كتب القدناء وعرف احواهلم قطع بان االخبارينى نن اصحابنا‬
‫مل يكونوا يعولون عىل عقائدهم اال عىل االخبار املتواترة وحمفوفة بالقرائن املفيدة للعلم‬
‫وانا خرب الواحد فيوجب عندهم االحتياط ون القضاء واالفتاء ألنه نن باب‬
‫الشبدات واهلل اهلا ى‪.‬‬
‫قال قد عمل الصدوق‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬اخبارا تفر هبا الكليني وغرىه حيث مل جيد هلا‬
‫نعارضا فمندا احلديث الذي رواه يف باب الويص بمنع الوارث وقال نا وجدته اال يف‬
‫كتاب حممد بن يعقوب ويدل عىل عمله انه مل ينقل يف ذلك‪.‬‬
‫ونندا حديث ذكره يف كفارة نن جانع يف شدر رنضان وقال مل اجد ذلك يف يشء نن‬
‫األصول وانام تفر برواية عيل بن ابراهيم بن هاشم وهذا نن اعظم اال لة ان الصدوق‬
‫كان يذهب إىل جواز العمل بل وجوبه بام صححه الثقة وانه هو وغرىه نن القدناء مل‬
‫يطلقوا الفتوى بحديث اال اذا قطعوا بصحته نن طرق عديدة يوجوب اليقنى ومما ليس‬
‫كذلك عملوا به نن باب االعتام عىل الراوي وهنوا عن ذلك‪.‬‬
‫ونندا حديث رواه يف « عيون اخبار الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪ » -‬عن املسمعي ثم قال‬
‫بعده كان شيخنا حممد بن احلسن بن الوليد يسء الرأي يف حممد بن عبد اهلل املسمعي‬
‫‪ 708‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫راوى هذا احلديث وانام اخرجت هذا اخلرب يف هذا الكتاب ألنه كان يف كتاب « الرمحة‬
‫» وقد قرأته عليه فلم ينكره ورواه يل‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وهذا يدل عىل انه كان يرى قبول نا قبل الثقة الضابط نن االخبار واجازه وان كان‬
‫راويه ضعيفا ألن قبوله خلرب املتجروح نع علمه ال يكون اال لقرينة اوجبت له ذلك‬
‫فكيف يتوهم ننه الطعن فيام قبله ثقة االسالم وحكم بصحته وعمل به ايب ان يكون‬
‫ذلك عن غفلة واهلل اعلم‪.‬‬
‫اذا عرفت هذا فاعلم ان احلديث الذي رواه الكليني ال خىالف التوقيع االرشف ولكن‬
‫الصدوق مل يتأنله كام ينبغى وقد نبه عىل ذلك العالنة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف «املختلف»‬
‫فلرىاجع‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فإن قيل كيف يصدق الصدوق يف كل نا رواه يف كتابه وعمل به ونن مجلة نا رواه اخبار‬
‫سدو النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم واخبار تكذب املشاهدة ندلوهلا نن ان شدر‬
‫رنضان ال ينقص عن ثالثنى يونا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬مل ينقل الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وحده ذلك بل نقل اخبار سدو املعصوم الكليني‬
‫والشيخ أيضا ومل ينقلوا اال نا صح عندهم وال جيب كل خرب صح جيب علينا اعتقا‬
‫ندلوله والعمل به ألنه قد يكون ور للتقية ونا نحن فيه كذلك فإن نسئلة جتويز السدو‬
‫واخلطا عىل األنبياء نن اشدر نذاهب العانة وكان اخللفاء نن بني انية وبني العباس‬
‫[الشديد الثاين] ‪709‬‬

‫يبالغون يف ترويج القول هبا ليتم نا يدعونه نن االنانة الباطلة فخرجت هذه االخبار‬
‫خمرج التقية نع ان بعضدا رصيح يف ذلك‪ .‬وانا اخبار عدم نقص شدر رنضان فدي‬
‫نوافقة لبعض نذاهب العانة‪.‬‬
‫وروى البخاري يف صحيحه نا يوافقدا فدي ايضا حممولة عىل التقية وقد غفل الصدوق‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬عن ذلك وعمل هبا سدوا كام افتى هو وغرىه بمضمون احا يث كثرىة‬
‫ور ت للتقية انا لغفلة أو لعدم االطالع عىل نا يعارضدا‪.‬‬
‫وانام نسب إليه هذا القول ملبالغته التي بالغا يف انرهذه االخبار ولو سكت عندا كام‬
‫سكت غرىه وجعلدا نن املتشاهبات التي جيب ر ها إىل ائمة اهلدى لكان اصلح‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬وقد ذكرنا هلذين احلديثنى وانثاهلام نن املعاين الصحيحة املوافقة ألصول‬
‫االنانية فال حاجة إىل احلمل والر والغفلة نن ارا االطالع فلرىاجع كتابنا املسمى‬
‫بـ«كوثر األرسار يف رشح نعضالت االخبار» فانه نن فضل اهلل علينا وعىل االخيار‬
‫واحلمد هلل رب العاملنى‪.‬‬

‫[الشهيد الثاني]‬
‫ونندم احلائز رجتي الشدداء والعلامء واملحرز لقصب السبق يف نضامر السعداء‬
‫واملستشدد بعد الرجوع واملكفر بالقتل بعد النزوع احلاوي فنون الكالم واالحكام‬
‫شيخ املسلمنى واالسالم الشديد الثاين زين الدين العانيل ‪ -‬رفع اهلل ندارجه يف‬
‫السعداء وحرشه نع الشدداء ‪ -‬و هو ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وان كان يف بداية حاله نظدرا يف‬
‫‪ 710‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫األصول والفروع نا يدل عىل تقيته نن املخالفنى أو غفلة نظره عن اخبار املعصوننى‬
‫‪ -‬سالم اهلل عليدم – اال انه اعطى حق االرشا يف «رسالة االقتصا يف االجتدا »‬
‫وذلك قبل شدا ته بقليل واهلل اهلا ي إىل سواء السبيل‪ .‬وقد نقل عباراته عن تلك‬
‫الرسالة شيخنا املحدث الورع حممد احلرالعانيل يف اول َترير وسائل الشيعة وسيدنا‬
‫صدر املحققنى يف تعليقاته عىل «وافية األصول» وها انا اذكر نا ذكراه واظدر نا اظدراه‪.‬‬
‫يمؤيد ذلك خمالفته املشدور ور ه عىل اجلمدور يف كثرى نن املسائل كام يظدر ملن نارس‬
‫«املسالك» و«رشح اللمعة»‪ ،‬بل االنصاف ان اول نن فتح باب اخلالف عىل اوائل‬
‫املتأخرين شيخنا الشديد الثاين واملقدس االر بييل ويعلم نندام صاحب املعامل واملدارك‬
‫واظدر نا اضمراه ص ‪ 114‬صاحب ويتحقق هذا عند نن تتبع نصنفات هذه اخلمسة‬
‫املباركة‪.‬‬
‫قال سيد املحققنى صدر املحدثنى يف «رشح الوافية»‪:‬‬
‫قال الشيخ الفاضل احلر يف «رشح الوسائل» قال الشديد الثاين يف «رسالة االجتدا‬
‫املوسونة باالقتصا » التي الفدا يف آخرعمره‪ :‬الفكر واالستدالل عزيزتان لالنسان ال‬
‫حيتاج فيدام إىل البيان كام اشار إليه جل جالله [و أقم وجدك للدين حنيفا فطرة اهلل التي‬
‫فطر الناس عليدا] ونبا النبي – صىل اهلل عليه وآله وسلم – الناس والرجوع إىل حال‬
‫النفس نع االنصاف بل نقول نسبه الثاين نع االول كنسبه نن يقول الشعرلعلمه بعلم‬
‫العروض إىل نن يقول لسليقته نع ان فدم بعض املعانى يتوقف عىل ايامء وتلويح ال‬
‫[الشديد الثاين] ‪711‬‬

‫يمكن ملن ون اللغة للتعبرى عنه اال بلفظ غرى رصيح أو فدم بخالف املقصو ونع‬
‫املعارشة الهل هذه اللغة وتتبع كالندم لفدم ذلك املعنى‪ .‬وربام حيصل لصاحب هذا‬
‫الطريق القطع باملرا النه تابع لوجدان نفسه وتتبعه واستقرانه وجتربته وغرىه يقلد غرىه‬
‫يف هذه االنور ثم مما يقىض ننه العتجب اعتام نن يقابل قول سيبويه بالنص فيقول نن‬
‫يعارضه نن يقول ان الباء يفيد التبعيض ألن املعصوم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ان املسح‬
‫ببعض الوجه يف التيمم ملكان البآء يف قوله عز وجل وانسحوا بوجوهكم ان سيبويه‬
‫قال يف مخسة عرش نوضعا نن الكتاب ان الباء ال جييئ للتبعيض فسبحان نن ال ينقىض‬
‫عتجائب نلكه وهذه نندا وكل نيرس ملا خلق له وليس َتصيل املعرفة هبذه الطريقة‬
‫ننحرصة فيمن كان يف زنن االنام – ‪ -‬عليدم السالم ‪ – -‬بل نحن وهم سواء يف هذا‬
‫وانام ون العلمآء يف هذه املسائل لتسديل االنر ال لتوقف‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وقال املحدث املقدس العانيل – نور اهلل رضحيه – يف الفائدة الثاننة نن « َترير الوسائل‬
‫»‪:‬‬
‫قال الشديد الثاين يف رسالة االجتدا املوسونة باالقتصا التي الفدا يف آخر عمره‪:‬‬
‫الفكر واالستدالل عزيزتان لالنسان ال حيتاج فيدام إىل البيان كام اشار إليه ‪ -‬جل جالله‬
‫‪ -‬فاقم وجدك للدين حنيفا فطرة اهلل التي فطر الناس عليدا ونبا النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه‬
‫وآله وسلم ‪ -‬كل نولو يولد عىل فطرة االسالم وابواه هىو انه وينرصانه‬
‫‪ 712‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ثم استدل عىل ذلك بكالم طويل ثم قال ان هذه املرتبة الفطرية نع االشارات‬
‫والتنبيدات الرشعية ال تتوقف عىل تعلم علم ندون وان توقفت عىل تعليم نعلم وذلك‬
‫بوجوه ثم استدل عىل ذلك با لة عقلية ورشعية ثم قال يف الكالم عىل تعلم علم الكالم‬
‫اعلم انه علم اسالنى وضعه املتكلمون ملعرفة الصانع وصفاته وزعموا ان الطريق‬
‫ننحرص فيه أو هو اقرب الطرق واحلق انه ابعدها واصعبدا وأكثرها خوفا وخطرا‬
‫ولذلك هنى النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم عن اخلوض فيه ثم ذكر مجلة نن نناهى‬
‫النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم واألئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ثم قال ليت شعري ان‬
‫هوآلء اجلامعة هل هلم ليل عقىل أو نقىل عىل وجوبه أو استحبابه أو جمر تقليد آبائدم‬
‫واسالفدم فدم عىل انه وهم عىل اثارهم نقتدون وباهنم هل يقرون بايامن التابعنى عىل‬
‫تدوينه أم ينكرون وهل يعرتفون بايامن العوام الغافلنى عنه أو اليعرتفون فان اقروا‬
‫واعرتفوا فام فائدته واال فكيف نعارشهتم بالرطوبات نع اعتقا هم ان عدم ااملعرفة‬
‫باألصول كفر والكافر نتجس فكيف جيوز االشتغال باملباح أو السنة نع استلزانه ترك‬
‫الواجب وكيف جيوز االشتغال بالواجب نع استلزانه ترك نا هو اوجب ننه فذرهم‬
‫خىوضوا ويلعبوا حتى يالقوا يوندم الذي يوعدون‪.‬‬
‫ثم قال يف بيان حال املنطق ان نن كان له قوة فكرية يتفكر ويستدل وان مل يتعلم املنطق‪.‬‬
‫ولو كان املنطق مميزا ملا صدر اخلطا نن املنطقينى والعذر بأنه ناش نن عدم الرعاية غرى‬
‫[الشديد الثاين] ‪713‬‬

‫نقبول لتام ى النزاع يف ندة نديدة‪ .‬واملنطق لو سلم انه عاصم اال نن اخللل الواقع نن‬
‫جدة الصورة ال نن حيث املا ة كام ال خىفى ثم اطال املقال يف االستدالل‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وناهيك هبذا دليال عىل عدم فائدته ثم قال بعد ابطال القول بوجوبه‬
‫واستحبابه لو سكتا عن القول بحرمته فاسكتوا عن القول باّلستحباب‬

‫حتى نسكت ك ّلنا عام سكت اهلل عنه ثم ذكر ان الشكل ّ‬


‫اّلول بدهىى‬
‫والباقي ّل فائدة فيه اّل ان يرد إليه وان اّلستثنائي بدهىى وان أكثر‬
‫التصديقات بدهىية والباقي غري حمتاج إليه ثم قال ان النحو والترصيف‬
‫واللغة يكفى فيها التقليد و ّاما األصول فال شك يف سقوط مباحث‬
‫القياس والرأي واّلستحسان وامثاهلا وحكم املسائل التي هي داخلة يف‬
‫العربية حكمها وكثري من مسائلها ّل طائل حتتها والقدر الرضوري‬
‫كاّلطالق والتقييد وطرق العمل يف خالص من تعارض اّلمارات ذكره‬
‫األصحاب يف الكتب الفقهية اّلستدّللية بحيث ّل مزيد عليه‪ .‬فاحلكم‬
‫بوجوب تعلم هذا العلم حىتاج إىل دليل‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ولو تنزلنا عن هذه املنزلة فال شك يف كفاية جانب من العلوم الثالثة وّل‬
‫حىتاج إىل اّلجتهاد فيها باّلمجاع وّل املهارة باملعرفة التامة لعدم ضبطها‬
‫اذ فوق ك ّل ذي علم عليم‪.‬‬
‫‪ 714‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وقال يف رشح رسالته يف فن راية احلديث نا لفظه‪:‬‬


‫كان قد استقر امر املتقدمني عىل اربعامئة مصنّف ّلربعامئة مصنف‬
‫سموها األصول فكان عليها اعتامدهم ثم تداعت احلال إىل ذهاب معظم‬
‫ّ‬
‫تلك األصول وخلصها مجاعة يف كتب خاصة تقريبا عىل املتناول واحسن‬
‫ما مجع منها الكتاب الكايف ملحمد بن يعقوب الكليني والتهذيب للشيخ‬
‫اّلول امجع لفنون‬
‫ايب جعفر الطويس وّل يستغنى باحدمها عن اآلخر ألن ّ‬
‫اّلحاديث والثاين امجع لالحاديث املختصة باّلحكام الرشعية واما‬
‫اخص من التهذيب غالبا فيمكن الغنى عنه به وكتاب‬
‫اّلستبصار فانه ّ‬
‫من ّل حىرضه الفقيه حسن أيضا اّلّ انه ّل خيرج عن الكتابني غالبا‪ .‬انتهى‬
‫كالمه‪.‬‬

‫[املقدس االردبييل]‬
‫ونندم املوىل املسد املمؤيد املحقق املدقق الورع املقدس التقي نوالنا امحد االر بييل ‪-‬‬
‫طاب ثراه ‪ -‬وهو نن أجلة األصحاب واملشار إليه يف كل باب وقد سلك نسلك‬
‫االحتياط يف الفتيا وخالف نشدور املتأخرين املتجتددين نرة بعد اخرى وهذا ظاهر‬
‫عىل نن تتبع كتبه الفقدية وقد ترشف بخدنة االنام فشق جلباب الظنون واالوهام‬
‫ولنذكر بعض نا حيرضنى نن الكالنه الدال عىل املرام‪.‬‬
‫قال يف رشحه عىل « االرشا » عند قول العالنة ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬وجيب نعرفة واجب‬
‫افعال الصلوة اعلم ان الذي تقتضيه الرشيعة السدلة واالصل عدم الوجوب‪ -‬سيد‬
‫[املقدس االر بييل] ‪715‬‬

‫جعفر‪ :‬ر حاشيه صفحه ‪ 115‬چننى نوشته شده‪ :‬اصالة عدم الوجوب امجاعى ال‬
‫خالف فيدا بنى االخبارينى واألصولينى ولال له القاطعه نن القل والنقل فال‬
‫تغفل‪.‬حممد عفى عنه‪ - .‬عىل التفصيل والتحقيق املذكور يف الرشح وغرىه واظن انه‬
‫يكفى الفعل عىل نا هو املأنور به ويف االخبار اشارة إليه كام نر البعض وستقف عىل‬
‫انثاله أيضا خصوصا يف نسائل احلج اذ الظاهر ان الغرض ايقاعه عىل رشائطه املستفا ة‬
‫نن اال لة وانا كونه عىل وجه الوجوب فال وغرى نعلوم انه اخل يف الوجه املأنور به‬
‫بل الظاهر عدنه فال يتم الدليل بان فعل الواجب عىل الوجه املأنور به نوقوف عىل‬
‫العلم به فبدونه نا اتى باملأنور به عىل وجده فيبقى يف عددة التكليف وعىل تقدير تسليم‬
‫الوجوب الزم البطالن عىل تقدير عدنه خصوصا عن اجلاهل والغافل عن وجوبه‬
‫وعن الذى اخذه بدليل نع كونه وظيفته ذلك وكذا املقلد ملن ال جيوز تقليده وال خفاء‬
‫يف صعوبة العلم الذى اعتربوه سيام بالنسبة إىل النساء واالطفال يف اوائل البلوغ فاهنم‬
‫كيف يعرفون املتجتدد وعدالته وعدالة املقلد والوسائط نع اهنم ال يعرفون العدالة‬
‫ونعرفتدم اياها واخذهم نندم فرع العلم بعدالتدم ونعرفة العدالة نا َتصل غالبا اال‬
‫بمعرفة املحرنات والواجبات وهم اآلن نا حصلوا شيئا وليس بمعلوم هلم العمل‬
‫بالشياع بان الفالن عدل نع عدم نعرفتدم حقيقة العدالة بل وال بالعدلنى وال باملعارشة‬
‫وَتقيقدم ذلك كله بالدليل ال خىفى صعوبته نع عدم الوجوب عليدم قبل البلوغ عىل‬
‫الظاهر بل بعده أيضا لعدم العلم بالتكليف هبا‪ .‬نعم يمكن فرض احلصول فحينئذ‬
‫‪ 716‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يصح التكليف ولكن قد ال يكون فاملرا اعم واحلاصل انه ال ليل يصلح اال ان يكون‬
‫امجاعا وهو أيضا غرى نعلوم يل بل ظنى انه يكفى يف األصول الوصول إىل املطلوب‬
‫كيف كان بدليل ضعيف باطل وتقليد كذلك كام نر إليه االشارة وعدم نقل االجياب‬
‫عن السلف بل كانوا يكتفون بمتجر االعتقا وفعل صورة االجياب ونثل تعليم النبي‬
‫صىل اهلل عليه وآله وسلم االعراب نع ان الصلوة اشتامهلا عىل نا ال حيىص كثرىة نن‬
‫الواجبات وترك املحرنات واملندوبات وكذا سكوهتم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬عن‬
‫اصحاهبم يف ذلك وباجلملة يل ظن قوى عىل ذلك نن االنور الكثرىة وان مل يكن كل‬
‫واحد نندا ليال فاملتجموع نفيد له وان مل حيرضنى اآلن كله وان انكن الوجوب عىل‬
‫العامل املتمكن نن العلم عىل الوجه املرشوط عىل ان ليلدم لو تم لدل عىل وجوب‬
‫القصد حنى الفعل وانه غرى واجب امجاعا ولكن ظنى ال يغنى نن العلم شيئا فعليك‬
‫بطلب احلق واالحتياط نا استطعت‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وقال يف نسئلة الشك بنى االثننى والثالثة واالربع انه يكفى يف األصول جمر الوصول‬
‫إىل احلق وانه يكفى ذلك لصحة العبا ة املرشوطه بالقربة نن غرى اشرتاط الربهان‬
‫واحلتجة عىل ثبوت الواجب ومجيع الصفات الثبوتيه والسلبية والنبوة واالنانة ومجيع‬
‫احوال القرب ويوم القيانة بل يكفى يف االيامن اليقنى بثبوت الواجب والوحدانية‬
‫والصفات يف اجلملة باظدار الشدا ة به وبالرسالة وبانانه االئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪-‬‬
‫وعدم انكار نا علم نن الدين بالرضورة ويلزم اعتقا سائر املذكورات يف اجلملة‪ .‬هذا‬
‫[املقدس االر بييل] ‪717‬‬

‫ظنى وقد استفدته أيضا نن كالم ننسوب إىل افضل العلامء وصدر احلكامء يظدر احلق‬
‫والرشيعة ونعنى الفرقة الناجية بالرباهنى العقلية والنقلية عىل حقيقة نذهب االثنى‬
‫عرشية نفعه اهلل بعلونه الدينية وحرشه اهلل نع حممد خاتم الرسالة وآله االنناء االئمة‬
‫عليه و‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ومما يمؤيده الرشيعة السدلة السمحة ان البنت التى نا رأت‬
‫احد اال والدهىا نع فرضدام نتعبدين بالدين احلق فكيف الغرى اذا بلغت تسعا جيب‬
‫عليدا مجيع نا جيب عىل غرىها نن املكلفنى عىل نا هو املشدور عند األصحاب نع اهنا‬
‫ال تعرف شيئا فكيف يمكندا تعلم كل األصول بالدليل والفروع نن اهلدا وعىل نا‬
‫ترى قد صعب عىل أكثر الناس نن الرجال والنساء جدا فدم يشء نن املسائل عىل نا‬
‫هي عليه اال بعد املداونة وباجلملة هذا ظنى ولكنه ال يغنى نن يشء ولعىل ال اعاقب‬
‫به انشاء اهلل وقد استبعدت نا ذكره بعض األصحاب سيام نا يف الرسالة االلفية نع قوله‬
‫يف الذكرى بصحة صلوة العانة وقد اشار الرشاح إليه أيضا واستشكل الشارح هنا يف‬
‫الصحة عىل تقدير املوافقة‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وقال يف بحث وجوب العلم بدخول الوقت للصلوة وباجلمله كل نن فعل نا هو يف‬
‫نفس االنر وان مل يعرف كونه كذلك نا مل يمكن عاملا وقت الفعل حتى لواحد املسائل‬
‫نن غرى اهله بل لو مل ياخذ وظندا كذلك وفعل فانه يصح نا فعله وكذا يف االعتقا ات‬
‫وان مل ياخذها عن ا لتدا فانه يكفى نا اعتقده ليال واوصله إىل املطلوب ولو كان‬
‫تقليدا كذا يفدم نن كالم ننسوب إىل املحقق نصرى احلق والدين ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬العزيز‬
‫‪ 718‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وىف كالم الشارع اشارات إليه نثل ندحه مجاعات للطدارة باحلتجر واملاء نع عدم‬
‫الغسل حيسندا وصحه حج نن نر باملوقف ونثل قوله صىل اهلل عليه واله لعامر حنى‬
‫غلط يف التيمم فقال اال فعلت كذا فانه يدل عىل انه لو فعل كذا يصح نع انه نا كان‬
‫يعرف وىف الصحيح نن نسى ركعة ففعلدا واستحسنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نع عدم العلم‬
‫والرشيعة السدله السمحة تقتضيه ونا وقع يف اوائل االسالم نن فعله صىل اهلل عليه‬
‫واله وسلم نع الكفار نن االكتفاء بمتجر قوهلم بالشدا ه وكذا فعل األئمة ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬نع نن قال هبم مما يفيد اليقنى فتانل‪ .‬وكذا مجيع احكام الصوم والقرص‬
‫والتامم ومجيع املسائل فلو اعطى زكاته للممؤنن نع عدم العلم لصح فتانل واحفظه‪.‬‬
‫انتدى‪.‬‬
‫وقال يف رشح قوله وجيب غسل نوضع البول باملاء خاصه واعلم ان الرواية التي نقلت‬
‫هدنا يف سبب نزول االية الدالة عىل االزاله باملاء اى قوله تعاىل ان اهلل حيب التوابنى‬
‫وحيب املتطدرين اله عىل ان اصابة احلق حسن وصواب وان مل يكن نن علم فعدم‬
‫صحه صلوة نن مل ياخذ كام وصفوه نع صلوته كام وصفوها غرى طاهر بل يمكن‬
‫صحتدا وانثاهلا كثرىة سيام يف اخبار احلج فتفطن اال ان يقال انه يف وقت الصلوة كان‬
‫نانورا باالخذ فتبطل ولكن املتاخرين مل يقولوا بمثله لعدم الندى عن الضد اخلاص‬
‫عندهم نعم نقول به لو فرض االنر املضيق يف ذلك الوقت نع الشعور‪ .‬فاجلاهل‬
‫والغافل خارجان عن الندي فافدم‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫[اآلقا حسنى اخلوانساري] ‪719‬‬

‫وقال وباجلمله انه البد نن العلم وقد عيتوا ص ‪ 115‬انه البد نن ان يكون جمتددا‪.‬‬
‫اقول‪ :‬فانظر بعنى االعتبار يف خمالفته نشدورالقوم وله نن انثال هذه املخالفة هلم غرى‬
‫قليله كام ال خىفى عىل نن نارس نصنفاته‪.‬‬

‫[اآلقا حسني الخوانساري]‬


‫ونندم استا الكل باالتفاق قدوه أصحاب التحقيق باالستحقاق املرتوي نن حياض‬
‫الثقلنى اآلقا حسنى اخلوانساري رفع اهلل رجاته وقد يظدر اختياره التثنيه يف الدليل يف‬
‫رشحه عىل الدروس وعدم اعتنائه باملشدور بال حقيقه ونور ولنذكر بعض كلامته الدالة‬
‫عىل صحه نا نسبنا اليه‪ .‬قال يف الرشح املذكور ونا يقال نن انه جيب عىل املعصوم ان‬
‫يظدر القول بخالف نا امجعوا عليه لو كان باطال ظدر انه حق ليس مما خىلوا نن املناقشه‬
‫سيام اذا كانت يف مجله روايات اصحابنا رواية خىالف نا امجعوا عليه اذ ال فرق ظاهر‬
‫بنى ان يكون اظدار اخلالف عىل تقدير وجوبه بعنوان انه قول فقيه وان مل يعلم انه‬
‫املعصوم عليه السالم افلم يقل القائلون بوجوب االظدار حينئذ انه جيب عىل االنام ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬ان يظدر القول باخلالف نع تعريفه نفسه عليه السالم للناس بل يقولون‬
‫انه يكفى ان يظدر القول وان مل يعلم العلامء انه االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وبنى ان يكون‬
‫اخلالف ندلوال عليه بالرواية يف احا يث اصحابنا وال خىفى انه عىل هذا ال يبعد القول‬
‫ايضا بان قول الفقيه املعلوم النسب ايضا يكفى يف ظدوراخلالف ايضا فتدبر‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وقال بعد َتقيق َتقق امجاع القدناء وانكانه نا لفظه‪:‬‬
‫‪ 720‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وال خىفى انه حينئذ اذا ظدر خالف نن واحد نن اصحابنا املتاخرون أو مجع ايضا نندم‬
‫فالظاهر ال اعتدا به ص ‪ 116‬ووجده بعد تانل نا ذكرناه ظاهر ال حيتاج إىل البيان‬
‫وانا مل يكن كذلك بل ا عى بعض األصحاب امجاعا عىل حكم وا عى بعضدم االمجاع‬
‫عىل خالف نن املتقدننى أو نقل ندعى االمجاع نفسه خالفا نندم أو مل يدع احد خالفا‬
‫لكن راينا يف كالم القدناء خالفه أو ظدر لنا بدليل اهنم خالفوا فيه فحينئذ ال سبيل إىل‬
‫حتجيته وال وجه للتعويل عليه نعم اذا ثبت انه كان نشدورا بنى قدناء األصحاب‬
‫بحيث كان خمالفه شاذا نا را فال يبعد حينئذ جعله نن نرجحات الدليل ونويدات‬
‫املدلول باعتبار الرواية التي نقلنا آنفا وباعتبار ان الظن يذهب غالبا إىل انه يف هذا‬
‫املوضع وقوع اخلطا نن قليل أكثر ننه نن الكثرى وانا جعله حتجه برأهىا واخذه ليال‬
‫بانفرا ه فال‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وقال بعد نقل رواية نرسله عن عيل بن جعفرعن التدذيب نا نصه‪:‬‬
‫الظاهر ان الشيخ نا حذف اول سنده نن الروايات يف الكتابنى انام اخذه نن املشدوره‬
‫أو املتواتره انتساهبا إىل اصحاهبا كتواتر انتساب الكتابنى إليه االن وكذا سائر الكتب‬
‫املتواتره االنتساب إىل نولفيدا ثم يف آخر الكتابنى انام ذكر طريقه إليدا للتربك والتيمن‬
‫وملتجر اتصال السند واال فال حاجه إليه كام اشار إليه نفسه ايضا يف آخر الكتابنى‬
‫وحينئذ اذا كان يف الطريق نن مل يوثقه األصحاب فال ضرى‪ .‬انتدى‪.‬‬

‫[اآلقا جمال الدين]‬


‫[اآلقا مجال الدين] ‪721‬‬

‫ونندم الوحيد الذي ال يشاركه ذو فضل وكامل نصداق قوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله‬
‫وسلم ‪ -‬ان اهلل مجيل وحيب اجلامل اسوة املحققنى املتورعنى اآلقا مجال امللة والدين ‪-‬‬
‫نور اهلل رضحيه ووسع فسيحه ‪ -‬وهو عىل طريقة والده ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف سلوك سبيل‬
‫التوسط واالقتصا بل أبعد ننه عن هذا االجتدا وقد رصح عىل ذلك السيد االواه‬
‫السيد عبداهلل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ولنور بعض كالنه شاهدا عىل املرام و ليال يف املقام‪.‬‬
‫قال بعد نقل كالم صاحب « املعامل » ‪:‬‬
‫ان الباب باالحكام الغرى الرضوريه ننسد يف نحو زناننا اذ ال نوجو نن ا لتدا غرى‬
‫الظن واذا َتقق انسدا باب القطع كان التكليف فيه بالظن‪ .‬نا لفظه‪:‬‬
‫وير عليه ان انسدا باب العلم باالحكام الرشعيه غالبا ال يوجب جواز العمل بالظن‬
‫فيدا حتى يتتجه نا ذكره‪ .‬جلواز ان ال جيوز العمل بالظن فكل حكم حصل العلم به عن‬
‫رضوره أو امجاع حيكم به ونا مل حيصل العلم به حيكم فيه باصاله الرباءة ال لكوهنا نفيده‬
‫للظن وال لالمجاع عىل وجوب الت مسك هبا بل الن العقل حيكم بانه ال يثبت تكليف‬
‫علينا اال بالعلم به أو ظن يقوم عىل اعتباره ليل يفيد العلم ففيام انتفى االنران فيه حيكم‬
‫العقل برباءة الذنه عنه وعدم جواز العقاب عىل تركه ال الن األصل املذكور يفيد ظنا‬
‫بمقتضاها حتى يعارض الظن احلاصل نن اخبار اآلحا بخالفدا بل ملا ذكرنا نن حكم‬
‫العقل بعدم لزوم يشء علينا نا مل حيصل العلم لنا به وال يكفى الظن به ويمؤكد ذلك نا‬
‫ور نن الندى عن اتباع الظن فعىل هذا ففيام مل حيصل العلم به عىل احد الوجدنى وكان‬
‫‪ 722‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫لنا نندوحه عنه كغسل اجلمعة نثال فاخلطب سدل اذ نحكم بتجواز تركه بمقتىض‬
‫األصل املذكور وانا فيام مل يكن نندوحه عنه كاجلدر بالتسميه واالخفات هبا يف الصلوة‬
‫االخفاتيه قال بوجوب كل نندام قوم وال يمكن ترك التسميه فال حميل لنا عن االتيان‬
‫باحدمها فنحكم بالتخيرى فيدام لثبوت وجوب اصل التسميه وعدم ثبوت خصوص‬
‫اجلدر واالخفات فال حرج لنا يف يشء نندام وعىل هذا فال يتم الدليل املذكور النا ال‬
‫نعمل بالظن اصال‪.‬‬
‫وقال يف جواب ان خمالفة نا ظنه املتجتدد حكم اهللَ نظنه للرضر و فع الرضر املظنون‬
‫واجب يمنع الوجوب بل هو اوىل لالحتياط‪ .‬وعىل تقدير التسليم فاملسلم يف العقليات‬
‫الرصفه املتعلقه بانراملعاش ون املسائل الرشعيه املتعلقه باملعا فان العقل نستقل‬
‫بمعرفه حكم العقليات ون الرشعيات‪.‬‬
‫وقال بعد نقل قول العالنة يف « التدذيب» ‪ :‬الفقه عرفا العلم باالحكام الرشعيه‬
‫الفرعيه املستدل عىل اعياهنا بحيث ال يعلم كوهنا نن الدين رضورة‪ ،‬نا لفظه‪:‬‬
‫الدليل املستفاد من قول املصنف املستدل عيها ان كان باملعنى الذي ذكر‬
‫فيام بعد يشكل اّلمر يف الفقه اذ ليس عىل كل مسئله دليل العلم وان كان‬
‫املراد فيها اّلماره كام قال ابن احلاجب يف خمترصه يورد ههنا سوال هو ان‬
‫بعض مسائل الفقه يعلم بام يفيد العلم‪ .‬واجيب بان ما كان مستنبطا من‬
‫القطعيات كاّلمجاع الذي بلغ اصله عدد التواتر وكالنص الذي من‬
‫الكتاب يدل قطعا بالقرائن والسنه املتواتره كذلك قليل جدا وهو من‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪723‬‬

‫رضوريات الدين وليس من الفقه هكذا قيل وفيه بحث ّلنه ليس كلام‬
‫استفيد من الدليل القطعي من الرضوريات وكيف ّل وسيجيئ ان الفقه‬
‫معلوم يقينا وطريق عمله الدليل املفيد للعلم وهبذا خرج اجلواب عن‬
‫اّلشكال نعم يف كالم املصنف يف تعريف اّلجتهاد يشعر بان الفقه يتعلق‬
‫بالظن تامل‪.‬‬
‫وايضا دليل القول عند املصنف من ادلة الفقه‬
‫وايضا دّللة عدم التافيف مثال عىل عدم الرضب يقيني وليس حتريم‬
‫رضب اّلبوين من الرضوريات‪.‬‬
‫إىل أن قال‬
‫وليت شعرى مل ال يعدون االحكام الرضوريه ننه كام ذكر أهل الكالم نسئله حرش‬
‫االجسا فيه وعدوا ننه وكذا املسائل البدهىيه والكالم واملنطق نع انه يقصد ذلك ان‬
‫الفقه علم باحث عن املكلفنى نن حيث االحكام‪.‬‬

‫[املوىل عبد الويل]‬


‫ونندم الفاضل االملعي اللو عي العلم امليض ذو العلم السني املوىل عبد الويل ‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنه ‪ -‬وهو كان نن املتربزين يف علمي املعقول واملنقول وكان نن االشاعرة يف‬
‫األصول ثم تبرص وحسن ايامنه وكتب يف أصول االنانية ونقض نذاهب العانة‬
‫الفضول وها انا اذكر قليال نن كالنه يف رسالته يف نقض نسائل اخيه فتانل فيه‪.‬‬
‫قال ناقال كالم اخيه فصل‪:‬‬
‫‪ 724‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫مقدمه اجتهاد دليل ظنى است وحاصل آن دليل ظنى جز ظن نيست‬


‫وهلذا در تعريف آن گفتهاند اّلجتهاد استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل‬
‫ظن بحكم رشعي وبر اين تعريف تفريغ عدم جريان آن در امورى كه‬
‫اعتقاد جازم به آن ّلزم است نمودهاند ومعلوم است كه ظن بى احتامل‬
‫خطا متحقق نشود واّل ظن نباشد بلكه يقني بود‪ .‬پس احتامل خطا از‬
‫لوازم اجتهاد است ووجوب ملزوم بدون ّلزم ظاهر الفساد‪.‬‬
‫پس قول به عدم جواز خطا در مسائل اجتهاديه حرضات ائمة ‪-‬‬
‫صلوات اهلل عليهم ‪ -‬چگونه صواب تواند بود مگر آنكه گويند ايشان‬
‫اجتهادى نبودند بلكه مجيع مسائل اجتهاديه به كشف واهلام دريافتهاند‬
‫وليكن خمفى نيست كه انبياء عليهم السالم در بعىض مسائل حمتاج به‬
‫اجتهاد شدهاند وبه كشف واهلام آن را درنيافتهاند پس در حق ديگران‬
‫دعوى مذكور چگونه منظور توان داشت ؟ اجلواب‪ :‬مسائل رشعيه‬
‫فرعيه كه از حرضات صلوات اهلل عليهم مروى است اجتهادى نيست‬
‫وچگونه قائل شويم به اجتهاد وحال آنكه مذمت اجتهاد وقياس در‬
‫مواضع ّل تعد وّل حتىص در كالم حرضت امرياملؤمنني عليه السالم‬
‫وديگر حرضات صلوات اهلل وسالمه عليهم وارد شده وقدرى در اينجا‬
‫نقل مىكنيم واز مجله آن اين است قول حرضت امرياملؤمنني صلوات‬
‫اهلل وسالمه عليه ترد عىل احدهم القضيه يف حكم من اّلحكام فيحكم‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪725‬‬

‫فيها برايه ثم ترد تلك القضيه بعينها عىل غريه فيحكم بخالف قوله ثم‬
‫فيصوب ارائهم مجيعا‪ .‬اهلهم‬
‫َتتمع القضاه عند امامهم الذي استقضاهم ّ‬
‫واحد ونبيهم واحد وكتاهبم واحد فامر اهلل سبحانه باختالف فاطاعوه‬
‫أم هناهم عنه فعصوه ام انزل اهلل عز وجل دينا ناقصا فاستعان هبم عىل‬
‫امتامه أم كانوا رشكاء له فلهم ان يقولوا وعليه ان يرىض أم انزل اهلل‬
‫فقرص الرسول عن تبليغه وادائه واهللَ سبحانه يقول ما‬
‫تاما ّ‬
‫سبحانه دينا ّ‬
‫فرطنا يف الكتاب من يشء وفيه تبيان كل شىء‪ .‬ودر جاى ديگر در‬
‫مذمت اين مجاعت فرمودهاند قد سامه اشباه الناس عاملا وليس به‪ .‬جلس‬
‫بني الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس عىل غريه فان نزلت به احدى‬
‫املبهامت ه ّيا له حشوا رثا من رايه ثم قطع به فهو من لبس الشبهات يف‬
‫مثل نسج العنكبوت ّل يدرى اصاب أم اخطاء ان اصاب خاف ان يكون‬
‫قد اخطا وان اخطاء رجا ان يكون قد اصاب‪ .‬جاهل خباط جهاّلت‪.‬‬
‫عاش ركاب عشوات‪ .‬يعج من جور قضائه الدماء ويضج منه املواريث‬
‫إىل اهلل عز وجل‪ .‬ويستحيل بقضائه احلرام وحىرم ويفزع بقضائه الفرح‬
‫ص ‪ 117‬احلالل‪ .‬ودر كاىف حممد بن يعقوب كلينى روايت كرده عن‬
‫احلسني بن حممد عن املعال بن حممد عن احلسن بن عىل الوشاء عن ابان‬
‫بن عثامن عن ايب شيبه اخلراسانى قال سمعت اباعبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫ان أصحاب املقائيس طلبوا العلم باملقائيس فلم تزدهم املقائيس‬
‫يقول ّ‬
‫‪ 726‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عن احلق اّل بعدا وان دين اهلل ّل يصاب باملقائيس وعن حممد بن عبداهلل‬
‫اّلسدى عن يونس بن عبدالرمحن قال قلت ّلبى احلسن اّلول ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬بم اوحد اهلل عز وجل فقال يا يونس ّل تكونن مبتدعا من نظر‬
‫برايه هلك ومن ترك أهل بيت نبيه كفر‪ .‬وعن حممد بن حىيى عن امحد بن‬
‫حممد عن الوشاء عن املثنى بن الوليد اخلياط عن ايب بصري قال قلت ّليب‬
‫عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ترد علينا اشياء ّل نعرفها يف كتاب اهلل وّل سنه‬
‫نبيه فننظر فيه فقال ّل ّلنك ان اصبت مل تؤجر وان اخطاءت كذبت عىل‬
‫اهلل عز وجل وعن عيل بن ابراهيم عن ابيه عن امحد بن عبداهلل العقيىل‬
‫عن عيسى بن عبداهلل العقيىل عن عيل بن عبداهلل القرشى قال دخل‬
‫ابوحنيفه عىل ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فقال يا اباحنيفه بلغنى انك‬
‫تقيس قال نعم قال ّل تقس فان اول من قاس ابليس حني قال خلقتنى‬
‫من نار وخلقته من طني‪ .‬وقطع نظر از اين روايات نيز در نفى قياس‬
‫واجتهاد مىگوييم مسائىل كه در آن جمتهدان اجتهاد نمودهاند درعلم‬
‫اهلى سمت مرشوعيت يافته است يا نه اگر سمت مرشوعيت يافته پس‬
‫بايد البته بر پيغمرب صىل اهلل عليه وآله وسلم فرود آمده باشد وآن‬
‫حرضت نيز تبليغ آن نموده باشد وحرضت امرياملؤمنني عليه السالم كه‬
‫انا مدينه العلم وعىل باهبا در شان أو وارد شده بىشك متيقن است كه‬
‫تعليم واظهار آن كرده باشد پس بنابراين تقدير خود ثابت شد كه‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪727‬‬

‫مسائل اجتهادى جمتهدان سمت مرشوعيت يافته وآن حرضت صلوات‬


‫اهلل وسالمه عليه حامل وناقل آن است ومهچنني حرضات ديگر به‬
‫وصايت ودرايت آن حرضت‪ .‬پس علام وفقها را مىبايد كه در آن احكام‬
‫مرشوعيت اهلى اجتهاد نكنند وقياس را كار نفرمايند ومجيع احكام را‬
‫از آن حرضت استفاده ناميند يا از روايات ايشان معلوم كنند واگر از‬
‫مسائل سمت مرشوعيت نيافته وبه خالف منطوق رصيح آيه كريمه‬
‫اليوم اكملت لكم دينكم وامتمت عليكم نعمتى خداى تعاىل دين ناقص‬
‫ورشيعت نامتام بر پيغمرب خود صىل اهلل عليه وآله وسلم فرستاده پس نه‬
‫مصيب را اجر است ونه خمطى را زجرى بلكه مصيب وخمطى در ميان‬
‫نيست كه صواب وخطا نسبت به امرى متحقق در نفس اّلمر متصور‬
‫است وفرض چنان شده كه آن مسائل مرشوع پيش حق تعاىل نيست‬
‫واگر كسى شبهه كند كه احكامى معني در مسائل اجتهاديه در پيش‬
‫خداى تعاىل مرشوع نشده ليكن علام وفقهاء ماموراند به آنكه نظر به‬
‫كتاب وسنه نموده حكمى در آن باب استخراج ناميند وهر حكمى كه‬
‫جمتهدين در آن مسئله كتاب وسنه را مالحظه نموده استخراج ناميند بر‬
‫أو واجب است كه بر آن عمل كند واتباع نيزعامل به آن باشند گوييم‬
‫اين شق اگر چه در تامل وامعان نظر حمصل ومفهومى به هم نمىرساند‬
‫ليكن به فرض اين تقدير نيز ابتنائ خطا وصواب در آن مسئله متصور‬
‫‪ 728‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نمىشود بلكه مهه صواب است كه مجله جمتهدان به امر مامور قيام نموده‬
‫وعبارت للمصيب اجران وللمخطى اجر واحد وديگر عبارات‬
‫احاديث مرويه در اين بدون تسليم مرشوعيت آن در پيش شارع حممل‬
‫صحيح نمىرساند‪ .‬واگر گويند در مذهب اماميه هم جمتهدين بودهاند‬
‫واجتهاد مىنمودهاند پس هر حمذورى كه در آنجا وارد شود در حق اينها‬
‫نيز وارد است گوييم اجتهاد ايشان غري از ترجيح روايات متعارضه‬
‫بعىض را بر بعىض امرى ديگر نيست پس جد وجهد اينها در استخراج‬
‫حكم مرشوعيت از فحواى روايات متعارضه است پس اين اعرتاضات‬
‫بر علامى مذهب اماميه وفقهاى اينها وارد نيست‪ .‬اگر گويند قضايا‬
‫ناحمصوره است وغري متناهى وچگونه تصور مىتوان كرد كه قضاياى‬
‫غري متناهى را حرضت رسول صىل اهلل عليه وآله وسلم به حرضت‬
‫امرياملؤمنني عليه السالم تبليغ نموده باشد وحال آنكه براى آن عمرها‬
‫وفا نمىكند‪ .‬گوييم كليات ان ّل نسلم كه غري متناهى باشد وبه حد‬
‫دانستن كليات دانستن جزئيات فردا فردا حمتاج إليه نيست ومصدق اين‬
‫مدعاست روايتى كه در تفاصيل علوم حرضات ‪ -‬صلوات اهلل وسالمه‬
‫عليهم ‪ -‬حمدثان اماميه در كتب خود روايت كردهاند واز آن مجله است‬
‫اين احاديث كه در كتاب كلينى روايت شده اخربنى عده من اصحابنا‬
‫عن امحد بن حممد عن ؟ ص ‪ 117‬عن امحد بن عمر بن احللبي عن ايب‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪729‬‬

‫بصري قال دخلت عىل ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فقلت له جعلت فداك‬
‫اين اسئلك عن مسئلة ههنا احد يسمع كالمي قال فرفع ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬سرتا بينه وبني بيت آخر فاطلع فيه ثم قال‪ :‬يا ابا حممد سل عام بدا لك‬
‫قال قلت‪ :‬جعلت فداك ان شيعتك حىدثون ان رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه‬
‫واله وسلم ‪ -‬علم عليا بابا يفتح له منه باب‪ .‬قال فقال‪ :‬يا ابا حممد علم‬
‫رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬عليا ألف بابا يفتح من كل باب‬
‫الف باب قال قلت فهذا واهلل العلم‪ .‬قال فسكت ساعة يف اّلرض ثم‬
‫قال انه لعلم وما هو بذاك قال ثم قال يا ابا حممد وان عندنا اجلامعة وما‬
‫يدرهىم اجلامعة قال قلت جعلت فداك وما اجلامعة؟ قال صحيفة طوهلا‬
‫سبعون ذراعا بذراع رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬وامالئه من‬
‫خلق ص ‪ 117‬فيه وخط عىل بيمينه فيها كل حالل وحرام وكل يشء‬
‫حىتاج الناس إليه حتى اّلرش يف اخلدين فرضب بيده إىل فقال ي تاذن يا‬
‫ابا حممد قال قلت جعلت فداك انام انا فاصنع بام شئت قال فغمرنى ص‬
‫‪ 117‬بيده وقال حتى ارش هذا كانه معضب ص ‪ 117‬قال قلت هذا‬
‫واهلل العلم قال انه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعه ثم قال وان عندنا‬
‫اجلفر وما يدرهىم ما اجلفر قال قلت وما اجلفر وعاء من آدم فيه علم‬
‫النبيني والوصيني وعلم العلامء الذين مضوا من بنى ارسائيل قال قلت‬
‫ان هذا هو العلم قال انه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعه ثم قال وان‬
‫‪ 730‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عندنا ملصحف فاطمه وما يدرهىم ما مصحف فاطمه قال قلت وما‬
‫مرات واهلل ما‬
‫مصحف فاطمه قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثالث ّ‬
‫فيه من قرآنكم حرف واحد قال قلت هذا هو العلم قال انه لعلم وليس‬
‫بذاك ثم سكت ساعة ثم قال ان عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إىل‬
‫ان تقوم الساعه قال قلت جعلت فداك هذا واهلل هو العلم قال انه لعلم‬
‫وليس بذاك قال قلت جعلت فداك واى يشء العلم قال ما حىدث بالليل‬
‫والنهار اّلمر بعد اّلمر والشىء بعد الشىء إىل يوم القيامه إىل اخر‬
‫اّلحاديث‪.‬‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫وآنچه نوشتهاند كه اجتهاد دليل ظنى است وحاصل آن دليل ظنى جز‬
‫ظن نيست نيز غري مسلم است چه نامينده راهست به مطلوب يعنى‬
‫حكم حق كه مكلف به طالب است وچون جمتهد راه به ظن خود به‬
‫طرف مطلوب پيدا مىكند بعد سلوك طريق گاهى در مهان مرتبه ظن‬
‫مىباشد كه نتيجه از آن به هم رسيده به يقني نمىداند كه مهني حكم‬
‫حق است وگاهى بمنطوق احلكمه ضاله املؤمن يقني به هم مىرساند‬
‫كه البته مطلوب من يعنى حكم حق در اين مسئله مهني بوده است پس‬
‫ظنى بودن دليل تنها موجب ظن به دريافت مطلوب نيست بلكه گاهى‬
‫يقني به دريافت مطلوب هم به هم مىرساند چنانكه تشنه از امارات‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪731‬‬

‫وعالمات ظنى راهى به چشمه آب پيدا مىكند وبعد رسيدن آب به يقني‬


‫مىداند كه اين آب است وظنى بودن امارات وعالمات آن مستوجب‬
‫ظنى بودن وجود آب نمىشود پس آنچه گفتهاند كه حاصل از دليل‬
‫ظنى جز ظن نيست مقالهاى است ناشى از جمرد ظن وآنچه نوشتهاند‬
‫هلذا در تعريف آن گفتهاند اّلجتهاد استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن‬
‫بحكم رشعي نيز دّللت بر آن دارد‪ .‬بدان كه ظن به هم رسانيدن به‬
‫حكم بعىض از آثار مرتتبه استفراغ وسع است كه در مد نظر جمتهد‬
‫مىباشد واگر يقني به هم رساند آن نيز بعىض از آثار استفراغ وسع است‬
‫منافات ندارد كه مراد از استفراغ وسع استعامل دليل ظنى است وثابت‬
‫شد كه باستعامل ظنى گاهى يقني به مطلوب هبم مىرسد وآنچه‬
‫نوشتهاند كه ظن بىاحتامل خطا متحقق نمىشود درست است ليكن‬
‫براى كسى كه بعد از در نيافتن مطلوب نيز در مرتبه ظن باشد اما كسى‬
‫كه بعد از دريافتن مطلوب أو را يقني حاصل شود احتامل خطا آنجا‬
‫صورت ندارد كه احتامل خطا با يقني مجع نمىشود وآنچه نوشتهاند كه‬
‫قول به عدم جواز خطا به مسائل اجتهاديه حرضات صلوات اهلل عليهم‬
‫چگونه صواب تواند بود جوابش آن است كه چون ايشان بعد دريافتن‬
‫مطلوب يقني به مطلوب به هم مريسانند احتامل خطا به يقني راه نيست‬
‫وبر فرض بر تسليم ظن نيز مىگوييم احتامل خطا نظر بر اصل اجتهاد‬
‫‪ 732‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫است ليكن حتقق عصمت آن احتامل را باطل كرده چنانكه خرب در ذات‬
‫خود احتامل صدق وكذب هر دو دارد وصدور آن از خمرب صادق مثل‬
‫انبياء صلوات اهللَ عليهم رفع احتامل مىكند وكسى را نمىرسد كه‬
‫اعرتاض كند كه چون خرب احتامل صدق وكذب هر دو دارد مىتواند‬
‫بود كه در خرب خمرب صادق هم اين هر دو احتامل باقى باشد چه خرب به‬
‫نفس خود اين هر دو احتامل دارد ومىتواند بود كه به سببى از اسباب‬
‫از اين هر دو احتامل يكى دفع شود چنانچه در موداى آيه كريمه انام انا‬
‫برش مثلكم يوحى إىل برشيت مقتىض غلط كردن در افعال واقوال است‬
‫اما مقدمه وحى كردن حق تعاىل بر آن حرضت احتامل غلط را دفع‬
‫مىكند‪ .‬وآنچه نوشته مگر آنكه ايشان را كه اجتهاد نبوده بلكه مجيع‬
‫مسائل اجتهاديه را به كشف واهلام دريافتهاند ليكن خمفى نيست كه انبياء‬
‫عليهم السالم در بعىض مسائل حمتاج به اجتهاد شدند وبه كشف واهلام‬
‫درنيافتهاند پس در حق ديگران دعوى مذكور چگونه منظور توان‬
‫داشت نيز غلط است چه صورت پذير نيست كه حرضت در مسائل‬
‫حق ص ‪ 118‬اجتهاد بكنند يعنى اجتهاد مصطلح كه جمتهدان از كتاب‬
‫وسنت وقول صحابه استخراج حكم ناميند كه حكمى كه آن حرضت‬
‫استخراج ناميد مادهاش قول صحابه وسنت نمىتوان شد وچون خود‬
‫در ذات خود جامع مجيع مسائل است چنانكه آيه كريمه كه در آخر عمر‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪733‬‬

‫ان حرضت نازل شده (اليوم اكملت لكم دينكم وامتمت عليكم‬
‫نعمتى) وآيه (وّل رطب وّل يابس اّل يف كتاب مبني) وآيه (ما فرطنا يف‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الكتاب من يشء) وآيه (كل يشء احصيناه يف امام مبني) بر آن دّللت‬


‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫واضح دارد وهرگاه قرآن جامع مجيع مسائل باشد وآن حرضت را بر‬
‫مجيع بطون قرآن اطالع متام بود پس حكم هر مسئله از ظاهر وباطن‬
‫قران معلوم آن حرضت مىتوان شد ودر اين صورت احتياج حرضت‬
‫به قرآن مطلقا بر مىخيزد واگر گويند كه پيش از نزول قرآن به مجيع‬
‫آياته نمىتوان بود كه حرضت در بعىض از احكام رشعي حمتاج شود به‬
‫اجتهاد گوييم اگر مراد از اجتهاد مهان اجتهاد مصطلح است خود عدم‬
‫احتياج به آن ظاهر است واگر مراد از آن توجه قلب است بدانستن‬
‫حكم مسئله خود به وحى اهلى معلوم مىگردد يا باهلام وتعريف اهلى‬
‫حكم حق در آن مسئله درمىيافت وبعد تسليم وقوع اجتهاد نيز‬
‫مىگوييم در استعامل مسائل ظنى ّلزم نيست كه حكم رشعي نيز پيش‬
‫مهه كس مظنون باشد بلكه بعىض از استعامل دليل ظنى يقني به حكم‬
‫رشعي حاصل مىشود چنانكه سابق بيان كردهايم ومقدمه دريافتن‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 734‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫احكام مسائل رشعي به كشف واهلام در باب آن حرضت وحرضات‬


‫ديگر ‪ -‬صلوات اهلل وسالمه عليهم ‪ -‬آن جمزوم نفى مىكنند‪ .‬شيخ حمي‬
‫الدين بن العريب ‪ -‬قدس اهلل روحه ‪ -‬در كتاب فتوحات در باب سيصد‬
‫وشصت وششم كه صفات حرضت صاحب الزمان ‪ -‬صلوات اهلل‬
‫وسالمه عليه ‪ -‬بيان كرده در اوان كالم عبارتى آورده كه دّللت واضح‬
‫بر آن دارد كه احكام رشعيه حرضت صاحب الزمان ‪ -‬صلوات اهلل‬
‫وسالمه عليه ‪ -‬بتعريف اهلى است وما آن كالم را به متام نقل مىكنيم‬
‫كه متضمن ديگر مطالب مطلوبه در اين باب نيز هست ان هلل خليفه‬
‫خيرج من عرته رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬ومن ولد فاطمه يواطى‬
‫اسمه اسم رسول اهلل‪ .‬جده احلسني بن عيل بن ايب طالب ريض اهلل عنهم‬
‫يبايع له بني الركن واملقام يشبه رسول اهلل صىل اهلل عليه واله باخللق بفتح‬
‫اخلاء وينزل عنه يف اخللق بضم اخلاء اسعد الناس به أهل الكوفه يعيش‬
‫مخسا أو سبعا أو تسعا يضع اجلزيه ويدعوا إىل اهلل بالسيف ويرفع‬
‫املذاهب من اّلرض وّل يبقى اّل الدين اخلالص‪ .‬اعداءه مقلده العلامء‬
‫أهل اّلجتهاد ملا يرونه من احلكم بخالف ما ذهب إليه ائمتهم فيدخلون‬
‫كرها حتت حكمه خوفا من سيفه خيرج به عامه املسلمني أكثر من‬
‫خواصهم يبايعه العارفون من أهل احلقائق عن شهود وكشف بتعريف‬
‫اهلى له رجال اهليون يقيمون دعوته وينرصونه ولو ّل ان السيف بيده‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪735‬‬

‫ّلفتى الفقهاء بقتله ولكن اهلل ص ‪ 118‬بالسيف واللوم فيطمعون‬


‫وخيافون ويقبلون حكمه من غري ايامن بل يضمرون خالفه ويعتقدون فيه‬
‫اذا حكم فيه لغري مذهبهم انه عىل ضالله يف ذلك احلكم ّلن يعتقدون ان‬
‫أهل اّلجتهاد وزمانه قد انقطع وما بقى جمتهد يف العامل وان اهلل ّل يوجد‬
‫بعد ايامهنم احدا له درجه اّلجتهاد واما من يدعى التعريف اّلهلى‬
‫باّلحكام الرشعيه فهو عندهم جمنون فاسد اخليال ّل يلتفتون اليه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫پس عبارت آخر اين كالم كه فرموده اما من يدعى التعريف اّلهلى‬
‫باّلحكام الرشعية فهو عندهم جمنون فاسد اخليال دّللت ظاهر بر آن‬
‫دارد كه علم حرضت صاحب اّلمر ‪ -‬عليه الصلوة والسالم ‪ -‬به احكام‬
‫رشعية بتعريف وتعليم اهلى است نه به اجتهاد‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫وقول او ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬اسعد الناس به أهل الكوفه نيز مثبت حقيقت‬
‫مذهب اماميه است چه كوىف غري شيعى نمىباشد اّل ما شاء اهلل تا آنكه‬
‫ابوحنيفه كوىف را نيز به آن متهم مىدارند وقول أو ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يرفع‬
‫املذاهب عن اّلرض دّللت بر آن دارد كه اين مذاهب غري مذهب شيعه‬
‫ديگر مذاهب باطل است وعبارهتايى كه بعد از اين آورده مهه ّ‬
‫دال است‬
‫بر آنكه غري مذهب شيعه ديگر مذاهب باطل است‪ .‬قال‪ :‬واّلجتهاد‬
‫بمعنى اجلمع بني اّلخبار املعصوميه واستنباط اّلفراد الذي نسبه إىل‬
‫‪ 736‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الشيعة ّل خالف بني الطائفة يف جوازه وانام اخلالف يف اّلجتهاد الظني‬


‫الذي ّل ينتهى احلكم فيه إىل القطع فتامل‪.‬‬

‫[الفيض الکاشاني]‬
‫ونندم العامل الرباين بحراملعارف واملعاين شيخنا الصمداين املحدث املوىل حممد حمسن‬
‫الكاشاين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ولنذكر نبذه نن عباراته الدالة عىل اختياره نذهب املحدثنى‬
‫وَتقيقه يف تشييد هذا املذهب املبنى‪.‬‬
‫قال يف فاَتة الكتاب الكبرى املسمى بـ « الوايف » نا لفظه‪:‬‬
‫طريق معرفة العلم ليس اّل تعرف آثار أهل البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫ونقل احاديثهم من األصول املنقوله عنهم ّلهنم خلفاء النبي ‪ -‬صىل اهلل‬
‫عليه وآله ‪ -‬وخزنه العلم والراسخون فيه واهل الذكر واولوا اّلمر‬
‫الذين امرنا بطاعتهم واما طريقة املتكلمني واّلجتهاد فحاشا ان تكون‬
‫مصححة لالعتقاد واساسا لعباده العباد واول من احدث اجلدال يف‬
‫ّ‬
‫الدين واستنباط اّلحكام بالرأي والتخمني ائمه الضالل ثم تبعهم علامء‬
‫العامة ثم جرى عىل منواهلم فريق من متاخري الفرقه الناجيه بخطا أو‬
‫جهالة ّلنه ما افتتن الناس وغرقوا يف طوفان الفتن اّل رشذمه ممن عصمه‬
‫اهلل وبسفينه أهل البيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬استكتم الناجون ويفهم ص‬
‫‪ 119‬فبعث اهلل اماما بعد امام فكان ّل يزال الشيعة حىملون اّلحاديث يف‬
‫الفروع واألصول وّل يعملون يف يشء من اّلحكام الرشعيه اّل‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪737‬‬

‫بالنصوص عن األئمة عليهم السالم وكانوا مامورين بذلك من قبل‬


‫اولئك وّل يستندون يف يشء منها إىل الرأي والظن الذي يسمى‬
‫باّلجتهاد وّل اتفاق اّلراء املسمى باّلمجاع كام يفعله العامة وكان ذلك‬
‫معروفا يف مذهبهم حتى بني خمالفيهم كام رصحوا به ثم طالت الغيبه‬
‫وخالطت الشيعة خمالفيهم والفت بكتبهم فاستحسنوا بعضها حتى‬
‫صنفوا يف أصول الفقه كتبا فاشتبهت األصول حتى زعموا جواز‬
‫اّلجتهاد ملا رأووا من اختالف اّلخبار والوقايع التي ّل نص فيها واشتباه‬
‫بعض اّلحكام حتى اهتم خيتلفون يف املسئله عىل عرشين قوّل أو ثالثني‬
‫ّلن الظنون قلام تطابق واّلجتهاد يقبل التشكيك وليت شعرى ما محلهم‬
‫عىل ان تركوا السبيل الذي هداهم إليه ائمه اهلدى وما الذي محل مقلدهىم‬
‫عىل تقليدهم دون األئمة عليهم السالم؟‬
‫وقال يف اول ننداج النتجاه نا نصه‪:‬‬
‫اعلم ان خرى ها ٍ إىل اهللَ عز وجل نبينا حممد املصطفى صىل اهلل عليه وآله وسلم ثم نن‬
‫بعده نرتوكناه وخلفتاه ص‪ 119‬الثقالن كتاب اهلل وعرتته واهل بيته واهنام لن يفرتقا‬
‫حتى ير ا عليه حوضه فمن َتسك هبام لن يضل ولن يزل ونن طلب اهلدى نن غرىمها‬
‫يضل ويزل ونن جعلدام انانه قا اه إىل اجلنه ونن جعلدام خلفه ساقاه إىل النار وان‬
‫املستفا نندام ان النتجاة يف العقبى نوقوفه عىل االيامن والتقوى وكل نن اخلصلتنى‬
‫‪ 738‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ننيطه باالخرى نعتضده هبا وااليامن ارشفدام واعظمدام نرتبه ولكن ال عاقبه اال‬
‫التقوى وال هدى اال للمتقنى‪.‬‬
‫وقال يف رساله االنصاف احلمد هلل الذي انقذنا بالتمسك بحبل الثقلنى نن الوقوع يف‬
‫نداوى الضالل‬
‫إىل أن قال‬
‫فدذه رساله يف بيان العلم بارسار الدين املختص باخلواص واالرشاف تسمى‬
‫باالنصاف خللوه عن اجلور واالعتساف چننى گويد ندتدى بشاهراه نصطفى حممد بن‬
‫نرتىض زا ه اهلل هدى عىل هدى كه ر عنفوان شباب چون از تفقه ر ين وَتصيل‬
‫بصرىت ر اعتقا ات وبه كيفيت عبا ات به تعليم ائمه نعصوننى عليدم السالم‬
‫اسو ه ش دم چنانچه ر هيچ نسئله حمتاج به تقليد غرى نعصوم نبو م به خاطر رسيد‬
‫كه ر َتصيل نعرفت ارسار ين وعلوم راسخنى نيز سعى ناميم شايد نفس را كامل‬
‫آيد ليكن چون عقل راهى به آن نبو نفس را ر آن پايه اى از ايامن كه بو رى‬
‫نمىگشو وصرب بر جدالت هم نداشت وعىل الدوام نرا رنتجه نى اشت بنابراين‬
‫چندى ر نطالعه جما الت نتكلمنى خوض نمو م وبه آلت جدل ر ازاله جدل‬
‫ساعى بو م طريق نكاملات نتفلسفنى نيز پيمو م ويك چند بلند پروازىهاى نتصوفه‬
‫را ر اقاويل ايشان يدم ويك چند ر رعونتداى نن عندينى گرويدم تا آنكه گاهى‬
‫ر تلخيص سخنان طوائف اربع كتب ورسائل نىنوشتم نن غرى تصديق بكلدا وال‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪739‬‬

‫عزيمه عىل جلدا بل احطت بام لدهىم خربا وكتبت يف ذلك عىل التمرين زبرا‪ .‬فلم اجد‬
‫يف يشء نن اشاراهتم شفاء علتى وال يف ا واء عباراهتم واء علتى حتى خفت عىل‬
‫نفسى اذ رايتدا فيدم كاهنا نن ذوهىم ص ‪ 119‬فتمثلت بقول نن قال‪:‬‬
‫خدعونى هبتونى خدونى غلبونى‬
‫وعدونى كذبونى فاىل نن انظلم‬
‫ففرت إىل اهلل نن ذلك وعذت باهلل ان يوفقنى هنالك واستعذت بقول انرىاملمؤنننى ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬يف بعض ا عيته اعذين اللدم نن استعامل الرأي فيام ال يدرك قعره البرص‬
‫وال يتغلغل فيه الفكر ثم انبت إىل اهلل وفوضت أنري إىل اهلل فدداين بربكة نتابعه الرشع‬
‫املتنى إىل التعمق يف أرسار القرآن واحا يث سيد املرسلنى ‪ -‬صلوات اهلل عليدم أمجعنى‬
‫‪ -‬وفدمني اهلل نندام بمقدار حوصلتي و رجتي نن االيامن فحصل يل بعض االطمئنان‬
‫وسلب اهلل ننى الشيطان وله احلمد عىل نا هداين وله الشكر عىل نا اوالين فاخذت‬
‫انشد‪ :‬نلك الرشكوة ترشق واىل الروح تعلق غسق النفس تفرق ريض الفكر هتدم‬
‫وص ‪ 119‬ذلك فضل اهلل يمؤتيه نن يشاء ثم اين جربت االنور واختربت الظلمة والنور‬
‫حتى استبان يل طائفة نن أصحاب الفضول املنتحلنى بمتابعة الرسول غمضوا العيننى‬
‫ورفضوا الثقلنى واحدثوا يف العقائد بدعا وَتزبوا فيدا شيعا‪ .‬ثم شنع عليدم بكالم‬
‫طويل واور نن االحا يث غرى قليل‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫‪ 740‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونا ذلك كله اال لرفضدم التمسك بحبل الثقلنى وتركدم وصية سيد الثقلنى‪ .‬ترى‬
‫أحدهم نولعا بالنظر إىل كتب الفالسفة ليس له عمره هم سواه ص‪ 119‬وال يكون يف‬
‫غرىه هواه‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫سبحان اهلل عجب دارم از قومى كه هبرتين پيغمربان را برايشان‬
‫فرستادهاند به جهت هدايت وخري اديان ايشان را ارزانى فرموده از روى‬
‫رمحت وعنايت‪ .‬وپيغمرب ايشان كتابى گذاشته وخلفاى دانايان كتاب‬
‫واحد بعد واحد به جاى خود گامشته به نىص از جانب حق يا افاضت‬
‫فورا وتا قيام قيامت باقى وتشنگان علم وحكمت را به قدر حوصله‬
‫ودرجه ايامن هر يك ساقى باشد‪ .‬حيث قال انى تارك فيكم الثقلني ان‬
‫متسكتم هبام لن تضلوا بعدى كتاب اهلل وعرتتى أهل بيتى‪ .‬ايشان اكتفا به‬
‫هدايت أو نمىناميند واز پى دريوزگى علم در امم سابقه مىگردند واز‬
‫نم جوى آن قوم استمداد مىجويند وبه عقول ناقصه خود استمداد‬
‫مىناميند‪.‬‬
‫مصطفى اندر جهان آنگه كسى گويد زعقل‬
‫آفتاب اندر جهان انگه كسى جويد سها‪.‬‬
‫روى ان انسانا ص ‪ 119‬نن املسلمنى أنر رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬بكتف‬
‫كتب فيدا بعض نا يقوله اليدو فقال ‪ -‬صىل اهلل عليه واله ‪ -‬كفى هبا ضاللة قوم ان‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪741‬‬

‫يرغبوا عام جاء نبيدم إىل نا جاء به غرى نبيدم فنزلت أو مل يكفدم انا انزلنا عليك الكتاب‬
‫تتىل عليدم ان يف ذلك لرمحة وذكرى لقوم يمؤننون ثم اشبع الكالم يف الندي عن الفلسفه‬
‫والتصوف‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫اين سخن كه مذكور شد با متفلسفه ومتصوفه وپريوان ايشان است واما‬
‫جمادّلن متكلمني ومتعسفان من عنديني فهم كام قيل واطال املقال يف‬
‫تشنيعهم بام ّل مزيد عليه‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫وباجلملة طائفهاى واجب وممكن مىگويند وقومى علت ومعلول‬
‫مىنامند وفرقه اى وجود وموجود نام مىگذارند ومن عندي را آنچه‬
‫خوش ايد‪ .‬وما متعلامن كه مقلدان أهل بيت معصومني ومتابعان رشع‬
‫مبينيم اهلل را اهلل مىخوانيم وعبيد را عبيد مىدانيم قال اهلل سبحانه ان‬
‫كل من يف السموات واّلرض اّل انى الرمحن عبد امام ديگر از پيش خود‬
‫نمىتراشيم ص‪ 120‬وبه آنچه شنيدهايم قانع مىباشيم‪.‬‬
‫ثم ساق الكالم إىل أن قال‪:‬‬
‫فاشهدوا اهىا اّلخوان شهاده عند احلاجه انى ما اهتديت اّل بنور الثقلني‬
‫وما اقتديت اّل باألئمة املصطفني وبرئت إىل اهلل مما سوى هدى اهلل فان‬
‫هدى اهلل هو اهلدى‪.‬‬
‫‪ 742‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نه متكلم ونه متفلسفه ونه متصوفم ونه متكلف بلكه مقلد قرآن وحديث‬
‫پيغمربم وتابع احاديث أهل بيت آن رسور‪ .‬از سخنهاى حريت افزاى‬
‫طوائف اربع ملوك وبر كرانه ص‪ 120‬واز ما سواى قرآن وحديث أهل‬
‫بيت وآنچه بدين دو آشنا نباشد بيگانه‪ .‬من آنچه خواندم از ياد من برفت‬
‫اّل حديث دوست كه تكرار مىكنم‪ .‬إىل آخر ما افاد واجاد‪.‬‬
‫قال يف « سفينة النتجاة » ‪:‬‬
‫اما بعد فهذه رسالة من حممد بن املرتىض املدعو بمحسن إىل إخوانه يف‬
‫اهلل الذين هم من أهل اّلنصاف دون اّلعتساف والذين يعرفون الرجال‬
‫باحلق ّل احلق بالرجال‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫نمقناها يف حتقيق ان واحد اّلحكام الرشعيه ليست اّل حمكامت الكتاب‬
‫والسنة واحاديث أهل العصمة وانه ّل جىوز اّلعتصام فيها اّل بحبل‬
‫املعصومني وان اّلجتهاد فيها واّلخذ باتفاق اّلراء ابتداع يف الدين‬
‫واخرتاع من املخالفني وان ّل نجات ّلحد يف غمرات تلك اللجج اّل‬
‫بركوب سفينه احلجج‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫وهلا فصول اثنى عرش منها اشارات ومنها تنبيهات هي هلا عرب له طبقات‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪743‬‬

‫اشارة إىل اّلنحصار اّلدلة الرشعيه عند اّلماميه يف القرآن واحلديث‬


‫وبطالن اّلجتهاد واّلستناد إىل اتفاق اّلراء‪ .‬اشارة إىل سبب حدوث‬
‫اّلجتهاد واّلمجاع عند اّلماميه وشبهاهتم فيه اشارة إىل اجوبه شبهات‬
‫القائلني باّلجتهاد واّلمجاع من اّلماميه اشارة إىل كرس استبعاد خمالفه‬
‫املشهور ودفع توهم الدور يف العمل باملاثور‪ .‬وقال كالم اّلعالم لتحقيق‬
‫املرام‪ .‬ذكر بعض اّليات واّلخبار الدالة عىل انحصار اّلدلة الرشعيه يف‬
‫السامع عن املعصومني عليهم السالم‪ .‬وقال مجلة من اّلخبار واّليات‬
‫الواردة يف ذم اّلجتهاد ومتابعة اّلراء واملنع منهام‪ .‬اشاره إىل كالم بعض‬
‫القدماء يف ذم اّلجتهاد ومتابعة اّلراء‪ .‬ثم نقل كالم اخوان الصفا يف‬
‫تزئيف اّلجتهاد ومتابعه اّلراء‪ .‬اشارة إىل بعض ما ترتب عىل اّلجتهاد‬
‫واتباع اّلراء من املفاسد‪.‬‬
‫إىل أن قال‪:‬‬
‫ولنقصص عليك من اجتهادات املجتهدين يف مسائل الدين ما يتبني لك‬
‫اهنم كيف يصنعون وبم يستندون وانى يؤفكون ونقترص عىل ثالث‬
‫مسائل اثنان أصوليتان مها نفس مسئله اّلجتهاد واّلمجاع واّلخرى‬
‫فروعيه هى مسئله نيه العبادات ليكون انموذجا تعترب هبا طريقتهم يف‬
‫سائر املسائل وتقيس عليها سنتهم يف بقيه املدلوّلت والدّلئل وكفى‬
‫باّلطالع عىل هذه الثالثه شاهدا واىل اهلدى واخلري سائقا وقائدا ونذكر‬
‫‪ 744‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اوّل ما هو التحقيق يف كل منها عىل اّلمجال ثم نذكر اختالفاهتم‬


‫واقاويلهم فيها بطريق السؤال فرتاهم متعتعني عن اجلواب لتشابه وجوه‬
‫طرىف اّلستدّلل‪ .‬مسئلة اّلجتهاد وما ادريك ما اّلجتهاد اليس اّلجتهاد‬
‫احلق ان ينظر احدنا إىل احاديث ائمتنا عليهم السالم فيتدبر يف معانيها‬
‫ويتفهم ما اودع فيها ويميز بني املتشابه واملحكم وياخذ باملحكم وبرقاليه‬
‫ص‪ 120‬املبهم أو يرتكه عىل اّلهبام ان مل يكن له سبيل إىل اّلحكام‬
‫وحىتاط يف العمل ويمسك عن الفتوى والزلل ثم اذا اختلفت طائفه منها‬
‫طائفه بحسب الظاهر يعمل إىل ترجيح بعضها عىل بعض بربهان باهر‬
‫من الضوابط املنقوله عنهم والقواعد املسموعه منهم إىل ان يقع يف‬
‫اخليارص‪ 120‬فيتسع له الدار‪ .‬والتقليد هو ان ينظر مستبرصا إىل البصري‬
‫ثم يقبل منه واليه يصري كام ورد عن األئمة عليهم السالم وهل ينبئك‬
‫مثل خبري ثم ماذا يقول أهل اّلجتهاد بعد هذا وكيف يتبعون ارائهم‬
‫وانى يرصفون عن اهلدى بعد اذ جائهم وما معنى حتصيل الظن باّلجتهاد‬
‫ثم كم قدرالظن املعترب فيه حتى يصح عليه اّلعتامد ثم ما الذي ّلبد منه‬
‫يف املجتهد يف العلوم حتى يتاتى له ذلك هل يكفيه حتصيل العلوم العربيه‬
‫ومعرفة القرآن واحلديث اّلحكاميني لذلك أم ّلبد من معرفته لألصول‬
‫اخلمسة الدينيه وعىل الثاين ا يكفيه التقليد أم ّلبد من الدّلئل اليقينيه ثم‬
‫هل يشرتط ان يعرفها بدّلئل املتكلمني أم يكفى طريق آخر ولو ادنى اذا‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪745‬‬

‫افاد اليقني أم ّلبد من طريق اعىل ثم ما ذاك الطريق والطرق شتى أم‬
‫خيتلف بحسب اختالفات اّلفهام لتفاوت الناس يف النقص والتامم ثم‬
‫هل يكفى يف اّلجتهاد ما ذكر أم ّلبد من علوم آخر ما تلك العلوم وما‬
‫املعترب فيها من قدر وهل يشرتط املنطق وهل جىب اوّل حتصيل معرفه‬
‫مجيع اّليات واّلحاديث اّلحكاميه أم يكفى ما يتعلق منها باملسئله‬
‫املطلوبه وهل جىوز التجزي يف اّلجتهاد ومع اجلواز هل يكفى يف جواز‬
‫العمل برايه له أو لغريه ثم ما معنى التجزى وما معنى اّلجتهاد يف الكل‬
‫وهل يكفى يف الثاين حتصيل امللكه التي هبا يتمكن من حتصيل الظن يف‬
‫كل مسئله مسئله ام ّلبد من حتصيل قدر صالح أم مسائل مجيع ابواب‬
‫الفقه ثم قدر القرحىه التي ّلبد ان يكون للخائض يف اّلجتهاد جىوز له‬
‫اخلوض فيه وهل له حد يف طرف القبله ّل يكتفى باقل منه وهل يشرتط‬
‫فيه القوه القدسيه كام زعمته طائفه ثم ما تلك القوه وما حدها وبم تعرف‬
‫ثم كيف تعرف املجتهد يف نفسه انه جمتهد حتى جىوزالعمل برايه بل جىب‬
‫وّل جىوز له تقليده غريه ام كيف السبيل للعامى إىل معرفه املجتهد حتى‬
‫جىوزله تقليده هل يكفى اعرتافه بذلك مع عدالته ام ّلبد مع ذلك ان‬
‫ينصب نفسه متصديا للفتيا ويرجع الناس إليها فيها مل ّل يكفى ذا وّل ذا‬
‫بل ّلبد من اذعان أهل العلم ثم هل يكفى الواحد أو اّلثنني أم ّلبد من‬
‫مجاعه ثم كم ومن‪ .‬ا يكفى من حصل طرفا من العلوم الرسميه ام ّلبد‬
‫‪ 746‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان يكون جمتهدا أم ّل وّل فمن وعىل تقدير اشرتاط اّلجتهاد فهل جىوز‬
‫الدور يف مثله ثم هل جىوز تقليد امليت أم ّل يموت القول بموت صاحبه‬
‫وعىل تقدير اجلواز هل يشرتط ان يكون الناقل من أهل العلم ثم ما العلم‬
‫الذي يشرتط فيه ثم هل اتفاق املجتهدين عىل عدم اعتبار قول امليت‬
‫يكفى يف عدم اعتبار اقواهلم ّلن هذا من مجله اقواهلم فاعتباره يوجب‬
‫عدم اعتبارها أم ّل‪ .‬هذا ما حرضنى من اّلحتامّلت والشقوق يف هذه‬
‫املسئله وقد ذهب إليه كل قوم ولعل ما مل يذكر مل يكن اقل ما ذكرنا ويزيد‬
‫يف كل عرص اقوال واختالفات إىل ما شاء اهلل واىل اهلل املفزع‪ .‬مسئله‬
‫اّلمجاع‪ :‬وما ادراك ما اّلمجاع اليس اّلمجاع املعترب ان يتفق الطائفة املحقه‬
‫والفرقه الناجيه عىل مضمون آيه حمكمه أو روايه معصوميه غري مبهمه‬
‫بحيث يعرفه الكل وّل يشذ عنه شاذ كام فهم ص‪ 120‬عىل وجوب مسح‬
‫الرجلني يف الوضوء دون الغسل املنصوص واشري باحلديث خذ باملجمع‬
‫عليه بني اصحابك فان املجمع عليه ّل ريب فيه ثم انظر ماذا يقول أهل‬
‫اّلجتهاد واىل ما ّل يعولون يف اّلستناد واسأهلم معنى اتفاق اّلراء‬
‫املشتمل عىل قول املعصوم اليس قول املعصوم بانفراده حجه من دون‬
‫انضامم راى احد إليه ام ذاك يف موضع ّل يعرف قوله اّل يف مجله اقوال‬
‫الناس كام زعموه ثم ما املقصود من هذا وكيف يعرف وبم يعرف قوله‬
‫فيها‪ .‬وهل يكفى اتفاق املجتهدين أم ّلبد يف كل من انتسب إىل العلم أم‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪747‬‬

‫إىل اّلسالم أم مجاعه من املسلمني يعلم دخول قوله يف اقواهلم وعىل‬


‫التقادير الثالث اّلول هل يكفى من يف البلد منهم أم ّلبد من كل يف‬
‫اّلرض حتى لو كان رجل منهم يف بالد الكفر ّلبد من معرفة رأيه بل‬
‫ٍ‬
‫كهف أو مفازة أو سفينه أو غري‬ ‫ظن كان منهم يف قرية أو باديه أو جبل أو‬
‫ذلك ثم كيف يعرف وجود مثل هذا املسلم يف مثل ذلك املوضع وعىل‬
‫تقديره كيف حىصل العلم بقوله ورايه ثم كيف يعرف ان ما يقوله هو‬
‫الذي يعتقده مل يكذب فيه ومل يتق احدا ومل ير مصلحه يف كتامن مذهبه ثم‬
‫كيف حىصل اّلطالع عىل قول اّلمام يف مجله اقوال الناس املتفرقني مع‬
‫غيبه شخصه وخفاء عينه وانقطاع اخباره واقواله ومكانه يف مده تقرب‬
‫من سبعامئه سنه بحيث مل يعلم انه يف اى قطر من اقطار اّلرض مشارقها‬
‫ومغارهبا برها وبحرها سهلها وجبلها وانه ممازج للناس خمالط ومعامل‬
‫معهم أو منزف ص‪ 121‬عنهم ساكن يف اقاىص اّلرض واباعدها أو هو‬
‫يف كهف جبل متقطع عن اخللق أو هو يف بعض اجلزائر التي يصل إليها‬
‫احد من الناس إىل غري ذلك مما ّل سبيل إليه بوجه وعىل التقدير الرابع‬
‫كيف يعرف قول املعصوم يف مجله اقوال مجاعه معينني بدون معرفه‬
‫شخصه هل يتصفح اثار القدماء واصحاب األئمة بحيث يعلم دخول‬
‫بعض األئمة املاضني يف مجلتهم وان مل يصل الينا رواية منقوله عىل‬
‫اخلصوص وبعد التصفح واّلطالع عىل اّلتفاق يعرف موافقته معهم‬
‫‪ 748‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وان مل يكن داخال يف مجلتهم ّلماره تقتىض ذلك أم بطريق اخر غري ما‬
‫ذكر ثم ما هو الوجود جمهول النسب يف مجلتهم كام قالوه وانى يعنى ذلك‬
‫وّلبد من العلم بدخول املعصوم وّل يكفى اّلحتامل وعىل التقادير يندر‬
‫وقوعه غايه الندره وخصوصا يف املسائل التي مل يرد فيها الرواية أو وردت‬
‫خمتلفه أو بخالف ما ادعى عليه وّل سيام يف مثل هذه اّلزمنه املتقطعه عن‬
‫املعصومني من كل وجه فكيف يدعى مثل هذا اّلتفاق يف أكثر املسائل‬
‫وىف مثل املسائل املذكوره وفيام بعد اّلزمنه املتطاوله املتقطعه راسا ثم هل‬
‫عىل اّلمام ان يظهر قوله اذا راى اختالفهم يف مسئله لئال يكونوا يف حرية‬
‫مطلقا أم اذا مل يكن احلق فيام بينهم خاصه أم ّل جىب عليه ذلك مطلقا ّلنا‬
‫نحن السبب يف استتاره ّل هو وعىل التقدير اّلول فلم مل يرفع اّلختالف‬
‫من البني يف أكثر املسائل يف هذه املدة املتطاوله وعىل اّلخريين ّل يتحقق‬
‫امجاع لعدم السبيل إىل معرفته وعىل تقدير وجوب اّلظهار كيف يظهر‬
‫بتعريف نفسه وليس له ذلك عىل انه يعدم فائده اّلمجاع حينئذ أم ّلرسال‬
‫رسول فالبد له من معجز واّل كيف يعرف صدقه فيعدم الفائدة ايضا اذ‬
‫يرجع حينئذ إىل اخلرب ثم بم يثبت العلم هبذا اّلتفاق ابامثال هذه‬
‫اّلجتهادات فيختص نفعه وحجيته بمن اجتهد فيه وّل يعد وانه إىل‬
‫غريه ام باخلرب فيجري من ؟ مثل هذا املجتهد وعام اعن ظنه ص‪121‬‬
‫فيكون اثبات ظن بظن وليس له غري ظنه أو خيرب مجاعه عىل سبيل‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪749‬‬

‫التواترعن ظن من انفسهم أم آخرين وعىل التقدير يكون اخبارا عن‬


‫ظنوهنم باّلتفاق ّل عن اّلتفاق ثم التواتر ّلبد من انتهائه إىل احل ّس كام‬
‫قرروه وليس هذا اّلتفاق عىل يشء من هذه التقادير بمحسوس بل هى‬
‫ظنون واجتهادات وهلذا ترهىم خمتلفني يف نقل اّلمجاعات اختالفا شديدا‬
‫افرتى احدهم ينقل اّلمجاع يف مسئله عىل قول يف كتاب له ثم ينقل‬
‫اّلمجاع يف تلك املسئله بعينها عىل القول اّلخر وينقل اخلالف فيها اما يف‬
‫ذلك الكتاب بعينه أو كتاب آخر مثل هذا يقع منهم كثريا حتى ان‬
‫شيخهم ورئيسهم فعل مثل ذلك يف قريب من اربعني مسئله عىل ما وقع‬
‫اّلطالع عليه جلامعه هذا ما حرضنى من اّلحتامّلت والشقوق يف هذه‬
‫املسئله وقد ذهب إىل أكثرها اقوام ولعل ما مل يذكرليس باقل مما ذكر‬
‫ويزيد يف كل عرص وقرن اقوال واختالفات اخر‪.‬و إىل اهلل املشتكى‬
‫واملفر‪ .‬مسئله النيه ‪:‬و ما ادريك ما النيه اليست ما يبعثك عىل العمل‬
‫ويدعوك إليه كالتعظيم يف قيامك ّلخيك ودفع العطش يف قيامك إىل‬
‫املاء وهي مما جبل عليه اّلنسان يف اعامله بل سائر احليوانات يف افاعيلها‬
‫وّل يمكن ان ينفك عمل عنها وهلل در صاحب البرشى حيث قال لو‬
‫كلفنا اهلل العبادة من دون النيه لكان تكليفا مما ّل يطاق فام هذه احلريه‬
‫والتحري وما هذا التكليف وما ذاك القال والقيل وما ذاك اّلطناب‬
‫والتطويل واما حديث انام اّلعامل بالنيات وانام لكل امرى ما نوى فام‬
‫‪ 750‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اظهر معناه وما ابني مغراه وما اكشف آخره عن اوله حيث قال عقيبه‬
‫فمن كانت هجرته إىل اهلل ورسوله ومن كان هجرته إىل دينا يصيبها أو‬
‫امره بخروجها فهجرته إىل ما هاجر إليه وانام سبب صدور هذا احلديث‬
‫قول بعض الصحابه للنبى صىل اهلل عليه واله ان بعض املهاجرين إىل‬
‫اجلهاد ليست نيته من تلك اهلجره اّل أخذ الغنائم من اّلموال والسبايا‬
‫الصيت عند اّلستيالء فبني صىل اهلل عليه وآله ان كل احد‬
‫أو نيل اجلاه و ّ‬
‫ينال يف عمله ما يبينه ويصىل إىل ما ينوهىص‪ 121‬وهذا واضح بحمد اهلل‬
‫وّل مدخل هلذا احلديث فيام ذهبوا يف امر نيه العبادات من املبتدعات‬
‫وليت شعرى من اين يقولون ما يقولون واىل ماذا يستندون وعن احلق‬
‫انى يوفكون وليسأهلم عن اختالفاهتم فيها واقاويلهم يف معانيها هل‬
‫ياتون عليها بسلطان من عندهم إليه ياؤون؟ كال وما ينبغى هلم وما‬
‫يستطيعون فليجيونا ما معنى النيه التي اخرتعوها يف العبادات اهى الفاظ‬
‫جاريه عىل اللسان أم اجلنان أو معان خاطره عىل القلب أم قد يكون‬
‫اجلميع كام يف افعال احلج وقد يكون اّلخري كام يف غريها‪ .‬ثم لو قال‬
‫بلسانه خالف ما اخطر بقلبه فهل يصح أم ّل ومع الصحه هل العربة‬
‫بالقول أم اّلخطار ثم هل يكفى تعني الفعل اما مطلقا أو اذا مل يكن معينا‬
‫يف نفسه أم ّلبد معه من اجزاء اجزاء العبادة عىل القلب امجاّل أم ّلبد من‬
‫اخطارها بالبال تفصيال‪ .‬وهل يكفى قصد القربه أم ّلبد معه من قصد‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪751‬‬

‫الوجوب أو الندب أم يف بعض العبادات ذا وىف بعضها ذا وعىل اّلخري‬


‫فام ذاك وما ذا وما الفرق وهل جىب مع قصد الوجوب والندب قصد‬
‫وجه الوجوب والندب اعنى حسن الفعل الداعى إىل الرتغيب التام أو‬
‫الناقص يف اجلميع أو البعض ثم ما ذاك البعض وما الفرق ثم اذا مل يعلم‬
‫املكلف الوجوب أو الندب فهل جىب عليه حتصيل العلم به اوّل أم يسقط‬
‫حينئذ ذلك أم يقصد الوجوب أو الندب أم ياتى باّلمرين مرددا أم‬
‫بالفعل مرتني ثم هل يمكنه قصد احدمها مع عدم العلم أو اّلعتقاد ثم‬
‫ما معنى القربه هل هى بمعنى اّلمتثال أو موافقه اّلرادة والقرب منه‬
‫تعاىل بحسب املنزله أو اهلرب من البعد عنه أو نيل الثواب عنده أو‬
‫اخلالص من عقابه أو كونه اهال للعبادة أو للحب له أو احلياء منه أو‬
‫املهابه عنه اوالشكر له أو التعظيم أو نفسه جل وعز أم هى امر وراء هذه‬
‫ثم هل يقوم احد هذه مقامه ام ّل أم البعض دون البعض ثم اهنا اما عد‬
‫الثواب أو اخلالص من العقاب كام ظن أو غري ذلك ثم هل يبطل العبادة‬
‫بقصد احدمها وهل خيل هبا قصد آخر غري هذه مطلقا أم منفردا ّل منضام‬
‫أم مع اّلستقالل ّل بدونه ام اذا كان غالبا ّل مغلوبا أو مساويا أو مع‬
‫املساواة ايضا ومع اّلخالل اى امر كان أم اذا مل يكن مباحا كالتربد يف‬
‫الوضوء أو راجحا كاحلميه يف الصوم أو طارئا يف اّلثناء كائنا ما كان أو‬
‫الريا فحسب دون غريه أو الريا يسقط الطلب عن املكلف وّل يستحق به‬
‫‪ 752‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ثوابا وهل يشرتط يف الطهارات ثالث قصد رفع احلدث واستباحه‬


‫العباده املرشوطه هبا أو الراجحه هبا أو احد اّلمرين ختيريا أم اّلستباحه‬
‫خاصه يف التيمم ّلنه مل يرفع احلدث وانام يفيد اّلستباحه فحسب وهل‬
‫احد اّلمرين غري اّلخر أم متحدان وهل وجوب الطهارات أو استحباهبا‬
‫لنفسها أو لغريها أم استحباهبا لنفسها ووجوهبا لغريها أم وجوهبا عن‬
‫اخلفاية ص‪ 122‬لنفسها وعن غريها لغريها وعىل التقادير هل يشرتط‬
‫تعيني ذلك يف النيه أو العلم به ام ّل ثم هل جىوزاتباع يشء منها للعباده‬
‫املرشوطه هبا قبل وقت تلك العباده بنيه الوجوب أو بنيه اّلستحباب‬
‫مطلقا أو اذا نفى إىل الوقت مقدار فعلها ّل ازيد واّلول يف الثاين والثاين‬
‫يف اّلول أو ّل مطلقا أو يبنى عىل كوهنا لنفسها أو لغريها فيجوز يف اّلول‬
‫دون الثاين أو بالعكس أو ّل جىوز يف التيمم مطلقا أم جىوز بنيه الوجوب‬
‫ملن عليه الفريضه مطلقا أم اذا اراد فعلها خاصه وليس لغريه ثم هل جىوز‬
‫الدخول يف الفريضه بالطهاره املندوبه وعىل تقدير اجلواز مطلقا أم اذا‬
‫نوى هبا استباحه تلك العباده أو مطلق استباحه العباده أو يف صورة دون‬
‫صوره ثم ما تلك وما تلك وهل يشرتط قصد اّلداء أو القضاء يف‬
‫العبادات املوقته التي خمريان فيها كالصلوة والصوم أم يف بعضها دون‬
‫بعض ثم ماذا وماذا وما الفرق وهل يكفى يف الصيام وجه ترك املنافيات‬
‫أم ّلبد من قصد الكف عنها بناء عىل ان اّلول امر عدمى والثاين وجودى‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪753‬‬

‫وهل يشرتط مقارنه النيه ّلول العباده ام جىوز التقديم والتاخري أم يف‬
‫الصوم خاصه جىوز التقديم دون غريه ثم ما قدر التقديم اجلائز فيه امتام‬
‫الليل أم متام الشهر أم اّلول مطلقا والثاين مع النسيان أم جىوز التاخري فيه‬
‫ايضا إىل الزوال اما مطلقا أو مع النسيان أو العذر أو إىل قبيل الليل يف‬
‫املستحب دون الواجب وهل يكفى املقارنه العرفيه أم ّلبد من احلقيقه‬
‫وهل املقارنه الالزمه القلبيه أو اللفظيه وعىل تقدير لزوم املقارنه هل جىوز‬
‫يف الوضوء والغسل مقارنتها لغسل اليدين املستحب ّلنه من الطهاره‬
‫الكامله أو املضمضه أو اّلستنشاق ّلقربيتها إىل الواجب وهل جىب‬
‫استحضار الصلوة املنويه حاله التكبري وهل جىب استدامه حكم النيه إىل‬
‫آخر العبادة وعىل تقدير وجوبه ما معناها هل هى امر وجودى هو‬
‫استمرار النيه اّلوىل أم امر عدمى بمعنى ان ّل ينوى ما يناىف النيه اّلوىل‬
‫ثم هل بناء ذلك عىل ان الباقى يفتقر يف البقاء إىل املؤثر أو ّل يفتقر ومتى‬
‫اخل باّلستدامه فهل يبطل الفعل الواقع بعد اّلخالل قبل استدراك النيه‬
‫ثم ان عاد إىل النيه اّلوىل قبل اّلتيان بشىء منها وقيل فواة املواّلة حيث‬
‫كانت رشطا صحت العباده لوقوعها بارسها مع النيه وعدم تاثري مثل‬
‫ذلك فيه أم ّل لتخلل القطع ثم هل جىوز العدول بالنيه يف يشء من‬
‫العبادات أم ّل أم قد جىوز وقد ّل جىوز ثم ما موضع اجلواز وما حمل املنع‬
‫وما الفرق ولو ذهل عن النيه يف اثناء الفعل فهل يكفى َتديدها عند‬
‫‪ 754‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الذكر أم ّلبد من استيناب الفعل أم قد وقد مم النيه ص‪ 122‬هل هى‬


‫واجبة أم مستحبه أم قد وقد ثم اين َتب واين تستحب وما الفرق وهل‬
‫هى يف جيمع اّلفعال أم يف العبادات خاصه ثم ما العبادات التي َترى‬
‫فيها ص‪ 122‬اليست النجاسه عن الثوب والبدن للصلوة عباده فلم ّل‬
‫َتب فيها عند من حسها وهل هى رشط أم ّل أم يف الواجب دون‬
‫املستحب أم العبادة دون غريها أم يف التيمم دون غريه وهل تصري املباحاة‬
‫بالنية وعىل تقديره هل هذه النية التي اخرتعوها أم التي ارشنا إليها وهل‬
‫املراد بالنية يف احلديث املشهور نيه املؤمن خري من عمله هذه ام امر آخر‬
‫ثم ما هو ما معنى احلديث ثم لو ذهبنا نذكر اقاويلهم يف معناه لطال‬
‫اخلطب مواقتصصنا ص‪122‬عليك سائر شقوق النيه ملا فرغنا إىل ما‬
‫متمنا اّل بعد مالل وسامه وهل مثل هذه اّلموراّلنيه يف نيه ص‪122‬‬
‫تقصت عنها‬
‫وحريه يف خربه ّل حميص عنها وّل ساحل هلا ثم هب اهنا قد ّ‬
‫املجتهدين يف كتبهم وسفوراهتم ومل يفعلوا بام يقوم عىل ساق ولن يفعلوا‬
‫فهب اهنم فعلوا فليس يف مجيعها بل وّل أكثرها وّل امهها فاملقلد املسكني‬
‫كيف يصنع وبقول من ياخذ واىل من يلوذ وكيف يظهر له استجامع‬
‫رشائط الفتوى فيمن يدعى اّلجتهاد وهو موقوف عىل تصديق بعضهم‬
‫بعضا وّل اقل من عدم تكذيبه اياه وهو امر يمتنع وقوعه اّل من اوحدهىم‬
‫كيف وهم يف أكثر البالد وىف أكثر اّلزمنه ّل يكادون يصطلحون عىل‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪755‬‬

‫مخس مسائل اجتهاديه بل وّل عىل اقل وّل ابنان منهم كام نراه ص‪122‬‬
‫يف زماننا ونسمعه فيمن كان قبلنا وإىل اهلل املفزع‪.‬‬
‫خامته‬
‫اعلم انى لست انكر طريقه أهل اّلجتهاد جهال منّى هبا وّل لعدم‬
‫بصريتى فيها بل ما اقدمت عىل ذمها اّل بعد ما اطلعت عىل طمحها‬
‫ورحمها ص‪ 122‬وبعد ما رصفت يف البحث عن أصوهلم املخرتعه اياما‬
‫وقضيت يف صناعتهم اعواما فانى بام يعملون بصري وّل ينبوك مثل خبري‪.‬‬
‫ثم ما ذكرنا كله انام هو يف شان أهل اّلجتهاد والرأى الناسبني انفسهم‬
‫يف استعالم اّلحكام إىل األئمة عليهم السالم باّلستنباط من كالمهم‬
‫بتاويل املتشاهبات عىل األصول املقررة عندهم واما مقلده هوّلء‬
‫املجتهدين الناسبون انفسهم اليهم املتمسكون باقاويلهم املفتون يف‬
‫كتبهم بعد موهتم من بعد ما سمعوا منهم ان ّل قول للميت وان قول‬
‫امليت كامليت وبعد اطالعهم عىل اتفاقهم عىل ذلك الدين ترى احدهم‬
‫ينصب نفسه قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس عىل غريه مع ان مقتداه‬
‫امليت غري ظنى ص‪ 122‬باصدار ما ورد عليه وّل عاض عىل العلم‬
‫برضس قاطع فكيف هبذا املسكني املقتفى اثره فام ابعدهم عن احلق وما‬
‫استحقهم ص‪122‬عن اّلصابه واعجب من ذلك اهنم يشرتطون احليوة‬
‫فيمن جىوز تقليده ومع ذلك ّل يقلدون اّل اّلموات وجىحدون اجتهاد‬
‫‪ 756‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اّلحيآء وعدالتهم ما داموا احياء منافسه وحسدا حتى اذا ماتوا صارت‬
‫اقاويلهم معتربه عندهم وكتبهم معتمدا عليها لدهىم لو قال العلة‬
‫ص‪ 122‬يتغافلون بعد موهتم عام عدوه من عيوهبم أم يقولون بالسنتهم‬
‫ما ليس يف قلوهبم أو ّل يميزون بني احلق والباطل واحلاىل‬
‫والعاطلص‪ 122‬لكالل ابصائرهم واعتالل ضامئرهم فيستوى عندهم‬
‫الصدق والزور والظلامت والنور وليت شعرى اى مدخل للموت‬
‫واحليوة يف بطالن الفتيا أو اصابه اّلراء وهل احلق اّل واحد وخمالفه اّل‬
‫جاحد ثم ان اقاويل اّلموات كام دريت خمتلفه غاية اّلختالف وفتاوهىم‬
‫يف كتبهم متناقضه كامل التناقض بل الكتاب الواحد ملجتهد واحد يف‬
‫مسئله واحده خمتلف يف الفتوى بحسب ابوابه ومباحثه وهذه‬
‫اّلختالفات تزايد يوما فيوما إىل ما شاء اهلل انقراضها ص‪122‬و املقلده‬
‫وان كانوا يقولون يف األكثر عىل القول اّلشهر اّل ان هذه الشهره ليست‬
‫مما يصح عليه اّلعتامد لكوهنا غري مبني عىل اصل بل انام يكون يف األكثر‬
‫بالبحث واّلتفاق أو بتقرب صاحب القول من السلطان أو ما شانه ذلك‬
‫من حوادث الدهور واّلوان وخيتلف بحسب اختالف اّلوضاع‬
‫واّلزمان فرب مشهور ّل اصل له ورب اصل مل يشتهر ثم اهنم لتعصبهم‬
‫الشديد وعلوائهم ص‪123‬ىف التقليد وَتادهلم يف الضالل البعيد ّل‬
‫يرفعون إىل ناصح راسا وّل يذوقون من رشاب التحقيق كاسا وّل‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪757‬‬

‫يلجاون إىل ركن وثيق وّل يقتدون بمن هو باّلقتداء حقيق بل انام يتبعون‬
‫اهوائهم ويقتدون ابائهم تقبض بعضهم اثر بعض حثيثا وّل يكادون‬
‫يفقهون حديثا وليت شعرى من اذن هلم يف اتباع رائ من جىوزعليه اخلطا‬
‫بالرأي ثم اختيار احد اقواهلم باّلتفاق والبخت مع اختالفهم السحت ا‬
‫اهلل اذن هلم أم عىل اهلل يفرتون أم تامرهم احالمهم هبذا أم هم قوم‬
‫طاغوت أم عندهم خزائن رمحة ربك أم هم املصيطرون أم هلم سلم‬
‫يستمعون فيه فليات مستمعهم بسلطان مبني أم عندهم الغيب فهم‬
‫يكتبون أم هلم رشكاء رشعوا هلم من الدين ما مل ياذن به اهلل كال بل ذرهم‬
‫يف غمرهتم يعمهون‪ .‬وحيث انتهمت سفينتنا يف بحر اّلختالف إىل‬
‫ساحل النجاة وجرت بنا إىل منازل اهلداة فلنزمها ص‪ 123‬عن اجلريان‬
‫ومتسك القلم عن الطغيان فبسم اهلل جمرهىا ومرسيها وإىل ربك منتهاها‬
‫فيا بنى اركب معنا وادخل معك من تبعنا ّل اكراه يف الدين قد تبني الرشد‬
‫من الغى ومتيز القول امليت من القول احلى وكشف الغطاء من العني‬
‫وّلح الصبح لذى عينني َفإِ ْن َآمنُوا بِ ِم ْث ِل ما َآمنْت ُْم بِ ِه َف َق ِد ْاهتَدَ ْوا وإِ ْن ت ََو َّل ْوا‬
‫‪2‬‬
‫جاء َك ِم َن ا ْل ِع ْلم‬ ‫ِ‬
‫واء ُه ْم م ْن َب ْعد ما َ‬
‫ِ‬
‫ت َأ ْه َ‬ ‫َفإِنَّام ُه ْم يف ِشقاق * و َلئِ ِن ا َّت َب ْع َ‬
‫‪1‬‬

‫فام لك من اهلل عن وىل وّل واق اطف الرساج فقد طلع الصبح واحلمد هلل‬

‫‪ .1‬بقره‪137 :‬‬
‫‪ .2‬بقره‪145 :‬‬
‫‪ 758‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والصلوة عىل رسول اهلل ثم عىل أهل بيت رسول اهلل ثم عىل رواه احكام‬
‫اهلل ثم عىل من انتفع بمواعظ اهلل‪.‬‬
‫[حممد بن احلسن الصفار القمي] ‪759‬‬

‫املجمع الثاني‬
‫يف ذكر نن شذ عنا ذكره نن نشاهرى املتقدننى واملتأخرين ‪ -‬ريض اهلل عندم امجعنى –‬
‫ونندم مجاعة مجة وملة ندهلمة‪ ،‬نذكر نندم ثلة نن األولنى وثلة نن اآلخرين‪.‬‬

‫[محمد بن الحسن الصفار القمي]‬


‫فمندم الشيخ الثقه اجلليل حممد بن احلسن الصفار القمي ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬صاحب «‬
‫بصائر الدرجات » وهو نن اجلة املشايخ الثقات روى احا يثا كثرىة يف كتبه يف نفي‬
‫االجتدا كام هو ظاهر لدى املرتا ‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « الفدرست » ‪:‬‬
‫حممد بن احلسن الصفار القمي له كتب مثل كتب احلسني بن سعيد‬
‫وزيادة كتاب « بصائر الدرجات » وغريه وله مسائل كتبها إىل ايب حممد‬
‫احلسن بن عىل ‪ -‬عليهام السالم ‪ -‬اخربنا بجميع كتبه ورواياته ابن ايب‬
‫جيد عن حممد بن احلسن بن الوليد عن حممد بن احلسن بن الصفار الخ‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬وكتاب « بصائر الدرجات » تصنيف شيخ بن عبداهلل االشعري القمي‬
‫و « ننتخب بصائر الدرجات » تصنيف الشيخ حسنى بن سليامن احليل تلميذ الشديد‬
‫االول والذي نسب إىل الصفار هو زيا ة بصائر الدرجات‪ ،‬فال تغفل‪.‬‬

‫[احمد بن محمد بن خالد الربقي]‬


‫‪ 760‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندم الشيخ امحد بن حممد بن خالد الربقي نن نشايخ االجازة ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬وقد‬
‫ذكر له الشيخ يف « الفدرست » نائه كتاب ختمينا نندا كتاب اختالف احلديث وكتاب‬
‫تفسرى االحا يث واحكانه وكتاب املحاسن ولنذكر بعض مما رواه يف املحاسن نندا نا‬
‫رواه عن ايب عبداهلل عن ابيه ‪ -‬عليدام السالم ‪ -‬قال قال انرى املمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫ألصحابه أ ال أخربكم بخمس لو ركبتم فيدن املطي حتى تنضوها مل تأتوا بمثلدن‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وال يستحيي العامل إذا سئل عام ال يعلم أن يقول ال علم يل‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عن ايب جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال رسول اهلل صىل اهلل عليه واله‬
‫وسلم نن َتسك بسنتي يف اختالف أنتي كان له أجر نائة شديد‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬واالجتدا الظني ليس نن سنته ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬باتفاق‬
‫الشيعة وقد نص عىل ذلك العالنة احليل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف « التدذيب » بقوله‪:‬‬
‫واحلق انه ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله وسلم ‪ -‬مل يكن جمتددا واالخذ بسنته يستلزم ترك‬
‫االجتدا ويدخل يف قوله عام ال يعلم نا يظن أيضا لقوله تعاىل نا هلم به نن علم ان‬
‫يتبعون اال الظن ولقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الظن عتجز ملا يستيقن ولقول الشاعر واعلم‬
‫علام ليس بالظن انه‪ /‬اذ اهلل سنى عقد يشء تيرسا ص‪123‬‬
‫[امحد بن حممد بن خالد الربقي] ‪761‬‬

‫ونندا نا رواه عن ايوب عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال انتم عىل ين اهلل و ين‬
‫رسوله و ين عيل بن ايب طالب ونا هي اال اثار عندنا نن رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه‬
‫وآله وسلم ‪ -‬عندنا نكنزها انكم عن احلق ونن خالفكم عىل الباطل‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث فان اولياء اهلل مل يزالوا نستضعفنى قليلنى‬
‫ننذ خلق اهلل آ م ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ان اهلل تبارك وتعاىل ا ب نبيه عىل حمبته فقال‬
‫انك لعىل خلق عظيم وقال نا اتاكم الرسول فخذوه ونا هنكم عنه فانتدوا وقال نن‬
‫يطع الرسول فقد اطاع اهلل وان رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬فوض إىل عىل فوض‬
‫إىل عىل ص‪ 123‬فسلمدم وجحد الناس فو اهلل فيحسبكم ان تقولوا ناذا قلنا وتصمتوا‬
‫اذا صمتنا ونحن فيام بينكم وبنى اهلل‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عن ايب جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ليس عىل الناس أن يعلموا حتى يكون‬
‫اهلل هو املعلم فإذا علمدم فعليدم أن يعلموا‬
‫ونندا نا رواه عن زرارة بن اعنى قال قلت البى عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا حق اهلل‬
‫عىل خلقه قال حق اهلل عىل خلقه أن يقولوا بام يعلمون ويكفوا عام ال يعلمون فإذا فعلوا‬
‫ذلك فقد أ وا إيل اهلل حقه وقال‪ :‬باب الندى عن القول والفتيا بغرى علم واخرج فيدا‬
‫احا يث‪.‬‬
‫‪ 762‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندا نا رواه عن ايب احلسن نوسى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نن أفتى الناس بغرى علم‬
‫لعنته نالئكة السامء ونالئكه االرض‬
‫ونندا نا رواه عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن ابيه قال قال رسول اهلل صىل اهلل عليه‬
‫وآله نن أفتى الناس بغرى علم لعنته نالئكة السامء واألرض‬
‫ونندا نا رواه عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نن أفتى الناس بغرى علم وال هدى‬
‫نن اهلل لعنته نالئكة الرمحة ونالئكة العذاب وحلقه وزر نن عمل بفتياه‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا علمتم فقولوا ونا مل تعلموا فقولوا اهلل أعلم‬
‫احلديث‪ .‬ثم قال باب البدع وروى فيه اخبارا‪ .‬نندا قوله صىل اهلل عليه وآله كل بدعة‬
‫ضاللة وكل ضاللة سبيلدا إىل النار‬
‫ونندا قول الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله إن هلل عند‬
‫كل بدعة تكون بعدي يكا هبا اإليامن وليانن أهل بيتي نوكال به يذب عنه ينطق بإهلام‬
‫نن اهلل ويعلن احلق وبنوره ير كيد الكائدين احلديث‪.‬‬
‫ونندا باب القياس والراى وأكثر فيدا اخبارا‬
‫ونندا نا رواه عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف رسالته إىل أصحاب الرأي والقياس‬
‫أنا بعد فإنه نن عا غرىه إىل ينه باالرتياء واملقاييس مل ينصف ومل يصب حظه ألن‬
‫املدعو إىل ذلك ال خىلو أيضا نن االرتياء واملقاييس ونتى نا مل يكن بالداعي قوة يف‬
‫عائه عىل املدعو مل يمؤنن عىل الداعي أن حيتاج إىل املدعو بعد قليل ألنا قد رأينا املتعلم‬
‫[امحد بن حممد بن خالد الربقي] ‪763‬‬

‫الطالب ربام كان فائقا ملعلمه ولو بعد حنى ورأينا املعلم الداعي ربام احتاج يف رأيه إىل‬
‫رأي نن يدعو ويف ذلك َترى اجلاهلون وشك املرتابون وظن الظانون ولو كان ذلك‬
‫عند اهلل جائزا مل يبعث اهلل الرسل بام فيه الفصل ومل ينه عن اهلزل‪.‬‬
‫وساق احلديث إىل ان قال‪:‬‬
‫وقالوا ّل يشء إّل ما أدركته عقولنا وعرفته ألبابنا فوّلهم اهلل ما تولوا‬
‫وأمهلهم وخذهلم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث ّل يعلمون ولو‬
‫كان اهلل ريض منهم اجتهادهم وارتياءهم فيام ادعوا من ذلك مل يبعث اهلل‬
‫إليهم فاصال ملا بينهم وّل زاجرا عن وصفهم وإنام استدللنا أن رضا اهلل‬
‫غري ذلك ببعثه الرسل باألمور القيمة الصحيحة والتحذير عن األمور‬
‫املشكلة املفسدة ثم جعلهم أبوابه ورصاطه واألدّلء عليه بأمورحمجوبة‬
‫عن الرأي والقياس فمن طلب ما عند اهلل بقياس ورأي مل يزده من اهلل إّل‬
‫بعدا ومل يبعث رسوّل قط وإن طال عمره قابال من الناس خالف ما جاء‬
‫به حتى يكون متبوعا مرة وتابعا أخرى ومل ير أيضا فيام جاء به استعمل‬
‫رأيا وّل مقياسا حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من اهلل ويف ذلك‬
‫دليل لكل ذي لب وحجى‪ .‬أن أصحاب الرأي والقياس خمطئون‬
‫مدحضون‪ .‬وإنام اّلختالف فيام دون الرسل احلديث‪.‬‬
‫ومنها ما رواه عن ايب عبداهلل عن ابيه عليهام السالم قال قال امرياملؤمنني‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ّ -‬ل راى يف الدين‬
‫‪ 764‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ومنها ما رواه عن ايب بصري قال قلت ّلبى عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ترد‬
‫علينا أشياء ليس نعرفها يف كتاب اهلل وّل سنة فننظر فيها فقال ّل أما إنك‬
‫إن أصبت مل تؤجر وإن أخطأت كذبت عىل اهلل‬
‫ومنها ما رواه عن ايب احلسن موسى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث له إذا‬
‫جاءكم ما تعلمون فقولوا وإذا جاءكم ما ّل تعلمون فها ووضع يده عىل‬
‫فمه فقلت ومل ذاك فقال ّلن رسول اهلل صىل اهلل عليه واله اتى الناس بام‬
‫اكتفوا به عىل عهده وما حىتاجون إليه من بعده إىل يوم القيامه‪.‬و منها عن‬
‫حممد بن الطيار قال‪ :‬قال ي أبو جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ختاصم الناس‬
‫قلت نعم قال وّل يسألونك عن يشء إّل قلت فيه شيئا قلت نعم قال‬
‫فأين باب الرد أيضا‬
‫ومنها ما رواه باسناده عن البزنطى قال قال رجل من اصحابنا أليب‬
‫احلسن ع نقيس عىل األثر نسمع الرواية فنقيس عليها فأبى ذلك وقال‬
‫وقد رجع األمر إذا إليكم فليس معهم ألحد أمر‬
‫ومنها ما رواه عن عثامن بن عيسى قال سالت ابااحلسن موسى ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬عن القياس فقال ما لكم والقياس إن اهلل ّل يسأل كيف حل‬
‫وكيف حرم‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬رصيح يف نفى قياس املنصوص العلة واملستنبط العلة وقياس تنقيح‬
‫املناط‬
‫[امحد بن حممد بن خالد الربقي] ‪765‬‬

‫ونندا نا رواه عن حممد بن بشرى االسلمى قال كنت عند أيب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫وورقة يسأله فقال له أبو عبد اهلل ع أنتم قوم َتملون اجلدل عىل السنة ونحن قوم نتبع‬
‫عىل األثر‬
‫ونندا نا رواه عن ايب جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال إن السنة ال تقاس وكيف تقاس السنة‬
‫واحلائض تقيض الصيام وال تقيض الصالة‬
‫ونندا نا رواه عن ابان بن تغلب قال قلت اليب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬رجل قطع‬
‫إصبع انرأة فقال فيدا عرشة نن اإلبل قلت قطع اثننى قال فيدام عرشون نن اإلبل قلت‬
‫قطع ثالث أصابع قال فيدن ثالثون نن اإلبل قلت قطع أربعا قال فيدن عرشون نن‬
‫اإلبل قلت أ يقطع ثالثا وفيدن ثالثون نن اإلبل ويقطع أربعا وفيدا عرشون نن اإلبل‬
‫قال نعم إن املرأة إذا بلغت الثلث نن ية الرجل سفلت املرأة وارتفع الرجل إن السنة‬
‫ال تقاس أ ال ترى أهنا تمؤنر بقضاء صوندا وال تمؤنر بقضاء صالهتا يا أبان حدثتني‬
‫بالقياس وإن السنة إذا قيست حمق الدين‪.‬‬
‫يقول املولف‪ :‬رصيح يف نفى القياس االولوية وكونه نن افرا القياس املطلق‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫ثم قال باب التثبت واور فيه اخبارا نندا نا رواه عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال‬
‫يسعكم فيام ينزل بكم مما ال تعلمون إال الكف عنه والتثبت فيه والر إىل أئمة املسلمنى‬
‫حتى يعرفوكم فيه احلق وحيملوكم فيه عىل القصد قال اهلل عز وجل فسئلوا أهل الذكر‬
‫إن كنتم ال تعلمون ثم قال باب االحتياط واالخذ بالسنه وفيه احا يث‪ .‬نندا نا رواه‬
‫‪ 766‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عن انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ألنسبن اليوم اإلسالم نسبة مل ينسبه أحد قبيل‬
‫وال ينسبه أحد بعدي إال بمثل ذلك اإلسالم هو التسليم‪ .‬والتسليم هو اليقنى واليقنى‬
‫هو التصديق والتصديق هو اإلقرار واإلقرار هو العمل والعمل هو األ اء‪ .‬إن املمؤنن‬
‫مل يأخذ ينه عن رأيه و لكن أتاه عن ربه فأخذ به إن املمؤنن يرى يقينه يف عمله والكافر‬
‫يرى إنكاره يف عمله‪ .‬احلديث‪ .‬ثم قال باب حقيقه احلق وفيه اخبار نندا نا رواه عن ايب‬
‫عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ليس نن باطل يقوم بإزاء حق إال غلب احلق الباطل‬
‫وذلك قول اهلل بل نقذف باحلق عىل الباطل فيدنغه فإذا هو زاهق‬
‫ونندا باب احلث عىل طلب العلم وروى فيه اخبارا نندا نا رواه عن ايب جعفر‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬سارعوا يف طلب العلم فوالذي نفيس بيده حلديث واحد يف حالل وحرام‬
‫تأخذه عن صا ق خرىنن الدنيا ونا محلت نن ذهب وفضة وذلك أن اهلل يقول نا آتاكم‬
‫الرسول فخذوه ونا هناكم عنه فانتدوا وإن كان عيل ع ليأنر بقراءة املصحف‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال يل يا جابر واهلل حلديث تصيبه نن صا ق‬
‫يف حالل وحرام خرى لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وان تفقدوا يف احلالل واحلرام واال فانتم اعراب‬
‫يقول املولف‪ :‬فيه انر وتعرف القول وترصيح بوجوب طلبه عينا‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انه قال تفقدوا يف ين اهلل وال تكونوا‬
‫أعرابا فإنه نن مل يتفقه يف ين اهلل مل ينظر اهلل إليه يوم القيانة ومل يزك له عمال‬
‫[امحد بن حممد بن خالد الربقي] ‪767‬‬

‫يقول املولف‪ :‬فيه أيضا انر وترصيح بالوجوب العيني لعموم اخلطاب واملوصول‪.‬‬
‫ونندا نا رواه عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال تفقدوا فإنه يوشك أن حيتاج إليكم‬
‫يقول املولف‪ :‬فيه انر واخبار بالغيب يف احتياج الشيعة إىل الرواه‬
‫ثم قال باب خذ احلق ممن عنده وال تنظر إىل عمله وفيه احا يث نندا نا قال املسيح‬
‫خذوا احلق نن أهل الباطل وال تأخذوا الباطل نن أهل احلق‪ ،‬كونوا نقا الكالم فكم‬
‫نن ضاللة زخرفت بآية نن كتاب اهلل كام زخرف الدرهم نن نحاس بالفضة املموهة‪،‬‬
‫النظر إىل ذلك سواء‪ ،‬والبرصاء به خرباء‬
‫ونندا نا رواه عن انرىاملمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خذوا احلكمة ولو نن املرشكنى‬
‫ونندا نا رواه عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ال تكذبوا بحديث آتاكم به نرجئ‬
‫وال قدري وال حروري ينسبه إلينا فإنكم ال تدرون لعله يشء نن احلق فيكذب اهلل‬
‫فوق عرشه ثم قال باب اظدار احلق وروى فيه احا يث نندا نا رواه عن محزه بن الطيار‬
‫عن ايب عبداهلل عيه السالم قال قال يل اكتب وأنىل إن نن قولنا إن اهلل حيتج عىل العبا‬
‫بالذي آتاهم وعرفدم ثم أرسل إليدم رسوال وأنزل عليدم الكتاب فأنر فيه وهنى‪ .‬أنر‬
‫فيه بالصالة فنام رسول اهلل صىل اهلل عليه واله وسلم عن الصالة فقال أنا أنيمك وأنا‬
‫أوقظك فإذا قمت فصل ليعلموا إذا أصاهبم ذلك كيف يصنعون ليس كام يقولون إذا‬
‫نام عندا هلك وكذلك الصيام أنا أنرضك وأنا أصحك فإذا شفيتك فاقضه ثم قال أبو‬
‫‪ 768‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وكذلك إذا نظرت يف مجيع األشياء مل جتد أحدا يف ضيق ومل‬
‫جتد احدا إال وهلل عليه حتجة وله فيه املشيئة‪.‬‬
‫إىل ان قال‬
‫نا انروا اال بدون سعتدم وكل يشء أنر الناس به فدم يسعون له وكل يشء ال يسعون‬
‫له فموضوع عندم ولكن الناس ال خرى فيدم احلديث‪.‬‬
‫ونندا نا رواه يف الصحيح عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف قول اهلل تبارك وتعاىل‬
‫واعلموا أن اهلل حيول بنى املرء وقلبه فقال احلول بينه وبنى املرء أن يعلم أن الباطل حق‬
‫ثم قال باب انزل اهلل يف القرآن تبيانا لكل يشء واخرج فيه احا يث نندا نا رواه عن ايب‬
‫عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ان اهلل عزوجل انزل يف القرآن تبيانا لكل يشء حتى واهلل‬
‫نا ترك اهلل شيئا حيتاج إليه العبد حتى واهلل ال يستطيع عبد ان يقول لو كان هذا نزل يف‬
‫القرآن إال وقد أنزل اهلل تبارك وتعاىل فيه‬
‫ونندا نا رواه يف الصحيح عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬لو أن قونا عبدوا اهلل وحده ال رشيك‬
‫له وأقانوا الصالة وآتوا الزكاة وحتجوا البيت وصانوا شدر رنضان ثم قالوا ليشء‬
‫صنعه اهلل تعاىل أو صنعه النبي ص أال صنع خالف الذي صنع أو وجدوا ذلك يف‬
‫قلوهبم لكانوا بذلك نرشكنى ثم تال هذه اآلية فال وربك ال يمؤننون حتى حيكموك فيام‬
‫شتجر بيندم ثم ال جيدوا يف أنفسدم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليام ثم قال أبو عبد‬
‫اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وعليكم بالتسليم‬
‫[امحد بن حممد بن خالد الربقي] ‪769‬‬

‫ونندا نا رواه عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انه قال نن َتسك بالعروة الوثقى فدو‬
‫ناج قلت نا هي قال التسليم ثم قال باب التحديد وروى فيه احا يث نندا نا رواه عن‬
‫ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال رسول اهلل صىل اهلل عليه واله وسلم إن لكم نعامل‬
‫فاتبعوها وهناية فانتدوا إليدا‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪-‬انه قال إن للدين حدا كحدو بيتي هذا وأونأ بيده‬
‫إىل جدار فيه‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نا نن يشء إال وله حد كحدو اري هذه فام‬
‫كان يف الطريق فدو نن الطريق ونا كان يف الدار فدو نن الدار حتى أرش اخلدش فام‬
‫سواه واجللدة ونصف اجللدة ثم قال باب البيان والتعريف ولزوم احلتجه واور فيه‬
‫اخبارا نندا نا رواه يف الصحيح عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف قول اهلل نا كان اهلل‬
‫ليضل قونا بعد إذ هداهم حتى يتبنى هلم نا يتقون قال حتى يعرفدم نا يرضيه ونا‬
‫يسخطه وقال فأهلمدا فتجورها وتقواها قال بنى هلا نا تأيت ونا ترتك وقال إنا هديناه‬
‫السبيل إنا شاكرا وإنا كفورا قال عرفناه فإنا آخذ فإنا تارك وسألته عن قول اهلل حيول‬
‫بنى املرء وقلبه قال يشتدي سمعه وبرصه ولسانه ويده وقلبه أنا إنه هو غيش شيئا مما‬
‫يشتدي فإنه ال يأتيه إال وقلبه ننكر ال يقبل الذي يأيت يعرف أن احلق غرىه وعن قوله‬
‫تعاىل وأنا ثمو فدديناهم فاستحبوا العمى عىل اهلدى قال هناهم عن قتلدم فاستحبوا‬
‫العمى عىل اهلدى وهم يعرفون‬
‫‪ 770‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندا نا رواه عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انه قال يا أيوب نا نن أحد إال وقد ير‬
‫عليه احلق حتى يصدق قلبه‪ ،‬قبله أو تركه‪ ،‬وذلك أن اهلل يقول‪ :‬بل نقذف باحلق عىل‬
‫الباطل فيدنغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون‬
‫ونندا نا رواه يف الصحيح عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ايب اهلل أن يعرف باطال حقا ايب اهلل‬
‫أن جيعل احلق يف قلب املمؤنن باطال ال شك فيه وأبى اهلل أن جيعل الباطل يف قلب الكافر‬
‫حقا ال شك فيه ولو مل جيعل هذا هكذا نا عرف حق نن باطل‬
‫يقول املولف‪ :‬فيه ترصيح يف وجو الفرق بنى العلم واجلدل املركب يف نفس املكلف‬
‫واال للزم تكليف نا ال يطاق فيام اوجب اهلل فيه العلم ولو يف اندات أصول األصول‬
‫فتانل‬

‫[عبد الله بن جعفر الحميي]‬


‫ونندم الشيخ اجلليل ابو العباس عبد اهلل بن جعفر احلمرىي نن ثقاة علامء الغيبة‬
‫الصغرى صاحب كتاب املسائل قال الشيخ يف الفدرست عبداهلل بن جعفر احلمرىى‬
‫القمي يكنى ابا العباس ثقة له كتب وذكر نندا عدة نندا كتاب قرب االسنا وقال‬
‫اخربنا برواياته ابو عبداهلل عن حممد بن عيل بن احلسنى عن ابيه وحممد بن احلسن عن‬
‫عبد اهلل بن جعفر واخربنا ابن ايب جيد عن ابن الوليد عن عبد اهلل بن جعفر ولنذكر‬
‫بعض نا رواه يف قرب االسنا نندا نا رواه عن جعفر بن حممد عن ابيه عليدام السالم‬
‫[عبد اهلل بن جعفر احلمرىي] ‪771‬‬

‫قال نن نصب نفسه للقياس مل يزل هره يف التباس‪ ،‬ونن ان اهلل بالرأي مل يزل هره‬
‫يف ارَتاس‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬انه قال نن أفتى الناس برأيه فقد ان اهلل بام ال يعلم‬
‫ونن ان اهلل بام ال يعلم فقد ضا اهلل حيث أحل وحرم فيام ال يعلم وننه نا رواه عنه ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬عن ابيه ان النبي صىل اهلل عليه وآله وسلم قال اياكم والظن فان الظن‬
‫اكذب الكذب‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال سألني ابن شربنة فقال نا تقول يف القسانة يف‬
‫الدم فأجبته بام صنع النبي ص فقال أ رأيت لو أن النبي ص مل يصنع هكذا كيف كان‬
‫القول فيه قال فقلت له أنا نا صنع النبي ص فقد أخربتك به وأنا نا مل يصنع فال علم‬
‫يل‬
‫ونندا نا رواه عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث طويل وال تقولوا نا ال نقول‪ ،‬فإنكم إن‬
‫قلتم وقلنا نتم ونتنا ثم بعثكم اهلل وبعثنا‪ ،‬فكنا حيث يشاء اهلل وكنتم قال قلت للرضا‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون نسمع األنر حيكى عنك وعن‬
‫آبائك فنقيس عليه ونعمل به فقال سبحان اهلل ال واهلل نا هذا ين جعفر همؤالء قوم ال‬
‫حاجة هبم إلينا قد خرجوا نن طاعتنا يف نوضعنا فأين التقليد الذي كانوا يقلدون‬
‫جعفرا وأبا جعفر قال جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال َتملوا عىل القياس فليس نن يشء‬
‫يعدله القياس إال والقياس يكرسه‪.‬‬
‫‪ 772‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫[عيل بن ابراهيم]‬
‫ونندم الشيخ العظيم الشأن عيل بن ابراهيم استا الكليني طاب ثرامها ونذهبه يف‬
‫االخبار واضح عىل نن يتبع تصانيفه وال سيام تفسرىه وضوح الشمس يف رابعة الندار‬
‫ولسنا نطيل الرسالة بايرا شواهد التفسرى لشدرته عند الصغرى والكبرى قال الشيخ يف‬
‫الفدرست عيل بن ابراهيم ين هاشم القمي له كتب نندا كتاب التفسرى وكتاب يف‬
‫الناسخ واملنسوخ وكتاب املغازى وكتاب الرشايع وكتاب قرب االسنا وزا ابن‬
‫النديم كتاب املناقب وكتاب اخبار القرآن ورواياته‬
‫إىل ان قال‬
‫وروى أيضا حديث تزويج املانون أم الفضل حممد بن عىل عليدام السالم رويناه‬
‫باالسنا االول‬

‫[عيل بن بابويه القمي]‬


‫ونندم الشيخ اجلليل املتوىف يف سنة وفات الكليني عيل بن بابويه القمي والد الصدوق‬
‫ريض اهلل عندم واخباريته كتجالله قدره مما ال كالم فيه وقد عد مجاعة نن املحققنى‬
‫فتاويه يف نقام االستدالل هبا كنفس االحا يث لعلمدم باهنا ناخوذة نندا لفظا ونعنى‬
‫قال شيخ الطائفة يف الفدرست عيل بن احلسنى بن نوسى بن بابويه كان فقيدا جليال‬
‫ثقة وله كتب كثرىه نندا كتاب التوحيد كتاب الوضوء كتاب الصلوة كتاب اجلنائز‬
‫كتاب االنانه والبصرىه نن احلرىه كتاب االنالء كتاب املنطق ص‪ 125‬كتاب االخوان‬
‫[حممد بن نسعو العيايش] ‪773‬‬

‫كتاب النساء والولدان كتاب الرشايع كتاب الوكاله حممد بن عىل كتاب التفسرى كتاب‬
‫النكاح كتاب نناسك احلج كتاب قرب االسنا وكتاب التسليم والتعبرى كتاب الطب‬
‫كتاب املواريث كتاب احلج كتاب النوا ر الخ‬

‫[محمد بن مسعود العيايش]‬


‫ونندم الشيخ اجلليل حممد بن نسعو العيايش ريض اهلل عنه صاحب التفسرى املعروف‬
‫وهو نن اجله املحدثنى وكبار االخبارينى وطريقته واضحه عىل نن راى تفسرىه قال‬
‫الشيخ يف الفدرست حممد بن نسعو العياشى نن أهل سمرقند وقيل انه نن بنى َتيم‬
‫يكنى ابا النرص جليل القدر واسع االخبار بصرى بالرواية نضطلع هبا له كتب كثرىه‬
‫تزيد عىل ناتى نصنف ذكر فدرست ابن اسحق النديم نندا كتاب التفسرى إىل اخر‬
‫الفدرست‬

‫[محمد بن عمر بن عبد العزيز الكيش]‬


‫ونندم الشيخ الثقة حممد بن عمر بن عبد العزيز الكيش صاحب « الرجال » املعروف‬
‫وهو نن اجله املحدثنى ريض اهلل عندم وعنه وارضاه قال الشيخ يف الفدرست حممد بن‬
‫عمر بن عبد العزيز يكنى ابا عمرو ثقة بصرى باالخبار وبالرجال حسن االعتقا وله‬
‫كتاب الرجال اخربنا به مجاعة عن ايب حممد هارون بن نوسى عن حممد بن عبد العزيز‬
‫ايب عمرو الكيش‪.‬‬

‫[محمد بن عمر الجعابي]‬


‫‪ 774‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندم الشيخ االجل حممد بن عمر اجلعايب ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وقد تكرر رواياته يف جمالس‬
‫الشيخ ايب عيل الطويس ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وهو نن اساتذه املحدثنى قال الشيخ يف «‬
‫الفدرست » ‪:‬‬
‫حممد بن عمر بن نسلم اجلعايب يكنى ابابكر احد احلفاظ والناقلنى للحديث له كتب‬
‫نندا كتاب املواىل وقسميه نن روى احلديث وغرىه نن العلوم وكان له صناعة ونذهب‬
‫و؟ رواه ؟ ص ‪125‬عنه الدورى واخربنا عنه بال واسطه الشيخ ابو عبد اهلل وامحد بن‬
‫عبدون‬

‫[محمد بن الحسني الريض]‬


‫ونندم السيد االجل حممد بن احلسنى الريض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬اخوالرشيف املرتىض‬
‫وله كرانات ونقانات وهو نن ابدال االخبارينى ونكاشفيدم يف أرسار الدين ويدل‬
‫عىل خمتاره تصانيفه وسيام اخلطب التي مجعدا يف « هنج البالغه » وبعضدا نص يف نفي‬
‫االجتدا ذكره استا االستا يف « المؤلمؤة » و النعامين يف « اليتيمة » والعالنة يف «‬
‫اخلالصة » والنتجايش يف « الرجال » وسيام العالنة االسرتآبا ي أيضا يف « الكبرى » و «‬
‫الوسيط » وله نن التصانيف كتاب « املتشابه يف القرآن » كتاب « حقائق التنزيل » كتاب‬
‫« تفسرى القرآن » كتاب « جمازات االثار النبوية » كتاب « تعليق خالف الفقداء » كتاب‬
‫« تعليقة االيضاح » ال يف ص‪ 125‬كتاب خصائص األئمة كتاب هنج البالغه كتاب‬
‫تلخيص البيان يف جمازات القرآن إىل اخر قال ابو احلسن العمرى رايت تفسرىه للقرآن‬
‫[حممد بن احلسنى الريض] ‪775‬‬

‫فرايته احسن التفاسرى يكون يف كرب تفسرى ايب جعفر الطويس أو اكرب كان له هيبه‬
‫وجالله وفيه ورع وعصمه وتقشف وفيه نراعات االهل والعشرىه وهو اول طالبى‬
‫جعل عليه السوا وكان عاىل اهلمه رشيف النفس مل يقبل نن احد صله وال جائزه حتى‬
‫انه ر صلة ابيه إىل اخر نا اطراه ولنذكر بعض نا رواة يف هنج البالغه قال ونن كالم‬
‫له ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف صفه نن يتصدى للحكم بنى االنة وليس لذلك أهل ان ابغض‬
‫اخلالئق إىل اهلل تعاىل رجالن رجل وكله اهلل إىل نفسه وهو جائر عن قصد السبيل‬
‫نشغوف بكالم بدعه و عاء ضالله فدو فتنة ملن افتتن به ضال عن هدى نن كان قبله‬
‫يضل ملن اقتدى به يف حيوته وبعد وفاته محال خطايا غرىه رهن بخطيئته ورجل قمش‬
‫جدال نوضع يف جدال االنه عا يف اغباش الفتنه عم بام يف عقد اهلدنة قد سامه اشباه‬
‫الناس عاملا وليس به بكر فاستكثرنن مجع‪ .‬نا قل ننه خرى مما كثر حتى اذا ارتوى نن‬
‫اجن واكتثر نن غرى طائل جلس بنى الناس قاضيا ضاننا لتخليص نا التبس عىل غرىه‬
‫فان نزلت به احدى املبدامت هيا هلا حشوا رثا نن رايه ثم قطع به فدو نن لبس الشبدات‬
‫يف نثل نسج العنكبوت ال يدرى اصاب أم اخطا فان اصاب خاف ان يكون قد اخطا‬
‫وان اخطا رجا ان يكون قد اصاب جاهل خباط جداالت عاش ركاب عشوات مل‬
‫يعض عىل العلم برضس قاطع يذرى الروايات ذرو الريح اهلشيم‪ .‬ال نىل واهلل باصدار‬
‫نا ور عليه وال أهل ملا قرظ به ال حيسب العلم يف يشء مما انكره وال يرى ان نن وراء‬
‫نا بلغ ننه نذهبا لغرىه وان اظلم عليه انر اكتتم به ملا يعلم نن جدل نفسه ترصخ نن‬
‫‪ 776‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫جور قضائه الدنائ وتعج ننه املواريث إىل اهلل اشكو نن نعرش يعيشون جداال‬
‫ويموتون ضالال ليس فيدم سلعه ابور نن الكتاب اذا تىل حق تالوته وال سلعه انفق‬
‫بيعا وال اغال ثمنا نن الكتاب اذا حرف عن نواضعه وال عندهم انكر نن املعروف وال‬
‫اعرف نن املنكر‪ .‬قال ونن كالم له ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف ذم اختالف العلامء يف الفتيا تر‬
‫عىل احدهم القضية يف حكم نن االحكام فيحكم فيدا برأيه ثم تر تلك القضية بعيندا‬
‫عىل غرىه فيحكم فيدا بخالف قوله ثم جيتمع القضاه بذلك عند االنام الذي‬
‫استقضاهم فيصوب ارائدم مجيعا واهلدم واحد ونبيدم واحد وكتاهبم واحد افانرهم‬
‫اهلل سبحانه باالختالف فاطاعوه أم هناهم عنه فعصوه أم انزل اهلل ينا ناقصا فاستعان‬
‫هبم عىل اَتانه أم كانوا رشكائ هلم فلدم ان يقولوا وعليه ان يرىض أم ان انزل اهلل ينا‬
‫تانا فقرص الرسول عن تبليغه وا ائه فاهلل سبحانه يقول نا فرطنا يف الكتاب نن يشء‬
‫وفيه تبيان لكل يشء وذكر ان الكتاب يصدق بعضه بعضا وانه ال اختالف فيه فقال‬
‫سبحانه ولو كان نن عند غرى اهلل لوجدوا فيه اختالفا كثرىا‪ .‬وروى نن كالم له عليه‬
‫السالم اهلوى رشيك العمى ونن التوفيق التوقف وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واخر‬
‫قد يسمى عاملا وليس به فاقتبس جدائل نن جدال واضاليل نن ضالل ونصب للناس‬
‫ارشاكا نن حبائل غرور وقول زور قد محل الكتاب عىل ارائه وعطف احلق عىل اهوائه‬
‫يونن الناس نن العظائم وهىون كبرىاجلرائم يقول اقف عند الشبدات وفيدا وقع‬
‫ويقول اعتزل البدع وفيدا اضطتجع فالصورة صورة انسان والقلب قلب حيوان ال‬
‫[حممد بن احلسنى الريض] ‪777‬‬

‫يعرف باب اهلدى فيتبعه وال باب العمى فيصد عنه فذلك نيت االحياء فأين تذهبون‬
‫وأنى تمؤفكون واألعالم قائمة واآليات واضحة واملنار ننصوبة فأين يتاه بكم وكيف‬
‫تعمدون وبينكم عرتة نبيكم وهم أزنة احلق وأعالم الدين وألسنة الصدق فأنزلوهم‬
‫بأحسن ننازل القرآن ور وهم ورو اهليم العطاش أهىا الناس خذوها عن خاتم النبينى‬
‫ص إنه يموت نن نات ننا وليس بميت ويبىل نن بيل ننا وليس ببال فال تقولوا بام ال‬
‫تعرفون فإن أكثر احلق فيام تنكرون واعذروا نن ال حتجة لكم عليه وهو أنا أ مل أعمل‬
‫فيكم بالثقل األكرب وأترك فيكم الثقل األصغر قد ركزت فيكم راية اإليامن ووقفتكم‬
‫عىل حدو احلالل واحلرام وألبستكم العافية نن عديل وفرشتكم املعروف نن قويل‬
‫وفعيل وأريتكم كرائم األخالق نن نفيس فال تستعملوا الرأي فيام ال يدرك قعره البرص‬
‫وال تتغلغل إليه الفكر وروى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ونا كل ذي قلب بلبيب وال كل ذي‬
‫سمع بسميع وال كل ذي ناظر عنى ببصرى‪ .‬عبا اهلل أحسنوا فيام يعنيكم النظر فيه ثم‬
‫انظروا إىل عرصات نن قد أقا ه اهلل بعلمه كانوا عىل سنة نن آل فرعون أهل جنات‬
‫وعيون وزروع ونقام كريم ثم انظروا بام ختم اهلل هلم بعد النرضة والرسور واألنر‬
‫والندي وملن صرب ننكم العاقبة يف اجلنان واهلل خملدون وهلل عاقبة األنور فيا عتجبا ونا‬
‫يل ال أعتجب نن خطإ هذه الفرق عىل اختالف حتجتجدا يف يندا ال يقتصون أثر نبي‬
‫وال يقتدون بعمل ويص وال يمؤننون بغيب وال يعفون عن عيب املعروف فيدم نا‬
‫عرفوا واملنكر عندهم نا أنكروا‪ -‬وكل انرئ نندم إنام نفسه آخذ نندا فيام يرى بعرى‬
‫‪ 778‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫وثيقات وأسباب حمكامت وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬أهىا الناس استصبحوا نن شعلة‬
‫نصباح واعظ نتعظ وانتاحوا نن صفو عنى قد روقت نن الكدر عبا اهلل ال تركنوا‬
‫إىل جدالتكم وال تنقا وا إىل أهوائكم فإن النازل هبذا املنزل نازل بشفا جرف هار ينقل‬
‫الر ى عىل ظدره نن نوضع إىل نوضع لرأي حيدثه بعد رأي يريد أن يلصق نا ال‬
‫يلتصق ويقرب نا ال يتقارب وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان املبتدعات الشبدات هو‬
‫املدلكات وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وإنام سميت الشبدة شبدة ألهنا تشبه احلق فأنا‬
‫أولياء اهلل فضياؤهم فيدا اليقنى و ليلدم سمت اهلدى وأنا أعداء اهلل فدعاؤهم فيدا‬
‫الضالل و ليلدم العمى وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬واعلموا عبا اهلل أن املمؤنن‬
‫يستحل العام نا استحل عانا أول وحيرم العام نا حرم عانا أول وأن نا أحدث الناس‬
‫ال حيل لكم شيئا مما حرم عليكم ولكن احلالل نا أحل اهلل واحلرام نا حرم اهلل وروى‬
‫عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إنام الناس رجالن نتبع رشعة ونبتدع بدعة ليس نعه نن اهلل‬
‫سبحانه برهان سنة وال ضياء حتجة وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وقبض نبيه ص وقد‬
‫فرغ إىل اخللق نن أحكام اهلدى به فعظموا ننه سبحانه نا عظم نن نفسه فإنهال خىف‬
‫عنكم شيئا نن ينه ومل يرتك شيئا رضيه أو كرهه إال وجعل له علام با يا وآية حمكمة‬
‫تزجر عنه أو تدعو إليه فرضاه فيام بقي واحد وسخطه فيام بقي واحد واعلموا أنه لن‬
‫يرىض عنكم بيشء سخطه عىل نن كان قبلكم ولن يسخط عليكم بيشء رضيه ممن كان‬
‫قبلكم وإنام تسرىون يف أثر بنى وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال نن قبلكم وروى‬
‫[املوىل اصغر بن يوسف] ‪779‬‬

‫عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يا اهىا الناس ال تستوحشوا يف طريق اهلدى لقلة أهله فإن الناس‬
‫اجتمعوا عىل نائدة شبعدا قصرى وجوعدا طويل وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وال تقل‬
‫نا ال تعلم وان قل نا تعلم وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فانظروا إىل نا تقضمه نن هذا‬
‫املقضم فام اشتبه عليك علمه فالفظه ونا أيقنت بطيب وجده فنل ننه أال وإن لكل‬
‫نأنوم إنانا يقتدي به ويستيضء بنور علمه وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وار إىل اهلل‬
‫ورسوله نا يضلعك نن اخلطوب ويشتبه عليك نن األنور فقد قال اهلل لقوم أحب‬
‫إرشا هم يا أهىا الذين آننوا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وأويل األنر ننكم فإن تنازعتم‬
‫يف يشء فر وه إىل اهلل والرسول فالر إىل اهلل األخذ بمحكم كتابه والر إىل الرسول‬
‫األخذ بسنته اجلانعة غرى املفرقة وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إن اهلل افرض عليكم‬
‫فرائض فال تضيعوها وحد لكم حدو ا فال تعتدوها وهناكم عن أشياء فال تنتدكوها‬
‫وسكت لكم عن أشياء ومل يدعدا نسيانا فال تتكلفوها وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ال‬
‫روع كالوقوف عند الشبدة وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ألنسبن لكم اإلسالم نسبة مل‬
‫ينسبدا أحد قبيل اإلسالم هو التسليم والتسليم هو التصديق والتصديق هو اليقنى‬
‫واليقنى هو األ اء واأل اء هو العمل الصالح وروى عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا اختلف‬
‫عوتان إال كانت إحدهىام ضاللة إىل غرى ذلك نن النصوص التي تو يك إىل نا تعرفه‬
‫لو تانلت فيدا حق التانل وعىل اهلل التوكل‪.‬‬

‫[املوىل اصغر بن يوسف]‬


‫‪ 780‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندم الفاضل املحقق املدقق املوىل اصغر بن يوسف صاحب « تنقيح املرام » وهو يف‬
‫هنايه الفضل والتدقيق وقصارى العلم والتحقيق وقد حل « رشح عدة األصول » بعد‬
‫ان عتجز عن حله مجلة الفحول ولنذكر بعض َتقيقاته يف املقام نن كتاب « تنقيح املرام‬
‫» قال يف َتقيق له‪:‬‬
‫تفصيل ذلك ان غايه نا يستفا نن اخلرب الواحد عند أكثر األصولينى الظن وحيث كان‬
‫العمل بالظنون جائز عندهم يف الفروع ون األصول قالوا انه يقىض إىل العلم يف‬
‫الفروع ون األصول وانا االخباريون فليس عملدم بظاهر القرآن وباخلرب الواحد‬
‫اجلانع للرشوط املقرره نن حيث افا هتا الظن بل يعملون هبام وان تعلق ظندم بخالف‬
‫ندلوهلا وذلك النه يثبت عندهم بالدليل القطعي ان العمل هبام واجب فتحصل هلم‬
‫قياس قطعي املقدنتنى والنتيتجه هكذا‪ .‬هذا ندلول خرب واحد جانع لرشوط العمل‬
‫وكل ندلول خرب واحد كذلك جيب العمل به نن هذا الوجه يفيدان العمل باحلكم‬
‫الواصيل نن غرى فرق بنى األصول والفروع‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫فان قلت‪ :‬تعارض القطعيتنى الزم عليكم أيضا الن العموم املستفا نن الدالئل املانعه‬
‫نن اتباع الظن قطعي عندكم كام يدل عليه قولكم كام هو احلق وجواز التمسك بالظاهر‬
‫يف نسائل األصول والفروع أيضا قطعي عندكم كام يدل عليه قولكم انه ثابت بالدليل‬
‫القطعي بل هو نن رضوريات الدين ونعلوم ان الظاهر ال يفيد اال الظن قلت الدالئل‬
‫[ابا احلسن بن حممد طاهر النباطي العانيل] ‪781‬‬

‫املانعه اتباع الظن نن الكثره بحيث تفيد القطع بان اتباع الظن حمظور واقعى وجواز‬
‫التمسك يف الظاهر يف األصول والفروع ليس نن حيث افا ته الظن بمرا اهلل تعاىل يف‬
‫الواقع بل نن حيث كون وجوب العمل بالظاهر نن حيث انه ظاهر نع فقد املعارض‬
‫ثابتا بالدليل القطعي ورضوريا للدين عىل نا نر وقال بعض الفضالء يمكن ان جياب‬
‫عن االعرتاض باختيار الشق االول بان يقال اهنا قطعي الداللة عىل نضموهنا وهو‬
‫حظر اتباع الظن و اللتدا عىل حظر العمل بالظاهر ظنيه االحتامل ان جتوز العمل هبا‬
‫لكوهنا ظواهر ال لكوهنا نظنونة العموم فلو ال االمجاع لكان العمل هبا لكوهنا نظنونة‬
‫اذ ال يتحقق حينئذ ليل عىل جواز العمل هبا نن جدة اخرى فيكون حمظورا لال له‬
‫املانعه نن اتباع الظن‬

‫[ابا الحسن بن محمد طاهر النباطي العاميل]‬


‫ونندم شيخنا ونوالنا احلري املوىل ابااحلسن بن حممد طاهر النباطي العانيل اصال‬
‫الغروي نزال تلميذ شيخنا الفاخر املوىل حممد باقر املتجليس والشيخ حممد احلر العانيل‬
‫طاب رنسدام ويدل عل هذا أكثر نا رصح به يف الفوائد الغرويه ولننقل يباجه ذلك‬
‫الكتاب تذكرة الوىل االلباب‪ .‬قال وبعد فانى بعد نا وليت شطرا نن االعوام إىل‬
‫َتصيل العلوم باصنافدا ووجدت قدرا نن االيام إىل اكتساب املعارف باكنافدا‬
‫ورصفت جزءا نن الزنان نحو نعانى العلام وارسفت بعضا نن االوان يف ا راك نبانى‬
‫برهان احلكامء واعتبت طبعى بالرياضه للتعلم واحلساب واوعيت نفسى للنظاره عىل‬
‫‪ 782‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫تفسرى الكتاب وتصفحت كتب صحف احلكامء واملتكلمنى وتصفحت يف كتب الفقداء‬
‫واملحدثنى وتتبعت االخبار واطلعت عىل االثار وجدت اخلرى كل اخلرى يف كالم األئمة‬
‫االطدار عليدم صلوات امللك الغفار فتجزنت ان نن ارا نتجات الدارين وسعا ة‬
‫النشاتنى فليتمسك باخبار االخيار املصطفنى وعلمت نا يتخلص به نن الشقاوة‬
‫الرسنديه ويتوصل به إىل السعا ة االبدية هو َتصيل املعارف اليقينية وتكميل العقائد‬
‫الدينيه لكن نن ينبوع احلق وعنى اليقنى اعنى كتاب اهلل وسنه سيد املرسلنى وعرتة‬
‫األئمة املعصوننى صلوات اهلل عليدم امجعنى وعرفت ان كل نن يتمسك يف غوص هذا‬
‫البحر العميق وطى جوا هذا الطريق بدالله نتفلسفه يونان الذين تومهوا اهنم نن أهل‬
‫احلكمه والعرفان واعتمد يف تشييد اساس ينه ورشيعته وَتديد قواعد نذهبه وطريقته‬
‫عىل عقوهلم الفاسده وارائدم الكاسده تومها ننه ان شبددم التي ال تفيد ظنا وال ومها‬
‫هي الرباهنى التي َتصل نندا اليقنى يف أصول الدين قد ضل وغوى وغرق وهوى‬
‫وبعد عن طريق اهلدى فلعمرى ان هدايتدم ضالله ولقائدم بالء ونتجاهتم ابتالء ندار‬
‫انظارهم عىل التشكيك ونناط افكارهم عىل الباطل الركيك أكثر نسائلدم خمالفه‬
‫للرشيعه الغراء بل قلام يوافق راى طائفه نندم راى طائفه اخرى وايقنت ان نن تاول‬
‫نصوص ائمه اهلدى واهنا غرى نوافقه ملذهب احلكامء قد نال عن املله البيضا اذ مل يعرف‬
‫ان العقالء الكانلنى واحلكامء الفاضلنى هم أهل بيت سيد املرسلنى بل هم نفس العقل‬
‫وروح العلم والربهان الصحيح والتبيان الرصيح واحلق اليقنى نطاع ثم اننى فحينئذ‬
‫[ابا احلسن بن حممد طاهر النباطي العانيل] ‪783‬‬

‫اعتصمت بكتاب العزيز اجلبار وَتسكت باخبار األئمة االبرار صلوات اهلل عليدم‬
‫نا ام الليل والندار فاعتقدت يف األصول نا ور عندم واعتمدت يف الفروع عىل نا‬
‫صدر نندم واحلمد هلل الذي هدانا هلذا ونا كنا لندتدى لوال ان هدانا اهلل وملا نضت ندة‬
‫نن الزنان التمس ننى بعض االخوان نن أهل الكامل والعلم وااليامن ان اكتب‬
‫خمترصا يف األصولينى نقترصا عىل نا ور عن األئمة املصطفنى بينا فيه املذهب املختار‬
‫بنى أهل األصول واالخبار فاعتذرت عنه بتشتت احلال وتشويش البال لكثرة حدوث‬
‫احلا ثات وشدة ورو رصرص االفات حتى ذهب اثار العلامء وانتفت انوار العظامء‬
‫ووقعت اعالم االعالم واندرست رسوم أهل االسالم وجلس يف جملسدم نن هو نن‬
‫ارسائ قيد التقليد ويف ترجيح املسائل وفدمدا بليد فافتى الناس بام ال يفدم وقال يف‬
‫ين اهلل نا مل يعلم كام قال رسول امللك العالم عليه واله افضل الصالة والسالم ان اهلل‬
‫ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه إليه ولكن يقبض العلامء حتى اذا مل يبق عاملا اختذ للناس‬
‫رؤساء جدال فسالوهم فافتوا بغرى علم فضلوا واضلوا فياهلا نن نصيبة عظيمة فتنت‬
‫الفوا واخربت البال هذا نع الرا ونقض االستعدا فلم يقنع باجلواب وزا يف‬
‫اخلطاب فتوكلت عىل اهلل تعاىل ورشعت بحوله وقوته يف َترير نسئله عىل الوجه االنيق‬
‫والطور الرشيق وذكرت فيه نا ظدر يل نن احلق وان ارغمت ننه املراغم وال اخاف يف‬
‫اهلل لونة الئم وقال وحيث تشدد بدهىه العقل بانه ال جيوز عىل اهلل ان جيرى عىل يد‬
‫كاذب انثال هذه املعتجزات جيب علينا تصديقه واالقرا بنبوته فاذا اننا به لزم علينا‬
‫‪ 784‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اطاعته يف كل نا انرنا ونتابعته يف مجيع نا هناها عنه كام قال تعاىل نا اتاكم الرسول‬
‫فخذوه ونا هناكم عنه فانتدوا ولقد بلغ رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله نا ارسل به‬
‫واخربعن ربه و عا انته إىل النتجاة وحثدم عىل الطاعات وعلمدم العبا ات حتى انه ملا‬
‫انقضت ندته وقربت رحلته خلف فيدم كتاب اهلل واهل بيته واوجب عليدم التمسك‬
‫هبا وحرم التخلف عندا فقال بالنص املتواتر الذي ذكره مجيع فرق االسالم انى تارك‬
‫فيكم الثقلنى ويف بعض الروايات خليفتنى ان اخذتم هبام لن تضلوا كتاب اهلل وعرتتى‬
‫أهل بيتى لن يفرتقا حتى ير ا عىل احلوض وقد اتفق املسلمون ان هل البيت عىل وذريته‬
‫الطاهرين فيتجب علينا اطاعتدم ونتابعتدم واالخذ باقواهلم وافعاهلم إىل ذلك اشار‬
‫سبحانه وتعاىل حيث قال اطيعوا اهلل واطيعوا الرسول واولوا االنر ننكم ثم اهنم ‪-‬‬
‫عليدم السالم ‪ -‬بينوا لنا نا نحتاج إليدم يف اخبارهم واوضحوا لنا نا نرجع إليه يف‬
‫اثارهم فقد صح نن ذلك ووضح وظدر واتضح ان ليس لنا اال التمسك بالكتاب‬
‫والسنة ونا يستند هبام ويرجع إليدام وان غرى ذلك نن الوجوه العقلية واالقيسة الومهية‬
‫التي اشتدرت بنى املخالفنى بحيث ترست إىل قوم نن اإلنانينى ال خل هلا يف االنور‬
‫الدينيه واملسائل الرشعية قال العامل ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫من أخذ دينه من كتاب اهلل وسنة نبيه صىل اهلل عليه وآله زالت اجلبال قبل‬
‫ان يزول ومن أخذ دينه من افواه الرجال ردته الرجال إىل اخره‪.‬‬
‫[] ‪785‬‬

‫اقول‪ :‬ونن تتبع فوائده الغرويه تيقن بانه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬كان نن حمققي املحدثنى‬
‫املتمسكنى بعروة الكتاب املبنى وسنة املعصوننى ‪ -‬سالم اهلل عليدم امجعنى ‪ -‬ويويد نا‬
‫حققناه فيه نا نص عليه العالنة البحراين يف « اللمؤلمؤة » بام لفظه‪:‬‬
‫وكان املوىل ابو احلسن املذكور حمققا مدققا ثقة صاحلا عدّل‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وله كتاب « الفوائد الغرويه » ومل اقف منه اّل عىل ما يتعلق بأصول الفقه‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وهو كتاب حسن جرى فيه عىل األصول والقواننى املستفا ه نن االخبار يشتمل عىل‬
‫ابحاث رائقه وَتقيقات فائقه تشدد بعلو شانه يف املعقول واملنقول وطول يده يف الفروع‬
‫واألصول ثم عد تصانيفه‬
‫إىل ان قال‬
‫سامه « رشيعة الشيعة ودّلئل الرشيعة » وهو‬
‫ورشح عىل « املفاتيح » ّ‬
‫يشهد بفضله وحتقيقه ودورانه مدار اّلخبار املامونة العثار ص‪127‬ىف‬
‫جليله ودقيقه‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬

‫[]‬
‫ونندم الشيخ االجل االواه جانع املعقول واملنقول بال ص‪ 127‬وشيخنا العارف‬
‫االوحدي املوىل حممد رفيع املازندراين اآلقا حممد البيدابا ي االصفداين ‪ -‬افاض اهلل‬
‫‪ 786‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عليه نن بيت ص‪ 127‬جو ه البحراين ‪ -‬وكان نن حمققي املتأخرين يف علوم املعارف‬


‫واليقنى ولننقل صورة نا كتبه ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف جواب نكتوب االجل االواه املوىل‬
‫عبداهلل البيدجيل القاساين وكان فيام كتب نا لفظه‪:‬‬
‫استبصارى از رشح نن ال حيرضه الفقيه فرنو ه بو ند خالصه بتجدة تذكره نعتربين‬
‫عرض نيشو جممىل از نفصل وخمترصى از نطولش انكه ايام صبا را باندا نو بنى‬
‫وتربيت رب العاملنى بنحوى رصف َتصيل نبا ى ا بى وعلوم إىل نمو ه اعتبا تام‬
‫وَتام هبم رسانيده پس عمل ر بر الفاظ وبحر نعانى حديث وقران بدستيارى حواس‬
‫عرشه سياحت وسباحت نمو ه بعد از هتذيب اخبار وتنقيح نسائل أصول اجتدا از‬
‫وسائل الشيعة فقه رشيعت انوخت و هرى با نتكلمنى گفتگو كر ه باعتقا خو‬
‫تصحيح عقائد نمو ه وزنانى با نشائينى ر ظلمت حكمت شان هبر نكان ويده‬
‫قائق َتقيقات شان را ذخرىه نمو ه وندتى از لوانع ارشاق افا ات ارشاقيان‬
‫استضاءه انوار طريق سلوك حكمت ارشاق نمو ه نشغول بمنزل شامرى بو‬
‫وپنداشت كه بتحصيل علوم تصورى اين نراتب تعرف حقيقت أهل نعرفت نيتوان‬
‫نمو واز نبدء ونعا خو خربى نيتوان گرفت وباين گامن عدد بعيدى از عمر عزيز‬
‫را رصف نتشاهبات عبارات ورنوز واشاراتشان نمو وچون يد كه از سرى حيثيت‬
‫ان ر فياىف ونداندص‪ 128‬بغرى ورى از نطلب اثرى نرتتب نشد السائر عىل غرى‬
‫البصرىه ال ارضا قطع وال ظدرا بقى اه حرست پر ر از سينه پر سوز كشيده نانند‬
‫[] ‪787‬‬

‫صدف كف افسوس بكف سو ه انگشت حرىت بدندان ندانت گزيده وچون كف‬
‫رس بگريبان تفكر فرو بر بعد از ياس كىل از كل نا سوى استعانت بيارى حرضت‬
‫بارى جسته نعلوم شد كه كتاب هفت نلت گر بخواند آ نى عام است وعلم رسمى‬
‫رس برس قيل وقال است بايد زبان بست وبازو گشا كه االيامن كله عمل وَتصيل‬
‫بعضه نن بعض ويقنى نمو م كه ر ندرسه هر علم كه آنوخته أم يف القرب يرضنى وال‬
‫ينفعنى زيرا كه هبمراهى حس وخيال توهم حصول نعرفت خياىل حمال است‬
‫واندوخته ايشان َتام نقش ونگارى است بى نعنى ورسيع الزوال بلكه حمض وزر‬
‫ووبال است وكار عقل نيز ارائه طريق است نه ايصال به نطلوب‪ .‬عقل رهرب وليك تا‬
‫ر وست‪ .‬راه نتجات ننحرص ر تابعيت قوىل وفعىل وحاىل است الرشيعة اقواىل‬
‫والطريقة افعاىل واحلقيقه احواىل ولكم يف رسول اهلل اسوة حسنه ولقد نن اهلل عىل‬
‫املمؤنننى اذ بعث فيدم رسوال يزكيدم ويعلمدم الكتاب واحلكمة تا لوح سينه از نقش‬
‫غرى صاىف واز شوائب خو ى وخو نامئى خاىل نشو عكس شاهد نقصو ر أو‬
‫جلوه گر نخواهد شد‪ .‬واز هنگانى كه حقيقت اين انر روشنم گشته تا حال پيوسته‬
‫چون شمع نيسوزم ونيگذازم ونيسازم وبقدر نقدور حب انور رذيله كه راس كل‬
‫خطيئه است وبمرور راسخ گر يده بحول اهلل تعاىل از ل برىون نيكنم واز اسباب‬
‫ظاهره اش كناره نيگرىم واز حق اعانت واز وستان شفاعت نيطلبم وانيدوارم كه‬
‫خداى عامل خدايى نمو ه زورق روح را از ست تدبرى ناخداى نفس گرفته برشط‬
‫‪ 788‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عنايت از غرقاب فتنه انواج حوا ث وران به ساحل نتجات وانان برساند‪ .‬شعر‪:‬‬
‫ارم انيد كه اين فن رشيف چون فنون گرم ننشا حرنان نشو ‪ /‬اينست نوجزى از‬
‫رشح اسباب ضياع عمر نفيس‪ .‬اندكى پيش تو گفتم غم ل ترسيدم‪ /‬كه ل آزر ه‬
‫شوى ورنه سخن بسيار است‪ .‬حال اين هتجران واين خوننى جگر‪ /‬حاليا بگذار تا‬
‫وقت گر‪ .‬يگر جان برا ر نرا نى بنى وفكر خويشتن نيكن‪ /‬يا اخى ان كنت عبداهلل‬
‫فرص حرا عن الكوننى‪ .‬واستقم كام انرت‪ .‬واطرح الدنيا واالخرة‪ /‬وارفع مهك مهه‪.‬‬
‫ووكل إىل نوالك انر نا هىمك‪ .‬ثم استمع نقاىل واعترب بحاىل وال ينبئك نثل خبرى‬
‫والعاقل نن اتعظ يغرىه‪ .‬وقد اخرب نرشد الكل املربى جلميع عبا ه ان حيوة الدنيا لعب‬
‫وهلو فاتركه للصبيان والدار االخرة هي احليوان نتجعلدا للذين ال يريدون علوا يف‬
‫االرض وال فسا ا وعن الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن احب ان يكون رشاك نعليه‬
‫احسن نن رشاك نعل اخيه فدو ممن يريد العلو‪ .‬فمفتاح الفالح الزهد والقناعه واملال‬
‫واالوال فتنه فاحذرهم ان يفتنوك عن بعض نا انزل اهلل وان تطع أكثر نن يف االرض‬
‫يضلوك عن سبيل اهلل قوا انفسكم ال يرضكم نن ضل‪ .‬قل اهلل ثم ذرالناس يف خوضدم‬
‫يلعبون‪ .‬فاهنم يعلمون ظاهرا نن احليوة الدنيا وهم عن االخرة هم غافلون‪ .‬ذلك‬
‫نبلغدم نن العلم‪ .‬وسيعلم الذين ظلموا اى ننقلب ينقلبون‪ .‬وعليك بتحصيل نلكه‬
‫العداله فاهنا سبب حصول االنسانيه بعد العبور عن رجة احليوانية فمن العبد‬
‫املتجاهدة يف االعدائ وعىل اهلل اهلداية واالرشا ‪ .‬الذين جاهدوا فينا لندديندم سبلنا‪.‬‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪789‬‬

‫ال صنع لغرىة يف املعرفة وهو وىل الذين اننوا خىرجدم نن الظلمه‪ .‬فدع نفسك وتعال‬
‫وال تصغ إىل قيل وقال‪ .‬رحم اهلل انرئا سمع فوعى وعمل ثم اهتدى والسالم عىل نن‬
‫اتبع اهلدى ونا ار ت اال االصالح نا استطعت ونا توفيقى اال باهلل واهلل املستعان‬
‫وعليه التكالن‪ .‬باقى ايام وستان بكام وستان با ‪.‬‬

‫[عبد عيل الدرازي البحراني]‬


‫ونندم الشيخ العامل الرباين عبد عىل الدرازى البحراين ‪ -‬قدس رسه النوراين ‪ -‬ولنذكر‬
‫طرفا نن كالنه يف يباجه كتاب احياء نعامل الشيعة بالفاظه الرفيعه قال اعلموا يا‬
‫اخوانى يف الدين وخالىل يف طلب احلق واليقنى انه ملا عدل ننتحلوا االسالم عن‬
‫اوصياء خرىه االنام وخلفاء امللك العالم وكانت ظواهر القرآن ال تفى لسائر االحكام‬
‫ونروياهتم لقلتدا ال تندض بمسائل احلالل واحلرام فالتبس عليدم لذلك أكثر املسائل‬
‫واستشكل لدهىم حل جل املشاكل فتاهوا يف او يه اجلداله والزلل وعمدوا يف طاحونه‬
‫الضالله واخلطل واهنم كاالنعام بل هم اضل ال جرم رجعوا عىل االعقاب القدقرى‬
‫ونكصوا عن الدين املبنى نرة بعد اخرى فغرىوا رشيعه خرى الورى واعتمدوا فيدا عىل‬
‫االستحسان العقىل واهلوى واالقيسه املبتدعه والظنون املخرتعه واالراء فدوهنا‬
‫علامئدم أصوال يرجعون إليدا يف نلتبس احكاندم ويستنبطون فيدا نشكل حالهلم‬
‫وحراندم يتدارسوهنا جيل بعد جيل ويكثرون فيدا القال والقيل فاضلوا كثرىا وضلوا‬
‫عن سواء السبيل وانا خواص اخلواص وبقيه ارباب االخالص فكانوا عىل النقيض‬
‫‪ 790‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نن سلوكدم فالناس عىل ين نلوكدم ندارهم عىل السنه والكتاب ومجيع االبواب عىل‬
‫سوال ائمتدم االبواب ال يرجعون إىل غرى ذلك يف خالف وال وفاق وال يتمسكون يف‬
‫حال امجاع وال اتفاق يمنعون العمل بالرأي والقياس وحيرنون الرجوع إليه عند‬
‫االلتباس فداهبم العمل بالنصوص واتباع االنر املنصوص وعىل هذا كان ننداجدم‬
‫وبكالم رهبم وخلفائه كان احتتجاجدم ومل يزل عىل ذلك علامئدم ترتى إىل ان عمت‬
‫الفتنه يف اوائل الغيبه الكربى فاختلط الغث والسمنى وانتزج الباطل باحلق املبنى‬
‫فقلدوا القوم يف أصول القوم يف أصول يندم وخالطوهم حذرا نن قطع وتيندم‬
‫وعارشوهم خوفا نن اصطالم البليه وبارشوهم عمال باوانر التقية والتبس عىل نن‬
‫تاخر احلال حتى ظن حقيقه أصول أهل الضالل واعتمد عليدا يف اختيار االقوال حتى‬
‫قل نا يتعرض يف نقام االستدالل للنصوص الوار ه عن االل بل ربام طرحدا عند‬
‫نعارضه ذلك املقال نعتمدا عىل تلك القواعد الشنيعه ونا رى ان يف ذلك ابطال‬
‫ملذهب الشيعة نع اهنا يف نفسدا كرساب بقيعه فام ترى نصنفا اال وهو هبا نفتون وال‬
‫نصنفا اال وهو هبا نشحون قد طولوا هبا زنان الكالم وجعلوها ندار النقض واالبرام‬
‫وليس هذا باول قارورة كرست يف االسالم ؟ الغرىة االهلية ومحلتنى احلمية الربانيه عىل‬
‫ان ؟ ص‪129‬و رحىل واجو حسام ص ‪129‬فكرى وعقىل يف مجيع نمؤلف ؟ ص‪129‬‬
‫احلق والصواب وجممع اقوال األصحاب املستنده للسنه والكتاب نوضحا فيه الرشاب‬
‫نن ال يبغ الرساب ونفصحا فيه لظاهر القرش نن اللباب ونعرضا عن املسائل التي ال‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪791‬‬

‫تدخل يف هذه الشعاب واالقوال التي ال تكون نن هذه الباب اذ ال يرتتب عىل ذكرها‬
‫سوى التعرض للمقت والعقاب لعله حييى نا نات نن الرشيعة وجيد نا اندرس نن‬
‫نذهب الشيعة إىل اخره‪ .‬وقال احتج أهل االجتدا عىل حتجية االمجاع بوجوه اقواها‬
‫نا ذكر املحقق الثالث وقبله العالنة يف الندايه وقبلدام املحقق فقال ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف‬
‫« املعامل » بعد ان عرفه باتفاق نن يعترب قوله نن االنه يف الفتاوى الرشعية عىل انر نن‬
‫االنور الدينيه وقد وقع االختالف بيننا وبنى نن وافقنا عىل احلتجية نن أهل اخلالف يف‬
‫ندركدا فاهنم لفقوا لذلك وجوها نن العقل والنقل ال جيدى طائال ونحن ملا ثبت عندنا‬
‫باال لة العقلية والنقليه كام حقق نستقىص يف كتب اصحابنا الكالنيه ان زنان التكليف‬
‫ال خىلو نن انام نعصوم حافظ للرشع جيب الرجوع إىل قوله فيه فام امجعت االنه عىل‬
‫قول كان اخال يف مجلتدا النه سيدها واخلطا نانون عىل قوله فيكون ذلك االمجاع‬
‫حتجة فحتجية االمجاع يف احلقيقة عندنا انام هي باعتبار كشفه عن احلتجه التي هي قول‬
‫املعصوم وإىل هذا اشار املحقق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬حيث قال بعد بيان وجه احلتجية عىل‬
‫طريقتنا وعىل هذا فاالمجاع كاشف عن قول االنام الن االمجاع يف نفسه حتجه نن حيث‬
‫هو امجاع‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وال خىفى عليك ان فائدة االمجاع يعدم عندنا اذا علم االنام بعينه ثم بتصور وجو ه‬
‫وحيث ال يعلم بعينه ولكن يعلم كونه يف مجله املتجمعنى والبد يف ذلك نن وجو نن‬
‫ال يعلم اصله ونسبه يف مجلتدم أو نع علم اصل الكل ونسبدم يقطع بخروجه عندم‬
‫‪ 792‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونن املتتجه ان يقال املدار يف احلتجية عىل العلم بدخول املعصوم يف مجلة القائلنى نن‬
‫غرى حاجة إىل اشرتاط مجيع املتجتددين أو أكثرهم ال سيام نعروف يف النسب قال املحقق‬
‫يف املعترب وانا االمجاع فعندنا نا هو حتجه اال بانضامم املعصوم فلو خال املائه نن فقدائنا‬
‫عن قوله نا كان حتجة ولو حصل يف اثننى لكان قوهلام حتجة ال باعتبار اتفاقدام بل‬
‫باعتبار قوله فال تعترب بمن يتحكم فيدعى االمجاع باتفاق اخلمسة والعرشة نن‬
‫األصحاب نع جداله قول الباقنى اال نع العلم القطعي بدخول االنام يف اجلملة‪ .‬انتدى‬
‫كالم صاحب « املعامل » ‪.‬‬
‫وانت خبرى بان نفا هذا الكالم كون االمجاع راجعا إىل السنه كام اعرتف به غرى واحد‬
‫نن االعالم لكونه حاكيا قول االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وكاشفا عنه فال يكون ليال‬
‫نستقال كام هو املفدوم نن جعلدم اال لة اربعة وعدهم االمجاع احدها نع عطفه عىل‬
‫السنة فال ينبغى حينئذ ذكره نعدا حذرا نن توهم استقالله ونغايرته هلا ونع ذلك كله‬
‫فقول االنام ان كان نعلونا نن غرى جدة االمجاع فال حاجة إىل ضم غرىه إليه و عوى‬
‫االمجاع عليه بل الواجب حينئذ ان ينسب القول إليه اذ االعتبار انام هو بقوله وضم‬
‫الغرى إليه ال يزيده تقويه وال يفيد زيا ة اعتبار بل يكون نفسدا الهبانه ان هلم ندخال‬
‫يف ذلك وان كان العلم به انام نشا نن االمجاع كام يفدم نن قوله فمتى امجعت االنه عىل‬
‫قول كان اخال يف مجلتدا الهنا سيدها فدو وان سلم لظدوراملقدنه لكن الكالم يف‬
‫َتقيق نقدنة الرشطيه الن اجتامع مجيع االنه عىل حكم نن االحكام يتعذر يف نفسه‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪793‬‬

‫فضال عن نعلونيته لوجو نن ال يعلم حكام نن االحكام يف االنه بالرضوره ونع‬


‫تسليم انكان هذا االمجاع والعلم به يتعذر به لتوقفه عىل تتبع افرا االنه وهو غرى ممكن‬
‫ونع تسليم انكان العلم به فدو اخص نن الدعوى اعنى اتفاق نن يتفق قوله فال يلزم‬
‫نن حتجية هذا اخلاص اعنى امجاع االنة حتجه العام اعنى اتفاق نن يعترب قوله اللدم‬
‫اال ان يريد بامجاع االنه امجاع نعتربهىم ليتم التقريب وحينئذ يتوجه عليه ننع املالزنه‬
‫اذ ال يلزم نن اتفاق املعتربين خوله يف مجلتدم وكونه سيدا هلم غرى نافع وانام يلزم ذلك‬
‫لو ثبت ظدور االنام يف كل عرص نصدر للفتوى بحيث يرجع إليه يف االحكام ويعترب‬
‫قوله وان مل يعرف كونه االنام وهو ممنوع ونع تسليم املالزنه فتتبع نعتربي االنه عىل‬
‫وجه يفيد ذلك نعتذر واحلاصل ان االمجاع نع ظدور االنام أو نعرفه نسبه ال نعنى له‬
‫وال فائدة فيه كام اعرتفت به ونع عدم غيبته وعدم نعرفته فان انكن العلم بقوله بوجه‬
‫نن الوجوه فال حاجه لضم غرىه إليه وان مل يعلم قوله بخصوصه وانام علم اتفاق علامء‬
‫الشيعة يف عرص نثال فمع حصول هذا العلم ال يستلزم خول قوله يف مجلتدم وان كان‬
‫هو سيدهم لتوقف ذلك عىل رؤيته نتصدرا للفتوى ونعرفه كونه نن علامء الشيعة نع‬
‫عدم العلم بنسبه وهو يف زنن الغيبه ممنوع وملا استشعر نا يقرب نن هذا احلاصل‬
‫واالشكال بعض االفاضل نن ارباب الكامل تصدى لدفعه يف أصوله فقال لعلك تقول‬
‫كيف يمكن يف هذه االزننه َتصيل العلم بدخول املعصوم يف مجله املتجمعنى حتى حيكم‬
‫بحتجية امجاعدم واى فائده يف االتفاق حنى علم خصوص قول املعصوم يف االمجاع كام‬
‫‪ 794‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ليس اال كون قوله نوافقا لقول املتجمعنى وهذا ال يستلزم خول شخصه ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬يف مجله اشخاصدم بل وال كونه يف ازننتدم فانه ربام ينعقد االمجاع يف زنن‬
‫الغيبة عىل طبق قول احد نن األئمة املاضيه حلتجية قول كل واحد نندم حيا ونيتا وانام‬
‫يتحقق اطالعنا عىل كون قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نوافقا لقوهلم بالقرائن واالثاراملعلونه‬
‫بالتتبع الدالة عىل ان اتفاق هذه الطائفة ال يكون اال عىل طبق نا ثبت عندهم ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬نن قوله‪.‬‬
‫قال الشيخ يف « العدة » ‪:‬‬
‫قد ّل يتعني لنا قول اّلمام يف كثري من اّلوقات حىتاج حينئذ إىل اعتبار‬
‫اّلمجاع فيعلم بامجاعهم ان قول املعصوم داخل فيهم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقد ظدرلنا نن كشف هذا النقاب طريقان االول تتبع فتاوى أصحاب األئمة كزراره‬
‫وحممد بن نسلم والفضيل وايب بصرى املرا ي وصفوان والفضل بن شاذان ونن حيذوا‬
‫حذوهم اذ ظاهر ان اتفاق مجع نن انثال هوالء الفضالء الذين مل يكونوا يتكلمون اال‬
‫بسامع نن االنام عىل فتوى ال تكون اال بقوله وحكمه وانكار ذلك نكابره باطله سيام‬
‫اذا انضم إليه بعض القرائن الدالة عىل املطلوب واالستبعا باهنم كانوا اذا سمعوا نن‬
‫االنام شيئا اسندوه إليه ليس يف حمله اذ كثرى مما كانوا يفتون بيشء نن غرى ترصيح‬
‫بحديثه للتقية كام هو غرى خفى عىل نن تتبع خصوصا كتب الرجال وربام يقال ان‬
‫افتائدم أحسن نن رواياهتم نن حيث انه يدل عىل كامل وثوقدم يف حقيقته لكن هذا‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪795‬‬

‫الطريق كان نتسدال وذلك التتبع كان نتيرسا ملن كان قبل انقراض الكتب املعتمدة‬
‫واندراس األصول االربعامئة كالشيخ ونن تقدم عليه اذ كانت كتب أصحاب األئمة‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نعلونه عندهم نشدورة وفتاوهىم يف كتبدم نو وعة نوجو ة‬
‫كفتاوى املتأخرين عندنا وقد نقل مجع نن علامئنا شطرا نندا كام نقل الصدوق ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬فتاوى الفضل بن شاذان ويونس بن عبد الرمحن وغرىمها يف االبواب املتفرقة يف‬
‫« التدذيب » والظاهر ان كثرىا نن االمجاعات التي ا عاها املتقدنون كالشيخ والكليني‬
‫بل الشيخ أيضا وانثاهلم نن هذا النوع وانا علامء زنان انقراض األصول وفقداء اوان‬
‫اندراس فتاوى أصحاب ذرية الرسول فاطالعدم عىل ذلك يف غايه االشكال لتوقفه‬
‫عىل تتبع كالم كثرى نن خواص الطائفة وارباب النصوص نندا بحيث حيصل العلم‬
‫العا ى باتفاقدم عىل احلكم وعدم االختالف فيه بيندم نع انضامم القرائن الدالة عىل‬
‫ورو احلكم نن املعصوم اذ العا ة َتكم حينئذ بانه لو كان لقوهلم يف تلك املسئله‬
‫خمالف لظدر ننه اثر ولكان يتصل إلينا وهذه املقدنه ينقل إلينا وهذه املقدنه يسميدا‬
‫أهل العلم بالقطعيات العا ية وال يشك فيدا أهل االنصاف ويستعملوهنا يف املطالب‬
‫العظيمه كام استدلوا هبا عىل عتجز العرب نن نعارضه القرآن ونن هذا القبيل نا ارشنا‬
‫إليه يف باب التوحيد نن قول انرى املمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬البنه احلسن ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬لو كان لربك رشيك التتك رسله ولرايت اثار نلكه وسلطانه الثاين وجدان احلكم‬
‫يف حديث امجع خواص الطائفة وارباب النصوص نندا عىل صحته بحيث مل يوجد‬
‫‪ 796‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فيدم له ننكر اصال اذ ال خىفى انه يصدق عىل احلكم حينئذ انه امجاعى جمزوم بصحته‬
‫واجب العمل كام ور االنر يف قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خذ بام امجع عليه اصحابك‬
‫والظاهر ان نن هذا القبيل بعض االمجاعات التي ا عاها علم اهلدى كام يظدر نن التتبع‬
‫يف نواضع ا عائه وان سكت عنه عند بيان نعنى االمجاع هذا كالم زيد اكرانه وقد‬
‫نقلناه بطوله لنقف عىل حمصوله فانت ال اظن ال خىفى عليك نا فيه بعد االحاطه بام‬
‫اسلفناه لك نن التنبيه وان شئت اال زيا ه بسط يف الكالم ونعارضه يف النقض واالبرام‬
‫فاستمع ملا يتىل عليك فنقول اوال انه نع حصول العلم بموافقه قوله لقوهلم بالقرائن‬
‫واالثار املعلوم نن تتبع كالم اولئك االخبار مل ال يسند احلكم إليه نن غرى حاجه إىل‬
‫عوى االمجاع عليه وأي فائدة يف ذلك ان يقال لقول االنام املعلوم نن تتبع اقوال‬
‫اصحابه وخواصه بل هو الواجب حينئذ لدفع شبده غرىه يف االحكام واظدار‬
‫اختصاصه وثانيا ان اتفاق هذه الطائفة ال يكون اال نع طبق قوله نع تسليمه غرى نافع‬
‫لتعذر اتفاقدم يف نفسه فضال عن نعلونيته اللدم اال ان يريد بالطائفة بعضدا اعني‬
‫نعتربهىم كام يشعر هبم كشف النقاب وحينئذ فاتفاقدم نع تسليم َتققه وانكان العلم‬
‫به ال يدل عىل نوافقته هلم وانام يدل لو علم اهنم ال يتكلمون اال بسامع نندم ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬كام ا عاه والعلم بذلك يف حيز املنع كيف واملعلوم نن تتبع اطوارهم‬
‫واستقصاء اثارهم اهنم يسندون يف االحكام الرشعية أيضا إىل الظواهر القرانية كام‬
‫اعرتف به يف اول كتابه واحتج به عىل االخبارية فقال وباجلملة كل نن تتبع االخبار‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪797‬‬

‫وتصفح طريقه االخيارعلم ان أب علامئنا السابقنى وكذا أصحاب األئمة املعصوننى‬


‫االستدالل بظواهر كتاب اهلل املبنى‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وحينئذ فتجاز خطاهم يف فدم املرا نن االيات القرآنية كفاك يف ذلك لزرارة ونن تبعه‬
‫نع انه احد االركان االربعة حيث فدموا نن قوله تعاىل فمنكم كافر وننكم نمؤنن‬
‫انحصار يف الصنفنى كام رواه الكيش بل « الكايف » عن زراره بطريقنى احدمها نن‬
‫احلسن عن ايب جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قلت نا تقول يف نناكحة الناس اخلرب‪.‬‬
‫إىل ان قال‬
‫وهل تعدو أن تكون نمؤننة ص‪ 130‬أو كافرة فقال تصوم وتصيل وتتقي اهلل وال تدري‬
‫نا أنركم فقلت قد قال اهلل عز وجل هو الذي خلقكم فمنكم كافر وننكم نمؤنن ال‬
‫واهلل ال يكون أحد نن الناس ليس بممؤنن وال كافر قال فقال أبو جعفر ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬قول اهلل أصدق نن قولك يا زرارة قول اهلل خلطوا عمال صاحلا وآخر سيئا عسى اهلل‬
‫أن يتوب عليدم فلام قال عسى فقلت نا هم إال نمؤنننى أو كافرين فقال واهلل نا هم‬
‫بممؤنننى وال كافرين ثم أقبل عيل فقال نا تقول يف أصحاب األعراف فقلت نا هم إال‬
‫نمؤنننى أو كافرين إن خلوا اجلنة فدم نمؤننون وإن خلوا النار فدم كافرون فقال واهلل‬
‫نا هم بممؤنننى وال كافرين‬
‫إىل ان قال‬
‫‪ 798‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫قلت قيل نا يدخل النار إال كافر قال فقال ال إال أن يشاء اهلل يا زرارة إين أقول نا شاء‬
‫اهلل وأنت ال تقول نا شاء اهلل أنا إنك إن كربت رجعت وَتللت عينك نقتك وروى‬
‫أيضا عن هشام صاحب الثريد نا يقرب ننه وفيه ويف التدذيب بسند حسن عن زراره‬
‫قال سألت أبا جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عن اجلد فقال نا أجد أحدا قال فيه إال برأيه إال‬
‫أنرى املمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اخلرب‬
‫إىل ان قال‬
‫فأتيته يف الغد بعد الظدر فكانت ساعتي التي كنت أخلو به فيدا بنى الظدر والعرص‬
‫وكنت أكره أن أسأله إال خاليا خشية نن أن يفتني نن أجل نن حيرضه بالتقية‬
‫ص‪130‬فلام خلت عليه أقبل عىل ابنه جعفر فقال أقرئ زرارة صحيفة الفرائض‬
‫فبقيت أنا وجعفر يف البيت فقام فأخرج إيل صحيفة نثل فخذ البعرى‬
‫إىل ان قال‬
‫وكنت عاملا بالفرائض والوصايا بصرىا هبا‬
‫إىل ان قال‬
‫فنظرت فيدا فإذا فيدا خالف نا بأيدي الناس نن الصلة واألنر باملعروف الذي ليس‬
‫فيه اختالف فإذا عانته كذلك فقرأته حتى أتيت عىل آخره بخبث نفس وقلةص‪130‬‬
‫َتفظ واستقانة رأي قلت وأنا أقرؤه باطل حتى أتيت عىل آخره ثم أ رجتدا و فعتدا‬
‫إليه فلام أصبحت لقيت أبا جعفر‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فقال يل أ قرأت صحيفة الفرائض‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪799‬‬

‫فقلت نعم فقال كيف رأيت نا قرأت قال قلت باطل ليس بيشء هو خالف نا الناس‬
‫عليه قال فإن الذي رأيت واهلل يا زرارة هو احلق الذي رأيت إنالء رسول اهلل صىل اهلل‬
‫عليه واله وخط عيل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اخلرب وفيه الله رصحيه عىل عدم استلزام االمجاع‬
‫للحقيه وال نوافقه قول االنام لقول املتجمعنى فان قول زراره اوال فاذا فيه خالف نا‬
‫بايدى الناس نن الصله واملعروف الذي ليس فيه اختالف واذا عانته كذلك وثانيا‬
‫قلت نوالنا اتراه باطل وثالثا ملا ساله االنام عندا قلت باطل ليس بشئ هو خالف نا‬
‫الناس عليه نص يف خمالفتدا ملا عليه الناس كافه عانه وخاصه اذ لو كانت خمالفه للعانه‬
‫ونوافقة القوال أصحاب األئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬كال أو بعضا لتلقاها بالقبول وملا‬
‫خبثت نفسه حتى اعرض عن نطالعتدا وحكم ببطالهنا نعلال ذلك بكوهنا خالف نا‬
‫الناس عليه وان خمالفه العانة يوجب احلقيه عنده ال البطالن كام هو ظاهر وقد رصح‬
‫به يف االول اخلرب حيث قال وكنت اكره ان اساله اال خاليا خشيه نن ان يفتنى نن اجل‬
‫نن حيرضنى بالتقية والجل مل يقنع يف حكمه بالبطالن بالتوكيد احلاصل نن اجلمله‬
‫االسميه حتى اكده ثانيا بقوله ليس بشئ وثالثا هو حذف نا الناس عليه فر االنام‬
‫عليه باجلواب املشتمل عىل التاكيد االكيد املستفا نن اسميه اجلمله وضمرى الفصل‬
‫وان والقسم فاذا كان اتفاقدم يف ذلك الوقت هذا شانه فام يدريك فيام بعده ويف كشى‬
‫بسنده إىل مجيل بن راج عن ايب عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال قال يل يا مجيل ال َتدث‬
‫أصحابنا بام مل جيمعوا عليه فيكذبوك ويف التدذيب بسند صحيح عن ابن ايب عمرى عن‬
‫‪ 800‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عبداهلل نن املغرىه قال جاءنا رجل فقال إين مل أ رك الناس باملوقف فقال له عبد اهلل بن‬
‫املغرىة فال حج لك وسأل إسحاق بن عامر فلم جيبه فدخل إسحاق عىل أيب احلسن ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬فسأله عن ذلك فقال إذا أ رك نز لفة قبل أن تزول الشمس يوم النحر‬
‫فقد أ رك احلج وفيه أيضا عن مجيل بن راج عن احدمها عليدام السالم يف رجل رجع‬
‫عن اإلسالم قال يستتاب قيل فام تقول إن تاب ثم رجع قال مل أسمع يف هذا شيئا ولكن‬
‫عندي بمنزلة الزاين الذي يقام عليه احلد نرتنى ثم يقتل بعد ذلك واالخبار يف هذا‬
‫املعنى كثرىه فعليك بمطالعه كتب الرجال ان ار ت الوقوف عىل حقيقة احلال وثالثا‬
‫ان قرص الكالم عىل السامع نع تسليمه غرى كاف يف املطلوب جلواز سدوهم يف السامع‬
‫وخطاهبم يف فدم املرا نن املسموع كام هو نشاهد يف كثرى نن املواضع وينبه عليه نا‬
‫وقع للشيخ وأكثر املتأخرين يف الفرق بنى تيمم الغسل وتيمم الوضوء وننشاه قوله ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬هو رضب واحد للوضوء والغسل ان ترضب اخلرب فان الشيخ ونن‬
‫تبعه فدموا نن الرضب الواحد الرضبة الواحدة وجعلوا قوله والغسل كالم نستانف‬
‫وال خىفى انه توهم وأيضا جيوز افتائدم بغرى املسموع تقيه ونع تطرق هذه االحتامالت‬
‫الواقعه كثرىا كيف حيصل العلم بقول االنام نع اتفاق مجع نندم ورابعا انه نع العلم‬
‫باهنم ال يتكلمون وال يفتون بشئ اال بعد السامع ننه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬اى حاجه إىل‬
‫االتفاق ومل ال يكفى احدهم عىل االطالق اذ نع العلم بان االركان االربعة نثال ال‬
‫يفتون اال بسامع ننه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نتى سمعنا عن حممد بن نسلم حكام جزننا بانه‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪801‬‬

‫قول االنام ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وعولنا عليه ومل نحتج إىل ضم احد نن االركان فضال عن‬
‫غرىهم إليه وانكار ذلك نكابرة ظاهره‪ .‬نعم لو كان املدعى اهنم ال يتفقون اال نع‬
‫السامع ال احتتجنا يف اثبات قوله إىل االمجاع لكنه غرىنوضع النزاع واالنصاف ان قول‬
‫اولئك اخلواص انام يفيدنا الظن بقول االنام ولذلك يتفاوت عندنا ضعفا وقوة بسبب‬
‫قلتدم وكثرهتم واختالف اشخاصدم واوصافدم وان قول احدهم اذا مل يعارض النص‬
‫حتجه فضال عن اتفاقدم وان مل يفد الظن بقوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فضال عن العلم لالنر‬
‫بالرجوع واالخذ عندم كام نرت االشاره إليه سابقا وخانسا ان نا نفى به االستبعا‬
‫بعيد الن التقية تقتىض االفتاء بقول العانة ال بقول االنام نن غرى نقله عنه ويرشد إليه‬
‫نا رواه يف الكايف بسند صحيح عن نعاذ اهلرائ قال قلت البى عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬انى أجلس يف املستجد فيأتيني الرجل فإذا عرفت أنه خمالفكم أخربته بقول غرىكم‬
‫وإذا كان ممن ال أ ري أخربته بقول غرىكم وان كان ممن ال ا رى اخربته بقوله فقال‬
‫رمحك اهلل هكذا فاصنع واغرب نن ذلك احسنية االفتاء نن الروايه نع انك قد عرفت‬
‫نا يتطرق إىل االفتاء نن انواع الفسا وكفاك شاهدا نا نقله شيخنا الصدوق عطر اهلل‬
‫نرقده عن شيخه ابن الوليد قال سمعته يقول كتب يونس بن عبد الرمحن التي هي‬
‫بالروايات صحيحه نعتمدا عليدا اال نا يتفر به حممد بن عيسى عن يونس ومل يروه‬
‫غرىه فانه ال يعتمد عليه وال يفتى به‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫‪ 802‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ولو كان افتائدم نساويا لرواياهتم فضال عن حسبيته ص‪ 131‬ملا قيد الكتب الصحيحه‬
‫املتضمنه للروايات النه خمرج لكتب االفتاء ونشعر باهنا غرى صحيحه كام هو واضح‬
‫وقد نقل شيخنا الصدوق يف كتاب املرىاث بعض اقوال الفضل بن شاذان ويونس بن‬
‫عبد الرمحن وغلطدا فيدا وسا سا ان عوى وجو كتب أصحاب األئمة فضال عن‬
‫نعلونيتدا يف عرص نن تقدم عىل الشيخ كالكليني والصدوق فضال عنه بعيده عن‬
‫االنصاف فان املعلوم نن قرائن االحوال وتتبع كتب الرجال ان تلك الكتب مل يبق‬
‫باعياهنا بل تلف كثرى نندا ناقله املتاخرون عندم وهكذا بعض يف سطورهم وبعض يف‬
‫صدورهم ونا يف السطورتعد ت نسخه بتعد الناقل وكل يدعى صحة نا يف يده‬
‫ويطعن يف غرىه فاين وجو ها ونعلونيتدا وتصفح الكتب املصفحه عن الرجال‬
‫واطوارهم وتتبع كالم ناقل احوال الرواه واثارهم اعدل شاهد عىل ذلك قال جش ‪-‬‬
‫رمحه اهلل ‪ -‬يف ترمجه زرارة بن اعنى قال ابو جعفر حممد بن عيل بن احلسنى بن بابويه‬
‫رمحه اهلل رايت له كتابا يف االستطاعه ويف اجلرب ويف الفدرست لزرارة نصنفات نندا‬
‫كتاب االستطاعة واجلرب ومل نذكر غرىه ويف جش أيضا يف ترمجة بريد بن نعاويه قال‬
‫امحد بن احلسنى انه راى له كتابا يرويه عنه عيل بن عقبه بن خالد ويف الفدرست مل‬
‫يتعرض له اصال ويف الفدرست أيضا يف ترمجه العال بن رزين له كتاب وهو اربع نسخ‬
‫نندا رواية احلسن بن حمبوب‬
‫ونندا روايه حممد بن خالد الطيالسى‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪803‬‬

‫ونندا روايه صفوان‬


‫ونندا روايه احلسن بن عيل بن فضال وفيه أيضا يف ترمجه حممد بن احلسن العطار له‬
‫كتب ذكره ابن النديم يف فدرسته ويف جش يف ترمجه ابن ايب عمرى قيل ان اخته فنت‬
‫كتبه يف حاله استتارها وكونه يف احلبس اربع سننى فدلكت الكتب وقيل بل تركتدا يف‬
‫غرفه فسال عليدا املطر فدلكت فحذفت نن حفظه ونا كان سلف يف ايدى الناس‬
‫فلدذا كان اصحابنا يسكتون إىل نراسيله وقد صنف كتبا كثرىه اخربنا ابو العباس‬
‫نذاكرة قال حدثنا احلسن بن محزة الطربى قال حدثنا ابن بطه قال حدثنا امحد بن حممد‬
‫بن خالد قال صنف حممد بن ايب عمرى اربعة وتسعون كتابا قال يف الفدرست له كتب‬
‫ذكرها الناس وساق الكالم يف تعدا ها‬
‫إىل ان قال‬
‫هذه مجله الكتب التي رايتدا يف الفدرستات وقد رايت بعضدا وفيه أيضا يف ترمجه ابنى‬
‫سعيد االهوازينى بعد تعدا كتبدا اخربنا هبذه الكتب غرى واحد نن اصحابنا نن طرق‬
‫خمتلفه كثرىه فمندا نا كتب إىل ابو العباس امحد بن عيل بن نوح السرىاىف يف جواب كتابى‬
‫إليه والذي سالت تعريفه نن الطرق إىل كتب احلسن بن سعيد واخيه فقد روى عندام‬
‫ابو جعفر امحد بن حممد األشعري القمي وابو جعفر امحد بن حممد بن خالد الربقي‬
‫واحلسنى بن احلسن بن ابان وامحد بن حممد بن احلسن القرشى وابوالعباس امحد بن‬
‫حممد الدينورى فانا نا عليه اصحابنا واملعول عليه نا رواه امحد بن حممد بن عيسى ثم‬
‫‪ 804‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ذكر طريقه إىل اخلمسه ثم قال فيتجب ان يروى عن كل نسخه نن هذا بام رواه صاحبدا‬
‫فقط وال َتمل رواية عىل روايه وال نسخه عىل نسخه لئال يقع فيه اختالف ويف‬
‫الفدرست بعد ذكر الكتب قال حممد بن احلسن بن الوليد اخرجدا إلينا احلسنى بن‬
‫احلسن بن ابان بخط احلسنى بن سعيد إىل غرى ذلك مما يطول نقله وكفاك يف ذلك ان‬
‫الكينى ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬صنف الكايف يف ندة عرشين سنه كام نقلوا فالشيخ قد أخذ أكثر‬
‫اخبار كتابيه نن كافيه وهذا كله ال جيانع وجو تلك الكتب باعياهنا ونعلونيتدا‬
‫عندهم كام ال خىفى واعتجب نن هذه الدعوى عوى كون فتاوهىم يف تلك األصول‬
‫ليست اال عىل سبيل النقل والروايه ال عىل سبيل االفتاء والدرايه كام اعرتف به غرى‬
‫واحد نن االعالم نعم ربام يوجد ذلك يف بعض كتب الفضل بن شاذان ويونس بن‬
‫عبد الرمحن وانا غرىمها فلم يعرف له تصنيف عىل جدة االفتاء عىل االطالق فان وجد‬
‫ننه نا يدل عليه فعىل سبيل الندرة واالتفاق وكان ننشا الشبده نقل الصدوق وانثاله‬
‫بعض نذاهب الفضل ويونس وغرىمها كام يفدم نن فحوى كالنه نع ان االطالع عىل‬
‫نذهب هوالء ال يدل عىل االطالع عىل سائر نذاهبدم فضال عن نذاهب غرىهم وال‬
‫عىل كوهنا نو عة يف أصوهلم نوجو ة كوجو نذاهب املتأخرين عندنا بل ربام ل‬
‫نقض البعض عن البعض خاصه عىل عدم اطالعدم عىل غرىها نن نذاهبدم فضالعن‬
‫غرىهم اال لنقل كام نقل عىل ان يف ذلك نقضا لغرضه اذ هذه االقوال املنقوله وانثاهلا‬
‫ال تفيد الظن بقول االنام فضال عن العلم به ولذلك غلطوها واعرضوا عندا وحينئذ‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪805‬‬

‫يتضح لك نا يف قوله فالظاهر ان أكثر امجاعات الكليني والصدوق بل الشيخ نن هذا‬


‫القبيل اذ نع تسليمه ال يستلزم نوافقه االنام لقوهلم بوجه وال سبيل لتوقفه عىل ثبوت‬
‫تلك املقدنات وقد ابطلدا بالدليل نع ان املعلوم نن أكثر االمجاعات الشيخ نعارضتدا‬
‫للنصوص الصحيحه واقوال نشاهرى الطائفة حتى خالفدا بنفسه بل ربام ا عى االمجاع‬
‫عىل خالفدا كام هو ظاهر للمنصف وسابعا انه رشط يف وقت اندراس تلك األصول‬
‫وفتاوى اولئك العلامء الفحول تتبع كالم كثرى نن خواص الطائفة وارباب النصوص‬
‫بحيث حيصل العلم العا ى باتفاقدم عىل احلكم إىل اخر كالنه فليت شعرى نا عنى‬
‫بارباب النصوص هل هم أصحاب األئمة عىل اخلصوص وهم املذكورون اوال ونن‬
‫حيذوا حذوهم فكيف اكتفى سابقا بقول مجع نندم وهنا رشط الكثرة وعدم العلم‬
‫باملخالف واندارس األصول يقتىض ذلك وانام نقتضاه تعرس االطالع عىل اقواهلم أو‬
‫تعذره ونع فرض حصوله فال فرق وان ارا هبم علامء الغيبه فمع اتصافدم بتلك‬
‫االوصاف هال يكفى اتفاق مجع نندم نن غرى رشط عدم اخلالف كام اكتفى به سابقا‬
‫واغرب نن ذلك اكتفاه يف َتقق االمجاع واالتفاق بعدم ظدور املخالف للعلم العا ى‬
‫بانه لو كان خمالفا لظدر فانه نع تفرق العلامء يف اطراف البال واستتارهم حذرا نن‬
‫أهل الفسا كيف يقىض العا ه بظن فضال عن العلم نع انك قد عرفت ان َتقق االمجاع‬
‫يف حال الغيبه يف حيز االنتناع وقد اعرتف بذلك غرى واحد نن املحققنى ففي املعامل‬
‫احلق انتناع االطالع عا ة عىل حصول االمجاع يف زناننا هذا و؟؟ ص‪ 132‬وقال شيخنا‬
‫‪ 806‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ابو احلسن سليامن بن عبداهلل البحراين سقاه اهلل نن نزن رضوانه البحراين يف عشرىته‬
‫الكانله واالنصاف ان االمجاعات املنقوله يف زنان الشيخ ايب جعفر بل زنان الصدوق‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬ال خىرج عن الشدره املحضه أو عدم العلم نن املخالف وشئ نندا ليس‬
‫حتجه وال امجاعا بل التحقيق ان انعقا االمجاع الكاشف عن خول املعصوم يف زنان‬
‫الغيبه بعد انقراض السفراء وحصول اخلرىه الكربى نتعذراحلصول خوف‬
‫ص‪132‬املقتىض لعدم ظدوره ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وعرس ضبط العلامئ عىل وجه يتحقق‬
‫خول املعصوم يف مجلة اقواهلم‪ .‬انتدى كالنه‪.‬‬
‫وثانيا ان نا ذكره يف طريقه الثاين نن وجدان احلكم يف حديث امجع خواص الطائفة‬
‫وارباب النصوص عىل صحة امجاعدم عىل صدوره عن املعصوم فال شك يف انه حتجه‬
‫نفيد للعلم بصدوره عنه ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬لكن ال يستلزم االمجاع عىل حكمه‬
‫جلوازاختالفدم يف نعناه لعدم كونه نصا فضال عن العلم بموافقه االنام هلم فيه فكم‬
‫نن خرب نسلم الثبوت عندهم هلم يف حكمه اختالف شديد اال ترى إىل حديث نن‬
‫جد قربا نع شدرته عندهم كل واحد نندم يقول فيه بقول غرى االخر وان ارا‬
‫بامجاعدم عىل الصحة امجاعدم عىل العمل بمضمونه يعم امجاع ارباب النصوص‬
‫وخواص الطائفة عىل العمل به قرينه قويه عىل صحة الصدورعنه فيكون هذا اخلرب نن‬
‫مجلة االخبار املعلوم صحتدا عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فيفيد العلم بقوهلم نن حيث‬
‫الصحة ان كان اخلرب نصا يف نعناه وامجاعدم انام يفيد صحة النقل هذا كله نع تسليم‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪807‬‬

‫َتقق االمجاع عىل ذلك وقد عرفت انه يف حيز املنع نن الغريب استشدا ه عىل ذلك‬
‫بورو االنر يف قوله ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خذ نا امجع عليه اصحابك فانا مل نقف عىل رواية‬
‫تتضمن هذا االنر نعم ور يف روايه زراره خذ نا اشتدر بنى اصحابك و ع الشاذ النا ر‬
‫ولعله نقله باملعنى نن نقبوله عمربن حنظله حيث قال فيدا نظرا إىل نا كان نن رواياهتم‬
‫عنا يف ذلك الذي حكام به املتجمع عليه بنى اصحابك فيمؤخذ به نن حكمنا وبرتك الشاذ‬
‫الذي ليس بمشدور وعىل كل حال فاملرا باملتجمع عليه هنا هو املشدور املذكور يف خرب‬
‫زراره بقرينه املقابله بالشاذ الذي ليس بمشدور يعنى نا اشتدر نقله عندم ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬وروايته واخذه نندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬حتى صار نعروفا بنى اصحاهبم‬
‫بنسبه هلم ال نا اشتدر فتوى اصحاهبم به وعلمدم عليه فانه ليس بحتجه وال نرجحا‬
‫وال سيام الشدره بنى علامئنا املتأخرين فان نرجعدا الشيخ وحده كام يشدد به الفحص‬
‫واالعتبار واعرتف به مجاعه نن العلامء االخيار كام يف رايه شيخنا الشديد الثاين‬
‫وغرىها وباجلمله ان االنر باخذ املتجمع عليه انام هو يف النقل الفا ة صحته ال يف العمل‬
‫كام يتا ى به اخلربان املذكوران ونع َتقق صحة النقل ال يصدق عىل احلكم انه امجاعى‬
‫جمزوم الصحة واجب العمل جلواز كون اخلرب جممال غرى نص كام عرفت واغرب نن‬
‫ذلك عوى ان أكثر امجاعات املرتىض ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬نن هذا القبيل نع ان تفر ه‬
‫هبا وخمالفته هلا فضال عن غرىه ونعارضتدا للنصوص الصحيحه املستفيضه اظدر نن‬
‫ان خىفى والذي تقتضيه ستجية االنصاف السديد وحيكم به محيه احلق احلميد بان‬
‫‪ 808‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫االمجاع باملعنى املذكور انام هو نن خمرتعات علامء اجلمدور واتباع خلفاء الزور لكن‬
‫تبعدم عليه بعض اخلاصة فلام تبنى له ننافرته لقواعدهم اشرتط فيه خول املعصوم‬
‫الجل اصالحه فغفل عن عدم َتققه يف يشء نن املوار وذهل عام يرتتب عليه نن‬
‫املفاسد وقد اعرتف بذلك سيدنا املرتىض رمحه اهلل فانه بعد ان عرفه وحققه اور عىل‬
‫نفسه سواال فقال اذا كان االمجاع عندكم قليل اجلدوى لبعد َتققه وعدم خروجه نن‬
‫نعنى اخلرب الن العمده فيه عىل نذهبكم قول املعصوم فلم جعلتموه ليال نستقال‬
‫نغايرا للخرب ونظمتموه يف سلك اال لة الرشعية فاجاب بانا لو كنا املستندين لذلك‬
‫ور علينا نا ذكر ولكن خمالفونا ملا اعتمدوا هلذا األصل وسالونا هل يتمشى عندكم‬
‫اجبناهم نعم اذا َتقق قول املعصوم يف مجله اقواهلم املتجمعنى عملنا هبذا الدليل فان‬
‫كان االمجاع الذي تدعونه نع القول بعدم خلو الزنان نن نعصوم نتعذر االمجاع أو‬
‫نع ظدوره فالواجب عىل الرعيه السوال االستامع ونع غيبته والعلم بقوله نن غرى‬
‫الروايه يف حيز االنتناع وانام شيده املخالف خذ له ص‪ 132‬لعدم العلم بوجو ه يف‬
‫صقع نن االصقاع ولذلك مل يقل به يف حيوة رسول اهلل املطاع ويف رساله الصا ق ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬التي انر بمدارستدا والعمل هبا املنقول سابقا شطرنندا خصوصا قوله‬
‫حتى جعلوا نا احل اهلل يف كثرى نن االنر حرانا وجعلوا نا حرم اهلل يف كثرى نن االنر‬
‫حالال فذلك اصل ثمره اهوائدم وقد عدد إليدم رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله قبل‬
‫نوته فقالوا نحن بعد نا قبض اهلل عزوجل رسوله يسعنا ان ناخذ بام اجتمع عليه راى‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪809‬‬

‫الناس بعد قبض اهلل تعاىل رسوله وبعد عدده الذي عدد إلينا وانرنا به ختالفا هلل‬
‫ولرسوله فام أخذ اجرى عىل اهلل وابنى ضالله ممن أخذ بذلك وزعم ان ذلك بسعه نن‬
‫اهلل ان هلل عىل ان يطيعوه ويتبعوا انره يف حيوة حممد صىل اهلل عليه وآله وبعد نوته اخلرب‪.‬‬
‫وقول الصاحب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف اخلرب الذي رواه يف االكامل بسنده عن سعد بن‬
‫عبد اهلل‬
‫إىل ان قال‬
‫قلت يابن رسول اهلل اخربنى عن قول اهلل عزو جل تبارك وتعاىل لنبيه نوسى فاخلع‬
‫نعليك انك بالوا املقدس طوى فان فقداء الفريقنى يزعمون اهنا كانت نن اهاب‬
‫ص‪132‬امليتة قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن قال ذلك فقد افرتى عىل نوسى اخلرب وقول‬
‫العامل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نن أخذ ينه نن كتاب اهلل وسنة نبيه صىل اهلل عليه وآله زالت‬
‫اجلبال قبل ان يزول ونن أخذ ينه نن افواه الرجال ر ته الرجال وكثرى نن االخبار‬
‫السابقه شدا ه صا قه عىل انه ال يسع املكلف العمل عىل نا يدعونه نن االمجاع يف باب‬
‫نن االبواب الواجب عليه العمل عىل االوانر والنواهى املستفا ه نن السنة والكتاب‬
‫ولعمرى لقد شاع العمل هبذا األصل املخرتع بنى نتاخري األصحاب حتى َتا ى هبم‬
‫احلال إىل ان اعرضوا بسببه عن العمل بكثرى نن اخبار األئمة االنتجاب بل طرحوا‬
‫الجله االخبار الصحيحة املستفيضة بنى قدنائدم النواب زعام بأهنا آحا ال توجب علام‬
‫وال عمال وانه قطعي فدو نتقدم بنص الكتاب نع انه يف نفسه ناقص العيار فاسد‬
‫‪ 810‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫االعتبار فام ترى نن امجاع اال فمدعيه قائل بخالفه فضال عن االعتبار بل قد يدعى‬
‫االمجاع عىل خالفه فاعتربوا يا اوىل االبصار‪.‬‬
‫وانا ليل العقل ففرسوه باالستصحاب والرباءة االصلية وعرفوا االستصحاب بانه‬
‫ثبوت احلكم يف الزنن الثاين تعويال عىل ثبوته يف الزنن االول ونثلوا له باحلكم بصحة‬
‫صلوة املتيمم الواجد للامء يف اثناء الصلوة استصحابا للصحة الثابتة قبل الوجدان‬
‫وارا وا بالرباءة االصلية خلو الذنة عن الشواغل التكليفية عند عدم الداللة الرشعية‬
‫وزعموا ان العقل حاكم فيدا باحلتجية وملا ساعد ذلك بعض حمققي نتأخري األصحاب‬
‫اذ احلكم الرشعي يتوقف عىل صدور اخلطاب فال يستقل العقل باثباته وانام نستنده‬
‫السنة أو الكتاب عدال عن االستدالل عليدا باالخبار فاستدلوا عىل االستصحاب بام‬
‫استفاض عن األئمة االطدار نن ان اليقنى ال ينقضه الشك وال شك ان التيمم قبل‬
‫وجدان املاء يقتىض الصحة فاليرتفع ذلك اليقنى بوجو املاء يف اثناء الصلوة للشك يف‬
‫كونه ناقضا يف تلك احلالة وعىل الرباءة بقوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬رفع عن انتى‬
‫اخلطا‪.‬‬
‫إىل ان قال‬
‫ونا ال يعلمون وقوهلم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نا حتجب اهلل عن العبا فدو نوضوع عندم‬
‫وان الناس يف سعه حتى ان يعلموا وان نن عمل بام علم كفى نا مل يعلم وال أبايل أبول‬
‫أصابني أو ناء إذا مل أعلم وكل يشء نطلق حتى ير فيه هنى واالشياء نطلقه نا مل ير‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪811‬‬

‫عليك انر أو هنى وكل يشء فيه حالل وحرام فدو لك حالل ابدا نا مل تعرف احلرام‬
‫بعينه فتدعه ويف خرب اخر وذلك نثل الثوب يكون قد اشرتيته وهو رسقه أو اململوك‬
‫عندك وهو حينئذ باع نفسه أو خدع فبيع أو قدرا وانراة َتتك وهي اختك ورضيعتك‬
‫واالشياء كلدا عىل هذا حتى يستبنى لك غرى ذلك واجلواب نرجع نا ذكره هذا املستدل‬
‫عىل تقدير صحته إىل ان ليل العقل نن افرا السنه فال يكون ليال آخر نغايرا هلا‬
‫فتكون اال لة ننحرصة يف الكتاب والسنة وهو غرى املدعى نع ان نا استدل به ال يدل‬
‫عىل نطلوبه انا حديث عدم انتفاض اليقنى بالشك فظاهره كام يظدر عند التانل يف‬
‫انثلته الوار ه عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ان املرا بالشك الذي ال يعارض اليقنى هو‬
‫الوار عىل اصل حصول الناقض ووجو ه كمتوض ص ‪133‬شك يف صدور احلديث‬
‫ونتيمم شك يف حصول املاء وانثاهلا ال الشك الوار عىل كون الناقض باقيا عىل صفته‬
‫وتلك احلال كاملثال املذكور اذ فيه نعارضه اليقنى بيقنى اخر الن كون وجدان املاء‬
‫ناقضا للتيمم يقينى يف اجلمله وانام الشك يف كونه كذلك يف اثناء الصلوة فليس فيه يف‬
‫احلقيقة نعارضة الشك باليقنى وانا اخبار الرباءة فانام تدل عىل نعذورية التمسك هبا‬
‫ورفع العقاب عنه ونحن نقول به اذ ال تكليف اال بعد البيان وال حتجة اال بعد الربهان‬
‫كام يشدد به رصيح القرآن واال لزم تكليف الغافل ال عىل ان حكم اهلل حينئذ االباحه‬
‫أو الطدارة أو غرىمها كيف واحلكم خطاب اهلل املتعلق بفعل املكلف كام عرفوه فمنع‬
‫عدم الوقوف عىل اخلطاب‪ .‬كيف حيكم به ومما ينبه عىل نا ذكرناه التدبر يف نضاننى‬
‫‪ 812‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫تلك االخبارخصوصا قوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬رفع عن أنتي نا اليعلمون وقوله‬
‫نا حتجب اهلل علمه عن العبا فدو نوضوع عندم والناس يف سعه حتى تعلموا ونن‬
‫عمل بام علم كفى نا مل يعلم فليس عليك فان نفا ها نفى احلرج ورفع العقاب عليدم‬
‫يف ذلك وان كان نا فعلوه حرانا يف علم اهلل سبحانه أو نا تركوه واجبا أو نا استعملوه‬
‫نتجسا أو اطالق احلالل عليه يف بعضدا أو املضافه ص‪ 133‬جيوز يف عدم العقاب عىل‬
‫استعامله أو حالل ومل يقل فدو حالل فال يصح حينئذ االستدالل هبا عىل حكم رشعي‬
‫وال عىل نفسه كام هو املتعارف بيندم بل ربام اطرحوا الجل نعارضتدا االخبار فضال‬
‫عن الرتجيح هبا كام ال خىفى عىل نن نظر يف كتبدم بعنى االعتبار نع اهنم يشرتطون يف‬
‫كتبدم األصوليه يف العمل هبا عدم الداللة الرشعية واحلاصل ان احلكم الرشعي سواء‬
‫كان اباحه أو طداره اوغرىمها يتوقف عىل الداللة الرشعية ونع عدندا جيب التوقف‬
‫واالفتاء واحلكم وان كان العانل أو التارك غرى نعاقب وال نعاتب فلو وجدنا شيئا‬
‫غرى ننصوص عليه حليه وحرنه وطدارة ونتجاسة وجب علينا التوقف يف حكمه فال‬
‫جيوز لنا ان نقول انه نباح طاهر رشعا بناء عىل اصاله الرباءة وان كان لو استعملناه مل‬
‫يعاقب عليه عىل ان هذه االخبارنعارضه بام توافرعندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نن املنع عن‬
‫الفتيا واالنر بالتوقف فيام مل يسمع نندم نن االحكام ويف االخبارالسابقه مجلة نن ذلك‬
‫نثل قوهلم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬يف صحيحه ابن احلتجاج اذا اصبتم بمثل هذا فلم تدروا‬
‫فعليكم باالحتياط حتى تسالوا عنه فتعلموا وقوهلم ال يسعكم فيام ينزل بكم مما ال‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪813‬‬

‫تعلمون اذا الكف عنه والتثبت والر إىل ائمه املسلمنى حتى يعرفوكم فيه احلق وقوهلم‬
‫انا انه رش عليكم ان تقولوا بشئ نا مل تسمعوه ننا وقوهلم ان اهلل مل يقبض نبيه حتى‬
‫اكمل ينه يف حالله وحرانه فتجاءكم بام حيتاجون إليه يف حيوته ويستغنون به بعد نوته‬
‫وانه عند أهل بيته حتى ان فيه ارش اخلدش وقوهلم ان حالل حممد حالل ابدا إىل يوم‬
‫القيانة وحرانه حرام ابدا إىل يوم القيانة ال يكون غرىه وال جيئى غرىه وقوهلم اذا‬
‫جائكم نا تعلمون فقولوا به واذا جاءكم نا ال تعلمون فدا واهوى بيده إىل فيه ويف‬
‫الكايف بسنده إىل ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال نا علمتم فقولوا فيه ونا ال تعلموا‬
‫فقولوا اهلل اعلم وفيه أيضا عن زراره عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال سالته نا حق‬
‫اهلل عىل العبا قال أن يقولوا نا يعلمون ويقفوا عند نا ال يعلمون وفيه ويف املحاسن‬
‫عن املعيل بن خنيس قال قال أبو عبد اهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نا نن أنر خىتلف فيه اثنان‬
‫إال وله أصل يف كتاب اهلل ولكن ال تبلغه عقول الرجال وفيه أيضا بسند نعترب عن حممد‬
‫بن الطيار قال قال يل أبو جعفر ع ختاصم الناس قلت نعم قال وال يسألونك عن يشء‬
‫إال قلت فيه شيئا قلت نعم قال فأين باب الر إذن ويف الكايف أيضا بسند نعترب عن محا‬
‫عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال سمعته يقول نا نن يشء اال وفيه كتاب وسنه ويف‬
‫الفقيه والتدذيب بسند صحيح عن حممد بن نسلم قال يف حديث طويل ان انرى املمؤنننى‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال احلمد هلل الذي مل خىرجني نن الدنيا حتى بينت لألنة مجيع نا‬
‫حيتاج إليه ويف يه أيضا خطب انرى املمؤنننى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬الناس فقال إن اهلل حد‬
‫‪ 814‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حدو ا فال تعتدوها وفرض فرائض فال تنقضوها وسكت عن أشياء مل يسكت عندا‬
‫نسيانا فال تتكلفوها رمحة نن اهلل لكم فاقبلوها اخلرب ويف نقبولة عمر بن حنظله التي‬
‫رووها األئمة الثالثه يف كتبدم وإنام األنور ثالثة أنر بنى رشده فيتبع وأنر بنى غيه‬
‫فيتجتنب وأنر نشكل ير علمه إىل اهلل وإىل رسوله قال رسول اهلل ص حالل بنى وحرام‬
‫بنى وشبدات بنى ذلك فمن ترك الشبدات نتجا نن املحرنات ونن أخذ بالشبدات‬
‫ارتكب املحرنات وهلك نن حيث ال يعلم‬
‫وساق الكالم إىل ان قال‬
‫إذا كان ذلك فأرجه إىل ان تلقى إنانك فإن الوقوف عند الشبدات خرى نن االقتحام‬
‫يف اهللكات ويف عيون االخبارعن امحد بن احلسن امليثمى انه سئل الرضا ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ -‬يونا وقد اجتمع عنده قوم نن أصحابه وقد كانوا يتنازعون يف احلديثنى املختلفنى‬
‫إىل ان قال ‪ -‬عليه السالم ‪-‬‬
‫ونا مل جتدوه يف يشء نن هذه الوجوه فر وا الينا علمه فنحن أوىل بذلك وال تقولوا فيه‬
‫بآرائكم اخلرب ويف جمالس الشيخ ايب عيل عن جابر عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال‬
‫يف مجلة كالم له‪:‬‬
‫وان اشتبه عليكم األنر فقفوا عنده ور وه إلينا نرشح لكم نن ذلك نا رشح لنا إىل غرى‬
‫ذلك نن االخبار الدالة عىل ان هلل يف كل واقعه حكام حتى ارش اخلدش وقد انزله عىل‬
‫رسوله صىل اهلل عليه وآله ورسوله صىل اهلل عليه وآله قد بينه قبل رحلته إىل ار السالم‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪815‬‬

‫وقد او عه عند خلفائه االعالم وان حالله وحرانه نستمران إىل يوم القيانة وانه ال‬
‫جيوز الحد االفتاء واحلكم نع تعارض اال لة وتساوهىا فضال عن عدم السامع بل جيب‬
‫التوقف حتى حيصل نندم االعالم وان االنور ثالثه اقسام فكيف جيانع هذا اصاله‬
‫الربائة بحيث يستخرج نندا االحكام اذ نع كون االشياء عىل الطدارة واالباحه نا نعنى‬
‫التوقف فيام مل يسمع بل كل يشء نعلوم لنا ونا نعنى االنراملشكل الذي ير عىل اهلل‬
‫وعىل رسوله واألئمة اهلداة ونا الشبدات التي نن مل يتتجنبدا تقحم اهللكات وقد اجاب‬
‫بعض االفاضل بان املرا بالتوقف انام هو عند تعارض اال لة كام هو يف نقبوله عمربن‬
‫حنظله ال نطلقا وليت شعرى ان هذا الفاضلص‪ 134‬عن هذه االخبارالتى‬
‫رس ناهاص‪ 134‬الناطقه بالتوقف يف كل نامل يسمع حكمه نندم ‪ -‬عليدم السالم ‪-‬‬
‫وانكار ذلك نكابرة ظاهرة ونقبوله عمربن حنظله وان لت عىل التوقف نع املعارضة‬
‫لكن مل تدل عىل انحصارالتوقف فيدا حتى تصلح بمعارضة تلك االخبار نع ان ظاهر‬
‫املقبوله التوقف يف احلكم والعمل كام يف شان املشتبه باحلرام وبالنتجس فانه كام الحيكم‬
‫عليه باحد احلكمنى بحيث اجتنابه حذرا نن الوقوع يف النتجاسة واحلرام وظاهر كثرى‬
‫نن تلك االخبار هو التوقف يف الفتوى خاصه فالبد نن محل اخبار الربائة عىل فع‬
‫احلرج عن العمل كامهو ظاهر كثرى نندا وانا محلدا عىل احلكم واالفتاء كام فدمه‬
‫املتاخرون فمع كونه خالف نا يفدم نن أكثرها فيوجب اطراح هذه االخباراملتواتره‬
‫عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نع ان نقتىض قواعد الرتجيح لو سلمنا رصاحتدا فيام ا عوه‬
‫‪ 816‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اطراحنا لقلتدا ونوافقتدا للعانه بالغة حد التواتر املعنوى كام الخىفى عىل نن الحظ‬
‫االخبار ونظرها بعنى التانل واالختبار بل قد يقال ان ذلك أيضا نعلوم نن تتبع سرىة‬
‫خواص سرىة االئمة االطدار اذ مل ينقل عن احد نندم االعتام عىل الربائة االصلية يف‬
‫يشء نن االحكام وانام ندارهم عىل السنة والكتاب كام اعرتف به هذا الفاضل وغرىه‬
‫نن االعالم ويف عبارة الشيخ املنقولة نن « العدة » وكالم « النداية » وشيخنا الشديد‬
‫الثاين يف « الدراية » شدا ة وافيه باملرام فعليك بالتانل التام يف هذا املقام فانه نن نواضع‬
‫عثار العلامء االعالم ونزال اقدام فضالء االسالم واملعصوم نن عصمه امللك العالم‬
‫وقال ونع هذا فعندى ان هذه الدعوى ان العمل بام ظدر نن الكتاب قليلة النفع‬
‫واجلدوى اذ قلام يوجد حكم نن االحكام الرشعية املو عة يف الظواهر القرآنيه خال‬
‫عن التفسرى باآلثار املعصونية وحينئذ فال يساغ يف العدول عنه وان خالف الظاهر نن‬
‫االحتامالت العقلية الهنم اخلزنه الرسار امللك العالم واملفوض إليدم نسائل احلالل‬
‫واحلرام‪ .‬انتدى نا ار نا نقله نن كالنه ‪ -‬رفع يف اخللد نقانه ‪. -‬‬
‫يقول املولف‪ :‬وانه كان نن نفاة االجتدا املتنازع فيه املقترصين عل حتجية الكتاب‬
‫والسنة كام هو غرى خفى عىل نن تتبع نقدنة كتابه ونطاويه ال نن حيث كون االجتدا‬
‫ظنيا النه جيوز التعبد باخبارنا هذه نع اعتقا ه اهنا أخبار آحا بل نن حيث ورو الندي‬
‫عن استعامله والتعدي عن الكتاب والسنة ويظدرنا قلناه نن نطاوي اجوبته عن حتجية‬
‫االمجاع أيضا‪ ،‬فتأنل إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫[ابن محيدان القطيفي] ‪817‬‬

‫[ابن حميدان القطيفي]‬


‫ونندم الشيخ العيل الشيخ نبارك بن عيل املعروف بابن محيدان القطيفي ولنذكر بعض‬
‫كالنه الدال عىل نرانه قال‪:‬‬
‫االمجاع اذا مل يكن اخال فيه املعصوم فليس بحتجة وقد كثر بيندم عواه وال خىفى بعد‬
‫َتققه واستحالة االطالع عليه وكثرىا نا يوئيدون وحيتتجون بالشدره وال ليل عىل‬
‫حتجيتدا وللشديد الثاين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬كالم يف رسالته يف صلوة اجلمعة حيث قال‬
‫وفرض العلم بدخول املعصوم فيه يف زنن الغيبه نن مجله فروض املحال وكذلك أيضا‬
‫يقولون باالكتفاء بوجو عامل جمدول النسب يف مجله املتجمعنى وكذلك عواهم كونه‬
‫كاشفا عن خوله بل هذا نن خمرتعات العانة كام يفدم نن رسالة الصا ق ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬يف اول الروضه وأيضا استدالهلم باحا يث العانة املذكوره يف كتب‬
‫االستدالل وقد استدل هبا الشيخ واملرتىض والفاضالن وغرىهم وغرضدم يف ذلك‬
‫االستدالل نا ارا وا اال نن الزام العانة ثم يستدلون بام رواه اخلاصة وانا املتاخرون‬
‫فكثرى نندم جيعل ذلك الدليل الظاهرى ليال بل كثرىانا ير ون احلديث الصحيح اذا‬
‫خالف احلديث الذي روته العانة نع ان احا يثنا نتواتره بالندى عن االخذ بروايات‬
‫العانة وان كان يف ندح أهل البيت ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬بل ور عندم االنر بمخالفتدا‬
‫اذا مل يكن عندنا ليل يوافقدا‬
‫‪ 818‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ونندا اهنم يستدلون بظواهر االيات يف االحكام النظريه اذا مل يكن حديث يوافقدا وقد‬
‫تواترت االخبار بعدم جواز ذلك وبان يف القرآن املتجيد ناسخا وننسوخا وعانا‬
‫وخاصا وان له ظاهرا وباطنا إىل غرى ذلك نع ايات االحكام بالنسبة إىل االحكام‬
‫النظريه نتشاهبه الحتامل كل اية نندا وجدنى فصاعدا فكيف يمكن االستدالل هبا‬
‫وحدها أيضا استدالهلم عىل حكم نظرى بايه اختلف فيدا القراأت بحيث تغرى املعنى‬
‫كقوله تعاىل والتقربوهن حتى يطدرن فان اإلنانية اتفقوا وتواترت رواياهتم بان القرآن‬
‫مل ينزل اال عىل قرائة واحده وان جاز التالوة باجلميع زنن الغيبة الشتباه القرآن املنزل‬
‫وال ليل عىل جواز العمل بكل واحدة نن القراآت التي يتغرىهبا املعنى وال عىل ترجيح‬
‫احد القرائتنى والتوقف اسلم‪ .‬نعم يتم االستدالل عىل قواعد العانة يف قوهلم ان القرآن‬
‫نزل عىل سبعة احرف‬
‫ونندا أيضا اهنم يستدلون باالصل يف نفس احلكم الرشعي يف نقام التحريم بان املسئلة‬
‫خالفية ومجع نن العلامء عىل خالف التحريم واملحققون عىل التوقف لالحتياط‬
‫والنص و ليل اصالة االباحه ضعيف وانا اصاله عدم الوجوب فال خالف فيدا للنص‬
‫واالمجاع‪.‬‬
‫ونندا أيضا االستدالل بقياس االولوية وننصوص العلة فان االخبار رصحية ببطالهنا‪.‬‬
‫[ابن محيدان القطيفي] ‪819‬‬

‫ونندا أيضا استدالهلم يف اقسام القياس فانه مل يقل بحتجيتدا ننا سوى ابن اجلنيد ونقل‬
‫عنه انه رجع عن ذلك ونع ذلك يستدل هبا املتأخرون نن الفقداء نن اصحابنا بل‬
‫ير ون احلديث الصحيح اذا خالفه‪.‬‬
‫ونندا االستدالل باملفدونات كمفدوم الرشط والصفة والغاية واللقب ونحوها فان‬
‫الثالثه االول حتجيتدا خالفيه وليس هلا ليل تام والرابع مل يقل به احد ننا ونع ذلك‬
‫حيتتجون يف كتب االستدالل به وأيضا يستدلون برتجيح التخصيص واملتجاز واالضامر‬
‫والنقل واالشرتاك والنسخ بعضدا عىل بعض لعدم الدليل الصالح نع تعارض اال لة‬
‫فينبغي التوقف عىل قرينة اخرى واالحتياط‪.‬‬
‫ونندا أيضا استدالهلم باملقدنات املختلف فيدا نثل قوهلم االنر باليشء يستلزم الندى‬
‫عن ضده اخلاص والندى يف العبا ه يستلزم الفسا وذلك لعدم الدليل عىل حتجيتدا‬
‫ونندا أيضا استدالهلم بالرتجيح باملرجحات املذكورة يف كتب أصول العانة وبعض‬
‫املتأخرين ننا عدها إىل مخسنى نرجحا وليس يف يشء نندا يعتد به واملرجحات‬
‫املنصوصة عن األئمة الطاهرين ‪ -‬صلوات اهلل عليدم امجعنى ‪ -‬ال تزيد عىل العرشة‬
‫وهي خمالفة للمرجحات األصولية فينبغي التأنل يف ذلك االحتياط‪.‬‬
‫ونندا أيضا استدالهلم باملصالح املرسلة نع انه مل يقل بحتجيتدا احد نن علامءنا وقد‬
‫فرسوها باهنا حكم مل يعلم عليتدا ليشء نن االحكام اي مل يظدر اعتبار الشارع هلا وقد‬
‫‪ 820‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫استدلوا يف كتب االستدالل للغرض الذي ذكرناه سابقا وبعض املتأخرين استدل هبا‬
‫لغرى ذلك بل ربام ير ون نا عارضدا نن االخبار الصحيحة‪.‬‬
‫ونندا قوهلم يف نواضع كثرىة عند التضعيف لبعض االحا يث الصحيحة التي يقولون‬
‫بصحتدا اهنا خمالفة لألصول نع أن تلك األصول ال ليل عليدا ونع وجو ه فاخلاص‬
‫اقوى نن العام وخمصص له‪.‬‬
‫ونندا أيضا استدالهلم بالوجوب العقيل عىل الوجوب الرشعي وبالقبح العقيل عىل‬
‫التحريم الرشعي وال خىفى عدم املالزنه وان الضابط هلا يف املقاننى نذنته عند العقالء‬
‫وهو أنر نشكل لعدم االطالع عىل نذنة اجلميع وعدم الدليل عىل االكتفاء بالبعض‬
‫ونع ذلك اهنم يذنون عىل فعل املرجوح وترك الراجح وان مل يكن نانعا نن النقيض‬
‫اال تراهم يقولون قبيح عقال ووا جب عقال وال يقولون نستحب عقال وال نكروه‬
‫عقال ولو كان العقل نستقال يف املقاننى وكان العقل نالزنا للرشع عرف العقالء ان‬
‫االنبياء يعلمون مجيع االحكام الرشعية نن غرى احتياج إىل الوحي وال شك يف ثبوت‬
‫احلسن والقبح العقلينى ويف توقف الوجوب والتحريم الرشعينى عىل نص الشارع كام‬
‫قلناه وللنصوص املتواتره نعم يصلح االستدالل املذكور نمؤيدا للنص نن الشارع‬
‫كاشفا له ال ليال نستقال يعتد به‪.‬‬
‫[ابن محيدان القطيفي] ‪821‬‬

‫ونندا أيضا استدالهلم يف نواضع كثرىة بان الكافر يتعذر ننه نية القربة وال خىفى انه‬
‫غرى تام اال يف بعض الكفار ممن انكر الصانع انا الكفر بغرىه فال نع انه سبحانه حكى‬
‫عن أهل االصنام نا نعبدهم اال ليقربونا إىل اهلل زلفى‪.‬‬
‫ونندا أيضا يف نواضع كثرىة يستدلون بقوله تعاىل (وال تبطلوا اعاملكم) وقوله تعاىل‬
‫(لن جيعل اهلل للكافرين عىل املمؤنننى سبيال) إىل غرى ذلك نن الروايات التي استدلوا‬
‫بعموندا عىل الفاظدا نع الفاظ العموم واقعة نندا يف سياق النفي فيفيد نفي العموم‬
‫العموم النفي كام رصح به ارباب املعاين يف كتبدم ونن انثله ذلك الدعاء املاثور يا نن‬
‫يفعل نا يشاء وال يفعل نا يشاء غرىه فإن لفظ العموم افا العموم يف االثبات ال يف‬
‫النفي واال لزم اجلرب ونحو اخذت كل الدراهم ومل أخذ كل الدراهم‪.‬‬
‫ونندا أيضا استدالهلم بالعرف والعا ة وقد استدلوا بذلك عىل كثرى نن االحكام نع‬
‫ان ذلك غرى نضبوط يف الغالب يكون خمصوصا بعرف بلد املصنف ونا قارهبا وحينئذ‬
‫يكون حتجه عىل مجيع أهل الدنيا وقد يتعرس عرف ذلك املصنف يف واقعه اخرى فينبغى‬
‫عدم الغفلة عن اثبات ذلك وهذه االستدالالت كلدا نن استدالالت العانة ملا مل‬
‫يكونوا عىل الطريقة املحمدية اعوزهتم النصوص ونحن نانورون ان ال يبنى نذهبنا‬
‫عىل الظنون وهذه املذكورات ال تفيد اال الظن باعرتافدم و ليلدا ظني فكيف يستدلون‬
‫بظني عىل ظني نع نبني نسائل األصول عند التأنل كلدا ترجع إىل القياس ويطلق‬
‫عليدا لفظ املقائيس يف كالم املتقدننى ويف االحا يث وهي نندي عندا ونحن نأنورون‬
‫‪ 822‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بتحصيل العلم يف األصول والفروع ونن تتبع وانصف تيقن ان أكثر ا له الفروع اقوى‬
‫نن أ لة األصولينى‪.‬‬
‫وأنا انقسام اإلنانية إىل أصولينى واخبارينى فدو نشدور بنى العانة واخلاصة ذكره نه‬
‫يف يه ص‪ 135‬يف نبحث العمل بخرب الواحد ويف كتاب « امللل والنحل » و « رشح‬
‫املواقف » وذكره نه يف يه ص‪ 135‬ان أكثر اإلنانية كانوا اخبارينى‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫يقول املمؤلف‪ :‬ويمؤيده نا حققه الفاضل املتبحر املاهر املوىل اآلقا حممد عيل بن االستاذ‬
‫اآلقا حممد باقر يف نقانعه يف جواب السوال التاسع والستنى بعد اخلمسامئه وقال‪:‬‬
‫والعربة بمتجر الشدرة بنى املتأخرين خصوصا اذا عارضت الشدرة بنى املتقدننى فان‬
‫االخبار عىل يدهىم صدرت فالشاهد يرى نا ال يرى الغائب وقد اشتدر بنى املتأخرين‬
‫نسائل عىل خالف اال لة القوية استنا ا إىل بعض األصول أو اطالق ليل نعارض‬
‫بمقيد نقاوم أو خرب ضعيف بل عاني نعارض بقوي خايص نندا محل املتعارضنى‬
‫ابتداء عىل اجلواز واالستحباب يف الكراهه نظرا إىل ان اجلمع ندام انكن أوىل نن الطرح‬
‫نع ان ذلك طرح الحدمها يف احلقيقة وخالف املرجحات املفر ة يف االخبار املعتربة‬
‫ترجيح نا ر ته اعدل واوثق واورع واصدق ونا هو املطابق ملا اشتدر بنى األصحاب‬
‫وخالف العانة خصوصا خواصدم وقضاهتم وناهو املوافق للكتاب والسنة إىل غرى‬
‫ذلك وطرح املرجوح والتوقف بعد انسدا طريق الرتجيح والتخيرى نع ان الظاهر نن‬
‫كثرى نن االخبار املعتضدة بالعقل واالعتبار بان العمدة يف اختالف ائمة اإلنانية انام‬
‫[السيد سليامن احليل] ‪823‬‬

‫هو االتقاء والتقية نن العانة القائلنى بالرأي والقياس واالستحسان حتى ور خذ بام‬
‫خالفدم فان الرشد يف خالفدم واهنم ليسوا نن احلنيفية يف يشء واستفت فقيه البلد فاذا‬
‫قال بيشء فخذ خالفه إىل غرى ذلك فكيف ص‪ 135‬جاز محل الدائرين بنى النفي‬
‫واالثبات نن قبيل جيوز وال جيوز وافعل وال تفعل وحيرم وال حيرم ونحو ذلك عىل‬
‫االباحه والكراهه نثال اذ ال يبق نور الخبار الرتاجيح الدالة عىل وجوب األخذ‬
‫بالراجح وطرح املرجوح ورضبه بعرض احلائط وعىل وجه الذي اتى به نعم اذا انسد‬
‫طرق الرتاجيح ووصل إىل حد االرجاء جاز حينئذ العمل باخبار التخيرى وتأويل‬
‫املخالف واالستحباب أو الكراهه عمال باولويه اجلمع ندام انكن والبد يف اجلمع نن‬
‫شاهد نن نفس املتعارضنى أو نن خارج نن امجاع ونحوه فتانل تفطن‪ .‬إىل اخر نا افا‬
‫واجا ‪.‬‬

‫[السيد سليمان الحيل]‬


‫ونندم السيد األجل األ يب األريب املتكلم الطبيب املتبحر اللبيب السيد سليامن احليل‬
‫وله تاليف كبرى يف اإلنانة مجع أقوال قدناء العانة ورواياهتم وهو نا ر يف فنه ولننقل‬
‫بعض عباراته الطريقة ص‪135‬يف رسالته التي بعث هبا إىل الفاضل الشيخ جعفر‬
‫والسيد صا ق الفحام ر عا هلام يف خمالفة الكتاب وسنة سا ة األنام ‪ -‬عليدم أفضل‬
‫السالم ‪ -‬وقد قال فيدام‪:‬‬
‫ايا وحيص‪ 135‬ين اهلل نن كل نفرتى‪/‬‬
‫‪ 824‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويا ويل باهلل نن كل جمرتى‪.‬‬


‫لقد بليا يف جعفر غرى صا ق‪/‬‬
‫وقد ننيا ص‪ 135‬يف صا ق غرى جعفر‪.‬‬
‫والعبارة هذه فام ا رى عىل اى الذنبنى اعاتبك ولعظم اهىام احانبك ص‪ 135‬البخل‬
‫بر اجلواب أم عىل عدم التخيرى هبذا اخلطب الذي يف تشييعه وتشنيعه كل الثواب حيث‬
‫فدم االواىل واالقاىص ص‪ 135‬انه نن الرب الوقيعه يف أهل املعاىص ثم تثلث اجلواب‬
‫بالشيخ جعفر ايب الفضل املصفر ص ‪135‬و العامل العلم الغضنفر فام ا رى نا اقول ولو‬
‫كنت الشيخ افالطون يف املعقول واستا النوابغ واالصمعي يف املنقول فلم ا ر امجعت‬
‫بعده أم كان ص‪ 135‬بعدى حيث ان الذي عنده غرى الذي عندي وكلام قلت فيه ال‬
‫جيدى ال زال عن اهلدى ننكبا وشابيب ص‪ 135‬فضله نتسكبا ص‪ 135‬ال سيام بام‬
‫ظدر نن تلميذه املركب تركيبا نزجيا عىل الغالم بعد لثمه ص‪135‬و تركيب لفظي‬
‫باسمه وتركيب جدل نتجمه ص‪ 135‬الذي قرأ اوال باجلمله نن النحو باب املفعول به‬
‫واملفعول فيه حتى صار ظرفا وهذا ال يكفيه حتى قرا باب الفاعل عندكم فبان خافيه‬
‫ص‪ 135‬وعرف عندكم ظرف املكان وغرىه حتى اجتدد كيف يضع فيه ايره‬
‫ص‪135‬نن بعد نا حفظه حفضا ص‪135‬و وضعه فيه وهذا ال يكفيه حتى لثمه يف فيه‬
‫وصار نا فيه فصار ص‪135‬عندكم واشتدر انه الفاعل املرفوع وعندنا هو املفعول غرى‬
‫ندفوع ثم قرا املفعول الجله نع الذي شاركه وقتا وفعال وفاعال برفع رجليه ص‪135‬‬
‫[السيد سليامن احليل] ‪825‬‬

‫وقرء يف علم األصول حتى توصل غاية الوصول اذا انكن العمل باحلقيقه تعينت الن‬
‫املستفا ال يزاحم اذا القرينة بينت وكل نعقولنى غرى نتبايننى فاحدمها نع االخر انا‬
‫اخص نطلقا أو بالعكس أو نن وجه فدام كذلك وقرا عليكم ان العالقه رضورية‬
‫وضعا وال يشرتط نع النقل قطعا واذا ظدرت احلقيقة بطل املتجاز يف القول ككشف‬
‫العورتنى وتقارهبام و عوى البول وملا كانت العالقه صوريه ونعنويه يف استعامل‬
‫احدمها يف االخر بطل القول فيا ليت شعري وانا اعلم وا رى احنى اوجله ص‪135‬فيه‬
‫هل ثبت عنده ان اجلامع حتجة ص‪ 135‬أو االمجاع حتجه أو بالعكس ثم ال جيوز تاخرى‬
‫البيان عن وقت احلاجه فلذا اوجب الشيخ ايالجه فنعم هذا املحصول نن علم النحو‬
‫واألصول ونا اهنى واهبى واشدى هذا الوصول فدل صدر بعض هذا نن فسقه محله‬
‫االثار النبوية أو جدله سفله نقله االثار العلويه لو كنتم تتصفون واهلل املستعان عىل نا‬
‫تصفون وحيث اجريتم قياس االولويه فان شيخه ابا املظفر اصلح يف الظاهر ننه فكلام‬
‫حدث فيه قدر عنه وان اظدر تلميذه غاية الوفاق فقد ابطن هنايه النفاق فيكون فضل‬
‫استاذه يف احلالنى ال يطاق وقتل ص‪ 136‬حل النطاق والتفت الساق بالساق ويعانق‬
‫الفساق آه ثم واه ثم واوياله نن هذا الصالح املحشف والزهد املقشف والكفر الغبي‬
‫والنفاق اخلفي فام بنى علم هذه األصول اال عىل اساس املامرات والتكاثر واملحصول‬
‫أو الوصول إىل نا به يصول وال حرص االجتدا اال للعنا وفسا العبا ور قوله ولكل‬
‫قوم ها وال ابتدعت االجازه يف الفتوى اال ليعم اجلدل والبلوى ويضعف الدين‬
‫‪ 826‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ويقوى شوكه امللحدين فباهىا تنرش التقوى ونن اهىا سنه الشيطان تقوى أم حرص‬
‫االجتدا أم نن نرش اثار أهل بيت العصمه عىل غرى اساس أم الرشيعة جيوز فيدا‬
‫االستحسان والقياس حيث مجعت بنى املتفرقات وفرقت بنى املتجتمعات وابانت‬
‫املعلونات واملبتدعات أم ائمتنا اضلونا بمنقوهلم حيث قالوا انرنا ان نكلم الناس عىل‬
‫قدر عقوهلم وهيدات اين املتجتدد يف كل االعصار واين وجو ه يف سائر االنصار‬
‫ولكندا ال تعى ص‪136‬االبصار إىل اخر كالنه‪ .‬وقال فيا ويح هذا الدين نن اعامل‬
‫هوالء امللحدين نا احرتنوا جوار الكرار وال اقروا بتجبنه وال فروا نن ناره اثروا ثم‬
‫خوف الشنيعه ص‪ 136‬يف اظدار هذه الشيعة وافسدوا الرشيعة وال قتلوا وال ربطوا‬
‫زعموا خوف الفتنه اال يف الفتنه سقطوا ومل يزحروه ص‪ 136‬بالزجر الشديد ومل‬
‫هىتجروه وهلم سرتص‪ 136‬نقانع نن حديد فلم يرضبوه ومل يقتلوه لعندم اهلل ال‬
‫يتناهون عن ننكر فعلوه ونثل هذا الباطل نا افشوه وخىشون الناس واهلل احق ان‬
‫خىشوه فواهلل نا تصدرهذه االفعال الساخره ممن يمؤنن باهلل واليوم االخر فال فرق بنى‬
‫الفاعل والراىض واملفعول والقاىض كائنا نا يكون واهنم يف العذاب نشرتكون نا نكلوا‬
‫به غرىه وال قطعوا ايره‬
‫إىل ان قال‬
‫و عاهتم النائى واملزانرى والسنطور ونسكدم الركوع والستجو عىل التنبور فدم اشتات‬
‫يف حب الفروج واالستات‬
‫[السيد سليامن احليل] ‪827‬‬

‫إىل ان قال‬
‫ايا نعرش األصحاب ناىل اراكم‬
‫عىل نذهب واهلل غرىص‪ 136‬محيد‪.‬‬
‫َتيلون للذكران حبا وشدوة‬
‫انا فيكم نن فعله برشيد‪.‬‬
‫فان مل تكونوا قوم لوط بعيندم فام قوم لوط ننكم ببعيد‪.‬‬
‫حتى اذا انترشوا يف هذه البال فأكثروا فيدا الفسا الذي نا فعله سدا وال عا وفرعون‬
‫ذى االوتا الذين طغوا يف البال فأكثروا فيدا الفسا ثم ذهب إىل حمل العلم والعبا ه‬
‫وننبت روض الفضل والزيا ه وهو عىل تلك العا ه عرفه نن عرفه وانكره نن‬
‫استطرفه فعظم هناك فسا ه وبلغ نناه ونرا ه وخدعكم بصالحه املغشوش وقا ه‬
‫البعرى املخشوش و ينه كالعدن املنفوش وذقنه كاجلرجرى‬ ‫الشيطان قو‬
‫ص‪136‬املحشوش فدو كنيف ننقوش أو جلد كلب نرشوش أو وعاء عذرات‬
‫ننبوش فسخرعقولكم السخيفه وسخر ارائكم الضعيفه حتى فضل عليكم أهل‬
‫السقيفه بعقولكم الشقيفه فلوعرفتم اهلل حق عرفانه وتبرصتم سبل ا يانه عرفتم قوله‬
‫‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ان املونن نقبل عىل شانه عارف باهل زنانه وملا حدكم بحثو ايامئه‬
‫ص‪ 136‬وظدر لكم خافيه نن صفحات وجده وفلتات لسانه‬
‫إىل ان قال‬
‫‪ 828‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫فرضوا باخلسيس وزهدوا يف النفيس فاراحوا ابليس فصارت الدنيا هلم نقناطيس‬
‫تتدلل الوجوه بصفق النقالص‪ 136‬نع حسن القول وقبح الفعال فكاهنم مل يسمعوا‬
‫قول نن قوله احكم وانلك نا نن رجل صفقت خلفه النعال اال هلك واهلك‬
‫فاستتجلبوا أهل الطمع واجلدله واستتجلبوا هبم راهم السفله وسخروا الغفله‬
‫وسحروا اجلدله يا سبحان اهلل كاهنم نا سمعوا ندحة التكفف يف قوله تعاىل حيسبدم‬
‫اجلاهل اغنياء نن التعفف وكاهنم نا سمعوا باذاهنم ونا وعوا بعقوهلم ملا ارشبت‬
‫قلوهبم نن أصوهلم ان املمؤنن كالغريب ال يعرفه اال ربه اذا حرض البعد واذا غاب ال‬
‫يفقد فياسبحان اهلل نا ابعد االقوال نن الفعال ونا احب صفق النعال اقرصائمتنا عن‬
‫االيضاح وحاشاهم أم هم اضاعوا طريقدم وممشاهم ينفرون ممن صالحه طبيعة إىل‬
‫نن نسكه خديعه ويالفون إىل نن نسكه خديعه وحيبون نن ايامنه و يعه فدعدم ونا‬
‫يطلبون وسيعلم الذين ظلموا اى ننقلب ينقلبون‬
‫إىل ان قال‬
‫نرشبه قلوهبم بحب الرياسه راغبة يف الباطن إىل الرجاسه نظدرة ص‪ 136‬حسن‬
‫السرىه والسياسه ولتعرفدم يف حلن القول وباطندم اخلبسص‪ 136‬نن البول لباسدم‬
‫اخلشوع ورشاهبم قيض الدنوع وغذائدم احلسد بغرى جوع‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫[حممد بن عبداهلل بن حممد بن طيفور الدانغاين] ‪829‬‬

‫ولكننى واهلل نولع هبتجرهم وال االقيدم والعندم كلام اال قيدم ص‪ 136‬يظدرون حب‬
‫األئمة ويبغضون اخبارهم واوال هم كاهنم مل يسمعوا بقوهلم كل يشء مل خىرج نن هذا‬
‫البيت فدو ضالل وال رعوا ايه القربى وال سمعوا قوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬املرء‬
‫حيفظ يف ذريته ويف اخر يف ذراريه ويف اخر يف بنيه اضاعوا اجلميع واهلل عليدم سميع‬
‫ور يف حفظ اخبارهم والذرارى اخبار كثرىه وراها نن هو ا رى الخ نا قال‪.‬‬

‫[محمد بن عبدالله بن محمد بن طيفور الدامغاني]‬


‫ونندم الشيخ ابوجعفر حممد بن عبداهلل بن حممد بن طيفور الدانغاين الواعظ بفرغانة‬
‫روى عنه الصدوق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬غرى نرة سامعا ننه وان نوسى اختار سبعنى رجال نن‬
‫قونه مليقات ربه فلم يصربوا بعد سامع كالم اهلل ‪ -‬عزوجل ‪ -‬حتى جتاوزوا احلد بقوهلم‬
‫لن نونن لك حتى نرى اهلل جدرة فاخذهتم الصاعقة بظلمدم فامتوا ولو اختارهم اهلل‬
‫عزوجل لعصمدم وملا اختاروا نن يعلمدم نن جياوز احلد واذا مل يصلح نوسى ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬لالختيار نع فضله وحمله فكيف يصلح االنه الختيار االنام بارائدا وكيف‬
‫يصلحون الستنباط االحكام واستخراجدا بعقوهلم الناقصه وارائدم املتفاوته ومهمدم‬
‫املتباينه وارا هتم املختلفه تعاىل اهلل عن الرضا باختيارهم علوا كبرىا‪ .‬انتدى‪.‬‬

‫[الشيخ حسن بن محمد الدمستاني]‬


‫ونندم العامل العانل الرباين الشيخ حسن بن حممد الدنستاين ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬قال يف‬
‫كتابه االنتخاب اجليد ص‪ 136‬نن تنبيدات السيد نا لفظه‪:‬‬
‫‪ 830‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ان اعىل ما تراقت إليه اهلمم واعىل ما ابيضت يف حتصيله اللمم هو العلم‬
‫والعمل بالكتاب والسنة اذ مها سبب سعاده النفس املطمئنه ببلوغ رىض‬
‫اهلل عزوجل واجلنه وحيث حظر التهويل يف تاويل متشابه القرآن عىل‬
‫الرأي بال دليل كان مدار أكثر احلكامء عىل النقل عن أهل العصمه ‪-‬‬
‫عليهم السالم ‪ّ -‬ل جرم انتهى اصحابنا ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬العرصه‬
‫ومل خيلوا لالضاعه العرصه بل اخذوا عن األئمة اهلادين ما حىتاج إليه من‬
‫معامل الدين فجمعوا عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬اربعامئه كتاب سميت‬
‫باألصول فيها لعارفيها بلوغ السوال والنجاح املامول وقد انتخب منها‬
‫املحمدون الثالثه كتبهم اّلربعة التي عليها املدار يف هذه اّلعصار وهي‬
‫« الكايف » و « من ّلحىرضه الفقيه » و « التهذيب » و « اّلستبصار » وقد‬
‫رصحوا فيها بذلك فمن تصفحها وجده هنالك واما اعتنائهم بالبحث‬
‫عن احوال الرواة مدحا وقدحا وتعديال وجرحا حتى صنفوا فيها الكتب‬
‫املبسوطة والزبر املضبوطة فلام وقع يف اّلحاديث من اّلختالف الذي‬
‫أكثره بسبب التقية من أهل اخلالف وقد ورد عنهم ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬‬
‫ان طريق الرتجيح عند التعارض اّلخذ بخرب اّلعدل فلم يكن عن‬
‫البحث عن احوال الرواة معدل‪ .‬انتهى كالمه ‪ -‬رفع يف اخللد مقامه ‪. -‬‬

‫[عبد الرشيد التستي]‬


‫[حممد قاسم التربيزي] ‪831‬‬

‫ونندم الشيخ الفاضل السديد املوىل عبد الرشيد التسرتي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬قال يف كتابه «‬
‫سوانح البال » نا لفظه‪:‬‬
‫ان االخبارينى التاركنى للظن والتخمنى املنكرين لالجتدا يف الدين ال يقولون يف‬
‫اجياب انر أو َتريمه اال عىل اجلزم واليقنى ونع عدندا فالتوقف استنا ها إىل نضمون‬
‫احلديث املتواتر احلارص لالنور يف ثالثة أنر بنى رشده فيتبع وانر بنى غيه فيتجتنب وانر‬
‫نشكل ير علمه إىل اهلل ورسوله وقوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬حالل بنى وحرام بنى‬
‫وشبدات بنى ذلك فمن ترك الشبدات نتجى نن املحرنات ونن أخذ بالشبدات ارتكب‬
‫‪1‬‬
‫املحرنات وهلك نن حيث ال يعلم‪.‬‬
‫وقوله ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬االنور ثالثه انر بنى لك رشده فاتبعه وانر بنى لك غيه‬
‫‪2‬‬
‫فاجتنبه وانر اختلف فيه فر ه إىل اهلل‪.‬‬
‫انتدى عىل نا نقله عنه السيد عبداهلل يف « الذخر الرابع » ‪.‬‬

‫[محمد قاسم التربىزي]‬


‫ونندم املوىل اجلليل حممد قاسم التربيزي ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬قال الفاضل املوىل حممد قاسم‬
‫بن حممد رضا التربيزي يف رسالة « الرصاط املستقيم يف املبدء واملعا » املتممه بغفر‬
‫ص‪ 137‬نا لفظه‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 832‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫نوعظه بليغة نافعة عانة نفع‬


‫برعاقل كامل العقل وفطن متام الفطنه مبني ومعني ومشخص است كه‬
‫بر مهه كس از وخواص وعوام واجب است كه در ايام غيبت وزمان‬
‫حرية احتياط ومالحظه دين خود را هبرت از ايام ظهور واوان حضور‬
‫مرعى دارد ودر صيانت وحفظ قلب وجوارح ولسان از منافيات اقرار‬
‫بوجود حجت زمان ووجوب وجود حجت در هر عرص سعى بليغ ناميد‬
‫كه دراوقات غيبت وحريت بيشرت از ايام ظهورشياطني اّلنس واجلن‬
‫در كمني فرصت مستعد ومهيا اند چه گرگان از غيبت راعيان از رمه بر‬
‫رمه بيشرت زنند وطمع در طعمه زيادتركنند اين است رسشيعيان‬
‫وحافظان ايامن زمان غيبت افضل از شيعيان زمان ظهور اند‪ .‬غيبت بوته‬
‫امتحان است ممحض دين وايامن است افاتش متحيص را زياده كند ماده‬
‫را براى رمحت آماده كند زيركى كه از مصيده صيادان شياد زمان غيبت‬
‫نجات يافته صاحب شعورى كه گوى سعادت از ميدان اين زمان ربود‬
‫گوى سعادت ربوده هدى للمتقني الذين يومنون بالغيب ايامن بغيبت‬
‫خاىل از مهه عيوب است تا اغراض وغايات ابناء دنيا غري مشوب است‬
‫مامون از كل معايب است جمردى از اصل شوائب است فلام روا باسنا‬
‫قالوا امنا باهلل وحده وكفرنا بام كنا به مرشكني فلم يك ينفعهم ايامهنم ملا‬
‫راو باسنا يگانه مردى بايد كه اين هامون پرخون را طى تواند كرد‬
‫[حممد قاسم التربيزي] ‪833‬‬

‫ووحيد مردى بايد كه قطع اين منزل ذوى اّلخطار ممكنش باشد‪ .‬دخل‬
‫در مناصب امام غائب طائف كه علت غيبته و؟ ص‪137‬اعادى‬
‫وغاصبني اغاصب اوست بكردن كارى است مگر از خلص زبان را‬
‫بستن از فتاوى كه عاملش اوست نبايد مگر از كمل نقص جهل را بر‬
‫خود قرار دادن بيمينى خواهد ايمنست بر دفع وساوس شيطانى‬
‫گامشتى قدرتى خواهد از يك مسئله حق شنيدن صد جواب باطل گفتن‬
‫در زمان غيبت باب است جواب نميدانيم حق در مسئله غري معلومه‬
‫بسيار عزيز وكمياب است فضالء دين قيد ساهلا است كه‬
‫فاسدندص‪ 137‬نداند جهالء دين مسئله مهه ناخواندها را خوانده اند‬
‫با خون دل معاش كردن ونعمت الوان شمردن وتصور كردن ولب از‬
‫باطل فرو بستن كاريست صعب وصنعتى است بسيار مشكل اين‬
‫صنعت پر نفع عظيم املشقه نيابد مگر از مسخران نحرير دريا دل از اين‬
‫كوره بسيارى از مدعيان عيار واعتيار پرانندص‪ 137‬از اين حمك‬
‫سنارى وعامالن مموه قلب وبيكار برايند ودر بال ايام منزل غيبت جز‬
‫صمت دوائى نيست وادى بيابان منزل حرضت حر قلم سري سلوب‬
‫اداى ساكنان ص‪ 137‬در اين وادى عاىل وبلندست شهرت مخوشان در‬
‫اين شهر بى افت وگزنده است صداى بغاره فتح وبشارت بى رمانان‬
‫نرصص‪ 137‬است وتعليم ؟ رسيده اى نرص من اهلل وفتح قريب در‬
‫‪ 834‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫شان يك شنيده طريقه مرضيه اخباريني اماميه ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬به‬
‫حد ؟ص‪ 137‬طريقه است طريقه اخباريني احسن احسن چه نيكو‬
‫ميدانست رويه حممدين در زمان غيبت احتياط را چنني بايد داشت ختم‬
‫دين دارى در مزرعه حريت چنني بايد كاشت بغري از فتاوى ائمه‬
‫طاهرين ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬بالفاظها واعياهنا ديگر فتوايى نقل كنند‬
‫وبغري از احاديث ارباب عصمت سالم اهلل عليهم بفتوى وحديث‬
‫ديگرعمل نكنند اجتهاد را در نفس احكام اهلل تعاىل نه حمل احكام جائز‬
‫ومعمول نميدانند بلكه حرام وحمظورميدانند عمل به هرخرب واحدى در‬
‫پيش ايشان غري جموز‪ .‬اعتبار به هر اثرى در نزد ايشان غري معترب ‪ .‬بلكه‬
‫عمل بخربى كه متداول در ميان أصحاب أصول ومصنفني طائفه اماميه‬
‫از عرص ظهور ائمه ومعمول در ميان ايشان در ان عرص وبعد از ان عرص‬
‫باشد وان حكم در ظاهر كتاب اهلل تعاىل يافته شود معترب وعمل بخرب‬
‫موصوف وظاهر كتاب را نه از حيثيت افاده ان خرب ظن بحكم اهلل‬
‫واقعى واصىل ميدانند ونه از اين حيثيت كه مراد از لفظ را حكم اهلل‬
‫واقعى بلكه از حيثيت مدلول ظاهر اهنا كه مربهن است وجوب عمل‬
‫بر مدلول آن ظاهر بر ما وترجيح ميانه خربين متعارضني را بحسب ظن‬
‫چنانكه جمتهدين ميكنند مرتكب نميشوند بله اگر خربين متعارضني در‬
‫باب تنازع بني اخلصمني مثل دين ومرياث باشد ترجيح بيكى از امور‬
‫[حممد قاسم التربيزي] ‪835‬‬

‫معدوده مرتبه مرويه از أهل بيت ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬از تراجيح ميرس‬
‫باشد ترجيح ميدهند واّل توقف‪ .‬چنانكه در مقبوله عمربن حنظله‬
‫مذكور است واگر در عبادات باشد افتائ غري حقيقى وختيري درعمل‬
‫هبر كدام كه خواهند از باب تسليم نه از باب راى واجتهاد‪ .‬واگر وقوىف‬
‫در فهم كالم واستفاده معانى دارى ببني كه مراتب ودرجات احتياط‬
‫رااين مدققني خبري وبصري چون مرتب ساخته وبر رس هم چيده جزاهم‬
‫اهلل خريا‪ .‬موعظه فصيحه مفيده هناية افاده ثابتان در دين كه ايامن ايشان‬
‫اثبت از ثبوت جبال رواسى است در اين زمان مرد آزماى دين خود را‬
‫از حمكامت اهلى وحمكامت سنن حرضت رسالت پناهى صلوات اهلل‬
‫عليهم استفاده نمود أخذ كرده اند نه از قيل وقال افواه الرجال چه‬
‫مستفيد از قيل وقال افواه رجال بر ميگردد از دين غري مستقلشص‪137‬‬
‫السنه رجال ونه از راه استحسان وتقليد كربا واسالف چه متدينني‬
‫متحسنني ومقلدين كربائ وسالفني چه دين وچه اطمينان در دين وچه‬
‫استقرار در ايامن خواهند داشت وبه چه مرتبه اى از يقني فائز شده‬
‫خواهند بود چه اصل يقني را كسى دارد كه اصل مستمسكش يقينى‬
‫باشد نه اصل را چون فرع از اصل تراشد از درياى مملو از حريت اين‬
‫زمان كه امتحان عظيم جسيم است از براى شيعيان مجعى توانند نجات‬
‫يافت كه با سكينه صاحب سفينه وموچه وسفينه ساكنند ص‪ 137‬واز‬
‫‪ 836‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫شك راه زنان بى مروت اين رش وشور پر اشوب مجعى توانند خالص‬
‫شد كه از ناخدايان طرق اين دريا مددى واستفتائى ونشان پرسد واز‬
‫اقوال بعينه الصدق ايشان اعتقاد خود را درست ناميد چه كسى را كه‬
‫اعتقاد دانستى ص‪137‬بر ان بناى وثيق معتمد يقينى جزمى كه عقل را‬
‫شائبه شبهه وشمه شك در معتمد بود پس نصيب نباشد بلكه در مسائل‬
‫مشكل ودر اعتقادات متوسل بعقل ناقص وراى فاسد خود شود مامون‬
‫نيست كه صبح مومن وشب كافر يا شب مومن وصبح كافر باشد چه‬
‫مدارش بفتون ومستحسنات طبيعيه ورد غري مستحسنات اوست در‬
‫كتاب مستطاب كاىف كه احاديث مباركش مهه دردها وعلتها را دوائى‬
‫است شاىف وواىف از منبع علم وحلم وجود فريده درياى سامحت‬
‫وفتوت گوهر يكدانه بحر كرم ومودت مظهر العجائب ومظهر‬
‫الغرائب ايب احلسن موسى الكاظم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬مرويست كه ان‬
‫حرضت فرمود كه لقامن در موعظه ونصيحت وپند كه فرزند ارمجند‬
‫سعادمتند خود را مى فرموداند عيار بلكه مفادش اينست كه اگر طمع‬
‫باعلميت دارى وميخواهى كه اعقل مردمان ودر زمره زيركان در دين‬
‫وفطنان با بصريت ويقني باشى تواضع واطاعت وانقياد در نزد احكام‬
‫حقيه كتاب حق جل وعال وسنت سنيه رسول هدى عليه التحيه والثنا‬
‫نامى ورس سلمنا واطعنا در نزد آن احكام منيعه فرود ارى رو كردن‬
‫[حممد قاسم التربيزي] ‪837‬‬

‫تعصب وعصب وعناد در برابر آن طريق رشاد وسداد مكش چرا كه‬
‫كيس وزيركى كه اطاعت حق ناميد وانقياد بر انقياد فزايد بسيار كم‬
‫وعزيز است چه أكثر ايام ّلسيام در زمان غيبت در وقت سامع حكم‬
‫حق شيطان غالب ميشود بر وفق اشتهار ميخواهد كه اظهار خالف حق‬
‫كند اگر حمرم حمرمى بايد وابليس صفتى هبم رساند بلكه در فكر‬
‫معارضه ورواج دكانيست در بر رشيعت مقدسه مطهره منوره اگر‬
‫ميرسش شود در مهمل كارى هيچ تقصري نميكند ودقيقه فرو نميگذارد‬
‫اى پرسك من اين دنيا درياى پر خطر وبسيار عميق وقعري غرق شده‬
‫وتباه گشته در آن دريا خلق بيشامر وكثري اگر خواهى كه از مهلكات‬
‫فتن امواج اين بحر نجات يابى واز موبقات جلج پر آشوب اين دريا‬
‫خالص شوى تركيب وترتيب كشتى بايد كرد از تقوى وترس خدا پر‬
‫از متاع نفيس ايامن بادبانش كه مدار سفينه با دوائراست ص‪138‬‬
‫وصائر است توكل با خدايش اطاعت خدا ومعلمش كه بتعليم اوست‬
‫سلوك طريق نجات علم سكانش كه ناسكان نباشد اطمينان نيست‬
‫صرب ص‪138‬و تعبري اين روشن واين طريق ديگر طريق نجات وراه‬
‫خالص نيست نكته سنج معانى بردار عاىل مهتى كه طائر نفيس مقدس‬
‫مقيد بقيد تعلقات واغراض وشهوات نباشد وهر وقت كه خواهد وارد‬
‫ده ض‪ 138‬ناميند تواند پرواز نمود وممانع ومعادنى از نرش جناح‬
‫‪ 838‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫ووصول برس منزل رستگارى وفالح ميرسش باشد چون طريان در‬
‫رياض اين مواعظ ونصايح ناميد وبچشم بصريت واعتبار گلهاى‬
‫خوش رنگ ورياحني خشنودى اين بستان را مشاهده ناميد يقني كه‬
‫انقدر از گلها تواند چيد كه عاملى از گالب سرياب شوند وانقدر از‬
‫رياحينش بدست تواند اورد كه مهه روى زمني را خشنود ومعطر سازد‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫قال السيد االواه السيد عبداهلل يف كتاب الذخر الرابع يف رشح نفاتيح الرشايع نا لفظه‪:‬‬
‫احتتجوا أيضا يعنى املحدثنى بانه لو جاز التمسك بظواهره ملا جاز التتجوز‬
‫ص‪138‬بظواهره ونا يلزم نن وجو ه عدنه يكون حماال البته‪ .‬بيان املالزنه ان اهلل تعاىل‬
‫يقول هو الذي انزل عليه الكتاب ننه ايات حمكامت هن أم الكتاب واخر نتشاهبات‬
‫فقد حرص الكتاب يف قسمنى بمقتىض القسمه وحرص واملحكم يف أم الكتاب واملرا‬
‫نن هذا اللفظ حقيقه ليس اال الفاَته وارا ه ‪....‬ص‪ 138‬جيوز ال قرينه عليه فدو‬
‫خالف الظاهر فيكون نا عدا الفاَته نتشاهبا ال يكون جيوز االخذ بظاهر االمجاع‬
‫وبظاهر قوله تعاىل وانا الذين يف قلوهبم زيغ فيتبعون نا تشابه نندا ابتغائ الفتنه‬
‫وابتغائ تاويله ونا يعلم تاويله اال اهلل والراسخون يف العلم والقرائه املختاره التوقف‬
‫عىل قوهلم والراسخون يف العلم وهم النبي واألئمة صلوات اهلل عليدم باتفاق السلف‬
‫املصطفنى نن انه حممد ص واخبارهم هكذا احتج صاحب جوانع الكلم يعنى به‬
‫السيد نرىزا اجلزائري طاب ثراه‪.‬‬
‫[السيد حيدر االنيل] ‪839‬‬

‫[السيد حيدر االميل]‬


‫ونندم السيد املتاله السيد حيدر االنيل ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬له كتاب « جانع االرسار وننبع‬
‫االنوار » وكتاب « جانع احلقائق » ورسالة « التنزيه » ورسالة « انثلة التوحيد » قال يف‬
‫« جانع االرسار » بعد نفي التشيع عن سائر الفرق الضالة‪:‬‬
‫هل ينبغي أن يتصور من الشيعة طائفه خمصوصة اعني الذين تقدم‬
‫ذكرهم وذكر حقيقتهم املوسومني باّلثنى عرشية اإلمامية أصوهلم‬
‫وقواعدهم عىل النص والعصمة واستنادهم يف الفروع عىل النقل‬
‫الصحيح من النبي واألئمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ . -‬انتهى‪.‬‬

‫[حيدر بن محمد بن زيد الحسيني]‬


‫ونندم السيد كامل الدين حيدر بن حممد بن زيد احلسيني ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬صاحب كتاب‬
‫« غرر الدرر يف صفات سيد البرش » روى عن ابن شدراشوب ونن يف طبقته واثنى‬
‫عليه املتجليس ‪ -‬طاب ثراه ‪ -‬يف نقدنة « البحار » وهو نن أعاظم املحدثنى قال يف‬
‫املتجلد الثاين نن كتابه بعد رواية حديثه ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬لعن رسول اهلل النانصة‬
‫واملتنصمة والوارشة واملتورشة والواصلة واملتوصلة والواشمة واملتوشمة ورشحه نا‬
‫لفظه‪:‬‬
‫واذا كان ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬لعن هوّلء النسوه باّلمجاع‬
‫و‪...‬ص‪ .138‬خطبهن يف هذا اّلمر غري خطري ّل قدر له وفعلهن غري‬
‫قادح يف دين وّل مموه بيقني فكيف ان يدل مبدل رشيعته أو غري مغري ملته‬
‫‪ 840‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫أو شبهات حقاص‪ 138‬بباطل أو مارجص‪ 138‬معتدّل بامئل أو قال يف‬


‫الدين برأيه مع انتفاء بعصمته أو أجاب دواعي أهوائه مع جواز ذلته‬
‫فذلك اخلطب واحلظر اجلسيم‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫[يوسف بن احمد البحراني]‬


‫ونندم الشيخ العالنة الرباين يوسف بن امحد البحراين الدرازى البحراين ‪ -‬نور اهلل‬
‫رضحيه ‪ -‬صاحب كتاب « احلدائق النارضة » و « سالسل احلديد » و « الشداب الثاقب‬
‫» وكان يقول بانحصار احلتجية يف الكتاب املفرس واالخبار الصا ره عن املياننى‬
‫‪.......‬ص‪ 138‬كام هو ننصوص عىل « التفسرى الصايف » ونقدنة « احلدائق » ونا‬
‫حيرضين االن كتبه فاقترص بام انكن نن كالنه الفائق قال يف كتاب طدارة « احلدائق »‬
‫يف نسئله نتجاسة ابوال الدواب وطدارة ارواثدا بعد نقل االمجاع املركب نن الشيخ‬
‫احلسن صاحب « املعامل » نا لفظه‪:‬‬
‫واجلواب انه ال خىفى نا يف هذا االستدالل نن املتجازفه يف احكام امللك املتعال والبناء‬
‫عىل اساس ظاهر االضمحالل‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ونن أخذ نن االنصاف بأ نى نصيب علم ان األئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬يفرقون بنى‬
‫البول فيرصحون نتجاسه االول ويانرون بغسله نع ترصحيدم يف كتبدم األصوليه بان‬
‫االنر حقيقه يف الوجوب وحيكمون ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬بطدارة الثاين وهم يتعمدون‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪841‬‬

‫خمالفتدم ويرتكبون هذه التاويالت‪........‬ص‪ 138‬يف كالندم فيحكمون بالطدارة‬


‫فيدام نعا هلذا االمجاع الغرى املحقق باالتباع وال االستامع نا هو اال اجتدا حمض يف‬
‫خمالفه النصوص ونراة تانه عىل أهل اخلصوص فارشب بكأس هذا الرحيق وارتع يف‬
‫رياض هذا التحقيق املنتجى بحمد اهلل نن جلج املضيق فانك ال جتده يف كالم علامئنا‬
‫االسالم وال حام حوله أخذ يف املقام‪.‬‬
‫وقال يف املقدنة التاسعة نن نقدنات « احلدائق » يف صدق املشتق نا لفظه‪:‬‬
‫واّلظهر عندي ان بناء اّلحكام الرشعية عىل مثل هذه القواعد الغري‬
‫املنضبطة واألصول الغري املرتبطة ما مل يقم عليه دليل بل الدليل عىل‬
‫خالفه واضح املنهج والسبيل ص‪ 138‬اما اوّل فلدّلله اخبار أهل الذكر‬
‫‪ -‬سالم اهلل عليهم ‪ -‬عىل وجوب البناء يف اّلحكام الرشعية عىل العلم‬
‫واليقني ومع عدمه فالوقوف عىل جادة اّلحتياط الخ‪.‬‬
‫وقال يف املقدنة العارشة نا نصه‪:‬‬
‫قد اشتهر بني أكثر اصحابنا ‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ -‬اّلعتامد عىل اّلدلة‬
‫العقلية يف األصول والفروع وترجيحها عىل اّلدلة النقليه ولذا تراهم يف‬
‫األصول متى تعارض الدليل العقيل والسمعي قدموا اّلول واعتمدوا‬
‫عليه وتاولوا الثاين بام يرجع إليه واّل طرحوه بالكلية ويف كتبهم‬
‫اّلستدّللية يف الفروع الفقهية اوّل ما يبدءون يف اّلستدّلل بالدليل‬
‫العقيل ثم ينقلون الدليل السمعي مويدا له ومن ثم قدم أكثرهم العمل‬
‫‪ 842‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫بالرباءة اّلصلية واّلستصحاب ونحومها من اّلدلة العقلية عىل اّلخبار‬


‫الضعيفة باصطالحهم بل املوثقة‪.‬‬
‫قال املحقق يف بعض مصنفاته يف مسئله جواز ازاله اخلبث باملايع وعدمه‬
‫حيث ان السيد املرتىض اختار الطهاره من اخلبث به ونسب ذلك إىل‬
‫مذهب ‪ ........‬ص‪138‬بدعوى اّلمجاع عليه ما صورته اما علم اهلدى‬
‫فانه ذكر يف اخلالف انه اضاف ذلك إىل املذهب ّلن من اصلنا العمل‬
‫بدليل العقل ما مل يثبت النقل وليس يف اّلدلة النقليه ما يمنع من استعامل‬
‫املايعات يف اّلزاله وّل ما يوجبها ونحن نعلم انه ّل فرق بني املاء واخلل‬
‫يف اّلزاله بل ربام كان غري املاء ابلغ فحكمنا حينئذ بدليل العقل‪.‬‬
‫ثم قال املحقق ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬بعد كالم يف البني اما نحن فقد فرقنا بني املاء‬
‫واخلل فلم يرد علينا ما ذكره عليم اهلدى فانظر إىل موافقته لعلم اهلدى‬
‫فيام نقله عنه من أصاله العمل بدليل العقل يف الفروع الرشعية وانام نازعه‬
‫يف اجلزئي وحصول الفرق بني الفردين املذكورين‪.‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وباجلمله فكالمهم ترصحىا يف مواضع وتلوحىا يف أخرى متفق الدّللة‬
‫عىل ما نقلناه ومل نر من رد ذلك وطعن فيه سوى املحدث املدقق السيد‬
‫نعمة اهلل اجلزائري ‪ -‬طيب اهلل مرقده ‪ -‬يف مواضع من مصنفاته منها‬
‫كتاب « اّلنوار النعامنية » وهو كتاب جليل يشهد بسعة دائرته وكثرة‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪843‬‬

‫اطالعه عىل اّلخبار وجودة تبحره يف العلوم واّلثار حيث قال ونعم ما‬
‫قال‪:‬‬
‫فان احلق الذي ّل يعرتيه غياهب اّلشكال ان أكثر اصحابنا قد تبعوا‬
‫مجاعة من املخالفني من أهل الرأي والقياس ومن أهل الطبيعة والفالسفة‬
‫وغريهم من الذين اعتمدوا عىل العقول واستدّلّلهتا وطرحوا ما جاءت‬
‫به اّلنبياء ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬حيث مل يأت عىل وفق عقوهلم حتى نقل ان‬
‫عيسى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬ملا دعى أفالطون إىل التصديق بام جاء به اجاب‬
‫بان عيسى رسول اهلل إىل ضعيفه العقول واما انا وامثاي فال نحتاج يف‬
‫املعرفة إىل ارسال اّلنبياء واحلاصل اهنم ما اعتمدوا يف يشء من أصوهلم‬
‫اّل عىل العقل فتابعهم بعض اصحابنا وان مل يعرتفوا باملتابعة وقالوا انه‬
‫اذا تعارض الدليل العقيل والنقيل طرحنا النقيل أو تاولناه بام يرجع إىل‬
‫العقل ومن هنا تراهم يف مسائل األصول يذهبون إىل اشياء كثرية قد‬
‫قامت الدّللة النقلية عىل خالفها لوجوه ختيلوا انه دليل عقيل كقوهلم‬
‫بنفي اّلحتياط يف العمل تعويال عىل ما ذكروه يف حم ّله من مقدمات ّل‬
‫تفيد ظنا فضال عن العلم وسنذكرها انشاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال يف « أنوار القيانة » ‪:‬‬
‫مع وجوه الدّلئل من الكتاب والسنة عىل ان اّلحتياط الذي هو املوازنة‬
‫بني اّلعامل واسقاط املتقابلني وابقاء الرجحان حق ّل شك فيه وّل ريب‬
‫‪ 844‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫يعرتيه ومثل قوهلم ان النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه واله ‪ -‬مل حىصل له اّلسهاء‬
‫من اهلل تعاىل يف صلوة قط تعويال عىل ما قالوه من انه لو جاز السهو عليه‬
‫يف الصلوة جلاز عليه يف اّلحكام مع وجود الدّلئل الكثرية من اّلحاديث‬
‫الصحاح واحلسان واملوثقات والضعفاء واملجاهيل عىل حصول مثل هذا‬
‫اّلسهاء وعلل يف تلك الروايه بأنه رمحة لالمة لئال يعري الناس بعضهم‬
‫بعضا بالسهو وسنحقق هذه املسئلة يف نور من هذا الكتاب انشاء اهلل‬
‫تعاىل إىل غري ذلك من مسائل األصول واما مسائل الفروع فمدارهم عىل‬
‫طرح الدّلئل النقلية والقول بام ادت اّلستحسانات العقلية ثم جىعلون‬
‫دليل النقل مؤيدا هلا وعاضدا عند عامه العقول فال يثبت وّل يبقى لكم‬
‫دليل عقيل وذلك كام حتققت ان العقول خمتلفة يف مراتب اّلدراك وليس‬
‫هلا حد تقف عنده فمن ثم ترى كالم الالحقني يتكلم عىل دّلئل السابقني‬
‫وينقضه ويأت بدّلئل أخرى عىل ما ذهب إليه ولذلك ّل ترى دليال‬
‫واحدا مقبوّل عند عامه العقالء واّلفاضل وان كان املطلوب متحدا فان‬
‫مجاعة من املحققني قد اعرتفوا بانه ّل يتم دليل من الدّلئل عىل اثبات‬
‫الواجب وذلك ان اّلدلة التي ذكروها مبنية عىل ابطال التسلسل ومل يتم‬
‫برهان عىل بطالنه فاذا مل يتم دليل عىل هذا املطلب اجلليل الذي توجهت‬
‫إىل اّلستدّلل عليه كافه اخلالئق فكيف يتم عىل غريه مما توجهت إليه‬
‫آحاد املحققني وان كان املراد به ما كان مقبوّل بزعم املستدل واعتقاده‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪845‬‬

‫فالجىوز لنا تكفري احلكامء والزنادقة وّل تفسيق املعتزلة واّلشاعرة وّل‬
‫الطعن عىل من ذهب إىل مذهب خمالف ما نحن عليه وذلك ّلن أهل كل‬
‫مذهب استندوا يف تقوية ذلك املذهب إىل دّلئل كثرية من العقل وكانت‬
‫مقبوله يف عقوهلم معلومة هلم ومل يعارضها سوى دّلئل العقل ّلهل‬
‫العقول اّلخر ودّلئل النقل وكالمها ّل يصلح للمعارضه ملا قلتم ّلن‬
‫دليل النقل جىب تاويله ودليل العقل هلذا الشخص ّل يكون حجة عىل‬
‫غريه ّلن عنده مسئله وجىب عليه العمل بذلك مع ان األصحاب ‪-‬‬
‫رضوان اهلل عليهم ‪ -‬ذهبوا إىل تكفري الفالسفة ومن حىذوا حذوهم‬
‫وتفسيق أكثر طوائف املسلمني وما ذلك اّل ّلهنم مل يقبلوا منهم تلك‬
‫الدّلئل ومل يعدوها من دّلئل العقل‪ .‬انتهى كالمه ‪ -‬ز ّيد يف اخللد إكرامه‬
‫‪.-‬‬
‫أقول‪ :‬وقد سبقه إىل هذه املقالة االنام الرازي حيث قال هذه االشياء املسامة بالرباهنى‬
‫لو كانت يف نفسدا براهنى لكان كل نن سمعدا ووقف عليدا وجب ان يقبلدا وان ال‬
‫ينكرها اصال وحيث ترى ان الذي يسميه أحد اخلصمنى برهانا وان اخلصم الثاين‬
‫يسمعه ويعرفه وال يفيد له ظنا ضعيفا علمنا ان هذه االشياء ليست يف انفسدا براهنى‬
‫بل هي نقدنات ضعيفة اضافت العصبية واحلمية إليدا فتخيل بعضدم كوهنا برهانا نع‬
‫ان االنر يف نفسه ليس كذلك وأيضا فاملشبة حيتج عىل القول بالتشبيه بحتجة ويزعم ان‬
‫تلك احلتجة افا هتا اجلزم واليقنى فانا ان يقال ان كل واحدة نن هاتنى احلتجتنى‬
‫‪ 846‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫صحيحة يقينية فحينئذ يلزم صدق النقيضتنى وهو باطل وانا ان يقال ان احدمها‬
‫صحيحة واالخرى باطلة اال انه نتى كان االنر كذلك كانت نقدنة واحدة نن‬
‫نقدنات تلك احلتجية جزم بصحة تلك املقدنة ابتداء فدذا يدل عىل أن العقل جيزم‬
‫بصحة الفاسد جزنا ابتداء فاذا كان كذلك كان العقل غرىنقبول القول يف البدهىيات‬
‫واذا كان كذلك فحينئذ يفسد مجيع الدالئل‪.‬‬
‫فان قالوا‪ :‬العقل انام جزم بصحة ذلك الفاسد بشبدة نتقدنة‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬قد حصل يف تلك الشبدة املتقدنة فان كان ذلك بشبدة اخرى لزم التسلسل فان‬
‫كان ابتداء فقد يوجه الطعن وأيضا فانا نرى الدالئل القوية يف بعض املسائل العقلية‬
‫نتعارضة نثل نسئلة اجلوهر الفر ‪.‬‬
‫فانا نقول كل نتحيز يمينه غرى يساره وكلام كان كذلك فدو ننقسم ينتج ان كل نتحيز‬
‫ننقسم‪.‬‬
‫ثم نقول‪ :‬ان مل يكن حارضا بل بعضه واذا كان غرى ننقسم كان اول عدنه يف آن آخر‬
‫نتصل بان وجو ه فلزم تتاىل االنات ويلزم ننه كون اجلسم نركبا نن اجزاء ال يتتجزى‬
‫فدذان الدليالن نتعارضان وال نعلم جوابا شافيا عن أحدمها ونعلم ان أحد الكالننى‬
‫نشتمل عىل نقدنة باطله وقد جزم العقل بصحتدا ابتداء فصارالعقل نطعونا فيه ثم‬
‫أخذ يف تفصيل هذه الوجوه يف كالم طويل الذيل‪.‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪847‬‬

‫فان قلت‪ :‬فعىل نا ذكرت نن عدم االعتام عىل الدليل العقيل يلزم ان ال يكون العقل‬
‫نعتربا بوجه نن الوجوه نع انه قد استفاضت اآليات القرآنية واالخبار املعصونية‬
‫باالعتام عىل العقل والعمل عىل نا يرجحه وانه حتجة نن حتجج اهلل سبحانه كقوله‬
‫تعاىل (ان يف ذلك اليات لقوم يعقلون)‪ 1‬يف غرىنوضع نن الكتاب العزيز‪ ،‬أي يعلمون‬
‫بمقتىض عقوهلم اليات لقوم يتفكرون اليات الويل االلباب اليات الويل الندى انام‬
‫يتذكر اويل االلباب لذكرى الويل االلباب وذم قونا مل يعملوا بمقتىض عقوهلم فقال‬
‫سبحانه وتعاىل (افال يعقلون)‪( 2‬ولكن أكثرهم ال يعقلون)‪( 3‬ذلك باهنم قوم ال‬
‫يعقلون)‪( 4‬افال يتدبرون القرآن أم عىل قلوب اقفاهلا)‪ 5‬إىل غرى ذلك نن االيات الدالة‬
‫عىل ندح العمل بمقتىض العقل وذم عكسه‪.‬‬
‫ويف احلديث عن ايب احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حنى سئل فام احلتجة عىل اخللق اليوم؟‬
‫فقال ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫‪6‬‬
‫العقل يعرف به الصادق عىل اهلل فيصدقه والكاذب عىل اهلل فيكذبه‪.‬‬
‫ويف اخرى عن الصا ق ‪ -‬عليه السالم – قال‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 848‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫حجة اهلل عىل العباد النبي واحلجة فيام بني العباد وبني اهلل العقل‪.‬‬
‫ويف آخر عن الكاظم ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫ان هلل عىل الناس حتجتنى حتجة ظاهرة وحتجة باطنة فالظاهرة االنبياء والرسل واألئمة‬
‫‪1‬‬
‫وانا الباطنة فالعقول‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ال ريب ان العقل الصحيح الفطري حتجة نن حتجج اهلل سبحانه وتعاىل ورساج‬
‫ننرى نن جدته جل شانه وهو نوافق للرشع بل هو رشع نن اخل كام ان ذاك رشع نن‬
‫خارج لكن نا مل تغرىه غلبة االوهام الفاسدة وتتطرق إليه العصبية أو حب اجلاه أو‬
‫نحومها نن االغراض الكاسدة وهو قد يدرك االشياء قبل ورو الرشع هبا فيأيت الرشع‬
‫نمؤيدا هلا وقد ال يدركدا قبله وخىفى عليه الوجه فيدا فيأيت الرشع كاشفا ونبينا وغاية‬
‫نا تدل عليه هذه اال لة ندح العقل الفطري الصحيح اخلايل عن شوائب االوهام‬
‫العاري عن كدورات العصبية فانه هبذا املعنى حتجة اهلية ال راكه لصفاء نورانية‬
‫ص‪140‬او‪ .................‬بعض االنور التكليفية وقبوله ملا جيدل نندا نتى ور عليه‬
‫الرشع هبا وهو أعم نن ان يكون نا را كذلك اوال أو قبوله هلا ثانيا كام عرفت والريب‬
‫ان االحكام الفقدية نن عبا ات أو غرىها كلدا توقيفية َتتاج إىل السامع نن حافظ‬
‫الرشيعة وهلذا قد استفاضت االخبار كام قد نر بك االشارة إىل شطر نندا يف املقدنة‬
‫الثالثة بالندى عن القول يف االحكام الرشعية بغرى سامع نندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وعلم‬

‫‪1‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪849‬‬

‫صا ر نندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ووجوب التوقف واالحتياط نع تيرس طريق العلم‬
‫ووجوب الر إليدم يف مجلة نندا ونا ذاك اال لقصور العقل املذكور عن االطالع نن‬
‫اعوازها واحتجاندا عن ‪ .............‬ص‪140‬يف جلج بحارها بل لو تم للعقل‬
‫االستقالل بذلك لبطل ارسال الرسل وانزال الكتب‪.‬‬
‫قال ونن ثم تواتر االخبار ‪...............‬ص‪ 140‬عىل أصحاب القياس بذلك ونن‬
‫االخبار املوكدة ملا ذكرنا رواية ايب محزة عن ايب جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬يف حديث طويل‬
‫قال ان اهلل مل يفوض أنره إىل خلقه وال إىل نلك نقرب وال إىل نبى نرسل ولكنه ارسل‬
‫رسوال نن نالئكته فقال له قل كذا وكذا فانرهم بام جيب وهناهم عام يكره احلديث‪.‬‬
‫ونندا رواية ايب بصرى قال‪:‬‬
‫قلت يرد علينا أشياء ليس نعرفها يف كتاب وّل سنة فننظر فيها فقال ّل‬
‫أما إنك إن أصبت مل تؤجر وإن أخطأت كذبت عىل اهلل‪.‬‬
‫ومنها حديث يونس عن ايب احلسن ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال من نظر برأيه‬
‫هلك ومن ترك أهل بيت نبيه ضل‪.‬‬
‫ويف حديث اخرعن امرياملؤمنني ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬إن املؤمن مل يأخذ دينه‬
‫عن رأيه ولكن أتاه عن ربه فأخذ به‬
‫ويف اخر حديث ملا قال السائل ما رأيك يف كذا قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وانى‬
‫حمل الرأي منا انا اذا قلنا حدثنا عن رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وآله ‪ -‬عن‬
‫جربئيل عن اهلل إىل غري ذلك من اّلخبار املتواترة معنى الدالة عىل كون‬
‫‪ 850‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الرشيعة توقيفية ّل مدخل للعقل يف استنباط يشء من احكامها بوجه‪.‬‬


‫نعم عليه القبول واّلنقياد والتسليم ملا يراد وهو احد ما دلت عليه تلك‬
‫اّلدلة التي اوردها الخ‪.‬‬
‫وقال يف املقدنة احلا ية عرش يف مجلة نن القواعد الرشعية والضوابط املرعية التي يبتنى‬
‫عليدا مجله نن االحكام الفقديه مما يستفا نن الكتاب العزيز والسنة النبوية ‪ -‬عىل‬
‫الصا ع هبا ارشف سالم وَتية ‪ -‬وهي املشار إليدا يف كالندم ‪ -‬عليدم السالم ‪-‬‬
‫واألصول عىل نا نقله ابن ا ريس يف نستطرفات « الرسائر » عن جانع البزنطي نا رواه‬
‫هشام بن سامل عن ايب عبداهلل ‪ -‬عليه السالم – قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انام علينا ان نلقى اليكم األصول وعليكم ان تفرعوا‬
‫وروى عن ايب احلسن الرضا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بال واسطه قال ‪ -‬عليه السالم ‪: -‬‬
‫‪2‬‬
‫علينا القاء األصول وعليكم التفريع‪.‬‬
‫وال خىفى نا يف اخلربين املذكورين نن حيث تقديم الطرف املوذن بحرص ذلك فيدم‬
‫نن الداللة عىل بطالن األصول اخلارجة نن غرىهم بمعنى حرص القاء األصول فيدم‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فكأنه قال ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬تأصيل األصول الرشعية لالحكام علينا‬
‫‪3‬‬
‫ال عليكم وانام عليكم التفريع ال علينا‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪851‬‬

‫فكل أصل مل يوجد به نستند وال ليل نن كالندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فدو بمقتىض‬
‫اخلربين املذكورين مما ال جيوز االعتام عليه وال الركون إليه‪.‬‬
‫انتدى نا نقلناه نن نقدنات « احلدائق » ‪.‬‬
‫وقال يف « الدرر النتجفيه » نا لفظه‪:‬‬
‫رصح مجله من اصحابنا املتأخرين بان األصل يف تنويع احلديث إىل‬
‫قد ّ‬
‫اّلنواع املشهورة هو العالمة أو شيخه مجال الدين امحد بن طاوس ‪ -‬نور‬
‫اهلل تعاىل مرقدمها ‪ -‬واما املتقدمون فاّلخبار عندهم كلها صحيحة اّل ما‬
‫نبهوا عىل ضعفه والصحيح عندهم ليس باعتبار السند بل هو عبارة عام‬
‫اعتضد بام يوجب اّلعتامد عليه من القرائن واّلمارات التي ذكرها‬
‫الشيخ ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف كتاب « العدة » وعىل هذا مجله اصحابنا‬
‫املتأخرين وطائفه من متأخري متأخري املجتهدين كشيخنا املجلي ‪-‬‬
‫رمحه اهلل ‪ -‬ومجله ممن تاخرعنه وقد اتسع خرق اخلالف بني املجتهدين‬
‫من اصحابنا واّلخباريني يف مجل عديدة من مسائل األصول الفقهية‬
‫وبسط كل من علامء الفريقني لسان التشنيع عىل اّلخر بام ّل ينبغى‬
‫التعرض له بالكليه واحلق احلقيق باّلتباع ما يسلكه طائفه من متاخري‬
‫املتأخرين كشيخنا املجلي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬وطائفه ممن أخذ عنه واتى بعده‬
‫فاهنم سلكوا من طرق اخلالف بني ذينك الفريقني طريقا وسطى من‬
‫القولني ونجدا أوضح من ذينك النجدين وخري اّلمور اوسطها واحلق‬
‫‪ 852‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫هنا يف الكالم عىل اّلخبار صحة وضعفا مع اّلخباريني ومعتقدي‬


‫اصحابنا املجتهدين وانا مبني يف هذه الدرة ذلك عىل وجه احلق واليقني‬
‫وموضحة باّلدلة القاطعة والرباهني‪.‬‬
‫فاقول‪ :‬اوال رصح شيخنا البدائي يف كتاب « نرشق الشمسنى » وقبله املحقق الشيخ‬
‫حسن ‪ -‬قدس رسمها ‪ -‬يف نقدنات كتاب‪.........‬ص‪ .140‬بام نلخصه وهو ان‬
‫السبب الداعى إىل تقرير املتأخرين ‪ -‬رضوان اهلل عليدم ‪ -‬هذا االصطالح يف تنويع‬
‫احلديث إىل االنواع االربعة وهو انه ملا طالت املدة بيندم وبنى الصدر االول وبعدت‬
‫عليدم الشقه وشقت عليدم تلك القرائن التي اوجب صحة االخبار بنى املتقدننى‬
‫فضاق عليدم نا كان نتسعا عىل غرىهم التتجاوا إىل العمل بالظن بعد فقد العلم لكونه‬
‫اقرب جمازا إىل احلقيقة عند تعذرها وبسبب التباس االخبار غثدا بسميندا وصحيحدا‬
‫بسقيمدا التتجاوا إىل هذا االصطالح اجلديد وقربوا إلينا البعيد ونوعوا احلديث إىل‬
‫االنواع االربعة‪.‬‬
‫وزا يف كتاب « نرشق الشمسنى » اهنم ربام سلكوا طريقة القدناء يف بعض االخبار ثم‬
‫عنى ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف نواضع نن ذلك القبيل هذا خالصه نا ذكروه يف تعليل ذلك‬
‫ونحن نقول لنا عىل بطالن هذا االصطالح واحلكم بصحة اخبارنا وجوه نن اال لة ال‬
‫يدخلدا عيب وال عله االول نا قد عرفت يف اال لة املتقدنة نن ان ننشا االختالف يف‬
‫اخبارنا انام هو التقية نن ذوى اخلالف ال نن‪.......‬ص‪ 140‬االحياء املكذوبة حتى‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪853‬‬

‫نحتاج إىل هذا االصطالح عىل انه نتى كان الداعي إىل هذا االصطالح انام هو س‬
‫االحا يث املكذوبه كام تومهوه ‪ -‬رضوان اهلل عليدم ‪ -‬ففيه انه ال رضوره بلتجوء إىل‬
‫اصطالحدم الهنم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬قد انرونا بعرض نا نشك فيه نن االخبار عىل‬
‫الكتاب والسنة فنوخذ بام وافقدام ونطرح نا خالفدام فالواجب يف َتييز اخلربالصا ق‬
‫نن الكاذب نراعات ذلك وفيه ‪.........‬ص‪ 140‬كام تكلفوه وال ريب ان اتباع األئمة‬
‫‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬اوىل نن اتباعدم‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ان التوفيق واجلرح الذين بنوا عىل تنويع االخبار انام اخذوه نن كالم القدناء‬
‫وكذلك االخبار التي رويت يف احوال الرواة ندحا وذنا فانام اخذوها عندم ‪.........‬‬
‫ص‪ 140‬اعتمدوا عليدم يف نثل ذلك فكيف ال يعتمدون عليدم يف تصحيح نا حكموا‬
‫بصحته نن االخبار واعتمدوه وضمنوا صحته كام رصح به مجله نندم ونندم رئيس‬
‫املحدثنى الصدوق يف كتاب « الفقيه » وقد عرفت نا قدننا يف الدرة املتقدنة انه املعلوم‬
‫نن سرىته وطريقته يف مجيع نصنفاته ونندم ثقة االسالم الكليني يف يباجة كتابه «‬
‫الكايف » والشيخ يف « العدة » و يباجة كتاب « االستبصار » فاهنم اذا كانوا ثقاة عدوال‬
‫يف االخبار بام اخربوا ففي اجلميع واال فالواجب َتصيل اجلرح والتعديل نن غرى كتبدم‬
‫وانى هبم الئق ان اخبارهم بصحتدا رووه يف كتبدم حيتمل احلمل عىل الظن القوي‬
‫باستفاضة أو شيوع أو شدره يعتد هبا أو قرينه أو نحو ذلك مما خىرجه نن حموظه الظن‬
‫كام اجاب شيخنا ابواحلسن ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف كتاب « العرشة الكانلة » حيث انه كان‬
‫‪ 854‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫شديد التعصب هلذا االصطالح وترويج القول باالجتدا اال ان نصنفاته املتاخرة تدل‬
‫عىل عدوله عن ذلك التعصب اخلارج عن طريق السدا ونيله إىل الطريقة الوسطى‬
‫الذي ارشنا إليه آنفا النقول فيه اوال ان أصحاب هذا االصطالح كام سمعته نن كالم‬
‫الشيخنى املتقدننى نرصحون بان نفا االخبار عند املتقدننى هو القطع واليقنى كام‬
‫رصحت به عبائرهم عىل اخلصوص والتعينى واهنم انام عدلوا عنه إىل الظن النسدا‬
‫الطرق التي كانت نفتوحه الولئك وعدم تيسرى ذلك هلم ملا ذكروا نن بعد الشقة‬
‫وخفاء القرائن وانا ثانيا فلام رصحت فيه تلك العبارات ونصت عليه نن ان نرا هم‬
‫هو القطع واليقنى بثبوت تلك االخبار عن املعصوننى ‪ -‬عليدم السالم –‬
‫فان قيل‪ :‬تصحيح نا حكموا بصحته انر اجتدا ى ال جيب تقليدهم فيه ونقلدم املدح‬
‫والذم رواية يعتمد عليدم فيدا قلنا فيه ان اخبارهم يكون ذلك الراوي ثقة أو كذابا أو‬
‫نحو ذلك انام هو انر اجتدا ى استفا وه بالقرائن املطلقه عىل احواله أيضا الثالث‬
‫ترصيح مجله نن العلامئ االعالم بل اساطنى االسالم ونن هم املعتمد يف النقض‬
‫واالبرام نن نتقدني األصحاب ونن نتاخرهىم الذين هم أصحاب هذا االصطالح‬
‫أيضا بصحة هذه االخبار وثبوهتا عن األئمة االبرار ولكنا نقترص عىل نقل نا ذكره‬
‫ارباب هذا االصطالح يف املقام فانه اقوى حتجه يف النقض واالبرام فمن ذلك نا رصح‬
‫به شيخنا الشديد االول ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف كتاب « الذكرى » يف االستدالل عىل نذهب‬
‫اإلنانية املنسوب إىل األئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬حيث قال‪:‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪855‬‬

‫التاسع‪ :‬اتفاق االنه عىل طدارهتم ورشف أصوهلم وظدور عدالتدم نع تواتر الشيعة‬
‫إليدم والنقل عندم بام ال سبيل إىل انكاره حتى انه كتب نن اجوبه نسائل ايب عبداهلل ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬اربعامئه نصنف الربعامئه نصنف و ون نن رجاله املعروفنى اربعة‬
‫االف رجل أهل العراق واحلتجاز وخراسان والشام وكذلك عن نوالنا الباقر‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬ورجال باقى األئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬نعروفون نشدورون اولوا نصنفات‬
‫نشتدره ونباحث نتكثره قد ذكر كثرىا نندم العانة يف رجاهلم ونسبوا بعضدم إىل‬
‫التمسك باهل البيت ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وباجلمله اشتدار النقل والنقله عندم ‪ -‬عليدم‬
‫السالم ‪ -‬تزيد اضعافا كثرىه عن النقله عن كل واحد نن رؤساء العانة واالنصاف‬
‫يقتىض اجلزم بنسبه نا نقل عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬إليدم ‪ -‬عليدم السالم ‪-‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫ومن رام معرفه رجاهلم والوقوف عىل مصنفاهتم فليطالع كتاب احلافظ‬
‫بن عقدة وفهرست النجايش وابن الغضائري والشيخ ايب جعفر الطويس‬
‫وكتاب الرجال ّليب عمرو الكيش وكتب الصدوق ايب جعفر بن بابويه‬
‫القمي وكتاب الكايف ّلبى جعفر الكليني فانه وحده يزيد عىل ما يف‬
‫الصحاح السته العاميه متونا واسانيد وكتاب مدينه العلم ومن ّل حىرضه‬
‫الفقيه قريب من ذلك وكتابا التهذيب واّلستبصار نحو ذلك باّلسانيد‬
‫الصحيحه املتصله املنتقدة واحلسان القويه واّلنكار بعد ذلك مكابره‬
‫حمضه وتعصب رصف ثم قال فمن اين وقع اّلختالف العظيم بني فقهاء‬
‫‪ 856‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫اإلمامية اذا كان نقلهم عن املعصومني وفتواهم عن املطهرين ّلنا نقول‬


‫حمل اخلالف اما من املسائل املنصوصه أو مما فرعه العلامء والسبب يف‬
‫الثاين اختالف اّلنظار ومبادهىا كام هو بني سائرعلامئ اّلمه واما اّلول‬
‫فسببه اختالف الروايات ظاهرا وقلام يوجد فيها التناقض بجميع‬
‫رشوطه وقد كانت األئمة يف زمن تقيه واستتار من خمالفيهم فكثري ما‬
‫حىسبون السائل عىل وفق معتقده أو معتقد بعض احلارضين أو بعض من‬
‫عاله يصل إليهم من املنادين أو يكون عاما مقصورا عىل سببه أو قضيه‬
‫يف واقعه خمتصه هبا أو اشتباها عىل بعض النقله أو عن بعض الوسائط‬
‫بيننا وبينهم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ولعمري انه نفيس فيستحق ان يكتب بالنور عىل وجنات احلور وجيب ان يسطر ولو‬
‫باخلناجر عىل احلناجر فانظر إىل ترصحيه بل بتجزنه بصحة تلك الروايات التي تضمندا‬
‫هذه الكتب املعدو ه ونحوها وختلصه نن االختالف الواقع يف االخبار بوجوه تنفى‬
‫احتامل تطرق خول االحا يث الكاذبه فيدا ونن ذلك نا رصح شيخنا الشديد الثاين‬
‫‪ -‬اعىل اهلل نرتبته ‪ -‬يف « رشح الدرايه » حيث قال‪:‬‬
‫كان قد استقر انر اإلنانية عىل اربعامئه نصنف سموها أصوال وكان عليدا اعتام هم‬
‫تداعت احلال إىل ذهاب نعظم تلك األصول وخلصدا مجاعة يف كتب خاصه تقريبا عىل‬
‫املتناول واحسن نا مجع نندا « الكايف » و « التدذيب » و « االستبصار » و « نن ال‬
‫حيرضه الفقيه » ‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪857‬‬

‫فانظر إىل شدا ته ‪ -‬قدس رسه ‪ -‬يف كون احا يث كتبنا هي احا يث تلك األصول‬
‫بعيندا وحينئذ فالطاعن يف هذه كالطاعن يف تلك األصول نع انه قد اعرتف انه استقرر‬
‫أنر اإلنانية ونذهبدا عليدا ثم ان الظاهر ان ختصيص هذه الكتب االربعة باالحسنية‬
‫انام هو نن حيث اشتامهلا عىل ابواب الفقه كمال عىل الرتتيب بخالف غرىها نن كتب‬
‫االخبار كام ال خىفى نن حاس خالل تلك الديار وال يتوهم نن قوله تداعت احلال إىل‬
‫ذهاب نعظم تلك األصول وحلظدا‪..........‬ص‪ 141‬ان تلخيص تلك اجلامعة انام‬
‫وقع بعد ذهاب نعظمدا فان ذلك باطل نن وجوه اوهلا ان التلخيص وقع عطفه عىل‬
‫كالنه بالواو ثم قلنا املفيده للرتتيب‪ .........‬ص‪ 141‬ان الظاهر كام نبه عليه بعض‬
‫فضالئنا ان اضمحالل تلك األصول انام وقع بسبب االستغناء عندا هبذه الكتب التي‬
‫وهنا أصحاب االخبار لكوهنا احسن نندا مجعا واسدل تناوال فتلك األصول قد بقيت‬
‫إىل زنن السيد رىض الدين بن طاوس ‪ -‬ريض اهلل عنه ‪ -‬كام ذكر ان تلك األصول‬
‫كانت عنده ونقل نندا شيئا كثرىا كام يشدد به تتبع نصنفاته وبذلك يشدد كالم ابن‬
‫ا ريس يف اخر كتاب « الرسائر » حيث نقل مما استطرفه نن مجله نندا شطرا وافرا نن‬
‫االخبار‪.‬‬
‫ويزيدك بيانا ملا ذكرناه نا رصح به شيخنا البدائي ‪ -‬عطر اهلل نرقده ‪ -‬يف اول كتاب «‬
‫نرشق الشمسنى » حيث عد نن مجله االنور املوجبة للقطع بصحة االخبار عن‬
‫املتقدننى وجو ه يف كثرى نن األصول االربعامئة املتصلة باصحاب العصمة ‪ -‬عليدم‬
‫‪ 858‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫السالم ‪ -‬قال وكانت نتداولة بيندم يف تلك االعصار نشدورة بيندم اشتدار الشمس‬
‫يف رابعه الندار‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫وباجلمله فاشتدار تلك األصول يف زنن اولئك الفحول ال ينكره اال نعاند جدول ونن‬
‫ذلك نا رصح به املحقق الشيخ حسن بن شيخنا الشديد الثاين حيث قال يف بحث‬
‫االجازه يف كتاب املعامل نا صورته ان اثر االخبار بالنسبه إىل العمل انام يظدر حيث ال‬
‫يكون نتعلقدا نعلونا بالتواتر ونحوه ككتب اخبارنا فاهنا نتواتره امجاال فالعلم بصحة‬
‫نضانيندا تفصيال يستفا نن قرائن االحوال وال ندخل لالجازه فيه غالبا ونن ذلك‬
‫نا رصح به شيخنا البدائي نوراهلل تعاىل نرقده يف وجيزته حيث قال مجيع احا يثنا اال‬
‫نا نذر ينتدى إىل ائمتنا االثنى عرش ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬وهم ينتدون فيدا إىل النبي ‪-‬‬
‫صىل اهلل عليه وآله ‪. -‬‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وقد كان مجيع قدماء حمدثينا ما وصل إليهم من كالم ائمتنا يف اربعامئة‬
‫كتاب تسمى األصول ثم تصدى مجاعة من املتأخرين شكر اهلل سعيهم‬
‫جلمع تلك الكتب وترتيبها تقليال لالنتشار وتسهيال عىل طالبي تلك‬
‫اّلخبار فالفوا كتبا مضبوطة مهذبة مشتملة عىل اّلسانيد املتصلة‬
‫باصحاب العصمة ‪ -‬عليهم السالم ‪ -‬كـ « الكايف » و « من ّل حىرضه‬
‫الفقيه » و « التهذيب » و « اّلستبصار » و « مدينة العلم » و « اخلصال »‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪859‬‬

‫و « اّلماي » و « عيون اّلخبار » وغريها هذا ما حرضين من كالمهم ‪-‬‬


‫نور اهلل تعاىل مراقدهم واعىل مقاعدهم – ‪.‬‬
‫وانا كالم املتقدننى كالصدوق يف يباجة كتابه « نن ال حيرضه الفقيه » وثقة االسالم‬
‫يف يباجة « الكايف » والشيخ الطويس يف مجله نن نمؤلفاته وعلم اهلدى وغرىهم ممن‬
‫نقلنا كالندم يف غرى هذا الكتاب فدو ظاهر البيان ساطع الربهان يف هذا الشأن ثم‬
‫العتجب نن هوالء الفضالء الذين نقلنا كالندم هنا انه اذا كان احلال عىل نا رصحت‬
‫به عبائرهم هنا نن صحه هذه االخبار عن األئمة ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬فام املوجب هلم‬
‫إىل املتابعه يف هذا االصطالح واعتجب نن ذلك كالم شيخنا البدائي ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف‬
‫كتاب « نرشق الشمسنى » حيث ذكرنا نلخصه ان اجتناب الشيعة ملن كان نندم ثم‬
‫انكر انانه بعض األئمة كان اشد نن اجتناب املخالفنى يف املذهب وكانوا حيرتزون عن‬
‫جمالستدم والتكلم نعدم فضال عن أخذ احلديث عندم فاذا نقل علامونا روايه رواها‬
‫رجل نن ثقاة اصحابنا عن احد هوالء عولوا عليدا وقالوا بصحتدا نع علمدم بحاله‬
‫وقبوهلم هلا وقوهلم بصحتدا البد نن ابتنائه عىل وجه صحيح ال يتطرق إليه القدح وال‬
‫إىل ذلك الرجل الراوي عمن هذا حاله كان يكون سامعه ننه قبل عدوله عن احلق‬
‫وقوله بالوقف أو بعد ثبوته ورجوعه إىل احلق أو ان النقل انام وقع نن اصله الذي الفه‬
‫واشتدر عنه قبل الوقف ولكنه أخذ ذلك الكتاب عن شيوخ اصحابنا الذين عليدم‬
‫االعتام ككتب عيل بن احلسنى الطاطري فانه وان كان اشد الواقفه عند اإلنانية اال ان‬
‫‪ 860‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الشيخ شدد له يف « االستبصار » بانه روى كتبه عن الرجال املوثوق هبم وبرواياهتم إىل‬
‫غرى ذلك نن املحانل الصحيحة‪ .‬إىل اخر كالنه ‪ -‬طاب ثراه – ‪.‬‬
‫ولقد اجا فيام افا ولكنه ناقض نفسه فيام اور ه نن العذر للمتاخرين يف عدوهلم إىل‬
‫جتديد هذا االصطالح الن قوله كانوا حيرتزون عن جمالستدم فضال عن أخذ احلديث‬
‫عندم وقوله بقوهلم هلا وقوهلم بصحتدا البد نن اثباته عىل وجه صحيح يستلزم‬
‫احا يث كتب هوالء األئمة الثالثه الذين شددوا بصحة نا رووه فيدا كلدا صحيحة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬انه لو تم نا ذكروه وصح نا قرروه للزم فسا الرشيعة وابطال الدين النه نتى‬
‫اقترص يف العمل عىل هذا القسم الصحيح أو نع احلسن خاصة أو باضافة املوثق أيضا‬
‫ورنى بقسم الضعيف باصطالحدم نن البنى واحلال ان جل االخبار نن هذا القسم‬
‫كام ال خىفى عىل نن طالع كتاب « الكايف » أصوال وفروعا وكذا غرىه نن سائر كتب‬
‫االخبار وسائر الكتب اخلالية نن االسانيد لزم نا ذكرناه وتوجه الطعن به علينا نن‬
‫العانة بان جل احا يثنا نكذوبه نزوره وهلذا ترى شيخنا الشديد يف « الذكرى » كيف‬
‫ختلص نن ذلك بام نقله فعا ملا طعنوا به علينا ونسبوه إلينا و‪........‬ص‪ 142‬املحقق‬
‫يف « املعترب » حيث قال‪:‬‬
‫افرط احلشوية يف العمل بخرب الواحد حتى انقادوا لكل خرب وما فطنوا‬
‫إىل ما حتته من التناقض فان من مجله اّلخبار قول النبي ‪ -‬صىل اهلل عليه‬
‫واله ‪ -‬ستكثر بعدي القالة‪.‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪861‬‬

‫إىل ان قال‪:‬‬
‫واقترص بعض عن هذا اّلفراط فقال كل سليم السند يعمل به وما علم‬
‫ان الكاذب قد يصدق ومل ينبه ان ذلك طعن يف علامء الشيعة وقدح يف‬
‫املذهب اذ ّل ‪ ///////‬ص‪ 142‬اّل وهو يعمل بخرب العدل‬
‫إىل ان قال‪:‬‬
‫وكل هذه اّلقوال منحرفه عن السنن والتوسط اقرب فام قبله األصحاب‬
‫ودلت القرائن عىل صحته عمل به وما اعرض األصحاب عنه أو شذ‬
‫جىب اطراحه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وهو قوي نتنى وجوهر ثمنى وان كان صاحبه قد خالفه يف نواضع نن كتابه املذكور‪.‬‬
‫اخلانس‪ :‬ان نا اعتمدوه نن ذلك االصطالح غرى ننضبط القواعد والبنيان وال نشيد‬
‫اجلوانب واالركان انا اوال فالن اعتام هم يف التميز بنى اسامء الرواة املشرتكة عىل‬
‫االوصاف وااللقاب والنسب والراوي واملروي عنه ونحوها ومل ال جيوز االشرتاك يف‬
‫هذه االشياء وذلك الن الرواة عندم ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬ليسوا خىصون يف عد‬
‫خمصوص وال بلد واحد وقد نقل الشيخ املفيد يف إرشا ه ان الذين رووا عن الصا ق‬
‫خاصة نن الثقات عىل اختالفدم يف االراء واملقاالت كانوا اربعة االف رجل ونحو‬
‫ذلك وذكر ابن شدر آشوب يف كتاب نعامل العلامء والطربيس يف كتاب اعالم الورى‬
‫واجلميع قد وصفوا هوالء االربعة االف بالتوثيق وهو نمؤيد ملا ا عيناه ونشيد ملا‬
‫اسسناه فاذا كان هوالء الرواه عن الصا ق ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬خاصه فام بالك عن الرواه‬
‫‪ 862‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫عن الباقر إىل العسكري ‪ -‬عليدم السالم ‪ -‬واين تاثرى القرائن يف هذه االعدا واين‬
‫الوصول إىل تشخيص املطلوب نندا واملرا‬
‫وانا ثانيا‪ :‬فالن نعنى الصحيح حمدث عندم عىل نا نقل توثيق رجاله يف احد كتب‬
‫املتقدننى ككتاب الكيش والنتجايش والفدرست واخلالصه ونحوها نظرا إىل ان نقلدم‬
‫ذلك شدا ه نندم بالتوثيق حتى ان املحقق الشيخ حسن يف كتاب املنتقى مل يكتف يف‬
‫تعديل الراوي بنقل واحد نن هوالء بل اوجب يف تصحيح احلديث نقل اثننى نندم‬
‫لعداله الراوي نظرا إىل اهنا شدا ة فال يكفى فيدا الواحد وانت خبرى بام تبنى نصنفى‬
‫تلك الكتب وبنى رواه االخبار نن املدة واالزننة املتطاولة فكيف اطلعوا عىل احواهلم‬
‫الواجب للشدا ه بالعدالة والفسق واالطالع عىل ذلك بنقل ناقل أو شدرة أو قرينة‬
‫حال أو نحو ذلك كام هو نعمتد نصنفى تلك الكتب يف الواقع ال تسمى بشدا ه وهم‬
‫قد اعتمدوا عىل ذلك وهب ان ذلك كاف يف الشدا ة لكن البد للعمل يف الشدا ة نن‬
‫السامع نن الشاهد ال جمر نقله يف كتابه فانه ال يكفى يف كونه شدا ة هب انه يكفى يف‬
‫ذلك فام الفرق بنى هذا النقل يف هذه الكتب وبنى نقل اولئك االجالء الذين هم‬
‫اساطنى املذهب صحة نا رووه يف كتبدم واهنا ناخوذه عن الصا قنى ‪ -‬عليدم السالم‬
‫‪ -‬فيعتمد عليدم يف احدمها ون االخر‪.‬‬
‫وانا ثالثا‪ :‬فلمخالفتدم انفسدم فيام قرروه نن ذلك االصطالح حيث حكموا بصحة‬
‫مجلة نن االحا يث التي هي ضعيفه بمقتىض ذلك االصطالح فخرجوا عن نقتىض‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪863‬‬

‫فيدا كمراسيل ابن ايب عمرى وصفوان بن حييى وغرىمها زعام نندم ان نثل هوالء ال‬
‫يرسلون اال عن ثقة ونثل بعض احا يثنا املشدور عمل املتقدننى هبا فيسرتون الجل‬
‫العمل هبا لكوهنا جمبورة بالشدرة ونقل احا يث مجله نن نشايخ االجازه الذين مل‬
‫يذكروا يف كتب الرجال بمدح وال قدح زعام ان هوالء نشايخ االجازه وهم نستغنون‬
‫عن التوثيق فانثال ذلك كثرىه يظدر للمتتبع‪.‬‬
‫وانا رابعا‪ :‬فالضطراب كالندم يف اجلرح والتعديل عىل وجه ال يقبل اجلمع والتاويل‬
‫فرتى الواحد نندم خىالف نفسه فضال عن غرىهم فدذا يقدم اجلرح عىل التعديل وهذا‬
‫يقول ال يقدم اال نع انكان اجلمع وهذا يقدم جش عىل خ وهذا ينازعه ويطالبه بالدليل‬
‫وباجلمله فاخلائض يف الفن جيزم بصحة نا ا عيناه والبناء نن اصله ملا كان نن غرى‬
‫اساس كثر االنتقاض فيه وااللتباس‪.‬‬
‫السا س‪ :‬ان أصحاب هذا االصطالح قد اتفقوا عىل ان نور التقسيم إىل االنواع‬
‫االربعة انام هو خرب الواحد العارى عن القرائن وقد عرفت نن كالم اولئك الفضالء‬
‫املتقدم نقلدم وبذلك رصح غرىهم أيضا ان اخبار كتبنا املشدوره حمفوفه بالقرائن الدالة‬
‫عىل صحتدا وحينئذ يظدرعدم وجو نور التقسيم املذكور يف اخبارهذه الكتب وقد‬
‫ذكر صاحب املنتقى ان أكثرانواع االحا يث املذكوره يف رايه احلديث بنى املتأخرين‬
‫نن نستخرجات العانة بعد وقوع نعانيدا يف احا يثدم وانه ال وجو ألكثرها يف‬
‫احا يثنا وانت اذا تانلت بعنى احلق واليقنى وجدت هذا التقسيم هنا نن ذلك‬
‫‪ 864‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫القبيل‪.‬ا انه نتن تايپ شده بدليل ر سرتس نبو ن وناقص بو ن نتن خطى نقابله‬
‫نشده است ‪ .‬سيد جعفرعفى عنه‪.‬‬
‫السابع‪ :‬ان التعديل واجلرح نوقوف عىل نعرفه نا يوجب اجلرح وننه الكبرى وقد‬
‫اختلفوا فيدا اختالفا ؟ فال يمكن االعتام عىل تعديل العدل وجرحه اال نع العلم‬
‫بوافقه نذهبه ملذهب نن يريد العمل وهذا العلم مما ال يمكن اصال اذ املعدلون‬
‫واجلارحون نن علامء الرجال ليس نذهبدم يف عد الكباير نعلونا قال شيخنا البدائي‬
‫‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬عىل نا نقل ننه نن املشكالت انا ال نعلم نذهب الشيخ الطويس يف العدالة‬
‫وانه خىالف نذهب العالنة وكذا ال يعلم نذهب بقيه أصحاب الرجال كالكيش‬
‫والنتجايش وغرىهم مل يقبل تعديله يف التعويل عىل تعديل اولئك وأيضا كثرى نن الرجال‬
‫ينقل عنه انه كان عىل خالف املذهب ثم رجع وحسن ايامنه فالقوم جيعلون روايته نن‬
‫الصحيح نع اهنم غرى عانلنى بان ا اء الروايه نع وقع بعد التوبه أم قبلدا وهذان‬
‫املسكالن ملا اعلم ان احدا قبىل تنبه ليشء نندا‪ .‬انتدى‪.‬‬
‫الثانن ان العدالة بمعنى امللكة املخصوصة مما ال جيوز اثباهتا بالشدا ه الن الشدا ه‬
‫وخرب الواحد ليس حتجة اال يف املحسوسات ون االنور الباطنة كالعصمة فال يقبل‬
‫فيدا الشدا ه فال اعتام عىل تعديل العدلنى بناء عىل اعتقا املتأخرين وهذا الوجه مما‬
‫اور ه املحدث األننى االسرتآبا ي ‪ -‬قدس رسه ‪. -‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪865‬‬

‫التاسع‪ :‬انه قد تقرر يف حمله ان شدا ة فرع الفرع عن سموعه اذ ال يقبل اال نن شاهد‬
‫األصل أو شاهد هذا الفرع خاصه نع شدا ة علامء الرجال عىل أكثر املعدلنى‬
‫واملتجروحنى انا هو نن شدا ة فرع الفرع فان ح وحبش ونحومها ليم يلقوا أصحاب‬
‫قرون ‪ -‬عليدام السالم ‪ -‬فليست شدا هتم اال نن قبيل شدا ة فرع الفرع بمراتب كثرىه‬
‫فكيف جيوز العمل رشعا عىل شدا هتم باجلرح والتعديل وهذا الوجه أيضا مما افا ه‬
‫املحدث املشار إليه ‪ -‬افاض اهلل تعاىل نن شابيب وجو ه عليه ‪ -‬إىل غرى ذلك نن‬
‫الوجوه الكثرىة وطالب احلق املنصف تكفيه االشارة واملكابر املتعسف ال ينتفع ولو‬
‫بالف حبارة‪ .‬انتدى كالنه‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫يف ذكر نبذه نن َتقيقات املمؤلف اجلاين ايب امحد حممد بن عبد النبي بن عبد الصانع‬
‫اخلراساين ‪ -‬أفاض اهلل تعاىل نن شابيب وجو ه البحراين ‪ -‬وتصنفاته يف ؟ االجتدا‬
‫واألصول وتقوية احا يث عرته الرسول ‪ -‬سالم اهلل عليه وعليدم امجعنى ابدا االبدين‬
‫‪ -‬ولنقترص بايرا برهان عىل انحصار التكليف يف العلم واليقنى ون الظن والتخمنى‬
‫نن خاَته كتاب « نصا ر االنوار يف َتقيق االجتدا واالخبار » قال الفائدة الثانية يف‬
‫اقانه الرباهنى عىل ان ين اهلل الذي تكلف به العبا هو طريقه السلوك العلمي والنص‬
‫اليقيني املعروف يف هذا الزنان بطريقه احلديث واالخبار وانحصار الدليل يف السنه‬
‫‪ 866‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫والقران والتعبد الظني تكلف نن النفس والشيطان ولنكتف يف ذلك بعدة براهنى‬
‫االول الربهان الذي يثبت به وجو الصانع تعاىل شانه وصفاته الكاملية وتقوية احلاللية‬
‫وسائر شأونة االضافية والفعلية بل ساير العقائد األصولية نن النبوة والوالية‬
‫والعصمه وهو نع كونه يف هناية العلو وغايه االستعالء اقرب إىل االذهان واستدل‬
‫تناوال واعم الله عند االنعان وتقريره ان العقل حيكم بالبدهىه ان ارتفاع النقيضنى‬
‫كاجتامعدام حمال والبد نن اثبات واحد نندام وننبع الوجو وفائض اخلرىات واجلو‬
‫تعاىل شانه وتقدس برهانه الرفع نن ان ينسب إىل ذاته وصفاته وافعاله باخس‬
‫النقيضنى واال مل يكن واجبا وهو خلف فاذا انتفى عته اخس النقيضنى ثبت له بانتفائه‬
‫عنه ارشفدام بالرضورة فلذا تعاىل نن املتقابالت؟ هلا كالوجو والعدم واحلدوث‬
‫والقدم والعلم واجلدل والقدرة والعتجز والغنى والفقر والعزه والذل واحليوة واملوت‬
‫ارشفدا فدو نوجو قديم عامل قا ر غنى عزيز حى قيوم وكذا املبا ى افعاله نن صفاته‬
‫االضافيه املنتديه إىل صفاته الكامليه املتحده بذاته اجلالليه والعلم والالعلم نتقابالن‬
‫فينتفى عن فعله االخس ويثبت له االرشف والبد ان يكون تكليفه بعلم واال مل يكن‬
‫تكليفه وهذا خلف فال يكون الظن الذي هو نن افرا الالعلم تكليفه وال العمل بالظن‬
‫جمر ا عنه وال يصح التكليف بالعلم اال بعد انكانه وَتققه واالقدار عليه حصوال‬
‫وَتصيال يف الرضوريات والتطريات فتوقف التكليف الربهاين عىل التوقيف العمىل‬
‫واخلصار التوقف العلمى يف الكتاب والسنة الغرى نعلونه الكذب برهان عىل صدقدام‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪867‬‬

‫وحفظدام لفظا بالتبع ونعنى بالذات نن التحريف والتغيرى والتاويالت إىل اخر‬
‫الرباهنى وانا ‪ 5‬تصانيفه يف هذا الفن فدذا الكتاب وكتاب « نصا ر االنوار يف االجتدا‬
‫واالخبار » ورسالة « فتح الباب إىل احلق والصواب » ورسالة « كشف القناع عن عور‬
‫االمجاع » و « الرسالة الربهانيه » ورسالة « جواب ا لة القواننى » ورسالة « نعارضة‬
‫الوجدان والربهان » و « الشبدات الباقي » و « قبسة العتجول » ورسالة « الوصية »‬
‫وغرى ذلك‪.‬‬
‫ولنختم الكتاب بذكر بعض االبيات نن رائيه الشيخ الورع اجلليل الشيخ رويش بن‬
‫غوض احليل حيث اجاب فيدا السيد رشيف رائيته التي ؟ فيدا ؟ السيد بشرى املرحوم‬
‫وسائر االخبارينى فاجاز وهدى إىل الرشا جزاه اهلل عن االخوان خرى جزاء‬
‫والصاحلنى املحسننى‪.‬‬
‫‪ 868‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫الفدرس‬

‫تنبيه‪11 ..................................................................................... :‬‬

‫مقدمة‪17 ................................................................................... :‬‬

‫املجمع األول ‪23 .............................................................................‬‬

‫[عمر ابن اذينة] ‪25 .......................................................................‬‬


‫[حريز بن عبداهلل الستجستاين] ‪29 .........................................................‬‬
‫[الفضل بن شاذان النيشابوري] ‪30 .......................................................‬‬

‫املجمع الثاين ‪45 ..............................................................................‬‬

‫[حممد بن حسنى بن روح] ‪47 .............................................................‬‬


‫[حممد بن يعقوب الكليني الرازي] ‪49 .....................................................‬‬
‫[عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي] ‪57 .....................................................‬‬
‫[ابوجعفر بن قبه الرازي] ‪73 ..............................................................‬‬
‫[اسامعيل بن عيل بن اسحاق النوبختي] ‪77 ................................................‬‬
‫[الشيخ الصدوق] ‪78 ....................................................................‬‬
‫[الشيخ املفيد] ‪117 ......................................................................‬‬
‫الرشيف املرتىض ‪136 ....................................................................‬‬
‫الشيخ الطويس ‪163 .....................................................................‬‬
‫حممد بن ا ريس احليل ‪186 ...............................................................‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪869‬‬

‫[ابن زهره و القايض ابن الرباج] ‪197 .....................................................‬‬


‫[السيد بن طاوس] ‪199 ..................................................................‬‬
‫[ابن نيثم البحراين] ‪204 .................................................................‬‬
‫[حممد بن احلسن الطويس] ‪209 ..........................................................‬‬
‫[املحقق احليل] ‪213 ......................................................................‬‬
‫[العالنة احليل] ‪225 .....................................................................‬‬
‫[الشديد االول] ‪227 .....................................................................‬‬

‫املجمع الثالث ‪230 ..........................................................................‬‬

‫[سعد بن عبداهلل القمي] ‪230 ............................................................‬‬


‫[حممد بن ابراهيم النعامين] ‪235 ...........................................................‬‬
‫[جعفر بن قولويه القمي] ‪236 ...........................................................‬‬
‫[حممد بن عيل بن عثامن الكراجكي] ‪249 ..................................................‬‬
‫[الشيخ رحيان احلبيش] ‪255 ..............................................................‬‬
‫[ننتتجب الدين بن بابويه] ‪256 ...........................................................‬‬
‫[زين الدين الرسوري املازندراين] ‪257 ...................................................‬‬
‫[امحد بن عيل بن ابيطالب الطربيس] ‪257 ..................................................‬‬
‫[حسنى بن هبة اهلل بن رطبة السوراوي] ‪264 ..............................................‬‬
‫[الياس بن هاشم احلايز] ‪265 ............................................................‬‬
‫[ابوعيل احلسن الطويس] ‪265 ............................................................‬‬
‫‪ 870‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫[فخار بن سعد بن فخار املوسوي احلائري] ‪266 ..........................................‬‬


‫[حييى بن عيل بن البطريق احليل االسدي] ‪266 .............................................‬‬
‫[ رويش حممد بن الشيخ حسنى النظري] ‪268 ............................................‬‬
‫[مجال الدين امحد بن احلاج عيل] ‪268 .....................................................‬‬
‫[املوىل عبداهلل اللتسرتي] ‪268 ............................................................‬‬
‫[السيد ناجد البحراين] ‪270 .............................................................‬‬
‫[السيد نعمة اهلل اجلزائري] ‪272 ..........................................................‬‬
‫[ او بن احلسن البحراين] ‪286 ..........................................................‬‬
‫[الشيخ فخرالدين الطرحيي] ‪287 ........................................................‬‬
‫[السيد حممد نونن االسرتآبا ي] ‪287 ....................................................‬‬
‫[عيل بن سليامن البحراين] ‪287 ...........................................................‬‬
‫[صالح الدين بن زين الدين عيل] ‪288 ....................................................‬‬
‫[الشيخ سليامن بن عبداهلل] ‪288 ..........................................................‬‬
‫[الشيخ عبد العيل احلويزي] ‪292 .........................................................‬‬
‫[زين الدين بن حممد بن احلسن بن زين الدين الشديد الثاين] ‪293 ...........................‬‬
‫[ابن القيم احلسيني] ‪295 ................................................................‬‬
‫[السيد عبدالعظيم بن السيد عباس االسرتابا ي] ‪296 .....................................‬‬
‫[الشيخ فخرالدين الرحيي] ‪296 ..........................................................‬‬
‫[السيد هاشم البحراين] ‪297 .............................................................‬‬
‫[القايض انرىحسنى] ‪298 ................................................................‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪871‬‬

‫[السيد حممد املوسوي اجلزائري] ‪299 ....................................................‬‬


‫[سليامن بن صالح الدرازي البحراين] ‪300 ................................................‬‬
‫[السيد عبداهلل بن صالح السامهيتجي] ‪301 ................................................‬‬

‫املجمع الرابع ‪313 ...........................................................................‬‬

‫[احلسنى بن سعيد االهوازي] ‪315 .......................................................‬‬


‫[املوىل حممد اننى االسرتآبا ي] ‪315 ......................................................‬‬
‫[حممد احلر العانيل] ‪334 .................................................................‬‬
‫[حممد تقي املتجليس] ‪356 ................................................................‬‬
‫[حممد باقر املتجليس] ‪387 ................................................................‬‬
‫[حممد طاهر القمي] ‪427 .................................................................‬‬
‫[حممد صالح بن امحد املازندراين] ‪471 ....................................................‬‬
‫[السيد عبد اهلل بن نور الدين بن نعمة اهلل اجلزائري التسرتي] ‪486 ..........................‬‬
‫[املوىل عبداهلل التوين] ‪572 ................................................................‬‬
‫[السيد صدر الدين اهلمداين] ‪608 ........................................................‬‬
‫[اآلقا حممد ها ي بن املرتىض] ‪646 .......................................................‬‬
‫[حممد خليل بن القاري القزويني] ‪661 ...................................................‬‬
‫[ريض الدين القزويني] ‪678 .............................................................‬‬
‫[الشيخ حسنى بن شداب الدين العانيل] ‪688 .............................................‬‬
‫[الشديد الثاين] ‪709 .....................................................................‬‬
‫‪ 872‬ننية املرتا يف ذكر نفاة االجتدا‬

‫[املقدس االر بييل] ‪714 .................................................................‬‬


‫[اآلقا حسنى اخلوانساري] ‪719 ..........................................................‬‬
‫[اآلقا مجال الدين] ‪720 ..................................................................‬‬
‫[املوىل عبد الويل] ‪723 ...................................................................‬‬
‫[الفيض الكاشاين] ‪736 ..................................................................‬‬

‫املجمع الثاين ‪759 ............................................................................‬‬

‫[حممد بن احلسن الصفار القمي] ‪759 .....................................................‬‬


‫[امحد بن حممد بن خالد الربقي] ‪759 ......................................................‬‬
‫[عبد اهلل بن جعفر احلمرىي] ‪770 .........................................................‬‬
‫[عيل بن ابراهيم] ‪772 ...................................................................‬‬
‫[عيل بن بابويه القمي] ‪772 ...............................................................‬‬
‫[حممد بن نسعو العيايش] ‪773 ..........................................................‬‬
‫[حممد بن عمر بن عبد العزيز الكيش] ‪773 ................................................‬‬
‫[حممد بن عمر اجلعايب] ‪773 ..............................................................‬‬
‫[حممد بن احلسنى الريض] ‪774 ...........................................................‬‬
‫[املوىل اصغر بن يوسف] ‪779 ............................................................‬‬
‫[ابا احلسن بن حممد طاهر النباطي العانيل] ‪781 ...........................................‬‬
‫[] ‪785 ..................................................................................‬‬
‫[عبد عيل الدرازي البحراين] ‪789 ........................................................‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪873‬‬

‫[ابن محيدان القطيفي] ‪817 ...............................................................‬‬


‫[السيد سليامن احليل] ‪823 ................................................................‬‬
‫[حممد بن عبداهلل بن حممد بن طيفور الدانغاين] ‪829 .......................................‬‬
‫[الشيخ حسن بن حممد الدنستاين] ‪829 ...................................................‬‬
‫[عبد الرشيد التسرتي] ‪830 ..............................................................‬‬
‫[حممد قاسم التربيزي] ‪831 ..............................................................‬‬
‫[السيد حيدر االنيل] ‪839 ................................................................‬‬
‫[حيدر بن حممد بن زيد احلسيني] ‪839 ....................................................‬‬
‫[يوسف بن امحد البحراين] ‪840 ..........................................................‬‬

‫خامتة ‪865 ...................................................................................‬‬

You might also like