You are on page 1of 8

‫﷽‬

‫تلخيص كتاب مراحل ظهور البدع‬


‫مدرس املادة‪ :‬د‪ .‬ياسر الردادي‬

‫اسم الطالب‪ :‬عبدالرحمن بن عبيدالرحمن خان‬

‫القسم‪ :‬العقيدة (الثاني)‬

‫رقم الطالب‪55961 :‬‬

‫‪ ١٤٤٤ /‬هـ‬ ‫التاريخ‪ / ٧ :‬‬


‫احلمدهلل الواحد األحد الفرد الصمد اللذي مل يلد ومل يولد ومل يكن له كفواً أحد‪ ،‬والصالة والسالم على ٍ‬
‫حممد‬
‫املبعوث إىل األسود واألمحر‪ ،‬صالوات هللا وسالمه عليه؛ أمابعد‪...‬‬

‫اخلط اتلارييخ لظهور ابلدع‬


‫مل تظهر هذه البدع اليت قاومها السلف دفعة واحدة وال يف زمن واحد وإمنا كانت تظهر يف أزمنة خمتلفة ويف‬
‫أماكن متباعدة وهلذا فقد بينت يف هذا املبحث الفرتات اليت ظهرت فيها تلك البدع واألشخاص الذين ظهرت‬
‫على أيديهم إىل أوائل القرن الرابع‪.‬‬
‫وقد جعلت الفرتة اليت مل يظهر فيها شيء من تلك البدع فرتة أوىل لبيان ما كان عليه اجليل األول من هذه‬
‫األمة من االستقامة وسالمة العقيدة‪ .‬مث بينت يف بقية الفرتات ما اختصت به كل فرتة منها تلك البدع‪.‬‬

‫‪ ‬الفرتة األوىل‪۰۰۰( :‬هـ ‪۳۷ -‬هـ)‬

‫مكث القرآن الكرمي ثالثة وعشرين عاماً يتنزل على رسول هللا ‪ ‬والرسول يبلغه للناس ويبينه حىت كمل الدين‬
‫ومتت النعمة مث اختار هللا ‪ ‬رسوله إىل جواره ‪.‬وكان الصحابة ‪ ‬يسمعون القرآن ويفهمون معناه مث يؤمنون به‬
‫ويعملون بشرائعه‪.‬‬
‫وقد كان فيما نزل به القرآن الكرمي ‪ :‬اإلخبار عن األمور الغيبية كاإلخبار عن ذات هللا ‪ ‬وأمسائه وصفاته‬
‫وأفعاله وعن اليوم اآلخر وأحداثه وأهواله وعن اجلنة والنار وما أعد هللا فيهما من ثوابه وعقابه‪.‬‬
‫يقول ابن القيم‪" :‬وقد تنازع الصحابة ‪ ‬يف كثري من مسائل األحكام ‪ -‬وهم سادات املؤمنني وأكمل األمة‬
‫إمياانً ‪ -‬ولكن حبمد هللا مل يتنازعوا يف مسألة واحدة من مسائل األمساء والصفات واألفعال‪."...‬‬

‫‪ ‬الفرتة الثانية‪٣٧( :‬هـ ‪١٠٠ -‬هـ)‬

‫يف هذه الفرتة اليت تبدأ من منتصف خالفة علي ‪ ‬برزت رؤوس البدع وذلك على أثر اخلالفات السياسية اليت‬
‫تعرض هلا الصحابة ‪ ‬ابجتهاد منهم‪.‬‬
‫فظهرت يف عصره اخلوارج والشيعة ومها فرقتان متقابلتان ‪ :‬إحدامها تكفره وتتربأ منه واألخرى تنصره وتؤيده‪.‬‬
‫مث ظهرت بعد ذلك القدرية واملرجئة وسنبني فيما أييت ‪ -‬إن شاء هللا ‪ -‬بدع كل فرقة من هذه الفرق‪.‬‬

‫• أوال ‪ -‬بدعة اخلوارج‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ظهر اخلوارج يف عهد علي بن أيب طالب ‪ ‬يف عام ‪٣٧‬هـ حيث اعرتضوا على قبول التحكيم مع أهنم هم الذين‬
‫أكرهوا علياً ‪ ‬على قبوله عندما رفع أصحاب معاوية ‪ ‬املصاحف‪.‬‬
‫وملا ذكرهم إبكراههم له قالوا ‪" :‬ولكن ذلك كان منا كفراً فقد تبنا إىل هللا ‪ ‬منه فتب كما تبنا نبايعك"‪.‬‬
‫وقد أتى القوم من سوء فهمهم لقضية التحكيم وزعموا ‪ :‬أن علياً حكم الرجال يف دين هللا‪.‬‬
‫قال أحد اخلوارج لعلي ‪ " : ‬أما وهللا اي علي لئن مل تدع حتكيم الرجال يف كتاب هللا ‪ ‬قاتلتك أطلب بذلك‬
‫وجه هللا ورضوانه"‪.‬‬
‫وشبهتهم تلك أهنم‪ :‬اعتلوا بقول هللا ‪ : ‬ومن مل حيكم مبا أنزل هللا فأولئك هم الكافرون‪‬‬
‫ومن مث أصبحت اخلوارج حتكم على كل مرتكب للكبرية أبنه كافر حيل دمه وماله‪.‬‬

‫• اثنيا ‪ -‬بدعة التشيع‪:‬‬

‫التشيع لعلي ‪ ‬كان يف أول أمره معتدالً حيث كان بعض الصحابة ‪ ‬يقدمه على عثمان يف اخلالفة من غري‬
‫تعرض ألحد من اخللفاء قبله بسب أو جتريح‪.‬‬
‫قال ابن تيمية رمحه هللا‪( :‬وتواتر عن علي بن أيب اطلب أنه قال ‪« :‬خري هذه األمة بعد نبيها‪ :‬أبو بكر مث عمر»‬
‫هذا متفق عليه بني قدماء الشيعة وكلهم كانوا يفضلون أاب بكر وعمر وإمنا كان النزاع يف علي وعثمان حني صار‬
‫هلذا شيعة وهلذا شيعة وأما أبو بكر وعمر فلم يكن أحد يتشيع هلما بل مجيع األمة كانت متفقة عليهما حىت اخلوارج‬
‫‪.)...‬‬
‫مث ظهر رجل يهودي امسه «عبد هللا بن سبأ» ادعى االسالم وزعم حمبة آل البيت وغاىل يف علي ‪ ‬وادعى له‬
‫الوصية ابخلالفة مث رفعه إىل مرتبة األلوهية‪.‬‬

‫• اثلثا ‪ -‬بدعة القدرية‪:‬‬

‫احلديث يف القدر وتعلق أفعال العباد مبشيئة هللا ‪ ‬من األمور اليت وجدت قبل اإلسالم كما حيدثنا عن ذلك‬
‫كتاب هللا ‪ .‬فقد جاء فيه أن مشركي قريش عزوا شركهم إىل مشيئة هللا تعاىل فأخرب هللا ‪ ‬أنه كذلك قال الذين‬
‫من قبلهم‪ .‬قال هللا ‪ :‬وقال الذين أشركوا لو شاء هللا ما عبدان من دونه من شيء حنن وال آابؤان وال حرمنا‬
‫من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إال البالغ املبني‪.‬‬
‫وحدث كذلك يف عهد النيب ‪ ‬جدال بني بعض الصحابة يف القدر فسمعهم النيب وال هللا وغضب عليهـم‬
‫فنهاهم عنه ‪ -‬كمـا تقدم ‪ -‬فانتهوا ومل يعودوا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫• رابعاً ‪ -‬بدعة االرجاء‪:‬‬

‫واإلرجاء ‪ :‬هو أتخري العمل عن اإلميان‪ ،‬قال البغدادي ‪( :‬وإمنا مسوا مرجئة ألهنم أخروا العمل عن اإلميان)‪.‬‬
‫وأول ما ظهر اإلرجاء إمنا كان رد فعل لتكفري اخلوارج للحكمني ولعلي بن أيب طالب ‪ ‬وليس هو اإلرجاء‬
‫املتعلق ابإلميان‪.‬‬
‫فإن أول من تكلم يف اإلرجاء هو ‪ :‬احلسن بن حممد بن احلنفية املتوىف عام ‪٩٩‬هـ وقد ذكر ذلك كل من ترجم‬
‫له رمحه هللا‪.‬‬
‫قال ابن سعد يف ترمجته ‪( :‬وهو أول من تكلم يف اإلرجاء ‪ -‬ويذكر كذلك أن زاذان وميسرة دخال عليه فالماه‬
‫على الكتاب الذي وضع يف اإلرجاء‪ ،‬فقال لزاذان ‪ :‬اي أاب عـمـر لوددت أين كنت مت ومل أكتبه)‪.‬‬

‫‪ ‬الفرتة الثالثة‪١٠٠( :‬هـ ‪١٥٠ -‬هـ)‬

‫ويف مطلع القرن الثاين ظهر أربعة أشخاص من املبتدعة صار كل واحد منهم فيما بعد رأساً يف الضالل ‪.‬‬
‫وهؤالء األشخاص هم‪:‬‬
‫‪ - ١‬واصل بن عطاء (‪۱۳۱‬هـ) وهو مؤسس فرقة املعتزلة‪.‬‬
‫‪ - ٢‬اجلعد بن در هم (‪ 12٤‬هـ)‪.‬‬
‫‪ - ٣‬اجلهم بن صفوان (‪۱۲۸‬هـ)‪.‬‬
‫‪ - ٤‬مقاتل بن سليمان (‪1٥٠‬هـ)‪.‬‬

‫• أوال ‪ -‬بدع واصل‪:‬‬

‫وهي بدعتان‪:‬‬
‫البدعة األوىل‪:‬‬
‫حكمه على مرتكب الكبرية أبنه يف منزلة بني املنزلتني ال مؤمن وال كافر‪.‬‬
‫يقول الشهرستاين ‪ :‬دخل واحد على احلسن البصري فقال ‪ :‬اي إمام الدين لقد ظهرت يف زماننا مجاعة يكفرون‬
‫أصحاب الكبائر‪ .‬والكبرية عندهم كفر خيرج عن امللة‪ .‬وهم وعيدية اخلوارج‪ .‬ومجاعة يرجئون أصحاب الكبائر والكبرية‬
‫عندهم ال تضر مع اإلميان بل العمل على مذهبهم ليس ركناً من اإلميان وال يضر مع اإلميان معصية كما ال ينفع مع‬
‫الكفر طاعة ‪ :‬وهم مرجئة األمة‪.‬‬
‫البدعة الثانية‪:‬‬

‫‪٣‬‬
‫زعمه أن أحد الفريقني املتحاربني من الصحابة فاسق من غري حتديد له‪ ،‬وهلذا فقد طعن يف عدالتهم ومل يقبل شهادة‬
‫أحد منهم‪.‬‬

‫• اثنيا ‪ -‬بدع اجلعد‪:‬‬

‫كان أول من قال خبلق القرآن وأنكر أن يكون هللا قد تكلم به على احلقيقة وأنكر أن يكون هللا اختذ إبراهيم‬
‫خليالً‪.‬‬
‫وهو أول من تكلم يف صفات هللا ‪ ‬وأنكرها وقد الحظ شيخه وهب بن منبه منه بداية احنراف لكثرة اسئلته‬
‫عن صفات هللا ‪ ‬فقال له وهب ‪ :‬ويلك اي جعد اقـصـر املسألة عن ذلك إين ألظنك من اهلالكني لو مل خيربان هللا‬
‫يف كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك وأن له عيناً ما قلنا ذلك ‪ ...‬وذكر الصفات من العلم والكالم وغري ذلك‪.‬‬

‫• اثلثا ‪ -‬بدع اجلهم‪:‬‬

‫تبىن اجلهم آراء اجلعد بن درهم واليت هي ‪ :‬نفي صفات هللا ‪ ‬والقول خبلق القرآن مث زاد عليها بدعاً أخرى هي‪:‬‬
‫األوىل ـ القول ابجلرب ‪ :‬حيث زعم أن اإلنسان ال يقدر على شيء وال يوصف ابالستطاعة وإمنا هو جمبور على أفعاله‪.‬‬
‫الثانية ـ القول أبن اإلميان هو املعرفة ‪ :‬حيث زعم أن اإلميان ‪ :‬هو املعرفة ابهلل تعاىل فقط‪ ،‬وأن الكفر هو اجلهل به فقط‪.‬‬
‫الثالثة ـ القول بفناء اجلنة والنار ‪ :‬حيث زعم أهنما تفنيان بعد دخول أهلهما إذ ال تتصور ‪ -‬حسب زعمه ‪ -‬حركات ال تتناهي‪.‬‬

‫الرابعة ـ القول أبن علم هللا حادث ‪ :‬حيث زعم أنه ‪ :‬ال جيوز أن يعلم الشيء قبل خلقه‪.‬‬
‫وجاء عن ابن أيب داود أن جهماً اتب من قوله‪.‬‬

‫• رابعاً ‪ -‬بدع مقاتل بن سليمان‪:‬‬

‫ابلغ مقاتل يف إثبات صفات هللا ‪ ‬حىت شبه‪ .‬ولعل السبب يف تطرفه ذلك هو غلو اجلهم يف إنكار صفات هللا ‪.‬‬
‫قال الذهيب‪” :‬وظهر خبراسان اجلهم بن صفوان ودعا إىل تعطيل الرب ‪ ‬وخلق القرآن وظهر خبراسان يف قبالته مقاتل‬
‫بن سليمان املفسر وابلغ يف إثبات الصفات حىت جسم‪“.‬‬
‫وجاء عن أيب حنيفة رمحه هللا أنه قال ‪( :‬أاتان من املشرق رأاين خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه)‪.‬‬

‫‪٤‬‬
‫‪ ‬الفرتة الرابعة‪١٥٠( :‬هـ ‪٢٣٤ -‬هـ)‬

‫هذه الفرتة مل جيد فيها بدعة جديدة وإمنا تداخلت فيها البدع بعضها يف بعض حىت احنصرت الفرق فيها إىل أربع‬
‫فرق وهي‪:‬‬
‫‪ - ۱‬اخلوارج‪ - ٢ .‬الشيعة‪ - ٣ .‬املعتزلة‪ - ٤ .‬املرجئة‪.‬‬
‫فالشيعة تبنت املشبهة واملعتزلة تبنت القدرية وجزءاً من اجلهمية‪ ،‬واجلربية دخلت يف املرجئة وغريها من الفرق ‪.‬‬
‫وقد نشطت املعتزلة يف هذه الفرتة‪ .‬وتوسع زعماؤها يف البحث والتدقيق واطلعوا على كتب الفالسفة اليت ترمجت‬
‫يف عهد املأمون (‪۱۹۸‬هـ ـ ‪2۱۸‬ه)‪.‬‬
‫ومن زعماء املعتزلة يف هذه الفرتة كذلك النظام (‪2٣1‬هـ) وهو معاصر للعالف بل وتلميذه وكان يفوقه يف ذكائه‬
‫وسعة اطالعه ولكنه كما قال الشهرستاين ‪( :‬قد طالع كثرياً من كتب الفالسفة وخلط كالمهم بكالم املعتزلة وانفرد‬
‫عن أصحابه مبسائل) وذكرها ومنها‪:‬‬
‫‪ - ۱‬زعمه أن هللا تعاىل ال يوصف ابلقدرة على الشرور واملعاصي وليست هي مقدورة للباري تعاىل ‪ ...‬إىل آخر كالمه‬
‫الذي ينسب فيه العجز إيل هللا تبارك وتعاىل مما ال يقوله مسلم‪.‬‬
‫‪ - ٢‬أنكر إعجاز القرآن يف نظمه وأنكر ما روي من معجزات نبينا ‪ : ‬من انشقاق القمر وتسبيح احلصا يف يده‬
‫‪ ....‬إىل آخر ماورد منها يف كتب السنة‪.‬‬
‫‪ - ٣‬ولعله هو أول من أحدث الكالم يف اجلوهر والعرض والذي أصبح فيما بعد قاعدة من قواعد املعتزلة يف احلديث‬
‫عن هللا ‪ ‬وصفاته‪.‬‬
‫‪ - ٤‬مث أنه زاد على ذلك كله الطعن على أصحاب رسول هللا ‪.‬‬

‫‪ ‬الفرتة اخلامسة‪٢٣٢( :‬هـ ‪٣٢٤ -‬هـ)‬

‫ظهر يف هذه الفرتة شخصان من املبتدعة كان كل واحد منهما بداية لظهور طائفة جديدة‪:‬‬
‫األول‪ :‬عبد هللا بن سعيد بن كالب (ت‪2٤2 :‬هـ)‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬حممد بن كرام السجستاين (ت‪2٥٥ :‬هـ)‪.‬‬

‫وفيما يلي عرض موجز للبدع اليت ظهرت على أيديهما‪:‬‬


‫• أوالً ‪ -‬بدع عبد هللا بن سعيد بن كالب‪:‬‬

‫من أهم البدع اليت ابتدعها ابن كالب بدعتان‪:‬‬

‫‪٥‬‬
‫األوىل‪ :‬بدعة نفي الصفات االختيارية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الكالم النفسي‪.‬‬
‫فأما البدعة األوىل وهي‪ :‬نفي الصفات االختيارية هلل ‪ .‬فاملراد منها أنه يزعم أن هللا سبحانه وتعاىل ال تقوم به‬
‫صفات اختيارية وأنه ال يرضى مىت شاء ويغضب مىت شاء وحنو ذلك من الصفات الفعلية‪.‬‬

‫وأما البدعة الثانية‪ :‬وهي زعمه أبن الكالم نوعان‪ :‬كالم نفسي وكالم لفظي‪.‬‬

‫وأن املراد بوصف هللا ‪ ‬أبنه يتكلم إمنا هو وصف ملا يف نفس هللا ال للقرآن اللفظي وهذا القرآن اللفظي إمنا هو‬
‫«حكاية» عن الكالم النفسي أو دال عليه أو حنو ذلك‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪( :‬كما يقول ذلك الكالبية واألشعرية الذين يقولون ‪ :‬إن القرآن العريب ليس هو كالم‬
‫هللا وإمنا كالمه املعىن القائم بذاته والقرآن العريب خلق ليدل على ذلك املعىن)‪.‬‬
‫• اثنيا ‪ -‬بدع حممد بن كرام السجستاين‪:‬‬

‫من أهم البدع اليت ابتدعها ثالث‪:‬‬


‫األوىل ‪ :‬التزامه واتباعه إبطالق اجلسمية على هللا ‪ ‬فإنه ملا قيل هلم إن وصف هللا ‪ ‬ابلصفات يقتضي‬
‫اجلسمية ‪( :‬قالوا ‪ :‬نعم هو جسم ال كاألجسام)‬
‫وهذا ابتداع يف الدين حيث ال جيوز أن يسمى هللا ‪ ‬أو يوصف بغري ما جاء يف الكتاب والسنة‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬زعمه هو وأصحابه أن هللا ‪( ‬صار متكلما بعد أن مل يكن)‪ ،‬وهذا يلزم منه نفي صفة الكمال عنه سبحانه‬
‫وتعاىل‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬قوله ان اإلميان هو قول فقط‪.‬‬

‫األسباب اليت أدت إىل ظهور ابلدع‬


‫مل يكن ظهور البدع يف اجملتمع املسلم الذي قام على أساس من العقيدة الصحيحة املأخوذة من كتاب هللا عز وجل‬
‫وسنة رسوله ‪ ‬مل يكن ذلك شيئاً عادايً بل كان أمراً شاذاً حيتاج إىل بيان ودراسة للتعرف على تلك األسباب‪.‬‬

‫ولعل أهم تلك األسباب مخسة وهي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫• أوالً ‪ -‬الغلو‪:‬‬

‫وميثله مذهب اخلوارج والشيعة‪.‬‬


‫• اثنياً – الرد على البدعة ببدعة مثلها أو أشد منها‪:‬‬

‫وميثل ذلك املرجئة واملعتزلة واملشبهة واجلهمية‪.‬‬


‫• اثلثاً – املؤثرات األجنبية‪:‬‬

‫ونعين بذلك أتثري أرابب األداين واملذاهب األخرى يف عقائد الفرق الدينية املنحرفة ويتمثل ذلك يف ‪ :‬الشيعة والقدرية‬
‫واجلهمية‪.‬‬
‫• رابعاً – حتكيم العقل يف القضااي الشرعية‪:‬‬

‫وقد أيت أصحاب البدع السابقة كذلك من قبل حتكيمهم لـ ‪( :‬العقل) يف أمور العقيدة وعدم قبول أي حديث خيالف‬
‫ما تقرر يف أذهاهنم حبكم العقل أو أتويلهم له فأدى هبم ذلك إىل رد كثري من األحاديث الشريفة الصحيحة والطعن يف‬
‫رواهتا‪.‬‬
‫• خامساً – تعريب كتب الفلسفة‪:‬‬

‫عربت كتب الفلسفة اليواننية وغريها من كتب العقائد الوثنية يف عهد املأمون فاطلع عليها طائفة من املسلمني واخندعوا‬
‫مبقرراهتا ومبناهجها ىف البحث فاختذوا منها ميزاانً للحقائق الشرعية وما بلغهم من نصوص الكتاب والسنة أولوه ليوافق‬
‫تلك املقررات الفلسفية مما نتج عنه بالء كبري وإحنراف خطري‪.‬‬

‫هذه أهم األسباب اليت أدت إىل ظهور البدع يف اجملتمع املسلم‪.‬‬

‫وحسنًا يف اخلُلُق‪.‬‬
‫اللهم ارزقنا صحةً يف العبادة‪ ،‬وسالمةً يف العقيدة‪ُ ،‬‬

‫حمم ٍد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬


‫وصلى هللا وسلَّم وابرك على نبينا َّ‬

‫‪‬‬

‫‪٧‬‬

You might also like