You are on page 1of 68

‫الباطنية عبر التاريخ‬

‫فضيلة الشيخ د‪ .‬سفر بن عبدالرحمن الحوالي ‪.‬‬

‫يل‬‫ني َسبِ‬
‫َ‬ ‫اآليات ولِتَستَبِ‬
‫ِ‬ ‫ص ُل‬
‫ك نُ َف ِّ‬ ‫ِ‬
‫احلمد هلل القائل يف حمكم كتابه‪َ :‬و َك َذل َ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫ني [األنعام‪ ]55:‬وصلى اهلل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫الْ ُم ْج ِرم َ‬
‫تسليماً كثرياً‪.‬‬
‫أما بعــد‪:‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بالسيف بني يدي‬
‫فاحلمد هلل تعاىل الذي أرسل حممداً َ‬
‫الساعة حىت يُعبد اهلل وحده‪ ،‬وأظهر اهلل به الدين‪ ،‬وأرغم به امللحدين‪ ،‬فأظهر‬
‫احلجة‪ ،‬وأبان احملجة‪ ،‬وترك األمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها‬
‫إال هالك‪ ،‬ورضي اهلل تعاىل عن أصحابه الطيبني الطاهرين الذين أوصلوا لنا هذا‬
‫الدين وكانوا خري حواريني خلري نيب‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ‬
‫وبعد‪ :‬فإن هذا الدين حمارب ومستهدف منذ أن بعث اهلل نبيه حممد َ‬
‫َّص َارى َحىَّت َتتَّبِعَ‬ ‫ِ‬
‫ود َوال الن َ‬
‫ك الَْي ُه ُ‬
‫ضى َعْن َ‬‫َعلَْيه َو َسلَّ َم‪ ،‬كما قال جل شأنه‪َ :‬ولَ ْن َتْر َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِملََّت ُه ْم [البقرة‪ ،]120:‬وكما قال َّ‬
‫َّاس َع َد َاوةً للَّذ َ‬
‫ين‬ ‫َأش َّد الن ِ‬
‫جل شأنه‪ :‬لَتَج َد َّن َ‬
‫ين َأ ْشَر ُكوا [املائدة‪ ]82:‬إىل غري ذلك مما ذكر اهلل تبارك‬ ‫آمنوا الْيه َّ ِ‬
‫ود َوالذ َ‬
‫َُ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫وحورب يف‬ ‫صلَّى اهللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪ ،‬فقد ُأوذي ُ‬ ‫وتعاىل‪ ،‬ومما تنطق به سرية النيب َ‬
‫مكة مث تألبت عليه األحزاب يف املدينة من اليهود واملشركني واملنافقني يف غزوة‬
‫اخلندق مث كان تآلب االمرباطوريات العاملية‪ :‬االمرباطورية الشرقية الفارسية‬
‫اجملوسية واالمرباطورية الرومانية النصرانية الصليبية يف الغرب‪ ،‬وكان تعاون مجيع‬
‫أمم الكفر والضالل على هدم هذا الدين ومقاومته‪ ،‬ولكن اهلل تبارك وتعاىل أجنز‬
‫وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم األحزاب وحده‪ ،‬وظهر أمر اهلل وهم كارهون‪َّ ،‬‬
‫وأذل‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم عروش‬‫اهلل تبارك وتعاىل بدين التوحيد وبرسالة حممد َ‬
‫الطغيان‪ ،‬وأذل بدينه احلق ما وضعه دجاجلة وكهان األديان‪ ،‬وأبطل الشرائع‬
‫الظاملة واألديان املنسوخة‪ ،‬وأعلى كلمة احلق والتوحيد والعدل يف العاملني‪ ،‬وهذا‬
‫هو السبب الذي جلب عداوة أمم األرض مجيعاً من يهود وجموس ونصارى‬
‫وصابئة وفالسفة ومنافقني على شىت أنواعهم‪.‬‬
‫والباطنية ما هي إال صورة أو مرحلة من مرحلة حماربة هذا الدين ومقاومته‬
‫وحماولة استئصاله وإبادته‪ ،‬فقد بدأت احملاولة األوىل املنظمة املخططة هلا يف الفتنة‬
‫اليت ذهب ضحيتها الفاروق عمر بن اخلطاب رضي اهلل تعاىل عنه مث استمرت يف‬
‫زمن عثمان رضي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬وكان أيضاً ضحيتها طلحة والزبري وعثمان‬
‫بنفسه رضي اهلل تعاىل عنهم أمجعني‪ ،‬وتزعزعت الدولة اإلسالمية وظهر فيها‬
‫املنافقني‪ ،‬وانتشرت فيها البدع‪ ،‬رغم أن احلق كان هو األقوى واألظهر وهلل‬
‫احلمد‪.‬‬

‫كانت احملاولة األوىل على يد عبد اهلل بن سبأ اليهودي الذي أسس ذلك الدين‪،‬‬
‫الذي دخل منه مجيع أعداء اإلسالم وهو دين التشيع‪ ،‬فما من رجل أراد أن‬
‫يطعن يف اإلسالم إال ودخل من باب التشيع مث جيد السبيل أمامه مفتوحاً‪.‬‬
‫السنة عن احملدث اإلمام الثقة أيب الربيع‬ ‫وهلذا روى غري واحد ممن ألف يف ُّ‬
‫الزهراين أنه كان له جار زنديق‪ ،‬ولكن يبدو أن اهلل تعاىل قد َم َّن عليه بالتوبة‬
‫فقال له‪ :‬ما بالك كنت تدَّعي الرفض والتشيع مث أظهرت الزندقة؟‬

‫فقال‪ :‬إنا حنن معشر الزنادقة ومعشر أعداء الدين قد فكرنا وأردنا أن هندم‬
‫اإلسالم وأن حنارب أهله‪ ،‬فما وجدنا أيسر من أن ندخل من باب التشيع‪ ،‬فإن‬
‫هذه الطائفة جاهلة محقاء‪ ،‬وإننا إن دخلنا عن طريقها استطعنا أن حنقق ما ال‬
‫نستطيعه لو دخلنا من طريق غريها‪ ،‬وهذا معىن كالم ذلك الزنديق سابقاً‪.‬‬

‫فهذه الفرقة هي شر الطوائف بال شك نظراً ملا اتصفت به‪ ،‬كما قال اإلمام‬
‫الشعيب رضي اهلل تعاىل عنه لـمالك بن مغول ‪ '' :‬يا مالك إن شر الطوائف‬
‫اخلشبية ‪-‬وكانت الشيعة يسمون اخلشبية ؛ ألهنم اختذوا السيوف من اخلشب‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬ال جهاد بالسيف إال مع اإلمام املعصوم الذي يظهر يف آخر الزمان‪ -‬لو‬
‫كانوا من الطري لكانوا رمخاً‪ ،‬ولو كانوا من الدواب لكانوا محرياً ''‪.‬‬

‫وقال طلحة بن مفرط رضي اهلل تعاىل عنه‪[[ :‬لو شئت ملألت الرافضة بييت ذهباً‬
‫وفضة ]] وأكثر من واحد قال مثل هذا‪ ،‬فاملهم عندهم أن يضع أحاديث يف‬
‫فضائل علي ‪ ،‬وأن يكذب على علي فيمأل بيته ذهباً وفضة‪.‬‬

‫فمن هنا كان كل عدو لإلسالم يدخل فيجد هذا الباب الذي فتحه عبد اهلل بن‬
‫سبأ اليهودي ‪ ،‬وهلذا من أصدق العبارات اليت قيلت يف وصف هذه الفرقة ويف‬
‫التعبري عن حقيقتها ما قاله بعض العلماء حني قال‪'' :‬إن الشيعة بذرة نصرانية‬
‫غرستها اليهودية يف أرض جموسية '' ‪.‬‬

‫فالتشيع بذرة نصرانية غرستها اليهودية يف أرض جموسية ‪ ،‬وعند التدقيق‬


‫والتحقيق يف مسألة الفرق ومنها الباطنية يظهر لنا صحة العبارة‪ ،‬فإن عبد اهلل بن‬
‫سبأ اليهودي هو من يهود اليمن ‪ ،‬وهي طائفة من يهود احلبشة يف األصل‪،‬‬
‫وأصل يهود الفالشا هو من احلبشة ‪ ،‬وكانوا متأثرين إىل حد كبري بـالنصرانية ‪،‬‬
‫شاول الذي هدم دين النصارى بالغلو يف املسيح‪،‬‬ ‫وكان يريد أن يضاهي ما فعله ُ‬
‫فادعى هو مثل ذلك يف علي بن أيب طالب‬ ‫وادعاء أن اهلل حل فيه‪ ،‬وأنه إله‪َّ ،‬‬
‫رضي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬فكانت بذرة الغلو وتقديس األشخاص وتأليههم هذه بذرة‬
‫نصرانية غرستها اليهودية ‪ ،‬ألننا جند أن وراء كل حركة شيعية أو باطنية أيادي‬
‫اليهود واضحة جلية كما سيتبني لنا يف املرحلة الثانية اليت تسمى الباطنية ‪.‬‬

‫وأما قوله‪" :‬ويف أرض اجملوسية "؛ ألن هذا الدين اهلدَّام اخلطري إمنا نشأ يف تلك‬
‫البالد اجملوسية ‪ ،‬حيث تظهر فيه الفنت وحيث يظهر قرن الشيطان‪ ،‬كما أخرب‬
‫ِ‬
‫صلَّى اهللُ‬‫صلَّى اهللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم يف األحاديث الصحيحة‪ ،‬وتعلمون أنه َ‬
‫بذلك النيب َ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قد قال أيضاً‪{ :‬يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فإن مدينة أصبهان مدينة‬
‫الطيالسة } وهذا من آيات نبوته َ‬
‫معروفة منذ القدم بوجود اليهود فيها‪ ،‬وهي املدينة اليت خرج منها سلمان‬
‫الفارسي رضي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬فكان فيها يهود ونصارى‪ ،‬وكان فيها اجملوس أيضاً‬
‫الذين هم أكثرية أهل البالد‪ ،‬ومن هنا ومن تلك البيئة اليت توجد فيها هذه‬
‫األديان‪ ،‬ومن البيئة اليت كان احلقد الشديد على اإلسالم يأكل قلوهبا‪ ،‬وتغلي‬
‫مراجلها به‪ ،‬من هنا ظهرت تلك الفرق ومنها الباطنية ‪.‬‬

‫والباطنية تسمى بأمساء كثرية‪ ،‬ألن الباطنية ‪-‬يف احلقيقة‪ -‬ليست فرقة واحدة‬
‫ولكنها علم واسم على فرق كثرية‪ ،‬فهي أخطبوط أو شبكة من الفرق ومن‬
‫الدول ومن الضالالت ومن األفكار‪ ،‬أراد هبا أصحاهبا أن جيتثوا اإلسالم هنائياً‪،‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم وخروج‬
‫وهلذا قال بعض املؤرخني‪ :‬ما بني مبعث النيب َ‬
‫الدجال فتنة أعظم وأشد على اإلسالم من الباطنية ‪ ،‬فهي أخطبوط دخل يف مجيع‬
‫الفرق‪ ،‬وأعظم فرقتني أو طائفتني دمرت احلياة اإلسالمية تدمرياًَ واضحاً جلياً مها‬
‫الشيعة الروافض والصوفية ‪ ،‬وكالمها متأثر وله عالقة قوية بـالباطنية ‪ ،‬ال سيما‬
‫الرافضة كما هو معلوم وكما سنعرف‪.‬‬

‫إذاً‪ :‬الباطنية جممع الضالالت‪ ،‬الرافضي إذا غال يف الرفض أصبح باطنياً‪ ،‬والصويف‬
‫إذا غال يف التصوف أصبح باطنياً‪.‬‬

‫والباطنية فرق منها‪ :‬اخلرمية ‪ ،‬والبابكية ‪ ،‬والقرامطة ‪ ،‬واإلمساعيلية ‪ ،‬والعبيدية ‪،‬‬


‫وغريها فهي فرق كثرية ال حتصى‪.‬‬
‫وكذلك الباطنية هلا دول قامت‪ ،‬ومن أمثلة الدول اليت قامت عليها‪ :‬العبيدية اليت‬
‫تسمى الفاطمية ‪ ،‬وقامت دولة القرامطة ‪ ،‬وقامت يف املشرق أكثر من دولة حتت‬
‫اسم الباطنية ‪.‬‬

‫فهذه إذاً حركة خطرية عظيمة قامت لغرض ضخم وهدف كبري وهو هدم‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫أصل الباطنية‬
‫واألصل الذي ترجع إليه الباطنية كما تتفق على ذلك املصادر من سنية وباطنية ‪،‬‬
‫أو من إسالمية وباطنية ‪ ،‬هو إىل إمساعيل بن جعفر الصادق ‪ ،‬وجعفر الصادق‬
‫هو أحد أئمة الرافضة ‪ ،‬وكان قد ولد له ولد يُسمى إمساعيل ‪ ،‬وحدث أن مات‬
‫إمساعيل وهو صغري‪ ،‬واألمر طبيعي جداً أن يولد صيب مث ميوت وهو صغري فدفنه‬
‫أبوه وانتهى األمر‪ ،‬ولكن القضية ليست هكذا‪ ،‬حيث كان أولئك احلاقدون‬
‫املندسون وعلى رأسهم رجل يقال له ميمون القداح ومعه ابنه عبيد اهلل بن‬
‫ميمون القداح حيضرون إىل جعفر الصادق وينتسبون وينتمون إليه‪ ،‬ويقولون‪:‬‬
‫حنن من شيعتكم‪ ،‬ونريد أن نأخذ من علمكم‪ ،‬فحصل أن هذا الرجل كون‬
‫خاليا سرية يف عدة دول‪ ،‬كـالعراق ومصر وبالد فارس ‪ ،‬وكان هؤالء اخلاليا‬
‫يتكونون يف الغالب من اجملوس ومن الديصانية وقد اختلف يف هذا الرجل فقيل‪:‬‬
‫إنه يهودي‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه ديصاين ‪-‬أي‪ :‬ديانة قدمية‪ -‬وقيل‪ :‬إنه ثنوي‪ ،‬وليس يف‬
‫احلقيقة هناك كبري فرق وال اختالف؛ ألنه إن كان يهودياً فهو من يهود فارس‪،‬‬
‫ومن قال‪ :‬إنه جموسي فألن الفرس ديانتهم هي اجملوسية ‪ ،‬ومن قال‪ :‬إنه ديصاين‬
‫فأيضاً الديصانية فرقة من فرق اجملوس‪ ،‬فهو كما يبدو يف الغالب أنه رجل‬
‫يهودي من يهود الفرس‪ ،‬املهم أنه نظم أولئك يف تلك اخلاليا السرية‪ ،‬وأظهر أهنم‬
‫ينتمون إىل‪ :‬حممد بن إمساعيل بن جعفر الصادق ‪ ،‬وكما قلنا إمساعيل بن جعفر‬
‫مات وهو صيب‪ ،‬وأبلغت الدولة أباه بأنه يوجد لك ابن امسه إمساعيل ٍ‬
‫خمتف‬
‫وينظم خاليا ضد الدولة العباسية‪ ،‬فأنكر جعفر وقال‪ :‬ال يوجد‪ ،‬فقالوا‪ :‬بلى‬
‫يوجد لك ابن‪ ،‬قال‪ :‬إن ابين تويف وهو صغري ودفنته‪ ،‬فاضطر جعفر الصادق أن‬
‫يكتب حمضراً ومشهداً ويشهد عليه الناس الذين حضروا اجلنازة واملوت بأنين‬
‫دفنت ابين هذا وهو صغري‪ ،‬وأنه ال وجود إلنسان امسه إمساعيل بن جعفر الصادق‬
‫ولكن أولئك كذبوه‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا زمان غيبة اإلمام ‪-‬إمساعيل بن جعفر هذا هو‬
‫اإلمام الذي يغيب بناءً على عقيدة الغيبة وهي عقيدة جموسية قدمية‪ -‬قالوا‪:‬‬
‫إمساعيل بن جعفر الصادق غاب‪ ،‬ويف فرتة الغيبة هذه له نواب وكالء وله بُواب‬
‫يُكلمون ويبلغون الناس ماذا يريد‪ ،‬وماذا خيفي معه من العلم اللدين أو العلم‬
‫املوروث‪ ،‬الذي ورثه آل البيت وحدهم دون سائر األمة‪ ،‬وقالوا‪ :‬أما إنكار أبيه‬
‫له فإنه من باب التقية‪ ،‬فعندما حيتار الناس يقولون هلم بأنه أنكر تقية‪ ،‬ويأتون مبثل‬
‫هذه التلبيسات اليت يصعب على العقول ‪-‬وال سيما مع العوام السذج‪ -‬أن يتبينوا‬
‫حقيقتها‪.‬‬

‫فبهذا املكر اليهودي اخلبيث استطاع ميمون القداح وابنه أن يبذرا الدعوة وأن‬
‫ينشراها يف اآلفاق‪ ،‬مث قالوا‪ :‬إن إمساعيل تويف وخلفه حممد بن إمساعيل الذي‬
‫يقال‪ :‬إنه يف احلقيقة عبيد اهلل بن ميمون القداح حيث جعل ميمون القداح والده‬
‫نفسه مبنزلة إمساعيل بن جعفر ‪ ،‬وجعل عبيد اهلل بن ميمون القداح مبنزلة حممد بن‬
‫إمساعيل بن جعفر الصادق ‪ ،‬ومنذ ذلك احلني افرتقت هذه الفرقة عن بقية فرق‬
‫التشيع‪ ،‬وكل فرق الشيعة نشأت هلدم اإلسالم بال شك‪ ،‬ولكن هؤالء افرتقوا يف‬
‫تعيني من هو اإلمام‪ ،‬وأخذوا هبذه الدورة اليت يسموهنا دورة الغيبة أو االستتار‪.‬‬
‫بداية ظهور الباطنية وأسباب الظهور‬
‫كانت هناك مرحلة جديدة هلدم اإلسالم‪ ،‬وهي املرحلة اليت شهدها أواخر القرن‬
‫الثالث‪ ،‬ألن الفرق اليت كانت قد أنشأت من قبل ‪-‬كما يبدو يف التحليل‬
‫التارخيي والتدقيق‪ -‬مل حتقق النتيجة املطلوبة‪ ،‬فكانت املرحلة اجلديدة وهي مرحلة‬
‫الباطنية ‪ ،‬حيث أظهرت الفكرة وأظهرت الدول اليت تنتسب إىل إمساعيل أو إىل‬
‫حممد بن إمساعيل ‪ ،‬وهلذا يُسمون إىل اليوم باإلمساعيلية ‪ ،‬وهو أحد أمسائهم أو‬
‫هي أحد طوائفهم‪ ،‬وملا ظهرت هذه الفرقة استفادت مما حدث يف زمن املأمون‬
‫وما بعده‪ ،‬من ترمجة الفلسفة ومنطق اليونان وعلومهم الضالة‪ ،‬واستفادت من‬
‫تفكك األمة اإلسالمية ومن ضعفها‪ ،‬وأيضاً خشيت وخافت من عودة شوكة‬
‫السنة اليت أعقبت انتصار اإلمام أمحد بن حنبل رضي اهلل تعاىل عنه يف تلك‬
‫املعركة الكربى اليت قادها بنفسه وقادها من بعده من أتباعه‪.‬‬
‫وهلذا ظهرت هذه الفرق وظهرت بدايات هلا يف أواخر القرن الثالث عندما بدأ‬
‫ظهور القرامطة يف سواد الكوفة حوايل سنة (‪285‬هـ) تقريباً‪ ،‬فبدأ ظهور هذه‬
‫يأت منتصف‬ ‫الفرقة الباطنية اإلباحية اجملوسية ‪ ،‬مث أخذت الفرق تتشعب ومل ِ‬
‫القرن الرابع سنة (‪ 350‬أو ‪360‬هـ ) إال وكان احلال كما عرب احلافظ الذهيب‬
‫رمحه اهلل تعاىل يف كتابه دول اإلسالم ويف مواضع أخرى من كتبه‪ ،‬قال‪ :‬يف سنة‬
‫عم الرفض الدنيا شرقاً وغرباً‪ ،‬ففي تلك الفرتة استطاعوا أن‬ ‫(‪ 360‬أو ‪361‬هـ) َّ‬
‫جيعلوا الرفض يعم الدنيا شرقاً وغرباً فـبنو بويه كانوا شيعة ‪ ،‬والعبيديون كانوا‬
‫حيكمون بالد الشام ومصر واملغرب وكانوا أيضاًَ رافضة ‪.‬‬
‫وهم يف احلقيقة كما قال أبو حامد الغزايل وغريه‪ :‬ظاهرهم الرفض وباطنهم‬
‫الكفر احملض‪ ،‬لكن كانوا يظهرون أهنم رافضة للسبب الذي ذكره ذلك الزنديق‬
‫أليب الربيع الزهراين حىت يُقبلوا عند األمة وحىت ينتشروا‪.‬‬

‫وكان من الشعائر اليت أعلنها أولئك أهنم كانوا يأتون إىل السوق وينادون أن من‬
‫لعن وسب فله كيلة وإردب‪ ،‬فيأيت الرجل فيلعن الشيخني أيب بكر وعمر ‪-‬رضي‬
‫اهلل وتعاىل عنهما ولعن من لعنهما‪ -‬ويأخذ ذلك الطعام‪ ،‬فإذا أخربوا أن رجالً‬
‫من أهل السنة رفض أن يلعن الشيخني أو رفض أن يظهر دين أولئك الرافضة‬
‫فإنه يقتل‪ ،‬وحصلت جمازر شديدة جداً يف بالد املغرب ومصر وبالد الشام ‪ ،‬بل‬
‫وحصل أيضاً َأن أنشئوا‬
‫َ‬ ‫حكموا احلجاز مث نُودي هلم باخلالفة يف نفس بغداد ‪،‬‬
‫دولة يف اليمن فكان كما قال اإلمام الذهيب رمحه اهلل‪ :‬عم الرفض الدنيا شرقاً‬
‫وغرباً‪.‬‬

‫دول املذهب الباطين‬


‫وكان هذا هو الوجود الظاهري هلذه الفرقة‪ ،‬كدول يف القسم الشرقي من العامل‬
‫اإلسالمي‪ ،‬حيث كانت هناك دول منها القرامطة يف نفس الوقت‪ ،‬ويف نفس‬
‫التاريخ‪ ،‬وبنفس الفكرة واهلدف‪ ،‬القرامطة كانت منهم قرامطة الشام وقرامطة‬
‫العراق الذين دوخوا اخلالفة سنني عديدة‪ ،‬وأيضاً انتشروا يف فارس مث يف البحرين‬
‫اليت هي شرق جزيرة العرب ‪ ،‬وليست اجلزيرة املعروفة اليوم‪ ،‬وهناك أسسوا دولة‬
‫هلم قوية كانت معاصرة يف تأسيسها لدولة العبيديني أيضاً‪ ،‬والقرامطة هؤالء وهم‬
‫من نفس الفئة من الرافضة الغالة ‪-‬أي‪ :‬من الباطنية ‪ -‬هم الذين انتقموا من‬
‫املسلمني يف سنة (‪317‬هـ) عندما جاءوا إىل مكة ودخلوا البيت احلرام واستحلوه‬
‫يف يوم الرتوية‪ ،‬وقتلوا احلجاج وألقوا جبثثهم يف بئر زمزم‪ ،‬وكان اخلبيث زعيمهم‬
‫يقتل الناس ويقول‪:‬‬
‫أنا باهلل وباهلل أنا أخلق اخللق وأفنيهم أنا‬

‫فقتلهم عند الكعبة‪ ،‬وكان أصحابه يقولون ملن يقتلون من املسلمني‪ :‬تقولون يف‬
‫دينكم‪ :‬إن اهلل يسلط العذاب على من يقتل أو من يستحل هذا البيت‪ ،‬فأين‬
‫الطري األبابيل وأين احلجارة من سجيل؟‬

‫وجاء أشقاهم وجعل يضرب احلجر األسود‪ ،‬ويقول‪ :‬أين الطري األبابيل‪ ،‬أين‬
‫احلجارة من سجيل؟‬

‫مث أخذوا احلجر واقتلعوه وذهبوا به إىل البحرين اليت هي اليوم تسمى األحساء‬
‫وبقي هنالك (‪ 22‬سنة)‪.‬‬

‫هذا ما حصل منهم‪ ،‬وحصل منهم أيضاً إباحة األموال والدماء والفروج فيما‬
‫بينهم‪ ،‬وكذلك استباحوا حرمات األمة‪ ،‬وانقطع احلج سنني عديدة‪ ،‬فكان ركب‬
‫احلجاج خيرج من بغداد ومعه قوة حتميه‪ ،‬فيأتوا فيقطعون عليه الطريق ويقتلون‬
‫القوة ويستبيحون أولئك احلجاج‪ ،‬ومينعوهنم من الذهاب إىل مكة ‪ ،‬وحصل ذلك‬
‫يف سنوات عديدة‪ ،‬كما هو مفصل يف التاريخ‪.‬‬

‫وقد قامت هذه الطائفة هبذا العمل احلاقد انتقاماً لبيت النار اجملوسية ‪ ،‬وثأراً‬
‫صلَّى‬
‫وتشفياً يف بيت اهلل احلرام‪ ،‬الذي هو رمز لدين احلنيفية الذي جاء به حممد َ‬
‫اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬فكان األمر هو حتقيقاً ملا قاله عبد اهلل بن مقفع من قبل‪ ،‬وهو‬
‫من أحد املؤسسني للفكر الباطين اجملوسي‪ ،‬حينما مر عبد اهلل بن مقفع على بيت‬
‫من بيوت النار‪ ،‬والنار مشتعلة فيه فتذكر دين آبائه وأجداده اجملوس‪ ،‬فتمثل ببيتني‬
‫للشاعر األحوص يقول فيها‪:‬‬

‫حذر العدى وبه الفؤاد موكل‬ ‫يا بيت عاتكة الذي أتغزل‬

‫قسماً إليك مع الصدود ألميل‬ ‫إين ألمنحك الصدود وإنين‬

‫فيقول‪ :‬أنا أمر من عند النار وأظهر بأين أصد عنها‪ ،‬ولكنين مع صدودي فإن‬
‫قليب معلق هبا‪ ،‬وهؤالء القوم هذا هو حاهلم فجميع فرق الباطنية قلوهبم متعلقة‬
‫بـاجملوسية وبـاليهودية ‪ ،‬ويريدون أن يثأروا من هذا الدين ‪-‬دين اإلسالم احلنيفية‬
‫السمحة‪ -‬وبعد فرتة خضعت أيضاً احلجاز والبلد احلرام للباطنية اليمنيني ‪-‬الدولة‬
‫الباطنية اليت قامت يف اليمن ‪ -‬ولكم أن تتعجبوا كيف تقوم يف وقت واحد دولة‬
‫باطنية يف مصر وبالد الشام ‪ ،‬ودولة باطنية يف شرق العامل اإلسالمي‪ ،‬ودولة‬
‫باطنية يف اليمن يف نفس الفرتة‪ ،‬هذا بال شك جيب أن نقف عنده وقفةً مهمة‪،‬‬
‫لنعلم أن األمر ليس صدفة عابرة‪ ،‬ولكنه ختطيط ومؤامرة كبرية تعاون فيها اليهود‬
‫والنصارى واجملوس وأشباههم‪ ،‬ففي وقت واحد تقوم هذه الدول يف كل مكان‬
‫ويكون هلا نفس اهلدف‪.‬‬

‫فما إن ذهب القرامطة إال وخضعت مكة فرتات من الزمن للصليحيني وهم من‬
‫الباطنية اليمنيني‪ ،‬مث قامت بعد ذلك دولة مشهورة للباطنيني وهي دولة احلشاشي‬
‫ن يف قلعة املوت املشهورة يف بالد فارس ‪ ،‬ونشأت من هذه الدولة فرقة خبيثة‬
‫وهي من بقايا العبيديني‪ ،‬وملا قضى صالح الدين األيويب رمحه اهلل على العبيديني‬
‫وعلى دولتهم املسماة بالدولة الفاطمية ‪ ،‬فقامت هلم بقية يف بالد إيران ومسوا‬
‫بـاحلشاشني ‪ ،‬وفرقة منهم تسمى الكداوية أو الفدائيني‪.‬‬

‫وهؤالء احلشاشون مسوا بذلك ألهنم كانوا يستخدمون احلشيش‪ ،‬واملعروف يف‬
‫تاريخ احلشيش أن أول من استخدم وعرف احلشيش هم‪ :‬الصوفية اهلند ‪ ،‬فلهذا‬
‫مسيت شجرة احلشيش حشيشة الفقراء‪ ،‬مث اختصرت ومسيت احلشيشة‪ ،‬ألهنم‬
‫كانوا يعيشون يف الغابات وال يعيشون مع الناس‪ ،‬ويقولون‪ :‬نتعبد ونسيح يف‬
‫األرض ونصوم‪ ،‬فما كانوا يأكلون إال من هذه الشجرة‪ ،‬فكانوا إذا أكلوا منها‬
‫تعطيهم اخلياالت البعيدة واألحالم اليت تنسيهم ذلك الواقع املؤمل‪ ،‬ولذلك مسيت‬
‫حشيشة الفقراء‪.‬‬

‫وكما تعلمون أن كلمة فقري تطلق على الفقراء أواملتفقرة وهي من األعالم اليت‬
‫تطلق على الصوفية ‪.‬‬

‫وتعلَّم الباطنية من الصوفية هذا الشيء وعرفوا هذه املادة ‪-‬احلشيش‪-‬‬


‫واستخدموها وكانوا يأتون بالرجل من العوام أو ما أشبه ذلك ‪-‬ال سيما إذا‬
‫كان هلم تأثري يف العامة‪ -‬فيخدروهنم هبذه املادة وما أشبهها‪ ،‬مث يدخلون به إىل‬
‫بستان ضخم طويل عريض‪ ،‬وفيه اجلواري والغناء وفيه املياه‪ ،‬وكل ما يتخيله‬
‫اإلنسان وحيبه‪ ،‬ويقولون له‪ :‬هذه اجلنة‪ ،‬وجيد اإلمام فيها‪ ،‬فيقولون‪ :‬هذا اإلمام‬
‫املستور وهذه هي اجلنة‪ ،‬ويدخلونه وهو مبنج فيفيق فيجد هذه املناظر املهيبة‬
‫الغريبة‪ ،‬مث بعد ذلك خيرج إىل اخلارج ويفيق فيقولون له‪ :‬ماذا رأيت؟‬
‫فيقول‪ :‬رأيت اإلمام‪ ،‬ورأيت اجلنة ورأيت احلور العني‪ ،‬فيقولون‪ :‬أدخل يف طاعة‬
‫هذا اإلمام وبايع هذا اإلمام أنت ومن معك‪ ،‬وهبذه الطريقة وأمثاهلا من احليل‬
‫الكاذبة استطاعوا أن جيمعوا أعداداً كبرية من الغوغاء ومن العوام‪ ،‬والفرقة‬
‫املعروفة منهم بالفدائيني كانت سيفاً رهيباً مسلطاً على املسلمني‪ ،‬فكم قتلوا من‬
‫علماء‪ ،‬وكم اغتالوا من أمراء ومن قادة‪ ،‬حىت أن بطل اإلسالم يف ذلك الزمن‬
‫وهو صالح الدين األيويب تعرض ألكثر من مرة الغتيال أولئك الفدائيني‪ ،‬ولكن‬
‫اهلل ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل حيميه‪ ،‬وغريه قد وقع وقد سقط ضحية هلؤالء اجملرمني‪.‬‬

‫هذا هو اجلانب العملي أو اجلانب الواقعي هلذه الدول‪.‬‬

‫أما يف اجلانب الفكري فإننا جند أن هؤالء الناس يرتكزون يف دينهم وعقيدهتم‬
‫على نفس األسس اليت أصلها وأنشأها وبذرها عبد اهلل بن سبأ اليهودي لكنهم‬
‫طوروها وأضافوا إليها ما اقتبسوه من الفلسفة اليونانية فجاءوا بدين جديد‬
‫وجعلوا مادة هذا الدين وكتابه أو قرآنه ‪-‬إن صح التعبري‪ -‬عندهم مخسني رسالة‬
‫كتبها فالسفتهم تسمى رسائل إخوان الصفا ‪ ،‬فكتبوا هذه الرسائل وجعلوها‬
‫كالدستور أو كالكتاب املقدس هلذا الدين الضال املنحرف‪ ،‬وظهر عندهم‬
‫جمموعة من الكتاب واملفكرين والشعراء‪ ،‬وكانوا على املستوى الفكري يبثون‬
‫عقيدهتم بكل وضوح بعد أن كانوا يتخفون هبا‪.‬‬
‫فمن ذلك مثالً‪ :‬أن أحد الشعراء من باطنية اليمن يف ذلك الزمن قال القصيدة‬
‫املشهورة اليت يتحدث فيها عن عقيدة الباطنية اليت أذكر لكم بعض أبياهتا يقول‪:‬‬

‫وغين هزاريك مث اطريب‬ ‫خذي الدف يا هذه واضريب‬


‫وجاء نيب بين يعرب‬ ‫توىل نيب بين هاشم‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬


‫توىل نيب بين هاشم أي‪ :‬حممد َ‬

‫وجاء نيب بين يعرب أي‪ :‬إمام الباطنية املوجودين يف عهده‪.‬‬

‫فيقول‪:‬‬

‫وحط الصيام فال تتعيب‬ ‫لقد حط عنك فروض الصالة‬

‫أي‪ :‬من أساس دينه أنه حط الصالة وحط الصيام‪.‬‬

‫مث قال‪:‬‬

‫وزاد كذاك نكاح الصيب‬ ‫أباح البنات مع األمهات‬

‫أي‪ :‬أحلو الزنا واللواط والعياذ باهلل‪.‬‬

‫وهذه يقوهلا يف مقام الفخر هبذه العقيدة اليت جاءهتم‪ ،‬واليت يريدون أن جيعلوها‬
‫بدل دين اإلسالم‪ ،‬وهلذا يقول‪:‬‬

‫وهذي شريعة هذا النيب‬ ‫لكل نيب مضى شرعة‬


‫فهذه هي شريعتهم وهذا هو دينهم‪.‬‬

‫مث يقول هلا على عادة العرب حيث خياطبون املرأة يف الشعر‪:‬‬

‫من األقربني ومن أجنيب‬ ‫فال متنعي نفسك املعرسني‬

‫أي‪ :‬ال متنعي نفسك أحد ال قريب وال بعيد‪.‬‬

‫مث ذكر بعد ذلك‪:‬‬

‫أليس الغراس ملن ربه وأسقاه يف الزمن اجملدب‬

‫أي‪ :‬أليست البنت األوىل هبا أن يتزوجها ‪-‬والعياذ باهلل‪ -‬أبوها ألنه هو الذي‬
‫سقاها‪.‬‬

‫فيربر دين اجملوس الذين يبيحون نكاح األمهات والبنات‪ ،‬ويدعو هبذه الدعوى‬
‫صلَّى اهللُ‬
‫العالنية الصرحية إىل أن يكون هذا هو الدين الذي حيل حمل دين حممد َ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬حمل دين نيب بين هاشم وحمل شريعة اإلسالم‪.‬‬

‫فأظهروا ذلك ألن الوقت مل يعد حيتمل االختفاء‪ ،‬فدوهلم حتكم العامل شرقاً‬
‫وغرباً‪ ،‬فأظهروا ذلك احلقد‪ ،‬لكن يف مرحلة قوة اإلسالم خيفون دينهم ويظهرون‬
‫التقية‪ ،‬ويقولون‪ :‬ملاذا ال يتوحد املسلمون؟‬
‫فإمام اإلمساعيلية املعاصرين اآلغاخانية قرأت له مقابلة قبل أشهر يف جملة املستقبل‬
‫ألهنم ال يزالوا إىل اليوم‪ ،‬وهو مقيم يف باريس وهو ثري جداً‪ ،‬ألن هؤالء األئمة‬
‫يوزنون بالذهب ويعطى وزنه ذهباً‪ ،‬ولذلك فإنه من أثرى أثرياء العامل‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن للعامل اإلسالمي أن يتوحد‪ ،‬وإن لألمة اإلسالمية أن تنسى اخلالفات‪،‬‬
‫وأنا مستعد أن أقوم بوساطة لكي تتوحد األمة اإلسالمية‪ ،‬وأقوم بوساطة إليقاف‬
‫احلرب العراقية اإليرانية‪ ،‬فهذا هو ديدهنم يف فرتة التقية يظهرون ذلك‪ ،‬فإذا‬
‫ظهروا فإهنم يعلنون كما يشاءون‪ ،‬وهذا الرجل أمه إجنليزية وزوجته إجنليزية‬
‫ويعيش يف باريس ‪ ،‬ولو مسح املقام حلدثناكم عن الصلة بني اإلجنليز والفرنسيني‬
‫واليهود وبني هذه الفرق يف العصر احلديث‪ ،‬ألن املوضوع استمر ومل يتغري‪،‬‬
‫واملؤامرة على هذا الدين ال تزال‪.‬‬

‫فاملقصود أهنم أظهروا هذه العقائد بالنسبة لـمصر والشام واملغرب حيث الدولة‬
‫العبيدية اليت تسمى الفاطمية عالنية‪ ،‬فمن عقائدهم‪ :‬أن احلاكم الذي يُسمي‬
‫نفسه احلاكم بأمر اهلل أنه هو اإلله‪ ،‬وكانوا يقولون‪ََ :‬أمَر احلاكم تبارك وتعاىل‪،‬‬
‫وال إله إال هو‪ ،‬وجل امسه وتقدس ‪-‬والعياذ باهلل‪ -‬فكل صفات اهلل عزوجل‬
‫يقولوهنا هلذا الفاجر الذي يسمونه احلاكم‪ ،‬وكانوا يصرحون بذلك‪ ،‬وجاء‬
‫شاعرهم ابن هانئ األندلسي وهو من الشعراء املشهورين‪ ،‬وألقى قصيدة طويلة‬
‫يف مدح أحد هؤالء يقول يف أوهلا‪:‬‬

‫فاحكم فأنت الواحد القهار‬ ‫ما شئت ال ما شاءت األقدار‬


‫‪-‬والعياذ باهلل‪ -‬قال هذه القصيدة والناس يسمعون يف حفل عظيم‪ ،‬وذلك امللك‬
‫مزهو بذلك‪ ،‬كانوا يعتقدون أنه اإلله وأن األلوهية حلت فيهم‪.‬‬
‫من عقائد الدروز‬
‫وما يزال الدروز إىل يومنا هذا يعتقدون أن اإلله وأن رب العاملني هو احلاكم ‪-‬‬
‫والعياذ باهلل‪ -‬فيقولون يف دينهم‪ :‬أشهد أن إهلنا وموالنا احلاكم هو رب العاملني‬
‫‪-‬والعياذ باهلل‪ -‬وقد قتل زعيمهم شر قتلة ومات شر ميتة‪ ،‬ولكن ما يزالون على‬
‫هذه العقيدة‪.‬‬

‫والدروز هؤالء يعتقدون باإلضافة إىل ألوهية احلاكم ‪-‬ألن الباطنية فرق ومنها‪:‬‬
‫الدروز املعاصرين‪ -‬أنه سيأيت ويظهر يف آخر الزمان اإلله املنتظر‪ ،‬ومعلوم أهنم‬
‫أخذوا فكرة العودة من الشيعة وإمامهم الذي يف السرداب‪ ،‬وأنه سوف حيكم‬
‫العامل كما تقول الرافضة ‪ ،‬وهؤالء يقولون‪ :‬احلاكم سيعود ليحكم العامل ‪-‬نفس‬
‫القضية واهلدف واحد‪ -‬وقالوا‪ :‬لو عاد يف آخر الزمان فإنه سيقتل مجيع‬
‫املسلمني‪ ،‬وسيهدم الكعبة حجراً حجراً‪ ،‬وال يقبل اجلزية من املسلمني أبداً‪ ،‬وإمنا‬
‫إن قبلها فإنه يأخذها من اليهود والنصارى‪ ،‬على عكس ما نعلم حنن يف دين‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه‬
‫اإلسالم من أن عيسى عليه السالم كما أخرب الصادق املصدوق َ‬
‫َو َسلَّ َم هو الذي سيأيت فيقتل اخلنزير ويكسر الصليب ويضع اجلزية وينسخ مجيع‬
‫األديان إال دين اإلسالم‪ ،‬فهؤالء بالعكس متاماً ويصرون أهنم سيعودون وسوف‬
‫ينقضون الكعبة حجراً حجرا‪ ،‬وإن شئتم أن أمسي لكم زعيمهم فهو رجل‬
‫مشهور كتبه موجودة وهو معروف للجميع وهو كمال جنبالط الزعيم اللبناين‬
‫الذي هلك منذ حوايل عشر سنوات تقريباً‪ ،‬فهذا هو زعيم الدروز ‪ ،‬وهو يذكر‬
‫يف مؤلفاته أن هذه عقيدة الدروز ‪ ،‬وأنه سوف يكون هلم هذا الوعد‪ ،‬الذي هو‬
‫عودة احلاكم‪ ،‬باإلضافة إىل عقائد أخرى لعل احلديث يأيت عنها ألهنا مما جيمعها‬
‫مع بقية الباطنية ‪.‬‬

‫عقيدة الباطن‬
‫ومن أعظم أصول هذه العقائد اليت أظهرته يف القرن اخلامس وما بعده هو القول‬
‫بالباطن‪ ،‬وهذا من أعظم األسباب أو هو السبب الذي مسوا من أجله الباطنية ‪،‬‬
‫فهو أقرب وأصح األسباب يف تسميتهم الباطنية ‪ ،‬وهو أهنم يقولون بالباطن‪ ،‬فما‬
‫هو هذا الباطن؟‬
‫قالوا‪ :‬إن الدين له ظاهر وباطن‪ ،‬فظاهر الدين ما يعلمه الناس من القرآن والسنة‬
‫اليت يقرأها أي إنسان على ظاهرها‪ ،‬وهذه شريعة الدين الظاهرة اليت جاء هبا‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬لكن هناك الوصي ‪-‬على خالف بينهم يف هذه‬
‫حممد َ‬
‫القضية‪ ،‬لكن املقصود أن هناك إماماً مستوراً أو إماماً وصياً هو علي ‪ ،‬مث‬
‫بعضهم يقول‪ :‬ال‪ ،‬إنه يبتدأ رأساً منإمساعيل بن جعفر الصادق كما تقدم‪ -‬وهذا‬
‫اإلمام املستور يأيت فينسخ الشريعة الظاهرة وحيل حملها الشريعة الباطنة‪ ،‬وهلذا ال‬
‫يبقى من الشريعة الظاهرة إال الرسوم‪ ،‬وأما احلقيقة فإنه ال يعلمها إال اإلمام‬
‫املستور‪ ،‬ومن ذلك ‪-‬مثالً‪ -‬الصلوات اخلمس‪ ،‬فهذه العقيدة عند أهل الظاهر‬
‫وهي الدين الظاهر وهو كما يفعله املسلمون حيث يصلون الصلوات اخلمس‬
‫يومياً‪ ،‬يقولون‪ :‬ملا ظهر إمساعيل بن جعفر نسخ هذه الشريعة وجاء بشريعة‬
‫الباطن‪ ،‬فهذه الصلوات اخلمس هي عبارة عن أمساء مخسة ‪-‬مثالً‪ -‬عند النصريية‬
‫الذين يسمون العلوية الصلوات اخلمس أن حيفظ اإلنسان أمساء اآلهلة اخلمسة‬
‫الذين يأهلوهنم من دون اهلل‪ ،‬وهم علي وفاطمة واحلسن واحلسني وحمسن فهذه‬
‫هي الصلوات اخلمس‪ ،‬والصيام ليس الصيام املعروف اآلن وهو صيام شهر‬
‫رمضان فهذا عند أهل الظاهر‪ ،‬لكنهم يقولون‪ :‬ال‪ ،‬الصيام يف احلقيقة ويف الباطن‬
‫ذكر ثالثني شخصاً‪ ،‬أو اإلمساك عن أسرار األئمة وعدم إفشاءها‪ ،‬فمن يفشي‬
‫أي شيء من أشياء هذه الفرقة واألئمة فإنه يتعرض للموت‪ ،‬ويتعرض للقتل إىل‬
‫غري ذلك مما أولوه تأويالً خيرجون به من امللة‪ ،‬وهم بال شك خارجون من امللة‬
‫ألهنم قالوا‪ :‬ال بعث‪ ،‬وال حساب بعد املوت‪ ،‬وال جنة‪ ،‬وال نار‪ ،‬واألمر كله‬
‫مسألة ‪-‬حسب التعبري الفلسفي عندهم‪ -‬روحانية ومسألة خيالية ذاتية‪.‬‬

‫فالنبوة أنكروها وقالوا‪ :‬ال نبوة وال وحي وإمنا هو فيض يفيض من العقل‪ ،‬إال َّ‬
‫أن‬
‫هذا الرجل لديه استعداد وملكة يف قبول هذا الفيض من العقل الكلي‪ ،‬فأنكروا‬
‫وجود اهلل‪ ،‬وأنكروا صفات اهلل‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال يوصف بشيء حىت أهنم قالوا‪ :‬ال‬
‫نقول موجود وال غري موجود وال نصفه ٍ‬
‫بشيء مطلقاً‪ ،‬وإمنا اإلله احلقيقي عندهم‬
‫هو العقل الذي يتكون يف الواقع من العقول العشرة‪ ،‬وكل عقل خلق الثاين إىل‬
‫العقل األخري الذي خلق العامل أو أفاض على العامل كما يزعمون‪ ،‬وهذا هو‬
‫الفيض األفالطوين املعروف عن اليونان ‪.‬‬

‫فهذا موجز سريع لبعض العقائد الفلسفية الغامضة اليت يربون أصحاهبم عليها‪،‬‬
‫واليت نتج عنها وتقوى هبا دين الصوفية ‪ ،‬فـابن سبعني وابن الفارض وأمثاهلما‬
‫كانوا يرون أن النبوة مكتسبة بناءً على هذا األصل‪ ،‬فيقولون‪ :‬إن اإلنسان إذا‬
‫كان لديه استعداد نفسي ميكن أن يصبح نبياً‪.‬‬

‫وعقيدة الباطن اليت وجدت عند الصوفية وعند الروافض وغالة الشيعة عموماً‬
‫ووجدت يف الباطنية ‪ ،‬تفسر القرآن والسنة كما تشاء‪ ،‬وهي أصالً ال تؤمن هبما‬
‫وال تعرتف هبما‪ ،‬فكل ما جاء يف كتاب اهلل عزوجل يقومون بتأويله‪ ،‬فالصلوات‬
‫اخلمس ‪-‬مثالً‪ -‬والصوم‪ ،‬واجلهاد‪ ،‬والبعث‪ ،‬واجلنة‪ ،‬والنار‪ ،‬كل ذلك يؤولونه‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬حنن نؤول هذا‪ ،‬والتأويل‪ :‬هو العلم الباطن‪ ،‬ومن أين أخذمت هذا العلم‬
‫الباطن ؟‬

‫من فرقتني ينتهي أمرمها إىل الباطنية ‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الشيعة ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الصوفية ‪.‬‬

‫أما الشيعة ‪ ،‬فقالوا‪ :‬العلم احلقيقي والذي نعرف به بواطن األمور وحقائقها‬
‫موجود يف كتابني‪:‬‬

‫األول‪ :‬يسمونه اجلفر ‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬يسمونه اجلامعة ‪.‬‬

‫ويقولون‪ :‬إن إمام الزمان الذي يدعونه دائماً يف احلج والعمرة ويف كل وقت‪،‬‬
‫ولذلك فإن يف أي كتاب من كتيباهتم يف احلج ‪-‬وهي باآلالف‪ -‬أي كتاب منها‬
‫عجل اهلل فرجه وسهل‬‫مذكور فيها أدعية لصاحب الزمان‪ ،‬أو لقائم الزمان َّ‬
‫خمرجه! كما يقولون ويدعون ويتضرعون أن خيرج قريباً حىت حيكم العامل ويظهر‬
‫دينهم كذا زعموا!!‬

‫فيقولون‪ :‬هذا صاحب الزمان وهو اإلمام الثاين عشر الذي دخل يف السرداب‬
‫كما قال الشيخ إحسان إهلي ظهري رمحه اهلل‪ :‬إنه ذهب إىل تلك املنطقة ووجد ما‬
‫يسمونه بالسرداب وهو ثقب ال يستطيع الفأر أن يدخل فيه‪ ،‬أي‪ :‬أنه غار صغري‬
‫يف اجلبل‪ ،‬قالوا‪ :‬يف هذا املكان دخل اإلمام الغائب‪ ،‬وسوف خيرج من هذا‬
‫السرداب يف آخر الزمان‪ ،‬مث ماذا يفعل إذا خرج؟!‬

‫قالوا‪ :‬سوف يبعث مجيع احلكام الظاملني وأوهلم‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬مث عمر ‪ ،‬مث مجيع‬
‫حكام املسلمني فيقتلهم مجيعاً انتقاماً لـعلي وآلل البيت‪ ،‬ويقولون‪ :‬إنه دخل‬
‫بالعلم الباطن احلقيقي فمعه اجلفر واجلامعة والذي فيهما كل ما كان وما‬
‫سيكون‪ ،‬من األخبار‪ ،‬واألحوال‪ ،‬ومن العلوم‪ ،‬وحقائق الدين‪.‬‬

‫وهلذا هبذه املناسبة إذا قرأمت ألي رافضي بعد أن ثارت قضية قوهلم بتحريف‬
‫القرآن‪ ،‬يقولون‪ :‬ال‪ .‬حنن ال نقول هذا أبداً‪ ،‬تعالوا وزوروا بالدنا ليس عندنا إال‬
‫هذا القرآن‪ ،‬وليس عندنا شيء غريه‪ ،‬فهم يستخدمون التقية‪ ،‬فيجب أن نكون‬
‫منتبهني هلذا‪.‬‬

‫فما هي التقية؟‬

‫يف هذه املسألة يقولون‪ :‬إن أبا عبد اهلل عليه السالم ‪-‬ويعنون به إذا قالوا يف‬
‫كتبهم‪ :‬قال أبو عبد اهلل عليه السالم فاملقصود به جعفر الصادق ‪ -‬وأيضاًَ‬
‫ينسبون هذه املقولة إىل علي رضي اهلل عنه‪ ،‬وهو برئ من ذلك‪ ،‬قال هلم‪'' :‬‬
‫اعملوا هبذا القرآن الذي مجعه عثمان ‪ ،‬واملتخلفون من بعده ‪-‬أي‪ :‬أبو بكر‬
‫وعمر وعثمان ‪ -‬اعملوا هبذا القرآن‪ ،‬واقرءوه إىل أن يظهر القائم من ولدي ‪-‬‬
‫القائم أو صاحب الزمان من ولدي‪ -‬فيظهر لكم بالقرآن احلقيقي ''‪.‬‬
‫فاآلن هم يقولون هذا الكالم أمامنا‪ ،‬ويقولون‪ :‬إهنم صادقون وليس عندهم إال‬
‫هذا القرآن وال يوجد كتاب آخر‪ ،‬وهم يقصدون بذلك أن القرآن احلقيقي‬
‫موجود يف السرداب‪ ،‬ومع ذلك فقد كتبوا من مصحفهم هذا بعض السور‪ ،‬كما‬
‫قال أحدهم وهو الطربسي قال‪ :‬نستطيع أن نعرف بعض السور فليس الزماً أن‬
‫القرآن احلقيقي كله موجود يف السرداب‪ ،‬فإنه من املمكن أن نكتشف مثل سورة‬
‫الوالية وسورة كذا‪ ،‬وأخذوا يأتون بسور يكتبوهنا بأيديهم فجة سقيمة ركيكة‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬هذا من القرآن الناقص الذي أنقصه عثمان وعمر وأبو بكر رضي اهلل‬
‫تعاىل عنهم أمجعني وقبح أولئك اجملرمني‪ ،‬فاملقصود أن العلم الباطن ‪-‬كما‬
‫يزعمون‪ -‬موجود عند اإلمام يف السرداب‪.‬‬

‫والباطنية رأوا أن املسألة إذا بقيت معلقة يف السرداب فسوف تكذهبا العقول وال‬
‫تصدقها‪ ،‬فحولوا موضوع السرداب إىل شيء آخر‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال‪ ،‬القضية ليست‬
‫قضية السرداب‪ ،‬بل القضية أن فرتة ظهور الشريعة انتهت‪ ،‬واآلن انتقلنا إىل فرتة‬
‫غيبة الشريعة أو باطن الشريعة أو حقيقتها‪ ،‬فاإلمام إىل اآلن ‪-‬مثالً‪ -‬اآلغاخان‬
‫هو من ذريته ولديه هذا العلم‪ ،‬كما يقولون‪ :‬اإلمام هو الذي ميلك ويُعطي للناس‬
‫العلم‪ ،‬فهذا العلم احلقيقي والعلم الباطن‪ ،‬فهو يُفسر ويبني للناس حقيقة دينهم‪،‬‬
‫وهو موجود أو نوابه وأبوابه موجودين يبلغون الناس عن اإلمام‪ ،‬فيبلغون للناس‬
‫ماذا يريد اإلمام ومباذا يتعبدونه‪.‬‬

‫عالقة الشيعة والصوفية بالباطنية‬


‫فصل عن‬ ‫ومن هذا املنطلق يذكر العلماء ‪-‬كـابن اجلوزي وهو من أكثر من َّ‬
‫القرامطة ‪ -‬كيف تكونت الباطنية ‪ ،‬يقولون‪ :‬كانت الباطنية أول ما نشأت حتول‬
‫الناس من شيعي إىل باطين‪ ،‬والعملية يف حقيقتها بسيطة جداً خصوصاً إذا دققنا‬
‫النظر فيها‪ ،‬يأتون إىل الشيعي فيقولون له‪ :‬ما تقول يف أصحاب حممد‪ :‬أبو بكر ‪،‬‬
‫وعمر ‪ ،‬وعثمان والصحابة كلهم؟‬
‫فيقول‪ :‬مرتدون كفار إال علي واملقداد وسلمان وأبو ذر من أربعة إىل اثين عشر‪.‬‬

‫وقد ظهر من كالم أيب الربيع الزهراين أن أول ما يدعون اإلنسان إليه هو أن‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ يريدون أن يرقوه‬ ‫يكون شيعياً‪ ،‬وعندما يكون شيعياً قد دخل يف التشيع‪،‬‬
‫ليكون باطنياً ليعتمدوا عليه أكثر‪ ،‬قالوا له‪ :‬فما ظنك بـأيب بكر وعمر قال‪:‬‬
‫كذابون وخمرفون قالوا‪ :‬هل تلعنهم؟‬

‫قال‪ :‬ألعنهم‪ ،‬فيثقون به أكثر‪ ،‬فيقولون‪ :‬ما رأيك يف علي ؟‬

‫قال‪ :‬موالنا وإمامنا‪ .‬فيضحكون منه‪ ،‬كيف موالك؟‬

‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬ما رأيك يف العلم الباطن ويف علم الغيب؟‬

‫قال‪ :‬يعلم كل شيء وعنده العلم الباطن فيقولون له‪ :‬إن كان يعلم هذا العلم كله‬
‫ملاذا مل خيرب عنه بكلمة واحدة؟‬

‫ملاذا مل خيرب أحداً من األتباع؟‬

‫مث يقولون له‪ :‬وما رأيك يف شجاعة علي ؟‬


‫فيقول‪ :‬أشجع الناس‪ ،‬وأعظم الناس‪ ،‬كما تقول الشيعة ‪ ،‬فيقولون‪ :‬أين الشجاعة‬
‫منه؟ فهذا أبو بكر يأخذ اخلالفة منه وهو ساكت‪ ،‬وعمر يأخذ اخلالفة وهو‬
‫يسكت‪ ،‬وعثمان يأخذها وهو ساكت‪ ،‬ويزوج ابنته أم كلثوم لـعمر وهو‬
‫ساكت‪ ،‬أين الشجاعة؟‬

‫فيقول‪ :‬إذاً فما احلق؟‬

‫فيقولون‪ :‬نقول لك ما هو احلق‪ :‬علي وسلمان واملقداد وأبو ذر كلهم كفار ‪-‬ما‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ -‬قالوا‪ :‬واألنبياء كلهم يأتون بعجائب‪،‬‬
‫بقي إال الرسول َ‬
‫وغرائب لكي يضحكوا هبا على الناس‪ ،‬ويقولون‪ :‬هذه معجزات وبينات‪ ،‬فبهذه‬
‫الطريقة خيرجونه هنائياً من اإلسالم‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬إذاً ما احلق؟‬

‫قالوا‪ :‬احلق فيما وضعه العلماء واحلكماء والفالسفة فيلقنوهنم عقيدهتم اليت ‪-‬كما‬
‫قلنا‪ -‬تقول عن اهلل‪ :‬ال نقول هو موجود وال غري موجود‪ ،‬وال يؤمنون جبنة وال‬
‫نار‪ ،‬وال كذا وال كذا‪ ،‬فيخرجونه بذلك عن حقيقة الدين‪ ،‬وهؤالء الذين هم يف‬
‫النهاية يرقون ضمن درجات معينة ويبايعون‪ ،‬وهم الذين ينشرون هذا الدين‪،‬‬
‫الذين تشبعوا هبذه الفكرة متاماً‪.‬‬

‫فبهذا نعرف العالقة‪ ،‬ملاذا كان الرافضة من أسهل األبواب إىل الوصول إىل‬
‫الباطنية ؟‬
‫ألنه إذا صدق كالمهم يف الصحابة وصدق أن القرآن حمرف‪ ،‬وأنه غري موجود‬
‫إال يف السرداب‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال‪ ،‬ليس يف السرداب‪ ،‬بل القرآن مع اإلمام املعصوم‪،‬‬
‫أما الذي يف السرداب فخرافة‪ ،‬فإذا اقتنع أن السرداب خرافة ‪-‬وهو خرافة وال بد‬
‫أن يقتنع‪ -‬ألزموه باإلحلاد‪ ،‬فإذا اقتنع بسب الصحابة كلهم ومل يبق إال األربعة‬
‫قالوا‪ :‬سب األربعة وكفرهم كلهم‪ ،‬وتعال وادخل يف ديننا‪.‬‬

‫فمن هذا الباب دخلوا للصوفية أيضاً فيأتون إليه‪ ،‬ويقولون‪ :‬أنت ملاذا تذكر اهلل‪،‬‬
‫ملاذا تتعبد؟‬

‫فيقول‪ :‬من أجل الفناء واالحتاد باهلل‪ ،‬فأفىن يف ذات اهلل‪ ،‬فيقولون له‪ :‬فكيف تفىن‬
‫يف ذات اهلل وأنت ال تزال مثل هؤالء العوام؟‬

‫تصلي نفس الصالة‪ ،‬وتصوم نفس الصوم‪ ،‬وال ترتقى وال تصل إىل درجة اليقني‪،‬‬
‫وهم يعرفون أن غالة الصوفية يوقنون بأن اإلنسان يصل إىل مرحلة اليقني‪،‬‬
‫ني [احلجر‪ ]99:‬أي‪ :‬اعبد‬ ‫ويفسرون قوله تعاىل‪ :‬واعب ْد ربَّك حىَّت يْأتِي ِ‬
‫ك الْيَق ُ‬
‫َ ُْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ربك حىت تستيقن‪ ،‬فإذا استيقنت فال تعبد اهلل ‪-‬والعياذ باهلل‪ -‬مع أن اليقني هو‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يف احلديث الصحيح يف وفاة عثمان بن‬
‫املوت كما قال النيب َ‬
‫مظعون ‪{ :‬أما عثمان فقد أتاه اليقني من ربه } فاملقصود أهنم يقولون له‪ :‬جاءك‬
‫اليقني‪ ،‬فإذا جاءك اليقني فال صالة وال صيام وال شيء‪ ،‬فيرتك الصالة والصيام‪،‬‬
‫فيأتون إليه‪ ،‬ويقولون له‪ :‬وهل صدقت أنك حتب اإلله؟‬

‫وأنك قد وصلت إىل درجة اليقني؟‬


‫هؤالء كذابون دجالون‪ ،‬كل أصحاب الطريقة كذابون دجالون يريدون البنات‬
‫والصبيان‪ ،‬فيشككونه يف دينه‪ ،‬وهو ‪-‬فعالً‪ -‬يقبل الشك‪ ،‬فالعقيدة الصوفية‬
‫بالفعل قابلة للشك‪ ،‬والطعن عند أي عاقل من العقالء‪.‬‬

‫فإذا ما وصلوا إىل هذه املرحلة‪ ،‬قال‪ :‬وما الدين احلق إذن؟‬

‫بعد أن يشككوه كثرياً ويبدأ يفكر‪ ،‬قالوا‪ :‬الدين احلق عندنا‪ ،‬واليقني والعلم‬
‫لدينا‪ ،‬مث يأخذونه‪ ،‬وجند كما أن الشيعة تقول‪ :‬بأن العلم اللدين عند اإلمام يف‬
‫السرداب ويف اجلفر واجلامعة أو أهنم يتلقونه عن اإلمام املعصوم‪ ،‬فإن الصوفية‬
‫تقول‪ :‬إننا نتلقى عن اخلضر‪ ،‬ومجيع الصوفية إذا قرأمت يف حياهتم يقولون‪ :‬قابلين‬
‫اخلضر ورأيت اخلضر وقال يل وكلمين‪.‬‬

‫فإذن هذا مدخلهم ليتحول اإلنسان من كونه صوفياً إىل أن يصبح باطنياً‪ ،‬يأتون‬
‫إليه ويشككونه‪ :‬أنت تصدق وتؤمن باخلضر‪ ،‬وأن هناك رجالً من أيام موسى‬
‫حي وإىل اليوم فيشككونه وهو شك صحيح‪ ،‬كيف ميكن هذا الكالم؟‬

‫قال‪ :‬املشايخ يقولون هذا‪ ،‬فيقولون‪ :‬املشايخ كلهم دجالون وكلهم كذابون ‪-‬‬
‫وهذا صحيح‪ -‬فيبدأ يشك‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬إذاً كيف نعرف الدين الصحيح وكيف نعرف احلقيقة؟‬

‫وهو يعلم أن احلقيقة عند أئمة الصوفية حيث أهنم يأخذون عن اخلضر وعن رؤية‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم مباشرة يقظة أو يف املنام‪ ،‬فهم بيدءون يتحدثون معه‬
‫النيب َ‬
‫عن شيء هو مسلم مبقدمته‪ ،‬وهو االقتناع أن الشريعة ال تصلح ألهنا ظاهرة‬
‫فقط‪ ،‬فيقولون له‪ :‬اخلضر خرافة ودجل ال ميكن أن يصدق‪ ،‬فيشككونه حىت‬
‫يشك يف اخلضر‪ ،‬فإذا شك قال‪ :‬إذاً أين العقيدة الصحيحة؟‬

‫قالوا‪ :‬العقيدة الصحيحة اليت يؤيدها العقل والرباهني العقلية‪ ،‬هي يف كتبنا كتاب‬
‫رسائل إخوان الصفا وكتاب دعائم اإلسالم للقاضي النعمان وهو من قضاهتم‪،‬‬
‫ويف كتاب كذا ويف كتاب كذا‪ ،‬فيخرجوهنم من التصوف إىل الباطنية بسهولة‪.‬‬

‫وكذلك يأتون إىل العوام والسذج ويدعوهنم للخروج من اإلسالم إىل الباطنية‬
‫عن طريق الشهوات‪ ،‬فيعدوهنم بالشهوات وبإباحة النساء وبإباحة كل شيء كما‬
‫مسعنا يف قصائدهم‪ ،‬فيدخل ويتطوع ويتجند معهم أعداد من الغوغاء ال هدف‬
‫وال هم هلم إال هذه الشهوات وهذه امللذات اليت يقضوهنا يف املعسكرات مع‬
‫نساء أولئك اخلبثاء من املتعة وغري املتعة‪.‬‬

‫وكما تعلمون أن أكثر الناس والفساق من األحداث والصغار ومن الشباب إذا‬
‫وجدوا أبواب الشهوات مفتوحة فإهنم يلجوهنا ويدخلون‪ ،‬وأولئك يبذلون هلم‬
‫أعراضهم عن طريق املتعة وغريها‪ ،‬ويف النهاية يقولون هلم‪ :‬األمر ليس هو أمر‬
‫متعة‪ ،‬األمر أن الفروج مباحة‪ ،‬واألموال مباحة‪ ،‬وكل شيء مباح‪ ،‬فيدخلونه يف‬
‫دين مزدك دين املزدكية ‪ ،‬دينهم القدمي‪ ،‬دين اجملوس القدمي باسم الباطنية وهكذا‬
‫أدخلوا الناس دينهم‪.‬‬

‫فرقة اآلغاخانية‬
‫وبالنسبة للباطنية يف العصر احلديث فقد استمرت سلسلة الباطنية وأئمتها‬
‫وانقسمت إىل فرقتني‪ :‬فرقة تسمى البهرة واآلغاخانية وهؤالء موجودون يف اهلند‬
‫يف منطقة من مناطق اليمن تُسمى جبل حراز وما حوله‪ ،‬وأيضاً يف جنوب‬
‫اجلزيرة العربية يف بعض القبائل‪ ،‬وهؤالء يسمون بـاإلمساعيلية أو اآلغاخانية ‪ ،‬على‬
‫أساس أن اآلغاخانية هذه أو البهرة هؤالء خمتلفون هم وبقية اإلمساعيلية فيمن هو‬
‫اإلمام؟‬
‫فطائفة تقول‪ :‬إن اإلمام هو نزار وتسمى النزارية ‪ ،‬وطائفة تقول اإلمام‪ :‬هو‬
‫املستعلي وتسمى املستعلية ‪ ،‬وهذا اآلغاخان الذي حدثتكم عنه زعيمهم الذي يف‬
‫باريس ‪ ،‬وزعيمهم هذا من تلك الطائفة‪ ،‬وهو ال يزال موجوداًَ إىل اليوم‪،‬‬
‫وطائفته هلا وجود كبري يف كينيا كما يوجدون يف اهلند وبعض الدول األفريقية‪،‬‬
‫وأيضاً أخذوا ينشرون بدعهم وعقائدهم يف الدول األوروبية واألمريكية‪.‬‬

‫و ظهرت أيضاً فرق باطنية حديثة منها البهائية وأصل البهائية من تأثري رجل‬
‫يُسمى أمحد األحسائي حيث أنه أوالً أسس فرقة تُسمى الشيخية ؛ ألن الرافضة‬
‫كانوا يسمونه الشيخ أمحد فأسس فرقة امسها الشيخية ‪ ،‬ومن الشيخية وجدت‬
‫البهائية والبابية ‪ ،‬وهي منتشرة يف كثري من بالد العامل‪ ،‬وتقرءون عنها يف هذه‬
‫األيام كثرياً‪ ،‬ومقرها يف عكا يف أرض فلسطني احملتلة‪ ،‬فتحت رعاية اليهود‬
‫ينتشرون ويعيشون‪.‬‬

‫ومن الطوائف ‪-‬أيضاً‪ -‬اليت ال تزال موجودة وهي معروفة لكم مجيعاً طائفة‬
‫الدروز ‪ ،‬والدروز يتفقون مع الباطنية يف الباطن ويف التأويل‪ ،‬ويزيدون عنهم‬
‫القول بالتناسخ وهو يف العقيدة البوذية القدمية‪ ،‬وهو القول بأن األرواح تتناسخ‪،‬‬
‫وإنكار البعث‪ ،‬وينفردون عنهم بالقول بأن احلاكم بأمر اهلل اخلليفة ‪-‬كما‬
‫يُسمى‪ -‬العبيدي هو إهلهم‪ ،‬وهذا مما مييزهم‪ ،‬وهلم كتبهم اخلاصة هبم ودينهم‬
‫ومعابدهم اخلاصة هبم‪.‬‬
‫وأيضاً من الفرق الباطنية املعروفة‪ :‬الفرقة املسماة‪ :‬بـالعلوية ‪ ،‬وهي يف احلقيقة‬
‫امسها احلقيقي النصريية ‪ ،‬وإمنا مستهم الدولة العثمانية العلي إالهية ‪ ،‬حيث كانوا‬
‫يسموهنم العلي إالهية أي الذين يقولون‪ :‬إن علياً ً إهلهم‪ ،‬مث حرفت إىل العلوية‬
‫وهم طائفة كبرية ومشهورة ومعروفة يف بالد الشام وأيضاً يوجدون يف تركيا‬
‫فهذه هي حملة عن واقع الفرق الباطنية اليوم‪ ،‬وهم ‪-‬كما أسلفت‪ -‬يقولون‪ :‬إننا‬
‫يف دور مخول اآلن ‪-‬هم بدور تقية‪ -‬ألن األمر ال يستطيعون أن يظهروه وال أن‬
‫يكشفوه‪.‬‬

‫عالقة الصوفية والرافضة بالباطنية املعاصرة‬


‫وأما عالقتهم بـالصوفية وعالقتهم بـالرافضة فال أظن أهنا ختفى عليكم من خالل‬
‫ما سبق‪ ،‬فاهلدف واحد وهو تدمري اإلسالم وهدمه وحتطيمه‪ ،‬واملستقى واحد‬
‫وهو املصادر اخلرافية واملصادر اجملهولة‪ ،‬إما إمام يف السرداب وإما إمام مستور‬
‫وإما اخلضر‪ ،‬فاألهداف كلها جتتمع يف مصادر خرافية جمهولة موهومة تريد أن‬
‫تفسد على املسلمني عقيدهتم ويتوقون بذلك؛ ألنه لو جترأ أحد‪ ،‬وقال‪ :‬هذا‬
‫القرآن باطل لقتله أي مسلم حىت ولو كان غري ملتزم بدينه‪ ،‬لكن لو قال‪ :‬إن هذا‬
‫معان غيبية وله كذا وكذا‪ ،‬أو إذا جاء وقال‪ :‬حنن‬ ‫القرآن له تفسري باطين‪ ،‬وله ٍ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬فإهنم يدخلون من‬
‫حنب آل البيت‪ ،‬ونعظم بيت الرسول َ‬
‫هذا الباب كنوع من أنواع التقية‪ ،‬وصلتهم باملستعمرين وباليهود والنصارى‬
‫وبالفرنسيني واإلجنليز واضحة مثل الشمس يف رابعة النهار‪ ،‬فالدعاة اإلمساعيليون‬
‫وأئمة اإلمساعيلية يف اهلند والقاديانية أيضاً وهم من الفرقة اليت تنحى هذا املنحى‪،‬‬
‫كانوا يعلنون يف كتبهم وال تزال مكتوبة أهنم مع احلكومة اإلجنليزية‪ ،‬وأنه ال‬
‫جيوز ألي إنسان أن خيرج على احلكومة اإلجنليزية يف اهلند ‪ ،‬وأن يثور عليها‪ ،‬يف‬
‫البالد العربية وهم قد انقسموا إىل فرقتني‪ :‬الدروز وهم على مدى تارخيهم‬
‫مواليني لإلجنليز‪.‬‬
‫والنصريية ‪ :‬وهم على مدى تارخيهم املعاصر مواليني إىل أن كونوا دولة وهم‬
‫موالون للفرنسيني‪ ،‬أي أن هناك نوع من الضغط والتجاذب يف العالقات الدولية‪،‬‬
‫فاقتسمت الدول العظمى آنذاك أو اتفقت على أن هذه تأخذ فرقة وهذه تأخذ‬
‫فرقة‪ ،‬وهلذا فإن هذه الدول النصرانية واليهودية هي اليت تدعم وجود هذه الفرقة‬
‫على مستوى البحث العلمي‪ ،‬وانظروا إىل إنتاج املستشرقني ‪.‬‬

‫واملستشرقون هلم معاجم وكتب عن هذه الفرق‪ ،‬وهناك مؤمترات عقدت عنهم‪،‬‬
‫وأعظم ما يهتم به املستشرقون هو هذه الفرق‪ ،‬وهذا االهتمام موجود‪ ،‬كدائرة‬
‫املعارف اليت تسمى دائرة املعارف اإلسالمية اليت هي يف احلقيقة دائرة املعارف‬
‫االستشراقية ‪ ،‬انظروا إىل الرتكيز الشديد فيها على الباطنية والصوفية والروافض‬
‫وعلى هذه الفرق الضالة‪ ،‬وكيف ال يتكلمون عن السنة وعن احلق إال مبنتهى‬
‫الكذب والطعن واإلسفاف‪ ،‬فهؤالء عملوا وجهدوا يف نشر الكتب مع الباطنيني‬
‫املعاصرين‪.‬‬

‫ومن الباطنيني املعاصرين الذين ينشرون الكتب مصطفى غالب وله عدة كتب‬
‫عن أصحاب هؤالء‪ ،‬وعارف تامر أيضاً له عدة كتب عن هؤالء‪ ،‬وأيضاً عدة‬
‫منهم من الذين هم باطنية أو إمساعيلية صرحاء‪ ،‬أما الرافضي منهم فحدث وال‬
‫حرج‪ ،‬تعلموهنم مجيعاً وهنايتهم واحدة ومصريهم واحد‪.‬‬

‫فعلى املستوى الفكري اآلن يريدون أن يبينوا للناس أو يطرحوا للناس هذا الفكر‬
‫وينشروه ويعمموه‪ ،‬فيخدعوا الشباب‪ ،‬هذا الشباب الغض الذي بدأ يعود إىل اهلل‬
‫ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل ‪ ،‬وبدأ يعود إىل الكتاب والسنة‪ ،‬ليقولوا له‪ :‬املسلمون أمة واحدة‪،‬‬
‫وهذا صحيح أن املسلمني أمة واحدة‪ ،‬لكن هؤالء ليسوا من فرق املسلمني‪،‬‬
‫يقولون‪ :‬ال تفرقوا بيننا ودعونا نتعاون مجيعاً حملاربة إسرائيل وملقاومة االستعمار‬
‫الغريب والشرقي لكذا وكذا‪ ،‬وال تفرقوا فيما بيننا وال تثريوا اخلالفات‪ ،‬وال‬
‫تقولوا‪ :‬هذا سين‪ ،‬وهذا شيعي‪ ،‬وهذا صويف‪ ،‬وهذا بدعي وهذا كذا‪ ،‬ال تثريوه‬
‫ودعونا هكذا‪ ،‬وإذا حنن سكتنا ومشت وانطلت علينا هذه اخلدعة‪ ،‬فمعىن ذلك‪:‬‬
‫أهنم سيدخلون إىل بالدنا وإىل عقول شبابنا‪ ،‬وسوف يضللون هذه األمة‪ ،‬فال‬
‫تفيق إذا جاءهتم فرتة انتهاء التقية وابتداء فرتة ظهور إال وحنن ال وجود لنا وال‬
‫كيان‪ ،‬وإذا هبم قد غزونا من كل ناحية‪ ،‬وقد ظهروا علينا من كل جانب‪.‬‬

‫وهلذا من أعظم ما جيب علينا ‪-‬وهو ما خنتتم به احلديث‪ -‬أن نكون‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬على إميان قوي باهلل عز وجل‪ ،‬فإن اهلل ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل قد توعدهم‬
‫صرِب ُوا َوَتَّت ُقوا ال يَ ُ‬
‫ضُّر ُك ْم َكْي ُد ُه ْم َشْيئاً [آل عمران‪]120:‬‬ ‫ووعدنا‪ ،‬فقال‪َ :‬وِإ ْن تَ ْ‬
‫فال نعصي اهلل عزوجل فيسلط اهلل تبارك وتعاىل علينا مبعاصينا وبذنوبنا أولئك‬
‫الفجار األشرار من يهود أو نصارى أو جموس وما أشبههم‪.‬‬

‫وأعظم شيء جيب أن نتحلى به هو أن نتمسك بديننا علماً‪ ،‬فال تكفينا‬


‫العواطف‪ ،‬بل نريد العلم‪ ،‬والعمل‪ ،‬واجلهاد بالدعوة إىل اهلل‪ ،‬واألمر باملعروف‬
‫والنهي عن املنكر‪ ،‬والقضاء على كل فساد يف العقائد أو يف العبادات أو األعمال‬
‫اليت تسربت إىل بالدنا وإىل أمتنا‪ ،‬ألن حتصني اجلبهة الداخلية هذا هو األساس‪.‬‬

‫وكما تعلمون أن األعداء ال يغزون من اخلارج إال إذا ضعفنا من داخلنا‪ ،‬فإذا‬
‫ضعفت األمة من داخل قلوهبا غزاها أعداؤها من خارجها‪ ،‬وهم مل يدخلوا من‬
‫الناس يف الباطنية إال من كان مريضاً بالتشيع أو مريضاً بالتصوف أو ما أشبه‬
‫ذلك من الضالالت‪ ،‬فيجب علينا أن حنمي شبابنا من هذه الضالالت هذا هو‬
‫الشق األول باختصار شديد‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬جيب أن نكون على وعي‪ ،‬وبصرية‪ ،‬وعلى إدراك ومعرفة مبا خيطط لنا‬
‫هؤالء األعداء‪ ،‬فنحن ‪-‬يف احلقيقة‪ -‬مثل من هو خمدر أو نائم فإذا ضرب أفاق‬
‫ويضل مستفيقاً ما دامت الضربة حامية‪ ،‬فإذا برد أثَّر الضرب عاد إىل النوم‪ ،‬هذا‬
‫مع األسف هو حال وواقع هذه األمة‪ ،‬بينما جيب علينا أن نكون متيقظني أشد‬
‫اليقظة يف كل وقت‪ ،‬فإن اإلسالم مستهدف ومل يستهدف يف زمن ما مثل ما هو‬
‫مستهدف يف هذا الزمن‪.‬‬

‫فيجب علينا أن نتعلم من األحداث حولنا مما يدور ومما جيري‪ ،‬وأن نعرف حقيقة‬
‫هؤالء األقوام والعقائد اليت حتفزهم وتدفعهم‪ ،‬فليس األمر وليست القضية قضايا‬
‫وقتية‪ ،‬وال قضايا زعامات مؤقتة حمدودة أبداً‪ ،‬إمنا األمر أمر عقائد موروثة من‬
‫قدمي الزمان يريدون أن يعيدوها‪ ،‬واألمر أمر حقد موروث متداول على هذا النيب‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ما دامت ترتفع املآذن‪ ،‬ويقال فيها‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل‬
‫َ‬
‫وأشهد أن حممداً رسول اهلل‪ ،‬فلن يرضيهم واهلل أبداً هذا األمر‪.‬‬

‫أي زعيم مهما تغري ومهما جاء الذي بعده الكل متفقون على هذا‪ ،‬ألهنا عقيدة‬
‫ثابتة وليست مواقف سياسية متغرية‪ ،‬فيجب أن يكون هذا معلوماً لدينا مجيعاً‬
‫وأن نكون واعني وأن نكون على مستوى املسئولية يف هذا األمر‪.‬‬

‫وحنن طلبة علم ‪-‬وهلل احلمد‪ -‬نقرأ ونأخذ العلم النافع‪ ،‬ونأخذ احلقائق عن هذه‬
‫الفرق وغريها من مصادرها الصحيحة‪.‬‬
‫حقيقة الباطنية‬
‫السؤال‪ :‬ما املصادر اليت يستفاد منها يف معرفة مداخل هذه الفرقة؟‬
‫لشْيخ اِإل ْس ِ‬
‫الم ابن تيمية ‪-‬رمحه‬ ‫اجلواب‪ :‬املصادر هي مثل منهاج السنة النبوية َ‬
‫اهلل‪ -‬فهو كتاب عظيم جدير لكل طالب علم أن يكون عنده‪ ،‬وأرجو أن ينتشر‬
‫‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬حمققاً‪ ،‬ألنه قد مت حتقيقه على يد الدكتور حممد رشاد سامل ‪-‬رمحه‬
‫اهلل‪ -‬فسوف يظهر إن شاء اهلل حمققاً إن مل يكن قد ظهر‪ ،‬لكن على كل حال مل‬
‫ينتشر‪ ،‬وجدير بكل واحد منكم أن يكون عنده هذا الكتاب‪ ،‬وهو فيه حبوث‬
‫صعبة بال شك لكن فيه أيضاً حبوث واضحة وسهلة‪ ،‬وهو مرجع ال بد منه يف‬
‫هذا املوضوع‪ ،‬وكذلك الكتب اليت تعينكم على فهم حقيقة هؤالء الناس من‬
‫كتب الفرق املوثوقة‪.‬‬

‫نشأة الباطنية‬
‫السؤال‪ :‬كيف نشأت الباطنية ؟‬
‫اجلواب‪ :‬كثرت األسئلة عن نشأة الباطنية ونوجز ذلك على أرجح اآلراء بأن ما‬
‫بذره عبد اهلل بن سبأ من القول بألوهية علي رضي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬وتلك الفكرة‬
‫اخلبيثة والتقية وما أشبه ذلك ظهرت على يد هذا اليهودي اآلخر وهو ميمون‬
‫القداح وابنه عبيد اهلل بن ميمون القداح ‪ ،‬الذين انتسبوا إىل حممد بن إمساعيل بن‬
‫جعفر الصادق ‪ ،‬وقالوا‪ :‬بدأ دور جديد من أدوار الدين‪ ،‬فمن هنا تكون النشأة‪،‬‬
‫وهي يف احلقيقة مرتبطة باليهود واجملوس يف آن واحد‪ ،‬فـعبد اهلل بن سبأ يف البداية‬
‫وميمون القداح بعد ذلك‪ ،‬مث البداية الفكرية الواضحة وهي كتابة رسائل إخوان‬
‫الصفا وخالن الوفا ‪ ،‬أما النشأة العملية فأول ما ظهرت عند ظهور القرامطة يف‬
‫سواد الكوفة يف سنة (‪285‬هـ) تقريباً‪.‬‬

‫حقيقة الفرقة املكرمية‬


‫السؤال‪ :‬سائل يسأل عن الفرقة املسماة املكرمية ؟‬
‫اجلواب‪ :‬الفرقة املكرمية هذه فرقة من الفرق الباطنية ‪ ،‬وأيضاً هي من الفرق‬
‫اإلمساعيلية ‪ ،‬وكان هلا دولة قوية جداً يف اليمن أواخر القرن العاشر‪ ،‬ويعود‬
‫الفضل يف القضاء عليها بعد اهلل عز وجل إىل دخول الدولة العثمانية إىل اليمن ‪،‬‬
‫ألن األئمة الزيدية عجزوا عن القضاء عليها حىت دخل العثمانيون اليمن فقضوا‬
‫على دولتهم‪ ،‬وبقيت عقائدهم متفرقة يف بعض القبائل واملناطق‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬كيف تقام احلجة على هذه الفرقة؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلقيقة أن هؤالء القوم ‪-‬وال نعين‪ :‬اجلهال واألتباع‪ -‬ليسوا ممن حيتاج‬
‫أن تقام احلجة عليهم‪ ،‬ألهنم حيرفون ويتعمدون ويريدون هدم الدين هدماً صرحياً‬
‫واضحاً‪ ،‬ولكن مع ذلك مما يقيم احلجة عليهم‪ ،‬أن يؤلف ويكتب عن دينهم‪،‬‬
‫وأن تفضح عقائدهم وتنشر بينهم‪ ،‬وأن تقرأ وتعلم وأن تطلع‪ ،‬ويناقشون على‬
‫علم‪ ،‬وهذا مما حنتاجه حنن املسلمني وحنن شباب الدعوة إىل اهلل مجيعاً‪.‬‬
‫موقع الباطنية من فرق اإلسالم‬
‫السؤال‪ :‬هل الباطنية من فرق اإلسالم؟‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪{ :‬تفرتق هذه األمة إىل ثالث وسبعني‬
‫اجلواب‪ :‬قول النيب َ‬
‫فرقة } أما الباطنية فليست من فرق هذه األمة‪ ،‬وكذلك غالة الروافض‪ ،‬وغالة‬
‫الصوفية ‪ ،‬وكذلك غالة نفاة الصفات‪ :‬كـاجلهمية ‪،‬كلهم ليسوا من الفرق‬
‫االثنتني والسبعني‪ ،‬وقد أخرجهم أئمة اإلسالم كـعبد اهلل بن املبارك ووكيع‬
‫وسفيان بن عيينه وأمثاهلم‪ ،‬وقد ذكر ذلك اإلمام البخاري يف كتاب خلق أفعال‬
‫العباد وذكره أيضاً عبد اهلل بن أمحد يف كتاب السنة وغريمها من األئمة الثقات‬
‫األثبات‪ ،‬فقد نقلوا عن هؤالء األئمة أن هؤالء الغالة ليسوا من فرق اإلسالم‪،‬‬
‫ومثل هؤالء فرق الغالة الذين كانوا يف عصرهم كـغالة القدرية ونفاة الصفات‬
‫فهؤالء ليسوا من الفرق االثنتني والسبعني‪ ،‬وقياساً على هؤالء وأشد منهم‬
‫الباطنية ؛ ألنه ما من معتزيل وال أشعري ‪-‬فضالً عن السين‪ -‬إال وهو يكفر‬
‫الباطنية وخيرجهم من امللة‪ ،‬ومل جتمع األمة اإلسالمية وجتمع كتب التاريخ‬
‫والفرق على تكفري أية فرقة كإمجاعها على تكفري الباطنية ‪ ،‬حىت أن بعض كتب‬
‫الشيعة اإلمامية اإلثىن عشرية تكفرهم‪ ،‬ألهنم كما عرضنا يبدءون بعرض العقيدة‬
‫الشيعية مث يف األخري يطعنون يف علي ويف األربعة الذين معه‪ ،‬مبثل ما طعنوا يف أيب‬
‫بكر وعمر ‪ ،‬فيكون األمر وينتهي احلال إىل تكفري علي أيضاً‪ ،‬وأنه َّ‬
‫كذاب‬
‫ودجال‪ ،‬فمن هنا تكفرهم بعض كتب الشيعة اإلمامية ‪ ،‬وإن كانوا وإياهم يف‬
‫األصل واملشرب واحد‪ ،‬مثل ما يكفرون النصريية ؛ ألن حممد بن نصري يدعي أنه‬
‫هو الباب الذي يبلغ عن صاحب السرداب‪ ،‬بينما اآلخرون يرون أهنم هم أوىل‬
‫بذلك‪ ،‬فاختلفوا يف هذه القضية بعد اتفاقهم مجيعاً على اختالق فكرة الغائب يف‬
‫السرداب‪ ،‬فنتيجة هلذا االختالف يكفر بعضهم بعضاً‪.‬‬
‫والصالة خلفهم وعلى جنائزهم ال جتوز يف حال من األحوال‪ ،‬فال يُصلى خلفهم‬
‫وشْيخ اِإل ْس ِ‬
‫الم‬ ‫وال تشهد جنائزهم‪ ،‬وال تؤكل ذبائحهم‪ ،‬وال جيوز مناكحتهم‪َ ،‬‬
‫ابن تيمية رمحه اهلل أفىت فيهم بالفتوى الصرحية وهي موجودة يف جمموع الفتاوى‬
‫ويف غريه‪ ،‬ملا ُسئل عنهم وعن دينهم‪ ،‬فأفىت فيهم هبذه الفتوى‪ ،‬وأهنم يعاملون‬
‫معاملة املرتدين الذين هم أشد كفراً من اليهود والنصارى‪ ،‬فاليهود والنصارى‬
‫تؤكل ذبائحهم وتنكح نساؤهم وتقبل منهم اجلزية‪ ،‬وهؤالء ال يقبل منهم ذلك‬
‫كله‪ ،‬وإمنا احلل ‪-‬كما ذكر رمحه اهلل وأثابه‪ -‬قال‪ :‬احلل أن يقتل كبارهم‪ ،‬وأن‬
‫يؤخذ عبادهم وصلحاؤهم وعقالؤهم أو ما يسموهنم فيقتلون بعد أن يدعوا إىل‬
‫اإلسالم‪ ،‬فمن تاب منهم فإنه يوضع حتت الرقابة الشديدة‪ ،‬هذا على قول وعلى‬
‫مذهب من يرى أن الزنديق له توبة‪ ،‬وبعض العلماء كاإلمام مالك والرواية‬
‫الراجحة لإلمام أمحد يرون أنه ال توبة للزنديق يف الدنيا عندنا‪ ،‬وأما يف اآلخرة‬
‫فاهلل حياسبه على ما يف قلبه‪ ،‬فعلى هذا يقتلون مجيعاً‪ ،‬وأما صغارهم وصبياهنم‬
‫فيؤخذون ويُفرقون بني املسلمني ويربون على السنة واجلماعة فهذا هو ملخص‬
‫الم وهو ملخص حلكم التعامل معهم‪.‬‬ ‫ملا أفىت به َشْيخ اِإل ْس ِ‬

‫من أنواع الشرك‬


‫السؤال‪ :‬أخ يسأل من املغرب يقول‪ :‬عندنا إمام يتبع الطريقة الصوفية وحيدث أن‬
‫يف األرض أولياء يقضون حوائج الناس‪ ،‬ويقول هلم‪ :‬من نذر أن يذبح هلم فليذبح‬
‫هلم؟‬
‫اجلواب‪ :‬هذا األخ يسأل عن قضية يسأل عنها اآلالف وهي وموجودة‪ ،‬وأتباع‬
‫هؤالء الناس باملاليني‪ ،‬يقولون‪ :‬نقضي احلاجات‪ ،‬ونكشف الكربات‪ ،‬ونفرج‬
‫الغمات‪ ،‬وإذا أردت شيئاً فاذبح لنا‪ ،‬فيذبح اإلنسان هلم ويدعوهم‪ ،‬فماذا تريدون‬
‫باهلل بعد أن يدعو اإلنسان غري اهلل‪ ،‬ويعتقد أن غري اهلل هو الذي يكشف الغم‪،‬‬
‫ويشفي املرض‪ ،‬ويذهب احلزن‪ ،‬وأيضاً يذبح له‪.‬‬

‫ماذا تعتقدون وماذا بقي له من دين؟‬

‫أليس هذا هو الشرك األكرب‪ ،‬فهؤالء هم أئمة الشرك والضالل‪ ،‬فال جيوز لك أن‬
‫تعتقد أن أحداً يقضي احلوائج ويدعى ويستغاث به إال اهلل عز وجل‪.‬‬

‫واملخلوق إمنا يقضي حاجتك فيما يستطيع عليه‪ ،‬ويكون ذلك مواجهة يف‬
‫حضوره وفيما يقدر عليه‪ ،‬ال بوسيلة غيبية‪ ،‬وأما دعاء غري اهلل عز وجل فإنه‬
‫صلَّى‬
‫خيرج من امللة؛ ألن الدعاء عبادة‪ ،‬بل‪{ :‬الدعاء هو العبادة } كما قال النيب َ‬
‫ِ‬ ‫اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬وكما جاء يف كتاب اهلل عز وجل‪َ :‬وقَ َ‬
‫ب‬
‫َأستَج ْ‬‫ال َربُّ ُك ُم ْادعُويِن ْ‬
‫لَ ُكم ِإ َّن الَّ ِذين يستَ ْكرِب و َن عن ِعباديِت سي ْدخلُو َن جهن ِ‬
‫ين [غافر‪،]60:‬‬ ‫َّم َداخ ِر َ‬‫ََ َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ََ ُ‬ ‫ْ‬
‫وأيضاً كما ذكر يف أكثر من موضع أن املشركني يوم القيامة يكفرون بدعائهم‪،‬‬
‫ِ ِ هِتِ ِ‬
‫ين [األحقاف‪ ،]6:‬فالعبادة والدعاء‬ ‫وقال تعاىل عنهم‪َ :‬و َكانُوا بعبَ َاد ْم َكاف ِر َ‬
‫تأتيان مبعىن واحد يف القرآن‪ ،‬وكذلك الذبح لغري اهلل عز وجل هو نوع من أنواع‬
‫الشرك األكرب؛ ألنه صرف العبادة احملضة إىل غري اهلل عزوجل‪ ،‬فالذبح لغري اهلل‬
‫هبذه النية‪ ،‬أي‪ :‬بنية التقرب وقضاء احلاجات وكشف الكربات‪ ،‬هذا ارتكاب‬
‫وفعل للشرك األكرب الذي ال يغفره اهلل عزوجل إال بالعودة إىل اإلميان وشهادة أن‬
‫ال إله إال اهلل وحممد رسول اهلل‪ ،‬والتوبة منه ومن مجيع أنواعه‪.‬‬
‫نسأل اهلل ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل أن يعافينا وإياكم من الشرك وأن ينصر اإلسالم على‬
‫املشركني إنه مسيع جميب‪.‬‬

‫الرد على فتوى جواز التعبد مبذهب االثىن عشرية‬


‫السؤال‪ :‬قرأت أن شيخ األزهر شلتوت قال‪ :‬أنه جيوز التعبد مبذهب اإلثين‬
‫عشرية ؟‬
‫اجلواب‪ :‬أما احلكم فنحن أهل السنة واجلماعة أمرنا اهلل تبارك وتعاىل وأمر هذه‬
‫األمة مجيعاً أن يكونوا قوامني هلل شهداء بالقسط‪ ،‬وأال جيرمنهم شنئان قوم على‬
‫أالَّ يعدلوا‪ ،‬وأهل السنة واجلماعة هم أوىل الناس بالتمسك بأوامر اهلل عز وجل‪،‬‬
‫وحنن ال نسوي يف احلكم بني الباطنية الذين هم غالة الروافض الذين سبق بيان‬
‫عقيدهتم‪ ،‬وبني اإلثىن عشرية ‪ ،‬وإن كانوا يف احلقيقة مشرتكني يف كثري من‬
‫األصول‪.‬‬

‫واإلثىن عشرية إذا دقق املدقق‪ ،‬وحقق احملقق‪ ،‬ورأى ما يف كتبهم وما كتبه عنهم‬
‫علماء اإلسالم الثقات املعروفون فإهنم بال شك من حيث العقيدة ومن حيث‬
‫املبدأ الذي هم عليه خارجون عن امللة‪ ،‬وأما الباطنية فهم أشد منهم كفراً وأشد‬
‫إغياالً يف الرفض‪ ،‬وال غرابة‪ ،‬فالكفر بعضه أشد من بعض‪ ،‬كما قال اهلل تبارك‬
‫َّسيء ِزيادةٌ يِف الْ ُك ْف ِر ي ِِ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ين َك َف ُروا [التوبة‪]37:‬؛ فإن‬
‫ض ُّل به الذ َ‬
‫َُ‬ ‫وتعاىل‪ِ :‬إمَّنَا الن ُ َ َ‬
‫مشركي قريش والعرب كانوا على الشرك وعلى الكفر‪ ،‬لكن الزيادة يف الكفر‬
‫ألهنم شرعوا ما مل يأذن به اهلل ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل ‪ ،‬فـالباطنية أشد‪ ،‬وما من باب‬
‫خترج منه الرافضة اإلمامية اإلثين عشرية من امللة إال والباطنية أوىل وأشد وأكثر‬
‫خروجاً منهم‪.‬‬

‫أما بالنسبة لفتوى شلتوت وأمثاله‪ :‬فقد صدرت هذه الدعوى وهي دعوى‬
‫التقريب بني املذاهب يف مصر ودعا إليها بعض العلماء وراجت عند بعضهم ‪-‬‬
‫مع األسف‪ -‬حىت أصبحوا يدرسون ما يسمى الفقه اجلعفري يف األزهر‪ ،‬ونتيجة‬
‫لذلك يقول شلتوت وغريه مثل هذا القول‪ ،‬واحلقيقة أن الفقه واألحكام الفقهية‬
‫ألية طائفة ال ميكن أن تنفصل عن عقيدهتا‪.‬‬

‫ومن األمثلة على ذلك أن الروافض اإلثىن عشرية هؤالء يرون أن صالتنا باطلة‬
‫وأن صالتنا غري صحيحة‪ ،‬بناءً على اعتقادهم فينا‪ ،‬ألهنم يقولون‪ :‬من رضي‬
‫وتوىل أعداء علي فهو كافر‪ ،‬ويف كتب كثرية منها الكايف ومنها من ال حيضره‬
‫َّ‬
‫يتوىل أعداء علي فهو كافر‪ ،‬أي من‬‫الفقيه وأمثال ذلك تنص وتصرح بأن من َّ‬
‫يتوىل أبا بكر وعمر وعثمان الذين هم يف نظرهم أعداء علي فهو كافر‪ ،‬فإذاً‬
‫صالتنا غري صحيحة‪ ،‬فكيف نقول‪ :‬إن األحكام الفقهية ال ارتباط هلا بالعقيدة‪.‬‬

‫وقد تقولون‪ :‬إن الروافض يُصلون خلفنا‪ ،‬نعم هذا مثل ما تقدم أنه جيب علينا أن‬
‫نعرف دينهم لنعرف كيف يفكرون‪ ،‬وكيف يعملون‪ ،‬يف هذه الكتب نفسها من‬
‫كتب دينهم‪ ،‬يقولون‪ :‬إذا صليت خلف الناصبة ‪-‬أي‪ :‬أهل السنة ألهنم يناصبون‬
‫علياً العداوة‪ -‬فصل خلفهم فإن لك سبعمائة حسنة‪ ،‬أي‪ :‬إن صالتك خلف‬
‫الناصبة‪ ،‬مضاعفة سبعمائة مرة‪ ،‬ألنك تأخذ حسناهتم‪ ،‬فتصلي خلفهم من أجل‬
‫أن تأخذ من حسناهتم وحتط آثامك عليهم وهذا منصوص عليه يف كتبهم‪،‬‬
‫فيصلون معنا هبذه النية‪ ،‬وقالوا‪ :‬ورووا عن أيب عبد اهلل صاحبهم الذي هو جعفر‬
‫يقولون‪ :‬قال أبو عبداهلل عليه السالم وغريه‪ :‬ال تكرب إذا صليت معهم‪ ،‬أي‪ :‬ال‬
‫تكرب تكبرية اإلحرام؛ ألن مفتاح الصالة هو التكبري‪ ،‬فادخل معهم بال تكبري‪،‬‬
‫وأيضاً هذا لون من ألوان التقية‪ ،‬فيدخل ولكن ال يكرب أيضاً‪ ،‬وقد نصوا يف أكثر‬
‫كتبهم الفقهية أنك إذا صليت خلف الناس أو العامة فإنك تنوي االنفراد‪ ،‬أي‪:‬‬
‫هو يف احلركات مع اجلماعة لكن يف نفسه ينوي االنفراد‪ ،‬وهلذا أحياناً جتدون‬
‫املخالفة واضحة‪ ،‬فاإلمام يصلي أربعاً وهو يصلي ركعتني ينفرد عنه‪ ،‬ألنه ‪-‬‬
‫أصالً‪ -‬منفرد بالنية عنه‪ ،‬إىل غري ذلك مما املقصود منه أن تعلموا أنه ال ميكن‬
‫الفصل بني العقيدة وبني األحكام التعبدية الفقهية‪ ،‬وحنن وهم خمتلفون يف‬
‫األصول والفروع‪ ،‬فكيف نقول‪ :‬إنه جيوز التعبد بدينهم كما قال شلتوت !‬

‫معىن قول الباطنية بقدم الكون‬


‫السؤال‪ :‬قرأت يف أحد الكتب اليت تتكلم عن الباطنيني وعن معتقداهتم‪ ،‬أن من‬
‫معتقداهتم اإلميان بقدم الكون فهال فسرمت لنا معىن هذا املعتقد؟‬
‫اجلواب‪ :‬قدم الكون كما يُسمى أزلية العامل أو قدم العامل هذا يؤمنون به نتيجة ملا‬
‫قلنا من موافقتهم لبعض فالسفة اليونان يف ذلك حيث كانوا يرون قدم العامل‪،‬‬
‫ومعىن قدم الكون أي‪ :‬أنه ليس له إله ومل خيلق وإمنا هو موجود هكذا‪.‬‬

‫فرق الشيعة ومنهم الزيدية‬


‫السؤال‪ :‬أخربين شيعي أن الشيعة تنقسم إىل عدة فرق‪ ،‬فهل توجد فرقة من هذه‬
‫الفرق قريبة من أهل السنة واجلماعة ؟‬
‫اجلواب‪ :‬نعم! الشيعة تفرتق إىل أكثر من ثالث وسبعني فرقة كما هو نصهم‬
‫على ذلك يف كتبهم هم‪ ،‬وهم فرق كثرية وأقرب فرقة إىل أهل السنة واجلماعة‬
‫على األقل يف ما مضى هي الفرقة الزيدية ‪ ،‬والزيدية قرهبا من أهل السنة‬
‫واجلماعة نتيجة ملاذا؟‬

‫ألن زيد بن علي بن احلسني بن علي الذي يدعون أنه إمامهم أو قائد حركتهم‪،‬‬
‫كان يقول‪ :‬إن خالفة أيب بكر وعمر وعثمان صحيحة نقرها‪ ،‬ولكن األوىل‬
‫واألفضل منهم هو علي ‪ ،‬أو على األقل هذا ما ينسبونه إليه‪ ،‬فيقول‪ :‬إنه جتوز‬
‫إمامة املفضول مع وجود الفاضل أو األفضل‪ ،‬فقالت له اخلشبية الذين عرب عنهم‬
‫الشيعة أهنم خشبية يف ذلك الوقت‪ :‬ال نتبعك حىت تتربأ من أيب بكر وعمر‬
‫وعثمان أو بالذات من أيب بكر وعمر ‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أتربأ منهما ومها وزيرا‬
‫جدي؟‬

‫قالوا‪ :‬إذاً نرتكك ونرفضك‪ ،‬فقال‪ :‬رفضتموين رفضتموين‪ .‬فقيل‪ :‬إن أصل‬
‫تسميتهم الرافضة هو هذه الكلمة‪.‬‬

‫والزيدية كانوا أقرب‪ ،‬ألن املسألة عندهم أهنم يرتضون عن أيب بكر وعمر ذلك‬
‫الوقت على األقل ويرون صحة خالفتهما‪ ،‬لكن يفضلون عليهما علياً ‪ ،‬ويرون‬
‫أفضلية خالفة علي هذا ما كان‪.‬‬

‫ومع الزمن أصبحت الزيدية معتزلة كما هو احلال بالنسبة للشيعة اإلثىن عشرية‬
‫حيث أصبحوا يف العقيدة معتزلة ‪ ،‬فأصبحوا أبعد بكثري؛ ألهنم ينفون صفات اهلل‬
‫عز وجل ويقولون أيضاً يف اإلميان‪ :‬إن العاصي يف منزلة بني املنـزلتني‪.‬‬
‫والفرق بني الزيدية وبني اإلثىن عشرية اإلمامية باختصار‪ :‬هو أن اإلثىن عشرية‬
‫اإلمامية يقوم دينهم على املنقول من الكتب‪ ،‬حيث ينقلون عن الكايف وعن أمثاله‬
‫من الكتب‪ ،‬ويقولون‪ :‬قال أئمة آل البيت‪ ،‬فهو دين نقل‪ ،‬أي‪ :‬آثار ينقلوهنا‪،‬‬
‫وبالطبع كلها موضوعة ومكذوبة أو أكثرها‪ .‬أما الزيدية فدينهم باملعقول‪.‬‬

‫عالقة الباطنية باملاسونية‬


‫السؤال‪ :‬ما هي العالقة بني النصارى وبني الباطنيني؟‬
‫اجلواب‪ :‬هو مشاهد ومعلوم‪ ،‬فال حاجة بأن يُستفاض يف الكالم عنه‪ ,‬وما من‬
‫يوم يأيت إال وتتناقل وسائل اإلعالم العامة واخلاصة ما يثبت ذلك وما يوطده‪.‬‬

‫أما عالقة الباطنية بـاملاسونية فإن املستشرقني دهشوا من العالقة بينهما خصوصاً‬
‫عندما رأوا أن الرتقي داخل الباطنية يف درجات تشبه السلم املاسوين‪ ,‬وبعد أن‬
‫تبني أن املاسونية قدمية قدم خراب اهليكل على األقل‪ ,‬وخراب اهليكل كان يف‬
‫سنة (‪70‬م)‪ ،‬دمره قائد روماين امسه تيتو ‪ ،‬وبعضهم يرجع أن نشأة املاسونية هي‬
‫أقدم من ذلك‪ ,‬عندما وقع اليهود يف أسر خبتنصر ملك الفرس‪ ,‬وقبوهلم املاسونية‬
‫دليل على أن هؤالء استفادوا من خططهم‪ ,‬وعندما نعلم أن املاسونية من اليهود‪,‬‬
‫وهذا ال شك فيه عند أكثر الناس حىت الغربيني‪ ,‬ونعلم أن الباطنية والرفض‬
‫والتشيع من اليهود‪ ,‬ال نستغرب أبداً أن تكون هذه الدرجات وهذا السلم‬
‫واحد‪.‬‬
‫فإن مما انتشر واشتهر عند علماء املسلمني ومؤرخيهم‪ ,‬أن العبيديني الذين‬
‫يسمون أنفسهم الفاطميني أهنم من ذرية ميمون القداح اليهودي‪ ،‬وأن هؤالء‬
‫يهود‪ ,‬وهؤالء هم الذين جعلوا يعقوب اليهودي وابن شلز النصراين وزراء هلم يف‬
‫دولتهم‪ ،‬وهم الذين كانوا يرقون الناس سراً حسب دعوهتم‪ ,‬وهم الذين‬
‫استحدثوا فكرة املولد‪ ,‬فلماذا أحدثوا فكرة املولد؟‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬وابتهاجاً مبوت نيب‬


‫أحدثوا ليلة املولد احتفاالً مبوت النيب َ‬
‫اإلسالم‪ ،‬وهم يريدون أن ميوت هذا الدين‪ ,‬وأعظم وأسعد يوم يف حياهتم ويف‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬ألنه هو عدوهم اللدود‬‫تارخيهم هو اليوم الذي قبض فيه َ‬
‫كمل‬
‫الذي طردهم‪ ،‬طرد بين قريضة وبين قينقاع وبين النضري ويهود خيرب ‪ ,‬مث ّ‬
‫أصحابه من بعده ذلك‪ ,‬وهو الذي انتزع اهلل تعاىل ببعثته النبوة من بيت إسرائيل‬
‫إىل بيت إمساعيل‪ ,‬فتارخيهم يشهد بأن هذا هو حاهلم‪ ،‬وكانوا يربون الناس تربية‬
‫سرية‪ ,‬على درجات تشبة الدرجات املاسونية متاماً‪ ،‬وهذه املقارنة أثارت عجب‬
‫املستشرقني وغريهم‪ ,‬وأي باحث يفاجأ هبذا التشابه‪.‬‬

‫طرف من عقائد ومبادئ الباطنية‬


‫السؤال‪ :‬تبادر إىل ذهين ما حصل من فتنة احلرم يف ‪ 6‬ذي احلجة اليت قام هبا‬
‫اإليرانيون‪ ،‬أن هلا أساساً من هذه الفرق والطوائف‪ ،‬نرجو توضيح مبادئهم‬
‫ومعتقداهتم وكيف حنارهبم؟‬
‫اجلواب‪ :‬العبارة اليت تقول‪( :‬التاريخ يعيد نفسه) حنن نعرب عنها تعبرياً إسالمياً‪,‬‬
‫فنقول‪ :‬إن سنة اهلل تعاىل واحدة‪ ,‬واهلل تعاىل يقول‪َ :‬وال َيَزالُو َن يُ َقاتِلُونَ ُك ْم َحىَّت‬
‫ِِ ِ‬
‫ك‬
‫ضى َعْن َ‬ ‫استَطَاعُوا [البقرة‪ ]217:‬ويقول‪َ :‬ولَ ْن َت ْر َ‬ ‫َيُر ُّدو ُك ْم َع ْن دين ُك ْم ِإن ْ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّص َارى َحىَّت َتتَّب َع ملََّت ُه ْم [البقرة‪ ]120:‬ويقول‪ :‬يَا َأيُّ َها الذ َ‬
‫ين َآمنُوا‬ ‫ود َوال الن َ‬
‫الَْي ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ضاءُ‬ ‫ال َتتَّخ ُذوا بطَانَةً م ْن ُدون ُك ْم ال يَْألُونَ ُك ْم َخبَاالً َو ُّدوا َما َعنت ْ‬
‫ُّم قَ ْد بَ َدت الَْب ْغ َ‬
‫ور ُه ْم َأ ْكَب ُر [آل عمران‪ ]118:‬فاليهود والنصارى‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ِمن َأْفو ِاه ِهم وما خُتْ ِ‬
‫ف‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ ََ‬
‫واملنافقون وأعداء اإلسالم دائماً يف أي زمان ومكان‪ ،‬ومن املمكن أن يعملوا‬
‫هذا العمل وما هو أعظم منه‪ :‬ال َيْر ُقبُو َن يِف ُمْؤ ِم ٍن ِإاّل ً َوال ِذ َّمةً [التوبة‪ ]10:‬وال‬
‫يهدءون وال ينامون وال تُقر أعينهم إال إذا مل يبق على ظهر األرض مسلم‪ ,‬وهلذا‬
‫مينون أنفسهم باألحالم‪ ,‬كما ذكرنا بعضها‪ ,‬وكما حتلم الدروز بأنه إذا خرج‬
‫صاحبهم سينقض الكعبة حجراً حجراً‪ ,‬ويقتل املسلمني واحداً واحداً‪ ,‬فهم‬
‫مينون أنفسهم هبذه األحالم‪ ,‬وجيعلوهنا يف عقائدهم‪ ،‬فكيف إذا استطاعوا أن‬
‫حيققوا يف الواقع شيئاً من ذلك‪ ,‬والقرامطة يف عام (‪317‬هـ) انتهكوا حرمة البيت‬
‫وهم الباطنية ‪ ,‬وهم غالة الشيعة ‪ ,‬فال تستغربوا أبداً بأن يقع مثل هذا‪ ,‬وكثري‬
‫منكم ربط بني هذه القضية وبني ما جرى‪ ,‬وهذا استنتاج سليم‪ ,‬وجيب علينا أن‬
‫نعرف عقائدهم‪ ,‬ألهنا هي اليت حتركهم‪.‬‬

‫كيف يتم الرد على الروافض‬


‫السؤال‪ :‬كيف نوضح مبادئهم وعقائدهم؟‬
‫اجلواب‪ :‬هو كما قلت‪ ،‬وقد ذكرنا بعض عقائدهم‪ ,‬ولكن من املهم الرجوع إىل‬
‫لشْيخ اِإل ْس ِ‬
‫الم ابن تيمية مثالً‪ ,‬وأيضاً كتاب‪:‬‬ ‫الكتب‪ ,‬السيما منهاج السنة ‪َ ,‬‬
‫وجاء دور اجملوس ‪ ,‬وكذلك كتب الشيخ إحسان إهلي ظهري رمحة اهلل عليه‪,‬‬
‫وأمثال هذه الكتب اليت تفضحهم‪ ,‬وكتب األستاذ حممد أمان اهلل وغريهم ممن‬
‫يتحدثون عن هذه الفرق بالتفصيل الذي ال يتسع له املقام اآلن‪.‬‬

‫حقيقة الزيدية‬
‫السؤال‪ :‬أنا من بلد عريب‪ ,‬وعندنا معروف أن الشيعة يسمون زيدية ‪ ،‬ولكن‬
‫نسمع منهم سب أيب بكر وعمر ‪ ،‬فهل هؤالء يُسمون زيدية ‪ ،‬وهل الزيدية‬
‫مسلمون؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلقيقة هؤالء روافض ينتسبون إىل زيد بن علي زوراً‪ ,‬ألنه مل يثبت أن‬
‫زيد بن علي كان على هذه العقيدة‪.‬‬

‫فاحلقيقة هؤالء روافض‪ ،‬ألن الشيعة ثالثة أقسام‪:‬‬

‫املفضلة الزيدية هذه درجة‪.‬‬

‫والدرجة الثانية‪ :‬السبابة أو السابّة الذين يسبون الشيخني‪.‬‬

‫والدرجة ثالثة‪ :‬املؤهلة الذين يؤهلون علياً ً رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫فهم ثالثة درجات‪ ,‬فهؤالء انتقلوا من املفضلة إىل درجة السبابة أو السابّة ‪,‬‬
‫فليسوا من الزيدية وإمنا هم رافضة ‪ ,‬وإن كانوا يسمون أنفسهم زيدية ‪.‬‬

‫أما سؤالك عن الزيدية هل هم مسلمون؟‬


‫هذا ينطبق عليهم إذا أصبحوا روافض ما ينطبق على الرافضة ‪ ,‬إذا كانوا فعالً‬
‫زيدية أي‪ :‬يفضلون علياً ً جمرد تفضيل‪ ،‬فإن ذلك ال خيرجهم من امللة‪ ,‬لكن‬
‫خيرجهم من السنة‪ ،‬فهم ليسوا من أهل السنة واجلماعة ‪ ,‬ولكنهم على بدعة‬
‫وضاللة‪.‬‬

‫وقد ورد عن اإلمام أمحد رمحه اهلل أنه قال‪'' :‬من فضل علياً ً على عثمان فهو‬
‫أضل من محار أهله'' ‪.‬‬

‫فما بالك مبن يفضله على الشيخني أيب بكر وعمر رضي اهلل تعاىل عنهما‪ ،‬فالذي‬
‫يُفضل علياً على عثمان فهو أضل من محار أهله‪ ،‬وذلك ألنه أزرى بأصحاب‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم؛ ألهنم لو علموا أن علياً أفضل من عثمان ‪-‬كما‬
‫حممد َ‬
‫يدَّعي أولئك‪ -‬ملا اختاروا عثمان للخالفة وتركوا علياً ً‪ ,‬وإمنا جعلوه بعده‬
‫لعلمهم أنه أفضل منه‪ ،‬أو على األقل من بعض الوجوه‪.‬‬

‫اهتام الرافضة أليب هريرة وعلي بأن هلما علماً باطناً‬


‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬قال أبو هريرة رضي اهلل عنه‪{ :‬قلت لرسول اهلل َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه‬‫إين أمسع منك أحاديث كثرية فال أحفظها‪ ,‬فقال له رسول اهلل َ‬
‫َو َسلَّ َم‪ :‬ابسط رداءك‪ ،‬فبسطت ردائي‪ ,‬فضمه ضمة‪ ,‬مث قال‪ :‬خذه فأخذته‪ ,‬فلم‬
‫أنس شيئاً بعد ذلك }‪ .‬فكيف يستدل به أهل الباطن إن كان هلم وجه استدالل‪,‬‬ ‫َ‬
‫وكيف نرد عليهم؟‬
‫اجلواب‪ :‬لعل األخ َو ِه َم‪ ،‬فحديث أيب هريرة ‪ ,‬الذي يستدل به الباطنية هو قول‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم وعائني من‬
‫أيب هريرة رضي اهلل عنه‪[[ :‬وعيت عن النيب َ‬
‫العلم‪ ,‬أما أحدمها فبثثته‪ ,‬وأما اآلخر فلو بثثته لقطع ما بني هاتني ]]‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬إذاً أبا هريرة عنده علم باطن وأخفاه‪ ,‬كما زعموا يف علي رضي اهلل تعاىل‬
‫عنه‪ ,‬أوالً‪ :‬نقول‪ :‬ما معىن هذا احلديث؟‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه‬


‫معىن احلديث أن أبا هريرة رضي اهلل عنه مل يكتم حديثاً عن النيب َ‬
‫َو َسلَّ َم من األحكام ألهنا أحكام ‪ ,‬وأن ما مل يبثه فهو أخبار الفنت‪ ,‬أن فالناً‬
‫صلَّى اهللُ‬
‫سيكون كذا‪ ,‬وفالن سيقتل فالناً‪ ,‬ما حيدث من الفنت اليت أخرب النيب َ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أهنا ستقع بعده‪ ,‬كما أخرب حذيفة رضي اهلل عنه ‪-‬مثالً‪ -‬بأمساء‬
‫املنافقني دون أن خيرب غريه‪ ,‬فـأيب هريرة رضي اهلل عنه مل يبث ذلك؛ ألنه ال‬
‫حاجة وال مصلحة للمسلمني يف أن يبث ذلك‪ ،‬ألنه من أخبار الفنت‪ ,‬وهي‬
‫سوف تقع‪ ,‬وأما األحكام فإنه مل يكتمها ومل يكتم منها شيئاً‪.‬‬

‫وأما علي رضي اهلل عنه‪ ,‬فقوهلم‪ :‬إنه كتم شيئاً من العلم‪ ,‬أو أنه اختصه النيب‬
‫صلَّى‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم بشيء من العلم أوالً‪ :‬أن يف هذا طعن يف نبوة النيب َ‬ ‫َ‬
‫اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬كيف يبعثه اهلل رمحةً للعاملني‪ ،‬ويأيت هبذه األنانية ‪-‬وحاشاه من‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ -‬فيقول ألهل بيته‪ :‬تعالوا أعطيكم أخباراً خاصةً‪,‬‬
‫ذلك َ‬
‫وعلماً خاصاً وكل شيء‪ ,‬وأنتم يا بقية الناس خذوا هذا العلم العام‪ ,‬فيختص‬
‫أهل بيته هبذا العلم‪ ،‬سبحان اهلل!!‬

‫حنن اآلن لو أن شخصاً منا حصل على ألف لاير‪ ،‬وقيل له‪ :‬وزعها‪ ،‬فأعطى أهل‬
‫بيته شيئاً‪ ,‬وأعطى الناس شيئاً لقلنا‪ :‬إن هذا خائن‪ ،‬وهذا إمنا يف املتاع الزائل‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬ويقال له‪ :‬كتم شيئاً من الدين‪،‬‬
‫الفاين‪ ,‬فكيف خيون َ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬
‫واختص به أهل بيته فقط؛ ألهنم أهل قرابته‪ ,‬ورسول اهلل َ‬
‫أحب الناس إليه عائشة ‪ ،‬كما سأله عمرو بن العاص ‪{ :‬من أحب الناس إليك؟‬

‫قال‪ :‬عائشة ‪ ,‬قال‪ :‬ومن الرجال‪ :‬قال أبوها‪ ,‬ولو كنت متخذاً خليالً الختذت أبا‬
‫بكر خليالً }‪.‬‬

‫فهذا هو أحب الناس إليه‪ ,‬وهو رفيقه يف الغار‪ ,‬وصاحبه‪ ،‬وإذا قيل‪ :‬صاحب‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فاملتبادر أنه أبو بكر رضي اهلل عنه‪ ،‬ومل ينقل عنه‬
‫رسول اهلل َ‬
‫ومل تنسب أي فرقة أنه اختصه بشيء‪ ,‬فما بالكم بغريه‪ ،‬ولو كان هناك شيء ‪-‬‬
‫فرضاً‪ -‬لقدم عليه هذا الصاحب قبل القرابة‪ ,‬فهو أفضل عنده وأحب إليه من‬
‫قرابته‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬


‫فاملقصود أن يف ذلك ختوين للنيب َ‬

‫واألمر الثاين‪ :‬أن السبئية أشاعوا ذلك يف أيام علي رضي اهلل تعاىل عنه‪ ,‬وصح‬
‫عنه يف حديث صحيح يف صحيح البخاري وصحيح مسلم ورواه أمحد يف املسند‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بشيء‬
‫خصكم رسول اهلل َ‬ ‫وغريه‪ ،‬أنه قال ملا سئل‪[[ :‬هل ّ‬
‫من العلم ]] الذي هو العلم الباطن كما تزعم الصوفية والباطنية والروافض‪ ،‬فهم‬
‫يتفقون على أن هناك علماً باطناً لـعلي ‪[[ ،‬فيقول علي رضي اهلل عنه‪ :‬ال والذي‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بشيء إال‬
‫خصنا رسول اهلل َ‬
‫خلق احلبة وبرأ النسمة‪ ،‬ما ّ‬
‫فهماً يف كتاب اهلل وما يف هذه الصحيفة‪ ،‬فأخرج هذه الصحيفة فإذا فيها العقل‪,‬‬
‫صلَّى اهللُ‬
‫وفكاك األسري‪ ,‬وأال يقتل مؤمن بكافر ]]‪ ،‬أي‪ :‬معاهدة عاهدها النيب َ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم وكتبها‪ ,‬واحتفظ علي هبذه الورقة يف قراب سيفه‪ ،‬واألحكام اليت هي‬
‫مكتوبة وواردة عن الصحابة‪ ,‬ومعروفة عند املسلمني‪ ،‬وبعض الروايات فيها‬
‫زيادة‪.‬‬

‫ضيق الصدر من البدع‬


‫السؤال‪ :‬إن الصدر ليضيق هبذه البدع‪ ،‬فما واجب الشباب املسلم جتاهها‪ ،‬وهل‬
‫من بشائر بشرك اهلل باخلرب؟‬
‫اجلواب‪ :‬أما أن الصدر يضيق‪ ,‬فلم ال يضيق‪ ,‬وكيف ال يضيق‪ ,‬واألمر أمر شرك‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬وتكذيب‬
‫باهلل عز وجل‪ ,‬وهدم لإلسالم‪ ،‬وطعن لنبيه َ‬
‫لكتاب اهلل‪ ,‬وصد عن سبيل احلق؟!‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ملا‬


‫ال بد أن تضيق صدور املؤمنني‪ ,‬فقد ضاقت نفس النيب َ‬
‫رأى الكفر‪ ,‬وملا رأى األصنام تُعبد من دون اهلل عز وجل‪ ,‬ضاقت وُأنزل عليه‬
‫ك علَي ِهم حسر ٍ‬
‫ك‬‫ات [فاطر‪ ،]8:‬وقوله‪َ :‬فلَ َعلَّ َ‬ ‫ب َن ْف ُس َ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫اآليات يف ذلك‪ :‬فَال تَ ْذ َه ْ‬
‫ك َعلَى آثَا ِر ِه ْم [الكهف‪ ]6:‬إىل آخره‪.‬‬ ‫بِ‬
‫اخ ٌع َن ْف َس َ‬‫َ‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم من كثرة ما تأمل من أحد املواقف من‬ ‫فالضيق يقع‪ ,‬وهو َ‬
‫مواقف املشركني‪ ,‬ظل ميشي وهو ال يدري عن نفسه‪ ،‬وقال‪{ :‬ما أفقت إال وأنا‬
‫يف قرن الثعالب }‪ ،‬حيث خرج من الطائف وهو مستغرق يف اهلم والتفكري‪ ,‬وما‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬ألنه رمحة للعاملني‪ ,‬يريد‬
‫أفاق إال وهو يف قرن الثعالب ‪َ ,‬‬
‫هلم اخلري ويدعوهم إىل النجاة ويدعونه إىل النار‪ ,‬خيونونه وهو األمني‪ ,‬ويكذبونه‬
‫وهو الصادق‪ ،‬فليس غريباً أن تضيق صدورنا بأمثال هذا الضالل‪.‬‬
‫وأما البشائر فالبشائر موجودة‪ ،‬وأبشركم مجيعاً مبا بشر به النيب أصحابه بقوله‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪-‬يف احلديث الذي ورد من عدة طرق‪ ,‬بل عن عدة من‬
‫َ‬
‫الصحابة‪{ -‬ال تزال طائفة من أميت على احلق منصورة ال يضرهم من خالفهم‪,‬‬
‫وال من خذهلم } ويف رواية‪{ :‬يقاتلون على أمر اهلل حىت يأيت أمر اهلل } وما هو‬
‫أمر اهلل؟‬

‫الريح الطيبة اليت هتب بني يدي الساعة‪ ,‬فتقبض أرواح املؤمنني‪ ,‬فال يبقى إال‬
‫شرار اخللق‪ ,‬وهم الكفار الذين تقوم عليهم الساعة‪ ,‬فالسنة ظاهرة ‪-‬بإذن اهلل عز‬
‫وجل‪ -‬ومل ترتفع أعالم البدعة إال وكان ذلك حافزاً ألهل السنة أن يعودوا إىل‬
‫رشدهم‪ ,‬ويتمسكوا بدينهم‪ ,‬فرتتفع أعالم السنة بإذن اهلل عز وجل‪.‬‬

‫واألمر بأيدينا‪ ,‬فنحن بيدنا اخليار‪ ،‬إما أن ننصر السنة واحلق فذلك نصر لنا‬
‫ص ُرهُ [احلج‪ ،]40:‬وإما أن نتخلى‬ ‫صَر َّن اللَّهُ َم ْن َيْن ُ‬
‫ولديننا‪ ,‬واهلل تعاىل وعد‪َ :‬ولََيْن ُ‬
‫‪-‬والعياذ باهلل من ذلك‪ -‬فأيضاً قد أخرب‪َ :‬وِإ ْن َتَت َولَّْوا يَ ْستَْب ِد ْل َق ْوماً َغْيَر ُك ْم مُثَّ ال‬
‫يَ ُكونُوا َْأمثَالَ ُك ْم [حممد‪ ]38:‬ينصر اهلل دينه مبن شاء‪.‬‬

‫أال ترون أنه لو قامت الدعوة الصحيحة‪ ،‬و ُكتب عن هذا كتابات صحيحة‪,‬‬
‫ووجهت وسائل إعالم قوية على بالدهم‪ ,‬أال ترون أنه سيهدي اهلل عز وجل‬
‫منهم العدد الكثري وقد وقع ذلك‪.‬‬

‫شخص منهم هداه اهلل لإلسالم ‪-‬وهذا تعبريه‪ -‬يقول‪ :‬كنت على دين هؤالء‬
‫الروافض مث هداين اهلل إىل اإلسالم‪ ,‬وهذا الرجل رد على هؤالء الروافض‪،‬‬
‫وفضحهم وبنَّي خمازيهم‪ ,‬وهو الذي رد على قصيدة الضال منهم‪ ،‬الذي يقول‬
‫فيها‪:‬‬

‫والقلب من يوم السقيفة دامي‬ ‫ماذا منطقي وكالمي‬

‫رد عليهم بقصيدة أطول منها‪ ,‬وبني خمازيهم وفضائحهم‪ ,‬هذا الرجل الذي كان‬
‫على دينهم مث أسلم‪ ،‬وقد بني ماذا يعملون عند املشاهد املقدسة‪ ،‬حيث لديهم‬
‫العتبات اليت يسموهنا املقدسة وماذا يعملون يف يوم عاشوراء‪ ،‬من ارتكاب‬
‫احملرمات واستحالل ما حرم اهلل تعاىل‪ ,‬وهو كان منهم‪ ،‬وكان من علمائهم‬
‫وهداه اهلل إىل اإلسالم‪.‬‬

‫فنقول‪ :‬اهلل ناصر دينه مبا شاء ومبن شاء‪ ,‬ولكن حنن جيب علينا أن نقوم بواجبنا‪،‬‬
‫واهلل تعاىل سوف يظهر هذا الدين على الدين كله‪ ,‬ولو كره املشركون‪ ..‬ولو‬
‫كره الكافرون‪.‬‬

‫من أمساء الباطنية‬


‫السؤال‪ :‬هل اإلمساعيلية هي الباطنية أم أن الباطنية هي دين اليهود والفالسفة ؟‬
‫اجلواب‪ :‬اإلمساعيلية تطلق يف بعض الكتب على الباطنية مجيعها‪ ,‬ألن أصلها هو‬
‫إمساعيل بن جعفر هذا ما يدَّعونه‪.‬‬

‫وبعض املؤلفني يفرد اإلمساعيلية ‪ ،‬ويقول‪ :‬اإلمساعيلية هي فرقة من الباطنية ‪.‬‬


‫ويسمون اإلمساعيلية ‪ ،‬ويسمون التعليمية ملاذا؟‬

‫ألهنم يقولون‪ :‬نأخذ ديننا تعليماً عن اإلمام املعصوم‪.‬‬

‫ويسمون السبعية ألهنم يقسمون احلياة البشرية إىل سبعة أدوار‪ ,‬وكل دور مقسم‬
‫إىل سبعة منهم نطقاء ومنهم صامتون إىل آخر التقسيم‪.‬‬

‫ويسمون البابكية واخلرمية ألن بابك اخلرامي الذي خرج يف أيام املعتصم وكانت‬
‫له فتنة عظيمة جداً‪ ,‬وكان إباحياً على دينهم‪.‬‬

‫ويسمون العبيدية ‪ ،‬ألن العبيديني الذين يسمون الفاطميني هم من أكرب طوائفهم‪.‬‬

‫وقد يسمون مجيعاً القرامطة ‪ ،‬ألن القرامطة إحدى طوائفهم‪ ,‬وهكذا أحياناً‬
‫يطلق اجلمع على الطائفة والعكس‪.‬‬

‫عالقة عاشوراء مبا يفعله الشيعة‬


‫السؤال‪ :‬ما عالقة صوم اليهود ليوم العاشر من حمرم‪ ،‬وما يفعله الشيعة من‬
‫حمرمات يف اليوم نفسه؟‬
‫اجلواب‪ :‬اليهود يقولون‪ :‬إن هذا يوم أعز اهلل تعاىل‪ ،‬وأظهر فيه موسى‪ ،‬وأغرق‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪{ :‬حنن أوىل مبوسى منهم }‬
‫فرعون‪ ,‬ولذلك كما قال النيب َ‬
‫فنحن نصوم هذا اليوم‪.‬‬
‫أما الرافضة فإنه يقرتن عندهم مبقتل احلسني ‪ ،‬وهم كما أسلفنا أهنم يسمون‬
‫بـاخلشبية ‪ ،‬وكانوا يريدون أن ينتقموا من أنفسهم ألهنم هم الذين أغروه‪ ,‬وهم‬
‫الذين خدعوه‪ ,‬وكتبوا له‪ :‬تعال عندك القوة والشوكة واملنعة‪ ,‬وحذره عبد اهلل‬
‫بن عباس وحذره عبد اهلل بن عمر وغريمها من الصحابة‪ ،‬قالوا‪ :‬احذر هؤالء‪،‬‬
‫فإهنم كذابون‪ ،‬وقد كذبوا على أبيك‪ ،‬وخانوا أباك من قبل‪ ،‬فما قبل‪ ،‬فذهب‬
‫فخذلوه‪ ،‬فلما قتل‪ ،‬قالوا‪ :‬نُكفر عن أنفسنا بأن جنتمع يف هذه الذكرى‪ ،‬ونضرب‬
‫أنفسنا‪ ,‬ولذلك يسمون بـالتوابني أي يتوبون‪ ,‬فقالوا‪ :‬نضرب أنفسنا بالسيوف‬
‫واخلشب والسكاكني واألحذية وكذا وكذا‪ ,‬والذي ميوت من هذا الضرب‬
‫يعتربونه شهيداً‪ ,‬مع الزمن ومع دخول اليهود واجملوس وأمثاهلما ممن خيططون‬
‫هلدم الدين أدخلوا قضية اإلباحية يف هذا اليوم ويف هذه الشعائر الدينية عندهم‪،‬‬
‫فأدخلوا اإلباحية فيهم‪ ،‬كما أدخلوها عند القرامطة ‪ ,‬واملتعة نفسها هي من‬
‫أسباب هذه اإلباحية‪.‬‬

‫املهدي املنتظر‬
‫السؤال‪ :‬املهدي املنتظر يزعم الرافضة أنه منهم‪ ،‬فما هو القول يف املهدي؟‬
‫اجلواب‪ :‬القول الصحيح يف املهدي الذي عليه أهل السنة واجلماعة وهو احلق أنه‬
‫رجل من هذه األمة يبعثه اهلل تبارك وتعاىل بني يدي الساعة عند العالمات‬
‫الكربى‪ ,‬عند خروج الدجال وخروج املسيح عليه السالم‪ ,‬فيخرج هذا الرجل‪,‬‬
‫وهو رجل عادي‪ ,‬من هذه األمة‪ ,‬يقيم هذا الدين‪ ،‬وينصر اهلل ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل به‬
‫هذا الدين‪ ,‬ويأيت املسيح عليه السالم فيصلي خلفه‪ ,‬مث يقتل املسيح عليه السالم‬
‫الدجال‪ ,‬وتقوم قائمة اإلسالم يف األرض‪ ,‬ويكسر املسيح عليه السالم الصليب‬
‫ويقتل اخلنزير‪ ,‬ويضع اجلزية‪ ،‬فال يبقى نصراين على وجه األرض أو يهودي إال‬
‫قتل‪ ,‬فيقوم الدين ويقوم اإلسالم‪ ,‬ولكن هذا الدين الذي يقيمه عيسى عليه‬
‫السالم ليس هو الدين الذي أنزله اهلل على عيسى عليه السالم وال هو دين‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬وإئتمام عيسى عليه السالم خلف‬
‫جديد‪ ,‬إمنا هو دين حممد َ‬
‫هذا اإلمام ‪-‬الذي هو املهدي‪ -‬هو مما يدل على هذا‪ ,‬فهو إمنا جاء تابعاً لشريعة‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬واألحاديث الواردة فيه متواترة‪ ,‬وإن مل ترد يف‬
‫حممد َ‬
‫الصحيحني تصرحياً‪ ,‬لكن وردت اإلشارة إليه‪ ,‬وورد يف غريها يف أحاديث‬
‫صحيحة ال ينكرها إال من ينكر نزول عيسى عليه السالم‪.‬‬

‫أمهية تعلم العقيدة‬


‫السؤال‪ :‬بعض الناس من اإلخوة ال يهتمون بالعقيدة‪ ،‬حبجة أهنا صعبة يف التعلم‬
‫أو أهنا غري مهمة؟‬
‫اجلواب‪ :‬ما هي العقيدة؟‬

‫العقيدة هي اإلميان‪ :‬اإلميان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‪ ,‬ومعرفة ما‬
‫يضاد يف ذلك من أقاويل املشركني واليهود والنصارى واملنافقني‪ ,‬وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫أما أهنا صعبة! ففي احلقيقة أنه ليس هناك أسهل من العقيدة اإلسالمية اليت جاء‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬إن كان هناك صعوبة فهي يف معرفة كالم أعدائها‬
‫هبا حممد َ‬
‫ويف معرفة املخالفني هلا‪ ,‬فهذه فيها صعوبة‪ ,‬لكن ملاذا حنن دائماً نريد اجلنة‬
‫بسهولة؟!‬

‫وملاذا نريد سلعة اهلل الغالية برخص؟!‬

‫وملاذا نقول‪ :‬الفقه صعب؟!‬

‫واحلديث وعلم الرجال صعب؟!‬

‫والعقيدة صعبة؟!‬

‫إذاً‪ :‬ماذا تريدون يا شباب اإلسالم؟!‬

‫هذا ديننا‪ ,‬وهؤالء أعداؤنا يواجهوننا‪ ,‬فال بد أن نعرف ما عندهم‪ ,‬وال بد أن‬
‫نقاوم‪ ,‬وال بد أن نتعلم‪ ,‬بل جيب أن يكون عند الكل إميان ومبادئ وحد أدىن‪،‬‬
‫وعند املتخصصني الباع الطويل يف ذلك‪ ,‬وال أساس لألمة مجيعاً إن مل يوجد فيها‬
‫هذا الشيء‪.‬‬

‫أما قضية أهنا غري مهمة‪ ,‬فهذه مشكلة‪ ,‬إذا كانت العقيدة غري مهمة‪ ،‬فمعىن ذلك‬
‫أن اإلميان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وتفاصيل ذلك غري مهم!!‬

‫فهذه قضية ال يقوهلا مسلم‪ ,‬إال إذا كان يقصد شيئاً معيناً يف دينه‪ ,‬ويسميها‬
‫العقيدة‪ ,‬فإذاً هو حيتاج أن يفهم ما معىن العقيدة ‪-‬أوالً‪.-‬‬
‫الفرق بني الشيعة والشيوعية‬
‫السؤال‪ :‬هل الروافض هم الشيوعيون؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال‪ ,‬الروافض اسم يطلق على الشيعة وليس الشيوعية ‪.‬‬

‫والشيوعيون هؤالء هم أتباع يهودي آخر‪ ،‬وهو كارل ماركس اليهودي الذي‬
‫أنشأ الشيوعية ‪.‬‬

‫وعبد اهلل بن سبأ اليهودي هو الذي أنشأ الشيعة ‪ ,‬لكن عبد اهلل بن سبأ كان من‬
‫اليمن ‪ ,‬وكان يف القرن األول من اهلجرة يف زمان اخللفاء الراشدين‪ ,‬وأما كارل‬
‫ماركس فإنه كان يف القرن التاسع عشر امليالدي‪ ,‬يف القرن املاضي وكان يهودياً‬
‫أملانياً‪ ,‬والغرض من الدينني واحد‪ ,‬وكل ما يعمله اليهود هو هدم أديان العامل‪,‬‬
‫وهدم أخالقهم‪ ,‬وإشاعة الفحشاء بينهم‪.‬‬

‫ومما يدلكم على ذلك‪ ,‬أن جمتمع القرامطة كان شيوعياً حبتاً يف ناحية املال ويف‬
‫ناحية النساء‪ ,‬حىت أن روجيه جارودي الذي أعلن أنه أسلم فيما بعد‪ ,‬وهو من‬
‫كبار الشيوعيني الفرنسيني‪ ,‬ويف رده األول ملا نقد املاركسية قبل أن ينتقل منها‬
‫إىل شيء آخر‪ ,‬يقول‪ :‬إن املاركسية ليست عقيدة أزلية‪ ،‬وبإمكان كل إنسان أن‬
‫يكون شيوعياً ماركسياً من تارخيه‪ ,‬ومثال ذلك الدول العربية والعامل اإلسالمي‪,‬‬
‫فلو أن أحداً قرأ تاريخ القرامطة لقال‪ :‬إهنم شيوعيون لكن على الطريقة‬
‫القرمطية‪ ,‬وال حيتاج أن يكونوا شيوعيني على الطريقة املاركسية ‪ ,‬أي يقول‪ :‬هي‬
‫عقيدة تارخيية قدمية‪ ,‬والقرامطة أخذوها عن املزدكية ‪ ,‬وهي أيضاً شيوعية قدمية‪.‬‬
‫عقيدة اخلميين‬
‫السؤال‪ :‬ماذا تقول يف عقيدة اخلميين ؟‬
‫اجلواب‪ :‬حنن ال حنتاج لذكر األمساء‪ ,‬فعقيدته عقيدة الرافضة االثىن عشرية ‪ ,‬وهو‬
‫إمام من أئمتهم‪ ,‬وال يعدل عن أي شيء من دينهم‪ ,‬إال أنه جمتهد داخل املذهب‪,‬‬
‫مبعىن أنه قد يتصرف يف بعض األحكام كأي جمتهد من اجملتهدين‪ ,‬فقد يرجح‬
‫قوالً على قول‪ ,‬ويقدم قضية على قضية‪ ,‬لكن هو ال يفرق يف أي مسألة عن أئمة‬
‫الروافض بأي حال من األحوال‪.‬‬

‫كفر قادة الروافض‬


‫السؤال‪ :‬هل يكفر قادة هؤالء الروافض‪ ،‬وما وجه تكفريهم؟‬
‫اجلواب‪ :‬من خالل معرفتنا لعقائدهم ال شك أهنم يكفرون وبالذات زعماؤهم‪,‬‬
‫ألن القول يف حتريف القرآن ال شك أنه كفر‪ ,‬والقول بتكفري أصحاب النيب‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم كفر‪ ,‬والطعن يف الصديقة بنت الصديق الطاهرة املطهرة‬
‫َ‬
‫املربأة من فوق سبع مساوات أم املؤمنني عائشة رضي اهلل تعاىل عنها‪ ,‬بأهنا‬
‫ارتكبت الفاحشة‪ ،‬هذا كفر وتكذيب لكتاب اهلل‪ ,‬وهذا ما يدينون به‪.‬‬

‫واعتقادهم عصمة األئمة بل بألوهيتهم كما يف الكايف ‪ ،‬أهنم يعلمون ما كان وما‬
‫سيكون‪ ،‬واعتقادهم بأن أئمتهم هلم خالفة تكوينية ختضع هلا مجيع ذرات النجوم‪,‬‬
‫فماذا بقي هلل عز وجل؟‬
‫وإذا كان كما يف كتاب والية الفقيه أن ألئمتهم خالفة تكوينية ختضع هلا مجيع‬
‫ذرات الوجود‪ ,‬فهل يقول هذا مسلم؟‬

‫ويقول‪ :‬إن ألئمتهم درجة ال يصل إليها ملك مقرب وال نيب مرسل‪ ,‬فمن فضل‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم هل ميكن أن يكون مسلماً؟!‬
‫أحداً على حممد َ‬

‫ومن أي فقرة أو أي باب من أبواب عقائدهم جتد الكفر الصريح والضالل‬


‫البعيد‪ ,‬عافانا اهلل وإياكم؟‬

‫أما بالنسبة للعامة واألتباع ‪-‬فهم منهم يف وقت املواجهة‪ -‬وجتادهلم باليت هي‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه‬
‫أحسن‪ ,‬لكن وقت املواجهة يكونون منهم‪ ،‬كما قال الرسول َ‬
‫َو َسلَّ َم يف كبار وصغار ونساء املشركني‪{ :‬هم منهم }‪.‬‬

‫إنكار طه حسني لشخصية عبد اهلل بن سبأ‬


‫السؤال‪ :‬طه حسني ينكر يف أحد كتبه وجود شخص امسه عبد اهلل بن سبأ ؟‬
‫ويدَّعي أنه من وضع املؤرخني‪ .‬كيف نرد عليه جزاكم اهلل خرياً؟‬
‫اجلواب‪ :‬ممكن أن نرد عليه رداً بسيطاً جداً‪ ,‬وهو أن طه حسني تُويف عام (‬
‫‪1973‬م) ورمبا يأيت أحدهم عام (‪2073‬م)‪ ,‬ويقول‪ :‬إن طه حسني شخصية‬
‫خرافية من صنع املؤرخني‪ ,‬فما هو الدليل على وجود طه حسني ؟‬

‫وكل واحد مات ما هو الدليل على وجوده؟‬


‫إن كذبنا ما يقوله العلماء وما يقوله الثقات‪ ,‬وما يقوله الناس‪ ,‬طبعاً الذين ماتوا‬
‫انتهى أمرهم غري موجودين وال نراهم‪ ,‬فممكن بعد فرتة‪ ،‬يقال‪ :‬ال وجود لـطه‬
‫حسني أيضاً‪ ,‬ونفس الدليل‪ ,‬فتقول‪ :‬لكن له كتب‪ ،‬فيقول‪ :‬شخص كتبها ومسى‬
‫نفسه طه حسني ‪.‬‬

‫فبماذا نرد عليه؟‬

‫فاملقصود من هذا هو إنكار املتواتر من حقائق التاريخ ال يقدم عليه إنسان إال‬
‫بغرض‪ :‬إما أنه جاهل ِعلمياً‪ ،‬أو بغرض‪ ،‬وطه حسني ومن معه يف احلقيقة هلم‬
‫هدف واضح من إنكار شخصية عبد اهلل بن سبأ ‪ ,‬فهؤالء الناس يقولون‪ :‬الفرق‬
‫بني أهل السنة والشيعة ‪ :‬هو أن الشيعة حتب علي بن أيب طالب ‪ ,‬هذا هو الفرق‬
‫عندهم‪ ,‬وال يعرتفون بشيء آخر‪ ,‬واملستشرقون الذين نقل عنهم طه حسني ‪،‬‬
‫ومنهم مرجليون يريدون أن يطعنوا يف علماء املسلمني‪ ،‬ويقولون‪ :‬شخصيات‬
‫خرافية‪.‬‬

‫إذاً‪ :‬هم كذابني‪ ،‬فهؤالء أهل السنة ال يوثق بكالمهم‪ ،‬واملستشرقون والروافض‬
‫وطه حسني اجلميع ينهلون من منهل واحد‪ ,‬ويصدرون عن مورد واحد‪ ,‬وال‬
‫حنتاج أن نتحدث عن طه حسني أكثر من هذا‪.‬‬

‫تعظيم أهل الكفر‬


‫السؤال‪ :‬ذكرت يف احملاضرة رسائل إخوان الصفا وأهنا حتمل يف طياهتا مذهب‬
‫الباطنية اخلبيثة‪ ،‬وحنن درسناها يف املقررات اجلامعية على أهنا رسائل أدبية‪ ،‬ذات‬
‫قيمة عالية‪ ,‬فإذا كانت كذلك‪ ،‬فلماذا تذكر على أهنا رسائل أدبية؟‬
‫اجلواب‪ :‬ابن سينا من الفالسفة املشهورين‪ ,‬الذين ينكرون البعث‪ ,‬ويكفرون‬
‫بآيات اهلل‪ ,‬وكان أصله على دين العبيديني االثىن عشرية ‪ ,‬مث أصبح فيلسوفاً‬
‫ينكر األديان وينكر الوحي‪ ,‬واآلن أصبح يُعظم ويُسمى بامسه أمساء املستشفيات‪,‬‬
‫واملستوصفات‪ ,‬والشركات‪ ,‬وأبو زكريا الرازي الطبيب أيضاً ملحد‪ ,‬وكثري‬
‫غريهم‪ ,‬وليس فقط إخوان الصفا ‪ ,‬وحنن يف غفلتنا ممكن أن نعتمد على مثل‬
‫هذا‪.‬‬

‫والشيء اآلخر أن يف هذه الكتب أسلوباً أدبياً نقول‪ :‬من املمكن أن يأيت شاعر‬
‫جاهلي شعره جيد‪ ،‬وميكن أيضاً أن يكون شيوعياً شعره أو أدبه جيد‪ ،‬لكن!‬
‫نقول‪ :‬مادام أن اهلل أعطاه موهبة يف الكتابة أو يف البيان ال يعين أن اهلل أعطاه‬
‫اهلداية‪ ,‬وأعطاه العقيدة الصحيحة اليت ينجو هبا من عذاب اهلل ويدخل هبا اجلنة‪,‬‬
‫فهذه قضية وهذه قضية‪ ,‬فافرض أن هلا قيمه أدبية‪ ,‬لكن ما قيمتها اإلسالمية؟‬

‫وما قيمتها من حيث الدين والعقيدة؟‬

‫بال شك أهنا كفر وضالل‪.‬‬

‫ترمجة جعفر الصادق‬


‫السؤال‪ :‬تكلم مؤلف كتاب‪ :‬تبديد الظالم ‪ ،‬عن جعفر الصادق وقدح فيه كثرياً‪،‬‬
‫وقال‪ :‬من شاء املزيد فلريجع إىل كتاب ميزان االعتدال فرجعت فلم أجده ترجم‬
‫له‪ ,‬بينما ذكره كثري من علماء السلف وأثنوا عليه أنه من أئمة السلف فما هي‬
‫أوىف ترمجة كتبت عنه؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلقيقة أن الشيخ اجلبهان غفر اهلل لنا وله‪ ,‬أخطأ فيما كتب عن جعفر‬
‫الصادق ‪ ,‬ومثلما قلنا حنن أهل السنة ال جيرمنا اعتداء قوم علينا أن نفرتي عليه‪:‬‬
‫ب لِ َّلت ْق َوى [املائدة‪ ,]8:‬فعندما نقول‪ :‬إن جعفر الصادق ماسوين‬ ‫ِ‬
‫ْاعدلُوا ُه َو َأْقَر ُ‬
‫وأنه كذا‪ ,‬فإن هذا قوالً بغري علم‪ ,‬فهذا الكالم خطأ‪ ،‬وال نقر الشيخ عليه‪ ،‬وإن‬
‫كان الشيخ ‪-‬جزاه اهلل خرياً‪ -‬له باع طويل يف حماربة هذه الفرقة‪ ،‬وأمضى عمره‬
‫تقريباً كله يف فضح هذه الفرقة الضالة‪ ,‬لكن ال نقره‪ ,‬فنحن ال نقول إال احلق‪,‬‬
‫وال نقول شيئاً بغري دليل وبغري بيّنه‪ ,‬وأما ترمجة جعفر الصادق فإن ما كتب عنه‬
‫علماء اجلرح والتعديل هو املعتمد‪ ،‬ألهنم أوثق من يرجع إليهم‪ ,‬وال تلتفت إىل‬
‫قول غريهم أبداً‪.‬‬

‫موقف أهل البيت من الشيعة‬


‫السؤال‪ :‬ما موقف أهل البيت وخاصة جعفر الصادق من الشيعة ؟‬
‫اجلواب‪ :‬أهل البيت املهتدي منهم ينكر ما تنسبه إليهم الشيعة ‪-‬مثالً‪ -‬كان حممد‬
‫بن علي بن أيب طالب رمحه اهلل تعاىل‪ ,‬يصيح على املأل ويتربأ من املختار بن أيب‬
‫عبيد كذاب ثقيف‪ ,‬الذي كان يقول‪ :‬أنا إمام‪ ،‬ونائب عن حممد بن احلنفية وهو‬
‫إمنا يقول ذلك تقية‪.‬‬
‫وأما جعفر الصادق ف ُكتب الرافضة أنفسهم تروي عنه روايات ضد مذهبهم‪,‬‬
‫ويقولون‪ :‬إنه قال هذا على سبيل التقية‪ ,‬فهم هبذا املبدأ ‪-‬مبدأ التقية‪ -‬الذي هو‬
‫النفاق يف احلقيقة‪ ,‬وهو أن يظهر اإلنسان خالف ما يبطن‪ ،‬هبذا النفاق وهبذا‬
‫املبدأ اخلبيث‪ ,‬أعموا أبصار أتباعهم‪ ,‬وكلما قال أتباعهم ‪-‬مثالً‪ -‬علي أقر خالفة‬
‫الشيخني‪ ،‬قالوا‪ :‬تقية‪.‬‬

‫علي زوج أم كلثوم بـعمر ‪ ,‬وهذا ال جيوز‪ ،‬ويعترب كفراً ‪-‬حسب ما يقولون‪-‬‬
‫قالوا‪ :‬فعله تقية؟‬

‫قال جعفر كذا‪ ،‬قالوا‪ :‬تقية‪.‬‬

‫قال علي الرضا قالوا‪ :‬تقية‪ ،‬قال زيد ‪ :‬كل هذا جيعلونه من باب التقية‪ ,‬إذاً أين‬
‫احلقيقة؟‬

‫احلقيقة هي ما عندهم‪ ،‬وما يفرتونه وما يتبعونه‪ ,‬فهذا هو موقفهم‪.‬‬

‫العالقة بني الصوفية والشيعة‬


‫السؤال‪ :‬ما تفسريكم بتمسك من يقول‪ :‬إنه من بقايا أهل البيت بالتصوف؟‬
‫اجلواب‪ :‬تفسري ذلك بأن أعداء اإلسالم خُي ططون لكل مرحلة يف القرن الثالث‬
‫والرابع انصرف الناس عن الرافضة وعن التشيع‪ ،‬حيث وجدوا أهنا واضحة‬
‫الضالل‪ ،‬وكثري منهم قالوا‪ :‬إن هذا دين ال يقبله عقل وتركوه‪ ,‬وبقيت القضية‬
‫موجودة‪ :‬أي‪ :‬قضية اخلروج عن الدين بأي شكل من األشكال‪ ,‬أي‪ :‬قضية عبد‬
‫اهلل بن سبأ يف تأليه علي ‪ ,‬كما فعل بولس بالنسبة للمسيح‪ ,‬فنقل أعداء اإلسالم‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬أي‪ :‬إذا‬
‫التعظيم والتأليه من شخص علي إىل شخص حممد َ‬
‫كنت تريد أن تكون شيعياً‪ ،‬قل‪ :‬علي هو اإلله‪ ،‬وادعوه واعبده وطف حوله يف‬
‫كربالء وأمثاهلا‪.‬‬

‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم وتستغيث به وتعبده‪,‬‬


‫فإذا قلت‪ :‬ال‪ ,‬قالوا‪ :‬إذاً تدعو النيب َ‬
‫فجعلوا األمة أمام هذين اخليارين‪ ،‬والغلو واحد‪ ،‬واهلدف واحد‪ ,‬واملؤسسون‬
‫متحدون‪.‬‬

‫فلذلك جتدون الغموض الشديد يكتنف شخصيات الذين أسسوا التصوف‪ ,‬مثل‬
‫أمحد الرفاعي ‪ ,‬وكثري ممن أنشأوا هذا الدين اكتنفهم الغموض‪ ,‬وأول من أطلق‬
‫عليه لقب الصويف‪ ,‬هو رجل رافضي‪ ،‬هو جابر بن حيان ‪-‬الذي أيضاً نفتخر‬
‫به‪ -‬وجابر بن حيان مسي الصويف وهو رافضي‪ ،‬وكتبه املوجودة املطبوعة اآلن يف‬
‫العلوم الكيميائية‪ ,‬يقول فيها‪ :‬إن إمامي ووصي أوصاين بأن أفعل كذا وأفعل‬
‫كذا‪ ,‬ويقولون‪ :‬إنه يشري بذلك إىل جعفر الصادق ‪ ،‬وهو أول من مسي الصويف‪,‬‬
‫ويقولون‪ :‬إن معروف الكرخي يستمد واليته من كونه كان بواباً عند علي‬
‫الرضا ‪ ,‬وتنتهي سلسلة خرقة التصوف إىل علي بن أيب طالب يف كثري من‬
‫الطرق‪ ,‬مثلما تنتهي سلسلة األئمة عند الشيعة ‪.‬‬

‫فالتشابه موجود واهلدف واحد‪ ,‬وإمنا قالوا‪ :‬خُن رج هذا عن طريق الغلو يف علي ‪,‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬فمن كان من أهل‬
‫وخُن رج هذا عن طريق الغلو يف حممد َ‬
‫البيت‪ ،‬وقال‪ :‬ال نعبد علياً وال نعظمه‪ ,‬أو أن تعظيم علي قد طغى على تعظيم‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪,‬‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪ ,‬قالوا له‪ :‬أنت عظم حممد َ‬
‫حممد َ‬
‫والنتيجة واحدة‪.‬‬
‫كفر ابن عريب وأمثاله‬
‫السؤال‪ :‬مب يفسر مدافعة ابن حجر اهليتمي صاحب كتاب الزواجر عن اقرتاف‬
‫الكبائر ‪ ,‬عن ابن عريب ‪ ،‬بقوله‪ :‬إن الذين يعادونه من أجل أبياته الشركية مل‬
‫يفهموا ما قصده‪ ,‬وهو يرتحم عليه‪ ،‬ويصفه بالوالية والعلم‪ ،‬كما ورد يف كتابه‬
‫الفتاوى احلديثية ؟‬
‫اجلواب‪ :‬كثري من العلماء املتأخرين‪ ,‬وقعوا يف هذا اخللط‪ ,‬وبعض الناس يعتذر‬
‫لـابن عريب ولغريه‪ ،‬ويقول‪ :‬هلم مقاصد غري مفهومة‪ ,‬وقد رد عليهم أكثر من عامل‬
‫كـابن دقيق العيد وغريه‪ ,‬وقالوا‪ :‬إمنا يتأول كالم املعصوم‪ ,‬أي‪ :‬إمنا نبحث عن‬
‫خمرج لكالم املعصوم ألنه ال يتعارض وال يتناقض‪ ,‬أما كالم غريه فلم يُبحث له‬
‫عن خمارج وهو واضح الكفر؟‬

‫فكل ما قاله ابن عريب ‪ ,‬فإن معانيه الواضحة هي الكفر‪.‬‬

‫فمثالً‪ :‬عندما يقول‪ :‬إن اهلل هو أبو سعيد اخلراز ‪ ،‬وهو فالن وفالن‪ ,‬ويقول‪:‬‬
‫الرمحن على العرش استوى‪ ,‬من استوى‪ ،‬وعلى أي شيء استوى؟ وما يف الوجود‬
‫إال هو‪ ,‬أمثال هذا الكالم كفر واضح‪ ،‬فلماذا نتأول له؟‬

‫فيقع من بعض العلماء أهنم حيسنون الظن هلؤالء‪ ،‬وعلى أن هؤالء أولياء‪ ،‬واحلال‬
‫ليس كذلك‪ ,‬واإلنسان ال يبايل مبن أخطأ‪ ,‬وإمنا عليه هو أن يقرأ‪ ,‬وأن يطلع‪،‬‬
‫واحلق واضح يف هذه املسائل‪ ,‬فلهم من األبيات‪ ,‬والكتب ما ال يقبل التأويل بأي‬
‫حال من األحوال‪.‬‬

‫التشابه بني فرق الصوفية والباطنية‬


‫السؤال‪ :‬قلتم‪ :‬إن البهرة واآلغاخانية موجودون يف اهلند ‪ ،‬فهل لكم ‪-‬جزاكم اهلل‬
‫خرياً‪ -‬أن تبينو إن كان هناك عالقة بينهم وبني صوفية اهلند يف عصرنا احلاضر؟‬
‫اجلواب‪ :‬هناك عالقة واضحة جداً بني صوفية اهلند وهبرة اهلند وهي العالقة‬
‫باإلجنليز‪.‬‬

‫فـالصوفية والقاديانية والبهرة كلهم متفقون على إسقاط اجلهاد‪ ,‬وال كالم عن‬
‫اجلهاد وال حديث عنه‪ ,‬بل يرون إسقاط اجلهاد‪ ,‬بالذات يف القارة اهلندية ‪ ,‬وكل‬
‫الدعوات الصوفية اليت خترج من اهلند ال تتحدث عن اجلهاد واألمر باملعروف‬
‫والنهي عن املنكر وال تراه‪ ,‬وهذا ما فعله القادياين ‪ ،‬وهذا ما تفعله اإلمساعيلية‬
‫وغريهم‪ ,‬فهذه إحدى األشياء اليت يتفقون فيها‪ ،‬وتدلكم على أن القوم يغذون‬
‫بأيد خارجية‪ ,‬أي‪ :‬أنه من املمكن أن يأيت يهودي ويندس يف أي طائفة من هذه‬ ‫ٍ‬
‫الطوائف‪ ،‬ويعتقد اعتقادهم ويرتقى عندهم حىت يصبح شيخاً كبرياً معمماً‪،‬‬
‫ويقول فيها ما شاء‪ ,‬وهذا من املمكن جداً‪ ،‬ونتيجة لذلك تكثر فيها الفرق‬
‫والضالالت‪.‬‬
‫فرقة البهائية‬
‫السؤال‪ :‬نريد تفصيالً واضحاً عن البهائية ؟‬
‫اجلواب‪ :‬البهائية هي طائفة خرجت يف إيران فرعاً عن الشيخية اليت أسسها أحد‬
‫أئمة الروافض امسه الشيخ أمحد اإلحسائي ‪ ,‬وهذه الفرقة جعلت هلا كتاباً بدل‬
‫القرآن مسوه‪ :‬البيان ‪ ,‬وكتاب آخر امسه‪ :‬األقدس ‪ ,‬وهم يعتقدون أن البهاء نسخ‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ,‬وأن البيان واألقدس أفضل من القرآن‪ ،‬وأهنا‬ ‫شريعة حممد َ‬
‫ناسخة للقرآن‪ ,‬وأن قول اهلل‪َ :‬خلَ َق اِأْل نْ َسا َن * َعلَّ َمهُ الَْبيَا َن [الرمحن‪،]4-3:‬‬
‫أي‪ :‬علَّمه كتاب املريزا البهائي الذي ألفه‪ ,‬ومقرهم يف عكا ‪ ،‬وهلم انتشار يف‬
‫الواليات املتحدة وغرب أوروبا حيث يدخلون النصراين يف اإلسالم حسب‬
‫زعمهم‪ ،‬وهم يدخلونه يف دين البهائية ‪ ,‬وقد اتفق علماء املسلمني على‬
‫تكفريهم‪ ,‬حىت علماء الروافض يف عصرهم هم الذين ك ّفروا البهاء والشريازي‬
‫الذي قبله‪ ،‬وقتلومها يف نفس إيران ‪ ,‬ألهنم خرجوا من األصول اليت عند الرافضة‬
‫صلَّى اهللُ‬
‫‪ ,‬فما بالك خبروجهم على األصول اليت هي كتاب اهلل وسنة رسوله َ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬

‫مصحف فاطمة‬
‫السؤال‪ :‬ما هو مصحف فاطمة ؟‬
‫اجلواب‪ :‬مصحف فاطمة يقول الروافض كما يف كتاهبم الكايف ‪-‬الذي ألفه‬
‫الكليين وهو عندهم مثل صحيح البخاري عندنا بل أشد‪ :-‬إن مصحف فاطمة‬
‫هو ثالثة أضعاف القرآن‪ ,‬وليس فيه من القرآن الذي عندنا حرف واحد أبداً‪,‬‬
‫لكن أين يوجد هذا املصحف؟‬
‫إنه يوجد مع اإلمام الغائب املنتظر (عجل اهلل فرجه وسهل خمرجه! ‪-‬كما‬
‫يدعون‪ )-‬يف السرداب‪ ،‬وملاذا نتعبد هبذا القرآن بالوجوب؟‬

‫قالوا‪ :‬إن جعفر الصادق قال‪ :‬تعبدوا هبذا القرآن حىت يظهر اإلمام من أبنائنا‪,‬‬
‫فيظهر لكم مصحف فاطمة ‪.‬‬

‫وأول من مجع هذا القرآن علي بن أيب طالب ‪ ,‬واختص به أهل بيته‪ ,‬فهذه هي‬
‫عقيدهتم‪ ,‬وال جتد أي كتاب من كتبهم إال وينطق هبذا‪ ,‬وعندما قام أحد اخلطباء‬
‫من أهل السنة ‪-‬جزاه اهلل خرياً‪ -‬وخطب عن هذه القضية‪ ,‬رد عليه بعض‬
‫الروافض املعاصرين‪ ,‬وأثاروا هذه القضية‪ ,‬وقالوا‪ :‬القضية عندنا إمجاع على أن‬
‫هذا القرآن كامل‪ ,‬ولكن ليكن عندنا قاعدة حىت ال ننخدع‪ ,‬التقية دائماً هي‬
‫طريقتهم‪.‬‬

‫كيف يقولون عندنا باإلمجاع أن هذا القرآن كامل‪ ،‬وبعد هذا يقولون‪ :‬إن‬
‫مصحف فاطمة ليس فيه من هذا القرآن حرف واحد؟‬

‫إذاً كالم اخلطيب صحيح‪ ،‬وارجعوا إىل ترمجة عبد اهلل بن سبأ مؤسس دينهم‬
‫حىت تروا أصل هذا الدين وتتأكدوا‪ ،‬ارجعوا إىل ترمجة عبد اهلل بن سبأ اليهودي‬
‫هذا يف كتاب لسان امليزان ‪ ,‬جتدون أن ما قاله الكليين يف الكايف ‪ ,‬هو ما قاله‬
‫عبد اهلل بن سبأ من قبل يف القرآن وأنه حمرف‪ ,‬بل عبد اهلل بن سبأ يقول‪ :‬إن‬
‫القرآن احلقيقي ‪-‬وهو مصحف علي ‪ -‬عشرة أضعاف هذا القرآن‪ ,‬وكيف أهنم‬
‫يقولون‪ :‬إهنم جممعون أن القرآن كامل‪ ,‬لكن هناك زيادة عليه‪ ،‬فالتقية دائماً‬
‫يستخدموها ليلبسوا علينا ديننا‪.‬‬
‫فرقة النصريية‬
‫السؤال‪ :‬النصريية العلوية هل هم من الشيعة أم الباطنية والدروز ؟‬
‫اجلواب‪ :‬قلنا‪ :‬إن العلوية النصريية ‪ ,‬أو العلي إالهية ‪ ,‬أي‪ :‬النصريية ‪ ,‬والدروز‬
‫مها من فرق الباطنية اليت هي خارجة عن اإلسالم بالكلية‪ ,‬كما وضح ذلك َشْيخ‬
‫الم يف فتاويه ويف منهاج السنة ‪.‬‬‫اِإل ْس ِ‬

‫نسأل اهلل ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل أن يكتب لنا ولكم األجر‪ ،‬وأن يوفقنا ملا حيبه ويرضى‪،‬‬
‫وأن جيعلنا من جنود هذا الدين القائمني الذابني عن سنة سيد املرسلني‪ ،‬إنه مسيع‬
‫جميب‪.‬‬

You might also like