Professional Documents
Culture Documents
أما بعد فيقوؿ اؼبرذبي من ربو عفو الزالت وقضاء اغباجات دمحم نووي بن عمر قد طاؿ تردد فكرى
ُب تصحيح منظومة الشيخ زين الدين بن علي بن أضبد وىي ُب داخل كتابو اؼبشهور بشعب اإليباف
اؼبعربة اؼبختصرة من شعب اإليباف الفارسية للعالمة السيد نور الدين االهبيٍ .ب ؼبا انشرح صدري
أردت أف أكتب عليها شرحا انفعا يل وألبناء جنسي فبن أراد فالحا (وظبيتو قامع الطغياف على
منظومة شعب اإليباف) وأسأؿ هللا الكرًن أف ينفع بو دبنو وكرمو إنو على ما يشاء قدير وابإلجابة
جدير آمُت.
ىذه الرسالة أبيات مأخوذة من كتاب الشيخ زين الدين بن علي بن أضبد الشافعي الكوشٍت
الفناين اؼبليباري ولذلك كاف عدد ما ُب األبيات مثل ما ُب النشر أي أف صاحب ىذه الرسالة ولد
ُب كوشن من مدف مليبار بعد طلوع الشمس من يوـ اػبميس الثاين عشر من شهر شعباف سنة
اثنتُت وسبعُت وشبامبائة ونقلو عمو القاضي زين الدين بن أضبد إىل فناف وىو صغَت ولو مصنفات كثَتة
كهداية األذكياء وربفة األحياء وإرشاد القاصدين ُب اختصار منهج العابدين للغزايل.
(ىذه بيوت من كتاب الكوشٍت * من قاؿ بعد صالتنا ونسلم)
أف اػبصاؿ اؼبتفرعة عن اإليباف سبع وسبعوف كما قالو ملسو هيلع هللا ىلص اإليباف بضع وسبعوف شعبة فأفضلها قوؿ
ال إلو إال هللا وأدانىا إماطة األذى عن الطريق واغبياء شعبة من اإليباف رواه احملدثوف.
الشعبة األوىل
اإليباف ابهلل
اإليباف ابهلل ىو أف نؤمن أبف هللا تعاىل واحد ال شريك لو فرد ال مثل لو صمد ال ند لو أزيل قائم
أبدي دائم ال أوؿ لوجوده وال آخر ألبديتو قيوـ ال يفنيو األبد وال يغَته األمد بل ىو األوؿ واآلخر
والظاىر والباطن منزه عن اعبسمية ليس كمثلو شيئ .قاؿ تعاىل :ايآيها الذين آمنوا أمنوا ابهلل و
رسولو و الكتب الذي نزؿ علي رسولو و الكتب الذي انزؿ من قبل .و حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر :
أمرت اف أقاتل الناس حىت يقولوا ال إلو إال هللا فمن قاؿ ال إلو إال هللا فقد عصم من نفسو و مالو إال
حبقو و حسابو علي هللا.
الشعبة الثانية
اإليباف ابؼبالئكة
وذلك أبف تصدؽ بوجودىم وأبهنم عباد مكرموف ال يعصوف هللا ما أمرىم ويفعلوف ما يؤمروف
وىم أجساـ لطيفة ذوات أرواح جعل هللا ؽبم قوة على التشكل أبشكاؿ ـبتلفة حسنة .قاؿ تعاىل :و
اؼبؤمنوف كل من آمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و رسلو .و غبديث عمر بن اػبطاب هنع هللا يضر ُب
الصحيحُت ُب سؤاؿ جربائيل " االيباف اف تؤمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و رسلو.
الشعبة الثالثة
اإليباف ابلكتب
وذلك أبف تصدؽ أبف ما أنزؿ هللا على أنبيائو من الكتب وحي من هللا مشتمل على أحكامو
وأخباره .قاؿ تعاىل :ايآيها الذين آمنوا أمنوا ابهلل و رسولو و الكتب الذي نزؿ علي رسولو و الكتب
الذي انزؿ من قبل.
الشعبة الرابعة
اإليباف أبنبيائو
وذلك أبف تؤمن أبف األنبياء صادقوف فيما أخربوا بو عن هللا تعاىل وأف منهم من أرسلهم إىل
اػبلق ؽبدايتهم وتكميل معاشهم ومعادىم وأيدىم ابؼبعجزات الدالة على صدقهم فبلغوا عنو تعاىل
رساالتو وبينوا للمكلفُت ما أمروا ببيانو .قاؿ تعاىل :و اؼبؤمنوف كل آمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و
رسلو.
الشعبة اػبامسة
هبب على كل مكلف اإليباف بفناء العامل الدنيوي العلوي والسفلى وابليوـ اآلخر مع ما اشتمل
عليو من اعبزاء واغبساب واؼبيزاف والػصراط واعبػنة والنار.
الشعبة السادسة
الشعبة السابعة
اإليباف ابلقدر
وذلك أبف تعتقد أف هللا تعاىل أوجد األشياء على طبق ما سبق بو علمو تعاىل فجميع أفعاؿ
اػبلق بتقدير هللا تعاىل فينبغي لإلنساف أف يرضي بكل ما هبري بو القضاء .قاؿ تعاىل :قل كل من
عند هللا .و ُب الصحيحُت من حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر و الذي نفس دمحم بيده لتقومن الساعة و قد
نشر الرجالف ثوهبما بينهما ال يتبايعانو و ال يطوابنو و لتقومن الساعة و ىو يليط خوضو ال يسقيو و
لتقومن الساعة و قد انصرؼ الرجل بلنب لقحتو من ربتها و قد رفع اكلتو إيل فيو ال يطعمها.
(اغبديث)( .ووبكى) عن الشيخ عفيف الدين الزاىد أنو كاف دبصر فبلغو ما وقع ببغداد من قتل
الكفار للمسلمُت حىت خربت بغداد ثالث سنُت ونصف سنة بغَت خليفة ومن تعليق الكفار
اؼبصاحف َب أعناؽ الكالب والقائهم كتب األئمة ُب الدجلة حىت صارت كاعبسر سبر اػبيل عليها
فأنكر ذلك وقاؿ ايرب كيف ىذا وفيهم األطفاؿ ومن الذنب لو فرأى َب اؼبناـ رجال وُب يده كتاب
فأخذه فإذا فيو ىذاف البيتاف من حبر اؼبتقارب.
فػمن خاض عبة حبر ىلك) (وال تسػأؿ هللا عػن فعلػو *
الشعبة الثامنة
اإليباف أبف اػبالئق يساقوف إىل أرض احملشر
وىو أف نؤمن أبف اػبالئق يساقوف صبيعا بعد البعث والنشور إىل أرض احملشر أي اؼبوقف وىي أرض
بيضاء قاع صفصف ال فيها عوج وال أمت وال عليها ربوة ىبتفى اإلنساف وراءىا وال وىدة ينخفض
عن األعُت فيها بل ىو صعيد واحد بسيط التفاوت فيو يساقوف إليو زمرا .ومراتب الناس ُب اغبشر
متفاوتة فمنهم الراكب وىو اؼبتقي ومنهم اؼباشي على رجليو وىو قليل العمل ومنهم اؼباشي على
وجهو وىو الكافرٍ .ب يصرؼ الناس من اؼبوقف إىل اعبنة أو النار ويبروف على الصراط فأمة سيدان
دمحم ملسو هيلع هللا ىلص على سبعة أنواع الصديقوف والعاؼبوف والبدالء والشهداء واغبجاج واؼبطيعوف والعاصوف
فالصديقوف يبروف على الصراط كالربؽ اػباطف والعاؼبوف كالريح العاصف والبدالء كالطَت ُب ساعة
يسَتة والشهداء كالفرس السابق يبروف ُب نصف هنار واغبجاج يبروف ُب يوـ كامل واؼبطيعوف ُب شهر
والعاصوف يضعوف أقدامهم على الصراط وأوزارىم على ظهورىم فيعربوف فتقصد انر جهنم احراقهم
فًتى نور اإليباف ُب قلوهبم فتقوؿ جز اي مؤمن فإف نورؾ أطفأ ؽبيب كما أفاده دمحم اؽبمداين قاؿ رسوؿ
هللا ملسو هيلع هللا ىلص يبعث الناس حفاة عراة غرال قد أعبمهم العرؽ وبل شحوـ اآلذاف .غبديث ابن عمر هنع هللا يضر ُب
صحيح مسلم :يقوـ الناس يوـ القيامة لرب العاؼبُت حىت يغيب أحدىم ُب رسحو إيل أنصاؼ
أذانيو .و قاؿ تعاىل أال يظن أولئك أهنم مبعوثوف ليوـ عظيم يوـ يقوـ الناس لرب العاؼبُت.
الشعبة التاسعة
اإليباف ابعبنة
وىو أف نؤمن أبف اعبناف دار خلود ؼبسلم وىو من مات على اإلسالـ وأف تقدـ منو كفر .ودخل ُب
اؼبسلم العصاة فمرجعهم ودار خلودىم اعبناف فال ىبلدوف ُب النار إف دخوؽبا بل ال يدوـ عذاهبم فيها
مدة بقائهم ألهنم يبوتوف بعد الدخوؿ بلحظة ما يعلم هللا مقدارىا فال وبيوف حىت ىبرجوا منها .واؼبراد
دبوهتم أهنم يفقدوف إحساس أمل العذاب ألهنم يبوتوف موات حقيقيا خبروج الروح .واإليباف أبف جهنم
وىو إسم جملموع النَتاف دار خلود لكافر وىو من مات على الكفر وإف عاش طوؿ عمره على اإليباف
ودخل ُب الكافر من ابل ُب النظر فلم يصل إىل اغبق وترؾ التقليد الواجب عليو وال يدخل فيو
أطفاؿ اؼبشركُت بل ىم ُب اعبنة على الصحيح وال فرؽ ُب اؼبسلم والكافر بُت اإلنس واعبن .قاؿ
تعاىل :بلى من كسب سيئة و أحاطت بو خطيئتو فاولئك أصحاب النار ىم فيها خالدوف .و
الذين آمنوا و عملوا الصاغبات اولئك اصحاب اعبنة ىم فيها خالدوف .و غبديث ابن عمر رضي هللا
عنهما ُب الصحيحُت :إف احدكم إذا مات عرض عليو مقعده ابلغداة و العشي اف كاف من أىل
اعبنة فمن اىل اعبنة و اف كاف من أىل النار فمن اىل النار يقاؿ ىذا مقعدؾ حىت يبعثك هللا تعاىل
إليو يوـ القيامة.
الشعبة العاشرة
قاؿ سهل عالمة حب هللا حب القرآف وعالمة حبهما حب النيب وعالمة حبها ملسو هيلع هللا ىلص حب السنة
وعالمة حبها حب اآلخرة وعالمة حبها بغض الدنيا وعالمة بغضها أف ال أيخذ منها إال زادا وبلغة
إىل اآلخرة.
وقاؿ حاًب بن علواف قدس سره من ادعى ثالاث بغَت ثالث فهو كذاب من ادعى حب هللا تعاىل
من غَت ورع عن ؿبارمو فهو كذاب .ومن ادعى ؿببة النيب من غَت ؿببة الفقر فهو كذاب ومن ادعى
حب اعبنة من غَت إنفاؽ مالو فهو كذاب .وقاؿ بعض العارفُت إذا كاف اإليباف ُب ظاىر القلب
أحب هللا تعاىل حبا متوسطا فإذا دخل سويداء القلب أحبو اغبب البال وترؾ اؼبعاصي وابعبملة ُب
دعوى احملبة خطر فلذلك قاؿ الفضيل إذا قيل لك أربب هللا تعاىل فاسكت فإنك إف قلت ال كفرت
كفرت وإف قلت نعم فليس وصفك وصف احملبُت .قاؿ تعاىل :و من الناس من يتخذ من دوف هللا
أندادا وببوهنم كحب هللا و الذين آمنوا أشد حبا هلل .و غبديث أنس بن ملك هنع هللا يضر ُب الصحيحُت
الصحيحُت ثالث من كن فيو وجد حالوة االيباف اف يكوف هللا ورسولو أحب إليو فبا سوانبا و اف
وبب اؼبرء ال وببو إال هلل و اف يكره اف يعود ُب الكفر كما يكره اف توقد لو انر فيقذ فيها.
وأقل درجات اػبوؼ أف يبتنع عن اؼبخطورات ويسمى ذلك ورعا فإف زادت قوتو كف عما ال
يتيقن ربريبو ويسمى ذلك تقوى فإذا انضم إليو التجرد للخدمة فصار ال يبٌت ما ال يسكنو وال هبمع
ما ال أيكلو وال يلتفت إىل دنيا ويعلم أهنا تفارقو وال يصرؼ إىل غَت هللا تعاىل نفسا من أنفاسو فهو
الصدؽ ويسمى صاحبو صديقا ويدخل ُب الصدؽ التقوى ويدخل ُب التقوى الورع ويدخل ُب الورع
العفة كذا قالو الغزايل ُب اإلحياء .قاؿ تعاىل :فال ىبافوىم ىبافوف إف كنتم مؤمنُت .و قاؿ تعاىل :
فال زبشوا الناس و اخشوف .و قاؿ تعاىل :و إايي فارىبوف .و قاؿ تعاىل :و ؼبن خاؼ مقاـ ربو
جنتاف .و غبديث عدي بن حاًب هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :اتقوا النار و لو بشق سبرة .و غبديث آنس
هنع هللا يضر :لو تعلموف ما اعلم لضحكتم قليال و لبكيتم كثَتا.
قاؿ هللا تعاىل :قل اي عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم التقنطوا من رضبة هللا ،قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص الفاجر الراجي لرضبة هللا تعاىل أقرب إىل هللا تعاىل من العابد اؼبقنط .وروي عن عمر عن زيد بن
عمر عن زيد بن أسلم أف رجال كاف ُب األمم اؼباضية هبتهد ُب العبادة ويشدد على نفسو ويقنط
الناس من رضبة هللا تعاىل ٍب مات فقاؿ ايرب مايل عندؾ فقاؿ لك النار فقاؿ اي رب فأين عبادٌب
واجتهادي فقاؿ إنك تقنط الناس من رضبيت ُب الدنيا فأان أقنطك اليوـ من رضبيت .وحقيقة الرجاء ىو
ارتياح القلب النتظاره ما ىو ؿببوب عنده ولكن ذلك احملبوب اؼبتوقع البد وأف يكوف بسبب فإف
البرمت أسبابو فهو الغرور واغبمق وإف مل تكن األسباب معلومة الوجود والمعلومة اإلنتفاء فهو التمٍت
فإذا خطر ببالك موجود فيما مضى ظبي تذكرا وإف كاف ما خطر ببالك موجودا ُب اغباؿ ظبي وجدا
وذوقا وإدراكا وإف كاف قد خطر ببالك وجود شيئ ُب اإلستقباؿ وقلب ذلك على قلبك ظبي إنتظارا
إنتظارا وتوقعا فإف كاف اؼبنتظر مكروىا حصل منو أمل ُب القلب ظبي خوفا وإشفاقا وإف كاف ؿببواب
حصل من انتظاره لذة ُب القلب وإرتياح يسمى ذلك اإلرتياح رجاء كذا ُب اإلحياء .قاؿ تعاىل :و
يرجوف رضبتو و ىبافوف عذابو .و قاؿ تعاىل :إف رضبة هللا قريب من احملسنُت .و غبديث أيب ىريرة
هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :لو يعلم اؼبؤمنوف ما عند هللا من العقوبة ما طمع جبنتو أحد و لو يعلم الكافر ما
الكافر ما عند هللا من الرضبة ما قنط من جنتو أحد .و غبديث جابر ُب صحيح مسلم :ال يبوتن
أحدكم إال و ىم وبسن الظن ابهلل .و غبديث ايب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :يقوؿ هللا عز و جل إان
و جل إان عند الظن عبدي و أان معو حُت يذكرين و ذكر اغبديث.
التوكل
قاؿ هللا تعاىل :فتوكلوا إف كنتم مؤمنُت .والتوكل ثالث درجات (األوىل) أف يكوف حالو ُب حق
هللا تعاىل وُب الثقة بكفالتو وعنايتو كحالو ُب الثقة ابلوكيل (الثانية) أف يكوف حالو مع هللا تعاىل
كحاؿ الطفل ُب حق أمو فانو ال يعرؼ غَتىا واليفزع إىل أحد سواىا واليعتمد إال إايىا فإف رآىا
تعلق هبا ُب كل حاؿ وإف انبو أمر ُب غيبتها كاف أوؿ سابق إىل لسانو اي أماه وأوؿ خاطر على قلبو
أمو فانو قد وثق بكفالتها وشفقتها ثقة اتمة (الثالثة) أف يكوف بُت يدي هللا ُب حركاتو وسكانتو مثل
اؼبيت بُت يدي الغاسل ال يفارقو إال أف يرى نفسو ميتا ربركو القدرة األزلية كما ربرؾ يد الغاسل وىو
وىو الذي قوي إيبانو أبنو تعاىل ؾبر للحركة وىذا أعلى الدرجات واألوىل أدانه والثانية أقوى من
األوىل .قاؿ تعاىل :و علي هللا فليتوكل اؼبؤمنوف .و قاؿ تعاىل و من يتوكل علي هللا فهو حسبو اف
هللا ابل امره .و غبديث الزبَت هنع هللا يضر ألف أيخذ جبلو ٍب أيٌب اعببل فيأٌب حبزمة من خطب علي ظهره
علي ظهره فيتبيعها فيستغٌت هبا خَت لو من اف يسأؿ الناس اعطوه او منعوه .و ُب صحيح البخاري
من حديث اؼبقداـ بن معديكرب هنع هللا يضر ما أكل أحد طعاما قط خَت من أف أيكل من عمل يديو قاؿ
يديو قاؿ و كاف داود ال أيكل إال من عمل يديو.
قاؿ رسوؿ هللا :ال يؤمن أحدكم حىت أكوف أحب إليو من نفسو ومالو وولده ووالده والناس
أصبعُت واؼبراد ابلناس غَت ىؤالء اؼبذكورين من القرابة واؼبعارؼ واعبَتاف واألصحاب وغَتىم وحب
الرسوؿ ىو عُت حب هللا تعاىل وكذلك حب العلماء واألتقياء ألف هللا تعاىل وببهم وىم وببونو وكل
ذلك يرجع إىل حب األصل فال يتجاوزه إىل غَته فال ؿببوب ابغبقيقة عند ذوي البصائر إال هللا تعاىل
وال مستحق للمحبة سواه .و غبديث أنس ُب صحيحُت ثالث من كن فيو وجد هبن حالوة االيباف
اف يكوف هللا و رسولو أحب إليو فبا سوانبا .قاؿ جاء رجل إيل النيب صلي هللا عليو و سلم :اي
رسوؿ هللا مىت الساعة ؟ فقاؿ ما أعددت ؽبا فقاؿ ما أعددت ؽبا كثَت صياـ و ال صدقة إال أىن
أحب هللا و رسولو قاؿ أنت مع من أحببت.
والتعظيم أبف يعرؼ علو قدره ويراعى األدب عند ذكره وظباع إظبو وحديثو ويكثر الصالة
والسالـ عليو ويعتٍت ُب إتباع سنتو قاؿ تعاىل" ال ترفعوا أصواتكم فوؽ صوت النيب .و قاؿ تعاىل :و
تعزروه و توقروه .و قاؿ تعاىل :فالذين آمنوا بو و و عزروه و نصروه .و قاؿ تعاىل :ال ذبعلوا دعاء
الرسوؿ بينكم كدعاء بعضكم بعضا.
كأف يكوف القتل واإلدخاؿ ُب النار أحب إليو من الدخوؿ ُب الكفر ويعرؼ أف دينو أعز عليو
من صبيع أوالده وأموالو( .حكي) أف عمر ابن عبد العزيز ُب وقت خالفتو أرسل صباعة إىل الروـ
ألجل الغزو فاهنزموا وأسر عشروف شخصا منهم وأمر قيصر الروـ واحدا منهم أف يدخل ُب دينو
ويعبد الصنم وقاؿ إف دخلت ُب ديٍت وسجدت للصنم أجعلك أمَتا ُب بلدة عظيمة وأعطك العلم
واػبلع والكؤوس والبوؽ وإف مل تدخل ُب ديٍت أقتلك وأضرب عنقك ابلسيف فقاؿ ال أبيع الدين
ابلدنيا فأمر بقتلو فقتل ُب اؼبيداف وضرب عنقو ابلسيف فدار رأسو ُب اؼبيداف وكاف يقرأ ىذه اآلية:
اي أيتها النفس اؼبطمئنة ارجعي إىل ربك راضية مرضية فادخلي ُب عبادي وادخلي جنيت .فغضب
قيصر وأخذ الثاين وقاؿ ادخل ُب ديٍت أجعلك أمَتا ُب مصر كذا وإال أقطع عنقك كما قطعت عنق
صاحبك فقاؿ ال أبيع الدين ابلدنيا فإف كاف لك والية قطع الرأس فليس لك والية قطع اإليباف فأمر
بقطع رأسو فقطع ودار كما دار رأس صاحبو ثالث مرات وكاف الرأس يقوؿ ىذه اآلية :فهو ُب عيشة
راضية ُب جنة عالية قطوفها دانية .فوقف عند رأس األوؿ فغضب قيصر غضبا شديدا وأمر أف أيخذ
الثالث وقاؿ ما تقوؿ أنت ىل تدخل ُب ديٍت وأجعلك أمَتا فأدركتو الشقاوة وقاؿ دخلت ُب دينك
واخًتت الدنيا على اآلخرة فقاؿ قيصر لوزيره اكتب لو مثاال واعطو خلعا وكؤوسا وعلما فقاؿ وزيره اي
ملك كيف أعطيو بغَت ذبربة فقاؿ الوزير قل لو إف كنت صادقا ُب كالمك فاقتل رجال من أصحابك
نصدؽ كالمك فأخذ اؼبلعوف واحدا من أصحابو فقتلو فأمر اؼبلك الوزير أف يكتب لو اؼبثاؿ فقاؿ
الوزير للملك ىذا ليس من العقل أف تصدؽ كالمو فانو ما رعى حق أخيو الذي ولد معو ونشأ معو
فكيف يرعى حقنا فأمر بقتلو فقطع رأسو ودار ُب اؼبيداف ثالث مرات وكاف الرأس يقرأ ىذه اآلية:
أفمن حق عليو كلمة العذاب أفأنت تنقذ من ُب النار .فوقف ُب طرؼ اؼبيداف ومل وبضر عند الرأسُت
فصار إىل عذاب هللا نعوذ ابهلل من الضالؿ.
عن عبد هللا بن مسعود قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من تعلم اباب من العلم ينتفع بو ُب آخرتو ودنياه
كاف خَتا لو من عمر الدنيا سبعة آالؼ سنة صياـ هنارىا وقياـ لياؽبا مقبوال غَت مردود .وعن معاذ
بن جبل قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :تعلموا العلم فإف تعلمو هلل حسنة ودراستو تسبيح والبحث عنو
جهاد وطلبو عبادة وتعليمو صدقة وبذلو ألىلو قربة والفكر ُب العلم يعدؿ الصياـ ومذاكرتو تعدؿ
القياـ .وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :اطلب العلم ولو بينك وبينو حبر من انر ،وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :اطلب العلم من
اؼبهد إىل اللحد أي إف تعلم العلم فرض ُب صبيع األوقات واغباالت .و ُب حديث عبد هللا بن عمرو
هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :إف هللا ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعو من الناس و لكن يقبض العلماء حىت إذا مل
يبق عامل ازبذ الناس رؤساء جهاال فسئلوا فأفتوا بغَت علم فضلوا و أضلوا.
وقاؿ بعض السلف العلوـ أربعة الفقو لألدايف والطب لألبداف والنجوـ لألزماف والنحو للساف
(واعلم) أف ربصيل العلم على نوعُت كسيب وظباعي فالكسيب ىو العلم اغباصل دبداومة الدرس
والقراءة على األستاذ ،والسماعي ىو التعلم من العلماء ابلسماع ُب أمور الدين والدنيا وىذا ال
وبصل إال دبحبة العلماء واإلختالط معهم واجملالسة ؽبم واإلستفسار منهم.
وهبب على اؼبتعلم أف ينوي بتحصيل العلم رضا هللا تعاىل والدار اآلخرة وإزالة اعبهل عن نفسو
وعن سائر اعبهاؿ وإحياء الدين وإبقاء اإلسالـ ابلعلم وينوي بو الشكر على نعمة العقل وصحة
البدف وال ينوي بو إقباؿ الناس إليو واستجالب متاع الدنيا واإلكراـ عند السلطاف وغَته .قاؿ تعاىل :
يرفع هللا الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات و هللا دبا تعملوف خبَت .و قولو ىل يستوى
الذين يعلموف و الذين ال يعلموف إمبا يتذكر أولوا االلباب.
وهبب ُب كل مسجد وؿبلة من البلد فقيو يعلم الناس ويفهمهم وكذا ُب كل قرية وهبب على كل
فقيو فرغ من فرض عينو على سبيل فرض الكفاية أف ىبرج إىل من هباور بلده ويعلمهم دينهم وفرائض
شرائعهم ويستصحب مع نفسو زادا أيكلو وال أيكل من أطعمتهم فإف قاـ بو واحد سقط اغبرج عن
الباقُت واالعم اغبرج الكافة أصبعُت .أما العامل فلتقصَته ُب اػبروج إىل ذلك البلد وأما اعباىل
فلتقصَته ُب ترؾ التعلم ىكذا قاؿ أضبد السحيمي نقال عن الغزايل.
ٍب اعلم أف العامل اآلخرة ثالث عالمات (احداىا) أف اليطلب الدنيا بعلمو( ،والثانية) أف يقصد
ابإلشتغاؿ ابلعلوـ السعادة األخروية فيكوف مهتما بعلم الباطن لسياسة القلب (والثالثة) أف يكوف
معتمدا ُب علومو على التقليد لصاحب شريعة ُب أقوالو وأفعاؽبز
ٍب إف لعدـ طلب الدنيا ابلعلم طبس عالمات (األوىل) أف ال ىبالف قولو ما يفعلو فيكوف ىو
أوؿ فاعل للمأمورات واترؾ للمنهيات (والثانية) أف يعتٍت ابلعلم على حسب طاقتو ويرغب ُب
الطاعة ويتوقى عن علم يكثر اعبداؿ (والثالثة) أف هبتنب ترفو طعاـ ومسكن وأاثث ولباس (والرابعة)
أف ينقبض عن ـبالطة السلطاف إال للنصح لو أو للدفع مظلمة أو للشفاعة ُب مرضاة هللا تعاىل
(واػبامسة) أف اليسارع إىل الفتوى بل يقوؿ اختياطا اسأؿ من يكوف أىال للفتوى وأف يبتنع عن
اإلجتهاد اذا مل يتعُت عليو بل يقوؿ ال أدري إذا مل يسهل اإلجتهاد عليو .قاؿ تعاىل :لتبيننو للناس
وال تكتمونو .و قولو و ليندروا قومهم إذا رجعوا إليهم .و غبديث اغبارث احملاسيب العلم يورث اػبشية
و الزىد يورث الراحة و اؼبعرفة تورث االانبة .و عن اغبسن البصري قاؿ أنو مر عليو رجل فقيل ىذا
فقيو فقاؿ أو تدروف من الفقيو ؟ إمبا الفقيو العامل ُب دينو الزاىد ُب دنياه القائم علي عبادة ربو.
الشعبة التاسعة عشرة
فمن ذلك أف يقرأه وىو على طهارة وأف ال يبسو إال طاىرا وأف يستاؾ ويتخلل عند إرادة قراءتو
وأف يستوي لقرائتو قاعدا إف كاف ُب غَت صالة وال يكوف متكئا وأف يلبس ثياب التجمل ألنو مناج
ربو وأف يستقبل القبلة لقراءتو وأف يتمضمض كلما تنخع وأف يبسك عن القراءة إذا تثاءب وأف يقرءه
على تؤدة وترتيل وأف يؤدي لكل حرؼ حقو من األداء وأف ال يًتؾ الصحيفة منثورة إذا وضعها وأف
ال يضع فوقو شيئا من الكتب حىت يكوف أبدا عاليا على سائر الكتب وأف يضعو ُب حجره إذا قرأه
أو على شيئ بُت يديو وال يضعو ابالرض وأف ال يبحوه من اللوح ابلبزاؽ بل يغسلو ابؼباء وأف ال
يتخذ الصحيفة إذا بليت ودرست وقاية للكتب فإف ذلك جفاء عظيم ولكن يبحوىا ابؼباء وأف ال
يقرأ ُب األسواؽ وال ُب مواطن اللغط واللغو وؾبمع السفهاء وأف ال يصب غسالتو على كناسة إذا
اغتسل بكتابتو مستشفيا من سقم وال ُب موضع قباسة وال على موضع يوطأ ولكن على انحية من
األرض ُب بقعة اليطؤىا الناس أو وبفر حفَتة ُب موضع طاىر حىت يصب من جسده ُب تلك
اغبفَتة ٍب يكسبها أو ُب هنر كبَت ىبتلط دبائو فيجري وأف يسمي هللا على كل نفس إذا كتبو أو شربو
ويعظم النية ُب ذلك فإف هللا يؤتيو على قدر نيتو .قاؿ تعايل :لو انزلنا ىذا القرآف علي جبل لرأيتو
خاشعا متصدعا من خشية هللا .و قاؿ تعاىل :انو لقرآف كرًن ُب كتاب مكنوف ال يبسو إال
اؼبطهروف .و قاؿ النيب صلي هللا عليو وسلم فيما رواه البخاري عن عثماف هنع هللا يضر أفضلكم أو خَتكم
من تعلم القرآف و علمو الناس .و عن عبد هللا بن عمر عن النيب صلي هللا عليو و سلم قاؿ ال حسد
إال ُب اثنتُت رجل آاته هللا ىذا الكتاب فقاـ بو آانء الليل و النهار و رجل آاته هللا مال فهو يتصدؽ
بو آانء الليل و النهار.
الشعبة العشروف
الطهارة
قاؿ هللا تعاىل :اي أيها الذين آمنوا إذا قمتم إىل الصالة فاغسلوا وجوىكم وأيديكم إىل اؼبرافق
وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إىل الكعبُت وإف كنتم جنبا فاطهروا وإف كنتم مرضى أو على سفر أو
جاء أحد منكم من الغائط أوالمستم النساء فلم ذبدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكم
وأيديكم منو.
وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :الطهور شطر اإليباف و اغبمد هلل سبالء اؼبيزاف و سبحاف هللا و هللا أكرب
سبلئاف أو سبالء ما بُت السماء و االرض و الصالة نور و الصدقة برىاف و الصرب ضياء و القرآف
حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسو فمعتقها أو موبقها .و غبديث ابن عمر رضي هللا
عنهما ُب صحيح مسلم ايضا ال يقبل هللا عز و جل صالة بغَت طهور و ال صدقة من غلوؿ .و قاؿ
عمر هنع هللا يضر اف الوضوء الصاّب يطرد عنك الشيطافٍ .ب قاؿ السحيمي الطهور بضم الطاء أي الوضوء
الظاىري والباطٍت نصف اإليباف ابعتبار الثواب .قاؿ حاًب لعاصم بن يوسف إذا حضر وقت الصالة
توضأ وضوأين وضوء الظاىر ووضوء الباطن قاؿ عاصم كيف ذلك قاؿ أما وضوء الظاىر فتعلم وأما
وضوء الباطن فالتوبة والندامة وترؾ الغل والغش والشك والكرب وترؾ حب الدنيا وثناء اػبلق
والرايسة.
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :علم اإليباف الصالة فمن فرغ ؽبا قلبو وحافظ عليها حبدودىا فهو مؤمن.
فهو مؤمن .وسئل رسوؿ هللا عن عالمة اؼبؤمن واؼبنافق فقاؿ إف اؼبؤمن نبتو ُب الصالة والصياـ
والعبادة واؼبنافق نبتو ُب الطعاـ والشراب كالبهيمة .قاؿ تعاىل :إف الصلوة كانت علي اؼبؤمنُت كتااب
موقوات .و قاؿ و أقيموا الصلوة و آتوا الزكاة .عن ابن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت قاؿ سألت النيب
سألت النيب صلي هللا عليو وسلم أي االعماؿ أحب إيل هللا قاؿ الصالة لوقتها قلت ٍب أي ؟ قاؿ بر
الوالدين ٍب أي ؟ قاؿ اعبهاد ُب سبيل هللا .و حديث ابن عمر فيهما صالة اعبماعة افضل من صالة
الفذ بسبع و عشرين درجة.
وىي أف ينوي الشخص بقلبو زكاة الفرض وليس عليو تعيُت األمواؿ فإذا ملك نصااب من
الذىب والفضة واؼبواشى واغببوب والثمار والنخل والكرـ وجب عليو أف يدفع زكاهتا لألصناؼ
الثمانية أو اؼبوجودين منهم كالفقراء واؼبساكُت واؼبسافرين الذين وبتاجوف ؼبؤنة السفر والذين ارتكبتهم
الديوف .قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ما خالطت الزكاة ماال قط إال أىلكتو .و حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب
صحيح البخاري :من آاته هللا ماال فلم يؤد زكاتو مثل مالو يوـ القيامة سبحاعا أقرع لو زبيبتاف يطوفو
يوـ القيامة ٍب أيخذ بلهز ميتو ٍب يقوؿ :اان مالك أان كنزؾ .قاؿ تعاىل :وما أمروا إال ليعبدوا هللا
ـبلصُت لو الدين حنفاء و يقيموا الصالة و يؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة .وقولو تعاىل :يوـ وبمى
عليها ُب انر جهنم فتكوف هبا جباىهم و جنوهبم ىذا ما كنز ٍب ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزوف.
صوـ رمضاف
وذالك أبف يًتؾ سائر اؼبفطرات ُب أايمو بنية ُب الليل لطاعة اؼبوىل من الفجر إىل غروب
الشمس مع سالمة من اغبيض والنفاس والوالدة ُب صبيع اليوـ ومن األغماء والسكر ُب بعضو
كاألكل والشرب واعبماع وشرب الدخاف اؼبعروؼ فإذا أكل أو شرب انسيا فصومو صحيح وإمبا
أطعمو هللا وسقاه كما قالو السحيمي َب لباب الطالبُت .قاؿ تعاىل :كتب عليكم الصياـ كما كتب
كتب علي الذين من قبلكم .و حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت كل عمل ابن آدـ يضاعف
يضاعف اغبسنة بعشر أمثاؽبا إيل سبعمائة ضعف قاؿ هللا عز و جل إال الصوـ فإنو يل و أان أجزي
بو يدع طعامع و سهوتو من أجلي للصائم فرحتاف فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربو و ػبلوؼ فم
الصائم اطيب عند هللا من ريح اؼبسك الصوـ جنة.
اإلعتكاؼ
وىو اللبث دبسجد بنيتو يسن كل وقت ولو وقت كراىة لكن وبرـ إعتكاؼ اؼبرأة والرقيق إال
إبذف الزوج والسيد وإف صح وللزوج والسيد إخراجهما منو وأركانو أربعة أوؽبا النية مقًتنة ابللبث فال
تكفى حاؿ دخولو وىو سائر وذبب نية الفرضية أو النذر ُب اإلعتكاؼ اؼبنذور اثنيها مسجد خالص
فال يكفى اؼبشاع خبالفو ُب التحية واثلثها لبث قدر يسمى عكوفا أي إقامة ولو بال سكوف حبيث
يكوف زمنها فوؽ زماف الطمأنينة فال يكفي الًتدد ال اؼبرور فيو بال لبث و لو نذر اعتكافا مطلقا
كفاه غبظة فوؽ الطمأنينة ُب الركوع و كبوه .ورابعها معتكف وشرطو إسالـ وعقل وخلو عن حدث
أكرب فال يصح إعتكاؼ من اتصف بضد شيئ منها نعم إف طرأ األغماء ُب أثناء اإلعتكاؼ مل يبطل
ووبسب منو زمن األغماء وينقطع اإلعتكاؼ كتتابعو ابلردة والسكر إذا تعدى بو .قاؿ تعاىل :و
عهدان إىل ابراىيم و اظباعيل أف طهر بيىت للطائفُت و العاكفُت و الركع السجود .غبديث عائشة
ُب الصحيحُت أف النيب صلي هللا عليو و سلم كاف يعتكف العشر األواخر من مضاف حىت توفاه هللا
ٍب اعتكف ازواجو بعده .و ؼبا روى عن النيب صلي هللا عليو و سلم قاؿ :من اعتكف فواؽ انقة
فكأمبا أعتق نسمة او رقبة.
اغبج
وىو قصد البيت حبج أو عمرة إف كاف قادرا أبف هبد زادا وراحلة واغبج عبادة يلزمها وقوؼ
بعرفة يوـ اتسع ذي اغبجة أوليلة عاشره وطواؼ ذي طهر ابلبيت سبعا يقينا يدخل وقتو إبنتصاؼ
ليلة النحر وال آخر لوقتو وسعي بُت الصفا واؼبروة .قاؿ تعاىل :و هلل علي الناس حج البيت من
استطاع إليو سبيال .و قاؿ و أذف ُب الناس ابغبج أيتوؾ رجاال و علي كل ضامر أيتُت من كل فج
عميق.
اعبهاد
أعٍت اعبهاد مع الكفار لنصرة الدين وكاف ُب ابتداء اإلسالـ أفضل األعماؿ قاؿ رسوؿ هللا صلى
هللا عليو وسلم :رأس األمر اإلسالـ وعموده الصالة وذروة سنامو اعبهاد.
النطق ابلشهادتُت مع اإلذعاف ؼبعنانبا فال يصح شيئ من األعماؿ إال ابإلسالـ والذى يرتفع بو
الدين فعل الصلوات اػبمس وأعلى شيئ ُب الدين بذؿ اعبهاد ُب قتاؿ الكفار لنصرة اإلسالـ ومعٌت
السناـ ُب األصل ما ارتفع من ظهر اعبمل قرب عنقو.
ويصح أف يراد ابعبهاد ُب اغبديث ؾباىدة النفس أبف يكفها عن الشهوات ويبنعها عن
اإلسًتساؿ ُب اللذات ويلزمها فعل األوامر واجتناب النواىي وىذا ىو اعبهاد األكرب وىو أفضل من
جهاد الكفار .قاؿ تعاىل :و جاىدوا ُب هللا حق جهاده .و قاؿ هباىدوف ُب سبيل هللا و ال ىبافوف
لومة الئم .و قاؿ ايآيها النيب حرض اؼبؤمنُت علي القتاؿ .و غبديث ايب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت
سئل رسوؿ هللا صلي هللا عليو و سلم أي االعماؿ أفضل ؟ قاؿ االيباف ابهلل و رسولو فقيل ٍب ماذا ؟
قاؿ اعبهاد ُب سبيل هللا قيل ٍب ماذا ؟ قاؿ حج مربور.
وىي مالزمة احملل الذي بُت اؼبسلمُت والكفار غبراسة اؼبسلمُت ولو ازبذه وطنا قاؿ رسوؿ هللا
ملسو هيلع هللا ىلص :رابط يوـ ُب سبيل هللا خَت من الدنيا وما عليها .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص من مات مرابطا ُب سبيل هللا أمن
من الفزع األكرب .وىو أف يؤمر بو إىل النار .قاؿ تعاىل :اي آيها الذين آمنوا اصربوا و صابروا و
رابطوا و اتقوا هللا.
قاؿ هللا تعاىل :اي أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا هللا كثَتا لعلكم تفلحوف .أي إذا
حاربتم صباعة كافرة فاثبتوا لقتاؽبم وال تنهزموا واذكروا هللا وكربوه حاؿ القتاؿ لكي تفوزوا دبرادكم من
النصر والثواب .و قاؿ تعاىل :إذا لقيتم فئة قاثبتوا .و قاؿ :و إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فال
تولوىم األدابر .و غبديث عبد هللا بن أيب أوَب رضي هللا عنهما ُب صحيح البخاري ال تتمنوا لقاء
العدو و سلوا هللا العافية فإذا لقيتموىم فاصربوا و اعلموا اف اعبنة ربت ظالؿ السيوؼ.
ويؤدي طبس الغنيمة إىل اإلماـ أو انئبو لكي يفرقو ويبدأ وجواب من الغنيمة ابلسلب للقاتل
اؼبسلم ٍب ىبمس ابقيها فأربعة أطباسو ؼبن حضر الوقعة بنية القتاؿ وإف مل يقاتل وللجيوش وإف مل
تشهدىا الراجل سهم وللفارس سهماف واػبمس الباقي ىبمس سهم ؼبصاّب اؼبسلمُت كسد الثغور
وعمارة اغبصوف ٍب ارزاؽ القضاة والعلماء واألئمة واؼبؤذنُت وسهم لذوي القريب وىم بنوىاشم وبنو
اؼبطلب للذكر مثل حظ األنثيُت وسهم لليتامى وسهم للمساكُت والفقراء وسهم إلبن السبيل .قاؿ
تعاىل :واعلموا أمبا غنمتم من شيئ فاف هلل طبسو و للرسوؿ و لذي القرىب و اليتامى و اؼبساكُت و
ابن السبيل إف كنتم آمنتم ابهلل .و قاؿ :و ما كاف لنيب اف يغل ومن يغلل أيت دبا غل يوـ القيامة.
الشعبة الثالثوف
ويعتق الرقبة اؼبؤمنة ولو بتبعية ألصل أودار أو ساب قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من أعتق رقبة مسلمة
سليمة أعتق هللا بكل عضو منها عضوا منو من النار حىت فرجو بفرجو .رواه مسلم.
الكفارة
وىي أربعة خصاؿ كفارة ظهار وكفارة قتل وكفارة صباع هنار رمضاف عمدا وكفارة يبُت وواجب
الثالثة األوؿ إعتاؽ رقبة مؤمنة سليمة عن عيب ىبل ابلعمل فإف عجز عن الرقبة وجب صوـ شهرين
متتابعُت وينقطع التتابع ابإلفطار ولو بعذر إال كبو حيض فاف عجز عن صوـ الشهرين وجب إطعاـ
ستُت مسكينا لكل منهم مد من غالب قوت البلد إال ُب القتل فال إطعاـ فيو وواجب األخَتة وىي
كفارة اليمُت إطعاـ عشرة مساكُت لكل منهم مد من غالب قوت البلد أو كسوهتم أو ربرير رقبة
مؤمنة فإف عجز عن ذلك وجب صوـ ثالثة أايـ ولو متفرقة.
الوفاء ابلوعد
قاؿ هللا تعاىل :ايأيها الذين آمنوا أوفوا ابلعقود .وقاؿ تعاىل :وأوفوا ابلعهد إف العهد كاف
مسئوال .وقاؿ :و اوفوا بعهد هللا إذا عاىدًب و ال تنقضوا األيباف بعد توكيدىا .وقاؿ رسوؿ هللا صلى
هللا عليو وسلم :العدة عطية .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :العدة دين .وقاؿ أيضا :ثالثة ُب اؼبنافق :إذا حدث كذب
حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خاف .واؼبعٌت إذا اجتمع ىذه الثالث ُب مسلم فحالو يشبو
يشبو حاؿ اؼبنافقُت كما أفاده العزيزي .أو حديث عبد هللا بن عمروا هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :أربع من
أربع من كن فيو كاف منافقا خالصا و من كانت فيو خصلة منهن كانت فيو خصلة من النفاؽ حىت
حىت يدعها :إذا حدثت كذب و إذا عاىد غدر و إذا وعد أخلف و إذا خاصم فجر .
الشكر
قاؿ هللا تعاىل :فاذكروين اذكركم واشكروا يل وال تكفروف .وقاؿ تعاىل :و إف تعدوا نعمة هللا ال
ربصوىا .و قاؿ تعلى :و أما بنعمة ربك فحدث .وقاؿ تعاىل :ما يفعل هللا بعذابكم إف شكرًب
وآمنتم .وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :أربع خصاؿ من كن فيو كمل إسالمو ولو كاف لو من قرنو إىل قدمو
خطااي الصدؽ والشكر واغبياء وحسن اػبلق .والشكر ينتظم من علم وحاؿ وعمل فالعلم ىو معرفة
النعمة من اؼبنعم واغباؿ ىو الفرح اغباصل إبنعاـ اؼبنعم والعمل ىو القياـ دبا ىو مقصود اؼبنعم وؿببوبو
قاؿ الشبلي الشكر رؤية اؼبنعم الرؤية النعمة وقاؿ بعضهم شكر العامة على اؼبطعم واؼبشرب واؼبلبس
وشكر اػباصة على واردات القلوب .و حديث صهيب هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم :عجبا ألمر اؼبؤمن
إف أمره كلو خَت وليس ذاؾ ألحد إال للمؤمن إف اصابتو سراء شكر فكاف خَتا لو و إف اصابتو ضراء
صرب فكاف خَتا لو.
قاؿ هللا تعاىل :ما يلفظ من قوؿ إال لديو رقيب عتيد .وقاؿ تعاىل :ايآيها الذين آمنوا اتقوا هللا
وكونوا مع الصديقُت .وقاؿ تعاىل :اف الذين يفًتوف علي هللا الكذب ال يفلحوف .و غبديث عبد هللا
بن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :إف الصدؽ يهدي إيل الرب و إف الرب يهدي إيل اعبنة و إف الرجل
الرجل ليصدؽ حىت يكتب عند هللا صديقا وإف الكذب يهدي إيل الفجور و إف الفجور يهدي إيل
النار و إف الرجل ليكذب حىت بكتب عند هللا كذااب .وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص :قيم الدين الصالة وسناـ
الصالة وسناـ العمل اعبهاد وأفضل أخالؽ اإلسالـ الصمت حىت يسلم الناس.
وعن أيب ىريرة عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ :من كاف يؤمن ابهلل واليوـ اآلخر فليقل خَتا أوليصمت:
وقاؿ الشافعي إذا أراد أحدكم الكالـ فعليو أف يفكر ُب كالمو فإف ظهرت اؼبصلحة تكلم وإف شك
مل يتكلم حىت تظهر ومن كالـ اغبكماء من نطق ُب غَت خَت فقد لغا ومن نظر ُب غَت إعتبار فقد
سها ومن سكت ُب غَت فكر فقد ؽبا وقاؿ حكيم إذا أعجبك الكالـ فاصمت وإذا أعجبك
الصمت فتكلم.
ىو إدخاؿ الذكر ُب الدبر واؼبساحقة ىو أف تفعل اؼبرأة مع مثلها ُب فرجها واؼبفاخذة ىي أف يفعل
الرجل مع مثلو ُب الفخذ قاؿ هللا تعاىل :وال تقربوا الزان إنو كاف فاحشة وساء سبيال .وقاؿ تعاىل:
أأتتوف الذكراف من العاؼبُت .وقاؿ تعاىل :أئنكم لتأتوف الرجاؿ شهوة من دوف النساء بل أنتم قوـ
مسرفوف .وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص :إف هللا اليستحيي من اغبق الأتتوا النساء ُب أدابرىن .أي إف هللا ال أيمر
ابإلستحياء من بياف اغبق .وحديث ايب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :ال يزىن الزاىن حُت يزىن و ىو
مؤمن و ال يسرؽ السارؽ حُت يسرؽ و ىو مؤمن وال يشرب اػبمر حُت يشرب و ىو مؤمن.
ومعٌت ىذا اغبديث إذا اجتمع ثالث خصاؿ ُب شخص أو خصلة واحدة فقط فليتزوج من
اغبور ما أراد من العدد خصلة رجل ائتمن على أمانة فأداىا ـبافة عقاب هللا إف ىو خاف فيها
وخصلة رجل عفا عن قاتلو قبل موتو أو عفا عن قائلو مورثة وخصلة رجل قرأ الصمدية بكماؽبا
إحدى عشرة مرة بعد كل مكتوبة .وحديث ايب ىريرة هنع هللا يضر أد االمانة إيل من ائتمنك وال زبن من
خانك .و حديث :ثالث من كن فيو فهو منافق و اف صاـ و صلى و زعم و أنو مسلم إذا حدث
كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خاف.
قاؿ هللا تعاىل :ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب هللا عليو .وقاؿ
تعاىل :وال تقتلوا النفس الذي حرـ هللا إال ابغبق .وقاؿ رسوؿ هللا :أعظم الكبائر عند هللا قتل النفس.
فمن قتل نفسو بسكُت ال تزاؿ اؼبالئكة تطعنو بتلك السكُت ُب أودية جهنم وإف ألقي نفسو من
مكاف حىت يبوت ال تزاؿ اؼبالئكة تطعنو بتلك السكن ُب اودية جهنم و اف ألقى نفسو من مكاف
حىت يبوت ال تزاؿ اؼبالئكة تلقيو من شاىق إىل واد ُب النار وإف علق نفسو حببل فمات اليربح معلقا
ُب جذوع من انر وإف قتل غَته بغَت حق ال تزاؿ اؼبالئكة تذحبو بسكُت من انر وىكذا فاعبزاء من
جنس العمل .و غبديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ُب صحيح البخاري :أوؿ ما يقضى بُت الناس يوـ
القيامة ُب الدما
عن أيب بكر الصديق هنع هللا يضر قاؿ قاؿ رسوؿ هللا :ال يدخل اعبنة جسد غذى حبراـ .رواه أبو يعلى
وغَته.
(تنبيو) ينبغى للعبد إذا أكل عند أحد من إخوانو أف يقوؿ بعد الفراغ من األكل ما استعملو الشيخ
أفضل الدين األزىري وىو اللهم إف كاف ىذا الطعاـ حالال فوسع على صاحبو واجزه خَتا وإف كاف
حراما أوشبهة فاغفريل ولو وأرض عٍت أصحاب التبعات يوـ القيامة برضبتك ايأرحم الراضبُت.
وينبغي لو أيضا أف يقوؿ إذا دعى إىل طعاـ يشك ُب حلو ما استعملو الشيخ الشعراين وىو اللهم
اضبٌت من األكل من ىذا الطعاـ الذي دعيت إليو فإف مل ربمٍت منو فال تدعو يقيم ُب بطٍت وإف
جعلتو يقيم ُب بطٍت فاضبٍت من الوقوع ُب اؼبعاصي اليت تنشأ منو عادة فإف مل ربمٍت من الوقوع ُب
اؼبعاصي فاقبل إستغفاري وأرض عٍت أصحاب التبعات فإف مل تقبل إستغفاري ومل ترضهم عٍت
فاصربين على العذاب اي أرحم الراضبُت ىكذا ُب الشرح وصية الشيخ الكامل إبراىيم اؼبتبويل .قاؿ
تعاىل :حرمت عليكم اؼبيتة و الدـ و غبم اػبنزير و ما أىل بو لغَت هللا و اؼبنحنقة .قاؿ تعاىل :إمبا
اػبمر و اؼبيسر و االنصاب و االزالـ زجس من عمل الشيطاف فاجتنبوه .و قاؿ ايآيها الذين آمنوا
كلوا فبا ُب االرض حالال طيبا.
وذالك كالراب وكبوه فيجب أف يطلب الكسب اغبالؿ كزراعة وذبارة وصنعة قاؿ بعض العارفُت
ترؾ الكسب على ثالثة أوجو إما كسال وإما تقوى وإما خوفا من العار وضبية فمن تركو كسال فال بد
بد لو من السؤاؿ من تركو تقوى فال بد لو من الطمع فيما أبيدى الناس واألكل بدينو وذلك حراـ
ومن تركو خوفا من العار وضبية فال بد لو من السرقة وقاؿ بعضهم من اكتسب ليصوف وجهو عن
اؼبسئلة جاء يوـ القيامة ووجهو كالقمر وسلم من منن الرجاؿ اليت ىى أثقل من اعبباؿ.
وقاؿ بعض العلماء طلب الكسب الزـ كطلب العلم وىو أربعة أنواع فرض وىو كسب أقل
الكفاية لنفسو وعيالو ودينو ومستحب وىو كسب الزائد على ذلك ليواسي بو فقَتا أو يصل بو رضبا
وىو أفضل من نفل العبادة ومباح وىو كسب الزائد على ذلك للتنعم والتجمل وحراـ وىو كسب ما
أمكن للتفاخر كذا نقلو بعضهم عن ربفة اؼبلوؾ .و غبديث عبد الرضبن بن أيب بكرة ُب الصحيحُت
عن أبيو رضي هللا عنهما قاؿ خطبنا رسوؿ هللا صلي هللا عليو و سلم دبٌت فقاؿ إف دمائكم و
أموالكم و أعراضكم عليكم حراـ.
الشعبة األربعوف
وبرـ على الرجل البال واػبنثى إستعماؿ اغبرير وما أكثره حرير وزان واؼبنسوج كلو أو بعضو
بذىب أو فضة واؼبموه أبحدنبا إذا حصل فبا ذكر شيئ ابلعرض على النار إال أف يصدأ الذىب أو
الفضة فال وبرـ ذلك.
ووبرـ أيضا على الذكر ولو صبيا واألنثى ولو صغَتة إستعماؿ أواين الذىب والفضة فيحرـ على
ويل الصغَتة سبكينها من استعماؿ ذلك.
ووبرـ أيضا اقتناؤىا كأف يضعها على الرؼ من غَت إستعماؿ سواء كاف اإلانء كلو أو بعضو ولو
قليال من أحدانبا أو منهما وسواء كاف اإلانء صغَتا أو كبَتا جدا فيحرـ اؼبرود واؼبكحلة واإلبرة
واػبالؿ واؼبرآة واؼبلعقة واؼبشط واؼببخرة وكبوىا.
قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص :من لبس اغبرير ُب الدنيا ألبسو هللا يوـ القيامة ثواب من انر أي من لبس اغبرير
من الرجاؿ ُب الدنيا عامدا عاؼبا بغَت ضرورة ألبسو هللا يوـ القيامة ثواب من انر جزاء دبا عمل .قاؿ
النيب ملسو هيلع هللا ىلص من لبس اغبرير ُب الدنيا مل يلبسو ُب اآلخرة .وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص من لبس ثوب شهرة
أعرض هللا عنو حىت يضعو مىت يضعو واؼبعٌت من لبس ثوب تكرب وافتخار مل ينظر هللا إليو نظر رضبة
فيصغره ُب العيوف ووبقره ُب القلوب.
وقاؿ سيد األولُت واآلخرين ملسو هيلع هللا ىلص ال أتكلوا ُب آنية الذىب والفضة وال تشربوا ُب صحافها أي
اآلنية.
(فائدة) روي أف اغبسن البصري وفرقدا إجتمعا على وليمة فاغبسن عامل وفرقد عابد وُب الوليمة
صحاؼ ذىب وفضة فيها اػبصيف وىو صبلة من التمر أما اغبسن فجلس على الطعاـ وأما فرقد
فاعتزؿ فجعل اغبسن أيخذ اػبصيف يفرغو من الصحفة ويضعو على اػببز وأيكل ٍب التفت وقاؿ اي
فريقد ىال صنعت ىكذا فرأى اغبسن أف التفري ليس استعماال بل إزالة للمنكر فجمع بفقهو بُت
سنة الوليمة ابألكل وجرب قلب الداعي وإزالة اؼبنكر وتعليم األحكاـ الفقهية وؽبذا صغر إظبو فقاؿ اي
فريقد تعريضا ابإلنكار.
وذالك كالقمار والزمارة والصفارة واألواتر فالقمار بكسر القاؼ وىو مغالبة أبخذ اؼباؿ ُب أنواع
اللعب والزمارة ىي التغٍت بنحو القصب والصفارة ىي التغٍت بنحو ورؽ النبات واألواتر ىي خيوط
ُب عود .قاؿ تعاىل :قل ما عند هللا خَت من اللهو و من التجارة.
فالغل بكسر الغُت اغبقد وىو شبرة الغضب وؿبل قوة الغضب القلب ومعناه غلياف دـ القلب
لطلب اإلنتقاـ ومعٌت اغبقد أف يلزـ قلبو استثقالو وبغضو وأف يدوـ ذلك ويبقى.
ٍب حد اغبسد كراىة النعمة وحب زواؽبا عن اؼبنعم عليو وىو من نتائج اغبقد واغبقد من نتائج
الغضب فاغبسد فرع الفرع والغضب أصل األصل .قاؿ تعاىل :و من شر حاسد إذا حسد .قاؿ
اغبسن ىو أوؿ ذنب كاف ُب السماء أـ وبسدوف الناس علي ما آاتىم هللا من فضلو.
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :ال رباسدوا وال تناجشوا وال تباغضوا وال تدابروا وال يبع بعضكم على بيع
بعض وكونوا عباد هللا إخواان اؼبسلم أخو اؼبسلم.
واؼبعٌت ال تتمنوا زواؿ النعمة عن الغَت وال تزيدوا ُب شبن اؼببيع ال لرغبة ُب شرائو بل لتغروا غَتكم
وال يبغض بعضكم بعضا وال يعرض بعضكم عن بعض كراىة لو وال يقل بعضكم ؼبشًتى سلعة ُب
زماف اػبيار أفسخ ىذا البيع وأان أبيعك مثلو أبرخص من شبنو أو أجود منو بثمنو وتعاطوا اي عباد هللا
ما تصَتوف بو كأنكم أوالد رجل واحد كما أنكم عباد رب واحد فاف اؼبسلم أخو اؼبسلم ُب الدين.
وعن اغبسن بن على عن رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ :الغل واغبسد أيكالف اغبسنات كما أتكل النار
اغبطب.
حكي :أف إبليس أتى ابب فرعوف فقرع عليو الباب فقاؿ فرعوف من ىذا فقاؿ لو كنت إؽبا ما
جهلت فلما دخل قاؿ لفرعوف أتعرؼ ُب األرض من ىو شر منك قاؿ من ىو قاؿ اغبسد وابغبسد
وقعت ُب ىذه احملنة.
منع ذـ اؼبسلمُت
قاؿ رسوؿ هللا :حبسب إمرئ من الشر أف وبقر أخاه اؼبسلم كل اؼبسلم على اؼبسلم حراـ دمو
ومالو وعرضو.
واؼبعٌت يكفي اإلنساف من القبائح أف يستحقر أبخيو اؼبسلم لفقر أوغَته فالالئق تعظيمو وإكرامو
فجميع ما يؤذي اؼبسلم حراـ إراقة دمو وأخذ مالو وذمو ُب حضرتو أو غيبتو .و ُب اغبديث :اؼبسلم
اخو اؼبسلم ال يسلمو و ال ىبذلو و ال وبقرهُ .ب اغبديث من مات اتئبا من الغيبة فهو آخر من
يدخل اعبنة ومن مات مصرا عليها فهو أوؿ من يدخل النار وىو يبكى.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من ضبى عرض أخيو اؼبسلم ُب الدنيا بعثو هللا تعاىل لو ملكا وبميو يوـ القيامة من
النار .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من ذكر عنده أخوه اؼبسلم وىو يستطيع نصره فلم ينصره أدركو هللا هبا ُب الدنيا
واآلخرة ومن ذكر عنده أخوه اؼبسلم فنصره نصره هللا ُب الدنيا واآلخرة.
الشعبة اػبامسة واألربعوف
قاؿ الغزايل واإلخالص ىو أف يكوف غرضو ؿبض التقرب إىل هللا تعاىل فلو انـ مثال حىت يريح
نفسو ليتقوى على العبادة بعده كاف نومو عبادة وكاف لو درجة اؼبخلصُت فيو ومن ليس كذلك فباب
اإلخالص ُب األعماؿ مسدود عليو إال على الندود .واإلخالص يضاده اإلشراؾ .قاؿ تعاىل :و ما
أمروا إال ليعبدوا هللا ـبلصُت لو الدين حنفاء .و غبديث ايل ىريرة هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم قاؿ هللا
تعاىل أان أغٌت الشركاء من اشرؾ فمن عمل يل عمال اشرؾ فيو معي غَتى فأان منو بريئ و ىو للذي
اشرؾ .و غبديث جندب ُب الصحيحُت من ظبع ظبع هللا بو و من يرائي يرائي هللا بو.
وقد ورد ُب اػبرب أف اؼبرائي يدعى يوـ القيامة أبربع أساـ اي مرائي اي ـبادع اي مشرؾ اي كافر
إنتهى.
وقاؿ صاحب الشرح الوصية وكماؿ مقاـ اإلخالص وبصل بشهود العبد أف عملو الصاّب ـبلوؽ
هلل تعاىل على سبيل اليقُت ليس لو منو سوى نسبة التكليف فقط ومن شهد عملو خلقا هلل تعاىل
على سبيل اليقُت مل يطلب عليو ثوااب ومل تطرقو آفات العمل الثالثة وىي الرايء والكرب والعجب .و
عن سهل بن عبد هللا ال يعرؼ الرايء إال ـبلص و ال النفاؽ إال مؤمن و ال اعبهل إال عامل و ال
اؼبعصة إال مطيع.
والذي ينبغي أف ىبطر لكل مؤمن الفرح ابلطاعة واػبزف على فقداهنا والندـ على فعل اؼبعصية
لكن البد وأف يكوف فرحو ابلطاعة من حيث أهنا فضل من هللا تعاىل وتوفيق منو لو كما قاؿ هللا
تعاىل :قل بفضل هللا وبرضبتو فبذلك فليفرحوا .والينبغي أف يكوف فرحو هبا ألجل أهنا برزت من فعلو
فهذا مذموـ والبد أف يكوف حزنو على فقداف الطاعة مع القياـ هبا وإال فهو من عالمات اػبداع
بنفسو ومن مل ىبزف على فوات الطاعة ومل يندـ على فعل اؼبعصية فهو من عالمات موت قلبو قاؿ
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من سرتو حسنتو وساءتو سيئتو فهو مؤمن.
التوبة
قاؿ هللا تعاىل :اي أيها الذين آمنوا توبوا إىل هللا توبػة
نصوحا .ومعٌت النصوح اػبالص هلل تعاىل خاليا عن الشوائب .و قاؿ تعاىل وتوبوا إيل هللا صبيعا أية
اؼبؤمنوف لعلكم تفلحوف.
وقاؿ عليو الصالة والسالـ :التائب حبيب هللا والتائب من الذنب كمن ال ذنب لو .ومن معاىن
التوبة ترؾ اؼبعاصي ُب اغباؿ والعزـ على تركها ُب االستقباؿ وتدارؾ ما سبق من التقصَت ُب سابق
األحواؿ وذلك ال يشك ُب وجوبو وأما الندـ على ما سبق والتحزف عليو فواجب وىو روح التوبة كما
قالو الغزايل.
وظبع أبو بكر رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ :ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ويصلي ٍب يستغفر
هللا إال غفر لو.
وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من قاؿ عشرا حُت يصبح وحُت يبسى أستغفر هللا العظيم الذى ال إلو إال
الذى ال إلو إال ىو اغبي القيوـ وأتوب إليو وأسألو التوبة واؼبغفرة من صبيع الذنوب غفرت ذنوبو ولو
كانت مثل رمل عاِب ومن قاؿ سبحانك ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفريل ذنويب فإنو ال يغفر
الذنوب إال أنت غفرت ذنوبو ولو كانت مثل دبيب النمل.
وقاؿ أبو عبد هللا الوراؽ :لو كاف عليك من الذنوب مثل عدد القطر وزبد البحر ؿبيت عنك إذا
استغفرت هبذا اإلستغفار وىو ىذا اللهم إين أسألك وأستغفرؾ من كل ذنب تبت إليك منو ٍب عدت
فيو وأستغفرؾ من كل ما وعدتك من نفسي ٍب مل أوؼ لك بو وأستغفرؾ من كل عمل أردت بو
وجهك فخالطو غَتؾ وأستغفرؾ من كل نعمة أنعمت هبا علي فاستعنت هبا على معصيتك.
قاؿ السحيمي ُب لباب الطالبُت وأخرج الطرباين عن أيب الدرداء من استغفر للمؤمنُت واؼبؤمنات
كل يوـ سبعا وعشرين مرة كاف من الذين يستجاب ؽبم ويرزؽ.
وقاؿ أبو اغبسن الشاذيل إف أردت أف ال يصدأ لك قلب وال يلجو حم وال كدر وال يبقى عليك
ذنب فأكثر من قولك سبحاف هللا وحبمده سبحاف هللا العظيم ال إلو إال هللا ثبت علمها ُب قليب
واغفريل ذنيب واغفر للمؤمنُت واؼبؤمنات وقل اغبمد هلل وسالـ على عباده الذين اصطفى.
والتضحية ذبح اإلبل أو البقر أو الغنم تقراب إىل هللا تعاىل .قاؿ تعاىل :فصل لربك و اكبر.
وقاؿ :والبدف جعلنا ما لكم من شعائر هللا لكم فيها خَت .
ويدخل وقت الذبح بطلوع الشمس يوـ النحر ومضى قدر الصالة العيد واػبطبتُت صلى اإلماـ
أو مل يصل ىذا عند الشافعي وآخر وقت التضحية ىو آخر أايـ التشريق الثالثة خالفا أليب حنيفة
ومالك فإهنما قاال إف آخره آخر اليوـ الثاين من أايـ التشريق.
ويتصدؽ وجواب من غبم األضحية اؼبتطوع هبا على الفقراء واؼبساكُت ويسن أف ال أيكل فوؽ
الثلث.
ويشًتط ُب اللحم أف يكوف نيئا ليتصرؼ فيو من أيخذه دبا شاء من بيع وغَته فال يكفي جعلو
طعاما مطبوخا ودعاء الفقراء إليو ليأكلوه.
وأما األضحية اؼبنذورة فال أيكل اؼبضحي منها شيئا بل هبب عليو التصدؽ جبميعها حىت جلدىا
وقرهنا .وأما العقيقة فهي ما يذبح عن اؼبولود يوـ سابعو ويسن ذحبها عند طلوع الشمس فيذبح عن
الغالـ شااتف وعن اعبارية شاة ويهدي العاؽ منها للفقراء واؼبساكُت فيحمل ما يهديو منها من
غبمها ومرقها إليهم وال يدعوىم إليو ويطبخها حبلو إال رجلها فتعطى نيئة للقابلة .واؽبدي ىو ما
يساؽ للحرـ تقراب إىل هللا تعاىل ووقت ذحبو ىو وقت األضحية.
ذبب على كل مؤمن طاعة أويل األمر ُب أمرىم الواضح اعباري على قواعد الشرع وهنيهم كذلك
فتجب طاعتهم على صبيع الرعااي ظاىرا وابطنا لقولو تعاىل :أطيعوا هللا وأطيعوا الرسوؿ وأويل األمر
منكم .وىم العلماء واألمراء لقولو ملسو هيلع هللا ىلص :من أطاع أمَتي فقد أطاعٍت ومن عصى أمَتي فقد عصاين
لكن ال يطاع ُب اغبراـ واؼبكروه وأما اؼبباح فإف كاف فيو مصلحة عامة للمسلمُت وجبت طاعتو فيو
وإال فال.
فلو اندى بعدـ شرب الدخاف اؼبعروؼ اآلف وجبت عليهم طاعتو ألف ُب إبطالو مصلحة عامة
إذ ُب تعاطيو خسة لذوي اؽبيئات ووجوه الناس كذا أفاده الباجوري .غبديث أيب ىريرة ُب الصحيحُت
من أطاعٌت فقد أطاع هللا و من عصاين فقد عصى هللا ومن يطع االمَت فقد أطاعٍت و من يعص
األمَت فقد عصاين.
الشعبة اػبمسوف
قاؿ هللا تعاىل :واعتصموا حببل هللا صبيعا والتفرقوا .وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :الوبل دـ إمرئ مسلم
دـ إمرئ مسلم إال إبحدى ثالث الثيب الزاين والنفس ابلنفس والتارؾ لدينو اؼبفارؽ للجماعة .واؼبعٌت
ال هبوز قتل شخص مسلم قصدا إال إبرتكاب خصلة من خصاؿ ثالثة إحداىا الثيب الزاين واؼبراد
ابلثيب اغبر البال العاقل الواطئ أو اؼبوطوءة ُب القبل ُب نكاح صحيح فيجب رصبو ابغبجارة إىل أف
يبوت والثانية قاتل النفس فيقتل قصاصا ابلنفس اليت قتلها عدواان ابلشروط اؼبذكورة ُب الفقو والثالثو
التارؾ لإلسالـ اؼبفارؽ للمسلمُت ومفارقتهم ىي الردة :كأف سب نبيا أو سب ملكا أو سب هللا
وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من أحدث ُب أمران ىذا ما ليس منو فهو رد .أي من أتى أبمر حادث ُب دين
حادث ُب دين اإلسالـ العظيم القدر ما ليس فيو فهو ابطل .ما رواه أيب ىريرة ُب صحيح مسلم
:قاؿ النيب من خرجو من الطاعة و فارؽ اعبماعة ٍب مات مات ميتة جاىلية.
قاؿ تعاىل :فاحكم بيننا ابغبق والتشطط .وقاؿ تعاىل :ومن مل وبكم دبا أنزؿ هللا فأولئك ىم
الظاؼبوف .قاؿ تعاىل :وإذا حكمتم بُت الناس اف ربكموا ابلعدؿ .و قاؿ تعاىل :و أقسطوا اف هللا
وبب اؼبقسطُت .وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من حكم بُت إثنُت رباكما إليو وارتضياه فلم يقض بينها ابغبق
فعليو لعنة هللا .و غبديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ال حسد إال ُب اثنتُت رجل آاته هللا
ماال فسلطو علي ملكتو ُب اغبق و آخر آاته هللا اغبكمة فهو يقضي هبا و يعلمها.
قاؿ تعاىل :ولتكن منكم أمة يدعوف إىل اػبَت وأيمروف ابؼبعروؼ وينهوف عن اؼبنكر و اولئك ىم
اؼبفلحوف .وقاؿ تعاىل :كنتم خَت أمة أخرجت للناس أتمروف ابؼبعروؼ و تنهوف عن اؼبنكر و تؤمنوف
ابهلل .وقاؿ تعاىل :لعن الذين كفروا من بٍت اسرائيل علي لساف داود وعيسى بن مرًن ذلك دبا عصوا
وكانوا نعتدوف كانوا ال يتناىوف عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلوف .و غبديث ايب سعيد ُب
صحيح مسلم من رأى منكم منكرا فليغَته بيده فإف مل يستطع فبلسانو فإف مل يستطع فبقلبو وذلك
اضعف االيباف.
وقاؿ الشيخ ؿبي الدين النووي ُب قولو تعاىل :اي أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم ال يضركم من
ضل إذا اىتديتم .إف ىذه اآلية الكريبة فبا يغًت هبا أكثر اعباىلُت ووبملوهنا على غَت وجهها بل
الصواب ُب معناىا إنكم إذا فعلتم ما أمرًب بو ال يضركم ضاللة من ضل ومن صبلة ما أمروا بو األمر
ابؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر واآلية مرتبة ُب اؼبعٌت على قولو تعاىل :ما على الرسوؿ إال البالغ.
وقاؿ دمحم ابن سباـ اؼبوعظة جند من جنود هللا تعاىل ومثلها مثل الطُت يضرب بو على اغبائط إف
استمسك نفع وإف وقع أثر.
وقاؿ سليماف اػبواص من وعظ أخاه فيما بينو وبينو فقد نصحو ومن وعظو على رءوس
اإلشهاد فقد بكتو.
قاؿ هللا تعاىل :وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونوا علي االٍب و العدواف .وقاؿ رسوؿ هللا صلى
هللا عليو وسلم :من مشى ُب عوف أخيو ومنفعتو فلو ثواب اجملاىدين َب سبيل هللا .وعن أنس ابن
مالك قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من أغاث ملهوفا كتب هللا لو ثالاث وسبعُت حسنة واحدة منها يصلح
واحدة منها يصلح هبا آخرتو ودنياه والباقي ُب الدرجات .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من قضى حاجة ألخيو فكأمبا
حاجة ألخيو فكأمبا خدـ هللا عمره .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من أقر عُت مؤمن أقر هللا عينو يوـ القيامة .وقاؿ
القيامة .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من مشى ُب حاجة أخيو ساعة من ليل أوهنار قضاىا أو مل يقضها كاف خَتا لو
يقضها كاف خَتا لو من إعتكاؼ شهرين .وقاؿ عليو السالـ :من فرج عن مؤمن مغموـ أو أعاف
مظلوما غفر هللا لو ثالاث وسبعُت مغفرة .وقاؿ عليو السالـ :إف من أحب األعماؿ إىل هللا إدخاؿ
السرور على قلب اؼبؤمن وأف يفرج عنو غما أو يقضي عنو دينا أو يطعمو من جوع .وعن علي ابن
طالب قاؿ قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص :إذا أراد اغباجة فليبكر ؽبا يوـ اػبميس وليقرأ إذا خرج من منزلو آخر سورة
منزلو آخر سورة آؿ عمراف وآية الكرسي وإان أنزلناه ُب ليلة القدر وأـ الكتاب فإف فيها حوائج الدنيا
واآلخرة.
اغبياء من هللا
قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص :اغبياء من اإليباف .روي عن عبد هللا ابن مسعود أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ إستحيوا من
هللا حق اغبياء قاؿ فقلنا اينيب هللا إان نستحيي قاؿ ليس ذلك ولكن من إستحيا من هللا حق اغبياء
فليحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى والفرج واليدين والرجلُت وليذكر اؼبوت والبال بكسر الباء
أي الفناء ومن أراد اآلخرة ترؾ زينة اغبياة الدنيا وآثر اآلخرة على األوىل فمن فعل ذلك فقد استحيا
من هللا حق اغبياء وعن معاذ بن جبل أنو قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :يقوؿ هللا اي ابن آدـ استحي مٍت
عند معصيتك وأان أستحي منك يوـ العرض األكرب أين أعذ بك اي ابن آدـ تب إيل أكرمك كرامة
األنبياء اي ابن آدـ الربوؿ قلبك عٍت فإنك إف حولت قلبك عٍت أخذلك فال أنصرؾ اي ابن آدـ لو
لقيتٍت يوـ القيامة ومعك حسنات مثل أىل األرض مل أقبل منك حىت تصدؽ بوعدي ووعيدي اي ابن
آدـ إين أان الرزاؽ وأنت اؼبرزوؽ وتعلم أين أوفيك رزقك فال تًتؾ طاعيت بسبب الرزؽ فإنك إف تركت
طاعيت بسبب رزقك أوجبت عليك عقوبيت .عن ايب مسعود االنصاري هنع هللا يضر ُب صحيح البخاري إف
فبا أدرؾ الناس من كالـ النبوة األوىل اذا مل تستح فاصنع ما شئت.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :بر الوالدين أفضل من الصالة والصدقة والصوـ واغبج والعمرة واعبهاد َب سبيل هللا.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :ما على أحد إذا أراد أف يتصدؽ بصدقة أف هبعلها لوالديو إذا كاان مسلمُت فيكوف
لوالديو أجرىا ويكوف لو مثل أجورنبا من غَت أف ينقص من أجورنبا شيئ .وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من
حج عن والده بعد وفاتو كتب هللا لوالده حجة وكتب لو براءة من النار .وقاؿ رجل لعمر بن اػبطاب
هنع هللا يضر أف يل أما بل منها الكرب أهنا ال تقضي حاجتها إال وظهري ؽبا مطية فهل أديت حقها قاؿ ال
ألهنا كانت تصنع بك ذلك وىي تتمٌت بقائك وأنت تصنعو وتتمٌت فراقها .و سئل النيب صلي هللا
عليو وسلم أي العمل أحب إيل هللا ؟ قاؿ الصالة لوقتها قلت ٍب أي ؟ قاؿ بر الوالدين قلت ٍب أي
؟ اعبهاد ُب سبيل هللا.
صلة الرحم
قاؿ هللا تعاىل :فهل عسيتم اف توليتم اف تفسدوا ُب االرض و تقطعوا ارحامكم .و قاؿ تعاىل :
والذين ينقضوف عهد هللا من بعد ميثاقو و يقطعوف ما امر هللا بو اف يوصل و يفسدوف ُب االرض
اولئك ؽبم اللعنة و ؽبم سوء الدار .قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من سره أف يبد لو ُب عمره ويوسع لو ُب رزقو فليتق هللا
ُب رزقو فليتق هللا وليصل رضبو .وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص صنائع اؼبعروؼ تقي مصارع السوء وصدقة السر
وصدقة السر تطفئ غضب الرب جل وعال وصلة الرحم تزيد ُب العمر .و غبديث أنس بن مالك ُب
الصحيحُت :من أحب اف يبسط لو رزقو و اف ينشأ لو ُب آثره فليصل رضبة.
الشعبة السابعة واػبمسوف
حسن اػبلق
قاؿ رسوؿ هللا صلي هللا عليو و سلم اف من خياركم احسنكم اخالقا .وقاؿ تعاىل :و انك لعلى
خلق عظيم.
صبع بعضهم عالمات ذلك فقاؿ ىو أف يكوف كثَت اغبياء قليل األذى كثَت الصالح صدوؽ اللساف
قليل الكالـ كثَت العمل قليل الزلل قليل الفضوؿ برا وصوال وقورا صبورا شكورا راضيا حليما رفيقا
عفيفا شفيقا ال لعاان وال سبااب وال مباما وال مغتااب وال عجوال وال حقودا وال خبيال وال حسودا بشاشا
ىشاشا وبب ُب هللا ويبغض ُب هللا ويرضى ُب هللا ويغضب ُب هللا.
قاؿ تعاىل :و الكاظمُت الغيظ و العافُت من الناس و هللا وبب احملسنُت .وقاؿ تعاىل :و اعبدوا
هللا وال تشركوا بو شيئا و ابلوالدين إحساان و بذي القرىب و اليتامى و اؼبساكُت و اعبار ذي القرىب و
اعبار اعبنب والصاحب ابعبنب و ابن السبيل و ما ملكت أيبانكم.
والذي يهتم بو ُب اؼبعاشرة العفو عنهم وتعليمهم ما ال بد منو ُب أمور الدين واإلنفاؽ عليهم بقدر
الكفاية فتعترب رغبتهم وزىادهتم واإلراحة ؽبم ُب الصيف ُب وقت القيلولة قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :للملوؾ
عليو وسلم :للملوؾ طعامو وكسوتو ابؼبعروؼ وال يكلف من العمل ما ال يطيق .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من لطم
وسلم :من لطم فبلوكو أوضربو ُب غَت تعليم وأتديب فكفارتو أف يعتقو واؼبعٌت من ضرب فبلوكو على
وجهو أو ضربو على غَته ُب غَت تعليم وأتديب فكفارتو أف يعتقو نداب ال وجواب ابإلصباع فالضرب
على الوجو حراـ ولو ُب التأديب .وعن على رضى هللا عنو قاؿ :كاف آخر كالـ رسوؿ هللا صلى هللا
عليو وسلم :أوصيكم ابلصالة واتقوا هللا فيما ملكت أيبانكم .وعن أيب ىريرة :ال يقولن أحدكم
عبدي وأميت كلكم عبيد هللا وكل نسائكم إماء هللا ولكن ليقل غالمي وجارييت وفتاي وفتاٌب.
ذبب طاعة العبد لسيده على قدر الطاقة فيما ليس دبعصية وعن عبد هللا بن عمر رضي هللا
عنهما عن رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :إف العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربو فلو أجره مرتُت ومعٌت النصح
اإلخالص والصدؽ ُب العمل .و حديث جابر بن عبد هللا أيبا عبد عبق فقد برئت منو الذمة .و
ُب مسند أيب داود من حديثو أيضا :العبد االبق ال يقبل هللا منو صالتو حىت يرجع إيل مواليو.
الشعبة الستوف
واغبجارة .وُب صحيح مسلم :من عاؿ جاريتُت حىت تبلغا جاء يوـ القيامة أان و ىو ىكذا و ضم
أصبعيو.
هبب على الرجل نفقة زوجتو ابلتمكُت التاـ حبسب القدر الالئق بو وىي مقدرة ُب القلة والكثرة
إبعتبار إعساره وإيساره وتوسطو وال تسقط نفقتها دبضى الزماف بال إنفاؽ بل تصَت دينا على الرجل
ألف نفقة الزوجة معاوضة ُب مقابلة التمكُت خبالؼ نفقة القريب فإهنا تسقط بذلك ألهنا معاونة.
وهبب على الرجل أيضا تعليم زوجتو ما ربتاج إليو من فروض العبادة وسننها من طهارة وصالة
وزكاة وصوـ وحج وما يتعلق ابغبيض وليس ضرهبا على ترؾ الصالة وكبوىا من حقوؽ هللا خالفا
إلبن البارزي بل يقتصر على األمر خبالؼ حقوؽ نفسو وىي صيانة نفسها من أف توطئ فرشو غَته
واإلحتجاب عن رؤية أجنيب لشيئ من بدهنا فبا وبرـ نظره وترؾ مطالبتها لو دبا فوؽ اغباجة وتعففها
عن تناوؿ اؼباؿ اغبراـ فيجوز ضرهبا بًتؾ تلك اغبقوؽ وهبب أيضا أف يعلمها وجوب طاعة الزوج
فيما ليس دبعصية ويعلما حرمة الكذب على وجود اغبيض أو إنقطاعو إىل غَت ذلك من أمور الدنيا.
وهبب على اآلابء نفقة األوالد إذا أعسروا وعجزوا عن الكسب لصغر أو زمانة أو جنوف أو
مرض وىذه النفقة ال تقدر ُب كثرهتا وقلتها بل ىي بقدر الكفاية وزبتلف بكرب األوالد وصغرىم
وزىادهتم ورغبتهم.
وهبب عليهم تعليمهم األدب ُب صغرىم والطهارة والصالة وأمرىم بذلك بعد التمييز مع سباـ
سبع سنُت وضرهبم على ترؾ ذلك ُب عشر سنُت وربذيرىم من الكذب والفجور والفحش والسرقة
وغَت ذلك من اؼبنهيات ومن اغبقوؽ ربسُت إظبهم إبتداء وتغيَتا.
قاؿ عليو السالـ :من سره أف يزحزح عن النار ويدخل اعبنة فلتأتو منيتو وىو يشهد أف ال إلو إال
هللا وأف دمحما رسوؿ هللا وليأت إىل الناس ما وبب أف يؤتى إليو.
وعن أنس عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ :أكثروا من اؼبعارؼ من اؼبؤمنُت فإف لكل مؤمن شفاعة عند
هللا يوـ القيامة.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :مثل اؼبؤمُت ُب توادىم وتراضبهم كمثل اعبسد إذا اشتكى عضو منو تداعي سائره
ابغبمى والسهر.
وينبغي أف يزيد ُب وُب اغبديث :إدخاؿ السرور ُب قلب مؤمن خَت من عبادة ستُت سنة.
توقَت من دؿ ىيئتو وثيابو على علو منزلتو فينزؿ الناس منازؽبم .وروي أف عائشة كانت ُب سفر فنزلت
فنزلت منزال فوضعت طعامها فجاء سائل فقالت عائشة انولوا ىذا اؼبسكُت قرصا ٍب مر رجل على
دابة فقالت أدعوه إىل الطعاـ فقيل ؽبا تعطُت ىذا اؼبسكُت وتدعُت ىذا الغٍت فقالت إف هللا تعاىل قد
أنزؿ الناس منازؽبم فال بد لنا من أف تنزؽبم تلك اؼبنازؿ فهذا اؼبسكُت يرضى بقرص ويقبح علينا أف
نعطي ىذا الغٍت على ىذه اؽبيئة قرصا .و غبديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم و الذي نفسي
نفسي بيده ال تدخلوا اعبنة حىت يؤمنوا و ال يؤمنوا حىت ربابوا أو ال أدلكم علي شيئ إذا فعلتموه
رباببتم ؟ أفشوا السالـ بينكم.
قاؿ تعاىل :و إذا حييتم بتحية فحيوا أبحسن منها أو ردوىا .و غبديث أيب سعيد اغبضري
هنع هللا يضر و إايكم و اعبلوس ابلطرقات قالوا اي رسوؿ هللا ما لنا من ؾبالسنا بد نتحدث فيها فقاؿ رسوؿ
هللا إذا أبيتم إال اجمللس فأعطوا الطريق حقو قالوا و ما حق الطريق ؟ قاؿ غض البصر و كف األذى
و رد السالـ و االمر ابؼبعروؼ و النهي عن اؼبنكر .و قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :إذا سلم اؼبسلم على اؼبسلم فرد عليو
صلت عليو اؼبالئكة سبعُت مرة .وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :إف اؼبالئكة تعجب من اؼبسلم يبر على اؼبسلم وال يسلم
عليو.
ويسن السالـ قبل الكالـ واؼبصاحفة عند السالـ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :سباـ ربيتاكم بينكم
اؼبصافحة.
عيادة اؼبريض
قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :إذا عاد الرجل اؼبريض خاض
ُب الرضبة فإذا قعد عنده قرت فيو .وحديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :حق اؼبسلم علي اؼبسلم
طبس رد السالـ و عيادة اؼبريض و تشميت العاطس و اتباع اعبنائز و إجابة الدعوة .و حديث أمران
رسوؿ هللا بسبع و هناان عن سبع أمران بعيادة اؼبريض و اتباع اعبنائز و رد السالـ و تشميت العاطس
وابرار القسم و نصر اؼبظلوـ و إجابة الداعي.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :إذا عاد اؼبسلم أخاه وزاره قاؿ هللا تعاىل طبت وطاب فبشاؾ وتبوأت منزال ُب اعبنة.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :سباـ عيادة اؼبريض أف يضع أحدكم يده على جبهتو أو على يده ويسأؿ كيف ىو
وسباـ ربيتكم اؼبصافحة.
قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :اعبهاد واجب عليكم مع كل أمَت برا كاف أو فاجرا وإف ىو عمل الكبائر والصالة
واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كاف أو فاجرا وإف ىو عمل الكبائر والصالة واجبة عليكم وعلى
كل مسلم يبوت برا كاف أو فاجرا وإف ىو عمل الكبائر .أي فاعبهاد وصالة اعبماعة وصالة اعبنازة
من فروض الكفاايت.
ويسن أف يكوف عدد اؼبصلُت على اؼبيت مائة لقولو ملسو هيلع هللا ىلص :من صلى عليو مائة من اؼبسلمُت
غفرت لو ذنوبو.
و حديث توابف ُب صحيح مسلم من صلى علي جنازة فلو قَتاط و من شهد دفنها فلو قَتاطاف
و القَتاط مثل أحد.
قاؿ العزيزي نقال عن اؼبناوي ظاىر ىذا اغبديث أنو تغفر ذنوبو حىت الكبائر.
الشعبة اػبامسة والستوف
تشميت العاطس
حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت :حق اؼبسلم علي اؼبسلم طبس رد السالـ و عيادة اؼبريض
و تشميت العاطس و اتباع اعبنائز و إجابة الدعوة .و حديث أمران رسوؿ هللا بسبع و هناان عن سبع
أمران بعيادة اؼبريض و اتباع اعبنائز و رد السالـ و تشميت العاطس وابرار القسم و نصر اؼبظلوـ و
إجابة الداعي.
والتشميت _ ابلشُت اؼبعجمة _ ىو أف يقاؿ للعاطس يرضبك هللا وىو الدعاء لو ابلسالمة من
الشوامت أي اؼبصائب أو ابلسُت اؼبهملة وىو الدعاء لو ببقاء ظبتو أي ىيئتو كما كاف ألف العطاس
ردبا كاف سببا لتعويج العنق.
قاؿ الغزايل فيقوؿ الذي يشمتو يرضبكم هللا ويرد عليو العاطس فيقوؿ يهديكم هللا ويصلح ابلكم.
وعن ابن مسعود قاؿ :كاف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يعلمنا يقوؿ إذا عطس أحدكم فليقل اغبمد هلل رب
العاؼبُت فإذا قاؿ ذلك فليقل من عنده يرضبك هللا فإذا قالوا ذلك فليقل يغفرهللا يل ولكم ومشت
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص عاطسا ومل يشمت آخر فسألو عند ذلك فقاؿ إنو ضبد هللا وأنت سكت .وحديث
بريدة ُب صحيح مسلم عن ايب موسى االشعري إذا عطش أحدكم فحمد هللا فشمتوه فاف مل وبمد
هللا فال تشمتوه.
البعد عن كل مفسد
اثؿ تعاىل :ايآيها الذين آمنوا ال تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقوف إليهم ابؼبودة و قد كفروا
ؼبا جاء كم من اغبق ىبرجوف الرسوؿ و إايكم أف تؤمنوا ابهلل ربكم اف كنتم خرجتم جهدا ُب سبيلي و
و ابتغاء مرضاٌب شروف إليهم ابؼبودة .و قاؿ تعاىل :ايآيها الذين آمنوا ال تتخذوا آابكم و اخوانكم
أولياء اف استجيبوا الكفر علي االيباف و من يتوؽبم منكم فاولئك ىم الظاؼبوف.
و حديث ايب مسعود هنع هللا يضر ُب سنن أيب داود :ال أيكل طعامك إال تقي و ال تصاحب إال مؤمن.
إايؾ والبعد عن كل مفسد من كافر ومبتدع ومن يصدر منو الكبائر ومن ذلك الفرار من الفنت
ابلدين واؽبجرة من دار الكفر إىل دار اإلسالـ فمن مل يقدر على إظهار الدين ُب بلده بسبب الفنت
وجب عليو اؽبجرة إىل بلدة يبكن إظهار الدين فيها وإف قدر على إظهاره فًتؾ اؽبجرة أفضل أما إذا
قدر على القوة ُب بلده أو اإلعتزاؿ وكاف حبيث لو ىاجر لصار موضعو دار حرب فاإلقامة فيو واجبة
كما أفاده الرملي ُب عمدة الرابح.
وقاؿ ابن العماد :ال ينبغي لإلنساف اعبلوس إىل فاسق ألنو إف سلم من مشاركتو ُب اإلٍب مل يسلم
من التخلق ببعض أخالقو .فإف الطبع يسرؽ عند اإلجتماع من حيث ال يشعر اإلنساف قاؿ هللا
تعاىل :قل كل يعمل على شاكلتو .أي كل واحد يعمل على طريق مشاكلو وـبالطو وقاؿ الشاعر:
ومعٌت ىذا البيت أنك إذا أردت معرفة اإلنساف فالتسأؿ عنو وانظر إىل من ىبالطو فإنو يعمل
بطريقتو إنتهى.
إكراـ اعبار
وذلك ابإلحساف إليو ابلبشر وطالقة الوجو وإرساؿ الطعاـ إليو وربمل ما صدر منو فإف مل يقدر على
ذلك فليكف عن أذاه.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :أحسن ؾباورة من جاورؾ تكن مسلما.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :من كاف يؤمن ابهلل واليوـ اآلخر فليكرـ جاره .وُب اغبديث من أراد أف وببو هللا فعليو
بصدؽ اغبديث وأداء األمانة وأف ال يؤذي جاره وفيو أيضا أف اعبار الفقَت يتعلق جباره الغٍت يوـ
القيامة ويقوؿ ايرب سل ىذا مل منعٌت معروفو واعبار ىو من بينك وبينو دوف أربعُت دارا من أي
جانب كذا أفاده السحيمي.
وقاؿ النيب :من كاف يؤمن ابهلل و اليوـ اآلخر فليكرـ جاره.
إكراـ الضيف
وذلك إبحساف ضيافة من أتى إليو طالبا لإلكراـ كالغريب ابلبشر ُب وجهو وطيب اغبديث معو
وتعجيل ما حضر عنده وقيامو بنفسو ُب خدمتو.
فقد كاف اؼبصطفى ملسو هيلع هللا ىلص ىبدـ الضيف بنفسو وكذلك أبو بكر وعمر وعثماف وعلي وعمر بن
وعلي وعمر بن عبد العزيز وإبطعامو ثالثة أايـ بقدر وسعو وال ينبغي ألحد أف يتكلف للضيف
بتحصيل ما ليس عنده بل يقدـ إليو ما كاف ُب وسعو وال يتكلف لو ابلقرض والشراء ابلدين لقولو
ملسو هيلع هللا ىلص :أان واألتقياء من أميت برآء من التكلف.
وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :ال تتكلفوا للضيف فتبغضوه فإنو من أبغض الضيف فقد أبغض هللا ومن أبغض هللا
فقد أبغضو هللا .وقاؿ سلماف الفارسي :أمران رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أف ال تتكلف للضيف ما ليس عندان
وأف نقدـ لو ما حضر وال فرؽ ُب ذلك بُت أف يكوف الضيف غنيا أو فقَتا وىو يدخل البيت ابلرضبة
وىبرج بذنوب أىل اؼبنزؿ.
وُب اغبديث :ما من عبد مؤمن أيتيو ضيف فينظر ُب وجهو ببشاشة إال حرـ هللا جسده على
النار.
وعن أيب الدرداء عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص :إذا أكل أحدكم مع الضيف فليلقمو بيده فإذا فعل ذلك كتب
هللا لو عمل سنة صياـ هنارىا وقياـ ليلها وكاف سيدان إبراىيم عليو السالـ إذا أراد األكل يبشي اؼبيل
واؼبيلُت ُب طلب الضيف ليأكل معو وكاف يكٌت أاب الضيفاف وأراد أف هبعل ألمة دمحم صلى هللا عليو
وسلم ضيافة إىل يوـ القيامة فقاؿ هللا لو إنك ال تقدر على ذلك فقاؿ إؽبي أنت تعلم حبايل وقادر
علي إجابة سؤايل فاستجاب هللا لو فأمر جربيل أف أيتيو بكف من كافور اعبنة ويصعد بو إىل جبل
أيب قبيس وينفخو ُب اعبو ففعل ذلك فانتشر ُب األرض فكل موضع وقع فيو شيئ منو صار ملحا
إىل يوـ القيامة فجميع اؼبلح الذي ُب األرض من ضيافة إبراىيم عليو السالـ .كذا ذكره أضبد
السحيمي وأضبد ابن العماد.
ٍب آدب الضيف أف يبادر إىل موافقة الضيف ُب أمور منها أكل الطعاـ وال يعتذر بشبع بل
أيكل كيف أمكن.
(واعلم) إف ذكر مساوي الغَت لغرض صحيح ُب الشرع حبيث ال يبكن التوصل إليو إال بو يباح ُب
طبسة عشر موضعا كما قالو ابن العماد.
1.اإلرشاد إىل قوؿ صحيح كأف ظبعت واحدا يقوؿ قوال منكرا فينبغي أف تقوؿ لو
أنت قلت كذا وكذا فذلك غَت مناسب بل األمر كذا.
2.نصح اؼبستشَت ُب النكاح أو ُب إيداع األمانة أوغَت ذلك فيجب عليك أف زبربه
حبقيقة اغباؿ لقولو ملسو هيلع هللا ىلص :إذا استنصح أحد كم أخاه فلينصح لو.
3.ذكر العامل اؼبخطئ لتابعو كما إذا سألك واحد عن مسألة فقاؿ شيخي قاؿ كذا
وكذا فتقوؿ شيخك ـبطئ ومن ذلك قوؿ اؼبصنفُت ُب كتبهم قاؿ فالف كذا وىو غلط أو خطأ أو
كبو ذلك فهو جائزاف أرادوا بياف غلطو أو خطئو لئال يقلد وإال حرـ.
4.اإلستعانة على تغيَت اؼبذكرات كأف تقوؿ ؼبن ترجو قدرتو على إزالتها فالف يعمل
كذا فأعٍت على منعو بشرط أف يكوف قصده التوصل إىل إزالتها وإال حرـ ذلك.
5.التعريف كأف تقوؿ فالف األعرج أو األعور أو كبو ذلك حبيث ال يعرؼ إال
ابظبو القبيح فإف أمكن تعريفو بغَته فهو أوىل وذلك بشرط قصد التعريف فإف كاف بقصد التنقيص
حرـ.
6.العصمة عن الفساد كأف تقوؿ لشاىد غَت عدؿ ىذا ال يصلح للشهادة ألنو
فعل كذا وكذا.
7.اإلستفتاء كأف تقوؿ للمفيت ظلمٍت أيب أو زوجيت أو أخي
وكيف طريقي َب اػبالص واألسلم التعريض أبف تقوؿ ما قولك ُب رجل ظلمو أبوه أو أخوه أو زوجتو
ولكن التعيُت مباح هبذا العذر كما قالو الغزايل.
8.الزجر عن الفسق كما إذا كاف اإلنساف ال يكتم عيبو كمن ىبرب عن نفسو ابلزان
والفواحش فيجوز إغتيابك لو دبا فسق بو ال بغَته من العيوب بشرط أف تقصد أف تبلغو لينزجر ىذا
إذا أخرب على وجو األعجاب مثال فإف أخرب عن عيبو على وجو الندـ والتوبة حرـ إغتيابو ولو كاف
مظهر الفسق عاؼبا حرـ مطلقا ألف الناس إذا ظبعوا منو ذلك ىانت عندىم الفواحش وجسروا على
فعلها.
قاؿ ابن العريب وينبغي لكل مسلم أف يعتقد أف صبيع ما يصدر من أىل البيت قد عفا هللا عنهم
فيو وليس لنا ذـ أحد فكيف أبىل البيت فقد أخربين الثقة عندي دبكة قاؿ كنت أكره ما يفعلو
الشرفاء دبكة ُب الناس فرأيت ُب النوـ فاطمة بنت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص وىي معرضة عٍت فسلمت عليها
فسلمت عليها وسألتها عن إعراضها فقالت إنك تقع ُب الشرفاء فقلت ؽبا اي سيدٌب أما ترين ما
يفعلوف ُب الناس فقالت أليس ىم أبنائي فقلت ؽبا من اآلف تبت فأقبلت علي فاستيقظت ذكر ىذه
القصة أضبد السحيمي ُب لباب الطابُت.
حكي) أبو على الدقاؽ أف إمرأة جاءت إىل سيدي حاًب بن علواف األصم قدس هللا سره (
تسألو عن مسألة فاتفق أنو خرج منها صوت ريح فخجلت اؼبرأة فقاؿ حاًب إرفعي صوتك وأراىا أنو
أصم فسرت اؼبراة بذلك ورأت أنو مل يسمع الصوت فبذلك ظبي ىذا الشيخ ابألصم.
الشعبة السبعوف
قاؿ تعاىل :واستعينوا ابلصرب و الصلوة و إهنا لكبَتة إال علي اػباشعُت .و قاؿ :إمبا يوَب
الصابروف أجرىم
بغَت حساب.
و حديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت قاؿ :دخلت علي رسوؿ هللا صلي هللا عليو
و سلم و ىو يوعك وعكا شديدا فقلت :انك لتوعك وعك الرجلُت فقاؿ أجل أوعك كما يوعك
رجالف منكم قاؿ فقلت ذلك أبف لك أجرين ؟ قاؿ أجل و ما من مسلم يصيبو أذى من مرض فما
سواه إال حط هللا بو من سيئاتو كما ربط الشجرة و رقها.
وعلى اؼبصيبة الدنيوية حبيث ال يتسخطها وعن اؼبعصية حىت ال يقع فيها وعلى أمور الناس أبف ال
يكافئهم على ما أساءوا وأف وبتمل ؽبم وأف يعفو عنهم.
(واثنيهما) نفسي فاف كاف عن شهوة البطن والفرج ظبي عفة وإف كاف ُب مصيبة ظبي صربا وتضاده
حالة تسمى اعبزع وإف كاف ُب حاؿ الغٍت ظبي ضبط النفس وتضاده حالة تسمى البطر وإف كاف ُب
حرب ومقاتلة تسمى شجاعة ويضاده اعبنب وإف كاف ُب كظم الغيظ و الغضب ظبي حلما و يضاده
التذمر وإف كاف ُب انئبة مضجرة ظبي سعة الصدر ويضاده الضجر والتربـ وضيق الصدر وإف كاف ُب
إخفاء الكالـ ظبي كتماف السر وظبي صاحبو كتوما وإف كاف عن فضوؿ العيش ظبي زىدا ويضاده
اغبرص وإف كاف صربا على قدر يسَت من اغبظوظ ظبي قناعة ويضاد الشره فأكثر أخالؽ اإليباف
داخل ُب الصرب إنتهى .ولذلك قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص الصرب نصف اإليباف واليقُت اإليباف كلو.
الزىد
ىو اإلقتصار على قدر اغباجة فبا تيقن حالو وىذا زىد العارفُت وىو اؼبراد ىنا وأما الزىد ُب
اغبراـ فواجب عاـ على صبيع الناس وقيل الزىد تفريق اجملموع وترؾ طلب اؼبفقود وتقدًن غَته على
نفسو عند وجود القوت.
وقاؿ الغزايل والزىد أف تًتؾ الدنيا لعلمك حبقارهتا ابلنسبة إىل نفاسة اآلخرة وليس من الزىد
ترؾ اؼباؿ وبذلو على سبيل السخاء وعلى سبيل استمالة القلوب وُب سبيل الطمع ألف ذلك كلو من
ؿباسن العادات وال مدخل لشيئ منو ُب العبادات إنتهى.
قاؿ تعاىل :فهل ينظروف إال الساعة أف أتتيهم بغتة فقد جاء أشراطها .و ُب حديث ابن عباس
ُب صحيح البخاري :نعمتاف مغبوف فيهما كثَت من الناس الصحة و الفراع .و حديث أيب سعيد
اغبضري ُب صحيح مسلم أف الدنيا حلوة خضرة و اف هللا مستخلفكم منها فناظر كيف تعملوف
فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء فإف أوؿ فتنة بٌت إسرائيل كانت ُب النساء.
قاؿ تعاىل :قوا أنفسكم و أىليكم انرا و قود ىا الناس و اغبجارة .وقاؿ :قل للمؤمنُت
يغضضن من أبصارىن و وبفظن فروجهن .و غبديث أيب ىريرة ُب صحيح البخاري :اف هللا عز و
جل يغار و اف اؼبؤمن يغار وغَتة هللا اف أيٌب اؼبؤمن ما حرـ عز و جل عليو.
فالغَتة ػ بفتح الغُت اؼبعجمة وسكوف الياء ػ كراىة شركة الغَت ُب حقو واؼبذاء ػ بكسر اؼبيم واؼبد ػ ىو
أف يدخل الرجل على أىلو ٍب ىبليهم حىت يبيل بعضهم إىل بعض فينبغي للرجل أف يكوف صاحب
غَتة عند رؤية ما ىبالف الشرع وعند حصوؿ الريبة خبالؼ سوء الظن ابؼبرء من غَت ريبة فانو مذموـ.
وأشرؼ الناس وأعالىم نبة أشدىم غَتة على نفسو وخواصو وعموـ اؼبؤمنُت.
قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص :الغَتة من اإليباف واؼبذاء من النفاؽ .رواه البزار والبيهقي وهللا تعاىل كتب على ابب
اعبنة أنت حراـ على الديوث.
فالديوث ىو الذي يرضى ابلقبيح على أىلو فإنو اليدخل اعبنة وإف السموات السبع واألرضُت
السبع واعبباؿ تلعن الزاين والديوث ىذا إذا علم وسكت وأما إذا مل يعلم فال ينبغي أف يظن ظن
السوء وأف يتجسس البواطن وينقب ويفتش عورات الناس فإف ذلك اؼبذموـ ُب الشرع.
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من كاف يؤمن ابهلل واليوـ اآلخر فليقل خَتا أو ليصمت .رواه البخاري ومسلم
أي من كاف يؤمن إيباان كامال ابهلل ويوـ القيامة فليتكلم دبا لو
فيو منفعة ككلمة اغبق عند ظامل أو ليسكت عما ال منفعة لو فيو.
حديث أيب سلمة عن أيب ىريرة و علي بن اغبسُت عن أبيو عن علي مهنع هللا يضر أف رسوؿ هللا صلي هللا
عليو و سلم قاؿ :من حسن إسالـ اؼبرء تركو ما ال يعنيو.
وقاؿ رجل لبعض العارفُت أوصٍت قاؿ :إجعل لدينك غالفا كغالؼ اؼبصحف لئال تدنسو قاؿ وما
غالؼ الدين قاؿ ترؾ الكالـ إال فيما ال بد منو وترؾ ـبالطة الناس إال فيما ال بد منو وترؾ طلب
الدنيا إال فيما ال بد منو فإذا أكره اإلنساف على قوؿ الشر أو السكوت عن اػبَت أو خاؼ على
نفسو من قوؿ اػبَت فهو معذور قد ذباوز هللا عنو كذا قاؿ السحيمي.
اعبود
وىو صرؼ اؼباؿ فيما وبمده الشرع قاؿ الغزايل :واعلم أف اعبود وسط بُت اإلسراؼ واإلقتار
وبُت البسط والقبض وىو أف يقدر بذلو وإمساكو بقدر الواجب وال يكفي أف يفعل ذلك جبوارحو ما
مل يكن قلبو طيبا بو غَت منازع لو فيو وعن ابن عباس أنو قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :ذبافوا عن ذنب
ذبافوا عن ذنب السخى فإف هللا آخذ بيده كلما عثر .وقاؿ ابن مسعود قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :الرزؽ
وسلم :الرزؽ إىل مطعم الطعػػاـ أسرع من السكُت إىل ذروة البعَت وإف هللا
تعاىل ليباىي دبطعم الطعاـ اؼبالئكة .قاؿ هللا تعاىل :و سارعوا إيل مغفرة من ربكم و جنة عرضها
السموات و االرض أعدت للمتقُت الذين ينفقوف ُب السراء و الضراء .و قاؿ :اف هللا ال وبب من
كاف ـبتاال فخورا الذين يبخلوف و أيمروف الناس ابلبخل و يكتموف ما آاتىم هللا من فضلو و اعتدان
للكافرين غذااب مهينا .و غبديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ما من يوـ يصح العباد فيو إال ملكاف
ينزالف فيقوؿ أحدنبا اللهم أعط منفقا خلفا و يقوؿ اآلخر اللهم أعط فبسكا تلفا.
وقاؿ بعضهم إف َب الكتب األربعة ألفاظ متناسبة فإهنا نزلت أوال ابلعربية ٍب يعرب كل نيب بلغة
قومو .ففي التوراة والكرًن ال يضاـ أبدا ومعٌت ال يضاـ أي ال يضار .وُب اإلقبيل والبخيل أيكل
أموالو العدا بكسر العُت وابلقصر .وُب الزبور واغبسود ال يسود أبدا .وُب الفرقاف :والذي خبث ال
ىبرج إال نكدا( .حكاية) قاؿ عبد هللا بن اؼببارؾ حججت سنة من السنُت فكنت ُب حطيم إظباعيل
فنمت فرأيت ُب اؼبناـ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص وقاؿ يل إذا رجعت إىل بغداد فادخل ؿبلة كذا وكذا واطلب
وكذا واطلب هبراـ اجملوسي وأقرئو مٍت السالـ وقل لو إف هللا تعاىل راض عنك فانتبهت فقلت الحوؿ
وال قوة إال ابهلل العلي العظيم ىذه رؤاي من الشيطاف فتوضأت وصليت وطفت ابلكعبة ما شاء هللا
فغلبٍت النوـ فرأيت كذلك ثالثة مرات فلما أسبمت ابغبج ورجعت إىل بغداد وسألت عن احمللة والدار
فوجدت شيخا فقلت أنت هبراـ اجملوسي قاؿ نعم قلت ىل لك عند هللا خَت قاؿ نعم كاف يل أربع
بنات وأربع بنُت وزوجتهن من أبنائي فقلت ىذا حراـ ىل عندؾ غَت ذلك قاؿ نعم جعلت وليمة
للمجوس ُب وقت تزويج البنات قلت ىذا حراـ ىل عندؾ غَت ذلك قاؿ نعم كانت يل بنت من
أصبل الناس ما وجدت ؽبا كفئا فزوجتها من نفسي وجعلت وليمة أوؿ ليلة دخلت هبا فكاف ُب تلك
الليلة من اجملوس أكثر من األلف فقلت ىذا حراـ أيضا ىل عندؾ غَت ذلك قاؿ نعم الليلة اليت
وطئت فيها ابنيت جائت إمرأة مسلمة من أىل دينك تسرج من سراجي فأوقدت السراج وخرجت
فأطفأتو ورجعت فدخلت تفعل مثل ذلك ثالث مرات فقلت ُب نفسي لعل ىذه اؼبرأة جاسوسة
اللصوص فخرجت خلفها فلما دخلت ىي منزؽبا على بنات ؽبا قلن ؽبا اي أماه ىل جئت لنا بشيئ
فإنو مل يبق لنا طاقة وصرب من اعبوع فدمعت عيناىا وقالت أستحيت من ريب أف أسأؿ أحدا دونو
خصوصا من عدو هللا الذي ىو ؾبوسي قاؿ هبراـ فلما ظبعت كالمها رجعت إىل داري وأخذت
طبقا فمألتو من كل شيئ وذىبت بنفسي إىل دارىا قاؿ عبد هللا بن اؼببارؾ فقلت لو ىذا خَت ولك
البشارة وبشرتو برؤاي رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص وقصصت عليو الرؤاي فقاؿ أشهد أف ال إلو إال هللا وأشهد أف دمحما
هللا وأشهد أف دمحما عبده ورسولو وخر من ساعتو ميتا فغسلتو وكفنتو وصليت عليو ودفنتو .وكاف عبد
هللا اؼببارؾ يقوؿ ايعباد هللا إستعملوا السخاء مع خلق هللا تعاىل فإنو ينقل األعداء إىل درجة األحباء
.
قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :ليس منا من مل يوقر كبَتان ومل يرحم صغَتان ومل يعرؼ لعاؼبنا حقو .وقاؿ
رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :من إجالؿ هللا إكراـ ذي الشيبة اؼبسلم .وُب حديث عبد هللا بن عمرو ُب سنن أيب
داود من مل يرحم صغَتان و مل يعرؼ حق كبَتان فليس منا .و حديث جابر بن عبد هللا ُب صحيح
مسلم :من ال يرحم الناس ال يرضبو هللا تعاىل.
وعن أنس بن مالك أنو قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :إف هللا تعاىل ينظر إىل وجو الشيخ صباحا
الشيخ صباحا ومساء ويقوؿ اي عبدي قد كرب سنك ورؽ جلدؾ ودؽ عظمك واقًتب أجلك وحاف
قدومك إىل فاستحي مٍت فأان أستحي من شيبتك أف أعذبك ُب النار (وحكي) أف عليا كاف يذىب
إىل اعبماعة لصالة الفجر مسرعا فلقي شيخا ُب الطريق يبشي قدامو على السكينة والوقار ُب سلك
الطريق فما مر علي تكريبا لو وتعظيما لشيبتو حىت حاف وقت طلوع الشمس فلما دان الشيخ من
ابب اؼبسجد مل يدخل فيو فعلم علي أنو من النصارى فدخل اؼبسجد فوجد رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ُب الركوع
وسلم ُب الركوع فلما فرغ من صالتو قالوا اي رسوؿ هللا مل طولت الركوع ُب ىذه الصالة ما كنت تفعل
تفعل مثل ىذا فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ؼبا ركعت وقلت سبحاف ريب العظيم كما كاف وردي وأردت أف
وردي وأردت أف أرفع رأسي جاء جربيل ووضع جناحو على ظهري وأخذين طويال فلما رفع جناحو
رفعت رأسي فقالوا مل فعل ىذا فقاؿ ما سألتو عن ذلك فحضر جربيل وقاؿ اي دمحم إف عليا كاف
يستعجل للجماعة فلقي شيخا نصرانيا ُب الطريق ومل يعلم أنو نصراين فأكرمو ألجل شيبتو وما مر
عليو فأمرين هللا تعاىل أف أخذؾ ُب الركوع حىت يدرؾ معك على صالة الفجر وأمر هللا تعاىل ميكائيل
أف أيخذ الشمس جبناحو حىت ال تطلع حبرمة علي هنع هللا يضر قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :ليس الرحيم الذي يرحم
ليس الرحيم الذي يرحم نفسو وأىلو خاصة ولكن الرحيم الذي يرحم اؼبسلمُت وقاؿ رسوؿ هللا صلى
هللا عليو وسلم :من مسح على رأس يتيم كاف لو بكل شعرة سبد عليها يده نور يوـ القيامة (حكاية)
قاؿ علي جاء رجل إىل النيب ملسو هيلع هللا ىلص :فقاؿ اي رسوؿ هللا عصيت فطهرين قاؿ وما عصيانك قاؿ أستحي
عصيانك قاؿ أستحي من أف أقوؿ فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :أتستحي مٍت أف زبربين عن ذنبك ومل مل
ذنبك ومل مل تستحي من هللا تعاىل وىو يراؾ قم فاخرج من عندي حىت ال تنزؿ النار علينا فخرج
الرجل خائبا وآيسا وابكيا من عند رسوؿ هللا فجاء جربيل وقاؿ اي دمحم مل آيست العاصي ولو كفارة
لذنوبو وإف كانت كثَتة فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :وما كفارتو قاؿ لو صيب صغَت فإذا دخل ُب بيتو والصيب
دخل ُب بيتو والصيب يستقبلو فيدفع إليو شيئا من اؼبأكوالت أو ما يفرح بو فإذا فرح الصيب يكوف
كفارة لذنبو .و حديث أيب ىريرة ُب الصحيحُت جعل هللا الرضبة مائة جزء فأمسك عنده تسعة و
تسعُت و أنزؿ ُب االرض جزءا واحدا فمن ذلك اعبزء يًتاحم اػبالئق حىت ترفع الفرس حافرىاعن
ولدىا خشية اف تصيبو.
وىي أف ربب للناس ما ربب لنفسك .قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :ال يؤمن أحدكم حىت وبب ألخيو ما
وبب لنفسو .رواه البخاري ومسلم.
قاؿ السحيمي ُب معٌت ىذا اغبديث أي ال يكمل إيباف أحدكم حىت وبب لكل أخ ولو كافرا
من غَت أف ىبص دبحبتو أحدا دوف آخر مثل ما وبب أف وبصل لنفسو من الطاعات واؼبباحات
الدنيوية أبف تفعل معو ما ربب أف يفعلو معك وتعاملو دبا ربب أف يعاملك بو وتنصحو دبا تنصح بو
نفسك وربكم لو دبا ربب أف وبكم لك بو ووبتمل أذاه وتكف عن عرضو وإذا رأيتو لو حسنة أظهرهتا
أو سيئة كتمتها إنتهى.
وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص :الراضبوف يرضبهم الرضبن إرضبوا من ُب األرض يرضبكم من ُب السماء.
وختم اؼبؤلف كتابو بذكر اعبنة إشارة إىل حسن اػبتاـ فإف ذلك مطلوب من اؼبصنفُتٍ .ب إىن
أردت أف أذكر حديثا جامعا مناسبا ؼبا ُب ىذا الكتاب وىو ىذا.
عن ؾباىد عن سلماف رضي هللا تعاىل منهما عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ :من حفظ على أميت ىذه
على أميت ىذه األربعُت حديثا دخل اعبنة وحشره هللا تعاىل مع األنبياء والعلماء يوـ القيامة فقلنا اي
رسوؿ هللا أي األربعُت حديثا فقاؿ عليو السالـ :أف تؤمن ابهلل واليوـ اآلخر واؼبالئكة والكتاب
والنبيُت والبعث بعد اؼبوت وابلقدر خَته وشره من هللا تعاىل وتشهد أف ال إلو إال هللا وأف دمحما رسوؿ
هللا وتقيم الصالة ابسباغ الوضوء لوقتها بتماـ ركوعها وسجودىا وتؤدي الزكاة حبقها وتصوـ شهر
رمضاف وربج البيت إف استطعت إليو سبيال وتصلي اثٍت عشرة ركعة ُب كل يوـ وليلة وىي سنيت
وثالث ركعات وترا ال تًتكها وال تشرؾ ابهلل شيئا وال تعص والديك وال أتكل ماؿ اليتيم وال أتكل
الراب وال تشرب اػبمر وال زبلف ابهلل كاذاب وال تشهد شهادة الزور على أحد قريب أو بعيد وال تعمل
تعمل ابؽبوى وال تغتب أخاؾ وال تقع فيو من خلفو وقدامو وال تقذؼ احملصنة وال تقل ألخيك اي
مرائي فتحبط عملك وال تلعب وال تلو مع الالىُت وال تقل للقصَت اي قصَت تريد بذلك عيبو وال
تسخر من أحد من الناس وال أتمن من عقاب هللا تعاىل وال سبش ابلنميمة فيما بُت األخواف وتشكر
هلل على كل نعمة اليت أنعم هبا عليك وتصرب عند البالء واؼبصيبة وال تقنط من رضبة هللا وتعلم أف ما
أصابك مل يكن ليخطئك وأف ما أخطأؾ مل يكن ليصيبك وال تطلب سخط الرب برضا اؼبخلوقُت وال
تؤثر الدنيا على اآلخرة وإذا سألك أخوؾ اؼبسلم فبا عندؾ فال تبخل عليو وانظر ُب أمر دينك إىل
من فوقك وُب أمر دنياؾ إىل من ىو دونك وال تكذب وال زبالط السلطاف ودع الباطل وال أتخذ بو
وإذا ظبعت حقا فال تكتمو وأدب أىلك وولدؾ دبا ينفعهم عند هللا ويقرهبم إىل هللا وأحسن إىل
جَتانك وال تقطع أقاربك وذا رضبك وصلهم وال تلعن أحدا من خلق هللا تعاىل وأكثر التسبيح
والتهليل والتحميد والتكبَت وال تدع قراءة القرآف على كل حاؿ إال أف تكوف جنبا وال تدع خضور
اعبمعة واعبماعات والعيدين وانظر كل ما مل ترض أف يقاؿ لك ويصنع بك فال ترض بو ألحد وال
تصنعو بو بل قاؿ سلماف رضي هللا تعاىل عنو قلت اي رسوؿ هللا ما ثواب ىذه األربعُت حديثا قاؿ
عليو السالـ والذي بعثٍت ابغبق نبيا إف هللا تعاىل وبشره يوـ القيامة مع األنبياء والعلماء ومن تعلم
ىذه األربعُت حديثا وعلمها الناس كاف ذلك خَتا من أف يعطي الدنيا وما فيها إنتهى فمعٌت قولو
ملسو هيلع هللا ىلص :من حفظ على أميت أي من نقل إليهم بطريق التخريج واإلسناد وإف مل وبفظ اللفظ ومل يعرؼ
اللفظ ومل يعرؼ اؼبعٌت إذ بو وبصل إنتفاع اؼبسلمُت خبالؼ حفظ ما مل ينقل إليهم كذا نقل عن
العزيزي ٍب اؼبراد بقولو ملسو هيلع هللا ىلص :وتصلي اثنيت عشرة ركعة ُب كل يوـ وليلة ما بينو النسائي عن أـ حبيبة
عن أـ حبيبة وىو أربع ركعات قبل الظهر وركعتاف بعده وركعتاف قبل العصر وركعتاف بعد اؼبغرب
وركعتاف قبل صالة العشاء.
وختم اؼبؤلف بذكر الصالة على النيب صلى هللا عليو وألو وسلم رجاء الربكة لقولو صلى هللا عليو
وسلم :لو أف عبدا جاء يوـ القيامة حبسنات أىل الدنيا ومل يكن فيها الصالة على ردت عليو ومل
تقبل وقاؿ على بن أيب طالب :من صلى على دمحم وعلى آؿ دمحم مائة مرة قضى هللا تعاىل لو مائة
حاجة وُب اغبديث معرفة آؿ دمحم براءة من النار وحب آؿ دمحم جواز على الصراط والوالية آلؿ دمحم
أماف من العذاب فنسأؿ هللا تعاىل أف هبعلنا من الذين يستمعوف القوؿ فيتبعوف أحسنو وأف يرزقنا
العلم وعملو واؼبوت على دين اإلسالـ ودخوؿ السالـ آمُت وصلى هللا على سيدان دمحم وآلو وصحبو
وسلم واغبمد هلل رب العاؼبُت.