You are on page 1of 57

‫قامع الطغيان‬

‫على منظومة شعب اإلميان‬


‫للعالمة الشيخ دمحم نووي بن عمر اجلاوي البنتين‬
‫‪Visit Us :‬‬
‫‪www.GaleriKitabKuning.com, www.maktabana.com‬‬

‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬


‫اغبمد هلل الذي اتصف ابلكماالت‪ ،‬والصالة والسالـ على سيدان دمحم الذي أيد ابؼبعجزات‪ ،‬وعلى‬
‫آلو وصحبو الذين فعلوا اغبسنات واجتنبوا اؼبنكرات‪.‬‬

‫أما بعد فيقوؿ اؼبرذبي من ربو عفو الزالت وقضاء اغباجات دمحم نووي بن عمر قد طاؿ تردد فكرى‬
‫ُب تصحيح منظومة الشيخ زين الدين بن علي بن أضبد وىي ُب داخل كتابو اؼبشهور بشعب اإليباف‬
‫اؼبعربة اؼبختصرة من شعب اإليباف الفارسية للعالمة السيد نور الدين االهبي‪ٍ .‬ب ؼبا انشرح صدري‬
‫أردت أف أكتب عليها شرحا انفعا يل وألبناء جنسي فبن أراد فالحا (وظبيتو قامع الطغياف على‬
‫منظومة شعب اإليباف) وأسأؿ هللا الكرًن أف ينفع بو دبنو وكرمو إنو على ما يشاء قدير وابإلجابة‬
‫جدير آمُت‪.‬‬

‫إيباف شخص ذا شعب فتتم)‬ ‫صَتا‬


‫اغبمد هلل ق ػػد ر‬
‫أي أنشئ إقراري ابغبمد معتقدا أف كل ثناء هلل واؼبراد هبذا البيت أف أعماؿ اإليباف ذوات أجزاء‬
‫وخصاؿ وىي اليت تزيد أعماؿ اإلنساف ابإلتياف هبا وتنقص بًتؾ شيئ منها وأما أصل اإليباف الذي‬
‫ىو التصديق فال ينقص ألنو لو نقص لكاف شكا واليصح اإليباف مع الشك‬

‫التعريف أبصل صاحب الرسالة‪:‬‬

‫ىذه الرسالة أبيات مأخوذة من كتاب الشيخ زين الدين بن علي بن أضبد الشافعي الكوشٍت‬
‫الفناين اؼبليباري ولذلك كاف عدد ما ُب األبيات مثل ما ُب النشر أي أف صاحب ىذه الرسالة ولد‬
‫ُب كوشن من مدف مليبار بعد طلوع الشمس من يوـ اػبميس الثاين عشر من شهر شعباف سنة‬
‫اثنتُت وسبعُت وشبامبائة ونقلو عمو القاضي زين الدين بن أضبد إىل فناف وىو صغَت ولو مصنفات كثَتة‬
‫كهداية األذكياء وربفة األحياء وإرشاد القاصدين ُب اختصار منهج العابدين للغزايل‪.‬‬
‫(ىذه بيوت من كتاب الكوشٍت * من قاؿ بعد صالتنا ونسلم)‬

‫(حملمد وآللو وصحابتو * ما دار مشس ُب السماء وأقبم)‬

‫شرع اؼبؤلف ُب بياف شعب اإليباف مرتبا فقاؿ‪:‬‬

‫أف اػبصاؿ اؼبتفرعة عن اإليباف سبع وسبعوف كما قالو ملسو هيلع هللا ىلص اإليباف بضع وسبعوف شعبة فأفضلها قوؿ‬
‫ال إلو إال هللا وأدانىا إماطة األذى عن الطريق واغبياء شعبة من اإليباف رواه احملدثوف‪.‬‬

‫الشعبة األوىل‬

‫اإليباف ابهلل‬

‫اإليباف ابهلل ىو أف نؤمن أبف هللا تعاىل واحد ال شريك لو فرد ال مثل لو صمد ال ند لو أزيل قائم‬
‫أبدي دائم ال أوؿ لوجوده وال آخر ألبديتو قيوـ ال يفنيو األبد وال يغَته األمد بل ىو األوؿ واآلخر‬
‫والظاىر والباطن منزه عن اعبسمية ليس كمثلو شيئ‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬ايآيها الذين آمنوا أمنوا ابهلل و‬
‫رسولو و الكتب الذي نزؿ علي رسولو و الكتب الذي انزؿ من قبل‪ .‬و حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ‪:‬‬
‫أمرت اف أقاتل الناس حىت يقولوا ال إلو إال هللا فمن قاؿ ال إلو إال هللا فقد عصم من نفسو و مالو إال‬
‫حبقو و حسابو علي هللا‪.‬‬

‫الشعبة الثانية‬

‫اإليباف ابؼبالئكة‬

‫وذلك أبف تصدؽ بوجودىم وأبهنم عباد مكرموف ال يعصوف هللا ما أمرىم ويفعلوف ما يؤمروف‬
‫وىم أجساـ لطيفة ذوات أرواح جعل هللا ؽبم قوة على التشكل أبشكاؿ ـبتلفة حسنة‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و‬
‫اؼبؤمنوف كل من آمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و رسلو ‪ .‬و غبديث عمر بن اػبطاب هنع هللا يضر ُب‬
‫الصحيحُت ُب سؤاؿ جربائيل " االيباف اف تؤمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و رسلو‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة‬

‫اإليباف ابلكتب‬

‫وذلك أبف تصدؽ أبف ما أنزؿ هللا على أنبيائو من الكتب وحي من هللا مشتمل على أحكامو‬
‫وأخباره‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬ايآيها الذين آمنوا أمنوا ابهلل و رسولو و الكتب الذي نزؿ علي رسولو و الكتب‬
‫الذي انزؿ من قبل‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة‬

‫اإليباف أبنبيائو‬

‫وذلك أبف تؤمن أبف األنبياء صادقوف فيما أخربوا بو عن هللا تعاىل وأف منهم من أرسلهم إىل‬
‫اػبلق ؽبدايتهم وتكميل معاشهم ومعادىم وأيدىم ابؼبعجزات الدالة على صدقهم فبلغوا عنو تعاىل‬
‫رساالتو وبينوا للمكلفُت ما أمروا ببيانو‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و اؼبؤمنوف كل آمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و‬
‫رسلو‪.‬‬

‫الشعبة اػبامسة‬

‫اإليباف بفناء العامل الدنيوي وابليوـ اآلخر‬

‫هبب على كل مكلف اإليباف بفناء العامل الدنيوي العلوي والسفلى وابليوـ اآلخر مع ما اشتمل‬
‫عليو من اعبزاء واغبساب واؼبيزاف والػصراط واعبػنة والنار‪.‬‬

‫الشعبة السادسة‬

‫اإليباف بيوـ البعث‬


‫وىو أف نؤمن أبف هللا يبعث اؼبوتى سواء كانوا مقبورين أوغرقي أو غَت ذلك واؼببعوث ىو عُت‬
‫ىذا البدف ال مثلو إصباعا قاؿ هللا تعاىل‪ :‬زعم الذين كفروا أف لن يبعثوا قل بلى وريب لتبعثن‪ .‬قاؿ‬
‫تعاىل ‪ :‬قل هلل وبييكم ٍب يبيتكم ٍب هبمعكم إيل يوـ القيامة ال ريب فيو ‪ .‬و غبديث عمر بن اػبطاب‬
‫هنع هللا يضر ُب الصحيح ُب حديث االيباف ‪ :‬االيباف اف تؤمن ابهلل و مالئكتو و كتبو و رسلو وابلبعث من‬
‫بعد اؼبوت و ابلقدر كلو‪.‬‬

‫الشعبة السابعة‬

‫اإليباف ابلقدر‬

‫وذلك أبف تعتقد أف هللا تعاىل أوجد األشياء على طبق ما سبق بو علمو تعاىل فجميع أفعاؿ‬
‫اػبلق بتقدير هللا تعاىل فينبغي لإلنساف أف يرضي بكل ما هبري بو القضاء‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬قل كل من‬
‫عند هللا ‪ .‬و ُب الصحيحُت من حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر و الذي نفس دمحم بيده لتقومن الساعة و قد‬
‫نشر الرجالف ثوهبما بينهما ال يتبايعانو و ال يطوابنو و لتقومن الساعة و ىو يليط خوضو ال يسقيو و‬
‫لتقومن الساعة و قد انصرؼ الرجل بلنب لقحتو من ربتها و قد رفع اكلتو إيل فيو ال يطعمها‪.‬‬
‫(اغبديث)‪( .‬ووبكى) عن الشيخ عفيف الدين الزاىد أنو كاف دبصر فبلغو ما وقع ببغداد من قتل‬
‫الكفار للمسلمُت حىت خربت بغداد ثالث سنُت ونصف سنة بغَت خليفة ومن تعليق الكفار‬
‫اؼبصاحف َب أعناؽ الكالب والقائهم كتب األئمة ُب الدجلة حىت صارت كاعبسر سبر اػبيل عليها‬
‫فأنكر ذلك وقاؿ ايرب كيف ىذا وفيهم األطفاؿ ومن الذنب لو فرأى َب اؼبناـ رجال وُب يده كتاب‬
‫فأخذه فإذا فيو ىذاف البيتاف من حبر اؼبتقارب‪.‬‬

‫(دع اإلعًتاض فما األمر لك * وال اغبكم ُب حركات الفلك)‬

‫فػمن خاض عبة حبر ىلك)‬ ‫(وال تسػأؿ هللا عػن فعلػو *‬

‫الشعبة الثامنة‬
‫اإليباف أبف اػبالئق يساقوف إىل أرض احملشر‬

‫وىو أف نؤمن أبف اػبالئق يساقوف صبيعا بعد البعث والنشور إىل أرض احملشر أي اؼبوقف وىي أرض‬
‫بيضاء قاع صفصف ال فيها عوج وال أمت وال عليها ربوة ىبتفى اإلنساف وراءىا وال وىدة ينخفض‬
‫عن األعُت فيها بل ىو صعيد واحد بسيط التفاوت فيو يساقوف إليو زمرا‪ .‬ومراتب الناس ُب اغبشر‬
‫متفاوتة فمنهم الراكب وىو اؼبتقي ومنهم اؼباشي على رجليو وىو قليل العمل ومنهم اؼباشي على‬
‫وجهو وىو الكافر‪ٍ .‬ب يصرؼ الناس من اؼبوقف إىل اعبنة أو النار ويبروف على الصراط فأمة سيدان‬
‫دمحم ملسو هيلع هللا ىلص على سبعة أنواع الصديقوف والعاؼبوف والبدالء والشهداء واغبجاج واؼبطيعوف والعاصوف‬
‫فالصديقوف يبروف على الصراط كالربؽ اػباطف والعاؼبوف كالريح العاصف والبدالء كالطَت ُب ساعة‬
‫يسَتة والشهداء كالفرس السابق يبروف ُب نصف هنار واغبجاج يبروف ُب يوـ كامل واؼبطيعوف ُب شهر‬
‫والعاصوف يضعوف أقدامهم على الصراط وأوزارىم على ظهورىم فيعربوف فتقصد انر جهنم احراقهم‬
‫فًتى نور اإليباف ُب قلوهبم فتقوؿ جز اي مؤمن فإف نورؾ أطفأ ؽبيب كما أفاده دمحم اؽبمداين قاؿ رسوؿ‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص يبعث الناس حفاة عراة غرال قد أعبمهم العرؽ وبل شحوـ اآلذاف‪ .‬غبديث ابن عمر هنع هللا يضر ُب‬
‫صحيح مسلم ‪ :‬يقوـ الناس يوـ القيامة لرب العاؼبُت حىت يغيب أحدىم ُب رسحو إيل أنصاؼ‬
‫أذانيو‪ .‬و قاؿ تعاىل أال يظن أولئك أهنم مبعوثوف ليوـ عظيم يوـ يقوـ الناس لرب العاؼبُت‪.‬‬

‫الشعبة التاسعة‬

‫اإليباف ابعبنة‬

‫وىو أف نؤمن أبف اعبناف دار خلود ؼبسلم وىو من مات على اإلسالـ وأف تقدـ منو كفر‪ .‬ودخل ُب‬
‫اؼبسلم العصاة فمرجعهم ودار خلودىم اعبناف فال ىبلدوف ُب النار إف دخوؽبا بل ال يدوـ عذاهبم فيها‬
‫مدة بقائهم ألهنم يبوتوف بعد الدخوؿ بلحظة ما يعلم هللا مقدارىا فال وبيوف حىت ىبرجوا منها‪ .‬واؼبراد‬
‫دبوهتم أهنم يفقدوف إحساس أمل العذاب ألهنم يبوتوف موات حقيقيا خبروج الروح‪ .‬واإليباف أبف جهنم‬
‫وىو إسم جملموع النَتاف دار خلود لكافر وىو من مات على الكفر وإف عاش طوؿ عمره على اإليباف‬
‫ودخل ُب الكافر من ابل ُب النظر فلم يصل إىل اغبق وترؾ التقليد الواجب عليو وال يدخل فيو‬
‫أطفاؿ اؼبشركُت بل ىم ُب اعبنة على الصحيح وال فرؽ ُب اؼبسلم والكافر بُت اإلنس واعبن‪ .‬قاؿ‬
‫تعاىل ‪ :‬بلى من كسب سيئة و أحاطت بو خطيئتو فاولئك أصحاب النار ىم فيها خالدوف ‪ .‬و‬
‫الذين آمنوا و عملوا الصاغبات اولئك اصحاب اعبنة ىم فيها خالدوف‪ .‬و غبديث ابن عمر رضي هللا‬
‫عنهما ُب الصحيحُت ‪ :‬إف احدكم إذا مات عرض عليو مقعده ابلغداة و العشي اف كاف من أىل‬
‫اعبنة فمن اىل اعبنة و اف كاف من أىل النار فمن اىل النار يقاؿ ىذا مقعدؾ حىت يبعثك هللا تعاىل‬
‫إليو يوـ القيامة‪.‬‬

‫الشعبة العاشرة‬

‫ؿببة هللا تعاىل‬

‫قاؿ سهل عالمة حب هللا حب القرآف وعالمة حبهما حب النيب وعالمة حبها ملسو هيلع هللا ىلص حب السنة‬
‫وعالمة حبها حب اآلخرة وعالمة حبها بغض الدنيا وعالمة بغضها أف ال أيخذ منها إال زادا وبلغة‬
‫إىل اآلخرة‪.‬‬

‫وقاؿ حاًب بن علواف قدس سره من ادعى ثالاث بغَت ثالث فهو كذاب من ادعى حب هللا تعاىل‬
‫من غَت ورع عن ؿبارمو فهو كذاب‪ .‬ومن ادعى ؿببة النيب من غَت ؿببة الفقر فهو كذاب ومن ادعى‬
‫حب اعبنة من غَت إنفاؽ مالو فهو كذاب‪ .‬وقاؿ بعض العارفُت إذا كاف اإليباف ُب ظاىر القلب‬
‫أحب هللا تعاىل حبا متوسطا فإذا دخل سويداء القلب أحبو اغبب البال وترؾ اؼبعاصي وابعبملة ُب‬
‫دعوى احملبة خطر فلذلك قاؿ الفضيل إذا قيل لك أربب هللا تعاىل فاسكت فإنك إف قلت ال كفرت‬
‫كفرت وإف قلت نعم فليس وصفك وصف احملبُت‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و من الناس من يتخذ من دوف هللا‬
‫أندادا وببوهنم كحب هللا و الذين آمنوا أشد حبا هلل‪ .‬و غبديث أنس بن ملك هنع هللا يضر ُب الصحيحُت‬
‫الصحيحُت ثالث من كن فيو وجد حالوة االيباف اف يكوف هللا ورسولو أحب إليو فبا سوانبا و اف‬
‫وبب اؼبرء ال وببو إال هلل و اف يكره اف يعود ُب الكفر كما يكره اف توقد لو انر فيقذ فيها‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية عشرة‬

‫اػبوؼ من عذاب هللا‬

‫وأقل درجات اػبوؼ أف يبتنع عن اؼبخطورات ويسمى ذلك ورعا فإف زادت قوتو كف عما ال‬
‫يتيقن ربريبو ويسمى ذلك تقوى فإذا انضم إليو التجرد للخدمة فصار ال يبٌت ما ال يسكنو وال هبمع‬
‫ما ال أيكلو وال يلتفت إىل دنيا ويعلم أهنا تفارقو وال يصرؼ إىل غَت هللا تعاىل نفسا من أنفاسو فهو‬
‫الصدؽ ويسمى صاحبو صديقا ويدخل ُب الصدؽ التقوى ويدخل ُب التقوى الورع ويدخل ُب الورع‬
‫العفة كذا قالو الغزايل ُب اإلحياء‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬فال ىبافوىم ىبافوف إف كنتم مؤمنُت‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪:‬‬
‫فال زبشوا الناس و اخشوف‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬و إايي فارىبوف‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬و ؼبن خاؼ مقاـ ربو‬
‫جنتاف‪ .‬و غبديث عدي بن حاًب هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬اتقوا النار و لو بشق سبرة‪ .‬و غبديث آنس‬
‫هنع هللا يضر‪ :‬لو تعلموف ما اعلم لضحكتم قليال و لبكيتم كثَتا‪.‬‬

‫الشعبة الثانية عشرة‬

‫الرجاء لرضبة هللا تعاىل‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬قل اي عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم التقنطوا من رضبة هللا‪ ،‬قاؿ رسوؿ هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص الفاجر الراجي لرضبة هللا تعاىل أقرب إىل هللا تعاىل من العابد اؼبقنط‪ .‬وروي عن عمر عن زيد بن‬
‫عمر عن زيد بن أسلم أف رجال كاف ُب األمم اؼباضية هبتهد ُب العبادة ويشدد على نفسو ويقنط‬
‫الناس من رضبة هللا تعاىل ٍب مات فقاؿ ايرب مايل عندؾ فقاؿ لك النار فقاؿ اي رب فأين عبادٌب‬
‫واجتهادي فقاؿ إنك تقنط الناس من رضبيت ُب الدنيا فأان أقنطك اليوـ من رضبيت‪ .‬وحقيقة الرجاء ىو‬
‫ارتياح القلب النتظاره ما ىو ؿببوب عنده ولكن ذلك احملبوب اؼبتوقع البد وأف يكوف بسبب فإف‬
‫البرمت أسبابو فهو الغرور واغبمق وإف مل تكن األسباب معلومة الوجود والمعلومة اإلنتفاء فهو التمٍت‬
‫فإذا خطر ببالك موجود فيما مضى ظبي تذكرا وإف كاف ما خطر ببالك موجودا ُب اغباؿ ظبي وجدا‬
‫وذوقا وإدراكا وإف كاف قد خطر ببالك وجود شيئ ُب اإلستقباؿ وقلب ذلك على قلبك ظبي إنتظارا‬
‫إنتظارا وتوقعا فإف كاف اؼبنتظر مكروىا حصل منو أمل ُب القلب ظبي خوفا وإشفاقا وإف كاف ؿببواب‬
‫حصل من انتظاره لذة ُب القلب وإرتياح يسمى ذلك اإلرتياح رجاء كذا ُب اإلحياء‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و‬
‫يرجوف رضبتو و ىبافوف عذابو‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬إف رضبة هللا قريب من احملسنُت‪ .‬و غبديث أيب ىريرة‬
‫هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬لو يعلم اؼبؤمنوف ما عند هللا من العقوبة ما طمع جبنتو أحد و لو يعلم الكافر ما‬
‫الكافر ما عند هللا من الرضبة ما قنط من جنتو أحد‪ .‬و غبديث جابر ُب صحيح مسلم ‪ :‬ال يبوتن‬
‫أحدكم إال و ىم وبسن الظن ابهلل‪ .‬و غبديث ايب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬يقوؿ هللا عز و جل إان‬
‫و جل إان عند الظن عبدي و أان معو حُت يذكرين و ذكر اغبديث‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة عشرة‬

‫التوكل‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬فتوكلوا إف كنتم مؤمنُت‪ .‬والتوكل ثالث درجات (األوىل) أف يكوف حالو ُب حق‬
‫هللا تعاىل وُب الثقة بكفالتو وعنايتو كحالو ُب الثقة ابلوكيل (الثانية) أف يكوف حالو مع هللا تعاىل‬
‫كحاؿ الطفل ُب حق أمو فانو ال يعرؼ غَتىا واليفزع إىل أحد سواىا واليعتمد إال إايىا فإف رآىا‬
‫تعلق هبا ُب كل حاؿ وإف انبو أمر ُب غيبتها كاف أوؿ سابق إىل لسانو اي أماه وأوؿ خاطر على قلبو‬
‫أمو فانو قد وثق بكفالتها وشفقتها ثقة اتمة (الثالثة) أف يكوف بُت يدي هللا ُب حركاتو وسكانتو مثل‬
‫اؼبيت بُت يدي الغاسل ال يفارقو إال أف يرى نفسو ميتا ربركو القدرة األزلية كما ربرؾ يد الغاسل وىو‬
‫وىو الذي قوي إيبانو أبنو تعاىل ؾبر للحركة وىذا أعلى الدرجات واألوىل أدانه والثانية أقوى من‬
‫األوىل‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و علي هللا فليتوكل اؼبؤمنوف‪ .‬و قاؿ تعاىل و من يتوكل علي هللا فهو حسبو اف‬
‫هللا ابل امره‪ .‬و غبديث الزبَت هنع هللا يضر ألف أيخذ جبلو ٍب أيٌب اعببل فيأٌب حبزمة من خطب علي ظهره‬
‫علي ظهره فيتبيعها فيستغٌت هبا خَت لو من اف يسأؿ الناس اعطوه او منعوه‪ .‬و ُب صحيح البخاري‬
‫من حديث اؼبقداـ بن معديكرب هنع هللا يضر ما أكل أحد طعاما قط خَت من أف أيكل من عمل يديو قاؿ‬
‫يديو قاؿ و كاف داود ال أيكل إال من عمل يديو‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة عشرة‬

‫ؿببة النيب دمحم ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫قاؿ رسوؿ هللا‪ :‬ال يؤمن أحدكم حىت أكوف أحب إليو من نفسو ومالو وولده ووالده والناس‬
‫أصبعُت واؼبراد ابلناس غَت ىؤالء اؼبذكورين من القرابة واؼبعارؼ واعبَتاف واألصحاب وغَتىم وحب‬
‫الرسوؿ ىو عُت حب هللا تعاىل وكذلك حب العلماء واألتقياء ألف هللا تعاىل وببهم وىم وببونو وكل‬
‫ذلك يرجع إىل حب األصل فال يتجاوزه إىل غَته فال ؿببوب ابغبقيقة عند ذوي البصائر إال هللا تعاىل‬
‫وال مستحق للمحبة سواه‪ .‬و غبديث أنس ُب صحيحُت ثالث من كن فيو وجد هبن حالوة االيباف‬
‫اف يكوف هللا و رسولو أحب إليو فبا سوانبا‪ .‬قاؿ جاء رجل إيل النيب صلي هللا عليو و سلم ‪ :‬اي‬
‫رسوؿ هللا مىت الساعة ؟ فقاؿ ما أعددت ؽبا فقاؿ ما أعددت ؽبا كثَت صياـ و ال صدقة إال أىن‬
‫أحب هللا و رسولو قاؿ أنت مع من أحببت‪.‬‬

‫الشعبة اػبامسة عشرة‬

‫تعظيم قدر نبينا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص‬

‫والتعظيم أبف يعرؼ علو قدره ويراعى األدب عند ذكره وظباع إظبو وحديثو ويكثر الصالة‬
‫والسالـ عليو ويعتٍت ُب إتباع سنتو قاؿ تعاىل" ال ترفعوا أصواتكم فوؽ صوت النيب‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬و‬
‫تعزروه و توقروه‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬فالذين آمنوا بو و و عزروه و نصروه‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬ال ذبعلوا دعاء‬
‫الرسوؿ بينكم كدعاء بعضكم بعضا‪.‬‬

‫الشعبة السادسة عشرة‬


‫البخل بدين اإلسالـ‬

‫كأف يكوف القتل واإلدخاؿ ُب النار أحب إليو من الدخوؿ ُب الكفر ويعرؼ أف دينو أعز عليو‬
‫من صبيع أوالده وأموالو‪( .‬حكي) أف عمر ابن عبد العزيز ُب وقت خالفتو أرسل صباعة إىل الروـ‬
‫ألجل الغزو فاهنزموا وأسر عشروف شخصا منهم وأمر قيصر الروـ واحدا منهم أف يدخل ُب دينو‬
‫ويعبد الصنم وقاؿ إف دخلت ُب ديٍت وسجدت للصنم أجعلك أمَتا ُب بلدة عظيمة وأعطك العلم‬
‫واػبلع والكؤوس والبوؽ وإف مل تدخل ُب ديٍت أقتلك وأضرب عنقك ابلسيف فقاؿ ال أبيع الدين‬
‫ابلدنيا فأمر بقتلو فقتل ُب اؼبيداف وضرب عنقو ابلسيف فدار رأسو ُب اؼبيداف وكاف يقرأ ىذه اآلية‪:‬‬
‫اي أيتها النفس اؼبطمئنة ارجعي إىل ربك راضية مرضية فادخلي ُب عبادي وادخلي جنيت‪ .‬فغضب‬
‫قيصر وأخذ الثاين وقاؿ ادخل ُب ديٍت أجعلك أمَتا ُب مصر كذا وإال أقطع عنقك كما قطعت عنق‬
‫صاحبك فقاؿ ال أبيع الدين ابلدنيا فإف كاف لك والية قطع الرأس فليس لك والية قطع اإليباف فأمر‬
‫بقطع رأسو فقطع ودار كما دار رأس صاحبو ثالث مرات وكاف الرأس يقوؿ ىذه اآلية‪ :‬فهو ُب عيشة‬
‫راضية ُب جنة عالية قطوفها دانية‪ .‬فوقف عند رأس األوؿ فغضب قيصر غضبا شديدا وأمر أف أيخذ‬
‫الثالث وقاؿ ما تقوؿ أنت ىل تدخل ُب ديٍت وأجعلك أمَتا فأدركتو الشقاوة وقاؿ دخلت ُب دينك‬
‫واخًتت الدنيا على اآلخرة فقاؿ قيصر لوزيره اكتب لو مثاال واعطو خلعا وكؤوسا وعلما فقاؿ وزيره اي‬
‫ملك كيف أعطيو بغَت ذبربة فقاؿ الوزير قل لو إف كنت صادقا ُب كالمك فاقتل رجال من أصحابك‬
‫نصدؽ كالمك فأخذ اؼبلعوف واحدا من أصحابو فقتلو فأمر اؼبلك الوزير أف يكتب لو اؼبثاؿ فقاؿ‬
‫الوزير للملك ىذا ليس من العقل أف تصدؽ كالمو فانو ما رعى حق أخيو الذي ولد معو ونشأ معو‬
‫فكيف يرعى حقنا فأمر بقتلو فقطع رأسو ودار ُب اؼبيداف ثالث مرات وكاف الرأس يقرأ ىذه اآلية‪:‬‬
‫أفمن حق عليو كلمة العذاب أفأنت تنقذ من ُب النار‪ .‬فوقف ُب طرؼ اؼبيداف ومل وبضر عند الرأسُت‬
‫فصار إىل عذاب هللا نعوذ ابهلل من الضالؿ‪.‬‬

‫الشعبة السابعة عشرة‬


‫طلب العلم‬

‫عن عبد هللا بن مسعود قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من تعلم اباب من العلم ينتفع بو ُب آخرتو ودنياه‬
‫كاف خَتا لو من عمر الدنيا سبعة آالؼ سنة صياـ هنارىا وقياـ لياؽبا مقبوال غَت مردود‪ .‬وعن معاذ‬
‫بن جبل قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬تعلموا العلم فإف تعلمو هلل حسنة ودراستو تسبيح والبحث عنو‬
‫جهاد وطلبو عبادة وتعليمو صدقة وبذلو ألىلو قربة والفكر ُب العلم يعدؿ الصياـ ومذاكرتو تعدؿ‬
‫القياـ‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬اطلب العلم ولو بينك وبينو حبر من انر‪ ،‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬اطلب العلم من‬
‫اؼبهد إىل اللحد أي إف تعلم العلم فرض ُب صبيع األوقات واغباالت‪ .‬و ُب حديث عبد هللا بن عمرو‬
‫هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬إف هللا ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعو من الناس و لكن يقبض العلماء حىت إذا مل‬
‫يبق عامل ازبذ الناس رؤساء جهاال فسئلوا فأفتوا بغَت علم فضلوا و أضلوا‪.‬‬

‫وقاؿ بعض السلف العلوـ أربعة الفقو لألدايف والطب لألبداف والنجوـ لألزماف والنحو للساف‬
‫(واعلم) أف ربصيل العلم على نوعُت كسيب وظباعي فالكسيب ىو العلم اغباصل دبداومة الدرس‬
‫والقراءة على األستاذ‪ ،‬والسماعي ىو التعلم من العلماء ابلسماع ُب أمور الدين والدنيا وىذا ال‬
‫وبصل إال دبحبة العلماء واإلختالط معهم واجملالسة ؽبم واإلستفسار منهم‪.‬‬

‫وهبب على اؼبتعلم أف ينوي بتحصيل العلم رضا هللا تعاىل والدار اآلخرة وإزالة اعبهل عن نفسو‬
‫وعن سائر اعبهاؿ وإحياء الدين وإبقاء اإلسالـ ابلعلم وينوي بو الشكر على نعمة العقل وصحة‬
‫البدف وال ينوي بو إقباؿ الناس إليو واستجالب متاع الدنيا واإلكراـ عند السلطاف وغَته‪ .‬قاؿ تعاىل ‪:‬‬
‫يرفع هللا الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات و هللا دبا تعملوف خبَت‪ .‬و قولو ىل يستوى‬
‫الذين يعلموف و الذين ال يعلموف إمبا يتذكر أولوا االلباب‪.‬‬

‫الشعبة الثامنة عشرة‬

‫نشر العلم الشرعي‬


‫قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص ليبل الشاىد منكم الغائب أي هبب على السامع ما أقوؿ منكم أف يبلغو من مل يسمعو‬
‫وىذا اغبديث خطاب للصحابة ٍب ؼبن بعدىم إىل يوـ القيامة فيجب التبلي على أىل العلم فكل من‬
‫تعلم مسئلة واحدة فهو من أىل العلم هبا وكل عامي عرؼ شروط الصالة فعليو أف يعرؼ غَته وإال‬
‫فهو شريكو ُب اإلٍب‪.‬‬

‫وهبب ُب كل مسجد وؿبلة من البلد فقيو يعلم الناس ويفهمهم وكذا ُب كل قرية وهبب على كل‬
‫فقيو فرغ من فرض عينو على سبيل فرض الكفاية أف ىبرج إىل من هباور بلده ويعلمهم دينهم وفرائض‬
‫شرائعهم ويستصحب مع نفسو زادا أيكلو وال أيكل من أطعمتهم فإف قاـ بو واحد سقط اغبرج عن‬
‫الباقُت واالعم اغبرج الكافة أصبعُت‪ .‬أما العامل فلتقصَته ُب اػبروج إىل ذلك البلد وأما اعباىل‬
‫فلتقصَته ُب ترؾ التعلم ىكذا قاؿ أضبد السحيمي نقال عن الغزايل‪.‬‬

‫ٍب اعلم أف العامل اآلخرة ثالث عالمات (احداىا) أف اليطلب الدنيا بعلمو‪( ،‬والثانية) أف يقصد‬
‫ابإلشتغاؿ ابلعلوـ السعادة األخروية فيكوف مهتما بعلم الباطن لسياسة القلب (والثالثة) أف يكوف‬
‫معتمدا ُب علومو على التقليد لصاحب شريعة ُب أقوالو وأفعاؽبز‬

‫ٍب إف لعدـ طلب الدنيا ابلعلم طبس عالمات (األوىل) أف ال ىبالف قولو ما يفعلو فيكوف ىو‬
‫أوؿ فاعل للمأمورات واترؾ للمنهيات (والثانية) أف يعتٍت ابلعلم على حسب طاقتو ويرغب ُب‬
‫الطاعة ويتوقى عن علم يكثر اعبداؿ (والثالثة) أف هبتنب ترفو طعاـ ومسكن وأاثث ولباس (والرابعة)‬
‫أف ينقبض عن ـبالطة السلطاف إال للنصح لو أو للدفع مظلمة أو للشفاعة ُب مرضاة هللا تعاىل‬
‫(واػبامسة) أف اليسارع إىل الفتوى بل يقوؿ اختياطا اسأؿ من يكوف أىال للفتوى وأف يبتنع عن‬
‫اإلجتهاد اذا مل يتعُت عليو بل يقوؿ ال أدري إذا مل يسهل اإلجتهاد عليو‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬لتبيننو للناس‬
‫وال تكتمونو‪ .‬و قولو و ليندروا قومهم إذا رجعوا إليهم‪ .‬و غبديث اغبارث احملاسيب العلم يورث اػبشية‬
‫و الزىد يورث الراحة و اؼبعرفة تورث االانبة‪ .‬و عن اغبسن البصري قاؿ أنو مر عليو رجل فقيل ىذا‬
‫فقيو فقاؿ أو تدروف من الفقيو ؟ إمبا الفقيو العامل ُب دينو الزاىد ُب دنياه القائم علي عبادة ربو‪.‬‬
‫الشعبة التاسعة عشرة‬

‫تعظيم القرآف واحًتامو‬

‫فمن ذلك أف يقرأه وىو على طهارة وأف ال يبسو إال طاىرا وأف يستاؾ ويتخلل عند إرادة قراءتو‬
‫وأف يستوي لقرائتو قاعدا إف كاف ُب غَت صالة وال يكوف متكئا وأف يلبس ثياب التجمل ألنو مناج‬
‫ربو وأف يستقبل القبلة لقراءتو وأف يتمضمض كلما تنخع وأف يبسك عن القراءة إذا تثاءب وأف يقرءه‬
‫على تؤدة وترتيل وأف يؤدي لكل حرؼ حقو من األداء وأف ال يًتؾ الصحيفة منثورة إذا وضعها وأف‬
‫ال يضع فوقو شيئا من الكتب حىت يكوف أبدا عاليا على سائر الكتب وأف يضعو ُب حجره إذا قرأه‬
‫أو على شيئ بُت يديو وال يضعو ابالرض وأف ال يبحوه من اللوح ابلبزاؽ بل يغسلو ابؼباء وأف ال‬
‫يتخذ الصحيفة إذا بليت ودرست وقاية للكتب فإف ذلك جفاء عظيم ولكن يبحوىا ابؼباء وأف ال‬
‫يقرأ ُب األسواؽ وال ُب مواطن اللغط واللغو وؾبمع السفهاء وأف ال يصب غسالتو على كناسة إذا‬
‫اغتسل بكتابتو مستشفيا من سقم وال ُب موضع قباسة وال على موضع يوطأ ولكن على انحية من‬
‫األرض ُب بقعة اليطؤىا الناس أو وبفر حفَتة ُب موضع طاىر حىت يصب من جسده ُب تلك‬
‫اغبفَتة ٍب يكسبها أو ُب هنر كبَت ىبتلط دبائو فيجري وأف يسمي هللا على كل نفس إذا كتبو أو شربو‬
‫ويعظم النية ُب ذلك فإف هللا يؤتيو على قدر نيتو‪ .‬قاؿ تعايل ‪ :‬لو انزلنا ىذا القرآف علي جبل لرأيتو‬
‫خاشعا متصدعا من خشية هللا‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬انو لقرآف كرًن ُب كتاب مكنوف ال يبسو إال‬
‫اؼبطهروف‪ .‬و قاؿ النيب صلي هللا عليو وسلم فيما رواه البخاري عن عثماف هنع هللا يضر أفضلكم أو خَتكم‬
‫من تعلم القرآف و علمو الناس‪ .‬و عن عبد هللا بن عمر عن النيب صلي هللا عليو و سلم قاؿ ال حسد‬
‫إال ُب اثنتُت رجل آاته هللا ىذا الكتاب فقاـ بو آانء الليل و النهار و رجل آاته هللا مال فهو يتصدؽ‬
‫بو آانء الليل و النهار‪.‬‬

‫الشعبة العشروف‬

‫الطهارة‬
‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬اي أيها الذين آمنوا إذا قمتم إىل الصالة فاغسلوا وجوىكم وأيديكم إىل اؼبرافق‬
‫وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إىل الكعبُت وإف كنتم جنبا فاطهروا وإف كنتم مرضى أو على سفر أو‬
‫جاء أحد منكم من الغائط أوالمستم النساء فلم ذبدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكم‬
‫وأيديكم منو‪.‬‬

‫وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬الطهور شطر اإليباف و اغبمد هلل سبالء اؼبيزاف و سبحاف هللا و هللا أكرب‬
‫سبلئاف أو سبالء ما بُت السماء و االرض و الصالة نور و الصدقة برىاف و الصرب ضياء و القرآف‬
‫حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسو فمعتقها أو موبقها‪ .‬و غبديث ابن عمر رضي هللا‬
‫عنهما ُب صحيح مسلم ايضا ال يقبل هللا عز و جل صالة بغَت طهور و ال صدقة من غلوؿ‪ .‬و قاؿ‬
‫عمر هنع هللا يضر اف الوضوء الصاّب يطرد عنك الشيطاف‪ٍ .‬ب قاؿ السحيمي الطهور بضم الطاء أي الوضوء‬
‫الظاىري والباطٍت نصف اإليباف ابعتبار الثواب‪ .‬قاؿ حاًب لعاصم بن يوسف إذا حضر وقت الصالة‬
‫توضأ وضوأين وضوء الظاىر ووضوء الباطن قاؿ عاصم كيف ذلك قاؿ أما وضوء الظاىر فتعلم وأما‬
‫وضوء الباطن فالتوبة والندامة وترؾ الغل والغش والشك والكرب وترؾ حب الدنيا وثناء اػبلق‬
‫والرايسة‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية والعشروف‬

‫إتياف الصلوات اػبمس ُب أوقاهتا‬

‫قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪:‬علم اإليباف الصالة فمن فرغ ؽبا قلبو وحافظ عليها حبدودىا فهو مؤمن‪.‬‬
‫فهو مؤمن‪ .‬وسئل رسوؿ هللا عن عالمة اؼبؤمن واؼبنافق فقاؿ إف اؼبؤمن نبتو ُب الصالة والصياـ‬
‫والعبادة واؼبنافق نبتو ُب الطعاـ والشراب كالبهيمة‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬إف الصلوة كانت علي اؼبؤمنُت كتااب‬
‫موقوات‪ .‬و قاؿ و أقيموا الصلوة و آتوا الزكاة‪ .‬عن ابن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت قاؿ سألت النيب‬
‫سألت النيب صلي هللا عليو وسلم أي االعماؿ أحب إيل هللا قاؿ الصالة لوقتها قلت ٍب أي ؟ قاؿ بر‬
‫الوالدين ٍب أي ؟ قاؿ اعبهاد ُب سبيل هللا‪ .‬و حديث ابن عمر فيهما صالة اعبماعة افضل من صالة‬
‫الفذ بسبع و عشرين درجة‪.‬‬

‫الشعبة الثانية والعشروف‬

‫أداء الزكاة ؼبستحقيها بنية ـبصوصة‬

‫وىي أف ينوي الشخص بقلبو زكاة الفرض وليس عليو تعيُت األمواؿ فإذا ملك نصااب من‬
‫الذىب والفضة واؼبواشى واغببوب والثمار والنخل والكرـ وجب عليو أف يدفع زكاهتا لألصناؼ‬
‫الثمانية أو اؼبوجودين منهم كالفقراء واؼبساكُت واؼبسافرين الذين وبتاجوف ؼبؤنة السفر والذين ارتكبتهم‬
‫الديوف‪ .‬قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ما خالطت الزكاة ماال قط إال أىلكتو‪ .‬و حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب‬
‫صحيح البخاري ‪ :‬من آاته هللا ماال فلم يؤد زكاتو مثل مالو يوـ القيامة سبحاعا أقرع لو زبيبتاف يطوفو‬
‫يوـ القيامة ٍب أيخذ بلهز ميتو ٍب يقوؿ ‪ :‬اان مالك أان كنزؾ‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا‬
‫ـبلصُت لو الدين حنفاء و يقيموا الصالة و يؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة‪ .‬وقولو تعاىل ‪ :‬يوـ وبمى‬
‫عليها ُب انر جهنم فتكوف هبا جباىهم و جنوهبم ىذا ما كنز ٍب ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزوف‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة والعشروف‬

‫صوـ رمضاف‬

‫وذالك أبف يًتؾ سائر اؼبفطرات ُب أايمو بنية ُب الليل لطاعة اؼبوىل من الفجر إىل غروب‬
‫الشمس مع سالمة من اغبيض والنفاس والوالدة ُب صبيع اليوـ ومن األغماء والسكر ُب بعضو‬
‫كاألكل والشرب واعبماع وشرب الدخاف اؼبعروؼ فإذا أكل أو شرب انسيا فصومو صحيح وإمبا‬
‫أطعمو هللا وسقاه كما قالو السحيمي َب لباب الطالبُت‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬كتب عليكم الصياـ كما كتب‬
‫كتب علي الذين من قبلكم‪ .‬و حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت كل عمل ابن آدـ يضاعف‬
‫يضاعف اغبسنة بعشر أمثاؽبا إيل سبعمائة ضعف قاؿ هللا عز و جل إال الصوـ فإنو يل و أان أجزي‬
‫بو يدع طعامع و سهوتو من أجلي للصائم فرحتاف فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربو و ػبلوؼ فم‬
‫الصائم اطيب عند هللا من ريح اؼبسك الصوـ جنة‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة والعشروف‬

‫اإلعتكاؼ‬

‫وىو اللبث دبسجد بنيتو يسن كل وقت ولو وقت كراىة لكن وبرـ إعتكاؼ اؼبرأة والرقيق إال‬
‫إبذف الزوج والسيد وإف صح وللزوج والسيد إخراجهما منو وأركانو أربعة أوؽبا النية مقًتنة ابللبث فال‬
‫تكفى حاؿ دخولو وىو سائر وذبب نية الفرضية أو النذر ُب اإلعتكاؼ اؼبنذور اثنيها مسجد خالص‬
‫فال يكفى اؼبشاع خبالفو ُب التحية واثلثها لبث قدر يسمى عكوفا أي إقامة ولو بال سكوف حبيث‬
‫يكوف زمنها فوؽ زماف الطمأنينة فال يكفي الًتدد ال اؼبرور فيو بال لبث و لو نذر اعتكافا مطلقا‬
‫كفاه غبظة فوؽ الطمأنينة ُب الركوع و كبوه‪ .‬ورابعها معتكف وشرطو إسالـ وعقل وخلو عن حدث‬
‫أكرب فال يصح إعتكاؼ من اتصف بضد شيئ منها نعم إف طرأ األغماء ُب أثناء اإلعتكاؼ مل يبطل‬
‫ووبسب منو زمن األغماء وينقطع اإلعتكاؼ كتتابعو ابلردة والسكر إذا تعدى بو‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و‬
‫عهدان إىل ابراىيم و اظباعيل أف طهر بيىت للطائفُت و العاكفُت و الركع السجود‪ .‬غبديث عائشة‬
‫ُب الصحيحُت أف النيب صلي هللا عليو و سلم كاف يعتكف العشر األواخر من مضاف حىت توفاه هللا‬
‫ٍب اعتكف ازواجو بعده‪ .‬و ؼبا روى عن النيب صلي هللا عليو و سلم قاؿ ‪ :‬من اعتكف فواؽ انقة‬
‫فكأمبا أعتق نسمة او رقبة‪.‬‬

‫والشعبة اػبامسة والعشروف‬

‫اغبج‬
‫وىو قصد البيت حبج أو عمرة إف كاف قادرا أبف هبد زادا وراحلة واغبج عبادة يلزمها وقوؼ‬
‫بعرفة يوـ اتسع ذي اغبجة أوليلة عاشره وطواؼ ذي طهر ابلبيت سبعا يقينا يدخل وقتو إبنتصاؼ‬
‫ليلة النحر وال آخر لوقتو وسعي بُت الصفا واؼبروة‪ .‬قاؿ تعاىل‪ :‬و هلل علي الناس حج البيت من‬
‫استطاع إليو سبيال‪ .‬و قاؿ و أذف ُب الناس ابغبج أيتوؾ رجاال و علي كل ضامر أيتُت من كل فج‬
‫عميق‪.‬‬

‫الشعبة السادسة والعشروف‬

‫اعبهاد‬

‫أعٍت اعبهاد مع الكفار لنصرة الدين وكاف ُب ابتداء اإلسالـ أفضل األعماؿ قاؿ رسوؿ هللا صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ :‬رأس األمر اإلسالـ وعموده الصالة وذروة سنامو اعبهاد‪.‬‬

‫ومعٌت ىذا اغبديث كما قالو السحيمي أصل شأف الدين‬

‫النطق ابلشهادتُت مع اإلذعاف ؼبعنانبا فال يصح شيئ من األعماؿ إال ابإلسالـ والذى يرتفع بو‬
‫الدين فعل الصلوات اػبمس وأعلى شيئ ُب الدين بذؿ اعبهاد ُب قتاؿ الكفار لنصرة اإلسالـ ومعٌت‬
‫السناـ ُب األصل ما ارتفع من ظهر اعبمل قرب عنقو‪.‬‬

‫ويصح أف يراد ابعبهاد ُب اغبديث ؾباىدة النفس أبف يكفها عن الشهوات ويبنعها عن‬
‫اإلسًتساؿ ُب اللذات ويلزمها فعل األوامر واجتناب النواىي وىذا ىو اعبهاد األكرب وىو أفضل من‬
‫جهاد الكفار‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و جاىدوا ُب هللا حق جهاده‪ .‬و قاؿ هباىدوف ُب سبيل هللا و ال ىبافوف‬
‫لومة الئم‪ .‬و قاؿ ايآيها النيب حرض اؼبؤمنُت علي القتاؿ‪ .‬و غبديث ايب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت‬
‫سئل رسوؿ هللا صلي هللا عليو و سلم أي االعماؿ أفضل ؟ قاؿ االيباف ابهلل و رسولو فقيل ٍب ماذا ؟‬
‫قاؿ اعبهاد ُب سبيل هللا قيل ٍب ماذا ؟ قاؿ حج مربور‪.‬‬

‫الشعبة السابعة والعشروف‬


‫اؼبرابطة‬

‫وىي مالزمة احملل الذي بُت اؼبسلمُت والكفار غبراسة اؼبسلمُت ولو ازبذه وطنا قاؿ رسوؿ هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬رابط يوـ ُب سبيل هللا خَت من الدنيا وما عليها‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص من مات مرابطا ُب سبيل هللا أمن‬
‫من الفزع األكرب‪ .‬وىو أف يؤمر بو إىل النار‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬اي آيها الذين آمنوا اصربوا و صابروا و‬
‫رابطوا و اتقوا هللا‪.‬‬

‫الشعبة الثامنة والعشروف‬

‫الثبات ُب ؿباربة األعداء وعدـ الفرار منها‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬اي أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا هللا كثَتا لعلكم تفلحوف‪ .‬أي إذا‬
‫حاربتم صباعة كافرة فاثبتوا لقتاؽبم وال تنهزموا واذكروا هللا وكربوه حاؿ القتاؿ لكي تفوزوا دبرادكم من‬
‫النصر والثواب‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬إذا لقيتم فئة قاثبتوا‪ .‬و قاؿ ‪ :‬و إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فال‬
‫تولوىم األدابر‪ .‬و غبديث عبد هللا بن أيب أوَب رضي هللا عنهما ُب صحيح البخاري ال تتمنوا لقاء‬
‫العدو و سلوا هللا العافية فإذا لقيتموىم فاصربوا و اعلموا اف اعبنة ربت ظالؿ السيوؼ‪.‬‬

‫الشعبة التاسعة والعشروف‬

‫أداء طبس الغنيمة إىل اإلماـ أو انئبو‬

‫ويؤدي طبس الغنيمة إىل اإلماـ أو انئبو لكي يفرقو ويبدأ وجواب من الغنيمة ابلسلب للقاتل‬
‫اؼبسلم ٍب ىبمس ابقيها فأربعة أطباسو ؼبن حضر الوقعة بنية القتاؿ وإف مل يقاتل وللجيوش وإف مل‬
‫تشهدىا الراجل سهم وللفارس سهماف واػبمس الباقي ىبمس سهم ؼبصاّب اؼبسلمُت كسد الثغور‬
‫وعمارة اغبصوف ٍب ارزاؽ القضاة والعلماء واألئمة واؼبؤذنُت وسهم لذوي القريب وىم بنوىاشم وبنو‬
‫اؼبطلب للذكر مثل حظ األنثيُت وسهم لليتامى وسهم للمساكُت والفقراء وسهم إلبن السبيل‪ .‬قاؿ‬
‫تعاىل‪ :‬واعلموا أمبا غنمتم من شيئ فاف هلل طبسو و للرسوؿ و لذي القرىب و اليتامى و اؼبساكُت و‬
‫ابن السبيل إف كنتم آمنتم ابهلل‪ .‬و قاؿ ‪ :‬و ما كاف لنيب اف يغل ومن يغلل أيت دبا غل يوـ القيامة‪.‬‬

‫الشعبة الثالثوف‬

‫عتق الرقبة اؼبؤمنة‬

‫ويعتق الرقبة اؼبؤمنة ولو بتبعية ألصل أودار أو ساب قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من أعتق رقبة مسلمة‬
‫سليمة أعتق هللا بكل عضو منها عضوا منو من النار حىت فرجو بفرجو‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية والثالثوف‬

‫الكفارة‬

‫وىي أربعة خصاؿ كفارة ظهار وكفارة قتل وكفارة صباع هنار رمضاف عمدا وكفارة يبُت وواجب‬
‫الثالثة األوؿ إعتاؽ رقبة مؤمنة سليمة عن عيب ىبل ابلعمل فإف عجز عن الرقبة وجب صوـ شهرين‬
‫متتابعُت وينقطع التتابع ابإلفطار ولو بعذر إال كبو حيض فاف عجز عن صوـ الشهرين وجب إطعاـ‬
‫ستُت مسكينا لكل منهم مد من غالب قوت البلد إال ُب القتل فال إطعاـ فيو وواجب األخَتة وىي‬
‫كفارة اليمُت إطعاـ عشرة مساكُت لكل منهم مد من غالب قوت البلد أو كسوهتم أو ربرير رقبة‬
‫مؤمنة فإف عجز عن ذلك وجب صوـ ثالثة أايـ ولو متفرقة‪.‬‬

‫الشعبة الثانية والثالثوف‬

‫الوفاء ابلوعد‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬ايأيها الذين آمنوا أوفوا ابلعقود‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬وأوفوا ابلعهد إف العهد كاف‬
‫مسئوال‪ .‬وقاؿ ‪ :‬و اوفوا بعهد هللا إذا عاىدًب و ال تنقضوا األيباف بعد توكيدىا‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ :‬العدة عطية‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬العدة دين‪ .‬وقاؿ أيضا‪ :‬ثالثة ُب اؼبنافق‪ :‬إذا حدث كذب‬
‫حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خاف‪ .‬واؼبعٌت إذا اجتمع ىذه الثالث ُب مسلم فحالو يشبو‬
‫يشبو حاؿ اؼبنافقُت كما أفاده العزيزي‪ .‬أو حديث عبد هللا بن عمروا هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬أربع من‬
‫أربع من كن فيو كاف منافقا خالصا و من كانت فيو خصلة منهن كانت فيو خصلة من النفاؽ حىت‬
‫حىت يدعها ‪ :‬إذا حدثت كذب و إذا عاىد غدر و إذا وعد أخلف و إذا خاصم فجر ‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة والثالثوف‬

‫الشكر‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬فاذكروين اذكركم واشكروا يل وال تكفروف‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬و إف تعدوا نعمة هللا ال‬
‫ربصوىا‪ .‬و قاؿ تعلى‪ :‬و أما بنعمة ربك فحدث‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬ما يفعل هللا بعذابكم إف شكرًب‬
‫وآمنتم‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أربع خصاؿ من كن فيو كمل إسالمو ولو كاف لو من قرنو إىل قدمو‬
‫خطااي الصدؽ والشكر واغبياء وحسن اػبلق‪ .‬والشكر ينتظم من علم وحاؿ وعمل فالعلم ىو معرفة‬
‫النعمة من اؼبنعم واغباؿ ىو الفرح اغباصل إبنعاـ اؼبنعم والعمل ىو القياـ دبا ىو مقصود اؼبنعم وؿببوبو‬
‫قاؿ الشبلي الشكر رؤية اؼبنعم الرؤية النعمة وقاؿ بعضهم شكر العامة على اؼبطعم واؼبشرب واؼبلبس‬
‫وشكر اػباصة على واردات القلوب‪ .‬و حديث صهيب هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم ‪ :‬عجبا ألمر اؼبؤمن‬
‫إف أمره كلو خَت وليس ذاؾ ألحد إال للمؤمن إف اصابتو سراء شكر فكاف خَتا لو و إف اصابتو ضراء‬
‫صرب فكاف خَتا لو‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة والثالثوف‬

‫حفظ اللساف عما ال ينبغي‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬ما يلفظ من قوؿ إال لديو رقيب عتيد‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬ايآيها الذين آمنوا اتقوا هللا‬
‫وكونوا مع الصديقُت‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬اف الذين يفًتوف علي هللا الكذب ال يفلحوف‪ .‬و غبديث عبد هللا‬
‫بن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت‪ :‬إف الصدؽ يهدي إيل الرب و إف الرب يهدي إيل اعبنة و إف الرجل‬
‫الرجل ليصدؽ حىت يكتب عند هللا صديقا وإف الكذب يهدي إيل الفجور و إف الفجور يهدي إيل‬
‫النار و إف الرجل ليكذب حىت بكتب عند هللا كذااب‪ .‬وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬قيم الدين الصالة وسناـ‬
‫الصالة وسناـ العمل اعبهاد وأفضل أخالؽ اإلسالـ الصمت حىت يسلم الناس‪.‬‬

‫وعن أيب ىريرة عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ‪ :‬من كاف يؤمن ابهلل واليوـ اآلخر فليقل خَتا أوليصمت‪:‬‬
‫وقاؿ الشافعي إذا أراد أحدكم الكالـ فعليو أف يفكر ُب كالمو فإف ظهرت اؼبصلحة تكلم وإف شك‬
‫مل يتكلم حىت تظهر ومن كالـ اغبكماء من نطق ُب غَت خَت فقد لغا ومن نظر ُب غَت إعتبار فقد‬
‫سها ومن سكت ُب غَت فكر فقد ؽبا وقاؿ حكيم إذا أعجبك الكالـ فاصمت وإذا أعجبك‬
‫الصمت فتكلم‪.‬‬

‫الشعبة اػبامسة والثالثوف‬

‫حفظ الفرج عما هنى هللا عنو‬

‫فمن ذلك الزان واللواط واؼبساحقة واؼبفاخذة فاللواط‬

‫ىو إدخاؿ الذكر ُب الدبر واؼبساحقة ىو أف تفعل اؼبرأة مع مثلها ُب فرجها واؼبفاخذة ىي أف يفعل‬
‫الرجل مع مثلو ُب الفخذ قاؿ هللا تعاىل‪ :‬وال تقربوا الزان إنو كاف فاحشة وساء سبيال‪ .‬وقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫أأتتوف الذكراف من العاؼبُت‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬أئنكم لتأتوف الرجاؿ شهوة من دوف النساء بل أنتم قوـ‬
‫مسرفوف‪ .‬وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إف هللا اليستحيي من اغبق الأتتوا النساء ُب أدابرىن‪ .‬أي إف هللا ال أيمر‬
‫ابإلستحياء من بياف اغبق‪ .‬وحديث ايب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬ال يزىن الزاىن حُت يزىن و ىو‬
‫مؤمن و ال يسرؽ السارؽ حُت يسرؽ و ىو مؤمن وال يشرب اػبمر حُت يشرب و ىو مؤمن‪.‬‬

‫الشعبة السادسة والثالثوف‬

‫أداء األمانة إىل مستحقها‬


‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬إف هللا أيمركم أف تؤدوا األماانت إىل أىلها‪ .‬وقاؿ تعاىل ‪ :‬فليؤد الذي ائتمن‬
‫أمانتو وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ثالث من كن فيو أو واحدة منهن فليتزوج من اغبور العُت حيث شاء رجل‬
‫ائتمن على أمانة فأداىا ـبافة هللا عز وجل ورجل خلى عن قاتلو ورجل قرأ ُب دبر كل صالة قل ىو‬
‫هللا أحد إحدى عشرة مرة رواه ابن عساكر‪.‬‬

‫ومعٌت ىذا اغبديث إذا اجتمع ثالث خصاؿ ُب شخص أو خصلة واحدة فقط فليتزوج من‬
‫اغبور ما أراد من العدد خصلة رجل ائتمن على أمانة فأداىا ـبافة عقاب هللا إف ىو خاف فيها‬
‫وخصلة رجل عفا عن قاتلو قبل موتو أو عفا عن قائلو مورثة وخصلة رجل قرأ الصمدية بكماؽبا‬
‫إحدى عشرة مرة بعد كل مكتوبة‪ .‬وحديث ايب ىريرة هنع هللا يضر أد االمانة إيل من ائتمنك وال زبن من‬
‫خانك‪ .‬و حديث ‪ :‬ثالث من كن فيو فهو منافق و اف صاـ و صلى و زعم و أنو مسلم إذا حدث‬
‫كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خاف‪.‬‬

‫الشعبة السابعة والثالثوف‬

‫ترؾ قتل آدمى مسلم‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب هللا عليو ‪ .‬وقاؿ‬
‫تعاىل‪ :‬وال تقتلوا النفس الذي حرـ هللا إال ابغبق‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا‪ :‬أعظم الكبائر عند هللا قتل النفس‪.‬‬
‫فمن قتل نفسو بسكُت ال تزاؿ اؼبالئكة تطعنو بتلك السكُت ُب أودية جهنم وإف ألقي نفسو من‬
‫مكاف حىت يبوت ال تزاؿ اؼبالئكة تطعنو بتلك السكن ُب اودية جهنم و اف ألقى نفسو من مكاف‬
‫حىت يبوت ال تزاؿ اؼبالئكة تلقيو من شاىق إىل واد ُب النار وإف علق نفسو حببل فمات اليربح معلقا‬
‫ُب جذوع من انر وإف قتل غَته بغَت حق ال تزاؿ اؼبالئكة تذحبو بسكُت من انر وىكذا فاعبزاء من‬
‫جنس العمل‪ .‬و غبديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ُب صحيح البخاري ‪ :‬أوؿ ما يقضى بُت الناس يوـ‬
‫القيامة ُب الدما‬

‫الشعبة الثامنة والثالثوف‬


‫اإلحًتاز ُب األكل والشرب عن اغبراـ‬

‫عن أيب بكر الصديق هنع هللا يضر قاؿ قاؿ رسوؿ هللا‪ :‬ال يدخل اعبنة جسد غذى حبراـ‪ .‬رواه أبو يعلى‬
‫وغَته‪.‬‬

‫(تنبيو) ينبغى للعبد إذا أكل عند أحد من إخوانو أف يقوؿ بعد الفراغ من األكل ما استعملو الشيخ‬
‫أفضل الدين األزىري وىو اللهم إف كاف ىذا الطعاـ حالال فوسع على صاحبو واجزه خَتا وإف كاف‬
‫حراما أوشبهة فاغفريل ولو وأرض عٍت أصحاب التبعات يوـ القيامة برضبتك ايأرحم الراضبُت‪.‬‬

‫وينبغي لو أيضا أف يقوؿ إذا دعى إىل طعاـ يشك ُب حلو ما استعملو الشيخ الشعراين وىو اللهم‬
‫اضبٌت من األكل من ىذا الطعاـ الذي دعيت إليو فإف مل ربمٍت منو فال تدعو يقيم ُب بطٍت وإف‬
‫جعلتو يقيم ُب بطٍت فاضبٍت من الوقوع ُب اؼبعاصي اليت تنشأ منو عادة فإف مل ربمٍت من الوقوع ُب‬
‫اؼبعاصي فاقبل إستغفاري وأرض عٍت أصحاب التبعات فإف مل تقبل إستغفاري ومل ترضهم عٍت‬
‫فاصربين على العذاب اي أرحم الراضبُت ىكذا ُب الشرح وصية الشيخ الكامل إبراىيم اؼبتبويل‪ .‬قاؿ‬
‫تعاىل‪ :‬حرمت عليكم اؼبيتة و الدـ و غبم اػبنزير و ما أىل بو لغَت هللا و اؼبنحنقة‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬إمبا‬
‫اػبمر و اؼبيسر و االنصاب و االزالـ زجس من عمل الشيطاف فاجتنبوه‪ .‬و قاؿ ايآيها الذين آمنوا‬
‫كلوا فبا ُب االرض حالال طيبا‪.‬‬

‫الشعبة التاسعة والثالثوف‬

‫اإلحًتاز عن اؼباؿ اغبراـ‬

‫وذالك كالراب وكبوه فيجب أف يطلب الكسب اغبالؿ كزراعة وذبارة وصنعة قاؿ بعض العارفُت‬
‫ترؾ الكسب على ثالثة أوجو إما كسال وإما تقوى وإما خوفا من العار وضبية فمن تركو كسال فال بد‬
‫بد لو من السؤاؿ من تركو تقوى فال بد لو من الطمع فيما أبيدى الناس واألكل بدينو وذلك حراـ‬
‫ومن تركو خوفا من العار وضبية فال بد لو من السرقة وقاؿ بعضهم من اكتسب ليصوف وجهو عن‬
‫اؼبسئلة جاء يوـ القيامة ووجهو كالقمر وسلم من منن الرجاؿ اليت ىى أثقل من اعبباؿ‪.‬‬

‫وقاؿ بعض العلماء طلب الكسب الزـ كطلب العلم وىو أربعة أنواع فرض وىو كسب أقل‬
‫الكفاية لنفسو وعيالو ودينو ومستحب وىو كسب الزائد على ذلك ليواسي بو فقَتا أو يصل بو رضبا‬
‫وىو أفضل من نفل العبادة ومباح وىو كسب الزائد على ذلك للتنعم والتجمل وحراـ وىو كسب ما‬
‫أمكن للتفاخر كذا نقلو بعضهم عن ربفة اؼبلوؾ‪ .‬و غبديث عبد الرضبن بن أيب بكرة ُب الصحيحُت‬
‫عن أبيو رضي هللا عنهما قاؿ خطبنا رسوؿ هللا صلي هللا عليو و سلم دبٌت فقاؿ إف دمائكم و‬
‫أموالكم و أعراضكم عليكم حراـ‪.‬‬

‫الشعبة األربعوف‬

‫اإلحًتاز عن اللباس احملرـ‬

‫وبرـ على الرجل البال واػبنثى إستعماؿ اغبرير وما أكثره حرير وزان واؼبنسوج كلو أو بعضو‬
‫بذىب أو فضة واؼبموه أبحدنبا إذا حصل فبا ذكر شيئ ابلعرض على النار إال أف يصدأ الذىب أو‬
‫الفضة فال وبرـ ذلك‪.‬‬

‫ووبرـ أيضا على الذكر ولو صبيا واألنثى ولو صغَتة إستعماؿ أواين الذىب والفضة فيحرـ على‬
‫ويل الصغَتة سبكينها من استعماؿ ذلك‪.‬‬

‫ووبرـ أيضا اقتناؤىا كأف يضعها على الرؼ من غَت إستعماؿ سواء كاف اإلانء كلو أو بعضو ولو‬
‫قليال من أحدانبا أو منهما وسواء كاف اإلانء صغَتا أو كبَتا جدا فيحرـ اؼبرود واؼبكحلة واإلبرة‬
‫واػبالؿ واؼبرآة واؼبلعقة واؼبشط واؼببخرة وكبوىا‪.‬‬
‫قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من لبس اغبرير ُب الدنيا ألبسو هللا يوـ القيامة ثواب من انر أي من لبس اغبرير‬
‫من الرجاؿ ُب الدنيا عامدا عاؼبا بغَت ضرورة ألبسو هللا يوـ القيامة ثواب من انر جزاء دبا عمل‪ .‬قاؿ‬
‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص من لبس اغبرير ُب الدنيا مل يلبسو ُب اآلخرة‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص من لبس ثوب شهرة‬
‫أعرض هللا عنو حىت يضعو مىت يضعو واؼبعٌت من لبس ثوب تكرب وافتخار مل ينظر هللا إليو نظر رضبة‬
‫فيصغره ُب العيوف ووبقره ُب القلوب‪.‬‬

‫وقاؿ سيد األولُت واآلخرين ملسو هيلع هللا ىلص ال أتكلوا ُب آنية الذىب والفضة وال تشربوا ُب صحافها أي‬
‫اآلنية‪.‬‬

‫(فائدة) روي أف اغبسن البصري وفرقدا إجتمعا على وليمة فاغبسن عامل وفرقد عابد وُب الوليمة‬
‫صحاؼ ذىب وفضة فيها اػبصيف وىو صبلة من التمر أما اغبسن فجلس على الطعاـ وأما فرقد‬
‫فاعتزؿ فجعل اغبسن أيخذ اػبصيف يفرغو من الصحفة ويضعو على اػببز وأيكل ٍب التفت وقاؿ اي‬
‫فريقد ىال صنعت ىكذا فرأى اغبسن أف التفري ليس استعماال بل إزالة للمنكر فجمع بفقهو بُت‬
‫سنة الوليمة ابألكل وجرب قلب الداعي وإزالة اؼبنكر وتعليم األحكاـ الفقهية وؽبذا صغر إظبو فقاؿ اي‬
‫فريقد تعريضا ابإلنكار‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية واألربعوف‬

‫اإلحًتاز عن اللعب اؼبنهي‬

‫وذالك كالقمار والزمارة والصفارة واألواتر فالقمار بكسر القاؼ وىو مغالبة أبخذ اؼباؿ ُب أنواع‬
‫اللعب والزمارة ىي التغٍت بنحو القصب والصفارة ىي التغٍت بنحو ورؽ النبات واألواتر ىي خيوط‬
‫ُب عود‪ .‬قاؿ تعاىل‪ :‬قل ما عند هللا خَت من اللهو و من التجارة‪.‬‬

‫الشعبة الثانية واألربعوف‬

‫التوسط ُب النفقة بُت اإلسراؼ واإلقتار‬


‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬وال ذبعل يدؾ مغلولة إىل عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما ؿبسورا ‪.‬‬
‫أي ال سبسك يدؾ عن اإلنفاؽ كل اإلمساؾ وال تبسطها ُب اإلنفاؽ كل البسط فتصَت مذموما من‬
‫اػبلق واػبالق إف أمسكتها كل اإلمساؾ اندما إف بسطتها كل البسط ومنقطعا بك الشيئ عندؾ‬
‫وقاؿ تعاىل‪ :‬والتبذر تبذيرا‪ .‬أي ابإلنفاؽ ُب اؼبعصية‪ :‬إف اؼببذرين كانوا إخواف الشياطُت‪ .‬أي أمثاؽبم‬
‫ُب الشرارة وقاؿ النيب ما خاب من استحار وال ندـ من استشار وال افتقر من اقتصد أي توسط‬
‫ابإلنفاؽ‪ .‬وقاؿ تعاىل ‪ :‬و الذين إذا انفقوا مل يسرفوا ومل يقًتوا و كاف بُت ذلك قواما ‪ .‬و غبديث‬
‫اؼبغَتة بن شعبة هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم و هنى عن ثالث قيل و قاؿ و إضاءة اؼباؿ و إغباؼ السؤاؿ‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة واألربعوف‬

‫ترؾ الغل واغبسد‬

‫فالغل بكسر الغُت اغبقد وىو شبرة الغضب وؿبل قوة الغضب القلب ومعناه غلياف دـ القلب‬
‫لطلب اإلنتقاـ ومعٌت اغبقد أف يلزـ قلبو استثقالو وبغضو وأف يدوـ ذلك ويبقى‪.‬‬

‫قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬اؼبؤمن ليس حبقود‪.‬‬

‫ٍب حد اغبسد كراىة النعمة وحب زواؽبا عن اؼبنعم عليو وىو من نتائج اغبقد واغبقد من نتائج‬
‫الغضب فاغبسد فرع الفرع والغضب أصل األصل‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و من شر حاسد إذا حسد‪ .‬قاؿ‬
‫اغبسن ىو أوؿ ذنب كاف ُب السماء أـ وبسدوف الناس علي ما آاتىم هللا من فضلو‪.‬‬

‫قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ال رباسدوا وال تناجشوا وال تباغضوا وال تدابروا وال يبع بعضكم على بيع‬
‫بعض وكونوا عباد هللا إخواان اؼبسلم أخو اؼبسلم‪.‬‬

‫واؼبعٌت ال تتمنوا زواؿ النعمة عن الغَت وال تزيدوا ُب شبن اؼببيع ال لرغبة ُب شرائو بل لتغروا غَتكم‬
‫وال يبغض بعضكم بعضا وال يعرض بعضكم عن بعض كراىة لو وال يقل بعضكم ؼبشًتى سلعة ُب‬
‫زماف اػبيار أفسخ ىذا البيع وأان أبيعك مثلو أبرخص من شبنو أو أجود منو بثمنو وتعاطوا اي عباد هللا‬
‫ما تصَتوف بو كأنكم أوالد رجل واحد كما أنكم عباد رب واحد فاف اؼبسلم أخو اؼبسلم ُب الدين‪.‬‬

‫وعن اغبسن بن على عن رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ‪ :‬الغل واغبسد أيكالف اغبسنات كما أتكل النار‬
‫اغبطب‪.‬‬

‫حكي‪ :‬أف إبليس أتى ابب فرعوف فقرع عليو الباب فقاؿ فرعوف من ىذا فقاؿ لو كنت إؽبا ما‬
‫جهلت فلما دخل قاؿ لفرعوف أتعرؼ ُب األرض من ىو شر منك قاؿ من ىو قاؿ اغبسد وابغبسد‬
‫وقعت ُب ىذه احملنة‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة واألربعوف‬

‫منع ذـ اؼبسلمُت‬

‫قاؿ رسوؿ هللا‪ :‬حبسب إمرئ من الشر أف وبقر أخاه اؼبسلم كل اؼبسلم على اؼبسلم حراـ دمو‬
‫ومالو وعرضو‪.‬‬

‫واؼبعٌت يكفي اإلنساف من القبائح أف يستحقر أبخيو اؼبسلم لفقر أوغَته فالالئق تعظيمو وإكرامو‬
‫فجميع ما يؤذي اؼبسلم حراـ إراقة دمو وأخذ مالو وذمو ُب حضرتو أو غيبتو‪ .‬و ُب اغبديث ‪ :‬اؼبسلم‬
‫اخو اؼبسلم ال يسلمو و ال ىبذلو و ال وبقره‪ُ .‬ب اغبديث من مات اتئبا من الغيبة فهو آخر من‬
‫يدخل اعبنة ومن مات مصرا عليها فهو أوؿ من يدخل النار وىو يبكى‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من ضبى عرض أخيو اؼبسلم ُب الدنيا بعثو هللا تعاىل لو ملكا وبميو يوـ القيامة من‬
‫النار‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من ذكر عنده أخوه اؼبسلم وىو يستطيع نصره فلم ينصره أدركو هللا هبا ُب الدنيا‬
‫واآلخرة ومن ذكر عنده أخوه اؼبسلم فنصره نصره هللا ُب الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫الشعبة اػبامسة واألربعوف‬

‫اإلخالص ُب العمل هلل تعاىل‬

‫قاؿ الغزايل واإلخالص ىو أف يكوف غرضو ؿبض التقرب إىل هللا تعاىل فلو انـ مثال حىت يريح‬
‫نفسو ليتقوى على العبادة بعده كاف نومو عبادة وكاف لو درجة اؼبخلصُت فيو ومن ليس كذلك فباب‬
‫اإلخالص ُب األعماؿ مسدود عليو إال على الندود‪ .‬واإلخالص يضاده اإلشراؾ‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬و ما‬
‫أمروا إال ليعبدوا هللا ـبلصُت لو الدين حنفاء‪ .‬و غبديث ايل ىريرة هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم قاؿ هللا‬
‫تعاىل أان أغٌت الشركاء من اشرؾ فمن عمل يل عمال اشرؾ فيو معي غَتى فأان منو بريئ و ىو للذي‬
‫اشرؾ‪ .‬و غبديث جندب ُب الصحيحُت من ظبع ظبع هللا بو و من يرائي يرائي هللا بو‪.‬‬

‫وقد ورد ُب اػبرب أف اؼبرائي يدعى يوـ القيامة أبربع أساـ اي مرائي اي ـبادع اي مشرؾ اي كافر‬
‫إنتهى‪.‬‬

‫وقاؿ صاحب الشرح الوصية وكماؿ مقاـ اإلخالص وبصل بشهود العبد أف عملو الصاّب ـبلوؽ‬
‫هلل تعاىل على سبيل اليقُت ليس لو منو سوى نسبة التكليف فقط ومن شهد عملو خلقا هلل تعاىل‬
‫على سبيل اليقُت مل يطلب عليو ثوااب ومل تطرقو آفات العمل الثالثة وىي الرايء والكرب والعجب‪ .‬و‬
‫عن سهل بن عبد هللا ال يعرؼ الرايء إال ـبلص و ال النفاؽ إال مؤمن و ال اعبهل إال عامل و ال‬
‫اؼبعصة إال مطيع‪.‬‬

‫الشعبة السادسة واألربعوف‬

‫الفرح ابلطاعة واػبزف على فقداهنا‬

‫والذي ينبغي أف ىبطر لكل مؤمن الفرح ابلطاعة واػبزف على فقداهنا والندـ على فعل اؼبعصية‬
‫لكن البد وأف يكوف فرحو ابلطاعة من حيث أهنا فضل من هللا تعاىل وتوفيق منو لو كما قاؿ هللا‬
‫تعاىل‪ :‬قل بفضل هللا وبرضبتو فبذلك فليفرحوا‪ .‬والينبغي أف يكوف فرحو هبا ألجل أهنا برزت من فعلو‬
‫فهذا مذموـ والبد أف يكوف حزنو على فقداف الطاعة مع القياـ هبا وإال فهو من عالمات اػبداع‬
‫بنفسو ومن مل ىبزف على فوات الطاعة ومل يندـ على فعل اؼبعصية فهو من عالمات موت قلبو قاؿ‬
‫رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من سرتو حسنتو وساءتو سيئتو فهو مؤمن‪.‬‬

‫الشعبة السابعة واألربعوف‬

‫التوبة‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬اي أيها الذين آمنوا توبوا إىل هللا توبػة‬

‫نصوحا‪ .‬ومعٌت النصوح اػبالص هلل تعاىل خاليا عن الشوائب‪ .‬و قاؿ تعاىل وتوبوا إيل هللا صبيعا أية‬
‫اؼبؤمنوف لعلكم تفلحوف‪.‬‬

‫وقاؿ عليو الصالة والسالـ‪ :‬التائب حبيب هللا والتائب من الذنب كمن ال ذنب لو‪ .‬ومن معاىن‬
‫التوبة ترؾ اؼبعاصي ُب اغباؿ والعزـ على تركها ُب االستقباؿ وتدارؾ ما سبق من التقصَت ُب سابق‬
‫األحواؿ وذلك ال يشك ُب وجوبو وأما الندـ على ما سبق والتحزف عليو فواجب وىو روح التوبة كما‬
‫قالو الغزايل‪.‬‬

‫وظبع أبو بكر رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يقوؿ‪ :‬ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ويصلي ٍب يستغفر‬
‫هللا إال غفر لو‪.‬‬

‫وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من قاؿ عشرا حُت يصبح وحُت يبسى أستغفر هللا العظيم الذى ال إلو إال‬
‫الذى ال إلو إال ىو اغبي القيوـ وأتوب إليو وأسألو التوبة واؼبغفرة من صبيع الذنوب غفرت ذنوبو ولو‬
‫كانت مثل رمل عاِب ومن قاؿ سبحانك ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفريل ذنويب فإنو ال يغفر‬
‫الذنوب إال أنت غفرت ذنوبو ولو كانت مثل دبيب النمل‪.‬‬
‫وقاؿ أبو عبد هللا الوراؽ‪ :‬لو كاف عليك من الذنوب مثل عدد القطر وزبد البحر ؿبيت عنك إذا‬
‫استغفرت هبذا اإلستغفار وىو ىذا اللهم إين أسألك وأستغفرؾ من كل ذنب تبت إليك منو ٍب عدت‬
‫فيو وأستغفرؾ من كل ما وعدتك من نفسي ٍب مل أوؼ لك بو وأستغفرؾ من كل عمل أردت بو‬
‫وجهك فخالطو غَتؾ وأستغفرؾ من كل نعمة أنعمت هبا علي فاستعنت هبا على معصيتك‪.‬‬

‫قاؿ السحيمي ُب لباب الطالبُت وأخرج الطرباين عن أيب الدرداء من استغفر للمؤمنُت واؼبؤمنات‬
‫كل يوـ سبعا وعشرين مرة كاف من الذين يستجاب ؽبم ويرزؽ‪.‬‬

‫وقاؿ أبو اغبسن الشاذيل إف أردت أف ال يصدأ لك قلب وال يلجو حم وال كدر وال يبقى عليك‬
‫ذنب فأكثر من قولك سبحاف هللا وحبمده سبحاف هللا العظيم ال إلو إال هللا ثبت علمها ُب قليب‬
‫واغفريل ذنيب واغفر للمؤمنُت واؼبؤمنات وقل اغبمد هلل وسالـ على عباده الذين اصطفى‪.‬‬

‫الشعبة الثامنة واألربعوف‬

‫إتياف األضحية والعقيقة واؽبدي‬

‫والتضحية ذبح اإلبل أو البقر أو الغنم تقراب إىل هللا تعاىل‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬فصل لربك و اكبر‪.‬‬
‫وقاؿ‪ :‬والبدف جعلنا ما لكم من شعائر هللا لكم فيها خَت ‪.‬‬

‫ويدخل وقت الذبح بطلوع الشمس يوـ النحر ومضى قدر الصالة العيد واػبطبتُت صلى اإلماـ‬
‫أو مل يصل ىذا عند الشافعي وآخر وقت التضحية ىو آخر أايـ التشريق الثالثة خالفا أليب حنيفة‬
‫ومالك فإهنما قاال إف آخره آخر اليوـ الثاين من أايـ التشريق‪.‬‬

‫ويتصدؽ وجواب من غبم األضحية اؼبتطوع هبا على الفقراء واؼبساكُت ويسن أف ال أيكل فوؽ‬
‫الثلث‪.‬‬

‫ويشًتط ُب اللحم أف يكوف نيئا ليتصرؼ فيو من أيخذه دبا شاء من بيع وغَته فال يكفي جعلو‬
‫طعاما مطبوخا ودعاء الفقراء إليو ليأكلوه‪.‬‬
‫وأما األضحية اؼبنذورة فال أيكل اؼبضحي منها شيئا بل هبب عليو التصدؽ جبميعها حىت جلدىا‬
‫وقرهنا‪ .‬وأما العقيقة فهي ما يذبح عن اؼبولود يوـ سابعو ويسن ذحبها عند طلوع الشمس فيذبح عن‬
‫الغالـ شااتف وعن اعبارية شاة ويهدي العاؽ منها للفقراء واؼبساكُت فيحمل ما يهديو منها من‬
‫غبمها ومرقها إليهم وال يدعوىم إليو ويطبخها حبلو إال رجلها فتعطى نيئة للقابلة‪ .‬واؽبدي ىو ما‬
‫يساؽ للحرـ تقراب إىل هللا تعاىل ووقت ذحبو ىو وقت األضحية‪.‬‬

‫الشعبة التاسعة واألربعوف‬

‫طاعة أويل األمر‬

‫ذبب على كل مؤمن طاعة أويل األمر ُب أمرىم الواضح اعباري على قواعد الشرع وهنيهم كذلك‬
‫فتجب طاعتهم على صبيع الرعااي ظاىرا وابطنا لقولو تعاىل‪ :‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرسوؿ وأويل األمر‬
‫منكم‪ .‬وىم العلماء واألمراء لقولو ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من أطاع أمَتي فقد أطاعٍت ومن عصى أمَتي فقد عصاين‬
‫لكن ال يطاع ُب اغبراـ واؼبكروه وأما اؼبباح فإف كاف فيو مصلحة عامة للمسلمُت وجبت طاعتو فيو‬
‫وإال فال‪.‬‬

‫فلو اندى بعدـ شرب الدخاف اؼبعروؼ اآلف وجبت عليهم طاعتو ألف ُب إبطالو مصلحة عامة‬
‫إذ ُب تعاطيو خسة لذوي اؽبيئات ووجوه الناس كذا أفاده الباجوري‪ .‬غبديث أيب ىريرة ُب الصحيحُت‬
‫من أطاعٌت فقد أطاع هللا و من عصاين فقد عصى هللا ومن يطع االمَت فقد أطاعٍت و من يعص‬
‫األمَت فقد عصاين‪.‬‬

‫الشعبة اػبمسوف‬

‫التمسك دبا عليو صباعة‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬واعتصموا حببل هللا صبيعا والتفرقوا ‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬الوبل دـ إمرئ مسلم‬
‫دـ إمرئ مسلم إال إبحدى ثالث الثيب الزاين والنفس ابلنفس والتارؾ لدينو اؼبفارؽ للجماعة‪ .‬واؼبعٌت‬
‫ال هبوز قتل شخص مسلم قصدا إال إبرتكاب خصلة من خصاؿ ثالثة إحداىا الثيب الزاين واؼبراد‬
‫ابلثيب اغبر البال العاقل الواطئ أو اؼبوطوءة ُب القبل ُب نكاح صحيح فيجب رصبو ابغبجارة إىل أف‬
‫يبوت والثانية قاتل النفس فيقتل قصاصا ابلنفس اليت قتلها عدواان ابلشروط اؼبذكورة ُب الفقو والثالثو‬
‫التارؾ لإلسالـ اؼبفارؽ للمسلمُت ومفارقتهم ىي الردة ‪ :‬كأف سب نبيا أو سب ملكا أو سب هللا‬
‫وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من أحدث ُب أمران ىذا ما ليس منو فهو رد‪ .‬أي من أتى أبمر حادث ُب دين‬
‫حادث ُب دين اإلسالـ العظيم القدر ما ليس فيو فهو ابطل‪ .‬ما رواه أيب ىريرة ُب صحيح مسلم‬
‫‪:‬قاؿ النيب من خرجو من الطاعة و فارؽ اعبماعة ٍب مات مات ميتة جاىلية‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية واػبمسوف‬

‫اغبكم بُت الناس ابلعدؿ‬

‫قاؿ تعاىل‪ :‬فاحكم بيننا ابغبق والتشطط‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬ومن مل وبكم دبا أنزؿ هللا فأولئك ىم‬
‫الظاؼبوف‪ .‬قاؿ تعاىل ‪ :‬وإذا حكمتم بُت الناس اف ربكموا ابلعدؿ‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬و أقسطوا اف هللا‬
‫وبب اؼبقسطُت‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من حكم بُت إثنُت رباكما إليو وارتضياه فلم يقض بينها ابغبق‬
‫فعليو لعنة هللا‪ .‬و غبديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ال حسد إال ُب اثنتُت رجل آاته هللا‬
‫ماال فسلطو علي ملكتو ُب اغبق و آخر آاته هللا اغبكمة فهو يقضي هبا و يعلمها‪.‬‬

‫الشعبة الثانية واػبمسوف‬

‫األمر ابؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر‬

‫قاؿ تعاىل‪ :‬ولتكن منكم أمة يدعوف إىل اػبَت وأيمروف ابؼبعروؼ وينهوف عن اؼبنكر و اولئك ىم‬
‫اؼبفلحوف‪ .‬وقاؿ تعاىل ‪ :‬كنتم خَت أمة أخرجت للناس أتمروف ابؼبعروؼ و تنهوف عن اؼبنكر و تؤمنوف‬
‫ابهلل‪ .‬وقاؿ تعاىل ‪ :‬لعن الذين كفروا من بٍت اسرائيل علي لساف داود وعيسى بن مرًن ذلك دبا عصوا‬
‫وكانوا نعتدوف كانوا ال يتناىوف عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلوف‪ .‬و غبديث ايب سعيد ُب‬
‫صحيح مسلم من رأى منكم منكرا فليغَته بيده فإف مل يستطع فبلسانو فإف مل يستطع فبقلبو وذلك‬
‫اضعف االيباف‪.‬‬

‫وقاؿ الشيخ ؿبي الدين النووي ُب قولو تعاىل‪ :‬اي أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم ال يضركم من‬
‫ضل إذا اىتديتم‪ .‬إف ىذه اآلية الكريبة فبا يغًت هبا أكثر اعباىلُت ووبملوهنا على غَت وجهها بل‬
‫الصواب ُب معناىا إنكم إذا فعلتم ما أمرًب بو ال يضركم ضاللة من ضل ومن صبلة ما أمروا بو األمر‬
‫ابؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر واآلية مرتبة ُب اؼبعٌت على قولو تعاىل‪ :‬ما على الرسوؿ إال البالغ‪.‬‬

‫وقاؿ دمحم ابن سباـ اؼبوعظة جند من جنود هللا تعاىل ومثلها مثل الطُت يضرب بو على اغبائط إف‬
‫استمسك نفع وإف وقع أثر‪.‬‬

‫وقاؿ سليماف اػبواص من وعظ أخاه فيما بينو وبينو فقد نصحو ومن وعظو على رءوس‬
‫اإلشهاد فقد بكتو‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة واػبمسوف‬

‫التعاوف على الرب والتقوى‬

‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونوا علي االٍب و العدواف‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ :‬من مشى ُب عوف أخيو ومنفعتو فلو ثواب اجملاىدين َب سبيل هللا‪ .‬وعن أنس ابن‬
‫مالك قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من أغاث ملهوفا كتب هللا لو ثالاث وسبعُت حسنة واحدة منها يصلح‬
‫واحدة منها يصلح هبا آخرتو ودنياه والباقي ُب الدرجات‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من قضى حاجة ألخيو فكأمبا‬
‫حاجة ألخيو فكأمبا خدـ هللا عمره‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من أقر عُت مؤمن أقر هللا عينو يوـ القيامة‪ .‬وقاؿ‬
‫القيامة‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من مشى ُب حاجة أخيو ساعة من ليل أوهنار قضاىا أو مل يقضها كاف خَتا لو‬
‫يقضها كاف خَتا لو من إعتكاؼ شهرين‪ .‬وقاؿ عليو السالـ‪ :‬من فرج عن مؤمن مغموـ أو أعاف‬
‫مظلوما غفر هللا لو ثالاث وسبعُت مغفرة‪ .‬وقاؿ عليو السالـ‪ :‬إف من أحب األعماؿ إىل هللا إدخاؿ‬
‫السرور على قلب اؼبؤمن وأف يفرج عنو غما أو يقضي عنو دينا أو يطعمو من جوع‪ .‬وعن علي ابن‬
‫طالب قاؿ قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إذا أراد اغباجة فليبكر ؽبا يوـ اػبميس وليقرأ إذا خرج من منزلو آخر سورة‬
‫منزلو آخر سورة آؿ عمراف وآية الكرسي وإان أنزلناه ُب ليلة القدر وأـ الكتاب فإف فيها حوائج الدنيا‬
‫واآلخرة‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة واػبمسوف‬

‫اغبياء من هللا‬

‫قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬اغبياء من اإليباف‪ .‬روي عن عبد هللا ابن مسعود أف النيب ملسو هيلع هللا ىلص قاؿ إستحيوا من‬
‫هللا حق اغبياء قاؿ فقلنا اينيب هللا إان نستحيي قاؿ ليس ذلك ولكن من إستحيا من هللا حق اغبياء‬
‫فليحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى والفرج واليدين والرجلُت وليذكر اؼبوت والبال بكسر الباء‬
‫أي الفناء ومن أراد اآلخرة ترؾ زينة اغبياة الدنيا وآثر اآلخرة على األوىل فمن فعل ذلك فقد استحيا‬
‫من هللا حق اغبياء وعن معاذ بن جبل أنو قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬يقوؿ هللا اي ابن آدـ استحي مٍت‬
‫عند معصيتك وأان أستحي منك يوـ العرض األكرب أين أعذ بك اي ابن آدـ تب إيل أكرمك كرامة‬
‫األنبياء اي ابن آدـ الربوؿ قلبك عٍت فإنك إف حولت قلبك عٍت أخذلك فال أنصرؾ اي ابن آدـ لو‬
‫لقيتٍت يوـ القيامة ومعك حسنات مثل أىل األرض مل أقبل منك حىت تصدؽ بوعدي ووعيدي اي ابن‬
‫آدـ إين أان الرزاؽ وأنت اؼبرزوؽ وتعلم أين أوفيك رزقك فال تًتؾ طاعيت بسبب الرزؽ فإنك إف تركت‬
‫طاعيت بسبب رزقك أوجبت عليك عقوبيت‪ .‬عن ايب مسعود االنصاري هنع هللا يضر ُب صحيح البخاري إف‬
‫فبا أدرؾ الناس من كالـ النبوة األوىل اذا مل تستح فاصنع ما شئت‪.‬‬

‫الشعبة اػبامسة واػبمسوف‬

‫اإلحساف إىل األبوين (بر الوالدين)‬


‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬واعبدوا هللا والتشركوا بو شيئا وابلوالدين إحساان‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬وقضى ربك أف‬
‫ال تعبدوا إال إايه و ابلوالدين احساان إما يبلغن عندؾ الكرب احدنبا او كالنبا فال تقل ؽبما أؼ و ال‬
‫تنهر نبا و قل ؽبما قوال كريبا‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬بر الوالدين أفضل من الصالة والصدقة والصوـ واغبج والعمرة واعبهاد َب سبيل هللا‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ما على أحد إذا أراد أف يتصدؽ بصدقة أف هبعلها لوالديو إذا كاان مسلمُت فيكوف‬
‫لوالديو أجرىا ويكوف لو مثل أجورنبا من غَت أف ينقص من أجورنبا شيئ‪ .‬وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من‬
‫حج عن والده بعد وفاتو كتب هللا لوالده حجة وكتب لو براءة من النار‪ .‬وقاؿ رجل لعمر بن اػبطاب‬
‫هنع هللا يضر أف يل أما بل منها الكرب أهنا ال تقضي حاجتها إال وظهري ؽبا مطية فهل أديت حقها قاؿ ال‬
‫ألهنا كانت تصنع بك ذلك وىي تتمٌت بقائك وأنت تصنعو وتتمٌت فراقها‪ .‬و سئل النيب صلي هللا‬
‫عليو وسلم أي العمل أحب إيل هللا ؟ قاؿ الصالة لوقتها قلت ٍب أي ؟ قاؿ بر الوالدين قلت ٍب أي‬
‫؟ اعبهاد ُب سبيل هللا‪.‬‬

‫الشعبة السادسة واػبمسوف‬

‫صلة الرحم‬

‫قاؿ هللا تعاىل ‪ :‬فهل عسيتم اف توليتم اف تفسدوا ُب االرض و تقطعوا ارحامكم‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪:‬‬
‫والذين ينقضوف عهد هللا من بعد ميثاقو و يقطعوف ما امر هللا بو اف يوصل و يفسدوف ُب االرض‬
‫اولئك ؽبم اللعنة و ؽبم سوء الدار‪ .‬قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من سره أف يبد لو ُب عمره ويوسع لو ُب رزقو فليتق هللا‬
‫ُب رزقو فليتق هللا وليصل رضبو‪ .‬وقاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص صنائع اؼبعروؼ تقي مصارع السوء وصدقة السر‬
‫وصدقة السر تطفئ غضب الرب جل وعال وصلة الرحم تزيد ُب العمر‪ .‬و غبديث أنس بن مالك ُب‬
‫الصحيحُت ‪ :‬من أحب اف يبسط لو رزقو و اف ينشأ لو ُب آثره فليصل رضبة‪.‬‬
‫الشعبة السابعة واػبمسوف‬

‫حسن اػبلق‬

‫قاؿ رسوؿ هللا صلي هللا عليو و سلم اف من خياركم احسنكم اخالقا‪ .‬وقاؿ تعاىل ‪ :‬و انك لعلى‬
‫خلق عظيم‪.‬‬

‫صبع بعضهم عالمات ذلك فقاؿ ىو أف يكوف كثَت اغبياء قليل األذى كثَت الصالح صدوؽ اللساف‬
‫قليل الكالـ كثَت العمل قليل الزلل قليل الفضوؿ برا وصوال وقورا صبورا شكورا راضيا حليما رفيقا‬
‫عفيفا شفيقا ال لعاان وال سبااب وال مباما وال مغتااب وال عجوال وال حقودا وال خبيال وال حسودا بشاشا‬
‫ىشاشا وبب ُب هللا ويبغض ُب هللا ويرضى ُب هللا ويغضب ُب هللا‪.‬‬

‫الشعبة الثامنة واػبمسوف‬

‫اإلحساف إىل اؼبماليك‬

‫قاؿ تعاىل ‪ :‬و الكاظمُت الغيظ و العافُت من الناس و هللا وبب احملسنُت‪ .‬وقاؿ تعاىل ‪ :‬و اعبدوا‬
‫هللا وال تشركوا بو شيئا و ابلوالدين إحساان و بذي القرىب و اليتامى و اؼبساكُت و اعبار ذي القرىب و‬
‫اعبار اعبنب والصاحب ابعبنب و ابن السبيل و ما ملكت أيبانكم‪.‬‬

‫والذي يهتم بو ُب اؼبعاشرة العفو عنهم وتعليمهم ما ال بد منو ُب أمور الدين واإلنفاؽ عليهم بقدر‬
‫الكفاية فتعترب رغبتهم وزىادهتم واإلراحة ؽبم ُب الصيف ُب وقت القيلولة قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬للملوؾ‬
‫عليو وسلم‪ :‬للملوؾ طعامو وكسوتو ابؼبعروؼ وال يكلف من العمل ما ال يطيق‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من لطم‬
‫وسلم‪ :‬من لطم فبلوكو أوضربو ُب غَت تعليم وأتديب فكفارتو أف يعتقو واؼبعٌت من ضرب فبلوكو على‬
‫وجهو أو ضربو على غَته ُب غَت تعليم وأتديب فكفارتو أف يعتقو نداب ال وجواب ابإلصباع فالضرب‬
‫على الوجو حراـ ولو ُب التأديب‪ .‬وعن على رضى هللا عنو قاؿ‪ :‬كاف آخر كالـ رسوؿ هللا صلى هللا‬
‫عليو وسلم‪ :‬أوصيكم ابلصالة واتقوا هللا فيما ملكت أيبانكم‪ .‬وعن أيب ىريرة‪ :‬ال يقولن أحدكم‬
‫عبدي وأميت كلكم عبيد هللا وكل نسائكم إماء هللا ولكن ليقل غالمي وجارييت وفتاي وفتاٌب‪.‬‬

‫الشعبة التاسعة واػبمسوف‬

‫طاعة العبد لسيده‬

‫ذبب طاعة العبد لسيده على قدر الطاقة فيما ليس دبعصية وعن عبد هللا بن عمر رضي هللا‬
‫عنهما عن رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إف العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربو فلو أجره مرتُت ومعٌت النصح‬
‫اإلخالص والصدؽ ُب العمل ‪ .‬و حديث جابر بن عبد هللا أيبا عبد عبق فقد برئت منو الذمة‪ .‬و‬
‫ُب مسند أيب داود من حديثو أيضا ‪ :‬العبد االبق ال يقبل هللا منو صالتو حىت يرجع إيل مواليو‪.‬‬

‫الشعبة الستوف‬

‫حفظ حقوؽ الزوجة واألوالد‬

‫قاؿ هللا تعاىل ‪ :‬قوا انفسكم و أىليكم انرا وقودىا الناس‬

‫واغبجارة‪ .‬وُب صحيح مسلم ‪ :‬من عاؿ جاريتُت حىت تبلغا جاء يوـ القيامة أان و ىو ىكذا و ضم‬
‫أصبعيو‪.‬‬

‫هبب على الرجل نفقة زوجتو ابلتمكُت التاـ حبسب القدر الالئق بو وىي مقدرة ُب القلة والكثرة‬
‫إبعتبار إعساره وإيساره وتوسطو وال تسقط نفقتها دبضى الزماف بال إنفاؽ بل تصَت دينا على الرجل‬
‫ألف نفقة الزوجة معاوضة ُب مقابلة التمكُت خبالؼ نفقة القريب فإهنا تسقط بذلك ألهنا معاونة‪.‬‬

‫وهبب على الرجل أيضا تعليم زوجتو ما ربتاج إليو من فروض العبادة وسننها من طهارة وصالة‬
‫وزكاة وصوـ وحج وما يتعلق ابغبيض وليس ضرهبا على ترؾ الصالة وكبوىا من حقوؽ هللا خالفا‬
‫إلبن البارزي بل يقتصر على األمر خبالؼ حقوؽ نفسو وىي صيانة نفسها من أف توطئ فرشو غَته‬
‫واإلحتجاب عن رؤية أجنيب لشيئ من بدهنا فبا وبرـ نظره وترؾ مطالبتها لو دبا فوؽ اغباجة وتعففها‬
‫عن تناوؿ اؼباؿ اغبراـ فيجوز ضرهبا بًتؾ تلك اغبقوؽ وهبب أيضا أف يعلمها وجوب طاعة الزوج‬
‫فيما ليس دبعصية ويعلما حرمة الكذب على وجود اغبيض أو إنقطاعو إىل غَت ذلك من أمور الدنيا‪.‬‬

‫وهبب على اآلابء نفقة األوالد إذا أعسروا وعجزوا عن الكسب لصغر أو زمانة أو جنوف أو‬
‫مرض وىذه النفقة ال تقدر ُب كثرهتا وقلتها بل ىي بقدر الكفاية وزبتلف بكرب األوالد وصغرىم‬
‫وزىادهتم ورغبتهم‪.‬‬

‫وهبب عليهم تعليمهم األدب ُب صغرىم والطهارة والصالة وأمرىم بذلك بعد التمييز مع سباـ‬
‫سبع سنُت وضرهبم على ترؾ ذلك ُب عشر سنُت وربذيرىم من الكذب والفجور والفحش والسرقة‬
‫وغَت ذلك من اؼبنهيات ومن اغبقوؽ ربسُت إظبهم إبتداء وتغيَتا‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية والستوف‬

‫حب أىل الدين‬

‫قاؿ عليو السالـ‪ :‬من سره أف يزحزح عن النار ويدخل اعبنة فلتأتو منيتو وىو يشهد أف ال إلو إال‬
‫هللا وأف دمحما رسوؿ هللا وليأت إىل الناس ما وبب أف يؤتى إليو‪.‬‬

‫وعن أنس عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ‪ :‬أكثروا من اؼبعارؼ من اؼبؤمنُت فإف لكل مؤمن شفاعة عند‬
‫هللا يوـ القيامة‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬مثل اؼبؤمُت ُب توادىم وتراضبهم كمثل اعبسد إذا اشتكى عضو منو تداعي سائره‬
‫ابغبمى والسهر‪.‬‬

‫وينبغي أف يزيد ُب‬ ‫وُب اغبديث‪ :‬إدخاؿ السرور ُب قلب مؤمن خَت من عبادة ستُت سنة‪.‬‬
‫توقَت من دؿ ىيئتو وثيابو على علو منزلتو فينزؿ الناس منازؽبم‪ .‬وروي أف عائشة كانت ُب سفر فنزلت‬
‫فنزلت منزال فوضعت طعامها فجاء سائل فقالت عائشة انولوا ىذا اؼبسكُت قرصا ٍب مر رجل على‬
‫دابة فقالت أدعوه إىل الطعاـ فقيل ؽبا تعطُت ىذا اؼبسكُت وتدعُت ىذا الغٍت فقالت إف هللا تعاىل قد‬
‫أنزؿ الناس منازؽبم فال بد لنا من أف تنزؽبم تلك اؼبنازؿ فهذا اؼبسكُت يرضى بقرص ويقبح علينا أف‬
‫نعطي ىذا الغٍت على ىذه اؽبيئة قرصا‪ .‬و غبديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب صحيح مسلم و الذي نفسي‬
‫نفسي بيده ال تدخلوا اعبنة حىت يؤمنوا و ال يؤمنوا حىت ربابوا أو ال أدلكم علي شيئ إذا فعلتموه‬
‫رباببتم ؟ أفشوا السالـ بينكم‪.‬‬

‫الشعبة الثانية والستوف‬

‫رد السالـ من اؼبسلمُت‬

‫قاؿ تعاىل ‪ :‬و إذا حييتم بتحية فحيوا أبحسن منها أو ردوىا‪ .‬و غبديث أيب سعيد اغبضري‬
‫هنع هللا يضر و إايكم و اعبلوس ابلطرقات قالوا اي رسوؿ هللا ما لنا من ؾبالسنا بد نتحدث فيها فقاؿ رسوؿ‬
‫هللا إذا أبيتم إال اجمللس فأعطوا الطريق حقو قالوا و ما حق الطريق ؟ قاؿ غض البصر و كف األذى‬
‫و رد السالـ و االمر ابؼبعروؼ و النهي عن اؼبنكر‪ .‬و قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إذا سلم اؼبسلم على اؼبسلم فرد عليو‬
‫صلت عليو اؼبالئكة سبعُت مرة‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إف اؼبالئكة تعجب من اؼبسلم يبر على اؼبسلم وال يسلم‬
‫عليو‪.‬‬

‫ويسن السالـ قبل الكالـ واؼبصاحفة عند السالـ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬سباـ ربيتاكم بينكم‬
‫اؼبصافحة‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة والستوف‬

‫عيادة اؼبريض‬

‫قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إذا عاد الرجل اؼبريض خاض‬
‫ُب الرضبة فإذا قعد عنده قرت فيو‪ .‬وحديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬حق اؼبسلم علي اؼبسلم‬
‫طبس رد السالـ و عيادة اؼبريض و تشميت العاطس و اتباع اعبنائز و إجابة الدعوة‪ .‬و حديث أمران‬
‫رسوؿ هللا بسبع و هناان عن سبع أمران بعيادة اؼبريض و اتباع اعبنائز و رد السالـ و تشميت العاطس‬
‫وابرار القسم و نصر اؼبظلوـ و إجابة الداعي‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إذا عاد اؼبسلم أخاه وزاره قاؿ هللا تعاىل طبت وطاب فبشاؾ وتبوأت منزال ُب اعبنة‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬سباـ عيادة اؼبريض أف يضع أحدكم يده على جبهتو أو على يده ويسأؿ كيف ىو‬
‫وسباـ ربيتكم اؼبصافحة‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة والستوف‬

‫الصالة على اؼبيت اؼبسلم‬

‫قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬اعبهاد واجب عليكم مع كل أمَت برا كاف أو فاجرا وإف ىو عمل الكبائر والصالة‬
‫واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كاف أو فاجرا وإف ىو عمل الكبائر والصالة واجبة عليكم وعلى‬
‫كل مسلم يبوت برا كاف أو فاجرا وإف ىو عمل الكبائر‪ .‬أي فاعبهاد وصالة اعبماعة وصالة اعبنازة‬
‫من فروض الكفاايت‪.‬‬

‫ويسن أف يكوف عدد اؼبصلُت على اؼبيت مائة لقولو ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من صلى عليو مائة من اؼبسلمُت‬
‫غفرت لو ذنوبو‪.‬‬

‫و حديث توابف ُب صحيح مسلم من صلى علي جنازة فلو قَتاط و من شهد دفنها فلو قَتاطاف‬
‫و القَتاط مثل أحد‪.‬‬

‫قاؿ العزيزي نقال عن اؼبناوي ظاىر ىذا اغبديث أنو تغفر ذنوبو حىت الكبائر‪.‬‬
‫الشعبة اػبامسة والستوف‬

‫تشميت العاطس‬

‫حديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ‪ :‬حق اؼبسلم علي اؼبسلم طبس رد السالـ و عيادة اؼبريض‬
‫و تشميت العاطس و اتباع اعبنائز و إجابة الدعوة‪ .‬و حديث أمران رسوؿ هللا بسبع و هناان عن سبع‬
‫أمران بعيادة اؼبريض و اتباع اعبنائز و رد السالـ و تشميت العاطس وابرار القسم و نصر اؼبظلوـ و‬
‫إجابة الداعي‪.‬‬

‫والتشميت _ ابلشُت اؼبعجمة _ ىو أف يقاؿ للعاطس يرضبك هللا وىو الدعاء لو ابلسالمة من‬
‫الشوامت أي اؼبصائب أو ابلسُت اؼبهملة وىو الدعاء لو ببقاء ظبتو أي ىيئتو كما كاف ألف العطاس‬
‫ردبا كاف سببا لتعويج العنق‪.‬‬

‫قاؿ الغزايل فيقوؿ الذي يشمتو يرضبكم هللا ويرد عليو العاطس فيقوؿ يهديكم هللا ويصلح ابلكم‪.‬‬

‫وعن ابن مسعود قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص يعلمنا يقوؿ إذا عطس أحدكم فليقل اغبمد هلل رب‬
‫العاؼبُت فإذا قاؿ ذلك فليقل من عنده يرضبك هللا فإذا قالوا ذلك فليقل يغفرهللا يل ولكم ومشت‬
‫رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص عاطسا ومل يشمت آخر فسألو عند ذلك فقاؿ إنو ضبد هللا وأنت سكت‪ .‬وحديث‬
‫بريدة ُب صحيح مسلم عن ايب موسى االشعري إذا عطش أحدكم فحمد هللا فشمتوه فاف مل وبمد‬
‫هللا فال تشمتوه‪.‬‬

‫الشعبة السادسة والستوف‬

‫البعد عن كل مفسد‬

‫اثؿ تعاىل ‪ :‬ايآيها الذين آمنوا ال تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقوف إليهم ابؼبودة و قد كفروا‬
‫ؼبا جاء كم من اغبق ىبرجوف الرسوؿ و إايكم أف تؤمنوا ابهلل ربكم اف كنتم خرجتم جهدا ُب سبيلي و‬
‫و ابتغاء مرضاٌب شروف إليهم ابؼبودة‪ .‬و قاؿ تعاىل ‪ :‬ايآيها الذين آمنوا ال تتخذوا آابكم و اخوانكم‬
‫أولياء اف استجيبوا الكفر علي االيباف و من يتوؽبم منكم فاولئك ىم الظاؼبوف‪.‬‬

‫و حديث ايب مسعود هنع هللا يضر ُب سنن أيب داود ‪ :‬ال أيكل طعامك إال تقي و ال تصاحب إال مؤمن‪.‬‬

‫إايؾ والبعد عن كل مفسد من كافر ومبتدع ومن يصدر منو الكبائر ومن ذلك الفرار من الفنت‬
‫ابلدين واؽبجرة من دار الكفر إىل دار اإلسالـ فمن مل يقدر على إظهار الدين ُب بلده بسبب الفنت‬
‫وجب عليو اؽبجرة إىل بلدة يبكن إظهار الدين فيها وإف قدر على إظهاره فًتؾ اؽبجرة أفضل أما إذا‬
‫قدر على القوة ُب بلده أو اإلعتزاؿ وكاف حبيث لو ىاجر لصار موضعو دار حرب فاإلقامة فيو واجبة‬
‫كما أفاده الرملي ُب عمدة الرابح‪.‬‬

‫وقاؿ ابن العماد‪ :‬ال ينبغي لإلنساف اعبلوس إىل فاسق ألنو إف سلم من مشاركتو ُب اإلٍب مل يسلم‬
‫من التخلق ببعض أخالقو‪ .‬فإف الطبع يسرؽ عند اإلجتماع من حيث ال يشعر اإلنساف قاؿ هللا‬
‫تعاىل‪ :‬قل كل يعمل على شاكلتو‪ .‬أي كل واحد يعمل على طريق مشاكلو وـبالطو وقاؿ الشاعر‪:‬‬

‫(عن اؼبرء التسئل وسل عن قرينو * فكل قرين ابؼبقارف يقتدى)‬

‫ومعٌت ىذا البيت أنك إذا أردت معرفة اإلنساف فالتسأؿ عنو وانظر إىل من ىبالطو فإنو يعمل‬
‫بطريقتو إنتهى‪.‬‬

‫الشعبة السابعة والستوف‬

‫إكراـ اعبار‬

‫قاؿ تعاىل ‪ :‬و ابلوالدين إحساان و بذي القرىب و اليتامى‬


‫و اؼبساكُت و اعبار ذي القرىب و اعبار اعبنب و الصاحب ابعبنب‪ .‬و قيل ُب التفسَت ‪ :‬و اعبار ذي‬
‫القرىب أي اعبار اؼبالحق و اعبار اعبنب أي البعد غَت اؼبالحق‪ .‬و الصاحب ابعبنب أي الرفيق ُب‬
‫السفر‪ .‬و عن ابن عباس و ؾباىد و قتادة و الكليب و مقاتل بن حياف و مقاتل بن سليماف واعبار‬
‫اعبنب أي االجنيب عنك و الصاحب ابعبنب أي الرفيق ُب السفر و زاد مقاتل ابن سليماف فقاؿ ُب‬
‫الصاحب ابعبنب أنو الرفيق ُب السفر و اغباضر‪ .‬وعن علي و عبد هللا بن مسعود ُب الصاحب‬
‫ابعبنب اهنا اؼبرأة ‪ .‬و عن سعيد بن جبَت أنو الرفيق الصاّب‪.‬‬

‫وذلك ابإلحساف إليو ابلبشر وطالقة الوجو وإرساؿ الطعاـ إليو وربمل ما صدر منو فإف مل يقدر على‬
‫ذلك فليكف عن أذاه‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أحسن ؾباورة من جاورؾ تكن مسلما‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من كاف يؤمن ابهلل واليوـ اآلخر فليكرـ جاره‪ .‬وُب اغبديث من أراد أف وببو هللا فعليو‬
‫بصدؽ اغبديث وأداء األمانة وأف ال يؤذي جاره وفيو أيضا أف اعبار الفقَت يتعلق جباره الغٍت يوـ‬
‫القيامة ويقوؿ ايرب سل ىذا مل منعٌت معروفو واعبار ىو من بينك وبينو دوف أربعُت دارا من أي‬
‫جانب كذا أفاده السحيمي‪.‬‬

‫وقاؿ النيب ‪ :‬من كاف يؤمن ابهلل و اليوـ اآلخر فليكرـ جاره‪.‬‬

‫الشعبة الثامنة والستوف‬

‫إكراـ الضيف‬

‫وذلك إبحساف ضيافة من أتى إليو طالبا لإلكراـ كالغريب ابلبشر ُب وجهو وطيب اغبديث معو‬
‫وتعجيل ما حضر عنده وقيامو بنفسو ُب خدمتو‪.‬‬

‫فقد كاف اؼبصطفى ملسو هيلع هللا ىلص ىبدـ الضيف بنفسو وكذلك أبو بكر وعمر وعثماف وعلي وعمر بن‬
‫وعلي وعمر بن عبد العزيز وإبطعامو ثالثة أايـ بقدر وسعو وال ينبغي ألحد أف يتكلف للضيف‬
‫بتحصيل ما ليس عنده بل يقدـ إليو ما كاف ُب وسعو وال يتكلف لو ابلقرض والشراء ابلدين لقولو‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أان واألتقياء من أميت برآء من التكلف‪.‬‬

‫وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ال تتكلفوا للضيف فتبغضوه فإنو من أبغض الضيف فقد أبغض هللا ومن أبغض هللا‬
‫فقد أبغضو هللا‪ .‬وقاؿ سلماف الفارسي‪ :‬أمران رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص أف ال تتكلف للضيف ما ليس عندان‬
‫وأف نقدـ لو ما حضر وال فرؽ ُب ذلك بُت أف يكوف الضيف غنيا أو فقَتا وىو يدخل البيت ابلرضبة‬
‫وىبرج بذنوب أىل اؼبنزؿ‪.‬‬

‫وُب اغبديث‪ :‬ما من عبد مؤمن أيتيو ضيف فينظر ُب وجهو ببشاشة إال حرـ هللا جسده على‬
‫النار‪.‬‬

‫وعن أيب الدرداء عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إذا أكل أحدكم مع الضيف فليلقمو بيده فإذا فعل ذلك كتب‬
‫هللا لو عمل سنة صياـ هنارىا وقياـ ليلها وكاف سيدان إبراىيم عليو السالـ إذا أراد األكل يبشي اؼبيل‬
‫واؼبيلُت ُب طلب الضيف ليأكل معو وكاف يكٌت أاب الضيفاف وأراد أف هبعل ألمة دمحم صلى هللا عليو‬
‫وسلم ضيافة إىل يوـ القيامة فقاؿ هللا لو إنك ال تقدر على ذلك فقاؿ إؽبي أنت تعلم حبايل وقادر‬
‫علي إجابة سؤايل فاستجاب هللا لو فأمر جربيل أف أيتيو بكف من كافور اعبنة ويصعد بو إىل جبل‬
‫أيب قبيس وينفخو ُب اعبو ففعل ذلك فانتشر ُب األرض فكل موضع وقع فيو شيئ منو صار ملحا‬
‫إىل يوـ القيامة فجميع اؼبلح الذي ُب األرض من ضيافة إبراىيم عليو السالـ‪ .‬كذا ذكره أضبد‬
‫السحيمي وأضبد ابن العماد‪.‬‬

‫ٍب آدب الضيف أف يبادر إىل موافقة الضيف ُب أمور منها أكل الطعاـ وال يعتذر بشبع بل‬
‫أيكل كيف أمكن‪.‬‬

‫الشعبة التاسعة والستوف‬

‫سًت عيوب اؼبسلمُت‬


‫ُب حديث سامل بن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما ُب الصحيحُت عن أبيو ‪ :‬اؼبسلم أخو‬
‫اؼبسلم ال يظلمو وال يسلمو و من كاف ُب حاجة أخيو كاف هللا ُب حاجتو و من فرج عن مؤمن كربة‬
‫من كرب الدنيا فرج هللا عنو عنو كربة من كرب يوـ القيامة و من سًت مسلما سًته هللا يوـ القيامة ‪.‬‬

‫(واعلم) إف ذكر مساوي الغَت لغرض صحيح ُب الشرع حبيث ال يبكن التوصل إليو إال بو يباح ُب‬
‫طبسة عشر موضعا كما قالو ابن العماد‪.‬‬

‫‪1.‬اإلرشاد إىل قوؿ صحيح كأف ظبعت واحدا يقوؿ قوال منكرا فينبغي أف تقوؿ لو‬
‫أنت قلت كذا وكذا فذلك غَت مناسب بل األمر كذا‪.‬‬

‫‪2.‬نصح اؼبستشَت ُب النكاح أو ُب إيداع األمانة أوغَت ذلك فيجب عليك أف زبربه‬
‫حبقيقة اغباؿ لقولو ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إذا استنصح أحد كم أخاه فلينصح لو‪.‬‬

‫‪3.‬ذكر العامل اؼبخطئ لتابعو كما إذا سألك واحد عن مسألة فقاؿ شيخي قاؿ كذا‬
‫وكذا فتقوؿ شيخك ـبطئ ومن ذلك قوؿ اؼبصنفُت ُب كتبهم قاؿ فالف كذا وىو غلط أو خطأ أو‬
‫كبو ذلك فهو جائزاف أرادوا بياف غلطو أو خطئو لئال يقلد وإال حرـ‪.‬‬

‫‪4.‬اإلستعانة على تغيَت اؼبذكرات كأف تقوؿ ؼبن ترجو قدرتو على إزالتها فالف يعمل‬
‫كذا فأعٍت على منعو بشرط أف يكوف قصده التوصل إىل إزالتها وإال حرـ ذلك‪.‬‬

‫‪5.‬التعريف كأف تقوؿ فالف األعرج أو األعور أو كبو ذلك حبيث ال يعرؼ إال‬
‫ابظبو القبيح فإف أمكن تعريفو بغَته فهو أوىل وذلك بشرط قصد التعريف فإف كاف بقصد التنقيص‬
‫حرـ‪.‬‬

‫‪6.‬العصمة عن الفساد كأف تقوؿ لشاىد غَت عدؿ ىذا ال يصلح للشهادة ألنو‬
‫فعل كذا وكذا‪.‬‬
‫‪7.‬اإلستفتاء كأف تقوؿ للمفيت ظلمٍت أيب أو زوجيت أو أخي‬
‫وكيف طريقي َب اػبالص واألسلم التعريض أبف تقوؿ ما قولك ُب رجل ظلمو أبوه أو أخوه أو زوجتو‬
‫ولكن التعيُت مباح هبذا العذر كما قالو الغزايل‪.‬‬

‫‪8.‬الزجر عن الفسق كما إذا كاف اإلنساف ال يكتم عيبو كمن ىبرب عن نفسو ابلزان‬
‫والفواحش فيجوز إغتيابك لو دبا فسق بو ال بغَته من العيوب بشرط أف تقصد أف تبلغو لينزجر ىذا‬
‫إذا أخرب على وجو األعجاب مثال فإف أخرب عن عيبو على وجو الندـ والتوبة حرـ إغتيابو ولو كاف‬
‫مظهر الفسق عاؼبا حرـ مطلقا ألف الناس إذا ظبعوا منو ذلك ىانت عندىم الفواحش وجسروا على‬
‫فعلها‪.‬‬

‫‪9.‬التحذير من الشر فإذا رأيت شخصا يريد اإلجتماع مع من لو عيوب فيجوز‬


‫لك أف تذكر عيوبو إذا مل ينكف بدوف ذكرىا وإال حرـ‪.‬‬

‫‪10.‬غيبة مظهر البدعة‪.‬‬

‫‪11.‬غيبة ـبفي البدعة‪.‬‬

‫‪12.‬ذكر مساوي اػبصم للحاكم حُت الدعوى أو السؤاؿ‪.‬‬

‫‪13.‬أف تشكو الظامل إىل القاضي أو الوايل فتذكر عيوبو‪.‬‬

‫‪14.‬غيبة الكافر اغبريب أما الذمي فتحرـ غيبتو‪.‬‬

‫‪15.‬غيبة اؼبرتد ال اترؾ الصالة اؼبفروضة‪.‬‬

‫قاؿ ابن العريب وينبغي لكل مسلم أف يعتقد أف صبيع ما يصدر من أىل البيت قد عفا هللا عنهم‬
‫فيو وليس لنا ذـ أحد فكيف أبىل البيت فقد أخربين الثقة عندي دبكة قاؿ كنت أكره ما يفعلو‬
‫الشرفاء دبكة ُب الناس فرأيت ُب النوـ فاطمة بنت رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص وىي معرضة عٍت فسلمت عليها‬
‫فسلمت عليها وسألتها عن إعراضها فقالت إنك تقع ُب الشرفاء فقلت ؽبا اي سيدٌب أما ترين ما‬
‫يفعلوف ُب الناس فقالت أليس ىم أبنائي فقلت ؽبا من اآلف تبت فأقبلت علي فاستيقظت ذكر ىذه‬
‫القصة أضبد السحيمي ُب لباب الطابُت‪.‬‬

‫حكي) أبو على الدقاؽ أف إمرأة جاءت إىل سيدي حاًب بن علواف األصم قدس هللا سره‬ ‫(‬
‫تسألو عن مسألة فاتفق أنو خرج منها صوت ريح فخجلت اؼبرأة فقاؿ حاًب إرفعي صوتك وأراىا أنو‬
‫أصم فسرت اؼبراة بذلك ورأت أنو مل يسمع الصوت فبذلك ظبي ىذا الشيخ ابألصم‪.‬‬

‫الشعبة السبعوف‬

‫الصرب على الطاعة‬

‫قاؿ تعاىل ‪ :‬واستعينوا ابلصرب و الصلوة و إهنا لكبَتة إال علي اػباشعُت‪ .‬و قاؿ ‪ :‬إمبا يوَب‬
‫الصابروف أجرىم‬

‫بغَت حساب‪.‬‬

‫و حديث عبد هللا بن مسعود هنع هللا يضر ُب الصحيحُت قاؿ ‪ :‬دخلت علي رسوؿ هللا صلي هللا عليو‬
‫و سلم و ىو يوعك وعكا شديدا فقلت ‪ :‬انك لتوعك وعك الرجلُت فقاؿ أجل أوعك كما يوعك‬
‫رجالف منكم قاؿ فقلت ذلك أبف لك أجرين ؟ قاؿ أجل و ما من مسلم يصيبو أذى من مرض فما‬
‫سواه إال حط هللا بو من سيئاتو كما ربط الشجرة و رقها‪.‬‬

‫ينبغي أف يكوف لإلنساف الصرب على الطاعة حىت يؤديها‬

‫وعلى اؼبصيبة الدنيوية حبيث ال يتسخطها وعن اؼبعصية حىت ال يقع فيها وعلى أمور الناس أبف ال‬
‫يكافئهم على ما أساءوا وأف وبتمل ؽبم وأف يعفو عنهم‪.‬‬

‫قاؿ الغزايل ُب اإلحياء والصرب ضرابف‪.‬‬


‫(أحدنبا) بدين كتحمل اؼبشاؽ ابلبدف وىو إما ابلفعل كتعاطى األعماؿ الشاقة من العبادات وغَتىا‬
‫وإما ابإلحتماؿ كالصرب على الضرب الشديد واؼبرض العظيم وذلك يكوف ؿبمودا إذا وافق الشرع‪.‬‬

‫(واثنيهما) نفسي فاف كاف عن شهوة البطن والفرج ظبي عفة وإف كاف ُب مصيبة ظبي صربا وتضاده‬
‫حالة تسمى اعبزع وإف كاف ُب حاؿ الغٍت ظبي ضبط النفس وتضاده حالة تسمى البطر وإف كاف ُب‬
‫حرب ومقاتلة تسمى شجاعة ويضاده اعبنب وإف كاف ُب كظم الغيظ و الغضب ظبي حلما و يضاده‬
‫التذمر وإف كاف ُب انئبة مضجرة ظبي سعة الصدر ويضاده الضجر والتربـ وضيق الصدر وإف كاف ُب‬
‫إخفاء الكالـ ظبي كتماف السر وظبي صاحبو كتوما وإف كاف عن فضوؿ العيش ظبي زىدا ويضاده‬
‫اغبرص وإف كاف صربا على قدر يسَت من اغبظوظ ظبي قناعة ويضاد الشره فأكثر أخالؽ اإليباف‬
‫داخل ُب الصرب إنتهى‪ .‬ولذلك قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص الصرب نصف اإليباف واليقُت اإليباف كلو‪.‬‬

‫الشعبة اغبادية والسبعوف‬

‫الزىد‬

‫ىو اإلقتصار على قدر اغباجة فبا تيقن حالو وىذا زىد العارفُت وىو اؼبراد ىنا وأما الزىد ُب‬
‫اغبراـ فواجب عاـ على صبيع الناس وقيل الزىد تفريق اجملموع وترؾ طلب اؼبفقود وتقدًن غَته على‬
‫نفسو عند وجود القوت‪.‬‬

‫وقاؿ الغزايل والزىد أف تًتؾ الدنيا لعلمك حبقارهتا ابلنسبة إىل نفاسة اآلخرة وليس من الزىد‬
‫ترؾ اؼباؿ وبذلو على سبيل السخاء وعلى سبيل استمالة القلوب وُب سبيل الطمع ألف ذلك كلو من‬
‫ؿباسن العادات وال مدخل لشيئ منو ُب العبادات إنتهى‪.‬‬

‫قاؿ تعاىل ‪ :‬فهل ينظروف إال الساعة أف أتتيهم بغتة فقد جاء أشراطها‪ .‬و ُب حديث ابن عباس‬
‫ُب صحيح البخاري ‪ :‬نعمتاف مغبوف فيهما كثَت من الناس الصحة و الفراع‪ .‬و حديث أيب سعيد‬
‫اغبضري ُب صحيح مسلم أف الدنيا حلوة خضرة و اف هللا مستخلفكم منها فناظر كيف تعملوف‬
‫فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء فإف أوؿ فتنة بٌت إسرائيل كانت ُب النساء‪.‬‬

‫الشعبة الثانية والسبعوف‬

‫الغَتة وترؾ اؼبذاء‬

‫قاؿ تعاىل ‪ :‬قوا أنفسكم و أىليكم انرا و قود ىا الناس و اغبجارة‪ .‬وقاؿ ‪ :‬قل للمؤمنُت‬
‫يغضضن من أبصارىن و وبفظن فروجهن‪ .‬و غبديث أيب ىريرة ُب صحيح البخاري ‪ :‬اف هللا عز و‬
‫جل يغار و اف اؼبؤمن يغار وغَتة هللا اف أيٌب اؼبؤمن ما حرـ عز و جل عليو‪.‬‬

‫فالغَتة ػ بفتح الغُت اؼبعجمة وسكوف الياء ػ كراىة شركة الغَت ُب حقو واؼبذاء ػ بكسر اؼبيم واؼبد ػ ىو‬
‫أف يدخل الرجل على أىلو ٍب ىبليهم حىت يبيل بعضهم إىل بعض فينبغي للرجل أف يكوف صاحب‬
‫غَتة عند رؤية ما ىبالف الشرع وعند حصوؿ الريبة خبالؼ سوء الظن ابؼبرء من غَت ريبة فانو مذموـ‪.‬‬

‫وأشرؼ الناس وأعالىم نبة أشدىم غَتة على نفسو وخواصو وعموـ اؼبؤمنُت‪.‬‬

‫قاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬الغَتة من اإليباف واؼبذاء من النفاؽ‪ .‬رواه البزار والبيهقي وهللا تعاىل كتب على ابب‬
‫اعبنة أنت حراـ على الديوث‪.‬‬

‫فالديوث ىو الذي يرضى ابلقبيح على أىلو فإنو اليدخل اعبنة وإف السموات السبع واألرضُت‬
‫السبع واعبباؿ تلعن الزاين والديوث ىذا إذا علم وسكت وأما إذا مل يعلم فال ينبغي أف يظن ظن‬
‫السوء وأف يتجسس البواطن وينقب ويفتش عورات الناس فإف ذلك اؼبذموـ ُب الشرع‪.‬‬

‫الشعبة الثالثة والسبعوف‬

‫اإلعراض عن لغو الكالـ‬


‫قاؿ تعاىل ‪ :‬قد أفلح اؼبؤمنوف الذين ىم ُب صالهتم خاشعوف و الذين ىم عن اللغو معرضوف‪ .‬و‬
‫قاؿ ‪ :‬و إذا ظبعوا اللغو أعرضوا عنو‪.‬‬

‫قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من كاف يؤمن ابهلل واليوـ اآلخر فليقل خَتا أو ليصمت‪ .‬رواه البخاري ومسلم‬

‫أي من كاف يؤمن إيباان كامال ابهلل ويوـ القيامة فليتكلم دبا لو‬

‫فيو منفعة ككلمة اغبق عند ظامل أو ليسكت عما ال منفعة لو فيو‪.‬‬

‫حديث أيب سلمة عن أيب ىريرة و علي بن اغبسُت عن أبيو عن علي مهنع هللا يضر أف رسوؿ هللا صلي هللا‬
‫عليو و سلم قاؿ ‪ :‬من حسن إسالـ اؼبرء تركو ما ال يعنيو‪.‬‬

‫وقاؿ رجل لبعض العارفُت أوصٍت قاؿ‪ :‬إجعل لدينك غالفا كغالؼ اؼبصحف لئال تدنسو قاؿ وما‬
‫غالؼ الدين قاؿ ترؾ الكالـ إال فيما ال بد منو وترؾ ـبالطة الناس إال فيما ال بد منو وترؾ طلب‬
‫الدنيا إال فيما ال بد منو فإذا أكره اإلنساف على قوؿ الشر أو السكوت عن اػبَت أو خاؼ على‬
‫نفسو من قوؿ اػبَت فهو معذور قد ذباوز هللا عنو كذا قاؿ السحيمي‪.‬‬

‫الشعبة الرابعة والسبعوف‬

‫اعبود‬

‫وىو صرؼ اؼباؿ فيما وبمده الشرع قاؿ الغزايل‪ :‬واعلم أف اعبود وسط بُت اإلسراؼ واإلقتار‬
‫وبُت البسط والقبض وىو أف يقدر بذلو وإمساكو بقدر الواجب وال يكفي أف يفعل ذلك جبوارحو ما‬
‫مل يكن قلبو طيبا بو غَت منازع لو فيو وعن ابن عباس أنو قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ذبافوا عن ذنب‬
‫ذبافوا عن ذنب السخى فإف هللا آخذ بيده كلما عثر‪ .‬وقاؿ ابن مسعود قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬الرزؽ‬
‫وسلم‪ :‬الرزؽ إىل مطعم الطعػػاـ أسرع من السكُت إىل ذروة البعَت وإف هللا‬

‫تعاىل ليباىي دبطعم الطعاـ اؼبالئكة‪ .‬قاؿ هللا تعاىل ‪ :‬و سارعوا إيل مغفرة من ربكم و جنة عرضها‬
‫السموات و االرض أعدت للمتقُت الذين ينفقوف ُب السراء و الضراء‪ .‬و قاؿ ‪ :‬اف هللا ال وبب من‬
‫كاف ـبتاال فخورا الذين يبخلوف و أيمروف الناس ابلبخل و يكتموف ما آاتىم هللا من فضلو و اعتدان‬
‫للكافرين غذااب مهينا‪ .‬و غبديث أيب ىريرة هنع هللا يضر ُب الصحيحُت ما من يوـ يصح العباد فيو إال ملكاف‬
‫ينزالف فيقوؿ أحدنبا اللهم أعط منفقا خلفا و يقوؿ اآلخر اللهم أعط فبسكا تلفا‪.‬‬

‫وقاؿ بعضهم إف َب الكتب األربعة ألفاظ متناسبة فإهنا نزلت أوال ابلعربية ٍب يعرب كل نيب بلغة‬
‫قومو‪ .‬ففي التوراة والكرًن ال يضاـ أبدا ومعٌت ال يضاـ أي ال يضار‪ .‬وُب اإلقبيل والبخيل أيكل‬
‫أموالو العدا بكسر العُت وابلقصر‪ .‬وُب الزبور واغبسود ال يسود أبدا‪ .‬وُب الفرقاف‪ :‬والذي خبث ال‬
‫ىبرج إال نكدا‪( .‬حكاية) قاؿ عبد هللا بن اؼببارؾ حججت سنة من السنُت فكنت ُب حطيم إظباعيل‬
‫فنمت فرأيت ُب اؼبناـ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص وقاؿ يل إذا رجعت إىل بغداد فادخل ؿبلة كذا وكذا واطلب‬
‫وكذا واطلب هبراـ اجملوسي وأقرئو مٍت السالـ وقل لو إف هللا تعاىل راض عنك فانتبهت فقلت الحوؿ‬
‫وال قوة إال ابهلل العلي العظيم ىذه رؤاي من الشيطاف فتوضأت وصليت وطفت ابلكعبة ما شاء هللا‬
‫فغلبٍت النوـ فرأيت كذلك ثالثة مرات فلما أسبمت ابغبج ورجعت إىل بغداد وسألت عن احمللة والدار‬
‫فوجدت شيخا فقلت أنت هبراـ اجملوسي قاؿ نعم قلت ىل لك عند هللا خَت قاؿ نعم كاف يل أربع‬
‫بنات وأربع بنُت وزوجتهن من أبنائي فقلت ىذا حراـ ىل عندؾ غَت ذلك قاؿ نعم جعلت وليمة‬
‫للمجوس ُب وقت تزويج البنات قلت ىذا حراـ ىل عندؾ غَت ذلك قاؿ نعم كانت يل بنت من‬
‫أصبل الناس ما وجدت ؽبا كفئا فزوجتها من نفسي وجعلت وليمة أوؿ ليلة دخلت هبا فكاف ُب تلك‬
‫الليلة من اجملوس أكثر من األلف فقلت ىذا حراـ أيضا ىل عندؾ غَت ذلك قاؿ نعم الليلة اليت‬
‫وطئت فيها ابنيت جائت إمرأة مسلمة من أىل دينك تسرج من سراجي فأوقدت السراج وخرجت‬
‫فأطفأتو ورجعت فدخلت تفعل مثل ذلك ثالث مرات فقلت ُب نفسي لعل ىذه اؼبرأة جاسوسة‬
‫اللصوص فخرجت خلفها فلما دخلت ىي منزؽبا على بنات ؽبا قلن ؽبا اي أماه ىل جئت لنا بشيئ‬
‫فإنو مل يبق لنا طاقة وصرب من اعبوع فدمعت عيناىا وقالت أستحيت من ريب أف أسأؿ أحدا دونو‬
‫خصوصا من عدو هللا الذي ىو ؾبوسي قاؿ هبراـ فلما ظبعت كالمها رجعت إىل داري وأخذت‬
‫طبقا فمألتو من كل شيئ وذىبت بنفسي إىل دارىا قاؿ عبد هللا بن اؼببارؾ فقلت لو ىذا خَت ولك‬
‫البشارة وبشرتو برؤاي رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص وقصصت عليو الرؤاي فقاؿ أشهد أف ال إلو إال هللا وأشهد أف دمحما‬
‫هللا وأشهد أف دمحما عبده ورسولو وخر من ساعتو ميتا فغسلتو وكفنتو وصليت عليو ودفنتو‪ .‬وكاف عبد‬
‫هللا اؼببارؾ يقوؿ ايعباد هللا إستعملوا السخاء مع خلق هللا تعاىل فإنو ينقل األعداء إىل درجة األحباء‬
‫‪.‬‬

‫الشعبة اػبامسة والسبعوف‬

‫توقَت الكبَت ورضبة الصغَت‬

‫قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ليس منا من مل يوقر كبَتان ومل يرحم صغَتان ومل يعرؼ لعاؼبنا حقو‪ .‬وقاؿ‬
‫رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من إجالؿ هللا إكراـ ذي الشيبة اؼبسلم‪ .‬وُب حديث عبد هللا بن عمرو ُب سنن أيب‬
‫داود من مل يرحم صغَتان و مل يعرؼ حق كبَتان فليس منا‪ .‬و حديث جابر بن عبد هللا ُب صحيح‬
‫مسلم ‪ :‬من ال يرحم الناس ال يرضبو هللا تعاىل‪.‬‬

‫وعن أنس بن مالك أنو قاؿ قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬إف هللا تعاىل ينظر إىل وجو الشيخ صباحا‬
‫الشيخ صباحا ومساء ويقوؿ اي عبدي قد كرب سنك ورؽ جلدؾ ودؽ عظمك واقًتب أجلك وحاف‬
‫قدومك إىل فاستحي مٍت فأان أستحي من شيبتك أف أعذبك ُب النار (وحكي) أف عليا كاف يذىب‬
‫إىل اعبماعة لصالة الفجر مسرعا فلقي شيخا ُب الطريق يبشي قدامو على السكينة والوقار ُب سلك‬
‫الطريق فما مر علي تكريبا لو وتعظيما لشيبتو حىت حاف وقت طلوع الشمس فلما دان الشيخ من‬
‫ابب اؼبسجد مل يدخل فيو فعلم علي أنو من النصارى فدخل اؼبسجد فوجد رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ُب الركوع‬
‫وسلم ُب الركوع فلما فرغ من صالتو قالوا اي رسوؿ هللا مل طولت الركوع ُب ىذه الصالة ما كنت تفعل‬
‫تفعل مثل ىذا فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ؼبا ركعت وقلت سبحاف ريب العظيم كما كاف وردي وأردت أف‬
‫وردي وأردت أف أرفع رأسي جاء جربيل ووضع جناحو على ظهري وأخذين طويال فلما رفع جناحو‬
‫رفعت رأسي فقالوا مل فعل ىذا فقاؿ ما سألتو عن ذلك فحضر جربيل وقاؿ اي دمحم إف عليا كاف‬
‫يستعجل للجماعة فلقي شيخا نصرانيا ُب الطريق ومل يعلم أنو نصراين فأكرمو ألجل شيبتو وما مر‬
‫عليو فأمرين هللا تعاىل أف أخذؾ ُب الركوع حىت يدرؾ معك على صالة الفجر وأمر هللا تعاىل ميكائيل‬
‫أف أيخذ الشمس جبناحو حىت ال تطلع حبرمة علي هنع هللا يضر قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ليس الرحيم الذي يرحم‬
‫ليس الرحيم الذي يرحم نفسو وأىلو خاصة ولكن الرحيم الذي يرحم اؼبسلمُت وقاؿ رسوؿ هللا صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ :‬من مسح على رأس يتيم كاف لو بكل شعرة سبد عليها يده نور يوـ القيامة (حكاية)‬
‫قاؿ علي جاء رجل إىل النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬فقاؿ اي رسوؿ هللا عصيت فطهرين قاؿ وما عصيانك قاؿ أستحي‬
‫عصيانك قاؿ أستحي من أف أقوؿ فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أتستحي مٍت أف زبربين عن ذنبك ومل مل‬
‫ذنبك ومل مل تستحي من هللا تعاىل وىو يراؾ قم فاخرج من عندي حىت ال تنزؿ النار علينا فخرج‬
‫الرجل خائبا وآيسا وابكيا من عند رسوؿ هللا فجاء جربيل وقاؿ اي دمحم مل آيست العاصي ولو كفارة‬
‫لذنوبو وإف كانت كثَتة فقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬وما كفارتو قاؿ لو صيب صغَت فإذا دخل ُب بيتو والصيب‬
‫دخل ُب بيتو والصيب يستقبلو فيدفع إليو شيئا من اؼبأكوالت أو ما يفرح بو فإذا فرح الصيب يكوف‬
‫كفارة لذنبو‪ .‬و حديث أيب ىريرة ُب الصحيحُت جعل هللا الرضبة مائة جزء فأمسك عنده تسعة و‬
‫تسعُت و أنزؿ ُب االرض جزءا واحدا فمن ذلك اعبزء يًتاحم اػبالئق حىت ترفع الفرس حافرىاعن‬
‫ولدىا خشية اف تصيبو‪.‬‬

‫الشعبة السادسة والسبعوف‬

‫إصالح الفساد بُت اؼبسلمُت‬


‫قاؿ هللا تعاىل‪ :‬فأصلحوا بُت أخويكم‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬من يشفع شفاعة حسنة يكن لو نصيب‬
‫منها‪ .‬وقاؿ تعاىل‪ :‬إمبا اؼبؤمنوف إخوة فاصلحوا بُت أخويكم‪ .‬و قاؿ تعاىل‪ :‬ال خَت ُب كثَت من قبواىم‬
‫إال من أمر بصدقة او معروؼ او اصلح بُت الناس و من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة هللا فسوؼ نؤتيو‬
‫أجرا عظيما‪ .‬وقاؿ صلى هللا علييو وسلم‪ :‬أال أخربكم أبفضل من درجة الصالة والصياـ والصدقة قالوا‬
‫بلى قاؿ إصالح ذات البُت‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أفضل الصدقة إصالح ذات البُت‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ليس بكذاب‬
‫من أصلح بُت اثنُت فقاؿ خَتا‪ .‬وقاؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أفضل الصدقة أف تعُت جباىك من ال جاه لو‪( .‬واعلم)‬
‫أف ىجر اؼبسلم اؼبسلم أكثر من ثالثة أايـ مهما غضب عليو حراـ إف واجهو ومل يكلمو حىت ابلسالـ‬
‫إال لعذر شرعي ككوف اؼبهجور كبو فاسق أو مبتدع فال وبرـ وإف كاف ىجره ال يفيده ترؾ الفسق‬
‫نعم لو علم أف ىجره وبملو على زايدة الفسق إمتنع أما لو مل يواجهو فال حرمة وإف مكث سنُت كما‬
‫قالو اؼبدابغي قاؿ النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ال وبل ؼبسلم أف يهجر أخاه فوؽ ثالثة أايـ فمن ىجره فوؽ ثالث‬
‫فمات دخل النار‪.‬‬

‫الشعبة السابعة والسبعوف‬

‫ؿببة الناس ما ربب لنفسك‬

‫وىي أف ربب للناس ما ربب لنفسك‪ .‬قاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ال يؤمن أحدكم حىت وبب ألخيو ما‬
‫وبب لنفسو‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫قاؿ السحيمي ُب معٌت ىذا اغبديث أي ال يكمل إيباف أحدكم حىت وبب لكل أخ ولو كافرا‬
‫من غَت أف ىبص دبحبتو أحدا دوف آخر مثل ما وبب أف وبصل لنفسو من الطاعات واؼبباحات‬
‫الدنيوية أبف تفعل معو ما ربب أف يفعلو معك وتعاملو دبا ربب أف يعاملك بو وتنصحو دبا تنصح بو‬
‫نفسك وربكم لو دبا ربب أف وبكم لك بو ووبتمل أذاه وتكف عن عرضو وإذا رأيتو لو حسنة أظهرهتا‬
‫أو سيئة كتمتها إنتهى‪.‬‬

‫وقاؿ رسوؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬الراضبوف يرضبهم الرضبن إرضبوا من ُب األرض يرضبكم من ُب السماء‪.‬‬
‫وختم اؼبؤلف كتابو بذكر اعبنة إشارة إىل حسن اػبتاـ فإف ذلك مطلوب من اؼبصنفُت‪ٍ .‬ب إىن‬
‫أردت أف أذكر حديثا جامعا مناسبا ؼبا ُب ىذا الكتاب وىو ىذا‪.‬‬

‫عن ؾباىد عن سلماف رضي هللا تعاىل منهما عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ‪ :‬من حفظ على أميت ىذه‬
‫على أميت ىذه األربعُت حديثا دخل اعبنة وحشره هللا تعاىل مع األنبياء والعلماء يوـ القيامة فقلنا اي‬
‫رسوؿ هللا أي األربعُت حديثا فقاؿ عليو السالـ‪ :‬أف تؤمن ابهلل واليوـ اآلخر واؼبالئكة والكتاب‬
‫والنبيُت والبعث بعد اؼبوت وابلقدر خَته وشره من هللا تعاىل وتشهد أف ال إلو إال هللا وأف دمحما رسوؿ‬
‫هللا وتقيم الصالة ابسباغ الوضوء لوقتها بتماـ ركوعها وسجودىا وتؤدي الزكاة حبقها وتصوـ شهر‬
‫رمضاف وربج البيت إف استطعت إليو سبيال وتصلي اثٍت عشرة ركعة ُب كل يوـ وليلة وىي سنيت‬
‫وثالث ركعات وترا ال تًتكها وال تشرؾ ابهلل شيئا وال تعص والديك وال أتكل ماؿ اليتيم وال أتكل‬
‫الراب وال تشرب اػبمر وال زبلف ابهلل كاذاب وال تشهد شهادة الزور على أحد قريب أو بعيد وال تعمل‬
‫تعمل ابؽبوى وال تغتب أخاؾ وال تقع فيو من خلفو وقدامو وال تقذؼ احملصنة وال تقل ألخيك اي‬
‫مرائي فتحبط عملك وال تلعب وال تلو مع الالىُت وال تقل للقصَت اي قصَت تريد بذلك عيبو وال‬
‫تسخر من أحد من الناس وال أتمن من عقاب هللا تعاىل وال سبش ابلنميمة فيما بُت األخواف وتشكر‬
‫هلل على كل نعمة اليت أنعم هبا عليك وتصرب عند البالء واؼبصيبة وال تقنط من رضبة هللا وتعلم أف ما‬
‫أصابك مل يكن ليخطئك وأف ما أخطأؾ مل يكن ليصيبك وال تطلب سخط الرب برضا اؼبخلوقُت وال‬
‫تؤثر الدنيا على اآلخرة وإذا سألك أخوؾ اؼبسلم فبا عندؾ فال تبخل عليو وانظر ُب أمر دينك إىل‬
‫من فوقك وُب أمر دنياؾ إىل من ىو دونك وال تكذب وال زبالط السلطاف ودع الباطل وال أتخذ بو‬
‫وإذا ظبعت حقا فال تكتمو وأدب أىلك وولدؾ دبا ينفعهم عند هللا ويقرهبم إىل هللا وأحسن إىل‬
‫جَتانك وال تقطع أقاربك وذا رضبك وصلهم وال تلعن أحدا من خلق هللا تعاىل وأكثر التسبيح‬
‫والتهليل والتحميد والتكبَت وال تدع قراءة القرآف على كل حاؿ إال أف تكوف جنبا وال تدع خضور‬
‫اعبمعة واعبماعات والعيدين وانظر كل ما مل ترض أف يقاؿ لك ويصنع بك فال ترض بو ألحد وال‬
‫تصنعو بو بل قاؿ سلماف رضي هللا تعاىل عنو قلت اي رسوؿ هللا ما ثواب ىذه األربعُت حديثا قاؿ‬
‫عليو السالـ والذي بعثٍت ابغبق نبيا إف هللا تعاىل وبشره يوـ القيامة مع األنبياء والعلماء ومن تعلم‬
‫ىذه األربعُت حديثا وعلمها الناس كاف ذلك خَتا من أف يعطي الدنيا وما فيها إنتهى فمعٌت قولو‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬من حفظ على أميت أي من نقل إليهم بطريق التخريج واإلسناد وإف مل وبفظ اللفظ ومل يعرؼ‬
‫اللفظ ومل يعرؼ اؼبعٌت إذ بو وبصل إنتفاع اؼبسلمُت خبالؼ حفظ ما مل ينقل إليهم كذا نقل عن‬
‫العزيزي ٍب اؼبراد بقولو ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬وتصلي اثنيت عشرة ركعة ُب كل يوـ وليلة ما بينو النسائي عن أـ حبيبة‬
‫عن أـ حبيبة وىو أربع ركعات قبل الظهر وركعتاف بعده وركعتاف قبل العصر وركعتاف بعد اؼبغرب‬
‫وركعتاف قبل صالة العشاء‪.‬‬

‫وختم اؼبؤلف بذكر الصالة على النيب صلى هللا عليو وألو وسلم رجاء الربكة لقولو صلى هللا عليو‬
‫وسلم‪ :‬لو أف عبدا جاء يوـ القيامة حبسنات أىل الدنيا ومل يكن فيها الصالة على ردت عليو ومل‬
‫تقبل وقاؿ على بن أيب طالب‪ :‬من صلى على دمحم وعلى آؿ دمحم مائة مرة قضى هللا تعاىل لو مائة‬
‫حاجة وُب اغبديث معرفة آؿ دمحم براءة من النار وحب آؿ دمحم جواز على الصراط والوالية آلؿ دمحم‬
‫أماف من العذاب فنسأؿ هللا تعاىل أف هبعلنا من الذين يستمعوف القوؿ فيتبعوف أحسنو وأف يرزقنا‬
‫العلم وعملو واؼبوت على دين اإلسالـ ودخوؿ السالـ آمُت وصلى هللا على سيدان دمحم وآلو وصحبو‬
‫وسلم واغبمد هلل رب العاؼبُت‪.‬‬

You might also like