Professional Documents
Culture Documents
علَى
حلميدي
أصُول السُّنَّة لإلِمَام ا ُ
احلمدُ ُهلل ُالكريم ُالرُمحنُ ،والصُالة ُوالسُالم ُعىل ُنبينا ُحممُد ُاملبعوثُ
ُ رمحةُلإلنسُواجلانُ،وعىلُآلهُوأصحابهُوالتابعنيُومُنُتبعهمُُبإحسان.
ُ أمُاُبعد:
فهذا ُرشح ُعىل ُرسالة ُخمترصة ُماتعة ُيف ُعقيدة ُالسلف ُالصالح ُأهلُ
موسومة"ُ:بأصولُالس ُنة"ُلإلمامُأيبُعبدُاهللُاحلُميدي-
ُّ ُ السنةُواحلديث ُ
ُّ
ُ رمحهُاهلل.-
وكنت ُقد ُرشحت ُهذه ُالرسالة ُبعد ُالعرشين ُِمن ُشهر ُرجب ُسنةُ
(1435ـه)ُ،ثمُ ُعاودتُرشحهاُيفُاألولُ ِمنُشهرُاهللُاملحر ِ
مُمنُهذاُ
ُ العامُ(1440ـه).
ُ
1
وقبلُالبدءُبالرشحُوالتعليقُعىلُماُجاءُيفُطياتُهذهُالرسالةُالنافعةُ
ُ ٍ
بمقدماتُأربع:
ُ املقدمةُاألوىلُُ/عنُمصنِّفُهذهُالرسالة.
مصنف ُهذه ُالرسالة ُالط ِّيبةُ ،وكاتب ُهذه ُاألصول ُاجلليلةُ ،أصولُ
ُالزبري ُالقريشُ
السنةُ ،هوُ :اإلمام ُاحلافظ ُالثقة ُأبو ُبكر ُعبد ُاهلل ُبن ُّ
ُّ
ُ احلُميديُ،شيخُاحلرمُ،ومفتيُمكة-رمحهُاهللُتعاىل.-
أئمةُأهلُالسنةُواحلديث-رمحهمُ
ُّ ُ وقدُوصفهُباإلمامةُمجعُ ُعديدُ ِمن ُ
ُ اهللُ،-منهم:
أمحد ُبن ُحنبلُ ،وإسحاق ُبن ُراهويهُ ،وحممد ُبن ُإسامعيل ُالبخاريُ،
ُ وأبوُحاتمُالرازي.
ُ فقالُاإلمامُأمحدُبنُحنبل-رمحهُاهللُ:-
ُ احلميديُعندناُإمام.ـها
ُ وقالُاإلمامُإسحاقُبنُراهويه-رمحهُاهلل:-
ُ األئمةُيفُزمانناُ:الشافعيُ،واحلُميديُ،وأبوُعبيد.ـها
2
ُ وقالُاإلمامُأبوُحاتمُالرازي-رمحهُاهللُ:-
أثبتُالناسُيفُابنُعيينةُ:احلُميديُ،وهوُرئيسُأصحابُابنُعيينةُ،
ُ وهوُثقةُإمام.ـها
ُ وقالُاإلمامُالبخاري-رمحهُاهلل:-
ُ احلُميديُإمامُيفُاحلديث.ـها
البخاريُ"صحيحه"ُ،وذلكُعندُأولُحديثُذكرهُوأسندهُإىلُالنبيُصىلُ
ُ الِّن ِ
اتُ». اهللُعليهُوسلمُُ،وهوُحديثُ«ُ:إِنامُاأل ْعاملُبِ ِّ
ُ وهوُأيضاُمنُحفاظُاحلديثُ،حيثُقالُاإلمامُالشافعي-رمحهُاهلل:-
ا
ُ عرشةُآالفُحديث.ـها
ُ وقالُعنهُاحلافظُشمسُالدينُالذهبي-رمحهُاهلل:-
إمامُأهلُمكةُيفُالفقهُواحلديثُ،ت ِّ
ويفُعىلُرأسُالعرشينُومئتنيُ،أخذُ
ُ بروايتهُعنه.ـها
3
وقال ُاإلمام ُابن ُقيم ُاجلوزية-رمحه ُاهلل-يف ُكتابه ُ"اجتامع ُاجليوشُ
أحدُشيوخُالنُّبلُ،وأولُرجلُافتتحُبِهُالبخاريُ"صحيحه".ـها
الناسُعىلُالضاللُالذينُير ُّدونُحديثُرسولُ
ُّ ُ وكانُأيضاُ ِمن ُأشدُِّ ُ
ا
اهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُوال ُيقبلونهُ ،فقد ُنقل ُعنه ُحممد ُبن ُاملهلبُ
ُ البخاري-رمحهُاهلل-أنهُقالُ:
بل ُوكان-رمحه ُاهللِ -من ُأنصح ُالناس ُلإلسالم ُواملسلمنيُ ،إذ ُقالُ
ُ احلافظُيعقوبُالفسوي-رمحهُاهلل:-
ُ ُِ
ُلإلسالمُوأهلهُمنه.ـها ِ
ميديُ،وماُلقيتُأنصححدثناُاحلُ
وذكرهُاإلمامُأبوُالقاسمُالاللكائي-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"رشحُأصولُ
ٍُ
أوردهمُحتتُتبويبُ السنة ُواجلامعة"ُ(ُ)40ُ/1يفُمجلةُمن ُ
اعتقادُأهلُ ُّ
ُ قالُفيه:
4
باإلمامةُيفُالسنةُوالدعوةُوالدايةُإىلُطريقُ
ُّ ياقُذكرُمنُر ِسمُ
ِ ِ
بابُس "ُ
ُ االستقامةُبعدُرسولُاّلُُصىلُاهللُعليهُوسلمُإمامُاألئمة".
ُ املقدمةُالثانيةُُ/عنُثبوتُهذهُالرسالةُإىلُاإلمامُاحلُميدي-رمحهُاهلل.-
ُ وقدُدلُعىلُثبوَتاُعنهُهذهُاألمورُالثالثة:
ُ األمرُاألولُ:
ُ أَّناُقدُذكرتُيفُختامُبعضُنسخُكتابهُ"املسند"ُ(.)548-546ُ/2
ُ ومسندهُثابتُعنهُمشهور.
ُ يدتُم ِ
نُقبلُمنُحقُقُ"املسند". ِ ِ
اُقدُز أوُأَّنُ
ُ األمرُالثاينُ:
5
ُ علامءُأهلُالسنةُواحلديث-رمحهمُاهلل-عىلُثبوَتاُعنه.
ُّ تنصيصُ
ُ فقدُقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(:)6ُ/4
ُ ٍ
ميديُأيبُبكرُعبدُاهللُبنُالزبريُأنهُقالُ: وثبتُعنُاحلُ
لُالسنة-فذكرُأشياء-ثُمُُقالُ:
"أصو ُّ
ُِ
ُ،وماُأشبهُهذاُمنُالقرآنُواحلديثُ،ومثل{ُ:السامواتُم ْط ِوياتُبِي ِمين ِ ُِه}
ُ ماُوقفُعليهُالقرآنُوالسنة.
ُّ زيدُفيهُ،والُنفّسهُ،ونقفُعىلُ
ِّ ُ الُنُ
ُاستوى}ُ،ومُنُزعمُغريُهذاُفهوُمبطلُ
ش ْ ونقول{ُ:الرُ ْمحن ُعىل ُا ْلع ْر ِ
ُ جهمي".ـها
ُ (ُ301-299ُ/2رقمُ،)206:فقال:
أخربناُإسامعيلُبنُالفرُاءُ،حدثناُحممدُبنُأمحدُبنُحممدُبنُقُدامةُسُنةُ
سُبعةُعرشُوستمئةُ،أنبأناُسعدُاهللُبنُنرصُالدُجُ ُِ
اجيُ،أنبأناُأبوُمنصورُ
6
اخلياطُ،حدثناُأبوُطاهرُعبدُالغفارُابنُحممدُ،أنبأناُأبوُعيلُبنُالصوافُ،
أنبأناُبِرشُبنُموسىُ،أنبأناُاحلُميديُ،قالُ:
ُ
ُ "أصولُالسنة-فذكرُأشياء-ثُمُُقالُ:
ُّ
ِ "وماُنطقُبهُالقرآنُواحلديثُمثلُ{ُ:وقال ِ
تُا ْليهودُيدُاهللُم ْغلولةُغل ْ
تُ
ُ دُماُوقفُعليهُالقرآنُوالسنة.
ُّ الُنزيدُفيهُ،والُنفّسهُ،ونقفُعن
ُاستوىُ}ُ،ومنُزعمُغريُهذاُفهوُمبطلُ
ش ْ ونقولُ{ُ:الر ْمحن ُعىل ُا ْلع ْر ِ
ُ جهمي".
هذاُحديثُثابتُعنُاحلُميديُأيبُبكرُعبدُاهللُبنُالزبريُ،إمامُأهلُ
ُ مكةُيفُالفقهُواحلديث.ـها
ُ األمرُالثالثُ:
ُ مصنفاَتمُ،ونسبتهاُإىلُاإلمامُاحلُميدي-رمحهُاهلل.-
ُ و ُممنُنُقلُعنه:
7
اُ
أوالُ -اإلمامُموفُقُالدينُابنُقدامةُاملقديس-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"ذمُ
ُ التأويل"ُ(صُ،ُ24:رقم.)39:
ُحيثُأسندهاُللحميديُ،وساقُأولاُ،ثمُأشارُإىلُباقيهاُ،وختمُبِذكرُ
ُ ُِ
يشءُمنها.
ُ ثانيااُ-اإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهللُ-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(.)6ُ/4
حيث ُنص ُعىل ُثبوَتا ُعن ُاحلُميديُ ،ثم ُأشار ُإىل ُباقيهاُ ،ثمُ ُأوردُ
ُ بعضها.
ثال اثاُ -اإلمام ُابن ُقيم ُاجلوزية-رمحه ُاهلل-يف ُكتابه ُ"اجتامع ُاجليوشُ
ُ حيثُنُقلُبعضُماُجاءُفيهاُ،ونسبهُللحُميدي-رمحهُاهلل.-
راب اعاُ -احلافظ ُشمس ُالدين ُالذهبي-رمحه ُاهلل-يف ُعدد ُ ِمن ُكتبهُ،
ُ ُ85رقم.)87:
8
حيث ُأسندها ُإىل ُاحلُميديُ ،ونص ُعىل ُثبوَتا ُعنهُ ،وساق ُأولاُ ،ثمُُ
ُ أشارُإىلُباقيهاُ،وختمُبِذكرُبعضها.
ُ املقدمةُالثالثةُُ/عنُاسمُهذهُالرسالة.
السنة".
طُبعتُهذهُالرسالةُباسم"ُ:أصولُ ُّ
وقدُتقدمُأن ُهذهُالرسالةُوردتُكاملةُيفَُّنايةُبعضُنسخُ"مسند"ُ
ُ اإلمامُاحلُميدي-رمحهُاهلل.-
"أصولُالسنة"ُُ،ويفُبعضهاُ:
ُّ وب ِّوبُعليهاُيفُبعضُنسخُ"مسنده"ُب ـُُ:
ُ "كتابُأصولُالسنة".
ُّ
وقد ُأسندها ُاإلمامانُ :موفُق ُالدين ُابن ُقُدامة ُاحلنبيل ُيف ُكتابه ُ"ذمُ
ُ ْ
إىلُأنُقاال:
ُ "أنبأناُاحلميديُ،قالُ:
"أصولُالسنة-فذكرُأشياء-ثمُقال."...ُ:ـها
ُّ
9
وكذلكُقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيف ُ"جمموعُالفتاوى"ُ(ُ/4
ُ .)6
ُ ِ
ذتُمنُأولُكلمةُجاءتُيفُهذهُالرسالة.فلعلُالتسميةُأ ِخ
وأيضا ُعامُة ُما ُذكِر ُفيها ُهو ُ ِمن ُاألصول ُعند ُالسُلف ُالصُالح ُأهلُ
ا
ُ السنةُواحلديث.
ُّ
السنـةُ.
املقدمةُالرابعةُُ/عنُتسميةُالرسائلُاملتعلقةُبالعقيدةُب ُّ
السنة».
« ُّ
ُ ُِ
ومنُأمثلةُذلكُ:
10
وقدُقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"االستقامة"ُ(-310ُ/2
ُ ُ:)311
ولعل ُِ
ُمنُأسبابُهذهُالتسميةُأربعةُأمور:
األوُلُ :تنبيه ُطالب ُالعلم ُإىل ُأنُ ُاملرجع ُيف ُمسائل ُالعقيدة ُليس ُالرأيُ
الثاينُ:كونُأكثرُاملسائلُالتيُردهاُأهلُالبدعُوالضُاللُثبتتُعنُطريقُُ
ُ النبويةُ.
السنةُ ُ
ُّ
11
النبويةُ
السنة ُ ُ
الرابعُ :تقويةُقلبُطالبُالعلمُعىلُالثباتُعىلُماُجاءُيفُ ُ ُّ
اعتقادُ،وإن ُقل ُمنُاعتقدهُونرشهُ ِمن ُأهلُزمنهُوماُقبلهُ،ألن ُمصدرهُ
ْ ِمن ُ
ُ السنةُ.
وحجتهُهيُ ُّ
ُ
ُ وبعدُهذهُاملقدماتُأبدأُمعكمُيفُالرشحُوالتعليقُعىلُهذهُالرسالة.
ُ أقولُمستعينااُباهلل-جلُوعزُ:-
ُ عبدُاهللُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُُّ قالُاإلمامُأبوُبكرُ
ُ [ُأصولُالسنة ِ
ُعنْدنا: ُّ
ُ عزُوجلُ]ُ.
ُ الرشح-:
ِ
عظيمُمنُ هذاُاجلزءُ ِمن ُكالمُاإلمامُاحلُميدي-رمحهُاهلل-يتعلقُ ٍ ُ
بباب ُ
ُ ٍُ
ينُ،وأصلُكبريُيفُاالعتقادُ،وهوُالقُدُر. الدُِّ
ُ واملرادُبالقدرُ:
12
ُ تقديرُاهلل-عزُوجلُ-لألشياءُقبلُكُ ُْوَّنا.
ُأن ُِ
ُيؤم ُناُإيامناا ُجاز اما ُال ُشكُفيهُوالُ فيجب ُعىل ُكل ُمسلم ُومسلمة ْ
ِ
رُيفُاألزلُمجيعُماُسيحصلُخللقهُمنُخريُأوُرُيبُ :أن ُاهللُتعاىلُقدُقد
رشُ،حلوُأوُمرُُ،وأن ُماُقدرهُوقضاهُعليهمُواقعُالُحمالةُ،والُدافعُلهُ،
ُ ِ
ومنُأمثلةُهذهُاألقدار:
ِّ
والشبعُ ،واإلنجاب ُوالعقمُ ،والّسقة ُواألمانةُ ،والعلم ُواجلهلُ،
ُوالسلمُ
ِّ والكذب ُوالصدقُ ،والسفر ُواإلقامةُ ،واخلوف ُواألمن،
ُ واحلرب.
ُ بالنصُواإلمجاعُُ.
واإليامنُبالقدرُواجبُُ ُ
حيثُأخربُاهللُسبحانهُعنُتقريعه ُاجلاحدينُللقدرُيفُجهنمُفقال-
جلُ ُوعُالُ-يفُسورةُالقمر{ُ:ي ْوم ُي ْسحبون ُِيف ُالن ِ
ار ُعىل ُوج ِ
وه ِه ْم ُذوقواُ
13
وأخرجُاإلمامُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ)2656عنُأيبُهريرة-ريضُاهللُ
وسلمُيف ُا ْلقد ُِرُ ،فنزل ْت{ُ :ي ْوم ُي ْسحبون ُِيف ُالن ِ
ار ُعىل ُوج ِ
وه ِه ْم ُذوقوا ُمسُ ُِ
وثبتُعنُعيلُبنُأيبُطالب-ريضُاهللُعنه-أنهُقالُ:قالُرسولُاهللُ
ُ"السنة" ُ(ُ،)130
رواه ُأمحد ُ(ُ 758و ُُ ،)1112وابن ُأيب ُعاصم ُيف ُّ
والرتمذيُ(ُ،)2145وابنُماجهُ(ُ،)81واآلجُ ُِّريُيفُ"الرشيعة"ُ(ُ375وُ
ُ ُ413وُُ،)414وابنُحبانُ(ُ،)178واحلاكمُ(ُ90وُُ،)91وغريهم.
ُ وصحُحهُ:ابنُحبانُ،واحلاكمُ،والذهبيُ،واأللباين.
وثبتُعنُعبدُاهللُبنُعمروُبنُالعاص-ريضُاهللُعنهام-أنُرسولُ
ري ِهُ
اهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُقال«ُ :ل ْن ُي ْؤ ِمنُ ُع ْبد ُحتى ُي ْؤ ِمن ُبِا ْلقد ِر ُخ ْ ِ
14
ُ"السنة" ُ(ُ،)13
رواه ُأمحد ُ(ُ 6985وُ ،)6703وابن ُأيب ُعاصم ُيف ُّ
ُِ
والفريايبُيفُ"القدر"ُ(ُ 201وُُ،)202واآلجُ ُِّريُيفُ"الرشيعة"ُ(ُ 376وُ
ُ ُ415وُُ،)416وغريهم.
ُ وقالُالعالمةُاأللباين-رمحهُاهللُ:-إسنادهُحسن.ـها
أحدُأركانُاإليامنُالستةُ،ودعائمهُالعظامُ،وأصولهُ
ِّ بلُاإليامنُبالقدرُ
ُ ُِ
الكبارُ،كامُجاءُمقرُ اراُيفُحديثُجربيلُالصُحيحُاملشهورُ.
فقدُأخرجُاإلمامُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ)8أن ُِ
هُقيلُلعبدُاهللُبنُعمرُ
بن ُاخلطاب-ريض ُاهلل ُعنهام«ُ :-إِنه ُقدْ ُظهر ُِقبلنا ُناس ُي ْقرءون ُا ْلق ْرآنُ،
أنفُ،قال«ُ:ف ِإذاُل ِقيتُأ وَلِك ُفأ ْخ ِ ْربه ْمُأ ِّينُب ِريء ُِمنْه ْمُ،وأَّن ْم ُبرآء ُِمنِّي»ُ،
يَُيلِفُبِ ِهُع ْبدُاهللُِ ْبنُعمرُ«ل ْوُأن ُِألح ِد ِه ْم ُِم ْثلُأح ٍدُذه اباُ،فأنْفقهُماُ
ْ ذوال ِ
ول ُاهللِ ُصىل ُاهلل ُعل ْي ِه ُوسلم ُذات ُي ْو ٍمُ ،إِ ْذ ُطلع ُعل ْيناُ بينام ُنحن ِ
ُعنْد ُرس ِ ْ ْ
وال ُي ْع ِرفه ُِمنا ُأحدُ ،حتى ُجلس ُإِىل ُالنبِ ِّي ُصىل ُاهلل ُعل ْي ِه ُوسلمُ ،فأ ْسندُ
15
خذ ْي ِهُ،وُقالُ:ياُحممدُُ ،فأ ْخ ِ ْرب ِين ُع ِنُ
ركْبتي ِه ُإِىل ُركْبتي ِهُ،ووضع ُكفي ِه ُعىل ُف ِ
ْ ْ ْ
اإليام ِنُ ،قال«ُ :أ ْن ُت ْؤ ِمن ُبِاّلُِ ،ومالئِكتِ ِهُ ،وكتبِ ِهُ ،ورسلِ ِهُ ،وا ْلي ْو ِم ْ
ُاآل ِخ ِرُ، ِْ
ٍُ
لرجلُوقعُيفُقلبهُيشءُ يبُبنُكعب-ريضُاهللُعنه-أنهُقالُ
وثبتُعنُأ ِّ
يلُاّلُِماُقبِلهُاّل ُِمنْكُحتىُ حولُالقدر«ُ:ولوُأنْف ْقت ُِم ْثلُأح ٍدُذهب ِ
اُيفُسبِ ِ ا ْ
ثمُ ُأتىُهذاُالرُجلُالبنُمسعودُوحذيفةُبنُاليامن-ريضُاهللُعنهامُ،-
فقاال ُله ُمثل ُذلكُ ،ثم ُأتى ُزيد ُبن ُثابت-ريض ُاهلل ُعنهُ ،-فحدثه ُعنُ
ُ النبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُمثلُذلك.
وقد ُرواه ُأمحد ُ(ُ 21589و ُُ 21611و ُُ ،)21653وأبو ُداودُ
ُ (ُ،)4699وابنُماجهُ(ُ،)77وغريهم.
ُ وأماُاإلمجاع:
ُ فقدُجاءُيفُ"مسائلُابنُهانئ"ُ(-)156ُ/2رمحهُاهلل-أنهُقال:
16
حرضتُرجال ُعندُأيبُعبدُاهلل-يعنيُبِهُ:اإلمامُأمحدُبنُحنبل-وهوُ
اُ
ُ بقضائه؟ُفقالُأبوُعبدُاهللُ:نعم.ـها
ُ"السنة" ُ(ُ/2
وقال ُاإلمام ُأبو ُبكر ُبن ُأيب ُعاصم-رمحه ُاهلل-يف ُكتابه ُّ
ُ ُ654ــُرقم:)1559:
ِ
وغريُذلكُ،وماُاتفقُأهلُ ٍُ
جامعُملعان ُكثريةُيفُاألحكامُ ،والسنةُاسمُ ُ
ُّ
ُ سبوهُإىلُالسنةُ:
ُّ ْ
العلمُعىلُأنُن
ُ وقالُاحلافظُعبدُالغنيُاملقديس-رمحهُاهلل-يفُ"عقيدته"ُ(ص:)60:
ِ
لفُمنُأهلُاإلسالمُعىلُاإليامنُبالقدرُخريهُورشهُ، وأمجعُأئمُةُ ُالسُ
حلوهُوم ِّرهُ،قليلهُوكثريهُ،بقضاءُاهللُوقدرهُ،والُيكونُيشءُإالُُبإرادتهُ،
17
وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(ُ466ُ/8وُ
ُ :)459
وأماُالسُلفُواألئمُةُكامُأَّنمُمتفقونُعىلُاإليامنُبالقدرُ،وأنهُماُشاءُ
ويف ُ"اإلقناع ُيف ُمسائل ُاإلمجاع" ُ( ُ 54ُ /1ـ ُرقمُ )161:البن ُالقطانُ
ُ الفايس-رمحهُاهلل:-
ُ وأمجعواُعىلُأنُاإلقرارُبالقدرُمعُاإليامنُبِهُواجب.ـها
ُالسنة ُفمجتمعون ُعىل ُاإليامن ُبالقدر ُعىل ُما ُجاء ُيف ُهذهُ
وأما ُأهل ُّ
ُ اآلثارُ،ومثلِ ِه ُِمنُذلكُ،وعىلُاعتقادُمعانيهاُ،وتُ ُْركُاملجادلةُفيها.ـها
ُ
ِ
وما ُيؤكِّد ُأن ُأقدار ُاهلل ُالتي ُكتبها ُعىل ُالعباد ُماضية ُفيهمُ ،نافذةُ
ِ
أوُحتويلهاُأوُتبديلهاُأحدُمنُاخللقُ، عليهمُ،الُي ِ
قدرُعىلُر ِّدهاُأوُختفيفهاُ
الُيفُاألرضُ،والُيفُالسامءُ،ماُثبتُعنُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُأنهُ
قال«ُ :ما ُأصاب ُأحدا ا ُق ُّط ُه ٌّم ُوال ُحزنُ ،فقالُ :اللهم ُإِ ِّين ُع ْبدكُ ،ا ْبنُ
18
ُيف ُحكْمكُ ،عدْ ل ُِيف ُقضاَكُ،
اض ِ ُ
اصيتِي ُبِي ِدكُ ،م ٍ
عب ِدكُ ،ابن ُأمتِكُُ ،ن ِ
ْ ْ
وقدُأخرجهُأمحدُ(ُ29318وُُ،)3712وابنُأيبُشيبةُ(ُ،)4318وابنُ
حبان ُ(ُ ،)972واحلاكم ُ(ُ ،)ُ 1877وغريهمِ ُ ،من ُحديث ُعبد ُاهلل ُبنُ
ُ مسعود-ريضُاهللُعنه.-
واأللباينُ،وغريهم.
ُ اضُ ِ ُ
يفُحُكمكُ». ومعنىُقولهُصىلُاهللُعليهُوسلم«ُ:مُ ٍُ
ُ ٍُ
ُحكمكُبإهالكُ،أوُإعطاءُ،أوُمنعُ،أوُغريُذلك. أيُ:نافذُيف
وثبتُعنُابنُعباس-ريضُاهللُعنهام-أن ُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُ
يش ٍء ُملُْ
ُاجتمع ْت ُعىل ُأ ْن ُينْفعوك ُبِ ْ وسلم ُقال ُله«ُ :وا ْعل ْم ُأن ْ
ُاألمة ُل ْو ْ
19
يش ٍء ُملُْ
ْ ِ ُب وك رض
ُّ ُي ْ
ن ُأ ىلُع واع متُاج
ْ و
ْ لُ،وك ُل ُاّل هبت ُك دُْق ينْفعوك ُإِال ُبِيش ٍ
ء ْ
ُ ُالصحفُ». ُاأل ْقالمُ،وجف ْت ُّ يش ٍءُقدْ ُكتبهُاّلُعل ْيكُ،رفِع ْت ْ ِ
رضوكُإالُُبِ ْ
ي ُّ
رواهُأمحدُ(ُ،)2803والرتمذيُ(ُ،)2516واللفظُلهُ،وابنُاجلعدُيفُ
ُ ُِ
)ُ،والفريايبُيفُ"القدر"ُ(ُ155وُ،)156وغريهم."مسنده"ُ(3445
ُ وصححهُ:الرتمذيُ،وأمحدُشاكرُ،واأللباين.
وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهللُ:-هذاُاحلديثُمعروفُ ُمشهورُ،هوُ
ُ نُأصحُماُرويُعنه.ـها
ِّ ِم
ُ وقالُاحلافظُابنُرجب-رمحهُاهللُ:-طريقُالرتمذيُحسنةُجيدة.ـها
ُ ٍُ
ُ:بإسنادُحسن.ـهاوقالُالعالمةُالصنعاين-رمحهُاهلل-
ُ وذكرهُضياءُالدينُاملقديس-رمحهُاهلل-يفُ"املختارة"ُ(ُ14وُ.)15
ُ املرتبةُاألوىلُ:مرتبةُالعلم.
واملرادُهباُ:
20
ُأنُ ُعلِم ُما ُاخلُ ُْلق ُعاملونُِ ،من ٍُ
ُخري ُأو ُرشُ ُق ُْبل ْ اإليامن ُبأن ُاهلل ُتعاىل ُ
ُ والسنةُ،واإلمجاع.
وهذهُاملرتبةُثابتةُُبالقرآنُّ ُ،
أماُالقرآنُ،فقدُقالُاهللُسبحانهُيفُسورةُالطالق{ُ:لِت ْعلمواُأنُاّلُعىلُ
ُ وقالُيفُسورةُالبقرة{ُ:واهللُبكلُيشءُعليم}.
اُالسنةُ،فأخرجُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ)2647عنُعيل-ريضُاهللُ
وأم ُّ
عنه-أنهُقال«ُ:كان ُرسول ُاّلِ ُصىلُاهللُعليهُوسلمُذات ُي ْو ٍم ُجال ِ اساُو ِِفُ
21
رشكِني ُم ْن ُيموت ُِمنْه ْم ُص ِغ ارياُُ ،فقال«ُ :اّل ُأ ْعلم ُبِام ُكانواُ ع ْن ُأ ْطف ِ
ال ُا ْمل ْ ِ
ُ ع ِ
املِنيُ»ُ».
ِ
اُنحوهُمنُحديثُأيض
وأخرجُالبخاريُ(ُ،)6597ومسلمُ( ُ،)2660ا
ُ ابنُعباس-ريضُاهللُعنهام.-
ُ وأماُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
املزينُيفُ"رشحُالسنة"ُ(ُ،ُ 80-79رقمُ،)2:وأبوُاحلسنُاألشعريُيفُ
يف ُ"الرشح ُواإلبانة" ُ(صُ ،)194:وابن ُالقطان ُالفايس ُيف ُ"اإلقناع ُيفُ
مسائل ُاإلمجاع" ُ(ُ ،ُ 56ُ /1رقمُ 171:و ُُ ،ُ 57ُ /1رقمُ ،)189:وابنُ
تيميةُيفُ"درءُتعارضُالعقلُوالنقل"ُ(ُ،)396ُ/9وابنُقيمُاجلوزيةُيفُ
ُ "شفاءُالعليل"ُ(ُ91ُ/1أوُ.)29
ُِّ
نُأولمُإىلُخامتهمُ،واتفقُعليهاُالصحابةُ، ِ
وقدُاتفقُعليهاُالرسلُم
ُ ِ
نُتبعهمُمنُاألمةُ،وخالفهمُجموسُاألمة.ـهاوم
22
رُمنُأ ْمرُالقدرُ،وكانُوقوعهاُيفُأوا ِ ُ
خرُ نك ِوهذهُاملرتبةُهيُأولُماُأُ ِ
عهدُالصحابة-ريضُاهللُعنهم.-
ول ُاهللُِصىل ُاهلل ُعل ْي ِه ُوسلمُ،فسأ ْلناه ُعام ُيقول ُهؤال ِء ُِيف ُا ْلقد ِرُ،فو ِّفقُ
رس ِ
بِ ِه ُع ْبد ُاهللُِ ْبن ُعمرُ:ل ْو ُأن ُِألح ِد ِه ْم ُِم ْثلُ ُأح ٍد ُذه اباُ،فأنْفقه ُماُقبِل ُاهلل ُِمنْهُ
23
سبقُهباُقدرُ،والُع ِ
لمُمنُاهللُتعاىلُ، ُِ أيُ :يزعمونُأن ُأفعالُالعبادُملُي
ُ وإنامُيعلمهاُبعدُوقوعها.
ُِ
كثريُمنُالسُلفُالصالحُأنُإنكارهاُكفر؛ُوهذهُاملرتبةُقدُنُ ُِقلُعنُمج ٍُعُ
حيثُقالُاإلمامُابنُقيمُاجلوزية-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"شفاءُالعليل"ُ
ُ (ص:)186:
والفرقةُالثانيةُ:غُالةُالقدريةُالذينُاتفقُالسُلفُعىلُكفرهمُ،وحكمواُ
بقتلهمُ،الذينُيقولونُالُيعلمُأعاملُالعبادُحتىُيعملوهاُ،وملُيعلمهاُقبلُ
ُ ْ
ُعنُأنُيكونُشاءهاُوكوَّنا.ـها ا
رهاُ،فضال ذلكُ،والُكتبهاُ،والُقد
ُ يفُ"العقيدةُالواسطية"ُ(صُ)23:عنُهذهُاملرتبة:
ُ فهذاُالتقديرُقدُكانُينكرهُغُالةُالقدريةُ،ومنكرُوهُاليومُقليل.ـها
ُ املرتبةُالثانيةُ:مرتبةُالكتابة.
ُ واملرادُهبا:
24
ِ
ُاهللُتعاىلُكتبُيفُاللوحُاملحفوظُمجيعُماُهوُكائنُ،ومنُ اإليامنُبأن
ُ ٍُ
نُخريُأوُرشُ. ِ
ذلكُأفعالُالعبادُم
ُ والسنةُ،واإلمجاع.
وقدُدلُُعىلُإثباتُهذهُاملرتبةُالقرآنُّ ُ،
ات ُواأل ْرضُ، اءُ ،ثم ُخلق ُالسمو ِ يكن ُيشء ُقبلهُ ،وُكان ُعرشه ُعىل ُاام ِ
ْ ْ ْ ْ
وأخرجُمسلمُ(ُ)2653عنُعبدُاهللُبنُعمروُبنُالعاص-ريضُاهللُ
عنهام-قال:سمعت ُرسول ُاهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُيقول«ُ :كتب ُاهللُ
25
ات ُو ْاأل ْرض ُبِخ ْم ِسني ُأ ْلف ُسن ٍةُ،قُالُ:
ُاخلالئِ ِق ُقبلُ ُأ ْن ُُيْلق ُالسامو ِ
ْ
مق ِ
ادير ْ
تقومُالساعةُ».
وقدُرواهُأمحدُ(ُ،)317ُ/5وأبوُداودُ(ُ ،)4700واللفظُلهُ،وابنُأيبُ
رقُعنُعُبادةُبنُالصُامت- ِ
وغريهمُمنُط ٍ ُ ُ411-410وُُ،)479-478
ُ ريضُاهللُعنه.-
ُ ُِ
ولهُشواهدُعدةُ،منها:
عندُابنُأيبُعاصمُيفُ"السنة"ُ
ُّ أو االُ:حديثُابنُعمر-ريضُاهللُعنهام-
ُ وحسنهُ:األلباين.
26
وثان اياُ :حديث ُابن ُعباس-ريض ُاهلل ُعنهام-عند ُابن ُأيب ُعاصم ُيفُ
"السنة" ُ(ُ ،)108والبيهقي ُيف ُ"السنن ُالكربى" ُ()3ُ /9ـ ُويف ُ"األسامءُ
ُّ
ُ والصفات"ُ(ُ،ُ238-237ُ/2رقم.)803:
ُ وصححهُ:األلباين.
وثبت ُعن ُابن ُعباس-ريض ُاهلل ُعنهام-موقو افا ُعند ُاآلجُ ُِّري ُيفُ
ُ والصفات"ُ(ُ،ُ240-239ُ/2رقم.)804:
وصوب ُالوقف ُبعضهمُ ،وال ُيُرض ُذلكُ ،ألن ُهذا ُال ُيقال ُِمن ُُِقبُلُ
ُ الرأي.
ُ وأماُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
أبوُاحلسنُاألشعريُيفُ"رسالةُإىلُأهلُالثغر"ُ(ُ247وُُ،)266-265
وابنُعبدُالرب ُيفُ"االستذكار"ُ(ُ،)210-209ُ/18وابنُالقطانُالفايسُ
يف ُ"اإلقناع ُيف ُمسائل ُاإلمجاع" ُ(ُ ،ُ 56ُ /1رقمُ 171:و ُُ،ُ 57ُ /1
رقمُ 187:و ُُ ،)189وابن ُقيم ُاجلوزية ُيف ُ"شفاء ُالعليل" ُ(ُ)120ُ /1
ُ حيثُقال:
27
وأمجعُالصحابةُوالتابعونُومجيعُأهلُالسنةُواحلديثُأن ُكلُكائنُإىلُ
ُّ
ُ يومُالقيامةُفهوُمكتوبُُيفُأ ِّمُالكتاب.ـها
ُ املرتبةُالثالثةُ:مرتبةُاخللق.
ُ واملرادُهباُ:
ِ
نُذلكُأفعالُالعبادُمنُ ِ
إالُوهوُخملوقُهللُ،وم ٍُ
نُيشء ُ ِ
هُماُماإليامنُبأن
ُ ٍُ
خريُأوُرشُ.
ُ والسنةُ،واإلمجاع.
وهذهُاملرتبةُقدُدلُعىلُإثباَتاُالقرآنُّ ُ،
اُالسنةُ ،فقدُأخرجُالبخاريُيفُكتابهُ"خلقُأفعالُالعباد"ُ(ُ،)117
وأم ُّ
ٍُ
وغريهُبسند ُصحيحُعنُحذيفة-ريضُاهللُعنه-أن ُالنبيُصىلُاهللُعليهُ
وأخرجه ُاحلاكم ُ(ُ )85وغريه ُبلفظ«ُ :إِن ُاّل ُخالِق ُك ِّل ُصانِعٍُ
ُ واأللباين.
ُ وأماُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
ابنُقتيبةُيفُ"تأويلُخمتلِفُاحلديث"ُ(صُ،)64:وابنُحزمُيفُ"مراتبُ
اإلمجاع" ُ(ُ ،)167وابن ُالقطان ُالفايس ُيف ُ"اإلقناع ُيف ُمسائل ُاإلمجاع"ُ
(ُ ،ُ 56ُ /1رقمُ ،)172:وابن ُتيمية ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ 406ُ /8وُ
ُ 459و ُُ ،)466وابن ُقيم ُاجلوزية ُيف ُ"شفاء ُالعليل" ُ(ُ،)145ُ /1
ُ وغريهم.
وقد ُأنكرت ُاملعتزلة ُخُ ُْلق ُاهلل ُألفعال ُعباده ُاالختياريةُ ،وزعموا ُأنُ
ُ ُِ
العبدُُيلقُفعلُنفسهُ،فيترصفُدُونُمشيئةُاهللُ،ودُونُقدرته.
ُ املرتبةُالرابعةُ:مرتبةُاملشيئة.
واملرادُهبا:
29
ٍُ
نُخريُأوُ ِ
ُماُشاءُاهللُكانُ،وماُملُيشأُملُيكنُ،والُيقعُيشءُم اإليامنُبأن
والُأحدُ،والُيكونُيفُملكهُماُالُيُريد.
ُ والسنةُ،واإلمجاع.
وقدُدلُعىلُإثباَتاُالقرآنُّ ُ،
وقال ُسبحانه ُيف ُسورة ُيونس{ُ :ول ْو ُشاء ُر ُّبك ُآلمن ُم ْن ُِيف ْ
ُاأل ْر ِ
ضُ
30
ُارمح ُْن ِي ُإِ ْن ُِش ْئتُ، قال«ُ:ال ُيقولن ُأحدكمُ:اللهم ُا ْغ ِفر ِ ُ ِ
ُيل ُإِ ْن ُش ْئتُ،اللهم ْ ْ
ُ ُيفُالدُّ ع ِ
اءُ،ف ِإنُاّلُص ُانِعُماُشاءُ،الُمك ِْرهُلهُ». لِي ْع ِز ْم ِ ُ
ُ وأماُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
ابنُقتيبةُيفُ"تأويلُخمتلفُاحلديث"ُ(صُ،)64:وحربُالكرماينُيفُ
رسالتهُيفُ"ُالسنة"ُ(ص39ُ:ـُ،)44واإلسامعييلُيفُ"اعتقادُأئمةُاحلديث"ُ
ُّ
(صُ،)57:وأبوُعثامنُالصابوينُيفُ"اعتقادُالسلفُأصحابُاحلديث"ُ
الغني ُاملقديس ُيف ُ"عقيدته" ُ(صُ ،)60:وابن ُتيمية ُيف ُ"بيان ُتلبيسُ
ُ (ص:)43:
ِ
مُإىلُآخرهمُ،ومجيعُ ِّ
نُأول ِ
ُعليهاُإمجاعُالرسلُم وهذهُاملرتبةُقدُدل
الكتب ُاملنزلة ُِمن ُعند ُاهللُ ،والفطرة ُالتي ُفطر ُاهلل ُعليها ُخلقهُ ،وأدلةُ
وجبُوم ٍ
قتضُإالُمشيئةُاهللُوحدهُ، ُِ
العقولُوالعيُانُ،وليسُيفُالوجودُم ُِ
31
فامُشاءُكانُ،وماُملُيشأُملُيكنُ،هذاُعمومُالتوحيدُالذيُالُيقومُإالُبِهُ،
ِ
مُإىلُآخرهمُجممعونُعىلُأنهُماُشاءُاهللُكانُ،وماُملُ ِّ
نُأول ِ
واملسلمونُم
ْ
نهمُيفُهذاُاملوضعُ،وإن ُكانُ ِ
نُليسُميشأُملُيكنُ،وخالفهمُيفُذلكُم
يشاء ُما ُال ُيكونُ ،وخالف ُالرسل ُكلهم ُوأتباعهم ُمن ُنفى ُمشيئة ُاهللُ
بالكليةُ،وملُيثبتُلهُسبحانهُمشيئةُواختياراُأُوجُدُهباُاخلُ ُْلقُ،كامُيقولهُ
ا
نُالفالسفةُوأتباعهمُ،والقرآنُوالسنةُملوآنُ ِ
نُأعداءُالرسلُم ِ
طوائفُم
ُّ
ُ بتكذيبُالطائفتني.ـها
ُ
ُ بدُاهللُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُّ ثمُقالُاإلمامُأبوُبكرُع
ُاإليامن ُق ْول ُوعملُ،ي ِزيد ُوينْقصُ،وال ُينْفع ُق ْول ُإِال ُبِعم ٍلُ،والُ
ُ[ُوأن ِ
ُ الرشح-:
وقد ُاشتمل ُهذا ُاجلزء ُِمن ُكالم ُاملصنف-رمحه ُاهلل-عىل ُعدة ُأمورُ
ُ تتعلقُباإليامن:
32
األمرُاألولُ:عنُتعريفُاإليامن.
لفُالصالحُأهلُالسنةُواحلديثُ:
ُّ اإليامنُعندُالس
ُ قولُوعمل.
ُ وهبذاُعرفهُاملصنف-رمحهُاهلل.-
ُ ِ
وهذاُالتعريفُيتكونُمنُكلمتنيُمهاُ:القولُ،والعمل.
ُ والقولُيتضمنُشيئني:
ُ األولُ:قولُالقلب.
ُ واملرادُبهُ:تصديقهُوإقرارهُومعرفته.
ُ والثاينُ:قولُاللسان.
ُ واملرادُبهُ:النُّطقُبالشهادتنيُ،واإلقرارُبلوازمهام.
وقد ُقال ُاإلمام ُابن ُتيمية-رمحه ُاهلل-كام ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ/7
ُ ُ395وُ:)330
ُفأماُالشهادتانُإذاُملُيتكلمُهبامُمعُالقدرةُ،فهوُكافرُباتفاقُاملسلمنيُ،
ُ ااُوظاهراُعندُسلفُاألمةُوأئمتهاُومجاهريُعلامئها.ـها
ا وهوُكافرُباطن
33
ُ والعملُيتضمنُثالثةُأشياءُ:
ُ األولُ:عملُالقلب.
ُ وغريها.
ُ والثاينُ:عملُاللسان.
ُ العلمُ،واألمرُباملعروفُ،والنهيُعنُاملنكر.
ُ والثالثُ:عملُاجلوارح.
ُ واجلوارح؛ُكالرأسُ،واليدينُ،والقدمني.
والسجودُ،واجللوسُيفُالصالةُ،والسعيُوالطوافُيفُاحلجُأوُالعمرةُ،
ُ جوانبُاإليامن.
34
حيثُتضمنُمخسةُأمور؛ُقولُالقلبُواللسانُ،وعملُالقلبُواللسانُ
ُ واجلوارح.
وهبذهُاخلمسةُفّسُهُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-يفُ"العقيدةُالواسطية"ُ
ُ (ص.)113:
ُ وهذاُالتعريفُاملخترصُهوُاملنقولُعنُأكثرُالسلفُالصالح.
ُ عرفُاإليامنُبقوله:
وبعضُأهلُالسنةُقدُي ِّ
ُّ
"اإليامنُ:اعتقادُُبالقلبُأوُاجلنانُ،وإقرارُُباللسانُ،وعملُُباجلوارحُأوُ
ُ األركان".
ُ ِ
فهمُمنُالقولُإالُُالقولُالظاهر. ْ
خشيةُأنُالُي
ُ وبعضُأهلُالسنةُقدُيقولُ:
ُّ
ُ اإليامنُ:قولُوعملُونِية.
ُ وبعضُأهلُالسنةُقدُيقول:
ُّ
ُ ِّباعُللسنة.
ُّ اإليامنُ:قولُُوعملُون ِّيةُوات
35
ُ أوُيقول:
ُ ةُوإصابةُللسنة.
ُّ قولُُوعملُون ِّي
ُالسنة؛ ُ ُِ
إذُ ألن ُالقول ُوالعمل ُليسا ُبمحبوبني ُإىل ُاهلل ُتعاىل ُإال ُباتِّباع ُّ
ُ القولُوالعملُبالُسنةُيكونُبدعة.
ُّ ُ
وكل ُهذه ُالعبارات ُاملنقولة ُعن ُالسلف ُالصالح ُيف ُتعريف ُاإليامنُ
ُ صحيحة.
ذكر ُذلك ُاإلمام ُابن ُتيمية-رمحه ُاهلل-كام ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ/7
ُ ُ،)170فقال:
ُ وقالُأيضاُ(:)171ُ/7
ا
ُ واملقصودُهناُ:
36
أن ُمن ُقال ُِمن ُالسلف"ُ :اإليامن ُقول ُوعمل" ُأرادُ :قول ُالقلبُ
ُ واللسانُوعملُالقلبُواجلوارح.
ِ
فهمُمنهُإالُالقول ُالظاهرُومنُزادُ"االعتقاد"ُ،رأىُأن ُلفظُالقولُالُي
ُ أوُخافُذلكُ،فزادُاالعتقادُبالقلب.
ومن ُقال"ُ :قول ُوعمل ُونية" ُقالُ :القول ُيتناول ُاالعتقاد ُوقولُ
ُ ِ
فهمُمنهُالنيةُ،فزادُذلك.اللسانُ،وأماُالعملُفقدُالُي
ُالسنةُ ،فألن ُذلك ُكله ُال ُيكون ُحمبو ابا ُهلل ُإال ُباتِّباعُ
ومن ُزاد ُاتباع ُّ
ُ السنة.
ُّ
وأوَلك ُمل ُيريدوا ُكل ُقول ُوعملُ ،إنام ُأرادوا ُما ُكان ُمرشو اعا ُِمنُ
ا
قوال ُفقطُ ،فقالواُ :بل ُهو ُقول ُوعملُ ،والذين ُجعلوه ُأربعة ُأقسامُ،
فّسُواُمرادهمُ،كامُسئلُسهلُبنُعبدُاهللُالتسرتيُعنُاإليامنُماُهو؟ُ
ا
ُاإليامنُإذاُكانُقوالُبالُعملُفهوُكفرُ، فقالُ:قولُوعملُونيةُوسنةُ،ألن
ا
ُوعمال ُونيةُبالُ ا
ةُفهوُنفاقُ،وإذاُكانُقوال ا
ُوعمال ُبالُني ا
وإذاُكانُقوال
ُ سنةُفهوُبدعة.ـها
37
ُحقُ
ُالسنة ُلإليامن ٌّ ِ
وتعريف ُاملصنف-رمحه ُاهلل-وغريه ُمن ُأئمُة ُأهل ُّ
ُ النصُ،واإلمجاع.
وصوابُوهدىُ،وقدُدلُعىلُصحتهُ ُ
قررُأن ُاإليامنُ
فجاءتُنصوصُكثريةُيفُالقرآنُالعزيزُوالسنةُالنبويةُت ِّ
ُّ
ُ يشملُالقولُوالعمل.
ُ ِ
ومنُذلك:
و ِجل ْت ُقلوهب ْم ُوإِذا ُتلِي ْت ُعل ْي ِه ْم ُآياته ُزاد َْت ْم ُإِيامناا ُوعىل ُر ِّهبِ ْم ُيتوكلونُ
ال ِذين ُي ِقيمون ُالصالة ُو ِماُرز ْقناه ْم ُين ِْفقون ُأ وَلِك ُهم ُا ْمل ْؤ ِمنون ُح مقاُل ْمُ
ُ فدلتُهذهُاآلية:
عىلُدخولُأعاملُالقلوب؛ُكاخلوفُوالتوكلُيفُاإليامنُ،ودخولُأعاملُ
ُ اجلوارح؛ُكالصالةُوالنفقةُيفُاإليامنُ.
ُ ِ
ومنُأشهرُالنُّصوصُوأمجعها:
ماُأخرجهُمسلمُ ُيفُ"صحيحه"ُ(ُ)35عنُأيبُهريرة-ريضُاهللُعنه-
أنُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلمُقالُ«ُ:ا ْ ِ
إليامنُبِ ْضعُوس ْبعونُ-أ ْوُبِ ْضعُ
38
و ِستُّونُ-ش ْعب اةُ ،فأ ْفضلها ُق ْول ُال ُإَِل ُإِال ُاهللُ ،وأ ْدناها ُإِماطة ْ
ُاألذى ُع ِنُ
ُ ٍُ
هاُيفُسياقُواحد.وعملُاجلوارحُيفُاإليامنُ،وجاءتُكل
ِ
نُأعاملُاللسانُ،وإماطةُاألذىُعنُالطريقُمنُأعاملُ ِ
فالُإَلُإالُاهللُم
ُ ِ
اجلوارحُ،واحلياءُمنُأعاملُالقلوبُُ.
والنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُأيضاُقدُفّس ُاإليامنُيفُحديثُوفدُعبدُ
ا
ُاإليامن ُبِاّلُِ
القيس ُبأمور ُقولية ُوعملية ُفقال ُألصحابه«ُ :أتدْ رون ُما ِ
و ْحده؟ ُقالواُ:اّل ُورسوله ُأ ْعلمُ،قالُ:شهادة ُأ ْن ُال ُإَِل ُإِال ُاّل ُوأن ُحممدا اُ
رسول ُاّلُِ،وإِقام ُالصال ِةُ،وإِيتاء ُالزك ِاةُ،و ِصيام ُرمضانُ،وأ ُْن ُتُ ْعطوا ُِمنُ
وفّسه ُيف ُحديث ُجربيل ُاملشهور ُعند ُالبخاري ُ(ُ 50و ُُ،)4777
ومسلم ُ(ُِ ،)9من ُحديث ُأيب ُهريرة-ريض ُاهلل ُعنهُ ،-ويف ُحديث ُابنُ
ٍُ
)ُ،بأمور ُاعتقاديةُ،فقالُكامُيفُلفظُعمر-ريضُاهللُعنهام-عندُمسلمُ(8
39
اإليامنُُ :أ ْن ُت ْؤ ِمن ُبِاّلُِ ،ومالئِكتِ ِهُ ،وكتُبِ ِهُ ،وبِلِقائِ ِهُ،
حديث ُأيب ُهريرةِ «ُ :
ُ وأماُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
الفتاوى"ُ(ُ،)332ُ/7وابنُأيبُزيدُالقريواينُيفُ"اجلامع"ُ(صُ،)110
واإلسامعييل ُيف ُ"اعتقاد ُأئمة ُاحلديث" ُ(ُ ،)63وأبو ُعثامن ُالصابوين ُيفُ
"اعتقاد ُالسلف ُأصحاب ُاحلديث" ُ(ُ ،)62وابن ُأيب ُزمنِني ُيف ُ"أصولُ
ُ وُُ209ُ/7و.)708-707ُ/7
وقالُاحلافظُابنُرجبُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُالباريُرشحُ
ُ صحيحُالبخاري"ُ(:)5ُ/1
ُ وأكثرُالعلامءُقالواُ:هوُقولُُوعملُ.
40
ُ ِ
وهذاُكلهُإمجاعُمنُالسلفُوعلامءُأهلُاحلديثُ.
وقد ُحكى ُالشافعي ُإمجاع ُالصحابة ُوالتابعني ُعليهُ ،وحكى ُأبو ُثورُ
ُ اإلمجاعُعليهُأيضا.
ا
وقال ُاألوزاعي"ُ :كان ُمن ُمىض ُمن ُسلف ُال ُيفرقون ُبني ُاإليامنُ
ُ والعمل".
ُ لفُالعلامءُعنُأهلُالسنةُواجلامعة.ـها
ُّ واحدُ ِمنُس
وحكاهُغريُُ ٍُ
ُ قلت:
ُ وقدُخالفُأهلُالسنةُيفُاإليامنُفرقتان:
ُّ
ُ ُِ
الفرقةُاألوىلُ:املرجئة.
ُ واملرجئةُعىلُأصناف:
ُ الصنفُاألولُ:مرجئةُاجلهميةُالغُالة.
ِّ
ُ وهؤالءُقالواُ:اإليامنُهوُاملعرفة.
ُ يعنيُ:معرفةُاهللُتعاىلُبالقلب؛ُفمنُعرفُاهللُبقلبهُفهوُمؤمن.
41
ِ
فالُأحدُمنُاخللقُكافرُحتىُإبليسُواليهودُ وعىلُهذاُاملذهبُالباطلُ
ُ والنصارىُوكفارُقريشُوفرعون.
وقد ُقال ُاهلل-جل ُوعزُ-يف ُسورة ُاإلِساء ُيف ُفضح ُفرعون ُوقومهُ:
ُ الصنفُالثاينُ:مرجئةُالكرُامية.
ِّ
ُ وهؤالءُقالواُ:اإليامنُقولُباللسانُفقط.
ُ فمنُصدقُبلسانهُكاملنافقُفهوُعندهمُمؤمنُيفُالدنيا.
وهذا ُاملذهب ُالباطل ُقد ُنقضه ُاهلل ُوأبطلهُ ،فقال ُسبحانه ُيف ُأوائلُ
42
أنْفسه ْمُوماُي ْشعرون ُِيفُقل ِ ُ
وهبِ ْمُمرضُفزادهمُاّلُمر اضاُول ْمُعذابُأُلِيمُ
ُ الصنفُالثالثُ:مجهورُاألشاعرةُوعامةُااماتريدية.
ِّ
ُ وهؤالءُيقولونُ:اإليامنُهوُالتصديق.
ُ يعنيُ:تصديقُالقلب.
وعىلُهذاُاملذهبُالباطلُيتساوُىُإيامنُأتقُىُاخللقُبإيامنُأفجرُاخللقُ،
ُ ألنُاجلميعُمصدق.
ويكونُإيامنُأفضلُاألمةُبعدُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلمُباالتفاقُ
رُالناسُخروجاُ ِ
اُإليامنُآخوهوُأبوُبكرُالصديق-ريضُاهللُعنه-مساو اي
ا
ُ ا
نُالنارُودخوالُإىلُاجلنة.ِم
ُ الصنفُالرابعُ:مرجئةُالفقهاء.
ِّ
ُ كحامدُبنُأيبُسليامنُ،وتلميذهُأيبُحنيفةُ،ومنُتابعهام.
ُ وهؤالءُيقولونُ:اإليامنُاعتقادُبالقلبُ،ونطقُباللسان.
43
ِ
ُمجيعُفرقُاملرجئةُقدُأخرجتُأعاملُاجلوارحُعنُ ونالحظُماُتقدمُأن
ُ اإليامن.
ُ الفرقةُالثانيةُ:اخلوارجُواملعتزلة.
ُ وهؤالءُيقولونُ:إنُأعاملُالعبدُداخلةُيفُمسمىُاإليامن.
ُ هباُيفُمنزلةُبنيُالكفرُواإليامن.
ُ ِ
اُيفُاآلخرةُفيتفقونُمعُاخلوارجُيفُاحلكمُعليهُبالنار.وأم
ُ األمرُالثاينُ:عنُزيادةُاإليامنُونقصانه.
ُإِ ُِذ ُاإليامن ُيزيدُ ُبفعل ُالطاعات؛ ُطاعات ُالقلب ُواللسان ُواجلوارحُ،
ُ الفرائض.
ولوال ُزيادته ُونقصانه ُمل ُيكن ُللسُابق ُكالصحابة ُفضل ُعىل ُاملسبوقُ
كمن ُبعدهمُ ،بل ُوال ُحتى ُللنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُعىل ُاألمةُ ،والُ
للصاحلنيُعىلُالفساق.
44
والسنةُ ،وآثار ُالصحابةُ،
ُوقد ُدل ُعىل ُزيادته ُونقصانهُ :القرآنُّ ُ ،
ُ واإلمجاع.
وقال ُتعاىل ُيف ُأول ُسورة ُاألنفال{ُ :وإِذا ُتلِي ْت ُعليْ ِه ُْم ُآياته ُزاد َْت ْمُ
ُ إِيامناا}.
وهاتانُاآليتانُرصَيتانُيفُزيادةُاإليامنُبالطاعاتُ،ودالتانُأيضاُعىلُ
ا
ُ ِ
ُكلامُزادُفقدُكانُقبلُالزيادةُأنقصُمنُبعدها. نقصانهُ،ألن
ُ وهذاُاحلديثُرصيحُُيفُنقصانُاإليامنُباملعايص.
وأماُآثارُالصحابة-ريضُاهللُعنهمُ،-فقدُثبتُعنُعمريُبنُحبيبُبنُ
45
وما ُن ْقصانه؟ُ ،قالُ :إِذا ُذك ْرناهُ ،وخ ِشيناهُ ،فذلِك ُِزيادتهُ ،وإِذا ُغف ْلناُ،
رواه ُابن ُأيب ُشيبة ُيف ُ"مصنفه" ُ(ُ ،)30327وعبد ُاهلل ُبن ُأمحد ُيفُ
ُ "السنة"ُ(ُُ624وُ.)625
ُّ
ُ :)177
وقد ُثبت ُلفظ ُالزيادة ُوالنقصان ُِمنه ُعن ُالصحابةُ ،ومل ُيعرف ُفيهُ
ِ
نُالصحابةُ،فروىُالناسُمنُوجوهُكثريةُمشهورةُ،عنُمحادُبنُ ِ
خمالفُم
أصحابُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلم-قال«ُ:اإليامنُيزيدُوينقصُ،
قيلُلهُ:وماُزيادتهُوماُنقصانه؟ُقالُ:إذاُذكرناُاهللُومحدناهُوسبُحناهُفتلكُ
ُ زيادتهُ،وإذاُغفلناُونسيناُفتلكُنقصانه».ـها
ُ وأماُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
46
"اجلامع"(صُ ،)110:وابن ُأيب ُزمنِني ُيف ُ"أصول ُالسنة" ُ(صُ،)211:
وأبوُاحلسنُاألشعريُيفُ"رسالةُإىلُأهلُالثغر"ُ(صُ،)272:وابنُبطةُ
يفُ"اإلبانةُالكربى"ُ(ُ،)832ُ/2واإلسامعييلُيفُ"اعتقادُأئمةُاحلديث"ُ
ُ الفتاوى"ُ(.)272ُ/7
األمرُالثالثُ:عنُأمهيةُالعملُيفُاإليامن.
ُ حيثُقالُاملصنف-رمحهُاهلل-يفُكالمهُالسابق:
ُ ُوقدُتقدمُيفُاإليامنُشيئان:
ِ
صُواإلمجاعُمنُاإليامن. أحدمهاُ:أنُعملُاجلوارحُبالن
والثاينُ :أن ُمجيع ُفرق ُاملرجئة ُاتفقت ُعىل ُإخراج ُعمل ُاجلوارح ُعنُ
اإليامن.
47
ُ وقدُجاءُيفُكالمُاملصنف-رمحهُاهلل-هذاُأمران:
ُ األمرُاألولُ:أنهُالُينفعُقولُإالُبعمل.
فرقُبينهامُ،الُإيامنُإالُبعملُوالُعملُ
ومهاُس ِّيانُونظامانُوقرينانُالُنُ ُِّ
ُ إالُبإيامن.ـها
ُ (ص:)207:
ُ فالقولُوالعملُقرينانُالُيقومُأحدمهاُإالُبصاحبه.ـها
ونُقل ُغري ُواحد ُاإلمجاع ُعىل ُأنه ُال ُبد ُِمن ُالعمل ُيف ُاإليامنُ ،وأنه ُالُ
ُ َيزئُقولُإالُبعمل.
ُ فقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(:)209ُ/7
ِ
نُالصحابةُوالتابعنيُمنُبعدهمُ،ومنُ ِ
وكانُاإلمجاعُم وقالُالشافعيُ :
ُ أدركناهمُيقولونُ:
48
ُ اإليامنُقولُوعملُونيةُ،الَُيزئُواحدُمنُالثالثُإالُباآلخر.ـها
ُ (ص:)136:
باللسانُ ،وحتى ُيكون ُمعه ُنطقُ ،وال َُتزئ ُمعرفة ُبالقلب ُوالنُّطقُ
باللسانُحتىُيكونُمعهُعملُباجلوارحُ،فإذاُكملتُاخلصالُالثالثُكانُ
ُ ُعىلُذلكُالكتابُوالسنةُوقولُعلامءُاملسلمني.ـها
ُّ مؤمنااُحقاُ،دل
ُ ثمُذكرُشي ائ ِ
اُمنُاألدلةُ،وقال:
فاألعاملُباجلوارحُتصديقُُعنُاإليامنُبالقلبُواللسانُ،فمنُملُيُصدُِّقُ
اإليامنُبعملهُوبجوارحهُ،مثلُ:الطهارةُوالصالةُوالزكاةُوالصيامُواحلجُ
واجلهاد ُوأشباه ُلذهُ ،وريض ُلنفسه ُاملعرفة ُوالقول ُدون ُالعمل ُمل ُيكنُ
مؤمنااُ ،ومل ُتنفعه ُاملعرفة ُوالقولُ ،وكان ُتركه ُللعمل ُتكذي ابا ُ ِمنه ُإليامنهُ،
وكانُالعملُبامُذكرناُتصدي اقاُمنهُإليامنهُ،فاعلمُذلكُ،هذاُمذهبُالعلامءُ
49
وقالُاحلافظُابنُرجبُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُالباري"ُ(ُ/1
ُ :)21
ُ ونقلُحربُعنُإسحاقُ،قالُ:
غُلُت ُاملرجئة ُحتى ُصار ُِمن ُقولمُ :إن ُقو اما ُيقولونُ :من ُتركُ
ِ
الصلواتُاملكتوباتُوصومُرمضانُوالزكاةُواحلجُوعامةُالفرائضُمنُ
غري ُجحود ُلا ُال ُنك ِّفرهُ ،يرجى ُأمره ُإىل ُاهلل ُبعدُ ،إذ ُهو ُمُقرُ ،فهؤالءُ
ُ الذينُالُشكُفيهم-ُ،يعنيُيفُأَّنمُمرجئة.-ـها
وقال ُاإلمام ُابن ُتيمية-رمحه ُاهلل ُ-كام ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ/7
ُ :)209
ُ وقالُحنْبلُ:حدثناُاحلميديُ،قالُ:
وأ ْخ ِربتُأن ا
ُناساُيقولونُ:منُأقر ُبالصالةُوالزكاةُوالصومُواحلجُوملُ
صيلُمستدبِرُالقبلةُحتىُيموتُ،فهوُ
ُ ِ
فعلُمنُذلكُشي ائاُحتىُيموتُ،ويي
قراُ
ُتركه ُذلك ُفيه ُإيامنه ُإذا ُكان ُم م مؤمن ُما ُمل ُيكن ُجاحدا ا ُإذا ُعلِم ْ
ُأن ْ
بالفرائضُواستقبالُالقبلة.
50
ِ
ُكتاب ُاّل ُوسنِّة ُرسوله ُوعلامءُ ُالرصاحُ ،وخالف
فقلتُ :هذا ُالكفر ُّ
املسلمنيُ،قالُاّل ُتعاىل{ُ:وماُأ ِمرواُإِال ُلِي ْعبدواُاّلُ ُخمْلِ ِصني ُله ُالدِّ ينُ}ُ
ُ اآليةُ.
ُ وقالُحنْبلُ:سمعتُأباُعبدُاهللُأمحدُبنُحنبلُيقولُ:
ُ اهلل.ـها
ُ :)121
وقدُقالُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلم«ُ:إن ُِيف ْ
ُاجلس ِدُم ْضغ اةُ،إذاُصلح ْ
تُ
فبني ُأن ُصالح ُالقلب ُمستلزمُ ُلصالح ُاجلسدُ ،فإذا ُكان ُاجلسد ُغريُ
صالحُدلُعىلُأنُالقلبُغريُصالحُ،والقلبُاملؤمنُصالحُ،فعلِمُأنُمنُ
ُ يتكلمُباإليامنُوالُيعملُبهُالُيكونُقلبهُمؤمناا.ـها
ُ وقالُأيضاُ(:)621ُ/7
ا
51
وقد ُتبني ُأن ُالدين ُال ُبد ُفيه ُِمن ُقول ُوعملُ ،وأنُه ُيُمتنع ُ ُْ
أن ُيكونُ
اُظاهراُوالُ
اُ الرُجلُمؤم ُنااُباهللُورسولهُبقلبهُأوُبقلبهُولسانهُوملُيؤ ُِّدُواج اُب
ُِ
أوُيعدلُيف ُقسمهُ أوجبهاُ ،مثلُْ ُ :
أن ُيؤدي ُاألمانةُ ،أو ُيصدُقُاحلديثُ ،
املرشكني ُوأهل ُالكتاب ُيرون ُوجوب ُهذه ُاألمورُ ،فال ُيكون ُالرجلُ
ُ صىلُاهللُعليهُوسلمُ.
ومُن ُقال ُبحصول ُاإليامن ُالواجب ُبدون ُفعل ُيشء ُ ِمن ُالواجباتُ،
وهذه ُبدعة ُاإلرجاء ُالتي ُأعظم ُالسُلف ُواألئمة ُالكالم ُيف ُأهلهاُ،
ُِ
ُفيهاُمنُاملقاالتُالغليظةُماُهوُمعروفُ ،والصالةُهيُأعظمهاُ وقالوا
ُ وأعمهاُوأوُلاُوأجلها.ـها
ُُّ
52
األمرُالثاينُ :أنهُالُينفعُقولُوعملُإالُبنيةُ،والُقولُوعملُونيةُإالُ
ُ بسنة.
وقد ُقال ُاإلمام ُابن ُتيمية-رمحه ُاهلل-كام ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ/7
ُ ُ)170يفُتوضيحُذلك:
ا
ُوعمال ُبالُ ا
فرُ،وإذاُكانُقوال ا
ُاإليامنُإذاُكانُقوال ُبالُعملُفهوُك ألن
ُ ا
ُوعمالُونيةُبالُسنةُفهوُبدعة.ـها ا
ةُفهوُنفاقُ،وإذاُكانُقوالني
ُ
بدُاهللُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُّ ثمُقالُاإلمامُأبوُبكرُع
اب ُحمم ٍد ُصىل ُاّل ُعل ْي ِه ُوسلمُ ُك ِّل ِه ْمُ،ف ِإن ُاّلُ-عزُ
[والرت ُّحم ُعىل ُأ ْصح ِ
إل ْخوانِناُ
وجلُُ -قال{ُ :وال ِذين ُجاءوا ُِم ْن ُب ْع ِد ِه ْم ُيقولون ُربنا ُا ْغ ِف ْر ُلنا ُو ِ
الُ ِذينُسبقوناُبِ ِ
اإليام ُِن}.
ي ِءُح ٌّق.
ُالسن ِةُ،ول ْيسُله ُِيفُا ْلف ُْ
فل ْيسُعىل ُّ
53
اج ِرين ُال ُِذين ُأ ْخ ِرجوا ُِم ْنُ قسم ُاّل ُتعاىل ُا ْلفُيء ُفقال{ُ :ل ِ ْلفقر ِ
اء ُا ْمله ِ
ُ ِدي ِ
ار ِه ُْم}.
ُ فم ْنُملُْيق ْلُهذاُل ْمُ،فل ْيس ُِم ْنُج ِعلُلهُا ْلفُ ُْ
يءُ]ُ.
الرشح-:
كرُأوُأنثىُمؤمنااُ ِ
نُلقيُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُمنُذ ٍُالصُحايبُهوُ:م
ُ بِهُ،وماتُعىلُاإلسالم.
وإىلُهذاُذهبُمجاهريُأهلُالعلم.
وقدُنسبهُإليهم:
النووي ُيف ُ"رشح ُصحيح ُمسلم" ُ(ُ ،)392ُ /5والعالئي ُيف ُ" ُمنيفُ
الرتبةُملنُثبتُلهُرشيفُالصحبة"ُ(ُ30وُُ32وُُ36وُُ،)46وابنُحجرُ
ُ العسقالينُيفُ"فتحُالباري"ُ(ُ،)3ُ/7وغريهم.
54
منُطالتُجمالستهُللنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُأوُقرصتُ،وروىُعنهُ
ٍُ
نُرَيتهُلسببُ ِ
ربُ،أوُملُيتمكنُم ِ
روُ،ورآهُيفُحالُالصغرُأوُالكأوُملُي
ُ كالعمُى.
ِ
ااُبغريهُمنُاألنبياء ُوماتُقبلُبعثتهُ،ومنُآمنُبِهُثم ُارتدُ منُلقيهُمؤمن
ُ بعدُموتهُوماتُعىلُالردةُ،ومنُعارصهُمؤمنااُبِهُوملُيلقهُكالنجايش.
ِّ
ِ
ُبعدُجيلُ،وقرنااُبعدُ ا
ةُواحلديثُالذيُتناقلوهُجيالومذهبُأهلُالسن
ُّ
نوهُيفُكتبُالسنةُواالعتقادُعىلُاختالفُ
ُّ قرنُ،ونرشوهُيفُاآلفاقُ،ودو
عصورهمُ ،وتعدد ُبلداَّنمُ ،وتفاوت ُلغاَتمُ ،جهة ُأصحاب ُالنبي ُصىلُ
ُ اهللُعليهُوسلمُيتلخصُيفُهذهُاألمورُاألربعة:
ُ األمرُاألولُ:
حمبة ُالصحابة ُمجيعاُ ،ومواالَتمِ ،
ُوذكرهم ُباجلميلُ ،ونرش ُحماسنهمُ ا
وفضائلهمُبنيُالناسُ،وسالمةُالقلوبُواأللسنةُمعهمُ،واالستغفارُلمُ،
والرتيضُعنهم.
ِّ
حيثُقالُاإلمامُأبوُعبدُاهللُاألندليسُاامالكيُالشهريُبانُأيبُزمُ ُنِني-
ُ يفُكتابهُ"أصولُالسنة"ُ(ص:)378:
ُّ رمحهُاهلل-
55
نُقولُأهلُالسنةْ ُ :
أن ُيعتقدُاملرءُاملحبة ُألصحابُالنبيُصىلُاهللُ ِ
وم
ُّ
ْ
عليهُوسلمُ،وأنُينرشُحماسنهمُوفضائلهمُ،ويمسكُعنُاخلوضُفيامُدارُ
ُ بينهمُ.
قدُأخرجهُالبخاريُ(ِ ُ،)3650منُحديثُعمرانُبنُحصنيُ-ريضُ
ُ اهللُعنه.-
وأخرجهُأيضاُالبخاريُ(ُ 6428وُُ،)6695ومسلمُ(ُ)2523بلفظُ:
ا
ُ «خ ْريك ْمُق ْر ِ ُ
ين».
56
وأخرج ُالبخاري ُ(ُ 6429و ُُ 2652و ُُ ،)2651ومسلم ُ(ُ)2533
ِ
نحوهُمنُحديثُابنُمسعود-ريضُاهللُعنهُ،-ولكنهُبلفظ«ُ:خ ْريُالنُ ِ
اسُ
ُ ق ْر ِ ُ
ين».
وقالُأبوُاحلسنُاألشعري-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"رسالةُإىلُأهلُالثغر":
ُ أوُرآهُولوُمرةُُ،معُإيامنهُبِهُ،وبامُدعاُإليهُ،أفضلُمنُالتابعنيُبِذلك.ـهاُ
ُ وقالُيفُكتابهُُ"منهاجُالسنةُالنبوية"ُ(:)22ُ/1
ُّ
57
ُخليارُاملؤمننيُ، ِ
ُيكونُيفُقلبُالعبدُغ ٌّل ِ ِ ْ
ثُالقلوبُ:أن ِ
ومنُأعظمُخب
وساداتُأولياءُاهللُبعدُالنبينيُ،ولذاُملَُيعلُاهللُتعاىلُيفُالفيءُنصي اباُ
ِملن ُبعدهم ُإالُ ُالذين ُيقولون{ُ :ربنا ُا ْغ ِف ْر ُلنا ُو ِ ِ
إل ْخوانِنا ُال ِذين ُسبقوناُ
ُ اُغ مالُلِل ِذينُآمنواُرُبناُإِنكُرءوفُر ِحيمُ}.ـها اإليام ِنُوالَُتْع ْل ُِيفُقلوبِن ِ
بِ ْ ِ
ُ وقالُيفُكتابهُ"الصارمُاملسلولُعىلُشاتمُالرسول"ُ(ص:)578ُ:
ُ األمرُالثاين:
مُأهلُالسنةُأمحدُبنُحنبل-رمحهُاهلل-يفُرسالتهُ"أصولُ
ُّ حيثُقالُإما
ُ السنة"ُ(صُ:)54ُ:
ُّ
من ُانتقص ُواحدا ا ُِمن ُأصحاب ُرسول ُاهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُأوُ
ِ
يهُكانُمبتد اعاُ،حتىُيرتحمُعليهمُ ُِ
كرُمساو ُِ
ثُكانُمنهُ،أوُذ ِ
أبغضهُحلد
ُ اُ،ويكونُقلبهُلمُسليام.ـها
ا مجي اع
58
ُالسنة" ُ(ُ،ُ 454ُ /5
ُأيضا ُكام ُيف ُ"رشح ُأصول ُاعتقاد ُأهل ُّ
وقال ا
رقمُ )1919:لاللكائيُ ،و ُ"احلجة ُيف ُبيان ُاملحجة" ُ(ُ ،ُ 397ُ /2رقمُ:
ُ)367لألصبهاين:
ُ اُكامُيفُ"السنة"ُ(ُ،)758للخاللُ:
ُّ وقالُأيض
ا
من ُتنقص ُأحدا ا ُِمن ُأصحاب ُرسول ُاهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُفالُ
ُبلِيةُ ،وله ُخبيئة ُسوءُُ ،إِ ُْذ ُقصد ُإىل ُخري ُالناس ُوهمُ
ينطوي ُإال ُعىل ُ
ُ أصحابُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلم.ـها
وقال ُاإلمام ُأبو ُزرعة ُالرازي-رمحه ُاهلل-كام ُيف ُ"الكفاية ُيف ُعلمُ
الرواية"ُ(صُ)49:للخطيبُالبغدادي:
إذاُرأيتُالرجلُينتقصُأحدا ِ
اُمنُأصحابُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُ
وسلمُفاعلمُأنهُزنديقُ،وذلكُأن ُالرسولُصىلُاهللُعليهُوسلمُعندناُ
حقُ ،وإنام ُأدى ُإلينا ُهذا ُالقرآن ُوال ُّسنن ُأصحاب ُرسول ُاهلل ُصىل ُاهللُ
ُوالسنةُ، عليه ُوسلمُ ،وإنام ُيريدون ْ
ُأن َُيرحوا ُشهودنا ُليبطلوا ُالكتاب ُّ
ُ ِ
واجلرحُهبمُأوىلُ،وهمُزنادقة.ـها
وقال ُاإلمام ُحرب ُبن ُإسامعيل ِ
ُالكرماين-رمحه ُاهلل-يف ُرسالته ُيفُ
ُ "السنة"ُ(ص:)71:
ُّ
59
ُِ
همُ،والُيطعنُعىلُأحدُمنهمُ الَُيوزُألحدُأن ُيذكرُشي ائ ِ
اُمنُمساوئ ْ
بعيبُ ،والُبنقصُ،والُوقيعةُ ،فمُنُفعلُذلكُفقدُوجبُعىلُالسلطانُ
فإن ُتابُقُ ُبِلُ
ليسُلهُأن ُيعفوُعنهُ ،بلُيعاقبهُويُستتيبهُْ ُ ،
ُْ تأديبهُ ،وعقوبتهُ ،
وإن ُثبت ُأعاد ُعليه ُبالعقوبةُ ،ثم ُخلُده ُاحلبس ُحتى ُيموت ُأوُ ُِمنهُْ ُ ،
ُ ُ،فهذاُالسنةُيفُأصحابُحممدُصىلُاهللُعليهُوسلم.ـها
ُّ يراجع
ُ قلت:
وقد ُبني ُاهلل ُتعاىل ُحال ُأهل ُالتُّقى ُوالصالح ُِمن ُجاء ُبعد ُعرصُ
الصحابةُمعُالصحابةُ،وأرشدُإليهُ،وأنهُالرتحمُعليهمُ،واالستغفارُلمُ،
وسالمة ُالقلب ُِمن ِ
ُالغ ِّ ُ
ل ُواحلقد ُوالضُغينة ُنحوهمُ ،فقال ُسبحانه ُيفُ
ُأن ُأثنى ُعىل ُالصحابة ُِمن ُاملهاجرين ُواألنصار ُوذكرُ سورة ُاحلرش ُبعد ْ
بعض ُمجيل ُصفاَتم{ُ :وال ِذين ُجاءوا ُِم ْن ُب ْع ِد ِه ْم ُيقولون ُربنا ُا ْغ ِف ْر ُلناُ
اإليام ِن ُوال َُتْع ْل ُِيف ُقلوبِن ِ
اُغ مال ُلِل ِذين ُآمنوا ُرُبناُ إل ْخوانِناُال ِذين ُسبقوناُبِ ْ ِ
وِِ
وأخرج ُابن ُأيب ُشيبة ُيف ُ"مصنفه" ُ(ُ )32418بإسناد ُصحيح ُعنُ
عائشة-ريض ُاهلل ُعنها-أَّنا ُقالت ُيف ُشأن ُاخلوارج ُوالروافض«ُ :أ ِمرواُ
ُ ابُحمم ٍدُصىلُاهللُعليْ ِهُوسلُمُفس ُّبوه ُْم». بِ ِاال ْستِ ْغف ِ
ار ُِأل ْصح ِ
ُ ِ
احلاكمُ،وأبوُالقاسمُاحلنائيُ،والذهبيُ،واأللباين. وصححهُ:
60
وقالُاحلافظُابنُحجرُالعسقالينُالشافعي-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُ
ُ الباريُرشحُصحيحُالبخاري"ُ(:)34ُ/13
ةُعىلُوجوبُمنعُالطعنُعىلُأحدُ ِمنُالصحابةُبسببُ
ٍُ واتفقُأهلُالسن
ُّ
ما ُوقع ُلم ُِمن ُذلكُ ،ولو ُعرف ُاملحق ُِمنهمُ ،ألَّنم ُمل ُيقاتلوا ُيف ُتلكُ
احلروبُإالُعنُاجتهادُ،وقدُعفاُاهللُتعاىلُعنُاملخطئُيفُاالجتهادُ،بلُ
ُ وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(:)58ُ/35
منُلعنُأحدا ِ
اُمنُأصحابُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُ:كمعاويةُبنُأيبُ
ِ
نُهوُأفضلُمنُهؤالءُ:كأيبُسفيانُ،وعمروُبنُالعاصُ،ونحومهاُ،وم
موسى ُاألشعريُ ،وأيب ُهريرةُ ،ونحومهاُ ،أو ُمن ُهو ُأفضل ُِمن ُهؤالءُ
ُوالزبريُ ،وعثامنُ ،وعيل ُبن ُأيب ُطالبُ ،أو ُأيب ُبكر ُالصديقُ،
كطلحةُّ ،
ِ
ُاملؤمننيُ،وغريُهؤالءُمنُأصحابُالنبيُصىلُاهللُ وعمرُ،أوُعائشةُأ ِّم
ُ العلامءُ:هلُيعاقبُبالقتل؟ُأوُماُدونُالقتل.ـها
ُ األمرُالثالث:
61
ٍُ
ُخالف ُبعدُ السكوت ُعام ُشجر ُبني ُالصحابة-ريض ُاهلل ُعنهمِ -من
ُّ
مقتل ُاخلليفة ُالراشد ُعثامن-ريض ُاهلل ُعنهُ ،-حتى ُال ُتنجر ُاأللسن ُأوُ
ُ ِ
غضُأوُانتقاصُأحدُمنهمُ،فتهلك. القلوبُإىلُذ ِّمُأوُب
روىُمنُاألقاويلُوالقصصُيفُذلكُكذب ُعليهم ِ
ُ،ومنهُ ِ ألن ُأكثرُماُي
ِ
صحيحُمنهُ ِ
ماُزيدُفيهُأوُنقصُحتىُتغريُوحترفُعنُمعناهُالصحيحُ،وال
قليلُ،وهمُفيهُإماُجمتهدونُمصيبونُأوُجمتهدونُخمطئونُ،ولمُ-ريضُ
اهلل ُعنهمِ -من ُالسوابق ُوالفضائل ُما ُيوجب ُمغفرة ُما ُيصدر ُِمنهم ْ
ُإنُ
ِ ِ ِ
ُلمُمنُ غفرُلمُمنُالسيئاتُماُالُيغفرُملنُبعدهمُ،ألنصدرُ،حتىُإنهُي
ِ
ُ احلسناتُالتيُمتحوُالسيئاتُماُليسُملنُبعدهم.
وقدُصحُعنُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُأنهُقالُيفُع ْذرُأهلُاالجتهادُ
ُ وأجر ِهمُمعُاخلطأُ،وعىلُرأسُاملجتهدينُالصحابة:
ِ
62
ُِ
عظيمُأجرُالصحابة-ريضُاهللُعنهم-عىلُالعملُمعُرسولُوجاءُيفُ
اهللُصىلُاهلل ُعليهُوسلمُيفُالزمنُاليسريُ،ماُثبتُعنُعبدُاهللُبنُعمرُ
ُ أح ِد ِه ْمُساع اةُخ ْري ُِم ْنُعم ِلُأحُ ِدك ْمُع ُْمرهُ».
أخرجه ُأمحد ُيف ُكتاب ُ"فضائل ُالصحابة" ُ(ُ 15و ُُ 20و ُُ 1729وُ
ُ،)1736وابنُأيبُشيبةُ(ُ،)32415وابنُماجهُ(ُ،)162وابنُأيبُعاصمُ
ُ يفُ"السنة"ُ(ُ،)1006وغريهمُ.
ُّ
ُ وقالُالبوصريي-رمحهُاهلل-يفُ"الزوائد"ُ:إسنادهُصحيح.ـها
ُ وقالُالعالمةُاأللباين-رمحهُاهللُ:-حسن.ـها
وقالُاملحدِّ ثُحممدُعيلُآدم-سلُمهُاهللُ:-حديثُابنُعمر-ريضُاهللُ
ُ عنهام-هذاُصحيح.ـها
ُِ
وجاءُيفُعظُمُفضلُنفقتهم-ريضُاهللُعنهم-اليسريةُمعُرسولُاهللُ
صىلُاهللُعليهُوسلمُ،ماُأخرجهُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ،)2540عنُأيبُ
هريرة-ريضُاهللُعنه-أنُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلمُقال«ُ:الُتس ُّبواُ
أ ْصح ِايبُ،ال ُتس ُّبوا ُأ ْصح ِايبُ،فوال ِذيُن ْف ِيس ُبِي ِد ِه ُل ْو ُأن ُأحدك ْم ُأنْفق ُِم ْثلُ
ُ ريضُاهللُعنه.-
ُ ملءُكفُواحدة.
ٍّ ونصفهُ:
وقد ُ ُنُقل ُاإلمجاع ُعىل ُالسكوت ُعامُ ُشُجُر ُبني ُالصحابة-ريض ُاهللُ
ُ ٍُ
نُخالف:عنهمِ -م
نيُيفُ"أصولُالسنة"ُاملُزينُيفُ"رشحُالسنة"ُ(صُ،)87:وابنُأيبُزمن ِ
ُّ ُّ
(صُ ،)378:وابن ُأيب ُزيد ُالقريواين ُيف ُ"اجلامع" ُ(صُ،)116-115:
وأبوُعمروُالداينُيفُ"الرسالةُالوافية"ُ(صُ،)166:وأبوُعثامنُالصابوينُ
ُ (.)1208ُ/3
وقالُأبوُاحلسنُاألشعري-رمحهُاهلل-يف ُكتابهُ"رسالةُإىلُأهلُالثغر"ُ
ُ (ص:)304-303:
64
ُعىلُالكف ُعن ُِذكر ُالصُحابة ُإالُ ُبخري ُما ُيذكرونُبِهُ ،وعىلُ
ِّ وأمجعوا
ْ
لتمسُألفعالمُأفضلُاملخارجُ،وأنُنظنُ ْ
مُأحقُأنُينرشُحماسنهمُ،ويأَّن
هبم ُأحسن ُالظنُ ،وأحسن ُاملذاهبُ ،متثلني ُيف ُذلك ُلقول ُرسول ُاهللُ
ُ صىلُاهللُعليهُوسلمُ «ُ:إِذاُذكِرُأ ْصح ِايبُفأ ْم ِسكواُ».
ِّ
ُبخريُالذكر.ـها وقالُأهلُالعلمُ:معنىُذلكُ:الُتذكروهُمُإالُ
ُ قلت:
وحديث«ُ:إِذاُذكِر ُأ ْصح ِايب ُفأ ْم ِسكواُ ،وإِذاُذكِر ُا ْلقدر ُفأ ْم ِسكواُ ،وإِذاُ
ُ ذكِرُالنُّجُومُفأ ْم ِسكواُ»ُ.
ُ ِ
رقُعدةُعنُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُضعيفة. ِ
قدُجاءُمنُط
ُ وقدُضعفهاُالبيهقيُ،واأللباينُ،وغريمها.
الُ، ِ
ويُمنُحديثُابنُمسعودُ،وثوبانُ،وابنُعمرُ،وطاووسُمرس ار
ُ ُبعضا.ـها
وكلهاُضعيفةُاألسانيدُ،ولكنُبعضهاُيشد ا
وقدُنقلُاإلمامُبنُبطة-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"اإلبانةُالصغرى"ُ(صُ:
ُ :)249
65
ُعىلُترك ُالنظر ُيفُالكتب ُالتي ُتتكلمُفيامُشُجُرُبنيُ
ُْ ُالسنة
اتفاقُأهل ُّ
ُ ٍُ
نُخالف. ِ
الصحابةُم
ُ فقال-رمحهُاهلل:-
وال ُتنظر ُيف ُكتاب ُصفنيُ ،واجلملُ ،ووقعة ُالدارُ ،وسائر ُاملنازعاتُ
التيُجرُتُبينهمُ،والُتكتبهُلنفسكُ،والُلغريكُ،والُتُروهُعنُأحدُ،والُ
ُ ِ
تقرأهُعىلُغريكُ،والُتسمعهُمنُيرويهُ.
ُ ِ
ذهُاألمةُ،منُالنهيُعامُوصفناه. فعىلُذلكُاتفقُساداتُعلامءُه
منهمُ :محاد ُبن ُزيدُ ،ويونس ُبن ُعبيدُ ،وسفيان ُالثوريُ ،وسفيان ُبنُ
عُيينةُ ،وعبد ُاهلل ُبن ُادريسُ ،ومالك ُبن ُأنسُ ،وابن ُأبى ُذئبُ ،وابنُ
املباركُ،وشعيبُبنُحربُ،وأبوُاسحاقُالفزاريُ،ويوسفُبنُأسباطُ،
ُ وأمحدُبنُحنبلُ،وبِرشُبنُاحلارثُ،وعبدُالوهابُالورُاق.
ُ
كلُهؤالءُقدُرأواُالنهيُعنهاُ،والنظرُفيهاُ،واالستامعُإليهاُ،وحذرواُ
ُ ِمنُطلبهاُ،واالهتاممُبجمعهاُ.
وقدُرويُعنهمُيفُذلكُأشياءُكثريةُ،بألف ٍُ
اظ ُخمتلفةُمتفقةُاملعاينُعىلُ
ُ كراهيةُذلكُ،واإلنكارُعىلُمنُرواهاُ،واستمعُإليها.ـها
ُ نجرُعىلُهذاُ:
ُوي ُّ
66
املجالس ُواملحارضات ُواألرشطة ُوالسدهييات ُوالفضائيات ُومواقعُ
اإلنرتنيت ُالتي ُختوض ُفيام ُشُجُر ُبني ُالصحابة-ريض ُاهلل ُعنهمِ -منُ
ُ ٍُ
خالفُ،حتىُولوُكانُذلكُباسمُالتاريخُومعرفتهُوتبيينه.
فالُينظرُإليهاُ،والُيستمعُلاُ،والَُيلسُللمتكلمنيُفيهاُ،والُتقرأ ُيفُ
املواقعُ،والُترسلُمقاطعهاُاملسموعةُواملكتوبةُعربُبرامجُالتواصلُإىلُ
ُ الناس.
ألن ُهذا ُقد ُيفيض ُإىل ُبغض ُأحد ُِمن ُالصحابةُ ،أو ُالوقيعة ُفيهُ ،أوُ
ُ حتريشُاجلهالُعليه.
فيهلك ُالناظر ُأو ُاملستمع ُأو ُاملرسلة ُإليهُ ،ألنه َُيرم ُاملساس ُبجانبُ
ِ
ةُ،واإلمجاعُ،بلُهوُمنُعظائمُالذنوبُ،وغليظُ ةُبالقرآنُ،والسن الصحاب
ُّ
ُ اآلثام.
ا
ُوإرساالُ ،ماُ وضح ُبعض ُمفاسد ُولوج ُهذا ُالباب ُقراءة ُواستام اعا وي ِّ
اسنُأ ْصح ِ
ابُ ثبتُعنُالعوامُبنُحوشب-رمحهُاهلل-أنهُقال«ُ:ا ْذكرواُحمُ ِ
ول ُاّلِ ُصىل ُاّل ُعل ْي ِه ُوسلم ُتؤ ِّلفوا ُعل ْي ِهم ُا ْلقلوبُ ،وال ُتذكرواُ
رس ِ
ُ مس ِ
اوهيِ ْمُفُتح ِّرشواُالناسُعليْ ِه ُْم».
67
لهُ،وابنُعبدُالرب ُيفُ"جامعُبيانُالعلمُوفضله"ُ(ُ،)2197واخلطيبُيفُ
ُ "اجلامعُألخالقُالراوي"ُ(.)1371
وقالُاحلافظُابنُحجرُالعسقالينُالشافعي-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُ
ُ الباري"ُ(ُ:)365ُ/4
ُ وقالُابنُالسمعاينُيفُ"االصطالم":
التعرضُإىلُجانبُالصحابةُعالمةُعىلُخذالنُفاعلهُ،بلُهوُبدعةُ
ُ م
ُ وضاللة.ـها
ِ
ومن ُمفاسد ُالكالم ُأو ُاالستامع ُأو ُالقراءة ُأو ُالبحث ُعام ُشُجُر ُبنيُ
ُ ٍُ
نُخالف:الصحابة-ريضُاهللُعنهمِ -م
ُُّ
الوقوعُيفُالذنوبُاملهلكة؛ُكبغضُالصحابة ُريضُاهللُعنهمُ، اُ
أوالُ -
ثان اياُ-حتريشُقلوبُالعوامُواجلهالُعىلُالصحابة-ريضُاهللُعنهم.-
ُ عنهُبالقبيحُ.
68
ثال اثاُ -احلكم ُعىل ُأحد ُالصحابة-ريض ُاهلل ُعنهم-فيام ُقال ُأو ُفعلُ
ُ باطل ٍ
ُجائرُظامل. بحك ٍمُ ٍ
ِ
قصُ،ومنهُماُغ ِّريُ ِ
نهُماُزيدُفيهُون ِ
نقلُعنهمُالُيثبتُ،وم ألن ُأكثرُماُي
املشهودُلمُبالتحقيقُوالعدلُ،ومنُكانُهذاُحالهُفحكمهُمظنةُاخلطأُ
ُ والزللُ.
راب اعاُ -إعانة ُأهل ُالضالل ُِمن ُاخلوارج ُوالروافض ُوتشجيعهم ُعىلُ
ُ الطعنُوالقدحُيفُالصحابة-ريضُاهللُعنهم.-
سبُنفسهُإىلُأهلُالسنةُ ،وهوُ
ُّ
ِ
وفالنُمنُن ٍُ
ونُبفالن ُحيثُسيتحجج
ُ وقررُبعضُماُذُكرناُ.
ُ األمرُالرابع:
ُ ِ
ومتابعتهمُفيهُ،ماُثبتتُبِهُاآلثارُعنهم.
69
ُوالسنة ُعىل ُضوء ُما ُفهموهُ ،وَترُى ُعىل ُماُ
ُّ فتفهم ُنصوص ُالقرآن
علُوالرتكُيفُ ِ
القولُوالف أجروهُ،والُُيرجُهباُعنُأقوالمُ،ويتابعونُيفُ
ْ
مجيع ُأبواب ُالرشيعةُ ،يف ُالعقيدةُ،ويف ُالعباداتُ ،ويفُاملعامالتُ ،ألَّنمُ
ْ
ُالتفسريُوالتأويلُ،فإن ُتكلمواُ شهدواُالتنزيلُ،ووعوهُوحفظوهُ،وعرفوا
ُ والسنة.
وقدُدلُعىلُتقريرُهذاُاألصلُنصوصُالقرآنُ ُّ
ُ ِ
ومنُهذهُالنصوص:
ُ اتَُتْ ِريُحتْتهاُ ْاأل َّْنارُخال ِ ِدينُفِيهاُأبُدا اُذلِكُا ْلف ْوزُا ْلعظِيمُ}.
جن ٍ
فجعل ُسبحانه ُالصحابة ُمتبوعني ُيف ُالدُِّينُ ،وأثنى ُعىل ُمن ُبعدهمُ
ُِ
باتباعهمُ،ووعدهمُمعُمنُاتبعهمُإىلُيومُالقيامةُبرضاهُعنهمُ،واخللودُ
ُ يفُاجلنة.
ُ
ُ وهذاُيدلُعىلُوجوبُسلوكُطريقهمُ،ولزومُفهمهمُ،وماُكانواُعليه.
نُهذهُالنصوصُأيضا:
ا ِ
وم
70
قول ُالنبيُصىلُاهلل ُعليه ُوسلم ُالثابتُالصحيحُاملشهورُعنه«ُ :ف ِإنهُ
ُاخللف ِ
اءُ ىُاختِال افاُكث ِ ارياُ،فعل ْيك ْمُبِسنتِيُ،وسن ِة ْ
م ْنُي ِع ْش ُِمنْك ْمُب ْع ِديُفسري ْ
اج ِذُ،وإِياكم ُوحمْدث ِ
اتُ اش ِدينُ،متسكوا ُ ِهباُوع ُّضوا ُعل ْيهاُبِالنو ِ
ا ْمله ِديني ُالر ِ
ْ ْ ِّ
ُ (ُ،)2600وابنُماجهُ(.)42
حيثُأمرُصىلُاهللُعليهُوسلمُباتباعُ ُسنةُاخللفاءُالراشدينُ،وجمانبةُ
وخرج ُعن ُفهومهم-ريض ُاهلل ُعنهمُ ،-وما ُكانوا ُعليه ُِمن ُالقولُ
علُوالرتك. ِ
والعملُ،والف
ْ
وقد ُكانت ُأول ُمجلة ُبدأ ُهبا ُاإلمام ُأمحد ُبن ُحنبل-رمحه ُاهلل-يف ُأولُ
ُ رسالتهُاملوسومةُبـ"أصولُالسنة"ُ(ص:)2:
71
عندُأهلُالسنةُواحلديث-التمسكُبامُكانُ
ُّ أصولُالسنةُعندنا-يعنيُ :
ُّ
ُوتركُ
عليه ُأصحاب ُرسول ُاهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلمُ ،واالقتداء ُهبمْ ،
ُ البِدعُ،وكلُبدعةُفهيُضاللة.ـها
ُ واملرادُبقولُالصحايبُ:
ُ وقولُالصحايب-ريضُاهللُعنه-لهُثالثةُأحوال:
ُ ِ
ُُيالفهُغريهُمنُالصحابة-ريضُاهللُعنهم.- احلالُالثاينْ ُ:
أن
ُ وهذاُليسُبِحجةُعندُمجاهريُأهلُالعلم.
وقدُنسبهُإليهمُ:
72
العالئي-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"إمجالُاإلصابةُيفُأقوالُالصحابة"ُ(صُ:
ُ ُ.)81
ُ ويرجحُبنيُأقوالمُعىلُحسبُالدليلُ،وأوجهُالرتجيحُاملعروفة.
ُ وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(:)14ُ/20
ُْ
وإن ُتنازعوا ُرد ُماُتنازعوا ُفيهُإىلُاهللُوالرسولُ،وملُيكنُقولُبعضهمُ
ُ حجةُمعُخمالفةُبعضهمُلهُباتفاقُالعلامء.ـها
ِ
الفُمنُالصحابةُ،والُيعلمُهلُاشتهرُ احلالُالثالثْ ُ :
أن ُالُيعلمُلهُخم
قولهُأ ْمُملُيشتهر.
ُ ِ
ةُعندُمجاهريُاألمةُمنُفقهاءُوحمدِّ ثنيُالَُيوزُخمالفتها.وهذاُحج
ُ عنُربُالعاملني"ُ(ُ:)92ُ/4
ِّ
وإنُملُُيالِفُالصحايبُصحاب مياُآخر:
ْ
ْ
شتهرُ،فإن ُاشتهرُفالذيُعليهُ فإم ْ
اُأن ُيشتهرُقولهُيفُالصحابةُأوُالُي
ِ
مجاهريُالطوائفُمنُالفقهاءُأنهُإمجاعُوحجة.
73
ُ نهمُ:هوُحجةُوليسُبإمجاع. ِ
وقالتُطائفةُم
ُّ
إمجا اعاُوالُحجة.
ْ
وإن ُمل ُيشتهر ُقوله ُأو ُمل ُيعلم ُهل ُاشتهر ُأ ْم ُالُ ،فاختلف ُالناسُ :هلُ
ُ فالذيُعليهُمجهورُاألمةُأنهُحجة.
حُبِهُحممدُبنُاحلسنُ،وذُ ُكِرُعنُأيبُحنيفةُ
هذاُقولُمجهورُاحلنفيةُ،رصُ ُ
وهوُقولُإسحاقُبنُراهويهُ ،وأيبُعبيدُ،وهوُمنصوصُاإلمامُأمحدُيفُ
غري ُموضع ُعنهُ ،واختيار ُمجهور ُأصحابهُ ،وهو ُمنصوص ُالشافعي ُيفُ
ُ "القديم"ُوُ"اجلديد".ـها
وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(:)14/20
ْ
وأماُأقوالُالصحابةُ،فإن ُانترشتُوملُتنكرُيفُزماَّنمُفهيُحجةُعندُ
ُ مجاهريُالعلامءُ.
74
وإن ُقال ُبعضهم ا
ُقوالُ ،ومل ُيقل ُبعضهمُبخالفهُ،ومل ُينترشُ،فهذا ُفيهُ ْ
ُ نزاع.
ومجهورُالعلامءَُيتجونُبِهُكأيبُحنيفةُ،ومالكُ،وأمحدُيفُاملشهورُعنهُ،
والشافعيُيفُأحدُقوليهُ،ويفُكتبهُاجلديدةُاالحتجاجُبمثلُذلكُيفُغريُ
ُ موضع.ـها
وقالُاإلمامُابنُقيمُاجلوزية-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"إعالمُاملوقعنيُعنُ
ُ ربُالعاملني"ُ(ُ:)116ُ/4
ِّ
ِ
اُسبيلهُمنُفتاوىُ رصَُيتجونُبامُهذ ِ
زلُأهلُالعلمُيفُكلُعرصُومملُي
ُّ
ُ بذلكُ،ومناظراَتمُناطقةُبه.ـها
ُ ثمُنقل-رمحهُاهللُتعاىل-اإلمجاعُعىلُذلكُعنُبعضُعلامءُاامالكيةُ.
ُ الصحابة"ُ(صُ:)67-66:
الوجهُالسادسُ-وهوُاملعتمدُُ:-أنُالتابعنيُأمجعواُعىلُاتباعُالصحابةُ
نُأحد ُِمنهمُ،
ٍ ِ
نُغريُنكريُم ِ
دُعنهمُ،واألخذُبقولمُ،والفتياُبهُ،مفيامُور
75
نُأهلُاالجتهادُأيضاُ...،ومنُأمعنُالنظرُيفُكتبُاآلثارُوجدُ
ا وكانوا ُِم
التابعنيُالُُيتلفونُيفُالرجوعُإىلُأقوالُالصحايبُفيامُليسُفيهُكتابُوالُ
ِ
اُيفُكلُعرصُالُُيلوُعنهُمستدل ُهباُُهذاُمشهورُأيض
ا سنةُوالُإمجاعُ،ثم
ُ أوُذاكرُألقوالمُيفُكتبه.ـها
ُاأل َّْنار ُخال ِ ِدين ُفِيها ُأبُدا ا ُذلِكُ ورضوا ُعنْه ُوأعد ُلم ُجن ٍ
ات َُتْ ِري ُحتْتها ْ ْ
ُ ا ْلف ْوزُا ْلعظِيمُ}.
حيثُأثنىُاهللُتعاىلُفيهاُعىلُمنُاتبعُالصحابةُ،ووعدهُبالرضوانُعىلُ
ُ اتباعهُ،فدلُعىلُأنُفِعلهُحممودُوصوابُ.
ِ
ُالبدعُمنُاألشاعرةُواملعتزلةُوأكثرُأهلُالكالمُ وخالفُيفُذلكُأهل
ُ ِ
فقالواُعنُماُهذاُسبيلهُمنُأقوالُالصحابةُ:
ليس ُبِحجة ُمطل اقاُ ،وبعضهم ُقبِله ُيف ُأحوالُ ،وهم-بحمد ُاهلل-
ُ حمجُوجُونُبامُتقدم.
76
املسألة ُالثانية ُُ /عن ُحكم ُإحداث ٍ
ُقول ُجديد ُيف ُاملسألة ُخارج ُعنُ
ُ أقوالُالصحابة-ريضُاهللُعنهمُ.-
ُ وصورةُذلكُ:
ْ
أن ُيكون ُللصحابة-ريض ُاهلل ُعنهم-يف ُمسألة ُرشعية ُقوالنُ ،والُ
ُ يوجدُعنهمُغريُهذينُالقولني.
ِ
ُ ا
ثُيفُنفسُاملسألةُقوالُثال اثا؟ُ. نُجاءُبعدهمُأنَُي ِد
ْ فهلَُيوزُمل
قال ُأبو ُاحلسن ُاألشعري-رمحه ُاهلل-يف ُكتابه ُ"رسالة ُإىل ُأهل ُالثغر"ُ
ُ (ص:)307-306:
ُأن ُُيرج ُعن ُأقاويل ُالسلف ُفيام ُأمجعوا ُعليهُ ،وعامُ ٍ
ُألحد ْ ال َُيوز
ُ اختلفواُفيهُ،أوُيفُتأويله؛ُألنُاحلقُالَُيوزُ ْ
أنُُيرجُعنُأقاويلهم.ـها
وجاء ُيف ُ"رشح ُالكوكب ُاملنري" ُ(ُ )264ُ /2وهو ُِمن ُكتب ُاألصولُ
ُ عندُاحلنابلة:
ٍ
وإذاُكانُجمتهدوُعرص ُاختلفوا ُيفُمسألةُعىلُقولنيُحرم ُإحداثُقولُ
ثالثُمطل اقاُعندُاإلمامُأمحدُ،وأصحابهُ،وعامةُالفقهاء.ـها
77
بل ُقد ُقال ُاإلمام ُأمحد ُبن ُحنبل-رمحه ُاهلل-عن ُإحداث ُقول ُجديدُ
ُ خارجُعنُأقاويلُالصحابةُيفُاملسألةُ:
ُ هذاُقولُخبيثُ،قول ِ
ُأهلُالبدع.ـها
حيثُقالُالقايضُأبوُيعىلُالفراءُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"العدةُيفُ
ُ أصولُالفقه"ُ(:)1059ُ/4
ُ وقدُنصُأمحد-رمحهُاهلل-عىلُهذاُيفُروايةُعبدُاهللُوأيبُاحلارثُ:
ْ
ُأمجعواُ،لهُأنُ ْ
نُأقاويلهمُ،أرأيتُإن "يفُالصحابةُإذاُاختلفواُملُُيْر ِ
جُم
ْ
ُخبيثُ،قولُأهلُالبدعُ،الُينبغيُأن ُُيرجُ ُي ِ
رجُمنُأقاويلهم؟ُهذاُقول
ُ ِمنُأقاويلُالصحابةُإذاُاختلفوا.ـها
ُ
بدُاهللُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُّ ثمُقالُاإلمامُأبوُبكرُع
س ِم ْعت ُس ْفيان ُيقول"ُ:ا ْلق ْرآن ُكالم ُاّلُِ،وم ْن ُقال ُخمْلوق ُفهو ُم ْبت ِدعُ،ملُْ
78
اهيم ُ ْبن ُعي ْينةُ :يا ُأبا ُحمم ٍد ُال ُتق ْل ُينْقصُ ،فغ ِضبُ،
فقال ُله ُأخوه ُإِبر ِ
ْ
ُ وقال"ُ:اسك ْتُياُصبِىُ،ب ْلُحتىُالُيبق ِ
ىُمنْهُش ْىء"]ُ. ْ ُّ ْ
الرشح-:
ِ
هذاُاملقطعُمنُكالمُاملصنِّف-رمحهُاهلل-عدةُأمور: ويفُ
ُ األمرُاألولُ:
أن ُالقرآن ُكالم ُاهلل-جل ُوعال-تكلم ُبِه ُحقيقةُ ،ونزل ُإلينا ُِمن ُعندهُ
سبحانه.
كالمُاهلل-عزُوجلُ-ووحيهُوتنزيلهُ،كيفُقرئُ،وكيفُكتبُ،وحيثُ
عليهُالسالم-وبلغهُإىلُحممدُصىلُاهللُعليهُوسلمُ،فبلغهُحممدُصىلُاهللُ
ُ عليهُوسلمُإىلُأمته.
وقد ُدل ُعىل ُهذاُ :كتاب ُاهلل ُتعاىلُ ،وسنة ُنب ِّيه ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلمُ
ُ الصحيحةُ،وأقوالُالصحابة-ريضُاهللُعنهمُ،-وإمجاعُالسلفُالصالح.
79
ُسورةُبراءةُآمرا ُنبيهُصىلُاهللُعليهُ
ا ُأماُالقرآنُ ،فقدُقالُاهللُتعاىلُيف
ُاستجارك ُفأ ِج ْره ُحتىُي ْسمع ُكالم ُاّلُِثمُ وسلم{ُ :وإِ ْن ُأحد ُِمن ُا ْمل ْ ِ ِ
رشكني ْ
ُ أبْلِ ْغهُم ْأمنهُذلِكُبِأَُّن ْمُق ْومُالُي ْعلمونُ}.
ُ وهذهُاآلية:
ِ
القرآنُمنُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُ رصَيةُيفُأنُاملرشكُالذيُيسمعُ
ُ إنامُيسمعُكالمُاهللُتعاىل.
اُالسنةُ ،فقدُأخرجُاإلمامُأمحدُ(ُ،)15192وأبوُداودُ(ُ،)4109
وأم ُّ
والرتمذيُ(ُ،)2849وابنُماجهُ(ُ)201عنُجابرُبنُعبدُاهلل-ريضُاهللُ
عنه-أنه ُقال«ُ :كان ُرسول ُاّلِ ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُي ْع ُِرض ُن ْفسه ُعىلُ
ُ وهوُحديثُصحيح.
ُ وحممدُعيلُآدمُاإلثيويب.
80
وأماُأقوالُالصحابةُ،فقدُأخرجُالبخاريُ(ُ)4141عنُعائشة-ريضُ
ُحينئِ ٍذ ُب ِريئةُ،
اهللُعنها-أَّناُقالتُيفُشأنُحادثةُاإلفك«ُ:واّل ُيعلم ُأين ِ
ْ ِّ
وأن ُاّل ُم ِّربئِي ُبِرباُء ِِتُ ،ول ِك ْن ُواّلِ ُما ُكنْت ُأظ ُّن ُأن ُاّل ُمن ِْزل ُِيف ُش ْأ ِينُ
و ْح اياُيتْىلُ،لش ْأ ِين ُِيفُن ْف ِيسُكانُأ ْحقر ُِم ْنُأ ْنُيتكلمُاّل ُِيفُبِأ ْم ٍرُ،ول ِك ْنُكنْتُ
فواّلِ ُماُرام ُرسول ُاّلِ ُصىل ُاّل ُعليْ ِه ُوسلم ُجمْلِسه ُوال ُخرج ُأحد ُِم ْنُ
ُ وقالُالبيهقيُعقبهُ:وهذاُإسنادُصحيح.ـها
ُ وصححهُ:ابنُخزيمة.
81
ُ وأماُاإلمجاعُ،عىلُأنُالقرآنُكالمُاهللُتعاىلُ،فقدُنقلهُ:
احلديث" ُ(صُ ،)57:وابن ُبطة ُيف ُ"اإلبانة ُالكربى" ُ(ُ ،)214ُ /5وابنُ
وعبدُالغنيُاملقديسُيفُ"عقيدته"ُ(ص،)49:وموفقُالدينُابنُقدامةُيفُ
ُ األصفهانية"ُ(صُ،)32:وُ"جمموعُالفتاوى"ُ(ُ،)401ُ/3وغريهمُ.
ُ األمرُالثاينُ:
ُ ِ
والذيُمنهُالقرآن-ليسُبمخلوق.أنُكالمُاهللُتعاىل-
ُ والسنةُ،وإمجاعُالسلفُالصالح.
وقدُدلُعىلُذلكُالقرآنُّ ُ،
82
أماُالقرآنُ ،فقدُقالُاهللُتعاىلُيفُسورةُاألعرافُيفُشأنُنفسه{ُ :أُال ُلهُ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذهُاآليةُ:
ُ ِ
وهوُفعلهُ،واألمرُشي ائاُآخرُ،وهوُقوله.
ُ فدلتُهذهُاآلية:
سبحانه{ُ:كن}.
وأمحد ُبن ُحنبلُ ،ونعيم ُبن ُمحادُ ،وحممد ُبن َُييى ُّ
ُالذهيلُ ،وأبو ُحاتمُ
ُ الرازيُ،وغريهمُ،قولُاجلهميةُواملعتزلةُأنُالقرآنُخملوق.
83
هُإذاُكانُالقرآنُأمراُ،وهوُقسيمُللخلقُ،صارُغريُخملوقُ،ألنهُلوُ
ا ألن
ُ قالهُالعالمةُالعثيمني-رمحهُاهلل.-
ُ ِْ
اإلنْسانُ}.
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذهُاآليةُ:
ِ
لمهُوخلقهُ،فجعلُالقرآنُمنُعلمهُ،وجعلُ ِ
قُبنيُع أن ُاهللُتعاىلُفر
ُ ِ
هُوالذيُمنهُالقرآنُغريُخملوق.اإلنسانُخلقهُ،فدلُعىلُأنُعلم
آنُم ِ
نُعلمُاهللُسبحانهُقوله-عزُ ُشأنه-يفُسورةُالرعدُ ويؤكِّدُأن ُالقر ِ
عن ُالقرآن{ُ :وكذلِك ُأنْز ْلناه ُحك اُْام ُعربِيما ُولئِ ِن ُاتب ْعت ُأ ْهواءه ْم ُب ْعدماُ
ُأيضا ُرد ُاإلمام ُأمحد ُبن ُحنبل ُوغريه ُ ِمن ُاألئمة ُقولُ
وهبذه ُاآلية ا
ُ اجلهميةُواملعتزلةُأنُالقرآنُخملوق.
84
ُالسلمية-ريض ُاهلل ُعنها-عند ُاإلمام ُمسلم ُيفُ
خولة ُبنت ُحكيم ُّ
"صحيحه"ُ(ُ)2708أَّناُسمعتُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلمُيقولُ:
ِ ِ ِ ِ ِ
«م ْنُنزلُمن ِْز االُثمُقالُ:أعوذُبِكلامتُاهللُالتاماتُم ْن ِّ
ُرشُماُخلقُ،ملُْيرضهُ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديثُوأشباههُ:
أن ُاهللُتعاىلُقدُحرمُاالستعاذةُباملخلوقاتُ،بلُجعلهاُرشكااُ،وعابُ
أهلهاُوذمهمُوتوعدهمُبالعذابُ،ولوُكانتُكلامتهُخملوقةُلكانُرسولهُ
ُ صىلُاهللُعليهُوسلمُيدعوُأمتهُإىلُماُهوُرشكُظاهرُ،وهذاُباطل.
ُ ِ
صفةُمنُصفاتهُاجلليلة.
ِ
وقدُاحتجُغريُواحدُمنُأئمةُالسلفُالصالحُهبذاُاحلديثُوأمثالهُعىلُ
ُ إبطالُقولُاجلهميةُواملعتزلةُأنُالقرآنُخملوق.
ُ ِمنهمُ:البخاريُ،وشيخهُنعيمُبنُمحاد.
ُ وأماُإمجاعُالسلفُالصالحُعىلُأنُالقرآنُغريُخملوقُ،فقدُنقله:
85
ُالسنة" ُ(صُ ،)81:وحرب ُالكرماين ُيف ُرسالته ُيفُ
املزين ُيف ُ"رشح ُّ
"السنة" ُ(صُ ،)64:وابن ُأيب ُزيد ُالقريواين ُيف ُ"اجلامع" ُ(صُ،)107:
ُّ
واآلجريُيفُ"الرشيعة"ُ(ُ،)489ُ/1وأبوُبكرُاإلسامعييلُيفُ"اعتقادُأئمةُ
احلديث" ُ(صُ ،)57:وابن ُبطة ُيف ُ"اإلبانة ُالكربى" ُ(ُ ،)214ُ /5وابنُ
وعبدُالغنيُاملقديسُيف ُ"عقيدته"ُ(ص،)49:وموفقُالدينُابنُقدامةُيفُ
ُ األصفهانية"ُ(صُ،)32:وُ"جمموعُالفتاوى"ُ(ُ،)401ُ/3وغريهمُ.
ُ وقدُخالفُأهلُالسنةُيفُالقرآنُعدةُفِرق:
ُّ
ُ ُِ
الفرقةُاألوىلُ:اجلهمية.
ا
ُأصالُ ،ويقولون ُعنُ ومذهبهمُ :أن ُاهلل ُتعاىل ُال ُيُوصف ُبالكالم
86
ُ الفرقةُالثانيةُ:املعتزلة.
ُ ِ
أوُيفُغريمهاُمنُاملخلوقاتُ،وسامهُكال اما.
ُ فيقولونُمثالُعنُقولُاهللُتعاىل{ُ:وكُلمُاّلُموسىُتكْلِياماُ}ُ:
ا
ُ ِ
وقولمُهذاُمنقوضُمنُجهتني:
ُ {تكليام}ُوهذاُيؤكِّدُحقيقةُالكالم.
اُ وأُ ُكِ ُِ
دُالفعلُ{كلم}ُباملصدرُ
ألن ُكلُعاقلُإذاُسمعُإضافةُالكالمُإىلُمتكلمُملُيذهبُذهنهُإالُإىلُ
ُ أنهُكالمهُ،وقالُ:هذاُكالمُفالنُ،وأخذُينقلهُعنهُ،وينسبهُإليه.
ُ الفرقةُالثالثةُ:األشاعرة.
87
ومذهبهمُ :أن ُالقرآن ُليس ُبكالم ُاهللُ ،وإنُام ُهو ُعبارة ُعن ُكالم ُاهللُ
ُ تعاىلُ،وداللةُعليه.
امُهوُتعبريُعنُكالمُاهللُ،وليسُبكالمُاهللُحقيقةُ،بلُجمازاُ،
ا يعنيُ :إن
عربةُعنُتلكُ
ألن ُاحلروفُتسمىُكال اماُ،فاملعنىُكالمُاهللُ،واحلروفُم ِّ
ُ املعاين.
ُ الفرقةُالرابعةُ:الكُّالبية.
ومذهبهمُ :أن ُهذه ُاحلروف ُحكاية ُعن ُكالم ُاهللُ ،وليست ُِمن ُكالمُ
ُ اهلل.
ُ ُِ
وخالصةُمذهبُهاتنيُالفرقتنيُ:
أنُكالمُاهللُمعنىُقائمُيفُنفسُالربُسبحانهُ،ألقىُهذاُاملعنىُيفُر ْوعُ
ا
ُإنجيالُ، جربيل-عليه ُالسالمُ ،-وعرب ُعنه ُجربيل ُبالّسيانية ُفس ِّمي
ِ
عرفُعنُأحدُقبلهمُ،الُمنُفجعلوا ُمسمىُالكالمُمعنىُ،وهذاُالُي
ِ
أهلُاللغةُ،والُمنُغريهمُ،بلُالكالمُوالقولُواحلديثُإذاُذكرُفإنامُيرادُ
ُ بِهُ:املعنىُمعُاللفظ.
88
وقدُقال ُاإلمام ُابنُتيمية ُــُرمحه ُاهلل ُ ـ ُ ُكامُيفُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ/7
ُ ُ)134م ا
بطالُهذياَّنمُهذا:
ِ
نُاخللقُ،منُاألنبياءُأوُ ِ
كرُاهللُيفُكتابهُعنُأحدُمويفُاجلملةُ:حيثُذ
أتباعهم ُأو ُمكذبيهم ُأَّنم ُقالواُ ،ويقولونُ ،وذلك ُقولمُ ،وأمثال ُذلكُ،
ُ فإنامُيعنيُبِهُاملعنىُمعُاللفظُ.
فهذا ُاللفظُ ،وما ُترصف ُِمنه ُِمن ُفعل ُماض ُومضارع ُوأمر ُومصدرُ
واسم ُفاعل ُِمن ُلفظ ُالقول ُوالكالم ُونحومهاُ ،إنام ُيعرف ُيف ُالقرآنُ
والسنة ُوسائر ُكالم ُالعرب ُإذا ُكان ُلف اُظا ُومعنىُ ،وكذلك ُأنواعهُ
ُّ
ُ كالتصديقُوالتكذيبُواألمرُوالنهيُوغريُذلكُ.
ُ نُأنَُيُىص.ُِ
هُأكثرُم ُْاُجحدهُ،فإنُ
وهذاُماُالُيُمكنُأحداُ ُْ
وملُيكنُيفُمسمُىُ"ُالكالمُ"ُنزاعُبنيُالصحابةُوالتابعنيُلمُبإحسانُ
ُِ
والُمنُأهلُالبدعةُ،بلُأوُلُمُنُعُرفُيفُ نُأهلُالسنةُ،
ُّ ُ وتابعيهمُِ ُ ،
الُم
اإلسالمُأنُهُجعلُمسمُىُالكالمُاملعنىُفقطُ،هوُعبدُاهللُبنُسعيدُبنُ
كُالُبُوهوُمتأخرُ،يفُزمنُحمنةُأمحدُبنُحنبلُ،وقدُأنكرُذلكُعليهُعلامءُ
89
ُِ
عرفهُأحدُمنُالصحابةُوالتابعنيُوتابعيهمُ،حتىُجاءُمُنُقالُفيهُآدمُُ،ملُيُ
ُ ُِ
ُملُيسبقهُإليهُأحدُمنُاملسلمنيُوالُغريهم.ـها اُ
قوال
ُ األمرُالثالثُ:
ُ ُِ
بقىُمنهُيشء.ُاإليامنُقولُوعملُ،يزيدُوينقصُحتىُالُيِ
ُ أن
وقدُتقدمُالكالم ُعىلُاإليامنُ،وأنهُقولُوعملُ،يزيدُوينقصُ،وملُيُبقُ
ُ إالُالتعليقُعىلُقولُاملصنِّف-رمحهُاهلل:-
ُ ِ
ُاإليامنُينقصُحتىُالُيبقىُمنهُيشء]ُ.[ُأن
وقدُنقلهُاملصنِّفُأبوُبكراحلميدي-رمحهُاهلل-عنُاإلمام ُالثقةُالثبتُ
ُ سفيانُبنُعيينةُمُفتيُاحلجاز-رمحهُاهلل.-
ُ وقدُأسندهُأيضاُعنُاحلُميديُعنُسفيانُبنُعيينة:
ا
ابنُبطةُيفُ"اإلبانةُالكربى"ُ(ُ،)1155والاللكائيُيفُ"ُرشحُأصولُ
ُ اعتقادُأهلُالسنةُواجلامعة"ُ(.)1754
ُّ
وأخرجهُأيضاُابنُاألعرايبُيفُ"معجمه"ُ(ِ 436
)ُ،منُطريقُآخرُعنُ ا
ُ سفيانُبنُعيينة.
90
وجاء ُنحوه ُعن ُمجع ُِمن ُاألئمة ُُ ،كاألوزاعي ُإمام ُأهل ُالشام-رمحهُ
ُ اهلل.-
وقد ُأخرجه ُأبو ُالعباس ُاألصم ُيف ُ"جزئه" ُ(ُ ،)292والاللكائي ُيفُ
أهلُالسنةُواجلامعة"ُ(ُِ 1740
)ُ،منُطريقُالعباسُ ُّ "رشحُأصولُاعتقادُ
وينُ ،قالُ :نا ُأبو ُقدامة ُاجلب ْي ِيلُ ،قالُ :سمعت ُعقبة ُبنُ
بن ُالوليد ُالب ْري ِ
ُ وجاءُأيضاُعنُاإلمامُإسحاقُبنُراهويه-رمحهُاهلل.-
اُ
فقالُإسحاقُبنُمنصورُالكوسج-رمحهُاهللُ-يفُ"مسائلهُعنُاإلمامنيُ
ُ أمحدُبنُحنبلُوإسحاقُبنُراهويه"ُ(:)3538
قالُإسحاقُ:اإليامنُقولُوعملُ،يزيدُوينقصُ،ينقصُحتىُالُيبقىُ
ُ ُِمنهُيشء.
ُ قالُإسحاقُبنُمنصورُ:وأناُأقولُهبا.ـها
ُ اُعنهُاخلاللُيفُ"السنة"ُ(ُ1011وُُ.)1048
ُّ وأسندهُأي اض
91
ُ يفُكتابهُ"رشحُالسنة"ُ(ص:)52:
ُّ وقالُاإلمامُالربهباري-رمحهُاهلل-
واإليامن ُبأن ُاإليامن ُقول ُوعملُ ،وعمل ُوقولُ ،ونية ُوإصابةُ ،يزيدُ
ُ ُِ
وينقصُ،يزيدُماُشاءُاهللُ،وينقصُحتىُالُيبقىُمنهُيشء.ـها
فاإليامنُينقصُبسببُاملعايصُوتركُالواجباتُحتىَُيصلُفيهُنقصُ
ِ
)ُواللفظُلهُ،منُكبريُجدا اُ،وقدُأخرجُالبخاريُ(ُ)7510ومسلمُ(193
حديثُأنس-ريضُاهللُعنهُ،-حديثُالشفاعةُالطويلُأنُالنبيُصىلُاهللُ
وأخرج ُالبخاري ُ(ُ )44عن ُأنس-ريض ُاهلل ُعنه-أنُ ُالنبي ُصىل ُاهللُ
ار ُم ْن ُقال ُال ُإَِل ُإِال ُاّلُ ،و ِيف ُق ْلبِ ِه ُو ْزنُ
عليه ُوسلم ُقالُ«ُ :يْرج ُِمن ُالنُ ِ
ار ُم ْن ُقال ُال ُإَِل ُإِال ُاّلُ،و ِيف ُق ْلبِ ِه ُو ْزن ُبر ٍةُ
ريُ،وُيْرج ُِمن ُالن ِ
ش ِعري ٍة ُِم ْن ُخ ْ ٍ
92
ار ُم ْن ُقال ُال ُإَِل ُإِال ُاّلُُ،و ِيف ُق ْلبِ ِه ُو ْزن ُذر ٍة ُِم ْنُ
ريُ ،وُيْرج ُِمن ُالن ِ
ِم ْن ُخ ْ ٍ
ُ خ ْ ٍُ
ري»ُ».
ثمُقالُالبخاريُعقبهُ:قالُأبانُ،حدثناُقتادةُ،حدثناُأنسُ،عن ُالنبيُ
ُ بالكلية.
ُ
بدُاهللُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُّ ثمُقالُاإلمامُأبوُبكرُع
الرشح-:
ِ
بأبصارهمُيفُالدارُاآلخرة.أيُ:برَيةُأهلُاإليامنُلرهبم-عزُوجلُ-
وقد ُقال ُاإلمام ُابن ُتيمية-رمحه ُاهلل-كام ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ/6
ُ :)501
وال ُخالف ُبني ُالقائلني ُبالرَية ُيف ُأن ُرَيته ُِمن ُأعظم ُكرامات ُأهلُ
ُ اجلنة.ـها
ُ
93
وهذهُالرَيةَُتحدهاُوتر ُّدهاُطوائفُالضُاللُعىلُعادَتاُ،فقدُردَتاُ
اُثابتةُبالقرآنُالعزيزُوالسنةُاملتواترةُ
ُّ اجلهميةُواملعتزلةُوالرافضةُمعُأَّن
وإمجاعُالسلفُالصالح.
ِ
ُ:فقدُقالُاهللُتعاىلُعنُوجوهُأهلُاإليامنُيفُالدارُاآلخرةُيفُ أماُالقرآن
فقوله ُتعاىل{ُ:ن ِ
ارضةُ}ُ،أيُ :حسنةُهب ِّيةُ،لاُرونقُونورُ،بسببُماُهيُ
عيمُوالّسور.
ُّ فيهُمنُالن
ِ
{إِىل ُر ِّهبا ُناظرةُ}ُ ،أيُ :تنظر ُإىل ِّ
ُرهبا ُبعيوَّنا ُالتي ُيف ُوجوهها ُالنرضةُ
ُ اجلميلة.
ِ
وقالُاهللُتعاىلُعنُالكفارُيفُاآلخرة ُيفُسورةُاملطففني{ُ:كالُإَِّن ْم ُع ْنُ
ُ بُالكافرينُعنُرَيةُرهبمُيومُالقيامة.
ِّ إحدامهاُ:إثباتُح ْج
ُ اإلشارةُإىلُرَيةُاملؤمننيُلرهبمُيومُالقيامة.
ِّ والثانيةُ:
ُ ووجهُذلك:
94
أنهُسبحانهُاماُحجبُالفجارُعنُرَيتهُعقوبةُ،دل ُعىلُأن ُاألبرار-
وقدُجاءُتفسريُهذهُالزيادةُيفُالسنةُالصُحيحةُ:بأَّناُالنظرُباألبصارُ
ُّ ُ
ُ إىلُرهبمُيفُاجلنة.
ِّ
ُاجلن ِة ْ
ُاجلنةُ، عنه-عنُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُأنهُقال«ُ:إِذاُدخل ُأ ْهل ْ
يقول ُاهلل ُتبارك ُوتعاىلُ :ت ِريدون ُش ْيئاا ُأ ِزيدك ْم؟ ُفيقولونُ :أل ْم ُتب ِّي ْضُ
ار؟ُقالُ:فيك ِْشف ْ ِ
ُاحلجابُ،فامُ اُاجلنةُ،وتنجن ِ
اُمن ُالن ِ ِّ وجوهنا؟ُأل ْم ُتدْ ِخ ْلن ْ
أ ْعطوا ُشيْئاا ُأحب ُإِليْ ِه ْم ُِمن ُالنظ ِر ُإِىل ُر ِّهبِ ْم ُعز ُوجلُ ،ثم ُتال ُه ِذ ِه ْ
ُاآليةُ:
وقالُتعاىلُيفُسورةُاألحزابُعنُحتيةُاملؤمننيُيومُيلقونهُسبحانه ُيفُ
ُ وقدُنقلُاألئمةُ:
95
اآلجُ ِّريُ،وابنُتيميةُ،وابنُقيمُاجلوزية-رمحهمُاهللُ،-وغريهمُ،إمجاعُ
ُ أهلُاللغةُعىلُأنُاللقاءُهاهناُالُيكونُإالُمعاينة.
اُالسنةُالنبويةُ،فاألحاديثُالتيُتثبتُهذهُالرَيةُكثريةُمستفيضةُ
وأم ُّ
ُ مشتهرةُ،بلُبلغتُحدُالتواتر.
ُ وقدُنصُعىلُتواترها:
اآلج ِّريُ،وأبوُعمروُالداينُ،وابنُتيميةُ،وابنُقيمُاجلوزيةُ،وابنُكثريُ،
وابن ُأيب ِ
ُالعز ُاحلنفيُ ،وحممد ُحياة ُالسنديُ ،وحممد ُاألمني ُالشنقيطي-
ُ رمحهمُاهلل.-
ِ
ظُابنُحجرُالعسقالين ُالشافعي-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُ وقالُاحلاف
ُ الباري"ُ(:)434ُ/13
ِ
رقُاألحاديثُالواردةُيفُرَيةُاهللُتعاىلُيفُاآلخرةُمجعُالدارقطنيُط
فزادت ُعىل ُالعرشينُ ،وتتبعها ُابن ُالقيم ُيف ُ"حادي ُاألرواح" ُفبلغتُ
ِ
الثالثنيُ،وأكثرهاُجيادُ،وأسندُالدارقطنيُعنَُييىُبنُمعنيُقالُ:عنديُ
ُ ِ
اُيفُالرَيةُصحاح.ـهاسبعةُعرشُحدي اث
ُ ِ
ومنُهذهُاألحاديث:
96
ما ُأخرجه ُالبخاري ُ(ُ ،)4581ُ ،7437ُ ،7439ُ ،6573ومسلمُ
(ِ 2968ُ،183-182
)ُ،منُحديثُأيبُهريرةُوأيبُسعيدُاخلدري-ريضُ
قالواُ:ال ُياُرسول ُاّلُِ،قال«ُ:ه ْل ُتض ُّارون ُِيف ُالقم ِر ُليْلة ُالبدْ ِر ُليْس ُدونهُ
ُ ٍُ
بمنازعةُومضايقة. أوُيرضكمُأحدُ،
وأخرجُالبخاريُ(ُ)7435واللفظُلهُ،ومسلمُ(ُ،)633عنُجريرُبنُ
عبد ُاهلل-ريض ُاهلل ُعنه-أن ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُقال«ُ :إِنك ُْمُ
ُ سرتونُربكم ِ
ُعياناا». ْ ْ
ُ وأمُاُاإلمجاعُ،فقدُنقله:
"السنة"ُ(صُ،)64-63:وابنُخزيمةُيفُ"التوحيد"ُ(ُ،)548ُ/2وابنُ
ُّ
"أصولُالسنة"ُ(صُ،)148-147:وأبوُاحلسنُاألشعريُنيُيفُأيبُزمنِ
ُّ
97
يفُ"رسالةُإىلُأهلُالثغر"ُ(صُ،)237:وأبوُبكرُاإلسامعييلُيفُ"اعتقادُ
(صُ،)80:وعبدُالغنيُاملقديسُيفُ"عقيدته"ُ(صُ،)41وابنُتيميةُكامُ
يفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(ُ،)512ُ/6وابنُقيمُاجلوزيةُيفُ"حاديُاألرواحُ
ُ إىلُبالدُاألفراح"ُ(ُ،)285ُ/2وغريهم.
ةُأصحابُرسولُاهللُعاكفونُ،وللسنةُوأهلهاُ
ُّ اهلل ُمنقطعونُ،وعىلُمسب
ِ
ُ حماربونُ،ولكلُعدوُهللُورسولهُودينهُمساملون.ـها
ُ أهلُالعلمُأَّنمُقالواُ:
98
ُ «منُردُهذهُاألخبارُفقدُكفر»ُ.
ُ ُوقالُاإلمامُأمحدُبنُحنبل-رمحهُاهللُ:-
منُزعمُأنُاهللُالُيرىُيفُاآلخرةُفقدُكفرُوكذبُبالقرآنُ،ورد ُعىلُ
ُ ْ
ستتابُفإنُتابُوإالُقتل.ـهااهللُتعاىلُأمرهُ،ي
ُ ُ:)486
ِ
ارُاآلخرةُفهوُ والذيُعليهُمجهورُالسلفُأن ُمنُجحدُرَيةُاهللُيفُالد
ِ
ُكانُمنُملُيبلغهُالعلمُيفُذلكُع ِّرفُذلكُكامُيعرفُمنُملُتبلغهُ ْ
كافرُ،فإن
ُ رشائعُاإلسالمُ،فإنُأرصُعىلُاجلحودُبعدُبلوغُالعلمُلهُفهوُكافر.ـها
ُ
ُقالُاإلمامُأبوُبكرُعبدُاهللُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُّ ثم
ِ احل ِديث ُِم ْثل{ُ:وقال ِ
[وماُنطقُبِ ِهُا ُْلق ْرآنُو ْ
تُا ْليهودُيدُاّلُم ْغلولةُغل ْ
تُ
99
يثُ،الُن ِزيد ُِف ِيهُ،والُنف ِّّسهُ،ن ِقفُعىلُمُاُ
احل ِد ِ وماُأ ْشبهُهذ ِ
اُمنُا ْلقر ِ
آنُو ْ ْ
ِ
ُ وقفُعل ْيهُا ْلق ْرآنُو ُّ
السنة.
ُ ُاستوى}.
ش ْ ونقول{ُ:الرُ ْمحنُعىلُا ْلع ْر ِ
الرشح-:
ِ
هذاُاملقطعُمنُكالمُاملصنِّف-رمحهُاهلل-يتعلقُبصفاتُاهللُتعاىل. و
لُرهبمُوعظمتهُ،عىلُحدُقولهُتعاىلُ
بلُيؤمنونُهباُعىلُوجهُيليقُبجال ِّ
ُيشء ُوهو ُالس ِميعُ
ْ
يف ُوصف ُنفسه ُيف ُسورة ُالشورى{ُ :ليس ُك ِم ْثلِ ِ
ه ْ
ُ فأثبتُسبحانهُلنفسهُيفُهذهُاآليةُ:
100
ِ
دُفيهامُ،والُيفُغريمهاُمنُ صفةُالسمعُوصفةُالبرصُ،ونف ْ
ىُأنُيامثلهُأح
ُ الصفات.
فإذاُسمعُأهلُالسنةُواحلديثُقولُرهبمُيفُكتابه{ُ:وقال ِ
ت ُا ْليهود ُيدُ ِّ ُّ
ُ اّلُِم ْغلولةُغل ْتُأيْ ِدهيِ ُْم}.
ُ قالواُ:
يفُهذهُاآليةُإثباتُأنُهللُتعاىلُيدا اُتليقُبجاللهُوعظمتهُ،الُتشبهُأيديُ
ُ املخلوقني.
ُ قالوا:
ُ يفُهذهُاآليةُإثباتُاليمنيُهللُتعاىلُ،وأَّناُيمنيُتليقُبجاللهُوعظمته.
ُ فر احاُبِت ْوب ِةُأح ِدك ْم ُِم ْنُأح ِدكُ ْمُبِضالتِ ِهُإِذاُوجدها».
ُ قالواُ:
101
يف ُهذا ُاحلديث ُإثبات ُصفة ُالفرح ُهلل ُتعاىل ُعىل ُما ُيليق ُبجاللهُ
ُ وعظمته.
ُ عازبُوأنسُبنُمالك-ريضُاهللُعنهم.-
ُ ُاستوى}.
ش ْ وإذاُسمعواُقولُرهبمُسبحانه{ُ:الرُ ْمحنُعىلُا ْلع ْر ِ
ِّ ُ
ُ سعيدُاخلدري-ريضُاهللُعنه.-
ُ قالواُ:
ٍُ
ُاهللُسبحانهُيفُالسامءُمستو ُعىلُ يفُهذهُاآليةُوهذاُاحلديثُإثباتُأن
ِ
نُقالُمنُالناسُ:وأماُم
102
إن ُاهللُيفُكلُمكانُ،أوُيفُقلوبُعبادهُاملؤمننيُ،أوُالُأدريُ،فقدُردُ
ُ وسلمُوأصحابهُوالتابعنيُُ.
جمتمعُعليهُبنيُأهلُالسنةُواحلديثُ،وقدُنقلُإمجاعهمُعليهُ
ُّ وهوُأصلُُ
ُ ِ
مجعُمنُاألئمةُ،منهمُ:
وابنُخزيمةُيفُ"التوحيد"ُ(ُ ،)26ُ/1وأبوُعثامنُالصابوينُُيفُ"اعتقادُ
ُالسنة"ُ
السلف ُأصحاب ُاحلديث" ُ(صُ ،)29-26:والبغوي ُيف ُ"رشح ُّ
(ُ،)171-168ُ/1وعبدُالغنيُاملقديسُيفُ"عقيدته"ُ(صُ،)19-17:
وابن ُتيمية ُ ُيف ُعدد ُِمن ُكتبهُ ،والذهبي ُيف ُكتابيه ُ"العرش" ُو ُ"العلو"ُ،
ُ وغريمها.
ُ (ص:)42-41:
103
ُأن ُيوصف ُاهلل ُبام ُوصف ُبِهُ
فالذي ُاتفق ُعليه ُسلف ُاألمة ُوأئمتها ْ
ِ
هُرسولهُصىلُاهللُعليهُوسلمُ،منُغريُحتريفُ،والُنفسهُ،وبامُوصفهُبِ
ِ
تعطيلُ،ومنُغريُتكييفُ،،والُمتثيلُ،فإنهُقدُعلم ُبالرشعُمعُالعقلُأنُ
اهللُتعاىلُليسُكمثلهُيشءُالُيفُذاتهُ،والُيفُصفاتهُ،والُيفُأفعالهُ،كامُ
وأخرجُالبيهقيُيفُكتابهُ"األسامءُوالصفات"ُ(ُ،ُ 304ُ/2رقمُ)865:
ُالسنُةُبِهُ
ت ُّ متوافِرونُنقولُ:إنُاّلُتعاىل ُِذكْره ُف ْوقُع ْر ِش ِهُ،ون ْؤ ِمن ُبِامُورد ْ
ُ وصححُإسنادهُ:ابنُتيميةُ،وابنُقيمُاجلوزيةُ،والذهبي.
ُ وجوُدهُ:ابنُحجُرُالعسقالين.
وأخرج ُالاللكائي ُيف ُ"رشح ُأصول ُاعتقاد ُأهل ُالسنة" ُ(ُ )740عنُ
ُ حممدُبنُاحلسنُالشيباينُصاحبُأيبُحنيفة-رمحهامُاهلل-أنهُقال:
104
اتفق ُالفقهاء ُكلهم ُِمن ُاملرشق ُإىل ُاملغرب ُعىل ُاإليامن ُبالقرآنُ
واألحاديثُالتيُجاءُهباُالثقاتُعنُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلم ُيفُ
ُ صفةُالرب-عزُوجلُ-منُغريُتغيريُ،والُوصفُ،والُتشبيه.ـها
ُ وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-عنُهذاُالقول:
ُ ثبت.ـها
ُ وهناُمسألتان:
ُ املسألةُاألوىلُُ/عنُبعضُالقواعدُاملتعلقةُببابُالصفات.
ُِ
ومنُهذهُالقواعد:
ُ أدلةُإثباتُالصفاتُهيُنصوصُالقرآنُوالسنةُالصحيحة.
ُّ ا
أوالُ:
ُ وهذاُمعنىُقولُأهلُالعلم"ُ:نصوصُالصفاتُتوقيفية".
وهذهُالقاعدةُجمُمعُعليها.
105
ُ وبنحوهُقالُاحلافظُالذهبي-رمحهُاهللُ،-وقدُنسيتُمصدرهُاآلن.
ُ ُ:)472
ولذاُكانُاألئمةُاألربعةُوغريهمُيرجعونُيفُالتوحيدُوالصفاتُإىلُ
ُ القرآنُوالرسولُ،الُإىلُرأيُأحدُ،والُمعقولهُ،والُقياسه.ـها
وقالُاإلمامُأمحدُبنُحنبل-رمحهُاهلل-كامُيفُ"الفتوىُاحلمويةُالكربى"ُ
ُ (ص:)265ُ:
فُبِهُنفسهُ،أوُبامُوصفه ُ ُبِهُرسولهُصىلُاهللُ
الُيُوصفُاهللُإالُبامُوص ُ
ُ عليهُوسلمُ،الُيتجاوزُالقرآنُ،واحلديث.ـها
وقال ُاإلمام ُأبو ُبكر ُاآلج ِّري-رمحه ُاهلل-يف ُكتابه ُ"الرشيعة" ُ(صُ:
ُ :)254-253
ُ ِ
شادُمنُالقولُوالعمل:-اعلمواُ-وفقناُاهللُوإياكمُللر
وبامُوصفهُبِهُرسولهُصىلُاهللُعليهُوسلمُ،وبامُوصفهُبِهُالصحابة-ريضُ
ُ ِ
ُ،وهذاُمذهبُالعلامءُمنُاتبعُوملُيبتدع.ـهااهللُعنهم-
106
ُ ثان اياُ:اإليامنُبالصفاتُيكونُعىلُوجهُاحلقيقةُالُاملجاز.
ُ ظاهرها".
ومعنى ُقول ُأهل ُالعلمِ "ُ :من ُغري ُحتريف ُوال ُتعطيل ُوال ُمتثيل ُوالُ
ُ تكييف".
ُ وهذهُالقاعدةُجممعُُعليها.
حيثُقالُاحلافظُابنُعبدُالرب ُاامالكي-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"التمهيد"ُ
(ُ:)145ُ/7
وأماُأهلُالبدعُواجلهميةُواملعتزلةُكلهاُواخلوارجُفكلهمُينكرهاُوالُ
َيملُشي ائ ِ
اُمنهاُعىلُاحلقيقةُ،ويزعمونُأنُمنُأقرُهباُمش ِّبهُ،وهمُعندُمنُ
أثبتهاُنافونُللمعبودُ،واحلقُفيامُقالهُالقائلونُبامُنطقُبِهُكتابُاهللُوسنةُ
ُ رسولهُ،وهمُأئمةُاجلامعة.ـها
107
كتابهُ"معاملُالسنن"ُ(ُ/4
ُّ وقالُالفقيهُأبوُسليامنُاخلطايب-رمحهُاهلل-يفُ
ُ ُ)331بعدُحديثُالنزول:
ْ
لفُوأئمةُالفقهاءُأن َُيرواُمثلُهذهُاألحاديثُعىلُ مذهبُعلامءُالس
ظاهرهاُْ ُ ،
وأن ُالُيريغوا ُلاُاملعاينُ ،والُيتأولوهاُ ،لعلمهمُبقصورُعلمهمُ
ُ عنُدركهاُ.
حدثناُالزعفراينُ،حدثناُابنُأيبُخيثمةُ،حدثناُعبدُالوهابُبنُنجدةُ
ُ احلوطيُ،حدثناُبقيةُ:عنُاألوزاعيُ،قالُ:
ُ كانُمكحولُوالزهريُيقوالن«ُ:أمرواُاألحاديثُكامُجاءت».ـها
ُ وقالُيفُكتابهُ"ُأعالمُاحلديث"ُ(ُ،ُ637ُ/1رقمُ)1145:عقبه:
ِ
هذاُاحلديثُوماُأشبههُمنُاألحاديثُيفُالصفاتُكانُمذهبُالسلفُ
ُ فيهاُاإليامنُهباُ،وإجراءهاُعىلُظاهرهاُ،ونفيُالكيفيةُعنها.ـها
ُ وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-يفُ"ُالرسالةُاملدنية"ُ(ص:)4ُ:
ُ السلفُ:أَّناَُتُْرُىُعىلُظاهرهاُ،معُنفيُالكيفيةُوالتشبيهُعنها.ـها
108
ِ
يفُكتابهُ"اخلطط"ُوقالُالعالمةُاملقريزيُالشافعيُاملرصيُ-رمحهُاهلل-
ُ (ُ:)356ُ/2
ُ ورأواُبأمجعهمُإجراءُالصفاتُكامُوردت.ـها
ُ باعتبارُالكيفيةُالتيُهيُعليها.
ويدلُعىلُقطعُالطمعُعنُإدراكُحقيقةُالكيفيةُقولُاهللُتعاىلُيفُسورةُ
ُ طه{ُ:والَُيِيطونُبِ ِه ِ
ُع ْل اُام}.
ُ ا ْلب ِ ُ
صريُ}.
وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-يفُ"الرسالةُاحلموية ُالكربى"ُ(صُ:
ُ ُ:)309-307
استوى} ُكيْفُ ربِيعة ُ ْبن ُأ ِيب ُع ْب ِد ُالر ْمح ِن ُع ْن ُق ْول ِ ِه{ُ :الرُ ْمحن ُعىل ُا ْلع ْر ِ
شُ ْ
ولُ ،و ِم ْن ُاّلُِ ُاالستِواء ُغ ْري ُجمْه ٍ
ولُ ،وا ْلكيْف ُغ ْري ُم ْعق ٍ ِ
استوى؟ ُقالْ :
ْ
ُ ولُا ْلبالغُا ُْملبِنيُ،وعل ْيناُالت ْص ِديقُ».
الرسالةُ،وعىلُالرس ِ
ِّ
109
ُ بيعةُمنُغريُوجه.
ُْ وهذاُالكالمُمرويُعنُمالكُبنُأنسُتلميذُرُ
ِمنهاُ :ما ُرواه ُأبو ُالشيخ ُاألصبهاينُ ،وأبو ُبكر ُالبيهقيُ ،عنَُييى ُبنُ
ِمن ُغري ُفهم ُملعناه ُعىل ُما ُيليق ُباهلل ُلـام ُقالوا"ُ :االستواء ُغري ُجمهولُ،
والكيف ُغري ُمعقول"ُ ،ولـامُ ُقالواِ "ُ :أم ُّروها ُكام ُجاءت ُبال ُكيف"ُ ،فإنُُ
ُ ا
جمهوالُ،بمنزلةُحروفُاملعجم. ٍ
االستواءُحينئذُالُيكونُمعلو اماُ،بلُ
وأيضاُ:فإنُهُالَُيتاجُإىلُنفيُعلمُالكيفيةُ،إذاُملُيُفهمُمنُاللفظُمعنىُ،
ا
ُ وإنُامَُيتاجُإىلُنفيُعلمُالكيفيةُإذاُأثبتتُالصفات.ـها
ُ أيضاُيفُكتابهُ"الصفدية"ُ(:)289ُ/1
وقال-رمحهُاهلل -ا
110
وكذلك ُسائر ُاألئمة ُقولم ُِمثل ُقول ُمالك ُينفون ُعلم ُاخللقُ
ُ بالكيف.ـها
ُ قلت:
)ُأيضاُ،وجوُدُإسنادهُاحلافظُابنُحجر ُالعسقالينُيفُ
والصفات"ُ( 867ا
ُ كتابهُ"فتحُالباري"ُ(.)407ُ/13
)ُأيضاُأثرُربيعةُبنُأيبُ
وخرجُالبيهقيُيفُ"األسامءُوالصفات"ُ( 868ا ُ
ِ
ةُيفُبابُالصفاتُفرقُعدة:املخالفونُألهلُالسن
ُّ
ُ الفرقةُاألوىلُ:اجلهمية.
ُ اهللُبخلقهُ،وتعدُُّدُاإلَل.
111
ُبالسلوب ُوالعدم ُاملحضُ ،فيقولون"ُ :ال ُحيُ،
وغالَتم ُيصفون ُاهلل ُّ ُ
ُ والُقديرُ،والُعليم".
وبعضهمَُيمعونُيفُالنفيُبنيُالنقيضنيُفيقولون"ُ:الُحيُوالُميتُ،
ُ والُعاملُوالُجاهل"ُ.
الفرقةُالثانيةُ:املعتزلة.
وهؤالءُمشهورُمذهبهمُإثباتُاألسامءُ،لكنهمَُيعلوَّناُأعالماُحمضةُ
ا
ِ
اُمرتادفةُ،ومنهمُمنُيقولُ:إَّناُ ِ
ُ،ثمُمنهمُمنُيقولُ:إَّن ٍُ
لُعىلُمعانالُتد
ُ متباينة.
ُ وينفونُمجيعُالصفات.
ٍُ
ُبمعانُ فيلتقون ُمع ُاجلهمية ُيف ُنفي ُمجيع ُصفات ُاهلل ُتعاىلُ ،وتأويلها
ُ باطلةُ،خترجهاُعنُمرادُاهللُورسوله.
لكنُمنهمُمنُيقول"ُ:سميعُبالُسمعُ،وبصريُبالُبرص" ِ
ُ،ومنهمُمنُ ِ
ُ يقول"ُ:سميعُوليسُلهُصفةُالسمع".
ِ
نُنصوصُوإمجاعُمنُجهاتُ ويرد ُعىلُهاتنيُالطائفتنيُمعُماُتقد ِ
مُم ُّ
ُ ِ
كثريةُ،منها:
112
ِ
ُتوجدُذاتُمنُغريُصفاتُ،وماُالُوصفُلهُإنامُ ْ
ستحيلُأن ا
أوالُ :أنهُي
ُ هوُالعدم.
ُ ا
اُ،والُعقال.والُعر اف
ُ ِ
اُلامُمنُصفات.الواحدُأعدا اداُ،لكثرةُم
ُ والصفات.
ُِ
ُواحلسُ وهذا ُأمر ُمعلوم ُمشهور ُيف ُالنصوص ُالرشعيةُ ،والعقل
ُ ِ
يشهدانُلهُ،وأمثلتهُمنُالواقعُكثريةُجدا ا.
ُ الفرقةُالثالثةُ:األشاعرةُوااماتريدية.
ُ السيامُالصفاتُاخلربيةُ،ويردوَّناُإماُبالتفويضُأوُالتأويل.
ُ ويردُعىلُهاتنيُالطائفتنيُمعُماُتقد ِ
مُمنُنصوصُوإمجاعُبأمرين: ُّ
113
ُ أحدمهاُ:أنُالكالمُيفُالصفاتُكالكالمُيفُالذُات.
فكام ُأنكم ُتثبتون ُوجود ُذات ُال ُتشبه ُذوات ُاملخلوقنيُ ،فيلزمكمُ
ُ إثباتُصفاتُالُتشبهُصفاتُاملخلوقنيُ،وإالُتناقضتم.
ُ واآلخرُ:أنُالقولُيفُبعضُالصفاتُكالقولُيفُالبعضُاآلخر.
(:)299ُ/13
ِ ِِ
فإذاُكانُاملوصوفُتعاىل{ُ:ليْسُكم ْثله ْ
ُيشءُ}ُيفُذاتهُاملقدسةُ،فكذلكُُ
ثلُلاُ،إذُالُفرقُبنيُالقولُيفُالذاتُوالقولُيفُالصفاتُ، ِ
صفاتهُالُم
ْ
ُ وهذاُهوُمذهبُالسلف.ـها
الفرقةُالرابعةُ:املفوضة.
معانيهاُ ،وأن ُهذه ُاملعاين ُجمهولة ُال ُيعلمها ُأحدُ ،ويفوضون ُعلمها ُإىلُ
ُ اهلل.
114
ُ ويلزمُعىلُهذاُاملذهبُالباطلُلوازمُشنيعة.
ُ منها:
ا
أوالُ:أنُاهللُورسولهُقدُخاطباُالناسُبامُالُيعقلُوالُيعرفُوالُيدرىُ
معناه.
ِ
مواضعُكثريةُمنُ ثان اياُ :أنُالقرآُنُليسُبمُ ُبِنيُوالُ ِّ ُ
بني ُكامُوصفهُاهلل ُيف ُ
ُ كتابهُالعزيز.
ثال اثاَُ :تهيل ُالرشيعةُ ،إذ ُالعبادات ُواملعامالت ُعندهم ُب ُِّي ُنة ُاملعنىُ
ُ
ُبنُالزبريُاحلميدي-رمحهُاهلل:-
ُّ ثمُقالُاإلمامُأبوُبكرُعبدُاهلل
ُ ُاخلو ِ
ارجُ: ت ْ [وأ ْنُالُنقولُكامُقال ِ
ْسُ:شهاد ِة ُأ ْن ُال ُإَِل ُإِالُ اّلِ ُصىل ُاّل ُعليْ ِه ُوسلمُ «ُ:بنِى ِ
ُاإل ْسالم ُعىل ُمخ ٍ
115
اّل ُوأن ُحممدا اُرسول ُاّلُِ،وإِقا ِم ُالصال ِةُ،وإِيت ِ
اء ُالزك ِاةُ،وص ُْو ِم ُرمضانُ،
اُاحل ُّج ُفم ْن ُوجب ُعل ْي ِهُ،ووجد ُالسبِيل ُإِل ْي ِهُ،وجب ُعل ْي ِهُ ،وال َُيِبُ
وأم ْ
علي ِه ُِيف ُع ِ
ام ِه ُذلِك ُحتىُال ُيكون ُله ُِمنْه ُبدٌّ ُ،متىُأداه ُكان ُمؤ ِّد اياُ،وملُْيك ْنُ ْ
ِ
ري ِه ُإِذا ُأداهُ ،كام ُكان ُآثِ اام ُِيف ُالزك ِاةُ ،ألن ُالزكاة ُح ٌّق ُمل ْسلِ ِمنيُ
آثِ اام ُِيف ُت ْأ ِخ ِ
اُاحل ُّج ُفكان ُفِيام ُب ْينه ُوب ْني ُر ِّب ِه ُإِذاُأداه ُفقدْ ُأدىُ،وإِ ْن ُهو ُمات ُوهوُ
وأم ْ
اجد ُم ْستطِيع ُوملْ َُيج ُسأل ُالر ْجعة ُإِىل ُالدُّ نْيا ُأ ْن َُيجُ ،وَُيِب ُأل ْهلِ ِه ُأ ْنُ
و ِ
َي ُّجوا ُعنْهُ،ون ْرجوُأ ْن ُيكون ُذلِك ُمؤ ِّد اياُعنْهُ،كام ُلُ ْو ُكان ُعليْ ِه ُد ْين ُفق ِ ُ
يضُ
الرشح-:
116
ِ
هذاُاملقطعُمنُكالمُاملصنِّف-رمحهُاهلل-يفُ وسوفُيكونُالكالمُعنُ
ِس ِّتُوقفات:
ُالسنة ُواحلديثُ
الوقفة ُاألوىل ُُ /عن ُمذهب ُالسلف ُالصالح ُأهل ُّ
ومذهبُاخلوارجُيفُمرتكبُالكبرية.
السلفُالصاحُأهلُالسنةُواحلديثُالُيك ِّفرونُأهلُاإلسالمُُبمطلقُ
ُ املعايصُوالكبائرُ،وإنامُيقولونُعنُمرتكبُالكبريةُ:
هو ُمؤمن ُناقص ُاإليامنُ ،أو ُمؤمن ُعاصُ ،أو ُمؤمن ُبإيامنه ُفاسقُ
ُوإن ُشاء ُأدخله ُالنار ُبقدْ ر ُذنوبهُ ،لِيطهره ُهباُ ،ثم ُُيرجه ُمنهاُ
وكرمهْ ،
ُ بتوحيدهُفيدخلُاجلنة.
والتكفريُعندهمُإنامُيكونُبارتكابُاألشياءُالتيُدل ُالكتابُوالسنةُ
داللة ُواضحة ُعىل ُأَّنُا ُِمن ُنواقض ُاإلسالم ُومبطالتهُ ،ومتت ُيف ُحقُ
ُ املرتكبُرشوطُالتكفريُ،وانتفتُعنهُاملوانع.
117
وأماُاخلوارجُ،فإَّنمُيك ِّفرونُاملسلمُبارتكابهُلكبائرُالذنوبُ،حتىُولوُ
كانت ُكبرية ُواحدةُ ،وَيكمون ُعليه ُبأنه ُِمن ُاخلالدين ُيف ُجهنم ُبسببُ
ُ ِفعلهُللكبرية.
وقد ُدل ُعىل ُصحة ُمذهب ُأهل ُالسنة ُواحلديثُ ،وبطالن ُمذهبُ
ُ اخلوارجُ:القرآنُالعزيزُ،والسنةُالنبويةُالصحيحةُاملستفيضةُ،واإلمجاع.
ان ُِمنُ
أماُالقرآنُ ،فقد ُقالُاهلل ُتعاىل ُيف ُسورةُاحلجرات{ُ:وإِ ْن ُطائِفت ِ
ب ُا ْمل ْق ِسطِني ُإِنام ُا ْمل ْؤ ِمنون ُإِ ْخوة ُفُأ ْصلِحوا ُب ْنيُ ِ ِ
وأ ْقسطوا ُإِن ُاّل َُي ُّ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُاآليتنيُ:
أن ُاهلل ُسبحانه ُسامهم ُمؤمننيُ ،وجعلهم ُإخوةُ ،مع ُحصول ُاالقتتالُ
118
وقالُسبحانهُيفُسورةُالنساء{ُ:إِن ُاّل ُال ُي ْغ ِفر ُأ ْن ُي ْرشك ُبِ ِه ُوي ْغ ِفر ُماُ
ِ
ُ دونُذلِكُمل ْنُيشاءُ}.
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُاآليةُ:
ِ
ُاهللُتعاىلُجعلُمغفرةُسائرُالذنوبُمنُكبائرُوصغائرُحتتُاملشيئةُ أن
ُ ِّ
ْبُالرشكُفالُيغفره.
إالُذن
ُ فدلُعىلُأنُاملؤمنُالُيكفرُهبا.
وأماُالسنةُالنبويةِ ُ ،
فمنهاُماُأخرجهُالبخاريُ(ُ،)6443ومسلمُ(ُ)94
عن ُأيب ُذ ٍُّر-ريض ُاهلل ُعنه-أن ُرسول ُاهلل ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُقالُ:
ُ ِ
رشبُاخل ْمرُ».
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديث:
إن ُفيه ُإثبات ُدخول ُِمن ُزنا ُوِسق ُورشب ُاخلمر ُاجلنة ُإذا ُمات ُالُ
119
ُّ
نُكبائرُالذنوبُباإلمجاع. ِ
والزناُوالّسقةُورشبُاخلمرُم
ُ والذهبيُ،وابنُكثريُ،واأللباينُ،والوادعيُ،وغريهم
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديث:
ِ
هُأثبتُشفاعةُمنُشفاعاتُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُيومُالقيامةُ، إن
نُفعلُمنُأمتهُشي ائ ِ
ِ ِ
ُ اُمنُكبائرُالذنوب. وهيُشفاعتهُمل
والشفاعة ُلم ُتد ُّل ُعىل ُأَّنم ُمسلمون ُوليسوا ُبكفار ُكام ُزعمتُ
ُ اخلوارج.
ُ وأماُاإلمجاعُفقدُنقلهُ:
120
املزينُيفُ"رشحُالسنة"ُ(صُ ،)85:وابنُعبدُالربُ ُيفُ"التمهيد"ُ(ُ/17
رماينُيفُرسالتهُيفُ"السنة"ُ(صُ،)48: ِ
وحربُالك ُ 19وُ 22وُ،)49ُ/4
ُّ
والصابوين ُيف ُ"اعتقاد ُالسلف ُأصحاب ُاحلديث" ُ(صُ،)86:
واإلسامعييلُيفُ"اعتقادُأئمةُاحلديث"ُ(صُ،)64:وابنُأيبُزيدُالقريواينُ
يف ُ"اجلامع" ُ(صُ ،)111:وأبو ُاحلسن ُاألشعري ُيف ُ"رسالة ُإىل ُأهلُ
الثغر"ُ(صُ،)274والبغويُيفُ"رشحُالسنة"ُ(ُ،)117ُ/1والنوويُيفُ
"رشح ُصحيح ُمسلم" ُ(ُ ،)41ُ /2وابن ُتيمية ُكام ُيف ُ"جمموع ُالفتاوى"ُ
ُ (.)479ُ/6
ُ الطحاوية"ُ(ص:)316ُ:
ُمرتكبُالكبريةُالُيكفرُكفراُينقلُعنُ
ا أهلُالسنةُمتفقونُكلهمُعىلُأن
ةُبالكليةُ،كامُقالتُاخلوارجُ،إذُلوُكفرُكفراُينقلُعنُامللةُلكانُمرتدم اُ
ا املل
قبلُعفوُويل ُالقصاصُ،والَُتُريُاحلدودُيفُ
ِّ يقتلُعىلُكلُحالُ،والُي
بالرضورة ُِمن ُدين ُاإلسالمُ ،ومتفقون ُعىل ُأنه ُال ُُيرج ُِ
ُمن ُاإليامنُ
121
واإلسالمُوالُيُدخلُيفُالكفرُوالُيستحقُاخللودُمعُالكافرينُ،كامُقالتُ
املؤمننيُقالُتعاىل{ُ:ياُأ ُّهياُال ِذين ُآمنوا ُكتِب ُعل ُْيكم ُا ْل ِقصاص ُِيف ُا ْلقتْىلُ}ُ
ُ والقاذفُالُيُقتلُ،بلُيُقامُعليهُاحلُدُُ،فدُلُُعىلُأنُهُليسُبمرتد.ـها
ُ :)186
وأهلُالسنةُواجلامعةُمتفقونُعىلُأنهُالُيكفرُاملسلمُبمجردُالذنبُ،
ُّ
كام ُيقوله ُاخلوارجُ ،وال ُأنه ُُيرج ُِمن ُاإليامن ُبالكلية ُكام ُيقوله ُاملعتزلةُ،
ُ لكنُيُنقصُاإليامنُ،ويُمنعُكاملهُالواجب.ـها
122
الوقفةُالثانية ُُ /عنُحكمُتاركُأركانُاإلسالمُاخلمسةُالتيُصح ُعنُ
النبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُأنه ُقال ُيف ُشأَّنا«ُ :بنِي ِ
ُاإل ْسالم ُعىل ُمخ ٍ
ْسُ:
شهاد ِة ُأ ْن ُال ُإَِل ُإِال ُاّل ُوأن ُحممدا ا ُرسول ُاّلُِ ،وإِقا ِم ُالصال ِةُ ،وإِيت ِ
اءُ
ا
أوالُ :تارك ُالنُّطق ُبالشهادتني ُمع ُقدرته ُعىل ُالتلفظ ُهبام ُال ُيصحُ
ُ إسالمهُ،بلُالُيزالُعىلُكفرهُ،بإمجاعُأهلُالعلم.
ُ وقدُنقلُاإلمجاعُ:
القايض ُعياض ُاامالكي ُيف ُ"إكامل ُاملعلم ُبفوائد ُمسلم" ُ(-253ُ /1
وابن ُتيمية ُيف ُ"جامع ُاملسائل" ُ(59ُ /7وُ 61-61طبعةُ :دار ُعاملُ
الفوائد) ُويف ُ"جمموع ُالفتاوى" ُ(ُ ،)302ُ /7ويف ُ"درء ُتعارض ُالعقلُ
والنقل"ُ(ُ 7ُ/8وُُ،)13ُ/8وابنُقيمُاجلوزيةُيفُ"الطرقُاحلكمية"ُ(ُ/2
ُ ويفُ"عمدةُالقاريُرشحُصحيحُالبخاري"ُ(ُ،)110ُ/ُ1وغريهم.
123
ُ وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-كامُيفُ"جمموعُالفتاوى"ُ(:)609ُ/7
فأماُالشهادتانُإذاُملُيتكلُمُهبامُمعُالقُدرةُفهوُكافرُباتفاقُاملسلمنيُ،
كانُكافرا ُيفُالظاهرُدونُالباطنُ،
ا وأتباعهامُإىلُأنهُإذاُكانُمصدِّ اقاُبقلبهُ ،
وقدُتقدمُالتنبيهُعىلُأصلُهذاُالقولُ،وهوُقولُم ْبتدعُيفُاإلسالمُملُيقلهُ
ِ
أحدُمنُاألئمة.ـها
اُوإنكاراُلفرضيتهاُ
ا ثان اياُ :تاركُالصالةُوالصومُوالزكاةُواحلجُجحو اُد
كافر ُبإمجاع ُأهل ُالعلمُ ،وقد ُنُقل ُإمجاعهم ُعىل ُذلك ُأعداد ُغفرية ُِمنُ
نُخمتلِفُاملذاهبُواألزمان.
ُ ِ
الفقهاءُم
ألن ُجحدها ُوإنكارها ُيعترب ُتكذي ابا ُور مدا ُلآليات ُواألحاديث ُالدالةُ
ُ عىلُفرضيتهاُووجوهبا.
ُ :)105
124
منُملُيعتقدُوجوبُالصلواتُاخلمسُوالزكاةُاملفروضةُوصيامُشهرُ
ْ
ستتابُ،فإن ُتابُوإالُقتلُ،رمضانُوحجُالبيتُالعتيقُفهوُكافرُمرتدُ،ي
ُ باتفاقُأئمةُاملسلمنيُ،والُيغنيُعنهُالتكلمُبالشهادتني.ـها
صح ُعن ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُأنه ُقال«ُ :الع ْهد ُال ِذي ُب ْيننا ُوب ْينهمُ
ُ ِ
)ُ،وغريهمُ،منُحديثُبريدة-ريضُاهللُعنه.-وابنُماجهُ(1079
ُ والوادعيُ،وحممدُعيلُآدمُاإلثيويب.
ُ وقالُالعالمةُالشوكاين-رمحهُاهلل-يفُ"نيلُاألوطار"ُ(ُ:)363ُ/1
ُ صححهُالنسائيُ،والعراقي.ـها
125
وأخرجُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ)82عن ُجابر-ريضُاهللُعنه-أنهُقالُ:
ُالرش ُِ
كُ ِ
سمعت ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُيقول«ُ :إن ُب ْني ُالرج ِل ُوب ْني ِّ ْ
ُ وا ْلك ْف ِرُت ْركُالصال ُِة».
وصحُعنُعمرُبنُاخلطاب-ريضُاهللُعنه-أنهُقال«ُ:أماُإِنهُالُحظ ُِيفُ
أخرجهُمالكُيفُ"املوطأ"ُ(ُ،)93وعبدُالرزاقُيفُ"مصنفه"ُ(ُ 581وُ
ُ،)5010واملروزيُيفُ"تعظيمُقدر ُالصالة"ُ(ُ)927-923واللفظُلهُ،
ُ وابنُاألعرايبُيفُ"معجمه"ُ(ُ،)1942ُ-1941وغريهم.
ُ وقالُاحلافظُابنُعبدُالربُ-رمحهُاهللُ:-ثبت.ـها
ُ واحلظُهوُ:النصيب.
فيكونُاملعنىُ:أنهُالُنصيبُلهُيفُاإلسالمُالُقليلُوالُكثريُ،ألنهُنكرةُ
ُ والذيُالُنصيبُلهُيفُاإلسالمُهوُالكافر.
126
أخرجه ُالرتمذي ُ(ُ ،)2622وحممد ُبن ُنرص ُاملروزي ُيف ُ"تعظيم ُقدرُ
ُ الصالة"ُ(ُ،)948وُاحلاكمُيفُ"املستدرك"ُ(ُ،)12-11وغريهم.
وصححهُ :احلاكمُ،والنوويُ،وابنُتيميةُ،وابنُالعراقيُ،وابنُعالنُ،
واأللباين.
ُ وحسنهُ:ابنُحجرُاليتمي.
ُ وقالُاحلافظُالذهبي-رمحهُاهللُ:-إسنادهُصالح.ـها
ُ لهُ».
أخرجهُابنُأيبُشيبةُيفُ"مصنفه"ُ(ُ 7637وُُ،)30397واملروزيُيفُ
(ُ،)ُ8942ُ-8848وابنُبطةُيفُ"اإلبانةُالكربى"ُ(ُ،)888وغريهم.
ُ وقالُاحلافظُابنُعبدُالربُ-رمحهُاهللُ:-ثبت.ـها
وقالُالعالمةُاأللباين-رمحهُاهللُ:-إسنادهُحسن.ـها
ُ واحلكم"ُ(ُ)147ُ/1وُ"فتحُالباري"ُ(ُ21ُ/1وُ:)23
127
ُ وقالُأيوبُالسختياينُ:تركُالصالةُكفرُ،الُُيتلفُفيه.
ْ
وذهب ُإىل ُهذا ُالقول ُمجاعة ُِمن ُالسُلف ُواخللفُ ،وهو ُقول ُابنُ
ُ املباركُ،وأمحد-يفُاملشهورُعنهُ،-وإسحاق.
ُ وحُكُىُإسحاقُعليهُإمجاعُأهلُالعلم.
ُ وقالُحممدُبنُنرصُاملروزيُ:هوُقولُمجهورُأهلُاحلديث.ـها
ُ وقالُاإلمامُابنُتيمية-رمحهُاهلل-يفُ"رشحُعمدةُالفقه"ُ(:)95ُ/2
وألنُ ُهذاُإمجاعُالصحابةُ،قالُعمر-ريضُاهللُعنه-ام ِ
اُقيلُلهُ،وقدُ
ِ
خرجُإىلُالصالة«ُ:نعمُ،والُحظُيفُاإلسالمُملنُتركُالصالة»ُ،وهذاُقالهُ
ُ وقالُأيضاُ(:)58ُ/2
ا
ِ
ُملن ُترك ُالصالة» ُأرصح ُيشء ُيفُ
قول ُعمر«ُ :ال ُحظ ُيف ُاإلسالم ُ
ُ خروجهُعنُاملِلةُ،وكذلكُقولُابنُمسعودُ،وغريه.ـها
ُ هُأيضاُإمجا اع ِ
اُمنُالصحابة: ِ
ومنُعد ا
ُ ابنُقيمُاجلوزيةُ،وابنُبازُ،وابنُعثيمني.
128
وقال ُاإلمام ُابن ُق ِّيم ُاجلوزية-رمحه ُاهلل-يف ُأول ُكتاب ُ"الصالة"ُ
ُ (صُ:)5:
ال ُُيتلف ُاملسلمون ُأن ُترك ُالصالة ُاملفروضة ُعمدا ا ُِمن ُأعظمُ
الذنوبُ ،وأكرب ُالكبائرُ ،وأن ُإثمه ُعند ُاهلل ُأعظم ُِمن ُإثم ُقتل ُالنفسُ،
تعرضُ ِ
وأخذ ُاألموالُ ،ومن ُإثم ُالزناُ ،والّسقةُ ،ورشب ُاخلمرُ ،وأنه ُم ِّ
ُ ِ
خطهُوخزيهُيفُالدنياُواآلخرة.ـهالعقوبةُاهللُوس
واختلفُالفقهاء-رمحهمُاهلل-فيامَُيبُعىلُاحلاكمُجهتهُإذاُثبتُعندهُ
أنهُتاركُللصالة.
ُ نُتركهاُ،فإنُأبىُواستمرُعىلُتركهاُقتِل.
ْ ِ
ُيتوبُم ِم ْ
نهُأن
ِّ
بسُحتىُيموتُأوُيتوبُويصيل. وقالُأبوُحنيفةُوآخرونَُ:ي
ا
ااُوتكاسالُ.خمتلفُُفيهُبنيُأهلُ
راب اعاُ:تاركُالزكاةُوالصومُواحلجَُتاون
ُ العلم.
129
فمنهمُ:منُذهبُإىلُتكفريهُِ ُ،
ومنهمُمنُقالُ:ليسُبكافرُ،إالُأنهُفاسقُ ِ
مرتكب ُلذنب ُِمن ُأكرب ُالذنوبُ ،ومعصية ُ ِمن ُأشد ُاملعايصُ ،وهو ُعىلُ
ُ خطرُعظيمُجدمُاُإذاُلقيُاهللُعىلُمثلُهذاُاحلالُ.
ُ ِ
أكثرُالعلامءُمنُأهلُالفقهُواحلديث. وهوُقولُ
وقالُاحلافظُابنُرجبُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُالباري"ُ(ُ/1
ُ :)23
ِ
ُتركُالصالةُكفرُ،دونُغريهاُمنُاألركانُ، وأكثرُأهلُاحلديثُعىلُأن
ُ كذلكُحكاهُحممدُبنُنرصُاملروزيُوغريهُعنهم.ـها
ُ وأماُتركُغريُهذهُاملباينُاألربعةُفليسُبكفرُباإلمجاع.
حيثُقالُاحلافظُابنُرجبُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُالباري"ُ
ُ (:)24ُ/1
ِ
بقيةُخصالُاإلسالمُواإليامنُ،فالُُيرجُالعبدُبرتكهاُمنُاإلسالمُ فأمُا ُ
عند ُأهل ُالسنة ُواجلامعةُ ،وإنام ُخالف ُيف ُذلك ُاخلوارجُ ،ونحوهم ُِمنُ
ُ أهلُالبدع.ـها
130
الوقفةُالثالثةُ :عنُقضاءُتاركُفريضةُالصالةُعمدا اُحتىُُيرجُوقتهاُ،
ُ وهلُيقضيها.
ا
ااُوتكاسال ُحتىُُيرجُ
الُريبُأن ُتأخري ُالصالةُاملفروضةُعمدا اُوَتاون
وقتهاُ،حتىُولوُكانتُصالةُواحدةُ،ملِنُاملحرماتُالغليظةُ،واملنكراتُ
الكبريةُ ،حيث ُتوعد ُاهلل ُسبحانه ُمن ُفوت ُالصالة ُعن ُوقتها ُبوعيدُ
وقد ُفّس ُأصحاب ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُالسهو ُعن ُالصالة ُيفُ
ُ هذهُاآليةُبأنهُ:تأخريهاُعنُوقتها.
فثبتُعنُمصعبُبنُسعدُبنُأيبُوقاص-ريضُاهللُعنه-أنهُقال«ُ:ياُ
أخرجه ُأبو ُيعىل ُيف ُ"مسنده" ُ(ُ 704و ُُ ،)705واملروزي ُيف ُ"تعظيمُ
قدرُالصالة"ُ(ُ42وُُ،)34وغريمها.
131
ونص ُعىلُثبوتهُ :املنذريُ،وابنُق ِّيمُاجلوزيةُ،والبوصرييُ،واليثميُ،
واأللباين.
ِ
ُوهوُواد ُِمنُأوديةُجهنمُملنُأضاعُ
ٍ اُبالعذابُيفُغي
ٍّ وقالُتعاىلُمتوعِّدا
الصالة{ُ :فخلف ُِمن ُبع ِد ِهم ُخ ْلف ُأضاعوا ُالصالة ُواتبعوا ُالشهو ِ
اتُ ْ ْ ْ
ُ فس ْوفُي ْلق ْونُغ مياُإِالُم ْنُتابُوآمنُُوع ِملُص ِاحلاا}.
ون ِقل ُعن ُمج ٍُع ُ ِمن ُالسُلف ُالصالح ُِمن ُالصحابة ُفمن ُبعدهمُ :أنُ
ُ إضاعتهمُالصالةُإنامُكانتُبتأخريهمُإياهاُعنُمواقيتها.
أخرجه ُاملروزي ُيف ُ"تعظيم ُقدر ُالصالة" ُ(ُ ،)35وابن ُجرير ُيفُ
ُ ُ،)9111وأبوُنعيمُيفُ"احللية"ُ(ُ،)206ُ/4واحلاكمُ(.)3418
ُ وصححهُ:احلاكمُ،والذهبي.
132
وبني ُنبيهُصىلُاهللُعليهُوسلمُأن ُِفعلهاُيفُوقتهاُأحبُاألعاملُإىلُاهللُ
سبحانهُ ،فصح ُعن ُابن ُمسعود-ريض ُاهلل ُعنه-أنه ُقال«ُ :سأ ْلت ُالنبِيُ
ُ و ْقتِها»».
ُ أخرجهُالبخاريُ(ُ،)527ومسلمُ(.)85
وإذاُتركُاملسلمُشيئا ِ
اُمنُصالتهُاملفروضةُمتعمدا اُعنَُتاونُوكسلُ
ُ األربعةُأيبُحنيفةُ،ومالكُ،والشافعيُ،وأمحد.
ُ ِ
ومنُحكاه:
حممدُبنُنرصُاملروزيُيفُ"تعظيمُقدرُالصالة"ُ(ُ)966ُ/2وابنُعبدُ
الرب ُاامالكيُيفُ"االستذكار"ُ(ُ،)302ُ/1وأبوُبكرُاجلصاصُاحلنفيُيفُ
"رشحُخمترصُالطحاوي"ُ(ُ،)736ُ/1والنوويُالشافعيُيفُ"املجموع"ُ
ُ (ُ،)76ُ/3وموفقُالدينُابنُقدامةُاحلنبيلُيفُ"املغني"ُ(.)297ُ/2
133
وقد ُدل ُعىل ُوجوب ُقضاء ُالصالة ُعىل ُمُن ُتركها ُعمدا ا ُمع ُإيامنهُ
أو ا ُ
الُ -ما ُأخرجه ُالبخاري ُ(ُ ،)597ومسلم ُ(ُ ،)684عن ُأنس ُبنُ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديثُ:
فرطُأوىلُ
فرطُفالعامدُامل ُِّ
أنهُإذاُوجبُالقضاءُعىلُاملعذورُالذيُملُي ُِّ
بالوجوبُوأحرى.
ُِ
ومجع ُبني ُالنوم ُوالنِّسيان ُمع ُأن ُاحلاصل ُهو ُالنومُ ،الشرتاكهام ُيفُ
سقوطُاإلثمُ،حيثُوقعُالفواتُفيهامُبغريُإرادة.
ثانيااُ -ماُأخرجهُالبخاريُ(ُ،)556ومسلمُ(ُ،)608عنُأيبُهريرة-
ريض ُاهلل ُعنه-أن ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُقال«ُ :إِذا ُأ ْدرك ُأحدك ْمُ
ُ ُالص ْبحِ ُق ْبلُُأ ْنُت ْطلعُالش ْمسُف ْليتِمُصالتهُ»ُ ِ ِ
س ْجدةاُم ْنُصالة ُّ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديث:
134
أن ُالنبي ُصىلُاهلل ُعليه ُوسلمُاعترب ُصالتهُ ،مع ُوقوع ُأكثرها ُخارجُ
الوقتُ،وملُُيصُمتعمدا ِ
اُمنُناس.
عنه-أنه ُقال«ُ :قال ُِيل ُرسول ُاّلِ«ُ :ك ْيف ُأنْت ُإِذا ُكان ْت ُعل ْيك ُأمراءُ
يؤ ِّخرون ُالصالة ُع ْن ُو ْقتِها ُأ ْو ُي ِميتون ُالصالة ُع ْن ُو ْقتِها»ُ ،ق ْلتُ :فامُ
ت ْأمر ِين؟ ُقال«ُ :ص ِّل ُالصالة ُلِو ْقتِهاُ ،ف ِإ ْن ُأ ْدركْتها ُمعه ْم ُفصُ ِّل ُف ِإَّنا ُلكُ
ُ نافِلةُ»ُ».
)ُأيضاُعنُابنُمسعود-ريضُاهللُ
وأخرجُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ( 534ا
عنه-أنه ُقال«ُ :إِنه ُستكون ُعل ْيك ْم ُأمراء ُيؤ ِّخرون ُالصالة ُع ْن ُِميق ِاَتاُ
وُيْنقوَّنا ُإِىل ُرش ِق ُا ْمل ْوتىُ ،ف ِإذا ُرأيْتموه ْم ُقدُْ ُفعلوا ُذلِك ُفص ُّلوا ُالصالةُ
ِِ
ُ مليق ِاَتاُ،و ْ
اجعلواُصالتك ْمُمعه ْمُس ْبح اُة».
وقدُبينتُروايةُابنُحبانُ(ُ)1481أن ِ
هُمنُقولُرسولُاهللُصىلُاهللُ
عليهُوسلم.
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذينُاحلديثني:
135
أن ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُاعترب ُصالَتم ُمع ُاألمراء ُبعد ُخروجُ
وقتهاُ ،حيث ُجعلها ُلم ُنافلةُ ،ولو ُكانت ُالصالة ُبعد ُخروج ُوقتها ُالُ
ُ تصحُاماُجعلهاُنافلةُوسبحة.
راب اعاُ-ماُأخرجهُمسلمُ(ُ)681عنُأيبُقتادة-ريضُاهللُعنه-أنُالنبيُ
يص ِّل ُالصالة ُحتىَُيِيء ُو ْقت ُالصال ِة ُاأل ْخرىُ،فم ْن ُفعل ُذلِك ُف ْليص ِّلهاُ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديث:
فرطُغريُمعذورُ،ومعُهذاُأثبتُلهُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُ
أن ُامل ِّ
ُ صالةُ،معُأَّناُوقعتُخارجُالوقت.
136
ويف ُلفظ«ُ :يا ُأبه{ُ :الذين ُهم ُعن ُصالَتم ُساهون} ُأسهو ُأحدنا ُيفُ
صالتهُحديثُنفسه؟ُقالُسعدُ:أوُليسُكلناُيفعلُذلك؟ُولكنُالس ْهيُ
ُ عنُصالتهُ:الذيُيصليهاُلغريُوقتهُ،فذلكُالساهيُعنها».
وأخرجهُاملروزيُيفُ"تعظيمُقدرُالصالة"ُ(ُ42وُ.)34
ُ حسن.ـها
وقال ُاإلمام ُابن ُقيم ُاجلوزية-رمحه ُاهللُ :-ثبت ُعن ُسعد ُبن ُأيبُ
ُ وقاص.ـها
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُاآلية:
أنُاهللُسامُهمُمصلنيُمعُإخراجهمُلاُعنُوقتهاُعمدا اُ،وهذاُيدلُعىلُ
ُ أنُخمُرجهاُعنُالوقتُعمداُاُالُيكفرُ،وأَّناُتُقىضُ.
وأما ُاملصنف-رمحه ُاهلل-فقد ُخالف ُما ُعليه ُعامة ُأهل ُالعلم ُِمنُ
وجوبُالقضاءُفقالُيفُرسالتهُهذه:
137
[فأماُثالث ُِمنْهاُفالُتناظِ ْرُت ِ
اركهُ،م ْنُملُْيتشهدْ ُ،وملُْيص ِّلُ،وملُْيص ْمُ،ألنهُ
يطِ ِه ُِف ِيهُع ِ
َُي ِزئُم ْنُقضاهُب ْعدُت ْف ِر ُ ِِ الُيؤخرُيشء ُِ
امدا اُ ُم ْنُهذاُع ْنُو ْقتهُ،وال ْ
ُ ع ْنُو ْقتِ ُِه]ُ.
ُ ِ
وتابعهُعىلُذلكُبعضُالفقهاءُمنُاملتأخرين.
واحلقُوالصوابُهوُقولُعامةُأهلُالعلمُ،والذيُحُكيُعليهُاإلمجاعُ
ِ
اُ،اماُتقد ِ
ملُأذكرهاُاختصاراُ،وبسبُ
ا ةُ،وبقيتُأدلةُأخرىُنُأدلمُم أيض
ا
ُ ضيقُالوقت.
ُ ِ
عنُقضاءُتاركُيشءُمنُصومُرمضانُعمدا ا.الوقفةُالرابعةُ:
أن ُتارك ُيشء ُِمن ُالصوم ُعمدا ا ُال ُيقيضُ ،ألنه ُال ُينفعه ُالقضاءُ ،والُ
َيزئُعنه.
ويدلُعىلُوجوبُقضاءُالصومُماُأخرجهُالبخاريُ(ُ،)1953ومسلمُ
صىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُفقال ْتُ :إِن ُأ ِّمي ُمات ْت ُوعل ْيها ُص ْوم ُش ْه ٍرُ ،فقالُ:
138
ضينه؟»ُقال ْتُ:نع ْمُ،قال«ُ:فد ْين ُاّلُِ
ت ُل ْو ُكان ُعل ْيهاُد ْين ُأكن ِْت ُت ْق ِ ُ
«أرأي ِ
ْ
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديث:
أن ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُشبه ُحق ُاهلل ُتعاىل ُبحقوق ُاآلدمينيُ،
ُ وحقوقُاآلدمينيُتقىض.
ُ ِ
ومنُنقله:
ابنُعبدُالربُيفُ"االستذكار"ُ(ُ،)101ُ/1وابنُبطالُيفُ"رشحُصحيحُ
البخاري"ُ(ُ،)121ُ/2وموفقُالدينُابنُقدامةُيفُ"املغني"ُ(ُ،)365ُ/4
ُ واحلطابُيفُ"مواهبُاجلليل"ُ(.)448ُ/2
وقالُاحلافظُابنُرجبُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"فتحُالباري"ُ(ُ/3
ُ :)366
ٍُ
ُوجه ُفيهُ وال ُيعلم ُيف ُلزوم ُالقضاء ُخالفُ ،إال ُعن ُابن ُعمر ُِ
ُمن
ُ ضعفُ،واخلالفُمشهورُيفُوجوبُاإلطعامُمعُالقضاء.ـها
139
وأما ُحديث ُأيب ُهريرة-ريض ُاهلل ُعنه-مرفو اعا«ُ :م ْن ُأ ْفطر ُي ْو اما ُِم ْنُ
ُ فالُيصح.
وقد ُضعفهُ :أمحد ُبن ُحنبلُ ،وابن ُعبد ُالربُُ ،والبيهقيُ ،وابن ُحجرُ
ُ العسقالينُ،واأللباينُ،وغريهم.
ُ بلُقالُاحلافظُابنُحجرُالعسقالينُ-رمحهُاهللُ:-
ُ ُِ
فيهُثالثُعلل.ـها
ُ ُ،والُيصحُأيضا.
ا ِ
وجاءُنحوهُمنُقولُابنُمسعود-ريضُاهللُعنه-
ِ
طُفيهُمنُأيُامُوتكاسل ُوَتاونُ،وهوُوليسُعليهُقضاءُإالُبعددُماُفر
ُ قولُأكثرُأهلُالعلمُ،أوُعامتهم.
ُ "املجموعُرشحُاملهذب"ُ(:)360ُ/6
ذكرنا ُأن ُمذهبناُ :أن ُعليه ُقضاء ُيوم ُبدلهُ ،وإذا ُقىض ُيو اما ُكفاه ُعنُ
ُ الصومُ،وبرئتُذم ِ
تهُمنه.
140
وهبذاُقالُأبوُحنيفةُ،ومالكُ ،وأمحدُ،ومجهورُالعلامءُ،قالُالعبدرىُ:
ُ ْ
نُسنذكرهُإنُشاءُاهللُتعاىل.ـها"هوُقولُالفقهاءُكافة"ُإالُم
وقال ُاإلمام ُحممد ُبن ُنرص ُاملروزي-رمحه ُاهلل-يف ُكتابه ُ"تعظيم ُقدرُ
ُ الصالة"ُ(:)1016ُ/2
قدُاتفقُأهلُالفتوىُوعلامءُأهلُاألمصارُعىلُأن ُمنُأفطرُيفُرمضانُ
ُ الوقفةُاخلامسةُ:عنُمؤخرُإخراجُالزكاةُعنُوقتها.
ُ حيثُقالُاملصنف-رمحهُاهلل-يفُهذهُالرسالة:
ُ وقالُأيضا:
ا
ِ
[كام ُكان ُآثِ اام ُِيف ُالزك ِاة ُألن ُالزكاة ُح ٌّق ُمل ْسلِ ِمني ُمساكِني ُحبسه ُعليْ ِه ْمُ،
141
ُ وكالمُاملصنف-رمحهُاهلل-هذاُيدل:
ُ عليهاُاحلولُ،فإنُحبسهاُوهوُقادرُعىلُاإلخراجُوواجدُملصارفهاُأثِم.
ْ
ُ وإىلُهذاُذهبُمجاهريُأهلُالعلم.
ُ "املجموعُرشحُاملهذب"ُ(:)335ُ/5
ِ
اُإذاُوجبتُالزكاةُومتكنُمنُإخراجهاُ،وجبُاإلخراجُعىلُمذهبناُأَّن
ُ العبدريُعنُأكثرهم.ـها
ُ ِومنُحجتهم:
ُ وهذاُأمرُمطلقُ،وهوُيقتيضُالفوريةُعندُأكثرُأهلُالعلم.
وألن ُالزكاةُحقُللغريُكالفقراءُواملساكنيُوغريهمُ،وليستُللمزكِّيُ،
ُ فوجبُبذلاُلمُعندُدخولُوقتُاالستحقاق.
142
ُ اد ُِه}.
وقدُقالُاهللُتعاىلُيفُسورةُاألنعام{ُ:وُآتواُحقهُُيومُحص ِ
ْ
ِ
املفّسينُمنُالسلفُالصالح-رمحهمُاهللُ:-إَّناُيفُالزكاةُ وقالُبعض ُ
ُ املفروضة.
ُ وذهبُأبوُحنيفة-رمحهُاهلل-إىلُأنُالزكاةُالَُتبُعىلُالفور.
ُ ِّ
يفُشأنُمؤخرُالزكاة:وأماُقولُاملصنف-رمحهُاهلل-
ُ التأخريُعنُعمدُوقُدرة.
الوقفةُالسادسةُ:عنُمنُماتُوملَُيُجُوهوُم ِ ُ
وِس.
حيثُقالُاملصنف-رمحهُاهلل-يفُهذهُالرسالة:
اُاحل ُّج ُفم ْن ُوجب ُعل ْي ِه ُووجد ُالسبِيل ُإِل ْي ِهُ،وجب ُعل ْي ِهُ،وال َُيِبُ
[وأم ْ
علي ِه ُِيف ُع ِ
ام ِه ُذلِك ُحتىُال ُيكون ُله ُِمنْه ُبدٌّ ُ،متىُأداه ُكان ُمؤ ِّد اياُ،وملُْيك ْنُ ْ
ِ آثِ اام ُِيف ُت ْأ ِخ ِ
ريه ُإِذا ُأداهُ ،كام ُكان ُآثِ اام ُيف ُالزك ِاةُ ،ألن ُالزكاة ُحُ ٌّق ُمل ْسلِ ِمنيُ
143
اُاحل ُّج ُفكان ُفِيام ُب ْينه ُوب ْني ُر ِّب ِه ُإِذاُأداه ُفقدْ ُأدىُ،وإِ ْن ُهو ُمات ُوهوُ
وأم ْ
اجد ُم ْستطِيع ُوملْ َُيج ُسأل ُالر ْجعُة ُإِىل ُالدُّ نْيا ُأ ْن َُيجُ ،وَيِب ُأل ْهلِ ِه ُأ ْنُ
و ِ
َي ُّجوا ُعنْهُ،ون ْرجوُأ ْن ُيكون ُذلِك ُمؤ ِّد اياُعنْهُ،كام ُل ْو ُكان ُعل ْي ِه ُد ْين ُفق ِيضُ
بالقرآنُوالسنةُواإلمجاعُ،ومنُجحدُ
ُّ واحلجُيفُحقُاملستطيعُواجبُ ُ
ُ وجوبهُكفرُباإلمجاع.
وال َُيب ُيف ُالعمر ُإال ُمرة ُواحدةُ ،وما ُزاد ُفهو ُتطوعُ ،ومرغب ُفيهُ
ِ
كثرياُ،اماُأخرجُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ،)1337عنُأيبُهريرة-ريضُاهللُ
ا
عنه-أنهُقال«ُ :خطبناُرسول ُاّلِ ُصىلُاهللُعليهُوسلمُفقال«ُ:أ ُّهياُالناسُ
144
وقد ُأخرجه ُأمحد ُ(ُ 255ُ /1و ُُ 290و ُُ 352و ُُ ،)370وأبو ُداودُ
ُ (ُ،)1721والنسائيُ(ُ،)2621وابنُماجهُ(ُ.)2886
وصححهُ:احلاكمُ،وابنُامللقنُ،وأمحدُشاكرُ،واأللباينُ،والوادعي.
ُ النووي-رمحهُاهللُ:-إسنادهُحسن.ـها
وقالُ ُ
وقالُاحلافظُابنُاملنذرُالنيسابوري-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"اإلمجاع"ُ(ُ51
ُ رقمُ:)136:
ْ
ةُاإلسالمُإالُأنُينذرُوأمجعوا ُأن ُعىلُاملرءُيفُعمرهُحجةُواحدةُ،حج
ُ نذراُفيجبُعليهُالوفاء.ـها
ا
ُ قولني:
القـولُاألولُ:أنُوجوبهُعىلُالفور.
ُ وإىلُهذاُذهبُمجاهريُأهلُالعلم.
145
الُ -ما ُثبتُعن ُعمر ُبنُاخلطاب-ريض ُاهللُعنه-أنه ُقال«ُ :لِيم ْ
تُ أو ا ُ
أخرجهُالعدينُيفُ"اإليامن"ُ(ُ،)38والفاكهيُيفُ"أخبارُمكة"ُ(ُ،)807
ُ والبيهقيُ(ُ،)8444وغريهم.
ُ وصححهُ:ابنُكثريُ،وابنُحجرُالعسقالين.
ُ وقالُاملنذريُواأللباينُ-رمحهامُاهللُ:-إسنادهُحسن.ـها
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاألثر:
ُ أنُمثلُهذاُالوعيدُالُيُقالُيفُماُكانُسبيلهُالرتاخي.
ُ وابنُماجهُ(.)3078
146
ُوالنوويُ ،والذهبيُ ،واأللباينُ،
ُ وصححهُ :الرتمذيُ ،واحلاكم،
ُ والوادعيُ،وحممدُعيلُآدمُاألثيويب.
ُ ِ
ووجهُاالستداللُمنُهذاُاحلديث:
ِ
ُالقضاءُمنُالعامُالقابل ُعىلُمنُ أن ُاحلجُلوُكانُعىلُالرتاخيُملُيتعني
ُ حرصُعنه.
ُ واعرتضُعىلُهذاُاالستدالل:
ُ العلم.
وقد ُذهب ُإىل ُأن ُاألمر ُللفورية ُأكثر ُأهل ُالعلم ُِمن ُأهل ُاألصولُ
ُ وغريهم.
ُ القولُالثاينُ:أنُوجوبُاحلجُعىلُالرتاُخي.
وهو ُمنقول ُعن ُعطاء ُبن ُأيب ُرباح ُ ِمن ُالتابعنيُ ،وقول ُاألوزاعيُ،
ِ
وسفيانُالثوريُ،والشافعيُ،وحممدُبنُاحلسنُوأبوُيوسفُمنُأصحابُ
ُ أيبُحنيفةُأوُأحدمهاُ،وروايةُعنُأمحد.
147
ُ واحتجُُلذاُالقولُبأمور:
نةُس ِ
تُمنُ األولُ :أن ُآيةُمرشوعيةُاحلجُنزلتُيفُاحلُديبيةُ،وكانتُس ِ ُ
ُ الجرة.
ُ نزولاُس ِ
نةُست.
ُ وقالواُ:
مل َُيج ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُوأكثر ُالناس ُيف ُزمنه ُإال ُيف ُالسنةُ
ُ ِ
العارشةُمنُالجرة.
ُ اهللُعليهُوسلمُإليهُ،هوُوأكثرُالناسُيفُزمنه.
بنُأُ ِ ُ
سيدُ،ويفُسنةُتسعُحجُبالناسُأبوُبكرُالصديق-ريضُاهللُعنهُ،-
ُ وقدُحجاُبأمرُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُ،ثمُحجُُهوُيفُالسنةُالعارشة.
148
ُ فدلُُعىلُجوازُتأخريُاحلج.
ُ واملصنف-رمحهُاهلل-يميلُإىلُهذاُالقولُ،ألنهُقال:
وأماُقولُاملصنف-رُمحهُاهلل:-
اجد ُم ْستطِيع ُوملْ َُيج ُسأل ُالر ْجعة ُإِىل ُالدُّ نْياُأ ْنُ
[وإِ ُْن ُهو ُمات ُوهو ُو ِ
َيجُ،وَيِبُأل ْهلِ ِهُأ ْنَُي ُّجواُعنْهُ،ون ْرجوُأ ْنُيكونُذلِكُمؤ ِّد اياُ،كامُل ْوُكانُ
ُ هذاُالكالمُيتعلقُبالِّنابةُيفُاحلجُعنُامليت.
ِّ و
وقدُدلُعىلُجوازُالِّنابةُ،وصحةُاحلجُعنُامليتُ،ماُأخرجهُالبخاريُ
يفُ"صحيحه"ُ(ُ1852وُُ)7315عنُابنُعباس-ريضُاهللُعنهام«ُ:-أنُ
149
ت ُأ ْن ُحتج ُفل ْم ُحتج ُحتىُمات ْتُ،أفأح ُّج ُعنْها؟ُقالُ:نع ْم ُح ِّجيُعنْهاُ،
نذر ْ
وأخرجُمسلمُيفُ"صحيحه"ُ(ُ،)1149عنُبريدة-ريضُاهللُعنه-أنهُ
ول ُاّلِ ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُإِ ْذ ُأتتْه ُا ْمرأ ةُ قال«ُ :بينا ُأنا ُجالِس ِ
ُعنْد ُرس ِ ْ
ك ُا ْملِرياثُ»ُ ،قال ْتُ :يا ُرسول ُاّلِ ُإِنه ُكان ُعل ْيها ُص ْوم ُش ْه ٍرُ
وردها ُعلي ِ
ْ
أفأصوم ُعنْها؟ُقال«ُ:ص ِ
ومىُعنْها»ُ،قال ْتُ:إَِّناُملْ ُحتج ُق ُّط ُأفأح ُّج ُعنْهُا؟ُ
والصورةُالتيُذكرهاُاملصنف-رمحهُاهلل-هيُعنُمكلف-سواءُكانُ
ِ
جُعنهُمنُماله. ْ
ُفيجبُأنَُي ا
ُتركُماال ْ
وهذاُإن
ُ وإسحاقُبنُراهويهُ،والظاهرية.
ُ واختاره:
150
ُ ابنُتيميةُ،وحممدُاألمنيُالشنقيطيُ،وابنُباز.
ُ )ُيفُبيانُوجهُترجيحُهذاُالقول:
ُْ 227-226
فوراُ،وعليهُفلوُفرطُ،وهوُقادرُعىلُاحلجُ،حتىُ
األظهرُوجوبُاحلجُ ا
ُماالُ ،ألنُ ُمفر اطا ُمع ُالقدرةُ ،أنه َُيج ُعنه ُِمن ُرأس ُمالهْ ،
ُإن ُترك ا مات ِّ
فريضة ُاحلج ُترتبت ُيف ُذمتهُ ،فكانت ُد ْيناا ُعليهُ ،وقضاء ُدين ُاهلل ُرصُحُ
النبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُيف ُاألحاديث ُاملذكورة ُبأحقيته ُحيث ُقالُ:
ُ وقالُأبوُحنيفةُومالكُ:يسقطُباملوت.
ْ
ستحبُلوريثهُأوُقريبهُأن َُيجُعنهُ،والَُيبُ،ألنُ ا
ُملُيرتكُماال ُفيُ و ْ
إن
النبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُشبههُبالدُينُ،وقضاءُالدُينُعنُامليتُالَُيبُ
وأما ُأمر ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُباحلج ُعن ُامليت ُيف ُحديث ُابنُ
عباسُوبريدةُوغريمها-ريضُاهللُعنهم-فإنهُوقعُبعدُسؤالُ،وماُخرجُ
ُ إجابةُعىلُسؤالُفالُيدلُعىلُالوجوبُ،ألنهُليسُبأمرُمطلق.
151
وقالُاإلمامُموفقُالدينُابنُقدامةُاحلنبيل-رمحهُاهلل-يفُكتابهُ"املغني"ُ
ُ (:)656ُ/13
ُ وقالُأهلُالظاهرَُ:يبُالقضاءُعىلُوليهُبظاهرُاألخبارُالواردةُفيه.
ْ
ُذلكُليسُبواجبُعىلُالويلُأالُأن ُيكونُ ومجهورُأهلُالعلمُعىلُأن
ُالندبُ
وأ ْمر ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم ُيف ُهذا ُحممولُ ُعىل ُ
أنُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُشبههُبالدُينُ،وقضاءُالدُينُعىلُامليتُالُ
ِ
ومنهاُ :أن ُالسائلُسألُالنبيُصىلُاهلل ُعليهُوسلمُهلُيفعلُذلكُأ ْمُ
ُ ال؟
وجوابهُُيتلفُباختالفُمُقتىضُسؤالهْ ُ،
فإن ُكانُمقتضاهُالسؤالُعنُ
152
الوجوبُ،وسؤالُالسائلُيفُمسألتناُكانُعنُاإلجزاءُ،فأ ُْمرُالنبيُصىلُ
ُ اهللُعليهُوسلمُبالفعلُيقتضيهُالُغري.ـهاُ
ْ
نَُيجُعنُغريهُأن ُيكونُقدُحجُعنُويُشرتطُمجاهريُأهلُالعلمُفيم
ُ نفسه.
ُ ِ
ُ،وغريهُمنُالعلامءُإىلُمجاهريُأهلُالعلم. )327
ش ْربمةُ ،قالُ :م ْن ُش ْربمة؟ ُقالُ :أخ ُِيل ُأ ْو ُق ِريب ُِيلُ ،قالُ :حج ْجت ُع ْنُ
وقد ُأخرجه ُأبو ُداود ُ(ُ ،)1811وابن ُماجه ُ(ُ ،)2903وابن ُحبانُ
ُ (ُ،)3977وغريهمُ
القولُاألولُ:أنُالصوابُوقفهُعىلُابنُعباس.
وإىل ُهذا ُذهب ُاإلمام ُأمحدُ ،وابن ُاملنذرُ ،والطحاويُ ،وابن ُعبدُ
ُ الاديُ،ومجاعة.
153
ُ وقالُاإلمامُاألثرم-رمحهُاهللُ:-
ُِ
ُ،وقالُ:رواهُعدُة ُموقو افاُقالُأبوُعبدُاهللُيفُهذاُاحلديثُ:رفعهُخطأ
ُ عىلُابنُعباس.ـها
ُ واأللباين.
ُ وهوُظاهرُكالمُاحلافظُابنُعبدُالربُاامالكي-رمحهُاهلل.-
ُ ْ
ؤثرُإنُشاءُاهلل.وهوُخالفُالُي
فقد ُقال ُاإلمام ُابن ُتيمية-رمحه ُاهلل-يف ُ"رشح ُعمدة ُالفقه" ُ(ُ/2
ُ ُ:)292
تقدُمُأن ُأمحدُحكمُبأنهُمسندُ،وأن ِ
هُمنُقولُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُ
ُ وسلمُ،فيكونُقدُاطلعُعىلُثقةُمنُرفعهُ،وقررُرفعهُمجاعة.
154
ْ
ُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُأمرهُأن َُيجُعنُنفسهُثمُ فوجهُاحلجةُ :أن
ُ َيجُعنُشُربمة.ـها
ُ وقولُاملصنف-رُمحهُاهلل:-
اجد ُم ْستطِيع ُوملْ َُيج ُسأل ُالر ْجعة ُإِىل ُالدُّ نْياُأ ْنُ
[وإِ ْن ُهو ُمات ُوهو ُو ِ
َيجُ]ُ.
"الكاملُيفُالضعفاء"ُ(ُ،)213ُ/7وأبوُبكرُاجلصاصُيفُ"رشحُخمترصُ
الطحاوي"ُ(ِ 358ُ/2
)ُ،منُطريقُُأيبُجن ٍ
اب ُالكلبيُ،عنُالضحاكُعنُ
ُ ابنُعباس.
ُ،وملُيرصحُبالتحديثُيفُ
ِّ أيضا
وأبوُجنابُالكلبيُضعيفُ ،ومدلس ُ ا
ُ هذاُاحلديثُ،واختلفُعليهُيفُوقفهُورفعه.
155
ُ ِ
هُملُيسمعُمنُابنُعباس.وروايةُالضحاكُعنُابنُعباسُمنقطعةُ،ألن
ُ الضعيفة"ُ(.)4641
ُ
وهبذا ُأكون ُقد ُأتيت ُعىل ِ
ُآخر ُهذه ُالرسالة ُالنافعةُ ،وأمتمت ُالتعليقُ
َُيعلهُلوجههُخالصاُ،وينفعُ
ا عليهاُ،والرشحُلاُبامُتيّسُ،واهللُاملسئولُأ ْن
بهُيفُالدنياُواآلخرةُ،إِنهُسميعُالدعاءُ،وأهلُالرجاءُ،وواسعُالفضلُ،
ُ عظيمُاجلودُ،كثريُالعطاء.
ُ قالُذلكُوكتبه:
ُ عبدُالقادرُبنُحممدُبنُعبدُالرمحنُاجلنيد.
ُ
ُ
ُ
ُ
156