You are on page 1of 358

‫لَوَاَمَعََالَنَوَاَرَ َ‬

‫يفَجَوَامَعََالعَلَومََواآلثَارََوتَرَاجَمََأولَيَالعَلَمََوالَنَظَارَ َ‬

‫تأليف‪ /‬اإلمام احلجَّة اجملدِّد للدِّين‬

‫جمد الدين بن حممد بن منصور املؤيدي(ع)‬


‫‪1332‬هـ ‪1428 -‬هـ‬

‫اجلزء الثالث‬

‫حتقيق‬
‫أبي عبداهلل احلسني بن علي األدول‬

‫منشورات‬
‫مكتبة أهل البيت(ع)‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ2‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪َ -3‬‬

‫الطبعة الثالثة‬
‫‪1433‬هـ ‪2012،‬م‬

‫ّمت الصف واإلخراج‬


‫مبكتبة أهل البيت(ع)‬
‫اليمن‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة ملكتبة أهل البيت(ع) ‪ -‬اليمن‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ3‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪-3‬مقدمةَاملؤلف َ‬

‫بسمَاهللَالرمحنَالرحيم‬
‫وبهَنستعني‬
‫(الفصلَاحلاديَعشرَالالحقَبلوامعَالنوار)َ َ‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على رسوله األمـني‪ ،‬وللـه األمـرمني‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فهذا الفصل‪ ،‬الذي سبق به الوعد يف لوامع األنوار‪ ،‬قد أفردته؛ ليـتمكنن املطللـع‬
‫من وصله باملاضي أو فصله عنه‪ ،‬فإليه االختيار‪.‬‬
‫[املقصدَالهمَإلفرادَهذاَالفصل‪َ،‬وقاعدةَاملؤلَف(ع)َيفَالتعديلَوالتجريح] َ‬
‫واملقصد األهمّ منه ِذمْر أعالم العرتة األطهار‪ ،‬ومـرام العصـابة األبـرار‪ ،‬الـذين‬
‫عليهم يف باب الرواية معظم املدار‪ ،‬على ضرب وجيز مـن االختصـار‪ ،‬واملبثـو‬
‫عنه أوالً وبالذات‪ ،‬الرواة الثقات‪ ،‬يف أصل أسانيد أئمتنا السابقني عَلَـ هيهَم السَّـالم‪،‬‬
‫ومَنه بيننا وبني املؤلفني‪.‬‬
‫فإن ُذمِرَ غريهم لغرض فبالعرض؛ وقد سـبق يف التثـف الفاطميـة ويف لوامـع‬
‫املنـال‪ ،‬وتيسـري االنتـوال‪،‬‬ ‫األنوار ذمر الكثري‪ ،‬فمن أُعِيد الكالم عليه فهو لتقريـ‬
‫ويكون إن شاء اهلل تعاىل مبا فيه زيادة إفادة بال تكرار‪ ،‬ومن مل يكن قـد اتصـلت بـه‬
‫النـزر‬ ‫فيما مَرّ الطريق‪ ،‬فسأوصل السند إليه وإىل مؤلنفاته‪ ،‬عند املرور عليه‪ ،‬وذلـ‬
‫اليسري‪ ،‬واهلل ولي التوفيق والتيسري‪.‬‬
‫وأما املؤلفات اجلامعة‪ ،‬فقد تقدّمت إليها الطرق النافعة‪ ،‬حبمد اهلل تعاىل‪.‬‬
‫هذا ومن سنذمر يف هذا الفصل املبـار إن شـاء اهلل فـال ‪،‬لـو‪ ،‬إمـا أن يكـون‬
‫معلوم احلال‪ ،‬لدى اخلاص والعام‪ ،‬فال مالم‪.‬‬
‫وإن ذمر مبا يفيد‪ ،‬فمن باب التأميد‪.‬‬
‫وإما أن ال يكون مذل ‪ ،‬فإن وقع التصريح‪ ،‬بتعديل أو جتريح‪ ،‬فمتّضح؛ وإن ال‬
‫يذمر بشيء فعهدة املطلع أن يعتمد على ما يصحّ‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ4‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪-3‬مقدمةَاملؤلف َ‬

‫( ‪)1‬‬
‫علـى أربـاب الفهـوم‪ ،‬لعـلّ هلـا عـذر‬ ‫اإلحالة يف مثل ذل‬ ‫وال ‪،‬فى موج‬
‫وأنت تلوم‪.‬‬
‫وال يكون التصريح بالتعديل‪ ،‬إال ملن صثّت عدالته احملققة‪ ،‬وال اجلـر إال ملـن‬
‫القيـام بالقسـ ‪ ،‬والشـهادة هلل تعـاىل‬ ‫صحّ مقتضاه‪ ،‬بطريق الشرع املرتضاة‪ ،‬ملوج‬
‫باحلق ‪ -‬مما أخذ اهلل تعاىل ‪ -‬بعد مثرة البثث‪ ،‬وشدّة التثري والفثص؛ للوقوف‬
‫خمتلف الطرائق‪.‬‬ ‫على احلقائق‪ ،‬وجتن‬
‫وقد استلزم العمل تكرير النظر يف مجيع ما حتصل من مؤلفـات أولـي األلبـاب‪،‬‬
‫واهلل املوفق للصواب‪ ،‬وسلو منهج السنة والكتاب‪.‬‬
‫وقد وقعت العناية بإعانة اهلل تعـاىل يف اإلحاطـة؛ ليكـون هـذا املؤلاـف جامعـاً‬
‫املعبود‪.‬‬ ‫للمقصود‪ ،‬بإعانة املل‬
‫وسيكون البثث فيمن عدّهم الشيخ العامل الزاهد‪ ،‬ولي لل حممـد‪ ،‬القاسـم بـن‬
‫عبد العزيز بن إسثاق البغدادي الزيدي‪ ،‬يف رسالته املشهورة‪ ،‬يف أصـثاب اإلمـام‬
‫األعظم زيد بن علي بن احلسني بـن علـي عَلَـ هيهَم السَّـالم‪ ،‬ومـن تبتـت عـدالتهم‬
‫بصثيح النقل يف مؤلنفات سائر أئمتنا اهلداة‪ ،‬مأصثاب األئمة‪ ،‬القائمني مبا افرتضه‬
‫اهلل تعاىل على األمة‪ ،‬الذين ذمرهم اإلمام املنصـور بـاهلل عَلَيهـه السَّـالم يف الشـايف‪،‬‬
‫والفقيه حُ ِميهد الشهيد يف احلدائق‪ ،‬وأبو الفَ َرج يف مقاتل الطالبيني‪ ،‬وغريهم؛ ومجيـع‬
‫من ذمرهم السيد صارم الدين إبراهيم بن حممد الوزير‪ ،‬يف علوم احلـديث املسـمى‬
‫الدوار ‪ ،‬ومن تبعه مالسـيد العـامل املهـدي بـن اهلـادي اليوسـفي‪ ،‬املعـروف‬ ‫بالفل‬
‫بالنوعة‪ ،‬يف اإلقبال؛ والقاضي العالمة مشس الشريعة أمحـد بـن ىيـى حـابس‪ ،‬يف‬
‫املقصد احلسن؛ والقاضي عماد الدين ىيـى بـن حممـد محيـد املقرائـي‪ ،‬يف النزهـة‪،‬‬

‫(‪ )1‬ـ مذا رُوي‪ ،‬وقيل إنه أول حلن مسع يف البصرة‪ ،‬متت مساعاً عن املؤلف(ع)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ5‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪-3‬مقدمةَاملؤلف َ‬

‫ومجيع من عدّهم يف تقات حمدتي الشيعة السيد اإلمام الصارم إبراهيم بـن القاسـم‬
‫بن املؤيد باهلل حممد بن القاسم عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬يف طبقـات الزيديـة‪ ،‬ومـن أوردهـم‬
‫منهم يف املختصر من الطبقات‪ ،‬املسمى باجلداول‪ ،‬شـيخُنا(‪ )2‬املـوىل العالمـة‪ ،‬فخـر‬
‫أعالم العصر‪ ،‬عبداهلل بن اإلمام اهلادي رضي اهلل تعاىل عنهما‪.‬‬
‫وأنا أرويه عنه ومجيع مروياته‪ ،‬مما سبق يف التثف الفاطمية(‪.)3‬‬
‫على أن السيد صارم الدين عَلَيهه السَّالم‪ ،‬والتـابعني لـه املـذمورين‪ ،‬أدخلـوا يف‬
‫العرتة‪،‬‬ ‫الشيعة بعض من ليس منهم على احلقيقة؛ وإمنا هو باعتبار قربهم من جان‬
‫والبِغضة‪.‬‬ ‫بالنظر إىل أوىل النص‬
‫وألخذهم بطرف من اإلنصاف‪ ،‬رَمَاهم بالتشيع؛ لقصـد القـد ‪ ،‬أربـابُ الزيـ‬
‫واالحنراف‪ ،‬أرادوا أن يذموا فمدحوا‪ ،‬مما قيل‪ :‬بعض اجلر تعديل‪.‬‬
‫القَِبيـل‪،‬‬ ‫وسأبني ‪ -‬إن شاء اهلل تعاىل ‪ -‬عند املرور علـيهم‪ ،‬مَـنه مـان مـن ذلـ‬
‫ويتضمّن البثث عَ َّمن جَ َم َعهُم‪ ،‬منهم‪ :‬القاضي العالمة املفضال‪ ،‬ولـي الل‪ ،‬أمحـد‬
‫بن صاحل بن أبي الرجال‪ ،‬يف مطلع البدور‪ ،‬وجممع البثور‪.‬‬
‫وعلى اجلملة‪ ،‬أبل اجلهد ‪ -‬إن شاء اهلل تعـاىل ‪ -‬يف هـذا املـنهج؛ ليكـون علـى‬
‫أممل منوال‪ ،‬بإعانة ذي اجلالل‪.‬‬
‫وقد جعلتُ (طبقات الزيدية الكـىى) مصـدر النقـل‪ ،‬وقَنهطَـ َر َة العبـور(‪ ،)4‬مـع‬
‫مراجعة األصول‪ ،‬حمللها من اجلمع واالشتهار‪ ،‬وتطلع األفكار إليها واألنظار‪ ،‬وقـد‬
‫تصثيح أو ترجيح‪ ،‬أو تقديم أو تأخري‪ ،‬أو زيادة أو نقص‪.‬‬ ‫يقع يف ذل‬

‫(‪ )2‬ـ فاعل أوردهم‪.‬‬


‫(‪ )3‬ـ التثف شر الزلـف (ط‪/1‬ص‪( ،)195-194‬ط‪( ،)287/2‬ط‪/3‬ص‪ ،)392‬يف سـرية‬
‫اإلمام اهلادي القامسي عليه السالم‪.‬‬
‫(‪ )4‬ـ القنطرة‪ :‬اجلِسهر‪ .‬متت من تاج العروس (‪.)483/13‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ6‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪-3‬مقدمةَاملؤلف َ‬

‫ولفظ (قلت) دال على أن الكالم مضاف إلـيَّ‪ ،‬حتـى أنهـا إن مانـت يف مـالم‬
‫الغري‪ ،‬أعبّر عنها بلفظ (قال) أو حنو ذل ‪ ،‬جتنباً للبس‪.‬‬
‫وباجلملة فسيتضح ما استمد منها‪ ،‬أو من أي متاب‪ ،‬بال ارتياب‪.‬‬
‫[املرادَبأئمتناَاخلمسةَأوَاجلماعةةَأوَالسةتة‪َ،‬أوَحةاف َالةيمن‪َ،‬أوَالسةيدَاإلمةامَأوَ‬
‫املوىل] َ‬
‫ومتى أطلق أئمتنا اخلمسة‪ ،‬فهم‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأخوه أبو طال ‪ ،‬واملوفق باهلل‪،‬‬
‫وولده املرشد باهلل‪ ،‬وحممد بن منصور املرادي‪.‬‬
‫أو اجلماعة‪ ،‬أو الستة‪ :‬فالبخاري‪ ،‬ومسـلم‪ ،‬وأبـو داود‪ ،‬والنسـائي‪ ،‬والرتمـذي‪،‬‬
‫وابن ماجه‪.‬‬
‫الدوار‪ ،‬الوزير‪.‬‬ ‫الفل‬ ‫أو حافظ اليمن‪ :‬فصاح‬
‫أو السيد اإلمام أو املوىل‪ ،‬فمؤلنف الطبقات(‪.)5‬‬
‫[سندَالطبقات] َ‬
‫وهذه الطريق إىل طبقـات الزيديـة‪ ،‬وإن مانـت قـد سـبقت يف اجلامعـة املهمـة‪،‬‬
‫ولوامع األنوار‪.‬‬
‫فيقول املفتقر إىل اهلل سبثانه جمدَالدين بن حممد بن منصور بن أمحد بن عبداهلل‬
‫بن ىيى بن احلسن بن ىيى بن عبداهلل بن علي بن صال بن علي بن احلسني بـن‬
‫اإلمام عز الدين بن احلسن بن اإلمام علي بـن املؤيـد احلسـ املؤيـدي‪ ،‬أفـر اهلل‬
‫عفوه وغفرانه‪ ،‬وأسب عليهم سرابيل لطفه ورضوانه‪:‬‬ ‫عليهم شآبي‬
‫أروي متاب طبقات الزيدية بطرق مثرية‪ ،‬وقد أوضثت خمتارها فيما تقـدم مـن‬
‫األئمة؛ أعالها عن شيخي ووالدي‬ ‫لوامع األنوار‪ ،‬واجلامعة املهمة‪ ،‬يف أسانيد مت‬

‫عليهمـا السـالم‪ ،‬أو األربعـة ‪-‬مـن‬ ‫(‪)5‬ـ أو األَخوان‪ ،‬فهم اإلمام املؤيد باهلل‪ ،‬واإلمام أبو طال‬
‫العامَّة‪ -‬فهم أبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ7‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪-3‬مقدمةَاملؤلف َ‬

‫عامل لل حممد وعابدهم‪ ،‬ا لولي بـن الـولي‪ ،‬حممـد بـن منصـور املؤيـدي َرضِـي اهلل‬
‫عَنههما‪ ،‬عن شيخه والدنا اإلمام املهدي لدين اهلل حممد بن القاسم احلسـي احلـوتي‬
‫‪ -‬قدس اهلل روحه يف عليني ‪ ،-‬عن شيخه جنم أعالم الـيمن حممـد بـن حممـد بـن‬
‫عبداهلل الكبسي‪ ،‬عن شيخه العالمة بدر الل األمرمني إمساعيل بن أمحد الكبسـي‬
‫َرضِي اهلل َعنههم‪ ،‬عن شيخه الفقيـه العالمـة مجـال الـدين علـي بـن حسـن مجيـل‪،‬‬
‫املعروف بالداعي‪ ،‬عن القاضي العالمة األوحد حممد بن أمحد مشثم‪ ،‬عـن شـيخه‬
‫املؤلف السيد اإلمام الصارم إبراهيم بن القاسم بن املؤيـد بـاهلل حممـد بـن القاسـم‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫[نبذةَمنَأولَالطبقات]َ َ‬
‫قالَيفَالطبقات‪:‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪.‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل احلق املبني‪ ،‬وأشهد أن حممداً‬
‫عبده ورسوله الصادق األمني‪ ،‬صلى اهلل وسلم عليه وعلى لله الطيبني الطاهرين‪.‬‬
‫أئمتنـا أئمـة الزيديـة‬ ‫أما بعد‪ ،‬فهذا متاب مجعتُ فيه أمساء الرواة‪ ،‬اليت يف مت‬
‫طبقـات‪ :‬األوىل‪ :‬يف‬ ‫اهلداة‪ ،‬ومل أذمر إال من له سند متصل‪ ،‬غالبـاً‪ ،‬وجعلتـه تـال‬
‫أمساء الصـثابة‪ ،‬والثانيـة‪ :‬يف أمسـاء التـابعني وتـابعيهم إىل رأس اخلمـس املائـة‪،‬‬
‫شيعتهم متصل السند إىل يومنا هذا‪،‬‬ ‫والثالثة‪ :‬من روى متبهم عَلَ هيهَم السَّالم ومت‬
‫اليت مجعت رجاهلا‪.‬‬ ‫وأمساء الكت‬
‫‪ :‬ذمرها بعبارة فيها بس ‪ ،‬وأنا أسوقها على وجـه أخصـر وأممـل؛ فإنـه مل‬ ‫قلة‬

‫عن رجاهلا‪ ،‬يف هذا احملل‪ ،‬فهي‪ :‬اجملموعان‪ :‬الفقهي‪ ،‬واحلـديثي‪،‬‬ ‫يورد مجيع املبثو‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ8‬لوامعَالنوار‪/‬ج‪-3‬مقدمةَاملؤلف َ‬

‫وأماليات أئمتنا اخلمـس(‪ ،)6‬واألحكـام‪ ،‬واملنتخـ ‪ ،‬والبسـاط‪ ،‬وشـر التجريـد‪،‬‬


‫وشــر األحكــام ألبــي العبــاس‪ ،‬واملصــابيح لــه‪ ،‬وصــثيفة الرضــا‪ ،‬واالعتبــار‬
‫للجرجاني‪ ،‬والشايف‪ ،‬واجلامع الكايف‪ ،‬والتأذين حبي على خري العمـل‪ ،‬وقليـل مـن‬
‫الشفاء‪ ،‬والذِّمْر للمرادي‪ ،‬وشر القاضي زيد‪ ،‬واحملي باإلمامة‪ ،‬وأمـالي السَّـ َّمان‪،‬‬
‫وجِالء األبصار ‪.‬‬
‫وهذه وغريها قد مضت بطرقها مستوفاة حبمد اهلل يف لوامع األنوار‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬األربعون ألبي الغنائم‪ ،‬والىاهني الصرىة حملمد بن سليمان الكويف وهي‬
‫املناق ‪ ،‬ونظام الفوائـد أمـالي قاضـي القضـاة‪ ،‬مجعهـا القاضـي جعفـر‪ ،‬واملسـائل‬
‫الكنجي‪ ،‬واحلليـة ألبـي‬ ‫ابن املغازلي‪ ،‬ومناق‬ ‫املرتضاة‪ ،‬وشواهد التنزيل‪ ،‬ومناق‬
‫نُعيم‪ ،‬وابن أبي شيبة‪.‬‬
‫العامـة‪ :‬السـتة(‪ ،)7‬وأمحـد‪ ،‬ومسـتدر احلـامم‪ ،‬واملســندات‬ ‫ويـذمر مـن متـ‬
‫الطىانـي‪ ،‬وسـنن البيهقـي‪ ،‬وشـعبة‪،‬‬ ‫للشافعي‪ ،‬وألبي يعلى‪ ،‬والبن عدي‪ ،‬ومت‬
‫وابن عسامر‪ ،‬وأبي حامت‪ ،‬وأدب البخاري‪ ،‬وتفسري الرتمذي‪ ،‬والفردوس للـديلمي‪،‬‬
‫والبزار‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫َ‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫(‪ )6‬ـ أمالي اإلمام أمحد بن عيسى‪ ،‬وأمالي اإلمام املؤيد باهلل‪ ،‬وأمالي اإلمام أبي طال ‪ ،‬وأماليـا‬
‫اإلمام املرشد باهلل عليهم السالم (اخلميسية) و(اإلتنينية)‪.‬‬
‫(‪)7‬ـ البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ9‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬رسولَاهللَ(ص)َوابنهَابراهيم َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫[إمامَاملرسلنيَوخامتَالنبيئنيَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم] َ‬
‫هذا‪ ،‬وقد افتتح السيد اإلمام مبن امسه إبـراهيم‪ ،‬ممـا يـأتي‪ ،‬وإذا مـان القصـد‬
‫التى فاألَوه َلى ما اختاره بعض جنوم العرتة‪ ،‬ماإلمام املرشد باهلل يف األنوار‪ ،‬والسيد‬
‫جـامع األصـول‬ ‫أبي العباس يف املصابيح َع َل هيهَمـا السَّـالم‪ ،‬ومـن العامـة صـاح‬
‫وغريهم‪ ،‬من االبتداء بذمر مَنه قَ َرنَ اهلل تعاىل ِذمْرَه بذمره‪ ،‬فاشتق نـوره مـن نـوره‪،‬‬
‫إمام املرسلني‪ ،‬وخامت النبيئني ‪ -‬صلى اهلل وسلم عليه وعليهم وعلى لله الطـاهرين‬
‫‪ -‬رس ول اهلل وأمينه‪ ،‬وحبيبه وخليله‪ ،‬وخمتاره ومصطفاه‪ ،‬وجمتباه ومرتضـاه‪ ،‬الـذي‬
‫أرسله رمحة للعاملني‪ ،‬وجعله حجة على خلقه أمجعني‪ ،‬املأخوذ ميثاقـه علـى رسـله‪،‬‬
‫واملبشــر بــه يف مُنه ـزَالت متبــه‪ ،‬املـــؤيد بــاملعجزات الــنريات‪ ،‬وباليـــات البينــات‬
‫الباهرات‪ ،‬اليت ال ىصى هلا عدد‪ ،‬وال ينتهي هلا مدد‪ ،‬من امسه أمحـد‪ ،‬أبـو الطيـ‬
‫والطاهر والقاسم‪ ،‬إمام املرسلني‪ ،‬وخامت النبيئني صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪ ،‬حممـد‬
‫بن هاشم ‪ -‬صلى اهلل عليه وعلى لله وبـار‬ ‫رسول اهلل بن عبداهلل بن عبد املطل‬
‫األمى‪ ،‬فماذا يبل مـن مدحـه مـد‬ ‫وترحم وحتنن وسلم ‪ -‬ومن مدحه اهلل امللي‬
‫البشر؟ وما يأتي القائل يف حقه أو يذر؟‬
‫ش َّر َفنا منـه بـأقوى‬
‫فاحلمد هلل حتدتاً بنعمته‪ ،‬على ما اختصنا به من رمحته‪ ،‬حيث َ‬
‫ج َرِته‪ ،‬وأفـاض‬
‫س ‪ ،‬اجتبى أهل بيتـه‪ ،‬مـن زيتونـةِ شَـ َ‬
‫س َب ‪ ،‬وأَزه َل َفنا إليه بأقرب َن َ‬
‫َ‬
‫عليهم أنـوار نبوته وحكمته‪ ،‬فصريهم ِبثُكْ ِم ِه أهلَه وذريتَه‪ ،‬وورتته وعرتتـه‪ ،‬أهـل‬
‫بيت النبوة‪ ،‬ومعدن الرسالة‪ ،‬ومهـب الـوحي؛ وخلافهـم يف أمتـه‪ ،‬وقـرنهم بكتابـه‬
‫وسنته‪ ،‬وجعلهم النجوم واألمـان ألهـل األرض‪ ،‬وأمـر اخللـق مبـودتهم ورمـوب‬
‫بواليتهم إىل يوم العرض‪ { ،‬وَاللاهُ يَثهكُمُ الَ مُعَقل َ لِثُكْمِـهِ}‪،‬‬ ‫سفينتهـم‪ ،‬والتمس‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ10‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬رسولَاهللَ(ص)َوابنهَابراهيم َ‬

‫وال رَادَّ لفضلـه‪ { ،‬يَخهتَصُّ بِرَحهمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللنهُ ذُو الْفَضهلِ الْعَظِيمِ}{ ليَههلِ َ مَنه‬
‫هَلَ َ عَن بَيِّنَةٍ وَيَثهيَى مَنه حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللنهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}‪.‬‬
‫قال الباقر حممد بن علي بن احلسني عَلَ هيهَم السَّالم(‪:)8‬‬
‫نَـــــــ ـذُودُ َويُسهـــــــ ـ َعدُ ورَّادُهُ‬ ‫لَـــَنثهنُ َعلَـــى احلَـــوضِ رُ َّوادُهُ‬
‫َومَـــا خَـــابَ مَـــنه حُُّبنَـــا زَادُهُ‬ ‫ال ِبنَـــا‬
‫َفمَـــا فَـــازَ مَـــنه فَـــازَ إِ ن‬
‫َومَــ ـنه سَــ ـاءََنا سَــ ـاءَ ِميهلَــ ـادُهُ‬ ‫َفمَــنه سَــ َّرَنا نَــالَ ِمنَّــا السُّــرورَ‬
‫َفيَــــــوه َم القَِيامَــــــ ِة ِميهعَــــــادُهُ‬ ‫َومَـــنه مَـــانَ َغاصِـــَبَنا حَقانَـــا‬
‫األمثر؛ فقال سـبثانه‪:‬‬ ‫ل نسله األطي‬
‫فقد أعطاه اهلل جلّ جالله الكوتر‪ ،‬وجَ َع َ‬
‫{إِنَّ شَانِئَ َ هُوَ الْأَبهتَرُ} [الكوتر‪.]1:‬‬
‫نعم ‪ ،‬والتعـرّض لليسـري مـن اخلصـائص النبويـة‪، ،‬ـرج بنـا عـن االختصـار‪،‬‬
‫حوافل األسفار‪ ،‬وقد مضى يف التثف الفاطمية ولوامع األنـوار‪ ،‬مـا ال‬ ‫ويستوع‬
‫غنى عنه من أخبار املختار‪ ،‬وعرتته األطهار‪ ،‬عليهم الصالة والسالم‪.‬‬
‫قال السيد اإلمام عَلَيهه السَّالم يف طبقات الزيدية‪ :‬وهذا أوان الشـروع ومـن اهلل‬
‫أستمدّ التوفيق‪.‬‬
‫[إبراهيمَبنَرسولَاهللَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم] َ‬
‫إبراهيم بن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫أمه‪ :‬مارية القبطية‪ ،‬ولد يف ذي احلجة سنـة مثان؛ ومانت قابِلَته سلمى موالة‬
‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام امرأة أبي رافع؛ وحلق شعره يوم سابعه‪ ،‬وتصدق‬
‫بزنة شعره فضة‪.‬‬
‫وتويف وله ستة عشر شهراً‪.‬‬

‫(‪ )8‬ـ شر التثفة العلوية البن األمري الصنعاني (ص‪ ،)366/‬ط‪( :‬مكتبة بدر)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ11‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬رسولَاهللَ(ص)َوابنهَابراهيم َ‬

‫رواه السيد املؤيد باهلل‪.‬‬


‫(‪،)10‬ملوا اادمل‬ ‫‪ :‬واإلما املاشد ا ملله(‪،)9‬ملوذكااداملا اادملالا ملاالاايملاملا ا‬ ‫قل ة‬

‫األثريملاملج معملاألصول(‪.)11‬‬
‫قال‪ :‬وقيل‪ :‬سبعة عشر شهراً‪.‬‬
‫‪-‬ملاالقولملاآلخد‪ :)12(-‬إنه ابن مثانية عشر شهراً‪ ،‬ومذا يف‬ ‫‪ :‬واملا‬ ‫قل‬

‫جامع األصول(‪.)13‬‬
‫وغسّله علي بن أبي طال ؛ رواه حممد ‪ -‬أي ابن منصور املـرادي ‪ -‬رضـي اهلل‬
‫عنه‪.-‬‬
‫وقيل‪ :‬الفضل بن العباس‪ ،‬وصلى عليه النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪ ،‬ونـزل‬
‫يف قىه‪ ،‬ورش على قىه ماء‪.‬‬
‫وقىه بالبقيع‪ ،‬مشهور مزور‪.‬‬
‫َ‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫(‪ -)9‬األمالي اإلتنينية لإلمام املرشد باهلل عليه السالم (ص‪ ،)415/‬ط‪( :‬مؤسسـة اإلمـام زيـد‬
‫بن علي عليهما السالم الثقافية)‪.‬‬
‫(‪ -)10‬االستيعاب البن عبد الى (‪ ،)54-58/1‬ط‪( :‬دار اجليل)‪.‬‬
‫(‪ )11‬ـ جامع األصول (‪.)107/12‬‬
‫(‪ -)12‬االستيعاب البن عبد الى (‪.)56/1‬‬
‫(‪ )13‬ـ جامع األصول (‪.)107/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ12‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫َّ (‪)14‬‬
‫]َ َ‬ ‫[أمريَاملؤمننيَاإلمامَعليَبنَأبيَطالبَعليهَالسالم‬

‫العامة‪:‬‬ ‫عن السرية العَلَويَّة مئات املؤلفات‪ ،‬ولكن انظر من مت‬ ‫(‪-)14‬مت‬
‫للثـافظ‬ ‫التهـذي‬ ‫الكمال للثافظ الْمِزِّيِّ (‪ ،)257/5‬رقم الرتمجـة (‪ ،)4678‬تهـذي‬ ‫تهذي‬
‫ابن حجر العسقالني (‪ ،)284/7‬رقم (‪ ،)4925‬االستيعاب البن عبد الى (‪ ،)1089/3‬رقـم‬
‫(‪ ،)1855‬اإلصــابة البــن حجــر (‪ ،)564/4‬رقــم (‪ ،)5692‬حليــة األوليــاء ألبــي نُعَــيم‬
‫(‪ ،)100/1‬رقــم (‪ ،)4‬ســري أعــالم النــبالء للــذهيب (‪ ،)615/2‬رقــم (‪ ،)5‬ط‪( :‬دار الفكــر)‪،‬‬
‫وغريها مثري‪.‬‬
‫الـيت‬ ‫بعض أمسـاء الكتـ‬ ‫والفضائل فهي مثرية ال َعدَد‪ ،‬طافثة املدد‪ ،‬ودون‬ ‫امل ناق‬ ‫وأمَّا مت‬
‫حتدَّتته عن بعض فضائل أمري املؤمنني صلوات اهلل تعاىل عليه‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫(خصائص أمري املؤمنني عليه السالم) للشريف الرضي عليـه السـالم و(الشـايف) لإلمـام احلجـة‬
‫املنصور باهلل عبد اهلل بن محزة عليهما السالم‪ ،‬مع (التعليق الـوايف) للسـيد العالمـة حبـر العلـوم‬
‫احلسن بن احلسني عليهما السالم‪ ،‬و(أنوار اليقني)‪ ،‬لإلمام احلسن بن بدر الدين عليهما السـالم‪،‬‬
‫و(تفريج الكروب)‪ ،‬للسيد اإلمام إسثاق بن يوسف بن اإلمام املتومل على اهلل عليهم السـالم‪،‬‬
‫و(دالئل السبل األربعة) للسيد العالمة علي بن عبداهلل بـن القاسـم علـيهم السـالم‪ ،‬و(حاشـية‬
‫مرامة األولياء) لعالمة العصر عبد اهلل بن اإلمام اهلادي القـامسي عليهمـا السـالم‪ ،‬و(املناقـ )‬
‫حممد بن سليمان الكويف رمحه اهلل تعـاىل‪ ،‬و(تنبيـه الغـافلني) للثـامم اجلشـمي‪،‬‬ ‫للثافظ احملد‬
‫و(شواهد التنزيل) للثامم احلسكاني‪ ،‬و(حماسن األزهـار) حلُمَيـد الشـهيد‪ ،‬و(متـاب املـواالة –‬
‫الغدير‪ )-‬البن عُ ْقدَة‪ ،‬و(األربعون) للصَّفاار‪ ،‬و(فضائل أمـري املـؤمنني عليـه السـالم) للكالبـي‪،‬‬
‫الندِيَّة شر التثفة العلَويَّة) البن األمـري الصـنعاني‪ ،‬و(املعيـار واملوازنـة)‪ ،‬و(نقـض‬
‫و(الروضة َّ‬
‫العثمانية) وهما ألبي جعفر اإلسكايف‪ ،‬و(رشفة الصادي من حبر فضائل ب النيبِّ اهلادي) للسـيد‬
‫العالمة أبي بكر بن شهاب‪ ،‬و(فضـائل الصـثابة) ألمحـد بـن حنبـل مـع زيـادات ابنـه عبـداهلل‬
‫والقَطيعي‪ ،‬و(اخلصـائص) للنسـائي‪ ،‬ومـذا (املناقـ ) للخـوارزمي احلنفـي‪ ،‬و(املناقـ ) البـن‬
‫املغازلي الشافعي‪ ،‬و(مفاية الطال ) للكَنجي الشـافعي‪ ،‬و(الغـدير) ليمـي ‪ ،‬و(العمـدة) البـن‬
‫البطريق الْثِ ليّ‪ ،‬و(فرائد السمطني) للثمـوئي الشـافعي‪ ،‬و(فضـائل اخلمسـة) للفـريوز لبـادي‪،‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ13‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫بن هاشم‪ ،‬القرشي‪ ،‬املكي‪،‬‬ ‫بن عبد املطل‬ ‫أمري املؤمنني علي بن أبي طال‬
‫اهلامشي‪ ،‬أبو احلسن ‪ -‬مرم اهلل وجهه يف اجلنة ‪.-‬‬
‫وأمه فاطمة بنت أسد‪ ،‬أول هامشية ولدت هامشياً‪.‬‬
‫وُلِد يف الكعبة(‪ ،)15‬يف شهر رج ‪ ،‬عام تالتني بعد الفيل‪ ،‬وهو اليوم السابع من‬
‫أيلول‪ ،‬مما رواه السيد أبو طال (‪ ،)16‬عن مايف الكفاة‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫س َمعهلُـــ ـومٌ َم َمجههُـــ ـولِ‬
‫َولَـــ ـيه َ‬ ‫جههلِـ ـ ِه‬
‫يَـ ـا ُم هغفِـ ـلَ التَّـ ـارِيهخِ مِـ ـنه َ‬
‫َموهلِــــــدُهُ سَــــــابِعُ َأيلــــــولِ‬ ‫ن َأبِــــي طَالِــــ ٍ‬
‫ي بهــــ َ‬
‫إِ َّن َعلِــــ َّ‬
‫َّ‬
‫[الصاحبَبنَع َباد]ََ َ‬
‫إمساعيل بن عبّاد‪ ،‬أحد علماء العدل والتوحيد‪ ،‬وأولياء لل‬ ‫‪ :‬هو الصاح‬ ‫قل‬

‫حممد عَلَ هيهَم السَّالم؛ وأقواله يف الوصي وسائر العرتة عَلَ هيهَم السَّالم مشهورة‪ ،‬وقـد‬
‫أتى يف الشايف منها ِبنُ َب ٍذ شافية(‪ ،)17‬وهو القائل‪:‬‬
‫َقسِــــ ـيهمُ النَّــــ ـارِ َوالْجَنَّــــ ـهه‬ ‫ي حُبُّـــــــهُ جُنَّـــــــهه‬
‫َعلِـــــــ ٌّ‬
‫جنَّـــــهه‬
‫إِمَـــــامُ اإلنهـــــسِ َوالْ ِ‬ ‫ي الْمُصهــــ َط َفى حَقــــا‬
‫َوصِــــ ُّ‬

‫و(جواهر املطال ) للباعوني الدمشقي الشافعي‪ ،‬و(أسنى املطالـ ) للجـزري الشـافعي‪ ،‬ومـذا‬
‫(اجلزء الثاني واألربعني من تاريخ دمشق) البن عسامر الدمشـقي الشـافعي‪ ،‬و(ذخـائر العقبـى)‬
‫الطىي الشافعي‪ ،‬ومذا يف (جواهر العقدين) للشريف السمهودي‪ ،‬و(الصواعق احملرقة)‬ ‫للمث‬
‫البن حجر املكي‪ ،‬وعشرات غريها‪ ،‬لو تتبعناها الستغرق وقتًا مبريًا‪.‬‬
‫(‪ )15‬ـ قال احلامم النيسابوري يف املستدر (‪ :)550/3‬قـد تـواترت األخبـار أن فاطمـة بنـت‬
‫مرم اهلل وجهه يف جوف الكعبة‪.‬‬ ‫أسد ولدت أمري املؤمنني علي بن أبي طال‬
‫ىيـى بـن احلسـني اهلـاروني عليهمـا‬ ‫(‪ - )16‬اإلفادة يف تاريخ األئمة السادة لإلمام أبي طالـ‬
‫السالم (ص‪ ،)20/‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت(ع))‪.‬‬
‫(‪ )17‬ـ الشايف (‪ ،)453-471/1‬و(‪.)487/4‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ14‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫قال السيد اإلمام‪ :‬وهو أول من أسلم(‪.)18‬‬

‫(‪-)18‬روى أمحد بن حنبل يف فضائل الصثابة (‪ ،)730/2‬رقـم (‪ ،)1000‬حتقيـق‪( :‬عبـاس)‪،‬‬


‫بإسناده عن زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬أول من أسلم مع رسول اهلل صلى اهلل عليـه وللـه وسـلم‪ :‬علـي‬
‫بن أبي طال ‪.‬‬
‫قال احملقق‪« :‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه النسائي يف اخلصـائص (ص‪ ،)20/‬رقـم (‪ ،)3‬حتقيـق‪( :‬الـداني بـن مـنري)‪ ،‬قـال احملقـق‪:‬‬
‫«إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه النسائي أيضًا برقم (‪ ،)4‬وقال احملقق‪« :‬إسناده صثيح‪ ،‬رجاله رجال الصثيح»‪.‬‬
‫َولُ مَنه َأسهـلَمَ عَلِـيٌّ»‪.‬‬
‫وروى الرتمذي يف سننه رقم (‪ ،)3744‬بإسناده عن زيد بن أَرهقَمَ‪ :‬قال‪« :‬أ َّ‬
‫ن صَثِيحٌ»‪.‬‬
‫حدِيثٌ حَسَ ٌ‬
‫قَالَ الرتمذي‪َ « :‬هذَا َ‬
‫وروى احلامم النيسابوري يف املستدر برقم (‪ ،)4663‬بإسناده عن زيد بن أرقـم قـال‪« :‬إن أول‬
‫رضـي اهلل عنـه»‪ .‬قـال‬ ‫من أسلم مع رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ :‬علي بن أبي طالـ‬
‫احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح اإلسناد»‪ .‬وقال الذهيب يف التلخيص‪« :‬صثيح»‪.‬‬
‫وروى احلامم أيضًا برقم (‪ ،)5963‬بإسناده‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪« :‬قال أبـو موسـى األشـعري‪:‬‬
‫إن عليًّا أول من أسلم مع رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسـلم»‪ ،‬قـال احلـامم‪« :‬هـذا حـديث‬
‫صثيح اإلسناد»‪.‬‬
‫وقال احلافظ اهليثمي يف جممع الزوائد (‪ « :)223/9‬عـن أبـي رافـع‪ ،‬قـال‪ :‬أول مـن أسـلم مـن‬
‫الرجال علي‪ ،‬وأول من أسلم من النساء خدجيـة»‪ .‬قـال اهليثمـي‪« :‬رواه البـزار‪ ،‬ورجالـه رجـال‬
‫الصثيح»‪.‬‬
‫وروى أمحد يف بـن حنبـل يف مسـنده (‪ ،)430/1‬رقـم (‪ ،)3062‬واللفـظ لـه‪ ،‬ورواه أيضًـا يف‬
‫فضائل الصثابة أيضًا (‪ ،)849/2‬بـرقم (‪ ،)1168‬والنسـائي يف خصائصـه (ص‪ ،)36/‬رقـم‬
‫(‪ ،)24‬واحلامم يف مستدرمه (‪ ،)143/3‬رقم (‪ ،)4652‬وغريهم‪ ،‬باإلسناد إىل أبـي بَلْـج‪ ،‬عـن‬
‫عمرو بن ميمون‪ .‬قال‪« :‬إِنِّي لَجَاِلسٌ إِلَى ابهنِ عَبَّاسٍ إِذه أَتَاهُ تِسهعَ ُة َرهه ٍ فَقَالُوا يَا أَبَا عَبَّاسٍ إِمَّـا أَنه‬
‫تَقُومَ مَعَنَا وَإِمَّا أَنه يُخهلُونَا هَؤُالءِ‪ .‬قَالَ‪ :‬فَقَالَ ابهـنُ عَبَّـاسٍ‪ :‬بَـله أَقُـومُ مَعَكُـمه‪ .‬قَـالَ‪َ :‬وهُـوَ يَوهمَئِـذٍ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ15‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫حجهرِ(‪)19‬رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام قبـل اإلسـالم وبعـده‪،‬‬
‫مان يف َ‬
‫وهاجر من مكة بعده بثالتة أيام‪.‬‬

‫ض َت هوبَـهُ‪،‬‬
‫َدتُوا‪ ،‬فَال نَـ هدرِي مَـا قَـالُوا‪ .‬قَـالَ‪َ :‬فجَـا َء يَـ هن ُف ُ‬
‫ل َأ هن َي هعمَى‪ .‬قَالَ‪ :‬فَا هبَت َدءُوا َفَتث َّ‬
‫ح َق هب َ‬
‫صثِي ٌ‬
‫َ‬
‫شرٌ‪.‬‬
‫ل لَهُ عَ ه‬
‫وَيَقُولُ أُفه وَتُفه‪ ،‬وَقَعُوا فِي رَجُ ٍ‬
‫خ ِدجيَةَ»‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬قَالَ‪ :‬وَمَانَ أَ َّولَ مَنه َأسهلَمَ مِنه النَّاسِ بَ هعدَ َ‬
‫قال احلامم النيسابوري‪« :‬هذا حديث صثيح اإلسناد»‪ ،‬وقال الذهيب يف التلخـيص‪« :‬صـثيح»‪،‬‬
‫وقال الشيخ أمحد شامر حمقق مسـند أمحـد‪« :‬إسـناده صـثيح»‪ ،‬وقـال حمقـق فضـائل الصـثابة‪:‬‬
‫«إسناده حَسَن»‪.‬‬
‫وقال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)119-120/9‬رواه أمحـد‪ ،‬والطىانـي يف الكـبري واألوسـ‬
‫باختصار‪ ،‬ورجال أمحد رجال الصثيح‪ ،‬غري أبي بَلْج الفزاري‪ ،‬وهو تقة فيه لني»‪.‬‬
‫الكبري ابن عبد الى يف االستيعاب (‪ ،)1091/3‬بإسناده إىل أبي بَلْجٍ‪ ،‬عـن عَمـرِو‬ ‫وروى احملد‬
‫أول من لمن مـن النـاس بعـد خدجيـة‬ ‫بن ميمون‪ ،‬عن ابن عباس قال‪« :‬مان علي بن أبي طال‬
‫رضي اهلل عنهما»‪ .‬قال– أي ابن عبد الى‪« :-‬هـذا إسـنادٌ ال مطعـن فيـه ألحـدٍ؛ لصـثته وتقـة‬
‫نَقَلَتِهِ‪.»...‬‬
‫وقال ابن عبـد الـى يف االسـتيعاب (ص‪« :)1090/‬وروي عـن سـلمان‪ ،‬وأبـي ذر‪ ،‬واملقـداد‪،‬‬
‫رضي اهلل عنـه أول‬ ‫أن علي بن أبي طال‬
‫وخَبَّاب‪ ،‬وجابر‪ ،‬وأبي سعيد اخلدري‪ ،‬وزيد بن أرقم‪َّ :‬‬
‫من أسلم وفَضّلَهُ هؤالء على غريه»‪.‬‬
‫ال ُقرَظِي عن أول من أسلم‪ :‬أعلـي أو أبـو بكـر‪ .‬قـال‪« :‬سـبثان اهلل علـي‬ ‫«سئل حممد بن مع‬
‫أوهلما إسالمًا‪.»...‬‬
‫وقال ابن إسثاق‪« :‬أول من لمن باهلل وبرسوله حممدٍ صلى اهلل عليـه وللـه وسـلم مـن الرجـال‪:‬‬
‫علي بن أبي طال ‪ .‬وهو قول ابن شهاب إالن أنَّه قال‪ :‬من الرجال بعد خدجية وهو قـول اجلميـع‬
‫يف خدجية»‪.‬‬
‫َر َ بـاللغغَتَيهنِ‪ :‬الزَّمَخهشَـرِيُّ يف األَسـاس‪،‬‬
‫جرُ‪ :‬بالفتحِ والكسرِ؛ (حِضهنُ اإلِنسانِ)‪ ،‬ص َّ‬
‫(‪ )19‬ـ «احلَ ه‬
‫وابن سِيدَه يف الْمُثهكَم‪ ،‬جَمهعُه حُجُور‪ .‬ويف سُورة النِّساءِ‪{ :‬فِـي حُجُـورِمُمه مِّـنه نِّسَـآئِكُمُ}‪.»...‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ16‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫‪ :‬استخلف ه رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام؛ ليفديـه بنفسـه‪ ،‬ليلـة نـام‬ ‫قل‬

‫على فراشه‪ ،‬ويؤدي ديونه وأماناته وودائعه‪ ،‬مما هو معلوم(‪.)20‬‬


‫أئمتنا عَلَـ هيهَم السَّـالم‪ ،‬وعلمـاء العامـة‪ ،‬وأخرجـوا‬ ‫وقد بس الروايات يف ذل‬
‫األحاديث يف نزول قوله عز وجل‪{ :‬وَمِنَ النَّاسِ مَنه يَشهـ رِي نَفْسَـهُ ابهتِغَـاءَ مَرهضَـاةِ‬
‫اللاهِ} [البقرة‪ ،]207:‬فيه‪.‬‬
‫قال‪ :‬وهو أول من صلى من املسلمني(‪.)21‬‬

‫انتهى تاج العروس (‪.)530/10‬‬


‫(‪ )20‬ـ وقال أبو جعفر اإلسكايف ‪-‬ونعم ماقال‪ -‬يف (نقـض العثمانيـة) (ص‪ )321/‬حـول أمـر‬
‫مبيت أمري املؤمنني علي عليه السالم على الفراش مبكة ليلة اهلجرة‪.‬‬
‫«إنَّها احملنة العظيمة‪ ،‬والفضيلة الشريفة اليت متى امتثنها الناظر‪ ،‬وأجـال فِكْـرَه فيهـا‪ ،‬رأى حتتهـا‬
‫أنَّه لَمَّا استقرَّ اخلى عند املشـرمني أنَّ رسـول اهلل صـلى‬ ‫فضائل متفرقة‪ ،‬ومناق َ متغايرة‪ ،‬وذل‬
‫اهلل عليه ولله جممع على اخلروج من بينهم للـهجرة إىل غريهـم قصـدوا اىل معاجلتـه‪ ،‬وتعاقـدوا‬
‫قبيلـة مـن قـريف سـيفٌ‬ ‫على أن يُبَيِّتوه يف فراشه‪ ،‬وأنه يَضربوه بأسياف مثرية‪ ،‬بيد ملِّ صـاح‬
‫بنـو هاشـم بدمـه قبيلـةً واحـدةً‬ ‫منها؛ ليضيعَ دمُهُ بني الشعوب‪ ،‬ويتفرقَ بني القبائل‪ ،‬وال يَطل‬
‫الليلة‪ ،‬واجتمعوا عليها‪ ،‬فلما عَلِ َم رسـولُ اهلل صـلى‬ ‫بعينها من بطون قريف‪ ،‬وحتالفوا على تل‬
‫من أمرهم‪ ،‬دعا أوتق الناس عنده‪ ،‬أمثلـهم يف نفسـه‪ ،‬وأبـذهلم يف ذات اإللـه‬ ‫اهلل عليه ولله ذل‬
‫ملهجته‪ ،‬وأسرعهم إجابةً إىل طاعته‪ ،‬فقال له‪(( :‬إنَّ قريشًا قد حتالفته عَلَى أن تُبَيِّتَنى هـذه الليلـة‪،‬‬
‫احلضرمي لريوا أنّي مل أَخرج‪ ،‬وإنِّى خـارجٌ‬
‫ِّ‬ ‫فامضِ إىل فراشي‪ ،‬ونَمه يف مضجعي‪ ،‬والتفَّ يف ُبرهدِى‬
‫إن شاء اهلل))‪ ،‬إىل أن قال اإلسكايف‪:‬‬
‫سامعًا مطيعًا طَيِّبَةً بها نفسه‪ ،‬ونام على فراشه صابرًا حمتسبًا‪ ،‬واقيًـا لـه مبهجتـه‪،‬‬ ‫فأجاب إىل ذل‬
‫يَنتظر القتل‪ ،‬وال نعلمُ فوقَ بذل النفس درجةً يلتمسها صابر‪ ،‬وال يبلغها طال ‪.‬‬
‫جـوهدِ‬
‫وَالْجُـودُ بِـالنَّ ْفسِ أَقْصَـى غَايِـةِ الْ ُ‬ ‫[يَجُــوهدُ بِــالنَّ ْفسِ إِ هن ضَــنَّ اجلَــوَادُ بِهَــا]‬
‫ولوال أنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله عَلِمَ أنَّه أههلٌ لذل ‪ ،‬لَمَّا أهلاه‪ ،‬إىل لخر مالمه‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ17‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫وشهد املشاهد ملها‪ ،‬إال تبو ؛ فإنه استخلفه صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام علـى‬
‫املدينة‪.‬‬
‫ومان حامل لواء النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف حروبه‪ ،‬وإذا مل يغـز بنفسـه‬
‫أعطاه سالحه‪.‬‬
‫وشجاعته معروفة‪ ،‬وفضائله وخصائصه مثرية‪، ،‬رجنا ذمرها عن املقصود(‪.)22‬‬

‫(‪ -)21‬روى أمحد بن حنبل يف فضائل الصثابة (‪ ،)732/2‬رقم (‪ ،)1004‬عن زيد بن أرقـم‪،‬‬
‫قال‪« :‬أول من صلاى مع النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ :‬علي»‪ .‬قال احملقق‪« :‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه النسائي يف اخلصائص (ص‪ ،)20/‬رقم (‪ ،)2‬قال احملقق‪« :‬إسناده صـثيح‪ ،‬رجالـه تقـات‬
‫من رجال الشيخني‪ ،‬سوى أبي محزة‪ ،‬وامسه‪ :‬طلثة بن يزيد‪ ،‬وهو من رجال البخاري وحده»‪.‬‬
‫ورواه النسائي يف اخلصائص رقم (‪ ،)5‬عن زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪« :‬أول مـن صـلى مـع رسـول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ :‬علي»‪ .‬وقال يف موضع لخـر‪« :‬أسـلم علـي»‪ .‬قـال احملقـق‪« :‬إسـناده‬
‫صثيح»‪.‬‬
‫يف بيـان هـذا‬ ‫(‪ -)22‬وقد أشبع موالنا اإلمام احلجة رضوان اهلل تعـاىل وسـالمه عليـه األحبـا‬
‫األصل األصيل يف سائر متبه‪ ،‬ومنها يف جممع الفوائد (القسم الثاني)‪ ،‬يف حبـث اعـرتاف احملـدتني‬
‫مبا ورد يف علي عليه السالم ويف سائر أهل البيت عليهم السالم‪ ،‬وحنـن نلخـص منـه املقصـود‪،‬‬
‫من باب تتميم الفائدة‪ ،‬وتقريبها لطاليب احلقائق‪:‬‬
‫قال ابن حجـر يف فـتح البـاري شـر البخـاري مـا لفظـه‪« :‬قـال أمحـدُ‪ ،‬وإمساعيـل القاضـي‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬وأبو علي النيسابوري‪ :‬لَم َيرِده يف حقِّ أحدٍ من الصثابةِ باألسانيدِ اجليادِ أمثر مما جـاء‬
‫العلميَّة)‪.‬‬ ‫يف علي»‪ .‬انظر الفتح (‪ )89/7‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫وقال احلافظ ابن عبد الى يف االستيعاب (‪« :)1115/3‬وقال أمحـد بـن حنبـل‪ ،‬وإمساعيـل بـن‬
‫إسثاق القاضي‪ :‬مل ُي هروَ يف فضائل أحد من الصثابة باألسانيد احلسان ما روي يف علي بـن أبـي‬
‫بن علي النسائي رمحه اهلل»‪.‬‬ ‫أمحد بن شعي‬ ‫طال ‪ ،‬ومذل‬
‫وقال ابن حجر يف فتح الباري أيض ًا (‪« :)93/7‬وقد روينا عن اإلمام أمحـد قـال‪ :‬مـا بلغنـا عـن‬
‫أحد من الصثابة ما بلغنا عن علي بن أبي طال »‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ18‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫‪ :‬وهلل القائل(‪:)23‬‬ ‫قل‬

‫إِذه مَـــانَ نُـــوه ًرا مُسهـــَت ِطيه ًلا مَـــامِال‬ ‫ي َت َعمُّــ ًدا‬
‫حي لِلوَصِــ ِّ‬
‫َوَت َرمْــتُ مَــده ِ‬
‫ضوءِ الشَّمهسِ َتذه َه ُ َباطِال‬
‫ص َفاتُ َ‬
‫َو ِ‬ ‫َوإِ َذا اسهــَت َقامَ الشَّــيءُ قَــامَ بَِنفْسِــ ِه‬
‫قال‪ :‬منها‪ :‬ما روى اهلادي عَلَيهه السَّالم يف األحكام‪ ،‬يف احلدود(‪ ،)24‬قال‪ :‬بلغنا‬
‫مـا فعلـتهن قـ وال أفعلـهنّ‪ :‬مـا‬ ‫عن أمـري املؤمنني عَلَيهه السَّالم أنه قال‪( :‬تـال‬

‫عليهمـا‬ ‫(‪ )288/7‬يف ترمجة أمري املؤمنني علـي بـن أبـي طالـ‬ ‫التهذي‬ ‫ورواه عنه يف تهذي‬
‫السالم ولفظه‪ « :‬لَم يُروَ ألحد من الصثابة من الفضائل ما روي لعلي»‪ ،‬ومـذا رواه ابـن حجـر‬
‫يف اإلصابة (‪.)565/4‬‬
‫ورواه احلامم النيسابوري يف املستدر (‪ ،)116/3‬بإسناده عن حممد بن منصور الطوسـي قـال‪:‬‬
‫« مسعتُ أمحدَ بنَ حنبل يقول‪ :‬ما جاء ألحد من أصثاب رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسـلم‬
‫رضي اهلل عنه»‪.‬‬ ‫من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طال‬
‫ورواه الذهيب يف سري أعالم النبالء (‪ ،)628/2‬وقال احلافظ ابن حجـر العسـقالني يف اإلصـابة‬
‫شيئًا مـثريًا‪ ،‬بأسـانيدَ‬ ‫(‪ « :)565/4‬وتتبع النسائي ما خُصَّ به من دون الصثابة فجمع من ذل‬
‫أمثرُها جياد»‪.‬‬
‫وقال ابن حجر اهليتمي يف تطهري اجلنان املطبـوع مـع صـواعقه احملرقـة (ط‪ /2‬ص‪ )46‬ط‪( :‬دار‬
‫العلمية)‪« :‬قال األئمة احلفاظ‪ :‬مل يَرد ألحدٍ من الصثابة رضـي اهلل عـنهم مـن الفضـائل‬ ‫الكت‬
‫واملزايا ما ورد لعلي مرَّم اهلل وجهـه»‪ .‬وانظـر جـواهر العقـدين للشـريف السـمهودي‬ ‫واملناق‬
‫(ص‪.)251/‬‬
‫وقال احلافظ الْمُنَاوي يف فـيض القـدير (‪ ،)135/4‬ط‪( :‬دار املعرفـة‪-‬بـريوت)‪ :‬و«مـم لـه مـن‬
‫شارَ ُ فيها»‪.‬‬
‫ال يُ َ‬ ‫مناق‬
‫(‪ -)23‬انظر (ديوان املتنيب‪ ،‬ومعه شر الواحدي) (ص‪( ،)876/‬ذيل الديوان)‪( ،‬طبع يف مدينة‬
‫برلني)‪ ،‬سنة‪1861( -‬م)‪ ،‬طبعة‪ :‬املعلم يف املدرسة الىلينية‪( :‬فريدرخ ديرتيصي)‪.‬‬
‫(‪ -)24‬األحكام (‪.)268/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ19‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫أني مل أمن ألعبـد مـا ال يضـر وال ينفـع؛ وال زنيـت قـ ‪،‬‬ ‫عبدتُ وتناً ق ‪ ،‬وذل‬
‫ألني أمره يف حرمة غريي ما أمره يف حرميت؛ وال شربت مخـراً قـ ‪ ،‬وذلـ‬ ‫وذل‬
‫أني ملا يزيد يف عقلي أحوج م ملا ينقصه)‪.‬‬
‫واختصّ بغَسل النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وتكفينه‪ ،‬وإدخاله القى(‪.)25‬‬
‫ومل يََتأَمَّره عليه يف عهد النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أحد؛ ومان أمره بىاءة‪.‬‬
‫ل‪،-‬‬
‫‪ :‬وأخذها من أبي بكر‪ ،‬ملا نزل جىيل عَلَيهه السَّالم بأمر اهلل ‪-‬عـزّ وجـ ّ‬ ‫قل‬

‫الروايات‪ ،‬وقـد سـبقت يف الفصـل األول ‪-‬‬ ‫أنه ال يبل ويؤدي عنه ‪ -‬على حس‬
‫إال هو أو رجل منه‪ ،‬أو من أهل بيته‪ ،‬مما مَرَّ؛ وهو مما تواتر‪.‬‬
‫قال‪ :‬وملا تويف رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‪ ،‬أقـام باملدينـة يف خالفـة‬
‫الثالتة‪.‬‬

‫(‪َ -)25‬روَى احلاممُ النيسـابوريُّ يف املسـتدر (‪ ،)120/3‬رقـم (‪ ،)4582‬بإسـناده عـن ابـن‬


‫ص الى مَ َع‬
‫ي َ‬
‫ج ِم ٍّ‬
‫ي َوَأ هع َ‬
‫ل َع َرِب ٍّ‬
‫ح ٍد‪ُ ،‬ه َو َأ َّو ُ‬
‫أل َ‬
‫ت َ‬‫س ه‬
‫صالٍ َل هي َ‬
‫خ َ‬
‫ي َأ هرَب ُع ِ‬
‫عباس رضي اهلل عنهما قال‪ :‬لِ َع ِل ٍّ‬
‫ف‪َ ،‬والاـ ِذي صَـَب َر‬
‫ل َزحهـ ٍ‬
‫س ال َم‪َ ،‬و ُه َو الا ِذي مَانَ ِل َواؤهُ َم َع ُه ِفي مُ ِّ‬
‫ص الى اللا ُه َع َل هي ِه َوللَهُ َو َ‬
‫سولِ اللا ِه َ‬
‫َر ُ‬
‫خ َل ُه َق هب َر ُه‪.‬‬
‫س َل ُه َوَأ هد َ‬
‫َم َع ُه َيومَ الْ ِم هه َراسِ‪َ ،‬و َه ُو الا ِذي غَ َّ‬
‫ُسرَ الْثَديثُ‪ :‬أَنَّـهُ عَطِـفَ‬
‫حدٍ‪ ،‬وبه ف ِّ‬
‫قال الزبيديُّ يف تاج العروس (‪« :)28/17‬الْمِ ههرَاسُ‪ :‬ماءٌ بأُ ُ‬
‫الـدمَ عـن‬
‫حدٍ فجَاءَه عَلِيٌّ رضي اهلل تعاىل عنه يف دَرَقَةٍ مباءٍ من ا ْلمِ ههرَاس فَعافَه وغَسَـلَ بـه َّ‬
‫يومَ أُ ُ‬
‫سدَيهفُ بنُ ِإسهمَاعِيلَ بن مَيهمُونٍ‪:‬‬
‫وَجههِه‪ .‬وقال ُ‬
‫َوقَتِــــــــيالً بِجَانِــــــ ـ ِ الْمِههــــــ ـرَاسِ‬ ‫ن وزَيهــــدٍ‬
‫اذهمُــــرُوا مَصهــــ َرعَ الْثُسَــــيه ِ‬

‫رضِيَ اللاهُ تَعَالَى عنه»‪.‬‬ ‫إىل أن قال‪ :‬وقد عَنَى به حَ همزَةَ بنَ عَبهد الْمُطالِ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ20‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫وملا قُتل عثمان بُويع له عَلَيهه السَّالم؛ تم مان حرب اجلمل‪ ،‬وبعده حرب صفني‪،‬‬
‫وبعـده حرب اخلوارج‪ ،‬مما أمره رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام بقتـال‬
‫النامثني‪ ،‬والقاسطني‪ ،‬واملارقني‪.‬‬
‫تم أقام بالكوفة حتى ضُرب ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ‪ -‬لصبح اجلمعة‪ ،‬تاسـع عشـر‬
‫شهر رمضان سنة أربعني من اهلجرة‪ ،‬ولبث تالتة أيـام‪ ،‬ومـان وفاتـه ليلـة األحـد‪،‬‬
‫وسـتني‪ ،‬وغسـله ولـده احلسـن‪ ،‬وعبيـد اهلل بـن‬ ‫إحدى وعشرين‪ ،‬وهو يف تــال‬
‫عباس‪ ،‬وصلى عليه احلسن‪ ،‬ومى مخساً‪ ،‬ودُفن عند صالة الصبح‪.‬‬
‫قال يف اإلفادة(‪ :)26‬دُفن أوالً يف الرحبة‪ ،‬مما يلي بـاب منـدة؛ تـم نقـل لـيالً إىل‬
‫الغري؛ ليخفى موضع قىه‪.‬‬
‫ي هو املعلوم؛ ذمره األئمة‪ ،‬منهم‪ :‬احلسن السب ‪ ،‬وزيـد بـن‬
‫ومون قىه يف الغَرِ ِّ‬
‫علي‪ ،‬وولد أخيه جعفر بن حممد‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬وروى عنه أوالده اخلمسة‪ :‬احلسن‪ ،‬واحلسني‪ ،‬وحممد‪ ،‬وعمـر‪ ،‬والعبـاس؛‬
‫األعـور‪ ،‬واحلسـن‬ ‫ومن النساء‪ :‬زينـ ؛ وخلـق مـثري‪ ،‬مـنهم‪ :‬الشـعيب‪ ،‬واحلـار‬
‫البصري ‪ -‬على الصثيح ‪ -‬وعاصم بن ضمرة‪ ،‬وعاصـم بـن َبهه َدلَـ َة(‪ ،)27‬وزاذان‪،‬‬
‫وعلي بن ربيعة‪ ،‬والنعمان بن سعد‪ ،‬وسويد بن َغفَلة‪ ،‬وعمر بن علـي‪ ،‬ويزيـد بـن‬
‫أبي أمية‪ ،‬ويزيد بن أبي مريم‪ ،‬وحُجهر بن عدي‪ ،‬و ُم َميهل بن زياد‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫وله يف الصثيثني أربعة وأربعون حديثاً‪ ،‬وخرج له األربعـة وغريهـم‪ ،‬وأئمتنـا‬
‫مجيعهم وشيعتهم‪ ،‬إال الشريف السَّيهلقي‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫ىيى بن احلسني اهلـاروني (ص‪،)30/‬‬ ‫(‪ -)26‬اإلفادة يف تاريخ األئمة السادة لإلمام أبي طال‬
‫ط‪( :‬مكتبة أهل البيت(ع))‪.‬‬
‫(‪ )27‬ـ ابن أبي النجود‪ ،‬أحد القراء السبعة‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ21‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫‪ :‬ومن الرواة عنه عَلَيهه السَّـالم‪ :‬ابـن عبـاس‪ ،‬وعبـداهلل بـن جعفـر‪ ،‬وابـن‬ ‫قلة‬

‫الرجال‪.‬‬ ‫مسعود‪ ،‬وغريهم من الصثابة‪ ،‬والتابعني‪ ،‬مما عدّوهم يف مت‬


‫وأعلمُ الصثابة بعد أخي رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام وابـن عمـه‪،‬‬
‫وباب مدينة علمه‪ ،‬ابنُ عباس‪ ،‬وابن مسعود‪.‬‬
‫فأما ابن عباس َرضِي اهلل عَنهه‪ ،‬فكما قال شـار الـنهج(‪ :)28‬وقـد علـم النـاس‬
‫حال ابن عباس‪ ،‬يف مالزمته له‪ ،‬وانقطاعـه إليه‪ ،‬وأنه تلميذه وخرجيه؛ وقيل له‪ :‬أين‬
‫من علم ابن عم ؟‬ ‫علم‬
‫فقال‪ :‬منسبة قطرة من املطر‪ ،‬إىل البثر احملي ‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ومن مالمه َرضِي اهلل عَنهه‪ :‬واهلل‪ ،‬لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم؛ وأيم اهلل‪،‬‬
‫لقد شارمكم يف العشر العاشر‪.‬‬
‫أخرجه أبو عمر بن عبد الى يف االستيعاب(‪.)29‬‬
‫ورواياته ملا أنزل اهلل فيه من الكتاب املبني‪ ،‬وما قالـه يف شـأنه الرسـول األمـني‪،‬‬
‫أمثر من أن حتصر؛ وقد مَرّ ما فيه معتى‪.‬‬
‫وأما ابن مسعود َرضِـي اهلل َعنهـه‪ ،‬فرجوعـه إىل الوصـي َع َليهـه السَّـالم معلـوم‪،‬‬
‫مرسوم‪ ،‬وهو القائل‪ :‬قرأت القرلن على رسول اهلل صَلاى‬ ‫وتبليغه ملا ورد فيه مذل‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وأمتمته على خري الناس بعده‪ ،‬علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫أخرجه اإلمام عَلَيهه السَّالم يف الشايف(‪.)30‬‬
‫قال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل‪ -‬يف التخريج(‪ :)31‬وهو يف جممع الزوائد(‪.)32‬‬

‫(‪ -)28‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)19/1‬‬


‫(‪ -)29‬االستيعاب (‪.)1104/3‬‬
‫(‪ -)30‬الشايف (‪.)401/3‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ22‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫‪ :‬رواه يف الفرائد بلفظ‪ :‬عَلَى أفضل الناس بعد رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه‬ ‫قل‬

‫ولله وسَلام‪...‬إخل‪.‬‬
‫وأخرجه اخلوارزمي(‪ ،)33‬بلفظ‪ :‬قرأت علـى رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام سبعني سورة‪ ،‬وختمت القرلن على خري الناس‪ ،‬علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم‪ ،‬عن ابن مسعود(‪ ،)34‬قال‪ :‬منت عند النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام‪ ،‬فسئل عن علي‪ ،‬قـال‪(( :‬قسمت احلكمة عشرة أجزاء؛ أعطي الناس جـزءاً‪،‬‬
‫وعلي تسعة أجزاء))‪ ،‬وبلفظ‪(( :‬قسمت احلكمة عشرة أجزاء؛ وأعطي علـي تسـعة‬
‫أجزاء والناس جزءاً واحداً))‪.‬‬
‫أخرجه ابن املغازلي(‪ ،)35‬واحلامم(‪ ،)36‬والك (‪ ،)37‬عن عبـداهلل‪ ،‬عنـه صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام؛ وأخرجه اخلوارزمي(‪ ،)38‬عنه مرفوعاً‪ ،‬وأخرجه احلسني بـن علـي‬

‫(‪ )31‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)401/3‬‬


‫(‪ -)32‬جممــع الزوائــد للــهيثمي (‪ ،)119/9‬وعــزاه للطىانــي يف األوس ـ (‪ ،)101/5‬رقــم‬
‫(‪.)4792‬‬
‫للخوارزمي (ط‪ /1‬ص (‪( ،)94‬الفصل السابع)‪ ،‬ط‪( :‬مؤسسة البال )‪.‬‬ ‫(‪ -)33‬املناق‬
‫(‪ -)34‬حلية األولياء ألبي نُعيم (‪ ،)104/1‬رقم (‪.)198‬‬
‫البن املغازلي (ص‪ ،)181/‬رقم (‪.)328‬‬ ‫(‪ -)35‬املناق‬
‫(‪ -)36‬احلامم احلسكاني يف شواهد التنهزيـل (‪ ،)105/1‬رقـم (‪ ،)146‬يف الكـالم علـى قولـه‬
‫تعاىل‪{ :‬يُؤتِي الْثِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤهتَ الْثِكْمَةَ فَ َقده أُوتِيَ خَ هيرًا مَثِريًا} [‪/249‬البقرة]‪.‬‬
‫(‪ )37‬ـ مذا يف اخلطيّة الـيت لـدي‪ ،‬ولعلـه ‪-‬واهلل تعـاىل أعلـم‪( -‬الكنجـي)‪ ،‬فإنَّـه رواه يف مفايـة‬
‫أنـه قـال بعـد أن رواه‪ :‬أخرجـه‬ ‫(ص‪( ،)197/‬الباب الثامن واألربعون)‪ ،‬ويؤمد ذلـ‬ ‫الطال‬
‫احلافظ أبو نعيم يف حلية األولياء‪ .‬وهو الذي سيُذمر قريبًا عنه‪ ،‬وأيضًا‪ :‬فإنّ هذا احلـديث سـيعاد‬
‫روايته وخترجيه يف ترمجة ابن مسعود رضوان اهلل عـاىل عليـه‪ ،‬وسـيُذمَر هنـا ‪( :‬الكنجـي)‪ ،‬واهلل‬
‫تعاىل أعلم‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ23‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫الىذعي يف معجمه‪ ،‬وابن النجار‪ ،‬عن عبداهلل(‪)39‬؛ قال الكنجي‪ :‬وأخرجه أبو نعيم‬
‫يف احللية‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬واملعلوم من النصوص النبوية‪ ،‬أن أعلم األمة ‪ -‬مما ورد اخلى النبوي بهذا‬
‫اللفظ خبصوصه‪(( :‬أعـلم أمّيت علي بن أبي طال ))‪ ،‬أخرجـه حممـد بـن سـليمان‬
‫الكويف(‪ ،)40‬والـديلمي‪ ،‬عـن سـلمان؛ والكنجـي عنـه(‪ ،)41‬وقـال‪ :‬رواه اهلمـداني‪،‬‬
‫واخلوارزمي(‪)42‬؛ ويف معناه ما ال ىي بـه احلصر‪ -‬أخـو(‪ )43‬رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬
‫إمجـاع‬ ‫عَليهه ولله وسَلام ووصيُّه‪ ،‬وابنُ َع ِّمه‪ ،‬وبابُ مــدينة علمـه(‪)44‬؛ وعلـى ذلـ‬

‫للخوارزمي (ص‪( ،)85/‬الفصل السابع)‪.‬‬ ‫(‪ -)38‬املناق‬


‫(‪ -)39‬انظــر‪ :‬م هنــز العمــال (‪ ،)282/11‬رقــم (‪ ،)32978‬وعــزاه‪ :‬إىل أبــي نُ َعـيهم يف احلليــة‪،‬‬
‫واألزدي يف الضعفاء‪ ،‬وأبي علي احلسـني بـن علـي الىذعـي يف معجمـه‪ ،‬وابـن النجـار‪ ،‬وابـن‬
‫اجلوزي يف الواهيات‪.‬‬
‫حملمد بن سليمان الكويف (‪ ،)385-386/1‬رقم (‪.)304‬‬ ‫(‪ -)40‬املناق‬
‫للكنجي (ص‪( ،)332/‬الباب الرابع والتسعون)‪.‬‬ ‫(‪ )41‬ـ املناق‬
‫للخوارزمي (ص‪( ،)85-84/‬الفصل السابع)‪ ،‬قال اخلـوارزمي‪ :‬أخىنـي سَـيِّد‬ ‫(‪ -)42‬املناق‬
‫احلفاظ أبو منصور شهردار بن شريويه بن شهردار الديلمي اهلمداني‪ ،‬وساق إسـناده إىل سـلمان‬
‫الفارسي رضوان اهلل تعاىل وسالمه عليه‪.‬‬
‫(‪ )43‬ـ خى أنَّ‪.‬‬
‫)‪َ - (44‬ر َوى احلـاممُ النيسـابوريُّ يف املسـتدر (‪ ،)137/3‬رقـم (‪ ،)4637‬قـال‪ :‬حَـ َّدتنا أبـو‬
‫العباس حممد بن يعقوب‪ ،‬تنا حممد بن عبد الرحيم اهلروي بالرملة‪ ،‬تنا أبو الصَّلْت عبـدُ السَّـالم‬
‫بنُ صاحلٍ‪ ،‬تنا أبو معاوية‪ ،‬عن األعمف‪ ،‬عن جماهد‪ ،‬عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قـال‬
‫ن َأ َرادَ الْ َم ِد هينَـ َة َف ْليَـأتِ‬
‫ي َبابُ َها؛ فَمَـ ه‬
‫رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ‪(( :‬أََنا مَ ِد هيَن ُة الْ ِع ْلمِ َو َع ِل ٌّ‬
‫الَْبابَ))‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ24‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫قال احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح اإلسناد ومل ‪،‬رجاه‪ ،‬وأبو الصلت‪ :‬تقة مـأمون؛ فـإنِّي مسعـتُ‬
‫أبا العباس حممدَ بنَ يعقوبَ يف التاريخ‪ ،‬يقول‪ :‬مسعتُ العباسَ بن حممد الدوري يقـول‪ :‬سـألتُ‬
‫عن أبي معاويـة‪ ،‬عـن‬ ‫ىيى بنَ معني عن أبي الصَّلْت اهلرويِّ فقال‪ :‬تقة‪ .‬فقلتُ‪ :‬أليس قد حَدَّ‬
‫به حممدُ بـنُ جعفـرٍ الفَيهـدي وهـو تقـة مـأمون‪،‬‬ ‫األعمف‪(( :‬أنا مدينة العلم))‪ .‬فقال‪ :‬قد حَدَّ‬
‫مسعتُ أبا نصرٍ أمحدَ بن سهل الفقيه القباني إمام عصره ببخارى يقول‪ :‬مسعت صاحل بن حممد‬
‫احلافظ يقول وسئل عن أبي الصلت اهلروي فقال‪ :‬دخل ىيـى بـن معـني وحنـن معـه‬ ‫بن حبي‬
‫اهلل يف أبـي الصـلت؟‬ ‫على أبي الصلت فَسَلام عليه فلمَّا خرج تبعته فقلت له‪ :‬مـا تقـول رمحـ‬
‫فقال‪ :‬هو صدوق‪ .‬فقلت له‪ :‬إنَّه يروي حديث األعمف عن جماهـد عـن ابـن عبـاس عـن الـنيبِّ‬
‫ن َبابِهَـا))‪،‬‬
‫ن َأ َرادَ الْ ِع ْل َم َفليَأتِهَـا مِـ ه‬
‫ي َبابُ َها؛ فَ َم ه‬
‫صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ‪(( :‬أََنا مَ ِد هيَن ُة الْ ِع ْلمِ َو َع ِل ٌّ‬
‫فقال‪ :‬قد رَ َوى هذا ذا الفَ هيديُّ عن أبي معاوية عن األعمف مما رواه أبو الصلت‪.‬‬
‫ورواه احلامم أيضًا برقم (‪ )4638‬من طريق أخرى عن أبـي معاويـة‪ ،‬قـال‪ :‬حـدتنا بصـثة مـا‬
‫ذمرناه اإلمام أبو زمريا تنا ىيى بن معني تنا أبو احلسني حممد بـن أمحـد بـن متـيم القنطـري‪ ،‬تنـا‬
‫احلسني بن فهم‪ ،‬تنا حممد بن ىيى بن الضريس‪ ،‬تنا حممد بن جعفر الفيدي‪ ،‬تنا أبو معاويـة‪ ،‬عـن‬
‫األعمف‪ ،‬عن جماهد‪ ،‬عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪ :‬قال رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيهـهِ وَللَـهُ‬
‫ن َأ َرادَ الْ َم ِد هيَن َة َف ْلَيأتِ الَْبابَ))‬
‫ي َبابُ َها؛ فَ َم ه‬
‫َوسَلامَ‪(( :‬أََنا مَ ِد هيَن ُة الْ ِع ْلمِ َو َع ِل ٌّ‬
‫ي عن أبي معاوية‪ ،‬قـال احلـامم‪ :‬لـيعلم املسـتفيد‬
‫قال احلسني بن فَ هه ٍم‪ :‬حدتناه أبو الصَّ ْلت الْ َه َروِ ُّ‬
‫هلذا العلم أنَّ احلسني بن فَ ههم بن عبد الرمحن تقةٌ مأمونٌ حافظٌ‪ ،‬وهلذا احلديث شاهد من حـديث‬
‫سفيان الثوري بإسناد صثيح»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬تم ذمره احلامم وهي الطريق الثالثة‪ ،‬وهي برقم (‪.)4639‬‬
‫َمدُ بهنُ عُمَـرَ بهـنِ‬
‫وروى الرتمذي يف سننه برقم (‪ -)3732‬حَدَّتَنَا ِإسهمَاعِيلُ بهنُ مُوسَى‪ ،‬حَدَّتَنَا مُث َّ‬
‫ي رضي‬
‫ي عَنه عَلِ ٍّ‬
‫شرِي ٌ‪ ،‬عَنه سَلَمَةَ بهنِ مُهَيهلٍ‪ ،‬عَنه سُوَ هيدِ بهنِ غَفَلَةَ‪ ،‬عَنِ الصُّنَابِثِ ِّ‬
‫الرُّومِيِّ‪ ،‬حَدَّتَنَا َ‬
‫ي بَابُهَا))‪.‬‬
‫اهلل عنه قَالَ‪ :‬قَالَ َرسُولُ اللاهِ صلى اهلل عليه ولله وسلم‪(( :‬أَنَا دَارُ الْثِكْمَةِ َوعَلِ ٌّ‬
‫التــار (مســند علــي عليــه الســالم)‬ ‫ورواه املــؤرخ واملفســر ابــن جريــر الطــىي يف تهــذي‬
‫(ص‪ ،)104/‬رقم (‪ )8‬بنفس إسناد الرتمذي ولفظه‪ ،‬وقال ابن جرير بعـد أن رواه‪« :‬هـذا خَبَـ ٌر‬
‫سَن ُد ُه»‪.‬‬
‫ح َ‬
‫ث هي ٌ‬
‫ص ِ‬
‫َ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ25‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫وقال احلافظ السخاوي يف املقاصد احلسنة (ص‪ )106/‬رقم (‪ ،)189‬ط‪( :‬دار الكتاب العربـي)‬
‫ن»‪.‬‬
‫سٌ‬
‫عن حديث ابن عباس‪ ،...« :‬بل هو حديث حَ َ‬
‫وقال احلافظ الزرقاني يف خمتصر املقاصد احلسنة (ص‪ ،)79/‬حديث رقـم (‪ ،)170‬ط‪( :‬املكتـ‬
‫ن من حديث‬
‫سٌ‬
‫حَ‬‫ن َأ َرادَ الْ َم ِد هيَن َة َف ْلَيأتِ الَْبابَ))‪َ :‬‬
‫ي َبابُ َها؛ فَ َم ه‬
‫اإلسالمي)‪َ((« :‬أَنا مَ ِد هيَن ُة الْ ِع ْلمِ َو َع ِل ٌّ‬
‫ن لغريه»‪.‬‬
‫سٌ‬
‫حَ‬‫ابن عباس لنفسه‪ ،‬ومن حديث عليٍّ َ‬
‫وقال احلافظ السيوطي مما يف منز العمال (‪ ،)148/13‬ط‪( :‬الرسالة)‪« :‬وقد أورد ابن اجلـوزي‬
‫يف املوضوعات حديث علي وابن عباس‪ ،‬وأخرج احلامم حـديث ابـن عبـاس وقـال‪« :‬صـثيح‬
‫ل عن حديث ابن عباس فقال‪ :‬هـو‬
‫يف تار‪،‬ه عن ىيى بن معني أنَّه سُِئ َ‬ ‫اإلسناد»‪ ،‬وروى اخلطي‬
‫صثيح‪ ،‬وقال ابن عدي يف حديث ابن عباس‪ :‬إنَّه موضوع‪ ،‬وقال احلافظ صال الدين العُ َلائي‪:‬‬
‫بعلة قادحة سوى دعوى الوضـع‬ ‫قد قال ببطالنه أيضًا الذهيبُّ يف امليزان وغريه‪ ،‬ومل يأتوا يف ذل‬
‫َد ْف ًعا بالصَّ هدرِ‪.‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر يف لسانه‪ :‬هذا احلديث له طرقٌ مثرية يف مستدر احلامم أقل أحواهلـا أن‬
‫ق القول عليه بالوضع‪.‬‬
‫يكون للثديث أصلًا‪ ،‬فال ينبغي أن يُ ْط َل َ‬
‫وقال يف فتوى هذا احلديث‪ :‬أخرجه احلامم يف املستدر وقال‪ :‬إنه صثيح‪ ،‬وخالفه ابن اجلـوزي‬
‫ب‪ ،‬والصواب خالف قوهلما معًـا‪ ،‬وأنَّ احلـديث مـن قِسهـمِ‬
‫فذمره يف املوضوعات‪ ،‬وقال‪ :‬إنَّه مَ ِذ ٌ‬
‫يستدعي طولًا‪ ،‬ولكـن هـذا هـو‬ ‫ثة وال ينث إىل الكذب‪ ،‬وبيان ذل‬
‫سنِ ال يرتقى إىل الصِّ َّ‬
‫ثَ‬‫الْ َ‬
‫املعتمد يف ذل ‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ت َعلَـى تصـثيح ابـن جريـرٍ‬
‫قال السيوطي‪ :‬وقد منتُ أجي ُ بهـذا اجلـوابِ َدههـ ًرا إىل أن وَ َقفْـ ُ‬
‫ت‬
‫التار‪ ،‬مع تصثيح احلامم حلديث ابن عباس‪ ،‬فاستخرتُ اللا َه وجَ َزمهـ ُ‬ ‫حلديث عليٍّ يف تهذي‬
‫ثة‪ ،‬واهلل أعلم»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫سنِ إىل مرتبة الصِّ َّ‬
‫بارتقاءِ احلديث من مرتبة احلُ ه‬
‫العلـي بصـثة حـديث بـاب‬ ‫السيد العالمة أمحد بن الصديق املغربي يف فتح امللـ‬ ‫وقال احملد‬
‫مدينة العلم علي (ص‪ )112/‬يف الكالم على قول احلافظ ابن حجر العسقالني‪:‬‬
‫ق املوجـودةَ يف‬
‫«ال أَش غ أنَّ احلافظ [ابن حجر] مل يستثضر ساعةَ متابـةِ هـذا اجلـواب إالن الطغـ ُر َ‬
‫ج َزم بارتقائه إىل درجـة الصـثة‪ ،‬فإنَّـه جَـ َز َم بصـثة أحاديـث يف‬
‫احلامم‪ ،‬ولو استثضر غريَ َها لَ َ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ26‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫س َّدد) ال تبل هذا وال تقاربـه‪ ،‬تـم إنَّـه بنـى حكمـه باحلسـن علـى قاعـدةٍ َذمرَهَـا يف‬
‫(القول الْ ُم َ‬
‫اللسان‪ ،‬ولكنها غري مطردة وال الزمة‪ ،‬مما بَِّي هنُته يف أصول التخريج»‪.‬‬
‫وقال احلافظ الزرمشي يف الآللي املنثـورة‪« :‬واحلاصـل أ َّن احلـديث ينتهـي جملمـوع طريقـي أبـي‬
‫ض ـ ًلا عــن أن يكــون‬
‫ث ـَّتجِ بــه‪ ،‬وال يكــون ضــعيفًا فَ ه‬
‫س ـن الْ ُم َ‬
‫ثَ‬‫إىل درجــة الْ َ‬ ‫ش ـرِي‬
‫معاويــة و َ‬
‫موضوعًا‪.‬انتهى»‪.‬‬
‫وقال املؤرخ حممد بـن يوسـف الصـاحلي (‪« ،)631/1‬والصـواب‪ :‬احلـديثُ حَسَـنٌ‪ ،‬ممـا قـال‬
‫احلافظان العُلَائيُّ‪ ،‬وابنُ حَجَر»‪.‬‬
‫وقال الفت يف تذمرة املوضوعات (ص‪( ،)95/‬الطبعة املنريية)‪« :‬فإنَّـه يَنتهـي بطرقـة إىل درجـة‬
‫الْثَسَن‪ ،‬فال يكون ضعيفًا فضلًا عن أن يكون موضوعًا»‪.‬‬
‫وهذا احلديث الشريف ذمره الشوماني يف الفوائـد اجملموعـة (ص‪ ،)348/‬وأخرجـه مـن طـرق‬
‫مثرية‪ ،‬وحَكَمَ بأنَّ احلديثَ حَسَنٌ لغريه؛ لكثرة طرقه‪.‬‬
‫وقال ابن حجر اهليتمي يف الْمِنَح الْمَكيَّـة شـر اهلَمزيَّـة (ص‪ ،)583/‬ط‪( :‬دار املنهـاج)‪ ،‬عنـد‬
‫عليه السالم‪:‬‬ ‫شر قول البوصريي يف مد أمري املؤمنني عليِّ بن أبي طال‬
‫بَله هُوَ الْشَّ همسُ مَا عَلَيهـهِ غِطَـاءُ‬ ‫َل ـمه َي ـزِدههُ مَش ـفُ الْغِ َطــاءِ يَقِيهًنــا‬
‫ما لفظه‪ « :‬ورواية‪(( :‬مدينة العلم وعليٌّ بابها)) قد مثر اختالف احلفاظ وتناقضهم فيه مبـا يطـول‬
‫بسطُه‪ ،‬ومُلخصه‪ :‬أنَّ هلم فيه أربع َة لراء‪:‬‬
‫طرُقًا‪ ،‬وبَيَّن عدالـة‬
‫إليه احلامم‪ ،‬ويوافقه قول احلافظ العالئي‪ ،‬وقد ذمر له ُ‬ ‫صثيح‪ :‬وهو ما ذه‬
‫رجاهلا‪ :‬ومل يأتِ أحدٌ مِمَّن تَكلام يف هذا احلديث جبوابٍ عن هذه الروايات الصثيثة عـن ىيـى‬
‫شرِيه ٍ القاضي‪ ،‬بـأنَّ مُسهـلِمًا احـتجَّ بـه‪ ،‬ومفـاه‬
‫بن معني‪ ،‬وبيَّن ردَّ ما طُعِنَ به يف بعض رواته‪ ،‬مَ َ‬
‫فخرًا واعتمادًا عليه‪ ،‬وقد قال النووي يف حديثٍ رواه يف البسملة رَدَّا عَلَى مَن طَعَـن فيـه‪:‬‬ ‫بذل‬
‫يَكفينا أن حنتجَّ مبا احتجَّ به مسلم‪.‬‬
‫ولقد قال بعض معاصريه [أي شري ]‪ :‬ما رأيتُ أحدًا ق ن أورعَ منه يف عِلْمه‪.‬‬
‫حَسَن‪ :‬وهو التثقيق‪ ،‬ويوافقه قول شيخ اإلسالم احلافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال الصـثيح؛ إالن‬
‫عبد السالم اهلرويَّ فإنَّه ضعيف عندهم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ27‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫األمة احملمدية‪ ،‬من العرتة النبوية‪ ،‬وسائر مـن يعتد به من فـرق الىيـة؛ فهـو املبـيّن‬
‫ليحكام‪ ،‬بعـد أخيـه سـيد الرسـل الكـرام ‪ -‬عليـه وعلـيهم الصـالة والسـالم ‪-‬‬
‫واملؤسّس بسيفه وعلمه قواعد اإلسالم‪ ،‬واملؤيد للنبـوة‪ ،‬واملمهـد للملـة‪ ،‬واملرجـع‬
‫واملفزع للصثابة واألمة‪ ،‬يف مل مهمة‪ ،‬مما هو معلوم لينام‪.‬‬
‫عمر‪.‬‬ ‫ومما ال ينكر‪ :‬لوال علي هلل‬
‫ولقد صدق حيث قال‪ ،‬وقد قام علي عَلَيهه السَّالم من املسـجد‪ ،‬فـذمره إنسـان‪،‬‬
‫فقال عمر‪ :‬حق ملثله أن يتيه‪ ،‬واهلل‪ ،‬لوال سيفه ملا قـام عمـود اإلسـالم‪ ،‬وهـو بعـد‬
‫أقضى األمة‪ ،‬وذو سابقتها‪ ،‬وذو شرفها‪...‬إخل‪ .‬رواه أبو بكر بن األنباري(‪.)45‬‬
‫من أقواله وأقوال الصثابة ما ال ىصر(‪.)46‬‬ ‫وغري ذل‬

‫أبي زُ هرعَةَ عَلَى حديثه‪ ،‬ونقل احلامم عن ىيى بن معني أنَّـه‬ ‫تصوي‬ ‫قال اهليتمي‪ :‬ويُعارَضُ ذل‬
‫وتَّقَه‪ ،‬فثبت أنَّه حَسَنٌ مُقاربٌ للصثيح‪ ،‬لِمَا علمتَ من قولِ ابـن حجـر أنَّـه رواتـه ملـهم رواة‬
‫الصثيح إالن اهلروي‪ ،‬وأنَّ اهلرويَّ وتَّقَه مجاعة‪ ،‬وضعفه لخرون‪ ،‬إىل أن قال اهليتمي‪:‬‬
‫موضوع‪ :‬وعليه مثريون‪ ،‬قلت‪ :‬وأفاد أنَّ منهم‪ :‬القزوي ‪ ،‬وابـن اجلـوزي‪ ،‬وجَـ َزمَ بـبطالن مجيـع‬
‫طرقه‪ ،‬والذهيبّ يف ميزانه‪ ،‬وغريه‪ ،‬قال اهليتمي رَادًّا عليهم‪:‬‬
‫وهؤالء وإن مانوا أئمة أجلااء لكنَّهم تساهلوا تساهلًا مثريًا‪ ،‬ممـا عُلِـم ممـا قررَّتُـه‪ ،‬وميـف سـا‬
‫احلكم بالوضع مع ما تقرر أنَّ رجالَه ملاهم رجـال الصـثيح إالن واحـدًا فمختلـفٌ فيـه‪ ،‬وجيـ‬
‫لبعض طرقه ال مللها»‪ .‬انتهى مالم اهليتمي‪.‬‬ ‫تأويل مالم القائلني بالوضع بأنَّ ذل‬
‫واع لم أيها املطلع الكريم أنَّ هلذا احلديث الشريف طرقًا مثريةً من رواية أمري املؤمنني عليه‬
‫السالم‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وجابر بن عبد اهلل األنصاري رضي اهلل تعاىل عنهم‪ ،‬وقد استوعبها‬
‫الصدهيِق احلس املغربي نزيل القاهرة يف‬
‫العالمة أمحد بن ِّ‬ ‫وغريها مبا ال مزيد عليه السيد احملد‬
‫العلي)‪ ،‬ولقد أفاد يف هذا الكتاب وأجاد‪ ،‬وألَمَّ باملراد‪ ،‬واهلل تعاىل املوفق للثقِّ‬ ‫متاب (فتح املل‬
‫والسدَاد‪.‬‬
‫َّ‬
‫(‪ -)45‬انظر شر نهج البالغة (‪.)82/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ28‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫(‪ -)46‬وروى يف فضائل الصثابة (‪ ،)795/2‬رقم (‪ ،)1089‬عن عروة بـن الـزبري‪ :‬أنَّ رجلًـا‬
‫هذا القى‪ :‬هو حممـد‬ ‫ضرٍ من عُمَر‪ .‬فقال له عمر‪ :‬تعرف صاح‬
‫وَقَعَ يف عليِّ بن أبي طال ٍ بِمَثه َ‬
‫بن عبد املطل ‪ ،‬فال تذمر عليًّا إالن خبريٍ؛ فإنَّـ‬ ‫بن عبد اهلل بن عبد املطل ‪ ،‬وعلي بن أبي طال‬
‫إنه أبغضتَهُ لذيتَ هذا يف قىه‪.‬‬
‫قال احملقق‪« :‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫املوضوع ‪ ،‬ما رواه ابنُ أبي شـيبة يف املصـنَّف بـرقم (‪،)32790‬‬ ‫ومن أقوال الصثابة ما يناس‬
‫قال‪ :‬حَدَّتَنَا خَلَفُ بهنُ خَلِيفَةَ‪ ،‬عَنه أَبِي هَارُونَ‪ ،‬قَالَ‪ :‬مُنهتُ مَعَ ابهنِ عُ َمرَ جَالِسًا إذه جَـاءَهُ نَـافِعُ بهـنُ‬
‫األَزهرَقِ فَقَامَ عَلَى رَ ْأسِهِ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬وَاهللِ إنِّي ألُبهغِضُ عَلِيًّا‪ ،‬قَالَ‪َ :‬فرَفَ َع إلَيهـهِ ابهـنُ عُمَـ َر رَ ْأسَـهُ‪ ،‬فَقَـالَ‪:‬‬
‫ض رَجُالً سَابِقَةٌ مِنه سَوَابِقِهِ خَ هيرٌ مِنَ الدُّنهيَا وَمَا فِيهَا‪.‬‬
‫اللاهُ‪ ،‬تُبهغِ ُ‬ ‫أَبهغَضَ‬
‫ن‬
‫ل مِـ ه‬
‫ن َرجُـ ٍ‬
‫ن َأبِـي ال غط َفيهـلِ‪ ،‬عَـ ه‬
‫وروى ابن أبي شيبة يف املصنَّف برقم (‪ -)32791‬بإسـناده عَـ ه‬
‫أَصهثَابِ ا لنَّبِيِّ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام قَالَ‪ :‬لَ َقده جَاءَ فِي عَلِيٍّ مِنَ الْمَنَاقِـ ِ مَـا لَـوه أَنَّ مَنهقَبًـا‬
‫مِنههَا قُسِمَ بَيهنَ النَّاسِ أل هوسَعَهُمه خَ هيرًا‪.‬‬
‫وروى احلامم يف املستدر (‪ ،)145/3‬رقم (‪ ،)4656‬بإسناده إىل عبد اهلل بن مسعود قال‪« :‬منا‬
‫رضي اهلل عنه»‪.‬‬ ‫أنَّ أقضى أهل املدينة علي بن أبي طال‬ ‫نتثد‬
‫قال احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح على شرط الشيخني»‪.‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر يف فتح الباري شر البخاري (‪ )72/7‬بعد مالم ما لفظـه‪« :‬ويؤيـده مـا‬
‫رواه البزار عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪« :‬منا نتثد ُ أنَّ أفضـلَ أهـلِ املدينـةِ علـيُّ بـن أبـي طالـ »‪،‬‬
‫رجاله موتقون»‪.‬‬
‫ورواه أمحد بن حنبـل يف فضـائل الصـثابة (‪ ،)747/2‬رقـم (‪ ،)1033‬قـال احملقـق (عبـاس)‪:‬‬
‫«إسناده صثيح»‪.‬‬
‫وبرقم (‪ ،)1097‬قال احملقق‪« :‬إسناده صثيح» ‪ ،‬وانظـر زيـادة ختـريج هـذا األتـر حملقـق فضـائل‬
‫الصثابة‪.‬‬
‫وقال الشوماني يف در السثابة رقم (‪ :)75‬وأخرج البزار بسن ٍد رجاله تقـات عـن ابـن مسـعود‪،‬‬
‫أن أفضل أهل املدينة علي بن أبي طال »‪.‬‬ ‫قال‪« :‬منا نتثد‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ29‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمريَاملؤمننيَعليَ(ع) َ‬

‫وقد أغناه عَلَيهه السَّالم ما أتنى اهلل ‪ -‬جل جالله ‪ -‬عليه‪ ،‬ورَفَـع شـأنه يف متابـه‬
‫وسنة رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عن مجيع أقوال البشر‪.‬‬
‫َ‬
‫ـــــــــــــ‬

‫شرِيه ِ بـنِ عبـد اهلل عـن أبـي‬


‫ووى احلامم يف املستدر (‪ ،)136/3‬رقم (‪ ،)4633‬بإسناده إىل َ‬
‫إسثاقَ‪ ،‬قال‪ :‬سألتُ قُثَمَّ بنَ العَبَّاسِ‪ :‬ميف وَرِ َ عليٌّ رسولَ اهلل صَلاى اللاـهُ عَلَيهـهِ وللـه وسَـلام‬
‫دونكم؟ قال‪( :‬ألنَّه مانَ أَوَّلَنَا بِ ِه لُثُوقًا‪ ،‬وََأشَدَّنَا بِ ِه ُلزُوقًا)‪.‬‬
‫قال احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح اإلسناد»‪ ،‬وقال الذهيب‪« :‬صثيح»‪.‬‬
‫وقال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪ )245/7‬عن ابن عمر قال‪« :‬مل أجدني لسي على شيء إالن أنـي‬
‫مل أقاتل الفئة الباغية مع علي‪ .‬رواه الطىاني بأسانيد‪ ،‬وأحدها رجاله رجال الصثيح»‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ 30‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمَاملؤمننيَ‬

‫خدجيةَ َ‬
‫[أمَاملؤمننيَخدجيةَبن َخويلدَ‪َ-‬رضيَاهللَعنها]ََ َ‬
‫س ِدَّية‪ ،‬أم املؤمنني‪ ،‬أول من لمن باهلل‬
‫سد‪ ،‬القرشية‪ ،‬األَ َ‬
‫خدجية بنت خويلد بن َأ َ‬
‫سبثانه‪ ،‬وصَ َّدق رسالته من األمة باإلمجاع؛ سيدة نساء هذه األمة بال خالف‪،‬‬
‫ن عليه‪.‬‬
‫أفضل نساء النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وأمرمه ّ‬
‫تزوجها صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قبل البعثـة‪ ،‬وهـو يف مخـس وعشـرين سـنة‪،‬‬
‫وهي يف أربعني‪.‬‬
‫وهي أم أوالده صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬إال إبراهيم عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫ش َرها ببيت يف اجلنة‪ ،‬ال‬
‫وبَلا َغها جىيلُ عَلَيهه السَّالم السالم‪ ،‬عن اهلل عز وجل‪ ،‬وبَ َّ‬
‫ص (‪.)47‬‬
‫فيه وال نَ َ‬ ‫خ‬
‫ص َ‬
‫َ‬
‫ومل يتزوج عليها الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫وفضائلها ال حتصى‪.‬‬
‫تُوفيت قبل اهلجرة بثالتة أعوام‪ ،‬وهي يف مخس وستني‪ ،‬ونزل الرسول صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام يف قـىها‪ ،‬ودُفنت باحلَجون‪ ،‬وقىها مشهور مزور‪ - ،‬صلوات اهلل‬
‫وسالمه على زوجها‪ ،‬وأخيه وعليها‪ ،‬وعلى بنيها وبناتها‪ ،‬وذريـتهم الطـاهرين‪ ،‬إىل‬
‫يوم الدين ‪.-‬‬
‫وقد وردت أخبار مثرية يف املقارنة بينها وبني مريم ابنـة عمـران‪ ،‬وفاطمـة بنـت‬
‫حممد‪ ،‬ولسية بنت مزاحم‪ ،‬يف سيادة نساء العاملني‪.‬‬

‫والسَّخَ ‪ :‬الضَّجَّة واضطرابُ األصواتِ للخِصَام‪ ،...،‬ومنه حـديث خدجيـة‬ ‫(‪ )47‬ـ « الصَّخَ‬
‫فيه وال نَصَ ))»‪ .‬انتهى من النهاية البن األتري (‪ ،)751/2‬ط‪( :‬دار إحياء الرتا‬ ‫((ال صَخَ‬
‫العربي)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ 31‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمَاملؤمننيَ‬

‫خدجيةَ َ‬
‫ويف صثيح البخاري(‪ ،)48‬عن علي عَلَيهه السَّالم رفعـه‪(( :‬خـري نسـائها مـريم‪،‬‬
‫وخري نسائها خدجية))‪.‬‬
‫قال ابن حجر يف اإلصابة(‪ :)49‬وقد أتنى النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام علـى‬
‫خدجية‪ ،‬ما مل يثن على غريها‪.‬‬
‫صلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ال يكاد‬ ‫تم ذَ َم َر حديث عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬مان رسول اهلل َ‬
‫‪،‬رج مـن البيت‪ ،‬حتى يذمر خـدجية‪ ،‬فيثسن الثناء عليها‪ ،‬فذمرها يوماً من األيام؛‬
‫فأخذت الغرية‪ ،‬فقلت‪ :‬هل مانت إال عجوزاً‪ ،‬قد أبدل اهلل خرياً منها‪.‬‬
‫فغض ‪ ،‬تم قال‪(( :‬ال واهلل ما أبدل خرياً منها؛ لمَنته إذه مفر الناس‪ ،‬وصدّقت‬
‫إذه مذّب الناس‪ ،‬وواست مباهلا إذه حرم الناس‪ ،‬ورزق اهلل منها الولد دون غريها‬
‫من النساء))‪.‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬فقلتُ يف نفسي‪ :‬ال أذمرها بعدها بسبّة(‪ )50‬أبداً‪.‬‬
‫أخرجه أبو عمر بن عبد الى(‪.)51‬‬
‫قل ‪ :‬رواه يف االستيعاب باختالف يسري(‪.)52‬‬

‫(‪ -)48‬البخاري (ص‪ ،)608/‬رقم (‪ ،)3432‬ط‪( :‬املكتبـة العصـريَّة)‪ ،‬ورواه مسـلم أيضًـا يف‬
‫صـــثيثه (‪ ،)1503/4‬رقـــم (‪ ،)2430‬ط‪( :‬دار ابـــن حـــزم)‪ ،‬والرتمـــذي يف جامعـــه‬
‫العربي)‪ ،‬وقال الرتمـذي‪« :‬هـذا حـديثٌ‬ ‫(ص‪ ،)1008/‬رقم (‪ ،)3886‬ط‪( :‬دار إحياء الرتا‬
‫حسَنٌ صثيحٌ»‪.‬‬
‫(‪ -)49‬اإلصابة (‪ ،)604/7‬رقم الرتمجة (‪.)11086‬‬
‫(‪ )50‬ـ ويف االستيعاب‪ :‬بسيئة‪.‬‬
‫(‪ -)51‬االستيعاب البن عبد الى (‪ ،)1823 /4‬رقم الرتمجة (‪.)3311‬‬
‫(‪ -)52‬وروى البخـــاري (ص‪ ،)666/‬رقـــم (‪ ،)3816‬ط‪( :‬املكتبـــة العصـــريَّة)‪ ،‬ومســـلم‬
‫ِي صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وللـه‬
‫(‪ ،)1504/4‬رقم (‪ ،)2435‬عَنه عَائِشَةَ قَالَته‪« :‬ما ِغرهتُ عَلَى ا همرَأَ ٍة لِلنَّب ِّ‬
‫خ ِدجيَةَ‪ ،‬هَلَكَته قَبهلَ أَنه يََتزَوَّجَنِي‪ ،‬لِمَا مُنهتُ َأسهمَعُهُ َيذه ُم ُرهَا»‪.‬‬
‫َوسَلامَ مَا ِغرهتُ عَلَى َ‬
‫ورواه الرتمذي يف جامعه‪ ،‬رقم (‪ ،)3884‬وقال‪« :‬حديث حسن صـثيح غريـ »‪ ،‬ورواه بـرقم‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ 32‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬أمَاملؤمننيَ‬

‫خدجيةَ َ‬
‫ــــــــــــــ‬

‫حدًا ما حسدتُ خدجية‪ ،‬وما تزوج رسـولُ اهلل صـلى اهلل‬


‫سدهتُ أَ َ‬
‫(‪ ،)3385‬عنها بلفظ‪ « :‬مَا حَ َ‬
‫عليه ولله وسلم إالن بعد ما ماتت»‪ ،‬وقال الرتمذي‪« :‬هذا حديثٌ حَسَنٌ صثيح»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ33‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫[سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراءَ(ع)]ََ َ‬
‫فاطمة بنت حممد الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬أم احلسن‪ ،‬أشبه الناس‬
‫برسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه ولله ‪ ،-‬سيدة نساء العاملني‪.‬‬
‫‪ :‬وذمر السيد اإلمام قول العامة يف والدتها قبل النبوة‪ ،‬تم قال‪ :‬وهي أصغر‬ ‫قل‬

‫بنات النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬يف قول ذمره يف جامع األصول‪.‬‬
‫ويف رواية أبي العباس احلس ‪ ،‬يف املصابيح(‪ ،)53‬قال‪ :‬أخىنا احلسن بن أمحد بن‬
‫إدريس‪ ،‬إىل(‪ )54‬جعفر بن حممد‪ ،‬يف ذمر أوالد النيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪،‬‬
‫فقـال‪ :‬مان القاسم أمى أوالده‪ ،‬تم زينـ ‪ ،‬تـم عبـداهلل‪ ،‬وهـو الطيـ ‪ ،‬ولـد بعـد‬
‫النبوة‪ ،‬ومات صغرياً‪ ،‬تم أم ملثوم‪ ،‬تم فاطمة‪ ،‬تم رقية‪ ،‬هكذا األول فاألول‪.‬‬
‫وصَ َّر َ به أبو عمر(‪ ،)55‬ومذا ذمره يف تاريخ اخلميس(‪.)56‬‬
‫إىل قوله(‪ :)57‬ملا روى املال(‪ )58‬يف سريته قال‪(( :‬أتاني جىيل بتفاحة مـن اجلنـة‪،‬‬
‫فأملتها‪ ،‬فواقعت خدجية‪ ،‬فثملت بفاطمة))‪.‬‬

‫(‪ -)53‬املصابيح (ص‪ ،)214/‬رقم (‪ ،)85‬ط‪( :‬مؤسسة اإلمام زيد بـن علـي عليهمـا السـالم‬
‫الثقافية)‪.‬‬
‫(‪ -)54‬أي بإسناده‪.‬‬
‫(‪ )55‬ـ أي أنَّ فاطمة الزهراء عليها السالم هي أصغر بنات النيبِّ صـلى اهلل عليـه وللـه وسـلم‪.‬‬
‫انظر االستيعاب ألبي عمر بن عبد الى (‪.)1893/4‬‬
‫(‪ )56‬ـ تاريخ اخلميس للبكري (‪.)272/1‬‬
‫الطبقات‪.‬‬ ‫(‪ )57‬ـ أي السيد اإلمام عليه السالم صاح‬
‫الطىي (ص‪.)36/‬‬ ‫(‪ )58‬ـ انظر‪ :‬ذخائر العقبى للمث‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ34‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫وساق األخبار‪ ،‬حتى قال‪ :‬وهذه الروايات تقتضي أن والدة فاطمة بعـد البعثـة‪،‬‬
‫وهو مغاير ملا رواه ابن إسثاق وغريه‪ ،‬وهو األصح على رأي قدماء أئمتنـا عَلَـ هيهَم‬
‫السَّالم‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫أمها خدجية بنت خويلد‪.‬‬
‫هاجرت إىل املدينة‪ ،‬وتزوجها علي عَلَيهه السَّالم وهلـا مخـس عشـرة سـنة‪ ،‬ومـان‬
‫يف صفر‪ ،‬وبنى بها يف احلجة‪ ،‬بعد وقعة أحد‪.‬‬ ‫ذل‬
‫ومان تزوجيها بأمر اهلل سبثانه(‪ ،)59‬ومان املهر اتـ عشـرة أوقيـة ونصـفاً‪ ،‬عـن‬
‫مخس مائة درهم‪ ،‬مذا يف أمثر الروايات ‪ -‬ويف رواية‪ :‬أربعمائة مثقال فضة‪.‬‬

‫(‪-)59‬وَرَدَ يف هذا املوضوع أحاديث مثرية جدًّا تدل على اختصاص اهلل تعـاىل بـالزهراء سَـيِّدة‬
‫عليهم السالم‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫نساء العاملني ألمري املؤمنني وسيد الوصيني عليِّ بن أبي طال‬
‫ما رواه الطىانيُّ يف املعجم الكبري (‪ ،)193/10‬رقم (‪ )10305‬عن عبد اهلل بـن مسـعود عـن‬
‫ي))‪.‬‬
‫ن َع ِل ٍّ‬
‫ج َفاطِ َم َة ِم ه‬
‫رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام قال‪(( :‬إنَّ اللا َه َأ َم َرِني أَ هن ُأ َز ِّو َ‬
‫قال اهليثمي يف اجملمع (‪«:)207/9‬رواه الطىاني ورجاله تقات»‪.‬‬
‫وروى احلامم يف املستدر (‪ ،)181/2‬رقم (‪ )2705‬عن عبد اهلل بن بريدة عن أبيه رضـي اهلل‬
‫أبو بكرٍ وعُ َم ُر فاطمةَ فقـال رسـول اهلل صَـلاى اللاـهُ عَلَيهـهِ وللـه وسَـلام‪(( :‬إنهـا‬ ‫عنه قال‪ :‬خط‬
‫ج َها‪.‬‬
‫خ َطَب َها عليٌّ َف َز َّو َ‬
‫صغرية))‪َ ،‬ف َ‬
‫قال احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح على شرط الشيخني»‪ ،‬وقال الذهيب يف التلخيص‪« :‬على شرط‬
‫البخاري ومسلم»‪.‬‬
‫ورواه النسائي يف اخلصائص برقم (‪ ،)123‬قال البلوشي يف حتقيق اخلصائص‪« :‬إسناده صـثيح‪،‬‬
‫رجاله تقات»‪ ،‬وقال حمقق طبعة املكتبة العصريَّة‪« :‬إسناده صثيح»‪ ،‬وقال احلوي ‪« :‬هذا اإلسـناد‬
‫رجاله تقات»‪.‬‬
‫وقال (وصي اهلل عباس) حمقق فضائل الصثابة يف (‪ )761/2‬عن إسناد النسائي هـذا‪« :‬إسـناده‬
‫صثيح»‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ35‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫العلمية)‪.‬‬ ‫ورواه النسائي يف السُّنَن الكىى (‪ ،)265/3‬رقم (‪ ،)5329‬ط‪( :‬دار الكت‬


‫وقال األلباني يف (صثيح سنن النسائي) (‪ ،)412/2‬رقم (‪« :)3221‬صثيح اإلسناد»‪.‬‬
‫ورواه القَطيعي يف زيادات الفضائل (البن حنبل) (‪ ،)761/2‬رقم (‪.)1051‬‬
‫وروى الطىاني يف الكبري (‪ ،)20/2‬رقم (‪ )1153‬بإسناده إىل عبد الكريم بن سَـ ِلي عـن ابـن‬
‫بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال نَ َف ٌر من األَنصار لعليٍّ رضي اهلل عنه‪ :‬عندَ َ فاطمـة‪ ،‬فـأتى رسـولَ اهلل‬
‫س ال َم عليه‪ .‬فقال‪(( :‬ما حاجة ابن أبي طال ؟)) قال‪ :‬يـا رسـولَ اهلل‬
‫صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام فَ َ‬
‫ذمرتُ فاطمةَ بنت رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام فقال‪(( :‬مرحبًا وأهلًـا))‪ ،‬مل يـزد عليهـا‬
‫الره مـن األنصـار ينتظرونـه قـالوا‪ :‬ومـا‬ ‫رضي اهلل عنه على أولئ‬ ‫خرج علي بن أبي طال‬
‫من رسول اهلل صَـلاى اللاـهُ‬ ‫ذا ؟ قال‪ :‬ما أدري غري أنَّه قال لي‪(( :‬مرحبًا وأهلًا)) فقالوا‪ :‬يكفي‬
‫بعـدما زَ َّوجَـ ُه قـال‪(( :‬يـا‬ ‫فلَ َّما مان بعدَ ذلـ‬ ‫عَلَيههِ ولله وسَلام إحداهما أعطا األهل واملرح‬
‫علي إنَّه ال بُ َّد للعروس من وليمة)) قال سعد‪ :‬عندي مبف‪ ،‬وجَ َم َع له رَ هه ٌ من األنصار أَصوعًا‬
‫ث ِد ه شيئًا حتى تلقاني)) فدعا رسـولُ اهلل صَـلاى اللاـهُ‬
‫من ذُ َر ٍة‪ ،‬فلَ َّما مان ليلةَ البناء قال‪(( :‬ال تُ ه‬
‫عَلَيههِ ولله وسَلام مباءٍ فتوضأ منه تم أفرغه على عليٍّ فقال‪(( :‬اللهم بار فيهمـا‪ ،‬وبـار هلمـا يف‬
‫بنائهما))‪.‬‬
‫قال اهليثمي يف اجملمـع (‪« :)212/9‬رواه الطىانـي والبـزار بنثـوه إالن أنَّـه قـال‪ :‬قـال نفـر مـن‬
‫األنصار لعلي رضي اهلل عنه‪ :‬لو خطبتَ فاطمة‪ .‬وقال يف لخره‪(( :‬اللهم بار فيهما وبار هلمـا‬
‫يف شبليهما))‪.‬‬
‫ورجاهلما رجال الصثيح غري عبد الكريم بن سلي ووتقه ابن حبان»‪.‬‬
‫وروى النسائي يف اخلصائص برقم (‪ )124‬عن أبي يزيد املدني عن أمساء بنـت عمـيس قالـت‪:‬‬
‫«منتُ يف زفاف فاطمةَ بنتِ رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام فلما أصبثنا جاء النيبُّ صَـلاى‬
‫اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام فضرب الباب ففتثته له أُ ُّم أمين الباب فقال‪(( :‬يا أمَّ أمين ادعي لي أخي))‬
‫قالت‪ :‬هو أخو وُت هن ِكثه‪ .‬قال‪(( :‬نعم يا أم أمين))‪ ،‬ومسعن النساء صوت النيب صَلاى اللاهُ عَلَيهـهِ‬
‫ولله وسَلام فتنثني‪ .‬قالت‪ :‬واختبيتُ أنا يف ناحية‪ .‬قالت‪ :‬فجاء علي فدعا لـه رسـولُ اهلل صَـلاى‬
‫ح عليه من املاء تم قـال‪(( :‬ادعـوا لـي فاطمـة)) فجـاءت خرقـة مـن‬
‫ض َ‬
‫اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام ونَ َ‬
‫ح عليهما من املاء فخرج رسولُ‬
‫ض َ‬
‫أح َّ أهل بييت))‪ ،‬ودعا هلا ونَ َ‬ ‫احلياء‪ .‬فقال هلا‪(( :‬قد أنكثت‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ36‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام فرأى سَ َوادًا فقـال‪(( :‬مـن هـذا؟)) قلـتُ‪ :‬أمسـاء‪ .‬قـال‪(( :‬ابنـة‬
‫ُع َميس))‪ .‬قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال ((منتِ يف زفاف فاطمة بنت رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيهـهِ وللـه وسَـلام‬
‫تكرمينه))‪ .‬قلت‪ :‬نعم‪ .‬قالت فدعا لي»‪.‬‬
‫قال حمقق طبعة املكتبة العصرية‪« :‬إسناده صثيح»‪ ،‬وقال البلوشي‪« :‬رجال إسناده تقات»‪.‬‬
‫ورواه احلامم يف املستدر (‪ ،)173/3‬رقم (‪.)4752‬‬
‫وقال اهليثمي يف اجملمع (‪ )213/9‬بعد أن رواه من طرق‪« :‬رواه ملا ُه الطىانـيُّ‪ ،‬ورجـال الروايـة‬
‫األوىل رجال الصثيح»‪.‬‬
‫ورواه عبد اهلل بن أمحد بن حنبل يف فضائل الصـثابة (‪ ،)702/2‬رقـم (‪ -)958‬قـال‪ :‬حـدت‬
‫أبي‪ ،‬قثنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬أنا‪َ :‬م هع َم ٌر‪ ،‬عن أيوبَ‪ ،‬عن عِكرمةَ وعن أبي يزيـد املـدي قـاال‪َ :‬لمَّـا‬
‫ال َر هم ًلا مبسوطًا ووسادةً وجَ َّر ًة ومُوزًا‪ ،‬فأرسـلَ الـنيبُّ‬
‫ت فاطمة إىل عليٍّ مل جيد أو جتد عنده إ ن‬
‫ُأهدَِي ه‬
‫حتى لتي ))‪ ،‬فجاء النيبُّ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ‬ ‫صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام إىل علي ((ال تقرب امرأت‬
‫ح بـه صَـ هد َر علـيٍّ ووجهَـ ُه‪ ،‬تـم دعـا‬
‫ض َ‬
‫ولله وسَلام فدعا مباءٍ فقال فيه ما شاء اهلل أن يقول‪ ،‬تم نَ َ‬
‫ح عليها أيضًا‪ ،‬وقـال‬
‫ض َ‬
‫ط َها من احلياء فََن َ‬
‫فاطمة فقامت إليه تَ هعُث ُر يف توبها‪ ،‬ورمبا قال مَ هع َمر‪ :‬يف مِ هر ِ‬
‫ث ِ أح َّ أهلي إليَّ)) فرأى رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وللـه وسَـلام‬
‫هلا‪َ(( :‬أ َما إنِّي لَ هم للُ َأ هن ُأ هن ِك َ‬
‫س َوادًا وراءَ الباب‪ ،‬فقال‪َ (( :‬من هذا))؟ قالت‪ :‬أمساء‪ .‬قال‪(( :‬أمساء بنت عُ َميس)) قالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫َ‬
‫قال‪َ(( :‬أ َم َع بنت رسول اهلل صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام جئتِ؟ مرامةً لرسول اهلل))‪ .‬قالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫أهل )) تـم‬ ‫قالت‪ :‬فدعا لي دعاء إنه ألوتق عملي عندي‪ .‬قالت تم خرج تم قال لعلي ((دون‬
‫وىل يف حجرة فما زال يدعو هلما حتى دخل يف حجرة‪.‬‬
‫قال احملقق (عباس)‪« :‬رجال اإلسناد تقات»‪.‬‬
‫وهو يف الفضائل أيضًا (زيـادات القَطِيهعِـي) (‪ ،)954/2‬رقـم (‪ )1342‬قـال احملقـق (عبـاس)‪:‬‬
‫«إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه الجري يف متاب الشريعة (‪ ،)288/3‬رقم (‪ ،)1676‬ط‪( :‬قرطبة)‪ ،‬قال احملقـق‪« :‬رجالـه‬
‫تقات»‪ ،‬وهو برقم (‪ ،)1618‬ط‪( :‬دار الوطن)‪ ،‬وقال احملقق (الدميجي)‪« :‬رجاله تقات»‪.‬‬
‫جر بنِ َع هنَبس‪ -‬ومـان‬
‫ح ه‬
‫وروى الطىاني يف املعجم الكبري (‪ ،)34/4‬رقم (‪ )6571‬بإسناده عن ُ‬
‫أبـو بكـر‬ ‫قد أمل الدم يف اجلاهلية‪ ،‬وشهد مع علي رضي اهلل عنه اجلمل وصفني‪ -‬فقال‪ :‬خطـ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ37‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫ومثر؛‬ ‫وحضر عقدها مجاعة من النبالء؛ ودعا صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام برط‬
‫فقال‪(( :‬انتهبوا))‪.‬‬
‫وفيما روي‪(( :‬إمنا أنا بشر مثلكم‪ ،‬أتزوج منكم وأزوجكم‪ ،‬إال فاطمة؛ فإنها نزل‬
‫تزوجيها من السماء)) رواه السيد أبو طال (‪ )60‬وغريه‪.‬‬
‫ويف رواية‪(( :‬فاطمة بضعة م ‪ ،‬فمن لذاها فقد لذاني))‪.‬‬
‫‪ :‬قد سبق خترجيه وما يف معناه(‪.)61‬‬ ‫قل‬

‫قال يف الفرائد‪ :‬وأما ما ‪،‬ص فاطمة عليها السالم‪ ،‬فمنها‪ :‬حـديث اإلغضـاب‪:‬‬
‫((فمن أغضبها فقد أغضـب ؛ ومـن لذاهـا فقـد لذانـي))‪ ،‬وحـديث‪ :‬أنـه يغضـ‬
‫لغضبها‪ ،‬ويرضى لرضاها‪ ،‬بألفاظه وسياقاته‪ ،‬مما تواتر عند أهل احلديث‪ ،‬مع إمجـاع‬
‫أهل البيت على ذل ‪.‬‬

‫يـا‬ ‫وعمر (رض) فاطمة رضي اهلل عنها‪ ،‬فقال النيبُّ صَـلاى اللاـهُ عَلَيهـهِ وللـه وسَـلام‪(( :‬هـي لـ‬
‫علي))‪.‬‬
‫ومن طريق سليمان بن أمحد الطىاني رواه أبو نُعَيم يف معرفة الصثابة برقم (‪.)2311‬‬
‫قال اهليثمي يف اجملمع (‪«:)207/9‬رواه الطىاني ورجاله تقات»‪.‬‬
‫وقال احلافظ املناوي يف إحتاف السائل (ص‪« :)45/‬رواه الطىاني بإسنادٍ صثيح»‪.‬‬
‫البثث يف هذا العلماء األعالم‪ ،‬مالسيد اإلمام احلسني بن حممد بـدر الـدين‬ ‫قلت‪ :‬وقد استوع‬
‫حمَيـد احمللـي يف حماسـن األزهـار (ص‪،)297/‬‬
‫عليهما السـالم يف ينـابيع النصـيثة‪ ،‬والشـهيد ُ‬
‫والجري يف الشريعة‪ ،‬والسيد العالمة حممـد بـن إمساعيـل األمـري الصـنعاني يف شـر التثفـة‬
‫العلوية (ص‪ ،)242/‬عند شر البيت السادس واألربعني‪:‬‬
‫لِسِــــ ـوَاهُ مِثهلُــــ ـ ُه لَــــ ـنه يَتَهَيَّــــــا‬ ‫ِـــالزههرا لَـــه‬
‫وَاخهتِصَـــاصُ اللاـــهِ ب َّ‬

‫(‪ -)60‬األمالي (ص‪ ،)137/‬رقم (‪ ،)103‬ط‪( :‬مؤسسة اإلمام زيد بن علي عليهما السالم)‬
‫(‪ -)61‬يف اجلزء الثاني يف الفصل التاسع‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ38‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫ومنها‪ :‬اإلخبار بالقطع أنها سيدة نساء العاملني‪ ،‬وسيدة نساء أهل اجلنة‪..‬إخل‪.‬‬
‫ويف االستيعاب البن عبد الى(‪ ،)62‬بالسند إىل عائشة‪ ،‬أنها قالت‪ :‬ما رأيت أحداً‬
‫مان أشبه مالماً وحديثاً برسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام من فاطمـة؛ ومانـت‬
‫بها مما مانت تصنع هي به صَلاى اهلل عَليهه‬ ‫إذا دخلت عليه قام إليها‪ ،‬فقبلها ورحّ‬
‫ولله وسَلام‪.‬‬
‫وروي بالسند عنها(‪ ،)63‬قالت‪ :‬ما رأيت أحداً مان أصدق هلجة من فاطمة‪ ،‬إال‬
‫أن يكون الذي ولَدَها صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫وبسنده(‪ )64‬إىل ُ‬
‫جمَ هيعِ بنِ ُعمَيهرٍ‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على عائشـة‪ ،‬فسـألت‪ ،‬أي النـاس‬
‫إىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام؟‬ ‫مان أح‬
‫قالت‪ :‬فاطمة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فمن الرجال؟‬
‫قالت‪ :‬زوجها‪ ،‬إن مان ما علمته صواماً قواماً‪.‬‬
‫النسـاء إىل رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬ ‫وساق بالسند إىل بريدة(‪ ،)65‬قال‪ :‬مان أحـ‬
‫َرضِي اهلل عَنههما‪.‬‬ ‫عَليهه ولله وسَلام فاطمة‪ ،‬ومن الرجال علي بن أبي طال‬
‫ويف اإلصابة البن حجر(‪ )66‬ما لفظه‪ :‬ويف الصثيثني‪ :‬عن املسـور بـن خمرمـة‪،‬‬
‫مسعتُ رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام على املنى يقول‪(( :‬فاطمة بضعة م ‪،‬‬
‫يؤذي ما لذاها‪ ،‬ويريب ما يريبها))‪.‬‬

‫(‪ -)62‬االستيعاب يف معرفة األصثاب البن عبد الى (‪.)1896/4‬‬


‫(‪ -)63‬االستيعاب (‪.)1896 /4‬‬
‫(‪ -)64‬االستيعاب (‪.)1897/4‬‬
‫(‪ -)65‬االستيعاب (‪.)1897/4‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ39‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫وعن علي بن احلسني بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬قـال‪ :‬قـال الـنيب صَـلاى اهلل‬
‫لغضب ))‪.‬‬ ‫عَليهه ولله وسَلام لفاطمة‪(( :‬إن اهلل يرضى لرضا ويغض‬
‫وساق يف فضائلها‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬بسند من أهل البيت‪ ،‬عن علي‪ ،‬أن النيب صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫لغضب ‪ ،‬ويرضى لرضا ))‪.‬‬ ‫قال لفاطمة‪(( :‬إن اهلل يغض‬
‫قال‪ :‬وأخرج الرتمذي(‪ )67‬من حديث زيد بـن أرقـم‪ ،‬أن رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام قال لعلي وفاطمة واحلسن واحلسني‪(( :‬أنـا حـرب ملـن حـاربهم‪،‬‬
‫سِلْم ملن ساملهم))‪.‬‬
‫قال‪ :‬وانقطع نسل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام إال من فاطمة(‪.)68‬‬
‫‪ :‬وقد تقدم من دالالت الكتاب والسنة على مجيع ذل ‪ ،‬ما فيه الكفاية‪.‬‬ ‫قل‬

‫ويف الروض(‪ ،)69‬بعد أن ساق األخبار الدالة علـى أبـوّة رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام لولد فاطمة عَلَ هيهَم السَّالم‪:‬‬
‫قال بعض احملققني من العلماء‪ :‬ظاهر مالم أئمتنا أنه حقيقة‪ ،‬وأن حكمه يف ذل‬
‫‪،‬الف حكم غريه‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬ألن هذه خصوصية وتكرمة تابتـة بـوحي خـاص؛‪ ،.....‬ويـدلّ علـى‬
‫مونها حقيقة قوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬وأنا عصبتهما))(‪.)70‬‬

‫(‪ -)66‬اإلصابة (‪ ،)56/8‬رقم الرتمجة (‪.)11583‬‬


‫العربي)‪.‬‬ ‫(‪ -)67‬سنن الرتمذي (ص‪ ،)1007/‬رقم (‪ ،)3879‬ط‪( :‬دار إحياء الرتا‬
‫(‪ -)68‬انتهى النقل من اإلصابة البن حجر العسقالني‪.‬‬
‫(‪ )69‬ـ الروض النضري للثافظ العالمة السياغي رمحه اهلل تعاىل (‪ ،)101/1‬ط‪( :‬دار اجليل)‪.‬‬
‫(‪ )70‬ـ مستدر احلامم (‪ )179/3‬رقم (‪ ،)4770‬ولفظه عن جعفر بن حممد‪ ،‬عـن أبيـه‪ ،‬عـن‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ40‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫‪ :‬ويف ألفاظ اخلى الشريف‪(( :‬إال ب فاطمة‪ ،‬فأنا وليهم وعصبتهم)) أخرجه‬ ‫قل‬

‫الطىاني يف الكبـري(‪ ،)71‬و((إال ولد فاطمة‪ ،‬فإني أنا أبـوهم وعصـبتهم)) أخرجـه‬
‫يف تار‪،‬ه(‪ ،)72‬و((ما خال ولد فاطمة‪ ،‬فإني أنا أبوهم وعصبتهم)) أخرجـه‬ ‫اخلطي‬
‫أبو نعيم يف معرفة الصثابة(‪.)73‬‬
‫على سائر الناس مزيـة؛‬ ‫قال‪ :‬فلوال أنه أب شرعاً مل يكن عصبة‪ ،‬وال هلما بذل‬
‫وال تنافيه أُبُ َّوةُ علي عَلَيهه السَّالم هلما؛ ومون النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام جـدّاً‬
‫هلما‪ ،‬فلكلّ مقامٍ اعتبارٌ يناسبه‪.‬‬
‫وقد مانا عَلَ هيهَما السَّالم يف زمانه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام يدعوانـه‪ :‬يـا أبـه؛‬
‫ويقول احلسن لعلي عَلَيهه السَّالم‪ :‬يا أبا احلسني؛ واحلسني يقول له‪ :‬يا أبا احلسن‪.‬‬
‫ومل يدعواه يا أبه‪ ،‬حتى تويف النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬هكـذا نقـل عمـن‬
‫يوتق به‪.‬‬
‫األمساء واللغات(‪ :)74‬وذمر أن النيب صَلاى اهلل‬ ‫قال النووي‪ ،‬يف متاب تهذي‬
‫عَليهه ولله وسَلام مناها أم أبيها‪.‬‬
‫وقال فيه ما ينوّه مبقامها غاية التنويه‪.‬‬

‫جابر رضي اهلل عنهم قال‪ :‬قال رسول اهلل صـلى اهلل عليـه وللـه وسـلم‪(( :‬لكـل بـ أمٍّ عصـبةٌ‬
‫يَنتمون إليهم إالن اب فاطمة‪ ،‬فأنـا وليُّهُمـا وعَصَـبَتُهُمَا))‪ .‬قـال احلـامم‪« :‬هـذا حـديث صـثيح‬
‫اإلسناد ومل ‪،‬رجاه»‪.‬‬
‫(‪ -)71‬املعجم الكبري للطىاني (‪ ،)35/3‬رقم (‪ ،)2631‬وبرقم (‪ ،)2632‬و(‪ ،)423/22‬ط‪:‬‬
‫(مكتبة ابن تيمية)‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫البغدادي (‪ ،)285/11‬ط‪( :‬دار الكت‬ ‫(‪ -)72‬تاريخ بغداد للخطي‬
‫(‪ -)73‬معرفة الصثابة (‪ ،)56/1‬رقم (‪ ،)215‬ط‪( :‬دار الوطن)‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫األمساء واللغات (‪ ،)352/2‬قم (‪ ،)755‬ط‪( :‬دار الكت‬ ‫(‪ -)74‬تهذي‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ41‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫إىل قوله‪ :‬فثيث نزهلا أمرم اخلالئق من نفسه الكرمية‪ ،‬منزلة أمـرم اخللـق عليـه‪،‬‬
‫فبخٍ بخٍ تم بخٍ بخٍ‪.‬‬
‫وقد قال بعض الطلبة‪ :‬يف هذه اللفظة لطيفة حسنة؛ وهـي أن أوالد رسـول اهلل‬
‫صلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام مـن فاطمـة باتفـاق‪ ،‬ويشـهد لـه حـديث‪(( :‬مـل بـ‬
‫َ‬
‫أنثى‪...‬إخل))‪.‬‬
‫صلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مبنزلة‬
‫وإذا مانت فاطمة مبنزلة األم‪ ،‬مان املختار َ‬
‫الولد‪ ،‬فيكون َعقِبَها‪ ،‬مما لو مانت أماً له ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ولله وسلم ‪-‬‬
‫وأعقبت منه؛ فإن أوالده حينئذٍ أوالدها ال حمالة‪.‬‬
‫أنـوار قلبـه؛‬ ‫وهذه دقيقة جليلة ىظى بها الثقات‪ ،‬ويقبلها مَـنه مل يرفـع النصـ‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫قال بعض العلماء(‪ :)75‬إن قلـت‪ :‬قـد مجـع اهلل تعـاىل لعلـي الكـرم‪ ،‬مبشـارمته‬
‫لرسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف مل ظهر وبطن‪ ،‬حتـى افرتقـا يف عبـداهلل‬
‫وأبي طـال ؛ هالن ممل اهلل الفضيلة جبمعهما من ظهر عبداهلل وبطن لمنـة؛ ليكـون‬
‫أشرف وأمت ملا يريده اهلل من جعلهما مموسى وهارون؟‬
‫املختار مـن‬ ‫تم أجاب بأن األمر مذل ؛ لكن احلكيم سبثانه ملا قضى بأن عق‬
‫ظهر علي وبطن فاطمة‪ ،‬فرقهما؛ ليتم التزويج‪.‬‬
‫وهلل درّ هذا العامل‪.‬‬
‫قال(‪ :)76‬وأما عدول ىيى بن يعمر(‪ ،)77‬يف جوابه على احلجاج‪ ،‬يف مونهما مـن‬
‫ذرية النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام إىل دخوهلمـا حتت عموم الية‪ ،‬يف قوله تعاىل‪:‬‬

‫الروض (‪.)102/1‬‬ ‫(‪ )75‬ـ أبو القاسم البسيت الزيدي‪ .‬مما ذمره صاح‬
‫الروض رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫(‪ -)76‬أي صاح‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ42‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫{ وَمِنه ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيهمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَـى وَهَـارُونَ وَمَـذَلِ َ نَجهـزِي‬
‫الْمُثهسِنِنيَ (‪ ) 84‬وَزَمَرِيَّـا وَيَثهيَـى وَعِيسَـى وَإِلْيَـاسَ مُـلٌّ مِـنَ الصَّـالِثِنيَ(‪})85‬‬
‫[األنعام]‪ ،‬فلإلقناع وقطع احلجة‪ ،‬مبا ال يقدر على دفعه؛ والقـرتا احلجـاج عليــه‬
‫العصـر ال‬ ‫جواباً مـن القرلن الكريم؛ ألن أحاديـث فضـائل أهـل البيـت يف ذلـ‬
‫يُلتفتُ إليها‪ ،‬وال يُطاق التظاهر بروايتها‪.‬‬
‫انتهى املراد بتصرّف يسري‪.‬‬
‫قال السيد اإلمام‪ :‬وملا مات النيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام جـاءت تطلـ‬
‫مرياتها‪ ،‬فروي هلا‪(( :‬إنا معاشر األنبياء ال نور ‪ ،‬ما خلفناه ‪ -‬أو ترمناه ‪ -‬صدقة))‬
‫رواه السيد أبو العباس(‪ )78‬وغريه‪.‬‬
‫ويف رواية‪ :‬جاءت إىل أبي بكر‪ ،‬فقالت‪ :‬فد بيدي أعطانيهـا رسـول اهلل صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام لوميلي‪.‬‬
‫البينة‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬يا بنت حممد‪ ،‬أنت عندي مصدّقة‪ ،‬إال أن علي‬
‫فجاءت بعلي وأم أمين‪.‬‬
‫على األشهر من الروايات ‪ -‬وذمرها زيد بن علي وغريه ‪ -‬أنه قال‪ :‬رجل مع‬
‫الرجل‪ ،‬أو امرأة مع املرأة‪.‬‬
‫فلم تأت بأحد‪.‬‬

‫(‪ )77‬ـ رواه احلامم النيسـابوري مـن طـريقني يف املسـتدر (‪ ،)180/3‬رقـم (‪ ،)4772‬وعنـه‬
‫البيهقي يف السـنن الكـىى (‪ ،)166/6‬وابـن عسـامر يف تـاريخ دمشـق (‪ ،)151/12‬وذمـره‬
‫الذهيب يف تاريخ اإلسالم (‪.)319/6‬‬
‫(‪( -)78‬املصابيح) للسيد اإلمام أبي العباس احلس عليه السالم (ص‪ ،)226/‬رقم (‪.)124‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ43‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫‪ :‬ويف تفريج الكروب(‪ :)79‬أرسلت فاطمة إىل أبي بكر‪ ،‬تسأله مرياتهـا مـن‬ ‫قل‬

‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مما أفـاء اهلل عليه باملدينة وفد ‪ ،‬وما بقي مـن‬
‫مخس خيى؛ فقـال أبو بكر‪ :‬إن رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام قـال‪(( :‬ال‬
‫ما ترمناه صدقة))‪.‬‬ ‫نور‬
‫وساق حتى قال‪ :‬فأبى أبو بكر أن يدفع إىل فاطمة شـيئاً‪ ،‬فَوجِـدت(‪ )80‬فاطمـة‬
‫فهجرته فلم تكلنمـه حتى توفيت‪ ،‬وعاشت بعد الـنيب صَـلاى‬ ‫على أبي بكر يف ذل‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام ستة أشهر‪.‬‬
‫فلما توفيت دفنها زوجها علي ليالً‪ ،‬ومل يُؤه ِذنه بها أبا بكـر‪ ،‬وصـلى عليهـا علـي‬
‫َرضِي اهلل عَنهه‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة(‪ ،)81‬انتهى(‪.)82‬‬
‫قال(‪ :)83‬ومل تلبث بعد النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام إال ستة أشهر‪ ،‬وتوفيت‪.‬‬
‫ويف رواية السيد أبي طال (‪ ،)84‬عن الباقر‪ :‬أربعة أشهر‪.‬‬
‫وسنّها يوم ماتت وقد جاوزت العشرين بقليل‪.‬‬
‫قطع به ابن حجر(‪.)85‬‬

‫(‪ )79‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)24/‬‬


‫(‪ )80‬ـ بكسر اجليم‪ :‬أي غضبت‪ ،‬أفاده يف أساس البالغة‪.‬‬
‫ضــا بــرقم (‪-4240‬‬
‫(‪ )81‬ـ البخــاري (‪ )288/5‬ط‪( :‬املكتبــة الثقافيــة)‪ ،‬وانظــر البخــاري أي ً‬
‫‪ ،)4241‬ط‪( :‬املكتبة العصريَّة)‪ ،‬ومسلم (‪ )1106/3‬ط‪( :‬دار ابن حزم)‪.‬‬
‫(‪ )82‬ـ من التفريج‪.‬‬
‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )83‬ـ أي السيد اإلمام صاح‬
‫عليه السالم (ص‪.)139/‬‬ ‫(‪ )84‬ـ أمالي اإلمام أبي طال‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ44‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫وعشرون سنة‪.‬‬ ‫ورواية الباقر(‪ :)86‬وهلا تال‬


‫قال يف جامع األصول(‪ :)87‬وأهل البيت يقولون مثان عشرة سنة‪.‬‬
‫قال السيد اإلمام‪ :‬وهو األوىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومانت أول الحق به من أهله‪.‬‬
‫‪ :‬وقد بشرها أبوهـا صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام بـذل ‪ ،‬ممـا وردت بـه‬ ‫قل‬

‫الروايات الصثيثة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وغسلها علي عَلَيهه السَّالم يف قـول‪ ،‬وأمسـاء بنـت عمـيس يف روايـة‪ ،‬ويف‬
‫رواية‪ ،‬أنها غسلت نفسها أوان موتها‪ ،‬وصلى عليها علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫هكذا يف الطبقات‪.‬‬
‫(‪)89‬‬
‫وقوله‪ :‬ويف رواية أنها غسلت نفسها؛ يف اإلصـابة(‪ :)88‬وأخـرج ابـن سـعد‬
‫وأمحد بن حنبل(‪ ،)90‬من حديث أم رافع‪ ،‬قالت‪ :‬مرضت فاطمة‪ ،‬فلمـا مـان اليـوم‬
‫الذي توفيت فيه‪ ،‬قالت لي‪ :‬يا أمه‪ ،‬اسكيب لي غسالً‪.‬‬

‫(‪ ،)872/2‬رقم (‪ ،)8946‬ط‪( :‬دار الفكر)‪.‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ -)85‬تقري‬


‫عليه السالم (ص‪.)139/‬‬ ‫(‪ )86‬ـ أمالي اإلمام أبي طال‬
‫(‪ )87‬ـ جامع األصول البن األتري (‪.)107/12‬‬
‫(‪ -)88‬اإلصابة (‪.)57/8‬‬
‫(‪ )89‬ـ الطبقات البن سعد (‪ )28/10‬ط‪( :‬مكتبة اخلاجني)‪.‬‬
‫العلميـة)‪ ،‬ورقـم (‪ ،)27487‬ط‪( :‬دار‬ ‫(‪ -)90‬مسند أمحد‪ .‬رقـم (‪ ،)27684‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫احلديث)‪ ،‬ورقم (‪ ) 27615‬ط‪( :‬الرسالة)‪ ،‬ويف املطبوعة‪ :‬أم سلمى‪ ،‬ورواه يف فضائل الصـثابة‬
‫(‪ ،)903/2‬رقم (‪ ،)1243‬وفيه‪ :‬عن عبيد اهلل بن علي بن أبي رافع‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أمِّه سلمى‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ45‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬سيدةَالنساءَفاطمةَالزهراء(ع)َ َ‬

‫فاغتسلت مأحسن ما مانت تغتسل‪ ،‬تم لبست هلا تياباً جدداً‪ ،‬تم قالت‪ :‬اجعلـي‬
‫فراشي وس البيت‪ ،‬فاضطجعت عليه‪ ،‬واستقبلت القبلـة؛ وقالـت‪ :‬يـا أمـه‪ ،‬إنـي‬
‫مقبوضة الساعة‪ ،‬وقد اغتسلت فال يكشف أحد‪.‬‬
‫فماتت؛ وجاء علي‪ ،‬فأخىته؛ فاحتملها‪ ،‬ودفنها بغسلها ذل ‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫قال السيد اإلمام‪ :‬ودُفنت بالبقيع ليالً‪ ،‬بوصية منها‪ ،‬ورش قىهـا وسـبعة أقـى‬
‫حوله‪.‬‬
‫روى عنها ابنها احلسني‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأنس‪ ،‬وغريهم‪ ،‬وخرج هلا اجلماعة‪ ،‬وأئمتنـا‬
‫اخلمسة‪ ،‬وزيد بن علي‪ ،‬واهلادي للثق‪ ،‬هكذا يف الطبقات‪.‬‬
‫َ‬
‫ـــــــــــــــــ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ46‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫[السبطَالكربَاحلسنَبنَعليَ(ع)]ََ َ‬
‫احلسن بن علي بن أبي طال ‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬سيد شباب أهل اجلنة‪ ،‬ورىانة جده‬
‫من الدنيا‪ ،‬اإلمام قام أو قعد‪.‬‬
‫مولده باملدينة‪ ،‬يف شهر رمضان‪ ،‬عام تالتة من اهلجرة‪.‬‬
‫‪ :‬هذا األصح من األقوال‪.‬‬ ‫قل‬

‫وقعة أحد‪ ،‬ومساه رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام عـن أمـر‬ ‫وهو عقي‬
‫‪ :‬الـذي يف الشـايف‬ ‫قلة‬ ‫اهلل‪ :‬حسناً‪ ،‬وعـقّ عنه شـاتني‪ ،‬يف روايـة املنصـور بـاهلل ‪-‬‬
‫بكبف(‪)91‬؛ وما ذمره تابت يف رواية اإلمام علي الرضا عَلَيهه السَّالم(‪ ،)92‬وغـريه ‪-‬‬
‫حجهـرِ جَـ ِّده‬
‫وحلق رأسه يوم سابعه‪ ،‬وتصدقت أمه بوزن شـعره فضـة؛ وتربـى يف َ‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وله عنه روايـات حمفوظة‪ ،‬عند الرواة مدونة‪.‬‬
‫وقال فيه‪(( :‬ولدي سيّد سيصلح اهلل به بني فئتني عظيمتني))‪.‬‬
‫وشهد مع أبيه صفني واجلمل‪ ،‬تم بويع له بعد أبيه‪ ،‬يف شهر رمضان‪ ،‬سنة أربعني‬
‫من اهلجرة‪ ،‬يف الكوفـة؛ وخـرج منهـا يف ذي احلجـة‪ ،‬حتـى نـزل املـدائن؛ فخذلـه‬
‫إىل اعتزال األمر‪ ،‬ومصاحلة معاوية مصداقاً‬ ‫أصثابه ونفروا عنه‪ ،‬فاضطرته احلواد‬
‫للثديث‪.‬‬
‫تم رجع إىل املدينة‪ ،‬فأقام بها عشر سنني‪ ،‬وحج مخسـاً وعشـرين حجـة‪ ،‬ماشـياً؛‬
‫لتقاد معه‪.‬‬ ‫وإن النجائ‬
‫تم سقته امرأته جَعه َدةُ بنت األشعث مساً يف لنب‪ ،‬بأمر معاوية‪ ،‬فمات بعد شهر‪،‬‬
‫يف شهر‪....‬‬

‫(‪ -)91‬الشايف (‪ ،)504/1‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬


‫(‪ -)92‬صثيفة اإلمام علي بن موسى الرضا عليهما السالم (ص‪ ،)467-466/‬املطبوعـة مـع‬
‫جمموع اإلمام األعظم زيد بن علي عليهما السالم‪ .‬ط‪( :‬دار مكتبة احلياة)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ47‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫يف الطبقات؛ وقد قيل‪ :‬إنه يف شهر ربيع األول‪.‬‬ ‫ض لذل‬


‫‪َ :‬بَّي َ‬ ‫قل‬

‫‪ :‬واختلف يف تاريخ موته وعمره‪ ،‬فقيل‪ :‬سـنة تسـع وأربعـني‪ ،‬وقيـل‪ :‬سـنة‬ ‫قل‬

‫ثثه‬
‫مخسني‪ ،‬وقيل‪ :‬إحدى ومخسـني‪ ،‬وقيـل‪ :‬اتنـتني؛ ولـه سـبع وأربعـون ‪ -‬وصـ ّ‬
‫املؤلف(‪ - )93‬وقيل‪ :‬تسع‪ ،‬وقيل‪ :‬ست‪ ،‬وقيل‪ :‬مخس‪.‬‬
‫املعتىة؛ واالختالف واقع يف مثـل هـذا‪ ،‬يف األغلـ ‪ ،‬فيكتَفـى‬ ‫هكذا يف الكت‬
‫باألقرب‪.‬‬
‫[وصيةَاإلمامَاحلسنَأينَيدفن]َ َ‬

‫قال(‪ :)94‬وأوصى إىل أخيه احلسني‪ :‬أن إذا متّ فتولّ غسلي‪ ،‬وادفـ إىل جنـ‬
‫أمـي‬ ‫جدي رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام؛ فـإن مُنِعـتَ فـادف إىل جنـ‬
‫فاطمة عَلَ هيهَا السَّالم بالبقيع؛ وإيا أن تهرق يفَّ حمجمة دم‪.‬‬
‫فلما تويف‪ ،‬مُنع من قىه عند جدّه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬فـدفن بـالبقيع إىل‬
‫فاطمة عَلَ هيهَا السَّالم‪.‬‬ ‫جن‬
‫وقىه مشهور مزور‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫قلة‬ ‫روى عنه أوالده‪ :‬احلسـن‪ ،‬وزيـد‪ ،‬وغريهمـا مـأبي احلَـوه َراءِ السَّـعه ِدي ‪-‬‬
‫باملهملة(‪.- )95‬‬
‫قال‪ :‬وعُ َميهر بنُ مأمون(‪.)96‬‬

‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )93‬ـ أي السيد اإلمام صاح‬


‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )94‬ـ أي السيد اإلمام صاح‬
‫الكمال (‪ ،)117/9‬يف ترمجته رقم (‪ )1877‬أنَّه‪ :‬ربيعة بـن شَـيبان‬ ‫(‪ )95‬ـ أفاد املزي يف تهذي‬
‫حديث القنوت يف الوتر‪.‬‬ ‫السَّ هع ِدي أبو احلوراء البصري‪ .‬روى عن احلسن بن علي بن أبي طال‬
‫ثَنفي‪ .‬قال النسائي‪ :‬تقة‪ ،‬وذمره ابـن‬
‫روى عنه‪ُ :‬ب َر هيد بن أبي مريم السَّ ُلوليُّ‪ ،‬وتابت بن عُمارة الْ َ‬
‫حبان يف متاب الثقات‪ .‬روى له األربعة‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ48‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وأخرج له الستة‪ ،‬وأئمتنا‪ ،‬وشيعتهم‪ ،‬إال الشريف(‪.)97‬‬


‫[ختريجَحديث‪َ:‬احلسنَواحلسنيَسيداَشبابَأهلَاجلنة‪...‬إخلَاحلديث]ََ َ‬

‫‪ :‬واألخبار النبوية اليت أشار إليها(‪ ،)98‬أما األول‪ ،‬فكمـا قـال إمـام األئمـة‪،‬‬ ‫قل‬

‫اهلادي إىل احلق عَلَيهه السَّالم(‪ :)99‬وأمجعت األمة أن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه‬
‫وسَلام قـال‪(( :‬احلسن واحلسني سيدا شـباب أهـل اجلنـة‪ ،‬وأبوهمـا خـري منهمـا))‬
‫وقال‪(( :‬هما إمامان قاما أو قعدا)) انتهى‪.‬‬
‫وقال اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم يف الشايف(‪ :)100‬وروينا من غري طريق‪ ،‬أن‬
‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال‪(( :‬احلسن واحلسني سـيدا شـباب أهـل اجلنـة‪،‬‬
‫وأبوهما خري منهما))‪.‬‬
‫وقد سـاق السـيوطي الـرواة واملخـرجني لقولـه صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪:‬‬
‫((احلسن واحلسني سيدا شباب أهل اجلنة))‪.‬‬
‫تم قال‪ :‬وهو متواتر؛ ذمره العزيزي(‪.)101‬‬

‫الكمـال للمِـزِّي‬ ‫(‪ )96‬ـ وقيل‪ :‬عُمَري بن مأموم التميمي الدَّارمِي الكويف‪ .‬انظر ترمجته يف تهذي‬
‫(‪ ،)385/22‬رقم (‪.)4519‬‬
‫(‪ )97‬ـ السَّيهلَقي‪.‬‬
‫(‪ )98‬ـ أي الثالتة اليت تقدمت اإلشارة إليها يف أول ترمجة احلسن‪ ،‬وهي قوله‪1 :‬ــ سـيد شـباب‬
‫أهل اجلنة‪2 ،‬ـ رىانة جده من الدنيا‪3 ،‬ـ اإلمام قام أو قعد‪.‬‬
‫(‪( -)99‬متاب أصول الدين) املطبوع ضمن جمموع رسائل اإلمام اهلادي إىل احلق عليـه السـالم‬
‫(ط‪( )2‬ص‪ ،)195/‬ط‪( :‬مؤسسة اإلمام زيد بن علي الثقافية)‪.‬‬
‫(‪-)100‬الشايف (‪ ،)405/3‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬
‫(‪( -)101‬السراج املنري) للعزيزي شر (اجلامع الصغري) للسيوطي (‪ ،)218/2‬وانظر (التيسري‬
‫بشر اجلامع الصغري) للثافظ الْمُنَاوي (‪ ،)506-507/1‬ط‪( :‬مكتبة اإلمام الشافعي)‪ ،‬ومذا‪:‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ49‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫قال اإلمام حممد بن عبداهلل الوزير عَلَيهه السَّالم‪ :‬وأما حديث احلسنني ((أنهمـا‬
‫سيدا شباب أهـل اجلنة وأبوهما خري منهما))‪ ،‬فقد رواه املوالف واملخالف‪ ،‬بطـرق‬
‫وسياقات‪ ،‬فهو متواتر لفظاً ومعنى‪ ،‬ال أقل؛ وهو يفيـد سـيادتهم يف اجلنـة‪ ،‬فكيـف‬
‫بأهل الدنيا؟‬
‫وما بال اخلصوم ملهم عظموا شعائر حديث العشرة‪ ،‬ورقـوه ووقـوه وشـيّدوه‪،‬‬
‫واحلال أنهم تفرّدوا بروايته‪ ،‬وليس هو إال لحادياً؛ وهذا على فـرض صـثته‪ ،‬وإال‬
‫فنثن نرده مما رده سيد الوصيني‪ ،‬الذي يدور معه احلق حيثما دار‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقد عارض أهل األهواء هذا احلديث‪ ،‬حبديث تفـردوا بـه‪ ،‬بـأن أبـا بكـر‬
‫وعمر سيدا مهول أهل اجلنة‪.‬‬
‫وال نسلنم صثة ما تفردوا به؛ وأيضاً‪ ،‬فاملعلوم أن أهل اجلنة يبعثـون ويـدخلون‬
‫ن الشباب‪ ،‬من تالتـني سـنة‪ ،‬وال مهـل يف اجلنـة؛ وتأويلـه بأنـه باعتبـار‬
‫اجلنة يف س ّ‬
‫حياتهما ال يصح؛ ألن احلسنني ما ماتا إال وهما يف سن الكهولة‪.‬‬
‫‪ :‬واخلطاب صدر من الرسول صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام يف احلسـنني ‪-‬‬ ‫قل‬

‫عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬وهما صبيان‪ ،‬يف حنو الثمان‪ ،‬فلم يكن املقصـود بـذمر الشـباب‪،‬‬

‫(فيض القدير) للمُناوي (‪ ،)414-415/3‬حديث رقم (‪ ،)3820‬ط‪( :‬دار املعرفة)‪.‬‬


‫وذمره السيوطي يف متابه‪( :‬قطف األزهار املتناترة يف األخبار املتـواترة) (ط‪ /1‬ص‪ ،)286‬رقـم‬
‫الكتـاني يف (نظـم‬ ‫اإلسالمي)‪ ،‬عن ستة عشر نفسًـا‪ ،‬ومـذا ذمـره احملـد‬ ‫(‪ ،) 105‬ط‪( :‬املكت‬
‫العلمية)‪ ،‬وقال‪« :‬ونقل‬ ‫املتناتر من احلديث املتواتر) (ص‪ ،)207/‬رقم (‪ ،)235‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫أيضًا يف فيض القدير‪ ،‬ويف التيسري عن السيوطي أنَّه متواتر»‪.‬‬
‫وقال املقبلي يف أحباته (ط‪( ،)1‬ص‪« :)348/‬جمموع رواياته متواتر معنى»‪.‬‬
‫وقال األلباني‪« :‬وباجلملة فاحلديث صثيح بال ري ‪ ،‬بل هو متـواتر ممـا نقلـه املنـاوي»‪ .‬انظـر‬
‫الصثيثة (‪ ،)431/2‬رقم (‪.)796‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ50‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫إال يف بيان سن أهل اجلنة‪ ،‬مما أفاده شار اجلامع الصغري(‪ )102‬حيث قال ‪ -‬وقـد‬
‫أنصف ‪ :-‬وىتمل أنـه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال‪(( :‬سيدا شباب))‪ ،‬ومل يقـل‪:‬‬
‫((سيدا أهـل اجلنة))‪ ،‬لينبّـه على أن مل مَنه فيها شاب‪ ،‬فيكونان أفضل مـن فيهـا‪،‬‬
‫إال من خرج بدليل لخر‪ ،‬مالنبيئني‪.‬‬
‫‪ :‬لكن ال ‪،‬ص إال من صح ختصيصه بالدليل‪ ،‬ال بالتقوالت واألباطيل‪.‬‬ ‫قل‬

‫وقد عارضوا ما اختص به ربُّ العاملني‪ ،‬ورسولُه األمني‪ ،‬أهلَ بيته الطاهرين‪ ،‬ما‬
‫استطاعوا‪ ،‬حتى يف أمسائهم وأوصافـهم؛ ولكن أبى اهلل إال أن يـتم نـوره‪ ،‬ويقـيم‬
‫حجته؛ فإن الوارد يف الكتاب والسنة‪ ،‬يف أهل بيت النبوة‪ ،‬جممع عليه‪ ،‬ومتواتر بـني‬
‫األمة؛ وما يعارضون به متفرد بروايته‪ ،‬مقدو يف طرقه‪ ،‬لتار الوضع عليـه بيّنـة‪ ،‬ال‬
‫{َنقْـذِفُ بِـالْثَقِّ‬ ‫ميرتي يف بطالنه العارفون‪َ { ،‬ويُثِقُّ اللنهُ الْثَقَّ ِبكَ ِلمَاتِـهِ}‪ ،‬مـذل‬
‫صفُونَ}‪.‬‬
‫طلِ فَيَده َمغُهُ َفإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وََلكُمُ الْ َو هيلُ مِمَّا تَ ِ‬
‫عَلَى الْبَا ِ‬
‫(‪)103‬‬
‫َوَيجههَــدُ َأنه يَــ َأتي لَهَــا بِضَــرِيه ِ‬ ‫س ضَ هوءَهَا‬
‫َو ِفي تَ َع ٍ َمنه َيثهسُدُ الشَّمه َ‬
‫{ أَمه يَثهسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا لتَاهُمُ اللنهُ مِن فَضهلِهِ َفقَده لتَيهنَا للَ ِإبهـرَاهِيمَ ا ْلكِتَـابَ‬
‫ث ْكمَةَ وَلتَيهنَاهُم مُّ ْلكًا عَظِيمًا}‪.‬‬
‫وَالْ ِ‬
‫[ختريجَحديث‪َ:‬الولدَرحيانة‪...‬إخل]ََ َ‬
‫نعم‪ ،‬وأما اخلى الثاني؛ فأخرجه أئمة النقل من أهل البيت وغريهم‪.‬‬

‫(‪ -)102‬السراج املنري للعزيزي شر اجلامع الصغري (‪( ،)218/2‬املطبعة املريية)‪.‬‬


‫املتنيب مما يف ديوانه (‪( ،)118/1‬بشر الىقـوقي)‪ ،‬وفيـه‪ :‬نُوه َرهَـا‪ ،‬بـدل‬ ‫(‪ -)103‬ألبي الطي‬
‫َـدمٌ‪ ،‬و(نُوه َرهَـا)‪ :‬بـدل‬
‫سدُ)‪ :‬مبتدأ مؤخَر‪( ،‬وَفِي تَعَ ٍ)‪ :‬خََبرٌ مُق َّ‬
‫ضوءها‪ .‬وقال الشار ‪(« :‬مَنه يَثه ُ‬
‫سدُ)‪ ،‬وأسكنَ الياءَ من (يأتي) للضرورة‪ ،‬وأمثر ما يكون ذل‬
‫من الشمس‪ ،‬أو مفعول تانٍ لـ(يَثه ُ‬
‫يف الياء والواو‪ .‬والضَّري ‪ :‬النظري‪ ،‬يقول‪ :‬مَثَلُ حُسَّادِ َ مَعَ َ مَثَـلُ مَـنه ُيرِيـدُ أنه يـأَتيَ للشَّـ همسِ‬
‫مالشمس»‪.‬‬ ‫ري ل‬
‫حُسَّادُ َ؛ ألنَّه ال نظ َ‬ ‫بنظري‪ ،‬وهذا يف تَعَ ٍ الزبٍ؛ ألَنَّه يُعالِجُ احملال‪ ،‬ومذل‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ51‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫ومن طرقه ما أخرجهُ اإلمام الرضا(‪ ،)104‬بسند لبائه ‪ -‬صَـلَوَاْتُ اهلل عَلَـيههم ‪،-‬‬
‫قال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪(( :‬الولـد رىانـة‪ ،‬ورىـانيت مـن الـدنيا‬
‫احلسن واحلسني))‪.‬‬
‫عَلَيهـه السَّـالم(‪ ،)105‬بسـنده إىل جعفـر بـن حممـد ‪-‬‬ ‫وأخرجه اإلمام أبو طالـ‬
‫عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬عن جـابر بن عبداهلل َرضِي اهلل عَنههما‪ ،‬قال‪ :‬مسعتُ رسـول اهلل‬
‫سلام قبل موته بـثال ‪ ،‬وهـو يقـول لعلـي بـن أبـي طالـ ‪:‬‬
‫صلاى اهلل عَليهه ولله و َ‬
‫َ‬
‫ينهـدّ‬ ‫برىـانيت مـن الـدنيا‪ ،‬فعـن قريـ‬ ‫أبا الرىانتني؛ أوصي‬ ‫((سالم اهلل علي‬
‫رمنا ‪ ،‬واهلل خليفيت علي ))‪.‬‬
‫وأخرجه أبو نعيم(‪ ،)106‬وابن عسامر(‪ ،)107‬عن جابر(‪.)108‬‬
‫وأخرج الكنجي(‪ ،)109‬عن جعفر بن حممد ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬عـن أبيـه‪ ،‬عـن‬
‫يـا أبـا الرىـانتني؛ أوصـي‬ ‫جابر قوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬سـالم علي‬
‫برىانيت من الدنيا))‪.‬‬

‫(‪ -)104‬صثيفة اإلمام علي بـن موسـى الرضـا عليهمـا السـالم (ص‪ ،)462/‬املطبوعـة مـع‬
‫جمموع اإلمام األعظم زيد بن علي عليهما السالم ‪ .‬ط‪( :‬دار مكتبة احلياة)‪.‬‬
‫(‪ -)105‬األمالي (ص‪ ،)138/‬رقم (‪.)105‬‬
‫(‪ -)106‬حلية األولياء ألبي نُعَيم (‪ ،)234/3‬رقم (‪ ،)3812‬يف ترمجة اإلمـام جعفـر الصـادق‬
‫عليه السالم‪ ،‬ورواه يف متاب معرفة الصثابة برقم (‪ ،)341‬ط‪( :‬دار الوطن)‪.‬‬
‫(‪ -)107‬تاريخ دمشق البن عسامر (‪.)166/14‬‬
‫(‪ -)108‬وانظر منهز العمال (‪ ،)625/11‬رقم (‪ ،)33044‬وقال‪« :‬أبو نُعَـيم‪ ،‬وابـن عسـامر ‪-‬‬
‫عن جابر»‪.‬‬
‫ورواه أيضًا يف الكنهز (‪ ،)664/13‬رقم (‪ ،)37688‬وقـال‪« :‬أبـو نُعَـيم يف املعرفـة‪ ،‬والـديلمي‪،‬‬
‫وابن عسامر‪ ،‬وابن النجار‪.»...‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ52‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وقال ابن عمر لسائل لـه‪ :‬أال تنظـر إىل هـذا‪ ،‬يسـأل عـن دم البعـوض يصـي‬
‫الثوب‪ ،‬وقد قتلوا ابن رسول اهلل ‪ -‬صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام؟‬
‫يريد احلسني بن علي عَلَ هيهَما السَّالم‪.‬‬
‫أخرجه يف الشايف(‪.)110‬‬
‫ومتامه‪ :‬وقد قال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‪(( :‬همـا رىانتـاي مـن‬
‫الدنيا)) أخرجه البخاري يف متابه(‪.)111‬‬
‫ويف رواية عنه(‪ :)112‬يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول اهلل صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام وقد قال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬هما رىانَتِيه‬
‫من الدنيا‪ ،‬وهما سيّدا شباب أهـل اجلنـة)) رواه الشـيخان(‪ ،)113‬أفـاده يف تفـريج‬
‫الكروب(‪.)114‬‬
‫وأخرجه أمحد بن حنبل(‪ ،)115‬والرتمذي(‪ ،)116‬والكنجي(‪ ،)117‬بطريقه إليه بلفظ‪:‬‬
‫((إن احلسن واحلسني رىانيت من الدنيا))‪.‬‬

‫للكنجي (ص‪( ،)213-212/‬الباب اخلامس واخلمسون)‪.‬‬ ‫(‪ )109‬ـ املناق‬


‫(‪ -)110‬الشايف (‪ ،)607/3‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬
‫(‪ -)111‬صثيح البخاري‪ ،‬رقم (‪ ،)5994‬ط‪( :‬املكتبة العصرية)‪.‬‬
‫(‪ )112‬ـ أي ابن عُمَر‪.‬‬
‫(‪ -)113‬البخاري‪ .‬رقم (‪ ،) 3753‬ط‪( :‬املكتبة العصرية)‪.‬‬
‫(‪ )114‬ـ مذا يف تفريج الكروب (مخ) (ص‪ ،)123/‬وليس موجودًا يف نسـخ مسـلم املطبوعـة‪،‬‬
‫منهمـا احلـامم‬ ‫ومذا زيادة‪(( :‬سيدا شباب‪ ،))...‬فإنّها ليست فيه وال يف البخاري‪ ،‬ولـذا تعجـ‬
‫َـح مـن أوجـه‬
‫النيسابوري يف املستدر (‪ )182/3‬حيث قال لَمّا أخرجه‪« :‬هـذا حـديث قـد ص َّ‬
‫أنَّهما مل ‪،‬رجاه»‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬ ‫مثرية‪ ،‬وأنا أَتعج‬
‫(‪ -)115‬مسند أمحد‪ ،‬رقم (‪ ،)5568‬ط‪( :‬الرسالة)‪ ،‬قال احملقق‪« :‬إسـناده صـثيح علـى شـرط‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ53‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وأخرجه(‪ )118‬أيضاً عن أبـي أيـوب‪ ،‬وقـال‪ :‬أخرجـه الطىانـي(‪ ،)119‬وصـاح‬


‫الشام من حلية األولياء(‪.)121‬‬ ‫احللية(‪ ،)120‬وحمدّ‬
‫وأخرجه اإلمام املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم(‪.)122‬‬
‫وقال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬وميف ال أحبهما‪ ،‬وهما رىانيت مـن الـدنيا‬
‫أمشهما؟)) يع احلسن واحلسـني؛ أخرجـه الطىانـي يف الكـبري(‪ ،)123‬والضـياء يف‬
‫املختارة(‪)124‬؛ وأخرج حنوه العسكري يف األمثال عن علي عَلَيهه السَّالم(‪.)125‬‬

‫الشيخني»‪ ،‬ورواه برقم (‪ ،)5675‬قال احملقق‪« :‬إسناده صـثيح علـى شـرط الشـيخني»‪ ،‬وبـرقم‬
‫(‪ ،)5940‬قال احملقق‪« :‬إسناده صثيح علـى شـرط البخـاري»‪ ،‬وبـرقم (‪ ،)6406‬قـال احملقـق‪:‬‬
‫«إسناده صثيح على شرط مسلم‪ ،‬رجاله تقات رجال الشيخني‪ ،‬غري سليمان بن داود‪ -‬وهو أبو‬
‫داود الطيالسي‪ -‬فمن رجال مسلم‪ ،‬وهو يف مسنده [أي الطيالسي] (‪ »)1927‬اهـ‪.‬‬
‫وهو يف فضائل الصثابة (زيادات القَطِيعي) (‪ ،)982/2‬رقم (‪ ،)1390‬قـال احملقـق (عبـاس)‪:‬‬
‫«إسناده صثيح»‪.‬‬
‫(‪ -)116‬سنن الرتمذي‪ ،‬رقم (‪ ،)3779‬وقال الرتمذي‪« :‬هذا حديث صثيح»‪.‬‬
‫للكنجي (ص‪.)349/‬‬ ‫(‪ )117‬ـ املناق‬
‫(ص‪.)421/‬‬ ‫(‪ )118‬ـ أي الكنجي‪ .‬انظر املناق‬
‫(‪ )119‬ـ املعجم الكبري للطىاني (‪ ،)137/3‬رقم (‪ ،)2848‬ط‪( :‬مكتبة ابن تيمية)‪.‬‬
‫(‪ -)120‬حلية األولياء ألبي نُعَيم (‪ ،)82/5‬رقـم (‪ ،)6406‬ورقـم (‪ )6407‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫العلمية)‪ ،‬وقال أبو نعيم‪« :‬صثيح‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬من حديث شعبة‪ ،‬ومهدي [بن ميمون]»‪.‬‬
‫الشام ابن عسامر (‪.)129/14‬‬ ‫(‪ -)121‬تاريخ دمشق حملد‬
‫(‪ -)122‬األمالي اخلميسية (‪.)164/1‬‬
‫العلميـة)‪ ،‬ومـن طبعـة‬ ‫(‪ -)123‬املعجم الكبري (‪ ،)48-49/3‬رقم (‪ ،)3892‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(مكتبة ابن تيمية) يف (‪ ،)155-156/4‬برقم (‪.)3990‬‬
‫(‪ )124‬ـ عزاه إىل (الضـياء) السـيوطي يف (مجـع اجلوامـع) (‪ ،)665/10‬رقـم (‪ ،)24249‬ط‪:‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ54‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وقال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف احلسن السب ‪(( :‬هذا رىـانيت مـن الـدنيا))‬
‫أخرجه أمحد عن أبي بكرة(‪.)126‬‬
‫وعنــه صَـلاى اهلل عَليهــه وللــه وسَـلام‪(( :‬هــذان رىانتــاي مــن الــدنيا)) أخرجــه‬
‫الرتمذي‪ ،‬وصثّثه(‪.)127‬‬
‫وأخرجه ابن بنت منيع(‪ )128‬بلفظ‪ :‬جاء احلسن واحلسني يسعيان إىل رسـول اهلل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فأخذ أحدهما فضمه إىل إبطه؛ تم جاء الخر فضـمه إىل‬
‫إبطه األخرى‪ ،‬وقـال‪(( :‬هذان رىانتاي من الدنيا‪ ،‬من أحـب فليثبهمـا)) وطرقـه‬
‫مثرية‪.‬‬
‫[حديث‪((َ:‬احلسنَواحلسنيَإمامان‪...‬إخل))]ََ َ‬
‫وأما اخلى الثالث‪ ،‬وهو قوله صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪(( :‬احلسـن واحلسـني‬
‫جممع عليه بني األئمة‪.‬‬ ‫إمامان قاما أو قعدا‪ ،‬وأبوهما خري منهما))‪ ،‬فهو مذل‬
‫وقد صرّ الذمر احلكـيم‪ ،‬وسـنة أبيهمـا الرسـول الكـريم عليـه وللـه الصـالة‬
‫والتسليم‪ ،‬بتطهري اهلل تعاىل‪ ،‬واصطفائه واجتبائه‪ ،‬وحمبة اهلل تعاىل ورسوله صَلاى اهلل‬

‫(األزهــر)‪ ،‬واملتقــي اهلنــدي يف (منــز العمــال) (‪ ،)122/12‬رقــم (‪ ،)34296‬ط‪( :‬مؤسســة‬


‫الرسالة)‪.‬‬
‫(‪ )125‬ـ عزاه إىل (األمثال) السيوطي يف مجـع اجلوامـع (‪ ،)116/8‬رقـم (‪ ،)24877‬ط‪( :‬دار‬
‫العلمية)‪ ،‬و(‪ ،)128/8‬رقم (‪ ،)24877‬من طبعة (دار الفكر)‪ ،‬وعزاه إليه أيضًا‪ :‬املتقـي‬ ‫الكت‬
‫اهلندي يف (منز العمال) (‪ ،)120/12‬رقم (‪ ،)34287‬ط‪( :‬الرسالة)‪.‬‬
‫(‪ -)126‬مســند أمحــد (‪ ،)148/34‬رقــم (‪ ،)20516‬ط‪( :‬الرســالة)‪ ،‬وصــثح احملقــق هــذا‬
‫احلديث‪.‬‬
‫(‪ -)127‬سنن الرتمذي‪ ،‬رقم (‪ ،)3779‬وقال الرتمذي‪« :‬هذا حديث صثيح»‪.‬‬
‫الطىي يف ذخائر العقبى (ص‪.)124/‬‬ ‫(‪ -)128‬ذمره عنه احمل‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ55‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫عَليهه ولله وسَلام هلما وألبيهما وأمهما‪ ،‬وحكم بأنهما ابنـا رسـوله صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫مـن‬ ‫سلام وسبطاه‪ ،‬وحبيباه ورىانتـاه‪ ،‬وبالسـيادة ألهـل اجلنـة‪ ،‬وغـري ذلـ‬
‫ولله و َ‬
‫التشريف والتكريم‪ ،‬مما نطق به الكتاب‪ ،‬وتواترت به السنة‪ ،‬مما ال ىصر‪ ،‬وتتقاصـر‬
‫ضلِ ا ْلعَظِيمِ}‪.‬‬
‫ضلُ اللاهِ يُ هؤتِيهِ مَن يَشَاء وَاللاهُ ذُو ا ْلفَ ه‬
‫عنه أقوال البشر؛ {ذَلِ َ فَ ه‬
‫َّ‬
‫[خطبةَلإلمامَاحلسنَعليهَالسالمَملاَأصيبَعليَ(ع)]ََ َ‬
‫علي ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيههما ‪-‬‬ ‫احلسن السب ‪ ،‬املشهورة‪ :‬ملا أصي‬ ‫ومن خط‬
‫قام يف الناس خطيباً‪ ،‬فقال‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬الذي مل يزل للثمد أهالً‪ ،‬الذي مَنّ علينا‬
‫باإلسالم‪ ،‬وجعل فينا النبوة والكتاب‪ ،‬واصطفانا على خلقه‪ ،‬فجعلنا شهداء على‬
‫الناس‪ ،‬وجعل الرسول علينا شهيداً‪.‬‬
‫يا أيها الناس‪ ،‬من عرف فقد عرف ‪ ،‬ومن مل يعرف ‪ ،‬فأنا احلسن بن حممد‪ ،‬فاجلد‬
‫يف متاب اهلل أب‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ { :‬وَاتَّبَعهتُ مِلاةَ ءَابَائِي إِبهرَاهِيمَ وَإِسهثَاقَ وَيَعهقُوبَ}‬
‫[يوسف‪ ،]38:‬فأنا ابن البشري النذير‪ ،‬وأنا ابـن الـداعي إىل اهلل وأنـا ابـن السـراج‬
‫املنري؛ وحنن أهل البيت الذين افرتض اهلل مودتنا وواليتنا‪ ،‬فقال‪{ :‬قُـله لَـا أَسهـأَلُكُمه‬
‫عَلَيههِ أَجهرًا إِالن الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرهبَى} [الشورى‪.]23:‬‬
‫يا أيها الناس‪ ،‬لقد فارقكم يف هذه الليلة رجل‪ ،‬مـا سـبقه األولـون‪ ،‬وال يدرمـه‬
‫الخرون‪ ،‬هيهات هيهات‪ ،‬لطال ما قَلابهتُم له األمور‪ ،‬يف مواطن بدر وأحد‪ ،‬وحـنني‬
‫وخيى‪ ،‬وأخواتها‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬أعطى الكتاب عزائمه‪ ،‬دعاه فأجابه‪ ،‬وقاده فاتبعه ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه‬
‫أمري املؤمنني عند اهلل‪ ،‬وأسـتودع اهلل ديـ وأمـانيت‪،‬‬ ‫وعلى لله ومغفرته ‪ -‬وحنتس‬
‫وخواتيم عملي‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ56‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫أخرجها السيد اإلمام أبو العباس احلس (‪ ،)129‬عن احلسني بـن زيـد بـن علـي‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬وطرقها مثرية مما تقدم يف الفصل التاسع‪.‬‬
‫َّ‬
‫[خطبتهَعليهَالسالمَقبلَوقوعَالصلحَمعَمعاوية] َ‬
‫وخطبته عَلَيهه السَّالم قبل وقوع الصلح بينه وبني معاوية‪ ،‬قال فيها‪ ،‬بعد محد اهلل‬
‫تعاىل والثناء عليـه‪ ،‬والصالة على النيب صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‪ :‬أيهـا النـاس‪،‬‬
‫واهلل ما بني جابَلص وجابَلَق(‪ )130‬ابن بنت نيبء غريي وغري أخي(‪.)131‬‬

‫(‪ -)129‬املصابيح يف السرية (ص‪ ،)343/‬رقم (‪.)180‬‬


‫(‪ -)130‬قال يف القاموس‪« :‬جابلص ‪-‬بفتح الباء والـالم‪ ،‬أو سـكونها‪ :-‬بلـد يف املغـرب لـيس‬
‫وراءه إنسي‪ ،‬وجابلق‪ :‬بلد باملشرق»‪ .‬انتهى من شر الزلف للمؤلف اإلمـام رضـوان اهلل تعـاىل‬
‫وسالمه عليه‪.‬‬
‫الجــري يف متــاب الشــريعة (‪ ،)317/3‬رقــم (‪ ،)1719‬ط‪( :‬دار قرطبــة)‪-‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ -)131‬ورواه‬
‫حَدَّتنا أبو حممد عبد الرمحن بن أسد الفارسي‪ ،‬قال‪ :‬حَدَّتنا إسـثاقُ بـنُ إبـراهيم الـدََّبرِيُّ‪ ،‬قـال‪:‬‬
‫أنبأنا عبدُالرزاق‪ ،‬قال‪ :‬أنبأنا مَعه َمرٌ‪ ،‬عن أيوبَ‪ ،‬عن ابن سريين‪ ،‬أنَّ احلسـن بـن علـي رضـي اهلل‬
‫عنهما قال‪( :‬لو نظرمت ما بني جابرس إىل جابلق ما وجدمت رجلًا جَدُّهُ نيبٌّ غـريي وأخـي‪.... ،‬إىل‬
‫قوله‪{ :‬وَإِنه أَدهرِي لَعَلا ُه فِتهنَ ٌة لاكُمه وَمَتَاعٌ إِلَى حِنيٍ})‪.‬‬
‫قال معمر ‪« :‬معنى جابرس وجابلق‪ :‬املشرق واملغرب»‪.‬‬
‫قال حمقق طبعة دار قرطبة‪َ« :‬أ َت ُر احلسنِ بنِ عليٍّ إسنادُ ُه صثيح‪ ،‬رجالُهُ تقاتٌ رجال الصثيح‪.‬‬
‫(‪ )20980‬وغريه عن معمر به‪ .‬ولـه طريـق أخـرى‬ ‫رواه عبد الرزاق يف مُصَنَّفه (‪)452/11‬‬
‫عن أخي حممد بن سريين‪ :‬أنس بن سريين‪ ،‬عـن احلسـن بـن علـي بنثـوه‪.‬‬ ‫رجاهلا تقات مذل‬
‫ذمرها اإلمام الذهيب –رحم اهلل‪ !-‬يف السِّيَر(‪ ،)271/3‬ورجاله تقات‪ ،‬وله شاهدٌ لخر صـثيح‪،‬‬
‫من حديث عَمهرو بن العاص (سري أعالم النبالء (‪ ،)272/3‬والبداية والنهاية (‪.» )14-18/8‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ورواه الطىاني يف املعجـم الكـبري (‪ ،)89/3‬رقـم (‪ ،)2748‬قـال‪ :‬حـدتنا إسـثاق بـن‬
‫إبراهيم الدََّبرِيُّ‪ ،‬تنا‪ :‬عبد الرزاق‪ ،‬أنا معمر (به)‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ57‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫قال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪«:)211/4‬رواه الطىاني يف الكبري‪ ،‬ورجاله رجال الصثيح»‪.‬‬
‫ورواه اإلمام أمحد بـن حنبـل يف فضـائل الصـثابة (‪ ،)964/2‬رقـم (‪ ،)1355‬عـن أنـس بـن‬
‫سريين‪.‬‬
‫قال احملقق‪« :‬إسنادُهُ صثيح»‪.‬‬
‫وقال السيوطي يف الدر املنثور (‪ ،)407/10‬ط‪( :‬هجر)‪:‬‬
‫ن بـنُ‬
‫ن سعد‪ ،‬وابنُ أبي شيبةَ‪ ،‬والبيهقيُّ يف الدالئل عن الشعيب‪ ،‬قال‪ :‬لَمَّا سَـلامَ احلسـ ُ‬
‫«وأخرج اب ُ‬
‫عليٍّ رضي اهلل عنه األَ همرَ إىل معاوية‪ ،‬قال له معاوية‪ :‬قُمه فَتَكَلامه‪ ،‬فثمد اهلل وأتنى عليه تـم قـال‪:‬‬
‫حقْـنِ دمـائهم‪ ،‬وإن أدري لعلـه فتنـة لكـم‬
‫ني و َ‬
‫أل هم َر َت َر ْمُت ُه ملعاوية إراد َة إصـال ِ املسـلم َ‬
‫إن هذا ا َ‬
‫َّ‬
‫ومتاع إىل حني تم استغفر ونزل‪.‬‬
‫الز ههرِيِّ قال‪ :‬قَامَ احلسن رضي اهلل عنه فقال‪ :‬أَمَّا بَ هعدُ‪( :‬أيها النـاس إنَّ اللاـهَ‬
‫وأخرج البيهقيُّ عن ُّ‬
‫َهدَامم بأوَّلِنَا‪ ،‬وحَقَنَ دماءَمُم بآخرنا‪ ،‬وإنَّ هلذا األمرَ مُدَّة‪ ،‬والدنيا ُد َولٌ‪ ،‬وإنَّ اهلل تعاىل قال لنبيـه‪:‬‬
‫{وَإِنه أَدهرِي أَ َقرِي ٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُو َعدُونَ} إىل قوله ‪{ :‬وَمَتَاعٌ إِلَى حِنيٍ}»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ورواه الطىاني يف الكبري (‪ ،)12/3‬رقـم (‪ ،)2559‬قـال اهليثمـي يف اجملمـع (‪:)211/4‬‬
‫« رواه الطىاني يف الكبري‪ ،‬وفيه‪ُ :‬مجَالد بن سـعيد وفيـه مـال ٌم وقـد ُوتّـق‪ ،‬وبقيـة رجالـه رجـال‬
‫الصثيح»‪.‬‬
‫ورواه احلـامم يف املسـتدر (‪ ،)192/3‬رقـم (‪ ،)4813‬وأبــو نُعَـيم يف احلليـة (‪ ،)46/2‬رقــم‬
‫العلمية)‪ ،‬وغريهم‪.‬‬ ‫(‪ ،)1429‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫وروى البالذري يف أنساب األشراف (‪ ،)279/3‬ط‪( :‬دار الفكر) حتقيق‪( :‬سهيل زمار‪ -‬ريـاض‬
‫زرملي) أنَّ اإلمام السب احلسن بن علي عليهما السالم خطبهم –بعد ما تـولاى‪ -‬فقـال‪( :‬اتقـوا‬
‫اهلل أيها الناس حَقَّ تقاته؛ فإنَّا ُأمراؤمم وأضيافكم‪ ،‬وحنن أهل البيت الذين قال اهلل‪[{ :‬إِنَّمَا ُيرِيدُ‬
‫جسَ َأههـلَ الْبَيهـتِ وَيُطَهِّـرَمُمه تَطْهِـريًا}‪ ،‬واهلل لـو طَلَبـتم مـا بـني جـابلق‬
‫اللاهُ] لُِي هذهِ َ عَنكُمُ الرِّ ه‬
‫وجابرس مثلي يف قرابيت وموضعي ما وجدمتوه‪ ،‬تم ذمر ما مان عليه أبـوه مـن الفضـل والزهـد‬
‫واألخذ بأحسن اهلدى‪ ،‬وخروجه من الدنيا مخيصًا مل يدع إلاا سبعمائة درهم فضلت مـن عطائـه‪،‬‬
‫فأراد أن يبتاع بها خادمًا‪ .‬فبكى الناس تم بايعوه‪ ،‬ومانت بيعته اليت أخذ على النـاس أن ىـاربوا‬
‫من حارب‪ ،‬ويساملوا من سامل‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ58‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم‪ :‬وإنكم قد دُعيتم إىل أمر ليس فيه رضى وال نصـفة‪ ،‬فـإن‬
‫منتم تريدون اهلل واليـوم الخـر‪ ،‬حاممنـاهم إىل ظبـات(‪ )132‬السـيوف‪ ،‬وأطـراف‬
‫الرما ‪ ،‬وإن منتم تريدون احلياة الدنيا‪ ،‬أخذنا لكم العافية‪.‬‬
‫املسجد‪ :‬البقية البقية‪.‬‬ ‫فتنادى الناس من جوان‬
‫أخرجها اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم يف الشايف(‪.)133‬‬
‫وأخرج الذهيب عن ابن دُ َريهد حنوها(‪ ،)134‬وفيها‪ :‬ما تنانا عن أهـل الشـام شـ‬
‫وال ندم؛ وإمنا نعاملهم(‪ )135‬بالسالمة والصى‪ ،‬فشيبت السالمة بالعـدواة‪ ،‬والصـى‬
‫باجلزع؛ ومنتم يف منفذمم(‪ )136‬إىل صفني دينكم أمـام دنيامم‪ ،‬فأصـبثتم ودنيـامم‬
‫أمام دينكم؛ أال وإنا لكم مما منا‪ ،‬ولستم لنا مما منتم‪...‬إخل‪.‬‬
‫وقال عَلَيهه السَّالم‪ :‬يا أهل الكوفة‪ ،‬واهلل‪ ،‬لو مل تذهل نفسي عـنكم إال لـثال ‪:‬‬
‫لقتلكم أبي‪ ،‬وطعنكم فخذي‪ ،‬وانتهابكم تقلي‪.‬‬
‫رواه اإلمام أبو طال (‪ ،)137‬وأبو العباس عَلَ هيهَما السَّالم(‪.)138‬‬

‫وظبـات وظبـون (بالضـم‬ ‫ف أو سِـنا ٍن أو حنـوه؛ اجلمـع أظـ‬


‫حـد سـي ٍ‬
‫(‪ ) 132‬ـ ال غظبَة‪َ :‬مُثبَة‪ُّ ،‬‬
‫والكسر)‪ ،‬وظُبى مهدى‪ ،‬انتهى من القاموس‪ .‬متت من املؤلف(ع)‪.‬‬
‫(‪ -)133‬الشايف (‪ ،)508/1‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬
‫(‪ -)134‬سري أعالم النبالء للذهيب (‪ ،)394/4‬ط‪( :‬دار الفكر)‪ ،‬و(‪ ،)269/3‬ط‪( :‬الرسـالة)‪،‬‬
‫وفيه‪ :‬ويف جمتنى ابن دُرَيهد‪.‬‬
‫(‪ -)135‬يف سري الذهيب املطبوع‪ :‬وإمنا منا نقاتلهم بالسالمة والصى‪.‬‬
‫(‪ -)136‬يف السري املطبوع‪ :‬منتدبكم‪.‬‬
‫(‪ -)137‬األمالي (ص‪( ،)294-293/‬الباب الرابع عشر)‪.‬‬
‫(‪ )138‬ـ املصابيح (ص‪ ،)350/‬رقم (‪.)183‬‬
‫العلمية)‪ ،‬وابن عسامر يف تـاريخ‬ ‫وحنوه ابن جرير الطىي يف تار‪،‬ه (‪ ،)165/3‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ59‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وحكى ابن عبد ربه يف عقده(‪ ،)139‬واملسـعودي يف مروجـه(‪ ،)140‬مـا معنـاه‪ ،‬أن‬
‫قد سلنمت األمر إليّ‪.‬‬ ‫معاوية قال للثسن عَلَيهه السَّالم‪ :‬قم‪ ،‬فأعلم الناس أن‬
‫فقام احلسن‪ ،‬وشكى من أهل العراق؛ ومان مما قال‪ :‬أما واهلل‪ ،‬يا أهـل العـراق‪،‬‬
‫لكانت مافيـة‪ :‬وهي قتلكم ألبـي‪ ،‬وسـلبكم لرحلـي‪،‬‬ ‫لو مل أذهل عنكم إال لثال‬
‫وطعنكم لفخذي‪.‬‬
‫تم قال‪ :‬وإمنا اخلليفة من عمل بكتاب اهلل وسنة نبيه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام؛‬
‫ملكاً‪ ،‬يتمتع به قليالً‪ ،‬ويعذب بسببه‬ ‫فأما صاحبكم هذا‪ ،‬فإمنا هو رجل قد مل‬
‫طويالً‪.‬‬
‫وروي‪ :‬وتبقى تبعته؛ {وَِإنه أَ هدرِي َلعَلاهُ فِتهنَةٌ الكُمه وَمَتَاعٌ إِلَى حِنيٍ}‪.‬‬
‫ومن مالمه عَلَيهه السَّالم هلم‪ :‬خالفتم أبي‪ ،‬حتى حكام وهو ماره‪ ،‬تم دعـامم إىل‬
‫قتال أهل الشام‪ ،‬فأبيتم‪ ،‬حتى صار إىل مرامة اهلل؛ تم بـايعتموني‪ ،‬علـى أن تسـاملوا‬
‫من سامل ‪ ،‬وحتاربوا من حارب ؛ وقد أتاني أن أهل الشرف منكم‪ ،‬قد أتوا معاويـة‪،‬‬
‫فثسيب منكم؛ ال تغروني من نفسي ودي ‪.‬‬
‫رواه املدائ (‪.)141‬‬

‫دمشق (‪ ،)270/13‬والذهيب يف سري أعالم النبالء (‪ ،)145/3‬ط‪( :‬الرسالة)‪ ،‬وغريهم‪.‬‬


‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ )139‬ـ العقد الفريد (‪ ،)103/4‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ ،)8-9/3‬ط‪( :‬املكتبة العصرية)‪.‬‬ ‫(‪ )140‬ـ مروج الذه‬
‫وهذه الرواية بألفاظها وسياقاتها وطرقها قد رواها أرباب التـواريخ والسـري‪ ،‬مـنهم‪ :‬ابـن جريـر‬
‫العلميــة)‪ ،‬وابــن عبــد الــى يف االســتيعاب‬ ‫الطــىي يف تار‪،‬ــه (‪ ،)167/3‬ط‪( :‬دار الكتــ‬
‫(‪ ،)388/1‬وابن األتري يف ُأسهد الغابة (‪ ،)512/1‬ط‪( :‬دار الكتاب العربي)‪ ،‬والذهيب يف السِّـيَر‬
‫(‪ ،)271/3‬وغريهم‪ ،‬واستوفى طرقه ابن عسامر يف تاريخ دمشق (‪.)272-277/13‬‬
‫(‪ )141‬ـ انظر‪ :‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)22/16‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ60‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وروي أيضاً(‪ ، )142‬أن احلسن عَلَيهه السَّالم خط ‪ ،‬بعد أن سأله معاويـة‪ ،‬فقـال‬
‫فيها‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬الذي توحد يف ملكه‪ ،‬وتفرد يف ربوبيته‪.‬‬
‫تم ذمر علياً عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فقال‪ :‬ولقد اختصه بفضل‪ ،‬مل تعدوا مثلـه‪ ،‬ومل جتـدوا‬
‫مثل سابقته‪ ،‬فهيهات هيهات‪ ،‬طال ما قلنبتم له األمور‪ ،‬حتى أعاله اهلل عليكم‪ ،‬وهو‬
‫صاحبكم وعدوّمم‪ ،‬يف بدر وأخواتها‪.‬‬
‫حتى قال‪ :‬ولقد وجه اهلل إليكم فتنة‪ ،‬لن تصدروا عنها حتى تهلكـوا؛ لطـاعتكم‬
‫ما مضى وما ينتظـر‪ ،‬مـن‬ ‫طواغيتكم‪ ،‬وانضوائكم إىل شياطينكم؛ فعند اهلل أحتس‬
‫سوء دعتكم‪ ،‬وحيف حكمكم‪.‬‬
‫علـى أعـداء‬ ‫يا أهل الكوفة‪ ،‬لقد فارقكم باألمس سهم من مرامي اهلل‪ ،‬صـائ‬
‫اهلل‪ ،‬نكال على فجّار قريف‪ ،‬مل يزل لخذاً حبناجرها‪ ،‬جامثاً على أنفاسها‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬أعطى الكتاب خوامته وعزائمه؛ دعاه فأجابه‪ ،‬وقاده فاتبعـه‪ ،‬ال تأخـذه‬
‫يف اهلل لومة الئم ‪ -‬فصَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ورمحته ‪.-‬‬
‫[جوابَاإلمامَاحلسنَ(ع)َعلىَسفيانَبنَالليل]ََ َ‬

‫أخرج اإلمام املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم(‪ ،)143‬بسنده إىل عدي بن تابت‪ ،‬عن‬
‫سفيان بن الليل‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على احلسن بن علي ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬فقلت‪:‬‬
‫السالم علي ‪ ،‬يا مُذلّ رقاب املؤمنني‪ ،‬أنت ‪ -‬واهلل بأبي وأمي ‪ -‬أذللتَ رقابنا‬
‫مرتني‪.‬‬
‫يع حني سلنمت األمر‪.‬‬
‫مائة ألف‪ ،‬ملهم ميوتون دون ‪.‬‬ ‫إىل قوله‪ :‬ومع‬

‫(‪ )142‬ـ انظر‪ :‬شر النهج البن أبي احلديد (‪.)28/16‬‬


‫(‪ )143‬ـ األمالي اإلتنينية (ص‪ ،)542/‬رقم (‪.)735‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ61‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫فقال‪ :‬يا سفيان بن الليل‪ ،‬إني مسعت أبي يقول‪ :‬مسعتُ رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام يقول‪(( :‬يلـي األمـة ‪ -‬أو أمـيت ‪ -‬رجـل واسـع البلعـوم‪ ،‬رحـ‬
‫الضرس‪ ،‬يأمل وال يشبع‪ ،‬وال ينظر اهلل إليه))‪.‬‬
‫يا سفيان؟‬ ‫قال‪ :‬ما جاء ب‬
‫قلت‪ :‬حبّكم أهل البيت‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذاً ‪ -‬واهلل ‪ -‬تكون معنا هكذا ‪ -‬وألصق بني إصبعيه السبابتني ‪.-‬‬
‫وأخرجه اإلمام املنصور باهلل من طريقه عَلَيهه السَّالم(‪.)144‬‬
‫وأخرجه أبو الفرج األصـفهاني(‪ ،)145‬مـن طـريقني‪ :‬إحـداهما‪ ،‬عـن الشـعيب‪،‬‬
‫وفيهما‪ :‬إني مسعـتُ أبي علياً يقول‪ :‬مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‬
‫الليالي واأليام‪ ،‬حتى جيتمع أمر هذه األمة‪ ،‬علـى رجـل واسـع‬ ‫يقول‪(( :‬ال تذه‬
‫السُّرهمِ(‪ ،)146‬ضخم البلعوم‪ ،‬يأمل وال يشبع‪ ،‬ال ينظر اهلل إليـه‪ ،‬وال ميـوت حتـى ال‬
‫يكون له يف السماء عاذر‪ ،‬وال يف األرض ناصر)) وإني عرفت أن اهلل بال أمره‪.‬‬

‫(‪ )144‬ـ الشايف (‪.)497/1‬‬


‫(‪ -)145‬مقاتل الطالبيني ألبي الفرج األصفهاني (ص‪.)68-67/‬‬
‫(‪ )146‬ـ قال املرتضى الزبيـدي يف تـاج العـروس شـر جـواهر القـاموس (‪(« :)362/32‬و)‬
‫طرَفُ الْمِعَى الْمُسهتَقِيم‪ ،‬نقله اجلو َهرِيّ‪ ،‬إىل أن قـال‪ :‬ورجـل‬
‫خرَج الثُّفْل‪ ،‬وهو َ‬
‫الس هرمُ (بالضَّمِّ‪ :‬مَ ه‬
‫ُّ‬
‫الشدِيد‪ ،‬أو عن الْمُبَـذِّر الْمُسهـرِف يف األمـوال‬
‫واسَعُ السُّرم‪ ،‬ضَخهم البُلْعُوم يُكنَى به عن العَظِيم َّ‬
‫والدّماء»‪.‬‬
‫جرَى الطاعامِ) والشَّرابِ (يف احلَلْـقِ)‪ ،‬وهـو‬
‫وقال أيضًا فيه (‪(« :)304/31‬البُلْعُومُ –بالضمِّ‪ :-‬مَ ه‬
‫حدِيث عَلِيٍّ‪(( :‬لَا َي هذهَ ُ أَ همرُ هذه األُمّة إِلاا على رَجُلٍ واسِعِ السُّـ هرمِ‬
‫املرِيءُ‪ ،‬نقله اجلَ هو َهرِيُّ‪ .‬ويف َ‬
‫سرِف يف األَمهوال والدِّماء‪ ،‬فوصـفَهُ بِسَـعَةِ‬
‫شدِيدٍ عَسُوفٍ‪ ،‬أو مُ ه‬
‫ضَخهمِ البُلْعُوم))‪ ،‬يريد على رَجُلٍ ِ‬
‫خرَج»‪.‬‬
‫الْ َمدهخَلِ والْمَ ه‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ62‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وفيهما‪ :‬فإني مسعت علياً يقول‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسـلم‬
‫يقول‪(( :‬يرد علـي احلـوض أهـل بـييت‪ ،‬ومـن أحـبهم مـن أمـيت‪ ،‬مهـاتني)) يعـ‬
‫السبابتني‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬أبشر يا سفيان؛ فإن الدنيا تسع الى والفاجر‪ ،‬حتى يبعث اهلل إمام احلق‬
‫من لل حممد صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫قال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل‪ -‬يف التخريج(‪ :)147‬وقوله يف حديث سفيان‪(( :‬يلـي أمـيت‬
‫رجل‪...‬إخل))‪ ،‬رواه حممد بن سليمـان(‪ ،)148‬واملـدائ ‪ ،‬موقوفـاً علـى علـي؛ وأبـو‬
‫الفرج األصفهـاني بطـريقني(‪ ،)149‬وروى حنـوه اجلـاحظ‪ ،‬عـن أبـي ذر؛ وإبـراهيمُ‬
‫الثقفيُّ‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعاً‪.‬‬
‫‪ :‬ورواه يف احلدائق(‪)150‬؛ قال فيها‪ :‬وروينا باإلسناد‪ ،‬عن سفيان بن الليل‪.‬‬ ‫قل‬

‫وساق رواية املرشد باهلل يف اخلى ‪.‬‬


‫ويف شر النهج(‪ :)151‬قال املدائ ‪ :‬ودخل عليه سفيان بن أبـي ليلـى النهـدي‪،‬‬
‫يا مذلّ املؤمنني‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬السالم علي‬
‫اهلل ‪-‬؛ إن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‬ ‫فقال احلسن‪ :‬اجلس ‪ -‬يرمح‬
‫ب أميّة‪ ،‬فنظر إليهم يعلـون على منىه‪ ،‬واحداً فواحـداً‪ ،‬فشـقّ ذلـ‬ ‫رُفع له مل‬
‫قرلنا‪ ،‬قال له‪{ :‬وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤهيَا الاتِي أَرَيهنَا َ إِالن فِتهنَةً‬ ‫عليه؛ فأنزل اهلل تعاىل يف ذل‬

‫(‪ )147‬ـ الشايف مع التخريج (‪ ،)497/1‬وانظر فيه أيضًا (‪.)121/4‬‬


‫للكويف (‪ ،)128/2‬رقم (‪.)614‬‬ ‫(‪ -)148‬املناق‬
‫(‪ -)149‬مقاتل الطالبيني ألبي الفرج األصفهاني (ص‪.)68-67/‬‬
‫(‪ -)150‬احلدائق الوردية (‪.)180/1‬‬
‫(‪ -)151‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)16/16‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ63‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرهءَانِ} [اإلسراء‪ ،]60:‬ومسعـتُ أبي علياً ‪ -‬رمحه‬
‫اهلل ‪ -‬يقول‪ :‬سيلي أمر هذه األمة رجل‪ ،‬واسع البلعوم‪ ،‬مبري البطن‪.‬‬
‫فسألته‪ :‬من هو؟‬
‫فقال‪ :‬معاوية‪.‬‬
‫ب أمية ومدتهم‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬لَيهلَةُ الْقَدهرِ خَيهرٌ‬ ‫وقال لي‪ :‬إن القرلن قد نطق مبل‬
‫ب أمية‪.‬‬ ‫مِنه أَلْفِ شَههرٍ} [القدر‪ ،]3:‬قال أبي‪ :‬هذا مل‬
‫وأخرج اإلمام املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم(‪ ،)152‬بسنده إىل احلسن بن علي عَلَ هيهَمـا‬
‫السَّالم‪ ،‬أن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام رُ ِف َع إليـه مُلْـ ُ بـ أميـة‪ ،‬فنظـر‬
‫عليـه‪ ،‬فـأنزل اهلل عـز وجـل‪{ :‬إِنَّـا أَعهطَيهنَـا َ‬ ‫إليهم يعلون على منىه‪ ،‬فشقّ ذلـ‬
‫الْكَوهتَرَ} [الكوتر‪َ ،]1:‬نههرَ اجلنة‪{ ،‬إِنَّا أَنهزَلْنَاهُ فِي لَيهلَةِ الْقَدهرِ} [القدر‪...]1:‬إىل قوله‪:‬‬
‫ب أمية‪.‬‬ ‫{ لَيهلَةُ الْقَدهرِ خَيهرٌ مِنه أَلْفِ شَههرٍ} [القدر‪ ،]3:‬من مل‬
‫‪ :‬أي ابن الفَضهل أحد الرواة ‪ :-‬فَثَسَـبهنَا ملكهـم‪ ،‬فـانقرض‬ ‫قل‬ ‫قال القاسم‪-:‬‬
‫أللف شهر‪.‬‬
‫وروى معنى ما ذمر يف سورة القدر يف احلدائق(‪.)153‬‬
‫الرتمذي(‪ ،)154‬عن احلسن بن علي ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪.-‬‬ ‫وأخرج ذل‬
‫وأخرجه النيسابوري يف تفسري سورة القدر أفاده يف النصائح(‪.)155‬‬

‫(‪ )152‬ـ األمالي اإلتنينية (ص‪.)537/‬‬


‫أئمة الزيدية (‪.)181/1‬‬ ‫(‪ -)153‬احلدائق الورديَّة يف مناق‬
‫العربي)‪.‬‬ ‫(‪ -)154‬سنن الرتمذي (ص‪ ،)894/‬رقم (‪ ،)3350‬ط‪( :‬دار إحياء الرتا‬
‫(‪ -)155‬النصائح الكافية (ط‪( )1‬ص‪ ،)180/‬ط‪( :‬مؤسسة الفجر)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وأخرجه أيضًا احلامم يف املستدر ‪ ،‬وابن جرير الطىي‪ ،‬أفاده السـيوطي يف لبـاب النقـول‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ64‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫قال فيهـا(‪ :)156‬وأخـرج ابـن أبـي حـامت(‪ ،)157‬وابـن مردويـه(‪ ،)158‬والبيهقـي يف‬
‫الدالئل(‪ ،)159‬وابن عسامر(‪ ،)160‬عن سعيد بن املسي ‪ ،‬قـال‪ :‬رأى الـنيب صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام ب أمية‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وهو قوله تعاىل‪{ :‬وَمَا جَعَلْنَـا الرُّؤهيَـا الاتِـي أَرَيهنَـا َ إِالن فِتهنَـةً لِلنَّـاسِ}‬
‫[اإلسراء‪ ،]60:‬انتهى(‪.)161‬‬
‫ويف أنـوار الـيقني‪ :‬وروى اإلمـام احلــامم رمحـه اهلل(‪ ،)162‬بإسـناده يف الشــجرة‬
‫امللعونة يف القرلن‪ ،‬أنهم بنو أمية‪.‬‬
‫ويف تفريج الكروب(‪ :)163‬رأى رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بـ أميـة‬
‫ينزون على منىه نزو القردة‪.‬‬

‫(ص‪ ،)261/‬ط‪( :‬دار الكتاب العربي)‪.‬‬


‫(‪ -)156‬النصائح الكافية (ص‪.)184/‬‬
‫(‪ -)157‬تفسري ابن أبي حامت (‪ ،)2236/9‬رقم (‪ ،)13324‬عن سعيد بن املسي ‪ ،‬وحنوه برقم‬
‫(‪ ،)13323‬عن يعلى بنِ مُرَّة‪.‬‬
‫(‪ -)158‬انظر‪ :‬الدر املنثور للسيوطي (‪ ،)346/4‬وقد ذمر مثريًا من الروايات يف هذا الباب‪.‬‬
‫(‪ -)159‬دالئل النبوة للبيهقي (‪.)509/6‬‬
‫(‪ -)160‬تاريخ دمشق البن عسامر (‪.)266/57‬‬
‫(‪ -)161‬من النصائح الكافية‪.‬‬
‫موالنا اإلمام احلجة قدَّس اهلل روحه‪ ،‬ونوَّر ضرىه يف الفصـل الثـاني‬ ‫وقد بس البثث يف ذل‬
‫من لوامع األنوار‪ ،‬ومذا يف شر الزلف (ط‪( )2‬ص‪( ،)32/‬ط‪( )3‬ص‪.)49/‬‬
‫(‪ )162‬ـ تنبيه الغافلني يف فضائل الطالبيني لإلمام احلامم اجلشمي رمحه اهلل تعـاىل (ص‪،)155/‬‬
‫و(ص‪.)159/‬‬
‫(‪ )163‬ـ (تفريج الكروب) (مخ) (ص‪ ،)116/‬للسيد العالمة إسثاق بـن يوسـف بـن اإلمـام‬
‫املتومل على اهلل إمساعيل بن اإلمام املنصور باهلل القاسم بن حممد عليهم السالم‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ65‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫حتى قال‪ :‬فأنزل اهلل سبثانه‪{ :‬وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤهيَا‪...‬الية}‪.‬‬


‫أخرجه الثعليب يف تفسريه(‪ ،)164‬بإسناده عن سهل بن سعد‪.‬‬
‫قال(‪ :)165‬وقد روي حديث الرؤيا لب أمية بألفاظ خمتلفـة‪ ،.....،‬وقـد اسـتوفى‬
‫السيوطي يف الدر املنثور(‪.)166‬‬ ‫املأتور يف ذل‬
‫وقد ذمر الرازي يف مفاتيح الغي (‪ ،)167‬فقـال‪ :‬عـن ابـن عبـاس‪ ،‬أن الشـجرة‬
‫امللعونة يف القرلن بنو أمية؛ وأنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام رأى ب أميـة يتـداولون‬
‫[على] منىه‪ ،‬انتهى(‪.)168‬‬
‫[جوابَاإلمامَاحلسنَ(ع)َعلىَاإلمامَاحلسنيَ(ع)َيفَموادعةَمعاوية]ََ َ‬
‫قال احلسني للثسن عَلَ هيهَما السَّالم‪ :‬أجاد أنت فيما أرى من موادعة معاوية؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون ‪ -‬تالتاً ‪.-‬‬
‫تم قال‪ :‬لو مل نكن إال يف ألف رجل‪ ،‬لكان ينبغي لنا أن نقاتل عن حقنـا‪ ،‬حتـى‬
‫ندرمه‪ ،‬أو منوت وقد أعذرنا‪.‬‬
‫فقال احلسن‪ :‬فكيف لنا بألف رجل مسلمني؟ إني أذمر اهلل يا أخي‪ ،‬أن تفسـد‬
‫عليّ ما أريد‪ ،‬أو ترد علي أمري؛ فواهلل‪ ،‬ما للو ونفسي وأمة حممد صَلاى اهلل عَليهه‬

‫العربي)‪.‬‬ ‫(‪ )164‬ـ تفسري الثعليب (الكشف والبيان) (‪ ،)111/6‬ط‪( :‬دار إحياء الرتا‬
‫التفريج‪.‬‬ ‫(‪ -)165‬السيد العالمة إسثاق بن يوسف عليهما السالم صاح‬
‫العلميـة)‪ ،‬ومـذا احلـافظ‬ ‫(‪ -)166‬الدر املنثور يف سورة اإلسـراء (‪ ،)346/4‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫اهليثمي يف جممع الزوائد (‪( )246/5‬منشورات مؤسسة املعارف)‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫(‪.)189/20‬‬ ‫(‪ )167‬ـ انظر تفسري الفخر الرازي املسمى مفاتيح الغي‬
‫(‪ -)168‬من التفريج‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ66‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫ترى ما نقاسي من الناس‪ ،‬وما مان يقاسي مـنهم أبـو مـن‬ ‫ولله وسَلام خرياً؛ إن‬
‫إىل اهلل يف فراقهم‪ ،‬مـل صـبا ومسـاء؛ تـم قـد تـرى مــا‬ ‫قبلنا‪ ،‬حتى مـان يرغ‬
‫صنعوا بي؛ أفبهؤالء نرجوا أن ندر حقنا؟ إنا اليوم ‪ -‬يا أخي ‪ -‬يف سـعة وعـذر‪،‬‬
‫مما وسعنا العذر يوم قُبض نبينا‪.‬‬
‫فسكت احلسني‪.‬‬
‫رواه اإلمام احلسن عَلَيهه السَّالم يف األنوار(‪ ،)169‬والفقيه محيد يف احلدائق(‪.)170‬‬
‫[منَكتابَاحلسنَ(ع)َإىلَمعاوية] َ‬
‫ومن متاب احلسن عَلَيهه السَّالم إىل معاوية‪ ،‬بعد أن محد اهلل وأتنى عليه‪ ،‬وصـلى‬
‫على النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬قال عَلَيهه السَّالم‪ :‬فلما تويف صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام تنازعت سلطانه العرب‪ ،‬فقالت قريف‪ :‬حنن قبيلته‪ ،‬وأسرته وأولياؤه‪.‬‬
‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم‪ :‬فأنعمت هلم العرب‪ ،‬وسلمت ذل ‪.‬‬
‫النصف‬ ‫حتى قال‪ :‬فلما صرنا ‪ -‬أهل بيت حممد وأولياءه ‪ -‬إىل حماجتهم‪ ،‬وطل‬
‫منهم‪ ،‬باعدونا واستولوا باإلمجاع على ظلمنا ومراغمتنا‪ ،‬والعنت منهم لنا؛ فاملوعد‬
‫اهلل‪ ،‬وهو الولي النصري‪.‬‬
‫تم قال‪ :‬فأمسكنا عن منازعتهم‪ ،‬خمافة على الدين‪ ،‬أن جيد املنافقون واألحـزاب‬
‫هلـم سـب ‪ ،‬ملـا أرادوا مـن إفسـاده‪،‬‬ ‫مغمـزًا يثلمونـه بــه‪ ،‬أو يكـون بـذل‬ ‫بذل‬
‫يا معاوية‪ ،‬على أمر لست من أهله‪.‬‬ ‫من توتب‬ ‫املتعج‬ ‫فليتعج‬
‫إىل قوله‪ :‬فأنت ابن حزب من األحزاب‪ ،‬وابن أعدَأِ قريف لرسول اهلل صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام ولكتابه‪ ،‬واهلل حسيب ‪ ،‬وسرتد فتعلم ملن عقبى الدار‪...‬إخل‪.‬‬

‫(‪ )169‬ـ أنوار اليقني يف إتبات إمامة أمري املؤمنني مرم اهلل وجهه (مخ) (ص‪.)288/‬‬
‫أئمة الزيدية (‪.)180/1‬‬ ‫(‪ -)170‬احلدائق الورديَّة يف مناق‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ67‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫(‪)172‬‬
‫رواه أبو الفرج يف املقاتل(‪ ،)171‬وروى حنوه املدائ ‪ ،‬ورواهما شار النهج‬
‫عنهما‪ ،‬وغريه(‪.)173‬‬
‫قال ‪ -‬أيده اهلل تعـاىل‪ -‬يف التخـريج(‪ :)174‬وقـد اعـرتف ابـن حجـر يف شـر‬
‫اهلمزية‪ ،‬بتفرق الناس‪ ،‬وانتثار النظام‪ ،‬عن احلسن بـن علـي ‪ -‬عَلَ هيهَمـا السَّـالم ‪-‬؛‬
‫ورواه احلامم يف املستدر (‪ ،)175‬واعرتف بـه املقبلي يف أحباته؛ ذمـر هـذا املنصـور‬
‫باهلل حممد بن عبداهلل الوزير َرضِي اهلل عَنهه‪.‬‬
‫قال(‪ :)176‬وروى الذهيب يف النبالء من طرق‪ ،‬ما يفيد تفـرّق النـاس عنـه(‪)177‬؛‬
‫ورواه أبو الفرج األصفهاني(‪ ،)178‬واملدائ ‪ ،‬وروى أبـو جعفـر الطـىي(‪ )179‬حنـو‬
‫ذل ‪.‬‬

‫العربية)‪.‬‬ ‫(‪ -)171‬مقاتل الطالبيني (ص‪ ،)56-55/‬ط‪( :‬دار إحياء الكت‬


‫(‪ -)172‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)33-34/16‬‬
‫(‪ )173‬ـ ورواها اإلمام املنصور باهلل احلسن بن بدر الدين عليهما السالم يف أنوار اليقني (مـخ)‬
‫(‪.)288/2‬‬
‫(‪ )174‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)188/4‬‬
‫(‪ -)175‬املستدر للثامم النيسابوري (‪ ،)190/3‬رقم (‪.)4807‬‬
‫التخريج رضوان اهلل تعاىل وسالمه عليه‪.‬‬ ‫(‪ )176‬ـ صاح‬
‫(‪ -)177‬انظر‪ :‬سري أعالم النبالء للذهيب (‪ )394/4‬عن جمتنى ابن دُرَيهد‪ ،‬وقد تقدم لنفًا‪.‬‬
‫وفيه أيضًا (‪ )390/4‬أن أهل العراق لَمَّا بايعوا احلسن‪ ،‬قالوا له‪ :‬سـر إىل هـؤالء الـذين عصـوا‬
‫اهلل ورسوله‪ ،‬وارتكبوا العظائم‪ ،‬فسار إىل أهل الشام‪ ،‬وأقبل معاوية حتى نزل جسر مَنهـبِج‪ ،‬فبينـا‬
‫ا حلسن باملدائن‪ ،‬إذ نادى منادٍ يف عسكره‪ :‬أال إن قيس بن سعد قد قتل‪ ،‬فشد الناس على حجـرة‬
‫احلسن‪ ،‬فنهبوها حتى انتهبت بسطه‪ ،‬وأخذوا رداءه‪ ،‬وطعنه رجل من ب أسـد يف ظهـره خبنجـر‬
‫مسموم يف إ ليته‪ ،... ،‬وقال‪ :‬عليكم لعنة اهلل من أهل قرية‪ ،‬قد علمـتُ أن ال خـري فـيكم‪ ،‬قتلـتم‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ68‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫‪ :‬ومن أعالم النبوة إشارة قوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬قاما أو قعدا))‬ ‫قل‬

‫وتصريح قوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف احلسن عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وهو علـى املنـى‪:‬‬
‫((إن اب هذا سيد‪ ،‬ولعل اهلل تعاىل أن يبقيه حتى يصلح بني فئتني مـن املسـلمني))‬
‫بهذا اللفظ رواه اإلمام املرشد باهلل(‪ ،)180‬بسنده إىل جعفر الصادق‪ ،‬عن أبيه البـاقر‬
‫‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬عن جابر بن عبداهلل؛ وقد سـبقت روايـة البخـاري لـه(‪،)181‬‬
‫وغريه‪.‬‬
‫قال ابن عبد الى يف االستيعاب(‪ :)182‬وتواترت التار الصثا عن النيب صَلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام أنه قال يف احلسن بن علي‪(( :‬إن اب هذا سيد‪...‬إخل))‪.‬‬
‫واألخبار متفقة على ما ذمره من صدره ‪.‬‬
‫يف‬ ‫وهذا يدل على أن الصلح أوىل من القتال‪ ،‬يف هذه احلال؛ ممـا مـان مـذل‬
‫للثق‪ ،‬مرضي الفعـال؛ وال داللـة فيـه‬ ‫صلح احلديبية‪ ،‬وأن احلسن السبـ مصي‬
‫يف حـق‬ ‫على إصابة البغاة القاسطني‪ ،‬مما ال داللـة يف صـلح احلديبيـة علـى ذلـ‬
‫الكافرين‪ ،‬وال على الرضى بشيء مما هم عليه من الضالل‪.‬‬
‫وقد أطلق على اجلميع يف بعض رواياته اسـم اإلسـالم‪ ،‬واملـراد املعنـى العـام‪،‬‬
‫الذي هو االستسـالم‪ ،‬وإظهـار الشـهادتني والصــالة‪ ،‬وحنوهـا مـن األشـياء الـيت‬

‫معاوية يف الصلح‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫أبي باألمس‪ ،‬واليوم تفعلون بي هذا‪ .‬تم مات‬
‫(‪ -)178‬مقاتل الطالبيني (ص‪.)61/‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ )179‬ـ تاريخ الطىي (‪ ،)167/3‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ )180‬ـ األمالي اإلتنينية (ص‪ ،)518/‬رقم (‪.)686‬‬
‫(‪ -)181‬البخاري (ص‪ ،)1264/‬رقم (‪ ،)7109‬ط‪( :‬املكتبة العصرية)‪.‬‬
‫(‪ -)182‬االستيعاب (‪.)384/1‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ69‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫يفارقون بها يف األحكام‪ ،‬أهلَ الكتابني وعبدةَ األصنـام‪ ،‬ممـا قـال تعـاىل‪{ :‬قَالَـتِ‬
‫الْأَعهرَابُ ءَامَنَّا قُله لَمه تُؤهمِنُوا وَلَكِنه قُولُوا أَسهلَمهنَا}‪...‬الية‪[ ،‬احلجرات‪.]14:‬‬
‫وقد سبق االستدالل على ذل ‪ ،‬وهو معلوم ملن له مبعامل اإلسالم أي إملام‪.‬‬
‫[وصيةَاإلمامَاحلسنَ(ع)َملاَحضرتهَالوفاة] َ‬
‫هذا ‪ ،‬وقد افرتت احلشوية عليه‪ ،‬مما افرتت على أبويه؛ من ذل ‪ :‬ما وضـعوه يف‬
‫وصيّته للثسني ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّـالم ‪ ،-‬الـيت أوردهـا ابـن عبـد الـى(‪ )183‬مقطوعـة‬
‫السند‪ ،‬غري معزوة إىل أحد‪.‬‬
‫ونقلها منه الطىي يف الذخائر(‪ ،)184‬واألمري يف شر التثفة(‪.)185‬‬
‫وبطالنها ال ‪،‬فى على ذوي البصائر؛ ملخالفتها املعلوم من الكتاب والسنة‪ ،‬ومـا‬
‫عليه أهل بيت النبوة‪ ،‬بالضرورة‪.‬‬
‫والذي عند أهل بيت حممد صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام من روايات وصية أبـيهم‬
‫احلسن عَلَيهه السَّالم حنو ما أشار إليه السيد اإلمـام؛ وقـد روى معنـاه أبـو العبـاس‬
‫احلس (‪.)186‬‬
‫وروى اإلمام احلسن بن بدر الدين عَلَيههما السَّالم يف األنوار(‪ ،)187‬أنه ملا‬
‫حضرته الوفاة‪ ،‬قال ألخيه احلسني بن علي ‪ -‬عَلَيههَما السَّالم ‪ :-‬امت ‪ :‬هذا ما‬
‫أوصى به احلسن بن علي‪.‬‬

‫(‪ )183‬ـ االستيعاب (‪.)391/1‬‬


‫الطىي (ص‪ ،)142/‬وقال‪« :‬خرجه أبو عمر»‪.‬‬ ‫(‪ -)184‬ذخائر العقبى للمث‬
‫(‪ )185‬ـ شر التثفة العلوية (ص‪.)287/‬‬
‫(‪ )186‬ـ املصابيح (ص‪.)351/‬‬
‫(‪ )187‬ـ أنوار اليقني (مخ) (‪.)289/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ70‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫وساق يف الشهادة هلل تعاىل‪...‬إىل قوله‪ :‬وإني أوصي يا حسني‪ ،‬مبن خلفت مـن‬
‫أهلي‪ ،‬وولدي ونسائي‪ ،‬وأهل بيت ‪ ،‬أن حتفظ منهم ما أوصا اهلل بـه‪ ،‬وأن تـوالي‬
‫وليّهم‪ ،‬وتعادي عدوّهم‪ ،‬وأن تكـون هلـم والـداً‪ ،‬وأن تغفـر ملسـيئهم‪ ،‬وتقبـل مـن‬
‫حمسنهم‪ ،‬وأن تدف مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فإني أقرب إليه وأحق‬
‫به ممن دخل بيته بغري إذنه‪ ،‬وال بعهد عنده منه؛ لقوله تعاىل‪{ :‬يَاأَيُّهَا الاذِينَ ءَامَنُوا لَا‬
‫تَدهخُلُوا بُيُـوتَ النَّبِيِّ إِالن أَنه يُؤهذَنَ لَكُمه} [األحزاب‪ ،]53:‬فواهلل‪ ،‬ما أمروا بالدخول‬
‫من رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وال جاءهم متاب من بعـده باإلذن‪ ،‬فإن‬
‫أبت علي اإلمرأة‪ ،‬فأناشد اهلل والقرابة‪ ،‬الـيت قـرب اهلل منـ ‪ ،‬والـرحم املاسّـة‬
‫برسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وفاطمة‪ ،‬وأمري املـؤمنني‪ ،‬وسـيد املسـلمني‪،‬‬
‫علي بن أبي طال ؛ أن تهريق يفَّ دم حمجمة‪ ،‬حتى نلقى رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه‬
‫ولله وسَلام غداً‪ ،‬فنختصم عنده‪ ،‬وخنىه مبا مان من الناس إلينا بعده‪.‬‬
‫تم قُبض ‪ -‬رمحة اهلل عليه ورضوانه ومغفرته(‪.- )188‬‬
‫َ‬

‫(‪ )188‬ـ انتهى من أنوار اليقني‪.‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ71‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنيَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫[السبطَالصغرَاحلسنيَبنَعليَ(ع)]ََ َ‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬أبو عبداهلل‪ ،‬سيد شباب أهل‬ ‫احلسني بن علي بن أبي طال‬
‫اجلنة‪ ،‬ورىانة جـدّه مـن الدنيا‪ ،‬اإلمام قام أو قعد؛ مولده باملدينة‪ ،‬يف شعبان‪ ،‬سنة‬
‫أربع من اهلجرة؛ فبينه وبني احلسن مدة احلمل وأربعون يوماً‪.‬‬
‫‪ :‬أما أنه ليس بينهما إال ما ذمر‪ ،‬فهو الصثيح يف رواية أهل البيـت عَلَـ هيهَم‬ ‫قل‬

‫السَّال م ولكن ىمل على أن مدة احلمل تسعة أشهر وعشرون يوماً‪ ،‬ال على ما محله‬
‫عليه ابن حجر يف اإلصابة(‪ ،)189‬من أنه مل يكن الطهر إال بعد شـهرين‪ ،‬فـال يصـح‬
‫ذل ‪ ،‬مما ال ‪،‬فى‪.‬‬
‫قال(‪ :)190‬تربى يف حَجهر جده‪ ،‬وله عنه رواية‪ ،‬وأمثر الرواية عن أبيه؛ وشهد مع‬
‫أبيه اجلمل وصفني‪ ،‬ولبث يف الكوفة حياة أبيه‪ ،‬تم مع أخيه احلسن‪ ،‬حتى رجعا إىل‬
‫املدينة‪ ،‬ومل يزل باملدينة‪ ،‬حتى تويف احلسن‪ ،‬وحتى جـاء نعـي معاويـة‪ ،‬سـنة سـتني؛‬
‫وورد األمر بالبيعة ليزيد‪ ،‬فامتنع منها‪ ،‬فخرج من املدينة ليالً‪ ،‬مبن معه من أهل بيته‬
‫العـراقيني‬ ‫وب عمه‪ ،‬حنو مكة فقدمها‪ ،‬وأقام بها مخسة أشهر‪ ،‬ووردت عليـه متـ‬
‫إليـه متابـاً يسـتقدمه؛ فخـرج يف ذي احلجـة‬ ‫بالبيعة؛ فبعث مسلم بن عقيل‪ ،‬فكت‬
‫لثمان مضت منها‪ ،‬سنة ستني‪ ،‬ومل يزل سائراً حتى ورد مربالء مبن معه؛ وفيها قُتـل‬
‫ومن معه‪ ،‬يف عاشر شهر حمرم‪ ،‬سنة إحدى وستني‪.‬‬
‫وتوىل حزّ رأسه سنان بن أنس النخعي‪ ،‬ويقال‪ :‬مشر بن ذي اجلوشن‪.‬‬
‫ي بن يزيد‪ ،‬إىل ابن زياد‪ ،‬تم إىل يزيد بن معاوية‪.‬‬
‫ومحل رأسه خَوه ِل ّ‬

‫(‪ -)189‬اإلصابة (‪ ،)76/2‬رقم الرتمجة (‪ ،)1726‬وقال‪« :‬فإذا مان احلسـن ولـد يف رمضـان‪،‬‬
‫وولد احلسني يف شعبان احتمل أن تكون َولَدته لتسـعة أشـهر‪ ،‬ومل تطهـر مـن النفـاس إلاـا بعـد‬
‫شهرين»‪.‬‬
‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )190‬ـ أي السيد اإلمام صاح‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ72‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪-ََ3‬احلسنيَبنَعلي(ع)َ َ‬

‫ودفنت جثته ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ‪ -‬يف املوضع املعروف بكربالء‪ ،‬وعليه مشـهد‬
‫مزور معروف‪.‬‬
‫ورأسه ذمر املقريزي يف أخبار مصر(‪ ،)191‬أنه نُقل إىل مصر‪ ،‬بدولة الفاطميني‪.‬‬
‫تقاد‪.‬‬ ‫وحج مخساً وعشرين حجة‪ ،‬ماشياً‪ ،‬والنجائ‬
‫روى عنه أوالده‪ ،‬منهم‪ :‬علي بن احلسني‪ ،‬وغريهم‪ ،‬ممن قتل معه‪.‬‬
‫أخرج له الستة‪ ،‬وأئمتنا مجيعهم‪ ،‬إال الشريف السـيلقي‪ ،‬انتهـى مـالم الطبقـات‬
‫بلفظه‪.‬‬
‫هذا ‪ ،‬والوارد من األخبار يف احلسني السـب ويف استشـهاده عـن جـده املختـار‪،‬‬
‫وأبيه الكـرار ‪ -‬صـلوات اهلل وسـالمه علـيهم ‪ -‬ومـا ظهـر يف شـأنه مـن اليـات‬
‫البينات‪ ،‬واضثة املنار‪ ،‬لذوي األبصار‪ ،‬ومذا ما نزل بأعداء اهلل وأعداء رسول اهلل‬
‫صلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام القـاتلني لـه مـن النكـال والبـوار‪ ،‬واخلـزي والـدمار؛‬
‫َ‬
‫ت عن اخلـوض فيهـا لالختصـار‪ ،‬وملكانهـا مــن االشـتهار‪ ،‬قـد مُلئـت بهـا‬
‫ض َر هب ُ‬
‫َأ ه‬
‫األسفار‪ ،‬وسارت مسري الشموس واألقمار‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬ومان األوىل بالتقديم بعد أصثاب الكساء ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيههم ‪ -‬سـائر‬
‫القرابة‪ ،‬تم الصثابة؛ ولكن جريتُ يف هذا على ما جرى من الرتتيـ ‪ ،‬واهلل تعـاىل‬
‫ولي اإلعانة والتوفيق‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫(‪ )191‬ـ املواعظ واالعتبار بذمر اخلط والتار للمقريزي (‪ ،)204/2‬ط‪( :‬مكتبة مدبولي)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ73‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال يف الطبقات‪( :‬فصل) ومن هنا الشروع على حروف املعجم‪.‬‬


‫(فصل‪َ:‬اهلمزة) َ‬
‫[أَبَيََبنَكعبَالنصاري]َ َ‬
‫بن قيس األنصاري اخلزرجي‪،‬‬ ‫أبيّ (بضم اهلمزة‪ ،‬وفتح املوحدة) بن مع‬
‫النجاري‪ ،‬البدري‪ ،‬أبو املنذر‪ ،‬وأبو الطغ َفيهل‪ ،‬سيد القراء‪ ،‬شهد العقبة الثانية وبدراً‬
‫وغريها من املشاهد‪.‬‬
‫خرج له الشيخان تالتة عشر حديثاً‪ ،‬وخرج له األربعة أيضاً‪ ،‬وبعض أئمتنا‪.‬‬
‫واألمثر أنه مات يف خالفة عمر باملدينة‪ ،‬ودُفن بها‪.‬‬
‫روى عنه ابن بشري‪ ،‬وأبو رافع‪ ،‬والنخعي‪ ،‬والطفيـل بـن أبـي‪ ،‬ومـن الصـثابة‪:‬‬
‫سهل بن سعد‪ ،‬ورافع بن خديج‪ ،‬ورفاعة‪ ،‬انتهى(‪.)192‬‬
‫وله املقام احملمود‪ ،‬الذي رواه اإلمامان‪ :‬حممد بن عبداهلل الـنفس الزميـة‪ ،‬وىيـى‬
‫بن عبداهلل‪ ،‬عـن لبائهما‪ ،‬عـن علي عَلَ هيهَم السَّالم أوضح فيه احلجة‪ ،‬ومل تأخـذه يف‬
‫اهلل لومة الئم(‪)193‬؛ وقد سبق ذمره َرضِي اهلل عَنهه‪.‬‬
‫[أسامةَبنَزيدَمأمورَالنبيَلغزوَالشام]ََ َ‬
‫أسامة بن زيد بن حارتة القضاعي‪ ،‬الكليب نسباً‪ ،‬اهلامشي والءً‪ ،‬أبو زيد املدني‪،‬‬
‫مان موىل خلدجية بنت خويلد‪.‬‬
‫‪ :‬أي أبوه‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال‪ :‬فوهبته للنيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وهو ابن مثان‪ ،‬ومان يدعى زيد بن‬
‫حممد‪ ،‬فنزل‪{ :‬ادهعُوهُمه لِآبَائِهِمه} [األحزاب‪.]5:‬‬

‫(‪ )192‬ـ من الطبقات‪.‬‬


‫(‪ ،)108/2‬رقـم‬ ‫(‪ -)193‬الذي رواه احلافظ حممد بن سليمان الكويف رمحه اهلل تعاىل يف املناق‬
‫(‪ ،)597‬وقد سبق ذمره يف الفصل العاشر‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ74‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬وغريهــا‪ ،‬مقولــه تعــاىل‪ { :‬مَــا مَــانَ مُثَمَّ ـدٌ أَبَــا أَحَ ـدٍ مِ ـنه رِجَــالِ ُكمه}‬ ‫قل ة‬

‫[األحزاب‪ ،]40:‬وقد يتعلق بها غلـف القلـوب‪ ،‬مـن طغـام النواصـ ‪ ،‬الـذين ال‬
‫يفهمون التنزيل‪ ،‬وال يفقهون التأويل‪ ،‬والية واضثة يف نفي نسبة رجاهلم إليـه‪ ،‬ال‬
‫نفي رجاله وذريته وعرتته وأبنائـه‪ ،‬بصريح الكتاب‪ ،‬يف قوله ‪-‬عـزّ وجـلّ‪{ :-‬نَـدهعُ‬
‫أَبهنَاءَنَا وَأَبهنَاءَمُمه} [لل عمـران‪ ،]61:‬ودعا احلسنني‪ ،‬بإمجاع األمـة؛ ومبتـواتر السـنة‬
‫املعلومة‪.‬‬
‫ومثل هذا الكالم‪ ،‬ال يصدر إال عن جهلة األنام‪ ،‬الذين هم أشبه شيء باألنعام‪،‬‬
‫وال يتجاسر أن يتفوه به من له أدنى مُسه َك ٍة من اإلسالم‪.‬‬
‫قال السيد اإلمام‪ :‬وأمُّه أمُّ أمين‪ ،‬ومان النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أمَّره على‬
‫جلنة املهاجرين ‪.‬‬
‫يف بعث أسامة املشهور‪ ،‬الذي بعثه رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه‬ ‫‪ :‬وذل‬ ‫قل‬

‫وسَلام قبيـل الوفاة‪ ،‬وشدد يف تنفيذه غاية التشديد‪ ،‬وتوعّد على التخلف عنه نهايـة‬
‫الوعيد؛ ومان يف مجلته أبـو بكـر‪ ،‬وعمـر‪ ،‬وأبـو عبيـدة‪ ،‬وغريهـم‪ ،‬مـن املهـاجرين‬
‫واألنصار‪ ،‬غري أهل بيت النبوة؛ وختلف املـذمورون عـن اجلـيف‪ ،‬ومـان مـن أمـر‬
‫معلوم لينام‪ ،‬متفق على نقله بني أهل اإلسالم‪.‬‬ ‫السقيفة ما مان؛ ومجيع ذل‬
‫قــال اإلمــام احلجــة‪ ،‬عبــداهلل بــن محــزة عَلَيهــه السَّــالم جواب ـاً علــى صــاح‬
‫اخلارقة(‪ :)194‬ولو صحّ ما ذمرتَ من أمر رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫ألبي بكر بالصـالة‪ ،‬ملا دلّ على اإلمامة؛ ألن الكل من لحاد الصثابة مـان يصـلي‬
‫باجلميع‪ ،‬وأهل بيت الرسول مشغولون بأمره‪ ،‬فما يف هذا من دليل علـى اإلمامـة؛‬

‫(‪ )194‬ـ الشايف (‪.)483/4‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ75‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ورسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم قد عقد الوالية ألسامة بن زيد‪ ،‬علـى جلنـة‬
‫املهاجرين واألنصار‪ ،‬فيهم أبو بكر وعمر؛ والوالية باألمارة أقرب إىل اإلمامة‪.‬‬
‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم(‪ :)195‬إن احلجة عليهمـا باقيـة؛ فإنهمـا مل يـأمترا بـأمر اهلل‬
‫ورسوله‪ ،‬يف اخلروج مع أسامة‪...‬إىل لخره‪.‬‬
‫وهذا عارض جَرّ إليه املذمور‪ ،‬وإىل اهلل ترجع األمور‪.‬‬
‫قال(‪ :)196‬واعتزل الفنت‪ ،‬وعنده علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫وذمر السيد املرشد باهلل‪ ،‬أنه مل يقاتل مع علي‪ ،‬مع تفضيله لعلـي عليـه السـالم‪،‬‬
‫تأوالً منه أنه ال يقاتل أهل الشهادتني ‪ -‬هكذا قيل ‪ -‬والذي نقلناه من خ شيخنا‪،‬‬
‫أنه ملا قَتَل القَتِيل بعد أن شهد الشهادة‪ ،‬ولقي من رسول اهلل من الكالم‪ ،‬الـذي ودَّ‬
‫اليوم‪ ،‬أنه لىل على نفسه أنه ال َيكْلُم مسلماً‪ ،‬وال يقاتل مسلماً؛‬ ‫أنه مل يُسه ِلمه إال ذل‬
‫قعد عن علي عَلَيهه السَّالم يوم صفني واجلمل‪ ،‬انتهى‪.‬‬ ‫ولذل‬
‫تــويف ســنة أربــع ومخســني‪ ،‬وروى عنــه عبــد الــرمحن بــن عــوف‪ ،‬ومُ َريــ ‪،‬‬
‫وأبوظبيان(‪)197‬؛ وأخرج له الستة‪ ،‬وبعض أئمتنا‪ ،‬انتهى(‪.)198‬‬
‫‪ :‬وما ذمر غري خم لص‪ ،‬وقد قال اهلل ‪-‬عزّ وجلّ‪{ :-‬فَقَاتِلُوا الاتِي تَبهغِي حَتَّى‬ ‫قلة‬

‫تَفِيءَ إِلَى أَمهرِ اللاهِ} [احلجرات‪ ،]9:‬وقال رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬

‫(‪ )195‬ـ الشايف (‪.)513/4‬‬


‫الطبقات‪.‬‬ ‫(‪ )196‬ـ صاح‬
‫(‪ )197‬ـ قال يف جامع األصول (‪« :)312/12‬قال عبد الغ وابن مـاموال‪ :‬هـو بكسـر الظـاء‬
‫املعجمة‪.‬‬
‫وقال احلازمي‪ :‬أمثر أصثاب احلديث واللغة يقولونه بفتح الظاء وسكون الباء املوحـدة‪ ،‬وباليـاء‬
‫‪ ،‬والنون»‪.‬‬
‫(‪ )198‬ـ من الطبقات‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ76‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فيما تواتر عنـه‪(( :‬علي مع احلق‪ ،‬واحلق مـع علـي)) وقـال صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪(( :‬وانصر من نصره‪ ،‬واخـذل مـن خذلـه)) وأخبـار النـامثني‪ ،‬والقاسـطني‪،‬‬
‫واملارقني؛ وقال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام لعمار‪(( :‬تقتله الفئة الباغية‪ ،‬يدعوهم إىل‬
‫اجلنة ويدعونه إىل النار)) يف ليات تتلى‪ ،‬وأخبار متلى‪.‬‬
‫[أسلعَبنَشريكَخادمَالنبيَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم]ََ َ‬
‫بن عوف التميمي ‪ -‬يف األصحّ ‪ -‬وهو خادم النيب صَلاى اهلل‬ ‫أسلع بن شري‬
‫راحلته؛ له حديث يف التيمم‪ ،‬ذمره النواوي يف التهذي ‪،‬‬ ‫عَليهه ولله وسَلام وصاح‬
‫والسيد املؤيد باهلل‪.‬‬
‫وروى عنه ولده بدر؛ أخرج له ‪ -‬وبعده بياض ‪.-‬‬
‫قال‪ :‬ومن أئمتنا‪ :‬املؤيد باهلل فق ‪.‬‬
‫التقري (‪.)199‬‬ ‫‪ :‬يف اهلامف‪ :‬مل ‪،‬رج ألسلع الستة‪ ،‬وأهمله صاح‬ ‫قل‬

‫‪ :‬وليس له تاريخ وفاة يف الطبقات‪ ،‬وال يف االستيعاب البن عبـد الـى‪ ،‬وال‬ ‫قل‬

‫اإلصابة البن حجر‪ ،‬وال جامع األصول البن األتري‪ ،‬وال اخلالصة للخزرجي‪.‬‬
‫البثـث‪ ،‬واهلل‬ ‫ومن مل أذمر تار‪،‬ه‪ ،‬فلم أجده يف هـذه وال يف غريهـا مـن متـ‬
‫أعلم‪.‬‬
‫[أَسَيَدَبنَأبيَإياس]ََ َ‬
‫أسيد بن أبي إياس‪.‬‬
‫‪ :‬هو الكناني‪ ،‬الدؤلي؛ مان شاعراً‪ ،‬وهو الذي مان ىرض مشـرمي قـريف‬ ‫قل‬

‫َرضِي اهلل عَنهه فأهدر النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‬ ‫على قتل علي بن أبي طال‬
‫النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم‪.‬‬ ‫دمه يوم الفتح؛ فأتاه وأسلم‪ ،‬وصث‬

‫(‪ )199‬ـ أي ابن حجر العسقالني‪.‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ77‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫اإلممال ‪.‬‬ ‫‪ :‬وصثح أنه بفتح اهلمزة؛ ذمره اإلمام أبو طال ‪ ،‬وصاح‬ ‫قل‬

‫[أسيدَبنَحَضَيَر]ََ َ‬
‫ويف‬ ‫قل ‪:‬‬ ‫أَسِيد (بفتح اهلمزة‪ ،‬ومسر املهملة) ابن حضري (مبهملتني) ‪-‬‬
‫اخلالصة(‪ :)200‬أُسيـد (بالضم) ابن حُ َ‬
‫ضيهر (مبهملة تم معجمة مصغراً) ابن سِ َما ‪،‬‬
‫األشهلي‪ ،‬البدري‪ ،‬أبو ىيى؛ أحد النقباء‪ ،‬أسلم بعد العقبة األوىل‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬تويف باملدينة‪ ،‬سنة عشرين‪ ،‬يف شعبان؛ وقىه بالبقيع‪ ،‬وروى عنه أنـس‬
‫وابن أبي ليلى‪.‬‬
‫قال يف الكاشف(‪ :)201‬ومان مثري النسيان(‪.)202‬‬
‫أخرج له اجلماعة‪ ،‬ومن أئمتنا‪ :‬السيد املرشد باهلل‪.‬‬
‫[بعضَأخبارَالسقيفةَوالبيعة]ََ َ‬
‫‪ :‬ويف أخبار السقيفة‪ :‬فلما رأى بَ ِ‬
‫شيهرُ بن سعد اخلزرجي‪ ،‬ما اجتمعـت عليـه‬ ‫قل‬

‫األنصار‪ ،‬من تأمري سعد بن عبادة ‪ -‬ومان حاسداً له‪ ،‬ومان مـن سـادة اخلـزرج ‪-‬‬
‫قام‪ ،‬فقال‪ :‬أيها األنصار‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬إن حممداً صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام رجـل مـن قـريف‪ ،‬وقومـه أحـق‬
‫أمره‪.‬‬ ‫مبريا‬
‫فقام أبو بكر‪ ،‬وقال‪ :‬هذا عمر وأبو عبيدة‪ ،‬فبايعوا أيهما شئتم‪.‬‬
‫فقاال‪ :‬ال واهلل‪ ،‬ال نتوىل هذا األمر علي ‪.‬‬
‫يده‪ ،‬وذهبا يبايعانه‪ ،‬سبقهما إليه بشري بن سعد‪ ،‬فبايعه‪،‬‬ ‫إىل قوله‪ :‬فلما بس‬

‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ -)200‬اخلالصة للخزرجي (‪ ،)109/1‬رقم الرتمجة (‪ ،)583‬ط‪( :‬دار الكت‬


‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ )201‬ـ الكاشف (‪ ،)75/1‬رقم (‪ ،)434‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫لدي للكاشف‪ ،‬ويف النسخة املطبوعة‪ :‬مبري الشأن‪.‬‬
‫(‪ )202‬ـ مذا يف نسخة خطية َّ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ78‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فناداه احلُبَاب بن املنذر‪ :‬يا بشري َعقا َ َعقَاق؛ واهلل‪ ،‬ما اضطر إىل هذا األمر إال‬
‫احلسد البن عم ‪.‬‬
‫وملا رأت األوس أن رئيساً من رؤساء اخلزرج قد بايع‪ ،‬قـام أسـيد بـن حُضَـري‪،‬‬
‫وهو رأس األوس‪ ،‬فبايع‪ ،‬حسداً لسعد أيضاً‪ ،‬ومنافسة أن يلي األمر‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬واجتمعت بنو هاشم إىل بيت علي بن أبي طال ‪ ،‬ومعهم الزبري‪ ،‬ومان‬
‫يعدّ نفسه رجـالً من ب هاشم‪ ،‬مان علي عَلَيهه السَّالم يقول‪ :‬ما زال الزبري منا أهل‬
‫البيت‪ ،‬حتى نشأ بنوه فصرفوه عنا‪.‬‬
‫عمر ومعه عصـابة إىل بيـت فاطمـة‪ ،‬مـنهم‪ :‬أسـيد بـن‬ ‫وساق إىل قوله‪ :‬وذه‬
‫حضري‪ ،‬وسلمة بن أسلم‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬فقال هلم‪ :‬انطلقوا فبايعوا‪ ،‬فأبوا عليـه‪ ،‬وخـرج علـيهم الـزبري بسـيفه؛‬
‫فقال عمر‪ :‬عليكم الكل ‪.‬‬
‫سلمة بن أسلم‪ ،‬فأخذ السيف من يده‪ ،‬فضرب به اجلدار‪.‬‬ ‫فوت‬
‫تم انطلقوا به وبعلي‪ ،‬ومعهما بنو هاشم‪ ،‬وعلي يقول‪ :‬أنا عبداهلل‪ ،‬وأخو رسول‬
‫اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫حتى انتهوا به إىل أبي بكر‪ ،‬فقيل له‪ :‬بايع‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أنا أحق بهذا األمر منكم‪ ،‬ال أبايعكم وأنتم أوىل بالبيعة لـي؛ أخـذمت هـذا‬
‫األمر من األنصار واحتججتم عليهم بالقرابـة مـن رسـول اهلل‪ ،‬فـأعطومم املقـادة‪،‬‬
‫وسلموا إليكم اإلمارة‪ ،‬وأنا أحتج عليكم مبثـل مـا احتججـتم بـه علـى األنصـار‪،‬‬
‫فأنصفونا ‪ -‬إن منتم ختافون اهلل ‪ -‬من أنفسكم‪ ،‬واعرفـوا لنـا مـن األمـر مثـل مـا‬
‫عرفت األنصار لكم‪ ،‬وإال فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون‪.‬‬
‫لست مرتوماً حتى تبايع‪.‬‬ ‫فقال عمر‪ :‬إن‬
‫غـداً؛ ال واهلل‪،‬‬ ‫شطره‪ ،‬اشدد له أمره؛ لريد علي‬ ‫حلباً ل‬ ‫فقال له علي‪ :‬احل‬
‫ال أقبل قول ‪ ،‬وال أبايعه‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ79‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫إىل قوله‪ :‬فقال علي‪ :‬يا معشر املهاجرين‪ ،‬اهلل اهلل‪ ،‬ال خترجوا سلطان حممـد عـن‬
‫داره وبيته إىل بيوتكم ودورمم‪ ،‬وال تـدفعوا أهله عن مقامه يف الناس وحقه‪ ،‬فواهلل‬
‫يا معشر املهاجرين لنثن ‪ -‬أهـل البيت ‪ -‬أحـق بهـذا األمـر مـنكم‪ ،‬مـا مـان منـا‬
‫القارئ ل كتاب اهلل‪ ،‬الفقيه يف دين اهلل؛ العـامل بالسنة‪ ،‬املضطلع بـأمر الرعيـة؛ واهلل‪،‬‬
‫إنه لفينا؛ فال تتبعوا اهلوى فتزدادوا من احلق بعداً‪.‬‬
‫األنصـار يـا علـي قبـل‬ ‫فقال بشري بن سعد‪ :‬لو مان هذا الكـالم مسعتـه منـ‬
‫اتنان؛ ولكنهم قد بايعوا‪.‬‬ ‫بيعتهم ألبي بكر‪ ،‬ما اختلف علي‬
‫فانصرف إىل منزله ومل يبايع‪..... ،‬إىل لخره‪.‬‬
‫أخرجه أبو بكر أمحد بـن عبـد العزيـز اجلـوهري(‪ ،)203‬بسـنده يف متـاب أخبـار‬
‫السقيفة له‪.‬‬
‫قال شار النهج(‪ :)204‬فأما امتناع علي من البيعـة‪ ،‬حتـى أُخـرج علـى الوجـه‬
‫الذي أُخرج عليه‪ ،‬فقد ذمـره احملـدتون‪ ،‬ورواه أهـل السـري؛ وقـد ذمرنـا مـا ذمـره‬
‫اجلوهري يف هذا الباب‪ ،‬وهو من رجال احلديث‪ ،‬ومن الثقات املأمونني؛ وقد ذمـر‬
‫غريه من هذا النثو ما ال ىصى مثرة‪.‬‬
‫وقال فيه أيضاً(‪ :)205‬وهو عامل‪ ،‬مثري األدب‪ ،‬ورع‪ ،‬تقة‪ ،‬مـأمون عنـد احملـدتني‪،‬‬
‫أتنى عليه احملدتون‪.‬‬

‫(‪ -)203‬ذمره ابنُ أبي احلديد عن اجلوهريِّ يف شر نهج البالغة (‪ .)5/6‬وانظر أيضًا‪ :‬اإلمامة‬
‫والسياسة البن قتيبة الدينوري (ص‪ ،)19-18/‬ط‪( :‬دار املعرفة)‪.‬‬
‫(‪ -)204‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)59/2‬‬
‫(‪ -)205‬أي قال الشار ُ ابن أبي احلديـد يف اجلـوهري‪ ،‬ولفـظ النسـخة املطبوعـة‪« :‬وأبـو بكـر‬
‫اجلوهري هذا عالِمٌ مُثَدِّ ٌ مثريُ األدب‪ ،‬تقه وَ ِرعٌ‪ ،‬أتنى عليـه احملـدتون‪ ،‬ورووا عنـه مصـنفاته»‪.‬‬
‫انظر شر نهج البالغة (‪.)210/16‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ80‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروى حنـو مـا سـبق يف الكامــل املـنري(‪ ،)206‬وفيـه‪ :‬فقــال علـي‪ :‬أنصـفوا مــن‬
‫أنفسكم‪..‬إىل قوله‪ :‬وأنتم تعلمون‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬اهلل اهلل يا معشر املهاجرين‪..‬إىل قوله‪ :‬فتزدادوا من اهلل بعداً‪.‬‬
‫قال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل‪ -‬يف التخريج(‪ :)207‬ورواه ابن جرير الطـىي‪ ،‬يف تار‪،‬ـه‪،‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫قال اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم يف الشايف(‪ :)208‬فإنه ال خالف بني األمة أن‬
‫أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم امتنع عن البيعة‪ ،‬وذمر أنه أوىل بهذا األمـر‪ ،‬وأن العبـاس‬
‫قال ألمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم بعد وقوع العقـد ألبـي بكـر‪ :‬امـدد‬ ‫بن عبد املطل‬
‫يد أبايع ؛ فيقـول الناس‪ :‬عَمّ رسول اهلل صلى اهلل عليه وللـه وسـلم بـايع ابـن‬
‫اتنان‪.‬‬ ‫أخيه؛ فال ‪،‬تلف علي‬
‫وليس هذا قول الراضي بالعقد الذي وقع‪.‬‬
‫وال خالف أن الزبري بن العوام قد امتنع من البيعة‪ ،‬وخرج شاهراً سـيفه‪ ،‬إىل أن‬
‫قال عمر ما قال‪ ،‬وأخذ سيفه فكسره‪.‬‬
‫وال خالف أيضاً أن خالد بن سعيد‪ ،‬ملا ورد من اليمن أظهر اخلالف‪ ،‬وحثّ ب‬
‫هاشم وب أمية على اخلالف؛ وقال‪ :‬أرضيتم أن يلي عليكم تيمي‪.‬‬
‫ال‬
‫وقال أبو سفيان ألمري املـؤمنني َع َليهـه السَّـالم‪ :‬إن شـئت ميتهـا علـيهم خـي ً‬
‫ورجالً‪.‬‬

‫(‪ )206‬ـ الكامل املنري (ص‪.)111/‬‬


‫(‪ )207‬ـ الشايف مع التخريج (‪ ،)534/4‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬
‫(‪ -)208‬الشايف (‪)530/4‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ81‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وأمري املؤمنني َع َليهه السَّالم قعـد عنـه‪ ،‬وقعـد بنـو هاشـم أمجـع‪ ،‬وامتنعـوا مـن‬
‫احلضور عنده‪.‬‬
‫وأظهر سلمان النكري‪ ،‬وقال‪ :‬مرديد وبكرديد(‪.)209‬‬
‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم(‪ :)210‬وقد نقل الثقات يف هذه القصة‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وهو أنه ممن ختلنف عن بيعة أبي بكر‪ :‬علي عَلَيهه السَّالم والعبـاس بـن‬
‫عبد املطل ‪ ،‬والفضل بن العباس‪ ،‬والزبري بن العوام‪ ،‬وخالد بن سعيد‪ ،‬واملقداد بن‬
‫األسود‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وعمار بن ياسر‪ ،‬والىاء بن عـازب‪،‬‬
‫ي بن مع ‪.‬‬
‫وأَُب ُّ‬
‫قال عَلَيهه السَّالم(‪ :)211‬ومان خالد بن سعيد غائباً يف اليمن‪ ،‬فقـدم‪ ،‬فـأتى عليـاً‬
‫َع َليهه السَّالم‪ ،‬فقال‪ :‬هلـم أبايعـ ‪ ،‬فـواهلل‪ ،‬مـا يف النـاس أوىل مبقـام حممـد منـ ‪،‬‬
‫انتهى(‪.)212‬‬
‫ويف شر النهج(‪ :)213‬وروى الزبري بن بكار‪ ،‬قال‪ :‬روى حممد بن إسـثاق‪ ،‬أن‬
‫أبا بكر ملا بويع‪ ،‬افتخرت بنو تيم بن مُ َّرة‪.‬‬

‫(‪ )209‬ـ معناها‪ :‬أسلمتم وما أسلمتم‪ ،‬متت‪ ،‬أفاده املؤلف(ع)‪.‬‬


‫(‪ -)210‬الشايف (‪.)535/4‬‬
‫(‪ -)211‬الشايف (‪.)537/4‬‬
‫(‪ -)212‬ويف اإلستيعاب البن عبد الى (‪ ،)975/3‬أن خالدَ بنَ سعيدٍ لَمَّا قدم من الـيمن بعـد‬
‫وفاة رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم تربص ببيعته ألبي بكر شهرين‪ ،...،‬وقال‪ :‬يا ب عبـد‬
‫مناف لقد طبتم نفسًا عن أمرمم يليه غريمم‪ ،‬فأمَّا أبو بكر فلم ىفل بهـا‪ ،‬وأمـا عمـر فاضـطغنها‬
‫عليه‪ ،‬فلما بعث أبو بكر خالدَ بنَ سعيدٍ أمريًا على ربع من أرباع الشام‪ ،‬ومان أول من اسـتعمل‬
‫عليها‪ ،‬فجعل عمر يقول‪ :‬أتؤمره وقد قال ما قال‪ ،‬فلم يزل بأبي بكر حتى َعزَلَه‪ ،‬وولاى يزيد بـن‬
‫أبي سفيان‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ82‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال‪ :‬ومان عامة املهاجرين وجـل األنصـار‪ ،‬ال يشـكون أن عليـاً هـو صـاح‬
‫األمر‪ ،‬بعد رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫أبو بكر وعمر ومن معهم‪ ،‬يعلمون ذل ؛ وهم مقرون أن بيعـتهم‬ ‫‪ :‬ومذل‬ ‫قل‬

‫حكَمَ على من عـاد إىل مثلـها بالقتـل‪ ،‬ممـا‬


‫مانت فلتة‪ ،‬مما قال عمر على املنى‪ ،‬و َ‬
‫رواه البخاري ومسلم(‪ ،)214‬وهو معلوم النقل‪.‬‬
‫وال يستنكر شيء بعد واقعة يوم اخلميس‪.‬‬
‫(‪)215‬‬
‫ل الرَّزَِّي ِة َقالَ البَثهرُ ِهيه ِهيه ِهيه‬
‫مُ ُّ‬ ‫خ ِميهسِ ِب ِه‬
‫خ ِميهسِ َو َما يَوهمُ الْ َ‬
‫يَومُ الْ َ‬
‫اليت أخرجها الشيخان وغريهما؛ بـل أمجـع علـى روايتهـا اخللـق‪ ،‬مـن صـدور‬
‫النزاع‪ ،‬والتقديم بني يدي اهلل ورسوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام حتى أدَّى إىل مَنهعِ‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عما أراد مـن تأميـد عهـده‪ ،‬ومتابـة الكتـاب‬

‫(‪ -)213‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)20/6‬‬


‫(‪ -)214‬صثيح البخاري‪ ،‬رقم (‪( ،)6830‬متاب احلدود)‪ ،‬ط‪( :‬املكتبة العصرية)‪ ،‬وانظر فـتح‬
‫العلميـة)‪ ،‬اجلمـع‬ ‫الباري شر البخاري (‪ ،)174-175/12‬رقـم (‪ ،)6830‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫بني الصثيثني للثُمَيدي (‪ ،)101/1‬رقـم (‪ ،)26‬وقـال يف لخـره‪« :‬هـو عنـد مسـلم خمتصـر‬
‫حديث الرجم»‪ ،‬وانظر صثيح مسلم (‪ ،)1064/3‬رقم (‪( ،)1691‬متاب احلدود‪-‬بـاب رجـم‬
‫يف الزنا)‪ ،‬ط‪( :‬دار ابن حزم)‪.‬‬ ‫الثي‬
‫العلميـة)‪ ،‬وابـن حبـان يف صـثيثه‬ ‫ورواه أمحد بن حنبل يف مسنده (‪ ،)68/1‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫العلميـة)‪ ،‬والبـزار يف مسـنده‬ ‫(مج‪/1‬ص‪ )323 -317‬رقم (‪ ،)415( ،)414‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ ،)302-299/1‬رقــم (‪ ،)194‬وحنوهــا روى النســائي يف ســننه الكــىى (‪ ،)272/4‬رقــم‬
‫(‪ ،)7151‬ورقم (‪.)7154‬‬
‫(‪ -)215‬لإلمام ىيى شرف الدين عليه السالم‪ ،‬وقد تقدَّم يف الفصل األول‪ ،‬والفصل التاسع‪.‬‬
‫انظر (ابتسام الىق) البـن بهـران‪ ،‬شـر (قصـص احلـق) لإلمـام شـرف الـدين عليـه السـالم‬
‫(ص‪.)262/‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ83‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫الذي ال يضلون من بعده‪ ،‬ومان صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قد أقام احلجة‪ ،‬وأبــان‬
‫ملا‬ ‫احملجّة؛ وإمنا أراد التأميد‪ ،‬وزيادة التبلي ؛ وفهم عمر ومن معه قصده؛ ولوال ذل‬
‫استطاع عمر وال مجيع اخللق منعه وال رده‪.‬‬
‫واقعـة يف اإلسـالم‪ ،‬تـذوب هلـا القلـوب‪،‬‬ ‫وعلى مل حال‪ ،‬فلعمر اهلل‪ ،‬إن تل‬
‫وتقشعّر منها اجللود‪ ،‬من مل مَنه بقي يف قلبه مثقال ذرة من اإلميان‪.‬‬
‫فلهذا مان ابن عباس َرضِي اهلل عَنههما إذا ذمرها يبكي حتى يبلّ دمعه احلصـى‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬إنها الرزية مل الرزية؛ برواية البخاري ومسلم(‪ )216‬وغريهما‪.‬‬
‫{وَمَا مَانَ لِمُؤهمِنٍ وَلَا مُؤهمِ نَةٍ إِذَا قَضَى اللاهُ وَرَسُولُهُ أَمهرًا أَن تَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنه‬
‫أَمهرِهِمه وَمَن يَعهصِ اللاهَ وَرَسُولَهُ فَقَده ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}‪.‬‬
‫هةةذا‪ ،‬ومــان أعيــان املهــاجرين واألنصــار‪ ،‬وأربــاب الســبق مــنهم والفضــيلة‪،‬‬
‫والبشارات من اهلل تعاىل على لسان رسوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام غري راضـني‬
‫مبا جرى من خـالف رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يوم اخلميس‪ ،‬والرجوع‬
‫عـن اجليف الذي بعثه‪ ،‬وما تعقبه يوم السقيفة؛ وال عادلني بـأمري املـؤمنني‪ ،‬وسـيد‬
‫األخبار‪ ،‬الصثيثة املتفـق عليهـا‬ ‫الوصيني‪ ،‬وال خارجني عن واليته‪ ،‬قضت بذل‬
‫املعلومة‪.‬‬
‫وقد ندم مثري على ما مان منهم يوم السقيفة من الفلتة‪ ،‬ال سيما األنصـار‪ ،‬ممـا‬
‫التار‪.‬‬ ‫وردت بذل‬
‫وروى اجلــوهري(‪ )217‬بســنده إىل جريــر بــن املغــرية‪ ،‬أن ســلمان‪ ،‬والــزبري‪،‬‬
‫واألنصار‪ ،‬مان هواهم أن يبايعوا علياً عَلَيهه السَّالم بعد النيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪.‬‬

‫يف الفصل التاسع‪ .‬واحلمد هلل تعاىل‪.‬‬ ‫(‪ )216‬ـ تقدَّم ختريج ذل‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ84‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫بن أبي تابت‪ ،‬قال‪ :‬قال سلمان يومئذ‪ :‬أصـبتم ذا‬ ‫وروى(‪ )218‬بسنده عن حبي‬
‫السن منكم‪ ،‬وأخطأمت أهل بيت نبيكم؛ لـو جعلتموهـا فـيهم‪ ،‬مـا اختلـف علـيكم‬
‫اتنان‪ ،‬وألملتموها رغداً‪.‬‬
‫قال شار النهج(‪ :)219‬هذا اخلى‪ ،‬هو الذي روته املتكلمـون يف بـاب اإلمامـة‪،‬‬
‫عن سلمان‪ ،‬أنه قال‪( :‬مرديد وبكرديد(‪ ،))220‬تفسره الشيعة فتقول‪ :‬أراد‪ :‬أسـلمتم‬
‫وما أسلمتم‪...‬إخل‪.‬‬
‫وروى اجلوهري أيضاً(‪ ،)221‬بسنده إىل أبي ذر‪ ،‬أنه قال‪ :‬لو جعلتم هذا األمر يف‬
‫أهل بيت نبيكم‪ ،‬ملا اختلف عليكم اتنان‪.‬‬
‫وروى الزبري بن بكار(‪ - )222‬وهو من الزبرييني‪ ،‬وهم أهـل احنـراف ‪ -‬بسـنده‪،‬‬
‫قال‪ :‬ملا بويع أبو بكر واستقر أمره‪ ،‬ندم قوم مـثري مـن األنصـار علـى بيعتـه‪ ،‬والم‬
‫بعضهم بعضاً‪ ،‬وذمروا علي بن أبي طال ‪ ،‬وهتفوا بامسـه‪ ،‬وأنـه يف داره مل ‪،‬ـرج‬
‫الكالم‪.‬‬ ‫املهاجرون‪ ،‬ومثر يف ذل‬ ‫إليهم؛ وجزع لذل‬
‫بـن‬ ‫ومان أشد قريف على األنصار نفراً‪ ،‬مـنهم‪ :‬سـهيل بـن عمـرو‪ ،‬واحلـار‬
‫هشام‪ ،‬وعكرمة بن أبي جهل‪ ،‬املخزوميان؛ وهؤالء أشراف قريف‪ ،‬الـذين حـاربوا‬
‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وملهم موتور‪.‬‬

‫(‪ -)217‬انظر‪ :‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪ ،)49/2‬وانظر أيضًا (‪.)43/6‬‬
‫(‪ -)218‬شر نهج البالغة (‪ ،)49/2‬وانظر أيضًا (‪.)43/6‬‬
‫(‪ -)219‬شر نهج البالغة (‪.)43/6‬‬
‫(‪ -)220‬يف شر النهج املطبوع (نكرديد)‪ ،‬بالنون‪.‬‬
‫(‪ -)221‬شر نهج البالغة (‪.)13/6‬‬
‫(‪ -)222‬انظر شر النهج (‪.)23/6‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ85‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تم ذمر(‪ )223‬فروة بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬ومان ممن ختلنف عن بيعة أبي بكر‪ ،‬ومان ممن‬
‫جاهد مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وقاد فرسـني يف سـبيل اهلل؛ ومـان‬
‫يتصدق من غلنة خنله بـألف وسق يف مل عام‪ ،‬ومان سيداً‪ ،‬وهو من أصثاب علي‪،‬‬
‫وممن شهد معه يوم اجلمل‪.‬‬
‫قال الزبري(‪ :)224‬تم إن رجاالً من سـفهاء قـريف ومـثريي الفـنت‪ ،‬اجتمعـوا إىل‬
‫لسان قريف‪.‬‬ ‫عمرو بن العاص‪ ،‬فقالوا له‪ :‬إن‬
‫تم حكى مسريه إىل املسجد‪ ،‬ومالمه يف األنصار‪.‬‬
‫قال‪ :‬تم التفت فرأى الفضل بن العباس بـن عبـد املطلـ ‪ ،‬ونـدم علـى قولـه؛‬
‫وبـني األنصـار‪ ،‬وألن األنصـار مانـت تعظـم عليـاً‬ ‫للخؤولة بني ولد عبد املطلـ‬
‫وتهتف بامسه حينئذ‪.‬‬
‫فقال الفضل‪ :‬يا عمرو‪ ،‬إنه ليس لنا أن نكتم ما مسعنا من ‪ ،‬وليس لنا أن جنيب‬
‫وأبو احلسن شاهد باملدينة‪ ،‬إال أن يأمرنا‪ ،‬فنفعل‪.‬‬
‫وشــتم عمــراً‪ ،‬وقــال‪ :‬لذى اهلل‬ ‫تــم رجــع الفضــل إىل علــي‪ ،‬فثدتــه‪ ،‬فغضـ‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫تم قام فأتى املسجد‪ ،‬فاجتمع إليه مثري من قريف‪ ،‬وتكلنـم مغضـباً‪ ،‬وقـال عَلَيهـه‬
‫السَّالم‪ :‬إنه مَنه أح ّ اهلل ورسوله أح ّ األنصار‪.‬‬
‫إىل عمرو بن العاص‪ ،‬فقالوا‪ :‬أيهـا الرجـل‪،‬‬ ‫قال الزبري‪ :‬فمشت قريف عند ذل‬
‫علي فامفف‪.‬‬ ‫أما إذا غض‬

‫(‪ -)223‬شر النهج (‪ ،)28/6‬عن الزبري بن بكار‪.‬‬


‫(‪ -)224‬الزبري بن بكار‪ ،‬مما يف شر النهج (‪.)33/6‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ86‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وإن‬ ‫ويد ‪ ،‬فإنهم من‬ ‫قال الزبري‪ :‬وقال علي للفضل‪ :‬انصر األنصار بلسان‬
‫منهم‪.‬‬
‫فقال الفضل(‪:)225‬‬
‫إنه َتعُــده يَــا عَمهــرو وَاللاــه َفلَــ ْ‬ ‫قُلْــتَ يَــا عَمهــرُو مَ َقالًــا فَاحِشًــا‬
‫ف َهلَــ ْ‬
‫مَــنه تُصِــبههُ ظُبَــةُ السَّــيه ِ‬ ‫إَِّنمَـــا األَنهصَـــارُ سَـــيهفٌ قَـــاطِعٌ‬
‫ثلَــ ْ‬
‫َوسِــ َهامُ اللاــ ِه فِــي يَــومِ الْ َ‬ ‫َوسُـــــيُوفٌ قَـــــاطِعٌ َمضهـــــ َربُ َها‬
‫َمنهـــزِلٌ َرحهـــ ٌ ورِزهقٌ مُشهـــَت َر ْ‬ ‫ن َولووا أَههلَــــهُ‬
‫َنصَــــرُوا الـــــدِّيه َ‬
‫برَمَـــوُا فِيههَـــا إِ َذا املَـــوهتُ بَـــ َر ْ‬ ‫َوإِ َذا الْثَــــرهبُ َت َلظاــــته َنارُهَــــا‬
‫تم حكى أبيات حسان بن تابت‪ ،‬وقد بعثت إليه األنصار‪ ،‬وقال لـه خزميـة بـن‬
‫مل شيء‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫تابت‪ :‬اذمر علياً ولله يكف‬
‫سنٍ عََّنا وَمَـنه مَـ َأِبي حَسَـنه؟‬
‫َأَبا حَ َ‬ ‫جَــ َزى اللاــهُ َعنَّــا وَالْجَــ َزاءُ ِب َكفلــ ِه‬
‫ثنه‬
‫صدهرُ َ َمشهرُو ٌ َو َقلْبُـ َ مُمهـَت َ‬
‫َف َ‬ ‫ت َأههلُ ـهُ‬
‫سَ ـَب ْقتَ قُ َريهشً ـا بالا ـ ِذي أَنه ـ َ‬
‫‪..‬إىل قوله‪:‬‬
‫إِ َليه َ َو َمنه َأوه َلى بِ ِه ِمنه َ َمنه َومَـنه؟‬ ‫ح ِفظْ ـتَ رَســولَ اللا ـ ِه ِفيهنَ ـا وَ َعهه ـدَهُ‬
‫َ‬
‫َوَأعهلَ ـ َم مِ ـنههُمه ِبالْ ِكتَ ـابِ َوِبالسُّ ـَننه؟‬ ‫َأ َلسه ـتَ أَخَ ـاهُ فِ ـي اهلُ ـ َدى وَ َوصِ ـَّيهُ‬
‫َعظِـيهمٌ َع َليهنَـا تُـ َّم َبعهـدُ َعلَـى الـيَ َمنه‬ ‫جةٌ‬
‫ثقغ ـ َ مَ ـا دَامَ ـته ِبَنجه ـ ٍد َوشِ ـيه َ‬
‫َف َ‬
‫وذمر مما جرى بينهم قول زيد بن أرقم لعبد الرمحن بن عوف‪ :‬إن ممن مسيت‬
‫هذا األمر مل ينازعه فيه أحد‪ ،‬علي بن أبي طال ‪.‬‬ ‫من قريف‪ ،‬من لو طل‬
‫الناس‪ ،‬وقال‪ :‬أيها النـاس‪،‬‬ ‫قال الزبري(‪ :)226‬فلما مان الغد‪ ،‬قام أبو بكر فخط‬
‫إني وليت أمرمم ولست خبريمم‪ ،‬فإذا أحسنت فأعينوني‪ ،‬وإن أسـأت فقوموني؛ إن‬

‫(‪ -)225‬شر النهج (‪.)34/6‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ87‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫لي شيطاناً يعرتي ‪ ،‬فإيـامم وإيـاي إذا غضـبت‪ ،‬ال أؤتـر يف أشـعارمم وأبشـارمم؛‬
‫الصدق أمانة‪ ،‬والكذب خيانة‪...‬إخل(‪.)227‬‬
‫‪ :‬ليته تر خريهم يليهم‪ ،‬الذي ال يؤتر يف أشعارهم وأبشارهم؛ بل ىملـهم‬ ‫قل‬

‫على احلق القويم‪ ،‬والصراط املستقيم‪ ،‬وهو الذي مان يقول‪ ،‬إذا عال املنى‪ :‬سـلوني‬
‫قبل أن تفقدوني‪...‬اخلى‪.‬‬
‫وهو الذي نصبه هلم رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام يـوم الغـدير‪ ،‬وقـرر‬
‫أبو بكر وعمر‪.‬‬ ‫واليته‪ ،‬وهنأه بذل‬
‫* َولـو لَـمه َيكُـنه َنـصٌّ لَ َق َّد َمـهُ الفَضهــلُ *‬
‫فكيف ويف الكتاب والسنة ما ال ىصر؟ إذاً واهلل ألرا واسرتا ؛ {اللنـهُ أَعهلَـمُ‬
‫ج َعلُ رِسَالَاتِهِ}‪.‬‬
‫حَ هيثُ يَ ه‬
‫نعم‪ ،‬وذمر قول الفضل بن العباس(‪ :)228‬يـا معشـر قـريف‪ ،‬إنكـم إمنـا أخـذمت‬
‫اخلالفة بالنبوة‪ ،‬وحنن أهلها ‪.‬‬
‫‪ :‬وهذه حجة عليهم الزمة‪ ،‬ال جيدون عنها حميصاً‪ ،‬وال يسـتطيعون هلـا رداً؛‬ ‫قل‬

‫س ُ اخلصم الذي ليس له شبهة سواه‪ ،‬بطلت دعواه‪.‬‬


‫ألنه إذا بطل مَُت َم َّ‬
‫وهلذا مرّر االحتجاج عليهم بها أمري املؤمنني‪ ،‬واحلسنان‪ ،‬وسائر أهل بيت النبوة‬
‫من البيان‪ ،‬قد نطق به القـرلن يف غـري مكـان؛‬ ‫‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيههم ‪ -‬وهو مسل‬
‫مع أنه ‪ -‬صَـلَوَاْتُ اهلل عَلَيهـه ‪ -‬قـد احـتج علـيهم بنصـوص الكتـاب والسـنة‪ ،‬يف‬
‫مقامات عديدة‪.‬‬

‫(‪ -)226‬انظر يف شر النهج (‪ ،)20/6‬عن الزبري بن بكار‪.‬‬


‫(‪ )227‬ـ تقدَّم ختريج هذه اخلطبة يف (الفصل الثامن)‪.‬‬
‫(‪ -)228‬شر النهج (‪.)21/6‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ88‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ومما اتفق عليه منها‪ :‬يوم الشورى؛ ومنها‪ :‬يوم استنشد الناس حديث غدير خم‪،‬‬
‫وغريهما‪.‬‬
‫عـدلوا إىل‬ ‫وهم يعلمونها؛ ويقرّون بها‪ ،‬وما طال العهد‪ ،‬وال بعد األتر‪ ،‬ولـذل‬
‫االحتجاج عليهم بنفس حجتهم‪ ،‬وعني دليلهم‪ ،‬وهو من القلـ ‪ ،‬الـذي يقـال لـه‬
‫يقول أمري املؤمنني ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ‪ -‬خماطبـاً ألبـي‬ ‫القول بالْمُوجَ ‪ ،‬ويف ذل‬
‫بكر‪:‬‬
‫ي َوَأقْـ ـ َربُ‬
‫خصِـيه َمهُم َ َف َغيهـ ـرُ َ َأوهلَـ ـى بِـ ـالنَِّب ِّ‬
‫ت َ‬
‫ججهـ َ‬
‫َفإنه مُنهتَ بِالْقُرهَبى حَ َ‬
‫ف َت ِليههَ ـا وَاملُشِ ـيهرُون غُيَّ ـ ُ؟‬
‫َف َكيه ـ َ‬ ‫َوإنه مُنهـتَ بِالشُّـوه َرى مَ َلكْـتَ أُمُـوه َرهُم‬
‫وهذا واضح معلوم‪ ،‬ال ميرتي فيه إال جاهل حمروم‪ ،‬أو متجاهـل ملـوم‪ ،‬وعنـد‬
‫اهلل جتتمع اخلصوم‪.‬‬
‫هذا؛ رجعنا إىل متام الكالم‪:‬‬
‫تم قال الفضل بن العباس َرضِي اهلل عَنههما(‪ :)229‬وإنا لـنعلم أن عنـد صـاحبنا‬
‫عهداً هو ينتهي إليه‪.‬‬
‫من األشعار؛ ومنه قول بعض ب عبد املطل ‪:‬‬ ‫تم حكى ما دار بينهم يف ذل‬
‫َعنه َهاشِ ٍم تُ َّم ِمنههَـا عَـنه َأبِـي حَسَـنِ‬ ‫س ُ َأ َّن األَمهـ َر مُنهَتقِـلٌ‬
‫َما مُ هنتُ أَحه ِ‬
‫‪...‬األبيات املشهورة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬قول لسان األنصار وشاعرهم‪ ،‬النعمان بن عجالن ‪ -‬قال‪ :‬ومـان سـيداً‬
‫فخماً ‪ -‬من قصيدة له(‪:)230‬‬
‫حيهثُ لَـا تَـدهرِي‬
‫َل َأههلٌ َل َها يَا َعمهرُو مِنه َ‬ ‫ي َوإِنَّـــهُ‬
‫َومَـــانَ َه َوانَـــا فِـــي عَلِـــ ٍّ‬

‫(‪ -)229‬شر النهج (‪.)21/6‬‬


‫(‪ -)230‬شر النهج (‪.)30-31/6‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ89‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫َوَينه َهى عَـنِ الفَثهشَـاءِ َوالبَغِـيِ َوالنُّكْـرِ‬ ‫َف َذا َ ِب َعوهنِ اللاـ ِه يَـدهعُو إِلَـى اهلُـ َدى‬
‫َو َقاتِـــلُ فُرهسَـــانِ الضَّـــ َلالَ ِة َوالْكُفْـــرِ‬ ‫ي املُصهـ َط َفى وَابهـنُ َعمِّـ ِه‬
‫ي النَّبِـ ِّ‬
‫َوصِـ ُّ‬
‫‪...‬إىل لخرها‪.‬‬
‫وروى اجلوهري(‪ ،)231‬عن علي بن سلمان(‪ )232‬النـوفلي‪ ،‬قـال‪ :‬مسعـت أبيـاً‬
‫يقول‪ :‬ذمر سعد بن عبادة يوماً علياً‪ ،‬بعد يوم السقيفة؛ فذمر أمراً من أمـره يوجـ‬
‫واليته‪ ،‬فقال له ابنه قيس بن سعد‪ :‬أنتَ مسعتَ رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫اخلالفـة‪ ،‬ويقـول‬ ‫وسَلام يقول هذا الكـالم يف علـي بـن أبـي طــال ‪ ،‬تـم تطلـ‬
‫واهلل من رأسي بعد هذا ملمة أبداً‪.‬‬ ‫أصثاب ‪ :‬منا أمري ومنكم أمري؟! ال ملمت‬
‫وروى أيضاً(‪ ،)233‬بسنده إىل الشعيب‪ ،‬قال‪ :‬قام احلسن بن علي عَلَيهه السَّـالم إىل‬
‫على املنى‪ ،‬فقال له‪ :‬انزل عن منى أبي‪.‬‬ ‫أبي بكر‪ ،‬وهو ‪،‬ط‬
‫ال منى أبي‪.‬‬ ‫فقال أبو بكر‪ :‬صدقت واهلل‪ ،‬إنه ملنى أبي‬
‫وروى أيضاً(‪ ،)234‬بسنده إىل أبي جعفـر حممـد بـن علـي ‪ -‬عَلَ هيهَمـا السَّـالم ‪-‬‬
‫حديثاً‪ ،‬فيه‪ :‬إن فاطمة عَلَ هيهَا السَّالم سألت األنصار النصرة ألمري املـؤمنني ‪ -‬عَلَيهـه‬
‫السَّالم‪ -‬فكانوا يقولون‪ :‬يا بنت رسول اهلل‪ ،‬قد مضت بيعتنا هلذا الرجل؛ لـو مـان‬
‫سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به‪.‬‬ ‫ابن عم‬
‫فقال علي‪ :‬أمنت أتر رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام ميتـاً يف بيتـه ال‬
‫أجهزه‪ ،‬وأخرج إىل الناس أنازعهم يف سلطانه؟‬

‫(‪ -)231‬شر النهج (‪.)44/6‬‬


‫(‪ -)232‬يف شر النهج املطبوع‪ :‬سليمان‪.‬‬
‫(‪ -)233‬شر النهج (‪.)42-43/6‬‬
‫(‪ -)234‬شر النهج (‪.)13/6‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ90‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وقالت فاطمة‪ :‬ما صنع أبو حسن‪ ،‬إال ما مان ينبغي‪ ،‬وصنعوا ما اهلل حسبهم‪.‬‬
‫انتهى املراد إيراده‪.‬‬
‫ما عند لل حممد ‪ -‬صَـلَوَاْتُ اهلل عَلَـيههم‬ ‫فهذا طرف يسري مما روته العامة‪ ،‬دَعه عن‬
‫وســالمه ‪ -‬وقــد مــيت أقــوال الوصــي ‪ -‬صَ ـلَوَاْتُ اهلل عَلَيهــه ‪ -‬يف هــذا الشــأن‬
‫عند املوالف واملخـالف‪ ،‬ممـا قـال عـامل املعتزلـة‬ ‫الصثائف‪ ،‬وأمجع على نقل ذل‬
‫شار النهج‪ :‬واعلم أنها قد تواترت األخبار عنه َعلَيهه السَّالم بنثو هذا القول‪ ،‬حنو‬
‫قوله‪( :‬مَا زِ ْلتُ مَظْلُومًا مُنهذُ قَبَضَ اللاهُ رسولَهُ حَتَّى يومِ النَّاسِ هَذَا)‪.‬‬
‫حقلي‪ ،‬وغَصَبَتهنِي أَمهرِي)‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬ال الهُمَّ اجهزِ قُ َريهشًا؛ فإنَّها مََنعَتهنِي َ‬
‫حقلي‪ ،‬وَاغْتَصَبُونِي سُلْطَانَ ابن‬
‫وقوله‪( :‬فَجَزَى قُ َريهشًا عَنِّي اجلوازي‪ ،‬فإنَّهم ظَ َلمُونِي َ‬
‫أُمِّي)‪.‬‬
‫وقوله ‪-‬وقد مسع صارخًا ينادى‪ :‬أنا مظلوم‪ ،‬فقال‪( :-‬هَلُـمَّ فلنصـرُخه معًـا‪ ،‬فـإني‬
‫مازلتُ مظلومًا)‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬وَإِنَّهُ لََيعهلَمُ أَنَّ مَثَللي مِ هنهَا مَثَلُّ ا ْلقُ ْط ِ مِنَ الرَّحَى)‪.‬‬
‫وقوله‪َ( :‬أرَى تُرَاتِي َنههبًا)‪.‬‬
‫حمَال النَّاسَ عَلَى رِقَابِنَا)‪.‬‬
‫صغَيَا بِإنَائِنَا‪ ،‬وَ َ‬
‫وقوله‪َ( :‬أ ه‬
‫أَعجازَ اإلبـل‪ ،‬وإنه طَـالَ‬ ‫وقوله‪( :‬إنَّ َلَنا حَقا إن ُنعهطَهُ نَ َأخذه‪ ،‬وإن ُنمهَنعههُ نَره َم‬
‫السُّرى)‪.‬‬
‫ثقغهُ وَأَسهتَوهجِبُهُ)‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬مَا زِلْتُ مُسهَت ْأتَراً عَلَيَّ‪ ،‬مَدهفُوعًا عمَّا أَسهتَ ِ‬
‫‪ :‬وحنو قوله عَلَيهه السَّالم‪( :‬حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللاهُ رَسُولَهُ صلى اهلل عليـه وللـه‬ ‫قلة‬

‫َاتكَلُـوا عَلَـى الْوَلَـائِجِ‪ ،‬وَ َوصَـلُوا غَيهـرَ‬


‫جعَ قَوهمٌ عَلَى ا ْلأَ هعقَابِ‪ ،‬وَغَالَ هتهُمُ السُُّبلُ‪ ،‬و َّ‬
‫رَ َ‬
‫َدتِهِ‪َ ،‬وَنقَلُوا الْبِنَاءَ عَـنه رَصِّ أَسَاسِـهِ فَبَنَـوههُ‬
‫الرَّحِمِ‪ ،‬وَهَجَرُوا السََّب َ الاذِي أُمِرُوا ِبمَو َّ‬
‫ضعِهِ‪ )...‬إىل لخره‪.‬‬
‫فِي غَيهرِ مَ هو ِ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ91‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وقوله عَلَيهه السَّالم‪ :‬ال الهُمَّ إِنِّي أَسهَتعهدِي َ عَلَى قُ َر هيفٍ‪ ،‬وَمَنه أَعَاَنهُمه َفإَِّنهُمه قَ َطعُوا‬
‫ج َمعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي أَمهرًا هُوَ لِي‪ )...‬إخل‪.‬‬
‫صغَّرُوا عَظِيمَ مَنهزِلَتِيَ‪ ،‬وَأَ ه‬
‫حمِي‪َ ،‬و َ‬
‫رَ ِ‬
‫قال(‪ :)235‬وقد رواه الناس مافة‪.‬‬
‫وقوله عَلَيهه السَّالم‪َ ( :‬فأَغْضَـ هيتُ عَلَـى ا ْلقَـذَى‪ ،‬وَجَرِعهـتُ رِيقِـي عَلَـى الشَّـجَا‪،‬‬
‫الشفَارِ) (‪.)236‬‬
‫َوصَبَرهتُ مِنه مَظْمِ ا ْلغَيهظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ ا ْلعَ ْلقَمِ‪ ،‬وَللَمَ لِ ْلقَ ْل ِ مِنه وَخهزِ ِّ‬
‫يـوم السـقيفة تـألنم‬ ‫قال الشار (‪ :)237‬وقد روى مثري من احملدّتني‪ ،‬أنـه عقيـ‬
‫وتظلنم‪ ،‬واستنجد واستصرخ‪ ،‬حيث سـاموه احلضور والبيعة؛ وأنه قال‪ ،‬وهو يشـري‬
‫إىل القى‪ :‬يا ابن أم‪ ،‬إن القوم استضعفوني ومادوا يقتلون ؛ وأنه قـال‪ :‬وا جعفـراه‪،‬‬
‫وال جعفر لي اليوم‪ ،‬وا محزتاه‪ ،‬وال محزة لي اليوم‪.‬‬
‫وقال رجل تقفي لعلي عَلَيهه السَّالم يوم اجلمل‪ :‬ما أعظم هذه الفتنة‪.‬‬
‫فقال علي عَلَيهه السَّالم‪ :‬وأي فتنة هذه وأنا قائدها وأمريها؟ وإمنا بدء الفتنة مـن‬
‫يوم السقيفة‪ ،‬تم يوم الشورى‪ ،‬تم يوم الدار‪.‬‬
‫رواه أبو احلسن‪ ،‬أمحد بن موسى الطىي(‪.)238‬‬
‫ويف الشايف(‪ :)239‬من طريق أبي رافع‪ ،‬أنه عَلَيهه السَّالم قال ألهل الشورى‪ :‬فأيم‬
‫اهلل‪ ،‬إنكم لتعرفون مَنه أوىل الناس بهذا األمر قدمياً وحديثاً؛ وما منكم من أحـد إال‬
‫وقد مسع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ووعى ما وعيته‪.‬‬

‫(‪ -)235‬شار النهج‪ .‬انظر شر النهج (‪.)305/9‬‬


‫(‪ )236‬ـ ويف رواية أُخرى للنهج‪( :‬فَنَ َظرهتُ فَإِذَا لَ هيسَ لِي مُعِنيٌ إِلاا َأههلُ بَيهتِي‪ ،‬فَضَـنِنهتُ بِهِـمه عَـنِ‬
‫خذِ الْكَظَمِ‪َ ،‬وعَلَى أَمَرَّ مِنه‬
‫شرِبهتُ عَلَى الشَّجَا‪ ،‬وَصََبرهتُ عَلَى أَ ه‬
‫الْمَوهتِ‪ ،‬وََأغْضَيهتُ عَلَى الْ َقذَى‪َ ،‬و َ‬
‫طَعهمِ الْعَلْقَمِ)‪.‬‬
‫(‪ -)237‬شر النهج (‪.)111/11‬‬
‫(‪ )238‬ـ (املنري) ألمحد بن موسى الطىي رمحه اهلل تعاىل (ص‪.)247/‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ92‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫الوقت‪ ،‬وعلى أنه عَلَيهه‬ ‫إىل قوله‪ :‬وهذا حد ما ميكنه ويسق عنه الفرض يف ذل‬
‫السَّالم مل يغفل الكـالم واالحتجاج‪ ،‬والتعريف أنه أوىل باألمر‪ ،‬يف مقام بعد مقام‪.‬‬
‫هذه خطبته قبل توجهه إىل البصرة؛ للثاق طلثة والزبري‪ ،‬بيوم‪ ،‬وسار يف تانيـه‪:‬‬
‫محد اهلل وأتنى عليه‪ ،‬وصلى على النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام تم قال‪ :‬أما بعـد‪،‬‬
‫فإنه ملا قبض رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قلنا‪ :‬حنن أهله وعصبته وذريتـه‪،‬‬
‫إذ انىى لنا قوم نزعوا‬ ‫وأحق خلق اهلل بـه‪ ،‬ال ننازع سلطانه وال حقه؛ وإنا لكذل‬
‫سلطان نبينا منا‪ ،‬وولنوه غرينا؛ وأيم اهلل‪ ،‬لوال خمافة فرقة املسلمني‪ ،‬وأن يعود الكفر‬
‫الثاني‪ ،‬ويبور الدين‪ ،‬لغرينا ما استطعنا‪.‬‬
‫‪...‬إخل‪ ،‬وقد سبق(‪.)240‬‬
‫قال عَلَيهه السَّالم(‪ :)241‬وألنه عَلَيهه السَّالم قد بني مبا بعضه يكفـي؛ وألنـه لـو مل‬
‫يبني امتفى بعلمهم باحلال؛ ألن مَنه له والية أمسـ (‪)242‬؛ ممـا فعـل هـارون بـن‬
‫عمران ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ -‬وقد بقي معه أمثر ممن بقي مع علي ‪ -‬عليه السـالم ‪،-‬‬
‫اختذوا الهلة من دون اهلل‪ ،‬وهؤالء أقاموا‬ ‫ومُ هنكَرُهُ م أمى من فعل الصثابة؛ أولئ‬
‫إماماً دون علي عَلَيهه السَّالم بغري دليل شرعي على فعلهم‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وأما تكرير الفقيه للقهر والضعف والعجز‪.‬‬
‫‪ :‬وهذه من متويهات السنية‪ ،‬اليت ال يزالون يغرتون بها مَنه ال بصرية لـه وال‬ ‫قل‬

‫روية‪.‬‬

‫(‪ -)239‬الشايف (‪ ،)442/3‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬


‫(‪ )240‬ـ يف (الفصل التاسع)‪.‬‬
‫(‪ )241‬ـ الشايف (‪.)460/3‬‬
‫ويتوقف على أمر المر له‪.‬‬ ‫(‪ )242‬ـ يع أن الولي أو املستَخهلَف ميس‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ93‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وأعظم منه قد جـرى علـى الـنيب‬ ‫قال عَلَيهه السَّالم‪ :‬فال وجه له؛ ألن مثل ذل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وعلى من قبله من األنبياء عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬بل لو جعلت جنبة احلق مع املغلوب‪ ،‬لوجـدتها أمثـر‪ ،‬فمـا يف مالمـه‬
‫هذا ما يلزم‪ ،‬لوال التلبيس على العوام‪ ،‬واملقلدين الطاغام‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وملا رأى عَلَيهه السَّالم من افـرتاق ملمـة املسـلمني‪ ،‬مـع مثـرة العـدو‪،‬‬
‫وجنوم الردة والنفاق‪ ،‬ووهن اإلسالم مبوت النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام؛ فكـان‬
‫نظره عَلَيهه السَّالم نظراً يف صال عامة املسـلمني‪ ،‬وإن مـان عَلَيهـه السَّـالم مظلومـاً‬
‫يف مواضـع مـثرية‪ ،‬مـن‬ ‫ي عنه عَلَيهه السَّالم مثل ذلـ‬
‫مغصوباً على حقه؛ وقد حُ ِك َ‬
‫قوله‪ :‬فصىت ويف العني قذى‪ ،‬ويف احللق شجى‪ ،‬ومثل قولـه‪ :‬نسـلنم مـا سـلمت‬
‫أمور املسلمني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫[أَفَلَحَموىلَالنبيَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم]ََ َ‬
‫أفلح (بفتح اهلمزة‪ ،‬وسكون الفاء‪ ،‬فالم‪ ،‬فمهملة) موىل النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام‪.‬‬
‫ويف جامع األصول(‪ :)243‬وقيل‪ :‬موىل أم سلمة زوج النيب صلى اهلل عليـه وللـه‬
‫وسلم؛ له ذمر يف السجود من متاب الصالة‪ ،‬خرج له اجلرجاني‪.‬‬
‫‪ :‬ومل يذمروا له تاريخ وفاة‪.‬‬ ‫قل‬

‫[أفلحَبنَأبيَالقعيس] َ‬
‫ومذا أفلح بن أبي القعيس عمّ عائشة من الرضاعة‪ ،‬وهكذا عند مسلم‪ ،‬وعنـده‬
‫أيضاً أفلح بن قعيس‪ ،‬وعند البخاري أفلح أخو أبي القعيس (وهـو بضـم القـاف‪،‬‬
‫وفتح املهملة‪ ،‬وسكون التثتية‪ ،‬فسني مهملة)‪.‬‬

‫(‪ )243‬ـ جامع األصول (‪.)146/12‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ94‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه عرا بن مال ؛ له ذمر عند البخاري ومسلم‪ ،‬وذمره حممد بن منصور يف‬
‫الرضاعة‪.‬‬
‫‪ :‬ويف خىه دليل على حتريم لنب األب‪ ،‬مما هو الصثيح‪.‬‬ ‫قل‬

‫[أنسَبنَاحلارثَالسدي]ََ َ‬
‫أنس بن احلار ‪ ،‬من ب أسد‪.‬‬
‫قال املرشد باهلل(‪ :)244‬مان له صثبة‪.‬‬
‫قُتل مع احلسني بن علي ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ -‬سنة ستني‪.‬‬
‫[خادمَالنبيَأنسَبنَمالك]ََ َ‬
‫بن النضر األنصاري‪ ،‬اخلزرجي‪ ،‬خادم النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله‬ ‫أنس بن مال‬
‫وسَلام منذ قدم املدينة إىل أن تويف صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫مات وقد جاوز املائة‪ ،‬وهو من أصثاب األلوف‪.‬‬
‫أخرج له مجيع أئمتنا وشيعتهم‪ ،‬وأصثاب الست واملسانيد والسنن ملها‪.‬‬
‫عنه‪ :‬تابت البَُنانِي‪ ،‬وحُ َميد الطاوِيهلُ‪ ،‬وعلي بن زيد بن جُده َعان‪ ،‬وعمر بن الوليد‪،‬‬
‫والربيع بن أنس‪ ،‬واحلسن‪ ،‬وخلق مثري‪.‬‬
‫‪ :‬سبق ذمر توبته عما جرى منه إىل الوصي عَلَيهه السَّالم ومان ينشر فضائله‪.‬‬ ‫قل‬

‫يف لخر عمره‪ ،‬عن علـي‬ ‫وروى عثمان بن مُ َط ِّرف أن رجالً سأل أنس بن مال‬
‫بن أبي طال ؛ فقال‪ :‬إني لليت أال أمتم حديثاً سُئلت عنه يف علي بعد يوم الرحبة؛‬
‫ذا رأس املتقني يوم القيامة؛ مسعته واهلل من نبيئكم‪.‬‬
‫[أوسَبنَالصام ]ََ َ‬
‫أوس (بفتح اهلمزة‪ ،‬وسكون الواو‪ ،‬فمهملة) ابن الصامت األنصاري‪ ،‬املظاهر‬

‫(‪ )244‬ـ األمالي اخلميسية (‪ )172/1‬يف ذمر تسمية من قُتِل مع اإلمام السب احلسني بن علـي‬
‫عليهم السالم‪.‬‬ ‫بن أبي طال‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ95‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫من امرأته يف نهار رمضان‪.‬‬


‫شهد بدراً وما بعدها؛ تويف أيام عثمان‪.‬‬
‫خرج له اهلادي إىل احلق‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫سان بن عطية ‪.‬‬
‫عنه حَ َّ‬
‫(فصلَالباءَاملوحدة)ََ َ‬
‫[بَدَيَلََبنَوَرَقَاء] َ‬
‫بُ َديهلُ (مصغر) بن وَره َقاء اخلزاعي؛ قيل‪ :‬أسلم عام الفتح‪ ،‬وقيل‪ :‬تقدم وشهد‬
‫حنيناً‪ ،‬والطائف‪ ،‬وتبو ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابناه‪.‬‬
‫قُتل على عهد رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وقيل‪ :‬يوم صفني؛ وقيـل‪:‬‬
‫املقتول يف صفني ابنه عبداهلل‪ ،‬ذمره يف جامع األصول(‪ )245‬واإلصابة(‪.)246‬‬
‫‪ :‬ويدل عليه قول الشاعر(‪:)247‬‬ ‫قل‬

‫ل فَـ ـارِسِ املَلَـ ـاحِمِ‬


‫َوابهـ ـنِ بُـ ـ َديه ٍ‬ ‫َأَبعهـــ َد َعمَّـــارٍ َوَبعهـــ َد َهاشِـــمِ‬
‫(‪)248‬‬
‫ل حُكْـمُ احلَـامِمِ‬
‫َترهجُو البَ َقاء ضَ َّ‬
‫َ[الرباءَبنَعازب]ََ َ‬
‫الىاء بن عازب األنصاري‪ ،‬األوسي‪ ،‬أبو عمارة‪ ،‬صثابي جليل القدر‪،‬‬
‫استصغر هو وابن عمر يوم بدر‪ ،‬وشهد أحداً وما بعدها وبيعة الرضوان‪ ،‬وشهد مع‬

‫(‪ )245‬ـ جامع األصول (‪.)207/12‬‬


‫(‪ -)246‬اإلصابة (‪ ،)275/1‬رقم (‪.)614‬‬
‫(‪ -)247‬األبيات لعدي بن حامت رمحة اهلل تعاىل عليه‪ ،‬مما يف متاب وقعـة صـفني (ص‪،)304/‬‬
‫ذمره يف شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)58/8‬‬
‫(‪ -)248‬يف شر النهج املطبوع‪ :‬ضَلَّ حُلْمُ احلالِمِ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ96‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أمري املؤمنني اجلمل‪ ،‬وصفني‪ ،‬والنهروان‪.‬‬


‫عنه‪ :‬ابن أبي ليلى وغريه‪.‬‬
‫تويف بالكوفة بعد التسعني‪.‬‬
‫خرج له أئمتنا اخلمسة‪ :‬األخوان‪ ،‬واملوفق باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد بن منصور‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم؛ والستة‪ :‬البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وابـن‬
‫ماجه‪.‬‬
‫[بَرَيَدَةََبنَاحلَصَيَبَ] َ‬

‫‪ -‬سبق ضبطه(‪ - )249‬األسلمي؛ أسلم قبل بدر‪ ،‬وشهد‬ ‫بريدة بن احلصي‬


‫خيى‪.‬‬
‫خرج له أئمتنا اخلمسة عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬والستة‪.‬‬
‫تويف مبرو‪ ،‬سنة اتنتني وستني‪ ،‬وهو لخر الصثابة موتاً خبراسان‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ولده سليمان ‪.‬‬
‫[بشرَبنَعاصم]ََ َ‬

‫بشر بن عاصم‪ ،‬مذا يف الطبقات؛ وأفاد يف االستيعاب(‪ )250‬أنه الثقفي‪ ،‬على‬


‫قول األمثر‪ ،‬وعن بعض‪ :‬املخزومي(‪.)251‬‬

‫(‪ )249‬ـ يف الفصل الثاني‪.‬‬


‫(‪ -)250‬االستيعاب (‪ ،)171-172/1‬رقم الرتمجة (‪.)192‬‬
‫(‪ )251‬ـ انظر االختالف يف هذا يف ُأسهد الغابة البن األتـري (‪ ،)247/1‬رقـم (‪ ،)429‬ط‪( :‬دار‬
‫الكتاب العربي)‪ ،‬اإلصابة البن حجر (‪ ،)298/1‬رقم (‪.)663‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ97‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وأفاد يف الطبقات أنه أخرج املرشد باهلل(‪ )252‬بإسناده إليـه أن عمـر أراد توليتـه‬
‫فامتنع‪ ،‬وقال‪ :‬مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يقول‪(( :‬يؤتى بالوالي‬
‫فيوقف على الصراط فيهتز هزة‪ ،‬حتى يزول مل عضو من مكانه؛ فإن مـان عـادالً‬
‫(‪)253‬‬
‫مضى‪ ،‬وإن مان جائراً هوى يف النار سبعني خريفاً)) وأخرجه َعبهدُ بـن حُ َميـد‬
‫عنه‪.‬‬
‫ومثله روي عن أبي ذر‪.‬‬
‫‪ :‬ومل يذمر من روى عنه‪.‬‬ ‫قل‬

‫ويف االستيعاب(‪ )254‬أنه روى عنه أبو هالل حممد بن سليم الراسي‪ ،‬وأبو وائل‪.‬‬
‫َّ‬
‫[بَشَيَرََبنَاخلَصَاصَ َية] َ‬
‫صاصَِّية (مبعجمة‪ ،‬فمهملتني؛ بينهما ألف‪ ،‬فتثتيه‪،‬‬
‫شيهرُ (بفتح أوله) بن اخلَ َ‬
‫َب ِ‬
‫فهاء) وهي أمه(‪.)255‬‬
‫ويف جامع األصول(‪ :)256‬بن مَعهَبد‪ ،‬موىل النيب َ‬
‫صلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫الصفاة‪.‬‬
‫مان من أهل ُّ‬
‫‪.‬‬ ‫ي بن مُ َليه‬
‫شيهرُ بنُ َنهِيه ‪ ،‬وَجُ َر ُّ‬
‫عنه‪ :‬بَ ِ‬
‫خرج له املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم واألربعة‪ ،‬إال الرتمذي‪.‬‬
‫[بشريَبنَسعد]ََ َ‬
‫عنه‪ :‬حممد بن مع ‪.‬‬

‫(‪ )252‬ـ األمالي اخلميسية (‪.)225/2‬‬


‫من مسند عبد بن حُمَيد (ص‪ ،)160/‬برقم (‪ ،)430‬ط‪( :‬عامل الكت )‪.‬‬ ‫(‪ )253‬ـ املنتخ‬
‫(‪ -)254‬االستيعاب (‪.)171-172/1‬‬
‫(‪ -)255‬انظر‪ :‬االستيعاب (‪ ،)173/1‬رقم (‪.)196‬‬
‫(‪ )256‬ـ جامع األصول (‪.)213/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ98‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[بشريَبنَسعدَبنَثعلبة‪َ-‬والدَالنعمان] َ‬
‫بشري بن سعد بن تعلبة الْجُلااس (بضم اجليم‪ ،‬وبالالم مثقالً) األنصاري‪،‬‬
‫اخلزرجي‪.‬‬
‫عشرة مع أبـي‬ ‫ي‪ ،‬شهد أحداً واخلندق‪ ،‬وقتل بعني التمر‪ ،‬سنة تال‬
‫ي‪ ،‬عَ َقَب ٌّ‬
‫َبدهرِ ٌّ‬
‫بكر‪.‬‬
‫‪ :‬وهو أول من بايعه من األنصار‪ ،‬مما مَرّ يف أخبار السقيفة‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال(‪ :)257‬روى عنه‪ :‬ولده النعمان ‪.‬‬


‫‪ :‬هو(‪ )258‬من القاسطني(‪ ،)259‬مما سياتي ‪ -‬إن شاء اهلل تعاىل ‪.-‬‬ ‫قل‬

‫أخرج له(‪ :)260‬املرشد باهلل‪ ،‬والنسائي‪.‬‬


‫[بشريَبنَعَقَرَبَة] َ‬
‫(‪)261‬‬
‫ي‪ ،‬أبو اليَ َمان؛ مسع رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله‬
‫بن عَقْ َرَب َة الْجُ َهِن ُّ‬ ‫بشري‬
‫وسلم يقول‪(( :‬من قام خبطبة ال يلتمس بها إال رياء ومسعة‪ ،‬وقفه اهلل يوم القيامة‬
‫موقف رياء ومسعة))‪.‬‬

‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )257‬ـ السيد اإلمام صاح‬


‫(‪ )258‬ـ أي النعمان بن بشري‪.‬‬
‫(‪ )259‬ـ أي معاوية وعمرو بن العاص وفئتهما الباغية‪.‬‬
‫(‪ )260‬ـ أي بشري بن سعد‪.‬‬
‫(‪ )261‬ـ وقيل‪ :‬بشر‪ ،‬قال ابن عبد الى‪ :‬واألمثر بَشِيهر‪ .‬وقـال ابـن حجـر يف اإلصـابة‪ :‬قـال ابـن‬
‫السَّكن عن البخاري‪ :‬بشر أصح‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬االستيعاب (‪ ،)175/1‬رقم (‪ ،)203‬اإلصـابة (‪ ،)302/1‬رقـم (‪ُ ،)671‬أسهـد الغابـة‬
‫(‪ ،)249/1‬رقم (‪ ،)435‬يف (بشر)‪ ،‬وأعاده برقم (‪ )465‬يف (بشري)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ99‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أخرجه املرشد باهلل(‪ )262‬بإسناده إىل شريح بن عبيد‪ ،‬وعبداهلل بن عوف‪ ،‬عنه‪.‬‬
‫[باللَبنَاحلارث]ََ َ‬
‫ي‪ ،‬أبو عبد الرمحن؛ وفد يف وفد مُزَيهَن َة‪ ،‬سنة مخس‪ ،‬ومان‬
‫الْمُ َزِن ُّ‬ ‫بالل بن احلار‬
‫معه لواؤها يوم الفتح؛ تم سكن األشعر‪ ،‬وراء املدينة‪ ،‬حتى تويف‪ ،‬سنة ستني‪ ،‬عن‬
‫مثانني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده احلار ‪ ،‬وعَلْ َق َمةُ بن وَقااص‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[باللَبنَرباح]ََ َ‬
‫ح َمامَة‪ ،‬نسبة إىل أُ ِّمه‪ ،‬وأبوه رََبا (مبهملتني‪ ،‬بينهما موحدة‪ ،‬وألف)‬
‫بالل بن َ‬
‫ي؛ مان من السابقني‪ ،‬وخدم رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وأذَّن له‪.‬‬
‫ش ُّ‬
‫احلََب ِ‬
‫تويف بدمشق‪ ،‬سنة عشرين‪ ،‬عن أربع وستني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬زيد بن علي‪ ،‬واهلادي إىل احلق‪ ،‬والثالتـة مـن أئمتنـا عَلَـ هيهَم السَّـالم‪،‬‬
‫والستة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو إدريـس اخلـوالني‪ ،‬واألسـود(‪ ،)263‬حـديث‪(( :‬إنـه مـان يـث األذان‬
‫واإلقامة))‪.‬‬
‫مل‬
‫[بالل] َ‬
‫عنه‪ :‬عمران اليثصيب‪.‬‬
‫(فصلَالتاء) َ‬
‫َّ‬
‫الدارَيَ]ََ َ‬
‫[متيمَبنَأوسَ َ‬
‫ي‪ ،‬وقيل‪ :‬الدَّيهري نسبة إىل دَيهر مان يتعبد فيه‪.‬‬
‫متيم بن أوس بن حارتة الدَّارِ ُّ‬

‫(‪ )262‬ـ األمالي اخلميسية لإلمام املرشد باهلل عليه السالم (‪.)220/2‬‬
‫(‪ )263‬ـ األسود بن يزيد بن قيس النَّخَعي‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ100‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أسلم سنة تسع‪ ،‬وهو أول من سرج املسجد‪.‬‬


‫سكن املدينة‪ ،‬تم بيت املقدس‪.‬‬
‫تويف سنة أربعني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عطاء(‪ ،)264‬وغريه‪.‬‬
‫َّ‬
‫[متيمَبنَغز َية]ََ َ‬
‫متيم بن غَزِيَّة املازني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده عََّباد(‪.)265‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫(فصلَالثاءَاملثلثة)ََ َ‬
‫[ثاب َبنَقيسَاخلزرجي]ََ َ‬
‫تابت بن قيس بن شَ َّماس اخلزرجي؛ شهد أحداً وما بعدها‪.‬‬
‫استشهد باليمامة بقتال الردة‪ ،‬سنة إحدى عشرة(‪.)266‬‬

‫(‪ )264‬ـ عطاء بن يزيد الليثي‪.‬‬


‫الكمال (‪ ،)107/14‬رقم (‪« :)3075‬عَبَّاد بن تَمِيم بن‬ ‫(‪ )265‬ـ قال احلافظ الْمِزِّيُّ يف تهذي‬
‫َغزِيَّة األنصاري املازني الْ َمدَنِيّ‪ ،‬ابن أخي عبد اهلل بن زيد‪ ،‬ومان متيم أَخَا عبد اهلل بن زيد ألُمِّـه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ألبيه‪ .‬روى عن أبيه متيم بن َغزِيَّة األنصاريِّ‪ ،‬وله صـثبة‪ ،‬وعَمِّـه عبـدِ اهلل بـنِ زيـد بـن‬
‫البــن حجــر‬ ‫التهــذي‬ ‫عاصــم األنصــاريِّ‪ ،‬إىل أن قــال‪ :‬روى لــه اجلماعــة»‪ ،‬وانظــر‪ :‬تهــذي‬
‫(‪ ،)81/5‬رقم (‪.)3230‬‬
‫األمساء واللغات للنووي (‪ ،)140/1‬رقم (‪.)93‬‬ ‫(‪ )266‬ـ مذا يف الطبقات (مخ)‪ ،‬وتهذي‬
‫الكمـال (‪ ،)369/4‬رقـم (‪ ،)826‬وتهـذي‬ ‫والذي يف جامع األصول (‪ ،)246/12‬وتهذي‬
‫(‪ ،)12/2‬رقم (‪ )879‬سنة اتنيت عشرة‪.‬‬ ‫التهذي‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ101‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه‪ :‬ابنه عدي(‪ )267‬وغريه‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫[ثوبانَبنَبجدد]ََ َ‬
‫توبان بن جبدد (بضم املوحدة‪ ،‬وسكون اجليم‪ ،‬فدال مهملة مضمومة مكررة) أبو‬
‫عبداهلل؛ أعتقه النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فالزمه؛ فلما تويف صَلاى اهلل عَليهه‬
‫ولله وسَلام خرج إىل الشام؛ وتويف حبمص‪ ،‬سنة أربع أو مخس وأربعني‪.‬‬
‫جعهد‪ ،‬وغريه(‪.)268‬‬
‫عنه‪ :‬سامل بن أبي الْ َ‬
‫(فصلَاجليمَاملعجمةَمنَأسفل)َََ َ‬
‫[شقيقَالوصي‪َ:‬جعفرَبنَأبيَطالب]ََ َ‬
‫بن هاشم‪ ،‬أبو عبداهلل‪ ،‬وأبو املسامني‪ ،‬ذو‬ ‫بن عبد املطل‬ ‫جعفر بن أبي طال‬
‫اجلناحني‪.‬‬
‫ولد بعد عقيل بعشر سنني؛ وأمه فاطمة بنت أسد‪.‬‬
‫أسلم مبكة‪ ،‬تم هاجر إىل احلبشة‪ ،‬واجتمع بالنجاشي‪ ،‬وقـرأ عليـه سـورة مـريم‪،‬‬
‫وأسلم على يديه؛ تم رجع يوم فتح خيى‪ ،‬فالتزمه النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‬
‫وقبَّله‪ ،‬وقال‪(( :‬ما أدري بأيهما أُسَرّ ‪ -‬أو أفر ‪ -‬بفتح خيى‪ ،‬أو قدوم جعفر؟))‪.‬‬

‫الرتاجم اليت بني يدي أنَّ لثابت بن قـيس‬ ‫(‪ )267‬ـ مذا يف الطبقات‪ ،‬واجلداول‪ ،‬ومل أجد يف مت‬
‫بن مشااس ولدًا امسه َعدِيّ‪ ،‬بل املذمور له مـن الولـد‪ :‬حممـد‪ ،‬وعبـداهلل‪ ،‬وإمساعيـل‪ ،‬وقـيس‪،‬‬
‫وىيى‪ ،‬وابنة‪ ،‬روى عنها عطاء اخلراساني‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫قال الذهيب يف السري‪« :‬وقد قتل حممد‪ ،‬وىيى‪ ،‬وعبد اهلل بنو تابت بن قيس يوم احلَرَّة»‪.‬‬
‫(‪ )268‬ـ وأفاد يف الطبقات واجلداول أنَّه روى له أئمتنا الثالتة‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‬
‫عليهم السالم‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ102‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تم بعثه إىل مؤتة (بضم امليم‪ ،‬وسكون اهلمزة‪ ،‬ومثناة فوقية) مـن أرض الشـام‪،‬‬
‫وبها قُتل‪ ،‬سنة مثان‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬والقاضي زيد‪ ،‬وأبو داود صالة التسبيح(‪.)269‬‬
‫هذه ترمجته بتمامها يف الطبقات؛ وقد تقدم يف الفصول السابقة مـن فضـائله مـا‬
‫يكفي‪.‬‬
‫[جابرَبنَمسرةَالسَوائي]ََ َ‬
‫جابر بن مسرة (بفتح السني املهملة ختفيفاً ‪ -‬واألمثر ضمها ‪ )-‬بن جنادة‬
‫السُّ َوائِي‪ ،‬مان وأبوه صثابيني‪.‬‬
‫بن رافع(‪.)270‬‬ ‫وروى عنه‪ :‬سِ َما ُ بن حَرهب‪ ،‬واملسي‬
‫وسبعني‪.‬‬ ‫تويف بالكوفة‪ ،‬سنة تال‬
‫ً‬
‫[آخرَالصحابةَموتاَباملدينة‪َ:‬جابرَبنَعبداهلل]ََ َ‬
‫جابر بن عبداهلل األنصاري‪ ،‬اخلزرجي؛ غزا مع النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم‬
‫بضع عشرة غزوة‪.‬‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ : )271‬أنه شـهد صـفني مـع أمـري املـؤمنني َع َليهـه السَّـالم‬ ‫قل‬

‫واستشهد والده بأُحُد ‪ -‬رضوان اهلل عليهما ‪.-‬‬

‫(‪ )269‬ـ سنن أبي داود (‪ ،)30/2‬رقم (‪ ،)1299‬ط‪( :‬العصرية)‪ ،‬عن جعفر بـن أبـي طالـ ‪،‬‬
‫وبرقم (‪ ) 1297‬عن ابن عباس أنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم قال للعبـاس بـن عبـد‬
‫املطل ‪ ،‬وذمر صالة التسبيح‪ ،‬وبرقم (‪ ،)1298‬وصـثح األلبـاني هـذه األحاديـث يف صـثيح‬
‫سنن أبي داود (‪ ،)355/1‬ط‪( :‬مكتبة املعارف‪-‬الرياض)‪.‬‬
‫بن رافع من الرواة عن جـابر بـن مسـرة‪ .‬انظـر‬ ‫(‪ )270‬ـ ذمر الطىاني يف املعجم الكبري املسي‬
‫الكمـال) ِلمُغهلَطـاي‬ ‫(‪ ،)215/2‬رقم (‪ ،)1883‬ط‪( :‬مكتبة ابن تيمية)‪ ،‬وانظر‪( :‬إممال تهذي‬
‫(‪ )127/3‬ط‪( :‬الفاروق)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ103‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ومان جابر مـن سـادات الصـثابة وفضـالئهم‪ ،‬وأهـل الـوالء اخلـالص ألمـري‬
‫املؤمنني وأهل بيته عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫وسبعني‪ ،‬وهو ابن أربع وتسعني؛ وهـو لخـر الصـثابة‬ ‫تويف باملدينة‪ ،‬سنة تال‬
‫موتاً بها‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬ومجاعة العامة‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬الباقر‪ ،‬وأبلغه السالم عن جده الرسول صلى اهلل عليه وللـه وسـلم‪،‬‬
‫وأخوه اإلمام األعظم زيـد بن علي ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬واحلسن البصري‪ ،‬وسعيد‬
‫(‪)272‬‬
‫بن جبري‪ ،‬وحممد بن املنـكدر حـديث‪(( :‬اللـهم رب هـذه الـدعوة)) وعطيـةُ‬
‫زيـارة قى احلسني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وأبو الزُّبيهر املكـي‪ ،‬والشـعيب‪ ،‬وعمـرو بـن دينـار‪،‬‬
‫حديث‪(( :‬ألعطني الراية‪...‬اخلى))‪.‬‬
‫[اجلارودَبنَعمروَالكندي]ََ َ‬
‫اجلارود بن عمرو بن العالء الكندي‪ ،‬أبو املنذر‪.‬‬
‫قال املرشد باهلل‪ :‬يف نسبه اختالف(‪.)273‬‬
‫قدم على النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام سنة تسع‪ ،‬فأسلم‪ ،‬مع وفد عبد قيس؛‬
‫تم سكن البصرة‪ ،‬وقُتل بأرض فارس‪ ،‬يف حداقة‪ ،‬سنة إحدى وعشرين‪.‬‬
‫خيهرِ‪ ،‬وابن سريين‪.‬‬
‫عنه‪ :‬مُ َط ِّرفُ بن الشِّ ِّ‬
‫‪ :‬وصفه أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم بالصال ‪.‬‬ ‫قل‬

‫(‪ -)271‬االستيعاب (‪.)220/1‬‬


‫(‪ )272‬ـ أي وروى عنه عطية العَوفِي زيارة قى احلسني عليه السالم وقد تقدم ذمرها يف الفصل‬
‫الثاني مع خترجيها‪.‬‬
‫(‪ )273‬ـ انظر‪ :‬جامع األصول (‪.)212/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ104‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال شار النهج(‪ :)274‬مان يقال‪ :‬أطوع الناس يف قومه اجلـارود بـن بشـر بـن‬
‫املعال‪.‬‬
‫قومه‪،‬‬ ‫ملا قُبض رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فارتدت العرب‪ ،‬خط‬
‫فقال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إن مان حممد قد مات‪ ،‬فإن اهلل حيٌّ ال ميوت؛ فاستمسكوا‬
‫بدينكم‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬فما خالفه من عبد القيس أحد؛ انتهى‪.‬‬
‫وترجم له يف الطبقات تانياً‪ ،‬فقال‪ :‬اجلارود العبـدي؛ اختلـف يف امسـه ونسـبه‪،‬‬
‫ومنيته ولقبه‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬ذمره اهلادي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫َّ‬
‫[جبارَبنَصخر]ََ َ‬
‫جبَّار (بفتح أوله‪ ،‬وتثقيل املوحدة‪ ،‬ولخره مهملة) بن صخر ‪ -‬هكذا يف نسخة‬
‫صثيثة من شر التجريد وهو الصواب ‪ -‬أبو عبداهلل‪.‬‬
‫عنه‪ :‬جابر بن عبداهلل‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪.‬‬
‫‪ :‬مل يذمر يف الطبقات وفاته‪.‬‬ ‫قل‬

‫ويف االستيعاب(‪ )275‬أنه شهد بدراً وأحداً وما بعدها؛ ومان أحد السبعني ليلة‬
‫العقبة‪ ،‬ولخى رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بينه وبني املقداد‪ ،‬وأنه تويف سنة‬
‫تالتني‪.‬‬

‫(‪ -)274‬شر النهج البن أبي احلديد (‪.)57/18‬‬


‫(‪ -)275‬االستيعاب (‪.)228/1‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ105‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تم ذمر قيامه مع النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف الصالة عن يسـاره وجعلـه‬
‫عن ميينه؛ واخلى مذمور يف موقف املؤمت مع اإلمام‪.‬‬
‫[جَبَيَرَبنَمَطَعَم] َ‬
‫جبري (على صيغة التصغري) بن مطعم‪ ،‬القرشي‪ ،‬النوفلي؛ أسلم يوم الفتح‪،‬‬
‫وحسن إسالمه؛ ومان سيداً حكيماً‪.‬‬
‫تويف سنة مثان ‪ -‬أو تسع ‪ -‬ومخسني‪ ،‬باملدينة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬واجلماعة‪.‬‬
‫[جرهد]ََ َ‬
‫جرهد (بضم أوله‪ ،‬فمهملتني‪ ،‬بينهما هاء) ويف جامع األصول(‪ )276‬بفتثـه(‪،)277‬‬
‫اختلف يف نسبه‪.‬‬
‫من أهل الصُّفاة؛ له حديث ((الفخذ عورة)) أخرجـه املؤيـد بـاهلل(‪ ،)278‬وحممـد‪،‬‬
‫وأبو داود(‪ ،)279‬والرتمذي(‪.)280‬‬
‫وعنه‪ :‬ولداه عبداهلل وعبد الرمحن‪.‬‬
‫تويف سنة إحدى وستني‪.‬‬
‫يف بعض نسخ أصول األحكام‪( :‬جوهر) وهو وهم‪.‬‬

‫(‪ )276‬ـ جامع األصول (‪.)258/12‬‬


‫(‪ )277‬ـ أي أول جَرهد‪.‬‬
‫(‪ )278‬ـ شر التجريد (‪.)346-347/1‬‬
‫(‪ )279‬ـ سنن أبي داود (‪ ،)40/4‬رقم (‪ ،)4014‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫(‪ -)280‬سنن الرتمذي (ط‪ /1‬ص (‪ ،)748‬رقم (‪ ،)2795‬وقال‪« :‬هذا حديث حسن»‪ ،‬ورقـم‬
‫(‪ ،)2796‬بلفظ‪(( :‬غ فخذ ؛ فإنها من العورة))‪ ،‬قال الرتمذي‪« :‬هذا حديث حسـن»‪ ،‬ورواه‬
‫من هذا الوجه»‪ ،‬ورواه برقم (‪.)2798‬‬ ‫برقم (‪ ،)2797‬وقال‪« :‬هذا حديث حسن غري‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ106‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[جريرَبنَعبداهللَالبجليَ‪َ-‬وحبثَيفَخربَالفاسق]ََ َ‬
‫جرير بن عبداهلل البجلي؛ قدم سنة عشر؛ مات سنة إحدى وستني‪.‬‬
‫قال السيد اإلمام عَلَيهه السَّالم‪ :‬إن قيل‪ :‬ميف قبلتم روايته‪ ،‬مع تضعيف األمـري‬
‫مليله عن علـي عَلَيهـه السَّـالم وحلوقـه مبعاويـة‪،‬‬ ‫احلسني وغريه له من أئمتنا؛ وذل‬
‫وإحراق أمري املؤمنني بيته وطعامه؟‬
‫ساقَ التأويل‪ ،‬فظاهر يف قَبـول روايتـه؛ ويقبـل مـا مـان غـري‬
‫ل فُ َّ‬
‫قلنا‪ :‬أما َمنه َقِب َ‬
‫معارض‪.‬‬
‫حـال سـرته‪،‬‬ ‫ومن مل يقبل‪ ،‬قال‪ :‬مان ما رواه السيدان املؤيد بـاهلل‪ ،‬وأبـو طالـ‬
‫وقبل ظهور ما ظهر منه‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬أو حجة على اخلصم‪ ،‬وقد صح من طريق أخرى‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬واجلماعة‪.‬‬
‫بن عُ َميهر وغريه‪.‬‬ ‫وعنه‪ :‬عبد املل‬
‫‪ :‬قوله‪ :‬أما من قبل فساق التأويل فظاهر‪ ،‬يقال‪ :‬ال لعمر اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬ليس‬ ‫قل‬

‫فيمن ىتمل التأويل؛ أما من ظهرت منه اجلـرأة واجملـاهرة‪ ،‬اتباعـاً‬ ‫بظاهر؛ إمنا ذل‬
‫للهوى‪ ،‬وميالً إىل الدنيا‪ ،‬فال؛ وهلذا ضعفه األمري احلسني عَلَيهه السَّـالم وغـريه مـن‬
‫أئمتنا؛ القابلني للمتأولني؛ وأي شبهة حتتمل يف رفض سيد الوصيني‪ ،‬وأخـي سيّــد‬
‫النبيني ‪ -‬صلوات اهلل وسالمه عليهم أمجعني ‪ -‬الـذي صـرحت نصـوص الكتـاب‬
‫والسنة املتواترة بوجوب واليته‪ ،‬ولزوم طاعته‪ ،‬وأن احلق والقرلن معـه‪ ،‬وأن حَرهبَـهُ‬
‫سلْمُهُ‪ ،‬وَ َو ِلَّيهُ َو ِلُّيهُ‪ ،‬وَ َعدوَّهُ َعدوُّه ؟!‬
‫سلْ َمهُ ِ‬
‫حرهبُهُ‪ ،‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫وفـرق النـامثني والقاســطني واملـارقني قـد قطعــت النصـوص املعلومـة‪ ،‬طــرقَ‬
‫االحتماالت هلـم والتأويالت املزعومة؛ ومذا معاملة أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم هلـم‬
‫بالقتل والقتال‪ ،‬وإنزاله بهم أشد النكال‪ ،‬يسد باب التأويل واالحتمال‪ ،‬فمـاذا بعـد‬
‫احلق إال الضالل‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ107‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أيقال‪ :‬التبست عليهم احلال وداخلتهم الشبه‪ ،‬يف الرتجـيح بـني طاعتـه وطاعـة‬
‫معاوية قائد الفئة الباغية‪ ،‬ورأس األحزاب‪ ،‬ومبدل أحكام الكتاب؟‬
‫من احملال؛ وإمنا هـو مـا حـذرهم اهلل ‪ -‬سـبثانه ‪ -‬يف متابـه‬ ‫مالن واهلل‪ ،‬إن ذل‬
‫وسنة رسوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام مـن التبـديل والتغـيري‪ ،‬واالنقـالب علـى‬
‫األعقاب‪.‬‬
‫فيثقق هذا؛ فإنه من املواطن اليت زلت فيها أقـدام مـثري مـن األقـوام؛ وطالـ‬
‫النجاة املتثري ملطابقة مراد اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬ال يعرج علـى القـال والقيـل‪ ،‬بـل يتبـع‬
‫الدليل‪ ،‬واهلل اهلادي إىل خري سبيل‪.‬‬
‫بن خطرية(‪ )282‬أن رسول اهلل صَلاى‬ ‫هذا‪ ،‬ويف شر النهج(‪ :)281‬وروى احلار‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام دفع إىل جرير بن عبداهلل نعلني من نعاله‪ ،‬وقال‪(( :‬احتفظ‬
‫بهما‪ ،‬فإن يف ذهابهما ذهاب دين ))‪.‬‬
‫فلما مان يوم اجلمل ذهبت إحداهما؛ فلما أرسله علي عَلَيهه السَّالم إىل معاويـة‪،‬‬
‫ذهبت األخرى؛ تم فارق علياً واعتزل احلرب‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وهو القائل(‪:)283‬‬
‫َرسُـــولِ املَ ِليهـــ ِ َتمَـــامِ الـــنِّ َعمه‬ ‫َفصَـــلاى اإلِلَـــهُ َعلَـــى أَحهمَـــ ٍد‬
‫خ ِليه َفتُنَـــــا القَـــــائِمُ املُـــــ َّد َعمه‬
‫َ‬ ‫َرسُـــولِ املَ ِليهـــ ِ َومَـــنه َبعهـــ َدهُ‬

‫(‪ -)281‬شر النهج البن أبي احلديد (‪.)75/4‬‬


‫(‪ -)282‬يف الشر املطبوع‪ :‬حصني‪.‬‬
‫(‪ -)283‬انظر شر النهج البن أبي احلديد (‪ ،)72 /3‬نقالً عن وقعة صفني لنصر بـن مـزاحم‬
‫املنقري‪.‬‬
‫ويف شر النهج البن أبي احلديد (‪ ،)147/1‬أنَّها ِلزَحهر بن قيس اجلعفـي‪ .‬قـال حمقـق الشـر ‪:‬‬
‫«والذي يف متاب صفني (ص‪ ،)22/‬أنَّها جلرير بن عبد اهلل البجلي‪ ،‬ضمن عشرة أبيات»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ108‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫جالِــ ـدُ َعنهــ ـهُ غُــ ـ َواةَ األُمَــــمه‬


‫يُ َ‬ ‫ي‬
‫ي النَّبِـــ ّ‬
‫َع ِليًّـــا عََنيهـــتُ وَصِـــ َّ‬
‫َوَبيهــ ـتُ النُّبــــوةِ لَــ ـا يُههَتضَــ ـمه‬ ‫َلهُ الفَضهـلُ والسَّـبهقُ واملَكْرُمَـاتُ‬
‫وهو الراوي عن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام مـا نصـه‪(( :‬علـي أول‬
‫الناس إسالماً‪ ،‬وأقرب الناس رمحاً‪ ،‬وأفقه الناس يف دين اهلل‪ ،‬وأضـربهم بالسـيف‪،‬‬
‫وهو وصيي [ووليي(‪ ])284‬وخليفيت مـن بعدي‪ ،‬يصـول بيـدي‪ ،‬ويضـرب بسـيفي‪،‬‬
‫وينطق بلساني‪ ،‬ويقضي حبكمي؛ ال ىبـه إال مـؤمن‪ ،‬وال يبغضـه إال مـافر منـافق؛‬
‫وهو علم اهلدى)) رواه يف إشراق اإلصبـا (‪)285‬؛ أخرجـه يف شـر الغايـة(‪،)286‬‬
‫والتفريج(‪ ،)287‬ودالئل السبل األربعة‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫َّ‬
‫[جَنَادَةَبنَأبيَأَمَ َية]ََ َ‬
‫ي‪.‬‬
‫جَُنادَةُ بنُ َأبي أُ َمَّي َة األَزه ِد ُّ‬
‫روى عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وعمر‪ ،‬ومعاذ‪.‬‬
‫ي بن رََبا (‪.)288‬‬
‫وعنه‪ :‬بُسهرُ بن سعيد‪ ،‬وعُ َل ُّ‬
‫تويف سنة مثانني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫(‪ -)284‬مذا يف شر الغاية‪ ،‬والتفريج‪.‬‬


‫(‪ -)285‬للفقيه العالمة إبراهيم بن حممد الصنعاني‪ .‬متت من شر الغاية (‪.)550/1‬‬
‫(‪ -)286‬شر الغاية لسيد احملققني األعالم احلسني بن اإلمام القاسم بـن حممـد علـيهم السـالم‬
‫(‪.)550/1‬‬
‫(‪ )287‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)144/‬‬
‫الكمال (‪« :)427/20‬واملشهور فيه عُلَيُّ –بالضم‪ -‬قال‬ ‫(‪ -)288‬قال احلافظ الْمِزِّيُّ يف تهذي‬
‫ن سَـمَّاه ( ُعلَيًّـا)‬
‫الدَّار ُق ْطنِي‪ :‬مان ُي َل غق ُ (ِب ُعلَـيٍّ)‪ ،‬ومـان امسُـ ُه ( َعلِيًّـا)‪ ،‬ومـان َيجهـ َر ُ َعلَـى مَـ ه‬
‫بالتصغري»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ109‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[جندبَبنَعبداهللَالزديَ‪َ-‬قاتلَالساحر]ََ َ‬
‫جندب بن عبداهلل بن سفيان ‪ -‬ويقال بن جبيلة ‪ -‬األزدي‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬بن مع ‪ ،‬ويقال‪ :‬جندب اخلري‪.‬‬
‫له صثبة ورواية‪.‬‬
‫روى عن علي‪ ،‬وسلمان‪ ،‬وحذيفة‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده عبداهلل‪ ،‬وعبـد امللـ ‪ ،‬واألسـود بـن قـيس‪ ،‬وشَـههرُ بـن حَوهشَـ ‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫تويف عشر الستني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬والشيخان‪ ،‬والرتمذي‪.‬‬
‫‪ :‬وقصة قتله الساحر بني يدي الوليـد(‪ )289‬مشـهورة؛ وقـد بسـطها شـار‬ ‫قل‬

‫النهج(‪ ،)290‬وأبو الفرج(‪ ،)291‬وابن عبد الى(‪ ،)292‬وابـن حجـر(‪ ،)293‬وغريهـم(‪)294‬؛‬


‫وهي من أعالم النبوة‪.‬‬

‫(‪ -)289‬الوليد بن عقبة بن أبي معي ‪.‬‬


‫(‪ -)290‬شر النهج البن أبي احلديد (‪.)240/17‬‬
‫(‪ )291‬ـ األغاني ألبي الفرج األُصفهاني (‪( ،)183-184/4‬مطبعة التقدم)‪.‬‬
‫(‪ )292‬ـ االستيعاب (‪ ،)258/1‬رقم (‪.)343‬‬
‫(‪ )293‬ـ اإلصابة (‪ ،)511/1‬رقم (‪.)1229‬‬
‫(‪ )294‬ـ ابن عسامر يف تاريخ دمشق (‪ ،)309/11‬ومما روى هنا بإسناده إىل أبي الطاهر حممد‬
‫بن عيسى بن عبد اهلل العلوي‪ ،‬حدت أبي عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪( :‬منا مـع‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم يف مسري‪ ،‬فنزل فسـاق بأصـثابه الرمـاب‪ ،‬فجعـل يقـول‪:‬‬
‫ليلَتَه‪ .‬فقال لـه القـوم‪ :‬يـا رسـول‬ ‫((جُنهدب وما جُنهدب‪ ،‬واألَقْطَعُ اخلَيهر زيد))‪ ،‬فجعل يُعيد ذل‬
‫ضرِبُ ضربةً‬
‫منذ الليلة‪ .‬قال‪(( :‬رجالن من أُميت يقال ألَحدهما‪ :‬جندب‪ ،‬يَ ه‬ ‫اهلل ما زال هذا قول‬
‫يفرق بني احلقِّ والباطل‪ ،‬والخر يقال له‪ :‬زيد‪ ،‬يَسبقه عضوٌ من أعضاءه إىل اجلنـة‪ ،‬فيتبعـه سـائر‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ110‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[جَوَدَان]َ َ‬
‫جَوهدان (بفتح اجليم‪ ،‬وسكون الواو‪ ،‬فمهملة‪ ،‬فألف‪ ،‬ونون) ويقال‪ :‬ابن جودان‪.‬‬
‫خمتلف يف صثبته‪.‬‬
‫بن مال ‪ ،‬وعباس بن عبد الرمحن‪.‬‬ ‫عنه‪ :‬السائ‬

‫جسده))‪.‬‬
‫ضرَبَه بالسيف فقتلـه‪.‬‬
‫ثرُ فَ َ‬
‫قال‪« :‬فأمَّا جندب فإنَّه بساحر عند الوليد بن عُقْبَة‪ ،‬وهو يريهم أنَّه يَسه َ‬
‫وأمَّا زيدٌ فإنَّه قُطِعت يدُهُ يف بعض مشاهد املسلمني‪ ،‬تم شهدا مجيعًـا مـع علـي‪ ،‬فقُتِـل زيـدٌ يـوم‬
‫اجلَمَل مَع علي»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬مجع اجلوامع للسيوطي (‪ ،)671/20‬ط‪( :‬األزهر) يف مسند ابن عباس رضوان اهلل تعاىل‬
‫وسالمه عليهما‪.‬‬
‫حان العَبهدي من (عبد القيس)‪ ،‬من مبار أصـثاب أمـري املـؤمنني صـلوات اهلل‬
‫وزيد هو ابن صُوه َ‬
‫تعاىل عليه وعيون خَواصِّه رضوان اهلل تعاىل وسالمه عليهم‪ ،‬من أهل احلكمة واملشـورة والـرأي‬
‫الصائ ‪ ،‬قال ابن عبد الى‪« :‬مان فاضلًا دَيِّنًا سَيِّدًا يف قومه»‪ .‬قـال الـذهيب يف السـري‪« :‬مـان مـن‬
‫العُلَماء العُبَّاد»‪ ،‬وقال يف تاريخ اإلسالم‪« :‬مان صَوَّامًا قَوَّامًا‪ ،‬قال له سلمان الفارسي‪ :‬إنَّ لبدن‬
‫علي َ حقا»‪.‬‬ ‫علي َ حقا‪ ،‬ولزوج‬
‫وجوابه على عائشة يف طلبها منه أن يُخذِّل عن أمري املؤمنني عليه السالم‪ ،‬وجوابه عليها‪ -‬وفيـه‪:‬‬
‫حان إىل عائشة بنت أبى بكر‪ ،‬أما بعد فإن اهلل أَ َمرَ ِ بأَ همرٍ‪ ،‬وأَ َمرَنَا بأَ همرٍ‪ ،‬أَمَـرَ ِ أنه‬
‫«من زيد بن صُ هو َ‬
‫ف مـا أمرنـي اهلل‪،‬‬
‫َت َقرّي يف بيت ِ‪ ،‬وَأ َمرَنا أن جناهد‪ ،‬وقد أَتـاني متابُـ ِ فـأمرت أن أصـنع خـال َ‬
‫فأمون قد صنعتُ ما أَ َمرَ ِ اهلل به‪ ،‬وصنعتِ ما أَ َمرَنِي اهلل به ‪ ،‬فأمرُ ِ عندي غريُ مُطَـاعٍ‪ ،‬ومتابُـ ِ‬
‫غريُ مُجَابٍ‪ ،‬والسَّالم»‪ -‬مروي يف شر النهج البن أبي احلديد (‪ ،)226/6‬وحنوه يف تاريخ ابن‬
‫جرير الطىي (‪ ،)22/3‬وغريهما‪.‬‬
‫عليـه‬ ‫روى البيهقي يف دالئل النبوة (‪ ،)416/6‬بإسناده إىل أمري املـؤمنني علـي بـن أبـي طالـ‬
‫ن سَـرَّه أن يَنهظـرَ إىل رَجُـلٍ يسـبقه‬
‫السالم‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪(( :‬مَـ ه‬
‫ض أعضائِهِ إىل اجلَنَّة فلينظر إىل زيد بن صُوهحَان))‪.‬‬
‫بع ُ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ111‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬


‫(فصلَاحلاءَاملهملة)َََ َ‬
‫[محزةَبنَعبدَاملطلب‪َ،‬ومقتلهَوفضله]ََ َ‬
‫بن هاشم‪ ،‬أبو عُ َماْ َرة وأبو يعلى‪ ،‬أسد اهلل وأسد رسوله‬ ‫محزة بن عبد املطل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عمّ الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وأخوه من‬
‫الرضاعة‪ ،‬أسلم مبكة‪ ،‬وشهد بدراً وأحداً‪ ،‬وقُتل بعد أن قتل واحداً وتالتني نفساً‪،‬‬
‫قتله وحشي‪ ،‬وبقرت هند بطنه‪ ،‬وأخرجت مبده‪ ،‬فالمتها‪ ،‬فلم تسغها؛ ومان يف‬
‫من اهلجرة‪ ،‬وصلى عليه الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله‬ ‫النصف من شوال‪ ،‬سنة تال‬
‫وسَلام ومَبّر عليه سبعني تكبرية؛ ومان عمره سبعاً ومخسني‪.‬‬
‫أخرج له أئمتننا‪ :‬اهلادي للثق‪ ،‬وسائرهم؛ وله ذمر يف جمموع زيـد بـن علـي ‪-‬‬
‫عَلَ هيهَما السَّالم ‪.-‬‬
‫‪ :‬وقد سبق من مناقبه وبشائره الكثري الطيـ ‪ ،‬وهـي أمثـر مـن أن حتصـى‪،‬‬ ‫قل‬

‫وأشهر من أن ختفى‪ ،‬على من له يف اإلسالم نصي ‪.‬‬


‫وفيه ويف الوصي وعبيدة عَلَ هيهَم السَّالم ويف املبارزين هلم‪ :‬عتبة وشيبة والوليـد‪،‬‬
‫يـــوم بــدر نــزل قولــه ‪-‬ع ـزّ وج ـلّ‪ { :-‬هَ ـذَانِ خَصه ـمَانِ اخهتَصَ ـمُوا فِــي رَبِّهِ ـمه}‬
‫[احلــج‪ ،]19:‬باالتفــاق(‪ ،)295‬وقولــه ‪-‬عــزّ وجــلّ‪{ :-‬مِــنَ الْمُــؤهمِنِنيَ رِجَــالٌ‬
‫صَدَقُوا}‪...‬الية [األحزاب‪.]23:‬‬

‫(‪ )295‬ـ قـال احلـافظ السـيوطي يف الـدر املنثـور (‪ ،)436/10‬حتقيـق‪( :‬الرتمـي)‪ ،‬ط‪( :‬مرمـز‬
‫هجر)‪:‬‬
‫«وأخرج سعيدُ بنُ منصورٍ‪ ،‬وابنُ أبي شَ هيَب َة‪ ،‬وعَ هبدُ بن حُمَيـد‪ ،‬والبخـاريُّ‪ ،‬ومسـلمٌ‪ ،‬والرتمـذيُّ‪،‬‬
‫جرِيرٍ‪ ،‬وابنُ الْ ُم هن ِذرِ‪ ،‬وابنُ أبي حامت‪ ،‬والطىانـيُّ‪ ،‬وابـنُ مردويـه‪ ،‬والبيهقـيُّ يف‬
‫وابنُ ماجه‪ ،‬وابنُ َ‬
‫الدالئل‪ ،‬عن أبي ذر [رضي اهلل عنه] أَنَّـه مـان يُقْسِـمُ قَسَـمًا أ َّن هـذه اليـة‪{ :‬هَـذَانِ خَصهـمَانِ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ112‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫روى احلامم بسنده(‪ ،)296‬عن علي عَلَيهه السَّالم أنه قال‪ :‬أنا واهلل املنتظر‪.‬‬
‫وروى [عن] ابن عباس‪ ،‬أنه قال‪ :‬من قضـى حنبـه محـزة وجعفـر‪ ،‬ومـن ينتظـر‬
‫الشهادة والوفاء بالعهد علي‪ ،‬وقد واهلل ُرزِقَ‪.‬‬
‫وفيه نزل قوله ‪-‬عزّ وجلّ‪{ :-‬يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر‪ ،]27:‬وقـوله ‪-‬‬
‫عزّ وجلّ‪ { :-‬أَفَمَنه وَعَدهنَاهُ وَعهدًا حَسَنًا} [القصص‪.]61:‬‬

‫ل َما يُرِ هي ُد} نزلت يف الثالتة والثالتة الـذين تبـارزوا‬


‫اخهتَصَمُوا فِي رَبِّهِمه}‪ ،‬إىل قوله‪{ :‬إ َّن اللا َه َي ْف َع ُ‬
‫يوم بدر وهم‪ :‬محزة بن عبد املطل ‪ ،‬وعبيدة بن احلار ‪ ،‬وعلي بن أبي طال ‪ ،‬وعتبة وشيبة ابنـا‬
‫ربيعة والوليد بن عتبة‪.‬‬
‫و أخرج عَ هبدُ بنُ حُمَيد‪ ،‬واحلامم وصثثه‪ ،‬وابن مردويه عن علي بن أبي طال ‪ ،‬قـال‪َ( :‬نزَلَـته‪:‬‬
‫{ َهذَانِ خَصهمَانِ اخهتَصَمُوا فِي رَبِّهِـمه} يف الـذين بـارزوا يـوم بـدر‪ :‬محـزة‪ ،‬وعلـي‪ ،‬وعبيـدة بـن‬
‫احلار ‪ ،‬وعتبة بن ربيعة‪ ،‬وشيبة بن ربيعة‪ ،‬والوليد بن عتبة)‪.‬‬
‫قال علي [رضي اهلل عنه]‪( :‬أنا أول من جيثو يف اخلصومة على رمبتيه بني يدي اهلل يوم القيامة)‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة‪ ،‬والبخاري‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن جرير‪ ،‬والبيهقي من طريق قيس بن عَُباد عـن‬
‫َولُ مَنه يَجهثُو بَيهنَ َيدَيه الرَّحهمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَ هومَ الْقِيَامَةِ)‪.‬‬
‫علي [رضي اهلل عنه] قال‪( :‬أَنَا أ َّ‬
‫قَالَ قَ هيسٌ‪ :‬وَفِيهِمه َنزَلَته‪َ { :‬هذَانِ خَصهمَانِ اخهتَصَمُوا فِي رَبِّهِمه}‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬هُمه االذِينَ بَارَزُوا يَ هومَ َبدهرٍ‪ :‬عَلِيٌّ وَحَ همزَةُ َوعُبَ هيدَةُ‪َ ،‬وشَيهبَةُ بهنُ رَبِيعَةَ َوعُتهبَةُ بهـنُ رَبِيعَـةَ وَالْوَلِيـدُ‬
‫بهنُ عُتهبَةَ‪.‬‬
‫وأخرج عَ هب ُد بن حُ َم هيد عن لَاحِ ق بن محيـد قـال‪ :‬نزلـت هـذه اليـة يـوم بـدر {هَـذَانِ خَصهـمَانِ‬
‫اخهتَصَمُوا فِي رَبِّهِمه فَاالذِينَ مَ َفرُوا قُطلعَته لَهُمه تِيَابٌ مِّن نَّارٍ} يف‪ :‬عتبة ابن ربيعة وشيبة بن ربيعـة‬
‫والوليد بن عتبة‪.‬‬
‫ونزلت {إِنَّ اللاهَ ُيدهخِلُ االذِينَ لمَنُوا َوعَمِلُوا الصَّـالِثَاتِ إىل قولـه‪َ [{ :‬وهُـدُوا إِلَـى الطايِّـ ِ مِـنَ‬
‫ومحـزة وعبيـدة بـن احلـار »‪ .‬اهــ‬ ‫صرَاطِ الْثَمِيدِ} يف علي بن أبي طالـ‬
‫الْقَ هولِ] َو ُهدُوا إِلَى ِ‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫(‪ -)296‬شواهد التنهزيل للثامم احلسكاني (‪ ،)1-2/2‬رقم (‪.)627‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ113‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فممن روى نزوهلا فيه أبو العباس احلس عَلَيهه السَّالم(‪.)297‬‬


‫من اليات‪.‬‬ ‫إىل غري ذل‬
‫وقال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬خري إخوتي علي‪ ،‬وخري أعمامي‬
‫محزة)) رواه أبو العباس(‪)298‬؛ وقد سبق(‪.)299‬‬
‫وهو أسـد اهلل ‪ -‬تعـاىل ‪ -‬وأسـد رسـوله صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام وسـيد‬
‫الشهداء‪ ،‬وأحد سادات أهل اجلنة‪.‬‬
‫ونتىّ بهذا اخلى الشريف‪.‬‬
‫روى حممد بن سليمان الكويف َرضِي اهلل عَنهه(‪ )300‬بسنده‪ ،‬عن ابن عباس َرضِي‬
‫اهلل عَنههما قال‪ :‬قال النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬أول سبعة يـدخلون اجلنـة‪:‬‬
‫أنا‪ ،‬ومحزة‪ ،‬وعلي‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬واحلسن‪ ،‬واحلسني)) انتهى‪.‬‬
‫الطبقات؛ وإمنا قدمته جلاللة حمله‪ ،‬وعظـم مقامـه؛ ‪ -‬أواله اهلل‬ ‫وأعودُ إىل ترتي‬
‫رضوانه ‪.-‬‬
‫[احلارثَبنَمعاوية]ََ َ‬
‫بن معاوية‪.‬‬ ‫احلار‬
‫عنه‪ :‬احلسن البصري‪.‬‬

‫(‪ )297‬ـ املصابيح (ص‪ ،)180/‬رقم (‪.)60‬‬


‫(‪ )298‬ـ املصابيح (ص‪ ،)180/‬رقم (‪.)58‬‬
‫(‪ )299‬ـ يف الفصل التاسع‪.‬‬
‫للكويف (‪ ،)237/1‬رقم (‪ ،)151‬إلاا أن لفظ النسـخة املطبوعـة‪(( :‬أول سـبعة‬ ‫(‪ -)300‬املناق‬
‫يدخلون اجلنة أنا وعلي واحلسن واحلسـني ومحـزة وجعفـر واملهـدي حممـد بـن عبـد اهلل))‪ ،‬ويف‬
‫ختريج الشايف (‪ ،)262/1‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪ ،‬لفظ فاطمة بدل جعفر علـيهم‬
‫السالم‪ ،‬وانظر الفصل األول من اجلزء األول للوامع‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ114‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫مل يزد على هذا يف الطبقات‪.‬‬


‫[احلارثَبنَنوفلَاهلامشي]ََ َ‬
‫اهلامشي‪ ،‬استعمله النيب صَلاى اهلل‬ ‫بن عبد املطل‬ ‫بن نوفل بن احلار‬ ‫احلار‬
‫عَليهه ولله وسَلام يف بعض أعمال مكة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪ ،‬وحفيده احلار ‪.‬‬
‫تويف زمن عثمان ‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل(‪ ،)301‬وأبو نعيم‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫[احلارثَالصَدَائَيَ]ََ َ‬
‫ي‪.‬‬
‫الصُّ َداِئ ُّ‬ ‫احلار‬
‫عنه‪ :‬زياد بن نُ َعيم‪.‬‬
‫والصواب أبو احلار (‪ ،)302‬مما يأتي(‪ )303‬إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫[حارثةَبنَوهبَاخلزاعي]ََ َ‬
‫اخلزاعي‪.‬‬ ‫حارتة بن وه‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪َ :‬معهَبدُ بن خالد(‪ ،)304‬وأبو إسثاق السَِّبيه ِع ُّ‬
‫ي‪.‬‬

‫(‪ )301‬ـ ويف نسخة خطية من الطبقات‪( :‬السيد م) وهو رمز اإلمام املؤيد باهلل عليه السالم‪.‬‬
‫الصدَائي‪ ،‬تـرجم لـه يف‪ :‬االسـتيعاب (‪ ،)530/2‬رقـم (‪،)825‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )302‬ـ هو‪ :‬زياد بن احلار‬
‫الكمـال (‪،)445/9‬‬ ‫اإلصابة (‪ ،)582/2‬رقم (‪ ،)2852‬جامع األُصول (‪ ،)406/12‬تهذي‬
‫أن أبـا‬
‫(‪ ،)317/3‬رقـم (‪ ،)2150‬وأفـاد املـزي وابـن حجـر َّ‬ ‫التهذي‬ ‫رقم (‪ ،)2032‬تهذي‬
‫داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وابن ماجه رووا عنه‪.‬‬
‫(‪ )303‬ـ يع يف الطبقات‪.‬‬
‫الكويف القَـاصّ‪ .‬روى لـه اجلماعـة‪ .‬انظـر‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫جلدَلِي القَيهسِيُّ‪ ،‬أبو القاسم‬
‫(‪ )304‬ـ مَعهبَد بن خالد ا َ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ115‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[حبانَبنَصخر]ََ َ‬
‫التجريد‪،‬‬ ‫حبان بن صخر (باملهملة‪ ،‬ولخره نون) مذا يف بعض نسخ شر‬
‫وأصول األحكام‪.‬‬
‫والصواب باجليم‪ ،‬ولخره راء؛ وقد مَرّ‪.‬‬
‫[حبانَبنَاملنقذ]ََ َ‬
‫حَبَّان (بفتح املهملة‪ ،‬وتثقيل املوحدة‪ ،‬فألف‪ ،‬فنون؛ مذا السماع‪ ،‬ومذا يف‬
‫املؤتلف واملختلف(‪ ،)305‬وشر مسلم للنووي) ابن املنقذ (لخره معجمة)‪.‬‬
‫قيل فيه‪ :‬الصثابي بن الصثابي‪ ،‬األنصاري؛ شهد بدراً‪ ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫مات زمن عثمان‪.‬‬
‫قيل‪ :‬ومان يف مائة ومثانني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد‪.‬‬
‫[حبةَبنَخالدَالسدي]ََ َ‬
‫حبة (باملوحدة ‪ -‬ويف بعض الكت ‪ :‬بتثتية مثناة ‪ )-‬بن خالد األسدي‪ ،‬أخو‬
‫سواء‪.‬‬
‫سلاامِ بن شُ َرحهِبيهل(‪ ،)306‬فق ‪.‬‬
‫مل يرو عنهما غري َ‬
‫أخرج هلما‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وأبو نعيم‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫َّ‬
‫السلَويل]ََ َ‬‫[حَبَشَيََبنَجَنَادَةَ َ‬
‫حُبهشِي بن جَُنادَة (بضم املهملة‪ ،‬وإسكان املوحدة‪ ،‬ومسر الشني معجمة)‬

‫الكمال (‪ ،)228/28‬رقم (‪.)6070‬‬ ‫تهذي‬


‫(‪)305‬ـ املؤتلف واملختلف للدار قط (‪ ،)425/1‬ط‪( :‬دار الغرب اإلسالمي)‪.‬‬
‫التهــذي‬ ‫الكمــال (‪ ،)292/12‬رقــم (‪ ،)2659‬تهــذي‬ ‫(‪ )306‬ـ انظــر ترمجتــه يف تهــذي‬
‫(‪ ،)259/4‬رقم (‪.)2802‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ116‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫السَّلُولي(‪.)307‬‬
‫نزل الكوفة‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬الشعيب‪ ،‬وأبو إسثاق السَِّبيه ِع ُّ‬
‫‪ :‬وشهد مشاهد أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم ذمره يف اإلصابة(‪)308‬؛ وقد تبـت‬ ‫قل‬

‫عن غريه‪.‬‬
‫[حَجَرََبنَعَدَيَ]َ َ‬
‫حُجهر(‪ )309‬بن عدي ‪ -‬ويدعى حجر بن األَدهَبر ‪.-‬‬
‫له صثبة‪ ،‬ووفادة‪ ،‬ورواية عن النيب صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪ ،‬ومسـع مـن‬
‫علي‪ ،‬وعمار‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وسَ َل َمةُ بن مُ َهيهل‪.‬‬
‫وعنه مواله أبو ليلى‪ ،‬وأبو البَخهَترِ ِّ‬
‫شهد مع علي عَلَيهه السَّالم صفني‪.‬‬
‫‪ :‬واجلمل والنهروان‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال(‪ :)310‬ومان عابداً صاحلاً‪ ،‬يـالزم الوضـوء‪ ،‬ويـأمر بـاملعروف‪ ،‬وينهـى عـن‬
‫فيه إىل معاوية؛ فأرسـل‬ ‫املنكر؛ ومان ُيكَذِّب زياداً على املنى‪ ،‬وحصبـه مرة‪ ،‬فكت‬
‫به إليه‪ ،‬فقتله يف سنة إحدى ومخسني‪.‬‬

‫الس ـلُولي ‪-‬بفــتح املهملــة‪ ،‬وختفيــف الــالم‬


‫(‪ -)307‬قــال ابــن حجــر يف اإلصــابة (‪َّ « :)13/2‬‬
‫املضمومة‪ -‬نسبة إىل سَلُول‪ ،‬وهي أمُّ ب مُرَّةَ بنِ صَعهصَعة»‪.‬‬
‫(‪ -)308‬اإلصابة (‪ ،)14/2‬رقم الرتمجة (‪.)1560‬‬
‫(‪ -)309‬قال ابن حجر يف اإلصابة (‪« :)37/2‬حُجهر – بضم أوله‪ ،‬وسكون اجليم‪.»-‬‬
‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )310‬ـ أي السيد اإلمام صاح‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ117‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وملا أمر بقتله‪ ،‬قال ملن حضر من أهله‪ :‬ال تطلقوا ع حديـداً وال تغسـلوا عـ‬
‫دماً؛ فإني مالقٍ معاوية على اجلادة(‪.)311‬‬
‫ويف رواية ابن عسامر(‪ :)312‬ملا أمر بقتله‪ ،‬قال‪ :‬دعوني ألصلي رمعـتني؛ فصـلى‬
‫رمعتني‪ ،‬تم قال‪ :‬ال تطلقوا‪...‬إخل‪ ،‬وادفنوني يف تيابي‪.‬‬
‫‪ :‬وقد سبق ذمره يف الفصل الثاني‪ ،‬وإيراد بعض فضائله رضوان اهلل عليه‪.‬‬ ‫قل‬

‫[حَدَرَدَالسلمي]َ َ‬
‫حَ هدرَد بن أبي حدرد‪ ،‬أبو خِ َراش األسلمي‪.‬‬
‫قال املرشد باهلل‪ :‬صثابي‪.‬‬
‫عنه‪ِ :‬عمه َران بن أبي أََنس يف اهلجران‪.‬‬
‫وهو بفتح احلاء املهملة‪ ،‬وسكون الدال األوىل مهملة‪ ،‬وفتح الراء‪.‬‬
‫قال يف اجلامع(‪ :)313‬من مبار الصثابة(‪.)314‬‬
‫َ[حذيفةَبنَأَسَيَدَالغفاري]ََ َ‬
‫سيهد(‪( )315‬بفتح اهلمزة‪ ،‬ومسر السني) ابن خالد الغفاري‪.‬‬
‫حذيفة بن أَ ِ‬
‫شهد بيعة الرضوان‪.‬‬
‫روى عن علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وعنه‪ :‬أبو الطفيل‪ ،‬وابن أبي ليلى‪.‬‬

‫(‪ -)311‬انظر يف ميفية مقتله رضـوان اهلل تعـاىل عليـه‪ :‬االسـتيعاب (‪ ،)329/1‬رقـم (‪،)487‬‬
‫اإلصابة (‪ ،)37/2‬أُسد الغابة (‪ ،)480/1‬رقم (‪ ،)1093‬وغريها‪.‬‬
‫(‪ )312‬ـ تاريخ دمشق البن عسامر (‪.)215/12‬‬
‫(‪ )313‬ـ جامع األصول (‪.)290/12‬‬
‫(‪ )314‬ـ مذا يف الطبقات (مخ)‪ ،‬والذي يف جـامع األصـول املطبـوع طبعـة (دار الفكـر)‪« :‬مـن‬
‫متاب الصثبة»‪.‬‬
‫سرِيهثَة الغِفاري‪.‬‬
‫(‪ )315‬ـ هو أبو َ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ118‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تويف سنة اتنتني وأربعني‪.‬‬


‫أخرج له املرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[حَذَيَفَةََبنَاليَمَانََصاحبَعلمَاملنافقني]َ َ‬
‫سيهل (بضم املهملة األوىل‪ ،‬على‬
‫حُ َذيه َفةُ بن اليَ َمان ‪ -‬خمففاً ‪ -‬واسم اليمان حُ َ‬
‫ي‪ ،‬أبو عبداهلل الكويف؛ صثابي جليل‪ ،‬من السابقني‪.‬‬
‫س ُّ‬
‫صيغة التصغري) العَبه ِ‬
‫أعلمه رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مبا مان وما يكون من الفنت‪ ،‬إىل يوم‬
‫القيامة‪ ،‬ومذا احلواد (‪.)316‬‬
‫‪ :‬وأعلمه باملنافقني‪.‬‬ ‫قل‬

‫تويف سنة ست وتالتني‪ ،‬بعد قتل عثمان بأربعني ليلة‪.‬‬


‫‪ :‬حال توجه الوصي عَلَيهه السَّالم حلرب اجلمل‪.‬‬ ‫قل‬

‫ومان عند موته ىث أصثابة باللثاق به‪ ،‬يقول‪ :‬احلقوا بـأمري املـؤمنني‪ ،‬وسـيد‬
‫املسلمني‪.‬‬
‫وأمر ولديه‪ :‬صفوان وسعيداً‪ ،‬فجاهدا‪ ،‬وقُتال معه بصفني‪ ،‬مما سبق(‪.)317‬‬

‫ما رواه مسلم يف جامعه املسمى بالصثيح بـرقم (‪ ،)7262‬ط‪( :‬العصـريَّة)‪،‬‬ ‫(‪ )316‬ـ من ذل‬
‫ُل فِتهنَةٍ هِـيَ مَائِنَـ ٌة فِيمَـا بَيهنِـي وَبَـيهنَ السَّـاعَةِ»‪،‬‬
‫حذَيهفَةُ بهنُ الْيَمَانِ‪« :‬وَاللاهِ إِنِّي َل َأعهلَمُ النَّاسِ بِك ِّ‬
‫قَالَ ُ‬
‫إخل‪.‬‬
‫حذَيهفَةَ‪ ،‬قَالَ‪« :‬قَا َم فِينَا َرسُولُ اللا ِه صَلاى اللاـهُ عَلَيهـهِ وللَـهُ‬
‫وروى مسلم أيضًا برقم (‪ ،)7263‬عَنه ُ‬
‫َوسَلامَ مَقَامًا مَا َترَ َ شَيهئًا يَكُونُ فِي مَقَامِ ِه ذَلِ َ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلاا حَدَّ َ بِهِ‪ ،‬حَفِظَهُ مَـنه حَفِظَـهُ‪،‬‬
‫وَنَسِيَهُ مَنه نَسِيَهُ»‪.‬‬
‫حذَيهفَةَ أَنَّهُ قَالَ‪« :‬أَخهَبرَنِي َرسُـولُ اللاـ ِه صَـلاى اللاـهُ عَلَيهـهِ وَللَـهُ‬
‫وروى مسلم برقم (‪ ،)7265‬عَنه ُ‬
‫سأَلْتُهُ إِلاا أَنِّي لَـمه َأسهـأَلْهُ مَـا يُخهـ ِرجُ‬
‫َوسَلامَ بِمَا هُوَ مَائِنٌ إِلَى أَنه تَقُومَ السَّاعَةُ فَمَا مِنههُ شَيهءٌ إِلاا َقده َ‬
‫َأههلَ الْ َمدِينَةِ مِنه الْ َمدِينَةِ»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ119‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫خرج له أئمتنا اخلمسة‪ ،‬والرسي(‪ ،)318‬والسمان‪ ،‬وذمره اإلمام زيد بن علي عَلَيهه‬
‫السَّالم يف اجملموع‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ابن أبي ليلى‪ ،‬وأبو الطفيل‪ ،‬وجندب‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫[حسانَبنَثاب ]ََ َ‬
‫حسان بن تابت األنصاري اخلزرجي‪ ،‬من فثول الشعراء يف اجلاهلية واإلسالم‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬عمر‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وعائشة‪.‬‬
‫مات قبل األربعني يف خالفة علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة مخس وأربعـني ولـه‬
‫مائة وعشرون سنة؛ ومان عثمانياً‪.‬‬
‫[احلَكَمََبنَعَمَيَر]َ َ‬
‫احلكم بن ُعمَري ‪ -‬مصغراً ‪ -‬الثمالي‪.‬‬
‫قال أبو نُ َعيم‪ :‬حدتنا إبراهيم بن حبي ‪ ،‬عن موسى بن أبي حبي ‪ ،‬قال‪ :‬أخىني‬
‫عمي‪ ،‬احلكم بن عُ َمـري ‪ -‬ومان بدرياً ‪ -‬قال‪ :‬صليت خلف الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام فجهر ببسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬يف صالة املغرب والعشاء الخـرة‪ ،‬ويف‬
‫الفجر‪ ،‬واجلمعة‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم يف احللية(‪ ،)319‬والدارقط (‪ ،)320‬وحممد بن منصـور(‪ ،)321‬بهـذا‬
‫السند‪.‬‬

‫(‪ )317‬ـ يف الفصل الثاني‪.‬‬


‫(‪)318‬ـ لعلنه النرسي‪.‬‬
‫(‪ )319‬ـ ويف متابه معرفة الصثابة ألبي نُعَيم‪ ،‬برقم (‪ ،)1927‬ط‪( :‬دار الوطن)‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ -)320‬سنن الدار قط (ط‪ /1/1‬ص (‪ ،)308‬رقم (‪ ،)1172‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ -)321‬أمالي اإلمام أمحد بن عيسـى عليهمـا السـالم (مـع رأب الصـدع)‪ ،)250/1( ،‬رقـم‬
‫(‪ ،)336‬ط‪( :‬دار النفائس)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ120‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال يف الطبقات‪ :‬وهو تالتي حملمد بن منصور‪ ،‬ال تالتي له غريه(‪.)322‬‬


‫ج له‪ :‬أبو نعيم‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والدارقط ‪ ،‬واحلامم‪ ،‬والديلمي؛ قالوا‪ :‬ومان له‬
‫خ َّر َ‬
‫َ‬
‫صثبة‪.‬‬
‫‪ :‬وهذا من األدلة على أن اجلهر بالبسملة يف اجلهريات ال غري(‪.)323‬‬ ‫قل‬

‫َ[حَكَيمَبنَحَزَامَبنَخويلد]ََ َ‬
‫ي‪ ،‬أبو خالد‪ ،‬ابن أخي خدجية أم املؤمنني َرضِي‬
‫ش ُّ‬
‫ح ِكيم بن حِ َزام بن خويلد القُ َر ِ‬
‫َ‬
‫اهلل عَنهها‪.‬‬
‫أسلم عام الفتح‪ ،‬ومان من املؤلنفة‪ ،‬فثسن إسالمه‪.‬‬
‫تويف باملدينة‪ ،‬سنة أربع ومخسني‪ ،‬عن مائة وعشرين‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫بن أبي تابت‪ ،‬وغريهم‪.‬‬ ‫ح َزام‪ ،‬وابن املسي ‪ ،‬وعُروة‪ ،‬وحَِبيه‬
‫عنه‪ :‬ابنه ِ‬
‫[محزةَبنَعَمروَالسلمي]َ َ‬
‫محزة بن عَمرو األسلمي؛ مان عابداً جمتهداً‪ ،‬سَرهدَ الصوم‪.‬‬
‫تويف سنة إحدى وستني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عائشة‪ ،‬وعُروة‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي ‪.‬‬
‫(فصلَاخلاءَاملعجمةَمنَأعلى) َ‬
‫[خَارَجَةَبنَحَذَافَة‪َ،‬قاضيَعمروَبنَالعاص]ََ َ‬

‫ي‪ ،‬قتله عمرو اخلارجي(‪ ،)324‬ليلة ضُرِب علي عَلَيهه‬


‫جةُ بن حُ َذافَ َة العَ َدوِ ُّ‬
‫خارِ َ‬
‫َ‬

‫(‪ )322‬ـ يع أن رواة السند تالتة فق ‪.‬‬


‫(‪)323‬ـ وقد تقدَّم البثث يف هذا‪ ،‬واستيفاء الداللة عليه يف الفصل اخلامس‪ ،‬فارجع إليه‪.‬‬
‫(‪ )324‬ـ هو عمرو بن بكر‪ .‬انظر القضية يف تاريخ الطىي (‪ ،)156/3‬وغريه‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ121‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫السَّالم اعتقادًا أنه عمرو بن العاص‪ ،‬ومان قاضيه ‪ -‬قيل‪ :‬وعلى شرطته ‪.-‬‬
‫عنه‪ :‬عبداهلل بن أبي مرة حديث الوتر‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واألربعة‪ ،‬إال النسائي‪.‬‬
‫[خالدَبنَعَرَفَطَة‪َ،‬حاملَرايةَالضاللة]ََ َ‬
‫عَلَيهه السَّالم بإسناده إىل أم‬ ‫خالد بن عُرهفُ َطة القضاعي‪ ،‬ذمره اإلمام أبو طال‬
‫حكيم اجلدلية‪ ،‬أنها مسعت رجالً يقول لعلي عَلَيهه السَّالم‪ :‬استغفر خلالد بن‬
‫عُرهفُ َطة‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما مات؛ ولن ميوت حتى ىمل راية ضاللة‪.‬‬
‫قالت أم حكيم‪ :‬فرأيته جاء من عند معاوية بالراية‪.‬‬
‫‪ :‬وروى هذا يف شر النهج(‪ )325‬وغريه(‪.)326‬‬ ‫قل‬

‫تويف مبصر‪ ،‬سنة أربع وستني‪.‬‬


‫[خالدَاخلزاعي]ََ َ‬
‫خالد اخلزاعي‪.‬‬
‫قال حممد بن منصور(‪ :)327‬مان من أصثاب الشجرة‪.‬‬
‫ومانت بيعة الشجرة لخر سنة ست‪ ،‬وتسمى بيعة الرضوان‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد(‪ )328‬بإسناده إىل ولده نافع(‪ ،)329‬أن النيب صَلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام مان إذا صلى والناس ينظرون‪ ،‬صلى صالة خفيفة‪ ،‬تامة الرموع والسجود‪.‬‬

‫(‪ -)325‬شر النهج البن أبي احلديد (‪ ،)286/2‬وانظر أيضًا يف شر النهج (‪.)47 /16‬‬
‫(‪ -)326‬مقاتل الطالبيني (ص‪.)71/‬‬
‫(‪ )327‬ـ أمالي اإلمام أمحد بـن عيسـى عليهمـا السـالم (مـع رأب الصـدع) (‪ ،)416/1‬رقـم‬
‫(‪.)643‬‬
‫(‪ )328‬ـ أمالي اإلمام أمحد بـن عيسـى عليهمـا السـالم (مـع رأب الصـدع) (‪ ،)416/1‬رقـم‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ122‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬
‫َّ‬
‫[خَرَاشََبنََأَمَ َية]َ َ‬
‫ي‪ ،‬شهد بيعة‬
‫ي الكَعهِب ُّ‬
‫خ َراشُ (مبعجمتني‪ ،‬بينهما مهملة‪ ،‬وألف) ابن ُأ َمَّي َة اخلُ َزاعِ ُّ‬
‫ِ‬
‫الرضوان‪.‬‬
‫قال حممد(‪ :)330‬وحجم للرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وهو مُثهرِمٌ‪ ،‬بِ َقره ٍن‬
‫ض ٍة‪.‬‬
‫ضَّب ٍ ِب ِف َّ‬
‫مُ َ‬
‫[خَزَيَمةَبنََأَوس]َ َ‬

‫(مبعجمتني‪ ،‬أوالهما مضمومة‪ ،‬تم حتتية‪ ،‬فميم ‪ -‬ويف اإلممال‬ ‫خململزْملية‬


‫مبهملتني)(‪ )331‬ابن أوس بن حارتة الطائي‪.‬‬
‫قال اإلمام أبو طال (‪ :)332‬هاجر إىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بعد‬
‫منصرفه من تبو ‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ولد ولده محَُيد بن مُ هنهِ ‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام‪.‬‬
‫[خزميةَبنَثاب ‪َ،‬ذوَالشهادتني]ََ َ‬
‫ي‪ ،‬ذو‬
‫س ُّ‬
‫خزمية (ماألول بإتبات اهلاء) ابن تابت‪ ،‬أبو عُ َمارَ َة األنصاري األَوه ِ‬

‫(‪.)643‬‬
‫(‪ )329‬ـ عن أبيه خالد‪.‬‬
‫(‪ )330‬ـ ـ أمــالي اإلمــام أمحــد بــن عيســى عليهمــا الســالم (رأب الصــدع) (‪ ،)723/2‬رقــم‬
‫(‪ ،)1173‬وقال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ -‬حني َف ِر َ‪(( :‬عَظُمَت أمَانَـ ُة رجـلٍ قَـامَ‬
‫ثدِ هيدَةٍ))‪.‬‬
‫عَلَى َأوهدَاجِ رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه ولله وسلم‪-‬بِ َ‬
‫حرَيهم‪ ،‬ويف اجلداول (خمتصر الطبقات) (مخ)‪ ،‬ومعرفة الصثابة ألبـي نُعَـيم‪ ،‬بـرقم‬
‫(‪ )331‬ـ أي ُ‬
‫خرَيم –خباء وراء‪-‬‬
‫(‪ُ ،)848‬‬
‫عليه السالم (ص‪ ،)77/‬رقم (‪.)30‬‬ ‫(‪ )332‬ـ أمالي اإلمام أبي طال‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ123‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫الشَّ َهادََتيهنِ؛ شهد بدراً وما بعدها؛ مانت راية ب خَطْ َم َة بيده يوم الفتح‪ ،‬ومان سيداً‬
‫فيهم‪.‬‬
‫وشهد مع علي عَلَيهه السَّالم اجلمل‪ ،‬وحضر صفني‪ ،‬فلما قتل عمار بن ياسر‪،‬‬
‫قال‪ :‬مسعتُ رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يقول‪(( :‬تقتل عماراً الفئة‬
‫ل سيفه‪ ،‬وقاتل حتى قُتل‪ ،‬سنة سبع وتالتني ‪ -‬رضوان اهلل عليه ‪.-‬‬
‫الباغية)) تم س ّ‬
‫‪ :‬وقــد ســبق الكــالم عليــه‪ ،‬يف اجلــزء األول(‪ ،)333‬يف الصــثابة املفضــلني‬ ‫قلة‬

‫للوصي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫روى عنه عبداهلل بن حصني‪.‬‬
‫[خالدَبنَزيد] َ‬
‫خالد بن زيد‪ :‬أبو أيوب األنصاري َرضِي اهلل عَنهه يأتي يف الكنى ‪.‬‬
‫(فصلَالدالَاملهملة)َََ َ‬
‫[دَيَلَمَاحلَمَيَرَيَ]َ َ‬
‫ي؛ وليس بديلم بن‬
‫ثمهَيرِ ُّ‬
‫َديه َلمُ (بفتح أوله‪ ،‬وسكون التثتية‪ ،‬وفتح الم‪ ،‬فميم) الْ ِ‬
‫َفريوز(‪.)334‬‬
‫ي‪.‬‬
‫عنه‪ :‬مَرهَتدُ اليَ َزِن ُّ‬
‫قال ابن عبد الى(‪ :)335‬مل يُرو عنه فيما أعلم‪ ،‬غري حديث واحد يف األشربة‪.‬‬

‫(‪ )333‬ـ يف الفصل الثاني‪.‬‬


‫(‪ )334‬ـ انظر‪ :‬جامع األصول (‪ ،)366/12‬االستيعاب (‪ ،)463/2‬رقم (‪ ،)463‬أسد الغابـة‬
‫الكمـال (‪،)503/8‬‬ ‫(‪ ،)79/2‬رقم (‪ ،)1521‬اإلصـابة (‪ ،)392/2‬رقـم (‪ ،)2412‬تهـذي‬
‫(‪ ،)192/3‬رقم (‪.)1914‬‬ ‫التهذي‬ ‫رقم (‪ ،)1808‬تهذي‬
‫(‪ )335‬ـ االستيعاب (‪.)463/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ124‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫(فصلَالذالَاملعجمة)ََََ َ‬
‫[ذَؤيبَبنَحَلَحَلَةََاخلَزَاعَيَ]َ َ‬
‫ث َل َة (مبهملتني‪ ،‬بينهما الم سامنة‪ ،‬فالم متثرمة‪،‬‬
‫(بضم أوله) بن حَلْ َ‬ ‫ذؤي‬
‫فهاء) اخلزاعي الكعيب(‪ ،)336‬شهد الفتح‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬اإلمام املؤيد باهلل حديثاً واحداً‪ ،‬حديث البُدهن‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه قبيصة‪ ،‬وابن عباس‪.‬‬
‫عاش إىل زمن معاوية‪.‬‬
‫(فصلَالراءَاملهملة)َََ َ‬
‫[رَافَعَبنَخَدَيجَاحلارثي]َ َ‬
‫ي‪ ،‬احلارتي؛ عُرض يوم بدر‬
‫س ُّ‬
‫َرافِع بن خَ ِديج (بفتح معجمةٍ‪ ،‬ومسر مهملة) األَوه ِ‬
‫فاستُصهغر‪ ،‬وأجازه يوم أحد‪ ،‬فشهدها وما بعدها؛ ومان عريف قومه‪.‬‬
‫وشهد مع علي عَلَيهه السَّالم صفني‪ ،‬وأصابه سهم يوم أحد فبقي النصـل فكـان‬
‫سببه انتقض عليه‪ ،‬فتويف‪ ،‬سنة أربع وسبعني‪ ،‬وهو يف ست ومثانني‪.‬‬
‫روى عن علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وأبي بن مع ‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬إياس بن خليفة وغريه‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة ‪.‬‬
‫[رافعَبنَمَكَيث]َ َ‬
‫رافع بن مَ ِكيث ‪ -‬لخره مثلثة معظيم ‪ -‬اجله ‪ ،‬شهد احلديبية والفتح‪ ،‬ومعه‬
‫لواء قومه‪.‬‬
‫له حديث واحد عند أبي طال ‪ ،‬رواه بعض ب رافع‪ ،‬وعبداهلل بن احلار ‪.‬‬

‫(‪ )336‬ـ االستيعاب (‪ ،)464/2‬رقم (‪ ،)708‬أسد الغابة (‪ ،)96/2‬رقـم (‪ ،)1565‬اإلصـابة‬


‫(‪ ،)422/2‬رقم (‪.)2491‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ125‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫[رافعَموىلَالنبيَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم]ََ َ‬
‫رافع موىل النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫بيّض له يف الطبقات ومل يذمر غري هذا‪.‬‬
‫ويف اإلصابة بعد أن ساق ترمجته(‪ :)337‬وال أحسبه إال أبا رافع؛ قال ابن الكليب‪:‬‬
‫والناس يغلطون يف هذا فيقولون‪ :‬أبو رافع‪ ،‬وإمنا هو رافع‪.‬‬
‫[رَفَاعَةَبنَرافع]َ َ‬
‫إىل‬ ‫رُ َفاعَة (بضم أوله) بن رافع بن العَجه َلان األنصاري‪ ،‬اخلزرجي؛ وقد ينس‬
‫جده فيقال‪ :‬رفاعة بن مال ‪.‬‬
‫شهد العقبة‪ ،‬وشهد مع علي عَلَيهه السَّالم اجلمل وصفني‪.‬‬
‫تويف أول زمن معاوية‪.‬‬
‫روى عنه ابناه‪ :‬عبيد‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬وىيى بن خَلااد [بن رافع] ابن أخيه(‪.)338‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬وحممد؛ والبخاري‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫(فصلَالزايَاملعجمة) َ‬
‫[الزَبَيَبََبنََثَعَلَبَةَ]َ َ‬
‫الزَُّبيه ُ (بضم املعجمة‪ ،‬فموحدتني‪ ،‬بينهما حتتية‪ ،‬ويقال‪ :‬بنون بعد الزاي) بن‬
‫تعلبة العنىي‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه(‪ ،)339‬وحفيده شعيث ‪ -‬مبثلثة(‪.- )340‬‬

‫(‪ -)337‬اإلصابة (‪ ،)447-448/2‬رقم الرتمجة (‪.)2553‬‬


‫(‪ )338‬ـ ومذا روى عنه ابن ابن أخيه‪ :‬علي بن ىيى بن خالد بن رافع‪.‬‬
‫(‪ )339‬ـ قال يف جامع األصول (‪« :)405/12‬روى عنه ابنه عُبَيهد اهلل‪ ،‬مذا جاء يف متـاب أبـي‬
‫داود‪ .‬والذي جاء يف متاب ابن عبد الى‪ ،‬وابن ماموال‪ :‬عبد اهلل‪ .‬حديثه يف البصريني»‪.‬‬
‫الكمـال (‪ ،)540/12‬رقـم‬ ‫يف تهـذي‬ ‫الزبَيـ‬
‫(‪ ) 340‬ـ انظر ترمجة شُـعَيث بـن ُعبَيـداهلل بـن ُّ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ126‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وأبو داود ‪.‬‬


‫[الزبريَبنَالعوامَالسدي]ََ َ‬
‫الزبري بن العوام األسدي‪ ،‬أمه صفية بنت عبد املطل ‪ ،‬عمة النيب صَلاى اهلل عَليهه‬
‫ولله وسَلام أسلم بعد أبي بكر‪ ،‬تم هاجر اهلجرتني‪ ،‬وشهد املشاهد ملها‪.‬‬
‫سـتقاتله‬ ‫وحضر حرب اجلمل‪ ،‬وملا ذَما َره علـي عَلَيهـه السَّـالم احلـديث‪(( :‬إنـ‬
‫وأنت له ظـامل)) انصرف(‪ ،)341‬فلثقه ابن جرموز‪ ،‬فقتله؛ تم جاء برأسه وسـيفه إىل‬
‫علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فقال علي عَلَيهه السَّالم‪ :‬بشر قاتل ابن صفية بالنار‪.‬‬

‫(‪.)2762‬‬
‫(‪ -)341‬هذا احلديث الشريف من أعالم النبـوة‪ ،‬ومعجـزات الرسـالة‪ ،‬رواه ابـن أبـي شـيبة يف‬
‫منه برقم (‪ ،)38983‬ولفظـه‪(( :‬فَـوَاهللِ‬ ‫املصنَّف (‪ ،)399-400/21‬رقم (‪ ،)38982‬وقري‬
‫صرَفَ‪.‬‬
‫ضرَبَ الزُّبَ هيرُ وَجههَ دَابَّتِ ِه فَانه َ‬
‫لَيُقَاتِلَنَّ َ يَوهمًا َوهُوَ لَ َ ظَالِمٌ))‪ ،‬قَالَ‪ :‬فَ َ‬
‫وروى احلامم يف املستدر (‪ ،)413/3‬رقم (‪)5574‬بإسناده إىل أبـي حـرب بـن أبـي األسـود‬
‫الديلي قال‪ :‬شهدتُ الزبري خرج يريد عليًّا فقال له علي‪( :‬أنشـد اهلل هـل مسعـت رسـول اهلل‬
‫صَلاى اللاهُ عَلَيههِ ولله وسَلام يقول‪(( :‬تقاتله وأنتَ له ظـامل))؟ فقـال‪ :‬مل أذمـر‪ ،‬تـم مضـى الـزبري‬
‫منصرفًا‪.‬‬
‫قال احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح»‪ ،‬وقال الذهيب يف التلخيص‪« :‬صثيح»‪.‬‬
‫العالية (‪ ،)57/10‬ط‪( :‬قرطبـة) بـرقم‬ ‫وروى احلديث أيضًا‪ :‬إسثاق بن راهويه مما يف املطال‬
‫أيضًـا بـرقم (‪ ،)4921‬وأبـو يعلـى يف‬ ‫(‪ ،)4920‬وبرقم (‪ ،)4922‬وابن مَنيع ممـا يف املطالـ‬
‫مســنده (‪ ،)29-30/2‬رقــم (‪ ،)666‬واحلــافظ البيهقــي يف دالئــل النبــوة (‪،)414-415/6‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫واستوفى مثريًا من طرقه ابن عسامر يف تاريخ دمشق (‪ ،)406-412/18‬ومذا الشيخ األلبـاني‬
‫يف السلسلة الصثيثة (‪ ،)339/6‬برقم (‪ )2659‬وحسَّـن بعضـها وصـثح أخـرى‪ ،‬وقـال يف‬
‫نهاية حبثه‪« :‬وباجلملة‪ :‬فثديث الرتمجة صثيح عندي لطرقه مما تقدم»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ127‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ومانت حرب اجلمل سنة ست وتالتني‪ ،‬وللزبري سبع وستون‪.‬‬


‫روى عنه ابناه‪ :‬عبداهلل وعروة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واجلرجاني‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬وقد مان مما قال أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ :‬ما زال الزبري رجالً منا أهـل‬ ‫قلة‬

‫البيت‪ ،‬حتى نشأ ابنه املشؤوم عبداهلل ‪ -‬أو مما قال ‪.-‬‬
‫وأنـت‬ ‫قال له أبو األسود الدؤلي ملا قدم البصرة‪ :‬يا أبا عبداهلل‪ ،‬عهد الناس ب‬
‫يوم بُويع أبو بكر لخذ بقائم سيف ‪ ،‬تقول‪ :‬ال أحد أوىل بهذا األمـر مـن ابـن أبـي‬
‫طال ؛ وأين هذا املقام من ذا ؟!‬
‫قال شار النهج(‪ :)342‬وأما الزبري‪ ،‬فلم يكن إال علوي الرأي‪ ،‬شـديد الـوالء‪،‬‬
‫جارياً من الرجل جمرى نفسـه‪.‬‬
‫يـوم السـقيفة‪ ،‬ومـا‬ ‫ويقال(‪ :)343‬إنه عَلَيهه السَّالم ملا استنجد باملسـلمني‪ ،‬عقيـ‬
‫جرى فيه‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬ويسأهلم النصرة واملعونة‪ ،‬أجابه أربعون رجالً فبايعهم على املوت‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬فأصبح مل يوافه منهم إال أربعة‪ :‬الزبري‪ ،‬واملقداد‪ ،‬وأبو ذر‪ ،‬وسلمان‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقد نقل الناس خى الزبري‪ ،‬ملا هُجم عليه ببيت فاطمة عَلَ هيهَا السَّالم ومُسر‬
‫سيفه يف صخرة ضُربت به‪ ،‬ونقلوا اختصاصه بعلي عَلَيهه السَّـالم وخلواتـه بـه‪ ،‬ومل‬
‫يزل موالياً له‪ ،‬متمسكاً حببه ومودته‪ ،‬حتى نشأ ابنه عبداهلل‪.‬‬
‫‪...‬إىل لخر مالمه‪.‬‬

‫(‪ -)342‬شر النهج (‪.)13/11‬‬


‫(‪ -)343‬شر النهج (‪.)14/11‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ128‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وفيه(‪ :)344‬دخل الزبري وطلثة على علـي عَلَيهـه السَّـالم فاسـتأذناه يف العمـرة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما العمرة تريدان‪ ،‬وإمنا تريدان الغدرة‪ ،‬ونكث البيعة‪.‬‬
‫فثلفا باهلل ما اخلالف عليه وال نكث بيعته يريدان‪ ،‬وما رأيهما غري العمرة‪.‬‬
‫قال هلما‪ :‬فأعيدا البيعة لي تانية‪.‬‬
‫فأعاداها‪ ،‬بأشد ما يكون من األميان واملواتيق؛ فأذن هلما‪.‬‬
‫فلما خرجا من عنده‪ ،‬قال ملن مان حاضراً‪ :‬واهلل‪ ،‬ال ترونهما إال يف فتنة يقـتالن‬
‫فيها‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬يا أمري املؤمنني‪ ،‬فمر بردهما علي ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ليقضي اهلل أمراً مان مفعوالً‪.‬‬
‫[زَهَيَرََبنََصَرَدَاجلَشَمَي]َ َ‬
‫ي أبو جَرهوَل؛ أدر يوم هوازن ‪ -‬أي يوم حُنَـيهن ‪ -‬وهـو‬
‫ش ِم ُّ‬
‫زُ َهيهرُ بنُ صُ َر َد الْجُ َ‬
‫القائل ملن أسرهم رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪:‬‬
‫َفإنَّــــ َ املَــــرءُ َنرهجُــــوهُ َوَننهَتظِــــرُ‬ ‫ي(‪َ )345‬رسُولَ اللا ِه ِفي مَ َر ٍم‬
‫امهنُنه َع َل َّ‬
‫‪...‬األبيات‪.‬‬
‫فلما مسع الشعر‪ ،‬قال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬ما مان لي ولب‬
‫فهو لكم))‪.‬‬ ‫عبد املطل‬
‫وقالت قريف‪ :‬ما مان لنا فهو هلل ولرسوله‪.‬‬
‫وقالت األنصار‪ :‬ما مان لنا فهو هلل ولرسوله‪.‬‬
‫أخرجه اإلمام املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم(‪ )346‬وغريه(‪.)347‬‬

‫(‪ -)344‬شر النهج (‪ ،)232/1‬وانظر أيضًا من شر النهج (‪.)17/11‬‬


‫(‪ )345‬ـ يف معجم الطىاني الكبري‪ ،‬واالستيعاب‪ ،‬وأسد الغابة‪ ،‬وغريها‪ :‬علينا‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ129‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وهذا اخلى مخاسي لإلمام املرشد باهلل‪ ،‬وتالتي للطىاني(‪.)348‬‬


‫[زيدَبنَأرقم]ََ َ‬
‫زيد بن أرقم األنصاري اخلزرجي‪ ،‬استصغر يوم أحد؛ غزا مع النيب صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام سبع عشرة غزوة‪ ،‬ومان من خواص علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وشهد مع‬
‫علي عَلَيهه السَّالم صفني(‪.)349‬‬
‫تويف بالكوفة‪ ،‬سنة مثان وستني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عبد الرمحن بن أبي ليلى‪ ،‬وعبد األعلى‪ ،‬وعطية العَوه ِفي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫[زيدَبنَثاب َالنصاري]ََ َ‬
‫زيد بن تابت بن الضثا األنصاري اخلزرجي‪.‬‬
‫أبو خارجة؛ استصغره النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يوم بدر فرده‪ ،‬وشهد مـا‬
‫بعدها؛ ومل يشهد شيئاً من حروب علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫ضلُ علياً‪ ،‬ويظهر حَُّبهُ‪.‬‬
‫يُ َف ِّ‬ ‫قال ابن عبد الى(‪ :)350‬ومان مع ذل‬
‫‪.-‬‬ ‫تويف باملدينة‪ ،‬سنة مخس وأربعني ‪ -‬وقيل غري ذل‬
‫خرج له‪ :‬أئمتَُنا اخلمسةُ إال اجلرجانيَّ‪ ،‬واجلماعةُ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬رفاعة بن رفاعة‪ ،‬وولده خارجة(‪.)351‬‬

‫(‪ )346‬ـ األمالي اخلميسية (‪.)20/2‬‬


‫(‪ )347‬ـ االستيعاب (‪ ،)520/2‬أسد الغابة (‪.)169/2‬‬
‫(‪ )348‬ـ املعجم الكبري (‪ ،)269/5‬رقم (‪ ،)5303‬ط‪( :‬مكتبة ابن تيمية)‪.‬‬
‫(‪ )349‬ـ انظر‪ :‬االستيعاب (‪ ،)536/2‬رقم (‪.)837‬‬
‫(‪ )350‬ـ االستيعاب (‪ ،)540/2‬وقال ابن األتري يف أسد الغابة (‪ :)186/2‬ومان يُظهـر فضـل‬
‫علي وتعظيمه‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ130‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[زيدَبنَحارثةَموىلَالنبيَ(ص)]ََ َ‬
‫ي اليَ َمانِي‪ ،‬حِ ُّ رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫حيهل الكَلِْب ُّ‬
‫ش َرا ِ‬
‫زيد بن حارتة بن َ‬
‫وسَلام منَّ عليه فأعتقه؛ وامرأته أم أمين موالة النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم‪.‬‬
‫قال ابن إسثاق(‪ :)352‬أسلم وصلى بعد علي‪.‬‬
‫وشهد بدراً‪ ،‬وقتل مبؤتة‪ ،‬سنة مثان َرضِي اهلل عَنهه‪.‬‬
‫وله ذمر يف جمموع زيد بن علـي َع َليهـه السَّـالم‪ ،‬وخـرج لـه‪ :‬املؤيـد بـاهلل عَلَيهـه‬
‫السَّالم‪.‬‬
‫[زيدَبنَخالدَاجلَهَنَي]َ َ‬
‫زيد بن خالد الْجُ َهِني‪ ،‬أبو عبد الرمحن؛ شهد احلديبية‪ ،‬ومان معه لواء جُ َهيهَن َة يوم‬
‫الفتح‪.‬‬
‫تويف سنة مثان وسبعني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة(‪ ،)353‬واجلماعة‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪ ،‬وعطاء(‪ ،)354‬وعبيد اهلل بن عبداهلل بن عتبة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫(فصلَالسنيَاملهملة)َََ َ‬
‫[ساملَموىلَأبيَحذيفة]ََ َ‬
‫سامل موىل أبي حذيفة‪ ،‬هو ابن َمعه ِقل؛ ويقال‪ :‬ابن عبيد بن عتبة‪.‬‬

‫(‪ )351‬ـ خارجة بن زيد بن تابت‪.‬‬


‫العلميـة)‪ ،‬الـروض األنـف‬ ‫(‪ )352‬ـ السرية النبوية البن إسـثاق (‪ ،)182/1‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫للسُّهَيهلي (‪ ،)428/1‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ )353‬ـ املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل عليهم السالم‪.‬‬
‫الكمال‬ ‫(‪ )354‬ـ روى عن زيد بن خالد‪ :‬عطاء بن أبي رَبَا ‪ ،‬وعطاء بن يَسَار‪ .،‬أفاده يف تهذي‬
‫(‪.)64/10‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ131‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫مان من فـارس؛ مـان مـن خيـار الصـثابة ومبـارهم‪ ،‬شـهد بـدراً؛ قتـل يـوم‬
‫اليمامة(‪.)355‬‬
‫[سَبَرَةَاجلَهَنَيَ]َ َ‬
‫جة ‪ -‬اجله ؛ عداده يف‬
‫س َ‬
‫سبه َرة (بإسكان املوحدة) ابن مَعهَبد بن الربيع ‪ -‬أو عَوه َ‬
‫َ‬
‫البصريني‪.‬‬
‫أول مشاهده اخلندق؛ مان ينزل ذا املروة‪ ،‬وبها مات‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[سَخَبَرة]َ َ‬
‫سخىة (بفتح أوله‪ ،‬وسكون املعجمة‪ ،‬فموحدة‪ ،‬فراء)؛ عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬والرتمذي‪.‬‬
‫[سعدَبنَعائذَمؤذنَقباء]ََ َ‬
‫سعد بن عائذ (لخره معجمة) موىل عمار بن ياسر‪ ،‬ويعرف بسعد القَ َرظ (مبشالة‬
‫معجمة‪ ،‬الشجر الذي يُ هدبَ ُ به)‪.‬‬
‫أَذّن بقباء‪ ،‬على عهد رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام ونقلـه عمـر علـى‬
‫املدينة؛ بقي إىل سنة أربع وسبعني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عبد الرمحن بن سعد بن عمار بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪.‬‬
‫[سعدَبنَعبادة‪َ،‬سيدَاخلزرج]ََ َ‬
‫راية األنصار يف املشاهد ملها؛ شهد بدراً‪،‬‬ ‫سعد بن عبادة‪ ،‬سيد اخلزرج‪ ،‬صاح‬
‫وقيـل‪ :‬ال؛ وهو من نقباء األنصار ليلة العقبة‪ ،‬ومان مثري الصدقات واجلود‪،‬‬
‫وختلنف عن بيعة أبي بكر‪.‬‬

‫(‪ )355‬ـ جامع األصول (‪.)431/12‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ132‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬وعن بيعة عمر؛ وقد سبق ما رواه اجلوهري عن علي بن سليمان النوفلي‪،‬‬ ‫قل‬

‫قال‪ :‬مسعت أَُبّياً يقول‪ :‬ذمر سعد بن عبادة يوماً علياً‪ ،‬بعد يوم السقيفة‪ ،‬فذمر أمـراً‬
‫واليته‪ ،‬فقال له ابنه قيس بن سعد‪ :‬أنت مسعت رسول اهلل صَـلاى‬ ‫من أمره يوج‬
‫اخلالفـة‪،‬‬ ‫اهلل عَليهه ولله وسَلام يقول هذا الكالم يف علي بن أبي طال ‪ ،‬تـم تطلـ‬
‫‪ -‬واهلل ‪ -‬من رأسـي بعـد هـذا‬ ‫ويقول أصثاب ‪ :‬منا أمري ومنكم أمري؟ ال ملنمت‬
‫ملمة أبداً‪.‬‬
‫قُتل حبوران‪ ،‬من أعمال دمشق‪ ،‬سنة مخس عشرة تقريباً‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واجلرجاني‪ ،‬وحممد‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[سعدَبنَمالكَأبوَسعيدَاخلدري]ََ َ‬
‫بن سنان األنصاري‪ ،‬أبو سعيد اخلدري؛ مشهور بكنيته‪ ،‬وهو من‬ ‫سعد بن مال‬
‫مشهوري الصثابة وفضالئهم‪ ،‬املكثرين يف الرواية‪ ،‬معـدود من أهل الصفة؛ غزا‬
‫مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام اتنيت عشرة غزوة‪ ،‬أوهلا اخلندق؛‬
‫واستصغر يوم أحد‪.‬‬
‫تويف باملدينة‪ ،‬سنة أربع وسبعني‪ ،‬وله أربع وتسعون‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬والسيلقي‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬وأهل املسانيد‪.‬‬
‫عنه‪ :‬احلسن‪ ،‬وعطاء(‪ ،)356‬وعطية(‪ ،)357‬وخلق‪.‬‬
‫وأخرج له‪ :‬عبد الرزاق‪ ،‬وابن أبي شيبة‪ ،‬وذمر أنه شهد مع علـي عَلَيهـه السَّـالم‬
‫حرب اخلوارج‪ ،‬وذمر احلديث(‪.)358‬‬

‫(‪ )356‬ـ عطاء بن أبي ربا ‪ ،‬وعطاء بن يَسَار‪.‬‬


‫(‪ )357‬ـ عطية العَوهفِي‪.‬‬
‫(‪ )358‬ـ وهو ما روى البخاري يف جامعه املسمى بالصـثيح بـرقم (‪ ،)3610‬ط‪( :‬العصـريَّة)‬
‫خدهرِيَّ رَضِيَ اللاهُ عَنههُ قَالَ‪:‬‬
‫بإسناده إىل أَبُي سَلَمَةَ بهنِ عَ هبدِ الرَّحهمَنِ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْ ُ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ133‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫يف‬ ‫‪ :‬وقد تبت أنه من املفضلني ألمري املؤمنني َعلَيهه السَّـالم ممـا ذمـر ذلـ‬ ‫قل‬

‫قواعد عقائد لل حممد عَلَ هيهَم السَّالم(‪.)359‬‬


‫قال اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم(‪ :)360‬وله يف اإلسالم خطر‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫[سعدَبنَمعاذ]ََ َ‬
‫سعد بن معاذ بن النعمان األوسي‪ ،‬سيد قومه؛ شهد بدراً وأحداً‪ ،‬واستشهد يوم‬
‫اخلندق‪ ،‬وفيه قال النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬اهتز العرش ملوت سعد))‪.‬‬
‫أخرج له أبو طال ‪ ،‬وله يف البخاري‪ ،‬فرد حديث ‪.‬‬
‫‪ :‬وهو احلامم حبكم اهلل تعاىل يف ب قريظة ‪ -‬رضوان اهلل عليه ‪.-‬‬ ‫قل‬

‫بَيهنَمَا نَثهنُ عِ هندَ َرسُولِ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ َوهُوَ يَقْسِمُ قِسهمًا أَتَا ُه ذُو الْخُوَيهصِـرَةِ َوهُـوَ‬
‫رَجُلٌ مِنه بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ‪ :‬يَا َرسُولَ اللاهِ ا هع ِدله‪ .‬فَقَالَ‪(( :‬وَيهلَ َ وَمَنه يَ هع ِدلُ إِذَا لَمه َأ هع ِدله‪َ ،‬قده خِبهتَ‬
‫ب ُعُنقَـهُ‪َ .‬فقَـالَ‪:‬‬
‫ل اللاـ ِه ائهـ َذ هن لِـي فِيـ ِه َف َأضهـرِ َ‬
‫ل ُع َمرُ‪ :‬يَا َرسُو َ‬
‫ن َأ هع ِدلُ))‪َ .‬فقَا َ‬
‫ت إِ هن َل هم َأ ُم ه‬
‫س هر َ‬
‫خِ‬‫َو َ‬
‫حدُمُمه صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمه‪ ،‬وَصِيَامَهُ مَ َع صِيَامِهِمه‪ ،‬يَ ْقرَءُونَ الْ ُقرهل َن لَـا‬
‫(( َدعههُ َفإِنَّ لَهُ أَصهثَابًا يَثه ِقرُ أَ َ‬
‫الرمِيَّةِ‪ ،‬يُنه َظرُ إِلَى نَصهـلِ ِه فَلَـا يُوجَـ ُد فِيـهِ‬
‫يُجَاوِزُ َترَاقِيَهُمه‪ ،‬يَ همرُقُونَ مِنه الدِّينِ مَمَا يَ همرُقُ السَّههمُ مِنه َّ‬
‫ِـي ِه َوهُـ َو ِق هدحُـ ُه َفلَـا يُوجَـ ُد فِيـ ِه‬
‫ُم ُي هن َظ ُر إِلَـى َنض ِّ‬
‫ي ٌء ت َّ‬
‫ش ه‬
‫ج ُد فِي ِه َ‬
‫شَيهءٌ‪ ،‬تُمَّ يُنه َظرُ إِلَى رِصَا ِف ِه َفمَا يُو َ‬
‫َالدمَ‪ ،‬ليَـتُهُمه رَجُـلٌ َأسهـوَدُ إِحهـدَى‬
‫جدُ فِيهِ شَيهءٌ َقده سَبَقَ الْ َفره َ و َّ‬
‫شَيهءٌ‪ ،‬تُمَّ يُنه َظرُ إِلَى ُقذَذِهِ فَلَا يُو َ‬
‫خرُجُونَ عَلَى حِنيِ ُفرهقَةٍ مِنه النَّاسِ))‪.‬‬
‫ضدَيههِ مِثهلُ تَدهيِ الْ َمرهأَةِ‪َ ،‬أوه مِثهلُ الْبَضهعَةِ َتدَرهدَرُ وَيَ ه‬
‫عَ ُ‬
‫ثدِيثَ مِنه َرسُولِ اللاهِ صَـلاى اللاـهُ عَلَيهـهِ وَللَـهُ َوسَـلامَ‪،‬‬
‫قَالَ أَبُو سَعِيدٍ‪َ :‬ف َأشه َهدُ أَنِّي سَمِعهتُ َهذَا الْ َ‬
‫وََأشه َهدُ أَنَّ عَلِ يَّ بهنَ أَبِي طَالِ ٍ قَاتَلَهُمه وَأَنَا مَعَهُ‪َ ،‬فأَ َمرَ ِبذَلِ َ الرَّجُلِ فَالْتُ ِمسَ َفأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَـرهتُ‬
‫إِلَيههِ عَلَى نَعهتِ النَّبِيِّ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ االذِي نَعَتَهُ‪.‬‬
‫األئمة األربعة‬ ‫(‪ )359‬ـ واحلافظ ابن عبد الى يف االستيعاب (‪ ،)1090/3‬والباقالني يف مناق‬
‫(ص‪.)306/‬‬
‫(‪ )360‬ـ حديقة احلكمة النبوية يف تفسري األربعني السيلقية (ص‪( )49/‬احلديث اخلـامس)‪ ،‬ط‪:‬‬
‫(دار احلكمة اليمانية)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ134‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[سعدَبنَأبيَوقاص]ََ َ‬
‫ي‬
‫‪ -‬بن أُ َهيه ‪ ،‬القرشي الزُّههرِ ّ‬ ‫واسم أبيه مال‬ ‫قل ‪:‬‬ ‫سعد بن أبي وقاص ‪-‬‬
‫املكي‪ ،‬أبو إسثاق؛ أسلم قبل فرض الصالة‪ ،‬وشهد بدراً وما بعدها‪ ،‬واعتزل بعد‬
‫قتل عثمان‪.‬‬
‫‪ :‬هو مما قال الوصي عَلَيهه السَّالم‪ :‬مل ينصر احلق‪ ،‬ومل ‪،‬ذل الباطـل؛ إال أن‬ ‫قل‬

‫له مع معاوية مقامات محيـدة‪ ،‬يُرجـى لـه بهـا التوفيـق للنجـاة‪ ،‬قـد َر ّد فيهـا علـى‬
‫معـاوية‪ ،‬ونشر فيها فضائل أخي رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وروى فيها‬
‫النصوص النبوية‪ ،‬مخى املنزلة‪ ،‬والراية‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫عنــه أئمــة العــرتة عَلَـ هيهَم السَّــالم والعامــة‪ :‬البخــاري‪ ،‬ومســلم‪،‬‬ ‫أخــرج ذلـ‬
‫وغريهما‪.‬‬
‫ما روى حممد بن جرير الطىي‪ ،‬عن حممد بن محيد الـرازي‪ ،‬عـن أبـي‬ ‫من ذل‬
‫جماهد‪ ،‬عـن حممد بن إسثاق بن أبي جنيح‪ ،‬قال‪ :‬ملا حج معاوية طاف بالبيت ومعه‬
‫سعد؛ فلما فر انصرف معاوية إىل دار الندوة‪ ،‬فأجلسه معـه علـى سـريره‪ ،‬ووقـع‬
‫على سرير ‪،‬‬ ‫معاوية يف علي‪ ،‬وشرع يف سبه‪ ،‬فزحف سعد؛ تم قال‪ :‬أجلست مع‬
‫تم شرعت يف س ّ علي‪ ،‬واهلل ألن يكون لـي خصـلة واحـدة مـن خصـال مانـت‬
‫إلي مما طلعت عليه الشمس؛ ألن أمون صهراً لرسـول اهلل صَـلاى اهلل‬ ‫لعلي‪ ،‬أح‬
‫إلي من أن يكون لي ما طلعت عليـه‬ ‫عَليهه ولله وسَلام لي من الولد ما لعلي‪ ،‬أح‬
‫الشمس؛ واهلل ألن يكون رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال لي يـوم خيـى‪:‬‬
‫اهلل ورسوله ليس بفرّار‪ ،‬يفـتح‬ ‫((ألعطني الراية غداً رجالً ىبه اهلل ورسوله‪ ،‬وى‬
‫إلي من أن يكون لي مـا طلعـت عليـه الشـمس؛ واهلل ألن‬ ‫اهلل على يـديه)) أح‬
‫يكون رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال لي ما قالـه لـه يف غـزوة تبــو ‪:‬‬
‫((أال ترضى أن تكون م مبنزلة هـارون من موسى إال أنه ال نـيب بعـدي)) أحـ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ135‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫داراً مـا‬ ‫إلي من أن يكون لي ما طلعت عليـه الشـمس‪ ،‬وأيـم اهلل ال دخلـت لـ‬
‫بقيت؛ ونهض‪.‬‬
‫تويف يف العقيق‪ ،‬على عشرة أميال من املدينة‪ ،‬ومحل إليها‪ ،‬سنة مثان ‪ -‬أو مخـس‬
‫‪ -‬ومخسني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬إال حممدَ بنَ منصورٍ‪ ،‬واجلماعةُ‪.‬‬
‫روى عنه سعيد بن املسي ‪ ،‬وابنته عائشة‪.‬‬
‫‪ :‬وغريهما‪.‬‬ ‫قل‬

‫[سعيدَبنَزيدَبنَعمروَالعَدَوَيَ]َ َ‬
‫سعيد بن زيد بن عمرو العَ َدوِي؛ أسلم هو وزوجته فاطمة بنت اخلطاب يف أول‬
‫اإلسالم‪ ،‬وشهد املشاهد إال بدراً‪ ،‬وهو أحد العشرة‪.‬‬
‫‪ :‬قد سبق االستدالل على عدم صثته‪.‬‬ ‫قل‬

‫وقال عَلَيهه السَّالم يف متابه إىل طلثـة والـزبري يف ابتـداء نكثهمـا‪ :‬فارجعـا أيهـا‬
‫الشيخان عن رأيكما؛ فإن الن أعظم أمرمما العار‪ ،‬من قبل أن جيتمع العار والنار‪.‬‬
‫قال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل‪ -‬يف التخريج(‪ :)361‬فلو صحّ حديث العشرة‪ ،‬مل يكن لقول‬
‫باب العلم وجه؛ تأمل‪.‬‬
‫والكتاب يف نهج البالغة(‪.)362‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫ساحِق(‪ ،)363‬وابنته أمساء‪.‬‬
‫عنه‪ :‬حممد بن طلثة‪ ،‬ونوفل بن مُ َ‬

‫(‪ )361‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)386/4‬‬


‫(‪ -)362‬شر النهج البن أبي احلديد (‪.)131/17‬‬
‫خرَمَةَ ال ُق َرشِي العَامري‪ .‬ذمره حممد بن سعد‬
‫(‪ )363‬ـ «نوفل بن مُسَاحِق بن عبد اهلل األمى بن مَ ه‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ136‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[سعيد]ََ َ‬
‫سعيد؛ مذا يف الطبقات‪ ،‬وبيض بعده؛ تم قال‪ :‬له حديث يف فضل رج ‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ولده عبد العزيز؛ ذمره املرشد باهلل(‪.)364‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫[سَفَيَنَةَموىلَالنبيَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم]ََ َ‬
‫س ِفيهَنة موىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أهمله يف الطبقات‪.‬‬
‫َ‬
‫ويف هامشها من خ احلليب‪( :‬املناق ) أي أنه أخرج له حممد بن سليمان الكويف‬
‫يف املناق ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫قال يف االستيعاب(‪ )365‬بعد أن ذمر االختالف يف امسه‪ :‬روينـا عنـه أنـه قـال‪:‬‬
‫أني خرجت معه ومعـه‬ ‫مساني رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام سفينة‪ ،‬وذل‬
‫أصثابه‪ ،‬فثقل عليهم متاعهم‪ ،‬فثملوه علي‪ ،‬فقال لي رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام‪(( :‬امحل فإمنا أنت سفينة)) فلو محلتُ حينئذ وقر بعري ما تقل علي‪.‬‬
‫وقال له سعيد(‪ :)366‬ما امس ؟‬
‫فقال‪ :‬ما أنا مبخى ؛ مساني رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام سـفينة‪ ،‬وال‬
‫أريد غري هذا االسم‪.‬‬

‫يف الطبقة الثانية من أهل املدينة‪ ،‬وقال‪ :‬ولي القضاء باملدينة‪ .‬قال الزُّبري بن بَكاـار‪ :‬حـدت عمـي‬
‫قال مان نوفل من أشراف قريف‪.‬‬ ‫مصع‬
‫شرهطة مُسهلم ابن عُقْبة املـرِّي يف وقعـة احلَـرَّة‪ ،‬وأنَّـه قَتَـلَ‬
‫وزعم الواقدي انَّ نَوفلًا هذا مان على ُ‬
‫التهذي‬ ‫مَعهقِلَ بن سِنَان األشهجَعِيَّ صَ هبرًا بأمر ُمهسلِمٍ‪ .‬واهلل تعاىل أعلم»‪ .‬اهـ بتصرف من تهذي‬
‫البن حجر (‪ ،)437/10‬رقم (‪.)7535‬‬
‫وفضله‪.‬‬ ‫(‪ )364‬ـ يف األمالي اخلميسية (‪ ،)91/2‬يف صوم رج‬
‫(‪ -)365‬االستيعاب (‪.)684-685/2‬‬
‫(‪ -)366‬سعيد بن جُمه َهان مما يف االستيعاب (‪.)685/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ137‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروى عنه‪ :‬احلسن‪ ،‬وحممد بن املنكدر‪ ،‬وسعيد بن جُمه َهان‪.‬‬


‫[سلمانَبنَعامرَالضبي]ََ َ‬

‫سلمان بن عامر الضيب(‪)367‬؛ قال مسلم‪ :‬مل يكن يف الصثابة ضيب غريه‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬والبخاري‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[سلمانَالفارسي]ََ َ‬
‫سلمان اخلري‪ ،‬أبو عبداهلل‪ ،‬موىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫أشار يف الطبقات إىل قصة إسالمه؛ وهي يف شر النهج(‪ )368‬أمتّ‪ ،‬فنوردها منه‬
‫باختصار‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأما حديث إسالمه‪ ،‬فقد ذمره مثري من احملدتني‪ ،‬ورووه عنـه؛ قـال‪ :‬منـت‬
‫أبي لي أن حبس يف البيت‪ ،‬مما‬ ‫ابن دهقان قرية(‪ )369‬حي أصبهان‪ ،‬وبل من ح‬
‫حتبس اجلارية؛ فأرسل أبي يوماً إىل ضيعة له‪ ،‬فمررت بكنيسة النصارى‪ ،‬فـدخلت‬
‫عليهم‪ ،‬فأعجبت صالتهم‪ ،‬فقلت‪ :‬دين هؤالء خري مـن ديـ (‪)370‬؛ فسـألتهم أيـن‬
‫أصل هذا الدين؟‬
‫قالوا‪ :‬بالشام‪.‬‬

‫(‪ )367‬ـ انظر ترمجته يف‪ :‬جامع األصول (‪ ،)444/12‬االستيعاب (‪ ،)633/2‬رقـم (‪،)1031‬‬
‫ُأسهد الغابة (‪ ،)309/2‬رقم (‪ ،)2150‬اإلصابة (‪ ،)140/3‬رقم (‪.)3358‬‬
‫قصــة إســالمه يف التمهيــد البــن عبــد الَبــرِّ‬ ‫(‪ -)368‬شــر الــنهج (‪ ،)37/18‬وانظــر مــذل‬
‫(‪ُ ،)95/3‬أسهد الغابة (‪ ،)309/2‬رقم الرتمجة (‪.)2151‬‬
‫جرُ‪ ،‬وزَعـي ُم فَلاـاحِي‬
‫الدههقانُ ‪-‬بالكسر والضَّ ِّم‪ :-‬القَوِيُّ على التَّصَرُّفِ معَ حِدِّةٍ‪ ،‬والتَّا ِ‬
‫(‪ )369‬ـ « ِّ‬
‫العَجَمِ‪ ،‬ورَئِيسُ اإلقْلِيمِ‪ .‬مُعَرَّبٌ»‪ .‬متت من القاموس‪.‬‬
‫(‪ )370‬ـ ألنه مان متديناً باجملوسية‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ138‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فهربت من والدي‪ ،‬حتى قدمت الشام‪ ،‬فدخلت على األسقف‪ ،‬فجعلت أخدمه‬
‫وأتعلم منه‪ ،‬حتى حضره املوت؛ فقلتُ‪ :‬إىل من توصي بي؟‬
‫الناس‪ ،‬وترموا دينهم‪ ،‬إال رجالً باملوصل‪ ،‬فاحلق به‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬قد هل‬
‫الرجل‪ ،‬فلم يلبث إال قليالً حتى حضرته الوفـاة؛‬ ‫فلما قضى حنبه‪ ،‬حلقتُ بذل‬
‫فقلتُ‪ :‬إىل من توصي بي؟‬
‫فقال‪ :‬ما أعلم أحداً بقي على الطريقة املستقيمة‪ ،‬إال رجالً بنصيبني‪.‬‬
‫نصيبني؛ تـم احتضـر‪ ،‬فبعـث إىل رجـل بعموريـة مـن أرض‬ ‫فلثقت بصاح‬
‫الروم؛ فلما نزل به املوت‪ ،‬قلتُ‪ :‬إىل من توصي بي؟‬
‫بـدين إبـراهيم‪، ،‬ـرج‬ ‫فقال‪ :‬قد تر الناس دينهم‪ ،‬وقد أظل زمان نيبء مبعو‬
‫بأرض العرب‪ ،‬مهاجراً إىل أرض بني حرتني‪ ،‬هلا خنل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما عالمته؟‬
‫قال‪ :‬يأمل اهلدية‪ ،‬وال يأمل الصدقة‪ ،‬بني متفيه خامت النبوة‪.‬‬
‫من مل ‪ ،‬فخرجت معهـم؛ فلمـا بلغـوا بـي وادي القـرى‪،‬‬ ‫قال‪ :‬ومَرّ بي رم‬
‫ظلموني وباعوني‪ ،‬ومحل إىل املدينة؛ فواهلل ما هـو إال أن رأيتهـا فعرفتهـا‪ ،‬وبعـث‬
‫اهلل حممداً مبكة‪ ،‬وال أعلم بشيء من أمره؛ إذ أقبل ابن عمّ لسيدي‪ ،‬فقال‪ :‬قاتـل اهلل‬
‫ب قيلة‪ ،‬قد اجتمعوا على رجل بقباء قدم عليهم من مكة‪ ،‬يزعمون أنه نيبء‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأخذني القر واالنتفاض‪ ،‬وجعلت أستقصي يف السؤال؛ فما ملم بكلمة‪،‬‬
‫ودع ما ال يعني ‪.‬‬ ‫بل قال‪ :‬أقبل على شأن‬
‫فلما أمسيت أخذت شيئاً من التمر‪ ،‬وأتيت به النيب صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‬
‫أصثاباً غرباء ذوي حاجـة‪ ،‬وهـذا شـيء‬ ‫رجل صاحل‪ ،‬وأن ل‬ ‫فقلت‪ :‬بلغ أن‬
‫عندي للصدقة‪ ،‬فرأيتكم أحق به من غريمم‪.‬‬
‫فلم يأمل‪.‬‬ ‫فقال عَلَيهه السَّالم ألصثابه‪(( :‬ملوا))‪ ،‬وأمس‬
‫فقلت يف نفسي‪ :‬هذه واحدة؛ وانصرفت‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ139‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ال تأمـل‬ ‫فلما مان من الغد‪ ،‬أخذت ما مان عندي وأتيته به‪ ،‬فقلت‪ :‬إني رأيتـ‬
‫الصدقة؛ وهذه هدية‪.‬‬
‫فقال‪(( :‬ملوا))‪ ،‬وأمل معهم‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬إنه هلو؛ فأقبلت أُ َقِّبلُهُ وأبكي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما ل ؟‬
‫صاحب ))‪ ،‬فكاتبتـه‬ ‫فقصصت عليه القصة؛ فأعجبه‪ ،‬وقال‪(( :‬يا سلمان‪ ،‬مات‬
‫على تالمثائة خنلة وأربعني أوقية‪.‬‬
‫فقال رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام لينصـار‪(( :‬أعينـوا أخـامم))؛‬
‫فأعانوني‪ ،‬فوضعها رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فصثت ملها‪...‬إخل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومان سلمان من شيعة علي عَلَيهه السَّالم وخاصته‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومان إذا قيل‪ :‬ابن من أنت؟ يقول‪ :‬أنا سلمان ابن اإلسالم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وروى أبو عمر بن عبد الى(‪ ،)371‬أن سـلمان أتـى رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام‪...‬إىل قوله‪ :‬فغرس رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام ذلـ‬
‫النخل مله بيده‪ ،‬إال خنلة واحدة غرسها عمر بن اخلطاب‪ ،‬فـأطعم النخـل ملـه إال‬
‫النخلة؛ فقلعها وغرسها رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بيده‪ ،‬فأطعمت‪.‬‬ ‫تل‬
‫قال أبو عمر‪ :‬وقد روي أن سلمان شهد بدراً وأحداً‪ ،‬وهو عبد يومئذ‪ ،‬واألمثـر‬
‫مشهد‪.‬‬ ‫أن أول مشاهده اخلندق‪ ،‬ومل يفته بعد ذل‬

‫(‪ )371‬ـ االستيعاب (‪.)634/2‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ140‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[أحاديثَيفَفضلَسلمانَوخترجيها]ََ َ‬

‫قال أبو عمر(‪ :)372‬وقد روي عن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام مـن‬
‫وجوه‪ ،‬أنه قال‪(( :‬لو مان الدين يف الثريا لناله سلمان))‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقد روي عن عائشة قالت‪ :‬مان لسلمان جملس من رسـول اهلل صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام ينفرد به بالليل‪ ،‬حتى ماد يغلبنا علـى رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام‪.‬‬
‫وقد روي من حديث ابن بريدة عن أبيـه‪ ،‬أن رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫أربعة‪ ،‬وأخىني أنه ىبهم‪ :‬علي‪ ،‬وأبو ذر‪ ،‬واملقداد‪،‬‬ ‫وسَلام قال‪(( :‬أمرني ربي حب‬
‫وسلمان))‪.‬‬
‫ي‪ ،‬عن علي عَلَيهـه‬
‫قال‪ :‬وقد روى األعمف‪ ،‬عن عَمهرو بن مُ َّرة‪ ،‬عن أبي البَخهَترِ ِّ‬
‫ل‪ ،‬وَالْ ِعلْ َم الخِ َر؛ ذَا َ َبثهرٌ لَـا‬
‫السَّالم أنه سُئل عن سلمان‪ ،‬فقال‪َ ( :‬ع ِل َم الْ ِعلْ َم األَ َّو َ‬
‫ت)‪.‬‬
‫ل البَيه ِ‬
‫يُنه َزفُ‪ ،‬وَهو مَِّنا أَهه َ‬
‫ث ِكيهمِ)‪.‬‬
‫ي َملُقْ َمانَ الْ َ‬
‫س ُّ‬
‫سلْ َمانُ الفَارِ ِ‬
‫ويف رواية زاذان‪ ،‬عن علي عَلَيهه السَّالم‪َ ( :‬‬
‫‪ :‬قال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل‪ -‬يف ختريج الشايف(‪ :)373‬وعنه صلى اهلل عليـه وللـه‬ ‫قل‬

‫وسلم‪(( :‬اشتاقت اجلنة إىل أربعة‪ :‬علي‪ ،‬وسـلمان‪ ،‬وأبـو ذر‪ ،‬وعمـار بـن ياسـر))‬
‫أخرجه ابن عسامر(‪ ،)374‬عن حذيفة ‪.‬‬
‫وع نه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪(( :‬اشـتاقت اجلنـة إىل تالتـة‪ :‬علـي‪ ،‬وعمـار‪،‬‬
‫وسلمان)) أخرجه احلامم(‪ )375‬والكنجي‪ ،‬عن أنس(‪.)376‬‬

‫(‪ )372‬ـ االستيعاب (‪.)636/2‬‬


‫(‪ )373‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)92/2‬‬
‫(‪ )374‬ـ تاريخ دمشق البن عسامر (‪.)411/21‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ141‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وعنـه صَـلاى اهلل عَليهــه وللـه وسَـلام ((أال إن اجلنــة اشـتاقت إىل أربعــة‪ :‬علــي‪،‬‬
‫واملقداد‪ ،‬وسلمان‪ ،‬وأبو ذر)) أخرجه الطىاني(‪ .)377‬انتهى من التفريج(‪.)378‬‬
‫أربعة مـن أصـثابي‪ ،‬وأخىنـي‬ ‫وعنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬أمرت حب‬
‫اهلل بأنه ىبّهم‪ :‬علي‪ ،‬وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وسـلمان الفارسـي‪ ،‬واملقـداد بـن األسـود‬
‫الكندي)) أخرجه الروياني‪ ،‬عن بريدة(‪ ،)379‬انتهى من التفريج(‪.)380‬‬
‫وأخرج حنوه أمحـد بـن حنبـل(‪ ،)381‬عـن بريـدة أيضـاً‪ ،‬انتهـى منـه ‪ -‬أي مـن‬
‫التفريج(‪.- )382‬‬
‫ورواه اخلوارزمي(‪ )383‬وابن املغازلي(‪)384‬؛ ورواه علي بن موسـى الرضـا عنـه‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بإسناده‪ ،‬مما يف الصثيفة(‪.)385‬‬

‫(‪ -)375‬املستدر للثامم النيسابوري (‪ ،)148/3‬رقم (‪ ،)4666‬وقال احلامم‪« :‬هذا حـديث‬


‫صثيح اإلسناد ومل ‪،‬رجاه»‪ .‬وقال الذهيب يف التلخيص‪« :‬صثيح»‪.‬‬
‫للكنجي (ص‪( )131/‬الباب السادس والعشرون)‪.‬‬ ‫(‪ )376‬ـ املناق‬
‫(‪ -)377‬رواه الطىاني يف املعجم األوس (‪ /)305/7‬رقم (‪ ،)7569‬ورواه يف املعجم الكبري‬
‫العلمية)‪ ،‬بلفظ‪(( :‬إن اجلنة تشتاق إىل أربعة‪ :‬علـي‬ ‫(‪ ،)548/3‬رقم (‪ ،) 5922‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫بن أبي طال ‪ ،‬وعمار بن ياسر‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬واملقداد بن األسود))‪ ،‬رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫(‪ )378‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)32/‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ -)379‬انظر‪ :‬مجع اجلوامع للسيوطي (‪ ،)140/2‬رقم (‪ ،)4497‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ )380‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)33/‬‬
‫العلميـة)‪ ،‬ورواه أمحـد بـن‬ ‫(‪ -)381‬مسند أمحد (‪ ،)417/5‬رقم (‪ ،)23078‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫حنبل يف فضائل الصثابة (‪ ،)857/2‬رقم (‪ ،)1176‬ط‪( :‬دار ابن اجلوزي)‪.‬‬
‫(‪ )382‬ـ التفريج (مخ) (ص‪.)34/‬‬
‫للخوارزمي (ص‪( ،)77/‬الفصل السادس)‪.‬‬ ‫(‪ -)383‬املناق‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ142‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ورواه أبو علي الصفار(‪ ،)386‬عن بريدة أيضاً‪ ،‬انتهى من مصنفه(‪.)387‬‬


‫وروى عبد الوهاب الكالبي(‪ ،)388‬عن أنس‪ ،‬قـال‪ :‬قـال رسـول اهلل صـلى اهلل‬
‫عليه ولله وسلم‪(( :‬إن اجلنة اشتاقت إىل علي وعمار وسلمان))‪.‬‬
‫وروى أيضاً(‪ )389‬بإسناده إىل بريدة‪ ،‬وإىل عبداهلل بن بريدة‪ ،‬عن أبيـه قـاال‪ :‬قـال‬
‫أربعـة‪ ،‬وأخىنـي أنـه‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪(( :‬إن اهلل أمرني حبـ‬
‫ىبهم‪ :‬علي‪ ،‬وأبوذر‪ ،‬وسلمان‪ ،‬واملقداد بن األسود الكندي))‪ ،‬من مناقبه(‪.)390‬‬
‫وأخرجه الكنجي(‪ )391‬عن بريدة‪ ،‬انتهى(‪.)392‬‬

‫البن املغازلي (ص‪ ،)182/‬رقم (‪ ،)331‬ورقم (‪ ،)332‬ورقم (‪.)333‬‬ ‫(‪ -)384‬املناق‬


‫(‪ -)385‬صثيفة اإلمام علي بـن موسـى الرضـا عليهمـا السـالم (ص‪ ،)456/‬املطبوعـة مـع‬
‫جمموع اإلمام األعظم زيد بن علي عليهما السالم‪ .‬ط‪( :‬دار مكتبة احلياة)‪.‬‬
‫(‪ -)386‬أمـالي الصــفار (ط‪ /1‬ص (‪ ،)91-92‬ط‪( :‬مؤسسـة اإلمــام زيـد بــن علـي عليهمــا‬
‫السالم الثقافية)‪.‬‬
‫(‪ )387‬ـ أي مصنَّف الصَّفاار‪.‬‬
‫عليـه السـالم‪ ،‬لعبـد الوهـاب الكالبـي‬ ‫(‪ -)388‬فضائل أمـري املـؤمنني علـي بـن أبـي طالـ‬
‫(ص‪ ،)33/‬رقم (‪ ،)20‬ط‪( :‬مؤسسة اإلمام زيد بن علي عليهما السالم الثقافية)‪.‬‬
‫عليـه السـالم‪ ،‬للكالبـي (ط‪ ،)42/1‬رقـم‬ ‫(‪ -)389‬فضائل أمري املؤمنني علي بن أبـي طالـ‬
‫(‪ ،)29‬و(ص‪ ،)43/‬رقم (‪ ،)30‬و( ص‪ ،)59/‬رقم (‪.)46‬‬
‫الكالبي‪.‬‬ ‫(‪ )390‬ـ مناق‬
‫للكنجي (ص‪( )95-94/‬الباب الثاني عشر)‪.‬‬ ‫(‪ )391‬ـ املناق‬
‫(‪ )392‬ـ من التخريج‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ143‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وهؤالء الثالتة مانوا من خواص لل حممد صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وممن مان‬
‫يرى تفضيـل علي عَلَيهه السَّالم على سائر الصـثابة‪ ،‬ممـا نقلـه ابـن عبـد الـى يف‬
‫االستيعاب عنهم‪ ،‬وهو مذمور يف ترمجة علي(‪.)393‬‬
‫انتهى من تفريج الكروب(‪.)394‬‬
‫قال السيد اإلمام يف الطبقات‪ :‬ومان مـن فضـالء الصـثابة وزهـادهم‪ ،‬وأحـد‬
‫النجباء‪ ،‬وسكن العراق‪ ،‬وعمر طويالً‪ ،‬ومات باملدائن‪ ،‬سنة مخـس وتالتـني؛ يقـال‪:‬‬
‫إنه عاش تالمثائة سنة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسةُ إالن اجلرجانيَّ‪ ،‬واجلماع ُة؛ وروى عنه‪ :‬زَاذَانُ ‪.‬‬
‫[سلمةَبنَالكوع]ََ َ‬
‫سلمة بن األموع األسلمي؛ شهد بيعة الرضوان‪ ،‬ومان شجاعاً رئيساً‪ ،‬يسبق‬
‫الفرس‪ ،‬خيِّراً فاضالً؛ تم ملا مات عثمان سكن الرََّب َذة‪ ،‬وعاد إىل املدينة‪ ،‬وبها تويف‪،‬‬
‫سنة أربع وسبعني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬حممد بن إبراهيم التَّيه ِمي‪ ،‬وولده إياس(‪ )395‬حديث الطري‪.‬‬
‫ِّ‬
‫[سلمةَبنَاحملبق]ََ َ‬
‫سلمة بن الْمُثَبِّق (بضم امليم‪ ،‬وفتح املهملة‪ ،‬وتشديد املوحدة مكسورة‪ ،‬فقاف‬

‫(‪ )393‬ـ االستيعاب (‪.)1090/3‬‬


‫(‪ )394‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)33/‬‬
‫(‪ )395‬ـ إياس بن سَلَمَة بن األموع‪ .‬قال ابن سعد‪« :‬تويف باملدينة سنة تسع عشـرة ومئـة‪ ،‬وهـو‬
‫الكمـال (‪ ،)403/3‬رقـم‬ ‫ابن سبع وسبعني سنة»‪ .‬روى له اجلماعـة‪ .‬انظـر ترمجتـه يف تهـذي‬
‫(‪.)590‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ144‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ث ِّد ‪ ،‬قال يف اجلامـع(‪«:)396‬وأهل احلديث يفتثون املوحدة» على زنة مُ َعظام‪.‬‬


‫ممُ َ‬
‫وهو ابن ربيعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه سنان‪ ،‬واحلسن البصري‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[سالمةَبنَقيصر]ََ َ‬
‫سالمة بن قيصر؛ مسع النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وقيل‪ :‬تابعي‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عمرو بن ربيعة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪.‬‬
‫[سليمَالزَرَقَي]َ َ‬
‫سليم الزُّ َر ِقي؛ مسع علياً عَلَيهه السَّالم مبنى؛ وعنه‪ :‬ولده عمرو‪.‬‬
‫[مسرةَبنَجندب‪َ،‬احملرضَعلىَاحلسنيَ(ع)]ََ َ‬
‫مسرة بن جُندُب (بضم اجليم‪ ،‬وسكون النون‪ ،‬وضم املهملة وفتثها‪ ،‬فموحدة)‬
‫الفزاري الغطفاني‪ ،‬أبو عبد الرمحن؛ مان زياد بن أبيه يستخلفه على البصرة‪.‬‬
‫روى أبو طال (‪ )397‬بإسناده إىل حممد بن قيس‪ ،‬قال‪ :‬ملا استخلفه على البصرة‪،‬‬
‫أتاه رجل بزماته‪ ،‬فقتله؛ فقيل له يف ذل ‪ ،‬فقال‪ :‬يا غالم‪ ،‬هـات متـاب زيـاد؛ فـإذا‬
‫والعلة‪.‬‬ ‫فيه‪ :‬إذا أتا متابي‪ ،‬فاقتل على الظن والظنة‪ ،‬والش‬
‫وبها تويف‪ ،‬سنة سبع ‪ -‬أو مثان ‪ -‬ومخسني‪.‬‬
‫وذمر ابن األتري(‪ )398‬أنه ملا عزله معاوية‪ ،‬قال مسرة‪ :‬لعن اهلل معاوية؛ واهلل‪ ،‬لو‬
‫أطعت اهلل مما أطعت معاوية ما عذب أبداً‪.‬‬

‫(‪ )396‬ـ جامع األصول (‪ ،)446/12‬ولفظه‪« :‬أصثاب احلديث يفتثون الباء»‪.‬‬


‫(‪ -)397‬األمالي (ط‪( )1‬ص‪( ،)540/‬الباب الثامن واألربعون)‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ )398‬ـ الكامل يف التاريخ البن األتري (‪ ،)343/3‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ145‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال السيد اإلمام‪ :‬فإن قلت‪ :‬ميف جاز أخذ احلديث عند أصثابنا عنه؟‬
‫قال‪ :‬لعله حال سرته‪ ،‬أو على جواز األخذ عن فاسق التأويل‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة إال املرشد باهلل‪ ،‬وخرج له اجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬بــل هــو فاســق تصــريح‪ ،‬وأي شــبهة لــه يف قتــل املســلمني علــى الظــن‬ ‫قلة‬

‫الظن إمنا هو يف عدم االنقياد ألئمة الضالل؛ ومفى مبا صـر‬ ‫والظنّة‪...‬إخل‪ ،‬وذل‬
‫به عن نفسه‪ ،‬يف قوله‪ :‬لو أطعت اهلل‪...‬إخل؛ بل اإلنسان على نفسه بصرية‪.‬‬
‫يف شر النهج(‪ :)399‬وروى األعمف‪ ،‬عن أبي صاحل‪ ،‬قال‪ :‬قيل لنا‪ :‬قدم رجل‬
‫من أصثاب رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪ ،‬فأتينـا فـإذا هـو مسـرة بـن‬
‫جندب‪ ،‬وإذا عند إحدى رجليه مخر‪ ،‬وعند األخرى تلج؛ فقلنا‪ :‬ما هذا؟‬
‫قالوا‪ :‬به النقرس‪.‬‬
‫غداً؟ تؤتى بالرجل فيقال ل‬ ‫وإذا قوم قد أتوه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا مسرة‪ ،‬ما تقول لرب‬
‫هو من اخلوارج فتأمر بقتلـه؛ تـمّ يـؤتى بـالخر‪ ،‬فيقــال لـ ‪ :‬لـيس الـذي قتلتَـهُ‬
‫خبارجي‪ ،‬ذا فتى وجدناه ماضياً يف حاجته‪ ،‬فَشُِّب َه علينا؛ وإمنـا اخلارجي هذا؛ فتأمر‬
‫بقتل الثاني‪.‬‬
‫فقال مسرة‪ :‬وأي بأس يف هذا؟ إن مان من أهل اجلنة مضى إىل اجلنة‪ ،‬وإن مان‬
‫من أهل النار مضى إىل النار‪.‬‬
‫وروى فيه(‪ )400‬عن جعفر بن حممد‪ ،‬عن لبائه‪ ،‬قصة النخل؛ وحاصلها‪ :‬أنه شكا‬
‫رجل من األنصار على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أذى مسرة له بنخله‪،‬‬
‫فعاجله رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أن يبيعـه بثمنـه‪ ،‬أو بنخـل مكانـه‪ ،‬أو‬

‫(‪ -)399‬شر النهج (‪.)77/4‬‬


‫(‪ -)400‬شر النهج (‪.)78/4‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ146‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫يشرتي بستان شريكه‪ ،‬أو يرتمه لرسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬فلم يرض؛‬
‫فأمر بقطع خنله‪ ،‬وقال‪(( :‬ال حق له))‪.‬‬
‫وروى شري (‪ ،)401‬عن عبداهلل بن سعد‪ ،‬عن حجـر بـن عـدي‪ ،‬قـال‪ :‬قـدمت‬
‫املدينة‪ ،‬فجلست إىل أبي هريرة‪ ،‬فقال‪ :‬ممن أنت؟‬
‫قلت‪ :‬من أهل البصرة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما فعل مسرة؟‬
‫قلت‪ :‬هو حي‪.‬‬
‫إليَّ طول حياةٍ منه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ما أحد أح‬
‫قلت‪ :‬ومل ذا ؟‬
‫قال‪ :‬إن رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام قـال لـي ولـه وحلذيفـة بـن‬
‫اليمان(‪(( :)402‬لخرمم موتاً يف النار))‪ ،‬فسبقنا حذيفة؛ وأنا الن أمتنى أن أسبقه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبقي مسرة‪ ،‬حتى شهد مقتل احلسني‪.‬‬
‫وروى أمحد بن بشري(‪ ،)403‬عن ِمسه َعر بن مِ َدام‪ ،‬قال‪ :‬مـان مسـرة علـى شـرطة‬
‫عبيد اهلل بن زياد‪ ،‬ومان ىرض الناس على اخلروج إىل احلسني عَلَيهه السَّالم وقتاله‪.‬‬
‫وروى يف شر النهج(‪ ،)404‬أن معاوية بذل لسمرة أربعمائة ألف؛ ليفرتي علـى‬
‫اهلل ورسوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فقبل‪ .‬انتهى باختصار(‪.)405‬‬

‫(‪ -)401‬شر النهج (‪.)78/4‬‬


‫(‪ -)402‬يف اإلصابة (‪ )179/3‬أنَّ الثالث أبو حمذورة‪.‬‬
‫(‪ -)403‬شر النهج (‪.)78/4‬‬
‫(‪ -)404‬شر النهج (‪.)73/4‬‬
‫(‪ -)405‬من شر النهج‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ147‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬وقد روى خى أن لخر الثالتة املذمورين موتاً يف النار‪ ،‬وأن مسرة لخرهم‪،‬‬ ‫قل‬

‫ابنُ عبد الى يف االستيعاب(‪ ،)406‬وابن حجر يف اإلصابة(‪)407‬؛ ولكن محـاله علـى‬
‫أن املراد نار الدنيا؛ وهو تأويل سخيف‪ ،‬وفيه نوع من التثريف؛ إذ املعلـوم أنـه ال‬
‫إال نار الخرة ‪ -‬نعوذ باهلل منها ‪ -‬ولو أطلقها رسول اهلل‬ ‫يفهم وال يتبادر من ذل‬
‫صلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام وأراد غريهـا بـال قرينـة‪ ،‬لكـان فيـه تغريـر وتلبـيس ‪-‬‬
‫َ‬
‫وحاشاه ‪ -‬ولكان ال معنى لقلق أبي هريرة‪ ،‬ومتنيـه أن يسـبقه؛ وحسـبنا اهلل ونعـم‬
‫الوميل (‪.)408‬‬
‫[سهلَبنَحَنَيَف]َََ َ‬
‫ي‪ ،‬أبو تابت‪ ،‬والد أبي‬
‫س ُّ‬
‫سهل بن حَُنيهف (بضم املهملة مصغراً) األنصاري األَوه ِ‬
‫ي‪ ،‬شهـد املشاهد ملها‪ ،‬ومان ممن بايع على املوت‪ ،‬وتبت يوم أحد؛ تم‬
‫أُ َمامَة‪ ،‬بَدهرِ ٌّ‬
‫علياً عَلَيهه السَّالم من حني بويع له‪ ،‬واستخلفه على املدينة حني سار إىل‬ ‫صث‬
‫البصرة‪ ،‬وشهد معه صفني‪ ،‬وواله فارس؛ تم مات بالكوفة‪ ،‬سنة مثان وتالتني‪،‬‬
‫وصَلاى عليه علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وَ َمَّب َر عليه ستاً‪ ،‬فقال‪ :‬إنَّه مان بدرياً(‪.)409‬‬

‫(‪ -)406‬االستيعاب (‪ ،)654/2‬رقم الرتمجة (‪.)1063‬‬


‫(‪ -)407‬اإلصابة (‪ ،)179/3‬رقم (‪.)3477‬‬
‫(‪ -)408‬روى مس لم يف صثيثه عَنه ابهنِ عَبَّاسٍ‪ ،‬قَالَ‪ :‬بَلَ َ عُ َمرَ أَنَّ سَ ُمرَةَ بَاعَ خَ همرًا فَقَـالَ قَاتَـلَ‬
‫اللاهُ سَ ُمرَةَ‪ ،)...‬ورواه البخاري يف صثيثه بإسناده عن ابهن عَبَّاسٍ رَضِـيَ اللاـهُ عَنههُمَـا‪ ،‬إلاـا أنَّـه‬
‫أُبههِم امسه‪.‬‬
‫َن فُلَانًا بَاعَ خَ همرًا‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬قَاتَلَ اللا ُه فُلَانًا‪...‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬بَلَ َ عُ َمرَ بهنَ الْخَطاابِ أ َّ‬
‫حنَيـف‬
‫ن ُ‬
‫ل بـ ُ‬
‫عليـه السـالم‪ ،‬وقـد تُـويف سَـ هه ُ‬ ‫(‪ )409‬ـ وقال أمري املؤمنني علي بن أبـي طالـ‬
‫األَنصاريُّ بالكوفة بعد مرجعه من صِفليهن معه‪ ،‬ومان من أح ِّ النَّـاس إليـه‪( :‬لـو أَحَبَّنِـى جَبَـلٌ‬
‫لَتَهَافَته)‪ .‬انظر شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪ ،)275/18‬وانظر شر الشـريف الرضـيِّ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ148‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ويف رواية حملمد‪ :‬سبعاً؛ واألول أشهر‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬حممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[سهلَبنَأبيَخثمة]ََ َ‬
‫سهل بن أبي خثمة (مبعجمة مفتوحة‪ ،‬فمثلنثة ‪ -‬مذا يف بعض ‪ -‬ويف‬
‫موضع(‪ :)410‬حَثه َم َة مبهملة مفتوحة‪ ،‬فمثلثة سامنة‪ ،‬فميم‪ ،‬فهاء؛ وهو الصواب)‬
‫واسم أبي حثمة عبداهلل بن ساعدة األنصاري األوسي أبو حممد‪.‬‬
‫قُبض النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وهـو يف مثـان‪ ،‬لكنـه حفـظ؛ تـويف أيـام‬
‫معاوية‪.‬‬
‫ويف اجلامع(‪ :)411‬يف أيام ابن الزبري(‪ ،)412‬باملدينة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬من رواية بشري بن يسار؛ واجلماعة‪.‬‬
‫[سهلَبنَسعدَبنَمالك]ََ َ‬
‫سهل بن سعد بن مال ‪ ،‬أبو العباس اخلزرجي؛ مان امسـه مـان امسـه حَزهنًـا‪،‬‬
‫فسماه النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم سَهه ًلا؛ وشهد قضاء النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام بني املتالعنني‪ ،‬وتويف رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام وهـو يف مخـس‬
‫عشرة‪ ،‬وأدر احلجاج ‪ -‬لعنه اهلل ‪ -‬فختم يف عنقه(‪.)413‬‬
‫تويف سنة مثان ومثانني‪ ،‬وقد بل املائة‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫عليه السالم وابن أبي احلديد على هذا الكالم من أمري املؤمنني صلوات اهلل تعاىل عليه‪.‬‬
‫(‪ )410‬ـ جامع األصول (‪)452/12‬‬
‫(‪ )411‬ـ جامع األصول (‪.)452/12‬‬
‫بن الزبري‪ ،‬مما يف اجلامع‪.‬‬ ‫(‪ )412‬ـ مصع‬
‫بن مروان‪.‬‬ ‫(‪ )413‬ـ أي ختم أنه عبد لعبداملل‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ149‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه‪ :‬أبو حازم‪ ،‬وعباس بن سهل(‪.)414‬‬


‫[سواءَبنَخالد‪َ،‬أخوَحبةَاملتقدم]ََ َ‬
‫سواء بن خالد األسدي‪ ،‬أخو حبة؛ هلما صثبة‪.‬‬
‫أخرج هلما‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[سويدَبنَقيس]ََ َ‬
‫سويد بن قيس؛ له تالتة أحاديث‪ ،‬وعنه‪ :‬مسا بن حرب؛ عداده يف الكوفة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد‪.‬‬
‫ِّ‬
‫[سَوَيَدََبنَمقرن] َ‬
‫سويد بن ُمقَرِّن (بضم امليم‪ ،‬وفتح القاف‪ ،‬ومسر الراء مشددة‪ ،‬فنون) أخو‬
‫النُّعه َمان بن مُ َق ِّرن‪ ،‬ووالد معاوية‪.‬‬
‫يف اجلامع(‪ :)415‬يعد يف الكوفيني؛ ومات بها‪.‬‬
‫روى عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وعن علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ابنه معاوية‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممدٌ‪ ،‬ومسلمٌ‪ ،‬واألربعةُ إالن ابنَ ماجه‪ ،‬والبخاريُّ يف األدب؛ حققه يف‬
‫التهذي (‪.)416‬‬
‫(فصلَالشنيَاملعجمة) َ‬
‫[شبَرَمَة]َ َ‬
‫شُبهرُ َمة (بضم أوله‪ ،‬وسكون املوحدة‪ ،‬فمهملة) ذمره اإلمام زيد بن علي عَلَيهه‬
‫السَّالم يف احلج‪ ،‬يف النيابة‪.‬‬

‫(‪ )414‬ـ ابنه‪.‬‬


‫(‪ )415‬ـ جامع األصول (‪.)454/12‬‬
‫البن حجر (‪ ،)253/4‬رقم (‪.)2793‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )416‬ـ تهذي‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ150‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تويف يف حياة النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬


‫[شدادَبنَأوسَالنصاري]ََ َ‬
‫شداد بن أوس بن تابت‪ ،‬أبو يعلى األنصاري‪ ،‬ابن أخي حسان؛ مان من‬
‫سادات الصثابة وفضالئهم‪.‬‬
‫تويف يف بيت املقدس‪ ،‬سنة مثان ومخسني‪ ،‬وهو ابن مخس وسبعني؛ قـىه بظـاهر‬
‫باب الرمحة‪.‬‬
‫ضمه َرةُ بن حَِبي ‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫عنه‪َ :‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[شريكَبنَسَحَمَاء]ََ َ‬
‫سثه َماء (مبهملتني‪ :‬أوالهما مفتوحة‪ ،‬والثانية سامنة‪ ،‬فميم‪ ،‬فألف‬
‫بن َ‬ ‫شري‬
‫ممدودة) نسبة إىل أمه‪ ،‬واسم أبيه عَبه َدةُ‪ ،‬حليف األنصار‪.‬‬
‫شهد مع أبيه أحداً‪.‬‬
‫قال يف اجلامع(‪ :)417‬وهو الذي َق َذ َفهُ ِه َلالُ بـن أُ َميَّـة بامرأتـه‪ ،‬والعنهـا بـذل ؛‬
‫ومذا ذمره املؤيد باهلل‪.‬‬
‫قال النووي وابن األتري‪ :‬وقول من قال‪ :‬إنه يهودي‪ ،‬باطل‪.‬‬
‫وحكى البيهقي عن الشافعي أن شريكاً مان يهودياً؛ وجيوز أن يكون أسلم بعـد‬
‫ذل ‪.‬‬
‫[شريكَبنَجنيد]ََ َ‬
‫شري ‪ ،‬رجل من الصثابة‪.‬‬
‫قال املرشد باهلل(‪ :)418‬هو ابن جنيد‪ ،‬ويقال‪ :‬هو ابن حنبل العبسي الكويف‪.‬‬

‫(‪ )417‬ـ جامع األصول (‪.)502/12‬‬


‫(‪ )418‬ـ األمالي اخلميسية (‪.)38/1‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ151‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ال‪ ،‬وال صثبة له‪.‬‬


‫روى عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مرس ً‬
‫ويروي عن علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬عيسى بن جارية(‪ )419‬األنصاري‪.‬‬
‫ويف التقري (‪ :)420‬تقة من الثانية‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪.‬‬
‫(فصلَالصادَاملهملة) َ‬
‫[صَرَمَةَبنَقيسَالنصاري]ََ َ‬
‫قال ابن مندة‪ :‬صِرهمة(‪ )421‬بن قيس األنصاري‪ ،‬وهو الذي أنزل فيه‪{ :‬أُحِلَّ لَكُمه‬
‫خـالف؛ واحلـديث‬ ‫لَيهلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَـى نِسَـائِكُمه} [البقـرة‪ ،]187:‬ويف ذلـ‬
‫خرجه البخاري(‪ ،)422‬وأبو داود(‪ ،)423‬والرتمذي(‪ ،)424‬والنسائي(‪.)425‬‬
‫أسلم وهو شيخ مبري؛ ومان قوّاالً باحلق‪ ،‬شاعرًا جميداً؛ ذمره يف اجلامع(‪.)426‬‬
‫خرج له‪ :‬اهلادي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫[الصعَبََبنَجثامة]َ َ‬
‫َ‬
‫الصَّعه ُ بن جَثَّامَ َة (بفتح اجليم‪ ،‬وتشديد املثلثة) الليثي‪ ،‬احلجازي‪.‬‬

‫(‪ ،)179/8‬رقم (‪.)5508‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )419‬ـ انظر ترمجته يف تهذي‬


‫(‪ ،)243/1‬رقم (‪ ،)2862‬ط‪( :‬دار الفكر)‪.‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )420‬ـ تقري‬
‫(‪ )421‬ـ بكسر الصاد مهملة‪ ،‬وسكون الراء مهملة أيضاً‪.‬‬
‫(‪ )422‬ـ صثيح البخاري‪ ،‬برقم (‪ ،)1915‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫(‪ )423‬ـ سنن أبي داود (‪ ،)295/2‬رقم (‪.)2314‬‬
‫(‪ -)424‬سنن الرتمذي‪ ،‬رقم (‪ ،)2968‬وقال الرتمذي‪« :‬هذا حديث حسن صثيح»‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ -)425‬السنن الكىى (‪ ،)297/6‬رقم (‪ ،)11023‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ )426‬ـ جامع األصول (‪.)520/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ152‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تويف يف خالفة أبي بكر على األصح‪.‬‬


‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪.‬‬
‫[صفوانَبنَأمية]ََ َ‬
‫ي املكي‪ ،‬أحد األشراف الطلقاء‪ ،‬وشهد حَُنيهناً‬
‫ث ُّ‬
‫صفوان بن أُ َمَّي َة بن خَ َلف الْجُ َم ِ‬
‫وهو مافر‪ ،‬تم أسلم وحسن إسالمه‪ ،‬ومان من املؤلفة‪.‬‬
‫مات سنة اتنتني وأربعني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫َّ‬
‫[صفوانَبنَعسال]ََ َ‬
‫ي‬
‫ج َم ِل ُّ‬
‫صفوان بن عَسّال (مبهملتني أخراهما مشددة‪ ،‬تم ألف‪ ،‬والم) املرادي الْ َ‬
‫(بفتح اجليم وامليم)‪ ،‬غزا مع النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام اتنيت عشرة غزوة‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ابن مسعود مع جاللته‪َ ،‬وزِ ُّر بن حَُبيهف‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وابن ماجه(‪.)427‬‬
‫[صهيبَالرومي]ََ َ‬
‫الرومي‪ ،‬أحد املؤذنة للنيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬هو أبو ىيى‬ ‫صهي‬
‫النمري‪ ،‬صثابي مشهور؛ شهد بدراً وغريها؛ تويف باملدينة‪.‬‬
‫‪ :‬مل يذمر يف الطبقات غري هذا‪.‬‬ ‫قل‬

‫مع فضله وورعه حسن اخللق‪،‬‬ ‫ويف االستيعاب(‪ :)428‬قال أبو عمر‪ :‬مان صهي‬
‫مداعباً؛ روينا عنه أنه قال‪ :‬جئت النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وهو نـازل بقبـاء‪،‬‬

‫الكمـال (‪ ،)200/13‬رقـم الرتمجـة (‪ ،)2887‬وتهـذي‬ ‫(‪ )427‬ـ والنسائي‪ ،‬ممـا يف تهـذي‬


‫(‪ ،)393/4‬رقم (‪ ،)3034‬واخلالصـة (‪ ،)528/1‬رقـم (‪ ،)3102‬ط‪( :‬دار الكتـ‬ ‫التهذي‬
‫العلمية)‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫(‪ -)428‬االستيعاب (‪ ،)732/2‬رقم الرتمجة (‪.)1226‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ153‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ومتر‪ ،‬وأنا أرمد‪ ،‬فأملت‪ ،‬فقال النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪:‬‬ ‫وبني أيديهم رط‬
‫((أتأمل التمر على عين ؟))‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬لمل يف شق عي الصثيثة‪.‬‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام حتى بدت نواجذه‪.‬‬ ‫فضث‬
‫وأوصى عمر إليه بالصالة جبماعة املسلمني‪ ،‬حتى يتفق أهل الشورى‪ ،‬اسـتخلفه‬
‫تالتاً؛ وهذا مما أمجع عليه أهل السري والعلم باخلى‪.‬‬ ‫على ذل‬
‫وبـالل‪ ،‬فقـالوا‪ :‬مـا‬ ‫وروى(‪ )429‬بسنده أن أبا سفيان مَرّ على سلمان وصـهي‬
‫أخذت السيوف من عنق عدوّ اهلل مأخذها‪.‬‬
‫فقال هلم أبو بكر‪ :‬أتقولون هذا لشيخ قريف وسيدها؟‬
‫تم أتى النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فأخىه بالذي قالوا‪ :‬فقال‪(( :‬يا أبا بكـر‪،‬‬
‫أغضبتهم؛ والذي نفسي بيده لئن منت أغضبتهم؛ لقد أغضبت رب ))‪.‬‬ ‫لعل‬
‫قال‪ :‬وفضائل صهي ‪ ،‬وسلمان‪ ،‬وبالل‪ ،‬وعمار‪ ،‬وخباب‪ ،‬واملقداد‪ ،‬وأبي ذر‪ ،‬ال‬
‫اهلل نبيئه فيهم يف ليات الكتاب‪.‬‬ ‫ىي بها متاب؛ وقد عات‬
‫باملدينـة سـنة مثـان ‪ -‬وقيـل تسـع ‪ -‬وتالتـني‪ ،‬ودفـن بـالبقيع‪،‬‬ ‫ومات صهي‬
‫انتهى(‪.)430‬‬
‫(فصلَالضادَاملعجمة) َ‬
‫[الضحاكَبنَسفيان]ََ َ‬
‫الضثا بن سفيان الكالبي العامري‪ ،‬ولي للنيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‬
‫يف توريث امرأة أَشهَيم(‪)432‬؛ ومان‬ ‫(‪)431‬‬
‫جنداً‪ ،‬وروى عنه ابن املسي ‪ ،‬واحلسن‬

‫(‪ -)429‬االستيعاب (‪.)732/2‬‬


‫(‪ -)430‬من االستيعاب‪.‬‬
‫(‪ )431‬ـ البصري‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ154‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫شجاعاً يعد ملائة‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[ضمرةَأوَضمرية]ََ َ‬
‫أئمتنا‪،‬‬ ‫ضمهرة (بضم أوله‪ ،‬وسكون امليم‪ ،‬فمهملة‪ ،‬فهاء) مذا يف بعض مت‬
‫ُ‬
‫واجلامع‪ ،‬واخلالصـة؛ ويف أمثر الكت (‪ُ )433‬‬
‫ضمَرية (على صيغة التصغري)‪ ،‬ومذا‬
‫يف شر التجريد؛ من موالي النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وقد أعق ‪.‬‬
‫يروي عن علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫وقد أخرج له‪ :‬اهلادي إىل احلق يف األحكام‪ ،‬واملؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬وحممد‬
‫َرضِي اهلل عَنههم‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده عبداهلل‪.‬‬
‫‪ :‬ضُ َميه َرة بن أبي ضُ َميه َرة‪ ،‬له وألبيه صثبة‪ ،‬وهو جد احلسني بن عبداهلل بـن‬ ‫قل‬

‫ضُ َميه َرة‪ ،‬الذي يروي عن أبيه عن جده‪ ،‬وقد روى عنه األئمة الكـرام‪ :‬القاسـم بـن‬
‫إبراهيم‪ ،‬وحفيده اهلادي إىل احلق‪ ،‬وأمحد بن عيسى عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫(فصلَالطاءَاملهملة) َ‬
‫[طارقَبنَسَوَيد]ََ َ‬
‫طارق بن سُ َويد‪ ،‬أو سُ َويد بن طارق‪ ،‬صثابي له أحاديث‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل يف األشربة‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪.‬‬

‫(‪ )432‬ـ هو أشهيَمُ الضِّبَابي‪ .‬قال يف جامع األصول (‪« :)144/12‬له ذمر يف حـديث الضَّـثَّا ِ‬
‫بنِ سفيان يف الدِّيات أنَّه قال لعُ َمرَ بنِ اخلَطااب‪ :‬إنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه وللَـه وسـلم مَتَـ َ‬
‫إليَّ أنه ُأوَرِّ َ امرأةَ َأشهيَم الضِّبابيِّ من دِية زوجها‪ .‬ومان قتل أشهيَم خطأ»‪.‬‬
‫(‪ )433‬ـ ُأسهد الغابة (‪ ،)455/2‬رقم (‪.)2589‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ155‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[طارقَبنَشَهَاب]ََ َ‬
‫ي‪.‬‬
‫س ُّ‬
‫طارق بن شِ َهاب األَحه َم ِ‬
‫عن علي بن أبي طال ‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫قيل‪ :‬رأى النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫عنه‪ :‬قيس بن حَ ِكيهم(‪ ،)434‬وعلقمة بن مَرهَتد‪ ،‬وإمساعيل بن أبي خالد‪.‬‬
‫‪ -‬ومثانني‪.‬‬ ‫تويف سنة اتنتني ‪ -‬أو تال‬
‫أخرج له‪ :‬اجلرجاني‪ ،‬وحممد‪.‬‬
‫ذمره يف اجلامع(‪ )435‬يف الصثابة‪ ،‬والظاهر ما يف اخلالصة(‪ )436‬أنه من التابعني‪.‬‬
‫‪ :‬ومــان مــن صــثابة علــي عَلَيهــه السَّــالم وشــيعته‪ ،‬ممــا ذمــره يف شــر‬ ‫قل ة‬

‫النهج(‪ ، )437‬وروى فيه عنه أنه قال فيـه‪ :‬هـو أول املـؤمنني إميانـ ًا بـاهلل‪ ،‬وابـن عـم‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ووصيه؛ وأتاه حال مسريه حلرب اجلمل‪.‬‬
‫[طارق]ََ َ‬
‫طارق‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫مذا ذمره يف الطبقات وبيض بعده‪ ،‬وأشار إىل أنه خرج له أبو طال‬
‫[طلحةَبنَعبيداهلل]ََ َ‬
‫طلثة بن عبيد اهلل‪ ،‬أبو حممد القرشي التيمي‪ ،‬مان من السابقني يف اإلسالم‬

‫(‪ )434‬ـ مذا يف نسخة الطبقات اخلطية اليت لدي‪ ،‬ولعله ‪-‬واهلل تعاىل أعلم‪ -‬غل مـن الناسـخ‪،‬‬
‫التهـذي‬ ‫جدَلِي‪ ،‬انظر ترمجته يف جامع األصول (‪ ،)798/12‬تهذي‬
‫وإلاا فهو قيس بن مُسهلِم الْ َ‬
‫(‪ ،)350/8‬رقم (‪ ،)5811‬اخلالصة (‪ ،)453/2‬رقم (‪.)5895‬‬
‫(‪ )435‬ـ جامع األصول (‪.)539/12‬‬
‫(‪ -)436‬اخلالصة (‪ ،)9/2‬رقم الرتمجة (‪.)3171‬‬
‫(‪ -)437‬شر نهج البالغة (‪.)226 /1‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ156‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫واهلجرة‪ ،‬وشهـد املشاهد غري بدر‪ ،‬واشتهر عند املؤرخني أن راميه يوم اجلمل‬
‫مروان بن احلكم‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إن عل ياً عَلَيهه السَّالم دعاه عنـد القتـال فـذمنره بعـض سـوابقه‪ ،‬فـاعتزل‬
‫القتال‪ ،‬فأصابه السهـم بعد أن اعتزل‪ ،‬سنة ست وتالتني‪.‬‬
‫وروى تَوهَبَته عن اخلروج على أمـري املـؤمنني‪ :‬احلـاممُ يف العيـون‪ ،‬وغـريه؛ واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة(‪ ،)438‬واجلماعة‪.‬‬
‫بن عامر األصبثي وولده موسى‪.‬‬ ‫عنه‪ :‬مال‬
‫[ذكرَطلحةَوالزبريَووقعةَاجلمل]ََ َ‬
‫‪ :‬ومــن مــالم الوصــي عَلَيهــه السَّــالم يف شــأن طلثــة والــزبري املــروي يف‬ ‫قل ة‬

‫النهج(‪ :)439‬اللهم إنهما قطعاني وظلماني‪ ،‬ونكثا بيعيت‪ ،‬وأَلابَا الناس عليَّ‪ ،‬فاحلـل‬
‫ما عقدا‪ ،‬وال حتكم هلما ما أبرما‪ ،‬وأرهما املساءة فيما أمّال وعمال‪.‬‬
‫ويف شرحه من رواية أبي خمنف(‪ :)440‬اللهم إن طلثة نكث بيعيت‪ ،‬وأَلاـ َ علـى‬
‫عثمان حتى قتله‪ ،‬تم عضه به(‪ )441‬ورماني‪ ،‬اللهم فال متهله‪...‬إخل‪.‬‬

‫(‪ )438‬ـ اإلمام املؤيد باهلل‪ ،‬واإلمام أبو طال ‪ ،‬واإلمام املرشد باهلل عليهم السالم‪.‬‬
‫(‪ -)439‬شر نهج البالغة (‪ ،)38/9‬وانظر أيضًا يف شر النهج (‪.)310/1‬‬
‫(‪ -)440‬شر نهج البالغة (‪.)306 /1‬‬
‫ت يَـا‬
‫(‪ )441‬ـ «(عَضَهَ الرَّجُلُ‪( :‬جَاءَ بِاإلِفْ ِ وَالْبُههتَانِ) والنَّمِيمَةِ؛ ( َم َأعهضَهَ‪ ).‬يُقَـالُ‪ :‬قَـده َأعهضَـهه َ‬
‫رَجُلُ أيه جِئهتَ بِالبُههتَانِ‪ ،‬مَمَا فِي الصِّثَا ِ‪.‬‬
‫(وعَضَهَ (فُالَنًا‪ )،‬مَمَنَعَ‪ ،‬عَضِهًا وعَضِيهَةً‪( :‬بَهَتَهُ‪ )،‬أَيه رَمَاهُ بِالْبُههتَانِ‪( ،‬وَقالَ فِيهِ مَا لَمه يَكُن‪ )،‬وَمِنههُ‬
‫حدِيثُ عُبَادَةَ فِي الْبَيعَةِ‪( :‬والَ يَعهضَه بَعهضُنا بَعهضًا)؛ أي ال َيرهمِيهِ بِالَعضِيهَةِ‪ ،‬مَعهنَاهُ‪ :‬أَنه يَقُـولَ فِيـهِ‬
‫َ‬
‫س فِيه»‪ .‬انتهى من تاج العروس (‪.)443/36‬‬
‫مَا لَ هي َ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ157‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ومن رواية أبي احلسن علي بن حممد املدائ عن عبداهلل بـن جنـادة‪ ،‬أنـه دخـل‬
‫مسجد رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام إذ نـودي (الصـالة جامعـة) فـاجتمع‬
‫الناس‪ ،‬وخرج علي متقلداً سيفه‪ ،‬فشخصت األبصار حنوه؛ فثمد اهلل وصلى على‬
‫رسوله‪ ،‬تم قال‪ :‬أما بعد؛ فإنه ملا قبض اهلل نبيئه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قلنا‪ :‬حنن‬
‫أهله وورتته وعرتته وأولياؤه دون النـاس‪ ،‬ال ينازعنا سـلطانه أحـد‪ ،‬وال يطمـع يف‬
‫حقنا طامع؛ إذ انىى لنا قومنـا فغصـبونا سـلطان نبيئنـا‪ ،‬فصـارت اإلمـرة لغرينـا‪،‬‬
‫وصرنا سوقة‪ ،‬يطمع فينا الضعيف‪ ،‬ويتعزز علينا الذليل‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وأيم اهلل‪ ،‬لوال خمافة الفرقـة بـني املسـلمني‪ ،‬وأن يعـود الكفـر ويبـور‬
‫الدين‪ ،‬لكنا على غري ما منا هلم عليه‪.‬‬
‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم‪ :‬وبايع هذان الرجالن يف أول من بـايع‪ ،‬تعلمـون ذلـ ؛‬
‫وقد نكثا وغـدرا‪ ،‬ونهضا إىل البصرة بعائشة؛ ليفرقا مجاعتكم‪ ،‬ويلقيا بأسكم بينكم؛‬
‫اللهم فخذهما مبا عمال أخذة رابية‪ ،‬وال تنعف هلما صرعـة‪ ،‬وال تُقِـله هلمـا عَثهـ َر ًة‪،‬‬
‫وال متهلهما فواقاً؛ فإنهما يطلبان حقاً ترمـاه‪ ،‬ودمـ ًا سـفكاه؛ اللـهم إنـي أقتضـي‬
‫احلق ِلمَن بُغي عليه‪{ :‬لَيَنهصُرَنَّهُ اللاهُ} [احلج‪ ،]60:‬اللهم‬ ‫قلتَ وقول‬ ‫وعد فإن‬
‫على مل شيء قدير‪.‬‬ ‫فأجنز لي موعد ‪ ،‬وال تكل إىل نفسي؛ إن‬
‫وروى أبو مِخهَنف(‪ )442‬عن زيد بن صُوه َ‬
‫حان‪ ،‬قال‪ :‬شهدت عليـاً عَلَيهـه السَّـالم‬
‫بذي قار‪ ،‬وهو ُمعهتَمّ بعمامة سوداء‪ ،‬ملتف بساج‪، ،‬ط ‪ ،‬فقال يف خطبتـه‪ :‬احلمـد‬
‫هلل على مل أمر وحال‪ ،‬يف الغدوّ والصال‪ ،‬وأشـهد أن ال إلـه إال اهلل‪ ،‬وأن حممـداً‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬ابتعثه رمحة للعباد‪ ،‬وحياة للبالد‪.‬‬

‫(‪ -)442‬شر نهج البالغة (‪.)309/1‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ158‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم‪ :‬تم قبضه اهلل محيداً؛ تم استخلف الناس أبا بكر فلـم يـأل‬
‫جهده‪ ،‬تم استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده‪ ،‬تم استخلف الناس عثمان فنـال‬
‫منكم ونلتم منه؛ حتى إذا مان من أمره ما مان أتيتموني لتبايعوني‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وبايع طلثة والزبري‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬تم استأذناني يف العمرة‪ ،‬فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان‪ ،‬فسـارا إىل‬
‫مكة‪ ،‬واستخفا عائشة وخدعاها‪ ،‬وشخص معهما أبناء الطلقـاء؛ فقـدموا البصـرة‪،‬‬
‫فقتلوا بها املسلمني‪ ،‬وفعلوا املنكر؛ ويا عجباً الستقامتهما ألبي بكر وعمر وبغيهمـا‬
‫عليّ‪ ،‬وهما يعلمان أني لست دون أحدهما؛ ولو شئت أن أقول لقلت!‪.‬‬
‫إىل قوله عَلَيهه السَّالم‪ :‬وخرجا يوهمان الطا َغام أنهما يطلبان بدم عثمان؛ واهلل‪ ،‬ما‬
‫أنكرا عليَّ منكراً‪ ،‬وال جعال بـي وبيـنهم نصـفاً‪ ،‬وإن دم عثمـان ملعصـوب بهمـا‪،‬‬
‫ومطلوب منهما؛ يا خيبة الداعي‪ ،‬إىل ما دعـا؟ ومبـاذا أجيـ ؟ واهلل‪ ،‬إنهمـا لعلـى‬
‫ضاللة صماء‪ ،‬وجهالة عمياء‪.‬‬
‫تم رفع يديه‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إن طلثة والزبري قطعاني وظلماني‪ ،‬وأَلنبا علي‪ ،‬ونكثا‬
‫بيعيت؛ فاحلل ما عقدا‪ ،‬وانكث ما أبرما‪ ،‬وال تغفر هلما أبداً‪ ،‬وأرهمـا املسـاءة فيمـا‬
‫عمال وأمّال(‪.)443‬‬
‫ن علينـا فأفضـل‪،‬‬
‫قال أبو خمنف‪ :‬فقام إليه األشـرت‪ ،‬فقـال‪ :‬احلمـد هلل الـذي مَـ ّ‬
‫يا أمـري املـؤمنني‪ ،‬ولقـد أصـبتَ ووفقـت‪،‬‬ ‫وأحسن إلينا فأمجل؛ قد مسعنا مالمـ‬
‫وأنت ابن عمّ نبيئنا وصهره ووصيه‪ ،‬وأول مصدق به ومصلّ معه؛ شهدتَ مشاهده‬
‫أصاب حظـه‪ ،‬واستبشـر‬ ‫الفضل فيها على مجيع األمة؛ فمن اتبع‬ ‫ملها‪ ،‬فكان ل‬
‫عن ‪ ،‬فإىل أمّه اهلاوية؛ لعمري ‪ -‬يا أمري املؤمنني ‪ -‬مـا‬ ‫بفلجه؛ ومن عصا ورغ‬

‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ )443‬ـ وانظر تاريخ ابن جرير الطىي (‪ ،)24/3‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ159‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أَمهرُ طلثة والزبري وعائشة علينا مبخيل(‪)444‬؛ ولقد دخل الرجالن فيما دخـال فيـه‪،‬‬
‫أحدتتَ‪ ،‬وال جور صـنعتَ؛ فـإن زعمـا أنهمـا يطلبـان بـدم‬ ‫وفارقا من غري حد‬
‫عثمان‪ ،‬فليقيدا من أنفسهما‪ ،‬فإنهمـا أول مـن َألاـ َ عليـه‪ ،‬وأغـرى النـاس بدمـه؛‬
‫وأشهد اهلل لئن مل يدخال فيما خرجا منه‪ ،‬لنلثقنهما بعثمان؛ فإن سيوفنا يف عواتقنا‪،‬‬
‫وإن قلوبنا يف صدورنا‪ ،‬وحنن اليوم مما منا أمس‪.‬‬
‫علـي عَلَيهـه السَّـالم بغلـة‬ ‫وفيه‪ :‬األصب بن نَُباتَة‪ :‬ملا انهزم أهل البصـرة رمـ‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام الشهباء ومانت باقية عنده‪ ،‬وسـار يف القتلـى‬
‫بـن سُـوهر قاضـي البصـرة وهـو قتيـل‪ ،‬فقـال أجلسـوه‪،‬‬ ‫يستعرضهم؛ فمرّ بكعـ‬
‫علم لو نفعـ ؛ ولكـن‬ ‫بن سور ‪ -‬لقد مان ل‬ ‫‪ -‬مع‬ ‫فأجلس؛ فقال‪ :‬ويل أم‬
‫إىل النار؛ أرسلوه‪.‬‬ ‫فأزل ‪ ،‬فعجل‬ ‫الشيطان أضل‬
‫احملي باإلمامة‪ ،‬بإسناده عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬مرض علي بن أبي‬ ‫وروى صاح‬
‫عَلَيهه السَّالم فدخل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف مرضه ليعوده‪،‬‬ ‫طال‬
‫فرأى طلثة عند رأسه والزبري عند رجليه‪ ،‬فقال هلما رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام‪(( :‬يشتد عليكما مرض علي؟))‪.‬‬
‫فقاال‪ :‬سبثان اهلل! وميف ال يشتد علينا مرض علي؟‬
‫فقال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‪(( :‬والـذي نفسـي بيـده‪ ،‬إنكمـا ال‬
‫خترجان من الدنيا حتى تقاتاله وأنتما له ظاملان))‪.‬‬

‫(‪ )444‬ـ أي ملتبس‪.‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ160‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫اهلل‪ ،‬هـل‬ ‫قال يف احلدائق(‪ :)445‬ودعا علي عَلَيهه السَّالم طلثة‪ ،‬فقـال‪ :‬نشـدت‬
‫مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يقول‪(( :‬من منت مواله فعلي مواله‪،‬‬
‫اللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من عاداه))؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلم تقاتل ؟‬
‫قال‪ :‬مل أذمر؛ وانصرفَ‪.‬‬
‫وروي أنه ملا رُمي بسهم‪ ،‬قال بعدما أفاق من غشيته‪ :‬مـا رأيـتُ مصـرع قرشـي‬
‫أضلّ من مصرعي‪.‬‬
‫ث َكم(‪.)446‬‬
‫وقتل طلثةَ مروانُ بنُ الْ َ‬
‫ويف الرواية أنه ملا صرع مَرّ به رجل من أصـثاب أمـري املـؤمنني عَلَيهـه السَّـالم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أمن أصثابنا أم من أصثاب أمري املؤمنني؟‬
‫فقال‪ :‬بل من أصثاب أمري املؤمنني‪.‬‬
‫ألمري املؤمنني‪ ،‬فألقى اهلل على بيعته؛ أما واهلل ما مفتنا‬ ‫فقال‪ :‬ابس يد ألبايع‬
‫لية من متاب اهلل‪ ،‬وهي قوله تعاىل‪{ :‬وَاتَّ قُوا فِتهنَةً لَـا تُصِـيبَنَّ الاـذِينَ ظَلَمُـوا مِـنهكُمه‬
‫خَاصَّةً} [األنفال‪ ،]25:‬فواهلل لقد أصابت الذين ظلموا [منا] خاصة(‪.)447‬‬

‫أئمة الزيدية (‪.)61/1‬‬ ‫(‪ -)445‬احلدائق الورديَّة يف مناق‬


‫(‪ )446‬ـ مون مروان بن احلكم هو الذي قتل طلثة‪ ،‬أَمرٌ مشهورٌ بني أرباب التـواريخ والسـري‪،‬‬
‫وعلمـاء احلــديث واألتــر‪ ،‬وممــن رواه احلــامم يف املســتدر (‪ ،)418/3‬رقــم (‪ ،)5591‬وقــال‬
‫الذهيب يف التلخيص‪« :‬صثيح»‪ ،‬ورواه احلامم يف املستدر (‪ ،)418/3‬رقـم (‪ ،)5589‬وانظـر‬
‫العواصم للسيد احلافظ حممد بن إبراهيم الوزير (‪ ،)240/3‬وسري أعالم النبالء للـذهيب (‪)4/5‬‬
‫ط‪( :‬دار الفكر)‪ ،‬امليزان للذهيب (‪ )89/4‬ط‪( :‬دار الفكر)‪ ،‬وغريها من مصادر‪.‬‬
‫(‪ -)447‬انتهى النقل من احلدائق الوردية‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ161‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[طلحةَبنَمعاويةَالسَلَمَي]َ َ‬
‫طلثة بن معاوية السُّ َل ِمي‪.‬‬
‫صلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام فقلـت‪ :‬إنـي أريـد اجلهـاد‪ ،‬فقـال‪:‬‬
‫قال‪ :‬أتيت النيب َ‬
‫حية؟)) قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪(( :‬الـزم رحلـها فثمـة اجلنـة)) رواه ولـده حممـد‪،‬‬ ‫((أم‬
‫وأخرجه الطىاني(‪ ،)448‬ورواه عنه اإلمام املرشد بـاهلل(‪)449‬؛ وذمـر احلـديث ممـا‬
‫ذمره يف اجلامع(‪. )450‬‬
‫[طَلَقََبنَعليَالسَحَيَمَي]َ َ‬
‫ثيه ِمي (مبهملتني‬
‫طلْقُ (بفتح أوله‪ ،‬وسكون الالم) بن علي بن منذر بن قيس السُّ َ‬
‫َ‬
‫ي‪ ،‬وفد قدمياً‪ ،‬وبنى يف املسجد‪ ،‬وروى عنه‪ :‬ابنه قيس‪.‬‬
‫مصغراً) أبو علي اليَ َمامِ ُّ‬
‫‪ :‬روى عنه خى عدم النقض مبس الذَّمَر‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال السيد اإلمام وغريه‪ :‬أخرج له املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫(فصلَالعنيَاملهملة)َََ َ‬
‫[العباسَبنَعبدَاملطلبَبنَهاشم]ََ َ‬
‫بن هاشم‪ ،‬عَمّ رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أبو‬ ‫العباس بن عبد املطل‬
‫ن من رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بسنتني أو تال ‪.‬‬
‫سّ‬‫الفضل‪ ،‬مان أَ َ‬
‫ويف رواية اإلمام أبي طال (‪ )451‬ملا سُئل أميا أمى‪ ،‬أنت أو رسول اهلل صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام؟ فقال‪ :‬هو أمى م ‪ ،‬وأنا ولدت قبله‪.‬‬

‫(‪ )448‬ـ املعجم الكبري للطىاني (‪ ،)372/8‬رقم (‪ ،)8162‬ط‪( :‬ابن تيمية)‪.‬‬


‫(‪ )449‬ـ األمالي اخلميسية (‪.)121/2‬‬
‫(‪ )450‬ـ جامع األصول (‪ ،)403/1‬إلاا أنَّ فيه عن معاوية بن جَاهِمَة السُّلَمي‪.‬‬
‫عليه السالم (ص‪( ،)460/‬الباب السابع والثالتون)‪.‬‬ ‫(‪ )451‬ـ أمالي اإلمام أبي طال‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ162‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ومل يزل ُمعَظا َماً يف اجلاهليـة واإلسـالم؛ وخـرج إىل بـدر مـع املشـرمني‪ ،‬فأسـره‬
‫ذل ‪.‬‬ ‫املسلمون‪ ،‬ففادى نفسه واب أخيه عقيالً ونوفالً‪ ،‬وأسلم عقي‬
‫‪ :‬وقد ذمر أنه أسلم قبل ذل ‪ ،‬ولكنه مل يظهره إال فيه‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال السيد اإلمام‪ :‬وعذره النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف اإلقامة مبكـة مــن‬
‫أجل سقايته‪ ،‬ولقي النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف سفر الفتح‪ ،‬وخرج معـه إىل‬
‫حنني‪.‬‬
‫‪ :‬وتبت عند رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مع من تبـت مـن قرابتـه‬ ‫قل‬

‫الذين أنزل اهلل سكينته على رســوله صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام وعلـيهم؛ قـال‬
‫العباس يف ذل ‪:‬‬
‫َوقَ ـده فَــرَّ مَ ـنه قَ ـده فَــرَّ َعنه ـهُ َوَأقْشَ ـعُوا‬ ‫ب سَـبه َعةٌ‬
‫صرهَنا رَسُولَ اللا ِه ِفي احلَـره ِ‬
‫َن َ‬
‫ِبمَـ ـا مَسَّـ ـهُ فِـ ـي اللاـ ـ ِه لَـ ـا يََت َوجَّـ ـعُ‬ ‫ثمَـــامَ ِبسَـــيه ِف ِه‬
‫َوَتامِنُنَـــا لَـــاقَى الْ ِ‬
‫أفاده يف االستيعاب عن ابن إسثاق(‪ ،)452‬انتهى‪.‬‬
‫وأمره فنادى‪ :‬يا معشر األنصار‪ ،‬يا أصثاب الشجرة ‪ -‬ومان رجالً صيِّتاً‪ ،‬قيـل‪:‬‬
‫إنه مان يسمع من تالتة أيام‪ ،‬وأنه نادى مرة يف مكة‪ :‬واصباحاه؛ فأسقطت احلوامل‪،‬‬
‫وأنه مان يصيح على السبع فتنفتق مرارته‪ ،‬ذمره يف الكشاف(‪ - )453‬فأقبلوا مـأنهم‬
‫لبي ؛ وأخذ صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بيده مفاً من احلصـى‪،‬‬ ‫اإلبل يقولون‪ :‬لبي‬
‫فرمى العدوّ بها‪ ،‬وقال‪(( :‬شاهت الوجوه))‪ ،‬تم قال‪(( :‬انهزموا ورب الكعبة))‪ ،‬ومل‬

‫(‪ -)452‬االستيعاب (‪.)813/2‬‬


‫العلمية)‪ ،‬يف تفسري اليـة الثانيـة مـن‬ ‫(‪ )453‬ـ الكشاف للزخمشري (‪ ،)343/4‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫ق صَـوهتِ النَّبِـيِّ وَلَـا‬
‫سورة احلجرات‪ ،‬قوله تعاىل‪{ :‬يَا أَيُّهَا االذِينَ لمَنُوا لَا َترهفَعُـوا أَصهـوَاتَكُ هم فَـوه َ‬
‫تَجه َهرُوا لَهُ بِالْقَ هولِ مَجَ ههرِ بَعهضِكُ هم لِبَعهضٍ أَنه تَثهبَ َ َأعهمَالُكُ هم وَأَنهتُمه لَا تَشه ُعرُونَ}‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ163‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫يبقَ أحـد منهم إال دخل يف عينه من رمية رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫يف قلوبهم‪ ،‬وأيـّد رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬ ‫وأنزل اهلل تعاىل الرع‬
‫مبالئكته‪ ،‬فرلهم املشرمون على خيل بلق(‪ ،)454‬وعليهم عمائم خضر‪.‬‬
‫والوقعة مشهورة‪ ،‬قد قص اهلل تعاىل يف الكتاب منها ما فيه مفاية‪.‬‬
‫[استسقاءَالصحابةَبالعباسَرضيَاهللَعنه]ََ َ‬
‫وقصة استسقاء الصثابة به معلومة‪.‬‬
‫قال يف االستيعاب(‪ :)455‬وروينا من وجوه عن عمر أنه خرج يستسقي‪ ،‬وخـرج‬
‫صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬ ‫بعم نبيـ‬ ‫معه العباس؛ فقال‪ :‬اللهم إنا نتقرب إلي‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ممـا حفظـت الغالمـني‬ ‫ونستشفع به‪ ،‬فاحفظ فيه لنبي‬
‫لصال أبيهما؛ وأتينا مستغفرين ومستشفعني‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬تم قام العباس وعيناه تنضثان‪ ،‬تم قال‪ :‬اللهم أنت الراعي‪ ،‬ال تهمـل‬
‫الضالة‪ ،‬وال تدع الكسري بدار مضيعة‪ ،‬وقد ضرع الصغري‪ ،‬ورق الكـبري‪ ،‬وارتفعـت‬
‫الشكوى؛ فأنت تعلم السر وأخفى؛ اللـهم فـأغثهم بغياتـ ‪ ،‬مـن قبـل أن يقنطـوا‬
‫إال القوم الكافرون‪.‬‬ ‫فيهلكوا‪ ،‬فإنه ال ييأس من روح‬
‫فنشأت طريرة من سثاب‪ ،‬فقال الناس‪ :‬ترون ترون !‪.‬‬
‫تم تالءمت واستتمت ومشت فيها ريح‪ ،‬تم هزت و َدرّت؛ فواهلل‪ ،‬ما برحوا‬
‫حتى اعتنقوا اجلدر‪ ،‬وقلصوا املآزر‪ ،‬وطفق الناس بالعباس ميسثون أرمانه‬

‫ثرَّمَةً‪ :‬سَوادٌ وبَياض‪ ،‬مالبُلْقَةِ‪ ،‬بالضَّمِّ‪ .‬قال ُرؤهبَةُ‪:‬‬


‫(‪ )454‬ـ «البَلَقُ‪ ،‬مُ َ‬
‫َمأَنَّها فِي اجلِ ْلدِ تَوهلِيعُ البَهَـق‬ ‫فِيها خُطُوطٌ مِـنه سَـوَادٍ وَبَلَـقه‬
‫خذَيهنِ‪ ،‬وقد بَلـقَ الفَـ َرسُ‬
‫وقال ابنُ سِيدَه‪ :‬البَلقُ‪ ،‬والبُلْقَةُ‪ :‬مصدَرُ األَبلقِ‪ :‬ارهتِفاعُ التَّثهجِيلِ إِىل الفَ ِ‬
‫صدَرُ األ ّولِ‪ ،‬وهي قليلة» اهـ‪ .‬من تاج العروس (‪.)94/25‬‬
‫م َف ِر ‪ ،‬و َم ُرمَ بَلَقًا مُثرَّمَةً‪ ،‬مَ ه‬
‫(‪ -)455‬االستيعاب (‪.)815/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ164‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ساقي احلرمني‪.‬‬ ‫ويقولون‪ :‬هنيئاً ل‬


‫يقول أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪:‬‬ ‫ويف ذل‬
‫َعشِــَّي َة َيسهَتسهــ ِقي بِشَــيهَبِت ِه عُمَــر‬ ‫ِب َعمِّــي سَــ َقى اللاــهُ الِْبلَــادَ َوَأهه َلهَــا‬
‫وهذا صريح التوسل به واالستشفاع؛ لقربه من رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه‬
‫وسَلام فهل يسو ملسلم أن جيعل فعل الصثابة مالتوسل واالستشفاع باألصـنام؟!‬
‫اللهم هذا بهتان عظيم‪.‬‬ ‫سبثان‬
‫قال السيد اإلمام‪ :‬ومان ‪ -‬أي الرسول صلى اهلل عليـه وللـه وسـلم ‪ -‬يعظمـه‬
‫اخللفاء بعده‪ ،‬ونصبه عمـر لالستسـقاء فسـقوا؛ تـم‬ ‫ويعطيه العطاء اجلَزهل؛ ومذل‬
‫تويف يف املدينة‪ ،‬يف رج ‪ ،‬سنة اتنتني ‪ -‬أو أربع ‪ -‬وتالتني‪ ،‬عن مثان ومثانني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة(‪ ،)456‬واهلادي للثق‪ ،،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده عبداهلل‪ ،‬وخزمية بن أوس‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَجعفرَبنَأبيَطالب]ََ َ‬
‫‪ -‬رضوان اهلل عليهم ‪ ،-‬أبو جعفر اهلامشي‪،‬‬ ‫عبداهلل بن جعفر بن أبي طال‬
‫أول مولود من املسلمني باحلبشة؛ ومان جواداً مُ َم َّدحاً مأبيه‪.‬‬
‫أمه أمساء بنت عُ َميهس‪ ،‬شهد فتو الشام‪.‬‬
‫‪ :‬وشهد مع عمه الوصي عَلَيهه السَّالم مشاهد اجلهاد‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال يف الطبقات‪ :‬وله أخبار واسعة يف السخاء والفتوة(‪.)457‬‬


‫وتويف باملدينة سنة مثانني‪ ،‬عن مثانني‪.‬‬

‫(‪ )456‬ـ اإلمام املؤيد باهلل‪ ،‬واإلمام أبو طال ‪ ،‬واإلمام املرشد باهلل عليهم السالم‪.‬‬
‫(‪ )457‬ـ ذمر بعضها‪ :‬ابـن عسـامر يف تـاريخ دمشـق يف ترمجتـه (‪ ،)248/27‬رقـم (‪،)3222‬‬
‫والذهيب يف سري أعالم النبالء (‪ ،)456/3‬رقم (‪ ،)93‬ط‪( :‬الرسالة)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ165‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫خرج له‪ :‬اإلمام أبو طال ‪ ،‬وله ذمر يف اجملموع يف الومالـة واحلَجهـر‪ ،‬وروى لـه‬
‫حممد‪.‬‬
‫عن علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وعن أمه‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬هالل(‪ ،)458‬وولده إمساعيل(‪.)459‬‬
‫‪ :‬وملا مسع قول الشاعر‪:‬‬ ‫قل‬
‫(‪)460‬‬
‫حَّتى يُصَابَ ِب َها طَرِيهقُ الْ َمصهـَنعِ‬
‫َ‬ ‫إنَّ الصَّـــنيعَةَ ال تَكـــونُ صَـــنيعَةً‬
‫قال‪ :‬أما أنا فأقول‪:‬‬
‫َت َلقااهَــــ ـا مَفُــــ ـورٌ َأوه شَــــ ـكُورُ‬ ‫يَــدُ الْ َمعهــرُوفِ غُــنهمٌ حَيهــثُ َمانَــته‬
‫َو ِعنهـ ـ َد اللاـ ـ ِه مَـ ـا جَثَـ ـ َد الْ َكفُـ ـورُ‬ ‫ن َلهَـــا جَــ ـ َزاءٌ‬
‫ثيه َ‬
‫َف ِعنهـــ َد الصَّـــالِ ِ‬
‫[عبداهللَبنَالعباس]ََ َ‬
‫عبداهلل بن العباس بن عبد املطل ‪ ،‬أبو العباس اهلامشي؛ حى األمـة‪ ،‬وترمجـان‬
‫القرلن‪.‬‬

‫عليه السالم يف األمالي (ص‪ ،)478/‬رقم (‪ ،)639‬بإسناده إىل‬ ‫(‪ )458‬ـ روى اإلمام أبو طال‬
‫هِلَال موىل عُ َمرَ بنِ عبد العزيز‪ ،‬عن عبد اهلل بن جعفرٍ‪ ،‬قال‪ :‬عَلامَـته أُمِّـي أَمسـاءُ بنـتُ عُمَـيسٍ‬
‫شيئًا أَ َمرَها رسولُ اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم بقوله عند الكَـرهب‪(( :‬اللاـ ُه رَبِّـي لَـا ُأشهـرِ ُ بِـهِ‬
‫شَيهئًا))‪.‬‬
‫(‪ )459‬ـ إمساعيل بن عبد اهلل بن جعفر‪.‬‬
‫(‪ )460‬ـ «الصَّنيع‪ :‬اإلحسانُ والْمَعروف‪ ،‬والَيدُ يُرمَى بها إىل إنهسانٍ‪ .‬وقيل‪ :‬هو مـلُّ مـا اصهـطُنِعَ‬
‫مِن خَ هيرٍ‪ ،‬مالصَّنيعَةِ‪ ،‬ج‪ :‬صَنائِع‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫إنَّ الصَّنيعَةَ ال تَكونُ صَنيعَةً‪ ،...،‬ويف احلديث‪(( :‬صَنائِعُ الْمَعروفِ تَقِي مَصَا ِرعَ السُّـوءِ))‪ .‬ومـنَ‬
‫الْمَجاز‪ :‬هو صَنيعي‪ ،‬وصَنيعَيت‪ ،‬أي اصهطَنَعهتُه ورَبَّيهتُه وخرَّجهتُه وأدَّبهتُه»‪ .‬إخل‪ .‬انتهى بتصـرف مـن‬
‫تاج العروس (‪.)366/21‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ166‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ولد قبل اهلجرة‪ ،‬وحنّكه الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام بريقـه‪ ،‬ودعـا لـه؛‬
‫ويسمى البثر لسعة علمه‪ ،‬وهو أحد الستة املكثرين يف الرواية‪ ،‬ومان أمثـرهم فتيـا‬
‫وأتباعاً؛ ومان عمر وغريه يرجعون إليه‪ ،‬واستعمله علي عَلَيهه السَّالم على البصرة‪.‬‬
‫وتويف بالطائف سنة سبعني‪.‬‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ )461‬واإلصابة(‪ )462‬وغريهما‪ :‬سنة مثان وستني‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال يف الطبقات‪ :‬بعد أن مف بصره؛ ويف الرواية‪ :‬أنه من البكـاء علـى الوصـي‬
‫عَلَيهه السَّالم؛ وصلى عليه حممد بن احلنفية؛ وقىه به مشهور مزور‪.‬‬
‫أخرج له اهلادي للثق‪ ،‬وأئمتنا مافة‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬وأصثاب املسانيد‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫وروى عنه ولده علـي بـن عبـداهلل‪ ،‬وسـعيد بـن جـبري‪ ،‬وسـليمان بـن يسـار‪،‬‬
‫جاهِـد‪،‬‬
‫ثا بن مُ َزاحِم‪ ،‬وطاووس‪ ،‬والشَّـعهِبي‪ ،‬وعطـاء بـن أبـي رَبَــا ‪ ،‬ومُ َ‬
‫والضَّ َّ‬
‫وميمون بن مِهه َران‪ ،‬وأبو العَا ِلَية‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫قال اإلمام احلجة املنصور باهلل عبداهلل بن محزة عَلَيههَم السَّالم(‪:)463‬‬ ‫قل ‪:‬‬

‫سيهجُ َوحه ِد ِه(‪)464‬؛ اجتمعت هذه األمـة‬


‫وهو ‪ -‬أي ابن عباس ‪ -‬واحِدُ زمانه‪ ،‬ونَ ِ‬
‫اإلحاطة به؛ وإمنـا نـذمر طرفـاً علـى‬ ‫على حمبته؛‪ ،.....‬وله من الفضائل ما تصع‬
‫وجه الرعاية حلقه‪ ،‬وإال فشهرة أمره تغ عن اإلطناب يف ذمره‪.‬‬

‫(‪ -)461‬االستيعاب (‪ ،)934/3‬رقم الرتمجة (‪.)1588‬‬


‫(‪ -)462‬اإلصــابة (‪ ،)152/4‬رقــم (‪ ،)4784‬وقــال ابــن حجــر‪« :‬وهــو الصــثيح يف قــول‬
‫اجلمهور»‪.‬‬
‫(‪ )463‬ـ حديقة احلكمـة النبويـة يف تفسـري األربعـني السَّـيهلَقِيَّة (ص‪( ،)43/‬احلـديث الرابـع)‪،‬‬
‫وانظر ما قاله اإلمام املنصور باهلل عليه السالم يف ابن عباس عليهما السـالم يف شـر (احلـديث‬
‫الثاني والعشرين)‪،‬ط‪( :‬دار احلكمة اليمانية)‪.‬‬
‫(‪ )464‬ـ قال يف تاج العروس شر القاموس (‪(« :)238/6‬و) من اجملاز‪( :‬هو نَسِـيجُ وَحهـدِه)‪،‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ167‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫يف احلديث أن أباه العباس رمحه اهلل تعاىل بعثه إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله‬
‫وسـلم لبعض حاجتـه‪ ،‬فأتـاه وجىيـل َع َليهـه السَّـالم يناجيـه‪ ،‬فاسـتثيا أن يقطـع‬
‫جنواهما‪ ،‬ومل يعرف جىيلَ عَلَيهه السَّالم فرجع إىل أبيه‪ ،‬فأعلمه؛ فجاء إىل رسول اهلل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فأعلمه بذل ؛ فضم النيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫عبداهلل إليه‪ ،‬ومسح على صدره‪ ،‬وقال‪(( :‬اللهم فقهه يف الدين‪ ،‬وانشر منه))‪ ،‬فكان‬
‫مذل ‪ ،‬فروت عنه مجيع األمة؛ وهو الفقيـه الـذي ال يُـدافَعُ‪ ،‬والْمُصهـ ِقعُ الـذي ال‬
‫بصــره يف لخــر أيامــه‪ ،‬مــن البكــاء علــى علــي بــن أبــي‬ ‫يُنــازَعُ؛ وقــد مــان ذهـ‬
‫طال ‪...‬إخل‪.‬‬
‫وقد مان العباس بن عبد املطل ‪ ،‬وولده حى األمة‪ ،‬وإخوته‪ ،‬وأوالد جعفر بـن‬
‫أبي طال ‪ ،‬وعقيل بن أبـي طالـ ‪ ،‬وسـائر بـ هاشـم‪ ،‬ومـن معهـم مـن أعيـان‬
‫الصثابة السابقني‪ ،‬مالزمني ألمري املؤمنني‪ ،‬داعني األمة إىل إمامته‪ ،‬والقيام بطاعته‪،‬‬
‫منذ قُبِض سيد املرسلني ‪ -‬صلوات اهلل وسالمه عليهم أمجعني ‪ -‬ممـا هـو معلـوم‬
‫عند ذوي العرفان من املسلمني‪.‬‬
‫منهم؛ مما قـال ابـن‬ ‫وقد شهد مجيع مشاهده‪ ،‬واجلهاد بني يديه‪ ،‬مَنه أدر ذل‬
‫عبد الى يف االستيعاب يف ترمجته(‪ :)465‬شهد عبداهلل بن عباس مع علي َرضِـي اهلل‬
‫عَنهه اجلمل وصفني والنهروان‪ ،‬وشهد معه احلسن واحلسني وحممد بنوه‪ ،‬وعبيـد اهلل‬
‫وقثم ابنا العباس‪ ،‬وحممد وعبداهلل وعون بنو جعفر بـن أبـي طالـ ‪ ،‬واملغـرية بـن‬

‫ضرَب مَثَلًا لكلِّ مَن بُولِ َ يف َمدهحِه‪ ،‬وهـو مقولـ ‪:‬‬


‫قال تعل ‪ :‬النذي ال يُعهمَل على مِثَالِه مِثهلُهُ‪ ،‬يُ ه‬
‫حدِه‪ :‬أَي (ال نَظريَ له يف العِلْم وغريِه)» إخل‪.‬‬
‫صرِه‪ ،‬وقَريعُ قَوهمِه‪ .‬فنَسيج وَ ه‬
‫حدُ عَ ه‬
‫فالنٌ وا ِ‬
‫(‪ -)465‬االستيعاب (‪ ،)934/3‬رقم الرتمجة (‪.)1588‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ168‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫بن عبد املطل ‪ ،‬وعقيل بن أبي طالـ ‪ ،‬وعبـداهلل بـن ربيعـة بـن‬ ‫نوفل بن احلار‬
‫بن عبد املطل ‪.‬‬ ‫احلار‬
‫يف اإلصابة؛ ومنهم‪ :‬العباس بن ربيعة بـن احلـار ‪،‬‬ ‫‪ :‬ونقل ابن حجر ذل‬ ‫قل‬

‫املبارزة املشهورة املذمورة يف شر النهج(‪.)466‬‬ ‫املبارز يوم صفني تل‬


‫[عدمَصحةَمعاتبةَالوصيَ(ع)َالبنَعباس]ََ َ‬
‫نعم‪ ،‬ومان ابن عباس َرضِي اهلل عَنههما البن عمه أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‬
‫ل‬
‫ث ِّ‬
‫الوزيرَ األعظمَ‪ ،‬والنصريَ الْمُقدَّ َم؛ وما يُثه َكى عنه من أخذِ ِه املالَ‪ ،‬ومفارقتِ ِه ِل َم َ‬
‫َع َم ِل ِه بالبصرة‪ ،‬ومعاتبةِ الوصيِّ عَلَيهه السَّالم له غريُ صثيحٍ؛ فمقامه أجل وأرفع من‬
‫(‪)467‬‬
‫غري موجه إليه‪ ،‬وليس فيه تصريح مما أفاده‬ ‫ذل ؛ والكتاب الذي يف النهج‬
‫العالمة الشار (‪ ،)468‬واإلمام عز الدين بن احلسن عَلَيههما السَّالم يف املعراج ‪.‬‬
‫ومل يزل عامالً ألمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم عليها مما صر به أبو الفرج يف‬
‫مقاتل الطالبيني‪ ،‬وذمره ابن حجر يف اإلصابة(‪ ،)469‬حيث قال‪ :‬ومل يزل ابن عباس‬
‫على البصرة حتى قُتل علي‪.‬‬
‫قال املوىل العالمة جنم العرتة احلسن بن احلسني احلوتي ‪ -‬أيـده اهلل تعـاىل ‪ -‬يف‬
‫ختريج الشـايف(‪ : )470‬ألن مقامـات عبـداهلل يف شـأن علـي يف حياتـه وبعـد وفاتـه‪،‬‬
‫وإجالله له والذبّ عنه واالنتماء إليه‪ ،‬ينايف ما قيل من املكاتبة يف أخذ املـال؛ علـى‬

‫(‪ -)466‬شر نهج البالغة (‪ )219/5‬نقالً عن عيون األخبار البن قتيبة‪.‬‬


‫(‪ -)467‬شر نهج البالغة (‪.)167/16‬‬
‫(‪ -)468‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)171/16‬‬
‫(‪ -)469‬اإلصابة (‪.)150/4‬‬
‫(‪ )470‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)38/4‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ169‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫إىل احلسـن بـن‬ ‫أن ما رواه أبو الفرج األصفهاني‪ ،‬من أن عبداهلل بن العباس متـ‬
‫علي‪ ،‬يف أول خالفته‪ ،‬مـن البصـرة‪ ،‬ينـايف أنـه أخـذ مـال البصـرة وهـرب بـه إىل‬
‫مكة(‪.)471‬‬
‫روى أبو عبيدة عن عمرو بن عبيد‪ ،‬أن ما قيل من أخذ ابن عباس للمـال قـول‬
‫باطل؛ فإن ابن عباس مل يفارق علياً إىل أن قُتل‪ ،‬وشهد صلح احلسن بن علي‪.‬‬
‫قال‪ :‬وميف جيتمع املال بالبصرة‪.‬‬
‫إىل قولــه‪ :‬وهــو يفــر بيــت املــال يف مــل مخــيس ويرشــه‪ ،‬انتهــى مــن أمــالي‬
‫املرتضى(‪.)472‬‬
‫عَلَيهـه‬ ‫وروى املرشد باهلل بإسناده عن أبي صاحل‪ ،‬قال‪ :‬ذمر علي بن أبي طالـ‬
‫السَّالم عند عائشة‪ ،‬وابن عباس حاضر؛ فقالت عائشة‪ :‬مان من أمرم رجالنـا علـى‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫فقال ابن عبـاس‪ :‬وأي شـيء مينعـه مـن ذلـ ؟ اصـطفاه اهلل لنصـرة رسـوله‪،‬‬
‫ُوتِه‪ ،‬واختاره لكرميته‪ ،‬وجعله أبا‬
‫وارتضاه رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ألخ َّ‬
‫ذريته‪ ،‬ووصيه من بعده؛ فإن ابتغيت شرفاً فهـو يف أمـرم منبـت وأورق عـود‪ ،‬وإن‬
‫أردت إسالماً فأوفر حبظه وأجزل بنصيبه‪ ،‬وإن أردت شجاعـة فنهمة حرب وقاضية‬
‫حتم‪ ،‬يصافح السيوف أبساالً‪ ،‬ال جيد ملوقعهـا حسـاً‪ ،‬وال تنهنهـه تعتعـة‪ ،‬وال تفلنـه‬
‫اجلموع‪ ،‬واهلل ينجده‪ ،‬وجىيل يرفده‪ ،‬ودعـوة الـنيب صـلى اهلل عليـه وللـه وسـلم‬

‫(‪ -)471‬وأيضًا فإنَّ أبا الفرج األصفهانيّ روى يف املقاتل (ص‪ ،)53/‬عن أبي خمنف أن اإلمـام‬
‫خطبته املشهورة بعد وفـاة أمـري املـؤمنني صـلوات‬ ‫احلسن بن علي عليهما السالم بعد أن خط‬
‫اهلل تعاىل عليه قام ابن عباس بني يديه‪ ،‬فدعا الناس إىل بيعته‪ ،‬فاستجابوا له‪.‬‬
‫(‪ )472‬ـ أمالي املرتضى (‪( ،)186/1‬اجمللس الثاني عشر)‪ ،‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ170‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تعضـده‪ ،‬أحدّ الناس لساناً‪ ،‬وأظهرهم بياناً‪ ،‬وأصدعهم باجلواب‪ ،‬يف أسرع جواب؛‬
‫عِظَتُه أبل من عمله‪ ،‬وعمله يعجز عنه أهل دهره؛ فعليه رضوان اهلل‪ ،‬وعلى مبغضه‬
‫لعائن اهلل‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وروى حممد بن سليمان الكويف(‪ )473‬حنوه بسنده إىل عبداهلل بن صـفوان‪ ،‬قـال‪:‬‬
‫منت عند عائشة‪ ،‬فذمر علي؛ فقالت‪ :‬مان من أمرم رجالنا على رسـول اهلل صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫فقال رجل ‪ -‬ومل يسمه ‪...-‬إىل لخره‪.‬‬
‫قال رجل البن عباس‪ :‬سبثان اهلل ما أمثر فضائل علي ومناقبه! وإني ألحسبها‬
‫إىل تالتة لالف‪.‬‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬أو ال تقول‪ :‬إنها إىل تالتني ألف ًا أقرب‪.‬‬
‫رواه اخلوارزمي(‪ )474‬بإسناده‪ ،‬عن عيسى بن عبداهلل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪.‬‬
‫مخسـة أسداسـه‪،‬‬ ‫وقال ابن عباس‪ :‬العلم ستة أسـداس؛ لعلـي بـن أبـي طالـ‬
‫وللناس سدس؛ ولقد شارمنا يف السدس‪ ،‬حتى هو أعلم منا به‪.‬‬
‫رواه اخلوارزمي عنه من طريقني(‪ ،)475‬ومثله يف ذخائر العقبى(‪.)476‬‬

‫عليـه السـالم للكـويف (‪ ،)67/2‬رقـم‬ ‫اإلمام أمري املؤمنني علي بن أبي طال‬ ‫(‪ -)473‬مناق‬
‫(‪.)551‬‬
‫للخوارزمي (ص‪.)40-39/‬‬ ‫(‪-)474‬املناق‬
‫للخوارزمي (ص‪( ،)94-93/‬الفصل السابع)‪.‬‬ ‫(‪ -)475‬املناق‬
‫الطىي (ص‪ ،)78/‬ولفظه‪« :‬عن ابن عباس رضي اهلل عنهمـا‪،‬‬ ‫(‪ -)476‬ذخائر العقبى للمث‬
‫قال‪ :‬واهلل لقدأُعطي عليٌّ تسعةَ أَعشار العلم‪ ،‬وأيم اهلل لقد شارمكم يف العُشر العاشـر‪ .‬أخرجـه‬
‫أبو عمر»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ171‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬وروي عن ابن مسعود‪ :‬قُسِّمت احلكمة عشرة أجزاء‪ ،‬فأعطي علي تسـعة‪،‬‬ ‫قل‬

‫والناس جزءاً واحداً‪.‬‬


‫وهو يف تفريج الكروب(‪ )477‬بلفظ‪ :‬منت عند النيب صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‬
‫فسُئل عن علي‪ ،‬فقال‪(( :‬قُسِّمت احلكمة‪...‬اخلى)) رواه ابن املغازلي(‪.)478‬‬
‫العرتة‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬منت عنـد الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه‬ ‫ويف بعض مت‬
‫ولله وسَلام‪...‬اخلى‪ ،‬بزيادة‪(( :‬وعلي أعلم بالواحـد مـنهم)) األزدي وابـن النجـار‬
‫وابن اجلوزي وأبو علي الىذعي وحل (وهو رمز احلليـة ألبـي نعـيم) أي أخرجـه‬
‫هؤالء‪.‬‬
‫وروى ابن عبد الى يف االستيعاب(‪ ،)479‬بسنده إىل ابن عبـاس‪ ،‬قـال‪ :‬واهلل لقـد‬
‫تسعة أعشار العلم؛ وأيـم اهلل‪ ،‬لقـد شـارمكم يف العشـر‬ ‫أعطي علي بن أبي طال‬
‫العاشر‪.‬‬
‫وروى ابن عبد الى أيضاً(‪ ،)480‬بسنده إىل سعيد بن جبري‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قـال‪:‬‬
‫منا إذا أتانا الثبت عن علي مل نعدل به‪.‬‬
‫ورواه ابن حجر العسقالني(‪)481‬؛ وقد سبق معناه عنه‪ ،‬من غـري هـذه الطريـق؛‬
‫وهو يدل على أن قول الوصي عَلَيهه السَّالم عنده حجة(‪ ،)482‬مما قضت به األدلة‪.‬‬

‫(‪ )477‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)182/‬‬


‫البن املغازلي (ص‪ ،)181/‬رقم (‪.)328‬‬ ‫(‪ -)478‬املناق‬
‫(‪ -)479‬االستيعاب (‪.)1104/3‬‬
‫(‪ -)480‬االستيعاب (‪.)1104/3‬‬
‫(‪ )481‬ـ فـتح البـاري (ط‪ /1‬ج‪ /7‬ص‪ )92‬ط‪( :‬دار الريـان)‪ ،‬ويف (ط‪ /2‬ج‪ /7‬ص‪ )92‬ط‪:‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(دار الكت‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ172‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروايات ابن عباس َرضِي اهلل عَنههما وأقواله وأفعاله‪ ،‬يف شـأن ابـن عمـه أمـري‬
‫املؤمنني عَلَيهه السَّالم أمثر من أن ىصيها متاب‪ ،‬أو ىي بها االستيعاب‪.‬‬
‫قال شار الـنهج(‪ :)483‬وقـد علـم النـاس حـال ابـن عبـاس يف مالزمتـه لـه‪،‬‬
‫مـن علـم ابـن عمـ ؟‬ ‫وانقطاعه إليه‪ ،‬وأنه تلميذه وخرجيه‪ ،‬وقيل له‪ :‬أين علمـ‬
‫فقال‪ :‬منسبة قطرة من املطر إىل البثر احملي ‪.‬‬
‫قال ‪ -‬أيده اهلل تعاىل ‪ -‬يف التخريج(‪ :)484‬سُئل ابن عباس عن علي‪ ،‬فقال‪ :‬ملئ‬
‫عزماً وحزماً وعلماً وجندةً‪.‬‬
‫أخرجه احلامم(‪.)485‬‬
‫وقال ابن عباس‪ :‬لعلي أربع خصال‪ ،‬ليست ألحد غريه‪ ،‬هو أول عربي وعجمي‬
‫صلى مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وهو الذي مان لواؤه معـه يف مـل‬
‫زحف‪ ،‬وهو الذي صى معه يوم فَرَّ عنه غريه‪ ،‬وهو الذي غسَّله وأدخله قىه‪.‬‬
‫أخرجه ابن عبد الى يف االستيعاب(‪ ،)486‬وأخرجه علي بن احلسني يف احملي عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬إال لفظ (أربع)‪ ،‬وزيادة (املهـراس) قـال‪ :‬وهـو الـذي صـى معـه يـوم‬
‫املهراس‪ ،‬وانهزم الناس ملهم غريه‪.‬‬
‫وأخرجه الكنجي(‪ )487‬واإلمام أبو طال (‪ ،)488‬عن ابن عباس‪ ،‬مما يف احملي ‪.‬‬

‫(‪ )482‬ـ أي عند ابن عباس رضوان اهلل تعاىل وسالمه عليهما‪.‬‬
‫(‪ -)483‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)19/1‬‬
‫(‪ )484‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)39/4‬‬
‫(‪ -)485‬احلسكاني يف شواهد التنهزيل (‪ ،)107/1‬رقم (‪.)153‬‬
‫(‪ -)486‬االستيعاب (‪.)1090/3‬‬
‫للكنجي (ص‪( )336/‬الباب اخلامس والتسعون)‪.‬‬ ‫(‪ )487‬ـ املناق‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ173‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وقال ابن عباس‪ :‬ليس من لية يف القرلن‪{ :‬يَاأَيُّهَا الاذِينَ ءَامَنُوا} إال وعلي بن أبي‬
‫اهلل أصثاب حممد صَلاى اهلل عَليهه ولله‬ ‫رأسها وأمريها وشريفها‪ ،‬ولقد عات‬ ‫طال‬
‫وسَلام يف القرلن‪ ،‬وما ذمر علياً إال خبري‪.‬‬
‫أخرجه عنه أمحد(‪ ،)489‬والكنجي(‪. )490‬‬
‫الطىي(‪ :)491‬عن ابن عباس‪ ،‬وقد سُئل عن علـي‪ :‬رمحـة اهلل علـى‬ ‫وقال احمل‬
‫أبي احلسن؛ مان واهلل علم اهلدى‪ ،‬ومهف التقى‪ ،‬وطود النهى‪ ،‬وحمل احلجا‪ ،‬وغيث‬
‫الندى‪ ،‬ومنتهى العلم للورى‪ ،‬ونوراً أسفر يف الـدجا‪ ،‬وداعيـاً إىل احملجـة العظمـى‪،‬‬
‫مستمسكاً بالعروة الوتقى‪ ،‬أتقى مـن تقمص وارتدى‪ ،‬وأمرم مـن شـهد النجـوى‪،‬‬
‫القبلتني‪ ،‬وأبو السبطني‪ ،‬وزوجته خـري النسـاء‪ ،‬فمـا‬ ‫بعد حممد املصطفى‪ ،‬وصاح‬
‫يفوقه أحد؛ مل تر عيناي مثله‪ ،‬ومل أمسـع مبثلـه؛ فعلـى مـن بغضـه لعنـة اهلل ولعنـة‬
‫العباد‪ ،‬إىل يوم التناد‪.‬‬
‫أخرجــه أبــو الفــتح القــواس‪ ،‬ورواه علــي بــن احلســني املســعودي يف مــروج‬
‫الذه (‪ ،)492‬انتهى(‪.)493‬‬

‫(‪ -)488‬األمالي (ص‪ ،)85/‬رقم (‪( ،)43‬الباب الثالث)‪.‬‬


‫الطـىي يف ذخـائر العقبـى‬ ‫(‪ -)489‬فضائل الصثابة (‪ ،)812/2‬رقم (‪ ،)1114‬وعزاه احمل‬
‫أمحد‪.‬‬ ‫(ص‪ )89/‬إىل مناق‬
‫للكنجي (ص‪( ،)140/‬الباب احلادي والثالتون)‪.‬‬ ‫(‪ )490‬ـ املناق‬
‫وانظر الفصل السادس من شواهد التنهزيل للثامم احلسكاني (‪.)48-54/1‬‬
‫الطـىي (ص‪ ،)78/‬وقـال‪« :‬أخرجـه أبـو الفـتح القـواس»‪،‬‬ ‫(‪ -)491‬ذخائر العقبى للمثـ‬
‫وانظر‪ :‬شر التثفة العلوية البن األمري الصنعاني (ص‪.)215/‬‬
‫(‪ ،)61/3‬حتقيق‪( :‬حممد حميي الدين)‪ ،‬ط‪( :‬املكتبة العصريَّة)‪.‬‬ ‫(‪ -)492‬مروج الذه‬
‫(‪ -)493‬من التخريج‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ174‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وقوله‪ :‬ومل ترَ عيناي‪...‬إخل أي بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسـلم‬ ‫قل ‪:‬‬

‫قطعاً‪ ،‬وهذا معلوم لكل مسلم‪ ،‬فال ىتاج مثله إىل تقييد‪ ،‬مع أنه قـد صَـرّ يف أول‬
‫اخلى بقوله‪ :‬بعد حممد املصطفى‪.‬‬
‫[شيءَمنَفضائلَابنَعباس] َ‬

‫الطىي يف الذخائر(‪ :)494‬عن ابن عباس‪ :‬ضـمّ رسـول‬ ‫‪ :‬قال احمل‬ ‫هذا‪ ،‬قل‬

‫اهلل صَــلاى اهلل عَليهــه وللــه وسَــلام وقــال‪(( :‬اللــهم عَلمهــه احلكمــة)) أخرجــه‬
‫الرتمذي(‪ ،)495‬وقال‪ :‬حسن صـثيح؛ والبغـوي(‪ ،)496‬وأبـو حـامت(‪)497‬؛ وخرجـه‬
‫البخاري(‪ ،)498‬وقال‪ :‬ضم إىل صدره؛ ويف رواية لـه‪(( :‬اللـهم علمـه الكتـاب))‬
‫وخرجه أبو عمر‪ ،‬وزاد‪(( :‬وتأويل القرلن)) ومل يقـل‪ :‬ضـم ؛ ويف أخـرى‪(( :‬وزده‬
‫علماً‪ ،‬وفقنهه يف الديـن)) قال أبو عمر(‪ :)499‬وملنها أحاديث صثا ‪.‬‬
‫ويف رواية خرجها احلافظ الثقفي‪(( :‬زده فهماً وعلماً)) انتهى(‪.)500‬‬

‫الطىي (ص‪)227/‬‬ ‫(‪ -)494‬ذخائر العقبى للمث‬


‫(‪ -)495‬سن الرتمذي‪ ،‬رقم (‪ ،)3833‬وقال‪« :‬هذا حديث حسن صثيح»‪.‬‬
‫(‪)496‬ـ شر السنة للبغَوي (‪ ،)146/14‬رقم (‪ ،)3943‬حتقيـق‪( :‬األرنـاؤوط)‪ ،‬ط‪( :‬املكتـ‬
‫اإلسالمي)‪.‬‬
‫(‪)497‬ـ صثيح أبي حامت (ابن حبـان) (‪ ،)530/15‬رقـم (‪ ،)7054‬ط‪( :‬مؤسسـة الرسـالة)‪،‬‬
‫قال احملقق (األرناؤوط)‪ :‬إسناده صثيح على شرط الصثيح‪ ،‬ورواه ابن حبان بـرقم (‪،)7053‬‬
‫بلفظ‪(( :‬اللهمَّ فَقلهههُ))‪ ،‬قال احملقـق‪ :‬إسـناده صـثيح علـى شـرط الشـيخني‪ ،‬وبـرقم (‪،)7055‬‬
‫بلفظ‪(( :‬اللهمَّ فَقلهههُ يف الدِّيهنِ‪َ ،‬وعَ لمههُ التَّأويلَ))‪ ،‬قال احملقق‪ :‬إسناده صثيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫(‪ -)498‬البخاري برقم (‪ ،)7270‬ط‪( :‬العصريَّة)‪.‬‬
‫(‪ -)499‬االستيعاب ألبي عمر ابن عبد الى (‪.)935/3‬‬
‫(‪ -)500‬من ذخائر العقبى‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ175‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬قال أبو عمر يف االستيعاب(‪ :)501‬وروي عن الـنيب صـلى اهلل عليـه وللـه‬ ‫قل‬

‫وسلم من وجوه أنه قـال لعبـداهلل بـن العبـاس‪(( :‬اللـهم علنمـه احلكمـة وتأويـل‬
‫القرلن))‪ ،‬ويف بعض الروايـات‪(( :‬اللـهم َفقلهـه يف الـدين‪ ،‬وعلمـه التأويـل)) ويف‬
‫حديث لخر‪(( :‬اللهم بار فيه‪ ،‬وانشر منه‪ ،‬واجعلـه مـن عبـاد الصـاحلني))‪ ،‬ويف‬
‫حديث لخر‪(( :‬اللهم زده علماً وفقهاً))‪ ،‬وهي ملها أحاديث صثا ‪.‬‬
‫وقال جماهد‪ :‬عن ابن عباس‪ :‬رأيت جىيل عند النيب صلى اهلل عليه ولله وسـلم‬
‫سلام باحلكمة مرتني‪ ،‬انتهى(‪.)502‬‬
‫مرتني‪ ،‬ودعا لي رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله و َ‬
‫قال يف ذخائر العقبى(‪ :)503‬وعن مسـروق قـال‪ :‬منـت إذا رأيـت عبـداهلل بـن‬
‫عباس ‪ ،‬قلت‪ :‬أمجل الناس‪ ،‬وإذا تكلم قلت‪ :‬أفصح الناس‪ ،‬وإذا حتد ‪ ،‬قلت‪ :‬أعلم‬
‫الناس‪.‬‬
‫وعن األعمف مثله‪ ،‬زاد‪( :‬وإذا سكت قلت‪ :‬مـن أحلـم النـاس)‪ ،‬قـال‪ :‬وعـن‬
‫شقيق‪.‬‬
‫‪ :‬هو يف االستيعاب (‪ )504‬مسنداً إىل [ َ‬
‫شقِيهقٍ] أبـي وائـل‪ ،‬قـال‪ :‬خطبنـا ابـن‬ ‫قل‬

‫عباس‪ ،‬وهو على املوسم‪ ،‬فافتتح سـورة النور؛ فجعل يقرأ ويفسر؛ فجعلت أقول‪:‬‬
‫ما رأيتُ وال مسعتُ برجل مثله‪ ،‬ولو مسعته فارس والروم والرت ألسلمت‪.‬‬
‫أبو عمر‪.‬‬ ‫خرج مجيع ذل‬
‫وخرج يف الصفوة حديث شقيق‪ ،‬وقال‪ :‬سورة البقرة مكان سورة النور‪.‬‬

‫(‪-)501‬االستيعاب (‪.)935/3‬‬
‫(‪ -)502‬من االستيعاب‪.‬‬
‫الطىي (ص‪.)229/‬‬ ‫(‪ -)503‬ذخائر العقبى للمث‬
‫(‪ -)504‬االستيعاب (‪.)935/3‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ176‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وعن احلسن‪ :‬مان ابن عباس يقوم على منىنـا هـذا فيقـرأ البقـرة ولل عمـران‪،‬‬
‫فيفسرهما لية لية(‪.)505‬‬
‫ويف االستيعاب(‪ )506‬والذخائر(‪ :)507‬قال عمرو بن دينار‪ :‬ما رأيت جملساً أمجـع‬
‫لكل خري من جملس ابن عباس‪ ،‬احلالل واحلرام‪ ،‬والعربية واألنساب‪ ،‬وأحسبه قال‪:‬‬
‫والشعر؛ ومان أصثابه يسمونه البثر واحلى‪.‬‬
‫قال يف االستيعاب(‪ :)508‬وفيه يقول حسان‪:‬‬
‫ل َأحه َوالِـ ِه َفضَـال‬
‫ت لَـهُ فِـي مُـ ِّ‬
‫َرَأيه َ‬ ‫إِ َذا مَ ـا ابه ـنُ َعبَّ ـاسٍ بَ ـ َدا لَ ـ َ َوجههُ ـهُ‬
‫ِبمُنهَتظمَ ـاتٍ لَ ـا تَ ـ َرى بَيهَنهَ ـا فَصه ـال‬ ‫ل‬
‫إِ َذا قَـ ـالَ لَـ ـمه َيتهـ ـرُ ْ َم َقالًـ ـا لِ َقائِـ ـ ٍ‬
‫‪...‬األبيات ‪.‬‬
‫للثســنني‬ ‫وروى يف احلــدائق(‪ )509‬أن ابــن عبــاس َرضِــي اهلل عَنههمــا أمس ـ‬
‫بالرماب‪ ،‬وسَ َّوى عليهما‪ ،‬فقال له مدر بن أبي راشد‪ :‬أنت أسـن منهمـا‪ ،‬أمتسـ‬
‫من هذان‪ ،‬هذان ابنا رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه‬ ‫هلما؟ قال‪ :‬يا لكع‪ ،‬أو ما يدريـ‬
‫ي عليهما(‪.)510‬‬
‫س ِّو َ‬
‫ولله وسَلام أو ليس هذا مما أنعم اهلل به علي‪ ،‬أن أُمهسِ َ هلما‪ ،‬وأُ َ‬

‫(‪ -)505‬انتهى النقل من ذخائر العقبى‪.‬‬


‫(‪-)506‬االستيعاب (‪.)936/3‬‬
‫(‪ -)507‬ذخائر العقبى (ص‪.)230/‬‬
‫(‪ -)508‬االستيعاب (‪.)937/3‬‬
‫(‪ -)509‬احلدائق الوردية (‪.)155/1‬‬
‫(‪ -)510‬ورواه ابن عسامر يف تاريخ دمشق (‪.)239/13‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ177‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫هذا ‪ ،‬وملا تويف َرضِي اهلل عَنهه صلى عليه حممد بن احلنفيـة عَلَ هيهَمـا السَّـالم ممـا‬
‫سبق‪ ،‬وقال‪ :‬اليوم مات رباني هذه األمة‪ ،‬أخرجه أبو عمر(‪ )511‬والبغوي(‪.)512‬‬
‫قال الطىي يف الذخائر(‪ :)513‬وعن سعيد بـن جـبري‪ ،‬قـال‪ :‬مـات ابـن عبـاس‬
‫بالطائف‪ ،‬فشهدت جنازته‪ ،‬فجاء طائر مل ير علـى خلقـه‪ ،‬فـدخل يف نعشـه‪ ،‬ومل يُـرَ‬
‫خارجاً منه؛ فلما دُفن تليت هذه الية‪{ :‬يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ(‪ )27‬ارهجِعِي إِلَى‬
‫رَبِّـ ِ رَاضِ ـيَةً مَرهضِــيَّةً(‪ )28‬فَــادهخُلِي فِــي عِبَــادِي(‪ )29‬وَادهخُلِــي جَنَّتِــي(‪})30‬‬
‫[الفجر]‪.‬‬
‫خرجه ابن عرفة؛ وروي عن أبي الزبري مثله(‪.)514‬‬
‫الطبقات‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬وقد قدمت من ذمر ملا سبق؛ وأعود إىل ترتي‬
‫[عاصمَبنَعدي]ََ َ‬
‫ضاعِي العَجه َلاني؛ مان يوم بدر أمرياً على أهل قباء‬
‫عاصم بن عدي‪ ،‬القُ َ‬
‫سلام بسهم‪ ،‬وشهد أحداً؛ له ستة‬
‫والعالية‪ ،‬فضرب له النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله و َ‬
‫أحاديث‪.‬‬
‫تويف سنة مخس وأربعني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو البَ َّدا (‪ ،)515‬وسَههل بن سعد‪ ،‬وابن عباس(‪.)516‬‬

‫(‪ -)511‬االستيعاب (‪.)934/3‬‬


‫(‪ -)512‬تفسري البغوي (معامل التنزيـل) (ص‪ )220/‬يف تفسـري قولـه تعـاىل‪ { :‬وَلَــكِن مُونُـواْ‬
‫رَبَّانِيِّنيَ بِمَا مُنتُمه تُعَ لمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا مُنتُمه َتده ُرسُونَ (‪( })79‬سورة لل عمـران)‪ ،‬ط‪( :‬دار ابـن‬
‫حزم)‪ ،‬وانظر‪ :‬ذخائر العقبى (ص‪.)236/‬‬
‫الطىي (ص‪.)237/‬‬ ‫(‪ -)513‬ذخائر العقبى للمث‬
‫(‪ -)514‬انتهى من ذخائر العقبى‪.‬‬
‫(‪ ،)16/12‬رقم (‪« :)8281‬أبو البَدَّا بن عاصـم‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )515‬ـ قال ابن حجر يف تهذي‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ178‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واألربعة‪.‬‬


‫[عامرَبنَربيعةَبنَكعب]ََ َ‬
‫عامر بن ربيعة بن مع ‪ ،‬أبو عبد الرمحن العَنهزِي (مبهملة‪ ،‬ونون سامنة‪ ،‬فزاي)‬
‫هاجر إىل احلبشة‪ ،‬وشهد املشاهد‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫تويف سنة اتنتني وتالتني‪.‬‬
‫[عامرَبنَواثلة]ََ َ‬
‫عامر بن واتلة ‪ -‬مبثلثة ‪ -‬بن عبداهلل الكناني‪ ،‬أبو الطفيل‪.‬‬
‫عليـاً‬ ‫له رؤية ورواية‪ ،‬و ُعمِّر بعده صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام طـويالً؛ وصـث‬
‫عَلَيهه السَّالم‪ ،‬ومان من وجوه شيعته‪ ،‬ومن حمبيه‪ ،‬وله منه حمل خـاص‪ ،‬وشـهد مـع‬
‫علي املشاهد(‪.)517‬‬

‫جلدّ بن العَجهلَان‪ ،‬من بلي بن اخلارف بن قضـاعة‪ ،‬حليـف االنصـار‪ ،‬قيـل‪ :‬امسـه‬
‫بن عدي بن ا َ‬
‫حزهم‪.‬‬
‫عَدي‪ .‬روى عن أبيه‪ .‬وعنه‪ :‬ابنُه عاصم‪ ،‬وأبو بكر بن حممد بن عَمرو بن َ‬
‫قال ابن سعد عن الواقدي‪ :‬مات سنة سبع عشرة ومائة‪ .‬وقال ابن حِبَّان‪ :‬تويف سنة تسع عشـرة‪.‬‬
‫وحكى ابنُ عبد البَرِّ أنَّ له صثبةً‪ ،‬وهو غل تعقبناه عليه»‪ .‬انتهى بتصرف‪ .‬روى له األربعة مـن‬
‫العامة‪.‬‬
‫يف ترمجة عاصم بن عَدي (‪ ،)46/5‬رقم (‪:)3171‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )516‬ـ قال ابن حجر يف تهذي‬
‫«ويقال‪ :‬إن عاصم بن عدي العَجهلَاني غريُ عاصم والد أبي البَدَّا ‪ ،‬ومذا فَرَّق بينهما أبو القاسـم‬
‫البَغوي‪ ،‬ويف الصثيح حكايةُ ابنِ عباس عن عاصم بن عدي قصة املالعنة»‪.‬‬
‫(‪ -)517‬قال يف االستيعاب البن عبد الى (‪ )799/2‬يف ترمجة أبي الطفيل‪« :‬ومان مُثِبًّـا لعلـي‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬ومان من أصثابه يف مشاهده‪ ،‬ومان تق ًة مأمونًا‪ ،‬يعرتف بفضل الشيخني‪ ،‬إالا أنَّـه‬
‫َدمُ علياً‪ ،... ،‬وقد ذمرناه يف الكُنَى بأمثرَ من هذا»‪ ،‬وقال يف االسـتيعاب (‪ )1697 /4‬يف‬
‫مان يُق ِّ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ179‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬قد سبق ذمره يف الفصل الثاني‪ ،‬وساق يف الطبقات ترمجته‪ ،‬وحكـى مـالم‬ ‫قل‬

‫بعض املنثرفني فيـه‪ ،‬قال‪ :‬تم خرج طالباً بدم احلسـني مـع املختـار بـن عبيـد‪ ،‬تـم‬
‫أخرج حممد بن احلنفية من سجن عارم‪ ،‬وسكن الكوفة‪ ،‬تم مكة‪ ،‬وأقـام بهـا حتـى‬
‫مات‪.‬‬
‫تم حكى األقوال يف سنة وفاته‪ ،‬وقد سبق تصثيح أنه سنة عشر ومائة‪.‬‬
‫قال يف التهذي (‪ :)518‬وهو لخر من مات من مجيـع أصـثاب الـنيب صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫روى عن علي‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬وعمار‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬جابر اجلعفي‪ ،‬والزهري‪ ،‬ويزيد بن أبي حبي ‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬وممن روى عنه اإلمام األعظم زيد بن علي عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬مما سبق‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال عالمة العرتة النبيل‪ ،‬حممد بن عقيل ‪ -‬رمحه اهلل ‪ :)519(-‬وأما وصول أبـي‬
‫ي و من معه ومنهم أبو الطفيل‪ ،‬إلنقاذ ابن احلنفية ومن معـه‪ ،‬فـذل‬
‫ج َد ِل ِّ‬
‫عبداهلل الْ َ‬
‫من أعـظم مناقبهما‪ ،‬ومن أمىها منزلة عنـد اهلل تعاىل وعنـد النيب صَـلاى اهلل عَليهـه‬

‫متاب الكنى يف ترمجته‪« :‬ومان مُتَشَّيِعًا يف علي ويُفَضِّلُهُ‪.»...،‬‬


‫وذمر ابن حجر العسقالني يف اإلصابة (‪« :)231/7‬قال أبو عمر‪ :‬مان يعرتف بفضل أبـي بكـر‬
‫َدمُ عليًّا»‪ ،‬ومل يعرتض عليه ابن حجر مالمه هذا‪ ،‬بل أجراه جمرى الْمُسَلامَاتِ‪.‬‬
‫وعمر‪ ،‬لكنه يُق ِّ‬
‫ومذا نصَّ ابن األتري يف ُأسهد الغابة (‪ ،)515/2‬رقم (‪ ،)2748‬أي يف حمبته ألمري املـؤمنني علـيٍّ‬
‫عليه السالم وتفضيله وتقدميه‪.‬‬
‫(‪.)74/5‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )518‬ـ تهذي‬
‫اجلميل علـى أهـل اجلـر والتعـديل (ص‪ ،)69/‬ط‪( :‬دار احلكمـة اليمانيـة)‪،‬‬ ‫(‪ )519‬ـ العت‬
‫و(ص‪ ،)112/‬ط‪( :‬دار اإلمام النووي)‪ ،‬حتقيق‪( :‬السقاف)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ180‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ولله وسَلام فقـد أتبت تقـات املؤرخني(‪ ،)520‬أن ابن الزبري وضع ابن احلنفية ومـن‬
‫معه من ب هاشم يف السجن‪ ،‬ووضع فيه حطباً وألقى عليه النـار‪ ،‬فصـادف ذلـ‬
‫ج َدلي وأبي الطفيل ومَنه معهما‪ ،‬فأنقذ اهلل بهم العرتة ‪ -‬أنقـذهم اهلل مـن‬
‫وصول الْ َ‬
‫مل سوء ‪ ،...،.....-‬فهل يليق أن يعد صنيع هؤالء األبطال املنقذين مما تطعـن بـه‬
‫عدالتهم؟! مال واهلل‪.‬‬
‫إىل قوله‪{ :‬إَِّنهَا لَا َت هعمَى ا ْل َأبهصَارُ وََلكِن َت هعمَى ا ْل ُقلُوبُ الاتِي فِي الصُّدُورِ}‪.‬‬
‫رب احكم بيننا وبني قومنا باحلق وأنت خري احلاممني‪.‬‬
‫ويف االستيعاب البن عبد الى(‪ :)521‬قدم أبو الطفيل علـى معاويـة‪ ،‬فقـال لـه‪:‬‬
‫أبي احلسن؟‬ ‫ميف وجد على خليل‬
‫قال‪ :‬موجد أم موسى على موسى؛ وأشكو إىل اهلل التقصري‪.‬‬
‫قال له معاوية‪ :‬منتَ فيمن حصر عثمان؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ ،‬ولك منت فيمن حضره‪.‬‬
‫من نصره؟‬ ‫قال‪ :‬فما منع‬
‫املنـون؟ ومنـت مـع أهـل‬ ‫من نصره إذ تربصت به ريـ‬ ‫قال‪ :‬وأنت فما منع‬
‫فيما تريد‪.‬‬ ‫الشام‪ ،‬وملهم تابع ل‬
‫فقال له معاوية‪ :‬أو ما ترى طليب لدمه نصرة له؟‬
‫ف‪:‬‬
‫مما قال أخو جُعه ٍ‬ ‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن‬
‫َوفِــي حَيَــاتِي مَــا زَ َّودهَتنِــي زَادَا‬ ‫ت َتنهـ ـدُبُِني‬
‫لَـ ـا أَلْ ِفينَّـ ـ َ َبعهـ ـ َد املَـ ـوه ِ‬

‫للمسـعودي (‪ ،)85/3‬سـري‬ ‫(‪ )520‬ـ تاريخ دمشق البن عسامر (‪ ،)337/54‬مـروج الـذه‬
‫أعالم النبالء للذهيب (‪.)117/4‬‬
‫(‪ -)521‬االستيعاب (‪ ،)1697/4‬رقم الرتمجة (‪.)3054‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ181‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[عامرَالرام]ََ َ‬
‫عامر الرام (بفتح املهملة) صثابي‪ ،‬له حديث عند أبي داود(‪ ،)522‬واإلمام أبي‬
‫طال ‪ ،‬رواه عنه ابن إسثاق(‪ )523‬عن أبي منظور عنه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬ابن الرام؛ واألول أصح‪.‬‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ :)524‬عامر الرامـي‪ ،‬ويقـال‪ :‬عـامر الـرام أخـو اخلضـر‪،‬‬ ‫قلة‬

‫واخلضر قبيلة يف قيس عيالن‪..‬إخل‪.‬‬


‫[عامرَبنَمسعودَبنَأمية]ََ َ‬
‫ثي‪ ،‬له حديث يف صوم الشتاء‪.‬‬
‫خ َلف الْجُ َم ِ‬
‫عامر بن مسعود بن أمية بن َ‬
‫عنه‪ :‬عبد العزيز بن رُ َفيع(‪ ،)525‬ونُ َميهر بن عَرِي (‪.)526‬‬

‫(‪ )522‬ـ سنن أبي داود (‪ ،)182/3‬رقم (‪ ،)3089‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬


‫(‪ )523‬ـ حممد بن إسثاق‪.‬‬
‫(‪ -)524‬االستيعاب (‪ ،)789/2‬رقم الرتمجة (‪.)1326‬‬
‫ألسَدي‪ ،‬أبو عبد اهلل املكي الطـائفي‪ ،‬سـكن الكوفـة‪ ،‬روى عـن‬
‫(‪ )525‬ـ «عبد العزيز بن رُ َفيع ا َ‬
‫ابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأنس بن مال ‪ ،‬وسويد بن غَفَلَة‪ ،‬وعـامر بـن مسـعود اجلمثـي‪ ،‬وأبـي‬
‫الطغفَيل‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬جرير بن عبد احلميد‪ ،‬واحلسن بن صـاحل بـن حـي‪ ،‬وسـفيان الثـوري‪ ،‬وسـفيان بـن‬
‫بـن عبـد اهلل النخعـي‪ ،‬وشـعبة بـن احلجـاج‪ ،‬وصـاحل بـن موسـى‬ ‫عيينة‪ ،‬واألعمف‪ ،‬وشـري‬
‫الطلثي‪ ،‬وعمرو بن دينار وهو من شيوخه‪ ،‬وفضيل بن عياض‪ ،‬ومغرية بن مقسم الضيب‪ ،‬وأبـو‬
‫حنيفة‪ .،‬قال حممد بن عبد اهلل احلضرمي‪ :‬مات سنة تالتني ومئـة‪ .‬وقـال بـن حبـان‪ :‬مـات بعـد‬
‫الكمــال (‪ ،)134/18‬رقــم‬ ‫الـثالتني ومئــة‪ .‬روى لــه اجلماعــة»‪ .‬انتهــى بتصـرف مــن تهــذي‬
‫(‪.)3446‬‬
‫اهلَ همدَانِي‪ ،‬مويف‪َ ،‬روَى عن عامر بن مسعود‪َ .‬روَى عنـه‪ :‬أبـو إسـثاق‬ ‫(‪ )526‬ـ « نُمَيهر بن َعرِيه‬
‫اهلَ همدَاني‪ .‬قال أبو حامت‪ :‬ال أعرفه إلاا يف حديث‪(( :‬الصوم يف الشتاء [الغنيمة البـاردة]))‪ ،‬وذمـره‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ182‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫اختلف يف صثبته؛ عداده يف أهل الكوفة‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬والرتمذي ‪.‬‬
‫[عبادةَبنَالصام ]ََ َ‬
‫عبادة بن الصامت‪ ،‬أبو الوليد اخلزرجي‪ ،‬السيد النقي ؛ شهد العقبات الثال ‪،‬‬
‫وبدراً وما بعدها‪.‬‬
‫تويف بالرملة‪ ،‬وقيل‪ :‬ببيت املقدس‪ ،‬سنة أربع وتالتني‪ ،‬عن اتنتني وتسعني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده حممد‪ ،‬وإبراهيم بن عباد‪ ،‬وجابر‪ ،‬وأنس‪ ،‬واحلسـن البصـري‪ ،‬وخالـد‬
‫بن مَعه َدان‪ ،‬وجَُنادة بن أبي أُ َمَّية‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَأنيس]ََ َ‬
‫ضاعِي األنصاري‬
‫عبداهلل بن أَُنيهس (بضم اهلمزة‪ ،‬وفتح النون) أبو ىيى القُ َ‬
‫حلفاً‪ ،‬بطل مقدام‪ ،‬شهد العقبة وأُحُداً‪.‬‬
‫سار إليه جابر بن عبداهلل شهراً إىل الشام يسمع منه حديث املظامل‪.‬‬
‫عنه‪ :‬بنوه‪ ،‬وجابر‪ ،‬وحممود بن لبيد‪.‬‬
‫تويف سنة أربع ومخسني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬الناصر للثق‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬واحملي ‪ ،‬ومسلم(‪.)527‬‬
‫[عبداهللَبنَأبيَأوفىَالسلمي]ََ َ‬
‫عبداهلل بن أبي أوفى األسلمي‪ ،‬تويف سنة ست ومثانني بالكوفة‪ ،‬لخر الصثابة‬

‫الكمـال (‪ ،)22/30‬رقـم‬ ‫ابن حِبَّان يف متاب الثقات‪ .‬روى لـه الرتمـذي‪ .‬انتهـى مـن تهـذي‬
‫(‪.)6476‬‬
‫الكمـال (‪ ،)313/14‬رقـم‬ ‫(‪ )527‬ـ وأربعـة العامـة‪ ،‬والبخـاري يف األدب‪ .‬أفـاده يف تهـذي‬
‫(‪ ،)133/5‬رقم (‪ ،)3325‬واخلالصة (‪ ،)49/2‬رقم (‪.)3390‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ ،)3168‬وتهذي‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ183‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫موتاً بها‪.‬‬
‫عنه‪َ :‬عمرو بن مُ َّرة‪ ،‬وإمساعيل بن أبي خالد‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واجلرجاني‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫ومان من املنثرفني عن أمـري املـؤمنني َع َليهـه السَّـالم‪ ،‬ممـا أفـاده اإلمـام‬ ‫قلة ‪:‬‬

‫املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم يف الشايف(‪.)528‬‬


‫[عبداهللَبنَبحينة]ََ َ‬
‫(‪)529‬‬
‫(بضم املوحدة‪ ،‬وفتح املهملة‪ ،‬فتثتية‪ ،‬فنون) األزدي‪،‬‬ ‫عبداهلل بن بُثَينة‬
‫مان من السابقني ناسكاً فاضالً‪ ،‬ينزل موضعاً بقرب املدينة؛ تويف لخر أيام معاوية‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬األعرج‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَبَسَر]ََ َ‬
‫عبداهلل بن بُسهر (مبهملتني) املازني‪ ،‬تويف سنة مثان ومثانني‪ ،‬قال ابن‬
‫عسامر(‪ :)530‬وضع النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يده على رأسه‪ ،‬فقال‪(( :‬يعيف‬
‫هذا قرناً)) فعاش مائة سنة(‪.)531‬‬

‫(‪ -)528‬الشايف (‪ ،)320/1‬ط‪( :‬مكتبة أهل البيت عليهم السالم)‪.‬‬


‫‪-‬بكسـر‬ ‫بـن القِشهـ‬ ‫(‪ )529‬ـ يف اخلالصـة (‪ ،)110/2‬رقـم (‪« :)3764‬عبـد اهلل بـن مالـ‬
‫القاف‪ ،‬وإسكان املعجمة‪ -‬وامسه‪ :‬جُ هندُب ابن فَضهلَة األزدي األسدي‪ ،‬أبـو حممـد بـن بُثَيهنَـةَ»‪،‬‬
‫إخل‪.‬‬
‫(‪ )530‬ـ تاريخ دمشق (‪.)155/27‬‬
‫(‪ )531‬ـ قال يف اخلالصة (‪ ،)51/2‬رقم (‪« :)3403‬وهو لخر من مات بالشام من الصـثابة»‪.‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫صدَيُّ بنُ عَجهلَان‪ ،‬مما سيأتي يف ترمجته يف (الكنى)‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬أبو أُمَامَة ُ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ184‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬والطىاني‪ ،‬وأبو نعيم‪ ،‬وابن عسامر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَجوادَالعَقَيَلي]ََ َ‬
‫عبداهلل بن جواد(‪ )532‬العُ َقيهلي‪ ،‬قال ابن عسامر(‪ :)533‬له صثبة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولد أخيه يَعهلَى(‪)534‬بن األشدق‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وغريه ‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَاحلارثَبنَجَزَء]َ َ‬
‫بن جَزهء (جبيم تم زاي) الزُّبَيدي (بضم الزاي) شهد فتح‬ ‫عبداهلل بن احلار‬
‫مصر(‪.)535‬‬
‫عنه‪ :‬يزيد بن أبي حبي ‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫تويف سنة ست ومائة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واألربعة‪ ،‬إال النسائي‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَرَوَاحَة]ََ َ‬
‫حة (بفتح أوله) أبو رواحة احلارتي األنصاري النقي ‪ ،‬شهد بدراً‬
‫عبداهلل بن رَ َواْ َ‬
‫وما بعدها‪ ،‬ومان أحد النجباء الصادقني يف اجلهاد باللسان واليد‪ ،‬وأحد األمراء يف‬
‫له‪.‬‬ ‫غزوة مؤتة‪ ،‬وبها استشهد‪ ،‬وال عق‬

‫(‪ )532‬ـ وقيل‪ :‬جراد‪ .‬مما يف تاريخ دمشق البن عسامر (‪.)240/27‬‬
‫(‪ )533‬ـ تاريخ دمشق (‪.)240/27‬‬
‫(‪ )534‬ـ انظر ترمجتـه يف (الكامـل) البـن عـدي (‪ ،)184/9‬رقـم (‪ ،)2186‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫العلمية)‪ ،‬سري أعالم النبالء (‪ ،)271/8‬ط‪( :‬الرسالة)‪.‬‬
‫(‪ )535‬ـ قال يف اخلالصة (‪ ،)57/2‬رقم (‪« :)3437‬قال ابن يونس‪ :‬مات سـنة سـت ومثـانني‬
‫مبصر‪ ،‬وهو لخر من مات بها من الصثابة»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ185‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬وحممـد‪ ،‬والبخـاري‪،‬‬ ‫خرج له‪ :‬اإلمام زيد بن علي‪ ،‬وأبو طال‬
‫وغريهم ‪.‬‬
‫َّ‬
‫[عبداهللَبنَالزَبَيَرََبنَالعَ َوام]َ َ‬
‫ي‪ ،‬أول مولود من املهاجرين بعد‬
‫س ِد ُّ‬
‫عبداهلل بن الزَُّبيهرِ بن العَ َّوام‪ ،‬أبو خَُبيه ِ األَ َ‬
‫ج َمل‪.‬‬
‫اهلجرة‪ ،‬شهد مع خالته عائشة الْ َ‬
‫بويع له سنة أربع وستني بعد معاوية بن يزيد‪ ،‬وختلنف عن بيعته ابن عباس وابن‬
‫وسبعني‪ ،‬وهي عمره‪.‬‬ ‫احلنفية‪ ،‬تم حصره احلجاج مبكة‪ ،‬وقتل يف مجادى سنة تال‬
‫أخرج له املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬قد تقدم مالم الوصي ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهـه ‪ -‬يف شـأنه وهـو مـن رؤوس‬ ‫قل‬

‫النامثني‪.‬‬
‫ملا خرج احلسني عَلَيهه السَّالم مـن مكة إىل العراق ضرب عبداهلل بن العباس بيده‬
‫يا ابن الزبري‪.‬‬ ‫ابن الزبري وقال‪ :‬خال اجلو ‪ -‬واهلل ‪ -‬ل‬ ‫على منك‬
‫وسار احلسني إىل العراق‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن عباس‪ ،‬واهلل ما ترون هذا األمر إال لكم‪،‬‬
‫وال ترون إال أنكم أحق به من مجيع الناس‪.‬‬
‫على يقني‪.‬‬ ‫فقال ابن عباس‪ :‬إمنا يرى من مان يف ش ‪ ،‬وحنن من ذل‬
‫‪...‬إىل لخر ما يف شر النهج(‪.)536‬‬
‫[تركهَللصالةَعلىَالنبيَوآلهَأربعنيَمجعة]ََ َ‬
‫وقال اإلمام ىيى بن عبداهلل بن احلسن عَلَيههَم السَّالم فيـه‪ :‬وهـو الـذي تـر‬
‫الصالة على رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أربعني مجعـة يف خطبتـه؛ فلمـا‬
‫ل سـوء‪ ،‬إذا صَـلايهتُ عليـه أو ذَ َمرهتُـهُ َأته َلعُـوا‬
‫عليه النـاس‪ ،‬قـال‪ :‬إن لـه أُ َهيهـ َ‬ ‫التا‬

‫(‪ -)536‬شر نهج البالغة (‪.)134/20‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ186‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫َأعناقَهُم(‪ )537‬واشه َرَأبُّوا لِ ِذمْرِ ِه(‪ ،)538‬فأمره أن أُ ِ‬


‫سرَّهم‪ ،‬أو أُ ِق َّر أعينهم‪ ،‬رواه أبو الفرج‬
‫يف املقاتل(‪.)539‬‬
‫ويف الفرائد ما لفظه‪ :‬فإن املسعودي(‪ )540‬وغريه رووا أنه تر الصالة على النيب‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف اخلطبة أربعني مجعة قال‪ :‬إنه ما ترمها إال لئال تشـمخ‬
‫أنوف أقوام ‪ -‬يع ب هاشم ‪.-‬‬
‫ويف شر النهج(‪ :)541‬ومان عبداهلل بن الزبري يبغض علياً وينتقصه‪.‬‬
‫وروى عمرو بن شبة‪ ،‬وابن الكلـيب‪ ،‬والواقـدي‪ ،‬وغريهـم مـن رواة السـري أنـه‬
‫مكث أيام ادعائه اخلالفة أربعني مجعـة ال يصلي فيها على النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام‪ ،‬وقال‪ :‬ال مينع من ذمره إال أن تشمخ رجال بآنافها‪.‬‬

‫(‪ )537‬ـ أتلعوا أعناقهم‪ :‬رفعوها‪ ،‬ورجل أتلع‪ ،‬بَيِّنُ التَّلَع‪ ،‬أي طويـل العنـق‪ ،‬وَجِيهـدٌ تَلِيهـع‪ :‬أي‬
‫طويل‪ .‬متت من شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)125/11‬‬
‫ويف تاج العروس (‪« :)397/20‬قالَ أبو عُبَ هيدٍ‪ :‬أَمَْثرُ ما ُيرَادُ بالتَّلَ ِع طُـولُ العُنُـقِ‪ ،...،‬وقـد تَلـعَ‪،‬‬
‫ي طَوِيلٌ‪ ،‬وتَلْعَاءُ‪ ،‬فِـيمَن‬
‫ن ذَ امرَ‪ ،‬أَ ه‬
‫م َك ُرمَ و َف ِر َ‪ ،‬تَلَعًا‪ ،‬فهو أَتهلَعُ‪ ،‬وتَلِيعٌ‪ ،‬يُقَالُ‪ :‬عَنُقٌ أَتهلَعُ وتَلِي ٌع فِيمَ ه‬
‫حدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ‬
‫أَنَّثَ‪ .‬وجِيدٌ تَلِيعٌ‪ :‬طَوِيلٌ‪ ،...،‬ويُقَالُ‪ :‬أَتهلَعَ الرَّجُلُ‪ ،‬إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلًا‪ .‬ومنهُ َ‬
‫ي رَفَعُوها»‪.‬‬
‫اهللُ عنه‪( :‬لَ َقده أَتهلَعُوا َأعهنَاقَهُمه إِلَى أَ هم ٍر لَمه يَكُونُوا َأههلَهُ‪ ،‬فوَقَعُوا دُونَهُ)‪ ،‬أَ ه‬
‫قلت (احملقق)‪ :‬لفظه يف النهج‪( :‬فَوُقِصُوا دوُنَهُ)‪ ،‬أي مُسرَت أعناقهم‪ ،‬دون الوصول إليه‪.‬‬
‫شرَأَبَّ إِليـه) ولَـهُ اشهـرِئهبَابًا‪( :‬مَـدَّ عُنُقَـه‬
‫(‪ )538‬ـ قال يف التاج (‪(« :)118/3‬و) مِنَ الْمَجَازِ‪( :‬ا ه‬
‫شرَئِ ٌّ‪ .‬قَالَه أَبُو عُبَيهد‪( ،‬واالسـم‪ :‬الشُّـرَأْبِيبَةُ)‬
‫ليَنه ُظرَ‪ ،‬أَو) هُوَ إِذَا (ارهتَفَع) وعَلَا‪ ،‬ومُلُّ رَافِعٍ رَ ْأسَه مُ ه‬
‫بالضَّمِّ (مالطغ َمأْنِينَة)»‪.‬‬
‫(‪ -)539‬مقاتل الطالبيني (ص‪.)474/‬‬
‫(‪.)88/3‬‬ ‫(‪ )540‬ـ مروج الذه‬
‫(‪ -)541‬شر نهج البالغة (‪.)61/4‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ187‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروى سعيد بن جبري‪ :‬أن عبداهلل بن الزبري قال لعبداهلل بن عباس‪ :‬مـا حـديث‬
‫أمسعه عن ؟‬
‫قال‪ :‬وما هو؟‬
‫قال‪ :‬تأنيبـي وذمي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إني مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام يقـول‪(( :‬بـئس املـرء‬
‫املسلم يشبع وجيوع جاره))‪.‬‬
‫فقال ابن الزبري‪ :‬إني ألمتم بغض أهل هذا البيت منذ أربعني سنة‪.‬‬
‫[جوابَحممدَبنَاحلنفيةَعلىَابنَالزبري]ََ َ‬
‫(‪)542‬‬
‫عبـداهلل‬ ‫‪ :‬وروى عمرو بن شبة أيضاً عن سعيد بن جبري‪ ،‬قال‪ :‬خطـ‬ ‫قال‬
‫حممد بن احلنفية‪ ،‬فجاء إليـه وهـو‬ ‫بن الزبري‪ ،‬فنال من علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فبل ذل‬
‫‪،‬ط ‪ ،‬فوضع له مرسي‪ ،‬فقطع عليه خطبتـه‪ ،‬وقـال‪ :‬يـا معشـر العـرب‪ ،‬شـاهت‬
‫ي وأنتم حضور؟ إن علياً مان يد اهلل على أعداء اهلل‪ ،‬وصاعقة‬
‫الوجوه‪َ ،‬أيُنهَت َقصُ َع ِل ٌّ‬
‫من أمـره‪ ،‬أرســله علـى الكـافرين واجلاحـدين حلقـه‪ ،‬فقتلـهم بكفـرهم‪ ،‬فشـنئوه‬
‫ي‬
‫وأبغضوه‪ ،‬وأضمرو له السيف واحلسد‪ ،‬وابن عمه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام حَـ ٌّ‬
‫لـه مـا عنـده‪ ،‬أظهـرت لـه رجـال‬ ‫َبعهدُ مل ميت‪ ،‬فلما نقله اهلل إىل جـواره‪ ،‬وأحـ‬
‫أحقادها‪ ،‬وشفت أضغـانها‪ ،‬فمنهم من ابتزّه حقـه‪ ،‬ومـنهم مـن ائتمـر بـه ليقتلـه‪،‬‬
‫ومنهم من شتمه وقذفه باألباطيل‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬واهلل ما يَشهتُمُ علياً إال مافر يُسِرّ شتم رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪ ،‬و‪،‬اف أن يبو به‪ ،‬فيك بشتم علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬أما إنه قد ختطـت املنيـة‬
‫منكم من امتد عمره‪ ،‬ومسع قول رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسـلم فيـه‪(( :‬ال‬

‫شر النهج‪.‬‬ ‫(‪ )542‬ـ ابن أبي احلديد صاح‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ188‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫إال منــافق)) {وَسَـَيعهلَمُ الاـذِينَ ظَ َلمُـوا أَيَّ مُنقَلَـ ٍ‬ ‫إال مؤمن‪ ،‬وال يبغضـ‬ ‫ىب‬
‫يَنقَلِبُونَ}‪.‬‬
‫فعاد ابن الزبري إىل خطبته‪ ،‬وقال‪ :‬عذرت ب الفواطم يتكلمون‪ ،‬فما بال ابـن أم‬
‫حنيفة؟‬
‫فقال حممد‪ :‬يا ابن أم رُوه َمان(‪ ،)543‬وما لي ال أتكلم‪ ،‬وهل فات من الفواطم إال‬
‫واحدة‪ ،‬ومل يفت فخرها؛ ألنها أم أخوي‪...‬إخل ‪.‬‬
‫يف حبث اختياره بقـاء حتـريم القتـال يف األشـهر احلـرم‪،‬‬ ‫قال املقبلي يف األحبا‬
‫واألمكنة احلرم‪ :‬ولو مانت األحاديث أخباراً مل يقع شيء من ذل ‪ ،‬وإمنـا هـو أمـر‬
‫علـى‬ ‫خولف وظيفة األفعال اخلارجية مـن ابن الـزبري فمـن بعـده‪ ،‬فهونـت ذلـ‬
‫النفوس‪ ،‬مع أن أحاديث امللثد يف احلرم الذي عليه نصف عذاب أهل النار‪ ،‬وحنـو‬
‫ذل ‪ ،‬مثرية متعاضدة املعنى‪.‬‬
‫وقال يف اإلحتاف‪ :‬واألحاديـث الـواردة يف أن أول مـن يلثـد يف احلـرم مـبف‬
‫قريف‪ ،‬عليه نصف عذاب أهل النار‪ ،‬ومعناه متـواتر لكثـرة رواتـه‪ ،‬ولـوال الـورع‬
‫يف غـريه‪ ،‬لكـان ال حاجـة إىل‬ ‫واحرتام ابن الزبري‪ ،‬والتجوز البعيد أن يصدق ذلـ‬
‫اللجلجة‪...‬إخل‪.‬‬
‫قال اإلمام عَلَيهه السَّالم(‪ :)544‬فتأمل العصبية‪ ،‬وقد علم أنه الكبف الذي يلثـد‬
‫يف حرم اهلل(‪.)545‬‬

‫(‪ )543‬ـ «رُومان‪ :‬بضم الراء‪ ،‬ويقال‪ :‬بفتثها»‪ .‬انتهى من جامع األصول (‪.)397/12‬‬
‫(‪ )544‬ـ اإلمام املنصور باهلل حممد بن عبد اهلل الوزير عليهما السالم يف الفرائد‪.‬‬
‫(‪ -)545‬اعلم أيها املطلع الكريم أنَّ أحاديث (امللثد يف احلرم) بألفاظه وسـياقاته وأطرافـه قـد‬
‫رواها اجلمُّ الغفري من احملدتني يف مصنفاتهم‪ ،‬وهذا بعض ما وقفنا عليه وبـاهلل التوفيـق‪ ،‬ونسـأله‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ189‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫اإلخالص والثبات وحسن اخلتام‪:‬‬


‫قال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)288/3‬وعَنِ ابهنِ أَ هبزَى عَنه عُثهمَانَ بهنِ عَفاانَ قَالَ‪ :‬قَالَ لَهُ عَبهـدُ‬
‫َولَ إِلَى مَكاةَ فََيأْتِيَ َ‬
‫صرَ‪ :‬إِنَّ عِ هندِى نَجَائِ َ َقده َأ هعدَدهتُهَا لَ َ فَهَله لَ َ أَنه تَث َّ‬
‫اللاهِ بهنُ الزُّبَ هيرِ حِنيَ حُ ِ‬
‫ثدُ‬
‫مَنه أَرَادَ أَنه َيأْتِيَ َ‪ .‬قَالَ‪ :‬الَ إِنِّى سَمِعهتُ َرسُولَ اللاهِ ‪-‬صلى اهلل عليه وللَهُ وسلم‪ -‬يَقُولُ‪(( :‬يُلْ ِ‬
‫بِمَكاةَ مَ هبفٌ مِنه ُقرَ هيفٍ اسهمُهُ عَ هبدُ اللاهِ عَلَيههِ مِثهلُ نِصهفِ َأوهزَا ِر النَّاسِ))‪.‬‬
‫قال اهليثمي‪ :‬رواه أمحد ورجاله تقات‪ ،‬ورواه البزَّار أيضًا»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ورواه أمحد أيضًا يف مسنده (‪ ،)371/1‬رقم (‪ ،)481‬قال‪ :‬حَدَّتَنَا عَلِيُّ بهنُ عَيَّاشٍ‪ ،‬حَدَّتَنَا الْوَلِيـدُ‬
‫َمدِ بهنِ عَ هبدِ الْمَلِ ِ بهنِ َم هروَانَ‪ ،‬أَنَّهُ حَدَّتَهُ عَنِ الْمُغِـريَةِ‬
‫بهنُ مُسهلِمٍ‪ ،‬قَالَ‪ :‬وَأَخهَبرَنِي ا ْل َأوهزَاعِيُّ‪ ،‬عَنه مُث َّ‬
‫بهنِ شُعهبَةَ‪ ،‬وساق القصة إىل قول عثمان بن عفان‪ :‬سَمِعهتُ َرسُولَ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وللَه َوسَلامَ‬
‫ث ُد رَجُلٌ مِنه ُقرَ هيفٍ بِمَكاةَ يَكُونُ عَلَيههِ نِصهفُ َعذَابِ الْعَالَمِ))‪.‬‬
‫يَقُولُ‪(( :‬يُلْ ِ‬
‫بـن مـروان لَـم‬ ‫قال اهليثمي (‪« :)233/7‬رواه أمحد‪ ،‬ورجاله تقات‪ ،‬إلاا أنَّ حممدَ بنَ عبـد امللـ‬
‫أجد له مساعًا من املغرية‪ ،‬تم قال‪ :‬وهلذا احلديث طرق يف فضل مكة يف احلج»‪.‬‬
‫قال األلباني يف السلسلة الصثيثة (‪ ،)594/5‬رقم (‪ :)2462‬وذمره [اهليثمي] من حديث ابن‬
‫ث ُد رَجُلٌ بِمَكاةَ يُقَالُ لَهُ عَ هبدُ اللاهِ‪ ،‬عَلَيههِ نِصهفُ َعذَابِ الْعَالَمِ))‪.‬‬
‫عَمرو أيضًا بلفظ‪(( :‬يُلْ ِ‬
‫وقال‪ :‬رواه البزار‪ ،‬وفيه حممد بن مثري الصنعاني‪ ،‬وتَّقَه صاحل بن حممد‪ ،‬وابن سعد‪ ،‬وابن حبـان‪،‬‬
‫وضعفه أمحد»‪.‬‬
‫قال األلباني‪ :‬وقال احلافظ يف الصنعاني هذا‪« :‬صـدوق‪ ،‬مـثري الغلـ »‪ ،‬لكـن لـه شـاهد يرويـه‬
‫ل لَـهُ عَبهـدُ‬
‫يعقوب عن جعفر بن أبي املغرية‪ ،‬عن ابن أَ هبزَى عن عثمان بن عفان (رض)‪ ،‬قال‪ :‬قَـا َ‬
‫ل إِلَـى َمكاـ َة‬
‫َـو َ‬
‫ل لَـ َ َأ هن َتث َّ‬
‫صرَ‪ :‬إِنَّ عِ هندِى نَجَائِ َ َق هد َأعهـ َد هدُتهَا لَـ َ‪َ ،‬فهَـ ه‬
‫اللاهِ بهنُ الزُّبَ هيرِ حِنيَ حُ ِ‬
‫فََيأْتِيَ َ مَنه أَرَادَ أَنه َيأْتِيَ َ؟ قَالَ‪ :‬لَا‪ ،‬إِنِّى سَمِعهتُ َرسُولَ اللاهِ ‪-‬صلى اهلل عليه وللَهُ وسلم‪ -‬يَقُولُ‪:‬‬
‫ثدُ بِمَكاةَ مَ هبفٌ مِنه ُقرَ هيفٍ اسهمُهُ عَ هبدُ اللاهِ عَلَيهـهِ مِثهـلُ نِصهـفِ َأوهزَارِ النَّـاسِ))‪ ،‬أخرجـه أمحـد‬
‫((يُلْ ِ‬
‫(‪ ،)64/1‬ورجاله تقات مما قال اهليثمي‪ ،...،‬فاحلديثُ «حَسَنٌ» بلفظ البـزار‪« ،‬صـثيحٌ» بلفـظ‬
‫أمحد»‪.‬اهـ‪.‬‬
‫وروى أمحد بن حنبل يف مسنده (‪ ،)462/5‬رقم (‪( ،)6200‬حتقيق الشـيخ أمحـد شـامر) قـال‪:‬‬
‫َمدُ بهنُ مُنَاسَةَ‪ ،‬حَدَّتَنَا ِإسهثَاقُ بهنُ سَعِيدٍ‪ ،‬عَنه أَبِيهِ‪ ،‬قَالَ‪ :‬أَتَى عَ هبدُ اللاهِ بهنُ عُ َمرَ عَبهـدَ اللاـهِ‬
‫حَدَّتَنَا مُث َّ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ190‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ت َرسُـولَ‬
‫ح َرمِ اللاهِ تَبَارَ َ وَتَعَـالَى‪ ،‬فَـإِنِّي سَـمِعه ُ‬
‫بهنَ الزُّبَ هيرِ فَقَالَ‪ :‬يَا ابهنَ الزُّبَ هيرِ! إِيَّا َ وَا ْلإِلْثَادَ فِي َ‬
‫ت ذُنُوبُهُ بِـذُنُوبِ‬
‫ثدُ فِيهِ رَجُلٌ مِنه ُقرَ هيفٍ لَوه وُزِنَ ه‬
‫اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ يَقُولُ‪(( :‬إِنَّهُ سَيُلْ ِ‬
‫الثَّقَلَيهنِ َلرَجَثَته))‪ ،‬قَالَ‪ :‬فَانه ُظ هر لَا تَكُونهُ‪.‬‬
‫قال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)288/3‬رواه أمحد‪ ،‬ورجاله تقات»‪.‬‬
‫وقال الشيخ أمحد شامر‪« :‬إسناده صثيح‪.»...‬‬
‫األرنؤوط يف حتقيقه ملسند أمحد (‪ ،)336/10‬رقم (‪« :)6200‬رجاله تقات رجـال‬ ‫وقال شعي‬
‫الشيخني‪ ،‬غري حممد بن مناسة‪ ،...،‬فقد روى له النَّسائي‪ ،‬ووتَّقَه علي بـن املـدي ‪ ،‬ويعقـوب بـن‬
‫شيبة‪ ،‬وذمره ابن حبان يف الثقات‪.‬‬
‫البن حجر‪.‬‬ ‫التهذي‬ ‫قلت‪ :‬ومذا وتقه ابنُ معني‪ ،‬وأبوداود‪ ،‬والعجلي مما يف تهذي‬
‫حديثـه‪ ،‬وال ىـتج بـه‪ .‬وسـيأتي مـن‬ ‫أخبار‪ ،‬يكت‬ ‫قال األرنؤوط‪ :‬وقال أبو حامت‪ :‬مان صاح‬
‫حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص وهو الصواب»‪.‬‬
‫ورواه احلامم يف املستدر برقم (‪ ،)3462‬وقال‪« :‬هـذا حـديث صـثيح اإلسـناد ومل ‪،‬رجـاه»‪.‬‬
‫وقال الذهيب يف التلخيص‪[« :‬قال] أبو حامت‪« :‬ابن مناسة ال ىتج به»‪.‬‬
‫من الذهيب ميف يرت توتيق ابن معني‪ ،‬وعلي بـن املـدي ‪ ،‬وأبـي داود‪ ،‬والعجلـي‪،‬‬ ‫وهذا عج‬
‫وابن حبان‪ ،‬ويعقوب بن شيبة‪ ،‬ويعدل إىل مالم أبي حامت! الذي وصفه يف امليـزان بــ«املتعنـت»‪،‬‬
‫والقائل فيه مما يف سري أعالم النبالء يف سريته (‪« :)603/10‬إذا وتَّق أبو حـا ٍمت رجلًـا فتمسَّـ ْ‬
‫بقوله‪ ،‬فإنَّه ال يوتق إلاا رجلًا صثيحَ احلديث‪ ،‬وإذا لَيَّنَ رجلًا‪ ،‬أو قال فيه‪« :‬ال يُثتجُّ به» فتوقاـفه‬
‫حتَّى َترَى ما قال غريُهُ فيه‪ ،‬فإنه وَتَّقَهُ أحـدٌ‪ ،‬فـال تَـبهنِ علـى جتـريح أبـي حـامت‪ ،‬فإنَّـه متعنـتٌ يف‬
‫الرجال‪ ،‬قد قال يف طائفة من رجال الصـثا ‪« :‬لـيس حبجـة»‪« ،‬لـيس بقـوي»‪ ،‬أو حنـو ذلـ »‪،‬‬
‫والقائل –أي الـذهيب‪ -‬عنـه ممـا يف سِـَيرِه يف الكـالم علـى أبـي ُز هرعَـ َة الـرازي (‪:)479/10‬‬
‫ن عليه الورعُ وَالْمخهَبرَةُ‪ ،‬خبالف رفيقه أبـي‬
‫«يعجب مثريًا مالمُ أبي زُ هرعَةَ يف اجلر والتعديل‪ ،‬يَبِيه ُ‬
‫حامت‪ ،‬فإنَّه جَرَّا ٌ»‪.‬‬
‫فلم مل يعمل الذهيب بنصائثه وفوائـده؟ {أتـأمرون النـاس بـالى وتنسـون أنفسـكم}‪ ،‬فمـا رأي‬
‫املنصفني يف صنيع الذهيب هذا؟!‪.‬‬
‫وروى أمحد بن حنبل يف مسنده (‪ ،)470/6‬رقم (‪ ،)7043‬قال‪ :‬حَدَّتَنَا هَاشِمٌ‪ ،‬حَـدَّتَنَا ِإسهـثَاقُ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ191‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫س فِـي‬
‫يَعهنِي ابهنَ سَعِيدٍ‪ ،‬حَدَّتَنَا سَعِيدُ بهنُ عَ همرٍو‪ ،‬قَالَ‪ :‬أَتَى عَ هبدُ اللاهِ بهنُ عَ همرٍو ابهنَ الزُّبَ هيرِ َوهُوَ جَـا ِل ٌ‬
‫ت َرسُـولَ اللاـ ِه صَـلاى‬
‫ح َرمِ اللا ِه َفإِنِّي َأشه َه ُد لَسَـمِعه ُ‬
‫جرِ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬يَا ابهنَ الزُّبَ هيرِ إِيَّا َ وَا ْلإِلْثَا َد فِي َ‬
‫الْثِ ه‬
‫اللاهُ عَلَيههِ وللَهُ َوسَلامَ يَقُولُ‪(( :‬يُثِلغهَا وَيَثُلُّ بِهِ رَجُلٌ مِنه ُقرَ هيفٍ‪ ،‬لَوه وُزِنَته ذُنُوبُهُ ِبذُنُوبِ الثَّقَلَـيهنِ‬
‫لَوَزَنَتههَا))‪.‬‬
‫قال اهليثمي (‪« :)288/3‬رواه أمحد‪ ،‬ورجاله رجال الصثيح»‪.‬‬
‫وقال الشيخ أمحد شامر‪« :‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫األرنؤوط‪« :‬رجاله تقات رجال الشيخني»‪.‬‬ ‫وقال شعي‬
‫وقال األَلباني يف السلسلة الصثيثة برقم (‪« :)3108‬وهذا إسناد صثيح‪ ،‬رجاله ملـهم تقـات‬
‫رجال الشيخني‪ ،‬فهو أَصحّ من الذي قبله؛ فإن هاشم بن القاسم‪ ،‬وهو أبو النضر الليثي موالهم‬
‫البغدادي‪ ،‬قال احلافظ [ابـن حجـر] فيـه‪« :‬تقـة تبـت»‪ ،‬وقـال يف الـذي قبلـه ‪ -‬ابـن مناسـة ‪:-‬‬
‫«صدوق»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ف‬
‫ف ِب َمكاـ َة َيكُـو ُن َع َليهـ ِه ِنصهـ ُ‬
‫ن قُـ َر هي ٍ‬
‫ل مِـ ه‬
‫ث ُد َرجُـ ٌ‬
‫قلت‪ :‬ورواه‪-‬زيادةً على ما سبق‪ -‬بلفظ‪ُ(( :‬ي ْل ِ‬
‫َعذَابِ الْعَالَمِ))‪ ،‬ويف بعضها‪(( :‬اسهمُهُ عَ هبدُ اللاه))‪ ،‬ويف بعضها‪(( :‬يُقَالُ لَهُ‪ :‬عَ هبدُ اللاهِ))‪ ،‬البخـاريُّ‬
‫يف التــاريخ الكــبري (‪ ،)163/1‬رقــم (‪ ،)485‬والفــامهيُّ يف أَخبــار مكــة (‪ ،)268/2‬رقــم‬
‫(‪ ،)1498‬قال احملقق الدهيف‪« :‬إسناده حَسَنٌ»‪ ،‬ورواه الديلمي يف الفـردوس (‪ ،)538/5‬رقـم‬
‫بن أبي أسامة يف مسنده (بغية الباحث للهيثمي)‪ ،‬رقـم (‪ ،)976‬والبـزار يف‬ ‫(‪ ،)9019‬واحلار‬
‫مسـنده (مشــف األســتار) (‪ ،)47/2‬رقـم (‪ ،)1174‬ورقــم (‪ ،)1175‬والجــري يف الشــريعة‬
‫(‪ ،)147/3‬رقم (‪ ،)1484‬والضياء يف املختارة (‪ ،)520/1‬رقم (‪.)387‬‬
‫وذمره الذهيب يف تاريخ اإلسالم (‪ ،)444/5‬والسيوطي يف تاريخ اخللفـاء (‪ ،)128‬وانظـر مجـع‬
‫اجلوامع له (‪ ،)296/9‬ووتَّق رجال حديثي أمحد بن حنبـل‪ ،‬وانظـر منـز العمـال (‪،)208/12‬‬
‫ط‪( :‬مؤسسة الرسالة)‪.‬‬
‫وذمره البوصريي يف إحتاف اخلرية املهـرة (‪ ،)144/4‬رقـم (‪ ،)3516‬وقـال‪« :‬رواه أبـو يعلـى‪،‬‬
‫وأمحد بن حنبل‪ ،‬ورجاله تقات»‪.‬‬
‫احلافظ ابن عسامر هذه األحاديث يف تاريخ دمشق (‪.)218/28‬‬ ‫وقد استوع‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ192‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ل وعظـم‪ ،‬وتناسـوا مـا قـرع‬


‫إىل قوله‪ :‬وال عليهم مما يلزمهم للقرابـة‪ ،‬ولـو جـ ّ‬
‫أمساعهم‪ ،‬ورووه يف متبهم‪ ،‬عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مثـل‪(( :‬فـانظروا‬
‫ميف ختلفوني فيهم)) ومثل‪(( :‬أذمرمم اهلل يف أهل بييت ‪ -‬تالتاً ‪.))-‬‬
‫قال‪ :‬وهذا ابن الزبري قد فتح هذه املعصية اليت عظمها الفقيه(‪ ،)546‬وهي عظيمة‬
‫وفا قرة يف حرم اهلل تعاىل‪ ،‬ووصفه النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بأنه ملثـد‪ ،‬وأن‬
‫عليه نصف عذاب أهل النار‪ ،‬وقد علم الفقيه أنه من رؤوس النـامثني‪ ،‬فلـم تطـ‬
‫نفسه تبعاً ملا أصّله أسالفه يف هذه املسألة أن يقرر ويقول احلق‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وهذا هو عذر املخالف‪ ،‬تواصوا به خلفاً عن سلف‪.‬‬
‫قال أبو عمر يف االستيعاب(‪ :)547‬وروي أن عبداهلل بن صفوان بن أمية مَرّ يوماً‬
‫بدار عبداهلل بن عباس مبكة‪ ،‬فرأى فيها مجاعة من طاليب الفقه‪ ،‬ومَرّ بدار عبيداهلل بن‬
‫عباس فرأى فيها مجاعة ينتابونها للطعام‪ ،‬فدخل على ابن الزبري‪ ،‬فقال له‪ :‬أصبثت‬
‫واهلل أصبثتَ مما قال الشاعر‪:‬‬
‫َلمه َنبه ِ ِمنه َ َع َلى دُنهَيا وَلَـا دِيهـنِ‬ ‫ن األَيهــامِ َقارِعَــةٌ‬
‫فَــإنه تُصِــبه َ مِــ َ‬
‫قال‪ :‬وما ذا يا أعرج؟‬
‫قال‪ :‬هذان ابنا عباس‪ ،‬أحدهما يفقه الناس‪ ،‬والخر يطعم الناس‪ ،‬فما أبقيا ل‬
‫مكرمة‪.‬‬

‫(‪ )546‬ـ أي املقبلي‪.‬‬


‫(‪ -)547‬االسـتيعاب (‪ ،)937/3‬يف ترمجــة عبــد اهلل بــن العبـاس رضــوان اهلل تعــاىل وســالمه‬
‫عليهما‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ193‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فدعا عبداهلل بن مطيع‪ ،‬وقال‪ :‬انطلق إىل اب عباس‪ ،‬فقل هلما‪ :‬يقول لكما أمـري‬
‫املؤمنني‪ :‬ا خرجا ع أنتمـا ومـن انضـوى إليكمـا مـن أهـل العـراق‪ ،‬وإال فعلـت‬
‫وفعلت‪.‬‬
‫فقال عبداهلل بن عباس البن الزبري‪ :‬واهلل ما يأتينا من الناس إال رجـالن‪ :‬رجـل‬
‫فضالً‪ ،‬فأي هذين متنـع؟ ومـان باحلضـرة أبـو الطفيـل‬ ‫فقهاً‪ ،‬ورجل يطل‬ ‫يطـل‬
‫عامر بن واتلة الكناني‪ ،‬فجعل يقول‪:‬‬
‫ِمنههَــا خُطُــوبٌ أَ َعاجِيهــ ٌ وَتُبه ِكيهنَــا‬ ‫ثكَُنا‬
‫ف تُضهــ ِ‬
‫لَــا دَ َّر َد ُّر اللَيَــالِي مَيهــ َ‬
‫فِـي ابهـنِ الزَُّبيه ـرِ عَـنِ الــدُّنهَيا تُسَ ـليهَنا‬ ‫َو ِمثهلُ مَـا تُثهـ ِد ُ األَيَـامُ مِـنه ِعبَـ ٍر‬
‫ِفقْهًـــا وَيُكْسِـــبَُنا أَجهـــ ًرا وََيههـــ ِديهَنا‬ ‫ن َعبَّــاسٍ َفيُسهــ ِمعَُنا‬
‫مُنَّــا نَجِــيءُ ابهــ َ‬
‫جفانُـ ـهُ مُطْ ِعمًـ ـا ضَـ ـيه ًفا وَ ِمسهـ ـ ِكيهَنا‬ ‫َولَــ ـا يَــ ـ َزالُ عَُبيهدُاللاــ ـ ِه مُته َرعَــ ـ ًة‬
‫َننَــالُ ِمنههَــا الاــ ِذي نَبهغِــي إِ َذا شِــيهَنا‬ ‫فَــالبِ ُّر َوالــدِّيهنُ َوالــدُّنهَيا بِــ َدارِ ِه َما‬
‫بِـــ ِه ِع َمايَـــاتُ َماضِـــيهَنا وََباقِيهنَـــا‬ ‫ي هُـو النُّـورُ الاـ ِذي مُشِـ َطته‬
‫إِ َّن النَِّب َّ‬
‫ق َواجِــ ٌ ِفيهنَــا‬
‫َفضهــلٌ َع َليهنَــا وَحَــ ٌّ‬ ‫َو َرههطُــهُ ِعصهــ َمةٌ فِــي دِيهِننَــا لَهُــمُ‬
‫ِمنَّــ ـا وَتُــ ـؤه ِذيههم فِيهنَــ ـا وَتُؤه ِذيهنَــ ـا‬ ‫َففِـــيه َم َتمهَنعُنَـــا مِـــنههُمه َوَتمهـــَنعُهُمه‬
‫ن الزَُّبيه ـرِ َولَ ـا أَوهلَ ـى بِ ـ ِه ِديهنَ ـا‬
‫يَ ـا ابه ـ َ‬ ‫حمًـا‬
‫ت فَـاعه َلمه ِب َأوهلَـاهُمه بِـ ِه َر ِ‬
‫َو َلسهـ َ‬
‫ِفي الدِّيهنِ ِع ًّزا وَ َلا فِي األَرهضِ َتمه ِكيهَنا‬ ‫ي اللاــهُ إِنهسَــانًا بِبُغهضِــهِمُ‬
‫لَــنه يُــؤهِت َ‬
‫[عبداهللَبنَزيدَاخلزرجي]ََ َ‬
‫إليه رؤية األذان يف رواية‬ ‫عبداهلل بن زيد‪ ،‬أبو حممد اخلزرجي‪ ،‬الذي نس‬
‫العامة‪ ،‬شهد بدراً‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه حممد‪ ،‬وابن املسي ‪.‬‬
‫تويف سنة اتنتني وتالتني‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ194‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واألربعة‪.‬‬


‫‪ :‬وقيل‪ :‬إنه استشهد بأحد(‪. )548‬‬ ‫قل‬

‫[عبداهللَبنَزيدَبنَعاصم]ََ َ‬
‫عبداهلل بن زيد بن عاصم‪ ،‬أبو حممد النَّجَّاري‪ ،‬يعرف بابن أم عُ َمارَة‪ ،‬ووهم ابنُ‬
‫عَُييهَن َة فجعله رائي األذان‪ ،‬وله وألبيه صثبة؛ شار يف قتل مسيلمة الكذاب‪.‬‬
‫وستني‪.‬‬ ‫قُتل يوم احلرة‪ ،‬سنة تال‬
‫عنه‪ :‬عباد بن متيم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واجلماعة(‪.)549‬‬
‫[عبداهللَبنَسَرَجَس]ََ َ‬
‫جس (بفتح املهملة‪ ،‬وإسكان املهملة الثانية‪ ،‬ومسر اجليم‪،‬‬
‫عبداهلل بن سَره ِ‬
‫ي البصري‪.‬‬
‫فمهملة‪ ،‬منصرف ألنه عربي) املُ َزِن ُّ‬
‫عنه‪ :‬عاصم األحول‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَسالَم]ََ َ‬
‫عبداهلل بن سلَام ‪ -‬خمفف ‪ -‬أبو يوسف اإلسرائيلي‪ ،‬من ولد يوسف عَلَيهه‬
‫السَّالم‪ ،‬عامل أهل الكتاب؛ أسلم مقدم النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام املدينة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده يوسف‪ ،‬وابن مسلمة‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اهلادي للثق‪ ،‬واملرشد باهلل ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬واجلماعة‪.‬‬

‫(‪ )548‬ـ ذمـره ابـن حجـر عـن احلـامم‪ ،‬انظـر اإلصـابة (‪ ،)98/4‬رقـم (‪ ،)4689‬وتهـذي‬
‫(‪ ،)200/5‬رقم (‪.)3443‬‬ ‫التهذي‬
‫التهـذي‬ ‫الكمـال (‪ ،)538/14‬رقـم (‪ ،)3281‬تهـذي‬ ‫(‪ )549‬ـ انظر لزيادة ترمجته‪ :‬تهذي‬
‫(‪ ،)199/5‬رقم (‪ ،)3442‬اإلصابة (‪ ،)98/4‬رقم (‪.)4691‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ195‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وأربعني‪.‬‬ ‫تويف سنة تال‬


‫‪ :‬والرواية بأنه املراد بقوله تعاىل‪{ :‬وَمَنه عِنهدَهُ عِلْمُ الْكِتَـابِ} [الرعـد‪،]43:‬‬ ‫قل‬

‫غري صثيثة‪ ،‬بل هي نازلة يف أمري املؤمنني ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ‪.-‬‬
‫روى احلامم(‪ )550‬بسنده إىل أبي سعيد اخلدري‪ ،‬عن النيب صَلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪ :‬هو علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫ورواه عن ابن عباس(‪ ،)551‬وعن حممد بن احلنفيـة(‪ ،)552‬وعـن أبـي صـاحل مـن‬
‫طريقني(‪ ،)553‬وعن أبي جعفر الصادق(‪ ،)554‬وقال أبو صاحل‪ :‬قال ابن عبـاس‪ :‬هـو‬
‫واهلل علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫انتهى من شواهد التنزيل؛ أفاده أيده اهلل تعاىل يف التخريج(‪.)555‬‬
‫ِّ ِّ‬
‫الشخيَر]ََ َ‬ ‫[عبداهللَبنَ َ‬
‫عبداهلل بن الشِّخِّري (بكسر املعجمتني املثقلتني‪ ،‬فتثتية سامنة‪ ،‬فمهملة) أبو‬
‫مُ َط ِّرف‪ ،‬مان من الطلقاء‪.‬‬
‫عنه‪ :‬بنوه‪ :‬مُ َط ِّرف‪ ،‬ويزيد‪ ،‬وهاني؛ ال يعرف موته‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اجلرجاني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫مان أحد املبايعني لإلمام احلسن بن احلسن ‪ -‬عَ َل هيهَما السَّالم ‪.-‬‬

‫(‪ -)550‬احلامم احلسكاني يف شواهد التنهزيل (‪ ،)307/1‬رقم (‪.)422‬‬


‫(‪ -)551‬شواهد التنزهيل (‪ ،)307-308/1‬رقم (‪.)423‬‬
‫(‪ -)552‬شواهد التنهزيل (‪ ،)308/1‬رقم (‪)424‬‬
‫(‪ -)553‬شواهد التنهزيل (‪ ،)310/1‬رقم (‪ ،)426‬ورقم (‪.)427‬‬
‫(‪ -)554‬شواهد التنهزيل (‪ ،)308/1‬رقم (‪)425‬‬
‫(‪ )555‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)396/1‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ196‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[عبداهللَبنَعامرَبنَربيعةَالعَنَزَي]ََ َ‬
‫عبداهلل بن عامر بن ربيعة العَنهزِي ‪ -‬بإسكان النون ‪ -‬أبو حممد‪ ،‬روى عن أبيه‪،‬‬
‫وعمرو‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬عاصم بن عبيد اهلل؛ مان سخياً جواداً‪.‬‬
‫تويف سنة مخس ومثانني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اإلمام أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪.‬‬
‫‪ :‬وليس هو عامل عثمان مما سبق إىل بعض األوهـام؛ ذا ابـن عـامر بـن‬ ‫قل‬

‫مرز‪ ،‬ومل يرتجم له يف الطبقات‪.‬‬


‫[عبداهللَبنَعَكَيَم]ََ َ‬
‫عبداهلل بن ُعكَيهم (بعني مهملة مضمومة‪ ،‬فكاف‪ ،‬فتثتية‪ ،‬فميم‪ ،‬مصغر) أبو‬
‫معبد‪ ،‬خمضرم‪.‬‬
‫عن أبي بكر‪ ،‬وعمر‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ابن أبي ليلى‪ ،‬وابن خميمرة‪.‬‬
‫مات يف إمارة احلجاج‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪.‬‬
‫‪ :‬يف شر النهج(‪ :)556‬ومان عبداهلل بن عكيم عثمانياً‪ ،‬ومـان عبـد الـرمحن‬ ‫قل‬

‫بن أبي ليلى علوياً‪ ،‬ويف خمتصر الطبقات أنه ‪ -‬أي عبداهلل بن عكيم ‪ -‬أحد مبغضي‬
‫الوصي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَعمرَبنَاخلطاب]ََ َ‬
‫عبداهلل بن عمر بن اخلطاب‪ ،‬أبو عبد الرمحن‪ ،‬أسلم قدمياً مبكة بإسالم أبيه‪،‬‬

‫(‪ -)556‬شر نهج البالغة (‪.)100/4‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ197‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وشهد اخلندق وما بعدها؛ ذمر الناصر للثق فيما رواه اإلمام أبو طال (‪ )557‬أنه مل‬
‫يقاتل مع علي عَلَيهه السَّالم يف حروبه‪ ،‬مع أنه يفضل أمري املؤمنني علياً عَلَيهه السَّالم‬
‫على من حاربه‪ ،‬وهو من أصثاب األلوف يف احلديث‪.‬‬
‫وسبعني‪ ،‬وله أربع ومثانون‪.‬‬ ‫تويف مبكة سنة تال‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫(‪)558‬‬
‫عنه‪ :‬مجع من الصثابة والتابعني‪ ،‬منهم بنوه‪ :‬سامل‪ ،‬ومحزة‪ ،‬وعبيداهلل‪ ،‬ونافع‬
‫‪ -‬قالوا‪ :‬وهو أصح رواياته ‪ -‬وزيد بن أسلم‪ ،‬وسعيد بن جبري‪ ،‬والشعيب‪ ،‬وعبداهلل‬
‫وعمرو ابنا دينار‪ ،‬وطاووس‪ ،‬وجماهد‪ ،‬وعطاء بن السائ ‪ ،‬وابن سـريين‪ ،‬وحمـارب‬
‫بن دتار‪.‬‬
‫من ابن عمر‪ ،‬ميف ختلنف عن أمـري املـؤمنني عَلَيهـه السَّـالم مـع‬ ‫والعج‬ ‫قل ‪:‬‬

‫ع لمه وتفضيله له‪ ،‬ومثرة رواياته فيه مما ال ىصر‪ ،‬حنو قولـه صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪(( :‬من فارق علياً فقد فارق ‪ ،‬ومن فارق فارق اهلل عز وجل)) أخرجه ابـن‬
‫املغازلي(‪ ،)559‬عن جماهد‪ ،‬عن ابن عمر؛ وأخرجه الطىاني يف الكبري عنه(‪ ،)560‬وقـد‬
‫أخرجه أمحـد يف املناق (‪ ،)561‬واحلامم يف املستدر (‪ ،)562‬عن أبي ذر قال‪ :‬مسعـت‬

‫(‪ -)557‬األمالي (ص‪ ،)196/‬رقم (‪( ،)136‬الباب الثامن)‪.‬‬


‫(‪ )558‬ـ نافع مان موىل لعبد اهلل بن عمر‪.‬‬
‫البن املغازلي (‪ ،)159‬رقم (‪.)287‬‬ ‫(‪ -)559‬املناق‬
‫(‪ -)560‬املعجم الكبري للطىاني (‪ ،)423/12‬رقم (‪ ،)13559‬ط‪( :‬مكتبة ابن تيمية)‪.‬‬
‫(‪ -)561‬فضائل الصـثابة (‪ ،)704/2‬رقـم (‪ ،)962‬ط‪( :‬دار ابـن اجلـوزي)‪ ،‬وقـال احلـافظ‬
‫اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)138/9‬رواه البزار‪ ،‬ورجاله تقات»‪.‬‬
‫(‪ -)562‬املستدر للثامم (‪ ،)133/3‬رقم (‪ ،)4624‬وقال احلامم‪« :‬صثيح اإلسناد»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ198‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ر سول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يقول‪(( :‬يا علي‪ ،‬من فارق فارق اهلل‪ ،‬ومـن‬
‫فقد فارق )) وأخرجه الكنجي(‪ ،)563‬وابن املغازلي عن أبي ذر أيضًا(‪.)564‬‬ ‫فارق‬
‫ويف حديث بريدة ملا شكى علياً عَلَيهه السَّالم ورسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام يسمع‪ ،‬فخرج مغضباً وقـال‪(( :‬ما بال أقوام ينتقصون علياً؛ من أبغض عليـاً‬
‫فقد أبغض ‪ ،‬ومن فارق علياً فقد فارق ؛ إن علياً م وأنا منه(‪.)))565‬‬

‫للكنجي (ص‪( )189-188/‬الباب الرابع واألربعون)‪.‬‬ ‫(‪ -)563‬املناق‬


‫البن املغازلي (‪ ،)178‬رقم (‪.)324‬‬ ‫(‪ -)564‬املناق‬
‫(‪-)565‬روى أمحــد بــن حنبــل يف املســند (‪ ،)497/16‬رقــم (‪ ،)22908‬ط‪( :‬دار احلــديث)‬
‫ث َرسُولُ اللا ِه صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَـلامَ‬
‫بإسناده عَنه عَ هبدِ اللاهِ بهنِ ُبرَ هيدَةَ‪ ،‬عَنه أَبِيهِ ُبرَ هيدَةَ‪ ،‬قَالَ‪ :‬بَعَ َ‬
‫خرِ خَاِلدُ بهـنُ الْوَلِيـدِ‪ ،‬فَقَـالَ‪(( :‬إِذَا‬
‫ح ِدهِمَا عَلِيُّ بهنُ أَبِي طَالِ ٍ‪َ ،‬وعَلَى ال َ‬
‫بَعهثَيهنِ إِلَى الْيَمَنِ عَلَى أَ َ‬
‫حدٍ مِنهكُمَا عَلَى جُ هندِهِ))‪ .‬قَالَ‪ :‬فَلَقِينَا بَنِي زَ هيدٍ مِـنه‬
‫الْتَقَيهتُمه فَعَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ‪ ،‬وَإِنه افَْترَقْتُمَا فَكُلُّ وَا ِ‬
‫شرِمِنيَ‪ ،‬فَقَتَلْنَا الْمُقَاتِلَـةَ‪َ ،‬وسَـبَيهنَا الذُّرِّيَّـةَ‪ ،‬فَاصهـطَفَى‬
‫َأههلِ الْيَمَنِ فَاقْتَتَلْنَا فَظَ َهرَ الْمُسهلِمُونَ عَلَى الْمُ ه‬
‫ي لِنَفْسِهِ‪.‬‬
‫عَلِيٌّ ا همرَأَةً مِنه السَّبه ِ‬
‫قَالَ ُبرَ هيدَةُ‪ :‬فَكَتَ َ مَعِي خَاِلدُ بهنُ الْوَلِيدِ إِلَى َرسُولِ اللا ِه صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ يُخهِبرُهُ بِـذَ ِل َ‪،‬‬
‫ب فَ ُقرِئَ عَلَيههِ‪َ ،‬فرَأَيهتُ الْغَضَ َ فِي وَجهـهِ‬
‫فَلَمَّا أَتَيهتُ النَّبِيَّ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلا َم دَفَعهتُ الْكِتَا َ‬
‫َرسُولِ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ‪ .‬فَقُلْتُ‪ :‬يَا َرسُولَ اللاهِ َهذَا مَكَانُ الْعَاِئذِ‪ ،‬بَعَثهتَنِي مَعَ رَجُلٍ‪،‬‬
‫وَأَ َمرهتَنِي أَنه أُطِيعَهُ فَفَعَلْتُ مَا أُ هرسِلْتُ بِهِ‪ .‬فَقَالَ َرسُولُ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ‪(( :‬ال تَقَـعه‬
‫فِي عَلِيٍّ‪َ ،‬فإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنههُ‪َ ،‬وهُوَ وَلِيُّكُمه بَ هعدِي‪ ،‬وَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنههُ‪َ ،‬وهُـوَ وَلِـيُّكُمه بَعهـدِي))‪ .‬قـال‬
‫احملقق (محزة)‪« :‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه يف فضائل الصثابة (‪ ،)856/2‬رقـم (‪ ،)1175‬بـنفس اإلسـناد‪ .‬قـال حمقـق الفضـائل‪:‬‬
‫«إسنادُهُ حَسَنٌ»‪.‬‬
‫وروى أمحد يف املسند (‪ ،)502/16‬رقم (‪ ،)22924‬ط‪( :‬دار احلديث)‪ ،‬وهو يف (‪،)133/38‬‬
‫برقم (‪ ،)23028‬ط‪( :‬الرسالة)‪ ،‬قال‪ :‬حَدَّتَنَا وَمِيعٌ‪ ،‬حَدَّتَنَا األَعه َمفُ‪ ،‬عَنه سَ هعدِ بهـنِ عُبَيهـدَةَ‪ ،‬عَـنِ‬
‫ابهنِ ُبرَ هيدَةَ‪ ،‬عَنه أَبِيهِ‪ ،‬أَنَّهُ مَرَّ عَلَى مَجه ِلسٍ َوهُمه يَتَنَاوَلُونَ مِنه عَلِيٍّ‪ ،‬فَوَقَفَ عَلَـيههِمه‪ ،‬فَقَـالَ‪ :‬إِنَّـهُ قَـده‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ199‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫مَانَ فِي نَفْسِي عَلَى عَلِيٍّ شَيهءٌ‪ ،‬وَمَانَ خَاِلدُ بهنُ الْوَلِيدِ َمذَلِ َ‪ ،‬فَبَعَثَنِي َرسُولُ اللا ِه صَلاى اللاهُ عَلَيهـهِ‬
‫خذَ عَلِيٌّ جَارِيَةً مِنه الْخُ ُمسِ لِنَفْسِهِ‪ ،‬فَقَـالَ‬
‫سرِيَّةٍ عَلَيههَا عَلِيٌّ‪ ،‬وَأَصَبهنَا سَبهيًا‪ ،‬قَالَ‪َ :‬فأَ َ‬
‫وَللَهُ َوسَلامَ فِي َ‬
‫خَاِلدُ بهنُ الْوَلِيدِ‪ :‬دُونَ َ‪ .‬قَالَ‪ :‬فَلَمَّا َقدِمهنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَـلامَ جَعَلْـتُ أُحَدِّتُـهُ‬
‫ت رَجُلًـا مِكْبَابًـا‪ .‬قَـالَ‪َ :‬فرَفَعهـتُ‬
‫خذَ جَارِيَةً مِنه الْخُ ُمسِ‪ .‬قَـالَ‪ :‬وَمُنهـ ُ‬
‫بِمَا مَانَ‪ ،‬تُمَّ قُلْتُ‪ :‬إِنَّ عَلِيًّا أَ َ‬
‫رَ ْأسِي َفإِذَا وَجههُ َرسُولِ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ َقده تَغََّيرَ‪ ،‬فَقَالَ‪(( :‬مَـنه مُنهـتُ وَلِيَّـ ُه فَعَلِـيٌّ‬
‫وَلِيُّهُ))‪.‬‬
‫قال حمقق طبعة دار احلديث‪« :‬إسناده صثيح»‪ ،‬وقال حمققـوا طبعـة مؤسسـة الرسـالة‪« :‬إسـناده‬
‫صثيح»‪.‬‬
‫ورواه أمحد بن حنبل يف فضائل الصثابة (‪ ،)857/2‬رقم (‪ )1177‬بنفس اإلسناد‪ .‬قال احملقـق‪:‬‬
‫«إسناده صثيح»‪.‬‬
‫وحنو حديث بريدة هذا حديث عَمرو بن شاس‪ ،‬وفيه‪(( :‬مَنه لذَى عَلِيًّا فَ َقده لذَانِـي))‪ ،‬وقـد تقـدَّم‬
‫خترجيه والكالم عليه يف الفصل العاشر‪.‬‬
‫وأخرج أمحد بن حنبل يف مسنده (‪ ،)154/33‬رقم (‪ ،)19928‬عَنه عِمهـرَانَ بهـنِ حُصَـيهنٍ قَـالَ‪:‬‬
‫َمرَ عَلَيههِمه عَلِيَّ بهنَ أَبِـي طَالِـ ٍ رَضِـيَ اللاـهُ‬
‫سرِيَّةً وَأ َّ‬
‫بَعَثَ َرسُولُ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ َ‬
‫َمدٍ صَلاى اللاـهُ‬
‫حدَ َ شَيهئًا فِي سَ َفرِهِ فَتَعَا َهدَ قَالَ عَفاانُ فَتَعَا َقدَ أَرهبَعَةٌ مِنه أَصهثَابِ مُث َّ‬
‫تَعَالَى عَنههُ َفأَ ه‬
‫عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ أَنه َيذه ُمرُوا أَ همرَهُ ِل َرسُولِ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ‪ .‬قَـالَ عِمهـرَانُ‪ :‬وَمُنَّـا إِذَا‬
‫َقدِمهنَا مِنه سَ َفرٍ َبدَأْنَا ِب َرسُولِ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ فَسَلامهنَا عَلَيههِ‪ .‬قَالَ‪َ :‬فدَخَلُوا عَلَيه ِه فَقَامَ‬
‫رَجُلٌ مِنههُمه فَقَالَ‪ :‬يَا َرسُولَ اللاهِ إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ َمذَا وَ َمذَا‪َ ،‬ف َأ هعرَضَ عَنههُ‪ ،‬تُـمَّ قَـامَ الثَّـانِي فَقَـالَ‪ :‬يَـا‬
‫َرسُولَ اللاهِ‪ :‬إِنَّ عَلِيًّا فَعَلَ َمذَا وَ َمذَا‪َ ،‬ف َأ هعرَضَ عَنههُ‪ ،‬تُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ‪ :‬يَـا َرسُـولَ اللاـهِ إِنَّ عَلِيًّـا‬
‫فَعَلَ َمذَا وَ َمذَا‪َ ،‬ف َأ هعرَضَ عَنههُ‪ ،‬تُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ‪ :‬يَا َرسُولَ اللاهِ إِنَّ عَلِيًّا فَعَـلَ مَـذَا وَمَـذَا‪ .‬قَـالَ‪:‬‬
‫َفأَقْبَلَ َرسُولُ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ عَلَى الرَّابِعِ‪ -‬وَ َقده تَغََّيرَ وَجههُهُ‪ -‬فَقَالَ‪َ (( :‬دعُوا عَلِيًّـا‪،‬‬
‫َدعُوا عَلِيًّا‪ ،‬إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنههُ‪َ ،‬وهُوَ وَلِيُّ مُلِّ مُؤهمِنٍ بَ هعدِي))‪.‬‬
‫ورواه أمحد يف فضائل الصـثابة (‪ ،)749/2‬رقـم (‪ ،)1035‬وقـال احملقـق (عبـاس)‪« :‬إسـناده‬
‫ن»‪.‬‬
‫سٌ‬
‫حَ‬‫َ‬
‫ورواه القَ ِطيعي يف زوائد الفضائل برقم (‪ ،)1060‬وحَسَّن احملقق إسناده‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ200‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ورواه أبو داود الطيالسي يف املسند (‪ ،)168/2‬رقـم (‪ ،)868‬قـال احملقـق (الرتمـي)‪« :‬إسـناده‬
‫حسن»‪.‬‬
‫وقال البوصريي يف إحتاف اخلرية املهرة‪« :‬رواه أبو داود الطيالسي بسندٍ صثيح»‪.‬‬
‫ورواه ابن أبى شيبة يف (الْمُصَنَّف) (‪ ،)130/17‬رقم (‪)32784‬‬
‫صني «صثيح»‪.‬‬
‫قال السيوطي يف مجع اجلوامع‪ :‬ابن أبى شيبة عن عمران بن حُ َ‬
‫ورواه ابن جرير الطىي وصثثه‪ ،‬مما يف منز العمال (‪ ،)142/13‬رقم (‪.)36444‬‬
‫ورواه الرتمذي برقم (‪ ،)3721‬وقال‪« :‬حديث حسن غريـ »‪ ،‬وصـثثه األلبـاني يف صـثيح‬
‫الرتمذي رقم (‪.)2929‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر يف اإلصابة (‪« :)569/4‬وأخرج الرتمذي بإسناد قـويٍّ عـن عِمهـرانَ بـنِ‬
‫ي؟ إِنَّ‬
‫ن َعلِـ ٍّ‬
‫ص ٍة قال فيها‪ :‬قال رسولُ اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪َ (( :‬ما تُرِ هي ُد هو َن ِم ه‬
‫ن يف قِ َّ‬
‫ص هي ٍ‬
‫ح َ‬
‫ُ‬
‫عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنه عَلِيٍّ‪َ ،‬وهُوَ وَلِيُّ مُلِّ مُؤهمِنٍ بَ هعدِي))»‪.‬‬
‫ورواه النسائي يف (اخلصائص) برقم (‪ ،)89‬وقال احملقق (الداني بن منري)‪« :‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫وقال احلوي يف حتقيقه (للخصائص) برقم (‪« :)84‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه النسائي يف الفضائل خمتصرًا برقم (‪ ،)68‬وقال احملقق (الداني)‪« :‬إسـناده صـثيح»‪ ،‬وقـال‬
‫احلوي برقم (‪« :)64‬إسناده صثيح»‪.‬‬
‫ورواه أبو يعلى يف مسنده (‪ ،)293/1‬برقم (‪ ،)355‬قال احملقق (حسني أسـد)‪« :‬رجالـه رجـال‬
‫الصثيح»‪.‬‬
‫ورواه ابن حبان يف صثيثه (التعليقـات احلسـان) (‪ ،)67/10‬رقـم (‪ .)6890‬قـال األلبـاني‪:‬‬
‫«صثيح»‪.‬‬
‫ورواه احلامم يف املستدر (‪ ،)119/3‬رقم (‪ ،)4579‬وقال‪« :‬هذا حديث صثيح علـى شـرط‬
‫مسلم»‪.‬‬
‫وصثثه الشيخ األلباني يف الصثيثة (‪ ،)261/5‬برقم (‪)2223‬‬
‫وبعد هذا التصثيح للثديث وتقويته‪ ،‬ومثرة رواته وخمرجيه‪ ،‬فال أعلـم إىل الن ملـاذا قـال ابـن‬
‫ب‬
‫ل مـؤمنٍ بعـدي)) مَـ ِذ ٌ‬
‫تيمية يف منهاجه (‪ ،)391/7‬ط‪( :‬مؤسسة قرطبة)‪« :‬قوله ((هو وليُّ ُم ِّ‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ201‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروى احلامم أبو القاسم وغريه أنه مان يفضل الوصي عَلَيهه السَّالم على سـائر‬
‫الصثابة ‪.‬‬

‫َع َلى رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم»‪ ،‬وقال يف منهاجه أيضًـا (‪« :)35/5‬وقولـه‪(( :‬أنـت‬
‫وليي يف مل مؤمن بعدي))‪ ،‬فهذا موضوع باتِّفاق أهل املعرفة باحلديث»‪.‬‬
‫ولقد أخذ بطرف من اإلنصاف األلبانيُّ‪-‬على غري عادتـه‪ -‬بعـد أن َروَى احلـديث يف صـثيثته‬
‫حقا أن يتجـرأ شـيخ اإلسـالم! ابـن تيميـة علـى إنكـار هـذا‬ ‫وصثثه‪ ،‬إذ قال‪« :‬فمن العجي‬
‫احلديث وتكذيبه يف منهاج السنة (‪ )104/4‬مما فعل باحلديث املتقدم هنا ‪ .‬قلـت‪ :‬أي حـديث‬
‫الغدير‪.‬‬
‫وجه تكذيبه للثديث إلاا التسرع واملبالغة يف الردِّ َع َلى الشيعة»‪.‬‬ ‫إىل أن قال‪ :‬فال أدري بعد ذل‬
‫قلــت‪ :‬وروى أمحــد بــن حنبــل يف املســند (‪ ،)272/10‬رقــم (‪ ،)11756‬ط‪( :‬دار احلــديث)‪،‬‬
‫خدهرِيِّ‪ ،‬قَالَ‪ :‬اشهـتَكَى عَلِيًّـا‬
‫و(‪ ،)337/18‬رقم (‪ ،)11817‬ط‪( :‬دار الرسالة) عَنه أَبِي سَعِيدٍ الْ ُ‬
‫النَّاسُ‪ ،‬قَالَ‪ :‬فَقَامَ َرسُولُ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيه ِه وَللَهُ َوسَلامَ فِينَا خَطِيبًا فَسَمِعهتُهُ يَقُولُ‪(( :‬أَيُّهَا النَّـاسُ‬
‫ال تَشهكُوا عَلِيًّا فَوَاللاهِ إِنَّ ُه ألُخَيهشِنٌ فِي ذَاتِ اللاهِ َأوه فِي سَبِيلِ اللاهِ))‪.‬‬
‫قال احلافظ اهليثمي يف جممع الزوائد (‪ ،)174/9‬ط‪( :‬دار الفكر)‪«:‬رواه أمحد‪ ،‬ورجاله تقات»‪.‬‬
‫وقال محزة الزين حمقق طبعة دار احلديث‪« :‬إسناده صثيح»‪ ،‬ووتق حمققوا طبعـة الرسـالة رجـال‬
‫السند‪.‬‬
‫ورواه يف فضــائل الصــثابة (‪ ،)845/2‬رقــم (‪ ،)1161‬بــنفس الســند‪ .‬قــال احملقــق‪« :‬إســناده‬
‫صثيح»‪.‬‬
‫ورواه احلامم النيسابوري يف املستدر عن شيخه أبي بكر القَطيعي (‪ ،)144/3‬برقم (‪،)4654‬‬
‫وقال احلامم‪« :‬هذا حديث صثيح اإلسناد ومل ‪،‬رجاه»‪ ،‬وقال الذهيب يف التلخيص‪« :‬صثيح»‪.‬‬
‫س َعلِيًّـا‪َ ،‬فقَـا َم‬
‫ن َأبِي سَـعِي ٍد ا ْلخُـ هدرِيِّ‪ ،‬قَـالَ‪ :‬شَـكَى النَّـا ُ‬
‫ورواه أبو نُعَيم يف احللية (‪َ ،)68/1‬ع ه‬
‫َرسُولُ اهللِ صَلاى اهللُ عَلَيههِ وَللَهُ َوسَلامَ خَطِيبًا فَقَالَ‪(( :‬يَا أَيُّهَا النَّـاسُ ال تَشهـكُوا عَلِيًّـا‪ ،‬فَـوَاهللِ إِنَّـهُ‬
‫ألُخَيهشِنُ فِي ذَاتِ اهللِ عَزَّ وَجَلَّ))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وصثثه األلباني‪ .‬انظر السلسلة الصثيثة (‪ ،)626/5‬رقم (‪.)2479‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ202‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال اإلمام حممد بن عبداهلل يف الفرائد‪ :‬وروى البالذري يف تار‪،‬ه أن عبداهلل بن‬
‫إىل يزيد ‪ -‬لعنه اهلل ‪ :-‬أما بعـد‪ ،‬فقد عظمت الرزيـة‪ ،‬وجلنـت املصـيبة‪،‬‬ ‫عمر مت‬
‫عظيم‪ ،‬وال يوم ميوم احلسني‪...‬إخل‪.‬‬ ‫يف اإلسالم حد‬ ‫وحد‬
‫فأجابه يزيد ‪ -‬لعنه اهلل ‪ :-‬أما بعد‪ ،‬يا أمحق‪ ،‬فإنا جئنا إىل قصور مشيدة‪ ،‬وفـرش‬
‫ووسائد منضدة‪ ،‬فقاتلنا عنها؛ فإن يكن احلق لنا فعن حقنا قاتلنـا‪ ،‬وإن يكـن احلـق‬
‫لغرينا فأبو أول من سَنّ وابتزّ واستأتر باحلق على أهله‪.‬‬
‫‪ :‬وهو مجواب أبيه معاوية على حممد بن أبي بكـر‪ ،‬الـذي رواه يف الشـايف‪،‬‬ ‫قل‬

‫وشر النهج(‪ ،)566‬وسيأتي إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬


‫قال نافع البن عمر‪ :‬مَنه خري الناس بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم؟‬
‫قال‪ :‬ما أنت وذا ال أمّ ل ‪.‬‬
‫تم قال‪ :‬أس تغفر اهلل؛ خريهم بعده من مان ىل له ما مان ىل له‪ ،‬وىرم عليه ما‬
‫مان ىرم عليه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬من هو؟‬
‫يف هذا املسـجد‬ ‫قال‪ :‬علي‪ ،‬سدّ أبواب املسجد وتر باب علي‪ ،‬وقال له‪(( :‬ل‬
‫فيه ما عليّ‪ ،‬وأنت وارتي ووصيي‪ ،‬وتقضي ديـ ‪ ،‬وتنجـز عـداتي‪،‬‬ ‫ما لي‪ ،‬وعلي‬
‫وىب )) رواه ابن املغازلي(‪ )567‬عـن‬ ‫وُتقْتل على سنيت؛ مذب من زعم أنه يبغض‬
‫جعفر بن حممد عن أبيه‪ ،‬أخرجه يف تفريج الكروب(‪.)568‬‬

‫(‪ )566‬ـ شر النهج (‪.)188-190/3‬‬


‫البن املغازلي (ص‪ ،)170/‬رقم (‪.)309‬‬ ‫(‪ -)567‬املناق‬
‫(‪ )568‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)145/‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ203‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال اإلمام حممد بن عبداهلل‪ :‬وامسـع إىل حـديث رواه مسـلم(‪ )569‬وغـريه‪ ،‬ملـا‬
‫تغيظ أهل املدينة ومكة‪ ،‬واشتد عليهم قتـل احلسـني‪ ،‬خلعـوا يزيـد ‪ -‬لعنـه اهلل ‪،-‬‬
‫وأقاموا عبداهلل بن مطيع‪ ،‬تم دخل عليه ابن عمر؛ فقال‪ :‬اطرحوا ألبي عبد الـرمحن‬
‫وسادة‪.‬‬
‫ألحدت ؛ مسعت رسول اهلل صَـلاى‬ ‫ألجلس‪ ،‬أتيت‬ ‫فقال ابن عمر‪ :‬إني مل لت‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام يقول‪(( :‬مَنه خَ َلعَ يَدًا مِنه طَا َعةٍ َلقِىَ اللاـهَ الَ حُجَّـةَ لَـهُ‪ ،‬وَمَـنه‬
‫مَاتَ وَلَ هيسَ فِى عُُنقِهِ بَ هيعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً))؛ فتأمل ابن عمر أورد احلديث مطلقاً‬
‫بدون قيده املعلوم عند األمة من طاعة اهلل‪ ،‬وإقامة متاب اهلل‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وقد علم بأنه قتل احلسني‪ ،‬وسبى حريم رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫إىل يزيـد امللعـون وأجـاب عليـه مبـا ألقمـه‬ ‫وسَلام وفعل مل طامة؛ ومأنه ملا متـ‬
‫احلجر‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬و ِل َم مل يدخل يف بيعة مـن يـدور معـه احلـق حيثمـا دار‪ ،‬وقـد طلبـه؟‬
‫وأخلى رقبته عن بيعة إمام احلق حقاً‪ ،‬فيما رواه من احلديث؛ فلـو بـادره املـوت يف‬
‫حياة أمري املؤمنني ملات ميتة جاهلية بالنص الذي رواه؛ وهلذا قال علي عَلَيهه السَّالم‬
‫له ولخر‪ :‬مل ينصرا احلق‪ ،‬ومل ‪،‬ذال الباطل‪.‬‬
‫بـن‬ ‫وما باله تر بيعة علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وجاء إىل احلجـاج يبايعـه لعبـد امللـ‬
‫مروان‪ ،‬وروى هذا احلديث؛ فقال له احلجاج‪ :‬يا عبداهلل إن يـدي مشـغولة‪ ،‬وهـذه‬
‫منه‪ ،‬ومتنعه من بيعة علي(‪.)570‬‬ ‫رجلي؛ فبايع رجله‪ ،‬واستنكر احلجاج ذل‬

‫(‪ )569‬ـ صثيح مسلم (متاب اإلمارة) بأرقام (‪ ،)4793‬و(‪ ،)4794‬و(‪.)4795‬‬


‫العلمية)‪« :‬مل يذمر ابـنُ عمـرَ‬ ‫(‪ )570‬ـ قال ابن حجر يف فتح الباري (‪ ،)30/5‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫خالفةَ عليٍّ؛ ألنه مل يبايعه؛ لوقوع االختالف عليه مما هو مشـهور يف صـثيح األخبـار‪ ،‬ومـان‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ204‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ولوال أنه روي من وجوه مثرية توبة ابن عمر وأوبته حلكمنـا بهالمـه‪ ،‬لكـن اهلل‬
‫تدارمه‪.‬‬
‫‪ :‬وروى العالمة شار النهج(‪ )571‬عن أصثابه املعتزلة‪ ،‬أن ابن عمر ومـن‬ ‫قل‬

‫معه من املتخلفني عن أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬مل يتخلفوا عن البيعة‪ ،‬وإمنا ختلفوا‬
‫عن احلرب‪.‬‬
‫وروى عن أبي احلسني يف الغُ َررِ‪ ،‬أن أمـري املـؤمنني عَلَيهـه السَّـالم أعفـاهم عـن‬
‫حضور احلرب‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وميكن محل ما وقع من ابن عمر مع احلجاج‪ ،‬على التقية؛ لكنه يشكل على‬
‫روايته له للخى؛ ومذا ال ميكن احلمل على التقية يف مالمه البن مطيع؛ وهـذا‬ ‫ذل‬
‫على فرض صثة الروايتني ‪ -‬أع دخوله على ابن مطيع وعلـى احلجـاج ‪ -‬واهلل‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫والذي يدل عليه مالم اإلمامني املنصور باهلل عبداهلل بـن محـزة‪ ،‬واملنصـور بـاهلل‬
‫بهما‪.‬‬ ‫حممد بن عبداهلل عَلَ هيهَم السَّالم تبوت التوبة‪ ،‬ومذا مالم غريهما؛ وحسب‬
‫وأما اخلى الذي رواه‪ ،‬فقيوده معلومة يف الكتاب والسنة‪ ،‬حنـو قولـه تعـاىل‪{ :‬لَـا‬
‫يَنَالُ عَههدِي الظاالِمِنيَ} [البقرة‪.]124:‬‬
‫وقد روى اإلمام األعظم زيد بن علي(‪ ،)572‬عن لبائه‪ ،‬عن علي عَلَ هيهَم السَّالم‪:‬‬
‫من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية؛ إذا مان اإلمام عدالً براً تقياً‪.‬‬

‫يف‬ ‫رأى أنَّه ال يَُبايِ ُع ملن مل جيتمع عليه الناس‪ ،‬وهلذا مل يبايع أيضًـا البـن الـزبري‪ ،‬وال لعبـد امللـ‬
‫بن مروان بعد قتل بن الزبري»‪ ،‬إخل‪.‬‬ ‫حال اختالفهما‪ ،‬وبايع ليزيد بن معاوية‪ ،‬تم لعبد املل‬
‫(‪ -)571‬شر النهج (‪.)9-10/4‬‬
‫(‪ -)572‬جمموع اإلمام األعظـم زيـد بـن علـي عليهمـا السـالم (ص‪ .)361/‬ط‪( :‬دار مكتبـة‬
‫احلياة)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ205‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروى أيضاً عن علي عَلَيهه السَّالم(‪ :)573‬وأميا إمـام مل ىكـم مبـا أنـزل اهلل فـال‬
‫طاعة له‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬وقد تكاترت الروايات عن ابن عمر بتوبتـه‪ ،‬وأخـرج ابـن عبـد الـى مـن‬
‫طرق‪ ،‬أن ابن عمر قال حني حضرته الوفاة‪ :‬ما لسى علـى شـيء إال أنـي مل أقاتـل‬
‫الفئة الباغية مع علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫قال اإلمام املنصور باهلل عبداهلل بن محزة عَلَيهه السَّالم يف ابن عمـر(‪ :)574‬ومـان‬
‫شديد االجتهاد يف طاعة اهلل تعاىل‪ ،‬ورويت عنه ندامة عظيمـة يف ختلفـه عـن علـي‬
‫عَلَيهه السَّالم‪ ،‬ومان يتوضأ لكل صالة‪ ،‬وله رواية وسيعة عن النيب صَـلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام على غفلة مانت فيه‪ ،‬ومل ‪،‬تلف يف الرواية عنه‪ .‬انتهى املراد‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَعمروَبنَالعاص]ََ َ‬
‫عبداهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬أسلم قبل أبيه‪ ،‬شهد مع أبيه فتو الشام‪ ،‬ومان‬
‫يلوم أباه يف مالبسة الفنت‪.‬‬
‫‪ -‬أو مخس ‪ -‬وستني‪.‬‬ ‫‪ -‬سنة تال‬ ‫تويف مبصر ‪ -‬وقيل غري ذل‬
‫بـن‬ ‫خرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة إال اجلرجاني؛ وروى عنه حفيده شعي‬
‫حممد يف األصح‪.‬‬
‫‪ :‬وهذا احلفيد هو والد املريد عمرو بن شعي ‪ ،‬القائل لعمر بن عبد العزيـز‬ ‫قل‬

‫ملا قطع سنة املالعني‪ :‬السنة السنة‪.‬‬


‫خري‪ ،‬والشـعيب‪،‬‬
‫قال يف الطبقـات يف الـرواة عنـه‪ :‬وعبـداهلل بـن يزيـد بـن الشِّـ ِّ‬
‫وعكرمة‪ ،‬ويوسف بن ماه ‪ ،‬وغري هؤالء معطاء بن السائ ‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫(‪ -)573‬جمموع اإلمام األعظم زيد بن علي عليهما السالم (ص‪.)362/‬‬


‫(‪ )574‬ـ حديقة احلكمة النبوية (ص‪( ،)59/‬احلديث السادس)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ206‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬ومان عبداهلل هذا يف حزب القاسطني‪ ،‬مما قال يف الكشاف عند ذمره خلى‬ ‫قل‬

‫روي عنه ما لفظه‪ :‬وأقول‪ :‬أما مان البن عمرو يف سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي‬
‫‪ -‬رضوان اهلل عليه ‪ -‬ما شغله عن تسيري هذا احلديث(‪.)575‬‬ ‫طال‬
‫قال اإلمام املنصور باهلل عبداهلل بن محزة(‪ :)576‬وملا استعظم أهل العلم والـدين‬
‫مونه مع معاوية‪ ،‬مع ما هو عليه من املعرفة والعلم والدين‪ ،‬فلم يكن عمدته إال أن‬
‫قال‪ :‬أمرني رسول اهلل بطاعة عمرو‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وقد جرت منه هذه اهلفوة‪ ،‬واهلل أعلـم مـا خـتم العمـل‪ ،‬ونسـأل اهلل‬
‫الثبات‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وأخرج ابن عسامر(‪ )577‬عن إمساعيل بن رجاء عن أبيه قال‪ :‬منـتُ يف مسـجد‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف حلْقة فيها أبو سعيد اخلدري‪ ،‬وعبداهلل بن‬

‫(‪ )575‬ـ قال جار اهلل الزخمشـري يف الكشـاف (‪ ،)414/2‬يف تفسـري ليـة (‪ )107‬مـن (سـورة‬
‫بقوم نبذوا متاب اهلل ملا روى هلم بعض النوابت عن‬ ‫العلمية)‪« :‬وما ظن‬ ‫هود) ط‪( :‬دار الكت‬
‫عبد اهلل بن عَمرو بن العاص‪ :‬ليأتني على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها لـيس فيهـا أحـد؛ وذلـ‬
‫بعد ما يلبثون فيها أحقابًا‪.‬‬
‫وقد بلغ أنَّ من الضُّ الال مَن اغرتَّ بهذا احلديث‪ ،‬فاعتقد أنَّ الكفـار ال ‪،‬لـدون يف النـار‪ ،‬وهـذا‬
‫وحنوه والعياذ باهلل من اخلِ هذالن املبني‪ ،‬زادنا اهلل هداية إىل احلق‪ ،‬ومعرفة بكتابه‪ ،‬وتنبيهًـا علـى أن‬
‫ح هذا عن ابن العاص‪ ،‬فمعناه أنهم ‪،‬رجون من حَ ِّر النَّار إىل بَـ هر ِد الزَّ هم َهرِيهـرِ‬
‫نعقل عنه‪ ،‬ولئن صَ َّ‬
‫ق أبوابها‪.‬‬
‫خُلوّ جهنم وصَ ْف ُ‬ ‫فذل‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬ما يشغله‬ ‫وأقول‪ :‬ما مان البن عَمرو يف سيفيه‪ ،‬ومقاتلته بهما عليَّ بن أبي طال‬
‫عن تسيري هذا احلديث»‪.‬‬
‫(‪ )576‬ـ حديقة احلكمة النبوية (ص‪( ،)267/‬احلديث التاسع والعشرون)‪.‬‬
‫(‪ )577‬ـ تاريخ دمشق البن عسامر (‪.)275/31‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ207‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عمرو بن العاص؛ فمرّ بنا حسني بن علي فسلم‪ ،‬فرد عليه القوم؛ فقال عبداهلل بـن‬
‫أهل األرض إىل أهل السماء؟‬ ‫عمرو‪ :‬أال أخىمم بأح‬
‫قالوا‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قال‪ :‬هو هذا املاشي؛ ما ملم ملمة منذ ليالي صفني؛ وألن يرض ع أح‬
‫إلي من أن يكون لي محر النعم‪.‬‬
‫فقال أبو سعيد‪ :‬أال تعتذر إليه؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪.‬‬
‫فاستأذن أبو سعيد فأذن له فدخل‪ ،‬تم استأذن لعبداهلل بـن عمـرو فلـم يـزل بـه‬
‫حتى أذن له ‪.‬‬
‫فأخىه أبو سعيد بقول عبداهلل بن عمرو‪.‬‬
‫أهل األرض إىل أهل السماء؟‬ ‫فقال له‪ :‬أعلمتَ يا عبداهلل أني أح‬
‫قال‪ :‬إي ورب الكعبة‪.‬‬
‫على أن قاتلت وأبي يوم صفني؛ فواهلل ألبي مان خرياً م ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فما محل‬
‫قال‪ :‬أجل‪ ،‬ولكن عمراً شكاني إىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رسول اهلل‪ ،‬إن عبداهلل يقوم الليل‪ ،‬ويصوم النهار‪.‬‬
‫فقال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬يا عبداهلل بن عمـرو صَـلِّ ونَـمه‪،‬‬
‫وصُمه وأفطر‪ ،‬وأطع عمراً))‪ ،‬فلما مان يوم صفني‪ ،‬أقسم عليّ فخرجـت؛ أمـا واهلل‬
‫ما مثرت هلم سواداً‪ ،‬وال اخرتطت هلم سيفاً‪ ،‬وال طعنتُ برمح‪ ،‬وال رميتُ بسهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فكلمه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ208‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬وأخرج ابن عبد الى(‪ ،)578‬عن ابن أبي مليكة‪ ،‬عن عبداهلل بن عمـرو بـن‬ ‫قل‬

‫العاص‪ ،‬أنه مان يقول‪ :‬مالي ولصفني‪ ،‬مالي ولقتـال املسـلمني؛ واهلل لـوددت أنـي‬
‫متّ قبل هذا بعشر سنني؛ تم يقول‪ :‬أما واهلل ما ضربتُ فيهـا بسـيف‪ ،‬وال طعنـتُ‬
‫برمح‪ ،‬وال رميتُ بسهم؛ ووددت أني مل أحضر شيئاً منها‪ ،‬وأستغفر اهلل عـز وجـل‬
‫وأتوب إليه‪.‬‬ ‫من ذل‬
‫إال أنه ذمر أنه مانت بيده الراية يومئذ؛ فندم ندامة شديدة على قتاله مع معاوية‪،‬‬
‫وجعل يستغفر اهلل ويتوب إليه‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَقرظ]ََ َ‬
‫عبداهلل بن قرظ (بضم القاف) األزدي‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه ىيى‪ ،‬وعفيف‪ ،‬وسليم بن عامر‪ ،‬مان امسه شيطاناً‪ ،‬فسماه رسـول اهلل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عبداهلل؛ يف الشاميني‪.‬‬
‫تويف سنة ست ومخسني بأرض الروم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي ‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَمالك]َ َ‬
‫عنه األعرج‪ ،‬هو ابن حبينة؛ قد مرّ‪.‬‬
‫[عبداهللَبنَمسعود]ََ َ‬
‫ي‬
‫عبداهلل بن مسعود بن غافلة ‪ -‬مبعجمتني بينهما ألف ‪ -‬أبو عبد الرمحن الْهُـ َذ ِل ُّ‬
‫حلْ ًفا‪ ،‬الكويف؛ مـان من أهل السوابق‪ ،‬وهاجر قدمياً‪ ،‬وشهد املشاهد ملـها‪،‬‬
‫ي ِ‬
‫الزُّههرِ ُّ‬
‫ومان يسمى بابن أم عبد‪ ،‬نسبة إىل أمه‪ ،‬قرأ عليه(‪ )579‬الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام القرلن‪ ،‬وأمرهم بأخذ القرلن عنه‪.‬‬

‫(‪ )578‬ـ االستيعاب (‪.)958/3‬‬


‫(‪ )579‬ـ مبعنى أنه مسع القرلن من النيب ـ صلى اهلل عليه ولله وسلم ـ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ209‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ -‬وتالتني‪ ،‬ودُفن بالبقيع‪.‬‬ ‫تويف باملدينة سنة اتنتني ‪ -‬أو تال‬


‫أخرج له‪ :‬الناصر للثق يف البساط‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة إال اجلرجاني‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬إبراهيم بن يزيد بن األسود‪ ،‬واحلسن البصري‪ ،‬وزِ ُّر بن حُبَـيف‪ ،‬وَشَـ ِقيهق‪،‬‬
‫وعَلْ َق َمة‪ ،‬وعطاء بن يَسَـار‪ ،‬وأبـو عثمـان النَّههـ ِدي‪ ،‬وأبـو األحـوص‪ ،‬وأبـو عمـرو‬
‫الشيباني‪ ،‬والشعيب‪ ،‬ومسروق‪ ،‬وأبو رافـع‪ ،‬وأبو صاحل‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أئمتنا عَلَ هيهَم السَّالم وغريهم فهـو املـراد‪ ،‬إال‬ ‫وأينما ورد عبداهلل مطلقاً يف مت‬
‫يف خى‪(( :‬إذا توضأ العبد املؤمن ومتضـمض‬ ‫يف موضع واحد من أمالي أبي طال‬
‫خرجت اخلطايا‪ ))...‬اخلى‪ ،‬فهو عبداهلل الصَُّناحبي‪.‬‬
‫قال اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّـالم(‪ :)580‬هـو املـىز املعـروف بـاحلق‪،‬‬ ‫قل ‪:‬‬

‫املشـهور بنفاذ البصرية‪ ،‬وفيه لتار مثرية‪ ،‬وهـو أحد العلماء األربعة بعد رسـول اهلل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬ومل ‪،‬تلف أحد من أهل العلم أنه تـاني علـي بـن أبـي‬
‫أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وإن اختلف يف الثالث والرابع بني سلمان وعمـر‬ ‫طال‬
‫ومعاذ وأبي الدرداء‪ ،‬وزيد‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقد سبق يف ذمر أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم قول ابن مسعود ‪ -‬رضي اهلل عنه‪:-‬‬
‫قرأتُ القرلن على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وأمتمته على خري الناس‬
‫بعده علي بن أبي طال ؛ أخرجه اإلمام يف الشايف(‪ ،)581‬وهو يف جممع‬
‫الزوائد(‪.)582‬‬
‫ويف الفرائد بلفظ‪ :‬عَلَى أفضل الناس بعد رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬

‫(‪ )580‬ـ حديقة احلكمة النبوية (ص‪( ،)159/‬احلديث السابع عشر)‪.‬‬


‫(‪ -)581‬الشايف (‪.)401/3‬‬
‫(‪ -)582‬جممع الزوائد للهيثمي (‪ ،)119/9‬وعزاه للطىاني يف األوس ‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ210‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وسَلام‪...‬إخل‪.‬‬
‫وأخرجه اخلوارزمي(‪ )583‬بلفظ‪ :‬قرأت على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام سبعني سورة‪ ،‬وختمت على خري الناس علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫وما رواه مرفوعاً‪(( :‬قُسِّمت احلكمة عشرة أجزاء‪ ،‬أُعطي الناس جزءاً وعلي‬
‫تسعة أجزاء))‪ ،‬أخرجه أبونعيم(‪ ،)584‬وابن املغازلي(‪ ،)585‬واحلامم(‪،)586‬‬
‫والكنجي(‪ ،)587‬واخلوارزمي(‪ ،)588‬والىذعي‪ ،‬وابن النجار(‪ ،)589‬عن عبداهلل‪ ،‬عنه‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫ويف أمالي املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم بسنده‪ :‬أن عبداهلل قيل له حني قال‪ :‬لو أعلم‬
‫أحداً أعلم بكتاب اهلل م تبلغنيه اإلبل ألتيته‪ ،‬قيل‪ :‬علي؛ قال‪ :‬عليـه قـرأت‪ ،‬وبـه‬
‫بدأت‪.‬‬
‫وقد سبق ذمره‪ ،‬مع مَنه ذمر يف الفصل الثاني من الصثابة َرضِي اهلل عَنههم‪.‬‬
‫َّ‬
‫[عبداهللَبنَمغفل]ََ َ‬
‫عبداهلل بن مغفنل (بضم امليم‪ ،‬وفتح الغني املعجمة‪ ،‬وتشديد الفاء‪ ،‬فالم)‬

‫للخوارزمي (ص‪( ،)94/‬الفصل السابع)‪.‬‬ ‫(‪ -)583‬املناق‬


‫(‪ -)584‬حلية األولياء ألبي نُعَيم (‪ ،)104/1‬رقم (‪.)198‬‬
‫البن املغازلي (ص‪ ،)181/‬رقم (‪.)328‬‬ ‫(‪ -)585‬املناق‬
‫(‪ -)586‬احلامم احلسكاني يف شواهد التنهزيل (‪ ،)105/1‬رقم (‪ ،)146‬يف الكـالم علـى قولـه‬
‫تعاىل‪{ :‬يُؤتِي الْثِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤهتَ الْثِكْمَةَ فَ َقده أُوتِيَ خَ هيرًا مَثِرياً} [‪ /249‬البقرة]‪.‬‬
‫للكنجي (ص‪( ،)197/‬الباب الثامن واألربعون)‪.‬‬ ‫(‪ )587‬ـ املناق‬
‫للخوارزمي (ص‪( ،)85/‬الفصل السابع)‪.‬‬ ‫(‪ -)588‬املناق‬
‫(‪ -)589‬انظر‪ :‬منهز العمـال (‪ ،)282/11‬رقـم (‪ ،)32978‬وعـزاه‪ :‬إىل أبـي نُعَـيهم يف احلليـة‪،‬‬
‫واألزدي يف الضعفاء‪ ،‬وأبي علي احلسـني بـن علـي الىذعـي يف معجمـه‪ ،‬وابـن النجـار‪ ،‬وابـن‬
‫اجلوزي يف الواهيات‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ211‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أبوسعيد املزني‪ ،‬من أهل بيعة الرضوان‪ ،‬حتول إىل البصرة‪ ،‬وتويف بها سنة ستني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬احلسن‪ ،‬وأبو إسثاق‪ ،‬وعُقَْبةُ بن صُههَبان‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اهلادي للثق‪ ،‬واألخوان‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[عبداهللَالصَنَاحبي]َ َ‬
‫عبداهلل الصناحيب (بضم املهملة‪ ،‬وألف بعد النون‪ ،‬فمهملة‪ ،‬فموحدة ‪ -‬مذا يف‬
‫الطبقات ‪ -‬ويف اإلصابـة(‪ )590‬بتقديم املوحدة على احلاء املهملة) قال أبو عبداهلل ‪-‬‬
‫أي البخاري ‪ :-‬وَهِم مـال ‪ ،‬وإمنا هو أبو عبداهلل‪ ،‬وامسه عبد الرمحن بن عسيلة‪.‬‬
‫قال ابن معني‪ :‬يشبه أن يكون له صثبة‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬ومال ‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[عبدَالرمحنَبنَأبيَبكر]ََ َ‬
‫عبد الرمحن بن أبي بكر‪ ،‬أسلم يف هدنة احلديبية‪ ،‬وشهد مع أخته اجلمل‪ ،‬ومع‬
‫ابن العاص دومة اجلندل‪ ،‬وفتح مصر‪.‬‬
‫ومخسني‪.‬‬ ‫تويف فجأة بقرب املدينة‪ ،‬سنة تال‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[عبدَالرمحنَبنَأبزى]ََ َ‬
‫عبد الرمحن بن أبزى (بفتح اهلمزة‪ ،‬وسكون املوحدة‪ ،‬فزاي‪ ،‬فألف) صلى خلف‬
‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫قال البخاري(‪ :)591‬له صثبة‪.‬‬
‫واله أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم خرا سـان‪ ،‬وقـال عمـر فيـه‪ :‬إنـه ممـن رفعـه اهلل‬
‫بالقرلن‪.‬‬

‫(‪ -)590‬اإلصابة (‪ ،)271/4‬رقم (‪.)5049‬‬


‫(‪ )591‬ـ التاريخ الكبري للبخاري (‪ ،)245/5‬رقم الرتمجة (‪.)800‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ212‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ي‪ ،‬وعمار‪.‬‬
‫روى عن علي‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وأَُب ّ‬
‫وعنه‪ :‬ابنه سعيد‪ ،‬والشعيب‪.‬‬
‫روى عن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ات عشر حديثاً‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[عبدَالرمحنَبنَمسرة]ََ َ‬
‫القرشي‪ ،‬من الطلقاء‪ ،‬أسلم يوم الفتح‪ ،‬وافتتح‬ ‫عبد الرمحن بن مسرة بن حبي‬
‫سجستان ومابل؛ وهو الذي قال له النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬ال تسأل‬
‫اإلمارة))‪.‬‬
‫عنه‪ :‬احلسن‪ ،‬وابن سريين‪.‬‬
‫سكن البصرة‪ ،‬ومات بها‪ ،‬سنة مخسني أو بعدها‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪.‬‬
‫[عبدَالرمحنَبنَعوف]ََ َ‬
‫عبد الرمحن بن عوف‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬القرشي‪ ،‬الزهري‪ ،‬أسلم قدمياً وهاجر‪ ،‬وشـهد‬
‫املشاهد‪.‬‬
‫‪ -‬وتالتني‪ ،‬ودُفن بالبقيع‪.‬‬ ‫تويف سنة إحدى ‪ -‬أو تال‬
‫عنه‪ :‬بنوه‪ :‬إبراهيم‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومصع ‪ ،‬وأبو سلمة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬وما وقع من ه يوم الشورى من ميله عن أمري املؤمنني‪ ،‬وعرضه عليه البيعة‪،‬‬ ‫قل‬

‫على أن يسري على متاب اهلل وسنة رسوله وسرية الشيخني‪ ،‬وامتناعه عن ذل ‪ ،‬بل‬
‫على متاب اهلل وسنة رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪ ،‬وعدولـه إىل عثمـان‪،‬‬
‫رجـوت منـه مـا رجـا‬ ‫وقول أمري املؤمنني عَلَيهه السَّـالم‪ :‬واهلل مـا فعلتهـا إال أنـ‬
‫صاحبكما من صاحبـه‪ ،‬ودعا عليه وعلـى عثمـان‪ ،‬واسـتجاب اهلل دعوتـه‪ ،‬ففسـد‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ213‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫احلال بينهما‪ ،‬وتعاديا‪ ،‬ومل يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرمحن ‪ -‬ملّ ذل‬
‫مشهور‪ ،‬وعند مجيع الطوائف على الصثائف مسطور‪ ،‬وإىل اهلل ترجع األمور(‪.)592‬‬

‫(‪ -)592‬روى عبد اهلل بن أمحد بن حنبل يف زيادات املسـند (‪ ،)560/1‬رقـم (‪( ،)557‬حتقيـق‬
‫ت لِعَ هبدِ الرَّحهمَنِ بهـنِ عَـوهفٍ‪ :‬مَيهـفَ بَـايَعهتُمه عُثهمَـانَ‪،‬‬
‫األرنؤوط)‪ ،‬بإسناده عَنه أَبِي وَائِلٍ‪ ،‬قَالَ‪« :‬قُلْ ُ‬
‫وََترَمْتُمه عَلِيًّا رَضِيَ اللاهُ عَنههُ؟‪ .‬قَالَ‪ :‬مَا ذَنهبِي َقده َبدَأْتُ بِعَلِـيٍّ‪ ،‬فَقُلْـتُ‪ :‬أُبَايِعُـ َ عَلَـى مِتَـابِ اللاـهِ‬
‫َوسُنَّةِ َرسُولِهِ‪َ ،‬وسِريَةِ أَبِي بَ ْكرٍ وَعُ َمرَ (رض)‪ ،‬قَالَ‪ :‬فَقَالَ‪( :‬فِيمَـا اسهـتَطَعهتُ)‪ .‬قَـالَ‪ :‬تُـمَّ َعرَضهـتُهَا‬
‫عَلَى عُثهمَانَ (رض) فَقَبِلَهَا»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وروى ابن عسامر يف تاريخ دمشق (‪ )193/39‬أنَّ عبد الرمحن بن عوف‪ ،‬قال‪« :‬يا علـي‪ ،‬فـإنِّي‬
‫سبيلًا‪ ،‬تـم أخـذ‬ ‫قد نظرتُ يف الناس فلم أَرهم يعدلون بعثمانَ بنِ عفان‪ ،‬فال جتعلن على نفس‬
‫على سـنة اهلل‪ ،‬وسـنة رسـوله‪ ،‬وسـنة اخلليفـتني‬ ‫عبد الرمحن بن عوف بيد عثمان‪ ،‬فقال‪ :‬نبايع‬
‫بعده»‪.‬‬
‫وروى (‪ ،)194/39‬بإسناده عن املسور بن خمرمة‪ ،‬قال‪« :‬منتُ أَعلمُ النَّاس بأَمر الشُّورى؛ ألَنِّـي‬
‫إىل علـي‬ ‫مُنتُ رسولَ عبد الرمحن بنِ عَـوف‪ ،‬إىل أن قـال‪ :‬ودعـاني عبـدُ الـرمحن فقـال‪ :‬اذهـ‬
‫ت أنه أَعلمَ ما يف نفسه‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬بأيِّهمـا‬
‫وعثمان فائت بهما‪ ،‬قال‪ :‬ومان هواي يف عليٍّ فأَحبب ُ‬
‫بهما فرادى أو مجيعًا؟‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ،‬بـل مجيعًـا‪ .‬قـال‪ :‬فبـدأتُ‬ ‫أَبدأُ؟‪ .‬قال‪ :‬بأيِّهما شئتَ‪ .‬قلت‪ :‬لتي‬
‫خالي [عبد الـرمحن بـن عـوف] قـال‪ :‬أَرسـلَ‬ ‫بعليٍّ‪ ،‬ومان هوايَ فيه‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬أَرسل إلي‬
‫معي إىل غريي؟‪ .‬قلتُ‪ :‬نعم! إىل عثمان‪.‬‬
‫ت بـ َ‪ ،‬فقـال‪ :‬مجيعًـا‬
‫قال‪ :‬فبأيِّنا أَمر َ أن تَبدأَ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قد سألتُهُ‪ ،‬فقال‪ :‬بأيِّهما شئتَ‪ ،‬وقد بدأَ ُ‬
‫أو فرادى‪ .‬إىل أن قال املسور‪:‬‬
‫فخرجتُ أَنا وعثمان حتى جئنا عليًّا‪ ،‬تم خرجنا تالتتُنَا حتى جئنا عبـدَ الـرمحن يف جملسـه‪ ،‬قـال‪:‬‬
‫الليلـة‪،‬‬ ‫ومان عبد الرمحن رجلًا ال يَتَكَلافُ للكالم‪ ،‬وال اخلُطَ ‪ .‬قال‪ :‬فما رأيتُهُ خَطَ َ مثلَ تلـ‬
‫فثمد اهلل وأَتنى عليه؛ تم قال يف قوله‪:‬‬
‫إنِّي قد فَلَيهتُ النَّاس عنكما فأَشريا عليَّ‪ ،‬وأَعيناني على أنفسكما‪ ،‬هل أنـتَ يـا علـيُّ مبـايعي إنه‬
‫وَلايتُ َ هذا األَمر عَلَى سنة اهلل‪ ،‬وسنة رسوله‪ ،‬بعهد اهلل وميثاقه‪ ،‬وسـنة املاضـني قَبهـل‪ .‬قـال‪ :‬ال‪،‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ214‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[عبدَالرمحنَبنَغنم]ََ َ‬
‫عبد الرمحن بن غنم (مبعجمة مضمومة‪ ،‬فنون‪ ،‬فميم) األشعري‪ ،‬اختلف يف‬
‫صثبته‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ممطور‪ ،‬وعمري بن هاني‪.‬‬
‫ومان من العلماء‪ ،‬تويف سنة مثان ومثانني ‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬والبخاري يف األدب‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫أبـا‬ ‫‪ :‬قال ابن عبد الى(‪ :)593‬ومانت له جاللة وقـدر‪ ،‬وهـو الـذي عاتـ‬ ‫قلة‬

‫هريرة‪ ،‬وأبا الدرداء حبمـص‪ ،‬إذ انصـرفا مـن عنـد علـي َرضِـي اهلل َعنهـه رسـولني‬
‫ملعاوية‪ ،‬ومان مما قال هلما‪ :‬عجباً منكما‪ ،‬ميف جاز عليكما ما جئتما به‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وقد علمتما أنه قد بايعه املهاجرون واألنصار‪ ،‬وأهل احلجاز والعراق‪،‬‬
‫وأن من رضيه خري ممن مرهه‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وأي مدخل ملعاوية يف الشورى‪ ،‬وهو من الطلقاء‪ ،‬الذين ال جتـوز هلـم‬
‫اخلالفة‪ ،‬وهو وأبوه من رؤوس األحزاب‪.‬‬

‫ولك عَلَى طاقيت‪ .‬قال‪ :‬فصمتَ شيئًا تم تكلام مالمًا دون مالمه األول تم قال يف قوله‪ :‬إنِّي قـد‬
‫فَلَيهتُ الناس عنكما فأشريا عليَّ وأعيناني على أنفسكما‪ ،‬هل أنت يا عليُّ مبايعي إن وليت َ هـذا‬
‫األَمر على سنة اهلل وسنة رسوله (صلى اهلل عليه ولله وسلم) بعهد اهلل وميثاقـه‪ ،‬وسـنة املاضـني‬
‫إن وليـت هـذا‬ ‫قبل؟‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن على طاقيت‪ .‬قال‪ :‬تم قال عثمان‪ :‬أنا يا أبـا حممـد أبايعـ‬
‫األمر على سنة اهلل وسنة رسوله وميثاقه‪ ،‬وسنة املاضني قبل‪ ،‬قاهلا عثمان يف الثال ‪ .‬إىل أن قال‪:‬‬
‫فقاما عنه‪ ،‬فقام عبد الرمحن فاعتمَّ‪ ،‬ولبس السيف‪ ،‬تم خرج إىل املسجد فقعد‪ ،‬ولَا أَش غ أنَّه يُبَايعُ‬
‫حرهصه عَلَى عليٍّ‪ ،‬قال‪ :‬فلما صليتُ الصبحَ رقى عبدُ الـرمحن علـى املنـى‪،‬‬
‫لعليٍّ؛ لِمَا رأَيتُ من ِ‬
‫فثمد اهلل‪ ،‬وأتنى عليه‪ ،‬تم أشار إىل عثمان حجرة من الناس ما هو بقري ‪ .‬فقـال‪ :‬ادن‪ ،‬فبـايعوا‬
‫على سنة اهلل وسنة رسوله بعهد اهلل وميثاقه»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫(‪ -)593‬االستيعاب (‪ ،)850/2‬رقم الرتمجة (‪.)1449‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ215‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فندما على مسريهما‪ ،‬وتابا منه بني يديه‪.‬‬


‫النعمان بن بشري‪ ،‬وهو الذي يف‬ ‫ألبي هريرة يف ذل‬ ‫‪ :‬املشهور أن املصاح‬ ‫قل‬

‫شر النهج(‪)594‬؛ وأما أبو الدرداء فإنه تويف يف أيام عثمـان‪ ،‬ممـا صـثثه هـو يف‬
‫االستيعاب(‪ )595‬وغريه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ومون غنم بالضم هو الذي يف الطبقات‪ ،‬ويف اإلصابة(‪ )596‬بالفتح‪ ،‬وفيهـا‬
‫ويف االستيعاب(‪ )597‬أن وفاته سنة مثان وسبعني‪.‬‬
‫[عبدَاملطلبَبنَربيعةَبنَعبدَاملطلبَبنَهاشم]ََ َ‬
‫بن هاشم ‪ -‬ويقال‪ :‬ابن ربيعة بن احلار‬ ‫بن ربيعة بن عبد املطل‬ ‫عبد املطل‬
‫‪ -‬اهلامشي‪ ،‬صثابي‪.‬‬ ‫بن عبد املطل‬
‫بن نوفل اهلامشي‪ ،‬وابنه‪.‬‬ ‫روى عنه‪ :‬عبداهلل بن احلار‬
‫تويف سنة اتنتني وستني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اإلمام املرشد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬ومسلم‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫[عبيداهللَبنَالعباس]ََ َ‬
‫عبيداهلل بن العباس بن عبد املطل ‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬ابن عم رسول اهلل صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام له أحاديث‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪ ،‬وابن سريين‪.‬‬
‫ولي اليمن لعلي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬

‫(‪ -)594‬شر نهج البالغة (‪.)301/2‬‬


‫(‪ -)595‬االستيعاب (‪ ،)1229/3‬يف ترمجة أبي الدرداء‪ ،‬رقم الرتمجة (‪.)2006‬‬
‫(‪ -)596‬اإلصابة (‪ ،)350/4‬رقم (‪.)5185‬‬
‫(‪ -)597‬االستيعاب (‪.)851/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ216‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تويف سنة مثان ومخسني‪ ،‬وقيل غري ذل ‪.‬‬


‫وهو الذي َذَبحَ ولديه الطفلني عدوّ اهلل بسرُ بن أرطأة باليمن(‪.)598‬‬
‫‪ :‬وقد وقفتُ على املصثف العظيم‪ ،‬الذي متبه الوصيّ علي بن أبي طال‬ ‫قلة‬

‫‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ ،-‬خب يده الكرمية املطهرة‪ ،‬خبزانة اجلامع الكبري بصـنعاء‪،‬‬
‫وهو ملطنخ بدم الشهيدين‪ ،‬ومل يؤتر الـدم يف مَثهوِ شيء من اخل ن‪ ،‬وهو بهيّ مبجّل‬
‫‪ -‬صلوات اهلل وسالمه على رامسه ‪.-‬‬
‫[عبيداهللَبنَحمصن]ََ َ‬

‫خطْ ِمي‪ ،‬عنه‪ :‬ولده سلمة‪ ،‬ويف الكاشف(‪:)599‬‬


‫عبيداهلل بن حمصن األنصاري الْ َ‬
‫عبداهلل مكىاً‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اجلرجاني‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ :‬قال ابن عبد الى‪ :‬روى عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬من أصبح‬ ‫قل‬

‫لمناً يف سربه‪ ،‬معافى يف جسمه‪ ،‬معه قوت يومه؛ فكأمنا حيزت له الدنيا)) منهم من‬
‫جعل هذا احلديث مرسالً‪ ،‬وأمثرهم يصثح صثبته‪...‬إخل‪.‬‬

‫(‪ -)598‬انظر لسرية هذا املـارد‪ :‬االسـتيعاب (‪ ،)157/1‬رقـم (‪ ،)174‬اإلصـابة (‪،)289/1‬‬


‫رقم (‪ ،)642‬وفيه‪« :‬ومان من شيعة معاوية‪ ،‬ومان معاوية وجَّهَه إىل اليمن واحلجاز يف أول سنة‬
‫ن مان يف طاعة عليٍّ فيوقع بهم ففعل ذل ‪ ،‬وقـد ولـي البثـر ملعاويـة‪،‬‬
‫أربعني‪ ،‬وأَمره أن ينظرَ مَ ه‬
‫ووسوس يف لخر أيامه‪ .‬قال ابن السكن‪ :‬مات وهو خرف»‪.‬‬
‫أُسد الغابة (‪ ،)238/1‬رقم (‪ ،)406‬ومما قال‪« :‬وشهد صفني مع معاويـة‪ ،‬ومـان شـديدًا علـى‬
‫عليٍّ وأصثابه»‪.‬‬
‫(‪ ،)397/1‬رقـم (‪،)715‬‬ ‫التهـذي‬ ‫الكمال (‪ ،)337/1‬رقم (‪ ،)654‬تهذي‬ ‫وانظر‪ :‬تهذي‬
‫ورمزا ملن روى عنه‪ ،‬فأفادا أنَّهم أبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ -)599‬الكاشف للثافظ الذهيب (‪ ،)537/1‬رقم (‪ ،)2945‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ217‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ :‬يف النهاية(‪ :)600‬يقال‪ :‬فالن لمِنٌ يف سِرهِب ِه –بالكسر‪ ،-‬أي يف نفسه‪ ،‬وفـالن‬ ‫قل‬

‫والطريق‪.‬‬ ‫واسع السِّرهب‪ ،‬أي رخي البال‪ ،‬ويروى بالفتح‪ ،‬وهو املسل‬
‫[عبيدَبنَحداد]ََ َ‬
‫عبيد بن حداد‪ ،‬عنه‪ :‬يعلى بن أسد‪.‬‬
‫رمز يف الطبقات إىل أنه أخرج له اجلرجاني ‪.‬‬
‫[عبيدَبنَفَرَقَد]ََ َ‬
‫(‪)601‬‬
‫بن فرقد‪ ،‬أبو عبداهلل السلمي‪ ،‬عن جلنة أصثاب رسول اهلل‪ ،‬غزا مع‬ ‫عبيد‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام غزوتني‪ ،‬سكن الكوفة‪.‬‬
‫وفرقد (بفتح الفاء‪ ،‬وبالراء مهملة)‪.‬‬
‫عنه‪ :‬قيس بن أبي حازم‪ ،‬والشعيب‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪.‬‬
‫َّ‬
‫[عَ َتابَبنَأَسَيَد]َ َ‬
‫سيهد (بفتح اهلمزة) بن أبي‬
‫َعَّتاب (بفتح أوله‪ ،‬وتقديم املثناة الفوقية املثقلة) بن أَ ِ‬
‫ي‪ ،‬أبو عبد الرمحن‪ ،‬من مسلمة الفتح‪ ،‬وولي‬
‫العِيهص (بكسر املهملة األوىل) األُ َموِ ّ‬
‫للنيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مكة‪ ،‬وله عشرون سنة‪.‬‬
‫مات سنة إحدى وعشرين‪ ،‬ذمره الطىاني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬سعيد بن املسي ‪ ،‬وعطاء‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫احلديث واألتر البن األتري (‪.)621/2‬‬ ‫(‪ -)600‬النهاية يف غري‬


‫التهذي ‪ ،‬واخلالصة‪ ،‬والكاشف‪:‬‬ ‫الكمال‪ ،‬وتهذي‬ ‫(‪)601‬ـ يف االستيعاب‪ ،‬واإلصابة‪ ،‬وتهذي‬
‫عُتهبَة بن فرقد‪ ،‬أخرج له النسائي‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ218‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[عثمانَبنَعفان]ََ َ‬
‫عثمان بن عفان‪ ،‬أبو عمرو القرشي األموي‪ ،‬أسلم بعد نيف وتالتني‪ ،‬وهاجر‬
‫إىل احلبشة‪ ،‬تم إىل املدينة‪ ،‬ومل ىضر بدراً‪ ،‬وبويع له سنة أربع وعشرين‪.‬‬
‫حصره أنه مان ملفاً بأقاربـه‪ ،‬ومـانوا أقـارب سـوء‪ ،‬فجـرت أمـور‬ ‫ومان سب‬
‫ِذمْرها ‪،‬رجنا عن املقصود‪َ ،‬فقُتل يف تاني عشر احلجـة‪ ،‬سـنة مخـس وتالتـني‪ ،‬ولـه‬
‫تسعون سنة‪.‬‬
‫بن نوفل‪ ،‬ومحيد بن عبد الرمحن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬ ‫عنه‪ :‬ولده أبان‪ ،‬وشقيق‪ ،‬واحلار‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬انتهى(‪ )602‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ :‬وأحداته مشهورة‪ ،‬وملمات الوصي عَلَيهه السَّالم العلمية العصمية يف شأنه‬ ‫قل‬

‫معلومة‪ ،‬وفيها ‪ -‬مما قال اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم ألهل العلم جمال واسع‪.‬‬
‫[عثمانَبنَمظعون]ََ َ‬
‫ي‪،‬‬
‫ثّ‬‫اجلُ َم ِ‬ ‫عثمان بن مظعون (مبعجمة مشالة‪ ،‬فمهملة) بن حبي ‪ ،‬أبو السائ‬
‫أسلم قدمياً‪ ،‬وهاجر اهلجرتني‪ ،‬وشهد بدراً‪ ،‬ومان يصوم النهار ويقوم الليل‪.‬‬
‫تويف بعد سنتني من اهلجرة‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه أول الصثابة موتاً‪.‬‬
‫واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪.‬‬ ‫أخرج له‪ :‬اإلمامان أبو طال‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ )603‬واإلصابة(‪ :)604‬إن رسول اهلل صلى اهلل عليـه وللـه‬ ‫قلة‬

‫وسلم َقَّب َله بعد ما مات‪ ،‬وهو أول من دُفن بالبقيع‪ ،‬ووضـع رسـول اهلل صـلى اهلل‬
‫طَنا))‪ ،‬وملا تويف إبـراهيم ابـن‬
‫ج ًرا عند رأسه وقال‪(( :‬هَ َذا قَبهرُ َف َر ِ‬
‫عليه ولله وسلم حَ َ‬

‫(‪ )602‬ـ يع من الطبقات‪.‬‬


‫(‪ -)603‬االستيعاب (‪ ،)1053/3‬رقم الرتمجة (‪.)1779‬‬
‫(‪ -)604‬اإلصابة (‪ ،)462/4‬رقم (‪.)5457‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ219‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪(( :‬احلـق بالسـلف‬
‫الصاحل عثمان بن مظعون))‪.‬‬
‫[عثمانَبنَأبيَالعاص]ََ َ‬
‫عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي‪ ،‬أبو عبداهلل‪ ،‬قدم على رسول اهلل صَلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام سنة تسع‪ ،‬واستعمله النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام على‬
‫الطائف‪ ،‬ومل يزل عليها حتى استعمله عمر على عُ َمان والبثرين‪ ،‬تم نزل البصرة‪،‬‬
‫وبها تويف سنة إحدى ومخسني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابن املسي (‪ ،)605‬ونافع بن جبري‪ ،‬ومُ َط ِّرف‪ ،‬واحلسن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة ‪.‬‬
‫[عديَبنَحامتَالطائي]ََ َ‬
‫عدي بن حامت الطائي‪ ،‬اجلواد بن اجلواد‪ ،‬قدم على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه‬
‫ولله وسَلام سنة تسع‪ ،‬فأمرمه وفر بإسالمه‪ ،‬وشهد فتو العراق ومسرى‪ ،‬وفتو‬
‫الشام‪ ،‬وشهد مع أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم حروبه‪ ،‬ومان من خلنص أصثابه‬
‫وحمبيه؛ تم نزل الكوفة ومات سنة مثان وستني‪ ،‬عن مائة وعشرين‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة‪ ،‬إال املؤيد باهلل‪.‬‬
‫[عديَبنَزيدَاجلذامي]ََ َ‬
‫عدي بن زيد اجلذامي‪ ،‬له حديث‪.‬‬
‫عنه‪ :‬داود بن احلصني‪ ،‬وعبداهلل بن أبي سفيان‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو داود(‪)606‬؛ مذا يف الطبقات‪ ،‬ومل يذمر أنه خرج له أحد من أئمتنا‪.‬‬

‫(‪ )605‬ـ يف الطبقات‪ :‬املسي ‪ ،‬ويف غريها ابن املسي ‪ ،‬وهو الراجح‪ .‬متت من املؤلف(ع)‪.‬‬
‫(‪ )606‬ـ سنن أبي داود (‪ ،)217/2‬حديث رقم (‪ ،)2036‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ220‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[العرباضَبنَسارية]ََ َ‬
‫العرباض (بكسر العني‪ ،‬وسكون الراء‪ ،‬فموحدة‪ ،‬فألف‪ ،‬فضاد معجمة) بن‬
‫جيهح (بفتح النون‪ ،‬ومسر اجليم) من أهل الصفة‪ ،‬سكن محص‪.‬‬
‫سارية السُّ َلمي‪ ،‬أبو نَ ِ‬
‫عنه‪ :‬أبو أمامة‪ ،‬ومجاعة‪.‬‬
‫تويف سنة مخس وسبعني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اإلمام أبو طال ‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[عَرَوَةَبنَاجلعد]ََ َ‬
‫عروة بن اجلَعهد (جبيم فمهملتني) البارقي ‪ -‬وعن ابن املدي أنه ابن أبي اجلعد‬
‫‪ -‬أول من ولي القضاء بالكوفة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬الشعيب‪ ،‬والسبيعي‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬وحممد بن منصور حديث األضثية‪ ،‬وعبد الرزاق وابن أبي‬
‫شيبة حديث‪ :‬أعطاه ديناراً(‪. )607‬‬
‫ِّ‬
‫[عَرَوةَبنَمَضَ َرس]َ َ‬
‫ض ِّرس (بضم امليم‪ ،‬وفتح الضاد معجمة‪ ،‬ومسر الراء مشددة)‬
‫عروة بن مُ َ‬
‫الطائي‪ ،‬شهد حجة الوداع‪ ،‬له أحاديث؛ عداده يف الكوفيني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬األخوان‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[عفيفَالكندي]ََ َ‬
‫عفيف الكندي‪ ،‬ع ّم األشعث‪ ،‬صثابي‪.‬‬

‫(‪ )607‬ـ روى ابن أبي شيبة يف املصنف برقم (‪ )37446‬عن ابهنِ عُيَيهنَةَ‪ ،‬عَنه شُبَيه ِ بهـنِ َغرهقَـدَةَ‪،‬‬
‫عَنه ُع هروَةَ الْبَارِقِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى اهلل عليه ولله وسلم َأعهطَاهُ دِينَارًا يَشهَترِي لَهُ بِهِ شَـاةً‪ ،‬فَاشهـَترَى‬
‫حدَاهُمَا ِبدِينَارٍ‪ ،‬وَأَتَى النَّبِيَّ صلى اهلل عليه ولله وسـلم بِـدِينَارٍ َوشَـاةٍ‪ ،‬فَـدَعَا لَـهُ‬
‫بِهِ شَاتَيهنِ‪ ،‬فَبَاعَ إِ ه‬
‫ح فِيهِ‪.‬‬
‫النَّبِيُّ صلى اهلل عليه ولله وسلم بِالَْبرَمَةِ فِي بَيهعِهِ‪ ،‬فَكَانَ لَوِ اشهَترَى ُترَابًا َلرَبِ َ‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ221‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه‪ :‬ابنه إياس‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬وابن عسـامر؛ انتهـى مـا أفـاده يف‬
‫الطبقات‪.‬‬
‫‪ :‬هو من رواة خى صالة أمـري املـؤمنني‪ ،‬وخدجيـة بنـت خويلـد ‪ -‬عَلَ هيهَمـا‬ ‫قل‬

‫السَّالم ‪ -‬مع الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ولـيس أحـد يعبـد اهلل يف األرض‬
‫غري هـؤالء الثالتة‪ ،‬أخرجه اإلمام أبو طال (‪ ،)608‬واإلمام املنصور باهلل ‪ -‬عَلَ هيهَمـا‬
‫السَّــالم ‪ ،-‬والكنجــي(‪ ،)609‬وحممــد بــن ســليمان الكــويف(‪ ،)610‬والبخــاري يف‬
‫تار‪،‬ه(‪ ،)611‬والنسائي(‪ ،)612‬والبغوي‪ ،‬وابـن أبـي خيثمـة‪ ،‬وابـن منـدة‪ ،‬وصـاح‬
‫الغيالنيات(‪ ،)613‬وابن عبد الى(‪.)614‬‬
‫عن إمساعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده(‪.)615‬‬

‫(‪-)608‬األمالي (ص‪( )107/‬الباب الثالث)‪.‬‬


‫للكنجي (ص‪( ،)128/‬الباب اخلامس والعشرون)‪.‬‬ ‫(‪ )609‬ـ املناق‬
‫للكويف (‪ ،)261/1‬رقم (‪.)173‬‬ ‫(‪ -)610‬املناق‬
‫(‪ -)611‬التاريخ الكبري للبخاري (‪.)74/7‬‬
‫(‪ -)612‬السنن الكىى (‪ ،)106/5‬رقم (‪( ،)8394‬متاب اخلصائص)‪.‬‬
‫(‪ )613‬ـ (الغيالنيات) ألبي بكر الشافعي (ص‪ ،)177/‬رقم (‪ ،)426‬ط‪( :‬أضواء السلف)‪.‬‬
‫(‪ -)614‬االستيعاب (‪ ،) 1241 /3‬يف ترمجة عفيف الكندي‪ ،‬ورواه أيضًا يف ترمجة أمري املؤمنني‬
‫علي عليه السالم (‪.)1095/3‬‬
‫(‪ -)615‬ورواه أمحد بن حنبـل يف املسـند (‪ ،)209/1‬والعقيلـي يف الضـعفاء (‪ ،)80/1‬وابـن‬
‫عدي يف الكامل (‪ ،)410/1‬واحلـامم النيسـابوري يف املسـتدر (‪ ،)201 /3‬رقـم (‪،)4842‬‬
‫والبيهقي يف دالئل النبوة (‪ ،)415/1‬والطىانـي يف املعجـم الكـبري (‪ ،)100-181/18‬وابـن‬
‫قانع يف معجم الصثابة (‪ ،)306/2‬رقم الرتمجة (‪ ،)845‬ط‪( :‬مكتبة الغرباء)‪.‬‬
‫وقال احلامم يف املستدر ‪« :‬صثيح اإلسناد»‪ ،‬وقـال احلـافظ الـذهيب يف التلخـيص‪« :‬صـثيح»‪،‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ222‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ويف االستيعاب(‪ :)616‬من مالم العباس له‪ :‬ومل يتبعه إال امرأته وابن عمـه هـذا‬
‫الفتى‪ ،‬وهو يزعم أنه سيفتح له منوز مسرى وقيصر‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومان عفيف يقول وقد أسلم وحسن إسالمه‪ :‬لو مان اهلل رزقـ اإلسـالم‬
‫يومئذ‪ ،‬منت تانياً مع علي بن أبي طال ‪.‬‬
‫وأخرجه عن ىيى بن عفيف احلاممُ احلسكاني(‪ ،)617‬والكنجي‪ ،‬والنسائي(‪،)618‬‬
‫وأبو يعلى املوصلي(‪ ،)619‬وابن عبد الى(‪ ،)620‬وقال‪ :‬حديث حسن جداً‪ ،‬ويف روايته‬
‫من مالم العباس‪ :‬وال واهلل ما أعلم على وجه األرض أحداً على هذا الدين غري‬
‫هؤالء الثالتة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وأخرجه أبو جعفر اإلسكايف عن خالد بن نافع عن عفيف(‪.)621‬‬

‫وقال ابن عبد الى‪« :‬حديث حسن جدًّا»‪ ،‬وقال اهليثمـي يف جممـع الزوائـد (‪« :)103/9‬رجـال‬
‫أمحد تقات»‪ ،‬وقال الشيخ أمحد شامر يف حتقيق مسند أمحد (‪ ،)391/2‬برقم (‪« :)1787‬إسـناده‬
‫صثيح»‪.‬‬
‫(‪ -)616‬االستيعاب (‪ ،) 1241 /3‬يف ترمجة عفيف الكندي‪ ،‬ورواه أيضًا يف ترمجة أمري املؤمنني‬
‫علي عليه السالم (‪.)1095/3‬‬
‫(‪ -)617‬شواهد التنهزيل للثامم احلسكاني (‪ ،)186/1‬رقم (‪.)125‬‬
‫(‪ -)618‬السنن الكىى (‪ ،)106/5‬رقم (‪( ،)8394‬متاب اخلصائص)‪.‬‬
‫(‪ -)619‬مسند أبي يعلى املوصـلي (‪ ،)117/3‬رقـم (‪ ،)1547‬قـال احملقـق (حسـني سـليم)‪:‬‬
‫«إسناده حَسَن»‪.‬‬
‫(‪ -)620‬االستيعاب (‪ ،) 1241 /3‬يف ترمجة عفيف الكندي‪ ،‬ورواه أيضًا يف ترمجة أمري املؤمنني‬
‫علي عليه السالم (‪.)1095/3‬‬
‫(‪ )621‬ـ انظر‪ :‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)226/13‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ223‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وأخرج أبو جعفر [اإلسكايف] واخلوارزمي(‪ )622‬عـن ابـن مسـعود حنـو حـديث‬
‫عفيف‪ ،‬وفيه‪ :‬إذه أقبل رجـل من باب الصفا‪ ،‬وعليه توبـان أبيضـان‪ ،‬ولـه وفـرة إىل‬
‫أنصاف أذنيه جعدة‪ ،‬أشم‪ ،‬أقنى‪ ،‬أدعج العينني‪ ،‬مث اللثية‪ ،‬بـراق الثنايـا‪ ،‬أبـيض‬
‫تعلوه محرة‪ ،‬مأنه القمر ليلة البدر‪ ،‬وعلى ميينه غالم مراهق‪ ،‬أو حمتلم حسـن الوجه‪،‬‬
‫تقفوهم امرأة قد سرتت حماسـنها‪ ،‬حتـى قصـدوا حنـو احلجـر‪ ،‬فاسـتلمه واسـتلمه‬
‫الغالم‪ ،‬واستلمته املرأة‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬فقلنا‪ :‬يا أبا الفضل‪ ،‬إن هذا الدين ما منا نعرفه فيكم‪.‬‬
‫قال‪ :‬أجل واهلل‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬فمن هذا؟‬
‫قال‪ :‬هذا ابن أخي حممد بن عبداهلل‪ ،‬وهذا الغالم ابن أخي أيضاً‪ ،‬هذا علي بـن‬
‫أبي طـال ‪ ،‬وهذه املرأة زوجـة حممـد خدجيـة بنـت خويلـد‪ ،‬واهلل مـا علـى وجـه‬
‫األرض أحد يدين بهذا الدين إال هؤالء الثالتة‪.‬‬
‫انتهى مـن شـر الـنهج(‪)623‬؛ وقـد مجـع طرقـه ‪ -‬أيـده اهلل تعـاىل‪ -‬يف ختـريج‬
‫الشايف(‪.)624‬‬
‫[عَقَبَةََبنَعامرَاجلهني]ََ َ‬
‫عقبة ‪ -‬بضم أوله ‪ -‬بن عامر اجله ‪ ،‬القضاعي؛ مان يف حزب القاسطني أيام‬
‫صفني‪ ،‬ذمره ابن األتري(‪ )625‬وابن حجر(‪ )626‬وغريهما‪ ،‬وتوىل مصر ملعاوية‪ ،‬وبها‬

‫للخوارزمي (ص‪( ،)61-60/‬الفصل الرابع)‪.‬‬ ‫(‪ -)622‬املناق‬


‫(‪ -)623‬شر نهج البالغة (‪.)225/13‬‬
‫(‪ )624‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)289/1‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ )625‬ـ الكامل البن األتري (‪ ،)362/3‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ224‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫مات‪ ،‬سنة مثان ومخسني‪.‬‬


‫عنه‪ :‬إياس بن عامر‪ ،‬وشعي ‪ ،‬والد عمرو وغريهما‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬وقد مَرّ الوجه يف الرواية عنه وعن أمثاله(‪. )627‬‬ ‫قل‬

‫[عقيلَبنَأبيَطالب]ََ َ‬
‫بن هاشم‪ ،‬ابن عمّ رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪.‬‬ ‫عقيل بن أبي طال‬
‫يف رواية اإلمام أبي طال (‪ )628‬أنه أسـلم يـوم بـدر هـو والعبـاس ونوفـل بـن‬
‫قـريف؛ وقـال لـه الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬ ‫احلار ‪ ،‬وشهد مؤتة‪ ،‬ومان أنس‬
‫أبي طال ‪ ،‬وحيب إيا )) رواه اجلرجاني(‪.)629‬‬ ‫حبني‪ :‬حل‬ ‫وسَلام‪(( :‬إني أحب‬
‫‪ :‬ورواه ابن عبد الى(‪ ،)630‬وابن أبي احلديد(‪.)631‬‬ ‫قل‬

‫(‪ )626‬ـ اإلصابة (‪ ،)521/4‬رقم (‪ ،)5605‬وقال‪« :‬وشهد صفني مع معاوية وأَ َّم َره بعد ذلـ‬
‫على مصر»‪.‬‬
‫(‪)627‬ـ انظره يف ترمجة جرير بن عبد اهلل‪ ،‬وترمجة مسرة بن جندب‪.‬‬
‫عليه السالم (ص‪ ،)53/‬رقم (‪.)3‬‬ ‫(‪ )628‬ـ أمالي اإلمام أبي طال‬
‫(‪ )629‬ـ االعتبار وسلوة العارفني لإلمام املوفق باهلل اجلرجاني عليه السـالم (ص‪ ،)650/‬رقـم‬
‫(‪.)513‬‬
‫(‪ )630‬ـ االستيعاب (‪ ،)1078/3‬رقم الرتمجة (‪.)1834‬‬
‫(‪ -)631‬شر نهج البالغة (‪ ،)250/11‬و(‪.)70/14‬‬
‫قلت‪ :‬ورواه أيضًا السيد اإلمـام أبـو العبـاس احلسـ عليـه السـالم يف املصـابيح (ص‪،)197/‬‬
‫واحلامم النيسابوري يف املستدر (‪ ،)667/3‬رقم (‪ ،)6464‬وابن سعد يف الطبقات (‪،)40/4‬‬
‫والطىاني يف الكبري (‪ ،)191/17‬رقم (‪ ،)510‬قال اهليثمى يف اجملمع (‪ ،)276/9‬ط‪( :‬مؤسسة‬
‫املعــارف)‪« :‬رواه الطىانــي مرســلًا‪ ،‬ورجالــه تقــات»‪ ،‬ورواه ابــن عســامر يف تــاريخ دمشــق‬
‫(‪ ،)18/41‬وأورده الذهيب يف السِّيَر (‪ )219/1‬ط‪( :‬الرسالة) ُم هرسَلًا عن أبي إسثاق‪.‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ225‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال السيد اإلمام‪ :‬له أحاديث رواها عنه ابنه حممد‪ ،‬واحلسن البصري‪.‬‬
‫تويف يف خالفة معاوية‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واجلرجاني‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه؛ وله ذمر يف جمموع زيد‬
‫بن علي يف الومالة‪.‬‬
‫‪ :‬والصثيح أنه مل يصل إىل معاوية إال بعد وفاة أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪.‬‬ ‫قل‬

‫قال شار النهج(‪ :)632‬وهذا هو األظهر عندي‪ ،‬وعرض نفسه وولده على أمري‬
‫املؤمنني عَلَيهه السَّالم فأعفاه‪ ،‬وجوابه عليه يف النهج(‪ )633‬وغريه؛ وله جوابات على‬
‫أبو هل ؟‬ ‫معاوية مسكتة‪ ،‬منها(‪ :)634‬قوله وقد سأله أين يكون عم‬
‫أم مجيل بنت حرب بن أمية‬ ‫قال‪ :‬إذا دخلت جهنم فاطلبه جتده مضاجعاً لعمت‬
‫‪.-‬‬ ‫‪ -‬يع محالة احلط‬
‫[عمارَبنَياسر]ََ َ‬
‫عمار بن ياسر‪ ،‬أبو اليقظان العنسي املذحجي‪ ،‬من السابقني األولني املعذبني يف‬
‫اهلل أشد العذاب؛ شهد املشاهد ملها‪ ،‬ومان خمصوصاً منه بالبشارة والرتحي ‪،‬‬
‫املطي ))(‪ ،)635‬وقال‪(( :‬عمار جلدة بني عي وأنفي))‬ ‫وقال له‪(( :‬مرحباً بالطي‬

‫ورواه احلامم النيسابوري يف املستدر (‪ ،)667/3‬رقم (‪ )6465‬عن حذيفة‪.‬‬


‫(‪ -)632‬شر نهج البالغة (‪.)251/11‬‬
‫(‪ -)633‬شر نهج البالغة (‪.)118-119/2‬‬
‫(‪ -)634‬شر نهج البالغة (‪ ،)252/11‬وحنوها انظر شر النهج (‪.)93/4‬‬
‫(‪ -)635‬عزاه السيوطي يف مجع اجلوامع (‪ ،)105/17‬رقم (‪ ،)33‬ط‪( :‬األزهر) إىل «أبـي داود‬
‫الطيالسي‪ ،‬وابن أبي شيبة‪ ،‬وأمحد‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وقال‪« :‬حسن صثيح»‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأبـي يعلـى‪،‬‬
‫وابن جرير وصثثه‪ ،‬واحلامم‪ ،‬والشاشي‪ ،‬وأبي نُعيم فى احللية‪ ،‬والضياء»‪ ،‬وانظر‪ :‬منـز العمـال‬
‫(‪ ،)526/13‬رقم (‪.)37362‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ226‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫الفئة الباغية))‪ ،‬وقال‪(( :‬ويح عمار يدعوهم إىل اجلنة‪ ،‬ويدعونه‬ ‫وقـال‪(( :‬تقتل‬
‫إىل النار))‪.‬‬
‫استشهد مع أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم بصفني‪ ،‬سنة سبع وتالتني ‪ -‬رضوان اهلل‬
‫وسالمه ورمحته عليه ‪ -‬ومان من خلنص أصثابه وحمبيه‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه حممد‪ ،‬وأبو الطفيل‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫وظهر باستشهاده ‪ -‬رضوان اهلل عليه ‪ -‬علم من أعالم النبوة‪ ،‬بتصديق األخبـار‬
‫أنها تقتله الفئة الباغية‪ ،‬الداعية إىل النار‪ ،‬وحتقق ليغمـار‪ ،‬تعـيني أصـثاب البغـي‬
‫القاسطني الفجار‪ ،‬ومل يستطيعوا مدافعة النصوص الصرىة املتواترة بردّ وال إنكار‪.‬‬
‫قال ابن حجر(‪ :)636‬وتواترت األحاديث عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أن‬
‫عماراً تقتله الفئة الباغية‪ ،‬وأمجعوا أنه قُتل مع علي بصفني‪ ،‬سنة سبع وتالتني‪ ،‬ولـه‬
‫وتســعون ســنة؛ واتفقــوا أنــه نــزل فيــه‪{ :‬إِالن مَ ـنه أُمْ ـرِهَ وَقَلْبُ ـهُ مُطْمَ ـئِنٌّ‬ ‫تــال‬
‫بِالْإِميَانِ}‪...‬إخل [النثل‪.]106:‬‬
‫ويف االستيعاب البن عبد الى(‪ :)637‬بالسند إىل ابن عباس يف قوله تعاىل‪{ :‬أَوَمَنه‬
‫مَانَ مَيهتًا فَأَحهيَيهنَاهُ وَجَعَ لْنَا لَهُ نُورًا يَمهشِي بِهِ فِي النَّاسِ} قال‪ :‬عمار بن ياسر‪{ ،‬مَمَنه‬
‫مَثَلُهُ فِي الظغلُمَاتِ لَيهسَ بِخَارِجٍ مِنههَا} [األنعام‪ ،]122:‬قال‪ :‬أبو جهل بن هشام‪.‬‬
‫وقــال رســول اهلل صَ ـلاى اهلل عَليهــه وللــه وسَ ـلام‪(( :‬إن عمــاراً مُلــيء إميان ـاً إىل‬
‫مشاشه))‪ ،‬وروي‪(( :‬إىل أمخص قدميه))‪.‬‬

‫(‪ )636‬ـ اإلصابة (‪.)576/4‬‬


‫(‪ -)637‬االستيعاب (‪ ،)1137/3‬رقم الرتمجة (‪.)1863‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ227‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وروى فيه(‪ )638‬بسنده إىل عائشة أنها قالت‪ :‬مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه‬
‫ولله وسَلام يقول‪(( :‬مُليء عمار إمياناً إىل أمخص قدميه))‪.‬‬
‫وقال عبد الرمحن بن أَبه َزى‪ :‬شهدنا مع علي َرضِي اهلل عَنهه صِ لفيهن يف مثامنائة ممن‬
‫بايع بيعة الرضوان‪ ،‬قتل منهم تالتة وستون‪ ،‬منهم‪ :‬عمار بن ياسر‪.‬‬
‫قال(‪ :)639‬ومن حديث خالد بن الوليـد‪ ،‬أن رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام قال‪(( :‬من أبغض عماراً أبغضه اهلل تعاىل))‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن حديث أنس‪ ،‬عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أنه قال‪(( :‬اشتاقت‬
‫اجلنة إىل علي وعمار وسلمان وبالل))‪.‬‬
‫تم ساق إىل قوله‪ :‬وفضائله مثرية يطول ذمرها‪.‬‬
‫قال‪ :‬وروى األعمف عن أبي عبد الرمحن السلمي‪ ،‬قال‪ :‬شهدنا مع علي َرضِـي‬
‫اهلل عَنهه صِ لفني‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬ومسعت عماراً يقول يومئذ هلاشم بن عتبة‪ :‬يا هاشم تقدم‪ ،‬اجلنة حتت‬
‫ا لبارقة‪ ،‬اليوم ألقى األحبة‪ ،‬حممداً وحزبه‪ ،‬واهلل لو هزمونا حتى يبلغوا بنـا سـعفات‬
‫هجر لعلمنا أنّا على احلق‪ ،‬وهم على الباطل‪.‬‬
‫تم قال‪:‬‬
‫فــاليوم نضــربكم علــى تأويلــه‬ ‫حنـــن ضـــربنامم علـــى تنزيلـــه‬
‫ويـــذهل اخلليـــل عـــن خليلـــه‬ ‫ضــرباً يزيــل اهلــام عــن مقيلــه‬
‫أو يرجـــــع احلـــــق إىل ســـــبيله‬

‫(‪ )638‬ـ االستيعاب‪.‬‬


‫(‪ )639‬ـ ابن عبد الى يف االستيعاب‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ228‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال‪ :‬فلم أر أصثاب حممد صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قتلوا يف موطن مـا قتلـوا‬
‫يومئذ‪.‬‬
‫قال(‪ :)640‬وروى وميع‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عن عبداهلل بـن سـلمة‪،‬‬
‫قال‪ :‬لكأني أنظر إىل عمار يوم صفني‪ ،‬واستسقى فـأتي بشـربة مـن لـنب؛ فشـرب‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اليو م ألقى األحبّة؛ إن رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام عهـد إلـي أن‬
‫لخر شربة تشربها من الدنيا شربة لنب؛ تم استسقى فأتته امرأة طويلـة اليـدين بإنـاء‬
‫فيه ضيا (‪ )641‬من لنب‪ ،‬فقال عمار حني شربه‪ :‬اجلنة حتت األسنة؛ واهلل لو ضربونا‬
‫حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلثنا على احلق‪ ،‬وأنهم على الباطل‪.‬‬
‫قال(‪ :)642‬وتواترت التار عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أنه قال‪(( :‬تقتـل‬
‫عماراً الفئة الباغية)) وهذا من إخباره بالغي ‪ ،‬وأعالم نبوته صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام(‪ .)643‬انتهى املراد(‪.)644‬‬
‫مأتور‪ ،‬ويف صثائف اإلسالم مزبور‪ ،‬وقد رأيت إيراد ما ذمـر‬ ‫‪ :‬ومجيع ذل‬ ‫قل‬

‫من هذه الطريق‪ ،‬واهلل تعاىل ولي التوفيق‪.‬‬

‫االستيعاب‪.‬‬ ‫(‪ )640‬ـ صاح‬


‫(‪ )641‬ـ «(الضَّيهحُ‪ ،... :‬وَاللابَنُ الرَّقِيقُ املمهزوجُ) الكثريُ املاءِ‪ .‬وقـال األَزهـريُّ عـن اللنيـث‪ :‬وال‬
‫يُسمَّى ضَيَاحًا إِلاا اللابَن‪ .‬قال‪ :‬والضَّيَا ُ والضَّيهحُ عند العرب‪ :‬أَنه يُص َّ الْمَـاءُ عَلَـى اللاـبَنِ حَتَّـى‬
‫َيرِقّ‪ ،‬سواءٌ مان اللابَنُ حليبًا أَو رائبًا»‪ .‬بتصرف من تاج العروس (‪.)571/6‬‬
‫االستيعاب‪.‬‬ ‫(‪ )642‬ـ صاح‬
‫(‪ )643‬ـ وقال بعدها‪« :‬وهو من أصح األحاديث»‪.‬‬
‫(‪ -)644‬من االستيعاب‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ229‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫فانظر إىل مالم ابن عبد الى‪ ،‬وابـن حجـر‪ ،‬وغريهمـا مـن حفـاظ احملـدتني‪ ،‬تـم‬
‫يتوليان القاسطني الباغني‪ ،‬وهلل القائل(‪:)645‬‬
‫ِفي االجهِت َهادِ َوَأخهطَـا فِيهـ ِه صَـاحِبُهُ‬ ‫قَــالَ الْنَّوَاصِــ ُ قَــده َأخهطَــا مُ َعاوِيَــةٌ‬
‫فِــي النَّــارِ َقاتِــلُ َعمَّــارٍ َوسَــالِبُهُ‬ ‫ي َلنَــا‪:‬‬
‫قُلْنَــا‪ :‬مَــ َذبهتُمه َفلِــمه قَــالَ النَّبِــ ُّ‬
‫نعوذ باهلل من اخلذالن‪ ،‬وهو املستعان‪.‬‬
‫[عمرَبنَاخلطاب]ََ َ‬
‫عمر بن اخلطاب‪ ،‬أبو حفص القرشي‪ ،‬أسلم بعد خروج مهاجرة احلبشة‪ ،‬على‬
‫يدي أخته فاطمة‪ ،‬وزوجها سعيد بن زيد‪ ،‬يف قصة طويلة‪ ،‬ويف الطبقات مما يف‬
‫العامة أنه أول من تسمى بأمري املؤمنني‪.‬‬ ‫مت‬
‫احلق أن أمـري املـؤمنني حقـاً‪ ،‬أول مـن تسـمى بـأمري املـؤمنني‪ ،‬بـأمر رب‬ ‫قل ‪:‬‬

‫العاملني‪ ،‬على لسـان سيد املرسلني ‪ -‬صلى اهلل وسلم عليهم أمجعني ‪ -‬فقد أمـرهم‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أن يسلموا عليه بأمري املـؤمنني‪ ،‬أخـرج ذلـ‬
‫اإلمام املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم يف األمالي(‪ )646‬بسنده إىل بريدة‪.‬‬
‫وأخرجه اإلمام املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم عنـه يف الشـايف(‪ ،)647‬وشـواهد ذلـ‬
‫نصوص مثرية(‪.)648‬‬ ‫شهرية معلومة منرية‪ ،‬وقد سبق من ذل‬
‫املغرية بن شـعبة‪ ،‬أو عمـرو بـن العـاص‪ ،‬علـى‬ ‫فأما عمر فأول من مساه بذل‬
‫ابن عبد الى(‪ )649‬وغـريه مـن أهـل التـواريخ؛ وال‬ ‫اختالف الرواية مما ذمر ذل‬

‫بن عباد‪.‬‬ ‫(‪ )645‬ـ وهو الصاح‬


‫(‪ -)646‬األمالي اخلميسية (‪.)141/1‬‬
‫(‪ -)647‬الشايف (‪.)207/1‬‬
‫(‪ )648‬ـ انظر اجلزء األول الفصل األول‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ230‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫يفهم من أمري املؤمنني عنـد اإلطالق إال سيد الوصيني‪ ،‬وأخو سيد النبيئني ‪ -‬صلى‬
‫اهلل وسلم عليهم أمجعني ‪ -‬باالتفاق؛ فشتان ما بني تسـمية علـى لسـان سـيد ولـد‬
‫عدنان صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وتسمية ما أنزل اهلل بها من سلطان‪.‬‬
‫هذا ‪ ،‬وقد مان عمر مثري االعرتاف ألمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وقد سـبق شـيء‬
‫عمر)‪.‬‬ ‫من ذل ‪ ،‬ومما هو معلوم مشتهر‪( :‬لوال علي هلل‬
‫نعم‪ ،‬بويع له باخلالفة صبيثة وفاة أبي بكر‪ ،‬وطعنـه أبـو لؤلـؤة فـريوز‪ ،‬غـالم‬
‫وعشرين‪.‬‬ ‫املغرية بن شعبة‪ ،‬فتويف ألربع بقني من ذي احلجة‪ ،‬سنة تال‬
‫أخرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة؛ وله ذمر يف اجملموع واألحكام‪.‬‬
‫عنه‪ :‬محيد بن عبد الرمحن‪ ،‬وسويد بن غَ َف َلة‪.‬‬
‫[عمرَبنَأبيَسلمة]ََ َ‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ولد‬ ‫عمر بن أبي سلمة املخزومي‪ ،‬ربي‬
‫باحلبشة مع أبويه يف الثانية من اهلجرة األوىل‪ ،‬وتزوج رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه‬
‫ولله وسَلام أمه أم سـلمة سنة أربع من اهلجرة‪ ،‬فنشأ يف حجره‪ ،‬وعلمه أدب األمل‪.‬‬
‫الســالم علـى فــارس‬
‫شـهد مـع علــي َع َليهـه السَّـالم اجلمــل‪ ،‬واسـتعمله َع َليهـه َّ‬
‫والبثرين‪.‬‬
‫ومثانني‪.‬‬ ‫تويف سنة تال‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده حممد‪ ،‬وعطاء بن أبي ربا ‪.‬‬
‫[عمرَبنَعوف]ََ َ‬
‫عمر بن عوف‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪.‬‬

‫(‪ -)649‬االستيعاب (‪ ،)1150/3‬رقم الرتمجة (‪.)1878‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ231‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫والصواب عمرو بفتح أوله؛ يأتي إن شاء اهلل تعاىل(‪.)650‬‬


‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪.‬‬
‫(فصلَالعنيَاملهملةََاملفتوحة)َََ َ‬
‫[عمروَبنَتغلب]ََ َ‬
‫(باتنتني من أعلى تم معجمة‪ ،‬ولخره موحدة) هو اجلواتي‬ ‫عمرو بن تغل‬
‫(بضم اجليم‪ ،‬لخره مثلثة)‪.‬‬
‫عنه‪ :‬احلسن‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬والبخاري‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[عمروَبنَحريثَاملخزومي]ََ َ‬
‫عمرو بن حريث املخزومي أبو سعيد الكويف‪ ،‬عنه‪ :‬ابنه جعفر‪ ،‬واحلسن العرني‪.‬‬
‫تويف سنة مخس ومثانني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬مسلم‪ ،‬واألربعة‪ ،‬والسمان‪.‬‬
‫[عمروَبنَاحلارث]ََ َ‬
‫بن أبي ضرار اخلزاعي املصطلقي أخو جويرية أم املؤمنني‪،‬‬ ‫عمرو بن احلار‬
‫بقي إىل بعد اخلمسني‪ ،‬له رواية عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وعن ابن‬
‫مسعود‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬عيسى بن دينار‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[عمروَبنَحَزَم]ََ َ‬
‫عمرو بن حَزهم (بفتح املهملة‪ ،‬وسكون الزاي) بن زيد األنصاري اخلزرجي أبو‬
‫الضثا ؛ شهد اخلندق‪ ،‬وولي جنران‪ ،‬وبعث معه النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم‬

‫(‪ )650‬ـ انظر ترمجة عمرو بن عوف املزني‪.‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ232‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫بكتاب فيه الفرائض‪ ،‬والسنن‪ ،‬والصدقات‪ ،‬واجلرو ‪ ،‬والديات‪ ،‬ومتابه مشهـور؛‬


‫روى منـه املؤيد باهلل عَلَيهه السَّالم وخرجه مجيعه أبو الغنائم النرسي يف األربعني‪،‬‬
‫ورواه أبو داود‪ ،‬والنسائي متفرقاً(‪.)651‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه حممد‪.‬‬
‫تويف سنة إحدى ومخسني‪.‬‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ :)652‬وقد قيل‪ :‬إن عمرو بن حزم تويف يف خالفة عمر بن‬ ‫قل‬

‫اخلطاب‪.‬‬
‫ويف اإلصابة(‪ :)653‬قال أبو نعيم‪ :‬مات يف خالفة عمر‪ ،‬مذا قال إبراهيم بن‬
‫املنذر يف الطبقات‪ ،‬ويقال‪ :‬بعد اخلمسني‪ ،‬قال‪ :‬وهو أشبه بالصواب‪ ،‬ففي مسند أبي‬
‫يعلى بسند رجاله تقات(‪ )654‬أنه ملم معاوية يف أمر بيعته ليزيد بكالم قوي؛ ويف‬
‫الطىاني وغريه أنه روى ملعاوية وعمرو بن العاص حديث ((تقتل عماراً الفئة‬
‫الباغية))(‪ ،)655‬واهلل أعلم(‪.)656‬‬

‫(‪ -)651‬السنن الكىى للنسائي (‪ ،)245/4‬رقم (‪ -)7058‬إىل رقم (‪. )7062‬‬


‫(‪ -)652‬االستيعاب (‪ ،)1173/3‬رقم الرتمجة (‪.)1907‬‬
‫(‪ -)653‬اإلصابة (‪ ،)621/4‬رقم الرتمجة (‪.)5814‬‬
‫(‪ -)654‬مسند أبي يعلى املوصلي (‪ ،)121/13‬رقم (‪ ،)7174‬ط‪( :‬دار املأمون للرتا )‪ .‬قال‬
‫اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)252/7‬رواه أبو يعلى‪ ،‬ورجاله رجـال الصـثيح»‪ ،‬وقـال حسـني‬
‫أسد ‪-‬حمقق (مسند أبي يعلى)‪« :-‬رجاله تقات»‪.‬‬
‫(‪ -)655‬قال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)92/7‬رواه أمحد‪ ،‬وأبو يعلـى‪ ،‬والطىانـي‪ ،‬ورجـال‬
‫أمحد رجال الصثيح‪ ،‬غري حممد بن عمرو‪ ،‬وهو تقة»‪.‬‬
‫(‪ -)656‬من اإلصابة‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ233‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪657‬‬
‫[عَمروَبنَالَحَمَق]( )ََ َ‬

‫اخلزاعي؛ هاجر‬ ‫حلمِق (بفتح املهملة‪ ،‬ومسر امليم‪ ،‬فقاف) بن حبي‬


‫عمرو بن ا َ‬
‫بعد احلديبية‪ ،‬ومان ممن دخل الدار على عثمان‪ ،‬تم انضم إىل علي عَلَيهه السَّالم‪،‬‬
‫وشهد معه اجلمل‪ ،‬وصفني‪ ،‬والنهروان‪ ،‬ومان من خلنص أصثابه‪.‬‬
‫قتله عبد الرمحن بن عثمان الثقفي باملوصل‪ ،‬سنة إحدى ومخسني‪ ،‬وبعث برأسه‬
‫إىل معاوية؛ وهو أول رأس أهدي يف اإلسالم(‪.)658‬‬
‫أن أري‬ ‫ومان رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال له‪(( :‬يا عمرو أحت‬
‫لية اجلنة؟)) قال‪ :‬نعم يا رسول اهلل؛ فمرّ علي بن أبي طال ‪ ،‬فقال‪(( :‬هذا وقومه‬
‫لية اجلنة))(‪.)659‬‬

‫(‪ -)657‬انظر‪ :‬االستيعاب (‪ ،)1173/3‬رقم (‪ ،)1909‬واإلصابة (‪ ،)623/4‬رقم (‪،)5822‬‬


‫واخلالصة للخزرجي (‪ ،)354/2‬رقم (‪.)5281‬‬
‫(‪ -)658‬قال ابن حجر يف اإلصابة (‪« :)624/4‬ذمر [ابن السكن] بسند جيِّد إىل أبـي إسـثاق‬
‫س عمرو بـن الْثَمِـقِ‪ ،‬بعـث‬
‫خلزَاعي‪ ،‬قال‪ :‬أول رأس أُهدِي يف اإلسالم رأ ُ‬
‫السبيعي‪ ،‬عن هنيدة ا ُ‬
‫به زياد إىل معاوية»‪.‬‬
‫(‪-)659‬قال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪« :)408/9‬عن عمرو بن احلَمِق‪ ،‬قال‪ :‬بعث رسـول اهلل‬
‫تبعثنا وال لنا زاد وال لنـا طعـام‪ ،‬وال‬ ‫صلى اهلل عليه ولله وسلم سرية‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول اهلل إن‬
‫علم لنا بالطريق! فقال‪(( :‬إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام‪ ،‬ويسقيكم من‬
‫الشراب‪ ،‬ويدلكم على الطريق‪ ،‬وهو من أهل اجلنة))‪ .‬فلما نزل القوم علي جعل يشـري بعضُـهم‬
‫إىل بعض‪ ،‬وينظرون إليَّ‪ .‬فقلت‪ :‬يشري بعضُكم إىل بعض وتنظرون إلي! قالوا‪ :‬أَبشر ببشرى مـن‬
‫نعتَ رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ .‬فأخىوني مبا قال هلم‪،‬‬ ‫اهلل ورسوله‪ ،‬فإنا نعرف في‬
‫ت إىل أهلـي‪،‬‬
‫فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم‪ ،‬وخرجتُ معهم حتى دللتهم على الطريق‪ ،‬تم رجع ُ‬
‫وأوصيتهم بإبلي‪ ،‬تم خرجتُ إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ ،‬فقلتُ‪ :‬مـا الـذي تـدعو‬
‫إليه؟ فقال‪(( :‬أدعو إىل شهادة أن ال إله إالا اهلل‪ ،‬وأني رسول اهلل‪ ،‬وإقام الصـالة‪ ،‬وإيتـاء الزمـاة‪،‬‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ234‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه‪ :‬أبو عامر احلضرمي‪.‬‬


‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[عمروَبنَالعاص]ََ َ‬
‫عمرو بن العاص بن وائل السهمي‪ ،‬أبو حممد؛ مان من رؤوس القاسطني‬
‫الباغني بالنص املتواتر؛ ومان مثري اإلقرار‪ ،‬حبق إمام األبرار‪ ،‬مع ما هو فيه من‬
‫اإلصرار؛ وهو من رواة حديث عمار؛ وتطابق حاله وحال معاوية‪ ،‬فقد مانا يف‬
‫اجلبار‪ ،‬واإلمالء يف هذه الدار‪.‬‬ ‫الغاية من املكر والدهاء واالغرتار‪ ،‬حبلم املل‬
‫* ال خري يف لذّة من بعـدها النـار *‬
‫وحسبه من العار يف الدنيا‪ ،‬واقعته اليت ختلص بها من ذي الفقار‪ ،‬حتى ضُربت‬
‫بها األمثال يف األشعار؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ممــا رَدّهــا يومــاً بســوأته عمــرو‬ ‫وال خــري يف دفــع الــردى مبذلــة‬

‫وحج البيت‪ ،‬وصوم رمضان))‪ .‬فقلت‪ :‬إذا أجبنـا إىل هـذا فـنثن لمنـون علـى أهلنـا ودمائنـا‬
‫وأموالنا؟ قال‪(( :‬نعم))‪ ،‬فأسلمتُ تم رجعتُ [إىل أهلي] فأعلمتُهم بإسالمي‪ ،‬فأَسلم على يـدي‬
‫ت إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ ،‬فبينا أنـا عنـده ذات يـوم‪،‬‬
‫بشرٌ مثري منهم‪ ،‬تم هاجر ُ‬
‫أن أُريَ َ ليةَ اجلنة‪ ،‬تأمـل الطعـام‪ ،‬وتشـرب الشـراب‪ ،‬ومتشـي يف‬ ‫فقال لي‪(( :‬يا عمرو! هل ل‬
‫األسواق؟))‪ .‬قلت‪ :‬بلى بأبي أنت‪ ،‬قال‪(( :‬هذا وقومه))‪ .‬وأشار بيده إىل علـي بـن أبـي طالـ‬
‫لية النار‪ ،‬تأمل الطعام‪ ،‬وتشرب الشراب‪،‬‬ ‫أن أري‬ ‫رضي اهلل عنه‪ .‬وقال لي‪(( :‬يا عمرو هل ل‬
‫ومتشي يف األسواق؟))‪ .‬قلت‪ :‬بلى بأبي أنت‪ ،‬قال‪(( :‬هذا وقومه لية النار))‪ .‬وأشار إىل رجل‪.‬‬
‫فلما وقعت الفتنة ذمرت قول رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ ،‬ففررت مـن ليـة النـار‪ ،‬إىل‬
‫لية اجلنة‪ ،‬ويرى ب أمية قاتلي بعد هذا؟ قلت‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬واهلل إن منـت يف حجـر‬
‫يف جوف حجر الستخرج بنو أمية حتى يقتلوني‪ .‬حدت به حبييب رسـول اهلل صـلى اهلل عليـه‬
‫ولله وسلم إن رأسي أول رأس ىتز يف اإلسـالم‪ ،‬وينقـل مـن بلـد إىل بلـد‪ .‬قـال اهليثمـي‪ :‬رواه‬
‫املسعودي‪ ،‬وهو ضعيف»‪.‬‬ ‫الطىاني يف األوس ‪ ،‬وفيه عبد اهلل بن عبد املل‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ235‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وهلل قول القائل‪:‬‬


‫ِفي االجهِت َهادِ َوَأخهطَـا فِيهـ ِه صَـاحِبُهُ‬ ‫َقالَ الْنَّوَاصِـ ُ قَـده َأخهطَـا مُ َعاوِيَـةٌ‬
‫فِــي النَّــارِ َقاتِــلُ َعمَّــارٍ َوسَــالِبُهُ‬ ‫ي َلنَـا‪:‬‬
‫قُلَْنا‪ :‬مَ َذبهتُمه َفلِـمه قَـالَ النَّبِـ ُّ‬
‫وأربعني عن سبعني سنة‪.‬‬ ‫وفاته مبصر سنة تال‬
‫مل ‪،‬رج له أئمتنا شيئاً يف األحكام؛ إمنا له ذمر عند حممد يف التيمم‪ ،‬وعند اهلادي‬
‫يف قتل حريث موىل معاوية؛ وأخرج له اجلماعة‪.‬‬ ‫يف القنوت‪ ،‬وعند أبي طال‬
‫[عمروَبنَعنبسة]ََ َ‬
‫عمرو بن عِنبسة (بكسر املهملة‪ ،‬وبنون‪ ،‬تم موحدة‪ ،‬مذا فيما نقلناه) والصواب‬
‫أنه ابن عَبَسة (بفتح املهملة‪ ،‬واملوحدة‪ ،‬وحذف النون) ابن عامر بن خلد السُّ َل ِمي‪،‬‬
‫(‪)660‬‬
‫أنه رابع أربعة يف اإلسالم‪ ،‬ومذا عند‬ ‫جيهح‪ ،‬أسلم قدمياً‪ ،‬ويف مسلم‬
‫أبو نُ َ‬
‫النرسي‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬مسلم‪ ،‬واألربعة‪ ،‬وأبو الغنائم النرسي‪.‬‬
‫‪ :‬وحممد بن منصور يف األمالي يف النكا بلفظ‪ :‬عن أبي جنيح السُّ َلميّ قال‪:‬‬ ‫قل‬

‫قال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬من مان له ما يتزوج به فلم يتزوج‬
‫فليس منا)) انتهى ‪.‬‬
‫على ما صَ َّوَبهُ(‪،)664‬‬ ‫(‪)663‬‬
‫واخلالصة‬ ‫(‪)662‬‬
‫واإلصابة‬ ‫(‪)661‬‬
‫وامسه يف االستيعاب‬
‫وبيّض لوفاته يف الطبقات‪.‬‬

‫(‪ )660‬ـ صثيح مسلم برقم (‪( ،)1930‬باب إسالم عَ همرِو بنِ عَبَسَةَ)‪ ،‬ط‪( :‬املكتبة العصرية)‪.‬‬
‫(‪ -)661‬االستيعاب (‪ ،)1192/3‬رقم (‪.)1937‬‬
‫(‪ -)662‬اإلصابة (‪ ،)658/4‬رقم الرتمجة (‪.)5907‬‬
‫(‪ -)663‬اخلالصة للخزرجي (‪ ،)363/2‬رقم (‪.)5336‬‬
‫(‪ -)664‬أي أنَّه ابن عَبَسَة‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ236‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫ويف اإلصابة(‪ :)665‬وأظنه مات يف أواخر خالفة عثمان‪ ،‬فإن مل أر له ذمراً يف‬
‫الفتنة‪...‬إخل‪.‬‬
‫[عمروَبنَعوفَاملزني]ََ َ‬
‫عمرو بن عوف املزني‪ ،‬أبو عبداهلل‪ ،‬قديم اإلسالم‪ ،‬أول مشاهده اخلنـدق‪ ،‬أحـد‬
‫البكائني‪ ،‬الذين عذرهم اهلل يف تبو ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪ ،‬واملسور بن خمرمة‪.‬‬
‫تويف لخر أيام معاوية‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬واملؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪.‬‬
‫[عمروَبنَالفعوَى]ََ َ‬
‫(‪)666‬‬
‫(بفتح الفاء‪ ،‬وسكون املهملة) اخلزاعي‪.‬‬ ‫عمرو بن ال َفعهوَى‬
‫عن هند بنت اجلون(‪.)667‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده عبداهلل‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫[عمروَبنَكعبَاليماني]ََ َ‬
‫اليماني‪ ،‬له حديث يف مسح الرأس‪ ،‬رواه عنه ولدُهُ مُصَرِّف‪،‬‬ ‫عمرو بن مع‬

‫(‪ -)665‬اإلصابة (‪.)661/4‬‬


‫الكمال (‪ ،)188/22‬رقـم الرتمجـة (‪،)4429‬‬ ‫(‪ )666‬ـ مذا يف الطبقات اليت لدي‪ ،‬ويف تهذي‬
‫(‪ ،)74/8‬رقم (‪ ،)5296‬واخلالصة (‪ ،)367/2‬رقم (‪ :)5360‬عمـرو بـن‬ ‫التهذي‬ ‫وتهذي‬
‫الفَ هغ َواء ويقال‪ :‬ابن أبي الفغواء‪.‬‬
‫(ص‪ ،)57/‬رقـم (‪ ،)7‬روايـة عبـد اهلل بـن عمـرو‬ ‫(‪ )667‬ـ الذي يف أمالي اإلمام أبـي طالـ‬
‫اخلزاعي عنها‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ237‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫مذا يف أبي داود(‪ ،)668‬وجزم به يف اخلالصة(‪ ،)669‬وذمره يف التقري (‪.)670‬‬


‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪.‬‬
‫ص ِّرف عن أبيه عن جده(‪.)671‬‬
‫والرواية عن طلثة بن مُ َ‬
‫[عمرانَبنَاحلصني]ََ َ‬
‫عمران بن احلصني أبو نُجَيد (بضم النون‪ ،‬وفتح اجليم) اخلزاعي البصري‪ ،‬أسلم‬
‫عام خيى‪ ،‬وشهد ما بعد ذل ؛ ومان من فضالء الصثابة‪.‬‬
‫‪ :‬وقد نزهه يف شر النهج عن االحنراف(‪ ،)672‬وروي أنه مان ممـن يفضـل‬ ‫قل‬

‫الوصي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وهو الظن به ملكانه يف اإلسالم‪.‬‬

‫(‪ -)668‬سنن أبي داود السجستاني (‪ ،)32/1‬رقم (‪ ،)132‬ط‪( :‬املكتبة العصريَّة)‪.‬‬


‫بن عُمَر‪ ،‬أو ابن عَمهـرٍو‪،‬‬ ‫(‪ -)669‬اخلالصة (‪ ،)463 /2‬رقم (‪ ،)5961‬إالا أنَّه يف ترمجة‪ :‬مع‬
‫قال‪« :‬صثابي‪ ،‬وعنه ابنه مُصَرِّف»‪.‬‬
‫بـن‬ ‫(‪ ،)446/1‬وقال‪« :‬عمرو بن معـ ‪ ،‬يـأتي يف معـ‬ ‫(‪ -)670‬ذمره ابن حجر يف التقري‬
‫عمرو»‪.‬‬
‫بن عمرو بن حُجري اليامي‪،‬‬ ‫بن عمرو (‪ ،)494/2‬رقم (‪« :)5839‬مع‬ ‫تم قال يف ترمجة مع‬
‫صرِّف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو عَمرو بن مع »‪.‬‬
‫صثابي‪ ،‬يقال‪ :‬إنَّه جدُّ طلثة بن مُ َ‬
‫(‪ ،)380/8‬رقم (‪:)5869‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ -)671‬قال ابن حجر يف تهذي‬
‫بـن ذهـل‬ ‫بن حُجري بن معاوية بن سعد ابـن احلـار‬ ‫بن عمرو‪ ،‬ويقال‪ :‬عمرو بن مع‬ ‫« مع‬
‫اليامي‪ ،‬جد طلثة بن مصرف‪ .‬يقال له صثبة‪.‬‬
‫إىل أن قال‪ :‬قلتُ‪ :‬يف احلديث املذمور أنَّه قال‪ :‬رأيت النيبَّ صلى اهلل عليه وللَه وسلم يتوضأ‪.‬‬
‫ج َزمَ ابنُ القطاان بأنَّـه‬
‫فإن مان هو جدَّ طلثةَ ابنِ مُصَرِّف فقد رَجَّح مجاعةٌ أنَّه مع ُ بنُ عمرٍو‪ ،‬و َ‬
‫عَمرو بن مع ‪ .‬وإن مان طلثةُ املذمورُ ليس هو ابن مصرِّف فهو جمهول‪ ،‬وأبوه جمهول‪ ،‬وجَـدُّهُ‬
‫ال يثبت له صثبة؛ ألنَّه ال يُعرف إلنا يف هذا احلديث»‪.‬‬
‫(‪ -)672‬شر نهج البالغة‪.)132 /17( ،)77 /4( :‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ238‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال(‪ :)673‬ومان جماب الدعوة‪ ،‬مات بالبصرة‪ ،‬سنة اتنتني ومخسني‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة‪ ،‬إال اجلرجاني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو رجاء العُ َطارِدي‪ ،‬وعبداهلل بن بريدة‪ ،‬وأبو نضرة‪ ،‬واحلسن البصري‪.‬‬
‫[عوفَبنَمالك]ََ َ‬
‫عوف بن مال ‪ ،‬أبو حممد األشجعي الغطفاني‪ ،‬أول مشاهده الفتح‪ ،‬ومان‬
‫حامل راية قومه‪.‬‬
‫وسبعني يف األصح‪.‬‬ ‫تويف بدمشق‪ ،‬سنة تال‬
‫أخرج له‪ :‬اجلماعة‪.‬‬
‫[عياشَبنَأبيَربيعةَاملخزومي]ََ َ‬
‫عياش‪( :‬بتثتية مثناة‪ ،‬تم معجمة) ابن أبي ربيعة املخزومي؛ أسلم قدمياً‪ ،‬وهاجر‬
‫إىل احلبشة‪ ،‬تم هاجر إىل املدينة‪.‬‬
‫قُتل يوم الريمو ‪ ،‬أو اليمامة‪ ،‬سنة مخس عشرة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[عَيَاضََبنَحَمَار]ََ َ‬
‫عياض بن محار(‪( )674‬بكسر املهملة األوىل) بن أبي محار بن ناجية بن ِعقَـال بـن‬
‫عرفجة بن ناجية بن سفيان ‪ -‬ويف جامع األصول(‪ :)675‬ابـن عقـال أبـو حممـد بـن‬
‫بن حنظلـة‪ ،‬ورفـع نسـبه إىل‬ ‫سفيان‪ ،‬واتفقا ‪ -‬بن دارم‪ ،‬زاد املرشد باهلل‪ :‬ابن مال‬
‫مضر بن نزار‪.‬‬

‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )673‬ـ السيد اإلمام صاح‬


‫(‪ )674‬ـ يف الطبقات‪ :‬عياش بن محار‪ ،‬والصواب ما ذمـره يف اإلصـابة واخلالصـة‪ :‬عيـاض بـن‬
‫محار بن أبي محار‪.‬‬
‫(‪ )675‬ـ جامع األصول (‪.)622/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ239‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال‪ :‬من سام البصرة‪ ،‬قال يف اجلامع‪ :‬اجملاشعي التميمي‪.‬‬


‫قال املرشد باهلل‪ :‬وقد قيل يف نسبه غري ذل ‪.‬‬
‫قال يف اجلامع‪ :‬مان صديقاً لرسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام قـدمياً‪ ،‬قـال‬
‫املرشد باهلل‪ :‬له عن رسول اهلل مخسة أحاديث‪.‬‬
‫عنه‪ :‬مطرف بن عبداهلل‪ ،‬وأخوه يزيد‪ ،‬واحلسن البصري‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬ومسلم ‪.‬‬
‫هو راوي اخلى الدال على العدل الراد على اجلىية‪ ،‬الـذي مـرره اإلمـام‬ ‫قل ‪:‬‬

‫املرشد باهلل عَلَيهه السَّالم يف أماليه(‪ )676‬لخر احلديث اخلامس يف فضل الـنيب صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫(فصلَالغنيَاملعجمة)ََََ َ‬
‫ِّ‬
‫[غيالنَبنَمعتب]ََ َ‬
‫بن‬ ‫(بامليم‪ ،‬والعني مهملة‪ ،‬ومسر املثناة املشددة) أبو مال‬ ‫معت‬
‫غيالن بن ِّ‬
‫مع ‪.‬‬
‫‪ :‬مــذا يف الطبقــات‪ ،‬والــذي يف االســتيعاب(‪ )677‬واإلصــابة(‪ )678‬وجــامع‬ ‫قل ة‬

‫األصول(‪ :)679‬غيالن بن سـلمة‪ ،‬تم قال يف اجلامع‪ :‬بن مغيث (بضم املـيم‪ ،‬ومسـر‬

‫ن دِيهـنِهِمه‪،‬‬
‫ن فَاجهتَالَتههُمه عَ ه‬
‫(‪ )676‬ـ إذ فيه‪(( :‬إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ مُلاهَمه‪ ،‬وَإنَّهَا أَتَتههُم الشَّيَاطِيه ُ‬
‫َـزله بِـهِ سُـلْطَانًا))‪ ،‬إخل‪ .‬انظـر‬
‫شرِمُوا بِي مَا لَـمه أُن ِّ‬
‫وَحَرَّمَته عَلَيههِمه مَا أَحهلَلْتُ لَهُمه‪ ،‬وَأَ َمرَتههُمه أَنه يُ ه‬
‫األمالي اخلميسية لإلمام املرشد باهلل عليه السالم (‪.)131-132/1‬‬
‫(‪ -)677‬االستيعاب (‪ ،)1256/3‬رقم (‪.)2066‬‬
‫(‪ -)678‬اإلصابة (‪ ،)330/5‬رقم (‪.)6929‬‬
‫(‪ )679‬ـ جامع األصول (‪.)760/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ240‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫الغني املعجمة‪ ،‬وسكون الياء‪ ،‬وبالثاء املثلثة) ويف اإلصابة ضـبطه باملهملـة‪ ،‬واملثنـاة‬
‫الفوقية(‪.)680‬‬
‫قال يف الطبقات‪ :‬أسلم بعد فتح الطائف‪ ،‬وأسلم معه نساؤه‪ ،‬ومن عشراً‪ ،‬فقـال‬
‫له النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬اخرت منهن أربعاً))‪.‬‬
‫وهو معدود من الشعراء‪ ،‬وأحد أشراف تقيف‪ ،‬وفد على مسرى‪ ،‬وله قصة‪.‬‬
‫تويف لخر خالفة عمر‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وعنه‪ :‬سامل عن أبيه‪.‬‬
‫‪ :‬ومن قصته أنه وفد على مسـرى‪ ،‬فقـال لـه ذات يـوم‪ :‬أي أوالد أحـ‬ ‫قل‬

‫إلي ؟‬
‫يف‬ ‫حتى يؤوب‪ ،‬ذمر ذل‬ ‫قال‪ :‬الصغري حتى يكى‪ ،‬واملريض حتى يىأ‪ ،‬والغائ‬
‫االستيعاب(‪.)681‬‬
‫(فصلَالفاء)َََ َ‬
‫[فارضَالنهدي]ََ َ‬
‫فارض النهدي‪ ،‬شهد هوازن مشرماً‪ ،‬تم أسلم‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده املنتجع‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أخرج له‪ :‬أبو طال‬
‫[فَضَالَةََبنَعبَيَد]ََ َ‬
‫فضالة (بفتح أوله) بن عبيد ‪ -‬مصغراً ‪ -‬أبو حممد األنصاري‪ ،‬سكن دمشق‬
‫وولي قضاءها ملعاوية‪.‬‬

‫(‪ )680‬ـ أي معت ‪.‬‬


‫(‪ -)681‬االستيعاب (‪ ،)1256/3‬وانظر أيضًا يف اإلصابة (‪.)330/5‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ241‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫‪ -‬ومخسني‪.‬‬ ‫تويف سنة مثان ‪ -‬أو تال‬


‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واجلرجاني‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[الفضلَبنَالعباس]ََ َ‬
‫الفضل بن العباس بن عبد املطل ‪ ،‬ابن عم رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام أمى ولد العباس‪ ،‬وبه يكنى؛ شهد الفتح وما بعدها‪ ،‬وتبت يف حنني‪ ،‬وأردفه‬
‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف حجة الوداع من مزدلفة إىل منى؛ ومان مجيالً‪.‬‬
‫دخل الشام للجهاد‪ ،‬وبه تويف يف طاعون عَمواس سنة مثان عشرة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أخواه‪ :‬عبداهلل‪ ،‬وقثم‪ ،‬وجابر بن عبداهلل‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫(فصلَالقاف)َََ َ‬
‫[قَبَيَصَةََبنَاملَخَارَق]ََ َ‬
‫قبيصة (بفتح القاف‪ ،‬فموحدة مكسورة‪ ،‬فمثناة حتتية‪ ،‬فمهملة‪ ،‬فهاء) ابن‬
‫املخارق بن عبداهلل بن شداد العامري اهلاللي‪ ،‬له ستة أحاديث‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو ِقالبَة(‪ ،)682‬وأبو عثمان النَّهه ِدي(‪ ،)683‬ومَِنانَةُ بنُ نُ َعيهم(‪.)684‬‬

‫(‪ ،)289/1‬رقم (‪ ،)3421‬أنّه عبد اهلل بن زيد بـن عَمـرو‬ ‫(‪ )682‬ـ أفاد ابن حجر يف التقري‬
‫أو عامر اجلَ هر ِمي أبو قِ َلابَ َة البصري‪ ،‬مات بالشام هاربًا من القضاء سنة أربع ومائة‪ ،‬وقيـل بعـدها‬
‫روى له اجلماعة‪.‬‬
‫(‪ )683‬ـ «عبد الرمحن بن ملّ ‪-‬بالم تقيلـة واملـيم مثلثـة‪ -‬أبـو عثمـان النَّههـدي ‪-‬بفـتح النـون‪،‬‬
‫وسكون اهلاء‪ -‬مشهور بكنيته‪ ،‬خمضرم من مبار الثانية‪ ،‬تقة تبت عابد مات سنة مخـس وتسـعني‪،‬‬
‫وقيل بعدها‪ ،‬وعاش مائة وتالتني سـنة‪ ،‬وقيـل أمثـر‪ .‬روى لـه اجلماعـة»‪ .‬انتهـى مـن التقريـ‬
‫(‪ ،)350/1‬رقم (‪.)4132‬‬
‫(‪ )684‬ـ « ِمَنانَ ُة بنُ ُن َع هيم العدوي أبو بكر البصري‪ ،‬روى عن قَبيصة بن املخارق اهلاللي‪ ،‬وأبـي‬
‫برزة األسلمي‪ .‬روى عنه‪ :‬تابت البَُناني‪ ،‬وعدي بن تابت‪ .‬ذمره ابن سعد يف الطبقـة الثانيـة مـن‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ242‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬


‫[قتادةَبنَمَلحان]ََ َ‬
‫قتادة بن ملثان (بكسر امليم‪ ،‬وسكون الالم‪ ،‬فمهملة) القيسي‪.‬‬
‫خري‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبد املل ‪ ،‬ويزيد بن الشِّ ِّ‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫يف التقري (‪ :)685‬له حديث يف أيام البيض‪.‬‬
‫[قتادةَأوَأبوَقتادة]ََ َ‬
‫قتادة‪ ،‬عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪ ،‬مذا وقع يف بعض نسخ التجريد‪ ،‬والصواب‪ :‬أبو قتادة‪،‬‬
‫مما جييء يف الكنى إن شاء اهلل‪.‬‬
‫[قَدَامَةََبنَمَظَعَونَالَجَمَحَيَ]ََ َ‬
‫ي‪ ،‬هاجر إىل احلبشة‪ ،‬وشهد بدراً وسائر املشاهد‪،‬‬
‫ث ُّ‬
‫قُ َدامَةُ بن مَظْعُون الْجُ َم ِ‬
‫واستعمله عمر على البثرين‪ ،‬وبها شرب اخلمر‪.‬‬
‫‪ :‬أخرج قصته يف شربها اهلادي إىل احلق عَلَيهه السَّالم(‪.)686‬‬ ‫قل‬

‫تويف سنة ست وتالتني؛ مظعون (بظاء معجمة سامنة‪ ،‬وضم عني مهملة)‪.‬‬
‫[قيسَبنَسعدَبنَعبادة]ََ َ‬
‫شرطة النيب‬ ‫قيس بن سعد بن عبادة بن دَُليهم‪ ،‬أبو عبداهلل اخلزرجي‪ ،‬صاح‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مان من ذوي الرأي والدهاء والتقدم‪.‬‬
‫تويف سنة ستني‪.‬‬

‫الكمــال‬ ‫أهــل البصــرة‪ .‬روى لــه مســلم‪ ،‬وأبــو داود‪ ،‬والنســائي»‪ .‬اهـــ بتصــرف مــن تهــذي‬
‫(‪ ،)227/24‬رقم (‪.)4999‬‬
‫(‪ ،)485/2‬رقم (‪.)5708‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )685‬ـ تقري‬
‫(‪ .-)686‬األحكام (‪.)265/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ243‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫خرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وبيض لآلخذين عنه‪ ،‬وبقية ترمجته‪.‬‬
‫وهو من أعيان فضالء الصثابة‪ ،‬وخلنص أتباع الوصي‪ ،‬وسـائر أهـل البيـت ‪-‬‬
‫صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيههم ‪-‬؛ شهد مشاهد أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم ملها‪ ،‬ولـه املقامـات‬
‫املشهورة املشكورة‪.‬‬
‫[قيسَبنَعاصم]ََ َ‬
‫ي‪ ،‬وفد على النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫قيس بن عاصم بن سنان التميمي الْ ِمنه َقرِ ُّ‬
‫ال جواداً مرمياً شريفاً؛ وقال النيب‬
‫وسَلام سنة تسع يف مجاعة من ب متيم‪ ،‬ومان عاق ً‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬هذا سَِّيد أَههلِ الوََبر))‪ ،‬حَ َّرم اخلمر يف اجلاهلية ووأد‬
‫البنات‪.‬‬
‫عنه‪ :‬األحنف بن قيس‪ ،‬واحلسن‪ ،‬وخليفة بن حصني‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫أخرج له األربعةُ إالن ابنَ ماجه‪ ،‬والشريفُ السَّيه َل ِق ُّ‬
‫(فصلَالكاف)َََ َ‬
‫[كَثَيَرَبنَالسائب]ََ َ‬
‫َمِثيهر بن السائ ‪ ،‬عنه‪ :‬عُ َمارَةُ بن خزمية بن تابت‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل عَلَيهه السَّالم‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫قال يف التقري (‪ :)687‬وهم من جعله صثابياً‪ ،‬وعداده يف التابعني‪ ،‬وهو مقبول‪،‬‬
‫من الرابعة‪.‬‬
‫[كعبَبنَعجرة]ََ َ‬
‫بن ُعجهرة‪ ،‬أبـو حممـد القضـاعي البلـوي‪ ،‬األنصـاري حلفـاً؛ شـهد بيعـة‬ ‫مع‬
‫الرضوان‪ ،‬وفيه نزل‪{ :‬فَمَنه مَانَ مِنهكُمه مَرِيضًا}‪...‬الية [البقرة‪.]196:‬‬
‫تويف سنة اتنتني ومخسني‪.‬‬

‫(‪ ،)491/2‬رقم (‪.)5802‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )687‬ـ تقري‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ244‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه‪ :‬الشعيب‪ ،‬وابن سريين‪ ،‬وابن أبي ليلى‪ ،‬وغريهم‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬أئمتَُنا اخلمسةُ إالن اجلرجانيَّ‪ ،‬واجلماع ُة‪.‬‬
‫‪ :‬وعُجهــرة (بضــم العــني املهملــة‪ ،‬وســكون اجلــيم) أفــاده يف جــامع‬ ‫قلةة‬

‫األصول(‪.)688‬‬
‫[كعبَبنَعمروَبنَعباد]ََ َ‬
‫بن عمرو بن عباد األنصاري السَّلَمي ‪ -‬بالفتح ‪ -‬أبو اليَسَر ‪ -‬بفتح‬ ‫مع‬
‫التثتانية ‪ -‬عقيب‪ ،‬بدري‪ ،‬جليل؛ له أحاديث‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عمار‪ ،‬وموسى بن طلثة‪ ،‬وخلف بن خليفة‪.‬‬
‫مات سنة مخس ومخسني ‪.‬‬
‫‪ :‬شهد صفني مع أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪.‬‬ ‫قل‬

‫[كعبَبنَمالكَبنَعمر]ََ َ‬
‫بن عمر‪ ،‬أبو عبداهلل اخلزرجي السَّلَمي ‪ -‬بفتح السني والالم ‪-‬‬ ‫بن مال‬ ‫مع‬
‫شهد العقبة واملشاهد ملها إال بدراً وتبو ؛ وهو أحد الثالتة الذين تاب اهلل عليهم‪.‬‬
‫عنه‪ :‬بنوه‪ :‬عبداهلل‪ ،‬وعبد الرمحن‪ ،‬وعبد املل ‪.‬‬
‫تويف باملدينة سنة مخسني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬وهو أحد شعراء رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام اجمليدين‪.‬‬ ‫قل‬

‫[كعبَبنَمرة]ََ َ‬
‫‪ -‬الَبههزِي‪ ،‬نزل األردن‪.‬‬ ‫بن مرة ‪ -‬ويقال‪ :‬مرّة بن مع‬ ‫مع‬
‫عنه‪ :‬جبري بن نُ َفري‪ ،‬وأبو األشعث الصنعاني‪ ،‬وسامل بن أبي اجلعد‪ ،‬وعدة‪.‬‬

‫(‪ )688‬ـ جامع األصول (‪.)813/12‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ245‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تويف سنة سبع ‪ -‬أو تسع ‪ -‬ومخسني‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫(فصلَالالم)َََ َ‬
‫[لَبَيَدَبنَربيعة]ََ َ‬
‫أبو عقيل‪ ،‬أحد شعراء اجلاهلية واملخضرمني‪ ،‬من‬ ‫لبيد بن ربيعة بن مال‬
‫املعمرين؛ هاجر وحسن إسالمه؛ نزل الكوفة‪ ،‬وبها مات لخر أيام معاوية؛ عُمِّر يف‬
‫اجلاهلية سبعني‪ ،‬ويف اإلسالم مخساً ومخسني‪ ،‬له ذمر يف أمالي أبي طال ‪.‬‬
‫[لَقَيَطََبنَعامرَبنَصَبَرَة]َ َ‬
‫لقي بن عامر بن صَِب َرة (مبوحدة بني مهملتني مفتوحتني) أبو رَزِيهن العُ َقيهلي‪،‬‬
‫صثابي مشهور (‪.)689‬‬
‫عنه‪ :‬ولده عاصم‪ ،‬وإمساعيل بن مسيع‪.‬‬
‫عداده من أهل الطائف‪ ،‬أو ممن سكن مبكة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واألربعة(‪.)690‬‬
‫(فصلَامليم)َََ َ‬
‫[مَاَعَزَبنَمالكَالسلمي]ََ َ‬
‫األسلمي‪.‬‬ ‫َماْ ِعز بن مال‬
‫قال يف جامع األصول(‪ :)691‬معدود يف املدنيني‪ ،‬وهو الذي رمجه النيب صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬

‫البــن حجــر‬ ‫التهــذي‬ ‫(‪ )689‬ـ انظــر ترمجتــه يف جــامع األصــول (‪ ،)829/12‬ويف تهــذي‬
‫(‪ ،)398/8‬رقم (‪ ،)5906‬واخلالف يف نسبه‪.‬‬
‫(‪ )690‬ـ من العامة‪.‬‬
‫(‪ )691‬ـ جامع األصول (‪.)835/12‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ246‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫روى عنه‪ :‬ابنه عبداهلل بن ماعز حديثاً واحداً‪.‬‬


‫وماعز بكسر العني املهملة وبالزاي‪.‬‬
‫ويف رواية زيد بن علي‪ :‬إن الرجم ليطهر ذنوبه ويكفرها مما يطهر أحدمم توبـه‬
‫من دنسه‪ ،‬قال‪ :‬تم صلى عليه‪.‬‬
‫ويف رواية اهلادي إىل احلق(‪ :)692‬فأمر النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام بالصـالة‬
‫عليه‪ ،‬وقال‪(( :‬إنه يف أنهار اجلنة يتغمص))‪ ،‬ويف رواية زيد‪(( :‬يتخضخض فيها))‪.‬‬
‫أخرج حديثه اإلمامان‪ :‬زيد بن علي واهلادي إىل احلق‪ ،‬وحممد بن منصور‪.‬‬
‫[مالكَبنَاحلويرثَالليثي]ََ َ‬
‫الليثي‪ ،‬أبو سليمان‪ ،‬له مخسة عشر حديثاً‪.‬‬ ‫بن احلوير‬ ‫مال‬
‫عنه‪ :‬نصر بن عاصم‪ ،‬وأبو قالبة‪ ،‬وولده احلسن بن مال ‪.‬‬
‫مات بالبصرة سنة أربع وتسعني‪.‬‬
‫[مالكَبنَربيعة]ََ َ‬
‫سيد (بضم اهلمزة) األنصاري البدري‪ ،‬من جلة الصثابة‪.‬‬
‫بن ربيعة أبو أُ َ‬ ‫مال‬
‫تويف باملدينة‪ ،‬سنة تالتني‪ ،‬وقيل‪ :‬ستني‪ ،‬لخر البدريني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابناه‪ :‬محزة وزبري‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واألربعة ‪.‬‬
‫[مَحَجَنَبنَأبيَمَحَجَن]ََ َ‬
‫جن‬
‫جنُ (بكسر أوله‪ ،‬وسكون احلاء املهملة‪ ،‬وفتح اجليم‪ ،‬فنون) بن أبي مِثه َ‬
‫ِمثه َ‬
‫الدِّيه ِلي (بكسر الدال املهملة‪ ،‬وسكون التثتية)‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه حمجن‪.‬‬

‫(‪ -)692‬األحكام (‪.)225/2‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ247‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫يف مَنه صلى تم حضر مجاعة؛ لـيس لـه غـريه؛ وحممـد بـن‬ ‫أخرج له‪ :‬أبو طال‬
‫منصور‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[حممدَبنَعبداهللَبنَجحش]ََ َ‬
‫حممد بن عبداهلل بن جثف األسدي‪.‬‬
‫وعائشة‪.‬‬ ‫عن عمته أم املؤمنني زين‬
‫وعنه‪ :‬أبو مبري مواله‪ ،‬وابنه إبراهيم؛ هاجر اهلجرتني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[حممدَبنَمسلمة]ََ َ‬
‫حممد بن مسلمة‪ ،‬أبو عبداهلل األوسي‪ ،‬شهد بدراً وما بعدها؛ تم مل ينصر احلق‪،‬‬
‫أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم؛ ذمر حنو هذا اإلمام الناصر للثق‬ ‫مع ترجيثه جان‬
‫فيما رواه أبو طال (‪.)693‬‬
‫وأربعني‪.‬‬ ‫تويف باملدينة سنة تال‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة‪ :‬األخوان‪ ،‬وحممد‪.‬‬
‫[حممودَبنَلبيد]ََ َ‬
‫حممود بن لبيد بن عقبة األنصاري‪ ،‬أبو نعيم‪ ،‬اختلف يف صثبته‪.‬‬
‫عن عبداهلل بن أَُنيهس‪ ،‬وعنه‪ :‬عاصم بن حممد وقتادة‪ ،‬وقـاال‪ :‬مـان مـن الفقهـاء‬
‫الثقات‪.‬‬
‫تويف سنة ست وتسعني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل يف األمالي‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة ‪.‬‬
‫[مَخَرَفَةَالعبدي]ََ َ‬
‫خمرفة (بفتح أوله‪ ،‬وسكون اخلاء معجمة‪ ،‬وفتح الراء مهملة‪ ،‬تم فاء‪ ،‬وهاء)‬

‫(‪ -)693‬األمالي (ص‪ ،)196/‬رقم (‪( ،)136‬الباب الثامن)‪.‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ248‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫العبدي‪ ،‬وقيل‪ :‬امسه خمارق (بضم امليم وباملعجمة‪ ،‬ولخره قاف) ابن سليم؛ أبو‬
‫قابوس‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده‪ ،‬وسِ َما بن حرب‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬النسائي‪ ،‬وحممد بن منصور‪.‬‬
‫[مزيدةَبنَجابر]ََ َ‬
‫مزيدة (بفتح امليم‪ ،‬وسكون الزاي‪ ،‬وفتح الياء املثناة من حتت) بن جابر العبدي‬
‫(بفتح العني‪ ،‬واملوحدة) عن علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬حفيده هوذة بن عبداهلل بن مزيدة‪ ،‬وابن أبي ليلى‪.‬‬
‫ذمـــره يف اجل ا مع(‪،)694‬ملواخلالصااة(‪،)695‬ملواالك ا (‪،)696‬ملوا ا املاال ا يملامل‬
‫اال ني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬حممد يف األمالي‪ ،‬والبخاري يف التاريخ‪.‬‬
‫[املَسَتَوَرَدََبنَسَنَان]ََ َ‬
‫املستورد (بضم أوله‪ ،‬وإسكان املهملة‪ ،‬وفتح املثناة فوقية‪ ،‬وسكون الواو‪ ،‬ومسر‬
‫املهملة‪ ،‬فدال مهملة) بن سنان (مبهملة‪ ،‬ونونني‪ ،‬بينهما ألف)‪.‬‬
‫عنه قيس بن أبي حازم‪ ،‬ويونس بن عمرو املغافري‪.‬‬
‫هكذا وقع يف شر التجريد‪ ،‬والصواب بن شداد التي‪.‬‬
‫َّ‬
‫[املَسَتَوَرَدََبنَشَ َداد]َ َ‬
‫املستورد ‪ -‬ماألول ‪ -‬بن شدَّاد (مبعجمة‪ ،‬ودالني مهملتني‪ ،‬بينهما ألف) ابن‬
‫ي احلجازي؛ نزل الكوفة‪ ،‬تم سكن مصر‪.‬‬
‫عمر الفِههرِ ّ‬

‫(‪ )694‬ـ جامع األصول (‪.)848/12‬‬


‫(‪ -)695‬اخلالصة (‪ ،)158/3‬رقم (‪.)7387‬‬
‫(‪ -)696‬الكاشف للذهيب (‪ ،)331/2‬رقم (‪.)5377‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ249‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫عنه‪ :‬قيس [بن أبي حازم]‪ ،‬وأبو عبد الرمحن احلُبُليُّ(‪.)697‬‬


‫تويف باإلسكندرية‪ ،‬سنة مخس وأربعني ‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل على الصواب‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫[مَسَلَمَةََبنَمخ َلد]َ َ‬
‫َمسه َل َمة بن مُخَ لد (بضم امليم‪ ،‬وفتح خاء معجمة‪ ،‬وشدّة الم) األنصاري‪ ،‬ولد‬
‫مقدم النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام املدينة‪ ،‬قال يف الكاشف(‪ :)698‬صثابي‪.‬‬
‫ي بنُ َرَبا ‪ ،‬وجماهد‪ ،‬وأبو أيوب(‪.)699‬‬
‫عنه‪ :‬عُ َل ُّ‬
‫ولي مصر وإفريقية سنة اتنتني وستني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫[املسورَبنَخمرمة]ََ َ‬
‫املسور (بضم أوله‪ ،‬وفتح املهملة‪ ،‬ومسر الواو املشددة‪ ،‬ولخره مهملة ‪ -‬مذا‬
‫السماع‪ ،‬وعند البخاري ‪ -‬وقيل‪ :‬بكسر امليم وسكون املهملة‪ ،‬وفتح الواو خمففاً)‬
‫بن خمرمة بن نوفل القرشي الزهري‪ ،‬أبو عبد الرمحن‪ ،‬ولد مبكة بعد اهلجرة بسنتني‪.‬‬
‫قتل يف حصار ابن الزبري‪ ،‬أصابه حجر املنجنيق سنة أربع وستني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عروة والزهري‪ ،‬وولده عبداهلل‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫(‪ )697‬ـ عبد اهلل بن يزيد املعافري‪ ،‬أبو عبد الرمحن احلُُبلي املصري‪ ،‬روى عـن جـابر بـن عبـد‬
‫اهلل‪ ،‬وعبد اهلل بن عمر بن اخلطاب‪ ،‬وعبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬واملستورد بن شـداد‪ ،‬وأبـي‬
‫أيوب األنصاري‪ ،‬وأبي ذر الغفاري‪ ،‬وأبي سعيد اخلدري‪ ،‬روى له البخاري يف األدب‪ ،‬ومسـلم‪،‬‬
‫الكمال (‪ ،)316/16‬رقم (‪.)3663‬‬ ‫واألربعة‪ .‬انتهى بتصرف من تهذي‬
‫(‪ -)698‬الكاشف (‪ ،)343/2‬رقم (‪.)5446‬‬
‫(‪ )699‬ـ انظر سري أعالم النبالء (‪ ،)424/3‬ط‪( :‬مؤسسة الرسالة)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ250‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وقد عده بعضهم يف مبغضي أمري املؤمنني ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه ‪-‬؛ وقد حقق‬
‫اإلمام شرف الدين عَلَيهه السَّالم وغريه من علمائنا‪ ،‬وذمر الذهيب يف النبالء‬ ‫ذل‬
‫شيئاً مما يقد يف دينه(‪)700‬؛ وقد عدّ اإلمام شرف الدين حديثه يف استئذان ب‬
‫املغرية للوصي من موضوعاته‪.‬‬

‫[املطلبَبنَأبيَوَدَاعة]ََ َ‬
‫بن أبي وَداعة (بفتح الواو‪ ،‬وختفيف الدال املهملة) فدى أبـاه يـوم بـدر‬ ‫املطل‬
‫بأربعة لالف درهم‪ ،‬وهي أمثر ما فودي به‪.‬‬
‫من مسلمة الفتح هو وأبوه‪.‬‬
‫عن حفصة ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬بنوه‪ :‬مثري‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وعبد الرمحن بن احلار ‪ ،‬وعكرمة بن احلـار ‪ ،‬نـزل‬
‫املدينة‪ ،‬وبها تويف‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[معاذَبنَأنس]ََ َ‬
‫معاذ بن أنس اجله ‪ ،‬نزل البصرة‪ ،‬له تالتون حديثاً‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه سهل‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واألربعة‪ ،‬إال النسائي‪.‬‬
‫[معاذَبنَجبل]ََ َ‬
‫معاذ بن جبل بن عمرو اخلزرجي السلمي أبو عبد الرمحن؛ مان من أعيان‬

‫(‪ )700‬ـ سري أعالم النبالء (‪ ،)391/3‬ط‪( :‬الرسالة)‪ ،‬ومنهـا‪« :‬قـال الـزبري بـن بكـار‪ :‬مانـت‬
‫اخلوارج تغشاه‪ ،‬وينتثلونه»‪ .‬ومنها ‪-‬بعد حماورة دارت بينـه وبـني معاويـة‪« -‬قـال عـروة‪ :‬فلـم‬
‫أَمسع املسورَ ذَ َمرَ معاوية إلاا صَلاى عليه»‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ251‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫الصثابـة يف العلم والفتوى‪ ،‬واحلفظ للقرلن؛ أسلم وله مثان عشرة سنة‪ ،‬شهد‬
‫العقبة األخرية‪ ،‬وبدراً‪ ،‬وما بعدها؛ وبعثه النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم إىل اليمن‬
‫يعلنم القرلن واألحكام‪ ،‬ومان يزوره يف األسفار‪ ،‬وأخذ بيده‪ ،‬فقال‪(( :‬يا معاذ واهلل‬
‫إني ألحب ))‪ ،‬ومان أمة حنيفاً قانتاً‪.‬‬
‫تويف يف طاعون عَمواس باألردن‪ ،‬سنة مثان عشرة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو الطفيل‪ ،‬وأبو إدريس‪ ،‬وعبد الرمحن بن غَنهم‪ ،‬ومسروق‪ ،‬ومثري بن مُ َّرة‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬وأبو الغنائم النرسي‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب ما لفظه(‪ :)701‬أصـاب النـاس طـاعون يف اجلابيـة‪ ،‬فقـام‬ ‫قلة‬

‫عمرو بن العاص‪ ،‬فقال‪ :‬تفرقوا عنه‪ ،‬فإمنا هو مبنزلة نار‪ ،‬فقام معاذ بن جبل فقـال‪:‬‬
‫لقد منت فينا وألنت أضل من محار أهل ؛ مسعتُ رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام يقول‪(( :‬هو رمحة هلذه األمة؛ اللهم فاذمر معاذاً ولل معـاذ فيمـا تـذمره مـن‬
‫هذه الرمحة))‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وال صثة ملا يذمر عنه من األقاصيص عند جميئه من اليمن إىل املدينة بعـد وفـاة‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ‪.‬‬
‫[معاويةَبنَحَديج]ََ َ‬
‫معاوية بن حُدَيج (بضم املهملة‪ ،‬وفتح الثانية‪ ،‬ولخره جيم‪ ،‬مصغراً) الكندي؛‬
‫شهد فتح مصر‪.‬‬
‫مع الفئة الباغية‪ ،‬فهو من القاسطني؛ قال احلسن بن علي عَلَ هيهَمـا السَّـالم‬ ‫قل ‪:‬‬

‫ملعاويـة بن حـديج‪ :‬يا معاوية‪ ،‬إيا وبغضنا‪ ،‬فإن النيب صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‬

‫(‪ -)701‬االستيعاب (‪ ،)1406/3‬رقم الرتمجة (‪.)2416‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ252‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال‪(( :‬ال يبغضنا وال ىسدنا أحد إال وُقِذَ يوم القيامة بسـياط مـن نـار))‪ ،‬أخرجـه‬
‫الكنجي(‪ ،)702‬وقال‪ :‬أخرجه الطىاني يف معجمه الكبري(‪.)703‬‬
‫وأخرج(‪ )704‬أيضاً عن احلسن أنه قال ملعاوية بـن حـديج‪ ،‬ملـا سـ ّ عليـاً‪ :‬لـئن‬
‫وردت عليه احلـوض وال أرا تـرده‪ ،‬لتجدنـه حاسـرًا عـن ذراعيـه يـذود الكفـار‬
‫واملنافقني عن حوض رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مما تُذاد غريبة اإلبـل؛‬
‫قول الصادق‪...‬إخل‪.‬‬
‫رواه إبراهيم بن سعد بن هالل الثقفـي‪ ،‬يف متـاب الغـارات(‪ ،)705‬بإسـناده إىل‬
‫داود بن أبي عوف(‪ ،)706‬قال‪ :‬دخل معاوية بن حديج على احلسن‪ ،‬فقال لـه‪ :‬أنـت‬
‫الساب علياً؛ وذمر احلديث؛ ذمر هذا يف شر النهج(‪.)707‬‬

‫للكنجي (ص‪( ،)117/‬الباب العشرون)‪.‬‬ ‫(‪ )702‬ـ املناق‬


‫(‪ -)703‬املعجم الكبري (‪ ،)82/3‬رقم (‪ ،)2726‬ط‪( :‬مكتبة ابن تيمية)‪.‬‬
‫للكنجي (ص‪ ،)89-88/‬املعجم الكبري (‪ ،)82-83/3‬رقم (‪.)2727‬‬ ‫(‪ )704‬ـ املناق‬
‫(‪ -)705‬الغارات للثقفي (ص‪ ،)188/‬ط‪( :‬دار األضواء)‪.‬‬
‫(‪-)706‬داود بن أبي عوف‪ ،‬وامسه سويد التميمي الىمجي موالهم‪ ،‬أبو اجلَثَّاف الكويفُّ‪.‬‬
‫روى عن‪ :‬إبراهيم بن عبد الرمحن بن صبيح موىل أم سلمة زوج النيب صلى اهلل عليه ولله سـلم‪،‬‬
‫وجُمَيع بن عُمَري التيمي‪ .‬روى عنه‪ :‬إسرائيل بن يونس‪ ،‬وتَلِ هيدُ بن سليمان‪ ،‬وأبو اجلارود زياد بن‬
‫املنذر‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪ ،‬وشري ‪ ،‬وعلـي بـن عـابس‪ ،‬وعلـي بـن هاشـم بـن‬
‫الىيد‪ .‬مان سفيان يوتقه ويعظمه‪ .‬وقال علي بن حممد الطنافسي حدتنا وميـع عـن سـفيان عـن‬
‫أبي اجلثاف ومان مرضيًّا‪.‬‬
‫وقال احلميدي عن سفيان بن عيينة حدتنا أبو اجلثاف ومان من الشيعة‪ ،‬وقال عبد اهلل بن أمحـد‬
‫بن حنبل عن أبيه‪ ،‬وأمحد بن سعد بن أبي مريم عن ىيى بن معني‪ :‬تقة‪ .‬وقال أبو حـامت‪ :‬صـاحل‬
‫احلديث‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬ليس به بأس‪ ،‬وقال أبو أمحد ابن عدي‪ :‬له أحاديث‪ ،‬وهو من غالية أهل‬
‫=‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ253‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وقال‪ :‬رواه قيس بن الربيع‪ ،‬عن بدر بن خليل‪ ،‬عن موىل احلسن‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وذمره يف انتخاب السادة املهرة‪ ،‬وقـال(‪ :)708‬أخرجـه أبـو يعلـى املوصـلي(‪،)709‬‬
‫واحلامم وصثثه(‪)710‬؛ قاله الكنجي؛ انتهى من التخريج(‪.)711‬‬
‫ي بن رََبا ‪.‬‬
‫عنه عبداهلل بن عبد الرمحن‪ ،‬وعُ َل ُّ‬
‫تويف سنة اتنتني ومخسني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬األربعة إال الرتمذي‪.‬‬
‫[معاويةَبنَاحلَكَمَالسَلَمَي]َ َ‬
‫معاوية بن احلكم السلمي‪ ،‬عداده يف أهل احلجاز‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه مثري‪ ،‬وعطاء بن يسار‪.‬‬
‫تويف سنة سبع عشرة ومائة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫[معاويةَبنَأبيَسفيان]ََ َ‬
‫معاوية بن أبي سفيان بن حرب‪ ،‬من مَسه َل َم ِة الفتح‪ ،‬ومان هو وأبوه من املؤلنفة‬
‫قلوبهم‪ ،‬رأس الفئة الباغية‪ ،‬الداعية إىل النار‪.‬‬

‫التشيع‪ ،‬وعامة حديثه يف أهل البيت‪ .‬روى له الرتمذي والنسائي وابن ماجه‪ .‬انتهى بتصرف مـن‬
‫الكمال (‪ ،)434/8‬رقم (‪.)1779‬‬ ‫تهذي‬
‫(‪ -)707‬شر نهج البالغة (‪.)18/16‬‬
‫(‪ -)708‬انظر (احتاف اخلرية املهرة) للبوصريي (‪ ،)268/9‬رقم (‪ ،)8958‬ط‪( :‬مكتبة الرشد‪-‬‬
‫الرياض)‬
‫(‪ -)709‬مسند أبي يعلى املوصلي (‪ ،)139-141/12‬رقم (‪ ،)6771‬ط‪( :‬دار املأمون)‪.‬‬
‫(‪ -)710‬املســتدر للثــامم النيســابوري (‪ ،)148/3‬رقــم (‪ ،)4669‬قــال احلــامم‪« :‬حــديث‬
‫صثيح اإلسناد»‪.‬‬
‫(‪ -)711‬الشايف مع التخريج (‪.)676/3‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ254‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫تويف يف رج ‪ ،‬سنة ستني‪.‬‬


‫قال اإلمام املؤيد باهلل عَلَيهه السَّـالم‪ :‬معاويـة عنـدنا ال يُعمـل حبديثـه؛ لسـقوط‬
‫عدالته‪.‬‬
‫‪ :‬وقد تقدّم من أحواله ما فيه الكفاية‪.‬‬ ‫قل‬

‫عنه‪ :‬خالد بن مَعهدان‪ ،‬وعبداهلل بن عامر‪ ،‬واألعرج‪ ،‬ومطرف بن عبداهلل‪.‬‬


‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬والسيلقي‪ ،‬وحممد بـن منصـور‪ ،‬واجلماعـة؛‬
‫ذمر ه اإلمام زيد بن علـي يف ذمـر اخلنثـى املشـكل‪ ،‬وذمـره اهلـادي يف القنـوت يف‬
‫األحكام‪ ،‬وذِمْرُ اإلمامني له للرواية عن علي عَلَيهه السَّالم بسبّه‪.‬‬
‫[معديَكرب]ََ َ‬
‫معدي مرب‪.‬‬
‫عنه‪ :‬خالد بن مَعه َدان‪.‬‬
‫مذا وقع يف أمالي أمحد بن عيسى؛ والصواب املقدام بـن معـدي مـرب ممـا يف‬
‫شر التجريد‪ ،‬والكاشف(‪ ،)712‬وغريهما‪.‬‬
‫[معقلَبنَيَسَار]َ َ‬
‫سار (مبثناة حتتية‪،‬‬
‫َمعه ِقلُ (بفتح امليم‪ ،‬وسكون املهملة‪ ،‬ومسر القاف‪ ،‬فالم) بن يَ َ‬
‫ي‪ ،‬أبو عبداهلل‪ ،‬شهد بيعة الرضوان‪ ،‬نزل البصرة؛ وفيه‬
‫فمهملتني بينهما ألف) الْمُ َزِن ُّ‬
‫املثل‪ :‬إذا جاء نهر اهلل بطل نهر معقل؛ وبها تويف لخر زمن معاوية ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬احلسن‪ ،‬ومعاوية بن قُ َّرة‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[املغريةَبنَشعبة]ََ َ‬
‫املغرية بن شعبة‪.‬‬

‫(‪ -)712‬الكاشف (‪ ،)376/2‬رقم (‪.)5616‬‬


‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ255‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قوماً‪ ،‬فاستغفلهم وهم نيام وقتلهم وأخذ‬ ‫إظهاره اإلسالم أنه صث‬ ‫مان سب‬
‫أمواهلم وهرب؛ فقـدم املدينة وأظهر اإلسالم‪ ،‬ومان الرسول صَلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام ال يرد على أحد إسالمه‪.‬‬
‫وهو الساعي لصرف األمر عن أهل البيت عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬وختم أيامـه بالـدعاء‬
‫إىل بيعة يزيد‪ ،‬وشهد عليه بالزنى فتلجج الرابع‪ ،‬وهو زياد بن أبيه‪.‬‬
‫مات سنة مخسني؛ وقد تقدم الكالم على الرواية عن أمثاله؛ وأما أهـل احلـديث‬
‫فمذهبهم معروف‪.‬‬
‫[املقدادَبنَالسود]ََ َ‬
‫إليه ألنه تزوج أمّه‪ ،‬ونشأ يف حجره‪ ،‬وتبنّاه‪ ،‬واسم أبيه‬ ‫املقداد بن األسود‪ ،‬نس‬
‫عمرو بن تعلبة البَهه َرانِي الكِنهدِي‪ ،‬مان من السابقني األولني‪ ،‬هاجر اهلجرتني‪،‬‬
‫وشهد بدراً وما بعدها‪ ،‬ومل يكن يوم بدر فارس غريه‪.‬‬
‫أربعـة‪ ،‬وأخىنـي أنـه ىـبهم))‪،‬‬ ‫ويف جامع الرتمذي(‪(( :)713‬أمرني ربي حبـ‬
‫فقيل‪ :‬من هم؟ فقال‪(( :‬علي‪ ،‬وأبو ذر‪ ،‬واملقداد‪ ،‬وسلمان)) ومناقبه مثرية‪.‬‬
‫عنه‪ :‬جَُبري بن نُ َفري‪ ،‬وعبد الرمحن بن أبي ليلى‪ ،‬وعطاء بن يزيد الليثي‪.‬‬
‫وتالتني‪ ،‬عن سبعني‪.‬‬ ‫تويف باملدينة سنة تال‬
‫أخرج له يف اجملموع وغريه‪ :‬أن أمري املؤمنني عَلَيهه السَّـالم أمـره أن يسـأل الـنيب‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عن املذي؛ وأخرج له األخوان‪ ،‬وحممد بن منصور َرضِي‬
‫اهلل عَنههم‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫(‪ -)713‬سنن الرتمذي‪ ،‬رقم (‪ ،)3727‬وقال الرتمذي‪« :‬هذا حديث حسن غري »‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ256‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وفضائله غزيرة‪ ،‬ومقاماته مع الوصي عَلَيهه السَّالم يف إنكـار عقـدهم يـوم‬ ‫قل ‪:‬‬

‫السقيفة ويوم الشورى معلومة‪ ،‬وهو من أعالم السـابقني‪ ،‬املخلصـني واليتهــم هلل‬
‫تعـاىل ولرسـوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ولوصيه أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫قال ابن عبد الى يف االستيعاب(‪ :)714‬وروي عن سلمان‪ ،‬وأبـي ذر‪ ،‬واملقـداد‪،‬‬
‫وخباب‪ ،‬وجابر‪ ،‬وأبي سعيد اخلدري‪ ،‬وزيد بن األرقـم‪ ،‬أن علـي بـن أبـي طالـ‬
‫َرضِي اهلل عَنهه أول من أسلم‪ ،‬وفضّله هؤالء على غريه‪.‬‬
‫‪ :‬بل وغري من ذمر من أعيان املهاجرين واألنصار َرضِـي اهلل عَـنههم الـذين‬ ‫قلة‬

‫وردت هلم البشائر يف متاب اهلل تعاىل وسـنة رسـوله صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫املعلومة املرفوعة‪ ،‬اليت ال يوازيها وال يقاربها حنو حديث العشرة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد تقدمت اإلشارة إىل قوله صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‪(( :‬أمرنـي ربـي‬
‫أربعة‪...‬اخلى))‪.‬‬ ‫حب‬
‫وأخرج اإلمام الرضا بسند لبائه عَلَ هيهَم السَّالم(‪ )715‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صَـلاى‬
‫أربعـة‪ :‬علـي‪ ،‬وسـلمان‪ ،‬وأبـي ذر‪،‬‬ ‫اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‪(( :‬إن اهلل أمرنـي حبـ‬
‫واملقداد بن األسود))‪.‬‬
‫قال أيده اهلل تعاىل يف التخريج(‪ :)716‬وعنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬أال إن‬
‫اجلنة اشتاقت إىل أربعة‪ :‬علي‪ ،‬واملقداد‪ ،‬وسلمان‪ ،‬وأبي ذر)) أخرجه الطىاني عـن‬
‫علي‪ ،‬انتهى من التفريج(‪.)717‬‬

‫(‪ )714‬ـ االستيعاب (‪.)1090/3‬‬


‫(‪ -)715‬صثيفة اإلمام علي بـن موسـى الرضـا عليهمـا السـالم (ص‪ ،)456/‬املطبوعـة مـع‬
‫جمموع اإلمام األعظم زيد بن علي عليهما السالم‪ .‬ط‪( :‬دار مكتبة احلياة)‪.‬‬
‫(‪ )716‬ـ الشايف مع التخريج (‪.)92/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ257‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫أربعة مـن أصـثابي‪ ،‬وأخىنـي‬ ‫وعنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬أُمرت حب‬
‫اهلل أنه ىبّهم‪ :‬علي‪ ،‬وأبو ذر الغفـاري‪ ،‬وسـلمان الفارسـي‪ ،‬واملقـداد بـن األسـود‬
‫الكندي))‪.‬‬
‫أخرجه الروياني‪ ،‬عن بريدة‪ ،‬انتهى من التفريج(‪.)718‬‬
‫وأخرج حنوه أمحد بن حنبل(‪ ،)719‬عن بريدة أيضاً‪.‬‬
‫ورواه اخلــوارزمي(‪ ،)720‬عــن ابــن بريــدة‪ ،‬أفــاده يف التفــريج‪ ،‬وابــن املغــازلي‬
‫عنه(‪ ،)721‬ورواه أبو علي الصفار(‪ ،)722‬عن بريدة‪.‬‬
‫وروى عبد الوهاب الكالبي(‪ )723‬بإسناده إىل بريدة‪ ،‬وإىل عبداهلل بن بريدة عن‬
‫أربعة‪،‬‬ ‫أبيه‪ ،‬قال قال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬إن اهلل أمرني حب‬
‫وأخىني أنه ىبهم‪ :‬علي‪ ،‬وأبو ذر‪ ،‬وسلمان‪ ،‬واملقداد بن األسود الكندي))‬

‫(‪ )717‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)32/‬‬


‫(‪ )718‬ـ تفريج الكروب (مخ) (ص‪.)33/‬‬
‫(‪ -)719‬مسند أمحد (‪ )484/16‬رقم (‪ ،)22864‬ط‪( :‬دار احلديث) قال احملقق (محزة الـزين)‪:‬‬
‫«إسناده حسن»‪ ،‬وبرقم (‪ ،)22910‬قال احملقق‪« :‬إسناده حَسن»‪.‬‬
‫ورواه أمحد يف فضائل الصثابة (‪ ،)857/2‬رقم (‪.)1176‬‬
‫للخوارزمي (ص‪( ،)77/‬الفصل السادس)‪.‬‬ ‫(‪ -)720‬املناق‬
‫البن املغازلي (ص‪ ،)182/‬رقم (‪ ،)331‬ورقم (‪ ،)332‬ورقم (‪.)333‬‬ ‫(‪ -)721‬املناق‬
‫(‪ -)722‬أمالي الصفار (ص‪ ،)92-91/‬ط‪( :‬مؤسسـة اإلمـام زيـد بـن علـي عليهمـا السـالم‬
‫الثقافية)‪.‬‬
‫عليـه السـالم‪ ،‬لعبـد الوهـاب الكالبـي‬ ‫(‪ -)723‬فضائل أمـري املـؤمنني علـي بـن أبـي طالـ‬
‫(ص‪ ،)42/‬رقــم (‪ ،)29‬و(ص‪ ،)43/‬رقــم (‪ ،)30‬و(ص‪ ،)59/‬رقــم (‪ ،)46‬ط‪( :‬مؤسســة‬
‫اإلمام زيد بن علي عليهما السالم الثقافية)‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ258‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫وأخرجه الكنجي(‪ ،)724‬عن بريدة‪.‬‬


‫‪ :‬وأخرجه ابن عبد الى يف االستيعاب(‪ )725‬من حديث ابن بريدة عـن أبيـه‬ ‫قل‬

‫أربعة‪ ،‬وأخىنـي أنـه ىـبهم‪ :‬علـي‪ ،‬وأبـو ذر‪ ،‬واملقـداد‪،‬‬ ‫بلفظ‪(( :‬أمرني ربي حب‬
‫مثري‪.‬‬ ‫وسلمان)) وغري ذل‬
‫نعم‪ ،‬يف الروايات هذه‪(( :‬وأبو ذر)) فهو خى مبتدأ حمذوف‪ ،‬أو علـى احلكايـة‪،‬‬
‫إال روايــة اإلمــام علــي بــن موســى الرضــا ‪ -‬عَلَ هيهَمــا السَّــالم (‪ ،-)726‬وروايــة‬
‫الطىاني(‪ )727‬عن علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فمجرور على الظاهر من عطف البيان‪.‬‬
‫وقد تقدمت هذه األخبار يف ترمجة سلمان الفارسي َرضِي اهلل عَنهه‪.‬‬
‫[املقدامَبنَمعديَكرب]ََ َ‬
‫املقدام ‪ -‬لخره ميم ‪ -‬ابن معدي مرب بن عمرو الكندي‪ ،‬أبو مرمية‪ ،‬أحد أعيان‬
‫الصثابة الوافدين على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام نزل الشام وبها تويف‪،‬‬
‫سنة سبع ومثانني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتَُنا اخلمسةُ إالن اجلرجانيَّ‪ ،‬واجلماع ُة إالن مُسه ِل ًما‪.‬‬
‫عنه‪ :‬خالد بن مَعهدان‪ ،‬وىيى بن جابر‪ ،‬وغريهما‪.‬‬

‫(ص‪( )95-94/‬الباب الثاني عشر)‪ ،‬ولفظه‪(( :‬أمرني اللنـه عـز وجـل حبـ‬ ‫(‪ )724‬ـ املناق‬
‫أن نكـون مـنهم؟ قـال‪:‬‬ ‫أربعة‪ ،‬وأخىني أنَّه يُثبُّهم)) قال‪ :‬قلنا يا رسول اهلل‪ :‬مَن هم فكلنا ى‬
‫يا علي منهم))‪ ،‬قال الكنجي‪« :‬هـذا سـند مشـهور‬ ‫يا علي منهم‪ ،‬إن‬ ‫يا علي منهم‪ ،‬إن‬ ‫((إن‬
‫عند أهل النقل»‪.‬‬
‫(‪ -)725‬االستيعاب (‪ ،)636/2‬رقم الرتمجة (‪.)1014‬‬
‫(‪ -)726‬صثيفة اإلمام علي بـن موسـى الرضـا عليهمـا السـالم (ص‪ ،)456/‬املطبوعـة مـع‬
‫جمموع اإلمام األعظم زيد بن علي عليهما السالم‪ .‬ط‪( :‬دار مكتبة احلياة)‪.‬‬
‫(‪ -)727‬املعجم األوس للطىاني (‪ ،)305/7‬رقم (‪.)7569‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ259‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال أبو الدرداء‪ :‬أيكم ىفظ حديث رسول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام إذه‬
‫صلى بنا إىل بعري من املغنم‪..‬إخل‪ ،‬رواه احلسن عن املقدام‪.‬‬
‫(فصلَالنون)َََ َ‬
‫[نبيشةَاحلنظلي]ََ َ‬

‫نُبيشة (بضم أوله‪ ،‬فموحدة‪ ،‬فمثناة حتتية‪ ،‬مصغراً) احلنظلي(‪.)728‬‬


‫عنه‪ :‬أم عاصم‪ ،‬وأبو املليح اهلذلي‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة ‪.‬‬
‫‪ :‬وصثح ابن حجر يف اإلصابة(‪ )729‬أنه امللبّي يف احلج عن أخيه شىمة‪.‬‬ ‫قل‬

‫[النعمانَبنَبَشَري]ََ َ‬
‫شري بن سعد اخلزرجي؛ مان من حزب معاوية بصفني‪ ،‬وغزا بعض‬
‫النعمان بن بَ ِ‬
‫نواحي أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وولي محص ملعاوية‪ ،‬تم ليزيد؛ تم قُتل حبمص‪،‬‬
‫سنة أربع وستني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده(‪ ،)730‬والشعيب‪ ،‬وإمساعيل بن أبي خالد‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬وأبو الغنائم النرسي‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫‪ :‬وقد ظهر سرّ التسمية النبوية له بـ(غُدَر) فإن رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه‬ ‫قل‬

‫يف الصغر‪ ،‬يف قصة ذمرهـا ابـن عبـد الـى(‪ ،)731‬فهـو مـن‬ ‫ولله وسَلام مساه بذل‬
‫رؤوس الغادرين‪ ،‬وحتت لوائهم ىشر‪.‬‬

‫التهذي ‪ :‬الْ ُهذَلِي‪.‬‬ ‫(‪ )728‬ـ ويف االستيعاب‪ ،‬وجامع األصول‪ ،‬وتهذي‬
‫(‪ )729‬ـ اإلصابة (‪ ،)421/6‬رقم الرتمجة (‪.)8687‬‬
‫(‪ )730‬ـ حممد‪ ،‬مما يف جامع األصول (‪.)943/12‬‬
‫(‪ -)731‬االستيعاب (‪ ،)1497/4‬رقم الرتمجة (‪.)2614‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ260‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫قال يف االستيعاب(‪ :)732‬مان أمرياً على الكوفة ملعاوية سـبعة أشـهر‪ ،‬تـم مـان‬
‫أمرياً على محص ملعاوية‪ ،‬تم ليزيـد؛ فلما مات صار زبرييـاً‪ ،‬فخالفـه أهـل محـص‪،‬‬
‫فأخرجوه منها‪ ،‬واتبعوه وقتلوه‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬أنه أراد أن يهرب‪ ،‬فطلبه أهل محص‪ ،‬فقتلوه‪ ،‬واحتزوا رأسه‪...‬إخل‪.‬‬
‫وبعض أهل احلـديث ال يصـثح مساعـه عـن الرسـول صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام(‪.)733‬‬
‫َّ َّ‬
‫حام]َ َ‬ ‫بنَالن َ‬
‫َ‬ ‫[نَعَيَمََ‬
‫(‪)734‬‬
‫بن عبداهلل بن‬ ‫ثام (بنون‪ ،‬فمهملة مشددة‪ ،‬وبعد األلف ميم)‬
‫نُ َعيهمُ بن النَّ َّ‬
‫سيهد القرشي(‪ ،)735‬هو الذي باع صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مُ َدَّب َره‪ ،‬قيل‪ :‬قتل يف‬
‫َأ ِ‬
‫مؤتة‪ ،‬وقيل‪ :‬مات يف زمن عمر ‪.‬‬
‫َّ‬
‫[نَعَيَمََبنَهَ َزال]َ َ‬
‫ي‪.‬‬
‫نُ َعيهمُ بن هَ َّزال (بتشديد الزاي) األَسه َل ِم ُّ‬
‫عن أبيه‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ابنه يزيد‪.‬‬
‫خمتلف يف صثبته‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬حممد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي؛ ذمره ابن حبان يف الثقات(‪.)736‬‬

‫(‪ -)732‬االستيعاب (‪.)1498/4‬‬


‫(‪ -)733‬االستيعاب (‪.)1497/4‬‬
‫(‪ )734‬ـ قال يف جامع األصول (‪« :)945/12‬مذا يقوله أصثاب احلديث‪ .‬وقال ابن الكلـيب‪:‬‬
‫هو بضم النون‪ ،‬وختفيف احلاء»‪.‬‬
‫(‪ )735‬ـ ال َع َدوِي‪.‬‬
‫(‪ -)736‬الثقات البن حبان البسيت (‪.)414/3‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ261‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[نوفلَبنَاحلارثَبنَعبدَاملطلب]ََ َ‬
‫بن هاشم؛ أسلم بعد بدر‪ ،‬وهاجر أيام اخلندق‪،‬‬ ‫بن عبد املطل‬ ‫نوفل بن احلار‬
‫أعان رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يوم حنني بثالتة لالف رمح‪ ،‬فقال صَلاى‬
‫تقصف يف أصالب‬ ‫يا أبا احلار‬ ‫اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬مأني أنظر إىل رماح‬
‫املشرمني))‪.‬‬
‫تويف سنة مخس عشرة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابن عباس َرضِي اهلل عَنههما‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪.‬‬
‫(فصلَاهلاء)َََ َ‬
‫َّ‬
‫[هَ َزالََالسلمي]َ َ‬

‫هَزَّال (بفتح اهلاء‪ ،‬وتشديد الزاي‪ ،‬فألف‪ ،‬فالم) ابن ذباب(‪ )737‬بن يزيد‬
‫األسلمي‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه نُ َعيم؛ له ذمر يف حديث ماعز‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬حممد بن منصور‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫َّ‬
‫[هَالَلََبنَأَمَ َيةََالَنصاري]َ َ‬
‫هالل بن أمية األنصاري الواقِ ِفي‪ ،‬شهد بدراً‪ ،‬وهو أحد الثالتة املتخلفني عن‬
‫تبو ‪ ،‬واملالعن زوجته‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪.‬‬

‫الكمـال (‪ ،)171/30‬وتهـذي‬ ‫(‪ )737‬ـ مـذا يف جـامع األصـول (‪ ،)982/12‬ويف تهـذي‬


‫(‪ ،)30/11‬والكاشف (‪« :)435/2‬هَزَّال بن يزيد بن ذباب»‪.‬‬ ‫التهذي‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ262‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫(فصلَالواو)ََََ َ‬
‫[وَابَصَةََبنَمَعَبَد]َ َ‬
‫صة ‪ -‬بكسر املوحدة ‪ -‬ابن مَعهَبد األسدي‪ ،‬أبو شَ َّداد‪ ،‬وفد سنة تسع ‪.‬‬
‫وابِ َ‬
‫أخرج له حديثه فيمن صـلى خلـف الصـفوف وحـده حممـ ُد بـن منصـور(‪،)738‬‬
‫وأبوداود(‪ ،)739‬والرتمذي(‪.)740‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واألربعة(‪ )741‬إال النسائي‪.‬‬
‫ساف‪ ،‬وولده عمرو بن وابصـة‪ ،‬والشـعيب‬
‫جعهد‪ ،‬وهِ َلال بن يَ َ‬
‫عنه‪ :‬سامل بن أبي الْ َ‬
‫حديث املصلي خلف الصفوف‪.‬‬
‫[وَاثَلَةََبنَالَسَقَعَ]َ َ‬
‫َواِْت َلةُ (مبثلثة مكسورة بعد األلف‪ ،‬فالم‪ ،‬فهاء) ابن األَسه َقع (مبهملة‪ ،‬فقاف‪ ،‬فعني‬
‫مهملة) الليثي‪ ،‬الكَِناني‪ ،‬من أهل الصُّفاة‪ ،‬أول مشاهده تبو ‪ ،‬مان فارس ًا شجاعاً‪.‬‬
‫تويف سنة مخس ومثانني‪ ،‬عن مائة ومخس سنني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬بناته(‪ ،)742‬ومجاعة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا الثالتة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫(‪ )738‬ـ أمالي اإلمام أمحد عيسى عليهما السالم (مع رأب الصدع) (‪ ،)315/1‬رقم (‪.)475‬‬
‫(‪ )739‬ـ سنن أبي داود (‪ ،)182/1‬رقم (‪ ،)682‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫(‪ -)740‬سنن الرتمذي‪ ،‬رقم (‪ ،)230‬وقال الرتمذي‪« :‬حديث وابصـة حـديث حسَـنٌ»‪ ،‬ورواه‬
‫أيضًا برقم (‪.)231‬‬
‫(‪ )741‬ـ أي أبا داود والرتمذي وابن ماجه‪.‬‬
‫الكمال (‪ :)395/30‬بناته‪« :‬أمساء بنت واتلـة إن مـان‬ ‫(‪ )742‬ـ قال احلافظ الْمِزِّيُّ يف تهذي‬
‫حمفوظًا‪ ،‬وجَمِيهلة‪ ،‬ويقال‪ :‬خُصَيهلَة بنت واتلة‪ ،‬وفُسَيهلَة بنت واتلة»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ263‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫[وائلَبنَحجَر]ََ َ‬
‫وائل بن حُجهر (مبهملة مضمومة‪ ،‬فجيم‪ ،‬فمهملة) احلضرمي‪ ،‬أحد ملو حِمهَير‪،‬‬
‫وفد على النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫بن شهاب‪.‬‬ ‫عنه‪ :‬ابنه عبد اجلبار‪ ،‬وعلقمة‪ ،‬وملي‬
‫شهد مع علي عَلَيهه السَّالم صفني‪ ،‬تم وفد على معاوية فأمرمه‪ ،‬ومات يف أيامه؛‬
‫ضعّفه األمري احلسني يف الشفاء(‪ ،)743‬وقال‪ :‬قال القاسم بن إبـراهيم‪ :‬مـان يكتـ‬
‫بأسرار علي عَلَيهه السَّالم إىل معاوية‪.‬‬
‫قال املوىل فخر اإلسالم عبداهلل بن اإلمام َرضِي اهلل عَنههما‪ :‬بغضه للوصـي قـد‬
‫ذمره غري واحد‪ ،‬وهو أحد الشهود على حُجهر بن عدي‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫[الوليد]ََ َ‬
‫الوليد‪ :‬رجل من أهل الشام‪.‬‬
‫عنه‪ :‬حجاج بن فرافصة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد بن منصور‪.‬‬
‫[الوليدَبنَعقبةَبنَأبيَمَعَيَط]ََ َ‬
‫الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيه ‪ ،‬استسلم يوم الفتح‪ ،‬وواله عثمان الكوفة‪ ،‬أقيم‬
‫عليه احلدّ يف شرب اخلمر؛ قال اهلادي إىل احلق عَلَيهه السَّالم(‪ :)744‬إن الذي أقام‬
‫عَلَيهه السَّالم بيده‪ ،‬ضربه مثانني‪.‬‬ ‫عليه احل ّد علي بن أبي طال‬
‫وقد مساه اهلل تعاىل فاسقاً بنص الكتاب العزيز‪ ،‬يف قوله عز وجل‪{ :‬إِنه جَـاءَمُمه‬
‫فَاسِقٌ}‪...‬الية [احلجرات‪ ،]6:‬ويف قوله تعاىل‪ { :‬أَفَمَنه مَانَ مُؤهمِنًا مَمَنه مَانَ فَاسِـقًا‬

‫ألوَام (‪.)314/1‬‬
‫(‪ )743‬ـ شفاء ا ُ‬
‫(‪-)744‬األحكام (‪.)267/2‬‬
‫‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ264‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-ََ3‬تراجمَالصحابة َ‬

‫لَا يَسهتَوُونَ} [السجدة‪ ،]18:‬فالوصي صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه املراد باملؤمن‪ ،‬وهـو املـراد‬
‫بالفاسق‪ ،‬ال اختالف يف ذل (‪.)745‬‬
‫مل يذمر له يف الطبقات تاريخ وفاة‪.‬‬
‫(فصلَالياء)َََ َ‬
‫َّ‬
‫[يَعَلَىَبنَأَمَ َية]َ َ‬
‫يعلى بن أُمية ‪ -‬بضم اهلمزة ‪ -‬ويقال‪ :‬مُنهَية (بضم امليم‪ ،‬وسكون النون‪ ،‬بعدها‬
‫حتتانية مفتوحة) وهي أُ ُّمهُ‪ ،‬مان مع عائشة يوم اجلمل؛ تم قُتل مع علي يف صفني‪،‬‬
‫سنة سبع وتالتني‪ ،‬وقيل غري ذل ‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ولده صفوان‪.‬‬
‫قال املوىل فخر اإلسالم عبداهلل بـن اإلمـام َرضِـي اهلل عَنههمـا‪ :‬قـال فيـه أمـري‬
‫املؤمنني‪ :‬أسرع الناس إىل فتنة‪.‬‬
‫وتكلنم عليه النفس الزمية مبا ال يقبل حديثه ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــ‬

‫الكبري ابن عبد الى يف االستيعاب (‪:)1553/4‬‬ ‫(‪ )745‬ـ قال احملد‬
‫أن قوله عز وجل‪{ :‬إِن جَـاءمُ هم فَاسِـقٌ‬
‫«وال خالف بني أهل العلم بتأويل القرلن ‪-‬فيما علمتُ‪َّ -‬‬
‫بِنََبأٍ}‪ ،‬نزلت يف الوليد بن عقبة‪ ،‬إىل أن قال‪:‬‬
‫جبَري عن ابـن عبَّـاس‪ ،‬قـال‪ :‬نزلـت يف علـي بـن أبـي طالـ‬
‫حلكَم عن سعيد بن ُ‬
‫ومن حديث ا َ‬
‫والوليد ابن عقبة يف قصة ذمرها‪{ :‬أَفَمَن مَانَ مُؤهمِنًا مَمَن مَانَ فَاسِقًا لاا يَسهتَوُونَ}»‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ265‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(فصلَيفَالكىن) َ‬
‫(حرفَاهلمزة)َََ َ‬
‫[أبوَأَمَامَة]َ َ‬
‫أبو أمامة‪ ،‬صُدَيُّ (بضم املهملة‪ ،‬وفتح الدال املهملة أيضاً‪ ،‬وتشديد الياء) بن‬
‫َعجهالن الباهلي السهمي؛ سكن مصر‪ ،‬تم محص‪.‬‬
‫تويف سنة إحدى ومثانني‪ ،‬قيل‪ :‬عن مائة وست؛ وهو لخر من مات يف الشام من‬
‫الصثابة‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬والسمان(‪.)746‬‬
‫[أبوَأَوَفَىَالَسَلَمَي]َ َ‬
‫أبو أوفى األسلمي‪َ ،‬علْ َق َمة بن خالد‪ ،‬من أصثاب الشجرة(‪.)747‬‬
‫ي‪.‬‬
‫س ِك ُّ‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبداهلل‪ ،‬وإبراهيم السَّكْ َ‬
‫[أبوَأيوبَالنصاري]ََ َ‬
‫جاري‪ ،‬شهد العقبة وبدراً‪ ،‬وما بعدها‪،‬‬
‫أبو أيوب‪ ،‬خالد بن زيد األنصاري‪ ،‬النَّ َّ‬
‫وملا قدم النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم املدينة نزل عليه‪ ،‬وأقام عنده حتى بنى‬
‫مسجـده ومسامنه‪ ،‬وشهد مع الوصي عَلَيهه السَّالم مشاهده ملها‪ ،‬ولزم اجلهاد حتى‬
‫تويف يف قسطنطينية‪ ،‬سنة اتنتني ومخسني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عطاء الليثي‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد الرمحن‪ ،‬وغريهما‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬اجلماعة‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة إال اجلرجاني؛ وقد تقدم‪.‬‬

‫الكمال (‪ ،)158/13‬رقم (‪.)2872‬‬ ‫(‪ )746‬ـ واجلماعة‪ .‬مما يف الطبقات (مخ)‪ ،‬وتهذي‬
‫(‪ )747‬ـ انظر‪ :‬جامع األصول (‪.)564/12‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ266‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَالباء)َََ َ‬
‫[أبوَبَرَدَةََبنَنَيَار]َ َ‬
‫أبو بُره َد َة ابن نِيَار (بكسر النون‪ ،‬فمثناة حتتية خمففة‪ ،‬فألف‪ ،‬فمهملة) امسه هانيء‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬مال ‪ ،‬واسم أبيه نيـار‪ ،‬وقيل‪ :‬عبداهلل‪ ،‬البَ َلويّ‪ ،‬من أمابر الصثابة‬
‫وفضالئهم‪ ،‬شهد العقبة وأحداً‪ ،‬وما بعدها‪ ،‬وشهد مع الوصي عَلَيهه السَّالم حروبه‬
‫ملها‪ ،‬وهو خال الىاء بن عازب‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬هو(‪ ،)748‬وجابر‪ ،‬وولده عبداهلل‪.‬‬
‫تويف سنة إحدى وأربعني‪.‬‬
‫خرج له السيد أبو طال ‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[أبوَبَرَزَةََالسلمي]َ َ‬
‫أبو بَره َزة (مبوحدة مفتوحة‪ ،‬فمهملة سامنة‪ ،‬فمعجمة‪ ،‬فهاء) األسلمي‪ ،‬نضرة بن‬
‫عبيد بن احلار ‪ ،‬وقيل‪ :‬عبداهلل بن نضر‪.‬‬
‫(‪)749‬‬
‫‪ :‬يف الطبقـــات‪ :‬بـــالراء بعـــد الضـــاد املعجمـــة‪ ،‬ويف االســـتيعاب‬ ‫قلةةة‬

‫واإلصابة(‪ )750‬بالالم ‪ -‬هكذا‪ :‬نضلة بن عبيد ‪ -‬وفيهما أنه أصح ما قيل يف امسه‪.‬‬
‫أسلم قدمياً‪ ،‬وشهد خيى‪ ،‬وما بعدها‪ ،‬ومان عند يزيد بن معاوية ملا جيء بـرأس‬
‫جتيء يوم القيامة وابن‬ ‫احلسـني بن علي ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيههما ‪ -‬فقال له‪ :‬أما إن‬
‫زياد شفيع ‪ ،‬وجييء هذا وحممد صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام شفيعه؛ تم قام‪.‬‬
‫خراسان‪ ،‬ومات بها‪ ،‬سنة مخس وستني على الصثيح(‪.)751‬‬ ‫تم غزا بعد ذل‬

‫(‪ )748‬ـ أي الىاء بن عازب‪.‬‬


‫(‪ -)749‬االستيعاب (متاب الكنى) (‪ ،)1610/4‬رقم الرتمجة (‪.)2872‬‬
‫(‪ -)750‬اإلصابة (باب الكنى) (‪ ،)38/7‬رقم الرتمجة (‪.)9603‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ267‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫عنه‪ :‬أبو عثمان النَّههدي‪ ،‬وأبو الوضي(‪ ،)752‬وأبو اجلارود‪.‬‬


‫خرج له‪ :‬الناصر للثق‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[أبوَبَصَرَةََالغفاري]َ َ‬
‫حمَيل (بضم املهملة‪ ،‬وفتح امليم‪،‬‬
‫أبو بَصهرة ‪ -‬على لفظ البلدة املشهورة ‪ُ -‬‬
‫وسكون التثتية‪ ،‬فالم) الغفاري‪.‬‬
‫وقال الدارقط ‪ :‬بفتح اجليم(‪.)753‬‬
‫نزل مصر‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو متيم اجليشاني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫[أبوَبكرَابنَأبيَقَحَافَة]َ َ‬
‫أبو بكر‪ ،‬عبداهلل بن عثمان بن عامر التيمي‪ ،‬من املهاجرين؛ بايعه أبو عبيدة‬
‫وعمر ومن تبعهما يوم السقيفة‪ ،‬مع عدم حضور الوصي عَلَيهه السَّالم والعباس‪،‬‬
‫هاشم‪ ،‬ومن معهم من سادات املهاجرين واألنصار َرضِي اهلل عَنههم‬ ‫ومافة ب‬
‫ومانت بيعته ‪ -‬مما قال عمر برواية البخاري ومسلم وغريهما ‪ -‬فلتة(‪،)754‬‬

‫الكمـال (‪ ،)409/29‬رقـم الرتمجـة (‪« :)6437‬وحضـر‬ ‫(‪ )751‬ـ قال احلافظ املِزِّي يف تهذي‬
‫قتال اخلوارج بالنهروان»‪.‬‬ ‫مع علي بن أبي طال‬
‫علـي بـن أبـي طالـ ‪ ،‬وأبـا بَـ هرزَة‬
‫َّ‬ ‫ال َقيهسـي‪ .‬مسـع‪:‬‬ ‫(‪ ) 752‬ـ هو أبو ال َوضِيء‪ ،‬عَبَّاد بن ُنسَـ هي‬
‫ألسهلمي‪ .‬روى عنه‪ :‬جَمِيل بن مُرَّة‪ .‬عداده يف البصريني‪ ،‬ومان من فرسان علي بـن أبـي طالـ‬
‫اَ‬
‫عَلَى شرطة اخلميس‪ .‬قال ىيى بن معني‪ :‬هو تقة‪ .‬انتهى من جامع األصول (‪.)629/12‬‬
‫(‪ )753‬ـ أي مجيل‪.‬‬
‫مستوفى يف سرية (أسيد بن حضري) من هـذا اجلـزء‪ ،‬ومـذا يف اجلـزء‬ ‫(‪ )754‬ـ تقدم ختريج ذل‬
‫الثاني يف (الفصل التاسع)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ268‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫االختالف الكثري‪ ،‬واحلكم هلل العلي الكبري‪.‬‬ ‫ذل‬ ‫وتع نق‬


‫ومان يف أيامه قتال أهل الردة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫وستني على األشهر‪.‬‬ ‫عشرة‪ ،‬عن تال‬ ‫تويف يف مجادى‪ ،‬سنة تال‬
‫عنه‪ :‬سويد بن غَ َف َلة‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أئمتنا األربعة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫ويف جامع األصول ما لفظه(‪ :)755‬ابن عمر أن أبا بكر قال‪ :‬ارقبوا حممداً صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام يف أهل بيته‪ ،‬أخرجه البخاري(‪.)756‬‬
‫َّ‬
‫الثقَفَي]َ َ‬‫[أبوَبَكَرَةََ َ‬
‫بن مَ َلدة ‪ -‬بفتثتني ‪ -‬وقيل‪ :‬امسه مسرو ‪-‬‬ ‫أبو بَكْ َر َة الثَّ َق ِفي‪ ،‬نُ َفيهعُ بن احلار‬
‫مبهمالت ‪ ،-‬أسلم يـوم الطائف‪ ،‬نزل البصرة‪ ،‬ومل يقاتل يوم اجلمل‪ ،‬وقيل‪ :‬مان‬
‫مريضاً‪ ،‬وعاتبه أمري املؤمنني ملا زاره‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أوالده‪ ،‬واحلسن‪.‬‬
‫تويف بها عام نيف ومخسني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫(حرفَالثاء)ََ َ‬
‫[أبوَثَعَلَبَةَاخلَشَنَي]ََ َ‬
‫شِني (بضم اخلاء‪ ،‬والشني معجمتني‪ ،‬تم نون) نسبة إىل بطن من‬
‫أبو تَعه َلَب َة اخلُ َ‬
‫ضاعَة(‪)757‬؛ اختلف يف امسه واسم أبيه على أقوال(‪ :)758‬أحدها‪ :‬أنه جُرهتُوم بن‬
‫قُ َ‬

‫(‪ )755‬ـ جامع األصول (‪.)160/9‬‬


‫(‪ -)756‬البخاري برقم (‪ ،)3713‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫(‪ )757‬ـ انظر‪ :‬األنساب للسمعاني (‪ ،)127/5‬ط‪( :‬مكتبة ابن تيمية)‪.‬‬
‫البن حجر (‪.)43/12‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )758‬ـ انظرها يف‪ :‬جامع األصول (‪ ،)259/12‬تهذي‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ269‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫ناش ‪.‬‬
‫بايع حتت الشجرة‪.‬‬
‫وتويف بالشام‪ ،‬سنة مخس وسبعني؛ من فضالء الصثابة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابن املسي ‪ ،‬وأبو إدريس‪ ،‬ومكثول‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫(حرفَاجليمَاملعجمة)َََ َ‬
‫[أبوَجَحَيَفَةَ]َ َ‬
‫أبو جثيفة ‪ -‬بتقديم اجليم علـى احلـاء املهملـة‪ ،‬مصـغراً ‪ -‬عبـداهلل بـن وهـ‬
‫اخلري‪،‬‬ ‫السُّوائي ‪ -‬بضم املهملة واملد ‪ -‬مان علي عَلَيهه السَّالم يكرمه‪ ،‬ويسميه وه‬
‫وىبه؛ وجعله على بيت املال‪ ،‬وشهد معه مشاهده ملها؛ نزل الكوفـة‪ ،‬وبهـا تـويف‪،‬‬
‫سنة أربع وسبعني‪.‬‬
‫[أبوَجَرَيَ]َ َ‬
‫س َليم‬
‫ي (بضم اجليم‪ ،‬وفتح [الراء] وتشديد الياء) جابر بن سُلَيم ‪ -‬أو ُ‬
‫أبو جُ َر ّ‬
‫جيم مصغران؛ نزل البصرة‪.‬‬
‫بن جابر ‪ -‬اهلُجَيمي‪ ،‬وسُ َليم واهلُ َ‬
‫عنه‪ :‬ابن سريين‪ ،‬وأبو متيمة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬السيد أبو طال ‪ ،‬واجلماعة إال ابن ماجه(‪.)759‬‬
‫ومل يذمر له وفاة‪ ،‬وال حتقيق حال فيما وقفتُ عليه من املؤلفات‪ ،‬يف هذا البـاب‪،‬‬
‫مالطبقات‪ ،‬وجامع األصول‪ ،‬واإلصابة‪ ،‬واالستيعاب؛ واهلل املوفق للصواب‪ ،‬وإليـه‬
‫املرجع واملآب‪.‬‬

‫الكمال (‪ ،)188/33‬رقم (‪ ،)7280‬وتهـذي‬ ‫(‪ )759‬ـ مذا يف (الطبقات)‪ ،‬والذي يف تهذي‬


‫(‪ ،)47/12‬رقم (‪ ،)8343‬واخلالصـة (‪ ،)325/3‬رقـم (‪ ،)8445‬ط‪( :‬دار الكتـ‬ ‫التهذي‬
‫العلمية)‪ :‬روى له البخاري يف األدب‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ270‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫[خامتة]ََ َ‬
‫وهنا توقف عنان القلم‪ ،‬ملا دهم وأمل‪ ،‬من تأجج نريان الفنت‪ ،‬يف أرجاء اليمن‪.‬‬
‫واهلل أسأل أن يعيذنا من مضالت الفنت‪ ،‬ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬وأن يثبتنا علـى‬
‫دينه القويم‪ ،‬وصراطه املستقيم‪ ،‬ويوفقنا لنصرته بنصرة متابه وسنة نبيئـه صَـلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام والذب عن حوزة الدين‪ ،‬والدفاع عن املؤمنني واملستضـعفني‪ ،‬وأن‬
‫ىقـق لنا النصر املوعود به يف الذمر املبني‪ ،‬مما قال عز وجل‪{ :‬إِنَّا لَنَنهصُـرُ رُسُــلَنَا‬
‫وَالاذِينَ ءَامَنُوا فِي الْثَيَاةِ الدُّنهيَا وَيَوهمَ يَقُـومُ الْأَشهـهَادُ} [غـافر‪ ،]51:‬وأن ‪،‬ـتم لنـا‬
‫بالشهادة‪ ،‬والفـوز باحلسـنى وزيـادة‪ ،‬وأن يُلثقنـا بأسـالفنا الطـاهرين‪ ،‬الصـابرين‬
‫الصادقني‪ ،‬مع الذين أنعم اهلل عليهم من النبيئني والصديقني والشهداء والصاحلني؛‬
‫يف األعمـال‪ ،‬اللـهم‬ ‫رفعت األبصار‪ ،‬وبسطت األيدي‪ ،‬وحتـومم إليـ‬ ‫اللهم إلي‬
‫غيبـة نبينـا‪ ،‬ومثـرة‬ ‫افتح بيننا وبني قومنا باحلق وأنت خري الفـاحتني؛ نشـكوا إليـ‬
‫عدوّنا‪ ،‬وقلنة عددنا‪ ،‬وتظاهر الفنت‪ ،‬وشدة الزمن؛ اللهم فأغثنا بفتح تعجله‪ ،‬ونصـر‬
‫تعزّ به ولي ‪ ،‬وسلطان حق تظهره‪ ،‬إله احلق لمني‪.‬‬
‫قال يف األم‪ :‬مان التثرير يـوم اجلمعـة‪ ،‬يف مجـادى األوىل‪ ،‬عـام اتـنني ومثـانني‬
‫وتالمثائة وألف من اهلجرة النبوية ‪ -‬على صاحبها ولله أفضل الصالة والسـالم ‪-‬‬
‫ببلد اإلميان واحلكمة‪ ،‬مبدينة صعدة‪ ،‬املؤسسة على التقوى والرمحة‪ ،‬بىمات هـادي‬
‫األمة‪ ،‬أمري املؤمنني‪ ،‬اهلادي إىل احلق املبني‪ ،‬ىيى بن احلسني بن القاسم بن إبـراهيم‬
‫بن إمساعيـل بن إبراهيم بن احلسن بن احلسن بن أمري املؤمنني علي بن أبي طال‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم مطهّر اليمن من رِجهس ملّ إحلاد وضالل وظلمة‪ ،‬الذي ارحتـل إليـه‬
‫إىل مدينة جده الرسول األمـني صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام فضـال ُء أهـل الـيمن‬
‫وأعيانهم‪ ،‬مما رحـل إىل جده صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أسالفُهم األنصار إىل مكة‬
‫املكرمة‪ ،‬فأنقذهم اهلل به‪ ،‬وأقام به احلـق والعـدل‪ ،‬وأحيـا الكتـاب والسـنن‪ ،‬وأزال‬
‫مجيــع الفــنت‪ ،‬وأســس األحكــام الشــرعية النبويــة يف ربــوع الــيمن‪ ،‬بشــهادة مجيــع‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ271‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫ابن حجـر يف فـتح البـاري شـر‬ ‫الطوائف‪ ،‬من موافق وخمالف‪ ،‬مما صر بذل‬
‫البخاري(‪ ،)760‬عند الكـالم على خى ((ال يزال هذا األمر يف قريف‪ ،‬ما بقي منهم‬
‫اتنان))(‪ ، )761‬ومذا غريه من علماء اإلسالم؛ وقد شهد هلم متاب اهلل وسـنة نبيئـه‪،‬‬
‫فهم الذين يهدون بأمر اهلل‪ ،‬ويقضون باحلق وبه يعدلون‪ ،‬الـذين ملـا مكـنهم اهلل يف‬
‫األرض أقاموا الصالة‪ ،‬ولتوا الزماة‪ ،‬وأمروا باملعروف‪ ،‬ونهوا عن املنكر‪ ،‬وهلل عاقبة‬
‫األمور‪.‬‬
‫وحسبنا اهلل ونعم الوميل‪ ،‬ونعم املوىل ونعم النصري‪.‬‬
‫[عودةَاملؤلفَإىلَإمتامَالتأليف]ََ َ‬
‫جلالله‪ ،‬وصلواته وسالمه على سيد رسله ولله؛ وبعد‪:‬‬ ‫احلمد هلل مما جي‬
‫فنعود إىل املقصود بقدر اإلمكان‪ ،‬بإعانة ذي اجلالل‪ ،‬مع تبلبـل البـال‪ ،‬وتـرادف‬
‫األشغال‪ ،‬وتعاور عوامل األفعال‪.‬‬
‫التوقف عن اإلمتام‪ ،‬وإىل هذه الغايـة لَمَّـا َتنه َكشِـفه‬ ‫وقد سبق الكالم يف موج‬
‫عماية هذه الفتنة‪ ،‬وال جتلنت غََياهِ ُ هذه احملنة؛ فنضـرع إىل اهلل عـز وجـل أن ميـن‬
‫بالفرج العام‪ ،‬على املسلمني واإلسالم‪.‬‬
‫وهذا التثرير عاشر شوال‪ ،‬عام مخسة ومثانني وتالمثائة وألف‪ ،‬بظهران وادعة‪،‬‬
‫العـود من املؤمتر املعقود مبدينـة حَـ َرض؛ وقـد يسّـر اهلل تعـاىل‬ ‫حال اهلجرة‪ ،‬عقي‬
‫زيارة احلرمني الشريفني‪ ،‬والتمتع بالبيت احلرام‪ ،‬وزيارة سيد األنام ‪ -‬عليـه وعلـى‬
‫لله أفضل الصالة والسالم ‪. -‬‬

‫العلميَّة)‪.‬‬ ‫(‪ -)760‬فتح الباري شر البخاري (‪( ،)147/13‬متاب األحكام)‪ ،‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ -)761‬البخاري مع الفتح (‪ ،)143/13‬رقم (‪ ،)7140‬مسلم (‪ ،)1154/3‬رقم (‪،)1820‬‬
‫(متاب اإلمارة)‪ ،‬ط‪( :‬دار ابن حزم)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ272‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫[أبوَاجلَهَمََبنَصَخَيَر]َ َ‬
‫أبـو جهـم بـن‬ ‫أبو اجلهم ابن صخري (بضم املهملة‪ ،‬تـم معجمـة) وعنـد مالـ‬
‫هشام‪.‬‬
‫روى عنه عبد الرمحن بن عـوف‪ ،‬يف قصـة فاطمـة بنـت قـيس‪ ،‬ملـا خطبهـا هـو‬
‫ومعاوية‪ ،‬فقال‪(( :‬أما أبو جهم فضَ َّراب للنساء))‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬مال ‪ ،‬وحممد بن منصور‪.‬‬
‫(حرفَاحلاءَاملهملة)َََ َ‬
‫[أبوَحَازَمَالبَجَلَي]َ َ‬

‫أبو حازم البجلي(‪ ،)762‬له حديث عند أبي داود‪.‬‬


‫عنه‪ :‬ابنه قيس‪.‬‬
‫قُتل مع علي عَلَيهه السَّالم يف صفني‪ ،‬سنة سبع وتالتني‪.‬‬
‫يف اإلممال‪ :‬امسه عبد عوف بن احلار ‪.‬‬
‫[أبوَحَمَيد] َ‬
‫أبو محيد حشيف (حباء مهملة مضمومة‪ ،‬تم معجمتني بينهما حتتية) الساعدي‬
‫املنذر‪ ،‬أو عبد الرمحن‪ ،‬الصثابي اجلليل‪ ،‬شهد أحداً وما بعدها‪ ،‬عاش إىل سنة‬
‫ستني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عباس بن سهل [بـن سـعد السَّـاعِدي]‪ ،‬وموسـى بـن عبـداهلل بـن يزيـد‪،‬‬
‫[الزرَقِي]‪ ،‬وعدة‪.‬‬
‫وعروة‪ ،‬وعمرو بن سليم ُّ‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو داود؛ ويف اخلالصة(‪ :)763‬اجلماعة‪.‬‬

‫(‪ )762‬ـ انظر‪ :‬اخلالصة (‪ ،)327/3‬رقم (‪.)8464‬‬


‫(‪ -)763‬اخلالصة (‪ ،)332/3‬رقم (‪.)8496‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ273‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَاخلاءَاملعجمة)َََ َ‬
‫َّ‬
‫الد]َ َ‬
‫[أبوَخَ َ‬
‫أبو خَالاد‪ ،‬عبد الرمحن بن زهري األنصاري‪ ،‬ويقال‪ :‬أبو عيسى‪ ،‬مشهور بكنيته‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬ابن ماجه‪ ،‬واجلرجاني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو فروة(‪)764‬؛ قال يف الكاشف(‪ :)765‬واحلق أن بينهما أبا مريم ‪.‬‬
‫[أبوَخَرَاش]َ َ‬
‫أبو خِ َراش (مبعجمتني أوالهما مكسورة‪ ،‬بينهما مهملة‪ ،‬وألف) حَده َرد ‪-‬‬
‫مبهمالت ‪ -‬بن أبي حدرد األسلمي‪.‬‬
‫عنه‪ :‬عمران بن أبي أنس‪.‬‬
‫أخرج له املرشد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫(حرفَالدالَاملهملة)َََ َ‬
‫[أبوَالدرداء]ََ َ‬
‫‪ -‬وقيل‪ :‬عامر‪ ،‬وقيل‪ :‬ابن تعلبة ‪ -‬األنصاري‪،‬‬ ‫أبو الدرداء‪ ،‬عومير بن مال‬
‫بدر‪ ،‬مان من عَُّباد الصثابة‪ ،‬واله عثمان دمشق‪.‬‬ ‫اخلزرجي‪ ،‬أسلم عقي‬
‫خمَيهر [اليَ َزنِي]‪ ،‬وخُ َليهد [العَصَري]‪ ،‬وعبداهلل بن مـرة‪ ،‬وابـن أبـي‬
‫عنه‪ :‬يزيد بن ُ‬
‫ليلى‪ ،‬واحلكم‪ ،‬وأم الدرداء الصغرى‪ ،‬واحلسن البصري‪.‬‬
‫تويف سنة اتنتني وتالتني‪.‬‬

‫(‪.)291/11‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ -)764‬أبو فروة اجلزري‪ .‬انظر ترمجته يف‪ :‬تهذي‬
‫التهـذي‬ ‫(‪ -)765‬الكاشف (‪ ،)552/2‬رقم (‪ ،)6613‬وقـال احلـافظ ابـن حجـر يف تهـذي‬
‫(‪ ،)79/12‬رقم (‪« :)8421‬أبو خالد‪ ،...‬وعنه‪ :‬أبو فروة‪ .‬وقيل‪ :‬عن أبي فـروة اجلـزري‪ ،‬عـن‬
‫الكمال للثافظ املزي‬ ‫أبي مريم‪ ،‬عن أبي خالد‪ .‬قال البخاري‪ :‬هذا َأوهلَى»‪ ،‬وانظر أيضًا‪ :‬تهذي‬
‫(‪ ،)301/8‬رقم (‪ ،)7944‬اخلالصة (‪ ،)334/3‬رقم (‪.)8518‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ274‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬والشريف السيلقي‪ ،‬وأبو الغنائم النرسي‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫(حرفَالذالَاملعجمة)َََ َ‬
‫[أبوَذرَالغفاري]ََ َ‬
‫أبو ذر الغفاري‪ ،‬اختلف يف امسه‪ ،‬واألشهر جندب بن جنادة؛ من السابقني‬
‫األولني‪ ،‬الرفقاء النجباء املقربني‪ ،‬الزم النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام حتى قبضه‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬تم سـكن املدينة حتى نفاه عثمان إىل الربذة وبها مات؛ ومان قوّاالً‬
‫باحلق‪ ،‬ال تأخذه يف اهلل لومة الئم؛ قال فيه النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬ما‬
‫أظلت اخلضراء‪ ،‬وال أقلنت الغىاء‪ ،‬أصـدق هلجة من أبي ذر))‪ ،‬وقال أمري املؤمنني‬
‫فيه‪ :‬وعاء مُلئ علماً‪ ،‬وقد ضيعه الناس‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫تويف سنة اتنتني وتالتني‪ ،‬ومل يعق‬
‫عنه‪ :‬أبو مُ َراوِ ‪ ،‬وعبداهلل بن الصامت‪ ،‬وابن أبي ليلى‪ ،‬وأبو إدريس اخلـوالني‪،‬‬
‫وخلق‪.‬‬
‫خــرج لــه‪ :‬أئمتنــا اخلمســة‪ ،‬والشــريف الســيلقي‪ ،‬وأبــو الغنــائم‪ ،‬والبخــاري‪،‬‬
‫ومسلم(‪.)766‬‬
‫(حرفَالراءَاملهملة)َََ َ‬
‫[أبوَرافعَالقبطي]ََ َ‬
‫أبو رافع القبطي‪ ،‬موىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬اختلف يف امسه‪،‬‬
‫قيل‪ :‬إبراهيم‪ ،‬وقيل‪ :‬أسلم‪ ،‬مان موىل للعباس َرضِي اهلل عَنهه‪ ،‬فوهبه للنيب صَلاى اهلل‬
‫عَليهه ولله وسَلام فأعتقه حني بشره بإسالم عمه العباس‪ ،‬وزوجه موالته سلمى‪،‬‬
‫أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪.‬‬ ‫فولدت له عبيداهلل‪ ،‬مات‬
‫روى عن علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وحذيفة‪.‬‬

‫الكمال (‪ :)298/33‬روى له اجلماعة‪.‬‬ ‫(‪ )766‬ـ يف تهذي‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ275‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫ي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده عبيداهلل‪ ،‬وزين العابدين‪ ،‬والْ َمقْبُرِ ُّ‬
‫تويف بعد عثمان‪ ،‬ومان أوالده أيتاماً يف حجر أمري املؤمنني رضوان اهلل عليه‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫روى أبو رافع أن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال لعلي عَلَيهه السَّـالم‪:‬‬
‫طوائف من أميت ما قالت النصارى يف عيسى بن مريم‪ ،‬لقلت‬ ‫((لوال أن تقول في‬
‫يطلبـون بـه‬ ‫مقاالً ال متر بأحد من املسلمني إال أخذ الرتاب مـن أتـر قـدمي‬ ‫في‬
‫الىمة)) أخرجه املرشد باهلل من طريق الطىاني(‪.)767‬‬
‫‪ :‬وقد سبق خترجيه يف اجلزء األول من لوامع األنوار(‪.)768‬‬ ‫قل‬

‫وهو من الرواة لقوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام لعلي عَلَيهه السَّالم‪(( :‬من أحبـه‬
‫اهلل‪ ،‬ومن أبغضه فقد أبغض ‪ ،‬ومن أبغض فقـد‬ ‫فقد أحب ‪ ،‬ومن أحب فقد أح‬
‫أبغض اهلل)) انتهى ‪.‬‬
‫وأنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بعث علياً مَ هبعَثاً‪ ،‬فلما قدم قال رسول اهلل صَـلاى‬
‫راضون))‪.‬‬ ‫اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬اهلل ورسوله وجىيل عن‬
‫[أبوَرَزَيَن]َ َ‬
‫أبو رَزِيهن‪.‬‬
‫عنه‪ :‬إمساعيل بن سُ َميهع‪.‬‬
‫هو َل ِقيه ُ بن عامر(‪)769‬؛ تقدم‪.‬‬

‫(‪ )767‬ـ األمـالي اخلميسـية (‪ ،)133/1‬ورواه الطىانـي يف املعجـم الكـبري (‪ ،)320/1‬رقـم‬


‫(‪.)951‬‬
‫(‪ )768‬ـ يف الفصل األول‪.‬‬
‫(‪ )107/10‬أنَّ‬ ‫التهـذي‬ ‫الكمـال (‪ )478/227‬وتهـذي‬ ‫(‪ )769‬ـ الذي يفيده مالم تهذي‬
‫ألسَـدي مـوىل أبـي‬
‫اَ‬ ‫الذي يروي عنه إمساعيلُ بن سُمَيهع هو أبو رَزِين وامسه مسعود بن مالـ‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ276‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَالسنيَاملهملة)َََ َ‬
‫[أبوَسعيدَالساعدي]ََ َ‬

‫أبو سعيد(‪ )770‬الساعدي‪.‬‬


‫عنه‪ :‬عبداهلل بن رافع‪.‬‬
‫ويف الكاشف(‪ )771‬واخلالصة(‪ :)772‬أبو سعيد الساعدي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬وعنه‪ :‬رَوَّاد‬
‫بن اجلرا ؛ جمهول‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد بن منصور‪ ،‬واجلماعة(‪.)773‬‬
‫[أبوَسعيدَاخلدري]ََ َ‬
‫بن سنان األنصاري اخلزرجي‪ ،‬من مشهوري‬ ‫أبو سعيد اخلدري‪ ،‬سعد بن مال‬
‫الصثابة وفضالئهم‪ ،‬املكثرين يف الرواية‪ ،‬مان يف أهل الصفة‪ ،‬حمالفاً للصى‪ ،‬فقيهاً‬
‫نبيالً جليالً‪ ،‬غزا مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام اتنيت عشرة غزوة‪ ،‬أوهلا‬
‫الصثابة أفقه منه‪ ،‬سكن‬ ‫اخلندق‪ ،‬واستصغر يوم أحد‪ ،‬فرد؛ ومل يكن يف أحدا‬
‫املدينة وبها تويف‪ ،‬سنة أربع وسبعني‪ ،‬وله أربع وتسعون‪ ،‬وله عق ‪.‬‬
‫أخرج له أئمتنا اخلمسة‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬ومجيع املسانيد‪ ،‬والسيلقي‪.‬‬

‫وائل األسَدي‪ ،‬ال أبو رزين لَقِي بن عامر العُقيلي‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫الكمال للمزي (‪ ،)318/8‬رقم (‪ ،)7981‬أنَّ منيتـه‪ :‬أبـو سـعد‪ ،‬ومـذا يف‬ ‫(‪ -)770‬يف تهذي‬
‫(‪ ،)724/2‬رقــم‬ ‫التهــذي‬ ‫(‪ ،)95-96/12‬رقــم (‪ ،)8453‬وتقريــ‬ ‫التهــذي‬ ‫تهــذي‬
‫(‪ ،)8404‬ويف الكاشف (‪ ،)557/2‬رقم (‪ ،)6641‬واخلالصة‪ ،‬وفيها مجيعًا أنَّه جمهول‪.‬‬
‫(‪ -)771‬الكاشف (‪ ،)557/2‬رقم (‪.)6641‬‬
‫(‪ -)772‬اخلالصة (‪ ،)340/3‬رقم (‪.)8557‬‬
‫(‪ -)773‬مذا يف الطبقات‪ ،‬ويف املصادر السابقة مل يرو له من اجلماعة إلاا ابـن ماجـه‪ ،‬واهلل تعـاىل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ277‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫عنه‪ :‬احلسن‪ ،‬وعطاء‪ ،‬وعطية‪ ،‬وعمرو بن ىيى املازني‪ ،‬وخلق‪.‬‬


‫شهد مع علي عَلَيهه السَّالم حرب اخلوارج؛ وذمر احلديث فيهم(‪.)774‬‬
‫[أبوَسفيان]ََ َ‬
‫أبو سفيان‪.‬‬
‫عنه‪ :‬األعمف حديث يف الغيبة؛ مل يزد على هذا يف الطبقات‪ ،‬إال أنه رمـز فـوق‬
‫امسه للجرجاني‪ ،‬وأهمله يف اجلداول ‪.‬‬
‫[أبوَسفيانَبنَاحلارث]ََ َ‬
‫بن عبد املطل ‪ ،‬ابن عمّ النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم؛‬ ‫أب و سفيان بن احلار‬
‫لعدم روايته يف‬ ‫مل يفد غري هـذا يف الطبقات‪ ،‬ومل يذمره يف اجلداول؛ ولعل ذل‬
‫عن رواتها‪ ،‬وهو من الثابتني عنده صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يوم‬ ‫املبثو‬ ‫الكت‬
‫حنني‪.‬‬
‫تويف باملدينة املطهرة‪ ،‬سنة عشرين‪.‬‬
‫قال يف االستيعاب(‪ :)775‬ومان رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام ىبـه‪،‬‬
‫وشهد له باجلنة‪ ،‬وقال‪(( :‬أرجو أن يكون خلفاً من محزة))‪.‬‬
‫‪ :‬وهو أخو الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام من الرضاعة(‪.)776‬‬ ‫قل‬

‫ومن ترتيته لرسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام(‪:)777‬‬

‫بن سنان‪.‬‬ ‫(‪ )774‬ـ تقدمت الرواية يف ترمجة أبي سعيد اخلدري سعد بن مال‬
‫(‪ -)775‬االستيعاب (‪ ،)1675/4‬رقم الرتمجة (‪.)3002‬‬
‫(‪ -)776‬قال يف االستيعاب (‪« :)1673/4‬ومان أخا رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم مـن‬
‫السعدية»‪.‬‬ ‫الرضاعة‪ ،‬أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤي‬
‫(‪ -)777‬انظر االستيعاب (‪.)1675/4‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ278‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫يَـــرو ُ بـــه وََيغهـــدُو جَبه َرِئيهـــلُ‬ ‫ي والتَّنهزِيـــلَ ِفيهنَـــا‬


‫َفقَـــدهَنا الـــوحه َ‬
‫حى إِ َليهــ ِه َومَــا يَقُــولُ‬
‫ِبمَــا يُــوه َ‬ ‫ي مـــان يَجهلُـــو الشَّـــ ا عنَّـــا‬
‫َنبِـــ ٌّ‬
‫َع َليهنَـــا وَالرَّسُـــولُ َلنَـــا دَ ِليهـــلُ‬ ‫ويَههـــ ِدينا فَـــال نَخهشَـــى ضَـــ َلالًا‬
‫َوإِنه لَــمه َتجه َزعِــي ذَا َ السَّــِبيهلُ‬ ‫ت فـــذا َ عُــذهرٌ‬
‫ج َزعهــ ِ‬
‫أفـــاطمَ إنه َ‬
‫وفيـــه ســـيِّدُ النَّـ ـاسِ الرَّسُـ ـولُ‬ ‫ل َقبهـــ ٍر‬
‫َف َقبهـــرُ َأِبيهـــ ِ سَـــِّيدُ مُـــ ِّ‬
‫قال يف االستيعاب(‪ :)778‬وقال ابن دُ َريهد وغريه من أهل العلم بـاخلى‪ :‬إن قـول‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام‪(( :‬مـل الصـيد يف جـوف الفـراء)) يف أبـي‬
‫سفيان بن احلار ‪ ،‬ابن عمه هذا‪.‬‬
‫‪ :‬فينبه بهذا على ما يف الثمرات وغريها‪.‬‬ ‫قل‬

‫أنه حفر قى نفسه قبل موته بثالتة أيام َرضِي اهلل عَنهه‪.‬‬ ‫ومن العجائ‬
‫(ع)‪ ،‬من املشبهني لرسـول اهلل‬ ‫ومان هو واحلسن السب ‪ ،‬وجعفر بن أبي طال‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫َّ‬
‫[أبوَسَ َيارَةَ]َ َ‬
‫َأبو سََّيارَ َة القَيهسِي الْمُتَعي (بضم امليم‪ ،‬وفتح املثناة الفوقية‪ ،‬لخره مهملة) ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬سليمان بن موسى‪ ،‬يف زماة العسل‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬حممد بن منصور‪ ،‬واهلادي إىل احلق‪ ،‬وابن ماجه(‪)779‬؛ ملـهم يف زمـاة‬
‫العسل‪.‬‬

‫(‪-)778‬االستيعاب (‪.)1676/4‬‬
‫العلميَّة)‪.‬‬ ‫(‪ -)779‬سنن ابن ماجه‪ ،‬رقم (‪ ،)1823‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ279‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَالشنيَاملعجمة)َََ َ‬
‫َّ‬
‫[أبوَشَ َداد]َ َ‬
‫أبو شداد بـن أوس ‪ -‬مـذا وقـع عنـد أبـي طالـ ‪ ،‬والصـواب شـداد ‪ -‬وقـد‬
‫مرّ(‪.)780‬‬
‫(حرفَالطاءَاملهملة)َ َ‬
‫[أبوَالطَفَيَل]ََ َ‬
‫أبو الطغ َفيهل (مصغر)‪ ،‬عامر بن واتلة‪ .‬سبق‪.‬‬
‫[أبوَطلحة] َ‬
‫جارِي‪ ،‬شهد بدراً‬
‫جي النَّ َّ‬
‫خزه َر ِ‬
‫أبو طلثة‪ ،‬زيد بن سهل بن األسود األنصاري الْ َ‬
‫وما بعدها‪ ،‬وهو الذي جعله عمر على أهل الشورى‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ابناه‪ :‬عبداهلل‪ ،‬وحممد‪.‬‬
‫تويف سنة نيف وتالتني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬األخوان‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫(حرفَالعنيَاملهملة)َََ َ‬
‫[أبوَالعاص]ََ َ‬
‫جهُ رسول اهلل صَلاى‬
‫أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد مشس‪ ،‬زَ َّو َ‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام ابنتَه زين َ َرضِي اهلل عَنههما قبل نزول الوحي‪ ،‬تم أسلمت‬
‫وهو على الشر ؛ تمّ أسلم‪ ،‬وخرج مع علي عَلَيهه السَّالم إىل اليمن‪ ،‬واستخلفه‬
‫على اليمن‪ ،‬ومان مع علي عَلَيهه السَّالم يف البيت يوم بويع أبو بكر‪.‬‬
‫عليـه‬ ‫وأحسن حل لإلشكال يف رد الرسول صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام زينـ‬
‫بدون عقد بعد املـدّة الطويلة‪ ،‬أنها مل تَبِنه منـه؛ ألن حتـريم املسـلمة علـى الكـافر مل‬

‫(‪ )780‬ـ انظر ترمجة شداد بن أوس األنصاري‪.‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ280‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫ينزل إال بعد صلح احلديبية؛ وحني نزل التثريم توقف الفسخ على انقضاء العـدة‪،‬‬
‫فأسلم قبل ذل ؛ إذ مل يكن بني نزول التثريم وإسالمه إال اليسري‪.‬‬
‫تويف يف شهر ذي احلجة‪ ،‬سنة اتنيت عشرة‪.‬‬
‫َّ‬
‫[أبوَعَبَيَدَةََبنَاجلَ َراح]َ َ‬
‫أبو عَُبيه َد َة بن اجلَ َّرا ‪ ،‬عامر بن عبداهلل بن اجلرا القرشي الفهري‪ ،‬أسلم قدمياً‪،‬‬
‫وشهد بدراً وما بعـدها‪ ،‬وهو ممن صى يوم أحد‪ ،‬وهو تالث أقطاب السقيفة‪،‬‬
‫ورضي أبو بكر به أو بعمر‪ ،‬وجعله عُ َمرُ األمريَ على الفتو حني عزل خالد بن‬
‫الوليد‪.‬‬
‫تويف بطاعون َعمهواس (بفتح املهملة‪ ،‬وسكون امليم‪ ،‬فواو‪ ،‬فألف‪ ،‬فمهملة) قرية‬
‫باألردن‪ ،‬سنة مثان عشرة‪ ،‬عن مثان ومخسني‪.‬‬
‫أخرج له أئمتنا اخلمسة‪ ،‬والستة‪.‬‬
‫عنه‪ :‬حممد بن الْمُنه َك ِدر‪ ،‬وغُضَيهف(‪ ،)781‬وأبو مسلم اخلوالني‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫[أبوَعَمَروَابنَحَفَص]َ َ‬
‫أبو عَمهرو ‪ -‬بفتح العني ‪ -‬بن حفص بن املغرية املخزومي‪ ،‬زوج فاطمة بنت‬
‫قيس‪ ،‬هو ابن عم خالد بن الوليد‪ ،‬اختلف يف امسه فقيل‪ :‬أمحد‪ ،‬أو عبد احلميد‪،‬‬
‫مع علي عَلَيهه السَّالم إىل اليمن‪ ،‬قيل‪ :‬فمات بها؛ والصثيح بقاؤه إىل زمن‬ ‫ذه‬
‫عمر‪.‬‬
‫عنه‪ :‬حفيده عبد احلميد بن عبداهلل بن عمرو‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬والنسائي ‪.‬‬

‫(‪« :)223/8‬غُضَيف‪ ،‬ويقال غطيـف بـن احلـار‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )781‬ـ قال ابن حجر يف تهذي‬
‫بن زنيم السكوني الكندي ويقال الثمالي أبو أمساء احلمصي‪.‬خمتلف يف صثبته»‪.‬‬
‫وأفاد أنَّ من روى له هم البخاري يف األدب املفرد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ281‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَالقاف)َََ َ‬
‫[أبوَقَتَادَةَالنصاري]ََ َ‬
‫‪ -‬وقيل‪ :‬عمرو أو النعمان ‪ -‬بن رِبه ِعي‬ ‫أبو قتادة األنصاري اخلزرجي‪ ،‬احلار‬
‫(مبهملتني مكسورتني بينهما موحدة سامنة)‪ ،‬شهد أحداً وما بعدها‪ ،‬ومان من‬
‫خواص رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وفيه قال‪(( :‬خري فرساننا أبو قتادة))‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ابن املسي ‪ ،‬وابنه عبداهلل(‪ ،)782‬وحممد بن مع ‪ ،‬ومبشة بنت مع ‪،‬‬
‫[الزرَقِي]‪.‬‬
‫وعمرو بن سُ َليم ُّ‬
‫تويف باملدينة‪ ،‬سنة أربع ومخسني‪ ،‬عن سبعني سنة‪ ،‬واهلل أعلم؛ مذا يف الطبقات‪.‬‬
‫ويف جامع األصول(‪ :)783‬بعد أن ذمر التاريخ املذمور‪ :‬وقيل‪ :‬بل مات يف خالفة‬
‫بالكوفة‪ ،‬ومان شهد معه مشاهده‪ ،‬وهو ابن سبعني سنة‪ ،‬وصلى‬ ‫علي بن أبي طال‬
‫عليه علي‪ ،‬ومى عليه سبعاً‪...‬إخل‪.‬‬
‫يف االستيعاب(‪.)784‬‬ ‫ومثل ذل‬
‫ومل يذمر يف اجلداول إال هذا القول األخري‪ ،‬قال‪ :‬ومان بدرياً‪.‬‬
‫قال يف الطبقات‪ :‬خرج له اجلماعة‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة إال اجلرجاني(‪.)785‬‬

‫(‪ )782‬ـ أي ابن أبي قتادة‪.‬‬


‫(‪ )783‬ـ جامع األصول (‪.)284/12‬‬
‫(‪ -)784‬االستيعاب (‪ ،)1732/4‬رقم الرتمجة (‪.)3130‬‬
‫الكمال (‪« :)196/34‬وقال اهليثم بن َعدِيّ وغري واحد‪ :‬مات بالكوفة‪،‬‬ ‫وقال الْمِزِّيُّ يف تهذي‬
‫وصَلاى عليه عليٌّ‪ .‬قال بعضُهم‪ :‬سنة مثان وتالتني‪ .‬قال الواقدي‪ :‬ولَـم أَرَ بـني ولـد أبـي قَتـادة‬
‫وأهل البلد عندنا اختالفًا أنَّ أبا قَتادة تويف باملدينة‪ .‬وروى أهلُ الكوفة أنَّه تـويف بالكوفـة وعلـيُّ‬
‫بها‪ ،‬وهو صَلاى عليه»‪ .‬فاهلل أعلم‪ .‬وحنـوه يف سـري أعـالم النـبالء (‪ ،)453/2‬ط‪:‬‬ ‫بن أبي طال‬
‫(الرسالة)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ282‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫[أبوَقتادةَالعدوي]ََ َ‬
‫أبو قتادة العدوي‪ ،‬يروي عن عمر‪ ،‬وعمران بن حصني‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬محيد بن هالل‪ ،‬وإسثاق بن سويد‪.‬‬
‫قيل‪ :‬له صثبة؛ ويف اخلالصة(‪ :)786‬تابعي؛ وتقه ابن معني‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫خرج له‪ :‬مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وأبو طال‬
‫[أبوَقَرَفاصة]ََ َ‬
‫أبو قِرهفاصة‪.‬‬
‫‪ :‬مذا يف الطبقات واجلداول بتقديم الفـاء علـى الصـاد املهملـة؛ والـذي يف‬ ‫قل‬
‫(‪)790‬‬
‫أمـــالي املرشـــد بـــاهلل(‪ )787‬واالســـتيعاب(‪ )788‬واإلصـــابة(‪ )789‬واخلالصـــة‬
‫والتقري (‪ ،)791‬بتقديم الصاد على الفاء‪.‬‬

‫(‪ )785‬ـ روى الذهيب يف السِّيَر (‪ )452/2‬عن‪« :‬مَعهمَر‪ ،‬عن عبد اهلل بـن حممـد بـن عَقِيـل‪ :‬أنَّ‬
‫معاوية قدم املدينة‪ ،‬فلقيه أبو قتادة‪ ،‬فقال‪ :‬تَلَقاانِي الناسُ مُلغهـم غريمـم يـا معشـر األنصـار‪ ،‬فمـا‬
‫مَنَعَكُم؟‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬مل يكن لنا دواب‪ .‬قال‪ :‬فأين النواضح ؟ (االبل يستقى عليها‪ ،‬الواحد‪ :‬ناضح)‪.‬‬
‫يوم بدر؛ إنَّ رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم قال لنا‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫قال أبو قتادة‪ :‬عَ َقرهنَاها يف طل‬
‫((إنَّكم سَتَلْقَونَ بعدي أََترَةً))‪ .‬قال معاوية‪ :‬فما أَ َمرَمم؟ قال‪ :‬أمرنا أن نصى‪ .‬قال‪ :‬فاصىوا»‪.‬‬
‫(‪ -)786‬اخلالصة (‪ ،)366/3‬رقم (‪.)7852‬‬
‫(‪ )787‬ـ األمالي اخلميسية (‪.)209/1‬‬
‫(‪ -)788‬االستيعاب (‪ ،)1733/4‬رقم الرتمجة (‪.)3134‬‬
‫(‪ -)789‬اإلصابة (‪ ،)331/7‬رقم (‪.)10413‬‬
‫(‪ -)790‬اخلالصة (‪ ،)194/1‬رقم (‪.)1092‬‬
‫البن حجر (‪ ،)93/1‬ط‪( :‬دار الفكر)‪ ،‬وفيه‪« :‬جَنهـدَرَة ‪-‬بفـتح أولـه‪،‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ -)791‬تقري‬
‫تم نون سامنة‪ ،‬تم مهملة مفتوحة‪ -‬ابن خَيهشَنَة‪ -‬مبعجمة‪ ،‬تم حتتانيـة‪ ،‬تـم نـون‪ .‬أبـو ِقرهصـافة ‪-‬‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ283‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫قال يف التقري ‪ :‬بكسر أوله‪.‬‬


‫‪ :‬جبيم‪ ،‬فنون‪ ،‬فدال مهملة‪ ،‬فراء‪.‬‬ ‫د َرة‪َ.‬قل‬
‫جنه َ‬
‫َ‬
‫قال اإلمام املرشد باهلل(‪ :)792‬مساه النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام برنساً؛ ومان‬
‫الناس يأتونه فيدعو هلم‪ ،‬ويبـار فـيهم‪ ،‬مـان ولـده غازيـ ًا بـبالد الـروم‪ ،‬وهـو يف‬
‫عسقالن من فلسطني‪ ،‬فكان يناديه وقت السثر (يا قرفاصة الصالة) بأعلى صوته؛‬
‫مـن تنـادي؟ فيقـول‪ :‬أبـي ورب‬ ‫يا أبتاه)‪ ،‬فيقول له أصثابه‪ :‬وى‬ ‫فيجيبه (لبي‬
‫الكعبة‪.‬‬
‫روى عنه حممد بن عامر‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وأبو نعيم‪ ،‬وابن عسامر‪ ،‬واخلطي ‪.‬‬
‫(حرفَالكاف)َََ َ‬
‫[أبوَكاهل]ََ َ‬
‫أبو ماهل ‪ -‬باهلاء ‪ -‬قيس بن عائذ ‪ -‬باملعجمة ‪ -‬األمحسي؛ مان إمام حَِّيهِ‪ ،‬يعد‬
‫يف الكوفيني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬إمساعيل‪ ،‬واألشعث‪ ،‬ابنا أبي خالد‪ ،‬ونُ َفيهع أبو داود‪.‬‬
‫مات يف زمن احلجاج؛ أفاد هذه الرتمجة يف جـامع األصـول(‪)793‬؛ ومل يـذمره يف‬
‫الطبقات وخمتصرها إال بالكنية‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬روى عنه أبو طال ‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو معاذ‪.‬‬

‫بكسر القاف‪ ،‬وسكون الراء‪ ،‬بعدها مهملة‪ ،‬وفاء‪ -‬صثابي‪َ ،‬ن َزلَ الشَّام‪ ،‬مشهور بكنيته»‪.‬‬
‫(‪ )792‬ـ األمالي اخلميسية (‪.)209/1‬‬
‫(‪ )793‬ـ جامع األصول (‪.)790/12‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ284‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَالالم)َََ َ‬
‫[أبوَلَبَابَة]ََ َ‬
‫أبو لَُبابَة (بضم الالم‪ ،‬وختفيف املوحدة األوىل) رفاعة بن عبد املنذر األنصاري‪،‬‬
‫بدري جليل‪ ،‬مان يـوم بدر وعلي عَلَيهه السَّالم زميلي رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه‬
‫ولله وسَلام على بعري‪ ،‬وهو أحد النقباء ليلة العقبة‪.‬‬
‫تويف يف أول خالفة علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أوالده‪ ،‬وسليمان األعرج‪ ،‬وعدة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬والسمان‪ ،‬والشيخان‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫َّ‬
‫[أبوَلَتَبَ َية]َ َ‬
‫أبو لُتَبِيّة (بضم الالم‪ ،‬وفتح املثناة من أعلى‪ ،‬ومسر املوحدة‪ ،‬وتشديد املثناة‬
‫حتتية) عبداهلل األنصاري‪.‬‬
‫روى عنه‪ :‬ولده عبد الرمحن‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬حممد‪.‬‬
‫[أبوَليلىَالنصاري]ََ َ‬
‫أبو ليلى األنصاري‪ ،‬اختلف يف امسه‪ ،‬قيل‪ :‬بالل‪ ،‬أو داود‪ ،‬أو بُلَيل ‪ -‬بالتصغري‬
‫‪ -‬أو أويس‪ ،‬أو يسار‪ ،‬أو أيسر‪ ،‬أو أن امسه منيته أبو عبد الرمحن بن أبي ليلى‪.‬‬
‫شهد أحداً وما بعدها‪ ،‬وشهد مع علي عَلَيهه السَّـالم مجيـع مشـاهده‪ ،‬واستشـهد‬
‫بصفني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬ابنه عبد الرمحن‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬واألربعة إال النسائي‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ285‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَامليم)َََ َ‬
‫[أبوَمالكَالشعري]ََ َ‬

‫األشعري‪ ،‬اختلف يف امسه(‪.)794‬‬ ‫أبو مال‬


‫عنه‪ :‬أبو سالم ممطور‪ ،‬وعبد الرمحن بن غَنهم‪.‬‬
‫تويف بطاعون َعمهواس‪ ،‬سنة مثان عشرة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وحممد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة إال الرتمذي؛ قيل‪ :‬والبخاري‪.‬‬
‫‪ :‬وهو الصثيح‪.‬‬ ‫قل‬

‫[أبوَاملخرب]ََ َ‬
‫أبو املخى‪.‬‬
‫عنه‪ :‬خليد الفراء؛ مل يزد على هذا يف الطبقات ويف اجلداول‪ ،‬ومل أعرف له خىاً‪.‬‬
‫ويف اإلصابة(‪ :)795‬أبو اجملى ‪ -‬باجليم أو املهملة ‪ -‬قـال ىيـى بـن عبـد احلميـد‬
‫احلِ َّماني يف مسنده‪ :‬حدتنا مبار بن سعيد الثوري‪ ،‬عن أبي خليد(‪ )796‬الثوري‪ ،‬عن‬
‫أبي اجملى‪ ،‬قـال‪ :‬قـال رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬مـن عـال ابنـتني أو‬
‫ابنني‪ ،‬أو عمتني أو جدتني‪ ،‬فهو معي يف اجلنة مهاتني))‪...‬إخل‪.‬‬
‫[أبوَمَحَذَوَرَة]َ َ‬
‫أبو مَثهذُوه َر َة (بفتح امليم‪ ،‬وسكون املهملة‪ ،‬وضم الذال معجمة‪ ،‬وسكون الواو‪،‬‬
‫ثي‪ ،‬املكي؛ اختلف يف امسه‪ ،‬أسلم منصرف النيب صَلاى اهلل‬
‫فراء) املؤذن‪ ،‬الْجُ َم ِ‬
‫عَليهه ولله وسَلام من حنني‪ ،‬وعلنمه األذان‪ ،‬وأمره أن يؤذن مبكة‪.‬‬

‫(‪ )794‬ـ انظـر‪ :‬جـامع األصـول (‪ ،)812/12‬اإلصـابة (‪ ،)597/5‬رقـم (‪ ،)7421‬تهـذي‬


‫الكمال (‪ ،)245/34‬رقم (‪.)7598‬‬
‫(‪ -)795‬اإلصابة (‪ ،)359/7‬رقم (‪.)10498‬‬
‫(‪ -)796‬يف اإلصابة املطبوع‪ :‬عن جليد الثوري‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ286‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫عنه‪ :‬عبد املل (‪ )797‬حديث األذان‪ ،‬وزوجه‪ ،‬وعبد العزيز بن رُ َفيهع‪ ،‬وعبداهلل بن‬
‫ثيهرِيهز‪ ،‬وابن أبي مُ َليه َك َة‪.‬‬
‫مُ َ‬
‫تويف سنة سبع ومخسني‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[أبوَمسعودَالنصاري]ََ َ‬
‫أبو مسعود األنصاري البدري ‪ -‬نسبة إىل املوضع‪ ،‬ومل يشهدها على الصثيح ‪-‬‬
‫عقبة بن عمرو‪.‬‬
‫ح َراش‪ ،‬وعمرو بن ميمون‪ ،‬وإبراهيم‬ ‫شيهر‪ ،‬وأبو وائل(‪ ،)798‬ورِبه ِع ُّ‬
‫ي بن ِ‬ ‫عنه‪ :‬ابنه بَ ِ‬
‫النخعي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫تويف سنة أربعني‪.‬‬
‫ومان منثرفاً عن أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬األخوان‪ ،‬وأبو الغنائم‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[أبوَمسعودَالثقفي]ََ َ‬
‫أبو مسعود الثقفي‪ ،‬عُرهوة بن مسعود؛ حضر احلديبية قبل إسالمه‪ ،‬وسعى يف‬
‫الصلح‪ ،‬أسلم سنة تسع‪ ،‬وحتته عشر نسوة‪ ،‬فقال له‪(( :‬اخرت أربعاً)) رواه حممد بن‬
‫منصور‪ ،‬ويف جامع األصول حنوه(‪)799‬؛ فقال‪ :‬استأذن يف الرجوع‪ ،‬فرجع؛ دعا قومه‬
‫إىل اإلسالم‪ ،‬فأبوا عليه؛ وأفاد أنه أذّن للفجر على غرفة يف داره‪ ،‬فرماه رجل من‬
‫يس‪ ،‬دعا‬ ‫تقيف‪ ،‬فقتله؛ فقال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬مثل عُرهوة مثل صاح‬
‫قومه فقتلوه))‪.‬‬

‫(‪ )797‬ـ هو ابنه‪.‬‬


‫(‪ )798‬ـ شَقِيهق بن سَلَمَة‪.‬‬
‫(‪ )799‬ـ جامع األصول (‪.)601/12‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ287‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫أهمله يف اجلداول‪.‬‬
‫َّ‬
‫[أبوَمسعودَالزرقي]ََ َ‬
‫أبو مسعود الزُّ َر ِقي(‪.)800‬‬
‫عن علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬نافع بن جَُبيهر‪ ،‬وأبو الزَِّناد‪ ،‬وغريهما؛ ذمره املرشد باهلل‪.‬‬
‫قال يف اخلالصة(‪ :)801‬والصواب مسعود بن احلكم‪.‬‬
‫ولعلنه تابعي‪.‬‬
‫ويف جامع األصول(‪ :)802‬ولد(‪ )803‬على عهد رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪ ،‬ومان له جاللة وقدر باملدينة‪ ،‬ويُ َع ُّد يف جلة التابعني ومبارهم‪.‬‬
‫ويف اخلالصة(‪ :)804‬احتج به مسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫ووتقه الواقدي‪ ،‬وابن حبان(‪.)805‬‬
‫[أبوَموسىَالشعري]ََ َ‬
‫أبو موسى األشعري‪ ،‬عبداهلل بن قيس؛ قدم مكة قبل اهلجرة‪ ،‬فأسلم؛ تم قدم‬
‫مع جعفر بعد فتح خيى؛ أحد احلكمني؛ وخديعة عمرو له مشهورة‪.‬‬

‫(‪-)800‬الزُّرَقي‪ « :‬بضم الزاي‪ ،‬وفتح الراء‪ ،‬وبالقاف‪ ،‬منسوب إِىل زُرَيهق بن عبد حارتة بن تعلبـة‬
‫بن جشم بن اخلزرج األمى‪ ،‬وقيل‪ :‬هـو ابـن عبـد حارتـة‪ ،‬واألول أصـح»‪.‬‬ ‫بن غَضه‬ ‫بن مال‬
‫متت من جامع األصول‪.‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫(‪ -)801‬اخلالصة (‪ ،)374/3‬رقم (‪ ،)8805‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ -)802‬جامع األصول البن األتري (‪ ،)900/12‬رقم (‪.)2562‬‬
‫(‪ -)803‬أي مسعود بن احلكم األنصاري‪.‬‬
‫(‪ -)804‬اخلالصة (‪ ،)89/3‬رقم (‪.)6949‬‬
‫البن حجر (‪ ،)106/10‬رقم (‪.)6918‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ -)805‬انظر تهذي‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ288‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫روى النا صر عَلَيهه السَّالم‪ ،‬بسنده إىل عمار َرضِي اهلل عَنهه‪ ،‬أنه قال ألبي موسى‪:‬‬
‫أشهد لقد مذبت على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬أو مما قال ‪.-‬‬
‫وقد بسطتُ الكالم عليه يف اجلزء الثاني من لوامع األنوار(‪ )806‬مبا فيه الكفاية‪.‬‬
‫تويف سنة اتنتني ‪ -‬أو أربع ‪ -‬وأربعني‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬والسيلقي‪ ،‬واجلماعة‪ ،‬وذمره اإلمام زيد بن علي‬
‫‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ -‬يف الوتر‪ ،‬واإلمام اهلادي عَلَيهه السَّالم يف الفنون ‪.‬‬
‫عنه‪ :‬أبو بكر بن أبي موسى‪.‬‬
‫(حرفَالنون)َََ َ‬
‫[أبوَنَجَيَح]َ َ‬
‫جيهح (بنون‪ ،‬فجيم‪ ،‬فمهملة) السلمي‪.‬‬
‫أبو نُ َ‬
‫عنه‪ :‬أبو املغلس‪.‬‬
‫سة؛ قد مَرّ‪.‬‬
‫امسه َعمرو بن عََب َ‬
‫(حرفَاهلاء)َََ َ‬
‫[أبوَهريرةَالدوسي‪َ،‬وحبثَيفَالروايةَعنَأمثاله]ََ َ‬
‫أبو هريرة الدوسي‪ ،‬اختلف يف امسه واسم أبيه اختالفاً مثرياً‪ ،‬مل ‪،‬تلف يف اسم‬
‫أحد مثله؛ أمثر الصثابة رواية على اإلطالق‪ ،‬ضربه عمر بالدِّ َّرة‪.‬‬
‫ويف إمالء أبي جعفر النقي (‪ ،)807‬عن علي عَلَيهه السَّالم‪ :‬ال أجد أحـداً أمـذب‬
‫على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام من هذا الدوسي‪.‬‬

‫(‪ )806‬ـ يف (الفصل السابع)‪.‬‬


‫(‪ )807‬ـ انظره يف شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)24/20‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ289‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫ويف مسند أبي داود الطيالسي‪ ،‬أن عائشة أنكرت عليه رواية حـديث رواه(‪)808‬؛‬
‫وروى عنها ابن قتيبة حنو ذل ‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباس وعائشة أنهما أنكرا عليه حديث االستيقاظ‪.‬‬
‫وروى له البخاري(‪ )809‬حديثاً عنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فلما قيل له‪ :‬أنـت‬
‫مسعته من رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام قال‪ :‬ال؛ بل من ميسي‪.‬‬
‫ووصفه املنصور باهلل عَلَيهه السَّالم بالغفلة(‪.)810‬‬
‫حلق مبعاوية‪ ،‬ودخل الكوفة‪ ،‬وأساء القول يف أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فقال له‬
‫بعض احلاضرين‪ :‬يا أبا هريرة‪ ،‬أما مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫يقول‪(( :‬اللهم وال من وااله‪ ،‬وعاد من عاداه))؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأشهد لقد واليتَ َمنه عاداه‪ ،‬وعاديتَ َمنه وااله‪.‬‬
‫قال يف اجلداول‪ :‬وقد أمثرت يف تقريظه احلشوية‪ ،‬مالشوماني وغريه‪.‬‬
‫روى عنه خلق مثري‪.‬‬

‫(‪ )808‬ـ روى أبو داود الطيالسي يف مسنده (‪ ،)28/3‬رقم (‪ ،)1503‬ط‪( :‬هجر)‪ ،‬بإسناده عَنه‬
‫عَلْقَمَةَ‪ ،‬قَالَ‪ « :‬مُنَّا عِ هندَ عَائِشَةَ‪َ ،‬فدَخَلَ عَلَيههَا أَبُو ُهرَ هيرَةَ‪ ،‬فَقَالَته‪ :‬يَا أَبَا ُهرَ هيرَةَ أَنهتَ االذِي تُثَدِّ ُ أَنَّ‬
‫ا همرَ أَةً عُذِّبَته فِي هِرَّةٍ لَهَا‪ ،‬رَبَطَتههَا لَمه تُطْعِمههَا وَلَمه تَسهقِهَا؟ فَقَالَ أَبُـو ُهرَيهـرَةَ‪ :‬سَـمِعهتُهُ مِنهـهُ‪ ،‬يَعهنِـي‬
‫النَّبِيَّ صلى اهلل عليه ولله وسلم‪ ،‬فَقَالَته عَائِشَةُ‪ :‬أََتدهرِي مَا مَانَـتِ الْمَـرهأَةُ؟ قَـالَ‪ :‬لَـا‪ ،‬قَالَـته‪ :‬إِنَّ‬
‫الْ َمرهأَةَ مَعَ مَا فَعَلَته مَانَته مَا ِفرَةً‪ ،‬إِنَّ الْمُؤهمِنَ أَ ْم َرمُ عَلَى اهللِ مِنه أَنه يُعَذِّبَهُ فِي هِـرَّةٍ‪ ،‬فَـإِذَا حَـدَّتهتَ‬
‫عَنه َرسُولِ اهللِ صلى اهلل عليه ولله وسلم فَانه ُظره مَيهفَ تُثَدِّ ُ»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫(‪ -)809‬البخاري‪ ،‬رقم (‪ ،)5355‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬
‫(‪ )810‬ـ حديقة احلكمة النبوية (ص‪( )327/‬احلديث التاسع والثالتون)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ290‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫أخــرج لــه‪ :‬أئمتنــا اخلمســة‪ ،‬واهلــادي إىل احلــق عَلَيهــه السَّــالم خــىاً واحــداً يف‬
‫اخلى عن غريه‪ ،‬وأخرج له اجلماعة‪.‬‬ ‫األحكام(‪ ،)811‬وروى ذل‬
‫قال شيخنا فخر اإلسالم يف اجلداول‪ :‬فإن قلت‪ :‬فما وجه رواية األئمة عنه وعن‬
‫أضرابه؟‬
‫قال‪ :‬أما األئمة السابقون فلـم يـرووا عنـه شـيئاً يف األحكـام‪ ،‬وأمـا املتـأخرون‬
‫مبا يقبله اخلصم؛ واهلل أعلم‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫فروايتهم عنه احتجاج للمذه‬
‫‪ :‬والراجح أن الرواية ال تفيد التعديل‪ ،‬إال أن يصر الراوي أنـه ال يـروي‬ ‫قلة‬

‫إال عن عدل‪ ،‬وإن روى عن غريه فلالحتجاج‪ ،‬مع التصريح بذل ؛ ويلثق بـذل‬
‫من علم من حاله أنه ال يروي إال عن عدل‪.‬‬
‫ومل يصح عندي احلكم على متاب بتعديل مجيع رواته‪ ،‬إال كتابني‪:‬‬
‫أوهلما‪ :‬جمموع إمام األئمة زيد بن علي ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬فإن رواته من لدينا‬
‫إليه أئمة العرتة وأولياؤهم‪ ،‬وقد رواه عن لبائه عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫وثانيهمةا‪ :‬أحكام اإلمام األعظم‪ ،‬اهلادي إىل احلق عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فإن رواتـه مـن‬
‫لدينا إليه أعالم العرتة وأولياؤهم‪ ،‬وأما رجاله فما مان عن لبائه فكرواية اإلمام زيد‬
‫بن علي عن لبائه عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬وما مان عن غريهم فهم تقـات أتبـات؛ ويسـتثنى‬
‫الرواية الواحدة عن أبي هريرة‪ ،‬اليت ظهر أنها ليست عمدته؛ ملا علم من عادته‬ ‫تل‬
‫املستمرة‪.‬‬
‫وأما ما مان من البالغات وحنوها‪ ،‬فتثمل علـى الصـثة؛ ملـا علـم مـن حترّيـه‬
‫واحتياطه‪ ،‬وأنه ما روى عن غري املوتوق بهم إال يف مقام االحتجاج على الغـري مبـا‬

‫(‪ )811‬ـ األحكام (‪ ،)529/2‬يف (باب القول يف حق املؤمن على املؤمن وحق اجلار)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ291‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫يقبله‪ ،‬مالـذي يف األوقات يف املنتخ ‪ ،‬وقد صر بذل ؛ وقد سبق القول يف الـرد‬
‫على الوزير مبا فيه الكفاية(‪.)812‬‬
‫وأما سائر املؤلفات‪ ،‬فال بد من النظر يف الرجـال؛ لعـدم التـزامهم الصـثة‪ ،‬إال‬
‫اإلمام املؤيد باهلل عَلَيهه السَّالم يف شـر التجريد‪ ،‬واألمري احلسني عَلَيهـه السَّـالم يف‬
‫الشفاء‪ ،‬فقد التزما الصثة؛ ولكنهما يقبالن املخالفني‪ ،‬وقد صرحا بذل ؛ فال يفيـد‬
‫االلتزام إال من يقبل املتأولني‪ ،‬فال بد من البثث عن الرواة؛ وقد سبق الكالم‬ ‫ذل‬
‫يف املقصود عندهما باملتأولني‪ ،‬وأنهما مل يقصدا املتمرّدين؛ بدليل جرحهما ملـن مـان‬
‫من الرواة؛ فهذا عندي هو التثقيق‪ ،‬واهلل تعاىل ولي التوفيق‪.‬‬ ‫مذل‬
‫يف الطبقات‪ :‬ومان فيه دعابة‪.‬‬
‫وذمر قصته يف صفني‪ ،‬وهي أنه مان يصلي خلف علي عَلَيهه السَّالم‪ ،‬ويأمل مـع‬
‫معاوية‪ ،‬وعند القتال جيلس على تلّ؛ فقيل له يف ذل ‪ ،‬فقال‪ :‬الصـالة خلـف علـي‬
‫أمت‪ ،‬وطعام معاوية أدسم‪ ،‬واجللوس على التل أسلم‪.‬‬
‫تويف بالعقيق ‪ -‬وقيل‪ :‬باملدينة ‪ -‬سـنة سـبع ‪ -‬أو تسـع ‪ -‬ومخسـني‪ ،‬عـن مثـان‬
‫وسبعني‪.‬‬
‫عنه‪ :‬اجلم الغفري‪ ،‬قيل‪ :‬مثامنائة‪ ،‬منهم‪ :‬أبو متيمة اللخمي‪.‬‬
‫جيهمي ‪ -‬باهلاء‬ ‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ )813‬واإلصابة(‪ :)814‬طَرِيهف بن مُ َ‬
‫جالِد الْهُ َ‬ ‫قل‬

‫واجليم ‪.-‬‬
‫قال(‪ :)815‬وذَمْ َوان‪ ،‬وعبد الرمحن احلربي‪ ،‬وسعيد بن املسي ‪ ،‬واملَقْبُرِ ّ‬
‫ي‪.‬‬

‫(‪ )812‬ـ يف اجلزء الثاني الفصل السادس‪.‬‬


‫(‪ -)813‬االستيعاب (‪ ،)1616/4‬رقم الرتمجة (‪ ،)2880‬يف الكالم على أبي متيمة ‪.‬‬
‫(‪ -)814‬اإلصابة (‪ ،)54/7‬رقم (‪.)9644‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ292‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫أخرج له اجلميع‪ ،‬إال اجملموع‪.‬‬


‫َّ ِّ‬
‫مَابنَالت َيهَان]َ َ‬
‫َ‬ ‫[أبوَاهلَيَثَ‬
‫أبو اهليثم ابن التَِّّي َهان‪ ،‬امسه مال ‪ ،‬أحد النقباء ليلة العقبة‪ ،‬شهد بدراً وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫استشهد مع علي عَلَيهه السَّالم بصفني‪ ،‬سنة سبع وتالتني على الصثيح؛ قاله أبو‬
‫نعيم‪ ،‬وغريه(‪.)816‬‬

‫الطبقات عليه السالم‪.‬‬ ‫(‪ )815‬ـ السيد اإلمام صاح‬


‫(‪ ) 816‬ـ ويكفيه شرفًا وفخرًا ما ذمره فيه مواله وموالنا وموىل املـؤمنني علـي بـن أبـي طالـ‬
‫صلوات اهلل تعاىل عليه يف خطبة شريفة‪ ،‬ومنها يف ذمر إخوانه رضوان اهلل تعاىل وسالمه عليهم‪:‬‬
‫( َقده وَاللاهِ لَ قُوا اللاهَ فَوَفااهُمه أُجُو َرهُمه‪ ،‬وَأَحَلاهُمه دَارَ ا ْلأَمهنِ بَ هعدَ خَوهفِهِمه‪ .‬أَيهنَ إِخهوَانِيَ الاـذِينَ رَمِبُـوا‬
‫ن ذُو الشَّـهَادَتَيهنِ‪ ،‬وَأَيهـنَ نُظَـرَا ُؤهُمه‬
‫ال اطرِيقَ‪ ،‬وَمَضَوها عَلَى الْثَقِّ‪ ،‬أَيهنَ عَمَّارٌ‪ ،‬وَأَيهنَ ابهنُ التَّيِّهَانِ‪ ،‬وَأَيه َ‬
‫جرَةِ‪.‬‬
‫مِنه إِخهوَانِهِمُ االذِينَ تَعَا َقدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ‪ ،‬وَأُ هبرِدَ ِبرُءُوسِهِمه إِلَى الْفَ َ‬
‫الشرِيفَةِ الْ َك ِرميَةِ َفأَطَالَ الْبُكَاءَ‪.‬‬
‫ضرَبَ بَِيدِهِ عَلَى لِثهيَتِهِ َّ‬
‫قَالَ‪ :‬تُمَّ َ‬
‫تُمَّ قَالَ ( عليه السـالم )‪ :‬أَوِّهِ عَلَـى إِخهـوَانِيَ الاـذِينَ تَلَـوُا الْقُـرهلنَ فَـأَحهكَمُوهُ‪ ،‬وَتَـدََّبرُوا الْفَـرهضَ‬
‫َفأَقَامُوهُ‪ ،‬أَحهيَوُا السُّنَّةَ‪ ،‬وَأَمَاتُوا الِْب هدعَةَ‪ُ ،‬دعُوا لِلْجِهَا ِد َفأَجَابُوا‪َ ،‬ووَتِقُوا بِالْقَاِئدِ فَاتَّبَعُوهُ‪.‬‬
‫تُمَّ نَادَى ِب َأعهلَى صَوهتِهِ‪( :‬الْجِهَادَ الْجِهَادَ عِبَادَ اللاهِ‪ ،‬أَلَا وَإِنِّي مُعَسهـ ِكرٌ فِـي يَـومِي هَـذَا‪ ،‬فَمَـنه أَرَادَ‬
‫خ ُرجه‪.‬‬
‫الروَا َ إِلَى اللا ِه فَلْيَ ه‬
‫َّ‬
‫شرَةِ للَافٍ‪ ،‬وَلِقَـ هيسِ بهـنِ سَـ هع ٍد رَحِمَـهُ‬
‫قَالَ نَوهفٌ (البكالي)‪َ « :‬وعَ َقدَ لِلْثُسَيهنِ (عليه السالم) فِي عَ َ‬
‫شرَةِ للَافٍ‪ ،‬وَلِغَ هي ِرهِمه عَلَـى َأعهـدَادٍ أُخَـرَ‪َ ،‬وهُـوَ‬
‫ِي فِي عَ َ‬
‫شرَةِ للَافٍ‪ ،‬وَِلأَبِي أَيُّوبَ ا ْلأَنهصَار ِّ‬
‫اللاهُ فِي عَ َ‬
‫ن ُم ْلجَـ ٍم َل َعنَـ ُه اللاـهُ‪،‬‬
‫ج ُمعَـ ُة حَتَّـى ضَـ َرَب ُه ا ْل َم ْلعُـو ُن ابهـ ُ‬
‫ت ا ْل ُ‬
‫ج َع َة إِلَى (صِـ لفنيَ) َفمَـا دَا َر ِ‬
‫الر ه‬
‫ُيرِي ُد َّ‬
‫ت رَاعِيهَا‪ ،‬تَخهتَطِفُهَا الذِّئَابُ مِنه مُلِّ مَكَانٍ»‪.‬‬
‫فََترَاجَعَتِ الْعَسَا ِمرُ‪ ،‬فَكُنَّا َم َأغْنَامٍ فَ َقدَ ه‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ293‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالصحابة‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(حرفَالواو)َََ َ‬
‫[أبوَوائلَالسدي]ََ َ‬
‫أبو وائل األسدي‪ ،‬سفيان بن سلمة؛ له رواية عن ابن مسعود‪.‬‬
‫عنه‪ :‬واتلة بن علقمة‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬املؤيد باهلل‪.‬‬
‫(فصلَاملبهمات)َََ َ‬
‫أهملته؛ إذه ليس فيه مثري فائدة‪.‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ294‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫(فصلَيفَالنساءَالصحابيات) َ‬
‫(حرفَاهلمزة)َََ َ‬
‫[أمساءَبن َأبيَبكر]ََ َ‬
‫أمساء بنت أبي بكر‪ ،‬زَوهج الزبري بن العوام‪ ،‬مانت من قدماء اإلسالم واهلجرة‪،‬‬
‫شهدت مثرياً من املشاهد مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وشهدت مع‬
‫زوجها الريمو ‪ ،‬وشهدت الفتو مع ابنها عبداهلل؛ ومان عمر يفرض هلا يف ديـوان‬
‫عـن أبيها‪ ،‬وأخذ عنها سعيـد بن‬ ‫العطاء ألفاً؛ ومانت تعى الرؤيا‪ ،‬أخذت ذل‬
‫املسي ؛ وتُسمى ذات النطاقني(‪ ،)817‬لشقنها نطاقها للنيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‬
‫يف اهلجرة‪ ،‬وملا طلقها الزبري أقامت مع ابنها عبداهلل مبكة حتى قُتل‪ ،‬وماتت بعده‬
‫وسبعني‪ ،‬وقد بلغت مائة سنة‪.‬‬ ‫ليال‪ ،‬سنة تال‬ ‫بثال‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واجلماعة ‪.‬‬
‫[أمساءَبن َعَمَيَس]ََ َ‬
‫أمساء بنت عُ َميهس ‪ -‬بضم املهملة األوىل ‪ -‬اخلَثه َع ِمَّية‪ ،‬أسلمت مع زوجها جعفرٍ‬
‫عَلَيهه السَّالم‪ ،‬وهاجرت اهلجرتني‪ ،‬وتزوجها بعد جعفرٍ‪ :‬أبو بكر‪ ،‬فولدت له حممداً‪،‬‬
‫تم تزوجها أمـري املؤمنني عَلَيهه السَّالم بعد موت فاطمة ‪ -‬عليها السـالم ‪ -‬فولدت‬
‫له ىيى‪ ،‬وهي القابلة للثسنني عَلَ هيهَم السَّالم؛ ومانت من خواص أهل البيت‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬

‫(‪ )817‬ـ « النِّطَاقُ‪ :‬مَا تَشُدُّ به املرأةُ وَسطَهَا عند معاناة األَشغال؛ لرتفعَ به توبَهَا‪ ،‬وذات النطاقني‪:‬‬
‫ألَنَّها قطعت نطاقها نصفني عند مهاجرة رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫هي أمساء‪ ،...،‬مسيت بذل‬
‫ولله وسلم‪ ،‬فَشَدَّت بأحدهما قربته‪ ،‬وبالخر سفرته‪ ،‬فسـماها رسـول اهلل صـلى اهلل عليـه وللـه‬
‫وسلم يومئـذ‪(( :‬ذات النطـاقني))‪ ،‬وقيـل‪ :‬شَـدَّت بأحـدهما سـفرته‪ ،‬وبـالخر وسـطها لعمـل‬
‫الشغل»‪ .‬انتهى بتصرف من جامع األصول (‪.)145/9‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ295‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫تُوفيت بعد علي عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫روى عنها أوالدها‪ :‬عبداهلل‪ ،‬وعون‪ ،‬ابنا جعفر بن أبي طال ‪ ،‬وحممـد بـن أبـي‬
‫بكر‪.‬‬
‫أخرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫[أمساءَبن َالنعمان]ََ َ‬
‫أمساء بنت النعمان‪ ،‬تزوج بها النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فلما دخلت عليه‬
‫استعاذت منه‪ ،‬فصرف وجهه عنها‪ ،‬وقال‪(( :‬أَمِنَ عائذ اهلل؛ احلقي بأهل ))‪،‬‬
‫ومانت مغرورة(‪)818‬؛ ذمرها اهلادي عَلَيهه السَّالم(‪.)819‬‬
‫َّ‬
‫َيزيدَبنَالسكَن]ََ َ‬
‫َ‬ ‫[أمساءَبن‬
‫أمساء بنت يزيد بن السَّ َكن األنصارية‪ ،‬خطيبة النساء ورسولتهنّ إىل رسول اهلل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام شهدت الريمو ‪ ،‬وقتلت تسعة بعمود خبائها‪.‬‬
‫ش ‪.‬‬
‫عنها‪ :‬جماهد‪ ،‬وشَههرُ بن حَوه َ‬
‫أخرج هلا‪ :‬حممد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫(حرفَالباءَاملوحدة)َََ َ‬
‫[بَرَيَرَة]ََ َ‬
‫َبرِيه َرة ‪ -‬مبهملتني بينهما حتتية ‪ -‬اشرتتها عائشة‪ ،‬وشرط أهلها والءها‪ ،‬فقال النيب‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬الوالء ملن أعتق))‪ ،‬وتبتت فيها سنن مثرية‪.‬‬

‫(‪ )818‬ـ قال اإلمام اهلادي إىل احلق املبني عليه السالم‪« :‬ومانت عائشة بنت أبي بكر قـد قالـت‬
‫فقـولي‬ ‫هلا‪ :‬إن أردت أن حتظي عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى لله وسلم فإذا مد يده إلي‬
‫جهَـ ُه عنهـا‪ ،‬وقـال ‪(( :‬أمـن عائـذ اهلل‪ ،‬احلقـي‬
‫ف َو ه‬
‫ت ما َأ َم َر هتهَـا‪َ ،‬فصَـ َر َ‬
‫‪ :‬أعو ُذ باهلل من َ‪ .‬ففعل ه‬
‫بأهل ))»‪.‬‬
‫(‪ )819‬ـ األحكام (‪.)456/1‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ296‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫قال اإلمام اهلادي إىل احلق عَلَيهه السَّالم‪ :‬فكان فيها مـن الـنيب صـلى اهلل‬ ‫قل ‪:‬‬

‫عليه ولله وسلم أربع سنن‪ ،‬فأوهلن‪ :‬أن عائشة اشرتتها واشرتط عليها الـذي باعهـا‬
‫أن الو الء له‪ ،‬فقــال الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪(( :‬الـوالء ملـن أعتـق))‪،‬‬
‫للـنيب صـلى اهلل عليـه وللـه‬ ‫وتُصُدِّق(‪ )820‬على بريرة بشيء‪ ،‬فذمرت عائشة ذل‬
‫وسلم فقال‪(( :‬هو عليها صدقة‪ ،‬ولنا هديّة)) وأمل منه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫‪ :‬ويف هذا دليل على أن نساء النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام لسن من للـه؛‬ ‫قل‬

‫ألن الصدقة حمرّمة على لل حممد ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهه وعلـيهم ‪ -‬وعلـى مـواليهم؛‬
‫وهلذا مََن َع منها أبا رافع ملا مان من مواليهم‪.‬‬
‫قال اإلمام اهلادي عَلَيهه السَّالم‪ :‬والثالثة‪ :‬مان هلا زوج فخيّرها رسول اهلل صَلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام بعد العتق‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬والرابعة‪ :‬أنه مل جيعل بيعها طالقها‪..‬إىل لخر مالمه عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫وقال يف اإلصابة(‪ :)821‬وقد مجع بعض األئمة فوائد هذا احلديث فـزادت علـى‬
‫تالمثائة‪ ،‬وخلصتها يف فتح الباري‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪ :‬عدّد مثرياً منها يف متاب (املكاتـ ) [ج‪/5‬صـفثة ‪ ،)822( ]141‬وبعضـها‬ ‫قل‬

‫التار البن جرير(‪.)823‬‬ ‫بعيد؛ وذمر أنه خلصها يف متاب تهذي‬

‫(‪ )820‬ـ هذه الثانية‪.‬‬


‫(‪ -)821‬اإلصابة (‪ ،)535/7‬رقم (‪.)10928‬‬
‫(‪ )822‬ـ الطبعة األوىل‪ ،‬من الطبعة املريية ببـوالق مصـر‪ ،‬سـنة (‪1300‬ه)‪ ،‬وعـدَّد بعضًـا منهـا‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫يف متاب الطالق (‪( ،)361/9‬الطبعة املريية)‪ ،‬و(‪ ،)514/9‬ط‪( :‬دار الكت‬ ‫مذل‬
‫(‪ -)823‬قال ابن حجر يف فتح الباري شر البخاري‪« :‬قال النـووي‪ :‬صـنف فيـه ابـن خزميـة‪،‬‬
‫وابن جرير تصنيفني مبريين أمثرا فيهما من استنباط الفوائد منها‪ ،‬فذمرا أشياء‪ .‬قال ابـن حجـر‪:‬‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ297‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫قال ابن حجر(‪ :)824‬وقد بل بعـض املتـأخرين الفوائـد مـن حـديث بريـرة إىل‬
‫للذي صنف يف الكالم على‬ ‫أربعمائة‪ ،‬أمثرها مستبعد متكلنف؛ مما وقع نظري ذل‬
‫حديث اجملامع يف رمضان‪ ،‬فبل به ألف فائدة وفائدة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫[بَسَرَةََبن َصفوان]َ َ‬
‫بُسه َرةُ (بضم املوحدة‪ ،‬ومهملتني أوالهما سامنة) بنت صفوان بن نوفل بن أسد‬
‫األسدية؛ مهاجرة‪ ،‬ابنة أخي ورقة بن نوفل؛ هلا أحد عشر حديثاً ‪.‬‬
‫عنها‪ :‬عبداهلل بن عمرو‪ ،‬ومروان‪ ،‬وعروة‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫وروي عنها خى مس الذمر؛ ورواته غري تقات(‪.)825‬‬
‫(حرفَاجليمَاملعجمة)َََ َ‬
‫َّ‬
‫[جَوَيَرَ َيةَبن َاحلارث]ََ َ‬
‫الْمُصه َط ِل ِقَّية‪ ،‬أم املؤمنني‪.‬‬ ‫جُ َويهرَِّية ‪ -‬على صيغة التصغري ‪ -‬بنت احلار‬
‫توفيت سنة ست ومخسني‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد بن منصور ‪ -‬على الصواب ‪ -‬واخلمسة‪.‬‬

‫التـار)‪،‬‬ ‫ت على مـالم ابـن جريـر مـن متابـه (تهـذي‬


‫ومل أقف على تصنيف ابن خزمية‪ ،‬ووقف ُ‬
‫وخلصتُ منه ما تيسر بعون اهلل تعاىل»‪ .‬انظر فتح البـاري (‪( ،)242-243/5‬متـاب املكاتـ )‪،‬‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫ط‪( :‬دار الكت‬
‫العلمية)‪..‬‬ ‫(‪ -)824‬فتح الباري البن حجر (‪ ،)243/5‬ط‪( :‬دار الكت‬
‫(‪ )825‬وقد استوفى العالمة احملقق السياغي رمحه اهلل تعاىل يف الـروض النضـري يف اجلـزء األول‬
‫مبا ال مزيد عليه‪ ،‬فلرياجع‪.‬‬ ‫البثث يف ذل‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ298‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫(حرفَاحلاءَاملهملة)َََ َ‬
‫[حبيبةَبن َسهل]ََ َ‬
‫حبيبة بنت سهل بن تعلبة النجارية‪ ،‬اليت اختلعت من تابت بن قيس‪ ،‬وقالت‪ :‬ال‬
‫أنا وال تابت‪.‬‬
‫روت عنها َعمه َرةُ بنت عبد الرمحن‪ ،‬وعبداهلل بن عمر‪.‬‬
‫وخرج هلا‪ :‬حممد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫َّ َّ‬
‫ذؤيبَالسعَدَ َية]ََ َ‬
‫َ‬ ‫[حليمةَبن َأبيَ‬
‫‪ -‬السعدية‪ ،‬أم النيب صَلاى‬ ‫‪ -‬وامسه عبداهلل بن احلار‬ ‫حليمة بنت أبي ذؤي‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام اليت أرضعته‪ ،‬ورأت له براهني من أعالم النبؤة؛ جاءت إليه‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يوم حنني‪ ،‬فقام إليها وبس هلا رداءه‪ ،‬فجلست عليه؛‬
‫روت عنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫وروى عنها‪ :‬عبداهلل بن جعفر؛ أفاده يف االستيعاب(‪.)826‬‬
‫وذمرها يف الطبقات يف ترمجة أم أمين‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬قال ابن اجلوزي‪ :‬قدمت حليمة على النيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫بعدما تزوج خدجية‪ ،‬وشكت جدب الـبالد‪ ،‬فكلنـم خدجيـة‪ ،‬فأعطتهـا أربعـني شـاة‬
‫وبعرياً؛ تم قدمت بعـد اهلجرة‪ ،‬فأسلمت‪ ،‬وبايعت‪ ،‬وأسلم زوجها احلـار ؛ وذمـر‬
‫القاضي عياض حنو ذل ‪ .‬انتهى املراد‪.‬‬
‫ومل يذمروا هلا وفاة‪ ،‬إال أنهم ذمروا بقاءها بعد وفاة الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام‪.‬‬

‫(‪ -)826‬االستيعاب (‪ ،)1812/4‬رقم الرتمجة (‪.)3300‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ299‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫[حفصةَبن َعمرَبنَاخلطاب]ََ َ‬
‫حفصة بنت عمر بن اخلطاب‪ ،‬أم املؤمنني‪ ،‬تزوجها صلى اهلل عليه ولله وسلم‬
‫سنة تال ‪ ،‬وطلقها؛ فبكى عمر‪ ،‬وحثا على رأسه الرتاب‪ ،‬وقال‪ :‬ما يعبأ اهلل بعمر‬
‫وابنته بعد هذا‪.‬‬
‫ويف الطبقات‪ :‬فنزل جىيل عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فقال‪ :‬إن اهلل يأمر أن تراجع حفصة‪،‬‬
‫فإنها َق َّوامَة صَ َّوامَة‪.‬‬
‫يف اجلنة‪.‬‬ ‫ابن عبد الى‪ ،‬وابن حجر بزيادة‪ :‬وإنها زوجت‬ ‫‪ :‬روى ذل‬ ‫قل‬

‫توفيت سنة مخس وأربعني‪.‬‬


‫خرج هلا‪ :‬حممد بن منصور‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[حَمَنَةَبن َجَحَش]َ َ‬
‫محنة (بفتح املهملة وامليم‪ ،‬فنون‪ ،‬فهاء ‪ -‬ويقال‪ :‬بسكون امليم ‪ )-‬بنت جثف‬
‫(بفتح اجليم‪ ،‬وبسكون املهملة‪ ،‬فمعجمة) األسدية‪ ،‬اليت مانت تستثاض‪.‬‬
‫روى عنها‪ :‬ابناها‪ :‬حممد‪ ،‬وعمران‪ ،‬ابنا طلثة‪ ،‬وزوجها طلثة‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬حممد بـن منصـور‪ ،‬واجلـامع الكـايف‪ ،‬واألربعـة إال الرتمـذي حـديث‬
‫االستثاضة‪.‬‬
‫(حرفَاخلاءَاملعجمة)َََ َ‬
‫[خدجيةَبن َخويلد]ََ َ‬
‫أم املؤمنني وسيدة النساء؛ سبقت مع أهل البيت السابقني ‪ -‬عليهم السالم ‪-‬؛‬
‫وإمنا ذمرتها هنا لئال يتوهم اإلهمال‪ ،‬ملا مان هذا حمل االسم ‪ -‬صلوات اهلل‬
‫وسالمه على زوجها‪ ،‬وعليها‪ ،‬وعلى ابنتها‪ ،‬وزوجها‪ ،‬وعلى بنيهم الطاهرين ‪.-‬‬
‫[خولةَبن َثعلبة]ََ َ‬
‫جادَِلة‪.‬‬
‫خولة بنت تعلبة بن أَصه َرم األنصارية‪ ،‬زوج أوس بن الصامت‪ ،‬الْمُ َ‬
‫روى عنها‪ :‬أبو العالية‪ ،‬ويوسف بن عبداهلل بن سلَام‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ300‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫خرج هلا‪ :‬حممد‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫[خولةَبن َاحلارثَاخلزاعية]ََ َ‬
‫اخلزاعية؛ مذا يف نسخة القاضي جعفر؛ والصواب جويرية‪،‬‬ ‫خولة بنت احلار‬
‫مما تقدم‪.‬‬
‫[خولةَبن َحكيم]ََ َ‬
‫خولة بنت حكيم‪ ،‬زوج عثمان بن مظعون َرضِـي اهلل عَنهـه؛ وهـي الـيت وهبـت‬
‫نفسها للنيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬مانت صاحلة فاضلة‪.‬‬
‫روى عنها‪ :‬سعد بن أبي وقاص حديث التعوّذ بكلمات اهلل عند الزوال(‪.)827‬‬
‫خرج هلا‪ :‬أبو طال ‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫[خولةَبن َعاصم]ََ َ‬
‫خولة بنت عاصم‪ ،‬زوج هالل‪ ،‬اليت نزلت بسببها لية اللعان‪ ،‬ملا قذفها زوجها‬
‫بن سثماء؛ رواه ابن عباس؛ مذا يف الطبقات ‪.‬‬ ‫بشري‬
‫(حرفَالراءَاملهملة)َََ َ‬
‫[رقيةَبن َرسولَاهللَ(صلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم)]ََ َ‬
‫رقية بنت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬توفيت يف وقعة بدر‪ ،‬جاء‬

‫(‪ )827‬ـ روى مسلم يف جامعه برقم (‪ ،)6878‬ط‪( :‬املكتبة العصريَّة) بإسناده إىل سَ هعدِ بهنِ َأبِـي‬
‫وَقااصٍ قَال‪ :‬سَمِعهتُ خَوهلَةَ بِنهتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ تَقُولُ‪ :‬سَمِعهتُ َرسُولَ اللاهِ صَلاى اللاهُ عَلَيهـهِ وَللَـهُ‬
‫ق لَـمه يَضُـرَّهُ‬
‫َوسَلامَ يَقُولُ‪(( :‬مَنه َن َزلَ مَ هنزِلًا تُمَّ قَالَ‪َ :‬أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللاهِ التَّامَّاتِ مِـنه شَـرِّ مَـا خَلَـ َ‬
‫شَيهءٌ حَتَّى َيرهتَثِلَ مِنه مَ هنزِلِهِ ذَلِ َ))‪.‬‬
‫عليه السالم يف األمالي يف (الباب التاسـع عشـر)‪ ،‬بـرقم (‪ ،)374‬عنهـا‬ ‫ورواه اإلمام أبو طال‬
‫خلَـقَ‬
‫بلفظ‪(( :‬مَا مِنه مُسهلِمٍ َن َزلَ مَ هنزِلًا فَيَقُول حِيهنَ يَ هن ِزلُ‪َ :‬أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللاهِ التَّامَّـةِ مِـنه شَـرِّ مَـا َ‬
‫(تالتًا) إِلاا ُأعِ هيذَ مِنه شَرِّ مَ هنزِلِهِ حَتَّى يَظْعَنَ عَنههُ))‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ301‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫البشري بالنصر حال دفنها؛ ومل يرتجم هلا يف الطبقات؛ ومأنه لالمتفاء بذمرها مع‬
‫أمها ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪ ،-‬ولعدم الرواية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫[الربيعَبن َمعوذ] َ‬
‫الربيع ‪ -‬بالتصغري‪ ،‬وتشديد الياء ‪ -‬بنت معوِّذ ‪ -‬بتشديد الواو ومسرها ‪ -‬ابن‬
‫عفراء األنصارية النجارية‪ ،‬من أهل بيعة الرضوان‪.‬‬
‫عنها‪ :‬أبو سلمة [بن عبد الرمحن بن عوف]‪ ،‬وعبداهلل بن حممد بن عقيل [بن أبي‬
‫طال ]‪.‬‬
‫أخرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬واملرشد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫ويف اجلداول واالستيعاب(‪ )828‬أنه روى عنها ابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪.‬‬
‫ومل يذمرها يف الطبقات‪.‬‬
‫سُئلت عن رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‪ ،‬فقالـت‪ :‬رأيـت الشـمس‬
‫طالعة(‪.)829‬‬
‫(حرفَالزايَاملعجمة)َََ َ‬
‫[زينبَبن َرسولَاهللَ(صلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم)]ََ َ‬
‫بنت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬أمى بناته؛ ولدت سنة تالتني‬ ‫زين‬
‫من عمره صلى اهلل عليه ولله وسـلم‪ ،‬تزوجها أبو العاص بن الربيع‪ ،‬ابن خالتها‬
‫هالة بنت خويلد؛ وقد تقدم ذمر إرجاعها إليه يف ترمجته‪.‬‬
‫توفيت سنة مثان‪ ،‬ونزل أبوها صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف قىها ‪ -‬رضوان اهلل‬
‫وسـالمه عليها ‪ -‬وابنتها أمامـة‪ ،‬تزوجها أمري املؤمنني عَلَيهـه السَّـالم بوصيّــة مـن‬

‫(‪ -)828‬االستيعاب (‪ ،)1837/4‬رقم الرتمجة (‪.)3336‬‬


‫(‪-)829‬االستيعاب (‪.)1838/4‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ302‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫فاطمة عَلَ هيهَا السَّالم ومـان صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام ىبهـا(‪ ،)830‬وىملـها يف‬
‫الصالة‪ ،‬وأهديت إليه قالدة‪ ،‬فقال‪(( :‬ألدفعها ألح ّ أهلي إليّ))‪.‬‬
‫فقال النساء‪ :‬ذهبت بها ابنة أبي قثافة؛ فدعا النيب صلى اهلل عليـه وللـه وسـلم‬
‫أمامة‪ ،‬فأعلقها يف عنقها ‪.‬‬
‫‪ :‬وىمل على أنها أح ّ ممن هو دونها يف املنزلة‪.‬‬ ‫قل‬

‫وروي أن أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم ملا حضرته الوفاة قال ألمامة‪ :‬إني ال لمن أن‬
‫يف الرجال حاجة فقـد رضـيت‬ ‫هـذا الطاغية ‪ -‬يع معاوية ‪ -‬فإن مان ل‬ ‫‪،‬طب‬
‫املغرية بن نوفل عشرياً‪.‬‬ ‫ل‬
‫معاوية إىل مروان يأمره أن ‪،‬طبها عليـه‪ ،‬ويبـذل مائـة‬ ‫فلما انقضت عدتها مت‬
‫ألف دينار؛ فلما خطبها أرسـلت إىل املغرية‪ :‬إن هذا قد أرسل ‪،‬طب ؛ فإن مان ل‬
‫بنا حاجة فأقبل‪.‬‬
‫فأقبل وخطبها من احلسن بن علي ‪ -‬عَلَ هيهَما السَّالم ‪-‬؛ فزوجها منه‪.‬‬
‫أخرجه ابن عبد الى(‪ ،)831‬وابن حجر(‪.)832‬‬
‫بن عبد املطل ‪.‬‬ ‫‪ :‬هو املغرية بن نوفل بن احلار‬ ‫قل‬

‫[زينبَبن َأمريَاملؤمننيَ(ع)]ََ َ‬
‫بنت أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم سبطة رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‬ ‫زين‬
‫زوجها أبوها عَلَيهه السَّالم ابن أخيه عبداهلل بن جعفر ‪ -‬رضي اهلل تعاىل عنهم ‪-‬‬

‫(‪ )830‬ـ أي أُمامَة ‪ -‬سالم اهلل تعاىل عليها‪.-‬‬


‫(‪ )831‬ـ االستيعاب البن عبد الى (‪ ،)1789/4‬يف ترمجة أُمَامَة بنت أبـي العـاص رمحهمـا اهلل‬
‫تعاىل رقم (‪.)3236‬‬
‫(‪ )832‬ـ اإلصابة البن حجر (‪ ،)503/7‬رقم الرتمجة (‪.)10822‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ303‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫وهلا منه أوالد؛ وهلا مالم ليزيد‪ ،‬وعبيداهلل بن زياد‪ ،‬يدل على بالغة‪ ،‬وعلم وعقل‪،‬‬
‫ورباطة جأش‪ ،‬وقوة جنان؛ وال غرو فالثمرة من الشجرة ‪ -‬صلوات اهلل وسالمه‬
‫على لبائها وعليها ‪.-‬‬
‫ومن مالمها‪ :‬أظننت يا يزيد حني أخذت علينا أقطار األرض‪..‬إىل قوهلا‪ :‬أنّ بنـا‬
‫على اهلل هواناً‪ ،‬وب َ عليه مرامة‪ ،‬فشـمختَ بأنفـ َ‪ ،‬ونظـرت يف عطفـ ؟ فمهـالً‬
‫مهالً؛ أنسيت قول اهلل‪ { :‬وَلَا يَثهسَبَنَّ الاذِينَ مَفَرُوا أَنَّمَا نُمهلِي لَهُمه خَيهرٌ لِأَنهفُسِهِمه إِنَّمَا‬
‫نُمهلِي لَهُمه لِيَزهدَادُوا إِتهمًا وَلَهُمه عَذَابٌ مُهِنيٌ} [لل عمران‪.]178:‬‬
‫‪..‬إىل قوهلا‪ :‬تم تقول غري متأتم‪:‬‬
‫تـــم قـــالوا يـــا يزيـــد ال شـــلل‬ ‫ألهلنــــوا واســــتهلوا فرحــــاً‬
‫منثنياً على تنايا أبي عبداهلل‪ ،‬سيد شباب أهل اجلنة‪ ،‬تنكثها مبخصرت ؛ وميف‬
‫دماء ذرية حممد‬ ‫حة(‪ ،)833‬واستأصلتَ الشأفة‪ ،‬بإراقت‬
‫وقد نكأت القَره َ‬ ‫ال تقول ذل‬
‫صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وجنوم األرض من لل عبد املطل ؟ وتهتـف بأشـياخ‬
‫شللت وبكمـت‪ ،‬ومل تكـن‬ ‫زعمتَ تناديـهم‪ ،‬ولرتدنّ وشيكاً موردهم‪ ،‬ولتودن أن‬
‫دماءنا‪،‬‬ ‫مبن سف‬ ‫قلتَ ما قلتَ؛ اللهم خُذه حبقنا‪ ،‬وانتقم من ظاملنا‪ ،‬وأحلل غضب‬
‫وقتل محاتنا؛ وسرتدن على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام مبـا حتمّلـتَ مـن‬
‫دماء ذريته‪ ،‬وانتهكت مـن عرتتـه‪ ،‬يف حرمتـه وحلمـه‪ ،‬وليخصـمن ‪ ،‬حيـث‬ ‫سف‬
‫جيمـع اهلل مشلهم‪ ،‬ويلم شعثهم‪ ،‬ويأخذ حبقهـم؛ { َولَـا تَثهسَـبَنَّ الاـذِينَ قُتِلُـواْ فِـي‬
‫بـاهلل حكمـاً‪،‬‬ ‫سَبِيلِ اللنهِ أَمهوَاتًا َبله أَحهيَاءٌ عِندَ رَِّبهِمه يُ هرزَقُونَ ‪ -‬فَـ ِرحِنيَ}؛ وحسـب‬

‫شرَها) مُطلقًا‪ ،‬أَو قَشَرها (قَبهـلَ أَن تَبهـرأَ فَنَـدِيهتَ)‬


‫(‪ )833‬ـ «( نَ َكأَ ال َقرهحَةَ ممَنَعَ) يَنهكَؤُها نَ ْكأً‪( :‬قَ َ‬
‫بالكسر»‪ .‬اهـ من تاج العروس (‪.)469/1‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ304‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫من رقاب املسلمني‪ ،‬أن‬ ‫وحممد خصيماً‪ ،‬وجبىيل ظهرياً؛ وسيعلم من بوأ وأمكن‬
‫ضعَفُ جُندًا}‪.‬‬
‫{ بِ هئسَ لِلظااِلمِنيَ بَدَلًا}‪ ،‬وأنَّكم { شَرٌّ َّمكَانًا وََأ ه‬
‫انتهى املراد من مالمها باختصار؛ ومتامه يف احلدائق الوردية(‪.)834‬‬
‫وقال يف اإلصابة(‪( :)835‬ومالمها ليزيد بن معاوية‪.‬‬
‫ل وقوة جََنان)‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬مشهور‪ ،‬يدل على عَقْ ٍ‬
‫سالم اهلل عليها‪.‬‬
‫ومل يرتجم هلا يف الطبقات‪ ،‬واجلداول؛ لعـدم الروايـة؛ ولكـن ال ىسـن إهمـال‬
‫مثلها‪.‬‬
‫[زينبَبن َجحش]ََ َ‬
‫بنت جثف األسدية‪ ،‬أم املؤمنني‪.‬‬ ‫زين‬
‫‪ :‬زوّجها اهلل سبثانه رسوله صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام سنة تال ‪ ،‬وقيــل‪:‬‬ ‫قل‬

‫سنة مخس‪ ،‬وهي يف مخس وتالتـني‪ ،‬وأمهـا أُ َميهمَـةُ بنـت عبـد املطلـ ‪ ،‬وأنـزل اهلل‬
‫سبثانه يف تزوجيها‪ { :‬مَـا مَانَ مُثَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنه رِجَالِكُمه} [األحـزاب‪ ،]40:‬ألن‬
‫ح َّر َم حممدٌ نساءَ الولد‪ ،‬وقد تزوج امرأة ابنه‪.‬‬
‫املنافقني قالوا‪َ :‬‬
‫قال ابن عبد الى(‪ :)836‬وقـال اهلل تعـاىل‪{ :‬ادهعُـوهُمه لِآبَـائِهِمه} [األحـزاب‪،]5:‬‬
‫فدعي من يومئذ زيد بن حارتة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫عنـد‬ ‫ويف خى تزوجيها‪ :‬فبينا رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام يتثـد‬
‫إىل زينـ‬ ‫عائشة‪ ،‬إذه أخذتـه غشية فسرّي عنه‪ ،‬وهو يتبسم‪ ،‬ويقول‪(( :‬مـن يـذه‬

‫(‪ -)834‬احلدائق الوردية (‪.)218/1‬‬


‫(‪ -)835‬اإلصابة (‪ ،)684/7‬رقم (‪.)11261‬‬
‫(‪ )836‬ـ االستيعاب (‪.)1850/4‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ305‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫يبشرها ‪ -‬وتال ‪ { -‬وَإِذه تَقُولُ لِلاذِي أَنهعَمَ اللاهُ عَلَيههِ وَأَنهعَمهـتَ عَلَيهـهِ أَمهسِـ ْ عَلَيهـ َ‬
‫زَوهجَ َ}‪...‬الية)) [األحزاب‪.]37:‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬فأخذني ما قرب وما بعد؛ ملا بلغنا من مجاهلا؛ وأخرى‪ ،‬هي أعظـم‬
‫وأشرف ما صنع هلا‪ ،‬زوجها اهلل من السماء‪.‬‬
‫ص َّوامَ ًة َق َّوامَ ًة‪ ،‬صَـَناعًا(‪،)837‬‬
‫وروي عن أم سلمة أنها قالت فيها‪ :‬ومانت صاحلة َ‬
‫مله على املسامني‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫تصدق بذل‬
‫توفيت سنة عشرين‪ ،‬قال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام لنسائه‪(( :‬أسـرعكنّ حلوقـاً‬
‫بي أطولكنّ يداً))‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬فكن يتطاولن أيتهنّ أطـول يـداً‪ ،‬فكانـت زينـ ؛‬
‫ألنها مانت تعمل بيـدها وتتصدق‪ ،‬ومان عطاؤها ات عشر ألفاً‪ ،‬مل تأخذه إال عاماً‪،‬‬
‫وجعلت تقول‪ :‬اللهم ال تدرم هذا املال فإنه فتنة؛ تم قسمته يف أهل رمحها‪ ،‬وأهل‬
‫رضوان اهلل عليها‪.‬‬ ‫احلاجة؛ فبل عمر‪ ،‬فأرسل بألف تستبقيها؛ فسلكت بها ذل‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[زينبَبن َأمَسلمة]ََ َ‬
‫بنت أم سلمة املخزومية‪ ،‬ربيبة النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مانت‬ ‫زين‬
‫فقيهة عاقلة؛ هلا رواية عن أمها أم سلمة ‪ -‬رضي اهلل تعاىل عنهما ‪ -‬دخلت على‬
‫النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وهو يغتسل‪ ،‬فأخذ بيده ماء فنضثه يف وجهها‪ ،‬فلم‬
‫يزل الشباب يف وجهها حتى عجزت‪.‬‬
‫وسبعني‪.‬‬ ‫توفيت سنة تال‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬

‫(‪ )837‬ـ «امرأ ٌة صَناعُ اليدَيهن ‪ ،‬مَسَثَابٍ‪ -‬وقد تُفرَد‪ ،‬فيُقال‪ :‬صَناعُ اليدِ‪ ،‬أي حاذِقَةٌ ما ِهرَةٌ بعمَـلِ‬
‫اليدَيهن»‪ .‬اهـ تاج العروس (‪.)368/21‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ306‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫عنها‪ :‬عروة‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد الرمحن؛ مذا يف الطبقات‪.‬‬
‫ويف اإلصابة(‪ :)838‬وقد حفظت عن النيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام وروت‬
‫عنه‪ ،‬وعن أزواجه‪ :‬أمها‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأم حبيبة‪.‬‬
‫وعنها‪ :‬ابنها أبو عبيدة‪.‬‬
‫إىل قوله‪ :‬وزين العابدين ‪.‬‬
‫(حرفَالسنيَاملهملة)َََ َ‬
‫[سعدىَبن َعوف]ََ َ‬
‫سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان ا ْلمُرِّيَّة‪.‬‬
‫عن زوجها طلثة(‪ ،)839‬وعمر‪.‬‬
‫وعنها‪ :‬ابنها ىيى‪ ،‬واهليثم موىل سعد‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املرشد باهلل‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫[سودةَبن َزمعة]ََ َ‬
‫(‪)840‬‬
‫بن قيس بن عبد مشس القرشية العامرية‪ ،‬أم املؤمنني؛‬ ‫سودة بنت َزمه َعة‬
‫تزوجها النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بعد خدجية َرضِي اهلل عَنههما هاجرت‬
‫اهلجرتني‪ ،‬أراد صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فراقها لكىها‪ ،‬فقـالت‪ :‬إني أريد أن‬
‫أحشر يف نسائ ؛ ووهبت نوبتها لعائشة؛ وقد ذمر معنى هذا اإلمام اهلادي إىل احلق‬

‫(‪ -)838‬اإلصابة (‪ ،)675/7‬رقم (‪.)11235‬‬


‫(‪ )839‬ـ طلثة بن عبيداهلل‪.‬‬
‫(‪ )840‬ـ قال يف جامع األصول (‪« :)97/12‬زَمَعَة‪ :‬بفتح الزاي‪ ،‬وفتح املـيم‪ ،‬والعـني املهملـة‪.‬‬
‫وأمثر ما مسعنا أهل احلديث والفُقَهاء يقولون‪ :‬بسكون امليم»‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ307‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫عَلَيهه السَّالم(‪.)841‬‬
‫توفيت سنة مخس ومخسني على الصثيح(‪.)842‬‬
‫روى عنها ابن عباس‪ ،‬وىيى بن عبداهلل األنصاري‪.‬‬
‫خــرج هلــا اإلمامــان‪ :‬اهلــادي إىل احلــق‪ ،‬واملؤيــد بــاهلل ‪ -‬عَلَ هيهَمــا السَّــالم ‪،-‬‬
‫والبخاري‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫[سودةَبن َمشرح]ََ َ‬
‫سودة بنت مشر (بفتح امليم‪ ،‬ومعجمة سامنة‪ ،‬ومهملتني) روي أنها مانت‬
‫قابلة لفاطمة عَلَ هيهَا السَّالم‪ ،‬حني وضعت احلسن عَلَيهه السَّالم‪ ،‬فلفته يف خرقة‬
‫صفراء؛ فنزعها صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬ولفه يف خرقة بيضاء‪ ،‬ومسّاه احلسن‪.‬‬
‫عَلَيهه السَّالم(‪.)843‬‬ ‫وحنوه ذمر السيد أبو طال‬
‫[سَهَلَةَبن َسهيل]ََ َ‬
‫سهلة ‪ -‬بفتح املهملة‪ ،‬وسكون اهلاء ‪ -‬بنت سهيل بن عمرو القرشية العامرية‪،‬‬
‫امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة‪ ،‬هاجرت احلبشة‪ ،‬وولَدت حممداً بها؛ ذمرها‬
‫اإلمام اهلادي عَلَيهه السَّالم(‪ ،)844‬وقال‪ :‬تبنت ساملاً؛ روت عنها عائشة؛ وجزم به‬
‫عَلَيهه السَّالم يف الرضاع؛ وقد محل رضاع سامل ‪ -‬وهو مبري ‪ -‬على أنه رخصة‬

‫(‪ )841‬ـ األحكام (‪.)374/1‬‬


‫(‪ )842‬ـ ويف جامع األصول (‪ ،)97/12‬واإلصابة (‪ ،)721/7‬أنَّها توفيت سنة أربع ومخسني‪،‬‬
‫قال ابن حجر‪« :‬ورجثه الواقدي»‪ ،‬وقيل غري ذل ‪ .‬انظر‪ :‬سـري أعـالم النـبالء (‪ ،)265/2‬ط‪:‬‬
‫(الرسالة)‪.‬‬
‫(‪ -)843‬األمالي (ص‪ ،)153/‬رقم (‪( ،)119‬الباب السادس)‪.‬‬
‫(‪ )844‬ـ األحكام (‪( )484/1‬متاب الرضاع)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ308‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫خاصة هلا؛ للروايات الصثيثة أنه ال رضاع بعد فصال ‪ -‬أي احلولني‪.-‬‬
‫ومل يذمروا هلا وفاة يف الطبقات‪ ،‬وال االستيعاب‪ ،‬وال اإلصابة‪.‬‬
‫(حرفَالصاد)َََ َ‬
‫َّ‬
‫[صَفَ َيةَبن َحَيَيََبنَأَخَطَب]َ َ‬
‫‪ -‬مبعجمة بعد اهلمزة‪ ،‬تم‬ ‫صفية بنت حيي ‪ -‬بضم املهملة مصغراً ‪ -‬ابن أخط‬
‫موحدة ‪ -‬اإلسرائيلية اهلارونية‪ ،‬أم املؤمنني؛ واتفق زيد بن علي‪ ،‬واهلادي‪ ،‬واملؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬والبخاري(‪ ،)845‬أن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام تزوجها‪ ،‬وجعل‬
‫عتقها صداقها‪.‬‬
‫توفيت سنة مخسني‪ ،‬ودفنت بالبقيع‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬األئمة األربعة‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫وروي أن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام دخل على صـفية وهـي تبكـي‬
‫فقال‪(( :‬ما يبكي ؟))‬
‫قالت‪ :‬بلغ أن عائشة وحفصة تقوالن‪ :‬حنن خري مـن صـفية؛ حنـن بنـات عـمّ‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وأزواجه‪.‬‬
‫قال‪(( :‬أال قلت هلن‪ :‬ميف تكن خرياً م وأبي هارون‪ ،‬وعمي موسى‪ ،‬وزوجي‬
‫حممد؟)) ذمره يف االستيعاب(‪ )846‬وغريه‪.‬‬
‫[صفيةَبن َعبدَاملطلب]ََ َ‬
‫بن هاشم‪ ،‬عمة رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‬ ‫صفية بنت عبد املطل‬
‫شقيقة محزة‪ ،‬وأم الزبري؛ أسلمت وروت‪.‬‬

‫(‪ )845‬ـ صثيح البخاري رقم (‪ ،)371‬ط‪( :‬العصرية)‪.‬‬


‫(‪ -)846‬االستيعاب (‪ ،)1872/4‬رقم الرتمجة (‪.)4005‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ309‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫روي(‪ )847‬أن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ملا خرج إىل اخلندق‪ ،‬جعـل‬
‫نساءه يف حصن يقال له‪ :‬فارع‪ ،‬وجعل فيه حسان؛ فجاء يهودي فرقى احلصن‪.‬‬
‫قالت صفية‪ :‬فأطل علينا‪ ،‬فقلت حلسان‪ :‬قم فاقتله‪.‬‬
‫يفّ منت مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬لو مان ذل‬
‫قالت‪ :‬فقمت إليه فضربته‪ ،‬حتى قطعت رأسه‪ ،‬وقلت حلسان‪ :‬قم فاطر رأسـه‬
‫على اليهود ‪ -‬وهم أسفل احلصن ‪.-‬‬
‫فقال‪ :‬واهلل ما ذا ‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فأخذت رأسه فرميته عليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد علمنا أن هذا مل يكن ليرت أهله‬
‫ليس معهم أحد؛ فتفرقوا‪.‬‬
‫وهي أول امرأة قتلت مافراً‪.‬‬
‫وروي(‪ )848‬أنها جاءت يوم أحد‪ ،‬لتنظر إىل أخيها؛ فلقيها الزبري‪ ،‬فقال‪ :‬أي أمَّه‪،‬‬
‫إن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يأمر أن ترجعي‪.‬‬
‫يف اهلل؟! فما أرضـاني مبـا مـان مـن‬ ‫قالت‪ :‬ومل وقد بلغ أنه مُثّل بأخي‪ ،‬وذل‬
‫ذل ؛ ألصىنّ وأحتسنب إن شاء اهلل‪.‬‬
‫فجاء الزبري فأخىه؛ فقال‪(( :‬خل سبيلها))‪ ،‬فأتت إليه واستغفرت له‪.‬‬
‫ومما َرَتته به صفيةُ رسولَ اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام(‪:)849‬‬
‫شمهسُ ـهُ َومَ ـانَ مُضِ ـيا‬
‫مُ ـ ِّو َرته َ‬ ‫إِ َّن َيوهمًـ ـا أَتَـ ـى عَ َليهـ ـ َ َليَـ ـوهمٌ‬

‫(‪-)847‬اإلصابة (‪ ،)744/7‬رقم الرتمجة (‪.)11405‬‬


‫(‪ -)848‬انظر اإلصابة (‪.)745/7‬‬
‫(‪ -)849‬اإلصابة (‪.)745/7‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ310‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫وسبعون سنة‪ ،‬ودفنت بالبقيع رضـي اهلل تعـاىل‬ ‫توفيت سنة عشرين‪ ،‬وهلا تال‬
‫عنها‪.‬‬
‫ومل يرتجم هلا يف الطبقات‪.‬‬
‫َّ َّ‬
‫ماءََبن َبَسَر]َ َ‬ ‫[الص َ‬
‫َ‬
‫الصَّ َّماء بنت بُسهر (مبوحدة مضمومة‪ ،‬فمهملتني أوالهما سامنة) املازنية؛ هلا‬
‫رواية عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وعن عائشة‪.‬‬
‫عنها‪ :‬ابن أخيها بسر بن عبداهلل‪ ،‬عند املرشد باهلل امسها بُهية ‪ -‬بضم املوحدة ‪-‬‬
‫ومل يذمروا هلا وفاة‪.‬‬
‫(حرفَالعنيَاملهملة)َََ َ‬
‫[عائشةَبن َأبيَبكر]ََ َ‬
‫عائشة بنت أبي بكر‪ ،‬أم املؤمنني؛ عقد بها رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‬
‫مبكة‪ ،‬وبنى بها باملدينة‪ ،‬وهي بنت تسع سنني‪ ،‬وتويف الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام وهي يف مثان عشرة سنة؛ وفيها ورد‪(( :‬أيتكن تنبثها مالب احلوأب))‬
‫مبهملة؛ ويف رواية ((إيا أن تكونيها يا محرياء))‪ ،‬فلما بلغته‪ ،‬سألت عنه؛ فقيل‪:‬‬
‫اجلوأب باجليم؛ ومانت أول مذبة يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ :‬ويف االستيعاب(‪ :)850‬بسنده إىل ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫قل‬

‫عليه ولله وسلم‪(( :‬أيتكن صاحبة اجلمل األدب ‪ ،‬يُقتل حوهلا قتلـى مـثري‪ ،‬وتنجـو‬
‫بعدما مادت))‪ ،‬وهذا احلديث من أعالم نبوته صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫(‪ -)850‬االستيعاب (‪ ،)1885/4‬رقم الرتمجة (‪.)4029‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ311‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫ويف النهاية(‪ :)851‬قال لـبعض نسـائه‪(( :‬ليـت شـعري؛ أيـتكن صـاحبة اجلمـل‬
‫األدب ‪ ،‬تنبثها مالب احلوأب))‪ ،‬أراد (األدبَّ) فـأظهر اإلدغـام ألجـل احلـوأب؛‬
‫واألدبُّ الكثري َوبَر الوجه‪.‬‬
‫وقال فيها(‪ :)852‬احلوأب منزل بني مكة والبصرة؛ وهو الذي نزلتـه عائشـة‪ ،‬ملـا‬
‫جاءت إىل البصرة يف وقعة اجلمل‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وملا نبثتها مالبه‪ ،‬ومسعت أنه احلوأب‪ ،‬قالت‪ :‬رُدّوني رُدّوني‪.‬‬
‫فلفقوا هلا مخسني أعرابياً؛ فثلفوا أنه ليس به‪.‬‬
‫وهي معدودة من أصثاب األلوف؛ وملا خرجت على أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‬
‫أسرها وأحسن أسرها ‪ ،‬رعاية حلق رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫قال يف الطبقات‪ ،‬واجلداول‪ :‬قال املنصور باهلل وغريه من أئمتنا وشـيعتهم‪ :‬إنهـا‬
‫تبتت توبتها عن اخلروج على أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫‪ :‬ومانت تنشر فضائل أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم؛ وأنا أرى هلا منزلة ولطلثة‬ ‫قل‬

‫والزبري؛ ألنهم مل ىدّتوا عن رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام يف خـروجهم‪،‬‬
‫أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم مبا ‪،‬ل ولو رووا لضللوا األمة؛ ملكـانهم يف‬ ‫وال يف جان‬
‫ن؛ وأما غريهم‪ ،‬فلو روى مل يُصَدَّق؛ ممـا قـد‬
‫اإلسالم؛ وهذا يدل على حترّج وتَ َدُّي ٍ‬
‫‪.‬‬ ‫وقع ذل‬
‫وقد روي عن عائشة أنها منعت من دفـن احلسـن السـب عَلَيهـه السَّـالم جنـ‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وروي أنها مل متنع‪ ،‬وإمنا منـع بنـو أميـة؛ واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫احلديث واألتر البن األتري (‪.)428/2‬‬ ‫(‪ -)851‬النهاية يف غري‬


‫(‪ -)852‬النهاية (‪( ،)344/1‬باب احلاء مع الواو)‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ312‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫وأعدل األقوال عندي‪ ،‬ما قاله أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم يف شأنها‪( :‬وَأَمَّا عَائِشَةُ‬
‫سهَا عَلَيَّ َيغهلِي فِي جَوه ِفهَـا مَا ْلمِرهجَـلِ(‪،)853‬‬
‫َفأَ هد َر َمهَا رَأْيُ النِّسَاءِ‪ ،‬وَشَيءٌ مَانَ فِي َنفْ ِ‬
‫وَلَوه دُعِ َيته لِتَنَالَ مِنه غَيهرِي مَا َأَتته إِلَيَّ لَمه َت ْف َعله؛ وَ َلهَا َبعهدَ ذَلِـ َ حُرهمَُتهَـا األُوهلَـى‬
‫وَالْثِسَابُ عَلَى اللاهِ)‪.‬‬
‫أخرجه السيوطي يف مجع اجلوامع(‪ ،)854‬يف مسند أمري املؤمنني عَلَيهه السَّـالم مـن‬
‫طريق اإلمام ىيى بن عبداهلل بن احلسن‪ ،‬عن أبيه (ع)؛ وهو يف نهج البالغة(‪.)855‬‬
‫تُوفيت سنة مثان ومخسني عن مخس وستني‪.‬‬
‫روى عنها اجلم الغفري‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة؛ وهلا ذمر يف اجملموع‪ ،‬واألحكام‪،‬‬
‫أئمتنا؛ وخرج هلا اجلماعة‪.‬‬ ‫وغريهما من مت‬
‫[عصمةَالعوسجية]ََ َ‬
‫ساعات‪.‬‬ ‫تال‬ ‫عصمة العوسجية‪ ،‬هلا حديث وقوف املالئكة بإحصاء الذن‬
‫عنها‪ :‬أم الشعثاء‪.‬‬
‫‪ :‬معنى مـا يف األمـالي(‪( )856‬ج‪ 1‬ص‪ )200‬أن املَلَـ َ يتوقـف عـن متابـة‬ ‫قل‬

‫ساعات؛ فإن تاب فيها مل يوقف عليه‪.‬‬ ‫تال‬ ‫الذن‬

‫صده ِرهَا مَ ِمرهجَلِ‬


‫(‪ )853‬ـ يف منت النهج املطبوع‪ :‬وَأَمَّا فُلَانَةُ َفأَدهرَمَهَا رَأْيُ النِّسَاءِ‪ ،‬وَضِغهنٌ غَلَا فِي َ‬
‫الْقَيهن‪...‬‬
‫قال ابن أبي احلديد (‪« :)189/9‬والضِّغهن‪ :‬احلِ ْقدُ‪ ،‬والْ ِمرهجَل‪ِ :‬قدهرٌ مَبِيهـرَةٌ‪ ،‬وَالقَـيهن‪ :‬احلَـدَّاد‪ ،‬أي‬
‫حدِ هيدٍ»‪.‬‬
‫مغليان ِقدهرٍ من َ‬
‫(ع)‪ ،‬ط‪( :‬دار‬ ‫(‪ -)854‬مجع اجلوامع (‪ ،)310/13‬رقم (‪( ،)7343‬مسند علي بن أبـي طالـ‬
‫العلمية)‪.‬‬ ‫العلمية)‪ ،‬وانظر منهز العمال (‪ ،)77/16‬رقم (‪ ،)44209‬ط‪( :‬دار الكت‬ ‫الكت‬
‫(‪ -)855‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)189/9‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ313‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫وقال يف اجلداول‪ :‬ومل أقف هلا على خى‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املرشد باهلل‪.‬‬
‫هذه مجلة ترمجتها يف الطبقات‪.‬‬
‫‪ :‬يبثث إن شاء اهلل يف األمالي‪ ،‬ولعله وقع يف امسها غل ‪.‬‬ ‫قل‬

‫قد حبث؛ فوجد يف أمالي املرشد بـاهلل عَلَيهـه السَّـالم [ج‪/1‬صـفح ‪ ،]200‬عـن‬
‫سعيد بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬حدتت أم الشعثاء‪ ،‬عن أم عصـمة العوسـجية‪ ،‬قالـت‪ :‬قـال‬
‫ف‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪(( :‬ما من عبـد مسـلم يعمـل ذنبـاً إال َوقَـ َ‬
‫ساعـات‪ ،‬فإن استغفر اهلل مـن ذنبـه يف شـيء‬ ‫الْ َم َل ُ الْمُ َومالُ بإحصاء ذنوبه تال‬
‫الساعات مل يوقفه عليه ومل يعذبه عليه يوم القيامة))‪.‬‬ ‫من تل‬
‫(حرفَالفاء)َََ َ‬
‫(‪)857‬‬
‫]ََ َ‬ ‫[فاطمةَبن َأسدَأمَأمريَاملؤمننيَ(ع)‬

‫فاطمة بنت أسد بن هاشم‪ ،‬أول هامشية ولدت هامشياً‪ ،‬أم أمري املؤمنني ‪-‬‬
‫عليهما السالم ‪ ،-‬ومربية رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مانت من السابقات‬
‫إىل اإلسالم‪ ،‬بدرية‪ ،‬وأول مبايعـة؛ أوصت إىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام‪ ،‬وقبل وصيتها‪.‬‬
‫توفيت يف السنة الرابعة‪ ،‬ومفننها الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف قميصـه‪،‬‬
‫وقال‪(( :‬إمنا ألبستها لتكسى من حلل اجلنة))‪ ،‬وغسلها علي عَلَيهه السَّـالم‪ ،‬وصـلى‬
‫عليها النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ومى عليها أربعني تكبرية‪ ،‬وقيل له يف ذلـ ؛‬

‫(‪ )856‬ـ أمالي اإلمام املرشد باهلل عليه السالم (اخلميسية)‪.‬‬


‫(‪ -)857‬انظر أيضًا‪ :‬اإلصابة (‪ ،)60/8‬رقم (‪.)11584‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ314‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫فقال‪(( :‬مان ورائي أربعون صفاً من املالئكة‪ ،‬فكـىت لكـل صـف تكـبرية)) رواه‬
‫عَلَيهه السَّالم(‪.)858‬‬ ‫اإلمام أبو طال‬
‫‪ :‬وقد مََّب َر صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام على احلمزة سبعني تكبرية؛ وهذا يدلّ‬ ‫قلة‬

‫على أنه ال مانع من الزيادة على اخلمس‪ ،‬مما وردت الرواية الصثيثة؛ فمـا روي‬
‫من إمجاع أهل البيت على اخلمس‪ ،‬ىمل على منع النقص‪ ،‬أما الزيادة فـال؛ وهـذا‬
‫عارض‪.‬‬
‫ج َّزاها خـرياً‪،‬‬
‫قال يف الطبقات‪ :‬واضطجع صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف قىها وَ َ‬
‫منها‪ ،‬واضطجعت يف قىها؛ ليهـون‬ ‫وقال‪(( :‬إنه مل يكن أحد أبَرَّ بي بعد أبي طال‬
‫عليها ضغطة القى))‪.‬‬
‫‪ :‬وروى يف االستيعاب(‪ ،)859‬بسنده إىل ابن عباس َرضِي اهلل عَنههما قال‪ :‬ملا‬ ‫قل‬

‫ماتت فاطمة أم علي بن أبي طال ‪ ،‬ألبسها رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‬
‫قميصه‪ ،‬واضطجع يف قىها؛ فقالوا‪ :‬ما رأينا صنعت ما صنعت بهذه؟‬
‫أََب َّر بي منها؛ إمنا ألبستها قميصي لتُكسى‬ ‫فقال‪(( :‬إنه مل يكن أحدٌ بعد أبي طال‬
‫من حلل اجلنة‪ ،‬واضطجعت معها لُيهَوَّن عليها))‪.‬‬
‫‪ :‬أخرج الطىاني يف الكبري واألوس ‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬واحلامم‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قل‬

‫ملا ماتت فاطمة بنت أسد‪ ،‬دخل عليها رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فجلس‬
‫اهلل يا أمي بعد أمي))‪.‬‬ ‫عند رأسها فقال‪(( :‬رمح‬
‫وذمر تناءه عليها‪ ،‬وتكفينها بىده‪.‬‬

‫(‪ -)858‬األمالي (ط‪ /1‬ص (‪ ،)75‬رقم (‪( ،)27‬الباب الثاني)‪.‬‬


‫(‪ -)859‬االستيعاب (‪ ،)1891/4‬رقم الرتمجة (‪.)4052‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ315‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫قال‪ :‬تم دعا رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أسامة وأبا أيوب األنصاري‪،‬‬
‫وعمر بن اخلطاب‪ ،‬وغالماً أسـود‪ ،‬ىفرون‪ ،‬فثفـروا قىهـا؛ فلمـا بلغـوا اللثـد‪،‬‬
‫حفر ه رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بيده؛ فلما فر دخل رسول اهلل صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام فاضطجع فيه‪ ،‬تم قال‪(( :‬اهلل الذي ىيي ومييت‪ ،‬وهو حـي ال‬
‫واألنبيـاء‬ ‫خ َل َها‪ ،‬حبـق نبيئـ‬
‫سعه عليها مُـده َ‬
‫ميوت‪ ،‬اغفر ألمي فاطمة بنت أسـد‪َ ،‬و َو ِّ‬
‫الذين من قبلي))‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وهذا توسل باألموات‪ ،‬وال ميكن التثريف فيه‪ ،‬بأن املقصود بدعائهم؛ واألدلـة‬
‫مثرية‪ ،‬قد ذمرتها يف مواضع‪ ،‬منها‪ :‬شر الزلف(‪)860‬؛ ولكـن العنـاد ال‬ ‫على ذل‬
‫ينفع صاحبَهُ شيءٌ‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬
‫[فاطمةَبن َأبيَحَبَيَش]ََ َ‬
‫فاطمة بنت أبي حُبَيف ‪ -‬بضم املهملة صيغة التصغري ‪ -‬وامسه قيس بن املطل‬
‫بن أسد‪ ،‬األسدية‪ ،‬مهاجرية جليلة‪ ،‬وهي اليت استثيضت‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫[فاطمةَبن َقيس]ََ َ‬
‫فاطمة بنت قيس‪ ،‬عنها‪ :‬أبو بكر بن عبداهلل بن أبي اجلهم؛ أخت الضثا ‪ ،‬من‬
‫املهاجرات األوالت‪ ،‬وهي اليت جاءت النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام مستشرية‪،‬‬
‫فقال‪(( :‬أنكثي أسامة))‪ ،‬فنكثته‪ ،‬فاغتبطت‪ ،‬ومانت ذات عقل وافر‪.‬‬

‫(‪ -)860‬انظر التثـف شـر الزلـف (ط‪/1‬ص‪( ،)163‬ط‪ /2‬ص‪( ،)250‬ط‪ /3‬ص‪،)347‬‬
‫ومذا انظر الرسالة الصادعة بالدليل‪ ،‬املطبوعة ضمن جممع الفوائد‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ316‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫‪ :‬واســتدلوا بهــذا علــى جــواز اخلطبــة علــى اخلطبــة قبــل الرتاضــي؛ ويف‬ ‫قلة‬

‫لنفسه بعد اخلطبة‪ ،‬واملستشار؛ فال غضاضـة‬ ‫االستدالل به نظر؛ للفرق بني اخلاط‬
‫لنفسه‪.‬‬ ‫يف حقه‪ ،‬مما يف حق اخلاط‬
‫وأيضاً؛ فإنه ملا أشار برتمهم‪ ،‬أبطل خطبتهم؛ فكأنها مل تكـن؛ وأيضـاً‪ ،‬فغايـة مـا‬
‫ميكنهم االستدالل أن ختص مثل هذه الصورة‪ ،‬وهي أنها متى استشارت جاز ملشري‬
‫لغريه؛ ال أنه جيوز لكل أحد‬ ‫إن مل يكن يصلح و‪،‬ط‬ ‫أن يشري عليها برت اخلاط‬
‫لنفسه أو لغريه‪ ،‬بعد اخلطبة‪ ،‬قبل الرتاضي‪ ،‬على اإلطالق؛ فتأمل؛ مع أن‬ ‫أن ‪،‬ط‬
‫املرؤة تأبى ذل ‪.‬‬
‫وهي اليت تذمر يف السكنى والنفقة للمطلقة بائناً‪.‬‬
‫توفيت بعد اخلمسني‪.‬‬
‫أخرج هلا‪ :‬حممد‪ ،‬واملؤيد باهلل‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[فاطمةَبن َحممدَالرسولَصلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم)] َ‬
‫فاطمة بنت حممد الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫‪ :‬ذمرها هنا يف الطبقات‪ ،‬وقد سبقت عَلَ هيهَا السَّالم‪.‬‬ ‫قل‬

‫(حرفَامليم)َََ َ‬
‫َّ‬
‫[مسةَالزدية]ََ َ‬
‫مُسَّة (بضم امليم‪ ،‬وتشديد املهملة‪ ،‬تم هاء) أم بُسَّة ‪ -‬باملوحدة‪ ،‬مثلها ‪ -‬األزدية‪.‬‬
‫روت عن أم سلمة حديثها يف احليض‪.‬‬
‫وعنها‪ :‬أبو سهل مَِثيهرُ بن زياد‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واألربعة إال النسائي‪.‬‬
‫[ميمونةَبن َاحلارثَاهلاللية]ََ َ‬
‫اهلاللية‪ ،‬أم املؤمنني؛ تزوجها صلى اهلل عليه ولله وسلم يف‬ ‫ميمونة بنت احلار‬
‫عمرة القضاء‪ ،‬سنة سبـع بسَرِف (بفتح املهملة‪ ،‬ومسر الراء‪ ،‬ففاء) على عشرة‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ317‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫أميال من مكـة‪ ،‬وبنى بها هنال ‪ ،‬يف مرجعه من عمرته‪ ،‬وهما حالالن على‬
‫الراجح من روايتها(‪ ،)861‬وهي صاحبة القصة‪.‬‬
‫ورواية أبي رافع‪ ،‬وهو السفري بينهما‪ ،‬خالف رواية ابن عباس َرضِي اهلل عَنههمـا‬
‫املرجوحة‪.‬‬
‫‪ :‬واجلمع بني الروايات‪ ،‬بأنـه أراد أنهمـا يف احلـرم ‪ -‬ممـا يقـال ‪ :-‬مُـتههِم‪،‬‬ ‫قل‬

‫جد‪ ،‬ملن دخلهما‪ ،‬ومما قال‪:‬‬


‫ومُنه ِ‬
‫ن َعفاان اخلَ ِليه َف َة مُثهرِ ًما‬
‫َقَتلُوا ابه َ‬
‫وهو األَوه َلى‪.‬‬
‫سرِف أيضاً‪ ،‬سنة إحدى ومخسني‪.‬‬
‫توفيت بِ َ‬
‫عنها‪ :‬ابن عباس‪ ،‬وعبداهلل بن شداد‪ ،‬ويزيد األصم‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬اهلادي إىل احلق‪ ،‬واملؤيد باهلل‪ ،‬وحممد‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[ميمونةَبن َسعد]ََ َ‬
‫ميمونة بنت سعد‪.‬‬
‫عن موالها النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫وعنها‪ :‬أيوب بن خالد‪ ،‬وأبو يزيد الضيب‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬والبخاري يف األدب‪.‬‬
‫(حرفَاهلاء)َََ َ‬
‫[هندَبن َاجلَوَن]ََ َ‬
‫هند بنت اجلَون (بفتح اجليم‪ ،‬فواو‪ ،‬فنون)‪.‬‬

‫(‪ )861‬ـ انظر متاب احلج والعمرة ملوالنا اإلمام احلجة قـدس اهلل تعـاىل روحـه‪ ،‬ونـور ضـرىه‬
‫(ص‪.)39/‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ318‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬
‫عنها‪ :‬عبداهلل بـن عمـرو اخلزاعـي قصـة الشـاة والعوسـجة يف جـالء األبصـار‬
‫للثامم‪ ،‬وربيـع األبرار للزخمشري(‪ )862‬مرفوع إىل عبداهلل بن عمرو اخلزاعي‪ ،‬عن‬
‫هند بنت اجلَون‪ ،‬قالت‪ :‬نزل رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام خيمة خـاليت أم‬
‫معبد ‪ -‬وهو الصواب ‪.-‬‬
‫بـالنظر إىل روايـة‬ ‫وذمر القصة؛ وسـتأتي إن شـاء اهلل يف أم معبـد‪ ،‬والتصـوي‬
‫سق فيها عبداهلل بن َعمهرو‪ ،‬وهو تابت‪.‬‬ ‫نسخة أمالي أبي طال‬
‫[هرينةَبن َاحلارث]ََ َ‬
‫هرينة بنت احلار ‪ ،‬أخت ميمونة (مذا وقع‪ ،‬بالراء‪ ،‬فتثتية‪ ،‬فنون) والصواب‬
‫هزيلة ‪ -‬بزاي معجمة‪ ،‬وبالم بعد التثتية ‪.-‬‬
‫خرج هلا‪ :‬اهلادي عَلَيهه السَّالم يف الطعام‪ ،‬يف أمل الض (‪.)863‬‬
‫(حرفَالياء)َََ َ‬
‫[يسريةَبن َياسر]ََ َ‬
‫(‪)864‬‬
‫بنت ياسر‪.‬‬ ‫يسرية‬
‫مذا يف اجلداول‪ ،‬ورمز أنه روى هلا املرشد باهلل‪ ،‬ومل يذمرها يف الطبقات‪.‬‬
‫ويف االستيعاب(‪ :)865‬مانت من املهاجرات األول‪ ،‬املبايعات‪.‬‬
‫من حديثها عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أنه قـال‪(( :‬يـا نسـاء املؤمنـات‪،‬‬
‫علــيكن بالتهليــل‪ ،‬والتســبيح‪ ،‬والتقــديس‪ ،‬واعقــدن باألنامــل‪ ،‬فــإنهن مســؤالت‬

‫اإلسالمي)‪.‬‬ ‫(‪ )862‬ـ ربيع األبرار (‪ ،)285/1‬ط‪( :‬إحياء الرتا‬


‫(‪ )863‬ـ متاب األحكام (‪.)403/2‬‬
‫(‪ -)864‬يف هامف االستيعاب‪ « :‬بضم اليـاء‪ ،‬وفـتح السـني املهملـة‪ ،‬وبعـدها يـاء تانيـة‪( .‬أُسـد‬
‫الغابة)»‪.‬‬
‫(‪ -)865‬االستيعاب (‪ ،)1924/4‬رقم الرتمجة (‪.)4117‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ319‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَ‬

‫الصحابيات َ‬

‫مســتنطقات)) عــن هــانيء بــن عثمــان‪ ،‬عــن حُ َميهضَ ـة بنــت ياســر‪ ،‬عــن جــدتها‬
‫يسرية(‪.)866‬‬
‫ويف اإلصابة(‪ :)867‬وأخرج الرتمذي(‪ ،)868‬وابـن سـعد‪ ،‬مـن طريـق هـاني بـن‬
‫ضة‪ ،‬عن جدتها يسرية ‪ -‬ومانت من املهاجرات ‪ -‬قالـت‪ :‬قـال‬
‫عثمان‪ ،‬عن أم حُ َميه َ‬
‫ن بالتســبيح‪ ،‬والتقــديس‬
‫رســول اهلل صَــلاى اهلل عَليهــه وللــه وسَــلام‪(( :‬علــيك ّ‬
‫والتهليل))‪..‬اخلى‪.‬‬
‫ـــــــــــــ‬

‫(‪ -)866‬انتهى النقل من االستيعاب‪.‬‬


‫(‪ -)867‬اإلصابة (‪ ،)163/8‬رقم (‪.)11883‬‬
‫العربي)‪.‬‬ ‫(‪ -)1‬سنن الرتمذي (ص‪ ،)949‬رقم (‪ ،)3583‬ط‪( :‬دار إحياء الرتا‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ320‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(فصلَيفَالكىن)َََ َ‬
‫[أمَأمين]ََ َ‬
‫أم أمين‪ ،‬امسها بَ َر َمة‪ ،‬حاضنة رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام من‬
‫املهاجرات األوالت‪ ،‬وهي اليت زفت فاطمة الزهراء َعلَ هيهَا السَّالم‪.‬‬
‫توفيت بعد الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام خبمسة أشهر‪.‬‬
‫ذمرها يف الطبقات‪ ،‬وأهملها يف اجلداول‪.‬‬
‫[أمَخالدَبن َسعيدَبنَالعاص]ََ َ‬
‫أم خالد بنت سعيد بن العاص‪.‬‬
‫مسعت رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يتعوّذ من عذاب القى‪.‬‬
‫عنها‪ :‬ابن عمر ‪.‬‬
‫[أمَالدرداءَالكربى]ََ َ‬
‫أم الدرداء ‪ -‬مبهمالت ‪ -‬الكىى‪ ،‬زوج أبي الدرداء؛ مانت من أفضل النساء‬
‫خيه َرة (خباء معجمة‪ ،‬فمثناة حتتية‪،‬‬
‫وأعقلهنّ‪ ،‬وذوات الرأي والنس ‪ ،‬قيل‪ :‬امسها َ‬
‫فراء‪ ،‬فهاء)‪.‬‬
‫توفيت يف خالفة عثمان‪ ،‬قبل أبي الدرداء بسنتني‪.‬‬
‫روى عنها مجاعة من التابعني‪ ،‬منهم‪ :‬أم الدرداء الصغرى‪.‬‬
‫أخرج هلا‪ :‬األخوان‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫[أمَالدرداءَالصغرى]ََ َ‬

‫أم الدرداء الصغرى‪ ،‬امسها هجيمة ‪ -‬وقيل‪ :‬بتقديم اجليم على اهلاء(‪- )869‬‬
‫وهي زوج أبي الدرداء‪ ،‬ليست صثابية؛ قال يف التقري (‪ :)870‬تقة‪.‬‬

‫(‪ )869‬ـ أي جُهَيهمَة‪.‬‬


‫(‪ ،)882/2‬رقم (‪.)9020‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )870‬ـ تقري‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ321‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫خرج هلا الستة‪.‬‬


‫وعنها‪ :‬رجاء بن حَيه َوة‪.‬‬
‫[أمَسلمة]ََ َ‬
‫أم سلمة‪ ،‬هند بنت أبي أمية بن املغرية املخزومية‪ ،‬أم املؤمنني‪ ،‬رأت جىيل عَلَيهه‬
‫السَّالم‪.‬‬
‫وهي وزوجها أبو سلمة أول من هاجر إىل احلبشة‪ ،‬ويقال‪ :‬إنها أول مهاجرة‬
‫دخلت املدينة‪ ،‬تزوجها الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام بعد وقعة بدر‪ ،‬يف‬
‫وسبّعت لنسائي‪ ،‬وإن شئت تلنثتُ ل ِ‬ ‫شوال‪ ،‬وقـال هلا‪(( :‬إن شئت سبّعت ل‬
‫و ُدرهتُ))‪.‬‬
‫وتوفيت سنة اتنتني وستني‪ ،‬بعد مقتل احلسني عَلَيهه السَّالم وعرفت قتله قبل‬
‫وصول اخلى‪ ،‬بتثوّل الرتبة دمـاً‪ ،‬وهي اليت أعطاها رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله‬
‫وسَلام وأخىها بذل ‪ ،‬ومانت من العاملات الطيبات الطاهرات‪ ،‬شديدة الوالء‬
‫ألمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم وأهل البيت؛ نهت عائشة عن اخلروج‪ ،‬وذمنرتها مبا‬
‫مسعته من النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف أمري املؤمنني ‪ -‬عليه السـالم ‪،-‬‬
‫وأخرجت ولدها عمر للجهاد معه‪ ،‬ودُفنت بالبقيع ‪ -‬رضوان اهلل عليها وسالمه ‪-‬‬
‫وهي لخر أمهات املؤمنني موتاً‪.‬‬
‫قال يف اإلصابة(‪ :)871‬ويف الصثيح‪ :‬عن أم سلمة أن أبا سلمة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪(( :‬إذا أصاب أحدمم مصيبة فليقل‪ :‬إنا هلل وإنا إليـه‬
‫مصيبيت ولجرني فيها))‪ ،‬وأردت أن أقول‪ :‬وأبـدل‬ ‫راجعون‪ ،‬اللهم عند أحتس‬
‫بها خرياً منها‪ ،‬فقلت‪ :‬ومن هو خري من أبي سلمة‪ ،‬فما زلت حتى قلتها‪.‬‬

‫(‪ -)871‬اإلصابة (‪ ،)151/8‬رقم (‪.)11845‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ322‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫وفيها(‪ :)872‬عن أمّ سلمة قالت‪ :‬ملا خطـب الـنيب صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫قلت‪ :‬يفّ خالل تال ‪ :‬أما أنا فكبرية السن‪ ،‬وأنا امـرأة معِيـل‪ ،‬وأنـا امـرأة شـديدة‬
‫الغرية؛ فقـال‪(( :‬أنا أمى من ‪ ،‬وأما العيال فإىل اهلل‪ ،‬وأما الغرية فأدعو اهلل فيـذهبها‬
‫عن ))‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫روى عنها‪ :‬ابن عباس‪ ،‬وأبو سعيد اخلدري‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وولداها‪ :‬عمـر‪ ،‬وزينـ ‪،‬‬
‫ومكاتبها نبهان‪ ،‬وأخوها عـامر‪ ،‬ومواليهـا‪( :‬عبـداهلل بـن رافـع‪ ،‬ونـافع‪ ،‬وسـفينة‪،‬‬
‫وأبومثري)(‪ ،)873‬وسليمان بن يسار‪ ،‬وقَِبيهصَـة بـن ذُؤيـ ‪ ،‬ونـافع مـوىل ابـن عمـر‪،‬‬
‫والشعيب‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫‪ :‬وحللمها وعلمها‪ ،‬أنه ملا شقّ على رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام يف‬ ‫قل‬

‫احلديبية توقف أصثابه عن اإلحالل؛ ألنهم مانوا يريدون دخـول مكـة واحلـرب‪،‬‬
‫دخـل عليها وشكى ذل ‪ ،‬فأشارت عليه بأن ىلق‪ ،‬فثلـق‪ ،‬فثلقـوا مجيعـاً؛ وهـي‬
‫موصوفة باجلمال البارع‪ ،‬والعقل البال ‪ ،‬والرأي الصائ ‪.‬‬
‫تعريف منزلة علـي بـن أبـي‬ ‫قالت أم سلمة لعائشة ملا عزمت على اخلروج‪ :‬إن‬
‫عند رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام أفأذمر ؟‬ ‫طال‬
‫قالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فذمرت أن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام خـال بعلـي يناجيـه فأطـال؛‬
‫فهجمت عائشة عليهما‪ ،‬وقالت لعلي عَلَيهه السَّالم‪ :‬ليس لي من رسول اهلل إال يوم‬
‫ويومي؟‬ ‫من تسعة أيام‪ ،‬أفما تدع يابن أبي طال‬

‫(‪ -)872‬اإلصابة (‪.)150/8‬‬


‫(‪ )873‬ـ ما بني قوسني ( ) هم مواليها‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ323‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫فأقبل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عليها وهـو غضـبان حممّـر الوجـه‪،‬‬
‫فقال‪(( :‬ارجعي وراء ؛ واهلل‪ ،‬ال يبغضه أحد من أهـل بـييت وال مـن غريهـم مـن‬
‫الناس‪ ،‬إال وهو خارج من اإلميان))‪.‬‬
‫فرجعتِ باميةً ساقطةً‪.‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬نعم أذمر ذل ‪.‬‬
‫قالت‪ :‬وأذمنر أيضـاً؛ منـت أنـا وأنـت مـع رسـول اهلل صَـ الى اهلل عَليهـه وللـه‬
‫وسَلام‪...‬إىل قوهلا‪ :‬فرفع رأسه وقـال‪(( :‬يـا ليـت شـعري! أيـتكنن صـاحبة اجلمـل‬
‫األدب ‪ ،‬تنبثها مالب احلوأب‪ ،‬فتكون نامبة عـن الصراط؟))‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬أعوذ باهلل وبرسوله من ذل ؛ تم ضرب على ظهر وقـال‪(( :‬إيـا أن‬
‫تكونيها))‪.‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬نعم‪ ،‬أذمر هذا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬وأذمنر أيضاً‪ ،‬منت أنا وأنت مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام‬
‫يف سفر‪...‬إىل قوهلا‪ :‬فجاء أبو ومعه عمر‪ ،‬فاستأذنا عليه‪ ،‬فقمنـا إىل احلجـاب‪ ،‬تـم‬
‫قاال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ال ندري قدر ما تصثبنا؛ فلـو أعلمتنـا مـن تسـتخلف علينـا؛‬
‫ليكون لنا مفزعاً من بعد ؛ فقال هلما‪(( :‬أما إني قد أرى مكانه‪ ،‬ولو فعلت لتفرّقتم‬
‫عنه‪ ،‬مما تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران))‪ ،‬فسكتا تم خرجا‪.‬‬
‫تم قالت‪ :‬إن عائشة سألته مَنه مان مستخلفاً عليهم ‪ -‬ومان علي ‪،‬صف نعله‪-‬‬
‫فقال‪(( :‬خاصف النعل))‪.‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬نعم‪ ،‬أذمر ذل ‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬فأي خروج خترجني بعد هذا؟‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ324‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫‪..‬إىل لخر الكالم‪ ،‬اختصرته؛ وهو بتمامه يف شر النهج(‪ )874‬وغريه‪.‬‬


‫[أمَسَلَيَمَبن َملحان]ََ َ‬
‫أم سليم ‪ -‬بضم املهملة ‪ -‬بنت ملثان األنصارية النجارية‪ ،‬أم أنس بـن مالـ ‪،‬‬
‫صـداق ًا إال أن تسـلم؛ فأسـلم‪ ،‬فكـان‬ ‫وزوج أبي طلثة‪ ،‬قالت لـه‪ :‬ال أريـد منـ‬
‫صداقها أشرف صداق‪.‬‬
‫بالرميصاء‪.‬‬ ‫امسها سهلة أو زميلة‪ ،‬أو رميثة‪ ،‬أو مليكة‪ ،‬وتلق‬
‫قلت‪ :‬أسلمت مع السابقني من األنصار‪ ،‬ومانت من فاضالت النسـاء‪ ،‬ومانـت‬
‫تغزو مع الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪ ،‬وهلا قصص مشهورة‪.‬‬
‫ومات هلا ولد من أبي طلثة فكتمت موته عنه‪ ،‬وسأل عنه‪ ،‬فقالت‪ :‬هو أسـكن‬
‫ولـد ؛‬ ‫ما يكون‪ ،‬تم تزيّنت له وتطيبت؛ فنام معها‪ ،‬فلما أصبثا‪ ،‬قـالت‪ :‬احتسـ‬
‫لرسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام فقـال‪(( :‬بـار اهلل لكمـا يف‬ ‫فذمر ذل‬
‫أوالداً قـرأ القـرلن مـنهم‬ ‫ليلتكما)) فجاءت بولد‪ ،‬عبداهلل بن أبـي طلثـة؛ فأجنـ‬
‫عشرة‪.‬‬
‫توفيت يف خالفة عثمان‪.‬‬
‫روت عنه صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام عدة أحاديث‪.‬‬
‫وروى عنها‪ :‬ولدها أنس بن مال ‪ ،‬وابن عباس‪.‬‬
‫وحممد واجلماعة إال ابن ماجه(‪.)875‬‬ ‫خرج هلا‪ :‬أبو طال‬

‫(‪ -)874‬شر نهج البالغة البن أبي احلديد (‪.)217/6‬‬


‫(‪ )875‬ـ مذا يف (الطبقات) (مخ)‪ ،‬واخلالصة للخزرجي (طبعة بوالق) سنة (‪ ،)1301‬والـذي‬
‫(‪ ،)411/12‬رقــم‬ ‫التهــذي‬ ‫الكمــال (‪ ،)338/35‬رقــم (‪ ،)7962‬وتهــذي‬ ‫يف تهــذي‬
‫(‪ ،)9067‬رمز البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبي داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ325‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(‪)876‬‬
‫]ََ َ‬ ‫[أمَعطيةَالنصارية‬

‫أم عطية األنصارية‪ ،‬امسها نُسَيبة ‪ -‬ويقال‪ :‬بفتح النون‪ ،‬ومسر املهملة ‪ -‬بنت‬
‫مع ‪ ،‬وقيل‪ :‬احلار ‪ ،‬وحديثها أصل يف غسل امليتة؛ من مبار الصثابيات‪ ،‬ومانت‬
‫تغزو مع رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وتداوي اجلرحى‪ ،‬ومترض املرضى‪.‬‬
‫أخرج هلا‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال ‪ ،‬وحممد‪.‬‬
‫عنها‪ :‬أنس‪ ،‬وحممد‪ ،‬وحفصة‪ ،‬ابنا سريين‪.‬‬
‫[أمَالعالءَالنصارية]ََ َ‬
‫أم العالء األنصارية‪.‬‬
‫‪ :‬قال يف االستيعاب(‪ :)877‬من املبايعات؛ روى عنهـا خارجـة بـن زيـد بـن‬ ‫قل‬

‫بن عُ َميهر؛ مان رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَـلام يعودهـا يف‬ ‫تابت‪ ،‬وعبد املل‬
‫مرضها‪.‬‬
‫وفيه(‪ :)878‬وذمر ابن السَّ َكن أن أم العالء‪ ،‬اليت روى عنها خارجة بن زيد بن‬
‫تابت عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام غري أم العالء اليت روى عنها عبد املل‬
‫بن عُ َميهر؛ وذمر أم العالء امرأة تالثة غريهما‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬

‫(‪ ،)404/12‬رقــم (‪ ،)9045‬الكاشــف (‪ ،)639/2‬رقــم‬ ‫التهــذي‬ ‫(‪ -)876‬انظــر‪ :‬تهــذي‬


‫(‪.)7086‬‬
‫(‪ -)877‬االستيعاب (‪ ،)1948/4‬رقم الرتمجة (‪.)4189‬‬
‫(‪ -)878‬أي االستيعاب‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ326‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫(‪)879‬‬
‫ََ َ‬ ‫[أمَعمارةَالنصارية]‬

‫أم عمارة األنصارية‪.‬‬


‫عنها‪ :‬موالتها‪.‬‬
‫قال يف الكاشف‪ :‬امسها نسيبة بنت مع ‪ ،‬ومل يذمر أم عطية املار ذمرها؛ فيثقق‬
‫الفرق بينهما إن شاء اهلل تعاىل؛ مذا يف الطبقات‪.‬‬
‫وأفاد يف االستيعاب(‪ )880‬أنها شهدت بيعة العقبة وأحداً‪ ،‬مـع زوجهـا زيـد بـن‬
‫وعبداهلل‪ ،‬فيما ذمر ابن إسثاق‪ ،‬وشهدت بيعة الرضوان‪،‬‬ ‫عاصم‪ ،‬ومع ابنيها حبي‬
‫وشهدت مع ابنها عبداهلل اليمامة‪ ،‬فقاتلت‪ ،‬حتى أُصيبت يدها‪ ،‬وجُرحت اتنا عشـر‬
‫جرحاً‪.‬‬
‫روت عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬الصائم إذا أمل عنده صلنت عليـه‬
‫املالئكة))(‪.)881‬‬
‫ويف اإلصابة(‪ :)882‬روي عنها أنها قالت‪ :‬خرجت أول النهار ومعـي سـقاء فيـه‬
‫ماء‪ ،‬فانتهيت إىل رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام والريح والدولة للمسـلمني؛‬
‫فلما انهزم املسلمون احنزت إىل رسـول اهلل صَلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام؛ فجعلـت‬
‫أباشر القتال‪ ،‬وأذبّ عن رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه وللـه وسَـلام بالسـيف‪ ،‬وأرمـي‬
‫بالقوس‪ ،‬حتى خلصت إلي اجلراحة‪.‬‬

‫(‪ ،)422/12‬رقــم‬ ‫التهــذي‬ ‫الكمــال (‪ ،)598/8‬رقــم (‪ ،)8588‬تهــذي‬ ‫(‪ -)879‬تهــذي‬


‫(‪)9099‬‬
‫(‪ -)880‬االستيعاب (‪ ،)1948/4‬رقم الرتمجة (‪.)4190‬‬
‫(‪ -)881‬انتهى من االستيعاب‪.‬‬
‫(‪ -)882‬اإلصابة (‪ ،)267/8‬رقم الرتمجة (‪.)12178‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ327‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫وروي عن عمر(‪ ،)883‬قال‪ :‬مسعـت رسـول اهلل صَـلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام‬
‫يقول‪(( :‬ما التفتُّ يوم أحد مييناً وال مشاالً إال وأراها تقاتل دوني))‪.‬‬
‫[أمَالفضل]ََ َ‬
‫اهلاللية‪ ،‬أم‬ ‫أم الفضل‪ ،‬لَُبابة ‪ -‬بتخفيف املوحدتني‪ ،‬بينهما ألف ‪ -‬بنت احلار‬
‫ولد العباس‪ ،‬وأخت ميمونة أم املؤمنني؛ أسلمت قدمياً‪ ،‬قيل‪ :‬إنها أول مسلمة بعد‬
‫خدجية ‪ -‬رضوان اهلل عليهما ‪.-‬‬
‫‪ :‬وأختها من أمها أمساء بنت عميس وسـلمى‪ ،‬ومانـت مـن أمـرم النـاس‬ ‫قلة‬

‫أصهاراً‪ ،‬فميمونة أم املؤمنني‪ ،‬وسلمى زوج احلمزة بن عبد املطلـ ‪ ،‬وأمسـاء زوج‬
‫جعفر بن أبي طال ‪ ،‬تم أمري املؤمنني عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬
‫روت أم الفضل عن النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪.‬‬
‫موالها‪ ،‬ولخرون‪.‬‬ ‫وعنها‪ :‬عبداهلل‪ ،‬ومتام‪ ،‬ومري‬
‫صلاى اهلل عَليهـه وللـه وسَـلام يزورهـا‪ ،‬وأجنبـت سـتة رجـال مل‬
‫ومان رسول اهلل َ‬
‫امــرأة مثلــهم‪ ،‬وهـــم‪ :‬الفضــل‪ ،‬وعبــداهلل‪ ،‬وعبيــداهلل‪ ،‬ومعبــد‪ ،‬وقــثم‪،‬‬ ‫تنجــ‬
‫وعبدالرمحن؛ قال عبداهلل اهلاللي‪:‬‬
‫ل َنعه َلمُـــــهُ َأوه سَـــــههلِ‬
‫جبَـــــ ٍ‬
‫ِب َ‬ ‫جيهبَــةٌ مِــنه َفثهــلِ‬
‫مَــا وَلــدَته َن ِ‬
‫َأمْـ ـرِمه ِبهَـ ـا مِـ ـنه َمههلَـ ـ ٍة َو َمههـ ـلِ‬ ‫َمسِـــَّت ٍة مِـــنه َبطْـــنِ أُ ِّم الْ َفضهـــلِ‬
‫خيهــرِ الرُّسهــلِ‬
‫َوخَــاتَمِ الرُّسهــلِ َو َ‬ ‫ي الْمُصهـ َط َفى ذِي الْ َفضهـلِ‬
‫َع ُّم النَِّب ِّ‬
‫الفضالن خمتلفان‪ ،‬األول‪ :‬االسم‪ ،‬والثاني‪ :‬صفة؛ فال إيطاء‪.‬‬
‫[أمَكلثومَبن َالرسولَ(صلىَاهللَعليهَوآلهَوسلم)]ََ َ‬
‫أم ملثوم بنت املصطفى صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَ الم‪.‬‬

‫(‪ -)883‬انظر اإلصابة (‪.)267/8‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ328‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫والدة بنات رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام خالف‪ ،‬وقد ذمرت‬ ‫يف ترتي‬
‫الراجح يف شر الزلف(‪ ،)884‬واالختالف يف التاريخ مثري‪.‬‬
‫ومن أشنع الغلوّ‪ ،‬وأبشع اجلفوة لرسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام اخلارجـة‬
‫عن املعهود‪ ،‬اجملاوزة للثـدود‪ ،‬التشبث باخلياالت من التواريخ‪ ،‬اليت ال صـثّة هلـا‬
‫وال تبوت‪ ،‬بـل هي أوهن مـن نسج العنكبوت؛ لدفع الضروريات‪ ،‬املصرّ بهـا يف‬
‫الكتاب املبني‪ ،‬وسنة الرسول األمني‪ ،‬ونقل أئمة الدين‪ ،‬وسائر املسلمني‪ ،‬يف جعــل‬
‫هؤالء الطاهرات ربيبات ال بنات‪ ،‬واهلل عز وجل يقول‪{ :‬يَاأَُّيهَا النَّبِيُّ قُله لِأَزهوَاجِ َ‬
‫وَبَنَاتِ َ} [األحزاب‪ ،]59:‬ويف أخبـار ال حتصى القول بأنهنّ بنات رسول اهلل صَلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلا م وقـد نهـى اهلل سـبثانه أن يُـدعى أحـد لغـري أبيـه {ادهعُـوهُمه‬
‫لِآبَائِهِمه} [األحزاب‪ ،]5:‬أينزل القرلن ويتكلنم الرسـول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام‪،‬‬
‫ويُطْبق املسلمون على خالف ما أنزل اهلل سبثانه؟ وميف يتجاسر متجاسر على أن‬
‫جي عل بضعة الرسول صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام لغريه؟ إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫ومن هذا الغلوّ امللوم‪ ،‬ما يتكلنمون به يف أم ملثوم بنت أمـري املـؤمنني وفاطمـة‬
‫الزهراء عَلَ هيهَم السَّالم؛ وما مان ملثل مالمهم السخيف هذا أن يُنظر إليه أو يُجـاب‬
‫عليـه؛ ولكن قصدت التنبيه لئال يغرت به جاهل أو يفتنت به غافل؛ وحسبنا اهلل ونعم‬
‫الوميل‪.‬‬
‫تزوجها عمر‪ ،‬ويف قصة العقد أخبار متضاربة؛ أما التزويج فقد وقع بـال ريـ ‪،‬‬
‫قطعاً؛‬ ‫ص َغرِ َها ومَِبرِ ِه‪ ،‬تم رضي بعد ذل‬
‫وقد مان اعتذر أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم ِب ِ‬
‫وإن القول بعدم رضاه فيه من الفضاضة وانتها احلرمة‪ ،‬ونقـص الـدين واملـروءة‪،‬‬
‫أعظم وأطمّ من عدم الكفاءة املدّعاة‪.‬‬

‫(‪ )884‬ـ التثف شر الزلف (ط‪/1‬ص‪( ،)10‬ط‪/2‬ص‪( ،)18‬ط‪/3‬ص‪.)33‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ329‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫وتوفيت هي وولدها زيد بن عمر يف وقت واحد َرضِي اهلل عَنههما ومل أجـد هلـا‬
‫تاريخ وفاة‪.‬‬
‫[أمَكلثومَبن َعقبةَبنَأبيَمعيط]ََ َ‬
‫أم ملثوم بنت عقبة بن أبي معي ‪ ،‬مانت حتت الزبري‪ ،‬فخرج إىل الصالة وقد‬
‫نفسي بتطليقة؛ فطلقها فولدت‪ ،‬فأتى النيب صَلاى اهلل‬ ‫ضربها الطالق‪ ،‬فقالت‪ :‬طي‬
‫عَليهه ولله وسَلام فقـال‪(( :‬بل الكتاب أجله))‪ ،‬فقال الزبري‪ :‬ما هلا خدعت خدعها‬
‫اهلل‪.‬‬
‫رواه حممد بن منصور‪.‬‬
‫هاجرت سنة سبع‪ ،‬فتزوجها زيد(‪ ،)885‬تم الزبري‪ ،‬تم عبد الرمحن بن عوف(‪،)886‬‬
‫فروى عنها ابناه‪ :‬إبراهيم وحُ َميد‪ ،‬وبُسه َرة بنت صفوان‪ ،‬وميمون بن مهران‪.‬‬
‫أخرج هلا‪ :‬حممد‪ ،‬واجلماعة إال ابن ماجه‪.‬‬
‫[أمَمعبدَبن َكعب]ََ َ‬
‫‪ -‬وقيل‪ :‬بنت خالد ‪ -‬امسها عاتكـة اخلزاعيـة؛ نـزل عليهـا‬ ‫أم معبد بنت مع‬
‫رسول اهلل صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فأصبح مبكة صوت عال يسمعونه وال يرونه‪،‬‬
‫يقول‪:‬‬
‫حلاــا خَيه َمتَــيه أُ ِّم َمعهبَــدِ‬
‫َر ِفيهقَــيهنِ َ‬ ‫ج َزائِـ ِه‬
‫خيه َر َ‬
‫ب النَّاسِ َ‬
‫ج َزى اللاهُ َر ُّ‬
‫َ‬
‫هُمَـــا نَ َزلَـــا بِــ ـالبَ ِّر تُـــ َّم َت َر َّوحَــ ـا‬
‫قلت‪ :‬مذا يف الطبقات(‪ ،)887‬ويف االستيعاب(‪:)888‬‬

‫(‪ )885‬ـ زيد بن حارتة‪.‬‬


‫(‪ )886‬ـ وماتَ عنها‪ ،‬فتزوجها عَمرو بن العاص‪ ،‬فمكثت عنـده شـهرًا‪ ،‬وماتـت‪ .‬وهـي أخـت‬
‫عثمان بن عفان ألُمِّه‪ .‬أفاده يف جامع األصول (‪ ،)820/12‬واإلصابة (‪.)291/8‬‬
‫(‪ )887‬ـ و(الــروض األُُنــف) املطبــوع مــع (ســرية ابــن هشــام) (‪ ،)324/2‬ط‪( :‬دار الكتـ‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ330‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫ثمَّـ ِد‬
‫ق مُ َ‬
‫ح مَـنه َأمهسَـى رَ ِفيهـ َ‬
‫َف َأفْ َل َ‬ ‫هُمَـا نَ َز َلاهَـا بِاهلُـدَى فَاههتَـدَته بِـ ِه‬
‫وَ َم ْقعَــدُهَا لِ ْلمُــؤهمِنَيهنِ ِبمَ هرصَــدِ‬ ‫لَــَيهنِ بَنِــي مَعهــ ٍ مُقَــامُ َفتَــاتِهِمه‬
‫فَ ـإَِّنكُمه إِنه َتسه ـ َألُوا الشَّ ـاءَ َتشه ـ َه ِد‬ ‫سلُوا أُخهـَتكُمه عَـنه شَـاتِ َها وَإَِنائِهَـا‬
‫َ‬
‫األبيات بتمامها يف االستيعاب(‪.)889‬‬
‫عَلَيهه السَّالم‪،‬‬ ‫وقصة الشاة والعوسجة معروفة‪ ،‬رواها يف أمالي اإلمام أبي طال‬
‫ويف جالء األبصار‪ ،‬وغريهما؛ ومنت أشرت سـابق ًا(‪ )890‬إىل أنهـا سـتأتي هنـا‪ ،‬ومل‬
‫يسع احلال اإلتيان بها؛ فليبثث عنها يف األمالي وغريه(‪.)891‬‬

‫العلمية)‪.‬‬
‫(‪ -)888‬االستيعاب (‪ ،)1960/4‬رقم الرتمجة (‪.)4215‬‬
‫(‪ )889‬ـ والروض األُنُف‪.‬‬
‫(‪ )890‬ـ يف الكالم على هند بنت اجلون‪.‬‬
‫ىيـى بـن‬ ‫(‪ -)891‬وقد رأينا –تتميمًا للفائدة‪ -‬نقل الرواية من أمالي اإلمام األعظم أبي طال‬
‫احلسني اهلاروني عليهما السالم (ص‪ )57/‬ط‪( :‬مؤسسة اإلمام زيـد بـن علـي عليهمـا السـالم‬
‫الثقافية)‪:‬‬
‫عن هند بنت اجلون قالت‪ :‬نزل رسول اهلل صلى اهلل عليـه وللـه وسـلم خيمـة خالتهـا أم معبـد‬
‫ومعه أصثابٌ له‪ ،‬ومان من أمره يف الشاة ما قد عرفه الناس‪ ،‬فقال يف اخليمة هو وأصثابه حتى‬
‫أبردوا‪ ،‬ومان يومًا قايضًا شديداً حرُّه‪ ،‬فلما قام من رقدته دعـا مبـاءٍ فَغَسَـلَ يديـه فأنقاهمـا‪ ،‬تـم‬
‫خيمة خالتها ‪-‬أي خالـة هنـدٍ وهـي أم معبـد‪-‬‬ ‫مضمض فاه ومَجَّهُ إىل عوسجةٍ مانت إىل جان‬
‫فلما مان من الغد أصبثنا وقد غلظـت العوسـجة حتـى صـارت أعظـم دوحـ ٍة عاديـ ٍة رأيتهـا‪،‬‬
‫وأينعـت‬ ‫وشذَّب اهلل شومتها‪ ،‬وساخت عروقُها‪ ،‬واخضرَّ ساقُهَا وورقُهَا‪ ،‬تم أمثـرت بعـد ذلـ‬
‫بثمرٍ أعظم ما يكون من الكمال يف لون الورس املسثوق‪ ،‬ورائثة العنى وطعم الشهد‪ ،‬واهلل مـا‬
‫أمل منها جائ ٌع إال شبع‪ ،‬وال ظمآنٌ إال روي‪ ،‬وال سقي ٌم إال برئ‪ ،‬وال أمل مـن ورقهـا بعـريٌ وال‬
‫ناقةٌ وال شاةٌ إال دَرَّ لبنُهَا ورأينا النما والىمة يف أموالنا منذ نزل رسول اهلل صلى اهلل عليـه وللـه‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ331‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫الشجرة املبارمة‪ ،‬ومان من ينتابنا مـن حولنـا‬ ‫وسلم وأخصبت بالدنا وأمرعت‪ ،‬فكنا نسمي تل‬
‫من البوادي يستشفون بها ويتزودون من ورقها‪ ،‬وىملونها معهـم يف األرض القفـار فتقـوم هلـم‬
‫مقام الطعام والشراب‪.‬‬
‫وعلى ذل ‪ ،‬حتى أصبثنا ذات يومٍ وقد تساق مثرهـا واصـفر ورقهـا‪ ،‬فثزنـا‬ ‫فلم تزل مذل‬
‫وفزعنا له‪ ،‬فما مان إال قليالً حتى جاء نعي رسول اهلل صلى اهلل عليـه وللـه وسـلم‪ ،‬فـإذا‬ ‫لذل‬
‫اليـوم‪ ،‬تثمـر دونـه يف الطعـم والعظـم والرائثـة‪،‬‬ ‫اليوم ومانت بعد ذلـ‬ ‫هو قد قبض يف ذل‬
‫تالتني سنةً‪.‬‬ ‫وأقامت على ذل‬
‫فلما مان ذات يو ٍم أصبثنا فإذا بها قد َأشهوَمَته مـن أوهلـا إىل لخرهـا وذهبـت نضـارة عيـدانها‪،‬‬
‫وتساق مجيع مثرها‪ ،‬فما مان إال يسريًا حتى وافانا مقتـل أمـري املـؤمنني علـي بـن أبـي طالـ ٍ‬
‫قليالً وال مثرياً وانقطع مثرها‪.‬‬ ‫صلوات اهلل عليه‪ ،‬فما أمثرت بعد ذل‬
‫ومل نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها‪ ،‬ونداوي به مرضانا‪ ،‬ونستشـفي بـه مـن أسـقامنا‪ ،‬فأقامـت‬
‫مدةً وبرهةً طويلةً‪ ،‬تم أصبثنا وإذا بها يوماً قد انبعث من ساقها دمٌ عبي ٌ (أي طري)‬ ‫على ذل‬
‫حـد ٌ‪ ،‬فبتنـا فـزعني مهمـومني‬ ‫جارٍ‪ ،‬وورقها ذابلٌ يقطر ماءً مماء اللثم فعلمنا أن قـد حـد‬
‫قتل احلسني بن علي عليـه السـالم‪ ،‬ويبسـت الشـجرة‪ ،‬وجفاـت‪،‬‬ ‫نتوقع الداهية‪ ،‬فأتانا بعد ذل‬
‫ومسرتها الريا واألمطار بعد ذل ‪ ،‬فذهبت واندرس أصلها)‪.‬‬
‫ل بن علي اخلزاعي مبدينة الرسول صلى اهلل عليه وللـه وسـلم‬
‫‪ -‬قال حممد بن سَ ههل‪ :‬فلقيت دِ هعِب َ‬
‫اخلزاعيـة أنهـا‬ ‫فثدتته بهذا احلديث فقال‪ :‬حدت أبي عن جده‪ ،‬عـن أمـه سـعدى بنـت مالـ‬
‫الشجرة وأملت من مثرها على عهد أمرياملؤمنني علي عليـه السـالم‪ ،‬قـال دعبـلٌ‪:‬‬ ‫أدرمت تل‬
‫فقلت قصيدتي‪:‬‬
‫حمَـارُ‬
‫ن َنهَـا َ ِ‬
‫ث َمارَ َفمَـ ه‬
‫خيهــ ـ َر قَــ ـ هـىٍ بِــ ـالعِ َراقِ يُــ ـ َزارُ َواعهصِ الْ ِ‬
‫ُز هر َ‬
‫ت َع َليهــ ِه نِــ َزارُ‬
‫ن َع َطفَــ ه‬
‫ن لَـ َ الفِـ َدى َن ْفسِــي وَمَــ ه‬
‫ِل هم َلا أَ ُزورُ َ يَـا حُسَـ هي ُ‬
‫َو َل َ الْ َم َو َّد ُة فِـي قُلُـوبِ َذوي النُّهَـى َو َعلَـــى عَـــ ُد ِّو َ َم ْقتَـــةٌ وَ َدمَـــارُ‬
‫بعد رسـول اهلل صـلى اهلل عليـه وللـه‬ ‫قال السيد أبو طال ٍ رضي اهلل عنه‪« :‬ما حد‬ ‫‪-‬‬
‫أن يكون قد تقدم منه اإلخبـار‪ ،‬فيقـع املخبَـرُ بـه‬ ‫وسلم من هذه األحوال يكون معجزًا‪ ،‬أو جي‬
‫=‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ332‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬

‫[أمَالوليدَبن َعمرَالنصارية]ََ َ‬
‫أم الوليد ابنة عمر األنصارية‪.‬‬
‫عنها‪ :‬ابن أختها سامل بن عبداهلل بن عمر‪.‬‬
‫عَلَيهه السَّالم‪.‬‬ ‫خرج هلا‪ :‬أبو طال‬
‫[أمَهانيءَبن َأبيَطالب]ََ َ‬
‫أم هاني بنت أبي طال ‪ ،‬شقيقة أمري املؤمنني عَلَيهه السَّالم‪ ،‬مان الرسول صَلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام يوقنرها‪ ،‬وأجار من أجارت يوم الفتح‪ ،‬وصلى يف بيتها؛ عاشت‬
‫إىل بعد اخلمسني‪.‬‬
‫روى عنها‪ :‬ابنها جَعه َدة بن هَُبيه َرة‪ ،‬وابنه ىيى بن جَعه َدة‪.‬‬
‫خرج هلا‪ :‬اإلمامان األخوان‪ ،‬واجلماعة‪.‬‬
‫اهلامشي‪ ،‬وعبـد‬ ‫‪ :‬وابن(‪ )892‬عمها عبداهلل بن العباس‪ ،‬وعبداهلل بن احلار‬ ‫قل‬

‫الرمحن بن أبي ليلى‪ ،‬وغريهم‪.‬‬


‫قال يف اإلصابة(‪ :)893‬فخطبها النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام فقالت‪ :‬واهلل إني‬
‫يف اجلاهلية‪ ،‬فكيف يف اإلسالم؛ ولك امـرأة مُصهـِبَيةٌ(‪ ،)894‬فـأمره أن‬ ‫منت ألحب‬
‫يؤذو ؛ فقال‪(( :‬خري نساء رمنب اإلبل نساء قريف‪ ،‬أحناه على ولد‪...‬احلديث))‪.‬‬

‫مطابقًا للخَبَر»‪ .‬انتهى‪.‬‬


‫ميـف مل‬ ‫قلت‪ :‬وقال الزخمشري يف ربيـع األبـرار (‪ )285-286/1‬بعـد أن رواهـا‪« :‬والعجـ‬
‫يشهر أمر هذه الشجرة مما شهر أمر الشاة يف قصة هي من أعالم القصص»‪.‬‬
‫(‪ )892‬ـ أي وروى عنها‪.‬‬
‫(‪ -)893‬اإلصابة (‪ ،)317/8‬رقم (‪.)12285‬‬
‫(‪ )894‬ـ «امرأة مُصهبِيهة‪ :‬ذات صبيان وأوالد صغار»‪ .‬متت جامع األصول (‪.)410/11‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ333‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪َ-َ3‬تراجمَالنساءَالصحابيات‪-‬فصلَيفَالكىن َ‬
‫َّ‬
‫[ابنةَمحزةَعليهَالسالم]ََ َ‬
‫ابنة محزة عَلَيهه السَّالم‪.‬‬
‫قال صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ملا عرض عليه أمري املؤمنني ‪ -‬صَلَوَاْتُ اهلل عَلَيهـه‬
‫ضاعَ ِة))‪.‬‬
‫ن الرَّ َ‬
‫خي مِ َ‬
‫‪ -‬تزوجيها‪(( :‬إَِّنها ابهَنةُ َأ ِ‬
‫قيل‪ :‬امسها عُ َمارَة‪ ،‬وقيل‪ :‬أُ َمامَة‪ ،‬اختصم فيها علي وجعفر وزيد [بن حارتـة]‪،‬‬
‫فقال علي َع َليهه السَّالم‪ :‬هي ابنة عمـي‪ ،‬وقـال جعفـر َرضِـي اهلل َعنهـه‪ :‬ابنـة عمـي‬
‫وخالتها حتيت‪ ،‬وقال زيد َرضِي اهلل عَنهه‪ :‬ابنة أخي‪ ،‬فثكم بها جلعفـر‪ ،‬وقـال صَـلاى‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام‪(( :‬اخلالة أم))‪.‬‬
‫[أمَأمين] َ‬
‫حاضنة النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام وقد سبقت‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــ‬
‫[خامتة] َ‬
‫وبهــذا متّ الكــالم علــى اجلــزء األول‪ ،‬وهــو الطبقــة األوىل يف ذمــر الصــثابة‬
‫والصثابيات‪ ،‬وهلل احلمد واملنة؛ فإن يسّر اهلل ومكنن‪ ،‬مان اإلمتام‪.‬‬
‫وقد حتصّل حبمد اهلل بهذا الكتاب‪ ،‬ما فيه بال ألولي األلباب‪ ،‬وإىل اهلل املرجـع‬
‫واملآب‪.‬‬
‫حرر بتاريخ يوم االتنني ‪ /17 /‬من مجـادى األوىل ‪ /‬سـنة ‪ 1414‬مـن اهلجـرة‬
‫النبوية‪ ،‬على صاحبها ولله أفضل الصالة والسالم ‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ334‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬القسمَالثانيَ–َبابَاهلمزةَ َ‬

‫بسمَاهللَالرمحنَالرحيم‬
‫(القسمَالثاني)َََ َ‬

‫(بابَاهلمزة)َََ َ‬
‫[إبراهيمَبنَاحلسنَالشبه]ََ َ‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪ ،‬أمه فاطمة‬ ‫إبراهيم بن احلسن بن احلسن بن علي بن أبي طال‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم؛ أشبه الناس برسول اهلل صَلاى‬ ‫بنت احلسني بن علي بن أبي طـال‬
‫اهلل عَليهه ولله وسَلام يقال له‪ :‬الشبه‪ ،‬وال َغمهر جلوده‪.‬‬
‫قال ابن عنبة‪ :‬مولده سنة مثان وسبعني‪ ،‬أو تال ‪.‬‬
‫روى احلديث عن أمه فاطمة بنت احلسني‪ ،‬وعن أبيه عن جده‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده إمساعيل‪ ،‬واحلسن املثلث‪ ،‬وموسى بن عبيد‪ ،‬وفضيل بن حممد‪.‬‬
‫تويف عَلَيهه السَّالم يف سجن أبي جعفر‪ ،‬سنة مخس وأربعني ومائة‪.‬‬
‫قال أبو الفرج(‪ :)895‬وله سبع ‪ -‬أو تسع ‪ -‬وستون سنة‪ ،‬قىه بالكوفة‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬اهلادي عَلَيهه السَّالم يف األحكام‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة‪.‬‬
‫[إبراهيمَبنَإمساعيلَبنَإبراهيم]ََ َ‬
‫إبراهيم بن إمساعيل بن إبراهيم بن احلسن بن احلسن بن علي بن أبي طال‬
‫طبا طبا؛ حبسه املهدي العباسي‪ ،‬وبقي يف السجن‬ ‫عَلَ هيهَم السَّالم أبو احلسن‪ ،‬امللق‬
‫سبع عشرة سنة؛ تم خرج حبيلة من بعض شيعته‪ ،‬ومان القاسم ولده قد نشأ؛‬
‫فوجده قاعداً بني مجاعة‪ ،‬فسلنم عليهم‪ ،‬ومل يعرفه القاسم حتى عَرَّفته والدته‬
‫بعالمات يف صدره‪ ،‬وهي ضربتا سيف معرتضتان‪ ،‬فلما حتققه اعتنقه‪ ،‬وقدّمه إىل‬
‫أهله ‪.‬‬

‫(‪ -)895‬مقاتل الطالبيني (ص‪.)188/‬‬


‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ335‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬القسمَالثانيَ–َبابَاهلمزةَ َ‬

‫قال يف املقاتل‪ :‬ومات إبراهيم يف احلجاز بعد التسعني ومائة‪ ،‬وهو يروي عن أبيه‬
‫عن جده‪ ،‬وعن احلسني بن علي الفخي ‪ -‬ومان ممن بايعه ‪.-‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده القاسم بن إبراهيم‪.‬‬
‫خرج له‪ :‬اهلادي للثق‪ ،‬وأئمتنا اخلمسة إال اجلرجاني‪.‬‬
‫[اإلمامَإبراهيمَبنَعبداهلل]ََ َ‬
‫عَلَـ هيهَم‬ ‫اإلمام إبراهيم بن عبداهلل بن احلسن بن احلسن بن علي بن أبـي طالـ‬
‫السَّالم أبو احلسن؛ أمه هند بنت أبي عبيدة؛ ولد سنة تسعني‪ ،‬مان على شاملة أخيه‬
‫حممد [النفس الزمية] يف الدين والعلم والشجاعة والشدة‪ ،‬ومـان يقـول شـيئاً مـن‬
‫الشعر‪.‬‬
‫قوله عَلَيهه السَّالم حني بلغه استشهاد أخيه عَلَيهه السَّالم‪:‬‬ ‫‪ :‬ومن ذل‬ ‫قل‬
‫ج َز َعا‬
‫ف َلهُمه َ‬
‫خوه ٍ‬
‫س القَلْ ُ ِمنه َ‬
‫ج َ‬
‫َأوه َأوه َ‬ ‫اللاـــهُ َيعهلَـــمُ َأنِّـــي لَـــو خَشِـــيهتُهُمُ‬
‫ف َمعَ ـا‬
‫ج ِميهعً ـا أَوه َنعِ ـيه َ‬
‫حتَّ ـى نَمُ ـوتَ َ‬
‫َ‬ ‫لَــمه َيقْتُلُــوهُ َولَــمه أُسهــ ِلمه َأخِــي لَهُــمُ‬
‫وبايعه علماء البصرة وفقهاؤها‪ ،‬ومعتزلتها وزهادهـا‪ ،‬ومـان أبـو حنيفـة يـدعو‬
‫إليه؛ ومل يزل جماهداً عَلَيهه السَّالم حتى استشهد‪.‬‬
‫روى عن أبيه عن جده‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬أوالده‪ ،‬والقاسم بن إبراهيم‪ ،‬ونافع‪ ،‬ومال ‪ ،‬ومفضل الضيب(‪.)896‬‬

‫(‪)896‬ـ روى أبو ال َفرَج األصفهاني يف مقاتل الطالبيني بإسناده أن [اإلمام] إبراهيم بن عبـد اهلل‬
‫َن َزلَ عَلَى املفضل الضَّيبِّ يف وقت استتاره ‪ -‬قال‪ :‬ومـان املفضـلزيديًّا‪ -‬فقـال لـه إبـراهيم‪ :‬ائـت‬
‫أنظر فيه‪ ،‬فإن صدري يضيق إذا خرجتَ‪ ،‬فأتاه بشيء من أشعار العرب‪ ،‬فاختار‬ ‫بشيء من متب‬
‫منها قصائد ومتبها مفردة يف متاب‪.‬‬
‫قال املفضل‪ :‬فلما قُتِلَ إبراهيمُ أظهرتُهَا‪ ،‬فنسبتُهَا إليَّ‪ ،‬وهي القصائد اليت تسمى (اختيار املفضل)‬
‫السبعني قصيدة‪ ،‬قال‪ :‬تم زدتُ عليها وجعلتُهَا مائة ومثانية وعشرين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ336‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬القسمَالثانيَ–َبابَاهلمزةَ َ‬

‫خرج له‪ :‬السيدان‪ ،‬وحممد عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬


‫[إبراهيمَبنَاحلسنَبنَإبراهيم]ََ َ‬
‫إبراهيم بن احلسن بن إبراهيم بن حممد بن سليمان بن داود بن احلسن بن‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬ ‫احلسن بن علي بن أبي طال‬
‫يروي عن محزة بن القاسم‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬ولده [أمحد] أبو العباس احلس ‪.‬‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬ ‫خرج له‪ :‬اإلمامان‪ :‬املؤيد باهلل‪ ،‬وأبو طال‬
‫مل يذمر له وفاة يف الطبقات‪ ،‬وأهمله يف اجلداول‪.‬‬
‫[إبراهيمَبنَحممدَبنَعمر]ََ َ‬
‫إبراهيم بن حممد بن عمر بن ىيى بن احلسني بن زيد بن علي بن احلسني بن‬
‫عَلَ هيهَم السَّالم‪.‬‬ ‫علي بن أبي طال‬
‫يروي عن والده‪ ،‬وعن حممد بن عبداهلل الشيباني‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬املرشد باهلل‪.‬‬
‫األمساء مما يف الطبقات‪:‬‬ ‫ونعود إىل ترتي‬
‫[أَبَانَبنَإسحاقَالكويف]ََ َ‬
‫َأَبان بن إسثاق الكويف‪ ،‬النثوي‪.‬‬
‫عن‪ :‬الصََّبا بن حممد‪ ،‬وعنه‪ :‬حممد‪ ،‬ويعلى ابنا عبيد‪ ،‬وطائفة‪.‬‬
‫قال ابن معني‪ :‬ليس به بأس‪.‬‬
‫وقال األزدي‪ :‬مرتو ‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ337‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬القسمَالثانيَ–َبابَاهلمزةَ َ‬

‫قــال الــذهيب(‪ :)897‬ال يــرت فقــد وتقــه أمحــد والعجلــي؛ واألزدي أســرف يف‬
‫اجلر (‪.)898‬‬
‫جة‪.‬‬ ‫وقال ابن حجر يف التقري (‪ :)899‬مويف تقة‪ ،‬تَ َكلا َم فيه األَزه ِد ُّ‬
‫ي بال حُ َّ‬
‫أخرج له‪ :‬أبو طال ‪ ،‬وأبو العباس‪ ،‬والرتمذي‪.‬‬
‫[أَبَانَبنَتَغَلَب]َ َ‬
‫(مبثناة فوقية‪ ،‬تم غني معجمة سامنة‪ ،‬والم مكسورة‪ ،‬فموحدة)‬ ‫َأَبان بن تغلِ‬
‫أبو سعيد الكويف‪.‬‬
‫يروي عن زيد بن علي‪ ،‬والباقر‪ ،‬والصادق‪ ،‬وأبي اجلارود‪ ،‬واحلَكَـم بـن عَُتيهبَـة‪،‬‬
‫واحلسن‪ ،‬وعَمهرو بن مُ َّرة حديث‪(( :‬من منت مواله فعلـي مـواله‪ ،‬اللـهم وال مـن‬
‫وااله))‪.‬‬
‫عنه‪ :‬شعبة‪ ،‬ويعلى بن حممد‪ ،‬وعلي بن احلكم‪ ،‬وىيى الربعي‪ ،‬وسيف بن عمري‪،‬‬
‫وعبَّاد بن العوّام‪ ،‬واإلمام ىيى بن عبداهلل‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫وتّقه أمحد‪ ،‬وابن معني‪ ،‬وأبو حامت‪.‬‬
‫قال ابن حجر يف التقري (‪ :)900‬تقة‪ ،‬تكلم فيه للتشيع‪.‬‬

‫(‪ )897‬ـ ميزان االعتدال (‪ ،)5/1‬رقم (‪.)1‬‬


‫ج َر خَلْقًا بنفسه مل يَسـبقْهُ أحـ ٌد إىل الـتَّكَلغم فـيهم‪،‬‬
‫(‪ )898‬ـ تم قال الذهيب بعدها يف األزدي‪َ « :‬‬
‫وهو الْمُتَكَلامُ فيه»‪.‬‬
‫(‪ ،)24/1‬رقم (‪ ،)145‬ط‪( :‬دار الفكر)‪.‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )899‬ـ تقري‬
‫(‪ ،)24/1‬رقم (‪.)146‬‬ ‫التهذي‬ ‫(‪ )900‬ـ تقري‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ338‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬القسمَالثانيَ–َبابَاهلمزةَ َ‬

‫قال الذهيب ما لفظه(‪ :)901‬غلوّ التشيع‪ ،‬أو التشيع بال غلو وال احنراف‪ ،‬هذا مثري‬
‫مجلـة مـن‬ ‫يف التابعني وتابعيهم‪ ،‬مع الدين والورع؛ فلو رد حـديث هـؤالء لـذه‬
‫التار النبوية‪.‬‬
‫يتعرض للشـيخني أصـالً‪ ،‬بـل يعتقـد أن عليـاً‬ ‫إىل قوله‪ :‬ومل يكن أبان بن تغل‬
‫أفضل منهما‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫تُويف سنة أربعني ومائة‪.‬‬
‫أخرج له‪ :‬أئمتنا اخلمسة إال اجلرجاني‪ ،‬وأخرج له مسلم‪ ،‬واألربعة‪.‬‬
‫‪ :‬هو من األعالم الثقات األتبات؛ وقد سبق ذمره(‪ ،)902‬واهلل ولي التوفيق‪.‬‬ ‫قل‬

‫(‪ )901‬ـ ميزان االعتدال (‪.)5/1‬‬


‫(‪ )902‬ـ يف الفصل اخلامس‪.‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ339‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫فهرسَاملواضيع َ‬
‫(الفصل احلادي عشر الالحق بلوامع األنوار)‪3 ....................................‬‬
‫املقصد األهم إلفراد هذا الفصل‪ ،‬وقاعدة املؤلنف(ع) يف التعديل والتجريح ‪3 ......‬‬
‫املراد بأئمتنا اخلمسة أو اجلماعة أو الستة‪ ،‬أو حافظ اليمن‪ ،‬أو السيد اإلمام أو املوىل ‪6‬‬
‫سند الطبقات ‪6 ....................................................................‬‬
‫نبذة من أول الطبقات‪7 ............................................................‬‬
‫سلام ‪9 ...........................‬‬
‫إمام املرسلني وخامت النبيئني صَلاى اهلل عَليهه ولله و َ‬
‫إبراهيم بن رسول اهلل صلى اهلل عليه ولله وسلم‪10................................‬‬
‫عَلَيهه السَّالم‪12.............................‬‬ ‫أمري املؤمنني اإلمام علي بن أبي طال‬
‫بن عَبَّاد ‪13...............................................................‬‬ ‫الصاح‬
‫أم املؤمنني خدجية بنت خويلد ‪َ -‬رضِي اهلل عَنهها ‪30................................‬‬
‫سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع)‪33.................................................‬‬
‫السب األمى احلسن بن علي (ع)‪46...............................................‬‬
‫وصية اإلمام احلسن أين يُدفن‪47...................................................‬‬
‫ختريج حديث‪ :‬احلسن واحلسني سيدا شباب أهل اجلنة‪...‬إخل احلديث ‪48..........‬‬
‫ختريج حديث‪ :‬الولد رىانة‪...‬إخل‪50...............................................‬‬
‫حديث‪(( :‬احلسن واحلسني إمامان‪...‬إخل)) ‪54.....................................‬‬
‫علي (ع) ‪55...........................‬‬ ‫خطبة لإلمام احلسن عَلَيهه السَّالم ملا أصي‬
‫خطبته عَلَيهه السَّالم قبل وقوع الصلح مع معاوية‪56................................‬‬
‫جواب اإلمام احلسن (ع) على سفيان بن الليل ‪60.................................‬‬
‫جواب اإلمام احلسن (ع) على اإلمام احلسني (ع) يف موادعة معاوية ‪65...........‬‬
‫من متاب احلسن (ع) إىل معاوية ‪66................................................‬‬
‫وصية اإلمام احلسن (ع) ملا حضرته الوفاة ‪69......................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ340‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫السب األصغر احلسني بن علي (ع) ‪71............................................‬‬


‫(فصل‪ :‬اهلمزة)‪73..................................................................‬‬
‫األنصاري‪73.........................................................‬‬ ‫ُأبَيُّ بن مع‬
‫أسامة بن زيد مأمور النيب لغزو الشام ‪73...........................................‬‬
‫خادم النيب صلى اهلل عليه ولله وسلم ‪76..........................‬‬ ‫أسلع بن شري‬
‫أَسِيهد بن أبي إياس ‪76..............................................................‬‬
‫أسيد بن حُضَيهر ‪77.................................................................‬‬
‫بعض أخبار السقيفة والبيعة‪77.....................................................‬‬
‫أَفْلَح موىل النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ‪93......................................‬‬
‫أفلح بن أبي ال ُقعَيهس ‪93............................................................‬‬
‫األسدي ‪94.......................................................‬‬ ‫أنس بن احلار‬
‫خادم النيب أنس بن مال ‪94.......................................................‬‬
‫أوس بن الصامت‪94...............................................................‬‬
‫(فصل الباء املوحدة) ‪95............................................................‬‬
‫بُ َد هيلُ بن َورهقَاء ‪95..................................................................‬‬
‫الىاء بن عازب ‪95.................................................................‬‬
‫بُ َريهدَةُ بن احلُصَ هي ِ‪96...............................................................‬‬
‫بشر بن عاصم ‪96..................................................................‬‬
‫بَشِيهرُ بن اخلَصَاصِيَّة ‪97.............................................................‬‬
‫بشري بن سعد ‪97...................................................................‬‬
‫بشري بن سعد بن تعلبة‪ -‬والد النعمان ‪98..........................................‬‬
‫بشري بن َعقْ َربَة ‪98..................................................................‬‬
‫بالل بن احلار ‪99................................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ341‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫بالل بن ربا ‪99...................................................................‬‬


‫بالل ‪99............................................................................‬‬
‫(فصل التاء) ‪99....................................................................‬‬
‫متيم بن أوس الدَّارِيُّ‪99............................................................‬‬
‫متيم بن غَزِيَّة ‪100 ..................................................................‬‬
‫(فصل الثاء املثلثة) ‪100 ............................................................‬‬
‫تابت بن قيس اخلزرجي‪100 .......................................................‬‬
‫توبان بن بُجهدُد‪101 ................................................................‬‬
‫(فصل اجليم املعجمة من أسفل) ‪101 ..............................................‬‬
‫شقيق الوصي‪ :‬جعفر بن أبي طال ‪101 ...........................................‬‬
‫جابر بن مسرة السُّوائي ‪102 .......................................................‬‬
‫لخر الصثابة موتاً باملدينة‪ :‬جابر بن عبداهلل‪102 ...................................‬‬
‫اجلارود بن عمرو الكندي‪103 .....................................................‬‬
‫جَبَّار بن صخر ‪104 ................................................................‬‬
‫جُبَيهر بن مُ ْطعِم ‪105 ................................................................‬‬
‫جرهد‪105 .........................................................................‬‬
‫جرير بن عبداهلل البجلي ‪ -‬وحبث يف خى الفاسق ‪106 .............................‬‬
‫جُنَادَة بن أبي أُمَيَّة‪108 .............................................................‬‬
‫جندب بن عبداهلل األزدي ‪ -‬قاتل الساحر ‪109 ....................................‬‬
‫جَوهدَان ‪110 ........................................................................‬‬
‫(فصل احلاء املهملة) ‪111 ..........................................................‬‬
‫محزة بن عبد املطل ‪ ،‬ومقتله وفضله ‪111 ..........................................‬‬
‫بن معاوية ‪113 ............................................................‬‬ ‫احلار‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ342‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫بن نوفل اهلامشي‪114 .....................................................‬‬ ‫احلار‬


‫الصُّدَائِيُّ‪114 ..............................................................‬‬ ‫احلار‬
‫اخلزاعي‪114 ......................................................‬‬ ‫حارتة بن وه‬
‫حبان بن صخر‪115 ................................................................‬‬
‫حبان بن املنقذ ‪115 ................................................................‬‬
‫حبة بن خالد األسدي ‪115 ........................................................‬‬
‫حُبهشِيُّ بن جُنَادَة السَّلُولي ‪115 .....................................................‬‬
‫حُجهرُ بن عَدِيّ ‪116 ................................................................‬‬
‫حَ هدرَد األسلمي ‪117 ...............................................................‬‬
‫حذيفة بن أَسِيهد الغفاري ‪117 ......................................................‬‬
‫عِلْم املنافقني ‪118 .......................................‬‬ ‫حُ َذ هيفَةُ بن الَيمَانِ صاح‬
‫حسان بن تابت ‪119 ...............................................................‬‬
‫حلكَمُ بن ُعمَيهر ‪119 ...............................................................‬‬
‫ا َ‬
‫حكِيم بن حِزَام بن خويلد ‪120 ....................................................‬‬
‫َ‬
‫محزة بن عَمرو األسلمي‪120 .......................................................‬‬
‫(فصل اخلاء املعجمة من أعلى) ‪120 ...............................................‬‬
‫خَارِجَة بن حُذَافَة‪ ،‬قاضي عمرو بن العاص‪120 ...................................‬‬
‫خالد بن عُرهفُطَة‪ ،‬حامل راية الضاللة ‪121 .........................................‬‬
‫خالد اخلزاعي‪121 .................................................................‬‬
‫خِرَاشُ بنُ أُمَيَّة ‪122 ................................................................‬‬
‫خُزَيهمة بنُ أَوس‪122 ...............................................................‬‬
‫خزمية بن تابت‪ ،‬ذو الشهادتني ‪122 ................................................‬‬
‫خالد بن زيد ‪123 ..................................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ343‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫(فصل الدال املهملة)‪123 ..........................................................‬‬


‫حلمهيَرِيُّ ‪123 .................................................................‬‬
‫َديهلَم ا ِ‬
‫(فصل الذال املعجمة) ‪124 ........................................................‬‬
‫بن حَلْثَلَةَ اخلُزَاعِيُّ ‪124 ....................................................‬‬ ‫ذُؤي‬
‫(فصل الراء املهملة) ‪124 ..........................................................‬‬
‫رَافِع بن خَدِيج احلارتي ‪124 .......................................................‬‬
‫رافع بن َمكِيث‪124 ................................................................‬‬
‫رافع موىل النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ‪125 ....................................‬‬
‫رُفَاعَة بن رافع ‪125 ................................................................‬‬
‫(فصل الزاي املعجمة) ‪125 ........................................................‬‬
‫الزبَ هي ُ بنُ َتعهلَبَةَ‪125 ...............................................................‬‬
‫ُّ‬
‫الزبري بن العوام األسدي‪126 ......................................................‬‬
‫شمِي‪128 ........................................................‬‬
‫زُهَيهرُ بنُ صُرَد اجلُ َ‬
‫زيد بن أرقم ‪129 ..................................................................‬‬
‫زيد بن تابت األنصاري ‪129 .......................................................‬‬
‫زيد بن حارتة موىل النيب (ص)‪130 ................................................‬‬
‫جلهَنِي ‪130 ..........................................................‬‬
‫زيد بن خالد ا ُ‬
‫(فصل السني املهملة) ‪130 .........................................................‬‬
‫سامل موىل أبي حذيفة ‪130 ..........................................................‬‬
‫جلهَنِيُّ ‪131 ..................................................................‬‬
‫سَبهرَة ا ُ‬
‫سَخهبَرة ‪131 ........................................................................‬‬
‫سعد بن عائذ مؤذن قباء ‪131 ......................................................‬‬
‫سعد بن عبادة‪ ،‬سيد اخلزرج ‪131 ..................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ344‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫أبو سعيد اخلدري‪132 ..............................................‬‬ ‫سعد بن مال‬


‫سعد بن معاذ ‪133 .................................................................‬‬
‫سعد بن أبي وقاص‪134 ...........................................................‬‬
‫سعيد بن زيد بن عمرو العَدَوِيُّ‪135 ...............................................‬‬
‫سعيد‪136 ..........................................................................‬‬
‫سفِيهنَة موىل النيب صَلاى اهلل عَليهه ولله وسَلام ‪136 ...................................‬‬
‫َ‬
‫سلمان بن عامر الضيب ‪137 ........................................................‬‬
‫سلمان الفارسي‪137 ...............................................................‬‬
‫أحاديث يف فضل سلمان وخترجيها ‪140 ............................................‬‬
‫سلمة بن األموع ‪143 ..............................................................‬‬
‫سلمة بن احملَبِّق ‪143 ................................................................‬‬
‫سالمة بن قيصر‪144 ...............................................................‬‬
‫الزرَقِي ‪144 ..................................................................‬‬
‫سليم ُّ‬
‫مسرة بن جندب‪ ،‬احملرض على احلسني (ع) ‪144 ..................................‬‬
‫سهل بن حُنَيهف ‪147 ...............................................................‬‬
‫سهل بن أبي خثمة‪148 ............................................................‬‬
‫سهل بن سعد بن مال ‪148 .......................................................‬‬
‫سواء بن خالد‪ ،‬أخو حبة املتقدم ‪149 ..............................................‬‬
‫سويد بن قيس ‪149 ................................................................‬‬
‫سُ َويهدُ بن ُمقَرِّن‪149 ................................................................‬‬
‫(فصل الشني املعجمة) ‪149 ........................................................‬‬
‫شُبهرُمَة‪149 .........................................................................‬‬
‫شداد بن أوس األنصاري ‪150 .....................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ345‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫ثمَاء ‪150 ............................................................‬‬


‫بن سَ ه‬ ‫شري‬
‫بن جنيد ‪150 ...............................................................‬‬ ‫شري‬
‫(فصل الصاد املهملة) ‪151 .........................................................‬‬
‫صِرهمَة بن قيس األنصاري‪151 .....................................................‬‬
‫الص هع ُ بن جَثَّامة‪151 .............................................................‬‬
‫َّ‬
‫صفوان بن أمية ‪152 ...............................................................‬‬
‫صفوان بن عَسَّال ‪152 .............................................................‬‬
‫الرومي ‪152 ...............................................................‬‬ ‫صهي‬
‫(فصل الضاد املعجمة) ‪153 ........................................................‬‬
‫الضثا بن سفيان‪153 ............................................................‬‬
‫ضمهرة أو ضمرية‪154 ..............................................................‬‬
‫ُ‬
‫(فصل الطاء املهملة) ‪154 ..........................................................‬‬
‫طارق بن سُوَيد ‪154 ...............................................................‬‬
‫شهَاب ‪155 ..............................................................‬‬
‫طارق بن ِ‬
‫طارق ‪155 .........................................................................‬‬
‫طلثة بن عبيداهلل ‪155 .............................................................‬‬
‫ذمر طلثة والزبري ووقعة اجلمل ‪156 ..............................................‬‬
‫طلثة بن معاوية السُّ َلمِي ‪161 .....................................................‬‬
‫طَلْقُ بن علي السُّثَ هيمِي ‪161 .......................................................‬‬
‫(فصل العني املهملة)‪161 ..........................................................‬‬
‫بن هاشم ‪161 .............................................‬‬ ‫العباس بن عبد املطل‬
‫استسقاء الصثابة بالعباس َرضِي اهلل عَنهه ‪163 .....................................‬‬
‫عبداهلل بن جعفر بن أبي طال ‪164 ...............................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ346‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫عبداهلل بن العباس ‪165 ............................................................‬‬


‫عدم صثة معاتبة الوصي (ع) البن عباس‪168 ....................................‬‬
‫شيء من فضائل ابن عباس ‪174 ...................................................‬‬
‫عاصم بن عدي ‪177 ...............................................................‬‬
‫عامر بن ربيعة بن مع ‪178 .......................................................‬‬
‫عامر بن واتلة ‪178 .................................................................‬‬
‫عامر الرام‪181 .....................................................................‬‬
‫عامر بن مسعود بن أمية‪181 .......................................................‬‬
‫عبادة بن الصامت‪182 .............................................................‬‬
‫عبداهلل بن ُأنَيهس‪182 ...............................................................‬‬
‫عبداهلل بن أبي أوفى األسلمي ‪182 ................................................‬‬
‫عبداهلل بن بُثَينة ‪183 ..............................................................‬‬
‫عبداهلل بن بُسهر ‪183 ................................................................‬‬
‫عبداهلل بن جواد ال ُعقَيهلي ‪184 ......................................................‬‬
‫بن جَزهء ‪184 ...................................................‬‬ ‫عبداهلل بن احلار‬
‫عبداهلل بن رَوَاحَة ‪184 .............................................................‬‬
‫عبداهلل بن الزُّبَيهرِ بن العَوَّام‪185 ....................................................‬‬
‫ترمه للصالة على النيب ولله أربعني مجعة‪185 ......................................‬‬
‫جواب حممد بن احلنفية على ابن الزبري‪187 ........................................‬‬
‫عبداهلل بن زيد اخلزرجي ‪193 ......................................................‬‬
‫عبداهلل بن زيد بن عاصم ‪194 .....................................................‬‬
‫عبداهلل بن سَرهجِس‪194 ............................................................‬‬
‫عبداهلل بن سلَام‪194 ...............................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ347‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫عبداهلل بن الشِّخِّيهر ‪195 ............................................................‬‬


‫عبداهلل بن عامر بن ربيعة العَنهزِي ‪196 .............................................‬‬
‫عبداهلل بن ُعكَيهم ‪196 ..............................................................‬‬
‫عبداهلل بن عمر بن اخلطاب ‪196 ...................................................‬‬
‫عبداهلل بن عمرو بن العاص ‪205 ..................................................‬‬
‫عبداهلل بن قرظ‪208 ................................................................‬‬
‫عبداهلل بن مال ‪208 ..............................................................‬‬
‫عبداهلل بن مسعود‪208 .............................................................‬‬
‫عبداهلل بن ُم َغفال ‪210 ..............................................................‬‬
‫عبداهلل الصُّنَاحيب‪211 ..............................................................‬‬
‫عبد الرمحن بن أبي بكر ‪211 .......................................................‬‬
‫عبد الرمحن بن أَبهزَى ‪211 ..........................................................‬‬
‫عبد الرمحن بن مسرة ‪212 .........................................................‬‬
‫عبد الرمحن بن عوف‪212 ..........................................................‬‬
‫عبد الرمحن بن غنم ‪214 ...........................................................‬‬
‫بن هاشم ‪215 ...............................‬‬ ‫بن ربيعة بن عبد املطل‬ ‫عبد املطل‬
‫عبيداهلل بن العباس‪215 ............................................................‬‬
‫عبيداهلل بن حمصن‪216 .............................................................‬‬
‫عبيد بن حداد‪217 .................................................................‬‬
‫عبيد بن فَرهقَد ‪217 .................................................................‬‬
‫عَتَّاب بن أَسِيهد ‪217 ................................................................‬‬
‫عثمان بن عفان ‪218 ...............................................................‬‬
‫عثمان بن مظعون ‪218 .............................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ348‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫عثمان بن أبي العاص‪219 .........................................................‬‬


‫عدي بن حامت الطائي ‪219 .........................................................‬‬
‫عدي بن زيد اجلذامي‪219 .........................................................‬‬
‫العرباض بن سارية ‪220 ...........................................................‬‬
‫عُرهوَة بن اجلعد‪220 ................................................................‬‬
‫عُرهوة بن مُضَرِّس ‪220 .............................................................‬‬
‫عفيف الكندي ‪220 ................................................................‬‬
‫ُعقْبَةُ بن عامر اجله ‪223 ..........................................................‬‬
‫عقيل بن أبي طال ‪224 ...........................................................‬‬
‫عمار بن ياسر‪225 .................................................................‬‬
‫عمر بن اخلطاب ‪229 ..............................................................‬‬
‫عمر بن أبي سلمة ‪230 ............................................................‬‬
‫عمر بن عوف‪230 .................................................................‬‬
‫(فصل العني املهملة املفتوحة) ‪231 ................................................‬‬
‫عمرو بن تغل ‪231 ...............................................................‬‬
‫عمرو بن حريث املخزومي ‪231 ...................................................‬‬
‫عمرو بن احلار ‪231 .............................................................‬‬
‫عمرو بن حَزهم ‪231 ................................................................‬‬
‫ثمِق ‪233 ..............................................................‬‬
‫عَمرو بن الْ َ‬
‫عمرو بن العاص‪234 ..............................................................‬‬
‫عمرو بن عنبسة‪235 ...............................................................‬‬
‫عمرو بن عوف املزني‪236 .........................................................‬‬
‫عمرو بن ال َفعهوَى ‪236 .............................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ349‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫اليماني ‪236 .......................................................‬‬ ‫عمرو بن مع‬


‫عمران بن احلصني ‪237 ............................................................‬‬
‫عوف بن مال ‪238 ................................................................‬‬
‫عياش بن أبي ربيعة املخزومي ‪238 ................................................‬‬
‫حمَار ‪238 ..............................................................‬‬
‫عِيَاضُ بن ِ‬
‫(فصل الغني املعجمة)‪239 .........................................................‬‬
‫‪239 ..............................................................‬‬ ‫معت‬
‫غيالن بن ِّ‬
‫(فصل الفاء) ‪240 ..................................................................‬‬
‫فارض النهدي ‪240 ................................................................‬‬
‫فَضَالَةُ بن عُبَيهد ‪240 ................................................................‬‬
‫الفضل بن العباس ‪241 ............................................................‬‬
‫(فصل القاف) ‪241 ................................................................‬‬
‫قَبِيهصَةُ بن املُخَارِق‪241 .............................................................‬‬
‫قتادة بن مِلْثان ‪242 ...............................................................‬‬
‫قتادة أو أبو قتادة ‪242 ..............................................................‬‬
‫جمَثِيُّ‪242 ....................................................‬‬
‫قُدَامَةُ بن مَ ْظعُون الْ ُ‬
‫قيس بن سعد بن عبادة ‪242 .......................................................‬‬
‫قيس بن عاصم ‪243 ...............................................................‬‬
‫(فصل الكاف) ‪243 ................................................................‬‬
‫مَثِيهر بن السائ ‪243 ...............................................................‬‬
‫بن عُجهرة ‪243 ...............................................................‬‬ ‫مع‬
‫بن عمرو بن عباد‪244 .......................................................‬‬ ‫مع‬
‫بن عمر ‪244 .......................................................‬‬ ‫بن مال‬ ‫مع‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ350‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫بن مرة‪244 ..................................................................‬‬ ‫مع‬


‫(فصل الالم)‪245 ..................................................................‬‬
‫لَبِيهد بن ربيعة‪245 ..................................................................‬‬
‫َلقِيه ُ بن عامر بن صَبِرَة ‪245 .......................................................‬‬
‫(فصل امليم) ‪245 ..................................................................‬‬
‫األسلمي ‪245 ......................................................‬‬ ‫َماْعِز بن مال‬
‫الليثي ‪246 .....................................................‬‬ ‫بن احلوير‬ ‫مال‬
‫بن ربيعة ‪246 ................................................................‬‬ ‫مال‬
‫مِثهجَن بن أبي مِثهجَن‪246 ........................................................‬‬
‫حممد بن عبداهلل بن جثف ‪247 ...................................................‬‬
‫حممد بن مسلمة ‪247 ...............................................................‬‬
‫حممود بن لبيد‪247 .................................................................‬‬
‫مَخهرَفَة العبدي ‪247 ................................................................‬‬
‫مَ هزيَدَة بن جابر ‪248 ................................................................‬‬
‫املُسهتَ هورِدُ بن سِنَان ‪248 .............................................................‬‬
‫املُسهتَ هورِدُ بن شَدَّاد ‪248 .............................................................‬‬
‫َمسه َلمَةُ بن مُخَللد ‪249 ..............................................................‬‬
‫املسور بن خمرمة ‪249 ...............................................................‬‬
‫بن أبي وَدَاعة ‪250 .........................................................‬‬ ‫املطل‬
‫معاذ بن أنس‪250 ..................................................................‬‬
‫معاذ بن جبل ‪250 .................................................................‬‬
‫معاوية بن حُ َديهج‪251 ..............................................................‬‬
‫حلكَم السُّ َلمِي ‪253 .....................................................‬‬
‫معاوية بن ا َ‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ351‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫معاوية بن أبي سفيان ‪253 .........................................................‬‬


‫معدي مرب‪254 ...................................................................‬‬
‫َم هعقِل بن يَسَار ‪254 ................................................................‬‬
‫املغرية بن شعبة ‪254 ...............................................................‬‬
‫املقداد بن األسود ‪255 .............................................................‬‬
‫املقدام بن معدي مرب ‪258 ........................................................‬‬
‫(فصل النون) ‪259 .................................................................‬‬
‫نُبَيهشة احلنظلي‪259 .................................................................‬‬
‫النعمان بن بَشِري ‪259 ..............................................................‬‬
‫ُنعَيهمُ بن النَّثَّام‪260 ................................................................‬‬
‫ُنعَيهمُ بن هَزَّال ‪260 .................................................................‬‬
‫بن عبد املطل ‪261 ..............................................‬‬ ‫نوفل بن احلار‬
‫(فصل اهلاء) ‪261 ..................................................................‬‬
‫هَزَّالُ األَسه َلمِي ‪261 ................................................................‬‬
‫هِلَالُ بن أُمَيَّةَ األَنصاري‪261 .......................................................‬‬
‫(فصل الواو) ‪262 .................................................................‬‬
‫وَابِصَةُ بن َمعهبَد ‪262 ...............................................................‬‬
‫سقَعِ ‪262 ..............................................................‬‬
‫وَاتِلَةُ بن األَ ه‬
‫وائل بن حُجهر‪263 .................................................................‬‬
‫الوليد ‪263 .........................................................................‬‬
‫الوليد بن عقبة بن أبي ُمعَيه ‪263 ..................................................‬‬
‫(فصل الياء) ‪264 ..................................................................‬‬
‫َيعهلَى بن أُمَيَّة ‪264 ..................................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ352‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫(فصل يف الكنى)‪265 ..............................................................‬‬


‫(حرف اهلمزة) ‪265 ................................................................‬‬
‫أبو أُمَامَة ‪265 ......................................................................‬‬
‫أبو أَوهفَى األَسه َلمِي ‪265 ............................................................‬‬
‫أبو أيوب األنصاري‪265 ...........................................................‬‬
‫(حرف الباء)‪266 ..................................................................‬‬
‫أبو بُرهدَةَ بن نِيَار ‪266 ...............................................................‬‬
‫أبو بَ هرزَةَ األسلمي ‪266 .............................................................‬‬
‫أبو بَصهرَةَ ال ِغفَاري‪267 .............................................................‬‬
‫أبو بكر ابن أبي قُثَافَة ‪267 ........................................................‬‬
‫الث َقفِي ‪268 ...............................................................‬‬
‫أبو َبكْرَةَ َّ‬
‫(حرف الثاء)‪268 ..................................................................‬‬
‫أبو َتعهلَبَة اخلُشَنِي ‪268 ..............................................................‬‬
‫(حرف اجليم املعجمة) ‪269 ........................................................‬‬
‫أبو جُثَ هيفَةَ ‪269 ....................................................................‬‬
‫أبو جُرَيّ‪269 ......................................................................‬‬
‫خامتة‪270 ..........................................................................‬‬
‫عودة املؤلف إىل إمتام التأليف ‪271 .................................................‬‬
‫جلههمِ بن صُخَيهر ‪272 ..........................................................‬‬
‫أبو ا َ‬
‫(حرف احلاء املهملة)‪272 ..........................................................‬‬
‫أبو حَازِم البَجَلِي‪272 ..............................................................‬‬
‫حمَيد‪272 ......................................................................‬‬
‫أبو ُ‬
‫(حرف اخلاء املعجمة) ‪273 ........................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ353‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫أبو خَلااد ‪273 ......................................................................‬‬


‫أبو خِرَاش ‪273 ....................................................................‬‬
‫(حرف الدال املهملة) ‪273 .........................................................‬‬
‫أبو الدرداء ‪273 ....................................................................‬‬
‫(حرف الذال املعجمة) ‪274 ........................................................‬‬
‫أبو ذر الغفاري‪274 ................................................................‬‬
‫(حرف الراء املهملة) ‪274 ..........................................................‬‬
‫أبو رافع القبطي‪274 ...............................................................‬‬
‫أبو َر ِزيهن ‪275 ......................................................................‬‬
‫(حرف السني املهملة)‪276 .........................................................‬‬
‫أبو سعيد الساعدي ‪276 ...........................................................‬‬
‫أبو سعيد اخلدري ‪276 .............................................................‬‬
‫أبو سفيان ‪277 .....................................................................‬‬
‫أبو سفيان بن احلار ‪277 .........................................................‬‬
‫أبو سَيَّارَةَ ‪278 .....................................................................‬‬
‫(حرف الشني املعجمة) ‪279 .......................................................‬‬
‫أبو شَدَّاد ‪279 ......................................................................‬‬
‫(حرف الطاء املهملة) ‪279 .........................................................‬‬
‫أبو ال غطفَيهل ‪279 ....................................................................‬‬
‫أبو طلثة ‪279 .....................................................................‬‬
‫(حرف العني املهملة) ‪279 .........................................................‬‬
‫أبو العاص ‪279 ....................................................................‬‬
‫أبو عُبَيهدَةَ بن اجلَرَّا ‪280 ...........................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ354‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫حفْص‪280 ..........................................................‬‬
‫أبو َعمهرو ابن َ‬
‫(حرف القاف) ‪281 ................................................................‬‬
‫أبو قَتَادَة األنصاري ‪281 ...........................................................‬‬
‫أبو قتادة العدوي‪282 ..............................................................‬‬
‫أبو قِرهفاصة‪282 ....................................................................‬‬
‫(حرف الكاف) ‪283 ...............................................................‬‬
‫أبو ماهل‪283 ......................................................................‬‬
‫(حرف الالم) ‪284 .................................................................‬‬
‫أبو لُبَابَة ‪284 .......................................................................‬‬
‫أبو لُتَبِيَّة ‪284 .......................................................................‬‬
‫أبو ليلى األنصاري‪284 ............................................................‬‬
‫(حرف امليم) ‪285 ..................................................................‬‬
‫األشعري ‪285 ...........................................................‬‬ ‫أبو مال‬
‫أبو املخى ‪285 .....................................................................‬‬
‫أبو مَثهذُ هورَة‪285 ...................................................................‬‬
‫أبو مسعود األنصاري ‪286 .........................................................‬‬
‫أبو مسعود الثقفي‪286 .............................................................‬‬
‫الزرَقي ‪287 ............................................................‬‬
‫أبو مسعود َّ‬
‫أبو موسى األشعري ‪287 ..........................................................‬‬
‫(حرف النون)‪288 .................................................................‬‬
‫أبو نُجَيهح‪288 ......................................................................‬‬
‫(حرف اهلاء) ‪288 ..................................................................‬‬
‫أبو هريرة الدوسي‪ ،‬وحبث يف الرواية عن أمثاله ‪288 ...............................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ355‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫أبو اهلَيهثَم ابن التَِّّيهَان ‪292 ..........................................................‬‬


‫(حرف الواو) ‪293 .................................................................‬‬
‫أبو وائل األسدي ‪293 .............................................................‬‬
‫(فصل املبهمات)‪293 ..............................................................‬‬
‫(فصل يف النساء الصثابيات) ‪294 ................................................‬‬
‫(حرف اهلمزة) ‪294 ................................................................‬‬
‫أمساء بنت أبي بكر ‪294 ...........................................................‬‬
‫أمساء بنت ُعمَيهس ‪294 ............................................................‬‬
‫أمساء بنت النعمان ‪295 ...........................................................‬‬
‫السكَن ‪295 ...................................................‬‬
‫أمساء بنت يزيد بن َّ‬
‫(حرف الباء املوحدة) ‪295 .........................................................‬‬
‫بَ ِريهرَة ‪295 ..........................................................................‬‬
‫بُسهرَةُ بنت صفوان‪297 .............................................................‬‬
‫(حرف اجليم املعجمة) ‪297 ........................................................‬‬
‫جُ َويهرِيَّة بنت احلار ‪297 ..........................................................‬‬
‫(حرف احلاء املهملة)‪298 ..........................................................‬‬
‫حبيبة بنت سهل ‪298 ..............................................................‬‬
‫السَّعهدِيَّة ‪298 ...............................................‬‬ ‫حليمة بنت أبي ذؤي‬
‫حفصة بنت عمر بن اخلطاب‪299 ..................................................‬‬
‫حمهنَة بنت جَثهف‪299 .............................................................‬‬
‫َ‬
‫(حرف اخلاء املعجمة) ‪299 ........................................................‬‬
‫خدجية بنت خويلد ‪299 ............................................................‬‬
‫خولة بنت تعلبة‪299 ...............................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ356‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫اخلزاعية ‪300 ...................................................‬‬ ‫خولة بنت احلار‬


‫خولة بنت حكيم‪300 ..............................................................‬‬
‫خولة بنت عاصم ‪300 .............................................................‬‬
‫(حرف الراء املهملة) ‪300 ..........................................................‬‬
‫رقية بنت رسول اهلل (صلى اهلل عليه ولله وسلم) ‪300 .............................‬‬
‫الربَيِّع بنت معوِّذ ‪301 ..............................................................‬‬
‫ُّ‬
‫(حرف الزاي املعجمة)‪301 ........................................................‬‬
‫بنت رسول اهلل (صلى اهلل عليه ولله وسلم) ‪301 ...........................‬‬ ‫زين‬
‫بنت أمري املؤمنني (ع) ‪302 ..................................................‬‬ ‫زين‬
‫بنت جثف ‪304 ............................................................‬‬ ‫زين‬
‫بنت أم سلمة ‪305 ...........................................................‬‬ ‫زين‬
‫(حرف السني املهملة)‪306 .........................................................‬‬
‫سعدى بنت عوف ‪306 ............................................................‬‬
‫سودة بنت زمعة‪306 ...............................................................‬‬
‫سودة بنت مَشهرَ ‪307 .............................................................‬‬
‫سههلَة بنت سهيل‪307 ..............................................................‬‬
‫َ‬
‫(حرف الصاد) ‪308 ................................................................‬‬
‫صفِيَّة بنت حُيَيّ بن أَخه َط ‪308 ...................................................‬‬
‫َ‬
‫صفية بنت عبد املطل ‪308 ........................................................‬‬
‫الصَّمَّاءُ بنت بُسهر‪310 ..............................................................‬‬
‫(حرف العني املهملة) ‪310 .........................................................‬‬
‫عائشة بنت أبي بكر ‪310 ...........................................................‬‬
‫عصمة العوسجية ‪312 .............................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ357‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫(حرف الفاء) ‪313 .................................................................‬‬


‫فاطمة بنت أسد أم أمري املؤمنني (ع)‪313 ..........................................‬‬
‫فاطمة بنت أبي حُبَيهف ‪315 ........................................................‬‬
‫فاطمة بنت قيس ‪315 ..............................................................‬‬
‫فاطمة بنت حممد الرسول صلى اهلل عليه ولله وسلم)‪316 .........................‬‬
‫(حرف امليم) ‪316 ..................................................................‬‬
‫مُسَّة األزدية‪316 ...................................................................‬‬
‫اهلاللية‪316 ...................................................‬‬ ‫ميمونة بنت احلار‬
‫ميمونة بنت سعد ‪317 .............................................................‬‬
‫(حرف اهلاء) ‪317 ..................................................................‬‬
‫هند بنت اجلَوهن ‪317 ...............................................................‬‬
‫هرينة بنت احلار ‪318 ............................................................‬‬
‫(حرف الياء)‪318 ..................................................................‬‬
‫يسرية بنت ياسر‪318 ...............................................................‬‬
‫(فصل يف الكنى)‪320 ..............................................................‬‬
‫أم أمين ‪320 ........................................................................‬‬
‫أم خالد بنت سعيد بن العاص ‪320 ................................................‬‬
‫أم الدرداء الكىى ‪320 ............................................................‬‬
‫أم الدرداء الصغرى ‪320 ...........................................................‬‬
‫أم سلمة‪321 .......................................................................‬‬
‫أم سُلَيهم بنت ملثان ‪324 ..........................................................‬‬
‫أم عطية األنصارية ‪325 ............................................................‬‬
‫أم العالء األنصارية ‪325 ...........................................................‬‬
‫‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ358‬لوامعَالنوار‪َ/‬ج‪–َ3‬فهرسَاملواضيعَ َ‬

‫أم عمارة األنصارية ‪326 ...........................................................‬‬


‫أم الفضل ‪327 .....................................................................‬‬
‫أم ملثوم بنت الرسول (صلى اهلل عليه ولله وسلم) ‪327 ...........................‬‬
‫أم ملثوم بنت عقبة بن أبي معي ‪329 ..............................................‬‬
‫أم معبد بنت مع ‪329 ............................................................‬‬
‫أم الوليد بنت عمر األنصارية ‪332 .................................................‬‬
‫أم هانيء بنت أبي طال ‪332 ......................................................‬‬
‫ابنة محزة عَلَيهه السَّالم ‪333 .........................................................‬‬
‫أم أمين ‪333 ........................................................................‬‬
‫خامتة‪333 ..........................................................................‬‬
‫(القسم الثاني) ‪334 ................................................................‬‬
‫(باب اهلمزة)‪334 ..................................................................‬‬
‫إبراهيم بن احلسن الشبه‪334 .......................................................‬‬
‫إبراهيم بن إمساعيل بن إبراهيم ‪334 ..............................................‬‬
‫اإلمام إبراهيم بن عبداهلل‪335 ......................................................‬‬
‫إبراهيم بن احلسن بن إبراهيم ‪336 .................................................‬‬
‫إبراهيم بن حممد بن عمر‪336 ......................................................‬‬
‫َأبَان بن إسثاق الكويف ‪336 .......................................................‬‬
‫َأبَان بن َتغهلِ ‪337 .................................................................‬‬
‫فهرس املواضيع‪339 ...............................................................‬‬
‫متّ حبمد اهلل تعاىل‬

You might also like