Professional Documents
Culture Documents
......على حتفة امللوك
تحفة الملوك لإلمام الفقيه زين الدين
محمد بن أبي بكر بن عبد المحسن الرازي الحنفي
من علماء القرن السابع اهلجري
ومعه
احلمد هلل الذي علمنا ما مل نعلم ،وهدانا إىل سبيل نيلنبا وبل اهلل اهلل عللب
وسالم ،باتياع هدي والسري عىل خطاه ،بإنارة طريب العلبم للمرصينبيو ،ور ب
غلاهب اجله عو الطاليني ،والرصزام َسنَو علامئنا السابقني والالحقني.
وبعد:
يإّن بعد أن أكملت م بعض األخ ة األحيبا ربرا ة منلبمل ا وبن وغنلبمل
ا يرصدي للكاشغري ،ور االخرصلار عىل ررا ة حتفمل ا ل ك للفقل الفهاممل زيو الديو
حممد بو أيب بكر الرازي؛ لوغر حجمب ،وسبه لمل عيارتب ،واشبرصامل عبىل أببرز
الكرصب الفقهلمل الرصي حيرصاجها الناس مو العياداهلل والكراهلمل والبذبائ والفبرائض
وغريها.
وهذه الرصحفمل رام برصحقلقها الدكرص ر عيد اهلل نبذير وطياعرصهبا د دار اليئبائر
اإلسالململ لام يقار مو ثالثمئمل وفحمل ،بعد أن رابلها عىل عبدي ة نسب مل خط يلبمل،
م وض عناويو رعلمل سائلها ،وإثياهلل روق النسخ د اهلامش ،مب تعللقباهلل
رلللمل عىل بعض عياراهتا مو رشح ابو ملك عللها د الغالب ،جزاه اهلل خري ًا عبىل
ما رام ب مو عم د إخراجها مو عامل ا ط طاهلل إىل عامل ا طي عاهلل.
لكنيي رأيت أن أخد َمها بن ٍع آخر مو اخلدممل ،وهبي رشح مسبائلها وبلبان
دلللها مو الكرصا والسنمل ،وإضا مل الف ائد الفقهلمل عللها بإجياز غري ممب للقبار ،
ـ5ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
يرسب
بعد أن رمت برصوحل آخر لعيارة ا رصو بام يرص ا م النسخ ا رشوحمل هلا ،إذ َّ
اهلل د مكرصيرصي ثالثمل رشوح عللها ،وهي :رشح ابو ملبك ،ومنحبمل السبل ك رشح
حتفمل ا ل ك للعلنبي ،وهديبمل الوبعل ك د رشح حتفبمل ا لب ك للبزين ،مب نسبخ
خمط طمل هلا أيض ًا ،قمت بجم زبدة وخالومل ما د هبذه الرشبوح والرصعللب بب
عللها بام يالئم أه العن ،م زياداهلل و ائد اررصنو ُرصها مو كرصب ساداتنا احلنفلبمل
مرص ا قمل م ا قام وال خيرجها عو ا رام ،وسملت هذه الرصعللقاهلل:
))نفحات السلوك عىل حتفة امللوك ((
راجل ًا مو اهلل أن يرصق ييلها وجيع َلها ذخر ًا لنا ي م نلقاه ،وملرصمسب ًا العبذر د
الرصقوري؛ لقلمل اليضاعمل ،وكثرة األشبغا ،،وضبل األورباهلل ،الرصبي مل كنبي مبو
الرصعلل عللها إال د غضب ن أسبابل رلللبمل؛ ألربدمها ببني يبدي أحيابنبا الكبرام
الراغيني د دراسرصها؛ للرصمكن ا مبو الرصحضبري هلبا ،و هبم ا قوب د مبو عيارهتبا،
ومعر مل وج االسرصدال ،سائلها ،حرصى تك ن ررا هتم هلا ربرا ة حتقلب و حبل
كنهم مو تدريسها ،ونرش علمها بني األنبام ،بعبد أن أعبرا النباس عبو هبذه
العل م ،وانئغل ا بالقل والقا ،مما ال يضري اجله ب .
الدرة الفقهلمل مو ا سائ الرضبوريمل الرصبي ال غنبى عنهبا،
ذ يا أخي هذه ي
مبا لهبا مبو بعد بلاهنا وتدلللها بام يثلج الودر لك ي وبادق وراغبب ،واررصبن
الآللئ ،وال تكو مفرط ًا رصندم د ا لعباد عبام َّ
رنبهلل بب ،وإيباك ورنب اهلمبمل،
واسرصعو باهلل عىل أمرك وال تعجزَّ ،
إن العلم طريقك لرىض اهلل ،ورد را: ،
(( َمو يرد اهلل ب خري ًا يفقه د الديو)) ( ) ،كو مو أه اخلري ال اليطالمل والعناد.
ود اخلرصام نسأ ،اهلل أن يرزرنا اإلخالص د الق ،والعمب ،ويرصجباوز
حممبد َّ
ووىل اهللُ عبىل سبلدنا َّ ويغفر لنا ول الدينا وأجدادنا وشل خنا،
َ عو سلئاتنا،
وعىل آل ووحي وسلم.
وكتبه
العبد الفقري إىل رمحة ربه الغني
صالح حممد أبو احلاج
جتاوز اهلل عن ذنبه اجليل واخلفي
األحد /6مجادى اآلخرة 241/هـ
املوافق /4متوز4006/م
األردن/عامن/صويلح
ـ7ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
متهيد
يف دارسة عن حتفة امللوك ومؤلفها
) ( ينظر :اجل اهر ا ضلمل ،38 :9وتبا البجاجم ص ،252وطيقباهلل احلنفلبمل الببو
احلنائي ص.279-72
) (2د كئف الظن ن .983 :
) (9د معجم ا ؤلفني . 67 :9
ـ8ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وكذلك يمكو اعرصامد نسيمل حاجي خللفمل إىل الرازي؛ إذ يمكو االعرصامد عبىل كرصابب
الكئف ما مل يعارا غريه مو الكرصب ا عرصمدة.
أن اسم جدي ه :عيد القبادر ،محب نظبر ،ومبو أما ما ذكره عمر كحالمل مو َّ
أن كرصاب معجم ا ؤلفني مج ل الكثري مو ا بؤلفني وا ؤلفباهلل لكبو دونا عل م َّ
تنقل أو حتقل ،ال يمكو االعرصامد علل عند خمالفرص لغبريه مبو الكرصبب الرصارخيلبمل
ا عرصمدة ،و َمو ترصي عر هذه احلقلقمل.
وسيب هذا اخللط واهلل أعلم َّأهنم ذكروا حممد بو أيب بكبر ببو عيبد القبادر
الرازي ،زيو الديو ،واحب خمرصار الوحاح د اللغمل ،مو قهبا السبادة احلنفلبمل،
كام ذكر ذلك الزركن( ) ،ولكنَّ مل يذكر مو كرصي ((حتفمل ا ل ك)) ،إذ را(( :،حممبد ببو
أيب بكر بو عيد القادر الرزاي ،زيو الديو ،وباحب ا رصبار د اللغبمل ،بر مبو
تأللف لللمل أو ،رمضان سنمل (666هب) ،وه مو قها احلنفلمل ،ول علم بالرصفسبري
واألد ،أول مو الري ،زار من والئام ،وكان د ر نلمل سبنمل (666هبب) وهب
آخر العهد بب ،ومبو كرصيب (( :رشح ا قامباهلل احلريريبمل)) ،و((حبدائ احلقبائ )) د
،و((أنم ذ جلل د أسئلمل وأج بمل مو غرائب آيمل الرصنزي )) ،و((البذهب الرصو
اإلبريز د تفسري الكرصا العزيز)) ،و((روضمل الفواحمل)) د علم اليلان)).
واحد كام ذكر عمبر كحالبمل ،أم ش وبان ،ا سبألمل حمب ه مها ش
نظر ،وحترصا إىل حتقل وتنقل ،وال ي جبد ببني يبدي مبو الكرصبب مبا يسبعف د
ال و ،إىل ا رام ،نرص رف عىل اعرصامد ما سي وروده د كئف الظنب ن وتبراجم
األحنا ،حرصى يأتلنا اليلان الوحل الني د ذلك ،واهلل أعلم وعلم أحكم.
( (( :)9ا ورفت د الديار ا نيمل ديار خري وعلم وأمنلمل ،ورأيت الجك منكيني عبىل
ا رصن ا س م بب«حتفمل ا ل ك»؛ لك ن هادي ًا إىل أوض السل ك ،البراغيني لب
غايمل الرغيمل ،جمرصهديو ل بأشد مهمل؛ لك ن خمرصن ًا لطلف ًا ومنرص يب ًا رشيفب ًا حيوب
من احل يظ للميرصد والفض للمنرصهي.))...
ثاني اا :مؤلفو طبقات احلنفية ،إذ اتفقت كتب تراجم األحناف عىل نسبة
الكتاب للرازي ،ومنهم:
.ابو أيب ال ا القريش د ((اجل اهر ا ضلمل)) ( ،)3إذ را(( :،حممد بو أيب بكر بو
ببدأ عيد ا حسو :ل «حتفمل ا ل ك» ،جم يلد لطلف ،ذكر ل عرشة أبب ا
بالطهارة ،ثم بالوالة ،ثم الزكاة ،ثم الو م ،ثم احلج ،ثم اجلهاد ،ثبم الوبلد
م الذبائ ،ثم الكراهلمل ،ثم الفرائض ،ثم الكسب م األد )).
.2راسم بو رطل بغا د ((تا الجاجم)) ( ) ،إذ ربا(( :،حممبد ببو أيب بكبر ببو عيبد
ا حسو ،ل « :حتفمل ا ل ك» ،جملد لطلف)).
.9ابو احلنائي د «طيقاهلل احلنفلمل»( )2إذ را(( :،حممد بو أيب بكر ببو حسبو ،لب :
«حتفمل ا ل ك» جملد لطلف ،ذكر ل عرشة أب ا .))...
ثاني اا :مؤلفو معاجم الكتب واملؤلفني ،ومنهم:
.حاجي خللفمل د ((كئف الظن ن)) ( ،)9إذ را« (( :،حتفمل ا ل ك» د الفروع لبزيو
الديو حممد بو أيب بكبر حسبو البرازي احلنفبي ،وهب خمرصنب د العيباداهلل
مئرصم عىل عرشة كرصب :األو :،د الطهبارة ،الثباّن :د الوبالة ،الثالب :د
الزكاة ،الراب :د احلج ،اخلام :د الو م ،السادس :د اجلهاد ،السباب :د
الولد ،الثامو :د الكراهلمل ،الرصاس :د الفبرائض ،العبارش :د الكسبب مب
األد ،أول :احلمد هلل والسالم عىل عياده ...الخ)).
وأيض ًا را ،حاجي خللفمل د الكئف((( :)3ورل :ا برصو للئبلخ أيب ا كبارم
الديو حممد بو تا الديو إبراهلم الرص را )). شم
.2إسامعل باشا د ((هديمل العار ني)) ((( :)5الرازي ،زيو الديو ،حممد بو أيب بكر
) ( تا الجاجم ص.252
) (2طيقاهلل احلنفلمل ص.279-272
) (9كئف الظن ن .983 :
) (3كئف الظن ن .983 :
) (5هديمل العار ني .5 5 :
ـ 00ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
األ كار د تنقل مياّن األخيار رشح معباّن اآلثبار)) ،و((عمبدة القباري رشح
اري)) ،را ،السل طي(( :كبان إمامب ًا عا ب ًا عالمبمل عار ب ًا بالعربلبمل ي وحل ال ُي
عمبر مدرسبمل بقبر اجلبام األزهبر والرصنيف حا ظ ًا للغمل رسي الكرصابملَّ ،
وورف كرصي هبا)) ،ولد د سنمل (862هب) ،وت د د سنمل(755هب)( ).
.9وال بو حممد بو عيد اهلل بو أمحد اخلطلب الغزي الرصمرتبايش احلنفبي ،رشح
حتفمل ا ل ك ،ومو مؤلفات أيض ًا(( :زواهبر اجلب اهر)) ،و((رشح األلفلبمل ل البده
حممد)) د النح ،و((رشح تاريخ شلخ اإلسالم سعدي ا حيش)) ،و((العنايبمل د
رشح ال رايمل)) ،و((منظ ممل د الفق )) ،وغري ذلك ،ولد سنمل (376هبب) ،وتب د
سنمل ( 655هب)(.)2
ثببم .3حمببرم بببو الاكبباهلل حممببد بببو العببار ابببو احلسببو الببزين السببل ا
سبامه:
،ل رشح عبىل الرصحفبمل ي القسطم ّن ،أب اللل ،ال اعظ احلنفي اخلل
((هديمل الوبعل ك رشح حتفبمل ا لب ك)) ،وربد طيب سبنمل ( 235هبب) ،ومبو
توانلف أيض ًا(( :إعرا الف ائد الضلائلمل للجامي)) د النح ،و((ترمجمل نفحباهلل
األن ب )) بالعربلببمل ،و((ترغلببب ا رصعلمببني)) ،و((الرضبباع حمببرم اجلببامع بلببزوم
االنقطاع)) ،و((الق ،اليدي د الوالة عىل احليلب الئفل )) ،و((كن ز األوللبا
ورم ز األوفلا ))( ،هلل 666هب)(.)9
« .5ن ي ا مل ك رشح حتف ا ل ك » لعيد الومد بو عن بو داود الديار بكري .
( )
« .6جمم الف ائد جلم الع ائبد رشح حتفب ا لب ك» لفاطمب بنبت حممبد ببو أمحبد
السمررند ييمل .
()2
َّ
األزهري ،مو مؤ َّلفاتب :
ي ني
ي « .8رشح حتف ا ل ك » لفائد بو ميارك األبلاري ا
()9
«رشح زاد الفقبببري» ،و«م اهبببب القبببدير رشح اجلبببام الوبببغري» ،و«رشح
األجروملببمل» ،و«م ب ارد الظمببىلن إىل سببرية ا يع ب ث مببو عببدنان» ،ت ب د بعببد
669هب .
()3
( ) نسي ل د خزانمل الجاث ،خمط طمل ررم ،88 58و هرس خمط طاهلل آ ،اليلت:
الفق . 56 :
( )2نسي هلا د خزانمل الجاث ،خمط طمل ررم ،88 57ود هرس خمط طاهلل آ،
اليلت :الفق 298 :ذكر تس نسخ خمط طمل ،ود أحدها :كرصب :اسم الئارح،
الس َم ّر َرندي (زوجمل اإلمام)،اهب .ولع يل اإلمام الرازي
اطممل بنت حممد بو أمحدَّ ،
مؤلف الكرصا ،ود خزانمل الجاث ،خمط ط ررم ،7 336نسي لعثامن بو عيد
اهلل.
( )9نسي ل د خزانمل الجاث ،خمط ط ررم ،33366و هرس آ ،اليلت ،الفق .237 :
( )3ينظر :األعالم. 25 :5
( )5نسب ل د مكرصيمل الجاث اإلسالمي بمسجد أيب العياس باالسكندريمل ،ررم عام:
،552وخاص ،253 :ق حنفي ،كام د مقدممل رشح ابو ملك عىل الرصحفمل :
.9
ـ 05ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ومعلم ا كرصب السلطاّن ،ومو أعامل (( :اررصياس األن ار د ترمجمل ا نار)) ،و((األلغباز
الفقهلمل)) ،و((بغلمل الطالب د ترمجمل حتفمل الراغب)) لئبها البديو أمحبد القللب يب،
و((ترمجمل أط اق الذهب)) للزخمرشي ،و((ترمجمل حتفمل األريب)) ،و((ترمجمل ا نقبذ مبو
الضاللمل)) للغزا ،و((احلقائ مما د اجلام الوغري)) ،و((ا ئارق مو حبدي خبري
اخلالئ )) ،و((دسرص ر ا حديو د العقائد)) ،و((ا قرصضب د نحب لسبان العبر ))،
و((ا قرصضببب مببو ا نرص ببب)) ،و((ا نرص ببب د تعلببلم لغببمل العببر )) ،ولببد سببنمل
( 262هب) ،وت د د أواخر سنمل ( 923هب)( ).
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 08ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 09ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 11ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 10ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 11ـ
تحفة الملوك لإلمام الفقيه زين الدين
محمد بن أبي بكر بن عبد المحسن الرازي الحنفي
من علماء القرن السابع اهلجري
ومعه
احلمد هلل ،وسالم عىل عباده الذين اصطفى.
خمتص يف علم الفقه ،مجعته لبعض إخواين يف الدين بقدر ما وسعهر هذا
أهم كتب الفقه ،وأح ّقها بالتقديم
وقته ،واقتصت فيه عىل عرشة كتب :هي ُّ
وهي:
واحلج ،واجلهاد ،والصيد
ّ كتاب الطهارة ،والصالة ،والزكاة ،والصوم،
مع الذبائح ،والكراهية ،والفرائض ،والكسب مع األدب ،نفعه اهلل تعاىل به،
وجعله سبب ًا لرتقيه إىل أعىل مراتب سعادة اآلخرة.
كتاب الطهارة
املاء ثالثة أقسام:
.1طاهر طهور( ) :وهو الباقي عىل أوصاف ِخ ْلقتِه( ) ،ومنه:
( ) ألنَّه ماء خيرج من غري عالج ،وهذا اختيار صاحب اهلداية ، 1 :والتنوير :
،ورشح الوقاية ص ،49وغريهم.
والقول الثاين :إنَّه طاهر غري مطهر ،ولو خرج املاء بنفسه من غري عرص
رجح صاحب البحر ،9 :واحلصكفي يف الدر املختار : كالقاطر ،وهذا ما ّ
،والرشنباليل يف املراقي ص.19
( ) هذا هو الرشط األول للمتغري الطاهر ،وضابط الغلبة له وجهان:
األول :إن خالط املاء اجلامدات الطاهرات بإخراجه عن رقته وسيالنه عىل الصحيح.
ورقته :بأنه ال ينعص عن الثوب .وسيالنه :بأن ال يسيل عىل األعضاء سيالن املاء.
وأما إذا بقي عىل رقته وسيالنه ،فإنَّه ال يمنع جواز الوضوء به تغري أوصافه كلها بجامد
خالطه بدون طبخ :كزعفران ،وصابون ،وأشنان ،وفاكهة ،وورق شجر؛ بدليل:
أ -عن ابن عباس خر رجل من بعريه فوقص فامت ،فقال ( :اغسلوه بامء
وسدر )...يف صحيح مسلم ،119 :وصحيح البخاري ،4 9 :وغريها.
ب -عن أم هانئ ريض اهلل عنها ،قالت( :كان رسول اهلل يوم الفتح بأعىل مكة فأتيته
فجاء أبو ذر بقصعة فيها ماء ،قلت :إين ألرى فيها أثر العجني ،قالت :فسرته أبو
ذر فاغتسل ،ثم سرت النبي أبا ذر فاغتسل) يف صحيح ابن خزيمة ، 4 :
وصحيح ابن حبان ،41 :3وغريمها.
الثاين :إن خالط املاء املائعات ،وله أربعة حاالت:
)1إن ظهر وصف واحد من مائع له وصف واحد ،فإنه ال جيوز الوضوء به :كالقرع،
والبطيخَّ ،
فإن ماءها ال خيالف إال يف الطعم ،وكذلك ماء الورد ،فإنَّه ال خيالف إال
يف الريح.
)2إن ظهر وصف واحد :كلون أو طعم من مائع له وصفان :كاللبن فيه وصفان
ـ 52ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
اللون والطعم وال رائحة له ،فإن مل ينتقل أحد الوصفني إىل املاء ،جاز الوضوء به،
وإن وجد أحدمها ،مل جيز.
كاخلل له لون وطعم وريح ،فأي ّ )3إن ظهر وصفني من مائع له أوصاف ثالثة:
وصفني منها ظهرا منعا صحة الوضوء ،والواحد منها ال يرض؛ لقلته.
)4إن غلب الوزن من مائع ال وصف له خيالف املاء بلون أو طعم أو ريح :كاملاء
املستعمل ،فإنَّه باالستعامل مل يتغري له طعم وال لون وال ريح ،وهو طاهر كام سبق،
وأيض ًا ماء الورد املنقطع الرائحة ،فإن اختلط لرتان من املاء املستعمل بلرت من املاء
املطلق مل جيز الوضوء به ،وإن استويا يف الوزن حكمه حكم املغلوب احتياط ًا.
ينظر :مراقي الفالح ص ، 9- 1وغريها.
( ) هذا الرشط الثاين للمتغري الطاهر ،وهو أن ال يبقى ماء :كاملرق ،وماء الباقالء،
واخلل ،وسائر األرشبة .ينظر :منحة السلوك ص .1 ّ
ال بأحد هذين األمرين عند أيب حنيفة وأيب يوسف ( ) يعني سبب كون املاء مستعم ً
:أحدمها :قصد التقرب ،والثاين :إزالة احلدث بال نية التقرب :كمن توضأ يف
ربد ،أو غسل أعضاء الوضوء للطني ،أو للتعليم آلخر ،أو ملس املصحف، إناء للت ُّ
ال عندمها ،وقال حممد :ال يصري مستعم ً
ال إال بنية أو نحوه ،يصري املاء مستعم ً
التقرب وإن أزال احلدث .ينظر :هدية الصعلوك ص.1
ألن سقوط ال بمجرد انفصاله عن اجلسد عىل الصحيح؛ َّويصري املاء مستعم ً
حكم االستعامل قبل االنفصال؛ لرضورة التطهري ،وال رضورة بعد انفصاله ،هذا
اختيار صاحب اهلداية ، 2 :ومشى عليه يف نور اإليضاح ص ، 3وغريها،
وقال الطحطاوي يف حاشيته ص : 3هو ما عليه العامة ،وصحح يف كثري من
الكتب :إنَّه املذهب كام يف البحر.
واختار مشايخ بلخ والطحاوي والظهري املرغيناين والصدر الشهيد وفخر
ـ 52ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.3واخلمر( ).
.4والقيء ملء الفم( ).
.5وخرء ما ال يؤكل حلمه من الطِّي ينجس املاء( ) ،ال الثوب حتى
يفحش( ).
معفو عنه يف الطعام والثوب ،ال يف املاء( ).
ر وخرء الفأرة وبوله
( ) لقوله :ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭼ [املائدة]29 :
( ) َّ
ألن للفم حكم اخلارج حتى ال يفطر الصائم باملضمضة ،وله حكم الداخل حتى
ال يفطر بابتالع يشء من بني أسنانه مثل الريق ،فال يعطى له حكم اخلارج ما مل
يمأل الفم .وحد ملء الفم :ما ال يمكن ضبطه إال بكلفة عىل األصح ،وهذا ما
مشى عليه يف اهلداية واالختيار واخلالصة وصححه فخر اإلسالم وقايض خان
والزيلعي يف التبيني ،1 :وقيل :ما ال يقدر عىل إمساكه ،قال يف البدائع :عليه
اعتمد الشيخ أبو منصور وهو الصحيح ،ويف احللية :األول هو األشبه .ينظر :رد
املحتار ، 39 :واملشكاة ص.32
( )3إلمكانه التحامي عنها بتغطية األواين .ينظر :هدية الصعلوك ص.9
ألَّنا تذرف من اهلواء فال يمكن االحرتاز عنها ،وحد الفحش :قيل :مقدار شرب يف
(َّ )4
شرب ،وقيل :ذراع يف ذراع ،وقيل :أكثر من نصف ،وعند أيب حنيفة :ما
تستفحشه الناس ،والصحيح ربع الثوب؛ َّ
ألن الربع يقوم مقام الكل يف كثري من
األحكام :كحلق ربع الرأس يف اإلحرام ،وكشف ربع العورة .ينظر :اهلدية ص،9
واملنحة ص.93
ألن ا لفأرة غالب ًا خترج يف الليايل ،وتدخل كل فرجة
( )9لعدم إمكان التحامي عنه؛ َّ
جتد فيها رائحة الطعام ،بخالف املاء ،فإنَّه يمكن االحرتاز عنه بالتغطية .ينظر:
املنحة ،93واهلدية .1
ـ 52ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن دم السمك ليس بدم يف احلقيقة ،إذ الدم إذا شمس اسو ّد ،ودم السمك تبيض ( ) َّ
باجلفاف ،وهلذا ال يذبح .ينظر :اهلدية ص.1
( ) أي مما ال دسومة فيه :كالعظم ،والعصب ،واحلافر ،والقرن .ينظر :الوقاية
ص ، 2والدر املختار . 31 :
( )3لقوله :ﭽﮫ ﮬﮭ ﮮﮯ ﭼ [األنعام.]142 :
ألن خرز النعال واألخفاف الرفيعة ال يتأتى إال به ،فكان فيه رضورة ،ثم ال حاجة (َّ )4
إىل رشائه؛ ألنَّه يوجد مباح األصل ،ففي اجلامع الصغري ص« :3 1وال جيوز بيع
شعر اخلنزير وجيوز االنتفاع به للخزر» .وقال الفقيه أبو الليث :إن كانت األساكفة
ال جيدون اخلنزير إال بالرشاء ،ينبغي أن جيوز هلم الرشاء ،وال بأس لألساكفة أن
يصلوا مع شعر اخلنزير وإن كان أكثر من قدر الدرهم .ينظر :التبيني .9 :4ويف
ألن غريه ال يعمل عمله.العناية « :4 9 :1وجيوز االنتفاع به للخرز للرضورة؛ َّ
فإن قيل :إذا كان كذلك وجب أن جيوز بيعه ،أجاب :بأنَّه يوجد مباح األصل فال
رضورة إىل بيعه وعىل هذا قيل :إذا كان ال يوجد إال بالبيع لكن الثمن ال يطيب
للبائع» .ومثله يف جممع األَّنر ،94 :ويف رد املحتار « :93-9 :9وقال
الزيلعي :إطالق االنتفاع به دليل طهارته ،وهذا يفيد عدم تقييد حل االنتفاع به
بالرضورة ،ويفيد جواز بيعه؛ ولذا قال يف النهر :وينبغي أن يطيب للبائع الثمن
عىل قول حممد ...أما يف زماننا فال حاجة إليه؛ لالستغناء عنه باملخارز واإلبر،
قال يف البحر :ظاهر كالمهم منع االنتفاع به عند عدم الرضورة بأن أمكن اخلرز
بغريه».
الرسم املصنوعة من شعر ومن هذه النصوص ُيفهم أنَّه جيوز االنتفاع بريشة َّ
اخلنزير عىل قول حممد وكذا بي ُعها مع طيب ال ّثمن للبائع ،وعند غريه فال جيوز
ـ 09ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
االنتفاع إال للرضورة بأن كان غريها ال يعمل عملها فيجوز لكن ال يطيب الثمن
للبائع ،واهلل أعلم وعلمه أحكم.
( ) يف أ :وشعر.
( ) هذا عند أيب حنيفة وأيب يوسف ،فيجوز بيع عظمه واالنتفاع به ،ويطهر جلده
بالدباغة وحلمه بالذكاة كسائر السباع ،ولكن ال يؤكل حلمه؛ حلرمته ،وقال حممد
:إنَّه نجس العني؛ ألنَّه كاخلنزير يف الشكل وحرمة اللحم ،فال ينتفع بيشء من
أجزائه .ينظر :هدية الصعلوك ص ،1وبدائع الصنائع ، 4 :9ويف جممع األَّنر
:94 :واملختار قوهلام.
( )3لقوله ( :أيام إهاب دبغ فقد طهر) يف صحيح مسلم ، 99 :وصحيح ابن
حبان ، 24 :4وغريها ،أما جلد اخلنزير فال يطهر بالدباغة؛ لنجاسة عينه ،وجلد
اآلدمي؛ لكرامته ،والدباغة :هي إزالة رائحة النتن والرطوبات النجسة من اجللد،
سواء كان بالرتاب أو الشمس ،أو باألدوية كال َقرظ .ينظر :غنية املستميل
ص ، 91ورشح الوقاية ص. 2 - 22
( )4فإن مىض ساعة بعد رشبه ،أو أنقى فاه باملاء ،أو ابتلع ريقه ثالث مرات ،طهر فمه
عند أيب حنيفة .ينظر :هدية الصعلوك ص.4
(َّ )9
ألن لعابه متولد من حلمه ،وهو طاهر ،وحرمته للتكريم؛ لكونه آلة اجلهاد،
فصارت حرمته كحرمة حلم اآلدمي ،أال ترى َّ
أن لبنه حالل .ينظر :املشكاة
. ص
ـ 01ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف الوضوء والغسل
فروض الوضوء أربع رة :
( )
األول :غسل الوجه :وهو من منبت الناصية إىل أسفل الذقن طوالً، ّ
ِ
شحمة األذن عرض ًا. ومن شحمة األذن إىل
وجيب غسل الشعر الساتر للخدين والذقن ،وال جيب غسل ما حتته
وحتت الشارب واحلاجب وما نزل من اللحية ،أما البياض الذي بني ِ
العذار
( )
ّ
واألذن ،فيجب غسله( ).
والثاين :غسل اليدين مع املرفقني( ).
والثالث :مسح ربع الرأس( ).
ألن الشقوق مثل اجلراحة ،فال يمنع صحة الوضوء ،بخالف ما إذا كان حتت ( ) َّ
أظافره وسخ أو عجني؛ لعدم الرضورة .ينظر :منحة السلوك .14 :
( ) بأن يقصد بالقلب الوضوء ،أو رفع احلدث ،أو عبادة ال تصح إال بالطهارة؛ لقوله
األعامل بالنيات) يف صحيح البخاري ،3 :وصحيح مسلم ، 9 9 :3 ُ ( :إِنَّام
ألن الثواب منوط بالنية اتِّفاق ًا ،فال ُبدَّ أن
وعدم توقف صحة الوضوء عىل النية؛ َّ
ُ
يشمل ال َّثواب ،نحو :حكم األعامل بالن ّيات ،فإن ُقدِّ َر ُيقدَّ َر ال َّثواب ،أو ُيقدَّ َر يشء
وأخروي:
ُّ كالص َّحة،
ِّ واب فظاهر ،وإن ُقدِّ َر احلكم ،فهو نوعان :دنيوي: ال َّث َ
واآلخروي مرا ٌد باإلمجاع .ينظر :فتح باب العناية ،99 :واالختيار : ُّ كال َّثواب،
، 9وغريها.
( )3فعن أيب هريرة قال ( : ال صالة ملن ال وضوء له ،وال وضوء ملن مل يذكر اسم
اهلل عليه) يف املستدرك ، 41 :وصححه ،وسنن الرتمذي ،31 :وعن أيب
سعيد اخلدري قال ( :ال وضوء ملن مل يذكر اسم اهلل عليه) يف سنن الدارمي
، 19 :ومسند عبد بن محيد ، 19 :وغريها ،واملراد نفي الفضيلة والكامل،
كام يف منحة السلوك .14 :
( )4أما ما عليه األكثر فإنَّه يسن غسل اليدين مطلق ًا قبل إدخاهلام اإلناء ،كام يف البحر :
9وصححه قايض خان يف فتاواه ،3 :واختاره احلصكفي يف الدر املختار :
،99وعند بعض املشايخ :سنة قبل االستنجاء ،وعند البعض :بعده .ينظر :رشح
الوقاية ص ،94وغريه.
ـ 02ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.8واالستنشاق( ).
.9واملبالغة فيهام للمفطر( ).
.11والبداءة بامليامن( ).
ِ
اليدين... .11والبداءة يف غسل
والرجلني من رؤوس األصابع( ).ِ ... .12
ِ
اللحية( ). .13وختليل
( ) أي ثالث ًا بامء جديد يف كل مرة ،وحدّ ه :أن يصل املاء إىل ِ
املارن .ينظر :الوقاية
ص ،12واملشكاة ص. 2
( ) أي املبالغة يف املضمضة ،بأن يوصل املاء إىل رأس احللق ،واملبالغة يف االستنشاق
املارن ،كام يف فتح باب العناية 39 :؛ لقوله ( :بالغ يف بأن جياوز املاء ِ
االستنشاق إال أن تكون صائ ًام) يف سنن أيب داود ،1 :وسنن الرتمذي :3
، 99وصححه ،وصحيح ابن خزيمة .91 :
توضأتم فابدؤوا بميامنكم)( )3بأن يبتدئ باليمني يف غسل األعضاء؛ لقوله ( :إذا َّ
يف صحيح ابن حبان ،392 :3وسنن ابن ماجه ، 4 :وعن عائشة قالت:
ليحب التيمن يف طهوره إذا تطهر ،ويف ترجله إذا ترجل ،ويفُّ كان رسول اهلل
انتعاله إذا انتعل) يف صحيح البخاري ، 19 :وصحيح مسلم ، 1 :واللفظ
له ،قال القاري يف فتح باب العناية « :99 :واألصح أن التيامن سنة» ،لكن مشى
عىل استحبابه يف الوقاية ص ،14والنقاية ،99 :وامللتقى ، 1 :وغريها.
النص .ينظر:
( )4يعني يسيل املاء من رؤوسها إىل املرفقني والكعبني ملا يفهم من عبارة ّ
هدية الصعلوك ص. 3
إن رسول اهلل كان إذا توضأ أخذ كف ًا من ماء فأدخله حتت ( )9فعن أنس َّ ( :
عز وجل) يف سنن أيب داود ،31 : حنكه فخ َّل َل به حليته ،وقال :هكذا أمرين ريب َّ
،وقال اهليثمي يف جممع الزوائد : 39 :رجاله وثقوا. واملعجم األوسط :3
قال العالمة ابن عابدين يف رد املحتار « :94 :واملتبادر منه إدخال اليد من أسفل
ـ 02ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كف اليد للداخل من جهة العنق ،وظهرها إىل اخلارج؛ ليمكن بحيث يكون ّ
إدخال املاء املأخوذ يف خالل الشعر ،والتخليل يكون باليد اليمنى».
وختليل اللحية سنة عند أيب يوسف ،وجائز عند أيب حنيفة وحممد ،كام
يف اهلداية ، 3 :واللباب رشح الكتاب ، 2 :ومنح الغفارق/9ب ،وقال
صاحب الفتاوى الرساجية :4 :واملختار قول أيب يوسف .وقال احللبي يف
رجحه يف املبسوط، ترج ُح قول أيب يوسف ،وقد َّ غنية املستميل ص : 3واألدلة ِّ
وهو الصحيح .وقال العيني يف منحة السلوك :14 :والصحيح قول أيب يوسف
.
( ) أي ختليل أصابع اليد والرجل؛ لقوله ( :أسبغ الوضوء وخلل بني األصابع) يف
صحيح ابن حبان ،311 :3واملستدرك ، 41 :وجامع الرتمذي، 99 :3
وكيفية ختليل أصابع اليد :أن يش ِّبك األصابع ،والرجل :أن خيلل بخنرص يده
اليرسى بادي ًا من خنرص رجله اليمنى خامت ًا بخنرص رجله اليرسى .ينظر :عمدة
الرعاية ،14 :وهدية الصعلوك ص. 3
( ) ليصل املاء إىل ما حتته ،وأما اخلاتم الواسع فال حيتاج إىل التحريك؛ لوصول املاء
حتته بال حتريك ،كام يف املنحة ،14 :وينبغي االنتباه إىل إيصال املاء إىل ما حتت
اخلاتم؛ ألنَّه إن مل يصل ال يصح الوضوء؛ لفرضية وصول املاء إىل كل جزء من
أعضاء الوضوء.
مرة واحدة؛ إلكامل الفرض .ينظر :اهلدية ص. 3 ( )3أي ّ
( )4أي البداية من مقدمة رأسه ،بأن يضع كفيه وأصابعه عىل مقدِّ م رأسه ويمدّ مها إىل
القفا عىل وجه يستوعب مجيع الرأس ،ثم يمسح أذنيه بأصبعه ،وال يكون املاء
ـ 02ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن االستيعاب بامء واحد ال يكون إال هبذه الطريقة .ينظر :تبيني ال هبذا؛ َّ
مستعم ً
احلقائق ،9 :ورد املحتار .1 :
( ) أي باملاء املأخوذ ملسح الرأس كام سبق ،فيمسح داخلهام بالسبابتني وظاهرمها
أن رسول اهلل باإلهبامني ،كام يف عمدة الرعاية 14 :؛ فعن ابن عباس َّ ( :
توضأ ...ثم غرف غرفة ،فمسح برأسه وأذنيه داخلهام بالسبابتني عدا بإهباميه إىل
ظاهر اليرسى فمسح ظاهرمها وباطنهام) يف صحيح ابن حبان ،319 :3وصحيح
ابن خزيمة ،99 :وعن عبد اهلل بن زيد ،قال ( :األذنان من الرأس) يف
سنن ابن ماجة ، 9 :وقال الكناين يف املصباح :19 :إسناده حسن،وقال
القاري فتح باب العناية :99 :إسناده صحيح ،ومثله عن ابن عباس وابن عمر
عنه .
( ) أي مسح الرقبة ال احللقوم؛ ملا ورد فيها من اآلثار التي يعضد بعضها بعض ًا،
ومنها :عن طلحة بن مرصف عن أبيه عن جده ( :رأيت رسول اهلل يمسح
رأسه مرة واحدة حتى بلغ ال َق َذال) ،ويف رواية( :أول القفا) يف مسند أمحد:3
،41وسنن أيب داود ،3 :ورشح معاين اآلثار ،32 :واملعجم الكبري: 4
، 1والسنن الكبري للبيهقي ،12 :وتاريخ بغداد ، 14 :1وقد أثبت املجد ابن
مؤخر الرأس ،كام يف اللسان:9 تيمية هبذا احلديث مسح الرقبة .وال َق َذال :هو مجاع ِّ
،391وقال ( :مسح الرقبة أمان من ال ُغ ّل يوم القيامة) قال العراقي يف ختريج
أحاديث اإلحياء : 94 :سنده ضعيف .وقال القاري يف األرسار املرفوعة يف
األخبار املوضوعة ص :434سنده ضعيف ،والضعيف يعمل به يف فضائل
األعامل ،ولذا قال أئمتنا :أنَّه مستحب ،أو سنة .ومتام الكالم عىل األحاديث يف
مسح الرقبة يف حتفة الطلبة يف حتقيق مسح الرقبة للكنوي ،وحاشيتها حتفة الكملة
عىل حوايش حتفة الطلبة ،بتحقيقي.
ـ 02ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وقال بسنية مسح الفقيه أبو جعفر واختاره املصنف ،والرشنباليل يف املراقي
ص ، 2وينظر :الوشاح عىل نور اإليضاح ص ،44وإليه يميل الكاشغري يف
منية املصيل ص ،9-1ويف اخلالصة :إنَّه أدب ،قال الزييل يف اهلدية ص: 3
واملختار أنَّه مستحب .وهذا ما عليه عامة الكتب املعتمدة :كالوقاية ص ،19
والنقاية ص ،99وامللتقى ، 1 :وينظر :حتفة الطلبة ص.31
( ) أي يف األعضاء التي تغسل؛ إذ ال يطلب تثليث املسح ،كام يف رد املحتار .12 :
عيل : وقال صاحب التاتارخانية ق /ب :إذا زاد عن الثالث فهو بدعة؛ فعن ٍّ
مر ًة واحدةً ،وقال :هكذا وضو ُءرأس ُه ّ
ومسح َ
َ َ
فغسل أعضاءه ثالث ًا، توضأ
(أنَّه َّ
رسول اهلل )يف صحيح البخاري .1 : ِ
( ) لقوله :ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [املائدة :]2 :أي فطهروا أبدانكمُّ ،
فكل ما
فإَّنام يغسالن عادة
أمكن تطهريه جيب غسله ،وباطن الفم واألنف يمكن غسلهَّ ،
ال يف الوضوء وفرض ًا يف اجلنابة ،كام يف تبيني احلقائق ، 3 :وعن ابنوعبادة نف ً
عباس « :إذا اغتسل الرجل من اجلنابة ومل يتمضمض ومل يستنشق ،فليعد
الوضوء وان ترك ذلك يف الوضوء مل يعد» يف اآلثار ، 3 :قال التهانوي يف إعالء
السنن : 13 :احلديث حسن صالح لالحتجاج ،و له شاهد صحيح من مرسل
ابن سريين وهو (س َّن رسول اهلل االستنشاق يف اجلنابة ثالث ًا) يف سنن
الدارقطني ، 9 :وصوبه البيهقي وصححه كام يف إعالء السنن . 13 :
( )3فعن أيب هريرة ،وابن عباس ،وأيب أيوب األنصاري ،وعائشة ،وغريهم بألفاظ
متقاربة ،قال ( :حتت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البرش) يف جامع
ـ 49ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الرتمذي ، 91 :واللفظ له ،وسنن أيب داود ،19 :قال اهليثمي يف جممع
الزوائد : 9 :رجاله رجال الصحيح ،ومسند الربيع ، 1 :ومسند ابن
راهويه ،414 :3ومسند الشاميني ،4 1 :ومسند ابن اجلعد .39 :وعن عيل
،قال َ ( :من ترك موضع شعرة من جسده من جنابة مل يصبها املاء فعل به كذا
وكذا من النار) يف مسند أمحد ، 2 :ومصنف ابن أيب شيبة ،41 :وسنن
البيهقي الكبري ، 9 :وسنن ابن ماجه ، 41 :واملعجم الصغري ، 94 :
واألحاديث املختارة .94 :قال اخلطايب« :وقد حيتج به َمن يوجب االستنشاق يف
اجلنابة ملا يف داخل األنف من الشعر» ينظر :إعالء السنن ، 12 :وغريه.
( ) للرجال والنساء مطلق ًا ،وهذا داخل يف غسل سائر البدن ،لكن أفرده بالذكر
للتأكيد .ينظر :املنحة .4 :
الذؤابة ،وكل خصلة من خصل شعر املرأة تضفر ـ أي جتمع ـ ،ومجعها الضفريةُّ : ( ) َّ
ضفائر .ينظر :اللسان. 944 :4
( )3فإنَّه ال يلزمها نقض ضفريهتا وال بلها عىل األصح إذا ابتل أصلها ،كام يف غنية
املستميل ص ،41فعن أم سلمة ريض اهلل عنها ،قالت :قلت :يا رسول اهللِّ ( :إين
ضفر رأيس أفأنقضه لغسل اجلنابة ،قال :ال ،إنَّام يكفيك أن حتثني عىل
َ امرأة أشدّ
رأسك ثالث حثيات من ماء) يف صحيح مسلم . 94 :وهذا إذا كانت
ضفائرها مفتولة ،أما إذا كانت منقوضة جيب إيصال املاء إىل أثناء الشعر؛ لعدم
احلرج .ينظر :رشح الوقاية ص.44
ألن غسل اليدين داخل يف غسل سائر البدن ،واملراد هنا غسل يديه قبل سائر (َّ )4
األعضاء؛ لكوَّنام آلة التطهري ،وهذا بعد التسمية والنية بقلبه ،ويقول بلسانه:
نويت الغسل لرفع احلدث .ينظر :جممع األَّنر . :
ـ 41ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي يغسل فرجه؛ ألنَّه مظنّة النجاسة ،واملرأة تغسل فرجها اخلارج؛ ألنَّه بمنزلة
الفم فيجب تطهريه .ينظر :تبيني احلقائق ، 4 :وجممع األَّنر :
( ) أي جيتمع املاء املستعمل حتت رجليه ،حتى إذا اغتسل عىل لوح أو حجر أو كان
حتته مرصف للامء كام يف محامات البيوت اآلن ،فإنَّه يغسل رجليه مع وضوئه ،وهذا
التفصيل ذهب إليه صاحب رشح الوقاية ص ،43التبيني ، 4 :واملراقي
ص ، 4وحتفة الفقهاء ، 4 :والبحر ص ،9والبدائع ،34 :واهلداية ، 1 :
واالختيار ، 4 :ون َّبه ابن عابدين يف رد املحتار 21 :أ َّن االختالف يف
األولوية ال يف اجلواز.
والقول الثاين :التقديم مطلق ًا ،ذهب إليه صاحب الدر املختار ، 21 :
وظاهر كالم النسفي يف الكنْز ص.4
والقول الثالث :التأخري مطلق ًا ،وهو ظاهر كالم القدوري يف خمترصه ص،3
واحللبي يف امللتقى ص.4
( )3بأن يبدأ برأسه ثم منكبه األيمن ثم األيرس ،ثم باقي سائر جسده ،كام هو اختيار
صاحب املراقي ص ، 4وفتح باب العناية ،19 :وحتفة الفقهاء ، 4 :
والبدائع ،34 :واهلداية ، 1 :وفتح القدير ،9 :والقدوري يف خمترصه
ص ،3والتبيني . 4 :والبحر .9 :وصححه يف الدر املختار ، 29 :وقال:
هو ظاهر الرواية.
والقول الثاين :يفيض املاء عىل منكبه األيمن ثالث ًا ثم األيرس ثالث ًا ثم عىل
رأسه ،وعىل سائر جسده ثالث ًا ،قاله احللواين،واختاره صاحب التنوير ، 29 :
وصححه يف الغرر 1 :
ـ 45ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
والقول الثالث :يبدأ باأليمن ثالث ًا ،ثم بالرأس ،ثم باأليرس .ينظر :التاتارخانية
ق /ب ،وحاشية الشلبي عىل التبيني . 4 :
( ) وهذه الصفة املسنونة للغسل حكتها زوجات رسول اهلل ،فعن عائشة ريض اهلل
عنها( :كان النبي إذا اغتسل من اجلنابة بدأ فغسل يديه ،ثم يتوضأ كام يتوضأ
يصب عىل رأسهّ للصالة ،ثم يدخل أصابعه يف املاء ،فيخلل هبا أصول شعره ،ثم
ثالث غرف بيده ،ثم يفيض املاء عىل جلده كله) يف صحيح البخاري ،44 :
ال فأفرغ بيمينه عىلوعن ميمونة ريض اهلل عنها :قالت( :صببت للنبي غس ً
يساره فغسلهام ،ثم غسل فرجه ،ثم قال بيده األرض فمسحها بالرتاب ،ثم غسلها
ثم متضمض واستنشق ثم غسل وجهه وأفاض عىل رأسه ،ثم تنحى فغسل قدميه،
ثم أيت بمنديل فلم ينفض هبا) يف صحيح البخاري . 2 :
( ) هذا عىل قول أيب يوسف خالف ًا للحسن بن زياد .ينظر :ذخرية العقبى
ص ،والرساجية . 2 :وثمرة اخلالف تظهر :يف من ال جتب عليهم اجلمعة:
كالنساء والصبيان لو اغتسلوا ،وفيمن أحدث بعد الغسل وصىل بالوضوء نال
الفضل عند احلسن ال عند أيب يوسف .لك َّن العالمة عبد الغني النابليس يف
بأن هذه األغسال األربعة للنظافةرصحوا َّ
َّناية املراد ص ، 14- 11قالَّ « :إَّنم َّ
ال للطهارة مع أنَّه لو ختلل احلدث تزداد النظافة بالوضوء ثاني ًا ،ولئن كانت
للطهارة أيض ًا فهي حاصلة بالوضوء ثاني ًا مع بقاء النظافة ،فاألوىل عندي اإلجزاء
ألن مقتىض األحاديث الواردة يف ذلك طلب حصول النظافة وإن ختلل احلدث؛ َّ
فقط» .وأيده عىل كالمه ابن عابدين يف رد املحتار . 4 :
ـ 40ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فواجب( ).
وغسل اجلنابة واحليض والنفاس ال يسقط باإلسالم( ).
ونواقض الوضوء:
( )
ُّ .1
كل خارج من السبيلني( ).
إن البلوغ بالس ّن عند أيب حنيفة يف الغالم بتامم ثامين عرشة سنة ،ويف اجلارية ( ) َّ
بتامم سبع عرشة سنة ،وعندمها بتامم مخس عرشة سنة فيهام ،وبه يفتى ،هذا أكثر
املدة ،وأما أقل املدة يف حقه فاثنتا عرشة سنة ،ويف حقها تسع سنني ،فإن راهقا،
وقاال :بلغنا صدّ قا وأحكامهام أحكام البالغني ،وأما البلوغ احلاصل منه
فباالحتالم واإلنزال واإلحبال ،ومنها :باحليض واالحتالم واحلبل .ينظر :هدية
الصعلوك ص. 9
( ) عدم سقوط غسل اجلنابة واحليض باإلسالم أ ّيده اللكنوي يف عمدة الرعاية :
1معرتض ًا عىل صدر الرشيعة يف رشح الوقاية 4 :تبع ًا للرسخيس يف رشح
السري الكبري وصاحب الذخرية وقايض خان وغريهم يف قوله :لو انقطع دم
وقت االنقطا ِع كانت كافرة ،وهي ُ
غري أسلمت ال يلز ُمها االغتسال؛ إذ ُ
ْ ثم
مرشكةَّ ،
ٍ
السبب ،وهو االنقطاع ،أما لو بالرشائ ِع عندنا ،ومتى أسلمت مل يوجدْ َّ مأمورة َّ
أمر جيب عليها ُغ ْس ُل اجلنابة؛ َّ
ألن اجلناب َة ٌ أجنبت الكافرةُ ،ث َّم أسلمت ،حيث ُ ْ
مستمر فافرتقا.
ّ واالنقطاع غري
ُ مستمر ،فتكون ُجنُب ًا بعد اإلسالم،
ّ
( )3والنواقض مجع ناقضة ،والنقض إذا أضيف لألجسام يرد به إبطال تأليفها ،وإذا
أضيف إىل غريها يراد به إخراجه عام هو املطلوب منه ،فاملطلوب من الوضوء
استباحة الصالة .ينظر :منحة السلوك .49 :
( )4لقوله :ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ [النساء ،]40 :والغائط :اسم للموضع
املطمئن من األرض فاستعري ملا خيرج إليه ،فيتناول املعتاد وغريه ،كام يف تبيني
احلقائق ،9 :واملقصود بالسبيلني :ال ُق ُبل والدبر ،واخلارج منهام يتناول البول
ـ 44ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.2والدم( ) والقيح والصديد السائل بغِّي عص( ) إىل حمل ال ّط ِ
هارة يف
اجلملة( ).
.3والقيء( ) ملء الفم( ).
.4والنوم مضطجع ًا( ) أو متكئ ًا( ) أو مستند ًا غِّي مستقر عىل األرض( ).
( ) أي إىل موضع جيب تطهريه سواء كان يف الوضوء أو الغسل ،فيشمل الفم واألنف؛
حللول اجلنابة فيهام .ينظر :فتح باب العناية ،1 :واملشكاة ص. 1
ألن للفم حكم( ) وإن كان ِم َّرة أو طعام ًا أو ما ًء أو َعلق ًا؛ ورشط أن يكون ملء الفم؛ َّ
اخلارج حتى ال يفطر الصائم باملضمضة ،وله حكم الداخل حتى ال يفطر بابتالع
يشء من بني أسنانه مثل الريق ،فال يعطى له حكم اخلارج ما مل يمأل الفم .وحد
ملء الفم :ما ال يمكن ضبطه إال بكلفة عىل األصح ،وعليه مشى يف اهلداية
واالختيار والكايف واخلالصة وصححه فخر اإلسالم وقايض خان والزيلعي يف
التبيني ،1 :وقيل :ما ال يقدر عىل إمساكه .قال يف البدائع :وعليه اعتمد الشيخ
أبو منصور وهو الصحيح .ويف احللية :األول :األشبه .ينظر :رد املحتار . 39 :
( )3فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال َ ( :من َأصابه قيء أو رعاف أو َق َلس أو مذي
فلينرصف فليتوضأ ثم ليبن عىل صالته وهو يف ذلك ال يتكلم) يف سنن ابن ماجة
،319 :قال التهانوي يف إعالء السنن : 3 :والصحيح أنَّه مرسل صحيح
اإلسناد .وينظر :الدراية ،3 :ونصب الراية ،31 :وتلخيص احلبري ، 94 :
وغريها .وال َق َلس :ما خرج من بطنه طعام أو رشاب إىل الفم وسواء ألقاه أو أعاده
إىل بطنه إذا كان ملء الفم أو دونه فإذا غلب فهو قيء .ينظر :املصباح ص،9 3
وطلبة الطلبة ص ،1وغريها .وعن أيب الدرداء ( : إن رسول اهلل قاء فأفطر
فتوضأ فلقيت ثوبان يف مسجد دمشق فذكرت ذلك له فقال :صدق أنا صببت له
الدفع) يف سنن الرتمذي ، 43 :وقال :قد جود حسني املعلم هذا احلديث
وحديث حسني أصح يشء يف هذا الباب وروى معمر هذا احلديث .
( )4أي أن ينام واضع ًا جنبيه عىل األرض .ينظر :عمدة الرعاية ،91 :وغريه.
( )9أي بأحد وركيه .ينظر :جممع األَّنر ، 2 :وغريه.
( )1وبعبارة أخرى :مستند ًا إىل ما لو أزيل ذلك اليشء لسقط النائم ،فال ينتقض
ـ 42ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وضوؤه يف غريه هذه :كالنوم قائ ًام أو قاعد ًا أو راكع ًا أو ساجد ًا يف الصالة وغريها.
وهو ظاهر املذهب عىل ما يف اخلالصة وصححه صاحب حتفة الفقهاء ، :
واهلداية ص ، 9فعن ابن عباس ( :إنَّه رأى النبي نام وهو ساجد حتى غط
إن الوضوء ال جيب أو نفخ ،ثم قام يصىل فقلت يا رسول اهلل :إنَّك قد نمت ،قالَّ :
إال عىل َمن نام مضطجع ًا ،فإنَّه إذا اضطجع اسرتخت مفاصله) يف سنن الرتمذي
،وسنن أيب داود ،9 :ويف جممع الزوائد :رجاله موثقون .كام يف إعالء :
السنن . 4 :وعن عيل بن أيب طالب ،قال (:وكاء السه العينان فمن نام
فليتوضأ) يف سنن أيب داود ،9 :وحسنه املنذري وابن الصالح والنووي .كام يف
نصب الراية .49 :
( ) وحدّ السكر هنا :أن يدخل يف مشيته حترك يف اختيار احللواين ،وقال صدر الرشيعة
يف رشح الوقاية ص :14هو الصحيح ،وقال الزاهدي :وهو األصح ،واختار
الصدر الشهيد وقايض خان يف فتاواه :4 :وهو أن ال يعرف الرجل من املرأة.
ينظر :تبيني احلقائق وحاشيته ، 2 :وغريها.
تكون مسموع ًة ل ُه وجلريانِه ،بدت أسنانه أو مل تبدو ،وأما َ ( ) وحدُّ القهقهة :أن
الصال َة ال الوضوء .وأما
يبطل َّ يكون مسموع ًا ل ُه ال جلريانِه ،وهو ُ َ الضحك :فأن َّ
يبطل شيئ ًا .ينظر :اهلسهسة ص،49 يكون مسموع ًا أصالً ،وهو ال ُ َ َّبسم :أن ال الت ُّ
،وفتح باب العناية ،11 : ورشح الوقاية ص ،42وتبيني احلقائق :
واالختيار ، 1 :وغريها.
مصل بالغ يقظان يركع ويسجد ،وال فرق بني أن يكون عامد ًا ( )3وبعبارة أدق :قهقهة ٍّ
إن أعمى تر َّدى يف بئر، أو ناسي ًا ،فالكل ناقض؛ فعن أيب العالية ،وغريهَّ ( :
صيل معه ،فأمر َمن كان ضحك َّبي ُ ي َص ِّيل بأصحابه ،فضحك َمن كان ُي ِّ والن ُّ
والصالة) يف سنن الدارقطني ، 19 :والكامل، 19 :3 َّ منهم أن يعيد الوضوء
ـ 42ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولو خرج من فمه د رم :إن غلبه الريق لون ًا ،مل ينقض ،وإن غلب الدم
الريق أو تساويا ،نقض( ).
ومس الذكر ال ينقض( ). ُّ
وال ملس املرأة( )...
وتاريخ جرجان ،429 :وسنن البيهقي الكبري ، 9 :ومصنف عبد الرزاق :
،391ومصنف ابن أيب شيبة ،34 :ومراسيل أيب داود ص ،99قال اللكنوي
بعد أن أورد طرق األحاديث الواردة يف القهقهة يف اهلسهسة بنقض الوضوء
ِ
انتقاض واألخبار املرسل ُة دال ٌة رصحي ًا عىل
ُ ُ
األحاديث املسندة، بالقهقهة :فهذه
الوضوء بالقهقهة .ومن أراد االستفاضة يف الروايات احلديثية يف نقض الوضوء ِ
بالقهقهة فلرياجع إعالء السنن ، 44- 3 :واهلسهسة بنقض الوضوء
بالقهقهة للكنوي.
( ) فغلبة الدم عىل البصاق أمارة عىل قوة الدم إىل السيالن إىل موضع جيب تطهريه،
ألن املغلوب يف مقابلة الغالب فخروجه يكون بقوة نفسه ،بخالف غلبة البصاق؛ َّ
كاملعدوم .وأما االنتقاض بالتساوي فعىل االحتياط .واهلل أعلم .وينظر:املنحة :
.44
( ) حلديث قيس بن طلق ،قال حدثني أيب ،قال( :كنّا عند النبي فأتاه أعرايب،
إن أحدنا يكون يف الصالة فيحتك فيصيب يده ذكره ،فقال فقال :يا رسول اهللَّ ،
رسول اهلل :وهل هو إال بضعة منك أو مضغة منك) يف صحيح ابن حبان:3
،423واللفظ له ،واملنتقى ، 1 :واملجتبى ، 2 :وغريها .وأما حديث( :من
مس فرجه فليتوضأ) يف املوطأ ،19 :وسنن النسائي ، 1 :فاملراد به غسل
اليد للتنزيه أو كان كناية عن احلدث .ينظر :منحة السلوك .44 :
مس رسول اهلل أزواجه ثم صالته بال إعادة الوضوء، ( )3ملا ورد من األحاديث يف ّ
ومنها :عن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كنت أنام بني يدي رسول اهلل
ورجالي يف قبلته ،فإذا سجد غمزين فقبضت رجيل وإذا قام بسطتهام) يف صحيح
ـ 42ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
البخاري ، 92 :وصحيح مسلم ،319 :وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال :
(كان يقبل بعض نسائه ،ثم خيرج إىل الصالة وال يتوضأ) قال اهليثمي يف جممع
الزوائد : 49 :رواه الطرباين يف األوسط وفيه سعيد بن بشري وثقه شعبة وغريه
وضعفه حييى ومجاعة .وقال التهانوي يف إعالء السنن : 92 :رواه البزار
وإسناده صحيح .وعن عروة عن عائشة ريض اهلل عنها( :عن النبي أنه َق َّبل
بعض نسائه ،ثم خرج إىل الصالة ومل يتوضأ ،فقلت من هي إال أنت فضحكت)
يف مصنف ابن أيب شيبة ،41 :وسنن الدارقطني ، 31 :ورجاله كلهم ثقات،
وسنده صحيح ،وقد مال أبو عمر بن عبد الرب إىل تصحيح هذا احلديث ،ومتامه
يف إعالء السنن ، 93 :وغريها .وعن ابن عباس قال« :ليس يف القبلة
وضوء» يف سنن الدارقطني ، 43 :وقال :صحيح.
جمردين مع انتشار آلته ومتاسبدَّنا َّ
( ) وهي أن يفيض الرجل إىل امرأته ويامس بد ُن ُه َ
ألن مثل هذه سبب غالب خلروج املذي ،وهو املتحقق ،وال عربة الفرجان؛ َّ
ال انمسح. ألَّنا حالة ذهول ،وإن خرج قلي ً بالنادر ،فيقام السبب مقام املسببَّ ،
ينظر :قنية املنية ق/3أ ،وتبيني احلقائق ، :وهذا عند أيب حنيفة وأيب يوسف
فإَّنا ليست من النواقض ما مل خيرج يشء من املذي ونحوه، ،وعند حممد َّ
وعامة الكتب عىل األخذ بقوهلام ،ويف فتح باب العناية ،91 :ورشح النقاية
ق/9ب أليب املكارم تصحيح قول حممد .
( ) وسواء كان من رجل أو امرأة؛ لقوله :ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [املائدة،]2 :
ال مذا ًء فسألت النبي ،فقال :إذا حذفت فاغتسل وعن عيل ،قال( :كنت رج ً
من اجلنابة ،وإذا مل تكن حاذف ًا فال تغتسل) يف مسند أمحد ، 29 :قال التهانوي
يف إعالء السنن : 11 :رجاله كلهم ثقات إال جواب ًا ،فإنه صدوق رمي
ـ 42ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
باإلرجاء ،فالسند حمتج به .واحلذف :هو الرمي ،وهو ال يكون هبذه الصفة إال
بشهوة .كام يف إعالء السنن ، 11 :وغريه.
( ) احلشفة ما فوق اخلتان ،وهي رأس الذكر .ينظر :لسان العرب ،119وغريه.
) ( يف ب« :يف أحد السبيلني بغِّي إنزال من اإلنسان».
( )3أي عىل الفاعل واملفعول به؛ فعن أيب هريرة ،قال ( :إذا جلس بني شعبها
األربع ،ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل) يف صحيح البخاري ، 2 :
وصحيح مسلم ، 9 :ويف رواية( :وإن مل ينزل) يف صحيح مسلم ، 9 :
وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال ( :إذا جاوز اخلتان اخلتان وجب الغسل) يف
سنن الرتمذي ، 1 :وقال :حسن صحيح ،وصحيح ابن حبان .49 :3
( )4لقوله :ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﭼ [البقرة ]555 :عىل قراءة التشديد ،فإنَّه منع
من قرباَّنن حتى يغتسلن ،ولوال وجوبه ملا منع كام يف االختيار . 2 :وعن
إن فاطمة بنت أيب حبيش كانت تستحاض فسألت النبي عائشة ريض اهلل عنهاَّ ( :
،فقال :ذلك عرق ،وليست باحليضة ،فإذا أقبلت احليضة فدعي الصالة ،وإذا
،وعن معاذ قال : أدبرت فاغتسيل وصيل) يف صحيح البخاري :
ولتصل) يف املستدرك ، 14 : ِّ (إذا مىض للنفساء سبع ،ثم رأت الطهر ،فلتغتسل
قال التهانوي يف إعالء السنن : 23 :وإسناده صحيح عىل قاعدة الكنز املذكورة
يف خطبته.
( )9أما املوجب الرابع فهو رؤية املستيقظ املَن ِ ّي أو املَ ْذي وإن مل حيتلم ،ففي املَن ِ ِّي ظاهر؛
ِ
بحرارة البدن، فالحتامل كونِ ِه َمن ِ َّي ًا َر َّق
ِ ألن بخروجه جيب ال ُغسل ،وأ َّما يف املَ ْذي؛ َّ
ـ 29ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف مسح اخل ّ
ف
خاصة :يوم ًا وليلة. ِ
يمسح املقيم من احلدث( ) ّ
واملسافر :ثالثة أ ّيام ولياليها( ) من وقت احلدث( ) ،برشط لبسه عىل
فعن أم سلمة ريض اهلل عنها ،قالت :جاءت أم سليم إىل النبي ،فقالت( :يا
إن اهلل ال يستحيي من احلق ،فهل عىل املرأة من غسل إذا احتلمت؟ رسول اهللَّ ،
فقال رسول اهلل :نعم إذا رأت املاء) يف صحيح مسلم ، 9 :وصحيح
البخاري . 21 :ينظر :التبيني ، 1 :واملشكاة ص.41
وألن اجلواز يف َّ ( ) أي خفيف ًا فإن كان غليظ ًا ،وهو اجلنابة ،فال جيوز فيها املسح؛
احلدث اخلفيف لدفع احلرج؛ ألنَّه يتكرر ويغلب وجوده فيلحقه احلرج واملشقة يف
نزع اخلف ،واجلنابة ال يغلب وجودها ،فال يلحقه احلرج يف النزع؛ فعن صفوان بن
عسال قال( :كان يأمرنا إذا كنا سفر ًا أن ال ننزع خفافنا ثالثة أيام ولياليهن
إال من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم) يف صحيح ابن خزيمة ، 3 :وسنن
ّ
فليصل النسائي ،4 :وعن أنس ،قال ( :إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه
فيهام وليمسح عليهام ثم ال خيلعهام إن شاء إال من جنابة) يف املستدرك ، 42 :
وصححه.
رسول اهلل ثالثة أيام ولياليهن للمسافر ،ويوم ًا وليل ًةُ ( ) فعن عيل ( :جعل
للمقيم) يف صحيح مسلم . 3 :
حيتاج فيه إىل املسح وهو منُ فالزمان الذي
احتياج إىل املسحَّ ،
َ ( )3ألنَّه قبل احلَدَ ث ال
باملقدار املذكور؛ لكونه وقت وجود السبب؛ وألنَّه وقت منع ِ وقت احلدث مقدَّ ٌر
اخلف رساية احلدث إىل القدم؛ وألنَّه وقت وجود الرخصة ،فكان أحق باالعتبار
من وقت اللبس ووقت الطهارة .ينظر :عمدة الرعاية ، 4 :ورشح الوقاية
ص ، 1واملراقي ص . 3
ـ 21ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) احرتز به عن طهارة ناقصة ،مثل :إذا بقي من أعضائه ملعة مل يصبها املاء ،فأحدث
قبل االستيعاب ،ال جيوز له املسح .ومتامه يف املنحة . 29 :
( ) بأن يكون البس اخلفني عىل طهارة كاملة عند احلدث بعد اللبس ،وال يشرتط أن
أن املحدث إذا غسل رجليه أوالً يكون عىل طهارة كاملة وقت اللبس ،وبيان ذلك َّ
ولبس خفيه ،ثم أتم الوضوء قبل أن حيدث ،ثم أحدث ،جاز له أن يمسح عىل
اخلفني؛ لوجود الرشط ،وهو لبس اخلفني عىل طهارة كاملة وقت احلدث بعد
اللبس .ينظر :بدائع الصنائع .4 :
اخلف .ينظر :العناية ، 99 :
ّ اخلف وساقه أقرص من ّ ( )3اجلرموق :ما يلبس فوق
اآلن ،ولكن اجلرموق أشبه ما يكون وَّناية املراد ص ،311وهو ما يسمى احلذاء َّ
باحلذاء الشتوي اآلن.
اخلـف عـىل
ّ ( )4بأن ال حيدث قبل وبعد لبس اخلف قبل لبس اجلرموق ،حتى لو لبس
طهارة ،ثم أحدث قبل لبس اجلرموق ،ثم لبسه؛ ال جيوز له أن يمسح عليه ،سـواء
ألن حكم احلدث استقر عليه ،فلـو اخلف أو بعد املسح عليه؛ َّ
ّ لبسه قبل املسح عىل
املسـح
َ نزع اجلرموقني بعد املسح عىل اخلفني ،فإنَّه يلزمه أن يمسح عىل خفيـه؛ َّ
ألن
عىل اجلرموقني لـيس مسـح ًا عـىل اخلفـني .ينظـر :التبيـني ،9 :وَّنايـة املـراد
ص ، 19ورشح الوقاية ص ، 4وغريها.
( )9بأن ال يكون رقيق ًا ال حيجب ما وراءه ،فال ينفذ املاء منهام ،وأن ال يرى ما حتتهام
منهام للناظر .ينظر :اهلدية العالئية ص ،34وهدية الصعلوك ص ، 2والبدائع :
، 2وغريها.
ـ 25ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) لكونه ثخين ًا وغليظ ًا ،كام يف هدية الصعلوك ص ، 2ويستدل بجواز املسح عىل
اجلوربني بالرشوط السابقة بأحاديث جواز املسح عىل اخلفني مع حديث املغرية بن
إن رسول اهلل توضأ ومسح عىل اجلوربني والنعلني) يف صحيح ابن شعبة َّ ( :
خزيمة ،44 :وصحيح ابن حبان ، 19 :4وجامع الرتمذي ، 19 :
وصححه ،وسنن أيب داود ،4 :وسنن النسائي الكربى ،4 :وسنن ابن
ماجة ، 19 :وغريها .وال يعمل بمطلق املسح عىل اجلوربني استناد ًا إىل هذا
احلديث ملا ييل:
إن هذا احلديث رده كبار احلفاظ. أوالًَّ :
قال أبو داود يف سننه « :4 :كان عبد الرمحن بن مهدي ال حيدث هبذا احلديث؛ َّ
ألن
أن النبي مسح عىل اخلفني» .وقال البيهقي« :إنَّه حديث املعروف عن املغرية َّ
منكر ضعفه سفيان الثوري وعبد الرمحن بن مهدي وأمحد بن حنبل وحييى بن
معني وعيل ابن املديني ومسلم بن احلجاج ،واملعروف عن املغرية حديث املسح
عىل اخلفني ،ويروى عن مجاعة َّأَّنم فعلوه» .وقال النووي« :كل واحد من هؤالء
أن اجلرح مقدم عىل التعديل» ،وقال« :واتفق لو انفرد قدم عىل الرتمذي ،مع َّ
احلفاظ عىل تضعيفه ،وال يقبل قول الرتمذي« :إنَّه حسن صحيح» .» .ومتامه يف
نصب الراية ، 14 :ومعارف السنن ،344 :وحتفة األحوذي . 91 :
فإن اإلمام مسلم بن احلجاج ثاني ًا :إنَّه خمالف لظاهر القرآن من وجوب غسل الرجلنيَّ ،
ضعف هذا اخلرب ،وقال« :أبو قيس االودي وهذيل بن رشحبيل ال حيتمالن
وخصوص ًا مع خمالفتهام األج ّلة الذين رووا هذا اخلرب عن املغرية فقالوا :مسح عىل
اخلفني ،وقال :ال نرتك ظاهر القرآن بمثل أيب قيس وهذيل» بخالف املسح عىل
فإن األمة تلقته بالقبول؛ لتواتر الرواية به ،كام يف نصب الراية ، 14 : اخلفني َّ
ومعارف السنن .392-344 :
قال العالمة املحدث البنوري يف معارف السنن « :39 -392 :وباجلملة مل يعملوا
ـ 20ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كأنَهم عملوا بتنقيح املناط يف اخلف ،فأدخلوا فيه ما ذكرنا،بإطالق احلديث ،بل ّ ّ
وعىل كل حال إن صح حديث اجلوربني مل يمكن أن يعمل عىل إطالقه الشامل
للثخينني والرقيقني؛ ملعارضة القرآن املتلو ،نعم عملوا بجزء منه ،إما متسك ًا به أو
بتنقيح اخلف الوارد يف املتواتر ...،وأيض ًا احلديث يروى عن املغرية بنحو ستني
طريق ًا ،ومل يذكر لفظ حديث الباب إال يف هذه الطريقة ،فكيف يطمئن به القلب،
ثم إن عمل قوم من املتساهلني باملسح عىل اجلوارب الرقيقة ليس أصل له يف
الرشيعة يعتمد عليه ،إن كان هبذا احلديث فقد عرفت ما قال األئمة فيه ،وإن كان
بقول الفقهاء فهم اشرتطوا إما التجليد وإما التنعيل ،وعىل األقل الثخانة ،واهلل
أعلم» .ومتام هذا البحث فيام كتبته يف املشكاة ص.14-11
( ) املجلد :وهو الذي وضع اجللد عىل أعاله وأسفله .ينظر :رد املحتار . 94 :
( ) املنعل :وهو الذي وضع اجللد عىل أسفله كالنعل للقدم يف ظاهر الرواية ،ويف
رواية احلسن :يكون إىل الكعب .ينظر :اإليضاح ق/9ب ،والتبيني ،9 :وَّناية
املراد ص ،314وغريها.
( )3فلو مسح مقيم ثم سافر قبل متام يوم وليلة أتم مدة املسافر ،أما بعد متام يوم وليلة
فإنَّه ينزع خفه ويتوضأ إن كان حمدث ًا ،وإال غسل رجليه فقط .ينظر :املشكاة
ص.93
( )4فلو أقام مسافر بعد ميض مدة مقيم نزع خفيه ،وإن مل يمض يوم وليلة ،فإنَّه يتم
يوم ًا وليلة؛ ألنَّه صار مقي ًام .ينظر :رد املحتار ، 19 :واهلدية العالئية ص.42
ألن املسح باألصابع والثالث أكثرها ،وبه وردت السنة فإن ابتل قدرها جاز (َّ )9
ويكون عىل ظاهر مقدم كل رجل ،كام يف املراقي ص 11؛ فعن املغرية ( :رأيت
ـ 24ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
واخلرق الكبِّي مانع :وهو قدر ثالثة من أصغر أصابع الرجل( ).
وينقض املسح:
.1كل ما ينقض الوضوء.
وينقضه أيض ًا:
.2ميض املدّ ة.
ّ
اخلف( ). .3ونزع إحدى القدمني( ) إىل ساق
بال ،ثم جاء حتى توضأ ومسح عىل خفيه ،ووضع يده اليمنى عىل رسول اهلل َ
مسح أعالمها مسح ًة واحدة حتى ُخ ِّفه األيمن ويده اليرسى عىل ُخ ِّفه األيرس ،ثم َ
كأين أنظر إىل أصابعه عىل اخلُ َّفني) يف مصنف ابن أيب شيبة ، 92 :وسنن
البيهقي . 1 :
( ) عىل الصحيح ال ما دوَّنا وصححه يف اهلداية ، 4 :ومشى عليه يف الوقاية
ال ُ
اخلرق طوي ً ص ، 9واملراقي ص ، 32واعترب األصغر لالحتياط ،ولو كان
الرجل إن ُأ ْد ِخ َل ْت لكن ال يبدو منه هذا املقدار ،جاز
يدخل فيه ثالث أصابع ِّ
ويظهر هذا املقدار ،ال جيوز .ينظر:
ُ ينفتح إذا َم َشى
ُ املسح ،ولو كان مضموم ًا لكن
رشح الوقاية ص. 9
جلني،فوجب َغ ْس ُل األخرى ،إذ ال
َ وجب َغ ْس ُل إحدى ِّ
الر َ ( ) ألنَّه إذا ن ََز َع أحدَ مها
مجع بني ال َغ ْس ِل واملسح ،وإنَّام نقض لرساية احلدث إىل القدم عند زوال املانع. َ
ينظر :رشح الوقاية ص ، 1ورد املحتار . 13 :
ألن فيه االحرتاز من خروج أقل القدم حرج ًا ،ولألكثر حكم ( )3عىل الصحيح؛ َّ
الكل .وهذا هو املروي عن أيب يوسف وصححه صاحب اهلداية ، 4 :
والدر املختار ، 14 :وبه جزم يف الكنْز ص ،1وامللتقى ص.9
والقول الثاين :خروج أكثر العقب إىل الساق عند أيب حنيفة ؛ َّ
ألن بقاء املسح لبقاء
حمل الغسل يف اخلف ،وبخروج أكثر العقب إىل الساق الذي هو يف حكم الظاهر ال
يبقى حمل الغسل فيه ،وأيض ًا :ال يمكن معه متابعة امليش املعتاد ،قال القاري يف فتح
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ومتى بطل املسح بميض املدة أو بالنزع ،كفى غسل القدمني( ).
فصل
التيمم
يف ّ
.1ومن مل جيدْ املاء( ) خارج املص( ) وبينه وبني املص ر
ميل( ).
املدينة فصىل العرص فقدم والشمس مرتفعة ومل يعد الصالة» يف املستدرك :
. 14
خاف العطش .ينظر :عمدة الرعاية .41 : َ َ
استعمل املا َء ( ) فإنَّه إن
( ) أي بحركته نحو املاء ،أو باستعامل املاء لتحقق العجز فيها؛ لقوله :ﭽﯘ ﯙ ﯚﭼ
النساء ،43 :فيكون ضابط املرض كام َّبني املصنف :أن ال يقدر معه عىل استعامل
املاء ،وإن استعمل املاء اشتدّ مرضه حتى ال يشرتط خوف التلف .ينظر :املشكاة
. ص ،9واملنحة :
) (3هذا عند أيب حنيفة ،وقال أبو يوسف وحممد :ال جيوز التيمم للربد إال يف
ألن الغالب يف املرص وجدان املاء احلار وإمكان االستدفاء .ينظر :فتح باب السفر؛ َّ
العناية ، 2 :وغريه.
( )4بأن خياف املقيم أو املسافر من استعامل املاء اهلالك ،أو تلف العضو ،أو املرض؛
ألن عدم املاء والدفء وإن كان نادر ًا فإنَّه ال ينايف إباحة التيمم؛ فعن عمرو بن َّ
العاص ( :احتلمت يف ليلة باردة يف غزوة ذات السالسل ،فأشفقت إن
اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحايب الصبح ،فذكروا للنبي ،فقال:
يا عمرو ،صليت بأصحابك وأنت جنب ،فأخربته بالذي منعني من االغتسال
أن اهلل يقول ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [النساء ،]52 :فضحك رجاء أين سمعت َّ
رسول اهلل )يف املستدرك ، 19 :والسنن الصغرى ، 19 :وسنن أيب داود
،4 :والتيمم من الربد خاص بالغسل ال بالوضوء .ينظر :فتح باب العناية :
. 2
( )9بأن كان حيول بينه وبني املاء ،سواء كان آدمي ًا أو غريه كالسبع ،وإن كان حي ًة أو
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
نار ًا ،أو فاسق ًا أو غري ًام حيبسه بأن كان صاحب الدين عند املاء ،وخاف املديون من
احلبس ،كام يف رد املحتار ، 21 :قال صدر الرشيعة يف رشح الوقاية ص: 3
أن املانع عن الوضوء إذا كان من جهة العباد :كأسري يمنعه الكفار«وجيب أن يعلم َّ
عن الوضوء ،أو كمحبوس يف السجن ،والذي قيل له :إن توضأت قتلتك ،جيوز
له التيمم ،لكن إذا زال املانع ،فينبغي أن يعيد الصالة» .وينظر :الذخرية الربهانية
ق/9أ.
( ) الغبن الفاحش :ما ال يدخل يف تقويم املقومني ،أو ما يباع بضعف قيمته بأن يباع
ألن حتمل الرضر غري واجب ما يساوي دينار بدينارين فال يشرتى بل يتيمم؛ َّ
،واهلدية ص. 9 كقطع موضع النجاسة حال عدم املاء .ينظر :املنحة :
( ) تيمم جواب املسائل املذكورة كلها،وهي سبع مسائل مشرتكة باجلواب ،كام يف
. املنحة :
( )3فعن ابن عباس قال« :إذا خفت أن تفوتك اجلنازة وأنت عىل غري وضوء فتيمم
وصل» يف مصنف ابن أيب شيبة ،449 :ورجاله رجال مسلم إال املغرية ،وهو ِّ
حمتج به .كام يف إعالء السنن ،322 :ونصب الراية ، 99 :وعن ابن عمر :
«إنَّه أيت بجنازة ،وهو عىل غري وضوء ،فتيمم ثم صىل عليها» رواه البيهقي يف
املعرفة .ينظر :إعالء السنن ،32 :وغريه.
إن الويل غري اخلائف ،وقيد به؛ َّ
ألن الو ّيل ُينتظر فال جيوز له التيمم. ( )4أي واحلال َّ
ينظر :منحة السلوك . 3 :
ألن هلام خلف ًا ،وهو الظهر يف اجلمعة والقضاء يف الوقتية .ينظر :اهلدية العالئية
(َّ )9
ص.34
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن فيه ذالً ،ولو تيمم قبل الطلب أجزأه ( ) لعدم املنع غالب ًا ،والقياس :أن ال يطلب؛ َّ
عند أيب حنيفة ؛ ألنَّه ال يلزمه الطلب من ملك الغري .وقاال :ال جيزئه؛ َّ
ألن املاء
مبذول عادة .ينظر :منحة السلوك . 3 :
( ) فيجب أن يطلبه قدر َغ ْلوة ـ وهي مقدار ثالثمئة ذراع إىل أربعمئة ـ إن ظنّه قريب ًا،
وإال فال يطلبه ،والطلب أن ينظر يمينه وشامله وأمامه ووراءه َغ ْلوة ،وظاهر أنَّه ال
يلزمه امليش ،بل يكفيه النظر يف هذه اجلهات ،وهو يف مكانه هذا إذا كان حواليه ال
يسترت عنه ،فإن كان بقربه جبل صغري ونحوه صعده ونظر حواليه إن مل خيف
،والبحر الرائق . 11 : رضر ًا .ينظر :رشح الوقاية ص
( )3فعن جابر قال ( :التيمم رضبتان :حصول للوجه ،ورضبة للذراعني إىل
املرفقني) يف املستدرك ، 19 :وصححه ،وسنن الدارقطني ، 12 :ومصنف
ابن أيب شيبة ، 41 :وغريها.
ألن استيعاب العضوين فرض عىل املفتى به ،حتى لو بقي يشء قليل ال جيزئه ،فلو (َّ )4
ترك شعرة مل جيز ،وعليه نزع اخلاتم والسوار ،أو حتريكه .ينظر :رشح الوقاية
ص ، 21والدر املختار ، 91 :ومنحة ا لسلوك . 9 :
( )9بأن ينوي قربة مقصودة ال تصح إال بالطهارة ،أو ينوي استباحة الصالة ،أو ينوي
الطهارة من احلدث أو اجلنابة .ينظر :رشح الوقاية ص ، 21- 29واهلدية
العالئية ص.33
ـ 29ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) لقول :ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ [النساء ،]40 :والصعيد اسم ملا ظهر عىل وجه
األرض من جنسها ،وعن حذيفة قال ( :فضلنا عىل الناس بثالث :جعلت
صفوفنا كصفوف املالئكة ،وجعلت لنا األرض كلها مسجد ًا ،وجعلت تربتها لنا
طهور ًا إذا مل نجد املاء) يف صحيح مسلم ،39 :وعن أيب اجلهيم ( : أقبل
النبي من نحو بئر مجل فلقيه عليه ،فلم يرد عليه النبي حتى أقبل عىل اجلدار
فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السالم) يف صحيح البخاري . 4 :
) ( هذا عند أيب حنيفة وحممد ،وصححه يف املحيط ص ، 14وعند أيب يوسف :ال
أن كل ماجيوز إال بالرتاب أو الرمل ،واحلدُّ الفاصل بني جنس األرض وغريهَّ :
حيرتق بالنار فيصري رماد ًا :كالشجر ،واحلشيش ،أو ينطبع ويلني :كاحلديد،
والصفر ،والذهب ،والزجاج ،ونحوها ،وكل ما تأكله األرض ليس من جنسها:
كاحلنطة والشعري وسائر احلبوب ،فليس من جنس األرض ،فال جيوز التيمم به بال
نقع ـ أي غبار ـ ،وما كان من جنسها فيجوز بال غبار.
وجيوز التيمم عىل الغبار مع القدرة عىل الصعيد ،حتى لو تيمم بغبار ثوبه ،أو كنس
دار ًا ،أو كال حنطة ،أو هدم بيت ًا ،أو ه َّبت الريح فارتفع الغبار وأصاب وجهه
وذراعيه فمسح بن ّية التيمم جاز؛ َّ
ألن الغبار جزء من الرتاب .ينظر :التبيني ،34 :
وحتفة الفقهاء ،4 :وفتح باب العناية ، 1- 9 :ورشح الوقاية
ص. 29
حجر معروف ،وله أنواع كثرية ،منه أبيض ،ومنه أمحر ،ومنه ٌ الزرنيخ :بالكرس:
(ِّ )3
أصفر .ينظر :تاج العروس. 13 :9
( )4لقوله :ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ
ﭿ ﮀ ﭼ [املائدة ،]2 :فقد َذك ََر نوعي احلدث عند وجود املاء ،ثم ذكر نوعي
ـ 21ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وينقضه:
.1ما ينقض الوضوء.
.2ورؤية املاء أيض ًا ،إذا ق ِدر عىل استعامله( ).
الصالة( ).
ومن يرجو املاء يف آخر الوقت ،فاألفضل له تأخِّي ّ
بتيممه ما شاء فرض ًا ونف ً
ال( ). ويصِّل ّ
احلدث عند عدمه ،وهو أمر بالتيمم هلام بصفة واحدة ،وكذا احلائض والنفساء.
ينظر :منحة السلوك . 1 :
( ) فلو رآه يف صالته تبطل مسافر ًا كان أو مقي ًام ،ولو رأى املتوضئ املقتدي بمتيمم
ماء يف صالته تبطل ،وأما صالة اإلمام املتيمم فغري فاسدة؛ ألنَّه مل ير املاء .ينظر:
هدية الصعلوك ص. 1
( ) فلو صىل بالتيمم يف أول الوقت ،ثم وجد املاء والوقت باق ال يعيد الصالة ،فإن
ألن فائدة االنتظار احتامل وجدان كان ال يرجوه ال يؤخر الصالة عن أول الوقت؛ َّ
املاء ،فيؤدهيا بأكمل الطهارتني ،كام يف البحر الرائق ، 14- 13 :ورشح
؛ فعن أيب سعيد ،قال( :خرج رجالن يف سفر فحرضت الوقاية ص
الصالة وليس معهام ماء فتيمام صعيد ًا طيب ًا ،فصليا ثم وجدا املاء يف الوقت ،فأعاد
أحدمها الصالة والوضوء ،ومل يعد اآلخر ،ثم أتيا رسول اهلل فذكرا ذلك له
فقال للذي مل يعد :أصبت السنة وأجزأتك صالتك ،وقال للذي توضأ وعاد :لك
األجر مرتني) يف املستدرك ، 11 :وصححه ،وسنن الدارمي ، 29 :وسنن
البيهقي الكبري ، 3 :وسنن أيب داود ،43 :واملجتبى ، 3 :وغريها.
إن الصعيد الطيب وضوء املسلم )....يف صحيح البخاري ، 4 : ألن حديثَّ ( :
(َّ )3
أن التيمم طهور أي مطهر كالوضوء ،ويدل عليه قوله بعد ذكر رصيح يف َّ
الوضوء والغسل والتيمم :ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ [املائدة ،]2 :حيث ذكره يف
أن التيمم أيض ًا
معرض االمتنان بالوضوء والغسل والتيمم مجيع ًا ،فهو رصيح يف َّ
ـ 25ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ ِِ
ماء ال يعلم به فتيمم وصىل، ولو نيس املاء يف رحله أو كان بقربِه ر
أ ْجزأه( ).
التيمم ،إال أن يعلم بكثرتِ ِه أنه
للرشب ،ال يمنع ُّ وما أعد يف الطرق ُّ
و ِضع للوضوء ُّ
والرشب( ).
فصل
يف إزالة النجاسة
ّ
كاخلل، النجاسة املرئ ّية :تطهر بزوال عينها بكل مائع طاهر مزيل( ):
مطهر كالوضوء والغسل ،فالثالثة مشرتكة يف ذلك ،ولوال ذلك لذكر منه التطهري
بعد الوضوء والغسل فقط ،كام يف إعالء السنن .329 :وعند الشافعي
يصيل به فرض الوقت وما شاء من السنن .ينظر :مغني املحتاج ،41 :والفقه
املنهجي ،41 :وغريها.
( ) ألنَّه ال قدرة بدون العلم ،وهو املراد بالوجود ،وماء الرحل معدّ للرشب ال
،واهلداية ، 9 : لالستعامل ،وعند أيب يوسف يعيد .ينظر :الوقاية ص
وغريها.
ِ
للرشب ،فإنَّه ال ال ما ًء مباح ًا للرشب :كام إذا كان يف بئر ُم َعدٍّ
( ) فإن وجد املسافر مث ً
جيوز له الوضوء ،إالَّ إذا كان كثري ًا فيستدل عىل أنَّه للرشب والوضوء .ينظر:
املحيط ص ،3 9وعمدة الرعاية .41 :
( )3الطهارة بغري املاء بكل مائع قالع مذهب أيب حنيفة وأيب يوسف ،وأما عند حممد
وزفر والشافعي ومالك وأمحد :فال يطهر الثوب إال باملاء .ينظر :اإلمام زفر
وآراؤه الفقهية ، 24 :واملجموع ، 31 :وحاشية البيجرمي ، 1 :
ومواهب اجلليل ، 1 :وحاشية الدسوقي ،41 :واملغني ،91 :واملبدع :
،4وغريها.
ـ 20ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
عفو.
وماء الورد ،واملاء املستعمل ،واألثر الذي يشق( ) إزالته ر
الظن( ) ال ّزوال به.
وغِّي املرئية :تطهر بالغسل الذي يغلب عىل ّ
والسيف ،والسكني ،ونحوها ،يطهر ِ ِ
كاملرآة، وكل يشء صقيل( ): ُّ
باملسح.
نجس جيِب غسله رطب ًا ويكفي فركه يابس ًا( ). ِ
واملن ُّي ر
ولو ذهب أثر النجاسة عن األرض بالشمس ،جازت الصالة عىل
( ) وحد املشقة :أن ال يزول أثر النجاسة ـ أي رحيها أو لوَّنا أو طعمها ـ باملاء القراح،
بل حيتاج فيها إىل يشء آخر :كالصابون ونحوه .ينظر :هدية الصعلوك ص 1؛
إن خولة بنت يسار أتت النبي ،فقالت :يا رسول اهلل ،إنَّه فعن أيب هريرة َّ ( :
ثم
ليس يل إال ثوب واحد وأنا أحيض فيه فكيف أصنع؟ قال :إذا طهرت فاغسليه ّ
يرضك أثره) يف صيل فيه ،فقالت :فإن مل خيرج الدم؟ قال :يكفيك غسل الدم ،وال ُّ ِّ
سنن أيب داود ، 93 :ومسند أمحد ،314 :وقال األرنؤوط :حسن ،وسنن
البيهقي الكبري .42 :
فوض إىل رأي املبتىل به كالقبلة ألن ما َّ
تعذ َر الوقوف عليه ُي َّ ( ) أي عىل ظن الغاسل؛ َّ
مرة فيام ينعرص برشط كل ّيف التحري ،ويف األصل يطهر بغسلها ثالث ًا وعرصها يف ّ
أن يبالغ يف العرص يف املرة الثالثة قدر قوته أو يغسل ويرتك حتى ينعدم التقاطر منه،
ثم وثم هكذا .ينظر :هدية الصعلوك ص ، 1واملشكاة ص. 4
( )3بأن مل يكن خشن ًا ،فإن كان منقوش ًا مل يطهر ،وال فرق بني أن يكون النجس ذا جرم
أو غريه ،رطب ًا كان أو يابس ًا ،سواء كان املسح بالرتاب أو الصوف أو احلشيش أو
خرقة أو نحوها .ينظر :جامع الرموز ،1 :وفتح القدير ، 41 :وغمز عيون
البصائر ، 22 :ونفع املفتي ص. 4 - 42
( )4سواء ملني الرجل أو املرأة ،كام يف فتاوى قايض خان ، 9 :واملبسوط -1 :
،1ورسائل األركان ص49؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها يف املني قالت( :كنت
أفركه من ثوب رسول اهلل )يف صحيح مسلم . 31 :
ـ 24ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف البئر
النجاسة املائعة تنجسها.
ِ
واجلامدة :كالب ْعر ،والروث ،واخل ْثي( ) ،قليلها ر
عفو ال كثِّيها :وهو ما
واخلص ـ أي السرتة
ّ ( ) ويكون يف األرض واآلجر املفروش ،واحليطان واألشجار
التي تكون عىل السطوح من القصب ـ فيطهر باجلفاف عىل املختار ،فيجوز الصالة
ألَّنا متصلة باألرض فأخذت حكمها .ينظر :البحر عليها ،وال جيوز التيمم هبا؛ َّ
الرائق ، 39 :والوقاية ص . 3
فإَّنا تطهر بالدلك إذا
( ) أي كثافة :كالروث ،والقذرة ،سواء كانت يابسة أو رطبةَّ ،
بالغ فيه ب حيث مل يبق هلا ريح وال لون عىل املفتى به؛ لعموم البلوى ،وهذا قول أيب
يوسف ،وقال حممد :جيب غسل اخلف يف رطبها ويابسها كالثوب والبدن،
وروي عنه أنَّه رجع عن قوله حني رأى كثرة الرسقني يف طرق الري ،لذلك قال يف
الوقاية ص : 32وبه يفتى ،ويف النهاية والرساجية 2 :هدية الصعلوك :32
وعليه الفتوى ،ويف فتح باب العناية : 44 :وعليه األكثر.
اخلف ال يطهر باجلفاف والدلك ،بل ّ فإَّنا إذا أصابت
( )3أي بخالف النجاسة املائعة َّ
جيب غسله ،سواء كان هلا عني مرئية :كالدم ،أو ال :كالبول ،وقال أبو يوسف :
يطهر بالدلك كام له جرم ،بخالف الثوب فإنَّه إذا أصابته نجاسة جيب غسله مطلق ًا
باالتفاق .ينظر :هدية الصعلوك ص.32
( )4البعر للغنم واإلبل ،والروث لذي حافر :كالفرس والبغل واحلامرِ ،
واخل ْثي للبقر.
ينظر :اهلدية ص ،3واملشكاة . 9
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) اختلف يف حد الكثري ،فقيل :ربع وجه املاء ،وقيل :ثلثه ،وقيل :أكثره ،وقيل :كله،
وقيل :أن ال خيلو كل دلو من بعرة أو بعرتني ،واملختار ما ذكر يف اهلداية وهو ما
يستكثره الناظر يف رواية عن أيب حنيفة ،واختاره املصنف .ينظر :هدية الصعلوك
ص ،3ويف منحة السلوك 3 :والبدائع :99 :هو الصحيح .ويف التبيني
: 9 :وعليه االعتامد.
( ) فال فرق بني الرطب واليابس والصحيح واملنكرس والبعر واخلثي والروث؛
لشمول الرضورة ،وبعضهم يفرق ،والظاهر األول ،وكذا ال فرق بني آبار املرص
والفلوات يف الصحيح .كام يف التبيني ، 9 :واملنحة . 3 :
( )3أي وجوب ًا إىل ثالثني استحسان ًا .ينظر :املشكاة ص. 9
( )4هذا اختيار صاحب البحر ، 4 :واهلداية ، :واالختيار ، 9 :وغريهم.
والقول الثاين :املعترب الدلو الوسط ،وما جاوزه احتسب به ،وهذا اختيار صاحب
الوقاية ص ، 2والكنْز ص ،9وامللتقى ص ،9والقدوري يف خمترصه ص،4
والتنوير ، 49 :ومنحة السلوك ، 4 :وغريهم.
والقول الثالث :اختيار يف كل بئر دلوها ،وإن مل يكن هلا دلو ينْزح به ،يعترب الدلو
الوسط ،كصاحب املضمرات ،وتبعه اللكنوي يف عمدة الرعاية .4 :واختار
صاحب الدر املختار 49 :إن مل يكن هلا دلو فام يسع صاع ًا.
والقول الرابع :ما يسع فيها صاع ًا ،وهو مروي عن أيب حنيفة ، وقيل :ما يسع ثامن
أرطال،وقيل:عرشة أرطال،وقيل:غري ذلك.ينظر :البحر ، 4 :والبدائع .11 :
ألن النزح ال يفيد ما دام الواقع فيها .ينظر :اهلدية ص ،3 ( )9أي الواقع يف البئر؛ َّ
واملنحة . 4 :
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي وجوب ًا إىل ستني استحباب ًا ،وهذا بعد إخراج الواقع منها .ينظر :االختيار :
، 1والوقاية ص ، 2واملراقي ص.31-39
( ) بأن مات فيها آدمي أو شاة ،واملراد أن تكون الشاة كبرية يف اجلملة ،حتى لو كان
لود الشاة صغري ًا جد ًا كان حكمه حكم اهلرة .ينظر :حاشية الطحطاوي عىل
املراقي ص. 3
( )3أي ففي حالة انتفاخ الواقع أو تفسخه ينزح كل ماء البئر ،سواء كان الواقع صغري ًا
أو كبري ًا؛ النتشار البلة النجسة يف أجزاء املاء .ينظر :املشكاة ص ، 9واهلدية
.3
( )4هذه رواية عن أيب حنيفة ،والصحيح أن يأخذ بقول رجلني هلام بصارة يف املاء،
وصحح هذا يف الدرر ، 9 :والتبيني ،32 :ومنحة السلوك ، 9 :واختاره
وأقره صاحب الكفاية ،43 :واختاره صاحب التنوير ، 43 : يف اهلداية َّ ، :
وهدية الصعلوك ص ،3ويف الدر املختار : 43 :وبه يفتى ،وهو األحوط،
ورجحه ابن عابدين يف حاشيته . 43 : ويف املراقي ص :39هو األصحَّ ،
وقال حممد :ينزح مئتي دلو إىل ثالثمئة ،واختاره الرشنباليل يف نور اإليضاح ،12 :
وصاحب الكنْز ص ،9واالختيار . 9:ويف امللتقى ص :9وبه يفتى .وهناك
أقوال أخرى كام يف اهلدية ص ،3وغريها.
( )9وينبغي االنتباه َّ
أن مسألة تطهري اآلبار باملقادير السابقة توقيفية وردت فيها اآلثار
عن الصحابة والتابعني واعتمدهتا مدرسة الكوفة الفقهية كام تلقوها عن
إن حبشي ًا وقع يف زمزم فامت ،فأمر أسالفهم ،ومن تلك اآلثار :عن عطاء َّ « :
ابن الزبري أن ينزف ماء زمزم ،فجعل املاء ال ينقطع ،فنظروا فإذا عني تنبع من قبل
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف االستنجاء
ِ
والغائط ونحومها بكل طاهر( ) مزيل يمسح املحل ِِ
البول هو سن رة من
حتى ينقيه ،وال يس ُّن العدد( ).
واملاء أفضل( ).
احلجر األسود ،فقال ابن الزبري :حسبكم» يف رشح معاين اآلثار ، 9 :ومصنف
ابن أيب شيبة ، 92 :وغريها وقال ابن دقيق يف اإلمام :إسناده صحيح ،كام يف
إن زنجي ًا وقع يف زمزم فامت ،فأنزل إعالء السنن . 14 :وعن ابن عباس َّ « :
ثم قال :انزفوا ما فيها من ماء» يف ُمصنف ابن أيب شيبة : ال َفأخرجه ّ إليه رج ً
، 92وعن إبراهيم النخعي « :يف َفأرة وقعت يف بئر قالُ :ين َْز ُح منها قدر
أربعني دلو ًا» يف رشح معاين اآلثار ، 9 :وغريه.
( ) كاألحجار واألمدار والرتاب واخلرق البوايل .ينظر :املشكاة ص. 9
ألن املعترب يف إقامة السنة هو اإلنقاء ال العدد ،فإن حصل بحجر واحد كفاه ،وإن ( ) َّ
مل حيصل بالثالث زاد عليه؛ فعن ابن مسعود ،قال (خرج النبي حلاجته
فقال :التمس يل ثالثة أحجار ،قال :فأتيته بحجرين وروثة فأخذ احلجرين وألقى
الروثة ،وقالَّ :إَّنا ركس) يف جامع الرتمذي ، 9 :وسنن النسائي ، 4 :4
واملجتبى ،34 :وعن أيب هريرة قال ( :إذا استجمر أحدكم فليستجمر
أن األمر ألن أقل اإليتار مرة واحدة ،عىل َّ ؛ َّ وتر ًا) يف صحيح مسلم :
باإليتار ليس لعينه بل حلصول الطهارة ،فإذا حصلت بام دون الثالث فقد حصل
املقصود فينتهي حكم األمر .ينظر :املشكاة ص. 1
َّ
وألن أهل ( )3ألنَّه حيصل فيه إزالة عني النجاسة بخالف غريه فإنَّه خيفف النجاسة،
قباء كانوا يتبعون احلجارة باملاء فنزلت فيهم قوله :ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ
إن رسول ﮁﮂ ﮃ ﮄﮅ ﭼ [التوبة ،]192 :وعن أنس بن مالك َّ ( :
اهلل دخل حائط ًا وتبعه غالم معه ميضأة هو أصغرنا فوضعها عند سدرة فقىض
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رسول اهلل حاجته فخرج علينا وقد استنجى باملاء) يف صحيح مسلم ، 9 :
وعن عيل بن أيب طالب َّ ( :إَّنم كانوا يبعرون بعر ًا وأنتم تثلطون ثلط ًا فاتبعوا
احلجارة املاء) يف سنن البيهقي الكربى ، 21 :واآلثار ،9 :ومصنف ابن أيب
شيبة ، 4 :وغريها.
ألن للبدن حرارة جاذبة فال يزيلها احلجر ونحوه باالتفاق ،كام يف اهلدية ص،33 ( ) َّ
فجواز االستنجاء باألحجار أو ما شاهبها من غري املاء إذا كانت النجاسة التي عىل
ألن الرشع ورد املخرج قدر الدرهم ،أو أقل منه ،ال أكثر منه عىل الصحيح؛ َّ
املخرج فينظر إن
َ النجس
ُ باالستنجاء باألحجار مطلق ًا من غري فصل ،أما إن َت َعدَّ
كان املتع دى أكثر من قدر الدرهم جيب غسله ،وإن كان أقل من قدر الدرهم ال
جيب غسله باملاء عند أيب حنيفة وأيب يوسف ،وعند حممد جيب غسله.
ينظر :بدائع الصنائع . 4 :
( ) يكره بالروث وغريه من األنجاس وكذا العظم؛ فعن ابن أيب زائدة قال ( :ال
تستنجوا بالعظم وال بالبعر ،فإنَّه زاد إخوانكم من اجل ّن) يف صحيح ابن حبان :
،44ويكره بكل مال حمرتم :كاحلرير ومطعوم اآلدمي من احلنطة والشعري؛ ملا فيه
من إفساد املال من غري رضورة ،وكذا بعلف البهائم ،وهو احلشيش؛ ألنَّه تنجيس
للطاهر من غري رضورة .ينظر :البدائع . 1 :
( )3فعن سلامن قال :قال لنا املرشكون :إين أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم
اخلراءة ،فقال( :أجل إنَّه َّنانا أن يستنجي أحدنا بيمينه أو يستقبل القبلة وَّنى عن
الروث والعظام) يف صحيح مسلم . 3 :
ـ 22ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتابُُالصُالةُ
ِ ِ ومن َُُأسُ َُل َُمُ ،أو َ ُ
ُأفاقُ ،أو ُبلغَُ( )ُ ،أو ُ َطه َرتُ ،وقد ُ َبق َي ُمن ُالوقت َ
ُقدرُ َ
حتريمةُُ،لزمته( )ُ،ولوُارتدُُ،أوُجنُُ،أوُحاضتُحينئذُُِ َ ُ،
ملُتب( )ُ.
( ) أما قبل البلوغ فيؤمر األوالد بالصالة ذكور ًا وإناث ًا إذا وصلوا يف السن لسبع
سنني ،ويرضبون عليها لعرش سنني باليد ال بالعىص؛ رفق ًا هبم ،وزجر ًا بحسب
ألن الرضب بالعىص طاقته ،وال يزيد عن ثالث رضبات بيده ،والرضب هلم باليد؛ َّ
يكون بجناية صدرت من مكلف ،وال جناية من الصغري ،وهذا الرضب واجب.
كام يف املراقي ص ، 71- 71وحاشية الطحطاوي ص 71؛ فعن سربة قال
( :علموا الصبي الصالة ابن سبع سنني وارضبوه عليها ابن عرش) يف سنن
الرتمذي ،252 :2وصححه ،وصحيح ابن خزيمة ، 02 :2وعن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال ( :مروهم بالصالة لسبع سنني ،وارضبوهم
عليها يف عرش سنني ،وفرقوا بينهم يف املضاجع) يف سنن البيهقي الكبري ،222 :2
وسنن الدارقطني ،21 :واملعجم األوسط ،252 :1ومسند أمحد . 87 :2
( )2وهنا تفصيل بالنسبة للحائض يف مقدار آخر الوقت الذي جتب عليها فيه الصالة
عىل وجهني ،ومها:
ِ
الوقت ملحة ،ولو الصالة ،وإن كان الباقي من ِ أوالً :إن كانت
طهارُتا لعرشة وجبت َّه
ألن انقطاع الدم لعرشة طهارة متيقنة؛ لعدم زيادة احليض عىلبمقدار قول :اهلل؛ َّ
هذه املدة ،فإن ما زاد عليها استحاضة.
سل يسع ال هغ َ
ألقل من عرشة أيام ،فإن كان الباقي من الوقت مقدار ما ه ثاني ًا :إن كانت َّ
الغسل حيتسب هاهنا منِ وج َبت الصالة وإن مل يسع مل جتب ،فوقت والتَّحريم َة َ
مدة احليض؛ واعترب فيه ما يسع الغسل من احليض وابتداء حتريمة الصالة؛ َّ
ألن
االنقطاع ألقل من عرشة ،فإنَّه حيتمل فيه عود احليض لبقاء املدة .ينظر :رشح
الوقاية ص ، 21وعمدة الرعاية ، 28 :وذخر املتأهلني ص ، 15وغريها.
أن الصالة جتب يف جزء من الوقت مطلق للمكلف تعيينه ألن األصل يف هذا َّ (َّ )1
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصلُ
يفُاألذانُ
األذان ُسن ٌة ُمؤكد ٌة ُللخمس ُواجلمعة ُفقط( )ُ ،بغري ُترجيع( )ُ ،ويزيد ُيفُ
تعني ذلك اجلزء للوجوب ،حتى لو باألداء ،إال أنَّه إذا مل ّ
يصل حتى ضاق الوقت ّ
ّ
أخرها عنه أثم؛ ألنَّه تعاىل أمر بالصالة يف مطلق الوقت ،فال يتقيد بجزء معني،
فاملعترب يف السببية آخر الوقت عندنا؛ َّ
ألن املطالبة إنَّام حتقق يف آخر الوقت؛ وهلذا
كان خمري ًا بني أن يؤدي يف أول الوقت ،أو يف وسطه ،أو يف آخره ،والتخيري ينايف
املطالبة أوالً ،وإن ثبت وجوهبا بأول الوقت عىل غري املعذور لوجود السبب.
ينظر :اهلدية ،11واالختيار ،5 :وغريها.
( ) أي يف وقتِها أدا ًء وبعده قضا ًء ،وليس بسنة يف النوافل والوتر وصالة العيدين
واجلنازة والكسوف واخلسوف والرتاويح والسنن والرواتب وغريها؛ َّ
ألن األذان
لإلعالم بدخول وقت الصالة ،واملكتوبات هي املختصة بأوقات معيّنة دون
وألن النوافل تابعة للفرائض فجعل أذان األصل أذان ًا للتبع تقدير ًا ،كام يف
َّ النوافل;
رمز احلقائق ،12 :وفتح باب العناية 200 :؛ فعن عمران بن حصني قال:
(كان رسول اهلل يف مسري له فناموا عن صالة الفجر ،فاستيقظوا بحر الشمس
فارتفعوا قلي ً
ال حتى استعلت ،ثم أمر املؤذن فأذن ،ثم صىل الركعتني قبل الفجر،
ثم أقام املؤذن فصىل الفجر) يف املستدرك ،108 :وصححه ،وسنن أيب داود :
، 2وغريها.
( )2والرتجيع أن خيفض صوته يف الشهادتني ،ثم يرفع الصوت هبام؛ ألنَّه مل ينقل يف
حديث عبد اهلل بن زيد أو حديث بالل .ينظر:منحة السلوك ، 12 :ورشح
الوقاية ص. 10
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُخريُمنُالنومُمرتني( )ُ.
أذانُالفجرُبعدُالفالحُ:الصالة ٌ
واإلقامةُُ:مثلُه( )ُبزيادةُ:قدُقامتُالصُالةُمرُتنيُبعدُالفالح( )ُ.
ُوَي ِدر ُاإلقامة( )ُ ،ويتوجه ُفيهام ُالقبلةُ ،و َُيلُ َُتفت ُيمن ًةُ
ُاألذان َ
َ ويرتسل
( ) فعن أيب حمذورة قال النبي ( :فإن كنت يف صالة الصبح قلت :الصالة خري من
النوم ،الصالة خري من النوم) يف سنن أيب داود . 20 :
( )2فعن عبد الرمحن بن أيب ليىل قال( :حدثنا أصحاب حممد َّ
أن عبد اهلل بن زيد
ملََّا رأى األذان أتى النبي فأخربه ،فقال :علمه بالالً ،فقام بالل فأذن مثنى مثنى
وأقام مثنى مثنى وقعد قعدة) يف صحيح ابن خزيمة ، 22 :واآلحاد واملثاين :1
،172ورشح معاين اآلثار ، 1 :وإسناده صحيح ،كام إعالء السنن ،22 :2
وعن الشعبي عن عبد اهلل بن زيد األنصاري قال( :سمعت أذان رسول اهلل
فكان أذانه وإقامته مثنى مثنى) يف مسند أيب عوانة ،272 :وغريه ،وهو مرسل
قوي ،كام يف إعالء السنن . 0 - 00 :2
( )1فعن معاذ بن جبل قال :جاء عبد اهلل بن زيد رجل من األنصار وقال فيه
أن ال إله إال اهلل ،أشهد َّ
أن ال إله إال (فاستقبل القبلة قال :اهلل أكرب ،اهلل أكرب ،أشهد َّ
أن حممد ًا رسول اهلل ،حي عىل الصالة أن حممد ًا رسول اهلل ،أشهد َّ اهلل ،أشهد َّ
مرتني ،حي عىل الفالح مرتني ،اهلل أكرب اهلل أكرب ال إله إال اهلل ،ثم أمهل هنية ،ثم
قام فقال مثلها إال أنَّه قال :زاد بعدما قال حي عىل الفالح :قد قامت الصالة قد
قامت الصالة )...يف سنن أيب داود ، 10 :وسكت عنه.
( )1والرتسل هو الفصل بني الكلامت ،واحلدر هو الوصل بني الكلامت واإلرساع ،كام
وألن األذان إلعالم الغائبني هبجوم َّ يف اهلدية ص ،15وخمتار الصحاح ص 22؛
الوقت ،وذا يف الرتسل أبلغ ،واإلقامة إلعالم احلارضين بالرشوع يف الصالة ،وإنَّه
حيصل باحلدر؛ فعن جابر قال لبالل( :إذا أذنت فرتسل يف أذانك ،وإذا
أقمت فاحدر ،واجعل بني أذانك وإقامتك قدر ما خيلو اآلكل من أكله ،والشارب
من رشبه ،واملعترص إذا دخل لقضاء حاجته) يف املستدرك ،120 :وسنن
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الرتمذي ،171 :وعن أيب الزبري مؤذن بيت املقدس قال« :جاءنا عمر بن
اخلطاب فقال :إذا أذنت فرتسل ،وإذا أقمت فاحدر» يف مصنف ابن أيب شيبة
. 25 :
( ) فعن أيب جحيفة قال( :أذن فلام بلغ حي عىل الصالة حي عىل الفالح لوى عنقه
يمين ًا وشامالً ،ومل يستدر) يف سنن أيب داود ، 12 :وسكت عنه ،وسنن البيهقي
الكبري .125 :
( )2أي املؤذن يف األذان؛ ليكون أبلغ يف اإلعالم؛ فعن أيب هريرة قال ( :املؤذن
كل رطب ويابس) يف سنن أيب داود ، 27 : يغفر له مدى صوته ويشهد له ّ
وسنن النسائي ، 2 :2ومسند أمحد ، 22 :2وقال شعيب األرناؤوط :صحيح
وهذا إسناد قوي.
) (1وحاصل املسألة أنَّه ال يكره األذان مع احلدث؛ أل َّنه ذكر يستحب فيه الطهارة ،فال
ألن اإلقامة مل ترشعيكره بدوهنا كقراءة القرآن ،ويكره إقامة املحدث ،ومل تعاد؛ُ َّ
أثر اجلنابة إال متصلة بصالة املقيم ،وأما األذان مع اجلنابة فيكره حتى يعاد؛ َّ
ألن َ
ظهر يف الفم فيمنع من الذكر املع ّظم كام يمنع من قراءة القرآن بخالف احلدث،
ألهنا
تكرار اإلقامة؛ َّ
ه رش رع
وكذا اإلقامة مع اجلنابة تكره لكنَّها ال تعاد؛ ألنَّه مل هي ر َ
سامع
ه ه
فيحتمل ه
واألذان إلعال ِم الغائبني، إلعالم احلارضين ،فتكفي الواحدة،
فتكراره مفيد؛ فعن أيب هريرة قال ( :ال يؤذن إال ه ِ
البعض دون البعض،
متوضئ) ،ويف رواية( :ال ينادي بالصالة إال متوضئ) يف سنن الرتمذي ،120 :
وقال :هذا أصح من احلديث األول ،وعن عبد اجلبار بن وائل عن أبيه قال:
« حق وسنة مسنونة أن ال يؤذن الرجل إال وهو طاهر ،وال يؤذن إال وهو قائم» يف
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
سنن البيهقي الكبري ،122 :ومصنف عبد الرزاق ،125 :ويف التلخيص :
أن فيه انقطاع ًا.
:205إسناه حسن إال َّ
إن من فاتته صلوات وأراد أن يصليها قضا ًء أذن لألوىل وأقام ،وكان خمري ًا يف ( ) أي َّ
البواقي من الفوائت :إن شاء أتى هبام ،أو اقترص عىل اإلقامة؛ للغنية عن إعالم
إن املرشكني شغلوا رسول الغائبني ،كام يف اهلدية ص12؛ فعن ابن مسعود َّ ( :
ٍ
ب من الليل ما شاء اهلله فأمر بالالً اهلل عن َأربع صلوات يوم اخلندق حتى َذ َه َ
ثم َأقام ثم َأقام ّ
فصىل املغربّ ، فصىل العرصّ ،فصىل الظهر ،ثم َأقام ّ فأذن ،ثم أقام ّ
فصىل العشاء) يف سنن الرتمذي ،117 :ومسند أمحد ،175 :وقال األرناؤوط: ّ
حسن لغريه.
ألن اكتساب أذى املسلم مكروه ،وإن كان ال يتأذى ( )2إن مل يكن يتأذى املؤذن بذلك؛ َّ
به ال يكره؛ فعن زياد الصدائي قال( :أمرين رسول اهلل أن أؤذن يف صالة
إن أخا صداء قد أذن ،و َمن الفجر فأذنت ،فأراد بالل أن يقيم ،فقال رسول اهلل َّ :
أ ّذن فهو يقيم) يف سنن الرتمذي ،181 :وسنن أيب داود ، 12 :وسنن ابن
ماجة ،217 :ورشح معاين اآلثار ، 12 :ومسند أمحد ، 22 :1وغريها،
النبي َ فأخربته فقال( :ألقه
وعن عبد اهلل بن زيد رأيت األذان يف املنام فأتيت ّ
عىل بالل ،فألقيته عليه ،فأذن بالل ،فقلت:أنا رأيته وأنا كنت أريده ،فقال :فأقم
أنت) يف سنن أيب داود ، 22 :ومسند أمحد ،12 :1وضعفه الشيخ شعيب.
ألن اإلنسان يف حتصيل الطاعة عامل ( )1ألنَّه استئجار عىل الطاعة ،وهذا ال جيوز؛ َّ
لنفسه ،فال جيوز له أخذ األجرة عليه ،وإن علم القوم حاجته فأعطوه شيئ ًا من غري
رشط فهو حسن؛ أل َّنه من باب الرب والصدقة واملجازاة عىل إحسانه بمكاهنم ،وكل
ذلك حسن ،كام يف البدائع 52 :؛ فعن عثامن بن أيب العاص أنَّه قال( :يا
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُِ
الوقتُ،ويُعادُفيه( )ُ. ُِِ
والُيؤذنُلصالةُقبلُدخولُ
وجيبُعىلُسامعُاألذانُواإلقامة( ) ُمتابعة ُاملؤ ِّذنُ ،إالُيفُاحليعلةُاألُوىلُ
فيقولُ :الُحولُوالُقوةُإالُباهللُالعيلُالعظيم( )ُ ،ويفُالثانيةُ:ماُشاءُاهللُكانُ
رسول اهلل ،اجعلني إمام قومي ،قال :أنت إمامهم واقتد بأضعفهم واختذ مؤذن ًا
ال يأخذ عىل أذانه أجر ًا) يف املستدرك ،1 1 :وصححه ،وصحيح ابن خزيمة
،22 :وسنن أيب داود .20 :وعن حييى البكاء قال رجل البن عمر:
«إين ألحبك يف اهلل ،فقال ابن عمر :لكني أبغضك يف اهلل ،قال :ومل؟ فقال :إنَّك
تنقي يف آذانك وتأخذ عليه أجر ًا» يف املعجم الكبري ،221 : 2ومصنف عبد
الرزاق .18 :
إن أخذ األجرة عىل الطاعة غري قال بدر الدين العيني يف منحة السلوك َّ « : 12 :
جائز :كاإلمامة ،واألذان ،واحلج ،وتعليم القرآن والفقه ،ولك َّن املتأخرين جوزوا
عىل التعليم واإلمامة يف زماننا؛ حلاجة الناس إليه وظهور التواين يف األمور الدينية،
وكسل الناس يف االحتساب ،وعليه الفتوى».
( ) أي يعاد األذان عند دخول الوقت؛ لعدم االعتداد بام قبله .ينظر :فتح باب العناية
جيوز للفجر يف النصف األخري من عي .200 :وعند أيب يوسف َّ ِ
ه والشاف ِّ
الليل .ينظر :التنبيه ص ،20وغريه.
فإن اآلثار( )2املتابعة يف اإلقامة جتب عىل قول أيب يوسف خاصة ،وأما عندمها َّ
وردت للمتابعة يف األذان دون اإلقامة ،كام يف اهلدية ص.17
( )1فاإلجابة واجبة؛ ملا روي عن أيب سعيد قال ( :إذا سمعتم النداء فقولوا مثل
ما يقول املؤذن) يف صحيح البخاري 22 :؛ إال يف قوله :حي عىل الصالة حي
عىل الفالح؛ فإنَّه يقول مكانه :ال حول وال قوة إال باهلل العيل العظيم; َّ
ألن إعادة
ذلك هتشبه املحاكاة واالستهزاء ،وكذا إذا قال املؤذن :الصالة خري من النوم؛ ال
يعيده السامع ملا سبق ،ولكنَّه يقول :صدقت وبررت ،أو ما يؤجر عليه؛ فعن عمر
،قال ( :إذا قال املؤذن :اهلل أكرب اهلل أكرب ،فقال أحدكم :اهلل أكرب اهلل أكرب ،ثم
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُوباحلقُ
ِّ ُ ُخري ُمن ُالنوم؛ ُصدقت
وما ُمل ُيشأ ُمل ُيكن) (ُ ،وعند ُقولهُ :الصُالة ٌُ
َُن َُط َُقت( )ُ.
قوهلم عند قول املؤذن :الصالة خري من النوم :صدقت وبررت وباحلق نطقت؛
أن خرب ًا ورد فيه ال يعرف قائله،
استحبه الشافعية قال الدمريي :وادعى ابن الرفعة َّ
انتهى .وقال ابن امللقن يف ختريج أحاديث الرافعي :مل أقف عليه يف كتب احلديث.
وقال احلافظ ابن حجر :ال أصل له .انتهى».
( ) املراد من قوله :ال يقرأ؛ أي ال يرشع يف القراءة عند األذان واإلقامة ،واملراد من
قوله :ويقطع القراءة هلام؛ أن يكون قارئ ًا يف ابتداء األذان واإلقامة فيقطع من
أجلهام .ينظر :منحة السلوك . 12 :
( )2لقوله :ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [النساء ،]777 :وعن
أيب رزين قال:جاء نافع بن األزرق إىل ابن عباس فقال«:الصلوات اخلمس يف
القرآن؟ فقال:نعم فقرأ :ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ قال :صالة املغرب ،ﭽﭪ
ﭫ ﭼ [الروم :]71 :صالة الظهر ،ﭽ ﭩ ﭼ [الروم :]71 :صالة العرص ،
ﭽ ﭡﭢﭼ :صالة الصبح ،وقرأ :ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﭼ» يف
املستدرك ،115 :2وصححه ،وسنن البيهقي الكبري ،152 :واملعجم الكبري
،217 : 0وغريها.
ألن الشاك ليس بجازم، ويشرتط اعتقاد دخوله؛ لتكون عبادة بنية جازمة؛ َّ
أن الوقت مل يدخل ،فظهر أنَّه كان قد دخل ،ال جتزئه؛ ألنَّه ملاحتى لو صىل وعنده َّ
حكم بفساد صالته بناء عىل دليل رشعي ،وهو حتريه ،فال ينقلب جائز ًا إذا ظهر
خالفه .ينظر :مراقي الفالح ص.2 5
ـ 00ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.2والطهارةُُبأنواعها( )ُ.
.3وسرتُُالعورة( )ُ.
.4واستقبالُُالقبلة( )ُ.
.5والنية( )ُُ.
.6وتكبريةُاإلحرام( )ُ.
( ) من طهارة للنجاسة احلقيقية عن الثوب والبدن واملكان الذي يصيل فيه ،وطهارة
للنجاسة احلكمية من حدث وجنابة وحيض ونفاس ،كام يف املنحة ، 1 :قال
:ﭽﯖ ﯗ ﭼ [املدثر.]7:
( )2لقوله :ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ [األعراف :]77 :أي اسرتوا
عوراتكم عند كل صالة .ينظر :منحة السلوك . 12 :
( )1لقوله :ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ
[البقرة :]777 :أي جهته.
( )1لقوله :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ[البينة ،]7 :واإلخالص ال يكون
إال بالنية ،وقال ( :إنَّام األعامل بالنيات) يف صحيح البخاري ،1 :وصحيح
مسلم ، 5 5 :1والنية :أن َي ِص َل قصد قلبه صالتَه بتحريمتِها ،وهذا بيان الوقت
املستحب يف النية ،وجيوز تقديمها برشط أن ال يشتغل بينهام بام ليس من جنس
الصالة ،حتى لو كان املصيل بحال إن سئل :أي صالة تصيل؟ أجاب يف الفور من
غري تك ّلف ،جازت صالته ،وهو األصح ،فالنية أن يعلم بقلبه أي صالة يصيل،
وال عربة باللسان ،لك َّن التلفظ هبا مستحب؛ ملا فيها من استحضار نيته؛ الختالف
الزمان وكثرة الشواغل عىل القلوب فيام بعد زمن التابعني .ينظر :الوقاية
ص ، 11وعمدة الرعاية ، 52 :وهداية ابن العامد ص ،152ونفع املفتي
ص.217
( )5لقوله :ﭽﰄ ﰅﰆ ﰇﭼ [األعلى ،]77:وقوله :ﭽﯓ ﯔ ﭼ [املدثر،]7:
ـ 01ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وأركاُناُست ٌُةُ:
.1القيام( )ُ.
.2والقراءة( )ُ.
.3والركوع( )ُ.
.4والسُجود( )ُ.
وهي جعل اليشء حمرم ًا ،وسمي التكبري لالفتتاح أو ما قام مقامه حتريمة؛ لتحريمه
األشياء املباحة خارج الصالة .ينظر :املراقي ص.2 7
( ) وهو فرض للقادر عىل القيام وعىل السجود يف الفرض دون النفلُ ،وحد القيامُ:
أنَّه لو مدّ يديه ال ينال ركبتيه ،وهذا أدناه ،أما متامه فهو االنتصاب؛ لقوله :
ﭽﭖ ﭗ ﭘﭼ البقرة ]771:وعن عمران بن حصني ،قال ( :صل قائ ًام،
فإن مل تستطع فقاعد ًا ،فإن مل تستطع فعىل جنب) يف صحيح البخاري .172 :
( )2وفرض القراءة آية ،وحد القراءة :أن يسمع نفسه لو مل يكن مانع ،كام يف اهلدية
العالئية ص ،21واملراقي ص225؛ لقوله :ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ [املزمل:
،]77وعن أيب هريرة ،قال ( :اقرأ ما تيرس معك من القرآن) يف صحيح
البخاري ،221 :وصحيح مسلم .228
( )1وأدنى الركوع أن يكون إىل الركوع أقرب من القيام ،حتى لو مد يديه ينال ركبتيه،
ومتام الركوع :أن يبسط ظهره ويساوي رأسه بعجزه ،كام يف حاشية الطحطاوي
ص222؛ لقوله :ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ [احلج ،]00 :وقوله :
ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ [البقرة ،]77 :وعن أيب هريرة قال ( :ثم اركع حتى
تطمئن راكع ًا ،ثم ارفع حتى تعتدل قائ ًام) يف صحيح مسلم .228 :
( )1وفرض السجود وضع جزء من اجلبهة وإن قل عىل األرض .ينظر :كامل الدراية
ق/10ب ،واإليضاح ق/ 1ب ،لكن مشى صاحب الوقاية ص ، 11عىل
فرضية السجود عىل اجلبهة واألنف ،ويف النقاية ،228 :وبه يفتى؛ ودليل
السجود قوله :ﭽﮕ ﮖﮗﮘﮙ ﭼ [احلج ،]00 :وقوله
ـ 07ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.5واالنتقالُمنُركنُإىلُركن( )ُ.
.6والقعدةُاألخرية( )ُ.
ُ.) (... .7
ُ :ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﭼ [البقرة ،]77 :وعن أيب هريرة قال ( :ثم اسجد
حتى تطمئن ساجد ًا ،ثم ارفع حتى تطمئن جالس ًا ،ثم افعل ذلك يف صالتك كلها)
يف صحيح البخاري .221 :
( ) أي من القيام إىل الركوع ،ومنه إىل السجود ،ومنه إىل القعدة األخرية ،والصالة ال
توجد إال بذلك ،فكان فرض ًا ،وهذا الرتتيب يكون فيام احتدت رشعيته يف كل
ركعة ،أو يف مجيع الصالة ،أما ما يتكرر :كالسجود ،فإنَّه يتكرر يف كل ركعة مرتني،
فالرتتيب فيه واجب ال فرض ،وكذلك عدد ركعاُتا .ينظر :املنحة ، 11 :
واهلدية ص ،12واجلوهر الكيل ق/8أ ،والتبيني . 05 :
( )2وهي بمقدار ما يسع فيه قراءة التشهد ،ويشرتط تأخري القعود األخري عن
األركان؛ ألنَّه رشع خلتمها ،فتعاد لسجدة صلبية تذكرها املصيل ودليلها:قوله :
ﭽ ﮛ ﮜ ﭼ وقد التحق فعل النبي وقوله هبا بيان ًا ،وهو مل يفعلها قط
بدون القعدة األخرية ،واملواظبة من غري ترك دليل الفرضية ،وإذا وقع بيان ًا
للفرض عىل الصالة املجملة ،كان متعلقها فرض ًا بالرضورة إال ما خرج بدليله،
إن النبي أخذ بيده وعلمه التشهد ...وقال :فإذا فعلت وعن ابن مسعود َّ ( :
ذلك أو قضيت هذا فقد متت صالتك ،إن شئت أن تقوم فقم ،وإن شئت أن تقعد
فاقعد) يف رشح معاين اآلثار ،275 :فعلق متام الصالة بالقعود مع القراءة،
وبالقعود بدوهنا ،وهذا اخلرب مل تثبت به الفرضية ابتدا ًء ،وإنَّام البيان به فيصح؛
ألن نفس الصالة ثابتة ومتامها منها ،وهذا اخلربألن اإلمتام ثابت بالكتاب؛ َّ
وهذا َّ
بني اإلمتام .ينظر :فتح باب العناية ،210 :واملنحة . 11 :
( )1قال الزييل يف هدية الصعلوك ص« :12وإنَّام مل يذكر اخلروج من الصالة بصنعه
بفعل املصيل مع أنَّه ركن عند أيب حنيفة أخذ ًا بقوهلام؛ لقوة دليلهام ،حلديث ابن
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وألهنام قاال اخلروج من الصالة بالصنع قد يكون بفعل مكروه: َّ مسعود ؛
كاحلدث بالعمد والقهقهة ،فال جيوز وصفه بالوجوب وال إمتام الفرض».
( ) فقراءة الفاحتة واجبة يف الصالة ،وقراءة آية من القرآن هي الفرض؛ لقوله
:ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ [املزمل ،]77 :والزيادة عليه بخرب الواحد ال جتوز،
ولكنَّه يوجب العمل ،فكانت واجبة ال فرض ًا ،كام يف تبيني احلقائق ، 05 :وأما
حديث عبادة بن الصامت ،قال ( :ال صالة ملَن مل يقرأ بفاحتة الكتاب) يف
صحيح البخاري ،221 :فهو حممول عىل نفي الفضيلة نحو قوله( :ال صالة
جلار املسجد إال يف املسجد) يف املستدرك ،171 :وصححه ابن حزم .ينظر :فتح
باب العناية .21 :وأما حديث أيب هريرة قال َ ( :من صىل صالة مل يقرأ
فيها بفاحتة الكتاب ،فهي خداج يقوهلا ثالث ًا) يف صحيح مسلم :225 :أي
ناقصة ،فاحلديث يدل عىل نقصان الصالة بدون قراءة الفاحتة ال عىل بطالهنا من
أصلها ،فهو نص عىل نفي الكامل ،فال داللة فيه عىل عدم اجلواز بدون الفاحتة ،بل
عىل النقص ،ونحن نقول به .ينظر :تنوير األبصار ،108 :ونور اإليضاح
ص.218
( )2ملواظبة النبي عىل القراءة فيهام؛ فعن أيب إسحاق السبيعي عن عيل وابن مسعود
قاال« :اقرأ يف األوليني وسبح يف األخريني» يف مصنف ابن أيب شيبة ،127 :
وعن أيب رافع « :كان علي ًا يقرأ يف األوليني من الظهر والعرص بأم القرآن
وسورة ،وال يقرأ يف األخريني» يف مصنف عبد الرزاق وسنده صحيح ،كام يف
اجلوهر النقي . 11 :ينظر :إعالء السنن . 15 :1
سورة :كالكوثر ،أو قدرها ثالث آيات ،أو آية طويلة تعدل ثالثة آيات ٍ ضم
( )1فيجب ُّ
قصار ،وهذا يف األوليني من الفرض ،ويف مجيع ركعات النفل ،ويف كل الوتر ،كام
يف الدر املختار 108 :؛ فعن أيب سعيد قال( :أمرنا رسول اهلل أن نقرأ
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
بفاحتة الكتاب وما تيرس) يف صحيح ابن حبان ،22 :5وسنن أيب داود :
إن رسول اهلل أمره أن خيرج ينادي يف الناس أن ال ،2 2وعن أيب هريرة َّ ( :
صالة إال بقراءة فاحتة الكتاب فام زاد) يف املستدرك ،225 :وصححه وصحيح
ابن حبان .21 :5
( ) أدنى اجلهر إسامع غريه ،وأدنى املخافتة أن يسمع نفسه ،وهذا قول أيب جعفر
اهلندواين ،إذ جمرد حركة اللسان ال تسمى قراءة بدون صوت عنده ،وقد
صححه صاحب الوقاية ص ، 5وامللتقى ص ، 5واختاره رشاح الوقاية
والنقاية وامللتقى واهلداية وعامة أصحاب الفتاوى.
إن أدنى اجلهر إسامع نفسه ،وأدنى املخافتة تصحيح احلروف، والقول الثاينَّ :
وهو قول الكرخي وأيب بكر األعمش وغريمها ،وصححه صاحب البدائع؛ َّ
ألن
القراءة فعل اللسان دون الصامخ .ينظر :سباحة الفكر ص ،2 - 2والتبيني :
. 27
( )2وهذا يف الصالة الليلية :كالفجر ،وأويل املغرب والعشاء ولو قضا ًء ،وكذا اجلمعة
والعيدين والرتاويح والوتر يف رمضان؛ للنقل املستفيض ،وأما املنفرد فهو خمري إن
شاء جهر وأسمع نفسه؛ لكونه إمام نفسه ،وإن شاء خافت؛ َّ
ألن اجلهر إلسامع من
خلفه وليس خلفه أحد هيسمعه ،واجلهر أفضل؛ ليؤدي الصالة عىل هيئة اجلامعة.
ينظر :املشكاة ص ، 81واملنحة . 15 :
( )1أي لإلمام واملنفرد يف الظهر والعرص وفيام بعد أويل املغرب والعشاء ،ويف نفل
النهار .ينظر :املشكاة ص. 81
( )1وهو أن يسوي اجلوارح يف الركوع والسجود حتى تطمئن ،وقدِّ َر بمقدار تسبيحة،
ففي آخر حديث امليسء صالته( :ثم كرب ،فإن كان معك قرآن فاقرأ به ،وإال فامحد
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُ.6وترتيبُُأفعاهلا( )ُ.
ُ.7والقعدةُُاألوىلُ.
ُ.8والتشهدُُيفُالقعدتني( )ُ.
ُ.9والتسليمُ( )ُ.
اهلل وكربه وهلله ،ثم اركع فاطمئن راكع ًا ،ثم اعتدل قائ ًام ثم اسجد فاعتدل
ساجد ًا ،ثم اجلس فاطمئن جالس ًا ،ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد متت صالتك وإن
انتقصت منها شيئ ًا انتقصت من صالتك) يف صحيح ابن خزيمة ،271 :وسنن
الرتمذي ، 02 :2فوصفها بالنقصان عند فقد التعديل ،ولو كانت باطلة
لوصفها بالزوال والذهاب ،ولو كان التعديل فرض ًا ملا أقره إىل آخر الصالة،
ألن امليض عىل الفاسد عبث ،وإنَّام أمره باإلعادة جرب ًا وألمره باإلعادة عىل الفور؛ َّ
للنقصان ،وزجر ًا عن العادة الذميمة .ينظر :فتح باب العناية ،211 :واملشكاة
ص. 82
( ) أي رعاية الرتتيب فيام تكرر من أفعال الصالة كام سبق ،بأن يكون مكرر ًا يف ركعة:
كالسجود ،أو يف مجيع الصالة :كعدد ركعاُتا .ينظر :املشكاة ص. 71
( )2أي األوىل يف الصالة واألخرية عىل الصحيح ،كام يف الوقاية ص ، 15واهلداية :
الصالة خلف ،12ومنح الغفار ق/20ب؛ فعن ابن مسعود قال :كنا نقول يف َّ
رسول اهلل :السالم عىل اهلل ،السالم عىل فالن ،فقال لنا رسول اهلل ذات
إن اهلل هو السالم ،فإذا قعد أحدكم يف الصالة ،فليقل :التحيات هلل يومَّ ( :
والصلوات والطيبات ،السالم عليك أهيا النبي ورمحة اهلل وبركاته ،السالم علينا
أن حممد ًا عبده ورسوله) أن ال إله إال اهلل وأشهد َّ
وعىل عباد اهلل الصاحلني ،أشهد َّ
يف صحيح البخاري ،101 :وهذا ال يوجب الفرق يف قراءة التَّشهد يف األوىل
وال َّثانية ،بل يوجب الوجوب يف كليهام .ينظر :رشح الوقاية ص . 8
( )1أي لفظ التسليم مرتني يف اليمني واليسار عىل األصح دون عليكم ،وتنقيض
قدوته بالسالم األول قبل عليكم .ينظر :املراقي ،251والتنوير .1 1 :
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إن رسول ( ) أي قبل الركوع يف الركعة الثالثة لصالة الوتر؛ فعن أيب بن كعب َّ ( :
اهلل كان يوتر بثالث ركعات ،يقرأ يف األوىل:بـ ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ ،ويف
الثانية :ﭽﭑ ﭒﭓﭼ ،ويف الثالثة :بـ ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ ،ويقنت قبل
الركوع) يف سنن النسائي ،118 :واملجتبى ،215 :1ويف لفظ( :كان يوتر
فيقنت قبل الركوع) يف سنن ابن ماجة ،171 :واألحاديث املختارة ،120 :1
إن ابن مسعود وأصحاب النبي كانوا يقنتون يف الوتر قبل وعن علقمة َّ « :
الركوع» يف مصنف ابن أيب شيبة ،27 :2وسنده صحيح عىل رشط مسلم ،كام يف
اجلوهر النقي ،2 2 :ويف الدراية : 21 :إسناده حسن .ينظر :إعالء السنن
.80 :2
( )2ومثال أقواهلا :الثناء ،والتعوذ ،والتسمية ،والتأمني ،والتسميع ،والتحميد،
والتكبريات التي تتخلل يف الصالة ،وتسبيحات الركوع والسجود ،والصالة عىل
النبي يف القعدة األخرية ،ومثال أفعاهلا :رفع اليدين عند تكبرية اإلحرام،
ووضع اليمني عىل الشامل ،وإبداء الضبعني ،وتوجيه أصابع رجليه نحو القبلة،
وغريها .ينظر :منحة السلوك ، 18 :وهدية الصعلوك ص .1
( )1وهو الضوء املعرتض يف األفق يمنة ويرسى ،وهو الصبح الثاين ،ويسمى الصادق؛
ألنَّه أصدق ظهور ًا من املستطيل ،ويسمى الصبح األول؛ ألنَّه أول نور يظهر
ِ
الرسحان؛ لدقته واستطالته،ويسمى أيض ًا بـ(الصبح الكاذب)؛ألنَّه يعقبه َ
كذنَب ر
ظلمة ،كام يف حاشية الطحطاوي عىل الدر 71 :؛ فعن سمرة بن جندب قال
( :ال يغرنَّكم من سحوركم أذان بالل ،وال بياض األفق املستطيل هكذا حتى
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
يستطري ـ أي ينترش وينبسط ـ هكذا) ،وحكاه محاد:بيديه ،قال:يعني معرتض ًا ،يف
صحيح مسلم.770 :2
( ) هذا قول أيب حنيفة ،واختاره أصحاب املتون :كالنسفي يف ال َكنرز ص،8
واملختار ،52 :وغرر األحكام ،5 :وصححه صاحب املراقي ص،202
والبحر ،258-257 :وفيه :قال يف البدائعَّ :أهنا املذكورة يف األصل ،وهو
الصحيح ،ويف النهايةَّ :إهنا ظاهر الرواية عن أيب حنيفة ،ويف غاية البيان :وهبا أخذ
أبو حنيفة وهو املشهور عنه ،ويف الينابيع :وهو الصحيح ،ويف تصحيح قاسمَّ :
إن
وعول عليه النسفي ،ووافقه صدر الرشيعة،
َّ برهان الرشيعة املحبويب اختاره،
ورجح دليله ،ويف الغياثية :وهو املختار ،وصححها الكرخي .ينظر :املحيط
ص.27
والقول الثاين للصاحبني :وهو أن يصري ظل كل يشء مثله .واختاره الطحاوي يف
خمترصه ص ،21واستظهره الرشنباليل يف حاشيته عىل الدرر ،5 :واختاره
صاحب الدر املختار ص،210وقال :ويف غرر األذكار وهو املأخوذ به ،ويف
الربهان :وهو األظهر؛ لبيان جربيل،وهو نص يف الباب ،ويف الفيض :وعليه عمل
الناس اليوم ،وبه يفتى.
أن االحتياط أن ال يؤخر الظهر إىل املثل،واستحسن صاحب رد املحتار َّ 210 :
وأن ال يصيل العرص حتى يبلغ املثلني؛ ليكون مؤدي ًا للصالتني يف وقتهام باالمجاع.
وينظر :فتح القدير ، 21 :واملشكاة ص. 11- 11
( )2ويفء الزوال :هو الظل املتبقي لليشء عند استواء الشمس ،وطريقة معرفته :أن
ينصب عود ًا مستوي ًا يف أرض مستوية ،فام دام ظل العود يف النقصان ،فهو قبل
أن الشمس قد الزوال ،وإن وقف فهو يفء الزوال ،وإذا رشع الظل يف الزيادة علم َّ
زالت .ينظر :هدية الصعلوك ص.11
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُ...وهو( )ُأولُوقتُالعرصُ.
وآخرُه ُغروهبا( )ُ :وهو َُُأوُلُ ُوقت ُاملغربُ ،وآخرُه ُغروبُ ُالشُفقُ
األَبيض( )ُبعدُاألمحرُ...
ُ
َُ
وهوُأوُلُُوقتُالعشاءُ،وآخرُهُطلوعُالفجرُالصُادقُ. ُ...
ووقتُُالوترُ:وقتُُالعشاءُ،وجيبُتأخريهُعنها( )ُ.
( ) أي بلوغ ظل كل يشء مثليه أول وقت العرص عىل قول اإلمام أيب حنيفة .
( )2فعن عبد اهلل بن رافع موىل أم سلمة زوج النبي أنَّه سأل أبا هريرة عن وقت
الصالة ،فقال أبو هريرة( :أنا أخربك ،صل الظهر إذا كان ظلك مثلك ،والعرص إذا
كان ظلك مثليك ،واملغرب إذا غربت الشمس ،والعشاء ما بينك وبني ثلث الليل،
وصل الصبح بغبش يعني الغلس) يف موطأ مالك ،8 :ومصنف عبد الرزاق :
،150وإسناده صحيح ،كام يف إعالء السنن ،2 :2وغريه.
( )1هذا عىل قول اإلمام أيب حنيفة ،واختاره صاحب الكنرز ص ،2وامللتقى
ص ، 0والغرر ،5 :والفتح ، 22 :والبحر ،252-258 :والطحاوي يف
خمترصه ص.21
والقول الثاين للصاحبني :وهو غروب الشفق األمحر ،قال احلصكفي يف الدر املنتقى :
،70والدر املختار :21 :هو املذهب ،وقال صاحب رمز احلقائق ،22 :
واملراقي ص ،201واملواهب ق/ 2أ :وعليه الفتوى ،وقال صاحب اجلوهرة
النرية :1 :قوهلام أوسع للناس ،وقوله أحوط .واختاره صاحب اهلدية
العالئية ص .51وقال الزييل يف اهلدية ص :12الفتوى عىل قوهلام.
( )1أي جيب تأخري الوتر عن صالة العشاء ،حتى لو صىل الوتر قبل العشاء ،مل جيز
باالتفاق ،لكن إذا كان ناسي ًا جيوز عنده ،وقاال :هو سنة العشاء بعدها ،وال جيوز
تقديمه عليها ذاكر ًا كان أو ناسي ًا ،وثمرة اخلالف تظهر :فيمن صىل العشاء وهو
عىل غري وضوء ثم توضأ وأوتر ثم تذكر أنَّه صىل العشاء بغري وضوء ،يعيد صالة
العشاء عنده دون الوتر؛ ألنَّه صالها يف وقتها بوضوء ،والرتتيب يسقط بالنسيان،
ـ 17ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
[األوقاتُُاملستحبُةُللصلوات]ُ
بُاإلسفارُُبالفجر( )ُ،إالُللحاجُبمزدلفةُ،فالتغليسُأفضل( )ُ. ح ُّويُسُ َُت َ ُ
واإلبرادُُبالظهرُيفُالصُ ِ ُ
يفُ،وتعجيلُهاُيفُالشُِّتاء( )ُ.
وتأُخريُالعرصُماُملُيتغريُقرصُالشمسُيفُالصيفُوالشتاء( )ُ.
وعندمها :يعيدمها؛ ألنَّه كان صالها قبل وقتها ،فلزمته اإلعادة .ينظر :هدية
الصعلوك ص.11
( ) بحيث يقدر عىل صالة بقراءة مسنونة وهي أربعني آية أو أكثر ،وترتيل إعادُتا
وإعادة الوضوء قبل طلوع الشمس إن فسدت ،كام يف املنحة ، 51 :ورشح
الوقاية ص ، 17وتبيني احلقائق 82 :؛ ملا روي عن رافع بن خديج وأيب هريرة
أعظم ِ
بالفجر ،فإنَّه وبالل وأنس وابن مسعود وغريهم ،قال َ ( :أ ِ
سف هروا
ه
لألجر) يف صحيح ابن حبان ،157 :1وجامع الرتمذي ،282 :وقال :حسن ِ
صحيح ،وعن إبراهيم النخعي قال« :ما اجتمع أصحاب رسول اهلل عىل
يشء ما اجتمعوا عىل التنوير» يف مصنف ابن أيب شيبة ،281 :واآلثار ،20 : ٍ
،50ورشح معاين اآلثار ، 81 :قال الزيلعي يف نصب الراية :212 :سنده
صحيح .وقال اإلمام الطحاوي يف رشح معاين اآلثار « : 81 :وال يصح أن
جيتمعوا عىل خالف ما كان رسول اهلل .»
( )2وهو أن يصيل بعد الفجر الثاين بال تأخري قبل أن يزول الظالم وينترش الضياء ،كام
تبني له الصبح يف املنحة ص 51؛ ملا روى جابر ( :إنَّه صىل الفجر حني َّ
بأذان) يف صحيح مسلم .8 2 :2ينظر :اجلامع يف أحكام الصيام ص.221
فإن ِشدَّ ة احل ِّر منأبردوا بالصالةَّ ، ( )1فعن أيب هريرة وأيب ذر وأيب سعيد ،قال ِ ( :
َف ريحِ َج َهنَّم) يف صحيح البخاري 82 :1وعن أنس ( :كان رسول اهلل إذا
بالصالة ،وإذا كان الرب هد َع ّجل) يف سنن النسائي الكربى ،125 : احلر َأبرد ّ
كان ّ
ورجاله ثقات من رجال الصحيح كام يف إعالء السنن ،15 :2وغريها.
( )1فعن أم سلمة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان رسول اهلل أشد تعجي ً
ال للظهر منكم،
ـ 10ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ال للعرص منه) يف سنن الرتمذي ،101 :ومسند أمحد ،282 :2 وأنتم أشد تعجي ً
ومسند أيب يعىل ،122 : 2وغريه ،ويف اجلوهر النقي : 2 :رجاله عىل رشط
الصحيح ،كام يف إعالء السنن .17 :2وعن عيل بن شيبان قال( :قدمنا عىل
رسول اهلل املدينة فكان يؤخر العرص ما دامت الشمس بيضاء نقية) يف سنن أي
داود ، :وسكت عنه .فهو حسن عنده ،كام ذكره الزيلعي من عادته ناق ً
ال عن
املنذري .ينظر :إعالء السنن .17 :2وعن إبراهيم النخعي قال« :أدركت
أصحاب ابن مسعود يؤخرون العرص إىل آخر الوقت» يف اآلثار .20 :
( ) فعن العباس عن النبي ،قال( :ال تزال أمتي بخري ما مل ينتظروا باملغرب
اشتباك النجوم) يف سنن أيب داود ، 27 :وسنن ابن ماجة ،225 :ومسند أمحد
، 17 :1وقال شعيب األرناؤوط :إسناده حسن ،وسنن الدارمي ،227 :
إن رسول اهلل كان يصيل واملعجم الكبري ،80 :8وعن سلمة بن األكوع َّ ( :
املغرب إذا غربت الشمس وتوارت باحلجاب) يف صحيح مسلم .11 :
( )2فعن أيب برزة ( :كان رسول اهلل يؤخر العشاء إىل ثلث الليل ،ويكره النوم
قبلها) يف صحيح مسلم ،117 :وعن أيب هريرة ،قال ( :لوال أن أشق عىل
أمتي ألخرت العشاء إىل ثلث الليل أو شطر الليل) يف صحيح ابن حبان ،102 :1
وسنن الرتمذي ،15 :وصححه.
) (1وهي الفجر والظهر واملغرب؛ُ َّ
ألن يف تأخري العشاء تقليل اجلامعة عىل اعتبار املطر،
ويف تأخري العرص توهم وقوعه يف الوقت املكروه ،فلذلك يستحب تعجيلهام ،وال
فيؤخر حذار ًا عن وقوعه قبل الوقت ،كام يف عمدة ِّ كذلك يف باقي الصلوات،
الرعاية ، 12 :ورد املحتار 217 :؛ فعن أيب مليح كنا مع بريدة يف يوم ذي
فإن النبي ،قال :من ترك صالة العرص حبط عمله) غيم فقال( :بكروا بالصالةَّ ،
ـ 11ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وأوقاتُالكراهيةُثامنيةُ :
وسجدةُالتُ ُِ
الوةُ،والسهوُُ: ِ ُّ ُ
فيهاُكلُصالةُُ، ثالث ٌةُيكره( )ُ
.1عندُطلوعُالشمس( )ُ.
.2واستوائهاُ.
.3وغروهبا( )ُ،إالُعرصُيومه( )ُ.
يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر إبطاء اإلمام ،وقال :إنا كنا مع النبي قد فرغنا
ساعتنا هذه وذلك حني التسبيح) يف سنن البيهقي الكبري ،282 :1وقال النووي
يف اخلالصة :إسناده صحيح عىل رشط مسلم ،كام يف نصب الراية . 12 :2
( ) هذه األوقات الثالثة ال تصح فيها الصالة؛ لشدّ ة النهي الوارد فيها؛ فعن عقبة بن
عامر اجلهني ،قال( :ثالث ساعات كان رسول اهلل ينهانا أن نصيل فيهن أو
أن نقرب فيهن موتانا :حني تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ،وحني يقوم قائم
الظهرية حتى متيل الشمس ،وحني تضيف الشمس للغروب حتى تغرب) يف
صحيح مسلم ،528 :وعن ابن عباس قال( :شهد عندي رجال مرضيون
إن النبي هنى عن الصالة بعد الصبح حتى ترشق وأرضاهم عندي عمر َّ
الشمس وبعد العرص حتى تغرب) يف صحيح البخاري .2 :
( )2بأن ترتفع بقدر رمح ،أو أن يقدر اإلنسان عىل النظر إىل قرصها ،فهي يف حكم
الطلوع ،وإن عجز عن النظر إليها تباح الصالة ،أو أن يوضع طست يف أرض
مستوية فام دامت الشمس تقع يف حيطاهنا فهي يف حكم الطلوع ،فإذا وقعت يف
وسطها فقد طلعت وحلت فيه الصالة .ينظر :اهلدية ص.12
( )1أي عند اصفرارها وضعفها حتى تقدر العني عىل مقابلتها إىل أن تغيب .ينظر:
املشكاة ص. 12
( )1ألنَّه وجب وجوب ًا ناقص ًا فصح أداؤه بأداء ناقص ،بخالف غريه من الصلوات
يصح أداؤها بأداء ناقص ،وأما حديث أيب هريرة ال فال ّ فإهنا وجبت وجوب ًا كام ً
َّ
قال َ ( :من أ َ
درك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس ،فقد أدرك الصبح،
ـ 77ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.5وماُبعدُالعرصُإىلُالغروبُ.
وثالثةُأوقاتُيُكرهُفيهاُالتطوعُفقطُُ:
.6بعدُالغروبُقبلُاملغرب( )ُ.
.7ووقتُخطبةُاجلمعة( )ُ.
( ) ملا فيه من تأخري املغرب؛ فعن طاوس ،قال :سئل ابن عمر عن الركعتني
قبل املغرب ،فقال« :ما رأيت أحد ًا عىل عهد رسول اهلل يصليهام» يف سنن أيب
داود ،22 :2قال النووي :إسناده حسن ،كام يف إعالء السنن ،52 :2وعن جابر
قال( :سألنا نساء رسول اهلل هل رأيتن رسول اهلل يصيل الركعتني قبل
أن أم سلمة قالت :صالمها عندي مرة ،فسألته ما هذه املغرب؟ فقلن :ال ،غري َّ
الصالة؟ فقال :نسيت الركعتني قبل العرص فصليتهام اآلن) رواه الطرباين يف مسند
الشاميني بإسناد حسن ،كام يف نصب الراية ، 1 :2وعن محاد أنَّه سأل
إبراهيم النخعي عن الصالة قبل املغرب قال :فنهاه عنها ،وقالَّ ( :
إن رسول اهلل
وأبا بكر وعمر مل يكونوا يصلوهنا) رواه حممد يف اآلثار ،كام يف نصب الراية :2
، 1والدراية ، 22 :وقال التهانوي يف إعالء السنن :21 :2رجاله ثقات مع
إرساله .قال العالمة التهانوي يف إعالء السنن :2 -20 :2اجلواب الصحيح
املحقق أنَّه ال ينكر جواز الركعتني قبل املغرب ،وإنَّام ينكر وضعهام موضع السنة،
ويدل عىل ذلك حديث البخاري ، 81وفيه( :صلوا قبل املغرب ،ثم قال يف
الثالثة :ملن شاء ،كراهية أن يتخذها الناس سنة) ،وصيغة األمر فيه حممول عنده
أن اجلواز ثابتعىل اجلواز ...ووجه قول احلنفية بكراهة التنفل قبل املغرب مع َّ
أن األحاديث يف هذا الباب متعارضة ،فقوله ( :صلوا املغرب باألحاديث :هو َّ
لفطر الصائم وبادروا طلوع النجم) رواه أمحد ،12 :5وغريه من األحاديث
الدالة عىل تأكيد التعجيل يف املغرب تقتيض كراهة التنفل قبلها؛ ملا فيه من مظنة
التأخري ،وقد أمجعت األمة عىل َّ
أن التعجيل يف املغرب سنة.
( )2للنصوص الواردة يف فرضية االستامع ،والتنفل خيل باالستامع ،فال يعارضها خرب
ـ 77ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.8وقبلُصالةُالعيد( )ُ.
الرشطُُالثاينُ:الطهارةُ:
ُاملصيلُ،ولباسهُ،ومكانهٌُ ُ،
رشطُ. ِّ ُ طهارة
والنجاسةُُنوعانُ:
الواحد ،ومنها :عن عطاء اخلراساين قال :كان نبيشة اهلذيل حيدث عن
ِ
املسجد ال يؤذي ثم َأقبل إىل رسول اهلل َّ ( :
املسلم إذا اغتسل يوم اجلمعةّ ،
َ إن
أحد ًا ،فإن مل جيد اإلمام َخ َر َج َّ
صىل ما بدا له ،وإن َو َجدَ اإلمام قد َخ َر َج جلس
فاستمع وأنصت حتى يقىض اإلمام مجعته وكالمه ،إن مل يغفر له يف مجعته تلك
ذنوبه كلها أن تكون كفارة للجمعة التي قبلها) يف مسند أمحد ،75 :5قال اهليثمي
يف جممع الزوائد : 7 :2ورجاله رجال الصحيح خال شيخ أمحد ،وهو ثقة؛ َّ
ألن
األمر باملعروف فرض ،وهو حيرم يف هذه احلالة ،فام ظنّك بالنفل؛ فعن أيب هريرة
،قال ( :إذا قلت لصاحبك أنصت يوم اجلمعة واإلمام خيطب فقد لغوت)
يف صحيح مسلم ،581 :2وعن ابن عمر قال ( :إذا دخل أحدكم املسجد،
واإلمام عىل املنرب فال صالة وال كالم ،حتى يفرغ اإلمام) يف املعجم الكبري ،1280
وحسنه يف إعالء السنن .28 :2
ألهنا مل تنقل ،ينظر :املنحة 52 :؛ فعن ابن سريين َّ ( :
أن اب َن مسعود ( ) َّ
وحذيفة كانا ينهيان الناس ،أو قال :هجيلسان َمن يرياه هي ّ
صيل قبل خروج اإلمام
يف العيد) يف املعجم الكبري ،105 :2قال صاحب جممع الزوائد ر« :1211رواه
الطرباين يف الكبري بأسانيد ،ويف بعضها قال :هأنبئت َّ
أن ابن مسعود وحذيفة فهو
خرج يوم
َ َ
رسول اهلل مرسل صحيح اإلسناد» ،وعن ابن ع ّباس ( :أنّض
فصىل ركعتني مل ِّ
يصل قبلهام وال بعدمها) يف صحيح مسلم:2 َّ َأضحى أو فطر
،202وصحيح ال هبخاري .112 :
ـ 77ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي باعتبار كثرة املعفو عنه منها بام ليس يف املغلظة ال يف التطهري وإصابة املاء
واملائعات؛ ألنَّه ال خيتلف تنجيسها هبام ،واخلفيفة ما تعارض النصان يف نجاستها
وطهارُتا ،وكان األخذ بالنجاسة أوىل لوجود املرجح ،مثل :بول ما يؤكل حلمه،
فإنَّه قال( :استنزهوا من البول) يف سنن الدارقطني ، 27 :وقال :املحفوظ
أن أناس ًا من عرينة قدموا عىل مرسل .فيدل عىل نجاسته ،وخرب العرنيني ،وهو ( َّ
رسول اهلل املدينة فاجتووها ،فقال هلم رسول اهلل :إن شئتم أن خترجوا إىل
إبل الصدقة فترشبوا من ألباهنا وأبواهلا ففعلوا فصحوا ،ثم مالوا عىل الرعاة
فقتلوهم وارتدوا عن اإلسالم وساقوا ذود رسول اهلل ،فبلغ ذلك النبي
احلرة
فبعث يف إثرهم فأيت هبم فقطع أيدهيم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم يف ّ
حتى ماتوا) يف صحيح البخاري ،2125 :2وصحيح مسلم ، 222 :1فهو ُّ
يدل
عىل طهارته فخفف حكمه للتعارض .ينظر :التبيني .75-71 :
( )2والتقييد ببول ما يؤكل حلمه؛ ليخرج روث اخليل وخثي البقر وبعر الغنم،
فنجاسته مغلظة؛ لعدم تعارض نصني ،وهذا عند اإلمام أيب حنيفة ،وعندمها
خفيفة؛ الختالف العلامء ،قال الرشنباليل يف املراقي ص : 52وهو األظهر؛
لعموم البلوى وطهرها حممد آخر ًا ،وقال :ال يمنع الروث وإن فحش؛ لبلوى
الناس بامتالء الطرق واخلانات به.
ألن خرء بعض الطيور املأكولة حلمها طاهر اتفاق ًا :كاحلامم
( )1وقيد بام ال يؤكل حلمه؛ َّ
والعصفور ،وبعضها غليظة اتفاق ًا :كالدجاجة والبط واألوز .ينظر :هدية
الصعلوك ص.18
( )1الذيل :ما حتت الركبة ،والدخريص :اخلياطة احلاصلة يف جانبي القباء من النصف
األسفل .ينظر :هدية الصعلوك ص.18
ألن التقدير فيها بالكثري الفاحش ،وللربع حكم الكل ،والتقدير بربع طرف (َّ )5
ـ 77ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُِ
ُيفُذات ُاجلرمُ املثقالُعفو
ٌ .2ومُغلُظ ٌُة( )ُ:وهيُبقيةُ ُالنجاساتُ،ووزنُ ُ
ُِ
ُيفُاملائعةُوماُزادُمانع( )ُ. معُالكراهةُ،وقدرُعرضُالكف
والكم والدخريص إن كان املصاب ثوب ًا ،وربع العضوّ أصابته النجاسة :كالذيل
وصححه يف حتفة الفقهاء ،25 :َّ املصاب بدن ًا،
ه والرجل إن كان
املصاب :كاليد ِّ
ورجحه صاحب الدر املختار ،2 1 :
واملحيط ص ،12وجممع األهنر َّ ،21 :
ومشى عليه املصنف.
والقول الثاين :ربع مجيع الثوب والبدن ،صححه يف املبسوط ،55 :واختاره صاحب
الدر املختار ،2 1 :ويدل عليه ظاهر عبارة الوقاية ص ، 1والكنز .71 :
والقول الثالث :ربع أدنى ثوب جتوز فيه الصالة :كاملئزر ،قال األقطع :وهذا أصح ما
روي فيه .ينظر :منتهى النقاية ص ، 1وغريها.
( ) باعتبار قلة املعفو عنه منها ال يف كيفية تطهريها؛ ألنَّه ال خيتلف بالغلظ واخلفة،
وهي اخلمر ،والدم املسفوح ،وحلم امليتة ذات الدم ،وإهاهبا ،وبول ما ال يؤكل:
كاآلدمي والذئب والفأرة ،ونجو الكلب ،ورجيع السباع ولعاهبا ،وخرء الدجاجة
والبط واإلوز ،وروث اخليل والبغال واحلمري ،وخثي البقر ،وبعر الغنم ،وما
ينقض الوضوء بخروجه من بدن اإلنسان .ينظر :رشح الوقاية ص ، 25واملشكاة
ص. 25- 21
( )2أي يعترب قدر الدرهم يف النجاسة الغليظة ،ويكون بمقدار وزن الدرهم :وهو
الكف يف اخلفيف،
ّ مثقال يف الكثيف ،ومساحة الدرهم :وهي بمقدار عرض
الكف ،وهو داخل مفاصل األصابع ،وما نقص
ّ وعرض الكف هو عرض مقعر
ألن القليل معفو إمجاع ًا ،فقدِّ َر بالدرهم؛ َّ
ألن حمل عن قدر الدرهم فهو عفو؛ َّ
َّ
وألن االستنجاء مقدر به ،وقد استقبحوا ذكر املقعدة يف حمافلهم فكنوها بالدرهم؛
الرضورة تشمل املقعدة وغريها فيعفى للحرج .ينظر :تبيني احلقائق .71 :
ـ 77ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
جاسةُ،وربعُثوبهُطاهرُصىلُُفيهُحت ًُامُ،وملُيعدُ
ٌ ومنُملُجيدُماُيزيلُبهُالنُ َ
الة ُفيه ُوبني ُالصُ ُِ
الةُ يريُ ُبني ُالصُ ُِ
ُطاهر ُأقل ُمن ُالربعَُ ُ ،
ٌ الصُالةُ ،وإن ُكان
ُ،واألَوُلُُ َُأفضل( )ُ.
عاري ًا ُ
الرشطُالثالثَ ُ:سرتُال َعورةُ:
والركبةُُعور ٌُة( )ُ
عورةُُالرُجلُ:ماُبنيُسُتهُإىلُركبتهُُّ ُ،
والْسُةُُُال( )ُ.
( ) أي األفضل الصالة يف الثوب النجس عند الشيخني ،كام هو الواجب عند حممد
،بخالف ما إذا كان ربع ثوبه طاهر ًا فيجب أن يصيل فيه ،وال يعيد صالته التي
صالها يف ذلك الثوب بعد القدرة عىل الثوب الطاهر؛ ألنَّه أدى ما وجب عليه فال
يطالب باإلعادة ،أما إن كان أقل من الربع طاهر ًا ،فإنَّه خيري بني الصالة فيه وبني
الصالة عاري ًا؛ ألنَّه ابتيل ببليتني فيخري .ينظر :املنحة . 21 :
َ
الفخذ عورة) علمت َّ
أن َ ( )2قال رسول اهلل جلرهد وقد انكشف فخذه( :أما
يف سنن أيب داود ،10 :1وسنن الرتمذي ، 0 :5وحسنه ،وصحيح البخاري :
15مع ّلق ًا ،وغريها ،وعن عبد اهلل بن جعفر ،قال رسول اهلل ( :ما بني
الرسة إىل الركبة عورة) يف املستدرك ،257 :1واملعجم الصغري ،205 :2قال
اهليثمي يف جممع الزوائد :51 :2فيه أرصم ابن حوشب وهو ضعيف ،وعن أيب
سعيد اخلدري ،قال رسول اهلل ( :عورة املؤمن ما بني رسته وركبته) قال ابن
امللقن يف خالصة البدر املنري ، 51 :وابن حجر يف اخلالصة : 51 :رواه
احلارث ابن أيب أسامة بإسناد ضعيف.
عيل :أرين
( )1فعن عمري بن إسحاق قال« :كنت مع أبى هريرة فقال للحسن بن ّ
رسته فق َّب َلها ،فقال
املكان الذي رأيت رسول اهلل يق ِّب هله منك ،قال :فكشف عن ّ
الرسة من العورة ما كش َفها» يف صحيح ابن حبان ،105 : 2
رشيك :لو كانت ّ
ومسند أيب حنيفة .20 :
ـ 70ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وعورة ُاحلرُةُ :مجيع ُبدُناُ ،وشعرُها ُعور ٌُةُ ،إال ُالوجه ُوالكفني( )ُ
ُ
والقدمني( )ُ.
وعورةُُاألمةُ:مثلُعورةُالرُجلُمعُزيادةُبطنهاُوظهرها( )ُ.
( ) فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال ( :ال يقبل اهلل صالة حائض إال بخامر) يف
صحيح ابن حبان ،2 1 :1واملنتقى ،51 :وسنن أيب داود ، 7 :وقال :
(ال تنتقب املرأة املحرمة وال تلبس القفازين) يف صحيح البخاري ،251 :2ولو
كانا عورة ملا حرم سرتمها ،وعن عائشة ريض اهلل عنهاَّ ( :
أن أسامء بنت أيب بكر
دخلت عىل رسول اهلل وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول اهلل ،وقال يا
أسامءَّ :
إن املرأة إذا بلغت املحيض مل تصلح أن يرى منها إال هذا وهذا ،وأشار إىل
وجهه وكفيه) يف سنن أيب داود ،22 :1وقال :هذا مرسل خالد بن دريك مل يدرك
عائشة .ويف سنن البيهقي الكبري ،222 :2وشعب اإليامن ، 25 :2قال ابن
القطان الفايس يف أحكام النظر ص :20هذا حديث ضعيف.
( )2هذا ما مشى عليه يف الوقاية ص ، 12وصححه صاحب اهلداية ،11 :واملحيط
ص ،81والتبيني ،22 :وقال صاحب جممع األهنر :8 :وهو األصح ،وقال
احلصكفي يف الدر املنتقى :8 :وهو املعتمد من املذهب.
الثاين :أنَّه عورة ،صححه قايض خان يف فتاواه ، 11 :واألقطع ،واختاره
االسبيجايب .كذا يف البناية .21 :2
الثالث :أنَّه ليس بعورة يف الصالة ،وعورة خارجها ،وصححه صاحب االختيار :
،21والرساجية .17 :
( )1فعن عمر « :أنَّه رضب أمة رآها مقنعة ،وقال :اكشفي رأسك وال تتشبهي
باحلرائر» ،قال ابن حجر يف الدراية : 21 :رواه عبد الرزاق يف مصنفه 12 :1
بإسناد صحيح ،وعن صفية ريض اهلل عنها :قالت« :خرجت امرأة خمتمرة
متجلببة ،فقال عمر :من هذه؟ فقيل :جارية فالن من بيته ،فأرسل إىل حفصة
ـ 71ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
والعورةُُالغليظةُُواخلفيفةُُسواء( )ُ.
ُوالربعُُمانع( )ُ.
وماُدونُربعُالعضوُعفو ُُّ
ٌ
والسُاترُُالرقيقُُالذيُالُ َُيمُنَُعُُرؤي َُةُالعورةُالُيكفي( )ُ.
كوعُوالسجود( )ُ،أوُقائ ًامُ
ُّ ُ ُُّ
ومئُبالر صىلُُعريان ًاُقاعد ًاُيُالساترُ َ ُ،
َُ ومنُ َُف َُقدَُُ
َُ
يركعُويسجدُ،واألَوُلُُ َُأفضلُ.
ُ
الرشطُالرابعُ:استقبالُالقبلةُ:
وفرضهُعنيُالكعبةُللمكيُ،وجهتهاُلغريه( )ُ.
حرى( ) ُوعنده َُمن ُيسألهُ ،وال ُيفُ
َُو َمن ُاشتبهت ُعليه ُالقبلة ُال ُ َُي َُت َ ُ
الصحراءُوالسامءُمصحية( )ُ.
ني ُاخلطأُ
ىُوصىلُ ،فلو ُ َت َب َ
َُ ِب ُيف ُالصحراءَُ َ ُ ،
حتر ُالدالئل ُواملخ َِ
َ وإذا ُ َع ِد َم
نيُبعدهاُالُيعيد( )ُ.
فيهاُبنىُ،ولوُ َُت َُب َُ
الرشطُُاخلامسُ:النيةُ:
وهيُإرادةُالصالةُبقلبه( )ُ.
واللفظُُسن ٌُة( )ُ.
صلُالصُالة( )ُومتابع َةُإمامهُواالقتداءُبهُونحوُذلكُ. َُ
نويُأ َ واملقتديُ َُي
ُصح ُإن ُمل ُتبطلُ
واألحوط ُمقارنة ُالنية ُللتكبريُ ،فإن ُقدمها ُعليه َ ُ
( ) أي ال يتحرى أيض ًا يف الصحراء إذا كانت السامء منكشفة غري متغيمة؛ إلمكان
الوصول إىل القبلة بواسطة القمر والنجوم ،فمن عرف االستدالل هبا عىل القبلة ال
ألن االستدالل هبا فوق التحري .ينظر :اهلدية ص ،51واملنحة جيوز له التحري؛ َّ
. 22
( )2أي تلك الصالة؛ ألنَّه بذل ما يف وسعه للتوجه إليها ،قال :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ
ﮛ ﮜ ﭼ [البقرة.]777 :
( )1بأن يعلم بقلبه أي صالة يصيل ،وأدناه ما لو سئل أي صالة تصيل؟ أمكنه أن جييب
عىل البداهة ،وإن مل يقدر عىل أن جييب إال بتأمل ،مل جتز صالته .ينظر :املنحة :
، 70واملشكاة . 70
( )1ملا فيه من استحضار نيته؛ الختالف الزمان ،وكثرة الشواغل عىل القلوب فيام بعد
زمن التابعني ،كام يف الدر املختار ،1 5 :ونفع املفتي ص ،217واملراقي
َّ
وألن فيه إعانة عىل أمر معروف ،وهو تصحيح الصالة؛ إذ َّأهنا ال تكون ص2 7؛
إال بالنية ،وذكرها باللسان يعني عىل استحضارها يف القلب .واهلل أعلم.
( )5بأن يع ّينها :كالظهر مثالً ،ولو نوى فرض الوقت جيوز أيض ًا؛ ألنَّه مرشوع الوقت،
والفائت غري مرشوع الوقت ،فانرصف مطلق النية إليه إال يف اجلمعة .ينظر :منحة
السلوك . 70 :
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
بقاطع( )ُ.
الرشطُالسادسُ:تكبريةُاإلحرامُ:
ُّ
والتسميةُ،وكل ُاسمُمنُأسامءُاهللُ ويصح ُاالفتتاحُبالتكبريُ ،والتهليلُ ،
ُُّ
اللهمُ،والُيصحُبقولهُ:اللهمُاغفرُيل( )ُ.
ُّ تعاىل( )ُ،وبقولهُُ:
ُللركوعُ،صارُمفتتح ًُا( )ُ. َ
ولوُأدركُاإلما َمُراكع ًا َ
ُفكِب ُُّ
ال( )ُ. ِ
ُقبلُإمامهُناوي ًاُلالقتداءُ،بطلُأص ًُ َِب
ولوُك َ
( ) بأن ال يشتغل بني النية و الصالة بام ليس من جنس الصالة من بيع ورشاء وأكل
وكالم ونحوها ،ولو فصل بام ال ينافيها :كالوضوء ،وامليش إىل اجلامعة ،فال
يرضها .ينظر :اهلدية ص ،51وعمدة الرعاية . 52 :
( )2مثل :اهلل أجل ،واهلل أعظم ،والرمحن أكرب ،والرحيم أكرب ،واحلمد هلل ،وسبحان
اهلل؛ لقوله :ﭽﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ [األعلىَّ ،]77:
فإهنا نزلت يف تكبرية االفتتاح،
واعترب اهلل مطلق الذكر ،فيجوز بكل ما فيه ذكر ،كام يف منحة السلوك :
. 71لكن لو رشع بغري التكبري فإنَّه يكره حتري ًام؛ َّ
ألن اإلحرام بالتكبري واجب.
ينظر :املراقي ص ،252والدر املختار .1 5 :
( )1صح باللهم؛ َّ
ألن معناه يا اهلل ،وامليم مشددة بدل من حرف النداء ،فكان ثنا ًء
يصح االفتتاح باهلل اغفر يل؛ ألنَّه ليس بتعظيم خالص؛ ألنَّه مشوب
ّ خالص ًا ،ومل
بالدعاء؛ ألنه سؤال ،وهو غري الذكر .ينظر :املنحة . 71 :
فإهنا
رأسه من الركوع ،وإال َّرفع اإلما هم َ ( )1ويصري مدرك ًا للركعة إن َ
ركع قبل أن ي َ
تفوته تلك الركعة.
ألن صحة رشوعه مرتتبة عىل رشوع اإلمام ،فإذا( )5أي رشوعه مع اإلمام يف الصالة؛ َّ
سبق إمامه بالتكبري كان خمالف ًا فيبطل ،وأيض ًا فإنَّه ال يصري شارع ًا يف صالته منفرد ًا
عىل األصح .ينظر :منحة السلوك . 71 :
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) بأن يكرب املقتدي مقارن ًا لتكبري اإلمام كحركة اخلاتم حالة حركة اليد عند اإلمام
َّ
وألن االقتداء مشاركة، ألن املسارعة أفضل يف رشوع العبادات؛ أيب حنيفة ؛ َّ
وحقيقة املشاركة املقارنة إذ هبا تتحقق يف مجيع أجزاء العبادة .ينظر :هدية
الصعلوك ص ،51وبدائع الصنائع ..200 :
( )2هذا يف رواية عن أيب حنيفة ،وهو قول أيب يوسف وحممد ؛ َّ
ألن السالم ترك
للعبادة فال يستحب املبادرة.
والقول الثاين :رواية أخرى عن اإلمام أيب حنيفة يسلم مقارن ًا لإلمام ،وعليها مشى
يف بدائع الصنائع ،2 5 :والكنز ، 25 :وتابعه يف تبيني احلقائق . 25 :
( )1فعن أنس قال( :رأيت رسول اهلل كرب فحاذى بإهباميه اليرسى ،ثم ركع
كل مفصل منه وانحط بالتكبري حتى سبقت ركبتاه يديه) يف استقر ّ
ّ حتى
املستدرك ،112 :وصححه ،ومسند الروياين ،212 :وغريها.
الضم وال يفرج كل التفريج ،بل يرتكها عىل حاهلا منشورة .ينظر:ّ ( )1بأن ال يضم كل
الوقاية ص ، 17والتبيني ، 07 :وغريها.
( )5أي األفضل مقارنة الرفع بالتكبري واملحاذاة وترك األصابع عىل حاهلا .ينظر :اهلدية
ص.52
وألن ذراعها عورة .ينظر :املنحة :َّ (َّ )2
ألن مبنى حاهلا عىل السرت ،وهو أسرت هلا؛
، 72واملشكاة ص. 81
( )7فعن علقمة ،قال ابن مسعود ( :أال أصيل بكم صالة رسول اهلل فصىل
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
ُاإلمامُوالقومُعندُقولُاملؤ ِّذنُ:حيُعىلُالفالح( )ُ. والسنةُقيام
كِبُاإلمامُعندُقولهُ:قدُقامتُالصالة( )ُ. وي ِّ
فلم يرفع يديه إال يف أول مرة) يف سنن الرتمذي ،10 :2وحسنه ،وسنن أيب داود
، 22 :وسنن البيهقي الكبري ،78 :2وغريها ،وصححه ابن حزم ،ينظر :إعالء
السنن ،22 :1وغريه ،وعن جابر بن سمرة قال( :خرج علينا رسول اهلل ،
كأهنا أذناب خيل شمس ،اسكنوا يف الصالة) يف
فقال :مايل أراكم رافعي أيديكم َّ
صحيح مسلم ،122 :فإنَّه يدل عىل وجوب السكونَّ ،
وأن رفع األيدي يف
الصالة ينافيه ،كام يف إعالء السنن ،20 :10وعن األسود قال« :رأيت عمر بن
اخلطاب يرفع يديه يف أول تكبرية ثم ال يعود» ،قال :ورأيت إبراهيم والشعبي
يفعالن ذلك يف رشح معاين اآلثار ،227 :وصححه ،قال اإلمام الطحاوي يف
رشح معاين اآلثار « :227 :فهذا عمر مل يكن يرفع يديه أيض ًا إال يف التكبرية
األوىل يف هذا احلديث ،وهو حديث صحيح؛ َّ
ألن احلسن بن عياش وإن كان هذا
احلديث إنَّام دار عليه ،فإنَّه ثقة حجة ،قد ذكر ذلك حييى بن معني وغريه ،أفرتى
عمر بن اخلطاب خفي عليه أن النبي كان يرفع يديه يف الركوع والسجود
وعلم بذلك من دونه ومن هو معه يراه ما رأى رسول اهلل يفعل ،ثم ال ينكر
ذلك عليه ،هذا عندنا حمال ،وفعل عمر هذا وترك أصحاب رسول اهلل إياه
عىل ذلك دليل صحيح َّ
أن ذلك هو احلق الذي ال ينبغي ألحد خالفه».
( ) ألنَّه أمر به ،فيستحب املسارعة إليه ،وإن مل يكن اإلمام حارض ًا ال يقومون حتى
يصل إليهم .ينظر :املشكاة ص. 27
ألن املؤذن أمني ،وقد أخرب بقيام الصالة ،فيرشع عنده؛ صون ًا لكالمه عن الكذب، (َّ )2
وفيه مسارعة إىل املناجاة ،وقد تابع املؤذن يف األكثر فيقوم مقام الكل ،هذا عند أيب
حنيفة وحممد ،وعند أيب يوسف :يرشع إذا فرغ من اإلقامة حمافظة عىل
فضيلة متابعة املؤذن وإعانة للمؤذن عىل الرشوع .قال الطحطاوي يف حاشيته عىل
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصلُاألركانُ
أوهلاُ:القيامُ:
والُجيوزُتركهُيفُالفرضُوالواجبُبغريُعذر( )ُ ،إالُيفُالسفينةُاجلاريةُ
خاصة( )ُ.
َِب َُو َض َع ُيمينَه ُعىل ُيساره ُحتت ُسته( )ُ ،واملرأة ُتضع ُعىلُ
وإذا ُك َ
املراقي ص :278وهو أعدل املذاهب ،رشح املجمع ،وهو األصح ،قهستاين عن
اخلالصة ،وهو احلق ،هنر.
( ) بأن ال يقدر عىل القيام ،أو عىل السجود ـ كام سبق ـ.
( )2إذ جيوز عند اإلمام أيب حنيفة مع اإلساءة أن يصيل يف السفينة اجلارية قاعد ًا مع
ألن الغالب فيها دوران الرأس ،والغالب بمنزلة الكائن، القدرة عىل القيام؛ َّ
ألن القيام ركن فال يسقط إال بعذر بخالف الصاحبني فال جيوز عندهم؛ َّ
متحقق .كام يف منحة السلوك ص ، 78فعن أنس بن سريين ،قال( :خرجت مع
أنس بن مالك إىل أرض بيثق سريين ،حتى إذا كنا بدجلة حرضت الظهر فأ َّمنا
وإن السفينة لتجر بنا جر ًا) يف املعجم الكبري ،211 :قاعد ًا عىل بساط يف السفينة َّ
وقال اهليثمي يف جممع الزوائد : 21 :2ورجاله ثقات.
( )1فعن وائل بن حجر ( :أنَّه رأى النبي رفع يديه حني دخل يف الصالة كرب
حيال اليرسى ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى عىل اليرسى) يف صحيح مسلم
،10 :وصحيح البخاري ، 82 :وعن عيل قال( :السنة وضع الكف
عىل الكف حتت الرسة) يف سنن أيب داود ،20 :وهو حسن كام يف إعالء السنن
، 82 :2وعن أيب هريرة ( :أخذ األكف عىل األكف يف الصالة حتت الرسة )
رأيت رسول يف سنن أيب داود ،20 :وضعفه ،وعن وائل بن حجر ،قال ( :ه
الصالة حتت الرسة) يف مصنف ابن أيب شيبة:1 ِ وضع يمينه عىل شامل ِ ِه يف اهلل
َ
120بتحقيق الشيخ حممد عوامة ،وقد سقطت لفظة( :حتت الرسة) من الطبعات
السابقة للمصنّف ،وسنده جيد ،وروا هت هه ك ّلهم ثقات ،كام يف التعريف واإلخبار :
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
صدرها( )ُ.
ثمُيقولُ:سبحانكُاللهمُوبحمدكُوتباركُاسمكُوتعاىلُجدكُوالُإلهُ
غريك( )ُ.
الثاينُ:القراءةُ:
سميُ،ويقرأُ ُالفاحت َة ُوسورةًُمعهاُ ثمُيتعوذُ( ) ُإنُكانُإمام ًا ُأوُمن َفرد ًاُ،وي ِّ
ِّ
أوُثالثُآياتُمنُأيُسورةُشاءُيفُكلُواحدةُمنُاألولينيُ.
وفرضُالقراءةُمطلقُآيةُ،وواجبهاُماُبينا( )ُ.
الرسة) يف
، 2وعن إبراهيم قال( :يضع يمينه عىل شامله يف الصالة حتت ّ
مصنف ابن أيب شيبة ،111 :قال ابن قطلوبغا :إسناده جيد ،كام يف إعالء السنن
. 85 :2
( ) أي بال حتليق؛ ألنَّه أسرت هلا .ينظر :الوقاية ص ، 17واملراقي ص.252-258
جلدُّ هو العظم هة واجلالل ،كام يف اجلوهرة :
( )2ومعنى تعاىل َجدّ ك :أي عظمتك ،وا َ
.5
ومعنى الثناء :سبحتك يا اهلل بجميع آالئك وبحمدك سبحت ،وتعاظم اسمك
عن صفات املخلوقني وتعاىل عظمتك .ويقترص عليه عند أيب حنيفة وحممد ،
يضم إليه قوله :وجهت وجهي . ...ينظر:وهو قول أيب يوسف أوالً ،وعنه أنَّه ّ
العناية .288 :
( )1فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان إذا استفتح الصالة قال :سبحانك
اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعاىل جدك وال إله غريك ...ثم يقول أعوذ باهلل
السميع العليم من الشيطان الرجيم من مهزه ونفخه ونفثه) يف سنن الرتمذي :2
، 0واملستدرك ،125 :وصححه ،وسنن أيب داود ،202 :وغريها.
( )1أي من قراءة الفاحتة وسورة قصرية معها ،أو ثالث آيات ،أو آية طويلة تعدل
ثالث آيات قصار ،كام يف الدر املختار 108 :؛ فعن أيب سعيد قال( :أمرنا
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رسول اهلل أن نقرأ بفاحتة الكتاب وما تيرس) يف صحيح ابن حبان ،22 :5
إن رسول اهلل أمره أن خيرج وسنن أيب داود ،2 2 :وعن أيب هريرة َّ ( :
ينادي يف الناس أن ال صالة إال بقراءة فاحتة الكتاب فام زاد) يف املستدرك :
،225وصححه،وصحيح ابن حبان.21 :5
( ) فعن أيب هريرة ،قال ( :إذا أمن اإلمام فأمنوا ،فإنَّه َمن وافق تأمينه تأمني
املالئكة غفر له ما تقدم من ذنبه) يف صحيح مسلم ،107 :وهذا أعم من أن
يكون رس ًا أو جهر ًا ،وعن وائل ( :قرأ املغضوب عليهم وال الضالني ،فقال:
آمني وخفض هبا صوته) يف سنن الرتمذي ،28 :2واملستدرك ،212 :2
وصححه ،ويف رواية( :صىل بنا رسول اهلل فلام قرأ املغضوب عليهم وال
الضالني ،قال :آمني؛ وأخفى هبا صوته) يف مسند أمحد ،1 2 :1وسنن البيهقي
الكبري ،111 :واملعجم الكبري ،11 :22وعن أيب وائل قال« :كان عمر
وعيل ال جيهران ببسم اهلل الرمحن الرحيم وال بالتعوذ وال بالتأمني» يف رشح
معاين اآلثار ،201 :ويف رواية« :كان عيل وابن مسعود ال جيهران ببسم اهلل
الرمحن الرحيم وال بالتعوذ وال بآمني» يف املعجم الكبري ،222 :2وعن إبراهيم
النخعي قال« :أربع ال جيهر هب ّن اإلمام :بسم اهلل الرمحن الرحيم ،واالستعاذة،
وآمني ،ور ّبنا لك احلمد» يف مصنف ابن أيب شيبة ،227 :2ومصنف عبد الرزاق
،87 :2وغريها ،وإسناده صحيح ،ينظر :إعالء السنن ،211 :2وغريه.
إن النبي كان يقرأ يف الظهر يف األوليني بأم الكتاب ( )2فعن ابن أيب قتادة َّ ( :
وسورتني ،ويف الركعتني األخريني بأم الكتاب) يف صحيح البخاري .222 :
( )1فعن أيب إسحاق السبيعي عن عيل وابن مسعود ،قاال« :اقرأ يف األوليني وسبح
يف األخريني» يف مصنف ابن أيب شيبة ،127 :قال الزيلعي يف نصب الراية :2
، 18وقال :فيه انقطاع .وعن أيب رافع « :كان علي ًا يقرأ يف األوليني من
ـ 770ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ك ِره( )ُ.
ِ
وركعاتُالوتر( )ُ. ِ
ُركعاتُالنُفل( )ُ ِّ
ُيفُكل والقراءةُواجب ٌة
وجي َهر ُاإلمام ُحت ًام ُيف ُالفجر ُواألوليني ُمن ُاملغرب ُوالعشاءُ ،ويريُ َ
ُ،وجيهرُيفُاجلمعةُوالعيدينُ،ويفُالنفلُيفيُ املنفردُ،ويفيانُيفُالباقيُحت ًام َ
ُنار ًاُويريُلي ًُ
ال( )ُ.
ويكرهُختصيصُسورةُ ُبصالةُُ ،إالُإذاُكانُأيْس( ) ُعليهُواتبعُفيهُالنبيُُ
الظهر والعرص بأم القرآن وسورة ،وال يقرأ يف األخريني» يف مصنف عبد الرزاق
وسنده صحيح ،كام يف اجلوهر النقي . 11 :ينظر :إعالء السنن . 15 :1
( ) أي يكون مسيئ ًا لرتكه السنة وجازت صالته .ينظر :اهلدية ص.52
ألن كل شفع منه صالة ،والقيام إىل الثالثة كتحريمة ( )2أي قراءة الفاحتة والسورة؛ َّ
مبتدأة حتى قالوا باالستفتاح يف الثالثة ،أال ترى أنَّه ال جيب بالتحريمة فيه إال
ركعتان يف ظاهر الرواية .ينظر :هدية الصعلوك ص ،20واملنحة . 85 :
إن رسول اهلل كان يوتر بثالث ركعات ،يقرأ يف ( )1فعن أيب بن كعب َّ ( :
األوىل:بـ ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ ،ويف الثانية:بـ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭼ ،ويف
الثالثة :بـ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ ،ويقنت قبل الركوع) يف سنن النسائي الكربى :
،118واملجتبى ،215 :1وسنن الدارقطني .1 :2
فألن النفل تبع للفرض َّ ( )1ودليل اإلخفاء واجلهر هو النقل املتوارث ،وأما يف النفل
فيأخذ حكمه؛ لك َّن األفضل للمنفرد أن جيهر يف الفرض والنفل .ينظر:منحة
السلوك . 82 :
( )5ملا يف ختصيص سورة من هجر لباقي القرآن ،إال أن يكون عامي ًا فلم يتيرس عليه إال
ألن التكليف بقدر سورة اإلخالص مثالً ،فإنَّه إذا خصها بصالة فال يكره؛ َّ
الوسع ،أو اتبع رسول اهلل بأن خصص سورة أمل السجدة لصالة الفجر؛ اتباع ًا
له .ينظر :منحة السلوك . 82 :
ـ 771ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن كالم اهلل( ) أي للتسوية بينها وبني سائر القرآن ،وال يفضل بعضها عىل بعض؛ َّ
تعاىل سواء ،كام يف املنحة ، 82 :وكذلك كي ال يعتقد العوام بفرضية هذه
تصح إال هبا.السورة يف هذه الصالة فال ّ
( )2لقوله :ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ [األعراف:
أن هذا خطاب ،]777قال العيني يف املنحة « : 87 :وأكثر أهل التفسري عىل َّ
أن هذه اآلية نزلت يف الصالة» ،وعن أيب للمقتدي .وقال أحد :أمجع الناس عىل َّ
موسى وأيب هريرة ،قال ( :إذا كرب اإلمام فكربوا ،وإذا قرأ فأنصتوا) يف سنن
أيب داود ، 25 :وسنن النسائي الكربى ،127 :واملجتبى ، 1 :2وسنن
ابن ماجه ،272 :وزيادة :وإذا قرأ فأنصتوا ،قال مسلم يف صحيحه :101 :
هي عندي صحيحة ،وصحح احلديث أمحد والنسائي وابن حزم والتهانوي .ينظر:
إعالء السنن ،22 :1وينظر :علل اجلارودي ،5 :2وعلل ابن أيب حاتم ، 21 :
ونصب الراية ،5 :2والغرة املنيفة للغزنوي ص .15-11وعن أنس وابن عباس
وأيب هريرة وجابر وابن عمر ،قال َ ( :من كَان له إِ َما ٌم فقراء هة اإلمام له قراءة)
يف سنن ابن ماجه ،277 :وسنن الدارقطني ،151 :ورشح معاين اآلثار :
،2 7ومسند أيب حنيفة ،82 :وموطأ حممد ،1 2- 12 :وصححه العيني
وابن اهلامم واللكنوي والتهانوي وغريهم ،ينظر :التعليق املمجد عىل موطأ حممد
أن رسول اهلل ،1 2- 12 :وإعالء السنن ،22-28 :1وعن أيب هريرة َّ
انرصف من صالة جهر فيها بالقراءة ،فقال( :هل قرأ معي أحدٌ منكم آنف ًا؟ فقال
رجل :نعم يا رسول اهلل ،قال :إين أقول مايل أنازع القرآن ،قال فانتهى الناس عن
القراءة مع رسول اهلل فيام جهر فيه رسول اهلل من الصلوات بالقراءة حني
سمعوا ذلك من رسول اهلل )يف جامع الرتمذي 2- 8 :2وحسنه،
ب املوضوع ،وعن أيب وائل ،قال هس ِئ َل ابن املؤتم َق رل ه
ُّ وسكوت اإلمام ليقرأ
ه
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الثالثُ:الركوعُ:
سبحانُرِّب ُالعظيمُثالث ًُا( )ُ،وهوُ ِ
ِّ ُوركع ُوقالُ:
َ فإذاُ َف َر َغ ُمنُالقراءة ُك َ
َِب
ُ،ولوُسب َح ُمر ًة ُكرهُ،فإذاُاطمأنُ( ) ُراكع ًا ُقامُ،وقالَ ُ:س ِم َع ُاهللُ
َ ( )
أدنىُالكامل
َملنُمحده( )ُالُغريُ.ويقولُالقومُ:ربناُلكُاحلمدُ.واملنفردُُجيمعُبينهام( )ُ.
فإن يف الصالة شغ ً
ال مسعود عن القراءة خلف اإلمام ،قال« :أنصتَّ ،
سيكفيك ذاك اإلمام» يف موطأ حممد ،121 :واملعجم األوسط ،87 :8واملعجم
الكبري ،87 :8ورشح معاين اآلثار ،2 2 :ومصنف عبد الرزاق ، 18 :قال
اهليثمي يف جممع الزوائد ، :2ورجاله موثقون ،وصححه التهانوي يف إعالء
السنن ،81 :1وغريها.
( ) فعن عقبة بن عامر قال( :ملا نزلت :ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ قال رسول اهلل :
اجعلوها يف ركوعكم ،فلام نزلت ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ قال :اجعلوها يف
سجودكم) يف سنن أيب داود ،222 :وسنن ابن ماجة ،287 :ومسند أمحد :1
، 55وصحيح ابن حبان ،225 :5وصحيح ابن خزيمة .111 :
( )2أي أدنى كامل اجلمع ال اجلواز ،وأوسطه مخس مرات ،وأكمله سبع مرات ،فإن
اقترص املصيل عىل تسبيحة واحدة أو ترك بالكلية ،جازت صالته مع الكراهة.
ينظر :اهلدية .21
( )1االطمئنان يف الركوع والسجود واجب جيب برتكه سجود سهو ،وهو أن يسوي
اجلوارح حتى تطمئن ،وقدر بمقدار تسبيحة ،كام يف فتح باب العناية ،211 :
ورشح الوقاية ص ، 12ففي آخر حديث امليسء صالته( :ثم اركع فاطمئن
راكع ًا ،ثم اعتدل قائ ًام ثم اسجد فاعتدل ساجد ًا ،ثم اجلس فاطمئن جالس ًا ،ثم قم
فإذا فعلت ذلك فقد متت صالتك وإن انتقصت منها شيئ ًا انتقصت من صالتك)
يف صحيح ابن خزيمة ،271 :وسنن الرتمذي . 02 :2
( )1ومعنى سمع اهلل ملن محده :أجاب اهلل ،واهلاء للسكت ال للكناية؛ فلهذا حتريكه
خطأ .ينظر :املنحة . 82 :
( )5فعن أيب هريرة ،قال ( :وإذا قال :سمع اهلل ملن محده ،فقولوا :ربنا لك
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الرابعُ:السجودُ:
سبحانُرِّبُاألعىلُثالث ًاُ،ثمُيرفعُ
ِّ ُكِبُوسجدَُ( )ُ،وقالُ: فإذاُاطمأنُقائ ًام َ
ُوس َجدَ ُثاني ًةُكاألوىلُ.
َِب َ كِب ًاُويقعدُ،فإذاُاطمأنُك َ
رأسهُم ِّ
َ
ِ
عاممته( )ُُ ُِ
وجيوزُسجودهُعىلُكورُ ُ
احلمد )...يف صحيح مسلم ،101 :وصحيح البخاري ،251 :فقسم بني
ما يقول اإلمام واملأموم ،والقسمة تنايف الرشكة ،وجيمع بينهام املنفرد؛ ألنَّه إمام
نفسه فيسمع ،وليس معه أحد يأتم به ،فيحمد .ينظر :فتح باب العناية ،255 :
وحاشية الطحطاوي ص.222
( ) أي باجلبهة واألنف ،ولو وضع أحدمها فقط إن كان بعذر ال يكره ،وإال يكره ،فإن
وضع جبهته دون أنفه ،جاز باإلمجاع ،ولكن يكره بال عذر ،وإن عكس جاز
كذلك عند أيب حنيفة ،وقاال :ال جيوز .ينظر :هدية الصعلوك ص.22
( )2كور العاممة :دورها .وكل دور كور ،كام يف العناية ،102 :وجيوز سجوده عىل
الكور مع الكراهة ،قال ملك العلامء يف البدائع « :2 0 :ولو سجد عىل كور
العاممة ووجد صالبة األرض جاز عندنا ،كذا ذكر حممد يف اآلثار ،وقال الشافعي:
أن النبي ( : كان يسجد عىل كور عاممته); ال جيوز ،والصحيح قولنا; ملا روي َّ
وألنَّه لو سجد عىل عاممته وهي منفصلة عنه ووجد صالبة األرض جيوز ،فكذا إذا
كانت متصلة به» ،ويف الكنز « : 7 :وسجد بجبهته وأنفه وكره بأحدمها أو
بكور عاممته» ،قال الزيلعي يف التبيني رشح الكنز« :أي كره السجود عىل كور
عاممته ،وجيوز عندنا» ،وأيض ًا عبارة ملتقى األبحر « :27 :ويسجد بأنفه
وجبهته فإن اقترص عىل أحدمها أو عىل كور عاممته جاز مع الكراهة» ،ويؤيد ذلك
ما قال النابليس يف اجلوهر الكيل ق/27أ« :كَور العاممة :ما يلف عىل الرأس برشط
أن يكون ذلك الكور عىل جبهته وجيد حجم األرض وإال مل جيز ،وعند الشافعي
ال جيوز مطلق ًا ،ومن هذا القبيل لو عصب جبهته بمنديل ونحوه ثم سجد عىل
العصابة جاز عندنا».
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُِ
وطرفُثوبه( )ُ.
اخلامسُ:االنتقالُُمنُركنُإىلُركنُ.
دُاألَوُلُ:
قدرُالتشه ُ
ُُّ السادسُُ:القعدةُُاألخريةُُ
فإذاُقرأُالتشهُدُيشريُبمسبحتهُعندُكلمةُالتوحيدُيفُاألصح) (ُ.
ص221-252؛ فعن الزبري ( :كان رسول اهلل إذا قعد يف الصالة جعل قدمه
اليرسى بني فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ،ووضع يده اليرسى عىل ركبته
اليرسى ،ووضع يده اليمنى عىل فخذه اليمنى وأشار بإصبعه) يف صحيح مسلم
،108 :وغريه.
وهنا نشري َّ
أن املذاهب الفقهية املعتمدة مل يقولوا بتحريك السبابة؛ ملا روى زائدة
عن عاصم اجلرمي عن أبيه عن وائل بن حجر قال( :قعد فافرتش رجله
اليرسى ووضع كفه اليرسى عىل فخذه وركبته اليرسى وجعل حد مرفقه األيمن
عىل فخذه اليمنى ثم قبض ثنتني من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته
حيركها يدعو هبا) يف صحيح ابن خزيمة ،115 :وصحيح ابن حبان ، 70 :5
وسنن النسائي الكربى ،1 0 :واملجتبى ،17 :1ومسند أمحد ،1 8 :1
وغريها؛ َّ
ألن احلفاظ جعلوا لفظ :حيركها؛ شاذ ،قال احلافظ ابن خزيمة يف
صحيحه « :151 :ليس يف يشء من األخبار :حيركها إال يف هذا اخلرب ،زائدة
ذكره».
ويف حتذير العبد األواه من حتريك اإلصبع يف الصالة ص« :211وبعد تتبع
احلديث يف املسند والسنن واملعاجم وغريها وجدنا َّ
أن أحد عرش رج ً
ال من الثقات
احلفاظ كلهم رووا حديث سيدنا وائل ،ومل يذكروا فيه لفظة التحريك ،وانفرد
أن هناك رواية صحيحةزائدة الثقة بالتحريك ،وهذا شذوذ بال ريب ،وال سيام َّ
مرصحة بعدم التحريك ،وهو رواية ابن الزبري التي صححها احلفاظ ،ورواية
سيدنا ابن عمر يف صحيح مسلم ،وليس فيها ذكر للتحريك مطلق ًا ،ولنرسد
أسامء الثقات احلفاظ الذي رووا حديث وائل دون ذكر التحريك ،والذي خالفهم
زائدة الذي زاد فيه التحريك :سفيان الثوري ،وسفيان بن عيينه ،وشعبة بن
احلجاج ،وعبد الواحد بن زياد ،وعبد اهلل بن إدريس ،وزهري بن معاوية ،وأبو
عوانة اليشكري ،وأبو األحوص سالم بن سليم ،وبرش بن املفضل وخالد بن عبد
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
اهلل الطحان ،وكل هؤالء ثقات حفاظ ،وغيالن بن جامع وهو ثقة ...وهذا يثبت
قطع ًا أن التحريك شاذ».
وقال احلافظ ابن العريب املالكي يف حتفة األحوذي « :85 :2وإياكم وحتريك
فإهنا بلية ،وعجب ًا ما يقولَّ :إهنا
أصابعكم يف التشهد ،وال تلتفتوا إىل رواية ال هعترب ّية َّ
مقمعة للشيطان إذا حركت ،واعلموا أنَّكم إذا حركتم للشيطان أصبع ًا حرك لكم
عرش ًا ،إنَّام يقمع الشيطان باإلخالص واخلشوع والذكر واالستعاذة ،فأما بتحريكه
فال».
) ( َّ
ألن من واجبات الصالة القيام إىل الركعة الثالثة من غري تراخ بعد قراءة التشهد؛
الرضف ـ أي فعن ابن مسعود ( :إنَّه كان يف الركعتني األهوليني كأنَّه عىل َّ
احلجارة املحامة ـ قال :قلنا :حتى يقوم قال :حتى يقوم) يف املستدرك ،102 :
وسنن الرتمذي ،202 :2وحسنه ،وعن متيم بن سلمة قال« :كان أبو بكر
إذا جلس يف الركعتني كأنَّه عىل الرضف يعني حتى يقوم» يف مصنف ابن أيب شيبة
،221 :قال ابن حجر يف التلخيص :221 :إسناده صحيح ،وعن ابن مسعود
ثم إن كان
التشهد يف وسط الصالة ويف آخرهاَّ ...
ُّ قال( :علمني رسول اهلل
تشهده ،وإن كان يف آخرها دعا بعد تشهده
الصالة هنض حني خيلو من ُّ
يف وسط ّ
بام شاء اهلل أن يدعو ثم يسلم) يف مسند أمحد ،152 :وصحيح ابن حبان :
،150وعن عائشة ريض اهلل عنهاَّ ( :
إن رسول اهلل كان ال يزيد يف الركعتني عىل
التشهد) يف مسند أيب يعىل ،1171 :7قال اهليثمي يف جممع الزوائد : 12 :2وفيه
خالد بن احلويرث ،وهو ثقة ،وبقية رجاله رجال الصحيح .ينظر :إعالء السنن :1
. 1
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
) ( أي من الدعاء الذي يشبه القرآن والسنة نحو :اللهم اغفر يل ولوالدي وللمؤمنني
واملؤمنات ،وما ال يشبه القرآن والسنة يفسد الصالة إن كان قبل القعود قدر
التشهد كقوله :اللهم اغفر لزيد ولعمرو ولعمي وخلايل .ينظر :منحة السلوك :
. 21
) (2فال يسأل بام يطلبه الناس بعضهم من بعض مما يتخاطبون به ،وإن خاطب اهلل
رب أعطني مئة دينار ،أو زوجني امرأة ،بخالف تعاىل به عىل صيغة الدعاء كقولهّ :
دعاء اهلل تعاىل فإنَّه طلب ما ال يمكن طلبه من الناس :كطلب املغفرة ،والنجاة يف
اآلخرة ،فإنَّه ال يفسد مطلق ًا ،كذا يف اجلوهر الكيل ق/28ب/22-أ؛ ملا روي
إن هذه الصالة ال يصلح فيها يشء من كالم عن معاوية بن احلكم قال َّ ( :
الناس ،إنَّام هو التسبيح والتكبري وقراءة القرآن) يف صحيح مسلم ،18 :
وصحيح ابن خزيمة ،15 :2وغريها ،وعن زيد بن أرقم قال( :كنا نتكلم يف
الصالة يك ّلم الرجل صاحبه وهو إىل جنبه يف الصالة حتى نزلت :ﭽ ﭖ ﭗ
ﭘ ﭼ [البقرة ،]771 :فأمرنا بالسكوت وهنينا عن الكالم) يف صحيح مسلم :
،181وغريه.
) (1السالم مرتني واجب جيب برتكه سجود سهو ،وااللتفات يمين ًا وشامالً
بالتسليمتني سنة؛ فعن عامر بن سعد عن أبيه قال( :كنت أرى رسول اهلل
يسلم عن يمينه ،وعن يساره حتى أرى بياض خده) يف صحيح مسلم ،102 :
ونية املالئكة واحلارضين وغريها عىل التفصيل الذي ذكره املصنف سنة .ينظر:
املراقي ص.275-271
ـ 777ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف سنن الرواتب وغريها
وهي ركعتان قبل الفجر) (.
وأربع قبل الظهر وركعتان بعدها) (.
وأربع قبل العرص أو ركعتان) (.
وركعتان بعد املغرب) (.
) ( وهذه األربع قبل العشاء وبعده غري مؤكدة؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :ما
عيل إال صىل أربع ركعات أو ست ركعات) صىل رسول اهلل العشاء قط فدخل ّ
يف سنن أيب داود ،6 :وسكت عنه ،وسنن البيهقي الكبري ، 22 :ورجال
إسناده ثقات كام يف إعالء السنن ، :2وغريه.
) ( الركعتان بعد العشاء من السنن املؤكدة؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال َ ( :من
ثابر عىل اثنتي عرشة ركعة من السنة بنى اهلل له بيت ًا يف اجلنة :أربع ركعات قبل
الظهر ،وركعتني بعدها ،وركعتني بعد املغرب ،وركعتني بعد العشاء ،وركعتني
قبل الفجر) يف سنن الرتمذي ، 26 :واملجتبى ، 30 :6وسنن ابن ماجة :
.63
) (6فعن أيب هريرة قال َ ( :من كان منكم مصلي ًا بعد اجلمعة فليصل أربع ًا) يف
صحيح مسلم ،300 :وعن أيب عبد الرمحن السلمي قال( :كان عبد اهلل
يأمرنا أن نصيل قبل اجلمعة أربع ًا وبعدها أربع ًا ،حتى جاءنا عيل فأمرنا أن
نصيل بعدها ركعتني ،ثم أربع ًا) يف املستدرك ، 13 :وصححه ،وسنن الرتمذي
، 2 :وقال :حسن صحيح ،ويف سنن الرتمذي :699 :عن عبد اهلل بن
مسعود « :أنَّه كان يصيل قبل اجلمعة أربع ًا وبعدها أربع ًا» ،وقد روي عن عيل
بن أيب طالب « :أنَّه أمر أن يصىل بعد اجلمعة ركعتني ثم أربع ًا».
ألن السنة ال تثبت يف الذمة ،والقضاء يكون ملا يثبت وهو الواجب ،ولكن سنة ) ( َّ
الفجر تقىض استحسان ًا ال قياس ًا ،وما ثبت خمالف ًا للقياس ال يقاس غريه عليه ،وال
يعمل به إال باهليئة التي ثبت هبا ،فال تقىض سنة الفجر إال مع الفرض قبل الزوال
تبع ًا للفرض ،كام يف ليلة التعريس( :كان رسول اهلل يف مسري له فناموا عن
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
،681 :وداللته واضحة يف اشرتاط كل أربعة بتسليمة ،وعن أيب أيوب َّ ( :
إن
النبي كان يصيل قبل الظهر أربع ًا إذا زالت الشمس ال يفصل بينهن بتسليم،
إن أبواب السامء تفتح إذا زالت الشمس) يف سنن ابن ماجة ،631 : وقالَّ :
وغريها.
) ( فعن ابن عمر ،قال ( :اجعلوا من صالتكم يف بيوتكم ،وال تتخذوها قبور ًا)
يف صحيح مسلم ،168 :وصحيح البخاري ، 33 :وغريها.
) ( فعن عمران قال َ ( :من صىل قائ ًام فهو أفضل ،و َمن صىل قاعد ًا فله نصف
أجر القائم ،و َمن صىل نائ ًام فله نصف أجر القاعد) يف صحيح البخاري ،621 :
ال ال قائ ًام ،ولي ً
ال طوي ً ال طوي ً
وعن عائشة ريض اهلل عنها قالت( :كان يصيل لي ً
قاعد ًا ،وكان إذا قرأ قائ ًام ركع قائ ًام ،وإذا قرأ قاعد ًا ركع قاعد ًا) يف صحيح مسلم
،101 :وغريه.
ألَّنا يف قوة الواجب ،فال جيوز قاعد ًا إال من عذر .ينظر :منحة السلوك . 00 : )َّ (6
) ( أي رشع راكب ًا يف صالة نفل؛ جلوازها مؤمئ ًا خارج املرص إىل غري القبلة استحسان ًا،
وهو خالف األصول؛ لكونه خمالف ًا لنصوص افرتاض استقبال القبلة ،فيقترص فيها
عىل ذلك املوضع الذي ورد فيه ،وهو أداء النفل خارج املرص ،ومل يتعدَّ هذا احلكم
إىل أداء النفل يف املرص ،وال إىل الفرائض ،كام يف رشح الوقاية ص ، 20وعمدة
الرعاية 02 :؛ فعن ابن عمر قال( :رأيت رسول اهلل يصيل عىل محار،
متوجه إىل خيرب) يف صحيح مسلم ، 88 :وعن ابن عمر قال( :كان
ي وهو
النبي يصيل يف السفر عىل راحلته حيث توجهت به يومئ إيامء صالة الليل إال
الفرائض ويوتر عىل راحلته) يف صحيح البخاري .669 :
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
) ( وهو ما إذا رشع يف التطوع وصىل وهو عىل األرض ثم ركب ،ال يبني ويستقبل؛
ألن إحرامه انعقد موجب ًا للركوع والسجود ،فال يقدر عىل ترك ما لزمه من غري َّ
رش َع راكب ًا عىل الدابة ،ثم نزل بعمل يسري غري مفسد ،فإنَّه
عذر ،بخالف ما إذا َ َ
ألن إحرا َمه انعقدَ بال ركوع وسجود ،ويف القيام تكون صالته يبني عىل صالته؛ َّ
أكمل وأتم من اإليامء .ينظر :املنحة ، 0 :واهلدية ص.20
) ( وقال اللكنوي يف نفع املفتي ص « :6رصح الفقهاء َّ
بأن مجاعة النفل مكروهة».
وذكر اإلمام التمرتايش واحلصكفي يف الدر املختار رشح تنوير األبصار : 23 :
أنَّه يكره صالة النفل يف مجاعة فيام عدا الرتاويح والوتر يف رمضان .وقال ملك
العلامء الكاساين يف البدائع َّ « : 8 :
إن اجلامعة يف التطوع ليست بسنة إال يف قيام
رمضان» ،وقال خامتة املحققني ابن عابدين يف رد املحتار « : 23 :أ َّنه إن كان
مع املواظبة كان بدعة فيكره» .وقالَّ « :إَّنا تكره عىل سبيل التداعي بأن يدعو
بعضهم بعض ًا».
) (6لقوله :ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ [حممد ،]33 :والعبادات أحق األعامل بعدم
وألَّنا عبادة رشع فيها ،فلزم إمتامها وقضاؤها عند إفسادها كاحلج َّ اإلبطال؛
والعمرة إمجاع ًا؛ لقوله :ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ [البقرة .]111 :وعن عائشة
ريض اهلل عنها ،قالت( :أهدي يل وحلفصة طعام وكنا صائمتني فأفطرنا ثم دخل
رسول اهلل ،فقلنا له :يا رسول اهلل ،إنا أهديت لنا هدية فاشتهيناها فأفطرنا،
فقال رسول اهلل :ال عليكام صوما مكانه يوم ًا آخر) يف سنن أيب داود ،660 :
وصحيح ابن حبان ، 8 :8ويف لفظ( :أصبحت أنا وحفصة صائمتني
متطوعتني فأهدى لنا طعام فأفطرنا ،فقال رسول اهلل :صوما مكانه يوم ًا آخر)
يف صحيح ابن حبان . 8 :8
ـ 121ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف الرتاويح
هي سن ٌة مؤكدة( ) ،مخس تروحيات ،كل تروحية تسليمتان ،وجيلس بني
ِ
اخلامسة والوتر ،وال جيلس بعد التسليمة قدر تروحية ،وكذا بني ِّ
كل تروحيتني َ
اخلامسة( ) يف األَصح ،ثم يوتر هبم.
عر آيات( ) ،واجلامعة فيها كل ركعة َ وسنتها اخلتم يف الشهر( ) أو يف ِّ
سن ٌة عىل الكفاية( ).
عاء بعد التشهد إن َعلِ َم َم َل َل القوم( ).
ويرتك اإلمام الد َ
أداء العشاء إىل طلوع الفجر قبل الوتر وبعده( ). ووقتها بعد ِ
ألَّنا قيام
أن وقتها الليل كله قبل العشاء وبعده ،وقبل الوتر وبعده؛ َّوالقول الثالثَّ :
الليل ،قال صاحب البحر :26 :مل أر من صححه.
أفاض العلام ُء يف ذكر أدلة اإلمام أيب حنيفة يف وجوب الوتر كظفر أمحد ( ) َ
التهانوي يف إعالء السنن ،وأفرد بعضهم لذلك مؤلفات خاصة :كعبد الغني
النابليس يف كشف السرت عن فرضية الوتر ،وحممد أنور شاه الكشمريي يف كشف
السرت عن الوتر وغريهم ،ومما ذكروه من أدلة وجوبه :عن بريدة قال :
فمن
حق َ فمن مل يوتر فليس منا ،الوتر ّ
فمن مل يوتر فليس منا ،الوتر حق َحق َ
(الوتر ّ
مل يوتر فليس منا) يف سنن أيب داود ،3 :واملستدرك ، 8 :وصححه،وحسنه
ابن اهلامم والتهانوي يف إعالء السنن ،6 :3وعن أيب الوليد العدوي قال :
ٍ
خري لكم من محر النعم ،وهي الوتر ،فجعلها إن اهلل قد َأمدكم بصالة هي ٌ ( َّ
لكم فيام بني العشاء إىل طلوع الفجر) يف سنن أيب داود ،3 :ومسند الربيع :
،86واملستدرك ، 8 :وصححه ،وعن أيب برصة الغفاري أنَّه سمع رسول
اهلل يقولَّ ( :
إن اهلل تبارك وتعاىل قد زادكم صال ًة فصلوها فيام بني صالة العشاء
إىل صالة الصبح وهي الوتر) يف املستدرك ،38 :6ومسند أمحد ،2 :3ورشح
معاين اآلثار ،38 :واملعجم الكبري ، 29 :قال اهليثمي يف جممع الزوائد :
: 69رواه أمحد والطرباين يف الكبري ،وله إسنادان ثم أحدمها رجاله رجال
الصحيح خال عيل بن إسحاق السلمي شيخ أمحد وهو ثقة ،وعن ابن عباس ،
إن اهلل زادكم صالة وهي الوتر) يف قال( :خرج النبي مستبرش ًا فقالَّ :
املستدرك ،38 :6ومسند أمحد ،2 :3ورشح معاين اآلثار ،38 :واملعجم
الكبري ، 29 :وعن أيب سعيد ،قال ( :أوتروا قبل أن تصبحوا) يف صحيح
مسلم ،1 9 :وصحيح ابن خزيمة ، 2 :وغريها.
إن رسول اهلل كان ال( ) أي بسالم واحد؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت َّ ( :
ـ 123ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
[فيام يستحب وما يفسد وما ال يفسد]
ِّ
املصل يف قيامه إىل مواع سجوده ،ويف ركوعه يستَحب أن يكون نظر
حجر ِه ،وعند
ِ ِ
قعوده إىل أنف ِه ،ويف
طرف ِ
ِ أصابع رجليه ،ويف سجوده إىل
َ إىل
والصحابة اتفقوا عىل هذا يف الوتر .وقال بعضهم :ال بل ليس فيه يشء مؤقت
أص ً
ال ملا ذكرنا ،واألوىل أن يقرأ :اللهم إنا نستعينك ،ويقرأ بعده :اللهم اهدنا فيمن
هديت؛ هكذا علم رسول اهلل احلسن بن عيل .»
( ) «جامع األصول يف أحاديث الرسول» للعالمة مبارك بن حممد بن عبد الكريم
ري) ،قال :ابنجل َز ّ
الشيباين ،أيب السعادات ،جمد الدين ،املعروف بـ(ابن األثري ا َ
املستويف :اشهر العلامء ذكر ًا ،وأكثر النبالء قدر ًا ،وأوحد األفاضل املشار إليهم،
وفرد األماثل املعتمد يف األمور عليهم ،ومن مؤلفاته« :النهاية يف غريب احلديث»،
303-1هـ) .ينظر :مرآة و«اإلنصاف يف اجلمع بني الكشف والكشاف»( ،
اجلنان ، 6- :واألعالم ، 1 :3والكشف. 989
( ) عن عيل بن أيب طالب َّ ( :
إن رسول اهلل كان يقول يف آخر وتره :اللهم إين
أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك ال أحيص
ثناء عليك ،أنت كام أثنيت عىل نفسك) يف سنن أيب داود ، 1 :وسنن الرتمذي
،وسنن ابن ماجة ،626 :ومسند أمحد : ،13 :1وسنن النسائي 8 :6
،93وغريهم.
ـ 121ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
التسليمة األوىل إىل كتفه األيمن ،وعند الثانية إىل كتفه األيرس( ).
وال يلتفت( ) ،وال يعبث بثوبه أو عضوه( ).
ويكره تغميض عينيه( ).
ويكره سبق اإلمام( ) باألفعال) (،وعد اآلي والتسبيح) (،ومحل يشء يف يده
) (
( ) بأن يسبق املقتدي إمامه يف أفعال الصالة ،فمن ركع قبل إمامه فلحقه اإلمام قبل
قيامه عن الركوع فاشرتكا فيه جاز ،ويكره ،وأما لو مل يلحقه اإلمام يف الركوع مل
جتز اتفاق ًا ،كام يف اهلدية ص ،21واملنحة 6 :؛ فعن أنس بن مالك قال:
(صىل بنا رسول اهلل ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال :إين إمامكم فال
تبادروين بالركوع وال بالسجود وال بالقيام وال باالنرصاف ،فإين َأراكم من َأمامي
ومن خلفي) يف املجتبى ،86 :6وعن معاوية ،قال ( :إين قد بدنت فال
تبادروين بالركوع و السجود ،فإنَّكم مهام أسبقكم به إذا ركعت تدركوين به إذا
رفعت ،ومهام أسبقكم به إذا سجدت تدركوين به إذا رفعت) يف صحيح ابن
خزيمة ، :6وصحيح ابن حبان ،302 :1ومسند أمحد ،98 :وعن أيب هريرة
قال ( :أال خيشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل اإلمام أن جيعل اهلل رأسه رأس
محار ،أو جيعل صورته صورة محار) يف صحيح البخاري . 1 :
) ( وقيد باألفعال؛ احرتاز ًا عن سبقه اإلمام باملكان :أي بالتقديم عىل اإلمام مكان ًا،
فتفسد صالته ،وعن سبقه اإلمام باألقوال :كالتسبيحات والثناء يف خالهلا ،فال
بأس به .ينظر :هدية الصعلوك ص.21
) (6أي كره عدّ اآلي والتسبيح عند أيب حنيفة ؛ ألنَّه ليس من أعامل الصالة،
وعندمها ال يكره ،وقيل :اخلالف يف املكتوبة ،وال خالف يف التطوع أنَّه ال يكره،
ألن الغمز برؤوس األصابع واحلفظ بالقلب ال يكره وقيل :بالعكس ،وقيد باليد؛ َّ
اتفاق ًا ،والعدّ باللسان يفسد الصالة اتفاق ًا .ينظر :منحة السلوك ، 6 :واهلدية
ص.21
رصة ،أو) ( بأن يمنعه عن سنة االعتامد بأن يكون يف يده يشء :كمسبحة أو عص ًا ،أو ّ
نحو ذلك ،وال يمنع املصيل من مراعاة سنة االعتامد بيده اليمنى عىل اليرسى يف
حالة القيام ،أو بيده عىل ركبتيه يف حال الركوع ،أو بيديه عىل األرض يف حالة
السجود ،أو عىل ركبتيه يف حالة القعود .ينظر :اجلوهر الكيل ق/ 9أ ،واملرقاة
. 19
ـ 121ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
) ( بأن يمسك الدراهم أو نحوها يف فمه بحيث يمنع عن سنة القراءة ،أما إن منعه
عن أداء احلروف فال جيوز .كام يف البحر الرائق ،61 :وقول قايض خان :وال
أن الكراهةبأس أن يصيل ويف فيه دراهم أو دنانري ال متنعه عن القراءة ،يشري إىل َّ
تنزهيية .ينظر :رد املحتار ،3 :واملرقاة ص. 9
إن اإلمام إذا كان يف الركوع فسمع خفق النعل ممن دخل املسجد ،فعىل اختيار ) ( أي َّ
املصنف وهو قول الفقيه أبو الليث إذ قال :إن كان اإلمام قد عرف اجلائي
ألن يف ذلك إعانة عىلفإنَّه ال ينتظره; ألنَّه يشبه امليل ،وإن مل يعرفه فال بأس به; َّ
الطاعة .وقال أبو يوسف :سألت أبا حنيفة وابن أيب ليىل عن ذلك فكرهاه،
وقال أبو حنيفة :أخشى عليه أمر ًا عظي ًام :يعني الرشك ،وروى هشام عن حممد
أنَّه كره ذلك ،وعن أيب مطيع أنَّه كان ال يرى بأس ًا ،وقال أبو القاسم الصفار :إن
كان الرجل غني ًا ال جيوز له االنتظار ،وإن كان فقري ًا جيوز ،ينظر :بدائع الصنائع :
، 09واملرقاة ص . 1
طول القراءة ليدرك الناس اجلامعة فحسن إن مل يشق عىل احلارضين .ينظر: ) (6أي لو َّ
هدية الصعلوك ص.23
) ( بحيث تشغله احلاجة وإن مىض عليها أجزأه وقد أساء؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها،
قال ( :ال صالة بحرضة الطعام ،وال هو يدافعه األخبثان) يف صحيح مسلم :
،696وعن عبد اهلل بن األرقم ،قال ( :إذا أراد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل
الصالة) يف املوطأ ، 19 :وسنن ابن ماجة ، 0 :ومصنف عبد الرزاق :
. 10
) (1أي موضع ًا خالي ًا يف الصف؛ لتخلفه عن اجلامعة يف انفراده ،حتى إذا مل جيد فرجة
ـ 121ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولو صىل يف مكان طاهر من احلامم ال صور َة فيه ،ال يكره) (.
وتكره القراءة يف احلامم جهر ًا ال رس ًا) (.
ِّ
املصل) ( ،إال ممحوة ِ
جهات كل وتكره صورة ذي الروح يف ِّ
ألَّنا ال تكون صورة أو متثاالً إال بالرأس ،وإال التحقت ) ( بأن يقطع رأسها؛ َّ
بالنقوش ،وصار املصيل إليها كام إذا صىل إىل شمع أو رساج ،فإن قطع رأسه بأن
ألَّنا مل خترج عن كوَّنا صورة ،بل ازدادتخاط عىل عنقه خيط ًا فذاك ليس بيشء؛ َّ
ألَّنا
ألن من الطيور ما هو مطوق ،وال بإزالة احلاجبني أو العينني; َّ حلية كالطوق؛ َّ
تعبد بدوَّنام ،أما لو قطع يدهيا ورجليها ال ترتفع الكراهة؛ َّ
ألن اإلنسان قد تقطع
أطرافه وهو حي ،كام يف فتح القدير ، 2 :وجممع األَّنر 3 :؛ وملا روي
عن أيب هريرة قال( :استأذن جربيل عىل النبي ،فقال :أدخل ،فقال:
ال ورجاالً ،فإما أن تقطع رؤوسها أو كيف أدخل ويف بيتك سرت فيه متاثيل خي ً
جتعل بساط ًا يوطأ ،فإنا معرش املالئكة ال ندخل بيت ًا فيه تصاوير) يف سنن النسائي
.10 :1
) ( بأن تكون صغرية ال تبدو للناظرين من بعيد ،أو ال تتبني تفاصيل أعضائها للناظر
قائ ًام وهي عىل األرض ،كام يف الدر املختار ورد املحتار ،3 8 :فإن كانت
ألَّنا ال تعبد إذا كانت صغرية بحيث ال تبدو للناظر ،والكراهة صغرية فال بأس؛ َّ
باعتبار العبادة فإذا مل يعبد مثلها ال تكره ،كام يف املبسوط ، 0 :والبدائع:1
، 3والتبيني 33 :؛ وملا روي عن جابر قال« :كان يف خاتم ابن مسعود
شجرة أو يشء بني ذبابني» يف مصنف عبد الرزاق ،6 2 :واملعجم الكبري :9
، 1واجلامع ملعمر بن راشد ،691 : 0وعن قتادة قال« :كان نقش خاتم
أيب موسى األشعري أسد بني رجلني» يف مصنف عبد الرزاق ،6 8 :
واجلامع ملعمر ،69 : 0وعن قتادة قال« :كان نقش خاتم أنس بن مالك
كركي أو قال :طائر له رأسان» يف مصنف عبد الرزاق ،6 8 :واجلامع ملعمر
،69 : 0وعن القاسم« :كان نقش خاتم رشيح أسدان بينهام شجرة» يف
الطبقات الكربى ، 69 :3وغريها .ومتام الكالم يف مباحث التصوير يف كتايب
البيان يف فقه األيامن والنذور واحلظر واإلباحة ص. 30- 6
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولو استقبل تنور ًا يتوقد ،أو كانون ًا فيه نار ،يكره) ( ،بطالف الشمع
والرساج واملصحف والسيف ونحوها) (.
والعمل الكثري يقطع الصالة :وهو ما ال يوجد إال باليدين ،وقيل :هو
ما جيزم الناظر إليه أنه ليس يف الصالة ،وهو املطتار) (.
قدر ذراع فصاعد ًا يف غلظ
ومن صىل يف الصحراء نصب بني يديه سرتة َ َ
اإلصبع فام زاد ،ويقرب منها وجيعلها بحذاء أحد حاجبيه( ) ،وال عربة
فصل
يف اجلامعة
هي سن ٌة مؤكدة( ).
غري اجل ِ
معة واحدٌ مع وأقلها يف ِ
وختفيفها مع اإلمام سن ٌة ثابت ٌة( )َ ،
( ) قال ابن مسعود ( :لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصالة إال منافق قد علم نفاقه أو
إن رسول اهللمريض إن كان املريض ليميش بني رجلني حتى يأيت الصالة ،وقالَّ :
علمنا سنن اهلدى ،وإن من سنن اهلدى الصالة يف املسجد الذي يؤذن فيه) يف
صحيح مسلم ، 16 :وعن أيب هريرة ،قال ( :والذي نفيس بيده لقد
ال فيؤم الناس، مهمت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصالة فيؤذن هلا ثم آمر رج ً
ثم أخالف إىل رجال فأحرق عليهم بيوهتم ،والذي نفيس بيده لو يعلم أحدهم أنَّه
جيد عرق ًا سمين ًا أو مرماتني حسنتني لشهد العشاء) يف صحيح البخاري ، 6 :
وعن ابن عمر ،قال ( :صالة اجلامعة أفضل من صالة الفذ بسبع وعرشين
درجة) يف صحيح مسلم ، 10 :وصحيح البخاري . 6 :
( ) ملا فيه من َح ّق مراعاة النّاس يف التخفيف؛ لئال يؤدي التطويل إىل التنفري ،وحلق
مراعاة اهلل يف التيمم ،كام يف رشح التحفة البن ملك ق/ 1ب؛ فعن عثامن بن
صل بأصحابك صالة أيب العاص قال( :كان آخر ما عهد إيل رسول اهلل أن ي
فإن فيهم الكبري والضعيف وذا احلاجة) يف املعجم الكبري ،13 :9 أضعفهمَّ ،
وحلية األولياء ، 6 :8وسنن ابن ماجة ،6 3 :وصحيح ابن خزيمة ،10 :6
وعن أيب هريرة ،قال ( :جتوزوا يف الصالة ،فإ َّن فيهم الضعيف والكبري وذا
احلاجة) يف مسند أمحد ، 2 :قال الشيخ شعيب :إسناده صحيح عىل رشط
النبي ثم يأيت فيؤم قومه،
صيل مع ّ الشيخني ،وعن جابر قال( :كان معاذ ُي ّ
فصىل ليلة مع النبي العشاء ،ثم أتى قومه فأمهم فافتتح بسورة البقرة فانحرفّ
رجل فسلم ،ثم صىل وحده وانرصف فقالوا له :أنافقت يا فالن؟ قال :ال واهلل
وآلتني رسول اهلل فألخربنّه ،فأتى رسول اهلل فقال :يا رسول اهلل ،إنا ّ
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وإن معاذ ًا صىل معك العشاء ،ثم أتى فافتتح أصحاب نواضح نعمل بالنهارَّ ،
بسورة البقرة ،فأقبل رسول اهلل عىل معاذ فقال :يا معاذ ،أفتان أنت؟ اقرأ بكذا
واقرأ بكذا) يف صحيح مسلم ،669 :وصحيح البخاري . 9 :
( ) فعن أيب موسى األشعري قال ( :اثنان فام فوقهام مجاعة) يف سنن ابن ماجة
،6 :وسنن البيهقي الكبري ،39 :6ومسند أيب يعىل ، 1 : 6ومسند عبد
بن محيد ، 98 :ومسند الشاميني ،69 :وغريها ،وأما يف اجلمعة فأقل اجلامعة
ثالثة سوى اإلمام.
( ) أي باألحكام الرشعية املتعلقة بالصالة؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال ( :مروا
أبا بكر أن يصيل بالناس) يف صحيح البخاري ، 0 :وداللته ظاهرة يف كون
ألن ما حيتاج إليه من القراءة مضبوط ،والذي حيتاج األعلم واألفقه أوىل باإلمامة؛ َّ
إليه من الفقه غري مضبوط ،فقد يعرض يف الصالة أمر ال يقدر عىل مراعاة الصالة
فيه إال كامل الفقه ،كام يف إعالء السنن ، 98 :وقد ذكره ال ُبخاري يف صحيحه
0 :حتت باب أهل العلم والفضل أحق باإلمامة ،وعن عقبة بن عمرو
قال ( :يؤم القوم أقدمهم هجرة ،فإن كانوا يف اهلجرة سواء ،فأفقههم يف الدين،
فإن كانوا يف الدين سواء فأقرأهم للقرآن )...يف املستدرك ،620 :وغريه.
( )6بأن يكون َأعلم بأحكام القراءة ال جمرد احلفظ ،فإنَّه دون العامل؛ فعن أيب مسعود
ِ
القراءة سواء، األنصاري قال ( :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اهلل ،فإن كانوا يف
َفأعلمهم بالسنة )...يف صحيح مسلم . 31 :
ألَّنا اجتناب املحرمات،جمتنب الشبهات ،وعىل هذا فهو َأ ْر َقى من التقوى؛ َّ
ُ ( ) وهو
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كام يف املشكاة ص 06؛ فعن ابن عمر قال ( :اجعلوا أئمتكم خياركم،
فإَّنم وفدكم فيام بينكم وبني اهلل )يف سنن الدارقطني ،82 :وسنن البيهقي َّ
الكبري ،90 :6وض َّعفه.
( ) فعن مالك بن احلويرث ،قال ( :وليؤمكم أكربكم) يف صحيح البخاري :
،وصحيح ابن خزيمة ، 03 :وغريها.
إن رسكم أن تقبل صالتكم فليؤمكم ( ) أللفة الناس له؛ فعن مرثد ،قال َّ ( :
خياركم) يف املستدرك ، 3 :6وسنن الدارقطني ،88 :واآلحاد واملثاين :
،واملعجم الكبري .6 8 : 0
( )6لزيادة فضله برشف النسب .ينظر :منحة السلوك .12 :
وألن حسن َّ ( ) ومعنى أصبحهم وجه ًا :أكثرهم صالة بالليل ،كام يف املنحة 12 :؛
يدل عىل حسن الرسيرة غالب ًا؛ ألنَّه مما يزيد الناس رغبة يف اجلامعة.الصورة ّ
وإن استووا يقرع بينهم ،فمن خرجت قرعته قدم ،أو اخليار إىل القوم ،فإن اختلفوا
فالعربة بام اختاره األكثر ،وإن قدموا غري األوىل فقد أساؤوا.
وهذه األحقية يف اإلمامة إذا مل يكن بني احلارضين صاحب منزل اجتمعوا فيه ،وال
فيهم ذو وظيفة وهو إمام املحل ،وال ذو سلطان :كأمري ووال وقاض ،فهو أوىل
ألن واليته عامة ،كام يف من اجلميع حتى من ساكن املنزل وصاحب الوظيفة؛ َّ
املراقي ص60 - 99؛ فعن أيب سعود األنصاري ،قال ( :وال يؤم ّن
الرجل الرجل يف سلطانه) يف صحيح مسلم . 31 :
( )1وإن زادت عن اثنني فاألوىل أن يتقدّ م اإلمام ال أنَّه يأمرهم بالت ِ
َّأخري عنهَّ ،
فإن ذلك
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إمام ِه عند اقتدائه ،مل يصح اقتداؤه ،وإن تقدم عليه بعد
ومن تقدم عىل ِ
َ َ
اقتدائه ،فسدت صالته( ).
ِ
باملرأة( ) ،وال بالصبي مطلق ًا( ) ،ويصح اقتداء وال يصح اقتداء الرجل
أيرس من هذا؛ فعن ابن ع ّباس قال( :بت يف بيت خالتي ميمونة بنت احلارث
النبي العشاء ،ثم جاء إىل النبي عندها يف ليلتهاّ ،
فصىل ّ زوج النبي ،وكان ّ
فصىل أربع ركعات ثم نام ثم قام ثم قال :نام الغليم أو كلمة تشبهها ،ثم قام منزله ّ
صىل ركعتني) يففصىل مخس ركعات ثم ّ ّ فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه
صحيح البخاري ،11 :وصحيح مسلم .1 1 :
ألن وظيفة اإلمام التقدم ،ووظيفة املقتدي التأخر ،فانقلب عكس ًا فلم جيزئ. ( ) َّ
ينظر :املنحة .18 :
الواجب تأخريه َّن بالنَّص؛ فعن ابن مسعود « :كان إذا رأى النساء قال:َ ( ) َّ
ألن
أخره َّن اهلل ،وقالَّ :إَّنن مع بني إرسائيل يصففن مع الرجال، أخروه َّن حيث َّ
كانت املرأة تلبس القالب فتطال خلليلها ،فسلطت عليهن احليضة ،وحرمت
عليهن املساجد» يف صحيح ابن خزيمة ،99 :6ومصنف عبد الرزاق، 6 :6
واملعجم الكبري ،وينظر :نصب الراية ،63 :وتغليق التعليق ، 38 :وهذا
احلديث من املشاهري ،فجازت الزيادة به عىل الكتاب ،وهو اختيار املكان املختار،
إذ املختار للرجال التقدم عىل النساء ،ففي ترك املكان املختار ترك لفرض من
ألن األمر بالتأخري كان من أجل الصالة ،فكان من فرائض فروض الصالة؛ َّ
،وغريها. الصالة .ينظر :التبيني ، 63 :والرشنباللية ،3 :والبدائع :
ألن الفرائض نفل يف حق الصبي ،واقتداء املفرتض باملتنفل ( )6أي فرض ًا كان أو نفالً؛ َّ
وألن نوافل الصبي دون نوافل البالغ ،كام يف اهلدية ص 8؛ فعن ابن َّ فاسد؛
مسعود « :ال يؤم الغالم حتى جتب عليه احلدود» ،وعن ابن عباس ،قال:
«ال يؤم الغالم حتى حيتلم» يف سنن البيهقي الكبري ، 1 :6ومصنف عبد الرزاق
، 82 :وإسناده ضعيف ،كام يف فتح الباري 81 :وغريه.
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألَّنام متنفالن فيصح اقتداء املتنفل باملتنفل .ينظر :منحة السلوك .19 :
( ) َّ
أن النبي صىل فأقام الرجال يلونه خلف ذلك، ( ) فعن أيب مالك األشعري َّ ( :
وأقام النساء خلف ذلك) يف املعجم الكبري ، 9 :6وقال ( :ليليني منكم أوىل
األحالم والنهى) يف سنن الرتمذي ،686 :وصححه ،وقوله ( :خري صفوف
ورشها أوهلا) يف صحيح
ورشها آخرها ،وخري صفوف النساء آخرها ّ الرجال أوهلا ّ
مسلم . 61 :
( )6هذا عىل قول أيب حنيفة ،وقاال :متنع الشابة من حضور كل مجاعة ،وللعجوز
حضور الصالة كلها ،ولكن املتأخرين منعوا حضور الشابات والعجائز يف الصالة
مطلق ًا ،والفتوى عىل الكراهة؛ لفساد الزمان ،وعليه مشى صاحب الكنز ص ،
وقال يف الكايف :والفتوى اليوم عىل الكراهة يف الصالة مطلق ًا كلها؛ لظهور
الفساد ،ومتى كره حضور املسجد للصالة فألن يكره حضور جمالس الوعظ
خصوص ًا عند هؤالء اجلهال الذي حتلو بحلية العلامء أوىل ،ذكره فخر اإلسالم،
وقال صاحب الفتح :6 2 :املعتمد منع الكل يف الكل إال العجائز املتفانية فيام
: يظهر يل دون العجائز املتربجات وذوات الرمق ،وقال صاحب التبيني 0 :
واملختار املنع يف اجلميع؛ لتغري الزمان ،وقال صاحب التنوير :680 :ويكره
حضورهن اجلامعة مطلق ًا عىل املذهب ،وقال الرشنباليل يف حاشيته عىل الدرر :
:83وهو األوىل،ومتامه يف البحر ،680 :ورد املحتار .680 :وقال القاري يف
فتح باب العناية : 8 :واملختار منع العجوز عن احلضور يف مجيع األوقات
فض ً
ال عن الشابة.
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت« :لو أن رسول اهلل رأى ما أحدث النساء
ملنعهن املسجد كام منعت نساء بني إرسائيل» يف صحيح مسلم ،6 9 :وصحيح
البخاري . 93 :قال بحر العلوم« :قد يتوهم أن فيه إبطال النص بالتعليل مع
أن أحكم احلاكمني هو اهلل تعاىل ،وكان عامل ًا بام أحدثته النساء ،فال يظهر ملا قالت
عائشة ريض اهلل عنها وجه ،فيندفع بأن حكمه سبحانه عىل لسان رسوله
بخروج النساء إىل املساجد وعدم منعهن عنه مؤقت ًا إىل عدم احتامل الفتنة ،فإذا
انتفى هذا انتفى ذاك ،ومقصودها ريض اهلل عنها لو رأى النبي يف زمانه املأمون
عن الفتن ما أحدث يف هذا الزمن ملنعن بأمر اهلل تعاىل عن اخلروج ،ومل يرخصهن
عرب عن وقوع فيه البتة ،وعربت عن وقوع األحداث برؤيته كام أن اهلل تعاىل َّ
اجلهاد لعدم العلم يف قوله تعاىل :ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ [التوبة:
،]11وعلمه أتم» ينظر :حتفة النبالء بجامعة النساء ص. 1
أن اإلمام صىل هبم حال كونه حمدث ًا أعاد املأموم صالته؛ ألنَّه املأموم ( ) يعني إذا ظهر َّ
ألن املقتدي تبع لإلمام يف املوافقة ال يف تابع له صحة وفساد ًا ،خالف ًا للشافعي ؛ َّ
الصحة والفساد حتى جيوز اقتداء القائم باملومئ ،وقراءة اإلمام ال تنوب عن قراءة
املقتدي .ينظر :اهلدية ص ،8واملنحة .3 :
( ) جعل ملك العلامء الكاساين يف بدائع الصنائع :6 3 :من رشوط أركان الصالة:
ألن االقتداء يقتيض التبعية يف الصالة ،واملكان من «احتاد مكان اإلمام واملأموم؛ َّ
لوازم الصالة ،فيقتيض التبعية يف املكان رضورة ،وعند اختالف املكان تنعدم
وألن اختالف املكان َّ التبع ّية يف املكان ،فتنعدم التبعية يف الصالة؛ النعدام الزمها؛
فتتعذر عليه املتابعة التي هي معنى َّ يوجب خفاء حال اإلمام عىل املقتدي،
االقتداء ،حتى أنَّه لو كان بينهام طريق عا ّم يمر فيه الناس أو َّنر عظيم ال يصح
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف اجلمعة
) (
ال تصح إال يف مرص جامع
ألن ذلك يوجب اختالف املكانني عرف ًا مع اختالفهام حقيقة ،فيمنع االقتداء؛ َّ
صحة االقتداء؛ فعن عمر بن اخلطاب ( :أنَّه قال يف الرجل يصيل بصالة اإلمام
إذا كان بينهام َّنر أو طريق أو جدار فال يأتم به) يف مصنف عبد الرزاق ،8 :6
وقدر الطريق أبو القاسم الصفار بام يمر فيه اجلمل ،وأما النهر العظيم فام ال يمكن
العبور عليه إال بعالج :كالقنطرة و نحوها ،فإن كانت الصفوف متصلة عىل
أخرجه من أن يكون ممر الناس ،فلم َ ألن اتصال الصفوف الطريق جاز االقتداء؛ َّ
يبق طريق ًا ،بل صار مصىل يف حق هذه الصالة ...ولو كان بينهام حائط ،ذكر يف
األصل أنَّه جيزئه ،وروى احلسن عن أيب حنيفة :أنَّه ال جيزئه ،وهذا يف احلاصل
عىل وجهني :إن كان احلائط قصري ًا ذليالً بحيث يتمكن كل أحد من الركوب
عليه :كحائط املقصورة ال يمنع االقتداء؛ َّ
ألن ذلك ال يمنع التبعية يف املكان ،وال
ال وعريض ًا
يوجب خفاء حال اإلمام ،و لو كان بني الصفني حائط إن كان طوي ً
ليس فيه ثقب يمنع االقتداء ،وإن كان فيه ثقب ال يمنع مشاهدة حال اإلمام ال
يمنع باإلمجاع ،وإن كان كبريا ،فإن كان عليه باب مفتوح أو خوخة فكذلك ،وإن
مل يكن عليه يشء من ذلك ففيه روايتان».
وهبذا التفصيل يعلم فساد ما اشتهر بني العوام يف الصالة مع صالة مجاعة يف
التلفاز؛ النعدام احتاد املكان ،واهلل أعلم.
) ( فعن عيل ،قال« :ال ترشيق وال مجعة إال يف مرص جامع» يف مصنف ابن أيب
شيبة ، 69 :ومصنف عبد الرزاق ، 39 :6واآلثار ص ،30ومسند أيب
اجلعد ، 68 :قال ابن حجر يف الفتح : 12 :إسناده صحيح .وعن عائشة
ريض اهلل عنها( :كان الناس ينتابون يوم اجلمعة من منازهلم والعوايل فيأتون يف
الغبار يصيبهم الغبار والعرق )...يف صحيح البخاري :603 :أي حيرضوَّنا
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
نوب ًا ،االنتياب افتعال من النوبة ،ويف رواية( :يتناوبون) كام يف فتح الباري :
،683وعن حذيفة قال« :ليس عىل أهل القرى مجعة إنَّام اجلمع عىل أهل
األمصار مثل املدائن» يف مصنف ابن أيب شيبة ، 69 :ورجاله كلهم ثقات،
ومراسيل إبراهيم صحاح السيام وقد تأيد بأثر عيل.ينظر :إعالء السنن ،6 :8
وغريها.
كركض اخليل ،ومجع العساكر ،واخلروجِ ِ َّصل باملرص ُمعدَّ ًا ملصاحله: ) ( والفناء وما ات َ
وصالة اجلنازة ،ونحو ذلك .ينظر :املشكاة ص. 22 ِ ِ
ودفن املوتى، للرمي، َّ
ظاهر املذهب ،واختاره صاحب اهلداية ،8 :وامللتقى ِ
) ( هذا قول الك َْرخ ّي ،وهو
ُ
شارح املنية ص ،110وغريه.ُ وصح َح ُه
َّ ص ،والكنْز ص ،
ِ
لظهور التَّواين يف ِ
مساجده مل يسعهم؛ اجتمع أه ُل ُه يف ِ
أكرب والقول الثاين :إنَّه موضع إذا
َ
احلدود يف األمصار ،وعليه فتوى أكثر الفقهاء: ِ الرشع السيام إقامةأحكا ِم َّ
كالثلجي ،كام يف املجتبى ،ويف الولواجلية :هو الصحيح .ومشى عليه يف الوقاية
ص . 90ينظر :الدر املختار ،162 :والفتاوى املهدية .3 :
ألَّنا تؤدى بجمع عظيم فتقع املنازعة يف التقديم والتقدم ،ويف أدائها يف أول )َّ (6
الوقت أو آخره ،فيليها السلطان؛ قطع ًا للمنازعة وتسكين ًا للفتنة ،كام يف التبيني :
9؛ فعن موىل آلل سعيد بن العاص « :إنَّه سأل ابن عمر عن القرى التي
بني مكة واملدينة ما ترى يف اجلمعة؟ قال :نعم ،إذا كان َأمري فليجمع» أخرجه
البيهقي يف املعرفة ،ومتامه يف إعالء السنن ، 3 :8قال الزييل يف اهلدية صَّ « :86
إن
اجلمعة عبارة عن أمرين :اخلطبة والصالة ،فاملوقوف عىل إذن السلطان هو اخلطبة
دون الصالة ،فاستخالف اخلطيب للخطبة ال جيوز أصالً ،وال للصالة ابتدا ًء بغري
ٍ
فحينئذ جاز له عذر ،بل جيوز باحلدث بعد اخلطبة ،أو بأن كان معذور ًا قبل اخلطبة،
استخالف الغري بإذن الرشع َأ ِذ َن السلطان أو مل يأذن باالستخالف.»...
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وخيطب قب َلها خطبتني َخفيفتني ،ولو َذ َك َر اهللَ تعاىل َبدَ َل اخلطبةَ ،صح) (.
وَشطها ثالثة غري اإلمام) (.
وال مجعة عىل مسافر ،وامرأة) ( ،ومريض) ( ،وعبد ،وأعمى) ( ،فإن
صلوها كفتهم) ( ،وتصح إمامتهم فيها إال املرأة ،وحتصل هبم اجلامعة أيض ًا) (.
الظهر يف منزله يوم اجلمعة بغري عذر ،كره وأجزأه) (.
َ ومن َصىل
َ
ويكره للمعذورين واملحبوسني الظهر بجامعة يوم اجلمعة) (.
ﭺ ﭻﭼ [الفتح ،]11 :وهذا سواء وجد قائد ًا يميش معه ويوصله إىل اجلمعة،
أن التكليف أو مل جيد ،وقاال :جيب عليه اجلمعة إذا وجد قائد ًا ،واألصل فيهَّ :
يعتمد القدرة كيال يكون تكليف ما ليس يف الوسع ،وتكليف األعمى يؤدي إىل
هذا؛ لعدم قدرته بنفسه ،إال َّأَّنام جيعالنه قادر ًا بقدرة غريه .ينظر :رشح التحفة
البن ملك ق/ 2أ.
) ( أي وإن حرضوا اجلامع وصلوا اجلمعة كفتهم مجعتهم عن ظهر اليوم؛ َّ
ألن
السقوط عنهم للتخفيف .ينظر :املنحة ،32 :واهلدية ص.81
) ( أي تصح إمامة املسافر واملريض والعبد واألعمى ،وتنعقد هبم اجلامعة وإن مل
حيرض غريهم ،بخالف املرأة فال تصح إمامتها فيها؛ ألنَّه ال يصح إال إمامة
الرجال .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 2أ.
ألن األصل هو الظهر إال َّأَّنم قالوا بإسقاط هذا الفرض بأداء اجلمعة إذا )َّ (6
استجمعت رشائطها ،فإذا أداها قبل اجلمعة جاز ،إال أنَّه ارتكب حمرم ُا برتكه
الفرض القطعي .ينظر :جممع األَّنر ، 20 :وفتح باب العناية . 09 :
ألن اجلمع َة جامع ٌة للجامعات؛ فعن عيل « :ال مجاعة يوم اجلمعة إال مع اإلمام» ) ( َّ
يف مصنف ابن أيب شيبة ، 33 :وإسناده حسن ،كام يف إعالء السنن ،80 :8
وغريه .وهذه الكراهة سواء قبل فراغ اإلمام أو بعده اتفاق ًا؛ َّ
ألَّنا تفيض إىل تقليل
مجاعة اجلمعة ومعارضة هلا ،وكذلك أهل املرص إن مل يصلوها ملانع يكره هلم أداء
الظهر بجامعة ،بل ينبغي أن يصلوه فرادى ،بخالف أهل القرى والبوادي حيث
جيوز هلم أن يصلوه بجامعة وأذان وإقامة يوم اجلمعة ،بخالف أهل السجن
فإَّنم يصلون الظهر واملرض ،وكذا من ال جتب عليهم اجلمعة لبعد املوضعَّ ،
بجامعة .ينظر :اهلدية ص.81
ـ 113ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
) ( وعند حممد يتمها ظهر ًا .ينظر :الدر املختار 110 :؛ فعن ابن عمر ،قال
َ ( :من أدرك ركعة من صالة اجلمعة وغريها فليضف إليها أخرى وقد متت
صالته) يف سنن الدارقطني ، :وإسناده صحيح ،لكن قوى أبو حاتم إرساله،
كام يف بلوغ املرام .8 :ينظر :إعالء السنن ،8 :8وغريها.
) ( لقوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [اجلمعة ،]1:وقال الطحاوي :األذان الثاين،
واألصح أنَّه األذان األول .ينظر :املنحة .20 :
) (6هذا قول ُ حممد ؛ فعن ابن عمرو قال ( :اجلمعة عىل من سمع النداء) يف
سنن الدارقطني ،3 :وسنن البيهقي الكبري ، 26 :6ينظر :اجلوهر النقي :6
َّ
وألن السعي معلل بالنداء ،وقال أبو حنيفة : ، 2وتلخيص احلبري 33 :؛
ألَّنا حينئذ تكون
اجلمعة واجبة عىل أهل قرية جيمع خراجها مع خراج املرص؛ َّ
تابعة للمرص فيكون أهلها كأهله ،وقال أبو يوسف :جتب عىل من بينه وبني
املرص فرسخ ،وعليه الفتوى ،كذا يف رشح املجمع ،وعن حممد إذا كان بينهام
ثالثة أميال جتب ،وإال ال .ينظر :هدية الصعلوك ص.83
) ( ملا سبق من األدلة عند ذكر أوقات كراهية الصالة.
) (1األحزاب.13:
) (3أي رس ًا ال جيهر فيها.
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف العيدين
كل َمن َ ِ
جتب عليه صالة اجلمعة( ). جتب( ) صالة العيد( ) عىل ِّ
ويس َت َحب يو َم الفطر أن َيط َع َم اإلنسان قبل الصالة( ) ،ويف األَاحى
، ( ) وهو رواية عن أيب حنيفة ،وصححها صاحب اهلداية ،81 :واملختار :
،والتنوير والدر املختار ،111 :واختاره صاحب امللتقى ص ، 1والكنز :
،11 :وغريهم.
والقول الثاينَّ :أَّنا سنة ،قاهلا النسفي وصححه يف املنافع ،قال الرسخيس يف
املبسوط « :68 :األظهر َّأَّنا سنة ،ولكنَّها من معامل الدين ،أخذها هدي ،وتركها
ضاللة» .وينظرَّ :ناية النقاية ص ، 96وغريها.
( ) لقوله :ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ [البقرة،]111 :
قيل :املراد به صالة العيد ،واألمر للوجوب ،وقوله :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ
[الكوثر ،]2 :قيل :املراد به صالة عيد النحر فتجب باألمر ،كام يف عمدة القاري :3
، 26وعن أم عطية ريض اهلل عنها ،قالت( :أمرنا النبي أن نخرج يف العيدين
العواتق وذوات اخلدور ،وأمر احليض أن يعتزلن مصىل املسلمني) يف صحيح
مسلم ،301 :وصحيح البخاري ،66 :وعن أخت ابن رواحة ،قال :
(وجب اخلروج عىل كل ذات نطاق يعني يف العيدين) يف سنن البيهقي الكبري :6
،603ومسند إسحاق بن راهويه ، 38 :ومسند أمحد ،618 :3ومسند
الطياليس . 3 :
( )6فال جتب عىل املسافر واملريض واألعمى واملرأة واملعذور .وينظر :املنحة .2 :
( ) فعن أنس قال( :كان رسول اهلل ال يغدو يوم الفطر حتى يأكل مترات) يف
صحيح البخاري .6 1 :
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إن رسول اهلل كان ال خيرج يوم الفطر حتى يطعم ،وال يطعم ( ) فعن بريدة َّ ( :
يوم النحر حتى يذبح) يف صحيح ابن خزيمة ،6 :وصحيح ابن حبان :2
،1واملستدرك ، 66 :وسنن الرتمذي ، 3 :وغريها.
( ) فعن ابن عباس قال( :كان رسول اهلل يلبس يوم العيد بردة محراء) يف املعجم
األوسط ،6 3 :2قال اهليثمي يف جممع الزوائد « : 98 :رجاله ثقات» ،وعن
إن ابن عمر كان يلبس يف العيدين أحسن ثيابه) يف سنن البيهقي الكبري نافعَّ ( :
، 8 :6قال ابن حجر يف فتح الباري « : 9 :إسناده صحيح».
( )6فلو كرب رس ًا كان حسن ًا ،قال :ﭽﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ
َّ
وألن األصل يف الثناء اإلخفاء إال ما ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﭼ [األعراف]211 :؛
. خصه الرشع :كيوم األضحى .ينظر :تبيني احلقائق :
( ) يعني كالمها عىل صورة واحدة ،وهي أن يصيل اإلمام بالناس ركعتني ،يكرب يف
األوىل تكبرية االفتتاح ،ثم يكرب ثالث ًا ،ثم يقرأ ،ثم إذا فرغ من القراءة من الركعة
الثانية يكرب ثالث ًا ،ثم يكرب للركوع ،فتكون التكبريات الزائدة ست ًا ،وهو قول ابن
مسعود ،وعند الشافعي يكرب سبع ًا يف الركعة األوىل بعد الفاحتة بالذكر
بينهن ،ومخس ًا يف الثانية قبل القراءة ،فتكون الزوائد عنده اثنتي عرشة ،وهذا قول
ابن عباس ،وعند مالك وأمحد ست ًا يف األوىل ومخس ًا يف الثانية .ينظر :منحة
السلوك .2 :
( )1أي تعجيل صالة عيد األضحى؛ ألجل ذبح القرابني؛ لتكون بداية الفطر من
حلومها .ينظر :املنحة .21 :
ألن الوقوف بعرفة يف مكان خمصوص ( )3أي ليس بيشء معترب يتعلق به الثواب؛ َّ
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وتكبري التريق َأوله بعد فجر يوم عرفة ،وآخره بعد عرص يوم النحر( ).
وصفته :اهلل أكرب اهلل أكرب ال إله إال اهلل ،واهلل أكرب اهلل أكرب وهلل احلمد
َمرة واحد ًة بعد الفرض.
كرب
مصل يف مجاعة مستحبة ال غري( ) ،وال ي ِّ ي وإنام جيب( ) عىل ِّ
كل مقيم
َرب
التكبري ك َ
َ كرب بعد اجلمعة ،فإن َت َر َك اإلمام
بعد الوتر وصالة العيد ،وي ِّ
املأموم( ).
،واجلامع الكبري ، 6 :واألصل : فيه حت ًام .ينظر :اجلامع الصغري 1 :
، 9والتبيني . 2 :
( ) فعن ابن عمر َّ ( :
إن رسول اهلل أخذ يوم العيد يف طريق ،ثم رجع يف طريق
. ،وحسنه ،وسنن ابن ماجة : آخر) يف ،620 :وسنن الرتمذي :
تنبيه:
شاع بني العوام أ َّنه إذا اجتمع العيد واجلمعة تسقط اجلمعة ،وهذا غري صحيح،
فقد اتفق األئمة األربعة وأصحاهبم عىل عدم سقوط صالة اجلمعة إال يف قول شاذ
، 12-ودليلهم الكتاب والسنة ألمحد عىل ما حققه الكوثري يف مقاالته ص9
املستفيضة والعمل املتوارث واإلمجاع يف فرضية اجلمعة عىل أهل األمصار من
الرجال غري املعذورين فرض ًا عام ًا ،فال يتصور إخراج َمن يصيل العيد من هذا
احلكم إال بقيام دليل مثله يف القوة ،ودون ذلك خرط القتاد؛ فعن أيب عبيد ثم
شهدت العيد مع عثامن بن عفان فكان ذلك يوم اجلمعة فصىل قبل اخلطبة ثم
أحب أن
ّ فمن خطب فقال« :يا أهيا الناس َّ
إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدانّ ،
أحب أن يرجع فقد أذنت له» يف
ّ ينتظر اجلمعة من أهل العوايل فلينتظر ،و َمن
صحيح البخاري . 3 :1
قال العالمة التهانوي يف إعالء السنن «:96 :8وكان عثامن قال ذلك بمحرض
من الصحابة ،فلو كانت الرخصة تعم أهل القرى ،وأهل البلد مجيع ًا؛ ألنكروا
عليه ختصيصها بأهل العالية ،فثبت َّ
أن الرخصة خمصوصة بمن مل جتب عليه
اجلمعة ،فال ترتك اجلمعة بالعيد ،كيف َّ
وإن فريضة اجلمعة ثابتة بالكتاب واإلمجاع،
الزمة عىل أهل البلد ،فال جيوز إسقاطها عنهم بام هو دوَّنا إال بنص قطعي مثله».
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف املسافر
ِ
بثالثة( ) أيام بسري اإلبل وميش السفر امل َر ِخص للمطيع والعايص( ) مقد ٌر
األقدام( ).
َ
وقرأ يف األوليني وفرض املسافر يف الرباعية ركعتان( ) ،فلو َصىل َأربع ًا
وألن نفس السفر ليس َّ ألن إطالق النصوص إباحة القرص يف السفر مطلق ًا؛ ( ) َّ
بمعصية وإنَّام املعصية ما يكون بعده أو جياوره ،والرخصة تتعلق بالسفر ال
باملعصية .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 9ب.
( ) لقوله :ﭽ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ [النساء،]111 :
وتقدير املدة بالثالثة؛ لقوله ( :يمسح املقيم يوم ًا وليلة ،واملسافر ثالثة أيام
ولياليها) يف املجتبى ،8 :وصحيح ابن خزيمة .98 :
أن الفراسخ ختتلف باختالف الطريق يف ( )6وال اعتبار للفراسخ عىل املذهب ،ووجهه َّ
السهل واجلبل والرب والبحر بخالف املراحل ،واختار أكثر املشايخ تقدير أقل مدة
السفر بالفراسخ ،والفرسخ يساوي ثالثة أميال ،وامليل يساوي 8 8م ،فقيل:
3.كم ،وقيل :ثامنية عرش فرسخ ًا أي واحد وعرشون فرسخ ًا :أي
( )99.29كم ،وقيل :مخسة عرش فرسخ ًا :أي ( )86. 3كم ،والفتوى عىل
الثاين؛ ألنَّه الوسط ،ويف املجتبى :فتوى أئمة خوارزم عىل الثالث .ينظر :فتح باب
العناية ،690 :ورد املحتار .1 2 :ويف مقدمة جممع البحرين ص : 9امليل:
( 811م) والفرسخ (1131م).
( ) فعن ابن عمر ( :إين صحبت رسول اهلل يف السفر فلم يزد عىل ركعتني حتى
قبضه اهلل ،وصحبت أبا بكر فلم يزد عىل ركعتني حتى قبضه اهلل ،وصحبت عمر
فلم يزد عىل ركعتني حتى قبضه اهلل ،ثم صحبت عثامن فلم يزد عىل ركعتني حتى
قبضه اهلل ،وقد قال اهلل :ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ [األحزاب:
،]21يف صحيح مسلم ، 29 :وعن أيب الكنود قال« :سألت ابن عمر
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
قدر التشهد وقعت األوليان فرا ًا ،وما بعدمها نفالً ،وإن مل ِ
و َق َعدَ يف الثانية َ
يقعد بطلت( ).
ِ
بيوت املرص( ) حتى يرجع إليها( ). ِ
بمفارقة ويرتخص املسافر
عن صالة السفر؟ فقال :ركعتان نزلتا من السامء ،فإن شئتم فر ّدومها» قال اهليثمي
يف جممع الزوائد « : 1 :رواه الطرباين يف الصغري ورجاله موثقون» ،وعن
الصالة يف السفر؟ فقال :ركعتني ركعتني من مورق قال« :سألت ابن عمر عن ّ
خالف السنة كفر» يف سنن البيهقي الكبري ، 0 :6ومصنف عبد الرزاق :
،1 9ورشح معاين اآلثار ، 2 :قال اهليثمي يف جممع الزوائد «: 1 :رواه
الطرباين يف الكبري ورجاله رجال الصحيح» ،وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت:
فأقرت صالة السفر ،وأمتت صالة احلرض »...يف «الصالة أول ما فرضت ركعتني ّ
صحيح ال ُبخاري ،639 :وصحيح مسلم . 28 :
( ) َّ
ألن القعد َة الثانية فرض يف حقه وقد تركها.
رب املجاوزة من اجلانب الذي خرج منه ،حتى لو جاوز عمران املرص قرص إن املعت ّ ( ) َّ
وإن كان بحذائه من جانب آخر أبنية؛ فعن أنس قال( :صليت الظهر مع النبي
باملدينة أربع ًا ،والعرص بذي احلليفة ركعتني) يف صحيح البخاري ،639 :
وعن أيب هريرة ،قال( :سافرت مع رسول اهلل ومع أيب بكر وعمر كلهم
صىل من حني خيرج من املدينة إىل أن يرجع إليها ركعتني يف املسري واملقام بمكة) يف ّ
مسند إسحاق بن راهويه ،22 :ومسند أيب يعىل ،183 : 0وقال اهليثمي يف
جممع الزوائد : 13 :رواه أبو يعىل والطرباين يف األوسط ورجال أيب يعىل رجال
الصحيح ،وقال ابن حجر يف فتح الباري :12 :إسناده جيد ،وعن أيب حرب
إن علي ًا ملا خرج إىل البرصة رأى ُخ ّص ًا ،فقال :لوال هذا
بن أيب األسود الدييل َّ « :
اخلص لصلينا ركعتني ،فقلت :ما خص ًا؟ قال :بيت من قصب» يف مصنف عبد
الرزاق ،1 9 :ورواته ثقات ،كام يف إعالء السنن ، 93 :2وغريه.
( )6ويعترب دخول البلدة يف اعتبار انتهاء مدّ ة القرص؛ فعن ابن عمر ( :أنَّه كان يقرص
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الصالة حني خيرج من شعب املدينة ،ويقرص إذا رجع حتى يدخلها) يف إعالء
السنن : 93 :2رواه عبد الرزاق ،وإسناده ال بأس به ،كام يف حتفة األحوذي :6
،88وعن عيل ( :أنَّه خرج فقرص وهو يرى البيوت فلام رجع قيل له :هذه
الكوفة ،قال :ال حتى ندخلها) يف صحيح البخاري معلق ًا ،639 :وغريه.
إن اب َن عمر كان إذا أمجع عىل إقامة مخسة عرش يوم ًا أتم ( ) فعن جماهد ،قالَّ ( :
الصالة) يف إعالء السنن : 92 :2رواه ابن أيب شيبة وإسناده صحيح ،وسنن
الرتمذي . 6 :
ألَّنا ليست بمحل تصح ن ّية إقامته بخمسة عرش يوم ًا أو أكثر يف الصحراء؛ َّ
ّ ( ) أي ال
لإلقامة فلم تصادف النية فلغت .ينظر :املنحة ،8 :واهلدية ص .9
( )6فعن جابر بن عبد اهلل ( :أقام رسول اهلل بتبوك عرشين يوم ًا يقرص الصالة)
وصححه األرنؤوط ،وصحيح ّ يف سنن أيب داود ،696 :ومسند أمحد ، 91 :6
ابن حبان ، 13 :3وعن ابن عمر « :أنَّه أقام بأذربيجان ستة أشهر يقرص
الصالة وكان قال :إذا أزمعت إقام ًة أتم» يف مصنف عبد الرزاق ،166 :ويف
التعليق املمجد « : 98 :وروي عن احلسن :كنّا مع احلسن بن سمرة ببعض
أن أنس بن مالك ور ِوي َّ
بالد فارس سنتني فكان ال جيمع وال يزيد عىل ركعتنيُ ،
صيل ركعتني ،ويف الباب آثار أخر أقام بالشام شهرين مع عبد امللك بن مروان ُي ّ
ذكرها الزيلعي نصب الراية».
ألن حال العسكر يف دار احلرب والبغاة يف دار اإلسالم مرتدد بني الفرار والقرار؛ ( ) َّ
فعن نرص بن عمران ،قال البن عباس « :إنا نطيل القيام بالغزو بخراسان
صل ركعتني وإن أقمت عرش سنني» يف مصنف ابن أيب شيبة فكيف ترى؟ فقال :ي
، 02 :وإسناده صحيح ،كام يف إعالء السنن ،602 :2وغريها ،وعن أنس :
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الكأل( ).
ويتم املسافر املقتدي باملقيم( ) ،وإذا صىل املسافر باملقيمني ركعتني َسلم
وقالَ :أمتوا َصالتَكم فإنا قوم سفر( ) ،فيتمون بغري قراءة( ).
غري وطنِه ثم َد َخ َل يف وطنه األول َق َرص( ).
ومن توط َن يف ِ
َ
إن أصحاب رسول اهلل أقاموا برامهرمز تسعة أشهر يقرصون الصالة) يف سنن ( َّ
،وينظر :نصب البيهقي الكبري ، 1 :6وصححه ابن حجر يف الدراية :
الراية . 81 :
ألن اإلقامة أصل ال تبطل بانتقاهلم من فإن نية اإلقامة تصح منهم يف الصحراء؛ َّ ( ) َّ
تصح إالَّ يف
ُّ تصح ن َّي ُة إقامتِهمَّ ،
فإن اإلقام َة ال ُّ مرعى إىل مرعى ،وقيل :ال
األمصار ،أو القرى ،وهو قول بعض املشايخ .ينظر :رشح ابن ملك عىل الوقاية
ق/ 1ب.
ألن فرض املسافر كام يتغري إىل األربع بنية اإلقامة كذلك يتغري إليه التباعه باملقيم، ( ) َّ
فالتبعية معتربة كنية اإلقامة .ينظر :اهلدية ص ،96واملنحة .8 :
ألن القعدة األوىل فرض يف ح ّقه ،نفل يف حق املقيم، ألن صالة املسافر أقوى؛ َّ
(َّ )6
وبناء الضعيف عىل القوي جائز؛ فعن عمران بن حصني قال( :غزوت مع
رسول اهلل وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثامين عرشة ليلة ال يصيل إال ركعتني،
ويقول :يا أهل البلد ،صلوا أربع ًا فإنا قوم سفر) يف سنن أيب داود ،9 :وصحيح
ابن خزيمة ،20 :6وعن عمر بن اخلطاب ( :كان إذا قدم مكة صىل هبم
ركعتني ،ثم يقول :يا أهل مكة ،أمتوا صالتكم ،فإنا قوم سفر) يف املوطأ ، 9 :
وغريه.
ألن اإلمام قد أداها فصار املقتدي كالالحق حيث أدرك أول الصالة مع اإلمام. ( ) َّ
ينظر :اهلدية ص.96
( )1صورته :شامي انتقل من الشام بأهله وعياله وتوطن البرصة ،ثم سافر فدخل
الشام ،يقرص الصالة؛ ألنَّه مل يبق وطن ًا له؛ إلبطال الوطن األول بتوطنه يف غريه
ـ 112ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وفائتة احلرض تقض يف السفر َأربع ًا ،وفائتة السفر تقض يف احلرض
ركعتني ،واملعترب يف ذلك آخر الوقت( ).
ويصري املسافر مقي ًام بمجرد النية ،وال يصري املقيم مسافر ًا إال بالنية مع
اخلروج( ).
ويباح السفر يوم اجلمعة قبل الزوال وبعده( ).
كمكة للنبي ،كام يف منحة السلوك 86 :؛ فعن عمران بن حصني ( :ما
سافر رسول اهلل سفر ًا إال صىل ركعتني ركعتني حتى يرجع ،وإنَّه أقام بمكة
زمان الفتح ثامين عرش ليلة يصيل بالناس ركعتني ركعتني) يف مسند أمحد ، 60 :
وسنن أيب داود ،9 :وصححه الرتمذي .ينظر :إعالء السنن ،609 :2وغريها.
يبطل بمثله وما هو فوقه ،وال يبطل بام هو دونه ،فال كل وطن ُ والقاعدة يف ذلكُّ :
األصيل إال باختاذه وطن ًا َأصلي ًا آخر ،وال يبطل بوطن اإلقامة الذي ُّ يبطل الوط ُن
نوى أن يستقر فيه مخسة عرش يوم ًا أو أكثر دون أن يتخذه مسكن ًا،ومتامه يف املشكاة
ص. 26
الس ِ
فر يف ا ِ
رص ،وإن حلرض َي ْق ُ ُ السفر وضده ال يغريان الفائتة ،فإن قىض فائت َة َّ ( ) َّ
ألن َّ
ألن القضاء بحسب األداء ،واملعترب يف وجوب فر ُيتِ ُّم؛ َّ
الس ِ ِ
احلرض يف َّ قىض فائت َة
األربع أو الركعتني آخر الوقت ،فإن كان آخر الوقت مسافر ًا وجب عليه ركعتان،
وإن كان مقي ًام وجب عليه األربع .ينظر :رشح الوقاية ص ، 89وتبيني احلقائق
، 1 :واهلدية العالئية ص ، 6وغريها.
( ) فال يتحقق حكم السفر بأحدمها وإن دار كل البالد بال نية .ينظر:هدية الصعلوك
ص .9
فإن رسول اهلل ( بعث احلكم بن رواحة ( )6أما بعد الزوال فظاهر ،وأما قبل الزوالَّ ،
يف رسية فوافق ذلك يوم اجلمعة فغدا أصحابه فقال :أخت ّلف ُفأصيل مع رسول اهلل
النبي رآه ،فقال :ما منعك أن تغدو مع َأصحابك؟ ثم أحلقهم ،ف َل ّام َص ّىل مع ي ّ
ثم َأحلقهم ،قال :لو َأنفقت ما يف األرض مجيع ًا ما صيل معكّ ، فقال :أردت أن ُأ ّ
ـ 113ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ومن بدا له الرجوع من الطريق إىل مرصه وليس بينهام مدة سفر صار َ
مسافر حتى َ
يصل إىل مرصه. ٌ مقي ًام يف احلال( ) ،وإال فهو
وكل تبع يصري مقي ًام بني ِة متبوعه( ) إذا علم هبا.
فصل
يف املريض
ج َز عن القيا ِم َصىل قاعد ًا يركع ويسجد( ).َمن َع ِ
وج َع َل سجو َده َأ َ
خفض من الركوع والسجو َد ،أومأ قاعد ًا َ
َ فإن مل يطق
ركوعه ،وال ير َفع إىل وجهه شيئ ًا َيسجد عليه( ).
فإن مل يطِق القعود ،استلقى عىل ظهره وجعل رجليه إىل القبلة ،وأومأ
بالركوع والسجود ،أو ااطجع عىل جنبيه متوجه ًا إليها( ) ،واألول َأوىل( ).
فإن مل يطق اإليامء برأسه ،أخ َر الصالةَ ،ومل تسقط ما دام مفيق ًا ،وال
يومئ بغري رأسه( ).
قدر عىل القيام ال عىل الركوع والسجودَ ،صىل قاعد ًا يومئ هبام( )،
وإن َ
أو قائ ًام ،واألَول أوىل.
( ) فعن ابن عمر قالُ ( :يصيل املريض مستلقي ًا عىل قفاه تيل قدماه القبلة) يف
مصنف عبد الرزاق ، 26 :وسنن البيهقي الكبري ،608 :وسنن الدارقطني
، 6 :ورجاله ثقات ،كام يف إعالء السنن ، 96 :وغريها ،وعن عيل قال
( :يصيل املريض قائ ًام إن استطاع فإن مل يستطع صىل قاعد ًا ،فإن مل يستطع أن
يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه ،فإن مل يستطع أن يصيل قاعد ًا صىل
عىل جنبه األيمن مستقبل القبلة ،فإن مل يستطع أن يصيل عىل جنبه األيمن صىل
مستلقي ًا ورجاله مما ييل القبلة) يف سنن الدارقطني ، :وغريه.
ألن املستلقي يكون توجهه إىل القبلة أكثر ،واملضطجع يكون منحرف ًا عنها .ينظر:
( ) َّ
رشح الوقاية ص ، 8وفتح باب العناية .683-68 :
( )6أي إن تع َّذر اإليامء َأ َّخر الصالة ،وال ِ
يوم ُئ بعينيه ،وحاجبيه ،وقلبِه؛ َّ
ألن نصب ُ َ
األبدال بالرأي ممتنع ،ومل يمكن القياس؛ ألنَّه يتأدى بالقيام والقعود واالستلقاء
ركن الصالة دون هذه األشياء .ينظر :تبيني احلقائق . 0 :
َّ
وألن َّناية اخلشوع واخلضوع ألن فرضية القيام ألجل الركوع والسجود؛ َّ ( )
والتعظيم هبام؛ وهلذا رشع السجود بال قيام :كسجديت التالوة والسهو ومل يرشع
القيام وحده ،وإذا سقط ما هو األصل يف رشعية القيام سقط القيام .ينظر :هدية
الصعلوك ص.93
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) بأن يكون بدأ الصالة قائ ًام ،ثم عرض له مرض فعجز عن القيام أمتها قاعد ًا ،وإن
عجز عن القعود مع الركوع والسجود أومأ قاعد ًا ،وإن عجز عن هذا استلقى
وأومأ مستلقي ًا؛ ألنَّه بنى الضعيف عىل القوي .ينظر :منحة السلوك .89 :
( ) فعن عائشة ريض اهلل عنهاَّ ( :إَّنا مل تر رسول اهلل يصيل صالة الليل قاعد ًا قط
حتى أس ّن فكان يقرأ قاعد ًا ،حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحو ًا من ثالثني آية أو
أربعني آية ثم ركع) يف صحيح البخاري ،623 :وموطأ مالك . 8 :
ألن القوي ال يبنى عىل الضعيف .ينظر :املشكاة ( )6أي استأنف صالته بإعادهتا؛ َّ
ص. 38
ألن املدة إذا قرصت ال ( ) بأن زادت ساعة عن اليوم والليلة ال جيب عليه القضاء؛ َّ
حيرج يف القضاء فيجب كالنائم ،وإذا طالت حيرج فيسقط كاحلائض؛ فعن يزيد
موىل عامر بن يارس ( :أغمي عليه يف الظهر والعرص واملغرب والعشاء فأفاق
نصف الليل فصىل الظهر والعرص واملغرب والعشاء) يف سنن الدارقطني ،8 :
وعن ابن عمر ( :أنَّه أغمي عليه يوم ًا وليلة فلم يقض) ،وعنه( :أنَّه أغمي عليه
أكثر من يومني فلم يقضه) ،وعنه( :أغمي عليه ثالثة أيام ولياليهن فلم يقض) يف
سنن الدارقطني .8 :
( )1أي سواء نام يوما أو ليلة أو أقل أو أكثر؛ َّ
ألن االمتداد يف النوم نادر ،فيلحق املمتد
منه بالقارص منه .ينظر :املنحة .90 :
( )3إذ التكليف بحسب الوسع فيكلف يف املرض عىل القضاء كام يكلف عىل األداء،
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن حتصيل الركن فرض ،وإنَّام يسقط وأما الصحيح فيقيض فائتة املرض كاملة؛ َّ
عند األداء للعذر .ينظر :رشح ابن ملك ق /1أ.
يسب كفارهم ،وقـال :مـا كـدت ( ) فعن جابر ،قال( :جعل عمر يوم اخلندق ّ
أصيل العرص حتى غربت ،قال :فنزلنا بطحان فصىل بعد ما غربـت الشـمس ،ثـم
صىل املغرب) يف صحيح البخاري ، 1 :ولو كان الرتتيب مستحب ًا ملا أخـر
ألجله املغرب التي تأخريها مكروه ،كام يف فتح باب العنايـة ،612 :وعـن ابـن
إن املرشكني شغلوا رسول اهلل عن أربع صلوات يوم اخلندق حتى مسعود َّ ( :
ذهب من الليل ما شاء اهلل ،فأمر بالالً فأذن ،ثم أقام فصىل الظهر ،ثـم أقـام فصـىل
العرص ،ثم أقام فصىل املغرب ،ثم أقام فصىل العشاء) يف سنن الرتمـذي ،662 :
وقال :إسناده ليس به بأس ،سنن البيهقي الكبري ، 06 :واملجتبى ، 2 :وعن
ابن عمر قالَ ( :من نيس صالة من صلواته فلم يـذكرها إال وهـو وراء اإلمـام،
فإذا َس َّل َم اإلما ُم فليصل الصالة التي نسيها ثم ليصـل بعـد الصـالة األخـرى) يف
،وصحح الدارقطني وأبو زرعة وغريمها وقفـه ،كـام سنن البيهقي الكبري :
يف فتح باب العناية ،618 :واألثر يف مثله كـاخلرب ،وقـد رفعـه بعضـهم أيضـ ًا.
ينظر :تبيني احلقائق ، 83 :وغريه.
ألن احلكمة ال تقتيض( ) بأن مل تسع فيه الفائتة والوقتية ،فيقدم الوقتية عىل الفائتة؛ َّ
وألن وجوب الوقت ثبت بالكتاب والرتتيب ثبت َّ إضاعة املوجود بطلب املفقود؛
بخرب الواحد ،فإن اتسع الوقت عمل هبام ،وإن ضاق فالعمل بالكتاب أوىل .ينظر:
هدية الصعلوك ص.92
( )6هذا عىل قول حممد ،والفتوى عىل خالفه ،قال الزييل يف اهلدية ص« :92اعلم
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كلها قديمة أو حديثة ،فإن قض واحد ًة من الستة عاد الرتتيب( ).) (...
فصل
[يف إدراك الفريضة]
ومن َد َخ َل مسجد ًا قد أ ِّذ َن فيه ،ك ِره خروجه قبل الصالة إال أن يكون
َ
إمام ًا أو مؤ ِّذن ًا فيذهب إىل مجاعته( ) ،أو يكون قد َصىل الفرض فيطرج ،إال أن
وخيرج يفتقا َم الصال َة قبل خروجه ،فيقتدي تطوع ًا يف الظهر والعشاءَ ،
الباقي( ).
( ) ألنَّه بخروجه يتهم بمخالفـة اجلامعـة ،فإيثـار التهمـة واإلعـراض عـن الفضـيلة
والثواب قبيح جد ًا ،بخالف مقيم مجاعة أخرى ،فإنَّه إن كان معروف ًا بإقامة مجاعـة
أخرى ال يتهم ،وإن مل يكن معروف ًا بإقامة مجاعة أخرى فإنَّه إيثار التهمـة؛ إلحـراز
فضيلة ال لإلعراض عن فضيلة ،كام يف رشح الوقاية ص ، 26وعمدة الرعاية :
؛ فعن سعيد بن املسيب ،قال ( :ال خيرج من املسجد أحد بعد النداء إال
منافق ،إال أحد أخرجته حاجة وهو يريـد الرجـوع) يف مراسـيل أيب داود ص ،8
وعن أيب الشعثاء قال« :كنا قعود ًا يف املسجد مـع أيب هريـرة فـأذن املـؤذن،
فقام رجل من املسجد يميش فأتبعه أبو هريرة برصه حتى خـرج مـن املسـجد،
فقال أبو هريرة :أما هذا فقد عىص أبا القاسم »يف صحيح مسـلم ، 16 :
،وغريها. واملسند املستخرج ، 10 :وسنن ابن ماجة :
( ) وهي الفجر والعرص واملغرب؛ ألنَّه إن صىل يكون نافلة ،والنافلة بعد الفجر
فإن النافلة ال ترشع ثالث ركعات ،أما إذا والعرص مكروهة ،وأما يف املغرب َّ
يتمها أربع ًا ،وإن كان فيه
اقتدى يف املغرب بعد أن صالّها منفرد ًا ،فاألحوط أن َّ
خمالفة اإلمام؛ لكراهة التنفل بالثالث حتري ًام ،وخمالفة اإلمام مرشوعة يف اجلملة
كاملسبوق فيام يقيض واملقتدي بمسافر ،كام يف رد املحتار 80 :؛ فعن ابن عمر
،قال َ ( :من صىل وحده ثم أدرك اجلامعة أعاد إال الفجر واملغرب) يف ميزان
االعتدال ، 83 :ولسان امليزان ،62 :1ويف فتح باب العناية :616 :قال
عبد احلق :تفرد برفعه سهل بن صالح األنطاكي وكان ثقة ،فال يرضه حينئذ وقف
ألن زيادة الثقة مقبولة ،ويف لفظ( :إن صليت يف أهلك ثم أدركت من وقفه؛ َّ
فإَّنام ال يعادان يف يوم) يف رشح معاين اآلثارالصالة فصلها إال الصبح واملغربَّ ،
،631 :وغريه ،موقوف ًا.
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رجل واإلمام يف صالة الفجر :إن خاف فوت ركعة واحدة مع ولو جاء ٌ
خاف فوت الركعتني،
َ اإلمام ،صىل السنة خارج املسجد ،ثم اقتدى به( ) ،وإن
َ
ترك السنة واقتدى به ،ومل يقضها( ).
وسنة الظهر يرتكها يف احلالني( ) ويقضيها ـ كام َمر يف (فصل السنن) ـ.
ومن أدرك مع اإلمام ركع ًة َح َص َل له ثواب اجلامعة( ).
َ
( ) فهو هبذا أمكنه أن جيمع بني الفضيلتني؛ فعن أبى الدرداء « :أنَّه كان يدخل
ثم يدخل ِ ِ ي
فيصىل ركعتني يف ناحية املسجد ّ املسجد والناس صفوف يف صالة الفجر
مع القوم يف الصالة» يف رشح معاين اآلثار ،621 :وعن أيب عثامن قال:
الركعتني يف «رأيت الرجل جييء وعمر بن اخلطاب يف صالة الفجر ف ُيصيل ّ
جانب املسجد ثم يدخل مع القوم يف صالهتم» يف مصنف ابن أيب شيبة ،12 :
الركعتني
صىل َّ وغريه ،وعن ابن عمر « :أنَّه جاء واإلمام ُيصىل الصبح ومل يكن ّ
صىل معثم إنَّه ّ قبل صالة الصبح فصالمها يف حجرة حفصة ريض اهلل عنهاَّ ،
ألن حجرة اإلمام» يف رشح معاين اآلثار ،621 :ففيه أنَّه صالمها يف املسجد؛ َّ
حفصة ريض اهلل عنها من املسجد.
ألَّنا ليست بواجبة كام سبق بيانه.
( ) َّ
( )6سواء خاف فوت ركعة أو ركعتني أو أكثر؛ ألنَّه ليس لسنة فضيلة كسنة الفجر ،كام
يف املنحة 93 :؛ وألنَّه يمكن أن يصليها يف الوقت بعد الفرض وال كراهة بذلك
كالصالة بعد صالة الفجر.
ألن من أدرك آخر اليشء فقد أدركه ،لكنَّه ال يعدُّ ُمصلي ًا اجلامعة؛ النفراده بأكثرها،( ) َّ
فمن حلف ال يدرك اجلامعة ولألكثر حكم الكل ،وثمرة هذه املسألة يف اليمنيَ :
حنث بإدراك اإلمام ولو يف التشهد ،بخالف ما لو حلف ال يصيل الظهر مع اإلمام
ألن رشط حنثه أن يصيل الظهر مع اإلمام ومل يدرك الثالث يف الرباعية ال حينث؛ َّ
وقد انفرد عنه بثالث ركعات ،وهذا املسألة تذكر؛ لدفع توهم التالزم بني إدراك
الفضل واجلامعة .ينظر :رد املحتار ، 86 :والتبيني ، 8 :وعمدة الرعاية :
،وفتح القدير . 8 :
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن أيب بكرة ( :إنَّه انتهى إىل النبي وهو راكع فركع قبل أن يصل إىل الصف
فذكر ذلك للنبي ،فقال :زادك اهلل حرص ًا ،وال تعـد) يف صـحيح البخـاري :
، 2ويف رواية( :خشيت أن تفوتني الركعة معك فركعت دون الصف ،)...كـام
يف الدراية ، 2 :ونصب الرايـة ،69 :وفـتح البـاري ، 38 :وهـي عنـد
الطرباين ،وعن عيل وابن مسعود قاالَ «:من مل يدرك الركعة فال يعتد بالسـجدة»
يف مصنف عبد الرزاق ، 8 :واملعجم الكبري ، 20 :9قـال اهليثمـي يف جممـع
الزوائد :23 :رجاله موثقون ،وعن ابن عمر ،قال( :إذا فاتتك الركعـة فقـد
فاتتــك الســجدة) يف املوطــأ ، 0 :وســنن البيقهــي الكبــري ، 93 :وســنده
صحيح .ينظر :إعالء السنن .6 8 :
أن اإلمام أدرك املقتدي يف القيام ،بأن كان املقتدي مع اإلمام يف القيام ( ) صورهتا :لو َّ
ثم ركع اإلمام ومل يركع املقتدي حتى رفع اإلمام رأسه من الركوعَّ ،
فإن املقتدي
يعدّ مدرك ًا لتلك الركعة باالتفاق؛ ألنَّه شاركه يف حقيقة القيام ،ولكن ختلف عنه
بالركوع فصار الحق ًا فيه فعليه أن يتبعه فيه .ينظر :رشح ابن ملك ق /1ب.
( )6إدراكه لتلك الركعة ،وإن كان مكروه ًا حتري ًام؛ ألنَّه ُو ِجدَ ْت املشارك ُة يف جزء
؛ فعن معاوية ،قال الركن ،كام يف رشح الوقاية ص ، 23والرشنباللية :
( :ال تبادروين بركوع وال بسجود ،فإنَّه مهام أسبقكم به إذا ركعت تدركوين به
إذا رفعت ،إين قد بدنت) يف سنن أيب داود ، 38 :وصحيح ابن حبان ،308 :1
قال اخلطايب« :يريد أنَّه ال يرضكم رفعي رأيس من الركوع ،وقد بقى عليكم يشء
منه إذا أدركتموين قائ ًام قبل أن أسجد ،وكان رسول اهلل إذا رفع رأسه من
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
واملسبوق يقيض فائته بعد فراغ اإلمام بقراءة ولو كان قرأ مع اإلمام،
ِ
بطالف ما لو قنت معه ،فإنه ال يقنت فيام يقيض( ).
ولو أدرك مع اإلمام ثالثة املغرب َق َض األوليني بجلستني( ).
وما يقضيه املسبوق أول صالته حك ًام فيستفتح فيه( ) ال فيام َأدرك،
ويتشهد مع إمامه وال يدعو.
الركوع يدعو بكالم فيه طول ،إين قد بدنت يروي عىل وجهني :أحدمها :بتشديد
الدال :معناه كرب السن ،والوجه اآلخر :بدنت مضمومة مشددة ،ومعناه :زيادة
اجلسم واحتامل اللحم» .ينظر :عون املعبود ، 60 :وغريه.
( ) فاملسبوق يقرأ فيام يقيض؛ ألنَّه منفرد فيام سبق به ،فيأيت بالقرءاة وإن كان قرأ مع
اإلمام ،بخالف القنوت ،والفرق بينهام َّ
أن القراءة مع اإلمام غري معتد هبا؛ لعدم
الوجوب عليه خلف اإلمام ،وإذا قام إىل قضاء ما سبق انفرد فيجب عليه حينئذ،
فإن قراءته خلف اإلمام معتد هبا ،فال يعيد يف قضاء ما سبق من بخالف القنوت َّ
الوتر .ينظر :منحة السلوك .92 :
ألن ما صىل مع اإلمام أول صالته ،وهو ركعة ( ) أي جيلس عىل رأس كل ركعة؛ َّ
فيتشهد عقبها ملوافقة اإلمام ،فإذا صىل ركعة أخرى يتشهد ،ثم يصيل أخرى
ألَّنا آخر صالته .ينظر :املنحة .92 : ويتشهد أيض ًا؛ َّ
( )6أي يقرأ يف قضاء ما سبق :سبحانك اللهم ...وال يستفتح فيام أدرك مع اإلمام؛ َّ
ألن
االستفتاح يكون يف أول الصالة ،وكذلك يتشهد مع اإلمام يف آخر الصالة ،ولكن
ألَّنا مرشوعة يف آخر الصالة ،بل يسكت بعد ال يدعو بأن يصيل عىل النبي ؛ َّ
التشهد إىل أن يسلم اإلمام ،وهذا عند أيب حنيفة وأيب يوسف ،وعند حممد :
أنَّه يدعو بالدعوات املذكورة يف القرآن؛ ألنَّه يؤتى بمثل هذه الدعوات يف وسط
الصالة ،كام يف رشح ابن ملك ق/16أ ،قال الزييل يف اهلدية ص « : 1واألصح
ألن الصالة ليست موضع السكوت». أن يأيت باألدعية؛ َّ
ـ 112ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف السهو
جيب( ) للسهو ال للعمد( ) سجدتان متى ترك واجب ًاَ ،أو َأخرهَ ،أو أخ َر
ركن ًا ،أو زا َد يف صالته فع ً
ال من جنسها( ).
وجيب عىل املأموم بسهو اإلمام ،فإن تركَه اإلمام وافقه املأموم( ).
وسهو املأموم ال يوجب السجود( ).
يضم إليها فال يشء عليه; ألنَّه ظان ،وال يسجد للسهو
بالوتر غري مرشوع ،وإن مل ّ
ألن النقصان بالفساد ال ينجرب بالسجود .ينظر :املنحة ، 00 : عىل األصح؛ َّ
واملشكاة ص. 30
( ) لتامم فرضه؛ ألنَّه مل يرتك إال إصابة لفظ السالم ،وهي ليست بفرض ،وضم
ال; َّ
ألن الركعة الواحدة ال جتزئه لنهي النبي عن السادسة؛ لتصري الركعتان له نف ً
البترياء ،وهذا النفل ال ينوب عن السنة الراتبة بعد الفرض عىل الصحيح; َّ
ألن
املواظبة عليها بتحريمة مبتدأة مقصودة ،ويسجد للسهو جرب ًا للنقصان ،وهو
النقصان املتمكن يف النفل بعد الدخول فيه ال عىل الوجه املسنون .ينظر :املشكاة
ص. 30
حممد ،وهو قول زفر ،حتى لو اقتدى به إنسان صح ( ) أي من صالته عند ّ
ألن السجود وجب جرب ًا للنقصان فال بد أن يكون يف إحرام الصالة،
اقتداؤه؛ َّ
وعندمها خيرج منها عىل سبيل التوقف إن عاد إىل السجدة يعود إىل حرمة الصالة
وإال فال؛ َّ
ألن السالم حملل يف موضعه فيعمل عمله ،إال أنَّه يتوقف حلاجته إىل جرب
نقصان الصالة بالسجدة فإذا سجد حتققت احلاجة فيعود وإال فال ،ويسجد
للسهو؛ َّ
ألن نيته تغيري املرشوع فيلغو .ينظر :رشح ابن ملك ق /1أ-ب.
( )6ألنَّه قادر عىل إسقاط ما عليه من الفرض بيقني من غري مشقة ،فيلزمه ذلك كام لو
شك أنَّه صىل أو مل يصل والوقت باق ،فإنَّه جيب عليه أن يصيل؛ فعن عبادة بن
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إن رسول اهلل سئل عن رجل سها يف صالته فلم يدر كم صىل؟ الصامت َّ ( :
فقال :ليعد صالته )...رواه الطرباين يف الكبري ،وهو صالح لالحتجاج .ينظر:
إعالء السنن . 2 :2
ألن ما صاله قربة والكالم( ) أي واالستئناف بالسالم أوىل من االستئناف بالكالم؛ َّ
يلغيها ،وجمرد النية يف االستئناف بدون السالم والكالم لغو .ينظر :هدية
الصعلوك ص . 0
فليـتم
ّ ( ) فعن ابن مسعود ،قال ( :إذا ّ
شك أحدُ كم يف صالته فليتحر الصـواب
عليه ،ثم ليس ّلم ،ثم يسجد سـجدتني) يف صـحيح البخـاري ، 13 :وصـحيح
مسلم . 00 :
ألن يف اإلعادة حرج ًا ،وقد انعدم الرتجيح بالرأيّ ،
فتعني البناء عىل اليقني حتى (َّ )6
كل موضع يتوهم أنَّه آخر صالته كي ال تبطل صالته تربأ ذمته بيقني ،ويقعد يف ّ
برتك القعدة؛ فعن أيب سعيد اخلدري ،قال ( :إذا شك أحدكم يف صالته فلم
يدر كم صىل ثالث ًا أم أربع ًا ،فليطرح الشك وليبن عىل ما استيقن ثم يسجد
سجدتني قبل أن يسلم ،فإن كان صىل مخس ًا شفعن له صالته وإن كان صىل إمتام ًا
ألربع ينفذ ترغي ًام للشيطان) يف صحيح مسلم . 00 :
( ) وهي يف آخر األعراف (آية ،) 03والرعد (آية ،) 1والنحل (آية ،) 9وبني
إرسائيل (آية ،) 03ومريم (آية ،)18واألوىل يف احلج (آية ،) 8والفرقان
(آية ،)30-19وأمل السجدة (آية ،) 1وص (آية ) ،وفصلت (آية ،)62
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وألن السجدة قطعة معظمة من َّ ال للتالوة فال جتب عليهم؛ ألَّنم ليسوا أه ً
( ) َّ
الصالة؛ وهلذا يشرتط ألدائها مجيع رشائط الصالة ،فال جتب عىل من ليس بأهل
لوجوب الصالة ،بخالف اجلنب واملحدث .ينظر :املنحة ، 01 :ورشح ابن
ملك ق/11أ.
( ) أي جتب سجدة التالوة عىل َمن يسمعها من حائض ونفساء وغريهم ،قال يف
التبيني « : 03 :ولو سمعها ممن ال جتب عليه الصالة لكفر أو لصغر أو جلنون
أو حيض أو نفاس جتب عليه لتحقق السبب ،وقيل :ال جتب بقراءة املجنون
والصغري الذي ال يعقل» .قال الشلبي يف حاشيته عىل التبيني « : 03 :ويف
الوبري سبب وجوهبا ثالثة :التالوة والسامع ،واالقتداء باإلمام ،وإن مل يسمعها
ومل يقرأها ،ثم التالوة توجب سجدة التالوة عىل التايل برشطني :أحدمها أن يكون
ممن تلزمه الصالة ،حتى لو كان كافرا أو جمنون ًا جنون ًا ممتد ًا أو صبي ًا أو حائض ًا أو
نفسا ًء أو عقيب طهر دون العرشة واألربعني مل يلزمهم ،والتايل إذا كان جنب ًا أو
حمدث ًا أو سكران ًا أو جمنون ًا قارص ًا بأن كان يوم ًا وليلة أو بأقل لزمته تالها أو
سمعها ،والصبي يؤمر بالسجدة فإن فعل وإال فال قضاء عليه ،ولو تلتها املرأة يف
صالهتا فحاضت قبل السجود سقط .والرشط الثاين :أن ال يكون التايل مؤمت ًا».
( )6قال حجة اإلسالم الغزايل :إنَّه الببغاء .ينظر :حياة احليوان الكربى .93 :
ألن السبب سامع ( ) وقال ابن ملك يف رشح التحفة ق/11ب« :وهو الصحيح؛ َّ
تالوة صحيحة ،وهي إنَّام تكون بالتمييز» ،ويف تبيني احلقائق « : 03 :وال جتب
طوطي ال جتب عىل ّ بقراءة النائم أو املغمى عليه يف رواية ،ولو سمعها من
الصحيح».
( )1لتحقق التالوة من األهل ،واألصل يف السببية هو التالوة والسامع بنا ًء عليه .ينظر:
رشح ابن ملك ق/11ب.
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن املأموم حمجور عن القراءة فقراءته كال قراءة يف حق اإلمام .ينظر :عمدة ( ) َّ
الرعاية . 60 :
( ) أي ال يسجد املأموم وال اإلمام ال يف الصالة وال بعدها ،أما املأموم؛ فألنَّه إذا
سجد فإن تابعه اإلمام يؤدي إىل قلب املوضوع ،وإن مل يتابعه كان املأموم خمالف ًا
إلمامه ،وأما اإلمام؛ فألنه إذا سجد يكون قلب املوضوع أيض ًا .ينظر :منحة
السلوك . 01 :
ألَّنا صالتية ،وهلا مزية الصالة ،فتكون أقوى من غري الصالتية ،والكامل ال (َّ )6
وألَّنا صارت من أفعال الصالة وأفعاهلا ال تتأدى خارجها. َّ يتأدى بالناقص؛
ينظر :املنحة ، 03 :واملشكاة ص . 3
ألن املجلس ألن الصالتية أقوى فال تكون تبع ًا لألضعف ،بخالف ما سبق؛ َّ ( ) َّ
متحد ،والصالتية أقوى فصارت األوىل تبع ًا هلا .ينظر :التبيني ، 02 :والدر
املختار .1 0 :
ألن الحتاد املجلس أثر ًا يف مجع املتفرقات ،حتى لو تالها فيه وسجد ،ثم ذهب (َّ )1
وجاء إليه فتالها ثانية سجد هلا بأخرى ،واملجلس املتحد :كاملسجد واجلامع
والبيت والسفينة سائرة كانت أو واقفة ،واحلوض والغدير والنهر الواسع والدابة
السائرة وراكبها يصيل ،واملختلف :كالدابة السائرة وراكبها ليس يف الصالة
واملايش يف الصحراء والسابح يف البحر والنهر العظيم واملنتقل من غصن إىل
غصن .ينظر :منحة السلوك . 02 :
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وال خيتلف املجلس بمجرد القيام ،وال بططوة أو بططوتني ،ولقمة أو
لقمتني( ).
والسفينة اجلارية كالبيت.
ولو كررها عىل الدابة وهي تسري :فإن كان يف الصالة احتدت( ) ،وإن مل
يكن فيها تعددت ،وإذا تالها عىل الدابة أجزأته باإليامء( ).
وهي كسجدة الصالة بغري تشهد وسالم( ).
فصل
يف امليت
يوجه املحترض إىل القبلة عىل ش ِّقه األيمن( ) ،وتذ َكر عنده الشهادة وال
فإن املجلس ال خيتلف بمجرد القيام وال بخطوة وال خطوتني ،وال باالنتقال من ( ) َّ
ِ
باالنتقال من زاوية إىل زاوية يف بيت أو مسجد ليسا كبريين ،بل يتبدَّ ل املجلس
مكان إىل مكان ،وميش ثالث خطوات فصاعد ًا .ينظر :املنحة ، 02 :واهلداية ٍ
،80 :وفتح القدير ، 23 :والتبيني ، 08- 02 :ورشح الوقاية - 81
، 82وغريها.
( ) أي كفته سجدة واحدة؛ الحتاد املجلس ،وإن مل يكن يف الصالة تعدد فيلزمه لكل
ألن سريها يضاف إليه؛ وهلذا جيب عليه ضامن ما تالوة سجدة الختالف املجلس؛ َّ
أتلفته .ينظر :رشح ابن ملك ق/13أ.
( )6ألنَّه أداها كام وجب عليه ،ولو تالها عند طلوع الشمس فلم يسجد هلا حتى كان
وقت الزوال فسجد أجزأه .ينظر :املنحة . 08 :
ِ
تكبريتني :تكبرية إن كيفية سجدة التالوة كسجدة الصالة ،فهي سجد ٌة بني ( ) أي َّ
يد وتشهدٍ الة بال رف ِع ٍ
برشوط الص ِ
ِ للرفع ،ومها مسنونتان
َّ للوضع ،وتكبرية َّ
وسالم ،ويسبح فيها كام يسبح يف سجود الصالة .ينظر :التبيني ، 08 :والوقاية
ص. 86
يستلقي املحترض عىل قفاه ،فيكون وجهه إىل السامء وقدماه
َ ( )1واختار ي
املتأخرون أن
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إىل القبلة؛ ألنَّه أسهل لتغميض العني ،وشدّ حلييه بعد املوت ،ويرفع رأسه قليالً؛
ليصري وجهه إىل القبلة ،هذا كله إذا مل يشق عليه وإالَّ يرتك ،كام يف البناية رشح
إن النبي حني قدم املدينة سأل عن الرباءاهلداية 9 :؛ فعن أيب قتادة َّ ( :
يوجه إىل القبلة
بن معرور ،فقالوا :تويف وأوىص بثلثه لك يا رسول اهلل ،وأوىص أن َّ
ملا احترض ،فقال رسول اهلل :أصاب الفطرة وقد رددت ثلثه عىل ولده) يف
املستدرك ،101 :وصححه ،وغريه.
( ) فعن أيب سعيد اخلدري ،قال ( :لقنوا موتاكم ال إله إال اهلل) يف صحيح مسلم
،36 :واملراد من قرب من املوت؛ ألنَّه موضع يتعرض فيه الشيطان؛ إلفساد
اعتقاده ،فيحتاج إىل مذكر ومن ّبه عىل التوحيد .ينظر :التبيني . 6 :
( ) أي إقامة للواجب بقدر اإلمكان ،واملعترب يف التفسخ غالب الظن أنَّه تفسخ ،فال
يصىل عليه ،وإن غلب عىل الظن أنَّه مل يتفسخ يصىل عليه ،وإذا شك ال يصىل عليه،
،واهلدية ص. 1 وهذا االعتبار هو الصحيح ،كام يف منحة السلوك :
( )6أي رفع صوته وصاح عند الوالدة .ينظر :طلبة الطلبة ص .6
( ) أي عىل املختار عند املصنّف وصاحب الوقاية ص، 99واخلانية ، 83 :
والبزازية ،28 :والفتح ،96 :ورد املحتار .191 :
والقول الثاين :أنَّه ال يغسل ،وهو ظاهر الرواية .ينظر :األصل ،62 :ورشح الوقاية
ص ، 99وغريها.
( )1فعن جابر ،قال ( :الصبي ال يصىل عليه ،وال يرث ،وال يورث حتى يستهل)
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
يف سنن الرتمذي ،610 :6وسنن الدارمي ، 8 :ويف رواية ( :إذا استهل
الصبي صيل عليه وورث) يف سنن ابن ماجة ، 86 :وصحيح ابن حبان : 6
،69واملستدرك ،688 :وصححه .ينظر :الدراية . 61 :
ألَّنام ليسا بشهيدين ،وال يصىل عليهام؛ زجر ًا( ) أي يغسالن وال يصىل عليهام؛ َّ
عيل يف عدم صالته عىل ال ُبغاة، وسياسة وعربة ،وهذا اقتداء بفعل سيدنا ّ
وقطاع الطريق ،و َمن يف معناهم .وقيل :ال يغسالن وال يصىل عليهام إهانة هلام ،كام
يف التبيني ، 10- 9 :وملتقى األبحر ص ، 8وعمدة الرعاية ، 31 :
واملنحة ، 6 :وغريها.
( ) أي مع اجلنازة؛ ألنَّه هذه احلالة حالة اعتبار ،والصمت حيقق ذلك.
( )6وكذلك يرسعون باجلنازة ال َخ َبب ًا بأن يرسع به بحيث ال يضطرب امليت عىل
اجلنازة؛ فعن الرباء ،قال( :أمرنا النبي بسبع وَّنانا عن سبع أمرنا باتباع
اجلنائز )...يف صحيح البخاري ، 2 :وعن أيب هريرة ،قال ( :ال تتبع
اجلنازة بصوت ،وال نار ،وال يمشى بني يدهيا) يف سنن أيب داود ، 06 :6ومسند
أمحد ،1 8 :وعن أيب هريرة ،قال ( :أرسعوا باجلنازة ،فإن تك صاحلة
فرش تضعونه عن رقابكم) يف صحيح فخري تقدموَّنا عليه ،وإن تكن غري ذلك ٌّ
،وغريها. مسلم ،31 :وصحيح البخاري :
( ) فعن ابن عباس قال ( :اللحد لنا والشق لغرينا) يف سنن أيب داود ، 6 :
وسنن الرتمذي ،636 :6وحسنه ،وسنن ابن ماجة ، 93 :وغريها.
( )1فيكون اآلخذ له مستقبل القبلة حال األخذ؛ فعن ابن عباس َّ ( :
إن النبي
دخل قرب ًا ليالً فأرسج له رساج فأخذه من قبل القبلة ،وقال :رمحك اهلل إن كنت
ـ 112ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألواه ًا ،تال ًء للقرآن ،وكرب عليه أربع ًا) يف سنن الرتمذي ،62 :6وحسنه ،وسنن
َّ
ابن ماجة ، 91 :وغريها.
( ) وكذلك ُّ
حتل العقدة التي عىل الكفن خيفة االنتشار؛ فعن قتادة الليثي َّ ( :
إن
رج ً
ال سأله فقال :يا رسول اهلل ،ما الكبائر؟ فقال :هي تسع :الرشك باهلل ،وقتل
نفس املؤمن بغري حق ،وفرار يوم الزحف ،وأكل مال اليتيم ،وأكل الربا ،وقذف
املحصنة ،وعقوق الوالدين املسلمني ،واستحالل البيت احلرام قبلتكم أحياء
وأموات ًا) يف املستدرك ، 88 :وصححه ،وسنن أيب داود ، 1 :6وغريها.
( ) أي باآلجر أو اجلص أو احلجر أو اخلشب ،قال اإلمام التمرتايش :هذا إذا كان
حول امليت ،وإن كان فوقه ال يكره للعصمة عن السبع ،وقال مشايخ بخارا :إذا
كانت األرض رخوة ال بأس باآلجر أو اخلشب ،ويكره أيض ًا أن يبنى عليه؛ للبىل
ال للبناء ،وال بأس بنصب احلجر عليه؛ ليعرف ،وإن احتاج إىل الكتابة عليه حتى
ال يمتهن فال بأس به ،وأما الكتابة بغري عذر فمكروهة ،كام يف هدية الصعلوك
؛ فعن جابر قالَّ( :نى النبي أن جتصص القبور ،وأن يكتب عليها، ص
وأن يبنى عليها وأن توطأ) يف سنن الرتمذي ،638 :6وصححه ،واملجتبى :
،88وسنن ابن ماجة ، 98 :وصحيح ابن حبان ، 6 :2وغريها.
كلثم املرأة ،فيجعل بني ّ
ثم اخلنثىّ ، ثم خلفه الغالمّ ،
( )6فيوضع الرجل مما ييل القبلةّ ،
اثنني حاجز ًا من الرتاب؛ ليصري يف حكم قربين .ينظر :رشح ابن ملك ق/18ب.
( ) ألنَّه أسرت هلا ،أو يغطى قربها عند الدفن بخالف الرجل؛ لئال يقع النظر عليها،
وتطني الطبقة العليا مما
ّ وينبغي أن يفرش التابوت ،وجيعل عىل جانبيه لبنا خفيف ًا
ييل امليت؛ ليصري كاللحد ،وال يتخذ التابوت للرجال إال أن تكون األرض رخوة،
ـ 113ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف الشهيد
ال مل جيب به مال( ). كافر َأو م ٌ
سلم ظل ًام( ) قت ً والشهيد :كل مسلم قت َله ٌ
فال يغسل إال إذا قتِ َل جنب ًا( ) أو َصبي ًا.
وال يغسل دمه( ) ،وال ينزع ثيابه ،وينزع كل ما عليه من غري جنس
كام يف هدية الصعلوك ص 6؛ فعن أيب إسحاق قال( :شهدت جنازة
احلارث ،فمدوا عىل قربه ثوب ًا ،فكشفه عبد اهلل بن يزيد ،قال :إنَّام هو رجل) يف
مصنف ابن أيب شيبة ، 3 :6وسنن البيهقي الكبري ،1 :وصححه.
( ) ألنَّه إذا قتله مسلم حق ًا مثل ما إذا قتل رمج ًا أو قود ًا ال يكون شهيد ًا ،فخرج بظلم:
من قتل حد ًا أو قصاص ًا .ينظر :املشكاة ص ،60واملنحة . 3 :
ِ
ونحوه ممَّا ال يقتل به غالب ًا ،وكالقتل ِ
باحلجر ( ) فمن قتل ووجب به مال :كالقتل
الصور الدي ية ال
الواجب يف هذه ُّ
َ اخلطأ :كأن رمى الصيد فأصاب إنسان ًا وقت َله ،فإن
القصاص .وشمل هذا التعريف قتي َل املرشكنيَ ،
وأهل البَ ْغي ،وقطاع ال َّطريق ،ي
بأي
ٌ
مقتول ُظل ًام ،ومل جيب بقتله مسلم اجلريح يف املعركة؛ ألنَّه ٍ
آلة قتلوه ،وشمل امل يي َت
ٌ َ
ْفقتيل ال م ْي ٌت َحت َ مال ،وتشرتط اجلراح َة فيمن ُو ِجدَ يف املعركة؛ َّ
ليدل عىل أنَّه ٌ
أنفه .ينظر :الرساجية ص ،3ورشحها للرشيفي ص ،2-3ورشح الوقاية ِ
ص ، 0 - 0وعمدة الرعاية . 18 :
إن صاحبكم حنظلة تغسله املالئكة ،فسلوا صاحبته، ( )6فعن الزبري ،فقال َّ ( :
فقالت :خرج وهو جنب ملا سمع اهلائعة ،فقال رسول اهلل فذاك ،قد غسلته
املالئكة) يف صحيح ابن حبان ، 91 : 1واملستدرك ، 1 :6وصححه ،وسنن
البيهقي الكبري ، 1 :وغريها ،فغسل املالئكة له تعلي ًام لنا بام نفعل بمثله ،وهذا
ألن ما وجب قبل املوت من غسل اجلنابة عند أيب حنيفة ،وقاال :ال يغسلون؛ َّ
ونحوها سقط باملوت؛ النتهاء التكليف به .ينظر :فتح باب العناية - 19 :
، 30وغريها.
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) وهذا عند أيب حنيفة ،واختلفوا يف قول أيب يوسف وحممد يف اعتبار اإليصاء:
:األظهر أنَّه ال خالف ،فجواب أيب يوسف بأن فقال صاحب البحر :
يكون مرتث ًا فيام إذا كان بأمور الدنيا ،وجواب حممد بعدمه فيام إذا كان بأمور
اآلخرة ،وقال صاحب الدر املختار :3 0 :إن أوىص بأمور اآلخرة ال يصري
مرتث ًا عند حممد وهو األصح .ونقل يف الربهان عن كل من أيب يوسف وحممد
قولني ،فقال :ويطرد أبو يوسف االرتثاث يف الوصية بأمور الدنيا فقط أو
مطلق ًا ،وخالفه حممد يف وصية اآلخرة فلم جيعله مرتث ًا أو مطلق ًا .ينظر :غنية
ذوي األحكام ، 20 :والتبيني . 9 :
( ) هذا بيان االرتثاث الذي خيرج به امليت عن حكم الشهادة ،فهذه األشياء تسقط
الشهادة فيغسل؛ ألنَّه نال هبا مرافق احلياة فخف أثر الظلم فلم يكن يف معنى
شهداء أحد ،ثم املرتث إذا غسل فله ثواب الشهيد :كالغريق واحلريق واملبطون،
فإَّنم يغسلون ،وهم شهداء ،كام يف منحة السلوك 2 :؛ فعن أيب هريرة َّ
قال ( :الشهداء مخسة :املطعون واملبطون َوا ْل َغ ِر ُق وصاحب اهلدم والشهيد يف
سبيل اهلل) يف صحيح البخاري . 66 :
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتاب الزكاة
جتب عىل كل حر بالغ عاقل( ) مسلم ،ملك نصابا ملكا تاما رقبة ويدا( )،
وتم عليه حول كامل( ) ،وجوبا عىل الفور يف قول( ).
وألَّنا عبادة حمضة لكوَّنا أحد َّ ألن التكليف ال يتحقق بدون العقل والبلوغ؛ ( ) َّ
أركان الدين ،واملجنون والصغري ليسا بمخاطبني ،فال جتب عليهام كام ال جتب
عليهام سائر أركانه ،كام يف تبيني احلقائق 252 :؛ فعن ابن مسعود « :ليس يف
مال اليتيم زكاة» يف آثار حممد ص 64عن إعالء السنن ،4 :9وغريه.
النصاب املقدّ ر من الشارع مملوك ًا له ذات ًا وترصف ًا ،بحيث يقد ُر عىل
ُ ( )2أي أن يكون
االنتقاالت امللك ّي ِة فيه ،فال جتب يف امللك الناقص ،حيث ال
ِ ف فيه ،وعىل التَّرص ِ
ُّ
جتب زكاة يف املبيع قبل القبض ،والدية عىل العاقلة ،واملهر إذا كان دين ًا ،وبدل
اخللع ،وبدل الصلح عن دم العمد ،كام يف املنحة ، 21 :2وال زكاة يف الضامر من
املال ـ كام سيأيت ـ.
ألن السبب هو املال النامي؛ لكون الواجب جزء من الفضل ال من رأس املال؛ ( ) َّ
لقوله ﭽﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ [البقرة :]972 :أي الفضل ،والنمو
إنَّام يتحقق يف احلول غالب ًا؛ الختالف األسعار فيه غالب ًا عند اختالف الفصول،
فأقيم السبب الظاهر وهو احلول ،مقام السبب وهو النمو؛ فعن عيل قال :
( فإذا كانت لك مئتا درهم وحال عليها احلول ،ففيها مخسة دراهم ،وليس عليك
يشء ،يعني يف الذهب حتى يكون لك عرشون دينار ًا ،فإذا كان لك عرشون دينار ًا
وحال عليها احلول ،ففيها نصف دينار) يف سنن أيب داود ، 11 :2واألحاديث
إن أبا بكر الصديق مل يكن يأخذ من مال املختارة ، 56 :2وعن القاسم َّ « :
زكاة حتى حيول عليه احلول» يف موطأ مالك ،265 :وعن ابن عمر كان
يقول« :ال جتب يف مال زكاة حتى حيول عليه احلول» يف املوطأ .264 :
( )6هذا قول الكرخي ،وذكر احلاكم الشهيد يف املنتقى ما يدل عليه ،فإنَّه قال « :إذا مل
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
يؤد الزكاة حتى مىض حوالن فقد أساء وأثم ومل حيل له ما صنع وعليه زكاة حول
أن من مل يؤد الزكاة مل تقبل شهادته ،كام يف بدائع الصنائع واحد» ،وعن حممد َّ
،6 :2قال الطحطاوي يف حاشيته عىل املراقي « :3 :2وهي واجبة عىل الفور،
وعليه الفتوى ،فيأثم بتأخريها بال عذر وترد شهادته» ،وعليه الفتوى يف تنوير
األبصار 23 :2وكذلك يف رشح الوهبانية .ينظر :الدر املختار .23 :2
والقول الثاينَّ :إَّنا عىل الرتاخي :ذكره اجلصاص ،واستدل بمن عليه الزكاة إذا هلك
نصابه بعد متام احلول والتمكن من األداء أنَّه ال يضمن ،ولو كانت واجبة عىل
الفور لضمن :كمن أخر صوم شهر رمضان عن وقته أنَّه جيب عليه القضاء ،وذكر
أبو عبد اهلل الثلجي عن أصحابنا َّأَّنا جتب وجوبا موسع ًا ،وقال عامة مشاخيناَّ :إَّنا
عىل سبيل الرتاخي ،ومعنى الرتاخي عندهمَّ :أَّنا جتب مطلق ًا عن الوقت غري
عني ،ففي أي وقت أدى يكون مؤدي ًا للواجب ،ويتعني ذلك الوقت للوجوب،
وإذا مل يؤد إىل آخر عمره يتضيق عليه الوجوب بأن بقي من الوقت قدر ما يمكنه
األداء فيه وغلب عىل ظنه أنَّه لو مل يؤد فيه يموت فيفوت ،فعند ذلك يتضيق عليه
الوجوب ،حتى أنَّه لو مل يؤد فيه حتى مات يأثم ،كام يف بدائع الصنائع ،6 :2
وصححه الباقاين عن التاتارخانية ،كام يف رد املحتار .23 :2
ِ
املديون بقدر ( ) فمن رشوط وجوب الزكاة أن يكون فارغ ًا عن الدين ،فال ُ
جتب عىل
ألن الزكاة جتب عىل الغني إلغناء الفقري ،وال ما يكون ماله مشغوالً بالدَّ ين؛ َّ
يتحقق الغنى باملال املستقرض ما مل يقضه ،وال فرق يف الدين املؤجل واحلال،
واملراد بالدين دين له مطالب من جهة العباد حتى ال يمنع دين النذر والكفارة،
ودين الزكاة مانع حال بقاء النصاب؛ ألنه ينتقص به النصاب ،كام يف اإليضاح
ق/24ب ،والدرر ، 32 :ورد املحتار ،5 :2وعمدة الرعاية ،249 :وتبيني
احلقائق 256 :؛ فعن عثامن بن عفان كان يقول« :هذا شهر زكاتكم ،فمن
كان عليه دين فليؤد دينه ،حتى حتصل أموالكم فتؤدوا منها الزكاة» يف موطأ مالك
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ومن مات وعليه زكاة ،أو صدقة فطر ،أو صوم ،أو نذر ،أو كفارة،
سقطت ،إل إن أوىص هبا ،فتنفذ من الثلث( ).
ول زكاة يف غري الفضة والذهب والسوائم ،إل بنية التجارة( ).
ول زكاة يف املال الضامر :وهو ما ل يقدر عليه بنفسه ول بنائبه( ).
ول تصح إل بنية مقارنة لألداء ،أو لعزهلا ،إل إذا تصدق بكل
النصاب( ).
ونصاب الورق :وهو الفضة مئتا درهم( ) :عرشة منها وزن سبعة مثاقيل
أغلبها فضة ،وفيه مخسة( ) ،ثم يف كل أربعني درهم ،والناقص عفو( ).
ونصاب الذهب :عرشون مثقال( ) أغلبها ذهب ،وفيه نصف مثقال( )،
وألَّنا
( ) ألنَّه إذا تصدق بجميع ماله فقد دخل اجلزء الواجب فال حاجة إىل التعيني؛ َّ
عبادة فال تصح بدون النية ،واألصل فيه االقرتان باألداء كسائر العبادات ،إال َّ
أن
الدفع يتفرق فيخرج باستحضار النية عند كل دفع ،فاكتفي بوجودها حالة العزل
ألن العزل فعل منه فجازت النية عنده .ينظر :املشكاة ص. 19 دفع ًا للحرج; َّ
( )2وزن الدرهم بالغرامات ،) 2 25( :كام يف مقدمة املجمع ص ،65وقدره الشيخ
عبد العزيز العيون السود بـ() 25غرام ًا،فيكون النصاب هو ()311غرام ًا.
( ) أي يف كل مئتا درهم مخسة دراهم؛ فعن عيل قال ( :هاتوا ربع العشور من
كل أربعني درمه ًا ،وليس فيام دون املئتني يشء ،فإذا كانت مئتي درهم ففيها مخسة
دراهم ،فام زاد فعىل ذلك احلساب) يف صحيح ابن خزيمة ، 6 :6وسنن أيب داود
.692 :
( )6يعني إذا زاد عىل املئتني ال يشء فيه عند أيب حنيفة حتى يبلغ أربعني درمه ًا ،فإذا
ألن الزكاة ال جتب يف الكسور إال إذا بلغ مخس بلغ أربعني درمه ًا ففيه درهم؛ َّ
النصاب ،وقاال :ما زاد عىل املئتني فبحسابه ،كام يف املنحة ، 25 :2واملشكاة
كل مخس أواق من الورق مخسة ص 21؛ فعن عمرو بن حزم ،قال ( :يف ّ
كل أربعني درمه ًا درهم) يف املستدرٌ ،55 :وسنن دراهم ،وما زاد ففي ّ
البيهقي الكبري ،19 :6وصححه أمحد .ينظر :جممع الزوائد ،32 :وغريها.
( )5املثقال هو الدينار ،ويساوي يف الغرامات ( ،)6225كام يف مقدمة املجمع ص،65
والنصاب يساوي ( ) 11غرام ًا ،كام قدَّ ره الشيخ عبد العزيز العيون السود.
( )4أي يف كل عرشين مثقاالً نصف مثقال ؛ فعن عيل قال ( :فإذا كانت لك
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
مائتا درهم وحال عليها احلول ،ففيها مخسة دراهم ،وليس عليك يشء يعني يف
الذهب حتى يكون لك عرشون دينار ًا ،فإذا كان لك عرشون دينار ًا ،وحال عليها
احلول ففيها نصف دينار) يف سنن أيب داود ، 11 :2وسكت عنه ،واألحاديث
املختارة ، 56 :2وسنن البيهقي الكبري ، 3 :6وغريها.
( ) القرياط يساوي بالغرامات ( ، )122 25كام يف مقدمة جممع البحرين ص.64
( )2أي إذا زادت عىل عرشين مثقاالً ال يشء فيه عند أيب حنيفة إىل أن يبلغ أربعة
مثاقيل ،فإذا بلغ ذلك ففيه قرياطان ،وقاال :ما زاد فبحسابه .ينظر :املنحة :2
. 24
( ) وهي الذهب والفضة قبل أن يصاغ ويستعمل ،ينظر :اللسان ،6 4 :واملختار
ص.36
( )6وهي ما يعمل من الذهب والفضة من احليل ،فإنَّه جتب فيه الزكـاة إذا بلـغ نصـاب ًا؛
إن امرأة أتـت رسـول اهلل ومعهـا فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َّ ( :
ابنة هلا ،ويف يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب ،فقال هلـا :أتعطـني زكـاة هـذا
قالت :ال ،قال :أي،رٌ أن يسورٌ اهلل هبـام يـوم القيامـة سـوارين مـن نـار ،قـال:
فخلعتهام َفألقتهام إىل النبي ،وقالت :مها هلل ولرسوله) يف سنن أيب داود ،95 :2
وسنن النسائي الكربى ، 9 :2ومسند إسحاق بن راهويه ، 33 :ومسند أمحد
،655 :4واملعجم الكبري ، 4 :26وصححه ابن القطان ،وقال النووي :إسناده
حسن .ينظر :الدراية ،251 :وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالـت( :دخـل عـيل
رسول اهلل فرأى يف يدي فتخات ـ أي خـواتم ـ مـن ينـوي فقـال :مـا هـذا يـا
عائشة فقلت :صنعتهن أتزين لك يا رسول اهلل ،قال :أتؤدين زكـان ّن ،قلـت :ال
أو ما شاء اهلل ،قال :هو حسبك من النار) يف سنن أيب داود ،95 :2واملسـتدرٌ :
،563وقال احلاكم :إسناده صـحيح عـىل رشط الشـيخني ومل خيرجـاه ،وعـن أم
سلمة ريض اهلل عنها ،قالت( :كنت ألبس أوضاح ًا من ذهـب ،فقلـت :يـا رسـول
ـ 717ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وما غلبه منهام( ) غش فهو كعروض التجارة ،إل أن خيلص منه نصاب.
ونصاب العروض( ) :أن يبلغ قيمتها نصابا باألنفع للفقراء( ).
وكامل النصاب يف طريف الول كاف( ).
اهلل ،أكنز هو فقال :ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكي فلـيس بكنـز) يف سـنن أيب داود
،95 :2واملســتدرٌ ،563 :وصــححه احلــاكم ،واملعجــم الكبــري ،21 :2
وغريها.
( ) أي ما غلب من الذهب والفضة فيه الغش فإنَّه يعامل معاملة العروض ،فال
بأَّنا ال تنطبع بال غش فمست جتب فيه الزكاة من غري نية التجارة ،وذلك َّ
الرضورة إىل إهدار القليل ،وال رضورة يف الكثري ففصلنا بالغلبة بأن يزيد عىل
النصاب؛ إذ املغلوب يف مقابلة الغالب كاملعدوم ،كام يف رشح ابن ملك ق /4أ،
واختلف يف الغش املساوي ،واملختار لزومها احتياط ًا ،كام يف التنوير . 2 :2
وكل يشء فهو َع ْرض سوى الدراهم املتاعُّ ،
ُ ( )2أي َع ْرض التِّجارة؛ وال َع ْرض:
الصحاح .91 :2 فإَّنام عني .ينظرِّ :
والدنانري َّ
قو َم عروض التجـارة بالـدِّ راهم ،وإن كـان ( ) فإن كان التقويم بالدراهم أنفع للفقري َّ
قومت هبا ،كـام يف رشح الوقايـة ص2 1-2 3؛ فعـن سـمرة بـن بالدَّ نانري أنفع ِّ
جندب ،قال ( :كان يأمرنا أن نخرج الصدقة عن الذي يعد للبيـع) يف سـنن
أيب داود ،95 :2وسكت عنه ،واملعجم الكبري ،25 :3وسنن البيهقي الكبري :6
، 64وعن أيب ذر قال ( :يف البز صدقة) أخرجه أمحد والدارقطني واحلاكم،
وإسناده حسـن .ينظـر :الدرايـة ،24 :وعـن ابـن عمـر ،قـال( :لـيس يف
العروض زكاة إال ما كان للتجارة) يف سنن البيهقـي الكبـري ، 63 :6وصـححه،
ومصنف ابن أيب شيبة .614 :2
ِ
احلول ألن نقصان النصاب يف ( )6أي يف وجوب الزكاة وإن نقص النصاب يف احلول؛ َّ
عرشون دينار ًاُ ،ثم نقص يف ِ
أثناء احلولُ ،ث َّم َ َهدْ ر ،فلو كان معه يف َّأول ا ِ
حلول
َ َّ
الزكاة .ينظر :املشكاة ص . 2 ِ
احلول ،فإنَّه جتب عليه َّ عادت العرشون يف آخر
ـ 719ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي تضم قيمة العروض إىل الذهب والفضة ،ويضم الذهب إىل الفضة بالقيمة
ألَّنا للتجارة ،هذا عند أيب حنيفة ،
ألن الكل جنس واحد؛ َّ فيكمل به النصاب؛ َّ
الفض ِة باألجزاء حتى إذا كان له عرشة دنانري وتسعونالذهب إىل َّ يضم َّ
ُّ وعندمها
جتب عنده ال عندمها .ينظر :رشح الوقاية ص.2 1 درمه ًا قيمتها عرشة دنانري ُ
( )2أي ويضم ما دون األربعني درمه ًا إىل ما دون األربعة مثاقيل التي يمثل كل منها
مخس النصاب فيهام؛ ليكمل اخلمس من أحدمها اعتبار ًا للمجانسة من حيث
الثمنية أيض ًا .ينظر :رشح ابن ملك ق /4ب.
إن رسول اهلل كتب كتاب الصـدقة ،فلـم خيرجـه إىل عاملـه ( ) فعن ابن عمر َّ ( :
حتى قبض ،فقرنه بسيفه ،فلام قبض عمل به أبو بكـر حتـى قـبض ،وعمـر
حتى قبض ،وكان فيه يف مخس من اإلبل شاة ،ويف عرش شاتان ،ويف مخس عرش
ثالث شياه ،ويف عرشين أربع شياه ،ويف مخس وعرشين بنت خمـاض إىل مخـس
وثالثني ،فإذا زادت ففيها ابنة لبون إىل مخس وأربعني ،فـإذا زادت ففيهـا ح ّقـة إ
ستني ،فإذا زادت فجذعة إىل مخس وسبعني ،فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إىل تسعني،
فإذا زادت ففيها حقتان إىل عرشين ومئة ،فإذا زادت عىل عرشين ومئة ،ففـي كـل
مخسني حقـة ،ويف كـل أربعـني ابنـة لبـون) يف سـنن الرتمـذي ، 3 :وحسـنه،
إن النبـيواملستدرٌ ،569 :وسنن أيب داود ،91 :2وعن عمرو بن حـزم َّ :
كتبه له فكان فيه ذكر ما خيرج من فـرائض اإلبـل فقـص احلـديث إىل أن تبلـغ
عرشين ومائة( :فإذا كانت أكثر من ذلك فعد يف كل مخسني حقة ،وما فضـل فإنَّـه
يعاد إىل أول فريضة اإلبل ،وما كان أقل من مخـس وعرشـين ،ففيـه الغـنم يف كـل
مخس ذود شاة ليس فيها ذكر وال هرمة وال ذات عوار من الغـنم) يف رشح معـاين
اآلثار ، 35 :6وسنن البيهقي الكبري ،96 :6ومراسيل أيب داود . 21 :
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) وهي التي استكملت سنة ودخلت يف الثانيةُ ،س ِّميت هبا؛ َّ
ألن أ َّمها صارت حامالً
بولد آخر ،وا َمل َخاض وجع الوالدة .ينظر :طلبة الطلبة ص. 5
ألن ُأ َّمها يف الغالب تكون ذات لبن
وسميت بذلك؛ َّ ِّ ( )2وهي التي طعنت يف الثالثة،
من أخرى .ينظر :فتح باب العناية .612 :
ألَّنا استحقت احلمل والركوب.
سميت بذلك؛ َّ
( ) وهي التي طعنت يف الرابعةِّ ،
ينظر :جممع النهر . 91 :
ألَّنا جتذع أسنان ال َّل َبن:أي تقطعها.
( )6وهي التي طعنت يف اخلامسةُ ،سميت بذلك؛ َّ
ينظر :الدر املنتقى . 91 :
( )5أي يف كل مخس شاة مع احلقتني ،ويف مئة وثالثني حقتان وشاتان ،ويف مئة ومخس
وثالثني حقتان وثالث شياه ،ويف مئة وأربعني حقتان وأربع شياه .ينظر:اهلدية
ص . 2
( )4أي من مئة ومخس وأربعني إىل مئة وتسع وأربعني بنت خماض وحقتان.
. ( )3أي يف مئة ومخسني ثالث حقاق .ينظر :املشكاة ص
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
تم عليه احلوالن ،واملسنّة أنثاه.( ) أي يف كل أربعني مس ّن أو مسنة ،واملسن :هو الذي َّ
ينظر :املشكاة ص. 2
( )2ففي الواحدة ربع عرش مسنة ،ويف االثنني نصف عرش مسنة ،ويف الثالثة ثالثة
ألن العفو ثبت نص ًا بخالف أرباع عرش مسنة ،ويف األربعة عرش مسنة وهكذا؛ َّ
القياس وال نص هنا ،هذا عند أيب حنيفة يف رواية األصل ،54-55 :2وهو
اختيار صاحب الوقاية ،2 1واملختار ، 9 :والكنز ص ،23واملواهب
ق/51أ ،وغريها.
والقول الثاين :أنَّه ال جيب يف الزيادة يشء حتى تبلغ مخسني ،ثم فيها مسنة وربع مسنة،
ألن مبنى هذا النِّصاب عىل أن أو ثلث تبيع؛ وهي رواية احلسن عن أيب حنيفة ؛ َّ
كل عقدين وقص ،ويف كل عقد واجب. يكون بني ّ
والقول الثالث :ال يشء يف الزيادة حتى تبلغ ستني ،وهو رواية أسد بن عمرو عن أيب
حنيفة ،وهو قوهلام ،وهو اختيار صاحب امللتقى ص ، 1وجوامع الفقه ،ويف
املحيط :وهو أعدل األقوال ،ويف الينابيع ،واالسبيجايب :وعليه الفتوى .ينظر:رد
املحتار . 1 :2
( ) أي ثم تبيعان ومسنة من مئة إىل مئة وعرشة ،وهكذا أبد ًا أي يف كل ثالثني تبيع،
وكل أربعني مسنة.
ألن اسم البقر يتناوهلام؛ إذ هو نوع واحد .ينظر :رشح ابن ملك ق/42ب. (َّ )6
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن ابن عمر يف تكملة كتاب رسول اهلل السابق( :ويف الشاة يف كل أربعني شاة
شاة إىل عرشين ومئة ،فإذا زادت فشاتان إىل مئتـني ،فـإذا زادت فـثالث شـياه إىل
ثالث مئ ة شاة ،فإذا زادت عىل ثالث مائة شاة ففي كل مائة شاة شاة ،ثم ليس فيها
يشء حتى تبلغ أربعامئـة )...يف سـنن الرتمـذي ، 3 :وحسـنه ،واملسـتدرٌ :
إن أبا بكر كتب له هذا الكتاب ،569وسنن أيب داود ،91 :2وعن أنس َّ ( :
ملا وجهه إىل البحرين :بسم اهلل الرمحن الرحيم هذه فريضـة الصـدقة التـي فـرض
فمن سئلها مـن املسـلمني عـىل رسول اهلل عىل املسلمني ملك ًا أمر اهلل هبا رسوله َ
وجهها فليعطها ومن سئل فوقها فال يعط ...يف صدقة الغنم يف سائمتها إذا كانـت
أربعني إىل عرشين ومائة شاة ،فإذا زادت عىل عرشين ومئة إىل مئتني شـاتان ،فـإذا
زادت عىل مئتني إىل ثالثامئة ،ففيها ثالث شياه ،فإذا زادت عىل ثالثمئـة ففـي كـل
مئة شاة )...يف صحيح البخاري .53 :2
( )2أي ثم يف األربعمئة أربع شياه ،وبعدها حيسب يف كل مئة شاة.
ألن النص ورد باسم الشاة والغنم ،وهو شامل هلام ،فكان جنس ًا واحد ًا ،فيكمل ( ) َّ
. نصاب أحدمها باآلخر .ينظر :املنحة :2
( )6اجلذع :هو ما أتى عليه أكثر احلول ،والثني :ما متت له سنة ،وال يؤخذ إال الثني؛
ألن الواجب هو الوسط ،وهذا من الصغار ،وجواز التضحية به عرف نص ًا فال َّ
يلحق به غريه ،وروى احلسن عن أيب حنيفة أنَّه جيوز اجلذع من الضأن .ينظر:
،ورشح ابن ملك ق/42ب. املنحة :2
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وما نتج بني ظبي وشاة أو بقرة وحشية وأهلية ي ْعتب بأمه( ).
ونصاب اخليل :اثنان ذكر وأنثى.
وفيه ديناران( ) أو زكاة القيمة( ).
ول جيب يشء يف ذكور( ) أو إناث حمضة يف األ ْشهر( ).
( ) حتى إذا نزا ضبي عىل شاة ،أو بقرة وحشية عىل أهلية ،فولدت شاة أو بقرة تلحق
بأمها ،حتى جتوز التضحية هبا ،ويكمل النصاب ونحوها ،وبالعكس ال .ينظر:
َّ
وألن األصل يف احليوان اإلحلاق باألم .ينظر :اهلدية ؛ منحة السلوٌ :2
العالئية ص . 1
( )2فعن السائب بن يزيد قال( :رأيت أيب يق ّيم اخليل ثـم يـدفع صـدقتها إىل عمـر
)رواه الدارقطني يف غرائب مالك بإسناد صحيح ،كام يف إعالء السنن ، 3 :9
وعن جابر قال ( :يف اخليـل السـائمة يف كـل فـرس دينـار تؤديـه) يف سـنن
،وقاال :تفرد بـه فـورٌ عـنالدارقطني ، 25 :2وسنن البيهقي الكبري 9 :6
جعفر وهو ضعيف جد ًا و َمن دونه ضعفاء ،ويف فتح باب العناية 69 :رد عـىل
كالمهام.
( ) أي ربع عرش قيمتها حال كوَّنا بالغة مبلغ النصاب ،فصاحبها باخليار إن شاء
أعطى عن كل فرس دينار ،وإن شاء قومها وأعطى عن كل مئتي درهم مخسة
دراهم ،هذا عىل رأي اإلمام ،وهو اختيار أصحاب املتون كالوقاية ص.2 2
والقول الثاين :ال زكاة يف اخليل مطلق ًا ،وهو رأي الصاحبني ،ويف اخلانية ،269 :
والبزازية:1 :6والفتوى عىل قوهلام،ويف املواهب ق/51ب:وهوأصح مايفتى به
( )6يف الذكور روايتان ،قال صاحب االختيار : 6 :األصح عدم الوجوب ،وهو
،ينظر :جممع األَّنر ،21 :وغريها. ما رجحه صاحب الفتح 9 :2
( )5ألنَّه ال تناسل ،هذا ما رصح به صاحب الوقاية ص ،2 2ويدل عليه ظاهر عبارة
الكنز ،246 :وغريها.
ـ 711ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي فيام إذا وجبت احلقة فلم يوجد ،يعطي بنت لبون مع الزائد مطلق ًا ،ريض
الساعي أو مل يرض ،وجيرب عىل القبول .ينظر :رشح ابن ملك ق/46أ.
زق إىل الفقراء ،ويستوي فيه الز ِ
كاة إىل الفقري؛ ألجل إيصال الر ِ األمر بأداء َّ ( ) َّ
ألن
ِّ َ
يمنع أداء القيمة .ينظر :عمدة الرعاية ، 74 :وقد العني وقيمته ،ومل يوجد ٌ
دليل ُ
استوفيت الكالم يف حجية جواز القيمة عند الكالم عىل صدقة الفطر يف كتاب
اجلامع يف أحكام الصيام واالعتكاف واحلج والعمرة فلرياجع.
( ) َّ
ألن القربة فيها إراقة الدم ،وهي ال تعقل ،وهنا املقصود سد خلة الفقري ور ّد
جوعته ،وهو قربة معقولة .ينظر :رشح ابن ملك ق/46أ.
والو َس ُط :وهو أعىل األدنى ،وأدنى األعىل ،وقيل :إذا كانوا عرشين من الضأن
(َ )6
املعز والضأن فتؤخذ
وعرشين من املعز يأخذ الوسط ،ومعرفته أن يقوم الوسط من ّ
شاة تساوي نصف القيمة عن كل واحد منهام .ينظر :غنية ذوي األحكام :
، 71والدر املختار . :
ـ 091ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
مطلق ُ ( ) واملراد من الضم :أنَّه جتب الزكاة عند متام احلول عىل األصل مع املستفاد،
املستفاد عىل رضبني:
فإَّنا تضم إىل األصل :كام لو كان عنده غنم، األول :أن يكون من جنس األصلَّ ،
فإَّنا وحصل غنم أخرى بوصية أو رشاء أو ورثة ،وكذلك إن أنتجت غنمه غن ًام َّ
تضم إىل األصل.
الثاين :أن يكون من غري جنس األصل ،فال يضم إىل األصل ،بل يستأنف له حوالً
آخر :كام إذا كانت له إبل فاستفاد بقر ًا وغن ًام يف أثناء احلول ،أو يكون ربح ًا حصل
من األصل فإنَّه يضم إىل جنسه وهو الذهب مث ً
ال أو غريه.
بنت وثالثني من اإلبل ،فالواجب وهو ُ َ ملك مخس ًا
( ) وهو ما بني النصابني ،فإنَّه إذا َ
ِ
احلول هلك عرشة بعدمخس وعرشي َن ال يف املجموع ،حتى لو َ ٍ ََمَاض إنِّام هو يف
كان الواجب عىل حالِه ،وإنَّام سمي عفو ًا؛ لوجوب الزكاة قبل وجوده ،وهذا عند
أيب حنيفة وأيب يوسف ،وقال حممد وزفر :يف جمموع النصاب والعفو .ينظر:
فتح باب العناية ،505 :وغريها.
ألن الواجب جزء من النصاب؛ حتقيق ًا للتيسري ،فيسقط هبالك حمله كدفع العبد ( ) َّ
باجلناية تسقط هبالكه ،كام يف رشح ابن ملك ق/45أ ،والتقييد باهلالك؛ أل َّن
رب املال ،أما لو استهلكه قبل واجب الزكاة ال يسقط باستهالك النصاب بفعل ّ
متام احلول فال زكاة عليه؛ لعدم الرشط .ينظر :رد املحتار ، :ورشح الوقاية
البن ملك ق/56أ-ب.
ـ 090ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولو أهلكه املالك َض ِمن ،ولو هلك بعد طلب الساعي ،فقوالن( ).
ويصح التعجيل لسنني ولنصب أيضا بعد ملك النصاب( ).
ُّ
فصل
يف املعدن والركاز
َمن َو َجدَ معدنا من جوهر ذائب( ) يف أرض مباحة( ) ففيه اخلمس
( ) يف قول مشايخ ما وراء النهر ال يضمن ،وهو اختيار أيب طاهر الدباس وأيب سهل
الزجاجي ،وهو الصحيح ،ويف قول العراقيني يضمن ،وهو اختيار الكرخي.
ينظر :منحة السلوك . 1 :
( ) أي جيوز تعجيل زكاة من ملك نصاب ًا ،سواء كان حلول أو أكثر ،أم كان لنصاب
ألن السبب هو املال النامي ،فاملال أصل والنامء وصف له ،فجاز واحد أو أكثر؛ َّ
ٌ
رشط ُ
واحلول الزكاة، ِ
لوجوب َّ َّ
وألن املال النَّامي سبب تأديته بعد وجود أصله؛
يصح األداء مع أنَّه مل جيب ،فإذا وجدَ النصاب السبب ِ
ُّ لوجوب األداء ،فإذا ُوجدَ َّ
نصاب واحدٌ :كمئتي دره ٍم مثالً ،فيؤ ِّدي ٌ يصح األدا ُء قبل احلول ،وكذا إذا كان له ّ
ألن النصاب األول أصل السببية وما زاد عليه تبع ،حتى ألكثر من نصاب واحد؛ َّ
يملك نصاب ًا أصالً مل
ْ األكثر بعد األداء أجزأ ُه ما أ َّدى من قبل ،أ َّما إذا مل
َ إذا َ
ملك
يصح األداء ،كام يف رشح الوقاية ص ، 7وعمدة الرعاية ، 16 :والتبيني : ّ
إن العباس سأل رسول اهلل عن تعجيل عيل َّ ( : 74- 75؛ فعن ّ
صدقته قبل أن حتل ،فرخص له يف ذلك) يف سنن الدارمي ،670 :واملنتقى :
،11وصحيح ابن خزيمة ،61 :6واملستدرك ، 75 :وغريها.
( ) أي يذوب وينطبع بالنار :كالذهب والفضة والرصاص واحلديد والصفر ،بخالف
املائع :كاملاء وامللح والنفط والقري ،وكذلك اللؤلؤ والفريوزج والزاج والكحل
وغري ذلك ،فإنَّه ال جيب فيها اخلمس .ينظر :جامع الرموز ، 17 :ورد املحتار
.66 :
( )6أي غري مملوكة عرشية كانت أو خراجية .ينظر :اهلدية ص. 7
ـ 091ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) ألنَّه مباح أثبت اليد عليه كالصيد؛ فعن أيب هريرة قال ( :يف الركاز اخلمس)
يف صحيح مسلم ، 6 :وصحيح البخاري .566 :
( ) هذا عند أيب حنيفة ؛ ألنَّه مالك للدار بجميع أجزائها ،واملعدن من أجزائها،
وعندمها :فيه اخلمس؛ إلطالق احلديث ،أما يف الكنز الذي وجده يف داره ففيه
اخلمس باالتفاق؛ ألنَّه ليس من أجزاء األرض؛ ألنَّه ليس بمركب فيها .ينظر:
منحة السلوك . 60 :
( ) الرواية األوىل :أنَّه ال جيب أن يعطي اخلمس ،وهذا عند أيب حنيفة يف رواية األصل
، 4 :واختار ها صاحب الكنْز ص ، 1والتنوير .64 :
والرواية الثانية :جيب يف األرض ،وهذا عند أيب حنيفة ويف رواية اجلامع الصغري
ص : 6جيب ،وهو ما قاله الصاحبان.
ألَّنا كانت ملك ًا
( )6أي من السالح واآلالت وأثاث املنازل والفصوص ونحوها؛ َّ
للكفار فحوته أيدينا قهر ًا فصارت غنيمة .ينظر :رشح ابن ملك ق/44أ.
( )5أي الذي فيه سمة اإلسالم ،بأن كان مكتوب ًا عليه الشهادة؛ ألنَّه إذا كان فيه يشء
من عالمات اإلسالم كان من وضع املسلمني فال يغتنم لكنَّه يعامل معاملة اللقطة
ِ
املساجد ِ
أبواب التي توجد يف موضع وال يعرف صاحبها ،فحكمه أن ينادي به يف
ِ
واألسواق إىل أن يظ َّن عدم الطلب ،ثم يرصفها إىل نفسه إن كان فقري ًا وإال فإىل
فقري .ينظر :عمدة الرعاية ، 1 :وظاهر عبارة املتن توجب اخلمس يف الكنز ٍ
اإلسالمي ،وهذا َمالف لعبارة عامة الكتب :كاملبسوط ،والبدائع ،والوقاية،
والغرر ،والدر ،واهلندية ،بأنَّه ال خيمس ويكون كله لقطة.
ـ 091ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
عرف يف اإلسالم ،فإن َخ ِف َيفلاملكها أول الفتح( ) ،فإن ُجهل فألقىص مالك ُي ُ
الرضب( ) جعل جاهليا.
وال يشء يف ال َف ْ ُريوزَج( ) ،والياقوت ،واللؤلؤ( ) ،والعنرب( ).
ويف الزِّئبق :اخلمس( ).
فصل
يف زكاة النبات
عرش كل نابت( ) ُسقي بامء السامء أو سيحا( ) ،إال احلطب
ُ جيب
ُ
( ) وهو َمن خصه اإلمام بتمليك هذه البقعة أول الفتح .ينظر :حاشية اللكنوي عىل
اجلامع الصغري ص. 5
( ) أي سكة الكنز بأن مل يكن فيه يشء من العالمات أو حميت ،فإنَّه جيعل ذلك الكنز
يف حكمه حكم الكنز اجلاهيل .ينظر :اهلدية ص. 1
( ) وهو حجر ميضء يوجد يف اجلبال .ينظر :رشح ابن ملك ق/44أ ،والتبيني :
. 1
خيلق فيه ٌ
حيوان ُ الصدف
َ وقع يف الصدف ،وقيلَّ :
إن الربيع إذا َ خيلق من ِ
مطر َّ ( )6وهو ُ
اللؤلؤ .ينظر :عمدة الرعاية ، 1 :وغريها.
( )5وهو حشيش يطلع يف البحر ،أو خثى دابة ،كام يف الدر املختار 64 :؛ فعن ابن
عباس ،قال«:ليس يف العنرب زكاة ،إنَّام هو يشء درسه البحر»يف سنن البيهقي
الكبري، 64 :6ومسندالشافعي ص،14وسنده صحيح.ينظر:إعالءالسنن.7 :1
( )4ألنَّه من جواهر األرض فيجب فيه اخلمس كاحلديد والرصاص .ينظر :اهلدية
ص. 1
يبق سن ًة ،ففي األشياء التي ال تبقى إىل سنة بل خترب وتفسد :كاخلرضوات( )7وإن مل َ
؛ فعن ابن عمر ،قال : العرش ،كام يف حاشية اخلادمي عىل الدرر ص
(فيام سقت السامء والعيون أو كان عرشي ًا العرش ،وما سقي بالنضح نصف العرش)
يف صحيح البخاري .560 :
وس َيحان ًا :جرى عىل وجه األرض ،والسيح املاء اجلاري سيح سيح ًا َ
( )1ساح املاء َي ُ
ـ 091ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
رشط نصاب( ) أو حول أو عقل أو بلوغ( ). والقصب واحلشيش ،من ِ
غري
فإن جعل َأرضه حمطبة أو مقصبة أو حمتشا( ) ،وجب فيه العرش.
ُ
نصف العرش. وما ُسقي بغ َْرب( ) أو دالية( ) ،ففيه
وإن ُس ِقي سيحا وبدالية ،حكم بأكثر احلول( ).
أجر
ويف العسل العرش ،ولو وجد يف اجلبل كالثمر فيه( ) ،وال يطرح َ
العرش ،قلت :يا رسول اهلل ،امحها يل فحامها يل) يف سنن ابن ماجة ،516 :
ومصنف ابن أيب شيبة ، 7 :ومسند أمحد ، 4 :6وغريها.
( ) أي ال ترفع مؤنة الزرع ،فال خيرج ما رصف للزرع من نفقة العامل واحلرث وكري
األَّنار وغريها مما حيتاج إليه يف الزرع قبل العرش .ينظر :جممع األَّنر . 4 :
( ) والقري :هو الزفت ،والنفط :ده ٌن يعلو املاء ،كام يف جممع األَّنر ، 1 :
ألَّنام ليسا من إنزال
والرشنباللية ، 11 :وهذا إذا كانا يف أرض عرشية؛ َّ
األرايض ،بل مها عني فوارة كعني املاء ،ولو يف أرض جيب عليه خراج إن كان
حريمه صاحل ًا للزراعة؛ ألنَّه يتعلق بالتمكن من الزراعة .ينظر :رشح ابن ملك
ق/47أ.
ٍ
نصاب غري نام مستغرق يف ( ) بأن يكون لديه يشء قليل ،وهو دون النصاب أو قدر
احلاجة :كدار السكنى ،وثياب البذلة ،وآالت احلرفة ،وكتب العلم ملن حيتاج
إليها .ينظر :رد املحتار .51 :
( )6بأن حيتاج إىل املسألة؛ لقوتِه وما يواري بدنَهُّ ،
وحيل له ذلك ،بخالف الفقري .ينظر:
فتح القدير . 0 :
( )5أي قيل املسكني من له أدنى يشء ،والفقري من ال يشء له ،والقوالن أليب حنيفة
،والقول األول :رواه عنه أبو يوسف ،والقول الثاين :رواه عنه احلسن بن
زياد ،وهو قول الشافعي أيض ًا .ينظر :املنحة ص. 64
ـ 091ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.4واملكاتَب( ).
.5واملديون( ).
احلاج املنقطع.
ّ .6والغازي املنقطع( ) ،وقيل( ):
ومن ماله بعيد عنه( ).َ .7
بعضها( ).
يص َ وللاملك أن يعم كل املصارف وأن َ ُ
( ) وهو العبد الذي كاتب سيده بأن تواضع معه عىل أن يعطيه بدالً معين ًا يف مدة معينة
فيعتق به .ينظر :طلبة الطلبة ص .45
ال عن دينِه ،بأن يكون املديون لزمه الدين ،فهو ّ
حمل يملك نصاب ًا فاض ً
ُ ( ) أي الذي ال
الصدقة ،وإن كان يف يديه مال ال يزيد عىل الدين قدر مئتي درهم فصاعد ًا؛ َّ
ألن
مقدار الدين من ماله مستحق بحاجته األصلية ،فجعل كاملعدوم .ينظر :املحيط
الربهاين ص. 1
ِ
هبالك النَّفقة والدا ّبة ونحوها، ِ
بجيش اإلسالم؛ لفقره ( ) أي الذي َع ِج َز عن اللحوق
مال وافر ٌ ،هذا عند أيب يوسف ،واختاره صاحب الكنز وإن كان يف بيتِ ِه ٌ
ص ، 0والتنوير ،4 :ويف غاية البيان :هو األظهر ،وصححه االسبيجايب،
،وعمدة الرعاية ، 14 :وغريها؛ ملا قال النبي وصاحب جممع األَّنر :
( :وأما خالد احتبس أدراعه وأعتده يف سبيل اهلل) يف صحيح البخاري :
،5 5وال شك َّ
أن الدرع للحرب ال للحج .ينظر :املنحة . 67 :
( )6وهذا عند حممد ،وهذا اخلالف فيه ال يوجب خالف ًا يف احلكم؛ لالتفاق
عىل أنَّه يعطى األصناف كلهم سوى العامل برشط الفقر ،فاملنقطع يعطى له اتفاق ًا،
،ورد املحتار وثمرة اخلالف يف نحو الوصية والوقف .ينظر :الدر املنتقى :
.4 :
( )5أي ابن السبيل .ينظر رشح الوقاية ص. 4
( )4وعند الشافعي ال بد أن يرصفها إىل مجيع األصناف .ينظر :التنبيه ص ،65وأسنى
ـ 091ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
دراهم دين ًا فتصدق هبا عليه ناوي ًا عن الزكاة ال جيوز؛ ألنَّه أدى دين ًا عن عني،
والدين ناقص ،والعني كامل ،والناقص ال جيوز عن الكامل ،واحليلة فيه :أن
يتصدق له بخمسة دراهم عين ًا ينوي به زكاة ماله ،ثم يأخذها منه قضا ًء عن دينه
. فيحل له ذلك .ينظر :هدية الصعلوك ص
( ) َّ
ألن االعتاق إسقاط امللك ،وليس بتمليك ،فال يسقط فيه الزكاة .ينظر :رشح ابن
ملك ق/41ب.
( ) األصول :هم :اآلباء واألجداء واألمهات واجلدات من قبل األم واألب وإن علو،
والفروع :هم األوالد وأوالد األوالد وإن سفلوا؛ لعدم حتقيق التمليك عىل
الكامل .ينظر :منحة السلوك . 61 :
( ) لعدم كامل التمليك؛ لوجود االشرتاك يف املنافع بينهام ،وهذا عند أيب حنيفة ،
وعندمها :تدفع املرأة لزوجها زكاهتا؛ لقوله ( :هلا أجران :أجر القرابة ،وأجر
الصدقة) يف صحيح البخاري ،5 :وجياب عن احلديثَّ :
إن املقصود فيه
صدقة النافلة ال الزكاة .ينظر :املنحة . 61 :
( )6وهو العبد الذي ُأعتِ َق عن ُد ُبر ،أي بعد املوت ،بأن قال له مواله :إن مت فأنت
مؤخره .ينظر :طلبة الطلبة ص . 5 ،5 ِ
اليشء َّ حر ،و ُد ُب ُر
( )5وهي األمة التي وطئها سيدها ،فولدت له ولد ًا وا َّدعى نسبه ،فال جيوز بيعها،
حرة بعد وفاته .ينظر :رشح حدود ابن عرفة ص.5 1-5 1 وتكون َّ
( )4لعدم اإلخراج الصحيح؛ َّ
ألن كسب اململوك لسيده ،فصار كأنَّه دفع إىل نفسه وإذا
دفع إىل مكاتب غريه جيوز وإن كان مواله غني ًا .ينظر :املنحة . 61 :
ـ 099ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) ألنَّه يعدّ غني ًا بغنى أبيه ،ولو كان كبري ًا فقري ًا جيوز؛ ألنَّه ال ُي َعدُّ غني ًا بغنى أبيه،
الزوج، ألَّنا ال ُت َعدُّ غني ًة بيسار َّ
بخالف امرأته فإنَّه جيوز دفعه إليها إذا كانت فقرية؛ َّ
و َقدْ ُر النَّفقة ال يغنيها .ينظر :رشح ابن ملك ق/41أ-ب.
وآل ع َّباس ،وجعفر ،و َعقيل ،واحلارث بن عبد املطلب ، آل عيلِ ، ( ) وهمِ :
ّ
ومواليهم :أي معتقيهم؛ وفائدة التخصيص هبؤالء أنَّه جيوز الدفع إىل َمن عداهم
إن الصدقة ال ألَّنم مل ينارصوا النبي ،قال َّ ( : من بني هاشم :كذرية أيب هلب؛ َّ
تنبغي آلل حممد إنَّام هي أوساخ الناس) يف صحيح مسلم ،75 :وعن أيب رافع
وإن موىل القوم منهم) يف املجتبى ، 07 :5 إن الصدقة ال حتل لناَّ ، قال َّ ( :
وسنن النسائي الكربى ،51 :وسنن البيهقي الكبري ، :7وغريها.
( ) أي الزكاة؛ ملا روي عن معن بن يزيد ،قال( :كان أبو يزيد أخرج دنانري يتصدق
هبا فوضعها عند رجل يف املسجد فجئت فأخذهتا فأتيته هبا فقال :واهلل ما إياك
أردت فخاصمته إىل رسول اهلل فقال :لك ما نويت يا يزيد ،ولك ما أخذت يا
معن) يف صحيح البخاري .5 7 :
حق فقراء ألن فيه إضاعة ّ آخر غري الذي فيه املال؛ َّ ٍ
( )6أي يكره نقل الزكاة إىل بلد َ
الصالة ،فعن معاذ قال ( :فأعلمهم َّ
أن اهلل بلده ،وهذا إذا كانت مسافة قرص َّ
تعاىل افرتض عليهم صدقة يف أمواهلم تؤخذ من أغنيائهم وترد عىل فقرائهم) يف
صحيح البخاري ،505 :وغريه.
أهل ِ
بلده؛ ملا فيه من ( )5أي ال يكره نقلها إىل قريبِه؛ ملا فيه من الصلة ،أو إىل أحوج من ِ
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
يف صدقة الفطر
جتب( ) عىل ِّ
كل حر مسلم( ) مالك نصابا فاضال عن حاجته األصلية
غري نام( ).
وإن كان َ
زيادة دفع احلاجة ،كام يف الوقاية ص ، 1وفتح باب العناية ص 56؛ فعن
طاوس قال :قال معاذ باليمن« :ائتوين بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة
والشعري ،فإنَّه أهون عليكم ،وخري للمهاجرين باملدينة» يف سنن الدارقطني :
. 00
ألن الفرض اسم ملا ثبت لزومه بدليل مقطوع به ،ولزوم ( ) فهي واجبة ال فرض; َّ
هذا النوع من ا لزكاة مل يثبت بدليل مقطوع به ،بل بدليل فيه شبهة العدم ،وهو خرب
إن رسول اهلل فرض زكاة الفطر من رمضان عىل الواحد؛ فعن ابن عمر َّ ( :
الناس صاع ًا من متر أو صاع ًا من شعري عىل كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من
املسلمني) يف صحيح مسلم ،477 :ومعنى فرض :أي قدر أداء الفطر؛ َّ
ألن
الفرض يف اللغة التقدير ،قال :ﭽ ﯨ ﯩ ﯪﭼ [البقرة :]111 :أي قدرتم،
إن رسول اهلل فرض صدقة رمضان نصف صاع من ُب ّر، وعن ابن ع َّباس َّ « :
واحلر ،والذكر واألنثى» يف مسند ّ أو صاع ًا من شعري ،أو صاع ًا من متر عىل العبد
أمحد ، 5 :وسنن الدارقطني . 5 :
ألن فيها معنى ( ) فال جتب عىل الكافر; ألنَّه ال سبيل إىل اإلجياب يف حالة الكفر; َّ
العبادة حتى ال تتأدى بدون النية ،والكافر ليس من أهل العبادة .ينظر :اجلامع
ص . 0
الصدقة ،وإن مل أحد ال َّثمنني ،أو السوائم ،أو ِ( ) بأن كان من ِ
جتب عليه َّ
مال التِّجارةُ ، َّ
للسكنى وال يكون ُُّ ٍ
كدار ال غري هذه األموال:حيل عليه احلول ،وإن كان من ِ
الزكاة،جتب هبا َّ ِ
الفطر مع أنَّه ال ُ جتب هبا صدق ُة
للتَّجارة ،وقيم ُتها تبلغ النِّصابُ ،
وهبذا النصاب حيرم عليه أخذ الصدقة والزكاة التي مصارفها الفقراء ،فهو نصاب
ـ 110ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي لو أدى الوالد عن ولده الكبري والزوج عن زوجته عىل وجه التربع ومها مل يعلام
ذلك أجزأمها استحسان ًا؛ ألنَّه مأذون فيه عادة .ينظر :منحة السلوك ، 5 :
ورشح ابن ملك ق/70ب.
( ) ألنَّه ال يلزمه نفقتهم ،ويف واليته عليهم قصور .ينظر :اجلامع ص . 0
( ) أي طحينه .ينظرَ :متار الصحاح ص ، 01وغريه.
الرب ،وهو الناعم من الدقيق .ينظر :تاج العروس ،610 : 5 ( )6أي ما يتّخذ من ُ ّ
والتعليقات املرضية ص .
ألن قيمة الزبيب تزيد عىل( )5الرواية املشهورة عن اإلمام :إنَّه جيب نصف صاع؛ َّ
قيمة احل نطة يف العادة ،ثم اكتفي من احلنطة بنصف صاع فمن الزبيب أوىل .ينظر:
اجلامع ص ، 06واملنحة . 55 :
والرواية الثانية :جيب صاع ،كام هو قوهلام ،فهي رواية احلسن عن أيب حنيفة ،
وصححها البهنيس ،وغريه ،ويف احلقائق ،والرشنباللية عن الربهان :وبه يفتى. ّ
ينظر :الدر املختار ،74 :والدر املنتقى ، 1 :ويف جممع األَّنر : 1 :
األوىل أن يراعى فيه القدر والقيمة.
( )4وهو اختيار الفقيه أيب جعفر .ينظر :املنحة . 55 :
( )7أي من الدقيق والرب ،وهو رواية عن أيب يوسف ،كام يف املنحة ، 55 :وهذا
الكل عندما كانت املقايضة بنياخلالف يف األفضلية بعد االتفاق عىل اجلواز عند ّ
العروض شائعة ،وأما اآلن بعد أن انترشت النقود ،وصارت التبادالت التجارية
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
منهام( ).
والصاع( ) :ثامني ُة أرطال بالعراقي( ).
ُ
ستحب دف ُعها قبل اخلروج لصالة
ُّ ووقتها :فجريوم الفطر( ) ،و ُي
ألن الواجب يفشك يف أفضلية إخراج النقود عىل غريها؛ َّمتوقفة عليها ،فإنَّه ال ّ
احلقيقة إغناء الفقري؛ لقوله ( :أغنوهم عن املسألة يف مثل هذا اليوم) يف طبقات
،وسنن الدارقطني ، 5 : ابن سعد ، 61 :ومعرفة علوم احلديث ص
ألَّنا أقرب إىل دفع احلاجة ،والنص معلول
واإلغناء حيصل بالقيمة بل أتم وأوفر; َّ
به ،وعىل ذلك عمل الصحابة ،روى ابن أيب شيبة يف مصنفه 11 :عن أيب
إسحاق السبيعي ـ وهو من مشاهري التابعني وقد أدرك علي ًا ومجاعة من
الصحابة ـ يقول« :أدركتهم ـ أي الصحابة ـ وهم يعطون يف صدقة الفطر
الدراهم بقيمة الطعام» ،وقد فصلت األدلة يف اجلامع يف أحكام الصيام ص- 05
، 0ومن أراد التوسع فعليه بكتاب :حتقيق اآلمال يف إخراج زكاة الفطر باملال
للسيد أمحد الصديق الغامري بتحقيقي.
( ) أي من الدراهم والدقيق؛ ألنَّه أبعد عن اخلالف ،وهي رواية أيب بكر األعمش.
ينظر :املنحة ص . 55 :
( ) الصاع يساوي بالغرامات ( ) 646كيلو غرام ،كام حرر الشيخ عبد العزيز عيون
السود ،كام يف هامش اللباب . 41 :
( ) الرطل العراقي يساوي بالغرامات()6046 5غرام ًا.ينظر:مقدمةاملجمع ص.64
( )6أي وقت وجوهبا هو وقت طلوع الفجر الثاين من يوم الفطر ،حتى لو ولد له ولد
أو كان كافر ًا فأسلم أو كان فقري ًا فاستغنى إن كان ذلك قبل طلوع الفجر جتب
عليه الفطرة ،وإن كان بعده ال جتب عليه ،وكذا من مات قبل طلوع الفجر مل جتب
فطرته وإن مات بعده وجبت؛ لقوله ( :صومكم يوم تصومون وفطركم يوم
تفطرون) يف سنن الرتمذي 10 :وحسنه ،وسنن الدارقطني : 46 :أي وقت
وقت الفطر بيوم الفطر حيث أضافه إىل اليوم، ُ ص فطركم يوم تفطرونُ ،خ ّ
واإلضافة لالختصاص ،واقتضاء اختصاص الوقت بالفطر يظهر باليوم ،وإال
فالليايل كلها يف حق الفطر سواء فال يظهر االختصاص ،وبه تبني َّ
أن املراد من
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
صدقة الفطر :أي صدقة يوم الفطر ،فكانت الصدقة مضافة إىل يوم الفطر ،فكان
. سبب ًا لوجوهبا .ينظر :اجلامع ص
النبي أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إىل الصالة) يف إن ّ ( ) فعن ابن عمر َّ ( :
صحيح ال ُبخاري ،561 :وعن ابن عباس ،قال( :فرض رسول اهلل زكاة
الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ،وطعمة للمساكنيَ ،من أ ّداها قبل الصالة،
فهي زكاة مقبولة ،و َمن أداها بعد الصالة ،فهي صدقة من الصدقات) يف سنن أيب
وصححه.ّ ،وسنن ابن ماجة ،515 :واملستدرك ،511 : داود :
ألن الوجوب إن مل يثبت فقد وجد سبب الوجوب ،وهو رأس يمونه وييل عليه ( ) َّ
والية كاملة ،والتعجيل بعد وجود السبب جائز كتعجيل الزكاة،كام يف البدائع :
:وال تفصيل فيه بني مدة ومدة يف الصحيح ،ويف الدر ،76ويف التبيني :
املختار :71 :وعامة املتون والرشوح عىل صحة التقديم مطلق ًا ،وهو املذهب،
لكن صحح صاحب التنوير 71 :التقديم برشط دخول رمضان ،ويف اجلوهرة :
: 5هو الصحيح ،وعليه الفتوى.
ألن األمر بأدائها مطلق عن الوقت فيجب يف مطلق الوقت غري ( ) أي عن يوم الفطر؛ َّ
ال ،أو بآخر العمر كاألمر بالزكاة ،ويف أي وقت أ ّدى يتعني بتعيينه فع ً
عني ،وإنَّام ّ
كان مؤ ّدي ًا ال قاضي ًا كام يف سائر الواجبات املوسعة؛ فعن ابن عمر قال( :أمرنا
رسول اهلل بزكاة الفطر أن تؤ ّدى قبل خروج الناس إىل الصالة) ،قال :فكان ابن
،وسكت عنه، عمر يؤ ّدهيا قبل ذلك باليوم واليومني ،يف سنن أيب داود :
وينظر :التمهيد ، 4 : 6وقال احلسن:تسقط صدقة الفطر بالتأخري كاألضحية.
ينظر :املنحة . 57 :
ألَّنا مل ترشع
( )6إذ تسقط إذا فاتت عن وقتها؛ ألنَّه ال يقدر عىل اإلتيان بمثلها؛ َّ
قربة يف سائر األيام ،فال تقىض باإلراقة؛ َّ
ألن اإلراقة ال تعقل قربة ،وإنَّام جعلت
قربة بالرشع يف وقت َمصوص ،فاقترص كوَّنا قربة عىل الوقت املخصوص ،فال
تقىض بعد خروج الوقت ،فيكون قضاؤها بالتصدق بعني الشاة حية أو بالتصدق
بقيمة الشاة ،ومتامه يف اجلامع ص . 1
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتابُُالصُومُ
يُصحُ ُصومُ ُرمضان ُمن ُالصُحيح( ) ُاملقيم( ) ُبمطلق ُالن ّيةُُ ،ون ّيةُ ُالنفلُ،
ون ّيةُواجبُُآخر( )ُ.
والنذرُاملعّيُ( )ُيصحُبمطلقُالن ّيةُ،ون ّيةُالنفلُ،الُبنيةُواجبُآخر( )ُ.
( ) فمن رشوط وجوب األداء :الصحة من املرضـ بأن خياف زيادة املرض ،أو بطء
الربء من املرض ،أو يكون صحيح ًا خيشى أن يمرض بالصوم ،كام يف التبيني :
333؛ لقوله :ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ ﮅﮆﭼ[ البقرة.]481 :
( ) وأيض ًا من رشوط وجوب األداء :اإلقامة ،فال جيب أداء صيام رمضان عىل
املسافر ،وإن وجب عليه قضاؤه؛ لقوله :ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ
[البقرةُ ،]481 :وعن محزة بن عمرو قال( :قلت :يا رسول اهلل ،يإّن صاحب
ظهر أعاجله أسافر عليه وأكريه ،وأنَّه ربام صادفني هذا الشهر يعني شهر رمضان،
وأنا أجد القوة وأنا شاب ،وأجدّن أن أصوم يا رسول اهلل أهون عيل من أن أؤخره
فيكون دين ًا ،أفأصوم يا رسول اهلل أعظم ألجري أو أفطر؟ قال :أي ذلك شئت يا
محزة) يف املستدرك ،895 :وصححه ،وسنن أيب داود .3 3 :
( )3لقوله :ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [البقرة ،]481 :فكل من شهد الشهر
فإن رمضان معيار مل يرشع فيه صوم وصامه خيرج عن العهدة؛ ولعدم املزاحمَّ ،
آخر ،فكان متعين ًا للفرض .ينظر :رد املحتار .58 :
( ) النذر املعني :هو أن يقول :هلل عيل أن أصوم يوم اخلميس مثالً ،أو شهر شعبان؛ إذ
حيدد وقت ًا معين ًا للصيام.
املتعني ال حيتاج إىل التعيني ،والنذر املعني معترب بإجياب اهلل تعاىل فيشابه
ي (َّ )8
ألن النَّذر
صيام رمضان بمطلق النية ،بل تلغو نية التنفل أيض ًا ،لكن لو نوى واجب ًا آخر يقع
إن كلعام نوى بخالف صوم رمضان؛ إذ يقع عن صوم رمضان ،وجه الفرقَّ :
معني بتعيني َمن له الوالية
أن صيام رمضان ي تعني صومه إال َّواحد من الوقتني وإن ي
ـ 602ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حق فسخ عىل اإلطالق ،وهو اهلل تعاىل ،فثبت التعيني عىل اإلطالق ،فيظهر يف ي
سائر الصيامات ،والنذر املعني تعني بتعيني َمن له والية قارصة وهو العبد ،فيظهر
تعيينه فيام عينه له فيام إذا نوى صوم التطوع دون الواجبات التي هي حق اهلل يف
صح .ينظر:ال للواجبات ،فإذا نوى واجب ًا آخر ي هذه األوقات ،فبقيت األوقات حم ً
بدائع الصنائع ،5 :ورشح الوقاية ص ، 3وتنوير األبصار والدر املختار :
.53
( ) والضحوة الكربى تبدأ يف كل قطر قبل زوال الشمس بعد أن كانت عمودية يف
وسط السامء بنصف حصة فجر ذلك اليوم :أي نصف الوقت من طلوع الفجر إىل
طلوع الشمس ،حتى لو نوى قبل أن تغيب الشمس أن يكون صائ ًام غد ًا ثم نام أو
أغمي عليه أو غفل حتى زالت الشمس من الغد ،مل جيز ،أما لو نوى بعد غروب
الشمس ،فإنَّه جيوز صومه .ينظر :رشح الوقاية البن ملك ق /3أ ،ورد املحتار
،58 :واهلدية العالئية ص ، 88والفتاوى اهلندية ، 98 :وغريها.
املعني والنفل تكون ن يية أدائه من الليل إىل ما قبل
ال من رمضان والنذر ي ( ) أي َّ
أن ك ً
األصح ،كام يف اهلداية ، 5 :ورشح الوقاية ي نصف النهار الرشعي عىل
ص ، 33واللباب ، 33 :بخالف ما يف خمترص القدوري ص :إىل ما قبل
الزوال .وإنَّام جتوز النية قبل نصف النهار الرشعي إذا مل يوجد قبل ذلك بعد طلوع
الفجر ما ينايف الصوم ،وإذا وجد قبله ما ينافيه من األكل والرشب واجلامع عامد ًا
أو ناسي ًا ،فال جتوز النية بعد ذلك .ينظر :الفتاوى اهلندية ، 93 :ودليل جواز
ال من أسلم أن النية إىل الضحوة :عن سلمة بن األكوع ،قال( :أمر النبي رج ً
فإنأن َمن كان أكل فليصم بقية يومه ،و َمن مل يكن أكل فليصمَّ ، أ ِّذن يف الناس َّ
اليوم يوم عاشوراء) يف صحيح ال ُبخاري ،508 :وعاشوراء كان واجب الصيام
قبل فرض رمضان؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان يوم عاشوراء تصومه
ـ 602ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
والُفضلُُالتبييت( )ُ.
فلام قدم املدينة صامه وأمر قريش يف اجلاهلية ،وكان رسول اهلل يصومه ،ي
فمن شاء صامه و َمن شاء تركه) يف فلام فرض رمضان ترك يوم عاشوراءَ ، بصيامه ،ي
تعني عليه
أن من ي صحيح مسلم ،59 :قال اإلمام الطحاوي« :فيه دليل عىل َّ
ال أنَّه جيزيه قبل الزوال» ،كام يف إعالء السنن ، 3 :9وعن صوم يوم ومل ينوه لي ً
عيل ،قال :هل عندكم عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان رسول اهلل إذا دخل ي
طعام ،فإذا قلنا :ال ،قال :إّن صائم ـ زاد وكيع ـ فدخل علينا يوم ًا آخر ،فقلنا :يا
رسول اهلل ،أهدي لنا حيس فحبسناه لك ،فقال :أدنيه ،قال طلحة :فأصبح صائ ًام
وأفطر) يف سنن أيب داود ،3 9 :وسنن النسائي ، 3 :واملجتبى ، 98 :
واملعجم األوسط ، 33 :5وصححه السيوطي يف اجلامع الصغري ، 0 :وعن
أم الدرداء ريض اهلل عنها« :كان أبو الدرداء يقول :عندكم طعام؟ فإن قلنا :ال،
قال :فإّن صائم يومي هذا ،وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن ع يباس وحذيفة »
. يف صحيح البخاري ،359 :وتغليق التعليق :3
( ) أي تبييت النية من الليل؛ ليكون أبعد من اخلالف ،وير ُّد عىل حديث حفصة ريض
اهلل عنها :قال َ ( :من مل يبيت الصيام قبل الفجر فال صيام له) يف سنن النسائي
الكربى ، 3 :وسنن الدارمي َّ : :
بأن احلديث موقوف ،قال العالمة ظفر
« :واختلف يف رفعه ووقفه ورجح الرتمذي أمحد العثامّن يف إعالء السنن :9
والنسائي املوقوف بعد أن أطنب النسائي يف ختريج طرقه ،وحكى الرتمذي يف
العلل عن البخاري ترجيح وقفه ،وعمل بظاهر اإلسناد مجاعة من األئمة
فصححوا احلديث منهم :ابن خزيمة ،وابن حبان ،واحلاكم ،وابن حزم ،وروى له
الدارقطني طريقا آخر ،وقال :رجاهلا ثقات» .وقال اإلمام الطحاوي يف رشح
معاّن اآلثار « :8 :هذا احلديث ال يرفعه احلفاظ الذين يروونه عن ابن شهاب
وخيتلفون عنه فيه اختالف ًا يوجب اضطراب احلديث بام هو دونه ،ولكن مع
ذلك نثبته ونجعله عىل خاص من الصوم ،وهو الصوم الفرض الذي ليس يف أيام
ـ 608ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
بعينها ،مثل :الصوم يف الكفارات ،وقضاء رمضان ،وما أشبه ذلك؛ ملا ذكرنا من
رواية احلفاظ هلذا احلديث عن الزهرى ومن اختالفهم عنه فيه».
( ) وقع خالف فيام لو نوى املريض يف رمضان واجب ًا آخر عىل ثالثة أقوال:
ألن رمضان يف حقه كشعبان ،وهذا اختيار صاحب القول األول :إنَّه يقع عام نوى؛ َّ
اهلداية وأكثر املشايخ ،وقيل :إنَّه ظاهر الرواية.
والقول الثاّن :إنَّه يقع عن رمضان ،وهذا اختيار فخر اإلسالم ،وشمس األئمة ،ومجع،
وصححه يف املجمع.
والقول الثالث :التفصيل بني أن يرضه الصوم فتتعلق الرخصة بخوف الزيادة فيصري
كاملسافر يقع عام نوى ،وبني أن ال يرضه الصوم كفساد اهلضم فتتعلق الرخصة
بحقيقته فيقع عن فرض الوقت ،واختاره يف الكشف والتحرير ،قال ابن عابدين
يف رد املحتار :53 :وهذا القول جعله يف رشح التحرير حممل القولني ،وقال :إنَّه
حتقيق حيصل به التوفيق بحمل ما اختاره فخر اإلسالم وغريه عىل َمن ال يرضه
الصوم ،ومحل ما اختاره يف اهلداية عىل َمن يرضه… وينظر :رشح الوقاية
ص ، 3ومنتهى النقاية ص ، 3ورد املحتار ،53 :واهلدية العالئية
ص ، 88وغريه.
ألن الصوم غري ( ) األوىل :إن نوى املسافر التطوع يف رمضان ،فإنَّه يقع عن النفل؛ َّ
واجب عليه؛ بدليل أنَّه يباح له الفطر ،فأشبه خارج رمضان ،ولو نوى التطوع
خارج رمضان يقع عن التطوع ،كذا يف رمضان ،هذا عند اإلمام أيب حنيفة يف رواية
أيب يوسف ،وقال القدوري :هي األصح ،وهذا عندمها ،ويف رواية احلسن عن أيب
ألن الصوم واجب عىل املسافر وهو العزيمة، حنيفة :إنَّه يقع عن رمضان؛ َّ
واإلفطار له رخصة ،فإذا اختار العزيمة وترك الرخصة صار هو واملقيم سواء،
فيقع صومه عن رمضان كاملقيم .ينظر :البدائع ،5 :وغريه .وهذا التصحيح
ـ 602ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املذكور عن القدوري ذكر ابن عابدين يف رد املحتار 53 :عن البحر الرائق :
5غريه ،فقال :وإن نوى النفل أو أطلق ،فعن اإلمام روايتان أصحهام وقوعه
ألن فائدة النفل الثواب ،وهو يف فرض الوقت أكثر .وينظر: عن رمضان؛ َّ
التعليقات املرضية ص ، 88وغريمها.
الثانية :إن نوى املريض التطوع يف رمضان ،فإنَّه يقع عن رمضان عىل الصحيح؛ ألنَّه ملا
سوى بني قدر عىل الصوم صار كالصحيح ،هذا قول عامة مشاخينا ،والكرخي َّ
املريض واملسافر ،وروى أبو يوسف عن أيب حنيفة :أنَّه يقع عن التطوع .ينظر:
البدائع ،5 :ورد املحتار ،53 :وغريه.
( ) النذر املطلق :هو أن يقول :هلل عيل أن أصوم يوم ًا ،أو أيام ًا ،أو أسبوع ًا؛ إذ مل ِّ
يعني
وقت ًا معين ًا للصيام ،فيكون مطلق ًا.
( ) أي يشرتط هلذه الصيامات تبييت النية من الليل ،أو نية مقارنة لطلوع الفجر؛ لعدم
تعني هذه الصيامات .ينظر :رشح الوقاية ص ، 3وعمدة الرعاية .305 :
( )3أي فإن مل ير اهلالل ليلة ثالثني من شعبان ال يصومون ،وإن مل يروا اهلالل ليلة
ثالثني من رمضان ال يفطرون؛ لقوله ( :ال تصوموا حتى تروا اهلالل وال
تفطروا حتى تروه ،فإن غم عليكم فاقدروا له) يف صحيح البخاري ،35 :
وصحيح مسلم ،589 :وغريمها.
( ) يوم الشك :هو اليوم الثالثون من شعبان؛ إذ حيتمل أن يكون ثالثني وحيتمل أن
يكون أول رمضان ،فال يصام؛ لئال نزيد عىل رمضان ما ليس منه كام زاد أهل الكتاب
عىل صومهم؛ إال أن يوافق يوم الشك يوم ورده الذي كان من عادته أن يصوم فيه،
ـ 640ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فحينئذ ال يكون مكروه ًا؛ فعن أيب هريرة ،قال رسول اهلل ( :ال تقدموا
رمضان بصوم يوم أو يومني إال رجل كان يصوم صوم ًا فليصمه) يف صحيح
مسلم ،53 :وصحيح البخاري ،353 :وعن عامر ( :من صام يوم الشك
فقد عىص أبا القاسم) يف صحيح البخاري 35 :معلق ًا ،واملستدرك ،858 :
وجامع الرتمذي ،50 :3وقال :حسن صحيح.
ال بالرؤية؛ إذ هو سبب وجوب الصوم؛ لقوله ( :صوموا ( ) أي يلزمه الصيام عم ً
لرؤيته ، )...فإن أفطر بعد رد شهادته يلزمه قضاء هذا اليوم ،وال تلزمه الكفارة،
بخالف الشافعي ،فإنَّه تلزمه الكفارة عنده ،ينظر :حتفة املحتاج، 8 :3
وفتوحات الوهاب ،3 :وحاشيتا قليويب وعمرية ،9 :وغريهم.
( ) عىل الصحيح جيب القضاء وال جتب الكفارة ،كام يف رشح ابن ملك ق/53ب،
ألن هذا ليس بيوم صوم يفومنحة السلوك ، 3 :وهدية الصعلوك ص 8؛ َّ
حق اجلامعة ،وقيل :جتب الكفارة؛ لتيقنه بالرؤية ومل ترد شهادته ليصري شبهة.
( )3ألنا إنَّام أوجبنا الصوم عليه احتياط ًا ،واالحتياط بعد هذا يف املوافقة مع الناس؛
ليكون أبعد عن التهمة ،فإن أفطر فال كفارة عليه نظر ًا إىل احلقيقة التي عنده .ينظر:
رشح ابن ملك ق/53ب.
( ) وهو من ليس بفاسق ِّبني الفسق ،وكذا تقبل شهادة مستور احلال؛ فعن ابن عمر
،قال( :تراءى الناس اهلالل ،فرأيته فأخربت رسول هلل فصام وأمر الناس
بصيامه) يف صحيح ابن حبان ، 3 :5واملستدرك ،858 :وسنن أيب داود :
،30وعن ابن عباس قال( :جاء أعرايب إىل النبي ،فقال :إّن رأيت اهلالل،
أن حممد ًا رسول اهلل؟ قال :نعم ،قال :يا بالل،أن ال إله إال اهلل؟ أتشهد َّ
قال :أتشهد َّ
ـ 644ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وحممد
األول :مجع حيكم العقل بعدم تواطئهم عىل الكذب ،وهو مروي عن أيب يوسف َّ
،وأن يكونوا من كل جانب ،واختاره صاحب الوقاية ص ، 38ورشح الوقاية
ص ، 38والفتح ، 8 :ودرر احلكام ، 00 :وغريها.
مفوض إىل رأي اإلمام؛ لتفاوت الناس صدق ًا ،وهو مروي
الثاّن :غري مقدَّ ر بعدد ،وهو َّ
عن حممد ،ورجحه صاحب االختيار . 35 :ويف املواهب ق/83ب ،والدر
املنتقى 33 :واملراقي ص :895هو األصح ،واختاره صاحب التنوير .9 :
الثالث :يكفي اثنان ،وهي رواية عن أيب حنيفة ؛ لتكاسل الناس ،وهو اختيار
صاحب البحر ص ، 59ورد املحتار ،93 :قال ابن عابدين يف تنبيه الغافل
ص :50ينبغي ترجيح ما اختاره صاحب البحر من االكتفاء بشاهدين ولو من
مرص ،وقد أقره عليه أخوه الشيخ عمر يف النهر ،وكذا تلميذه التمرتايش يف املنح،
وابن محزة النقيب يف َّنج النجاة ،والشيخ عالء الدين يف الدر املختار ،والشيخ
إسامعيل النابليس يف اإلحكام رشح درر احلكام ،وقال :إنَّه حسن.
الرابع :مخسون رج ً
ال كالقسامة ،وهو مروي عن أيب يوسف .
اخلامس :أهل َحمَلة ،وذكره املصنف.
السادس :مجع حيصل هبم غلبة الظن ،وهو اختيار صاحب االيضاح ق /3أ.
السابع :مخسمئة ببلخ قليل ،وهو مروي عن خلف بن أيوب.
الثامن :ألف ،وهو مروي عن أيب حفص الكبري .ينظر :رشح مال مسكني ص.39
( ) ألنَّه حق الرشع؛ فعن ربعي عن بعض أصحاب الرسول ،قال( :اختلف الناس
يف آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي باهلل إلهالل اهلالل
أمس عشية ،فأمر رسول اهلل الناس أن يفطروا) يف سنن أيب داود ،30 :
،وسنن الدارقطني ، 35 : واملنتقى ، 03 :وسنن البيهقي الكبري 5 :
وغريهم.
ـ 642ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كالُضحى( )ُ.
وال ُ ُيلزم ُ ُأحد ُ ُاملرصين ُ ُبرؤية ُ ُاملرص ُ ُاآلخر( ) ُ ُإال ُ ُإذا ُاحتدتُ
إن رؤية اهلالل لعيد األضحى هلا أحكام رؤية اهلالل لفطر رمضان؛ إذ ال بد ( ) أي َّ
من نصاب الشهادة مع العلة ،واجلمع العظيم مع الصحو يف األصح ،كام يف اهلداية
ورشوحها ،ويف رواية النوادر :إنَّه كهالل رمضان :أي فيثبت بقول الواحد إن كان
يف السامء علة ،وصححها يف التحفة .ينظر :تنبيه الغافل ص ،5وغريه.
( ) اختلف باعتبار اختالف املطالع فذهب املصنف إىل اعتباره ،حتى ال يلزم أحد
املرصين برؤية املرص اآلخر ،وتبعه ابن ملك يف رشحه ق/53ب ،فقال« :هو
كل قوم خماطب بام عندهم إال إذا احتدت املطالع ،بأن كان بينها تقارب،األشبه؛ إذ ي
الزيلعي يف التبيني « :3 :واألشبه أن
ي فحينئذ يلزم أحدمها رؤية اآلخر» ،وقال
كل قوم خماطبون بام عندهم وانفصال اهلالل عن شعاع ألن َّ
يعترب اختالف املطالع؛ َّ
أن دخول الوقت وخروجه خيتلف الشمس خيتلف باختالف األقطار ،كام َّ
باختالف األقطار ،حتى إذا زالت الشمس يف املرشق ال يلزم منه أن تزول يف
املغرب ،وكذا طلوع الفجر وغروب الشمس ،بل كلام حتركت الشمس درجة
فتلك طلوع فجر لقوم ،وطلوع شمس آلخرين ،وغروب لبعض ،ونصف ليل
لغريهم» ،وقال مال خرسو يف درر احلكام « : 0 :يؤيده ما مر يف أول كتاب
أن صالة العشاء والوتر ال جتب لفاقد وقتهام» ،واختاره صاحب الصالة َّ
أن أم الفضل «التجريد» وغريه ،كام يف الرشنباللية 0 :؛ فعن كريب َّ ( :
بنت احلارث ريض اهلل عنها بعثته إىل معاوية بالشام قال :فقدمت الشام فقضيت
حاجتها واستهل عيل رمضان وأنا بالشام فرأيت اهلالل ليلة اجلمعة ،ثم قدمت
املدينة يف آخر الشهر ،فسألني عبد اهلل بن عباس ثم ذكر اهلالل ،فقال :متى
رأيتم اهلالل؟ فقلت :رأيناه ليلة اجلمعة ،فقال :أنت رأيته ،فقلت :نعم ورآه الناس
وصاموا وصام معاوية ،فقال :لكنا رأيناه ليلة السبت ،فال نزال نصوم حتى نكمل
ثالثني ،أو نراه ،فقلت :أو ال تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال :ال ،هكذا أمرنا
رسول اهلل )يف صحيح مسلم ،538 :واعرتض العالمة ابن نجيم يف البحر
ـ 641ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املطالع( )ُ.
ثمُُصامواُُرمضانُُفكانُُثامنيةُُوعرشينُُيوم ًاُُ،
ولوُأكملواُُشعبانُُ ّ
الرائق 9 :عىل هذا الدليل :بأنَّه واحد ال يثبت بشهادته وجوب القضاء عىل
القايض.
والقول الثاّن :إنَّه ال يعترب اختالف املطالع عىل املعتمد ُيف املذهب :أي إذا رأى اهلالل
أهل بلدة ومل يره أهل بلدة أخرى جيب أن يصوموا برؤية أولئك كيفام كان ،حتى
إذا صام أهل بلدة ثالثني يوم ًا وأهل بلدة أخرى تسعة وعرشين يوم ًا جيب عليهم
في يف الكنز ،3 :واحللبي يف املشايخ،ونص عليه الن ََّس ي
ي قضاء يوم ،وعليه أكثر
امللتقى ، 39 :وقال ابن اهلامم يف فتح القدير « :3 3 :وإذا ثبت يف مرص لزم
سائر الناس فيلزم أهل املرشق رؤية أهل املغرب يف ظاهر املذهب» .وقال العالمة
الرشنباليل يف الرشنباللية « : 0 :هو ظاهر املذهب ،وعليه الفتوى كام يف البحر
90 :عن اخلالصة وقال يف الكايف :ظاهر الرواية ال عربة باختالف املطالع»،
ومثله قال شيخ زاده يف جممع األَّنر . 39 :وقال ابن عابدين يف تنبيه الغافل
ص« : 0ال عربة باختالف املطالع يف األقطار إال عند الشافعي» .وقال أيض ًا:
«املعتمد الراجح عندنا أنَّه ال اعتبار باختالف املطالع ،وهو ظاهر الرواية ،وعليه
املتون :كالكنز وغريه ،وهو الصحيح عند احلنابلة كام يف اإلنصاف ، 53 :3وكذا
هو مذهب املالكية ،ففي خمترص خليل ورشحه للشيخ عبد الباقي :وعم اخلطاب
بالصوم سائر البالد إن نقل ثبوته عن أهل بلد هبام ـ أي بالعدلني ـ والرواية
املستفيضة عنهام ـ أي عن احلكم برؤية العدلني ـ أو عن رؤية مستفيضة» ،ودليله:
عموم اخلطاب يف قوله ( :صوموا) معلق ًا ملطلق الرؤية يف قوله( :لرؤيته)،
وبرؤية قوم يصدق اسم الرؤية ،فيثبت ما تع يلق به من عموم احلكم فيعم
الوجوب .ينظر :فتح القدير ،3 3 :وحاشية الشلبي .3 3 :
( ) فحينئذ يلزم أحد املرصين برؤية املرص اآلخر ،حتى إذا صام أهل أحدمها ثالثني
يوم ًا وأهل األخرى تسعة وعرشين يوم ًا جيب عليهم قضاء يوم .ينظر :منحة
السلوك . 3 :
ـ 641ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فإن ُكانوا ُعدّ وا ُشعبان ُعن ُرؤية ُهالله ُقضوا ُيوم ًُا( )ُ ،وإال ُقضواُ
يومّي( )ُ.
ولوُرؤيُاهلاللُقبلُالزوالُ ،فهوُلليلةُاملاضيةُ،وإنُرؤيُبعدهُ ،فهوُ
لليلةُاملستقبلة( )ُ.
ألن الشهر العريب قد يكون ثالثني يوم ًا ،وقد يكون تسعة وعرشين يوم ًا ،وال ( ) َّ
أن أحد اليومني من شعبان واآلخر من رمضان، يكون ثامنية وعرشين يوم ًا ،فتعني َّ
فلزم قضاء يوم واحد فقط .ينظر :اهلدية ص. 5
فإَّنم يقضون يومني؛ الحتامل
( ) أي وإن مل يكونوا عدوا أيام شعبان من رؤية اهلاللَّ ،
أن يكون رمضان كامالً ،فيكون أكلهم يومني فيقضون يومني .ينظر :املنحة :
. 38
( )3هذا التفصيل هو قول أيب يوسف ،كام يف تنبيه الغافل ص ،59ويف ظاهر
الرواية عن أيب حنيفة وحممد َّ :
إن ما يرى يف النهار يكون لليلة املستقبلة ،فال
يثبت بام يرى َّنار ًا حكم من صوم إن كان لرمضان ،أو فطر إن كان لشوال ،عىل
خص هذه املسألة اإلمام
،3وقد ي املختار ،كام يف الفتح ،3 3 :والتبيني :
اللكنوي برسالة سامها :الفلك الدوار يف رؤية اهلالل بالنهار ،ومما قال فيها
ص« : 39- 35يدل عىل عدم اعتبار الرؤية النهارية قوله :ﭽ ﮮ ﮯ
ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [ البقرةُ،]482 :مع قوله :ﭽ ﮄ ﮅ
ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [اإلسراءُ، ]46 :واملراد بآية الليل هي القمر ،وبآية النهار
الشمس واألنوار ،فدل ذلك عىل َّ
أن القمر إنَّام هو آية الليل ال آية النهار ،فال عربة
برؤيته بالنهار… .وقد رصح أئمة املذاهب األربعة أ َّنه ال عربة برؤية اهلالل َّنار ًا،
وإنَّام املعترب رؤيته لي ً
ال».
ـ 642ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ووقتُُالصومُُمنُُطلوعُُالفجرُُالثاين( )ُُإىلُُغروبُ
كاذب ،تسميه العرب ذنب الرسحان ،وهو البياض الذي يبدو يف ٌ ( ) فالفجر فجران:
السامء طوالً ويعقبه ظالم ،والفجر الصادق :وهو البياض املنترش يف األفق،
فبطلوع الفجر الكاذب ال حيرم األكل عىل الصائم ما مل يطلع الفجر الصادق؛
لقوله ( :ال يغرنكم من سحوركم أذان بالل وال بياض األفق املستطيل هكذا
حتى يستطري هكذا وحكاه محاد بيديه قال :يعني معرتض ًا) يف صحيح مسلم :
،550ويف رواية( :ال يمنعن أذان بالل أحد ًا منكم من سحوره ،فإنَّه ينادي أو
يؤذن لينتبه نائمكم ويرجع قائمكم ،قال :وليس أن يقول يعني الصبح :هكذا ،أو
قال :هكذا ولكن حتى يقول :هكذا وهكذا ،يعني طوالً ولكن هكذا يعني عرض ًا)
يف صحيح ابن خزيمة ، 0 :3ومعنى اخليط األبيض واألسود ب َّينه رسول اهلل
يف حديث عدي بن حاتم قال( :ملا نزلت :ﭽﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ ،قال له عدي بن حاتم :يا رسول اهلل ،إّن أجعل حتت
وساديت عقالني :عقاالً أبيض وعقاالً أسود ،أعرف الليل من النهار ،فقال رسول
إن وسادتك لعريض ،إنَّام هو سواد الليل وبياض النهار) يف صحيح اهلل َّ :
البخاري ،353 :وصحيح مسلم .533 :
وأما حديث( :إذا سمع أحدكم النداء واإلناء يف يده فال يضعه حتى يقيض حاجته
منه) يف املستدرك ،3 0 :وسنن أيب داود ،30 :ومسند أمحد َّ ، 0 :
فإن
كبار احلفاظ رصحوا بعدم صحته بطريقيه ،قال احلافظ أبو حاتم الرازي« :هذان
احلديثان ليسا بصحيحني ،أما حديث عامر ،فعن أيب هريرة موقوف ،وعامر
ثقة ،واحلديث اآلخر ليس بصحيح» ،كام يف علل ابن أيب حاتم :؛ ألنَّه يف
ظاهره خمالف للقرآن يف قوله :ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ
َّ
وألن املراد بالنداء نداء بالل ،قال العالمة العلقمي: ﭼ ﭽ ﭾﭼ [البقرة]482 :؛
إن بالالً يؤذن بليل فكلوا «قيل :املراد بالنداء أذان بالل األول؛ لقوله َّ ( :
،وبذل وارشبوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)…» ،كام يف الرساج الوهاج :
ـ 642ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الشمس( )ُ.
والصومُُ:هوُالكفُعنُالكلُوالرشبُواجلامعُهنار ًاُمعُالن ّية( )ُ.
فصلُ
[يفُبيانُماُيفسدُالصومُوماُالُيفسدهُ
وماُيوجبُالقضاءُوماُالُيوجبه]ُ
ومن ُأكل ُأو ُرشب ُأو ُجامع ُناسي ًُاُ ،مل ُيفطرُ( )ُ ،بخالف ُاملكره( )ُ
واملخطئ( )ُ.
والنية :هي جزم القلب عىل ما يريد اإلتيان به من الصوم ،أو معرفته بقلبه أن
يصوم ،واعترب قيامه للسحور بقصد الصوم نية ،ويستحب للصائم أن يتلفظ بنيته؛
ملا يف التلفظ من االستحضار للنية ،وتلفظه هكذا :نويت أن أصوم غد ًا ،أو هذا
اليوم إن نوى َّنار ًا هلل من فرض رمضان .ينظر :اهلدية العالئية ص، 88
والفتاوى اهلندية ، 98 :ورد املحتار .55 :
( ) مطلق ًا سواء كان يف صيام فرض أم نفل؛ فعن أيب هريرة قال َ ( :من أكل
ناسي ًا وهو صائم فليتم صومه ،فإنَّام أطعمه اهلل وسقاه) يف صحيح البخاري:3
، 88وصحيح مسلم ،509 :وعن أيب هريرة قال َ ( :من أفطر يف شهر
رمضان ناسي ًا فال قضاء عليه وال كفارة) يف صحيح ابن حبان ، 55 :5
واملستدرك 898 :وصححه ،وصححه ابن حجر يف بلوغ املرام .ينظر :إعالء
السنن ، 30 :9وغريه.
( ) حتى لو أكره الصائم عىل سبب من أسباب الفطر ،فإنَّه يفسد صومه وال كفارة
ألن معنى الركن قد فات؛ لوصول املغذي إىل جوفه بسبب ال يغلب عليه؛ َّ
َّ
وألن املقصود من الصوم وجوده ،ويمكن التحرز عنه يف اجلملة فال يبقى الصوم؛
معناه وهو كونه وسيلة إىل الشكر والتقوى وقهر الطبع الباعث عىل الفساد ،وال
حيصل يشء من ذلك إذا وصل الغذاء إىل جوفه .ينظر :اهلدية العالئية ص ، 3
وضابط املفطرات ص . 3 - 3
املحل الذي يقصد به اجلناية :كاملضمضة ترسي إىلي ( )3وهو أن يقصد بالفعل غري
احللق ،وهو غري مانع لفساد الصوم ،والفرق بني صورة اخلطأ والنسيان هناَّ :
أن
ـ 642ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولو ُأنزل ُباحتالمُ( ) ُأو ُفكر ُأو ُنظرُ( )ُ ،أو ُأُصبح ُجنب ًا ُمن ُمجاعُ( )ُ ،أوُ
ادهنُ( )ُ،أوُقبلُ( )ُ،ملُيفطرُ.
وأن النايس غري ذاكر للصوم ،وقاصد املخطئ ذاكر للصوم وغري قاصد للرشبَّ ،
للرشب ،وقد يكون املخطئ غري ذاكر للصوم وغري قاصد للرشب ،فهو يف حكم
النايس هنا .ينظر:رد املحتار ، :والبحر الرائق ، 9 :وغريمها.
( ) فعن أيب سعيد اخلدري قال ( :ال يفطر من قاء ،وال من احتلم ،وال من
احتجم) يف سنن أيب داود ،5 :ومصنف عبد الرزاق ، 3 :وسنن
البيهقي الكبري ، 3 :وهو ضعيف .ينظر :عون املعبود ،3 :5ونصب الراية :
،3 3وعلل الدارقطني 50 :
( ) أما إذا أدام النظر والفكر حتى أنزل قصد ًا ،فيحرم هذا مع عدم فساد الصوم؛ ألنَّه
مل يوجد اجلامع صورة وال معنى؛ لعدم االستمتاع بالنساء ،فأشبه االحتالم،
بخالف املبارشة .ينظر :بدائع الصنائع ،9 :والدر املختار .95 :
( )3أو احتالم واستمر عىل جنابته أيام ًا ،فال يفسد صومه ،وإن حرم هذا؛ لرتكه
الصالة يف وقتها؛ ملا روي (أنَّه كان يدركه الفجر يف رمضان من غري حلم
فيغتسل ويصوم) يف صحيح البخاري ،35 :وصحيح مسلم .550 :
( ) أي إن ادهن ،فإنَّه ال يفسد صومه ،وال يكره له ذلك ،ولو وجد طعم الدهن يف
ألن األثر يف حلقه دخل من املسام وهي حلقه ،سواء كان مطيب ًا أو غري مطيب؛ َّ
غري معتربة من املنافذ ،كام يف تنوير األبصار ورد املحتار ،95 :وبدائع الصنائع
03 :؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها( :كان النبي يدركه الفجر يف رمضان من
غري حلم فيغتسل ويصوم) يف صحيح البخاري ،35 :وعن أيب بكر بن عبد
الرمحن عن بعض أصحاب النبي ،قال( :لقد رأيت رسول اهلل بالعرج
يصب عىل رأسه املاء وهو صائم من العطش أو من احلر)يف سنن أيب داود 305 :
واملستدرك ،895 :وسنن البيهقي الكبري ، 33 :ورشح معاّن اآلثار .33 :
( )8فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان النبي يق ِّبل ويبارش ،وهو صائم وكان
ـ 660ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولوُأنزلُبقبلةُأوُملسُُ،لزمهُالقضاء( )ُالُغريُ.
وتباحُالقبلةُللصائمُإنُأمنُعىلُنفسه( )ُ.
ولوُدخل ُحلقهُذباب ُأوُغبار ُأوُدخان ُوهوُذاكر ُلصومهُ ،ملُيفطر( )ُ،
بخالفُاملطرُوالثلج( )ُ.
ولوُتنخع( )ُوابتلعُماُتنخعُبهُ،أوُابتلعُريقهُاملغلوبُبالدمُ،ملُيفطر( )ُ.
الُّإذاُأُخرجه( )ُ
وإنُابتلعُماُبّيُأسنانهُمنُعشائهُدونُمحصة( )ُ،ملُيُفطرُإ ُ
ثمُرُدهُ،وبقدرُاحلمصةُيفطرُ،والُك ُّفارةُعليهُ.
ولو ُابتلع ُسمسمة ُلزمته ُالك ُّفارة( ) ُوإن ُمضغها ُمل ُيفطر( ) ُإال ُأن ُجيدُ
طعمهاُيفُحلقهُ.
ولو ُأكل ُعجين ًا ُأو ُدقيق ًُاُ ،أو ُابتلع ُحصا ًة ُأو ُنحوهاُ ،لزمه ُالقضاء ُالُ
غري( )ُ.
ولوُأكلُُمسك ًاُأوُكافور ًاُأوُزعفران ًاُأوُتراب ًاُمشوي ًاُأوُورقُشجرُيُعتادُ
أُكلهاُ،لزمتهُالك ُّفارة( )ُ.
( ) ألنَّه قليل ال يمكن االحرتاز عنه ،فجعل بمنزلة الريق ،ويفسد بام كان قدر
احلمصة؛ َّ
ألن بقاءه بني األسنان غري معتاد ،فيمكن االحرتاز عنه .ينظر :رد
املحتار ،95 :والبدائع .90 :
( ) أي إذا أخرجه بيده ثم أكله يفطر؛ إلمكان االحرتاز عنه .ينظر :املنحة . 39 :
يتغذى به ،كام يف رشح ابن ملك ق/58أ ،وهوألَّنا من جنس ما َّ ( )3عىل املختار؛ َّ
قول الصدر الشهيد ،وقال فخر اإلسالم البزدوي :ال جتب الكفارة؛ ألنَّه ناقص.
ينظر :املنحة . 39 :
ألَّنا تتالشى باملضغ يف ريقه ،فتأخذ حكم الريق يف عدم إفساد الصوم.
( ) َّ
( )8أي بغري كفارة؛ ألنَّه ال يقصد هبام التغذي وال التداوي ،فال يفوت معنى الصوم،
أما لو اعتاد أكلها فيجب عليه الكفارة .ينظر :البدائع .99 :
فألَّنام مما يؤكل عادة ويتداوى به ،فكملت
َّ ( )3أما املسك والكافور والزعفران؛
اجلناية فيجب الكفارة ،وأما الرتاب فإنَّه يوجب الكفارة إذا كان مشوي ًا أي خمتلط
بيشء ،حتى إذا أكل تراب ًا خالص ًا ال جتب عليه الكفارة؛ ألنَّه مما ال يتغذى به ،وال
يتداوى به عادة ،وأما ورق الشجر فكذلك إنَّام جتب الكفارة إذا كان مما يعتاد أكله؛
ـ 666ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
لكامل اجلناية ،وأما إذا كان مما ال يعتاد أكله ،ال جتب الكفارة .ينظر :منحة السلوك
. 50 :
( )ُ َّ
ألن النفس ال تعاف هذه اللقمة ،أما إن كان ابتالع اللقمة بعد إخراج اللقمة من
حارة بل كانت باردة تستقذرها النفس ،ال كفارة عليه ،بل
فمه ومل تكن اللقمة ي
حارة وكان هو ممن
القضاء فقط ،إن كان هو ممن يعاف مثل هذا ،وإن كانت اللقمة ي
،والدر املختار ورد ال يعاف مثل ذلك ،فعليه كفارة أيض ًا .ينظر :املبسوط :3
املحتار ،99 :واهلدية العالئية ص ، 33- 3وبدائع الصنائع ، 00 ،98 :
وغريها.
أن هذا اليوم ملألن اعرتاض املرض واحليض يورث الشبهة يف املايض؛ ألنَّه تبني َّ ( ) َّ
يكن يوم صوم يف حقه ،وهو ال يتجزأ وجوب ًا وسقوط ًا .ينظر :رشح ابن ملك
ق/58أ.
( )3أي إذا أفطر عمد ًا ثم سافر باختياره ،وجبت عليه الكفارة؛ ألنَّه بإفطاره عمد ًا
وجبت الكفارة ،ثم مل يظهر ما يرفعها؛ إذ ال تسقط باحليلة ،بخالف احليض
ألَّنا من قبل صاحب احلق ،وقد ذكر يف خالصة الفتاوى :إنَّه ال والنفاس؛ َّ
يسقط عنه الكفارة يف ظاهر الرواية ،ويف رواية احلسن عن أيب حنيفة :تسقط،
وعندمها :ال تسقط .ينظر :املنحة ، 5 :واهلدية ص. 9
احلمة يوم ًا وترتكه يوم ًا ـ فإن مل ينو صوم ًا
ال له محى غبة ـ أي تأخذه يأن رج ً ( ) أي لو َّ
حم ،فعليه القضاء ،وكذلك املرأة إن مل تنو عىل وهم أنَّه يوم احلمى فأفطر فيه وما َّ
ـ 662ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُاحلمىُواحليضُ،وجبتُالكفارةُ. عىلُالعادةُ،فإنُأفطرُفلمُتأت ّ
وإن ُغلبه ُالقيءُ ،مل ُيفطر ُمطلق ًُا( )ُ ،وإن ُتعمد ُملء ُفيه( )ُ ،أفطر ُوالُ
ك ُّفارةُ.
ُدواءُ ،أو ُجامع ُعمد ًا ُيف ُأُحد ُالسبيلّيُ،
ًُ ُغذاءُ ،أو ُرشُب
ًُ ومن ُأُكُل
لزمتهُالك ُّفارة( )ُ.
صوم ًا عىل وهم َّأَّنا حتيض اليوم فأكلت ومل حتض ،فعليها القضاء؛ بنا ًء عىل
عادهتا ،وأما إن نويا صوم ًا ثم أفطرا عىل وهم أنَّه يوم احلمى واحليض فلم يأت
احلمى واحليض ،وجبت الكفارة .ينظر :هدية الصعلوك ص. 9
( ) إال يف صورة واحدة ،وهي ما إذا أعاد القيء بصنعه أو قدر محصة منه فأكثر؛ إذ ال
فرق بني إعادة كله أو بعضه إذا كان أصله ملء الفم ،فإنَّه يفسد صومه ،وعليه
القضاء ،وهذا باالتفاق؛ لوجود الصنع عند حممد ،ووجود اخلروج عند أيب
يوسف .ينظر :تبيني احلقائق .3 3 :
( ) أي إن استقاء عمد ًا ملء فمهَّ ،
فإن صومه يفسد؛ ألنَّه أفطر بالقيء ،وإن مل يكن
ملء الفم ،فإنَّه ال يفسد أيض ًا عىل قول أيب يوسف ؛ لعدم اخلروج ،كام يف الدر
،والتبيني ،3 3 :واجلامع ص83-88؛ فعن أيب هريرة : املختار :
« َمن ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ،وإن استقاء فليقض» يف املنتقى :
، 0وصحيح ابن حبان ، 5 :5واملستدرك ،859 :وسنن الرتمذي ،95 :3
وسنن أيب داود ،3 0 :وسنن ابن ماجة ،833 :وعن ابن عمر أنَّه كان
يقول« :من ذرعه القيء وهو صائم فال يفطر ،ومن تقيأ فقد أفطر» يف مصنف ابن
أيب شيبة ، 95 :وغريه.
( )3وإن مل ينزل؛ لتحقق كامل الشهوة والرغبة ،قال اإلمام الكاساّن يف بدائع الصنائع
« :95-95 :وجوب الكفارة يتعلق بإفساد خمصوص :وهو اإلفطار الكامل
بوجود األكل أو الرشب أو اجلامع صورة ومعنى متعمد ًا ،من غري عذر مبيح ،وال
مرخص ،وال شبهة اإلباحة ،ونعني بصورة األكل والرشب ومعنامها :إيصال ما
ـ 661ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وال ُكُ ُّفارة ُباجلامع ُفيام ُدون ُالفرج ُولو ُأنزلُ ،وال ُكفارة ُعىل ُاملرأة ُلوُ
كانتُنائمةُأوُجمنون ًةُأوُمكره ًُة( )ُ.
ُيفُإفسادُصومُغريُرمضانُأداء( )ُ.
ًُ والُك ُّفارة
ُيفُأذنهُدواء ُأوُدهن ًُاُ ،أوُداوىُجائف ًةُ
ً ومنُاحتقنُُ ،أوُاستعطُُ ،أوُأقطر
أوُآم ًةُبدواءُُرطبُ( )ُفوصلُإىلُجوفهُأوُدماغهُ،لزمهُالقضاءُالُغري( )ُ. ُّ
ألن به حيصل قضاء شهوة البطن يقصد به التغذي أو التداوي إىل جوفه من الفم؛ َّ
ألن كاملعىل سبيل الكامل ،ونعني بصورة اجلامع ومعناه :إيالج الفرج يف القبل؛ َّ
قضاء شهوة الفرج ال حيصل إال به» ،فعن أيب هريرة ،قال( :جاء رجل إىل النبي
،فقال :هلكت يا رسول اهلل ،قال :وما أهلكك؟ قال :وقعت عىل امرأيت يف
رمضان ،قال :هل جتد ما تعتق رقبة؟ قال :ال ،قال :فهل تستطيع أن تصوم شهرين
متتابعني؟ قال :ال ،قال :فهل جتد ما تطعم ستني مسكين ًا؟ قال :ال ،قال :ثم جلس
فأيت النبي بعرق فيه متر ،فقال :تصدق هبذا ،قال :أفقر منا فام بني البتيها أهل
بيت أحوج إليه منا ،فضحك النبي حتى بدت أنيابه ،ثم قال :اذهب فأطعمه
أهلك) يف صحيح مسلم ،55 :وصحيح البخاري .35 :
ألن الكفارة تسقط باإلفطار يف رمضان فيام ال يتحقق فيه كامل الشهوة والرغبة ،أو ( ) َّ
لشبهة من جهل ،أو نسيان ،أو نوم ،أو جنون .ينظر :اجلامع ص .3
ألن الكفارة خمصوصة بإفساد صوم شهر رمضان فحسب؛ ملا له من احلرمة ،وأما ( ) َّ
يف إفساد صوم رمضان قضاء ،فال جتب الكفارة.
الفطر بالرطب عند أيب حنيفة خالف ًا هلام ،واليابس ليس بمفطر اتفاق ًا،َ (َّ )3
ألن
أن اليابس وصل إىل أن العربة للوصول حتى إذا علم َّ ولك ِّن أكثر املشايخ عىل َّ
أن الرطب مل يصل ال يفسد صومه .ينظر :منحة جوفه فسد صومه ،وإن علم َّ
السلوك . 53 :
ألن هذه من املنافذ املعتربة ،فاالحتقان يكون يف الدبر ،وهو من املنافذ املعتربة، ( ) َّ
واالستعطاء يكون يف األنف ،وهو من املنافذ املعتربة ،واالدهان والدواء يكون يف
ـ 661ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي األبيض املمضوغ امللتئم؛ ألنَّه ال يأمن أن ينفصل يشء منه فيدخل حلقه ،فكان
املضغ تعريض ًا لصومه للفساد ،فيكره؛ وألنَّه يتهم باإلفطار ممن رآه من بعيد آكالً،
وأما إذا مل يكن أسود ًا أو غري ممضوغ وملتئم ،فإنَّه يفطره؛ ألنَّه يتفتت فيصل يشء
منه إىل جوفه ظاهر ًا أو غالب ًا .ينظر :درر احلكام ، 05 :وبدائع الصنائع :
، 03واهلدية العالئية ص . 5
( ) قال املرغيناّن يف اهلداية « :3 8 :ال يكره للمرأة إذا مل تكن صائمة؛ لقيامه مقام
السواك يف حقهن ،ويكره للرجال عىل ما قيل :إذا مل يكن من علة ،وقيل :ال
يستحب؛ ملا فيه من التشبه بالنساء» .قال الكامل يف فتح القدير :3 8 :أي وال
يكره فهو مباح بخالف النساء ،فإنَّه يستحب هلن; ألنَّه سواكهن ،ثم قال :واألوىل
الكراهة للرجال إال حلاجة ،اهـ ،ويف املعراج :كره للرجال إال يف اخللوة بعذر ،كذا
ذكره البزدوي واملحبويب .ينظر :الرشنباللية ، 05 :وغريها.
األثر املوجود يف حلقه داخل من املسام الذي هو خلل البدن ،واملفطر إنَّام هو ألن َ (َّ )3
وألن املنفذ من العني إىل األنف لصغره وخفائه ملحق باملسام،َّ الداخل من املنافذ؛
فيكون ما يصل إىل احللق معفو ًا عنه :كالغبار والدخان يدخل حلقه؛ فعن أنس بن
مالك قال( :جاء رجل إىل النبي ،فقال :اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم،
قال :نعم) يف جامع الرتمذي ، 08 :3وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :ربام
يكتحل النبي وهو صائم) يف سنن البيهقي الكبري ، 3 :وعن أيب رافع ،
إن النبي كان يكتحل باإلثمد وهو صائم) يف سنن البيهقي الكبري : قالَّ ( :
، 3والكامل ، 5 :واملجروحني ، 80 :وعن أنس « :أنَّه كان يكتحل
وهو صائم» يف مصنف ابن أيب شيبة ،30 :قال ابن حجر يف الدراية : 5 :
إسناده حسن .وعن األعمش قال« :ما رأيت أحد ًا من أصحابنا يكره الكحل
للصائم» يف سنن أيب داود ،3 0 :قال اإلمام ابن اهلامم يف فتح القدير :
ـ 662ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
3 3بعد رسد هذه األحاديث« :فهذه عدة طرق إن مل حيتج بواحد منها فاملجموع
حيتج به؛ لتعدد الطرق».
( ) قال املرغيناّن يف اهلداية « :3 5 :وال بأس باالكحتال للرجال إذا قصد به
التداوي دون الزينة ،ويستحسن دهن الشارب إذا مل يكن من قصده الزينة؛ ألنَّه
يعمل عمل اخلضاب ،وال يفعل لتطويل اللحية إذا كانت بقدر املسنون ،وهو
القبضة» ،وقال ابن اهلامم يف فتح القدير « :3 5 :يف الكايف يستحب دهن شعر
الوجه إذا مل يكن من قصده الزينة ،به وردت السنة ،فقيد بانتفاء هذا القصد ،فكأنَّه
واهلل أعلم؛ ألنَّه تربج بالزينة؛ فعن ابن مسعود ( :كان النبي يكره عرش
خصال ،وذكر منها التربج بالزينة لغري حملها) يف سنن أيب داود ، 59 :واملجتبى
،ومسند أمحد ،350 :وصحيح ابن حبان ، 93 :واملستدرك : :5
أن أبا قتادة األنصاري قال لرسول اهلل ، 3وصححه ،وعن حييى بن سعيد َّ
أفأرج ُلها؟ فقال رسول اهلل :نعم وأكرمها ،فكان أبو قتادة ر يبام
ِّ مج ًة َّ ( :
إن يل َ َّ
مرتني ملا قال له رسول اهلل وأكرمها) يف املوطأ ،9 9 :واجلمة: دهنها يف اليوم َّ
شعر الرأس إذا بلغ املنكبني ،فإنَّام هو مبالغ ًة من أيب قتادة يف قصد االمتثال ألمر
ألن اجلامل واإلكرامرسول اهلل ،ال حلظ النفس الطالبة للزينة الظاهرة؛ وذلك َّ
املطلوب يتحقق مع دون هذا املقدار ،...هذا وال تالزم بني قصد اجلامل وقصد
األول لدفع الشني وإقامة ما به من الوقار وإظهار النعمة شكر ًا ال الزينة ،فالقصدُ ي
فخر ًا ،وهو أثر أدب النفس وشهامتها ،والثاّن أثر ضعفها ،وقالوا :باخلضاب
وردت السنة ،ومل يكن لقصد الزينة ثم بعد ذلك إن حصلت زينة فقد حصلت يف
يرضه إذا مل يكن ملتفت ًا إليه» .وهذا حتقيق لطيف يف
ضمن قصده املطلوب ،فال ُّ
جتمل الرجال املباح هلم ،وتز ُّين النساء املنهي عنه للرجال ،والناس عنه املفارقة بني ُّ
غافلون.
( ) وإن كان مبلوالً باملاء؛ ألنَّه ليس فيه من املاء قدر ما يبقى يف الفم من البلل بعد
ـ 668ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
واحلجامة( )ُ.
املضمضة ،ولكن استحب بعضهم البصاق بعد املضمضة ولو مرة ،وقال أبو
يوسف :يكره إن كان مبلوالً ،ويسن أول النهار وآخره للصائم؛ لعموم
النبي ما ال
ي النصوص الواردة يف ذلك؛ فعن عامر بن ربيعة قال( :رأيت
يتسوك وهو صائم) يف جامع الرتمذي ، 0 :3وحسنه ،وعن عائشة ي أحيص
ريض اهلل عنها ،قال ( :من خري خصال الصائم السواك) يف سنن ابن ماجة :
،833وسنن البيهقي الكبري ، 5 :وعن عبد الرمحن بن غنم قال( :سألت
معاذ بن جبل أتتسوك وأنت صائم؟ قال :نعم ،قلت :أي النهار أتسوك؟ قال:
أي النهار شئت ،إن شئت غدوة ،وإن شئت عشية ،قلتَّ :
فإن الناس يكرهونه
إن رسول اهلل قال( :خللوف فم الصائم أطيب عشية ،قال :ومل؟ قلت :يقولونَّ :
من ريح املسك) ،فقال :سبحان اهلل ،لقد َأمرهم رسول اهلل بالسواك حني
َأمرهم ،وهو يعلم أنَّه ال ُبدي أن يكون بفم الصائم خلوف وإن استاك ،وما كان
بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمد ًا ،ما يف ذلك من اخلري يشء ،بل فيه رش) يف
املعجم الكبري ،50 : 0قال ابن حجر يف تلخيص احلبري : 0 :إسناده جيد.
إن رسول( ) فال يكره الفصد واحلجامة إن مل يضعف الصائم؛ فعن ابن عباس َّ ( :
اهلل احتجم وهو صائم) يف صحيح ابن حبان ،300 :5وجامع الرتمذي :3
إن النبي احتجم وهو حمرم ،واحتجم وهو صائم) يف صحيح ، 5ويف لفظَّ ( :
إن النبي احتجم وهو صائم) يف السنن البخاري ،358 :وعن جابر َّ ( :
الكربى . 33 :
وأما حديث (أفطر احلاجم واملحجوم) يف صحيح البخاري ،358 :فقد قيل:
إنَّه كان ذلك يف االبتداء ثم رخص بعد ذلك ،وأيض ًا :أنَّه ليس يف احلديث إثبات
الفطر باحلجامة ،فيحتمل أنَّه كان منهام ما يوجب الفطر ،وهو ذهاب ثواب الصوم
وألن احلجامة ليست إال إخراج يشء من الدم والفطر مما يدخل َّ كالغيبة؛
والوضوء مما خيرج .ينظر :بدائع الصنائع ، 05 :واجلامع ص.50
ـ 662ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصلُ
[يفُبيانُالعوارض]ُ
واملريضُإذاُخافُ( )ُشدةُمرضهُأوُتأخرُبرئهُ،أفطرُوقىض( )ُ.
وللمسافر ُالفطرُمطلق ًاُ،وصومهُأُفضلُإنُملُتنلهُمشقة( )ُ،فإنُماتاُيفُ
املرضُوالسُفرُ ،فالُقضاءُعليهام( )ُ،وإنُصُح ُاملريض ُوأقام ُاملسافر ُثمُماتاُ،
وجبُاإليصاءُبقدرُماُأدركا( )ُ.
وقضاء ُرمضانُإنُشاء ُفرقهُوإنُشاء ُتابعهُ،والتتابعُأفضلُ،والُفديةُ
( ) واخلوف املعترب إلباحة الفطر :ما كان بغلبة الظن بأمارة أو جتربة ،ولو كانت من
غري املريض عند احتاد املرض ،أو بإخبار طبيب حاذق مسلم مستور :أي جمهول
احلال مل يظهر له فسق وال عدالة .ينظر :فتح القدير . 83 :
( ) لقوله :ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ [البقرة،]481 :
وأيض ًا يرخص الفطر للصحيح الذي خيشى أن يمرض بالصوم .ينظر :تبيني
احلقائق .333 :
( )3وهذا سواء كان السفر سفر طاعة أو مباح ًا أو معصية؛ لعموم النصوص ،إال َّ
أن
الصوم يف السفر أفضل من اإلفطار إذا مل جيهده الصوم ومل يضعفه ،قال َ ( :من
أفطر فرخصة ،و َمن صام فالصوم أفضل) يف مصنف ابن أيب شيبة ، 50 :وقال
الضياء املقديس يف األحاديث املختارة : 9 :3إسناده صحيح.
ألَّنام مل يدركا عدي ة من أيام أخر .ينظر :اهلدية ص. 83
( ) َّ
( )8إذ يلزمهم القضاء بقدر صحة املريض وإقامة املسافر ،وإذا أوىص يؤدي الويص
من ثلث ماله لكل يوم مسكين ًا بقدر ما جيب يف صدقة الفطر ،وإن مل يوص وتربع
ا لورثة جاز ،وإن مل يتربعوا ال يلزمهم األداء ،بل يسقط يف حكم الدنيا .ينظر:
منحة السلوك . 55 :
ـ 620ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
بتأخريهُعنُرمضانُثان( )ُ.
وللحامل ُواملرضع ُاإلفطار؛ ُخوف ًا ُعىل ُولدمها ُأو ُنفسهامُ ،وال ُفديةُ
عليهام( )ُ.
والشيخُالعاجزُعنُالصومُيُفُطُرُويُفُدي( )ُعنُكلُيومُنصفُصاعُمنُ
ب ٍّرُأوُصاع ًاُمنُمترُُأوُشعريُ،فإنُقدُرُعىلُالصومُبعدُالفديةُقىض( )ُ.
( ) فالتتابع أفضل؛ ملا فيه من املسارعة إىل أداء ما فات من الواجب؛ وهلذا يستحب له
أن ال يؤخر بعد القدرة عليه ،وال تلزمه الفدية بالتأخري؛ لعدم تقييد وجوب
القضاء بمدة معينة :ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﭼ [البقرة ،]481 :فالتوقيت زيادة عىل
النص .ينظر :رشح ابن ملك ق/55ب ،واهلدية ص. 83
إن اهلل عز وجل وضع عن املسافر شطر( ) وإنَّام القضاء فقط؛ فعن أنس ،قالَّ ( :
الصالة ،وعن املسافر واحلامل واملرضع الصوم) يف سنن ابن ماجة ،833 :
ومسند أمحد ،35 :وحسنه األرنؤوط ،وسنن البيهقي الكبري ، 3 :وسنن
،ومسند ابن النسائي ، 03 :واملجتبى ، 50 :ورشح معاّن اآلثار :
اجلعد ، 58 :وغريها.
(َّ )3
ألن الصوم ملا فاته مست احلاجة إىل اجلابر ،وتعذر جربه بالصوم فيجرب بالفدية،
وجتعل الفدية مثالً للصوم رشع ًا يف هذه احلالة؛ للرضورة كالقيمة يف ضامن
املتلفات ،قال :ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ [البقرة،]481 :
وهي عىل إضامر حرف (ال) يف اآلية أو عىل إضامر :كانوا؛ أي وعىل الذين كانوا
يطيقونه :أي الصوم ،ثم عجزوا عنه فدية طعام مسكني ،وعن عطاء« :سمع ابن
عباس يقرأ :ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ قال ابن عباس :
ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبري واملرأة الكبرية ال يستطيعان أن يصوما فيطعامن
مكان كل يوم مسكين ًا» يف صحيح البخاري ُ. 335 :
ألن رشط كون الفدية خلف ًا عن الصوم يف حقه دوام العجز ،فلام قدر عىل الصوم
( ) َّ
ـ 624ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وُمنُأُوىصُبقضاءُرُمُضانُأُطعمُعنهُوُليهُ،وإنُملُيُوصُالُجيب( )ُ.
والصُالة ُكالصُوم( )ُ ،وكل ُصالة ُكصوم ُيوم( )ُ ،وال ُيصم ُعنه ُوليه ُوالُ
ُّ
يصل( )ُ.
انتفى رشط اخلليفة ،ومثل هذا مل يفعل يف التيمم؛ لئال يلزم احلرج بتضاعف
الصالة .ينظر :املنحة . 59 :
( ) هذا اإليصاء للعاجز واجب ،ويلزم ورثته إخراجه من الثلث كام سبق ،وإن مل
يوص ال يلزمهم ،وإن تربعوا جاز ،عن ابن عمر قال ( :من مات وعليه
صيام فليطعم عنه عن ي
كل يوم مسكني) يف جامع الرتمذي ،93 :3وصحح وقفه،
ويف سنن ابن ماجه ،885 :وسنن البيهقي الكبري . 8 :
( ) أي يف وجوب اإليصاء وجواز إطعام الويل عنه تربع ًا ،وهذا استحسان ،والقياس
ألن ما ثبت بخالف القياس فغريه ال يقاس عليه، أن ال جتوز الفدية عن الصالة؛ َّ
وجه االستحسان َّ
أن ك ً
ال منهام عبادة بدنية ال تعلق لوجوهبا وال ألدائها باملال.
ينظر :اهلدية ص ، 88واملنحة . 59 :
( )3أي يؤدي يف كل صالة مثل ما يؤدي عن صوم يوم عىل الصحيح ،وعن حممد بن
ألَّنا كصيام يوم ،ثم رجع إىل ما
مقاتل :فدية صالة يوم واحد كفدية صوم يوم؛ َّ
ألن كل صالة فرض عىل حدة فكانت كصوم يوم .ينظر :فتح يف الكتاب؛ َّ
القدير ،330 :واهلداية .330 :
إن أمي ماتت إن امرأة أتت رسول اهلل ،فقالتَّ : ( ) أ يما حديث ابن عباس َّ ( :
وعليها صوم شهر ،فقال :أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه ،قالت :نعم،
قال :فدين اهلل أحق بالقضاء) يف صحيح مسلم ،50 :وحديث عائشة ريض
اهلل عنها قال َ ( :من مات وعليه صيام صام عنه وليه) يف صحيح البخاري :
،390فهو منسوخ؛ لالتفاق عىل رصف األول عن ظاهره ،فإنَّه ال يصح يف
الصالة الدين؛ ملا روي عن ابن عباس وهو راوي احلديث األول ،قال« :ال
يصيل أحد عن أحد وال يصوم أحد عن أحد» يف سنن النسائي ، 58 :وإسناده
ـ 626ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وُمن ُأسلمُُ ،أو ُبلغُُ ،أو ُطُهُرُُ ،أو ُأُفاقُُ ،أو ُقدم ُمن ُسفرُُ ،أو ُبرئ ُمنُ
ُخطأ ُأوُعمدًُاُ ،أمسكُ ُبقية ُيومهُتشبه ًُا( )ُ،بخالفُاحلائضُ ً مرضُُ ،أوُأفطر
صحيح ،كام يف إعالء السنن ، 88 :9وعن ابن عباس « :ال يصوم أحد عن
أحد ويطعم عنه» يف سنن البيهقي الكبري ، 83 :وفتوى الراوي عىل خالف
مرويه بمنزلة روايته للناسخ ،ونسخ احلكم يدل عىل إخراج املناط عن االعتبار؛
بأن من رشط القياس أن ال يكون حكم األصل منسوخ ًا؛ َّ
ألن ولذا رصحوا َّ
التعدية باجلامع ،ونسخ احلكم يستلزم إبطال اعتباره؛ إذ لو كان معترب ًا الستمر
ترتيب احلكم عىل وفقه ،وكذلك روي عن ابن عمر أنَّه «كان إذا سئل عن
الرجل يموت وعليه صوم من رمضان أو نذر يقول :ال يصوم أحد عن أحد،
ولكن تصدقوا عنه من ماله للصوم لكل يوم مسكين ًا» يف سنن البيهقي الكبري :
، 83ومصنف عبد الرزاق ،3 :9واملوطأ ،303 :وغريها ،ورجاله رجال
الصحيح إال عبد اهلل ،فإنَّه من رجال مسلم واألربعة وهو خمتلف فيه ،كام يف إعالء
إن أمي السنن ، 88 :وعن عمرة بنت عبد الرمحن قلت لعائشة ريض اهلل عنهاَّ « :
توفيت وعليها صيام رمضان أيصلح أن أقيض عنها؟ فقالت :ال ،ولكن تصدقي
عنها مكان كل يوم عىل مسكني خري من صيامك» ،رواه الطحاوي ،وسنده
صحيح ،كام يف إعالء السنن 88 :9عن اجلوهر النقي ، 0 :وذكر مالك
أنبالغ ًا« :ومل أسمع عن أحد من الصحابة وال من التابعني وال باملدينة َّ
أحد ًا منهم أمر أحد ًا أن يصوم عن أحد وال يصيل عن أحد» ،كام يف نصب الراية
،30 :3قال ابن اهلامم يف فتح القدير « :389 :وهذا مما يؤيد النسخ ،وأنَّه األمر
الذي استقر الرشع عليه آخر ًا».
( ) أي بالصائمني لكل من كان له عذر مانع من الوجوب عن صوم رمضان يف أول
النهار ثم زال عذره وصار بحال لو كان أول النهار لوجب عليه الصوم ،وال يباح
ألن زمان رمضان وقت رشيف فيجب تعظيم هذا الوقت بالقدر له الفطر؛ َّ
املمكن ،فإذا عجز عن تعظيمه بتحقيق الصوم فيه جيب تعظيمه بالتشبه
ال للتشبه ،ونفي ًا لتعريض نفسه بالصائمني؛ قضاء حلقه بالقدر املمكن إذا كان أه ً
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
للتهمة ،كام يف البدائع 03 :؛ فعن سلمة بن األكوع ،قال( :أمر النبي
أن َمن كان أكل فليصم بقية يومه ،و َمن مل يكن ال من أسلم أن أذن يف الناس َّ رج ً
فإن اليوم يوم عاشوراء) يف صحيح البخاري ،508 :وعاشوراء أكل فليصمَّ ،
كان واجب الصيام قبل فرض رمضان.
إن احلائض والنفساء ال يلزمها اإلمساك يف حيضها ونفاسها يف رمضان؛ ( ) أي َّ
لتحقق املانع من التشبه .ينظر :اهلدية ص. 88
( ) أي لو أكل من أسلم أو بلغ ...فإنَّه حيرم عليه وال جيب عليه القضاء؛ النعدام
أهليتهام يف أول النهار ،وعن أيب يوسف :أنَّه إذا زال الكفر والصبى بالبلوغ
ألَّنام أدركا وقت النية .ينظر :اهلدية ص. 88قبل الزوال فعليهام القضاء؛ َّ
ألن السفر ال يبيح فطر اليوم الذي طلع فجره عليه وهو يف بلده. ( )3فيلزمه الصيام؛ َّ
ينظر :اهلدية العالئية ص. 58
( ) لقيام شبهة املبيح .ينظر :رشح ابن ملك ق/55ب.
( )8ألنَّه اجتمع حكم اإلقامة والسفر يف هذا اليوم فيرتجح جهة اإلقامة .ينظر :رشح
ابن ملك ق/59أ.
( )3أي ال يقيض اليوم الذي حدث فيه اإلغامء واجلنون؛ لوجود الصوم فيه ،وهو
اإلمساك املقرون بالنية .ينظر :اهلدية ص. 83
ألن سبب وجوب صوم رمضان هو شهود جزء من الشهر ،قال :ﭽ ﮥ ﮦ (َّ )5
ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [البقرة ،]481 :فمن ج َّن الشهر كام ً
ال مل يشهده بأهليته فيسقط
ـ 621ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ُاإلغامء( )ُ،وبخالفُاجلنونُغريُاملستوعبُ.
ومنُملُينوُيفُرمضانُصوم ًاُوالُفطرًُاُ،لزمهُالقضاء( )ُ.
ومنُأُصبحُغريُناوُللصومُأوُنُوُىُقبلُالزوالُفأكلُفالُك ُّفارةُعليه( )ُ.
وتقيضُبخالفُالصالة( )ُ.
ُّ واحلائضُُوالنفساءُُتفطرُُ
ومنُظن ُبقاء ُالليلُفتسحر ُأوُغروبُالشمسُفأفطر ُوبان ُخطؤهُلزمهُ
القضاءُوالتش ّبهُالُغريُ.
ولو ُشك ُيف ُطلوع ُالفجر ُفالفضل ُأن ُال ُيفطر ُولو ُأفطر ُفال ُقضاءُ
عليه( )ُ.
بعض الشهر ولو ساعة قىض ما مىض من رمضان يف ظاهر الرواية. عنه ،وإن َ
أفاق َ
،واجلامع ص. - 3 ينظر :رد املحتار ،5 :والرشنباللية :
( ) أي ال يسقط القضاء؛ ألنَّه نوع مرض يسقط القوى وال يزيل احلجا .ينظر :املنحة
. 5 :
ألن املستحق عليه هو اإلمساك بجهة العبادة ،وال عبادة إال بالنية .ينظر :منحة ( ) َّ
السلوك . 5 :
( )3أي فأكل عامد ًا فال كفارة عليه ،سواء أكل قبل الزوال أو بعده عند أيب حنيفة ؛
ألَّنا تعلقت بإفساد الصوم وال صوم إال بالنية .ينظر :رشح ابن ملك ق/59أ. َّ
( ) فعن معاذة سألت عائشة ريض اهلل عنها ،فقلت( :ما بال احلائض تقيض الصوم وال
الصالة؟ فقالتَ :أحرورية أنت؟ قلت :لست بحرور يية ،ولكنيي َأسأل، ي
َت ْقيض َّ
الصالة) يف صحيح قالت :كان ُيصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء َّ
مسلم . 38 :
وإن لكل ملك محى ،أال ( )8أي يكره األكل مع الشك عىل الصحيح؛ لقوله ( :أال َّ
وإن محى اهلل حمارمه) يف صحيح البخاري ، 5 :والذي يأكل مع الشك يف طلوع ي يَ
الفجر حيوم حول احلمى فيوشك أن يقع فيه ،فكان باألكل معرض ًا صومه للفساد،
ـ 621ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولوُشكُيفُغروبُالشمسُجيبُأنُالُيفطرُولوُأفطرُلزمهُالقضاء( )ُ.
ُمستحبُ،وكذلكُتأخريه( )ُ،ويُسُتُحُبُتعجيلُُاإلفطار( )ُ. ٌّ والسحور
ومن ُأكل ُناسي ًا ُفظن ُأنه ُأفطر ُأو ُعلم ُأنّه ُمل ُيفطر ُفأُكل ُعمد ًا ُلزمهُ
القضاءُالُغري( )ُ.
ألن الليل أصل فال يثبت النهار بالشك ،فال يبطل فيكره له ذلك ،وال قضاء عليه؛ َّ
أن الفجر غري طالع ،فال قضاء تسحر وأكرب رأيه َّ
املتيقن به باملشكوك فيه ،فأما إذا َّ
عليه عىل الصحيح؛ ألنَّه عىل يقني من الليل فال يبطل إال بيقني مثله ،وروى احلسن
ألن غالب الرأي دليل واجب العمل به ،بل هو يف حق عن أيب حنيفة :أنَّه يقيض؛ َّ
وجوب العمل يف األحكام بمنزلة اليقني .ينظر :بدائع الصنائع ، 08 :وغريه.
ألن النهار أصل فال يثبت الليل بالشك ،فكان اإلفطار حاص ً
ال فيام له حكم النهار، ( ) َّ
شك يف وجوب القضاء فيجب قضاؤه ،ولو كان غالب رأيه َّأَّنا مل تغرب ،فال ي
عليه؛ ألنَّه انضاف إىل غلبة الظن حكم األصل ،وهو بقاء النهار ،فوقع إفطاره يف
ألن احتامل الغروبالنهار فيلزمه القضاء ،وال جتب عليه الكفارة عىل الصحيح؛ َّ
قائم فكانت الشبهة ثابتة ،وهذه الكفارة ال جتب مع الشبهة .ينظر :بدائع الصنائع
. 03- 08 :
ألن معنى االستعانة فيه أبلغ؛ وألنَّه يستعان به عىل صيام النهار؛ فعن عمرو بن ( ) َّ
العاص ،قال ( :فصل ما بني صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) يف
صحيح مسلم ،550 :وعن يعىل قال ( :ثالثة حيبها اهلل :تعجيل
الفطر ،وتأخري السحور ،ورضب اليدين أحدمها باألخرى يف الصالة) يف املعجم
الكبري ، 33 :واملعجم األوسط ، 39 :5وغريمها.
( )3أي عند غروب الشمس؛ فعن سهل بن سعد الساعدي ،قال ( :ال يزال
الناس بخري ما عجلوا الفطر) يف صحيح ابن حبان . 53 :5
فألن االشتباه استند إىل دليل ،وهو القياس ،فتتحقق َّ ( ) أما إذا أكل ظان ًا أنَّه أفطر؛
الشبهة ،أما إذا أكل عامل ًا أنَّه مل يفطر ،ففي ظاهر الرواية عن أيب حنيفة َّ :
أن
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الشبهة احلكمية قائمة بالنظر إىل القياس فال ينتفي بالعلم ،وعنه يلزمه الكفارة،
وهو قوهلام؛ ألنَّه اشتباه بال شبهة .ينظر :رشح ابن ملك ق/50أ.
( ) قال ( :ال صوم يف يومني :الفطر ،واألضحى) يف صحيح البخاري ، 00 :
إن هذين يومان َّنى رسول اهلل عن صيامهام :يوم فطركم من وعن عمر َّ ( ،
صيامكم ،واآلخر يوم تأكلون فيه من نسككم) يف صحيح مسلم .599 :
( ) قال ( :أيام الترشيق أيام أكل ورشب) يف صحيح مسلم ،500 :وعن عائشة
وابن عمر ،قاال( :مل يرخص يف أيام الترشيق أن يصمن إال ملن مل جيد اهلدي)
يف صحيح البخاري .503 :
( )3أي بعد يوم عيد الفطر؛ إذ وقع الفصل به فال يلزم التشبه بأهل الكتاب ،كام يف
رشح ابن ملك ق/50أ؛ فعن أيب أيوب األنصاري ،قال ( :من صام
رمضان ثم أتبعه ست ًا من شوال كان كصيام الدهر) يف صحيح مسلم ،5 :
وعن أيب حنيفة وأيب يوسف :كراهة صوم ست من شوال ،وعامة املشايخ
مل يروا به بأس ًا ،واختلفوا فقيل :األفضل وصلها بيوم الفطر ،وقيل :بل يفرقها يف
الشهر ،ووجه الكراهة :أنَّه قد يفيض إىل اعتقاد لزومها من العوام لكثرة املداومة؛
ولذا سمعنا من يقول :يوم الفطر نحن إىل اآلن مل يأت عيدنا أو نحوه ،فأما عند
األمن من ذلك فال بأس؛ لورود احلديث به .ينظر :حاشية التبيني ،33 :
والبحر الرائق ، 55 :وبدائع الصنائع .55 :
وفرسه أبو يوسف وحممد :بصوم يومني ال فطر بينهام؛ أل َّن ( ) ولو يف يومنيَّ ،
الفطر بينهام حيصل بوجود زمان الفطر ،وهو الليل ،وقيل يف تفسري الوصال :أن
أن ذلك يضع َفه عن أداء يصوم كل يوم من السنة دون ليلته ،ومعنى الكراهة فيهَّ :
الفرائض والواجبات ويقعده عن الكسب الذي ال بد منه ،كام يف فتح القدير :
،3 9وحاشية الشلبي عىل التبيني ،33 :والبحر الرائق ، 55 :وبدائع
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فإنُأفطرُيفُاليامُاخلمسةُاملحرمةُفقوالن( )ُ.
كرهُصومُالصمتُ:وهوُأنُالُيُتُكُ ُّلمُيفُصومه( )ُ.
ُّ وي
الصنائع ،55 :والفتاوى اخلانية 08 :؛ فعن أنس ،قال ( :ال تواصلوا،
قالوا :إنَّك تواصل ،قال :لست كأحد منكم ،إّن أطعم وأسقى) يف صحيح
البخاري ،393 :وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالتَّ( :ناهم النبي عن
الوصال رمحة هلم) يف صحيح مسلم .553 :
( ) أي فإن صام الدهر وأفطر يف أيام العيدين وأيام الترشيق ،فقوالن عن أيب حنيفة،
ففي قول :يكره كراهة تنزيه؛ ألنَّه يضعفه أو يصري طبع ًا له ومعنى العبادة عىل
خمالفة العادة ،ويف قول :ال يكره؛ للفاصل الذي خيرجه من الوصل املنهي عنه ،كام
يف حاشية التبيني ،33 :واملنحة 58 :؛ وملا روي عن عبد اهلل بن عمرو ،
قال( :أخرب رسول اهلل أّن أقول :واهلل ألصومن النهار وألقومن الليل ما
عشت ،فقال له رسول اهلل :أنت الذي تقول :واهلل ألصومن النهار وألقومن
الليل ما عشت ،قلت :قد قلته ،قال :إنَّك ال تستطيع ذلك ،فصم وأفطر ،وقم
فإن احلسنة بعرش أمثاهلا ،وذلك مثل صيام ونم ،وصم من الشهر ثالثة أيامَّ ،
الدهر ،فقلت :إّن أطيق أفضل من ذلك يا رسول اهلل ،قال :فصم يوم ًا وأفطر
يومني ،قال قلت :إّن أطيق أفضل من ذلك ،قال :فصم يوم ًا وأفطر يوم ًا ،وذلك
صيام داود ،وهو عدل الصيام ،قلت :إّن أطيق أفضل منه يا رسول اهلل ،قال :ال
أفضل من ذلك) يف صحيح البخاري ، 83 :3ومحلت الكراهة عىل التنزيه؛ ملا
ورد عن أيب موسى ،قال َ ( :من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد
تسعني) يف صحيح ابن خزيمة ،3 3 :3ولألحاديث الواردة يف فضل الصيام،
ومنها :قوله ( :ما من عبد يصوم يوم ًا يف سبيل اهلل إال باعد اهلل بذلك اليوم
وجهه عن النار سبعني خريف ًا) يف صحيح مسلم .505 :
ألن النبي َّ( نى عن الوصال وعن صوم الصمت) يف مسند ( ) أي كراهة تنزيه؛ َّ
وألن صوم الصمت ليس بقربة َّ اإلمام أيب حنيفة ص 9؛ وألنَّه تشبه باملجوس؛
يف رشيعتنا وإنَّام يتجنب ما يكون مأث ًام .ينظر :اهلداية .395 :
ـ 628ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي وحده؛ ألنَّه تشبه باليهود؛ فعن عبد اهلل بن برس عن أخته ،وهي الصامء ،قالت:
قال رسول اهلل ( :ال تصوموا يوم السبت إال فيام افرتض عليكم ،وإن مل جيد
شجرة فليمضغها) يف صحيح ابن خزيمة،3 5 :3 ٍ أحدكم إال عود ٍ
عنبة أو حلا َء َ
واملستدرك ،30 :وقال :هذا حديث صحيح عىل رشط البخاري ومل خيرجاه،
وله معارض بإسناد صحيح وقد أخرجاه من حديث مهام عن قتادة عن أيب أيوب
أن النبي دخل عليها يوم اجلمعة وهي العتكي عن جويرية بنت احلارثَّ ( :
صائمة ،فقال :صمت أمس قالت :ال ،قال :فرتيدين أن تصومي غد ًا…)
احلديث ،وعن ابن شهاب أنَّه كان إذا ذكر له أنَّه َّنى عن صيام يوم السبت ،قال:
هذا حديث محيص ،وله معارض بإسناد صحيح ،ويف جامع الرتمذي، 0 :3
وقال :حديث حسن ومعنى كراهته يف هذا أن خيص الرجل يوم السبت بصيام؛
ألن اليهود تعظم يوم السبت ،ويف سنن الدارمي ،3 :وسنن البيهقي الكبري : َّ
،30وسنن أيب داود ،3 0 :وقال :وهذا حديث منسوخ ،ثم ذكر حديث
جويرية السابق وكالم ابن شهاب ،وأعقبه بقول مالك :هذا كذب .وسنن النسائي
ألن هذا احلديث ،وسنن ابن ماجة ،880 :وغريها ،والكراهة تنزهيية؛ َّ :
تكلم احلفاظ فيه فأنكره ابن شهاب وكذبه مالك ،وقال أبو داود واحلاكم بنسخه،
وورد عن أم سلمة ريض اهلل عنها قالت( :أكثر ما كان يصوم من األيام يوم
السبت واألحد ،وكان يقولَّ :إَّنام عيدان للمرشكني وأنا أريد أن أخالفهم) يف
صحيح ابن حبان ، 05 ،35 :5وصحيح ابن خزيمة ،3 5 :3واملستدرك :
،30وسنن البيهقي الكبري ،303 :وعن ابن ع يباس بعث إىل أم سلمة وإىل
عائشة يسأهلام ما كان رسول اهلل حيب أن يصوم من األيام فقالتا( :ما مات
رسول اهلل حتى كان أكثر صومه يوم السبت واألحد ،ويقول :مها عيدان ألهل
الكتاب فنحن نحب أن نخالفهم) يف سنن النسائي . 3 :
( ) أي مفرد ًا عن التاسع أو احلادي عرش ،كام يف البحر الرائق ، 55 :روي عن
ابن عباس ،قال( :حني صام رسول اهلل يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا :يا
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رسول اهلل ،إنَّه يوم تعظمه اليهود والنصارى ،فقال رسول اهلل :فإذا كان العام
املقبل إن شاء اهلل صمنا اليوم التاسع ،قال :فلم يأت العام املقبل حتى تويف رسول
اهلل )يف صحيح مسلم .595 :
( ) فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان النبي يتحرى صوم اإلثنني واخلميس)
،وحسنه ،ومسند أمحد ،50 :3وغريمها ،وعن أسامة بن الرتمذي:3
ي يف سنن
زيد ،قال( :قلت :يا رسول اهلل ،إنَّك تصوم حتى ال تكاد تفطر وتفطر حتى ال
تكاد أن تصوم إال يومني إذا دخال يف صيامك وإال صمتهام ،قال :أي يومني؟
قلت :يوم اإلثنني ويوم اخلميس ،قال :ذانك يومان تعرض فيهام األعامل عىل رب
،واملجتبى فأحب أن يعرض عميل وأنا صائم) يف سنن النسائي : ي العاملني،
. 0 :
مستحب وإن مل يصم يوم ًا قبله أو بعده؛
ٌّ ( ) أي يوم اجلمعة بانفرادهَّ ،
فإن صيا َمه
حلديث جواز صيام الدهر اآليت دون أن حيدد الرسول يوم ًا قبل اجلمعة أو
بعده ،ولألحاديث الواردة يف فضل الصيام ،وحلديث ابن مسعود ( :كان
كل شهر ثالثة أيام ،وق يلام كان يفطر يوم اجلمعة) يف رسول اهلل يصوم من غرة ي
صحيح ابن حبان ، 03 :5وسنن الرتمذي ، 5 :3وحسنه ،وسنن النسائي :
،واحلديث عىل ظاهره ،وال ،واملجتبى ، 0 :ومسند الشايش :
تدفع حجيته باالحتامل الناشئ عن غري دليل َمن كونه حيتمل عدم تعمد فطره إذا
وقع يف األيام التي كان يصومها ،كام يف عمدة القاري ، 08 :وقال مالك
يف املوطأ « :3 :مل أسمع أحد ًا من أهل العلم والفقه و َمن يقتدى به ينهى عن
صيام يوم اجلمعة ،وصيامه حسن» .ينظر :عمدة الباري ، 0 :وغريه.
( )3أي من كل شهر :وهي الثالث عرش ،والرابع عرش ،واخلامس عرش ،فيستحب
صومها ما مل يظن إحلاقها بالواجب؛ فعن أيب قتادة ،قال ( :صوم ثالثة من
كل شهر ورمضان إىل رمضان صوم الدهر) يف صحيح مسلم ،5 9 :وعن أيب
ذر قال( :أمرنا رسول اهلل بصوم ثالثة عرشة وأربعة عرشة ومخسة عرشة)
. يف صحيح ابن حبان :5
ـ 610ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
لغريُاحلاج( )ُ.
والُتصومُاملرأةُتطوع ًاُبغريُإذنُزوجهاُإالُأنُيكونُصائ ًامُأوُمريض ًُا( )ُ،
ّ
والُالعبدُبغريُإذنُموالهُوإنُكانُالُيضُُبموالهُ.
وك ُّفارةُ ُصومُرمضانُ:عتقُرقبةُفإنُملُجيدُفصيامُشهرينُمتتابعّي( )ُ،
ألن له فضيلة عىل غريه من األيام؛ فعن أيب قتادة ،قال ( :صيام يوم عرفة ( ) َّ
أحتسب عىل اهلل أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) يف صحيح مسلم :
.5 5
ألن له حق االستمتاع هبا وال يمكنه ذلك يف حال الصوم ،وله أن يمنعها إن كان ( ) َّ
يرضه ،فإن كان صيامها ال يرضه بأن كان صائ ًام أو مريض ًا ال يقدر عىل اجلامع
ألن املنع كان الستيفاء حقه ،فإذا مل يقدر عىل االستمتاع فال فليس له أن يمنعها؛ َّ
معنى للمنع ،وللزوج أن يفطر املرأة إذا صامت بغري إذنه ،وتقيض إذا أذن هلا
زوجها أو بانت منه؛ ي يَ
ألن الرشوع يف التطوع قد صح منها ،إال َّأَّنا منعت من امليض
فيه حلق الزوج ،فإذا أفطرت لزمها القضاء ،بخالف بنت الرجل وأمه وأخته فلها
أن تتطوع بغري إذنه؛ ألنَّه ال حق له يف منافعها ،فال يملك منعها ،كام ال يملك منع
األجنبية؛ فعن أيب هريرة قال ( :ال تصم املرأة وبعلها شاهد إال بإذنه ،وال
فإن نصف أجره له) يف تأذن يف بيته وهو شاهد إال بإذنه ،وما أنفقت من كسبه َّ
صحيح مسلم ،5 :وهو حممول عىل صوم التطوع؛ لئال يتعارض مع قوله
( :ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق) يف مصنف ابن أيب شيبة ،8 8 :3واللفظ
له ،وجامع الرتمذي ، 09 :وصححه السيوطي .ينظر :إعالء السنن ، 33 :9
وغريه.
( )3أي ليس فيها يوم عيد وال أيام ترشيق؛ لقوله :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ
ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ [اجملادلة ،]1 :فلو أفطر يف أثنائها ،فإ َّنه
يستأنف ولو بعذر غري احليض ،قال الرسخيس يف املبسوط :5 :3وإن كان عىل
ـ 614ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الرجل صيام شهرين متتابعني من فطر أو ظهار أو قتل فصامها وأفطر فيها يوم ًا
ملرض ،فعليه استقبال الصيام؛ النعدام صفة التتابع بالفطر ،فإن كانت امرأة
فأفطرت فيام بني ذلك للحيض مل يكن عليها استقباله ،وقال الكاساّن يف البدائع
:يشرتط التتابع يف غري موضع الرضورة يف صوم كفارة الظهار واإلفطار :8
والقتل بال خالف.
( ) أي يغدهيم ويعشيهم غداء وعشاء مشبعني ،أو غدائني ،أو عشائني ،أو عشاء
وسحور ًا ،من خبز الرب ،ولو بال إدام ،أما الشعري فال بد له من إدام ،ولو أطعم
فقري ًا واحد ًا ستني يوم ًا ،أجزأه ،ويشرتط أن يكون لكل واحد أكلتان مشبعتان،
وأن ال يكون أحدهم شبع ًا ،ولو أعطى لكل واحد ثمن يية حنطة أو دقيقها كفاه عن
اإلطعام ،وجيوز أن يأخذ واحد كل يوم ثمنية اإلطعام إىل ستني يوم ،ولو دفع
القيمة جاز .ينظر :اجلامع ص.55
( ) أي فال تكفي كفارة واحدة.
( )3فالضيافة عذر يف صوم النفل للضيف واملضيف عىل األظهر إن وثق من نفسه
بالقضاء ،وإن كان صاحبها ممن ال يرىض بمجرد حضوره ،ويتأذى برتك اإلفطار،
أو كان الضيف ال يرىض إال بأكله معه ،ويتأذى بتقديم الطعام وحده إن وثق من
نفسه بالقضاء ،وروى احلسن عن أيب حنيفة َّأَّنا ليست بعذر ،كام يف املبسوط :3
،5واهلداية ،33 -33 :والعناية 33 :؛ فعن أيب جحيفة قال( :آخى
النبي بني سلامن وأيب الدرداء ،فزار سلامن أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة،
فقال هلا :ما شأنك؟ قالت :أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة يف الدنيا ،فجاء أبو
الدرداء فصنع له طعام ًا ،فقال :كل ،قال :فإّن صائم ،قال :ما أنا بآكل حتى تأكل،
ـ 616ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ونحوها( )ُ.
ُثم ُعُلُم ُانتفاءها ُفالفضلُ
ولو ُرشُعُ ُيف ُالصوم ُأو ُصالة ُظنها ُعليه ّ
اإلمتامُ،ولوُأُفسدُفالُقضاءُعليه( ).
ُ
ُ
قال :فأكل ،فلام كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ،قال :نم ،فنام ثم ذهب يقوم
فقال :نم ،فلام كان من آخر الليل قال سلامن :قم اآلن فصيل ،فقال له سلامنَّ :
إن
حق لربك عليك حق ًا ،ولنفسك عليك حق ًا ،وألهلك عليك حق ًا ،فأعط كل ذي ي
ح يقه ،فأتى النبي فذكر ذلك له ،فقال النبي :صدق سلامن) يف صحيح
أن سلامن كان ضيف ًا أليب الدرداء وأفطر بإرصاره البخاري ،39 :وداللته َّ
ومل ينكر عليه النبي بعد اطالعه عىل الواقعة ،كام يف إعالء السنن ، 3 :9
وعن جابر بن عبد اهلل قال( :صنع رجل من أصحاب رسول اهلل طعام ًا
فدعا النبي وأصحاب ًا له ،فلام أتى بالطعام تنحى أحدهم ،فقال له النبي :ما
ثم تقول :يإّن لك؟ قال :إّن صائم ،فقال له النبي :تكلف لك أخوك وصنع ،ي
صائم ،كل وصم يوم ًا مكانه) يف سنن الدارقطني . 55 :
( ) من احللف ،وبر الوالدين ،وطاعة ملن استأجره .ينظر :اجلامع ص.59-55
يي
الرشوع َّأَّنا ليست أن يف ذمته صوم ًا أو صالة ي
ثم علم انتفاءها بعد ُّ ( ) أي إن َظ َّن َّ
ألن ذلك عليه ،فاألفضل اإلمتام للرشوع عن البطالن ،وإن أفسدها فال يقيض؛ َّ
مظنون فال جيب عليه .ينظر :منحة السلوك . 90 :
ـ 612ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتاب ح
الج
هو فرض( ) عىل الفور( ) حم َّرة
( ) قال :ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ
وفَّس ابن عباس ﭽﯗ ﯘﭼ :فيمن زعم أنره ليس ﯝ ﭼ [آل عمران ،]79 :ر
بفرض عليه ،كام يف تفسري الطربي ، 1 :4وعن ابن عمر عن النبي ،قال:
(بني اإلسالم عىل مخس :عىل أن يعبد اهلل ويكفر بام دونه ،وإقام الصالة ،وإيتاء
الزكاة ،وحج البيت ،وصوم رمضان) يف صحيح مسلم .44 :
( ) هذا ما مشت عليه املتون :كالوقاية ص ، 42والتنوير ،442 :ولباب املناسك
ص ، 4وهو قول أيب يوسف والكرخي واملاتريدي ،وأصح الروايتني عن أيب
حنيفة ،كام نص قايض خان وصاحب الكايف ،ونقل القاري يف املسلك املتقسط
ص :1أ رنه األصح عندنا ،وبه قال مالك يف املشهور وأمحد يف األظهر ،واملازين من
باحلج يف وقته مطلق حيتمل الفور وحيتمل الرتاخي ،واحلمل ّ األمر
َ الشافعية؛ أل رن
عىل الفور أحوط; ألنره إذا محل عليه يأيت بالفعل عىل الفور ظاهر ًا وغالب ًا خوف ًا من
احلج يعنى الفريضة ،فإن اإلثم بالتأخري؛ فعن ابن عباس ،قال ( :تعجلوا إىل ّ
أحدكم ال يدري ما يعرض له) يف مسند أمحد ،3 3 :وسنن البيهقي الكبري :4
،343وعن عيل قال َ ( :من ملك زاد ًا وراحل ًة تبلغه إىل بيت اهلل ومل ّ
حيج ،فال
عليه أن يموت هيودي ًا أو نرصاني ًا) يف سنن الرتمذي ، 12 :3وقال الرتمذي :يف
إن عبد ًا صححت إسناده مقال ،وعن أيب سعيد اخلدري قال :قال اهلل ( :ر
له جسمه ،ووسعت عليه يف املعيشة ،يميض عليه مخسة أعوام ال يفد إ ّيل ملحروم)
يف صحيح ابن حبان ، 2 :1وسنن البيهقي الكبري ، 2 :4ومسند أيب يعىل :
بنص يف التحديد ،بل َ
احلديث ليس ّ ،334ومل يكن التحديد بخمسة أعوام؛ ر
ألن
حيتمل كون املقصود النهي عن التأخري الفاحش ،وهو خيتلف باختالف األحوال،
والتحديد بخمسة أعوام متثيل ،كام يف إعالء السنن .1 : 3
والقول الثاين :الرتاخي :وهو قول حممد والشافعي ورواية عن أيب حنيفة ومالك وأمحد
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن وقت احلج أشهر ونقل القاري يف املسلك املتقسط ص : 1أنره الصحيح؛ ر
معلومات ،فصار املفروض هو احلج يف أشهر احلج مطلق ًا من العمر ،فتقييده
بالفور تقييد املطلق ،وال جيوز إال بدليل .ينظر :البدائع ، 1 :ورشح الوقاية
ص ، 41- 42واحلج والعمرة ص ، 4- 3وغريها.
( ) فعن أيب هريرة قال( :خطبنا رسول اهلل ،فقال :أهيا الناس ،قد فرض اهلل
فحجوا ،فقال رجلّ :
أكل عام يا رسول اهلل؟ فسكت حتى قاهلا ثالث ًا، ّ عليكم احلج
فقال رسول اهلل :لو قلت :نعم لوجبت وملا استطعتم) يف صحيح مسلم :
،114وداللة هذا احلديث وما بعده ظاهرة يف وجوبه مرة واحدة ،وعن ابن ع َباس
احلج قال :فقام األقرع بن حابس فقال: ،قال ( :يا أهيا الناس ،كتب عليكم ّ
يف كل عام يا رسول اهلل ،قال :لو قلتها لوجبت ،ولو وجبت مل تعملوا هبا أو مل
فمن زاد فهو تطوع) يف مسند أمحد ، 13 ، 44 : تستطيعوا أن تعملوا هباَ ،
واملستدرك ،243 :وص ّححه احلاكم ،وسنن أيب داود . 31 :
( ) فال جيب عىل الكافر ،وال يصح أداؤه منه؛ فعن ابن عباس قال ( :أيام صبي
حج ثم هاجر فعليه أن حيج حجة أخرى ،وأيام أعرايب ّ
حيج ّ ثم أدرك فعليه أن ّ
حج ّ ّ
حجة أخرى) يف سنن البيهقي الكبري ، 11 :4واألحاديث املختارة ،442 :1 ّ
واملستدرك ،48 :وصححه ،قال اهليثمي يف جممع الزوائد : 32 :3رجاله
رجال الصحيح ،وهو حممول عىل زمان كانت اهلجرة فيه رشط ًا لقبول اإلسالم
وصحته ،فكأنره حج قبل أن يسلم فعليه إذا هاجر أن حيج حجة أخرى ،كام يف
إعالء السنن .1 : 3
وال جيب عىل الصبي ،ولو حج صبي مميز بنفسه ،أو غري مميز بإحرام وليه ،فحجه
نفل ال فرض؛ لكونه غري مكلف ،حتى لو أحرم ثم بلغ فإن جدد إحرامه يقع عن
فرضه ،وإال فهو نفل؛ لعدم أهلية اللزوم عليه؛ فعن ابن عباس ،قال ( :إذا
حج الصبي فهي له حجة حتى يعقل ،فإذا َع ِقل فعليه حجة ُأخرى ،وإذا َح ّج ّ
حجة ،فإذا هاجر فعليه حجة ُأخرى) يف صحيح ابن خزيمة :4 األعرايب فهي له ّ
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
،341واملستدرك ،244 :وصححه ،وعن ابن ع ّباس ( :رفعت إليه امرأ ٌة
صبي ًا فقالت :يا رسول اهلل ،أهلذا حج؟ قال :نعم ،ولك أجر) يف صحيح مسلم :
،114وال جيب عىل املجنون ،واملعتوه ـ وهو خمتلط الكالم فاسد التدبري ،إال أنره ال
َيرضب وال يشتم كام يفعل املجنون ـ بخالف السفيه؛ كالعاقل ،قال ( :رفع
القلم عن ثالث :عن النائم حتى يستيقظ ،وعن الصبي حتى حيتلم ،وعن املجنون
حتى يعقل) يف سنن أيب داود ، 4 :4وجامع الرتمذي ،3 :4وحسنه،
وصحيح ابن حبان ،381 :وصحيح ابن خزيمة ، 3 :وغريها ،ويف لفظ:
(وعن املعتوه حتى يعقل) يف جامع الرتمذي ،3 :4واملستدرك ،433 :4وسنن
الدارمي ، 4 :ومسند أمحد . 33 :2
حج ولو بإذن املوىل فهو نفل ال يسقط به الفرض؛ فعن حج عىل مملوك ،فإن ر ( ) فال ّ
أن أعرابي ًا حج عرش حجج ثم هاجر كانت عليه حجة إن جابر ،قال ( :ولو ر
أن صبي ًا حج عرش حجج ثم احتلم كانت عليه حجة إن ال ،ولو راستطاع إليه سبي ً
حجة إن أن عبد ًا حج عرش حجج ثم عتق كانت عليه ّ ال ،ولو راستطاع عليه سبي ً
ال) يف مسند الطياليس ، 43 :ومسند احلارث .431 : استطاع إليه سبي ً
( ) أي سالمة البدن عن األمراض والعلل ،فإنره الصحيح من رشائط الوجوب ،عىل
ما قاله صاحب البحر ،وهو ظاهر الرواية عن أيب حنيفة ،ورواية عنهام ،وهو
مذهب مالك ،فال جيب عىل األعمى واملقعد واملفلوج والزمن ومقطوع الرجلني
واملريض والشيخ الكبري الذي ال يثبت عىل الراحلة.
والقول الثاين :إنره من رشائط األداء عىل ما صححه قايض خان واختاره كثري من
املشايخ منهم ابن اهلامم ،وهو ظاهر الرواية عن الصاحبني ،ورواية احلسن عن أيب
،واملسلك حنيفة ،وهو مذهب الشافعية واحلنابلة .ينظر :البدائع :
ص ،41-42ورد املحتار ،448 :واحلج والعمرة ص 4؛ فعن عبد اهلل بن
إن أيب أدرك الزبري قال( :جاء رجل من خثعم إىل النبي فقال :يا رسول اهلل ،ر
اإلسالم ،وهو شيخ كبري ال يستطيع ركوب الرحل واحلج مكتوب عليه ،أفأحج
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
عنه؟ قال :أنت أكرب ولده؟ قال :نعم ،قال :أرأيت إن كان عىل أبيك دين فقضيته
أكان ذلك جيزئ؟ قال :نعم ،قال :فاحجج عنه) يف مسند أمحد ، :4وسنن
النسائي ،34 :واملجتبى ، 4 :4وسنن البيهقي الكبري ،3 1 :4قال احلافظ
ابن حجر :إسناده صالح ،كام يف إعالء السنن . : 3
واخلالف يف هذا الرشط يف أنره من رشوط الوجوب أو األداء فيمن وجد
ثم طرأ عليه العذر، صحيحّ ،
ٌ االستطاعة وهو معذور ،أما إن وجدَ ها وهو
فاالتفاق عىل وجوب احلج عليه يف ماله ،فيجب عليه اإلحجاج يف احلال أو
اإليصاء يف املآل .ينظر :لباب املناسك ص ،48وغريه.
( ) أي مالك للزاد ومتمكن من آلة الركوب بملك أو إجارة يف حق اآلفاقي ومن يف
معناه ممن بينه وبني عرفة مسافة سفر ،والزاد فقط يف حق املكي إن قدر عىل امليش
بال كلفة وال مشقة ،وإن مل يقدر املكي عىل امليش فحكمه كاآلفاقي يف اشرتاط آلة
الركوب له أيض ًا؛ فعن أنس ( :عن النبي يف قوله :ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ ،قال :قيل يا رسول اهلل :ما السبيل؟ قال :الزاد
والراحلة) يف مستدرك احلاكم ،2 1 :وقال :حديث صحيح عىل رشط
الشيخني ،وقال ابن حجر يف الدراية :4 :رجاله موثوقون ،وعن ابن عمر ،
قال( :جاء رجل إىل النبي فقال :يا رسول اهلل ،ما يوجب احلج؟ قال :الزاد
والراحلة) يف سنن الرتمذي ، 4 :4 ، 11 :3وحسنه ،وسنن ابن ماجة :
.121
( ) وهي أن يكرتي رجالن بعري ًا واحد ًا يتعاقبان يف الركوب والراحلة ،فال بد من
وجود الراحلة يف مجيع السفر ،حتى لو وجد ما يكرتي مرحلة ويميش مرحلة ال
جيب .ينظر :رشح ابن ملك ق /8أ.
إن مقدار نصاب الوجوب هو ملك مال يكفي إىل أن يوصله إىل مكة ذهاب ًا إليها ( )3ر
وراجع ًا إىل وطنه ،وان يكون راكب ًا يف مجيع السفر ال ماشي ًا بنفقة متوسطة؛ قال
ـ 429ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
برشط حأمن الطريق( ). ( )
وقت رجوعهِ
ذل له ذلك مل جيب( ).فإن ب ح
:ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ [الفرقان:
.]29ينظر :لباب املناسك ص ،4واجلامع ص. 4
( ) أي فاض ً
ال عن منزل يسكنه هو ومن جيب عليه سكناه ،وخادم حيتاج إىل خدمته،
وآلة ركوبه ،وسالحه إن كان من أهل احلرب ،وآالت حرفته ،وثيابه التي
يكتسيها ،وأثاثه ومتاع بيته ،وإصالح مسكنه ،ونفقة من عليه نفقته وكسوهتم،
وقضاء ديونه املعجلة واملؤجلة ،ومهور نسائه ولو مؤجلة .ينظر :فتح باب العناية
،233 :والوقاية ص ، 42واملسلك املتقسط ص.41-42
خياف من ظامل ،أو عدو ،أو سبع ،أو غرق ،أو غري ذلك ،والعربة بالغالب يف َ ( ) بأن
الغالب السالمة جيب أن يؤدي بنفسه ،وإال بأن كان
ُ األمن بر ًا أو بحر ًا ،فإن كان
الغالب القتل واهلالك ،فال جيب ،ويعترب وجود األمن وقت خروج أهل بلده إىل
زمان عوده ال ما قبله وبعده ،والقول بأنره من رشوط الوجوب هو رواية ابن
شجاع عن أيب حنيفة أنره رشط وجوب ،وهو مذهب الشافعية ورواية أمحد
؛ ر
ألن االستطاعة ال تتحقق بدون أمن الطريق.
واختار أنره من رشائط األداء مجاعة ،منهم :صاحب البدائع واملجمع والكرماين
واهلداية ،كام يف املسلك ص ،48والوقاية ص ، 42واحلج والعمرة ص. 4
ينظر :لباب املناسك ص ،41-48وغريه.
إن أعطاه شخص ماالً قدر زاد وراحلة عىل جهة التمليك أو اإلباحة :كإعارة
( )3أي ر
آلة الركوب ،فال تثبت له االستطاعة؛ ر
ألن ثقل املنة تدفع حصول االستطاعة؛ لكنره
إن قبل املال املبذول فإ رنه جيب عليه احلج ،حتى لو امتنع الباذل بعد إحرام املبذول
،واجلامع فإن الباذل جيرب عىل اإلعطاء .ينظر :البدائع : له بأمر الباذل ،ر
. ص2
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي إذا استغنى فيام بعد ال جيب عليه حجة أخرى؛ حلصول املقصود .ينظر :منحة
السلوك . 14 :
( ) واملحرم :هو من ال حيل له نكاحها عىل التأبيد :بقرابة ،أو رضاع ،أو مصاهرة،
سواء كان مسل ًام أو كافر ًا ،إال أن يكون جموسي ًا أو فاسق ًا ال يؤمن من الفتنة ،أو
صبي ًا أو جمنون ًا .ينظر :املحيط الربهاين ص ،3وتبيني احلقائق ،2 :وتقريرات
الرافعي ص ، 41والبدائع . 4 :
وذهب الشافعية إىل رأّنا إذا وجدت نسوة ثقات اثنتني فأكثر تأمن معه ّن عىل نفسها
كفى ذلك بدالً من املحرم أو الزوج بالنسبة لوجوب حجة اإلسالم عىل املرأة،
وقال املالكية :املرأة إذا مل جتد املحرم أو الزوج ولو بأجرة تسافر حلج الفرض أو
النذر مع الرفقة املأمونة برشط أن تكون املرأة بنفسها هي مأمونة ،والرفقة املأمونة
مجاعة مأمونة من النساء أو الرجال الصاحلني .قال العالمة نور الدين عرت يف كتابه
املاتع احلج والعمرة ص : 1ويف النفس حرج من الفتوى هبذين املذهبني؛ ملا روينا
رب ما خيشى عىل املرأة من املفاسد واألخطار يف هذا العرص من احلديث ،و َمن َخ َ َ
أدرك ذلك .أما حج النفل ،فال جيوز للمرأة السفر له إال مع الزوج أو املحرم فقط
باتفاق العلامء ،وال جيوز هلا السفر بغريمها ،بل تأثم فليتبنه.
وقال شيخنا العالمة األستاذ الدكتور عبد امللك السعدي يف منهجك يف احلج
والعمرة ص :أما اإلفتاء بغري ذلك :كاألخذ برأي من جيوز سفرها مع نسوة
ثقات تأمن معهن عىل نفسها ،فأرى الكف عنه يف هذا العرص؛ إذ وجود الزوج أو
املحرم مع املرأة ليس للحفاظ عىل عرضها فحسب ،بل ملراعاة شؤوّنا يف مرضها
ومعاجلتها واملحافظة عىل سالمتها يف أداء املناسك من أرضار االزدحام
واملراجعات الرسمية واحلرص عليها من التيه والضياع ،وال تغرت املرأة بمن يتعهد
ألن االزدحام والتعب يرتكان امللل لدى هلا برعايتها من غري الزوج أو املحرم؛ ر
أن األمن عىل نفسها ليس املراد الرجال يف رعاية غري أنفسهم وحمارمهم ،مع ر
عرضها فقط ،بل رعايتها وحفظها وسالمتها من األذى .فإين أنصح املرأة أن ال
ـ 427ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الذمي
ُّ رشط( ) يف املرأة إذا كان سفر ًا( ) ،ونفقة املحر ِم عليها( ) ،واملحرم العبد
إذا كان مأمون ًا كالر املسلم( ).
وال عرب حة بصبي أو جمنون( ) ،وللزوج منعها مع املحرم عن النفل
واملنذور( ) ال عن الفرض.
ووقته :شوال ،وذو القعدة ،وعرش ذي الجة( ) ،ويكره تقديم اإلحرام
تغرت بذلك ،وأنصح الرجال بعدم السامح للمرأة بالسفر معهم إذا كانت خالية من
فإن ذلك سيعود عليهم بالرضر والتعب ،وباألخص املرأة التي الزوج أو املحرم ،ر
تذهب مرار ًا وتكرار ًا للتجارة أو اهلواية أو للسمعة أو للعاطفة الدينية.
( ) صحح قايض خان وغريه أنره من رشائط األداء ،وصحح صاحب البدائع
والَّسوجي أنره من رشائط الوجوب .ينظر :املسلك ص.23
( ) قال ( :ال حيل المرأة أن تسافر ثالث ًا إال ومعها ذو حمرم منها) يف صحيح مسلم
تتزوج
،111 :وال جيرب املحرم وال الزوج عىل اخلروج معها ،وال جيب عليها أن ر
حيج هبا .ينظر :لباب املناسك ص ،2وغريه. بمن َّ
ألّنا ال تتمكن من احلج إال باملحرم ،فهي تتوسل به إىل أداء احلج ( )3أي عىل املرأة؛ ر
فصار كرشاء الراحلة .ينظر :املنحة ، 14 :ورشح ابن ملك ق /8أ.
ألن الفرض ال حيصل ( )4حلصول الفرض به ،بخالف ما إذا كان فاسق ًا أو جموسي ًا؛ ر
بالفاسق واملجويس؛ العتقاده إباحة نكاحها .ينظر :رشح ابن ملك ق /8أ.
( )4لعجزمها عن صيانتها عن الفتنة ،وال عربة أيض ًا للمحرم الفاسق؛ ألنره غري مأمون.
ينظر :اهلدية ص. 23
حقه ،والنفل ليس من ألن يف اخلروج تفويت ّ ( )2أي احلج النفل واحلج املنذور؛ ر
أركان اإلسالم ،والنذر وإن كان واجب ًا يف حقها ففي حقه نفل .ينظر :املنحة :
. 14
احلج هذه األشهر؛ لقوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭼ [البقرة:]779 : ( )1أي وقت ّ
أي وقت أعامله ومناسكه.
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وواجباته:
.1الوقوف بمزدلفة .
( )
( ) فال يصح يشء من أفعال احلج الواجبة واملسنونة واملستحبة قبل هذه األشهر،
سوى اإلحرام ،فإنره جيوز مع الكراهة التحريمية ،كام يف الدر املختار ،41 :قال
:ﭽ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﭼ [البقرة ،]727 :فاإلحرام
رشط وليس بركن؛ لذلك جاز تقديمه ،وهذا عند احلنفية واملالكية واحلنابلة،
وعند الشافعية :ال جيوز؛ لكونه ركن ًا ،فلو أحرم قبل وقته فإنره ينعقد عمرة .ينظر:
الوقاية ص ، 48واملسلك ص ،81واحلج والعمرة ص ،4وغريها.
( ) وهو شامل لنية احلج ،والتلبية أو ما يقوم مقامها من الذكر ،أو تقليد بدنة مع
السوق .ينظر :الدر املختار . 41 :
( )3أي يف وقته ،بأن حيرض ولو ساعة منذ زوال يوم عرفة إىل طلوع الفجر .ينظر :جممع
األّنر . 23 :
( )4لقوله :ﭽ ﮱ ﯓ ﯔﭼ [احلج ،]47 :ويسمى طواف الركن ،أو
طواف احلج ،أو طواف اإلفاضة ،ويتأدى ركن الطواف بأداء أكثره ،وهو أربعة
أشواط ،ويشرتط لصحة الطواف النية ،فال تعد من فرائض احلج هذه النية إال عىل
طريق التبعية .ينظر :الدرر احلسان ص ، 3-واجلامع ص. 33
( )4أي ولو ساعة بعد الفجر؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كانت سودة امرأة
ضخمة ثبطة ،فاستأذنت رسول اهلل أن تفيض من مجع بليل فأذن هلا ،فقالت
عائشة :فليتني كنت استأذنت رسول اهلل كام أستأذنته سودة ،وكانت عائشة ال
ـ 427ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الصدح ر .
.5وطواف َّ
( )
تفيض إال مع اإلمام) يف صحيح مسلم ،131 :فلو كان ركن ًا ملا جاز تركه
كالوقوف بعرفة .ينظر :إرشاد السالك ص ،12وغريه.
فإن اهلل كتب عليكم السعي) يف صحيح ابن خزيمة ، 3 :4 ( ) قال ( :اسعوا ،ر
واملستدرك ،11 :4ومن واجبات السعي :البدء بالصفا؛ فإنره ( قرأ :ﭽ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﭼ [البقرة ،]722 :أبدأ بام بدأ اهلل به ،فبدأ بالصفا) يف صحيح
مسلم ،888 :وامليش يف السعي؛ ملن ليس له عذر .ينظر :رد املحتار .413 :
( ) وهي احلجارة مثل احلىص ،ويكون يف األيام الثالثة؛ ر
ألن له اخليار يف النفر قبل
دخول اليوم الرابع .ينظر :طلبة الطلبة ص ،33واملسلك املتقسط ص.11
( )3وهو مقدار الربع من الرأس عند اإلحالل ،وأن يقع احللق والتقصري يف أيام النحر
واحلرم ولو بغري منى ،والتقصري أن يأخذ الرجل واملرأة من رؤوس الشعر بمقدار
األنملة ،كام يف املسلك املتقسط ص ،11والدر املختار ،41 :واملنحة
ص 11؛ فعن أنس بن مالك ( :ر
إن رسول اهلل أتى منى فأتى اجلمرة فرماها،
ثم قال للحالق :خذ وأشار إىل جانبه األيمن ،ثم
ثم أتى َمنْزله بمنى ونحرّ ،
ّ
األيَّس ،ثم جعل يعطيه الناس) يف صحيح مسلم .141 :
ويسمى طواف الوداع ،وهو طواف البيت عند الرجوع إىل وطنه.
ر ( )4أي لآلفاقي،
ينظر :جممع األّنر 24 :؛ فعن ابن عباس قال ( :ال ينفرن أحدٌ حتى
يكون آخر عهده بالبيت) يف صحيح مسلم .123 :
( )4فعن جابر ( :نفذ إىل مقام إبراهيم ،فقرأ :ﭽﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ـ 424ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وسننه:
طواف القدوم .
( )
.1
والرمل فيه .
َّ ( )
.2
واهلرولة يف السعي بني امليلني األخرضين .
( )
.3
بمنى يف أيام ِمنى .
( ) واملبيت ِ .4
ﯧﭼ [البقرة ،]742 :فجعل املقام بينه وبني البيت) يف املنتقى ، 4 :فن ربه
أن الصالة هذه امتثال هلذا األمر ،واألمر للوجوب ،إالبالتالوة قبل الصالة عىل ر
ظني ،فكان الثابت الوجوب .ينظر :إرشاد أن استفادة ذلك من التنبيه ،وهو ّ ر
السالك ص.11
باحلج والقارن بخالف املتمتع ،فإنره يأيت بطواف العمرة وسعيها
ّ ( ) أي لآلفاقي املفرد
أوالً ،ثم يأيت بطواف القدوم ويقدم سعي احلج أو يؤخره إىل بعد طواف الزيارة،
إن أول يشء بدأ به حني كذا يف اجلامع ص 31؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها ( :ر
قدم مكة أنره توضأ ثم طاف بالبيت) يف صحيح مسلم ،132 :وصحيح
البخاري .41 :
( ) أي يف األشواط الثالثة األوىل من الطواف؛ فعن جابر ( :ر
إن رسول اهلل ملا
قدم مكة أتى احلجر فاستلمه ،ثم مشى عىل يمينه فرمل ثالث ًا ومشى أربع ًا) يف
صحيح مسلم .813 :
خيب ثالثة
إن النبي كان إذا طاف بالبيت الطواف األول ّ ( )3فعن ابن عمر ( :ر
أطواف ويميش أربعة ،وأنره كان يسعى بطن املسيل إذا طاف بني الصفا واملروة) يف
صحيح البخاري ،484 :وصحيح مسلم ،1 3 :واخلب :هو الرمل ،ومها
بمعنى واحد ،وهو إرساع امليش مع تقارب اخلطا ،وبطن املسيل :هو الوادي بني
الصفا واملروة.
( )4أي يف الليايل الثالثة اآلتية بعد األيام ملن اختار التأخر إىل اليوم الرابع ،وإال ففي
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ليلتني ،كام يف اجلامع ص 43؛ فعن عائشة ريض اهلل عنها( :أفاض رسول اهلل
من آخر يومه حني صىل الظهر ،ثم رجع إىل منى فمكث هبا ليايل الترشيق يرمي
اجلمرة إذا زالت الشمس) يف سنن أيب داود ، 3 :وصحيح ابن حبان :1
. 83
( ) فعن جابر ( : سئل النبي عن العمرة أواجبة هي؟ قال :ال ،إن تعتمر فهو
أفضل) يف صحيح ابن خزيمة ،342 :4وجامع الرتمذي ، 13 :3وقال :حسن
صحيح.
( ) ذو احلُ َل ْيفة :وهي قرية قرب املدينة املنورة عىل بعد (1كم) من املدينة ،وهبذا املكان
آبار عيل ،فتسمى (آبار عيل) فيام اشتهر بني العامة ،وهذا ميقات أهل املدينة ومن
م ّر هبا من غري أهل املدينة .ينظر :اجلامع ص. 44
( )3وهي عىل بعد (14كم) من مكة املكرمة ،واألفضل أن حيرم من العقيق احتياط ًا،
مر به. ِ
وهي قبل ذات ع ْرق ،وهذا ميقات أهل العراق وسائر أهل املرشق ومن ّ
ينظر :الوقاية ص ، 48والدر املختار ورد املحتار ،412-414 :والدرر
احلسان ص ، - 3واملوسوعة الفقهية الكويتية . 42 :
( )4اجلُ ْحفة :وهي قرية عىل بعد ( 3كم) من مكة املكرمة ،وهي بالقرب من رابغ،
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألّنا تقع قبل اجلحفة إىل جهة البحر، فمن أحرم من رابغ فقد أحرم قبل اجلحفة؛ ر َ
فاجلحفة متأخرة عنها ،فيجوز التقدم عليها ،واألحوط أن حيرم من رابغ أو قبله؛
لعدم التيقن بمكان اجلُ ْحفة ،وهذا ميقات أهل مرص والشام واملغرب من طريق
تبوك ومن مر هبا من غري أهلها .ينظر :اجلامع ص. 44
( ) َق ْرن :وهي قرية عند الطائف ،واسم للوادي كله أو للجبل الذي يطل عىل
السيل ،وهذا عرفات ،وهي عىل بعد (14كم) من مكة املكرمة ،وتسمى اليوم ر
ميقات أهل نجد اليمن ونجد احلجاز ونجد ِهتامة ،ومن مر به .ينظر :اجلامع
ص. 44
( ) َي َل ْملم :وهي اسم جبل عىل بعد (14كم) من مكة املكرمة ،وهذا ميقات باقي أهل
قت رسول اهلل وهتامة ،كام يف اجلامع ص 44؛ فعن ابن ع ّباس قالَ ( :و ر اليمن ِ
ألهل املدينة ذا احلليفة ،وألهل الشام اجلحفة ،وألهل نجد َق ْرن املنازل ،وألهل
اليمن َي َل ْم َلم ،قال :فهن هل ّن وملَن أتى عليهن من غري أهله ّن ممرن أراد احلج
فمن كان دوّنن فمن أهله ،وكذا فكذلك ،حتى أهل مكة هيلون منها) والعمرةَ ،
يف صحيح مسلم ،838 :وصحيح البخاري ،444 :وغريمها.
فإن أعيان هذه املواقيت ليست برشط؛ وهلذا يصح اإلحرام قبلها ،والواجب ( )3ر
عينها أو حماذاهتا ومقابلتها ،فمن سلك طريق ًا ليس فيه ميقات معني بر ًا أو بحر ًا أو
جو ًا ،أحرم إذا حاذى ميقات ًا من املواقيت املعروفة ،ولك رن اإلحرام من حذو
ألن األفضل أن حيرم من أول امليقات ،وهو الطرف األبعد امليقات األبعد أوىل؛ ر
يمر بيشء مما يسمى ميقات ًا غري حمرم ،ولو أحرم من الطرف من مكة حتى ال ّ
األقرب إىل مكة جاز ،قال ( :من أحب منكم أن يستمتع بثيابه إىل اجلحفة
فليفعل) يف موطأ حممد ، 31 :وقال :أخربنا بذلك أبو يوسف عن إسحاق بن
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
قال( :ال جياوز أحد ذات عرق حتى حيرم) يف مصنف ابن أيب شيبة .431 :4
( ) أي وأهل ّ
احلل :وهم الذين منازهلم يف نفس امليقات أو داخل امليقات إىل احلرم،
احلل للحج والعمرة ،وهي مجيع املسافة من امليقات إىل انتهاء فإن ميقاهتم هو ّ
ر
فمن كان دوّن ّن ـ أي مواقيت اآلفاقي ـاحلل ،كام يف اجلامع ص 48؛ لقوله َ ( :
فمن أهله) ،ويف لفظ( :ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ) يف صحيح البخاري
.444 :
إن ميقات أهل احلرم :وهم من كان منزله يف احلرم :كسكان مكة ومنى ،ر
فإن ( ) أي ر
ألن احلج عرفات وهي يف احلل ،فإحرامه من احلرم ،قال : ميقاته للحج احلرم؛ ر
(فكذلك ـ أي حيرم ـ حتى أهل مكة هيلون منها) ،ويف لفظ( :حتى أهل مكة من
ألن العمرة يف وإن ميقاهتم للعمرة ّ
احلل؛ ر مكة) يف صحيح البخاري ،444 :ر
احلرم ،فإحرامه من احلل؛ ليحصل له نوع سفر ،وإحرامه من التنعيم أفضل ،كام
يف رشح الوقاية ص 41؛ ملا روت السيدة عائشة ريض اهلل عنها( :قدمت مكة وأنا
حائض مل أطف بالبيت وال بني الصفا واملروة ،فشكوت ذلك إىل رسول اهلل ،
فقال :انقيض رأسك وامتشطي وأهيل باحلج ودعي العمرة ،قالت :ففعلت فلام
قضينا احلج ،أرسلني رسول اهلل مع عبد الرمحن بن أيب بكر إىل التنعيم
فاعتمرت) يف صحيح مسلم .413 :
( )3فعن زيد بن ثابت ( :إنره رأى النبي جترد إلهالله واغتسل) يف صحيح ابن
خزيمة ، 2 :4واملستدرك ،4 :وجامع الرتمذي ، 1 :3وعن جابر
ـ 429ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ب
ورداء( ) جديدين أبيضني وهو أفضل أو غسيلني( ) ،و حتط َّي ح
ً و حلبِ حس إزار ًا
وا َّدهن إن حو حجدح ( )،
وص َّىل ركعتني( ) ،وسأل اهلل التيسي. ح
ويتقي املحرم:
.1الرفث والفسوق واجلدال( ).
الرب والداللة واإلشارة ،ويباح له كل صيد البحر( ). ِ
.2وقتل صيد ح
( ) أي عىل الوجه املعتاد؛ فعن ابن عمر قال ( :ال يلبس ال ُق ُمص ،وال العامئم،
الربانِس ) يف صحيح البخاري ،243 :وصحيح مسلم الَّساويالت ،وال َ َ
وال ر
،834 :والربانس :وهي القلنسوة الطويلة .ينظر :املصباح ص.48
( ) قيد بالتامني؛ ألنره إذا قطعهام أسفل من الكعبني جيوز ،كام يف املنحة ، 32 :
وكل ما يواري الكعب الذي عند معقد رشاك النعل؛ جلوربني ّ وكذلك حيظر لبس ا َ
لقوله ( :وال اخلفاف إال أحد ال جيد نعلني ،فليلبس خفني ،وليقطعهام أسفل من
الكعبني) يف صحيح البخاري ،243 :وصحيح مسلم ،834 :وغريها.
ال أوقصته راحلته ،وهو حمرم فامت ،فقال رسول اهلل إن رج ً( )3فعن ابن عباس ( :ر
:اغسلوه بامء وسدر ،وكفنوه يف ثوبيه ،وال ختمروا رأسه وال وجهه ،فإنره يبعث
يوم القيامة ملبي ًا) يف صحيح مسلم ،822 :واملسند املستخرج . 18 :3
( )4أي يرتك التط ّيب بعد اإلحرام ،والتدهني ،وأكل الطيب ،وشد الطيب بطرف ثوبه؛
فعن ابن عمر ،قال ( :وال يلبس ثوب ًا مسه الورس وال الزعفران إال أن يكون
ال) يف مسند أمحد ،4 :ورشح معاين اآلثار ، 32 :ورجاله ثقات .ينظر: غسي ً
إعالء السنن ،23 : 3وغريها.
( )4أي حلق املحرم رأسه أو رأس غريه حالالً كان أو حمرم ًا وتقصريه ،والشارب،
وقص اللحية ونتفها ،وقلم األظافر،واإلبط ،والعانة ،والرقبة ،وموضع املحاجمّ ،
كام يف فتح باب العناية ،23 :والوقاية ص ، 43قال :ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ
[البقرة.]772 :
ـ 427ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي لبس ثوب مصبوغ بطيب أو ورس أو زعفران أو عصفر أو غريها ،إال أن
يكون مغسوالً كثري ًا بحيث ال ينفض أثر الصبغ :أي ال يتناثر الصبغ منه ،وقيل:
هو فوحان الطيب ،وقال حممد :أن ال يتعدى أثر الصبغ إىل غريه ،أو ال يفوح،
كام يف اهلدية 22؛ فعن ابن عباس ،قال( :انطلق النبي من املدينة بعد ما
ترجل وا ّدهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه ،فلم ينه عن يشء من األردية
واألزر تلبس ،إال املزعفرة التي تردع عىل اجللد) يف صحيح البخاري ،423 :
مسه الزعفران أو ورس) وعن ابن عمر قال ( :وال تلبسوا من الثياب شيئ ًا ّ
يف صحيح البخاري ،243 :وصحيح مسلم ،834 :وغريها.
( ) اخلطمي :وهو نبت يغسل به الرأس ،وهذا عند أيب حنيفة ،وعند الصاحبني فألنره
يقتل هوام الرأس واللحية ،ويلني الشعر ،وثمرة اخلالف تظهر فيام جيب بسببه:
ألن غسلهام باألشنان فعند أيب حنيفة :دم ،وعندمها :صدقة ،وقيد باخلطمي؛ ر
والصابون ونحومها جائز اتفاق ًا ،وأجاز الشافعي باخلطمي أيض ًا خالف ًا ملالك.
ينظر :فتح باب العناية ،23 :وغريها.
( )3وهو ورق النبق .ينظر :اهلدية ص. 22
( )4أي ال يطيل النورة لنتف شعره .ينظر :هدية الصلعوك ص. 22
( )4ألنره إذا قلع شعر ًا جيب اجلزاء ،وعن أيب حنيفة ال بأس للمحرم أن حيك رأسه
وبدنه ببطون األصابع .ينظر :اهلدية ص ، 21ورشح ابن ملك ق/84أ.
( )2فعن ابن عباس ( أنره سأل أبا أيوب األنصاري كيف كان رسول اهلل ي َ
غسل
ـ 424ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رأسه وهو حمرم؟ فوضع أبو أيوب يده عىل الثوب فطأطأه حتى بدا يل رأسه،
َ
رأسه بيديه فأقبل هبام
حرك َ
فصب عىل رأسه ،ثم ر
ّ ثم قال إلنسان يصب :أصبب
وأدبر ،ثم قال :هكذا رأيته يفعل) يف صحيح مسلم .824 :
) ( لكن بحيث ال يمس رأسه وغريها؛ فعن أم احلصني ريض اهلل عنها ،قالت:
(حججت مع رسول اهلل حجة الوداع فرأيت أسامة وبالالً ،وأحدمها آخذ
احلر ،حتى رمى مجرة العقبة)
بخطام ناقة النبي ،واآلخر رافع ثوبه ،يسرته من ّ
يف صحيح مسلم ،144 :وعن جابر ( :فلام كان يوم الرتوية توجهوا إىل منى،
فأهلوا باحلج وركب رسول اهلل فصىل هبا الظهر والعرص واملغرب والعشاء
والفجر ،ثم مكث قلي ً
ال حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر عمال له
بنمرة ...،فوجد القبة قد رضبت له بنمرة فنزل هبا) يف صحيح مسلم .881 :
) ( وهي ربطة يف وسطه ،سواء كان فيه نفقته أو نفقة غريه مع أنره خميط .ينظر :املصباح
املنري ص ،24واجلامع ص. 12
) (3أي يستحب له ذلك؛ فعن ابن عمر ( :إنره كان يلبي راكب ًا ونازالً ومضطجع ًا)
يف مسند الشافعي ص ، 3وسنن البيهقي الكبري ،43 :4وعن جابر ،قال
( :كان رسول اهلل يلبي إذا لقي ركبان ًا ،أو عال أكمة ،أو هبط وادي ًا ،ويف إدبار
املكتوبة ،وآخر الليل) ،رواه ابن عسكر يف خترجيه ألحاديث املهذب ،ويف إسناده
من ال يعرف ،وله شاهد من حديث ابن عمر موقوف ًا( :إنره كان يلبي راكب ًا ونازالً
ومضطجع ًا) .ينظر :إعالء السنن ،4 -43 : 3وغريها.
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
طاف للقدوم سبع حة أشواط وراء الطيم حيرمل( ) يف ح فإذا حد حخ حل مكَّة
الثالثة األ حول منها.
ثم يصِّل ركعتني عند املقام( ). َّ
ثم يسعى بني الصفا واملروة سبع حة أشواط ُيرول فيها بني امليلني َّ
األخرضين.
شاء بال رمل وال سعي( ) ،وخيتم َّ
كل ثم يقيم بمكة حرام ًا يطوف متى ح َّ
طواف بركعتني.
ثم خيرج غدا حة الرتوية إىل ِمنى فيقيم هبا حتى يصِّل الفجر يوم عرفة( ). َّ
( ) وهو أن يَّسع يف امليش ،وهيز كتفيه ،و َي َرى من نفسه اجلالدة والقوة مع تقارب
اخلطا دون الوثب والعدو ،ويميش يف الباقي عىل هينته بطمأنينته املعتادة يف هيئته.
ينظر :اجلامع ص . 8
( ) ويصيل الركعتني بعد كل طواف فرض ًا كان أو واجب ًا أو سنة أو مستحب ًا أو نفالً؛
فعن الزهري( :مل يطف النبي أسبوع ًا قط إال صىل ركعتني) يف صحيح البخاري
، 482 :وهذه الصالة ال ختتص بزمان وال مكان يف اجلواز والصحة فيام عدا
وقت الكراهة ،وال تفوت ،فلو تركها مل جترب بدم؛ فعن أم سلمة ريض اهلل عنها:
إن رسول اهلل ،قال هلا :إذا أقيمت صالة الصبح فطويف عىل بعريك ،والناس ( ر
يصلون ،ففعلت ذلك ،فلم تصل حتى خرجت) يف صحيح البخاري ،481 :
ومتامه يف اجلامع ص. 81
ألن السعي ال جيب فيه إال مرة واحدة ،والتنفل به غري مرشوع ،والرمل مل يرشع ( )3ر
. إال مرة واحدة يف طواف بعده سعي .ينظر :منحة السلوك :
( )4أي إذا كان يوم الرتوية :وهو الثامن من ذي احلجة ،راح اإلمام مع الناس بعد
طلوع الشمس من مكّة إىل ِمنى ،فيقيم هبا و ُيصيل هبا الظهر والعرص واملغرب
والعشاء والفجر ،ولو خرج من مكة بعد الزوال فال بأس به ،وإن بات بمكّة تلك
ويستحب أن يكون يف خروجه من مكّة ّ الليلة جاز ،وأساء؛ لرتكه سنة املبيت،
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الظهر
ح يتوجه إىل عرفات فإذا زالت الشمس َّ
صىل اإلمام بالناس َّ ثم
َّ
وقت الظهر بأذان وإقامتني( ) ،وال حجيمع املنفرد ،واإلمام ِ والعرص يفح
رشط فيهَّم( ).
ِ
بقرب اجلبل( ) ،وعرفة ك ُّلها موقف إال ثم يقف اإلمام بعرفة راكب ًا
ودخوله ُملبي ًا داعي ًا ذاكر ًا؛ فعن جابر ( :فلام كان يوم الرتوية توجهوا إىل منى،
فأهلوا باحلج وركب رسول اهلل ،فصىل هبا الظهر والعرص واملغرب والعشاء
ال حتى طلعت الشمس) يف صحيح مسلم ،881 :وعن والفجر ثم مكث قلي ً
حيب إذا استطاع أن يصيل الظهر بمنى من يوم الرتوية، ابن عمر ( :إنره كان ّ
بمنى) يف مسند أمحد . 1 : أن رسول اهلل صىل الظهر ِ وذلك ر
إن رسول اهلل أذن ثم أقام فصىل الظهر ،ثم أقام فصىل العرص ( ) فعن جابر ( :ر
يصل بينهام شيئ ًا) يف صحيح مسلم .813 : ومل ّ
( ) أي يف الصالتني واجلمع بينهام .ينظر :اهلدية ص. 28
( )3فاألفضل أن يروح مع اإلمام فيقف راكب ًا ،وهو األفضل ،وإال فقائ ًام ،وإال فقاعد ًا
وإال فمضطجع ًا؛ لقوله :ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ [آل
عمران ،]777 :بقرب اإلمام ،وبقرب جبل الرمحة أفضل عند الصخرات السود،
مستقبل القبلة خلف اإلمام ،وإال فعن يمينه ،أو بحذائه ،أو شامله ،رافع ًا يديه
كرب ًاُ ،مه ّلالًُ ،مسبح ًاُ ،ملبي ًا ،حامد ًاُ ،مصلي ًا عىل النبي ُ ،مستغفر ًا له
باسط ًاُ ،م ّ
ولوالديه وأقاربه وأحبائه وجلميع املؤمنني واملؤمنات ،وجيتهد يف الدعاء ،ويقوي
الرجاء؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ،قال ( :خري الدعاء :دعاء
يوم عرفة ،وخري ما قلت أنا والنبيون من قبيل :ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له ،له
امللك وله احلمد ،وهو عىل كل يشء قدير) يف جامع الرتمذي ،41 :ورجاله
ثقات عند أمحد ،كام يف إعالء السنن ، 1 : 3وعن الفضل قال( :رأيت
رسول اهلل واقف ًا بعرفة ماد ًا يديه كاملستطعم أو كلمة نحوها) يف مسند البزار :2
، 3والتاريخ الكبري ، 1 :وعن سليامن بن موسى ،قال( :مل حيفظ عن
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رسول اهلل أنره رفع يديه الرفع كله إال يف ثالثة مواطن :االستسقاء،
رفع دون رف ٍع) يف مراسيل أيب داود واالستنصار ،وعش ّية عرفة ،ثم كان َب ْعدُ ٌ
يقطر من عينيه
َ ص ، 43وقال الشيخ شعيب :رجاله ثقات ،وليجتهد يف أن
قطرات ،فإنره دليل اإلجابة؛ وليكن عىل طهارة؛ وليتباعد من احلرام يف أكله ورشبه
ولبسه وركوبه ونظره وكالمه؛ وليحذر من ذلك كل احلذر؛ وليجتهد يف أن
يصادف موقف النبي إن تيَّس من غري حصول رضر ،فإن ظفر بموقفه
الرشيف ،فهو الغاية يف الفضل ،وإال فليقف ما بني جبل الرمحة والبناء املربع عىل
مجيع الصخرات واألماكن التي بينهام ،فعىل سهلها تارة وعىل جبلها ُأخرى ،رجاء
أن يصاد َفه فيفاض عليه من بركاته ،كام يف رشح الوقاية ص ، 44ولباب املناسك
إن رسول اهلل أتى املوقف فجعل بطن ناقته ص 4- 1؛ فعن جابر ( :ر
القصواء إىل الصخرات وجعل َح ْبل ـ أي طريقهم ـ املشاة بني يديه واستقبل
القبلة) يف صحيح مسلم .813 :
( ) فعن جابر ،قال ( :ووقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) يف صحيح مسلم :
،813وعن ابن عباس قال ( :ارفعوا عن بطن ُع َرنة ،وارفعوا عن بطن
حمَّس) يف صحيح ابن خزيمة ، 44 :4واملستدرك ،233 :وصححه ،وموطأ
مالك .388 :
( ) إذا دفع قبل الغروب ،فإن جاوز حدّ عرفة بعد الغروب ،فال يشء عليه ،وإن
جاوزه قبل الغروب ،فعليه دم ،فإن مل يعد أصالً ،أو عاد بعد الغروب مل يسقط
الدم ،وإن عاد قبل الغروب فدفع بعد الغروب ،سقط عىل الصحيح .ينظر :اجلامع
ص. 1
ألن الوقوف ال يكون إال بعد( )3وهو املشعر احلرام ،واملراد من هذا املوقف النزول؛ ر
صالة الفجر بغلس ـ كام سيأيت ـ .ينظر :املنحة . 4 :
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أول ُحمََّس :من القرن املرشف من اجلبل الذي عىل يسار الذاهب إىل ِمنى ،كام يف
لباب املناسك ص ، 43- 4واحلج والعمرة ص12؛ فعن ابن عباس ،قال
( :ارفعوا عن بطن ُحمََّس) يف صحيح ابن خزيمة ، 44 :4واملستدرك ،233 :
وصححه ،ومسند أمحد ، 1 :وعن جابر ،قال ( :كل املزدلفة موقف
وارتفعوا عن بطن ُحمََّس) يف سنن ابن ماجة ، 33 :وسنن أيب داود ، 13 :
،وغريها. وسنن البيهقي الكبري :4
فإّنا رشط ،فلو صالمها وحده ( ) اجلامع ُة سن ٌة يف هذا اجلمع ،بخالف اجلمع يف عرفة ر
جاز؛ فعن ابن عمر ،قال( :مجع رسول اهلل بني املغرب والعشاء بجمع :صىل
املغرب ثالث ًا ،والعشاء ركعتني بإقامة واحدة) يف صحيح مسلم ،183 :
وصحيح البخاري ،23 :وغريها.
( )3أي أعاد صالة املغرب يف مزدلفة مع العشاء مجع ًا؛ ر
ألن اجلمع واجب هنا بخالف
مجع عرفة فإنره سنة ،ومن رشوط اجلمع هنا :املكان :وهو مزدلفة ،والوقت :وهو
فلام جاء املزدلفة)...
الصال ُة أمامك فركب ّ
وقت العشاء؛ فعن أسامة قال ( :ر
يف صحيح مسلم ،134 :وعن جابر كان يقول« :ال صالة إال بجمع»،
أخرجه اب ُن املنذر بإسناد صحيح ،كام يف إعالء السنن ، 41 : 3وغريها.
ثم يأيت اإلمام والناس املشعر
( )4أي يبيت باملزدلفة و ُيصيل الفجر يف رأول ووقتهّ ،
ويستحب أن يدعو
ُّ احلرام ـ وهو جبل قزح ـ إن أمكنه ،وإال فتحته أو بقربه،
ويكرب وهيلل وحيمد اهلل ويثني عليه ،ويصيل عىل النبي وال يزال كذلك إىل أن
ـ 429ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
يسفر الفجر جد ًا بأن يبقى من طلوع الشمس قدر ركعتني أو نحوه ،فيدفع،
واألفضل أن يكون وقوفه بعد الصالة ،كام يف لباب املناسك ص 44؛ فعن جابر
( :صىل الفجر حني تبني له الصبح بأذان وإقامة ،ثم ركب القصواء حتى أتى
املشعر احلرام ،فاستقبل القبلة فدعاه وكربه وهلله ووحده ،فلم يزل واقف ًا حتى
أسفر جد ًا ،فدفع قبل أن تطلع الشمس) يف صحيح مسلم ،81 :وعن عمر
إن املرشكني كانوا ال يفيضون حتى تطلع الشمس ،ويقولون :أرشق َثبِري،
قال ( :ر
ر
وإن النبي خالفهم ،ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس) يف صحيح البخاري :
.234
ارع الذي اجتاهها اآلن بالنسبة للرمي من األرض ،أما رميها من فوق ( ) وهو ر
الش ُ
اجلَّس فمن مجيع اجلهات ،كام يف احلج والعمرة ص 33؛ فعن عبد الرمحن بن
يزيد قال( :رمى عبد اهلل بن مسعود مجرة العقبة من بطن الوادي بسبع
إن أناس ًا يرموّنا من فوقها ،فقال عبد
حصيات يكرب مع كل حصاة ،قال :فقيل له :ر
اهلل بن مسعود :هذا والذي ال إله غريه مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) يف
صحيح مسلم .14 :
يضع احلصا َة عىل ظهر إهبامه
َ ( ) اخلذف :الرمي برؤوس األصابع ،وكيفية الرمي :أن
اليمنى ،ويستعني عليها باملس ّبحة ،وقيل :يأخذ بطريف إهبامه وسبابته ،وهو
األصح؛ ألنره األيَّس ،وهذا بيان األولوية ،وأما اجلواز فال يتقيد هبيئة ،بل جيوز
كيفام كان ،إال أنره ال جيوز وضع احلصاة ،وجيوز طرحها ،لكنره خالف السنة،
يكرب مع
ويستحب أن يكون بني الرامي وبني اجلمرة مخسة أذرع فأكثر؛ ويس ّن أن ّّ
كل حصاة ،ولو س ّبح ،أو ه ّلل ،أو أتى بذكر غريمها مكان التكبري جاز ،ولو ترك
الذكر فقد أساء ،ويستحب الرمي باليمنى ،ويرفع يده حتى يرى بياض إبطه ،وإذا
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وال يقف عندها( ) ،ويقطع التلبية مع َّأو ِل حصاة( ) ،ولو رمى السبع
مجل ًة فهي واحدة( ) ،وجيوز الرمي بجنس األرض إال بالذهب والفضة( ).
فرغ من الرمي ال يقف للدعاء عند هذه اجلمرة يف األيام كلها ،بل ينرصف داعي ًا،
وال يرمي يومئذ غريها .ينظر :لباب املناسك ص ، 41- 42واجلامع ص. 1
( ) أي يف مجيع أيام الرمي للدعاء ،ويدعو بال وقوف ،والوقوف عند اجلمرة الصغرى
والوسطى سنة يف األيام كلها؛ فعن ابن عمر ( : كان يرمي اجلمرة الدنيا سبع
ثم يتقدم فيسهل فيقوم مستقبل القبلة قيام ًا حصيات ،ثم يكرب عىل إثر ّ
كل حصاةّ ،
ال فيدعو ويرفع يديه ،ثم يرمي اجلمرة الوسطى كذلك ،فيأخذ ذات الشامل طوي ً
فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قيام ًا طوي ً
ال فيدعو ويرفع يديه ،ثم يرمي اجلمرة ذات
العقبة من بطن الوادي وال يقف عندها ،ويقول هكذا رأيت رسول اهلل يفعل)
يف صحيح البخاري .2 3 :
إن أسامة كان ردف النبي من عرفة إىل املزدلفة ،ثم ( ) فعن ابن عباس ( :ر
أردف الفضل من املزدلفة إىل ِمنى قال :فكالمها قال :مل يزل النبي يلبي حتى
رمى مجرة العقبة) يف صحيح البخاري ،441 :وصحيح مسلم .13 :
( )3أي دفعة واحدة فهي واحدة؛ ر
ألن املنصوص عليه تفريق األفعال .ينظر :املنحة :
. 8
( )4فمن رشوط الرمي أن يكون احلىص من جنس األرض؛ فيجوز باحلجر ،واملَدَ ر ـ
الرتاب املُتَلبد :أي قطع الطني ـ ،وفلق اآلجر ،والطني ،والنور ـ اجلص ـ ،واملغرة ـ
الطني األمحر املسمى األرمني ـ ،وامللح اجلبيل ،والكحل ،والكربيت ،والز ْرنيخ،
وقبضة من تراب ،واألحجار النفيسة :كالزبرجد ،والزمرد ،والبلخش ،والبلور،
والعقيق .واألفضل أن يرمي باألحجار ،وال جيوز بام ليس من جنس األرض:
كالذهب ،والفضة ،واللؤلؤ ،والعنرب ،واملرجان ،واخلشب ،والبعرة .ينظر :املسلك
املتقسط ص ، 12واجلامع ص. 31
ـ 427ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
شاء( ).
ثم يذبح إن ح َّ
وحيِل له ُّ
كل يشء إال ربع رأسه وهو حأفضل( ) أو ي حقرص( ) ،ح ثم ح ِ
حيلق حْ
النساء( ).
طواف الزيارة ،ووقته :أيام النحر ،وأفضلهاَّ :أوهلاُّ ،
وحيل له ح ثم يطوفَّ
النساء( ).
( ) فهذا الذبح ليس بواجب عىل املفرد ،أشار إليه بقوله :إن شاء ،وجيب عىل القارن
واملتمتع .ينظر :منحة السلوك . 8 :
إن رسول اهلل قال :اللهم ارحم املحلقني ،قالوا :واملقرصين ( ) فعن ابن عمر ( :ر
يا رسول اهلل ،قال :اللهم ارحم املحلقني ،قالوا :واملقرصين يا رسول اهلل ،قال:
واملقرصين) يف صحيح مسلم ،144 :وصحيح البخاري .2 2 :
( )3أي إذا فرغ من الذبح حلق رأسه ،ويستقبل القبلة للحلق ،ويبدأ باجلانب األيمن
من رأس املحلوق عىل املختار ،قال :ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ [الفتح ،]49 :فلو مل يكن من املناسك ملا
وصفهم به.
( )4فعن جابر ( :أمر النبي أصحابه أن جيعلوها عمرة ويطوفوا ثم يقرصوا
وحيلوا) يف صحيح البخاري ،414 :وسنن أيب داود ، 42 :وعن عائشة
ريض اهلل عنها ،قالت( :طيبت رسول اهلل حلرمه حني أحرم ،وحلله قبل أن
يطوف بالبيت) يف صحيح البخاري ،842 :وعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال :
كل يشء إال النساء) يف سنن الدارقطني : حل له ّ (إذا رمى وحلق وذبح فقد ر
، 12ومسند أيب يعىل ،44 :1ومصنف ابن أيب شيبة ، 38 :3ورشح معاين
اآلثار ، 8 :ومسند الشاميني . 31 :4
( )4أي بعدما طاف طواف الزيارة حيل له النساء أيض ًا؛ إلمجاع األمة عىل ذلك ،كام يف
ونحر
َ حجه
إن رسول اهلل قىض ّ منحة السلوك 1 :؛ فعن ابن عمر ( :ر
حل من كل يشء َح ُر َم منه) يف صحيح وأفاض فطاف بالبيت ،ثم ر َ هديه يوم النحر
مسلم .13 :
ـ 492ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ثم يعود إىل ِمنى( ) ،ويرمي اجلَّمر الثالث بعد الزوال يف اليوم الثاينَّ
والثالث( ) والرابع( ).
( ) أي إذا فرغ من الطواف رجع إىل ِمنى ،فيصيل الظهر هبا ،وال يبيت بمكّة ،وال يف
الطريق ،ولو بات كره وال يلزمه يشء ،والسنة أن يبيت بمنى ليايل أيام الرمي؛ فعن
عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :أفاض رسول اهلل من آخر يومه حني صىل
الظهر ،ثم رجع إىل ِمنى ،فمكث هبا ليايل أيام الترشيق يرمي اجلمرة إذا زالت
الشمس )...يف سنن أيب داود ، 3 :وصحيح ابن حبان . 83 :1
( ) فوقت رمي اجلامر الثالث يف اليوم الثاين والثالث من أيام النحر بعد الزوال ،فال
نتحني فإذا زالت الشمس رمينا) يف
جيوز قبله يف املشهور؛ فعن ابن عمر ( :كنا ر
صحيح البخاري ،2 :4وعن جابر ( :رمى النبي يوم النحر ضحى،
ورمى بعد ذلك بعد الزوال) يف صحيح البخاري 2 :معلق ًا ،وروي عن أيب
حنيفة :أنره جيوز الرمي فيهام قبل الزوال ،لكن األفضل أن يرمي فيهام بعد
الزوال .قال العالمة نور الدين عرت يف احلج والعمرة ص« : 32لكن نظر ًا لشدّ ة
الزحام يف زماننا حتى جتاوز عدد احلجاج ألفي ألف (مليونني) اجتهت جلان اإلفتاء
لألخذ بام روي عن أيب حنيفة هذا ،وقد وافقه بعض أهل العلم منهم عطاء بن
أن الفجر هنا هو وقت صالة الفجر ،وليس الساعة أيب رباح ،لكن جيب التحذير ر
ال» .أما الوقت املسنون يف اليومني يمتدّ من الزوال إىل غروب الشمس، الثانية لي ً
ومن الغروب إىل طلوع الفجر وقت مكروه ،وإذا طلع الفجر فقد فات وقت
األداء ،وبقي وقت القضاء إىل آخر أيام الترشيق ،فلو أخره عن وقته فعليه القضاء
واجلزاء ،ويفوت وقت القضاء بغروب الشمس من الرابع .ينظر :لباب املناسك
ص . 21- 2
ويسمى يوم النفر
ّ ( )3إذا رمى يف اليوم الثالث من أيام الرمي ،والثاين عرش من الشهر،
األول ،وأراد أن ينفر يف هذا اليوم من منى إىل مكة ،جاز بال كراهة ،ويسقط عنه
رمي اليوم الرابع ،واألفضل أن يقيم ويرمي يف اليوم الرابع؛ لقوله :ﭽﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [البقرة ،]422 :وإن مل ُي ِقم نفر قبل غروب الشمس ،فإن مل
ـ 497ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الصدح ر( ).
طواف َّ
ح طاف
الرجوع إىل بلده ح
ح فإذا أرا حد
وقف بعرف حة لظ ًة ما بني زوال يوم عرفة وفجر يوم النحر أجزأه
ح ومنح
ولو كان نائ ًَّم أو مغمى عليه جاه ً
ال هبا( ).
ينفر حتى غربت الشمس يكره له أن ينفر حتى يرمي يف الرابع ،وإن مل يقم نفر من
الليل قبل طلوع الفجر من اليوم الرابع ال يشء عليه ،وقد أساء ،ولو نفر بعد
طلوع الفجر قبل الرمي يلزمه الدم ،وإذا مل ينفر وط َلع الفجر من اليوم الرابع من
سمى النفر الثاين وجب عليه الرمي يف أيام الرمي ،وهو الثالث عرش من الشهر ،و ُي ر
يومه ذلك ،فريمي اجلامر الثالث بعد الزوال كام سبق ،فإذا رمى قبل الزوال يف هذا
ني صح مع الكراهة ،وإن مل َي ْر ِم حتى غربت الشمس فات وقت الرمي ،و َت َع ر َ اليوم ّ
الدم إال إذا كان فوته عن عذر .ينظر :لباب املناسك ص ، 13واجلامع ص- 31
. 38
ويستحب أن جيع َله آخر طوافه عند السفر ،ولو أقام بعده ولو أيام ًا أو أكثر فال ّ ( )
ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت) ّ بأس ،واألفضل أن يعيدَ ه ،قال ( :ال
يف صحيح مسلم .123 :
فمن أدرك عرفة ( ) فعن عبد الرمحن بن يعمر الدييل قال ( :احلج عرفات ثالث ًاَ ،
قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك) يف جامع الرتمذي ، 4 :4وصححه ،واملنتقى
، 3 :وصحيح ابن حبان ، 33 :1وسنن النسائي الكربى ،4 4 :فمن
رشائط الوقوف أن يكون بعرفة يف وقته؛ ولو حلظة ،سواء كان ناوي ًا ،أو ال ،عامل ًا
بأنره عرفة أو جاهالً ،نائ ًام أو يقظان ،مفيق ًا أو مغ ًام عليه ،جمنون ًا أو سكران ًا ،جمتاز ًا أو
ال أو ّنار ًا ،وأما القدر مَّسع ًا ،طائع ًا أو مكره ًا ،حمدث ًا أو جنب ًا ،حائض ًا أو نفساء ،لي ً
املفروض فساعة لطيفة ،وهي ملحة قليلة .وأما الواجب ملن وقف بعرفة قبل
الغروب أن يمتد الوقوف من الزوال إىل املغرب ،ووقوف جزء من الليل ،أما من
ال ال يلزمه ال فال واجب يف حقه حتى لو وقف ساعة أو مر بعرفات لي ً وقف لي ً
ألن امتداده ليس بواجب عىل من وقف ليالً ،كام يف رشحات األقالم يشء؛ ر
إن رسول اهلل مل يزل ص ،81ولباب املناسك ص 1- 2؛ فعن جابر ( :ر
ـ 494ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
كشف الرأس( ) ،ول ْبس واملرأة يف أفعال الج كالرجل إال يف
ال حتى غاب القرص ،وأردف واقف ًا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قلي ً
أسامة خلفه ودفع رسول اهلل )يف صحيح مسلم ،813 :وعن املسور بن
خمرمة ،قال( :خطبنا رسول اهلل بعرفات فحمد اهلل وأثنى عليه ،ثم قال :أما
فإن أهل الرشك واألوثان كانوا يدفعون من هذا املوضع إذا كانت الشمس بعد؛ ر
كأّنا عامئم الرجال يف وجوهها ،وإنا ندفع بعد أن تغيب) يف عىل رؤوس اجلبال ،ر
املستدرك ،23 :3وصححه.
بيشء متجاف؛ لقوله ( :وال ٍ ويستحب هلا تغطيته ( ) أي تغطي رأسها دون وجهها،
ّ
تنتقب املرأة املحرمة) يف صحيح البخاري ،243 :وعن ابن عمر أنره قال:
(إحرام املرأة يف وجهها) يف سنن البيهقي الكبري ،41 :4وسنن الدارقطني ، 14 :
يس يف املبسوط « : 8 :4ال بأس بأن تسدل اخلامر الَّس ْخ ّ
قال شمس األئمة ر َ
عىل وجهها من فوق رأسها عىل وجه ال يصيب وجهها; ر
ألن تغطية الوجه إنرام
حيصل بام يامس وجهها دون ما ال يامسه ،فيكون هذا يف معنى دخوهلا حتت
املستحب يف اإلحرام أن تسدل عىل وجهها شيئ ًا وجتافيه،
ّ سقف» .وقال غريه :ر
إن
وقد جعلوا لذلك أعواد ًا كالقبة توضع عىل الوجه ويسدل فوقها الثوب ،ويف
أن السدل أوجب، «رشح الطحاوي» :األوىل كشف وجهها ،لكن يف «النهاية» :ر
كام يف فتح القدير ،4 :والرشنباللية ، 34 :وجممع األّنر 84 :؛ فعن
عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اهلل
حمرمات ،فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلباهبا من رأسها عىل وجهها ،فإذا
جاوزونا كشفناه) يف سنن أيب داود ، 21 :وسنن البيهقي الكبري ،48 :4وعن
إسامعيل بن أيب خالد عن أ ّمه ،قالت« :كنا ندخل عىل أم املؤمنني يوم الرتوية
فقلت هلا :يا أم املؤمنني ،هنا امرأة تأبى أن تغطي وجهها وهي حمرمة ،فرفعت
عائشة ريض اهلل عنها مخارها من صدرها فغطت به وجهها» .ينظر :التلخيص :
. 1
ـ 492ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :املحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إال ثوب ًا
مسه ورس أو زعفران ،وال تتربقع وال تتلثم وتسدل الثوب عىل وجهها إن ّ
شاءت) يف سنن البيهقي الكبري .41 :4
( ) فاحللق مسنون للرجال ،ومكروه للنساء ،والتقصري مباح هلن ومسنون ،بل واجب
هلن؛ لكراهة احللق كراهة حتريم يف حقه ّن إال لرضورة؛ فعن ابن عباس ،قال
( :ليس عىل النساء احللق ،إنرام عىل النساء التقصري) يف سنن أيب داود ، 33 :
واملعجم الكبري ، 43 :وسنن الدارمي ،81 :وسنن البيهقي الكبري ، 34 :4
وسنن الدارقطني ، 1 :وحسنه النووي .ينظر :احلج والعمرة ص. 3
فإّنا تلبس القفازين ،وال تستلم احلجر ،وال تصعد الصفا للمزامحة ،وال ( )3وأيض ًا ر
تصيل عند مقام إبراهيم وقت املزامحة ،وال يلزمها دم لرتك الصدر ،وال
يلزمها دم تأخري طواف الزيارة عن أيام النحر .ينظر :لباب املناسك ص- 1
، 8واجلامع ص. 13- 28
حج قارن ًا؛ فعن أنس قال( :سمعت رسول اهلل يقول: ألن رسول اهلل ّ ( )4ر
لبيك عمرة وحج ًا) يف صحيح مسلم .134 :
( )4أي جيب عىل القارن واملتمتع هدي شكر؛ ملا و رفقه اهلل تعاىل للجمع بني النسكني يف
أشهر احلج بسفر واحد ،وأدناه شاة ،وكل ما هو أعظم ،فهو أفضل ،واألفضل هلام
سوقه معهام ،ولكل منهام أن يأكل من هديه ،ويطعم َمن شاء غني ًا ،أو فقري ًا،
ويستحب أن يتصدر َق بالثلث ،ويطعم الثلث ،ويدخر الثلث ،أو هيدي الثلث ،وال ّ
ـ 492ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
جيب التصدق بيشء منه ،كام يف الوقاية ص ، 41واجلامع ص 42؛ فعن جابر
قال( :حججنا مع رسول اهلل فنحرنا البعري عن سبعة ،والبقرة عن سبعة) يف
صحيح مسلم .144 :
( ) إن عجز القارن أو املتمتع عن اهلدي ،بأن مل يكن يف ملكه فضل عن كفاف قدر ما
يشرتي به الدم ،وال هو يف ملكه ،وجب الصيام عليه عرشة أيام ،فيصوم ثالثة أيام
قبل احلج وسبعة بعده ،قال :ﭽ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ
ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭼ [البقرة ،]772 :ويستحب أن يصوم
ألن الصوم بدلالثالثة متتابعة آخرها يوم عرفة ،هي السابع والثامن والتاسع؛ ر
اهلدي فيستحب تأخريه إىل آخر وقته رجاء أن يقدر عىل األصل ،وال جيب التتابع
يستحب ،وجيوز صيام السبعة بمكّة ،واألفضل أن
ّ يف الثالثة وال يف السبعة ،ولكن
يصو َمها بعد الرجوع إىل أهله .ينظر :جممع األّنر ، 88 :ولباب املناسك
ص . 12- 1
( ) أي أن يصوم ثالثة أيام آخرها يوم عرفة ،وسبعة أيام إذا رجع إىل أهله ،كام سبق.
ألن اجلناية تتكامل بتكامل االرتفاق ،وذلك يف( )3وذلك كالرأس والفخذ والساق؛ ر
العضو الكامل .ينظر :منحة السلوك . 4 :
ـ 492ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي رأسه ،والتلبيد أن جيعل املحرم يف رأسه شيئ ًا :كالصمغ املنقوع ،واحلناء ليتل ّبد
شعره؛ لئال يشعث يف اإلحرام ،فإنره يلزمه دمان :دم للطيب ،ودم للتغطية .ينظر:
اهلدية ص. 13
( ) أي إن ادهن بدهن غري مط ّيب :كالزيت اخلالص أو حل خالص ـ الشريج ـ وأكثره
من الدهن ،فعليه دم ،وإن استقل منه فعليه صدقة ،وهذا إذا استعمل عىل وجه
الطيب ،أما إذا استعمله عىل وجه التداوي أو األكل فال يشء عليه .ينظر :رشح
الوقاية ص ، 23ولباب املناسك ص.323-343
ألن االرتفاق الكامل فيه ال حيصل منه ( )3أي يوم ًا كامالً ،أو ليلة كاملة ،فعليه دم؛ ر
ألن املقصود منه دفع احلر والربد ،واليوم يشتمل عليهام فقدرناه به. إال بالدوام؛ ر
ينظر :املنحة . 2 :
أن هذا املأخوذ كم يكن من ربع اللحية ،فيجب عليه بحسابه من الطعام، ( )4بأن ينظر ر
حتى إذا أخذ منه نصف ُثمن اللحية جيب عليه ربع الدم .ينظر :منحة السلوك :
. 2
ال منهام ربع جمموع ( )4أراد بربعها :كل أظافر يد واحدة ،أو رجل واحدة؛ ر
ألن ك ً
اليدين والرجلني ،والربع يقوم مقام الكل ،ولو ق رلم أظافر ثالث أصابع من يده
ألن لكل أصبع نصف صاع .ينظر :املنحة الواحدة ،لزمه صاع ونصف صاع؛ ر
ص. 13
ـ 492ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) الختالف املجلس ،فصار كاللبس املتفرق والتطيب املتفرق ،وهذا عند أيب حنيفة
ألن مبناها عىل التداخل فأشبه كفارة الفطر. وأيب يوسف ،وعند حممد :دم واحد؛ ر
ينظر :املنحة ص ، 13ورشح ابن ملك ق/81ب.
( ) ومن األعذار :احلمى ،والربد ،واجلرح ،والقرح ،والصداع ،والشقيقة ،والقمل،
وال يشرتط دوام العلة ،وال أداؤها إىل التلف ،بل وجودها مع تعب ومشقة يبيح
ذلك ،وأما اخلطأ ،والنسيان ،واإلغامء ،واإلكراه ،والنوم ،وعدم القدرة عىل
الكفارة ،فليست بأعذار يف حق التخيري .ينظر :اجلامع ص . 1 - 1
( )3لقوله :ﯦ ﯧﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﭼ [البقرة:
]772؛ فعن كعب بن عجرة قال( :كنا مع رسول اهلل باحلديبية ،ونحن
حمرمون ،وقد حرصنا املرشكون ،قال :كانت يل فروة فجعلت اهلوام تساقط عىل
فمر يب رسول اهلل ،فقال :أيؤذيك هوام رأسك؟ قلت :نعم ،قال: وجهي ر
وأنزلت هذه اآلية :ﯦ ﯧﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﭼ
[البقرة ،]772 :فقال يل رسول اهلل :صم ثالثة أيام ،أو تصدر ق بِ حف حرق بني ستة
تيَّس) يف صحيح مسلم ،841 :وصحيح البخاري:4 مساكني ،أو انسك ما ّ
. 434
( )4فعن ابن عباس ،قال« :أتاه رجل فقال :إين قبلت امرأيت وأنا حمرم فحذفت
ـ 499ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
طاف للزيارة حمدث ًا فعليه شاة ،وإن طاف جنب ًا فعليه بدنة( ).
ومن ح
ح
ومن ترك من طواف الزيارة ثالث حة أشواط( ) فَّم دوهنا فعليه شاة ،وإن
ح
ترك أربع ًة فهو حمرم حتى يطو حفها.
الصدح ر ثالث حة أشواط فَّم دوهنا فعليه صدقة ،وإن
ومن ترك من طواف َّ
ح
ترك أربعة فعليه دم.
الوقوف
ح أفاض من عرفة قبل اإلمام ،أو حت حر حك
السعي ،أو ح ومن ح
ترك َّ ح
كل اجلَّمر ،أو رمي وظيفة يوم ،أو حأكثرها لزمه دم ،وإن
بمزدلفة ،أو حت حر حك رمي َّ
كان حأقل لزمه صدقة.
ومن حأ َّخ حر ا ح
للق أو طواف الزيارة عن وقته حل ِز حمه دم ،وكذا لو حح حل حق يف ح
وقته خارج الرم( ).
فصل
[صيد الرم]
قتل صيد ًا أو سبع ًا غي صائل( ) عمد ًا أو سهو ًا أو حع ْود ًا( ) أو بدء ًا حمرم ح
وخي َّي فيها بني :اهلدي ،والطعام، بقول عدلني ح ِ أو حد َّل عليه حمن قت حله فعليه قيمته
ب الصيدح حض ِم حن نقصانحه( ).والصيام( ) ،ولو حع َّي ح
ولو أزال امتناعه حض ِمن كل القيمة( ).
( ) أي غري حامل أو قاصد هالك إنسان؛ ألنره إن قتله لصولته أو محله فال جيب عليه
يشء .ينظر :املنحة . 3 :
مرة بعد أخرى أو قتله مرة واحدة .ينظر :اهلدية ص. 12
( ) أي سواء قتله ّ
( )3لقوله :ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ
ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ [املائدة.]72 :
( )4بأن جرحه ،أو نتف شعره ،أو قطع عضو ًا منه ،فإنره يضمن نقصانه إذا برء وبقي
أثره ،وإن مات بعد اجلرح يضمن كله ،وإن مل يبق له أثر بعد الربء ال يشء عليه.
ينظر :هدية الصعلوك ص. 12
( )4بأن نفر صيد ًا فعثر فامت ،أو أخذه سبع ،أو انصدم بشجر أو حجر يف فوره ضمنه،
ويكون يف عهدته حتى يعود إىل عادته يف السكون ،فإن هلك بعد السكون فال
يشء عليه ،كام يف لباب املناسك ص 43 -43؛ فعن ابن عباس ،قال ( :ر
إن
اهلل حرم مكة فلم حتل ألحد قبيل وال حتل ألحد بعدي ،وإنرام أحلت يل ساعة من
ّنار ،ال خيتىل خالها ،وال يعضد شجرها ،وال ينفر صيدها ،وال تلتقط لقطتها إال
ملعرف ،وقال العباس :يا رسول اهلل ،إال اإلذخر لصاغتنا وقبورنا ،فقال :إال
اإلذخر) صحيح البخاري .24 :
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي إن كَّس صيد ًا فعليه قيمة البيض ،وإن كانت بيضة مذرة ـ فاسدة ـ فال يشء
ألن ضامّنا ليس لذاهتا ،بل لعرضية أن تصري صيد ًا ،وهو مفقود يف الفاسد،
عليه؛ ر
وإن خرج منها فرخ ميت فعليه قيمة الفرخ حي ًا وال يشء يف البيض ،كام يف رد
إن النبي قىض يف بيض نعامة املحتار 2 :؛ فعن كعب بن عجرة ( :ر
أصابه املحرم بقيمته) ،رواه عبد الرزاق والبيهقي الدارقطني وأبو داود ،ورواته
ثقات إال موسى بن هالل ،وقال ابن عدي :أرجو أنره ال بأسه به ،كام يف إعالء
السنن ،4 -4 3 : 3وعن ابن عباس ،قال« :يف بيض النعام يصيبه املحرم
ثمنه» ،أخرجه عبد الرزاق من طريق صحيح ،كام يف إعالء السنن .4 1 : 3
) ( وهو الغراب األبقع الذي يأكل اجليف دون ما يأكل الزرع ،واألبقع :ما خالط
بياضه لونا آخر .ينظر :فتح باب العناية ،1 4 :وغريها.
)ِ (3حدأة :بالكَّس :وهي طائر من اجلوارح ،وهو أخس الطري ،يغلبه أكثر الطيور،
وينقض عىل اجلُ ْرذان والدواجن ،والغراب يَّسق بيض احلدأة ويرتك مكانه بيضه
فاحلدأة حتضنها فإذا فرخت فاحلدأة الذكر تعجب من ذلك وال يزال يزعق
ويرضب األنثى حتى يقتلها ،وكنيته أبو اخلطاف وأبو الصلت ،ينظر :حياة احليوان
، 1 :وعجائب املخلوقات ، 41 :واملعجم الوسيط ص. 41
) (4قيد بالعقور؛ اتباع ًا للحديث ،وإال فالعقور وغريه سواء أهلي ًا كان أو وحشي ًا،
بحر ،كام يف الدر املختار .413 :
وح َلم ،فال ُقراد أصغر، )ُ (4ق َراد :وهو من أنواع احلَ َلمة الثالثة ،وهيُ :قراد َ
وحنرانة َ
ربها ،وهلا دم سائل ،وال يشء فيه؛ ألنره ليست بصيدحل َلمة أك ُ
حلنرانة أوسطها ،وا َ
وا َ
وال متولدة من البدن .ينظر :فتح باب العناية ،1 2 :رد املحتار . 84 :
ـ 427ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
والذباب( ).
ومن حق حت حل قمل ًة( ) أو جراد ًة حت حصدَّ حق بكف من طعام أو بتمرة( ).
ح
يد مضطر ًا( ). وجيب اجلزاء بأكل الص ِ
َّ
( ) فعن عائشة ريض اهلل عنها ،قال ( :مخس فواسق يقتلن يف احلل واحلرم :احل ّية،
الدح َّيا) يف صحيح مسلم ،842 : والغراب األبقع ،والفـأرة ،والكلب العقور ،حو ْ
وصحيح البخاري ، 33 :3وعن أيب سعيد ،قال ( :يقتل املحرم :السبع
العادي ،والكلب العقور ،والفأرة ،والعقرب ،واحلدأة ،والغراب) يف جامع
الرتمذي ، 18 :3وحسنه ،ومصنف عبد الرزاق ،444 :4وشعب اإليامن :4
، 1وعن سعيد بن املسيب ،قال ( :يقتل املحرم احلية والذئب) يف سنن
البيهقي الكبري ، 3 :4رجاله ثقات ،كام يف فتح الباري ،32 :4وعن جابر :
إن رسول اهلل سئل عن الضبع ،فقال :هي من الصيد) يف رشح معاين اآلثار :4 ( ر
، 81ومعترص املخترص ، 23 :وسنده صحيح ،كام يف إعالء السنن .313 : 3
( ) فعن ابن الصياح ،قال« :سمعت ابن عمر يقول :يف القملة يقتلها املحرم
يتصدق بكَّسة أو قبضة من طعام» يف مسند ابن اجلعد ،11 :وغريها.
( )3سئل سيدنا عمر عن اجلرادة يقتلها املحرم ،فقال« :مترة خري من جرادة» يف
مصنف عبد الرزاق ،4 3 :4ومثله عن ابن عباس يف مصنف ابن أيب شيبة :3
،4 2وعن ابن عباس « :يف اجلرادة قبضة من طعام ،ولتأخذن بقبضة
جرادات» يف مسند الشافعي ص ، 32وسنن البيهقي الكبري ، 32 :4قال ابن
حجر :سنده صحيح ،كام يف إعالء السنن ،4 : 3وعن عيل البارقي ،قال:
«كان ابن عمر يقول :يف اجلرادة قبضة من طعام» يف مصنف ابن أيب شيبة :3
،4 4وغريها.
ألن اإلذن مقيد بالكفارة بالنص ،وهو قوله :ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ( )4ر
ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﭼ [البقرة ،]772 :فاحللق حمظور يف اإلحرام ،وقد
أذن له الشارع فيه حالة الرضورة مقيد ًا بالكفارة ،وكذا قتل الصيد حمظور يف
ـ 424ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
اإلحرام يستباح ألجل الرضورة مقيد ًا بالك ّفارة .ينظر :منحة السلوك . 34 :
( ) كالشاة والبعري والبقر والدجاجة وغريها.
) ( احلامم املَّسول :هو الذي يكون يف رجله ريش كأنره رساويل .ينظر :اجلوهرة النرية
، 11 :وغريها.
( )3أي ال يكون صيد ًا يف حق املحرم ،ولكن يأخذ حكم الصيد يف حق الذكاة .ينظر:
املنحة . 34 :
( )4فعن أيب قتادة قال( :كنت يوم ًا جالس ًا مع رجال من أصحاب النبي يف
طريق مكة ورسول اهلل نازل أمامنا ،والقوم حمرمون ،وأنا غري حمرم فأبرصوا
محار ًا وحشي ًا ،وأنا مشغول أخصف نعيل ،فلم يؤذنوين به وأحبوا لو أين أبرصته،
والتفت فأبرصته ،فقمت إىل الفرس فأرسجته ،ثم ركبت ونسيت السوط والرمح،
فقلت هلم :ناولوين السوط والرمح ،فقالوا :ال واهلل ال نعينك عليه بيشء ،فغضبت
فنزلت فأخذهتام ،ثم ركبت ،فشددت عىل احلامر فعقرته ،ثم جئت به ،وقد مات
فوقعوا فيه يأكلونه ،ثم إّنم شكوا يف أكلهم إياه ،وهم حرم ،فرحنا وخبأت
العضد معي فأدركنا رسول اهلل فسألناه عن ذلك ،فقال :معكم منه يشء،
فقلت :نعم ،فناولته العضد ،فأكلها حتى نفدها ،وهو حمرم) يف صحيح البخاري
،138 :وعن جابر ،قال ( :حلم صيد الرب لكم حالل وأنتم حرم ،ما مل
تصيدوه أو يصاد لكم) يف املستدرك ،241 :وصححه.
إن هذا البلد حرمه اهلل ...فهو حرام بحرمة اهلل إىل ( )4أي ال جيزئه الصوم؛ لقوله ( :ر
يوم القيامة ،ال ُي ْع َضدُ شوكه ،وال ُينَ رف ُر َص ْيدُ ه ،وال ُي ْلتَقط ُل ْق َطته إال َمن عرفها) يف
صحيح مسلم ،18 :وإنرام مل جيزئه الصوم؛ ألنره غرامة وليس بكفارة ،فأشبه
غرامات األموال .ينظر :املنحة . 34 :
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن اململوك جتب فيه ( ) أي وجيب الصدقة ال غري فيام ذكر ،وقيد بغري اململوك؛ ر
قيمتان :واحدة للرشع ،واألخرى للاملك ،وقيد بغري املنبت عادة :أي الذي ال
ينبته الناس عادة؛ ألنره إن كان مما ينبته الناس عادة مثل :احلنطة والبقول ،فالضامن
عليه حلق صاحبه ال حلق احلرم .ينظر :املنحة ، 32 :واهلدية ص. 18
( ) ألنره إذا جف شجر احلرم أو حشيشه فال ضامن بقطعه؛ ألنره غري نام فيحل به
االنتفاع .ينظر :اهلدية ص. 18
( )3اإلذخر :نبات طيب الرائحة ،واستثنى لكثرة استعامله يف بيوت أهل مكة
وقبورهم .ينظر :عجائب املخلوقات ،44 :وذخرية العقبى ص ، 22وغريها.
وألن فناءها رسيع فصارت ر ألّنا ليست نبات األرض ،بل نبت من ماء السامء؛ ( )4ر
كاحلشيش اليابس .ينظر :اهلدية ص ، 11ورشح ابن ملك ق/13أ.
ألن الضامن بدل عن املحل ال جزاء عن اجلناية ،فيتحد باحتاد املحل ،بخالف قتل ( )4ر
ألّنام تناوال أمر ًا حمظور ًا فيتعدد اجلزاء املحرمني ،ر
فإن عىل كل منهام جزاء كامل؛ ر
بتعدد اجلناية .ينظر :هدية الصعلوك ص. 11
ألن بيعه حي ًا تعرض للصيد ،وبيعه بعد قتله بيع ميتة ،بخالف ما إذا باع لبن ( )2ر
ألن هذه األشياء ال يشرتط فيها الذكاة. الصيد أو بيضه أو اجلراد أو شجر احلرم؛ ر
ينظر :منحة السلوك . 31 :
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
[يف اإلحصار والفوات
والج عن الغي واهلدي]
حمرم من حعه عدو أو مرض جا حز له التحلل،ويبعث شا ًة تذبح يف الرم يف
يوم يعلمه( ) ليتحلل بعد الذبح( ) ،و حي حتو َّقت دم اإلحصار بالرم ال بيوم
النحر( ) ،بخالف دم املتعة والقران.
واملحرص بالج إذا ح حت َّلل فعليه ححجة وعمرة وعىل املحرص بالعمرة
القضاء ،وعىل القارن حجة وعمرتان( ).
ِ
إدراك اهلدي والج لزمه لو زال اإلحصار قبل الذبح ،فإن حقدح حر عىل
التوجه( ) ،وإال فال.
( ) أي يواعد املحرص َمن يبعث معه اهلدي بأن يذبحه يف يوم معني ليتحلل بعده.
ينظر :اهلدية ص. 11
( ) قال :ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
ﯤﭼ [البقرة :]772 :أي احلرم ،وعن ابن عمر :قال( :خرجنا مع النبي
معتمرين ،فحال كفار قريش دون البيت ،فنحر النبي هديه وحلق رأسه) يف
صحيح البخاري ،24 :وغريها.
( )3أي ال بدّ من ذبح دم اإلحصار باحلرم؛ ألنره حمله املأمور بإيصاله له كام يف النص،
وال يتوقت بيوم النحر ،بخالف دم املتعة والقران.
( )4ألنره صح رشوعه يف احلج والعمرة ،فلزمه بالتحلل قضاؤمها وقضاء عمرة أخرى.
ينظر :املنحة . 31 :
( )4أي للحج؛ لزوال العجز قبل فوت املقصود ،وإن مل يقدر أن يدركهام ال يلزمه
التوجه ،بل يصرب حتى يتحلل بنحر اهلدي ،وإن قدر عىل إدراك اهلدي دون احلج
يتحلل بذبح اهلدي؛ لعجزه عن احلج الذي هو األصل ،وإن قدر عىل العكس جاز
له التحلل استحسان ًا .ينظر :هدية الصعلوك ص. 83
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حومن حقدح حر عىل الوقوف والطواف أو من ِ حع بعد الوقوف فليس بمحرص( ).
ومن فاتحه الوقوف حتى حط حل حع فجر يوم النحر فقد فاته الج( ) فيتح َّلل
ح
بعمرة ،ويقيض الج ،وال دم عليه.
والعمرة ال تفوت ،وهي جائزة يف كل وقت ،إال يوم عرفة ،ويوم
النحر ،وأيام ال َّترشيق( ) ،وهي سنة.
وجتزئ النيابة يف نفل ح
الج مطلق ًا( ) ،ويف فرضه عند العجز الدائم إىل
( ) ألنره إذا مل يقدر عىل الوقوف وقدر عىل الطواف فيكون فائت احلج فيتح رلل بعمرة،
بدل عن العمرة يف الترحلل فال حاجة إىل اهلدي ،وأ ّما إذا منع بعد الوقوف؛ والدر ُم ٌ
فألن حكم اإلحصار يثبت عند خوف الفوات وبعده ال خياف الفوت ،ولكنره يبقى ر
حمرم ًا إىل أن يطوف طواف الزيارة ،وطواف الصدر وحيلق .ينظر :رشح ابن ملك
ق/13ب.
ألن احلج عرفة ،وال يمكن تدارك الوقوف بعرفة بعد ذهاب وقته؛ فعن عبد ( ) ر
فمن أدرك عرفة قبل أن الرمحن بن يعمر الدييل قال ( :احلج عرفات ثالث ًاَ ،
يطلع الفجر فقد أدرك) يف جامع الرتمذي ، 4 :4وصححه ،واملنتقى ، 3 :
وصحيح ابن حبان . 33 :1
ألن وقتها السنة كلها ،إال أنره يكره حتري ًام إنشاء إحرامها يف ( )3فالعمرة ال تفوت؛ ر
األيام اخلمسة ،وإن أداها بإحرام سابق ال بأس .ينظر :اجلامع ص. 21
َ
اإلنسان له أن جيعل ثواب ( )4قال اإلمام العيني يف منحة السلوك « : 4 :اعلم َأ رن
عمله لغريه عند َأهل السنة واجلامعة ،صال ًة كان أو صوم ًا أو ّ
حج ًا أو صدقة أو
رب ،يصل ذلك إىل قراء َة قرآن أو َأذكار إىل غري ذلك من مجيع أنواع العبادات من ال ّ
امليت وينفعه ،وقالت املعتزلة :ليس له ذلك ،وال َي ِصل إليه وال ينفعه ،»...ويمكن
ُ
الرجل أهل ود رب أن يصل إن َأ ّبر ال ّ
االستدالل لذلك؛ عن ابن عمر قال ( :ر
أبيه) يف سنن الرتمذي ،3 3 :4وصححه ،ومسند أمحد ،11 :وصحيح ابن
حبان ، 13 :وعن عيل بن أيب طالب قال َ ( :من َم رر عىل املقابر وقرأ قل هو
ثم وهب َأجره لألموات أعطي من األجر بعدد اهلل أحد إحدى عرشة َم ّرة ّ
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املوت( ).
ودم القران عىل املأمور) (.
ودم اإلحصار عىل اآلمر) (.
( ) فيشرتط يف األضحية سالمة املحل عن العيوب الفاحشة; فال جتوز العمياء ،وال
البني عرجها وهي التي ال تقدر متيش برجلها إىل البني عورها ،والعرجاء ّالعوراء ّ
البني مرضها ،والعجفاء التي ال تنقي وهي املهزولة التي ال نقياملنسك ،واملريضة ّ
هلا وهو املخ ،واملقطوعة يدها أو رج ُلها ،وما ذهب أكثر من ثلث أذّنا أو ذنبها أو
عينها أو إليتها ،بخالف اجلامء ـ التي ال قرن هلاـ ،واخل،ي ،والثوالء ـ املجنونة ـ؛
ألن العقل غري مقصود وإنرام املقصود اللحم ،وإنرام جيوز إذا كانت سمينة ومل يكن ر
هبا ما يمنع الرعي ،وإن كانت بخالف ذلك ال جيزيه ،كام يف حسن الدراية ،13 :4
ولباب املناسك ص 4 3-4؛ فعن الرباء بن العازب قال ( :أربع ال
جتزئ :العوراء البني عورها ،واملريضة البني مرضها ،والعرجاء البني َظ ْل ُع َها،
والكسري التي ال تنقى)يف املوطأ ،48 :واملجتبى، 4 :1ومسند أمحد . 84 :4
ألّنا هدي شكر ،فكل دم وجب شكر ًا فلصاحبه أن يأكل منه ،ويؤكل األغنياء ( ) ر
والفقراء ،وال جيب التصدّ ق به ،بل يستحب أن يتصدّ ق بثلثه ،و ُيطعم ثلثه ،وهيدي
ثلثه ،أو يدخره ،ولو مل يتصدق بيشء جاز وكره ،ويسقط بمجرد الذبح ،حتى لو
رسق أو استهلكه بنفسه بعد الذبح ،مل يلزمه يشء .ينظر :اجلامع ص. 14
( )3لقوله :ﭽﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ
ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰﮱ
ﯓ ﯔ ﭼ [احلج ،]47 -42 :وقضاء التفث والطواف خيتص يف احلرم
بأيام النحر ،فكذا الذبح ليكون الكالم مَّسود ًا عىل نسق واحد ،وخيتص مجيع دم
جيب عىل احلاج باحلرم؛ لقوله :ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ [املائدة .]72 :ينظر :منحة
السلوك . 43 :
ـ 422ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتاب اجلهاد
هو فرض كفاية وإن مل يبدأ الكفار( ).
ٍ
ومقعد وأقطع( ) إال إذا هجم ٍ
وامرأة وأعمى وال جهاد عىل ٍ
عبد
العدو( ).
ويقدَّ م طلب اإلسالم( ).
فرض كفاية ابتدا ًء بأن يبدأ املسلون بمحاربة الكفار ،وإن قام به
( ) أي بالقتال ،فهو ُ
البعض سقط عن الباقني ،فإن تركوه أثموا مجيع ًا؛ لقوله :ﭽﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ [التوبة ،]63 :فاجلهاد ليس بتطوع
أصال عىل الصحيح ،فيجب عىل اإلمام أن يبعث رسية إىل دار احلرب كل سنة مرة
أو مرتني ،وعىل الرعية إعانته إال إذا أخذ من الكفار اخلراج ،فإن مل يبعث كان كل
اإلثم عليه ،وهذا إذا غلب عىل ظنه أنَّه يكافؤهم ،وإال فال يباح قتاهلم .ينظر :رشح
الوقاية ،042 :3والدر املنتقى .230 :
وألن هؤالء من أصحاب األعذار ،وقد نزل فيهم: َّ ( )0أي اليد؛ للحرج وعجزهم؛
ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [الفتح ،]71 :كام يف املنحة
،33 :3وأما املرأة والعبد؛ فالشتغاهلام بخدمة املوىل والزوج ،وحقهام مقدم عىل
حق الرشع؛ حلاجتهام وغناه .ينظر :رشح ابن ملك ق /1ب.
فإن اجلهاد يصري فرض عني عىل من كان ( )3أي إذا هجم الكفار عىل ثغر من الثغور َّ
يقرب منه ،وهم يقدرون عىل اجلهاد ،وأما عىل َمن ورائهم ،فإذا بلغ اخلرب إليهم
يصري فرض عني عليهم إذا احتيج إليهم ،بأن خيف عىل من كان يقرب منهم،
بأَّنم عاجزون عن املقاومة ،أو بأن مل يعجزوا ،ولكن تكاسلوا،ثم وثم إىل أن يصريَّ
فرض عني عىل مجيع أهل اإلسالم رشق ًا وغرب ًا .ينظر :رشح الوقاية .042 :3
( )4أي إذا حارص املسلمون الكفار دعوهم إىل اإلسالم؛ فعن ابن عباس ( :ما قاتل
رسول اهلل قوم ًا قط إال دعاهم) يف مسند أمحد ،032 :وصححه األرنؤوط،
واملعجم الكبري . 30 :
ـ 982ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
مل خيف عليهام فال بأس بإخراج العجائز للخدمة من الطبخ واخلبز ومعاجلة
املرىض وغري ذلك ،وأما الشواب منهن فقرارهن يف البيوت أسلم ،واألوىل أن ال
خيرجوهن أصالً ،فإن حتققت الرضورة خيرج اإلماء دون احلرائر .ينظر :منحة
السلوك .35 :3
) ( الغلول :الرسقة من املغنم .ينظر :رشح الوقاية .040
قطع األعضاء ،وتسويدُ الوجه، لغريه ،مثلُ : ) (0أي َنك ََّل به :معناه جع َل ُه نكاالً وعرب ًة ِ
قطع أنفه ،و ُم ْث َلة ال ُع ْرنِ ِّيني؛ فعن أنس َّ ( :
إن ناس ًا من يقالَ :م َّث َل بالقتيل :أي َ
عرينة قدموا عىل رسول اهلل املدينة فاجتووها ،فقال هلم رسول اهلل :إن
شئتم أن خترجوا إىل إبل الصدقة فترشبوا من ألباَّنا وأبواهلا ففعلوا فصحوا ،ثم
مالوا عىل الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن اإلسالم وساقوا ذود رسول اهلل ،فبلغ
ذلك النبي فبعث يف إثرهم فأيت هبم فقطع أيدهيم وأرجلهم وسمل أعينهم
احلرة حتى ماتوا) يف صحيح البخاري ،0413 :2وصحيح مسلم :3 وتركهم يف ّ
فإَّنا منسوخة بقول النبي ( :الَ َت ْغ ُّلوا َوالَ َت ْغ ِد ُروا َوالَ ُمت َ ِّث ُلوا) يف صحيح َّ ، 012
خلق اهللِ تعاىل فتحرم .ينظر :رشح الوقاية :3 مسلم ، 335 :3ويف املُ ْث َل ِة تغري ِ
ُ
،040ومنتهى النقاية .040 :3
ونقض العهد ،كام يف اهلداية ، 35 :0قال صدر الرشيعة يف رشح ُ ) (3الغدر :اخليانة
الوقاية « :040 :3قال ( :احلرب خدعة) [يف صحيح البخاري ،] 30 :3
احلرب خدعة احلرب ،فأقول :ما دا َمت ِ ِ
الغدر وبني فيشتبه عىل النَّاس التَّفرق ُة بني
ُ
فنحارهبم
ُ نحار ُهبم يف هذا اليوم حتَّى أمنوا ِ قائم ًة ال حير ُم اخلداع ،بأن َ
نرهيم أ َّنا ال
صوب آخر حتَّى غفلوا فنأتيهم بيات ًا ونحو ذلك ،بخالف ما إذا ٍ نذهب إىل
َ فيه ،أو
جتوز
نتحارب يف هذا اليوم حتَّى أمنوا ،فإنَّه ال ُ َ قرار عىل أن الجرى بيننا وبينهم ٌ
قض العهد ،وهذا ليس من خدا ِع ألن هذا استئامن وعهد ،فاملحارب ُة ن ُ املحاربة؛ َّ
السلم ،فيكون غدر ًا». ِ
خداع يف حال ِّ ٌ احلرب ،بل
ـ 927ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
واملرأة) ( غري امللكة( ) واهلرم واألعمى واملقعد ونحوهم( ) إال دفع ًا لرش قتاله أو
رأيه) (.
ويكره للمسلم قتل أبيه الكافر إال دفع ًا لرشه كاملسلم) (.
ولإلمام الصلح جمان ًا أو بامل أخذ ًا ودفع ًا) ( ،ونقضه بعد اإلعالم متى رآه
) ( فعن ابن عمر ( :وجدت امرأة مقتولة يف بعض مغازي رسول اهلل ،فنهى
رسول اهلل عن قتل النساء والصبيان) يف صحيح البخاري . 213 :3
ألن املرأة إذا كانت ملكة تقتل؛ ملا يف قتلها من كرس شوكتهم .ينظر :املنحة .31 :3 (َّ )0
( )3كاملقطوع إحدى يديه وإحدى رجليه أو اليمنى؛ فعن أنس بن مالك : قال :
(انطلقوا باسم اهلل وباهلل وعىل ملة رسول اهلل وال تقتلوا شيخ ًا فاني ًا ،وال طف ً
ال وال
صغري ًا وال امرأ ًة وال تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا ،وأحسنوا َّ
إن اهلل حيب
املحسنني) يف سنن أيب داود .44 :
ال أو ذا رأي يف احلرب فإنَّه يقتل؛ فعن أيب بردة ) (4أي إذا كان أحد من هؤالء مقات ً
،قال( :ملا فرغ النبي من حنني بعث أبا عامر عىل جيش إىل أوطاس فلقي
دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم اهلل تعاىل أصحابه) يف صحيح البخاري:4
، 35وصحيح مسلم ، 143 :4وكان دريد ابن مئة وعرشين سنة ،وقيل :ابن
مئة وستني سنة؛ ألنَّه كان صاحب رأي وهو أعمى .ينظر :املنحة .22 :3
األب قت َله ،بحيث ال
ُ الكافر ابتدا ًء ،بخالف ما إذا قصدَ
َ األب
يقتل االب ُن َ ) (3أي ال ُ
بقتله .ينظر :رشح الوقاية .043 :3 يمكنُه دفعه إالَّ بقتلِه ،فإنَّه ال بأس ِ
ُ ُُ
) (2لقوله :ﭽ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﭼ [األنفال ،]37 :سواء كان بال أخذ يشء،
أو بأن يأخذ منهم ماالً ،أو بأن يعطي هلم ماالً ،وهذا إذا خيف هالك املسلمني؛
ألن الصلح جهاد يف املعنى إذا كان فيه مصلحة؛ إذ املقصود من اجلهاد دفع الرش، َّ
الرش واهلالك عن املسلمني واجب بأي طريق أمكن ،وإذا مل خيف اهلالك فال ودفع ّ
يعطيهم ماالً؛ ملا فيه من إحلاق الذلة باملسلمني .ينظر :املنحة ،20 :3واهلدية
ص. 34
ـ 929ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ٍ
بخيانة مل جيب اإلعالم) (. مصلحة ،وإن بدأوا
ويكره بيع السالح واحلديد واخليل منهم ،ولو كانوا سل ًام) ( ،بخالف
ال َّطعام واللباس) (.
) ( أي جيوز لإلمام نقض الصلح بعد إعالمهم إذا رأى يف نقضه مصلحة للمسلمني،
تنقِض ،وأما لكن برشط إعالمهم بذلك؛ لئال تكون خيانة ،وهذا إذا كان الصلح ملدة مل ِ
فإن الصلح يبطل بمضيها ،وإذا نقض الكفار الصلح باخليانة َّ
فإن إذا انقضت املدةَّ ،
اإلمام ال يعلمهم بنقض الصلح .ينظر :املنحة .23 :3
ألَّنا عىل رشف االنقضاء ) (0أي ال فرق يف ذلك بني ما قبل املوادعة وبني ما بعدها؛ َّ
ألَّنم يتقوون بالكراع والسالح عىل قتال املسلمني ،وقد أمرنا أو النقض ،وهذا َّ
بكرس شوكتهم ،وقتل مقاتلتهم؛ لدفع فتنة حماربتهم ،كام قال اهلل :ﭽ ﭶ
ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ [البقرة ،]726 :فعرفنا أنَّه ال رخصة يف تقويتهم عىل حماربة
املسلمني ،وإذا ثبت هذا يف الكراع والسالح ثبت يف السبي بطريق األوىل؛ ألنَّه إ ّما
قاتل بنفسه أو يكون منهم َمن يقاتل ،وتقويتهم باملقاتل فوق تقويتهم بآلة أن ُي َ
القتال .ينظر :خمترص الطحاوي ،440واملبسوط ، 4 2 :4واهلداية ،42 :3
وفتح القدير ،42 :3والفتاوى اهلندية ، 13- 15 :0وغريها.
) (3لكنَّه خالف األوىل؛ وإن كان القياس أن يمنع من محله إىل دار احلرب؛ ألنَّه به
وألن املسلم مندوب أن يستبعد َّ حيصل التقوي عىل كل يشء ،واملقصود إضعافه؛
من املرشكني ،قال ( :ال تستضيئوا بنار املرشكني) يف سنن البيهقي الكبري :3
، 05وسنن النسائي ، 52 :3ومسند أمحد ،11 :3وقال ( :أنا بريء من كل
،وسنن البيهقي :1 مسلم مع مرشك ال تراءى نارمها) املعجم الكبري 4 :4
، 40وسنن أيب داود ،43 :3وسنن النسائي الكربى ،003 :4ويف محل األمتعة
وألَّنم يتقوون بام حيمل إليهم من متاع أو طعام،
إليهم للتجارة نوع مقاربة معهم؛ َّ
بالنص،
ّ وينتفعون بذلك ،فاألوىل أال يفعل ،إال أنا عرفنا جواز نقل الطعام إليهم
وهو حديث ثاممة ؛ فعن أيب هريرة أنَّه ذكر قصة إسالم ثاممة ،ويف آخره
ـ 926ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
قوله ألهل مكة حني قالوا له( :أصبوت؟ فقال :إين واهلل ما صبوت ،ولكني
أسلمت وصدقت حممد ًا وآمنت به ،وأيم الذي نفس ثاممة بيده ال تأتيكم حبة من
الياممة ـ وكانت ريف مكة ما بقيت ـ حتى يأذن فيها حممد ،وانرصف إىل بلده،
ومنع احلمل إىل مكة حتى جهدت قريش ،فكتبوا إىل رسول اهلل يسألونه
بأرحامهم أن يكتب إىل ثاممة حيمل إليهم الطعام ،ففعل رسول اهلل )يف سنن
َّ
وألن املسلمني حيتاجون إىل بعض ما يف ديارهم من األدوية البيهقي الكبري 22 :1؛
َّ
وألن التاجر واألمتعة ،فإذا منعناهم ما يف ديارنا فهم يمنعون أيض ًا ما يف ديارهم؛
إذا دخل إليهم ليأيت املسلمني بام ينتفعون به من ديارهم فإنَّه ال جيد بد ًا من أن حيمل
إليهم بعض ما يوجد يف ديارنا ،فلهذا رخصنا للمسلمني يف ذلك .ينظر:
املبسوط ، 4 2 :4واملحيط ، 33 :واهلداية ،وفتح القدير ،42 :3وغريها.
) ( َّ
فإن هذا األمان منه صحيح ،سواء كان لواحد منهم أو مجاعة؛ فعن ابن عمرو ،
قال ( :ذمة املسلمني واحدة يسعى هبا أدناهم) يف سنن الرتمذي ، 4 :4
ومسند أمحد ،313 :0وصحيح ابن حبان ،32 :1وغريها.
ألَّنام
) (0أي ال يصح أمان الذمي؛ ألنَّه متهم ،وال أمان األسري والتاجر يف دار احلرب؛ َّ
مقهوران حتت أيدهيم ،وال أمان من أسلم ومل هياجر إلينا ،وال أمان العبد غري
املأذون؛ ألنَّه مل يبارش القتال فال خيافونه .ينظر :املنحة .22 :3
) (3أي بعد إخراج اخلمس؛ فعن ابن شهاب قالَّ َ ( :
َخس رسول اهلل خيرب ،ثم
قسم سائرها عىل َمن شهدها ومن غاب عنها من أهل احلديبية) يف سنن أيب داود
ـ 922ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الردء :وهو املعني واجلاسوس .ينظر :املغرب ص ، 35واهلدية ص. 33 ( ) ِّ
ألَّنم مل جياوزوا عىل قصد القتال،
السوقي :هو اخلارج مع العسكر للتجارة؛ َّ (ُ )0
فانعدم السبب ،فيعترب السبب احلقيقي وهو قصد القتال ،فيفيد االستحقاق عىل
ال .ينظر :اللباب رشح الكتاب . 03 :4 حسب حاله فارس ًا أو راج ً
(َّ )3
ألن سبب امللك هو القه ر ،ومتام القهر باإلحراز بالدار ،وقد شاركه يف هذا املعنى،
بخالف ما إذا حلقه املدد بعد إخراج الغنيمة .ينظر :منحة السلوك .50 :3
ألن اإلرث جيري يف امللك وال ملك فيه ،وأما بعد إخراج ( )4بأن ال يورث نصيبه؛ َّ
الغنيمة إىل دار اإلسالم ال يسقط حقه بل يورث عنه .ينظر :املنحة ،50 :3واهلدية
ص. 33
( )3فعن ابن عمر ( :كنا نصيب يف مغازينا العسل والعنب فنأكله وال نرفعه) يف
صحيح البخاري . 41 :3
( )2أي ال يباح االنتفاع ببيع يشء من املغنم قبل القسمة وال بادخاره ،حتى لو باعه رد
الثمن إىل املغنم .ينظر :هدية الصعلوك ص. 32
( )5فإنَّه ال يباح االنتفاع هبام قبل القسمة من غري حاجة لالشرتاك ،فإذا احتاجوا يقسم
ألن احلرام يستباح للرضورة ،فاملكروه أحق .ينظر :رشح ابن ملك اإلمام بينهم؛ َّ
ق/14أ.
( )3أي بعد اإلخراج إىل دار اإلسالم يردون ما فضل معهم مما أبيح هلم االنتفاع به،
وال ينتفعون به؛ لزوال املبيح وهو الرضورة .ينظر :املنحة .53 :3
ـ 921ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وُخْس الغنيمة يقسم أثالث ًا :بني اليتامى واملساكني وأبناء السبيل يقدَّ م
منهم فقراء ذوي القربى خاصة( ) ،وذ ْكر اهلل تعاىل يف اخلمس للتربك باسمه،
النبي سقط بموته كالصفي( ). وسهم ِّ
وأربعة األُخاس للغانمني :للفارس سهامن ،وللراجل سهم( ).
والعرب سواء( ) وال سهم لبعري أو بغل.
ُّ والربذون
ويعترب كونه فارس ًا أو راج ً
ال عند جماوزة الدرب( ) ال عند القتال.
( ) أي يقدم أيتام ذوي القربى يف سهم األيتام ،ومساكني ذوي القربى يف سهم
املساكني ،وابن السبيل من ذوي القربى يف سهم ابن السبيل ،بخالف أغنياء ذوي
حق هلم ،قال :ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ القربى فال َّ
فاخلمس الذي يقسم
ُ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ [األنفال،]27:
ألن الفقرا َء ُ
عيال اهلل فسهمه لعياله .ينظر: أثالث ًا هو السهم املوعو ُد لنفسه ؛ َّ
هدية الصعلوك ص. 32
( )0وهو ما كان النبي يصطفيه لنفسه من الغنيمة ويستعني به عىل أمور املسلمني.
ينظر :درر احلكام ،031 :ورشح الوقاية .043 :3
( )3فعن جممع بن جارية األنصاري ( :أعطى الفارس سهمني وأعطى الراجل
سه ًام) يف سنن أيب داود ،34 :0ومسند أمحد ،402 :3واملستدرك ، 43 :0
وصححه.
ألن استحقاق السهم باخليل ملعنى إرهاب العدو ،قال :ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ (َّ )4
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ [األنفال ،]32 :واإلرهاب كام حيصل بالفرس
العريب حيصل بالربذون ـ وهو فرس أعجمي يركب وحيمل عليه ـ ،وال سهم لبعري
ألن اإلرهاب ال حيصل هبام؛ إذ ال يقاتل عليهام .ينظر :اهلدية ص، 35 وبغل؛ َّ َ
ورشح ابن ملك ق/14ب.
( )3أي املراد بالدرب هنا الربزخ احلاجز بني دار اإلسالم ودار احلرب ،حتى لو دخل
دار احلرب فارس ًا وقاتل راجالً؛ لضيق املقام استحق سهم الفارس ،ولو دخلها
ـ 928ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ال وقاتل فارس ًا استحق سهم الرجال .ينظر :اهلدية ص ، 35وعمدة الرعاية راج ً
.332 :0
( ) أي يعطي اإلمام هلؤالء شيئ ًا أقل من السهم بحسب ما يراه ،وإنَّام يرضخ لو كانوا
مقاتلني وكانت املرأة تداوي اجلرحى وتقوم بمصالح املرىض؛ َّ
ألن اجلهاد عبادة،
يسو بينه وبني املسلمني يف حكم والذمي ليس من أهلها ،حتى لو قاتل احلريب مل ّ
اجلهاد ،كام يف هدية الصلعوك ص ، 35وسئل ابن عباس « عن املرأة والعبد
هل كان هلام سهم معلوم إذا حرضوا البأس؟ فأجابَّ :إَّنم مل يكن هلم سهم معلوم
إال أن حيذيا من غنائم القوم» يف صحيح مسلم . 444 :3
ألن اخلمس وظيفة الغنيمة وهي املأخوذة قهر ًا وغلبة ،وهذا اختالس ورسقة، (َّ )0
خيمس ما تأخذه مجاعة هلا شوكة؛ حلصول القهر والغلبة هبم ،كام يف وإنَّام الذي َّ
املنحة ،30 :3أما إذا دخل دارهم وأغار بإذن اإلمام فهو يف حكم املنعة؛ َّ
ألن
اإلمام باإلذن التزم نرصته .ينظر :رشح الوقاية ،041 :3وفتح باب العناية :3
.032
ال فله سلبه ،حث ًا منه عىل القتال ،والتنفيل :إعطاء يشء
( )3أي بأن يقول :من قتل قتي ً
زائد عىل سهم الغنيمة ،كام يف رشح الوقاية ،041 :3قال :ﭽﭿ ﮀ ﮁ
ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ [األنفال]35 :؛ فعن أيب قتادة قال ( :من قتل قتيالً له
عليه بينة فله سلبه) يف املوطأ ،433 :0وسنن الرتمذي ، 32 :4وصحيح ابن
حبان . 2 :3
ـ 922ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ال فسبوهم وأخذوا أمواهلم ( ) أي إذا غلب كفار الرتك عىل نصارى الروم مث ً
أموال الروم ورقاهبم مباحة ،واالستيالء إذا َو َر َد عىل مال مباح َ ملكومها؛ َّ
ألن
يكون ملك ًا للمستويل كاالصطياد واالحتطاب ،وكذلك يملك الكفار كلهم روم ًا
كان أو ترك ًا أموالنا باالستيالء واإلحراز بدار احلرب ،حتى لو أسلموا أو صاروا
ذمة يملكوَّنا ملك ًا صحيح ًا ،وال يملكوَّنا بمجرد االستيالء والغلبة بال إحراز
ألن اآلدمي املكرم ُخلِق ُح ّر ًا ل َيملِك ال ل ُيم َلك،
ثمة ،لكنَّهم ال يملكون نفوسنا؛ َّ
وملا ك َفر بعضهم باهلل العظيم واستنكفوا أن يكونوا عباد ًا له جعلهم اهلل عبيد
ال يف أيدهيم جزاء عىل صنعهم الفاحش ،وإنَّام يملكون رقيقنا عبيده ومملوك ًا مذل ً
اخلالص؛ ألنَّه يف حكم املال .ينظر :هدية الصعلوك ص. 31- 33
( )0أي إذا وجد املسلم ماله يف الغانمني بعدما غلب املسلمني عىل الكفار املستولني
عليهم ،أوالً يأخذه بال يشء ،وبعد القسمة يأخذه بقيمته؛ ألنَّه زال ملكه بتملك
اآلخر ،فكان له حق االسرتداد بالقيمة إن شاء ،أو بثمنه إن كان املال املحرز بدار
احلرب مشرتى يف يد تاجر إن كان اشرتاه بنقد ،وإن كان اشرتاه بعرض أخذه
بقيمة ذلك العرض .ينظر :هدية الصعلوك ص. 31
ألن املسلمني عند رشوطهم ،وقد ( )3أي فال يتعرض ليشء من أمواهلم ودمائهم؛ َّ
رشط باالستئامن أن ال يتعرض هلم ،فالتعرض بعده غدر ،إال إذا غدر ملكهم
بأخذ ماله أو حبسه ،أو غري ملكهم بعلم ملكهم ومل يمنعهم ،فال بأس له التعرض
ألَّنم بدأوا بنقض العهد ،وااللتزام يكون مقيدا هبذا الرشط ،فإن خان يف هلم؛ َّ
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حرب إلينا بأمان يقال له :إن أقمت سن ًة جع ْلت ذمي ًا ،فإن أقامٌّ ولو دخل
سن ًة صار ذمي ًا فال يمكَّن من ُّ
الرجوع( ).
كل سنة ثامنية وأربعون درمه ًا ،وعىل وسط احلال الغني يف ِّ
ِّ واجلزية عىل
أربعة وعرشون ،وعىل الفقري املعتمل( ) اثنا عرش( ).
يشء عند انعدام عذرهم وأخرجه إىل دار اإلسالم فعليه أن يتصدق به؛ ألنَّه ملك
خبيث .ينظر :رشح ابن ملك ق/13ب.
أن الكافر ال يمكن من إقامة دائمة يف دارنا إال باسرتقاق أو إن األصل يف ذلك َّ ( ) َّ
جزية؛ ألنَّه يبقى رضر ًا عىل املسلمني؛ لكونه عين ًا للكفار وعون ًا علينا ،ويمكن من
ألن يف منعها قطع املنافع من اجللب وسد باب التجارات ففصلنا اإلقامة اليسرية؛ َّ
ألَّنا مدة جتب فيها اجلزية ،فإن أقام سنة صار ذمي ًا اللتزامه اجلزية،
بينهام بسنة؛ َّ
وتعترب املدة من وقت التقدم إليه ال من وقت دخول دار اإلسالم ،فال يمكن من
الرجوع إىل دار احلرب .ينظر :منحة السلوك .35-32 :3
( )0الغني :هو صاحب املال الكثري الذي ال حيتاج إىل العمل .أما املتوسط :الذي له
يكسب أكثر من حاجته وال مال ُ ٌ
مال ال يستغني به عن العمل .وأما املعتملَ :من
له .ينظر :الكفاية .031 :3
( )3هذا التقدير إذا مل توضع اجلزية بالرتايض ،فإنَّه متى وضعت بالرتايض ال يعدل
عنها؛ فعن ابن عباس قال( :صالح رسول اهلل أهل نجران عىل ألفي حلة
النصف يف صفر ،والبقية يف رجب يؤدوَّنا إىل املسلمني ،وعارية ثالثني درع ًا
وثالثني فرس ًا وثالثني بعري ًا وثالثني من كل صنف من أصناف السالح يغزون هبا
واملسلمون ضامنون هلا حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد أو غدرة عىل أن ال
هتدم هلم بيعة وال خيرج هلم قس وال يفتنوا عىل دينهم ما مل حيدثوا حدثا أو يأكلوا
الربا) يف سنن أيب داود ، 33 :0وسنن البيهقي الكبري ، 35 :1فإذا مل توضع
بالرتايض بل وضعت بالقهر بأن غلب اإلمام عىل الكفار وأقرهم عىل أمالكهم،
فيوضع عىل الغني ما ذكر املصنف .ينظر :املنحة .35 :3
ـ 627ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) لقوله :ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ
[التوبة.]92 :
( )0فعن األحنف ( :مل يكن عمر أخذ اجلزية من املجوس حتى شهد عبد
أن رسول اهلل أخذها من جموس هجر) يف صحيح الرمحن بن عوف َّ
البخاري . 3 :3
( )3فعن املغرية بن شعبة أنَّه قال لعامل كرسى( :أمرنا نبيّنا رسول ربنا أن
نقاتلكم حتى تعبدوا اهلل وحده أو تؤدوا اجلزية) يف صحيح البخاري ، 30 :3
وكانوا عبدة أوثان ،كام يف املنحة .31 :3
( )4ألن قوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
حق عبدة األوثان من العرب؛ ألنه ال يقبل منهم ﭝﭼ [الفتح ،]73 :نزلت يف ّ
إال اإلسالم أو السيف ،ومثلهم املرتد .ينظر :رشح ابن ملك ق/12ب.
( )3كاملرأة والصبي والزمن واألعمى واملفلوج والشيخ الكبري؛ ألَّنا جتب عقوبة
كالقتل وال قتل عليهم .ينظر :رشح ابن ملك ق/12أ.
( )2يف النسخة املطبوعة ص ، 33ويف رشح ابن ملك ق/12ب :وال تؤخذ ،ويف
املنحة ،12 :3واهلدية ص : 12يؤخذ ،وهذا املوافق ملا يف الوقاية 031 :3من َّ
أن
رشط الراهب الذي ال تؤخذ منه اجلزية أنَّه ال خيالط الناس .ويف رشح الوقاية :3
:031وعند أيب يوسف وهو رواية حممد عن أيب حنيفة :توضع إن كان
قادر ًا عىل العمل.
( )5أي القادرين عىل الكسب ،وأما الرهبان الذين ال خيالطون الناس فال تؤخذ منهم؛
ألنَّه ال قتل عليهم .ينظر :اهلدية ص. 12
ـ 629ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
ٍ
كنيسة يف دار اإلسالم( ) ،ويعاد ما اهنددم كدام وال جيوز إحداث ٍ
بيعة وال
ألَّنا بدل عن النرصة وعقوبة عن الكفر ،فينتفيان بعد اإلسالم واملوت .ينظر: ( ) َّ
املنحة .1 :3
( )0أي بأن مل تؤخذ منه اجلزية حتى جاء عليه حوالن ،فإ ََّّنام يتداخالن فال جتب إال
واحدة ،وهذا عند أيب حنيفة ،وقاال :ال يتداخالن .ينظر :منحة السلوك :3
،1واهلدية ص. 12
( )3أي القابض من الذمي يكون قاعد ًا؛ إظهار ًا للصغار عليهم ،وقيد بقوله:
إحضارها بنفسه؛ ألنَّه إذا بعثها عىل يد نائبه ال تقبل يف الصحيح من الرواية ،ينظر:
املنحة .10 :3
إن قابض اجلزية يأخذ جيب ( )4ومعنى الرواية الثانية بأن يأخذ بتلبيبه وهيزه :أي َّ
الذمي وحيركه لإلذالل ،ويف رواية :يا عدو اهلل بالعنف؛ لقوله :ﭽ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ [التوبة :]92:أي حقريون .ينظر :هدية الصعلوك
ص . 1
( )3أي ليتمكن من القدرة عىل أدائها .ينظر :اهلدية ص . 1
( )2فعن ابن عباس قال ( :ال إخصاء يف اإلسالم ،وال بنيان كنيسة) يف سنن
البيهقي الكبري ،04 : 2وعن عبد الرمحن بن جساس قال ( :ال خيص يف
ـ 626ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
اإلسالم وكنيسة) يف التاريخ الكبري ،021 :2وعن ابن عباس قال« :كل مرص
مرصه املسلمون ال يبنى فيه بيعة ،وال كنيسة ،وال يرضب فيه بناقوس ،وال يباع فيه
حلم خنزير» يف سنن البيهقي الكبري ،02 :1وضعفه ابن حجر يف التلخيص :4
. 01
) ( ألنَّه جرى التواتر من لدن رسول اهلل إىل يومنا هذا برتك الكنائس يف أمصار
املسلمني ،وال يقوم البناء دائ ًام ،فكان دلي ً
ال عىل جواز اإلعادة لكنَّها ال تنقل البيعة
والكنسية من مكان إىل مكان؛ ألنَّه إحداث يف ذلك املوضع حقيقة .ينظر :املنحة
.13 :3
) (0أي ال يلبسون رداء ًا ودرع ًا وخف ًا وغريها مثل ما لبسنا ،ويركبون عىل الرسوج
التي كهيئة أكاف احلامر ،وال يلبسون مثل قلنسوة املسلمني .ينظر :اهلدية ، 1
ورشح ابن ملك ق/12ب.
ألَّنم ممنوعون عن التشبه باملسلمني؛ إظهار ًا للصغار عليهم ،وصيانة لضعفة )َّ (3
ألن من هو ضعيف اليقني إذا رآهم يتقلبون يف النعم واملسلمون يف حمنة املسلمني؛ َّ
وشدة خياف أن يميل إىل دينهم ،وإليه وقعت اإلشارة بقوله :ﭽ ﯶ ﯷ ﯸ
ﯹﯺﯻﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅ
ﰆﭼ [الزخرف .]66:ينظر :رشح ابن ملك ق/15أ ،والتبيني .03 :3
ألَّنم ليسوا من أهل اجلهاد ،كام يف تبيني احلقائق ،03 :3وقال ابن نجيم يف
(َّ )4
األشباه ص :335املعتمد أن ال يركبوا مطلق ًا ،وال يلبسوا العامئم ،وإن ركب
ّ
املتأخرون أن ال احلامر لرضورة نزل يف املجامع .اهـ .ويف الفتح :320 :3اختار
يركب أص ً
ال إال لرضورة.
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولو قال لذمي :أطال اهلل بقاءك مل جيز ،إال إذا نوى إطالة بقائه إلسالمه
أو ملنفعة اجلزية.
ويض َّيق عليه الطريق.
وال ينتقض عقد الذمة إال أن يلحق بدار احلرب ،أو يغلبوا عىل موضع
وَياربونا ،فعند ذلك هم كاملرتدين إال أهنم ي ْسرتقون بخالف املرتدين( ).
ومال اخلراج واجلزية وهدايا أهل احلرب ترصف يف مصالح املسلمني:
كسد الثغور( ) ،وبناء القناطر( ) ،واجلسور ،وأرزاق القضاة ،والعلامء ،والغزاة
مع أوالدهم( ) ،والعامل ،ومن مات قبل القبض سقط نصيبه( ).
( ) أي عند اللحاق بدار احلرب والغلبة عىل موضع يصريون كاملرتدين يف حل قتلهم
ألَّنم التحقوا باألموات بتباين الدارين ،وخيتلفون عن ودفع ماهلم لورثتهم؛ َّ
بأَّنم يسرتقون بخالف املرتدين فال يسرتقون .ينظر :املنحة .15 :3
املرتدين َّ
( )0وهي مجع ثغر ،وهو موضع املخافة من فروج البلدان .ينظر :رشح ابن ملك
ق/15ب.
( )3مجع قنطرة :وهي ما يبنى عىل املاء للعبور ،قال الرسخيس :اجلرس ما يوضع ويرفع،
والقنطرة ما حيكم بناؤه من قعر املاء ،وال يمكن رفعه إال باهلدم واإلفساد ،كام يف
اهلدية ص ، 13ويف العناية :اجلرس ما يوضع ويرفع مما يتخذ من اخلشب
واأللواح ،والقنطرة ما يتخذ من احلجر واآلجر موضوع ًا ال يرفع .ينظر :رد
املحتار .444 :4
ألَّنم قد حبسوا أنفسهم ( )4أي جيب عىل اإلمام إعطاء ما يكفي هلم ولذرارهيم؛ َّ
ملصالح املسلمني لفصل خصوماهتم وبيان حماكامهتم وتعليم أحكام رشيعتهم،
وذلك أهم مصالح دينهم ودنياهم ،فلو مل يعطوا كفايتهم الحتاجوا إىل
االكتساب ،فيفوت ما هو املقصود منهم .ينظر :هدية الصعلوك ص. 13
( )3ألنَّه صلة فال يملك قبل القبض ،كاملرأة إذا ماتت وهلا نفق ٌة مفروض ٌة يف ذمة
ـ 623ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
ومن ارتدَّ عرض عليه اإلسالم( ) ،وكشفت شبهته وحبس ثالثة أيام
استحباب ًا( ) ،وقيل :وجوب ًا( ) ،فإن مل يسلم قتل( ).
رجل قبل ع ْرض اإلسالم عليه كره وال يشء عليه( ). فإن قتله ٌ
واملرتدة ال تقتل( ) ،بل حتبس حتى تسلم.
الزوج ،وهذا إذا مات يف نصف السنة ،أما إذا مات يف آخرها يستحب رصفه إىل
قريبه .ينظر :رشح ابن ملك ق/15ب.
ألن الدعوة قد بلغته غري أنَّه ( ) عرض اإلسالم عليه مستحب ،وليس بواجب؛ َّ
ألن عوده مرجو. حيتمل أنَّه اعرتاه شبهة فيعرض عليه ليزاح ويعود إىل اإلسالم؛ َّ
ينظر :املنحة . 22 :3
ال من العرب ارتد فرضبنا عنقه ،قال عمر : ( )0فعن شقيق بن ثور قالَّ « :
إن رج ً
وحيكم فهال طينتم عليه باب ًا ،وفتحتم له كو ًة فأطعمتموه كل يوم منها رغيف ًا
وسقيتموه كوز ًا من ماء ثالثة أيام ،ثم عرضتم عليه اإلسالم يف اليوم الثالث فلعله
أن يراجع ،ثم قال :اللهم مل أحرض ومل آمر ومل أعلم) يف مصنف عبد الرزاق : 2
ال كفر بعد إسالمه إن عل ّي ًا استتاب رج ً ، 24وعن أيب عثامن النهدي َّ « :
شهر ًا فأبى فقتله» يف مصنف عبد الرزاق . 24 : 2
( )3وهو قول الشافعي ،فال حيل قتله قبل املهلة عنده .ينظر :اهلدية ص. 13
( )4لقوله َ ( :من بدل دينه فاقتلوه) يف صحيح البخاري .0335 :2
ألن الكفر بوصف ( )3ملا فيه من ترك العرض املستحب ،وال ضامن عىل القاتل؛ َّ
احلراب مبيح ،والعرض بعد بلوغ الدعوة غري واجب .ينظر :رشح ابن ملك
ق/15ب.
فكفرها األصيل ال يبيح القتل منها ،كام سبق يف َّني ألن مبيح القتل كفر املحاربُ ،(َّ )2
ال وال النبي عن قتل النساء مطلق ًا ،فقال( :وال تقتلوا شيخ ًا فاني ًا ،وال طف ً
ـ 621ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
صغري ًا وال امرأ ًة) يف سنن أيب داود ،44 :فالطارئ أوىل ،ولو قتلها رجل ال يشء
عليه للشبهة .ينظر :هدية الصعلوك ص. 14
ألن إباحة القتل بنا ًء عىلألن كل من ال يباح قتله بالكفر األصيل ال يباح بالردة؛ َّ ( ) َّ
أهليته للحرب .ينظر :رشح ابن ملك ق/13أ.
ألن امللك يكون بالعصمة ،وقد زالت بالردة ،غري أنَّه ( )0هذا عند أيب حنيفة ؛ َّ
يدعى إىل اإلسالم باإلجبار عليه ويرجى عوده إليه فلم يتم الزوال فيتوقف،
ألن تأثري الردة يظهر يف إباحة دمه ال يف زوال ملكه. وعندمها :ال يزول ملكه؛ َّ
ينظر :املنحة . 20 :3
( )3أي غنيمة بعد قضاء دين ردته ،وقاال :كالمها لورثته .ينظر :اهلدية ص. 14
ألن املرتد يف حكم امليت ،والديون املؤجلة تصري حا ّلة بموت املديون .ينظر :هدية (َّ )4
الصعلوك ص. 24
( )3إذ ال حرب منها فلم يتحقق سبب الفيء ،وال يرثها زوجها إن ارتدت وهي
ألَّنا ال تقتل فلم يتع َّلق ح ّقه بامهلا .ينظر:
ألن ردهتا ليست سبب ًا هلالكها؛ َّ
صحيحة؛ َّ
منحة السلوك . 23 :3
إن حلاق املسلم بدار احلرب واحلكم عليه باللحاق يعطيه حكم امليت؛ ألنَّه ( )2أي َّ
باللحاق صار من أهل احلرب وهم أموات ،ولكن ال يستقر حلاقه إال بحكم
احلاكم؛ الحتامل أن يعود إلينا ،وفائدة كون حلاقه كاملوت :أنَّه يصري مثل امليت
حتى حتل ديونه ويعتق مدبروه ومكاتبوه وأمهات أوالده ،كام يف املنحة ، 23 :3
ـ 628ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فإن جاء بعد احلكم وماله مع ورثته ،حيق له أخذه ،وإن مل جيده قائ ًام يف يد ورثته،
ألن الوراث إنَّام خيلفه فيه الستغنائه .ينظر :البحر الرائق فليس له أخذ بدله منهم؛ َّ
. 43 :3
ألَّنا تستدعي الوالية حتى تصح هذه الترصفات من العبد أيض ًا .ينظر :املنحة :3 ( ) َّ
. 24
احلل يعتمد امللة ،وال ملة للمرتد .ينظر :اهلدية ص. 13 ألن ّ(َّ )0
املسامة
ّ جتعل هذه املعامالت موقوفة ،أ ّما تو ّقف املفاوضة :أي الرشكة ُ ( )3أي
وترصف ًا ودين ًا ،فهو اتّفاقي؛ َّ
ألَّنا تعتمد ّ باملفاوضة :وهي رشكة متساويني ماالً
املساواة ،وال مساواة بني املسلم واملرتدّ ؛ وتوقف باقي املعامالت عنده ال عندمها.
ينظر :عمدة الرعاية .355 :0
أن اإلسالم سبب النجاة، أنَه يعقل َّ
( )4أما الصبي الذي يعقل فيصح ارتداده ،ومعناه ّ ّ
املر .ينظر :أنفع الوسائل ص.33 ويميز اخلبيث من الطيب ،واحللو من ّ
ألن علي ًا أسلم يف صباه ،وصحح النبي إسالمه ،وافتخاره بذلك مشهور، (َّ )3
كام يف سنن البيهقي الكبري ،022 :2والدراية ، 33 :3والتلخيص ، 55 :3
والتحقيق ،033 :0قال ابن حجر :رواه البيهقي بسند ضعيف ،حيث قال :
بلغت أوان حلمي ُ سبق ُتكم عىل اإلسال ِم ُط َّر ًا غالم ًا ما
ـ 622ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
واخلوارج( ) يدعون إىل االستسالم ،وتكشف شبهتهم( ).
وال يبدؤهم اإلمام بقتال حتى يبدأوا به أو جيتمعوا له ،وعند ذلك
يقاتلهم حتى يف ِّرقهم( ).
فإن كانت هلم فئ ٌة( ) أجهز عىل جرَيهم وأتبع موليهم وإال فال.
( ) اخلوارج :هم البغاة اخلارجون عىل اإلمام احلق بغري حق ،واإلمام يصري إمام ًا
باملبايعة معه من األرشاف واألعيان ،وبأن ينفذ حكمه يف رعيته خوف ًا من قهره
وجربوته ،فإن بايع الناس ومل ينفذ حكمه فيهم؛ لعجزه عن قهرهم ال يصري إمام ًا،
فإذا صار إمام ًا فاجر ًا ال ينعزل إن كان له قهر وغلبة وإال ينعزل .ينظر :جممع األَّنر
.211 :
ألن سيدنا عيل بن أيب طالب « بعث ابن عباس إىل أهل اخلوارج فناظرهم (َّ )0
ودعاهم قبل أن يقاتلهم» كام يف املستدرك .020 :4
( )3وإن مل يبدؤوا بالقتال؛ لعموم النصوص يف قتاهلم ،قال :ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ [احلجرات ،]2 :وعن سيدنا عيل قال ( :سيخرج قوم يف آخر
الزمان أحداث األسنان سفهاء األحالم يقولون من خري قول الربية ،ال جياوز
إيامَّنم حناجرهم ،يمرقون من الدين كام يمرق السهم من الرمية ،فأينام لقيتموهم
فإن يف قتلهم أجر ًا ملن قتلهم يوم القيامة) يف صحيح البخاري:2 فاقتلوهمَّ ،
،0331وصحيح مسلم .542 :0
وفر ،فال جيوز( )4أي مجاعة فإنَّه يرسع يف قتل جرحيهم ويتبع من وىل من البغاة َّ
تركهم؛ كيال جيتمعوا ثاني ًا ،وإن مل تكن هلم فئة ،ال جيهز عىل جرحيهم وال يتبع
موليهم .ينظر :اهلدية ص. 15
ـ 672ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألَّنم مسلمون معصومون يف ( ) أي بني الغانمني إذا غلبنا عليهم ،بل حتبس؛ َّ
حل دماؤهم .ينظر :هدية الصعلوك ص. 15 أمواهلم ،وإن َّ
حممد ب ُن احلنفية أنَّه ذكر وقعة اجلمل ،وقال« :فلام هزموا قال عيل :ال ( )0فعن ّ
وقسم فيأهم بينهم ما قوتل به من سالح أو جتهزوا عىل جريح ،وال تتبعوا مدبر ًاَّ ،
كراع ،وأخذنا منهم ما أجلبوا به علينا من كراع أو سالح» يف الطبقات الكربى :3
،14قال العيني يف املنحة « : 2 :3قسمته كانت للحاجة ال للتمليك».
ألن والية األخذ له حلاميته إياها ،وقد عجز) (3أي مل يأخذه اإلمام ثاني ًا من املالّك؛ َّ
عنها فكان التقصري من قبله .ينظر :اهلدية ص. 15
ألَّنم مل يرصفوها إىل مستحقيها ظاهر ًا،
) (4وهذا اإلفتاء فيام بينهم وبني اهلل تعاىل؛ َّ
حق املقاتلة ،والبغاة مقاتلة أهل احلرب ،فكانوا مرصف ًا. بخالف اخلراج؛ ألنَّه ّ
. ينظر :اهلدية ص ، 15واملنحة :3
) (3أي لو قتل أهل البغي بعض ًا عمد ًا ثم غلبنا عليهم فاملقتول دمه هدر؛ َّ
ألن
القصاص ال يمكن استيفاؤه إال بمنعة ،وال والية لإلمام عليهم حالة القتل ،فلم
يوجب ومل ينقلب موجب ًا بعده كالقتل يف دار احلرب ،أما لو عىل بلد فقتل رجل من
ال آخر عمد ًا ثم غلبنا عىل البلد قبل استقرار ملكهم وإجراء أهل البلد رج ً
ألن والية إمام أهل العدل مل تنقطع قبل أن جتري أحكامهم وجب القصاص؛ َّ
ـ 677ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ال آخر ثم ظهرنا عىل البلد قبل استقرار ملكهم رجل من أهله رج ً ٌ فقتل
وإجراء أحكامهم وجب القصاص وإال فهو هدر.
وال يأثم العادل وال يضمن بإتالف مال الباغي أو نفسه) ( ،والباغي يأثم
فيام يفعل بالعادل وال يضمن.
فلو قتل العادل الباغي ورثه) ( ،ولو قتله الباغي وقال :قتلته حمق ًا ورثه
وإن قال :قتلت مبط ً
ال مل يرثه ،واهلل أعلم.
أحكامهم ،وإن كان ذلك بعد استقرار ملكهم فدم املقتول هدر مل جيب القصاص
به؛ النقطاع والية اإلمام بعده .ينظر :رشح ابن ملك ق/13ب.
مأمور بقتاهلم؛ دفع ًا لرشهم ،قال :ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ٌ ) ( َّ
ألن اإلما َم العادل
ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ [احلجرات ،]2 :وعدم ضامن اإلتالف حممول عىل ما أتلفه حال القتال
إذا مل يكن الدفع إال بإتالف يشء من ماهلم :كاخليل والسالح ،وأما إذا أتلفوا يف
ألن ماهلم معصوم ،وهذا بخالف أخذ الباغي غريه احلالة فال معنى يمنع الضامن؛ َّ
ألن قتلهم وقع بتأويل صحيح وقتله فإنَّه حرام ،لكن ال يضمن الباغي أيض ًا؛ َّ
عندهم وإن كان فاسد ًا يف نفسه .ينظر :هدية الصعلوك ص. 13
ألن حرمان اإلرث جزاء األب الباغي لدفع رشه ورثه؛ َّالعادل َُ ) (0أي لو قتل االب ُن
اجلريمة ،وال جريمة يف القتل الواجب أو اجلائز ،فال حيرم ،بخالف ما إذا قتل
ال مل يرثه ،وإن قتله حمق ًا ورثه؛ ألنَّه أتلف ما أتلف عن َ
العادل وكان مبط ً الباغي
تأويل فاسد ،والفاسد فيه يلحق بالصحيح إذا انضمت إليه منعة ،وال جيب عىل
الباغي القصاص وال الدية وال الكفارة .ينظر :املنحة ، 3 :3واهلدية ص، 13
ورشح ابن ملك ق/11أ.
ـ 679ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حيل الصيد بخسمة عرش رشط ًا يف الصياد ،واحليوان الذي يصيد ،والصيد: ( ) إنَّام ّ
أوال :رشوط الصياد وهي خسمة:
.1أن يكون من أهل الذكاة.
.2أن يوجد منه اإلرسال.
حيل صيده. .3أن ال يشاركه يف اإلرسال َمن ال ّ
.4أن ال يرتك التسمية عامد ًا.
.5أن ال يشتغل بني اإلرسال واألخذ بعمل آخر.
ثاني ًا :رشوط ما ُيرسل للصيد من احليوانات:
.1أن يكون جارح ًا مع َّل ًام.
.2أن يذهب عىل َسنَن اإلرسال.
.3أن ال ُيشاركه يف األَخذ ما ال َحيِ ُّل صيدُ ه.
.4أن يقتله َج ْرح ًا.
.5أن ال يأكل منه.
ثالث ًا :رشوط ما ُيصاد:
متوحش ًا ممتنع ًا.
ِّ .1أن يكون مأكوالً
.2أن ال يتوارى عن برصه ،وال يقعد عن طلبه حتى جيده ،فال يشتغل بعمل آخر؛
ألنَّه إذا غاب عن برصه ربام يكون موت الصيد بسبب آخر ،فال َحيِ ُّل؛ لقول ابن
َع ّباس « :كل ما َأ ْص َميت ،ودع ما أن ََم ْيت» يف املعجم الكبري ،12 : 1ومصنف
ابن أيب شيبة ،141 :4ومصنف عبد الرزاق ،454 :4وسنن البيهقي الكبري :4
،14وضعفه ابن حجر يف التلخيص ، 31 :4واإلصامء :ما رأيته ،واإلنامء :ما
توارى عنك .ينظر :منية الصيادين ص.14-16
.3أن يموت هبذا قبل أن ُيوصل إىل ذبحه.
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِّ
وكل جارحٍ م َعلم( ) إال اخلنزير( ) ،وقيل( ) :إال األسد والبا ي( ) والص ِ
قر
والدب والذئب ِ
واحلدأة. ّ
ُّ
فيحل ما اصطاده يف مراتوتع ُّلم الكلب ونحزوه برتكه األكل ثالث ّ
حنيفة :أنَّه حيل بالكرس؛ ألنَّه جراحة باطنة ،فهي كاجلراحة الظاهرة .ينظر :منية
الصيادين ص.15
( ) لقوله :ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ [املائدة ،]3 :فاهلل رشط اإلمساك ،ومل
يوجد ،وعن عدي بن حاتم قلت( :أرسل كلبي؟ قال :إذا أرسلت كلبك
وسميت فكل ،قلت :فإن أكل؟ قال :فال تأكل ،فإنَّه مل يمسك عليك إنَّام أمسك
عىل نفسه) يف صحيح البخاري ،1861 :5ويف رواية( :إذا أرسلت كالبك املع ّلمة
فإّن أخاف وذكرت اسم اهلل فكل مما أمسكن عليك إال أن يأكل الكلب فال تأكلّ ، ُ
أن يكون إنَّام أمسك عىل نفسه ،وإن خالطها كلب من غريها فال تأكل) يف صحيح
البخاري .1848 :5
ألن رشط اإلمساك علينا يف الكلب ونحوه دون الطري؛ ألنَّه غري قابل لتعليم (َّ )1
اإلمساك بالرضب؛ فعن إبراهيم عن ابن عباس أنَّه قال يف الطري« :إذا
ألن تعليم الطري أن يرجع إىل فإن الكلب إذا رضبته مل يعد؛ َّ أرسلته فقتل فكلَّ ،
صاحبه وليس يرضب إذا أكل من الصيد ونتف من الريش) يف تفسري الطربي :4
،412ونصب الراية ،321 :4قال التهانوي يف إعالء السنن :18 : 6رجاله
ثقات إال أنَّه مرسل ،ولكنَّه ال ضري ،فإنَّه من مراسيل إبراهيم ،ومراسيله صحاح.
) (3أي وال حيل ما اصطاده قبل ترك األكل ،بأن صاد صيود ًا ومل يأكل منها ثم أكل من
صيد حمرز ًا كان يف البيت عىل قول أيب حنيفة خالف ًا هلام ،أو كان حمرز ًا يف الصحراء،
ألن أكله يدل عىل جهله من االبتداء؛ َّ
ألن احلرفة ال ينسى فاحلرمة فيه باالتفاق؛ َّ
أصلها فباألكل تبني أن تركه كان بسبب الشبع ال التعليم ،وقد تبدل االجتهاد قبل
حصول املقصود فصار كتبدل اجتهاد القايض قبل القضاء ،ومتامه يف رشح ابن
ملك ق/ 88أ ،ورشح الوقاية . 6 :5
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ثم صاد فحكمه حكم الكلب ولزو َفر با من صاحبه ومل يبه إذا َدعاهّ ،
يف الزوجزوه ك ّلها) (.
ِ
الصيد ومل يأكل منه َحل) ( ،وكذا لزو َأكل ما شب الكلب من دم ولزو َ ِ
ّ
فيحل. َأعطاه صاحبه منه ،أو خط َفه من صاحبه فأكل منه
قطع من الصيد قطع ًة َفأك َلهاّ ،
ثم اتبعه فقتله ومل يأكل منه مل حيل، ولزو َ
أخذه صاحبه ،ثم مر بهولزو ألقى ما قطعه واتبعه فقتله ،ومل يأكل منه حتى َ
بتلك القطعة فأكلها ّ
حل) (.
) ( أي ال يؤكل ما اصطاده قبل الفرار حمرز ًا كان يف البيت أو يف الصحراء ،وال يؤكل
ما يصيده بعد حتى يصري مع ّل ًام بإجابة الدعوة؛ ألنَّه ترك ما صار به عامل ًا ،وهو
إجابته إىل صاحبه داعي ًا ،فيحكم بجهله .ينظر :اهلدية ص ،18ومنية الصيادين
ص.11
) (1ألنَّه ممسك عليه ،وهذا من غاية علمه حيث رشب ما ال يصلح لصاحبه ،وأمسك
عليه ما يصلح ،وكذلك حيل لو أكل الكلب ما أعطاه صاحبه من الصيد ،وكذلك
حيل أكل الصيد وإن خطفه الكلب من صاحبه وأكل منه؛ ألنَّه أمسك عىل صاحبه،
وسلمه إليه وأكله بعد ذلك ال يرض .ينظر :منحة السلوك ، 13 :3ومنية
الصيادين ص.12
) (3وصورته :لو قطع الكلب من الصيد قطعة وأكلها الكلب وهرب ذلك الصيد ،ثم
الكلب الصيدَ وقتله ومل يأكل من الصيد ،فإنَّه ال حيل األكل منه؛ ألنَّه صيد
ُ اتبعه
أن الكلب أكل تلك القطعة من كلب جاهل حيث أكل قطعة من الصيد ،لكن لو َّ
الصيد وألقاها ،ثم اتبع الصيد وقتله ومل يأكل منه حتى أخذه صاحبه ،ثم مر
الكلب بتلك القطعة التي ألقاها فأكلها ،فإنَّه حيل الصيد؛ ألنَّه أكل ما ال يصلح
لصاحبه بعدما أمسك الصالح له .ينظر :اهلدية ص .18
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
َ
أدرك املرسل الصيدَ ح ّي ًا مثل حياة املذبزوح َو َج َبت ذكاته) ( ،فإن وإن
حيل( ) ،وكذا البا ي والسهم ،وكذا إن مل يتمكن من ذبحه تركَها حتى مات مل ّ
لضيق الزوقت أو لفقد اآللة :كاألهيل إن مل يتمكن من ذبحه ال ّ
حيل بذكاة
االضطرار( ).
ِ
ثم مات مل يؤكل( ).جمزويس و َقدَ َر عىل ذبحه ّ
ّ وقع الصيد عند
ولزو َ
حل( ). ولزو َأرس َل كلبه عىل ٍ
صيد َفأ َخ َذه غريه ّ َ ْ َ
فإن أمسك) ( فعن عدي بن حاتم قال ( :إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم اهللَّ ،
عليك فأدركته حي ًا فاذبحه ،وإن أدركته قد ُقتِل ومل يأكل منه فكله )...يف صحيح
مسلم . 514 :3
( )1ألنَّه برتكه صار ميتة ،ومثل هذا احلكم فيام إذا أدرك مرسل البازي أو رامي السهم
الصيد حي ًا فامت قبل أن يذكيه ،فإنَّه ال حيل .ينظر :املنحة . 15 :3
( )3ألنَّه بالوقوع يف يده مل يبق صيد ًا فلم تعترب ذكاة االضطرار فيه ،ولو كان بفقد اآللة
ألن التقصري من قبله حيث مل حيمل آلة الذكاة مع نفسه فصار حكمه فإنَّه ال حيل؛ َّ
كحكم األهيل إن مل يتمكن من ذبحها لذلك ال حيل بذكاة االضطرار ،وهي
اجلرح ،وهذا يف ظاهر الرواية ،وعن أيب حنيفة وأيب يوسف وهو قول احلسن
وحممد بن مقاتل وبه أخذ القايض فخر الدين :أنَّه حيل إن مل يتمكن من ذبحه
لضيق الوقت؛ ألنَّه مل يقدر عىل األصل للضيق فبقيت ذكاة االضطرار موجبة
للحل .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 88ب ،ورشح الوقاية ، 4 :5ومنية
الصيادين ص.23
( )4ألنَّه بالوقوع عنده مل يبق صيد ًا؛ لفوات ذكاة األهيل ،وإن مل يكن املجويس أه ً
ال هلا.
ينظر :اهلدية ص .18
( )5أي أخذ الصيد غري املرسل ،فإنَّه حيل األكل؛ ألنَّه ال يمكن التعليم بحيث يأخذ ما
عينه ،وعند مالك ال يؤكل ،كام يف رشح الوقاية ، 18 :5واملدونة ،534 :
ومواهب اجلليل.1 1 :3
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كل ما قت َله بتلك حيل ّ كثري وسمى مرة واحدة ّ صيد ٍ ٍ ولزو أرس َله عىل
التسمية( ) ،بخالف الشاتني اللتني مل تضجع إحدامها فزوق األخرى.
وكمزون( ) الفهد ال يقطع حكم إرساله ،وكذا الكلب إذا اعتاد عادته.
الكل ما مل يعرض صيد بإرسال واحد حل ّ خذ اجلارح صيد ًا بعد ٍ وإذا َأ َ
فمر به صيد آخر فقت َله مل َحيِ ّل ال َ
ِ
الصيد مان ًا طزوي ً باسرتاحة( ) ،كم لزو جثم عىل
الثاين.
ِ
املقصزود إىل آخر فقت َله َح ّ
ال( ). ولزو مر َق السهم من الص ِ
يد ْ ََ
ثم طار َ ٍ ٍ
ولزو َأرسل با يه عىل صيد َ
وأخذه َحل إن َق َ
ُص فنزل عىل يشء ّ
ال ّزمان بقدر ما يكزون َت َ ّكن ًا ال اسرتاحة( ).
( ) الحتاد التسمية والفعل ،بخالف ذبح الشاتني اللتني مل يضجع أحدمها فوق األخر،
فال تكفيهام تسمية واحدة؛ لتعدد الفعل :أي اإلمرار ،ولو اضجع أحدمها فوق
وسمى فذبحهام بمرة واحدة حيالن هبا .ينظر :هدية الصعلوك ص.183 األخرىّ ،
( )1الكمون :االستتار ،فإذا أرسل فهد ًا خلف صيد فكمن حتى يتمكن من الصيد ثم
ألن ذلك عادة له حيتال ألخذه ال لالسرتاحة فال ينقطع به حكم أخذه فقتله يؤكل؛ َّ
اإلرسال ،ومثله كمون الكلب إذا اعتاد عادة الفهد من الكمون ألجل االحتيال.
ينظر :منحة السلوك . 14 :3
ألن اإلرسال قد صح من املسلم ،فام يأخذه يف وجه إرساله يكون ممسك ًا عىل (َّ )3
صاحبه ما مل يعرض ما يقطع حكم اإلرسال :كام لو جثم عىل الصيد زمان ًا ،فإنَّه ال
ال فقد فات ألن فور اإلرسال انقطع حيث جثم عىل األول طوي ً حيل الصيد الثاّن؛ َّ
إرسال صاحبه يف حق الثاّن ،وهو رشط احلل .ينظر :رشح ابن ملك ق / 8أ.
حل األول ( )4يعني إذا قصد صيد ًا فرماه بسهم وجتاوز السهم منه إىل غريه فقتله َّ
والثاّن مجيع ًا؛ لعدم ختلل فاصل .ينظر :منحة السلوك . 38 :3
ال لالسرتاحة ،ال حيل النقطاع ( )5لقيام حكم اإلرسال ،حتى إذا مكث زمان ًا طوي ً
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حيل ،وإن أخذ جارح م َعلم صيد ًا ومل يعلم هل أرسله أحد أم ال؟ مل ّ ولزو َ
شاركَه كلب غري مع ّلم ،أو كلب جمزويس ،أو كلب مل يذكر اسم اهلل تعاىل عليه
عمد ًا مل َحيِل( ) ولزو َرده عليه ومل يرحه بعد ّ
حل وك ِره( ).
ولزو َرده عليه املجزويس أو أغراه( ) به فزاد عدوه مل يكره ،وكذا لزو مل ير ّده
عليه الثاين بل محل عليه فزاد عدوه( ).
جمزويس فأغراه به مسلم فزاد عدوه مل َحيِل( ).
ٌّ ولزو َأرسله
فصل
ِ
أرسل عليه اجلارح فأصاب َ حس صيد فرماه أو حس ًا َظنه ّ
ومن َسم َع ّ
َ
حسه صيد ًا ولزو كان خنزير ًا( ) ،بخالف ما
غريه حل املصاب إذا كان املسمزوع ّ
َ
أهيل فإنه ال ّ
حيل املصاب( ). آدمي أو حيزوان ّ
ظهر أنه ّ
لزو َ
إن املسلم لو أرسل كلبه عىل صيد ،فارتدَّ َعقيبه ـ والعياذ باهلل ـ ثم أصاب ( ) حتى َّ
جمويس ،فأسلم عقيبه ،ثم أصاب الصيد ،فجرحه ،ال حيل؛ ٌّ الصيد حيل ،ولو أرسله
ألن اإلرسال ذكاة ،فتعترب األهلية عنده ،وكذا يف الرمي بالسهم .ينظر :منية َّ
الصيادين ص.65
( )1ألنَّه ال ذكاة فيهام .ينظر :رشح ابن ملك ق / 8ب.
ألن اإلغراء جيعل بمنزل اإلرسال .ينظر :رشح ابن ملك ( )3أي استحسان ًا؛ َّ
ق/ 8ب.
خمتص بمأكول اللحم ،فوقع الفعل ّ ( )4ألنَّه قصد االصطياد ،واالصطياد غري
ّ
باملحل ،فتثبت بقدر ما يقبله حل ًام وجلد ًا ،وقد اصطياد ًا ،ثم َت َف ُّو ُت اإلباحة يتعلق
ال تثبت إذا مل يقبله ،وعن أيب يوسف إن كان حس سبع سوى اخلنزير حيل
حس خنزير ال حيل؛ ألنه مغلظ التحريم.ينظر :منية الصيادين الصيد ،وإن كان ّ
ص.66
ألن الفعل ليس ( )5أي بخالف ما لو ظهر حس آدمي أو حس حيوان أهيل فال حيل؛ َّ
ـ 321ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
جرحه اجلارح فتحامل حتى غاب عن َ وإذا َو َق َع الس ْهم ّ
بالصيد أو
الصائد ومل يزل يف طلبه حتى َأصابه ميت ًا َحل( ).
ثم َأصابه ميت ًا مل َحيِ ّل).(1
وإن َق َعدَ عن طلبه ّ
وكذا لزو َو َجدَ به جراح ًة أخرى).(3
ٍ
شجرة ،أو ولزو رمى صيد ًا فزوقع يف ٍ
ماء ،أو عىل سطحٍ ،أو ٍ
جبل( ) ،أو
جبل فرتدى من مزوضع وقع منه إىل األرض أو رماه يف ٍ ٍ
ثم َ حائط ،أو آجرةّ ،
ٍ ٍ
قصبة منصزوب أو إىل مزوض ٍع حتى وصل إىل األرض ،أو رماه َ
فزوقع عىل رمحٍ
( ) استحسان ًا؛ فعن أيب ثعلبة قال ( :إذا رميت بسهمك فغاب عنك فأدركته
فكله ما مل ينتن) يف صحيح مسلم ، 531 :3ويف رواية( :إذا رميت الصيد
فأدركته بعد ثالث ليال وسهمك فيه فكله ما مل ينتن) يف سنن أيب داود ، 14 :1
ومسند أمحد ، 44 :4وصححه األرنؤوط.
)َّ (1
ألن احتامل موته بسبب آخر قائم ،إال انا أسقطنا اعتباره ما دام يف طلبه رضورة
أال يعرى االصطياد عنه ،وال رضورة فيام قعد عن طلبه .ينظر :رشح ابن ملك
ق/ 81أ.
) (3أي سوى جراحة سهمه؛ فعن عدي بن حاتم قال ( :إن رميت الصيد
فوجدته بعد يوم أو يومني ليس به إال أثر سهمك فكل) يف صحيح البخاري :5
،1864وصحيح مسلم . 514 :3
ألهنا املرتدية ،وهي من مجلة املحرمات؛
( )4أي فرتدى منه إىل األرض ،فإنَّه حيرم؛ َّ
مهلك ،وكذا السقوط من مكان ٍ
عال ،كام ٌ وألنَّه احتمل املوت بغري الرمي ،إذا املاء
يف املنية ص48؛ فعن عدي قال ( :إذا رميت سهمك فاذكر اسم اهلل ،فإن
وجدته قد قتل فكل ،إال أن جتدَ ه قد وقع يف ماء فإنَّك ال تدري املاء قتله أو
سهمك) يف صحيح مسلم . 514 :3
ـ 323ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وقع عىل األرض ح ّي ًا فمت ،أو عىل جبل ،أو ظهر بيت ،أو آجرة
ولزو َ
فيشق
ّ فاستقر عليها َحل( ) إال أن يصيبه َحدّ الصخرة
ّ مزوضزوعة ،أو صخرة
بطنَه فيحرم.
وإن كان الطري مائي ًا ورماه يف املاء حل إن مل ينغمس باجلراحة فيه( ).
وال َحيِ ُّل الصيد بالبنْدقة( ) و َع ْرض امل ِ ْعراض( ) والعصا التي ال َحد هلا
ي َرح واحلجر الثقيل ولزو جرح( ) ،ولزو كان خفيف ًا وفيه حدّ ة َح ّل( ).
َْ
حيل( ) ،ولزو أبان رأسه أو قطع بم ْر َوة( ) ُمددة ومل يرحه مل ّ
ولزو َرماه َ
( ) الحتامل أ َّنه قتل بثقله ال بجرحه؛ فعن عدي بن حاتم ( :قلت له :فإّن أرمي
باملعراض الصيد فأصيب ،فقال :إذا رميت باملعراض فخرق فكله ،وإن أصابه
بعرضه فال تأكله) يف صحيح مسلم ، 514 :3وصحيح البخاري .1141 :1
( )1أي لو كان احلجر املرمي خفيف ًا مع حدة ،فإنَّه حيل األكل؛ لتعني املوت باجلرح،
أن املوت إن أضيف إىل اجلرح حيل ،وإن أضيف إىل واألصل يف هذه املسائلَّ :
شك حيرم احتياط ًا .ينظر :املنية ص ،44وهدية الصعلوك الثقل ال حيل ،وإن ّ
ص.181
حل األكل مما صيد بالرصاص ،كام أفتى به مفتي السلطنة وهنا ينبغي التنبيه عىل ِّ
العثامنية عيل أفندي ،واملوىل أبو السعود العامدي ،والطوري ،ويف الكازرونية :أنَّه
إن مدار حل يف رشح اهلداية للعيني ما يفيد حل ذلك ،وقال منال عيل الرتكامّنَّ :
أن رشط حل الذبيحة الصيد حصول املوت باجلرح بأي يشء حصل اجلرح ،كام َّ
قطع أكثر العروق بأي يشء حصل القطع ...فعىل هذا فام يقتل بالرصاص حيل؛
ألن الرصاصة تقتل الفيل، مقتول باجلرح ،كام ال خيفى عىل أهل الدراية؛ ٌَّ ألنَّه
أن ذلك إنَّام حيصل بسبب اجلرح احلاصل وتنفذ من جانب إىل جانب ،ومعلوم َّ
أن املقتول بالرصاصة مقتول باجلرح ،غاية ما يف الباب: بحدة الرصاصة ....فثبت َّ
أن احلدّ ة يف الرصاصة إنَّام حصلت بمجاورة النار ،ال يف نفسها ،وال تأثري لذلك َّ
حل ما بالثقل ،كام يقول به بعض قارصي األذهان ...ينظر :فتوى اخلواص يف ّ
أن القتل يكون بالثقل صيد بالرصاص ص ، 45- 43لكن ابن عابدين مال إىل َّ
يف الرصاص فال ّ
حيل.
( )3املَ ْر َوة :حجر أبيض رقيق ،وهي كالسكاكني يذبح هبا ،كام يف املغرب ص.448
حل؛ حلصول املقصود، ألن القتل كان بالدق ،إال إذا قطع رأسه باملروة أو أوداجه َّ
(َّ )4
ألن املوت إذا أضيف إىل اجلرح قطع ًا نص عليه اإلمام قايض خان يف هذه املسائل؛ َّ
ـ 323ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
َأوداجه حل.
جرحه بحدّ ه. سكني َحل إن ٍ بسيف أو ٍ ولزو رماه
َ
جرح السهم أو الكلب الصيدَ جرح ًا غري مدم قيلّ :
حيل ،وهزو َ وإذا
ِ
الكبرية ال يف الصغرية. ِ
اجلراحة األظهر( ) ،وقيل :ال َحيِ ّل ،وقيلَ :حيِ ّل يف
ولزو َذ َب َح شا ًة ومل َي ِسل منها دم فعىل القزولني( ) ،وقيل :إن حتركت حلت،
ّ
الشك ومل يدر أ َّنه مات بالثقل أو ّ
حل ،وإن أضيف إىل الثقل قطع ًا حرم ،وإن وقع
باجلرح حرم؛ احتياط ًا ،كام يف رشح ابن ملك ق/ 81ب ،وما ذكره ابن ملك يف
منية الصيادين ص 45-44خيالف قول املصنف ورشوح الكتاب من احلرمة
باملروة وإن أبانت الرأس أو قطعت األوداج ،فليتنبه.
ألن الدم حيبس يف العروق لضيق املنفذ ،أو لغلظ الدم؛ ( ) هذا عند بعض املتأخرين؛ َّ
وألنَّه أتى ما يف وسعه وهو اجلرح ،وإخراج الدم ليس يف وسعه فال يكون مكلف ًا.
والقول الثاّن :عند بعضهم :يشرتط اإلدماء؛ لقوله ( :أهنر الدم بام شئت ،واذكر اسم
اهلل )يف املجتبى ،115 :2واملعجم الكبري ،123 :4وسنن النسائي الكربى
،1 :3ورشح معاّن اآلثار . 63 :4
ألن عدم حل بدون اإلدماء؛ َّ والقول الثالث :عند بعضهم :إن كانت اجلراحة كبرية َّ
ألن عدم خروج الدم لعدم الدم ،فال يكون مرض ًا ،وإن كانت صغرية ال حيل؛ َّ
خروج الدم لضيق املنفذ ال لعدم الدم .ينظر :منية الصيادين ص ،41-45ومنحة
السلوك . 43 :3
ألن كثري ًا من
( )1فالقول األول :حيل أكلها وهو قول أيب بكر اإلسكاف ،وهو األظهر؛ َّ
احليوانات ينجمد دمه ،السيام إذا أكل شجرة العناب أو العدس.
ألن خروج الدم املسفوح رشط. والقول الثاّن :ال حيل ،وهو قول إسامعيل الصفار؛ َّ
والقول الثالث :إن حتركت الشاة حلت لو خرج الدم ،وإن مل تتحرك ال حتل ،وهذا قول
ألن الدم ال ينجمد عند موته ،فيجوز خروج الدم بعد املوت ،كام حممد بن مقاتل؛ َّ
يف املنحة ، 44 :3ونقل يف اهلدية ص :181عن اخلزانة :لو ذبح شاة أو بقرة
ـ 323ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ولزو خرج الدم ومل تتحر ْك ال َ ِ
حت ّل. َ
حل إن أدماه( ). ولزو أصاب السهم ظلف الصيد أو قرنه ّ
نصف ِ
رأسه َحل الصيد ال ِ عضزوه أو أقل من ولزو رمى صيد ًا فقطع
َ
َ
نصف املقطزوع( ) ،وإن َقده نصفني أو قط َعه َأثالث ًا واألكثر من ّ
مؤخره ،أو قطع
أكثره َحل ّ
الكل( ). رأسه أو ِِ
( )
جلده فإن كان َي ْل َتئِم لزو تركه َحل العضزو
ولزو َتعل َق العضزو املقطزوع ب ِ
َ
وإال فال.
اليهزودي
ّ والزوثني( ) وامل ْحرم ،بخالف
ِّ املجزويس واملرتدِّ
ِّ حيل صيدوال ّ
والنُصاين.
ّ
ِ ِ
ومن َر َمى َص ْيد ًا َفأصا َبه ومل ي ْثخنْه فرماه آخر فقت َله فهزو له َ
وحي ّل ،وإن َ
جمروح ًا بجراحة األول إن َأثخَ نَه األَ ّول فهزو له ومل حيل ،و َي ْض َمن ال ّثاين قيمتَه َ ْ
َعلِ َم حصزول القتل بالثاين ،وإن َعلِ َم حصزو َله هبم أو َشك َض ِم َن الثاين ما
نقصته جراحته ونصف قيمته جمروح ًا بجراحتني ،ونصف قيمة حلمه( ).
ألهنم ليسوا من أهل الذكاة االختيارية ،فكذا يف حالة االضطرار ،وأما املحرم ( ) َّ
فليس من أهل الذكاة االختيارية يف حق الصيد ،فال يكون من أهل الذكاة
ألهنام من أهل الذكاة االضطرارية ،ولكن اليهودي والنرصاّن حيل صيدمها؛ َّ
اختيار ًا فكذا اضطرار ًا .ينظر :املنحة . 42 :3
( )1وصورته :لو رمى صيد ًا فأصابه ومل يثخنه ،بأن مل خيرجه من حيز االمتناع ،فرماه
آخر فقتله ،فإنَّه للثاّن؛ ألنَّه ما زال صيد ًا ،ويؤكل حلمه لوجود ذكاة االضطرار
فيه .أما إن كان األول أثخنه ،بأن جعله ضعيف ًا وعاجز ًا عن االمتناع برميه ،ولكن
يرجى حياته ،ثم رماه الثاّن فقتله ،فالصيد لألول ،ولكن ال حيل أكله؛ ألنَّه بإثخان
األول صار الصيد يف حكم األهيل فال حيل بذكاة الرضورة ،فيضمن الثاّن لألول
ألن األول ملك الصيد باثخانه ،والثاّن أتلف ملكه قيمته جمروح ًا بجراحة األول؛ َّ
برميه ،فيضمن قيمته معيب ًا باجلراحة ،هذا إذا علم حصول القتل بالثاّن ،بأن كان
اجلرح األول بحال جيوز أن يسلم الصيد منه ،واجلرح الثاّن بحال ال يسلم منه،
بأن قطع قوائمه أو جناحه أو شق بطنه ،وإن علم حصول املوت من اجلرحني أو مل
ُيدْ َر ،فإنَّه يضمن ما نقصته جراحته؛ ألنَّه جرح حيوان ًا مملوك ًا للغري ،وقد نقصه
فيضمن ما نقصه ،ثم يضمن نصف قيمته جمروح ًا بجرحني؛ حلصول املوت هبام،
فيكون هو متلف ًا نصفه ،وهو مملوك لغريه ،فيضمن نصفه جمروح ًا بجرحني؛ َّ
ألن
األول مل يكن بصنعه ،وقد ضمن الثاّن ،فال يضمنه ثاني ًا ،ثم يضمن نصف قيمة
حلمه ذكي ًا؛ ألنَّه بالرمي األول صار بحال حيل بذكاة االختيار لو مل يكن رمى
ـ 323ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وإن كان الرامي ثاني ًا هزو األول فحكم اإلباحة ما قلنا ،وصار كم لزو
رمى صيد ًا عىل جبل فأثخنه ،ثم رماه ثاني ًا فأنزله ال حيل( ).
وحيِل صيد ما ال يؤكل حلمه( ).َ
سهم األول فرده إىل
َ ولزو َر َمى صيد ًا ورماه آخر فأصاب سهم الثاين
صيد آخر فقت َله حل إن سمى الثاين( ).
بم ْعراض أو ببنْدقة َفأصاب سه ًم فرف َعه َ
فقتل صيد ًا ولزو رمى صيد ًا ِ
ََ
جراح ًا حل( ).
الثاّن ،فهو بالرمي الثاّن أفسد عليه نصف اللحم ،فيضمنه وال يضمن النصف
اآلخر؛ ألنَّه قد ضمنه مرة ،فدخل اللحم فيه .ينظر :املنية ص ، 8 - 88واهلدية
ص.182
( ) أي إن رماه ثاني ًا ،فاجلواب فيه حكم اإلباحة كاجلواب فيام لو كان الرامي غريه،
وصار كام لو رمى صيد ًا عىل ُق َّلة جبل فأثخنه ،ثم رماه ثاني ًا فأنزله ،فإنَّه حيرم؛ َّ
ألن
الرمي الثاّن حمرم .ينظر :منية الصيادين ص . 8
( )1مثل الثعلب والنمر وسائر السباع وكذلك الطيور املحرمة؛ لقوله :ﭽ ﯝ ﯞ
ألن اصطياده سبب لالنتفاع بجلده أو شعره أو ريشه ﯟ ﭼ [املائدة ]2 :مطلق ًا؛ َّ
أو لدفع رشه ،وذلك كله مرشوع .ينظر :منحة السلوك . 58 :3
( )3ثم ينظر :إن كان السهم األول بحال يعلم أنَّه ال يبلغ الصيد بدون الثاّن ،فالصيد
للثاّن؛ أل َّنه اآلخذ ،وإن كان يبلغ بدونه ،فلألول؛ لسبقه يف األخذ .ينظر :رشح
ابن ملك ق/ 83أ.
ألن اندفاعه بواسطة ذلك فأضيف إىل الرامي كأنَّه رمى به ،وإن رمى سه ًام إىل (َّ )4
حيل ،وإن مل ير ّده عن جهته حل، صيد فرده الريح يمنة أو يرسة فأصاب صيد ًا ال ّ
فام دام السهم يف سنَنَه فمضيه يكون مضاف ًا إىل الرامي ،أما إذا ر ّده الريح يمنة
ويرسة تنقطع اإلضافة إليه ،ومتامه يف رشح ابن ملك ق/ 83ب.
ـ 323ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) أي لناصب الشبكة؛ ألنَّه قصد به االصطياد ،أما إن نصبها للجفاف فوقع فيها
صيد مل يكن له حتى يأخذه؛ ألنَّه مل يرد بنصبها االصطياد ،واحلكم ال يضاف إىل
السبب إال بالقصد الصحيح ،ولكنَّه يملكه باألخذ باحلديث .ينظر :منحة السلوك
. 51 :3
( )1أي لآلخذ ،وهذا إذا مل هييء رب األرض أرضه لالصطياد ،فإن هيأها له فجميع
ذلك لرب األرض؛ ألنَّه صار آخذ ًا له حك ًام ،وإنَّام عدَّ البيض من الصيد؛ ألنَّه
أصله ،أما إن أغلق صاحب الدار الباب إلحرازه ،فحينئذ يملكه ،حتى لو خرج
الصيد منها وأخذه رجل ال يملكه اآلخذ ،وإن كان ال يريد بالغلق اإلحراز ،فال
يملكه ،بل اآلخذ أحق به .ينظر :هدية الصعلوك ص.184-186
ص :حديدة ُم َع َّقفة يصاد هبا السمك .ينظر :املغرب ص.158 الش ّ(َّ )3
ألهنام خرجا من حرز األول قبل أخذه فيكون ملن أخذه ،أما إن أخذه ( )4أي للثاّن؛ َّ
األول ثم انفلت منه ،فإنَّه يبقى عىل ملكه؛ ألنَّه بالقدرة عىل أخذه صار ملك ًا له.
ينظر :رشح ابن ملك ق/ 83ب.
فإهنا يف احلكم كام لو انفلتت من يده ـ كام سبق ـ.
(َّ )5
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
َ
فأخذه آخر فهزو وطار
َ ولزو رمى صيد ًا فُص َعه وغش عليه ،ثم َ
أفاق
جرحه جراح ًة مثخن ًة ثم برىء وطار فهزو لألول.
َ له( ) ،ولزو
فصل
[فيم حيل أكله وما ال حيل
وما يكره وما ال يكره]
وحيرم َأكل ِّ
كل ذي ناب من السباع ،وذي خملب من الطري( ).
وحيرم الضبع( ) ،والثعلب
( )
( ) أي لآلخر؛ َّ
ألن األول مل يثخنه فال يملكه ،أما إن أثخنه ثم برئ فأخذه آخر فهو
ملك لألول؛ ألنَّه ملكه باالثخان فال يملكه غريه .ينظر :اهلدية ص ،184واملنحة
. 54 :3
كل ذي ناب من السباع ،وعن ّ
كل ( )1فعن ابن عباس قال( :هنى رسول اهلل عن ِّ
ذي خملب من الطري) يف صحيح مسلم ، 543 :3وسنن أيب داود .363 :1
( )3الضبع :حيوان قليل العدو ،قبيح املنظر ،ينهش القبور وخيرج اجليف ،والعرب
تزعم َّأهنا ال تأكل إال حلوم الشجعان ،كام يف عجائب املخلوقات ،134 :1
وخريدة العجائب ص184؛ فعن خزيمة بن جزء قال( :سألت رسول اهلل
عن أكل الضبع؟ فقال :أو يأكل الضبع أحد ،وسألته عن الذئب فقال :أو يأكل
الذئب أحد فيه خري ) يف سنن الرتمذي ،153 :4ومتام الكالم يف االستدالل عىل
عدم جواز أكله يف إعالء السنن. 63 : 2
( )4فعن خزيمة بن جزء قلت( :يا رسول اهلل ،جئتك ألسألك عن أحناش األرض
ما تقول يف الثعلب؟ قال :ومن يأكل الثعلب ؟ قلت يا رسول اهلل ،ما تقول يف
الذئب؟ قال :ويأكل الذئب أحد فيه خري) يف سنن ابن ماجة ، 822 :1واملعجم
ـ 331ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) ِ
والغداف) ( ،والغراب والريبزوع) ( ،وابن عرس) ( ،والرمخة) ( ،والبغاث) (،
األبقع الذي يأكل اجليف.
) ( العقعق :وهو طائر عىل قدر احلاممة ،وهو عىل شكل الغراب وجناحاه أكرب من
جناحي احلاممة ،وهو ذو لونني أبيض وأسود ،طويل الذنب .ينظر :حياة احليوان
، 46 :1وخريدة العجائب ص.186
) (1اللقلق :وهو طائر أعجمي نحو األوزة طويل العنق يأكل احليات ،ويوصف
بالذكاء والفطنة .ينظر :هامش املنحة ص. 52
( )3فعن عبد الرمحن بن شبل َّ ( :
إن رسول اهلل هنى عن أكل الضب) ،36 :1
وحسنه العزيزي وابن حجر ،كام يف إعالء السنن ، 24 : 2ويف موطأ حممد :1
:186عن عيل « :أنَّه هنى عن أكل الضب والضبع»،قال حممد « :فرتكه
أحب إلينا ،وهو قول أيب حنيفة .»
( )4فعن عيسى بن نميلة عن أبيه قال( :كنت عند ابن عمر فسئل عن أكل
القنفذ فتال :ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ [األنعام ،]133 :قال :قال شيخ
عنده :سمعت أبا هريرة يقول ذكر عند رسول اهلل فقال :خبيثة من
اخلبائث ،فقال ابن عمر :إن كان قال رسول اهلل هذا فهو كام قال ما مل نَدْ ِ ِر)
يف سنن أيب داود ،361 :1ومسند أمحد ،36 :1وسنن البيهقي الكبري ،311 :4
قال التهانوي يف إعالء السنن : 63 : 2احلديث صالح لالحتجاج به كام يدل
عليه سكوت أيب داود عنه.
الزنبور :وهو صنفان جبيل وسهيل يأوي اجلبال وتعشش يف الشجر ،ولونه إىل )ُّ (5
السواد ،ويتخذ بيوت ًا من تراب كبيوت النحل ،وغذاؤه من الثامر واألزهار ،ويتم َّيز
ذكورها من إناثها بكرب اجلثة ،والسهيل لونه أمحر ويتخذ عشه حتت األرض،
وخيرج من الرتاب كام يفعل النمل ،وخيتفي يف الشتاء ،ومتامه يف حياة احليوان :1
.4
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن ابن عمر قال ( :أحلت لكم ميتتان ودمان ،فأما امليتتان :فاحلوت
واجلراد ،وأما الدمان :فالكبد والطحال) يف سنن ابن ماجة ، 81 :1ومسند
أمحد ،42 :1وحسنه األرنؤوط ،ومسند الشافعي ص ،348وشعب اإليامن :5
.18
ألن الذكاة ليست برشط فيه .ينظر :املنحة :3 ( )1أي ولو مات اجلار حتف أنفه؛ َّ
. 56
( )3قال الطحطاوي يف حاشيته عىل املراقي ص« :14وعندمها؛ ألنَّه مأكول اللحم،
وصح رجوع اإلمام عن القول بحرمته قبل موته بثالثة أيام ،وعليه الفتوى ،وذكر
إن أكل حلمه مكروه تنزهي ًا يف ظاهر الرواية ،وهو شيخ اإلسالم وغريهَّ :
الصحيح».
فإهنا حرام؛ فعن جابر ( :هنى رسول ألهنا من الطيبات ،بخالف احلمر األهليةَّ ،
(َّ )4
اهلل يوم خيرب عن حلوم احلمر األهلية) يف صحيح البخاري ، 31 :5وصحيح
مسلم . 54 :3
( )5لقوله :ﭽﮈ ﮉ ﮊﭼ [األعراف ،]133 :وما سوى السمك خبيث.
ينظر :املنحة . 1 :3
( )1فعن جابر قال ( :إذا طفا فال تأكله ،وإذا جزر عنه فكله ،وما كان عىل حافتيه
فكله) يف سنن الدارقطني ،116 :4وقال :مل يسنده عن الثوري غري أيب أمحد ورواه
وكيع أو عبد الرزاق ومؤمل وابن جريح عن الثوري موقوف ًا ،وكذلك رواه أيوب
السختياّن وعبيد اهلل بن عمر وابن جريح وزهري ومحاد بن سلمة وغريهم عن أيب
الزبري موقوفا وال يصح رفعه.
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِِ وهزو امليت حتف َأنفه( )ِ َ ،
السمك( ) ،ولزو قط َعه فمت حل وحي ّل ما يف بطنه من ّ
املقطزوع والباقي( ).
باحلر أو الربد كدودة املاء روايتان( ). ويف مزوته ّ
انحرس عنه
َ ُص َس َمك ًا يف َأ ََجة( ) ،فمت لضيق املكان حل ،وما ولزو َح َ َ
املاء أو ألقاه إىل الساحل ح ّي ًا فمت َحي ّل.
ٍ
سمكة يف َ
نصف حتل( ) ،ولزو وجدَ ولزو وجدَ عىل األرض سمك ًة ميت ًة َ ِ
َ َ َ َ
بسيف أو نحزوه.ٍ ظهر أهنا مقطزوع ًة املاء ال ّ
حتل( ) إال إذا َ
( ) أي الذي مات بغري آفة معلومة وعال املاء وبطنه من فوق ،حتى لو كان ظهره من
إن كل ما كان سبب موته معلوم ًا من فوق أكل؛ ألنَّه ليس بطاف ،والضابط فيهَّ :
رمي البحر أو انكشافه يؤكل وإال فال .ينظر :اهلدية ص .1
( )1أي حيل ما يف الطايف من السمك؛ ألنَّه غري طاف ،بل مات بآفة وهو ضيق املكان.
ينظر :املنحة . 1 :3
ألن ما أبني من احلي حل املقطوع؛ لوجود السبب ملوته ،والباقي؛ َّ ( )3أي قطعه فامتّ ،
وإن كان ميت ًا فميتته حالل باحلديث .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 84ب.
ألن املاء ال يقتل السمك حار ًا كان أو بارد ًا
( )4ففي رواية عن اإلمام َّ أهنا ال تؤكل؛ َّ
صافي ًا كان أو مكدر ًا ،وعن حممد :أهنا تؤكل ،وعامة املشايخ عىل قول حممد
ألن سبب موهتا معلوم .ينظر :اهلدية ص .1 وهو األصح؛ َّ
حل؛ ( )5األمجة :هي احلضرية ونحوها مثل :احلوض والبئر ،فإن مات لضيق املكان ّ
ألنَّه مات بآفة ،وأما السمك الذي انحرس عنه املاء أو ألقاه إىل الساحل حي ًا فامت
ّ
حيل؛ ألنَّه مات بآفة .ينظر :املنحة . 11 :3
ألهنا ماتت بآفة معلومة ،وهي انفصاهلا عن املاء .ينظر :اهلدية ص .1 (َّ )1
( )2الحتامل َّأهنا ماتت حتف أنفها ،إال إذا ظهر َّأهنا مقطوعة بسيف أو نحوه فتحل؛
حينئذ صارت ملك ًا للقاطع .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 84ب. ٍ ألهنا
َّ
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
َ
اخليط ،ثم دفعه إىل َ
وقبض ٍ
خيط ،وهي يف املاء، ولزو اشرتى سمك ًة يف
البائع وقال :احفظها يل فابتلعتها سمكة أخرى ،فالثانية للبائع( ) ولخرج
األوىل ويس ِّلمها للمشرتي من غري خيار وإن نقصها االبتالع ،ولزو ابتلعت
قبضها أو ال.
املربزوطة أخرى فهم للمشرتي َ
فصل
يف أحكام الذبائح
وذبيحة املسلم
( )
ألهنا حصلت يف يده ،وخيرج البائع السمكة األوىل وهي السمكة التي باعها من ( ) َّ
بطن التي ابتلعتها ،ويسلمها للمشرتي من غري خيار للمشرتي وإن نقصها
االبتالع؛ ألنَّه ملا دفعها إىل البائع صار راضي ًا بالنقصان فال خيري ،وأما لو ابتلعت
السمكة املربوطة باخليط سمكة أخرى ،فالبالعة واملبلوعة للمشرتي قبضها أو مل
ألهنا حصلت يف ملك املشرتي .ينظر :منحة السلوك . 14 :3 يقبضها؛ َّ
( )1من رشوط الذكاة:
.1أن يكون الذابح عىل ملة التوحيد اعتقاد ًا أو دعوى :كالكتايب ،فتجوز ذبيحة املسلم
والكتايب؛ لقوله :ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ [املائدة ،]3 :واملراد طعام
تلحقه الذكاة من جهتهم.
حق الصيد ،فال حيل ما ذبحه املحرم من الذابح حالالً ،خارج احلرم يف ّ ُ .2أن يكون
ألن قتله الصيد حرام ،فلم يكن فعله الصيد ،سواء كان ذبحه يف احلل أو احلرام؛ َّ
ذكاة...
حل الذبيحة مع ّلق بالتسمية،أن َّ
والذ ْبحة ،ويضبط َّ
الذابح يعقل التسمية ِّ ُ .3أن يكون
ويعلم رشائط الذبح من َف ْري األوداج ونحوه ،ويقدر عىل فري األوداج ،وحيسن
القيام به ،وإن كان صبي ًا أو جمنون ًا أو امرأة أو أخرس ًا أو أقلف .ينظر :منية الصيادين
ص. 41- 45
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املجزويس
ِّ
( )
والكتايب( ) حالل بخالف ذبيحة
َ
يذكرون اسم ( ) قال :ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ [املائدة]3 :؛ وذلك َّ
ألهنم
اهلل تعاىل عليها ،كام يف رشح الوقاية ،64 :5واملراد بأهل الكتاب :اليهود
والنصارى الذي يؤمنون بعقائدهم األساسية ،وإن كانوا يؤمنون بالعقائد الباطلة
من التثليث والكفارة وغريها .أما من ال يؤمن باهلل وال بالرسول والكتب
الساموية ،فهو من املاديني ،وليس له حكم أهل الكتاب ،وإن كان اسمه مسجالً
كنرصاّن أو هيودي.
ذكي
فإن اللحم الذي جهل ذابحه يف بالد املسلمني ،حيمل عىل كونه ّ وعليهَّ :
وحيل أكله ،إال إذا ثبت أن ذابحه مل يذبحه بالطريقة الرشعية، بالطريقة الرشعيةّ ،
والدليل عىل ذلك :حديث عائشة ريض اهلل عنها يف ذبائح األعراب ،وما يوجد يف
أسواق أهل الكتاب يعترب من ذبائح أهل الكتاب ،إال إذا ثبت كون الذابح من
غريهم.
والنصارى اليوم خلعوا ربقة التكليف يف قض ّية الذبح وتركوا أحكام دينهم،
فال يلتزمون بالطرق املرشوعة ،فال ّ
حتل ذبائحهم اليوم إال إذا ثبت يف حلم بعينه أنَّه
حيل اللحم الذي يباع يف أسواقهم وال يعرف ذكّاه نرصاّن بالطريق املرشوع ،فال ّ
ذابحه.
وما يستورد من اللحوم من البالد غري املسلمة ال جيوز أكلها ،وإن كانت توجد
أن هذه بأهنا مذبوحة عىل الطريقة اإلسالمية ،فإنَّه قد ثبت َّعليها الترصيح َّ
الشهادات ال يوثق هبا ،واألصل يف أمر اللحوم املنع .ينظر :بحوث يف قضايا فقهية
معارصة ص ،444-443وأحكام الذبائح ص. 84- 81
إن النبي كتب إىل جموس أهل هجر يعرض عليهم ( )1فعن احلسن بن حممد َّ ( :
فمن أسلم قبل منه ،و َمن مل يسلم رضب عليه اجلزية غري ناكحي نسائهم اإلسالم َ
وال آكيل ذبائحهم) يف مصنف ابن أيب شيبة ،466 :3ومسند احلارث ،148 :1
وقال احلافظ :مرسل جيد اإلسناد كام يف إعالء السنن . 81 : 2
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
الصيد يف احلرم بح منوالزوثني مطلق ًا ،وذبيحة املحرم الصيد ،وما ذ َ
ّ واملرتدّ ( )،
ولزو كان الذابح حالالً.
يقدر عىل الذبح ويعقل التسمي َة والصبي واملجنزون والسكران إن كان ِ
ُّ
حل وإالّ فال( ).ّ
ومرتوك التسمية عمد ًا ميتة( ) ومرتوكها ناسي ًا حالل( ).
ِ
الصيد عند الرمي أو ِ
التسمية يف غري الصيد عند الذبح( ) ،ويف ووقت
إرسال اجلارح( ).
( ) ألنَّه ال م ّلة له؛ ألنَّه ترك ما كان عليه ،وما انتقل إليه ال ُي َق ّر عليه .ينظر :منية
الصيادين ص. 46
( )1أي وإن مل يقدر الصبي واملجنون والسكران عىل الذبح ويضبط التسمية فال حتل
حتل ذبيحة املرأة؛ فعن كعب بن مالك ذبيحتهم ،كام يف رشح الوقاية ،64 :5وكذا ّ
إن امرأة ذبحت شا ًة بحجر ،فسئل النبي عن ذلك ،فأمر بأكلها) عن أبيه َّ ( :
يف صحيح البخاري ،1841 :5وسنن ابن ماجة . 811 :1
( )3لقوله :ﭽ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ [األنعام.]121 :
( )4لقوله :ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼ [البقرة ،]233 :وعن ابن عباس
إن اهلل جتاوز عن ُأمتي اخلطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه) يف ،قال َّ ( :
صحيح ابن حبان ،181 : 1وسنن ابن ماجة ،154 :وسنن الدارقطني :4
، 28واملعجم الكبري ،42 :1واملعجم األوسط . 1 :6
( )5لقوله :ﭽ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ [احلج ،]33 :وهي حالة النحر ،كام يف
ضحى املنحة ، 12 :3ويقول عند الذبح :بسم اهلل واهلل أكرب؛ فعن أنس َّ ( :
رسول اهلل بكبشني أملحني أقرنني ،قال :ورأيته يذبحهام بيده ورأيته واضع ًا
وكرب) يف صحيح مسلم ، 551 :3وصحيح وسمى َّّ قد َمه عىل صفاحهام ،قال:
البخاري .1 4 :5
ألن التكليف بحسب الوسع ،ويف وسعنا هذا .ينظر :منحة السلوك . 12 :3 (َّ )1
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن التسمية يف ذكاة االختيار تشرتط عند الذبح ،وهي عىل املذبوح ،بخالف ( ) َّ
ألن التكليف بحسب فإهنا تشرتط عند اإلرسال والرمي ،وهي عىل اآللة؛ َّ الصيد َّ
الوسع ،واملقدور له يف األول الذبح ،ويف الثاّن الرمي واإلرسال دون اإلصابة،
فتشرتط عند فعل ُي ْقدَ ر عليه .ينظر :منية الصيادين ص. 53- 51
ألن التسمية وقعت عىل اآللة املرتوكة ،فالرمية الثانية بال تسمية .ينظر :هدية (َّ )1
الصعلوك ص.1 3
ألن الرشكة مل توجد ،فلم يكن الذابح واقع ًا له ،لكن يكره( )3أي ال حترم الذبيحة؛ َّ
الق َران صورة ،بخالف ما إذا ذكر موصوالً عىل سبيل العطف والرشكة بأن لوجود ِ
فإهنا حترم؛ ألنَّه أهل به لغري اهلل ،قال :ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [البقرة: ج َّره َّ
.]133
فإهنا حتل؛ لوجود القصد بالتسمية ،وإن مل يقصد وقصد ( )4أي قصد ذكر اسم اهلل َّ
ترك اهلاء ال حتل .ينظر :املنية ص ، 52واملنحة . 14 :3
ألن الرشط ذكر اهلل عىل( )5ألنَّه سؤال ودعاء ،بخالف ما لو سبح أو محد أو كرب؛ َّ
سبيل التعظيم وقد حصل ،لكن لو عطس وقال :احلمد هلل ،يريد به التحميد عىل
العطاس والذبح ،مل حتل يف األصل؛ َّ
ألن املأمور به ذكر اسم اهلل تعاىل عىل الذبح،
وهو يريد به احلمد عىل نعمه دون التسمية .ينظر :منية الصيادين ص. 54- 56
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حل ،ولزو عطس عند الذبح فحمد مل حيل يف األصح. رب و َق َصدَ التسمية ّ
َك َ
ال :كرشب ماء ،أو ثم َع ِمل عم ً
ال آخر قبل الذبح إن كان قلي ً ولزو َسمى ّ
تكليم إنسان ّ
حل( ) وإال فال.
والذبح بني احللق( ) واللبة( ) ،والعروق املقطزوعة فيه أربعة :احل ْلقزوم
وا َمل ِريء( ) َ
والزو َدجان( ) ،وال بد من قطع ثالثة منها أهيا كانت( ).
( ) لوجود التسمية ،والعمل القليل ال يفصل بني التسمية والذبح ،وإن مل يكن قلي ً
ال
فال حيل؛ لوقوع الفصل بني التسمية والذبح ،وهلذا يبدل املجلس بالعمل الكثري ال
باليسري .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 85ب.
( )1فعن أيب هريرة ( :بعث رسول اهلل بديل بن ورقاء اخلزاعي عىل مجل أورق
إن الذكاة يف احللق واللبة) ،رواه الدارقطني ،كام يف يصيح يف فجاج منى :أال َّ
نصب الراية ، 65 :4وقال ابن حجر يف الدراية :182 :1إسناده ٍ
واه ،وقد
أخرجه ابن أيب شيبة يف مصنفه ،155 :4وعبد الرزاق يف مصنفه 445 :4عن عمر
وعن ابن عباس كذلك موقوف ًا.
الصدر .ينظر :رشح الوقاية ،6 :5واملغرب ص.418 ( )3ال َّل َّب ُة :املنحر من َّ
والرشاب .ينظر :رشح الوقاية :5( )4احللقو ُم :جمرى النَّفس ،واملريء :جمرى ال َّطعام َّ
.6
حترك فيهام
عرق يف العنق ،ومها ودجان؛ أي عرقانّ ، ( )5الودجان :الودج والوداجٌ :
الدم .ينظر :الصحاح.124 :1
( )1وهذا عند أيب حنيفة ،وهو قول أيب يوسف أوالً؛ َّ
ألن اإلباحة تتعلق بإسالة الدم
املسفوح عىل سبيل الرسعة ،وهذا املعنى حيصل بقطع األكثر ،فوجب أن يقوم مقام
الكل؛ تفادي ًا عن زيادة التعذيب ،وعن أيب حنيفة :يشرتط قطع احللقوم ،وعن أيب
حنيفة :أنَّه يشرتط قطع املريء أيض ًا وأحد الودجني ،وعن حممد :أنَّه ال بد من قطع
كل واحد من هذه األربعة ،وهو رواية عن أيب حنيفة .ينظر :رشح ابن ملك
/ 81أ.
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن عدي بن حاتم قال ( :أهنر الدم بام شئت ،واذكر اسم اهلل )يف موطأ
حممد ،115 :2واملجتبى ، 42 :2وسنن النسائي الكربى ،1 :3وسنن البيهقي
الكبري ،16 :4واملعجم الكبري ، 83 : 2ومسند أمحد ،156 :4وصححه
األرنؤوط.
( )1فعن رافع بن خديج قال ( :ما أهنر الدم وذكر اسم اهلل عليه فكلوه ليس
الس ّن والظفر ،وسأحدثكم عن ذلك ،أما السن فعظم ،وأما الظفر فمدى احلبشة)
يف صحيح البخاري ،66 :1وصحيح مسلم. 553 :3
( )3أي املذبوح باملتصل من السن والظفر والقرن ،فإنَّه ميتة؛ ألنَّه قتل بالثقل فيكون يف
ألن فيه زيادة تعذيب عىل احليوان ،وقد معنى املنخنقة ،أما املنفصل منها فيكره؛ َّ
أمرنا باإلحسان يف الذبح ،كام يف رشح ابن ملك ق/ 81أ؛ فعن عن شداد بن
إن اهلل كتب اإلحسان عىل أوس قال( :ثنتان حفظتهام عن رسول اهلل قالَّ :
كل يشء ،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ،وليحدّ أحدكم ّ
شفرته ولريح ذبيحته) يف صحيح مسلم ، 546 :3وسنن أيب داود . 84 :1
يذبحها
َ ال أضجع شا ًة يريد أن ( )4أي بعد االضجعاع؛ فعن ابن عباس َّ ( :
إن رج ً
وهو حيد شفرته ،فقال النبي :أتريد أن متيتَها موتات ،هال حددت شفرتك قبل
أن تضجعها) يف املستدرك ،152 :4وصححه ،ومصنف عبد الرزاق .443 :4
خيط أبيض يف جوف عظم الرقبة ،كام يف املنحة ، 23 :3قال العيني ( )5النّخاع :وهو ٌ
يف عمدة القاري « : 11 :1و َأ ّما الكراهة فلام روى عن رسول اهلل ( :أنَّه هنى
أن تنخع الشاة إذا ذبحت) قلت هذا رواه حممد بن احلسن يف (كتاب الصيد)
ـ 331ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
من األصل عن سعيد بن املسيب عن رسول اهلل وهو مرسل ،وروى الطرباّن
أن النبي هنى عن الذبيحة أن يف معجمه الكبري :146 : 1عن ابن عباس َّ ( :
تفرس) [يف سنن البيهقي الكبري ،168 :4ومسند اجلعد ،]44 :وقال إبراهيم
احلريب يف غريب احلديث :الفرس :أن تذبح الشاة فتنخع ،وقال أبو عبيدة:
الفرس :النخع ،يقال :فرست الشاة ونخعتها ،وذلك أن ينتهي الذابح إىل
النخاع ...والنخع :هو قطع ما دون العظم ثم يدع أي ثم يرتك حتى يموت».
( ) أي يكره قطع الرأس؛ ملا فيه من زيادة التعذيب بال فائدة ،ومن ذلك جر املذبوح
برجله إىل املذبح وسلخه قبل أن يتم موته .ينظر :املنحة . 21 :3
( )1أي مل يسكن من االضطراب ،فإنَّه يكره سلخه عند البعض؛ ملا فيه من زيادة األمل.
ينظر :رشح ابن ملك ق/ 81أ-ب ،واهلدية ص.1 5
( )3أي حلت؛ لتامم فعل الذبح ،وكرهت؛ ملا فيه من زيادة التعذيب بال رضورة ،فصار
كام لو جرحها ثم قطع األوداج ،وإن ماتت قبل قطع أكثر العروق ،فال حتل؛
لوجود املوت بام ليس بذكاة فيها .ينظر :منية الصيادين ص. 14
فإن ذكاته هي اجلرح حيث قدر؛ ( )4أي بأن حيمل عىل الناس ،أو يند بالفرار منهمَّ ،
لتحقق العجز عن ذكاة االختيار ،لكن يشرتط أن يقصد ذكاته باجلرح ال دفع
صياله .ينظر :هدية الصعلوك ص.181-185
( )5فعن رافع بن خديج ،قال( :أصبنا هنب إبل وغنم فندّ منها بعري فرماه ٌ
رجل
ـ 332ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وكذا البعري الزواقع يف البئر إذا مل يمكن ذبحه ومل يتزوهم مزوته بعد اجلرح
باملاء( ).
والشاة إن ندت يف الصحراء فهي وحشية( ) وإن ندت يف املُص فال،
بخالف البعري والبقر.
واملستحب يف اإلبل النّحر( ) ،ويكره الذبح ،ويف البقر والغنم الذبح،
ُّ
ويكره النحر.
واجلنني امليت من الذبيحة حرام وإن تَم خلقه( ) ،واملنخنقة،
إن هلذه اإلبل أوابد كأوابد الوحش ،فإذا بسهم فحبسه ،فقال رسول اهلل َّ :
غلبكم منها يشء فافعلوا به هكذا) يف صحيح البخاري .1846 :5
( ) أي حيل ذكاته بعقره وجرحه يف أي موضع قدر ،وبأي آلة أمكن من الشفرة
والرمح وغريمها ،ولو شك أنَّه هل مات باجلرح أو باملاء ،فإنَّه يؤكل؛ َّ
ألن الظاهر
َّ
أن املوت باجلرح .ينظر :اهلدية ص.181
( )1أي حتل ذكاهتا بالعقر؛ لتحقق العجز عن ذكاة االختيار ،وإن ندت يف املرص فال
ألهنا ال تدفع عن نفسها فيمكن أخذها، تكون وحشية ،حتى ال حتل بالعقر؛ َّ
فإهنا تصري وحشية ،سواء ندت يف الصحراء ،أو بخالف البعري والبقر إذا ندتَّ ،
ندت يف املرص ،حتى حتل بالعقر؛ لتحقق العجز يف ذلك .ينظر :املنحة . 26 :3
( )3لقوله :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﭼ [الكوثر :]2:أي انحر اجلزور؛ وألنَّه أيرس يف
اإلبل ،حتى يكره الذبح ،ويف البقر والغنم الذبح؛ ألنَّه السنة املتواترة؛ قال :
ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ [البقرة ،]33 :وقال :ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ
[الصافات]133:؛ وألنَّه أيرس فيهام ،حتى يكره النحر فيهام .ينظر :منحة السلوك :3
. 24- 26
حرم امليتة ،وهو اسم حليوان مات من غري ( )4وهذا عند أيب حنيفة ؛ َّ
ألن اهلل َّ
حل أكله ،كام يفتم خلقه ّذكاة ،قال :ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ[املائدة ،]3:وعندمها إذا ّ
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املنحة 24 :3؛ لقوله ( :ذكاة اجلنني ذكاة أمه) يف سنن أيب داود ، 4 :1
وصححه.
َّ وسنن الرتمذي،21 :4
( ) املوقوذة :أي املرضوبة باخلشب وغريه واثخنت ،واملرتدية :الساقطة عن مكان
مرتفع ،والنطيحة :هي التي نطحتها بقرة أو نحوها بقرهنا وأثخنتها ،كام يف اهلدية
ص182؛ لقوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜﭝﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯﭼ [املائدة.]3 :
( )1أي التي قربت والدهتا؛ ألنَّه فيه تضييع الولد ،وهذا عند أيب حنيفة ؛ َّ
ألن عنده
اجلنني ال يتذكى بذكاة األم .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 82أ.
( )3سواء أصاب املذبح أو أصاب موضع ًا آخر منها؛ ألنَّه عجز عن الذكاة االختيارية،
وإن كانت هتتدي إىل منزله مل حتل؛ ألنَّه حينئذ يقدر عىل ذكاة االختيار ،إال إذا
أصاب مذبحها فتحل؛ لوجود فعل الذكاة .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 82أ.
يتوحش فال
حيل؛ لعدم الذكاة االختيارية ،إال أن َّ ( )4أي حيل ،وإن مل يصب مذبحه فال ّ
يؤخذ إال بصيد .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 82أ.
( )5بقيت مسألة عمت هبا البلوى يف عرصنا ومل تكن معهودة من قبل ،وهي الذبح
اآليل ،وقد فصل الكالم فيها العالمة حممد تقي العثامّن يف كتابه أحكام الذبائح
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتاب الكراهية
حممد ،وعند
كل مكروه يف كتاب الكراهية( ) فهو حرام( ) عند ّ
عَّبنا عن أكثر
أيب حنيفة وأيب يوسف هو إىل احلرام أقرب( )؛ فلهذا ر
ألن الغالب فيه بيان املحرمات وكل حمرم مكروه يف الرشع؛ َّ
ألن ( ) سمي بالكراهية؛ َّ
الكراهة ضد املحبة والرضا؛ قال :ﭽ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ [البقرة ،]613 :والرشع ال حيب احلرام وال يرىض به .ينظر:
البيان ص . 7
نص ًا قاطع ًا مل يطلق عليه لفظ
( ) أي كاحلرام يف العقوبة بالنار؛ ألنَّه ملا مل جيد فيه ّ
نص ًا يقطع القول بالتحريم أو التحليل ،وإال قال يف احلل :ال احلرام ،فإذا وجد ّ
بأس ،ويف احلرمة :أكره .ينظر :درر احلكام ،903 :والتبيني ، :6واجلوهرة
النرية . 8 :
( )9لتعارض األدلة فيه ،وتغليب جانب احلرمة ،فيلزم تركه ،وقوهلام هو الصحيح ،كام
غلب احلرا ُم
يف جممع األهنر 3 9 :؛ ملا روي( :ما اجتمع احلالل واحلرام إال وقد َ
احلالل) ،وهو موقوف عىل ابن مسعود يف مصنف عبد الرزاق ، 33 :7
والسنن الكبري للبيهقي ، 63 :7قال البيهقي :رواه جابر اجلعفي عن الشعبي عن
ابن مسعود ،وجابر ضعيف والشعبي عن ابن مسعود منقطع ،كام يف نصب الراية
ُ
ودليل احلرمة ،فاحلرام جيب تركه ،واحلالل يبا دليل ِّ
احلل ،9 4 :4قالوا معناهُ :
فعله ،كام يف االختيار ،4 9 :3وحسن الدراية ،33 :4ونسبته إىل احلرام كنسبة
الواجب إىل الفرض ،فيثبت بام يثبت به الواجب ،ويأثم بارتكابه كام يأثم برتك
الواجب ،ومثله السنة املؤكدة.
فالقريب من احلرام ما تع ّلق به حمذور دون استحقاق العقوبة بالنار ،بل العتاب
كرتك السنة املؤكدة ،فإنَّه ال يتع ّلق به عقوبة النار ،ولكن يتع ّلق به احلرمان عن
النبي املختار برفع الدرجات أو بعدم دخول النار ال اخلروج منها ،أو شفاعة ّ
فمن حرمان مؤقت أو أنَّه يستحق ذلك ،كام يف رد املحتار ،997 :6قال َ ( :
ـ 643ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رغب عن سنتي فليس منِّي) يف صحيح البخاري ،636 :وصحيح مسلم :
،8 4واملجتبى ،60 :6فرتك السنة املؤكدة قريب من احلرام ،وليس بحرام؛ َّ
ألن
ترك السنة املؤكدة مكروه حتري ًام؛ جلعله قريب ًا من احلرام ،واملراد سنن اهلدى:
فإن تاركها مضلل ملوم ،واملراد الرتك عىل وجه كاجلامعة ،واألذان ،واإلقامةَّ ،
ألهنا من أعالم الدين، اإلرصار بال عذر؛ ولذا يقاتل املجمعون عىل تركها؛ َّ
ألهنا واجبة. فاإلرصار عىل تركها استخفاف بالدين فيقاتلون عىل ذلك ،وليس َّ
ينظر :التلويح ، 7 :ورد املحتار ،997 :6والبيان ص ، 74- 79واملرقاة
رش مقدمة الصالة ص .
وما سبق من التفصيل يف الكراهة التحريمية ،وأما التنزهيية ،فهي إىل احلل أقرب
اتفاق ًا؛ إذ ال يعاقب فاعله أصالً ،لكن يثاب تاركه أدنى ثواب؛ ألنَّه ليس من
ألن املكروه تنزهي ًا احلالل ،وال يلزم من عدم احلل احلرمة وال كراهة التحريم؛ َّ
مرجعه إىل ترك األوىل .ينظر :رد املحتار .997 :6
عَّبنا عن املكروه ألن املكروه حرام عند حممد ،وعندمها أقرب إىل احلرامَّ ، ( ) أي َّ
أن املصنف عَّب عنه باملكروه كام هو دأب املصنفني يف الكتب باحلرام ،ولو َّ
األخرى لكان أوىل ،واهلل أعلم.
( ) هنا الكراهة حتريمية ،كام رص الزيلعي يف التبيني . :6
جي ْر ِج ُر
إن الذي يرشب يف إناء الفضة ،إنِّام ُ َ( )9فعن أم سلمة ريض اهلل عنها ،قال َّ ( :
يف بطن ِ ِه نار َج َهنَّم) يف صحيح البخاري ، 99 :3وصحيح مسلم ، 694 :9
ومعنى جيرجر :أي ُيرددها يف جوفه مع الصوت ،وقال ( :ال تلبسوا احلرير وال
فإهنا هلم يف الديباج وال ترشبوا يف آنية الذهب والفضة وال تأكلوا يف صحافهاَّ ،
ـ 643ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الدنيا ولنا يف اآلخرة) يف صحيح مسلم ، 698 :9وصحيح البخاري ، 063 :3
فإذا ثبت ذلك يف الرشب واألكل فكذا يف التطيب وغريه; ألنَّه مثله يف االستعامل،
فيكون الوارد فيهام وارد ًا فيام هو بمعنامها داللة; وألنَّه تنعم بتنعم املرتفني .ينظر:
التبيني ، :6والرشنباللية ،9 0 :ورد املحتار ،94 :6وطلبة الطلبة
ص ، 0وغريها.
جيلب من جزائر الزنج ،وفيه لغتان كرس الباء مع ُ حجر معروف ،وأحسنه ما ٌ ( ) بلور:
فتح الالم مثل ِ :سنَّور ،وفتح الباء مع ضم الالم وهي مشددة فيهام مثل َ :تنُّور.
ينظر :املصبا ص.60
( ) العقيق :حجر يعمل منه الفصوص .ينظر :املصبا ص .4
( )9يكره األكل يف النحاس قبل طليه بالقصدير والشب؛ ألنَّه يدخل الصدأ يف الطعام
فيورث رضر ًا عظي ًام .ينظر :الدرر املباحة ص.94
( )4كالصفر واحلديد واخلشب والطني واخلزف؛ فعن عبد اهلل بن زيد ( أتى رسول
فتوضأ) يف صحيح البخاري ،89 :وعن اهلل فأخرجنا له ماء يف تور من صفر ّ
زينب بن جحش ريض اهلل عنها ،قالت( :كنت أرجل رأس رسول اهلل يف
خمضب من صفر) يف مسند أمحد ،9 4 :6ومسند أيب يعىل ،96 : 9واملعجم
الكبري ، 49 : 3وسنن ابن ماجه ، 60 :واآلحاد واملثاين ،490 :3ويمكن
أن يستدل هبا عىل إباحة غري الذهب والفضة; ألنَّه يف معناه بل عينه .ينظر :تبيني
احلقائق . :6
( )3أي املزوق املرصع بالفضة .ينظر :البيان ص. 88
( )6أي مشدود بالضباب .ينظر :البيان ص. 88
( )7لكن برشط أن يكون متقي ًا ملوضع الفضة ،فال جيعلها يف موضع الفم ،كام يف رد
ـ 643ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
والرسير والرسجِ املفضض برشط اتقاء موضع الفضة يف ِّ
الكل( )، ِ الكريس
ِّ
فأما التمويه
والركاب والثفر( ) ،وهذا فيام خيلص منه يشءّ ، وكذا يف ال ِّلجام ّ
ِ
الذهب ِ
ومسامر ِ
الثوب( )، الذي ال خيلص منه يشء فمباح مطلقا( ) :كالعل ِم يف
أن قد النبي انكرس فاختذ مكان املحتار 949 :9؛ فعن أنس بن مالك َّ ( :
فضة) يف صحيح البخاري ، 9 :9وعن عاصم قال: الشعب سلسلة من ّ
(رأيت عند أنس قد النبي فيه ضبة من فضة) يف مسند أمحد . 93 :9
( ) بحيث ال جيلس عليها هنا ،وهذا عند أيب حنيفة ،وعند أيب يوسف ُ يك َْر ُه
وحممد قد قيل :إنَّه مع أيب حنيفة ،وقد قيل :إنَّه مع أيب يوسف ، ُمطلق ًاَّ ،
كام يف تبيني احلقائق :6؛ فعن مروان بن النعامن قال( :رأيت أنس بن مالك
يتوكأ عىل عصا عىل رأسها ض ّبة فضة) يف املعجم الكبري ، 4 :وغريه.
( ) الثفر :ما جيعل من مؤخرة الرسج إىل حتت ذنب اخليل ،فإذا كانت هذه اآلالت
مفضضة يتقي موضع الفضة عند اإلمساك ووضع الرجل ،كام يف اهلدية ص، 8
أن املراد االتقاء بالعضو الذي يقصد االستعامل به ،ففي الرشب ملا كان فاحلاصلَّ :
املقصود االستعامل بالفم اعتَّب االتقاء به دون اليد؛ ولذا لو محل الركاب بيده من
أن الكالم يف املفضض ،وإال فالذي كله فضة موضع الفضة ال حيرم ،وال خيفى َّ
حيرم استعامله بأي وجه كان ولو بال مس باجلسد ،كام يف رد املحتار .949 :9
( )9ألنَّه مستهلك ،فال عَّبة ببقائه لون ًا .ينظر :التبيني ، :6ودرر احلكام -9 0 :
.9
( )4ومقدار العلم يف الثوب أن يزيد عن مقدار أربعة أصابع عرض الثوب من احلرير؛
كأعالم يف الثوب؛ مقدار ثالثة َأصابع َأو َأربع فتعدُّ َ
ُ عفو ،وهو
أقل من هذا ٌ فإن ّ َّ
نبي اهلل عن لبس احلرير إال موضع إصبعني أو ثالث فعن عمر قالَ ( :هنَى ّ
أو أربع) يف صحيح مسلم ، 649 :9وعن معاوية ( هنى رسول اهلل عن
ركوب النامر ،وعن لبس احلرير إال مقطع ًا) يف سنن أيب داود ،39 :4ومسند أمحد
لبس ُج َّب ًة مكفوف ًة باحلرير) يف
أن النبي َ ،39 :4وعن أسامء ريض اهلل عنهاَّ ( :
ـ 643ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ثوب
السنن الصغرى للبيهقي ، 90 :ورش معاين اآلثار ، 43 :4يقالٌ :
بيشء من الديباج .ينظر :ذخرية العقبىٍ كميه مك ّفف ،ملا ّ
وأطراف َّ
َ كف جيبه،
ص.377
( ) ألنَّه حلفظ الفص؛ وألنَّه تابع كالعلم ،وال يعد البس ًا له ،فصار املستهلك .ينظر:
الدر املنتقى ،396 :والتبيني . 6 :6
( ) ألنَّه ليس باستعامل ،ولكنَّه إرساف ،فرتكه أوىل .ينظر :هدية الصعلوك ص، 3
ومنحة السلوك . 86 :9
ألن إجابة الدعوة سنة يف قوة الواجب؛ لكثرة األحاديث الواردة ( )9فإنَّه ال خيرج؛ َّ
فيها ،قال ( :من مل جيب الدعوة فقد عىص أبا القاسم) يف مسند أمحد ،6 :
والتاريخ الصغري ، 06 :وقال ( :إذا دعي أحدكم إىل الوليمة فليأهتا) يف
صحيح مسلم . 03 :
( )4لقوله َ ( :من رأى منكم منكر ًا فليغريه بيده ،فإن مل يستطع فبلسانه ،فإن مل يستطع
فبقلبه ،وذلك أضعف اإليامن) يف صحيح مسلم .63 :
ألن يف ذلك شني الدين ،وفتح باب املعصية عىل املسلمني ،واملحكي عن أيب حنيفة (َّ )3
مرة هبذا فصَّبت ،فإنَّه كان قبل أن يصري مقتدى به .ينظر :اهلداية : 0 ابتليت ّ
، 7-والتبيني ، 9 :6والعناية ، 7- : 0وفتح القدير ، 7- : 0
والدر املختار ،93 -948 :6وغريها.
ـ 653ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وإن كان ذلك عىل املائدة( ) أو كانوا يرشبون اخلمر حخ حرج وإن مل يكن
قدوة.
ِ
احلضور ال َيرض يف الوجوه ك ِّلها( ). وإن حعلِ حم ح
قبل
ِ
وأبوال اإلبل للتداوي( ) ،وأكل حلم اإلبل وَيرم رشب ِ
لبن األتن( )،
( ) بأن كان املنكر يف املنزل مثالً ،فإن كان عليها فال يقعد؛ لقوله :ﭽﯷ ﯸ ﯹ
ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ
ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﭼ [األنعام.]33 :
( ) ألنَّه ال يلزمه إجابة الدعوة إذا كان هناك منكر؛ فعن سامل عن أبيه ،قال( :هنى
رسول اهلل عن مطعمني :اجللوس عىل مائدة يرشب عليها اخلمر ،أو يأكل
الرجل وهو منبطح عىل بطنه) يف املستدرك ، 49 :4وصححه ،وسنن الدارمي
، 39 :وعن عيل ( :أنَّه صنع طعام ًا فدعا رسول اهلل فجاء فرأى يف البيت
سرت ًا فيه تصاوير فرجع ،قال :قلت :يا رسول اهلل ،ما رجعك بأيب أنت وأمي ،قال:
وإن املالئكة ال تدخل بيت ًا فيه تصاوير) يف سنن ابن
إن يف البيت سرت ًا فيه تصاوير َّ
َّ
،ومسند البزار ، 37 :ومسند أيب يعىل ،94 :قال املقديس ماجة 4 :
يف األحاديث املختارة :33 :إسناده صحيح.
ألن اللب َن متولدٌ من اللحم ،فصار مثله ،كام يف رش الوقاية ( )9وإن كان للتداوي؛ َّ
ص ،8 9والتبيني :6؛ فعن ابن عمر ( :هنى رسول اهلل عن أكل حلوم
احلمر األهلية) يف صحيح مسلم . 398 :9
البول احلرمة ،وقد َعلِ َم شفا َء العرنيني وحي ًا ،وهو ( َّ
أن أناس ًا من ِ (َّ )4
ألن األصل يف
عرينة قدموا عىل رسول اهلل املدينة فاجتووها ،فقال هلم رسول اهلل :إن
شئتم أن خترجوا إىل إبل الصدقة فترشبوا من ألباهنا وأبواهلا ففعلوا فصحوا ،ثم
مالوا عىل الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن اإلسالم وساقوا ذود رسول اهلل ،فبلغ
ذلك النبي فبعث يف إثرهم فأيت هبم فقطع أيدهيم وأرجلهم وسمل أعينهم
غريهم،احلرة حتى ماتوا) يف صحيح البخاري ، 433 :6وأ َّما يف ِ وتركهم يف ّ
ـ 651ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حيل ،وهذا عند أيب حنيفة ،وعند أيب يوسف َ حيِ ُّل غري معلو ٍم فال ّ ّ
فالشفاء فيه ُ
حممد َ حيِ ُّل مطلق ًا؛ ألنَّه لو كان حرام ًا ال َحيِ ُّل
به التَّداوي حلديث العرنيني ،وعند َّ
به التَّداوي ،قال ( :ما ُو ِضع شفاؤكم فيام حرم عليكم) رواه موقوف ًا عىل ابن
مسعود البخاري يف معلقات صحيحه ، 3 :3واحلاكم ،4 4 :4ورفعه
البيهقي عن أم سلمة يف السنن الكبري ،3 : 0والطَّباين يف املعجم الكبري : 9
،9 6وصححه ابن حبان .ينظر :اخلالصة .9 0 :
( ) ألنَّه ( هنى عن أكل حلوم اجلاللة وألباهنا) يف جامع الرتمذي ، 70 :4وحسنه،
وصحيح ابن خزيمة ، 46 :4وصحيح ابن حبان ، 0 :واجلاللة :هي التي
تعتاد أكل اجليف والنجاسات ،وال ختلط فيتغري حلمها فيكون منتن ًا .ينظر :البيان
ص. 84
ألهنا
ألن حلمها ال يتغري ،وال ينتن بأكل النجاسة؛ َّ حتل وإن كانت جاللة؛ َّفإهنا ّ( ) َّ
ختلطه بغريه ،كام يف رش ابن ملك ق/ 08أ؛ فعن أيب موسى ( :رأيت النبي
أن الدجاج حيبس يأكل دجاج ًا) يف صحيح البخاري ، 00 :3وما روي َّ
ثالثة أيام ثم يذبح ،فذلك عىل سبيل التنزه ال أنَّه رشط .ينظر :التبيني ، :6
والبحر . 08 :8
( )9هذا يف رواية النوادر ،أما يف األصل فلم تقدر هلا مدّ ة ،وإنَّام حتبس حتى يزول النتن
فتحل ،وهذه اجلاللة املكروهة هي التي إذا قربت وجدت منها رائحة فال تؤكل
وال يرشب لبنها ،وال يعمل عليها وتلك حاهلا ،ويكره بيعها وهبتها وتلك حاهلا،
كام يف رد املحتار .94 :6أما التي ختلط ،بأن تتناول النجاسة واجليف وتتناول
غريها عىل وجه ال يظهر أثر ذلك يف حلمها ،فال بأس به؛ وهلذا حيل أكل حلم جدي
ألن حلمه ال يتغري ،وما غذي به يصري مستهلك ًا ال يبقى له أثر، غذي بلبن اخلنزير; َّ
ـ 656ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إال إذا صار له رائحة فال بد من احلبس حتى تزول .ينظر :البحر الرائق ، 08 :8
والدر املحتار.94 -94 :6
ألن إلقاء مثل هذا يدل عىل إباحته ،فيحل االنتفاع به ،حتى إذا كانت له قيمة ال ( ) َّ
حيل .ينظر :منحة السلوك . 3 :9
أن صاحبه قد أبا ذلك؛ ألنَّه ال عادة يف اإلباحة يف املرص، ( ) إال أن يعلم نص ًا َّ
بخالف خارج املرص ،فإنَّه إن كان مما يبقى :كاجلوز واللوز ،ال حيل أيض ًا ،إال إذا
حل التناول منه حتى ينهى علم اإلذن به ،وإن كان مما ال يبقى :كالتفا ونحوهّ ،
عنه صاحبه ،فإن كان الثمر عىل الشجر ،فإنَّه ال يأخذه يف موضع ما إال بإذن
صاحبه ،إال أن يكون موضع كثري الثامر ويعلم أنَّه ال يشق عليهم ذلك فيسعه
األكل دون احلمل .ينظر :رش ابن ملك ق/ 08ب.
( )9أل َّنه هيلك ويضيع بجريان املاء ،فيكون مأذون ًا داللة ،بخالف ما وقع يف املاء
الواقف .ينظر :هدية الصعلوك ص. 0
( )4ألنَّه مبا ،واملبا ملن سبق يده إليه ،إال أن يكون األول قد هتيأ له أو ضمه إىل
نفسه؛ ألنَّه بذلك يملكه فيحرم لغريه أن يأخذه ،والنهبة جائزة إذا أذن فيها
إن رسول اهلل قال( :أعظم األيام عند اهلل يوم صاحبها؛ فعن عبد اهلل بن قرط َّ
ست ينحرهن النحر ،ثم يوم النفر ،وقرب إىل رسول اهلل مخس بدنات أو ّ
ـ 656ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ضمه ،وكذا لو وضع طستا) ( عىل سطحه إال أن يكون األول هتيأ له أو ر
فاجتمع فيه ماء املط ِر إن وض حعه لذلك فهو له ،وإن مل يضعه لذلك فهو حملن ح
ح
أخذه) (.
وَيرم أكل الرتاب والطني) (.
والرجل للنِّساء ما مل يكن فيه متاثيل) ( ،وَيرم حِ
وَيل خضاب اليد ِّ
للرجال والصبيان مطلقا) (. ِّ
ِ ِ
الرأس واللحية باحلناء والوسمة) ( للرجال والنساء) (. ِ
بخضاب وال بأس
فلام وجبت جنوهبا قال كلمة خفية مل أفهمها فطفقن يزدلفن إليه أيتهن يبدأ هباّ ،
فسألت بعض من يلينى ما قال قالوا قال :من شاء اقتطع) يف سنن أيب داود :
،348وصحيح ابن خزيمة ، 34 :4واملستدرك ، 46 :4وصححه.
) ( يف أ« :طشت ًا».
) ( ألنَّه مبا غري حمرز .ينظر :رش ابن ملك ق/ 08ب.
) (9ألنَّه يرض به ،واإلرضار بنفسه حرام .ينظر :رش ابن ملك ق/ 08ب.
حل؛ َّ
ألن ) (4أي صور للنهي الوارد عن فعل التصوير ،أما ما كان من اخلضاب للزينة ّ
ذلك سبب لزيادة الرغبة واملودة بني الزوجني .ينظر :رش ابن ملك ق/ 08ب.
ألهنم ممنوعون عن مثل هذه الزينة ،إال ألجل ) (3أي سواء كانت فيه متاثيل أو مل تكن؛ َّ
التداوي ،كام يف منحة السلوك ، 3 :9قال ابن نجيم يف البحر الرائق : 08 :8
ألن ذلك تز ّين ،وهو مبا للنساء دون الرجال»؛ وألنَّه تشبه بالنساء ،كام يف رد « َّ
عام سبق حتريره من النهي عن الزينة للرجال. املحتار ،4 :6وال تغفل ّ
الو ِسمة :شجرة ورقها خضاب ،وقيل :هي العظم جيفف ويطحن ثم خيلط باحلناء )َ (6
فيقنأ لونه وإال كان أصفر .ينظر :املغرب ص.486
ألن ذلك سبب الرغبة واملحبة بني الزوجني ،كام يف البحر الرائق ، 08 :8وعن )َّ (7
أيب يوسف :يعجبني أن تتزين يل امرأيت كام يعجبها أن أتزين هلا ،واألصح أنَّه
وفصل يف املحيط بني اخلضاب بالسواد ،قال عامة ال بأس به يف احلرب وغريهَّ ،
ـ 654ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
ِ
احلرير وال حق ّز( ) للنِّساء ال ِّ
للرجال( ) ولو كانوا مقاتلني( ) إال وَيِ ّل لبس
ح
ِ
أربعة أصابع عرضا( ). قدر
العلم احلرير( ) أو املنسوج بالذهب ح
جوزه ،وهو مروي عن أيب يوسف ،أما باحلمرة املشايخ :إنَّه مكروه ،وبعضهم َّ
فهو سنة الرجال وسيام املسلمني ،كام يف رد املحتار ،736 :6وفيه أيض ًا:4 :6
ويكره بالسواد لغري احلرب ،قال يف الذخرية :أما يف اخلضاب بالسواد للغزو؛
ليكون أهيب يف عني العدو فهو حممود باالتفاق ،وإن ليزين نفسه للنساء فهو
مكروه ،وعليه عامة املشايخ ،وبعضهم جوزه بال كراهة .وينظر :الفتاوى اهلندية
،933 :3ورش رشعة اإلسالم ص 33؛ فعن عن جابر بن عبد اهلل قال:
(أيت بأيب قحافة يوم فتح مكة ورأسه وحليته كالثغامة بياض ًا ،فقال رسول اهلل :
غريوا هذا بيشء واجتنبوا السواد) يف صحيح مسلم . 69 :9 ِّ
يسوى منه اإلبريسم ،ويف معرب ،قال الليث :هو ما َّ ( ) ال َق ّز :رضب من اإلبريسمّ ،
مجع التفاريق :القز واإلبريسم كالدقيق واحلنطة .ينظر :املغرب ص ،98وغريه.
( ) قال ( :أحل الذهب واحلرير لإلناث من أمته وحرم عىل ذكورها) يف سنن
النسائي ،497 :3واملجتبى ، 6 :8ومسند أمحد ،93 :4وصححه الرتمذي،
فإن َمن لبسه يف الدنيا مل يلبسه يف اآلخرة) يف صحيح وقال ( :ال تلبسوا احلريرَّ ،
البخاري ، 063 :3وصحيح مسلم . 698 :9
( )9هذا عند أيب حنيفة ،وعند الصاحبني :جيوز يف احلرب .ينظر :اهلداية ،8 :4
وذخرية العقبى ص ،377والتبيني ، 4 :6
( )4أي مقدار العلم ،والظاهر عدم مجع املتفرق من أعالم الثوب إال إذا كان خط منه
قز وخط منه غريه بحيث يرى كله َق ّز ًا ،فأما إذا كان كل واحد مستبين ًا كالطراز يف
العاممة ،فإنَّه ال جيمع ،كام يف الدر املختار ورد املحتار 939 :6؛ فعن عمر قال:
(هنى نبي اهلل عن لبس احلرير إال موضع إصبعني أو ثالث أو أربع) يف صحيح
مسلم ، 649 :9وصحيح ابن حبان ، 48 :وغريمها.
( )3أي ال يكره الثوب املنسوج بالذهب إذا كان قدر أربع أصابع ،وإن كان أكثر من
ـ 655ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن ابن عمر قال( :اختذ رسول اهلل خامت ًا من ورق فكان يف يده ،ثم كان يف
يد أيب بكر ،ثم كان يف يد عمر ،ثم كان يف يد عثامن حتى وقع منه يف بئر أريس،
نقشه حممد رسول اهلل) يف صحيح مسلم ، 636 :9وصحيح البخاري :3
، 04ويكره أن يدخل اخلالء ومعه خاتم مكتوب عليه اسم اهلل تعاىل أو يشء
هري عن أنس ، الز ّمن القرآن ،كام يف البحر الرائق ، 36 :وروي عن ّ
قال( :كان رسول اهلل إذا دخل اخلالء وضع خامته) يف صحيح ابن حبان :4
، 60واملستدرك ، 38 :وسنن أيب داود ،3 :ونقل ابن عابدين يف رد املحتار
استحب أن
ّ ستاين « :ولو نقش اسمه تعاىل أو اسم نبيه :96 :6ال ُق ُه ّ
كمه إذا دخل اخلالء ،وأن جيعله يف يمينه إذا استنجى». جي َع َل ّ
الفص يف ّ َْ
كل ما تشد به وسطك ،واملِنطقة اسم خاص ،وموضع املِنطقة ( ) النِّطاق واملَنطق ُّ
الزنانري فوق ثياهبم .ينظر :املغرب ص.468
ألن اخلاتم واملنطقة وحلية السيف من الفضة مستثنى حتقيق ًا ملعنى النموذج، (َّ )9
ألهنام من جنس واحد ،كام يف التبيني ، 3 :6ورش والفضة أغنت عن الذهب; َّ
الوقاية ص8 6؛ فعن أنس قال( :كانت قبيعة سيف رسول اهلل من فضة)
يف جامع الرتمذي ، 0 :4وحسنه ،وسنن الدارمي ، 3 :وسنن أيب داود :9
،90وعن سعيد بن أيب احلسن قال( :كانت قبيعة سيف رسول اهلل من فضة) يف
جامع الرتمذي ، 0 :4وسنن الدارمي ، 3 :وسنن أيب داود ،90 :9وسنن
النسائي ،308 :3واملجتبى ، 3 :8و(كان للنبي منطقة من أديم منشور
ثالث حلقها وإبزيمها وطرفها فضة) يف إعالء السنن ،948 : 7ونصب الراية
، 83 :عن عيون األثر البن سيد الناس.
( )4هذا ما عند احلنفية ،وكذلك عند املالكية واحلنابلة ،قال ابن رجب يف أحكام
اخلواتيم ص :4وأما خاتم احلديد والصفر والنحاس فاملذهب كراهته للرجال
والنساء .وينظر :أحكام اخلواتيم ص ،49وغريه.
ـ 653ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الرجل
ويعل ر
الفص حجرا ،ح
للرجال وال ِّنساء( ) ،واملعتَّب احللقة فيجوز كون ّ
ر
ال حف رص إىل باطن حك ِّفه( ).
( ) فعن بريدة عن أبيه ( :أنَّه جاء رجل إىل النبي وعليه خاتم من حديد ،فقال:
مايل أرى عليك حلية أهل النار ،ثم جاءه وعليه خاتم من صفر ،فقال :مايل أجد
منك ريح األصنام ،ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب فقال :ارم عنك حلية أهل اجلنة،
قال :من أي يشء أختذه ،قال :من ورق وال تتمه مثقاالً) يف سنن الرتمذي :4
، 48وصحيح ابن حبان ، 33 :وسنن النسائي ،443 :3وسنن أيب داود
أن ،30 :4واملجتبى ، 3 :8وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده َّ ( :
النبي :رأى عىل بعض أصحابه خامت ًا من ذهب َفأعرض عنهَ ،فألقاه واختذ خامت ًا
من حديد ،فقال :هذا رش هذا حلية أهل النار ،فألقاه فاختذ خامت ًا من ورق فسكت
عنه) يف مسند أمحد ، 73 ، 69 :وعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ( :أنَّه
لبس خامت ًا من ذهب فنظر إليه رسول اهلل كأنَّه كرهه فطرحه ثم لبس خامت ًا من
حديد ،فقال :هذا أخبث وأخبث فطرحه ،ثم لبس خامت ًا من ورق فسكت عنه) يف
،وشعب اإليامن ، 33 :3وقال البيهقي :وليس بالقوي، مسند أمحد :
إن رسول اهلل رأى يف يد رجل خامت ًا من ذهب، وعن عمر بن اخلطاب قالَّ ( :
رش منه ،فتختم بخاتم من فقالَ :أ ْلق ذا فألقاه فتختم بخاتم من حديد فقال :ذا ٌّ
َت عنه) يف مسند أمحد ، :قال اهليثمي يف جممع الزوائد: 3 :3 فسك َ
فضة َ ّ
أن عامر ابن أيب عامر مل يسمع من عمر . رجاله رجال الصحيح إالّ َّ
ولكن ال بأس بأن يتخذ خاتم حديد قد لوي عليه فضة وألبس بفضة حتى ال
أن خاتم النبي كان من حديد يرى ،كام يف رد املحتار ،960 :6فإنَّه روي ( َّ
فضة) يف سنن أيب داود ،30 :4وسنن النسائي ،439 :3واملجتبى :8 ملوي عليه ّ
، 73واملعجم الكبري .93 : 0
أن ( ) بخالف املرأة؛ ألنَّه للزينة يف حقها ،كام يف التبيني 6 :6؛ فعن أنس َّ ( :
فصه مما ييل َك ّفه)
حبيش كان جيعل َّ
ّ فصرسول اهلل لبس خاتم فضة يف يمينه فيه ّ
يف صحيح مسلم . 638 :9
ـ 653ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
واألفضل لغري القايض والسلطان ممرن ال حَيتاج إىل اخلتم تركه( ) ،وال
يتجاوز وزنه مثقاال( ).
بالفضة ،ولو قطع حأ ْنفه أو حس حق حط
ّ وال ي حشد السن املتح ِّرك ر
بالذهب( ) ،بل
( ) لكونِ ِه زينة ،فاألوىل أن ال يتختم َمن ال حيتاج إليه ،وإن كان حيتاج إليه :كالقايض
والسلطان يتختم به إذا كان من فضة ،كام يف التبيني ، 6 :6ورد املحتار 96 :6؛
وملا روي عن أيب رحيانة ،قال( :هنى رسول اهلل عن اخلاتم إال لذي سلطان)
يف سنن أيب داود ،48 :4وسنن النسائي ،4 3 :3واملجتبى ، 49 :8ورش
معاين اآلثار ، 63 :4ومسند أمحد ، 94 :4وغريها ،قال التهانوي يف إعالء
السنن :960 : 7رجاله ثقات ،فالنبي مل يكن يلبس اخلاتم لباس جتمل وتزين
به كالرداء والعاممة والنعل ،وإنَّام اختذه حلاجة ختم الكتب التي يبعثها إىل امللوك،
يكتب إىل الروم ،قال قالوا:
َ كام يف حديث أنس قال( :ملا أراد رسول اهلل أن
َّإهنم ال يقرؤون كتاب ًا إال خمتوم ًا ،قال :فاختذ رسول اهلل خامت ًا من فضة ،فكأين
حممد رسول اهلل) يف صحيح البخاري :3 أنظر إىل بياضه يف يد رسول اهلل نقشه ّ
، 03وصحيح مسلم ، 637 :9وأبو بكر إنَّام لبسه بعده ألجل واليته فإنَّه
كان حيتاج إليه ،وكذلك عمر إنَّام لبسه بعد أيب بكر هلذه املصلحة ،وكذلك عثامن
.ينظر :أحكام اخلواتيم ص ، 7- 6وغريه.
( ) فعن بريدة قال ( :اختذه من ورق وال تتمه مثقاالً) يف سنن أيب داود :
،430وسنن الرتمذي ، 48 :4واملجتبى ، 7 :8وصحيح ابن حبان :
. 33
ألن استعامل الذهب والفضة حرام إال للرضورة ،وقد زالت باألدنى ،وهو الفضة (َّ )9
فال حاجة إىل األعىل فبقي عىل األصل ،وهذا عند أيب حنيفة وأيب يوسف ،وقال
أن (عرفجة بن أسعد أنَّه حممد :حيل بالذهب ،وهو رواية عنهام ؛ ملا روي َّ
أصيب أنفه يوم الكالب يف اجلاهلية فاختذ أنف ًا من ورق فأنتن عليه ،فأمره النبي
أن يتخذ أنف ًا من ذهب) يف سنن النسائي ،440 :3واملجتبى ، 64 :8وينظر:
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
(ال تنتقب املرأة املحرمة وال تلبس القفازين) يف صحيح البخاري ،639 :ولو
كانا عورة ملا حرم سرتمها .ينظر :البحر الرائق . 84 :
( ) فعن عائشة ريض اهلل عنها قالت( :كانت املؤمنات إذا هاجرن إىل رسول اهلل
يمتحن بقول اهلل :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ [املمتحنة…]16 :
وكان رسول اهلل إذا أقررن بذلك من قوهل ّن ،قال هلن رسول اهلل :انطلقن
فقد بايعتكن ،وال واهلل ما مست يد رسول اهلل يد امرأة قط غري أنَه يبايعهن
بالكالم ،قالت عائشة :واهلل ما أخذ رسول اهلل عىل النساء قط إال بام أمره اهلل
تعاىل وما مست كف رسول اهلل كف امرأة قط وكان يقول هلن إذا أخذ عليهن:
قد بايعتكن كالم ًا) يف صحيح مسلم ، 483 :9وصحيح البخاري ، 0 3 :3
وعن أميمة بنت رقيقة قالت( :أتيت رسول اهلل يف نسوة يبايعنه ،فقلن:
نبايعك يا رسول اهلل عىل أن ال نرشك باهلل شيئ ًا… ،فقال رسول اهلل :فيام
استطعتن وأطقتن ،قالت فقلت :اهلل ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ،هلم نبايعك يا
رسول اهلل فقال رسول اهلل :إين ال أصافح النساء ،إنَّام قويل ملئة امرأة كقويل
المرأة واحدة) يف صحيح ابن حبان ،4 7 : 0وسنن النسائي ،4 3 :4
واملجتبى ، 43 :7وسنن ابن ماجة ،333 :وموطأ مالك ،38 :وعن معقل
بم َخيط من حديد خري له من أن بن يسار قال ( :ألن يطعن يف رأس رجل ِ
،ومسند الروياين : ، متسه امرأة ال حتل له) يف املعجم الكبري : 0
ّ
،9 9قال املنذري يف الرتغيب والرتهيب : 6 :9رجال الطَّباين ثقات رجال
الصحيح.
ومس يدها ،أو كان هو شيخ ًا ( ) أي إذا كانت عجوز ًا ال تشتهى فال بأس بمصافحتها ّ
يأمن عىل نفسه وعليها فال بأس بأن يصافحها ،وإن كان ال يأمن عليها أن تشتهي
ـ 636ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
يصافحها فيعرضها للفتنة ،كام ال حيل له ذلك إذا خاف عىل نفسه؛ َّ
ألن َ مل حيل له أن
احلرمة خلوف الفتنة ،فإذا كانت ممَّن ال تشتهى فخوف الفتنة معدوم؛ النعدام
الشهوة ،كام يف املبسوط ، 33 : 0والبدائع ، 9 :3والتبيني ، 8 :6واهلداية
. 3: 0
وهذا التفريق يف احلكم بني الشابة والعجوز والشاب والشيخ الكبري؛ َّ
ألن اهلل
فرق بينهام يف هذا فرخص للعجائز وضع حجاهبن ؛ النتفاء الفتنة والشهوة
هبن ،قال :ﭽﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱﭲ
ﭳ ﭴﭵ ﭶﭷ ﭸﭹ ﭺﭻ ﭼ[النور.]33 :
َّ
ورخص للمرأة أن تظهر زينتها للشيخ الكبري بخالف الشاب؛ النتفاء الشهوة
والفتنة معه ،قال :ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﭼ [النور.]61 :
مسها والنظر إليها؛ لعدم خوف الفتنة.
إن الصغرية إذا كانت ال تشتهى فيبا ّ ( ) أي َّ
ينظر :اهلداية . 3 : 0
فإن القايض ينظر ليوجه احلكم عليها بإقرارها أو بشهادة الشهود عىل معرفتها؛ ( ) َّ
ألنَّه ال جيد بد ًا من النظر يف هذا املوضع ،والرضورات تبيح املحظورات ،ولكن
عند النظر ينبغي أن يقصد احلكم عليها ،وال يقصد قضاء الشهوة؛ ألنَّه لو قدر عىل
التحرز فع ً
ال كان عليه أن يتحرز ،فكذلك عليه أن يتحرز بالنية إذا عجز عن
التحرز فع ً
ال .ينظر :التبيني ، 7 :6واهلداية . 3 : 0
( )9أي هذا وقت األداء ،ال وقت التحمل ،فإنَّه ال جيوز له أن ينظر إليها مع الشهوة
عىل األصح; ألنَّه يوجد َمن ال يشتهي فال حاجة إليه ،وينبغي أن يقصد أداء
الشهادة ال الشهوة .ينظر :املبسوط ، 33 : 0والتبيني . 7 :6
ـ 634ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
. ( ) اخلافضة :هي التي ختتن النساء .ينظر :هدية الصعلوك ص3
( ) اخلاتن :هو الذي خيتن الرجال .ينظر :منحة السلوك . 03 :9
( )9احلاقن :هو الذي يعمل احلقنة ،فإهنم يغضون أبصارهم غري موضع اخلتان واحلقنة
عىل الوجه املذكور .ينظر :اهلدية ص. 33
( )4قال ( :ال ينظر الرجل إىل عورة الرجل وال املرأة إىل عورة املرأة) يف صحيح
فالرسة ليستمسلم ، 66 :وعورة الرجل :ما بني رسته إىل ما جياوز ركبتيهّ ُّ ،
بعورة ،والركبة عورة؛ ألن الركبة عضو مركب من عظم الساق والفخذ عىل وجه
يتعذر متييزه ،والفخذ من العورة والساق ليس من العورة ،فعند االشتباه جيب
املحرم .كام يف املبسوط
ّ يغلب
ُ املحرم واملبيح ،ويف مثله
ّ العمل باالحتياط؛ الجتامع
، 47 : 0والبدائع ، 4 :3وعن عمري بن إسحاق قال كنت مع أبى هريرة
عيل أرين املكان الذي رأيت رسول اهلل يق ِّب ُله منك ،قال: فقال للحسن بن ّ
رسته فق َّب َلها ،فقال رشيك :لو كانت ّ
الرسة من العورة ما كش َفها يف فكشف عن ّ
صحيح ابن حبان ،403 :ومسند أيب حنيفة ،30 :وقال جلرهد وقد
الفخذ عورة) يف سنن أبو داود ،40 :4وجامع َ علمت ّ
أن َ انكشف فخذه( :أما
نص عىل الرتمذي ، 0 :3وحسنه ،وصحيح البخاري 43 :معلق ًا ،هذا ٌّ
ِ
الفخذ عورة. ِ
كون
وأما حديث عائشة ريض اهلل عنها ،قالت( :كان رسول اهلل مضطجع ًا يف
بيته كاشف ًا عن فخديه أو ساقيه ،فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو عىل تلك احلال،
فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له عمر وهو كذلك ،فتحدث ثم استأذن عثامن
فجلس رسول اهلل وسوى ثيابه… ) يف صحيح مسلم ، 866 :4قال ابن
القطان يف أحكام النظر ص « :9إنه ال حجة فيه عىل كشف الفخذين؛ ألن
كشفهام مشكوك فيه ،والذي صح من رواية أيب موسى بغري شك كشف ساقيه
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فقط ،وذلك حني جلس يف احلائط عىل بئر أويس مدلي ًا رجليه كاشف ًا عن ساقيه،
قي يف سننه الكبري :حتى دخل ثالثتهم» يف صحيح مسلم ، 866 :4وقال ال َب ْي َه ّ
« : 90روي هبذا اللفظ :كاشف ًا عن فخديه أو ساقيه بالشك ،وال يعارض بمثل
ذلك الصحيح الرصيح عن النبي يف األمر بتخمري الفخذ والنص عىل أن
الفخذ عورة».
( ) للمجانسة بينهام وانعدام الشهوة غالب ًا ،والغالب كاملتحقق؛ ولتح ُّقق الرضورة إىل
االنكشاف فيام بينهن كام يف دخول احلاممات .ينظر :ذخرية العقبى ص-378
،373واملبسوط ، 48- 47 : 0واهلداية ،90 : 0والعناية .90 : 0
أما املرأة الذمية فهي كالرجل ،فال تنظر إىل بدن املرأة املسلمة؛ لقوله :ﭽ ﯜ
ﯝ ﭼ [النور]61 :؛ أي النساء املسلامت عن ابن عباس وابن زيد وجماهد ،
واإلضافة باعتبار َّأهن َّن عىل دينهن؛ فيحتجبن عن الكافرات ولو الكتابيات ،كام يف
أحكام القرآن 403 :9؛ ألنَّه ليس للمؤمنة أن تتجرد بني يدي مرشكة أو كتابية،
النابليس « :ال حيل للمسلمة أن تنكشف بني يدي هيودية أو نرصانية ّ قال إسامعيل
أو مرشكة إال أن تكون أمة هلا» ،ويف نصاب االحتساب« :وال ينبغي للمرأة
ألهنا تصفها عند الرجال ،فال تضع جلباهبا الصاحلة أن تنظر إليها املرأة الفاجرة؛ َّ
وال مخارها» .ينظر :رد املحتار .97 :6
فالنظر أوىل باجلواز ،كام يف
ُ ِ
املسيس والغشيان مبا ، ألن ما فوق ذلك من ( ) َّ
املبسوط 48 : 0؛ قال :ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ
ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ [املؤمنون ،]3 -5وقال ( :احفظ عورتك إالّ
من زوجتك أو ممّا ملكت يمينك) يف سنن أيب داود ،40 :4وسنن الرتمذي :3
،37وحسنه ،وقالت عائشة ريض اهلل عنها( :كنت أغتسل أنا ورسول اهلل من
إناء واحد ونحن جنبان) يف صحيح مسلم ، 36 :وصحيح البخاري . 00 :
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
والظهر والفخذ( ). ِ
البطن ِ
حمارمه إىل ما وراء وينظر من
ٍ
بنسب ،أو رضاعٍ ،أو صهرية َيرم نكاحها عىل التأبيد واملحرم :كل من ح ْ
ولو أهنا بزنا.
ويمس ذلك أيضا ،فإن خاف عليه أو عليها مل ينظر ومل يمس( ) ،وال
بأس باخللوة هبا( ) ،والسفر معها( ).
غريه إذا حأ ِم حن الشهو حة إىل ما ينظر إليه من حمارمه( ) ،ولو وينظر من ِ
أمة ِ
حيل له النظر إىل الظهر والبطن والفخذ؛ ( ) وهذا إن أمن شهوته وإال فال ينظر ،وال ّ
لرضورة رؤيتها يف ثياب املهنة ،قال :ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ [النور ،]61 :فيبا له أن ينظر إىل
فإهنا تباع يف األسواق
موضع الزينة الظاهرة والباطنة ،ومل يرد به عني الزينةَّ ،
ويراها األجانب ،ولك َّن املراد منه موضع الزينة :فالرأس موضع التاج واإلكليل،
والشعر موضع القصاص ،والعنق موضع القالدة ،والصدر كذلك فالقالدة
والوشا قد ينتهي إىل الصدر ،واألذن موضع القرط ،والعضد موضع الدملوج،
والساعد موضع السوار ،والكف موضع اخلاتم واخلضاب ،والساق موضع
اخللخال ،والقدم موضع اخلضاب .ينظر :املبسوط ، 43 : 0والبدائع ، 0 :3
والتبيني ، 3 :6والعناية .94-99 : 0
وألن حرمة الزنا بذوات املحارم أغلظ َّ ( ) ألنَّه يكون سبب ًا للوقوع يف احلرام؛
فيجتنب .ينظر :البدائع ، 0 :3واهلداية .94 : 0
( )9فعن عمر بن اخلطاب قال ( :أال ال خيلون رجل بامرأة إال كان ثالثهام
الشيطان) يف سنن الرتمذي ،463 :4وصححه ،ومسند أمحد . 8 :
( )4فعن ابن عمر قال ( :ال تسافر املرأة ثالثة أيام إال مع ذي حمرم) يف صحيح
البخاري ،968 :وصحيح مسلم .373 :
( )3فعن عمر أنَّه رضب أمة رآها مقنعة وقال :اكشفي رأسك وال تتشبهي
باحلرائر ،قال ابن حجر يف الدراية : 4 :رواه عبد الرزاق يف مصنفه 96 :9
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
اخللوة هبا والسفر كانت أ ّم ولد ،أو مكاتبة ،أو مد ربرة( ) أو مستسعاة( ) ،ويف
وَيِل له مس ذلك( ) وقت الرشاء وإن خاف الشهوة ،وقيل: معها قوالن( ) ،ح
ِ ِ
حَيل له النظر وقت الرشاء مع خوف الشهوة ،وال حَي ّل ّ
املس معه( ).
بإسناد صحيح .وعن صفية ريض اهلل عنها :قالت« :خرجت امرأة خمتمرة ٍ
متجلببة ،فقال عمر :من هذه؟ فقيل :جارية فالن من بيته فأرسل إىل حفصة فأنكر
عليها ،وقال :ال تشبهوا اإلماء باملحصنات» يف الدراية ، 4 :ونصب الراية :
900عن مصنف عبد الرزاق ، 96- 93 :9قال البيهقي :اآلثار عن عمر
بذلك صحيحة .وعن أنس « :رأى عمر أمة عليها جلباب ،فقال :عتقت،
قالت :ال ،قال :ضعيه عن رأسك إنَّام اجللباب عىل احلرائر ،فتلكأت فقام إليها
بالدرة فرضب رأسها حتى ألقته» يف مصنف ابن أيب شيبة ،4 :قال ابن حجر يف
الدراية : 4 :إسناده صحيح.
( ) املُد ّبر :هو الذي ُأعتق عن ُد ُبر :أي بعد موت املوىل .ينظر :طلبة الطلبة ص. 6
( ) املستسعى :معتق البعض يستسعي أي طلب منه السعاية يف قيمة ما مل يعتق منه.
ينظر :طلبة الطلبة ص. 6
( )9ففي قول :جيوز؛ لوجود احلاجة وقيام الرق فيهن ،ويف قول :ال جيوز؛ لعدم
،واهلدية ص ، 7قال ابن ملك يف رشحه عىل الرضورة ،كام يف املنحة :9
/ب« :واألصح أنَّه ال بأس بذلك إن أمن الشهوة عىل نفسه التحفة ق
وعليها؛ ألنَّه قد يبعثها إىل حاجته من بلد إىل بلد وال جيد حمرم ًا خيرج معها ،وهي
حتتاج إىل ما يركبها وينزهلا».
( )4أي املوضع الذي حيل له النظر إليه من أمة غريه .ينظر :هدية الصعلوك ص. 7
( )3أي إذا اشتهى ،أو كان أكَّب رأيه ذلك؛ َّ
ألن إباحة النظر ليعلم قدر املالية فيصري
معلوم ًا بالنظر دون املس ،ويف غري حالة الرشاء يبا النظر واملس برشط عدم
/ب. الشهوة .ينظر :رش ابن ملك ق
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
. ( ) املجبوب :وهو الذي قطع َذك َُره .ينظر :البحر الرائق :8
ال ليجامعه .ينظر :اهلداية نفس ِه فح ً
( ) أي الذي يفعل الرديء ،يعني يمكِّن من ِ
والعناية ،97-96 : 0و ذخرية العقبى ص.373
( )9لعموم قوله :ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [النور ،]63 :وعن أم سلمة
أن خمنث ًا كان عندها ورسول اهلل يف البيت ،فقال ألخي أم ريض اهلل عنهاَّ ( :
سلمة :يا عبد اهلل بن أيب أمية ،إن فتح اهلل عليكم الطائف غد ًا ،فإين أدلك عىل بنت
فإهنا تقبل بأربع وتدبر بثامن ،قال :فسمعه رسول اهلل ،فقال :ال يدخل غيالنَّ ،
هؤالء عليكم) يف صحيح مسلم . 7 3 :4
( )4أي حيل له النظر إىل الوجه والكفني كاألجنبية؛ وال جيوز هلا أن تبدي زينتها له إال
ِ
جلواز حمرم ،وال زوج ،والشهو ُة متح ّققة فحل غري ّ ما جيوز أن تبديه لألجنبي؛ ألنَّه ٌ
خارج البيت ،لكن حيل له َ ُ
يعمل عاد ًة النكا ِ يف اجلملة ،واحلاجة قارصة؛ ألنّه
الدخول عليها من غري إذهنا؛ للرضورة .ينظر :العناية ،98-97 : 0والبحر
،واهلدية ص. 8 الرائق :8
ْزل يف الفرج ،كام يف ذكره ،وال ُين ُ ِ ( )3العزل :هو أن يطأ فإذا َق ُر َب إىل
أخرج َ
َ اإلنزال
رش الوقاية ص ،8 8هذه صورة العزل املعروفة يف السنة والفقه؛ ويلحق هبا كل
طريق متنع حصول تلقيح املني مع البويضة سواء كان باألكياس أو احلبوب املانعة
أن بعض هذا املوانع خيتلف حكمها إذا للحمل أو سد باب الرحم أو غريها؛ إال َّ
كان هلا رضر أو مضاعفات عىل اجلسم ،وهذا خيتلف من امرأة ألخرى.
( )6ألنَّه ال حق له يف الوطء ،كام يف املنحة ، 9 :9وعن ابن مسعود « :تستأمر
احلرة ،ويعزل عن األمة» يف مصنف ابن أيب شيبة .3 9 :9
ألن يف العزل تنقيص حقها؛ إذ هلا فيه حق ًا ،وال جيوز تفويت حق اإلنسان من غري (َّ )7
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
رضاه ،فإذا رضيت جاز ،كام يف اهلداية ،40 -400 :9ورش الوقاية ص،8 8
وإعالء السنن ،498 : 7فبنا ًء عىل هذا رص زين الدين ابن نجيم يف البحر
الرائق« : 4 :9ينبغي أن يكون سد املرأة فم رمحها كام تفعله النساء؛ ملنع الولد،
حرام ًا بغري إذن الزوج قياس ًا عىل عزله بغري إذهنا»؛ فعن جابر ،قال« :كنا نعزل
والقرآن ينزل» يف صحيح البخاري 338 :3زاد إسحاق ،قال سفيان« :لو كان
شيئ ًا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن» يف صحيح مسلم ، 063 :وعن عمر ( :هنى
احلرة إال بإذهنا) يف سنن البيهقي الكبري ، 9 :7وسنن رسول اهلل عن عزل ّ
ابن ماجة ،6 0 :ومسند أمحد ،9 :واملعجم األوسط ،87 :4وغريها،
وتفصيل الكالم يف إسناده يف إعالء السنن ،494-499 : 7وغريه.
( ) قال العالمة ظفر أمحد التهانوي يف إعالء السنن « :444 : 7بالنظر إىل فساد
الزمان جيوز للمرأة سد فم رمحها أو تعاطيها ما يقطع احلبل من أصله ،ولكن هذا
مما يعرف وال يعرفَّ ،
فإن العامة ال يراعون احلدود ،وال يقفون عندها ،والفقيه من
عرف حاله زمانه ،وقد نشأت يف أوروبا مجاعة من النساء تسعى يف تقليل النسل
وقطعها وتعلم أخواهتا أنواع ًا من احليل لقطع احلبل ،وانترشت دعوهتا إىل أقىص
البالد من اهلند والعرب ومرص والشام ،ولو متت حيلة هؤالء اخلبيثات ألفضت
إىل قطع النسل وفساد العامل ،وقد حض الرسول عىل تعاطي أسباب الولد…
فال يفتى بجواز العزل إال أن يكون حلاجة ظاهرة….».
( ) هذا عند أيب حنيفة وحممد ،وعن أيب يوسف أنَّه ال بأس به .ينظر :بدائع
الصنائع ، 4 :3وغريه.
( )9فعن أنس قال ( :ما من مسلمني التقيا أخذ أحدمها بيد صاحبه إال كان حق ًا
عىل اهلل عز وجل أن حيرض دعاءمها وال يفرق بني أيدهيام حتى يغفر هلام) يف مسند
أمحد ، 4 :9واألحاديث املختارة ، 98 :7ومسند أيب يعىل ، 63 :7وعن
ـ 631ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وقيل :ال بأس هبام أيضا إذا قصد املَّبة واإلكرام( ).
وال بأس بتقبيل يد العامل والسلطان العادل( ).
إن املسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده حتاتت عنهام سلامن الفاريس قال َّ ( :
ذنوهبام كام يتحات الورق عن الشجرة اليابسة يف يوم ريح عاصف وإال غفر هلام
ولو كانت ذنوهبام مثل زبد البحر) يف املعجم الكبري ، 36 :6قال املنذري يف
الرتغيب : 3 :9إسناد حسن.
( ) قال إمام اهلدى أبو منصور املاتريديَّ « :
إن املعانقة إنَّام تكره إذا كانت شبيهة بام
َّبة واإلكرام فال تكره ،وكذا وضعت للشهوة يف حالة التجرد ،فأ ّما إذا قصد هبا امل ّ
التقبيل املوضوع لقضاء الوطر والشهوة هو املحرم ،فإذا زال عن تلك احلالة
« :قال أبيح» ،كام يف البدائع ، 4 :3وقال ابن نجيم يف البحر الرائق :8
مشاخينا :إن كان يأمن عىل نفسه من الشهوةَ ،و َق ََصدَ الَّب واإلكرام وتعظيم املسلم
فال بأس به» ،واألحاديث حممولة عىل هذا التفصيل؛ فعن أنس قال( :قلنا :يا
رسول اهلل ،أينحني بعضنا لبعض ،قال :ال ،قلنا :أيعانق بعضنا بعض ًا ،قال :ال،
ولكن تصافحوا) يف سنن ابن ماجة ، 0 :والكامل ،63 :6وعن نعيم بن
عبد اهلل النحام ( :أنَّه هاجر إىل املدينة يف أربعني نفر ًا من أهله فأتى رسول اهلل
فاعتنقه وقبله) يف الطبقات الكَّبى البن سعد ، 98 :4وعن أيب رحيانة
قال( :كان رسول اهلل ينهى عن معاكمة أو مكاعمة املرأة املرأة ليس بينهام يشء،
أو معاكمة أو مكاعمة الرجل الرجل يف شعار ليس بينهام يشء) يف مصنف ابن أيب
شيبة ،4 :4وسنن الدارمي ،96 :ومعترص املخترص ،9 :وغريها.
( ) يف النوادر« :وتقبيل يد العامل والسلطان العادل ال بأس به»؛ ورخص شمس األئمة
يس وبعض املتأخرين تقبيل يد العامل أو املتورع عىل سبيل التَّبك ،كام يف الرس ْخ ّ
َّ َ
،والتبيني ، 3 :6واجلوهرة ، 86 :ودرر احلكام : البحر الرائق :8
أن مفاد األحاديث ،9 8والدر املختار ،989 :6وقال الرشنباليل :وعلمت َّ
سنيته أو ندبه كام أشار إليه العيني ،كام يف رد املحتار 989 :6؛ فعن سفيان أنَّه قال:
ـ 636ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
ِ
الناس والبهائم فقط يف البلد الصغري( ). ِ
أقوات ( )
وَيرم احتكار
ح
،والتبيني :6 تقبيل يد العامل والسلطان العادل سنة ،كام يف البحر الرائق :8
، 3وعن ابن عمر قال( :قبلنا يد النبي )يف املستدرك ، 74 :9وجامع
الرتمذي ،700 :3وحسنه ،وسنن النسائي ،93 :3ومسند إسحاق بن راهويه
أن قوم ًا
،8 :واألدب املفرد ص ،9 6وغريها ،وعن صفوان بن عسال َّ ( :
،ومصنف ابن من اليهود قبلوا يد النبي ورجليه) يف سنن ابن ماجة :
أيب شيبة ، 3 :3وعن كعب بن مالك قال( :ملَّا نزلت توبتي أتيت النبي
فقبلت يده وركبتيه) يف تقبيل اليد ص ،36ومن أراد االستفاضة يف الوقوف عىل
األحاديث يف تقبيل اليد فلرياجع كتاب تقبيل اليد أليب بكر املقري (ت 98هـ).
( ) االحتكار ،وهو افتعال من حكر :أي ظلم ،ويف الرشع :حبس األشياء املخصوصة
املجموعة من بلده للغالء ،وهو حرام يف أقوات الناس :كالَّب والعدس والسمن
والعسل والزبيب ونحوها ،وأقوات البهائم :كالشعري والتبن والقت وأمثاهلا،
أرض الناس حبسه وهذا عند أيب حنيفة وحممد ،وقال أبو يوسف :كل ما ّ
فهو احتكار ،وإن كان ذهب ًا أو فضة أو ثوب ًا.
واالحتكار املنهي عنه أن يشرتي وجيمع مما حرض يف املرص وحيبسه لزمان الغالء،
أو مدة طويلة وهي مقدرة بأربعني يوم ًا؛ فعن عمر قال ( :من احتكر عىل
املسلمني طعام ًا أربعني رضبه اهلل باجلذام واإلفالس) يف سنن ابن ماجة ،7 3 :
ومسند أمحد ، :ومسند الطياليس ، :وقال اهليثمي :إسناده صحيح
ورجاله موثوقون ،وعن ابن عمر قال ( :من احتكر طعام ًا أربعني ليلة فقد
برئ من اهلل وبرئ اهلل منه) يف مسند أيب يعىل ، 3 : 0ومصنف ابن أيب شيبة :4
،90واملستدرك ، 4:ومسند أمحد ،99 :وضعفه األرنؤوط ،وقيل :مقدرة
ألن الشهر وما فوقه طويل آجل ،وما دونه قليل عاجل ،كام يف اهلدية بشهر؛ َّ
ص. 3
( ) أما يف البلد الكبري فإذا كان ال يرض أهله ال بأس به؛ ألنَّه حبس ملكه من غري رضر
ـ 636ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ومن احتكر حغ رلة حأرضه أو ما جلبه من ٍ
بلد آخر حح ّل( ). ح ح
تعني( ) دفعا للرضر العام.
وَيرم( ) التسعري( ) إال إذا ر
ح
ألحد ،أما يف البلد الصغري ،ففيه إبطال حق العامة وتضييق األمر عليهم ،فإذا رفع
أمر املحتكر إىل احلاكم أمر ببيع ما فضل عن قوته وقوت أهله ،فإن مل يمتثل حبسه
وعزره عىل ما يراه ،وأبو حنيفة كان ال يرى بيع مال املديون جَّب ًا ،لكن أجازهَّ
هاهنا دفع ًا للرضر العام :كاحلجر عىل الطبيب اجلاهل ،كام يف هدية الصعلوك
ص ، 3واملنحة 6 :9؛ فعن معمر بن عبد اهلل قال ( :ال حيتكر إال
،وعن عمر بن اخلطاب قال ( :اجلالب خاطئ) يف صحيح مسلم 7 :9
مرزوق واملحتكر ملعون) يف سنن ابن ماجة ،7 8 :وسنن الدارمي ،9 4 :
وشعب اإليامن ،3 3 :7وسنن البيهقي الكبري ،90 :6ومسند عبد بن محيد :
،4وضعفه اهليثمي.
( ) ألنَّه خاص حقه فلم يتعلق به حق العامة ،فال يكون احتكار ًا ،وقال أبو يوسف
:يكره أن حيبس ما جلبه من بلد آخر .ينظر :منحة السلوك . 7 :9
( ) اتفق مجهور الفقهاء من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة عىل عدم جواز
التسعري يف األحوال العادية التي ال يظهر فيها ظلم من التجار ،وال غالء يف
األسعار .ينظر :حكم التسعري يف اإلسالم ص . 9-
ألن الثمن حق العاقد فإليه تقديره فال ينبغي لإلمام أن يتعرض حل ّقه ،كام يف اهلدية(َّ )9
ص 90؛ قال :ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ [النساء ،]63 :وعن
أنس ( :قال الناس :يا رسول اهلل ،غال السعر فس ِّعر لنا ،فقال رسول اهلل َّ :
إن
اهلل هو املسعر ،القابض الباسط الرزاق ،وإين ألرجو أن ألقى اهلل وليس أحد
منكم يطالبني بمظلمة يف دم وال مال) يف سنن أيب داود ، 39 :وسنن
الرتمذي ،603 :9وصححه ،وسنن ابن ماجة ،74 :ومسند أمحد. 86 :9
( )4أي التسعري بأن كان أرباب الطعام يتحكمون عىل املسلمني ويتعدون عىل القيمة
تعدي ًا فاحش ًا وال يمكن صيانة حقوق املسلمني إال بالتسعري ،فيسعر بمشورة من
ـ 634ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وَيرم بيع أرايض مكّة وإجارهتا( ) ،وال َيرم بيع أبنيتها( ).
أهل الرأي والبصرية؛ لدفع الرضر العام ،فإذا فعل ذلك وتعدى رجل عن ذلك
وباع فوقه أجازه القايض ،وهذا ظاهر الرواية وهو قول أيب حنيفة ؛ ألنَّه ال ير
احلجر عىل احلر ،وكذا عندمها؛ ألنَّه حجر عىل قوم جمهولني فال يصح إال أن يكون
عىل قوم بأعياهنم.
وينبغي للقايض والسلطان أن ال يعجل بعقوبة من باع فوق سعر ،بل يعظه
ويزجره ،وإن رفع إليه ثاني ًا فعل به كذلك وهدده ،وإن رفع ثالث ًا حبسه ّ
وعزره،
حتى يمتنع عنه ،ويمتنع الرضر عن الناس ،ويف العتايب :لو باع شيئ ًا بثمن زائد عىل
ما قدّ ره اإلمام فليس عىل اإلمام أن ينقضه ،والغبن الفاحش هو أن يبيع بضعف
قيمته ،وإذا امتنع أرباب الطعام عن بيعه لإلمام أن يبيعه عليهم عندهم مجيع ًا عىل
مسألة احلجر ،وقيل :يبيع باإلمجاع؛ ألنَّه رضر عام ورضر خاص فيقدم الرضر
العام ،قال يف املحيط قال بعض مشاخينا :إذا امتنع املحتكر عن بيع الطعام يبيعه
اإلمام عليه عندهم مجيع ًا .ينظر :رش ابن ملك ق/ 4أ ،واهلدية ص، 90
والبحر الرائق . 9 :8
( ) هذا عند أيب حنيفة ؛ فعن ابن عمرو قال النبي ( :مكة حرام ،وحرام بيع
رباعها ،وحرام أجر بيوهتا) يف املستدرك ،6 :وسنن الدارقطني ،37 :9وعن
عبد اهلل بن عمرو ،قالَّ ( :
إن الذي يأكل كراء بيوت أهل مكة ،إنَّام يأكل يف بطنه
نار ًا) يف سنن الدارقطني ،37 :9وعن ابن جريج( :قرأت كتاب عمرو بن عبد
العزيز عىل الناس بمكة ينهاهم عن كراء بيوت أهل مكة ودورها) يف مصنف
ابن أيب شيبة ،990 :9وقاال :ال بأس به ،وهو رواية عنه؛ َّ
ألن األرايض مملوكة
ألصحاهبا؛ لظهور االختصاص الرشعي به ،فصار كالبناء .ينظر :رش ابن ملك
ق/ 4أ.
( ) َّ
ألن البناء ملك ملن بناه ،أال ترى أنَّه لو بنى يف املستأجر أو يف الوقف صار البناء له
وجاز له بيعه .ينظر :منحة السلوك . 3 :9
ـ 635ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
املصحف والنقط( ) ،وقيل :يباح يف زماننا. ويكره التعشري يف
ِ
الذهب من غري املسجد وزخرفته ِ
بامء ِ ويباح حتلية املصحف( ) ،ونقش
مال الوقف( ).
ويكره استخدام اخلصيان( ).
( ) لقول ابن مسعود « :جردوا القرآن ،ال تلبسوا به ما ليس منه» يف املعجم الكبري
،9ومصنف ابن أيب شيبة ، 93 :قال ،939 :3ومصنف عبد الرزاق :4
اهليثمي يف جممع الزوائد :9 8 :7رجاله رجال الصحيح غري أيب الزعراء وقد
ألهنم
وثقه ابن حبان ،قال العيني يف املنحة « : 3 :9ولكن هذا كان يف زمنهم؛ َّ
كانوا ينقلونه عن النبي كام أنزل ،وكانت القراءة سهلة عليهم ،ال كذلك يف
زماننا فيستحسن ،والتشاديد والنقط والتعشري؛ لعجز العجم عن التعلم إال به،
وإىل هذا أشار املصنف بقوله :وقيل :يبا يف زماننا ،وعىل هذا ال بأس بكتابة
أسامء السور وعدد اآلي ،فهو وإن كان حمدث ًا فمستحسن ،وكم من يشء خيتلف
باختالف الزمان واملكان» ،ومشت عىل جواز التعشري عامة الكتب :كالبدائع :3
،والكنز ،90 :6والتبيني ،90 :6وغريها. 7
( ) ملا فيه من تعظيمه .ينظر :التبيني .90 :6
ألن تزيني املساجد من باب تعظيمه ،لكن مع هذا تركه أفضل؛ َّ
ألن رصف املال إىل (َّ )9
،قال :ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ الفقراء أوىل ،كام يف البدائع 7 :3
ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ [التوبة ،]13 :وال جيوز من مال الوقف ،حتى إذا فعل منه
يلزم الضامن عىل الذي فعل .ينظر :املنحة . 0 :9
( )4ألنَّه ّ
حث عىل خيص اإلنسان ،وهو غري جائز ،كام يف رش الوقاية 03 :3؛ فعن
ابن مسعود ( :كنا نغزو مع النبي وليس معنا نساء ،فقلنا :أال نختيص؟ فنهانا
نتزوج املرأة بالثوب ،ثم قرأ :ﭽﮑ ﮒ ﮓ فرخص لنا بعد ذلك أن َّ عن ذلك َّ
ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ [املائدة )]33 :يف صحيح البخاري . 687 :4
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ِ
بخصاء البهائم( ) ،وإنزاء احلمري عىل اخليل( ). وال بأس
الذمي( ).
ّ وال بأس بعيادة
وبحق الع ِّز من
ِّ وَيرم قوله يف الدعاء :أسألك بمعقد الع ّز من عرشك، ح
وبحق النبي .) (
ِّ وبحق فالن،
ِّ عرشك( )،
( )
وَيرم اللعب بالنرد ح
ضحى بكبشني أحملني موجوءين) يف سنن ابن ماجة : َّ رسول اهلل َ ( ) َّ
ألن (
، 049ومسند أيب يعىل ،9 7 :9ورش معاين اآلثار ، 77 :4واملوجوء هو
وألن حلمه يطيب به ،ويرتك النطا فكان حسن ًا .ينظر :تبيني احلقائق :6َّ اخليص؛
.9
ألن (رسول اهلل ركب البغلة واقتناها) يف صحيح البخاري ، 034 :9فلو كان ( ) َّ
هذا الفعل مكروه ًا ملا اختذها وال ركبها .ينظر :اجلوهرة النرية . 89 :
وألن العيادة نوع من الَّب ،قال :ﭽﭹ ﭺ َّ ألن فيه إظهار حماسن اإلسالم؛ (َّ )9
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ
ﮎﭼ [املمتحنة .]3:ينظر :التبيني ،90 :6وجممع األهنر .34 :
« :تعاىل اهلل عن ذلك علو ًا كبري ًا ،وال شك يف كراهية ( )4قال العيني يف املنحة :9
عزه الثانية؛ الستحالة معناها عىل سبحانه وتعاىل ،وكذا األوىل؛ ألنَّه يوهم َّ
أن ّ
متع ّلق بالعرش ،والعرش حادث ،وما يتعلق به يكون حادث ًا ،واهلل تعاىل متعال عن
عزه قديم كذاته» ،ومثله يف اهلداية.64 : 0 عزه باحلادث ،بل ّتعلق ّ
خيص برمحته من يشاء من غري وجوب ( )3ألنَّه ال حق للخلق عىل اهلل تعاىل ،وإنَّام ّ
. عليه .ينظر :منحة السلوك :9
( )6ألنَّه قامر أو لعب ،وكل ذلك حرام ،كام يف البدائع ، 7 :3وقال َ ( :من لعب
بالنردشري ،فكأنَّام صبغ يده يف حلم خنزير ودمه) يف صحيح مسلم ، 774 :4وقال
( :من لعب بالنرد فقد عىص اهلل ورسوله) يف صحيح ابن حبان، 8 : 9
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
والشطرنج( ) ،واألربعة عرش( ) ،وكل ٍ
هلو
( )
( ) املالهي :تشمل مجيع أنواع اللهو ،حتى التغني برضب القضيب ،ونفخ القصب،
كام يف املنحة ، 7 :9قال الزيلعي يف التبيني َّ « : 9 :6
إن املالهي كلها حرام،
حتى التغني برضب القضيب» ،وعنى بالقضيب :خشب احلارس ،كام يف العناية
. 6: 0
وآالت اللهو املحرمة ،وهي املطربة من غري الغناء :كاملزمار ،سواء كان من عود أو
قصب :كالشبابة ،أو غريه :كالعود والطنبور ،السيام إن اقرتنت بأنواع اخلمر أو
الزنى أو اللواط أو دواعي ذلك من اللمس بشهوة والتقبيل أو النظر بشهوة لغري
الزوجة ،أو مل يكن يشء من ذلك يف املجلس ،بل كان يف املقصد والنية الشهوات
تصور يف نفسه شيئ ًا من ذلك واستحسن أن يكون موجود ًا يف ّ املحرمة بأن
املجلس؛ قال رسول اهلل ( :ليكونن من ُأمتي أقوام يستحلون ّ
احلر واحلرير
،وقال ( :يرشب ناس من واخلمر واملعازف…) يف صحيح البخاري 9 :3
ُأمتي اخلمر يسموهنا بغري اسمها يرضب عىل رؤوسهم باملعازف والقينات خيسف
اهلل هبم األرض وجيعل منهم القردة واخلنازير) يف صحيح ابن حبان، 60 : 3
وموارد الظمآن ،996 :ومصنف ابن أيب شيبة ،68 :3واملعجم الكبري ، 89 :9
والتاريخ الكبري ،904 :وقال ( :يف هذه األمة خسف ومسخ وقذف ،قال
رجل من املسلمني :يا رسول اهلل ،متى ذلك ،قال :إذا ظهرت القيان واملعازف
ورشبت اخلمور) قال املنذري يف الرتغيب : 8 :9رواه الرتمذي 433 :4من
رواية عبد اهلل بن عبد القدوس وقد وثق ،وقال حديث غريب وقد روي عن
األعمش عن عبد الرمحن ابن سابط مرسالً ،وقال َّ ( :
إن اهلل بعثني رمحة للعاملني
وهدى للعاملني ،وأمرين ريب بمحق املعازف واملزامري…) يف مسند أمحد :3
، 68ومسند الطياليس ، 34 :واملعجم الكبري ، 36 :8وشعب اإليامن :3
، 49وغريها.
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
إن الشيطان ليخاف فألقت الدف حتت أستها ثم قعدت عليه فقال رسول اهلل َّ :
منك يا عمر…) يف سنن الرتمذي ،6 0 :3وصححه ،وسنن البيهقي الكبري: 0
،77ومسند أيب حنيفة ص ، 86وعن عائشة ريض اهلل عنها :قال ( :أعلنوا هذا
النكا واجعلوه يف املساجد وارضبوا عليه بالدفوف) يف سنن الرتمذي ،938 :9
وقال :غريب حسن ،وسنن البيهقي الكبري ، 30 :7وعن عمر « أنَّه ملا سمع
صوت الدف بعث فنظر فإن كان يف وليمة سكت وإن كان يف غريه عمده بالدرة»
يف مصنف ابن أيب شيبة .433 :9
الرحيل والنُّزول؛ وألنَّه هيب ٌة للمسلمني عىل األَعداء ،كام يف املنحة :9
( ) أي إلعالم َّ
صحيح ال للهو؛ ألنَّه معصية ،كام يف رش الوقاية ٌ غرضٌ َّ ، 8
فإن فيه
ق/ 3ب.
( ) املغني اسم ملن كان الغناء حرفته التي يكتسب هبا املال ،قال ابن اهلامم يف فتح
أن التغني للهو ،أو جلمع املال حرام بال خالف». القدير« :403 :7نصوا عىل َّ
( )9ألنَّه إعطاء املال عن طوع من غري عقد :كام لو مجعوا لإلمام واملؤذن شيئ ًا وأعطوه
من غري رشط ،كان حسن ًا؛ ألنَّه ّبر وجمازاة اإلحسان ،كذا قاله اإلمام قايض خان،
وأما مع رشط األجرة فحرام؛ ألنَّه أجر املعصية ،وما أخذه بذلك جيب رده عىل
ألن األخذ معصية ،والسبيل يف املعايص ردها ،وإال تصدق به ،كام صاحبه إن قدر؛ َّ
يف رش ابن ملك ق/ 3ب.
( )4وهذا فيام إذا ركبت متهلية أو متزينة؛ لتعرض نفسها عىل الرجال،
فإهنا تركب مسترتة كيال تقع يف الفتنةَّ ،
فإن إال إذا ركبت للرضورة يف سفر احلجَّ ،
الرضورات تبيح املحظورات ،كام يف رش ابن ملك ق/ 6أ ،واهلدية ص. 94
ـ 636ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ومن ر حأى منكرا وهو ممرن يفعله يلزمه النهي عنه( ). ح
اعرتض الولد يف بطنها وقت الوالدة ،وخيف عليها ،ومل يمكن ح حامل
إخراجه إال بقطعه مل يز قطعه( ) إال إن كان ميتا.
الظن حياته وبقاؤه
ِّ ب عىل فتحرك يف بطنها الولد ،فإن حغ حل ح
ر حامل ماتت
انب األحيرس ْ
وخي حرج( ). ي حشق بطنها من اجل ِ
للمرأة إسقاط الولد ما مل يستبن يشء من خلقه( ). ِ ويباح
ثم مات ومل يرتك شيئا( ) ال ي حشق بطنه.رجل ابتلع درة أو ذهبا لغريه ّ
وعاء ر
وتعذر إخراجه ،ينظر ٍ نعامة ابتلعت لؤلؤة ،أو شاة نشب رأسها يف
إىل أكثرمها قيمة( ) فيغرم مالكه قيم حة اآلخر ،و حي ْصنحع ما شاء.
أقل من أن يلح َقها إثم هنا إذا سقط بغري فلام كان يؤاخذ باجلزاء فال ّ
الصيدَّ ،
عذرها» .وقال ابن وهبان« :فإباحة اإلسقاط حممولة عىل حالة العذر ،أو َّأهنا ال
تأثم إثم القتل ،ومن األعذار :أن ينقطع لبنها بعد ظهور احلمل وليس أليب الصغري
ما يستأجر به الظئر وخياف هالكه» ،كام يف منحة اخلالق : 3 :9أي لو ظهر هبا
احلبل ،وانقطع لبنها ،وليس ألب الصبي ما يستأجر مرضع ًا ،وخياف هالك الولد،
فإنَّه عذر يبا له أن تعالج املرأة الستنزال الدم ما دام احلمل مل ينفخ فيه الرو ؛
لصيانة آدمي ،كام يف الفقه احلنفي 40 :3؛ فعن ابن مسعود ،قال َّ ( :
إن
جي َم ُع خلقه يف بطن أمه أربعني يوم ًا ،ثم يكون يف ذلك علقة مثل ذلك ،ثم أحدَ كم ُ ْ
الرو ،و ُيؤمر َبأربع
يكون يف ذلك مضغة مثل ذلك ،ثم ُي ْر َس ُل ا َمل َل ُك فينفخ فيه ُّ
كلامت :بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد …) يف صحيح مسلم :4
، 096وصحيح البخاري . 74 :9
( ) أي ومل يرتك ماالً؛ ألنَّه لو ترك ماالً كانت قيمة الدرة يف تركته ،وإن مل يرتك ال يشق
ألن الشق حرام ،وحرمة النفس أعظم من حرمة املال ،وعليه قيمة الدرة؛ بطنه؛ َّ
ألنَّه استهلكها وهي ليست من ذوات األمثال ،فكانت مضمونة بالقيمة ،فإن ظهر
له مال يف الدنيا قىض منه ،وإال فهو مأخوذ به يف اآلخرة .ينظر :بدائع الصنائع :3
. 3
( ) أي فيغرم مالكه قيمة األخرى ،فإن كانت قيمة النعامة أكثر من قيمة اللؤلؤة
يضمن صاحب النعامة قيمة اللؤلؤة لصاحبها ،وكذا احلكم يف الشاة مع اإلناء؛
ألن يف ذلك نظر ًا للجانبني بطريق التعادل ،ويصنع الرجل الذي غرم بام غرمه ما
َّ
شاء؛ ألنَّه ملكه بالضامن .ينظر :منحة السلوك . 99 :9
ـ 634ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فإن بدأت باألذى فال بأس به ،وهو املختار ،وقيل :ال بأس به مطلق ًا ،كام يف البحر
الرائق ، 9 :8قال العيني يف املنحة « : 94 :9قتل احليوان إنَّام جيوز لغرض
صحيح ،فإذا مل يؤذ ال يقتل بخالف القملة ،فإنَّه جيوز قت ُلها مطلق ًا سواء آذت أو
ألهنا بالطبع مؤذية وكذلك الَّباغيث».
ال؛ َّ
( ) فعن ابن عباس ،قال ( :ال تعذبوا بعذاب اهلل) يف صحيح البخاري :9
ألهنا
، 038وإن طرحه القملة عىل الرتاب حية فهو مبا ،ولكنَّه ليس بأدب؛ َّ
هتلك باجلوع ،وهو إذاء ،واألدب هو التخلق باألخالق اجلميلة واخلصال
احلميدة .ينظر :هدية الصعلوك ص. 93
( )9قال رسول اهلل ( :اخلتان سنة للرجال مكرمة للنساء) يف مسند أمحد ،73 :3
وضعفه األرنؤوط ،واملعجم الكبري ، 79 :7ومصنف ابن أيب شيبة ،9 7 :3
ألهنا تكون ألذ للرجال عند املواقعة .ينظر :اهلدية وإنَّام كانت مكرمة هلن؛ َّ
ص ، 93والتبيني . 6 :4
( )4النِّفار :من النفر :أي اجلزع والتباعد ،والعثار :من العثرة :أي إن تعلق قدمه بيشء
فيكبو ،وإنَّام ترضب يف النفار؛ ألنَّه من عادهتا السيئة ،بخالف العثار ،فإنَّه آفة
تصيبها .ينظر :املنحة . 93 :9
( )3الركض :الرضب بالرجل لإلرساع ،والنخس :الطعن بمهامز ،وهو حديدة
منشوبة يف مؤخرة اجلرموق وغريه ،كام يف اهلدية ص ، 96فهذا الفعل من
الداللني ألجل العرض عىل املشرتي أو أن يفعله أحد للهو مكروه؛ ألنَّه تعذيب
ـ 635ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ٍ
غرض صحيحٍ للعرض عىل املشرتي أو للهو مكروه ،وللجهاد وغريه من
مباح.
ٍ
كفاية( ) ،وثواب امل حس ِّل ِم أكثر( ) ،وال حيِب والسالم سنّة( ) ،ورده فرض
ر
للحيوان بال غرض صحيح حتى يبا ؛ ألجل اجلهاد وغريه من غرض صحيح
مثل :الفرار من العدو أو الكرار إليه ونحو ذلك .ينظر :منحة السلوك . 96 :9
( ) فعن أيب هريرة قال رسول اهلل ( :ال تدخلون اجلنة حتى تؤمنوا ،وال تؤمنوا
حتى حتابوا ،أوال أدلكم عىل يشء إذا فعلتموه حتاببتم؟ أفشوا السالم بينكم) يف
صحيح مسلم .74 :
( ) فرض الكفاية :إن قام به البعض سقط عن الباقني ،فيجب ر ّد جواب كتاب التحية
كرد السالم ،ولو قال آلخر :أقرئ فالن ًا السالم جيب عليه ذلك ،ويكره السالم
عىل الفاسق لو معلن ًا ،وإال ال يكره ،كام ُيكره عىل عاجز عن الر ّد حقيقة :كآكل ،أو
رشع ًا :كمصل وقارئ ،ولو س ّلم ال يستحق اجلواب ،كام يف الدر املختار :6
4 3-4 4؛ فعن أيب هريرة قال ( :مخس جتب للمسلم عىل أخيه :ر ّد
السالم ،وتشميت العاطس ،وإجابة الدعوة ،وعيادة املريض ،واتباع اجلنائز) يف
ّ
صحيح مسلم ، 704 :4وصحيح ال ُبخاري ،4 8 :وسنن الرتمذي ، 80 :3
وغريها.
(َّ )9
ألن البادي بالسالم هو املسبب للجواب ،وهو البادي باإلحسان ،والراد جيازى
إحسانه باإلحسان ،واملجازاة لإلحسان أفضل ،ولكن ثواب املبتدي به أجزل ،كام
يف املنحة ص ، 97وعمر بن اخلطاب قال ( :إذا التقى الرجالن املسلامن
فس َّلم أحدُ مها عىل صاحبهَّ ،
فإن أح َبهام إىل اهلل أحسنُهام برش ًا بصاحبه ،فإذا تصافحا
نزلت عليهام مئة رمحة للبادي منهام تسعون ،وللمصافح عرشة) يف تاريخ جرجان
،40 :ومسند البزار ،497 :وقال :هذا احلديث ال نعلمه يروى عن النبي
إال من هذا الوجه هبذا اإلسناد ومل يتابع عمر بن عمران عىل هذا احلديث.
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
السائل( ) ،وال ينبغي حأن يس ِّل حم عىل حمن يقرأ القرآن( ).
حرد سالم ّ
العاطس( ) فرض كفاية.ِ وتشميت
احلي) ( ،ويباح باملذبوح.
ويكره تعليم البازي بالطري ّ
ِ
خلوف اإلباق. ويكره الغل( ) يف عنق العبد ،وال يكره القيد
( ) ألنَّه ليس للتحية ،وإنَّام يسلم ألجل يشء ،وال جيب رد سالم من يس ِّلم وقت
اخلطبة ،وإذا أتى دار إنسان .ينظر :رد املحتار .4 9 :6
( ) ألنَّه يشغله عن قراءته ،وإن س َّلم عليه ،فاألصح أنَّه جيب عليه ر ّده؛ ألنَّه فرض،
وقراءة القرآن ليست بفرض ،فال يدع الواجب باالشتغال بالنفل .ينظر :املنحة :9
. 98
( )9السنة يف حق العاطس أن يقول :احلمد هلل رب العاملني ،أو عىل كل حال ،وملن
حرض أن يقول :يرمحك اهلل ،فريد عليه العاطس فيقول :يغفر اهلل لك أو هيديك،
وإذا عطست املرأة فال بأس بتشميتها إال أن تكون شابة ،وإذا عطس الرجل
فشمتته املرأة فإن كانت عجوز ًا يرد عليها ،وإن كانت شاب ًة يرد يف قلبه ،كام يف
البحر الرائق ، 96 :8وعن أيب هريرة قال ( :إذا عطس َأحدكم فليقل:
احلمد هلل ،وليقل له أخوه أو صاحبه :يرمحك اهلل ،فإذا قال له :يرمحك اهلل ،فليقل:
هيديكم اهلل ويصلح بالكم) يف صحيح البخاري ، 38 :3وعن أنس قال:
فشمت أحدُ مها ومل يشمت اآلخر ،فقال الرجل :يا النبي َّ
(عطس رجالن عند ّ
إن هذا محد اهلل ومل حتمد اهلل) يف رسول اهلل ،شمت هذا ومل تشمتني ،قال َّ :
صحيح البخاري. 38 :3
) (4ملا فيه من تعذيبه مع حصول املقصود باملذبو بحيلة ،فيبا التعليم بالطري
املذبو .ينظر :اهلدية ص ، 96والدر املختار .474 :6
( )3وهو الطوق من احلديد الذي يمنعه من أن حيرك رأسه ،وهو معتا ٌد بني الظلمة،
وهو حرام؛ أل َّنه عقوبة أهل النار ،بخالف القيد يف اليد فال يكره؛ خلوف اهلروب
والتمرد عىل مواله .ينظر :رش ابن ملك ق/ 6ب.
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ويستحب جلريان أهل امليت واألقرباء األباعد هتيئة طعام هلم يشبعهم يومهم وليلتهم؛
لقوله ( :اصنعوا آلل جعفر طعام ًا فقد جاءهم ما يشغلهم) يف سنن أيب داود :
،وسنن ابن ماجة ،3 4 :ومسند أمحد ، 03 :واملستدرك ،3 7 :
ألن احلزن يمنعهم من ذلك وصححه؛ وألنَّه بر ومعروف ،ويلح عليهم يف األكل؛ َّ
فيضعفون .ينظر :فتح القدير . 4 :
ويف استحسان البزازية :إن اختذ طعام ًا للفقراء كان حسن ًا ،وأطال يف ذلك يف
ألهنم ال
املعراج ،وقال :وهذه األفعال كلها للسمعة والرياء ،فيحرتز عنها؛ َّ
يريدون وجه اهلل تعاىل ،....أما يف املسجد فيكره ،كام يف البحر عن املجتبى ،وجزم
به يف رش املنية والفتح ،لكن يف الظهريية :ال بأس به ألهل امليت يف البيت أو
املسجد والناس يأتوهنم ويعزوهنم .ينظر :رد املحتار . 4 - 40 :
( ) وهو الذي يورق ويكتب ،فإن كان جلوسهام احتساب ًا باألجر عند اهلل فال بأس به؛
ألنَّه قربة ،وإن كان بأجر يكره؛ ألنَّه ما أعد لذلك إال لرضورة تكون باملعلم
والوراق فال بأس بذلك؛ ملا فيه من دفع الرضورة من إباحة املحظور .ينظر :رش
ابن ملك ق/ 7أ.
( ) كاخلوف من سلطان جائر ،أو من حادثة أصابته ،بخالف ما إذا كان لتغري أهل
ألن املؤمن املتقي يف الزمان الذي ظهر فيه الفسادالزمان ،وخوف من املعايص؛ َّ
واشتهرت فيه املعايص حريان يف أمر دينه وكيف حيفظه ،وكيف ينجو من رشهم،
ففي هذا الزمان جيوز أن يتمنى املوت ،كام يف املنحة 4 :9؛ فعن سعد بن عبيد
قال ( :ال يتمنى أحدكم املوت إما حمسن ًا فلعله يزداد ،وإما مسيئ ًا فلعله
يستعتب) يف صحيح البخاري ، 644 :6وعن أنس قال ( :أال ال يتمنّى
أحدكم املوت لرض نزل به ،فإن كان ال ُبد متمني ًا املوت فليقل :اللهم أحيني ما
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
لتغري أهل الزمان وههور املعاي ،خوفا من الوقوع فيها. بأس بتمنيه ّ
رجل يرت ردد إىل ال رظ حلمة؛ ليدفع ر
رشهم عنه ،فإن كان مفتيا أو مقتدى به،
ال حَيِ ّل له ذلك) (.
كانت احلياة خري ًا يل ،وتوفني ما كانت الوفاة خري ًا يل) يف املجتبى ،9 :4وسنن ابن
ماجة ، 4 3 :ومسند أمحد ، 0 :9وصحيح ابن حبان ، 9 :7وعن أيب
هريرة قال ( :لتنتقن كام تنتقى التمر من اجلفنة فليذهبن خياركم وليبقني
رشاركم فموتوا إن استطعتم) يف املستدرك ،93 :4وصححه.
مقتدى
ً ألن الناس يظنون أنَّه يرىض بأمرهم ،وكان فيه مذلة للعلم ،وإن مل يكن ) ( َّ
به ،ال بأس به ،وإن تردد إليهم؛ ألن يصيب من دنياهم ،ال جيوز ،كام يف اهلدية
إن ُأناس ًا من أمتي سيتفقهون يف الدين،
ص 97؛ فعن ابن عباس ،قال َّ ( :
ويقرأون القرآن ،ويقولون :نأيت األمراء فنصيب من دنياهم ونعتزهلم بديننا ،وال
يكون ذلك كام ال جيتنى من القتاد إال الشوك كذلك ال جيتنى من قرهبم إال اخلطايا)
يف سنن ابن ماجة ،39 :واملعجم األوسط ، 30 :8ومسند الشاميني .403 :9
ـ 633ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
كتاب الفرائض
الفروض املقدرة يف القرآن ستّة :النصف( ) ،والربع( ) ،والثمن( )،
والثلثان( ) ،والثلث( ) ،والسدس( ).
الرجال ،وثامن من النّساء.
وأصحاُبا اثنا عش :أربعة من ّ
أما الرجال ) :فاألب ) ،واجلدّ ) ،واألخ ألم ) ،والزوج.
وأما النّساء ) :فاألم ) ،واجلدّ ة ) ،والبنت ) ،وبنت االبن
( ) أي للواحد من األخوة ألم السدس ،ولالثنني فأكثر الثل ،وذكرهم وأنثاهم يف
القسمة واالستحقاق سواء ،وهلم حالة ثالثة :وهي َّأَّنم يسقطون بالولد وولد
االبن وإن نول ،وباألب واجلد باالتفاق ،كام يف الفوائد ص ،قال :ﭽ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﭼ [النساء ،]31 :واملراد هبم أوالد
األم؛ َّ
ألن أوالد األب واألم ،أو األب مذكور يف آية النصف ،وهلذا قرأها بعضهم
وله أخ أو أخت ألم ،وإطالق الرشكة يقتيض املساواة ذكورهم وإناثهم سواء ،كام
يف املنحة . 4 :
( ) أي للوو ،حاالن :النصف عند عدم الولد؛ قال :ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ [النساء ،]31 :والربع مع الولد؛ قال :ﭽ ﭝ
ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ [النساء.]31 :
( ) أي لمأم ثالثة أحوال :األوىل :السدس مع الولد؛ قال :ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ [النساء ،]33 :ومع وجود االثنني من األخوة
واألخوات فصاعد ًا؛ قال :ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ [النساء،]33 :
والثانية :الثل عند عدم وجود األوالد واالثنني من األخوة؛ قال :ﭽ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ [النساء ،]33 :والثالثة :ثل الباقي إذا كان معها
أب وزو ،أو زوجة.
ـ 191ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
األصح( ).
ّ مكان األب جدّ فلها الثلث( ) كام ً
ال يف
.واجلدّ ة :أم األم وأم األب هلا السدس واحد ًة كانت أو أكثر( ).
) .7وللبنت الواحدة النصف) ،وللثنتني فصاعد ًا الثلثان) (.
( ) األصل يف مرياث األم إذا وجدت مع األب أن ترث ثل مجيع املال ،ولكن هنا
مسألتان تسميان بالعمريتني ،وفيهام تأخذ األم ثل الباقي بعد فرض أحد
الووجني ال ثل مجيع املال:
املسألة األوىل :توفيت امرأة عن زو ،وأم وأب ،فللوو ،النصف فرض ًا ،ولمأم ثل
الباقي من الرتكة :أي ثل نصف الرتكة بعد فرض الوو ،،ولمأب الباقي
بالتعصيب.
املسألة الثانية :تويف رجل عن زوجة وأم وأب ،فللووجة فرضها الربع ،ولمأم ثل
الباقي ،وما يبقى لمأب .ينظر :هامش التحفة ص. 2- 2
( ) وعن أيب يوسف هلا ثل الباقي أيض ًا يف هذه الصورة .ينظر :املنحة ، 2 :
واهلدية ص. 2
ألن القربى حتجب البعدى ،كام يف الفوائد البهية ( ) برشط االحتاد يف الدرجة؛ َّ
ص ؛ فعن ابن عباس قال ( :أطعم جدة سدس ًا) يف سنن الدارمي :
إن النبي جعل للجدة ،ومصنف ابن أيب شيبة ، 2 :وعن بريدة َّ ( :
،وسنن النسائي الكربى : السدس إذا مل تكن دوَّنا أم) يف سنن أيب داود :
،قال ابن حجر يف التلخيص « :2 :يف إسناده عبيد اهلل ،4واملنتقى :
إن النبي العتكي خمتلف فيه وصححه بن السكن» ،وعن معقل بن يسار َّ ( :
أعطى اجلدة السدس) يف سنن الدارقطني ،2 :واملعجم الكبري . 2 : 2
) ( فالنصف؛ لقوله :ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ [النساء ،]33 :والثلثان هو
قول عامة الصحابة ،وبه أخذ علامء األمصار ،كام يف املنحة ، 2 :وبقي حالة
ثالثة للبنت الصلبية :وهي َّأَّنا تكون عصبة مع االبن سواء كانت واحدة أو أكثر،
وله ضعف ما هلا؛ كام قال :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ [النساء .]33 :ينظر:
الفوائد ص.2
ـ 193ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
االبن عند عدم بنت الصلب ،وهلا واحدة كانت أو أكثر ِ .8وكذا بنت
مع بنت الصلب السدس تكملة الثلثني) (.
.9واألخت ألب وأم )هلا النصف) ،وللثنتني فصاعد ًا الثلثان( ).
. 1واألخت ألب كذلك عند عدم األخت ألب وأم ،وهلا واحد ًة
كانت أو أكثر مع األخت ألب وأم السدس تكملة الثلثني( ).
أن هلا النصف عند عدم البنت الصلبية، إن بنت االبن هلا أربعة أحوال :األولَّ :) ( أي َّ
والثاينَّ :
أن هلا الثلثان لالثنتني فأكثر عند عدم البنت الصلبية ،والثالثةَّ :أَّنا تأخذ
بالعصوبة واحدة كانت أو متعددة إن كان معها ابن ابن واحد أو أكثر ،وله ضعف
ما هلا؛ كام قال تعاىل :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ [النساء ،]33 :والرابعة :السدس
تكملة للثلثني واحدة كانت أو متعددة ،برشط وجود بنت صلبية واحدة ،كام يف
الفوائد ص ،2-2وقد سئل ابن مسعود عن ابنة وابنة ابن وأخت ألب ...
فقال( :ضللت إذ ًا وما أنا من املهتدين ،سأقيض بام قىض رسول اهلل :لالبنة
النصف ،والبنة االبن السدس تكملة الثلثني ،وما بقى فلمأخت) يف مسند أمحد :
، 22وصححه األرنؤوط.
( ) األخت ألب وأم هلا ست أحوال :األول :النصف للواحدة ،والثانية :الثلثان
لالثنتني فصاعد ًا ،والثالثة :تأخذ بالتعصيب إذا كان معها أخوها ألم وأب ،وله
ضعف ما هلا ،والرابعة :تأخذ الباقي بالتعصيب واحدة كانت أو أكثر مع البنات أو
بنات االبن أو معهام ،واخلامسة :حتجب إذا كانت عصبة مع الغري األخ ألب
واألخت ألب وأوالد األخوة مطلق ًا والعم ألبوين وألب وأبنائهام ،والسادسة:
تسقط باالبن وابن االبن وإن نول باالتفاق ،وباجلدّ عند اإلمام ،وبه يفتى ،كام يف
الفوائد ص - 2؛ قال :ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ
ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ [النساء:
.]371
( ) أي َّ
إن األخت ألب هلا سبعة أحوال :األول :النصف للواحدة عند عدم األخت
ـ 193ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
[يف العصبات]
العصبة( ) قسامن:
.1عصبة نسب( ).
.2وعصبة سبب( ).
الشقيقة ،والثاين :الثلثان لالثنتني فصاعد ًا عند عدم األخت الشقيقة ،والثالثة:
السدس مع األخت ألبوين تكملة الثلثني ،والرابعة :تأخذ بالتعصيب مع األخ
ألب وله ضعف ما هلا ،واخلامسة :تأخذ الباقي مع البنات أو بنات االبن أو معهام،
فيعصبها،
ّ والسادسة :ال ترث مع األختني ألبوين إال إذا كان معها أخ ألب
حظ االنثيني ،والسابعة :تسقط باالبن وابن االبن وإن ٍ
وحينئذ يكون للذكر مثل ّ
نول ،وباألب باالتفاق ،وباجلد عند اإلمام وبه يفتى ،وباألخ ألبوين واألخت
. الشقيقة إذا كانت عصبة مع الغري .ينظر :الفوائد البهية ص ،واملنحة :
) لقوله :ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭼ [النساء،]31 : (
وقوله :ﭽﭸﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﭼ [النساء.]31 :
) العصبة يف اللغة عبارة عن اإلحاطة ،ومنه سمي عصبة القلنسوة عصبة؛ إلحاطتها (
حوايل الرأس ،وهذا املعنى موجود يف هذا الباب؛ َّ
ألن العصبة حترز مجيع املال إذا
،والتحفة البهية ص . 2 مل يكن معه صاحب فرض .ينظر :املنحة :
) وهي اآلتية من جهة النسب :أعني القرابة .ينظر :التحفة البهية ص . 2 (
) وهي اآلتية من جهة السبب :وهو العتق .ينظر :التحفة البهية ص . 2 (
ـ 191ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) املقصود به االبن وأبنائه ،ثم األب وآبائه ،ثم األخ وأبنائه ،ثم العم وأبنائه.
أن جهة البنوة مقدمة عىل جهة األبوة واألخوة والعمومة ،وجهة ( ) وبيان املسألةَّ :
األبوة مقدمة عىل األخوة والعمومة ،وجهة األخوة مقدمة عىل العمومة ،فمن تر
ابن ًا وأب ًا ،فاملال كله لالبن ،وكذا لو كان بدل األب أخ ًا أو ّ ً
عام.
فإن احتدت اجلهة ،يقدم من هو أقرب درجة إىل امليت ،ويسمى تقديم الدرجة:
كابن وابن ابن ،فاملال كله لالبن؛ ألنَّه أقرب للميت من ابن االبن ،وكاألخ ألب
وابن أخ ألم وأب أو عم ألب وابن عم ألم وأب ،فاملال كله لمأخ ألب وللعم
ألب يف الصورتني.
فإن احتدت اجلهة والدرجة ،يقدم األقوى ،ويسمى هذا التقديم بالقوة ،فمن كان
صاحب قرابتني قدِّ م عىل صاحب قرابة :كأخ ألم وأب وأخ ألب ،فاملال كله لمأخ
ألم وأب ،وكالعم الشقيق والعم ألب ،فاملال كله للعم الشقيق.
فإن احتد تقديم اجلهة والدرجة والقوة ،استوى اجلميع يف املرياث :كابنني فأكثر،
ـ 197ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.والعصبة بغريه :كل أنثى فرضها النصف تصري عصب ًة بأخيها فال
يفرض هلا( ) ويكون املال بينهام :ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ ( :)1وهي ) البنت،
) وبنت االبن ) ،واألخت ألب وأم ) ،أو ألب ،وال يعصب عصبة
أخته غري هؤالء( ).
.والعصبة مع غريه( ) :األخوات ألب وأم أو ألب ي ِِصن عصب ًة مع
البنات وبنات االبن.
) أي وعصبة املعتِق عىل الرتتيب السابق املذكور إن مات املعتِق .ينظر :رشح ابن (
ملك ق/ 2ب.
إن العصبة السببية مؤخرة عن العصبة النسبية ،ومقدمة عىل ذوي األرحام ) أي َّ (
والرد عىل ذوي األرحام .ينظر :الفوائد ص. 4
) أي من خمار ،الفرض سقطت العصبة؛ ألنَّه حقها ما بقي مما استوىف صاحب (
رصحوا يف املسألة
الفرض سهمه ،فلام مل يبق يش ٌء من املخر ،سقطت العصبة ،كام َّ
احلامرية ،وصورهتا :امرأة ماتت وتركت أخوين ألب وأم ،وأخوين ألم ،وزوج ًا،
وأم ًا ،قال أبو بكر الصديق :للوو ،النصف ولمأم السدس ،ولمأخوين ألم
الثل ،وال يشء لمأخوين ألب وأم ،وبه أخذ علامؤنا ،وقال عثامن بن عفان :
تشرتط األوالد ألب وأم مع أوالد األم يف الثل فكان مجيعهم أوالد ألم ،وبه
أخذ مالك والشافعي ،وكان عمر يقول أوالً مثل ما قال أبو بكر ،ثم رجع
إىل قول عثامن ،وسبب رجوعه :أنَّه سئل عن هذه املسألة فأجاب بام هو مذهب
أيب بكر ،فقام واحد من أوالد األب واألم ،وقال يا أمري املؤمنني ،هب َّ
أن أبانا كان
محار ًا ،ألسنا من أم واحدة ،فأطرق عمر رأسه منكس ًا ،ثم رفع رأسه وقال:
ألَّنم بنوا أ ّم واحدة ،فرشكهم يف الثل ،فلهذا سميت املسألة محارية،
صدقت؛ َّ
ومشرتكة ،وعثامنية .ينظر :هدية الصعلو ص .
) أي ال حيجبون حجب حرمان بحال ،وإنَّام حيجب بعضهم حجب نقصان ،أما (
ـ 199ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
أن كل
ومن سواهم من الورثة ،فاألقرب حيجب األبعد( ) ،وضابطهّ :
من انتسب إىل امليت بواسطة ال يرث مع وجود تلك الواسطة إال األخوة
أل ّم( ).
ويسقط األجداد باألب ،واجلدّ ات من اجلهتني باأل ّم( ).
خاصة باألب( ).
واألبويات ّ
وأوالد االبن باالبن.
واألخوة واألخوات باالبن وابن االبن واألب واجلدّ .
وأوالد األب ُبؤالء( ) وباألخ ألب وأم.
حجب احلرمان فهو منع شخص عن مرياثه كله بسبب وجود شخص آخر:
كحجب اجلد باألب ،وحجب النقصان :هو منع شخص عن فرض أو أكثر إىل
فرض أقل ،ويدخل عىل مخسة أشخاص من الورثة ،وهم :األم ،وبنت االبن،
واألخت ألب ،والوو ،،والووجة ،وذلك كانتقال األم من الثل إىل السدس
ال .ينظر :الفوائد ص . بسبب وجود ولد ،أو ولد االبن مث ً
) أي ومن سوى هؤالء الستة من الورثة ،فاألقرب منهم حيجب األبعد حجب (
فإن األب حيجب اجلد حجب حرمان .ينظر :منحة حرمان :كاجلد مع األبَّ ،
السلو . 2 :
فإَّنم يرثون مع األم وإن كان انتساهبم بالواسطة ،وهي األم؛ لعدم
) أي أوالد األم َّ (
استحقاق األم مجيع الرتكة .ينظر :منحة السلو . 2 :
) أي تسقط اجلدات باألم سواء كانت من جهة األم ،أو من جهة األب؛ َّ
ألن األم (
. أصل يف القرابة .ينظر :املنحة :
) أي تسقط اجلدات املنسوبة إىل األب خاصة وال تسقط اجلدة من جهة األم باألب. (
ينظر :اهلدية ص .
) أي يسقط أوالد األب باالبن وابن االبن وإن سفل ،وباألب واجلد وإن عال، (
ـ 344ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
جب( ).واملحروم ال حي ِ
وأسباب احلرمان أربعة:
ال كان أو ناقص ًا( ).
.الر كام ً
.والقتل الذي جيب به القصاص أو الكفارة( ).
إن املحروم من املرياث بسبب الرق ،أو القتل املبارش ،أو اختالف الدارين ،أو ( ) أي َّ
الدين ،ال حيجب عندنا حجب حرمان أو نقصان .ينظر :اهلدية ص ،واملنحة
. 4:
( ) واملراد بالرق الكامل :ما مل يتوجه إليه جهة العتق ،والناقص عكسه ،وهو أربعة
عند أيب حنيفة :املكاتب ،واملدبر ،وأم الولد ،والذي أعتق بعضه .ينظر :منحة
السلو . 2 :
( ) أما القتل الذي يتعلق به وجوب القصاص ،فهو القتل عمد ًا ،وذلك بأن يبارش
ويتعمد رضبه بسالح أو ما جيري جمراه يف تفريق األجواء :كاملحدد من اخلشب
واحلجر ،وموجبه اإلثم والقصاص ،وال كفارة فيه ،وأما القتل الذي يتعلق به
وجوب الكفارة :فهو إما شبه عمد :كأن يتعمد رضبه بام ال يقتل به غالب ًا ،وموجبه
الدية عىل العاقلة واإلثم والكفارة وال قود فيه ،وإما اخلطأ :كأن رمى إىل صيد
فأصاب إنسان ًا ،أو انقلب عليه يف النوم فقتله ،أو وطئته دابته وهو راكبها ،أو سقط
عليه من سطح ،أو سقط عليه حجر من يده فامت ،فموجبه الكفارة والدية عىل
العاقلة وال إثم فيه ،قال ( :ال يرث القاتل شيئ ًا) يف سنن أيب داود ، 22 :
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال( :قتل رجل ابنه عمد ًا ،فرفع إىل
عمر بن اخلطاب ،فجعل عليه مئة من اإلبل :ثالثني حقة ،وثالثني جذعه،
وأربعني ثنية ،وقال :ال يرث القاتل ،ولوال أنى سمعت رسول اهلل يقول :ال
يقتل والد بولده لقتلتك) يف مسند أمحد ، 2 :وحسنه األرنؤوط ،وأما إذا قتل
مورثه قصاص ًا أو حد ًا أو دفاع ًا عن نفسه أو قتل مورثه الباقي ال حيرم أص ً
ال.
ينظر :هدية الصعلو ص .
ـ 341ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن أسامة بن زيد قال ( :ال يرث املسلم الكافر) يف املوطأ ، 2 :
. وصحيح البخاري ، 2 :وصحيح مسلم :
إن الدار عىل نوعني :دار إسالم ودار كفر ،واالختالف أيض ًا نوعان :اختالف ( ) َّ
حقيقة :مثل أن يكون بدن كل واحد يف دار :كاحلريب يف دار احلرب والذمي يف دار
اإلسالم ،واختالف حك ًام :مثل أن يكون كالمها يف دار واحدة ،ولكن يف قصد
أحدمها االنتقال إىل داره :كاملستأمن والذمي فإن كالمها جيتمعان يف دار واحدة،
ولكن من قصد املستأمن االنتقال إىل دار احلرب ،فسمي بذلك اختالف ًا حك ًام ،فلو
مات أحدمها ال مرياث لآلخر .ينظر :منحة السلو . 2 :
( ) مثل :أم أب األم؛ إلدالئها بام ليس بعصبة وال صاحب فرض ،واجلدة من األم
بخالفها .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 2ب.
ـ 341ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
مطلق ًا.
فهؤالء وكل من تفرع منهم ذوو األرحام.
وال يرثون إال إذا مل يكن للميت صاحب فرض غري الزوج والزوجة
( )
وال عصبة.
ويقدم الصنف األول( ) ،ثم الثاين ،ثم الثالث ،ثم الرابع.
ٍ
واحد وتساووا يف الدرجة واجلهة ٍ
صنف ذكر وأنثى منومتى اجتمع ٌ
ق ِسم املال بينهام ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ ( ) ،وإن وجد منهم واحدٌ ال غري
أخذ كل املال.
فصل
املفقود حي يف ماله فال يورث حتى حيكم احلاكم بموته إذا مات
أقرانه( ).
وهو موقوف احلال يف مال ِ
غريه فيوقف نصيبه منه كاحلمل.
بموته فامله لورثتِه املوجودين عند احلك ِم بموته.
ِ وإذا حكِم
مال غريه يرد إىل ِ
ورثة ذلك الغري( ). واملوقوف له من ِ
فصل
إذا ماتت مجاع ٌة بغر ،أو حريق ،أو هدم ،ومل يعلم ترتيب موهتم ج ِعل
ٍ
واحد منهم لورثته األحياء( ). كأّنم ماتوا مع ًا فامل كل
ّ
ِ
ورثة الباقني يف إرث وال يف ٍ
بواحد من الغرقى ونحوهم يف وال يعتد
( ) ألنَّه إذا مل يبق أحد من أقرانه دل ذلك عىل موته فحكم بموته؛ َّ
ألن بقاءه بعد أقرانه
نادر ،وتبنى األحكام الرشعية عىل الغالب ال عىل النادر ،وقيل :حيكم بموته بعد
تسعني سنة ،ويف الفوائد ص :هو املفتى به ،واختار الكامل تقديره بسبعني سنة،
وقدره أبو يوسف بمئة سنة ،وروى احلسن عن أيب حنيفة :أنَّه قدره بمئة
وعرشين سنة ،قال العيني يف املنحة « : 22 :وظاهر الرواية ما قاله املصنف،
واملختار أن يفوض إىل رأي اإلمام؛ ألنَّه خيتلف باختالف البالد ،وكذا غلبة الظن
خيتلف باختالف األشخاص.»...
( ) ألنَّه ال يرث املفقود من أحد مات حال فقده فال يصري نصيبه من املرياث ملك ًا له
حي مل يقبض ،واألصل يف تصحيح مسائل املفقود أن يصحح املسألة عىل تقدير
حياته ،ثم يصحح املسألة عىل تقدير مماته .ينظر :هدية الصعلو ص. 2
( ) أي ال يرث بعض األموات من بعض يف الصحيح وعليه الفتوى ،وال يعترب واحد ًا
منهم وارث ًا من إرث الباقني ،وال يعترب واحد ًا منهم حاجب ًا لغريه .ينظر :رشح ابن
/أ. ملك ق
ـ 343ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
حجب.
فصل
ٍ
بعض( ): الكفر كله مل ٌة واحد ٌة فريث الك ّفار ك ّلهم بعضهم من
بالنّسب ،والنكاح ،والوالء ،إالّ أن تتلِف دارهم كام مر.
وأما املرتد فال ي ِرث من ٍ
أحد( ) ،وحكم ماله ذكرناه يف كتاب اجلهاد. ّ
فصل
ابن واحد أو بنت واحدة أهيام كان أكثر،ويقسم احلمل يوقف له نصيب ٍ
الباقي( ).
وإنام يعطى ما وقف له بشط أن يولد ح ّي ًا يف مدّ ة يعلم أنه كان موجود ًا
يف بطن ّأمه عند موت مورثه( ).
فصل
وإذا فضلت الرتكة عن فروض الورثة ومل يكن معهم عصب ٌة فالباقي يرد
عليهم بقدر فروضهم( ) إالّ عىل الزوجني ،فإنه ال يرد عليهام بل يوضع الباقي
بيت املال إن مل يكن للميت أحدٌ من ذوي األرحام ،فإن كان الوارث يف ِ
واحد ًا من أصحاب الفروض أخذ ّ
كل املال.
املوت ،لكن جعل موجود ًا قبل املوت حك ًام ،حتى يثبت نسبه؛ لقيام الفراش يف
العدة .ينظر :االختيار . 2 :
( ) مثال ذلك :جدة وأخت ألم :للجدة السدس ،ولمأخت السدس ،والباقي رد
عليهام بقدر سهامهام ،فتجعل املسألة من عددهم وهو اثنان؛ الستوائهام يف
الفرض ،فأصل املسألة من ستة ،عادت بالرد إىل اثنني.
ومثال من ال يرد عليه :كوو ،وثالث بنات :الوو ،فرضه الربع من أربعة ،والباقي
. للبنات ،وهي الثالث يصح الرد عليهن .ينظر :هامش التحفة ص
ـ 347ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) ألنَّه سبب يتوصل به إىل إقامة ما هو مستحب ،فيكون مستحب ًا ،كام يف املنحة :
2؛ فعن أيب هريرة قال ( :الساعي عىل األرملة واملسكني كاملجاهد يف
سبيل اهلل ،أو كالذي يصوم النّهار ويقوم الليل) يف صحيح البخاري :
، 2 4وصحيح مسلم ، 2 :وعن سلامن بن عامر قال ( :الصدقة
عىل املسكني صدقة ،وهي عىل ذي الرحم ثنتان :صدقة ،وصلة) يف سنن الرتمذي
، :وحسنه ،واملجتبى ،2 :وسنن ابن ماجة ، 2 :ومسند أمحد :
. 4
؛ ختصه ومنفعة الكسب تتعدّ ى إىل غريه ،كام يف املنحة : ( ) َّ
ألن منفعة العبادة ّ
أن األعامل تتباهى ،فتقول الصدقة :أنا فعن عمر بن اخلطاب قال« :ذكر يلَّ :
أفضلكم) يف صحيح ابن خويمة .2 :
( ) أي عىل ما يوايس به الفقري ويصل به القريب للنعم والتجمل والرتفه حتى يبني
البنيان ،وينقش احليطان ،ويشرتي السيارات الفاخرة؛ لقوله :ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ [األعراف ،]11:وقال رسول اهلل ( :نعم املال
الصالح للمرء الصالح) يف مسند أمحد ، 24 :وصحيح ابن حبان ، :2
. واألدب املفرد :
( ) ألنَّه سبب يتوصل به إىل إقامة ما هو مكروه فيكون مكروه ًا .ينظر :منحة السلو
. 2 :
ألن فيه اجلمع بني حصول الكسب وإعواز الدين وقهر عدو اهلل ،كام يف جممع( ) ّّ
األَّنر 4 :؛ فعن ابن عمر قال ( :جعل رزقي حتت ظل رحمي ،وجعل
ـ 349ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الصناعة( ).
ثم ّثم ال ّزراعة( )ّ ،
ثم التجارة( )ّ ،
ّ
والعلم أيض ًا أنواع أربعة:
ِ
ومعرفة احلالل ِ
ألداء الفرائض، .1فرض :وهو تعلم ما حيتاج إليه
واحلرام يف أحوال نفسه( ).
ومستحب :وهو تعلم الزائد عىل ما حيتاج إليه ليعلمه من حيتاج ّ .2
إليه( ) ،وهو أفضل من نفل العبادة( ).
.3ومباح :وهو تعلم الزائد عىل ذلك للزينة والكامل( ).
.4وحرام :وهو التعلم ليباهي به العلامء ،ويامري به السفهاء( ).
يتوسل به إىل إقامة الواجب واجب ًا ،ومثل ذلك تعلم أحكام يكون فرض ًا ،وما ّ
والوكاة إن كان له مال ،واحلج إن وجب عليه ،وكذلك البيوع إن كان الصيام ّ
يتَّجر ،وكذلك يفرض عليه علم أحوال القلب ،من التوكل واإلنابة واخلشية
والرضا ،فإنَّه واقع يف مجيع األحوال».
) قال :ﭽﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭼ [اجملادلة ،]33 :وعن (
أيب هريرة قال ( :أفضل الصدقة أن يتع ّلم املرء املسلم عل ًام ،ثم يعلمه أخاه
املسلم) يف سنن ابن ماجة ،22 :ويف فيض القدير : 4 :قال املنذري :إسناده
حسن لو صح سامع احلسن منه.
كتب أصحابنا من غري سامع َّظر يف ِ ِ
) قال احل ْصكف ّي يف الدر املختار « : 4- :الن ُ (
الفقه أفضل من تعل ِم باقي ِ ـ أي عىل الشيوخ ـ أفضل من قيام الليل ،وتعلم
فرض عني»: ِ
الفقه ُ فرض كفاية ،وتع ُّلم ما ال ُبدّ من ألن حفظ القرآن ُ القرآن»؛ « َّ
أي ما حيتاجه املسلم من أحكام الطهارة والصالة والصوم وغريها من العبادات
باإلضافة إىل ما حيتا ،من األحكام يف معامالته وحياته اليومية ،فإنَّه جيب عليه أن
فقه يف دين ،وفقي ٌه واحدٌ بيشء أ ْفضل من ٍ ٍ يتعلمه ،ويف «التاتارخان ّية» :ما ُعبد اهلل
ٍ
ولكل يشء عامد ،وعام ُد هذا الدِّ ين الفقه» ،كام يفِّ لف ٍ
عابد، أشدُّ عىل الشيطان من أ ِ
حاشية اخلادمي عىل الدرر . :
) ألنَّه كلام يوداد علم العامل توداد زينته ،كام يف اهلدية ص . (
) أي جيادل به السفهاء ،ويأكل به أموال األغنياء ،ويستخدم به الفقراء؛ ألنَّه سبب (
يتوصل به إىل ما هو حرام ،فيكون حرام ًا ،كام يف رشح ابن ملك ق /أ؛ فعن
كعب بن مالك قال ( :من طلب العلم ليجاري به العلامء أو ليامري به
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وجيب عىل العامل تعليم غريه إذا طلب منه إىل أن يبلغ إىل املرتبة األوىل( ).
وال جيب عىل العامل أن جييب عن ما يسأل عنه إال إذا علِم أن ما سئِل عنه
ال يعلمه غريه( ).
كافر من مسلم أن يعلمه القرآن والفقه ،فال بأس به رجاء أن ولو طلب ٌ
يطلع عىل حماسنه فيسلم( ).
فصل
األكل عىل ثالث مراتب:
.1فرض :وهو قدر ما يندفع به اهلالك ،ويمكِن معه الصالة قائ ًام( ).
السفهاء أو يرصف به وجوه الناس إليه أدخله اهللُ النّار) يف سنن الرتمذي ، : ُّ
والصمت ، 2 :والغيبة والنميمة ، :والدينار :؛ وعن أيب هريرة
قال ( :من تعلم عل ًام مما يبتغى به وجه اهلل ال يتعلمه إال ليصيب به عرض ًا من
، الدُّ نيا مل جيِد عرف اجلنة يوم القيامة) :يعني رحيها ،يف سنن أيب داود :
وسنن ابن ماجة ،2 :ومسند أمحد ، 2 :وصحيح ابن حبان ، 42 :
واملستدر ، 2 :وصححه.
) وهي مرتبة تعلم ما يفرتض عليه من العلم؛ فعن أيب هريرة قال ( :من سئل (
، عن علم فكتمه أجلمه اهلل بلجام من نار يوم القيامة) يف سنن أيب داود :
. وسنن الرتمذي ، 2 :وحسنه ،وسنن ابن ماجة ،24 :ومسند أمحد :
ألن الفتوى والتعليم فرض كفاية ،فإذا قام به البعض سقط) فحينئذ جيب أن جييب؛ َّ (
. عن الباقني .ينظر :اهلدية ص
ألن رسول اهلل كان يقرأ القرآن عىل املرشكني رجاء أن يقفوا عىل كونه معجو ًا ) َّ (
فيقبل إىل اهلل تعاىل بقلبه فيؤمن ،وكذلك الفقه ليقف عىل حسن نظمه وجودة
/أ. أحكامه ولطائف حكمه فيسلم .ينظر :رشح ابن ملك ق
َّ
وألن يف تركه إلقاء النفس يف ) ألنَّه سببه يتوصل به إىل إقامة الفرض ،فهو فرض، (
ـ 331ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.2ومباح :وهو أدنى الشبع بن ّية أن يقوى عىل العبادة ،وحياسب فيه
حل( ).حساب ًا يسري ًا إن كان من ّ
غد أو ملوافقة الضيف( )..3وحرام :وهو ما زاد عىل ذلك إال للصوم يف ٍ
حت ّل الرياضة بتقليل األكل إىل أن يضعف عن أداء العبادات( ). وال ِ
ولو واصل أربعني يوم ًا فامت مات عاصي ًا.
ال عىل اهلل فامت مل يمت عاصي ًا( ).
ولو مرض فرتك املعاجلة توك ً
خاصة( ).
اململحة عليه( ) ،وأكل وجهه ّ
ومن سنن األكل :غسل اليدين قبله وبعده( ) ،والتسمية قبله ،والشكر
بعده( ).
ومن اشتد جوعه وعجز عن كسب قوته جيب عىل كل من علِم بحاله
إطعامه( ) ،وإن مل يعلم به أحدٌ جيب عليه أن يسأل ويعلِم بحاله ،فإن مل يفعل
/أ. ) لكن لو وضع امللح وحده ال يكره .ينظر :رشح ابن ملك ق (
َّ
وألن فيه نوع جترب ،إال أن يكون غريه يأكل ما تركه ،فال بأس ) ألنَّه من اإلرساف؛ (
به ،كام إذا اختار رغيف ًا دون رغيف .ينظر :نفع املفتي والسائل ص ، 4والدرر
املباحة ص .
) قال ( :بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده) يف جامع الرتمذي ، 2 : (
:أي الوضوء ،ومسند أمحد : واملستدر ، 22 :وسنن أيب داود :
اللغوي :وهو الغسل.
) فإن نيس البسملة ،فليقل :باسم اهلل أوله وآخره ،يرفع صوته بالبسملة؛ ليلقن (
غريه ،وال يرفع صوته باحلمد إال أن يكونوا فرغوا من األكل ،واحلمد يكون كيفام
كان ،كام يف تكملة فتح امللهم :؛ قال ( :من نيس أن يذكر اهلل يف أول طعامه
فليقل حني يذكر :بسم اهلل يف أوله وآخره ،فإنَّه يستقبل طعام ًا جديد ًا ويمنع
، اخلبي ما كان يصيب منه) يف صحيح ابن حبان ، :واملستدر :
وجامع الرتمذي ، 22 :وقال ( :إذا دخل الرجل بيته فذكر اهلل عند دخوله
وعند طعامه ،قال الشيطان :ال مبيت لكم وال عشاء) يف صحيح مسلم :
. 22
) ألنَّه أرشف عىل اهلال ،فيجب عىل من علم به صونه عن اهلال بإطعامه بنفسه، (
أو يدل عىل آخر :كمن لقي لقيط ًا أرشف عىل اهلال ،أو أعمى كاد أن يرتدى يف
البئر ،يفرتض عليه دفع اهلال عنه ،وإذا أطعمه واحد سقط عن الباقني؛ حلصول
املقصود .ينظر :رشح ابن ملك ق/ 2ب.
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) ألنَّه يفرتض عىل كل مؤمن أن يدفع اهلال عن نفسه ما أمكنه ولو كان بالسؤال،
بأن السؤال رخصة لو تركه ال يأثم؛ ألنَّه بالسؤال يلحقه الذل،وقال بعض الناسَّ :
وإذالل نفسه حرام كإهالكها ،فقد ابتيل بني رشين فيختار أهوَّنام ،وهو السؤال.
/ب. ينظر :رشح ابن ملك ق
( ) ألنَّه يذل نفسه بغري رضورة ،وهو حرام ،كام يف املنحة 22 :؛ فعن حذيفة
يذل نفسه ،قالوا :وكيف يذل نفسه؟ قال رسول اهلل ( :ال ينبغي للمؤمن أن ّ
،وحسنه ،وسنن قال :يتعرض من البالء ملا ال يطيق) يف سنن الرتمذي :
،ومسند أمحد . 2 : ابن ماجة :
( ) أي من كان له قوت يوم ،بل قوت أيام كثرية وتصدق له اآلخر بال سؤال ،يباح له
األخذ والقبول ما مل يملك نصاب األضحية .ينظر :اهلدية ص. 2
( ) هذا قول أيب مطيع البلخي .ينظر :املنحة . 22 :
( ) أي هو املختار ،كام يف االختيار ،فقد روي َّأَّنم كانوا يسألون يف املسجد عىل عهد
أن علي ًا تصدق بخامته يف الصالة يف املسجد» .ينظر: رسول اهلل حتى رويَّ « :
جممع األَّنر . 2 :
( ) ألنَّه إعانة عىل أذى الناس ،وإغراء املساكني عىل ذلك الفعل املكروه ،حتى قيل من
أعطاه فلس ًا يكفره سبعني فلس ًا .ينظر :هدية الصعلو ص. 2
( )4فعن ابن عمر قال رسول اهلل وهو عىل املنرب وهو يذكر الصدقة والتعفف
السفىل ،واليدُ العليا هي املنفقة ،والسفىل هي ِ
خري من اليد ُّ
عن املسألة( :اليدُ العليا ٌ
ـ 331ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
عيل ملّا ُولِد أرادت ُأمه فاطمة أن تعق عنه بكبشني، إن احلسن بن ّ رسول اهلل َّ ( :
فقال :ال تعقي عنه ،ولكن احلقي شعر رأسه ،ثم تصدقي بوزنه من الورق يف
سبيل اهلل ،ثم ولد حسني بعد ذلك فصنعت مثل ذلك) يف مسند أمحد ، 2 :
، 2 : ،وسنن البيهقي الكبري ، 2 :2وعن إبراهيم واملعجم الكبري :
إن العقيقة كانت يف اجلاهلية فلام جاء اإلسالم النخعي وحممد بن احلنفية َّ « :
رفضت» يف اآلثار ، 2 :وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال( :سئل
إن اهلل ال حيب العقوق ،وكأنَّه كره االسم ،قالوا:رسول اهلل عن العقيقة ،فقالَّ :
يا رسول اهلل ،إنَّام نسألك عن أحدنا يولد له ،قال :من أحب منكم أن ينسك عن
ولده فليفعل عن الغالم شاتان مكافأتان ،وعن اجلارية شاة) ،وهذا ينفي كون
العقيقة سنة; ألنَّه علق العق باملشيئة ،وهذا أمارة اإلباحة .ينظر :بدائع الصنائع
، 2 :وغريها.
أن عبد الرمحن بن عوف توو ،عىل عهد رسول اهلل ( ) فعن أنس بن مالك َّ ( :
عىل وزن نواة من ذهب ،فقال له رسول اهلل :أومل ولو بشاة) يف صحيح مسلم
، 2 :وصحيح البخاري ، 22 :ومن دعي إىل وليمة عرس فينبغي أن
جييب وإال أثم؛ فعن ابن عمر قال ( :إذا دعي إىل وليمة عرس فليجب) يف
صحيح مسلم . 2 :
قال شيخنا العالمة حممد تقي العثامين حفظه اهلل تعاىل يف تكملة فتح امللهم :
« :ودل احلدي عىل االهتامم البالغ يف الدعوة إىل جملس النكاح كام يفعل يف
زماننا ليس بمطلوب ،فانظر إىل جابر توو ،امرأة ومل يدع رسول اهلل إىل
جملس زواجه مع ما له من عالقة قوية برسول اهلل ،ثم انظر إليه كيف دعا له
بخري ومل ينكر عليه أنَّه مل يدعه عند عقد النكاح ،ولو كان هذا االهتامم مطلوب ًا يف
الدين مل يكن جابر ليذهل عن رسول اهلل عند الدعوة إىل النكاح ...وهكذا
كان أمر الصحابة رضوان اهلل عليهم ،يتناكحون بكل سذاجة وبساطة ،ليس فيها
هذه االلتوامات من الفخفخة والتكلف».
ـ 333ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
واللبس عىل ثالث مراتب:
ٌ
فرض :وهو ما يسرت بدنه ،ويدفع عنه رضر احلر والربد من وسط .1
ألن الضيافة تتخذ عند الرسور والفرح ال عند احلون والرتح ،وأما لو اختذوا ) َّ (
طعام ًا للفقراء كان حسن ًا لو مل يكن يف الرتكة حق صغري .ينظر :هدية الصعلو
ص. 2
) أي ما حيرض من املائدة ،والكراهة؛ ألنَّه مأذون يف األكل ال يف الرفع .ينظر :رشح (
/ب. ابن ملك ق
) ألنَّه مأذون فيه عادة؛ لتعامل الناس يف ذلك ،قيد بقوله( :يف األصح) تنبيه ًا إىل (
رواية يف ذلك ،وهي رواية حممد :أنَّه ال حيل له؛ ألنَّه مأذون باألكل ال ٍ
باإلطعام ،وكذلك حيل له أن يطعم اخلادم الواقف عىل املائدة؛ ملا ذكرنا .ينظر:
. منحة السلو :
) ألنَّه ال إذن له يف ذلك ،بخالف إطعام فتات املائدة هلرة أو كلب ،فإنَّه مأذون فيه (
عادة ،وهذا أفضل؛ َّ
ألن إطعام هذه احليوانات جائو وال ينبغي أن يلقيها يف النهر
، أو الطريق ،أما إذا وضع ألجل النمل ليأكله النمل فيجوز .ينظر :املنحة :
/ب. ورشح ابن ملك ق
ـ 339ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
) قال اهلل :ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘﭼ [األعراف :]13 :أي ما يسرت عوراتكم (
عند الصالة؛ وألنَّه ال يقدر عىل أداء الصالة إال بسرت العورة ،وخلقته ال تتحمل
احلر والربد فيحتا ،إىل دفع ذلك بالكسوة فصار نظري الطعام والرشاب ،فكان
فرض ًا ،واألوىل كونه من القطن أو الكتان أو الصوف بني النفيس واخلسيس؛ لئال
ألن النبي حيتقر يف الدينء ويأخذه اخليالء يف النفيس ،كام يف البيان ص 2؛ َّ
(َّنى عن الشهرتني :أن يلبس الثياب احلسنة التي ينظر إليه فيها ،أو الدنية أو الرثة
أن رسول اهلل ،قال :أمر ًا بني أمرين وخري التي ينظر إليه فيها ،قال عمرو :بلغني َّ
األمور أوساطها) يف سنن البيهقي الكبري ، 4 :وقال :هذا منقطع ،وشعب
اإليامن . 2 :
إن اهلل حيب أن) فهذه زائدة عن قدر الرضورة؛ ملا فيها من إظهار النعمة ،قال َّ ( : (
،واملستدر ، 2 : يرى أثر نعمته عىل عبده) يف صحيح ابن حبان :
. وسنن الرتمذي :
) قال ( :كلوا وارشبوا وتصدقوا والبسوا غري خميلة وال رسف) يف مسند أمحد : (
،وضابط عدم التكرب :أن يكون مع الثوب كام كان ، 2وشعب اإليامن :
. ،ورد املحتار : - قبل لبسه .ينظر :امللتقى وجممع األَّنر :
،والدر املختار : إن لبس األمحر يكره تنْوهي ًا ،كام يف امللتقى وجممع األَّنر :
) َّ (
، 2إال إن كان األمحر حرير ًا أو غريه إذا كان يف صبغه دم وإال فال؛ ألنَّه خلط
بالنجس ،وللرشنباليل فيه رسالة سامها «حتفة األكمل لبيان جواز لبس األمحر»،
ومما قال فيها« :مل نجد نص ًا قطعي ًا إلثبات احلرمة ووجدنا النهي عن لبسه لع ّلة
ـ 314ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ويستحب إرخاء طرف العاممة بني الكتفني إىل وسط الظهر( ) ،وقيل:
مقدار شرب ،وقيل :إىل موضع اجللوس.
وحيرم إرخاء الستور يف البيوت( ) ،وسرت حيطاّنا باللبود( ) ونحوها
للزينة والتكرب ،وحيِ ّل لدفع الربد.
فصل
والكالم عىل ثالث مراتب:
.1مستحب :كالتسبيح ،والتحميد( ) ،والتكبري
مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) سبحان اهلل وبحمده يف يوم مئة ّ
. يف املوطأ ، 22 :وصحيح البخاري :
) فعن أيب هريرة قال ( :ألن أقول سبحان اهلل واحلمد هلل وال إله إال اهلل واهلل (
أحب إ ّيل مما طلعت عليه الشمس) يف صحيح مسلم . 24 : أكرب ّ
) قال :ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ (
ﭾ ﭿ ﭼ [األحزاب ،]31:وعن احلسن بن عيل قال ( :البخيل من
ذكرت عنده ومل يصل عيل) يف السنن الكربى للنسائي ، 2 :2وقواه الشيخ
شعيب.
) فعن أيب رشيح الكعبي قال ( :من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل خري ًا (
أو ليصمت) يف املوطأ ،2 2 :وصحيح البخاري . 2 :
) قال :ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ [النحل ،]343 :وعن (
فإن الصدق هيدي إىل الربَّ ،
وإن الرب ابن مسعود قال ( :عليكم بالصدقَّ ،
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند اهلل ّ هيدي إىل اجلنة ،وما يوال الرجل يصدق
وإن الفجور هيدي إىل فإن الكذب هيدي إىل الفجورَّ ، صديق ًا ،وإياكم والكذبَّ ،
النار ،وما يوال الرجل يكذب ،ويتحرى الكذب ،حتى يكتب عند اهلل كذاب ًا) يف
صحيح مسلم . 2 :
) قال :ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ (
ﭼ [احلجرات ،]31 :وعن أيب هريرة قال ( :أتدرون ما الغيبة؟ قالوا :اهلل
ورسوله أعلم ،قال :ذكر أخا بام يكره ،قيل :أفرأيت إن كان يف أخي ما أقول؟
قال :إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن مل يكن فيه فقد هبته) يف صحيح مسلم :
. 22
ـ 311ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) فعن أم كلثوم بنت عقبة بن أيب معيط ريض اهلل عنها قال ( : ليس الكذاب الذي
يصلح بني الناس ويقول خري ًا وينمي خري ًا ،وقال ابن شهاب :ومل أسمع يرخص
يف يشء مما يقول الناس كذب إال يف ثالث :احلرب ،واإلصالح بني الناس،
وحدي الرجل امرأته وحدي املرأة زوجها) يف صحيح مسلم ، 2 :
ومسند أمحد ، 2 :وعن أيب هريرة ( :سمى النبي احلرب خدعة) يف
صحيح البخاري . 2 :
( ) ألن أمرنا هبذا فال يباىل فيه الكذب إذا كانت النية خالصة .ينظر :جممع األَّنر :
.
فإن السامع يفهم منه الكذب ألن اللفظ ظاهره الكذب ،وإن كان حيتمل الصدقَّ ، ( ) َّ
ظاهر ًا فيكون يف ذلك نوع تغرير وخداع ،والكذب إنَّام صار حرام ًا ملا فيه من
التغرير واخلداع فيحرم من غري رضورة ،،وقيل :ال حيرم؛ ألنَّه ليس بكذب؛ ألنَّه
/أ. مما حيتمله اللفظ .ينظر :رشح ابن ملك ق
( ) نظم ابن عابدين ما تباح فيه الغيبة يف رد املحتار ، 22 :2فقال:
احد ســِوى ع ْرش ٍة ح َّل ْت أت ْت تِ ْلو و ِ ْــر ُه ِ اإلنْس ُ بـِمـا يكْـر ُه ِ
حي ُر ُم ذك ُ ـــان ْ
اص ِد و ِغ ًّشا لِق ِ وجم ْ ُهوال بِ ِف ْس ٍق ني ُجم ِ
اه ًرا اجر ْح وب ِّ ْ
رش و ْ
ِ
تظ َّل ْم و ْ
ْاهت ِم ْم ح ِّذ ْر ُف ُجور ُمعانِ ِد اج ٍر كذا ت است ِع ْن ِعنْد ز ِ
ْ
ف كذا است ْف ِ
ْ وع ِّر ْ
وبياَّنا فيام ييل:
.1الظلم :أي لشكوى ظالمته للحاكم ،فيقول :ظلمني فالن بكذا؛ لينصفه منه .ينظر:
رد املحتار . 22 :
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.2املشورة يف نكاح وسفر ورشكة وجماورة وإيداع أمانة ونحوها ،فله أن يذكر ما يعرفه
عىل قصد النصح .ينظر :رد املحتار ، 22 :وغريه.
.3جرح املجروحني من الرواة والشهود واملصنفني ،فهو جائو ،بل واجب؛ صون ًا
للرشيعة .ينظر :رد املحتار ، 22 :وغريه.
.4املجاهر بالفسق :وهو الذي ال يسترت عنه وال يؤثر عنده إذا قيل عنه إنَّه يفعل كذا،
فيجوز ذكره بام جياهر به ال غريه ،وأما إذا كان مسترت ًا فال جتوز غيبته .ينظر :رد
املحتار . 22 :
.5املجهول :فال غيبة إال ملعلومني ،حتى لو اغتاب أهل قرية فليس بغيبة؛ ألنَّه ال يريد
به كلهم ،بل بعضهم ،وهو جمهول ،وتباح غيبة جمهول .ينظر :الدر املختار . 22 :
.6الغش لقاصده :أي بيان العيب ملن أراد أن يشرتي شيئ ًا فيذكره للمشرتي ،وكذا لو
رأى املشرتي يعطي البائع دراهم مغشوشة فيقول :احرتز منه بكذا .ينظر :رد
املحتار ، 22 :وغريه.
.7التعريف :أي بقصد التعريف :كأن يكون معروف ًا بلقبه :كاألعر ،،واألعمش،
واألحول .ينظر :رد املحتار ، 22 :وغريه.
.8االستفتاء ،بأن يقول للمفتي :ظلمني فالن كذا وكذا وما طريق اخلالص ،واألسلم
أن يقول :ما قولك يف رجل ظلمه أبوه أو ابنه أو أحد من الناس كذا وكذا ،ولكن
ألن املفتي قد يدر مع تعيينه ما ال يدر مع إهبامه. الترصيح مباح هبذا القدر؛ َّ
ينظر :رد املحتار ، 22 :وغريه.
.9االستعانة بمن له قدرة عىل زجره .ينظر :رد املحتار ، 22 :وغريه.
.11االهتامم :أي لو ذكر مساوئ أخيه عىل وجه االهتامم ال يكون غيبة ،إنَّام الغيبة أن
يذكر عىل وجه الغضب يريد السب؛ ألنَّه لو بلغه ال يكرهه؛ ألنَّه مهتم له متحون
ومتحرس عليه ،لكن برشط أن يكون صادق ًا يف اهتاممه وإال كان مغتاب ًا منافق ًا مرائي ًا
موكي ًا لنفسه؛ ألنَّه شتم أخاه املسلم وأظهر خالف ما أخفى وأشعر الناس أنَّه يكره
هذا األمر لنفسه وغريه ،وأنَّه من أهل الصالح حي مل يأت برصيح الغيبة ،وإنَّام
ـ 311ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
فصل
النبي عند عمل حمر ٍم( ) ،أو
ّ والصالة عىل
ّ وحيرم التسبيح والتكبري
عرض سلع ٍة ،أو فتح متاع( ) ،ونحوها ،ولو أمر العامل بذلك أهل جملسه أو
أمر الغازي به وقت املبارزة حل( ).
والتسبيح يف جملس الفسق بن ّية خمالفتهم( ) ،ويف السو بن ّية جتارة اآلخرة
حسن ،وهو أفضل من التسبيح يف غري السو .
أتى هبا يف معرض االهتامم ،فقد مجع أنواع ًا من القبائح نسأل اهلل تعاىل العصمة.
ينظر :الدر املختار ورد املحتار ، 22 :وغريمها.
.11املبتدع :أي بأن كان يسء االعتقاد :كصاحب بدعة خيفيها ويلقيها ملن ظفر به،
أما لو جتاهر هبا فهو داخل يف املتجاهر ،وكذا ممن يصيل ويصوم ويرض الناس.
ينظر :رد املحتار ، 22 :وغريه.
( ) أي يف جملس فسق ،أو عند عرض التاجر متاعه ملشرتيه مريد ًا بذلك إعالم املشرتي
/ب. جودة متاعه .ينظر :رشح ابن ملك ق
( ) أي عىل قصد حتسني مشرتيه وترويج متاعه؛ وهذا ألنَّه جعل اسم اهلل تعاىل
والصالة عىل رسوله وسيلة عىل تعظيم الغري واستحالل هذا الصنع الشنيع
واعتقاده يف هذه املواضع ال خفاء يف أنَّه أمر هائل عظيم نعوذ باهلل تعاىل سبحانه
. عن ذلك .ينظر :هدية الصعلو ص
( ) أي لو أمر العامل هبا أهل جملسه بالتسبيح أو الغازي رفقاءه عند املبارزة ،فإنَّه ّ
حيل
ويثاب به؛ ألنَّه يقصد به التعظيم وإظهار شعائر الدين .ينظر :اهلدية ص .
( ) أي بنية َّأَّنم يشتغلون بالفسق وأنا أشتغل بالتسبيح خمالفة هلم ،وكذلك يف السوق
بنية جتارة اآلخرة عند اشتغال الناس بتجارة الدنيا ،فإنَّه حسن؛ لورود الثواب
العظيم بذلك ،وهو أفضل من التسبيح وحده يف غري السوق .ينظر :رشح ابن
/ب. ملك ق
ـ 317ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ألن فيه تشبه ًا بفعل الفسقة يف حال فسقهم ،وهو التغني ،ومل يكن هذا يف االبتداء. ( ) َّ
ينظر :املنحة ص. 4
( ) بأن خيفض صوته يف الشهادتني ،ثم يرفع الصوت هبام .ينظر :رشح الوقاية
ص. 2
( ) لورو د اآلثار بقراءة آية الكريس وسورة اإلخالص والفاحتة ونحو ذلك عند
« :واملسألة مبن َّية عىل املحتار :
القبور ،كام يف املنحة ، 2 :قال يف ر ِّد ْ
ِ ِ ِ وص ِ
الرسوجي ثواب أعامل األحياء لمأموات ،وقد أ َّلف فيها قايض القضاة ّ ول ُ
وغريه ،وآخر م ْن صنَّف فيها شيخنا قايض القضاة سعد الدين الديري كتاب ًا س َّامه:
أن الصحيح من مذهب مجهور العلامء حمط هذه التأليفات َّ الكواكب النرياتّ ،
ِ
ثواب وص ِ
ول الوصول» .وقال يف تنقيح الفتاوى احلامدية« : 2 :4واختلفوا يف ُ
بعضهم: ٍ
فالن ،قال القارئ :اللهم ِ
أوص ْل ثواب ما قر ْأته إىل ُ قراءة ال ُق ِ
رآن إذا قال
ُ
واإلنسان ليس له إال ما سعى ،وقال ُ ال ي ِص ُل؛ ألنَّه ما هو من س ْع ِي امل ِّيت،
بعضهم :ي ِص ُل ِ
إليه ،وهو املُْ ْخت ُار». ُ
ويكره اجللوس عىل القرب؛ فعن أيب مرثد قال ( :ال جتلسوا عىل القبور) يف
صحيح مسلم ، 2 :وعن أيب هريرة قال ( :ألن جيلس أحدكم عىل مجرة
فتحرق ثيابه فتخلص إىل جلده خري له من أن جيلس عىل قرب) يف صحيح مسلم :
. 4
ـ 313ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
( ) قال العيني يف منحة السلو « : 2 :أي الذي اشتهر فيه الفسق وظهرت فيه
أنواع البدع ،واشتهرت فيه طائفة حتلوا بحلية العلامء ،وتوينوا بوي الصلحاء،
أن قلوهبم ملئت من الشهوات واألهواء الفاسدة ،وهم يف احلقيقة ذئاب واحلال َّ
فالعجب منهم َّأَّنم يدَّ عون حمبّة اهلل وخيالفون سنة
ُ نعوذ باهلل من رشهم،
وكل ذلك جهل منهم، ويتعرون ّ
ّ ألَّنم يصفقون بأيدهيم ويطربون
رسوله ؛ َّ
فمن ا ّدعى حمبة اهلل وخالف سنة رسوله فهو كاذب ،وكتاب اهلل يكذبه،
شك يف َّأَّنم ال يعرفون ما اهلل وال يدرون ما حمبة اهلل ،وهم قد وال ّ
يصورون يف أنفسهم اخلبيثة صورة معشقة وخياالً فاسد ًا ،فيظهرون بذلك وجد ًا
اجلهال
أن ّعظي ًام وبكاء جسي ًام وحركات خمتلفة واألزباد تتنول من أفواههم ،حتى َّ
واحلمقى من العا ّمة يعتقدوَّنم ويالزموَّنم وينسبون أنفسهم إليهم ،ويرتكون
رشيعة اهلل وسنة رسوله ،فام هلم إال الدعاوي الفاسدة واألقوال الكاسدة
رش اجلنة والنّاس».
رش هؤالء الطائفة ومن ِّ
أعاذنا اهلل وإ ّياكم من ِّ
( ) هذا قول لبعض احلكامء ،كام يف فيض القدير للمناوي 2 :
( )1النساء.313 :
ـ 319ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
الفهارس
وتشتمل على:
املراجع
احملتويات
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املراجع
.1القرآن الكريم.
.2اآلثار :ملحمد بن احلسني الشيباين (ت181هـ) ،ت :أبو الوفاء األفغاين ،دار الكتب
العلمية ،بريوت ،ط1111 ،2هـ.
.1اآلحاد واملثاين :ألمحد بن عمرو الضحاك الشيباين (ت282هـ) ،ت :د .باسم فيصل
اجلوايرة ،دار الراية ،الرياض ،ط1111 ،1هـ.
.1األحاديث املختارة :ملحمد بن عبد الواحد املقديس (611-762هـ) ،ت :عبد امللك عبد
اهلل ،مكتبة النهضة احلديثة ،مكة املكرمة ،ط1111 ،1هـ.
.7أحكام اخلواتيم وما يتعلق هبا :البن رجب احلنبيل (ت217هـ) ،ت :عبد اهلل القايض ،دار
الكتب العلمية ،بريوت ،ط1117 ،1هـ.
.6أحكام الذبائح :ملحمد تقي العثامين ،مكتبة جامعة دار العلوم كراتيش ،ط1118 ،1هـ.
.2أحكام القرآن :ألمحد بن عيل الرازي اجلصاص (ت121هـ) ،دار الفكر.
.8أحكام النظر :لعيل بن حممد املعروف بـ(ابن القطان الفايس) ،ت :د .فتحي أبو عيسى،
دار الصحابة للرتاث بطنطا ،ط1111 ،1هـ.
.1األدب املفرد :ملحمد بن إسامعيل البخاري (ت276هـ) ،ت :حممد فؤاد عبد الباقي ،دار
البشائر اإلسالمية ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.11إرشاد السالك إىل أرشف املناسك يف فقه اإلمام مالك :لعبد الرمحن بن عسكر املالكي،
ط1161 ،1هـ.
.11أسنى املطالب رشح روض الطالب :إلسامعيل بن املقري اليمني ،دار الكتاب
اإلسالمي.
.12األصل :ملحمد بن احلسن الشيباين (ت181هـ) ،ت :أبو الوفاء األفغاين ،عامل الكتب،
ط1111 ،1هـ.
ـ 133ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.11إعالء السنن :لظفر أمحد التهانوي (ت1111هـ) ،ت :حازم القايض ،دارالكتب
العلمية ،ط1118 ،1هـ.
الزركيل ،بدون دار طبع ،وتاريخ طبع. .11األعالم :خلري الدين َّ
.17إفاضة األنوار عىل متن أصول املنار :ملحمد عالء الدين احلصني (ت1188هـ) ،مطبعة
مصطفى البايب احللبي ،مرص ،ط1111 ،2هـ.
.16اإلمام زفر وآراؤه الفقهية :للدكتور عطية اجلبوري ،مطبعة جامعة بغداد118 ،م.
ومي (ت111هـ) ،من خمطوطات مكتبة الر ّ .12اإليضاح :ألمحد بن سليامن بن كامل باشا ُّ
األوقاف العامة ببغداد برقم (.)11612
.18االختيار لتعليل املختار :لعبد اهلل بن حممود املوصيل (ت681هـ) ،ت :زهري عثامن ،دار
األرقم ،بدون تاريخ طبع.
.11البحر الرائق رشح َكنْز الدقائق :إلبراهيم بن حممد ابن نجيم (ت121هـ) ،دار املعرفة،
بريوت ،بدون تاريخ طبع.
.21بحوث يف قضايا فقهية معارصة :ملحمد تقي العثامين ،دار القلم ،دمشق ،ط،1
1111هـ.
.21بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع :أليب بكر بن مسعود الكاساين (ت782هـ) ،دار
الكتاب العريب ،بريوت ،ط1112 ،2هـ ،وأيض ًا طبعة دار الكتب العلمية.
.22البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع :ملحمد بن حممد الشوكاين (ت1271هـ)،
مطبعة السعادة ،مرص ،ط1118 ،1هـ.
.21البناية يف رشح اهلداية :ملحمود بن أمحد ال َع ْينِي (ت877هـ) ،دار الفكر ،ط،1
1181مـ.
.21البيان يف األيامن والنذور واحلظر واإلباحة :للدكتور صالح حممد أبو احلاج ،دار اجلنان،
عامن ،ط2111 ،1م.
.27تاج الرتاجم :لقاسم بن ُق ْط ُلو ُب َغا (ت821هـ) ،ت :حممد خري ،دار القلم ،دمشق ،ط،1
1112مـ.
الز َب ْي ِد ّي (ت1217هـ) ،طبعة
.26تاج العروس من جواهر القاموس :للسيد حممد مرتىض ُّ
الكويت.
.22تاريخ بغداد :ألمحد بن عيل اخلطيب (ت161هـ) ،دار الكتب العلمية ،بريوت.
ـ 131ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.28تاريخ جرجان :حلمزة بن يوسف اجلرجاين (ت117هـ) ،ت :د .حممد عبد معيد خان،
عامل الكتب ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.21تبيني احلقائق رشح َكنْز الدقائق :لعثامن بن عيل الزيلعي ،فخر الدين ،املطبعة األمريية
بمرص ،ط1111 ،1هـ.
.11حتفة األحوذي رشح سنن الرتمذي :ملحمد املباركفوري (ت1171هـ) ،دار الكتب
العلمية ،بريوت.
.11حتفة احلبيب عىل رشح اخلطيب املشهور بـ(حاشية البجريمي عىل اخلطيب) :لسليامن بن
حممد البجريمي (ت1221هـ) ،دار الفكر ،وأيض ًا :املكتبة اإلسالمية ،ديار بكر ،تركيا.
الس َم ْر َقن ِْدي (ت711هـ) ،دار الكتب العلمية،
.12حتفة الفقهاء :لعالء الدين حممد بن أمحد َّ
بريوت ،بدون تاريخ طبع.
.11حتفة النبالء يف مجاعة النساء :لعبد احلي اللكنوي (ت1111هـ) ،ت .د .صالح أبو
احلاج ،مؤسسة الرسالة ،ط.1
.11حتقيق اآلمال يف إخراج زكاة الفطر باملال :للسيد أمحد الصديق الغامري ،ت :د .صالح
أبو احلاج ،حتت الطبع.
.17الرتغيب والرتهيب :لعبد العظيم املنذري (ت676هـ) ،ت .إبراهيم شمس الدين .دار
الكتب العلمية ،بريوت ،ط1112 ،1هـ.
.16التعليق املمجد عىل موطأ حممد :لعبد احلي اللكنوي (ت1111هـ) ،ت :الدكتور تقي
الدين الندوي ،دار السنة والسرية بومباي ،ودار القلم ،دمشق ،ط1111 ،1مـ.
.12تغليق التعليق :البن حجر العسقالين (ت872هـ) ،ت :سعيد القزقي ،املكتب
اإلسالمي ،دار عامر ،بريوت ،عامن ،ط1117 ،1هـ.
.18تفسري الطربي :ملحمد بن جرير الطربي (ت111هـ) ،دار الفكر ،بريوت1117 ،هـ.
الرافِ ِعي الكبري :ألمحد بن عيل ابن حجر ال َع ْس َقالين
.11تلخيص احلبري يف ختريج أحاديث َّ
(872-221هـ) ،ت :السيد عبد اهلل هاشم ،املدينة املنورة1181 ،هـ.
.11تنبيه الغافل والوسنان عىل أحكام هالل رمضان :ملحمد أمني ابن عابدين
(ت1272هـ) ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت ،ضمن جمموع رسائله.
.11التنبيه :إلبراهيم الشريازي (ت126هـ) ،مطبعة مصطفى احللبي ،الطبعة األخرية،
1121هـ.
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.12تنوير األبصار وجامع البحار :ملحمد التمرتايش (ت1111هـ) ،مطبعة الرتقي ،مرص،
1112هـ.
.11التوضيح رشح التنقيح :لصدر الرشيعة عبيد اهلل بن مسعود املحبويب (ت212هـ) ،دار
الكتب العربية الكربى1122 ،هـ.
.11جامع الرموز يف رشح النقاية :لشمس الدين حممد القهستاين (ت نحو171 :هـ)،
املطبعة املعصومية ،استانبول1211 ،هـ.
.17اجلامع الصغري :لعبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي (ت111هـ) ،مطبعة مصطفى البايب
احللبي وأوالده ،ط1122 ،1هـ ،ضمن رشحه الرساج املنري.
.16اجلامع يف أحكام الصيام واالعتكاف واحلج والعمرة :للدكتور صالح أبو احلاج ،دار
اجلنان ،ط2117 ،1م.
.12اجلامع :ملعمر بن راشد األزدي (ت171هـ) ،ت :حبيب األعظمي ،املكتب اإلسالمي،
بريوت ،ط1112 ،2هـ.
.18اجلــواهر املضــية يف طبقــات احلنفيــة :لعبــد القــادر بــن حممــد بــن أيب الوفــاء القــريش
(ت227هـ) ،ت :عبد الفتاح احللو ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط.1111 ،2
.11اجلوهر الكيل رشح عمدة املصيل :لعبد الغني النابليس ،من مصورات خمطوطات
مكتبتي عن دار صدام.
اد ّي (ت811هـ)، .71اجلوهرة النرية رشح خمترص القدوري :أليب بكر بن عيل بن حممد احلدَّ ِ
َ
املطبعة اخلريية ،ط1122 ،1هـ.
.71حاشية الدرر عىل الغرر :ملحمد بن مصطفى اخلادمي ،مطبعة عثامنية ،دار سعادت،
1111هـ.
.72حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري :ملحمد بن أمحد بن عرفة الدسوقي (1211هـ)،
دار إحياء الكتب العربية.
.71حاشية الرشنباليل عىل درر احلكام :حلسن الرشنباليل (ت1161هـ) ،الرشكة الصحفية
العثامنية1111 ،هـ.
.71حاشية الشلبي عىل تبيني احلقائق :ألمحد الشلبي احلنفي ،املطبعة األمريية بمرصـ ،ط،1
1111هـ ،مطبوع هبامش تبيني احلقائق.
.77حاشــية ال َّط ْح َطــاوي عــىل الــدر املختــار :ألمحــد بــن حممــد ال َّط ْح َط ِ
ــاو ّي احلنفــي
(ت1211هـ) ،دار املعرفة ،بريوت1127 ،مـ.
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
او ّي احلنفي .76حاشية ال َّط ْح َطاوي عىل مراقي الفالح :ألمحد بن حممد ال َّط ْح َط ِ
(ت1211هـ) ،ت :حممد عبد العزيز اخلالدي ،دار الكتب العلمية ،ط1118 ،1هـ.
.72حاشيتا قليويب وعمرية عىل رشح املحيل عىل املنهاج :لشهاب الدين القليويب وعمرية،
دار إحياء الكتب العربية.
.78احلج والعمرة يف الفقه اإلسالمي :للدكتور نور الدين عرت ،دار الياممة ،الطبعة اخلامسة،
1117م.
.71حلية األولياء :أليب نعيم األصبهاين (ت111هـ) ،دار الكتاب العريب ،بريوت ،ط،1
1117هـ.
افعي (ت818هـ) ،املكتبة مريي املرصي َّ
الش ّ ّ .61حياة احليوان الكربى :ملحمد بن عيسى الدَّ
اإلسالمية.
.61احليل ( )1من املحيط الربهاين :ملحمود بن أمحد برهان الدين (616هـ) ،ت :يوسف
أمحد البالكي ،إرشاف :د.مجال الباجوري ،رسالة ماجستري ،جامعة بغداد1121 ،هـ.
.62خريدة العجائب وفريدة الغرائب :لعمر بن الوردي (ت211هـ) ،املكتبة الشعبية،
بريوت.
للرافِ ِعي :لعمر بن عيل بن ا ُمل َل ِّقن .61خالصة البدر املنري يف ختريج كتاب الرشح الكبري َّ
(ت811هـ) ،ت :محدي السلفي ،مكتبة الرشد ،الرياض ،ط1111 ،1هـ.
.61الدر املختار رشح تنوير األبصار :ملحمد بن عيل بن حممد احلصكفي احلنفي
(ت1188هـ) ،مطبوع يف حاشية َر ّد ا ُمل ْحتَار ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.67در املنتقى يف رشح امللتقى :لعالء الدين حممد بن عيل احلَ ْصكَفي (1188هـ) ،دار
الطباعة العامرة1116 ،هـ ،مطبوع هبامش جممع األهنر.
.66الدراية يف ختريج أحاديث اهلداية :ألمحد بن عيل ابن َح َجر ال َع ْس َقالين (872-221هـ)،
دار املعرفة ،بريوت ،بدون تاريخ طبع.
.62الدرر احلسان يف أحكام احلج والعمرة :للـدكتور أمحـد احلجـي الكـردي ،دار البشـائر
اإلسالمية ،ط1118 ،1هـ.
.68درر احلكام رشح غرر األحكام :ملحمد بن فرا ُموز املعروف بـ(مال خرسو)
(ت887هـ) ،در سعادت1118 ،هـ.
.61دفع الغواية امللقبة بـ(مقدمة السعاية) لعبد احلي اللكنـوي (ت1111هــ) ،باكسـتان،
1126م.
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.21ذخر املتأهلني رشح منهل الواردين :البن عابدين (1272هـ) ،دمشق ،ط1111 ،1م.
.21الذخرية الربهانية :ملحمود بن أمحد برهان الدين (616هـ) ،من خمطوطات جسرت بيتي
مصورة يف اجلامعة األردنية برقم (.)1862
.22ذخرية العقبى عىل رشح الوقاية :ليوسف جلبي ،مطبع فتح الكريم الواقع يف بندار
ملبيء1111 ،هـ.
.21ر ّد املحتار عىل الدر املختار :ملحمد أمني بن عمر ابن عابدين (ت1272هـ) ،دار إحياء
الرتاث العريب ،بريوت.
.21رسائل األركان :لعبد العيل حممد اللكنوي (بحر العلوم)(ت1227هـ) ،املطبع
العلوي ،لكنو1111 ،هـ.
.27رمز احلقائق رشح كنْز الدقائق :لبدر الدين حممود بن أمحد ال َع ْينِي (877-262هـ)،
مطبعة وادي النيل ،مرص1211 ،هـ.
.26سباحة الفكر يف اجلهر بالذكر :لعبد احلي اللكنوي (ت1111هـ) ،ت :عبد الفتاح أبو
غدة ،مكتب املطبوعات اإلسالمية بحلب ،ط1117 ،7هـ.
.22السعاية يف كشف ما يف رشح الوقاية :للكنوي ،طبع يف املطبع املصطفائي 1112م ،ثم
صورت هذه الطبعة احلجرية يف باكستان ،والنارش :سهيل اكريمي ،الهور1126 ،م.
.28سنن أيب داود :لسليامن بن أشعث السجستاين (ت227هـ) ،ت :حممد حميي الدين عبـد
احلميد ،دار الفكر ،بريوت.
.21سنن ابن ماجه :ملحمد بن يزيد بن ماجه القزويني (ت221هـ) ،ت :حممـد فـؤاد عبـد
الباقي ،دار الفكر ،بريوت.
.81سنن ال َب ْي َه ِقي الكبري :ألمحد بن احلسني بن عيل ال َب ْي َه ِقـي (ت178هــ) ،ت :حممـد عبـد
القادر عطا1111 ،هـ ،مكتبة دار الباز ،مكة املكرمة.
.81سنن الدَّ َار ُق ْطنِي :لعيل بن عمر الدَّ َار ُق ْطنِي (ت187هـ) ،ت :السيد عبد اهلل هاشم ،دار
املعرفة ،بريوت1186 ،هـ.
.82سنن الدارمي :لعبد اهلل بن عبد الرمحن أيب حممد الدارمي (ت277هـ) ،ت :فواز أمحـد
وخالد العلمي ،دار الرتاث العريب ،بريوت ،ط1112 ،1هـ.
.81السنن الصغرى :ألمحد بن حسني البيهقي (ت178هــ) ،ت :د .حممـد ضـياء الـرمحن
األعظمي ،مكتبة الدار ،املدينة املنورة ،ط1111 ،1هـ.
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ائي الكربى :ألمحد بن شعيب الن ََّس ِائي (ت111هـ) ،ت :د.عبد الغفار .81سنن الن ََّس ّ
البنداوي وسيد كرسوي حسن ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.87سنن سعيد بن منصور :لسعيد بن منصور (ت ،)222ت :د .سعد أل محيد ،دار
العصيمي ،الرياض ،ط1111 ،1هـ.
.86رشح ابن العيني عىل املنار :لعبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد (ت811هـ) ،املطبعة
العثامنية يف دار اخلالفة1116 ،هـ ،هبامش رشح املنار.
حلن َِفي
جاين ا َ
.82رشح الرشيفي عىل الفرائض الرساجية :لعيل بن حممد احلسيني اجلُ ْر ّ
(ت816هـ) ،املطبعة األزهرية املرصية1126 ،هـ.
.88رشح املنار :لعبد اللطيف بن عبد العزيز الكرماين ابن ملك (ت811هـ) ،املطبعة
العثامنية يف دار اخلالفة1116 ،هـ.
حممد أبو املكارم ( ت :بعد112 :هـ) ،من خمطوطـات مكتبـة .81رشح النقاية :لعبد اهلل بن َّ
وزارة األوقاف العراقية برقم (.)1718
.11رشح الوقاية :لصدر الرشيعة املحبويب (ت212هـ) ،ت :د .صالح أبو احلاج ،دار
الوراق ،ط2117 ،1م.
ـاين (ت :بعـد816 :هــ) ،مـن ِ ِ
.11رشح الوقاية :ملحمد بن عبد اللطيف ابـن ملـك الك ْر َم ّ
خمطوطات وزارة األوقاف العراقية برقم (.)162
.12رشح حتفة امللوك والسالطني :لعبد اللطيف بن عبد العزيز بن ملك (ت811هـ) ،من
خمطوطات دار صدام برقم (.)1866
.11رشح معاين اآلثار :ألمحد بن حممد بن سالمة ال َّط َحـاوي (121-221هــ) ،ت :حممـد
زهري النجار ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.11رشح مال مسكني عىل كنْز الدقائق :ملعني الدين اهلروي املعروف بـ(مال
مسكني)(ت171هـ) ،املطبعة اخلريية ،مرص1121 ،هـ.
.17شعب اإليامن :ألمحد بن احلسن البيهقي (ت178هـ) ،ت :حممد بسيوين زغلول ،دار
الكتب العلمية ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.16الشــقائق النعامنيــة يف علــامء الدولــة العثامنيــة :ألمحــد بــن مصــطفى طاشــكربى زاده
(ت168هـ) ،دار الكتاب العريب ،بريوت1127 ،م.
ري (ت111هـ) ،ت :أمحد عبد الغفور ،دار العلم جل ْو َه ّ
.12الصحاح :إلسامعيل بن محاد ا َ
للماليني ،ط.1121 ،1
ـ 134ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.18صحيح ابن ح َّبان برتتيب ابن بلبان :ملحمد بن ِح َّبان التميمـي (171هــ) ،ت :الشـيخ
شعيب األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1111 ،2هـ.
.11صحيح ابن خزيمة :ملحمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي (ت111هـ) ،ت :د .حممـد
مصطفى األعظمي ،املكتب اإلسالمي ،بريوت1111 ،هـ.
.111صحيح البخاري :ملحمد بن إسامعيل اجلعفي ال ُب َخ ِار ّي (ت276هـ) ،ت :د .مصطفى
البغا ،دار ابن كثري والياممة ،بريوت ،ط1112 ،1هـ.
ابوري (ت261هـ) ،ت :حممد فؤاد ّ .111صحيح مسلم :ملسلم بن احلجاج ال ُق َش ْري ّي النَّ ْي َس
عبد الباقي ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.112الصالة ( )1من املحيط الربهاين :ملحمود بن أمحد بن مازه البخاري (ت616هـ) ،ت:
كامـل شــطيب ،إرشاف :أ .د :عبــد اهلل اجلبــوري ،رســالة دكتــوراه ،جامعــة بغــداد،
1112هـ.
.111الصالة ( )2من املحيط الربهاين :ملحمود بن أمحد برهان الدين (616هـ) ،ت:
حيزومه شاكر الشيخيل ،إرشاف :أ .د .حممد رمضان عبد اهلل ،رسالة دكتوراه ،جامعة
بغداد1122 ،هـ.
.111ضابط املفطرات يف جمال التداوي :للشيخ املفتي حممد رفيع العثامين ،مكتبة دار العلوم
كراتيش ،باكستان1121 ،هـ.
اوي
ـخ ّالس َ
.117الضوء الالمع ألهل القرن التاسع :لشمس الدين حممد بـن عبـد الـرمحن َّ
(ت112هـ) ،دار الكتب العلمية ،بدون تاريخ طبع.
.116طبقات احلنفية :لعيل بن أمـر اهلل قنـايل زاده ابـن احلنـائي (ت121هــ) ،ت :سـفيان
عايش وفراس خليل ،دار ابن اجلوزي ،ط1127 ،1هـ.
.112طلبة الطلبة :لعمر بن حممد النسفي (ت712هـ) ،ت :حممد حسن الشافعي ،دار
الكتب العلمية ،بريوت ،ط1118 ،1هـ.
.118الطهارات من املحيط الربهاين :ملحمود بن أمحد بن مازه البخاري (ت616هـ) ،ت:
لصالح الرواشده ،إرشاف :أ .د :عبد اهلل اجلبوري ،رسالة دكتوراه ،جامعة بغداد،
1116هـ.
.111عجائب املخلوقات واحليوانات وغرائب املوجودات :لزكريا بن حممد بن حممود
القزويني ،املكتبة اإلسالمية.
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.111علل ابن أيب حاتم :لعبد الرمحن بن حممد الرازي (ت 122هـ) ،ت :حمب الدين
اخلطيب ،دار املعرفة ،بريوت1117 ،هـ.
.111علل اجلارودي (ت112هـ) ،ت :عيل حسن ،دار اهلجرة ،الرياض ،ط1111 ،1هـ.
.112عمدة الرعاية حاشية رشح الوقاية :لعبد احلي اللكنوي (ت1111هـ) ،املطبع
املجتبائي ،دهيل1111 ،هـ.
.111عمدة القاري رشح صحيح البخاري :لبدر الدين حممدو بن أمحد العيني
(ت877هـ) ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.111العناية عىل اهلداية :ألكمل الدين حممد بن حممد الرومي ال َبا َب ْريت (ت286هـ) ،هبامش
فتح القدير للعاجز الفقري ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.117الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة :لعمر الغزنوي (ت221هـ) ،ت:
حممد زاهد الكوثري ،املكتبة األزهرية للرتاث ،مرص1111 ،هـ.
.116غرر األحكام :ملحمد بن فرا ُموز مال خرسو (ت887هـ) ،در سعادت1118 ،هـ.
.112غمز عيون البصائر عىل األشباه والنظائر :ألمحد بن حممد احلموي (ت1118هـ) ،دار
الطباعة العامرة ،مرص1211 ،هـ.
حل َلبي (ت176هـ)، املصيل :إلبراهيم بن حممد بن إبراهيم ا َ ِّ .118غنية املستميل رشح منية
مطبعة سنده1217 ،هـ.
حلنَفي خل َو ِار ّ
زمي ا َ .111الفتاوي ال َب َّزازية :ملحمد بن حممد بن شهاب ابن ال َب َّزاز الك َْر َدري ا َ
(ت ،)822املطبعة األمريية ببوالق مرص1111 ،هـ ،هبامش الفتاوي اهلندية.
َفي األندريتي (ت286هـ) ،من خمطوطات حلن ّ
.121الفتاوى التاتارخانية :لعامل بن عالء ا َ
وزارة األوقاف العراقية برقم (.)1181
عيل بن عثامن األويش ،املطبع العايل يف لكنو، الفتاوى الرساجية :لرساج الدين ّ
.121
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
وزجن ِ
ْـد ّي (ت712هــ) ،املطبعـة حلسن بن منصور بن حممود األُ ْ َ .121فتاوى قايض خانَ :
األمريية ببوالق ،مرص1111 ،هـ ،هبامش الفتاوي اهلندية.
الين (ت872هـ)، .127فتح الباري رشح صحيح ال ُب َخاري :ألمحد بن عيل ابن َح َجر ال َعس َق ِ
ْ
ت :حممد فؤاد عبد الباقي ،وحمب الدين اخلطيب ،دار املعرفة ،بريوت1121 ،هـ.
.126فتح القدير للعاجز الفقري عىل اهلداية :ملحمد بن عبد الواحد ابن اهلامم (ت861هـ)،
دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت ،وأيض ًا :طبعة دار الفكر.
.122فتح باب العناية برشح النقاية :لعيل بن سلطان حممد القاري (1111-111هـ) ،ت:
حممد نزار وهيثم نزار ،دار األرقم ،ط1118 ،1هـ.
.128فتوحات الوهاب بتوضيح رشح منهج الطالب (حاشية اجلمل عىل رشح املنهج):
لسليامن اجلمل ،دار الفكر.
.121فتوى اخلواص يف حل ما صيد بالرصاص :ملحمود أفندي احلمزاوي (ت1117هـ)،
ت :سائد بكداش ،دار البشائر اإلسالمية ،ط1121 ،1هـ.
.111الفرائض الرساجية :ملحمد بن حممد السجاوندي ،املطبعة األزهرية املرصية،
1126هـ.
.111الفقه املنهجي عىل مذهب اإلمام الشافعي :للدكتور مصطفى اخلن وآخرون ،دار
القلم.
.112الفلك الدوار فيام يتعلق برؤية اهلالل بالنهار :لعبد احلي اللكنوي (ت1111هـ)،
املطبع املصطفائي ،لكنو1211 ،هـ.
.111الفوائد البهية يف املواريث الرشعية عىل مذهب أيب حنيفـة :لقاسـم بـن نعـيم الطـائي
احلنفي ،بغداد ،ط1121 ،1هـ.
.111الفوائد البهية يف تراجم احلنفية :لعبد احلي اللكنوي (ت2111هـ) ،ت :أمحد الزعبي،
دار األرقم ،بريوت ،ط1118 ،1م.
.117فيض القدير رشح اجلامع الصغري :لعبد الرؤوف املناوي ،املكتبة التجارية الكربى،
مرص ،ط1176 ،1هـ.
اهدي (ت678هـ) ،من خمطوطات مكتبة وزارة الز ِ
.116قنية املنية :ملختار بن حممود َّ
األقاف العراقية برقم (.)2111
.112الكامل يف ضعفاء الرجال :لعبد اهلل بن عدي أبو أمحد اجلُ ْرجاين (167-222هـ)،
ت :حييى خمتار غزاوي ،ط1111 ،1هـ ،دار الفكر ،بريوت.
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.118كتائب أعالم األخيار من فقهاء مذهب النعامن املختار :ملحمود بـن سـليامن الكفـوي
(ت نحو111هـ) ،من خمطوطات املكتبة القادرية ،بغداد ،برقم (.)1212
.111كشف اخلفاء ومزيل اإللباس عام اشتهر من األحاديث :إلسامعيل بن حممد العجلوين
(ت1162هـ) ،ت :أمحد القالش ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1117 ،1هـ.
.111كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون :ملصطفى بن عبد اهلل القسطنطيني احلنفـي
( ،)1162-1112دار الفكر.
.111الكفاية عىل اهلداية :جلالل الدين اخلوارزمي الكرالين ،دار إحياء الرتاث العريب،
بريوت.
.112الكالم اجلليل فيام يتعلق باملنديل :لعبد احلي اللكنوي (2111-1261هـ) ،املطبع
املصطفائي ،لكنو1211 ،هـ.
.111كامل الدراية برشح النقاية :ألمحد بن حممد ُّ
الش ُمن ِِّّي احلنفي (ت822هـ) ،من
خمطوطات وزارة األوقاف العراقية برقم (.)11611
.111كنْز الدقائق :لعبد اهلل بن أمحد الن ََّس ِفي (ت211هـ) ،طبع باملطبعة احلميدية املرصية
باملنارصة ،بمرص1128 ،هـ.
.117كنز العامل يف سنن األقوال واألفعال :لعيل بن حسام الدين املتقي اهلندي ،مؤسسة
الرسالة ،بريوت1181 ،م.
.116لباب املناسك وعباب السالك لرمحة اهلل السندي ،دار الطباعة العامرة1282 ،هـ.
.112اللباب يف رشح الكتاب :لعبد الغني الغنيمي الدمشقي امليداين احلنفي (-1222
1218هـ) ،ت :حممد حميي الدين عبد احلميد ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت.
.118لسان العرب :ملحمد األفريقي املرصي ابن منظور (ت211هـ) ،ت :عبد اهلل الكبري
وحممد حسب اهلل وهاشم الشاذيل ،دار املعارف .
.111املبدع إلبراهيم ابن مفلـح احلنـبيل(881-816هــ) ،املكتـب اإلسـالمي ،بـريوت،
:
1111هـ.
.171املبسوط :ملحمد بن أيب سهل الرسخيس (ت :نحو711هـ) ،دار املعرفة ،بريوت،
1116هـ.
.171متن القدوري :ألمحد بن حممد القدوري (ت128هـ) ،مطبعة مصطفى احللبي ،مرص،
ط1122 ،1هـ.
ـ 113ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.172املجتبى من السنن :ألمحد بن شعيب أبو عبد اهلل النسائي ( ،)111-217ت :عبد
الفتاح أبو غدة ،مكتب املطبوعات اإلسالمية ،حلب ،ط1116 ،2هـ.
بن حممد (ت محن ِ
الر ِ ِ ِ
الرومي عبد َّ
لشيخ زاده ُّ .171جممع األهنر رشح ملتقى األبحر:
1128هـ) ،دار الطباعة العامرة1116 ،هـ.
.171جممع البحرين وملتقى النريين :ألمحد بن عيل ابن الساعايت (611هـ) ،ت :إلياس
قبالن ،دار الكتب العلمية ،ط2117 ،1م.
.177جممع الزوائد ومنبع الفوائد :لعيل بن أيب بكر اهليثمي (ت812هـ) ،دار الريان
للرتاث ،ودار الكتاب العريب ،بريوت1112 ،هـ.
.176املجموع رشح املهذب :ليحيى بن رشف النووي (ت626هـ) ،ت :حممود مطرحي،
بريوت ،دار الفكر ،ط1112 ،1هـ.
.172خمتار الصحاح :ملحمد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي (ت ،)666ت :محزة فتح
اهلل ،مؤسسة الرسالة1112 ،هـ.
.178املختار :لعبد اهلل بن حممود املوصيل احلنفي (ت681هـ) ،ت :زهري عثامن ،دار
األرقم.
.171خمترص الطحاوي :ألمحد بن حممد الطحاوي (ت121هـ) ،ت :أبو الوفاء األفغاين،
دار الكتاب العريب.
.161مرآة اجلنان وعرب اليقظان يف ما يعترب من حوادث الزمان :لعبد اهلل بن أسعد اليافعي
(ت268هـ) ،مؤسسة األعلمي للمطبوعات ،ط1121 ،1م.
.161مراســيل أيب داود :لســليامن بــن أشــعث السجســتاين (ت227هـــ) ،ت :شــعيب
األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1118 ،1هـ.
عامر الرشنباليل
.162مراقي الفالح رشح نور اإليضاح ونجاة األرواح :حلسن بن َّ
(1161هـ) ،ت :عبد اجلليل عطا ،دار النعامن للعلوم ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.161املستدرك عىل الصحيحني :ملحمد بن عبد اهلل احلاكم (ت117هـ) ،ت :مصطفى عبد
القادر ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1111 ،1هـ.
.161املسلك املتقسط يف املنسك املتوسط :لعيل القاري (ت1111هـ) ،دار الكتب العلمية،
بريوت ،ط1118 ،1م.
.167مسند أيب حنيفة :أليب نعيم أمحد بن عبد اهلل األصبهاين (ت111هـ) ،ت :نظر حممد
الفاريايب ،مكتبة الكوثر ،الرياض ،ط1117 ،1هـ.
ـ 111ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.166مسند أيب عوانة :ليعقوب بن إسحاق االسفرائيني (ت216هـ) ،ت :أيمن بن عارف،
دار املعرفة ،بريوت ،ط.1
.162مسند أيب يعىل :ألمحد بن عيل أيب يعىل املوصيل (ت112هـ) ،ت :حسني سليم أسـد،
دار املأمون للرتاث ،دمشق ،ط1111 ،1هـ.
.168مسند أمحد بن حنبل :ألمحد بن حنبل (ت211هـ) ،مؤسسة قرطبة ،مرص.
.161مسند إسحاق بن راهويه :إلسحاق بن إبراهيم احلنظيل (ت218هـ) ،ت :عبد الغفور
عبد احلق ،مكتبة اإليامن ،املدينة املنورة ،ط1117 ،1م.
.121مسند ابن اجلعد :أليب احلسن عيل بن اجلعد اجلوهري (ت211هـ) ،ت :عـامر أمحـد
حيدر ،مؤسسة نادر ،بريوت.
.121مسند ال َب َّزار (البحر الزخار) :أليب بكر أمحد بـن عمـرو ال َب َّـزار (ت212هــ) ،ت :د.
حمفوظ الرمحن .مؤسسة علوم القرآن ،مكتبة العلوم واحلكم ،بـريوت ،املدينـة ،ط،1
1111هـ.
.122مسند احلميـدي :لعبـد اهلل بـن الـزبري احلميـدي (ت211هــ) ،ت :حبيـب الـرمحن
األعظمي ،دار الكتب العلمية ودار املتنبي ،بريوت والقاهرة.
.121مسند الربيع :للربيع بن حبيب بن عمر األزدي ،ت :حممد بن إدريـس ،وعاشـور بـن
يوسف ،دار احلكمة ،مكتبة اإلستقامة ،بريوتُ ،عامن ،ط1117 ،1هـ.
.121مسند الروياين :ملحمد بن هارون الروياين (ت ،)112ت :أيمن عيل أبو يامين ،مؤسسة
قرطبة ،القاهرة ،ط1116 ،1هـ.
.127مسند الشايش :للهيثم بن كليب الشايش (ت117هـ) ،ت :د .حممود الرمحن ،مكتبـة
العلوم واحلكم ،املدينة املنورة ،ط1111 ،1هـ.
.126مسند الشافعي :ملحمد بن إدريس الشافعي (211-171هــ) ،دار الكتـب العلميـة،
بريوت.
ـرباين (ت161هــ) ،ت :محـدي .122مسند الشاميني :أليب القاسم سـليامن بـن أمحـد ال َّط َ َ
السلفي ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1117 ،1هـ.
.128مسند الشهاب :أليب عبد اهلل حممد بن سالمة ال ُق َضاعي (ت171هـ) ،ت :محدي
السلفي ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،ط1112 ،2هـ.
.121املشكاة يف أحكام الطهارة والصالة والزكاة :للدكتور صالح أبو احلاج ،دار الوراق،
عامن ،ط2117 ،1م.
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.181املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري :ألمحد بن عيل الفيومي (ت221هـ) ،املطبعة
األمريية ،ط1111 ،2م.
.181املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري :ألمحد بن عيل الفيومي (ت221هـ) ،املطبعة
األمريية ،ط1111 ،2م.
.182املصنف يف األحاديث واآلثار :لعبد اهلل بن حممد بـن أيب َشـ ْي َب َة (217-171هــ) ت:
كامل احلوت ،ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض1111 ،هـ.
.181املصنف :لعبد الرزاق بن مهام الصنعاين (211-126هـ) ،ت :حبيب الرمحن
األعظمي ،ط ،2املكتب اإلسالمي ،بريوت1111 ،هـ .معارف السنن
.181املعجم األوسط لسليامن بن أمحد الطرباين(ت161هـ) .ت :طارق بن عوض اهلل .دار
احلرمني .القاهرة1117 .هـ.
ـرب ِاين (ت161هــ) ،ت :عمـر شـكور حممـود، .187املعجم الصغري :لسليامن بن أمحد ال َّط َ َ
املكتب اإلسالمي ،دار عامر ،بريوت ،عامن ،ط1117 ،1هـ.
ـرباين (ت161هــ) ،ت :محـدي .186املعجم الكبـري :أليب القاسـم سـليامن بـن أمحـد ال َّط َ َ
السلفي ،مكتبة العلوم واحلكم ،املوصل ،ط1111 ،2هـ.
.182معجم املؤلفني :لعمر كحالة ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ط1111 ،1هـ.
.188معجم املطبوعات العربية واملعربة إللياس رسكيس ،مطبعة رسكيس ،مرص1128 ،م.
.181املغرب يف ترتيب املعرب :لنارص بن عبد السيد املُ َط ِّر ِز ّى (616هـ) ،دار الكتاب
العريب.
.111مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج :ملحمد اخلطيب الرشبيني (ت122هـ)،
دار الفكر.
.111املغني :ملوفق الدين عبد اهلل بن أمحد املعروف بـ(ابن قدامة)(ت 621هـ) ،دار إحياء
الرتاث العريب.
.112ملتقى األبحر :إلبراهيم بن حممد احللبي (ت176هـ) ،مطبعة عيل بك1211 ،هـ.
.111املنار يف أصول الفقه :حلافظ الدين عبد اهلل النسفي (ت211هـ) ،در سعادت،
1126هـ.
.111املنتقى من السنن املسندة :لعبد اهلل بن عيل بن اجلارود (ت112هـ) ،مؤسسة الكتاب
الثقافية ،بريوت ،ط1118 ،1هـ.
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
.117منتهى النقاية عىل رشح الوقاية :للدكتور صالح أبو احلاج ،دار الوراق ،عامن ،ط،1
2117م.
.116منح الغ َّفار يف رشح تنوير األبصار :ملحمد بن عبد اهلل اخلطيب الت ُُّم ْرتايش ال َغ َّزي
حلنَفي (ت1111هـ) ،من خمطوطات وزارة األوقاف العراقية برقم (.)1111 ا َ
.112منحة السلوك يف رشح حتفة امللوك :لبدر الدين حممود العيني (ت877هـ) ،ت :حممد
فاروق البدري ،رسالة ماجستري ،جامعة بغداد ،بإرشاف :د .حميـي هـالل الرسـحان،
جـ1121 ،2هـ.
.118منحة السلوك يف رشح حتفة امللوك :ملحمود بن أمحد بدر الدين العيني (ت877هـ)،
ت :ياسني عيل البدري ،رسالة ماجستري ،جامعة بغداد ،بإرشاف :د .حممود رجب،
جـ1121 ،1هـ.
.111منحة السلوك يف رشح حتفة امللوك :ملحمود بن أمحد العيني (ت877هـ) ،ت :نافع
محزة عبيد اخلافجي ،رسالة ماجستري ،جامعة بغداد ،بإرشاف د .حممد عبيد الكبييس،
جـ1122 ،1هـ.
.211منهجك يف احلج والعمرة :للدكتور عبد امللك عبد الرمحن السعدي ،معرض األنبار،
العراق ،ط1186 ،2م.
.211منية الصيادين يف تعلم االصطياد وأحكامه :ملحمد بن عبد اللطيف بن فرشته
(ت871هـ) ،ت :سائد بكداش ،دار البشائر اإلسالمية ،ط1121 ،1هـ.
.212منية املصيل وغنية املبتدي :لسديد الدين حممد بن حممد الكاشغري (ت217هـ)،
مطبعة حممدي بومباي1111 ،هـ.
.211مواهب اجلليل رشح خمترص خليل :ملحمد بن حممد بن عبد الرمحن املعروف باحلطاب
(ت171هـ) ،دار الفكر ،بريوت ،ط1118 ،2هـ.
.211مواهب الرمحن يف مذهب أيب حنيفة النعامن :إلبراهيم بن موسى الطرابليس
(ت122هـ) ،من خمطوطات وزراة األوقاف العراقية برقم (.)1618
.217املوسوعة الفقهية الكويتية :جلامعة من العلامء ،تصدرها وزارة األوقاف الكويتية.
.216موطأ مالك :ملالك بن أنس األصبحي (121-11هـ) ،ت :حممد فؤاد عبد الباقي،
دار إحياء الرتاث العريب ،مرص.
.212موطأ حممد :ملحمد بن احلسن الشيباين ،ت :الدكتور تقي الدين الندوي ،دار السنة
والسرية بومباي ،ودار القلم دمشق ،ط1111 ،1مـ.
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ملحمـد عـالء الـدِّ ين احلصـني
.218نسامت األسحار عىل رشح إفاضة األنـوار عـىل املنـار َّ
حلن َِفي :للعامل حممد أمني بن عمر ابن عابدين (ت1271هـ) ،مطبعة مصطفى البـايب، ا َ
ط1121 ،2م.
الز ْي َل ِعي (ت262هـ) ،ت:
.211نصب الراية يف ختريج أحاديث اهلداية :لعبد اهلل بن يوسف َّ
حممد يوسف البنوري ،دار احلديث ،مرص1172 ،هـ.
.211نفع املفتي والسائل بجمع متفرقات املسائل :لعبد احلي اللكنوي (ت1111هـ) ،ت:
صالح حممد أبو احلاج ،دار ابن حزم ،بريوت2111 ،هـ.
.211النقاية :لصدر الرشيعة املحبويب (ت212هـ) ،ت :حممد نزار وهيثم نزار ،دار األرقم،
ط1118 ،1هـ.
.212هناية املراد يف رشح هدية ابن العامد :لعبد الغنـي النابليسـ (ت1111هــ) ،ت :عبـد
الرزاق احللبي ،مركز مجعة املاجد للثقافة والرتاث ،ديب ،ط1111 ،1هـ.
.211نور اإليضاح ونجاة األرواح :حلسن بن عامر الرشنباليل (1161هـ) ،دار النعامن
للعلوم ،دمشق ،بريوت ،ط1112 ،2هـ.
.211اهلداية رشح بداية املبتدي :لعيل بن أيب بكر املرغيناين (ت711هـ) ،مطبعة مصطفى
البايب ،الطبعة األخرية.
.217هدية ابن العامد لعبد الرمحن بن حممد العامدي (ت1171هـ) ،ت :عبد الرزاق
احللبي ،مركز مجعة املاجد للثقافة والرتاث ،ديب ،ط1111 ،1هـ.
.216هدية الصعلوك رشح حتفة امللوك :ملحرم بن حممد الزييل ،ايدنمشدر1217 ،هـ.
.212هدية العارفني :إلسامعيل باشا البغدادي (ت1111هـ) ،دار الفكر1112 ،هـ.
.218اهلدية العالئية :لعالء الدين ابن عابدين ،ت :حممد سعيد الربهاين ،ط1116 ،7هـ.
.211اهلسهسة بنقض الوضوء بالقهقهة :لإلمام اللكنوي ،ت :د .صالح أبو احلاج ،حتت
الطبع.
.221الوقاية :لربهان الرشيعة املحبويب ،ت :د .صالح أبو احلاج ،دار الوراق ،ط،1
2117م ،مطبوع مع الرشح.
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
املحتويات
الصفحة املوضوع
7 مقدمة الشارح
8 دراسة عن حتفة امللوك ومؤلفها
8 أوالً :حتقيق اسم مؤلف التحفة
11 ثاني ًا :صحة نسبة التحفة للرازي
12 ثالث ًا :رشوح التحفة
17 رابع ًا :ترمجة التحفة
12 صور النسخ املخطوطة للكتاب
27 كتاب الطهارة
27 أقسام املياه
28 أنواع النجاسات
11 أحكام األسار
11 فصل يف الوضوء والغسل
11 فرائض الوضوء
17 سنن الوضوء
11 فرائض الغسل
11 سنن الغسل
11 نواقض الوضوء
ـ 114ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 144ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 144ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 144ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 143ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
ـ 141ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
121 التسعري
126 التعشري وحتلية املصحف
112 األلعاب واملسابقات
181 سامع املالهي
181 إسقاط الولد
187 قتل النمل
187 اخلتان
186 السالم وتشميت العاطس
181 متني املوت
111 كتاب الفرائض
111 الفروض املقدرة
116 فصل يف العصبات
111 فصل يف احلجب
111 فصل يف األرحام
117 فصل يف املفقود واحلمل
117 فصل يف الغريق واحلريق واهلدم
116 فصل يف الكفار واملرتد
116 فصل يف احلمل
112 فصل يف الرد
118 كتاب الكسب واألدب
118 أنواع طلب الرزق
111 أفضل الكسب
111 أنواع طلب العلم
112 فصل :األكل عىل ثالثة مراتب
111 فصل :اللبس عىل ثالثة مراتب
ـ 144ـ
نفحات السلوك على حتفة امللوك
122 فصل :الكالم عىل ثالثة مراتب
121 الكذب
121 الغيبة
121 النميمة
121 الشتيمة
121 التملق
121 النفاق
121 املستثنى من الكذب
127 املستثنى من الغيبة
127 مسائل متفرقة
111 الفهارس الفنية
111 املراجع
111 املحتويات
ـ 144ـ