You are on page 1of 152

‫اإلهداء‬

‫إلى المصلـح الكبيـر‪ ،‬والمر ّبى الفاضل‪ ،‬والعالم‬


‫الزاهد‪ ،‬س ّيـدى‬‫األلمعـى ّ‬
‫ّ‬ ‫الجليل‪ ،‬األستـاذ الورع‬
‫شيخ (علىّ أمـني سيالة)‬ ‫العارف باهلل فضيلة ال ّ‬
‫نهـدى لـك من بدائــع تصانيفـك فى ثوبهـا‬
‫القشيـب‪( ،‬رحيـانة األرواح ىف مولد خري املالح)‬
‫فجزاك هللا عن اإلسالم والمسلميـن أفضل ما‬
‫جزى داعية عن دينه‪ ،‬وعالما عن أ ّمته‪.‬‬
‫حمبُّوك مبدرسة‬
‫مصعب بن عمري القرآنيّة‬
‫عنهم‬
‫حممّد األمني اجلعفريّ‬

‫‪1‬‬
2
‫فضيلة الشيخ على أمني سيالة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫ولد الشّيخ علىّ أمني بن حممّد بن حممود سيالـة بطرابلس الغرب‬ ‫‪‬‬

‫أدام اهلل عمراهنا‪ ،‬سنة(‪ 7211‬هـ املوافـق ‪ 7681‬م)‪.‬‬


‫‪ ‬درس القرآن الكرمي بكتّاب سيّـدى الـحطّـاب باملدينة القدمية‪.‬‬
‫‪ ‬تلقّى علومه ومعارفه على عدد من السّـادة األفاضـل من علماء‬
‫البالد‪ ،‬خنصّ بالذّكر منهم سيّدى الشّيخ حممد كامل بن مصطفى‪،‬‬
‫وسيّدى الشّيخ بشري اهلوىن‪ ،‬وسيّدى الشّيخ عبد الرمحن البوصريى‪،‬‬
‫والوىلّ الصّاحل سيّدى الشّيخ حممد الضّاوى‪ ،‬والقطب الكبري صاحب‬
‫الكرامات الباهرة سيّدى الشّيخ األمني العامل‪ ،‬الّذى تلقّى عنـه‬
‫الطّريقة القادريّة‪ ،‬والّذى فتح اهلل عليه بربكته‪ ،‬فأفيضت عليه علوماً‬
‫عظيمة‪.‬‬
‫كان الشّيخ ىف أوّل حياته حائكاً يقوم بنسج الثّياب على عادة‬ ‫‪‬‬

‫سكّان مدينة طرابلس‪ ،‬ومع ذلك مل تشغله حرفته على املواظبة‬


‫لدروس العلم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تقلّد فضيلة الشّيخ عدداً من الوظائف‪ ،‬منها اشتغالـه بالتّدريس‬ ‫‪‬‬

‫ىف مدارس املدينة القدمية‪ ،‬وعيّن أيضاً يف منصب شيخ الطّريقـة‬


‫القادريّة‪ ،‬بعد إجازة ناهلا من سيّدى الشّيخ األمني العامل‪.‬‬
‫‪ ‬هنج موالنا الشّيخ سيالة منهج اإلصالح التّربوىّ الرّفيع‪ ،‬ىف خطىً‬
‫حثيثة حنو الرّقىّ باملريدين إىل معرفة أمور دينهم‪ ،‬ال سيّما منها‬
‫العقائد اإلسالميّة‪ ،‬وفقه العبادات‪ ،‬ومعرفة احلالل واحلرام من‬
‫املعامالت‪ ،‬والتّحلّى باألخالق الفاضلة والسّرية احلميدة‪ ،‬اقتداء‬
‫بسيّدنا وموالنا رسول اهلل ‪ ،‬حتّى ينتفـع املريدون بانتساهبـم‬
‫إىل مدرسـة التّصوف ومدرسة اإلحسان املباركة‪.‬‬
‫‪ ‬هنج موالنا الشّيخ سيالة ىف تدريسه لتالميذه طريقة السّؤال واجلواب‪،‬‬
‫بأسلوب سهل مبسّط مقفّىً‪ ،‬حتّى يسهل للمريدين حفظهـا‪،‬‬
‫وكذلك تأليفه لكثري من القصائد اهلادفة الّىت حتثّ على ذكر اهلل‪،‬‬
‫وعلى مدح رسول اهلل ‪ ،‬وعلى التّخلّق بأخالق املصطفـى ‪،‬‬
‫وصحابته الكرام‪ ،‬والسّلف الصّاحل من خيار أمّة سيّدنا رسول‬
‫اهلل ‪ ،‬وما إن تتطارق أذنه بأغنية تتداول على ألسنة العامّة إالّ‬
‫أخذ بلحنها‪ ،‬وبدّل كلماهتا يف مدح رسول اللّه ‪ ،‬وهذا أسلوب‬
‫من أساليب إصالح اجملتمعات‪ ،‬وحتصينها من الغزو الثّقايفّ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ترك سيّدنا الشّيخ تراثاً قيّماً‪ ،‬وموروثاً مباركاً‪ ،‬يتمثّل ىف تالميـذه‬ ‫‪‬‬

‫الّذين ساروا على هنجه‪ ،‬واستفاد منهم البلد‪ ،‬والتّلميذ ينبيك اخلرب‬
‫عن أستاذه‪ ،‬ومن أجلّ تالميذه الوىلّ الصّاحل سيّدى الشّيخ أبوبكر‬
‫بن لطيف الّذى أخذ عنه العهد‪ ،‬مثّ جدّده على سيّدى األمني العامل‬
‫وبأمر منه‪ ،‬وكذلك سيّدى الشّيخ إبراهيم دقدق‪ ،‬وسيّدى الشّيخ‬
‫علىّ خضر‪ ،‬والشّيخ العرىبّ النّور‪ ،‬وسيّدى الشّيخ حممّد باباى‬
‫املشهور بـ (اصباكه) وغريهم كثري‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك ترك الشّيخ موروثاً ثقافيّاً‪ ،‬مع انشغاله بإعـداد الرّجال‬
‫الصّاحلني ‪ ،‬ومن هذه التّأليفات ‪ ،‬الدروس األساسيّة للنّاشئـة‬
‫اإلسالميّة‪ ،‬وكذلك اختصاره لعقيدة األكابر املقتبسـة من أحزاب‬
‫سلطان األولياء سيّدى الشّيـخ عبد القادر اجليالىنّ‪ ،‬وترك الشّيخ‬
‫أيضاً عدّة خمطوطات‪ ،‬منها كتابنا هذا رحيانة األرواح يف مولد خري‬
‫املالح‪ ،‬وجمموعة من اخلطب املنربيّة حتت اسم الدّرر البواسم ىف‬
‫خطب املواسم ‪ ،‬وكذلك خمطوطة حتت اسم التّحفة القادريّة‪،‬‬
‫وجمموعة من احلكم منسّقة على احلروف األجبديّة‪ ،‬مسّاها رياض‬
‫احلكم من فيض احلكم‪.‬‬
‫‪ ‬فضيلة موالنا الشّيخ مدرسة عظيمة من مدارس التّصوف‪ ،‬ومصلح‬

‫‪5‬‬
‫عظيم من املصلحني املخلصني‪ ،‬وداعية إسالمىّ من الدّعاة الدّاعني‬
‫للّه على بصرية‪ ،‬ذو نظرة ثاقبة لألمور‪ ،‬وفراسة ربّانيّة‪ ،‬عارف‬
‫بزمانه‪ ،‬حليم ال يستطيع أحد إغضابه إالّ إذا انتهكت مـحـارم‬
‫اللّه‪ ،‬مقتد متأسّ ىف حركاته وسكناته باحلبيب األعظم ‪ ،‬عاشق‬
‫لسيّدنا املصطفى ‪ ،‬ال يفتر عن ذكر اهلل وال عن الصّالة على‬
‫رسول اهلل ‪ ،‬شفوق على الفقراء واملساكني‪ ،‬ورع زاهد تقىّ‪،‬‬
‫وهب حياته إلسعاد اآلخرين‪ ،‬نصوح أمني‪ ،‬نفع اهلل به العباد‬
‫والبالد‪ ،‬حكيم ىف معاملته مع النّاس‪ ،‬حوى من الشّمائل ما تعجز‬
‫األلسنة عن حصرها‪ ،‬وهل تعـدّ النّجوم الزّهر‪ ،‬فهو كالبحر‬
‫احمليط‪ ،‬أخالقه واهلل مصطفويّة نبويّة حممّديّة ‪ ،‬نفعنا اهلل به وبعلومه‪،‬‬
‫وأكثر اهلل من أمثاله ىف أمّة سيّدنا حممّد بن عبد اهلل ‪.‬‬

‫توفّى فقيدنا الكبري وعمره (‪ )66‬عاماً‪ ،‬قضاها ىف جالئل األعمال‬ ‫‪‬‬

‫مبدينة طرابلس ىف سنة ‪ 1376‬هـ املوافق ‪1656‬م‪ ،‬ودفن مبقربة‬


‫الصّحايبّ اجلليل سيّدى منيذر‪ ،‬رحم اهلل الفقيد الغاىل‪ ،‬واألستـاذ‬
‫الكبري علىّ أمني سيالة رمحة واسعة‪ ،‬وأسكنه فسيح جنّاته‪ ،‬وملثل‬
‫هذا فليعمل العاملون‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وقد رثاه األستاذ الشّاعر أمحد قنابة ببيتني من الشّعر كتبا على‬ ‫‪‬‬

‫لوحة وضعت على قربه‪.‬‬

‫على‬
‫قف على القبر فهو قبر ّ‬
‫‪   ‬قبر أستاذنـا األمين سيالـة‬
‫وادع إن شئت للفقيد بخيـر‬
‫‪   ‬أحسـن هللا ر ّبنـا استقبالـه‬

‫رحم اهلل جميع علماء البالد اإلسالميّة‬

‫ّ‬
‫كتبه‬
‫حممد األمني اجلعفرى‬

‫‪7‬‬
‫المقدمة‬
‫احلمد هلل الذي بنعمته تتمُّ الصَّاحلات‪ ،‬ومبحض فضله نتنعّم يف اخلريات‪،‬‬
‫وبذكر حبيبه تتنزَّل الرَّمحات وتعمّ الربكات ‪ ،‬والصّالة والسالم على سيّد‬
‫السّادات‪ ،‬ومنبع السّعادات وفخر الكائنات‪ ،‬سيّدنا وموالنا حممّد خري‬
‫الربيّات‪ ،‬وعلى آله وأصحابه النّجوم النّيّرات‪ ،‬ومن متسّك بسنّته واهتدى‬
‫هبديه واجعلنا معهم ىف أعلى الدّرجات‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫السّادة األفاضل أحباب سيّدنا وموالنا رسول اهلل ‪.‬‬
‫من دواعى سرورنا أن نلتقى بكم من جديد‪ ،‬ىف سلسلة تراثنا اخلالد العظيم‪،‬‬
‫بعدما التقينا بكم ىف (كتاب دالئل اخلريات وشوارق األنوار) للوىلّ الصّاحل‬
‫سيّدى (حممّد اجلزوىلّ)‪ ،‬نلتقى بكم هذه املرة مع سفر مبارك يتعلّق جبناب‬
‫سيّدنا احلبيب ‪ ‬ويتناول سريته العطرة املباركة‪ ،‬بأسلوب سهل مجيل‬
‫رصني‪ ،‬يفهمه العامّ واخلاصّ‪ ،‬املسمّى (رحيانة األرواح ىف مولد خري املالح‬
‫‪ )‬من تأليف خادم العلم الشّريف‪ ،‬املربّى الفاضل‪ ،‬والعامل اجلليل‪ ،‬سيّدى‬
‫العارف باهلل‪ ،‬فضيلة الشّيخ (على سيالة) رمحه اهلل‪.‬‬
‫والسبب الذى دعا الشّيخ إىل تأليفه مع وجود غريه من املوالد املؤلّفة‬

‫‪8‬‬
‫واملتداولة ىف عصره‪ ،‬هو تيسري قراءة قصّة املولد بأسلوب سهل يستطيع‬
‫اجلميع على خمتلف طبقاهتم التعليمية أن يعيشوا مع سرية احلبيب األعظم‬
‫‪ ،‬وقراءة هذا املولد ال تستدعى وجود شيخ عارف باملقامات املوسيقيّة‪،‬‬
‫وال حافظ لألناشيد املولديّة كما هى عادة ما عليه املوالد األخرى‪ ،‬بل‬
‫تستطيع كلّ مجاعة تتقن اللّغة العربيّة أن تقرأه‪ ،‬وهذا ال يكون ىف املوالد الىت‬
‫كانت وال زالت تسود ىف عصرنا هذا‪ ،‬فأراد الشّيخ اجلليل أال حيرم كثرياً من‬
‫احملبّني من االنتفاع بقصّة مولد احلبيب األعظم ‪ ،‬وهكذا دأبه رضى اهلل عنه‬
‫ىف هنجه اإلصالحىّ التربوىّ‪ ،‬الّذى هو هنج التيسري والتخفيف‪.‬‬
‫وهذا املولد وإن مل يكن منتشراً ىف ربوع بالدنا احلبيبة‪ ،‬إالّ أنه معروف ألهل‬
‫احملروسة طرابلس الغرب اخلالدة‪ ،‬وكذلك رواد الزاوية القادريّة‪ ،‬الذين‬
‫يتقاطرون من كلّ حدب وصوب جتاه مسجد الناقة العتيق‪ ،‬لسماع قصّة‬
‫املولد الشّريف الّذى حنن بصدده‪ ،‬والّذى يكتظ هبم املسجد ليلة ميالد‬
‫املصطفى ‪ ،‬ىف جوّ إمياىنّ مفعم بالنّفحات احملمّديّة والتّجلّيات الرّبّانيّة‪،‬‬
‫ووجوههم مستبشرة يعلوها نور اإلميان‪ ،‬وقلوهبم خاشعة حملبّتهم الصّادقة‬
‫لشفيعهم وهاديهم إىل اإلميان‪ ،‬حضرة سيّدنا رسول اهلل ‪. ‬‬
‫إن اعتزازنا حباضرنا حيتّم علينا العناية بتراث أسالفنا الّذين كافحوا‬
‫وجاهدوا‪ ،‬وأبلوا بالء حسناً ىف تثبيت دعائم العقيدة النّقيّة الصّافية‪ ،‬وقيم‬

‫‪6‬‬
‫الدّين ولغة القرآن الكرمي ىف بالدنا احلبيبة‪ ،‬ىف الوقت الّذى تكالبت قوى‬
‫شرّ والعدوان على بلدنا الغاىل‪ ،‬يريدون أن يقطعوا صلتنا بديننا اإلسالمىّ‪،‬‬
‫ال ّ‬
‫وتقاليدنا العربيّة األصيلة‪ ،‬ولكن هيهات هيهات‪ ،‬فقد تصّدى هلذه احلملة‬
‫أسالفنا بشتّى األسلحة‪ ،‬احلربيّة منها والثقافيّة والدينيّة‪ ،‬فبفضل هذه‬
‫الكوكبة العظيمة‪ ،‬والشّموس املضيئة‪ ،‬وساداتنا األماجد‪ ،‬وعلمائنا‬
‫األفاضل‪ ،‬بقيت بالدنا احلبيبة حتتفظ بأصالتها العربيّة‪ ،‬مقيمة لشعائرها‬
‫الدينيّة‪ ،‬وحمافظة على لغتها العربيّة‪ ،‬بالرّغم ما شُنَّ عليها من غارات‬
‫التّشكيك‪ ،‬فجزى اهلل هؤالء السّادة األفاضل أفضل ما جيازى به العلماء‬
‫العاملني والدّعاة املصلحني‪.‬‬
‫ومن هؤالء النّخبة الطّيّبة واملصابيح املضيئة‪ ،‬سيّدى العارف باهلل‪ ،‬الشّيخ‬
‫(على سيالة) رمحه اهلل‪.‬‬
‫والسبب الذى دعانا إلخراج هذا الكتاب إىل الوجود‪ ،‬هو تطفّلنا خبدمة ما‬
‫يتعلّق بسيّدنا الرّسول ‪ ،‬لعلّنا نكون من مجلة خدمه عليه الصّالة والسّالم‪،‬‬
‫وكذلك حبّنا اجلارف لفضيلة موالنا الشّيخ سيالة‪ ،‬الذي مسعنا عنه وعن‬
‫مآثره العظيمة‪ ،‬فوقع حبّه ىف قلوبنا‪ ،‬وكذلك حبّ مصنّفاته املخلصة هلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫بدأنا العمل متوكّلني على اهلل‪ ،‬وحبثنا على خمطوطات هذا السفر املبارك‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫فعثرنا على ثالث خمطوطات‪ ،‬وقارنا بينها فوجدناها حبمد اهلل متطابقة ىف‬
‫رمسها‪ ،‬خمتلفة بعض الشّئ ىف ضبطها‪ ،‬إما إمهال من النّاقط نفسه‪ ،‬أو وجود‬
‫حممل لغوىّ آخر تدلّ عليه غري احململ األول‪ ،‬مع خلوّ هذه املخطوطات من‬
‫الوضوح‪ ،‬وكذلك خلوّها من التّرتيب والتّبويب الّذى يضفى على الكتاب‬
‫مجاالً ورونقاً‪.‬‬

‫واملخطوطات هى ‪-:‬‬

‫‪ -1‬خمطوطة كتبت خبطّ فضيلة أستاذنا العزيز الشّيخ حممد باباى‪ ،‬مل‬
‫يعرف زمن تاريخ كتابتها‪.‬‬
‫‪ -2‬خمطوطة كتبت خبطّ فضيلة الشّيخ شكرى محادى‪ ،‬سنة ‪ 1351‬ه‬
‫املوافق ‪ 1637‬م‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -3‬خمطوطة مل يكتب صاحبها عليها امسه‪ ،‬وال زمن تاريخ كتابتها‪.‬‬
‫‪‬‬

‫ولقد ساعدنا ىف احلصول على هذه املخطوطات‪ ،‬األستاذ حافظ قنبور‪،‬‬


‫فجزاه اهلل عنّا خرياً‪.‬‬
‫‪‬‬

‫وننبّه اإلخوة القرّاء األفاضل إىل ما يلي‪-:‬‬


‫‪ -1‬القصّة املولديّة النّثريّة (باملداد األسود)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬الشّعر الّذى يردّد مجاعة‪ ،‬وكذلك اآليات القرآنيّة واألحاديث‬
‫النّبويّة الىت تردّد مجاعة (باملداد األخضر)‪.‬‬
‫‪ -3‬اآليات القرآنيّة واألحاديث النّبويّة الّىت ال تقرأ مجاعة (باملداد‬
‫البىن)‪.‬‬
‫‪ -4‬الشّعر الّذى ال يقرأ مجاعة (باملداد األزرق)‪.‬‬

‫وال بدّ من التّنويه أن هذا املولد يشمل بعض مقطوعات شعريّة من نظم سيّدى‬
‫العارف باهلل‪ ،‬فضيلة الشّيخ (يوسف النّبهاىنّ) ىف قصيدته (طيبة الغرّاء ىف‬
‫مدح سيّد األنبياء) الّيت مطلعها‬

‫نورك الكلّ والورى أجزاء ***** يا نبيّا من جنده األنبياء‬

‫وال يسعنا إالّ أن نشكر خالص الشّكر كلّ من تعاون معنا ىف كتابة هذا املولد‬
‫املبارك ونشره وطباعته‪ ،‬ومن أنفق على هذا الكتاب وسعى فيه بإحسان‪،‬‬
‫والسيّما السّادة األفاضل يف دار اآلفاق للطباعة واإلعالن‪ ،‬وال غرابة ىف‬
‫ذلك فإنّه ال يعرف الفضل إال ذووه‪ ،‬وأنّ هذه األعمال الصّاحلة يقيّض اهلل هلا‬
‫من اصطفاهم واجتباهم‪ ،‬وقليل ما هم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫نسأل اهلل احلىّ القيّوم بديع السّماوات واألرض‪ ،‬أن يتقبل منّا هذا العمل‬
‫املبارك‪ ،‬وأن جيازى عنّا سيّدى الشّيخ على سيالة‪ ،‬وكلّ من ساعد ىف إخراج‬
‫هذا املولد إىل النّور خري اجلزاء‪ ،‬وكذلك من أنفق عليه‪ ،‬أن جيعل سعيهم سعياً‬
‫مشكوراً وأن خيلف هلم فيما أنفقوا‪ ،‬وأن يثيبهم ثواباً جزيالً وأجراً عظيماً‪.‬‬
‫فإىل عشّاق احلبيب األعظم والسيّد األفخم والرّسول األكرم ‪ ،‬وإىل من‬
‫اتّصلت قلوهبم بسيّدنا رسول اهلل ‪ ،‬وإىل من ال يفترون عن الصّالة على‬
‫احلبيب ‪ ،‬هندى كتابنا هذا‪.‬‬
‫وإن شاء اهلل نلتقى معاً يف كتاب جديد من سلسلة التّراث اخلالد‪.‬‬
‫نسأل اهلل أن جيعل عملنا هذا عمالً مقبوالً‪ ،‬خالصاً لوجهه الكرمي‪ ،‬وحمّبةً ىف‬
‫نبيّه العظيم‪ ،‬وحرزاً لنا من عذاب السّعري‪ ،‬وذخراً لنا وألهلينا وألحبابنا ىف‬
‫اهلل تعاىل يوم الدّين‪ ،‬يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم‪ ،‬أو‬
‫بعمل ينفع املسلمني‪ ،‬وصلّى اهلل على سيّدنا وحبيبنا وشفيعنا وموالنا حممّد‪،‬‬
‫وعلى آله وأصحابه أمجعني‪.‬‬
‫صفُونَ‬
‫سُ ْبحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَ ِ‬
‫َب اْلعَالَمِنيَ‬
‫وَ َسالَمٌ عَلَى الْ ُمرْسَ ِلنيَ وَاْلحَمْدُ ل َِّلهِ ر ِّ‬

‫محمد األمين الجعفرى‬

‫‪13‬‬
‫تصحيح لمفهوم خاطئ‬

‫جدٍ َو َع َال السَّ َماءَ‬


‫صى َمسْ ِ‬
‫ِ َألقْ َ‬ ‫‪‬‬ ‫َس َرى مِنْ َمكَّ َة ببُ َراقِ ِع ٍّز‬
‫ش ارْ ِت َقاءَ‬
‫جاوِ ُز َها إِ َلى الْ َعرْ ِ‬
‫ُي َ‬ ‫‪‬‬ ‫ح ًة َل ُه اْ َألبْ َوابُ ِمنْ َها‬
‫ُم َفَّت َ‬
‫صلَّى خَلْ َفــ ُه الرُّ ُس ُل اقْ ِت َداءَ‬
‫َو َ‬ ‫‪‬‬ ‫َف ُس َّر بهِ الْ َم َال ِئ َك ُة ابْ ِت َهاجَا‬
‫ح َّي ِتــــ ِه الثََّناءَ‬
‫َو ُألْ ِه َم ِفى تَ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫س‬
‫َو َكلَّ َم َرَّب ُه ِمنْ َقاب قَوْ ٍ‬
‫ت َأ َشـا ُء ِإالَّ َأنْ َت َشــاءَ‬
‫َف َلسْ ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ج َّل َسلْ ِنى‬
‫َف َقالَ اللَّ ُه َع َّز َو َ‬
‫ت َأمَْن ُع َك الْ َع َطاءَ‬
‫حكْ ِم َك َلسْ ُ‬
‫ِب ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ض ِفيهَا‬
‫خ َزائِ ُن َرحْ َم ِتى َل َك َفاقْ ِ‬
‫َ‬
‫ج َزاءَ‬
‫َو ُكلِّ ُم َقصِّ ٍر َيخْ َشى الْ َ‬ ‫‪‬‬ ‫َو َشفَّ َع ُه اْ ِإل َل ُه بكُلِّ َعاصٍ‬

‫هذه األبيات لفضيلة سيّدي الشّيخ العارف باللّه‪ ،‬مدّاح املصطفى ‪،‬‬
‫الشّيخ عبد الرّحيم الربعيّ اليمينّ من أهل القرن اخلامس‪ ،‬ميدح فيها‬
‫حضرة املصطفى ‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬

‫بِأَقْصَى الشَّـامِ زَوَّدَنِى بُكَاءَ‬ ‫‪‬‬ ‫أَرَى َبرْقَ الْ ُغوَيْرِ ِإذَا تَرَاءَى‬
‫وَسُقْـمًا ال أَرَى لَهُمَا َدوَاءَ‬ ‫‪‬‬ ‫تَقَسَّ َمنِى الْهَوَى الْ ُعذْرِيُّ هَمًّا‬

‫‪14‬‬
‫وتشري هذه القصيدة إىل رفعة مقام سيّدنا رسول اهلل ‪ ،‬فمقامه رفيع‪،‬‬
‫وقدره معلوم‪ ،‬وجاهه فخيم‪ ،‬ومكانته سامية‪ ،‬ومنزلته عظيمة‪ ،‬ال يستطيع‬
‫كائن من كان أن يبلغها أو يصل إليها‪.‬‬
‫وأختلف مع كثري من اإلخوة حينما يفهمون من بعض أبيات هذه‬
‫القصيدة فهما خاطئا‪ ،‬وينظرون هلا نظرة سطحيّة‪ ،‬وال سيّما يف قول‬
‫اإلمام الربعيّ‪:‬‬
‫فلست أشاء إالّ أن تشاءَ‬ ‫‪‬‬ ‫فقال اللّه عزّ وجلّ سلين‬
‫فاملعاين اليت تظهر من هذا البيت متعدّدة‪ ،‬ولكن هل املقصود ما قد‬
‫ىن ال يليق‬
‫يتبادر يف أذهان البعض أنّ ظاهر هذه األبيات تدلّ على مع ً‬
‫بذات اللّه تعاىل‪ ،‬وكأنّ مشيئة املوىل عزّ وجلّ مرتـهنة مبشيئة رسول‬
‫اللّه ‪.‬‬
‫وهذا الفهم ليس هو مقصود مؤلّف القصيدة‪ ،‬وال العلماء الّذين أثنوا‬
‫الثّناء العاطر على قصائد سيّدي الربعيّ‪ ،‬لقد مرّت على تأليف هذه‬
‫القصيدة قرون‪ ،‬والقت من مجيع العلماء اجلهابذة قبوال واحتراما‬
‫وتقديرا‪ ،‬ومل يتعرّض هلا أحد بالقدح على مدى العصور‪ ،‬وهم فرسان‬
‫اللّغة‪ ،‬وقياصرة البيان‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد مزجها مؤلّف هذا املولد فضيلة الشّيخ علي سيالة يف تصنيفه‪ ،‬وقد‬
‫فهم من هذه األبيات فهما يليق مبقام اللّه ومبقام رسول اللّه ‪ ،‬ولكلٍّ‬
‫مقامه‪ ،‬وقد صحّح هذا املولد علماء أفاضل شهد هلم بالكفاءة يف علوم‬
‫اللّغة‪ ،‬فلم يروا بأسا يف املعاين السّامية الّيت تشري إليها هذه األبيات‪،‬‬
‫وقد مسع هذا املولد علماء العصر يف طرابلس الغرب أمثال الشّيخ‬
‫أيب بكر بالطيف‪ ،‬والشّيخ إبراهيم باكري‪ ،‬والشّيخ ال ّطيّب املصرايتّ‪،‬‬
‫والشّيخ عمر اجلنزوريّ‪ ،‬فارتضوْا هذا املولد‪ ،‬ولقي عندهم القبول‬
‫التّامّ‪ ،‬وفهموا الفهم الالئق هلذه األبيات‪ ،‬وقد سلّمتُ نسخة من هذا‬
‫املولد للعالّمة الشّيخ حممّد العلويّ املالكيّ‪ ،‬ففرح به والقى عنده‬
‫القبول‪ ،‬وكذلك العالّمة الشيخ احلبيب اجلفريّ‪.‬‬

‫وبعد إمتام الطّبعة األوىل الّىت طبعت يف مصر‪ ،‬أخذنا إذنا بالنّشر من‬
‫األزهر الشّريف‪.‬‬

‫ويتبني لنا أنّ هؤالء الّذين استحسنوا هذه القصيدة‪ ،‬إنّما فهموا فهما‬
‫مغايرا عمّا فهمه بعض إخواننا األفاضل‪ ،‬وأوّلوا هذه األبيات تأويالً حسناً‬
‫يليق مبقام اللّه تعاىل ومبقام سيّدنا رسول اللّه ‪ ،‬ومل حيمّلوها وجها‬
‫واحدا مشينا‪ ،‬بل كسوْا هذه األبيات من حسن التّأويل دررا وحلال‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫فحاشا للّه أن يعتقد أحد من املسلمني‪ ،‬ولو من آحاد النّاس هذا‬
‫االعتقاد‪ ،‬وال هذا الفهم من األبيات‪ ،‬ناهيك عن العلماء العاملني‬
‫واألولياء الصّاحلني‪ ،‬فللّه مكانة ال يضاهيه فيها أحد من املخلوقني ولو‬
‫كان رسوال أو مَلَكًا مقرّبا‪ ،‬وحلضرة املصطفى ‪ ‬مقام ال يبلغه أحد من‬
‫العاملني كائنا من كان‪ ،‬فاخللق يتفاوتون يف مقاماهتم على قدر قرهبم من‬
‫اللّه‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض)‪ ،‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫(انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعض)‪.‬‬

‫لقد حبا اهلل مصطفاه وجمتباه بالعطايا واملنح والفضائل‪ ،‬وأفرغ عليه‬
‫فضله وإكرامه‪،‬وأعطاه عطاء ما مل يُعطه ملخلوق قبله وال بعده‪.‬‬

‫لقد اتّخذه اللّه حبيبا‪ ،‬وقرّبه إىل حضرته فكان قاب قوسني أو أدىن‪،‬‬
‫وأراه من آياته الكربى‪ ،‬ومل يأمره خبلع نعاله على بساط قربه‪ ،‬بل أمر‬
‫موسى خبلعها وهو يف الواد املقدّس طوى‪ ،‬وأحيا له مجيع األنبياء تشريفا‬
‫له وتكرميا‪ ،‬وتشرّفوا بالصّالة خلفه وهو يتقدّمهم تقدمي خمدوم على‬
‫خدم‪ ،‬واحتفى به أهل السّماء احتفاء يليق مبكانته‪ ،‬وأمر اخلالئق بعبادة‬
‫بدأ هبا بنفسه‪ ،‬وهي الصّالة على حضرته‪ ،‬فهو إمام األنبياء واملرسلني‪،‬‬
‫فكلّ األنبياء آدم ومن دونه حتت لوائه يوم القيامة‪ ،‬وهو ملجأ اخللق‬

‫‪17‬‬
‫طرّا يوم الفزع األكرب‪ ،‬حينما يشتدّ الكرب باخلالئق يوم القيامة‪،‬‬
‫فيلجئون إىل األنبياء واملرسلني إلغاثتهم يف هذا املوقف العظيم‪ ،‬فيتأخّر‬
‫مجيع األنبياء من هول املوقف الّذى تزلّ فيه األقدام‪ ،‬فال جيدون ملجأ‬
‫وال مغيثا سوى احلبيب األعظم ‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا هلا أنا هلا‪ ،‬فيسجد‬
‫الشّفيع حتت العرش لريضى البديع‪ ،‬فيجيب اللّه مناه‪ ،‬ويعطيه مبتغاه‪،‬‬
‫قائال له‪ :‬ارفع رأسك وسل تُعْطَهْ‪ ،‬واشفع تشفَّع‪.‬‬

‫وهذا مقصود فضيلة اإلمام الربعىّ‪ ،‬يف قوله (وقال اللّه عزّ وجلّ‬
‫سلىن)‪ ،‬فسأله الشّفاعة‪( ،‬فلست أشاء إالّ أن تشاءَ)‪ ،‬فمشيئىت يف هذا‬
‫املوقف مشيئتك‪ ،‬بدليل األبيات اليت بعدها الّيت يقول فيها (فشفّعه اإلله‬
‫يف كلّ عاص)‪.‬‬

‫إنّ الفهم اخلاطئ الّذى فهمه بعض إخواننا األفاضل من ظاهر هذه‬
‫األبيات ليس هو مراد قائله وال سامعه وال من صحّحه‪ ،‬ألننا إذا‬
‫اعتقدنا هذا الفهم اخلاطئ يف مراد قائله‪ ،‬ألدّى إىل تكفري صاحبه إذا‬
‫اعتقده‪ ،‬وحنن نربّئ وننزّه ساداتنا العلماء من هذه املعتقدات واملفاهيم‬
‫السّقيمة‪ ،‬كما خاض بعض قليلى العلم واملعرفة يف قصيدة البوصريي‪.‬‬
‫فمشيئة اللّه ليست متوقفة على مشيئة أحد‪ ،‬فاللّه يفعل ما يشاء‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫وحيكم ما يريد‪ ،‬وال يقع يف ملكه شئ إالّ بإذنه‪ ،‬ولكن قد توافق مشيئته‬
‫مشيئة من أحبَّ من خلقه يف كثري من املواقف‪ ،‬كما تُبّينُ ذلك سورةُ‬
‫الضّحى‪ ،‬يف قوله تعاىل‪( :‬ولسوف يعطيك ربّك فترضى)‪ ،‬فرضا اللّه يف‬
‫رضا رسول اللّه ‪ ، ‬ويف قوله تعاىل‪(:‬فلنولّينّك قبلة ترضاها)‪ ،‬أى إذا‬
‫كنت يا حممّد ترتضى هذه القبلة فإنّى أرتضيها‪ ،‬ملّا رأى بصر النّىبّ ‪‬‬
‫يتردّد إىل السّماء راغبا يف أن تكون قبلته صوب املسجد احلرام‪.‬‬

‫سيّدة عائشة‪( :‬إنّى أرى ربّك يسارع يف هواك)‪،‬‬


‫وهذا مصداق قول ال ّ‬
‫وكذلك حينما بعث اللّه جربيل ‪ ‬لرسوله الكرمي ‪ ،‬بعدما القى‬
‫من أهل الطّائف ما القى‪ ،‬فقال جربيل‪( :‬إنّ اللّه قد مسع قول قومك‬
‫لك‪ ،‬وما ردّوا عليك‪ ،‬وقد بعث اللّه إليك ملك اجلبال لتأمره مبا شئت‬
‫فيهم‪ ،‬فناداه ملك اجلبال‪ ،‬فسلّم عليه‪ ،‬مث قال‪ :‬يا حممّد ! ذلك فيما‬
‫شئت‪ ،‬إن شئت أطبق عليهم األخشبني‪ .‬فقال النّىبّ ‪ :‬بل أرجو أن‬
‫خيرج اللّه من أصالهبم من يعبد اللّه وحده ال يشرك به شيئا)‪.‬‬

‫فنستفيد من هذا النّص الصّريح أنّ اللّه يستطيع أن يهلك قريشاً‪ ،‬وال‬
‫ينتظر مشيئة وال مشورة أحد‪ ،‬كما فعل باألقوام الّذين كذّبوا الرّسل‪،‬‬
‫فحاق هبم الدّمار واهلالك‪ ،‬فاللّه ال ترتبط مشيئته مبشيئة أحد‪ ،‬وال‬

‫‪16‬‬
‫يشاور أحدا فيما يفعل‪ ،‬ولكن اقتضت حكمته أن تكون مشيئته يف هذا‬
‫املوقف مشيئة حبييه ومصطفاه ‪.‬‬

‫فجاز للموىل عزّ وجلّ أن يعلّق مشيئته على مشيئة أحد من خلقه إذا‬
‫أراد‪ ،‬وال نقول وجوباً‪ ،‬ألننّا إذا اعتقدنا ذلك كفرنا والعياذ باللّه‪،‬‬
‫وإنّما قلنا جوازا‪ ،‬ألنّه ال يسئل عما يفعل وهم يسئلون‪.‬‬

‫فمشيئته تتوقّف جوازا إذا أراد‪ ،‬وأحيانا يف بعض املواقف مبشيئة رسوله‬
‫‪ ،‬كما يف حديث الشّفاعة‪ ،‬وحديث مَلَك اجلبال‪ ،‬وهذه املشيئة‬
‫أرادها اللّه على وفق مراده يف مواقف حمدودة‪ ،‬فقد خالفت مشيئته‬
‫مشيئة نبيّه يف كثري من املواقف‪ ،‬كما ورد ذلك يف حادثة األسرى‪،‬‬
‫وحادثة األعمى‪ ،‬والصالة على املنافقني‪.‬‬

‫فالّذي يقصده اإلمام الربعيُّ‪ ،‬هذه املواقف الّىت وافقت فيها مشيئة اللّه‬
‫مشيئة رسوله ‪ ،‬وأعظم هذه املواقف موقف الشّفاعة العظمى‪ ،‬وهنا‬
‫يرتفع الغموض‪ ،‬ويزال اللّبس‪.‬‬

‫وللّه املثل األعلى‪ ،‬فالوالد قد مينّ على ولده يف حالة رضاه عنه بأن‬
‫يقول له‪ :‬اطلب ما شئت والذي تريده ينفّذ يف احلال‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وكذلك احلاكم حينما يرتضي أحدا ما‪ ،‬فيقول له‪ :‬هذا يوم العطاء‪،‬‬
‫فكلّ ما تأمر به ينفذ يف احلال‪ ،‬فليس يل معك اليوم مشيئة‪.‬‬

‫فهذا املثاالن ال يفهم منهما أنّ إرادة الوالد واحلاكم مقهورة‪ ،‬وإنّما‬
‫يدلّ ذلك على منزلة هذا الولد لدى أبيه‪ ،‬والرّجل لدى احلاكم‪.‬‬

‫وأيّ خملوق أعظم دالالً من سيّدنا رسول اللّه ‪ ‬على اللّه‪.‬‬

‫فعلى اإلخوة األفاضل أن حيسنوا ال ّظنّ مبراد هؤالء السّادة األعالم‪،‬‬


‫املشهود هلم بالعلم والصّالح والتّقوى والربكة‪ ،‬وحياولوا ما استطاعوا‬
‫أن جيدوا هلم حمامل حسنة ترتقي وعلمهم ومكانتهم وصالحهم‪ ،‬وأن‬
‫جيرّدوا نفوسهم من أفكار ال يقصدها هؤالء األعالم‪ ،‬وال تليق أن‬
‫سيّئة‪.‬‬
‫تنسب إليهم هذه املعاين ال ّ‬

‫هذا ما أعتقده وأفهمه من هذه األبيات‪ ،‬وأنزّه كلّ من خالفين يف‬


‫فهمها‪ ،‬من كلّ قصد س ّيءٍ‪ ،‬ألنّي ال أزايد عليهم يف حمبّتهم وتقديرهم‬
‫حلضرة اجلناب األعظم ‪ ،‬وال أشكّ إطالقا يف غريهتم على شرع اللّه‪،‬‬
‫وعلى تنزيه اللّه من كلّ وصف ال يليق به‪ ،‬وإن كنت ال أشاطرهم هذا‬
‫الفهم اخلاطئ‪ ،‬واخلالف ال يفسد للودّ قضية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وإنّما أخشى من بعض املتسلّلني الّذين ال همّ هلم إالّ الطّعن ىف كلّ ما‬
‫يتعلّق بتعظيم رسول اللّه ‪ ،‬بذريعة محاية التّوحيد‪ ،‬وخمافتهم أن يقع‬
‫النّاس يف الشّرك‪ ،‬فباسم هذه األشياء حرّموا التّوسّل برسول اللّه ‪،‬‬
‫سىنّ‪ ،‬مع أنّ التّوسّل وجواز شدّ‬
‫وحرّموا شدّ الرّحال إىل ضرحيه ال ّ‬
‫الرّحال إىل ضرحيه ‪ ،‬هو قول مجهور احملقّقني من علماء األمّة‪ ،‬بل‬
‫حرّموا حتّى تالوة دالئل اخلريات‪ ،‬وتالوة بردة املديح‪ ،‬واالحتفال‬
‫مبولده ‪ ،‬وجعلوا ذلك من البدع احملرّمة‪ ،‬ومن الضّالالت الّىت تؤدي‬
‫بفعلها إىل النّار‪ ،‬بل كرهوا أن ينادى ‪ ‬بالسّيادة‪.‬‬

‫فليطمئن هؤالء على التّوحيد‪ ،‬فالتّوحيد حمفوظ بإذن اهلل يف هذه األمّة‬
‫اخلالدة‪ ،‬كما أشار إىل ذلك سيّد األمّة وكاشف الغمّة ‪( ‬إنّى ال‬
‫أخشى عليكم أن تشركوا بعدي‪ ،‬ولكن أخشى عليكم الدّنيا‬
‫فتنافسوها) فما من أحد من املسلمني ولو من آحاد النّاس إالّ يعلم أنّ‬
‫اللّه هو املتصرّف احلقيقيّ يف الكون‪ ،‬وأنّه هو املعطي واملانع‪ ،‬والضّارّ‬
‫والنّافع‪ ،‬وال مشيئة فوق مشيئته‪ ،‬وأنّ رسوله املصطفى ‪ ،‬هو بشر‬
‫خملوق من أعظم خملوقات اللّه‪ ،‬بل هو أعظمهم وأفضلهم وأكملهم‪،‬‬
‫فاق املالئكة الكرام نورا وعظمة ومقاما‪ ،‬فهو بشر ليس كالبشر‪ ،‬بل‬

‫‪22‬‬
‫ياقوتة بني احلجر‪ ،‬وال نستطيع أنّ ننزل هذا الرسول العظيم املكانة‬
‫الالئقة به‪ ،‬واملنزلة اليت يستحقّها‪ ،‬مهما عظّمناه وجبّلناه وقدرناه‪ ،‬فلو أنّ‬
‫البحار مداد‪ ،‬واألشجار أقالم‪ ،‬واخلالئق كتّاب‪ ،‬على أن حيصوا النزر‬
‫اليسري من مكانته ومقامه وخصاله وأخالقه‪ ،‬ما استطاعوا لذلك سبيال‪،‬‬
‫فالنّجوم الّزهر حتصى‪ ،‬وأخالقه ماهلا إحصاء‪ ،‬فال يعلم قدر احلبيب‬
‫سوى اهلل‪ ،‬فماذا تقوله الفصحاء‪.‬‬

‫واللّهَ أسألُ أن يلهمنا التّوفيق‪ ،‬وأن يرزقنا اإلخالص يف أقوالنا وأفعالنا‪،‬‬


‫وأن ينري بصائرنا مبعرفته‪ ،‬ويقرّبنا إىل حضرته‪ ،‬وميأل قلوبنا من حمبّته‪،‬‬
‫ويلهج ألستنا بذكره‪ ،‬ويرزقنا التّأدّب مع حضرة رسوله ‪.‬‬
‫واللّه من وراء القصد‪ ،‬إنّه مسيع قريب‪.‬‬

‫أخوكم‬
‫حممّد األمني اجلعفري‬

‫‪23‬‬
‫ا ِال ْف ِتتَاحُ‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻ‬
‫ﭑﭒﭓ‬

‫ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿ ﭼ‬

‫‪‬‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪24‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬

‫ﭽ ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ‬

‫ﯬ ﯭ ﯮﯯﯰﯱ‬
‫ﯲﯳ ﯴﯵ ﯶ‬
‫ﯷﯸﯹﯺﯻﭼ‬
‫‪‬‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪25‬‬
‫دا ‪‬‬
‫حم ْدُ لِل ْهِ ْاألَحَ ْدِ ال ْذِى الَ ِإلَ ْ َه غَي ْرُهُ أَبَ ْ َ‬
‫اْل َ‬

‫دا ‪‬‬
‫د َولَم َي َّتخِذ َولَْ َ‬
‫كن لَهُ َوالِ ٌ‬
‫الصَّ َمدِ الذِى لَم َي ُ‬

‫ى‬
‫ش ِريكٌ فِى الْمُ ْلكِ َولَم َيكُْن لَْهُ َولِْ ٌّ‬
‫كن لَهُ َ‬
‫َولَم َي ُ‬

‫ريا ‪‬‬
‫كبِ َ‬
‫ن الذُّلِّ َوكَبِّرهُ َت ْ‬
‫مِ َ‬

‫ال َّلهُ أَكْبَرُ حَـبَّـذَا إِكْبَــارُهُ‬


‫ت لَنَا أَْنـوَارُهُ‬
‫الَحَ الْهُدَى وَبَدَ ْ‬
‫بُ ْشرَاكَ يَا قَلْبِى لَقَ ْد نِلْتَ الْمُنَـى‬
‫ختَـارُهُ‬‫وَبَلَ ْغتَ مَا تَ ْهوَى وَمَا تَ ْ‬
‫صطَفَى خَ ْيرِ الْوَرَى‬ ‫بِظُهُورِ نُورِ الْمُ ْ‬
‫ت أَ ْسرَارُهُ‬
‫فَزَهَا الْوُجُودُ وُشُوهِدَ ْ‬
‫‪26‬‬
‫ختَارِ جَ ْه ًرا كَبِّرُوا‬
‫يَا أُمَّةَ الْمُ ْ‬
‫ختَارُهُ‬
‫ريا جَاءَنَا مُ ْ‬
‫مَ ْولًى كَبِ ً‬
‫ق‬
‫حمَّ ْدٍ السَّ ْابِ ِ‬
‫َوالصَّ ْالَ ُة َوالسَّ ْالَمُ َعلَ ْى سَ ْيِّدَِنا مُ َ‬

‫ظهُْْورُهُ‬
‫ق ُ‬
‫جمِيْْ َ الْكَائِنَْْات ‪َ ‬والْمَْْاحِ ِ‬
‫نُْْورُهُ َ‬

‫ظ ْل َمةَ الشِّركِ َو ُغ َّمةَ الضَّْنكِ بِدِينِْهِ الْحَْقِّ َوآيَاتِْهِ‬


‫ُ‬

‫ل َرحمَ ْ ًة ِإلَْى النَّْاسِ كَاف ْ ًة‬


‫الَْبيِّنَ ْات ‪َ ‬والْمُرسَ ْ ِ‬

‫ريا َوَنذِيرَا ‪َ ‬و َداعًِيا ِإلَى اللْهِ بِِإذنِْهِ َوسِْ َراجًا‬


‫َبشِ ً‬

‫ريا ‪‬‬
‫مُنِ َ‬

‫سِرَاجٌ نَيِّرٌ بَ ْدرٌ يُضِئُ ‪ ‬بِهِ كُـلُّ الْخَالَئِـقِ يَ ْستَضِئُ‬


‫لَهُ شَ ْرعٌ إِلَهِىٌّ قَوِيمٌ ‪ ‬يَلِيقُ بِمَ ْن مَضَى وَبِمَ ْن يَجِئُ‬
‫‪27‬‬
‫ألمِّْْىِّ َوالرَّسُْْولِ‬
‫ذا النَّبِْْىِّ ْا ُ‬
‫صَْْلى اللْْهُ َعلَْْى هَْْ َ‬

‫ق‬
‫ل الْخُلُْ ِ‬
‫ق َوكَامِْ ِ‬
‫خلْْ ِ‬
‫ل الْ َ‬
‫ض ِ‬
‫شفِيعَِنا أَ ْف َ‬
‫خاتِم ‪َ ‬‬
‫الْ َ‬

‫م‬
‫هاشِم ‪َ ‬و َعلَْى آلِْهِ َوصَْحبِهِ َوسَْل َ‬
‫ص ْف َوةِ َبنِى َ‬
‫َو َ‬

‫ريا ‪‬‬
‫َعلَيهِ َو َعلَي ِهم َتسلِيمًا كَثِ َ‬

‫سَالَمٌ مِنَ الرَّ ْيحَانِ أَ ْذكَى وَأَطْيَبُ‬


‫حلُو وَيَ ْعذُبُ‬
‫حمَنِ يَ ْ‬
‫عَلَى صَفْوَةِ الرَّ ْ‬
‫سَـالَمٌ عَلَى هَذَا الْحَبِيـبِ وَآلِـهِ‬
‫حبِ مَا الَحَ كَ ْوكَبُ‬
‫وَأَ ْزوَاجِهِ وَالصَّ ْ‬
‫سَالَمٌ عَلَى الصِّدِيقِ إِ ْذ هُوَ لَ ْم يَزَ ْل‬
‫صحَبُ‬
‫لِخَ ْيرِ الْبَرَايَا فِى الْحَيَاتَ ْينِ يَ ْ‬
‫‪28‬‬
‫ن‬
‫خيْ ِر الَْب َرايَْا الْمُصْطَفَى ‪ِ ‬إ َّ‬
‫أَ َّما َبعدُ فََيا عُشَّْاقَ َ‬
‫ق‬
‫صةِ َمولِدِهِ َدلِيلٌ َعلَى صِْد ِ‬
‫حُضُورَ ُكم لِ َس َماعِ قِ َّ‬
‫ب ِإلَْْى‬
‫ذ َ‬
‫حانَ مَْْن جَْْ َ‬
‫حبَّْْةِ َوالصَّْْفَا ‪ ‬فَسُْْب َ‬
‫الْ َم َ‬
‫ل‬
‫حبِيبِ ْهِ أَر َواحَكُ ْم ‪َ ‬وهَ ْ َّز بِ ْذِ ْك ِر شَ ْ َمائِ ِ‬
‫حبَّ ْةِ َ‬
‫َم َ‬
‫كم ‪ ‬فََتبَْْ ْارَكَ اللْْ ْهُ أَحسَْْ ْنُ‬
‫خلِيلِْْ ْهِ أَشْْ َْباحَ ُ‬
‫َ‬
‫ف‬
‫ذا الْ َمعشُوقَ َو َما أَْلطَْ َ‬
‫هَ‬
‫فَ‬‫خالِقِني ‪َ ‬ما أَش َر َ‬
‫الْ َ‬
‫هؤُالَءِ الْ َعاشِقِني ‪‬‬
‫َ‬
‫حبُوبِنَا‬ ‫يَا مَ ْعشَرَ الْعُشَّاقِ فِى مَ ْ‬
‫مَ ْن حُبُّهُ أَ ْمسَى أَنِيسَ قُلُوبِنَا‬
‫حنُ اْآلنَ فِـى فَرَحٍ بِـهِ‬ ‫أَ ْنتُـ ْم وَنَ ْ‬
‫حُ ْزنَا جَمِيعًا مُ ْنتَهَى مَ ْرغُوبِنَا‬
‫‪26‬‬
‫ف الَ َنكُْْونُ حَْْائِ ِزينَ مُنَتهَْْى الْ َمرغُْْوب ‪‬‬
‫كَيْْ َ‬

‫ذا الرَّسُولِ السَّيِّدِ الْ َمحبُوب ‪‬‬


‫هَ‬
‫َوَنحنُ مِن ُأ َّمةِ َ‬

‫ق السَّ ْ َم َواتِ‬
‫خلْ ْ ِ‬
‫ل َ‬
‫د الل ْهُ نُ ْورَهُ قَب ْ َ‬
‫حبِي ْبٌ أَوجَ ْ َ‬
‫َ‬

‫ظهُورَهُ َو َمب َعَثهُ آخِ َر ْاألَنبَِياءِ‬


‫ل ُ‬
‫ج َع َ‬
‫َو ْاألَ َرضِني ‪َ ‬و َ‬

‫م َمنبَْ ُ‬
‫سلِني ‪ ‬فَه َو صَْلى اللْهُ َعلَيْهِ َوسَْل َ‬
‫َوالْمُر َ‬

‫طلَ ُ السُّعُودِ َو ْاألَنْ َوار ‪‬‬


‫م َو ْاألَس َرار ‪َ ‬و َم ْ‬
‫الْحِكَ ِ‬

‫َتسَ ْامَى َعلَ ْى سَ ْائِ ِر الْعَ ْالَمِني ‪َ ‬وسَ ْ َّمى لََن ْا مِ ْن‬

‫ب ‪َ ‬وقِيلَ‬
‫ح ّ‬
‫آبَائِهِ عِش ِرين ‪ ‬فَقِيلَ َمع ِرفَتُهُم تُسَت َ‬

‫حمَّْدُ بْنُ‬
‫َعلَى ُكلِّ مُكَلفٍ َتجِب ‪ ‬فَه َو سَْيِّدَُنا مُ َ‬

‫هاشِم ‪ ‬فَيَْا َمعشَْ َر‬


‫نَ‬‫ن َعبدِ الْ َمطلِبِ ب ِ‬
‫َعبدِاللهِ ب ِ‬

‫‪31‬‬
‫دادِ أَبِْ ْى‬
‫ْاألَحِبَّْ ْاءِ َت َر َّنمُْ ْوا جُملَْ ْ ًة بِْ ْذِ ْك ِر أَجْ ْ َ‬

‫الزَّه َراءِ َوالْقَاسِم ‪‬‬

‫يَا مَ ْن يُرِيدُ نَسَبَ الرَّسُولِ‬


‫خُ ْذهُ مَرَتًَّبـا عَـلَى اْألُصُـولِ‬
‫آبَاؤُهُ عِ ْشرُونَ فِى الَّذِى وَرَ ْد‬
‫وَمَا عَدَاهَا فِى الصَّحِيحِ لَ ْم يَرِ ْد‬
‫ب‬
‫فَ ْهوَ مُحَمَّدٌ خُالَصَةُ الْعَرَ ْ‬
‫ب‬
‫أَبُـوهُ عَ ْبدُ ال َّلهِ عَ ْبدُ الْمُ َّطلِـ ْ‬
‫فَهَاشِـمٌ عَ ْبدُ مَنَـافٍ فَقُصَىّ‬
‫ثُمَّ حَكِيـمٌ مُرَّةٌ كَ ْعـبٌ لُـؤَىّ‬
‫‪31‬‬
‫فَغَالِـبٌ فِ ْهرٌ فَمَـالِـكٌ كَـذَا‬
‫ضرٌ كِنَانَـةٌ خُزَ ْيمَـةٌ خُـذَا‬
‫نَ ْ‬
‫مُ ْدرِكَةٌ إِلْيَاسُ يُ ْسمَعُ الْحَبِيبْ‬
‫فِى صُلْبِهِ يُلَبِّى يَ ْذكُرُ الْمُجِيبْ‬
‫فَـمُـضَـرٌ نِـزَارُ قُـ ْل مَـعَـدُّ‬
‫عَ ْدنَانُ فِى الشَّ ْرعِ هُنَاكَ الْحَدُّ‬
‫وَأُمُّـهُ صَ َّلـى عَلَ ْيـهِ الْمَالِـكْ‬
‫آمِنَـةٌ بِ ْنـتٌ لِوَ ْهـبِ السَّالـِكْ‬
‫عَ ْبدُ مَنَـافٍ زُ ْهـرَةُ الرَّشَـادِ‬
‫جدَادِ‬
‫حَكِيـمُ وَ ْهوَ خَـامِسُ اْألَ ْ‬
‫‪32‬‬
‫ح َبيَْان ‪َ ‬وَن َهانَْا‬
‫دادٌ أَجِالءُ َبيََّْنهُم لَنَْا بِأَوضَْ ِ‬
‫أَج َ‬
‫ى‬
‫د َعدَنان ‪َ ‬وعَْدَنانُ َرضِْ َ‬
‫ض فِيمَا َبع َ‬
‫خو ِ‬
‫ن الْ َ‬
‫َع ِ‬
‫ن مُوسَْى الْكَلِْيم ‪َ ‬وَنسَْبُهُ‬
‫اللهُ َعنهُ كَانَ فِى َزمَْ ِ‬
‫خلِيْلِ ِإبْ َراهِيم ‪‬‬
‫ن الْ َ‬
‫شر ًعا بِِإس َماعِيلَ ب ِ‬
‫لَ‬‫مُ َّتصِ ٌ‬
‫َعلَى َنبِيِّنَْا َو َعلَْي ِهمُ الصَّْلَ َواتُ َوالتَّسْلِيم ‪ ‬فََيالَْهُ‬
‫ن السِّ ْفَاح ‪َ ‬واختَ ْارَهُ‬
‫مِ ْن َنسَ ْبٍ طَهَّ ْ َرهُ الل ْهُ مِ ْ َ‬
‫ضاح ‪‬‬
‫ل نُورِهِ الْ َو َّ‬
‫لَِتَن ُّق ِ‬
‫حمَدٌ نُورًا مُبِينَا‬ ‫تَنَ َّقلَ أَ ْ‬
‫تَألْألَ فِى جِبَاهِ السَّاجِدِينَا‬
‫تَنَ َّقلَ فِيهِمُو قَ ْرًنا فَقَ ْرنَا‬
‫إِلَى أَ ْن جَاءَ خَ ْيرَ الْمُ ْرسَلِينَا‬
‫‪33‬‬
‫دادِهِ الطْاهِ ِرين‬
‫َو َمازَالَ نُورُهُ َيَتَنقلُ فِىجَِباهِ أَج َ‬

‫ني أَبِيْْهِ َعبْْدِ اللْْهِ‬


‫أل فِْْىجَْْبِ ِ‬
‫أل ُ‬
‫ح يََْْت ْ‬
‫حتَّْْىالَ َ‬
‫‪َ ‬‬

‫ج بِآمَِنةَ الصَّيَِّنةِ ْاألَمِينَ ْة ‪ ‬فَكَانَْت‬


‫ْاألَمِني ‪ ‬فََت َز َّو َ‬

‫ح َملَْت مِنْهُ‬
‫حيْثُ َ‬
‫خيْ َر قَ ِرينَْ ْة ‪َ ‬‬
‫خيْ ِر َ‬
‫لَْهُ فِْى الْ َ‬

‫ق‬
‫ن الْدَّقَائِ ِ‬
‫إلنسَْانِ َّي ْة ‪َ ‬و َمعْدِ ِ‬
‫ق ْا ِ‬
‫حقَائِ ِ‬
‫بِأَش َرفِ الْ َ‬

‫ن‬
‫حملِهَْا بِشَْه َري ِ‬
‫د َ‬
‫ميانِ َّي ْة ‪َ ‬و َماتَ َعبدُ اللهِ َبع َ‬
‫إل َ‬
‫ْا ِ‬

‫ني‬
‫د مُضِْىِّ أَربَْ ِ سِْنِ َ‬
‫م لَحِقَت بِهِ َبعْ َ‬
‫كَامِلَين ‪ ‬ثُ َّ‬

‫حانَ الْحَْْىِّ‬
‫مِْْن َمولِْْدِ سَْْيِّدِ الْكَْْوَنين ‪ ‬فَسُْْب َ‬

‫الْْذِى الَ َيمُْْوت ‪ْ ‬األَ َزلِْْىِّ ْاألَبَْْدِىِّ الْْذِى الَ‬

‫ال‬
‫دهُ عَْائِ ً‬
‫د َنبِ َّيهُ َيتِيمًا فَآوَاه ‪َ ‬و َوجَْ َ‬
‫جَ‬
‫َي ُفوت ‪َ ‬و َ‬

‫‪34‬‬
‫فَأَ ْغَناه ‪َ ‬و َو َر َد أَ َّنهُ َت َعالَى قَد أَحَيا لَهُ ُأ َّمهُ َوأََباه ‪‬‬

‫دقَاه ‪ ‬فَهُ َما مُؤمِنَْانِ‬


‫ص َّ‬
‫سالََتهُ فَآمََنا بِهِ َو َ‬
‫فََبل َغهُ َما ِر َ‬

‫دانِ فِْ ْى الرِّيَْ ْاضِ الْجَِنانِيَّْ ْ ْة ‪‬‬


‫خ لْ ْ َ‬
‫سَْ ْعِيدَانِ مُ َ‬

‫دت‬
‫حققَ ْت بِالنُّصُ ْوصِ النَّ ْقلِيَّ ْةِ َوَتأَيَّ ْ َ‬
‫جاتُهُمَ ْا َت َ‬
‫َوَن َ‬

‫ها‬
‫كونَ اعتِقَادُ َ‬
‫ل الْ َع ْقلِيِّ ْة ‪َ ‬والَ َيبعُدُ أَن َي ُ‬
‫بِالدَّالَئِ ِ‬

‫ف الَ َوقَْد قَْالَ‬


‫ضا ‪ ‬كَي َ‬
‫ني َواجًِبا فَر َ‬
‫َعلَى الْمُكَلفِ َ‬

‫ف يُعطِي ْكَ َر ُّب ْكَ فََترضَ ْى ‪ ‬فَه ْ َو‬


‫لَ ْهُ َربُّ ْهُ َولَسَ ْو َ‬

‫ضى ِإال َوأََب َواهُ َم َعهُ فِى‬


‫م الَ َير َ‬
‫سل َ‬
‫صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫َ‬

‫جنَّ ْةِ الْ َعالِيَ ْ ْة ‪‬بَ ْل ال َيرضَ ْى َوفَ ْر ٌد مِ ْن ُأ َّمتِ ْهِ‬


‫الْ َ‬

‫د فِى الْ َهاوَِي ْة ‪‬‬


‫خل ٌ‬
‫مُ َ‬

‫‪35‬‬
‫قَرَأْنَا فِى الضُّحَى وَلَسَ ْوفَ يُ ْعطِى‬
‫فَسَرَّ قُلُوبَنَا ذَاكَ الْعَطَـاءُ‬
‫وَحَاشَـا يَا رَسُـولَ اللَّهِ تَ ْرضَـى‬
‫وَفِينَا مَ ْن يُعَذَّبُ أَ ْو يُسَـاءُ‬
‫حى ِإلَى َعبدِهِ مَْا أَوحَْى ‪َ ‬وَبشَّْ َرهُ‬
‫َتَبارَكَ َمن أَو َ‬

‫حى ‪ ‬فَبُشْ َرى‬


‫ظ َمى فِى سُورَةِ الضُّْ َ‬
‫بِالْ َعطِ َّيةِ الْعُ ْ‬

‫كبْْ َرى َوالْ َمقَْْامِ‬


‫لَنَْْا بَِنبيِّنَْْا صَْْاحِبِ الشَّْْفَاعَةِ الْ ُ‬

‫هنِيئً ْا لِمَ ْن َيقْ ْ َر ُأ‬


‫ْاألَس ْ َمى َوالْجَ ْاهِ الْ َعظِ ْيم ‪َ ‬و َ‬

‫ن الشَّْْيطَانِ‬
‫حى مُسَْْتعِيذًا بِاللْْهِ مِْْ َ‬
‫سُْْورَةَ الضُّْْ َ‬

‫الرَّجِيم ‪‬‬
‫‪36‬‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻ‬
‫ﭑﭒﭓ‬

‫ﭽﭲ‪ ‬ﭴ ﭵ ﭶ ‪‬ﭸ ﭹ ﭺ‬


‫ﭻﭼ‪‬ﭾﭿﮀﮁ ﮂ‪‬ﮄ‬

‫ﮅﮆ ﮇ‪‬ﮉﮊﮋ‬
‫ﮌ‪‬ﮎ ﮏ ﮐ ‪ ‬ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ‪ ‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‪‬ﮛ‬
‫ﮜﮝﮞ‪‬ﮠﮡ ﮢﮣﭼ‬
‫‪‬‬

‫‪37‬‬
‫كرُوهُ‬
‫كم أَ ُّي َها ْاألَحَباب ‪َ ‬واشْ ُ‬
‫حدِّثُوا بِنِع َمةِ َربِّ ُ‬
‫فَ َ‬

‫صاحِبِ السُّ َّنةِ َوالْكِتَْاب‬


‫كم مِن ُأ َّمةِ َ‬
‫ج َعلَ ُ‬
‫َعلَى أَن َ‬

‫ذا النَّبِْىِّ قُْ َّرةِ الْعَْين ‪‬‬


‫‪َ ‬وَتقَ َّربُوا ِإلَيهِ بِحُبِّ هَْ َ‬

‫م ْاألَبُ‬
‫طَيِّْ ْبِ النَّسَْ ْبِ كَْ ْ ِريمِ ْاألَبَْ ْ َوين ‪ ‬فَْ ْنِع َ‬

‫ل‬
‫حم ْ ِ‬
‫ن الْ َ‬
‫أل ّم ‪ُ ‬أ ٌّم لَْم يُصِْب َها فِْى َزمَْ ِ‬
‫َونِعمَْتِ ْا ُ‬

‫حملِهَْا زُمْ َرةٌ‬


‫ها فِْى أَثنَْاءِ َ‬
‫م َوالَ أَلَم ‪ُ ‬أ ٌّم َزارَ َ‬
‫حٌ‬
‫َو َ‬

‫ل اللْهِ الْكِْ َرام ‪َ ‬وَبشَّْرُوهَا بِأَ َّنهَْا حُبلَْى‬


‫مِن رُسُْ ِ‬

‫حت بِ َهذِهِ الْبِشَْارَةِ‬


‫خي ِر ْاألََنام ‪ ‬فَفَ ِر َ‬
‫خاتِمِ ِهم َو َ‬
‫بِ َ‬

‫خصَّْْ َها بِْْهِ دُونَ‬


‫كبْْ َرى ‪َ ‬وشَْْكَ َرت َر َّبهَْْا بِمَْْا َ‬
‫الْ ُ‬

‫سَْائِ ِر الْْ َو َرى ‪َ ‬وأََتاهَْا آتٍ فِْى الْ َمنَْامِ أَخَب َرهَْا‬
‫‪38‬‬
‫ى َو َميْت ‪َ ‬وأَ َم َرهَْا‬
‫ح ٍّ‬
‫ل ُكلِّ َ‬
‫ض ِ‬
‫ح َملَت بِأَ ْف َ‬
‫بِأَ َّن َها َ‬

‫ذا الَْبيت ‪‬‬


‫هَ‬
‫بِأَن َت ُقولَ َ‬

‫أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ ‪ ‬مِ ْن شَرِّ كُلِّ حَاسِدِ‬


‫دا ‪ ‬فَ َسَيح َمدُهُ‬
‫ح َّم َ‬
‫َوقَالَ لَ َها ِإ َذا َولَدتِيهِ فَ َسمِّيهِ مُ َ‬

‫حمْْدُ آخِْْرُ دُعَْْاءِ‬


‫دا ‪َ ‬والْ َ‬
‫دا مُ َؤبَّْْ َ‬
‫حمْْ ً‬
‫ن َ‬
‫الْْثَّقَالَ ِ‬

‫ني فِى َدارِ السَّْالَم ‪َ ‬وهْ َو َعلَيْهِ الصَّْالَ ُة‬


‫الصَّالِحِ َ‬

‫ني خَِتام ‪‬‬


‫سلِ َ‬
‫ني َولِ ْلمُر َ‬
‫َوالسَّالَمُ آخِرُ النَّبِيِّ َ‬

‫أَغَرٌّ عَلَ ْيهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ‬


‫مِنَ اللَّهِ مَ ْشهُودٌ يَلُوحُ وَيَ ْشهَدُ‬
‫‪36‬‬
‫وَضَمَّ اْإلِلَهُ اسْمَ النَّبِىِّ إِلَى اسْمِهِ‬
‫إِذَا قَالَ فِى الْخَ ْمسِ الْمُؤَذِّنُ أَ ْشهَدُ‬
‫وَشَـقَّ لَهُ مِنِ اسْـمِـهِ لِيُجِـ َّلـهُ‬
‫حمُودٌ وَهَذَا مُحَّمَدُ‬ ‫فَذُو الْعَ ْرشِ مَ ْ‬
‫جمِيلُ‬
‫م َ‬
‫شارَاتِ َوالْ َم َعانِى ‪َ ‬و َرس ٌ‬
‫إل َ‬
‫جلِيلُ ْا ِ‬
‫م َ‬
‫اس ٌ‬
‫التَّ َراكِيْبِ َوالْ َمبَْانِى ‪ ‬يُشْبِهُ فِْى َتركِيبِْهِ خِ ْلقَْ ُة‬
‫شَب ًها الَ َيخفَى َعلَْى مَْن لَْهُ َعينَْان ‪‬‬
‫إلن َسان ‪َ ‬‬
‫ْا ِ‬
‫ن َتقْْ ِويم ‪َ ‬و َوصَْفَهُ‬
‫خلَقَهُ فِى أَحسَْ ِ‬
‫حانَ َمن َ‬
‫فَسُب َ‬
‫ل َوخُ ُلقِهِ الْ َعظِيم ‪‬‬
‫خ ْلقِهِ الْكَامِ ِ‬
‫ميا بِ َ‬
‫قَدِ ً‬
‫صفُهُ وَاضِحُ الْبَيَانِ جَلِىٌّ‬
‫وَ ْ‬
‫فِى قَدِيمِ اْإلِ ْنجِيلِ وَالتَّ ْورَا ِة‬
‫‪41‬‬
‫وَلَقَ ْد بَشَّرَ الْمَسِيحُ وَمُوسَى‬
‫وَعُزَ ْيرٌ بِأَنَّهُ سَ ْوفَ يَأْتِى‬

‫ق الل ْهِ‬
‫خلْ ْ ِ‬
‫ن َ‬
‫َوقَ ْد أَتَ ْى بِصِ ْفَاتِهِ الْحُس َْنى أَحسَ ْ َ‬

‫ح‬
‫حبَّْهُ َوفَْ ِر َ‬
‫طوبَى لِ َمن أَ َ‬
‫ح َّبهُم ِإلَيه ‪ ‬فَ ُ‬
‫َت َعالَى َوأَ َ‬

‫سالَمُكَ َعلَيه ‪‬‬


‫صلَ َواتُكَ َر َّبَنا َو َ‬
‫ال َ‬
‫بِهِ قَائِ ً‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪41‬‬
‫فَ ْص ُل الْحَ ْم ِل‬
‫ل بِ ْهِ َتقَ ُّلبَ ْاتٌ مِ ْن‬
‫حم ْ ِ‬
‫َوقَ ْد ظَهَ ْ َرت فِ ْى أَش ْهُ ِر الْ َ‬
‫ظهُو ِر نُورِهِ‬
‫ق الْ َعادَات ‪َ ‬تنبِيهًا َعلَى ُقربِ ُ‬
‫خ َوارِ ِ‬
‫َ‬
‫الْمَ ْاحِى لِ َغَياهِ ْبِ الشِّ ْركِ َوالضَّ ْالَالَت ‪ ‬فَفِيهَ ْا‬
‫ل قَصْ ْرُ‬
‫امْ َْتألَتِ ْاألَكْْ ْ َوانُ بِالْبُشْ ْ َرى ‪َ ‬وَت َزلْْ ْ َز َ‬
‫الْ َملِْ ْكِ كِسْ ْ َرى ‪َ ‬وَتَنكسَْْْت أَسِْ ْ َّر ُة الْمُلُْْْوكِ‬
‫ش‬
‫َوخَْْ ْ َّرتِ ْاألَصْْ َْنام ‪َ ‬وَنطَقَْْ ْت َد َوابُّ قُْْ ْ َري ٍ‬
‫ل بِ َرسُولِ اللهِ صَْلى‬
‫ح كَالَم ‪َ ‬وقَالَت حُمِ َ‬
‫ص ِ‬
‫بِأَ ْف َ‬
‫م َو َربِّ الْكَعَب ْة ‪َ ‬وهْ َو ِإمَْامُ الْدُّنَيا‬
‫سل َ‬
‫اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫ح َّبه ‪َ ‬وفِيهَْا‬
‫ن بِهِ َوأَ َ‬
‫َوسِ َراجُ أَهلِ َها فَ َهنِيئًا لِ َمن آمَ َ‬
‫‪42‬‬
‫جنَّْات ‪َ ‬و ُكسَِْيتِ ْاألَرضُ‬
‫َت َز َّيَنتِ الْحُْورُ فِْى الْ َ‬
‫ش‬
‫د َما كَانَت ُق َري ٌ‬
‫ض َّرت َبع َ‬
‫بِأَْل َوانِ النََّبات ‪َ ‬واخ َ‬
‫جرُ‬
‫فِ ْى جَ ْدبٍ َوقَح ْطٍ َواحتِيَ ْاج ‪َ ‬وأَثمَ ْ َر الشَّ ْ َ‬
‫م‬
‫ت الْْزَّرعُ َو َد َّر الضَّ ْرعُ َوكَثُ ْ َر النِّتَ ْاج ‪َ ‬وعَ ْ َّ‬
‫َوَنبَ ْ َ‬
‫ح‬
‫حتَّْْى سُْْمَِّيت تِ ْلكُْْمُ السََّْْن ُة سََْْنةَ اْلفَْْت ِ‬
‫خيْْرُ َ‬
‫الْ َ‬
‫حابَ الْفِيل ‪‬‬
‫َواالِبتِ َهاج ‪َ ‬وأَهلَكَ اللهُ فِيهَا أَص َ‬
‫خلِيل ‪‬‬
‫دهُ الْ َ‬
‫ح َمى مِنهُم َبيَتهُ الذِى َرفَ َ قَ َواعِ َ‬
‫َو َ‬
‫ن َو َمالَئِكَْ ُة الْرَّح َمن ‪َ ‬وأَخبَْ َر‬
‫َوَتَباشَ َرت بِهِ الْجِ ُّ‬
‫بِقُْْربِ مِْْيالَدِهِ ْاألَحبَْْارُ َوالرُّهبَْْان ‪ ‬فَ َوصَْْ ُفوهُ‬
‫جمِيْْل ‪َ ‬وصَْ َّرحُوا‬
‫بِأَوصَْافِهِ الْكَامِلَْةِ َوخُ ُلقِْهِ الْ َ‬
‫دهُم فِْْْى التَّْْْو َراةِ‬
‫كتُوبًْْْا عِنْْْ َ‬
‫بِمَْْْا َوجَْْْدُوهُ َم ْ‬
‫‪43‬‬
‫ري مِ ْن عُقَالَئِهِ ْم‬
‫ن بِ ْهِ كَ ْثِ ٌ‬
‫إلنجِيْْل ‪َ ‬وقَ ْد آمَ ْ َ‬
‫َو ْا ِ‬
‫حابِهِ‬
‫د ُقوه ‪َ ‬وصَْ ْارُوا مِْ ْن خَْ ْ َواصِّ أَصْ ْ َ‬
‫َوصَْ ْ َّ‬
‫ف الَيُْ ْؤمِنُ بِْ ْهِ‬
‫الْ ْذِينَ آوَوهُ َوَنصَْ ْرُوه ‪َ ‬وكَيْ ْ َ‬
‫ل الْكِتَْاب ‪َ ‬وهْ َو مَْذ ُكورٌ فِْى‬
‫الْعُقَْالَءُ مِْن أَهْ ِ‬
‫ن ْاآللِ‬
‫صافِ الذِينَ اتََّبعُوهُ مِ َ‬
‫صافِهِ َوأَو َ‬
‫ُكتُبِ ِهم بِأَو َ‬
‫د فِى‬
‫سالَتِهِ ِإال مُ َعانِ ٌ‬
‫ك فِى ِر َ‬
‫حاب ‪َ ‬والَ َيشُ ُّ‬
‫َو ْاألَص َ‬
‫جاب ‪‬‬
‫ظ ْل َمةٌ َو َعلَى َع ْقلِهِ حِ َ‬
‫قَ ْلبِه ُ‬
‫فَمَا عَاقِلٌ مَ ْن لَ ْم يُصَدِّ ْق مُحَمَّدَا‬
‫ت ظُ ْهرَا‬‫وَبُ ْرهَانُهُ كَالشَّ ْمسِ قَ ْد ظَهَرَ ْ‬
‫وَالَسِيَّمَا أَ ْهلُ الْكِتَابِ فَكَ ْم رَأَ ْوا‬
‫بَشَائِـرَ مِ ْنهَـا طَابَـقَ الْخَبَرُ الْخُ ْبرَا‬
‫‪44‬‬
‫أَتَى بَ ْعضُهَا نَصًّا صَرِحيًا وَبَ ْعضُهَا‬
‫أَتَى بِرُمُوزٍ مِ ْثلَمَـا تَقْرَأُ الْجَفْـرَا‬
‫وَكَ ْم ذَا رَأَ ْينَا عَـاقِالً مِ ْنهُمُـو صَحَـا‬
‫وَكَانَ بِخَ ْمرِ الْكُفْرِ مُ ْمتَلًِئا سُكْرَا‬
‫تَشَرَّفَ بِالدِّيـنِ الْحَنِيفِـىِّ مُ ْسلِمَـا‬
‫ضلِ اللَّهِ مُ ْمتَلًِئا شُكْرَا‬
‫وَعَاشَ بِفَ ْ‬
‫ج َعلَهُ‬
‫ميان ‪َ ‬و َ‬
‫إل َ‬
‫دى اللهُ قَ ْلَبهُلِ ِ‬
‫هَ‬
‫ك ِر الل َه َمن َ‬
‫فَ ْلَيش ُ‬

‫مِ ْن ُأمَّ ْةِ َرسُ ْولِهِصَ ْاحِبِ الْقُ ْرآن ‪َ ‬نبِيِّنَ ْا ال ْذِى‬

‫ح َّبتِنَ ْا فِي ْهِ َو َعبَّ ْ َر َعنَّ ْا بِ ِْإخ َوانِى ‪‬‬


‫دةِ َم َ‬
‫َبشَّ ْ َرَنا بِشِ ْ َّ‬

‫كونُونَ َبعدِى َي َو ُّد‬


‫د ُأ َّمتِى لِى حُ ًّبا قَو ٌم َي ُ‬
‫ش ُّ‬
‫فَقَالَ أَ َ‬
‫‪45‬‬
‫د أَهلَهُ َو َمالَهُ َوأَ َّنهُ َي َرانِى ‪َ ‬وقَْالَ‬
‫حدُهُم أَ َّنهُ فَقَ َ‬
‫أَ َ‬

‫ن آمَنُوا بِى َولَْم‬


‫َودِدتُ أَنِّى لَقِيتُ ِإخ َوانِى الذِي َ‬

‫م اللهُ ِإخ َوانِى الذِينَ آمَنُْوا‬


‫َي َرونِى ‪َ ‬وقَالَ َرحِ َ‬

‫ك ًرا جَْ ِزيالَ ‪‬‬


‫كرُ الل َه َر َّبَنا شُْ ْ‬
‫بِى َولَم َي َرونِى ‪َ ‬نش ُ‬

‫ل َعلَيْْهِ الْقُْْرآنُ‬
‫َونُصَْْلِّى َونُسَْْلِّمُ َعلَْْى مَْْن نُْْزِّ َ‬

‫َتن ِزيالَ ‪‬‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪46‬‬
‫فَ ْص ُل الْ ِوالَدَةِ‬
‫خيْ ِر‬
‫ل آمِنَْةَ بِ َ‬
‫حمْ ِ‬
‫م فِى الشَّه ِر التَّاسِ ِ مِن أَشْهُ ِر َ‬
‫ثُ َّ‬

‫ها مَْْا َي ْأخُْْذُ النِّسَْْاءَ‬


‫ذَ‬
‫خلِيقَْْةِ َوأَ ْفضَْْلِ َها ‪ ‬أَخَْْ َ‬
‫الْ َ‬

‫دةٌ فِى َمن ِزلِ َها ‪ ‬قَالَت سَْمِعتُ َوجبَْ ًة‬


‫ى َوحِي َ‬
‫َوه َ‬

‫م‬
‫س ْقطَ ًة َعظِيمَْ ًة َوأَمْ ًرا َعظِيمًْا أَ ْف َز َعنِْى ‪ ‬ثُْ َّ‬
‫أَى َ‬

‫ح فُْ َؤادِى‬
‫ض قَْد َمسَْ َ‬
‫جَناحَ طَائِ ٍر أَبَْي َ‬
‫ن َ‬
‫َرأَيتُ كَأَ َّ‬

‫م‬
‫ل َوجَ ْ ٍ َعنِّ ْى ‪ ‬قَالَ ْت ثُ ْ َّ‬
‫ب الرُّع ْبُ َوكُ ْ ُّ‬
‫ه َ‬
‫ذَ‬
‫فَ ْ َ‬

‫صابَنِى نُْورٌ‬
‫ضاءَ فََتَناوَْلتُ َها فَأَ َ‬
‫ت فَِإ َذا أََنا بِ َشرَبةٍ َبي َ‬
‫الَْتفَ ُّ‬

‫لطِْ َوال ‪‬‬


‫ق بِْى نِسْ َوةٌ كَالنَّخْ ِ‬
‫د َ‬
‫م أَحْ َ‬
‫َعال ‪ ‬ثُ َّ‬
‫‪47‬‬
‫ن مِْْن‬
‫كَْْامِالَتُ ْاألَجسَْْادِ َو ْاألَوصَْْاف ‪ ‬كَْْأَ َّنهُ َّ‬

‫ن‬
‫َبنَْاتِ َعبْدِ َمنَْاف ‪ ‬قَالَْت فَصِْرتُ أَنظُْرُ ِإلَْي ِه َّ‬

‫ن ‪َ ‬وأَ ُقولُ َواغَوَثاهُ َمن َذا الْذِى‬


‫جبُ مِنهُ ّ‬
‫َوأََت َع َّ‬

‫ن لِْى َنحْنُ آسَِْي ُة امْ َرأَ ُة‬


‫ن ‪ ‬فَ ُقلْْ َ‬
‫حالِى أَعلَ َمهُ ّ‬
‫بِ َ‬

‫ن الْحُورِ‬
‫هؤُالَءِ مِ َ‬
‫ن َو َمرَيمُ ابَن ُة عِم َران ‪َ ‬و َ‬
‫فِر َعو َ‬

‫د ذِكْْْ ِر‬
‫ني الْحِسَْْان ‪ ‬فََت َهيَّْْؤُوا لِ ْلقِيَْْامِ عِنْْ َ‬
‫الْعِْْ ِ‬

‫ج َمالِ ْهِ‬
‫مِ ْيالَدِهِ أَ ُّيهَ ْا ْاألَحِبَّ ْ ْة ‪َ ‬واس َْت ْقبِ ُلوا نُ ْورَ َ‬

‫ح َّب ْة ‪‬‬
‫بِ ُق ُلوبٍ مِ ْلئُ َها الْفَ َرحُ َوالْ َم َ‬

‫حمَدَ فِيهِ‬
‫جَسَدٌ تَمَ َّكنَ حُبُّ أَ ْ‬
‫تَاللَّهِ إِنَّ اْألَ ْرضَ الَ تُ ْبلِي ِه‬
‫‪48‬‬
‫أَوَكَ ْيفَ يُ ْبلِيهِ التُّرَابُ وَحُبُّهُ‬
‫فِى قَلْبِهِ وَمَدِحيُهُ فِى فِي ِه‬
‫دائِحِ ْهِ الَْب ِهيَّ ْ ْة ‪‬‬
‫ق لَنَ ْا أَن نُ َعطِّ ْ َر أَ ْف َواهَنَ ْا بِ َم َ‬
‫َيحِ ْ ُّ‬

‫حا بِ ُقدُومِ طَ ْل َعتِهِ النََّب ِو َّي ْة ‪‬‬


‫دامَِنا فَ َر ً‬
‫َوَن ُقومَ َعلَى أَ ْق َ‬

‫فَقَْد َرآهُ َبعْضُ الْعُلَمَْاءِ فِْى الْ َمنَْام ‪ ‬فَسَْأَلَهُ عَْن‬

‫ذا الْقَِيام ‪ ‬فَقَالَ َعلَيهِ‬


‫هَ‬
‫مَ‬‫كِ‬
‫ل الْ َمولِدِ َو َعن حُ ْ‬
‫َع َم ِ‬

‫ح بِنَْا فَ ِرحنَْا بِْه ‪ ‬فَيَْا أَ ُّيهَْا‬


‫الصَّالَ ُة َوالسَّالَمُ َمن فَ ِر َ‬

‫خ َواصِّ أَحَبابِه ‪‬‬


‫كمُ ْاآلنَ مِن َ‬
‫الْفَ ِرحُونَ بِهِ ِإ َّن ُ‬

‫شَأْنُ اْألَحِبَّةِ يَا رِفَاقْ‬


‫أَ ْن يَفْرَحُوا عِ ْندَ التَّالَ ْق‬
‫‪46‬‬
‫جهَ الْحَبِي ْ‬
‫ب‬ ‫وَإِذَا رَأَ ْوا وَ ْ‬
‫قَامُوا عَلَى قَدَمٍ وَسَاقْ‬
‫ض َر َزمَْانُ‬
‫ح َ‬
‫ذا َولَ َّما آنَ بُرُوزُ َذاتِهِ الطاهِ َر ْة ‪َ ‬و َ‬
‫هَ‬
‫َ‬
‫شُ ْرُوقِ أَن ْ َوارِهِ الْبَ ْاهِ َر ْة ‪ ‬اص ْطَفتِ الْ َمالَئِكَ ْ ُة‬
‫َتعظِيمًا لَهُ َوَتشَْ ُّو ًقا ِإلَيْه ‪َ ‬وأَتَْى آمِنَْةَ الْ َمخَْاضُ‬
‫سالَمُهُ َعلَيه ‪‬‬
‫صلَ َواتُ اللهِ َو َ‬
‫دتهُ َ‬
‫فَ َولَ َ‬
‫قائلين‪‬‬ ‫‪‬عند قول القارئ فولدته يقوم الحاضرون‬
‫يَا مَ ْرحًَبا يَا مَ ْرحَبَا‬
‫جتَبَى‬‫بِالْهَاشِمِىِّ الْمُ ْ‬
‫أَ ْهالً بِهِ نُورًا بَـدَا‬
‫يَا مَ ْرحًَبـا يَا مَ ْرحَبَا‬
‫‪51‬‬
‫أَ ْهالً بِهَادِينَا إِلَى اْإلِميَا ِن‬
‫أَ ْهالً بِمُ ْنقِذِنَـا مِنَ النِّريَانِ‬
‫أَ ْهالً بِمَ ْن هُوَ نِ ْعمَةُ الْمَنَّـانِ‬
‫لِلنَّاسِ طِ ْبقَ دُعَاءِ إِْبرَاهِيمَا‬
‫صَُّلوا عَلَ ْيهِ وَسَلِّمُوا تَ ْسلِيمَا‬
‫حَتَّى تَنَالُوا جَنَّةً وَنَعِيمَـا‬
‫قائلين ‪‬‬ ‫‪ ‬عند قوله صلّوا عليه يجلس الحاضرون‬
‫صَالَةُ اللَّهِ مَطْلُوبِى‬
‫حبُوبِى‬
‫ختَارِ مَ ْ‬
‫عَلَى الْمُ ْ‬
‫حبُوبِى صَفَا قَلْبِى‬ ‫بِمَ ْ‬
‫بِحُبِّى نِلْتُ مَ ْرغُـوبِى‬
‫‪‬‬

‫‪51‬‬
‫حنَا بِمِيالَدِ الْحَبِيبِ فَيَا بُ ْشرَى‬
‫فَرِ ْ‬
‫وَصِ ْرنَا بِخَ ْمرِ الْحُبِّ بَ ْينَ الْوَرَى سَكْرَى‬
‫وَقُـ ْمـنَـا مَـقَـامًـا يَ ْشهَـدُ اللَّـهُ أَنَّهُ‬
‫يُـذَكِّـرُنَـا مِـ ْن فَـ ْرطِ هَ ْيبَتِـهِ الْحَ ْشـرَا‬
‫‪‬‬

‫م نُورًا الَمِ َعا ‪َ ‬رافِعًْا‬


‫سل َ‬
‫صلى اللهُ َت َعالَى َعلَيهِ َو َ‬
‫د َ‬
‫وُلِ َ‬

‫خاشِْ َعا‬
‫ض َ‬
‫ديهِ َعلَى ْاألَر ِ‬
‫سهُ ِإلَى السَّ َماءِ َواضِ ًعا َي َ‬
‫َر ْأ َ‬

‫ن‬
‫كحُْْولَ الْ َعينَْْي ِ‬
‫‪َ ‬نظِيفًْْا مُطَ َّيبًْْا مَْْدهُونَا ‪َ ‬م ْ‬

‫ل َيفُ ْوقُ‬
‫جمَْالٍ كَامِْ ٍ‬
‫َم ْقطُ ْوعَ السُّ ْرِّ َمختُونَ ْا ‪َ ‬ذا َ‬

‫الْعَْْالَمِني ‪ ‬فََتبَْْارَكَ اللْْهُ أَحسَْْنُ الْخَْْالِقِني ‪‬‬


‫‪52‬‬
‫ص‬
‫ن َتقْْْ ِويم ‪َ ‬وخَْْ َّ‬
‫إلنسَْْانَ فِْْى أَحسَْْ ِ‬
‫ق ْا ِ‬
‫خلَْْ َ‬
‫َ‬

‫ق الْ َعظِ ْيم ‪‬‬


‫ل َوالْخُلُ ْ ِ‬
‫ق ْاألَ ْكمَ ْ ِ‬
‫خ ْل ِ‬
‫دا بِ ْالْ َ‬
‫حمَّ ْ ً‬
‫مُ َ‬

‫فَكَرِّرُوا الصَّلَواتِ َعلَيهِ َوالتَّسلِيم ‪‬‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪53‬‬
‫فَ ْص ُل‬
‫اْإلِ ْرهَاصَاتِ وَخَوَارِقِ الْعَادَاتِ‬

‫ل‬
‫ق َمولِْدُهُ الشَّْ ِريفُ عَْامَ الْفِيْل ‪ُ ‬قَبيْ َ‬
‫َوقَد َوافَْ َ‬

‫ل‬
‫ن ثَ ْانِى َعش ْ ِر شَ ْه ِر َربِي ْ ٍ ْاألَ َّو ِ‬
‫فَج ْ ِر يَ ْو ِم االِثنَ ْي ِ‬

‫َعلَى أَش َه ِر َما قِيل ‪‬‬

‫لِشَ ْهرِ رَبِيعٍ آيَةٌ لَ ْم تَزَ ْل كُْبـرَى‬


‫حمَـنُ فِى لَ ْيلِـهِ بَ ْدرَا‬
‫بِهِ أَطْلَعَ الرَّ ْ‬
‫تَبَدَّى وَنُورُ الْحُ ْسنِ فَ ْوقَ جَبِينِهِ‬
‫فَنَوَّرَ مِ ْنهُ اْألَ ْرضَ وَالسَّ ْهلَ وَالْوَ ْعرَا‬
‫‪54‬‬
‫وَأَظْهَرَ جِ ْبرِيلُ الْمَسَرَّةَ مُ ْعلِنَا‬
‫يَقُولُ ألَِ ْهلِ اْألَ ْرضِ جَاءَ ْتكُمُ الْبُ ْشرَى‬
‫فَيَا لَ ْيتَ كُلَّ الدَّ ْهرِ عِ ْندِىَ مَ ْولِدٌ‬
‫حبُوبِى أَجَلِّ الْوَرَى قَ ْدرَا‬
‫حمَدَ مَ ْ‬
‫ألَِ ْ‬
‫حققَْت‬
‫ج َم َعهُ نُورٌ َمألَ بِضَِيائِهِ الْوُجُْود ‪َ ‬وَت َ‬
‫خ َر َ‬
‫َو َ‬

‫ب‬
‫آمِنَْْ ُة أَ َّنهَْْا ُأ ٌّم ألَِشْْ َرفِ َمولُْْود ‪َ ‬و َرأَت كَ َواكِْْ َ‬

‫حابَ ًة َبيضَْاءَ غَشَِْيتهُ‬


‫السَّ َماءِ قَد َدنَْت مِنهَْا ‪َ ‬وسَْ َ‬

‫جهُْور‬
‫صوتٍ َ‬
‫ال َي ُقولُ بِ َ‬
‫سمِ َعت قَائِ ً‬
‫فَ َغ َّيَبتهُ َعن َها ‪َ ‬و َ‬

‫ض َو َم َغارَِب َها َوادخُلُْوا بِْهِ‬


‫ق ْاألَر ِ‬
‫طوفُوا بِهِ َم َشارِ َ‬
‫‪ُ ‬‬

‫م بِ َردِّهِ‬
‫الْبُحُور ‪ ‬فَفَ َعلَتِ الْ َمالَئِكَ ُة َما بِهِ ُأمِرُوا ‪ ‬ثُ َّ‬
‫‪55‬‬
‫دت َر َّبهَْْا الْخَْْالق ‪‬‬
‫حمِْْ َ‬
‫ِإلَْْى ُأمِّْْهِ بَْْادَرُوا ‪ ‬فَ َ‬

‫د‬
‫د الْفِ ْ َراق ‪َ ‬وظَهَ ْ َرت عِن ْ َ‬
‫ق َبع ْ َ‬
‫َوفَ ِرحَ ْت بِ ْالتَّالَ ِ‬

‫دهُ‬
‫د ْة ‪ ‬فَْ َرأَى جَْ ُّ‬
‫خ َوارِقُ َوغَ َرائِْبُ َزائِْ َ‬
‫مِيالَدِهِ َ‬

‫د ْة ‪َ ‬وبُشِّْ ْ َر بِْ ْهِ فَشَْ ْكَ َر‬


‫ب الْحَْ ْ َر ِم سَْ ْاجِ َ‬
‫ج َوانِْ ْ َ‬
‫َ‬

‫ده ‪‬‬
‫دا َوأَ ْك َر َم قَاصِْ َ‬
‫ح َّم ً‬
‫س َّماهُ مُ َ‬
‫خلَهُ الْكَعَبةَ َو َ‬
‫َوأَد َ‬

‫جتِ الْ َمالَئِكَْْْ ُة بِالتَّحمِيْْْدِ َوالتَّقْْْْدِيس ‪‬‬


‫َوضَْْْ َّ‬

‫س َوفَ َّر اللعِنيُ ِإبلِيس ‪َ ‬ومُنِ َعتِ‬


‫دت َنارُ فَارِ َ‬
‫خ َم َ‬
‫َو َ‬

‫الشََّْْياطِنيُ اسْْتِ َراقَ السَّْْم ِ َورُجِمَْْت بِالشُّْْهُبِ‬

‫الثَّ َواقِْْْب ‪َ ‬وحُ ِرسَْْْتِ السَّْْْ َماءُ َونُشِْْْ َرت فِْْْى‬

‫ج‬
‫دايَْْةِ َوالْ َم َواهِْْب ‪َ ‬وارتَْْ َّ‬
‫ض أَعْْالَمُ الْ ِه َ‬
‫ْاألَر ِ‬

‫‪56‬‬
‫دع ‪َ ‬وسَ ْقَطَ مِ ْن شُ ْرُفَاتِهِ‬
‫ِإي ْوَانُ كِس ْ َرى َوانصَ ْ َ‬

‫حيْ َر ُة سَ ْاوَ ْة ‪َ ‬وفَ ْاضَ‬


‫َعش ْ ٌر َوأَربَ ْ ‪َ ‬وَنشَ ْفَت بُ َ‬

‫َوادِى سَْْ َماوَه ‪َ ‬وأَضَْْاءَت بِنُْْورِهِ ْاألَكْْْ َوان ‪‬‬

‫َو َع َّمتِ الَْبشَْائِرُ بِْهِ فِْى كُْلِّ َمكَْان ‪ ‬فَكَْانَ كَمَْا‬

‫قَالَ َت َعالَى َرح َم ًةلِ ْلعَْالَمِني ‪ ‬شَْافِ ًعا فِْى مُحِبِّيْهِ‬

‫ص ُّلوا َعلَيهِ ِإن ُكنتُم فِيهِ مُحِبِّني ‪‬‬


‫فَ َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪57‬‬
‫فَ ْص ُل الرَّضَاعَةِ‬
‫َوقَ ْد أَرضَ ْ َعتهُ َثمَ ْانِى نِس ْ َوةٍ غَي ْرُ ُأمِّ ْهِ الزَّكِيَّ ْ ْة ‪‬‬

‫حلِيمَْ ُة السَّْعدِ َّي ْة ‪ ‬التِْى‬


‫ن ِإرضَْاعًا لَْهُ َ‬
‫َوأَ ْكثَْرُهُ ُّ‬

‫ري ْة ‪‬‬
‫ب كَْثِ َ‬
‫هاصَْاتِ غَ َرائِْ َ‬
‫إلر َ‬
‫ن ْا ِ‬
‫دت لَْهُ مِْ َ‬
‫شاهَ َ‬
‫َ‬

‫ري ْة ‪‬‬
‫د كَبِ َ‬
‫خي َراتِ فَ َوائِ َ‬
‫ن الْ َ‬
‫َوَنالَت بِهِ مِ َ‬

‫جَاءَ كَالدُّرَّةِ الْيَتِيمَةِ َفرْدَا‬


‫حسْنُـهُ الْوَضَّـاءُ‬
‫ت ََّيمَ الْ َكوْنَ ُ‬
‫َفأَبَتْهُ كُلُّ الْ َمرَاضِعِ ِللْيُتْـ‬
‫ـمِ وَقَدْ ذَلَّ فِى ا ْل َورَى الْيَُتمَاءُ‬
‫‪58‬‬
‫ت‬
‫َأ ْرضَعَتْهُ فَتَاةُ سَ ْع ٍد فَفَازَ ْ‬
‫بِرَضِيـعٍ مَا مِ ْثلُـهُ رُضَعَاءُ‬
‫رَكِبَتْ فِى ا ْلمَجِىءِ شَرَّ أَتَانٍ‬
‫سَبَقَتْهَا ِلضَعْفِهَا الرُّفَقَاءُ‬
‫ت تَعْدُو َعلَيْهَا َف َلمْ تُدْ‬
‫ثُمَّ عَادَ ْ‬
‫رَ أَتَـانٌ َأمْ سَـابِـقٌ عَـدَّاءُ‬
‫َوشِيَـاهٌ لَهَا بِمَحْـلٍ شَـدِيـ ٍد‬
‫الثرَاءُ‬
‫مَصَّ مَاءَ الثَّـرَى أَتَاهَا َّ‬
‫َبرَكَاتٌ َأرْخَتْ َعلَيْهَا رَخَاءَ‬
‫جمِيعَ الْغَالَءُ‬
‫فِى َزمَانٍ غَالَ الْ َ‬
‫‪56‬‬
‫ح َمىحِ َماهَا‪‬‬
‫حلِيمَةَ َو َ‬
‫حالَ َ‬
‫ل َ‬
‫ح َّو َ‬
‫حانَ َمن َ‬
‫فَسُب َ‬
‫خي ْ ِر الَْب ِريَّ ْةِ بِ ْ ًّرا‬
‫خي َراتِ مِ ْن َب َركَ ْاتِ َ‬
‫َو َع َّمهَ ْا بِ ْالْ َ‬
‫ني‬
‫ل حِْ ٍ‬
‫م كُْ َّ‬
‫صلى اللهُ َعلَيهِ َوسَْل َ‬
‫صارَ َ‬
‫جاهَا ‪َ ‬و َ‬
‫َو َ‬
‫دةِ‬
‫فِى الزَِّيادَ ْة ‪ ‬فَكَانَ َينمُو فِى اللحظَةِ الْ َواحِ َ‬
‫ف فِْى الشَّْه ِر الثَّالِْثِ‬
‫خارِ ًقا لِ ْل َعادَ ْة ‪ ‬فَ َوقَْ َ‬
‫نُمُ ًّوا َ‬
‫د َمي ْه ‪َ ‬و َمشَ ْى فِ ْى‬
‫ال َعلَ ْى قَ َ‬
‫مِ ْن َمولِ ْدِهِ مُس َْتقِ ًّ‬
‫ن َو َرمَْى فِْى اْل َعاشِْ ِر‬
‫م فِْى الثَّْامِ ِ‬
‫س َوَتكَلْ َ‬
‫الْخَْامِ ِ‬
‫ب ِإلَيْهِ بِكَثْ َرةِ‬
‫حبَّْ َ‬
‫ديه ‪ ‬فََيا فَْو َز مَْن َت َ‬
‫السِّ َهامَ بَِي َ‬
‫الصَّلَ َواتِ َعلَيه ‪‬‬
‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬
‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪61‬‬
‫فَ ْص ُل الْبِ ْعثَةِ‬
‫جابَْةِ‬
‫د َّرجُ فِى أَطْْ َوارِ النَّ َ‬
‫َولَم َي َزل َعلَيهِ السَّالَمُ َيَت َ‬

‫ظهَْ ْرُ َعلَيْ ْهِ‬


‫دالَْ ْ ْة ‪َ ‬وَت ْ‬
‫َوالْ َم َهابَْ ْةِ َو ْاألَ َمانَْ ْةِ َوالْ َع َ‬

‫غ مِن‬
‫ح َّتى َبلَ َ‬
‫سالَ ْة ‪َ ‬‬
‫َدالَئِلُ النُّبُ َّوةِ َو َعالَ َماتُ الرِّ َ‬

‫أَعْْ َوامِ عُمُْْ ِرهِ أَرَبعِْْني ‪ ‬فَأَرسَْْلَهُ اللْْهُ َرحمَْْ ًة‬

‫دا َومَُبشِّ ْ ًرا َونَ ْذِيرَا ‪َ ‬و َداعِيً ْا‬


‫لِ ْلعَ ْالَمِني ‪ ‬شَ ْاهِ ً‬

‫ريا ‪ ‬فَيَْا سَْ َعادَةَ مَْن‬


‫ِإلَى اللهِ بِِإذنِهِ َوسِْ َراجًا مُْنِ َ‬

‫غ فِْى‬
‫ق طَْاهِر ‪َ ‬وبَْالَ َ‬
‫صادِ ٍ‬
‫ن بِهِ َواتََّب َعهُ بِقَ ْلبٍ َ‬
‫آمَ َ‬

‫جمِيلِ الَْباهِر ‪‬‬


‫السُّرُورِ بِحُضُورِ َمولِدِهِ الْ َ‬
‫‪61‬‬
‫فَيَا لَهُ مِ ْن مَ ْولِ ٍد‬
‫لَهُ الْجَمَالُ يَ ْشهَدُ‬
‫آمَ ْنتُ بِاللَّهِ وَمَا‬
‫جَـاءَ بِـهِ مُحَمَّـدُ‬
‫إلسالَ ِم الْمُبِني ‪َ ‬وه َو دِينُ‬
‫جاءَ مِن َربَِّنا بِدِينِ ْا ِ‬
‫َ‬
‫دهُ اللْهُ بِ ْاآليَْاتِ‬
‫ُكلِّ ْاألَنبَِياءِ َوالْمُرسَْلِني ‪ ‬فَأَيَّْ َ‬
‫الَْبيِّنَْْْ ْةِ الْقَاطِعَْْْ ْ ْة ‪َ ‬والْمُعجِْْْ ْ َزاتِ الْبَْْْ ْاهِ َرةِ‬
‫م ُأفُْ ْقُ الضَّْ ْالَلَةِ‬
‫ظلَ َ‬
‫ني الْقَامِعَْ ْ ْة ‪ ‬فَْ ْأَ ْ‬
‫َوالْبَْ ْ َراهِ ِ‬
‫دايَ ْة ‪‬‬
‫ضاءَت نُجُومُ الدِّالَلَةِ َوالْ ِه َ‬
‫َوالْ َغ َوايَ ْة ‪َ ‬وأَ َ‬

‫وَاهْتَدَى سَادَةٌ َفصَارَ لَ ُهمْ بِالسَّـ‬


‫ـبْقِ وَ الصِّدْقِ رُتَْبةٌ َعلْيَاءُ‬
‫‪62‬‬
‫سَبَقَتْ ُهمْ خَدِجيَةٌ وَ أَبُو َبكْـ‬
‫ـــرٍ عَـلِـىٌّ زَيْـدٌ بِـالَلٌ وِالَءُ‬
‫وَتَالَ ُهمْ َق ْومٌ ِكرَامٌ كَذِى النُّو‬
‫رَيْـنِ عُـْثـمَـانُ سَـادَةٌ ُنبَـالَءُ‬
‫عَا ِمرٌ طَلحَةُ الزُّبَيْـرُ وَ سَعْدٌ‬
‫وَابْنُعَوْفٍمَعْصَاحِبِالْغَارِجَاءُوا‬
‫حمْـزَةُ الْمُ ْر‬
‫َوسَعِيدٌ عُبَيْـدَةٌ َ‬
‫غِمُ أَ ْنفَ الضَّالَلِ مِ ْنهُ اهْتِدَاءُ‬
‫خـ‬
‫وَاْإلِمَامُ الْفَارُوقُ بَ ْعدُ مِنَ الْمُ ْ‬
‫الدعَاءُ‬
‫ـتَارِ فِى حَقِّهِ اسْتُجِيبَ ُّ‬
‫‪63‬‬
‫ُع َمرُ الْ َق ْرمُ ذُو الْفُتُوحِ الَّذِى عَـ‬
‫ـزَّ بِهِ الدِّينُ حِنيَ عَزَّ الْ َعزَاءُ‬
‫ضــ‬
‫جمِيلِ وَ أُمُّ الْفَـ ْ‬
‫وَ ِنسَاءٌ أُمُّ الْ َ‬
‫ــــلِ أُمٌّ ألَ ْيمَـــنٍ َأ ْسمَـــاءُ‬
‫ثُمَّ لَمَّـا تَظَـاهَـرُوا لِـقُـرَيْـــشٍ‬
‫حِنيَ زَالَ الْخَفَاءُ زَادَ الْجَفَاءُ‬
‫ت‬
‫ن ََّوعُوا فِي ِهمُ الْعَذَابَ وَكَانَـ ْ‬
‫الر ْمضَـاءُ‬
‫مِنْ لَظَاهُـ ْم بِاْألَبْطَحِ َّ‬
‫حسَنَ اللَّهُ صَْب َر ُهمْ فَاسَْتلَـذُّوا‬
‫أَ ْ‬
‫بِـالْبَـالَ ِء وَخَفَّـتِ الـ ْألوَاءُ‬
‫‪64‬‬
‫َولِهَذَا تَح ََّملُوا مَا الْجِبَالُ الشُّـ‬
‫ح ْملِ بَ ْعضِهِ ضُعَفَاءُ‬
‫ـــــمُّ َعنْ َ‬
‫َلوْ َرأَيْتَ النَّبِىَّ مِنْ بَعْدُ فِى الطَّا‬
‫الدمَاءُ‬
‫حصْبِ مِنْهُ ِّ‬
‫ئِفِ سَالَتْ بِالْ َ‬
‫َو َسمِعْتَ التَّخْ ِيريَ فِي ِهمْ مِن اللَّـ‬
‫ـــهِ فَكـانَ اخْتِيَـارَهُ ْا ِإلبْـقَـاءُ‬
‫ح ْلمَا‬
‫خلْقِ ِ‬
‫كُنْتَ شَاهَدتَّ َأعْ َظمَ الْ َ‬
‫وَتَـمـنَّـ ْيـتَ أَنْ يَـعُـمَّ الْفَـنَـاءُ‬
‫خسْ ْفٍ أَو‬
‫ض َعلَيْ ْهِ جِب ِريْ ْلُ أَن يُهلِكَهُْ ْم بِ َ‬
‫عَْ ْ َر َ‬

‫ذابٍ أَلِ ْيم ‪ ‬فَاختَ ْارَ َعلَي ْهِ السَّ ْالَمُ ِإبقَ ْاءَهُم‬
‫عَ ْ َ‬

‫‪65‬‬
‫َراجِيًْْا مِْْن َربِّْْهِ أَن َيهْْدَِيهُم َوذُرِّيََّْْتهُم صِْْ َراطَهُ‬

‫ذا النَّبِْىِّ الْْرَّؤُوفِ‬


‫الْمُسَْتقِيم ‪ ‬فَصَْ ُّلوا َعلَْى هَْ َ‬

‫طوفِ الرَّحِيم ‪‬‬


‫َوالرَّسُولِ الْ َع ُ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪66‬‬
‫فَ ْص ُل‬
‫أَبِى الْوَلِيدِ ُع ْتبَةَ ْبنِ رَبِيعَةَ‬

‫ش أَ ًذى‬
‫م مِْن قُْ َري ٍ‬
‫صلى اللْهُ َعلَيْهِ َوسَْل َ‬
‫ل َ‬
‫ح َّم َ‬
‫فََت َ‬

‫داالً‬
‫ريا ‪ ‬فَصَ َْب َر َعلَ ْى أَ َذاهُ ْم َوجَ ْادَلَهُم جِ ْ َ‬
‫كَ ْثِ َ‬

‫ن‬
‫ل الْ َمن ُقولَ ْةَ عَ ْ ِ‬
‫ريا‪ ‬فَ ْأَملَى َعلَ ْي ِهمُ الْْدَّالَئِ َ‬
‫كَ ْبِ َ‬

‫ني‬
‫دى لَهُْْمُ الْبَْْ َراهِ َ‬
‫الشَّْْ َرائِ ِ الْمَُتقَدِّمَْْ ْة ‪َ ‬وأَبْْ َ‬

‫الْ َمع ُقولَْْةَ الْمُسَْْل َم ْة ‪ ‬فَطَلَبُْْوا مِنْْهُ أَن يَْْ ْأتَِيهُم‬

‫ق الْعَْْادَات ‪ ‬فَأَتَْْاهُم بِهَْْا‬


‫بِآيَْْاتٍ مِْْن خَْْ َوارِ ِ‬

‫حاتٍ َبيَِّنات ‪ ‬فَلَ َووا رُؤُوسَهُم َوقَالُوا سَْاحِ ٌر‬


‫َواضِ َ‬

‫‪67‬‬
‫أَو َمجنُ ْون ‪َ ‬وبَ ْالَغُوا فِ ْى ِإيذَائِ ْهِ َوَت َر َّبصُ ْوا بِ ْهِ‬

‫ب الْ َمنُ ْون ‪َ ‬وقَ ْد أَح َْبطَ الل ْهُ أَعمَ ْالَهُم ‪‬‬
‫َري ْ َ‬

‫إلفْْكِ‬
‫ل ْا ِ‬
‫ح ظِ ُّ‬
‫ضلهُم َولَم يُصلِحُ َبالَهُم ‪ ‬فَأَصَب َ‬
‫َوأَ َ‬

‫ق قَائِالَ ‪‬‬
‫َزائِالَ ‪َ ‬وأَم َسى لِ َسانُ الصِّد ِ‬

‫خفَى‬
‫ِألَ ْهلِ الْحَقِّ نُورٌ لَ ْيسَ يَ ْ‬
‫تُضِئُ بِهِ ال َّليَالِى الْمُ ْدلَهِمَّةْ‬
‫يُرِيدُ الْجَاحِـدُونَ لِيُطْفِئُـوهُ‬
‫وَيَـأْبَى اللَّـهُ إِ َّال أَ ْن يُتِمّــَ ْه‬
‫حفِْظَ‬
‫دهُم فِى نُحُْورِهِم ‪َ ‬و َ‬
‫ل اللهُ كَي َ‬
‫ج َع َ‬
‫ملَ َّما َ‬
‫ثُ َّ‬

‫َنبِيَّْْهُ مِْْن َمكْْْ ِرهِم َوشُْْرُورِهِم ‪َ ‬و َزاغَْْت مِْْنهُمُ‬


‫‪68‬‬
‫خافُوا أَن َيظَه َر أَمْرُهُ فَتَْدُورَ‬
‫صائِر ‪َ ‬و َ‬
‫صارُ َوالَْب َ‬
‫ْاألَب َ‬

‫ن َربِيعَةَ‬
‫خبُوا أََبا الْ َولِيدِعُتَبةَ ب َ‬
‫َعلَي ِهمُ الدَّ َوائِر ‪ ‬انَت َ‬

‫ن‬
‫حضَْ َر بَْي َ‬
‫ف ِإ َذا َ‬
‫فََب َعثُوهُ ِإلَيْه ‪َ ‬وأَمَْرُوهُ أَن َيَتلَطْ َ‬

‫دعِيْه ‪‬‬
‫ق َعلَى تَْركِ مَْا َي َّ‬
‫ديه ‪َ ‬وأَن يُ َراوِ َدهُ بِ ِر ْف ٍ‬
‫َي َ‬

‫ب‬
‫ه َ‬
‫ذَ‬
‫خارِفِ الْدُّنَيا بِمَْا َيشَْت ِهيه ‪ ‬فَْ َ‬
‫دهُ مِن َز َ‬
‫َوَيعِ َ‬

‫ن‬
‫سلم ‪‬فَقَالَ َيااب َ‬
‫صلىاللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫عُتَب ُة ِإلَىالنَّبِىِّ َ‬

‫ريةِ مَْا َتعلَْم ‪‬‬


‫أَخِْى ِإنَّْكَ مِنَّْا فِْى النَّسَْبِ َوالْ َعشِْ َ‬

‫تبِْْهِ‬
‫تقَومَْْكَبِْْأَم ٍر َعظِْْيمٍفَ َّرقْْْ َ‬
‫َوِإنَّْْكَقَْْدأََتيْْ َ‬

‫تبِهِآلِ َهَتهُم‬
‫تبِهِأَحالَ َمهُم َوعِب َ‬
‫سفه َ‬
‫ج َماعََتهُم‪َ ‬و َ‬
‫َ‬

‫ضىمِنآبَْائِ ِهم‪‬لَقَْد‬
‫تبِهِ َمن َم َ‬
‫َودِينَهُم‪َ ‬وكَفر َ‬

‫‪66‬‬
‫ضْحَتنَْْْا فِْْى الْعَْْ َرب ‪‬‬
‫أََتيَْتْنَْْْا بِالْ َعجَْْب ‪َ ‬وفَْ َ‬

‫ن فِْى‬
‫شسَْاحِ َرا ‪ ‬أَ َّ‬
‫ن فِى قُْ َري ٍ‬
‫شاعَ َبيَنهُم أَ َّ‬
‫ح َّتى َ‬
‫َ‬

‫ل َبعضَُْنا‬
‫ش كَاهًِنا َماهِ َرا ‪َ ‬ما تُ ِريْدُ ِإال أَن يُقَاتِْ َ‬
‫ُق َري ٍ‬

‫ذا‬
‫نهَْ َ‬
‫ضا ‪ِ ‬إ َّ‬
‫داوَ ُة َوالَْبغ َ‬
‫ضا ‪َ ‬وأَن َتقَ َ َبيَنَنا الْ َع َ‬
‫َبع َ‬

‫بشَْدِيد ‪ ‬فَْارجِ َولَْكَ َعلَينَْا مَْا تُ ِريْد ‪‬‬


‫ط ٌ‬
‫خْ‬
‫لَ َ‬

‫ت‬
‫ت تُ ِريْدُ الْمَْالَ أَعطَينَْاكْ ‪َ ‬و ِإن ُكنْ َ‬
‫فَِْإن ُكنْ َ‬

‫ت تُ ِريْدُ مُ ْلكًْا‬
‫تُ ِريدُ السَِّيادَةَ سَْ َّودَناكْ ‪َ ‬و ِإن ُكنْ َ‬

‫ن الْجِ ْنِّ‬
‫دعِي ْهِ َرئِيًّ ْا مِ ْ َ‬
‫كنَ ْاكْ ‪َ ‬و ِإن كَ ْانَ مَ ْا َت َّ‬
‫َمل ْ‬

‫َي ْأتِيْ ْكْ ‪َ ‬ولَْ ْم َتسْ َْتطِ َر َّدهُ َعنْ ْكَ نَْ ْ ْأتِ لَْ ْكَ‬

‫ب التَّْابِ ُ َعلَْى‬
‫داوِيكْ ‪ ‬فَِإ َّنهُ رُ َّب َما غَلَ َ‬
‫بِطَبِيبٍ يُ َ‬

‫‪71‬‬
‫ن التَّْابِ َ َداءٌ َوالْدَّاءُ‬
‫داوَى ‪َ ‬و ِإ َّ‬
‫ح َّتى يُ َ‬
‫ل َ‬
‫الرَّجُ ِ‬

‫ى صَْلى اللْهُ َعلَيْهِ‬


‫بِالدَّ َواءِ يُقَاوَى ‪ ‬فَقَْالَ النَّبِْ ُّ‬

‫ت يَْا أَبَْا الْ َولِيْدِ قَْالَ َنعَْم ‪ ‬قَْالَ‬


‫م لَقَد فَ َر ْغ َ‬
‫سل َ‬
‫َو َ‬

‫فَاس َم مِنِّى قَالَ َتكَلم ‪ ‬فَقَْالَ َعلَيْهِ الصَّْلَ َواتُ‬

‫َوالتَّسلِيم ‪‬‬
‫‪‬‬

‫ﭑﭒﭓ‬

‫ﭽﭑ‪ ‬ﭓﭔﭕﭖ‪‬‬

‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝ‬
‫ﭞ‪ ‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫‪71‬‬
‫ﭤﭥ ﭦ‪‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‪‬ﭺ‬
‫ﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ‬
‫ﮃ ﮄﮅ ﮆﮇﮉ‬
‫ﮊ‪‬ﮌﮍﮎﮏﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ‪‬ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﭼ‬
‫‪‬‬

‫‪72‬‬
‫د ْة ‪‬‬
‫غ السَّْج َ‬
‫حتَّْى َبلَْ َ‬
‫َولَم َي َزل َعلَيهِ السَّالَمُ َي ْق َر ُأ َ‬

‫ف الَ َوهْ َو‬


‫ده ‪ ‬كَيْ َ‬
‫خاشِ ًعالِلهِ َوحْ َ‬
‫خاضِ ًعا َ‬
‫د َ‬
‫جَ‬
‫فَ َس َ‬

‫سهُ فَقَْالَ‬
‫م َرفَ َ َر ْأ َ‬
‫ضلُ النُّ َّساكْ ‪ ‬ثُ َّ‬
‫سيِّدُ الْعُ َّبادِ َوأَ ْف َ‬
‫َ‬

‫ت َو َذاكْ ‪‬‬
‫ت فَأَن َ‬
‫سمِع َ‬
‫ت َياأََبا الْ َولِيدِ َما َ‬
‫سمِع َ‬
‫قَد َ‬

‫حيَّْر ‪َ ‬واصْفَ َّر َوجهُْهُ َوَت َغيَّْر‬


‫ت أَبُو الْ َولِيْدِ َوَت َ‬
‫فَبُ ِه َ‬

‫‪ ‬فَ َرجَْ ْ َ ِإلَْ ْى قَومِْ ْهِ لِيُخبِْ ْ َرهُم بِمَْ ْا َوقَْ ْ ‪‬‬

‫َو ُف َؤادُهُ َيرجُفُ مِ َّما سَْمِ ‪ ‬فَقَْا ُلوا مَْا َو َراءَكَ يَْا‬

‫س َواللْهِ‬
‫أََبا الْ َولِيد ‪ ‬قَالَلَقَْد أَسْ َم َعنِى كَالَمًْالَْي َ‬

‫مِن كَالَ ِم الْ َعبِيد ‪َ ‬والَ هُ َو مِن قَبِيْلِ الشِّْعر ‪َ ‬والَ‬

‫ل‬
‫ذا الرَّجُْ َ‬
‫هْ َ‬
‫نَ‬‫ل الْكَ َهانَْةِ َوالسِّحْر ‪ِ ‬إ َّ‬
‫سبِيْ ِ‬
‫مِن َ‬

‫‪73‬‬
‫خلُّْوا‬
‫ش َ‬
‫س بِكَْذُوبٍ َوالَ سَْفِيه ‪َ ‬يامَعشَْ َر قُْ َري ٍ‬
‫لَي َ‬
‫ن لِقَولِْهِ‬
‫ن مَْا هُ ْ َو فِيْْه ‪ ‬فَ َواللْهِ لََيكُْونَ َّ‬
‫َبينَْهُ َوبَْي َ‬
‫ذا َر ْأيِْى َوقَْد‬
‫سمِعتُ مِنهُ َنبَْأٌ َعظِْيم ‪ ‬هَْ َ‬
‫الذِى َ‬
‫ح َركَ‬
‫سقِيم ‪ ‬فَقَْالُواسَْ َ‬
‫ىَ‬‫َعلِمتُم أَ َّننِىلَستُ َذا َر ْأ ٍ‬
‫ذا مَْا اقَْتضَْاهُ‬
‫َواللْهِ بِلِسَْانِهِ ياأََباالْ َولِيْْد ‪ ‬قَْالَهَْ َ‬
‫دالَكُْم ‪‬‬
‫ى السَّْدِيد ‪َ ‬وأَنْتُمُ اصَْنعُوا مَْا بَْ َ‬
‫فِكْْ ِر َ‬
‫كم ‪‬‬
‫َو ِإ َّنمَْْْْا ُأحَْْْْذِّرُ ُكم أَن َتخسَْْْْرُوا اسْْْْتِ ْقَبالَ ُ‬
‫سخِرُوا مِْن‬
‫ذا الْقَولُ َواسَتنكَرُوه ‪َ ‬و َ‬
‫هَ‬
‫فَ َغاظَهُم َ‬
‫ريا‬
‫جرُوه ‪َ ‬ولَكِ َّنهُم َوجَْدُوا لِكَالَمِْهِ تَْ ْأثِ ً‬
‫ه َ‬
‫قَائِلِهِ َو َ‬
‫ط َشهُ‬
‫خافُوا َب ْ‬
‫فِى ُق ُلوبِ ِهم ‪ ‬فَ َهالَهُم أَمرُ الرَّسُولِ َو َ‬
‫بِ ِهم ‪‬‬
‫‪74‬‬
‫هَالَهُ ْم أَ ْمرُهُ فَخَافُوا وَمَا هُ ْم‬
‫بَ ْعدَ حِنيٍ مِ ْن فَ ْتكِـهِ أُمَنَـاءُ‬
‫عَلِمُـوا أَنَّـهُ النَّبِـىُّ وَلَكِـ ْن‬
‫نَفَذَ الْحُكْمُ فِيهِمُو وَالْقَضَاءُ‬
‫لَ َّقبُوهُ اْألَمِيـنَ مِ ْن قَ ْبلِ هَذَا‬
‫وَقَلِيـلٌ بَ ْينَ الْوَرَى اْألُمَنَاءُ‬
‫الَ كِتَابٌ وَالَ حِسَابٌ وَالَ غُ ْر‬
‫خفَاءُ‬
‫ت لَهُ وَالَ اسْتِ ْ‬
‫بَةٌ طَالَ ْ‬
‫بِكِتَابٍ مِنَ الْمَلِيـكِ أَتَاهُـ ْم‬
‫كُلُّ لَفْـ ٍظ بِصِ ْدقِـهِ طُ ْغـرَاءُ‬
‫‪75‬‬
‫فِيهِ إِ ْعجَازُهُ ْم وَفِيهِ هُدَاهُ ْم‬
‫فَ ْهوَ سُقْمٌ لَهُ ْم وَفِيهِ شِفَــاءُ‬
‫عَدَلُوا عَ ْنهُ لِلشَّتَائِـمِ وَالْحَ ْر‬
‫بِ افْتِرَاقٌ جَوَابُهُ ْم وَافْتِراءُ‬
‫لَ ْيسَ يَ ْهدِى الْقُ ْرآنُ مِ ْنهُ ْم قُلُوبَا‬
‫مَا أَتَاهَا مِ ْن رَبِّهَا االِ ْهتِــدَاءُ‬
‫ال يُطِيقُ اْإلِفْصَـاحَ بِالْحَقِّ عَ ْبدٌ‬
‫رُوحُهُ مِ ْن ضَالَلِهِ خَ ْرسَــاءُ‬
‫لَ ْيسَ لِى حِيلَةٌ بِتَ ْعرِيفِ أَ ْعمَى‬
‫ت بِهِ الْبُصَرَاءُ‬
‫كُ ْنهَ شَ ْى ٍء خُصَّ ْ‬
‫‪76‬‬
‫وَإِذَا مَا هَدَى اْإلِلَهُ بَهِيمًا‬
‫كَانَ مِ ْن دُونِ فَ ْهمِهِ اْألَ ْذكِيَاءُ‬

‫دى ِإلَيه ‪‬‬


‫ل َواهَت َ‬
‫م الرُّسُ ِ‬
‫خاتِ ِ‬
‫ن بِ َ‬
‫فَبُش َرىلِ َمن آمَ َ‬

‫ح َّبتِهِ فِيهِ بِكَث َرةِ الصَّلَ َواتِ َعلَيه ‪‬‬


‫ن َعلَى َم َ‬
‫ه َ‬
‫َوَبر َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪77‬‬
‫َفصْلُ‬
‫ْا ِإلسْ َراءِ َوالْ ِمعْ َرا ِج‬

‫ن‬
‫ال مِ ْ َ‬
‫ل الْ ِهج ْ َرةِ بِعَ ْامٍ أَس ْ َرى الل ْهُ بِ ْهِ لَ ْي ً‬
‫م قَب ْ َ‬
‫ثُ ْ َّ‬
‫الْ َمسْْجِدِ الْحَْْ َرامِ ِإلَْْى الْ َمسْْجِدِ ْاألَ ْقصَْْى ‪‬‬
‫ن الْكَ َماالَتِ‬
‫ق السَّ َم َواتِ َوآتَاهُ مِ َ‬
‫َو َرقاهُ ِإلَى َما فَو َ‬
‫حبَْْاهُ‬
‫خاطَبَْْهُ َو َ‬
‫جلْْى لَْْهُ َو َ‬
‫مَْْا الَ يُحصَْْى ‪َ ‬وَت َ‬
‫ن‬
‫ن َرأَت َوالَ ُأذُ ٌ‬
‫ب َوالنَّظَر ‪َ ‬وأَعطَاهُ َما الَ َعي ٌ‬
‫الْ ُقر َ‬
‫خطَ َر َعلَى قَ ْلبِ َب َشر ‪‬‬
‫سمِ َعت َوالَ َ‬
‫َ‬
‫سَرَى مِ ْن مَ َّكةَ بِبُرَاقِ عِزٍّ‬
‫ِألَقْصَى مَ ْسجِ ٍد وَعَالَ السَّمَاءَ‬
‫‪78‬‬
‫مُفَتَّحَةً لَهُ اْألَ ْبوَابُ مِ ْنهَا‬
‫يُجَاوِزُهَا إِلَى الْعَ ْرشِ ارْتِقَاءَ‬
‫فَسُرَّ بِهِ الْمَالَئِكَةُ ابْتِهَاجَا‬
‫وَصَ َّلى خَلْفَهُ الرُّسُلُ اقْتِدَاءَ‬
‫وَكَ َّلمَ رَبَّهُ مِ ْن قَابِ قَ ْوسٍ‬
‫وَأُلْهِمَ فِى تَحِيَّتِهِ الثَّنَاءَ‬
‫فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَلْنِى‬
‫(‪)1‬‬
‫فَلَ ْستُ أَشَاءُ إِ َّال أَ ْن تَشَاءَ‬

‫) على هذه األبيات‪ ،‬وهي مـن قصـيدة ّـدّاح سـيّدنا‬ ‫(‪ :)1‬تعليق يف صفحة (‬
‫رسول اللّه ‪ ،‬لسيّدي اإلمام عبد الرّحيم الربعيّ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫حمَتِى لَكَ فَاقْضِ فِيهَا‬
‫خَزَائِنُ رَ ْ‬
‫بِحُكْمِكَ لَ ْستُ أَ ْمنَعُكَ الْعَطَاءَ‬
‫وَشَـ َّفـعَـهُ اْإلِلَـهُ بِكُـلِّ عَـاصٍ‬
‫خشَـى الْجَـزَاءَ‬
‫وَكُلِّ مُقَصِّرٍ يَ ْ‬
‫ن كُْلِّ‬
‫صالَ ًة بَْي َ‬
‫ني َ‬
‫خمسِ َ‬
‫ض َعلَيهِ َو َعلَى ُأ َّمتِهِ َ‬
‫َوفَ َر َ‬

‫َيو ٍم َولَيلَ ْة ‪ ‬فَلَْم يَْ َزل َعلَيْهِ السَّْالَمُ يُ َراجِْ ُ َربَّْهُ‬

‫ني فِ ْى‬
‫خمسِ ْ َ‬
‫ل َو َ‬
‫خمسً ْا فِ ْى الْفِع ْ ِ‬
‫ج َعلَهَ ْا َ‬
‫حتَّ ْى َ‬
‫َ‬

‫ْاألَج ِر َوالْفَضِيلَ ْة ‪‬‬

‫بُ ْشرَى لِمَ ْن يَ ْسعَى إِلَى الصَّلَوَاتِ‬


‫ت‬
‫ب طَاهِرٍ وَثَبَا ِ‬
‫بِخُشُوعِ قَلْ ٍ‬
‫‪81‬‬
‫وَيَهِيمُ إِ ْن غَنَّى الْحُدَاةُ بِذِكْرِهَا‬
‫ت‬
‫شَ ْوقًا إِلَى اْألَ ْذكَارِ وَاْآليَا ِ‬
‫س‬
‫م ِإلَى َبيتِ الْ َم ْقدِ ِ‬
‫سل َ‬
‫صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫جَ َ‬
‫م َر َ‬
‫ثُ َّ‬
‫ل‬
‫ل َمك ْةَ قَب ْ َ‬
‫حتَّ ْى َوصَ ْ َ‬
‫ب الْبُ ْ َراق ‪َ ‬وسَ ْارَ َ‬
‫فَ َركِ ْ َ‬
‫ح النَّْْاسُ‬
‫د أَفَْْاق ‪َ ‬ولَمَّْْا أَصَْْب َ‬
‫الْفَجْْ ِر َومَْْا أَحَْْ ٌ‬
‫ق َومِْنهُم مَْن‬
‫د َ‬
‫خَب َره ‪ ‬فَمِنهُم مَْن صَْ َّ‬
‫َوأَعلَ َمهُم َ‬
‫ك ٍر فَْْازُوا‬
‫أَنكَْْ َره ‪ ‬فَالْمُصَْْدِّ ُقونَ َوأَ َّو ُلهُْْم أَبُْْوبَ ْ‬
‫بِالسَّْْ ْ َعادَةِ ْاألََبدِيَّْْْْ ْة ‪َ ‬والْمُكَْْْْذِّبُونَ َوأَ َّو ُلهُْْْْم‬
‫حانَ مَْن‬
‫الر ِز َّي ْة ‪ ‬فَسُْب َ‬
‫ل َباءُوا بِالشَّقَاوَةِ َو َّ‬
‫أَبوجَه ٍ‬
‫د أَ ْق َوامًْْا َوأَشْْقَى آخَْْ ِرين ‪َ ‬وأَخَّْْ َر جَْْ َزاءَ‬
‫أَسْْ َع َ‬
‫ن ِإلَى َيو ِم الدِّين ‪‬‬
‫الْفَ ِريقَي ِ‬
‫‪81‬‬
‫سُ ْبحَانَهُ يُ ْشقِى وَيُ ْسعِدُ عَ ْبدَهُ‬
‫أَزَالً فَوَ ْيلٌ لِ َّلذِى أَ ْشقَاهُ‬
‫جزِى الْخَالَئِقَ فِى غَ ٍد‬
‫سُ ْبحَانَهُ يَ ْ‬
‫كُلٌّ بِمَا قَ ْد قَدَّمَ ْتهُ يَدَاهُ‬
‫ن أَي ْدِيكُمُ التَّص ْدِيقَ بِمَ ْا أَخبَ ْ َر بِ ْهِ‬
‫فَقَ ْدِّمُوا بَ ْي َ‬

‫حابِهِ فِى‬
‫كم َو َد َعا ِإلَيه ‪َ ‬واقَْتدُوا بِآلِهِ َوأَص َ‬
‫َرسُولُ ُ‬

‫ن الصَّْلَ َواتِ َوالسَّْالَ ِم‬


‫انقَِيادِهِم لَْهُ َو ِإ ْكثَْارِهِم مِْ َ‬

‫َعلَيه‪‬‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪82‬‬
‫فَ ْص ُل اِْلهجْرَ ِة‬

‫ن‬
‫ظهُورَ دِينِهِ بَْي َ‬
‫َولَ َّما أَ َرادَ اللهُ َت َعالَى نُص َرةَ َنبيِّهِ َو ُ‬
‫ن لَْْهُ فِْْى الْ ِهجْْ َرةِ ِإلَْْى الْ َمدِينَْْةِ‬
‫الَْب ِريَّْْ ْة ‪ ‬أَذِ َ‬
‫ى‬
‫ك ٍر َرضِ َ‬
‫الْمَُن َّو َرةِ الَْب ِه َّي ْة ‪ ‬فَ َهاجَ َر ِإلَي َها َو َم َعهُ أَبُوبَ ْ‬
‫جاهُ َما اللهُ َت َعالَى مِن كَيدِ‬
‫ضاه ‪َ ‬وَن َّ‬
‫اللهُ َعنهُ َوأَر َ‬
‫ض‬
‫حيْْْثُ سَْْْاخَت فِْْْى ْاألَر ِ‬
‫سُْْْ َراقَةَ َوأَ َذاه ‪َ ‬‬
‫ع َوكَادَ الرُّعبُ َي ْقضِى‬
‫ع َوفَ ِز َ‬
‫ج ِز َ‬
‫قَ َوائِمُ فَ َرسِه ‪ ‬فَ َ‬
‫َعلَْى َنفَسِْه ‪ ‬فَصَْاحَ مُسَْتغِيثًا طَالِبًْا لِألَمَْانِ مِْن‬
‫د‬
‫ج َ ِإلَْى قَومِْهِ َوأَنشَْ َ‬
‫فَخ ِر الْكَائَِنات ‪ ‬فََنالَهُ َو َر َ‬
‫هذِهِ ْاألَبَيات ‪‬‬
‫لَ‬‫جه ٍ‬
‫ألَِبِى َ‬
‫‪83‬‬
‫أَبَا حَكَمٍ وَاللَّهِ لَ ْو كُ ْنتَ شَاهِدَا‬
‫ألَِ ْمرِ جَوَادِى إِ ْذ تَسِيخُ(‪ )1‬قَوَائِمُ ْه‬
‫عَلِ ْمتَ وَلَ ْم تَ ْشكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدَا‬
‫رَسُولٌ بِبُ ْرهَانٍ فَمَ ْن ذَا يُقَاوِمُ ْه‬
‫عَلَ ْيكَ بِكَفِّ الْقَ ْومِ عَ ْنهُ فإِنَّنِى‬
‫أَرَى أَ ْمرَهُ يَ ْو ًما سَتَ ْبدُو مَعَالِمُ ْه‬
‫م الْ َمدِينَةَ يَْو َم‬
‫سل َ‬
‫صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫ى َ‬
‫ل النَّبِ ُّ‬
‫ص َ‬
‫فَ َو َ‬

‫ح ْاألَقَاوِيل ‪ ‬فََتلَقاهُ ْاألَنصَْارُ‬


‫ج ِ‬
‫اْلجُمُ َعةِ َعلَى أَر َ‬

‫ج بِالتَّْرحِيْبِ َوالتَّْبجِيل ‪‬‬


‫خْز َر ِ‬
‫س َوالْ َ‬
‫ن ْاألَو ِ‬
‫مِ َ‬
‫(‪ :)1‬وردت كلم ة تس ة فةةق م ة مور ائرا ةةد ئمسةةدود راةةرا م ة س ة س ة وس ة‬
‫سو وكذئك وردت فق ائس رة ائش م فق فصل ائهررة إذ تسو موا مه (ا ئواو)‬

‫‪84‬‬
‫شىءٍ َو َع َّمتِ الَْب َشْائِْرُ‬
‫لَ‬‫ن الْ َمدِينَْةِ ُك ُّ‬
‫ضْْْاءَ مِ َ‬
‫فَأَ َ‬

‫دت َذ َواتُ الْخُْْدُورِ َعلَْْى‬


‫َوالْ َمسَْْ َّرات ‪َ ‬وصَْْعِ َ‬

‫ن بِ َهذِهِ ْاألَبَيات ‪‬‬


‫ن َيَت َر َّنم َ‬
‫طوحِ َوهُ َّ‬
‫ال ُّس ُ‬

‫طلَـعَ الْبَـ ْدرُ عَلَ ْينَـا ‪ ‬مِ ْن ثَنِيَّـاتِ الْوَدَاعْ‬


‫وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَ ْينَا ‪ ‬مَا دَعَـا لِ َّلـهِ دَا ْع‬
‫أَيُّهَا الْمَ ْبعُوثُ فِينَا ‪‬جِ ْئتَ بِاْألَ ْمرِ الْمُطَاعْ‬
‫ن‬
‫جت جُ َوي ِر َّياتٌ مِن َبنِى النَّجَّْار ‪َ ‬يضْ ِرب َ‬
‫خ َر َ‬
‫َو َ‬

‫حا بِطَ ْل َعةِ الْمُخَتار ‪‬‬


‫ن فَ َر ً‬
‫ن َي ُق ْل َ‬
‫بِالدُّ ُفوفِ َوهُ َّ‬

‫حنُ جَوَارٍ مِ ْن بَنِى النَّجَّا ِر‬


‫نَ ْ‬
‫يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِ ْن جَارِ‬
‫‪85‬‬
‫م فَضْْلَهُم‬
‫د َبنِْْى النَّجَّْْارِلِيُْْتِ َّ‬
‫د النُّْْزُولَ عِنْْ َ‬
‫َوقَصَْْ َ‬

‫ن‬
‫دهُم ‪َ ‬وكَانَ ُكلمَْا مَْ َّر َعلَْى َدارٍِ مِْ َ‬
‫ل َمج َ‬
‫كمِ َ‬
‫َويُ ْ‬

‫دهُم ‪ ‬فََي ُقولُْونَ‬


‫صارِ َيدعُونَهُ ِإلَى الْمُقَامِ عِنْ َ‬
‫ْاألَن َ‬

‫م ِإلَى الْمِن َعةِ َوالْ ُفتُ َّو ْة‪َ ‬يارَسُولَ‬


‫ه ُل َّ‬
‫َيارَسُولَ اللهِ َ‬

‫دَنا فِْى الْعِْزِّ َوالثَّْر َوةِ َوالْقُْ َّو ْة ‪َ ‬وهْ َو‬


‫اللهِ أَقِْم عِنْ َ‬

‫خلُّْوا‬
‫كم َ‬
‫َعلَى َناقَتِهِ مَُتَبسِّْ ًما َيقُْولُ بَْارَكَ اللْهُ فِْي ُ‬

‫ح َّتى َب َركَت‬
‫سبِيلَ َها فَِإ َّن َها َم ْأمُورَ ْة ‪ ‬فَانطَلَقَت بِهِ َ‬
‫َ‬

‫َعلَْى بَْابِ َدارِ أَبِْى أَيُّْوبَ التِْى أَمسَْت بِطِيْبِ‬

‫ال‬
‫أَبِى الطيِّبِ َمغمُورَ ْة ‪ ‬فَقَالَ َربِّ أَن ِزْلنِى مُنْ َز ً‬

‫ني أَربَ ْ َ مَ ْ َّرات ‪‬‬


‫خي ْرُ الْمُن ْ ِزلِ َ‬
‫ت َ‬
‫مَُبارَكً ْا َوأَن ْ َ‬

‫‪86‬‬
‫ث فِى َدارِ أَبِى أَ ُّيوبَ سَْب َعةَ أَشْهُ ٍر َوهْ َو فِْى‬
‫َو َمكَ َ‬

‫ظ‬
‫ش َوالْ َمَب َّرات ‪ ‬فَ َما أَعظَمَْهُ مِْن حَْ ٍّ‬
‫أَرغَدِ الْ َعي ِ‬

‫خي ْ َر الْ ْ َو َرى‬


‫ت َ‬
‫حظِي ْتَ بِ ْهِ َياأَبَ ْا أَيُّ ْوب ‪ ‬آوَي ْ َ‬
‫َ‬

‫ذا الْمُص ْطَفَى الْ َمحبُ ْوب ‪‬‬


‫ب هَ ْ َ‬
‫ت حُ ْ َّ‬
‫ح َوي ْ َ‬
‫َو َ‬

‫ح َّببُْوا‬
‫حبَّْه ‪ ‬فََت َ‬
‫ن اتََّبعَْهُ َوأَ َ‬
‫ب اللهُ مَْ ِ‬
‫ح َّ‬
‫حبِيبٌ أَ َ‬
‫َ‬

‫ح َّب ْة ‪‬‬
‫كم فِيهِ َم َ‬
‫ِإلَيهِ بِكَث َرةِ الصَّلَ َواتِ ِإن كَانَت لَ ُ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪87‬‬
‫َفصْلُ بِ َنا َيةِ َمسْجِدِهِ‬
‫َع َليْهِ الصَّ َالةُ َوالسَّ َالمُ‬

‫ن اللْهِ‬
‫ع فِى بَِنايَةِ َمسْجِدِهِ َعلَْى َتقْْ َوى مِْ َ‬
‫ش َر َ‬
‫مَ‬‫ثُ َّ‬
‫دهُ‬
‫ع َوعُمُْ َ‬
‫ل ارتِفَاعَْهُ سَْب َعةَ أَذرُ ٍ‬
‫جعَْ َ‬
‫الْ َمجِيد ‪ ‬فَ َ‬
‫ج ِريْد ‪َ ‬وأَ َعانَْهُ‬
‫ل َوسَْ ْقفَهُ مِْن َ‬
‫مِن جُذُوعِ النَّخ ِ‬
‫حابَ ُة الْ ُفضَْالَءُ الْ ُفحُْول ‪َ ‬وكَْانَ‬
‫َعلَى بَِنائِهِ الصَّ َ‬
‫صدرُهُ الشَّ ِريفُ َوه َو‬
‫ح َّتى اغَْب َّر َ‬
‫ن َ‬
‫َم َعهُم َين ُقلُ اللبِ َ‬
‫َي ُقولُ‪‬‬
‫جرُ اْآلخِرَةْ‬
‫جرَ أَ ْ‬
‫اللَّهُمَّ إِنَّ اْألَ ْ‬
‫فَارْحَمِ اْألَ ْنصَارَ وَالْمُهَاجِرَةْ‬
‫‪88‬‬
‫إلقَامَْةَ‬
‫جنْبِ الْ َمسْجِدِ بُيُوتًْا َونَْ َوى ْا ِ‬
‫َوَبَنى ِإلَى َ‬
‫ل طَيبَ ْةَ الْعَ ْيشُ‬
‫م لَ ْهُ الْمُنَ ْى ‪َ ‬وطَ ْابَ ألَِه ْ ِ‬
‫َوتَ ْ َّ‬
‫ق لَهُمُ الْ َهَنا ‪‬‬
‫ح َّ‬
‫َو َ‬
‫هَنَاؤُكُمُو يَا أَ ْهلَ طَ ْيبَةَ قَ ْد حَ َّقا‬
‫فَبِالْقُ ْربِ مِ ْن خَ ْيرِ الْوَرَى حُ ْزتُمُ السَّ ْبقَا‬
‫تَرَ ْونَ رَسُولَ اللَّهِ فِى كُلِّ سَاعَ ٍة‬
‫وَمَ ْن يَرَهُ فَ ْهـوَ السَّعِـيـدُ بِـهِ حَـ َّقـا‬
‫مَتَى جِ ْئتُمُو الَ يُ ْغلَقُ الْبَابُ دُونَكُ ْم‬
‫حسَانِ الَ يَقْبَلُ الْغَلْقَا‬ ‫وَبَابُ ذَوِى اْإلِ ْ‬
‫فَيَ ْسمَعُ شَكْوَاكُـ ْم وَيَكْشِفُ ضُـرَّكُ ْم‬
‫حسَـانَ حُرًّا وَالَ رِ َّقـا‬ ‫وَالَ يَ ْمنَـعُ اْإلِ ْ‬
‫‪86‬‬
‫ضةِ الْ َمحبُْوب ‪‬‬
‫َدامَ الْ َهَناءُلِ َمن َن َّز َه النَّظَ َر فِى َرو َ‬

‫صارَ أَحِبِْاءَ الْ ُقلُْوب ‪‬‬


‫ب ْاألَن َ‬
‫ح َّ‬
‫م الصَّفَاءُلِ َمن أَ َ‬
‫َوَت َّ‬

‫صارَ َنبِيِّهِ الذِينَ شَْ َّرفَهُم‬


‫كم أَن َ‬
‫ى َو ِإلَي ُ‬
‫ب اللهُ ِإلَ َّ‬
‫ح َّب َ‬
‫َ‬

‫ى ‪َ ‬وَيسَّْ َرلِْى َولَكُْم ِزيَْارَةَ‬


‫ض ِرحيِهِ الطيِّبِ السَّْنِ ّ‬
‫بِ َ‬

‫ى‪‬‬
‫شالْ َهنِ ّ‬
‫حاءِ َذاتِالَْب َهاءِالَْباهِ ِر َوالْ َعي ِ‬
‫طَيَبةَالْفَي َ‬

‫هَنِيئًـا لِمنْ قَ ْد زَارَ طَ ْيبَـةَ الَبِثَـا‬


‫إِلَى الْمَ ْوتِ فِيهَا الَعَدِمْتُ بِهَا اللُّ ْبثَا‬
‫فَمَ ْن حَلَّ فِيهَا طَابَ حَيًّا وَمَيِّتَا‬
‫فَقَ ْد صَحَّ فِيهَـا أَنَّهَا تَ ْدفَعُ الْخُ ْبثَـا‬
‫‪61‬‬
‫فَحَسِّ ْن بِجِريَانِ النَّبِىِّ جَمِيعِهِ ْم‬
‫حثَا‬
‫ظُنُـونَكَ وَامْدَ ْح كُ َّلهُ ْم وَدَعِ الْبَ ْ‬
‫هُوَ اللَّ ْيثُ هُ ْم أَ ْشبَالُهُ وَ ْهىَ غَابُهُ ْم‬
‫وَمَ ْن أَغْضَبَ اْألَ ْشبَالَ فَلْيَتَّقِ اللَّ ْيثَا‬
‫فَيَا لَ ْيتَ شِ ْعرِى هَ ْل أَرَى طَ ْيبَةَ وَهَ ْل‬
‫أَحُثُّ رِكَـابِى فِى زِيَارَتِهَا حَثَّا‬
‫ني‬
‫ن تِسْعِ َ‬
‫م بَْي َ‬
‫سل َ‬
‫صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫ذا َوقَد آخَى َ‬
‫هَ‬
‫َ‬

‫ن اْلمُهَْْْْْاجِ ِرينَ َو ْاألَنصَْْْْْار ‪ ‬فَأَصَْْْْْبحُوا‬


‫مِْْْْْ َ‬

‫بِمُ َؤاخَاتِهِ ِإخ َوانًا َولَهُ أَع َوانًا َعلَى َنش ِر الدِّينِ فِْى‬

‫ل يَْو ِم فِْى‬
‫حابُهُ كُْ َّ‬
‫صارَ أَصْ َ‬
‫صار ‪َ ‬و َ‬
‫الْ ُق َرى َو ْاألَم َ‬
‫‪61‬‬
‫ف اللْهُ‬
‫الزِّيَْادَةِ َوالْكَثْ َرةِ َوالنُّمُْوِّ الْخَْارِق ‪َ ‬وأَلْ َ‬

‫ج َعلَهُ ْم ُأنسً ْالِ َرسُْولِهِ الصَّ ْادِق ‪‬‬


‫ن ُقلُ ْوبِ ِهم َو َ‬
‫بَ ْي َ‬

‫د ُقوا َما َعاهَدُوا الل َه َعلَيْه ‪َ ‬وأَخلَصُْوا‬


‫صَ‬
‫جالٌ َ‬
‫ِر َ‬

‫ق ِإلَيْه ‪ ‬فَاقْتَْدُوا بِهَْؤُالَءِ‬


‫خ ْل ِ‬
‫حبِّ الْ َ‬
‫فِى صُحَبةِ أَ َ‬

‫حبِيبِ ْاألَمِني ‪‬‬


‫ذا الْ َ‬
‫قحُبِّ ِهملِ َه َ‬
‫جالِ فِىصِد ِ‬
‫الرِّ َ‬

‫ح َّبتِْ ْهِ‬
‫َو َردِّدُوا الصَّْ ْلَ َواتِ َعلَيْ ْهِ ِإن ُكنْ ْتُم فِْ ْى َم َ‬

‫صادِقِني ‪‬‬
‫َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪62‬‬
‫فَ ْصلُ‬
‫فَ ْتحِ مَ َّكةَ الْمُشَ َّرفَ ِة‬

‫ل الْ ِهجْ َرةِ َيحُثُّْهُ‬


‫م قَبْ َ‬
‫صلى اللهُ َعلَيْهِ َوسَْل َ‬
‫َوكَانَ َ‬

‫الل ْهُ َعلَ ْى الصَّ ْب ِر َوالثَّبَ ْات ‪َ ‬ويَ ْ ْأمُرُهُ بِاالِ ْقتِصَ ْارِ‬

‫ذارِ َو ِإثبَ ْاتِ ِرسَْْالَتِهِ‬


‫إلن ْ َ‬
‫ري َو ْا ِ‬
‫َعلَ ْى مُجَ ْ َّردِ التَّبشِْْ ِ‬

‫ج الَْبيَِّنات ‪َ ‬ويُ َسلِّيهِ بِمَْا َي ُقصُّْهُ َعلَيْهِ فِْى‬


‫ج ِ‬
‫بِالْحُ َ‬

‫ل َوصَْ ْب ِرهِم َعلَْ ْى‬


‫الْقُْ ْرآنِ مِْ ْن أَحْ ْ َوالِ الرُّسُْ ْ ِ‬

‫صَب َر‬
‫ل قَولِهِ فَاصبِر كَ َما َ‬
‫خاطِبُهُ بِمِث ِ‬
‫ْاألَذِ َّيات ‪َ ‬ويُ َ‬

‫ل َوالَ َتسَْْتعجِل لهُْْم ‪‬‬


‫ن الرُّسُْْ ِ‬
‫ُأولُْْوا الْعَْْز ِم مِْْ َ‬

‫ل لِمَْن‬
‫ني َوأَن الَ مُضِْ َّ‬
‫ن الْ َعاقِبَْةَ لِ ْلمُْ َّتقِ َ‬
‫َويُخبِرُهُ بِأَ َّ‬
‫‪63‬‬
‫ص َر صَْلى‬
‫ضلهُم ‪ ‬فَاقَْت َ‬
‫ى لِ َمن أَ َ‬
‫هادِ َ‬
‫داهُم َوالَ َ‬
‫هَ‬
‫َ‬

‫م َعلَ ْى َتبلِي ْغِ الرِّسَ ْالَ ْة ‪َ ‬وصَ َْب َر‬


‫الل ْهُ َعلَي ْهِ َوسَ ْل َ‬

‫ش َذ ِوى الشِّْْ ْركِ‬


‫ال ألَ َذى سُْْ ْفَ َهاءِ قُْْ ْ َري ٍ‬
‫حمِّ ً‬
‫مُْْ َْت َ‬

‫َوالضَّالَلَ ْة ‪‬‬

‫خبَارُهُ فِى الْبَرَايَا‬


‫ت(‪ )1‬أَ ْ‬
‫وَاسْتَضَاءَ ْ‬
‫فَحَكَاهَا الْمَ َّالحُ وَالْحَدَّاءُ‬
‫غَ ْيرَ أَنَّ الْقُلُوبَ فِيهَا عُيُونٌ‬
‫بَ ْعضُهَا عَ ْن رَشَادِهَا عَ ْميَاءُ‬
‫داوَةِ َوأَ ْكَْثرُوا مِن ِإيذَائِْهِ‬
‫جْاهَرُوا لَهُ بِالْ َع َ‬
‫م لَ َّما َت َ‬
‫ثُ َّ‬
‫(‪ :)1‬وردت كلم استض ءت فق األصل استف ضةت وهةذ األا ة ت ئسة د ائشة ائباهة بق فةق‬
‫مص دته ائمدروف ط ا ائغراء فق مدح س د األبا ء وهذا ائتحو ر م تحةو رات ائشة للةق‬
‫س ئ كم هو مدروف لبه فق ائتحو رات وكأ ائخار ابتشر اسرل ابتش ر ائضوء‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫حتَّْى أَْلجَْ ُأوهُ‬
‫همُّْوا بِقَتلِْهِ َ‬
‫فِى دِينِْهِ َوَن ْفسِْه ‪َ ‬و َ‬
‫ِإلَ ْى الْخُ ْرُوجِ مِ ْن َدارِهِ َو َمس ْقَطِ َر ْأسِ ْه ‪ ‬أَمَ ْ َرهُ‬
‫ح َر َمهُ مِْن عِبَْادَةِ‬
‫ظ ِه َر دِينَهُ َويُطَهِّ َر َ‬
‫اللهُ بِقَِتالِ ِهم لِيُ ْ‬
‫دهُ بَِنص ِرهِ َوقَ َّواهُ‬
‫دهُ بِ َمالَئِكَتِهِ َوأَ َّي َ‬
‫ْاألَصَنام ‪َ ‬وأَ َم َّ‬
‫حابَةِ ْاألَعالَم ‪‬‬
‫بِالصَّ َ‬
‫حـ‬ ‫ب بَلِ الصَّ ْ‬ ‫ح ٍ‬ ‫صطَفَى بِصَ ْ‬ ‫قَوِىَ الْمُ ْ‬
‫ـــبُ بِهِ بَ ْل بِرَبِّهِ أَقْوِيَاءُ‬
‫صطَفَـى وَرِمَـاحٌ‬ ‫هُ ْم سُيُـوفٌ لِلْمُ ْ‬
‫وَ ْهوَ رَأْسٌ وَهُـ ْم لهُ أَ ْعضَـاءُ‬
‫أَيَّـدُوهُ وَبَ َّلـغُـوا الـدِّيـنَ عَـ ْنـهُ‬
‫فَهُمُ الناصِحُونَ وَالنُّصَرَاءُ‬
‫‪65‬‬
‫مِائَـةٌ أَ ْربَـعٌ وَعِ ْشـرُونَ أَلْفَـا‬
‫حبُ طَهَ وَكُُّلهُ ْم سُعَدَاءُ‬
‫صَ ْ‬
‫مِ ْنهُمُ السَّابِقُونَ لِلدِّينِ وَالْعَ ْشـ‬
‫ـــرَةُ مِْنهُ ْم وَمِ ْنهُمُ النُّجَبَاءُ‬
‫فَبِرُوحِى أَفْدِى الْجَمِيعَ وَإِ ْن جَـ‬
‫ـلَّ الْمُفَدَّى وَقَلَّ مِنِّى الْفِدَاءُ‬
‫رَضِـىَ اللَّـهُ وَالنَّبِـىُّ وَأَ ْهـلُ الْـــ‬
‫ـحَقِّ عَ ْنهُ ْم وَإِ ْن أَبَى الْبُغَضَاءُ‬
‫ضى اللْهُ عَْنهُم ‪َ ‬وَيعفُْو عَْن كُْلِّ مَْا‬
‫ف الَ َير َ‬
‫َوكَي َ‬

‫د َر مِ ْنهُم ‪َ ‬وهُ ْمُ السَّ ْابِ ُقونَ ِإلَ ْى نُص ْ َرةِ َنبِيِّ ْهِ‬
‫صَ ْ َ‬
‫‪66‬‬
‫الْذِى أَرسَْلَهُ َودِينِْهِ الْذِى شَْ َر َعه ‪َ ‬والْفَْائِزُونَ‬

‫د َرسُ ْولُ الل ْهِ َوال ْذِينَ َمعَ ْه ‪‬‬


‫حمَ ْ ٌ‬
‫بِمَْْدحِ آيَ ْةِ مُ َّ‬

‫ري ْة ‪‬‬
‫ش َوقَْائِ ُ شَْ ِه َ‬
‫ن مُش ِركِى ُق َري ٍ‬
‫فَ َوقَ َ َبيَنهُ َوَبي َ‬

‫م فِْْى َم َواقِْْ َ‬
‫ل َوأَسَّْْ َر َوغَْْنِ َ‬
‫َوانَتصَْْ َر َعلَْْي ِهم فَقَتَّْْ َ‬

‫ن حَْربٍ‬
‫ري ْة‪َ ‬ولَم َي َزل َعلَيهِ السَّْالَمُ َم َعهُْم بَْي َ‬
‫كَثِ َ‬

‫م(‪َ )1‬نحْ َو سَْب ِ سِْنِني ‪َ ‬وفِْى السََّْنةِ الثَّامِنَْةِ‬


‫س ْل ٍ‬
‫َو َ‬

‫ح‬
‫دهُم فَْأَ َم َرهُ اللْهُ بِفَْت ِ‬
‫َنكَثُوا أَي َمانَهُم َوَنقَضُوا َعه َ‬

‫ل َمكْةَ‬
‫م لَْهُ الْفَْتحُ َو َدخَْ َ‬
‫َمكةَ الَْبلَدِ ْاألَمِني ‪ ‬فََْت َّ‬

‫ضْانَ‬
‫شْهْ ِر َر َمْ َ‬
‫خلَْت مِْن َ‬
‫ن َ‬
‫نلِعِْش ِريْ َ‬
‫َيْو َم االِثَنيْ ِ‬
‫(‪ :)1‬وردت كلمة سةةل فةةق مخطوطة ائشة محمةةد اصةةا ك سةةل وئدةل كلمة سةةل أبسة فةق‬
‫ائمدبى فهق فق مق ال كلم حر وئ ر ائسا فق اختالف ائبقل وإبم تغ ةر قةو اةه‬
‫ائش للق س ئ ا ائف ب وائف ب ح بم تراءى ئه مدبى أبس وأئ ق‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ن‬
‫ح ٍ‬
‫ب َناقَتَْهُ مُْن َ‬
‫الْ َعظِيم ‪َ ‬وه َو َعلَيهِ السَّالَمُ َراكِْ ٌ‬

‫ح بِصَْوتٍ َرخِْيم ‪‬‬


‫ل َي ْق َر ُأ سُْورَةَ الْفَْت ِ‬
‫َعلَى الرَّح ِ‬

‫سب َعا‬
‫م طَافَ بِالَْبيتِ َ‬
‫دنِى َربِّى ثُ َ‬
‫ذا َما َو َع َ‬
‫هَ‬
‫َوَي ُقولُ َ‬

‫حجَ ْ َر ْاألَس ْ َو َد َوصَ ْلى فِ ْى الْ َمقَ ْامِ‬


‫م الْ َ‬
‫‪َ ‬واس َْتلَ َ‬

‫ضأَ مِنْهُ وُضُْوءَ‬


‫ب مِن َماءِ َزم َز َم َوَت َو َّ‬
‫ش ِر َ‬
‫مَ‬‫ش ْف َعا ‪ ‬ثُ َّ‬
‫َ‬

‫ن‬
‫ل الْكَعبَ ْةَ َوصَ ْلى فِيهَ ْا َر ْك َعتَ ْي ِ‬
‫الصَّ ْالَ ْة‪َ ‬و َدخَ ْ َ‬

‫ك ًرالِ َموالَهُ ‪َ ‬وكَانَ بِيَْدِهِ قَضِْيبٌ يُشِْريُ بِْهِ ِإلَْى‬


‫شُ ْ‬

‫ل الْكَعبَْةِ َمشْدُودَ ًة بِالرَّصَْاصِ‬


‫أَصَْنامٍ كَانَْتحَْو َ‬

‫م فِْى قَفَْاهُ‬
‫شارَ ِإلَىصََْن ٍ‬
‫تُعَبدُ مِن دُونِ الله ‪ ‬فَ َما أَ َ‬

‫شارَ فِى َوج ِههِ ِإال َوقَ َلِقَفَْاه ‪‬‬


‫ِإال َوقَ َلِ َوج ِههِ َو َما أَ َ‬

‫‪68‬‬
‫ق‬
‫ق َو َزهَْْ َ‬
‫َوهْْ َو َعلَيْْهِ السَّْْالَمُ َيقُْْولُ جَْْاءَ الْحَْْ ُّ‬

‫حابُهُ‬
‫الَْباطِلُ َو َما يُبدِئُ الَْباطِلُ َو َما يُعِيْد ‪َ ‬وأَصْ َ‬

‫حولَهُ َو ُك ُّلهُم فِى خِد َمتِهِ كَالْ َعبِيد ‪َ ‬والْمُش ِر ُكونَ‬


‫َ‬

‫ق الْجِبَْْْالِ َينظُْْْرُونَ ِإلَْْْي ِهم مَُت َعجِّْْْبِني ‪‬‬


‫فَْْْو َ‬

‫ذا َوالَ سَْمِعَنا‬


‫غ مِن هَْ َ‬
‫ط أَبلَ َ‬
‫كا قَ ُّ‬
‫َي ُقولُونَ َما َرأَيَنا َملِ ً‬

‫حابَ ُة فِ ْى َمسَ ْ َّرةٍ يُ َهنِّ ْئُ‬


‫بِ ْهِ فِ ْى ْاألَ َّولِ ْني‪َ ‬والصَّ ْ َ‬

‫ل الْمُنَْى َوالْمَْ ْأمُول ‪َ ‬و ُفضَْالَ ُة‬


‫ضا بَِنيْ ِ‬
‫َبعضُهُم َبع ً‬

‫ى حِينَئِذٍ يُنشِدُ َوَي ُقول ‪‬‬


‫حابِ ُّ‬
‫ى الشَّاعِرُ الصَّ َ‬
‫الليثِ ُّ‬

‫لَ ْو مَا رَأَ ْيتَ مُحَمَّ ًدا وَجُنُودَهُ‬


‫صنَامُ‬
‫بِالْفَ ْتحِ يَ ْومَ تُكَسَّرُ اْألَ ْ‬
‫‪66‬‬
‫صبَحَ بَيِّنَا‬
‫لَرَأَ ْيتَ نُورَ اللَّهِ أَ ْ‬
‫جهَهُ اْإلِظْالَمُ‬
‫وَالشِّ ْركَ يَ ْغشَى وَ ْ‬
‫ري الْمَُت َعال ‪‬‬
‫ري الْكَبِ ِ‬
‫كبِ َ‬
‫حابُهُ َت ْ‬
‫صَ‬
‫ى َوأَ َ‬
‫َوقَد أَ ْكَث َر النَّبِ ُّ‬

‫م َعلَْى بَْابِ اْلكَعبَْةِ‬


‫سل َ‬
‫صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫ف َ‬
‫م َوقَ َ‬
‫ثُ َّ‬

‫قاللهُ‬
‫د َ‬
‫صَ‬
‫ش ِريكَلَهُ َ‬
‫دهُالَ َ‬
‫َوقَال‪‬الَ ِإلَ َه ِإالاللهُ َوح َ‬

‫م‬
‫ده‪ ‬ثُ َّ‬
‫ه َز َم ْاألَح َزابَ َوح َ‬
‫دهُ َو َ‬
‫ص َر َعب َ‬
‫ده‪َ ‬وَن َ‬
‫َوع َ‬

‫ن فِيهَا جُملَ ًة مِن أَحكَْامِ‬


‫طَب ًة طَ ِويلَ ًة َب َّي َ‬
‫ب خُ ْ‬
‫خطَ َ‬
‫َ‬

‫ع ْاألَغَ ّر ‪ ‬مِن َها َوالَ تُنكَحُ الْ َمرأَ ُة َعلَى َع َّمتِ َها‬
‫الشَّر ِ‬

‫دعِى َوالَْْيمِنيُ‬
‫خالَتِ َها َوالَْبيِّنَْ ُة َعلَْى الْمُْ َّ‬
‫َوالَ َعلَى َ‬

‫طَبتَْهُ ُكلهَْا‬
‫م خُ ْ‬
‫د مَْا اسَْتَت َّ‬
‫َعلَْى مَْن أَنكَْر ‪َ ‬وَبعْ َ‬

‫‪111‬‬
‫ن اللْ َه‬
‫ش ِإ َّ‬
‫ذا الْخِطَاب ‪َ ‬يا َمعشَْ َر قُْ َري ٍ‬
‫أَر َدفَ َها بِ َه َ‬

‫ظ َمهَْا بِ ْاآلبَْاءِ‬
‫جاهِلِيَّْةِ َوَت َع ُّ‬
‫كم َنخ َوةَ الْ َ‬
‫ب َعن ُ‬
‫ه َ‬
‫أَذ َ‬

‫م تَْالَ هَْذِهِ‬
‫َوالنَّاسُ مِن آدَ َم َوآدَمُ مِن تُ َراب ‪ ‬ثُْ َّ‬

‫ْاآليَةَ التِى ُك ُّلهَْا ِإيقَْاظٌ َوتَْذكِري ‪َ ‬ياأَ ُّيهَْا النَّْاسُ‬

‫ج َع ْلنَْا ُكم شُْعُوبًا‬


‫خلَ ْقنَْا ُكم مِْن َذكَْ ٍر َو ُأنثَْى َو َ‬
‫ِإ َّنا َ‬

‫د اللْهِ أَتقَْاكُم‬
‫كم عِن َ‬
‫ن أَ ْك َر َم ُ‬
‫ل لَِت َعارَ ُفوا ‪ِ ‬إ َّ‬
‫َوقََبآئِ َ‬

‫ش مَْا‬
‫م قَْالَ َيامَعشَْ َر قُْ َري ٍ‬
‫ن الل َه َعلِيمٌ خَْبِري ‪ ‬ثُْ َّ‬
‫ِإ َّ‬

‫ل فِْيكُم ‪ ‬قَ ْالُوا‬


‫ظنُّْونَ أَنِّْى فَاعِْ ٌ‬
‫َت ُقولُْونَ َومَْا َت ُ‬

‫ت فَْاعفُ‬
‫در َ‬
‫خ كَ ِريمٍ َوقَد قَ َ‬
‫خ كَ ِريمٌ َوابنُ أَ ٍ‬
‫خي ًرا أَ ٌ‬
‫َ‬

‫حاكِم ‪ ‬فَقَالَ أَ ُقولُ كَ َما قَالَ‬


‫ت َ‬
‫كم بِ َما أَن َ‬
‫أَوُ اح ُ‬

‫‪111‬‬
‫كمُ الْيَْو َم َيغفِْرُ اللْهُ‬
‫أَخِْى يُوسُْفُ الَ َتث ِريْبَ َعلَْي ُ‬

‫هبُ ْوا فَ ْأَنتُمُ‬


‫لَكُ ْم َوه ْ َو أَرحَ ْمُ الْْرَّاحِمِني ‪ ‬اذ َ‬

‫ني َوالَ أَ ِرق ْاءَ‬


‫الطُّلَقَ ْاءُ َيعنِ ْى لَس ْتُم ُأسَ ْارَى مُ ْوثَقِ َ‬

‫حتَّ ْى‬
‫ذا َ‬
‫م كَالَمَ ْهُ هَ ْ َ‬
‫َمملُ ْوكِني ‪ ‬فَلَ ْم َيكَ ْد يُ ْتِ ُّ‬

‫إلسالَم ‪ ‬فََبايَ َعهُم َو َعفَا‬


‫ش َرعُوا فِى مَُبايَ َعتِهِ َعلَى ْا ِ‬
‫َ‬

‫دارِهِ َعلَى الْمُكَافَْأَةِ‬


‫د اقْتِ َ‬
‫َعنهُم فَفَ ِرحُوا بِ َع ْف ِوهِ عِن َ‬

‫ن‬
‫ك ِ‬
‫د التَّ َمسْ ُ‬
‫كونُ الْحِ ْلمُ عِن َ‬
‫ذا َي ُ‬
‫َواالِنتِقَام ‪ ‬فَ َهكَ َ‬

‫ن‬
‫ك ِ‬
‫د الْتَّ َم ُّ‬
‫كونُ الْ َعفْْوُ عِنْ َ‬
‫ذا َي ُ‬
‫هكَ َ‬
‫ذار ‪َ ‬و َ‬
‫َواالِعتِ َ‬

‫دار ‪‬‬
‫َواالِ ْقتِ َ‬

‫‪112‬‬
‫ذَلِكَ الْحِلْمُ ذَلِكَ الْعَفْوُ ذَاكَ الْـــ‬
‫ضلُ ذَاكَ اْإلِفْضَالُ ذَاكَ السَّخَاءُ‬
‫ـفَ ْ‬
‫ت مَحَاسًِنا سَيِّئَاتُ الْـ‬
‫فَاسْتَحَالَ ْ‬
‫ــقَ ْومِ حَـتَّى كَأَنَّهُـم مَّا أَسَـاءُوا‬
‫م بِِإسْ ْالَمِ ِهم ‪‬‬
‫ح صَْ ْلى اللْ ْهُ َعلَيْ ْهِ َوسَْ ْل َ‬
‫فَفَْ ْ ِر َ‬

‫ل ُأنَْاسٍ‬
‫سَن ْف َرحُ َنحْنُ بِْهِ َوبِهِْم يَْو َم يُْد َعى كُْ ُّ‬
‫َو َ‬

‫جالِ َبايَعَْهُ النِّسَْاءُ‬


‫بِِإ َمامِ ِهم ‪َ ‬ولَ َّما َت َّمت َبي َع ُة الرِّ َ‬

‫هجْْ ِر الشِّْْركِ‬
‫ن َعلَْْى َ‬
‫إلسْْالَم ‪ ‬فَبَْْايَ َعهُ َّ‬
‫َعلَْْى ْا ِ‬

‫م أَن قَْد جَْاءَ‬


‫ح َرام ‪َ ‬و َعلِ َ‬
‫ل الطاعَةِ َوَتركِ الْ َ‬
‫َوفِع ِ‬

‫ل َوجهُهُ سُرُورًا َوابتِ َهاجَا ‪‬‬


‫َنصرُ اللهِ َوالْفَتحُ فََت َهل َ‬
‫‪113‬‬
‫حمدِ َربِّْهِ َواسَْتغفَ َرهُ حِينَمَْا َرأَى النَّْاسَ‬
‫ح بِ َ‬
‫س َّب َ‬
‫َو َ‬

‫يَْدخُ ُلونَ فِْى دِيْنِ اللْهِ أَ ْف َواجَْا ‪َ ‬وأَقَْا َم َعلَيْهِ‬

‫د فَتحِهَْْا تِسْْ َعةَ َعشَْْ َر َيومَْْا ‪‬‬


‫السَّْْالَمُ بِ َمكْْةَ َبعْْ َ‬

‫ل‬
‫ب لَْهُ كُْ َّ‬
‫سيدٍ َوالِيًْا فِيهَْا َو َرتَّْ َ‬
‫ن ُأ َ‬
‫ب َع َّتابَ ب َ‬
‫ص َ‬
‫َوَن َ‬

‫ريةٍ ُك ُّلهَْ ْا‬


‫همَْ ْا ‪َ ‬وأَوصَْ ْاهُ بِ َوصَْ ْايَا كَْ ْثِ َ‬
‫يَْ ْو ٍم دِر َ‬

‫خي ْ َراتٌ َو َمبَ ْ َّرات ‪ ‬مِنهَ ْا قَولُ ْهُ لَ ْهُ انطَلِ ْق فَقَ ْدِ‬
‫َ‬

‫ث َم َّرات ‪‬‬
‫ل اللهِ أَ َعادَهُ َثالَ َ‬
‫اسَتع َم ْلتُكَ َعلَى أَه ِ‬

‫ني‬
‫م مِائَ ْ ًة َوَثالَثِ ْ َ‬
‫ضصَ ْلى الل ْهُ َعلَي ْهِ َوسَ ْل َ‬
‫َواس َْت ْق َر َ‬

‫ل‬
‫حابِهِ مِْن أَهْ ِ‬
‫ن الدَّ َراهِم ‪ ‬فَ َّرقَ َها فِْى أَصْ َ‬
‫أَْل ًفا مِ َ‬

‫مسَْارَ‬
‫ضاهَا َبعْدُ مِْن مَْالِ الْ َغنَْائِم ‪ ‬ثُْ َّ‬
‫الضَّعفِ َوقَ َ‬

‫‪114‬‬
‫صلَ َها بِ َسالَ ٍم آمًِنا َمنصُورَا ‪‬‬
‫ِإلَى الْ َمدِينَةِ الطيَِّبةِ فَ َو َ‬

‫سْعيِ ْْهِ‬
‫بَ‬‫ل غِ ْ َّ‬
‫جْعَ ْْ َ‬
‫َوأَوفَ ْى الل ْهُ لَ ْْهُ بِْ َوع ْْدِهِ َو َ‬

‫م‬
‫حمْ ْدُ لِلْ ْهِ الْ ْذِى بِنِع َمتِْ ْهِ تَْ ْتِ ُّ‬
‫كورَا ‪ ‬فَالْ َ‬
‫َمشْ ْ ُ‬

‫دى ِإلَْى‬
‫حات ‪َ ‬وبِ َرح َمتِهِ َيسْ َعدُ مَْن أَهْ َ‬
‫الصَّالِ َ‬

‫حبِيبِهِ الصَّلَ َوات ‪‬‬


‫َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪115‬‬
‫َفصْلُ‬
‫آلِ الْ َبيْتِ َرضِ َى اللَّهُ َعنْهُمْ‬

‫م يُكَاتِ ْبُ الْمُلُ ْوكَ‬


‫َوكَ ْانَ صَ ْلى الل ْهُ َعلَي ْهِ َوسَ ْل َ‬
‫إلسالَم ‪َ ‬وَي ْقبَْلُ وُفُْودَ‬
‫أل َم َراءَ َيدعُوهُم ِإلَى ْا ِ‬
‫َو ْا ُ‬
‫ل‬
‫حائِبِ جُودِهِ َوابِ َ‬
‫س َ‬
‫ل فَيُفِيضُ َعلَي ِهم مِن َ‬
‫الْقََبائِ ِ‬
‫ني‬
‫حجَّْةَ الْْ َو َداعِ بَِنحْ ِو تِسْعِ َ‬
‫ج َ‬
‫م حَْ َّ‬
‫إلن َعام ‪ ‬ثُ َّ‬
‫ْا ِ‬
‫جنَّْةِ َدارِ‬
‫طَبتِْهِ بِانتِقَالِْهِ ِإلَْى الْ َ‬
‫ح فِْى خُ ْ‬
‫أَْلفًْا َولَمَّْ َ‬
‫السَّالَم‪‬‬
‫حَجَّ حَجَّ الْوَدَاعِ إِ ْذ كَمُلَ الدِّيـ‬
‫ـنُ وَغِبَّ الْوَدَاعِ كَانَ اللَّقِاءُ‬
‫‪116‬‬
‫وَ ْهوَ بَاقٍ بِاللَّهِ فِى كُلِّ حَالٍ‬
‫ت سَوَاءُ‬
‫ت وَبَ ْعدَ مَ ْو ٍ‬
‫قَ ْبلَ مَ ْو ٍ‬
‫هُوَ حَىٌّ فِى قَـ ْبرِهِ بِحَيَــاةٍ‬
‫كُلُّ حَىٍّ مِ ْنهَا لَهُ اسْتِ ْمالَءُ‬
‫كَـ ْم رَآهُ بِـيَـقْـظَـ ٍة وَمَـنَـامٍ‬
‫صفِيَاءُ‬
‫مِ ْن مُحِبِّيهِ سَادَةٌ أَ ْ‬
‫ت مُ ْعجِزَاتُهُ فَالنُّجُومُ الزُّ‬
‫كَثُرَ ْ‬
‫حصَاءُ‬
‫حصَى وَمَالَهَا إِ ْ‬
‫ْهرُ تُ ْ‬
‫‪‬‬

‫خمسَْةٍ‬
‫ريةٌ ُأ ْف ِر َدتبِالتَّ ْألِيف‪َ ‬ن ْأتِىبِ َ‬
‫حادِيثُهُكَثِ َ‬
‫َوأَ َ‬

‫‪117‬‬
‫مِن َها َتَب ُّر ًكابِكَالَمِهِالشَّ ِريف‪‬قَالَصَْلىاللْهُ َعلَيْهِ‬

‫حيًّْا َومَْنيُولَْدُ‬
‫َوسَْلم‪‬أَنَْا َرسُْولُمَْنأَد َركْْتُ َ‬

‫سلم‪ُ ‬قل آمَنتُ‬


‫صلىاللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫َبعدِى‪َ ‬وقَالَ َ‬

‫صلى اللهُ َعلَيهِ َوسَْلم ‪‬‬


‫م اسَتقِم ‪َ ‬وقَالَ َ‬
‫بِاللهِ ثُ َّ‬

‫حيَْاءُ َوحُس ْنُ‬


‫إلميَ ْانِ بِالل ْهِ الْ َ‬
‫د ْا ِ‬
‫ل َبع ْ َ‬
‫َر ْأسُ الْ َعقْ ْ ِ‬

‫صلى اللْهُ َعلَيْهِ َوسَْلم ‪ِ ‬إ َّنكُْمُ‬


‫الْخُ ُلق ‪َ ‬وقَالَ َ‬

‫م يَْومَ‬
‫ألمَْ َ‬
‫الَْيو َم َعلَى دِينٍ ‪َ ‬و ِإنِّى مُكَاثِ ٌر بِكُْمُ ْا ُ‬

‫ى الْقَهقَْ َرى ‪َ ‬وقَْالَ‬


‫الْقِيَامَةِ ‪ ‬فَْالَ َتمشُْوا َبعْدِ َ‬

‫سلم‪ ‬الَ َت َزالُ طَائِفَةٌ مِن ُأ َّمتِى‬


‫صلى اللهُ َعلَيهِ َو َ‬
‫َ‬

‫ح َّتى َت ُقومَ السَّاعَ ْة‪‬‬


‫حقِّ َ‬
‫ظَاهِ ِرينَ َعلَى الْ َ‬

‫‪118‬‬
‫سَن ًة َعلَْى‬
‫ث َوسِ ُّتونَ َ‬
‫ذا َوعُمُرُهُ َعلَيهِ السَّالَمُ َثالَ ٌ‬
‫هَ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ى اللْ ْهُ عَْ ْنهُ َّ‬
‫جاتُْ ْهُ َرضِْ ْ َ‬
‫أَصَْ ْحِّ َدلِيْْْل ‪َ ‬و َزو َ‬
‫جمِيل ‪‬‬
‫م الْ َ‬
‫ظِ‬
‫ذا النَّ ْ‬
‫دى َع َش َرةَ َمجمُوعَةٌ بِ َه َ‬
‫ِإح َ‬
‫زَ ْوجَاتُ خَ ْيرِ الْوَرَى عَ ْشرٌ وَوَاحِدَ ٌة‬
‫أَ ْسمَـاؤُهُنَّ بِهَذَا النَّظْمِ بَيِّنَـةٌ‬
‫خَدِجيَـةٌ زَ ْينَبٌ أُمُّ الْمَسَاكِيـنِ ذِى‬
‫وَزَ ْينَبٌ غَ ْيرُهَا وَالْبِكْرُ عَائِشَةٌ‬
‫وَسَـ ْودَةٌ رَ ْمـلَـةٌ مَـ ْيـمُـونَـةٌ وَكَـذَا‬
‫صَفِيَّـةٌ حَفْصَـةٌ هِ ْندٌ جُوَ ْيرِيَةٌ‬
‫ت وَفَاتُهُمَـا‬‫وَاْألُولَيَـانِ هُنَـا كَانَ ْ‬
‫مُ ْذ كَانَ حَيًّا فَالَ فَاتَ ْتكَ فَائِدَةٌ‬
‫‪116‬‬
‫َوأَوالَدُهُ َثالَثَْ ْ ُة أَبنَْ ْاءٍ َوأَربَْ ْ ُ َبنَْ ْات ‪ ‬جُمِعُْ ْوا‬

‫هذِهِ ْاألَبَيات ‪‬‬


‫لِ ْلحِ ْفظِ فِى َ‬

‫قَاسِـمٌ عَ ْبـدُ اللَّهِ إِ ْبرَاهِيـمُ‬


‫ب‬
‫ثُمَّ فَـاطِـمَـةُ الْبَـتُـولُ وَزَ ْينَـ ْ‬
‫وَرُقَـيَّـةٌ أُمُّ كُلْثُــومَ سَ ْبـعٌ‬
‫ب‬
‫هُ ْم بَنُو الْهَاشِمِى الرَّسُولِ الْمُقَرَّ ْ‬
‫كُُّلهُ ْم مِ ْن خَدِجيَ ٍة غَ ْيرَ إِ ْبرَا‬
‫ب‬
‫صرَ تُْنسَـ ْ‬
‫هِيـمَ مِ ْن أَمَـ ٍة إِلَى مِ ْ‬
‫وَفُـرُوعُ بَتُولِـهِـ ْم شُـرَفَــاءُ‬
‫ب‬
‫فُضَـالَءُ بِـهِ ْم لِرَبِّـكَ فَارْغَـ ْ‬
‫‪111‬‬
‫دهُ مِْن ذُرِّ َّيتِْهِ ِإال فَاطِمَْ ُة الْفَاضِْلَ ْة ‪‬‬
‫ق َبعْ َ‬
‫َولَم َيب َ‬

‫ى ُأ ُّم‬
‫د سِْ َّتةِ أَشْهُ ٍر كَامِلَْ ْة ‪ ‬فَهْ َ‬
‫َوقَد لَحِقَت بِهِ َبعْ َ‬

‫ن الزَّهْ َراءُ الَْبتُْول ‪‬‬


‫ن َوالْحُ َسي ِ‬
‫ح َس ِ‬
‫ن الْ َ‬
‫السِّبطَي ِ‬

‫َوَنس ُل َها ِإلَى قَِيامِ السَّاعَةِ هُم آلَ َبيتِ الرَّسُول ‪‬‬

‫آلَ بَ ْيتِ الرَّسُولِ أَ ْنتُ ْم مُرَادِى‬


‫وَبِكُ ْم لِى النَّجَاةُ يَ ْومَ التَّنَادِى‬
‫أَنَا وَاللَّهِ فِى مَدِيـحِ عُـالَكُـ ْم‬
‫شَاعِرٌ هِ ْمتُ مِ ْنهُ فِى كُلِّ وَادِى‬
‫ح آلِ َبيْتِ النُّبُْ َّوةِ َوَنهِْيم ‪‬‬
‫ف الَ َنَت َغنَّْى بِمَْد ِ‬
‫كَيْ َ‬

‫سبِيلٌلِلنَّعِيم ‪‬‬
‫ح َّبتُهُم َ‬
‫ح َّبةِ َو َم َ‬
‫َو َمدحُهُم َدلِيلُ الْ َم َ‬

‫‪111‬‬
‫ف الَ َن َو ُّد أَبَناءَ النَّبِىِّ َوَنرجُوا بِهِْمُ السَّْ َعادَةَ‬
‫أَم كَي َ‬

‫كم‬
‫فِى الْعُ ْقَبى ‪َ ‬واللهُ َتعَْالَى َيقُْولُ قُْل ال أَسْأَ ُل ُ‬

‫َعلَيهِ أَج ًرا ِإال الْ َم َو َّدةَ فِى الْ ُقرَبى ‪‬‬

‫تَزَوَّ ْد حُبَّ أَ ْهلِ الْبَ ْيتِ وَاجْعَ ْل‬


‫مَوَدَّتَهُ ْم لِيَ ْومِ الْحَ ْشرِ عُدَّةْ‬
‫جـرَا‬
‫فَلَ ْم يَ ْسـأَ ْل رَسُـولُ اللَّهِ أَ ْ‬
‫عَـلَى تَ ْبلِيغِـهِ إِ َّال الْمَـوَدَّةْ‬
‫نُش ِهدُ اللْ َه أَ َّننَْا نَْ َو ُّدهُم مَْ َو َّد ًة قَ ْلبِيَّْ ْة ‪َ ‬ونُحِْ ُّبهُم‬

‫ق بِخُلُْوصِ نِيَّْ ْة ‪َ ‬وَنسْأَ ُلهُ َتعَْالَى أَن‬


‫حبَّْةَ صِْد ٍ‬
‫َم َ‬

‫س‬
‫حاب ‪َ ‬وأَن َيغ ِر َ‬
‫سائِ ِر ْاألَص َ‬
‫ضى َعنهُم َو َعن َ‬
‫َير َ‬
‫‪112‬‬
‫فِْى ُق ُلوبِنَْا مَْ َو َّدَتهُمُ الْ َم ْفرُوضَْةَ َعلَينَْا فِْى السُّْ َّنةِ‬

‫َوالْكَِتاب ‪‬‬

‫مَوَدَّتُهُ ْم فَ ْرضٌ عَلَ ْينَا كَحُبِّهِ ْم‬


‫بِآيَـاتِ قُــ ْرآنٍ وَآثَـارِ سُـنَّـةِ‬
‫ت كِتَابَةُ عَقْدِهِ ْم‬
‫فَوَ اللَّهِ لَ ْو جَازَ ْ‬
‫بِرُوحِى لَكَانَ الْكَ ْتبُ أَ ْدنَى مَوَدَّتِى‬
‫حيْْثُ‬
‫ب‪َ ‬‬
‫ظهِْْرُواالْحُْْ ّ‬
‫نيأَنيُ ْ‬
‫جَْْدِيرٌبِْْالْمُحِبِّ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ب‪‬فََنحنُ َوفَالِقُ‬
‫حْ ّ‬
‫ب ِإالأَنيُ َ‬
‫ج َزاءَلِ َمنيُحِ ُّ‬
‫الَ َ‬
‫ى َوآلَهِ(‪ )2‬الطْيِّبِيْن‪َ ‬ونُ َؤمِّلُأَن‬
‫بالنَّبِ َّ‬
‫حبِّنُحِْ ُّ‬
‫الْ َ‬
‫(‪ :)1‬وف ئق ائح ‪ :‬وردت ا ئض هبة للةى سةا ل ائدطةف فةق سة ر ائمخطوطة ت وئةو رة ءت للةى‬
‫سا ل ائقس ا ئكسر ئك أرمل وأفضل إذ ال شك فق محا ّللا ئبا ه ‪ ‬فال تحت ج إئى تا ‪.‬‬
‫(‪ :)2‬وردت كلم ة وآئةةه ا ئكسةةر فةةق ادةةم ائمخطوط ة ت وئدلةةه سةةهو م ة ائب س ة فكلم ة آئةةه‬
‫مدطوف للى ائباق وائمدطوف للى ائمبصو مبصو ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ف الَ َوهُ ْم‬
‫َنكُ ْونَ فِ ْى سِ ْ ْلكِ ِهم مُن َْتظِمِني ‪ ‬كَي ْ َ‬
‫قَادَتَُنا فِى الدِّينِ َوسَْادَتَُنا الْذِينَ خَْاطََبهُم َر ُّبنَْا‬
‫ريا ‪ ‬فَقَْْالَ ِإ َّنمَْْا يُ ِريْْدُ اللْْهُ‬
‫َتعظِيمًْْا لَهُْْم َوَتبشِْْ َ‬
‫ل الَْبيْتِ َويُطَهِّْ َر ُكم‬
‫س أَهْ َ‬
‫كمُ الْرِّج َ‬
‫ب َعن ُ‬
‫لِيُذهِ َ‬
‫ف‬
‫ح َعن َنبِيِّْهِ الْذِى كَْانَ أَعْ َر َ‬
‫ص َّ‬
‫ريا ‪َ ‬وقَد َ‬
‫ط ِه َ‬
‫َت ْ‬
‫النَّ ْاسِ بِ َمن ِزلَْْةِ آلِْْهِ َوحُْْر َمتِ ِهم ‪ ‬أَنَّْْهُ قَْْالَ مَْْن‬
‫م اللْهُ‬
‫ح َش َرهُ اللهُ فِى زُم َرتِ ِهم ‪ ‬فَ َرحِ َ‬
‫ب قَو ًما َ‬
‫ح َّ‬
‫أَ َ‬
‫حالَلَ ْهُ‬
‫ري َو ِإج ْالَل ‪َ ‬و َ‬
‫ب تَ ْوقِ ٍ‬
‫دا أَحَ ْ َّبهُم حُ ْ َّ‬
‫َعب ْ ً‬
‫حال ‪‬‬
‫َمدحُهُم فِى ُكلِّ َ‬
‫حَالَلِى مَ ْدحُكُ ْم فِى كُلِّ حَا ِل‬
‫فَجُودُوا بِالْمُنَى يَا خَ ْيرَ آلِ‬
‫‪114‬‬
‫فَأَ ْنتُ ْم سَادَتِى وَبِكُ ْم فَخَارِى‬
‫فَحَ ْسبِى أَ ْن تَمُنُّوا بِالْوِصَالِ‬
‫عُبَ ْيدُكُمُو أَتَى لِلْبَابِ يَ ْبغِى‬
‫رِضَاكُ ْم بِاسِطًا كَفَّ السُّؤَالِ‬
‫فَمَالِى غَ ْيرُ جَدِّكُمُو شَفِيعَـا‬
‫عَلَ ْيـهِ اللَّهُ صَ َّلى ذُو الْجَالَلِ‬
‫ق‬
‫خالَئِق ‪ ‬النَّبِىِّ السَّْابِ ِ‬
‫شفِي ِ الْ َ‬
‫صلى اللهُ َعلَى َ‬
‫َ‬

‫ح‬
‫حبِيبِهِ الْذِى فََْت َ‬
‫م الالحِق ‪َ ‬‬
‫َوالرَّسُولِ اخلَاتِ ِ‬

‫ريا لَنَْا َوَتبيِينَْا ‪‬‬


‫ل َعلَيهِ َتبشِ ً‬
‫حا مُبِينَا ‪َ ‬وأَن َز َ‬
‫لَهُ فَت ً‬

‫كم‬
‫كم َوأَت َممْْتُ َعلَْْي ُ‬
‫الْيَْْو َم أَ ْك َملْْْتُ لَكُْْم دِيْْنَ ُ‬
‫‪115‬‬
‫إلسالَ َم دِينَا ‪‬‬
‫كمُ ْا ِ‬
‫نِع َمتِى َو َرضِيتُ لَ ُ‬

‫الدِّينُ عِ ْندَ اللَّهِ يَا كِرَامُ‬


‫بِالنَّقْلِ وَالْعَقْلِ هُوَ اْإلِ ْسالَمُ‬
‫جامِ ًعا لِ َما فِيْهِ السَّْ َعادَ ُة‬
‫إلسالَ ِم دِينًا َمتِينًا َ‬
‫فَأَ ْك ِرم بِ ْا ِ‬
‫ن أَنبَِيائِْهِ َثالََثمِائَْةٍ‬
‫ل اللهُ بِهِ مِْ َ‬
‫س َ‬
‫ذا أَر َ‬
‫لِ ْلَب َشر ‪َ ‬ولِ َ‬
‫خمسَْةَ‬
‫َوأَرَبعَْةَ َعشَْر ‪َ ‬ذكَْ َر لَنَْا مِْنهُم فِْى ُقرآنِْهِ َ‬
‫ب تَ ْرتِيبِ ِهم فِ ْى‬
‫حس ْ َ‬
‫َوعِش ْ ِرينَ َرسُ ْوالَ ‪ ‬خُ ْذُوا َ‬
‫ظ ًما َذ ُلوالَ ‪‬‬
‫سالِ َن ْ‬
‫إلر َ‬
‫ْا ِ‬
‫آدَمٌ جَاءَ ثُمَّ إِ ْدرِيسُ نُو ُح‬
‫هُودُ صَالِحُ لُوطُ إِ ْبرَاهِيمُ‬
‫‪116‬‬
‫ف‬
‫إِ ْسمَاعِيلُإِ ْسحَاقُ يَ ْعقُوبُيُوسُ ْ‬
‫فَشُعَ ْيبٌ هَارُونُ مُوسَى الْكَلِيمُ‬
‫ثُمَّ دَاوودُ هُـ ْم سُلَ ْيمَــــانُ أَيّــُو‬
‫بٌ فَذُو الْكِفْلِ يُـونُسٌ يَا نَدِيـمُ‬
‫ثُمَّ إِلْيَاسُ بَ ْعدُ فَالْيَسَـعُ أَ ْيضَـا‬
‫حيَى عِيسَى الْكَرِيمُ‬ ‫زَكَرِيَّـاءُ يَ ْ‬
‫فَمُحَمَّدُنَـا الَّذِى جَـاءَ خَ ْتمَـا‬
‫لَهُـمُـو فَـعَـلَ ْيـهِـمُ التَّـ ْسـلِيـمُ‬
‫حيَْاةِ‬
‫ح لِ ْل َ‬
‫إلسالَمُ دِينٌ َواضِْحُ ْاآليَْات ‪ ‬صَْالِ ٌ‬
‫فَ ْا ِ‬
‫كرُمَْةٍ َوفَضِْيلَ ْة‪‬‬
‫د الْ َممَْات ‪ ‬يَْ ْأمُرُ بِكُْلِّ َم ْ‬
‫َوَبعْ َ‬
‫صةٍ َو َرذِيلَ ْة ‪‬‬
‫َوَين َهى َعن ُكلِّ َمنقَ َ‬
‫‪117‬‬
‫وَوَاللَّهِ لَ ْوالَ اللَّهُ قَاضٍ عَلَى الْـوَرَى‬
‫قَضَاءً بِعَ ْدلٍ وَافَقَ الْقَدَرَ الْحَ ْتمَا‬
‫حمَ ٍد‬
‫لَمَااخْتَارَ ذُوعَقْلٍسِوَى دِينِأَ ْ‬
‫وَلَكِـ ْن قَضَاءُ اللَّهِ فِى خَلْقِهِ تَمَّا‬
‫ل َرسُْْولٍ‬
‫د ْقَنا كُْْ َّ‬
‫آمَنَّْْا بِاللْْهِ َوبِمَْْا أَن َزلَْْه ‪َ ‬وصَْْ َّ‬

‫ن أَحَْْدٍ مِْْن رُسُْْلِه ‪َ ‬والَ‬


‫أَرسَْْلَه‪ ‬الَ نُفَْْرِّقُ بَْْي َ‬

‫َنرَتابُ فِى وُ ُقوعِ مَْا قَضَْاهُ فِْى أَ َزلِْه ‪َ ‬نشْ َهدُ أَن‬

‫س‬
‫د َ‬
‫دهُ الَ شَْ ِريكَ لَْه ‪ِ ‬إلَْ ٌه َتقَْ َّ‬
‫الَ ِإلَْ َه ِإال اللْهُ َوحْ َ‬

‫دَنا‬
‫ن سَْيِّ َ‬
‫ن الْمُشَْارَكَةِ َوالْمُشَْاكَلَ ْة ‪َ ‬وَنشْ َهدُ أَ َّ‬
‫عَْ ِ‬

‫ل‬
‫دا َعبدُهُ َو َرسُولُهُ الذِى َنالَ مِْن كُْلِّ فَضْ ٍ‬
‫ح َّم ً‬
‫مُ َ‬
‫‪118‬‬
‫ن الشِّْع ِر‬
‫حنِى َولَو بَِبيتٍ مِ َ‬
‫د َ‬
‫َت َمامَه ‪َ ‬وقَالَ َمن َم َ‬

‫شفِيعًا َيو َم الْقَِيامَ ْة ‪‬‬


‫ُكنتُ لَهُ َ‬

‫مَ ْدحُ النَّبِىِّ الْهَاشِمِىِّ مُرَادِى‬


‫وَلِرَ ْوضَةِ الْهَـادِى يَطِريُ فُؤَادِى‬
‫وَإِذَاسَمِ ْعتَ بَالَبِلَ اْألَفْرَاحِقَ ْد‬
‫ت فَصَلِّ عَلَى النَّبِىِّ الْهَادِى‬
‫غَنَّ ْ‬
‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬
‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪116‬‬
‫فَصْلُ الشَّمَائِلِ‬

‫ى َنبِيِّنَ ْا ال ْذِى‬
‫دانَا بِهَ ْد ِ‬
‫حم ْدُ لِل ْهِ ال ْذِى هَ ْ َ‬
‫فَالْ َ‬

‫ل‬
‫جمَّ ْ َ‬
‫ل أَوصَ ْافِ الْعُبُودِيَّ ْ ْة ‪ ‬فَ َ‬
‫جمَ ْ َ فِي ْهِ أَ ْكمَ ْ َ‬
‫َ‬

‫ل خُ ُلقَْ ْهُ َوَت َّوجَْ ْهُ بِتَْ ْاجِ ْاألَ ْفضَْ ْلِ َّيةِ‬
‫خ ْلقَْ ْهُ َوكَمَّْ ْ َ‬
‫َ‬

‫الْعُمُومِ َّيةِ َوالْخُصُوصِ َّي ْة ‪‬‬

‫جمَلُ الْعَالَمِنيَ خَلْقًا وَخُلْقَا‬


‫أَ ْ‬
‫مَـالَـهُ فِى جَمَالِهِ نُظَرَاءُ‬
‫جَاوَزَ الْحَدَّ بِالْجَمَالِ فَالَ الطَّ ْر‬
‫فُ مُحِيطٌ بِهِ وَالَ اْإلِطْرَاءُ‬
‫‪121‬‬
‫صفَ مِ ْنهُ‬
‫يُوسُفُ الْحُ ْسنِ أُ ْعطِىَ النِّ ْ‬
‫صفِ افْتَتَنَّ النِّسِاءُ‬
‫وَبِذَاكَ النِّ ْ‬
‫كُلُّ مَـا فِيـهِ غَايَـةُ الْحُـ ْسـنِ فِـيـهِ‬
‫وَمَـزَايـاهُ كُـُّلـهَـا حَـ ْسـنَـاءُ‬
‫جـهٌ جَـمـِيـلٌ‬
‫قَـامَـةٌ رَ ْبـعَـةٌ وَوَ ْ‬
‫حيَـةٌ مَـ ْع جَمَـالِهَـا كَثَّـاءُ‬
‫لِ ْ‬
‫جـهٌ‬
‫لَ ْم يُكَلْثَـ ْم وَلَ ْم يَطُ ْل مِ ْنـهُ وَ ْ‬
‫وَبِـخَـدَّ ْيـهِ رِ َّقـةٌ وَاسْـتِـوَاءُ‬
‫أَ ْبيَضٌ مُ ْشرَبُ احْمِرَارٍ عَـالَهُ‬
‫جُمَّــةٌ فَـ ْوقَ جِيـدِهِ سَـ ْودَاءُ‬
‫‪121‬‬
‫جالَ‬
‫خمُ فَاحِمُ الشَّ ْعرِ رَ ْ‬
‫رَأْسُهُ الضَّ ْ‬
‫لَ ْيسَ سَ ْبطًا وَلَ ْيسَ فِيهِ الْتِوَاءُ‬
‫أَ ْبـهَـجٌ أَ ْبلَـجٌ أَزَجٌّ أَسِـيـلُ الـ‬
‫ـخَدِّ أَقْنَى وَجَ ْبهَـةٌ جَلْـوَاءُ‬
‫جالَ‬
‫أَكْحَلُ الْجَفْنِ أَ ْدعَجُ الْعَ ْينِ نَ ْ‬
‫شُكْلَـةٌ(‪ )1‬فِى سَوَادِهَـا هَ ْدبَاءُ‬
‫أَ ْشنَـبٌ أَفَـلَـجٌ ضَـلِيـعٌ إِذَا فَـا‬
‫هَ تَـألْألَ كَالنُّورِ مِ ْنهُ الْبَهَـاءُ‬
‫(‪ :)1‬وردت كلم شكل افتح ائش فق رم ع ائمخطوط ت وئدله سهو م ائب س ‪.‬‬
‫فقد وردت كلم شكل اض ائش فق أغل مدة ر ائلغة ائتةى اطلدةت لل هة وئة أرةده مطلقة‬
‫افةةتح ائشة فقةةد وردت ا ئضة فةةق مصة دة ط اة ائغةةراء ئسة د ائباهة بق وكةةذئك ئةةدى شةةراح‬
‫شم ل ائترمذ ‪.‬‬
‫وائ ُّشكل ا ئض للى وز فدل و ق ل أشكل ائدة أ احمةرار فةق ا ة م ائدة وهةو ممةدوح‬
‫لبد ائدر اخالف ائ ُّشهل أ احمرار فق حدم ائد ائسوداء‪.‬‬
‫أ ائ َّشكل ا ئفتح أ ائحرك ت اإللراا ائتق شكل اه ائحرف‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫وَاسِعُ الصَّ ْدرِ فِيهِ شَ ْعرٌ دَقِيقٌ‬
‫مَعَهُ الْبَطْنُ فِى ارْتِفَاعٍ سَـوَاءُ‬
‫ظَـ ْهـرُهُ خَـاتَـمُ النُّبُـوَّةِ فِيـهِ‬
‫أَ ْسفَلَ الْكَ ْتفِ حِلْيَةٌ حَ ْسنَاءُ‬
‫حمُهُ بِاعْتِدَالٍ‬
‫جرَدُ الْجِ ْسمِ لَ ْ‬
‫أَ ْ‬
‫أَ ْزهَرُ اللَّ ْونِ كَاللُّجَ ْينِ الصَّفَاءُ‬
‫خمُ الْكَرَادِ‬
‫وَ ْهوَ شَ ْثنُ اْألَطْرَافِ ضَ ْ‬
‫جلَـهُ خَ ْمصَـاءُ‬
‫يسِ وَلَكِنَّ رِ ْ‬
‫عَقْلُهُ الشَّ ْمسُ وَالْعُقُولُ جَمِيعَا‬
‫كَخُيوطٍ مِ ْنهَا حَوَاهَا الْفَضَاءُ‬
‫‪123‬‬
‫ل الشَّافِ ِ فِى الْ َموقِفِ‬
‫ش َمائِ ِ‬
‫ذذُوا بِ َس َماعِ ذِ ْك ِر َ‬
‫فََتلَ َّ‬
‫ن الصَّْلَ َواتِ َعلَيْهِ‬
‫الْ َعامِّ َيو َم الدِّين ‪َ ‬وأَ ْكثِرُوا مِْ َ‬
‫خاصَّةِ َراجِني ‪‬‬
‫ِإن ُكنتُملِ َشفَاعَتِهِ الْ َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬
‫‪‬‬

‫كَانَ نُورًا فِى اْألَ ْرضِ لَ ْيسَ لَهُ ظِـ‬


‫ـلٌّ وَهَ ْل أَ ْنشَأَ الظِالَلَ الضِّيَاءُ‬
‫كَانَ فِى اللَّ ْيلِ يَ ْنظُرُ الشَّ ْىءَ سِيـ‬
‫ـانِ لَدَ ْيهِ الضِّيَـاءُ وَالظَّلْمَـاءُ‬
‫‪124‬‬
‫كَانَ مِ ْن خَلْفِهِ يَرَى النَّاسَ فَالْخَلْـ‬
‫ـفُ لَـدَ ْيـهِ كَـأَنَّـهُ تِـلْـقَـاءُ‬
‫كَانَ كَالْمِ ْسكِ يَقْطُرُ الْجِ ْسمُ مِ ْنهُ‬
‫عَرَقًا عَ ْن مَدَاهُ يَكْبُـو الْكِبَـاءُ‬
‫كَانَ لِنيُ الْحَرِيرِ فِى رَاحَتَ ْيهِ‬
‫وَشَذَا الْمِ ْسكِ فِيهِمَا وَالذَّكَاءُ‬
‫كَانَ إِ ْن مَرَّ سَالِكًا فِى طَرِيقٍ‬
‫ت مِ ْن أَرِجيِهِ اْألَ ْرجَاءُ‬
‫أَرِجَ ْ‬
‫كَانَ لَ ْو شَاءَ أَ ْن تَكُونَ فَكَانتْ‬
‫ذَهًَبا مَ ْع جِبَالِهَا الْبَطْحَاءُ‬
‫‪125‬‬
‫كَانَ يُ ْعطِى الدِّيبَاجَ وَالْخَزَّ لِلنَّا‬
‫سِ وَتَكْفِيهِ شَ ْملَةٌ وَكِسَاءُ‬
‫كَانَ يَ ْبقَى شَ ْه ًرا وَأَكْثَرَ الَ يُو‬
‫قِدُ نَارًا وَالْعَ ْيشُ خُ ْبزٌ(‪ )1‬وَمَاءُ‬
‫جتَمِ ْع لَدَ ْيهِ مِنَ الْخُ ْبـ‬
‫كَانَ لَ ْم يَ ْ‬
‫حمٍ غَدَاؤُهُ وَالْعَشَاءُ‬
‫ـزِ بِلَ ْ‬
‫كَانَ يَكْفِيهِ عَ ْن عَشَاءٍ غَدَاءٌ‬
‫وَعَشَاءٌ بِهِ يَكُونُ اكْتِفَاءُ‬
‫(‪ :)1‬وردت كلم خاز وم ء فق األصل تمر وم ء وهذ م ائتحو رات ائتق قو اه فض ل‬
‫ائمصةةبف وئدلةةه أراد اةةذئك أ ةةتكل الس ة زم بةةه ومك بةةه إذ ح ر ة اإلبس ة فةةق هةةذا‬
‫ائزم ئلخاز وائم ء أكثر م ائتمر وائم ء فقد ك التم د سلفب ائص ئح فق زم به للى‬
‫ائتمر وئذئك تقول ائسة دة ل شة لة طدة ائباةق ‪ ‬األسةودا فةأراد اةذئك أ خ طة‬
‫ائب ر ام تد رفو لل ه فق هذا ائزم كقول ائق ل كسرة خاةز وكةو مة ء كف بةق إذ‬
‫م ل دة ش خب ائف ضل تقر ائمد بق ئك ف ائطاق ت ائتدل م ‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫كَانَ يُ ْرضِيهِ كُلُّ طُ ْعمٍ حَالَلٍ‬
‫(‪)1‬‬
‫حبُوبَةُ الْحَلْوَاءُ‬
‫وَلَدَ ْيهِ الْمَ ْ‬
‫خا وَشَيَّا‬
‫كَانَ يَ ْهوَى اللُّحُومَ طَ ْب ً‬
‫عَ ْن يَسَارٍ وَمِ ْثلُهَا الدُّبَّاءُ‬
‫كَانَ عَ ْن قُ ْدرَ ٍة صَفُوحًا سَمُوحَا‬
‫لَ ْيسَ فِى النَّاسِ مِ ْثلَهُ سُمَحَاءُ‬
‫كَانَ لَ ْم يَدَّخِ ْر سِوى قُوتِ عَامٍ‬
‫ثُمَّ يَأْتِى عَلَ ْيهِ بَ ْعدُ الْعَطَاءُ‬
‫ن بِْهِ‬
‫جاةِ َمن آ َم َ‬
‫ضى بَِن َ‬
‫ف يُعطَى فََير َ‬
‫يُعطِى َولَ َسو َ‬
‫(‪ :)1‬ررت ائد دة لبد مراءة هذا ائموئد فق مسرد ائب م اطراالر ائغر ئ ل ذكرى موئةد سة د‬
‫ائكوب ‪ ‬اتوز ع ائحلوى للى ائح ضر وتؤكل لبد مراءة ائق رئ ئهذا ائا ت احتفة ء‬
‫وفرح ام الد رسول ّللا ‪. ‬‬

‫‪127‬‬
‫د َما َيش ْفَ ُ فَيُشَ ْف ُ فِ ْى ال ْذِى‬
‫َوأَس ْلَم ‪َ ‬و َذا عِن ْ َ‬

‫سلم ‪‬‬
‫صلى َعلَيهِ امتَِثاالً َو َ‬
‫َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬

‫كَانَ فَ ْوقَ الْحَصِريِ يَ ْرقُدُ زُ ْهدَا‬


‫أَ ْو أَدِيمٌ حُشِى بِلِيفٍ وِطَاءُ‬
‫كَانَ يَ ْستَ ْيقِظُ الْكَثَريَ مِنَ اللَّ ْيـ‬
‫ـلِ يُصَلِّى الَ سُ ْمعَةٌ الَ رِيَاءُ‬
‫‪128‬‬
‫كَانَ يَ ْمشِى هَ ْوًنا فَيَ ْسبِقُ كُلَّ الصَّـ‬
‫حبِ وَالْكُلُّ مِ ْسرِعٌ مَشَّاءُ‬
‫ـْ‬
‫كَانَ قَ ْد يَ ْركَبُ الْحِمَارَ عُفَ ْيرَا‬
‫وَمَشَى حَافِ ًيا وَغَابَ الرِّدَاءُ‬
‫كَانَ أَقْوَى اْألَنَامِ بَطْ ًشا وَإِنَ صَا‬
‫ت لِبَطْشِهِ اْألَقْوِيَاءُ‬
‫رَعَ ذَ َّل ْ‬
‫ب‬
‫جعَانِ فِى كُلِّ حَ ْر ٍ‬
‫كَانَ خَ ْيرَ الشُّ ْ‬
‫كُُّلهُ ْم عِ ْندَ بَأْسِــهِ جُبَنَاءُ‬
‫خطُهُ وَرِضَـــــاهُ‬
‫كَــــانَ لِ َّلهِ سُ ْ‬
‫بِرِضَا رَبِّــهِ لَهُ اسْتِ ْرضَاءُ‬
‫‪126‬‬
‫كَانَ بَرًّا بِالْمُ ْؤمِنِيــنَ رَؤُوفَا‬
‫حبُهُ رُحَمَاءُ‬
‫وَرَحِيمًا وَصَ ْ‬
‫كَانَ فِيهِ الْقُ ْرآنُ خُلْقًا كَرِميَا‬
‫شِدَّةٌ فِى مَحَلِّهَــا وَرَخَاءُ‬
‫ب وَالَ ذَ ْنـ‬
‫كَانَ مَ ْغفُورَ كُلِّ ذَ ْن ٍ‬
‫ـبَ وَلَكِ ْن بِالصَّفْحِ تَمَّ الصَّفَاءُ‬
‫كَانَ خَ ْيرَ اْألَنَامِ فِى كُلِّ خَ ْيرٍ‬
‫مَا لِخَلْقٍ سِوَاهُ مَ ْعهُ اسْتِـــوَاءُ‬
‫صلُ الْبَرَايَا‬
‫هُوَ نُورُ اْألَ ْنوَارِ أَ ْ‬
‫حِيـــنَ الَ آدَمٌ وَالَ حَــــوَّاءُ‬
‫‪131‬‬
‫فَ ْهوَ لِلْكُلِّ وَالِدٌ وَأَ ْبو الْخَلْــ‬
‫ـقِ جَمِيعًا وَهُ ْم لَهُ أَ ْبنَاءُ‬
‫صلٌ لِلْمُ ْرسَلِنيَ أَصِيـلٌ‬
‫هُوَ أَ ْ‬
‫هُ ْم فُـرُوعٌ لَهُ وَهُ ْم وُكَالَءُ‬
‫أَ ْعدَلُ الْخَلْقِ مَا لَهُ فِى اتِّبَاعِ الْـ‬
‫ـحَقِّ فِى كُلِّ أُمَّ ٍة عُدَالَءُ‬
‫أَفْرَغَ اللَّهُ فِيــهِ كُلَّ الْعَطايَا‬
‫وَالْبَرَايَا مِ ْنهُ لَهَا اسْتِ ْعطَاءُ‬
‫وَ ْهوَ وَالرُّ ْسلُ وَالْمَالَئِكُ وَالْخَلْـ‬
‫ـــقُ جَمِيعًا لِرَبِّهِ ْم فُقَرَاءُ‬
‫‪131‬‬
‫هُوَ بَ ْعدَ اللَّهِ الْعَظِيمِ عَظِيمٌ‬
‫دُونَ أَ ْدنَى مَقَامِهِ الْعُظَمَاءُ‬
‫مَ ْن أَرَادَ الدُّخُولَ لِ َّلهِ مِ ْن بَا‬
‫ب سِوَاهُ جَزَاؤُهُ اْإلِقْصَاءُ‬
‫ٍ‬
‫مَ ْن يُحِبُّ الْحَبِيبَ فَ ْهوَ حَبِيبٌ‬
‫وَعُدَاةُ الْحَبِيبِ هُ ْم أَ ْعدَاءُ‬
‫قَ ْد عَلِ ْمنَــاهُ عَ ْبدَ مَ ْوالَهُ حَــ َّقا‬
‫حدَهُ شُرَكَــــاءُ‬
‫لَ ْيسَ لِ َّلهِ وَ ْ‬
‫ثُمَّ لَ ْسنَا نَ ْدرِى حَقِيقَةَ هَذَا الْـ‬
‫ـعَ ْبدِ لَكِ ْن مِ ْن نُورِهِ اْألَ ْشيَـاءُ‬
‫‪132‬‬
‫صدَرُ الْمَكْرُمَاتِ مَ ْورِدُهَا الْعَ ْذ‬
‫مَ ْ‬
‫بُ كِرَامُ الْوَرَى بِهِ كُرَمَاءُ‬
‫ك ِرميًْْْا لَنَْْْا‬
‫كَ َّر َمنَْْْا َر ُّبنَْْْا بْْْهِ َوشَْْْ َّرفََنا بِخِطَابِْْْهِ َت ْ‬

‫َوَتعلِيمَا ‪ ‬فَقَالَ َيا أَ ُّي َها الْذِينَ آمَنُْوا صَْ ُّلوا َعلَيْهِ‬

‫سلِّمُوا َتسلِيمَا ‪‬‬


‫َو َ‬

‫صَلَوَاتُكَ رَبَّنَا وَسَالَمُكَ عَلَيْهْ ‪ ‬وَعَلَى آلِهِ‬


‫وَصَحْبِهِ وَسَائِرِ الْمُهْتَدِينَ إِلَيْهْ ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪133‬‬
‫حـ‬
‫فَلَكَ الْحَ ْمدُ يَا مُحَمَّدُ يَا أَ ْ‬
‫ـمَدُ مِ ْن كُلِّ حَامِ ٍد وَالثَّنَاءُ‬
‫أَ ْنتَ عَنِّى وَعَ ْن ثَناَئِى غَنِـىٌّ‬
‫مَا لِعُلْيَاكَ بِالثَّنَاءِ اعْتِالَءُ‬
‫فِى ثَنَاءِ الْمُ ْثنِيــنَ نَ ْعمَاءُ لَكِ ْن‬
‫ت عَلَ ْيهِمُ النَّ ْعمَاءُ‬
‫مِ ْنكَ كَانَ ْ‬
‫لَ ْم يُزَاحِ ْم مُدَّاحُكَ الْبَ ْعضُ بَ ْعضَا‬
‫حرٌ وَالْمَادِحُونَ دِالَءُ‬
‫أَ ْنتَ بَ ْ‬
‫رَضِىَ اللَّهُ مَ ْن رَضِيتَ وَمَ ْن لَ ْم‬
‫تَ ْرضَ عَ ْنهُ فَاللَّهُ مِ ْنهُ بَرَاءُ‬
‫‪134‬‬
‫ضحَى‬
‫حظَ ٍة مِ ْنكَ أَ ْ‬
‫كَ ْم فَقِريٍ بِلَ ْ‬
‫عَ ْن جَمِيعِ الْوَرَى لَهُ اسْتِ ْغنَاءُ‬
‫فَعَلَ ْيكَ الصَّالَةُ تَ ْبقَى مِنَ اللَّـ‬
‫ـهِ كَمَا شَاءَ كَ ْثرَةً وَتَشَاءُ‬
‫وَعَلَ ْيكَ السَّالَمُ مِ ْنهُ عَلَى قَ ْد‬
‫رِكَ قَ ْدرٌ الَ يَ ْعتَرِيـهِ فَنَاءُ‬
‫حـ‬
‫وَعَلَى اْألَ ْولِيَاءِ آلِكَ وَالصَّ ْ‬
‫ـبِ وَمَ ْن لِلْجَمِيعِ فِيهِ وَالَءُ‬
‫مَا قَضَى اللَّهُ فِى الْوَرَى لَكَ مَ ْدحَا‬
‫وَلَهُ الْحَ ْمدُ كُُّلهُ وَالثَّنَــــاءُ‬
‫‪135‬‬
‫ج َعلَنَ ْا مِْن ُأ َّمتِْكَ يَْا شَْفِي َ‬
‫َنحمَْدُ الل ْ َه َعلَْى أَن َ‬
‫ني‬
‫س َّياحِ َ‬
‫نلِلهِ َمالَئِكَ ًة َ‬
‫ْاألََنام ‪َ ‬وَنسَتبشِرُ بقَولِكَ ِإ َّ‬
‫ض يَُبلِّغُونِى مِن ُأ َّمتِى السَّالَم ‪ ‬السَّْالَمُ‬
‫فِى ْاألَر ِ‬
‫صلَ َواتُهُ‬
‫ى َو َرح َم ُة اللهِ َوَب َركَاتُه ‪َ ‬‬
‫َعلَيكَ أَ ُّي َها النَّبِ ُّ‬
‫ح َركَاتُْه‪ ‬آمَنَّْا‬
‫َوسَْالَمُهُ َعلَي ْكَ مَْا َدامَ الْكَ ْونُ َو َ‬
‫ت َوسِ ْيلَتَُنا‬
‫ك ‪ ‬أَن ْ َ‬
‫ك ‪ ‬فَعُ َّمنَ ْا بِشَ ْفَاعَتِ ْ‬
‫بِ ِرسَ ْالَتِ ْ‬
‫كتَُبنَْ ْا مَْ ْ َ‬
‫ظمَْ ْى ِإلَْ ْى اللْ ْه ‪ ‬فَاسْ ْأَْلهُ أَن َي ْ‬
‫الْعُ ْ‬
‫د الرِّضَْْا‬
‫ني يَْْو َملِقَْْاه ‪ ‬جِئنَْْاكَ َنسَْْتمِ ُّ‬
‫الصِّْْدِيقِ َ‬
‫حالِ ُكلِّ فَردٍ مِ َّنا َي ُقول ‪‬‬
‫َوالْقَبُول ‪َ ‬ولِ َسانُ َ‬
‫يَا سَيِّدِى يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا سَنَدِى‬
‫بِحَقِّ قَ ْدرِكَ عِ ْندَ اللَّهِ خُ ْذ بِيَدِى‬
‫‪136‬‬
‫إِنِّى ضَعِيفٌ وَإِنِّى عَاجِزٌ وَأَنَا‬
‫عَ ْبدٌ لَكُ ْم سَائِالً مِنَ فَ ْيضِكُ ْم مَدَدِى‬
‫ض فَضْلِكَ بَِنفَحَْات ‪َ ‬واقْبَ ْل‬
‫فَأَمْدِدَنا مِْن فَْي ِ‬

‫هذِهِ ْاألَبَيات ‪‬‬


‫جاءَ َمن يُنشِدُ َ‬
‫كَ َر ًما مِنكَ َر َ‬

‫يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ وَيَا نُورَ الْهُدَى‬


‫إِنِّى مُحِبٌّ أَ ْرتَجِى مِْنكَ الرِّضَى‬
‫وَأُ ْشهِدُ اللَّهَ الْعَظِيـمَ أَنَّنِــى‬
‫أَ ْشهَــدُ أَنَّكَ الرَّسُـولُ الْمُ ْرتَضَى‬
‫حمَنَ أَ ْن يُمِيتَنِى‬
‫فَاسْأَ ْل لِىَ الرَّ ْ‬
‫غَ ْيرَ مُغَـيِّرٍ إِذَا الْوَقْـتُ انْقَضَـى‬
‫‪137‬‬
‫جمعَْهُ فِْى َمولِْدِ‬
‫ضى َما قَضَْى اللْهُ َ‬
‫ذا َوقَدِ انقَ َ‬
‫هَ‬
‫َ‬

‫ال َوآخِْْ ًرا‬


‫حم ْدُ أَ َّو ً‬
‫أَبِ ْى الزَّهْْ َرا ‪ ‬فَلَ ْهُ َتعَْْالَى الْ َ‬

‫ل‬
‫ذُّل ٍ‬
‫ن َد َعا َربَّْهُ بِتَْ َ‬
‫د َعبدٍ مُؤمِ ٍ‬
‫حم َ‬
‫جه َرا ‪َ ‬‬
‫َوسِ ًّرا َو َ‬

‫خاشِْْ ًعا َراجِيًْْا مِنْْهُ‬


‫خاضِْْ ًعا َ‬
‫ع َو ِإَنابَْْ ْة ‪َ ‬‬
‫َوَتضَْْ ُّر ٍ‬

‫حانَهُ َوَتعَْْْالَى‬
‫جابَْْْ ْة ‪ ‬قَْْْالَ سُْْْب َ‬
‫إل َ‬
‫الْقَبُْْْولَ َو ْا ِ‬

‫ادعُونِى أَسَْتجِب لَكُْم ‪َ ‬وقَْالَ ُأجِيْبُ َدعْ َوةَ‬

‫ني لَْهُ الْدِّينَ‬


‫الدَّاعِ ِإ َذا َد َعان‪ ‬فَادعُوهُ مُخلِصِ َ‬

‫كم مِْن‬
‫كم يُْنِ ْل ُ‬
‫دوا ِإلَيهِ أَيْدَِي ُ‬
‫إلخ َوان ‪َ ‬ومُ ُّ‬
‫أَ ُّي َها ْا ِ‬

‫َث َوابِهِ الْمُ َؤبَّْد ‪َ ‬واسَْت ْفتِحُوا دُعَْاءَ ُكم بِالصَّْالَةِ‬

‫ح َّمد ‪‬‬
‫سيِّدَِنا مُ َ‬
‫َوالسَّالَ ِم َعلَى َ‬

‫‪138‬‬
‫َص َالةُ ْا َألحْ َبابْ‬
‫جابْ‬
‫حةُ الدُّ َعاءِ الْمُسْ َت َ‬
‫َو َفاتِ َ‬

‫حمَّْدٍ َو َعلَْى آلِْهِ‬


‫سلِّم َعلَْى سَْيِّدَِنا مُ َ‬
‫صلِّ َو َ‬
‫م َ‬
‫اللهُ َّ‬

‫حابِه ‪ ‬صَْْالَ ًة َوسَْْالَ ًما َتنظِمُنَْْا بِ ِهمَْْا فِْْى‬


‫َوأَصْْ َ‬

‫ل سُْ َّنتِهِ‬
‫دايَتِْهِ سَْبِي َ‬
‫سِْ ْلكِ أَحَبابِْه ‪َ ‬وَتهْدِيَنا بِ ِه َ‬

‫س ْلسَ ْبِيلَ‬
‫ح َّبتِ ْهِ َ‬
‫س َم َ‬
‫َوكَِتابِ ْه ‪َ ‬وَتس ْقِينَا مِ ْن كَ ْ ْأ ِ‬

‫د َواءِ ذِ ْك ِرهِ َوخِطَابِه‬


‫ش َرابِه ‪َ ‬وَتشفِينَا مِن عِلَلَِنا بِ َ‬
‫َ‬

‫ني‬
‫ني لَِنعلِْهِ َو ِركَابِْه ‪ ‬مُالَ ِزمِْ َ‬
‫‪َ ‬وتُحيِينَْا خَْادِمِ َ‬

‫ح لَِبابِْه ‪ ‬مَْانِحُ مَْن‬


‫حابِه ‪ ‬فَِإ َّنكَ فَاتِ ٌ‬
‫لِ َعَتَبتِهِ َو ِر َ‬

‫جَنابِْهِ‬
‫جَنابِْه ‪َ ‬وقَْد لُْذَنا بِ َ‬
‫جاهِهِ َوالَ َذ بِ َ‬
‫ل بِ َ‬
‫س َ‬
‫َت َو َّ‬
‫‪136‬‬
‫جاهِهِ ِإلَيكَ ‪ ‬فَاجعَْل دُ َعاءَنَْا َم ْقبُْوالً‬
‫س ْلَنا بِ َ‬
‫َوَت َو َّ‬

‫ك‪‬‬
‫ض َعلَيْ ْ‬
‫ضاكَ َيو َم الْعَْر ِ‬
‫ج َزاءََنا ِر َ‬
‫ك ‪َ ‬و َ‬
‫دي ْ‬
‫لَ َ‬

‫ك‪‬‬
‫حانَكَ َنسَتغفِرُكَ َوَنتُوبُ ِإلَي ْ‬
‫سُب َ‬

‫‪‬‬

‫‪141‬‬
‫فَصْلُ الدُّعَاءِ‬

‫دايَْ ْةِ‬
‫حمْ ْدُ َر َّبنَْ ْا َعلَْ ْى آالَئِْ ْكَ فِْ ْى الْبِ َ‬
‫لَْ ْكَ الْ َ‬

‫كرُ َع َلْى َنع َمائِْكَ التِْى الَ‬


‫َوالنِّ َهايَ ْ ْة ‪َ ‬ولَ ْكَ الشُّ ْ ْ‬

‫تُحصِيهَا الرِّ َوايَ ُة َوالَ الدِّ َرايَْ ْة ‪ ‬مِنَّْا الْدُّ َعا ُء َومِنَّْا‬

‫دايَْ ْ ْة ‪ ‬اهْ ْدَِنا‬


‫جابَْ ْ ُة َوالْ ِه َ‬
‫إل َ‬
‫الرَّجَْ ْاءُ َومِنْ ْكَ ْا ِ‬

‫ت‬
‫الصِّْْْ َراطَ الْمُسَْْْتقِيمَ صِْْْ َراطَ الْْْذِينَ أَن َعمْْْ َ‬

‫ظمنَْْا فِْْى سِْْ ْلكِ‬


‫ذلِكَ َوان ُ‬
‫َعلَْْي ِهم ‪َ ‬وأَهِّ ْلنَْْا لِْْ َ‬

‫حبِّبنَ ْا ِإلَ ْي ِهم ‪َ ‬وهَ ْب لَنَ ْا النَّصِ ْيبَ‬


‫أَحَبابِ ْكَ َو َ‬

‫الْْ ْ َوافِ َر مِْ ْن لَطَْ ْائِفِ أَسْ ْ َرارِكَ التِْ ْى أَو َدعَتهَْ ْا‬
‫‪141‬‬
‫ح َسَن ًة َوفِْى ْاآلخِْ َرةِ‬
‫دي ِهم ‪َ ‬ر َّبَنا آتَِنا فِى الدُّنَيا َ‬
‫لَ َ‬

‫ذابَ النَّار ‪َ ‬واج َع ْلَنا مِن خِيَْارِ ُأمَّْةِ‬


‫ح َسَن ًة َوقَِنا َع َ‬
‫َ‬

‫خلِيقَةِ الْمُخَتار ‪َ ‬وأَوفِ لَنَْا‬


‫خي ِر الْ َ‬
‫ح َّمدٍ َ‬
‫سيِّدَِنا مُ َ‬
‫َ‬

‫ْاألَجْْ َر َوأَصْْلِح لَنَْْا ْاألَمْْ َر َوأَسْْبِل َعلَينَْْا سِْْت َركَ‬

‫ديَتَنا َوهَْب‬
‫هَ‬‫د ِإذ َ‬
‫س َّتار ‪َ ‬ر َّبَنا الَ تُ ِزغ ُق ُلوبََنا َبع َ‬
‫َيا َ‬

‫ت الْ َوهَّْْاب ‪‬‬


‫لَنَْْا مِْْن لَْْدُنكَ َرحمَْْ ًة ِإنَّْْكَ أَنْْ َ‬

‫ع‬
‫أل الضَّْر َ‬
‫ع َوَيمْ ُ‬
‫حمَنا بِ َغيثٍ َنافِ ٍ يُنبِتُ الْزَّر َ‬
‫َوار َ‬

‫م الْ ْبِالَ َد َوَينفَ ْ ُ‬


‫َوَيعمُ ْرُ الرَّب ْ َ َوالرِّحَ ْاب ‪َ ‬وَيعُ ْ ُّ‬

‫الْعَِبادَ َويُصلِحُ ْاألَن َعامَ َوالدَّ َوابّ ‪َ ‬ر َّبنَْا آمَنَّْا بِمَْا‬

‫ت َواتََّبعَنا الرَّسُولَ فَاكْتُبَنا َم َ الشَّاهِدِين ‪‬‬


‫أَن َزْل َ‬

‫‪142‬‬
‫دا ِإلَْى‬
‫خلْ ً‬
‫إلسْالَ ِم َثَباتًْا مُ َ‬
‫ميانِ َو ْا ِ‬
‫إل َ‬
‫َوَثبِّتَنا َعلَى ْا ِ‬

‫َيو ِم الدِّين ‪َ ‬والَ َت ْفتِ َّنا بِحُطَامِ الْدُّنَيا َوالَ َتج َع ْلنَْا‬

‫ني َوالَ الضَّْْالِّني ‪َ ‬ر َّبنَْْا فَْْاغْفِر لَنَْْا‬


‫ن الْمُضِْْلِّ َ‬
‫مِْْ َ‬

‫ذُنُوبَنَ ْا َوكَفِّ ْر َعنَّ ْا سَ ْيَِّئاتَِنا َوَتوفنَ ْا مَ ْ َ ْاألَب ْ َرار ‪‬‬

‫ت ظِْلِّ‬
‫َوَيسِّر حِ َسابََنا َوَيمِّْن كَِتابَنَْا َواحشُْرَنا َتحْ َ‬

‫جنَّْةَ‬
‫خصُ ْاألَبصَْار ‪َ ‬وأَسْكِ َّنا اْل َ‬
‫َعرشِكَ َيو َم َتشْ َ‬

‫ل لََنا فِيهَا بِصِفَةِ الرَّح َمةِ َوبِاسْمِكَ الْ َغفْار ‪‬‬


‫ج َّ‬
‫َوَت َ‬

‫َر َّبَنا َوآتَِنا مَْا َوعَْدتََّنا َعلَْى رُسُْلِكَ َوالَ تُخ ِزنَْا يَْو َم‬

‫الْقَِيامَ ْةِ ِإنَّ ْكَ الَ تُخلِ ْفُ الْمِيعَ ْاد ‪َ ‬وأَعِ ْذَنا مِ ْن‬

‫جمْ ْ ِ الْْْزَّادِ لِيَْ ْو ِم‬


‫شُْ ْرُورِ أَن ُفسِْ َْنا َوأَعِنَّْ ْا َعلَْ ْى َ‬

‫‪143‬‬
‫الزيَْارَةِ‬
‫ج ِّ‬‫الْ َم َعاد ‪َ ‬وافَْتح لََنا سَْبِيلَ الْحَْجِّ َوَنهْ َ‬

‫لِقَب ِر الْمُصطَفَى شَْفِي ِ الْعِبَْاد ‪َ ‬ر َّبنَْا افَْْتح َبيَننَْا‬

‫خيْْرُ الْفَْْاتِحِني ‪‬‬


‫ت َ‬
‫حقِّ َوأَنْْ َ‬
‫ن قَومِنَْْا بِْْالْ َ‬
‫َوبَْْي َ‬

‫ح َماقَْةِ‬
‫ن الْحِقْْدِ َوالْخَِيانَْةِ َوالْغِْشِّ َوالْ َ‬
‫َوطَهِّرَنا مِ َ‬

‫غ‬
‫ن الزَّيْْ ِ‬
‫حسَْْدِ الْكَمِْْني ‪َ ‬وَنقِّنَْْا مِْْ َ‬
‫َوالْغِْْلِّ َوالْ َ‬

‫َوالرِّيَْ ْاءِ َوالْ َمكْْ ْ ِر َوالَْبغضَْ ْاءِ َوالْغَْ ْد ِر َوالشَّْ ْحَناءِ‬

‫َوالْكَيدِ الدَّفِني‪َ ‬ر َّبنَْا أَفْْ ِرغ َعلَينَْا صَْب ًرا َوَت َوفنَْا‬

‫ني‬
‫ني َوالصِّ ْدِّيقِ َ‬
‫مُس ْلِمِني ‪َ ‬واحشُ ْرَنا مَ ْ َ النَّبِ ْيِّ َ‬

‫داءِ َوالصَّالِحِني ‪َ ‬واش َرح صُْدُورََنا َونَْوِّر‬


‫َوالشُّ َه َ‬

‫ُقبُورَنَْْا َواجعَْْل ُقصُْْورََنا فِْْى عِلِْْيِّني ‪َ ‬ر َّبنَْْا الَ‬

‫‪144‬‬
‫َتج َع ْلَنا فِتَن ًة لِ ْلقَو ِم الظالِمِني ‪َ ‬وأَجِرَنا مِن شُرُورِ‬

‫س َوالشَّ َْياطِني ‪َ ‬واس َْتعمِ ْلَنا فِ ْى‬


‫إلن ْ ِ‬
‫الْجِ ْنِّ َو ْا ِ‬

‫ق‬
‫صْادِ ٍ‬
‫ص َ‬
‫ال بِِْإخالَ ٍ‬
‫ال َوفِعْ ً‬
‫طَاعَتِْكَ اعتِقَْادًا َوقَْو ً‬

‫هيِّئ لََنا مِن‬


‫َوَيقِني ‪َ ‬ر َّبَنا آتَِنا مِن لَدُنكَ َرح َم ًة َو َ‬

‫خيْ َراتِ َواْلطُْف‬


‫دا ‪َ ‬وأَرشِْدَنا ِإلَْى الْ َ‬
‫شَ‬
‫أَم ِرَنا َر َ‬

‫خَنا‬
‫دا ‪َ ‬وارحَْْم َوالِْْدِينَا َو َمشَْْائِ َ‬
‫طفًْْا مُ َؤبَّْْ َ‬
‫بِنَْْا ُل ْ‬

‫دا ‪َ ‬ر َّبنَْ ْا اكْشِْ ْف َعنَّْ ْا‬


‫ض عَْ ْنهُم َو َعنَّْ ْا أَبَْ ْ َ‬
‫َوار َ‬

‫ذابَ ِإنَّْْا مُؤمِنُْْون ‪َ ‬وانشُْْ ْلَنا مِْْن أَوحَْْالِ‬


‫الْعَْْ َ‬

‫ف‬
‫ف َعنَّْا كَْ َّ‬
‫م َوالشَّكِ َوسُوءِ الظُّنُون‪َ ‬و ُك َّ‬
‫الْ َوه ِ‬

‫ب الْ َمنُون ‪َ ‬ر َّبَنا ا ْغفِر لَنَْا‬


‫ُكلِّ َعبدٍ َيَت َر َّبصُ بَِنا َري َ‬

‫‪145‬‬
‫إلميَْْان ‪َ ‬ولِمَْْن‬
‫إلخ َوانِنَْْا الْْذِينَ سََْْب ُقونَا بِ ْا ِ‬
‫َو ِ‬

‫د َومَ ْن كََتبَ ْهُ َومَ ْن قَ ْ َرأَهُ َومَ ْن‬


‫ذا الْ َمولِ ْ َ‬
‫ف هَ ْ َ‬
‫أَل ْ َ‬

‫ب فِْ ْى‬
‫سَْ ْمِ َعهُ فِْ ْى كُْ ْلِّ َزمَْ ْان ‪َ ‬ولِمَْ ْن َتسَْ ْ َّب َ‬

‫ن‬
‫ق فِيهِ َومَْن أَ َعانَْهُ َومَْن أَمَّْ َ‬
‫ذا َوأَنفَ َ‬
‫هَ‬
‫اجتِ َماعَِنا َ‬

‫َعلَْى دُ َعائِنَْا ْاآلن‪َ ‬ر َّبنَْا َعلَيْكَ َت َوك ْلنَْا َو ِإلَيْكَ‬

‫أََنبَنا َو ِإلَيكَ الْ َمصِري ‪َ ‬وبِْكَ اعَتصَْمَنا فَْالَ َتكِ ْلنَْا‬

‫خيْ ْ ِركَ الْكَْ ْثِري ‪‬‬


‫ِإلَْ ْى غَيْ ْ ِركَ َوالَ َتح ِرمنَْ ْا مِْْْن َ‬

‫َواج َعل نُ ُفوسََنا َراضَِي ًة َمرضِْ َّي ًة طَْاهِ َر ًة َنقِيَّْ ًة َوقِهَْا‬

‫سُوءَ التَّدبِري ‪َ ‬ر َّبَنا أَتمِم لََنا نُورََنا َواغْفِر لََنا ِإنَّْكَ‬

‫َعلَ ْى كُ ْلِّ شَ ْىءٍ قَ ْدِير ‪َ ‬و َعافِنَ ْا مِ ْن كُ ْلِّ آفَ ْةٍ‬

‫‪146‬‬
‫ل‬
‫ن َوذِلْةٍ َوبُخْ ٍ‬
‫دةٍ َو َعاهَةٍ َوعِلةٍ َوفَ ْق ٍر َوقِلةٍ َو َدي ٍ‬
‫َوشِ َّ‬

‫ح َركَاتَِنا َوأَر َزاقَِنا‬


‫حَياتَِنا َو َ‬
‫ك لََنا فِى َ‬
‫َوَتبذِيرٍ‪َ ‬وَبارِ ْ‬

‫ل الْكَْْبِري ‪‬‬
‫ل مِنْْكَ يَْْاذَا اْلفَضْْ ِ‬
‫َوذُرِّ َّياتِنَْْا بِفَضْْ ٍ‬

‫جابَْْْةِ َوالْقَبُْْْول ‪َ ‬وَبلِّغنَْْْا الْمُنَْْْى‬


‫إل َ‬
‫َتفَضَّْْْل بِ ْا ِ‬

‫ني ِإلَيْ ْكَ بِجَْ ْاهِ سَْ ْيِّدَِنا‬


‫َوالْمَْ ْ ْأمُول ‪ ‬مَُت َوسِّْ ْلِ َ‬

‫ت َعلَيْهِ‬
‫م أَنبَِيائِْكَ الْذِى أَن َزلْْ َ‬
‫الرَّسُْول ‪ ‬خَْاتِ ِ‬

‫فِى كَِتابِكَ الْمُبِني ‪‬‬

‫وَسَ َال ٌم عَلَى الْ ُمرْسَلِنيَ‬


‫ح ْمدُ لِ َّلهِ رَبِّ ا ْلعَا َلمِنيَ‬
‫وَالْ َ‬
‫‪147‬‬
‫مَدَارِجُ ا ْلقَبُولِ فِى‬
‫الرسُولِ ‪‬‬
‫التَّوَسُّ ِل بِ َّ‬

‫يَا رَفِيعَ الشَّانِ يَا أَبَا الزَّ ْهرَا‬


‫ب لِى قَ ْدرَا‬
‫حسَانِ هَ ْ‬
‫أَنْتَ ذُو اْإلِ ْ‬
‫يَا حَيَاةَ الرُّوحِ يَا أَبَا الطَّاهِ ْر‬
‫جَاهُــكَ الْمَ ْمدُوحُ فِينَــا ظَاهِـ ْر‬
‫أَبَـا إِ ْبرَاهِيمَ نَبْغِى َوصْلَـكْ‬
‫جِ ْئنَــا بِالتَّ ْعظِيمِ َنرْجُـو َفضْلـَكْ‬
‫رَبُّنَا عَ َّالكَ يَا أَبَا الْقَاسِ ْم‬
‫أَنَا مِ ْن ُبشْـرَاكَ جَ ْمـعِى سَـالِـ ْم‬
‫‪148‬‬
‫ختَارُ يُ ْنفَى كَ ْربِى‬
‫بِكَ يَا مُ ْ‬
‫تُكْشَفُ اْألَكْدَارُ يُ ْشـفَى قَلْبِـى‬
‫جلُو النَّاظِ ْر‬
‫نُورُكَ الْوَضَّاحُ يَ ْ‬
‫فِى الْوَرَى قَ ْد الَحَ يَ ْهدِى الْحَائِ ْر‬
‫يَا عَلِىَّ الْجَــاهِ صِلْنَـا يَ ْو ًمـا‬
‫فَعَـلَ ْيـكَ اللَّـهُ صَـ َّلى دَ ْو ًمـا‬

‫‪‬‬

‫‪146‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪‬‬
‫‪1‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪2‬‬ ‫صورة الشيخ على أمني سيالة‬
‫‪3‬‬ ‫فضيلة الشيخ على أمني سيالة‬
‫‪8‬‬ ‫املدقدمة‬
‫‪11‬‬ ‫تعليق على أبيات سيّدى اإلمام الربعىّ‬
‫‪21‬‬ ‫االفتتاح‬
‫‪12‬‬ ‫فصل احلمل‬
‫‪33‬‬ ‫فصل الوالدة‬
‫‪41‬‬ ‫فصل اإلرهاصات وخوارق العادات‬
‫‪12‬‬ ‫فصل الرضاعة‬
‫‪48‬‬ ‫فصل البعثة‬
‫‪14‬‬ ‫فصل أىب الوليد عتبة بن ربيعة‬
‫‪45‬‬ ‫فصل اإلسراء واملعراج‬
‫‪11‬‬ ‫فصل اهلجرة‬

‫‪151‬‬
‫‪14‬‬ ‫فصل بناية مسجده عليه الصالة والسالم‬
‫‪14‬‬ ‫فصل فتح مكة املشرفة‬
‫‪54‬‬ ‫فصل آل البيت رضى اللَّه عنهم‬
‫‪49‬‬ ‫فصل الشمائل‬
‫‪191‬‬ ‫فصل الدعاء‬
‫‪119‬‬ ‫مدارج الدقبول ىف التوسل بالرسول ‪‬‬

‫‪151‬‬

You might also like