You are on page 1of 19

‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬
‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‬
‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫‪-‬مقاربة‬
‫‪MYSTICDISCOURSEIN THE POEM OF THE -ALQADSIAT OF ABDUL RAHMAN AKHDARI-‬‬
‫‪INTERTEXTUALITYAPPROACH‬‬

‫‪‬‬
‫امحمد سحواج‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي ‪-‬الشلف‪(-‬الجزائر) ‪m.sahouaj@univ-chlef.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪0202/20/22 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪0202/29/00:‬‬ ‫تاريخ إلارسال‪0223/20/23 :‬‬


‫ملخص‪:‬‬
‫حيزا منغل ًقا على نفسه‪ ،‬وإّّنا هو امتداد وتفاعل لسياقات خمتلفة‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬ميكن أ ّن نعترب منظومة‬
‫الصويف ً‬
‫ليس النظم ّ‬
‫صويف أو تفاعل لنصوص متنوعة املشارب‪ ،‬إذا استطاع الناظم استحضارها ودجمها يف قالب‬ ‫"القدسيّة" لعبد الرمحن األخضري هي متعدد ّ‬
‫نظمي خاص‪.‬‬
‫الصويف‪ ،‬مستعينني مبا يسمى يف النقد‬‫حناول من هنا أن نقرأ منظومة القدسية يف عالقاهتا بالنّص القرآين واحلديثي والرتاث ّ‬
‫املعاصر مبصطلح "التناص"‪L’interyextuality .‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬التنّاص؛ القدسية؛ عبد الرمحن األخضري؛ القصيدة؛ النّص الصويف‪.‬‬
‫‪ABSTRACT :‬‬
‫‪Mysticpoetry isnotaclosed space on itself, but rather an extension and interaction of diffrent‬‬
‫‪contexts. On this basis we can consider the poem ofthe- alqadsiat- of Abdul Rahman Akhdari as a‬‬
‫‪multi- mystical or interplay of texts of various stripes if the poet can adoptit and incorporate‬‬
‫‪itintoaspecial poetic form.‬‬
‫‪From here we try to read the- alqadsiat in relation to the aquranic, Hadith awd sufi based‬‬
‫‪on the so called contemporary criticism of the term « intertextuality ».‬‬
‫‪Keywords: Intertextuality; Alqadsiat; Abdul Rahman Akhdari; poém; mystic text.‬‬
‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫عرب النقاد منذ القدم عن التّناص كظاهرة حتكم الكتابة الشعرية والكالم مطلقا‪ ،‬وذلك ما أشار إليه أمحد بن أيب‬
‫العريب (ملتبس بعضه ببعض‪ ،‬وآخذ أواخره من أوائله‪ ،‬واملبتدع منه واملخرتع قليل إذا‬
‫ظاهر (ت‪583 :‬ه) إىل أن الكالم ّ‬
‫تصفحه وامتحنته‪ ،‬واحملرتس املتحفظ املطبوع بالغة وشعرا من املتقدمني واملتأخرين ال يسلم أن يكون كالمه آخذا من‬
‫كالم غريه‪ ،‬وإن اجتهد يف االحرتاس (‪ )...‬ومن ظن أن كالمه ال يلتبس بكالم غريه فقد كذب ظنه وفضحه امتحانه)‪.1‬‬
‫وأما التّناص (‪ )lintertextuality‬كمصطلح حديث فهو "تعالق نصوص مع نص حدث بكيفيات‬
‫خمتلفة" ‪ ،‬وصحيح كذلك أن النصوص الشعرية كما يف بعض النظريات األدبية‪ ،‬ماهي إال نتاج حلوار نصوص غائبة‬
‫متفاعلة ومتالقحة‪ ،‬حيث أصبح ظاهرة الفتة للنظر خبصوص جمموعة من النصوص أو نص معني‪ ،‬كماهي احلال بالنسبة‬
‫ملنظومة القدسية لعبد الرمحن األخضري‪ ،‬فهي ليست نصا منغلقا على نفسه‪ ،‬بل هو امتداد وتفاعل لسياقات خمتلفة"‪.2‬‬

‫‪‬المؤلف المرسل‬
‫‪205‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬ميكننا أ ّن نعترب منظومة القدسية هي متعدد صويف لنصوص متنوعة املشارب‪ ،‬إذ استطاع‬
‫عبدالرمحن األخضري (ت‪385 :‬ه) استحضارها واستثمارها يف بناء نص القدسية‪.‬‬
‫ويالحظ من خالل قراءتنا لنص القدسية‪ ،‬أن عبد الرمحن األخضري كان يتجاوز نصوصا أخرى‪ ،‬فكان يستدعيها بني‬
‫الفينة واألخرى إلنتاج دالالت جديدة أو ألداء وظائف تواصلية ضمن سياقها‪ ،‬وقد تنوعت هذه النصوص مابني القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬واحلديث الشريف‪ ،‬والرتاث الصويف‪.‬‬
‫‪.2‬عبد الرحمن األخضري حياته‪ ،‬وآثاره‬
‫‪ 2.2‬حياته‪:‬‬
‫املتصوفة‪،‬‬
‫بالتصوف و ّ‬
‫ّ‬ ‫نشري إىل املالمح الكربى لرتمجة عبد الرمحن األخضري(ت‪385:‬هـ)‪،‬والكشف عن عالقاته‬
‫الصلة العميقة بالعنوان‪.‬‬
‫ملا ذلك من ّ‬
‫الصغري بن حممد بن عامر األخضر‪ ،‬املعروف باألخضري وتعود نسبته إىل الصحايب اجلليل‬ ‫فهو‪ :‬عبد الرمحن بن حممد ّ‬
‫السلمي‪ ،‬نشأ يف الدواودة من أوالد رياح‪ .‬ومل يستطع أحد من املرتمجني له أن حيدد تارخيا مضبوطا‬
‫العباس بن مرداس ّ‬
‫لوالدته‪.‬‬
‫رجح خري الدين الزركلي إىل أن ميالده يف سنة (‪318‬هـ‪1311/‬م)‪ .‬يف حني ذهب عبد الرمحن اجلياليل أن تاريخ‬ ‫وقد ّ‬
‫مولده (‪319‬هـ‪1311/‬م)‪ ،‬أما عادل نويهض فقال أنه ولد عام (‪319‬هـ‪1391/‬م)‪.‬‬
‫الصغري بن حممد بن عامر‪.‬‬
‫وتلقى عبد الرمحن األخضري املبادئ األوىل يف علوم العربية من حنو وأدب من والده حممد ّ‬
‫الصغري وحممد‬
‫السّن منها حممد ّ‬ ‫أما الشيخان اللذان كان هلما أكرب األثر يف توجيهه حنو االهتمام بالتصوف ّ‬
‫اخلرويب (ت‪365:‬هـ)‪،‬الذي تتلمذ على يد امحد الزروق‪.‬‬‫بن علي ّ‬
‫السّن ما ذكره األخضري يف منظومته القدسية حيث قال‪:‬‬
‫الصويف ّ‬ ‫لعل ما يربهن على هذا التأثري ّ‬
‫و ّ‬
‫الصوفِيَّ ْه‬
‫الس َاد ِة ُّ‬
‫ض َّ‬‫‪َ-171‬وقَ َال بَـ ْع ُ‬
‫ص ِادقَ ًة َجلِّيَ ْه‬
‫َم َقالَ ًة َ‬
‫ِ‬
‫‪-171‬إِ َذا َرأَيْ َ‬
‫ت َر ُجالً يَطريُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْو فَـ ْو َق َماء البَ ْح ِر قَ ْد يَسريُ‬
‫‪-175‬وَمل ي ِقف عِْن َد ح ُد ِ‬
‫ود الش َّْرِع‬ ‫ُ‬ ‫ََْ ْ‬
‫فَِإنَهُ ُم ْستَ ْدرِج َوبِ ْد ِعي‬
‫‪َ-171‬و ْاعلَ ْم بِأ َّ‬
‫َن اخلَا ِر َق َّ‬
‫الربَ ِاين‬
‫السنَ ِة وال ُقر ِ‬
‫آن‬ ‫ِ‬
‫لَتَاب ُع ُّ َ ْ‬
‫الصو ِ‬
‫اب‬ ‫الفر ُق بـ ِ ِ‬
‫ني اإلفْك َو َّ َ‬
‫‪َ-173‬و َ ْ َ َْ‬
‫اب‬ ‫السنَ ِة و ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫يـ ْعر ُ ِ‬
‫ف ب ُّ َ‬ ‫َُ‬
‫‪206‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪َ-176‬والش َّْرعُ ِم َيزا ُن األ ُُموِر ُكلِّ َها‬


‫َصلِ َها َوفَـ ْر ِع َها‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َشاه ٌد أل ْ‬
‫وعلق السعيد الورثالين(ت‪1135:‬هـ) على هذه األبيات‪،‬بقوله‪":‬البد للمريد أن جيعل الشرع ميزاناً بني يديه‪،‬ألنه‬
‫‪3‬‬
‫حَت وإن ظهرت الكرامة‬ ‫الصحيح والفاسد واحلق والباطل" ‪ ،‬ويقول‪َ ":‬‬ ‫هو ميزان األمور كلها‪،‬وبه يعرف األصل والفرع و َ‬
‫النب‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪،-‬فهي استدراج ومكر وخديعة"‪.4‬‬ ‫على يد البدعي املخالف لسنَة َ‬
‫ومن هنا‪ ،‬استطاع عبد الرمحن األخضري أ ّن ميثل نقاء التصوف الذي يستلهم مادته ووظيفته ومرجعه ومقصده من‬
‫الكتاب وسنة‪.‬‬
‫و يُع ّد عبد الرمحن األخضري ممثالً للتيار املناهض للتصوف الفلسفي‪ ،‬ومن العاملني على تسنني أغراضه وإبعاد‬
‫الصوفية املبتدعني املخالفني للسنّة‪ ،‬فيقول‪:6‬‬ ‫البدعة عنه ‪ ،‬حيث جنده يُنكر بشدة على أهل ّ‬
‫‪5‬‬

‫الذ ْك ِر أَ ْن الَ يَ ْس ُق َ‬
‫ط‬ ‫‪ِ-73‬من ُشر ِ‬
‫وط ِّ‬
‫ْ ُ‬
‫وف ا ِإل ْس ِم أ َْو يـُ ْفَر َط‬ ‫بـعض حر ِ‬
‫َ ْ ُ ُُ‬
‫اس ِ‬‫ض ِمن منَ ِ‬
‫الش ِر َيع ْه‬
‫ك َّ‬ ‫‪ِ-89‬يف الْبَـ ْع ِ َ َ‬
‫ك بِ ْد َعةٌ َشنِ َيع ْه‬‫َع ْمداً فَتِلْ َ‬
‫يق‬ ‫الصراخ والت ِ‬
‫َّصف ُ‬
‫ص َو ُّ َ ُ َ ْ‬ ‫الرقْ ُ‬
‫‪َ-81‬و َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع ْمداً بِذ ْك ِر اهلل َال يَل ُ‬
‫يق‬
‫وهبذه األبيات يكون عبد الرمحن قد تطرق إىل التصوف املبّن على قواعد الشريعة (الكتاب والسنة)‪،‬واستبعاد كل‬
‫املمارسات والطقوس غري امللتزمة بالشرع؛ أي البدع واليت أنكرها يف منظومة القدسية‪،‬منها‪:‬إسقاط بعض حروف االسم‬
‫اجلاللة "اهلل"‪ ،‬والرقص والصراخ والتصفيق والتمزيق‪،‬والتحريق أثناء الذكر‪"،‬وهذه بدع شنيعة يكفى يف شناعتها خمالفة‬
‫السنة النبويَة"‪.7‬‬
‫َ‬
‫ويذكر عبد الرمحن األخضري يف األبيات السابقة بذكر األوصاف القبيحة والبدع الشنيعة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪-1‬ذكر اهلل بتغيري تارة بالزيادة وتارة بالنقصان‪،‬وتارة على وجه االستهزاء والسخرية‪.‬‬
‫الصياح كنبح الكالب‪.‬‬ ‫‪-1‬البكاء و َ‬
‫الشطح كشطحات احلمري‪.‬‬ ‫‪-5‬الرقص و َ‬
‫‪ 2.2‬آثاره‪:‬‬
‫ذكر السعيد الورثالين(ت‪1135:‬هـ) أن عبد الرمحن األخضري ألف يف خمتلف العلوم النقلية والعقلية شعرا ونثرا‪ ،‬وقد‬
‫زادت مؤلفاته على الثالثني ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫منظومة يف علم الفلك مساها بـ"السراج املنري يف علم الفلك" عدد أبياهتا مخسمائة بيت‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أزهر املطالب يف علم اهليأة واألفالك والكواكب ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪207‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫الصوري مع شرحه ‪ ،‬عنوهنا بـ"السلم املرنوق"‪.‬‬


‫منظومة يف علم املنطق ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫الدرة البيضاء"‪ ،‬عدد أبياهتا مخسمائة بيت‪.‬‬
‫منظومة يف علمي احلساب والفرائض مع شرحها‪ ،‬مساها " ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫منظومة يف البالغة عنوهنا بـ"اجلوهرة املكنون يف ثالثة فنون"(املعاين‪ ،‬والبيان والبديع) مع شرحها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الدرة البهية "‪.‬‬
‫منظومة لكتاب األجرومية يف النحو مسّاها " ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -7‬منظومة يف علم احلساب‪.‬‬
‫‪ -8‬شرح العقيدة الصغرى يف التوحيد للشيخ السنوسي‪ ،‬وعنوهنا بـ"الفائدة الغراء يف التوحيد"‪.‬‬
‫‪ -3‬خمتصر يف فقه العبادات على مذهب اإلمام مالك بن أنس‪.‬‬
‫الرد على املبتدعني عدد أبياهتا ثالمثائة وستة وأربعني بيتا‪.‬‬‫‪ -19‬منظومة القدسيّة يف ّ‬
‫‪ -11‬الالمية يف املدح النبوي ‪ ،‬وتضم مائتني وأربعة ومخسني بيتا‪.‬‬
‫‪ -11‬الرائية يف املدح النبوي عدد أبياهتا أربعة وستون بيتا‪.‬‬
‫‪ -15‬التائية يف املدح النبوي عدد أبياهتا ثالثون بيتا‪.‬‬
‫‪ -11‬الرائية يف مدح سيدي خالد وضمت أربعني بيتا‪.8‬‬
‫‪9‬‬
‫وتويف عبد الرمحن األخضري يف عام (‪385‬هـ‪1373/‬م)‬
‫األخضري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الصوفي في منظومة القدسيّة لعبد الرحمن‬
‫‪.3‬التّناص في الخطاب ّ‬
‫لكن يرجع أصلها اللغوي إىل مادة "نصص"‪ ،‬وقد أسهب ابن منظور‬
‫فلفظة "التّناص" مل ترد يف املعاجم العربيّة القدمية؛ و ّ‬
‫الرتسيمة اآلتية‪:‬‬
‫يف شرح هذه املادة اللّغوية‪،‬وميكننا توضيح دالالهتا كما وردت يف لسان العرب هبذه ّ‬
‫‪:‬‬
‫صص‬ ‫ما‬

‫ص‬ ‫‪ ،،1994‬م ‪ ،07:‬ما ‪ (10‬صص)‪ .‬ما‬


‫‪ ،03:‬وت‪ 7-‬لبنان‪8 ،‬‬ ‫العرب‪ ،‬ار ‪ 5‬ا ر ‪،‬‬
‫منظور(ت‪ ،) 3711:‬ل ان ‪4‬‬ ‫‪ - 1‬نظر‪ :‬ا ن‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬ ‫ار‬ ‫ال ّر‬
‫ا ستقا‬ ‫ا ستوا‬ ‫ال ا ة‬ ‫البلو‬ ‫ا‬ ‫الش ر‬ ‫الظ ور‬ ‫الرف‬
‫اللف‬ ‫الشد د‬
‫الشكل‪ .2‬عنوان الشكل(ّنوذج عن الشكل‪)1‬‬
‫مير إالّ بالعودة إىل املفهوم اللغوي للنص‪،‬‬
‫عامة‪ ،‬وهي أ ّن املفهوم اللغوي للتّناص ال ّ‬
‫ومن هذه الرتسيمة خنلص إىل فكرة ّ‬
‫وهذا ما يؤكده تيفان مسولت " ‪ "TaiphaineSamoyault‬يف مقولته والّيت يقول فيها‪":‬النّص والتناص مها قطبان ال‬
‫ميكن الفصل بينّهما"*‪.10‬‬

‫‪208‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪2.3‬التّناص القرآ ي في منظومة القدسيّة‪:‬‬


‫الصويف أحوج إىل النّص‬ ‫يعد القرآن الكرمي النّص املركزي املؤسس للبنيّة الثّقافية ملنظومة "القدسيّة"‪ .‬كان معناها ّ‬
‫‪11‬‬
‫الصوفية القبول واحلجة‪ ،‬فمن اقتباساته القرآنية‪ ،‬قوله‪:‬‬ ‫القرآين‪ ،‬وهذا إلكساب معرفتها ّ‬
‫العالَ ِمني أَبْـتَ ِدي‬
‫ب َ‬ ‫‪ِِ-91‬بَ ْم ِد َر ِّ‬
‫ص َالتِِه َعلَى ُحمَ َّم ِد‬
‫ُُثَّ َ‬
‫صلُّو َن َعلَى النَّبِ ِّي َا أَُّ َ ا الَّ ِذ َن آ ََمنُوا َ لُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا‬ ‫ِ‬
‫يتناص هذا البيت مع قوله تعاىل ‪﴿:‬إِ َّن اللَّ َه َوَم ََلئ َكتَهُ ُ َ‬
‫يما ﴾‪.12‬‬ ‫ِ‬
‫تَ ْ ل ً‬
‫استثمر عبد الرمحن األخضري هذه اآلية وما حتيل عليه من أن حممدا صلى اهلل عليه وسلم "هو الواسطة بني اهلل‬
‫وبني العباد ‪،‬ومجيع نعم الواصلة هلم ‪،‬اليت أصلها اهلداية لإلسالم ‪،‬إّنَا هي بركاته صلى اهلل عليه وسلم ؛وعلى يديه وتوسالً‬
‫‪13‬‬
‫يف قبول احلمد وإمتام املراد"‬
‫واستخدم عبد الرمحن األخضري للقرآن الكرمي –أيضا‪ -‬يف موضع آخر ‪ ،‬فقال‪: 14:‬‬
‫اها‬‫‪-118‬أَفْـلَ َح َواهلل ْام ُرٌؤ َزَّك َ‬
‫اها‬
‫اب َم ْن َد َّس َ‬
‫يَـ ْوماً َك َما قَ ْد َخ َ‬
‫ورد هذا البيت يف اآلية القرآنية‪،‬يف قوله تعاىل‪﴿:‬قَ ْد أَفْ لَ َح َم ْن َزَّكا َ ا َوقَ ْد َخ َ‬
‫اب َم ْن َ َّسا َ ا﴾‪ ،15‬ففي هذا‬
‫النص القرآين عن طريق البنية اللفظية اليت حافظ على هندستها‪،‬وعلى مستوى البنية الداللية فيها‪،‬أيَن‬ ‫البيت تناص مع َ‬
‫حاول أن يبني لنا مصطلح التزكية وهو تطهري النفس من الذنوب والشهوات‪.‬‬
‫والظاهر أ َن عبد الرمحن األخضري كان مفتوناً بالقرآن الكرمي ومصطلحاته ومعانيها‪،‬فراح يستثمرها يف سياقات أخرى‬
‫ضمن بناء منظومة "القدسية"‪،‬مثل قوله‪:16‬‬
‫‪-15‬فَ َم ْن يَ ُك ْن لِنَـ ْف ِس ِه ُم َكْب ِكباَ‬
‫َعلَى َه َو َاها َملْ يَـَزْل ُْحمتَ ِجباَ‬
‫ورد هذا البيت يف سياق احلديث عن هوى النفس؛فهو عنده أحد احلجب املانعة من ظهور املغيبات وانطباعها يف‬
‫القلب‪ ،‬وهو حال الكشف واملشاهدة‪.‬‬
‫وهبذا يكون عبد الرمحن األخضري قد اقتبس البنية العميقة ملصطلح اهلوى املوظف يف هذا البيت من نص اآلية‬
‫س َع ِن الْ َ َوى﴾‪.17‬‬ ‫ِ‬
‫اف َم َقا َ َرِّه َوَ َ ى النَّ ْف َ‬
‫القرآنية‪َ ﴿:‬وأ ََّما َم ْن َخ َ‬
‫الصويف عدة دالالت ومعاين من القرآن الكرمي ‪،‬يقول عبد الرمحن‬ ‫ألبس عبد الرمحن األخضري املصطلح َ‬
‫األخضري‪:18‬‬
‫‪-113‬فَأَيْ َن َم ْن أَلْ َقى نِ َع َال النَّـ ْف ِ‬
‫س‬
‫اط ِئ َو ِاد ُ‬
‫الق ْد ِس‬ ‫إِ َذ ح َّل ِيف َش ِ‬
‫َ‬
‫الو ِادي‬ ‫‪-116‬وانْس الن ِ‬
‫ُّور ب َذ َاك َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪209‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫وز ِم ْن َش َجَرِة الْ ُمنَ ِادي‬


‫يَـ ُف ُ‬
‫الو ِاد امل َقد ِ‬
‫َّس طَُوى‬ ‫َ‬
‫َّك بِ‬
‫‪-117‬إِن َ‬
‫ُ‬
‫فَـيَ ْكتَ ِسي ِم ْن ُحلِ َل النُّوِر قُـ َوى‬
‫يشرح السعيد الورثالين (ت‪1135:‬هـ) هذه اآلبيات‪ ،‬فيقول‪":‬إن الشخص متوجه هلل تبارك وتعاىل والقاصد‬
‫وحل مبقامات القرب وترك عالئق النفس‪ ،‬واشتغل مبا هو أعظم من ذلك وهو الواىل تبارك وتعاىل؛لكون‬ ‫إليه إذا نزل َ‬
‫وادي القدس وهو كناية عن حمل القرب وإبصار النور حني جتلَى احلق يف ذلك الوادي‪،‬وهو أثر الوارد الذي يرد عليه من‬
‫احلق سبحانه وتعاىل"‪.19‬‬ ‫قبل َ‬
‫الصوفية اآلتية‪:‬االتَصال والقرب واملشاهدة‪،‬نور اجلالل‬ ‫وظف الوادي املقدس وحلل النور ليبني املصطلحات َ‬
‫واجلمال‪.‬‬
‫ال ِألَ ْ لِ ِه ْام ُكثُوا إِِّي َآ َ ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ويكون عبد الرمحن األخضري قد استعان باآليات القرآنية اآلتية‪﴿:‬إِ ْذ َرأَى َ ًارا فَ َق َ‬
‫وسى (‪ )22‬إِِّي أََا َرُّ َ‬
‫ك فَا ْخلَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ًارا لَ َعلِّي آَتِي ُك ْم ِم ْن َ ا َِقبَ ٍ‬
‫س أ َْو أَج ُد َعلَى النَّا ِر ُ ًدى (‪ )21‬فَ لَ َّما أَتَا َ ا ُو َي َا ُم َ‬
‫س طًُوى (‪،20﴾)22‬ويقول أيضا يف مقام آخر‪:‬‬ ‫ك ِال َْوا ِ ال ُْم َق َّد ِ‬
‫ك إَِّ َ‬
‫َ ْعلَْي َ‬
‫َّملِّي‬
‫‪َ-119‬وُرَّمبَا َخ َامَرَه الت َ‬
‫َّجلِي‬ ‫ِ‬
‫فَـتَـ ْع َِرتيه َ‬
‫ص ْع َقةُ الت َ‬
‫شرح هذا البيت السعيد الورثالين (ت‪1135:‬هـ) فقال‪:‬إ ّن إذا جتلَى احلق سبحانه وتعاىل على قلب املريد بأنواع‬
‫التَجليات‪،‬واحلالة أ َن قلبه ال يطيق محل ذلك‪،‬ألن اخللق ال بقاء له مع احلق أصابته سآمة وملل عن محل ما ورد‬
‫عليه‪،‬فعرتته صعقة التَجلي"‪.21‬‬
‫ودالالهتا‪،‬اليت أراد عبد الرمحن األخضري أن يوصلها إىل املريد‪،‬وهي‪:‬‬
‫َ‬ ‫الصوفيَة‬ ‫وجتلّت لنا املصطلحات َ‬
‫الصعق والتَجلى‪.‬‬
‫الفناء والبقاء و َ‬
‫ب‬
‫ال َر ِّ‬ ‫وسى لِ ِمي َقاتِنَا َوَكلَّ َمهُ َرُّهُ قَ َ‬
‫ويظهر أن عبد الرمحن األخضري سار يف سياق اآلية القرآنية‪َ ﴿:‬ولَ َّما َجا َ ُم َ‬
‫ِ‬ ‫استَ َق َّر م َكا َهُ فَ و َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَ ِرِي أَْظُْر إِلَْي َ‬
‫ف تَ َرا ي فَ لَ َّما تَ َجلَّى َرُّهُ لل َ‬
‫ْجبَ ِل َج َعلَهُ‬ ‫َْ‬ ‫ْجبَ ِل فَِإن ْ َ‬ ‫ال لَ ْن تَ َرا ي َولَك ِن ا ْظُْر إِلَى ال َ‬ ‫ك قَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ت إِلَْي َ‬ ‫وسى َ ِع ًقا فَ لَ َّما أَفَ َ‬
‫ين (‪،22﴾)115‬وبذلك يكون قد عمل‬ ‫ك َوأََا أ ََّو ُل ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫ك تُ ْب ُ‬
‫ال ُس ْب َحا َ َ‬ ‫اق قَ َ‬ ‫َ ًّكا َو َخ َّر ُم َ‬
‫على حتويل سياق النَص القرآين املتناص معه فجعل‪":‬من جتلَى ربه" حاالً أشرقت منه أنوار احلق قلب املقبل‬
‫عليه‪،‬ومن"خر موسى صعقا"‪،‬فناء للخلق وبقاء للحق تعاىل‪.‬‬
‫ويستعني أيضا بقصة موسى عليه السالم ورؤيته هلل ِببل الطّور واليت تشكل جزءًا من الثقافة واملعرفة اإلسالميّة‪،‬‬
‫الصويف من عامل املادة‬ ‫السفر ّ‬ ‫صويف حييل على حمطة بارزة من حمطات ّ‬ ‫الصوفية‪ ،‬وطور هو مصطلح ّ‬ ‫وجانبًا من املعتقدات ّ‬
‫‪23‬‬
‫حنو عامل الروح املطلق(النور‪ ،‬فهو مقام حتول إىل حال خبصوصية عرفانية)‪.‬ويظهر ذلك يف قوله‪:‬‬
‫حل ِمْنـ َها بِ َسنام الطّوِر‬‫‪-61‬ما َّ‬
‫امرؤ ُمؤيِّ ٌد بالنُّوِر‬
‫إالَّ ُ‬
‫‪210‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫جيعلنا األخضري من خالل سياق البيت أمام "حتول داليل"‪،‬وهو أن الطور اجلبل الذي كلم عليه موسى‪-‬عليه‬
‫السالم‪-‬حتول إىل مصطلح صويف ميثل مقاما رفيعا ال يصل إليه إالَ وهبًا من احلق تعاىل(النور)‪.‬‬
‫الصوفية؛فنقول إن رؤية اهلل هي رؤية نورانية ما‬
‫وقد نذهب بتأويل هذا البيت إىل أبعد مما سبق‪،‬إذا استبصرنا املرجعيَة َ‬
‫دامت قد صدرت عن نور من اهلل‪ ،‬واخللفيّة هنا هي مفهوم احلقيقة اإلهلية يف اإلنسان‪ 24‬عند حمي ال ّدين بن‬
‫عريب*(ت‪658:‬هـ)‪.‬‬
‫اليت جاء هبا القرآن الكرمي‪،‬‬
‫الصوفية‪-‬يف منظومة "القدسية"‪-‬من األلفاظ َ‬ ‫وظف عبد الرمحن األخضري جل مصطلحاته َ‬
‫الصبا‪،‬‬
‫وأكدهتا األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬ومنها‪ :‬الذكر‪ ،‬اإلنابة واخلوف‪ ،‬والزهد واإلخالص‪ ،‬والتقوى‪،‬واهلوى‪ ،‬و َ‬
‫والكشف‪ ،‬والتَجلي‪ ،‬والصدق والنور والطور‪،‬والقلب‪ ،‬واللوح‪ ،‬واجملاهدة‪ ،‬والظاهر والباطن‪،‬واملراقبة‪ ،‬والقرب‪ ،‬واحلال واملقام‬
‫واحلقيقة‪ ،‬والشريعة‪.‬‬
‫وسنجمل أهم املصطلحات الصوفية املستعارة من القرآن الكرمي يف اجلدول اآليت‪:‬‬
‫اإلحالة القرآ ية (ال ور ورقم اآل ة)‬ ‫الصوفي عند‬
‫المصطلح ّ‬
‫عبد الرحمن األخضري‬
‫ال ِألَ ْ لِ ِه ْام ُكثُوا إِِّي‬
‫وسى (‪ )9‬إِذْ َرأَى َ ًارا فَ َق َ‬ ‫اك َحد ُ ُم َ‬
‫﴿و ل أَتَ َ ِ‬
‫ََ ْ‬
‫س أ َْو أ َِج ُد َعلَى النَّا ِر ُ ًدى (‪)21‬‬ ‫ت َ ًارا لَ َعلِّي آَتِي ُك ْم ِمنْ َ ا َِقبَ ٍ‬‫َآ َ ْ ُ‬
‫التّجلي‬
‫ك ِالْوا ِ‬ ‫ِ‬
‫ك إَِّ َ َ‬ ‫ك فَا ْخلَ ْ َ ْعلَْي َ‬ ‫وسى (‪ )22‬إِِّي أََا َرُّ َ‬ ‫فَ لَ َّما أَتَا َ ا ُو َي َا ُم َ‬
‫س طًُوى (‪﴾)11‬سورة طه‪.‬‬ ‫ال ُْم َق َّد ِ‬
‫س َع ِن الْ َ َوى﴾سورة النازعات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اف َم َقا َ َرِّه َوَ َ ى النَّ ْف َ‬
‫﴿ َوأ ََّما َم ْن َخ َ‬ ‫اهلوى‬
‫ف لَ ْوَ أَ ْن‬ ‫ِ‬
‫ال أَ ُو ُ ْم إِِّي َألَج ُد ِر َح ُ ُ‬
‫وس َ‬ ‫ت ال ِْع ُير قَ َ‬ ‫صلَ ِ‬ ‫﴿ َولَ َّما فَ َ‬
‫ون(‪﴾)31‬سورة يوسف‪.‬‬ ‫تُ َفنِّ ُد ِ‬ ‫الصبا‬
‫ّ‬

‫لَ ْم َ ُكوَا‬ ‫استَ ْش ِ ُدوا َش ِ ي َد ْ ِن ِم ْن ِر َجالِ ُك ْم فَِإ ْن‬ ‫ِ ِ‬


‫﴿فَ لْيُ ْمل ْل َوليُّهُ ِال َْع ْد ِل َو ْ‬
‫إِ ْح َدا ُ َما‬ ‫ض َّل‬‫الش َ َدا ِ أَ ْن تَ ِ‬ ‫ض ْو َن ِم َن ُّ‬ ‫ان ِم َّم ْن تَ ْر َ‬
‫رجلَْي ِن فَ رجل و ْامرأَتَ ِ‬
‫َُ ٌ َ َ‬ ‫َُ‬
‫الش َ َدا ُ إِذَا َما ُعُوا َوَ تَ ْ أ َُموا أَ ْن‬ ‫ْب ُّ‬ ‫فَ تُ َذِّك َر إِ ْح َدا ُ َما ْاألُ ْخ َرى َوَ َأ َ‬
‫لش ا َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْكتبوه ِيرا أَو َكبِيرا إِلَى أَجلِ ِه ذَلِ ُكم أَقْ ُ ِ‬
‫ط ع ْن َد اللَّه َوأَق َْو ُ ل َّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ َ ً ْ ً‬ ‫الويل‬
‫س‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫َّ‬
‫َوأَ ْ َى أَ تَ ْرتَا ُوا إ أَ ْن تَ ُكو َن ت َج َارً َحاض َرً تُد ُروَ َ ا َ ْي نَ ُك ْم فَ لَْي َ‬
‫ب َوَ‬ ‫ض َّ ِ‬ ‫اح أََّ تَ ْكتُبُو َ ا َوأَ ْش ِ ُدوا إِذَا تَ بَا َ ْعتُ ْم َوَ ُ َ‬
‫ار َكات ٌ‬ ‫َعلَْي ُك ْم ُجنَ ٌ‬
‫َش ِ ي ٌد َوإِ ْن تَ ْف َعلُوا فَِإ َّهُ فُ ُ و ٌق ِ ُك ْم َواتَّ ُقوا اللَّهَ َوُ َعلِّ ُم ُك ُم اللَّهُ َواللَّهُ ِ ُك ِّل‬
‫يم (‪﴾)181‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫َش ْي َعل ٌ‬
‫يب (‪﴾)55‬سورة ق‪.‬‬ ‫ْب ُمنِ ٍ‬‫ب َو َجا َ َِقل ٍ‬ ‫﴿ َم ْن َخ ِش َي َّ‬
‫الر ْح َم َن ِالْ َْي ِ‬ ‫اإلنابة‬

‫‪211‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫اب َم ْن َ َّسا َ ا (‪﴾)19‬سورة الشمس‪.‬‬ ‫﴿قَ ْد أَفْ لَ َح َم ْن َزَّكا َ ا (‪َ )9‬وقَ ْد َخ َ‬ ‫التّزكية‬
‫ش ْفنا ع ْن َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُر َك الْيَ ْوَ‬
‫ك غطَا َ َك فَ بَ َ‬ ‫ت فِي غَ ْفلَ ٍة م ْن َ َذا فَ َك َ َ َ‬ ‫﴿لَ َق ْد ُك ْن َ‬ ‫الكشف‬
‫َح ِد ٌد﴾سورة الشمس‪.‬‬
‫ول لَهُ ُك ْن فَ يَ ُكو ُن (‪﴾)19‬سورة‬ ‫﴿إَِّ َما قَ ْولُنَا لِ َش ْي ٍ إِذَا أ ََر ْ َاهُ أَ ْن َ ُق َ‬
‫احلضرة‬
‫النحل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫﴿ َوالذ َن َجا َ ُدوا فينَا لَنَ ْ د َنَّ ُ ْم ُسبُ لَنَا َوإِ َّن اللَّهَ لَ َم َ ال ُْم ْح ن َ‬
‫ين‬
‫(‪﴾)63‬سورة العنكبوت‪.‬‬ ‫اجملاهدة‬

‫ت الَّ ِذ َن آ ََمنُوا َو ُ ًدى‬ ‫ْح ِّق لِيُثَبِّ َ‬


‫ك ِال َ‬ ‫س ِم ْن َرِّ َ‬ ‫وح الْ ُق ُد ِ‬ ‫﴿قُ ْل َ َّزلَهُ ُر ُ‬ ‫التقديس‬
‫ين (‪﴾)191‬سورة النحل‪.‬‬ ‫و ْشرى لِل ِ ِ‬
‫ْم ْ لم َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫ال لَ ْن‬ ‫ك قَ َ‬ ‫ب أَ ِرِي أَ ْظُْر إِلَْي َ‬ ‫ال َر ِّ‬ ‫وسى لِ ِمي َقاتِنَا َوَكلَّ َمهُ َرُّهُ قَ َ‬ ‫﴿ َولَ َّما َجا َ ُم َ‬
‫ف تَ َرا ِي فَ لَ َّما‬ ‫ِ‬
‫ْجبَ ِل فَِإ ِن ْ‬ ‫ِ‬
‫استَ َق َّر َم َكا َهُ فَ َ ْو َ‬ ‫تَ َرا ي َولَك ِن ا ْظُْر إِلَى ال َ‬ ‫الصعق‬
‫وسى َ ِع ًقا فَ لَ َّما أَفَا َق قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ال ُس ْب َحا َ َ‬ ‫ْجبَ ِل َج َعلَهُ َ ًّكا َو َخ َّر ُم َ‬ ‫تَ َجلَّى َرُّهُ لل َ‬
‫ين (‪﴾)115‬سورة األعراف‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ت إِلَْي َ‬
‫ك َوأََا أ ََّو ُل ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫تُ ْب ُ‬
‫ك‬ ‫وم َ ا َوَ ِ َما ُؤ َ ا َولَ ِك ْن َنَالُهُ التَّ ْق َوى ِمنْ ُك ْم َك َذلِ َ‬ ‫ال اللَّهَ لُ ُح ُ‬ ‫﴿ لَ ْن َنَ َ‬
‫ين (‪﴾)57‬سورة‬ ‫ِِ‬
‫ش ِر ال ُْم ْح ن َ‬ ‫َّرَ ا لَ ُك ْم لِتُ َكبِّ ُروا اللَّهَ َعلَى َما َ َدا ُك ْم َوَ ِّ‬ ‫َسخ َ‬ ‫التقوى‬
‫احلج‪.‬‬
‫ان (‪﴾)16‬سورة الرمحن‪.‬‬ ‫اف م َقا رِِّه جنَّتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َول َم ْن َخ َ َ َ َ َ‬ ‫اخلوف‬
‫اج ِ َ ْدعُو َن َرَّ ُ ْم َخ ْوفًا َوطَ َم ًعا َوِم َّما‬ ‫ضِ‬ ‫﴿تَ تَ َجافَى ُجنُوُ ُ ْم َع ِن ال َْم َ‬
‫الرجاء‬
‫َرَزقْنَا ُ ْم ُ ْن ِف ُقو َن (‪﴾)16‬سورة السجدة‪.‬‬
‫س َأل ََّم َارٌ ِال ُّ وِ إَِّ َما َرِح َم َرِّي إِ َّن َرِّي‬ ‫﴿ َوَما أَُ ِّر ُ ِ ِ َّ‬
‫ئ َ ْف ي إن النَّ ْف َ‬
‫غَ ُف ِ‬ ‫النّفس‬
‫يم (‪﴾ )35‬سورة يوسف‪.‬‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وح ِم ْن أ َْم ِر َرِّي َوَما أُوتِيتُ ْم ِم َن الْعِل ِْم إَِّ‬ ‫الر ُ‬ ‫وح قُ ِل ُّ‬ ‫الر ِ‬‫ك َع ِن ُّ‬ ‫﴿ َوَ ْ أَلُوَ َ‬
‫الروح‬
‫قَلِ ًيَل (‪﴾)83‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫ص ٌير‬ ‫ك وَ تَطْ َوا إَِّهُ ِما تَ ْعملُو َن ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اب َم َع َ َ‬ ‫ت َوَم ْن تَ َ‬ ‫استَ ِق ْم َك َما أ ُِم ْر َ‬
‫﴿فَ ْ‬ ‫االستقامة‬
‫(‪﴾)111‬سورة هود‪.‬‬
‫اف َم َق ِامي َو َخ َ‬
‫اف‬ ‫ك لِ َم ْن َخ َ‬ ‫ض ِمن َ ْع ِد ِ ْم ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َولَنُ ْ كنَ نَّ ُك ُم األ َْر َ‬
‫يد(‪﴾)11‬سورة إبراهيم‬ ‫و ِع ِ‬ ‫املقام‬
‫َ‬

‫‪212‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫الزا ِ ِد َن‬ ‫س َ َرا ِ َم َم ْع ُدو َ ٍ َوَكا ُوا فِ ِيه ِم َن َّ‬ ‫﴿ َو َش َرْوهُ ِثَ َم ٍن َ ْخ ٍ‬
‫الزهد‬
‫ّ‬
‫(‪﴾)19‬سورة يوسف‪.‬‬
‫ون (‪﴾)131‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫﴿فَاذْ ُكروِي أَذْ ُكرُكم وا ْش ُكروا لِي وَ تَ ْك ُفر ِ‬ ‫ال ّذكر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫ُ‬
‫س َع ِن الْ َ َوى (‪﴾)19‬سورة‬ ‫ِ‬
‫اف َم َقا َ َرِّه َوَ َ ى النَّ ْف َ‬ ‫﴿ َوأ ََّما َم ْن َخ َ‬
‫اهلوى‬
‫النازعات‪.‬‬
‫ضا أ َْو َعلَى َس َف ٍر فَ ِع َّد ٌ ِم ْن أََّاٍ‬ ‫ات فَ َم ْن َكا َن ِم ْن ُك ْم َم ِر ً‬ ‫﴿أََّاما م ْع ُدو َ ٍ‬
‫ً َ‬
‫ِ‬
‫ع َخ ْي ًرا فَ ُ َو َخ ْي ٌر‬ ‫ُخ َر َو َعلَى الَّ ِذ َن ُ ِطي ُقوَهُ فِ ْد َةٌ طَ َعا ُ م ْ ِكي ٍن فَ َم ْن تَطََّو َ‬ ‫أَ‬ ‫‪-‬املسافر‬
‫وموا َخ ْي ٌر لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن (‪﴾)181‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫صُ‬ ‫لَهُ َوأَ ْن تَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ََل َ‬‫يموا َّ‬ ‫الد َن ُحنَ َفا َ َوُق ُ‬ ‫ين لَهُ ِّ‬ ‫﴿ َوَما أُم ُروا إَِّ ليَ ْعبُ ُدوا اللَّ َه ُم ْخلص َ‬ ‫اإلخالص‬
‫ك ِ ُن الْ َقيِّ َم ِة (‪﴾ )3‬سورة البينة‪.‬‬ ‫الزَكا َ َوذَلِ َ‬
‫َوُ ْؤتُوا َّ‬
‫وظ (‪﴾)11‬سورة الربوج‪.‬‬ ‫﴿فِي لَو ٍح مح ُف ٍ‬ ‫الّلوح احملفوظ‬
‫ْ َْ‬
‫شا ُ ِم ْن‬ ‫وح ِم ْن أ َْم ِرِه َعلَى َم ْن َ َ‬ ‫ش ُل ِْقي ُّ‬
‫الر َ‬ ‫ات ذُو ال َْع ْر ِ‬ ‫الدرج ِ‬
‫﴿ َرفي ُ َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫الفقر‬
‫ِعبَا ِ ِه لِيُ ْن ِذ َر َ ْوَ الت َََّل ِق (‪﴾)13‬سورة غافر‪.‬‬
‫﴿ َوالطُّوِر (‪﴾ )1‬سورة الطور‪.‬‬ ‫الطور‬
‫ب ِر ُح ُك ْم َوا ْ بِ ُروا إِ َّن‬ ‫َطيعُوا اللَّ َه َوَر ُسولَهُ َوَ تَ نَ َازعُوا فَ تَ ْف َ‬ ‫﴿وأ ِ‬
‫شلُوا َوتَ ْذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الصرب‬
‫الصاِ ِر َن (‪﴾)16‬سورة األنفال‪.‬‬ ‫اللَّهَ َم َ َّ‬
‫ك َوَما َو َّ ْي نَا‬ ‫وحا َوالَّ ِذي أَ ْو َح ْي نَا إِلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫الد ِن َما َو َّى ِه ُ ً‬ ‫ع لَ ُك ْم ِم َن ِّ‬ ‫﴿ َش َر َ‬
‫الد َن َوَ تَ تَ َف َّرقُوا فِ ِيه َكبُ َر َعلَى‬ ‫يموا ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫وسى َوعي َ ى أَ ْن أَق ُ‬ ‫يم َوُم َ‬ ‫ه إ ْ َرا َ‬ ‫الشريعة‬
‫ين َما تَ ْدعُو ُ ْم إِلَْي ِه اللَّهُ َ ْجتَبِي إِلَْي ِه َم ْن َ َشا ُ َوَ ْ ِدي إِلَْي ِه َم ْن‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫يب (‪﴾)15‬سورة الشورى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُن ُ‬
‫ات‬‫ضتُم ِمن َعرفَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫﴿لَيس علَي ُكم جناح أَ ْن تَ بت ُوا فَ ْ ِ‬
‫ض ًَل م ْن َرِّ ُك ْم فَإ َذا أَفَ ْ ْ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ َ ْ ْ َُ ٌ‬
‫ْح َراِ َواذْ ُك ُروهُ َك َما َ َدا ُك ْم َوإِ ْن ُكنْتُ ْم ِم ْن قَ ْبلِ ِه‬ ‫ِ‬
‫فَاذْ ُك ُروا اللَّهَ عنْ َد ال َْم ْش َع ِر ال َ‬ ‫املشاهدة‬
‫ِ‬
‫ين (‪﴾)138‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫لَم َن الضَّالِّ َ‬
‫ِ‬
‫ْح َّق ِالْبَاط ِل َوتَ ْكتُ ُموا ال َ‬
‫ْح َّق َوأَ ْتُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن (‪﴾)11‬‬ ‫﴿ َوَ تَ لْبِ ُ وا ال َ‬ ‫احلقيقة‬
‫ور (‪﴾)13‬سورة غافر‪.‬‬ ‫﴿ َ ْعلَ ُم َخائِنَةَ ْاألَ ْعيُ ِن َوَما تُ ْخ ِفي ُّ‬
‫الص ُد ُ‬ ‫املراقبة‬
‫يم (‪﴾)83‬سورة الواقعة‪.‬‬ ‫ح َوَرْ َحا ٌن َو َجنَّةُ َ ِع ٍ‬ ‫﴿ فَ َرْو ٌ‬ ‫القرب‬
‫ان وإِ تا ِ ِذي الْ ُقر ى و ْن ى ع ِن الْ َفح َشا ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ ََ َ َ‬ ‫اإل ْح َ ِ َ َ‬ ‫﴿إِ َّن اللَّ َه َأ ُْم ُر ِال َْع ْد ِل َو ِْ‬
‫اإلحسان‬
‫َوال ُْمنْ َك ِر َوالْبَ ْ ِي َ ِعظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذَّك ُرو َن (‪﴾)39‬سورة النحل‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫ميدنا هذا اجلدول مبجموعة من املعطيات منها‪:‬‬


‫‪ -1‬اكتسى القرآن الكرمي أمهية بالغة لدى عبد الرمحن األخضري يف ما يرتبط بتأسيس املرجعيات والدالالت‪.‬‬
‫‪ -1‬استعار عبد الرمحن األخضري اجلهاز املصطلحي من النص القرآين‪ ،‬ألنه أنسب الوسائل وأقرهبا إىل نفس‬
‫املتلقي‪.‬‬
‫أسس عبد الرمحن األخضري جهازه االصطالحي على اخلطاب القرآين‪ ،‬سعيا منه إىل نقل هذه املصطلحات ودالالهتا‬
‫السلوكية‪.‬‬
‫القرآنية إىل املريد بغية إرشاده وتوجيه إىل مقاصد هذه التجربة ّ‬
‫ثي‪:‬‬
‫‪ 2.3‬التناص الحد ّ‬
‫فاملتصوفة أهل حديث كغريهم من عامة املسلمني‬
‫ّ‬ ‫التصوف باحلديث ال حتتاج إىل حجة وبرهان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إ ّن صلة‬
‫وخاصتهم إذ حيفظونه‪،‬ويتدارسونه يف جمالسهم‪.25‬‬
‫الشريف أمهية بالغة لدى عبد ارمحن األخضري فيما يرتبط بتأسيس األصول ووضع‬
‫النبوي ّ‬
‫ّ‬ ‫وعليه اكتسى احلديث‬
‫اللّبنات وممارسة هذا النّظم‪ ،‬فهو مل يستغن عن استحضار األحاديث النبويّة يف منظومته القدسيّة‪ ،‬من أجل دعمه‬
‫باحلجج دفاعاً على مبادئه الفكريّة والعقديّة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫التصوف وإنكاره للمبتدعني من أهل التصوف واملخالفني للسنّة‪ ،‬ويف ذلك يقول‪:‬‬ ‫‪ -1‬تسنني ّ‬
‫‪-133‬فَـ َه ِذ ِه طَ ِري َقةُ ِّ‬
‫الر َج ِال‬
‫الزَو ِال‬ ‫آل أ َْم ُرَها إِ َىل َّ‬
‫َو َ‬
‫َح َدثُوا طَ ِري َقةً بِ ْدعِيَّ ْه‬
‫‪-138‬قَ ْد أ ْ‬
‫الش ْر ِعيَّ ْه‬
‫ضوا طَ ِري َقةَ َ‬ ‫َوَرفَ ُ‬
‫الش ِر َيع ْه‬
‫ض َّ‬ ‫‪-133‬يَا َع َجبًا لَِرافِ ِ‬
‫َّعي َد َر َج ًة َرفِ َيع ْه‬
‫ويد ِ‬
‫ََ‬
‫ف يَـ ْرقَى ُسلَّ َم ا َحل ِقي َق ْه‬ ‫‪َ-599‬وَكْي َ‬
‫ف لِ َسيِّ ِد اخلَلِ َيق ْه‬ ‫ِ‬
‫ُخمَال ٌ‬
‫النب‪-‬صلي اهلل عليه وسلم‪-‬اجلامعة‬
‫فقد ذكر عبد الرمحن األخضري عبارة "طريقة الرجال"‪،‬ويعّن هبا "طريقة َ‬
‫بني احلقيقة والشريعة مجعاً كامال"‪.26‬‬
‫كما حاول الشاعر الوقوف على أهم مرتكزات تصوفه‪،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬الشريعة وهي االلتزام بالعبودية ومعرفة السلوك إىل اهلل‪.‬‬
‫ب‪-‬احلقيقة وهى دوام النظر إليه‪.‬‬
‫الزهد وفعل‬
‫الصرب و ّ‬
‫الصاحل‪ ،‬لذلك جعل طريقته مبّن على أكل احلالل وإتباع السنّة و ّ‬ ‫السلف ّ‬ ‫‪ -1‬االقتداء بأفعال ّ‬
‫الفروض‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ت ِم ْن ُم َسافِ ٍر يَ ْش ُكو الظَّ َما‬ ‫ِ‬
‫‪ -131‬عُجْب ُ‬
‫‪214‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫َي َما‬ ‫وحولَه ع ْذب فُـر ٍ‬


‫ات أ ُّ‬‫َ َْ ُ َ ُ َ‬
‫ص َدا‬ ‫‪ -131‬ما ح َّل وفْ ُد َّ ِ ِ‬
‫ين َم ْر َ‬
‫الراصد َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ين َم ْوِرَدا‬ ‫ورام ِحزب ِِ‬
‫الوارد َ‬
‫ََ َ ْ ُ َ‬
‫الدنْـيا و تَـ ْق ِ‬
‫ص ِري األ ََم ْل‬ ‫‪ -131‬و ُّ ِ‬
‫الزْهد ِيف ُّ َ َ‬ ‫َ‬
‫ب َوُكثْـَرِة َ‬
‫الع َم ْل‬ ‫َوفِ ْكَرِة َ‬
‫القلْ ِ‬

‫الذ ْك ِر بِ ُك ِل َح ِال‬
‫ف و ِّ‬‫ِ‬
‫‪َ -133‬و اخلَْو َ‬
‫وت ِم َن احلََال ْل‬
‫الق ِ‬
‫الص ِْرب َو ُ‬
‫َو َّ‬
‫‪َ -136‬و فِ ْع ِل أَنْـ َو ِاع امل َع َام َال ِت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ات‬ ‫َوف ْع ِل أ َْرَكان املً َج َ‬
‫اه َد ْ‬
‫الع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫‪ِ -137‬من بـع ِد َْحت ِ‬
‫ص ِيل فُـ ُر ِ‬
‫وض َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ِعلْ ًما َوأ َْع َم ًاال ِم ْن َغ ِْري َم ْني‬
‫ِ*‬

‫الشريعة واحلقيقة يف إطار التالزم والتكامل املفيدين للطريقة‪ ،‬ومنه قوله‪:‬‬ ‫‪ -5‬اجلمع بني ّ‬
‫اج احلَِقي َق ْه‬
‫‪َ -511‬وَزنْـتُـ ُه ْم مبِِْنـ َه ِ‬
‫فَـلَ ْم أ َِج ْد َهلُ ْم ِمْنـ َها َدقِي َق ْه‬
‫‪ -515‬بَ ْل َهتَ ُكوا َحمَا ِرَم الش َّْرِع ال َق ِوِمي‬
‫اط امل ْستَ ِقي ِم‬ ‫الصر ِ‬
‫َ‬ ‫فَـنُ ِّكبُوا َع ْن ِّ‬
‫ُ‬
‫النبوي‪-‬‬
‫ّ‬ ‫احلديث‬ ‫على‬ ‫حاالته‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫القدسية‬ ‫وهكذا ميكن لنا تتبع اإلحاالت احلديثيّة اليت وردت يف منظومة "‬
‫‪27‬‬
‫على سبيل االستشهاد ال احلصر‪-‬قوله‪:‬‬
‫ب َع ْن ُسنَّتِ ِه‬ ‫‪-191‬ف ُك ُّل َم ْن يَـ ْر َغ ُ‬
‫اهلل ِم ْن أ َُّمتِ ِه‬
‫فليس عند ِ‬
‫ى‬ ‫ِِ‬
‫‪َ -191‬م ْن َح َاد َع ْن ُسنَّته فَـ َق ْد َغ َو َ‬
‫ى‬ ‫وِيف َغياباَ ِت َّ ِ‬
‫الضالَل قَ ْد َه َو َ‬ ‫َ َ‬
‫‪-195‬املصطََفى خيـر و ِس ٍ‬
‫يلة إِ َىل‬ ‫َُْ َ‬ ‫ُْ‬
‫ات العُالَ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب َّ‬‫إِ َهلِناَ َر ِّ‬
‫فهذه األبيات النظميّة ُحتيل إىل احلديثني النبويني‪،‬مها‪:‬‬
‫أيب مرمي أخربنا حممد بن جعفر أخربنا محيد بن أيب الطويل أنّه مسع أنس بن مالك يقول‪:‬جاء ثالثة‬ ‫عن سعيد بن ّ‬
‫ين قـُلْتُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫النب صلّى اهلل عليه وسلم‪...‬فقال‪":‬أَنْـتُ ْم الّذ َ‬ ‫النب صلى اهلل عليه وسلم يسألون عن عبادة ّ‬ ‫َرْهط إىل بيوت أزواج ّ‬

‫‪215‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب عن ُسن َِّيت‬ ‫أفطر وأصلِّي وأرقُ ُد و ّ‬
‫أتزو ُج النِّساءَ فمن رغ َ‬ ‫أصوم و ُ‬
‫لكّن ُ‬ ‫‪،‬وأَتْـ َقا ُك ْم لَهُ ِّ‬ ‫َك َذا َوَك َذا أ ََما َواهلل إِ ِّين أل ْ‬
‫َخ َشا ُك ْم هلل َ‬
‫س ِم ِّّن"‪.28‬‬ ‫فلي َ‬
‫ْ‬
‫اهلل‪،‬أن الرسول صلّى‬ ‫َّ‬ ‫اش قال‪:‬حدثنا شعيب بن أيب محزة‪،‬عن حممد بن املكتنز عن جابر بن عبد‬ ‫علي بن عيّ ِ‬ ‫حدثـَنَا ُّ‬ ‫َّ‬
‫الو ِسيلَ َة‬ ‫الصالَِة َ ِ ِ ِ‬ ‫رب هذه ال ّدع ِ‬
‫وة التّ َام ِة و َّ‬ ‫ني يَ ْس َم ُع النِّ َداءَ‪:‬اللَّ ُهم ِّ‬ ‫ِ‬
‫القائ َمة آَت ُحمَ َّم ًدا َ‬ ‫ْ‬ ‫اهلل عليه وسلم قال‪َ ":‬م ْن قَ َال ح َ‬
‫القيام ِة"‪.29‬‬ ‫ضيلَ َة وابـعثْه م َقاما َحمم ِ‬ ‫الف ِ‬
‫اع ِيت ْيوَم َ‬
‫ت لهُ َش َف َ‬ ‫ودا الَّذي َو َع ْدتَهُ َحلَّ ْ‬
‫َْ ُ َ ً ْ ُ ً‬ ‫َو َ‬
‫وقوله‪– 30:‬أيضا‪-‬‬
‫صائِْر‬
‫ض ِل َوالبَ َ‬ ‫‪َ-165‬وِذ ْك ُر أ َْه ُل َ‬
‫الف ْ‬
‫َّوائِْر‬ ‫ِ‬
‫يُواَز ُن الثّالثةُ الد َ‬
‫اإلس ِ‬
‫الم واإلميان‬ ‫ِ‬
‫‪َ -161‬دائرةُ ْ‬
‫فَـوقَـهما دائِرةُ اإلح ِ‬
‫سان‬ ‫ْ َُ َ َ ْ‬
‫السالمُ‬ ‫يل َعلَ ِيه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫فإهنا ُحتيل إىل قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪،‬عن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه قال‪َ :‬جاَء ج ْرب ُ‬ ‫ّ‬
‫يل َعلَْي ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َ َّ‬
‫الساعة وأماراهتا‪،‬فقال‪َ ":‬جاءَ ج ْرب ُ‬ ‫صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم َع ْن ا ِإل ْسالَم َوا ِإلميَان واإلحسان وعلم ّ‬ ‫يَ ْسأ َُل َر ُس َ‬
‫َّك تَـَراهُ فَِإ ْن َملْ تَ ُك ْن تَـَراهُ ‪،‬فَِإنَّهُ يَراَ َك‪.31"...‬‬ ‫ِ‬
‫السالَم يـُ َعلِّ ُم ُك ْم ‪....‬دينُ ُك ْم‪...‬قال‪َ :‬ما ا ِإل ْح َسا ُن؟قال‪:‬أَ ْن تَـ ْعبُ َد اهلل َكأَن َ‬
‫َّ‬
‫‪32‬‬
‫ويف مثال آخر جند عبد الرمحن األخضري يستوحي صياغة البيت من نص احلديث الشريف‪،‬إذ يقول‪:‬‬
‫لص َد ِاء‬‫‪-11‬إ ْذ ُحتج ِ ِ‬
‫ب امل ْرآَةُ با ّ‬
‫َْ ُ‬
‫علَى انْ ِطباع صور األَ ْشياءِ‬
‫َ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫‪33‬‬
‫احلديد"‬
‫ُ‬ ‫يصدأُ‬‫تصدأ كما ْ‬ ‫القلوب ْ‬ ‫َ‬ ‫يعرب هذا البيت على معاين قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪":‬إ ّن‬
‫استطاع عبد الرمحن األخضري تضمني نص منظومته مجلة من األحاديث النبويّة من أجل استبطان الدالالت‬
‫الصوفية يف منظومة‬
‫السلوكية املختلفة‪ ،‬وهذه املرجعيّة مع املرجعيّة القرآنية مها اللّذان ح ّددا عوامل ال ّداللة ّ‬ ‫الروحية و ّ‬
‫القدسيّة‪.‬‬
‫الصوفي‪:‬‬
‫‪ 3.3‬التناص ّ‬
‫الصوفية املتعددة املشرب‪،‬لتقوية فكرة أو االستشهاد على قضية‬ ‫استثمر عبد الرمحن األخضري النّصوص واألقوال ّ‬
‫لنص‬
‫الصويف‪،‬وبقدر ما يضيف ّ‬ ‫رمزا وجزءًا من املنظومة ال ّداللية خلطابه ّ‬
‫يريد إثباهتا‪ ،‬فيصبح البيت الشعري يف حد ذاته ً‬
‫القدسيّة مجاليةً‪،‬ويفجر لغته ويسهم يف إثراء الفكرة وإنتاج ال ّداللة‪.34‬‬
‫الصويف‪ ،‬أثري به نص القدسيّة وم ّده بال ّداللة‪.‬‬
‫كثريا من املوروث ّ‬ ‫وهكذا اقتبس عبد الرمحن األخضري ً‬
‫الشريعة من القضايا الكبرية اليت صرف إليها املتصوفة أنظارهم‪ ،‬حماولني بذلك‬ ‫وتعد قضية اجلمع بني احلقيقة و ّ‬
‫الصوفية من أفهام للشريعة‬‫ورد كثري من الشبهات اليت حتوم حوهلم‪ ،‬واليت تذهب إىل أن ما يصل إليّه ّ‬ ‫ال ّدفاع عن أنفسهم‪ّ ،‬‬
‫ميت بصلة لنصوص الشريعة‪.35‬‬ ‫ومقاصدها ال ُ‬

‫‪216‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫وحياول عبد الرمحن األخضري ‪-‬ويف مواضع متعددة من القدسية‪ -‬دفع مثل هذه التّهم على أ ّن كل ما ميكن أن‬
‫الصويف من معارف تتعارض مع أصل من أصول الشريعة ال ميكن األخذ هبا‪،‬ويف ذلك يقول‪ :‬اجلنيد‪( 36‬ت‪137:‬‬ ‫يأيت به ّ‬
‫أو ‪138‬هـ)‪" :‬الطرق كلها مسدودة على اخللق إالّ على من اقتفى أثر الرسول عليه الصالة والسالم" وقال أيضا‪":‬من مل‬
‫حيفظ القرآن ومل يكتب احلديث ال يُقتدى به يف هذا األمر‪،‬ألن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة"‪ ،‬أورد عبد الرمحن‬
‫األخضري‪ 37‬مايلي‪:‬‬
‫‪َ -168‬م ْن َكا َن ِيف نَـْي ِل ال َك َم ِال َر ِاجياً‬
‫ول نَائِياً‬
‫الرس ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َع ْن َش ِر َيعة َّ ُ‬
‫س َم ْفتُو ُن‬
‫‪-163‬فإنّهُ ُملبَّ ٌ‬
‫تل جمنو ٌن‬
‫َو َع ْقلُهُ خمُْ ٌ‬
‫ال الَ ي ِ‬
‫ص ُح أَبَ ًدا‬ ‫‪َ -179‬ه َذا ُحمَ ٌ َ‬
‫ب اهلَُدى‬
‫الوَرى باَ ُ‬ ‫ِأل َّ‬
‫َن َسيِّ َد َ‬
‫الربَّ ِاين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ-171‬و ْاعلَ ْم بأَ ّن اخلَار َق َ‬
‫السنَ ِة َوال ُق ْرآَ ِن‬
‫لَتَابِ ُع ُّ‬
‫الصو ِ‬
‫اب‬ ‫‪-173‬وال َفر ُق بـ ِ ِ‬
‫ني اإلفْك َو َّ َ‬ ‫َ ْ َ َْ‬
‫اب‬‫لكَت ِ‬ ‫ف باِ ُّ‬
‫لسن َِّة واَ ِ‬ ‫يـُ ْعَر ُ‬
‫‪َ-176‬والشَّرعُ ِم َيزا ُن األ ُُموِر ُكلِّ َها‬
‫َصلِ َها َوفَـ ْر ِع َها‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َشاه ٌد أل ْ‬
‫يقر صراحة يف هذه األبيات‪،‬أ ّن كل حقيقة ال تنهض هبا شريعة ال ميكن قبوهلا من صاحبها أيّا كان‪،‬‬ ‫وهبذا فهو ّ‬
‫ولذا يقول اجلنيد‪" :‬مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة ويقول‪:‬علمنا هذا مشي ٌد ِبديث رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم"‪.‬‬
‫ويف مقام آخر يستعري عبد الرمحن األخضري مصطلح"الصبا" من ابن الفارض الذي يقول‪:‬‬
‫بالصبا قلب صبا ِ‬
‫ألحبَِّيت‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬نـَ َع ْم ََّ‬
‫ِبب رسول‬‫الصبَا" يف هذا البيت لتعضيد فكرته اليت يؤمن هبا واليت تتعلق ّ‬ ‫استفاد عبد الرمحن األخضري من معىن" َ‬
‫الصبا ‪ ،‬وألجل ذلك‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬فهو مبثابة"الريح اليت جاءت بريح يوسف إىل يعقوب عليهما السالم هي ّ‬
‫‪38‬‬
‫الصبا عند األخضري بعدا قرآنيًا‪،‬هو البشرى‪،‬وألن‬ ‫ترى احملبّبني يكثرون من ذكرها يف أشعارهم" ‪ ،‬وهبذا أخذت داللة ّ‬
‫مبشرا هلم‬ ‫‪39‬‬ ‫ِ‬ ‫حممد صلى اهلل عليه وسلم بعث مبشرا‪،‬مصادقًا لقوله تعاىل‪ ﴿:‬إِنَّا أَرسلْن َ ِ‬
‫اك َشاه ًدا َوُمبَشًِّرا َونَذ ًيرا (‪ ، ﴾)8‬أي ً‬‫َْ َ‬ ‫ً‬
‫‪40‬‬
‫يف الدنيا باجلنة‪،‬ويف هذا يقول األخضري‪:‬‬
‫صبَا‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫صلى َعلَْيه اهللُ َما َهبَّ ْ‬ ‫‪َ -191‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب َعاش ٍق َ‬
‫صبَا‬ ‫َوَما إلَْيه قَـلْ ُ‬
‫‪217‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫وقد وردت يف منظومة "القدسية" نصوص وأقوال صوفية أخرى‪،‬خنصها بال ّذكر يف هذا اجلدول اآليت‪:‬‬
‫البنى ا قتباسية والمرجعية الصوفية‬ ‫منظومة القدسية‬ ‫رقم البيت‬
‫ول َر ِاجي َر ْمحَةَ الغَ َف ْار‬‫يَـ ُق ُ‬ ‫ول َر ِاجي َر ْمحَِة امل ْقتَ ِد ِر‬‫يَـ ُق ُ‬ ‫‪91‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْار‬
‫َمحَد اخلَ َ‬
‫َمحَ ُد بَ ْن أ ْ‬
‫َوأ ْ‬ ‫ض ِري‬ ‫َخ َ‬ ‫يل األ ْ‬ ‫العْب ُد لَ َذل ُ‬
‫ب َ‬ ‫ُم ْذن ُ‬
‫اسي‬ ‫الف ِ‬‫َصل ُُثَّ َ‬ ‫ِ‬
‫البَـ ْرنَسي األ ْ‬
‫امل ْشتَ ِه ْر َزُر ُ‬
‫وق َك ْْب الن ِ‬
‫َّاس‬
‫ُ‬
‫أرجوزة يف عيوب النفس ألمحد زروق (ت‪388:‬هـ)‬
‫"أما الصقيل األول ففيه بطول الصقل‪ ،‬إذ لبس الصقل يف إزالة الصدأ عن املرآة‬ ‫ب املِْرآَةُ بِ َّ‬
‫الص َد ِاء‬ ‫ِ‬
‫إ ْذ ُْحت َج ُ‬ ‫‪-13-11‬‬
‫كشعله يف عمل أصل املرآة‪"...‬كتاب التوبة‪،‬ص‪ 1985:‬إحياء علوم الدين‪.‬‬ ‫الص ْق َل بِاملُ َج َ‬
‫اه َد ْه‬ ‫َج َاد َّ‬ ‫َوَم ْن أ َ‬
‫جماهدة التقوى وجماهدة واالستقامة وجماهدة هذا الكشف‪.‬‬ ‫اهداَ ِ‬
‫ت‬ ‫لَ ِك َّن أَنْـواع املج ِ‬ ‫‪-19‬‬
‫َ َ َُ‬
‫ينظر‪:‬شفاء السائل يف هتذيب املسائل‪،‬ابن خلدون ص‪.116-115 :‬‬ ‫للس ِ‬
‫ادات‬ ‫ب امل َق ِام َّ‬ ‫ِِبَس ِ‬ ‫‪-11‬‬
‫ِ‬ ‫َ َ‬
‫ف‬‫است َق َامةٌ َوَك ْش ُ‬ ‫تـُ َقاءٌ َو ْ‬
‫ِيف قُ ْد ِس الو ِاد ِ‬ ‫فَأَيْ َن َم ْن أَلْ َقى نِ َع َال النَّـ ْف ِ‬
‫وخلـْ‬
‫لعت َ‬‫ي‪،‬وفيه ُخ ُ‬
‫َ َ‬ ‫س‬ ‫‪-113‬‬
‫دت خبلعيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اط ِئ َو ِاد ال ُق ْد ِس‬ ‫إِذَا ح َّل ِيف َش ِ‬
‫ي‪،‬وص ُ‬
‫َـع نَـ ْعلي َعلَى النَاد ُ‬ ‫َ‬
‫ي‪،‬فكنت هلا ُه َدى‬ ‫ِ‬
‫ت أَنْـ َوار‬
‫نس ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َوآَ ْ‬ ‫الوادي‬ ‫وآَنَس الن ِ‬
‫ُّور ب َذ َاك َ‬‫َ َ َ‬
‫نفس عليها مضيئة‬‫يك ِمن ٍ‬ ‫ِ‬
‫َونَاه َ‬ ‫‪-116‬‬
‫ديوان ابن الفارض‪،‬لوائح اجلنّان وروائح اجلِنان "نظم السلوك"ص‪.81:‬‬ ‫كِ ِ‬
‫س طَُوى‬ ‫الم َق ّد ِ‬ ‫الوا ُ‬‫إَِّ َ َ‬
‫فَـيَ ْكتَ ِسي ِم ْن ُح ِلل النُّوِر قـُ َوى‬ ‫‪-117‬‬
‫ِ‬
‫باجلبال‪،‬وكا َن طُور‬ ‫َولَْو َّ‬
‫أن مايب‬ ‫َوُرّمبَا َخ َامَرَه التَّملِّي‬ ‫‪-189‬‬
‫رِسينا هبا‪،‬قبل التَّجلّى‪،‬ل ُد َّك ِ‬
‫ت‬ ‫ص ْع َقة‬ ‫فَـتَـ ْع َِرت ِيه‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ديوان ابن الفارض"نظم السلوك"‪،‬ص‪.17:‬‬ ‫التّ َجلِّىي‬
‫"ال يشفع أحد عند اهلل أحد إال بإذنه‪،‬وقد أمر بابتغاء الوسيلة‬ ‫صطََفى َخْيـ ُر َو ِسيلَ ِة إِ َىل‬ ‫املُ ْ‬ ‫‪-195‬‬
‫إليه‪..‬وقيل إتباع رسول اهلل‪"...‬‬ ‫ات العُالَ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫إِ َهلنَا َر ِّ‬
‫قواعد التصوف‪،‬أمحد زروق‪،‬ص‪،31:‬قاعدة(‪.)191‬‬
‫سست أطوا ِري‪،‬فناجيتُِّن هبا ‪،‬‬
‫وأ ُ‬
‫السب ِ‬
‫عة األطوا ِر‬ ‫اخ ِر ْق ِط َ‬
‫باق َّ ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫‪-113‬‬
‫وقضيت أوطاري‪،‬وذايت كليميت‬ ‫َسَرا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ل َك ْي تَـَرى َدقائ َق األ ْ‬
‫ديوان ابن الفارض"نظم السلوك"‪،‬ص‪.81:‬‬
‫الصوفيني سبعة‪:‬‬
‫األطوار بلغة ّ‬
‫اخلفي واألخفى‪.‬‬
‫السر و ّ‬
‫الطبع والنفس والقلب والروح و ّ‬

‫‪218‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫يالحظ من هذا اجلدول أن عبد الرمحن األخضري وظف معجماً صوفيا (احلجاب واملرآة‪ ،‬والصقل‪ ،‬واجملاهدة‪،‬‬
‫والكشف‪ ،‬والتقوى‪ ،‬واالستقامة‪ ،‬وآنس النور‪ ،‬وصعقة التجلي‪ ،‬والوسيلة واألطوار السبع‪ ،‬ودقائق اآلسرار)‪ ،‬يستمد قوته‬
‫الروحية‪.‬‬
‫الصوفيني َ‬
‫وحيوته من جتارب َ‬
‫وعرب املعجم عن كثري من الدالالت والرموز واألغراض‪،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬حتويل احملسوس إىل الالحمسوس‪،‬حيث يتحول كل شيء إىل إشارات جتعل القارئ أمام معجم خاص‪.‬‬
‫‪ .5‬خاتمة‪:‬‬
‫ويف لدى عبد الرمحان األخضري يف املكون التارخيي املتمثل يف أصالة تراثه الذي ميثل‬
‫الص ّ‬
‫جتلى تشكيل اخلطاب ّ‬
‫الصوفيّة الوافدة من جهة املشرق وبالد األندلس‪.‬‬
‫اجلذور اليت أفرزته‪ ،‬ويف تفاعله مع بذور اخلطابات ّ‬
‫ويف يف القدسية على حتقيق مبدأ املصاحلة بني الشريعة‬ ‫الص ّ‬
‫ولذا ش ّكل عبد الرمحان األخضري مرجعية اخلطاب ّ‬
‫واحلقيقة كأولوية‪ ،‬وهذا ما يعرف بالتّصوف العملي واألخالقي‪.‬‬
‫الشريف ومن املتصوفة املتأخرين أمثال‬
‫الصوفيّة من األصول القرآنية واحلديث ّ‬
‫استلهمت منظومة القدسية مادهتا ّ‬
‫اجلنيد والقشريي وابن الزروق‪.‬‬
‫‪ .6‬قائمة المراج ‪:‬‬
‫القرآن الكر م روا ة حفص عن عا م‪.‬‬
‫‪ -1‬ابن منظور(ت‪711:‬هـ)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬ط‪ ،95:‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،1331 ،‬مج‪.97:‬‬
‫‪ -1‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ، ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬ط‪ ،91 :‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪ ،1338‬ج‪.91 :‬‬
‫السعيد الورثالين (ت‪1135:‬هـ)‪،‬الكواكب العرفانيَة وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ القدسية ‪،‬‬
‫‪ -5‬أبو عبد اهلل الشيخ حسني بن حممد َ‬
‫تح‪ :‬حممد بن عبد الكرمي اجلزائري‪،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع ‪.1911،‬‬
‫‪ -1‬أبو عبد اهلل القضاعي‪ ،‬مسند الشهاب‪ ،‬تح‪:‬محدي بن عبد اهلل اجمليد السلفي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬ط‪ ،91:‬بريوت‪ ،1386،‬رقم‬
‫احلديث‪،1178 :‬ج‪.91:‬‬
‫‪ -3‬أبو علي احلامتي‪ ،‬حلية احملاضرة يف صناعة الشعر‪ ،‬تح‪ :‬جعفر الكتايب‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،1373 ،‬ج‪.91‬‬
‫‪ -6‬أبو حممد بن إمساعيل بن إبراهيم البخاري(ت‪136:‬هـ)‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬تح‪:‬حممد فؤاد عبد الباقي‪،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ ،91:‬كتاب النكا‪،‬باب الرتغيب يف النكاح‪، 1919،‬رقم احلديث ‪.3965‬‬
‫‪ -7‬بدر الدين احلسن بن حممد البودين وعبد الغّن بن امساعيل النابلسي‪ ،‬شرح ديوان ابن الفارض ‪ ،‬تح‪ ،‬ومجع‪:‬حممد عبد الكرمي النّمري‬
‫والفاضل رشيد بن غالب اللبناين‪،‬منشورات حممد علي بيضون‪ ،‬ودار الكتب العلمية‪،‬ط‪،91:‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ج‪-91:‬‬
‫‪.91‬‬
‫‪ -8‬خري الدين الزركلي‪ ،‬األعالم ‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪ ،13:‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ج‪.95:‬‬
‫‪ -3‬ديوان عبد الرمحن األخضري(ت‪381:‬هـ)‪ ،‬منظومة "القدسية"‪ ،‬تح‪:‬عبد الرمحن تربماسني‪ ،‬منشورات أهل‬
‫القلم‪،‬ط‪،91:‬اجلزائر‪.1993،‬‬

‫‪219‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫‪ -19‬عادل نويهض‪ ،‬معجم أعالم اجلزائر من صدر اإلسالم إىل العصر احلاضر‪ ،‬مؤسسة نويهض الثقافية والرتمجة والنشر‪ ،‬ط‪،91:‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ص‪.11:‬‬
‫‪ -11‬عبد الرمحن األخضري حياته وآثاره‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرمحن تربماسني‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬جامعة باتنة‪.1331 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الكرمي اجلبلي‪ ،‬اإلنسان كامل يف معرفة األواخر واألوائل‪ ،‬دار الرشاد ‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪-‬املغرب‪.1337 ،‬‬
‫‪ -15‬عقيل عكموش العنبكي‪ ،‬املقاربة اللغوية يف اخلطاب الصويف الفتوحات املكيّة أّنوذجا‪، ،‬االنتشار العريب‪،‬ط‪،91:‬بريوت ‪،‬لبنان‬
‫‪.1915،‬‬
‫‪ -11‬كتاب اآلذان‪،‬باب ال ّدعاء عند النّداء‪،‬رقم احلديث ‪.611‬‬
‫‪ -13‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب سؤال جربيل النب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬رقم احلديث‪.57‬‬
‫‪ -16‬حممد بنعمارة‪ ،‬الصوفية يف الشعر املغريب املعاصر مفاهيم وجتليات الفكر املغريب‪ ،‬دراسات ومراجعات نقدية يف تاريخ الفلسفة‬
‫والتصوف باملغرب‪ ،‬املدارس للنشر والتوزيع‪،‬ط‪ ،91:‬الدار البيضاء‪ -‬املغرب ‪.1999،‬‬
‫‪ -17‬حممد مفتاح‪ ،‬حتليل اخلطاب الشعري (اسرتاتيجية التّناص)‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬ط‪ ،91‬الدار البيضاء‪.1386 ،‬‬
‫‪18- Voir L'intertextualité ,Mémoire De La Littérature ,TaiphaineSamoyault ,Amand‬‬
‫‪Colin ,Paris ,2005‬‬
‫‪ .7‬ال وامش‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو علي احلامتي‪ ،‬حلية احملاضرة يف صناعة الشعر‪ ،‬تح‪:‬جعفال الكتاين‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،1373 ،‬ج‪،91‬ص‪.18:‬‬

‫‪ -2‬حممد مفتاح‪ ،‬حتليل اخلطاب الشعري (اسرتاتيجية التّناص)‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬ط‪ ،91.‬الدار البيضاء‪ ،1386 ،‬ص‪.111:‬‬

‫‪ -3‬أبو عبد اهلل الشيخ احلسني بن حممد السعيد الورثالين (ت‪1135:‬هـ)‪ ،‬الكواكب العرفانية وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ القدسيَة‪،‬‬

‫ص‪.593:‬‬

‫‪ -4‬املصدر نفسه‪،‬ص‪.593:‬‬

‫‪ -5‬ينظر‪ :‬عبد الرمحن األخضري حياته وآثاره‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرمحن تربماسني‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬جامعة باتنة‪،1331 ،‬‬

‫ص‪.91:‬‬

‫‪ - 6‬املصدر نفسه‪،‬منظومة"القدسية"‪.‬‬

‫‪ -7‬أبو عبد اهلل الشيخ احلسني بن حممد السعيد الورثالين (ت‪1135:‬هـ)‪ ،‬الكواكب العرفانية وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ القدسيَة‪،‬‬

‫ص‪.133:‬‬

‫‪ - 8‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.191 -195 -191:‬‬

‫‪220‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪ - 9‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ، ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬ط‪ ،91 :‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1338 ،‬ج‪ ،91 :‬ص‪.391:‬‬
‫*‬
‫"‪"Le Texte Et L'intertexte Sont Des Pôles Inséparables‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Voir L'intertextualité ,Mémoire De La Littérature ,TaiphaineSamoyault ,Amand‬‬

‫‪Colin ,Paris ,2005,P18.‬‬

‫‪ -11‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪ ،‬منظومة القدسيّة‪.‬‬

‫‪ -12‬سورة األحزاب ‪،‬اآلية‪.36:‬‬


‫‪13‬‬
‫السعيد الورثالين (ت‪1135:‬هـ)‪،‬الكواكب العرفانيَة وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ القدسية ‪،‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل الشيخ حسني بن حممد َ‬
‫تح‪ :‬حممد بن عبد الكرمي اجلزائري‪،‬دار اخللدونية ‪،‬للنشر والتوزيع ‪،1911،‬ص‪.118:‬‬

‫‪ -14‬ديوان عبد الرمحن األخضري ‪،‬منظومة القدسية‪.‬‬

‫‪ -15‬سورة الشمس‪،‬اآلياتان‪.19 ،93:‬‬

‫‪-16‬ديوان عبد الرمحن األخضري ‪،‬منظومة القدسية‪.‬‬

‫‪ -17‬سورة النازعات‪،‬اآلية‪.19:‬‬

‫‪ -18‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪،‬منظومة القدسية‪.‬‬


‫‪19‬‬
‫القدسية‪،‬‬
‫َ‬ ‫السعيد الورثالينَ (ت‪1135:‬هـ)‪ ،‬الكواكب العرفانية وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ‬
‫‪-‬أبو عبد اهلل الشيخ احلسني بن حممد َ‬
‫ص‪.136:‬‬

‫الصوفيَة‪ ،‬دار اجليل للنشر‬


‫*‪ -‬املقدس معناها املطهر‪*.‬اجلمال‪:‬نور القدسي فائق من مجال احلضرة اإلهلية‪.‬ينظر‪ :‬ممدوح الزويب‪ ،‬معجم َ‬
‫والطباعة والتوزيع‪،‬ط‪،91:‬بريوت‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.111:‬‬

‫*‪ -‬طوى معناها اسم واد بالشام عند الطور‪*.‬اجلالل‪:‬هو شدة ظهور اجلمال‪،‬ينظر املرجع نفسه‪،‬ص‪.193:‬‬

‫‪ -20‬سورة طه‪،‬اآليات‪19:‬و‪11‬و‪.11‬‬
‫‪21‬‬
‫السعيد الورثالين(ت‪1135‬هـ)‪ ،‬الكواكب العرفانية وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ القدسيَة‪،‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل الشيخ احلسني بن حممد َ‬
‫ص‪.136:‬‬

‫‪ - 22‬سورة األعراف‪،‬اآلية‪.115:‬‬

‫‪221‬‬
‫امحمد سحواج‬ ‫ّ‬
‫تناصية‬ ‫وفي في منظومة القدسية لعبد الرحمن ألاخضري (ت‪389:‬ه)‪-‬مقاربة‬ ‫الخطاب ّ‬
‫الص ّ‬

‫‪ -23‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪ ،‬منظومة القدسية‪.‬‬

‫*‪ -‬طور‪:‬إسم اجلبل الذي كلم اهلل فيه موسى عليه السالم‪.‬‬

‫‪-24‬ينظر‪ :‬عبد الكرمي اجلبلي‪ ،‬اإلنسان كامل يف معرفة األواخر واألوائل‪ ،‬دار الرشاد ‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪-‬املغرب‪ ،1337 ،‬ص‪.88:‬‬

‫*‪ -‬هو أبو بكر حممد بن علي حممد بن عبد اهلل الطائي ابن العريب احلامتي أطلق عليه أتباعه"الشيخ األكرب" وكان يعرف باألندلس‬

‫باسم"ابن سراقة" أما يف املشرق فكان يعرف بابن عريب من غري أداة التعريف متييز له عن القاضي أيب بكر بن عريب املتكلم والفقيه‪ .‬ولد‬

‫يف عام ‪369‬هـ املوافق لـ ‪1163‬م مبرسية يف بيت اجلاه وثروة وعلم‪ُ .‬ث انتقل إىل أشبيلية مع أهله للعلم وحفظ القرآن ُث ذهب إىل قرطبة‬

‫حيث درس فقه "ابن حزم األندلسي الظاهري" وقد التقى مع الفيلسوف "ابن رشد"‪ ،‬فيعرف عنه أنّه كان كثري االرحتال‪ .‬فاستقر به احلال‬

‫بدمشق وتويف هبا عام ‪658‬هـ املوافق لـ ‪1119‬م‪.‬‬

‫وله مصنفات كثرية ؛ منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الفتوحات املكيّة؛‬

‫‪ -1‬فصوص احلكم؛‬

‫‪ -25‬ينظر‪ :‬حممد بنعمارة‪ ،‬الصوفية يف الشعر املغريب املعاصر مفاهيم وجتليات الفكر املغريب‪ ،‬دراسات ومراجعات نقدية يف تاريخ الفلسفة‬

‫والتصوف باملغرب‪ ،‬املدارس للنشر والتوزيع‪،‬ط‪ ،91:‬الدار البيضاء‪ -‬املغرب ‪،1999،‬ص‪.175:‬‬

‫‪ -26‬أبو عبد اهلل الشيخ احلسني بن حممد السعيد الورثالينَ (ت‪1135:‬هـ)‪ ،‬الكواكب العرفانية وشوارق األنسية يف شرح ألفاظ القدسيَة‪،‬‬

‫ص‪.531:‬‬

‫ِْ‬
‫مني‪ :‬شك ‪،‬ينظر‪ :‬الكواكب العرفانية وشوارق األنسيّة‪ ،‬ص‪.181 :‬‬ ‫*‬

‫‪ -27‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪ ،‬منظومة القدسية‬

‫‪ -28‬أبو حممد بن إمساعيل بن إبراهيم البخاري(ت‪136:‬هـ)‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬تح‪:‬حممد فؤاد عبد الباقي‪،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫ط‪ ،91:‬كتاب النكا‪،‬باب الرتغيب يف النكاح‪، 1919،‬رقم احلديث ‪،3965‬ص‪.611:‬‬


‫‪29‬‬
‫الدعاء عند النّداء‪،‬رقم احلديث ‪،611‬ص‪.85:‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬كتاب اآلذان‪،‬باب ّ‬

‫‪ -30‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪ ،‬منظومة القدسية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫الصفحة‪002-022 :‬‬ ‫العدد‪ ( 20 :‬جوان ‪) 0202‬‬ ‫املجلد‪20 :‬‬ ‫جسور املعرفة)‪(Djoussour El-maaréfa‬‬

‫‪ - 31‬املصدر السابق‪،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب سؤال جربيل النب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬رقم احلديث‪،57‬ص‪.16:‬‬

‫‪ - 32‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪ ،‬منظومة القدسية‪.‬‬

‫‪ -33‬أبو عبد اهلل القضاعي‪ ،‬مسند الشهاب‪ ،‬تح‪:‬محدي بن عبد اهلل اجمليد السلفي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬ط‪ ،91:‬بريوت‪ ،1386،‬رقم‬

‫احلديث‪،1178 :‬ج‪ ،91:‬ص‪.138:‬‬

‫‪ -34‬ينظر‪ :‬عقيل عكموش العنبكي‪ ،‬املقاربة اللغوية يف اخلطاب الصويف الفتوحات املكيّة أّنوذجا‪، ،‬االنتشار العريب‪،‬ط‪،91:‬بريوت ‪،‬لبنان‬

‫‪،1915،‬ص‪.71:‬‬

‫‪ -35‬ينظر‪:‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.77:‬‬

‫‪ -36‬أبو القاسم عبد الكرمي القشريي(ت‪163 :‬هـ)‪ ،‬الرسالة القشريية‪ ،‬ج‪،91:‬ص‪.73:‬‬

‫‪ -37‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪،‬منظومة القدسيّة‪.‬‬

‫‪ -38‬بدر الدين احلسن بن حممد البودين وعبد الغّن بن امساعيل النابلسي‪ ،‬شرح ديوان ابن الفارض ‪ ،‬تح‪ ،‬ومجع‪ :‬حممد عبد الكرمي النّمري‬

‫والفاضل رشيد بن غالب اللبناين‪،‬منشورات حممد علي بيضون‪ ،‬ودار الكتب العلمية‪،‬ط‪،91:‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ج‪-91:‬‬

‫‪،91‬ص‪.198:‬‬

‫‪ -39‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.98:‬‬

‫‪ -40‬ديوان عبد الرمحن األخضري‪ ،‬منظومة القدسيّة‪.‬‬

‫‪223‬‬

You might also like