Professional Documents
Culture Documents
بنات -القاهرة
الفرقة الثالة
عنوان البحث
المادة
اإلشراف
اسم الطالبة
الفرقة
الثالثة
A 5465587
المقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم .الحمد هللا رب العالمين ،صالة و تسليما على سيد المرسلين هو نبينا الكريم
محمد صلى هللا عليه وسلم ،والشافيع ألمته يوم الدين ،و على آله وصحبه و من تبع بسنته باحسان إلى
يوم الدين .أما بعد.
و أشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،له الحمد يحي و يميت على كل شئ قدير .اللهم صلى
وسلم على سيدنا محمد ،و على آله و صحبه أجمعين.
و قد اعتمد العنوان في هذا البحث " التحليل فن البالغي القصيدة ابدا نفسك ألبي األسواد الدؤلي" .و
قد أتناول هذا البحث و تعريف بالشاعر مع ذكر دراسته و قصيدته و التحليل المعاني في األبيات مع
الصور البيانية في شعر أبي األسواد.
كما أرجو من هللا أن يكون موفقي لتقدم المعلومات الكافية الخاضة بدراسة و مناقشة هذا الموضوع ،في
انتظر تقييكم و مالحظتكم من أجل تطويير هذا البحث إلى أفضل و أحسن حال ،و أشكركم على سعة
صدركم.
التمهيد
التعريف الشاعر:
ِ
سادات التابعين اسمه أبو األسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني ( 16ق.هـ 69/هـ) ،من
ِ
حاضري الجواب ،وهو كذلك عالم نحوي وأول واضع ِ
ومحدثيهم ومن الدهاة و ِ
أعيانهم وفقهائهم وشعرائهم
ِّ
وشكل أحرف المصحف ،ووضع النقاط على األحرف العربية بأمر من اإلمام
لعلم النحو في اللغة العربية ِّ
علي بن أبي طالب.
ِولد قبل بعثة النبي محمد بست عشرة سنة وآمن به لكنه لم يره ،فهو معدود في طبقات التابعين ولهذا
وص ِحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي واله إمارة البصرة في
اعتبر من الشعراء المخضرمينَ ،
ويلقب ِبلقب ملك النحو لوضعه علم النحو،خالفته ،وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارجُ .
فهو أول من ضبط قواعد النحو ،فوضع باب الفاعل ،المفعول به ،المضاف وحروف النصب والرفع
تكون منه الحقاً المذهب البصري في
والجر والجزم ،وكانت مساهماته في تأسيس النحو األساس الذي َّ
النحو .وقد وصفه الذهبي في ترجمته له في كتابه «سير أعالم النبالء» .
ذكـر الذين ترجموا ألبي األسود أنه كان من الشعراء المجيدين وله قصائد عديدة جمعت له في عدد
من المؤلفات منها ديوان أبي األسود الدؤلي ألبي سعيد الحسن السكري تحقيق الشيخ محمد حسن آل
ياسين وديوان أبي األسود الدؤلي لعبد الكريم الدجيلي .ومنه:
كتابا فيه أخبار أبي األسود الدؤلي ،كما جمع له أبو سعيد الحسن السكري ديو ًانا
جمع المدائني ً
ألشعاره .و من أجمل قصائد أبو األسواد الد}لي هي قصيدة (ابدا نفسك فانهها عن غيها).
و أصيب أبو األسود الدؤلي في آخر حياته بمرض الفالج ،مما سبب له العرج .توفي في البصرة في
والية عبيد هللا بن زياد سنة 69هـ في طاعون الجارف ،وعمره 85سنة ،وقد أعقب من الولد عطاء وأبا
حرب ،وابنة.
المبحث األول
النص:
ندم وغب بعد ذاك وخيم * فاترك مجاراة السفيه فإنها
ِ ِ
ـوم
ظلـ ُ فـ ــي مثـ ِـل م ــا تأَتي َفأ َ
َنت َ السفيــه َولُمتَ ُه *
ـت َعل ـ ــى َ
َوإِذا عتب ـ ـ ـ َ
ه ـ ـ ــال لنفســك ك ــان ذا التعلي ــم * يـ ـ ـ ــا أي ــها الرج ـ ــل المعلــم غي ـره
كيمـ ـ ـ ـ ـ ــا يصح به وأنت سقيم تصف الدواء لذى السقام وذى الضنى *
أبـ ــدا وأنــت م ــن الرشـاد عقيــم * وأراك تصلـ ـ ــح بالــرشـ ـ ــاد عقولنا
ِ ِ
ـك َف َانههـ ــا َعن غِِّيها * َفِإذا انتَ َهــت َعن ـ ـ ُـه َفأَنـ َ
ـت َحكي ـ ُـم ابـ ـ ـ ــدأ ِبَنفسـ ـ َ
ِ ِ
ظت َوُيقتَـدي * ِبالعلـ ـ ـ ِم منـ ـ َ
ـك َوَي َنفـ ـ ُـع التَعليـ ــم ـاك ُي َقب ـ ــل مــا َو َع َ
َف ُهن ـ ـ َ
شرح القصيدة:
يستهل الشاعر النص بتقرير حقيقة وهى وجود الحسد بين الناس وخاصة حسد الناس للفتى عندما
يكون صاحب منزلة رفيعة أو غنى ،أو عندما يقصرون عن الوصول إلى ما وصل إليه من مال أو جاه
أو سلطة .ويتحول الحاسدون إلى أعداء وخصوم ،وهؤالء الحاسدون سفهاء أو حمقى ،ويجب على
الفتى االبتعاد عن مجاراتهم في سفههم حتى ال يندم ،ويؤكد الشاعر على حكمة أخرى وهى أن اإلنسان
إذا عاب على السفهاء جهلهم وحمقهم وفعل مثلما يفعلون فإنه ظلوم لنفسه ولغيره.
ثم يدعو الشاعر من يقوم بمهنة التعليم آلخرين أن يكون قدوة حسنة ،فيعمل بما يعلم فإنه (إذا زل
(أخطأ) العالِم زل بزلته عاَلم من الخلق) كما يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .ويوضح الشاعر
فكرته فيجعل المعلم لغيره كطبيب يصف الدواء فيصح به المرضى وهو مريض ال يستطيع أن ينفع نفسه
فيب أر من مرضه .ويؤكد لنا الشاعر أن المعلم الذي ينصح غيره ويحاول أو يوجههم ويصلح عقولهم
بعلمه ثم يعجز عن إرشاد نفسه ،فهو معلم عقيم ال يستفيد مما يحمل من العلم فنفعه لغيره فقط .
ثم يحذر الشاعر كل معلم أن ينهى الناس عن ارتكاب أفعال ما ويرتكبها هو ؛ ألن في ذلك عار كبير
وسبة عليه ،وينصحه أن يبدأ بنفسه فيهذبها ويؤدبها ويضعها على طريق االستقامة والهدى فإن فعل
ذلك صار حكيما يقتدي به الناس في علمه وخلقه .فالعلم إن لم يقرن بالعمل لم يكن علماً ،بل كان لهواً
وعبثاً ،بل كان خيانة للعهد.
المبحث الثاني
(حسدوا الفتى) :كناية عن شدة الحقد والكراهية عند بعض الناس ،وكناية عن سمو منزلة الفتى ،وسر
جمال الكناية :اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ،والفعل ماض للثبوت والتحقق،
واألسلوب خبري للتقرير والتوكيد .
(الفتى) :توحي بالقوة والشباب ،وجاءت معرفة بـ(أل) لبيان شهرته المدوية .
(إذ لم ينالوا سعيه) :جملة تعليلية مفسرة لما قبلها ،وكناية عن فشل وخيبة الحاسدين في النيل منه ،
وسر جمال الكناية :اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(أعداء – خصوم) :إطناب بالترادف يفيد التوكيد ،والجمع بينهما للتنوع والكثرة ،وجاءتا نكرة للتحقير
والذم .
(فاترك مجاراة السفيه) :الفاء تفيد السرعة ،والبيت نتيجة لما قبله .
(فاترك مجاراة السفيه) :أسلوب إنشائي /أمر غرضه :النصح واإلرشاد .
(ندم ،غب ،وخيم) :نكرات للتنفير والتهويل ،والجمع بينهم لتأكيد األثر السيئ لمحاورة السفيه .
والبيت الثاني كناية عن دعوة إلى البعد عن مجاراة السفيه ،وسر جمالها :اإلتيان بالمعنى مصحوباً
بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(وإذا عتبت : )...أسلوب شرط للتحذير والتخويف ويبين ضرر عتاب األحمق .
(عتبت – لمته) :إطناب بالترادف يفيد التوكيد .
ِ
للمعاتب بالظالم ،وسر جماله :التوضيح ،ويوحي بسوء التصرف والحماقة . (فأنت ظلوم) :تشبيه
(فأنت ظلوم) :نتيجة لما قبله جواب الشرط ،ظلوم :صيغة مبالغة تفيد كثرة الظلم ،وجاءت نكرة
للتحقير .
(يا أيها الرجل) :أسلوب إنشائي /نداء للتنبيه وإثارة الذهن استعداداً لتلقي النصيحة بعده .
(لنفسك كان ذا التعليم) :أسلوب قصر بتقديم خبر كان (لنفسك) على الفعل واالسم (ذا التعليم)
للتخصيص والتأكيد واالهتمام بالمتقدم .
(تصف الدواء لذي السقام) :استعارة مكنية حيث شبه المعلم غيره بطبيب يشخص الداء ويعطي الدواء
،وسر جمالها :التوضيح ،وتصوير للنصائح واإلرشادات بالدواء ،وسر جمالها :التجسيم .
ِ
السَقا ِم َوِذي َّ الدو ِ ِ ِ
الض َنى) :عطف (ذي الضنى) على (ذي السقام) أفاد التنويع . ف َّ َ َ
اء لذي ِّ (تَص ُ
(الدواء – السقام /سقيم) :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
(يصح – السقام /سقيم) :طباق يبرز المعنى ويقويه بالتضاد ،ويوحي بالحمق .
(وأنت سقيم) :تشبيه للمعلم غيره – وال يستفيد بهذه النصائح التي يقدمها – بالمريض على سبيل التهكم
والسخرية ،وهي أيضاً جملة حالية تفيد التوكيد وتوحي بالسخرية منه لسوء تصرفه .
والبيت الخامس كله كناية عن فساد الرأي والحماقة ،وسر جمالها :اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل
عليه في إيجاز وتجسيم .
البيت السادس دليل وتوضيح للبيت األسبق ،و فيه كناية عن فساد رأيه ،وسر جمالها :اإلتيان
بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(تصلح بالرشاد عقولنا) :استعارة مكنية حيث شبه العقول شيئاً مادياً يصلح وشبه الرشاد أداة لإلصالح ،
وسر جمالها :التجسيم ،وفيها أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (بالرشاد) على المفعول به (عقولنا)
للتخصيص والتأكيد واالهتمام بالمتقدم .
(وأنت – من الرشاد – عقيم) :أسلوب قصر بتقديم شبه الجملة (من الرشاد) على الخبر (عقيم)
للتخصيص والتوكيد ،والجملة حالية للتوكيد .
(تصلح بالرشاد ،من الرشاد عقيم) :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
(تنه – تأتي) :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد ،ويوحي بسوء التصرف وإظهار
التناقض بين األقوال واألفعال وهو مذموم .
(عار عليك) :فيها إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (هو عار) ،والحذف للتركيز على معنى الخبر .
(إذا فعلت) :إذا تفيد الثبوت والتحقق ،الجملة اعتراضية للتوكيد واالحتراس ،فعلت فيها إيجاز بحذف
المفعول به للعموم والشمول .
(ابدأ بنفسك) :استعارة مكنية يشبه النفس إنساناً ينبغي وعظه ونصحه ؛ حتى تكتسب نصائحه لآلخرين
مصداقية ،وسر جمالها :التشخيص .
(ابدأ – انهها) :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
(بنفسك فانهها عن غيها) :استعارة مكنية حيث يصور النفس إنساناً ينهاه عن ظلمه وضالله ،وسر
جمالها :التشخيص .
(إذا انتهت) :استعارة مكنية تصور النفس إنساناً يتوقف عن الضالل ،وسر جمالها :التشخيص .
(فأنت حكيم) :نتيجة لما قبله ،وتشبيه للذي يصلح من نفسه بالحكيم ،وسر جماله :توضيح لفائدة
التخلص من كل ضالل .
نقد :يؤخذ على الشاعر تكرار حرف الهاء في البيت الثامن في كلمات متتالية [َف َانهها َعن ِغِِّيهاَ ..فِإذا
نه] مما أثقل من جرس الكلمات وجعل هناك صعوبة في النطق وهذا يتنافى (يختلف) مع انتَ َهت َع ُ
سالسة الشعر .
(فهناك) :البيت نتيجة لما قبله ،وهناك اسم اإلشارة للتعظيم .
(يقبل ،يقتدى) :بناء الفعلين للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل للعموم والشمول .
(يقتدى بالعلم) :كناية عن العمل بما يقوله ،وسر جمالها :اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في
إيجاز وتجسيم .
(العلم – التعليم) :محسن بديعي /جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه األذن .
والبيت كله كناية عن سرعة االستجابة وقوة التأثير ،وسر جمالها :اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل
عليه في إيجاز وتجسيم .
الموسيقى في النص :
الموسيقى الخارجية (الظاهرة) :التي تتمثل في وحدة الوزن والقافية ،وقد استخدم الشاعر بحر "
الكامل " وهو من األبحر الهادئة التي تناسب الحكمة .
الموسيقى الداخلية (الخفية) :التي تعتمد على حسن انتقاء األلفاظ ودقتها وجودة الصياغة وترتيب
وترابط األفكار وجمال الصور الخيالية .
الخاتمة
إن الحمد هللا نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ باهلل من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ،من يهد
هللا فال مضل له و من يضلل فال هادي له ،حمدا لك يا رب أن أتمتت علينا نعمة اإلسالم لك ،و شرف
اإليمان بك ،وصالة و سالما على خير المرسلين ،و صفوة أنبيائك محمد صل هللا عليه و سلم ،و على
آله و صحبه الطيبين الطاهرين أجمعين ،أما بعد.
و نرجو من هللا أن تكون رحلة ممتعة و شيقة ،و كذلك نرجو أن تكون قد أرتقت بدرجات العقل الفكر،
حيث لم يكن هذا الجهد بالجهد اليسير ،أرجو هذا العلم نافعا و أرجو هللا ينزل الرحمة و النور من رسول
هللا في هذا العلم لي ولكم.
المصادر و المراجع
– 1عبد الكريم األسعد /الوسيطفي تاريخ النحو العربي /دار الشرق للنشر و التوزيع/ط ( ١٣٣٨/ )1ه،
١٩١٩م
-2إبراهيم شمس الدين /قصص العرب موسوعة تراثية جماعه لقصص و نوادر و طوائف العرب في
العصر الجاهلي و اإلسالمي /دار الكتب العلمية ببيروت١٩٧١ /م
الفهرس