Professional Documents
Culture Documents
إعداد
حليمة بنت عبد هللا صبيحة بنت عبد الغني
إبراهيم أحمد الفارسي
إشراف
األستاذ الدكتور /أحمد مح ّمد حسين حسوبة
األستاذ بكلية التربية
الجامعة اإلسالمية العالمية ماليزيا
1425ﻫ 2004 /م
المقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم
1
(البردة) للبوصيري
2
(البردة) للبوصيري
3
(البردة) للبوصيري
القسم األول
عن الشاعر وحياته
من إعداد:
حليمة بنت عبد هللا
4
(البردة) للبوصيري
-لقد نشأ يف أس @@رة فق @@رية ،ل @@ذلك اض @@طر إىل الس @@عي لطلب
الرزق منذ صغره.
-وك@ @@ان البوص@ @@ريي جييد فن اخلط ،ف@ @@زاول كتابة األل@ @@واح اليت
توضع على ش @ @@واهد@ القب @ @@ور ،وملوهبته الش @ @@عرية م @ @@دح ال @ @@وزراء
واألم@@راء بأش @@عاره وذلك يف مرحلة متقدمة من حياته ون @@ال من
1
عطاياهم.
-ب@ @@دأ حياته كما ك@ @@ان يب@ @@دؤها معاص@ @@روه حبفظ الق@ @@رآن ،فقد
افتتح كتّابا لتعليم الص@ @ @ @ @ @@بيان الق@ @ @ @ @ @@رآن ،مث درس العل@ @ @ @@وم الدينية
عن@@دما رحل إىل الق@@اهرة ،وك@@ان تعلمه يف مس@@جد الش@@يخ عبد
الظاهر.
-وقد عرضت عليه وظيفة احلسبة ،وهذه الوظيفة ال تس@@ند إال
ملن أمل مببادئ الفقه.
-واش@ @@تعل كاتب @ @اً ببل@ @@بيس (حمافظة الش@ @@رقية /مص@ @@ر) فينبغي أن
يكون قد أمل باألعمال احلسابية.
-م@@دح النيب ص@@لى اهلل عليه وس@@لم بقص@@ائد كث@@رية من أش@@هرها
قصيدة (الربدة) ،اليت عارض فيها قصيدة كعب بن زهري:
. 1البردة ،د أحمد عبد التواب عوض ،دار الفضيلة ،القاهرة1996 ،م ،ص10
5
(البردة) للبوصيري
ثالثاً :وفاته
-ق88ال المقري88زي في ترجمت88ه للبوص88يري في المقفى:
وم88ات في س88نة خمس وتس88عين وس88تمائة بالمارس88تان "
المستشفى" المنصوري من القاهرة.
-وذكر ال @@زركلي يف األعالم :أنه ت @@ويف باإلس @@كندرية .وك @@ذلك
كان اخلالف يف سنة الوفاة.
-فق@@ال املقري@@زي س@@نة 695ه ،وذكر ال@@زركلي أهنا س@@نة 696ه،
وقيل :سنة 694ه.
6
(البردة) للبوصيري
ب مِن جهلِ َها بنذير ال َّش ْي ِ َّارتِي بالسُّو ِء ما ا َّت َع َظت
13فَإِنَّ أم َ
واله َر ِمِ
غير مُحتشِ ِم ف أَ َل َّم برأسي َ ضي ٍ
َ الجميل ق َِرى ِ ِعل
ت م َِن الف ِ أع َّد ْ
14وال َ
كتمت سِ رَّ ا َب َدا لي منه بال َك َت ِم ُ كنت أعل ُم أ ِّني ما أ ُ َو ِّق ُرهُ
ُ 15لو
الخيل بالُّلُج ُِم ِ كما ي َُر ُّد ِج َما َ ُح َ 16من لي ِب َر ِّد ِج َماح مِن َغ َواي ِت َها
إِنَّ الطعا َم يُقوِّ ي شهو َة ال َّن ِه ِم شهوت َه 17فال َت ُر ْم بالمعاصي َكسْ َر َ
ضاع َوإِنْ َت ْفطِ مْ ُه حُبِّ الرّ َ فل إِنْ ُتهم ِْله ُ َشبَّ الط ِ 18وال َّنفسُ َك ّ
ِ
َين َفطِ ِم َع َلى
إِنَّ الهوى ما َت َولَّى يُصْ ِم أو 19فاصْ ِرف هواها وحاذِر أَن ُت َولِّ َي ُه
َيصِ ِم
ت ال َمرعى فال ِي اس َتحْ َل ِ وإِنْ ه َ 20وراعِ َها وهْ َي في األعمال سا ِئ َم ٌة
ُتسِ ِم
حيث لم َي ْد ِر أَنَّ ال ُّس َّم في ُ مِن ت َل َّذ ًة للمر ِء قا ِت َل ًة
َ 21كم ح َّس َن ْ
ال َّد َس ِم
ص ٍة َشرٌّ م َِن ال ُّت َخ ِم َفرُبَّ مخ َم َ جوع ومِن
ٍ ِس مِنش ال َّد َسائ َ ْ 22
واخ َ
شِ َب ٍع
7
(البردة) للبوصيري
)16مِج َاح اخليل :عدم خض@@وعه .اللجم :مجع جلام وهو ما يق@@اد
به الفرس.
َ )17تُرم :تطلب .النَّ ِهم :شديد اجلوع ،حريص على األكل.
ب :نشأ وكرب. َ )18ش َّ
صم :يقتل .يَصم :يُصيب ُ )19ت َولِّيَهُ :يكون ولياً عليك .يُ ْ
)20س@ @ @@ائمة :ت@ @ @@رعى الكأل وهو نب@ @ @@ات ص @ @@حراوي .ال تُس @ @@م :ال
تدعها ترعى
ُّخم:ص@ @ @ة :ش @ @@دة اجلوع .الت َ
)21الدس @ @@ائس :الفنت واملكائ @ @@د .املَ ْخ َم َ
فساد الطعام يف املعدة.
بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص 65 2
8
(البردة) للبوصيري
17مث يلفت نظر كل إنس@ @ @@ان إىل حقيقة مهمة وهي أن كسر
ش@@هوة النفس ال يك@@ون ب@@اإلفراط يف املعاص@@ي ،فكما أن الطع@@ام
يق@ @@وي ش@ @@هوة النهم ،ف@ @@إن فعل املعاصي يزيد يف ش@ @@هوة النفس
األمارة بالسوء.
3
-18مث يش@ @ @ @ @@به النفس بالطف@ @ @ @@ل ،فكما أن الطفل إذا تركته أمه
ويكرب ويش@ @ @@يب على حب الرض@ @ @@اع ،أما إذا فطمته ومنعته من
عب من الرضاع فإنه ينفطم وميتنع ،فك@@ذلك النفس من تركها تُ ُّ
الش@ @ @ @ @ @ @ @ @@هوات ت@ @ @ @ @ @ @ @ @@زداد يف تغياهنا .ومن كبح مجاحها ومنعها عن
املعاصي امتنعت وأنابت إىل رهبا سبحانه وتعاىل.
4
3بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص 66
4بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص66
9
(البردة) للبوصيري
-22وحي ّذر من فنت اجلوع والش@ @@بع ،فال يك@ @@ون اجلوع س@ @@بباً يف
ب ج@@وع ش@@ديد القن@@وط ،وال يك@@ون الش@@بع س@@بباً يف البط@@ر ،ف@ ُ@ر َّ
ي @@ورث القن @@وط ،يك @@ون ش @@راً من ش @@بع مف @@رط .وكال األم @@رين:
ش@ @ @ @@دة اجلوع ،وك@ @ @ @@ثرة الش@ @ @ @@بع تص@ @ @ @@رف اإلنس@ @ @@ان عن العب@ @ @@ادة
والطاعة.
القسم الثاني
ظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة
ومناسبتها
إعداد :صبيحة بنت عبد الغني
تمهيد
ما املقص@ @ @@ود باملدح والرث@ @ @@اء؟ املدح ه@ @ @@و :ما يق@ @@ال أثن@ @@اء حي@ @@اة
الشخص ،والرثاء :ما يقال بعد الوفاة.
مدحا وليس رثاءً؟ملاذا تعد هذه القصيدة ((الربدة)) ً
ألن الرث @ @@اء يظهر التح @ @@زن والتفجع (البك @ @@اء على امليت) .وألن
املدح يظهر حماسن ال@ @ @ @ @ @ @@دين ،والثن@ @ @ @ @ @ @@اء على مشائل الرس@ @ @ @ @@ول@،
الرس@@ول، والشاعر قد مدح ّ التقرب إىل اهلل تعاىلّ . ويقصد به ّ
وهو ي@@رى أ ّن الرس@@ول@ موص@@ول احلي@@اة وأنه خياطبه كأنه حي
5
للرسول. يرزق .وهذا فيه تقدير عظيم واحرتام ّ
البردة ،د أحمد عبد التواب عوض ،دار الفضيلة ،القاهرة1996 ،م ،ص16 5
10
(البردة) للبوصيري
حيث أراد البوص@ @@ريي أن تك@ @@ون له قص@ @@يدة حتمل اسم قص@ @@يدة
كعب وذلك من باب التربك هبا.
11
(البردة) للبوصيري
-رأى أحسن طريقة أن ميدح الرس@ @ @@ول@ بقص @ @@يدة ي @ @@ذكر فيها
حماسن الرسول.
-فأنشأ هذه القصيدة،
-ن@ @@ام ،مث رأى يف املن@ @@ام أن رس@ @@ول اهلل ميسح بي@ @@ده املباركة
على وجهه.
-ألقى عليه الرسول الربدة يف املنام،
وشفي من مرضه. -فقام سليماً ومعاىًف ُ
-مل يعرف أحد هذه القصيدة.
-مشى يف الش@ @ @ @ @ @ @ @@ارع ،فقابل رجاًل مس @ @ @ @ @@كيناً ،مث س @ @ @ @ @@أله :أين
القصيدة اليت مدحت هبا رسول اهلل ؟
-فق@ @@ال :أيته@ @@ا؟ مث ق@ @@ال :اليت أنش@ @@أهتا يف مرض@ @@ك ،وذكر أوهلا،
وقال :واهلل لقد مسعتها البارحة وهي تنشد بني يدي رسول اهلل
7
.
12
(البردة) للبوصيري
59-72 -4مولده
73-88 -5معجزاته
105-89 -6القرآن الكرمي
118-105 -7اإلسراء واملعراج
140-119 -8جهاد الرسول وغزواته
152-141 -9التوسل والتشفع
161-153 -10املناجاة والتضرع
******
13
(البردة)للبوصيري
[ أ ] معاني المفردات:
(البردة)للبوصيري
-1ذو س@ @ @ @ @@لم :موضع بني مكة واملدينة – املقل @ @ @@ة :العني س @ @ @@وادها
وبياضها.
-2كاظمة :اسم طريق إىل مكة _ إضم :واد أسفل املدينة.
-3مهت @ @ @ @ @ @ @@ا :مهت العني احندر دمعها على اخلد _ يهم :ه @ @ @ @ @@ام على
وجهه مل يد ِر أين هو.
-5البان :نوع من الشجر واملراد به موضع باحلجاز.
-6العلم :اسم جبل واملراد موضع باحلجاز.
-7الوجد :احلزن _ البه@@ار ورد أص@@فر طيب الرائحة _ العنم :ورد
أمحر.
-8أرقين :أسهرين .مل ميكنه من النوم والراحة.
-9اهلوى الع @@ذري :احلب@ العفي @@ف ،نس @@بة إىل بين ع @@ذرة وهي قبيلة
عرفت بالعفاف.
[ ب ] المعنى العام
1-2اس @@تهل اإلم @@ام البوص @@ريي (بردت @@ه) على ع @@ادة ال ّش @عراء ب @@الغزل
@كب
وشكوى الغ@رام ،فيق@@ول :أبس@بب ت@ذكر ج@ريان ب@@ذي س@لم انس َ
دمع العي @ @@ون جاري@ @ @اً من مقلة ب @ @@دم ،أم بس@ @@بب هب@ @@وب ال@ @@ريح من
طريق مك@ @ @@ة ،أو ملع@ @ @@ان ال@ @ @@ربق من ٍ
واد أس @ @@فل املدينة املن @ @@ورة على
8
ساكنها أفضل الصالة وأمت السالم؟
بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص64 8
(البردة)للبوصيري
3-6وها مها عين @@اه هتمي @@ان بال @@دموع والقلب يهيم يف احملب @@وب،
فليس احلب منكتم@ @ @اً وال خفي@ @ @اً ،فل @ @@واله ما أراق ال@ @@دموع على
اآلثار ،وال أرق لذكر املعامل من األشجار واجلب@ال @،ومل يعد ممكن@اً
@هدت به ه@ @@ذه ال@ @@دموع إنك@ @@ار ه@ @@ذا احلب @،أو إخف@ @@اؤه بعد أن ش@ @ ْ
وهذا اهلزال@ والضعف.
7-9وأثبت احلزن والوجد الدليل على ذلك بالبكاء واهلزال ،يتبدى
ه@@ذا ك@@الورد األص@@فر على خديه وال@@ورد األمحر ،مث يعلن أن خي@@ال
فأرقَه ،وللحب اعرتاضه لل@@ذات ب@األمل. من حيب سرى وجاءه ليال ّ
مث خياطب الئمه يف اهلوى العفيف ق@@ائال :لو أنص@@فت ما ملت@@ين ،أي
علي حليب للرسول لو كنت عادال ملا ألقيت اللوم ّ
10-12مث ي @ @ @ @@دعو لص @ @ @ @@احبه :ال أراك اهلل ما أنا في @ @ @@ه ،فليس س @ @ @ ّ@ري
@حك يل ولكىن مس@ترتا عن الوش@@اة املفس@دين ولقد أخلص@ت يف نص@ ِ
َ
ال استجيب له ،ألن احملب ال يسمع كالم الالئمني .وحىت الشيب
ال@ @@ذي هو أبعد ما يك @ @@ون عن التهم ،ف@ @@إين أهتم نص@ @@حه يل وأظنه
إيل من ل @@وم ،ولعل املع @@امل واآلث @@ار اليت ن @ ّ@وه
غري خملص فيما وجهه ّ
هبا يف ه@@ذا االس@@تهالل من حنو "ذي س@@ل ٍم " وهي مك@@ان بني مكة
واملدينة املن@ @ @ @@ورة و"كاظم@ @ @ @@ة" طريق إىل مكة و"إض@ @ @@م" ٍ
واد أس@ @ @@فل
املدينة املن@ @ @@ورة ،وهي تشري إىل أن رائد احملبني "البوص@ @ @@ريي" طريقه
9
هي :حمبة الرسول@
9بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص65
(البردة)للبوصيري
القسم الثالث:
شخصية مبدعها ،وظروف عصره ومالمح األدب فيه،
وما دار حول البردة وشعر المديح.
أعده إبراهيم الفارسي
10بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص7
(البردة)للبوصيري
القصيدة المضرية:
يا رب صل ّ على المختار من مضر *** واألنبياء وجميع
الرسل ما ذكروا
والقصيدة المحمدية:
محمد 8أشرف األعراب والعجم *** محمد خير من يمشي
على قدم
والهمزية:
كيف ترقى ُرقيك األنبيـا ُء *** يا سما ًء ما طاولتها
سمـا ُء
لم يساوك في عالك وقد حا *** ل سنا فيك دونهم
وسنا ُء
تعليق إجمالي:
والديني
ّ األدبي
ّ ّأوالً :آثار البردة في الفكرين
イلق\\د أس\\همت ال\\بردة في خل\\ق فن جدي\\د في م\\دح
الرسول حيث ظهر م\\ا يس\مّى بالب\\ديعيات ،وهي قص\\ائد
(البردة)للبوصيري
وقوله:
طوبى ل ُمن َتشِ ٍق منه ومل َتث ِِم طيب َيع ِدل ُ ُت ْر َبا َ
ض َّم َ ال
أع ُظ َم ُه
وقوله:
س أحيا اس ُم ُه حين ُيد َعى ِ
دار َ ناس َب ْت َقدْ َرهُ آيا ُت ُه ِع َظ َما ً
لو َ
(البردة)للبوصيري
الر َم ِم
ِّ
@دل على أي غل@ ٍو؛ يتمعن يف هذه األبي@ات أهنا ال ت@ ّ والذي يبدو ملن ّ
فهي من باب شدة حمبة الرسول وتوقريه ،والشعراء هلم أن يب@@الغوا
إظهاراً للحب والوالء ،وال يعقل أ ْن ميدح شاعر مسلم النيب وهو
م @@ؤمن موحد حيفظ الق @@رآن ويتخلق خبلق النيب ويف ذهنه وفك @@ره
أن يؤهله ،وهو ال@ @ @ @ @@ذي يق@ @ @ @ @@ول يف القص@ @ @ @ @@يدة نفس @ @ @@ها منك @ @ @@راً على
النصارى إطراء سيدنا عيسى عليه السالم:
دحا ً فيه
شئت َم َ َ واح ُكم بما دَ ع ما ا َّد َعت ُه النصارى في
واح َتك ِِم َن ِب ِّي ِه ِم
ハاملف @@ردات س @@هلة ج @@داً ماع @@دا بعض األلف @@اظ الص @@عبة مث @@ل:
العنم ،الكتم ،يصمي ،يصم ،البهار ،مضطرم ،النهم. . . .
ニاألس @ @ @@لوب لقد ن @ @ @ ّ@وع البوص @ @ @@ريي األس @ @ @@لوب ما بني خرب
وإنش@ @ @ @@اء ،وتق@ @ @ @@دمي وت@ @ @ @@أخري ،وأك@ @ @ @@ثر من اجلمل الفعلية وابتعد عن
اجلمل االعرتاض @ @@ية ،مطبق @ @اً مبه @ @@ارة عالية ُح ْس @ @ َن تن @ @@وع األس @ @@لوب
املم@ @ @ @ @ @@تزج بالعاطفة اجليّاشة املع@ @ @ @ @ @@ربة عن ش @ @ @ @@دة احلّب واالح @ @ @ @@رتام
للرسول.
لقد امت@@از البوص@@ريي يف مدائحه بق@@وة األس@@لوب وحسن الص@@ياغة،
وجودة املعاين ،ومجال التشبيهات ،وروعة الصور ،انظر إىل قوله:
11
الصوفيّة مثل:
لقد عرّب ت بعض أبيات الرُب دة عن بعض املعاين ّ
الصوفي:
الرسول إنسان كامل بالمعني ّ )1إ ّن ّ
والفريقين مِن ُعر ٍ
ب ومِن الكونين
ِ سي ُد
محمّ ٌد ّ
َع َج ِم والث َق َل ْي ِن
11البوصيري ،شاعر المدائح النبوية وعلمها ،د .على نجيب العطوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
1995م،ص186
(البردة)للبوصيري
المحمدي األزلي:
ّ )2بيان حقيقة ال ّنور
ص َل ْت مِن ِ
نور ِه ِب ِه ِم فإنما ات َ و ُكل ُّ آيٍ أ َتى ُّ
الر ْسل ُ الك َِرا ُم
ِب َها
للناس في ِ أنوارهَا َ ُيظ ِه ْرنَ ض ٍل هُم شمس َف ْ ُ ف ِإ َّن ُه
ال ُّظ َل ِم كوا ِك ُب َها
12الخطاب الشعري ،مجلة التراث العربي ،دمشق،العدد ، 89س ،33مارس 2003م موقع
المجلة على اإلنترنيت.
(البردة)للبوصيري
وعلِماً،
)7تفوق النيب على غريه من اخللق والرسل خ ْلقاً ،وخلُقاًِ ،
ُ ّ َ َ ّ
وكرماً:
ولم ُيَ 8888دا ُنوهُ في عِ ٍلم وال فاق ال َّنبيينَ في َخ ْل ٍق وفي ُخلُ ٍق
َ
َك َر ِم
ص @وفيّة ظه @@وراً
ويف ه @@ذا ي @@ذكر د .حممد زغل @@ول س @@الم :وظه @@رت ال ّ
13
بالرسول
قوياً يف اجلزء األخري من الرّب دة حيث يتوسل ّ
ردة ِ
لقصيدة البُ ِ شعراء
معارضات ال ّ
يقول الدكتور أمحد عمر هاشم يف ذلك:
"وك@ @@انت أعظم قص@ @@ائده ،وأروع فرائ@ @@ده ،درة ال ّش @ @عر الفص@ @@يح بُ@ @@ردة
املديح ،اليت مل يش@@بهها س@@ابق ،ومل يق@@رتب منها الح@@ق ،وكم قص@@ائد
انظر :محمد زغلول سالم ،األدب في العصر المملوكي ،ج ،1ص .273 13
(البردة)للبوصيري
فت على غرارها وهنجت طريقه @ @@ا ،ونس @ @@جت على منواهلا ،ولكنها أُلِّ ْ
ومن اجلدير بال @ ّذكر اإلش@@ارة إىل مل تصل إىل رتبة ب@@ردة البوص@@ريي" ِ
14
@ارض الرُب دة ،ومخّس@@ها ،وش @طّرها، معارض@@ات ال ّش @عراء لل@@ربدة؛ فلقد ع@ َ
وش @@رحها ،ونسج على منواهلا الكثري من ال ّش@ @عراء ال @@ذين ج @@اءوا بعد
@ريي يف العص @@ور املختلفة حىت العصر احلديث اقت @@داءً به نظ@ @راً البوص @ ّ
لس@@مو عاطفته@@ا ،وروعة معانيه@@ا؛ فهي مبثابة نغم عل@@وي يش@@دو به
بلغت
للرس@@ول العظيم حيث ْ احلب ّ احملب@@ون األتقي@@اء تعب @رياً عن ش@@دة ّ
ت أك @@ثر من 20ش @@رحاً ختميس @@ات الرُب دة ح @وايل 92ختميس @اًَ ،و ُش @ ِر َح ْ
وهلا عدة معارضات أشهرها معارضة أمري ال ّش@عراء أمحد ش@@وقي يف "
حيث قال:
هنج الرُب دة" ُ
األشهر
ِ أَ َحل َّ س ْفك دمي في イري ٌم على القاع بين البان
رم
ال ُح ِ والع َل ِم
ومن ختميس الربدة للشيخ مشس الدين حممد الفيومي حيث قال:
بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص7 14
(البردة)للبوصيري
ُم ْذ بانَ أهل ال ِح َمى والبانَ イما بال ُ قلب َك ال ينف ُّك
والعلم
ِ ذا أل ِم
س َل ِم
جيران بذي َ
ٍ أمِنْ َت َذ ِّك ِر ロوانهل َّ مدمعك
نسجم
ِ القاني ب ُم
@ريي ك @@ان متفوق @اً على وه @@ذا االهتم @@ام ب @@الربدة ي @@دلنا على أن البوص @ ّ
@بيعي لق@@ول
غ@@ريه من ال ّش @عراء من حيث ال ّش @اعريّة واالس@@تعداد الط@ ّ
عري يتقن الص@ @ @@نعة
ال ّش@ @ @ @ @عر فهو لديه طبع مت@ @ @ @@دفق لإلب@ @ @ @@داع ال ّش @ @ @ ّ
والص@ @@ناعة الش @ @@عريّة ليصل إىل أعلى درج @ @@ات اإلتق @ @@ان والكم@ @@ال مما
حدا باآلخرين اتباعه وتقليده. .
لقد فطن اإلم@ @@ام البوص@ @@ريي إىل مالمح وأص@ @@ول تربوية تتمثّل
يف ض @ @@رورة ت @ @@رويض وهتذيب النفس وتربيتها على الفض @ @@ائل منذ
حيث يف تش@@بيه رائع ص@ ّ@ور لنا أن النفس
ُ الص@@غر وكسر ش@@هوهتا
تربوي وعناية كاملة منذ الص@@غر
ّ كالطفل متاماّ حتتاج إىل ترويض
ف @@النفس مثل الطف @@ل ،إن ترتكه ب @@دون رعاية وتوجيه ص @@حيح ينشأ
فاسداً فالب ّد من الرعاية والتوجيه واإلرشاد وه@@ذه حقيقة تربوية
.
(البردة)للبوصيري
القسم الرابع
نص البردة للبوصيري كامالً
ص ٍح َع ِن ال ُّت َه ِم
أبع ُد في ُن ْ
ب َ وال َّ
ش ْي ُ ب فِي ت نصي َح ال َّ
ش ْي ِ إني ا َّت َه ْم ُ
َع َذلِي
ب وال َه َر ِم مِن جهلِ َها بنذير ال َّ
ش ْي ِ بالسوء ما ا َّت َع َظت ِ ارتِي فانَّ أ َّم َ
غير ُمحتشِ ِمف أَ َل َّم برأسي َ ضي ٍ
َ الجميل
ِ وال أ َع َّد ْت مِنَ الف ِ
ِعل
ق َِرى
كتمت سِ َّرا َب َدا لي منه بال َك َت ِم ُ كنت أعل ُم أ ِّني ما أ ُ َو ِّق ُرهُ لو ُ
الخيل بالُّلُ ُج ِم
ِ كما ُي َر ُّد ِج َما َ ُ
ح َمن لي ِب َر ِّد ِج َماح مِن َغ َواي ِت َها
قوي شهو َة ال َّن ِه ِم إن الطعا َم ُي ِّ شهوت َها َ فال َت ُر ْم بالمعاصي َك ْس َر
ضاع َوإِِنْ َت ْفطِ ْم ُه َين َفطِ ِم الر َُح ِّب ّ ش َّب فل إِنْ ُته ِم ْله ُ َ فس َكال ّط ِ وال َّن ُ
َع َلى
إن الهوى ما َت َو َّلى ُي ْ
ص ِم أو َيصِ ِم فاص ِرف هواها وحاذِر أَن ُت َو ِّل َي ُه ْ
ت ال َمرعى فال ُتسِ ِم واِنْ ه َِي اس َت ْح َل ِ ورا ِع َها وهْ َي في األعمال
سا ِئ َم ٌة
س ِم
س َّم في الدَّ َ حيث لم َيدْ ِر أَنَّ ال ُّ
ُ مِن للمرء قا ِت َل ًة ِ س َن ْت َل َّذ ًة َكم ح َّ
ش ٌّر مِنَ ال ُّت َخ ِم
ص ٍة َ َف ُر َّب مخ َم َ جوع ومِن ٍ ِس مِن س ائ َ ش ال َّد َ واخ َ ْ
شِ َب ٍع
َ عين َق ِد
ار ِم وا ْل َز ْم حِم َية َال َّن ِ
دَم مِن ال َم َح ِ ٍ الدمع مِن َ فر ِغ واس َت ِ
ا ْم َت ْ
ألت
ضا َك ال ُّنص َح فا َّت ِه ِم
واِنْ هما َم َّح َ النفس والشيطانَ َ وخالِ ِ
ف
واعصِ ِه َما
والح َك ِم
َ صم
الخ ِ تعرف كيدَ َ ُ فأنت وال ُتطِ ْع منهما خص َما وال ح َك َما
ض َّر مِن َو َر ِم أن اش َت َك ْت قد َماهُ ال ُّ
ِ س َّن َة َمن أحيا الظال َم إلى لمت َُظ ُ
دَم َ ش َحا َ ً ُم ْت َر َ
تحت الحجار ِة َك َْ ب أحشا َءهُ و َط َوى س َغ ٍ و َ
ف األ ِ شدَّ مِن َ
عن نفسِ ه فأراها أ َّي َما َ
ش َم ِم بش ُّم مِن َذ َه ٍ وراودَ ْت ُه الجبال ُ ال ُّ َ
ِص ِم إن الضرور َة ال تعدُو على الع َ ضرور ُت ُه َ وأ َّك َدت ُزه َدهُ فيها
(البردة)للبوصيري
ب ومِن َع َج ِم والفريقين مِن ُعر ٍ الكونين والث َق َل ْي ِن ِ محم ٌّد سي ُد
ول ال منه وال َن َع ِم أ َب ُّر في َق ِ َن ِب ُّي َنا اآل ِم ُر ال َّناهِي فال أَ َح ٌد
األهوال ُمق َت َح ِم
ِ ل ُكل ِّ ه َْو ٍل مِن رجى شفا َع ُت ُه الحبيب الذي ُت َ ُ هُو
غير ُمن َفصِ ِم حبل ِ ُمس َتمسِ ُكونَ ِب ٍ هللا فال ُمس َتمسِ ُكون ِب ِه دَعا إلى ِ َ
عِلم وال َك َر ِم ولم ُي َدا ُنوهُ في ٍ فاق ال َّنبيينَ في َخ ْل ٍق وفي ُخلُ ٍق َ
البحر أو َرش َفا ً مِنَ الدِّ َي ِم ِ َغ ْر َفا مِنَ ِس هللا ُمل َتم ٌ رسول ِ ِ و ُكلُّ ُهم مِن
ش ْك َل ِة ال ِح َك ِم العلم أو مِن َ ِ مِن ُنق َط ِة وواقِفُونَ َلدَ ي ِه عن َد َح ِّده ِِم
س ِم باري ُء ال َّن َ ثم اصطفاهُ حبيبا ً ِ وصور ُت ُه َ َف ْه َو الذي َت َّم معناهُ
سن فيه غي ُر من َقسِ ِم فجو َه ُر ال ُح ِ َ ُم َن َّزهٌ عن شريكٍ في محاسِ ِن ِه
دحا ً فيه واح َتك ِِم شئت َم ََ واح ُكم بما َدع ما ادَّ َعت ُه النصارى في َن ِب ِّي ِه ِم
شئت مِن َ
عِظ ِم َ سب إلى َقدْ ِر ِه ما وان ُ شئت مِن َ س ْب إلى ذا ِت ِه ما وان ُ
فش َر ٍ َ
عر َب عن ُه ناطِ ٌق ِب َف ِم
َح ٌّد َف ُي ِ هللا ليس له رسول ِ ِ َفاِنَّ َفضل َ
الر َم ِم س ِّ دار َأحيا اس ُم ُه حين ُيد َعى ِ عِظ َما ً س َب ْت َقدْ َرهُ آيا ُت ُه َ لو نا َ
صا ً علينا فلم نر َت ْب ولم َن ِه ِم حِر َ لم يم َت ِح َّنا بما َتع َيا العقول ُ به
ب وال ُبع ِد فيه غي ُر ُمن َفح ِِم في القُ ْر ِ فليس َ أعيا الورى َف ْه ُم معناهُ
ُي َرى
ف مِن أَ َم ِم صغير ًة و ُت ِكل ُّ َّ
الط ْر َ كالشمس تظ َه ُر للعي َن ْي ِن مِن ُب ُع ٍد ِ
س َّلوا عنه بال ُحلُ ِم َق ْو ٌم ِن َيا ٌم َت َ در ُك في الدنيا حقي َق َت ُه وكيف ُي َِ
وأَ َّن ُه خي ُر خ ْل ِق هللا ُك ِّل ِه ِم ش ٌر ِلم فيه أنه َب َ ف َم ْب َل ُغ الع ِ
نور ِه ِب ِه ِم ص َل ْت مِن ِ فإنما ات َ الر ْسل ُ الك َِرا ُم ِب َها و ُكل ُّ آيٍ أ َتى ُّ
للناس في ال ُّظ َل ِم ِ أنوارهَا
َ ُيظ ِه ْرنَ ض ٍل هُم كوا ِك ُب َها شمس َف ْ ُ ف ِا َّن ُه
ش ِر ُم َّتسِ ِم بالب ْسن مش َت ِمل ٌ ِ بال ُح ِ نبي زا َن ُه ُخلُ ٌق بخ ْل ِق ٍّ أكر ْم َ ِ
والدهر في ِه َم ِم ِ والبحر في َك َر ٍم ِ والبدر في ِ ف هر في َت َر ٍ كالز ِ َّ
ف ش َر ٍ َ
(البردة)للبوصيري
ش ِم في عس َك ٍر حينَ تلقاهُ وفي َح َ كأ َّن ُه وهْ َو َف ْر ٌد مِن جال َل ِت ِه
س ِممِن َم ْع ِد َن ْي َم ْنطِ ٍق منه ومب َت َ فص َد ٍ كأ َّن َما اللؤلُؤُ ال َمك ُنونُ في َ
طوبى ل ُمن َتشِ ٍق منه ومل َتث ِِم ض َّم أع ُظ َم ُه طيب َيع ِدل ُ ُت ْر َبا َ َ ال
يب ُمب َتدَ ٍا منه و ُمخ َت َت ِم
يا طِ َ ص ِر ِه ب عن ُ أبانَ مولِ ُدهُ عن طِ ي ِ
ؤس وال ِّن َق ِم َقد أُن ِذ ُروا ِب ُحلُ ِ
ول ال ُب ِ رس أ َّن ُه ُم س فيه الفُ ُ َيو ٌم َت َف َّر َ
غير ُمل َتئ ِِم ِسرى َ بك َ مل أصحا ِ ش ِ َك َ ِسرى َوهْ َو وبات إيوانُ ك َ َ
ص ِد ٌع ُم ْن َ
سد َِم الع ْي ِن مِن َ عليه والنه ُر ساهي َ فس ٍ األنفاس مِن أَ َ ِ والنا ُر خا ِم َدةُ
وار ُدهَا بال َغ ْيظِ حينَ َظمِي َو ُر َّد ِ ير ُت َها ض ْت ُب َح َ ساو َة أنْ غا َ وساء َ َ
ض َر ِم وبالماء ما بالنار مِن َ ِ ُح ْز َنا ً بالماء مِن َب َل ٍل ِ بالنار ما
ِ كأَنَّ
معنى ومِن َكل ِِم ً ُّ
والحق يظ َه ُر مِن ِف واألنوا ُر ساطِ َع ٌة وال ِجنُّ َتهت ُ
ش ِموبار َق ُة اإلنذار لم ُت َ ِ ُتس َم ْع وص ُّموا فاِعالنُ البشائ ِِر لم َع ُموا َ
عو َّج لم َيقُ ِم
بأنَّ دي َن ُه ُم ال ُم َ مِن بع ِد ما أخ َب َر األقوا َم كا ِه ُن ُهم
األرض مِن ِ فق ما في ض ٍة َو َ ُمن َق َّ فق مِن وبعد ما عاي ُنوا في األ ُ ِ
ص َن ِم
َ ش ُه ٍ
ب ُ
الشياطين يقفُو ِا ْث َر ُمن َه ِز ِم
ِ مِن الوحيِ طريق َِ حتى َغدا عن
ُمن َه ِز ٌم
راح َت ْي ِه
صى مِن َ أو َعس َك ٌر َ
بالح َ كأ َّن ُهم ه ََر َبا أبطال ُ أ ْب َر َه ٍة
ُرمِي
أحشاء مل َتق ِِم
ِ س ِّب ِح مِنَن ْب َذ ال ُم َ تسبيح ِب َبط ِن ِه َما
ٍ َن ْب َذا به َبع َد
ساق بال َق ِ
دَم ٍ تمشِ ي إليه على َعو ِت ِه األشجا ُر سا ِج َد ًة جاءت لِد َ
الخ ِّط في ا َّلل َق ِم بديع َ
ِ فُ ُرو ُع َها مِن س َط َر ْت سطرا لِ َما َك َت َب ْت كأ َّن َما َ
ير َحمِي يس لل َه ِج ِ َتقِي ِه َح َّر َوطِ ٍ سار سائ َِر ًة مثل َ الغما َم ِة أَ َّنى َ
الكفار عنه َعمِي ِ ف مِنَو ُكل ُّ َط ْر ٍ خير ومِن وما حوى الغا ُر مِن ٍ
َك َر ِم
(البردة)للبوصيري
بالسأ َ ِم
َّ سا ُم على اإلكثار وال ُت َ صى عجا ِئ ُب َها َف َما ُت َع ُّد وال ُتح َ
بح ْب ِل هللا فاع َتصِ ِم لقد َظف َ
ِرت َ لت له قاريها فقُ َُق َّر ْت بَها عينُ ِ
صا ِة و َقد جاؤُ وهُ كال ُح َم ِم مِنَ ال ُع َ الو ُجوهُ ِب ِه ض ُالحوض َتب َي ُّ
ُ كأ َّنها
الناس لم ِ غيرهَا في فالقِس ُط مِن ِ وكالميزان َمع َد َل ًة
ِ صراطِوكال ِّ
َيقُ ِم
ِق ال َف ِه ِم تجاهُال َوهْ َو عينُ الحاذ ِ سو ٍد را َح ُين ِك ُرهَا عج َبنْ ل َِح ُ ال َت َ
س َق ِم الماء مِن َ
ِ و ُين ِك ُر ال َف َم طع َم الشمس مِن ِ ض ْو َء قد ُتن ِك ُر العينُ َ
َر َم ٍد
س ِم الر ُ ون األَ ْي ُن ِق ُّ وق ُم ُت ِ سع َيا و َف َ ساح َت ُه َ خير َمن َي َّم َم العافُونَ يا َ
و َمن ه َُو ال ِّنع َم ُة ال ُعظ َمى لِ ُمغ َتن ِِم برى ل ُمع َت ِب ٍر اآلية ال ُك َ ُ و َمن ه َُو
داج مِنَ ال ُّظ َل ِم س َرى ال َبد ُر في ٍ كما َ يت مِن َح َر ٍم ليال إلى َح َر ِم س َر َ َ
در ْك و َلم ُت َر ِم س ْي ِن لم ُت َ قاب قو َ مِن َ نز َل ًة ِلت َم ِ وب َّت تر َقى إلى أن ن َ ِ
مخدوم على َخ ِ
دَم ٍ8 والر ْس ِل تقدي َم ُّ األنبياء بها
ِ و َق َّد َم ْت َك جمي ُع
الع َل ِم ِب َ نت فيه صاح َ ب ُك َ في َمو ِك ٍ اق بهم السبع ال ِّط َب َ َ وأنت َتخ َت ِر ُق َ
مِنَ ال ُّد ُن ِّو وال َمر َق ًى ل ُمس َتن ِِم شأْ َواً ل ُمس َت ِب ٍق حتى إذا لم تد َْع َ
الع َل ِمفر ِد َ فع مثل َ ال ُم َ بالر ِ
ِيت َّ ُنود َ ض َت ُكل َّ َم َق ٍام باإلضافة إذ َخ َف ْ
أي ُمك َتت ِِمَع ِن ال ُعيون وسِ ٍّر ِّ أي ُمس َتت ِِر ص ٍل ِّ وز ِب َو ْ كيما َتفُ َ
زدَح ِم
غير ُم َ و ُج ْز َت ُكل َّ َم َق ٍام َ غير ُمش َت َركٍ ار َ زت ُكل َّ َف َخ ٍ َف ُح َ
ِيت مِن ن َِع ِم وع َّز إدراك ما أُول َ َ ب يت مِن ُر َت ٍ وجل َّ مِق َدا ُر ما ُو ِّل َ َ
غير من َهد ِِم مِنَ ال ِع َنا َي ِة ُرك َنا ً َ ش َر اإلسالم إن لنا شرى لنا َمع َ ُب َ
أكر َم األ ُ َم ِم الر ْس ِل ُك َّنا َ بأكرم ُّ
ِ ل َّما َد َعى هللاُ داعينا لطا َع ِت ِه
َك َنبأ َ ٍة أ ْجف َل ْت ُغفال مِنَ َ
الغ َن ِم ْ َ َ قلوب ال ِع َدا أنبا ُء ِبع َث ِت ِه َ راع ْت
َ
ض ِم حتى َح َك ْوا بال َق َنا َلح َما على َو َ ما زال َ يلقا ُه ُم في ُكل ِّ ُمع َت َركٍ
والر َخ ِم ان َّ أشال َء شا َل ْت َم َع ال ُعق َب ِ غب ُطونَ به ار فكادُوا َي ِ َودُّوا الف َِر َ
ما لم َت ُكن مِن ليالِي األُش ُه ِر ال ُح ُر ِم َتمضِ ي الليالي وال َيد ُرونَ ِع َّد َت َها
(البردة)للبوصيري
حم العِدَ ا َق ِر ِمب ُكل ِّ َق ْر ٍم إلى َل ِ ساح َت ُهم َ ف َحل َّ ض ْي ٌ كأ َّن َما ال ِّدينُ َ
األبطال مل َتطِ ِم
ِ وج من
يرمي ب َم ٍ ساب َح ٍة وق ِ خميس َف َ ٍ بحر
َي ُج ُّر َ
فر ُم َ
صطل ِِم َيس ُطو ب ُمس َتأصِ ٍل لل ُك ِ ب هلل ُمح َتسِ ٍ
ب مِن ُكل ِّ من َت ِد ٍ
الرح ِِممِن َبع ِد ُغر َب ِت َها موصو َل َة َّ حتى َغ َد ْت ِم َّل ُة اإلسالم َوهْ َي
بهم
عل فلم َت ْي َت ْم ولم َتئ ِِم وخير َب ٍِ بير أَ ٍ َمكفو َل ًة أب َداً منهم ِب َخ ِ
دَم
صط ِ ماذا َلقِي منهم في ُكل ِّ ُم َ صا ِد َم ُهم سلْ عن ُهم ُم َ ُه ُم الجبال ُ َف َ
الو َخ ِمف َلهم أدهى مِنَ َ فُصول ُ َح ْت ٍ سلْ أ ُ ُح َدا سلْ َبدْ َراً َو َ سلْ ُح َن ْي َنا ً َو َ َو َ
مِنَ العِدَ ا ُكل َّ ُم ْس َو ٍّد مِن ا ِّلل َم ِم مراً بعد ما يض ُح َ الب ِ ال ُمصد ِِري ِ
َو َر َد ْت
نع ِج ِم غير ُم َسم َ ف ِج ٍ أقال ُم ُه ْم َح ْر َ الخ ِّط ما َت َر َك ْت مر َ س ِ والكاتِبينَ ِب ُ
الس َل ِم
والو ْر ُد يمتا ُز بالسيما َع ِن َّ َ السالح لهم سيما ُت َم ِّي ُزهُم ِ شاكِي
األكمام ُكل َّ َكمِي ِ هر في
الز َ ب َّ ف َتحسِ ُ ش َر ُه ُم صر َن ْ ح ال َّن ِ ُتهدِي إليك ريا ُ
الح ْز ِم ال مِن شدَّ ِة ال ُح ُز ِم ش َّد ِة َ مِن َ ت ُر َبا ً الخ ْي ِل َن ْب ُ هور َ كأ َّن ُهم في ُظ ِ
فما ُت َف ِّر ُق بين ال َب ْه ِم وال ُب َه ِم قلوب ال ِع َدا مِن بأسِ ِهم ُ طار ْتَ
َف َر َقا ً
إن َت ْل َق ُه األ ُ ْس ُد في آجا ِم َها َت ِج ِم صر ُت ُه هللا ُن َ برسول ِِ و َمن َت ُكن
غير ُمن َع ِج ِم ِب ِه وال مِن َعد ٍُّو َ غير من َتصِ ٍر و َلن َترى مِن َول ٍِّي َ
األشبال فِي أَ َج ِم ِ ث َحل َّ َم َع كالل ْي ِ أَ َحل َّ أ ُ َّم َت ُه في ح ِْر ِز ِم َّل ِت ِه
ص َم ال ُبرهانُ مِن َخصِ ِم فيه وكم َخ َ ات هللا مِن َجد ٍَل َكم َج َّد َل ْت َكلِ َم ُ
والتأديب في ال ُي ُت ِم َ في الجاهلي ِة عج َز ً8ة بالعلم في األ ُ ِّم ِّي ُم َ ِ كفا َك
عرش ِ ضى في ال ِّ نوب ُع ْمر َم َ ُذ َ ِيل ِب ِه بمديح أس َتق ِ ٍ َخدَ ْم ُت ُه
ِدَم
والخ ِ
ي مِنَ ال َّن َع ِم كأنني ِب ِه َما هَدْ ٌ شى عواقِ ُب ُه إذ َق َّل َدان َِي ما ُتخ َ
اآلثام وال َّن ِ
دَم ِ لت إال على ص ُ َح َ ص َبا في الحا َل َت ْي ِن
عت َغ َّي ال ِّأَ َط ُ
(البردة)للبوصيري
وما
س ِم َلم َتش َت ِر الدِّ ينَ بالدنيا ولم َت ُ ار ِت َها س في ت َِج َ ار َة َن ْف ٍ
س َ فيا َخ َ
س َل ِم ِبينَ له ال َغ ْبنُ في َب ْي ٍع وفي َ و َمن َي ِب ْع آ ِجال منه بعا ِجلِ ِه
نص ِر ِم مِنَ ال َّن ِب ِّي وال َحبلِي ب ُم َ ِض ت َذ ْن َبا ً فما َعهدِي ب ُمن َتق ٍ إن آ ِ
بالذ َم ِم الخلق ِّ ِ ُمح َّمدَ اً وه َُو أو َفى فاِنَّ لي ِذ َّم ًة منه ب َتس ِم َيتِي
َ
ضال وإال َفقُلْ يا َز َّلة ال َق ِ
دَم َف ْ إن لم ي ُكن في َم َعادِي آ ِخ َذاً ِب َيدِي
غير ُمح َت َر ِم أو َير ِج َع الجا ُر منه َ ار َم ُه الرا ِجي َم َك ِ حاشاهُ أنْ َي ْح ِر َم َّ
خير ُمل َت ِز ِم لخالصِ ي َ وجدْ ُت ُه َ َ اري َمدَ ائ َِح ُه ت أف َك ِ لز ْم ُ و ُمن ُذ أَ َ
األزهار في األَ َك ِم َ الح َيا ُي ْن ِب ُ
ت إن َ وت ال ِغ َنى منه َي َداً َت ِر َب ْت و َلن َيفُ َ
َي َدا ُز َه ْي ٍر بما أث َنى على ه َِر ِم هر َة الدنيا التي و َلم أ ُ ِردْ َز َ
اق َت َط َف ْت
العم ِِم ث َ سِ َوا َك ِعن َد ُح ِ
لول الحا ِد ِ الخلق ما لي َمن ألو ُذ به ِ أكر َم
يا َ
باسم ُمن َتق ِِم
ِ إذا الكري ُم َت َج َّلى هللا جا ُه َك بي يق رسول َ ِ و َلن َيضِ َ
ان كا َّلل َم ِمفر ِإن ال َك َبائ َِر في ال ُغ َ س ال َتق َنطِ ي مِن َز َّل ٍة يا َن ْف ُ
َع ُظ َم ْت
ان في ب العِص َي ِ س ِ َتأتِي على َح َ َلعل َّ َرح َم َة َر ِّبي حينَ َيقسِ ُم َها
س ِمالقِ َ
غير ُم َ
نخ ِر ِم ابي َ س ِ َل َد ْي َك واجعلْ ِح َ غير
يا َر ِّب واج َعلْ رجائِي َ
ِس
نعك ٍ ُم َ
براً َم َتى َتد ُع ُه األهوال ُ ين َه ِز ِم ص ََ ين إن َل ُه ف ب َعب ِد َك في الد َ
َّار ِ وال ُط ْ
نس ِجمالنب ِّي ِب ُم ْن َهل ٍّ و ُم َ
على ِ ب صال ٍة منك دا ِئ َم ٍة س ْح ِ وائ َذنْ لِ ُ
ِيس بال َّن َغ ِم
ِيس حادِي الع ِ طر َب الع َ وأَ َ ص َبا ان َري ُح َ ت ال َب ِ ما َر َّن َح ْت َع َذ َبا ِ
وعن عثمانَ ذِي ال َك َر ِم و َعن َعل ٍِّي َ كر و َعن ضا َعن أبي َب ٍ الر َُث َّم ِّ
ُع َم َر
أهل ُ ال ُّت َقى وال َّن َقى وال ِح ْل ِم وال َك َر ِم ب ُث َّم ال َّت ِابعِينَ َف ُه ْم والصح ِ َّ واآلل
ِ
(البردة)للبوصيري
(البردة)للبوصيري
@.1ا@ل @ @رب@د@ة@ ل@ل@ب@و@ص @ @ري@ي@ ق @ @ ّد@م@ هل@ا@ و@ع@لّ@ق@ ع@ل@ي@ه@ @ا@ @:أ@مح@د@ ع@ب@د@ ا@ل@ت@ @و@ا@ب@
ع@و@ض@ @،د@ا@ر@ ا@ل@ف@ض@ي@ل@ة@ @،ا@ل@ق@ا@ه@ر@ة@ 1996م@
@.2ب@ر@د@ة@ ا@مل@د@ي@ح@ ا@مل@ب@ا@ر@ك@ة@ @،ش @ر@ح@ ا@ل@د@ك@ت@و@ر@ أ@مح@د@ ع@م@ر@ ه@ا@ش @م@ @،د@ا@ر@
ا@مل@ق@ط@م@ ل@ل@ن@ش@ر@ و@ا@ل@ت@و@ز@ي@ع@ ا@ل@ق@ا@ه@ر@ة@1995 @،م@
@.3ا@ل@ب@و@ص@ @ @ @ @ @ري@ي@ ش@ @ @ @ @ @ا@ع@ر@ ا@مل@د@ا@ئ@ح@ ا@ل@ن@ب@و@يّ@ة@ و@ع@ل@م@ه@ @ @ @ا@ @،د@ @.ع@ل@ى@ جن@ي@ب@
ع@ط@و@ي@ @،د@ا@ر@ ا@ل@ك@ت@ب@ ا@ل@ع@ل@م@ي@ة@ @،ب@ري@و@ت@1995 @،م@
@.4جم@ل@ة@ ا@ل@رت@ا@ث@ ا@ل@ع@ر@يب@ @،د@م@ش@ق@ @،ا@ل@ع@د@د@ @،89س@ @،33م@ا@ر@س@ 2003م@
م@و@ق@ع@ ا@جمل@ل@ة@ ع@ل@ى@ ا@إل@ن@رت@ن@ي@ت@@.
@.5حم@م@د@ ز@غ@ل@و@ل@ س@ال@م@ @،ا@أل@د@ب@ يف@ ا@ل@ع@ص@ر@ ا@مل@م@ل@و@ك@ي@ @،ج@ @،1ص@
@.273
@.6خ@ط@ س@ري@ ا@أل@د@ب@ @.ع@ب@د@ ا@ل@ع@ز@ي@ز@ ق@ل@ي@ق@ل@ة@ @،ا@ل@ق@ا@ه@ر@ة@@.