You are on page 1of 39

‫(البردة) للبوصيري‬

‫قراءة في بُردة اإلمام‬


‫ي‬
‫البوصير ّ‬
‫معانيها وظروف إنشادها وشخصية مبدعها‬
‫دراسة وتحليل‬

‫إعداد‬
‫حليمة بنت عبد هللا‬ ‫صبيحة بنت عبد الغني‬
‫إبراهيم أحمد الفارسي‬

‫إشراف‬
‫األستاذ الدكتور ‪ /‬أحمد مح ّمد حسين حسوبة‬
‫األستاذ بكلية التربية‬
‫الجامعة اإلسالمية العالمية ماليزيا‬
‫‪1425‬ﻫ ‪2004 /‬م‬

‫المقدمة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحم‪88‬د هلل تع‪88‬الى رب الع‪88‬المين ال‪88‬ذي أظه‪88‬ر من الع‪88‬دم‬


‫الموجودات‪ ،‬وأرسل سيّدنا مح ّمداً سيّداً للكائن‪88‬ات‪ ،‬ف‪88‬ألَهَ َم‬
‫‪888‬اب وغ‪888‬ي َرهم لمدح‪888‬ه‪،‬‬ ‫الك‪888‬ريم ّ‬
‫الش‪888‬عرا َء وال ُكتّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ُخلُقِ‪ِ 888‬ه‬
‫وتعظيمه‪ ،‬والتغني بسيرته العطرة أبد الحي‪88‬اة والمم‪88‬ات‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫فعليه وعلى آله وص‪8‬حبه من هّللا تب‪88‬ارك وتع‪8‬الى أش‪8‬رف‬


‫الصلوات والتسليمات وأزكى التحيات وأتم البركات‪.‬‬
‫وبعد ‪. .‬‬

‫ي في تاريخ األدب الع‪88‬ربي‬ ‫لم يحظَ نصٌّ شعر ّ‬


‫ي‪ ،‬أو نثر ّ‬
‫على م‪ّ 8‬ر عص‪88‬وره الممت‪88‬دة من العه‪88‬د الج‪88‬اهل ّي‪ ،‬وح‪88‬تى‬
‫العص‪888‬ر الح‪888‬ديث باالهتم‪888‬ام على جمي‪888‬ع المس‪888‬تويات‪:‬‬
‫والش‪8‬عبي‪ ،‬واألك‪88‬اديم ّي‪ ،‬بمث‪88‬ل م‪88‬ا حظيت ب‪88‬ه‬ ‫ّ‬ ‫الرّس‪88‬مي‪،‬‬
‫حيث به‪88‬ا تغنّى المنش‪88‬دون‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بُ‪88‬ردة اإلم‪88‬ام البوص‪88‬يري‪،‬‬
‫وعارضها الشعراء‪ ،‬وتفنن في شرحها ال ُكتّاب‪ ،‬وتبارى‬
‫الخطاطون في كتابتها بجميع الخط‪88‬وط‪ ،‬والقُص‪88‬اص في‬
‫روايتها‪ ،‬والطالب والباحثون تسابقوا لدراستها‪ ،‬وكذا لم‬
‫تس‪88‬ل ْم من نق‪88‬د النق‪88‬اد‪ ،‬وتق‪ّ 88‬ول المعرض‪88‬ين والمنك‪88‬رين‪،‬‬
‫ولكنها ما زالت بسحرها تس‪88‬تولي على القل‪88‬وب واألفئ‪88‬دة‬
‫وتخلبُ لبَّ العارفين وأهل الوجد والذوق‪ ،‬ومن هنا جاء‬
‫ي لتقديم‪88‬ه لكم‪َ ،‬وهَ‪88‬ا نحن في‬ ‫اهتمامنا بهذا النص الشعر ّ‬
‫ه‪888‬ذه الدراس‪888‬ة العجلى نح‪888‬اول قِ‪888‬را َءةَ بُ‪888‬ردة ِاإلم‪888‬ام‬
‫ِالبُوص‪88‬يري وبي‪88‬ان بعض معانيه‪88‬ا‪ ،‬وظ‪88‬روف إنش‪88‬ادها‪،‬‬
‫وشخص‪88‬ية مب‪88‬دعها‪ ،‬في دراس‪88‬ة م‪88‬وجزة يش‪88‬رف عليه‪88‬ا‬
‫أس‪888‬تاذنا ال‪888‬دكتور‪ /‬أحم‪888‬د حس‪888‬وبة‪ ،‬ويق‪ّ 888‬دمها الطالب‪:‬‬
‫صبيحة بنت عبد الغني‪ ،‬وحليمة بنت عبد هللا‪ ،‬وإبراهيم‬
‫الفارسي‪.‬‬

‫وتأتي هذه الدراسة المتواضعة في ثالثة أقسام‪:‬‬


‫القسم األول‪ :‬سوف يتناول ال ّشاعر وحياته‪ ،‬وق‪88‬د أعدت‪88‬ه‬
‫األخت الفضلى حليمة بنت عبد هللا مع شرح نموذج من‬
‫أشعاره في التحذير من هوى النفس‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫والقسم الثاني‪ :‬سوف يتناول ظروف إنشاد وإنش‪88‬اء ه‪88‬ذه‬


‫القصيدة‪ ,‬ومناسبتها‪ ،‬وشرح بعض األبيات ال‪88‬تي تتن‪88‬اول‬
‫النسيب النبوي‪ ،‬وقد أعدته األخت الفضلى ص‪88‬بيحة بنت‬
‫عبد الغني‪.‬‬
‫والقسم الثالث‪ :‬سوف يتناول بالتحلي‪88‬ل شخص‪88‬ية مب‪88‬دعها‬
‫وظ‪88‬روف عص‪88‬ره ومالمح األدب في‪88‬ه‪ ،‬وم‪88‬ا دار ح‪88‬ول‬
‫البردة من جدل عقدي‪ ،‬وشعر المديح‪ ،‬وقد أعده إبراهيم‬
‫الفارسي‪.‬‬
‫وكان المنهج ال‪88‬ذي اتبعت‪88‬ه الدراس‪88‬ة ه‪88‬و المنهج التحليل ّي‬
‫الوصفي‪ .‬والهدف ال‪8‬ذي ت‪8‬رمي إلي‪8‬ه ه‪88‬ذه الدراس‪8‬ة؛ ه‪8‬و‬
‫تأس‪88‬يس رؤي‪88‬ة معرفيّ‪88‬ة واض‪88‬حة كاش‪88‬فة ح‪88‬ول ه‪88‬ذه‬
‫القصيدة‪ ،‬وما أثارته في النفوس من كوامن الوجد‪ ،‬وما‬
‫أثارته من ج‪88‬دل عق‪88‬دي م‪88‬ع االس‪88‬تفادة من تط‪88‬بيق منهج‬
‫ي والعلمي بموض‪88‬وعية‪ ,‬والتعام‪88‬ل النق‪88‬دي‬ ‫التحليل النق‪88‬د ّ‬
‫الواعي م‪88‬ع معطي‪88‬ات ال‪88‬تراث اإلس‪88‬المي ش‪88‬عراً‪ ،‬ون‪88‬ثراً‬
‫إلقامة عالقة وثيقة بين األمة وتراثها‪ ،‬ولتحقيق التكام‪88‬ل‬
‫بين الدراسات المتخصصة والقيم اإلسالميّة لقبول الجيّد‬
‫منه ورفض غير ذلك‪.‬‬
‫وأخ‪88‬يراً نتمنّى أن نوف‪88‬ق في ع‪88‬رض ص‪88‬ورة طيّب‪88‬ة عن‬
‫اإلم‪88‬ام البوص‪8‬يري وقص‪88‬يدته‪ ،‬وأن تن‪88‬ال ه‪88‬ذه الدراس‪88‬ة‬
‫المبسطة الرضا والقبول وباهلّل التوفيق والهداية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫القسم األول‬
‫عن الشاعر وحياته‬
‫من إعداد‪:‬‬
‫حليمة بنت عبد هللا‬

‫سوف نتناول يف هذه النبذة اآليت‪:‬‬


‫‪ .1‬من هو اإلمام البوصريي؟‬
‫‪ .2‬كيف كانت نشأته؟‬
‫‪ .3‬منوذج من أشعاره األخرى؟‬
‫‪ .4‬ماذا قال عنه اآلخرون‬
‫‪ .5‬مىت تويف اإلمام البوصريي؟‬

‫(أ ) حول سيرة اإلمام البوصيري‬


‫أوالً‪ :‬اسمه‬
‫‪ -‬هو حممد بن س@ @ @ @ @ @@عيد بن محاد بن حتسن بن أيب س @ @ @ @@رور بن‬
‫حي @ @@ان بن عبد الل@ @ @ه بن مالك الص @ @@نهاجي‪ ،‬البوص@ @@ريي املص@ @@ري‬
‫املكين بأيب عبد الله‪ ،‬وامللقب بشرف الدين‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬ن ْشأتِه وثقافتِه‬


‫ولد ي @ @ @@وم الثالث @ @ @@اء س @ @ @@نة ‪ 208‬بقرية دالص ‪ ،‬وك @ @ @@انت أمه من‬
‫دالص وأب @ @@وه من بوص@ @@ري‪ ،‬ول @ @@ذلك‪ ،‬اش @ @@تهر بالبوص@ @@ريي نس @ @@بة‬
‫ملكان والدته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪ -‬لقد نشأ يف أس @@رة فق @@رية‪ ،‬ل @@ذلك اض @@طر إىل الس @@عي لطلب‬
‫الرزق منذ صغره‪.‬‬
‫‪ -‬وك@ @@ان البوص@ @@ريي جييد فن اخلط‪ ،‬ف@ @@زاول كتابة األل@ @@واح اليت‬
‫توضع على ش @ @@واهد@ القب @ @@ور‪ ،‬وملوهبته الش @ @@عرية م @ @@دح ال @ @@وزراء‬
‫واألم@@راء بأش @@عاره وذلك يف مرحلة متقدمة من حياته ون @@ال من‬
‫‪1‬‬
‫عطاياهم‪.‬‬
‫‪ -‬ب@ @@دأ حياته كما ك@ @@ان يب@ @@دؤها معاص@ @@روه حبفظ الق@ @@رآن‪ ،‬فقد‬
‫افتتح كتّابا لتعليم الص@ @ @ @ @ @@بيان الق@ @ @ @ @ @@رآن‪ ،‬مث درس العل@ @ @ @@وم الدينية‬
‫عن@@دما رحل إىل الق@@اهرة‪ ،‬وك@@ان تعلمه يف مس@@جد الش@@يخ عبد‬
‫الظاهر‪.‬‬
‫‪ -‬وقد عرضت عليه وظيفة احلسبة‪ ،‬وهذه الوظيفة ال تس@@ند إال‬
‫ملن أمل مببادئ الفقه‪.‬‬
‫‪ -‬واش@ @@تعل كاتب @ @اً ببل@ @@بيس (حمافظة الش@ @@رقية ‪ /‬مص@ @@ر) فينبغي أن‬
‫يكون قد أمل باألعمال احلسابية‪.‬‬
‫‪ -‬م@@دح النيب ص@@لى اهلل عليه وس@@لم بقص@@ائد كث@@رية من أش@@هرها‬
‫قصيدة (الربدة)‪ ،‬اليت عارض فيها قصيدة كعب بن زهري‪:‬‬

‫تيم إثرها‪ ،‬لْم يُف َد‬


‫متبول *** ُم ٌ‬
‫ُ‬ ‫اليوم‬
‫عاد فقلبي َ‬
‫بانت ُس ُ‬
‫ْ‬
‫ول‬
‫مكبُ ُ‬

‫‪ . 1‬البردة‪ ،‬د أحمد عبد التواب عوض‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪10‬‬

‫‪5‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪ -‬كانت صوفياً تلقى ذلك عن أيب العباس املرسي الذي خلف‬


‫أبا احلسن الش @ @ @ @ @@اذيل يف طريقت @ @ @ @ @@ه‪ ،‬وقد درس التص@ @ @ @@وف وآدابه‬
‫وأس @@راره على ش @@يخه أيب العب @@اس ال @@ذي ك @@انت تربطه به عالقة‬
‫احلب‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬وفاته‬
‫‪ -‬ق‪88‬ال المقري‪88‬زي في ترجمت‪88‬ه للبوص‪88‬يري في المقفى‪:‬‬
‫وم‪88‬ات في س‪88‬نة خمس وتس‪88‬عين وس‪88‬تمائة بالمارس‪88‬تان "‬
‫المستشفى" المنصوري من القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬وذكر ال @@زركلي يف األعالم‪ :‬أنه ت @@ويف باإلس @@كندرية‪ .‬وك @@ذلك‬
‫كان اخلالف يف سنة الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬فق@@ال املقري@@زي س@@نة ‪ 695‬ه‪ ،‬وذكر ال@@زركلي أهنا س@@نة ‪ 696‬ه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬سنة ‪ 694‬ه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫(ب) دراسة النص وتحليله‬


‫النص المختار‪ :‬التحذير من هوى النفس‬

‫ب‬ ‫مِن جهلِ َها بنذير ال َّش ْي ِ‬ ‫َّارتِي بالسُّو ِء ما ا َّت َع َظت‬
‫‪ 13‬فَإِنَّ أم َ‬
‫واله َر ِم‬‫ِ‬
‫غير مُحتشِ ِم‬ ‫ف أَ َل َّم برأسي َ‬ ‫ضي ٍ‬
‫َ‬ ‫الجميل ق َِرى‬ ‫ِ‬ ‫ِعل‬
‫ت م َِن الف ِ‬ ‫أع َّد ْ‬
‫‪ 14‬وال َ‬
‫كتمت سِ رَّ ا َب َدا لي منه بال َك َت ِم‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعل ُم أ ِّني ما أ ُ َو ِّق ُرهُ‬
‫ُ‬ ‫‪ 15‬لو‬
‫الخيل بالُّلُج ُِم‬ ‫ِ‬ ‫كما ي َُر ُّد ِج َما َ ُح‬ ‫‪َ 16‬من لي ِب َر ِّد ِج َماح مِن َغ َواي ِت َها‬
‫إِنَّ الطعا َم يُقوِّ ي شهو َة ال َّن ِه ِم‬ ‫شهوت َه‬ ‫‪ 17‬فال َت ُر ْم بالمعاصي َكسْ َر َ‬
‫ضاع َوإِنْ َت ْفطِ مْ ُه‬ ‫حُبِّ الرّ َ‬ ‫فل إِنْ ُتهم ِْله ُ َشبَّ‬ ‫الط ِ‬‫‪ 18‬وال َّنفسُ َك ّ‬
‫ِ‬
‫َين َفطِ ِم‬ ‫َع َلى‬
‫إِنَّ الهوى ما َت َولَّى يُصْ ِم أو‬ ‫‪ 19‬فاصْ ِرف هواها وحاذِر أَن ُت َولِّ َي ُه‬
‫َيصِ ِم‬
‫ت ال َمرعى فال‬ ‫ِي اس َتحْ َل ِ‬ ‫وإِنْ ه َ‬ ‫‪ 20‬وراعِ َها وهْ َي في األعمال سا ِئ َم ٌة‬
‫ُتسِ ِم‬
‫حيث لم َي ْد ِر أَنَّ ال ُّس َّم في‬ ‫ُ‬ ‫مِن‬ ‫ت َل َّذ ًة للمر ِء قا ِت َل ًة‬
‫‪َ 21‬كم ح َّس َن ْ‬
‫ال َّد َس ِم‬
‫ص ٍة َشرٌّ م َِن ال ُّت َخ ِم‬ ‫َفرُبَّ مخ َم َ‬ ‫جوع ومِن‬
‫ٍ‬ ‫ِس مِن‬‫ش ال َّد َسائ َ‬ ‫‪ْ 22‬‬
‫واخ َ‬
‫شِ َب ٍع‬

‫أوالً‪ :‬معاني المفردات‪:‬‬


‫‪ )1‬اتعظت‪ :‬اعتربت وتعلمت‪ .‬اهلَِرم‪ :‬كِرب ِّ‬
‫السن‪.‬‬
‫‪ )2‬قَِرى‪ :‬طعام يقدم إكراماً للضيف‪.‬‬
‫أخفيت‪ .‬ال َكتَم‪ :‬نبات مثل احلناء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كتمت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪)15‬‬

‫‪7‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪ )16‬مِج َاح اخليل‪ :‬عدم خض@@وعه‪ .‬اللجم‪ :‬مجع جلام وهو ما يق@@اد‬
‫به الفرس‪.‬‬
‫‪َ )17‬تُرم‪ :‬تطلب‪ .‬النَّ ِهم‪ :‬شديد اجلوع‪ ،‬حريص على األكل‪.‬‬
‫ب‪ :‬نشأ وكرب‪.‬‬ ‫‪َ )18‬ش َّ‬
‫صم‪ :‬يقتل‪ .‬يَصم‪ :‬يُصيب‬ ‫‪ُ )19‬ت َولِّيَهُ‪ :‬يكون ولياً عليك‪ .‬يُ ْ‬
‫‪ )20‬س@ @ @@ائمة‪ :‬ت@ @ @@رعى الكأل وهو نب@ @ @@ات ص @ @@حراوي‪ .‬ال تُس @ @@م‪ :‬ال‬
‫تدعها ترعى‬
‫ُّخم‪:‬‬‫ص@ @ @ة‪ :‬ش @ @@دة اجلوع‪ .‬الت َ‬
‫‪)21‬الدس @ @@ائس‪ :‬الفنت واملكائ @ @@د‪ .‬املَ ْخ َم َ‬
‫فساد الطعام يف املعدة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬شرح إجمالي لألبيات‬


‫‪ 16 13‬حيذر اإلم@@ام البوص@@ريي يف ه@@ذا الفصل من النفس األم@@ارة‬
‫بالس@@وء وأهنا من جهلها ال تتعظ بن@@ذير الش@@يب والك@@رب‪ ،‬وك@@ان‬
‫ال @ @@واجب عليها أن تعت @ @@رب‪ ،‬فما أع @ @@دت ه @ @@ذه النفس‪ ،‬من مجيل‬
‫الفع@ @ @@ال‪ ،‬وك@ @ @@رمي اخلص@ @ @@ال‪ ،‬ما يتناسب مع الض @ @@يف ال @ @@ذي أملّ‬
‫ب@ @ @@الرأس‪ ،‬وهو غري خفي أال وهو الش@ @ @@يب‪ ،‬وك @ @@ان املناسب أ ْن‬
‫تقرب@ @ @اً‪ ،‬وطاع@ @ @ةً‪ ،‬وعب @ @@اد ًة!! ولو كنت أعلم أين لن أن@ @@زل‬
‫@زداد ّ‬
‫ت@ @ َ‬
‫هذا الشيب منزلته اليت يس@@تحقها من حسن الفع@@ال لعم@@دت إىل‬
‫إخفائه باألص @ @@باغ كاحلن @ @@اء‪ ،‬فمن يس @ @@اعدين على رد نفسي عن‬
‫غوايتها كما يكبح اللجام مجاح اخليل‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص ‪65‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪ 17‬مث يلفت نظر كل إنس@ @ @@ان إىل حقيقة مهمة وهي أن كسر‬
‫ش@@هوة النفس ال يك@@ون ب@@اإلفراط يف املعاص@@ي‪ ،‬فكما أن الطع@@ام‬
‫يق@ @@وي ش@ @@هوة النهم‪ ،‬ف@ @@إن فعل املعاصي يزيد يف ش@ @@هوة النفس‬
‫األمارة بالسوء‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -18‬مث يش@ @ @ @ @@به النفس بالطف@ @ @ @@ل‪ ،‬فكما أن الطفل إذا تركته أمه‬
‫ويكرب ويش@ @ @@يب على حب الرض@ @ @@اع‪ ،‬أما إذا فطمته ومنعته من‬
‫عب من‬ ‫الرضاع فإنه ينفطم وميتنع‪ ،‬فك@@ذلك النفس من تركها تُ ُّ‬
‫الش@ @ @ @ @ @ @ @ @@هوات ت@ @ @ @ @ @ @ @ @@زداد يف تغياهنا‪ .‬ومن كبح مجاحها ومنعها عن‬
‫املعاصي امتنعت وأنابت إىل رهبا سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ _19‬وي@@أمر اإلنس@@ان أن جيتهد يف أن يص@@رف ه@@وى النفس‪ ،‬وأن‬


‫حيذر من اس@ @ @@تيالئها علي@ @ @@ه؛ ألن ه@ @ @@وى النفس إذا اس @ @@توىل على‬
‫اإلنسان يقتله أو يعيبه على األقل‪.‬‬
‫‪ 21 -20‬ويوجه إىل ما ينبغي على اإلنس @ @@ان من مالحظة النفس‬
‫وهي يف أعماهلا كاألنع@ @ @ @ @ @ @@ام اليت ت@ @ @ @ @ @ @@رعى يف كأل مب@ @ @ @ @@اح‪ ،‬وإن‬
‫اس@ @ @ @ @ @@تحلت املرعى فال ترتكها ت@ @ @ @ @ @@رعى وتفعل ما تش@ @ @ @@اء‪ .‬فطاملا‬
‫ح ّس @ @ @نت النفس متعة لإلنس @ @ @@ان هي يف حقيقتها قاتلة ل @ @ @@ه‪ ،‬ومل‬
‫ي@ @ @@د ِر املس@ @ @@كني أن السم خمبأ يف ش@ @ @@هوته اليت يراها كأهنا دسم‬
‫وشيء مثني‪.‬‬

‫‪ 3‬بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص ‪66‬‬
‫‪ 4‬بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص‪66‬‬

‫‪9‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪ -22‬وحي ّذر من فنت اجلوع والش@ @@بع‪ ،‬فال يك@ @@ون اجلوع س@ @@بباً يف‬
‫ب ج@@وع ش@@ديد‬ ‫القن@@وط‪ ،‬وال يك@@ون الش@@بع س@@بباً يف البط@@ر‪ ،‬ف@ ُ@ر َّ‬
‫ي @@ورث القن @@وط‪ ،‬يك @@ون ش @@راً من ش @@بع مف @@رط‪ .‬وكال األم @@رين‪:‬‬
‫ش@ @ @ @@دة اجلوع‪ ،‬وك@ @ @ @@ثرة الش@ @ @ @@بع تص@ @ @ @@رف اإلنس@ @ @@ان عن العب@ @ @@ادة‬
‫والطاعة‪.‬‬

‫القسم الثاني‬
‫ظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة‬
‫ومناسبتها‬
‫إعداد‪ :‬صبيحة بنت عبد الغني‬

‫تمهيد‬
‫ما املقص@ @ @@ود باملدح والرث@ @ @@اء؟ املدح ه@ @ @@و‪ :‬ما يق@ @@ال أثن@ @@اء حي@ @@اة‬
‫الشخص‪ ،‬والرثاء‪ :‬ما يقال بعد الوفاة‪.‬‬
‫مدحا وليس رثاءً؟‬‫ملاذا تعد هذه القصيدة ((الربدة)) ً‬
‫ألن الرث @ @@اء يظهر التح @ @@زن والتفجع (البك @ @@اء على امليت)‪ .‬وألن‬
‫املدح يظهر حماسن ال@ @ @ @ @ @ @@دين‪ ،‬والثن@ @ @ @ @ @ @@اء على مشائل الرس@ @ @ @ @@ول@‪،‬‬
‫الرس@@ول‪، ‬‬ ‫والشاعر قد مدح ّ‬ ‫التقرب إىل اهلل تعاىل‪ّ .‬‬ ‫ويقصد به ّ‬
‫وهو ي@@رى أ ّن الرس@@ول@‪ ‬موص@@ول احلي@@اة وأنه خياطبه كأنه حي‬
‫‪5‬‬
‫للرسول‪. ‬‬ ‫يرزق‪ .‬وهذا فيه تقدير عظيم واحرتام ّ‬

‫البردة‪ ،‬د أحمد عبد التواب عوض‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪16‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪10‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫أوالً‪ :‬تسمية القصيدة بالبُردة‬


‫هناك عدة أقوال لتسميتها "الربدة" منها‪- :‬‬

‫‪ -1‬قي@@ل‪ :‬إنه مساها "ال@@ربدة" ُكنية ل@@ه‪ ،‬الش@@تماهلا على من@@اقب‬


‫الرس @@ول@‪ ، ‬وهبذا قد قصد املعىن اجملازي ‪ ،6‬مثال ًكما يف‬
‫قوله‪:‬‬
‫ك َو ِش ْي ًها‬‫ك لَ ْم تُ َح ْ‬ ‫ص ْن َع ِة الْ َق ِريْ ِ‬
‫ض ُب ُر ْو ًدا *** لَ َ‬ ‫حَ ِ‬
‫اك م ْن ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْن َعاءُ‬
‫َ‬

‫‪ -2‬قيل‪ :‬كأنه ش@@به نفسه بكعب بن زه@ري‪ ،‬ولكعب قص@@يدة‬


‫(الربدة) واليت مطلعها‪:‬‬

‫تيم إثرها‪ ،‬لْم يُف َد‬


‫متبول *** ُم ٌ‬
‫ُ‬ ‫اليوم‬
‫عاد فقلبي َ‬
‫بانت ُس ُ‬
‫ْ‬
‫ول‬
‫مكبُ ُ‬

‫حيث أراد البوص@ @@ريي أن تك@ @@ون له قص@ @@يدة حتمل اسم قص@ @@يدة‬
‫كعب وذلك من باب التربك هبا‪.‬‬

‫‪ -3‬قيل‪ :‬للربدة اسم آخر وهو (الربأة) = الشفاء‪،‬‬


‫‪ -‬مرض البوصريي مرضاً شديداً ‪ -‬قد أصابه الشلل‪،‬‬
‫‪-‬مث دعا اهلل وتوسل أن يشفيه‪،‬‬
‫‪ 6‬البردة‪ ،‬د أحمد عبد التواب عوض‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪14‬‬

‫‪11‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪ -‬رأى أحسن طريقة أن ميدح الرس@ @ @@ول@‪ ‬بقص @ @@يدة ي @ @@ذكر فيها‬
‫حماسن الرسول‪.‬‬
‫‪-‬فأنشأ هذه القصيدة‪،‬‬
‫‪-‬ن@ @@ام‪ ،‬مث رأى يف املن@ @@ام أن رس@ @@ول اهلل‪ ‬ميسح بي@ @@ده املباركة‬
‫على وجهه‪.‬‬
‫‪-‬ألقى عليه الرسول‪ ‬الربدة يف املنام‪،‬‬
‫وشفي من مرضه‪.‬‬ ‫‪-‬فقام سليماً ومعاىًف ُ‬
‫‪-‬مل يعرف أحد هذه القصيدة‪.‬‬
‫‪-‬مشى يف الش@ @ @ @ @ @ @ @@ارع‪ ،‬فقابل رجاًل مس @ @ @ @ @@كيناً‪ ،‬مث س @ @ @ @ @@أله‪ :‬أين‬
‫القصيدة اليت مدحت هبا رسول اهلل ‪‬؟‬
‫‪-‬فق@ @@ال‪ :‬أيته@ @@ا؟ مث ق@ @@ال‪ :‬اليت أنش@ @@أهتا يف مرض@ @@ك‪ ،‬وذكر أوهلا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬واهلل لقد مسعتها البارحة وهي تنشد بني يدي رسول اهلل‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أقسام قصيدة البردة‬


‫تشمل أقسام قص‪88‬يدة ال‪8‬بردة عش‪8‬رة أج‪8‬زاء رئيس‪8‬ة‪ ،‬وق‪88‬د‬
‫قسمها الدارسون إلى فصول أساسية تتن‪88‬اول م‪88‬ا يلي من‬
‫موضوعات‪:‬‬
‫‪12-1‬‬ ‫النبوي‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬النّسيب‬
‫‪28-13‬‬ ‫‪ -2‬التحذير من هوى النفس‬
‫‪29-58‬‬ ‫‪ -3‬مدح الرسول الكرمي‪‬‬
‫‪ )7‬هذا النص لم تثبت نسبته إلى البوصيري‪ 8‬نفسه‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫(البردة) للبوصيري‬

‫‪59-72‬‬ ‫‪ -4‬مولده‪‬‬
‫‪73-88‬‬ ‫‪ -5‬معجزاته‪‬‬
‫‪105-89‬‬ ‫‪ -6‬القرآن الكرمي‬
‫‪118-105‬‬ ‫‪ -7‬اإلسراء واملعراج‬
‫‪140-119‬‬ ‫‪ -8‬جهاد الرسول‪ ‬وغزواته‬
‫‪152-141‬‬ ‫‪ -9‬التوسل والتشفع‬
‫‪161-153‬‬ ‫‪ -10‬املناجاة والتضرع‬

‫وعدد أبي‪88‬ات ال‪88‬بردة مائ‪88‬ة واثن‪88‬ان وس‪88‬تون بيت‪8‬ا ً ‪ ,‬ق‪88‬د زاد‬


‫بعضهم بعض األبيات في المقدمة وفي الخاتمة‪.‬‬

‫******‬

‫‪13‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫ثالثاً‪ :‬تحليل وشرح الفصل األول من البردة‬

‫النسيب النبوي والغزل وشكوى الغرام‬


‫ت َدمعاً جرى مِن مُق َل ٍة ِب ِ‬
‫دَم‬ ‫َم َزجْ َ‬ ‫جيران بذي َس َل ِم‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .1‬أ ِمنْ َت َذ ِّك ِر‬
‫الظلما ِء مِن‬ ‫البرق في َّ‬ ‫ُ‬ ‫ض‬
‫وأو َم َ‬ ‫ت الري ُح مِن تلقا ِء كاظِ َم ٍة‬ ‫‪ .2‬أَم َه َّب ِ‬
‫ِض ِم‬‫ا َ‬
‫قلت اس َتف ِْق َي ِه ِم‬ ‫ن َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫لقلب َ‬
‫وما ِ‬ ‫لت ا ْكفُ َفا َه َم َتا‬ ‫‪ .3‬فما لِ َعينيك إِنْ قُ َ‬
‫منس ِج ٍم منه ومُضْ َط ِر ِم‬ ‫بين َ‬ ‫ما َ‬ ‫صبُّ أنَّ الحبَّ مُن َك ِت ٌم‬ ‫أيحسب ال َ‬ ‫‪َ .4‬‬
‫والع َل ِم‬
‫البان َ‬ ‫ِ‬ ‫ت لِذ ِْك ِر‬ ‫وال أَ ِر ْق َ‬ ‫‪ .5‬ولوال الهوى لم ُت ِر ْق دمعاً على‬
‫َطل ِِل‬
‫الدمع وال َّس َق ِم‬ ‫ِ‬ ‫به عليك عُدو ُل‬ ‫فكيف ُت ْن ِك ُر حباً بعدما َش ِه َدت‬ ‫َ‬ ‫‪.6‬‬
‫والع َن ِم‬
‫ار على َخ َّديك َ‬ ‫مث َل ال َب َه ِ‬ ‫ض َنى‬ ‫الوجْ ُد َخ َّطي َعب َْر ٍة و َ‬ ‫ت َ‬ ‫‪ .7‬وأث َب َ‬
‫ت باألَ َل ِم‬ ‫والحُبُّ يع َت ِرضُ اللذا ِ‬ ‫‪َ .8‬ن َعم سرى طيفُ َمن أهوى فأَرَّ َقنِي‬
‫ت َلم َتلُ ِم‬‫ص ْف َ‬ ‫ِم ِّني إِليك و َلو أ ْن َ‬ ‫‪ .9‬يا الئِمي في الهوى الع ُْذ ِريِّ‬
‫عذر ًة‬
‫َم َ‬
‫ُنحسِ ِم‬ ‫عن الوُ شا ِة وال دائي بم َ‬ ‫ك حالي ال سِ رِّ ي بمُسْ َتت ٍِر‬ ‫‪َ . 11‬ع َد ْت َ‬
‫ص َم ِم‬ ‫ال في َ‬ ‫إِنَّ ال ُمحِبَّ َع ِن الع َُّذ ِ‬ ‫‪َ .12‬محَّ ضْ َتنِي ال ُّنصْ َح ل ِكنْ َل ُ‬
‫ست‬
‫أس َم ُع ُه‬
‫وال َّشيْبُ أب َع ُد في ُنصْ ٍح َع ِن ال ُّت َه ِم‬ ‫ب فِي‬ ‫مْت نصي َح ال َّش ْي ِ‬ ‫‪ .13‬إني ا َّت َه ُ‬
‫َع َذلِي‬

‫[ أ ] معاني المفردات‪:‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫‪ -1‬ذو س@ @ @ @ @@لم‪ :‬موضع بني مكة واملدينة – املقل @ @ @@ة‪ :‬العني س @ @ @@وادها‬
‫وبياضها‪.‬‬
‫‪ -2‬كاظمة‪ :‬اسم طريق إىل مكة _ إضم‪ :‬واد أسفل املدينة‪.‬‬
‫‪ -3‬مهت @ @ @ @ @ @ @@ا‪ :‬مهت العني احندر دمعها على اخلد _ يهم‪ :‬ه @ @ @ @ @@ام على‬
‫وجهه مل يد ِر أين هو‪.‬‬
‫‪ -5‬البان‪ :‬نوع من الشجر واملراد به موضع باحلجاز‪.‬‬
‫‪ -6‬العلم‪ :‬اسم جبل واملراد موضع باحلجاز‪.‬‬
‫‪ -7‬الوجد‪ :‬احلزن _ البه@@ار ورد أص@@فر طيب الرائحة _ العنم‪ :‬ورد‬
‫أمحر‪.‬‬
‫‪ -8‬أرقين‪ :‬أسهرين‪ .‬مل ميكنه من النوم والراحة‪.‬‬
‫‪ -9‬اهلوى الع @@ذري‪ :‬احلب@ العفي @@ف‪ ،‬نس @@بة إىل بين ع @@ذرة وهي قبيلة‬
‫عرفت بالعفاف‪.‬‬

‫[ ب ] المعنى العام‬
‫‪ 1-2‬اس @@تهل اإلم @@ام البوص @@ريي (بردت @@ه) على ع @@ادة ال ّش @عراء ب @@الغزل‬
‫@كب‬
‫وشكوى الغ@رام‪ ،‬فيق@@ول‪ :‬أبس@بب ت@ذكر ج@ريان ب@@ذي س@لم انس َ‬
‫دمع العي @ @@ون جاري@ @ @اً من مقلة ب @ @@دم‪ ،‬أم بس@ @@بب هب@ @@وب ال@ @@ريح من‬
‫طريق مك@ @ @@ة‪ ،‬أو ملع@ @ @@ان ال@ @ @@ربق من ٍ‬
‫واد أس @ @@فل املدينة املن @ @@ورة على‬
‫‪8‬‬
‫ساكنها أفضل الصالة وأمت السالم؟‬
‫بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص‪64‬‬ ‫‪8‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫‪ 3-6‬وها مها عين @@اه هتمي @@ان بال @@دموع والقلب يهيم يف احملب @@وب‪،‬‬
‫فليس احلب منكتم@ @ @اً وال خفي@ @ @اً‪ ،‬فل @ @@واله ما أراق ال@ @@دموع على‬
‫اآلثار‪ ،‬وال أرق لذكر املعامل من األشجار واجلب@ال‪ @،‬ومل يعد ممكن@اً‬
‫@هدت به ه@ @@ذه ال@ @@دموع‬ ‫إنك@ @@ار ه@ @@ذا احلب‪ @،‬أو إخف@ @@اؤه بعد أن ش@ @ ْ‬
‫وهذا اهلزال@ والضعف‪.‬‬
‫‪ 7-9‬وأثبت احلزن والوجد الدليل على ذلك بالبكاء واهلزال‪ ،‬يتبدى‬
‫ه@@ذا ك@@الورد األص@@فر على خديه وال@@ورد األمحر‪ ،‬مث يعلن أن خي@@ال‬
‫فأرقَه‪ ،‬وللحب اعرتاضه لل@@ذات ب@األمل‪.‬‬ ‫من حيب سرى وجاءه ليال ّ‬
‫مث خياطب الئمه يف اهلوى العفيف ق@@ائال‪ :‬لو أنص@@فت ما ملت@@ين‪ ،‬أي‬
‫علي حليب للرسول ‪‬‬ ‫لو كنت عادال ملا ألقيت اللوم ّ‬
‫‪ 10-12‬مث ي @ @ @ @@دعو لص @ @ @ @@احبه‪ :‬ال أراك اهلل ما أنا في @ @ @@ه‪ ،‬فليس س @ @ @ ّ@ري‬
‫@حك يل ولكىن‬ ‫مس@ترتا عن الوش@@اة املفس@دين ولقد أخلص@ت يف نص@ ِ‬
‫َ‬
‫ال استجيب له‪ ،‬ألن احملب ال يسمع كالم الالئمني‪ .‬وحىت الشيب‬
‫ال@ @@ذي هو أبعد ما يك @ @@ون عن التهم‪ ،‬ف@ @@إين أهتم نص@ @@حه يل وأظنه‬
‫إيل من ل @@وم‪ ،‬ولعل املع @@امل واآلث @@ار اليت ن @ ّ@وه‬
‫غري خملص فيما وجهه ّ‬
‫هبا يف ه@@ذا االس@@تهالل من حنو "ذي س@@ل ٍم " وهي مك@@ان بني مكة‬
‫واملدينة املن@ @ @ @@ورة و"كاظم@ @ @ @@ة" طريق إىل مكة و"إض@ @ @@م" ٍ‬
‫واد أس@ @ @@فل‬
‫املدينة املن@ @ @@ورة‪ ،‬وهي تشري إىل أن رائد احملبني "البوص@ @ @@ريي" طريقه‬
‫‪9‬‬
‫هي ‪ :‬حمبة الرسول@‪‬‬
‫‪ 9‬بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص‪65‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫القسم الثالث‪:‬‬
‫شخصية مبدعها‪ ،‬وظروف عصره ومالمح األدب فيه‪،‬‬
‫وما دار حول البردة وشعر المديح‪.‬‬
‫أعده إبراهيم الفارسي‬

‫أوالً‪ :‬مفتتح الكالم‬


‫إنّ ال ّشعر باعتباره إب\\داعاً‪ ،‬فإن\ه ينطل\\ق من التجرب\ة الذاتيّ\ة‬
‫وال ّشخصيّة لل ّشاعر األديب‪ ،‬وال يك\\ون الش\\عر الحقيقي إال‬
‫صادراً من الوجدان ومفضيا ً إليه س\\واء تن\\اول ّ‬
‫الش\اعر في\\ه‬
‫موضوعات عام\\ة أو موض\\وعات خاص\\ة فك\\ل م\\ا يقول\\ه‬
‫يكون مرتبطا ً بذات الشاعر‪.‬‬
‫َ‬ ‫الشاعر َّ‬
‫البد ْ‬
‫أن‬
‫والم\\\ديح النب\\\وي فن ازده\\\ر في الش\\\عر الع\\\ربي من\\\ذ‬
‫األعشى‪ ،‬وكعب بن زه\\ير‪ ،‬وحس\\ان بن ث\\ابت‪ ،‬ويع \ ُّد في‬
‫طليع\\ة الش\\عر اإلس\\المي وزاد اإلقب\\ال علي\\ه في العص\\ر‬
‫المملوكي‪ ،‬وفيه نجد صورة للدعوة اإلس\\المية وتزكيته\\ا‬
‫واالهتم\\ام برس\\ول هللا‪ ‬وس\\يرته وخلق\\ه العظيم‪ ،‬وبي\\ان‬
‫معجزاته‪.‬‬
‫ولقد ارتبط الم\\ديح بالتص\\وف والروحاني\\ات والوج\\دانيات‪،‬‬
‫وذل\\ك ألن للص\\وفية وعيهم المتميّ\\ز‪ ،‬ولهم أيض\\ا ً وس\\ائل‬
‫تعبيريّة خاصّة‪ ،‬وأفكار وموض\\وعات حساس\\ة في العقي\\دة‪،‬‬
‫مما أثار عليهم حفيظة بعض رج\ال ال\دين فاعترض\وا على‬
‫ما عبر عنه شعراء الصوفية‪ ،‬والبوصيري منهم‪.‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫ثانياً‪ :‬شخصية اإلمام البوصيري‬

‫(أ) ثقافته وصفاته‬


‫لقد كان للنشأة التي عاشها اإلمام البوصيري أثرها الكب\\ير‬
‫في شخصيته‪ ،‬فهو قد حفظ القرآن الك\\ريم‪ ،‬ودرس العل\\وم‬
‫الدينية‪ ،‬واللغوية والس\يرة النبوي\ة وتنق\\ل دارس\ا ً ومدرس\ا ً‬
‫في المساجد‪ ،‬وتتلمذ على ش\\يوخ الص\\وفية األجالء‪ ،‬حيث‬
‫درس التص\\وف وآداب\\ه وأس\\راره‪ ،‬وتلقى ذل\\ك عن أبي‬
‫العباس المرس\\ي تلمي\\ذ أبي الحس\\ن الش\\اذلي وك\\ان محب\ا ً‬
‫لشيخه وظهر ذلك في شعره‪.‬‬
‫وهو أح\\د الع\\ارفين باهلل تع\\الى المح\\بين لرس\\ول هللا ك\\ان‬
‫جيّاش العاطفة في محبت\\ه للرس\\ول‪ 10 ،‬ص\\ادق اإليم\\ان‪،‬‬
‫ق\\وي اليقين؛ فه\\و الفن\\ان الش\\اعر األديب الص\\وفي ال\\ذي‬
‫تغنى بجم\\ال الن\\بي وبحب\\ه في خش\\وع وتوس\\ل‪ .‬وفض\الً‬
‫عن ه\\ذا كل\\ه فق\\د تعمّ\\ق في دراس\\ة مؤلف\\ات اليه\\ود‬
‫والنص\\ارى وكتبهم المقدس\\ة لل\\رد على إنك\\ارهم النب\\وة‬
‫وبيان فساد معتق\\دهم‪ .‬وم\\ع ه\\ذا ب\\رع في كتاب\\ة الخط\\وط‬
‫العربي\\ة‪ .‬وتلقى عن\\ه العلم أب\\و حي\\ان األندلس\\ي (ت ‪)725‬‬
‫وع\\ز ال\\دين بن جماع\\ة (ت ‪ )735‬وك\\ان ينش\\د أش\\عاره‬
‫ومدائحه على الحاضرين في المجالس‪.‬‬

‫(ب) موضوعات شعره‬


‫ينقسم شعر البوصيري إلى قسمين هما‪:‬‬

‫‪ 10‬بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص‪7‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫‪ -1‬ال ّشعر االجتماعي والم\\ديح والهج\\اء وش\\كوى الح\\ال‬


‫وأمور الحياة‪.‬‬
‫‪ -2‬ش\\عر الم\\دائح النبوي\\ة حيث أجاده\\ا وب\\رع فيه\\ا بال‬
‫منازع‪.‬‬
‫وكان شعره فيهما قويا ً رصينا ً يميل فيه إلى تقليد القدماء‪،‬‬
‫و ُتع ُّد البُردة أشهر مدائحه‪ ،‬وله أيضا ً في المديح‪:‬‬

‫القصيدة المضرية‪:‬‬
‫يا رب صل ّ على المختار من مضر *** واألنبياء وجميع‬
‫الرسل ما ذكروا‬

‫والقصيدة المحمدية‪:‬‬
‫محمد‪ 8‬أشرف األعراب والعجم *** محمد خير من يمشي‬
‫على قدم‬
‫والهمزية‪:‬‬
‫كيف ترقى ُرقيك األنبيـا ُء *** يا سما ًء ما طاولتها‬
‫سمـا ُء‬
‫لم يساوك في عالك وقد حا *** ل سنا فيك دونهم‬
‫وسنا ُء‬

‫وللبوصيري أشعار في أغراض أخري بجانب المديح فله‬


‫في هج\\\اء المعان\\\دين والكف\\\ار‪ ،‬ول\\\ه م\\\ديح في الحك\\\ام‬
‫والسالطين واألمراء والوزراء‪ .‬وله قص\\ائد ش\\ارك فيه\\ا‬
‫في المناسبات المختلفة في عصره‪ ،‬ولق\\د أش\\اد ب\\ه وأث\\نى‬
‫على شعره وش\\اعريته كث\\ير من العلم\\اء واألدب\\اء‪ ،‬ك\\ابن‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫تغ\\ري ب\\ردي وابن العم\\اد‪ ،‬وغ\\يرهم من النق\\اد ق\\ديما‬


‫وحديثاً‪ ،‬ولم يسل ْم مِن نق ِد بعضهم لشعره و ّفه‪.‬‬

‫(ج) عصر البوصيري (العصر المملوكي)‬


‫لقد عاش البوصيري في العصر المملوكي وتأثر به كثيراً‪،‬‬
‫حيث تميّز هذا العصر بعدة سمات منها‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬سمات األدب وخصائصه في عهده‪8‬‬


‫‪ -1‬تغلُّب الصناعة اللفظية وش\\يوعها ل\\دى جمي\\ع الش\\عراء‬
‫والكتاب‪.‬‬
‫‪ -2‬ازدهار فن المديح النبوي وتسابق شعراء العصر فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬انتش\\ار األغ\\راض األخ\\رى ‪ :‬الوص\\ف‪ ،‬والفخ\\ر‪،‬‬
‫والحماسة‪.‬‬
‫‪ -4‬نمو العصبيات مما ساعد على اتساع نطاق الهجاء‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف الشعر عموما ً وانتشار التقليد للقدماء‪.‬‬
‫‪ -6‬انش\\غال الش\\عراء في الوظ\\ائف الحكومي\\ة (دي\\وان‬
‫اإلنشاء)‬
‫‪ -7‬شيوع الجهل والفقر لدى عموم طبقات الشعب‪.‬‬
‫‪ -8‬كثرة الفتن والتقلبات السياسية وتغيّر الحكام واألمراء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الحركة العلمية في هذا العصر‬


‫لق\\د ش\\هد ه\\ذا العص\\ر كث\\يراً من أل\\وان النش\\اط العلمي‬
‫والفني‪ ،‬حيث قد تميزت الحركة الثقافية والعلمي\\ة في ه\\ذا‬
‫العصر بما يلي‪:‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫‪ -1‬ظهور الموسوعات العلمية والمعاجم في جمي\\ع الفن\\ون‬


‫مثل‪:‬‬
‫اللغة‬ ‫لسان العرب ابن منظور‬ ‫‪イ‬‬
‫العربية‬
‫األدب العربي‬ ‫صبح األعشى للقلقشندي‬ ‫‪ロ‬‬
‫التاريخ‬ ‫وفيات األعيان للصفدي‬ ‫‪ハ‬‬
‫التاريخ‬ ‫خطط المقريزي‬ ‫‪ニ‬‬
‫علوم‬ ‫فتح البارئ ابن حجر العسقالني‬ ‫‪ホ‬‬
‫الحديث‬
‫تلخيص المفتاح الخطيب القزويني البالغة‬ ‫‪ヘ‬‬
‫النحو‬ ‫ألفية ابن مالك والكافية والشافية‬ ‫‪ト‬‬

‫خمود األدب العباسي في بغداد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫هجره العلماء والمفكرين إلى مصر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫نشأة المكتبات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫اهتمام األمراء بإنشاء المدارس‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫االهتمام باللغة العربية والعلوم الشرعية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫ديوان اإلنشاء والتنافس للعمل فيه‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫االهتمام بالتعليم والحياة الفكرية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫تعليق إجمالي‪:‬‬
‫والديني‬
‫ّ‬ ‫األدبي‬
‫ّ‬ ‫ّأوالً‪ :‬آثار البردة في الفكرين‬
‫‪ イ‬لق\\د أس\\همت ال\\بردة في خل\\ق فن جدي\\د في م\\دح‬
‫الرسول‪ ‬حيث ظهر م\\ا يس\مّى بالب\\ديعيات‪ ،‬وهي قص\\ائد‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫غرض\\ها م\\دح الرس\\ول‪ ‬وك\\ان من ش\\روطها أن تك\\ون‬


‫قافيتها على حرف الميم وأن تحتوي على أك\\بر ق\\در من‬
‫فن البديع والزخرفة اللفظية فتشمل جميع فنون الب\\ديع من‬
‫جن\\اس وس\\جع ول\\ف ونش\\ر وطب\\اق ومقابل\\ة وتوري\\ة‬
‫وترص\\يع وتص\\ريع وبراع\\ة اس\\تهالل‪ ،‬وحس\\ن مقط\\ع‪،‬‬
‫والتكرار واختيار األلفاظ القوية الجزلة‪.‬‬
‫‪ ロ‬هاجم بعض الفقهاء قصيدة البردة من وجهة نظر‬
‫عقائدية حيث اتهموا اإلم\\ام البوص\\يري ب\\الغلو في م\\دح‬
‫الرسول‪ ‬واعتبروا أن بعض األبيات فيها غلوٌ وش\\ط ٌح‬
‫صوفي وكانت أشد األبيات غلواً من وجه\\ة نظ\\رهم م\\ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫قوله‪:‬‬

‫ث‬ ‫سِ َوا َك عِ ندَ ُح ِ‬


‫لول الحا ِد ِ‬ ‫الخلق ما لي َمن ألو ُذ‬
‫ِ‬ ‫أكر َم‬
‫يا َ‬
‫ال َعم ِِم‬ ‫به‬
‫باسم ُمن َتق ِِم‬
‫ِ‬ ‫إذا الكري ُم َت َج َّلى‬ ‫هللا جا ُه َك‬
‫يق رسول َ ِ‬‫و َلن َيضِ َ‬
‫بي‬

‫وقوله‪:‬‬

‫طوبى ل ُمن َتشِ ٍق منه ومل َتث ِِم‬ ‫طيب َيع ِدل ُ ُت ْر َبا َ‬
‫ض َّم‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫أع ُظ َم ُه‬

‫وقوله‪:‬‬
‫س‬ ‫أحيا اس ُم ُه حين ُيد َعى ِ‬
‫دار َ‬ ‫ناس َب ْت َقدْ َرهُ آيا ُت ُه ِع َظ َما ً‬
‫لو َ‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫الر َم ِم‬
‫ِّ‬

‫@دل على أي غل@ ٍو؛‬ ‫يتمعن يف هذه األبي@ات أهنا ال ت@ ّ‬ ‫والذي يبدو ملن ّ‬
‫فهي من باب شدة حمبة الرسول‪ ‬وتوقريه‪ ،‬والشعراء هلم أن يب@@الغوا‬
‫إظهاراً للحب والوالء‪ ،‬وال يعقل أ ْن ميدح شاعر مسلم النيب‪ ‬وهو‬
‫م @@ؤمن موحد حيفظ الق @@رآن ويتخلق خبلق النيب‪ ‬ويف ذهنه وفك @@ره‬
‫أن يؤهله‪ ،‬وهو ال@ @ @ @ @@ذي يق@ @ @ @ @@ول يف القص@ @ @ @ @@يدة نفس @ @ @@ها منك @ @ @@راً على‬
‫النصارى إطراء سيدنا عيسى عليه السالم‪:‬‬

‫دحا ً فيه‬
‫شئت َم َ‬ ‫َ‬ ‫واح ُكم بما‬ ‫دَ ع ما ا َّد َعت ُه النصارى في‬
‫واح َتك ِِم‬ ‫َن ِب ِّي ِه ِم‬

‫ثانياً‪ :‬تحليل أدبي عام للبردة‪:‬‬


‫‪ イ‬أفك @@ار القص @@يدة مس @@تمدة من مع @@ارف ال ّش @اعر ومن ثقافته‬
‫وبيئته العربيّة واإلس@ @ @ @ @ @ @ @ @@المية وبعض األفك@ @ @ @ @ @ @@ار تقليدية ك @ @ @ @ @ @@الغزل‬
‫والوقوف على األطالل‪.‬‬
‫‪ ロ‬املوس @@يقى الداخلية واخلارجية ك @@انت ناجحة يف دورها مما‬
‫س @@اعد على تن @@اغم اجلمل واملف @@ردات‪ @،‬وهي موس @@يقى هادئة ت @@وحي‬
‫مبدى ما يفيض على قلبه من حب واحرتام للرسول‪‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫‪ ハ‬املف @@ردات س @@هلة ج @@داً ماع @@دا بعض األلف @@اظ الص @@عبة مث @@ل‪:‬‬
‫العنم‪ ،‬الكتم‪ ،‬يصمي‪ ،‬يصم‪ ،‬البهار‪ ،‬مضطرم‪ ،‬النهم‪. . . .‬‬
‫‪ ニ‬األس @ @ @@لوب لقد ن @ @ @ ّ@وع البوص @ @ @@ريي األس @ @ @@لوب ما بني خرب‬
‫وإنش@ @ @ @@اء‪ ،‬وتق@ @ @ @@دمي وت@ @ @ @@أخري‪ ،‬وأك@ @ @ @@ثر من اجلمل الفعلية وابتعد عن‬
‫اجلمل االعرتاض @ @@ية‪ ،‬مطبق @ @اً مبه @ @@ارة عالية ُح ْس @ @ َن تن @ @@وع األس @ @@لوب‬
‫املم@ @ @ @ @ @@تزج بالعاطفة اجليّاشة املع@ @ @ @ @ @@ربة عن ش @ @ @ @@دة احلّب واالح @ @ @ @@رتام‬
‫للرسول‪.‬‬
‫لقد امت@@از البوص@@ريي يف مدائحه بق@@وة األس@@لوب وحسن الص@@ياغة‪،‬‬
‫وجودة املعاين‪ ،‬ومجال التشبيهات‪ ،‬وروعة الصور ‪ ،‬انظر إىل قوله‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫ك لَم تُح ْ ِ‬ ‫ص ْن َع ِة الْ َق ِريْ ِ‬ ‫حَ ِ‬


‫ص ْن َعاءُ‬
‫ك َوش ْي ًها َ‬ ‫ض ُب ُر ْو ًدا *** لَ َ ْ َ‬ ‫اك م ْن ُ‬ ‫َ‬

‫األفكار الصوفية التي تعبر عنها أبيات البردة‪8:‬‬

‫الصوفيّة مثل‪:‬‬
‫لقد عرّب ت بعض أبيات الرُب دة عن بعض املعاين ّ‬

‫الصوفي‪:‬‬
‫الرسول ‪ ‬إنسان كامل بالمعني ّ‬ ‫‪ )1‬إ ّن ّ‬
‫والفريقين مِن ُعر ٍ‬
‫ب ومِن‬ ‫الكونين‬
‫ِ‬ ‫سي ُد‬
‫محمّ ٌد ّ‬
‫َع َج ِم‬ ‫والث َق َل ْي ِن‬

‫‪ 11‬البوصيري‪ ،‬شاعر المدائح النبوية وعلمها‪ ،‬د‪ .‬على نجيب العطوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1995‬م‪،‬ص‪186‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫المحمدي األزلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )2‬بيان حقيقة ال ّنور‬
‫ص َل ْت مِن ِ‬
‫نور ِه ِب ِه ِم‬ ‫فإنما ات َ‬ ‫و ُكل ُّ آيٍ أ َتى ُّ‬
‫الر ْسل ُ الك َِرا ُم‬
‫ِب َها‬
‫للناس في‬ ‫ِ‬ ‫أنوارهَا‬ ‫َ‬ ‫ُيظ ِه ْرنَ‬ ‫ض ٍل هُم‬ ‫شمس َف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف ِإ َّن ُه‬
‫ال ُّظ َل ِم‬ ‫كوا ِك ُب َها‬

‫شفاعة وس ّيد الكونين‪:‬‬ ‫‪ )3‬س ّيدنا مح ّمد ‪ ‬هو صاحب ال ّ‬


‫األهوال ُمق َت َح ِم‬
‫ِ‬ ‫ل ُكل ِّ ه َْو ٍل مِن‬ ‫الحبيب الذي ُت َ‬
‫رجى‬ ‫ُ‬ ‫هُو‬
‫شفا َع ُت ُه‬

‫‪ )4‬ما واكب مولد الرسول‪ ‬من معجزات وخوارق‪:‬‬


‫يب ُمب َتدَ ٍا منه‬ ‫يا طِ َ‬ ‫ص ِر ِه‬ ‫أبانَ مولِ ُدهُ عن طِ ي ِ‬
‫ب عن ُ‬
‫و ُمخ َت َت ِم‬

‫‪ )5‬معجزات النبي‪ ‬تأييد للدعوة اإلسالم ّية‪:‬‬


‫س‪88‬اق‬
‫ٍ‬ ‫تمش‪88‬ي إِلي‪88‬ه على‬ ‫ِ‬ ‫َعو ِت ِه األشجا ُر سا ِج َد ًة‬
‫جاءت لِد َ‬
‫بال َقد َِم‬
‫حيث احلقيقة‬
‫ومن ُ‬ ‫‪ )6‬احلقيقة الروحية احملمدية فهو‪ ‬حي ال ميوت ِ‬
‫ّ ّ ّ‬
‫ن يضم الرّت ب أعظمه ‪:‬‬
‫اجلسمانيّة حادث ميكن أ ّ ّ‬
‫‪12‬‬

‫ط‪88888‬وبى ل ُمن َت ِش‪ٍ 88888‬ق منه‬ ‫ض َّم أع ُظ َم ُه‬


‫طيب َيع ِدل ُ ُت ْر َبا َ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫ومل َتث ِِم‬

‫‪ 12‬الخطاب الشعري‪ ،‬مجلة التراث العربي‪ ،‬دمشق‪،‬العدد ‪، 89‬س ‪ ،33‬مارس ‪2003‬م موقع‬
‫المجلة على اإلنترنيت‪.‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫وعلِماً‪،‬‬
‫‪ )7‬تفوق النيب‪ ‬على غريه من اخللق والرسل خ ْلقاً‪ ،‬وخلُقاً‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وكرماً‪:‬‬

‫ولم ُي‪َ 8888‬دا ُنوهُ في عِ ٍلم وال‬ ‫فاق ال َّنبيينَ في َخ ْل ٍق وفي ُخلُ ٍق‬
‫َ‬
‫َك َر ِم‬

‫ص @وفيّة ظه @@وراً‬
‫ويف ه @@ذا ي @@ذكر د‪ .‬حممد زغل @@ول س @@الم‪ :‬وظه @@رت ال ّ‬
‫‪13‬‬
‫بالرسول‪‬‬
‫قوياً يف اجلزء األخري من الرّب دة حيث يتوسل ّ‬

‫العم ِِم‬ ‫ث َ‬ ‫سِ َوا َك عِن َد ُح ِ‬


‫لول الحا ِد ِ‬ ‫الخلق ما لي َمن ألو ُذ به‬ ‫ِ‬ ‫أكر َم‬
‫يا َ‬
‫باسم ُمن َتق ِِم‬
‫ِ‬ ‫إذا الكري ُم َت َج َّلى‬ ‫هللا جا ُه َك بي‬ ‫يق رسول َ ِ‬ ‫و َلن َيضِ َ‬
‫ان كا َّلل َم ِم‬‫فر ِ‬‫إِنَّ ال َك َبائ َِر في ال ُغ َ‬ ‫س ال َتق َنطِ ي مِن َز َّل ٍة‬‫يا َن ْف ُ‬
‫َع ُظ َم ْت‬
‫ان في‬
‫ب العِص َي ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َتأتِي على َح َ‬ ‫َلعل َّ َرح َم َة َر ِّبي حينَ َيقسِ ُم َها‬
‫القِ َ‬
‫س ِم‬
‫غير‬
‫ابي َ‬ ‫َلدَ ْي َك واجعلْ ح َ‬
‫ِس ِ‬ ‫غير‬
‫يا َر ِّب واج َعلْ رجائِي َ‬
‫نخ ِر ِم‬‫ُم َ‬ ‫ِس‬
‫ُمن َعك ٍ‬

‫ردة‬ ‫ِ‬
‫لقصيدة البُ ِ‬ ‫شعراء‬
‫معارضات ال ّ‬
‫يقول الدكتور أمحد عمر هاشم يف ذلك‪:‬‬
‫"وك@ @@انت أعظم قص@ @@ائده‪ ،‬وأروع فرائ@ @@ده‪ ،‬درة ال ّش @ @عر الفص@ @@يح بُ@ @@ردة‬
‫املديح‪ ،‬اليت مل يش@@بهها س@@ابق‪ ،‬ومل يق@@رتب منها الح@@ق‪ ،‬وكم قص@@ائد‬
‫انظر‪ :‬محمد زغلول سالم‪ ،‬األدب في العصر المملوكي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.273‬‬ ‫‪13‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫فت على غرارها وهنجت طريقه @ @@ا‪ ،‬ونس @ @@جت على منواهلا‪ ،‬ولكنها‬ ‫أُلِّ ْ‬
‫ومن اجلدير بال @ ّذكر اإلش@@ارة إىل‬ ‫مل تصل إىل رتبة ب@@ردة البوص@@ريي" ِ‬
‫‪14‬‬

‫@ارض الرُب دة‪ ،‬ومخّس@@ها‪ ،‬وش @طّرها‪،‬‬ ‫معارض@@ات ال ّش @عراء لل@@ربدة؛ فلقد ع@ َ‬
‫وش @@رحها‪ ،‬ونسج على منواهلا الكثري من ال ّش@ @عراء ال @@ذين ج @@اءوا بعد‬
‫@ريي يف العص @@ور املختلفة حىت العصر احلديث اقت @@داءً به نظ@ @راً‬ ‫البوص @ ّ‬
‫لس@@مو عاطفته@@ا‪ ،‬وروعة معانيه@@ا؛ فهي مبثابة نغم عل@@وي يش@@دو به‬
‫بلغت‬
‫للرس@@ول العظيم حيث ْ‬ ‫احلب ّ‬ ‫احملب@@ون األتقي@@اء تعب @رياً عن ش@@دة ّ‬
‫ت أك @@ثر من ‪ 20‬ش @@رحاً‬ ‫ختميس @@ات الرُب دة ح @وايل ‪ 92‬ختميس @اً‪َ ،‬و ُش @ ِر َح ْ‬
‫وهلا عدة معارضات أشهرها معارضة أمري ال ّش@عراء أمحد ش@@وقي يف "‬
‫حيث قال‪:‬‬
‫هنج الرُب دة" ُ‬

‫األشهر‬
‫ِ‬ ‫أَ َحل َّ س ْفك دمي في‬ ‫‪ イ‬ري ٌم على القاع بين البان‬
‫رم‬
‫ال ُح ِ‬ ‫والع َل ِم‬

‫ومنها أيضاً معارضة البارودي يف قصيدته‪:‬‬

‫واحد الركاب إلى حي بذي‬ ‫‪ イ‬يا رائد البرق يمم دارة‬


‫س َل ِم‬
‫َ‬ ‫الع َل ِم‬

‫ومن ختميس الربدة للشيخ مشس الدين حممد الفيومي حيث قال‪:‬‬

‫بردة المديح المباركة‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم‪ ،‬دار المقطم‪ ،‬القاهرة ‪1995‬م‪ ،‬ص‪7‬‬ ‫‪14‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫ُم ْذ بانَ أهل ال ِح َمى والبانَ‬ ‫‪ イ‬ما بال ُ قلب َك ال ينف ُّك‬
‫والعلم‬
‫ِ‬ ‫ذا أل ِم‬
‫س َل ِم‬
‫جيران بذي َ‬
‫ٍ‬ ‫أمِنْ َت َذ ِّك ِر‬ ‫‪ ロ‬وانهل َّ مدمعك‬
‫نسجم‬
‫ِ‬ ‫القاني ب ُم‬

‫‪َ イ‬م َز ْج َت َدمعا جرى مِن ُمق َل ٍة ِبد َِم‬


‫(البردة)للبوصيري‬

‫@ريي ك @@ان متفوق @اً على‬ ‫وه @@ذا االهتم @@ام ب @@الربدة ي @@دلنا على أن البوص @ ّ‬
‫@بيعي لق@@ول‬
‫غ@@ريه من ال ّش @عراء من حيث ال ّش @اعريّة واالس@@تعداد الط@ ّ‬
‫عري يتقن الص@ @ @@نعة‬
‫ال ّش@ @ @ @ @عر فهو لديه طبع مت@ @ @ @@دفق لإلب@ @ @ @@داع ال ّش @ @ @ ّ‬
‫والص@ @@ناعة الش @ @@عريّة ليصل إىل أعلى درج @ @@ات اإلتق @ @@ان والكم@ @@ال مما‬
‫حدا باآلخرين اتباعه وتقليده‪. .‬‬

‫مالمح تربوية من الربدة‬

‫قوي شهو َة ال َّن ِه ِم‬ ‫إن الطعا َم ُي ِّ‬ ‫شهوت َه‬


‫َ‬ ‫فال َت ُر ْم بالمعاصي َك ْس َر‬
‫ض‪8888‬اع َوإِِنْ َت ْفطِ ْم‪ُ 8888‬ه‬‫الر َ‬
‫ُح ِّب ّ‬ ‫ُش ‪َّ 8‬ب‬ ‫فس َكال ّطف‪ِ 8‬‬
‫‪8‬ل إِنْ ُته ِم ْل‪88‬ه َ‬ ‫وال َّن ُ‬
‫َين َفطِ ِم‬ ‫َع َلى‬

‫لقد فطن اإلم@ @@ام البوص@ @@ريي إىل مالمح وأص@ @@ول تربوية تتمثّل‬
‫يف ض @ @@رورة ت @ @@رويض وهتذيب النفس وتربيتها على الفض @ @@ائل منذ‬
‫حيث يف تش@@بيه رائع ص@ ّ@ور لنا أن النفس‬
‫ُ‬ ‫الص@@غر وكسر ش@@هوهتا‬
‫تربوي وعناية كاملة منذ الص@@غر‬
‫ّ‬ ‫كالطفل متاماّ حتتاج إىل ترويض‬
‫ف @@النفس مثل الطف @@ل‪ ،‬إن ترتكه ب @@دون رعاية وتوجيه ص @@حيح ينشأ‬
‫فاسداً فالب ّد من الرعاية والتوجيه واإلرشاد وه@@ذه حقيقة تربوية‬
‫‪.‬‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫مت حبمد اهلل تعاىل واهلل تعاىل ويل اهلدى والتوفيق‬

‫القسم الرابع‬
‫نص البردة للبوصيري كامالً‬

‫كة كاملةً‬ ‫البردةِ المبار ِ‬


‫قصيدة ُ‬ ‫ِ‬
‫لإلمام شرف الدين أيب عبد اهلل حممد بن سعيد البوصريي‬
‫َم َز ْج َت دَ معا جرى مِن ُمق َل ٍة ِب ِ‬
‫دَم‬ ‫س َل ِم‬
‫جيران بذي َ‬
‫ٍ‬ ‫أمِنْ َت َذ ِّك ِر‬
‫لماء مِن‬ ‫الظ ِ‬ ‫البرق في َّ‬ ‫ُ‬ ‫ض‬
‫وأو َم َ‬ ‫تلقاء كاظِ َم ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ت الري ُح مِن‬ ‫أَم َه َّب ِ‬
‫ِض ِم‬
‫ا َ‬
‫قلت اس َتف ِْق َي ِه ِم‬ ‫لقلب َك إن َ‬ ‫وما ِ‬ ‫لت ا ْكفُ َفا َه َم َتا‬‫فما ل َِعينيك إن قُ َ‬
‫ض َط ِر ِم‬ ‫س ِج ٍم منه و ُم ْ‬ ‫ما بينَ من َ‬ ‫الحب ُمن َك ِت ٌم‬ ‫َّ‬ ‫ب أنَّ‬ ‫الص ُّ‬
‫أيحسب َ‬ ‫َ‬
‫والع َل ِم‬
‫البان َ‬ ‫ِ‬ ‫وال أَ ِر ْق َت لِذ ِْك ِر‬ ‫لوال الهوى لم ُت ِر ْق دمعا على‬
‫َطل ِِل‬
‫والس َق ِم‬‫َّ‬ ‫الدمع‬
‫ِ‬ ‫به عليك ُعدول ُ‬ ‫ش ِه َدت‬ ‫فكيف ُت ْن ِك ُر حبا بعدما َ‬ ‫َ‬
‫والع َن ِم‬
‫ار على َخ َّديك َ‬ ‫مثل َ ال َب َه ِ‬ ‫ض َنى‬ ‫الو ْج ُد َخ َّطي َع ْب َر ٍة و َ‬ ‫وأث َب َت َ‬
‫ت باألَ َل ِم‬ ‫ض اللذا ِ‬ ‫ب يع َت ِر ُ‬ ‫وال ُح ُّ‬ ‫طيف َمن أهوى‬ ‫ُ‬ ‫َن َعم سرى‬
‫فأ َ َّر َقنِي‬
‫ص ْف َت َلم َتلُ ِم‬ ‫ِم ِّني إليك و َلو أ ْن َ‬ ‫ي‬ ‫يا الئِمي في الهوى ال ُع ْذ ِر ِّ‬
‫عذر ً‪8‬ة‬ ‫َم َ‬
‫نحسِ ِم‬ ‫الوشا ِة وال دائي ب ُم َ‬ ‫عن ُ‬ ‫َع َد ْت َك حالي ال سِ ِّري ب ُم ْس َتت ٍِر‬
‫ص َم ِم‬ ‫ال في َ‬ ‫ِب َع ِن ال ُع َّذ ِ‬ ‫إن ال ُمح َّ‬ ‫ست‬ ‫ص َح لكِنْ َل ُ‬ ‫ض َتنِي ال ُّن ْ‬ ‫َم َّح ْ‬
‫أس َم ُع ُه‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫ص ٍح َع ِن ال ُّت َه ِم‬
‫أبع ُد في ُن ْ‬
‫ب َ‬ ‫وال َّ‬
‫ش ْي ُ‬ ‫ب فِي‬ ‫ت نصي َح ال َّ‬
‫ش ْي ِ‬ ‫إني ا َّت َه ْم ُ‬
‫َع َذلِي‬
‫ب وال َه َر ِم‬ ‫مِن جهلِ َها بنذير ال َّ‬
‫ش ْي ِ‬ ‫بالسوء ما ا َّت َع َظت‬ ‫ِ‬ ‫ارتِي‬ ‫فانَّ أ َّم َ‬
‫غير ُمحتشِ ِم‬‫ف أَ َل َّم برأسي َ‬ ‫ضي ٍ‬
‫َ‬ ‫الجميل‬
‫ِ‬ ‫وال أ َع َّد ْت مِنَ الف ِ‬
‫ِعل‬
‫ق َِرى‬
‫كتمت سِ َّرا َب َدا لي منه بال َك َت ِم‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعل ُم أ ِّني ما أ ُ َو ِّق ُرهُ‬ ‫لو ُ‬
‫الخيل بالُّلُ ُج ِم‬
‫ِ‬ ‫كما ُي َر ُّد ِج َما َ ُ‬
‫ح‬ ‫َمن لي ِب َر ِّد ِج َماح مِن َغ َواي ِت َها‬
‫قوي شهو َة ال َّن ِه ِم‬ ‫إن الطعا َم ُي ِّ‬ ‫شهوت َها‬ ‫َ‬ ‫فال َت ُر ْم بالمعاصي َك ْس َر‬
‫ضاع َوإِِنْ َت ْفطِ ْم ُه َين َفطِ ِم‬ ‫الر َ‬‫ُح ِّب ّ‬ ‫ش َّب‬ ‫فل إِنْ ُته ِم ْله ُ َ‬ ‫فس َكال ّط ِ‬ ‫وال َّن ُ‬
‫َع َلى‬
‫إن الهوى ما َت َو َّلى ُي ْ‬
‫ص ِم أو َيصِ ِم‬ ‫فاص ِرف هواها وحاذِر أَن ُت َو ِّل َي ُه‬ ‫ْ‬
‫ت ال َمرعى فال ُتسِ ِم‬ ‫واِنْ ه َِي اس َت ْح َل ِ‬ ‫ورا ِع َها وهْ َي في األعمال‬
‫سا ِئ َم ٌة‬
‫س ِم‬
‫س َّم في الدَّ َ‬ ‫حيث لم َيدْ ِر أَنَّ ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫مِن‬ ‫للمرء قا ِت َل ًة‬ ‫ِ‬ ‫س َن ْت َل َّذ ًة‬ ‫َكم ح َّ‬
‫ش ٌّر مِنَ ال ُّت َخ ِم‬
‫ص ٍة َ‬ ‫َف ُر َّب مخ َم َ‬ ‫جوع ومِن‬ ‫ٍ‬ ‫ِس مِن‬ ‫س ائ َ‬ ‫ش ال َّد َ‬ ‫واخ َ‬ ‫ْ‬
‫شِ َب ٍع‬
‫َ‬ ‫عين َق ِد‬
‫ار ِم وا ْل َز ْم حِم َية َال َّن ِ‬
‫دَم‬ ‫مِن ال َم َح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الدمع مِن‬ ‫َ‬ ‫فر ِغ‬ ‫واس َت ِ‬
‫ا ْم َت ْ‬
‫ألت‬
‫ضا َك ال ُّنص َح فا َّت ِه ِم‬
‫واِنْ هما َم َّح َ‬ ‫النفس والشيطانَ‬ ‫َ‬ ‫وخالِ ِ‬
‫ف‬
‫واعصِ ِه َما‬
‫والح َك ِم‬
‫َ‬ ‫صم‬
‫الخ ِ‬ ‫تعرف كيدَ َ‬ ‫ُ‬ ‫فأنت‬ ‫وال ُتطِ ْع منهما خص َما وال ح َك َما‬
‫ض َّر مِن َو َر ِم‬ ‫أن اش َت َك ْت قد َماهُ ال ُّ‬
‫ِ‬ ‫س َّن َة َمن أحيا الظال َم إلى‬ ‫لمت ُ‬‫َظ ُ‬
‫دَم‬ ‫َ‬ ‫ش َحا َ ً ُم ْت َر َ‬
‫تحت الحجار ِة َك ْ‬‫َ‬ ‫ب أحشا َءهُ و َط َوى‬ ‫س َغ ٍ‬ ‫و َ‬
‫ف األ ِ‬ ‫شدَّ مِن َ‬
‫عن نفسِ ه فأراها أ َّي َما َ‬
‫ش َم ِم‬ ‫ب‬‫ش ُّم مِن َذ َه ٍ‬ ‫وراودَ ْت ُه الجبال ُ ال ُّ‬ ‫َ‬
‫ِص ِم‬ ‫إن الضرور َة ال تعدُو على الع َ‬ ‫ضرور ُت ُه‬ ‫َ‬ ‫وأ َّك َدت ُزه َدهُ فيها‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫ب ومِن َع َج ِم‬ ‫والفريقين مِن ُعر ٍ‬ ‫الكونين والث َق َل ْي ِن‬ ‫ِ‬ ‫محم ٌّد سي ُد‬
‫ول ال منه وال َن َع ِم‬ ‫أ َب ُّر في َق ِ‬ ‫َن ِب ُّي َنا اآل ِم ُر ال َّناهِي فال أَ َح ٌد‬
‫األهوال ُمق َت َح ِم‬
‫ِ‬ ‫ل ُكل ِّ ه َْو ٍل مِن‬ ‫رجى شفا َع ُت ُه‬ ‫الحبيب الذي ُت َ‬ ‫ُ‬ ‫هُو‬
‫غير ُمن َفصِ ِم‬ ‫حبل ِ‬ ‫ُمس َتمسِ ُكونَ ِب ٍ‬ ‫هللا فال ُمس َتمسِ ُكون ِب ِه‬ ‫دَعا إلى ِ‬ ‫َ‬
‫عِلم وال َك َر ِم‬ ‫ولم ُي َدا ُنوهُ في ٍ‬ ‫فاق ال َّنبيينَ في َخ ْل ٍق وفي ُخلُ ٍق‬ ‫َ‬
‫البحر أو َرش َفا ً مِنَ الدِّ َي ِم‬ ‫ِ‬ ‫َغ ْر َفا مِنَ‬ ‫ِس‬ ‫هللا ُمل َتم ٌ‬ ‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُكلُّ ُهم مِن‬
‫ش ْك َل ِة ال ِح َك ِم‬ ‫العلم أو مِن َ‬ ‫ِ‬ ‫مِن ُنق َط ِة‬ ‫وواقِفُونَ َلدَ ي ِه عن َد َح ِّده ِِم‬
‫س ِم‬ ‫باري ُء ال َّن َ‬ ‫ثم اصطفاهُ حبيبا ً ِ‬ ‫وصور ُت ُه‬ ‫َ‬ ‫َف ْه َو الذي َت َّم معناهُ‬
‫سن فيه غي ُر من َقسِ ِم‬ ‫فجو َه ُر ال ُح ِ‬ ‫َ‬ ‫ُم َن َّزهٌ عن شريكٍ في محاسِ ِن ِه‬
‫دحا ً فيه واح َتك ِِم‬ ‫شئت َم َ‬‫َ‬ ‫واح ُكم بما‬ ‫َدع ما ادَّ َعت ُه النصارى في َن ِب ِّي ِه ِم‬
‫شئت مِن َ‬
‫عِظ ِم‬ ‫َ‬ ‫سب إلى َقدْ ِر ِه ما‬ ‫وان ُ‬ ‫شئت مِن‬ ‫َ‬ ‫س ْب إلى ذا ِت ِه ما‬ ‫وان ُ‬
‫ف‬‫ش َر ٍ‬ ‫َ‬
‫عر َب عن ُه ناطِ ٌق ِب َف ِم‬
‫َح ٌّد َف ُي ِ‬ ‫هللا ليس له‬ ‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفاِنَّ َفضل َ‬
‫الر َم ِم‬ ‫س ِّ‬ ‫دار َ‬‫أحيا اس ُم ُه حين ُيد َعى ِ‬ ‫عِظ َما ً‬ ‫س َب ْت َقدْ َرهُ آيا ُت ُه َ‬ ‫لو نا َ‬
‫صا ً علينا فلم نر َت ْب ولم َن ِه ِم‬ ‫حِر َ‬ ‫لم يم َت ِح َّنا بما َتع َيا العقول ُ به‬
‫ب وال ُبع ِد فيه غي ُر ُمن َفح ِِم‬ ‫في القُ ْر ِ‬ ‫فليس‬ ‫َ‬ ‫أعيا الورى َف ْه ُم معناهُ‬
‫ُي َرى‬
‫ف مِن أَ َم ِم‬ ‫صغير ًة و ُت ِكل ُّ َّ‬
‫الط ْر َ‬ ‫كالشمس تظ َه ُر للعي َن ْي ِن مِن ُب ُع ٍد‬ ‫ِ‬
‫س َّلوا عنه بال ُحلُ ِم‬ ‫َق ْو ٌم ِن َيا ٌم َت َ‬ ‫در ُك في الدنيا حقي َق َت ُه‬ ‫وكيف ُي ِ‬‫َ‬
‫وأَ َّن ُه خي ُر خ ْل ِق هللا ُك ِّل ِه ِم‬ ‫ش ٌر‬ ‫ِلم فيه أنه َب َ‬ ‫ف َم ْب َل ُغ الع ِ‬
‫نور ِه ِب ِه ِم‬ ‫ص َل ْت مِن ِ‬ ‫فإنما ات َ‬ ‫الر ْسل ُ الك َِرا ُم ِب َها‬ ‫و ُكل ُّ آيٍ أ َتى ُّ‬
‫للناس في ال ُّظ َل ِم‬ ‫ِ‬ ‫أنوارهَا‬
‫َ‬ ‫ُيظ ِه ْرنَ‬ ‫ض ٍل هُم كوا ِك ُب َها‬ ‫شمس َف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف ِا َّن ُه‬
‫ش ِر ُم َّتسِ ِم‬ ‫بالب ْ‬‫سن مش َت ِمل ٌ ِ‬ ‫بال ُح ِ‬ ‫نبي زا َن ُه ُخلُ ٌق‬ ‫بخ ْل ِق ٍّ‬ ‫أكر ْم َ‬ ‫ِ‬
‫والدهر في ِه َم ِم‬ ‫ِ‬ ‫والبحر في َك َر ٍم‬ ‫ِ‬ ‫والبدر في‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫هر في َت َر ٍ‬ ‫كالز ِ‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫ش َر ٍ‬ ‫َ‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫ش ِم‬ ‫في عس َك ٍر حينَ تلقاهُ وفي َح َ‬ ‫كأ َّن ُه وهْ َو َف ْر ٌد مِن جال َل ِت ِه‬
‫س ِم‬‫مِن َم ْع ِد َن ْي َم ْنطِ ٍق منه ومب َت َ‬ ‫ف‬‫ص َد ٍ‬ ‫كأ َّن َما اللؤلُؤُ ال َمك ُنونُ في َ‬
‫طوبى ل ُمن َتشِ ٍق منه ومل َتث ِِم‬ ‫ض َّم أع ُظ َم ُه‬ ‫طيب َيع ِدل ُ ُت ْر َبا َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫يب ُمب َتدَ ٍا منه و ُمخ َت َت ِم‬
‫يا طِ َ‬ ‫ص ِر ِه‬ ‫ب عن ُ‬ ‫أبانَ مولِ ُدهُ عن طِ ي ِ‬
‫ؤس وال ِّن َق ِم‬ ‫َقد أُن ِذ ُروا ِب ُحلُ ِ‬
‫ول ال ُب ِ‬ ‫رس أ َّن ُه ُم‬ ‫س فيه الفُ ُ‬ ‫َيو ٌم َت َف َّر َ‬
‫غير ُمل َتئ ِِم‬ ‫ِسرى َ‬ ‫بك َ‬ ‫مل أصحا ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫َك َ‬ ‫ِسرى َوهْ َو‬ ‫وبات إيوانُ ك َ‬ ‫َ‬
‫ص ِد ٌع‬ ‫ُم ْن َ‬
‫سد َِم‬ ‫الع ْي ِن مِن َ‬ ‫عليه والنه ُر ساهي َ‬ ‫ف‬‫س ٍ‬ ‫األنفاس مِن أَ َ‬ ‫ِ‬ ‫والنا ُر خا ِم َدةُ‬
‫وار ُدهَا بال َغ ْيظِ حينَ َظمِي‬ ‫َو ُر َّد ِ‬ ‫ير ُت َها‬ ‫ض ْت ُب َح َ‬ ‫ساو َة أنْ غا َ‬ ‫وساء َ‬ ‫َ‬
‫ض َر ِم‬ ‫وبالماء ما بالنار مِن َ‬ ‫ِ‬ ‫ُح ْز َنا ً‬ ‫بالماء مِن َب َل ٍل‬ ‫ِ‬ ‫بالنار ما‬
‫ِ‬ ‫كأَنَّ‬
‫معنى ومِن َكل ِِم‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫والحق يظ َه ُر مِن‬ ‫ِف واألنوا ُر ساطِ َع ٌة‬ ‫وال ِجنُّ َتهت ُ‬
‫ش ِم‬‫وبار َق ُة اإلنذار لم ُت َ‬ ‫ِ‬ ‫ُتس َم ْع‬ ‫وص ُّموا فاِعالنُ البشائ ِِر لم‬ ‫َع ُموا َ‬
‫عو َّج لم َيقُ ِم‬
‫بأنَّ دي َن ُه ُم ال ُم َ‬ ‫مِن بع ِد ما أخ َب َر األقوا َم كا ِه ُن ُهم‬
‫األرض مِن‬ ‫ِ‬ ‫فق ما في‬ ‫ض ٍة َو َ‬ ‫ُمن َق َّ‬ ‫فق مِن‬ ‫وبعد ما عاي ُنوا في األ ُ ِ‬
‫ص َن ِم‬
‫َ‬ ‫ش ُه ٍ‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫الشياطين يقفُو ِا ْث َر ُمن َه ِز ِم‬
‫ِ‬ ‫مِن‬ ‫الوحيِ‬ ‫طريق َ‬‫ِ‬ ‫حتى َغدا عن‬
‫ُمن َه ِز ٌم‬
‫راح َت ْي ِه‬
‫صى مِن َ‬ ‫أو َعس َك ٌر َ‬
‫بالح َ‬ ‫كأ َّن ُهم ه ََر َبا أبطال ُ أ ْب َر َه ٍة‬
‫ُرمِي‬
‫أحشاء مل َتق ِِم‬
‫ِ‬ ‫س ِّب ِح مِن‬‫َن ْب َذ ال ُم َ‬ ‫تسبيح ِب َبط ِن ِه َما‬
‫ٍ‬ ‫َن ْب َذا به َبع َد‬
‫ساق بال َق ِ‬
‫دَم‬ ‫ٍ‬ ‫تمشِ ي إليه على‬ ‫َعو ِت ِه األشجا ُر سا ِج َد ًة‬ ‫جاءت لِد َ‬
‫الخ ِّط في ا َّلل َق ِم‬ ‫بديع َ‬
‫ِ‬ ‫فُ ُرو ُع َها مِن‬ ‫س َط َر ْت سطرا لِ َما َك َت َب ْت‬ ‫كأ َّن َما َ‬
‫ير َحمِي‬ ‫يس لل َه ِج ِ‬ ‫َتقِي ِه َح َّر َوطِ ٍ‬ ‫سار سائ َِر ًة‬ ‫مثل َ الغما َم ِة أَ َّنى َ‬
‫الكفار عنه َعمِي‬ ‫ِ‬ ‫ف مِنَ‬‫و ُكل ُّ َط ْر ٍ‬ ‫خير ومِن‬ ‫وما حوى الغا ُر مِن ٍ‬
‫َك َر ِم‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫بالغار مِن أَ ِر ِم‬


‫ِ‬ ‫وهُم يقولون ما‬ ‫يق لم‬ ‫الغار والص ِّد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فالصدق في‬
‫َي ِر َما‬
‫س ْج ولم َت ُح ِم‬
‫خير ال َب ِّر َّي ِة لم َتن ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫العنكبوت‬ ‫ظ ُّنوا الحما َم َة وظ ُّنوا‬
‫على‬
‫عال مِنَ األ ُ ُط ِم‬
‫وع وعن ٍ‬ ‫مِنَ ال ُّد ُر ِ‬ ‫ضا َع َف ٍة‬ ‫هللا أغ َن ْت َعن ُم َ‬ ‫ِو َقا َي ُة ِ‬
‫ض ِم‬‫اراً منه لم ُي َ‬ ‫إال ون ُ‬
‫ِلت ِج َو َ‬ ‫ما سا َمنِي الدَّه ُر ضي َما ً‬
‫واس َت َج ُ‬
‫رت ِب ِه‬
‫خير ُمس َت َل ِم‬ ‫إال اس َت َل ُ‬
‫مت ال َّن َدى مِن ِ‬ ‫ار ْي ِن مِن‬ ‫مست ِغ َنى ال َّد َ‬ ‫ُ‬ ‫وال ال َت‬
‫َي ِد ِه‬
‫العينان لم َي َن ِم‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫َق ْل َبا ً إذا نا َم ِ‬ ‫الو ْح َي مِن ُرؤ َياهُ إن َل ُه‬ ‫ال ُتنك ِِر َ‬
‫فليس ُين َك ُر في ِه حال ُ ُمح َتل ِِم‬ ‫َ‬ ‫وغ مِن ُن ُب َّو ِت ِه‬ ‫وذا َك حينَ ُبلُ ٍ‬
‫ب ب ُم َّت َه ِم‬ ‫نبي على غي ٍ‬ ‫وال ٌّ‬ ‫س ٍ‬
‫ب‬ ‫حي ب ُمك َت َ‬ ‫تبار َك هللاُ ما َو ٌ‬ ‫َ‬
‫وأط َل َق ْت أَ ِر َبا ً مِن ِرب َق ِة الل َم ِم‬ ‫راح ُت ُه‬ ‫باللمس َ‬ ‫ِ‬ ‫َكم أ ْب َرأَ ْت َوصِ َبا ً‬
‫ص ِر ال ُّده ُِم‬ ‫حتى َح َك ْت ُغ َّر ًة في األَع ُ‬ ‫َعو ُت ُه‬ ‫شهبا َء د َ‬ ‫س َن َة ال َّ‬ ‫وأَ ْحيت ال َ‬
‫الع ِر ِم‬ ‫س ْيل ٌ مِنَ َ‬ ‫ب مِنَ الي ِّم أو َ‬ ‫س ْي ٌ‬
‫َ‬ ‫الب َطا َح بها‬ ‫ض جا َد أو ِخ ْل َت ِ‬ ‫بعار ٍ‬
‫ِ‬
‫نار الق َِرى ليال على َع َل ِم‬ ‫ور ِ‬ ‫ظ ُه َ‬ ‫ت له ظ َه َر ْت‬ ‫َدعنِي َو َوصف َِي آيا ٍ‬
‫غير ُمن َتظِ ِم‬ ‫دراً َ‬ ‫ص َق َ‬ ‫وليس َينقُ ُ‬ ‫فال ُّد ُر يزدا ُد ُحسنا ً َوهْ َو ُمن َتظِ ُم‬
‫ش َي ِم‬ ‫األخالق وال ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ما فيه مِن َك َر ِم‬ ‫ِيح إلى‬ ‫آمال المد ِ‬ ‫اول ُ ِ‬ ‫ف َما َت َط ُ‬
‫ف بالقِد َِم‬ ‫قدي َم ٌة صِ َف ُة الموصو ِ‬ ‫الرحمن ُمح َد َث ٌة‬ ‫ِ‬ ‫آيات َح ٍّق مِنَ‬ ‫ُ‬
‫وعن ا َِر ِم‬ ‫َع ِن ال َم َعا ِد و َعن عا ٍد َ‬ ‫خب ُرنا‬ ‫بزمان َوهْ َي ُت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لم َتق َت ِرن‬
‫مِنَ ال َّنبيينَ إذ جا َء ْت و َلم َتد ُِم‬ ‫دا َم ْت لدينا ففا َق ْت ُكل َّ ُمع ِج َز ٍ‪8‬ة‬
‫اق وما َتبغِينَ مِن ِح َك ِم‬ ‫لذي شِ َق ٍ‬ ‫ش َب ٍه‬ ‫ات فما ُتبقِينَ مِن ُ‬ ‫ُم َح َّك َم ٌ‬
‫الس َل ِم‬ ‫أَع َدى األعادِي إليها ُملق َِي َّ‬ ‫ور َبت َق ُّط إال عا َد مِن َح َر ٍ‬
‫ب‬ ‫ما ُح ِ‬
‫ور َي َد الجانِي َعن ال ُح َر ِم‬ ‫َردَّ ال َغ ُي ِ‬ ‫عارضِ َها‬ ‫َردَّ ْت بال َغ ُت َها َدعوى ُم ِ‬
‫سن والقِ َي ِم‬ ‫وق َجوه َِر ِه في ال ُح ِ‬ ‫و َف َ‬ ‫البحر في َم َد ٍد‬ ‫ِ‬ ‫مو ِج‬ ‫ان َك ْ‬ ‫لها َم َع ٍ‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫بالسأ َ ِم‬
‫َّ‬ ‫سا ُم على اإلكثار‬ ‫وال ُت َ‬ ‫صى عجا ِئ ُب َها‬ ‫َف َما ُت َع ُّد وال ُتح َ‬
‫بح ْب ِل هللا فاع َتصِ ِم‬ ‫لقد َظف َ‬
‫ِرت َ‬ ‫لت له‬ ‫قاريها فقُ ُ‬‫َق َّر ْت بَها عينُ ِ‬
‫صا ِة و َقد جاؤُ وهُ كال ُح َم ِم‬ ‫مِنَ ال ُع َ‬ ‫الو ُجوهُ ِب ِه‬ ‫ض ُ‬‫الحوض َتب َي ُّ‬
‫ُ‬ ‫كأ َّنها‬
‫الناس لم‬ ‫ِ‬ ‫غيرهَا في‬ ‫فالقِس ُط مِن ِ‬ ‫وكالميزان َمع َد َل ًة‬
‫ِ‬ ‫صراطِ‬‫وكال ِّ‬
‫َيقُ ِم‬
‫ِق ال َف ِه ِم‬ ‫تجاهُال َوهْ َو عينُ الحاذ ِ‬ ‫سو ٍد را َح ُين ِك ُرهَا‬ ‫عج َبنْ ل َِح ُ‬ ‫ال َت َ‬
‫س َق ِم‬ ‫الماء مِن َ‬
‫ِ‬ ‫و ُين ِك ُر ال َف َم طع َم‬ ‫الشمس مِن‬ ‫ِ‬ ‫ض ْو َء‬ ‫قد ُتن ِك ُر العينُ َ‬
‫َر َم ٍد‬
‫س ِم‬ ‫الر ُ‬ ‫ون األَ ْي ُن ِق ُّ‬ ‫وق ُم ُت ِ‬ ‫سع َيا و َف َ‬ ‫ساح َت ُه‬ ‫َ‬ ‫خير َمن َي َّم َم العافُونَ‬ ‫يا َ‬
‫و َمن ه َُو ال ِّنع َم ُة ال ُعظ َمى لِ ُمغ َتن ِِم‬ ‫برى ل ُمع َت ِب ٍر‬ ‫اآلية ال ُك َ‬ ‫ُ‬ ‫و َمن ه َُو‬
‫داج مِنَ ال ُّظ َل ِم‬ ‫س َرى ال َبد ُر في ٍ‬ ‫كما َ‬ ‫يت مِن َح َر ٍم ليال إلى َح َر ِم‬ ‫س َر َ‬ ‫َ‬
‫در ْك و َلم ُت َر ِم‬ ‫س ْي ِن لم ُت َ‬ ‫قاب قو َ‬ ‫مِن َ‬ ‫نز َل ًة‬ ‫ِلت َم ِ‬ ‫وب َّت تر َقى إلى أن ن َ‬ ‫ِ‬
‫مخدوم على َخ ِ‬
‫دَم‬ ‫ٍ‪8‬‬ ‫والر ْس ِل تقدي َم‬ ‫ُّ‬ ‫األنبياء بها‬
‫ِ‬ ‫و َق َّد َم ْت َك جمي ُع‬
‫الع َل ِم‬ ‫ِب َ‬ ‫نت فيه صاح َ‬ ‫ب ُك َ‬ ‫في َمو ِك ٍ‬ ‫اق بهم‬ ‫السبع ال ِّط َب َ‬ ‫َ‬ ‫وأنت َتخ َت ِر ُق‬ ‫َ‬
‫مِنَ ال ُّد ُن ِّو وال َمر َق ًى ل ُمس َتن ِِم‬ ‫شأْ َواً ل ُمس َت ِب ٍق‬ ‫حتى إذا لم تد َْع َ‬
‫الع َل ِم‬‫فر ِد َ‬ ‫فع مثل َ ال ُم َ‬ ‫بالر ِ‬
‫ِيت َّ‬ ‫ُنود َ‬ ‫ض َت ُكل َّ َم َق ٍام باإلضافة إذ‬ ‫َخ َف ْ‬
‫أي ُمك َتت ِِم‬‫َع ِن ال ُعيون وسِ ٍّر ِّ‬ ‫أي ُمس َتت ِِر‬ ‫ص ٍل ِّ‬ ‫وز ِب َو ْ‬ ‫كيما َتفُ َ‬
‫زدَح ِم‬
‫غير ُم َ‬ ‫و ُج ْز َت ُكل َّ َم َق ٍام َ‬ ‫غير ُمش َت َركٍ‬ ‫ار َ‬ ‫زت ُكل َّ َف َخ ٍ‬ ‫َف ُح َ‬
‫ِيت مِن ن َِع ِم‬ ‫وع َّز إدراك ما أُول َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫يت مِن ُر َت ٍ‬ ‫وجل َّ مِق َدا ُر ما ُو ِّل َ‬ ‫َ‬
‫غير من َهد ِِم‬ ‫مِنَ ال ِع َنا َي ِة ُرك َنا ً َ‬ ‫ش َر اإلسالم إن لنا‬ ‫شرى لنا َمع َ‬ ‫ُب َ‬
‫أكر َم األ ُ َم ِم‬ ‫الر ْس ِل ُك َّنا َ‬ ‫بأكرم ُّ‬
‫ِ‬ ‫ل َّما َد َعى هللاُ داعينا لطا َع ِت ِه‬
‫َك َنبأ َ ٍة أ ْجف َل ْت ُغفال مِنَ َ‬
‫الغ َن ِم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلوب ال ِع َدا أنبا ُء ِبع َث ِت ِه‬ ‫َ‬ ‫راع ْت‬
‫َ‬
‫ض ِم‬ ‫حتى َح َك ْوا بال َق َنا َلح َما على َو َ‬ ‫ما زال َ يلقا ُه ُم في ُكل ِّ ُمع َت َركٍ‬
‫والر َخ ِم‬ ‫ان َّ‬ ‫أشال َء شا َل ْت َم َع ال ُعق َب ِ‬ ‫غب ُطونَ به‬ ‫ار فكادُوا َي ِ‬ ‫َودُّوا الف َِر َ‬
‫ما لم َت ُكن مِن ليالِي األُش ُه ِر ال ُح ُر ِم‬ ‫َتمضِ ي الليالي وال َيد ُرونَ ِع َّد َت َها‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫حم العِدَ ا َق ِر ِم‬‫ب ُكل ِّ َق ْر ٍم إلى َل ِ‬ ‫ساح َت ُهم‬ ‫َ‬ ‫ف َحل َّ‬ ‫ض ْي ٌ‬ ‫كأ َّن َما ال ِّدينُ َ‬
‫األبطال مل َتطِ ِم‬
‫ِ‬ ‫وج من‬
‫يرمي ب َم ٍ‬ ‫ساب َح ٍة‬ ‫وق ِ‬ ‫خميس َف َ‬ ‫ٍ‬ ‫بحر‬
‫َي ُج ُّر َ‬
‫فر ُم َ‬
‫صطل ِِم‬ ‫َيس ُطو ب ُمس َتأصِ ٍل لل ُك ِ‬ ‫ب هلل ُمح َتسِ ٍ‬
‫ب‬ ‫مِن ُكل ِّ من َت ِد ٍ‬
‫الرح ِِم‬‫مِن َبع ِد ُغر َب ِت َها موصو َل َة َّ‬ ‫حتى َغ َد ْت ِم َّل ُة اإلسالم َوهْ َي‬
‫بهم‬
‫عل فلم َت ْي َت ْم ولم َتئ ِِم‬ ‫وخير َب ٍ‬‫ِ‬ ‫ب‬‫ير أَ ٍ‬ ‫َمكفو َل ًة أب َداً منهم ِب َخ ِ‬
‫دَم‬
‫صط ِ‬ ‫ماذا َلقِي منهم في ُكل ِّ ُم َ‬ ‫صا ِد َم ُهم‬ ‫سلْ عن ُهم ُم َ‬ ‫ُه ُم الجبال ُ َف َ‬
‫الو َخ ِم‬‫ف َلهم أدهى مِنَ َ‬ ‫فُصول ُ َح ْت ٍ‬ ‫سلْ أ ُ ُح َدا‬ ‫سلْ َبدْ َراً َو َ‬ ‫سلْ ُح َن ْي َنا ً َو َ‬ ‫َو َ‬
‫مِنَ العِدَ ا ُكل َّ ُم ْس َو ٍّد مِن ا ِّلل َم ِم‬ ‫مراً بعد ما‬ ‫يض ُح َ‬ ‫الب ِ‬ ‫ال ُمصد ِِري ِ‬
‫َو َر َد ْت‬
‫نع ِج ِم‬ ‫غير ُم َ‬‫سم َ‬ ‫ف ِج ٍ‬ ‫أقال ُم ُه ْم َح ْر َ‬ ‫الخ ِّط ما َت َر َك ْت‬ ‫مر َ‬ ‫س ِ‬ ‫والكاتِبينَ ِب ُ‬
‫الس َل ِم‬
‫والو ْر ُد يمتا ُز بالسيما َع ِن َّ‬ ‫َ‬ ‫السالح لهم سيما ُت َم ِّي ُزهُم‬ ‫ِ‬ ‫شاكِي‬
‫األكمام ُكل َّ َكمِي‬ ‫ِ‬ ‫هر في‬
‫الز َ‬ ‫ب َّ‬ ‫ف َتحسِ ُ‬ ‫ش َر ُه ُم‬ ‫صر َن ْ‬ ‫ح ال َّن ِ‬ ‫ُتهدِي إليك ريا ُ‬
‫الح ْز ِم ال مِن شدَّ ِة ال ُح ُز ِم‬ ‫ش َّد ِة َ‬ ‫مِن َ‬ ‫ت ُر َبا ً‬ ‫الخ ْي ِل َن ْب ُ‬ ‫هور َ‬ ‫كأ َّن ُهم في ُظ ِ‬
‫فما ُت َف ِّر ُق بين ال َب ْه ِم وال ُب َه ِم‬ ‫قلوب ال ِع َدا مِن بأسِ ِهم‬ ‫ُ‬ ‫طار ْت‬‫َ‬
‫َف َر َقا ً‬
‫إن َت ْل َق ُه األ ُ ْس ُد في آجا ِم َها َت ِج ِم‬ ‫صر ُت ُه‬ ‫هللا ُن َ‬ ‫برسول ِ‬‫ِ‬ ‫و َمن َت ُكن‬
‫غير ُمن َع ِج ِم‬ ‫ِب ِه وال مِن َعد ٍُّو َ‬ ‫غير من َتصِ ٍر‬ ‫و َلن َترى مِن َول ٍِّي َ‬
‫األشبال فِي أَ َج ِم‬ ‫ِ‬ ‫ث َحل َّ َم َع‬ ‫كالل ْي ِ‬ ‫أَ َحل َّ أ ُ َّم َت ُه في ح ِْر ِز ِم َّل ِت ِه‬
‫ص َم ال ُبرهانُ مِن َخصِ ِم‬ ‫فيه وكم َخ َ‬ ‫ات هللا مِن َجد ٍَل‬ ‫َكم َج َّد َل ْت َكلِ َم ُ‬
‫والتأديب في ال ُي ُت ِم‬ ‫َ‬ ‫في الجاهلي ِة‬ ‫عج َز ً‪8‬ة‬ ‫بالعلم في األ ُ ِّم ِّي ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫كفا َك‬
‫عر‬‫ش ِ‬ ‫ضى في ال ِّ‬ ‫نوب ُع ْمر َم َ‬ ‫ُذ َ‬ ‫ِيل ِب ِه‬ ‫بمديح أس َتق ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َخدَ ْم ُت ُه‬
‫ِدَم‬
‫والخ ِ‬
‫ي مِنَ ال َّن َع ِم‬ ‫كأنني ِب ِه َما هَدْ ٌ‬ ‫شى عواقِ ُب ُه‬ ‫إذ َق َّل َدان َِي ما ُتخ َ‬
‫اآلثام وال َّن ِ‬
‫دَم‬ ‫ِ‬ ‫لت إال على‬ ‫ص ُ‬ ‫َح َ‬ ‫ص َبا في الحا َل َت ْي ِن‬
‫عت َغ َّي ال ِّ‬‫أَ َط ُ‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫وما‬
‫س ِم‬ ‫َلم َتش َت ِر الدِّ ينَ بالدنيا ولم َت ُ‬ ‫ار ِت َها‬ ‫س في ت َِج َ‬ ‫ار َة َن ْف ٍ‬
‫س َ‬ ‫فيا َخ َ‬
‫س َل ِم‬ ‫ِبينَ له ال َغ ْبنُ في َب ْي ٍع وفي َ‬ ‫و َمن َي ِب ْع آ ِجال منه بعا ِجلِ ِه‬
‫نص ِر ِم‬ ‫مِنَ ال َّن ِب ِّي وال َحبلِي ب ُم َ‬ ‫ِض‬ ‫ت َذ ْن َبا ً فما َعهدِي ب ُمن َتق ٍ‬ ‫إن آ ِ‬
‫بالذ َم ِم‬ ‫الخلق ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ُمح َّمدَ اً وه َُو أو َفى‬ ‫فاِنَّ لي ِذ َّم ًة منه ب َتس ِم َيتِي‬
‫َ‬
‫ضال وإال َفقُلْ يا َز َّلة ال َق ِ‬
‫دَم‬ ‫َف ْ‬ ‫إن لم ي ُكن في َم َعادِي آ ِخ َذاً ِب َيدِي‬
‫غير ُمح َت َر ِم‬ ‫أو َير ِج َع الجا ُر منه َ‬ ‫ار َم ُه‬ ‫الرا ِجي َم َك ِ‬ ‫حاشاهُ أنْ َي ْح ِر َم َّ‬
‫خير ُمل َت ِز ِم‬ ‫لخالصِ ي َ‬ ‫وجدْ ُت ُه َ‬ ‫َ‬ ‫اري َمدَ ائ َِح ُه‬ ‫ت أف َك ِ‬ ‫لز ْم ُ‬ ‫و ُمن ُذ أَ َ‬
‫األزهار في األَ َك ِم‬ ‫َ‬ ‫الح َيا ُي ْن ِب ُ‬
‫ت‬ ‫إن َ‬ ‫وت ال ِغ َنى منه َي َداً َت ِر َب ْت‬ ‫و َلن َيفُ َ‬
‫َي َدا ُز َه ْي ٍر بما أث َنى على ه َِر ِم‬ ‫هر َة الدنيا التي‬ ‫و َلم أ ُ ِردْ َز َ‬
‫اق َت َط َف ْت‬
‫العم ِِم‬ ‫ث َ‬ ‫سِ َوا َك ِعن َد ُح ِ‬
‫لول الحا ِد ِ‬ ‫الخلق ما لي َمن ألو ُذ به‬ ‫ِ‬ ‫أكر َم‬
‫يا َ‬
‫باسم ُمن َتق ِِم‬
‫ِ‬ ‫إذا الكري ُم َت َج َّلى‬ ‫هللا جا ُه َك بي‬ ‫يق رسول َ ِ‬ ‫و َلن َيضِ َ‬
‫ان كا َّلل َم ِم‬‫فر ِ‬‫إن ال َك َبائ َِر في ال ُغ َ‬ ‫س ال َتق َنطِ ي مِن َز َّل ٍة‬ ‫يا َن ْف ُ‬
‫َع ُظ َم ْت‬
‫ان في‬ ‫ب العِص َي ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َتأتِي على َح َ‬ ‫َلعل َّ َرح َم َة َر ِّبي حينَ َيقسِ ُم َها‬
‫س ِم‬‫القِ َ‬
‫غير ُم َ‬
‫نخ ِر ِم‬ ‫ابي َ‬ ‫س ِ‬ ‫َل َد ْي َك واجعلْ ِح َ‬ ‫غير‬
‫يا َر ِّب واج َعلْ رجائِي َ‬
‫ِس‬
‫نعك ٍ‬ ‫ُم َ‬
‫براً َم َتى َتد ُع ُه األهوال ُ ين َه ِز ِم‬ ‫ص َ‬‫َ‬ ‫ين إن َل ُه‬ ‫ف ب َعب ِد َك في الد َ‬
‫َّار ِ‬ ‫وال ُط ْ‬
‫نس ِجم‬‫النب ِّي ِب ُم ْن َهل ٍّ و ُم َ‬
‫على ِ‬ ‫ب صال ٍة منك دا ِئ َم ٍة‬ ‫س ْح ِ‬ ‫وائ َذنْ لِ ُ‬
‫ِيس بال َّن َغ ِم‬
‫ِيس حادِي الع ِ‬ ‫طر َب الع َ‬ ‫وأَ َ‬ ‫ص َبا‬ ‫ان َري ُح َ‬ ‫ت ال َب ِ‬ ‫ما َر َّن َح ْت َع َذ َبا ِ‬
‫وعن عثمانَ ذِي ال َك َر ِم‬ ‫و َعن َعل ٍِّي َ‬ ‫كر و َعن‬ ‫ضا َعن أبي َب ٍ‬ ‫الر َ‬‫ُث َّم ِّ‬
‫ُع َم َر‬
‫أهل ُ ال ُّت َقى وال َّن َقى وال ِح ْل ِم وال َك َر ِم‬ ‫ب ُث َّم ال َّت ِابعِينَ َف ُه ْم‬ ‫والصح ِ‬ ‫َّ‬ ‫واآلل‬
‫ِ‬
‫(البردة)للبوصيري‬
‫(البردة)للبوصيري‬

‫أهم املصادر واملراجع‬

‫‪ @.1‬ا@ل @ @رب@د@ة@ ل@ل@ب@و@ص @ @ري@ي@ ق @ @ ّد@م@ هل@ا@ و@ع@لّ@ق@ ع@ل@ي@ه@ @ا@‪ @:‬أ@مح@د@ ع@ب@د@ ا@ل@ت@ @و@ا@ب@‬
‫ع@و@ض@‪ @،‬د@ا@ر@ ا@ل@ف@ض@ي@ل@ة@‪ @،‬ا@ل@ق@ا@ه@ر@ة@ ‪1996‬م@‬
‫‪ @.2‬ب@ر@د@ة@ ا@مل@د@ي@ح@ ا@مل@ب@ا@ر@ك@ة@‪ @،‬ش @ر@ح@ ا@ل@د@ك@ت@و@ر@ أ@مح@د@ ع@م@ر@ ه@ا@ش @م@‪ @،‬د@ا@ر@‬
‫ا@مل@ق@ط@م@ ل@ل@ن@ش@ر@ و@ا@ل@ت@و@ز@ي@ع@ ا@ل@ق@ا@ه@ر@ة@‪1995 @،‬م@‬
‫‪ @.3‬ا@ل@ب@و@ص@ @ @ @ @ @ري@ي@ ش@ @ @ @ @ @ا@ع@ر@ ا@مل@د@ا@ئ@ح@ ا@ل@ن@ب@و@يّ@ة@ و@ع@ل@م@ه@ @ @ @ا@‪ @،‬د@‪ @.‬ع@ل@ى@ جن@ي@ب@‬
‫ع@ط@و@ي@‪ @،‬د@ا@ر@ ا@ل@ك@ت@ب@ ا@ل@ع@ل@م@ي@ة@‪ @،‬ب@ري@و@ت@‪1995 @،‬م@‬
‫‪ @.4‬جم@ل@ة@ ا@ل@رت@ا@ث@ ا@ل@ع@ر@يب@‪ @،‬د@م@ش@ق@‪ @،‬ا@ل@ع@د@د@ ‪ @،89‬س@ ‪ @،33‬م@ا@ر@س@ ‪2003‬م@‬
‫م@و@ق@ع@ ا@جمل@ل@ة@ ع@ل@ى@ ا@إل@ن@رت@ن@ي@ت@‪@.‬‬
‫‪ @.5‬حم@م@د@ ز@غ@ل@و@ل@ س@ال@م@‪ @،‬ا@أل@د@ب@ يف@ ا@ل@ع@ص@ر@ ا@مل@م@ل@و@ك@ي@‪ @،‬ج@ ‪ @،1‬ص@‬
‫‪@.273‬‬
‫‪ @.6‬خ@ط@ س@ري@ ا@أل@د@ب@‪ @.‬ع@ب@د@ ا@ل@ع@ز@ي@ز@ ق@ل@ي@ق@ل@ة@‪ @،‬ا@ل@ق@ا@ه@ر@ة@‪@.‬‬

You might also like