You are on page 1of 16

‫اإلسناد الرتكييب يف اجلملة االمسية يف قصيدة "الرائية" للشيخ حممد الناصر كرب‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫صاحل عبد اهلل‬


‫‪U15AR1015‬‬

‫التاريخ‪:‬‬

‫‪19/12/02‬م‬
‫ملخص البحث‬
‫هذه املقالة تتعرض لدراسة اإلسناد الرتكييب يف اجلملة االمسية يف قصيدة "الرائية"‬
‫فاإلسناد الرتكييب االمسي من أهم العناصر الرتكيبية جتليا وتدليا يف فضاء القصيدة وهو‬
‫مرتكز مهم لدى النحاة يف تناوهلم للجملة باعتبار الدور الذي تقوم به ظاهرة اإلسناد‬
‫يف حتقيق الفائدة وحتصيل املراد للرتكيب‪.‬‬
‫وبناءً على ما سبق ذكره فإن املقالة حتتوي على نقاط رئيسية؛ حيث أورد الباحث‬
‫نبذة عن حياة الشاعر ليقف القارئ على شخصيته وثقافته‪ ،‬مث بيانا وجيزا عن اإلسناد‬
‫الرتكييب وعن القصيدة وعرضها مث دراستها حسب ورود اإلسناد الرتكييب االمسي فيها‬
‫مث اخلامتة واملراجع وذلك كله بعد املقدمة املشتملة يف طياهتا خطة املقالة‪.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فيعد اإلسناد الرتكييب يف اجلملة االمسية عنصرا جوهريا يف تشكيل جودة قصيدة‬
‫"الرائية"‪ ،‬كما يُ َعد وسيلةً هامة اليت اختذها الشاعر يف إبراز أحاسيسه ومشاعره يف‬
‫القصيدة بغية إيصاهلا إىل املتلقي يف ثوب فين مجيل عن طريق الرتابط بني عنصري‬
‫اإلسناد يف اجلملة االمسية من ناحية املضمون إذ "أن الشاعر إنسان متخيل يتوصل‬
‫خبياله إىل إدراك االتفاق بني العناصر ومن مث تتوافق األنواع املختلفة وتتألف األجناس‬
‫البعيدة" [مقري‪2009 :‬م‪.]2 ،‬‬
‫وهدف الباحث يف هذه املقالة دراسة القصيدة دراسة حنوية من حيث الشكل‬
‫واملضمون‪ ،‬عن طريق اخلطة اآلتية‪:‬‬

‫‪-1-‬‬
‫* سرية الشاعر‬
‫* اإلسناد الرتكييب‬
‫* القصيدة‪ :‬عرض‬
‫* الدراسة‬
‫* اخلامتة‬
‫* املراجع‬
‫* سرية الشاعر‬
‫هو الشيخ حممد الناصر بن حممد املختار بن حممد الناصر بن أمحد املختار َمْي َزْوِري‬
‫بن الشيخ عمر املعروف ب "مامل كرب عمر" [كرب الناصر الشيخ‪ :‬خمطوط‪ ]4 :‬ولد يف‬
‫بداية القرن العشرين ‪1912‬م بقرية غُ ِرنْغَ َاوا مبدينة كنو [شيخ عثمان كرب (الدكتور)‪:‬‬
‫‪2004‬م‪ .]229 :‬نشأ يف أسرة اشتهر أهلها بالعلم لذا بدا شغفه البالغ بالعلم وفرط‬
‫ذكائه منذ طفولته‪ ،‬فاعتىن به أساتذته أشد اعتناء‪ ،‬وكان يدرس يف اليوم العديدة من‬
‫الكتب لدى علماء متفننني يف معاهد خمتلفة مثل معهد الشيخ إبراهيم نَظُغُِين وغريها‬
‫من املعاهد العلمية‪ ،‬انقطع للتدريس يف عشرينيات حياته ويعد هذا الشيخ حبق جمدد‬
‫الطريقة القادرية بغرب أفريقيا‪.‬‬
‫وقلد أومسة ودياشني خمتلفة على املستويني احمللي والدويل [املقابلة‪2019/5/14 :‬م]‪.‬‬
‫وكانت البيئة والرحالت واملزاج الفردي ساعدته على اإلنتاج الشعري [شيخ عثمان‬
‫كرب‪ :‬املرجع السابق‪ .]33 :‬وقد ال تقتصر مؤلفاته عن ثالمثئة كتاب ما بني منظوم‬
‫ومنثور [املتبويل كرب (الدكتور)‪2013 :‬م‪ ]68 :‬ومنها (ديوان الشعر) مطبوع بدار‬
‫الفكر يف بريوت بعنوان "سبحات األنوار من سبحات األسرار" وتويف رمحه اهلل يف‬
‫منتصف الليل يوم اجلمعة ‪1996‬م‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫* اإلسناد الرتكييب‬
‫اإلسناد لغة‪ :‬مصدر أسند يسند على وزن "أفعل يفعل" مزيد سند يسند سنودا‪ ،‬ويدل‬
‫على انضمام الشيء إىل الشيء [أمحد فارس‪ :‬د‪.‬ت‪ .]418 :‬وهبذا يكون هو‬
‫االقرتاب واالنضمام والتالحم بني الشيئني حيتاج أحدمها إىل اآلخر حىت يعتمد عليه‪.‬‬
‫وأما يف االصطالح‪ :‬فهو احلكم بشيء على شيء كاحلكم على زهري باجتهاد يف‬
‫قولك "زهري جمتهد" [الغالييين‪1994 :‬م‪ .]11 :‬أو هو تعلق خرب مبخرب عنه حنو‬
‫"زيد قائم" أو طلب مبطلوبه حنو‪" :‬اضرب" [ابن عقيل‪1980 :‬م‪ .]5 :‬فاإلسناد‬
‫حينئذ هو تلك العالقة الذهنية أو املعنوية اليت ال يصرح هبا يف الكالم نطقا وال كتابة‬
‫[عبد اجلليل لغرام ‪2011‬م‪ ،]5 :‬إذ هي قرينة معنوية متيز املسند إليه من املسند يف‬
‫اجلملة أو تربط العالقة بينهما باعتبار اإلسناد هو احلكم أو الرابطة أو املعىن املفهوم‬
‫من اجلملة إثباتا أو نفيا‪ .‬ويتنوع اإلسناد إىل اإلسناد التام حنو‪" :‬القول واضح"‪،‬‬
‫والناقص حنو‪" :‬رأيت املنطلق أخوه"‪ ،‬واملعنوي كأن تسند للكلمة ما ملعناها حنو "حضر‬
‫خالد" وهذا هو الشائع يف اللغة العربية‪ ،‬واللفظي كاحلكم على اللفظ وحده حنو‪:‬‬
‫"زعموا مطية الكذب"‪ ،‬ومنه يف احلديث ((ال حول وال قوة إال باهلل كنز من كنوز‬
‫اجلنة))‪ .‬ف "زعموا" يف األوىل املسند إليه‪ ،‬و "كنز" يف الثانية املسند [السامرائي‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.]20 :‬‬
‫والرتكيب لغة‪ :‬هو التأليف يقال ركب الشيء؛ وضع بعضه على بعض وضمه إىل‬
‫غريه فصار شيئا واحدا يف املنظر [شهاب الدين‪ ،‬د‪.‬ت‪.]571 :‬‬
‫والرتكيب النحوي‪ :‬هو ضم كلمة إىل أخرى ال على طريق سرد األعداد‪ ،‬فاملركب هبذا‬
‫املعىن‪ ،‬ما ضمت فيه كلمة إىل أخرى [علي أبو املكارم (الدكتور)‪2007 :‬م‪.]19 :‬‬

‫‪-3-‬‬
‫واإلسناد الرتكييب‪ :‬ما تألف من مسند ومسند إليه لعالقة معنوية أي على وجه حيصل‬
‫به الفائدة وإن مل تكن مقصودة حنو‪" :‬العلم نور"‪ .‬فالعلم‪ :‬مسند إليه ألنك أسندت‬
‫إليه النور وحكمت عليه به‪ ،‬والنور‪ :‬مسند ألنك أسندته إىل العلم وحكمت به عليه‪.‬‬
‫فالرتكيب الذي ينعقد به الكالم وحيصل منه الفائدة يتكون من امسني أو اسم وفعل‬
‫أو من مجلتني أو من فعل وامسني‪ ،‬أو من فعل وثالثة أمساء أو من فعل وأربعة أمساء‪،‬‬
‫أو من اسم ومجلة [املرجع السابق‪2007 :‬م‪.]10 ،‬‬

‫* القصيدة‬
‫هذه القصيدة‪ :‬عبارة عن الرائية اليت أكملها الشاعر يف مدح الرسول ﷺ على مائة‬
‫وعشرين بيتا من البحر البسيط خمبونة العروض والضرب‪.‬‬
‫وتدور هذه القصيدة من ناحية املضمون حول احملاور الرئيسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مدحه للرسول وتعريف قدره وثناء اهلل له‬
‫‪ -2‬ذكر معجزاته‬
‫‪ -3‬ذكر مشائله‬
‫‪ -4‬ذكر خصائصه‬
‫‪ -5‬شدة شوقه إىل ديار األحباب والتوسل‬
‫كما تدور من ناحية الشكل إىل املستويات اللغوية اآلتية‪:‬‬
‫‪ )1‬املستوى اإليقاعي ‪ )2‬املستوى املعجمي ‪ )3‬املستوى الرتكييب‬
‫عرض القصيدة‬
‫ي ا سيدا ط اب في ه الفك ر والذك ر‬ ‫‪ .1‬م اذا أق ول وق ويل في ك مقتص ر‬
‫ب أحسن اخلل ق م اذا يذك ر البش ر‬ ‫‪ .2‬أث ىن علي ك إل ه الع رش خ القن ا‬

‫‪-4-‬‬
‫م ن احمل ام د إذه لي س ختتص ر‬ ‫‪ .3‬ي ك فيك م ش رف ا م ا ال أس ط ره‬
‫وإن ك ل ال ورى م ن فخ رك افتخ روا‬ ‫‪ .4‬كم آية أفص حت ع ن ق در رتبت كم‬
‫هل ا س واك م نصوص ا يوم حنتش ر‬ ‫‪ .5‬أنت املعد لك ل النائب ات ف ال‬
‫فت اب ع لك م ي ا أيه ا القم ر‬ ‫‪ .6‬أنت اإلمام وك ل الع املني أجل‬
‫ف ي كف ك م تنته ي بك م وت أمت ر‬ ‫‪ .7‬أنت السميذع واألم الك رمت ها‬
‫ط وب ى مل ن حبماك م ك ان ي نتص ر‬ ‫‪ .8‬وأنت سي د ك ل اخلل ق أمجعه م‬
‫والفت ح ك ان لك م والذك ر وال ظف ر‬ ‫‪ .9‬واجلذع حن لكم والبدر شق لكم‬
‫وخ ل فك م مثل ه ي ا نع م منتص ر‬ ‫‪ .10‬والرعب ميشي أمام اجليش ينصركم‬
‫وسي فك م لي س ي ق ت ص ر وال ي ذر‬ ‫‪ .11‬ساء الصب اح األىل يقلونك م أبدا‬
‫ا ل ن ا كمثل ه ب ش ر‬ ‫ي ا س ي دا م‬ ‫‪ .12‬ي ا نعم سيدنا ي ا نعم ملجئم ا‬
‫م ا العرش ما الكرس م ا األفالك م ا الدرر‬ ‫‪ .13‬طبت املكان ف ال مك ان يشبه ه‬
‫ب ل شعرة منكم ط الت أول ى ذك روا‬ ‫‪ .14‬جزت الك يال جزاف ا لست متزنا‬
‫ري م ن غب روا‬ ‫الل ه جم دكم ي ا خ‬ ‫م‬ ‫‪ .15‬الل ه فض ل ك م الل ه رفع ك‬
‫والفخ ر فخرك م إذا ال ورى افتخ روا‬ ‫‪ .16‬األص ل أصل ك م والعل م علمك م‬
‫ف ي حلب ة العل م ًّ‬
‫حق ا لست ختتص ر‬ ‫‪ .17‬ش أوت ك ل نيب ك ان مستبق ا‬
‫ذرات ج وه رة من ظه رك احن دروا‬ ‫‪ .18‬اخت ارك اهلل ل لع لي ا وغ ي رك م‬
‫ر‬ ‫ت زل تن زل ع ن أظ الل ك األث‬ ‫‪ .19‬فإن ك األص ل يف ك ل الع وال م ل م‬
‫وأنت م ال ل وح واألق الم ت قت در‬ ‫‪ .20‬أنت العروش وأنت الكرسي ي ا سندي‬
‫وأنت م ن نش رك األن ام تعتط ر‬ ‫‪ .21‬أنت السم اوات أنت األرض أمجعه ا‬
‫يف ك ل ح ال ألنت الناشر العط ر‬ ‫‪ .22‬أنت اإلم ام الذي ع م األن ام نع م‬
‫لك األس امي ك أنك ل م تك ن بش ر‬ ‫‪ .23‬قد ش ق م ن امس ه ال رمحن خ القن ا‬

‫‪-5-‬‬
‫ألنت م بش ر م ا مثل ك م بش ر‬ ‫‪ .24‬وق د أت اك قران ا ي ا ل ه عجب ا‬
‫بكعب ة الق در هذا الكعبة النش ر‬ ‫‪ .25‬هلل مكت ه العظ م ى لق د ش رف ت‬
‫ب السعي وال وقف والط واف تفتخ ر‬ ‫‪ .26‬إن ي تعجبت ه ل ه ي اليت نسكت‬
‫والعب د راض مب ا يقضي ه مقت در‬ ‫‪ .27‬ف إن يك ن ه و فاألق دار ج اري ة‬
‫ف ال رب رب وه ذا ال ثي ب منهم ر‬ ‫‪ .28‬وإن تك ن ه ي ال غ رو وال ع جب‬
‫قد ط اب نشرك واإلفضال مشته ر‬ ‫‪ .29‬ي ا ظيب ة طبت ق درا فافخ ري أبدا‬
‫ط وال ع السعد فيم ا الده ر توده ر‬ ‫‪ .30‬أف دي ب روح ي بق اع ا ذات ط الع ة‬
‫يزدخر‬ ‫العلم‬ ‫وحيث‬ ‫والصاحبات‬ ‫‪ .31‬حيث الصح ابة واألن وار ط الع ة‬
‫إذا ضاق اخلناق ترى اآلساد جتتئر‬ ‫‪ .32‬حيث النزول وحيث الوحي وحيث‬
‫أزر‬ ‫هلا‬ ‫ما‬ ‫تبوك‬ ‫بدرا‬ ‫ختتال‬ ‫‪ .33‬حيث اجلهاد إذا ما شن غارته‬
‫والذكر‬ ‫والرتتيل‬ ‫التالوات‬ ‫حيث‬ ‫‪ .34‬حيث التسابيح واألذكار دائمة‬
‫العرب‬ ‫حيثما‬ ‫األنامي‬ ‫حيث كل‬ ‫‪ .35‬حيث الوقار وحيث الشمل جمتمع‬
‫حيث اهلناء وحيث الذنب مغتفر‬ ‫‪ .36‬حيث الرضاء مع الغفران مقرتن‬
‫تأمتر‬ ‫باإلخالص‬ ‫األوامر‬ ‫حيث‬ ‫‪ .37‬حيث األحاديث مرفوع أساندها‬
‫والبكر‬ ‫اآلصال‬ ‫تُْنتَ َهُز‬ ‫وحيث‬ ‫‪ .38‬حيث املناكر مل يعرف هلا أثر‬
‫مصطرب‬ ‫األخالق‬ ‫حسن‬ ‫وحيثما‬ ‫‪ .39‬حيث الوفود مع األفراح وافدة‬
‫مشتهر‬ ‫واإليثار‬ ‫الزهد‬ ‫وحيثما‬ ‫ظاهرة‬ ‫بالتربيز‬ ‫العدالة‬ ‫‪ .40‬حيث‬
‫حيث الشموس مع األقمار تستفر‬ ‫‪ .41‬حيث احلقائق بالتحقيق طافحة‬
‫واحلور‬ ‫واألبالح‬ ‫الرشاقة‬ ‫حيث‬ ‫‪ .42‬حيث اجلمال وحيث احلسن ناصعة‬
‫مضر‬ ‫إلياسه‬ ‫مدركة‬ ‫عدنان‬ ‫‪ .43‬قد طاب أصال وفرعا كان حمتده‬
‫ويعتفر‬ ‫يعنو‬ ‫من‬ ‫أطول‬ ‫لكان‬ ‫‪ .44‬إبليس لو اجتلي من نور طلعته‬

‫‪-6-‬‬
‫بشر‬ ‫أُيت‬ ‫وال‬ ‫آدم‬ ‫أُيت‬ ‫وال‬ ‫‪ .45‬لوالك ما سجد األمالك يا سندي‬
‫وتسترت‬ ‫تستجلي‬ ‫الكون‬ ‫علة‬ ‫يا‬ ‫‪ .46‬لوالك ال جنم ال أفالك دائرة‬
‫أحطت بالكون علما ليس حيتظر‬ ‫‪ .47‬أنت احمليط فال شيء يفوتكم‬
‫يف جنب علمك شيء ليس يذكر‬ ‫‪ .48‬إن العلوم وإن طالت وإن عظمت‬
‫فيستطر‬ ‫ملخلوق‬ ‫يذاع‬ ‫ماال‬ ‫‪ .49‬أسرى بكم ليلة اإلسراء خالقكم‬
‫البصر‬ ‫قلبه‬ ‫يراه‬ ‫ما‬ ‫يرا‬ ‫لكي‬ ‫‪ .50‬رأى هناك من اآليات يا عجبا‬
‫فتنحصر‬ ‫بتعداد‬ ‫حتاط‬ ‫ليست‬ ‫مكتمة‬ ‫بأسرار‬ ‫مث‬ ‫‪ .51‬فخص‬
‫زدهت ملا قد عالها القادم النصر‬ ‫‪ .52‬رقي على العرش بالنعل الشريفة فا‬
‫والغرر‬ ‫الدر‬ ‫وهو‬ ‫املقدم‬ ‫وهو‬ ‫‪ .53‬من بعد ما أم باألنباء سيدنا‬
‫والبشر‬ ‫املوعد‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫تقول‬ ‫‪ .54‬وكم أعاجب تروى عند مولده‬
‫ماٍ ليس جيحده إال األوىل كفروا‬ ‫‪ .55‬يف سورة الفيل من أخبار أبرهة‬
‫مثل التديل مع األضوا كما ذكروا‬ ‫‪ .56‬وغري ذلك من إرهاص نبوته‬
‫صربا من مثلكم يا طه يصطرب‬ ‫‪ .57‬وأنت أوىف الورى رأيا وأكثرهم‬
‫مشتهر‬ ‫العهد‬ ‫وحسن‬ ‫وصرب‬ ‫‪ .58‬أوذيت يف اهلل مل تزدد عليه سوى حلم‬
‫سهر‬ ‫عزلة‬ ‫صيام‬ ‫قيام‬ ‫جود‬ ‫فتوة كرم‬ ‫مع‬ ‫زهدك‬ ‫‪ .59‬تقواك‬
‫حذر‬ ‫ورأفة‬ ‫رمحة‬ ‫شجاعة‬ ‫‪ .60‬فقر وشكر وتسليم رضى ورع‬
‫عرب‬ ‫أخذه‬ ‫تأن‬ ‫وانكسار‬ ‫شرف‬ ‫ذلة‬ ‫اخنفاض‬ ‫‪ .61‬تفكر‬
‫خطر‬ ‫مقة‬ ‫وقنوع‬ ‫طهارة‬ ‫مفاوضة‬ ‫شوق‬ ‫خلة‬ ‫‪ .62‬توكل‬
‫ذكر‬ ‫حجي‬ ‫خبت‬ ‫شغف‬ ‫تولع‬ ‫عدة‬ ‫سبحة‬ ‫أذكار‬ ‫‪ .63‬تالوة‬
‫بشر‬ ‫دمية‬ ‫رقاب‬ ‫شهود‬ ‫علم‬ ‫ومعرفة‬ ‫كشف‬ ‫مهة‬ ‫‪ .64‬فراسة‬
‫يعتذر‬ ‫جاء‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫واالعتذار‬ ‫ومزجرة‬ ‫وتبشري‬ ‫وعيد‬ ‫‪ .65‬وعظ‬

‫‪-7-‬‬
‫ينحصر‬ ‫ليس‬ ‫انكسار‬ ‫صالبة‬ ‫أدب‬ ‫تقلل‬ ‫جلد‬ ‫‪ .66‬توقر‬
‫بصر‬ ‫رقة‬ ‫صفاء‬ ‫وفاء‬ ‫صدق‬ ‫‪ .67‬فصاحة حكمة هشاشة بشش‬
‫سرت‬ ‫محى‬ ‫إحسان‬ ‫إميان‬ ‫إسالم‬ ‫حققت‬ ‫شريعة‬ ‫دققت‬ ‫‪ .68‬حقيقة‬
‫يدخر‬ ‫احملمود‬ ‫سجدة‬ ‫شفاعة‬ ‫عممت‬ ‫سيادة‬ ‫نبوة‬ ‫‪ .69‬رسالة‬
‫بشر‬ ‫ماله‬ ‫مبقام‬ ‫قيامه‬ ‫أرفق‬ ‫لو‬ ‫حوض‬ ‫‪ .70‬وسيلة كوثر‬
‫ومنتشر‬ ‫مشهور‬ ‫ذلك‬ ‫وغري‬ ‫له‬ ‫ومنه‬ ‫ومقامات‬ ‫‪ .71‬منازل‬
‫منها على مرقب ال يدرك البصر‬ ‫‪ .72‬قد كان سيدنا يف كل فاضلة‬
‫سي الصحابة ال سي األوىل هجروا‬ ‫‪ .73‬من حبره األنبياء واألوليا ارتشفوا‬
‫سي الصحابة ال سي األوىل نصروا‬ ‫‪ .74‬من حبره األنبياء واألوليا ارتشفوا‬
‫كذاك األمالك نعم السادة الغرر‬ ‫‪ .75‬فهو اإلمام وكل الرسل نائبه‬
‫إن ضاق خطب فعند بابك الوطر‬ ‫‪ .76‬يا سيد الرسل يا خري األنام ومن‬
‫الظفر‬ ‫يناله‬ ‫به‬ ‫استغاث‬ ‫من‬ ‫‪ .77‬يا سيد الرسل يا خري األنام ومن‬
‫قد حفه الكرب واهلموم والوضر‬ ‫‪ .78‬أغث عبيدا غدا يف كل هائلة‬
‫سواك ما خاب من احلب ينتصر‬ ‫‪ .79‬وليس يل أبدا مرجى فأقصده‬
‫تعتطر‬ ‫األكوان‬ ‫هذه‬ ‫بنشره‬ ‫‪ .80‬يا من هو األصل يف كل الوجود‬
‫ومن هو العلم التأوي له البشر‬ ‫‪ .81‬يا فخر آدم يا من نوره القمر‬
‫وكم أيت تابعا من عشرة الغمر‬ ‫‪ .82‬شق له البدر والشمس له حبست‬
‫اخلرب‬ ‫جانابه‬ ‫هكذا‬ ‫وسه‬ ‫‪ .83‬كم فجر املاء تفجريا بدعوته‬
‫النفر‬ ‫عن كلها‬ ‫أحجمت‬ ‫ونبذة‬ ‫‪ .84‬كم من طعام قليل صار ذا كثري‬
‫عن الثقات إىل من كلم الشجر‬ ‫‪ .85‬وكم أيت خرب األشجار عن ثقة‬
‫انشق شوقا إىل أن جاءه البشر‬ ‫‪ .86‬قد حن للمصطفى جذع ومن‬

‫‪-8-‬‬
‫مع احلصى قد أتانا هكذا األثر‬ ‫‪ .87‬كم سبحت يف يد املختار أطعمة‬
‫يا منرب أرعوى من وعظه الفكر‬ ‫‪ .88‬وكم مجاد أيت باللفظ مبتكرا‬
‫وكم له سجدت من عزه الشجر‬ ‫‪ .89‬قد مالت الفيء عن قوم هلا سبقوا‬
‫ك طائر وضمار من له الشعر‬ ‫ٍ‬
‫ظبية وكذا‬ ‫ضب وذيب‬ ‫ور‬
‫ٍّ‬ ‫‪ .90‬يَ ْع ُف ُ‬
‫ادكروا‬ ‫فيهم‬ ‫عنكبوت‬ ‫محاميت‬ ‫‪ .91‬غنيمة مجل غضبا محا متنا‬
‫كذاك قصة شاة إ ْذ هلا األثر‬ ‫‪ .92‬قد عظم األسد الضاري سفينته‬
‫يف عسكر املصطفى والعطش معتكر‬ ‫‪ .93‬وناقة شهدت والعنز حني أتت‬
‫النفر‬ ‫والستة‬ ‫أسفاره‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫فبلته‬ ‫جتاه‬ ‫فرسا‬ ‫‪ .94‬وجعله‬
‫هتتجر‬ ‫هلل‬ ‫طرحت‬ ‫بنية‬ ‫‪ .95‬نطق الذراع صيب شب ما نطقا‬
‫الغري‬ ‫عنهما‬ ‫أزيل‬ ‫النيب‬ ‫إىل‬ ‫جلأت‬ ‫فإذا‬ ‫سجوا‬ ‫عميا‬ ‫‪ .96‬بين‬
‫عمر‬ ‫تال‬ ‫بكر‬ ‫أليب‬ ‫شهادة‬ ‫‪ .97‬وجنل قيس بن مشاس قضى وحكى‬
‫وأشهد احلق حني الوجه قد حسروا‬ ‫‪ .98‬زيد بن خارجة قد كف نسوته‬
‫اخلرب‬ ‫وصدقه‬ ‫به‬ ‫أتانا‬ ‫مما‬ ‫موهتما‬ ‫بعد‬ ‫األبوين‬ ‫‪ .99‬شهادة‬
‫نصل وقال ارم يا سعد األوىل كفروا‬ ‫‪ .100‬قد ناول السهم سعدا وهو ليس له‬
‫األثر‬ ‫امنحى‬ ‫أبيه‬ ‫عن‬ ‫قتادة‬ ‫‪ .101‬قد رد يف أحد عينا لصاحبه‬
‫مستشفعا حينه قد جاءه البصر‬ ‫‪ .102‬حديث األعمى شهري حيث الذبه‬
‫حديث عني فديك طيب عطر‬ ‫‪ .103‬وابن املالعب قد أبرته حشوته‬
‫لشيخة ابن أنيس ما هلا ضرر‬ ‫وتفلته‬ ‫كلثوم‬ ‫حنر‬ ‫‪ .104‬ونفثه‬
‫ذكروا‬ ‫سلمة‬ ‫ساق‬ ‫ضربة‬ ‫ونفت‬ ‫خيربة‬ ‫يوم‬ ‫علي‬ ‫عني‬ ‫‪ .105‬وتفل‬
‫خبأت دعوتك العظمى كما سطروا‬ ‫‪ .106‬دعاؤكم مستجاب مطلقا ولذا‬
‫عنك الغيوب فما أخربت منتظر‬ ‫‪ .107‬كم قلبت لكم األعيان كم كشفت‬

‫‪-9-‬‬
‫والسور‬ ‫الدروع‬ ‫دوهنا‬ ‫بعصمة‬ ‫اللؤما‬ ‫إذابة‬ ‫من‬ ‫ربك‬ ‫‪ .108‬وقال‬
‫الصور‬ ‫تبعث‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫علمتناها‬ ‫غايته‬ ‫والتدريب‬ ‫املصاحل‬ ‫‪ .109‬علم‬
‫نظر‬ ‫سطرته‬ ‫ما‬ ‫يف كل‬ ‫وليس‬ ‫‪ .110‬وأنت أكثر رسل اهلل معجزة‬
‫عمر‬ ‫صديقنا‬ ‫فجرهم‬ ‫وخريهم‬ ‫‪ .111‬أصحابكم خري أهل األرض قاطبة‬
‫الدرر‬ ‫القادة‬ ‫الكاملون‬ ‫الستة‬ ‫‪ .112‬عثمان مث علي مثت الفضال‬
‫اشتهروا‬ ‫باجلهاد‬ ‫من‬ ‫األئمة‬ ‫مث‬ ‫قفا‬ ‫للتابعني‬ ‫فمن‬ ‫‪ .113‬فالتابعني‬
‫رشاد للحق من بال اصطالم ودروا‬ ‫‪ .114‬كذلك املربون أرباب الطرائق واإل‬
‫طالق سيد من باملصطفى افتخروا‬ ‫‪ .115‬كالعارف اجليلي قطب املشائخ باإل‬
‫كاملصطفى فيهم على الذي سطروا‬ ‫‪ .116‬بعد الصحابة واألنباء فهو إذا‬
‫الدرر‬ ‫واألجنم‬ ‫العظما‬ ‫القادة‬ ‫الكرما‬ ‫السادة‬ ‫األولياء‬ ‫‪ .117‬وسائر‬
‫الغيث والشيخ ما العينني واخلضر‬ ‫نعمته‬ ‫اهلل‬ ‫وويل‬ ‫‪ .118‬كاجملتىب‬
‫وأرجوك فيض السواري حني تنهمر‬ ‫ريب هبم ومبن يف هنج مسلكهم‬
‫‪ .119‬ي‬
‫انتظر‬ ‫اخللق‬ ‫خبري‬ ‫سؤيل‬ ‫فأنت‬ ‫‪ .120‬كن يل أيا خالقي كن يل أيا سندي‬
‫* الدراسة‬
‫وقد حاول الشاعر أن يقرب بني املسند إليه واملسند يف صور اإلسناد الرتكييب الرائعة‬
‫من بعض سياقات اجلمل االمسية يف نص قصيدة "الرائية" مما جعله يتمتع بطاقات‬
‫إحيائية متمايلة يف اجلو العاطفي املتجاوب مع الداللة الشعرية ليصب معاين شعره يف‬
‫القوالب اليت يتصورها واألشكال اليت يستسيغها ذوقه حيث أبدى تفننه حملاولة الرتابط‬
‫بني عنصري اإلسناد على األمناط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬النمط األول‪ :‬املسند إليه‪ :‬ضمري منفصل‪ ،‬واملسند‪ :‬مفرد مشتق أو جامد أو‬
‫تركيب إضايف‪.‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫يف القصيدة طائفة من تراكيب هذا النمط وعلى سبيل املثال (أنت املعد‪ ،‬أنت اإلمام‪،‬‬
‫أنت السميذع‪ ،‬أنتم اللوح‪ ،‬أنت العروش‪ ،‬أنت السموات‪ ،‬أنت األرض‪ ،‬ألنتم بشر‪،‬‬
‫ألنت الناشر‪ ،‬أنت احمليط هو املقدم‪ ،‬هو الدر‪ ،‬أنت أوىف الورى‪ ،‬أنت سيد كل‬
‫اخللق)‬
‫من حيث أن الضمائر املنفصلة املكررة وقعت مبتدأ "املسند إليه" وخربها "املسند"‬
‫مفرد إما مشتقا أو جامدا أو تركيبا إضافيا‪ ،‬لتفعيل داللة املمدوح عن طريق اإلخبار‬
‫بثبوت املسند للمسند إليه لعالقة ذهنية أو معنوية اليت ال يصرح هبا يف الكالم نطقا‬
‫أو كتابة يف إطار اإلسناد الرتكييب املقرر‪.‬‬
‫والضمائر املنفصلة اليت جتلت ببعض الدوال عائدة إىل املمدوح وهي يف حمل رفع مبتدأ‬
‫"املسند إليه" وما بعدها "مسند" مرفوع‪.‬‬
‫واملسند إليه وقع ضمريا منفصال للداللة على تعظيم أمر املتحدث عنه‪ ،‬ومثله قول‬
‫أيب الطيب يف مدح أيب احلسني األسدي‪:‬‬
‫ل‬ ‫ا ذب‬ ‫د والقن‬ ‫ب اهلن‬ ‫قواض‬ ‫أن ت نق يض امس ه إذا اختلف ت‬
‫ل‬ ‫وغى زح‬ ‫ة ال‬ ‫ك يف حوم‬ ‫ن‬ ‫أن ت – لعم ري – الب در املن ري ولك‬

‫(عبد الرمحن املصطاوي‪)113 ،2008 :‬‬


‫وقد يعرتض على بعض تراكيب هذا النمط املتمحور عليه عوارض احلذف والتقدير‬
‫وذلك يف مثل قوله‪:‬‬
‫بشر‬ ‫أُيت‬ ‫وال‬ ‫آدم‬ ‫أُيت‬ ‫وال‬ ‫‪ .45‬لوالك ما سجد األمالك يا سندي‬
‫ي ا سيدا ط اب في ه الفك ر والذك ر‬ ‫‪ .1‬م اذا أق ول وق ويل في ك مقتص ر‬

‫‪- 11 -‬‬
‫ونالحظ أن لفظة "احمليط" يف قوله‪:‬‬
‫أحطت بالكون علما ليس حيتظر‬ ‫‪ .47‬أنت احمليط فال شيء يفوتكم‬
‫مشتق من أحاط حييط واسم فاعله حميط وهو املسند و "أنت" مسند إليه واملسند هنا‬
‫مفرد مشتق وهو ذو ضمري مسترت‬
‫يش تق فه و ذو ض مري مس تكن‬ ‫ار وإن‬ ‫امع ف‬ ‫رد اجل‬ ‫واملف‬
‫[ابن مالك‪]10 ،2007 :‬‬
‫وكذلك أن لفظة "السميذع" يف قوله‪:‬‬
‫ف ي كف ك م تنته ي بك م وت أمت ر‬ ‫‪ .7‬أنت السميذع واألم الك رمت ها‬
‫السميذع "املسند" وأنت "املسند إليه"‪ ،‬واملسند هنا مفرد جامد وهو ال يتضمن‬
‫الضمري يعود إىل املسند إليه إال إذا أ يُول وأُريد به املشتق [ابن هشام‪]173 ،2009 :‬‬
‫يف هذين الرتكيبني السابقني تطابق بني عنصري اإلسناد يف النوع والعدد‪.‬‬
‫‪ - 2‬النمط الثاين‪ :‬املسند إليه‪ :‬اسم صريح‪ ،‬واملسند‪ :‬مجلة‪ ،‬ومنه قوله‪:‬‬
‫ري م ن غب روا‬ ‫الل ه جم دكم ي ا خ‬ ‫م‬ ‫‪ .15‬الل ه فض ل ك م الل ه رفع ك‬
‫والشاهد يف البيت‪( :‬اهلل فضلكم‪ ،‬اهلل رفعكم‪ ،‬اهلل جمدكم)‬
‫ويالحظ يف قوله‪:‬‬
‫وخ ل فك م مثل ه ي ا نع م منتص ر‬ ‫‪ 10‬والرعب ميشي أمام اجليش ينصركم‬
‫العدول بني الرتكيبني يف اإلسناد‪ .‬فورود املسند يف أحدمها "فعال" وهو لفظ‬
‫"ينصركم" واآلخر "امسا" وهو لفظ "خلفكم" مدعاة لتساؤل املوصل إىل حقيقة‬
‫ﱵﱷﱸ‬
‫ﱶ‬ ‫ﱣﭐﱯﱰ ﱱﱲﱳﱴ‬ ‫معىن املراد‪ .‬كما يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﱹﱺﱻ ﱼﱽ…ﲏﱢ [آل عمران‪]13 :‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫ولفظ تقاتل يف الرتكيب األول هو "املسند" و "كافرة" يف الثاين‪ .‬وذلك بأن طبيعة‬
‫القتال متجددة لذا عرب عنه مبا يفيد التجدد والكفر راسخ يف القلب لذا عرب عنه مبا‬
‫يفيد الثبوت والدوام‪.‬‬
‫ﱔ ﱖ ﱗ ﱘﱙ ﱢ‬
‫ﱕ‬ ‫ﱣ ﱐ‬
‫…ﱑﱒ ﱓ‬ ‫ومن شواهده قوله تعاىل‪:‬‬
‫[الرعد‪ .]35 :‬و "املسند" جييء مجلة‪ ،‬وذلك لتق يوي احلكم بنفس الرتكيب يقول‬
‫السيوطي‪:‬‬
‫ة‬ ‫ان كاالمسي‬ ‫ببيا ك‬ ‫أو س‬ ‫ة‬ ‫ي للتقوي‬ ‫ة جت‬ ‫ومجل‬
‫ا‬ ‫ل رض‬ ‫ديرها الفع‬ ‫ة تق‬ ‫ظرفي‬ ‫ى‬ ‫ا مض‬ ‫رطية مل‬ ‫ةش‬ ‫فعلي‬

‫(عبد الرمحن السيوطي‪ :‬د‪.‬ت‪)38 ،‬‬


‫‪ - 3‬النمط الثالث‪ :‬املسند إليه‪ :‬كم اخلربية‪ ،‬واملسند‪ :‬مجلة‪ ،‬ومن هذا النمط قوله‪:‬‬
‫مع احلصى قد أتانا هكذا األثر‬ ‫‪ .87‬كم سبحت يف يد املختار أطعمة‬
‫والشاهد يف البيت (كم سبحت أطعمة يف يد املختار)‬
‫‪ -4‬النمط الرابع‪ :‬املسند إليه‪ :‬اسم صريح أو مضاف‪ ،‬واملسند‪ :‬كذلك‪ ،‬ومنه قوله‪:‬‬
‫والفخ ر فخرك م إذا ال ورى افتخ روا‬ ‫‪ .16‬األص ل أصل ك م والعل م علمك م‬
‫خبأت دعوتك العظمى كما سطروا‬ ‫‪ .106‬دعاؤكم مستجاب مطلقا ولذا‬
‫والشاهد يف البيتني‪( :‬األصل أصلكم‪ ،‬والعلم علمكم‪ ،‬والفخر فخركم‪ ،‬دعاؤكم‬
‫مستجاب)‬
‫تأمل أيها القارئ يف النماذج السابقة‪ ،‬لكي ترى كيف أحسن الشاعر االختيار‬
‫وااللتصاق اليت توفرت فيها‪ ،‬مث تأمل انسياقها يف صميم القلوب‪ ،‬وذلك كله مل يكن‬

‫‪- 13 -‬‬
‫ليتم إال نتيجة الصياغة والتالؤم بني عنصري اإلسناد والرتاكيب وموافقة املعىن مع‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫* اخلامتة‬
‫بعد هذه اجلولة السريعة حول قصيدة "الرائية" يبدو جليا للباحث أن الشاعر قد‬
‫استطاع خبياله الثاقب املمتاز بصدق العاطفة وحرارة الشعور أن يقرب بني املسند‬
‫واملسند إليه يف ثوب فين مجيل وخاصة يف اجلملة االمسية‪ ،‬وينضاف إىل جانب هذا‬
‫أن عنصري اإلسناد يسودان فضاء القصيدة يف تفعيل داللة املمدوح عن طريق اإلخبار‬
‫بثبوت املسند للمسند إليه لعالقة ذهنية يف إطار اإلسناد الرتكييب‪.‬‬
‫* املراجع‬
‫القرآن الكرمي‬
‫أمحد بن فا ِرس بن زَك ِريا (‪ 1423‬ه ‪2002/‬م) معجم مقاييس اللغة حتقيق‪ :‬عبد‬
‫السالم هارون‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الناشر‪ :‬احتاد الكتاب العرب‪.‬‬
‫جالل الدين عبد الرمحن السيوطي (د‪.‬ت) شرح عقود اجلمان د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بريوت – لبنان‪.‬‬
‫السامرائي فاضل صاحل (الدكتور) (د‪ .‬ت)‪ ،‬اجلملة العربية تأليفها وأقسامها‪ .‬د‪.‬ط‬
‫األردن‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫عبد اجلليل لغرام (‪2011‬م)‪ ،‬الرتكيب اإلسنادي يف ديوان ابن األبار رسالة مقدمة‬
‫إىل قسم اللغة العريب جامعة وهران اجلزائرية‪.‬‬
‫عبد اهلل بن عقيل (‪1400‬ه‪1980-‬م) املساعد على تسهيل الفوائد‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ج‪1‬‬
‫دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫عبد اهلل بن يوسف مجال الدين ابن هشام (‪1384‬ه‪1964-‬م)‪ ،‬أوضح املسالك‬
‫إىل ألفية ابن مالك ط‪ ،3‬ج‪ ،1‬مكتبة حممد علي وأوالده مصر‪.‬‬
‫عبد الرمحن املصطاوي (‪2008‬م) شرح ديوان املتنيب ط‪ ،5‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪.‬‬
‫علي أبو املكارم (الدكتور) (‪2007‬م)‪ ،‬اجلملة الفعلية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬مؤسسة‬
‫املختار‪.‬‬
‫كرب شيخ عثمان (الدكتور) (‪2004‬م)‪ ،‬الشعر الصويف‪ :‬د‪.‬ط القاهر‪ :‬النهار للطبع‬
‫والنشر‪.‬‬
‫كرب‪ ،‬املتبويل شيخ (الدكتور) (‪1434‬ه‪2013/‬م) صور بيانية يف شعر الشيخ الناصر‬
‫الكربي دراسة بالغية حتليلية لنماذج خمتارة‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬شركة القدس‪.‬‬
‫كرب‪ ،‬حممد الناصر (الشيخ) (د‪.‬ت) نسب إمام السنكوري األنوار سيدي مامل كرب‬
‫عمر خمطوط‪ ،‬موجود يف مكتبة الشيخ‬
‫حممد بن عبد اهلل بن مالك (‪1428‬ه‪2007-‬م)‪ ،‬ألفية ابن مالك يف النحو والصرف‬
‫ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬الدراسة‪.‬‬
‫مصطفى الغالييين (‪1944‬م)‪ ،‬جامع الدروس العربية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار توقيفية للرتاث‪.‬‬
‫املقابلة الشخصية مع ابن الشيخ‪ :‬عبد الغفار بن الشيخ الناصر كرب بداره يف نسراوى‬
‫كنو‪.‬‬
‫مقري إبراهيم أمحد (‪2009‬م) التشبيه وتشكيل الصورة الشعرية عند الشيخ إبراهيم‬
‫إنياس الكوخلي‪ ،‬ندوة تكميلية ملتطلبات احلصول على الدكتوراه يف اللغة‬
‫العربية‪ ،‬قسم اللغة العربية‪ ،‬جامعة بايرو كنو‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬

You might also like