You are on page 1of 73

‫الجم ـ ـ ـ ـ ـ ــهورية الجزائريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الديمقراطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية الشعبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫وزارة التعليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم العال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي والبحث العلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬


‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامع ـ ـ ـ ــة غرداي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلية اآلداب واللـغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫قسم اللغة واألدب العربي‬

‫قصـ ـ ـ ــيدة " ش ـ ـ ــهر الخلود" لمح ـ ـ ـ ـ ــمد‬


‫األخـ ـ ـ ـ ـ ـ ــضر السـ ـ ــائحي دراسـ ـ ـ ــة أس ـ ـ ـ ــلوبيـ ــة‬

‫مذك ـرة مقدم ـ ـة الستكمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال متطلـ ـ ـبات ش ـهادة الماسـ ـ ـ ـتر في اللغة واألدب العربي‬
‫تخصـ ــص أدب عربي حديث ومعاصر‬
‫إشراف األستاذ الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬
‫السعيد بن سعد‬
‫محمد َّ‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬قيرع فاطمة الزىراء‬
‫‪ ‬بن عيسى بهية‬

‫نوقشت أمام اللجنة المكونة من السادة ‪:‬‬


‫أ‪.‬ت‪.‬ع‪ /‬محمد السعيد بن سعد‪............................‬مشرفا ومقررا‬
‫أ‪.‬م‪.‬أ ‪ /‬حمودة مصطفى ‪.......................................‬رئيس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬
‫أ‪.‬م‪.‬أ ‪ /‬زاوي محمد‪..........................................‬مناقشـ ـ ـ ـ ـ ـا‬

‫الموس ـ ـ ـم الجامع ـ ـ ـ ـ ـي‪:‬‬


‫‪ 0441‬ه‪ 0440-‬ه ‪9102 /‬م ‪9191 -‬‬
‫م‬
‫انحًذ هلل وانصالة عهى انحبٍب انًصطفى وآنه وصحابته ويٍ تبعهى‬
‫بإحساٌ إنى ٌىو ان ّذٌٍ‪.‬‬
‫أيا بعذ‪:‬‬
‫انحًذ هلل انذي وفقُا إلتًاو عًهُا هذا‪ ،‬وجعهه ثًزة انجهذ وانُجاح‬
‫بفضهه تعانى؛ ويٍ انىفاء أٌ َهذٌّه إنى انىانذٌٍ انكزًٌٍٍ حفظهًا هللا‬
‫وأدايهًا َىرا نذربُا‪.‬‬
‫إنى كم انعائهت انكزًٌت انتً ساَذتُا وال تشال يٍ‪ :‬إخىة وأخىاث‪،‬‬
‫وَخص بانذكز أختُا"حذة" انتً ساعذتُا فً إَجاس انبحث جشاها هللا عُّا خٍز‬
‫انجشاء‪،‬‬
‫إنى أساتذتُا انكزاو‪.‬‬
‫إنى يذٌز انجايعت وانطاقى اإلداري وإدارة انجايعت وانكهٍت‪.‬‬

‫قٍزع فاطًت انشهزاء‬


‫بٍ عٍسى بهٍت‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫مقدم ـ ـ ـ ــة ‪:‬‬


‫بسم ا﵁ الرضبن الرحيم‪ ،‬اغبمد ﵁ رب العاؼبٌن‪ ،‬مث الصالة كالسالـ على النيب ؿبمد‬
‫الذم أيرسل رضبة للعاؼبٌن‪،‬كعل ػى آلو كصحبو كذريتو كمن تبعو بإحساف إىل يػ ػوـ ال ٌديػ ػن‪ ،‬أما‬
‫بعػ ػد‪:‬‬
‫إف اػبطاب األديب اعبزائرم اغبديث‪،‬كالشعرم منو خباصة من بٌن أىم النصوص الي‬
‫تتناكؿ أغلب ؾباالربياة الفرد اعبزائرم‪ ،‬حبيث إف الشعر ىو استخداـ فين للطاقات اغبسية‬
‫كالنفسية كالصوتية للغة‪ ،‬تعبًنا عن حالة الشاعر الشعورية ( االنفعالية )‪.‬‬
‫كقد عرب الكثًن من الشعراء اعبزائريٌن عن كل مناسبة تارىبية أكسياسية‪ ،‬كاألمور الي‬
‫هتم الوطن العريب‪ ،‬كمن بٌن األظباء الالمعة الي أبدعت يف ىذا اجملاؿ كألٌفت كثًنا شاعر‬
‫اعبنوب اعبزائرم ؿبمد األخضر السائحي؛ فهو شخصية أدبية متميٌزة يف العصر‬
‫السمات الفنية كاألسلوبية الي يسبيٌز شعره‬
‫اغبديث‪.‬سنحاكؿ يف ىذه الدراسة الوقوؼ على ٌ‬
‫كإبداعو‪.‬‬
‫كمن ىنا عنونا موضوع حبثنا بػ‪":‬قصيدة شهر اػبلود ﵀مد األخضر السائحي دراسة‬
‫أسلوبية "باعتبار أف ىذا الشاعر تناكؿ مشاكل كنبوـ اجملتمع العريب اإلسالمي‪ ،‬كما انبثق عليو‬
‫مناالبتعاد عن ملتو كدينو‪.‬‬
‫كلقد كقع اختيارنا على ىذا اؼبوضوع لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إعجابنا هبذا الشاعر اعبزائرم‪ ،‬كمؤلفاتو اؼبتعددة كاؼبتنوعة؛ حيث كتب يف ؾباالت‬
‫ـبتلفة منها‪ :‬الشعر‪ ،‬كؾبموعة من النكت كالطرائف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قلة الدراسات حوؿ الشاعر ؿبمد األخضر السائحي كالي مل تتناكؽبا أقالـ النقاد‬
‫كالدارسٌن بكثرة‪.‬‬
‫كألف قصيدة شهر اػبلود الي كبن بصدد دراستها منذ صدكرىا شهر ربيع األكؿ من‬
‫سنة ‪1373‬ق‪ ،‬اعتربت مادة دظبة كثرية ـبتمرة بثرائها تتحدث عن ذكرل كفاة النيب ؿبمد عليو‬

‫أ‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫الصالة كالسالـ من خالؿ ذكر ؿباسن أخالقو كصفاتو‪ ،‬كخصالو اغبميدة الي هبب علينا‬
‫اإلقتداء هبا‪.‬‬
‫كقد صغنا اإلشكالية الرئيسية ؼبوضوعنا يف السؤاؿ اآليت‪:‬‬
‫دباذا يتميز النص الشعرم عند الشاعر ؿبمد األخضر السائحي من خالؿ الدراسة‬
‫األسلوبية ؟‬
‫كنتج عن السؤاؿ اعبوىرم سؤاالف فرعياف‪ ،‬نبا‪:‬‬
‫ما ىي أىم اؼبميٌزات األسلوبية يف القصيدة؟‬ ‫‪-1‬‬
‫ماىي أىم اغبقوؿ الداللية الي ىيمنت على القصيدة؟‬ ‫‪-2‬‬
‫أما فيما ىبص اؼبنهج فقد اعتمدنا الوصفي اؼبشفوع باإلجراء التٌحليلي يف دراسة‬
‫القصيدة للبحث عن القيمة الفنية للقصيدة من خالؿ ما سبيٌز بو الشاعر يف أسلوبو بالوقوؼ‬
‫على بعض الظواىر األسلوبية يف القصيدة‪.‬‬
‫كلقد حرصنا على أف تكوف الدراسة تطبيقية بالدرجة األكىل دكف إنباؿ اعبانب‬
‫النظرم‪.‬‬
‫كفيما يتعلق خبطة البحث الي سرنا عليها‪ ،‬فقد قسمت إىل‪ :‬مقدمة‪،‬كسبهيد‪،‬كمبحثٌن كخاسبة‪.‬‬
‫تناكلنا يف اؼبقدمة اؼبوضوع كأسباب اختياره كأنبيتو كخطة البحث‪،‬كيف التمهيد تطرقنا‬
‫إىل مفهوـ األسلوبية كؿبدداهتا كمستويات التحليل األسلويب‪ ،‬أما يف اؼببحث األكؿ فتناكلنا حياة‬
‫الشاعر كبعض أعمالو كنظرة شاملة عن ديواف " نبسات ك صرخات " كمضموف قصيدة "‬
‫شهر اػبلود " الي كبن بصدد دراستها‪ ،‬أما اؼببحث الثاين فخصصناه للجانب التطبيقي‬
‫للقصيدة من خالؿ‪ :‬اؼبستول االفرادم كالذم يضم اؼبستول‪ :‬الصويت كالصريف‪ ،‬كاؼبستول‬
‫الرتكييب الذم يدخل ربتو اؼبستول النحوم كاؼبستول الداليل‪.‬‬
‫أما اػباسبة فعرضنا فيها أىم النتائج اؼبتوصل إليها من ىذه الدراسة‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫استعنا يف ىذه ال ٌدراسة دبجموعة من اؼبصادر كاؼبراجع خالؿ التطبيق كالتحليل كالتمثيل‬
‫من القصيدة‪.‬‬
‫لقد سبقت دراستنا ىذه ؾبموعة البأس هبا من الدراسات الي تناكلت ديواف نبسات‬
‫كصرخات ﵀مد األخضر السائحي‪ ،‬كقد استفدنا منها؛ من ذلك‪:‬‬
‫السائحي‬
‫‪ -‬دراسة العريب بن السيم‪ ،‬البنيات األسلوبية الداللية يف شعر ؿبمد األخضر ٌ‬
‫دراسة معجمية داللية‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيل شهادة ال ٌدكتوراه‪ ،‬جامعة تلمساف‪.2017 ،‬‬
‫السائحي من ديواف نبسات كصرخات‬
‫دراسة مكي ظبًن‪ ،‬شاعرية ؿبمد األخضر ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫(مقاربة ربليلية أسلوبية)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة اؼباجستًن‪ ،‬اؼبدرسة العليا‪ ،‬اعبزائر ‪.2012‬‬
‫الشعرم عند ؿبمد األخضر السائحي – دراسة معجمية‬
‫‪ -‬دراسة سيدم ؿبمد منور‪ ،‬اؼبعجم ٌ‬
‫‪.2014‬‬ ‫داللية ‪ ،-‬جامعة تلمساف‪،‬‬
‫السائحي دراسة‬
‫دراسة ضبزة أمينة كسامل عبد الباسط‪ ،‬ديواف نبسات كصرخات ﵀مد األخضر ٌ‬
‫يف إطار نظرية اغبقوؿ ال ٌداللية‪ ،-‬جامعة أـ البواقي‪.2014 ،‬‬

‫‪ -‬دراسة عمر برادعي‪ ،‬دراسة أسلوبية يف ديواف " نبسات كصرخات " ﵀مد األخضر‬
‫السائحي‪ ،‬مذكرة ماسرت‪ ،‬جامعة تلمساف‪.2015 ،‬‬

‫كىناؾ دراسات تطرقت للدراسة األسلوبية يف الشعر‪ ،‬نذكر منها على سبيل اؼبثيل‪ :‬مذكرة‬
‫ماجستًن للبكام أخذارم‪« :‬قصيدة قذل عينيك للخنساء دراسة أسلوبية»‪ ،‬إشراؼ‬
‫الدكتور‪:‬مصطفى بيطاـ جامعة اعبزائر‪ ،‬السنة اعبامعية‪2004 :‬ـ ‪2005 /‬ـ كمذكرة ماجستًن‬
‫أخرل إلبن ضبو حكيمة‪« :‬البنيات األسلوبية كالداللية يف ديواف الشعر بعدؾ للشاعر سليماف‬
‫جوادم » ‪،‬إشراؼ الدكتور عبد اغبفيظ بوردمي جامعة تلمساف‪ ،‬السنة اعبامعية‪:‬‬
‫‪2011‬ـ‪2012/‬ـ‪.‬‬
‫كقد سبيٌز حبثنا ىذا على جزئية يف ديواف نبسات كصرخات؛ أم أنٌنا ناكلنا قصيدة‬
‫كاحدة نزكال عند حجم اؼبذ ٌكرة – قصيدة شهر اػبلود ‪.-‬‬

‫ج‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫إف أم حبث الىبلو من الصعوبات‪،‬كقد حالت أسباب عدة دكف األداء األمثل اؼبرغوب‬
‫يف ىذا البحث أنبها‪:‬‬
‫ػالوضع الراىن مع تفشي فًنكس كوركنا اؼبستجد الذم حاؿ بيننا كبٌن اللقاء اؼبباشر باألستاذ‬
‫اؼبشرؼ‪.‬‬
‫السعيد بن سعد" الذم‬
‫ؿبمد ٌ‬
‫كختاما نوجو شكرنا اػبالص إىل مشرفنا األستاذ الدكتور" ٌ‬
‫قبل اإلشراؼ على ىذا اؼبوضوع كرعاه‪،‬أدامو ا﵁ يف خدمة العلم متمنٌن لو النجاح كالتوفيق‬
‫كجزاه ا﵁ خًن جزاء‪ ،‬كما نوجو شكرنا كذلك ألساتذتنا الكراـ خباصة أعضاء عبنة‬
‫اؼبناقشة‪،‬كإدارة اعبامعة عامة‪ ،‬كالكلية خاصة كاؼبكتبة ؼبا قدموه لنا من مساعدات‪.‬‬
‫فما كاف من صواب فمن ا﵁ سبحانو‪ ،‬كما كاف من تقصًن فمن أنفسنا كحسبنا أننا‬
‫حاكلنا كا﵁ اؼبستعاف‪.‬‬

‫‪2020/06/13:‬‬ ‫غرداية في‬


‫قيرع فاطمة الزىراء‪.‬‬
‫بن عيسى بهية‪.‬‬

‫د‬
‫ماىية األسلوبية ‪ ،‬محدداتها ومستوياتها‬ ‫تمهيد‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫تمهيد ‪:‬‬


‫األسلوبية فرع يف علم اللسانيات‪،‬كىي من اؼبناىج اغبديثة اؼبعاصرة الي يبكن ؽبا أف‬
‫تدرس النص األديب‪.‬‬
‫يقوؿ ؿبمد اؽبادم بوطارف‪ ،‬يف كتابو "اؼبصطلحات اللسانية كالبالغية كاألسلوبية‬
‫كالشعرية "‪« :‬ىي فرع من اللسانيات انبثقت من اؼبفاىيم اللسانية الي استحدثها دم‬
‫سوسًن»(‪)1‬كخاصة ثنائية اللغة كالكالـ‪ ،‬كيعد "شارؿ بايل "‪ ،‬ىو اؼبؤسس األكؿ ؽبذا العلم‬
‫كيبكن تعريف األسلوبية بأهنا «ؾبموعة من اإلجراءات الي ترتبط على كبو كثيق فيما بينها‬
‫حبيث تؤلف نظاما استشعاريا يتحسس البىن األسلوبية يف النص »‪ ،2‬كقد تشكلت األسلوبية‬
‫يف أنواع ـبتلفة‪ ،‬كل نوع منها يهتم جبانب من جوانب الدراسة اللغوية كىي كاآليت ‪:‬‬
‫األسلوبية التعبًنية‪ ،‬األسلوبية البنيوية‪ ،‬األسلوبية األدبية‪ ،‬األسلوبية اإلحصائية‪.3‬‬
‫كيقوؿ"‪"Brahms‬برامز‪ :‬يف معجم اؼبصطلحات األدبية‪ « :‬إف أفكار علم اللغة اغبديث‬
‫تستخدـ للكشف عن السمات األسلوبية‪ ،‬أك اػبصائص الشكلية الي يقاؿ إهنا سبيز عمال‬
‫(‪)4‬‬
‫معينا ‪،‬كىذه السمات األسلوبية ‪ :‬صوتية‪،‬كمعجمية‪،‬كبالغية»‪.‬‬
‫إعداد الطالبة‪ :‬بن عيسى بهية‬ ‫محددات األسلوبية ‪:‬‬
‫تقوـ األسلوبية على ؿبددات زبدـ النص من‪( :‬اختيار كتركيب كانزياح )‪ ،‬كسنتناكؿ‬
‫ىذه ا﵀ددات يف ما يأيت‪:‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد اؽبادم بوطارف‪«:‬المصطلحات اللسانية والبالغية واألسلوبية والشعرية»‪ ،‬دار الكتاب اغبديث‪ ،‬اعبزائر د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1428‬ق‪2008/‬ـ‪ ،‬ص‪.356:‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪ .‬ف ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬ـ ف‪ ،‬ص‪ .‬ف‪.‬‬


‫ؿبمد عبد اؼبنعم خفاجي‪ ،‬كآخركف‪« :‬األسلوبية والبيان العربي»‪ ،‬الدار اؼبصرية اللبنانية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪1992 ،1‬ـ‬
‫( ‪)4‬‬

‫ص‪.11:‬‬
‫‪-4-‬‬
‫ماىية األسلوبية ‪ ،‬محدداتها ومستوياتها‬ ‫تمهيد‬

‫‪ 1‬ـ ـ ـ االختيار ‪:‬‬


‫«يعد االختيار من بٌن أىم مبادئ علم األسلوب؛ ألنو يقوـ عليو ربليل األسلوب عند‬
‫اؼبب ػ ػ ػدع كيقصػ ػد باالختيار العملي ػة الت ػي يقوـ هبػ ػ ػا عندما يستخدـ لفظة من بٌن س ػ ػائر األلفػ ػاظ‬
‫فاؼببدع لو اغبرية الكاملة يف أف ىبتار ما يريد ماداـ ىبتار ما ىبدـ رؤيتو كتصوره كموقفو كوبقق‬
‫مراده‪ ،‬فعملية االختيار تتصل اتصاال كثيقا بالذات اؼببدعة؛ فهي عملية فردية »(‪.)1‬‬
‫كما يعترب االختيار من بٌن اؼببادئ اؼبهمة الي شكلت منطلقا لفكرة األسلوب‪ ،‬بل إف‬
‫ىناؾ عالقة كثيقة بٌن أصل فكرة األسلوب كقضية االختيار‪.‬‬
‫كمنو يبقى االختيار من العمليات اؼبساعدة على كشف تفرد الكاتب عن كاتب آخر‬
‫من خالؿ اللغة أك من خالؿ األسلوب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ التركيب ‪:‬‬
‫إف الرتكيب يف صبيع نواحيو ( صوت‪ ،‬صرؼ‪ ،‬معجم‪ ،‬كبو‪ ،‬داللة )‪ ،‬يستدعي انطالقو‬
‫من االختيار‪ ،‬فكلما كاف االختيار دقيقا كاف الرتكيب كذلك ‪ ،‬كتقاس عملية الرتكيب بالرجوع‬
‫(‪)2‬‬
‫إىل اؼبزاج النفسي للكاتب كثقافتو اػباصة‪ ،‬ك من مث ىبتلف أسلوب كاتب عن كاتب آخر‬

‫«فظاىرة الرتكيب ىي تنضيد الكالـ كنظمو لتشكيل سياؽ اػبطاب األديب»(‪ ،)1‬كعليو‬
‫فإف االختيار كالرتكيب بينهما عالقة تكامل‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ ،‬بشًن سلمة ‪،‬أمزياف ياظبٌن‪«:‬دراسة أسلوبية لديوان عاشور فني‪ ،‬زىرة الدنيا أنموذجا»‪ ،‬مذكرة الستكماؿ‬
‫شهادة اؼباسرت يف اللغة كاألدب ‪ ،‬إشراؼ الدكتورة نسارؾ زينب ‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا ‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‬
‫جامعة عبد الرضباف مًنة‪ ،‬جباية ‪،‬السنة اعبامعية‪2015:‬ـ‪2016/‬ـ‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪ 7:‬ػ ‪.8‬‬

‫(‪ )2‬ينظر ‪ ،‬بن ضبو حكيمة‪«:‬البنيات األسلوبية والداللية في ديوان الشعر بعدك للشاعر سليمان جوادي»‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستًن ‪،‬إشراؼ الدكتور عبد اغبفيظ بوردمي ‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة تلمساف ‪ ،‬السنة‬
‫اعبامعية ‪2011:‬ـ‪2012/‬ـ‪ ،‬ص‪.13:‬‬
‫‪-5-‬‬
‫ماىية األسلوبية ‪ ،‬محدداتها ومستوياتها‬ ‫تمهيد‬

‫كاغباصل أف من خالؿ االختيار كالرتكيب يبكننا يف الغالب أف مبيز بٌن أسلوب أديب‬
‫كآخر‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ ـ االنزياح ‪:‬‬
‫يعرؼ االنزياح على أنو خركج عن اؼبألوؼ؛ أك بتعبًن أدؽ خركج عن اؼبعيار اللغوم‬
‫السائد؛ فهو أداة مهمة من أدكات االتصاؿ اللغوم الداليل؛كىو مصطلح غًن مستقر‪ ،‬فقد‬
‫تنوعت تسمياتو حىت إف القارئ يظن أنو يتعامل يف كل مرة مع مصطلح جديد‪ ،‬كمن بٌن ىذه‬
‫اؼبصطلحات قبد‪ ( :‬العدكؿ‪،‬كاالكبراؼ‪،‬كالتجاكز‪،‬كاػبلق‪،‬كاالبتكار‪،‬كاػبركج‪،‬كالغرابة ‪.)...‬‬
‫كىذه التسميات زبتلف باختالؼ النقاد الذين تعاملوا معو؛ فنظرية االنزياح تعد من بٌن أىم‬
‫النظريات الي حاكؿ أصحاهبا تفسًن األسلوب من خالؽبا‪ ،‬فهم يركف يف األسلوب انزياحا أك‬
‫اكبرافا عن مبوذج آخر من القوؿ ينظر إليو على أنو مبط معيارم(‪،)2‬جاء كتاب األسلوبية الرؤية‬
‫كالتٌطبيق‪ « :‬فاالنزياح يف اؼبفهوـ األسلويب ىو خركج عن اؼبألوؼ أك مايقتضيو الظاىر‪،‬أك‬
‫خركج عن اؼبعيار لغرض قصد إليو اؼبتكلم أك جاء عفو اػباطر لكنو ىبدـ النص بصورة أك‬
‫(‪)3‬‬
‫بأخرل كبدرجات متفاكتة »‪.‬‬
‫حيث عد الباحثوف االنزياح حيلة عبذب القارئ كلفت انتباىو‪ ،‬كما أف الكاتب يسعى‬
‫لتحقيق البعد اعبمايل يف األدب من خالؿ عبوئو إليو‪.‬‬
‫كمنو لبلص إىل أف االنزياح ىو أحد اؼبقومات اعبمالية اؽبامة عند علماء األسلوب‪.‬‬

‫(‪ )1‬نور الدين السد‪« :‬األسلوبية وتحليل الخطاب دراسة في النقد العربي الحديث» ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬د‪ .‬ت‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.186:‬‬
‫(‪ )2‬بشًن سليمة‪ ،‬ـ س‪،‬ص‪.8:‬‬
‫يوسف أبو العدكس‪«:‬األسلوبية الرؤية والتطبيق»‪ ،‬دار اؼبسًنة ‪ ،‬عماف ػ األردف ػ ‪،‬ط‪1،2007‬ـ‪ ،‬ص‪.175:‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫‪-6-‬‬
‫ماىية األسلوبية ‪ ،‬محدداتها ومستوياتها‬ ‫تمهيد‬

‫الرتكيب كاالنزياح تعامال كاعيا كدقيقا مع اللغة‪ ،‬هبدر بنا الوقوؼ‬


‫كؼبا كاف االختيار ك ٌ‬
‫كمقوـ أساسي من‬
‫على مستويات اللغة باعتبارىا تدخل يف صلب ىذه ا﵀ ٌددات األسلوبية‪ٌ ،‬‬
‫مقومات التٌحليل األسلويب‪.‬‬

‫مستويات التحليل األسلوبي ‪:‬‬


‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫الصوتي ‪:‬‬
‫المستوى ّ‬
‫« يتناكؿ فيو الدارس ما يف النص من مظاىر اإلتقاف الصويت كمصادر اإليقاع فيو‪،‬كمن‬
‫ذلك النغمة كالنربة كالتكرار كالوزف»‪1‬كىو ما يتناكؿ فيو القافية إصباال‪ ،‬ىي اؼبقاطع الي تكوف‬
‫يف أكاخر أبيات القصيدة‪ ،‬كىي اؼبقاطع الي يلزـ نوعها يف كل بيت‪ ،‬فأكؿ بيت يف القصيدة‬
‫الشعر اؼبلتزـ يتحكم يف بقية القصيدة من حيث الوزف العركضي كمن حيث نوع القافية (‪.)2‬‬
‫اؼبوسيقى ال ٌداخلية ‪:‬‬
‫كىي كل ما من شأنو أف وبدث جرسا قويا‪ ،‬ك نغما مؤثرا يف ثنايا القصيدة‪ ،‬سواء‬
‫أكاف مصدره صوتا أـ كلمة فإف اؼبوسيقى الداخلية تشمل األصوات كالتجنيس كالتطريز‬
‫كتكرار الكلمات كتكرا ر األصوات (‪.)3‬‬
‫تكرار األصوات‪ :‬األصوات اجملهورة‪ ،‬كاغبركؼ اؼبهموسة‪ ،‬كتكرار اعبملة‪.‬‬
‫اؼبستول الصريف‪:‬‬

‫‪ 1‬الياس مستارم‪«:‬نظرية التحليل األسلوبي‪ ،‬الجذور واالشكاالت»‪ ،‬ؿباضرة جامعة ؿبمد خيضر‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص‪.3:‬‬
‫عبد ا﵁ دركيش‪« :‬دراسات في العروض والقافية»‪،‬كلية دار العلوـ ‪ ،‬جامعة القاىرة ‪ ،‬ط‪1987،3‬ـ‪،‬ص‪.93:‬‬
‫( ‪)2‬‬

‫(‪ )3‬عبد القادر علي زركقي‪" ،‬أساليب التكرار في ديوان سرحان يشرب القهوة في كافتيريا محمود درويش "‪،‬رسالة‬
‫ماجستًن‪ ،‬إشراؼ األستاذ الدكتور علي خذرم ‪ ،‬قسم اللغة كاألدب العريب ‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة اغباج‬
‫ػبضر‪ ،‬باتنة ‪ ،2012 ،‬ص‪.87:‬‬
‫‪-7-‬‬
‫ماىية األسلوبية ‪ ،‬محدداتها ومستوياتها‬ ‫تمهيد‬

‫الصرؼ ىو ذلك الفرع من علوـ‬


‫الصرؼ‪« :‬علم ٌ‬
‫من التٌعاريف االصطالحية لعلم ٌ‬
‫اللغػ ػ ػة الذم يهتم بأحكاـ بنية الكلمة فبا غبركفها من أصالة ‪،‬كزيادة كصحة كإعالؿ ك شبو‬
‫ذلك »(‪. )1‬‬
‫(صيغ‪ | :‬فعل ‪ ،‬يفعل | اسم الفاعل | اسم اؼبفعوؿ | صيغة فعيل | صيغة اعبمع | صيغة‬
‫فعاؿ | صيغة فعوؿ | أفعاؿ ) ‪.‬‬
‫إعداد الطالبة‪ :‬بن عيسى بهية‪.‬‬ ‫المستوى التركيبي‪:‬‬
‫كيضم اؼبستول النحوم كاؼبستول الداليل‪ ،‬اؼبستول النحوم‪ :‬ىو أحد مستويات‬
‫الشكلي الوظيفي للرتكيب ‪ ،‬كيبثل الرتكيب‬
‫التحليل األس ػلويب الذم يتجسد بو ا﵀تول ٌ‬
‫النٌح ػوم‪ :‬اعبمل الفعلية‪،‬كاعبمل االظبية‪:‬كالضمائر‪ ،‬كاألظباء‪ ،‬ظرؼ الزماف كاؼبكاف (‪.)2‬‬
‫اؼبستول الداليل ‪:‬‬
‫فاؼبستول الداليل يبحث يف الكلمات كعلى اػبصوص التبدؿ الذم يطرأ على معانيها‬
‫عرب الزمن‪ ،‬كيتمثل يف دراسات معاين الكلمات كدالالهتا يف النص؛ فاأللفاظ ليست إشارات‬
‫أك عالمات كاشفة للغرض من اغبديث‪ ،‬كىذه العالمة أك اإلشارة تتكوف من داؿ كمدلوؿ‬
‫اؼبعىن ‪3‬‬
‫‪ ‬‬
‫فالداؿ الصورة الصوتية؛ أم الكلمة‪ ،‬كاؼبدلوؿ الصورة الذىنية؛ أم‬
‫كنسعى من خالؿ ىذا اؼبستول أيضا إىل دراسة اؼبعاجم كاغبقوؿ الداللية‪.‬‬
‫كل ىذا دبثابة أرضية نعمل عليها يف الفصل التطبيقي‪.‬‬
‫ٌ‬

‫(‪)1‬أبوعبد ا﵁ بدر الدين ابن ناظم‪«:‬شرح ابن ناظم على ألفية ابن مالك» تح‪ ،‬ؿبمد باسل سود العيوف ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بًنكت‪،‬ط‪2000 ، 1‬ـ‪ ،‬ص‪.582:‬‬

‫(‪ : )2‬عهد عبد الواحد‪«:‬الصورة المدنية دراسة بالغية أسلوبية» ‪ ،‬دارالفكر‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪1999 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫‪ :‬ينظر‪:‬ابن فارس‪«:‬مقاييس اللغة»‪ ،‬تح‪ /‬عبد السالـ ىاركف‪ ،‬دار اعبيل‪ ،‬بًنكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬دط‪1399،‬ق‪1979/‬ـ‪،‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫ص‪.318:‬‬
‫‪-8-‬‬
‫ديوان الشاعر محمد األخضر السائحي‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬


‫محمد األخضر السائحي‪( :‬نعالج المبحث من خالل عنصرين‪ :‬الشاعر وديوانو )‬
‫الشاعر‪ :‬كلد الشاعر ؿبمد األخضر بن ؿبمد العلمي السائحي يف أكتوبر ‪1918‬بقرية‬
‫العلية دائرة اغبجًنة‪ ،‬منطقة (تقرت) كالية كرقلة‪ ،‬كهبا حفظ القرآف على يد مشايخ‪ ،‬نذكر‬
‫منهم‪ :‬الشيخ ؿبمد بن الزاكم‪ ،‬كالشيخ بلقاسم شختوتة كأجيز على حفظو سنة ‪ 1930‬ـ‪،‬‬
‫كأخذ يعلمو للصبياف يف نفس قريتو مدة سنتٌن كنصف‪ ،‬ليلتحق بعد ذلك دبدرسة (اغبياة ) يف‬
‫مدينة (القرارة ) سنة ‪1933‬ـ؛ حيث تتلمذ على يد " الشيخ إبراىيم بيوض " ؼبدة سنتٌن‪،‬‬
‫ليتوجو بعدىا إىل تونس ‪1935‬ـ‪ ،‬متتلمذا جبامعة الزيتونة سنة ‪1938‬ـ‪.‬‬
‫رجع إىل (تقرت) مطاردا من السلطة االستعمارية الفرنسية‪،‬كالي الحقتو يف (تقرت)‬
‫فزجت بو يف السجن‪ ،‬كيف سنة ‪ 1952‬شق طريقو إىل العاصمة ليعمل منتجا باإلذاعة كأستاذا‬
‫يف ثانوية (القبة )‪(،‬حسيبة بن بوعلي حاليا )‪ ،‬كمدرسا دبدرسة السعادة حبي بلكور‪.‬‬
‫كبعد استقالؿ البالد صبع السائحي من جديد بٌن التعليم كاإلذاعة‪ ،‬إىل أف تقاعد يف‬
‫نوفمرب ‪.1980‬‬
‫كقد حباه ا﵁ أسلوبا يف التٌواصل اإلذاعي ال يستطيع أحد أف هباريو فيو‪،‬كأصبح أبا‬
‫للنكتة كنشر االبتسامة يف األكساط الشعبية العريضة على مستول اعبزائر‪ ،‬بل على مستول‬
‫اؼبغرب العريب خالؿ ربع قرف من الزمن‪.‬‬
‫كاف األخضر السائحي عضوا مؤسسا يف ارباد الكتاب اعبزائريٌن منذ إعادة تأسيسو‬
‫سنة ‪1974‬ـ‪ ،‬كشغل منصب األمٌن العاـ اؼبساعد يف اؽبيئة الثالثة اؼبنتخبة يف مارس ‪1988‬ـ‪.‬‬
‫تويف األخضر السائحي يف ‪11‬جويلية ‪ 2005‬يف اعبزائر‪،‬كنشرت أعمالو بالعديد من اعبرائد‬
‫(‪)1‬‬
‫كاجملالت التونسية كاعبزائرية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬ؿبمد األخضر عبد القادر السائحي‪«:‬تاريخ أدب الطفل في الجزائر»‪ ،‬دار النشرإلرباد الكتاب األكىل‬
‫اعبزائريٌن ‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬دط‪2002 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.82:‬‬
‫‪- 01 -‬‬
‫ديوان الشاعر محمد األخضر السائحي‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫أعمالو ‪:‬‬
‫لو عدة مؤلفات طبع منها‪:‬‬
‫‪" -‬ىمسات و صرخات"الدار العربية للكتاب تونس ‪.1980‬‬
‫‪" -‬ألوان بال تلوين‪ :‬شعر نشر دار اؼبطبوعات اعبزائرية ‪.1967‬‬
‫‪" -‬جمر و رماد"‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة من النكت والطرائف سنة ‪.1976‬‬
‫‪" -‬ديوان األطفال "‪ :‬طبع دار الكتاب اعبزائر ‪.1983‬‬
‫‪" -‬إسالميات"‪ :‬اؼبؤسسة الوطنية للكتاب اعبزائر ‪.1984‬‬
‫‪" -‬الراعي وحكاية الثورة"‪ :‬شعر مسرحي اؼبؤسسة الوطنية للكتاب ‪.1988‬‬
‫‪ -‬لحن الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬أناشيد النصر‬
‫‪ -‬بقايا و أو شال‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تشطير بردة البوصيري‬
‫الدي ـ ـوان ‪:‬‬
‫إف اػبطاب األديب اعبزائرم ك خباصة الشعر منو من بٌن أىم النصوص الي تتناكؿ‬
‫أغلب ؾباالت حياة الفرد اعبزائرم؛ حيث يعرب عن حالتو النفسية‪ :‬الداخلية كاػبارجية؛ أم ما‬
‫هبوؿ يف اغبياة اليومية‪ ،‬كمن بٌن الشعراء اعبزائريٌن الذين عربكا بصدؽ كإخالص يف كل مناسبة‬
‫تارىبية أك سياسية أك اجتماعية‪ ،‬كخباصة يف األمور الي تتعلق بالوطن العريب عامة كاعبزائر‬
‫خاصة يف اعبانب الديين كالوطين كقاـ بتصوير ىذه اؼبشاىد كاؼبواقف الشاعر اعبزائرم ؿبمد‬
‫األخضر السائحي يف ديوانو"نبسات كصرخات "؛ حيث إهنا أكؿ ؾبموعة شعرية قدمها إىل‬

‫‪1‬‬
‫ؿبمد األخضر عبد القادر السائحي‪،‬م س‪ ،‬ص‪.83:‬‬

‫‪- 00 -‬‬
‫ديوان الشاعر محمد األخضر السائحي‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫الساحة األدبية‪ .‬كقد صرح يف الكتاب أنو أىدل ىذه اجملموعة الشعرية لشهداء الثورة اؼبباركة‬
‫إباف الثورة التحريرية‪ ،‬مث أردؼ يف الصفحة اؼبوالية معربا عن عدـ رضاه‪ ،‬معتذرا عن تقصًن يف‬
‫حق القارئ‪.‬‬
‫كيف تقدمي ؿبمد الصغًن السائحي قبد حديثا عن الديواف‪ ،‬كنقدا لتسمية الديواف حيث‬
‫اكتفى يف عنواف الديواف "هبمسات "؛ باعتبار السائحي يف قصائده كاف ىامسا فقط كليس‬
‫بصارخ‪ ،‬إال حٌن يستوجب موقف الصراخ كالفخر أك الرثاء‪.‬‬
‫الشاعر جل‬
‫يتكوف ديواف نبسات من ‪ 261‬صفحة‪ ،‬يف‪ 60‬قصيدة ك مقطوعة‪ ،‬ضمنها ٌ‬
‫الشعرية من‪ :‬فخر‪،‬كرثاء‪،‬كغزؿ‪،‬ككصف‪،‬كحكمة؛ طبعت ىذه النسخة باؼبؤسسة‬
‫األغراض ٌ‬
‫الوطنية للفنوف اؼبطبعية‪ ،‬كحدة الرغايا‪ ،‬اعبزائر سنة ‪ ،2010‬كوبمل الديواف مقدمة يف (‪ )6‬ست‬
‫صفحات تقريبا تنتهي باسم مقدـ الكتاب‪،‬كتاريخ تأليف اؼبقدمة كمكاهنا ( اعبزائر‬
‫يف‪.)1965|08|25:‬‬
‫أما الغالؼ اػبارجي للكتاب فيطغي عليو اللوف األصفر كحاشية ذات اللوف البين كما نلقى‬
‫اسم الشاعر مدكنا يف أعلى الكتاب باللوف األسود خبط عريض‪ ،‬يتوسط غالؼ الكتاب عنوانو‬
‫"نبسات ك صرخات " باللوف األسود كذلك‪ ،‬لكنو خبط أعرض من اسػ ػ ػ ػماؼبؤلػ ػ ػ ػف‬
‫كحاشية الكتاب كأم مدكف عليها اسم الشاعر كعنواف الكتاب خبط أبيض متوسط اغبجمويف‬
‫هناية الديواف قبد ؿبتوياتو‪.‬‬
‫العنوان ‪:‬‬
‫يعترب العنواف العتبة األكىل للولوج إىل مضموف النص كمغزاه‪ ،‬أكالفهم الظاىر ؼبا يريد‬
‫الكاتب اغبديث عنو؛كىو عنصر أساسي لبناء النص‪ ،‬فعنواف القصيدة الي كبن بصدد دراستها‬
‫"شهر اػبلود"‪ ،‬نالحظ أنو يوحي إىل الشهر اؽبجرم الراسخ يف الذىنية العربية كاإلسالمية‪ ،‬أال‬
‫كىو شهر ربيع األكؿ الذم كلد فيو اغببيب اؼبصطفى نبينا ؿبمد صلى ا﵁ عليو كسلم‪.‬‬

‫‪- 01 -‬‬
‫ديوان الشاعر محمد األخضر السائحي‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫المضمون ‪:‬‬
‫من خالؿ قرائتنا للقصيدة الحظنا أف موضوعها يدكر حوؿ ذكرل اؼبولد النبوم صلى‬
‫ا﵁ عليو كسلم‪ ،‬حيث وبتفل بو اؼبسلموف يف كل عاـ ليس باعتباره عيدا بل فرحة بوالدة نبيهم‬
‫رسوؿ ا﵁ ؿبمد بن عبد ا﵁؛ فالقصيدة تناكلت خصائل نبينا ؿبمد الي هبب االقتداء هبا من‬
‫خالؿ اتباع سنتو الشريفة؛ ألننا يف أمس اغباجة إليها يف زمننا اغباضر‪ ،‬فبا ترتب عن االستغناء‬
‫عنها من مشاكل كنبوـ ال ربصى كال تعد‪ ،‬فقصيدة "شهر اػبلود" رثاء للرسوؿ صلى ا﵁ عليو‬
‫(‪)1‬‬
‫كسلم خبصائلو كمشائلو الي تعد بلسما عبركح اؼبؤمن الذم هبب أف يتحلى هبا ‪.‬‬

‫(‪)1‬ينظر ‪:‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬اؼبؤسسة الوطنية للفنوف اؼبطبعية ‪ ،‬كحدة الرغاية ‪ ،‬اعبزائر‬
‫‪،‬دط‪2010،‬ـ ‪.‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬


‫تعددت اؼبناىج األدبية اغبديثة لدراسة النص األديب حبيث ال يوجد منهج كحيد يتناكؿ‬
‫النص من صبيع جوانبو‪ ،‬فالنص شبكة من العالقات متالضبة فيما بينها‪،‬فكل اؼبناىج تسعى‬
‫لفهم النص‪،‬كمن بٌن ىذه اؼبناىج اغبديثة اؼبنهج األسلويب الذم اخرتناه لدراسة قصيدة" شهر‬
‫اػبلود"؛ فهو يعتمد اؼبستويات للكشف عن مكنونات النٌص؛كذلك من خالؿ البحث عن‬
‫مستوياهتا‪ :‬الصويت‪ ،‬الصريف‪ ،‬النحوم‪،‬الداليل‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ المستوى االفرادي‪:‬‬
‫أ ـ المستوى الصوتي‪:‬كنتناكلو من خالؿ عنصرين‪ :‬إعداد الطالبة‪ :‬بن عيسى هبية‬
‫‪ 1‬ـ الموسيقى الخارجية‪ :‬كمن أىم عناصرىا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوزن‪:‬الوزف عنصر ىاـ من عناصر اإليقاع الشعرم؛ فهو داؿ يتفاعل مع دكاؿ أخرل‬
‫لبناء اإليقاع يف نسق ينتج داللية اؼبعىن ‪.1‬‬
‫كقد كرد يف تعريف للشعر عند ابن رشيق القًنكاين يف كتابو "العمدة"‪:‬الوزف؛ «أعظم‬
‫الشعر«كالـ موزكف مقفى يدؿ على معىن‪.»3‬‬ ‫‪2‬‬
‫أركاف حد الشعر »‪،‬كقولو‪ٌ :‬‬
‫كأكزاف الشعر العريب متعددة متنوعة كىي نوعاف‪ :‬أكزاف صافية‪،‬كىي الي تتشكل من‬
‫تفعيلة كاحدة تتكرر يف شطرم البيت‪ :‬كالكامل كالرجز كاؼبتقارب‪،‬كأكزاف مركبة كىي تتشكل‬
‫من تفعيلتٌن‪ :‬كالطويل كالبسيط كاػبفيف‪.‬‬
‫كقصيدة " شهر اػبلود " ؿبل الدراسة من حبر اػبفيف – من األكزاف اؼبرٌكبة ‪-‬الذم تفعيالتو‪:‬‬
‫فىاٍ ًع ىالٍتين مستىػ ٍفعًلين فى ً‬ ‫ياٍخ ًفيف خ ىف ً‬
‫ت بًو اى ٍغبىرىك ي‬
‫‪4‬‬
‫ت‬
‫اع ىال ٍ‬ ‫ٍ يٍ ٍ‬ ‫ات‬ ‫ىىٍ ي ي ٍ‬

‫‪ 1‬ينظر‪:‬ؿبمد اؽبادم بوطارف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.356 :‬‬


‫‪2‬ابن رشيق القًنكاين‪« :‬العمدة في محاسن الشعر وآدابو ونقده» ‪ ،‬دار مكتبة اؽبالؿ ‪ ،‬بًنكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬دط‪2002 ،‬ـ‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.237 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪ 4‬يوسف أبو العدكس‪ « :‬موسيقى الشعر وعلم العروض» ‪ ،‬األىلية للنشر كالتوزيع‪ ،‬د‪.‬ط‪1999 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.105 :‬‬
‫‪- 03 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫فىاٍ ًع ىالٍتين مستىػ ٍفعًلين فى ً‬


‫اع ىالتي ٍن‬ ‫فىاٍ ًع ىالٍتين مستىػ ٍفعًلين فى ً‬
‫اع ىالتي ٍن‬
‫ٍ يٍ ٍ‬ ‫ٍ يٍ ٍ‬
‫ظبي خفيفا؛ ألف الوتد اؼبفركؽ اتصلت حركتو األخًنة حبركات األسباب فخفت كقيل‬
‫ظبي خفيفا ػبفتو يف الذكؽ كالتقطيع؛ ألنو يتواىل فيو ثالثة أسباب‪،‬كاألسباب أخف من‬
‫األكتاد‪.‬‬
‫كمثاؿ ذلك عند ؿبمد األخضر السائحي يف قصيدتو "شهر اػبلود " قولو‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ًحػ ػ ػ ػ ٍػينػػى ىما ىى ػ ػػل فػًػػي ىربًيػ ػ ػ ػ ػ وع ًىػ ػ ػ ىػالليػ ػ ٍػو‬ ‫عػىػ ػ ػاٍ ىد يىطٍػ ػ ػ ػ ًو ٍم اىؼب ػػىػ ىػدل إًلىٍينػػىػػا ىخيػػىالي ٍو‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫ًحٍيػنىمػػىػػا ىىػ ػ ٍل ػ ػ ىػل ًيف ىربًٍي ػ ػػعً ٍن ى ػ ػ ىػالليػ ػ ػ ػ ٍػو‬ ‫ػاد يىطٍػ ػ ػ ىػو لٍ ىم ىدل إًلىيػٍػن ػ ػػىا ىخيىاليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٍو‬ ‫ع ػػىػ ى‬
‫‪0/0//0/|0//0//|0/0//0/‬‬ ‫‪0/0//0/|0//0//|0/0//0/‬‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػػن متىػ ٍفعًلين ف ػ ػ ػ ً‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن‬ ‫ً‬ ‫ػاع ىالٍت ػ ػػن متىػ ٍفعًلين ف ػ ػ ػ ً‬ ‫ً‬
‫ف ػ ػ ػى ي ٍ ي ٍ ى‬ ‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن‬ ‫ف ػ ػ ػى ي ٍ ي ٍ ى‬
‫‪2‬‬
‫ات تىت ػ ػػىػ ػ ػ ػ ىػدجى فىػ ػ ػ ػ ػ ػالى ىح فًٍيهػ ػ ػىػػا ىصبىالػيػ ػ ٍػو‬ ‫ىال ىح ىكال ىك ػ ػ ٍػو يف ىٍربتػىػ ػ ػ ػػوي ظيليمػىػ ػ ػ ػ ػ ه‬
‫تتى ػ ػػىىد ٍجػ ػ ىج ػ ٍػى ف ػ ػىػ ىػالٍ ىح فًيػػٍػ ػ ػ ىػها ىصب ػػىاليػ ػ ػ ػ ٍػو‬ ‫الى ىح ىكلٍ ىكػ ػ ٍػو يف ىٍربتىػ يه ٍو ظيليػ ػ ىػماتػ ػي ٍػن‬
‫‪0/0//0/|0//0//|0/0///‬‬ ‫‪0/0///|0//0//|0/0//0/‬‬
‫فىعً ىالٍتػ ػ ػػن متىػ ٍفعًلين ف ػ ػ ػ ً‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن‬ ‫ػاع ىالٍتػ ػ ػيٍن يمتىػ ٍفعًلي ٍن فىعً ىالٍتػ ػي ػ ٍػن‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫يٍ ي ٍ ى‬ ‫ى‬

‫من خالؿ البيت الذم أكردناه كجدنا بعض الزحافات تتخلل القصيدة‪ ،‬كقبل التمثيل‬
‫ؽبا من القصيدة نشًن إىل‪:‬‬
‫مفهوم الزحافات لغة‪:‬‬
‫دب على مقعدتو أك على ركبتيو قليال‪.‬‬
‫من زحف‪ ،‬يزحف زحفا الرجل إذا ٌ‬

‫‪1‬ؿبمد األخضر السائحي ‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 04 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫يف العركض؛ كل تغيًن يطرأ على أية تفعيلة من (تفعيالت اغبشو ) كيكوف الزحاؼ يف‬
‫اغبرؼ الثاين من السبب بتسكٌن اؼبتحرؾ أكحذفو‪ ،‬أكحذؼ الساكن ‪.1‬‬
‫كمن ىذه الزحافات نذكر‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الزحاف المفرد‪ :‬ىو التغيًن الواحد الذم وبصل يف التفعيلة باغبذؼ أك التسكٌن‪.‬‬
‫كسنوضح ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أ ـ الخبن‪:‬ىو حذؼ الثاين الساكن من التفعيلة‪ .2‬كمثاؿ ذلك من قصيدة ؿبمد األخضر‬
‫السائحي " شهر اػبلود "‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ًحٍيػنىمػػىػػا ىىػ ػ ٍل ػ ػ ىػل ًيف ىربًٍي ػ ػػعًٍنه ػًػ ىػالٍلػي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػو‬ ‫ػاد يىطٍػ ػ ػ ىػو لٍ ىم ىدل إًلىيػٍػن ػ ػػىا ىخيىاليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٍو‬
‫ع ػػىػ ى‬
‫‪0/0//0/|0//0//|0/0//0/‬‬ ‫‪0/0//0/|0//0//|0/0//0/‬‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػػن متىػ ٍفعًليٍنف ػ ػ ػ ً‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن‬ ‫ً‬ ‫ػاع ىالٍت ػ ػػن متىػ ٍفعًلين ف ػ ػ ػ ً‬
‫ً‬
‫ى‬ ‫ف ػ ػ ػى ي ٍ ي‬ ‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن‬ ‫ف ػ ػ ػى ي ٍ ي ٍ ى‬
‫ففي ىذا البيت قبد زحاؼ اػبنب كىو حذؼ الساكن الثاين من التفعيلة‪:‬‬
‫******متىػ ٍفعًلي ٍن‬
‫ي‬ ‫يم ٍستىػ ٍفعًلي ٍن‬
‫‪0//0// ****** 0//0/0/‬‬
‫كذلك نأخذ بيت آخر ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫تىت ػ ػػىػ ػ ػ ػ ىػدجى فىػ ػ ػ ػ ػ ػالى ىح فًٍيهػ ػ ػىػػا ىصبىالػي ػ ػ ػ ػ ٍو‬ ‫ػات‬
‫ىال ىح ىكال ىك ػ ػ ٍػو يف ىٍربتػىػ ػ ػ ػػوي ظيليمػىػ ػ ه‬
‫‪0/0//0/|0//0//|0/0///‬‬ ‫‪0/0///|0//0//|0/0//0/‬‬
‫كذلك قبد ىنا زحاؼ اػبنب‪:‬‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن *****فىعً ىالٍتػػيػ ٍن‬
‫فػػػ ً‬
‫ى‬

‫يوسف أبوالعدكس‪« :‬موسيقى الشعر وعلم العروض»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.29 :‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪2 ‬‬
‫م س‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪3‬ؿبمد األخضر السائحي ‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬مس‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪4‬م ن‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 05 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪0/0/// ***** 0 /0//0/‬‬


‫*****متىػ ٍفعًليػ ٍن‬
‫ي‬ ‫يمسػٍػتىػ ٍفعػًػلي ٍن‬
‫‪0//0// ***** 0//0/0/‬‬
‫ب ـ ـ العروض ‪ :‬كىو التفعيلة األخًنة من الشطر األكؿ‪.1‬‬
‫كمثاؿ ذلك يف قصيدة "شهر اػبلود "‪:‬‬
‫الى ىح ىكلٍ ىك ػ ػو يف ىٍربتىػ يه ٍو ظيليػ ػ ىػماتػ ػي ٍػن تتى ػ ػػىىد ٍجػ ػ ىج ػ ٍػى ف ػ ػىػ ىػالٍ ىح فًيػػٍػ ػ ػ ىػه ى‬
‫‪2‬‬
‫اصبىالػي ػ ػ ٍو‬
‫‪0/0//0/|0//0//|0/0///‬‬ ‫‪0/0///|0//0//|0/0//0/‬‬
‫نقوؿ يف ىذا البيت ‪:‬‬
‫ػاع ىالٍت ػ ػي ٍػن**** فىعً ىالٍتػػيػ ٍن ػ ػ نسميها عركضا ـببونة‬
‫فػػػ ً‬
‫ى‬
‫‪0/0/// **** 0/0//0/‬‬
‫كمنو قبد ؿبمد األخضر السائحي استخدـ البحر اػبفيف يف قصيدتو "شهر اػبلود"؛‬
‫ألنو يعترب أخف البحور على الطبع كأطرهبا على السمع‪ ،‬يشبو البحر الوافر يف اللٌن كالسهولة‬
‫حىت إف النظم فيو يقرب من النثر كىو يصلح دبوضوعات اعبد كاغبماسة‪،3‬كلعل اختيار ؿبمد‬
‫األخضر السائحي ؽبذه القصيدة تناسبا مع شخصيتو اؼبرحة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫القافية‪ :‬ىي اغبركؼ الي تبدأ دبتحرؾ قبل أكؿ ساكن يف أخر البيت الشعرم كتكوف القافية‬
‫‪4‬‬
‫كلمة كاحدة‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك يف قصيدة " شهر اػبلود "﵀مد األخضر السائحي" يف البيت‪:‬‬

‫‪ 1‬يوسف أبو العدكس‪« :‬موسيقى الشعر وعلم العروض»‪،‬مس‪،‬ص‪.27:‬‬


‫‪2 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217:‬‬
‫‪3‬إميل بديع يعقوب‪« :‬المعجم المفصل في علم العروض والقافية وفنون الشعر»‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بًنكت لبناف‪،‬‬
‫ط‪1411 ،1‬ىػ ‪1991/‬ـ‪ ،‬ص‪.81:‬‬
‫‪ 4‬ؿبمود مصطفى‪«:‬أىدي سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية»‪ ،‬عامل الكتب للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بًنكت‬
‫لبناف‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪- 06 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫حػ ػ ػ ػ ٍػينػػى ىما ىى ػ ػػل فػًػػي ىربًيػ ػ ػ ػ ػ وع ى ىالليوي‬ ‫عػىػ ػ ػاٍ ىد يىطٍػ ػ ػ ػ ًو ٍم اىؼب ػػىػ ىػدل إًلىٍينػػىػػا ىخيػػىالي ٍو‬
‫‪1‬‬
‫ٍ‬
‫فتمثلت القافية يف ىذا البيت يف كلمة (ىاللو )← (الىٍليوي ) ‪ 0/0/‬القافية‪.‬‬
‫الروي‪:‬‬
‫كىو اغبرؼ الذم تبىن عليو القصيدة كتسمى باظبو‪ ،‬فإذا كاف "الما" ظبيت القصيدة‬
‫"المية" أك كاف "نونا" ظبيت القصيدة "نونية " كىكذا ‪...‬إخل ‪.2‬‬
‫فالركم تبىن بو القصيدة كبو تعرؼ إليو تنسب‪.3‬‬
‫كسبثل ذلك يف القصيدة‪:‬‬
‫ًم ٍن يس يركور ًحبى يارهي ىكًجبىاليوي‪.4‬‬ ‫ت‬
‫اج ٍ‬
‫يب فى ىم ى‬
‫ً‬
‫فى ًرحى ال ىك ٍو يف بالنىً ي‬
‫فحرؼ الركم يف ىذا البيت ىو الالـ؛ ألف اؽباء تعترب ىاء الضمًن ال تصلح أف تكوف‬
‫ركيا فنقوؿ أف قصيدة " شهر اػبلود"المية‪.‬‬
‫التصريع‪ :‬من اؼبتعارؼ عليو أف التصريع ؿبسن لفظي يعتمد على اللفظ‪ ،‬حبيث تتفق القافيتاف‬
‫معا‪،‬قافية الشطر األكؿ مع قافية الشطر الثاين يف القصيدة‪.‬‬
‫« وبدث يف النوع الثاين كالثالث أف هبانس الشاعر بٌن شطرم البيت الواحد يف مطلع‬
‫القصيدة؛ أم هبعل العركض مشبها للضرب كزنا كقافية ‪،‬كيعرؼ ىذا بالتصريع »‪.‬‬
‫كالشاعر اليقوـ بالتصريع عمدا كإمبا تأتيو اعبملة اؼبوسيقية األكىل يعين الشطر األكؿ‬
‫ضرب معٌن فيلحق بو العركض كالوزف ك القافية‪.‬‬

‫‪1‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217:‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬ؿبمد مندكر‪«:‬الميزان الجديد في العروض والقافية» ‪ ،‬هنضة مصر للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬دط‪2004 ،‬ـ‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.105 :‬‬
‫ياسٌن عاش خليل‪«:‬علم العروض»‪ ،‬دار اؼبسًنة للنشر كالتوزيع‪ ،‬ط‪2011 ،1‬ـ ‪ ،‬ص‪.224 :‬‬
‫‪3 ‬‬

‫‪4‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪- 07 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إعداد الطالبة ‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫الموسيقى الداخلية ‪:‬‬


‫ىي كل ما من شأنو أف وبدث جرسا قويا‪،‬كنغما مؤثرا يف ثنايا القصيدة‪،‬يكوف صوتا أك‬
‫كلمة‪،‬فاؼبوسيقى الداخلية تشمل األصوات كالتطريز كتكرار الكلمات‪،‬ذلك ماسنعتمده يف‬
‫التحليل حبسب اؼبستويات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ تكرار األصوات‪:‬‬
‫يعطي التكرار يف القصيدة نغما موسيقيا كإيقاعا وباكي ذبربة الشاعر‪ ،‬فتكرار األصوات‬
‫‪1 ‬‬
‫«ىو عبارة عن تكرار حرؼ يهيمن صوتيا يف بنية اؼبقطع أك القصيدة »‬
‫فكل كحدة صوتية مكررة ربدث إيقاعا يعرب عن ذبربة الشاعر من جهة كيضفي صبالية‬
‫على قصيدتو من جهة ثانية؛ فلكل صوت صفة سبيزه عن غًنه‪ ،‬كتبعا ؽبذا يجعل الصوت جزءا‬
‫كم من‬
‫من الداللة على اؼبعىن ‪ ،‬فالالفت للنظر أف كل شاعر بطبيعتو الشعرية هبنح إىل تكرار ٌ‬
‫األصوات ىي باألساس تالئم التجربة كذبعل النص وبفل باإليقاعات‪ ،2‬فعلى ىذا األساس‬
‫قمنا بإحصاء األصوات الواردة يف قصيدة "شهر اػبلود" من أصوات مهموسة كأصوات‬
‫ؾبهورة‪.‬‬
‫أ ػ ػ األصوات المجهورة‪:‬تعترب األصوات اجملهورة من أقول األصوات‪،‬كىي اغبركؼ الي تتشكل‬
‫أصواهتا يف اغبنجرة باىتزاز كتريها الصوتيٌن اىتزازا منتظما‪،‬ك الي تتمثل يف اغبركؼ اآلتية‪:‬‬
‫(ب‪،‬ج‪،‬د‪ ،‬ذ ر‪ ،‬ز‪ ،‬ض‪ ،‬ظ‪،‬ع‪،‬غ‪،‬ؿ‪ ،‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ك‪ ،‬م) ‪.3‬‬
‫اجملموع‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫ؿ‬ ‫الصوت‬
‫‪280‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكرار‬

‫‪1‬حسن الغريف‪« ،‬حركية اإليقاع العربي المعاصر»‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬الشرؽ اؼبغرب‪ ،‬دط‪ ،2001 ،‬ص‪.82 :‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬عبد القادر علي زركقي‪ ،‬مس‪ ،‬ص‪.87:‬‬
‫ينظر‪ :‬حسن عباس‪«:‬خصائص الحروف العربية ومعانيها»‪ ،‬منشورات إرباد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا ‪ ،‬دط‬ ‫‪3 ‬‬

‫‪1998‬ـ‪ ،‬ص‪.48 :‬‬


‫‪- 08 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫سنوضح يف اعبدكؿ اآليت تكرار األصوات اجملهورة الالفتة يف القصيدة‪:‬‬


‫الجدول ‪ :1‬توضيحي لتكرار األصوات اجملهورة‬
‫بلغ عدد اغبركؼ اجملهورة الالفتة يف القصيدة ‪ 525‬حرفا‪،‬كجاء تكرار حرؼ"الالـ"‬
‫بأعلى نسبة ‪،% 15،42‬كيليو حرؼ "الياء" بػ‪،% 12،76:‬مث اغبرفٌن معا بنفس‬
‫النسبة"اؼبيم"ك"الواك" بػ‪.% 12،57:‬‬
‫ػ ػ لقد كرر الشاعر حرؼ"الالـ"بشكل الفت‪،‬كمن األبيات الي برز فيها حرؼ"الالـ"‪ :‬األبيات‬
‫(‪:)22،21 ،20‬‬
‫ت ىكلىٍيلً ًو أى ٍى ىوالي ٍو‬
‫قى ٍد تىػىر ىام ٍ‬ ‫ىشع نػي ٍوران ًيف ىعا وىمل يم ٍد ىؽبً وم‬
‫ىغلىب اغبق كالصو ً‬
‫اب ض ىالليوي‬ ‫ى ى ى ىى ى‬ ‫ىعا ومل ًمثٍ ىل ىم ٍن ييظىلي يل أى ٍع ىمى‬
‫‪1‬‬ ‫ًً‬
‫ك األى ٍمىر ىك ٍح ىد يى ٍم يجهالي ٍو‬
‫ىملى ى‬ ‫ضل ذيك الرأٍم فٍيو ىك ى‬
‫الع ٍق ىل ىحىت‬ ‫ى‬
‫فقد استعمل الشاعر اغبركؼ اجملهورة بكثرة ‪،‬كػ‪":‬الالـ"؛ ألنو يعرب عن حالتو الشعورية‬
‫ذباه الوطن العريب اإلسالمي الذم زبلى عن االقتداء بسنة نبيو اؼبصطفى عليو الصالة كالسالـ‬
‫ؼبا ترتب عنو من ظلمات سادت مناحي حياتو تكبد منها كاقع معيشي مرير‪.‬‬
‫الشاعر حرؼ"اؼبيم"؛ألنو يعرب عن الغضب كالتأمل كؼبا فيو من أنٌن يؤثر يف‬
‫كما كظٌف ٌ‬
‫النٌفس‪.‬‬
‫ب ـ ـ الحروف المهموسة‪:‬كىي اغبركؼ الي ال يتذبذب فيها الوتراف الصوتياف أثناء النطق هبا‬
‫والهمس لغة‪ :‬اإلخفاء‬
‫اصطالحا‪ :‬جرياف النفس عند النطق باغبرؼ‪ ،‬يصعب االعتماد على اؼبخرج‪،‬كعدد حركفو‬
‫عشرة ؾبموعة يف قولك‪ ( :‬ء‪ ،‬ت‪ ،‬ث‪ ،‬ح‪،‬خ‪ ،‬س‪ ،‬ش‪ ،‬ص‪ ،‬ط‪ ،‬ؼ‪ ،‬ؽ‪ ،‬ؾ‪ ،‬ق‪.)2‬‬

‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س ‪،‬ص‪ ،‬ص‪.219 ،218:‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪2‬ينظر‪:‬فهد خليل زايد‪«:‬الحروف معانيها مخارجها أصواتها في لغتنا العربية»‪ ،‬دار اعبنادير‪ ،‬دار يافة العلمية‪ ،‬األردف‬
‫عماف‪ ،‬دط‪،2007 ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫يوضح اعبدكؿ اآليت تكرار األصوات اؼبهموسةالالفتة يف القصيدة ‪:‬‬


‫اجملموع‬ ‫ق‬ ‫ؼ‬ ‫ت‬ ‫الصوت‬
‫‪184‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫تكراره‬

‫الجدول ‪ :2‬توضيحي لتكرار األصوات اؼبهموسة‪:‬‬


‫ؾبموعة األصوات اؼبهموسة ‪ 305‬صوتا‪ ،‬أما بالنسبة لتكرار اغبركؼ اؼبهموسة الالفتة‬
‫لالنتباه يف القصيدة‪ ،‬فقد جاء حرؼ "اؽباء" بأعلى نسبة ‪،% 31،80‬كيأيت بعده حرؼ "التاء"‬
‫بنسبة ‪ ،% 15،40‬مث حرؼ "الفاء" بنسبة ‪.%13،11‬‬
‫لقد كرر الشاعر ؿبمد األخضر السائحي حرؼ "اؽباء" ؿبققا أعلى نسبىة يف اغبركؼ اؼبهموسة‬
‫فبا أعطى للقصيدة جرسا قويا؛ ألنو فعال يوحي باضطراب نفسي يف نفس الشاعر إزاء الصدمة‬
‫داللة على اغبزف الذم يسكن نفسو‪ ،‬يقولو يف القصيدة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ًحػ ػ ػ ػ ٍػينػػى ىما ىى ػ ػػل فػًػػي ىربًيػ ػ ػ ػ ػ وع ًى ىاللي ٍو‬ ‫عػىػ ػ ػاٍ ىد يىطٍػ ػ ػ ػ ًو ٍم اىؼب ػػىػ ىػدل إًلىٍينػػىػػا ىخيػػىالي ٍو‬
‫ٍ‬
‫مقارنة بٌن األصوات اؼبهجورة كاؼبهموسة‪:‬‬
‫من خالؿ إحصائنا لألصوات اجملهورة‪،‬كاألصوات اؼبهموسة نالحظ أف الشاعر استخدـ‬
‫األصوات اجملهورة أكثر من األصوات اؼبهموسة‪،‬كلكل منها دالالت على نفسية الشاعر‬
‫فاستعمل الشاعر األصوات اجملهورة الي تدؿ على اؼبقاـ الرفيع الذم يتحدث عنو‪،‬كىو مقاـ‬
‫نبينا عليو الصالة كالسالـ‪ ،‬فاألصوات اجملهورة تتميز حبركة قوية تشد انتباه اؼبتلقي‪.‬‬
‫أما األصوات اؼبهموسة الي كانت أقل نسبة من األصوات اجملهورة يف النص‪،‬كالي‬
‫بدكرىا تتميز باإليقاع اػبافت‪ ،‬كاغبس اؼبرىف الي تعكس ما وبسو الشاعر من عواطف‬
‫كأحاسيس نبيلة كامنة يف كجدانو‪ ،‬فبزكجة باغبزف على كاقع األمة اؼبرير كاؼبؤسف‪ ،‬كإتباع خصاؿ‬
‫كل ما عليو أعرافنا كتقاليدنا كديننا اغبنيف‪.‬‬
‫أمة غربية ال أساس ؽبا من األخالؽ تزدرم ٌ‬

‫‪1‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬مس ‪،‬ص‪.217:‬‬


‫‪- 10 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫التطـ ـ ـريـ ـ ـ ـ ـز‪:‬‬


‫«ىو النوع اؼبوسيقي الذم يبس الرتكيب‪،‬كيقع على أبيات متوالية من القصيدة كمساكية‬
‫يف الوزف»‪.1‬‬
‫كمثٌل التٌطريز يف القصيدة قولو يف األبيات‪:) 11، 10( :‬‬
‫ىكىى ىدتٍػ يهأى ٍخ ىالقي ٍو ىك ًخ ىاللي ٍو‬ ‫ؼ ال ىك ٍو يف ىم ٍن أىنى ىار يد ىجاهي‬
‫ىعىر ى‬
‫ً ‪2‬‬
‫فىػتى ىس ىامٍتأىقٍػ ىو ٍ‬
‫الو كفعاىلي ٍو‬ ‫صوالن‬‫اب أي ي‬
‫صران ىكطى ى‬ ‫ىم ٍن زىكا عيٍن ي‬
‫ػ ػ إف التطريز ذبلى يف تساكم كزف الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫أخالقو‪ ،‬خاللو‪ ،‬أقوالو‪ ،‬فعالو‪.‬‬
‫كهبذا أعطى التطريز للقصيدة إيقاعا موسيقيا متوازنا صبيال‪.‬‬
‫تكرار الحروف‪:‬‬
‫من خالؿ قراءتنا للقصيدة نالحظ أ ٌف حرؼ العطف "الواك" تكرر بكثرة للتأكيد‬
‫الشاعر كحزنو‪،‬كتأؼبو ؼبا هبرم يف اجملتمع العريب اإلسالمي‪.‬‬
‫أكد انفعاؿ ٌ‬
‫من خالؿ ىذا اعبدكؿ يبكن استنتاج ما يلي‪ :‬تكرار حرؼ العطف يف القصيدة‬
‫بكثرة؛كظٌفو الشاعر لتأكيد انفعالو كحزنو كمعاناتو كتأؼبو ؼبا هبرم يف اجملتمع العريب‬
‫اإلسالمي‪،‬كقولو‪ :‬يف القصيدة ‪:‬‬
‫‪3 ‬‬
‫ش ىكاليربىا أى ٍع ىمالي ٍو‬ ‫ًً‬
‫‪...‬كال يف ٍح ي‬
‫فٍيو ى‬ ‫وح تي ٍدفى ين ىدفٍنان‬
‫ىكال ىفتىاةي الصبي ي‬
‫يبٌن لنا الشاعر األخضر السائحي اػبصاؿ القبيحة الي هنى‬ ‫فمن خالؿ ىذا البيت ٌ‬
‫ىحل اللوي الٍبىيػ ػ ػ ػ ىع ىك ىحػ ػ ػ ػرىـ‬
‫كالربا يف قولو تعاىل‪ ﴿:‬ىكأ ى‬
‫عنها ديننا اإلسالمي اغبنيف كحرمها ٌ‬
‫ال ػ ػ ػيربىػ ػ ػا﴾‪،‬سورة البقرة[اآلية‪.]275:‬‬

‫‪1‬البكام أخذارم‪«:‬قصيدة قذى عينيك للخنساء دراسة أسلوبية»‪ ،‬رسالة ماجستًن‪،‬إشراؼ الدكتور‪:‬مصطفى بيطاـ‪،‬‬
‫قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،‬السنة اعبامعية‪2004 :‬ـ ‪2005 /‬ـ‪ ،‬ص‪. 44 :‬‬
‫‪،‬ص‪.212 :‬‬ ‫‪ 2‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‬
‫‪3‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪. 219 :‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫تكرار األصوات ك ـبارجها‪:‬‬
‫تتكوف القصيدة من صبلة من أصوات ـبتلفة الرتدد‪ ،‬فقد اشتملت القصيدة على كل‬
‫أص ػ ػوات اللغػ ػ ػ ػة العربي ػ ػ ػة كقد بلغ عددىا مكػ ػررة حػ ػ ػوايل‪ 5837 :‬صوت‪ ،‬فاألصوات الطاغيػ ػ ػة‬
‫كالالفتة يف القصيدة أكثر فبثلة يف اعبدكؿ اآليت‪:‬‬
‫تكرارىا النسبة اؼبئوية‬ ‫ـبارجها‬ ‫األصوات صفاهتا‬
‫‪% 1،38‬‬ ‫‪81‬‬ ‫لثوم‬ ‫كاسع االنفجار ؾبهور منفتح حايف‬ ‫ؿ‬
‫‪% 1،13‬‬ ‫‪66‬‬ ‫شفوم‬ ‫كاسع االنفجار منفتح أنفي أك غين‬ ‫ـ‬
‫‪% 1،66‬‬ ‫‪97‬‬ ‫حنجرم‬ ‫احتكاكي أك رخو مهموس منفتح‬ ‫ق‬
‫‪% 1،13‬‬ ‫‪66‬‬ ‫كاسع االنفتاح ؾبهور منفتح شبو طفيف شفوم‬ ‫ك‬
‫‪% 1،14‬‬ ‫‪67‬‬ ‫غازم‬ ‫كاسع االنفتاح ؾبهور منفتح شبو طليق‬ ‫م‬

‫من خالؿ اعبدكؿ نستنتج أف الشاعر األخضر السائحي اعتمد يف موسيقاه الداخلية‬
‫على تشكيل صويت ؼبوسيقى األلفاظ على مستويات متفاكتة يف درجة اعبهر ك اؽبمس يف‬
‫الكالـ‪ ،‬فأغلب األصوات الي كررىا ىي‪( :‬ؿ ‪ ،‬ق)‪ .‬فا"اؽباء" تكرر بنسبة ‪ ،% 1،66‬كالالـ"‬
‫بنسبة ‪ %1،38‬يف القصيدة‪.‬‬
‫ىذه األصوات شكلت إيقاعا موسيقيا متوازنا يف القصيدة‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬ؾبدم كىبة‪« :‬معجم مصطلحات األدب»‪ ،‬مكتبة لبناف‪ ،‬ط‪1974 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.25:‬‬
‫‪1 ‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫ب ـ المستوى الصرفي‪:‬‬


‫اؼبستول الصريف من بٌن اؼبستويات الي تعتمد على معلومات صوتية‪ ،‬فتقوـ دراسة‬
‫الظاىرة اللغوية بداية من علم األصوات العاـ الذم يدرس الصوت اللغوم كخصائصو كيعطي‬
‫للكلمة بنيتها‪،‬فعلم الصرؼ ىو‪« :‬ذلك الفرع من علوـ اللغة الذم يهتم بأحكاـ بنية الكلمة‬
‫فبا غبركفها من أصالة‪،‬كزيادة كصحة كإعالؿ كشبو ذلك »‪ ،1‬فالصيغة الصرفية للكلمة تعين‬
‫اؽبيئة الي ركبت فيها حركؼ الكلمة األصلية الزائدة كالبناء الذم صبعت فيو أك القالب الذم‬
‫صبت فيو ىذه اغبركؼ‪.‬‬
‫كمن الصيغ الواردة يف قصيدة "شهر اػبلود" للشاعر ؿبمد األخضر السائحي قبد‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ صيغة فَـ َع َل‪:‬‬

‫نالحظ أف الشاعر ؿبمد األخضر السائحي كظفها شباين مرات يف القصيدة‪ ،‬نذكر منها‬
‫ك‪.‬‬
‫ف‪َ ،‬ملَ َ‬
‫‪،‬ع َر َ‬
‫ك َ‬‫ض َح َ‬
‫على سبيل اؼبثاؿ‪َ :‬‬
‫كمثاؿ ذلك ما كرد يف القصيدة ‪ :‬البيت السادس ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫كاكبىن الغص ػػن كارفػ ػػات ظاللػ ػ ػ ػػو‬ ‫ك الزىر للبالبل فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ض ىح ى‬
‫ى‬
‫والبيت العاشر قولو ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫كىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدتو أخالق ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كخاللػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫ؼ الكوف من أنار دجاه‬
‫ىعىر ى‬
‫والبيت الثاني والعشرين ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫ك األمػ ػػر كحدىػ ػ ػػم جهال ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ىملى ى‬ ‫ضل ذك الػ ػرأم فيو كالعقل حىت‬
‫‪ 2‬ـ صيغة فَـ ْع ْل‪:‬‬

‫أبو عبد ا﵁ بدر الدين‪ ،‬ابن ناظم ‪«:‬شرح ابن ناظم على ألفية بن مالك»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.582:‬‬ ‫‪1 ‬‬

‫‪2‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217:‬‬


‫‪3‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪218:‬‬
‫‪4‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫كظفها الشاعر يف القصيدة ست مرات يف القصيدة نذكر منها على سبيل اؼبثاؿ ‪:‬‬
‫َك ْو ْن‪،‬قَـ ْو ْم‪.‬‬
‫كقولو في البيت الثاني ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تتدجى ف ػ ػػالح فيها صبال ػ ػ ػػو‬ ‫الح كال ػ ػ ىك ٍو ٍف ربتو ظلم ػ ػ ػ ػػات‬
‫كأيضا قولو يف البيت الخامس عشر ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫كلما الح يف ربيع ىالل ػ ػػو‬ ‫كب ػ ػ ػػن قىػ ٍوٍـ يهزن ػ ػػا مدح ط ػ ػ ػػو‬
‫‪ 3‬ـ األفعال‪:‬‬
‫الشاعر أف ذبدد فينا‬
‫حوؿ‪ ،‬فكأٌمبا يريد منا ٌ‬
‫تدؿ على اغبركة كالتٌ ٌ‬
‫كذلك لغلبة اعبمل الفعلية كالي ٌ‬
‫فتتحوؿ سلوكاتنا إىل االقتداء بسيٌد اػبلق؛ كإنٌك لن‬
‫ذكرل مولد النيب صلى ا﵁ عليو كسلٌم‪ٌ ،‬‬
‫ذبد بيتا يف الغالب ىبلو من فعل‪ ،‬على أف الغالب على القصيدة األفعاؿ اؼباضية‪ ،‬ذلك أ ٌف‬
‫الرسوؿ صلٌى ا﵁ عليو كسلٌم مل تكن كليدة اليوـ‪ ،‬بل ىي ذكرل كاف وبتفل هبا‬
‫ذكرل مولد ٌ‬
‫اؼبسلموف منذ أمد بعيد؛ ذبلى ما أشرنا إليو من توظيف األفعاؿ يف ىذه األبيات على سبيل‬
‫التمثيل‪:‬‬
‫األول‪:‬‬
‫البيت ّ‬
‫‪ ‬‬
‫ىالل ػ ػ ػ ػ ػ ػو ‪3‬‬ ‫حينمػ ػا ىل يف ربيع‬ ‫ع ػ ػاديطوم اؼبدل إلينا خيالػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫البيت الخامس‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫كغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػركض فتن ػ ػػة ترتاءىيانعات زىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوره كغاللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬

‫‪1‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪.217 :‬‬


‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪ 4‬ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫البيت الثالث عشر‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫سائل الشرؽ حٌن ضاع شذاه كيف كانت حصباؤه كرمالو؟‬
‫البيت الواحد والثالثون‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫كخال من اؽبواجس الركع بال ػ ػ ػ ػو‬ ‫كفكف الدمع فيو من كاف يبكي‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ اسم ال َف ِ‬
‫اع ْل ‪:‬‬ ‫ْ‬

‫« كىو ما اشتق من مصدر اؼببين للفاعل دبن كقع منو الفعل ‪،‬كىو من الثالثي كيكن‬
‫غالبا على كزف فى ً‬
‫اع ٍل»‪.3‬‬
‫من خالؿ دراستنا للقصيدة قبد أف الشاعر األخضر السائحي أكرد اسم الفاعل بكثرة‬
‫يف القصيدة كمن أمثلة ذلك ‪ :‬مفردة ع ً‬
‫املٍ مثال قد كردت يف القصيدة ثالث م ػ ػ ػ ػرات(‪)4‬كمفردة‬ ‫ى‬
‫ف‪.‬‬‫ىسائً ٍل ‪ ،‬ىىاتً ٍ‬

‫‪ 3‬ـ صيغة فَ ِع ْي ْل ‪:‬‬


‫يع‬ ‫ً‬ ‫ً و‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ىج ىل اللو ىآلت ىكيى ىو السم ي‬
‫دبعىن فاعل كقولو تعاىل ﴿ ىم ٍن ىكا ىف يىػ ٍر يجو ل ىقاءى اللو فىإف أ ى‬
‫يم ﴾ سورة العنكبوت‪ [،‬اآلية ‪]05‬أم السامع العامل‪ ،‬ففي القصيدة قبد ذلك يف قوؿ‬ ‫ً‬
‫الٍ ىعل ي‬
‫ف ‪َ ،‬ربِْي ْع ‪.‬‬‫ض ِع ْي ْ‬‫األخضر السائحي ‪َ :‬ج ِم ْي ْل ‪ ،‬فَِق ْيرْ ‪َ ،‬‬

‫‪4‬ـــــ المصدر‪:‬‬
‫من اؼبعركؼ أف اؼبصدر اسم كىو ما يصدر عنو الشيء‪ ،‬إذ وبدد بدكف زمن معٌن ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬


‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬

‫ينظر‪:‬أضبد اغبمالكم‪«:‬شذى العرف في فن الصرف»‪ ،‬د د ف‪ ،‬ط‪1957 ،12‬ـ‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫‪3 ‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫كقد أكرد الشاعر اؼبصدر يف القصيدة (‪ )11‬مرة نذكر منها ‪ :‬الحبيب ‪ ،‬الحق ‪ ،‬الصواب‬
‫الفقير الضعيف ‪.‬‬

‫يف قولو مثال يف البيت الرابع ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫العٌن يسيب هب ػػاؤه كداللػ ػ ػ ػػو‬ ‫كالربيع اغببيب أقبل ملء‬
‫كأيضا قولو يف البيت الواحد و العشرين ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫غلب اغبق كالصواب ضاللو‬ ‫عامل مثل من يضلل أعمى‬
‫كيف البيت الخامس و العشرين ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫لغنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى معبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوده أموالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫الفقًن الضعيف ىبضع فيو‬
‫‪ 5‬ـ ـ صيغة المبالغة ‪:‬‬
‫استعمل الشاعر صيغ اؼببالغة الي يعرفها أضبد بن ؿبمد بن أضبد اغبمالكم يف كتابو "‬
‫ربوؿ صيغة *فاعل* للداللة على الكثرة كاؼببالغة‬ ‫شذل العرؼ يف فن الصرؼ "كبو قولو ‪«:‬قد ٌ‬
‫ول‪ ،‬فَ ِع ْل‬ ‫ال‪ِ ،‬م ْف َع ْ‬
‫ال‪ ،‬فَـعُ ْ‬ ‫يف اغبدث إىل أكزاف طبسة مشهورة ‪ ،‬تسمى صيغ اؼببالغة كىي‪ :‬فَـعَّ ْ‬
‫‪ 4‬‬
‫فَ ِع ْي ْل»‪.‬‬
‫يعين ذلك أهنا أظباء تشتق من األفعاؿ للداللة على اؼببالغة ‪،‬كمن بٌن ىذه األكزاف الي‬
‫استعملها شاعرنا األخضر السائحي يف قصيدتو "شهر اػبلود" نذكر منها ‪( :‬فَـ َّع ْ‬
‫ال‪ ،‬فَـعُول‬
‫أفعال )‪:‬‬
‫فَـعُ ْ‬
‫ول‪ :‬وذلك كقولو ‪:‬صبوح ‪.‬‬

‫‪1‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪2 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪218 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪4 ‬‬
‫أضبد اغبمالكم‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫يف البيت السابع والعشرين ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫فيو ‪ ..‬كالفحش كالربا أعمالو‬ ‫كالفتاة الصبوح تدفن دفنا‬
‫‪ 6‬ـ ـ صيغة الجمع‪:‬‬
‫كىي الصيغة الي تدؿ على اعبمع‪:‬‬

‫أَفْـ َع ْ‬
‫ال ‪:‬‬
‫كىي األكثر استعماال يف جل القصيدة كبارزة بكثرة أغلبها مذكورة يف آخر‬
‫القصيدة نذكر منها على سبيل اؼبثاؿ ‪:‬أذيال‪ ،‬أىوال‪ ،‬أمثال‪،‬أغالل ‪،‬أموال ‪،‬أعمال‬
‫أعمام ‪ ،‬أخوال ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫كقولو في البيت الثالث والعشرين ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫كغري ػ ػ ػػق يغيثػ ػ ػ ػ ػ ػػو أمثالػ ػ ػ ػػو‬ ‫يا ألعمى يقود يف الليل أعمى‬
‫شكل توظيف ىذه اؼبفردات يف أخر كل عجز يف القصيدة نربات موسيقية متوازنة كىذا‬
‫ما يبنح اؼبعىن قوة كتعبًنا ؼبا يريد الشاعر إيصالو للمتلقي ‪.‬‬
‫كمنو نستنتج أف صيغ اؼببالغة تزيد من إحكاـ القصيدة يف تركيب اؼبعاين كالدالالت ‪.‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ـ ف‪،‬ص‪.219 :‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪2 ‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫‪ 2‬ـ المستوى التركيبي‪:‬‬


‫أ ـ المستوى النحوي التركيبي‪:‬‬
‫كىو اعبانب الذم ندرس فيو اعبملة من حيث طوؽبا‪،‬كقصرىا‪،‬كأمباطها‪،‬كبنيتها الفعلية‬
‫منها كاالظبية‪،‬كالضمائر‪،‬كالتعريف‪،‬كالتنكًن‪،‬كاإلفراد‪،‬كاعبمع ‪...‬اخل‪.‬‬
‫فالمستوى النحوي‪ « :‬أحد مستويات التحليل األسلويب الذم يتجسد بو ا﵀تول الوظيفي‬
‫‪1‬‬
‫للغة »‪.‬‬
‫الظواىر التركيبية في القصيدة‪:‬‬
‫الظواىر الرتكيبية اؼبوجودة يف القصيدة نعين هبا اختيار الشاعر للمادة اللغوية كتركيبها‬
‫بأسلوبو اػباص من خالؿ جانبٌن‪ :‬اعبانب النحوم كاعبانب البالغي‪.‬‬
‫فاعبانب الرتكييب للقصيدة نقصد بو اغبديث عن ؾباؿ الكلمات من حيث ىي‬
‫تأليفات داخل اعبمل؛ ألف اعبملة كحدة أساسية‪ ،‬يع ٌد اإلسناد بؤرهتا كنواهتا‪ ،‬لنقف عند ىذه‬
‫اعبمل بنوعيها‪ :‬الفعلية كاالظبية‪ ،‬كمن زاكيا عديدة؛الضمائر‪،‬كالتعػ ػ ػريف‪،‬كالتنكيػ ػ ػ ػ ػر‪،‬كاإلفػ ػ ػ ػ ػراد‬
‫كاعبمع‪ ...‬اخل‪ ،‬كتوظيفها يف قصيدة "شهر اػبلود "‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ ـ التركيب النحوي‪:‬‬
‫إف اػبطاب األديب الشعرم أساسا يقوـ على الرتكيب‪ ،‬على الدارس أف وبدد طبيعة‬
‫تركيب اعبمل يف ؾباؽبا كسياقها‪.‬‬
‫أ ـ ـ ـ الجمل الفعلية‪:‬‬
‫ىي كل صبلة ترتكب من فعل ك فاعل‪ «:‬تدؿ على التٌجدد يف زمن معٌن مع االختصار كىي‬
‫صبلة تبدأ بفعل فيكوف اإلسناد إسنادا فعليا‪ ،‬كقد تفيد اعبملة الفعلية االستمرار التجديدم‬
‫شيئا فشيئا دبعونة القرائن »‪.2‬‬

‫‪1‬ينظر‪:‬عهد عبد الواحد‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪. 15 :‬‬


‫‪ 2‬راجي األظبر‪ ،‬إميل يعقوب‪« :‬علوم البالغة»‪ ،‬دار اعبيل‪ ،‬بًنكت‪ ،‬دط‪1426 ،‬ىػ ‪ 2005/‬ـ‪ ،‬ص‪. 49 :‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ذبلى ذلك يف القصيدة قولو يف البيتين األول والبيت السادس‪:‬‬


‫حينما ىل يف ربيع ىاللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫عاد يطوم اؼبدل إلينا خيالو‬
‫‪1‬‬
‫كاكبىن الغصن كارفات ضاللو‬ ‫ضحك الزىر للبالبػ ػ ػل فيػ ػ ػػو‬
‫فهذاف البيتاف الشعرياف يدالف على ذكرل مولد نيب األمة ؿبمد عليو الصالة كالسالـ من كل‬
‫سنة يف قولو‪ :‬حينما ىل يف ربيع ىاللو‪،‬كالرتحيب هبذه الذكرل الغالية العزيزة‪.‬‬
‫بعد إحصاء األفعاؿ يف القصيدة الحظنا أف من أكثر األفعاؿ اؼبوظفة‪ ،‬الفعل اؼباضي الذم بلغ‬
‫عددىا ثالث عشرة مرة‪ ،‬فهذا التوظيف مل يكن اعتباطيا‪ ،‬فالفعل اؼباضي داللة على حيوية‬
‫كارتباطو بالتاريخ كحوادثو كالتذكار‪،‬كأف الفعل قد مت‪ ،‬فبا يستوجب أخذ العربة‪،‬كالفعل ىنا‬
‫يتحدث عن شخصية عظيمة كىي ؿبمد عليو الصالة كالسالـ‪،‬فيحتاج يف كتابتو عنها إىل‬
‫الكثًن من اغبيوية الشعرية‪.‬‬
‫كظف الشاعر أيضا األفعاؿ اؼبضارعة يف قولو‪:‬يمشي‪،‬يبكي‪،‬يبصر‪،‬يقود‪،‬يقتل ‪...‬‬
‫كمثاؿ ذلك من القصيدة البيت السادس والعشرون‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ىو يف الغاب كحده رئبالو‬ ‫كالذم يقتل الربمء شجاع‬
‫وكذلك البيت التاسع والعشرون قولو‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫جئتو أنت فازدىت آمالو‬ ‫عاش دىرا مل يبصر النور حىت‬
‫والبيت الواحد والثالثون ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫كخال من ىواجس الركع بالو‬ ‫كفكف الدمع فيو من كاف يبكي‬

‫‪ 1‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫األفعاؿ اؼبضارعة شأهنا شأف األفعاؿ اؼباضية ؽبا داللة ال يبكن اإلغفاؿ عنها لكن بنسبة أقل‬
‫حبيث بلغت عشر مرات‪ ،‬فالفعل اؼبضارع يفيد اغبيوية كاغبركة كاالستمرار‪،‬كما تفيد رغبة ؿبمد‬
‫األخضر السائحي إىل التطلع كبو اؼبستقبل اؼبزىر الذم يرجوه ألمتو‪.‬‬
‫إف توظيف اعبمل الفعلية بنوعيها يف القصيدة يدؿ على اغبركية كالديناميكية الي تؤدم إىل‬
‫استيعاب القصيدة كفهمها من طرؼ القراء‪.‬‬
‫ب ـ ـ الجمل االسمية‪:‬‬
‫كىي اعبمل الي ترتكب من مبتدأ كخرب‪ «:‬تدؿ على ثبوت اػبرب دكف تعلق الزماف‪،‬كقد‬
‫تفيد اعبمل االظبية الدكاـ كاالستمرار »‪.1‬‬
‫يقولو األخضر السائحي يف البيت الرابع‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫العٌن يسيب هباؤه كداللو‬ ‫كالربيع اغببيب أقبل م ػػلء‬
‫كالبيت الخامس عشر ‪:‬‬
‫‪3 ‬‬
‫كلما الح يف ربيع ىاللو‬ ‫كبن قوـ يهزنا مدح طػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫والبيت السابع عشر ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػػرقتها يب ػ ػ ػ ػ ػػينو كمشالػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫أمم قد مشى الزماف عليها‬
‫كظف الشاعر اعبمل االظبية كما ىو مبٌن يف األمثلة يف األبيات اؼبذكورة أعاله‪:‬‬
‫كالربيع اغببيب‪،...‬كبن قوـ‪ ،...‬أمم قد مشى‪ ،...‬فبعد سبعننا يف ىذه األبيات الحظنا أهنا تفيد‬
‫ثبوت اغبكم الدائم كاالستمرار؛ ألف قصيدة "شهر اػبلود "﵀مد األخضر السائحي كردت يف‬
‫غرض اؼبديح كىو مدح النيب عليو الصالة كالسالـ‪،‬كأسفو عن األمة العربية اإلسالمية لواقعها‬
‫اؼبخالف للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪1 ‬‬
‫راجي األظبر‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.50 :‬‬

‫‪ 2‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪3 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪ 4‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ج ـ ــالضمائر‪:‬‬
‫الضمًن اؼبتصل ىو الذم ال يبكن النطق بو على حدل‪ ،‬بل يينطق مع الكلمة الي‬
‫اتصل هبا‪«.‬فهي الضمائر الي التنفك عن اتصاؽبا بكلمة كىي نوعاف‪ :‬بارز‪،‬كمسترت‪،‬فالبارز ما‬
‫لفظ بو كالكاؼ يف أخوؾ‪،‬كاؼبسترت مانول بو كالذم يف‪ :‬زيد ضرب»‪1‬؛ أم ضرب ىو‪.‬‬
‫نالحظ أف أكؿ ما يشدنا عند قراءة القصيدة بركز ضمًن الغائب "ىاء" اؼبتصل باألفعاؿ‬
‫كاألظباء موجود بكثرة يف هناية كل بيت من القصيدة؛ حيث استعاف بو الشاعر ؿبمد األخضر‬
‫السائحي ركم القصيدة؛ حيث شكل نغما موسيقيا من جهة‪،‬كشكل داللة؛أم أ ٌف ىناؾ عالقة‬
‫بٌن الكاتب كالعامل االفرتاضي من خالؿ كتابتو الشعرية‪.‬‬
‫من خالؿ قرائتنا للقصيدة قبد أف الشاعر ؿبمد األخضر السائحي كظف الضمًن اؼبتصل اؽباء‬
‫بأشكاؿ كمعاف ـبتلفة‪ ،‬فبداية القصيدة استهلها بالتصريع‪ ،‬فاؽباء يف هناية الصدر‪،‬كبداية العجز‬
‫قولو‪:‬‬
‫في البيت األول‪:‬‬
‫حينما ىل يف ربيع ىلو‪.2‬‬ ‫عاد يطوم اؼبدل إلينا خيالو‬
‫كما كظف الشاعر يف ىذا البيت ضمًن اؼبتكلم اؼبنفصل " كبن "‪.‬‬
‫حٌن قاؿ يف البيت الخامس عشر‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫كلما الح يف ربيع ىاللو‬ ‫كبن قوـ يهزنا مدح طو‬
‫ككظف الشاعر ضمًن اؼبتكلم اعبمع اؼبنفصل "كبن" مرة كاحدة يف القصيدة‪ ،‬فأكحى‬
‫ذلك يف القصيدة ليشعرنا بركح اعبماعة كاالنتماء للقومية اإلسالمية كالعربية ػبلق القوة‬

‫‪1‬سائدة مصلح ؿبمد الضمور‪« :‬التشكيل الصوتي في اللغة العربية» ‪ ،‬رسالة دكتوراء يف النحو ‪ ،‬إشراؼ األستاذ‬
‫الدكتور عبد القادر مرعي ‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية ‪ ،‬جامعة األردف ‪،‬السنة اعبامعية‪:‬‬
‫‪2009‬ـ‪ ،‬ص‪.100 :‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪2 ‬‬

‫ـ ف ‪،‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218 :‬‬


‫‪3 ‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫كاإلرباد؛ ألف مصًننا مشرتؾ‪ ،‬كتعترب ىذه الصفات مغيبة يف ؾبتمعنا؛ فهو تأكيد للراكم يف‬
‫مباشرة معاينة األحداث من خالؿ حضوره ؽبا يف عالقة لو هبا‪.‬كىو ما يتمناه أم شخص غيور‬
‫على كطنو‪،‬كدينو‪،‬كقوميتو‪.‬‬
‫قولو أيضا يف البيت التاسع والعشرين والبيت السادس والثالثين‪:‬‬
‫عظمت فيك قدره أجيالو‬ ‫فلذا كنت أنت شهر خلود‬
‫‪1‬‬
‫عاش دىرا مل يبصر النور حىت جئتو أنت فازدىت آمالو‬
‫كاستخدـ الشاعر يف ىذا البيت ضمًن اؼبخاطب اؼبنفصل " أنت " مرتٌن فقط يف‬
‫القصيدة؛ فهو داللة على ربديد اؼبوضوع اؼبشار إليو كمنو يقوـ بتحميل اؼبسؤكلية عبميع العرب‬
‫كاؼبسلمٌن‪.‬‬
‫قولو أيضا يف البيت السادس والعشرين‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ىو يف الغاب كحده رئبالو‬ ‫كالذم يقتل الربمء شجاع‬
‫ػ ػ كظف الشاعر يف ىذا البيت ضمًن الغائب اؼبنفصل "ىو "داللة على الثناء على النيب عليو‬
‫الصالة كالسالـ كاالعتزاز بذكراه اجمليدة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ األسماء ‪:‬‬
‫أ ـ ـ التعريف والتنكير ‪:‬‬
‫إف من خصائص استخداـ األظباء دكف األفعاؿ يف اللغة العربية ىو التعريف كالتنكًن‬
‫من ذلك العلمية «العلم ىو الذم يعٌن مسماه مطلقا كيؤتى بو مسماه من غًنه»‪.3‬‬
‫المعرفة بـ‪" :‬اؿ" « تدخل التعريف على األظباء النكرة كاؼبعرفة »‪.4‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ـ س‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪ 3‬فهد خليل زايد‪«:‬المستوى البالغي البيان والبديع وعلم المعاني»‪ ،‬دار الطفولة‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪ 2011 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.240‬‬
‫‪ 4‬ـ ف‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬ـ ـ التعريف‪ :‬لقد كرد التعريف أكثر من التنكًن يف القصيدة‬


‫البيت الثاني قولو‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تتدجى فالح فيها صبالو‬ ‫الح كالكوف ربتو ظلمات‬
‫والبيت الرابع‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫العٌن يسيب هباؤه كداللو‬ ‫الربيع اغببيب أقبل ملء‬
‫والبيت الخامس والعشرون‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫لغ ػ ػػىن معبػ ػ ػ ػ ػػوده أموال ػ ػ ػ ػػو‬ ‫الفقًنالضعيف ىبضع فيو‬
‫تتعدد دالالت التعريف من خالؿ سياؽ كفهم الكالـ؛ فالبيت األكؿ مثال داللة على الكماؿ‬
‫فيقصد بو نور سيدنا ؿبمد عليو الصالة كالسالـ الذم أنار الدجى؛ أم ظالـ الليل الداحس‬
‫جبمالو‪ ،‬أما البيت الثالث داللة على اإليضاح فقولو‪:‬الفقًن‪،‬مث الضعيف داللة على ترسيخ‬
‫الفكرة ككضوحها للقارئ؛ لتصل إليو الصورة بوضوح‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التنكير‪:‬‬
‫التنكًن من خصائص االسم دكف الفعل؛ ألف استخداـ الكلمة نكرة ما وبتويو من معىن ال‬
‫يبكن التعبًن عنو بالتعريف‪،‬فالتنكًن مطلق كالتعريف يأيت ليقيد ذلك اإلطالؽ‪.‬‬
‫كأمثلة التنكًن قوؿ الشاعر يف البيت الواحد والعشرين‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫غلب اغبق كالصواب ضاللو‬ ‫عامل مثل من يضلل أعمى‬
‫كأيضا البيت السادس عشر‪:‬‬

‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪4 ‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫كصػ ػ ػػدل ى ػ ػ ػػاتف صبيل مقالو‬ ‫ذكػ ػ ػ ػريات لذيذة تػ ػ ػ ػ ػ ػػستبينا‬
‫ىناؾ أغراض ـبتلفة للتنكًن منها ماغرضو التعظيم أك على اعبنس‪،‬فداللتو يف البيت الثاين‬
‫تعظيم شأف ذكرل مولد النيب اؼبصطفى عليو صلوات ا﵁ كأزكى السالـ‪.‬‬
‫نالحظ أف الشاعر ؿبمد األخضر السائحي كظف التعريف كالتنكًن ليحدث صبالية بالغية يف‬
‫القصيدة‪.‬‬
‫‪ 4‬ػ ػ ظرف الزمان والمكان ‪:‬‬
‫من اؼبتعارؼ عليو أف أم نص اليقع من فراغ بل لو مكاف يضبطو مكاف كزماف‪ ،‬فهذاف‬
‫األخًناف مسائل كبوية يضبطاف اػبطاب‪.‬‬

‫أ ـ ـ ظرف المكان‪:‬‬
‫كىو‪ «:‬ما يدؿ على مكاف كقوع اغبدث »‪، 2‬كمن أمثلة ذلك يف القصيدة قولو يف البيتالثاين‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تتدجى فالح فيها صبالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫الح كالكوف ربتو ظلمات‬

‫والبيت السابع عشر ‪:‬‬


‫فرقت ػ ػ ػػها يبين ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كمشالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫أمم قد مشى الزماف عليها‬
‫أما إذا تأملت الكلمات ( ربت‪ ،‬يبٌن‪ ،‬مشاؿ) ذبد أهنا تدؿ على حصوؿ مكاف الفعل‪،‬‬
‫فالظلمات ربت الكوف‪،‬كاألمم تفرقت كتشتت مشلها جهة يف الشماؿ كأخرل جهة اليمٌن‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218:‬‬


‫‪ 2‬فهد خليل زايد‪« :‬المستوى النحوي»‪ ،‬دار الصفوة‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪2011 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪3 ‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ب ـ ـ ظرف الزمان‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ىو االسم الذم يدؿ على زماف ك وبمل معىن‪ «:‬كما دؿ على كقت كحدث فيو العقل »‪.‬‬
‫كمن أمثلة ذلك يف القصيدة قولو يف البيت الثامن والعشرين‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ليس يفىن كال يرجى زكال ػ ػ ػػو‬ ‫ىكذا كاف عامل األمس‪ ،‬ظلم‬
‫والبيت الثالث والعشرون ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫كغريػ ػ ػ ػ ػػق يغيثػ ػ ػ ػ ػػو أمثال ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫ياألعمى يقود يف الليل أعمى‬
‫أما إذا تأملت الكلمات اؼبوجودة يف األبيات الشعرية ( األمس‪،‬الليل) تالحظ أهنا أظباء‪،‬لكن‬
‫إذا تأملناىا من حيث اؼبعىن فسنجد أهنا تدؿ زمن حصوؿ الفعل‪.‬‬
‫كيتفق ظرؼ الزماف كظرؼ اؼبكاف يف اإلعراب فيسمى كالنبا مفعوال فيو‪،‬كال ىبلو أم نص‬
‫شعرم من الزماف كاؼبكاف فكالنبا وبمالف دالالت إوبائية لفهم النص الشعرم لتحديد الزمن‬
‫كاؼبكاف اؼبقرتنٌن يف الوجود؛ لتوصيل الفكرة اؼبوحية للقارئ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المستوى البالغي‪:‬‬


‫سنتطرؽ يف ىذا اؼبستول إىل جانبٌن‪ :‬البياف‪،‬كاؼبعاين‪،‬كنستهل ذلك باالنزياح الذم يطاؿ كل‬
‫من ؿباكر البياف كاؼبعاين؛كقد عرؼ‪ :‬بالعدكؿ‪ ،‬كاػبركج‪ ،‬كخالؼ األصل‪.‬‬
‫الظواىر الرتكيبية يف النص الشعرم تعتمد أساسا على اؼبادة اللغوية كتركيبها على حسب‬
‫أسلوب الشاعر اػباص بو‪،‬كذلك من خالؿ جانبٌن‪ :‬جانب كبوم كآخر بالغي‪.‬‬
‫كنسعى يف ىذا اعبزء إىل ربليل البىن الرتكيبية يف قصيدة " شهر اػبلود " ﵀مد األخضر‬
‫السائحي‪.‬‬

‫فهد خليل زايد‪ «:‬المستوى النحوي »‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.124 :‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪2‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.219 :‬‬


‫‪3 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إذالجانب التركيبي للقصيدة ىو مدل ارتباط الكلمات من حيث تأليفاهتا داخل اعبمل‬
‫يف ؾبموعة من العناصر كىي‪ :‬الضمائر كاعبمل بنوعيها‪ :‬االظبية كالفعلي ػ ػ ػة‪،‬كاإلفػ ػ ػ ػراد كاعبمػ ػ ػع‬
‫كاألظباء من زاكيي التعريف كالتنكًن‪،‬كظرؼ اؼبكاف كالزماف‪،‬كالتذكًن كالتأنيث‪،‬كعلى ذلك تكوف‬
‫اعبمل منطلقنا يف التحليل الرتكييب للنص لالستطالع على البىن األسلوبية اؼبوجودة يف قصيدة‬
‫األخضر السائحي‪ .‬كنربز ذلك يف رصدنا للظواىر اعبمالية يف قصيدة "شهر اػبلود " عن‬
‫طريق‪:‬‬
‫أ‪ -‬االنزياح‪:‬‬
‫من اؼبعركؼ أف االنزياح خركج عن اؼبألوؼ‪،‬كأنو يبثٌل قيمة يف الدراسات النقدية كاألسلوبية‬
‫كذلك راجع إىل اػبصائص الي سبيز الدراسات األدبية منها كالشعرية‪.‬‬
‫أ ـ ـ مفهومو لغة‪:‬‬
‫"جاء يف لساف العرب " لفظة « االنزياح يف جذر (ز‪ ،‬م‪،‬ح )‪ ،‬إذ يقوؿ‪ ( :‬زاح‬
‫الشيء‪ ،‬يزيح‪ ،‬زياحا‪،‬كزوبا‪،‬كزياحا‪،‬كانزاح )‪ :‬ذىب‪،‬كتباعد »‪.1‬‬
‫ب ـ مفهومو اصطالحا‪:‬‬
‫أما "ريفاتًن" فهو فبن تطور مفهوـ االكبراؼ على يديو تطورا جذريا‪ ،‬فيعرؼ"ريفاتًن"االنزياح‪:‬‬
‫« يكوف خرقا لقوانٌن اللغة حينا‪،‬كعبوء إىل ما ندر من الصيغ حينا آخر »‪.2‬‬
‫لقد برز االنزياح اللغوم يف قصيدة "شهر اػبلود"للشاعر ؿبمد األخضر السائحي‬
‫ومثال ذلك في قولو‪:‬‬
‫كاكبىن الغصن كارفات ظاللو‬ ‫ضحك الزىر للبالبل فيو‬
‫فتقت فيو مسكها أذيالو‬ ‫كهتادل النسيم يسرم عليال‬

‫ابن منظور‪«:‬لسان العرب»‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بًنكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1982 ،1‬ـ ‪ ،‬ص‪.552 :‬‬
‫‪1 ‬‬

‫‪2 ‬‬
‫أضبد ؿبمد كيس‪ « :‬االنزياح من منظور الدراسات األسلوبية ‪ ،‬اؼبؤسسة اعبامعية ‪ ،‬بًنكت ‪ ،‬لبناف‪ ،‬د ط‪2005 ،‬‬
‫ـ‪.‬ص‪،‬ص‪.102 ،101:‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫من سركر حباره كجبالو‬ ‫فرح الكوف بالنيب فماجت‬


‫‪1‬‬
‫فارسبى فيو ليثو كغزالو‬ ‫كسرت فيو نشوة ركبتو‬
‫تؤدم معاف لغويٌة كاضحة أك غامضة فحسب‪ .‬بل ىي تؤدم كذلك معاف‬
‫فاأللفاظ ىنا ال ٌ‬
‫بيانية استعاف هبا الشاعر لقصور األلفاظ الواضحة على اػبياؿ الشعرم‪،‬ككذلك اؼبوسيقى‬
‫الشعرية الي وبتاجها الشاعر إلحداث نغم موسيقي يف القصيدة؛كىذا ما هبعلها كاسعة الداللة‬
‫فقولو ضحك الزىر للبالبل ‪ ،‬مسك أذيالو‪ ،‬فرح الكوف فارسبى فيو ليثو كغزالو كلها تعابًن ؾبازية‬
‫خارجة عن االستخداـ اللغوم اؼبألوؼ‪،‬فالشاعر ىنا وباكؿ نقل أحاسيسو كمشاعره الي ال‬
‫تستطيع ألفاظ اللغة القاصرة أداءىا‪.‬‬
‫االنزياح الداللي ‪:‬‬
‫من اؼبعركؼ أنو خركج عن اؼبعتاد أك اؼبألوؼ أك العدكؿ على قواعد الرموز‬
‫اللغوية‪،‬كوضع الصفة مكاف اؼبوصوؼ‪،‬أك اللفظ الغريب بدؿ اللفظ اؼبألوؼ ‪. 2‬‬
‫ب ـ علم البي ـ ـ ـ ــان‪:‬‬
‫«ىو العلػ ػ ػ ػم الذم نستطيػ ػ ػ ػع بو إيػ ػ ػراد اؼبعن ػ ػى الواحػ ػ ػد يف صورة ـبتلفػ ػ ػة‪،‬كتراكيب متباينة‬
‫‪3‬‬
‫يف درجػ ػ ػة الوض ػ ػ ػوح؛حيث تتضػ ػ ػ ػح قيمػ ػ ػ ػة البي ػ ػ ػاف كنربز معنػ ػ ػ ػاه من خػ ػ ػالؿ األسل ػ ػوب»‬
‫سنوضح ذلك من خالؿ دراستنا يف علم البياف؛ألنو كافر االستعماؿ يف القصيدة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ التشبيو‪:‬‬

‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪،‬ص‪،‬ص‪.218 ،217:‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪ 2‬ينظر‪ :‬يوسف أبوالعدكس‪« :‬األسلوبية الرؤية والتطبيق»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.175:‬‬


‫‪ 3‬الطاىر الالدقي‪« :‬المبسط في علوم البالغة المعاني والبيان والبديع»‪ ،‬اؼبكتبة العصرية ‪ ،‬صيدا‪ ،‬بًنكت ‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫‪1426‬ىػ ‪2005 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.133 :‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫يعترب التشبيو أحد األركاف األساسية لعلم البياف‪«،‬فالتشبيو إغباؽ أمر بأمر يف الوصف‬
‫بأداة لغرض كاألمر األكؿ يسمى (اؼبشبو)‪،‬كالثاين (اؼبشبو بو)‪،‬كالوصف (كجو الشبو)‪،‬كاألداة‬
‫(الكاؼ) أك كبوىا »‪.1‬‬
‫كيف تعريف آخر‪ « :‬ىو بياف أف شيأ أك أشياء شاركت غًنىا يف صفة أك صفات بأداة‬
‫ىي الكاؼ‪،‬أك كأف‪،‬أكغًننبا »‪.2‬‬
‫كمن أمثلة ذلك يف قصيدة "شهر اػبلود" قوؿ الشاعر‪:‬‬
‫يف البيت التاسع عشر‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫كلما غبت الح فيك صبالو‬ ‫رب كجو أطلعت كالشمس حسنا‬
‫الشاعر يف ىذا البيت شبو كجو الرسوؿ صلى ا﵁ عليو كسلم كنوره كطلعتو بالشمس‬
‫اؼبشرقة الي تضيء الظلمات يف جاللتو كظهوره‪.‬‬
‫فالمشبو‪ ( :‬كجو اإلنساف )‪،‬كاألداة‪ ( :‬الكاؼ )‪،‬كاؼبشبو بو‪ ( :‬الشمس )‪،‬ككجو الشبو‪:‬‬
‫( اغبسن كاإلشراؽ كالبهاء )‪،‬كمنو نقوؿ‪:‬عن ىذا البيت بو تشبيو تاـ‪.‬‬
‫يعترب التشبيو من األساليب البيانية الي تعٌن على فهم اؼبعىن‪،‬من خالؿ رسم لوحة بتشبيو شيء‬
‫بشيء آخر وبمل صفة من صفاتو أك بعضا منها بشكل متفاكت‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االستعـ ـ ــارة ‪:‬‬
‫تعد االستعارة لفظ مستعمل يف غًن ما كضع لو لعالقة اؼبشاهبة ‪،‬يعرفها "السكاكي "‬
‫يف قولو‪«:‬أف تذكر أحد طريف التشبيو كتريد بو الطرؼ اآلخر موحيا دخوؿ اؼبشبو يف جنس‬

‫‪ 1‬حنفي ناصف كآخركف‪«:‬دروس البالغة مع شرحو شموس البراعة»‪ ،‬دار النشر كالتوزيع‪ ،‬اؼبدينة العلمية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1428‬ىػ‪2007 /‬ـ‪ ،‬ص‪.144 :‬‬
‫‪ 2‬الطاىر الالدقي‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.135 :‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪..218 :‬‬
‫‪3 ‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫اؼبشبو بو داال على ذلك بإثباتك للمشبو ماىبص اؼبشبو بو »‪.1‬‬


‫كيعرفها "القزكيين" يف قولو‪ «:‬ماكانت عالقتو تشبيو معناه دبا كضع لو »‪.2‬‬
‫كتنقسم االستعارة إىل قسمٌن‪:‬‬

‫أ ـ ـ االستعارة التصريحية‪:‬‬
‫تعد االستعارة التصروبية جزءا من علم البياف يف البالغة العربية؛ أم ما يؤتى جبمعٌن‬
‫ؾباز لغوم كمشبو بو‪ .‬حبيث نصرح باؼبشبو بو ككبذؼ اؼبشبو‪.‬‬
‫كقوؿ الشاعر يف البيت السادس‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫كاكبىن الغصن كارفات ظاللػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫ضحك الزىر للبالبل فيو‬
‫حذف المشبو كىو‪ ( :‬اإلنساف )‪،‬كذكر اؼبشبو بو‪ ( :‬الزىر )‪.‬‬

‫ب ػ ػ االستعارة المكني ـ ـ ــة ‪:‬‬


‫كىي ماحذؼ اؼبشبو بو مع ترؾ قرينة تدؿ عليو مع ضركرة ذكر اؼبشبو؛ىي الي مل يذكر‬
‫فيها اؼبشبو بو‪،‬كإمبا يكىن عنو بذكر أحد لوازمو ‪.4‬‬
‫فاالستعارة من أصبل األدكات استخداما يف الصورة الشعرية؛ ألهنا ذبسد األحاسيس يف‬
‫صورة صبالية‪ ،‬كما تسهم يف جعل األسلوب التعبًنم أكثر دقة ؼبا ربملو من قوة التكثيف‪.‬‬
‫كقبد ذلك يف البيت الرابع‪:‬‬

‫‪ 1‬ؿبمد علي زكي صباغ‪« :‬البالغة الشعرية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ»‪ ،‬اؼبكتبة العصرية‪ ،‬بًنكت‪،‬‬
‫ط‪11418‬ىػ‪1998 /‬ـ‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫‪ 2‬ـ س‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪ 3‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪4‬األزىر الزناد‪«:‬دروس البالغة العربية نحو رؤية جديدة» ‪ ،‬اؼبركز الثقايف للنشر كالتوزيع‪ ،‬بًنكت‪ ،‬ط‪ 1992 ،1‬ـ ص‪:‬‬
‫‪.66‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫العٌن يسيب هباؤه كداللػ ػ ػػو‬ ‫كالربيع اغببيب أقبل ملء‬
‫شبو الشاعر يف ىذا البيت ( الربيع ) باإلنساف‪،‬كحذؼ اؼبشبو بو كذكر صفة من صفاتو‬
‫(اغببيب)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ الكنايـ ـ ـ ــة ‪ :‬يف معناىا اللغوم؛ أف تتكلم بشيء كتريد غًنه‪.2‬‬
‫المعنى االصطالحي‪:‬‬
‫ىي أف يريد اؼبتكلم إثبات معىن من اؼبعاين فال يذكره باللفظ اؼبوضوع لو يف اللغةكلكن‬
‫هبيء إىل معىن ىو تاليو كردفو يف الوجود فيومي إليو كهبعلو دليال عليو كىي‪ «:‬ترؾ التصريح‬
‫بذكر الشيء إىل مايلزمو »‪.3‬‬
‫كمعىن ذلك من التعريف ىي التلميح إىل اؼبعىن كعدـ التصريح بو‪،‬كما نالحظو بعد‬
‫إطالعنا على الكنايات الي كظفها الشاعر قبد‪:‬‬
‫قوؿ الشاعر األخضر السائحي يف البيت الرابع‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫العٌن يسيب هباؤه كداللو‬ ‫الربيع اغببيب أقبل ملء‬
‫فالشاعر كظف ىذه الكناية لغرض إثبات كتأكيد اؼبعىن بطريقة التالعب باأللفاظ‬
‫اللغوية كمناسبتها للمقاـ الذم أراد التحدث عنو ‪ ،‬كما أف الكناية سانبت يف ربط أجزاء‬
‫القصيدة كإعطائها طابعا خاصا لتقوية اؼبعاين كالتعمق فيها‪،‬كتعددت الدالالت للتأثًن على‬
‫القارئ‪.‬‬

‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪2‬األزىر الزناد‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.84 :‬‬


‫‪3‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪4 ‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫كنالحظ بعد إطالعنا على ؾبمل الكنايات أف طغياف الكناية عن موصوؼ‪،‬كىو‬


‫الرسوؿ صلى ا﵁ عليو كسلم إذ استعملها الشاعر للتعبًن عن الفرح باستقباؿ الشهر الذم كلد‬
‫فيو خًن األناـ ؿبمد صلى ا﵁ عليو كسلم‪.‬‬
‫ج ـ علم المعـ ـ ــاني‪:‬‬
‫«ىو قواعد هبا كيفية مطابقة الكالـ ؼبقتضى اغباؿ‪،‬كفقالغرض الذم يساؽ إليو‪.‬‬
‫كبعلم اؼبعاين وبرتز عن اػبطػأ يف تأدية اؼبعىن اؼبراد ‪،‬إذ يعرؼ السبب الذم يدعو إىل‬
‫التقدمي كالتأخًن كالذكر كاغبذؼ‪،‬كاإلهبازكاإلطناب‪،‬كالفصل كالوصل‪،‬كما إىل ذلك»‪.1‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ األساليب اإلنشائية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫اإلنشاء لغة‪ :‬اإلهباد كاإلحداث‪.‬‬
‫أما في االصطالح‪:‬‬
‫«ذلك الكالـ الذم الوبتمل صدقا ككذبا‪،‬ىوما وبصل مضمونو كاليتحقق إال إذا تلفظت بو‬
‫»‪.3‬‬
‫‪ ‬ينقسم اإلنشاء إىل نوعين‪:‬اإلنشاء الطلبي واإلنشاء غير طلبي‪.‬‬
‫‪01‬ـ ـ اإلنشاء الطلبي‪:‬‬
‫ىو ما يستدعي مطلوبا غًن حاصل كقت الطلب‪،‬كأنواعو ىي‪ :‬التمين‪،‬كاالستفهاـ‬
‫كاألمر‪،‬كالنهي‪،‬كالنداء‪.‬‬
‫أ ـ االستفه ـ ـ ـ ــام‪:‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ؿبمد طاىر الالدقي‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫يوسف أبوالعدكس‪ «:‬البالغة واألسلوبية»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.57 :‬‬


‫‪2 ‬‬

‫‪3 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ىو طلب العلم بشيء مل يكن معلوما من قبل‪،‬كذلك بأداة من إحدل أدكاتو كىي‪:‬‬
‫اؽبمزة‪ ،‬ىل‪ ،‬ما‪،‬من‪ ،‬مىت‪ ،‬أياف‪ ،‬كيف‪ ،‬أين ‪ ...‬اخل‪ ،‬كلكل من ىذه األدكات أحكاـ‪،‬‬
‫ككجوه استعماؿ‪.1‬‬
‫من خالؿ ىذا نسعى إىل الوقوؼ على االستفهاـ يف قصيدة " شهر اػبلود "‪،‬ككيف‬
‫كظفو الشاعر ليؤدم إىل معاف جديدة باعتبارىا ظاىرة أسلوبية‪ ،‬كمثاؿ ذلك قولو يف البيت‬
‫الثالث‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫فهل عاد يا ربيع بالل ػ ػ ػػو؟‬ ‫األناشيد يف السماء كيف األرض‬
‫كقولو أيضا يف البيت الثالث عشر‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫كيف كانت حصباؤه ك رمالػ ػ ػػو؟‬ ‫سائل الشرؽ حٌن ضاع شذاه‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬


‫االستفهاـ من األساليب اإلنشاء الطلبية‪،‬كتتعدد أمباطو كزبتلف‪،‬كلكل أداة من أدكات‬
‫االستفهاـ ظبة كبوية ؿبددة‪،‬حسب ما يستعملو الشاعر‪ ،‬فالشاعر ؿبمد األخضر السائحي‬
‫استعمل استفهامٌن اثنٌن يف القصيدة ككل‪ ،‬كما ذكرنا آنفا يف البيت الثالث كالبيت‬
‫الثالث عشر‪ ،‬فالشاعر كظف ىذا االستفهاـ مثال يف البيت الثالث لتساؤلو عن ما ىو‬
‫كضع ذكرل اؼبولد النبوم الشريف‪،‬يف ىذا الزمن الذم اختلفت طريقة االحتفاؿ بو عن‬
‫الوقت اؼباضي الذم يتلى فيو القرآف‪ ،‬كسبجد فيو سًنة النيب العطرة‪.‬‬
‫فاالستفهاـ ىنا يوجد يف عجز البيت‪.‬‬
‫ب ـ ـ التقديـ ــم و التأخيـ ـ ـ ــر‪:‬‬

‫‪1‬يوسف أبوالعدكس‪ «:‬البالغة واألسلوبية»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.63 :‬‬


‫‪2‬ؿبمد األخضر السائحي ‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س ‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪3 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪.2118 :‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫تعد ىذه اػباصية من خاصيات اللغة كصبالية من صبالياهتا قبدىا على مستول‪ :‬اعبمل‬
‫الفعلية‪،‬كاعبمل االظبية‪.‬‬
‫«يبكن كصف ىذه اػباصية بأهنا إحدل صباليات اللغة كإحدل الطاقات الداللية الي ترتكز‬
‫عليها اللغة العربية كتدخل ىذه الظاىرة على اعبملة بنوعيها الفعلية كاالظبية كركنيها‬
‫اؼبسند كاؼبسند إليو »‪.1‬‬
‫نالحظ أف التقدمي كالتأخًن بارز يف القصيدة‪،‬كمثاؿ ذلك قوؿ الشاعر السائحي؛حيث‬
‫قدـ اؼبفعوؿ بو عن الفاعل كمثاؿ ذلك يف قولو يف البيت السابع‪:‬‬
‫‪2 ‬‬
‫فتقت فيها ًم ٍسكها أذيالو‬ ‫كهتادل النسيم يسرم عليال‬
‫فػ مسكها تعرب مفعوؿ بو مقدـ‪ ،‬أما أذيالو فتعرب فاعل مؤخر ‪.‬‬
‫كمثاؿ آخر عن تقدمي اػبرب عن اؼببتدأ‪،‬كيف البيت الثاني من القصيدة كذلك حٌن قاؿ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تتدجى فالح فيها صبالو‬ ‫الح كالكوف ربتو ظلمات‬
‫فػ"ربتو"تعرب خرب مقدـ‪ ،‬أما "ظلمات" مبتدأ مؤخر‪،‬كخرب مقدـ آخر يف نفس البيت"فيها"‬
‫خرب مقدـ‪،‬ك"صبالو" مبتدأ مؤخر‪.‬‬
‫ىناؾ دكاعي لتقدمي الكالـ عمال مقصودا يقتضيو غرض بالغي للشاعر حيث أنو مثال قدـ‬
‫اػبرب عن اؼببتدأ مرتٌن يف البيت الثاين من القصيدة ؼبكانة كعظمة النيب عليو الصالة كالسالـ‬
‫الي يتميز هبا عن سائر البشرية الذم أنار الظالـ الداحس كاعبهل ‪ ...‬الذم عم فيها كتكبدت‬
‫كزببظت فيو منذ زمن طويل‪ ،‬إىل أف جاء نيب ا﵁ كأنقذىا‪،‬كأنار درهبا كسبلها‪.‬‬
‫ج ـ ـ اإلفراد والجمع‪:‬‬

‫‪1‬ؿبمد عبد اؼبطلب‪« :‬البالغة واألسلوبية»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.331 :‬‬


‫‪2‬ؿبمد األخضر السائحي ‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س ‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إف ظاىرة اإلفراد كاعبمع ؽبا مكانة يف الشعر ضمن الرتكيبة البالغية‪ ،‬فتوظيف صيغة اعبمع يف‬
‫القصيدة وبمل معاف كدالالت‪ ،‬فبا جعل النٌقاد يولوهنا أنبية عظمى‪.‬‬
‫إذ أشار إىل ذلك " ابن األثًن " يف قولو‪ « :‬كمن ىذا النوع ألفاظ يعدؿ عن استعماؽبا من غًن‬
‫دليل يقوؿ على العدكؿ عنها‪،‬كاليستفىت يف ذلك إال الذكؽ السليم‪،‬كىذا موضوع عجيب كنو‬
‫سره »‪.1‬‬
‫إعداد الطالبة‪ :‬بن عيسى بهية‬
‫كظف الشاعر األخضر السائحي الجمع يف القصيدة بقولو‬
‫اعبباؿ ‪ ،‬البحار ‪ ،‬ظلمات ‪ ،‬طلوؿ ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫في البيت الثامن‪:‬‬
‫من سركر حباره كجبالو‪.2‬‬ ‫فرح الكوف بالنيب فماجت‬
‫ــواإلفراد في قولو ‪:‬‬
‫الربيع ‪ ،‬اؽبالؿ ‪ ،‬الكوف ‪ ،‬النسيم ‪ ،‬السماء ‪ ،‬األرض ‪ ،‬العٌن ‪ ،‬الركض‪.‬‬
‫في البيت السابع‪:‬‬
‫فتقت فيو مسالكها أذيالو‪. 3‬‬ ‫كهتادل النسيم يسرم عليال‬
‫كأيضا البيت العاشر‪:‬‬
‫كىدتو أخالقػ ػػو كخالل ػ ػ ق ػ‪.4‬‬ ‫عرؼ الكوف من أنار دجاه‬
‫إف للمستول الرتكييب أنبيتو يف الكشف عن شعرية الشاعر‪،‬كمؤثراتو اإلبداعية‪،‬كأساليبو‬
‫الشعرية‪،‬ىذا اؼبستول تكمن قدرة الشاعر اإلبداعية من خالؿ براعتو يف تشكيل كانتقاء اعبمل‬

‫‪1‬ضياء الدين بن األثًن‪« :‬المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر»‪ ،‬النهضة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬ج‪ 1‬ص‪:‬‬
‫‪.274‬‬
‫‪ 2‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪4 ‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫كتركيبها من خالؿ استغالؿ الكلمات خبواصها الصوتية كالصرفية يف تراكيب صبل ربقق اعبمالية‬
‫عن طريق التالحم القائم بٌن الرتكيب اؼببدع كالشعور اػباص‪،‬كعلى ىذه األسس ينتقي الشاعر‬
‫ألفاظو يف بناء قصيدتو كاختيار األساليب النحوية اؼبالئمة بقدر ما يركز على الناحية الفنية‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫ب ـ المستوى الداللي ‪:‬‬


‫يعترب اؼبستول الداليل من اؼبستويات اؼبهمة يف الدراسة األسلوبية فهو اعبانب اؼبعنوم‬
‫للداللة اؼبتشعبة يف النص‪.‬‬
‫يرل"غرانجو" أن العالمات نوعان‪:‬‬
‫النوع األكؿ بعضها أحادم الداللة‪،‬ؿبدد اؼبعىن؛ فهذا النوع اليدخل يف باب األسلوب‪.‬‬
‫كالبعض اآلخر متعدد الداللة‪،‬كغًن ؿبدد اؼبعىن‪ ،‬تتكشف لو شفرات ـبتلفة كبوي ػ ػةػ‬
‫كلغوية‪،‬كداللية تشكل أسلوبا يصلح أف يكوف موضوعا للدراسة األسلوبية؛ فهي ؾبموعة من‬
‫الضوابط الي يلتزـ هبا الكاتب كالقارئ‪.1‬‬
‫كمن خالؿ ىذا نسعى يف ىذا اؼببحث إىل دراسة اغبقوؿ الداللي ػ ػػة كاؼبعجػ ػ ػػمية كظاىرة‬
‫التكرار اؼبوجودة يف القصيدة‪.‬‬
‫المعجم الواردة في القصيدة وأبعاده األسلوبية‪:‬‬
‫إف اؼبستول الداليل كاؼبعجمي يتعلق بالوحدات اؼبعجمية‪ ،‬كعلى معانيها يف القواميس‬
‫دكف االىتماـ دبعناه؛ أم يف سياؽ النص أك الكالـ‪،‬فاؼبعجػ ػ ػػم مكوف من اؼبكونػ ػ ػػات البنيويػ ػ ػػة‬
‫األساسية للنص‪،‬كمن خالؿ ىذا نرل ضركرة مراعاة معاين الكلمات كمرجعيتها كدالالهتا على‬
‫مستول الفضاء النصي‪،‬فالكلمات ؽبا قراءة باطنية تأكيلية أغلبها تتعدد معانيها كتتضمن داللة‬
‫ظاىرية‪،‬كسنتناكؿ يف اؼبستول الداليل العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ معجـ ـ ـ ــم الطبيعة ‪:‬‬
‫بعد قرائتنا لقصيدة "شهر اػبلود" ﵀مد األخضر السائحي يبكن أف نقسم معجم‬
‫الطبيعة إلى قسمين ‪:‬‬
‫أ ػ ػ قسم الطبيعة المتحركة الحيـ ــة‪:‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ ،‬عدناف بن ذريل‪« :‬النص واألسلوبية بين النظرية والتطبيق»‪ ،‬ارباد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬د ط‬
‫‪ 2000‬ـ‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫لقد كاف للطبيعة اؼبتحركة اغبية مكانة مهمة يف كتابات الشاعر ؿبمد األخضر‬
‫اؼبتحركػ ػ ػػة حضػ ػػور كاضح‪،‬كذبلى‬
‫السائحي‪،‬كمنها قصيدة " شهر اػبلود"؛ حبيث كاف للطبيع ػ ػ ػػة ٌ‬
‫ذلك عند توظيفو ؽبذه الكلمات داخل القصيدة نذكر منها على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬
‫البيت التاسع كقولو‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫فارسبى فيو ليثػ ػ ػ ػػو كغزال ػ ػ ػػو‬ ‫كسرت فيو نشوة ركبتو‬
‫كقولو أيضا يف البيت السادس والعشرين‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ىو يف الغاب كحده رئبالو‬ ‫كالذم يقتل الربمء شجاع‬
‫والبيت الثاني والثالثون‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ال ىزبر ىبشى كال أشبالو‬ ‫القوانٌن فيو حق كعدؿ‬
‫استمد الشاعر بعض أظباء اغبيوانات من معجم الطبيعة اغبية‪:‬البالبل‪ ،‬ليث‪ ،‬غزاؿ‬
‫رئباؿ‪ ،‬أشباؿ؛ فهي عبارة عن حيوانات مفرتسة كحيوانات أليفة كأف اغبياة الي نعيشها من‬
‫ظلم كاستبداد من طرؼ الطغاة عبارة عن ؾبتمع آخر‪،‬كىو ؾبتمع الغاب؛ حيث أصبح القوم‬
‫يأكل الضعيف يوحي هبا الشاعر إىل غفلة األمم العربية كاإلسالمية بالرفق بالضعيف‪،‬كمساعدة‬
‫اؼبساكٌن‪ ...‬كغًنىا فبا أمرنا بو ا﵁ عز كجل كما سبليو علينا سنة نبين ػ ػػا اؼبصطفى عليو الص ػ ػ ػػالة‬
‫الرضبة كالتٌالحم كالتٌعاكف ك التٌكافل االجتماعي الي غابت يف‬
‫كالسالـ من خصاؿ اؼبودة ك ٌ‬
‫ؾبتمعنا اآلف‪.‬‬
‫ب ـ قسم الطبيعة الجامـ ـ ــدة‪:‬‬
‫كأخذت الطبيعة اعبامػ ػ ػػدة حظا كافرا من القصيدة؛ حبيث نرل أف الشاعر اعتمدىا‬
‫ملجأ يف الرتكيب لتشكيل النص الشعرم من خالؿ الكلمات كاؼبعجم التٌايل‪ :‬ربيع ‪،‬ىالؿ‬

‫‪ 1‬ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218 :‬‬


‫‪2 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪3 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫الكوف‪ ،‬ظلمات‪ ،‬السماء‪ ،‬األرض‪ ،‬الركض‪ ،‬زىوره‪ ،‬الزىر‪ ،‬الغصن‪ ،‬حبار جباؿ‪ ،‬حصباء رماؿ‪،‬‬
‫الشمس‪ ،‬الليل‪ ،‬النور‪ ،‬ضياء‪ ،‬تاللو‪.‬‬
‫كمن أمثلة ذلك قبد في البيت األول‪ ،‬قولو‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حينما ىل يف ربيع ىاللو‬ ‫عاد يطوم اؼبدل إلينا خيالو‬
‫والبيت الثامن قولو‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫من سركر حباره كجبالو‬ ‫فرح الكوف بالنيب فماجت‬
‫كردت بكثرة يف القصيدة كذلك ؼبا ربملو من ظبات كدالالت متعددة؛ نظرا لكوف‬
‫الطبيعة مصدرا خصبا يستلهم منو أغلب شعراء العصر اغبديث كتاباهتم‪،‬فيعرب بذلك الشاعر‬
‫عن مكنوناتو كمشاعره كعواطفو كأحاسيسو؛كذلك بدمج ألفاظ من الطبيعة يف الشعر‪ ،‬كذكر‬
‫الشاعر من معجم الطبيعية اعبامدة ثالثا يف بيت كاحد‪ ،‬نأخذىا على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫قولو‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫فهل عاد يا ربي ػػع بالل ػ ػ ػػو؟‬ ‫األناشيد يف السماء كيف األرض‬
‫نستنتج أف توظيف ىذه اؼبصطلحات "السماء‪ ،‬األرض‪،‬ربيع"‪ ،‬داللة على براعة استخداـ‬
‫الشاعر ؽبذا اؼبعجم بطريقة مكثفة يف بيت كاحد‪.‬‬
‫نرل أف الشاعر كظف الطبيعة اعبامدة بكثرة يف القصيدة كأحيانا استخدمها داللة على‬
‫أف الشاعر عبأ إىل الطبيعة الي يستعٌن هبا الشعراء يف العصر اغبديث كجعلها مأكل لكتابة‬
‫نصو الشعرم بطريقة التالعب بالكلمات يف توظيفها من خالؿ ما يراه ك يسمعو؛ ليعرب عن‬
‫مدل فرحة ك هبجة ك سركر الكوف دبولد خًن األناـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحقول الدالليـ ـ ــة ‪:‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪ « :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪3 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫اغبقوؿ الداللية خطوة مهمة يف تطوير معجم اؼبعاين أك معجم اؼبوضوعات‪،‬كلقد‬


‫تنوعت اغبقوؿ الداللية يف قصيدة "شهر اػبلود‪،‬كنذكر منها‪:‬‬
‫أ ـ ـ حقل المعانـ ــاة ‪:‬‬
‫إف أكثر اغبقوؿ الداللية البارزة يف القصيدة ىو حقل اؼبعاناة كىو اغبقل الذم يدؿ‬
‫على العناء الذم وبس بو الشاعر؛حيث كظفو األخضر السائحي يف القصيدة أكثر من ذلك‬
‫الكلمات التالية‪ :‬ضاع‪ ،‬نبوـ‪ ،‬تالشت‪ ،‬غريق‪ ،‬اؼبوت‪ ،‬الفقيػ ػػر‪ ،‬الضعيػ ػػف‪ ،‬تدف ػ ػ ػػن‬
‫يبكي‪،‬الدمع‪.‬‬
‫مثػ ػ ػ ػػاؿ من القصيدة البيت الرابع والعشرين‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حسبتو عن العال أغالل ػ ػ ػػو‬ ‫عامل من عوامل اؼبوت داج‪..‬‬
‫كقولو أيضا يف البيت الواحد والثالثين‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫كخال من ىواجس الركع بالو‬ ‫كفكف الدمع فيو من كاف يبكي‬
‫نستنتج من خالؿ توظيف الشاعر غبقل اؼبعاناة أنو أراد أف يوصل لنا مدل اغبزف‬
‫اؼبخيم على البشرية كأهنا كانت ميتة ال تعرؼ طعم اغبياة قبل بعثة نبيو ؿبمد عليو أفضل‬
‫السالـ حوؿ ىذه‬
‫الصالة كالسالـ‪ ،‬كبوجوده أنًنت اغبياة كأيضيئت ككأف كجود النٌيب عليو ٌ‬
‫البكاء كالدموع إىل الفرح كالغبطة كالسركر‪.‬‬
‫استطاعت ىذه الدالالت أف تضفي على النص صبالية شعرية فنية من خالؿ توظيفها‬
‫اؼبعربة عن كاقع مرير نعيشو‪،‬كنتكبد كنعاين من‬
‫الشعرية ٌ‬
‫توظيفا حسيا يتماشى مع ىذه الكتابة ٌ‬
‫أخطائو‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ّدالالت اللغوية‪:‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪ « :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫سنقوـ يف ىذا اؼبستول بتحليل اعبمل كالكلمات كسنبدأ بتحليل الصوت اللغوم كمبر‬
‫على األلفاظ ك الرتاكيب‪،‬كصوال إىل الداللة‪.‬‬
‫أ ـ ـ التـ ـ ــكرار‪:‬‬
‫إف التكرار ظاىرة من الظواىر الي تعطي كتضيف إىل القصيدة صباال كركنقا ـبتلفا كىي‬
‫ظاىرة تضيء النص الشعرم داللة ك إيقاعا‪.‬‬
‫الشاعر كلمات يف القصيدة حٌن قاؿ يف البيت األكؿ‬
‫كيظهر ذلك جليا عندما كرر ٌ‬
‫والبيت الخامس عشر‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حينما ىل يف ربيع ىاللو‬ ‫عاد يطوم اؼبدل إلينا خيالو‬
‫‪2‬‬
‫كلما الح يف ربيع ىاللو‬ ‫كبن قوـ يهزنا مدح طػ ػػو‬
‫نالحظ تكرار صبلة ربيع ىاللو‪ ،‬فهذا التكرار ليس اعتباطيا‪،‬بل ىو مقصود من طرؼ‬
‫الشاعر؛ فداللة ىذا التٌكرار يف القصيدة ىو زبليد كسبجيد اليوـ الذم كلد فيو الرسوؿ عليو‬
‫ٌ‬
‫الصالة كأزكى السالـ‪،‬معتمدا صيغة اعبمع‪" :‬كبن قوـ" ؽبذا التخليد فذلك يوـ عظيم يستحق‬
‫التمجيد كالتعايل‪.‬‬
‫ب ـ ـ تكرار األسم ـ ـ ـ ــاء‪:‬‬
‫يبكن إحصاء أكثر األظباء تكرارا يف القصيدة كما ىو مبٌن يف اعبدكؿ التايل‪:‬‬

‫دالل ػ ػػة تكػ ػ ػ ػرارىا‬ ‫عدد تك ػ ػ ػ ػرارىا‬ ‫األظبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬


‫داللة على الفرحة ك البهجة‬
‫باستقباؿ ذكرل مولد النبوم‬ ‫‪04‬‬ ‫ربيػ ػ ػ ػ ػػع‬
‫الشريف‪.‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪ « :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪2 ‬‬
‫ـ ف‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫داللة على اؼبكانة الرفيعة‬


‫اؼبقدسة بالنيب عليو الصالة‬
‫كالسالـ كسط األمة العربية‬ ‫‪04‬‬ ‫عال ػ ػ ػ ػػم‬
‫اإلسالمية ك بعض األمم‬
‫الغربية‪.‬‬
‫داللة على اشراقة ك إطاللة‬
‫ذكرل النيب عليو الصالة‬ ‫‪02‬‬ ‫الزىر‬
‫كالسالـ‪.‬‬

‫الشاعر ؿبمد‬
‫نستنتج من خالؿ تكرار ىذه الكلمات يف القصيدة "شهر اػبلود"‪ ،‬أف ٌ‬
‫الصالة‬
‫األخضر السائحي يف توظيفو ؽبذه اؼبفردات ك تكرارىا‪،‬مثٌل ميالد سيد األن ػ ػ ػػاـ عليو ٌ‬
‫الربيع بطلعتو البهيجة كطلعة اؽبالؿ اؼبضيء‪،‬كفرح الكوف هبذه الطلعة البهية الي‬
‫السالـ يف ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫أنارت الظلمات على األمة أصبع‪ ،‬أراد أف يبٌن الفرحة الي تغمره هبذه اؼبناسبة اجمليدة‪.‬‬
‫ج ـ ـ تكرار األفع ـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫ذكر الشاعر األخضر السائحي ؾبموعة من األفعاؿ يف القصيدة كىي‪ :‬عاد‪ ،‬ضحك‬
‫فرح‪ ،‬عرؼ‪ ،‬كاف‪ ،‬عاش‪.‬‬
‫جاء تكرار "عاد " مرتٌن يف القصيدة ك ذلك من يف البيتٌن البيت األول والبيت‬
‫الثالث‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حينما ىل يف ربيع ىاللو‬ ‫عاد يطوم اؼبدل إلينا خيالو‬
‫‪2‬‬
‫فهل عاد يا ربيع باللو ؟‬ ‫األناشيد يف السماء ك يف األرض‬

‫‪1 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪ « :‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫نستنتج من خالؿ تكرار ىذه األفعاؿ يف القصيدة أف الشاعر استعملها للتأكيد على‬
‫كل سنة يوـ‬
‫الشريف الي تتج ٌدد ٌ‬
‫عودة ذكرل عزيزة علينا كما ذكرنا سابقا ذكرل اؼبولد النٌبوم ٌ‬
‫الشهر اؽبجرم ربيع األكؿ– شهر اػبلود ‪.-‬‬
‫‪ 12‬من ٌ‬
‫د ـ ـ تك ـ ـرار الح ـ ــروف‪:‬‬
‫إ ٌف تكرار اغبركؼ يف القصيدة يزيد من ترابط النٌص كسباسكو بعضو ببعض‪.‬‬
‫الشعور‬
‫« إف استيحاء معاين اغبركؼ من أصواهتا‪ ،‬يتم عن طريق االستبطاف؛ كىو استخداـ ٌ‬
‫كملكة كعي لندرؾ مدل ىذه اغباالت الشعورية بداخلنا كذلك بانعكاس شعورنا على اؼبشاعر‬
‫كاألحاسيس الي تثًنىا أصوات اغبركؼ يف نفوسنا‪.‬‬
‫كذلك ما عناه األرسوزم بعبارتو‪( :‬صدل أصوات اغبركؼ يف كجداننا) »‪.1‬‬
‫كمن أمثلة تكرار اغبركؼ يف القصيدة قوؿ الشاعر‪:‬‬
‫داللة تكرارىا‬ ‫عدد تكرارىا‬ ‫اغبركؼ اؼبكررة‬
‫كصف كمدح الرسوؿ صلى ا﵁ عليو كسلم‬ ‫‪08‬‬ ‫حركؼ اعبر‬

‫منزلة ك مكانة خًن األناـ عليو الصالة كالسالـ‬ ‫‪03‬‬ ‫حركؼ النداء‬

‫اؼبيل العاطفي اذباه الرسوؿ عليو السالـ‬ ‫‪30‬‬ ‫حركؼ العطف‬


‫السائحي‬
‫الشاعر ؿبمد األخضر ٌ‬
‫نالحظ أف حركؼ العطف أخذت اغبظ األكفر من توظيف ٌ‬
‫تكررت ثالثٌن مرة‪.‬‬
‫يف قصيدة "شهر اػبلود "حيث حظيت بالنٌسبة الكربل‪،‬إذ ٌ‬

‫‪ 1‬حسن عباس‪ «:‬خصائص الحروف العربية ومعانيها »‪ ،‬منشورات ارباد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا ‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪1998‬ـ ‪ ،‬ص‪.39 :‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫فتوظيف اغبركؼ كتكرارىا أعطى للقصيدة سباسكا كترابطا؛ فمن خالؿ ىذا الرتابط كالتناسق‬
‫كتعزز مفهومو‬
‫يستطيع اؼبتلقي فهم كقراءة القصيدة؛ حبيث إ ٌف ىذه اغبركؼ تس ٌد ثغرات النٌص ٌ‬
‫لدل القارئ‪.‬‬
‫ضمائر ‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ تكرار ال ّ‬
‫إف تكرار الضمائر يف القصيدة يزيد من اتساؽ كانسجاـ النٌص حبيث هبعلو مرتابطا‬
‫الشاعر مثال‪:‬‬
‫كقبد ىذا التٌوظيف يف قوؿ ٌ‬
‫يف البيت التاسع والعشرين‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫جئت ػػو أنت فازدىت آمال ػ ػ ػػو‬ ‫عاش دىرا مل يبصر النور حىت‬
‫كظف الشاعر الضمًن "أنت" يف ىذا البيت ليعظم مكانة النيب كأنو أتى بنوره ليزيح عنا‬
‫الظلمات‪،‬كتعظيم كسبجيد ذكرل مولده كاالعتزاز بو كالتقرب إليو‪.‬‬
‫التّلوين اللفظي‪ :‬كيضم ألوانا من عناصر االتساع اللغوم‪ ،‬تثمر من خالؽبا الداللة يف النٌص‬
‫الشعرم‪،‬كذلك كما ىو كارد يف القصيدة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫بعض أنواع البديع‪:‬‬
‫الشاعر لكي يعرب عن مبتغاه‬
‫كيعرؼ البديع على أنو فن من فنوف القوؿ اغبديث‪،‬يستخدمو ٌ‬
‫بطريقة أحسن كيضفي على القصيدة صبالية هبعل القارئ يقبل على قرائها كدارسها للوقوؼ‬
‫على دررىا كلطائفها‪.‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬بن عيسى بهية‬ ‫وعلم البديع‪:‬‬

‫‪1 ‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪ « :‬ىمسات وصرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫«علم يعرؼ بو كجوه ربسٌن الكالـ اؼبطابق ؼبقتضى اغباؿ‪،‬كىذه الوجوه ما يرجع منها إىل‬
‫ربسٌن اؼبعىن يسمى با﵀سنات اؼبعنوية كما يرجع منها إىل ربسٌن اللفظ يسمى با﵀سنات‬
‫‪1‬‬
‫اللفظية »‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الت ـّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرادف‪:‬‬
‫الرتادؼ ىو اختالؼ اللفظ ك اتفاؽ اؼبعىن‪،‬فالفظ يدؿ على أكثر من معىن‪.‬‬
‫فبا يعرؼ أف ٌ‬
‫مفهومو لغ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫كل شيء تبع شيئا فهو ردفو‪،‬يقاؿ ىذا أمر ليس ردؼ؛ أم ليس لو تبعو‬
‫« الردؼ كالتتابع‪ٌ ،‬‬
‫كردؼ اؼبرأة عجيزهتا »‪.2‬‬
‫كل كاحد‬
‫الشيء تبع بعضو بعضا كيقاؿ‪ :‬الليل كالنٌهار ردفاف؛ألف ٌ‬
‫كالرتادؼ؛ التتابع‪،‬كترادؼ ٌ‬
‫الرتادؼ‪،‬فرتادؼ‬
‫منهما يردؼ صاحبو؛ أم يتبع أحدنبا اآلخر كترادفت الكلمتاف كاف بينهما ٌ‬
‫الكلمتٌن أف تكوف دبعىن كاحد‪،‬ككذلك ترادؼ الكلمات مولد‪،‬كىو لفظ استعملو النٌاس قديبا‬
‫يف عصر الركاية»‪.3‬‬
‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫اصطالحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ‪:‬‬
‫« عبارة عن كجود كلمة أك أكثر ك لكن ؽبا داللة كاحدة؛أم أف الكلمات ىنا ىي اؼبتع ٌددة أما‬
‫اؼبعىن فغًن متع ٌدد »‪.4‬‬
‫بن عيسى بهية‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫كمن أمثلة ذلك يف القصيدة قوؿ األخضر السائحي يف البيت الثاني عشر‪:‬‬

‫‪1 ‬‬
‫حنفي ناصف ك آخركف‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.184 :‬‬

‫‪ 2‬ظبًنة علي أضبد‪« :‬الترادف في القرآن الكريم دراسة تطبيقية على الربع األخير من الذكر الحكيم»‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستًن ‪ ،‬إشراؼ‪ :‬األستاذ الفاضل د ؿبمد منصف القماطي ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة طرابلس ‪ ،‬السنة اعبامعية ‪1433‬ىػ‬
‫‪ 2012/‬ـ ‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬ـ ف ‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫حلمي خليل‪« :‬الكلمة دراسة لغوية معجمية»‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬إلسكندرية‪،‬ط‪1998 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫‪4 ‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫كسبادل كػ ػف ػػاحو كنضالػ ػ ػ ػػو‬ ‫مرسل شػ ػػاد للحضارة ركن ػ ػ ػ ػػا ‪..‬‬
‫يف ىذا البيت يوجد ترادؼ يف الكلمة كالرتكيب اإلضايف يقصد بو الشاعر التضحية كالنضاؿ‬
‫اللذين قاـ هبما الرسوؿ صلى ا﵁ عليو كسلم من أجل تبليغ رسالتو‪،‬فمفردة الكفاح ىنا ترادفها‬
‫مفردة النضاؿ‪.‬‬
‫قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫كقبد مثاؿ آخر يف البيت الواحد والثالثين‪:‬يف قولو‪:‬‬
‫كخال من ىواجس الركع بالو‪.2‬‬ ‫كفكف الدمع فيو من كاف يبكي‬

‫التّض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد ‪:‬‬


‫الرتادؼ‪،‬فيعترب التٌضاد‪ «:‬من الظٌواىر‬
‫التٌضاد لفظ داؿ على معنيٌن متعاكسٌن على عكس ٌ‬
‫الداللية الي تتصل باؼبعىن اؼبعجمي‪،‬كيقصد باألضداد يف اصطالح علماء العربية القدماء‬
‫الكلمات الي تؤدم داللتٌن متضادتٌن بلفظ كاحد ‪،‬يقوؿ " ابن األنبارم " (ت ‪ 327‬ق) يف‬
‫مقدمة األضداد ( ىذا الكتاب ذكر اغبركؼ "يقصد الكلمات" )‪،‬الي توقعها العرب على‬
‫اؼبعاين اؼبتضادة فيكوف اغبرؼ فيها مؤديا عن معنيٌن ـبتلفٌن »‪.3‬‬
‫كمن أمثلة ذلك قوؿ الشاعر يف البيت الثالثين‪:‬‬
‫ع ػػم فػػيو الضيػ ػػاء كل ظػ ػ ػ ػ ػػالـ‬
‫‪4‬‬
‫فتالقػ ػ ػػت كى ػ ػ ػ ػػاده كت ػ ػ ػػاللػ ػ ػػو‬

‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات و صرخات» ‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218 :‬‬ ‫‪1 ‬‬

‫‪2‬ـ ف ‪،‬ص‪.212 :‬‬


‫‪ 3‬حلمي خليل‪ ،‬ـ س‪،‬ص‪.136 :‬‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س ‪،‬ص‪.219 :‬‬
‫‪4 ‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ككذلك قولو يف البيت العاشر‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫كىدتو أخ ػػالقػػو كخاللػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫عرؼ الكوف من أنار دجػ ػػاه‬
‫الشاعر يف البيت األول‪ :‬الضياء |ظالـ؛ كذلك ما عرب عنو‬
‫ذبلى التٌضاد من خالؿ قوؿ ٌ‬
‫السالـ‪،‬الي‬
‫الصالة ك ٌ‬
‫الشاعر على الطٌلعة البهيجة الي أنارت الظٌالـ؛ كىي طلعة النٌيب عليو ٌ‬
‫ٌ‬
‫غًنت ؾبرل حياة األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫كأيضا قولو يف البيت الثاني‪:‬أنار |دجاه‪ ،‬فهنا ذبلى التٌضاد‪،‬كاؼبقصود من ىذا الكالـ أ ٌف‬
‫الصالة‬
‫الشاعر أراد إيصاؿ فكرتو من خالؿ توظيفو ؽبذه اؼبفردات؛ كىي أ ٌف خًن األناـ عليو ٌ‬
‫ٌ‬
‫السالـ أنار الكوف خبصالو ك أخالقة اغبميدة ‪.‬‬
‫ك ٌ‬
‫السائحي الحظنا‬
‫من خالؿ دراستنا للمستول الداليل لقصيدة "شهر اػبلود" ﵀مد األخضر ٌ‬
‫الشعرم‬
‫الشاعر استطاع أف يوظٌف كىبتار‪ ،‬اؼبعجم كاغبقوؿ الداللية اؼبناسبة لكتابة نصو ٌ‬
‫أ ٌف ٌ‬
‫الشريف‪،‬ككما عمد إىل أسلوب التٌكرار كتكرار اعبمل‬
‫الذم يتح ٌدث عن ذكرل اؼبولد النٌبوم ٌ‬
‫‪،‬كتكرار اغبركؼ ‪،‬كالضمائر‪،‬كاألفعاؿ‪،‬كأجاد يف التٌلوين اللفظي‪،‬ككل ىذا أدل إىل ربقيق‬
‫الشاعر لتميٌزه عن غًنه من شعراء العصر اغبديث‪.‬‬
‫اعبمالية الفنٌية لدل ٌ‬
‫بن عيسى بهية‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫الطّب ـ ـ ـ ـ ــاق ‪:‬نوع من أنواع البديع هبمع بٌن معنيٌن‪ ،‬كبو قولو تعاىل‪﴿:‬كىىربٍسىبػيهيمٍ أىيػٍقىاظناكىىيمٍ‬
‫ريقيوده﴾‪ ،‬سورة الكهف[ اآلية‪ ،]18‬فالطباؽ إذا‪ «:‬ىو مصطلح من مصطلحات علم‬
‫الشعر كاعبمع بٌن‬
‫الشيء كض ٌده يف كالـ أك بيت من ٌ‬
‫الضدين أك بٌن ٌ‬
‫البديع‪،‬كيعين اعبمع بٌن ٌ‬
‫الشجاعة كاعبنب‪،‬كالظالـ كالنور‪،‬كالبخل كالكرـ‪ ،‬كالطباؽ يشمل أنواع الكلمة؛ أم إنٌو ينطبق‬
‫على االسم »‪. 2‬‬

‫ؿبمد األخضر السائحي‪«:‬ىمسات وصرخات»‪ ،‬ـ س ‪،‬ص‪.218:‬‬


‫‪1 ‬‬

‫‪2 ‬‬
‫ؿبمد اؽبادم بوطارف‪ ،‬ـ س‪ ،‬ص‪.53 :‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫الدراسة األسلوبية لقصيدة نوفمبر شهر الخلود‬ ‫المبحث الثاني‬

‫الشاعر قد أكثر من الطٌباؽ يف القصيدة باعتبار أسلوبو أسلوبا تقابليا فأراد من كراء‬
‫كجدنا أ ٌف ٌ‬
‫الصورة اؼبتعاكسة أف يرتؾ أثرا يف ذىن القارئ ككجدانو‪،‬فوظٌف الطٌباؽ‪،‬بقولو يف‪:‬‬
‫ٌ‬
‫البيت السابع عشر‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫فرقتػ ػ ػ ػ ػػها يبي ػ ػ ػ ػ ػػنو كمشػػالػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫أمم قد مشى الزماف عليها‬
‫الشماؿ )‪،‬يف قولو يبينو كمشالو‬
‫فالشاعر طابق بٌن مفردتٌن األكىل ( اليمٌن )‪ ،‬كالثانية ( ٌ‬
‫ٌ‬
‫كىوطباؽ إهباب‪.‬‬
‫ككذلك البيت الثامن عشر‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أقبل اغبظ كانتهى إقبالػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫درست كالطلوؿ مث تالشت‬
‫الشاعر يف ىذا البيت طابق بٌن (اإلقباؿ ) ك( االنتهاء )‪ ،‬يف قولو أقبل كانتهى‪ ،‬كىو طباؽ‬
‫إهباب أيضا‪.‬‬
‫فالشاعر استخدـ الطٌباؽ من أجل تقوية كتقريب اؼبعىن‪.‬‬
‫كمنو ٌ‬

‫‪ 1‬ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬ىمسات و صرخات»‪،‬ـ س‪ ،‬ص‪.218 :‬‬


‫‪ 2‬ـ ف‪ ،‬ص ف‪.‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫الخاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪:‬‬


‫عشنا غبظة علمية فبتعة يف رحاب ىذا البحث من خالؿ الدراسة األسلوبية لقصيدة "شهر‬
‫اػبلود" للشاعر اعبزائرم ؿبمد األخضر السائحي‪ ،‬فها كبن نأيت يف خاسبة البحث إىل استنتاج صبلة‬
‫من النتائج الي توصلنا إليها كىي كاآليت ‪:‬‬
‫‪ ‬إف ديواف "نبسات كصرخات" لألخضر السائحي ىو أكؿ ديواف للشاعر؛حيث إنو نظم أغلب‬
‫أشعاره أثناء الثورة التحريرية‪ ،‬أك بعد االستقالؿ‪،‬ففي قصائده ذبلى فيها الرثاء كالتمجيد كالفخر‬
‫‪...‬كغًنىا ‪،‬فلغة الشاعر كانت سهلة ككاضحة منسجمة مع اؼبوضوعات الي تطرؽ إليها‪.‬‬
‫‪ ‬كمن خالؿ ربليلنا للقصيدة " شهر اػبلود"‪،‬كفق اؼبنهج اؼبتبع كىو اؼبنهج األسلويب كشفنا عن‬
‫السمات األسلوبية‪،‬أك اػبصائص األسلوبية الشكلية‪ ،‬الحظنا أف ىذا اؼبنهج منهج ىبص الدراسة‬
‫األدبية كيدخل داخل أغوار اػبطاب الشعرم من خالؿ توظيف مستويات اللغة األربعة‪ :‬اؼبستول‬
‫الصويت كاؼبستول الصريف‪،‬ك اؼبستول النحوم كالبالغي‪،‬مث الداليل‪ ،‬فلكل من ىذه اؼبستويات خاصية‬
‫ينفرد هبا عن اؼبستول اآلخر‪،‬كذلك من خالؿ فهم النص‪،‬كاؼبقصود الذم يريده الشاعر إيصالو‬
‫للمتلقي‪،‬كالكشف عن القيمة الفنية اعبمالية الي توحي إليها القصيدة ‪.‬‬
‫‪ ‬كالحظنا أف قصيدة "شهر اػبلود" للشاعر ؿبمد األخضر السائحي يدكر موضوعها حوؿ‬
‫ذكرل اؼبولد النبوم صلى ا﵁ عليو كسلم‪ ،‬الذم يكوف يف ‪ 12‬ربيع األكؿ من كل سنة حبيث عرب‬
‫الشاعر عن مدل فرحة الكوف هبذه اؼبناسبة العظيمة الي تستحق التمجيد‪،‬كأف طلعتو ىذا اليوـ‬
‫البهيجة اؼبشرقة أنارت الكوف ك أخرجتو من الظلمات‪.‬‬
‫‪ ‬إف شعر األخضر السائحي يبتاز خبصائص منها الظواىر الصوتية البارزة يف القصيدة‪ ،‬كظاىرة‬
‫التكرار مثال الي أعطت أغراضا داللية ـبتلفة أضفت على القصيدة جرسا موسيقيا فبيزا‪،‬ك توظف‬
‫اؼبعاين الي توحي إىل دالالت ثرية كعميقة‪ ،‬فبا جعل النص متعدد القراءات‪،‬كتكرار الضمائر اؼبختلفة‬
‫الصيغ‪...‬كغًنىا‪.‬‬
‫كاغبركؼ كاألفعاؿ ‪،‬ك ٌ‬

‫‪- 48 -‬‬
‫الخاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪ ‬إىل ظاىرة االنزياح يف اؼبستول الرتكييب الي إىل لطائف صبالية الفتة‪،‬فيما كظفو من تقدمي‬
‫كتأخًن‪،‬كأساليب إنشائية الي زادت القصيدة صباال؛ حبيث شكلت ىذه األساليب معاف ـبتلفة يف‬
‫النص؛ ذلك ٌأهنا عناصر أساسية يف بناء النص‪.‬‬
‫ؿبمد األخضر أيضا كظف أساليب أخرل كأسلوب االستفهاـ فموقعو يف القصيدة‬
‫‪ ‬كألفينا أ ٌف ٌ‬
‫شكل ظاىرة أسلوبية؛ حبيث قبده من خالؿ طرحو سؤاال عن نفسو يف قولو كيف كانت حصباؤه‬
‫كرمالو؟ أم أنو يستلهم معانيو من البيئة الي يعيش فيها‪ ،‬متعجبا أك متأسفا‪.‬‬
‫‪ ‬استعمل الشاعر أيضا االستعارة بنوعيها االستعارة التصروبية كاؼبكنية‪،‬كالكناية‪،‬حبيث أعطى‬
‫للقصيدة نوعا آخر من القراءة يف قالب فبيز‪.‬‬
‫الرتادؼ‪...‬كغًن ذلك؛ فبا‬
‫‪ ‬كأردؼ بالتٌلوين اللفظي‪ ،‬مستعينا بألواف من البديع‪ :‬كالتضاد‪،‬ك ٌ‬
‫يضفي على النص حيوية‪،‬كيبعد عن القارئ اؼبلل‪.‬‬
‫كيف األخًن نتمىن أف نكوف قد بلغنا اؼبقصود من كراء ىذا العمل الوجيز‪،‬فالفضل ﵁ سبحانو‬
‫كتعاىل على توفيقو إلسبامنا ؽبذا البحث‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫ملحق‬

‫ملح ـ ــق‬
‫قصيدة " شهر الخلود"‬
‫السائحي‬
‫لمحمد األخضر ّ‬
‫حينمػ ػا ىل يف ربيع ىالل ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫ع ػ ػاد يطوم اؼبدل إلينا خيال ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫‪-01‬‬
‫تتدجى فالح فيها صبال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫الح كالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكوف ربتػ ػ ػ ػ ػو ظلمػ ػػات‬ ‫‪-02‬‬
‫فهل عاد يا ربيػ ػ ػ ػ ػ ػع باللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ؟‬ ‫األناشيد يف السمػ ػ ػ ػاء كيف األرض‬ ‫‪-03‬‬
‫العٌن يسيب هباؤه ك داللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫كالػ ػ ػ ػ ػربيع اغببيب أقب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػل مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلء‬ ‫‪-04‬‬
‫يانعات زىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوره كغاللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -05‬كغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػركض فتن ػ ػػة ترتاءل‬
‫كاكبىن الغصن كارفات ظاللػو‬ ‫‪ -06‬رضحك الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزىر للبالب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل فيو‬
‫فتقت فيو مسكها أذي ػ ػ ػال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -07‬كهتادل النسيم يس ػ ػ ػ ػرم عليػ ػ ػ ػػال‬
‫من سركر حبػ ػ ػ ػاره ك جبال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -08‬فرح الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػكوف بالنيب فم ػ ػ ػ ػ ػ ػاجت‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػارسبى فيو ليثو كغزال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -09‬كسرت فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو نش ػ ػ ػ ػ ػوة ركبتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬
‫كىدتو أخالق ػ ػ ػ ػو كخالل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -10‬عرؼ الكوف من أنار دجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاه‬
‫فتسامت أقوال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو كفعال ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -11‬من زكا عنصرا كطاب أص ػ ػ ػ ػ ػوال‬
‫كسب ػ ػ ػ ػ ػ ػادل كفاح ػ ػ ػو كنضال ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -12‬مرسل شاد للحضارة ركنػ ػ ػا‪...‬‬
‫‪ -13‬سائل الشرؽ حٌن ضاع شذاه كيف كانت حصباؤه كرمالو؟‬
‫قد يسرم نبومنػ ػ ػا سلسال ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -14‬إيو ػ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاشهره أعده حديثػ ػ ػ ػ ػا‬
‫كلما الح يف ربيع ىاللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -15‬كبن قوـ يهزنا م ػ ػ ػ ػ ػدح طػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬
‫كصػدل ىاتف صبيل مقال ػ ػو‬ ‫‪ -16‬ذكري ػ ػ ػ ػات لذيذة تستبينػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا‬
‫ف ػ ػ ػ ػرقته ػ ػ ػ ػا يبينػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو كمشالػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -17‬أمم قد مشى الزماف عليه ػ ػ ػ ػ ػا‬
‫أقبل اغبظ كانتهى إقبالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -18‬درست كالطلوؿ مث تالشت‬
‫‪ -19‬رب كجو أطلعت كالشمس حسناكلما غبت الح فيك خيالػ ػ ػو‬
‫**************************‬
‫قد ترامت كليلػ ػ ػ ػ ػ ػو أىوال ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -20‬شع نورا يف عامل مدؽبم‬
‫غلب اغبق ك الصواب ضاللو‬ ‫‪ -21‬عامل مثل من يضلل أعمى‬

‫‪- 50 -‬‬
‫ملحق‬

‫ملك األمر كحدىم جهال ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -22‬ضل ذك الرأم فيو كالعقل حىت‬
‫كغ ػ ػ ػ ػ ػريق يغيثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو أمثالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫‪ -23‬يا ألعمى يقود يف الليل أعمى‬
‫حسبتػ ػ ػ ػو عن الع ػ ػ ػ ػ ػال أغالل ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -24‬عامل من عوامل اؼبػ ػ ػ ػ ػوت داج‪..‬‬
‫لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػغىن معبػ ػ ػ ػ ػوده أموال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -25‬الفقًن الضعيف ىبضع في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬
‫ىو يف الغاب كحده رئبال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -26‬كالذم يقتل الربمء شج ػ ػ ػ ػاع‬
‫فيو ‪..‬ك الفحش ك الربا أعمالو‬ ‫‪ -27‬كالفتاة الصبوح تدفن دفنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا‬
‫ليس يفن ػ ػ ػ ػ ػى كال يرج ػ ػ ػ ػ ػى زكالػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -28‬ىكذا كاف عامل األمس ‪،‬ظلم‬
‫جػ ػ ػ ػ ػئتو أنت ف ػ ػ ػازدىرت آمال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -29‬عاش دىرا مل يبصر النور حىت‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػتالقت كى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاده كتاللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -30‬ع ػ ػم فيو الضياء كل ظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػالـ‬
‫كخال من اؽبواجس الركع بال ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -31‬كفكف الدمع فيو من كاف يبكي‬
‫الى ػ ػ ػزبر ىبشػ ػى كال أشبال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -32‬ال ػ ػ ػ ػ ػقوانٌن فيو حػ ػ ػ ػ ػ ػق كع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػدؿ‬
‫تشفع أعمامػ ػ ػ ػو كال أخوال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -33‬كل من زؿ طأطأ الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرأس ال‬
‫‪ -34‬البػ ػ ػ ػس اػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػز ك الدمقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػس كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػن يبشػ ػ ػ ػ ػ ػي على األرض رثػ ػ ػ ػ ػة أظبالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫*********************‬
‫كغدا عاؼبا تناىػ ػ ػ ػ ػ ػى كمالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -35‬ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػئتو بالنيب قاد خػ ػ ػ ػ ػ ػطاه‬
‫عظمت فيك ق ػ ػ ػدره أجيالػ ػ ػ ػ ػ ػو‬ ‫‪ -36‬فلذا كنت أنت شهر خلػ ػ ػ ػ ػود‬
‫ربيع األكؿ ‪1373‬ىػػ‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ ‬القرآف الكرمي‬
‫ؿبمد األخضر السائحي‪« :‬نبسات كصرخات»‪ ،‬اؼبؤسسة الوطنية للفنوف اؼبطبعية‬ ‫‪-‬‬
‫كحدة الرغاية ‪ ،‬اعبزائر ‪،‬دط‪2010 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -01‬أضبد اغبمالكم‪« :‬شذل العرؼ يف فن الصرؼ»‪ ،‬د د ف‪ ،‬ط‪1957 ،12‬ـ‪.‬‬
‫‪ -02‬أضبد ؿبمد كيس‪ « :‬االنزياح من منظور الدراسات األسلوبية ‪ ،‬اؼبؤسسة اعبامعية‪،‬بًنكت‬
‫لبناف‪ ،‬د ط‪ 2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -03‬األزىر الزناد‪ « :‬دركس البالغة العربية كبو رؤية جديدة» ‪ ،‬اؼبركز الثقايف للنشر كالتوزيع‬
‫بًنكت‪ ،‬ط‪. 1992 ،1‬‬
‫‪ -04‬إميل بديع يعقوب‪« :‬اؼبعجم اؼبفصل يف علم العركض كالقافية كفنوف الشعر»‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بًنكت لبناف‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ىػ ‪1991/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -05‬حسن الغريف‪« ،‬حركية اإليقاع العريب اؼبعاصر»‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬الشرؽ اؼبغرب‪ ،‬دط ‪2001‬ـ‪.‬‬
‫‪ -06‬حسن عباس‪«:‬خصائص اغبركؼ العربية كمعانيها»‪ ،‬منشورات إرباد الكتاب العرب‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا ‪ ،‬دط ‪1998‬ـ‪.‬‬
‫‪ -07‬حلمي خليل ‪« :‬الكلمة دراسة لغوية معجمية» ‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية إلسكندرية‬
‫‪،‬ط‪2‬‬
‫‪ -08‬حنفي ناصف كآخركف‪ « :‬دركس البالغة مع شرحو مشوس الرباعة‪ ،‬دار النشر كالتوزيع‬
‫اؼبدينة العلمية‪ ،‬ط‪1428 ،1‬ىػ‪2007 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -09‬راجي األظبر‪ ،‬إميل يعقوب‪« :‬علوـ البالغة»‪ ،‬دار اعبيل‪ ،‬بًنكت‪ ،‬دط‪1426 ،‬ىػ‬
‫‪ 2005/‬ـ‬
‫‪ -10‬ابن رشيق القًنكاين‪« :‬العمدة يف ؿباسن الشعر كآدابو كنقده» ‪ ،‬دار مكتبة اؽباللبًنكت‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬دط‪2002 ،‬ـ‪،‬ج‪.1‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -11‬ضياء الدين بن األثًن‪« :‬اؼبثل السائر يف أدب الكاتب كالشاعر»‪ ،‬النهضة للنشر‪،‬‬
‫مصر‪،‬دط‪ ،‬د ت ف‪،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -12‬الطاىر الالدقي‪« :‬اؼببسط يف علوـ البالغة اؼبعاين كالبياف كالبديع»‪ ،‬اؼبكتبة العصرية‬
‫صيدا‪ ،‬بًنكت ‪ ،‬د ط‪1426 ،‬ىػ ‪2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -13‬أبوعبد ا﵁ بدر الدين ابن ناظم‪« :‬شرح ابن ناظم على ألفية ابن مالك » ربمحمد‬
‫باسل سود العيوف ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بًنكت‪ ،‬ط‪2000 ، 1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -14‬عبد ا﵁ دركيش‪« :‬دراسات يف العركض كالقافية »‪،‬كلية دار العلوـ ‪ ،‬جامعة القاىرة‬
‫ط‪1987 ،3‬ـ‪.‬‬
‫‪ -15‬عدناف بن ذريل‪« :‬النص كاألسلوبية بٌن النظرية كالتطبيق»‪ ،‬ارباد الكتاب العرب‪،‬‬
‫دمشقسوريا‪ ،‬د ط‪ 2000 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -16‬عهد عبد الواحد‪« :‬الصورة اؼبدنية دراسة بالغية أسلوبية» ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عماف‬
‫ط‪1،1999‬ـ‪.‬‬
‫‪ -17‬ػابن فارس‪« :‬مقاييس اللغة»‪ ،‬تح‪ /‬عبد السالـ ىاركف‪ ،‬دار اعبيل‪ ،‬بًنكت‪،‬‬
‫لبناندط‪1399،‬ق‪1979/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -18‬فهد خليل زايد‪«:‬اغبركؼ معانيها ـبارجها أصواهتا يف لغتنا العربية»‪ ،‬دار اعبنادير‪ ،‬دار‬
‫‪.2007‬‬ ‫يافة العلمية‪ ،‬األردف عماف‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪ -19‬فهد خليل زايد‪« :‬اؼبستول البالغي البياف كالبديع كعلم اؼبعاين»‪ ،‬دار الطفولة‪ ،‬عماف‬
‫ط‪ 2011 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -20‬فهد خليل زايد‪« :‬اؼبستول النحوم»‪ ،‬دار الصفوة‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪ 2011 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -21‬ؿبمد األخضر عبد القادر السائحي‪ «:‬تاريخ أدب الطفل يف اعبزائر»‪ ،‬دار النشر‬
‫إلرباد الكتاب األكىل اعبزائريٌن ‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬دط‪2002 ،‬ـ ‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -22‬ؿبمد عبد اؼبطلب‪« :‬البالغة كاألسلوبية»‪ ،‬الشركة اؼبصرية كالعاؼبية للنشر لوقبماف‪،‬‬
‫القاىرةط‪1994 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -23‬ؿبمد عبد اؼبنعم خفاجي‪ ،‬كآخركف‪ « :‬األسلوبية كالبياف العريب»‪ ،‬الدار اؼبصرية اللبنانية‬
‫القاىرة ‪ ،‬ط‪1992 ،1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -24‬ؿبمد مندكر‪«:‬اؼبيزاف اعبديد يف العركض كالقافية» ‪ ،‬هنضة مصر للطباعة كالنشر‬
‫كالتوزيع‪ ،‬دط‪2004 ،‬ـ‪،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -25‬ؿبمود مصطفى‪«:‬أىدم سبيل إىل علمي اػبليل العركض كالقافية»‪ ،‬عامل الكتب‬
‫للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بًنكت ‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ـ‬
‫‪ -26‬ؿبمد علي زكي صباغ‪« :‬البالغة الشعرية يف كتاب البياف كالتبيٌن للجاحظ»اؼبكتبة‬
‫العصرية‪ ،‬بًنكت‪ ،‬ط‪1418 ،1‬ىػ‪1998 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -27‬ؿبمد اؽبادم بوطارف‪« :‬اؼبصطلحات اللسانية كالبالغية كاألسلوبية كالشعرية» دار‬
‫الكتاب اغبديث ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، ،‬دط ‪1428،‬ق‪2008/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -28‬ؾبدم كىبة‪« :‬معجم مصطلحات األدب»‪ ،‬مكتبة لبناف‪ ،‬ط‪1974 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -29‬ابن منظور‪ « :‬لساف العرب»‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بًنكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ 1982 ،1‬مػ ‪.‬‬
‫‪ -30‬نور الدين السد‪ « :‬األسلوبية كربليل اػبطاب دراسة يف النقد العريب اغبديث»‪ ،‬دار‬
‫ىومة ‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬د ت ف‪ ،‬دط‪،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -31‬ياسٌن عاش خليل‪«:‬علم العركض»‪ ،‬دار اؼبسًنة للنشر كالتوزيع‪ ،‬ط‪2011،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -32‬يوسف أبوالعدكس‪« :‬األسلوبية الرؤية كالتطبيق»‪ ،‬دار اؼبسًنة ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف ط‪،1‬‬
‫ط‪.2‬‬
‫‪ -33‬يوسف أبوالعدكس‪ « :‬البالغة كاألسلوبية»‪ ،‬األىلية للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫األردف‪،‬ط‪11999‬ـ‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -34‬يوسف أبو العدكس‪ « :‬موسيقى الشعر كعلم العركض» ‪ ،‬األىلية للنشر كالتوزيعد‪.‬ط‬
‫‪1999‬ـ‪.‬‬
‫الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ -35‬بشيرب سلمة‪ ،‬أمزياف ياظبٌن‪« :‬دراسة أسلوبية لديواف عاشور فين‪ ،‬زىرة الدنيا‬
‫أمبوذجا»مذكرة الستكماؿ شهادة اؼباسرت يف اللغة كاألدب‪ ،‬إشراؼ الدكتورة نسارؾ‬
‫زينب‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة عبد الرضباف مًنة‪ ،‬جباية‬
‫‪،‬السنة اعبامعية‪2015 :‬ـ‪2016/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -36‬البكام أخذارم‪« :‬قصيدة قذل عينيك للخنساء دراسة‬
‫أسلوبية»‪،‬رسالةماجستًنإشراؼ الدكتور‪:‬مصطفى بيطاـ‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب جامعة اعبزائر‪ ،‬السنة اعبامعية‪2004 :‬ـ ‪2005 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -37‬ابن ضبو حكيمة‪« :‬البنيات األسلوبية كالداللية يف ديواف الشعر بعدؾ للشاعر سليماف‬
‫جوادم »‪ ،‬رسالة ماجستًن ‪،‬إشراؼ الدكتور عبد اغبفيظ بوردمي‪ ،‬قسم اللغة العربية‬
‫كآداهباكلية اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة تلمساف‪ ،‬السنة اعبامعية‪2011 :‬ـ‪2012/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -38‬سائدة مصلح ؿبمد الضمور‪« :‬التشكيل الصويت يف اللغة العربية»‪،‬رسالة دكتوراء يف‬
‫النحو‪ ،‬إشراؼ األستاذ الدكتور عبد القادر مرعي‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب كالعلوـ االنسانية‪ ،‬جامعة األردف‪ ،‬السنة اعبامعية‪2009 :‬ـ‪.‬‬
‫‪ -39‬ظبًنة علي أضبد‪« :‬الرتادؼ يف القرآف الكرمي دراسة تطبيقية على الربع األخًن من الذكر‬
‫اغبكيم»‪ ،‬رسالة ماجستًن‪ ،‬إشراؼ‪ :‬األستاذ الفاضل د ؿبمد منصف القماطي‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب جامعة طرابلس‪ ،‬السنة ‪1433‬ىػ ‪ 2012/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -40‬عبد القادر علي زركقي اعبامعية ‪" ،‬أساليب التكرار يف ديواف سرحاف يشرب القهوة يف‬
‫كافتًنيا ؿبمود دركيش"‪ ،‬رسالة ماجستًن‪ ،‬إشراؼ األستاذ الدكتور علي خذرم‪ ،‬قسم‬
‫اللغة كاألدب العريب‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة اغباج ػبضر‪ ،‬باتنة‪. 2012 ،‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المحاضرات‪:‬‬
‫‪ -41‬إلياس مستارم‪« :‬نظرية التحليل األسلويب‪ ،‬اعبذكر ك االشكاالت»‪ ،‬ؿباضرة جامعة‬
‫ؿبمد خيضر‪ ،‬بسكرة‬

‫‪- 56 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫إهداء‬
‫ملخص‬
‫أ‪.‬د‪.‬‬ ‫مقدمة‬
‫تمهيد‪ :‬ماهية األسلوبية‬
‫‪06-05‬‬ ‫ماهية األسلوبية‬
‫‪08-07‬‬ ‫مح ّدداتها‬
‫‪09-08‬‬ ‫مستوياتها‬
‫المبحث األول‪( :‬ديوان همسات وصرخات)‬
‫‪11-10‬‬ ‫حياة ال ّشاعر وأعماله‬
‫‪12-11‬‬ ‫ال ّديوان‬
‫‪13‬‬ ‫قصيدة شهر الخلود‬
‫المبحث الثاني‪( :‬ال ّدراسة األسلوبية للقصيدة)‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .1‬المستوى اإلفرادي‬
‫‪23 -14‬‬ ‫أ‪ .‬الصّوتي‬
‫‪28-24‬‬ ‫ب‪.‬الصّرفي‬
‫‪29‬‬ ‫‪ .2‬المستوى ال ّتركيبي‬
‫‪46-29‬‬ ‫أ‪ .‬ال ّنحوي‬
‫‪58-47‬‬ ‫ب‪.‬ال ّداللي‬
‫‪60-59‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪62-61‬‬ ‫ملحق‬
‫‪67-63‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪68‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪- 57 -‬‬
‫الملخ ـ ــص‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬قيرع فاطمة الزىراء‬ ‫ملخص‪:‬‬

‫األسلوبية من اؼبناىج النقدية اغبديثة الي بإمكاهنا دراسة النص األديب كالولوج فيو من‬
‫خالؿ ؾبموعة من اؼبستويات‪ :‬الصوتية‪،‬كالصرفية‪،‬كالرتكيبية النحوية‪،‬كالرتكيبية الداللية‪ ،‬باعتبار‬
‫ثالثة اذباىات‪ :‬اؼبرسل أك اؼبخاطب‪ ،‬اؼبتلقي‪،‬كباعتبار اػبطاب الذم ىو ؾبموعة من الظواىر‬
‫اللغوية الي ىبتارىا الكاتب كما يتصل هبا من إوباءات كرموز‪.‬‬
‫كمن خالؿ ىذا اؼبنهج قمنا بدراسة قصيدة "شهر اػبلود" للكاتب اعبزائرم ؿبمد األخضر‬
‫السائحي‪.‬‬
‫اعتمدنا مستويات التحليل األسلويب‪ ،‬فخلصنا إىل أف ىذا اؼبنهج استطاع أف يكشف‬
‫عن مكنونات النص‪،‬أك أغلبها‪،‬كما وبويو من مشاعر الشاعر كأحاسيسو من خالؿ ما وبس بو‬
‫من البهجة‪ ،‬كالفرحة الي تغمره بقدكـ ميالد اؼبصطفى عليو الصالة كالسالـ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫األسلوبية‪ ،‬مستويات‪ ،‬ؿبمد األخضر السائحي‪،‬شهر اػبلود‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The Stylistic is a way from the modern critical‬‬
‫‪approaches that can study the literary text and access it‬‬
‫‪through a set of levels, sound, morphological,‬‬
‫‪grammatical, syntactic andsemantic, considering three‬‬
‫‪directions: the sender, the receiver, and considering the‬‬
‫‪discourse which is a set of linguistic phenomena chosen‬‬
‫‪by the writer and what is related to it (overtones and‬‬
‫)‪symbols‬‬
‫الملخ ـ ــص‬

Through this approach, we studied the poem" The


Month of Eternity" by the Algerian writer Mohamed
Al-Akhdar Al-Saihi. Then we revealed levels of stylistic
analysis, so we concluded that this approach was able to
reveal what is hidden in the text, or most of it, and the
feelings of the poet who is jealous of his Arab-Islamic
nation. Which moved away from the Sunnah of his
Prophet, (Peace Be UponHim), and through what he
feels of joy, and the joy that overwhelms him with the
advent of the birth of the Prophet, (Peace Be Upon
Him).

key words:
Stylistics, Levels, Muhammad Al-Akhdar Al-Saihi,the
month of Eternity.

You might also like