You are on page 1of 11

‫الجمهورٌــــــة الجزائرٌـــــــة الدٌممرطٌـــــة الشعبٌـــة‬

‫وزارة التعلٌم العالً و البحث العلمً‬


‫جامعة دمحم بوضٌاف بالمسٌلة‬

‫كلٌــــــــة اآلداب و اللغات‬


‫لسم اللغة و األدب العـربً‬
‫تخصص أدب جزائـــــري‬
‫السنــــة ثانٌــــة ماستــــــر‬
‫ممٌاس ‪ :‬األدب الشعبً الجزائري‬

‫الخصائص الفنية في الشعر الشعبي الجزائري‬


‫شعر البشير قذيفة نموذجا‬

‫إشراف األستـــــــــاذة‬ ‫إعداد الطلبة (ف‪)3‬‬

‫د‪ /‬بودٌسة فطٌمة‬ ‫‪ٌ ‬حٌاوي عزوز‬


‫‪ ‬بولنوار عبد هللا‬

‫السنة الجامعٌة ‪2022-2021‬‬


‫عناصر العرض‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫التعريف بالشاعر البشير قذيفة ‪:‬‬
‫الخصائص الفنية و الجمالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬دراسة اللغة‬
‫ثانيا ‪ :‬القواعد والمستوى العام ‪:‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دراسة الصورة‪:‬‬
‫رابعا ‪:‬دراسة الخيال‪:‬‬
‫خامسا ‪:‬دراسة العاطفة‬
‫خاتمة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫األدب الشعيب أدب ىابط ىكذا تصوره البعض فجردكه من أية قيمة فنية فهو رلرد حكاايت عجائز‪ ،‬كأدب عواـ‬
‫خاؿ من أية قيمة حقيقية مما جيعلو يشكل عقبة يف سبيل استمرار الفكر‪,‬كتطور البشرية‪.‬كاحلقيقة أف ىذا الطرح‬
‫خاطئ ‪ ،‬كال يعرب إال على قصور فكرم‪ ،‬كضيق يف األفق فإذا مل يكن لألدب الشعيب أم مذاؽ فكرم أك عمق فٍت‬
‫كانو ثقيال على قلوب البعض فهو عند البعض اآلخر أقرب األشياء احملببة للنفس‪ ،‬كصورة من أصدؽ الصور الدالة‬
‫على مكنوف جوىرىا ‪ ،‬كإذا اف البعض قد نظر إليو نظرة استعالء فهو عند البعض اآلخر يعد ادلرآة اليت تكشف ترآيبة‬
‫كبنياف إنساهنا ‪ ،‬كمسو إنسانيتها أك لنقل ىو انعكاس للحياة اإلنسانية يف ادلاضي مثل ما ىو صوت احلاضر ادلدكم‬
‫كصدل لو‪.‬‬
‫كدكف شك أف ىذا ادلوقف مل أيت من فراغ أك من ختمُت بل آؿ نتيجة حوار مع الذات لتربز فكرة احلضارة كىي‬
‫فكرة تقضي ابف يكوف األدب الشعيب ألوف من الًتاث أك شكل من أشكاؿ التعبَت الشعيب ‪,‬نقطة حتوؿ ىامة يف‬
‫األدب العادلي ‪ .‬فلقد أصبح من احلقائق ادلؤؾدة أبنو ال يوجد أدب يف العامل إال كقد أتثر ابألدب الشعيب الذم أفرزتو‬
‫اجملتمعات ادلختلفة ‪ ،‬فالكل أتثر ابلكل‪ ،‬كالكل أفرز عطاءه األديب اإلنساين العظيم ‪.‬‬
‫التعريف ابلشاعر البشري قذيفة ‪:‬‬
‫"البشَت قذيفة "من مواليد جانفي ‪ 1958‬جببل مساعد دائرة بوسعادة كالية ادلسيلة‪ ،‬نشأ يف بيئة بدكية هتتم ابلزراعة‬
‫كتربية ادلواشي‪ ،‬دائمة الًتحاؿ بُت مناطق اجلنوب ككالية بسكرة‪ ،‬ترىب شاعران يف أسرة تتذكؽ الشعر ادللحوف‪ ،‬بدء‬
‫جبده ألمو" عبد الكبَت ادلداين"‪ ،‬مل حيظ بقسط كافر من التعليم عدا بضعة أشهر يف تعلم القرآف يف إحدل كتاتيب‬
‫القرية‪،‬لكن رغبتو يف التعلم كحرصو على الدراسة كنباىتو منذ الصغر‪ ،‬جعلتو ينهل من ادلعارؼ معتمدا على ذاتو‪،‬‬
‫حفظ الشعر منذ الصغر ابلسماع من كالده كجده ألمو كأبيو‪ ،‬عانق نظم الشعر ألكؿ مرة سنة ‪ 1976‬يف قصيدة‬
‫"نوفمرب "ميجد فيها الشهداء‪ ،‬كيذكر خصاذلم كدفاعهم ادلستميت عن الوطن‪ ،‬كاشتهر بعد ذلك كشاعر بعد مرثية‬
‫كتبها سنة ‪ 1981‬عن أحد أعياف قرية جبل مساعد كىو" ساعد بن عيسى‪.‬‬
‫يعترب" البشَت قذيفة" أحد الشعراء البارزين الذين أسهموا حبضورىم يف كل التظاىرات الثقافية كادلناسبات ادلختلفة‪،‬‬
‫فهو الذم رلد الوطن‪ ،‬كقدس ادلرأة‪ ،‬ككابد احلُب‪ ،‬كغاص يف عمق اإلنساف‪.‬‬
‫"البشَت قذيفة"‪ ،‬شاعر صاؿ كجاؿ بفكره يف مساء الشعر ادللحوف‪ ،‬فكاف حضوره قواي‪ ،‬يف كل ادللتقيات كاحملافل‪،‬‬
‫كما أف هللا تعاىل حباه مبوىبة يفتقدىا الكثَت من الشعراء على الساحة األدبية‪ ،‬أال كىي اإللقاء‪ ،‬فالشاعر حينما‬
‫يصعد إىل ادلنصة‪ ،‬يتسلّح بوقار كبَت يشبو إىل حد كبَت كقار األدابء‪ ،‬كيتوسد مبدأ التأثَت يف السامع من خالؿ‬
‫أدؿ على ذلك من حضوره يف‬ ‫طريقة إلقاء‪ ،‬استطاع هبا أف يؤثر يف كثَت من الكتاب كالشعراء كال ُقراء‪ ،‬كليس ّ‬
‫مهرجاانت الفكر كاألدب عرب الوطن‪ ،‬كلعل أكذلا كاف ادلهرجاف الوطٍت للفنوف الشعبية ابجلزائر العاصمة سنة ‪1978‬‬
‫‪2‬‬
‫كالذم فتح لو ابب االحتكاؾ‪ ،‬كالتعرؼ إىل شعراء الوطن‪ ،‬إضافة إىل صقل جتربتو اليت كانت حتتاج إىل توجيو‬
‫كإرشاد ‪.‬‬
‫للشاعر مواقف كبَتة يف حياتو اليت يعاين حاليا فيها من ظركؼ اجتماعية قاىرة حتوؿ بينو كبُت االستمرار يف الكتابة‪،‬‬
‫كيكاد يكوف حلم طبع ديواف على مستول الوزارة‪ ،‬أك حىت على مستول بلدتو الصغَتة‪ ،‬حلما بعيد ادلناؿ‪ ،‬لذلك‬
‫كجدان الشاعر كيف كل مرة ينظم فيها قصيدة‪ ،‬إال كتركها حبيسة األدراج كالرفوؼ‪ ،‬كىو ما يشكل عائقا يف إماطة‬
‫اللثاـ عن موركث شعيب قيم تربزه قصائد" البشَت قذيفة‪".‬‬
‫اخلصائص الفنية و اجلمالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬دراسة اللغة‪ :‬لقد سعى اإلنساف منذ أمد بعيد إىل حتديد مستوايت اللغة اليت يستخدمها‪ ،‬فكانت‬
‫‪1‬‬
‫اللغة اليومية ادلشًتكة كاللغة األدبية اخلالصة كاللغة األدبية الرفيعة‬
‫كل التهذيب‬‫كيف الغالب كاف يفضل لغة كسطى ليست منقحة كل التنقيح – كما أنو يعزؼ عن اللغة ادله ّذبة ّ‬
‫كيلجأ إىل اللغة" الكثَتة االستعماؿ كلكن ال تنزؿ إىل العامية كال تكوف غريبة‪ 2‬إنو كابلنظر إىل تعريفات الدارسُت‬
‫الشعبيُت جند أ ّف ىذا الكالـ قد ال يوافق مع ما يقصدكنو بكلمة" لغة "ما عدا من الناحية التوظيفية للكلمة‪ ،‬أما‬
‫ابلنسبة دلعناىا االصطالحي فإهنا تعٍت ادلعٌت العريب القدمي (اللهجة)‬
‫كل‬
‫لكل منها ما مييزىا‪ ،‬ك ّ‬
‫العالقة بُت اللّغة كاللهجة ىي العالقة بُت العاـ كاخلاص‪ ،‬فاللغة تشمل عادة عدة ذلجات‪ّ ،‬‬
‫ىذه اللهجات تلتقي يف رلموعة من الصفات اللّغوية كالعادات الكالمية اليت ّتؤلف لغة مستقلة عن غَتىا من‬
‫اللّغات‬
‫كابلعودة إىل شاعران" البشَت قذيفة "ما يالحظ أف أشعاره ككذا أشعار الشعر الشعيب بصفة عامة دتتاز بلغة معينة‬
‫صعب يف كثَت من األحياف ‪-‬حتليلها أك حىت تصنيفها بُت العامي كالفصيح‪ ،‬كال نبالغ إذا قلنا أبف أشعار البشَت‬
‫قد اقًتبت بعض الشيء إىل الفصيح أكثر منها إىل العامي معتمدا يف ذلك على مبدأ سهولة اإلنشاء‪.‬‬
‫مهمة الشاعر يف إيصاؿ أفكاره إىل عامة الشعب‪ ،‬تضطره إىل تبسيط اللغة كتيسَتىا حىت يفهمها العاـ كاخلاص‪ ،‬كما‬
‫أف ىذا التبسيط يدخل على الكلمة حُت توظيفها شعبيا جلملة من التغَتات على مستول النطق كالرسم كقواعد‬
‫النحو كالصرؼ اليت ال يلتزـ هبا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القواعد والمستوى العام ‪:‬‬
‫إنو من الطبيعي جدا أف جند اختفاء القواعد النحوية يف شعر" البشَت قذيفة"‪ ،‬ما داـ االتفاؽ منذ البدء على أف‬
‫الشعر الشعيب خارج عن نطاؽ القواعد النحوية كالصرفية للغة‪،‬كماداـ ىذا األخَت يكتب بلغة شعبية مزجت بُت‬

‫ٌنظر ‪ :‬د ‪:‬علً بوبنوار ‪-‬الشعر الشعبً فً منطمة بوسعادة ‪-‬دراسة موضوعاتٌة فنٌة ‪-‬رسالة دكتوراه دولة– جامعة عنابة ‪2004‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ 1-‬ص ‪416‬‬ ‫‪ٌ 2‬نظر ‪:‬أبو ٌعموب السكاكً – مفتاح العلوم ‪.‬تحمٌك ‪:‬نعٌم زرزور ‪-‬دار الكتب العلمٌة بٌروت – لبنان ط‬
‫‪3‬‬
‫العامي كالفصيح‪ ،‬فإنو ال داعي للبحث عن قواعد كأسس ال كجود ذلا‪ ،‬ذلك أف أساس الفصل بُت الشعر الرمسي‬
‫كالشعيب يتمثل يف مراعاة ىذه القواعد ابلنسبة للشعر ادلدرسي الرمسي‪ ،‬كعدـ احًتامها من قبل الشعر الشعيب‪ ،‬كعليو‬
‫فإننا نسجل مجلة من اخلصائص كالسمات اليت أتصف هبا شعر" البشَت قذيفة "كنذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬ظهور التسكُت يف أكاخر الكلمات يف الغالب ‪:‬مما أضاع احلركات اإلعرابية(الضمة‪ ،‬الفتحة‪ ،‬السكوف‪ ،‬الكسرة)‬
‫كقولو‪:‬‬
‫لعزيزة بدؿ ‪ :‬العزيزة‬
‫ح ِطّيت ‪ :‬بدؿ ‪ :‬حططت‬
‫أمساىا ‪ :‬بدؿ امسها‬
‫عركسة إفريقيا بدؿ عركسة إفريقيا‬
‫ي ْلجو حلماىا بدؿ يلجأ حلماىا‪.‬‬
‫‪-‬زايدة يف حرؼ الشُت يف معظم الكلمات ادلنفية كقولو‪:‬‬
‫"لغزاؿ ما جاش "بدؿ" ما جاء"‬
‫"فْراقك ما نصربش "بدؿ" ال أصرب"‬
‫‪-‬تسكُت أخر ادلبتدأ كاخلرب ‪ :‬كقولو‪:‬‬
‫"أرض الرجلة "بدؿ" أرض الرجولة"‬
‫‪-‬تسكُت ادلاضي كادلضارع‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫"نطْلُب "بدؿ" أطلب"‬
‫"كحيرـ عن عيٍت النوـ "بدؿ" ك حيرـ"‬
‫‪-‬رفع اركر حبرؼ اجلر ‪ :‬كقولو‪:‬‬
‫"كلو يوـ على فْراقُو ما نقدر "بدؿ" على فراقو"‬
‫‪-‬استخدام كلمات غريبة عن اللّغة العربية مكان كلمات أخرى كقولو‪:‬‬
‫"راه قلِيب "بدؿ" إنو قليب"‬
‫"كاش يطَِّفي النار "بدؿ" ماذا يطفئ النار‪".‬‬
‫"راين َغارؽ يف الْبحر ِكين ىركيب "بدؿ" أين ىركيب‪".‬‬
‫"ىنا كْذلِيو "بدؿ" ىناؾ كىناؾ"‬
‫‪-‬اختزال واختصار بعض الكلمات واحلروف كقول الشاعر‪:‬‬
‫"مليهاش الرام عاشت زلقورة "بدؿ" ليس ذلا رأم‪".‬‬
‫‪4‬‬
‫"عالْغال ْط دكر اجلَرارة "بدؿ" على ادلخطئ‪".‬‬

‫‪-‬استخدام الشاعر لألسلوب الفصيح يف كثري من القصائد كما قولو‪:‬‬


‫قُولُو ذا ادلخلوؽ موالان يشفيو‬ ‫رحى يْػ َربكي‬
‫أُدعو ْمعااي ُك ْل ُكم ُج َ‬
‫كىو شطر يكاد يقًتب من الفصيح‪.‬‬
‫أدعوا معي كلكم جرحى يربأ قولوا ذا ادلخلوؽ موالان يشفیق‬
‫‪-‬كما نالحظ أبف الشاعر استخدـ ثالث مستوايت من اللّغة‪:‬‬
‫فصيحة‪ ،‬عامية‪ ،‬كدخيلة (بعض الشيء)‬
‫ثالثا ‪ :‬دراسة الصورة‪:‬‬
‫مشاعر الشاعر– شعبيا كاف أك رمسيا –تظل مبهمة‪ ،‬ما مل جيسدىا يف صورة فنية ىي ضركرية لشاعر يريد أف يرتقي‬
‫‪1‬‬
‫سلم اجملد‪ ،‬كما أهنا " تعترب حقال خصبا لإلبداع الفٍت"‬
‫كإذا أردان أف نتجوؿ يف حقوؿ شاعران البشَت قذيفة لندرس الصورة الفنية يف إشعاره فإننا ال نستطيع ذلك بعيدا عن‬
‫اخلياؿ كالعاطفة كاألسلوب إننا حينما نتأمل نصوص كقصائد البشَت قذيفة‪ ،‬نراىا يف أغلبها ال خترج عن تلك‬
‫الصورة العربية األصيلة التقليدية‪ ،‬كاليت اعتمد فيها على التشبيو كاالستعارة كالكناية كادلباشرة اخلطابية‪ ،‬فالشاعر كما‬
‫‪2‬‬
‫سبق كأف قلنا يفكر ابلصورة ألهنا لغتو التلقائية العفوية يف " كيفية التعبَت"‬
‫‪-‬أراد" البشَت قذيفة "أف نتأمل أشياء أخرل كراء قصائده نسميها حنن ابلصورة‪ ،‬فمثال يف قصيدة" ‪ :‬من حبك‪" :‬‬

‫شاعلـ ـة فيا جممر‬


‫ـ‬ ‫ـنـ ـ ـ ـ ـار غرامك‬ ‫ادلهبـول راين عدت احنيل‬
‫كي مثل ـ ـ ـ‬

‫حيث شبو ابجملنوف الذم فقد صوابو من فرط حب‪ ،‬شبهو ىو اآلخر بنار حامية حترؽ مجراهتا فؤاد الشاعر‪ ،‬فالشاعر‬
‫أراد أف يرسم صورة كجدانية لو‪ ،‬قد يثَت هبا شفقة ىذه ادلرأة اليت توسل إليها فيما بعد بنداء صارخ كاضح يقوؿ فيو‪:‬‬
‫و انت فيدك ابش تطفي ىاذ جلمر‬ ‫علیـ ـل‬
‫كتنی ـ ـي ـ ـ‬
‫عار عليك ایللي تر ـ‬
‫لكن الشعر يف حقيقتو ال يقوـ بنقل دالالت كمعاف مباشرة‪ ،‬كإمنا حياكؿ استبطاف اجلوىر الرابض يف كنو األشياء‬
‫ادلادية‪ ،‬بواسطة الكشف ابحلدس‪ ،‬كالشاعر البارع ىو الذم يضفي على قصائده صورا كرموزا" كال يدخل ىذا العامل‬
‫إال مقتنعا غَت ساخر‪ ،‬مملوءا ابدلشاعر كالتصورات‪ ،‬دائبا يف كىج احلس كاالنفعاؿ كليس لو أبدا أف يلج ىذا العامل‬
‫‪1‬‬
‫ساكنا ابردا رلردا "‬

‫‪ٌ 1‬نظر ‪ :‬علً بولنوار ‪:‬الشعر الشعبً فً منطمة بوسعادة‪ ،‬دراسة موضوعاتٌة فنٌة‪ ،‬ص‪. 297 :‬‬
‫‪ٌ 2‬نظر ‪:‬ادونٌس ‪:‬زمن الشعر – دار العوذة – بٌروت – ‪ 1972‬ص ‪. 14‬‬
‫‪5‬‬
‫الشاعر" البشَت قذيفة "اعتمد على كسائل بالغية‪ ،‬كىي ركائز الصورة الشعرية يف تراثنا النقدم القدمي( التشبيو‪،‬‬
‫االستعارة‪ ،‬الكناية‪ ،‬ادلباشرة يف اخلطاب) كىي مجيعها ليست من التعقيد يف شيء‪ ،‬كىو األمر الذم جعل البشَت‬
‫قذيفة يلجأ إليها أحياان كإىل األدكات اجلاىزة ‪ :‬كأدكات النداء‪ ،‬كفعل األمر‪ ،‬كالسرد الواضح‪ ،‬يقوؿ الشاعر‪:‬‬
‫ایم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا يف دوام‬
‫انـ ـ ـ ـ ـ ـت حبك ّ‬
‫و ـ‬ ‫الغیـ ـ ـ ـر جیي ويرحل من مثة‬
‫حب ـ‬
‫ومن حبك وعطاك عمرو مايتالم‬ ‫حب الغري طراف وانت يف القمة‬
‫فالشاعر ىنا يصرح للمرأة األـ حببو السرمدم‪ ،‬الذم ال يقامسو فيو أحد‪ ،‬كال يشبهو أحد‪ ،‬كمل يرمز لو حىت بشيء‪،‬‬
‫كىو أسلوب تقريرم كاضح‪ ،‬جعل من الصورة الشعرية عنده‪ ،‬عفوية كبسيطة‪ ،‬لكنها حتمل يف أركاهنا صدؽ العاطفة‬
‫كقوذلا‬
‫كما أتقن الشاعر إىل حد كبَت إبراز صور إحيائية اعتمد فيها على أسلوب الكناية‪ ،‬يقوؿ الشاعر‪:‬‬
‫ه طاح الغيم واسحاب مدريب‪.‬‬
‫عن ا‬
‫فهو كناية عن حزنو الشديد‪ ،‬الذم رضخ لو السحاب كالغيوـ‪ ،‬كاشتد ظالـ عمره‪ ،‬كعوض أف نرل ذلك يف أسلوب‬
‫تقريرم مباشر‪ ،‬كجدان البشَت قذيفة يرسم لنا صورة شعرية رائعة‪.‬‬
‫حيث ال يعقل أبدا للغيوـ كالسحب أف تسقط كىي على شكلها‪ ،‬كإمنا يف شكل أمطار كسيوؿ‪ ،‬كلكن ذلك ًب عند‬
‫الشاعر‪ ،‬الذم استطاع بواسطتو أف يثَت شفقتنا كحسرتنا عليو‪ ،‬كىي مهمة الشاعر كغايتو يف مثل ىذه الصور‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬دراسة الخيال‪:‬‬
‫حينما تتحوؿ مشاعر الشاعر كأحاسيسو كانفعاالتو إىل صور شعرية كاليت رأيناىا سابقا‪ ،‬كقد أّثرت فينا أبطيافها‬
‫كألواهنا ‪ ،‬كشدتنا إليها‪ ،‬بل كأجربتنا يف كثَت من األحياف على االستجابة لعواطف الشاعر اليت كانت تتأرجح بُت‬
‫البكاء كالصرب كادلدح كالثناء كالًتجي‪ ،‬كل ىذا إمنا كاف بفعل ملكة سحرية تسمى اخلياؿ‪ "،‬تكسر احلاجز العصي‬
‫على العقل كادلادة" ‪ 2‬خياؿ الشاعر إذف‪ ،‬ىو الذم يفرض نفسو كسلطتو الفنية اجلبارة على ىذه األطياؼ‬
‫كاأللواف‪ ،‬ليكوف فيما بعد معوؿ بناء حقيقي للصورة‪ ،‬بل كمصدرىا احلقيقي‪ ،‬فالصورة سليلة اخلياؿ‪ ،‬ككحده اخلياؿ‬
‫يفتح ابب اإلبداع الفٍت‬
‫خياؿ الشاعر" البشَت قذيفة "كاف مرآة عاكسة جلملة من الصور الشعرية‪ ،‬اليت أراد أف يوصلها إلينا يف شكل قصائد‬
‫شعرية‪ ،‬خرجت أحياان انفعاالهتا ا عن حدكد الواقع‪ ،‬فقولو‪:‬‬
‫احلشى و العقل جیول‬
‫تشعل انري يف ـ ـ‬ ‫الظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم‬
‫حنی ايطيح الليل و ايعم ـ‬
‫حیدثـ ـ ـ ـ ـين ابلقول‬
‫يجـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ‬
‫وخیـ ـ ـ ـالك ـ ـ‬
‫ـ‬ ‫لرسـ ـ ـام‬
‫تقابلـ ـ ـ ـو كامـ ـ ـ ـ ـ ـل ـ‬
‫سـ ـ ـارح بيا ـ‬
‫ـ‬

‫‪ 1‬سٌد لطب ‪:‬النمد االدبً اصوله ومناهجه– ط – ‪ 5‬دار الشروق بٌروت‪ - 1983 -‬ص‪. 58 :‬‬
‫ص‪27‬‬ ‫ٌنظر ‪:‬مصطفى ناصف ‪:‬الصورة األدبٌة‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار األندلس‪، 1981 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫فالشاعر حينما أيتيو الليل تضطرـ يف أحشائو نَتاف اجلول‪ ،‬كىو كناية عن شدة أمل ىذا احلب‪ ،‬كما تركو البعاد يف‬
‫نفسو من أثر‪ ،‬حىت خيل إليو أف طيف احملبوبة حيضر‪ ،‬حينما يتذكر الربع كالداير‪ ،‬فيحدثو طيفها قائال ‪ :‬ك خيالك‬
‫جيي حيدثٍت ابلقوؿ‬
‫إ ّف قوة اخلياؿ عند الشاعر" البشَت قذيفة "إمنا تكمن يف مدل استطاعتو تفجَت عواطفو ادلتأججة كادللتهبة‪ ،‬كاليت نراىا‬
‫يف كثَت من األحياف" بعيدة عن احلقائق‪ ،‬مما أكسم خيالو ابذلشاشة‪ ،‬كبعيدة عن الطبيعة‪ ،‬فكاف خيالو كمها كضالال‪،‬‬
‫ألف اخلياؿ الذم ال يرتكز إال على التشبيهات اخلارجية‪ ،‬يكوف أقرب إىل األكىاـ "‪ ،1‬كأكىاـ الشاعر يف جتربة‬
‫كجدانية يشكو فيها من آالـ البعد كغصات النول‪.‬‬
‫يقوؿ الشاعر" البشَت قذيفة‪":‬‬
‫حبرىم غامق كل من طعنو يديو‬ ‫ختتلف حىت النسا رمی و بقرة‬
‫رحیتها من ادلسك و العنرب تعطيو‬ ‫وحدة يف عينيك تشبو للزىرة‬
‫قليب ساكن عندىا عدت خمليو‬ ‫ـعـ ـن فرقتها ای هللا مايل قدرة‬
‫خلي قليب و سعو وح ـ ـدو ابريو‬ ‫الیـ ـ ـم يف سوقنا ما تتفرى‬
‫ای ـ ـ‬
‫يفتح الشاعر ىنا ابب اخلياؿ لنفسو‪ ،‬ليحلق يف مسوات اللفظ‪ ،‬كينتقي من ىنا كىناؾ‪:‬‬
‫الزىرة كادلسك كالعنرب‪ ،‬كيًتؿ إىل البحر حيث الغموض ك التيو‪ ،‬الذم يريده خالصا لقلبو‪ ،‬الذم ىاـ حبب ىذه ادلرأة‪،‬‬
‫كيقوؿ يف أخرل‪:‬‬
‫يف ذي الصحراء ماقدرت نزيد نبات‬ ‫هللا اليل طاكسي يب تعج ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫انفـ ـ ـ ـات‬
‫و تفكرت يف حمبويب وقت ـ ـ ـ‬ ‫قاضت ابلدمعة عيوين ایراجل‬
‫فاحت رحیة حمبوبيت يف نيفى جـ ـ ـ ـ ـات‬ ‫ادلرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم فيو حمبوبيت‬
‫ذاك ـ ـ‬
‫من شوقي طاح ـو على خدي دمعات‬ ‫اهتنا قليب عليو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا كي طل‬
‫جن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة والت‬
‫عنی اغراب تبانلي ـ ـ‬ ‫بیـا كي نوصل‬
‫تتباشر حلباب ـ ـ‬
‫ای سامع وصفتو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا يف ذي لبيات‬ ‫يف نومي شفت دلنامة ابلكامل‬
‫خياؿ الشاعر ىنا حر طليق‪ ،‬اته بو يف ملكوت ادلناـ‪ ،‬كجعلو حيلم كيتمٌت كصولو إىل دار احملبوبة اليت تعد ابلنسبة لنا‬
‫حنن كقراء‪ ،‬حلما يريد الشاعر أف يصل إليو‪ ،‬ىا ىو حيلم بسيارة تعجل بو إليها ألف دموعو احلرل مل تعد تقول‬
‫حينما حتل ذكراىا عليو‪ ،‬فيخيل إليو رحيها كيفرح مبقدـ األحباب يف مدينة عُت غراب‪ ،‬اليت شبهها ابجلنة‪ ،‬ألهنا‬
‫موطن احلبيبة‪ ،‬كلكنو سرعاف ما يوقظ نفسو كيوقظنا معو‪ ،‬موقفا خيالو كخيالنا على كاقع أليم كزلزف‪ ،‬كاصفا ىذه‬

‫ط ‪ ،2 ، 1964‬ص‪. 106 :‬‬ ‫‪ٌ 1‬نظر ‪ :‬عبد الحمٌد حسن ‪ :‬األصول الفنٌة لألدب‪ ،‬مكتبة االنجلو مصرٌة‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫ادلرحلة ابدلناـ فقط‪ ،‬كبذلك يكوف الشاعر" البشَت قذيفة "قد خلق لنا صورة ‪.‬مجيلة" مل توجد‪ ،‬كما كاف ذلا أف توجد‬
‫‪1‬‬
‫بفضل احلواس كحدىا‪ ،‬لوال ىذا اخلياؿ البديع"‬
‫خامسا ‪:‬دراسة العاطفة‪:‬‬

‫الشعر عامل رحب‪ ،‬ال يلتزـ ابحلدكد كاألبعاد‪ ،‬إنو عامل التخطي كالتجاكز‪ 2‬يفيض دكما ابخلياؿ كالعاطفة كاجلماؿ‬
‫كادلوسيقى كالبهاء‪ ،‬إنو عامل التجلّي كاإلحبار‪ ،‬كامتطاء ادلغامرات كسرب األغوار‪ ،‬فالشاعر إبمكانو أ ْف حيوؿ األفكار إىل‬
‫جتارب شعرية‪ ،‬يسكب فيها مرارتو كلوعتو‪ ،‬فتبدك عبقريتو يف نظم الكلمات أبسلوب ابرع‪ ،‬يوقظ العاطفة كحييي‬
‫الوجداف كيدغدغ اجلانب الركحي‪.‬‬

‫لقد استطاع الشاعر" البشَت قذيفة "حقا أ ْف حيرؾ كجداف ادلتل ّقي كيوقع بو األمل كاألمل كالرغبة يف االنصهار معو‪،‬‬
‫فحينما نقرأ قولو‪:‬‬
‫ابلق ـ ـول‬
‫نصـ ـبر فيك و نداري ـ‬
‫غري ـ‬ ‫ویـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاك ايتام‬
‫ایقلب ـي لثننی اان ـ ـ‬
‫ــــ‬
‫مادبّر علي ما تقويل واش ادلعمـ ـ ـول‬ ‫ما تنصحين ىزيت من الصرب اكوام‬
‫كيسـ ـان دلدام اان مسطـ ـ ـول‬
‫و بال ـ‬ ‫ساىر ليلي م ـ ـ ـ ـ ـ ـا تشوف عيين دلنام‬
‫غاب رجاای و حيليت واش ادلعمول‬ ‫منشي وحدي مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا نرد حلد سالم‬
‫فكالـ الشاعر تتقاطر فيو عاطفة احلرقة كاألسى من دالالىا‪ ،‬فهو يثَت شفقتنا‪ ،‬كشفقة قلبو الذم أملّ بو الوجد‬
‫كاجلول‪ ،‬فجاءت كلماتو أكثر كجدانية ألهنا انبعث عن عاطفة حساسة كصادقة‪.‬‬
‫كاحلقيقة اليت ينبغي يف البدء أف نشَت إليها‪ ،‬أ ّف القارئ الذم ال يعرؼ اللغة الشعبية يف اجلزائر‪ ،‬ال يستطيع يف كثَت‬
‫من األحياف‪ ،‬حتديد نوع العواطف ادلوجودة يف نصوص" البشَت قذيفة"‪ ،‬كإف كانت تبدك لنا يف رلملها طافحة‬
‫ابلعاطفة الصادقة‪ ،‬طادلا أهنا ش ّكلت لنا صورا شعرية حسناء‪ ،‬محلت يف ثناايىا الكثَت من ادلعاين‪ ،‬كالرموز السامية‬
‫النظيفة‪ ،‬يف جوىرىا كأبعادىا‪ ،‬ذلك أف" الصورة دكف عاطفة تعد فارغة ادلالمح‪ ،‬كالعاطفة دكف صورة إمنا ىي‬
‫كيب بُت الصورة كالعاطفة‪3‬‬ ‫عمياء‪ ،‬كال تستطيع أبدا أف تشق طريقها إىل عامل اخللود‪ ،‬فالشعر تر‬
‫كىو األمر الذم نلمسو عند قراءتنا ألم صورة شعرية من صور" البشَت قذيفة "فنجده أنفسنا متعاطفُت معو‪ ،‬حنًتؽ‬
‫الحًتاقو‪ ،‬ك حنلم ألحالمو ك نصطرب ك إايه ك نركح يف ك جنيء معو‪ ،‬بل أحياان ك حينما جنده ايئسا ابئسا‪ ،‬يهجو‬

‫‪ٌ 1‬نظر ‪:‬سهٌر الملماوي ‪:‬فن األدب – المحاكاة ‪-‬مطبعة مصطفً البالً الحلبً – مصر ‪ 1953‬ص ‪. 126‬‬
‫‪ٌ 2‬نظر ‪:‬إبراهٌم الرمانً ‪:‬الغموض فً الشعر العربً‪ ،‬ص‪85‬‬
‫‪ٌ 3‬نظر ‪:‬دمحم زكً العشماوي ‪:‬دراسات فً النمد المعاصر‪ ،‬دار الشروق‪ ، 1994 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪8‬‬
‫احلبيبة الغادرة أك يرثي األـ الغادية أك حيلم حببيبة آتية‪ ،‬بل قد تركقنا ىذه العاطفة ك تعجبنا ك نراىا غَت كافية ك‬
‫نعتقد أف كل ما قيل يف ىذه ادلرأة غَت كاؼ دتاما‪.‬‬
‫كاحلقيقة أف دراسة العاطفة يف نصوص" البشَت قذيفة "خاصة تلك اليت حندث فيها عن ادلرأة جيب أف ال تعزؿ عن‬
‫الزماف ك ادلكاف الذم قيلت فيو‪ ،‬ك كذا نفسية الشاعر ك كيف كاف مؤشر الصدؽ كالعمق أثناء نظمو ذلذه‬
‫النصوص‪ ،‬حيث جنده أحياان يغدؽ علينا مبشاعر موجعة‪ ،‬تبعث يف النفس األمل ك األسى‪ ،‬فتتغلغل فينا ىذه‬
‫األحاسيس لتفجر يف داخلنا حنن كقراء‪ ،‬مجلة من العواطف ادلتصدعة‪ ،‬يقوؿ الشاعر‪:‬‬
‫مانعرفش خبارىا ما جاين مرسول‬ ‫عنـ ـ ـي العام‬
‫متوحشو ـ ـ ـا راه دار ـ‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا جنمت فراقها راين مقتول‬ ‫راين ىالك للصرب مـ ـ ـا كان مقام‬
‫إنو يصف شدة الوجد ك االشتياؽ للمحبوبة‪ ،‬ك عدـ قدرتو الصرب عن بعدىا من فرط الصبابة كاذلياـ هبا‪.‬‬
‫فالشاعر ىنا حيضر أداة زمانية يدعم هبا عاطفتو ك كأنو يقوؿ لنا ‪:‬إشهدكا معي كذكقوا مرارة الوجد الذم دار عليو‬
‫حوؿ كامل ك مل تنطفئ جذكتو‪ ،‬ك يف شطره الثاين مل حيدد لنا ادلكاف ك ىذا دليل التيو ك الظالؿ الذم زاد من صدؽ‬
‫قوة عاطفتو‪ ،‬يقوؿ الشاعر يف قصيدة‬
‫الليل‪:‬‬
‫لو تطلب مين حيايت هتديها‬ ‫حبيتها واعطيتها من غري عبار‬
‫طايع ليو و أمرو ما نعصيها‬ ‫ملكي سلطان ع القلب آتمر‬
‫فالشاعر يف ىذه األبيات راض كل الرضا ابدلكانة اليت حنتلها يف قلب احملبوبة‪ ،‬فيكفيو هبا ىياما كحبا أف يبقى عبدا‬
‫ذلذه احملبوبة‪ ،‬فهو يعتز مبثل ىذه العبودية‪ ،‬ألهنا عبودية الركح‪.‬‬
‫كالصورة الشعرية يف نصوص البشَت قذيفة استطاعت أف تنفذ إىل أعماؽ النفس الف كلماهتا يف جل النصوص‬
‫مشحونة حقا ابإلحساس كالعاطفة اليت أراد من خالذلا الشاعر أف يؤثر فينا كنتخذ معو موقفا نقف فيو اىل جانبو‬
‫كحنميو من لوعة ىذا احلب‪.‬‬
‫‪-‬دكافع اإلبداع النفسية عند البشَت قذيفة كخاصة يف نصوصو اليت يتحدث فيها عن ادلرأة إمنا ىي انبعة من جتربة‬
‫كجدانية‪ ،‬احتدت فيها عناصر اإلبداع من حب ككلع كشوؽ كحنُت‪ ،‬كقد ساعده يف ذلك أتثره ببيئتو احملافظة اليت‬
‫كانت حتضر احلب كلقاء احلبيبُت‪ ،‬مما فجر يف داخلو عواطف صارخة قلما جندىا يف أشعار الشعراء الشعبيُت بل‬
‫كأحياان حىت عند الشعراء الرمسيُت‪ ،‬كىو األمر الذم اكسب قصائد البشَت قذيفة حالكة شعرية تشعر هبا‬
‫كأنت تستمع إليو حىت انو ميكننا القوؿ أف قصائده ىذه قد تناغمت فيما بينها كفق موسيقى متنوعة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫خ ـ ـ ـ ــامتة‬
‫لغة الشعر الشعيب كحتديدا لغة الشاعر" البشَت قذيفة "ىي لغة خاصة‪ ،‬ليست ابلفصحى‪ ،‬كال ىي ابلعامية‪.‬‬
‫أما الوزف‪ ،‬فلقد خلصت كاعتمادا على آراء الباحثُت كالدارسُت من أىل االختصاص‪،‬إىل أف أشعار" البشَت قذيفة "‬
‫كأشعار الشعر الشعيب عامة‪ ،‬ال ختضع إىل حبور اخلليل‪ ،‬كإف كجدت بعض القصائد اليت تعود إىل ىذا البحر أك‬
‫ذلك‪ ،‬فقد كجدت أخرل ال صلة ذلا هبذه األكزاف كالبحور‪.‬‬
‫عامل األدب الشعيب‪ -‬كالشعر على كجو اخلصوص ‪-‬ىو اآلخر امتداد إىل ىذا التجلي‪ ،‬كذاؾ االنصهار بُت ادلاضي‬
‫كاحلاضر‪ ،‬كالبدء كاالنتهاء‪ ،‬فًتاه يفيض ابلسحر كالبهاء كالصدؽ كالصفاء‪ ،‬ألنو انبع من كجداف الشعب‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like