Professional Documents
Culture Documents
لجنة المناقشة:
رئيسا جامعة وهران أ.د عبد الواحد شريفي
مشرفـا ومقررا جامعة باجي مختار -عنابة- أ.د سعيدة كحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
عضوا مناقشا جامعة وهران أ.د ليلى عال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم
لك ه م يكن يتكلم لغة ذي القرنن ،فكان يرجم ما يقول القوم ،م يقوم آخر برمة ما تُرجم ،و يقوم ثالث
برمة ما تَرجم الثاي ،ح أنه قيل أن سلسلة الرمة بلغت عشرين مرما .فلوا ذلك ما فهم ذو القرنن مراد
القوم.
وتكمن أمية الرمة عن اللغات اأخرى ي التواصل والتفاعل مع م جزات اآخر؛ فامتفق عليه أن ترمة
العلوم ا م اص م ها ،أما اآداب فااختاف حول ترمتها أمر قائم وبدرجات متفاوتة ،يصل إ أشد حول
الشعر بأي حال من اأحوال ،و و رأي ا احظ ي قوله "الشعر ا يستطاع أن يرجم ،وا وز عليه ال قل،
حول تقطع نظمه ،وبطل وزنه ،وذ ب حس ه ،وسقط موضع التعجب فيه" .و كذلك الشاعر الفرنسي
وم ّ
بير لريس ع دما قال "ترمة الشعر أمر مستحيل ،مثلما اامت اع عن ترمته أمر مستحيل".
و ضروب الشعر كثرة و م ها الفخر و اهجاء و الرثاء و الوصف و غر ا .و تعتر اخرافة أحد تلك الضروب
الي جاءت حكاياها ام قولة عل ألس ة ا يوانات ي قوالب شعرية لتفرض بذلك حديا مضاعفا لكل مرجم.
أما التحدي اأول فيكمن ي خصائص اللون اأدي ي حد ذاته و الذي يقوم عل جزئيتن أساسيتن و ما
رمزية حيواناته الي ما ي ي ا قيقة إا سواتر لشخصيات حقيقية ،و الدروس اأخاقية امستقاة م ه .أما
التحدي الثاي فيكمن ي خصائص ال ص الذي نقلت فيه و الي تفرض عل امرجم أن يكون عل اطاع
واسع ي ور الشعر وأحكامه ،و قوافيه و أوزانه ،و متونه و أبياته ،و ذلك عل القرحة م فتحة هذا الغرض.
1
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
مقدمة
وقد نقول أنه ا يرجم الشعر إا شاعر ،فامرجم العادي لي وء حت عبء ال ص الشعري ،أما امرجم العبقري
فرتفع فوقه .وبالرغم من وجود بعض اآراء الي تعتقد بعدم إمكانية ترمة الشعر فإن التاريخ يثبت عكس
ذلك .فقد شهد العام ترمات أكثر اأعمال الشعرية شهرة .وقد يبدو اأمر سها ي نقل شعر من لغة
أوروبية إ أخرى ب فس الوزن ،غر أنه ليس هذ السهولة حن يتصدى امرجم ل قل وزن الشعر الفرنسي أو
اإ ليزي إ وزن اللغة العربية .ومن اخطأ الفاضح ي ترمة الشعر امغااة ي اأمانة ،الي إن صحت ي
ا قائق العلمية وامس ائل الدي ية فا تصح ي الشعر ،فمن أراد ا فيه أراد شيئا غر مستلزم وأدى ذلك إ
وبقي أن نسأل ل مكن أن نرجم شعر اخرافة ب ثر جيد دون أن نفقد حاوة اأصل؟ وا واب أنه قد يكون
ال ثر الف أصدق ي نقل امع ولك ه ا حافظ عل موسيقية ال ص اأصلي وإن عكس ل ا ومضات من
جرسه ونغمته.
لقد ت وعت أغراض اخرافة عل مر اأزم ة و العصور .فكانت ي بداية اأمر سبيل أولئك الذين كان جهر م
ي انتقاد حكامهم هاية ياهم ،فا ذوا من ا يوانات الي أنطقو ا ستارا هم .م حول الغرض من اخرافة بعد
ذلك إ التثقيف و امتعة الف ية .لتقتحم بعد ذلك ال أدب اأطفال ما ي قصصها ام قولة عل ألسن
ا يوان من قيم و دروس وعر و نصوص تسا م ي تربية ال شء وهذيبه ،و إطاق الع ان لتصور و خياله.
إن ا ديث عن شعر اخرافة ا مكن أن يستقيم ي الذ ن دون ذكر أبرز كتابه ي العام أمع و و " Jean
" de La Fontaineالذي ارتبطت اخرافة بامه فخلدت ذكر فاستحق بذلك أن يكون أبا ام ظومات
اخرافية ي العام أمع .و يعود سبب نبوغه إ ثرائه اللغوي من جهة و إ قدرته عل تطويع أوزان الشعر
الفرنسي مع ما يتماش مع أفكار اخرافة من جهة أخرى .و ذا و سبب إقبال أدباء العربية عل خرافاته،
بال قل و الرمة حي ا ،و بااقتباس و التقليد حي ا آخر عل الرغم من وجود فن اخرافة ي أدب ا القدم .ولقد
اخرنا لدراست ا من بن أولئك امرمن شاعرين من بيئتن تلفتن و من عصرين تلفن أحدما مصري ال شأة
2
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
مقدمة
و امولد و اآخر جزائري ال شأة و امولد و ما :حمد عثمان جال برمته "العيون اليواقظ ي اأمثال
و يعود سبب اختياري مدونة " "Les Fables de La Fontaineلكاتبها جون دي افونتن " Jean
-2شغفي و ا تمامي الكبرين بالشعر الفرنسي و اا ليزي عامة و بالشعر العري خاصة .فالشعر من أرق
األوان اأدبية عل اختافها بإماع أ ل ااختصاص ما فيه من مع بن مالية اللفظ و رقي اأسلوب و مو
امعاي من جهة و وزن و إيقاع و نغمة من جهة أخرى .م إن ا دل القائم م ذ القدم حول استحالة ترمة
الشعر من عدمها تدفع بامرجم لتقصي ا قيقة ي ذلك بالوقوف عل ما قيل قدما و ما يقال ي عصرنا
ا ا .
-3إدراج ذا اللون اأدي ي ال أدب اأطفال ،وقد وقفت عل ذلك من خال تدريسي لتاميذ الصف
الثاي متوسط ،حيث خصص فصل كامل ي الرنامج الس وي للغة الفرنسية لدراسة اخرافة و الركيز عل
ام واعظ امستقاة من تلف قصصها .كما ك ت شا دا عل ذلك اأثر الي تركه تلك القصص ي نفوس
تامذي ،فهي تسمو ياهم ي حاولة م هم لفك رموز ا و الوصول إ جو ر معانيها استخاص و فهم
العر م ها.
3
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
مقدمة
-3ل تتدخل خلفية امرجم الثقافية وااجتماعية واإيديولوجية ي رسم معام تلك ا دود؟ أم خصائص
-4ل حافظ امرجم لشعر اخرافة" "La fableعل رمزية ا يوانات امذكورة فيها؟ و ل رمزية ا يوانات ي
-5ل حافظ امرجم عل مع العرة امستقاة من اخرافة امكتوبة باللغة الفرنسية ي لغته العربية؟ و ل تأثر
العرة امدركة ي ال ص العري امرجم ي نفس الرجل العري و ذات التأثر ي نفس الرجل الفرنسي القارئ
-6ل مكن مرجم ال ص الفرنسي نقل ذلك اإيقاع اموجود فيه إ ال ص العري؟ أم أن خصائص اللغتن
إن الذي نصبو إليه من خال ذا البحث و حليل ونقد مدونة أدبية شعرية خصوصا و ذلك من خال إ اد
إجابات عل قدر امستطاع عل اإشكاليات اموضوعة و التساؤات امطروحة و الي ص التصرف ي ترمة
فن اخرافة و حدود و خصائص الشعر العري و الفرنسي و ميزاته و خلفية امرجم و تأثر ا عل ترمته
و القدرة أث اء الرمة عل احافظة عل شخصية ا يوان و رمزيته وترك التأثر وااستجابة ي القارئ وتذوقه
للمحكي الشعري ،كما نود أن نضيف نقطة لصاح أولئك الذين يؤم ون بإمكانية ترمة ال ص الشعري
و أولئك الذين يسعون إثبات تلك اإمكانية .كما ستكون مهمت ا التعريف ب ظريات ترمة الشعر وتق ياته
واسرا ياته .كما نسع أيضا ث دارسي الرمة و طاها عل اإقبال عل الشعر بأنواعه و ش لغاته من
خال ترمته و دراسة ترماته .و ص بالشعر روائعه مثل رباعيات اخيام واأطال و غر ا.
4
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
مقدمة
و س ستعن ي دراست ا باأدب امقارن ما له من قدرة عل اإجابة عل تساؤات تعد حور ث ا و تصب ي
صمميه :كيف يتم اختيار ال صوص امراد ترمتها؟ و كيف يأخذ ال ص امرجم مكانته ضمن ام ظومة اأدبية
أضف إ ذلك دراسته لتلقي الرمات عل مستويات متعددة ،بعيدا عن امطابقة ا رفية بن الرمة و ال ص
اأصلي .و دراسة ذا التلقي تسمح ل ا برؤية الفعل ا قيقي هذ ال صوص ي ام ظومة الثقافية الي تستقبلها.
و س عمد من خال دراست ا إ عرض مقاطع ي الرمتن و نقارها بال ص اأصلي ل تعرف مواطن التصرف
فيها سواء كانت باإضافة أو ا ذف أو طريقة صياغتها امغايرة ما جاءت عليه ي ال ص اأصلي وصوا إ
معرفة أسباها ل خلص بعد ذلك إ وضع معام دود التصرف ي الرمتن مقارنة بال ص اأصلي،
مستخدمن ي ذلك م هج البحث التحليلي و ال قدي لت اسبه مع طبيعة امدونة و طبيعة الدراسة.
أما الفصل اأول و الذي سيأي بع وان "فن اخرافة و ترمة الشعر" ،فس تعرض فيه إ حديد ما ية
اخرافة و تاريخ ظهور ا ،م نقوم بعرض تلف مصادر ا الشرقية و الغربية .و ح نثبت أمية ذا
اللون اأدي س قوم بتعداد تلف مرميه و ترماته عر التاريخ .و ما جاءت خرافات افونتن
خصائص الشعر الفرنسي و خصائص الشعر العري و أن نتعرض مختلف آراء ام ظرين و أ ل
ااختصاص فيما يتعلق برمة الشعر .م س قوم مقارنة رمزية ا يوانات ي الثقافتن العربية و الفرنسية
من جهة و رمزيتها ي خرافات افونتن من جهة أخرى و ذلك باعتبار أن امرمن اعتمدا عل
نفس ا يوانات الي ابتدعها افونتن ي خرافاته و أن أي تباين ي رمزيتها سيخلط أدوار ا ي الرمة
5
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
مقدمة
و أما الفصل الثاي و الذي سيأي بع وان "التصرف ي الرمة اأدبية" فس قوم بتقسيمه إ مبحثن.
و نقوم ي امبحث اأول محاولة فهم التصرف كإسراتيجية ترمية باعتبار أن مرجم شعر اخرافة لن
د ي غر التصرف سبيا لرمتها .و لبلوغ ذا الفهم س تطرق با ديث أوا عن ما ية التصرف
تلف العوامل الي تدفع بامرجم انتهاجه .كما س قوم كذلك بذكر م نذكر أنواعه و نتعرف عل
و أما الفصل الثالث و الذي سيأي بع وان "دراسة حليلية و نقدية ي مدونة « Les fable de
الدا و امستوى امعجمي و امستوى ا ما و مستوى الوزن و مستوى ترمة العرة .م نعرض ي
كل مستوى ماذج و مقاطع ال صوص اأصلية و ترماها ل قوم بتحليلها و نقد ا .ل رجم بعد ذلك
ال تائج إ نسب مئوية نرسم من خاها م ح بيانيا يبن ل ا م هجية كل مرجم ي التصرف ي ترمة
و ااست تاجات الي من شأها أن ترسم ل ا خرافات افونتن ،ل خرج بعد ا ملة من ال تائج
ونقوم ي هاية البحث بوضع خامة ،و ملخص باللغة و الفرنسية و اإ ليزية ،و قائمة امصادر و امراجع.
6
الفصل اأول
فن الخرافة و ترجمة الشعر
مهيد
.3مصادر اخرافة
.1.3امصادر الغربية
.2.3امصادر الشرقية
.3.3امصادر العربية
.2.4أبرز مرميه
خاصة
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
تمهيد:
تشكل ترمة الشعر حديا حقيقيا لكل مرجم يسع لتحقيقها .أما ترمة اخرافة الي كتبت شعرا فتمثل
حديا مضاعفا .و ذلك راجع إ خصوصية ال ص و مضمونه .لذلك س حاول ي ذا الفصل من
الدراسة التعرف عل خصوصيات أدب اخرافة من جهة و خصوصيات ال ص الشعري من جهة أخرى.
إن امع اأدي ااصطاحي الذي يكاد مع عليه مؤرخو اأدب و ال قاد و دوائر امعارف و :أها
)(1
قصة حيوانية يتكلم ا يوان فيها و مثل مع احتفاظه يوانيته ،و ها مغزى.
و دور البطولة ي ذ القصص و ا كايات ا يقتصر عل ا يوان وحد بل يتعدا ليشمل اإنسان
و الطر و ال بات و ح ا ماد ،و نسبها إ ا يوان ما كان إا لبيان موضعه و كثرة القصص الي
وردت ع ه" .و تعتر ذ ا كايات رمزية ذات طابع خلقي و تعليمي ،تظهر فيها شخصيات
و أحداث ما ي إا سواتر الشخصيات و اأحداث ا قيقية امقصودة ،من أجل ذلك يكون الق اع
الذي تستر من ورائه ذ الشخصيات و اأحداث شفافا ح ا ت طمس الغاية الرمزية من القصة".
)(2
وقد وضع لكلمة " "fableي اللغة العربية عدة أماء :اخرافة ،اموعظة ،امثل و اأسطورة.
) (1عبد الرزاق ميد ،قصص ا يوان ي اأدب العري ،القا رة ،1951ص 26 ،25
) (2نوير ب ت ناصر حمد عبد اه الثبيي ،رسالة مقدمة ل يل درجة اماجستر ي قسم الباغة و ال قد بع وان :ت وع اأداء الباغي ي أدب ابن
امقفع ،ص 32
7
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
-2أها قصة حيوانية ها مغزى و ع دئذ تساوي موعظة "."apologue
-3أها قصة خيالسة بوجه عام fictionفتكون بذلك أعم من قصة حيوانية".
)(1
و أما امثل فيستخرج من اخرافة و غر اخرافة ،و و يتوجه أصا إ امغزى من اخرافة ا إ القصة
نفسها.
و أما اأسطورة فيكون مدار ا ديث فيها و حور أناس خياليّون و حيوانات ا نرا ا ي عام ا.
نستخلص ما سبق ذكر بأن كلمة "خرافة " توافق ي مع ا ا ااصطاحي القصة عل لسان ا يوان،
كلمة "."fable
و است طاق ا يوان ي أدب اخرافة ما و إا شكل من أشكال تأزم العاقة بن اأديب و السلطة،
و اللجوء إ عامه ما و إا أحد أشكال االتفاف عل آلة الرقابة .فامبدع يهدف هذا إ إيصال
خطابه أو موقفه إ متلقيه بل إ ا اكم ي أحيان كثرة" ،فاملوك ها سكرة كسكرة الشراب ،ا تفيق
من السكرة إا مواعظ العلماء و أدب ا كماء .و الواجب عل املوك أن يتعظوا مواعظ العلماء،
و الواجب عل العلماء تقوم املوك بألس تها ،و تأديبها كمتها ،و إظهار ا جة البي ة الازمة هم
)(3
لرتدعوا عما م عليه من ااعوجاج و اخروج عن العدل".
) (1نفوسة زكريا سعيد ،خرافات افونتن ي اأدب العري ،مكتبة اإسك درية ،ص 03
) (2امرجع نفسه ،ص 5
) (3ابن القفع ،كليلة و دم ة ،دار صادر بروت ،2000ط ،1ص 17
8
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
لذلك توجب عل امبدع التحلي با كة ي ذ امواجهة ما دام ا يصر عل الصمت إزاء ما يرى من
انتهاكات للحقوق و ا ريات و مارسات خاطئة للقوانن ي حق اأفراد و ا ماعات .خاصة و أن
عام ا يوان ما و إا انعكاس لعام ا ،و غ ا يتجل ي هر من الرموز ا ي ضب .و د خلف ستار
تلك الرموز الي يتطلبها ذا اللون اأدي واقع ا ياة ي زمن كتابته ،فقد استطاع الشاعر افونتن مثا
أن يعرض علي ا لوحة كاملة للحياة اإنسانية و للمجتمع الفرنسي آن ذاك ،ففقد كانت له القدرة عل
الغوص ي أغوار ال فوس ،و حاسة الشعور بالواقع معا" :فقد استطاع أن يصور ال اس من كل ص ف:
ملوكا و سادة و أثرياء و رجال دين و علماء و فاحن ،و من كل الشيم :متكرين و جب اء و فضولين
)(1
و ذوي أثرة و استغالين و م افقن،كل هيئته و هجته اللتن ت اسبانه و تعران ع ه".
أما اأمور الي اختص ها اإنسان من بن سائر ا يوانات أربعة أشياء "و ي ُمّاعُ ما ي العام ،و ي
ا كمة و ال عفة و العقل و العدل .و العلم و اأدب و الروية داخلة ي باب ا كمة .و ا لم و الصر
و الوقار داخلة ي باب العقل .و ا ياء و الكرم و الصيانة و اأنفة داخلة ي باب العفة .و الصدق
ي احاسن و أضداد ا ي و اإحسان و امراقبة و حسن اخلق داخلة ي باب العدل .و ذ
)(2
امساوئ".
وجدير بالذكر أيضا أن الطفل من خال مشا دته للرسوم امتحركة و ماعه لقصص أبطاها من عام
ا يوان ،كون لديه خلفية ترحب بأدب اخرافة ي عامه وتضمن له البقاء و ااستمرارية" ،فولع اأطفال
هذا ال وع من القصص ،ولعا ي طلق من حبهم الفطري للحيوانات ،و رغبتهم القوية ي إنشاء صداقات
) (1حسيب ا لوي ،اأدب الفرنسي ي عصر الذ ي ،ام ظمة العامة مكتبة اإسك درية ،ج ،3ط ،2س ة ،1956ص 589
) (2امرجع نفسه ،ص 13
9
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
مع بعضها .فمن السهل استقطاب ا تماماهم با ديث ع ها ،و إلباسها أدوارا بشرية ت اسب غرائز ا
)(1
و طبائعها امتميزة".
إذا فاخرافة كج س أدي دخلت ال أدب اأطفال ما ي قصصها ام قولة عل ألسن ا يوان من قيم
و دروس وعر و نصوص تسا م ي تربية ال شء وهذيبه ،و إطاق الع ان لتصور و خياله.
و من امعلوم أن الرمة السليمة أو ال قد الرمي الب اء أي لون أدي ي طلق من فهم ذا اللون فهما
عميقا و الوقوف عل خصائصه و ميزاته ،ولعل أحد الطرائق لبلوغ ذلك الفهم ي العودة إ البيئة الي
نشأ فيها و تطور و سبب ظهور ي تلك البيئة دون سوا ا و من م العوامل الي ساعدت عل انتشار .
و أيثوب ذا ،أو "أيسوب" كما ما آخرون ،ا يكون الوحيد الذي كتب ي ذا الفن ي العام الغري
(اليوناي و الروماي) إما و أشهر كتابه ،حيث كان شاعرا أسطوريا و كاتبا أكثر من مس مائة خرافة،
وكان له عقل من العقول اأو غر أنه كان ضعيف ا سم ،مشو ام ظر ،معقود اللسان ،و قد أرسله
الذي اشرا كعبد أول مرة ،إ أرضه للفاحة و ذلك لضعف ب يته و إعفاء ال اس من ال ظر إ قبحه،
لك ه كان نافذ البصرة ،واسع ا يلة ،أما نوادر فكثرة ا تعد و ا حص .
10
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
وبعض آخر يرى أن نشأها مصرية ،حيث إن بعض ا كايات امصرية القدمة كانت عل لسان ا يوان
من أمثال حكاية "قصة السبع والفأر" الي وجدت عل ورقة بردي و الي يرجع تار ها إ القرن الثاي
أن اإسك در ذو القرنن الرومي " "Alexandre le Grandغزى كل باد الغرب ،و بعد أن فرغ
من ملوكها قرر التوجه لباد الشرق يريد بذلك ملوك الفرس و غر م .و بعد أن أنزل با ميع اهزمة،
وكان عل باد اه د وقتها ملك ذو سطوة يقال له "فورك" .وبعد حرب ضروس ،كانت الغلبة فيها
كة قائد وخرته ،استخلف ذو القرنن عل اه د رجا من رجااته ،سرعان ما يش اإسك در
لديه.
و كان يعيش ي ذلك الزمان رجل فيلسوف فاضل حكيم من الرامة) (1يقال له "بيدبا" "،"Bidpay
م يرضه ما رأى من املك ،فقرر بعد استشارة تامذته مقابلته و تقدم ال صح له ليسع ي خدمة الباد
و يرفع الظلم عن العباد .و قابل الفيلسوف "بيدبا" املك "دبشليم" و كان له من ال اصحن ،لكن
الزمن.
السجن فمكث فيه حي ا من ّ
املك من غيظه كاد أن يعصف به و يقطف رأسه ،و ز ّج به إ ّ
و ما أن ذ ب الروع ع ه ،أيقن بأنه ظلم الفيلسوف ،فعدل عن قرار و أمر بإخراجه ،و رفع من شأنه
و مقامه فاستوزر و وضع التاج عل رأسه و أجلسه لس العدل و اإنصاف ورفع عن الرعية الظلم
11
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و كشف ع هم اهم والغم .وطلب م ه أن عل له كتابا بليغا ي ضروب ا كمة ،يكون ظا ر سياسة
العامة و تأديبها عل طاعة املك ،و باط ه أخاق املوك و سياستها للرعية ،ي سب إليه و تذكر فيه
أيامه .فاستمهل "بيدبا" املك عاما ،و مع لذلك تامذته ،فألف كتابا من أربعة عشر بابا ،م
أما حمد بن إسحاق فيقول أن "أول من ص ف اخرافات و جعل ها كتبا و أودعها اخزائن و جعل
و ذا قول حتاج إ محيص ذلك أن أغلب الباحثن ذ بوا إ أن خرافات الفرس مصدر ا دي
و حديدا كتاب كليلة و دم ة .و يروى ي ذلك أن "كسرى" عظيم الفرس كان أكر ملوك الفرس،
و أوسعهم معرفة ،و أصوهم رأيا ،و أكثر م حكمة ،و أكثر م ا تماما بالعلوم و اآداب ،و أ ثهم عن
مكام ها ،حدثه بعض جلسائه عن كتاب ع د بعض ملوك اه د ي خزائ ه من تأليف ا كماء ،و حكا
له عما ورد فيه من حكم و غرائب ،و مواعظ و عجائب عل أفوا الطيور و البهائم و ا شرات .فقرر
اقت اء و نسخه ما فيه من م افع و قيم أخاقية و سياسية .فاس د اأمر إ رجل يقال له "برزويه" كان
شابا ميا ،و عاقا و عاما و أديبا و فيلسوفا ،و طبيبا ريرا ،و ما را ي الفارسية و اه دية عل
السواء .فذ ب إ باد اه د ،و تعرف عل حامل مفاتيح خزائن املك ،فأطلعه عل الكتاب ،فقرأ
و نقله من اه دية إ الفارسية ،و قفل عائدا إ باد .فكافأ املك عل ميل ص يعه و جعل له ي
الكتاب بابا يذكر فيه أمر و تروى فيه سرته م ذ نشأته و ح ذ ابه إ اه د و حصوله عل الكتاب.
) (1ابن ال دم ،الفهرست ،To PDF: http://www.alhttp://www.al -mostafa.com ،ص 299
12
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
.3مصادر الخرافة:
.1.3المصادر الغربية:
.2.3المصادر الشرقية:
السابع،
" .1كتاب "جاتاكا" ،ويع ّد أقدم ما وصل من ا كايات اخرافيّة اه ديّة ،يعود وضعه إ القرن ّ
اميادي .و و حكي تاريخ ت اسخ "بوذا" ي أنواع تلفة من ا يوانات والطّيور ،قبل وجود
ّ أو التّاسع
13
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
.2كتاب "تانرا خياييكا" ،ويعود وضعه إ ما بن القرنن الثّاي واخامس امياديّن.
.4كتاب " توباديسيا" ،ويعود تدوي ه إ ما القرنن العاشر وا ادي عشر امياديّن ،و و أقدم كتاب
)(1
قصة".
مسا وعشرين ّ
دي قلّد كتاب "ب ج تانرا" امذكور أعا ،إذ اقتبس م ه ً
ّ
.3.3المصادر العربية:
"يع تر "كليلة و دم ة" من أوائل ال صوص ال ثرية امكتوبة لدى العرب ،و الي تعتمد عل اخيال،
و متلئ با كمة ي إطار من التورية و الرمز و التمثيل") ،(2و مثل جزءا من الراث العامي و حتل مكانة
مرموقة فيه .كما يعد من الكتب الي أحدثت تأثرا كبرا ي أدب امعاصر عموما و أدب اخرافة
خصوصا .و يعود وضعه إ م تصف القرن الثامن اميادي عل يد "عبد اه ابن القفع" الذي نقله من
الفارسية إ العربية .ويعد ذا الكتاب ي ذا ال وع من اأدب أكثر الكتب ترمة و حاكاة و اقتباسا.
وما كانت أمية أي لون أدي و قيمته اأدبية تقاس مدى إقبال أ ل اأدب و اإختصاص عليه سواء
بال قل أو باإقتباس أو بالرمة ي أزم ة و أمك ة و عصور تلفة ،أردنا أن نبن مكانة ذا ال وع اأدي
14
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
.4مترجمو و ترجماته عبر التاريخ:
" .1نظم كليلة ودم ة أبان بن عبد ا ميد الاّحقي ( 200ـ815/م) ،فقد نظم الكتاب ي مسة
نثرا
شعرا ،بعد أن وردت ً
الشاعر إعادة سرد ا كايات الواردة ي كليلة ودم ة ً
اهجري ،حيث اختار ّ
ّ
مطل ًقا.
" .2كتاب ثعلة وعفراء" ،الّذي وضعه " سهل بن ارون" ( 215ـ815/م) ،وم يصل ا ذا الكتاب.
أيضا.
" .3كتاب الّمر و الثّعلب" ،و و م سوب إ "سهل بن ارون" ً
ي ( 449ـ1057/م) ،الّي تع ّد من أعل مؤلفات
امعر ّ
الشاحج" أي العاء ّ
الصا ل و ّ
" .4رسالة ّ
ي م يصانا.
للمعر ّ
ي قيمة .كتاب" القائف" وكتاب " م ار القائف" ،وما كتابان ّ
امعر ّ
ّ
.5كتاب "مضا اة أمثال كتاب كليلة ودم ة ما أشبهها من أشعار العرب" ،و و كتاب لليم ّ
الشعوبيّة ،ي وقت انرى فيه
عصب للعرب ي معركتهم ض ّد ّ
( 400ـ ،)1015 /و و ي زع فيه و التّ ّ
العري و ا ضارة
العلماء العرب ي فون ما يزعمه الفرس من أ ّن مصدر ا كمة واأمثال ي اأدب ّ
لساسانيّة.
الفارسيّة ا ّ
.6كتاب " فاكهة اخلفاء ومفاكهة الظّرفاء " ،وضعه " ابن عرب شا "
15
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
يعرف بفرة اأدب امملوكي ،أي ضمن العصر الّذي يطلق عليه اسم "عصر اا طاط" .والكتاب ترمة
ا كايات التّعليميّة عل ألس ة ا يوانات ،وفيه إ جانب ذلك نصائح للملوك ،وحديث عن العدل
والعقل.
الشخصيّات اإنسيّة
الصادح والباغم" ابن اهبّاريّة ،و و أرجاز تدور حول ا يوانات وبعض ّ
.8كتاب" ّ
الرمزيّة.
ّ
الص ّفا" ،إحدى رسائلهم اإحدى
.9رسالة تداعي ا يوان عل اإنسان ،و ي رسالة فلسفيّة "إخوان ّ
وتضم مسة وستن فصا .وقد تأثر واضعو ا بكليلة ودم ة ،ولك هم ي الوقت ذاته حاولوا
واخمسنّ ،
الصفا" هذا ااسم مقتبس فيما يبدو
ماءمة الرسالة مع مبادئهم الفلسفية اخاصة هم .وتسمية "إخوان ّ
من إحدى حكايات كليلة ودم ة ،حيث ورد ااسم فيها.
السلطة،
يصرح بامه خوفًا من بطش ّ
الغواص" ،و و مؤلّف هول رّما م ّ
.10كتاب "اأسد و ّ
السياسيّة وال ّدي يّة وااجتماعيّة وااقتصاديّة ،ويبدو أ ّن تأليفه يعود
و الكتاب يهدف إ نقد اأوضاع ّ
القصة اإطاريّة متأثّرة كاية اأسد والثّور ي
الغواص اسم ابن آوى .و ّ
لفرة حكم البويهيّن ي العراق .و ّ
كليلة ودم ة.
السام" 678ه.
"لعز ال ّدين بن عبد ّ
.11كشف اأسرار عن حكم اأطيار واأز ار" ،و و كتاب ّ
ي طوي الكتاب عل مواعظ وعر عل ألس ة ا يوانات".
)(1
16
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
.2.4أبرز مترجميه:
.1ترمة " "Siméon Sethإ اليونانية ي بداية القرن ا دي عشر ،و الي ترمها بدور
.3ترمتها مباشرة من اللغة العربية إ اللغة اإسبانية بأمر من املك ""Alphonse X le Sage
حوا س ة 1251
.4ترمة الروفسور "علي شلي" " "Ali-Tchelebiإ اللغة الركية ي القرن التاسع اميادي
.5ترمة "أبو امعا نصر اه" " " Abou al-Ma âlî Nasr-Allahإ اللغة الفارسية
ا ديثة ي القرن الثاي عشر اميادي (539ه) حت ع وان "كليلة و دم ة هرام شا " " Calila wa
"Dimna Bahramchâhî
أما " "Jean de la Fontaineفقد إعتمد ي كتابته خرافاته عل امصادر الثاث :الشرقية
(خرافات "بيدبا" اه دية و " برزويه" الفارسية) و الغربية (خرافات "أيسوب" اليونانية و "فيدر" الاتي ية)
و العربية (كتاب "كليلة و دم ة" لعبد اه ابن القفع) و من كل من عرف من كتاب اخرافة احرفن
و الطارئن ،كما أنه "هل من أدباء القرن السادس عشر و من أدباء ال هضة و القرون الوسط ،و أنه قرأ
ي شغف شعراء الاتن من أمثال ترانس و فرجيل و أوفيد و سي يك ،كما أنه قرأ لأدباء اليونان
17
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و ص م هم أفاتون و بلوتارك") ،(1و أضف عل كل ذلك أسلوبا خاصا متميزا م يسبقه إليه أحد،
فارتبطت اخرافة بامه و أصبحت كتبه تعد مصدرا أساسيا ها ي العصر ا ديث ،و السبب ي ذلك
و ا ديد الذي حققه افونتن فاستحق به أن يكون أبا ام ظومات اخرافية ي العام أمع ،فقد وسم
كل ما أخذ بطابع ف ه ،و ا يكمن سر عبقريته و نبوغه ،وقد كشف عن ذا السر ب فسه ي قوله:
18
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و قد قام افونتن بتطوير اخرافة إ عمل ف متكامل" ،أراد أن حقق من خاله غايتن :التثقيف و
امتعة الف ية ،أنه رأى كما يقول ي مقدمة خرافاته أن اخرافة تتكون من جزأين مكن أن نسمي أحدما
جسما واآخر روحا .فا سم و ا كاية ،أما الروح فهي امع اخلقي للحكاية".
)(1
و قد وضع افونتن خرافاته ي قالب شعري ضع لقواعد الشعر ي اللغة الفرنسية ميز أسلوب رشيق
مركز ،و أوزان كثرة مت وعة ،و اعتمد ي ذلك عل ثرائه اللغوي الواسع الذي م حصر ي اللغة
القاموسية فحسب ،بل عممه ليشمل اللهجات احلية ،و هجات العمال ،و أصحاب ا رف ،كما
اعتمد أيضا عل حسه اموسيقي الدقيق سواء ي اختيار الكلمات و اأوزان الي تتماش مع الفكرة أو
العاطفة.
انطاقا ما م ذكر "نستطيع أن هتدي إ سبب إقبال أدباء العربية عل خرافاته ،بال قل و الرمة
حي ا ،و بااقتباس و التقليد حي ا آخر ،عل الرغم من وجود فن اخرافة ي أدب ا العري القدم ،و عل
الرغم من أن آثارنا ي ذا الفن كانت مصدرا من مصادر افونتن نفسه كما سبق و بي ا" (2).و من بن
أولئك الذين ترموا خرافات افونتن فجاءت كتاباهم ي شكل أبيات شعرية موزونة مقفاة نذكر
الشاعرين حمد عثمان جال عن كتابه "العيون اليواقظ ي اأمثال و امواغظ" ،و بشر مفتاح عن كتابه
"أمثال و حك م افونتن" .ذان الشاعران قاما برمة الشعر بالشعر ،متحدين بذلك كل من نادوا
باستحالة تلك الرمة و مضيفن بذلك أيضا نقاطا لصاح من نادوا بإمكانيتها.
و ا دير بالذكر أن موضوع رسالت ا يتمحور أساسا حول نقد و حليل نصوص شعرية مكتوبة باللغة
الفرنسية و مرمة إ اللغة العربية ،و من البديهي أن يكون أي نقد ب اء أو حليل م طقي أي عمل
19
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
مرجم مب يا عل فهم سليم و عميق خصائص ال ص اأصلي و ال ص امرجم ،لذلك ارتأي ا أن صص
جزئا من رسالت ا نعرض فيه خصائص ال ص الشعري ي اللغتن الفرنسية و العربية ،و نطمح بذلك إ
استظهار أوجه التشابه و ااختاف بن ال صن ما ي ذلك أمية ي نقد و حليل العمل اأدي الشعري
امرجم.
"يعرف الشعر بأنه فن من ف ون الكام يوحي عن طريق اإيقاع الصوي و استعمال اجاز بإدراك ا ياة
ّ
و اأشياء إدراكا ا يوحي به ال ثر اإخباري .و عل الرغم من تباين اآراء ي حديد الشعر ،فإها
اتفقت عل خواص جو رية ا بد من توفر ا فيما يسم شعرا .اأو أن يعر الكام عن إحساس قوي
و تأثر عميق و أن ي ظر إ ا ياة من م ظوري العاطفة و العقل ،و الثانية أن تكون اللغة م تقاة،
كاختيار أرق األفاظ و أعذها ع د تشبب الشاعر و تغزله ،و الثالثة نظم الكام ي قالب موسيقي
ي ظمه ر معن ،و الرابعة توفر القافية ،و ي ما ميز الشعر العري بصورة عامة" (1).و ذا كام يتفق
معه العقاد إ حد بعيد إذ أنه يرى "أن امقصود بالفن الكامل و الشعر الذي توافرت له شروط الوزن
و القافية ،و تقسيمات البحور و اأعاريض الي تعرف بأوزاها و أمائها ،و تطرد قواعد ا ي كل ما
ي ظم من قبلها") ، (2أما الدكتور عبد القادر القط فا د ع د ذ ال ظرة امتشددة ي موسيق الشعر
فهو يكتفي باأثر و الفائدة امرجوة من اموسيق ،ا نوع اآلة و ا اأسباب امؤدية إ إ اد تلك
اموسيق ،و قد أشار إ فكرته ذ ي قوله":الشعر بوجه عام تعبر وجداي عن ا ياة بالكام يتحقق
فيه إيقاع خاص ا يكون عادة ي ال ثر ،و توضع األفاظ فيه ي نسق موسيقي خاص يكسبها قدرة
) (1مال حمد جابر ،م هجية الرمة اأدبية بن ال ظرية و التطبيق ،دار الكتاب ا امعي ،ط ،2005 ،1ص 27
) (2عز الدين م صور ،دراسات نقدية و ماذج حول بعض قضايا الشعر امعاصر ،مؤسسة امعارف للطباعة و ال شر ،بروت ،ط ،1985 ،1ص
32
20
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
عل اإحاء و التأثر ا يكون ها عادة ي غر ذا ال سق ،أما طبيعة ذا اإيقاع ،و ذا ال سق
)(1
اموسيقي فمواضعات تلف باختاف الشعوب و ظروفها ااجتماعية و اللغوية و ذوقها اموسيقي".
و قد حدد ال اقد اأدي الشيخ يب حداد مفهوم الشعر ع د الغربين موردا ي ذلك موعة من
التعريفات أبرز ا "أن الشعر و الفن الذي ي تقل من عام ا ي إ عام اخيال .أو و ا كمة الي
ي شد ا ا كيم فيرز ا ما يليق ها من حاسن اللفظ ،و يوازن بن أجزائها موازنة حبب ورود ا عل
)(2
تقرب م اها من ا فظ".
اأذن و ّ
و ي اللغة الفرنسية ،فإن كلمة " "poésieمشتقة من الفعل " "poieinي اللغة اليونانية ،و مع ا :
ص ع " "fabriquerأو أنتج " ."produireلكن الشعر ا يـُخـتـزل ي كونه إبداع تق ،بل و فن
لغة ي امقام اأول يتيح للشاعر أن يصور بإبداعه ما حيط به من مال واقعي و حقيقي معتمدا ي
)(3
ذلك عل بديهته و حدسه.
و يرى " "Ronsardبأن ال شعر ي بداياته م يكن عبارة إا عل علم ا وي رمزي ،ت قل من خاله
إ أفكار البشر اأسرار الي م تكن تستوعبها عقوهم اموبوءة باخرافات الساخرة و ام مقة). (4
و يقول "" :"Marmontelالشعر كفكرة أمسك ها و عبارة عن حاكاة بأسلوب مت اسق قريب ي
وفائه و زخرفه من مقدرة الطبيعة ي حالتيها امادية و امع وية ي التأثر ب اءا عل رغبة الشاعر ي اخيال
(4) Ronsard (1524-1585), Abrégé de l’art poétique français, citation sur la poésie,
http://www.etudes-litteraires.com/poesie-citations.php, 25.10.2013
21
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و اإحساس (1).أما " " Madame de Staëlفتقول " ب عل الشعر أن يكون مرآة األو ية
)(2
و يرجم باألوان و اأصوات و اإيقاعات كل ما و ميل ي الكون". اموجودة عل اأرض،
و تلف الشعر العري عن الشعر الغري عموما و الشعر الفرنسي خصوصا ي مل من ال قاط أشار
إليها العديد من ال قاد اأدبين ي كتاباهم ،و س حاول فيما يلي أن تصر أ م ما جاء فيها.
فقد سجل أمد فارس الشدياق ( )1887-1805و و من أعام ال قد ي العصر ا ديث "نقدا
عل الب اء اموروث للقصيدة العربية ،و أن تفتح ذ القصائد بالغزل أو الوقوف عل اأطال .عل
عكس ما د ي الشعر الغري") ،(3كما أنه يرى "أن عدد اجيدين من أئمة الشعر العري يفوق ميع
امشهورين سوا م من اآداب اأخرى ،فإن اليونانين يفتخرون بشاعر واحد و أومروس و الرومانين
بفرجيل و الطليانين بطاسو و ملتون و برون ،فأما شعراء العرب امرزون عل ميع ؤاء فأكثر من أن
يعدوا" (4).و يرفض الشدياق امقارنة بن الشعر العري و الشعر الغري ،فرى أنه "ا م اسبة بن الشعر
العري و شعر م ،أهم ا يلتزمون فيه الروي و القافية ،و ليس ع د م قصيدة واحدة عل قافية واحدة،
و ا حس ات بديعية مع كثرة الضرورات الي حشون ها كامهم ،ف ظمهم ي ا قيقة أقل كلفة من نثرنا
)(5
امسجع".
ّ
و ذ ب ا داد إ تبيان الفوارق ا اصلة عل مستوى ال شأة ،فأورد رأي فيكتور يجو ( Victor
) Hugoي أصل الشعر الغري و تطور و أنه مر بثاث مراحل" :فكانت أشعار امرحلة اأو عبارة
22
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
عن أناشيد و أغاي روحية ،و غلبت اخرافات عل أشعار امرحلة الثانية ،أما امرحلة الثالثة فهي مرحلة
التمدن و التحضر ،حيث حلل الشعر فيها من اأساطر و اأو ام ،فغلبت ا قيقة عليه ح وصل إ
و عرض بعد ذلك للشعر العري فبن "أنه م مر مراحل متباي ة ،و م ي تقل من ما و عليه اآن".
)(1
حالة إ غر ا ،و إما نشأ ي باد الشعر و أجرا اه عل ألس ة العرب دون غر م" (2).و بن ا داد
أبرز الفروق بن الشعر العري و الشعر الغري ،فجعلها عل نوعن ،لفظي و مع وي .و تتصل الفروق
اللفظية بالوزن و القافية ،أما الفروق امع وية فتتميز ببعد الغربين عن امبالغة ي أشعار م و التزامهم
ا قائق التزاما شديدا عل خاف ما صار إليه الشعر العري بعد اإسام ،فإن الشعراء أغرقوا و أوغلوا
و بالغوا ي معظم أغراض الشعر .كما سجل ال اقد فرقا آخر بن الشعراء العرب و شعراء الغرب أن
شعراء العرب يتق ون وصف "الشيء" ،أما الغربيون فهم يتق ون وصف "ا الة" ،و مثال ذلك "أن امت ي
وصف اأس د ما ا يقدر إفر ي عل مثله ،و يجو وصف (واترلو) ما ا يقدر شاعر عري عل
اإتيان ب ظر " (3).و يرى ال اقد اأديب الفلسطي روحي اخالدي ( )1914-1864أن "من عيوب
الشعر العري انقطاع نفس الشاعر العري بسرعة ،فهو ا يذكر الوسط الذي عاش فيه و ا يشرح البيئة
)(4
الي نشأ ي ظاها ،بي ما يد شعراء أوروبا ذا".
كل ذ الفوارق ا و رية جعلت من ترمة الشعر الفرنسي إ العربية أو العري إ الفرنسية أو ترمة
الشعر من أي لغة إ أي لغة أخرى ،ربة فريدة من نوعها ،حيث أسالت الكثر من ا ر و جعلت
العام بأسر ما فيه من مرمن و م ظرين و لسانين و أ ل اختصاص ،ي قسم بن مؤيد ها و معارض.
و ما كان موضوع رسالت ا ص بالدراسة الشعر الذي عل من اخرافة موضوعا له ،كان ا دير بالذكر
23
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
أن شعر اخرافة ا تلف عن غر من اأنواع اأخرى كشعر الفخر و املحمة و الرثاء و امدح
و اهجاء ...حيث ضع كل ذ اأنواع ل فس قواعد الشعر العامة من عروض و قافية و إيقاع ،سواء
أكان ذلك ي اللغة الفرنسية أو اللغة العربية ،و تلف فيما بي ها فقط ي اموضوع الذي تعا ه ،لذلك
كان ا ديث عن ترمة شعر اخرافة و ا ديث عن ترمة الشعر بشكل عام إا فيما ص ا زئيتن
يعتر الشعر أحد أكثر اأج اس اأدبية خصوصية و تركيزا ،ا إط اب ،و ا لغة اجتماعية ،و للكلمة
باعتبار ا وحدة ترمية أمية أكر من أميتها ي أي مط آخر من ال صوص .و إذا كانت الوحدة اأو
للمع ،فالوحدة الثانية ليست ا ملة و ا الفرضية ،بل البيت عادة ،ما يدل عل تركيز مضاعف فريد
و يتميز الشعر بدقة ب ائه اللغوي الي تعتمد عل خطة ال ص بأسر و شكل )(1
من نوعه للوحدات.
سيم ما ا مل و اتزاها ،و رقة أسلوبه الي تتمثل ي اجاز و ما يتعلق به من صور بيانية تساعد عل
يتعلق با واس كالصوت و اللمس و الذوق ،و موسيقا الي ت تظم فيه من خال ا اس و السجع
و اإيقاع و احاكاة الصوتية و الوزن و القافية (2).و ما كان الشعر هذا امفهوم كانت ترمته شديدة
) (1بير نيومارك ،ترمة حسن غزالة ،ا امع ي الرمة ،دار و مكتبة اهال بروت ،ط،2006 ،1
) (2مال حمد جابر ،مرجع سابق ،ص 21
24
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
الصعوبة ،أنه ليس ي وسع امرجم أن يتجا ل أي من تلك العوامل الثاثة الي تعتمد عليها قيمة
)(1
ال ص ا مالية شعرا كان أو نثرا.
لذلك كله ،ولغر من اأسباب أو امرمون و مارسو الرمة و م ظرو ا و ح اأدباء و الشعراء
ترمة الشعر ا تماما كبرا ،و ذلك يرجع إ الفكرة السائدة عن صعوبة ترمة الشعر و استحالته ،و قد
اختلفوا حول إمكانية ترمة الشعر من عدمها ،و نوعية الرمة و الكيفية الي تتم ها ،و لعل ذلك راجع
إ طبيعة ذا ا س ا أدي نفسه من حيث الشكل و امضمون ،و اختاف اللغات و الثقافات ،و ما
)(2
ي تج ع ها من اختاف ي امقاييس و اأذواق.
و قد جاءت آراء امرمن و اأدباء بن مؤيد للحرفية ي نقل امع دون مراعاة الشكل ،و بن مؤيد
للتصرف ي إنتاج قصيدة من قصيدة ،و و رأي جاكسون ماثيوس " "Jackson Mathewsالذي
يقول ":شيء واحد يبدو واضحا :ترمة قصيدة برمتها يع تأليف قصيدة أخرى .إن الرمة الكاملة
ستكون أمي ة للمادة و إها ستكون مقاربة لشكل ال ص اأصلي و سيكون ها حياها اخاصة ،ذ
نقلت كتب اه د ،و ترمت حكم اليونانية ،و حولت آداب الفرس ،فبعضها ازداد حس ا ،و بعضها ما
انتقص شيئا ،و لو حولت حكمة العرب ،لبطل ذلك امعجز الذي و الوزن ،مع أهم لو حولو ا م
وز عليه ال قل ،و م حول ،تقطع نظمه ،و بطل وزنه ،و ذ ب حس ه ،و سقط موضع التعجب
(1) Newmark, Peter, Approaches to translation, Prentice Hall, London, 1988, P.65
) (2مال حمد جابر ،مرجع سابق ،ص 28
) (3يوجن نيدا ،ترمة ماجد ال جار ،و علم الرمة ،مطبوعات وزارة اإعام ،ا مهورية العراقية ،1976 ،ص 312
) (4عمرو بن ا احظ ،ا يوان ،حقيق عبد السام ارون ،دار ا بل ،ج ،1996 ،1ص 75
25
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
م ه") ،(1و و الكام الذي أيد بعض اللسانين احدثن مثل "جاكبسون" الذي قال بأن الشعر كم
أما ري ميشونيك فيقول هذا الصدد" :ليست ترمة الشعر أصعب من ترمة )(2
تعريفه ا يرجم.
ال ثر .كما أن مفهوم ترمة الشعر ،الذي قد يبدو ل ا اليوم كما لو كان أمرا وجد مع القول الشعري
نفسه ،و مفهوم ظهر ي فرة حددة من تاريخ اأدب .و و يفضي إ اخلط بن البيت الشعري
و الشعر نفسه ،كما أنه يرتبط مفهوم الشعر بوصفه خرقا معاير اللغة") .(3و يب ميشونيك شعريته عل
امسلمة القائلة بأنه طاما وجد نص فالرمة مك ة ،و ذا ما يؤكد واقع الرمة و تار ها ،و و اأمر
ذا اأساس يرى ميشونيك أن الذي أنكرته لسانيات الرمة ،أها تقوم عل تصورات ث ائية ،و عل
الشعرية وحد ا ي القادرة عل الذ اب بعيداي الت ظر للرمة ،ذلك أها ا تقوم عل اإفراضات
ال ظرية ،بل ت طلق من الواقع التجريي ،و ت هض عل اعتبار الرمة مغامرة تار ية لذات ما (4).لكن
تضارب اآراء و اختافها م يوقف يوما عجلة ترمة الشعر ،فقد نقلت أشعار اليونان و الفرس قدما،
جدا ت شأ ي ترمة الشعر ،و من ذلك نقل اإيقاع و التفعيلة و السجع و غر ذلك من اأمور الي
تعتر جو رية ي إيصال روح الرسالة إ امستمع .ف جد مثا ي اللغة العربية أن "بعض اإيقاعات قد
ارتبطت تار يا معان معي ة ،أو ب غمة جد رفيعة ،كبحر الطويل ي العربية الذي اعتدنا ي امعلقات،
و كذلك إيقاعات أخرى بأنغام أقل جدا أو ح باهزل ،لذلك فالقارئ ا يتوقع من الشاعر أن لط
) (1ا احظ( ،أبو عثمان عمر) ،ا يوان :حقيق فوزي عطوي ،الشركة اللب انية للكتاب ،بروت ،ط ،1968 ،1ص 54
) (2مال حمد جابر ،مرجع سابق ،ص29
(3) Henri meshonnic, pour la poétique, coll. Le chemin, Gallimard, 1973, p.313.
) (4حسن راوي ،ع اصر شعرية لفهم الرمة ،لة ترميات ،دار جذور ،الرباط ،العدد الرابع ،2006 ،ص 33
) (5حمد ع اي ،الرمة اأدبية بن ال ظرية و التطبيق ،الشركة امصرية العامية لل شر ،لو مان ،ط ،1997 ،1ص 94
26
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
الشعر اإ ابية ،و الوزن أيا كانت صورته أساس من أسس الشعر (1).و يعتر ميشونيك أن اإيقاع ي
اللغة الشعرية داا و مدلوا ي الوقت ذاته ،لذلك وجب وضعه بعن ااعتبار أث اء عملية ال قل من لغة
إ أخرى (2).فهو يرى أن و ظيفته ليست مالية تة ،بل تتعدا ا إ إعطاء ال ص الشعري اتساقه
و ويته.
و لذلك كله جاء القول بأن "اإبداع ي أشد حااته يكون ي ترمة الشعر ،حيث توجد عوامل إضافية
مرجم الشعر اأول و نقل اأثر الذي حدثه القصيدة ي نفسه ،عل الرغم من تباين اللغتن ي
فورسر " "Leonard Forsterللرمة ا يدة عل أها "الرمة الي تفي ب فس الغرض ي اللغة
ا ديدة مثلما فعل الغرض اأصلي ي اللغة الي كتب فيها" (5).و لتباين اآراء ي حديد ذلك اأثر
و م هج نقله ،أورد لوفيفر Lefevereسبعة خيارات لفعل ذلك ،ي :إما أن يقلد امرجم أصوات
ال ص اأصلي و يسم ذلك الرمة الصوتية ،أو أن يرجم حرفيا ،أو أن حاكي وزن الشعر ي ال ص
اأصلي و ي الرمة العروضية ،أو أن تار الرمة ال ثرية الي يتم فيها نقل أكر قدر مكن من امع ،
27
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
أو الرمة امقفاة ،أو ال قل إ شعر حر دون التقيد بقافية ،أو الرمة التأويلية الي يتم فيها استبدال
)(1
شكل القصيدة هائيا.
و إذا أريد للرمة أن تؤدي امتطلبات اأربعة اأساسية و ي :تأدية امع ،نقل روح و أسلوب ال ص
اأصلي ،امتاك صيغة من التعبر طبيعية و سلسة ،توليد استجابة مشاهة ،فإن التضارب بن احتوى
و الشكل سيكون ع د بعض ال قاط امعي ة تضاربا حادا ،و أن أحدما ب أن يفسح اجال ل خر،
لذلك فإن ما ب أن اوله و إ اد خليط فعال من " امادة و اأسلوب" أن ذين الوجهن يبدوان
متحدين إ حد ا يقبل التجزئة (2).و ي ضوء ذا الصراع مكن أن نرصد نوعن من امبادئ يغطيان
و اآخر يكون و التكافؤ الدي امكي ( .)équivalence dynamiqueأما امبادئ الي تغطي
الرمة اموجهة و التكافؤ الشكلي فهي حاول توليد عدة ع اصر شكلية تتضمن:
الوحدات ال حوية وذلك برمة اأماء باأماء و اأفعال باأفعال و احافظة عل ساسة
العبارات و ا مل و حفظ ميع امؤشرات مثل إشارات الت قيط و ترتيب الفقرات و الفراغات
التمسك باستعمال الكلمات و يتمثل ذلك ي نقل مصطلحات معي ة ي وثيقة اللغة اأصلية
بامصطلح امماثل له ي وثيقة لغة امتلقي ،و و ما مكن أن تكون نتيجته ظهور صفوف من
28
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
استخراج امعاي ي ضوء سياق امصدر و ذلك من خال عدم إجراء تكييفات ي امصطلحات
و أما امبادئ الي تغطي الرمة اموجهة و التكافؤ الدي امكي في صب كل اا تمام فيها برسالة
امصدر ،إذ أن الرمة موجهة ي امقام اأول و تكافؤ ااستجابة ا و تكافؤ الشكل حيث
ذا الرمة الطبيعية أن ت اسب تع بإ اد أقرب مرادف طبيعي لرسالة لغة امصدر ،و ب عل
لغة و ثقافة امتلقي ككل ،و سياق الرسالة ،و مهور القراء ي لغة امتلقي .كما ب أن تتوفر عل
التكييف ال حوي و يتمثل ذلك ي حويل ترتيب الكلمات و استعمال اأفعال مكان
.2امصطلحات اللغوية الي تعن وية اأشياء امختلفة فيما بي ها ثقافيا و لكن ها
وي تقد نيومارك الرأي القائل بأن اإبداع ي ترمة الشعر حصل بإنتاج قصيدة جديدة ،ذلك أن الرمة
اللغة امستهدفة ،يث يكون اأقرب إ شكل القصيدة ي اللغة اأصلية ،و أن يعمل نائبا ،عل إعادة
29
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
إنتاج امع اجازي و الصور البيانية الواردة ي القصيدة اأصلية ،و أخرا ،نقل موسيق القصيدة
و الك لمات امعرة عن فكرها و ي أساليب التأثر الصوي الي تعمل عل إنتاج ذلك اأثر الذي حدثه
القصيدة ي نفس امرجم .أما حديد أولوية نقل امضمون أو الشكل فيعتمد عل قيم القصيدة نفسها
و نظرية امرجم ي الشعر ،و ي حديد أيهما من وظائف اللغة ي القصيدة أ م؛ التعبرية أم
)(1
ا مالية.
وي تقد ميشونيك ي ذا السياق كل ما من شأنه أن يطمس خصائص اآخر من خال إ اقه بالثقافة
امستهدفة ،و ي ذلك نذكر ا ا ن بارزين :أما أحدما فيتمثل ي التجريد ،abstractionو يقصد
ويد ال ص و اارتقاء به ،فيم حه بذلك بعدا غ ائيا مبالغا فيه .و أما اآخر فيتمثل به نزعة امرجم إ
ي ميل امرجم إ التأويل و اإيضاح ،ما يفقد ال ص وزنه و إيقاعه ،ويضعف اخاصية الشعرية فيه.
)(2
إذا فقرارات امرجم وسلوكياته ي ما عل أسلوبه ميزا ،و يضفي عل ترماته طابعا علها تلف عن
ال صوص غر امرمة .و سلوك امرجم ذا ضع جموعة من امعاير أو ما تسميه م بكر بكليات
اإيضاح :Explication
و يتم ثل ي ميل امرجم إ التأويل و إزالة الغموض و اإهام عن امعاي ،و ذلك عن طريق إضافة
كلمات و أحيانا عبارات ،و ي توظيف اأدوات الي تضمن لل ص اتساقه و انسجامه ،كأدوات
30
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
الربط و اإحالة ،باإضافة إ استعماله تق يات التكييف و التصرف وفق الثقافة امستهدفة.
و يتجل اإيضاح ي طول ال ص امرجم مقارنة باأصل .و تعد اهوامش و مقدمة امرجم من أبرز
التق يات الي يلجأ إليها امرجم من أجل إيضاح نصه و من مة حقيق مقروئيته .و يسم اإيضاح
التبسيط :Simplification
و يتجسد ي وء امرجم عادة إ تبسيط اللغة امستعملة ي ال ص اأصل ،و ذلك بواسطة
استعمال مل قصرة و تراكيب وية مبسطة ،و مفردات شائعة بدل مفردات قد يستعصي فهمها
عل قارئ الرمة ،و يتعلق اأمر كذلك برمة امصطلحات بوجه خاص ،حيث يلجأ امرجم إ
التقييس :Normalization
و ي ال زعة و حاكاة ماذج التعبر و الكتابة ي اللغة امستهدفة و امبالغة ي االتزام بشروط
و مقاييس الكتابة اأكادمية ،ما ي تج نصا متكلفا ي أغلب اأحيان ،حيث د امرجم مثا
يكمل ا مل غر التامة ي ال ص اأصل ،و يتصف ي عامات الت قيط و فق ما مليه أعراف
التسوية :Leveling-out
و ي فرضية تقضي بأن ال ص الذي ي تجه امرجم عادة ما يكون أقل ثراء من ناحية الت وع
امفرداي variation lexicaleإذا ما قورن بال ص اأصل ،أي أن الرصيد اللغوي الفعلي ي
ال ص اأصل يفوق نظر ي ال ص امرجم .و ذلك ميل امرجم للتكرار.
31
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
لص إ أن ترمة الشعر عموما و ترمة شعر اخرافة خصوصا ي و تأسيسا عل ما قدم ا
مغامرة فريدة من نوعها ،فامرجم يقف عل شواطئ الشعر متأما ي ور ،و يغوص ي قوافيه
و أوزانه ،ليقدم نصا يت اسب شكله و مال اللسان الذي ي قله كما يت اسب شكل الصدفة و مال
سبق و أوردنا بأن ا ديث عن ترمة شعر اخرافة ا يكون إا با ديث عن ثاثة أشياء أساسية
و ي :ترمة الشعر و نقل ا يوانات و رمزيتها و ترمة اموعظة امستقاة من القصص .أما ترمة
الشعر فقد م م اقشة ذا ا انب و اخوض فيه ،و س ركز ا ديث فيما يلي عل حيوانات اخرافة
الي مثل وية ذا اللون اأدي و مضمونه .و اح امرجم ي نقل رمزية ذ ا يوانات يعد أكر
خطوة له ي نقل فن اخرافة من لغة إ أخرى ،بل من ثقافة إ أخرى .و من الواضح أن ا نتعامل
مع ثقافتن تلفتن ،أواما فرنسية و ي ثقافة افونتن ،و ثانيهما عربية و ي ثقافة كل من
حمد عثمان جال و بشر مفتاح .و در اإشارة ا إ أن امرمن التزما ب فس ا يوانات الي
ابتدعها الكاتب ي قصصه ،فهل حافظا بذلك عل رمزيتها؟ ل رمزية ا يوانات ي خرافات
إن اإجابة عن ذين السؤالن تكمن أوا ي التعرف عل خصائص ذ ا يوانات ،م بعد ذلك
الفرنسية و العربية.
32
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
.7خصائص حيوانات الخرافة و رمزيتها في الثقافتين الغربية و العربية :
."hommesفالغاية من أدب اخرافة ي نظر افونتن و هذيب البشر و تثقيفهم و ت وير عقوهم.
وتعتمد خرافاته ي سرد ا لأحداث بشكل أساسي عل ا يوانات الي تتكلم فيها و مثل مع
احتفاظها يوانيتها .و ما ذ ا يوانات إا سواتر لشخصيات حقيقية ،و لذلك وجب معرفة
خصائصها و ميزاها للتمكن من رسم معام الشخصيات الي ترمز إليها ،و من م فهم أفضل للغاية
الرمزية م ها .و س قتصر ي ث ا عل التعريف بأكثر حيوانات "افونتن" ذكرا و ترديدا ،و عرض
خصائصها و ميزاها ،و تقصي رموز ا ي الثقافتن الفرنسية و العربية .و ذ ا يوانات ي :اأسد (le
) lionو الذئب ) (le loupو الثعلب) (le renardو الكلب ) (le chienو ا مار
إما ،فمن أشهر ا :أسامة ،و البيهس ،و ال أّج ،و ا خدب ،و ا َرث و ا ارث ،و حيدرة،
و الدواس ،و الرئبال ،و زفر ،و السبع ،و الصعب ،و الضرغام ،و الضيغم ،و الطيثار ،و الع بس،
و الغض فر ،و الفرافسة ،و القسورة ،و كهمس ،و اللّيث ،و امتأنس ،و امتهيب ،و اهرماس ،و الورد،
33
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و كثرة اأماء تدل عل شرف امسم ،و من ك ا أبو اأبطال ،و أبو حفص ،وأبو خياف ،وأبو
)(1
الزغفران ،وأبو الشبل ،و أبو العباس".
"و لأسد من الصر عل ا وع و قلة ا اجة إ اماء ما ليس لغر من السباع ،و من شرف نفسه أنه
ا يأكل من فريسة غر ،فإذا شبع من فريسته تركها و م يعد إليها ،و إذا جاع ساءت أخاقه ،و إذا
امتأ من الطعام ارتاض و ا يشرب من ماء ولغ فيه كلب و إذا أكل هش من غر مضغ ،و ريقه قليل
)(2
جدا".
و يرمز اأسد ي "خرافات افونتن" " ،"les fables de la Fontaineإ ذلك الثري ذو ال فوذ
الذي يسحق من دونه متبجحا ق اأقوى ي أكل الضعيف و مستحوذا بذلك عل ا صص
،)1, Fable 6وامغتصب امستبد الشديد الغضب الذي ي في كل ذوات القرون ( Les oreilles
،)du lièvre, Livre 5, Fable 4.والقاسي امتوحش الذي يقتل اخرفان ( Le lion et le
،)Chasseur, Livre 6, fable 2.و القاتل السفاح الذي يفتك بكل من يأي لزيارته ( Le
،)lion malade et le renard, Livre 6, Fable 14و يسفك دماء اخ ازير و الظباء
و حيوانات اأيل ( ،)Le lion et l’âne chassant, Livre 2, Fable 19و و الذي
حتقر و يزدري من دونه ،فيسخر من ا مار ( Le lion et l’âne chassant, Livre 2,
)Fable 19و يهن الذبابة (،)Le lion et le moucheron, Livre 2, Fable 9
و و ذلك ام افق الذي يتظا ر بااعراف طايا فيتسبب بذلك ي مقتل ا مار ( Le pâtre et
الدمري ،حياة ا يوان الكرى ،طاس للدراسات و الرمة و ال شر ،ط ،1992ص19
) (1كمال الدين حمد بن موس ّ
) (2امرجع نفسه ،ص20
34
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
حول باطه إ مدف ه عظام يقتل فيه كل جلسائه
،)le lion, Livre 7, Fable 1و و الذي ّ
( ،)Le renard, le singe et les animaux, Livre 7, Fable 6و و ذلك الساذج
الذي ابتلع الطعم با داعه لم اأيل ( Les obsèques de la lionne, Livre 8, Fable
،)14و ذ ب إ حد ااعتقاد بأن الذئب الذي حول إ قميص نوم سيعيد إليه شبابه ( Le lion,
،)le loup et le renard, Livre 8 Fable 3و و ذلك الذي يفعل ما بدا له مستعي ا
بقوة ب يته و صابتها ( ،)Les compagnons d’Ulysse, Livre 12, Fable 1و م
يظهر كرما إا مرة واحدة و ذلك ع دما أبق عل حياة الفأر ( Le lion et le rat, Livre 2,
.)Fable 11
و يعتر اأسد ي الثقافة الفرنسية رمزا للقوة و رباطة ا أش و الغطرسة و الغضب والطبع ا اد و روح
اانتقام و بث الرعب ي ال فوس ،كما يرمز للعطاء و الكرم و ااحرام و رجاحة العقل و الفحولة.
و كان يعتقد ي القدم أن اأسد ي فخ ي أنوف صغار إحيائهم بعد ما ولدوا أمواتا ،ففسر ذلك عل
أنه رمز إعادة بعث امسيح .و نوم اأسد فاحا عي يه يرمز ل وم امسيح عل الصليب و ي القر .أما
الصورة السلبية هذا ا يوان بال سبة إليهم ،فتتمثل ي رمز إ الشيطان.
)(1
وقد كان اأسد و م ذ قدم الزمان يعد رمزا للقوة و الفخر .فكانت عربة "لو شار دي سيبال"" Le
"Char de Cybèleر ا اأسود ،و ص ِور " رقل"" "Herculeي كثر من اأحيان مرتديا
جلد اأسد.
(1) La nature et ses symboless, repères iconographiques, édition Hazan, Paris, 2004, P.212
35
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
أما ي ثقافت ا العربية ،فرمز اأسد إ ا رأة فيقال "أجرأ من قسورة") ،(1و "أجرأ من أسامة") ،(2و إ
)(3
الشر فيقال "أشر من اأسد" و ذلك أنه يبتلع البضعة العظيمة من غر مضغ.
كما أنه يرمز إ اهيبة و الشدة فيقال "كمبتغي الصيد ي عري ة اأسد" و و مثل يضرب من طلب
)(6
اأسد".
"اأنث ذئبة و مع القلة أذؤب و مع الكثرة ذئاب و ذؤبان ،و يسم اخاطف و السيد و السرحان
و ذؤالة و العملس و السلق و اأنث سلقة و السمسام ،و ك يته أبو مذقة أن لونه كذلك .و من ك ا
الشهرة :أبو جعدة ،و أبو مامة ،و أبو جاعد ،و أبو رعلة ،و أبو سلعانة ،و أبو العطلس ،و أبو
كاسب ،و أبو سبلة .و من أما الشهرة :أويس .و من صفاته :الغبش و و لون كلون الرماد ،و و
و إن كان أقفر م زا و أقل خصبا و أكثر كدا ،إذا م د شيئا اكتف بال سيم فيقتات به .و جوفه
يذيب العظم امصمت و ا يذيب نوى التمر ،و من عجيب أمر أنه ي ام بإحدى مقلتيه و اأخرى
يقظ ،و فيه من قوة حاسة الشم أنه يدرك امشموم من فرسخ .و الذئب إذا كد ا وع عوى فتجتمع
)(7
له الذئاب ،و يقف بعضها إ بعض فمن و م ها وثب إليه الباقون فأكلو ".
) (1أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مع اأمثال ،امطبعة البهية امصرية ،ج ،01ص 164
) (2امرجع نفسه ،ص167
) (3امرجع نفسه ،ص399
) ) (4أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مرجع سابق ،ج ،02ص 93
امدثر ،اآية 51 ،50
) (5سور ّ
) (6أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مرجع سابق ،ج ،01ص 106
) (7كمال الدين حمد بن موس ال ّدمري ،مرجع سابق ،ص-ص66.67 .
36
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و الذئب ي "خرافات افونتن" " "les fables de la Fontaineو رمز ا رية الشخصية
ام تفضة ي وجه العبودية (Les ( ،)Le Loup et le Chien, Livre I, Fable 5
ا جاج الذي يلتهم ا مل ( ،)Le Loup et l’Agneau, Livre I, Fable 10و و ذلك
العدو الثابت عل خبثه ،امخلف لوعود ( Les Loups et les Brebis, Livre III,
،)Fable 13و و ذلك الساذج الذي دعه ا صان و الثعلب ( Le Cheval et le Loup,
ذلك ال اكر للجميل الذي يأ أن يشكر اللقلق عل مساعدته له ( Le Loup et la
،)Cigogne, Livre III, Fable 9و و ذلك ا شع الذي يلق حتفه نظر شحه و له
( ،)Le Loup et le chasseur, Livre VIII, Fable 27و و ذلك الذي يأنف أن
ايؤخذ عل حمل ا د فيسخط عل اأم الي ددت صغر بتقدمه للذئب ( Parole de
،)Socrate, Livre IV, Fable 17و و وكيل املك الظام ( Les animaux
،)malades de la peste, Livre VII, Fable 1و و ذلك امخر لدى الثعلب و جليسه
( ،)Le Lion, le Loup et le Renard, Livre VIII, Fable 3و و م فذ اأوامر
يعتر الذئب ي الثقافة الرومانية رمزا لتأسيس مدي ة "روما" ،و و حيوان عزيز عل قلب إله ا رب،
و ظهور قبل امعركة يعد فأل خر .و ترى الثقافة امسيحية ي الذئب رمزا للقساوة و ا شع و مثل
الشر متجسدا ي شيطان يهدد الرعية اأبرياء .و ترمز صورة الذئب امت كر ي يأة خروف إ الدجالن
الذين يقودون ال اس إ امهالك .و يقوم الذئب ي أسطورة القديس "أوستاش" " "Eustacheطف
37
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
أحد اب حارب روماي من الغابة كان يساعد حاربا آخر عل عبور ال هر .كما مكن للذئب أن يرمز
إ التفسخ اخلقي ،أن ااسم الاتي امؤنث " "lupaيع "ذئبة" كما يع "داعرة" ،و يدل ااسم
)(1
الاتي " "lupanarعل أماكن الفسق و الدعارة.
أما ي الثقافة العربية فرمز الذئب إ ال فاق و اخداع فيقال "حت جلد الضأن قلب اأذؤب")،(2
و إ ا ذر فيقال "أحذر من ذئب") (3و "أخف رأسا من الذئب") ،(4ذلك أنه يراوح بن عي يه إذا نام
فيجعل إحداما مطبقة نائمة و اأخرى مفتوحة حارسة ،و إ ا يلة فيقال "أحول من ذئب") ،(5و إ
اخبث فيقال "أخبث من ذئب اخَ َمر و أخبث من ذئب الغض ") ،(6و إ اخيانة فيقال "أخون من
ذئب") ،(7و إ سرعة الغدر فيقال "الذئب يك أبا جعدة") ،(8و إ الظلم فيقال "من اسرع الذئب
ظلم و مستودع الذئب أظلم") ،(9و إ العداوة فيقال "أعدى من الذئب") ،(10و إ العقوق فيقال
"أعق م ذئبة" ذلك أها إذا رأت ذئبها قد دم شدت عليه فأكلته) ،(11و إ اللؤم فيقال "أأم من
)(14
ذئب") (12و "من م يكن ذئبا أكلته الذئاب") ،(13و إ الوقاحة فيقال "أوقح من ذئب".
38
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
الثعلب (:)le renard
"اأنث ثعلبة و ا مع ثعالب و أثعل ،و الثعلب مي أبو ا صن و أبو ال جم و أبو الوثاب ،و اأنث
أم عويل ،و الذكر ثعلبان ،و الثعلب سبع جبان مستضعف ذو مكر و خديعة .و من حيله ي طلب
الرزق أنه يتماوت و ي فخ بط ه و يرفع قوائمه ح يظن أنه مات فإذا قرب م ه حيوان و ثب عليه
و للثعلب ي "خرافات افونتن" " "les fables de la Fontaineبصر وبصرة نافذتن فا
دعه امظا ر ( ،)Le Renard et le buste, Livre IV, Fable 14و و ذلك الدا ية
احتال اماكر ذو امخيلة اخصبة والعقل امليء با يل الذي خدع الغراب ( Le Corbeau et le
)Fable 5والذئب ( ،)Le Loup et le Renard, Livre XI, Fable 6م يقع ضحية
اخدع الي حاكها للقلق ( )Le Renard et la cigogne, Livre I, fable 18والديك
( .)Le Coq et le Renard, Livre II, fable 15ويأ ااعراف يبة رجائه ما عجز
عن اارتقاء إ ع قود ع ب أراد أكله مدعيا عدم نضجه ( Le Renard et les raisins,
.)Livre III, fable 11و و ذلك اممالق ام افق الذي أيد رغبة املك ( Les animaux
ال ورم دية" فكان الوحيد الذي ا من اموت(،)Les souhaits, Livre VII, Fable 6
القاسي الذي دفع املك لسلخ جلد الذئب الذي وش به حيا انتقاما ل فسه ( Le chat et le
) (1كمال الدين حمد بن موس ال ّدمري ،مرجع سابق ،ص 33
39
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و مثل الثعلب ع د "أرسطو" " "Aristoteي اخرافات القدمة و كتاب اإ يل ،ذلك ا يوان الشرير
امخادع الذي م ح امه للملك الطاغية " رود" " ،"Hérodeأما ي العصور الوسط فكان رمزا
للخديعة و الغدر و ال فاق و الكذب .و كان الثعلب ي روما القدمة غالبا ما مثل شيطانا من نار،
وي ظر إليه ي العديد من الثقافات عل أنه رمز لإغواء و الشهوات ا سية .بشكل عام ،تعتر رمزية
الثعلب") ،(2يضرب للرجل الكثر الروغان ،وي ذلك قال ا سن رضي اه ع ه ي بعض كامه لل اس:
)(3
ما أشبه الليلة بالبارحة كلهم اروغ من ثعلب
كما يرمز ال ثعلب إ الد اء ،و حك ي ذلك "أن ثعلبا اطلع ي بئر فإذا ي أسفلها دلو فركب الدلو
اأحرى فا درت به و علت اأخرى فشرب وبقي ي البئر فجاءت الضبع فأشرفت فقال ها الثعلب
انز فاشري فقعدت ي الدلو فا درت ها وارتفعت اأخرى بالثعلب فلما رأته مصعدا قالت له أين
"حيوان معروف و ا مع أكلب و كاب و كليب و اأكالب مع أكلب ،و ي الكلب من اقتفاء
اأثر و شم الرائحة ما ليس لغر من ا يوانات و بي ه و بن الضبع عداوة شديدة ،و من طبعه أنه
حرس ربه و حمي حرمه شا دا و غائبا ،و و أيقض ا يوان عي ا ،و و ي نومه أمع من فرس
) (1أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مرجع سابق ،ج ،01ص 22
) (2امرجع نفسه ،ص 22
) (3أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مرجع سابق ،ج ،02ص 204
) (4امرجع نفسه ،ص 82
40
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
و و "حيوان و أحذر من عقعق ،و إذا نام كسر أجفان عي يه و ا يطبقها و ذلك خفة نومه"
)(1
شديد الرياضة دائم ا وع و السهر دم كثرا (2)".و من أمائه "الوازع أنه يزع الذئب عن الغ م ،أي
)(3
يطرد ".
و قد قسم " " jean de la fontaineالكاب ي خرافاته إ مسة أنواع و ي :كلب امطبخ،
و كلب ا راسة و كلب امطاردة ،و كلب ام زل ،و كلب الرعي ،و كلب الصيد.
فالكلب ي خرافات افونتن و ذلك امتقن عمله ،الطائع سيد من جهة ،و اأمق و ال هم من جهة
،)Fable 25و و مثل العديد من الطبقات ااجتماعية :الدرواس) ،(4خادم ام زل الكبر الذي ليس
له خيار إا أن يتقيد بأوامر ماكه و نوا يهم ( Le loup et le chien, Livre 1, Fable
،)5القاضي ال زيه الذي يضله أصحابه فيكون أول من يسرق عشاء سيد ( Le chien qui
امادي امثر للشفقة و القيصر ا ليف ال بيل (،)L’éducation, Livre 8, Fables 24
يرمز الكلب ي علم اأساطر إ إهة الصيد " "Dianeو آهة صيد آخرون أمثال ""Adonis
و " "Céphaleو " ."Actéonو اك العديد من امشا د غالبا ما مثل الشاب ""Actéon
) (1كمال الدين حمد بن موس ال ّدمري ،مرجع سابق ،ص 148
) (2امرجع نفسه ،ص 178
) (3امرجع نفسه ،ص 165
) (4الدرواس :كلب حراسة كبر الرأس أفطس اأنف.
41
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
ُح ّول إ أيل م تلتهمه كابه لتجرئه إ ال ظر إ " "Dianeو حورياها يسبحن عاريات .و كان
يُعتقد ي الثقافة الشرقية القدمة بأن الكاب ت هب و تسرق و تقتات عل ا ثث ،أما ي التوراة فتتعلق
صورة ذا ا يوان بالبغي و الدعارة و اجوسية و الوث ية .لكن ي أغلب اأحيان تكون صورة ذا
ذ الدالة واضحة ي شكل صور تظهر عل ا يوان إ ابية تتعلق بشكل كبر بفكرة الوفاء و تتجل
شوا د قبور تعود إ القرون الوسط .و من دااته السلبية أنه يصور بعض مشا د العشاء اأخر
الذي ت اوله السيد امسيح مع حوارييه قبل صلبه رابضا حت قدمي يهوذا اإسخريوطي أو مواجها لقط،
و و رمز للشقاق و اخاف و العداوة و البغضاء .و مثل الكلب فيما يتعلق با واس اخمس حاسة
الشم.
)(1
أما ي الثقافة العربية فيضرب امثل بالكلب ي حدة البصر فيقال "أبصر من كلب") ،(2و ما يرمز إليه
و الكلب إذا جاع تبع صاحبه ،وتقول العرب "جوع كلبك يتبعك") ،(5و و مثل يضرب ي معاشرة
اللئام و ما ي بغي أن يعاملوا به " .و الكلبة تسرع الوادة ح تأي بولد ا يبصر و لو تأخر واد ا خرج
الولد و قد فتح ،و يضرب ي ذلك مثل للمستعجل عل أن يستتم حاجته فيقال"ع ِجلَ ِ
ت الكلبةُ أن تلد َ
)(6
ذا عي ن".
42
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
الحمار (:)l’âne
"معه مر و مر و أمرة ،و رما قالوا لأتان مارة ،و تصغر مر ،و ك ية ا مار أبو صابر و أبو
زياد ،و يقال للحمارة :أم حمود ،و أم تولب ،و أم جحش ،و أم نافع ،و أم و ب ،(1)".و و "حيوان
خدر اأعضاء ،من غاية الرودة ،كدر القوى إا ا افظة ،فإنه إذا مش بطريق ا ي سا بعد ذلك".
)(2
و َيوظّ ُ
ف ا مار ي أعمال صغرة ( ،)Les deux amis, Livre 8, Fable 11و يستعان به
فوق طاقته ( ،)Le cheval et l’âne, Livre 6, Fable 16و مع كل ذلك و مهدد
بالسوط دائما ( L’âne chargé d’éponges et l’âne chargé de sel, Livre 2,
و يرمز ا مار إ ذلك اأمق البليد الذ ن ( Le laboureur et ses enfants, Livre 5,
،)Fable 9الساذج الذي يفرض اأقوياء عليه أنفسهم ( Le renard et le buste, Livre
،)4, Fable 14امتخيل حب ا ميع له يازته عل رفات القديسن ( L’âne portant des
،)Livre 2, Fable 19لك ه ليس ذلك الثرثار كما يعتقد ا ميع ( Le lion et l’âne
43
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
،)chassant, Livre 2, Fable 19بل و ذلك امخلوق ا ميل الطيب امتواضع ( Le loup
كما يعتر رمزا تار يا لذلك البلد الصغر ي البلقان الذي ت ازع عليه اأمراء ( Les voleurs et
،)l’âne, Livre 1, Fable 13و و ذلك الضابط امسلح بشكل رائع أو ذلك ال بيل البهي
الثياب ( ،)L’âne vêtu de la peau du lion, Livre 5, Fable 21و و راقص املك
الصغر ( ،)Le lion s’en allant en guerre, Livre 5, Fable 19امستقل امهووس
با رية ( ،)Le Vieillard et l’âne, Livre 6, Fable 8.الطموح ا شع الساخط من
ازدراء اآخرين له (.)Le lion, le singe et les deux ânes, Livre 11, Fable 5
يربط علم اأساطر الروماي صورة ا مار بإله اخصوبة اإيطا " "Priapeالذي أراد تك عرض
اإهة " "Vestaأث اء نومها غر أن هيق مار ا أيقضها و م عه من ذلك .أما تأويات رمزية ا مار
فهي مت اقضة و متباي ة ،فرمز تارة للمودة و اللطف و اخضوع ،و يرمز تارة أخرى للفسق و الدعارة
و البادة و الامبا اة ،و ارتبطت ذ الدالة السلبية بالقرون الوسط و يرجع ذلك غالبا إ ما اشتهر
به من كسل و ع اد .كما تظهر صورة ا مار ي العديد من امشا د و الوقائع امتعلقة بالدين ،فروى ي
كتاب اأعداد أن أتان " "Balaamترى اماك امرسل من ع د اإله قبل سيد ا ،و تصور مرم العذراء
ي روها من مصر مع وليد ا الطفل امسيح عل ظهر مار و مشي انبها القديس يوسف راجا ،
44
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
)(1
كما يصور امسيح عيس متطيا مارا ع د دخوله القدس".
و ي الثقافة العربية يضرب امثل بتساوي أس ان ا مار ي تساوي ال اس فيما بي هم فيقال "سواسية
و الشيء إذا م يبق م ه إا القليل يقال ع ه "ما بقي م ه إاّ قَ ْد ُر ِظ ْم ِء ا ِ َما ِر") (4و و أقصر الظمء
لقلة صر عل اماء.
" باهمزة .مع فأرة .و مكان فئر أي كثر الفئران ،و أرض فئرة أي ذات فأر ،و ك ية الفأرة أم خراب
و أم راشد ،و ي أص اف ،ا رذ و الفار امعروفان ،و م ها الرابيع و الزباب و اخلد و فأرة البيش
)(5
و فأرة اإبل و فأرة امسك و ذات ال طاق و فأرة البيت و ي الفويسقة".
و مثل الفأر ي "خرافات افونتن" الشباب الغر القليل اخرة ( Le cochet, le chat et le
،)souriceau, Livre 6, Fable 5أما الفأر امسن فيمثل ا كمة امب ية عل ا ذر و التجربة
( ،)Le loup devenu berger, Livre 3, Fable 18و مثل الفأر أيضا ذلك الفرنسي
امعتد ب فسه ،امتهور ،العادل ،الساعي لفعل ما يـُ ِهم ( Le rat et l’huître, Livre 8, Fable
،) 15و فأر امدي ة و ذلك امتمدن الشكاك أما فأر ا قول فهو برجوازي من الريف مت عم با ياة
( ،)Le rat des villes et le rat des champs, Livre 1, Fable 9و الفأر الشاكر
45
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
امعرف با ميل و ذلك الصغر قليل الشجاعة و الصابة ( Le lion et le rat, Livre 2,
،) Fable 11أما الإار ال اسك اأناي الطالب للذة ام افق الذي يعتزل العام فهو ذلك الذي يردد
عبارات دي ية ليدفع الصدقة ع ه ( Le rat qui s’est retiré du monde, Livre 7,
.)Fable 3
ي ظر التوراة إ الفئران نظرة سلبية ،ذلك أها ت شر الطاعون و تلتهم ما ادخر ال اس من مؤن و غذاء
و تعيث ي م ازهم فسادا .كما جعلها حل بغض و كر البشر ،و شو صورها مـ ــّا اعتر ا لوقات
شيطان ية معادية للبشر .و رمزية الفئران الدي ية ذات دالة سلبية فهي مثل الشيطان الذي يلتهم كل
)(1
شيء.
ويضرب امثل ي الثقافة العربية فيمن كان ظا ر أقبح من باط ه بفأرة امسك فيقال "كفأرة امسك يؤخذ
حشو ا و ي بذ جرمها") ، (2و فأرة امسك كما قال ا احظ دويبة تكون ي باد التيبت تصاد ل وافجها
و سرر ا ،فإذا صيدت شدت بعصائب و تبق متدلية فيجتمع فيها دمها ،فإذا أحكم ذلك ذ ت،
فإذا ماتت قورت السرة الي عصبت م تدفن ي الشعر حي ا ح يستحيل ذلك الدم امخت ق اك
)(3
ا امد بعد موها مسكا ذكيا.
46
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
القرد (:)le singe
"حيوان معروف ،و ك يته :أبو خالد و أبو حبيب و أبو خلف و أبو ربة و أبو قشة ،و معه قرود و قد
أما ي "خرافات افونتن" فالقرد يدع "شدم " "Magotحمل ثاثة أماء أعام"Fagotin" :
و " "Gillesو " ،"Bertrandو و الذي يتميز ببهلوانيته و تص عه و تقليد و إتقانه رقص الباليه
( ،)Le renard, le singe et les animaux, Livre 6, Fable 6الثرثار الذي يتفو
بكام ا أصل له و ا مع و يسرسل ي ا ديث متبا يا بسطوة و نفوذ عائلته ونسي أنه ا يتعدى
أن يكون حيوانا ( ،)Le singe et le dauphin, Livre 4, Fable 7الدجال اماكر احتال
الذي يدخل ي م افسة مع فهد يعد رمزا ي التكلف و الغرور و يلبس أفخم اللباس ويدعي ا دارة بن
ال اس ،و لكي يبدو أذك م ه راح يسرعي انتبا ا ميع و يعدد العروض الامت ا ية الي بوسعه تأديتها
و عل أجرة امشا دة تقل مرتن و نصف امرة عن تلك الي يطلبها الفهد و يعرض تعويض كل من م
ترضه العروض امقدمة ( ،)Le singe et le léopard, Livre 9, Fable 3السفر امختار
البشر و اآهة ( Tribut envoyé par les animaux à مهارته و امرسل إ
،)Livre 12, Fable 21القاضي الذي يغِرم كا من الذئب و الثعلب ( Le Loup
املك الذي تبايعه ا يوانات لبهلوانيته و تص عه ( Le renard, le singe et les animaux,
47
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
،)Livre 6, Fable 6املك اأناي الذي يدفع باأمر " "Ratonإ امخاطر و امهالك بدا
ع ه ( ،)Le singe et le chat, Livre 9, Fable 17أستاذ اأخاق لدى املك اأسد
ث موضوع واقع الظلم الذي يقدم درسا ي ا ب ا قيقي اخالص ال قي لك ه ا يتجرأ عل
و امكيافيلية (ّ ،)Le lion, le singe et les deux ânes, Livre 11, Fable 5
الصراف
اخائن الذي يبدد ثروة امقتصد (،)Du thésauriseur et du singe, Livre 12, Fable 3
الكاتب ام تحل كتب غر ()Du thésauriseur et du singe, Livre 12, Fable 3
لطاما كان يقلل من شأن القرد باعتبار صورة بشرية زلية و كانت رمزيته لدى الدي العصور الوسط
تتمثل ي الشيطان و الشر مستدلن عل ذلك بأفعاله و مواقفه الوقحة و الطائشة و امتقلبة .و د
صورة القرد ي أيقونات العصور الوسط تشر و بشكل خاص إ البدعة و عبادة اأوثان و ُمَـثّل ذلك
ي صورة بشري يعبد قردا .أما فيما ص رمزية ا واس اخمس فرمز القرد إ حاسة الذوق و مثل ذلك
ي صورة قرد يأكل فاكهة و ي رمزية ال زوات فرمز إ الطبع الدموي .و است ادا إ الفكرة امب ية عل
تقليد الف ان للطبيعة فإن القرد يستخدم كرمز من رموز الرسم و ال حت ،فيصور و و يسع جا دا
لرسم وجه ا مرأة أو ت مثال ،و تطور اأمر تدر يا ح أصبح القرد يصور و و يقوم بأعمال ا
ت بغي إا لب البشر كعزف اموسيق و لعب الورق و غر ا ،و ظهر ذا التعبر الساخر جليا و بشكل
و يرمز القرد ي الثقافة العربية إ ا ن فيقال "أجن من ِ ْجَرس" و ذلك أن القرد ا ي ام إا و ي يد
حجر افة الذئب أن يأكله ،و حدث رجل من أ ل مكة أنه إذا كان الليل رأيت القرود تمع ي
لئا ي ام فيأكله
موضع واحد م تبيت مستطيلة الواحد م ها ي أثر اآخر و ي يد كل واحد حجر ّ
48
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
الذئب فإن نام واحد سقط من يد ا جر ففزعت كلها فيتحول اآخر فيصر قدامها فيكون ذلك دأها
طول الليل فتصبح من اموضع الذي باتت فيه عل أميال جب ا م ها و خورا ي طباعها) ،(1ويرمز القرد
أيضا إ العبث فيقال "أعبث من قرد" ذلك أنه إذا رأى إنسانا يولع بشيء يفعله أخذ يفعل مثله)،(2
و إ القبح فيقال "أقبح أثرا من قرد") ،(3و إ الولع فيقال "أولع من قرد" أنه يولع كاية كل ما
)(4
يرا .
ميثولوجية ،و ذلك مرد إ أن تلك ا يوانات ا تلف خصائصها باختاف بيئتها ،فاأسد مثا لن
يكون زعيما للحيوانات ي صحراء عربية ،و يكون خادمها ي غابة فرنسية ،و كذلك و ا ال بال سبة
لكل ا يوانات اأخرى .فرمزية ا يوانات إذا تستمد أساسا من خصائصها و طبائعها و طرائق عيشها.
و است ادا إ ما ذكر مكن اإتفاق عل أنه ا ضرر من اعتماد امرمن ل فس ا يوانات الي ابتدعها
افونتن ي خرافاته ،ذلك أن صورة الشخصية الي ترتسم ي ذ ن القارئ الفرنسي لن تلف عن تلك
) (1أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مرجع سابق ،ج ،01ص 164
) (2امرجع نفسه ،ص 433
) (3أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم اميداي ال يسابوري ،مرجع سابق ،ج ،02ص 67
) (4امرجع نفسه ،ص 304
49
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
اأول
خاصة:
لقد قم ا ي ذا الفصل بتحديد ما ية اخرافة و تعرف ا عل خصائص الشعر العري و الشعر الفرنسي
ح نتعرف عل الصعوبات و العراقيل الي تواجه مرجم شعر اخرافة و و ما من شأنه أن يساعدنا ي
الفصل الثاي من الدراسة عل فهم أعمق أسباب تصرف كل من عثمان جال و بشر مفتاح لرمة
خرافات افونتن.
50
الفصل الثاني
مهيد
.2دوافع التصرف
1.4التكافؤ ""L’équivalence
2.2.4التتمر ""L’étoffement
4.4التكييف ""L’adaptation
5.4التوضيح ""L’explicitation
6.4التخفيف ""L’allègement
.1التعريف بامدونة
.2التعريف بالكاتب
خاصة
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
المبحث اأول :مفهوم التصرف ،دعاته و تق ياته.
تمهيد:
لقد قم ا ي الفصل السابق من الدراسة بالوقوف عل أ م العراقيل الي تواجه مرجم شعر اخرافة من
م ظور ام ظرين و أ ل ااختصاص .كما بي ا الفوارق ا و رية ا اصلة بن قواعد الشعر العري و قواعد
الشعر الفرنسي .ذ الفوارق لن ترك مرجم شعر اخرافة ي غر التصرف سبيا لرمته .لذلك س قوم
ذ ي ذا القسم من الدراسة بتحديد ما ية التصرف و عرض أ م أراء أولئك الذين يدعون إ
اإسراتيجية ي الرمة لتطويع ال ص اأج ي وفق ما يتماش مع اللغة و الثقافة امستقبلة ،ل بن بعد
يعود العصر الذ ي للتصرف إ القرن السابع عشر ،زمن "ا ميات اخائ ات" ( les belles
،)infidèlesالذي بدأ ي أوروبا م انتشر ليشمل العام كله .و و الزمن الذي كتبت فيه أكثر
الرمات ا رة حت غطاء ا اجة إ تكييف ال صوص اأج بية ما يوافق أذواق و عادات الثقافة اهدف
فالتصرف إذا و تلك "اإسراتيجية الي تقوم باحافظة عل امع بغض ال ظر عل الشكل .و ي هج
يقضي باستبدال واقع اجتماعي ثقاي بواقع يتاءم و اإقليم ا ديد الذي نقل امرجم إليه ال ص.
(1) Mona Baker, Kirsten Malmkjaer,The Routledge Encyclopedia of Translation Studies, Illustrated,
1998, pp. 05/06 (ترمت ا)
51
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و ي شئ بذلك امرجم نص دف يتوافق و قواعد اللغة و عادات التعبر التلقائية الي يعتمد ا
)(1
امتكلمون اأصليون"
و يرى البعض ي التصرف ضرورة ي ا فاظ عل سامة الرسالة عل امستوى العام عل اأقل .ي
)(2
حن يرى فيه آخرون خيانة للكاتب اأصلي.
ذ و ح يتكون لدي ا مفهوم أوضح للتصرف ب علي ا تقصي العوامل الي تدفع بامرجم إ تب
.2دوافع التصرف:
مكن أن نلخص أبرز العوامل امشركة الي تدفع بامرجم إ التصرف فيما يلي:
غياب امقابل امعجمي ي ال ص اهدف الذي يشيع بشكل خاص ي الرمة اميتالغوية.
اانتقال من مط حديث إ آخر يستلزم عادة إعادة صياغة كلية لل ص امصدر ،كاانتقال
يتطلب انبثاق عهد جديد أو ظهور مقاربة حديثة أو ا اجة مخاطبة نوع تلف من القراء،
)(3
غالبا تعديات و حويرات ي اأسلوب أو احتوى أو طريقة التقدم و العرض.
و مكن لكل ذ العوامل و الشروط أن حيل ا إ نوعن تلفن من التصرف و ما :التصرف اموضعي
( )Local adaptationالذي تتسبب فيه اإشكاليات الي يثر ا ال ص امصدر ي حد ذاته
) (1مرم حي عيس ،الرمة اأدبية بن ا رية و التصرف "الدروب الوعرة" مولود فرعون موذجا ،مذكرة مقدمة ل يل شهادة اماجستر ي الرمة ،جامعة م توري،
قس طي ة ،2008/2007 ،ص 36
(ترمت ا) (2) Mona Baker, Op.Cit, p. 06
(ترمت ا) (3) Ibid, p. 07
52
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و يقتصر فقط عل بعض أجزائه ،و التصرف الكلي ( )Global adaptationالذي حدد عوامل
مكن للتصرف اموضعي أن يطبق عل أجزاء متفردة من ال ص و ذلك للتعامل مع اختافات حددة بن
لغي أو ثقافي ال ص امصدر و ال ص اهدف (2).و ي ذ ا الة سيكون هذا ال وع من التصرف تأثر
مل ال ص .و يعود القرار ي تطبيقه إما إ امرجم ي حد ذاته و إما إ يطبق التصرف الكلي عل
عوامل خارجية تفرض عليه ذلك كسياسة دار ال شر مثا .و ي كلتا ا التن فإن التصرف الكلي يشكل
إسراتيجية عامة تسع إ إعادة ب اء غاية ال ص امصدر أو وظيفته أو تأثر .و للمرجم ي ذ ا الة
)(3
مطلق الصاحي ة ي التضحية بأجزاء أو ح معان دالية و ذلك إعادة إنتاج وظيفة ال ص امصدر.
53
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
.3دعاة التصرف في الترجمة:
يرى موريس بارنيي " "Maurice Pergnierأن امعيار الثقاي اللساي الذي يركز عل من
يتلق الرمة و معيار الرمة الذي ب ااعتماد عليه ،فا نبحث بذلك عن مقابات الكلمات
)(1
ي اللغة اهدف و لكن نبحث عن مع ا ا انطاقا من السياق الذي وردت فيه.
الرمية.
ويرى جون كلود مارقو " "Jean Claude Margotمن خال ترمته للكتاب امقدس ،أن السياق
و امسؤول عن حديد معاي الكلمات ،فيج ب ا بذلك مشكلة اانتقاء ي حالة تعدد امعاي .و يب
جون كلود مارقو " "Jean Claude Margotرأيه عل أمية السياق و انعدام فكرة التطابق
اللساي بن اللغات و وجوب احرام لغة امتلقي و ثقافته .كما يرى بأنه " ب اأخذ بااعتبار
)(2
و مراعاة ااختافات اموجودة بن الثقافة امصدر و الثقافة اهدف أث اء كل عملية ترمية"
(1) Maurice Pergnier, les fondements de la sociolinguistique de la traduction, presses universitaires de
Lille 1993.
(2) Jean claud Margot, traduire sans trahir, Paris, l’age d'homme Lausanne 1979, pp. 248.249
54
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
3.3جون روني ادميرال ":"Jean- rené Ladmiral
يقر ادمرال بأن اللغة ع صر مهم ي العملية الرمية إا أها ا مثل كل شيء فيها ،فهدف اللغة و
ااتصال الذي يركز بالدرجة اأو عل اللغة اأصل م بالدرجة الثانية عل اللغة اهدف ،و يشر إ
أن ااحتماات الثقافية للغة امصدر و اللغة اهدف من الع اصر الي يتوجب تدخلها ي الرمة.
و يعتر ادمرال من الرافضن للرمة ا رفية و من ام تقدين بشدة لدعاها ،فهو يدعم اللغة و الثقافة
)original"(1
لذلك كان من الواجب صياغة ال ص اهدف بلغة سهلة و أسلوب سلس ح يتمكن القارئ من فهمه
و استيعابه ،و ب اءا عل ذلك فإنه حدد عملية الرمة ي مرحلتن أساسيتن:
(1) Jean-René Ladmiral, Traduire : théorèmes pour la traduction, Paris : Gallimard, Tel, 1994a, p15
55
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
(2) une phase de ‘réécriture’ (rewording), où il s’agit de produire
.1مرحلة "القراءة و التأويل" ،و فيها يتم فهم ال ص امصدر (من اخطأ أن نقول :فك رموز ال ص
امصدر).
(ترمت ا) .2مرحلة "إعادة الكتابة" ،و فيها يتم صياغة ال ص اهدف.
ا َرفيّة ي جو ر ا ا وتية توراتية ،فإن م تكن كذلك فكيف هتم بكلمات اخطاب امصدر كلمة
بكلمة؟ إا إذا أردنا بذلك أن رر تلك الكلمات من العوارض اإنسانية ال ا ة عن اخاصية ااعتباطية
إن ادمرال و أول من أطلق مصطلح "أ ل امصدر" ( )les sourcierعل أولئك الذين يعطون
اأولوية لل ص امصدر ،و مصطلح "أ ل اهدف" ( )les ciblistesعل أولئك الذين يعطون اأولوية
لل ص اهدف ،و ذلك خال ندوة فرنسية بريطانية حول الرمة ي ل دن ي جوان (3).1983وعر عن
ذلك بقوله:
56
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
« Ceux que j’appelle les ‘sourciers’ s’attachent au signifiant de la
ي،"يتمسك أولئك الذين أميهم "أ ل امصدر" بدال اللغة و يؤثرون اللغة امصدر عل اللغة اهدف
و يوظف. بل الذي يتعلق بالكام أو اخطاب، ليس ذلك امع امتعلق باللغة،امع امقصود بالرمة
" و أ ل اهدفles sourciers" كما يشر ادمرال إ امقاربات الرمية امختلفة أ ل امصدر
: فيقول،"les ciblistes"
(1) Ladmiral, Jean-René, Traduire : théorèmes pour la traduction, Paris : Gallimard, Tel, 1994a,
57
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
produire en langue- cible des effets sémantiques et littéraires
"سيكون لدي ا من جهة تيار رومانسي يعطي اامتياز لل ص اأصلي و ميل إ " يس" اأدب و إنتاج
نصوص دخيلة عل اللغة اهدف ،كما سيكون لدي ا ،من جهة أخرى ،تيار كاسيكي يعطي اامتياز
لل ص اهدف ويعتمد م هجه عل مالية الرمة من خال القيام "بضبط" ريي لل صوص الي يفرض
أن حدث تأثرات دالية و أدبية مكافئة لتلك الي وظفت ي ال ص اأصلي"( .ترمت ا)
:"Seleskovitch
صممت كل من ماريان ليدرار " "Marianne Ledererو دانيكا سيليسكوفيتش " Danica
"Seleskovitchام هج التأويلي الذي كان موجها للمرمن الذين يشتغلون ي امؤمرات ،لتدركا
"مكن للرمة الفورية أن تستخدم ك موذج مبسط ل ظرية اأدب و نظرية اخطاب ي آن واحد .و تعتر
الرمة الفورية ي حقيقة اأمر ،نوع الرمة اأكثر بساطة و شفافية"( .ترمت ا)
58
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و تعمد ذ ال ظرية إ وضع امع ي امقام اأول ،و "ت تقل بظا رة الرمة من نزعة امقاربة اللغوية إ
)(1
عملية الفهم و التعبر عن الفرد"
و ترى سيليسكوفستش أن امرجم ا يباشر ترمته إا بعد أن يتمكن من فهم ال ص امصدر و ذلك من
arriver à une autre mais bien sur le sens du texte premier pour
"ا تب الرمة التأويلية عل لغة لبلوغ لغة أخرى ،و لكن تب عل مع ال ص اأول للتمكن من
إن الرمة من م ظور ال ظرية التأويلية تعتمد ي امقام اأول عل الفهم العميق لل ص اأصلي ،م القيام
بعد ذلك ب قل امع بشكل يبعد كل البعد عن ا رفية ،و كما تقول كريستن دوريو " Christine
sur le lecteur. Or, afin d’obtenir cette identité d’effet produit sur le
) (1حمد الديداوي ،الرمة و التواصل ،امركز الثقاي العري ،الدار البيضاء ،امغرب ،الطبعة اأو ،2000 ،ص 81
(2) Danica Seleskovitch et Mariane Lederer. Op.Cit, p74
59
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
différenciel de vision du monde’ entre la communauté du texte
"ا تسع العملية الرمية إ حقيق تطابق ب يوي بن ال ص اأصلي و ترمته ،و لك ها تسع إ
حقيق تطابق ي التأثر عل القا رئ ،و لبلوغ ذلك كان من الضروري إحداث تكييف ثقاي لسد اهوة
الي حدثها ااختاف ي طريقة رؤية العام بن اجتمع الذي ي تمي إليه ال ص اأصلي و اآخر الذي
بعد ما تطرق ا إ عرض أ م آراء و وجهات نظر أبرز م ظري الرمة الذين يدعون إ التصرف ي
الرمة لتطويع ال ص اأج ي وفق ما يتماش مع اللغة و الثقافة امستقبلة ،س عرض فيما يلي تق يات
1.4التكافؤ ":"L’équivalence
يعر كل من في " " Vinayو داربل " " Darbelnetعن التكافؤ بقوهما أنه "قد يتفق نصان ي
تصوير وضعية تعر عن واقع واحد ،و ذلك باللجوء إ وسائل أسلوبية و تراكيبية تلفة مام
اأمثال أو ا كم أو التعابر اإصطاحية من اللغة امصدر إ اللغة اهدف ،فيعمد امرجم إ ترمة
التعبر برمته من حيث مع ا ا ملي ا التفصيلي إ تعبر آخر يعر عن نفس الفكرة ،و ا يتشابه
التعبران بالضرورة من حيث الشكل اللغوي أو اأسلوي أو ح اإحائي ،و لك هما حيان إ نفس
(1) Christine Durieux, La traduction : transfert linguistique ou transfert culturel ?, Revue des lettres et de
traduction 4 (1998), p 29.
(2) J.-P. Vinay et J. Darbelnet, Stylistique comparée du français et de l'anglais, Didier, Paris, 1967, p 52
60
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
اموقف .و ترى مي ة ال بأن التكافؤ و "ملة من التطويعات امراكبة ،حدث تأثرا إماليا بعيدا كل
)(1
البعد من ال احية اللسانية عن اأصل ،أي أنه العقبة الي يتخط فيها الفكر ا رف مراحل كبرة".
"التكافؤ م هج يقضي بإحداث موقف مكافئ للموقف اأصلي و ذلك بتحرير نص تلف كليا عن
و يرجم امثل ي اللغة الفرنسية بامثل الذي يقابله ي اللغة العربية:
"" ←"Malheur des uns, bonheur des autresمصائب قوم ع د قوم فوائد"
و يرجم التعبر ااصطاحي ي اللغة الفرنسية بالتعبر ااصطاحي الذي يقابله ي اللغة
العربية:
) (1إنعام بيوض ،الرمة اأدبية "مشاكل و حلول" ،دار الفاراي ،ا زائر ،2003 ،ص 107
(2) J.-P. Vinay et J. Darbelnet, Op.Cit, p 52
61
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و ترجم أماء ام شآت و امؤسسات و الوكاات ي اللغة الفرنسية بأماء ام شآت
"يتمثل أسلوب اإبدال ي التغير الصري أو ال حوي لكلمة أو موعة من الكلمات ،وذلك دون تغير
و اإبدال كم هج مكن تطبيقه عل مستوى اللغة نفسها أو بن لغتن ليدخل بذلك ي إطار الرمة.
و ميز في " " Vinayو داربل " " Darbelnetبن نوعن من اإبدال :إلزامي و اختياري.
أما اإبدال اإلزامي " "la transposition obligatoireفيكون عل مستوى "العبارات الي ا
تقبل إا صيغة واحدة ي إحدى اللغتن ،و إن كان باإمكان إبداها ي اللغة اأخرى عل شكل
)(2
صيغتن أو أكثر بأساليب تلفة"
62
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و أما اإبدال ااختياري " " la transposition facultativeفيستعمل "حن تكون للغتن
)(1
إمكانية الصياغة عل وجهن أو أكثر ل فس العبارة".
و يعدد في " " Vinayو داربل " " Darbelnetعشرة أنواع من اإبدال كإبدال ااسم فعا،
و إبدال الصفة اما ،و إبدال ا ال فعا ،و غر ا" .و تعد طريقة التبديل أجود وسائل التكييف ي
اللغة اهدف ،و هذا يتم التدرج إ التكافؤ ،ذلك أنه كثرا ما يكون التبديل أجزاء ا ملة خطوة من
)(2
خطوات التكافؤ".
و مكن أن صي حالتن خاصتن من حاات اإبدال و ما :اإبدال امتاحق "chassé- le
"اإبدال امتقاطع عبارة عن إبدال مضاعف يستدعي إحداث تغير عل امستوى ال حوي أو الصري
للكلمة ،مع قلب ترتيب الع اصر امكونة للمع عل امستوى ال حوي"( .ترمت ا)
ففي اللغة الفرنسية مثا نقولpar ses soins1, sa mère lui fit recouvrer2 la " :
،"santéو نرجم ذلك إ العربية ف قول " :استرجاعه2عافيته كان نتيجة رعاية 1أمه له" .و قم ا ا
(1) Ibidem
) (2حمد الديداوي ،الرمة و التعريب :بن اللغة البيانية و اللغة ا اسوبية ،امركز الثقاي العري ،بروت ،لب ان ،الطبعة اأو ،2002 ،ص 92
63
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
باستبدال الفعل " " fit recouvrerي اللغة الفرنسية بامصدر " استرجاع" ي اللغة العربية،
و شبه ا ملة " " par ses soinsي اللغة الفرنسية بااسم "رعاية" ي اللغة العربية ،م غرنا ترتيب
الع اصر ،فجاء ترتيب شبه ا ملة " " par ses soinsاأول م تبعه ي امركز الثاي الفعل " fit
،"recouvrerأما ي الرمة إ العربية جاء الرتيب عل عكس ذلك ،فاحتلت ترمة الفعل
الرتيب اأول ي ا ملة متبوعة برمة شبه ا ملة الي جاءت ي امركز الثاي.
2.2.4التتمير ":"L’étoffement
" L'étoffement est le renforcement d'un mot qui ne se suffit pas à
" تدعيم مفردة تعر عن مع غر تام مفردات أخرى استيفاء امع "( .ترمت ا)
"التتمر (التوسيع) و ذلك ال وع من اإبدال الذي يقوم عل إدراج تركيب امي أو فعلي لرمة حرف
64
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و در اإشارة ا أن كل من في " " Vinayو داربل " " Darbelnetم يقوما بعزل التتمر
" ي وجه من وجو التتمر يقضي باستبدال لفظة ي ال ص امصدر مجموعة ألفاظ أو بتعبر يفيد مع
"التعديل يتمثل ي تغير ي الرأي أو ي وجهة ال ظر و ذلك إما لتفادي صعوبة ي الرمة أو إظهار
ف قول مثا ي اللغة الفرنسيةLa clientèle des marchands s'est faite aussi rare " :
."que le merle blancو نرجم ذلك إ اللغة العربية ف قول" :أصبح الزبائن نادرين ندرة
الشحرور اأبيض".
) (1مرم حي عيس ،الرمة اأدبية بن ا رية و التصرف "الدروب الوعرة" مولود فرعون موذجا ،مذكرة مقدمة ل يل شهادة اماجستر ي الرمة،
جامعة م توري ،قس طي ة ،2008/2007 ،ص 36
(2) J.-P. Vinay et J. Darbelnet, Op.Cit, p51
65
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و ناحظ من خال الرمة أن تعبر " الشحرور اأبيض" ا يستخدم ع د العرب للتعبر عن ال درة
و و تعبر غر مألوف لديهم .و من امعروف أن بيئة العرب صحراوية ،و ما ي در ي الصحراء و
اماء .فاأجدر ا أن نعدل ي تعبر "الشحرور اأبيض" عن ال درة بتعبر آخر يوافق طريقة تفكر
و كام العري .ف قول مثا" :أصبح الزبائن نادرين ندرة الماء في الصحراء".
4.4التكييف ":"L’adaptation
يصف كل من في " " Vinayو داربل " " Darbelnetم هج التكييف عل أنه:
أما بال سبة لكل من يان شوكي " "Hélène Chuquetو ميشال بايار " Michel
"Paillardفإن:
"يبدو من الصعب فصل التكييف كم هج عن الرمة ،ذلك أنه يوظف فيها عوامل اجتماعية ثقافية
وذاتية بقدر ما يوظف عوامل اللسانية"( .ترمت ا)
(2) Hélène Chuquet, Michel Paillard, Approche linguistique des problèmes de traduction anglais/français,
p 10
66
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و يرى الدكتور حمد ع اي بأن التكييف "مع ا تغير اإحالة الثقافية الواردة ي ال ص امصدر إ ما
يقابلها ي ثقافة ال ص اهدف ،و قد يكون ذلك عل مستوى اللفظ و قد يكون عل مستوى مفهوم
)(1
أوسع".
و تقول مي ه ال بأن "اأسلوبية امقارنة للغات تقرح مصطلح التكييف الذي يتمثل ي البحث عن
مكافئ ي الوضعية قادر من ال احية ال وعية عل إحداث اإشارات الثقافية و التأثرات ال فسية نفسها
)(2
لدى قارئ الرمة ،ماما كما و ا ال بال سبة لقارئ ال ص اأصلي".
أمثلة:
) (1حمد ع اي ،نظرية الرمة ا ديثة :مدخل إ مبحث دراسات الرمة ،الشركة امصرية العامية لل شر –لو مان ،-القا رة ،مصر،2003 ،
ص93
(2) Yamina Hellal. "La théorie de la traduction: Approche thématique et pluridisciplinaire ", OPU, Alger,
1986, p 99.
67
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
5.4التوضيح ":"L’explicitation
استيعاها من خال سياق الكام أو اموقف الذي جاءت فيه"( .ترمت ا)
فهذا ام هج يقضي بإدخال دائل لغوية غر واردة ي ال ص اأصل ،فيستدل عليها امرجم من خال
السياق الذي وردت فيه ،و ذلك حريا م ه للوضوح أو لقيود تفرضها عليه اللغة الي يرجم إليها.
6.4التخفيف ":"L’allègement
و ذلك أها تظهر بشكل بديهي من خال السياق امعري أو اموقف امشار إليه ي ذلك ال ص.
68
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
المبحث الثاني:التعريف بالمدونة و الكاتب و المترجمين.
.1التعريف بالمدونة:
شرع جون دي افونتن " "Jean de la Fontaineي كتابة خرافاته " Les fables de la
"Fontaineي سن السابعة و اأربعن" .و صدرت ي ثاث موعات تضم اث عشر كتابا ما بن
عام 1668و عام 1694م .و قد أ دا ا إ و عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا وقتذاك أنه،
كما جاء ي كلمة اإ داء الرقيقة ،يرغب ي تسلية اأمر ،و ي الوقت نفسه أن يقدم إليه دروسا جادة
يتلقا ا بلذة ،آما أن يكون هذ الدروس و الصفات العظيمة الي ورثها اأمر عن والد ،أثر ي مو
)(1
ال بت الصغر الذي يستظل به كثر من الشعوب و اأمم".
Les deux ".4 "Grenouille qui veut se faire aussi grosse que le bœuf
) (1نفوسة زكريا سعيد ،خرافات افونتن ي اأدب العري،كلية اآداب ،جامعة اإسك درية ،ص 36/35
69
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
La Mort et le ".15."Simonide préservé par les Dieux".14."l’Âne
"Roseau
Conseil tenu par les ".2."Contre ceux qui ont le goût difficile".1
"plaignant à Junon
70
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
Le Lion et l’Âne ".19."La Chatte métamorphosée en Femme".18
71
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
Tribut envoyé ".12."La Grenouille et le Rat".11."Bâtons flottants
72
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
:)06( الكتاب السادس
73
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
Les deux ".13."Fortune et l’Homme qui l’attend dans son lit
"la Lune
74
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
Le Loup et le ".27."Démocrite et les Abdéritains".26."mort
"Chasseur
"troupeau
75
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
Les Poissons et le ".12."Le Berger et le Roi".11."coupé les oreilles
76
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
La querelle des Chiens et des Chats et ".9."le Buisson et le Canard
"L’Ecrevisse et sa Fille".11."Renard
(1) La Fontaine Fables, illustrée par Granville, EDDL, Ed 02, pp. 443-444-445-446-447-448
77
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
.2التعريف بالكاتب:
افونتين ()1695-1621
"ولد جان دي افونتن " "Jean de la Fontaineعام 1621م ي مدي ة "شاتو تياري")،(1
و و أكر اأصدقاء اأربعة س ا :فهو يكر مولر بس ة ،و بوالو مس عشرة س ة ،و راسن بثماي
عشرة س ة .كما أنه أبطأ م إنتاجا :فقد أخرج مولر أكثر روائعه ،و بوالو أكثر أ اجيه ااجتماعية،
"طرق افونتن ف ونا أدبية مت وعة :نظم الشعر ي تلف اأغراض من مدح و رثاء و غزل و جاء
و وصف و شعر دي و شعر تعليمي ،و نظم موعة من ا كايات و القصص ،و كتب اخطب
و الرسائل ،و كتب التمثيلية و اأوبرا .و لكن الفن الذي اقرن بامه و خلد ذكر و كان سبب شهرته
أما أسباب تفوقه ي ذا الفن ،فرجع كما حدث ا مرمو حياته ،إ أنه أمض طفولته و صدر شبابه ي
مقاطعة شاتو تياري " "Château Thierryا يا متجوا ي الغابات املكية الي كان والد يتو
اإشراف عليها ،فأتاحت له ذ ال شأة العيش ي أحضان الطبيعة ،و التعلق ها ،و تأمل كائ اها،
و خاصة ا يوانات الي كان ميل بطبعه إ مراقبتها ي جو شاعري حام كشف عن مو بته اأدبية
اختار له والد دراسة القانون ،ف زل عل إرادته و التحق بكلية ا قوق و رج م ها ،و لك ه م يلبث أن
ز د ي دراسة القانون ،و ي الوظائف الي يأته ها ذ الدراسة ،وانصرف إ ت مية ميوله اأدي،
78
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
يغذيه بااطاع الواسع ي كتب اأدب ،و باانتقال إ باريس م بع الفكر و الثقافة آنذاك ،ليكون
عل مقربة من أدبائها ،مضحيا ياة ااستقرار الي توفرت له ي مسقط رأسه :الوظيفة الي ورثها عن
)(1
والد ،اأسرة الي تضم زوجته و ولد الوحيد ،ليتفرغ لأدب وحد ".
وي عام 1657صحبه قريبه امستشار جانار " "Jannartإ باريس وق ّدمه إ مراقب ّ
عام امالية
فوكيه " ،"Fouquetأبرز شخصيّات الدولة بعد املك آنذاك ،فأعجب به وم حه إعانة دائمة ،و ي
امقابل أ دا افونتن رواية أسطورية بع وان " .)1658( "Adonisو قد تواصل ي ذ الفرة مع
،Évremondالذين كانوا م أيضا حت رعاية و ع اية فوكيه " ،"Fouquetو من احتمل أن
)(2
يكون افونتن قد قام خال ذ الفرة بكتابة قصص "."contes
فوكيه") "" L'Ode au Roi pour M. Fouquet (1663يلتمس فيها العفو عن صديقه.
أخر غضب املك دخول افونتن اأكادمية الفرنسية ح ّ عام .1685وبعد لّي املك ع ه حظي
وّ
الشاعر برعاية اأديبتن مدام دي سيفي يه " " Madame de Sévignéومدام دي افاييت
79
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
)(1
تقرباً م ه".
" "Madame de La Fayetteوكانت السيّدة اسابلير La Sablièreأكـثر ّـن ّ
وعاش الشاعر ي بفضل اته امضيفات الكرمات حياة ادئة ميلة قضا ا ي الت ز و تألف ا كايات
و اخرافات الي أخرج الكتب الستة اأو م ها عام ،1668م الكتابن السابع و الثامن عام ،1678
)(2
و الكتب التاسع و العاشر و ا ادي عشر عام .1679 ،
" اوز افونتن الستن من عمر و أصبح رجا ذائع الصيت ،يتحدث ال اس عن ظرفه و يعجبون
بشعر ،و أصبح له أصدقاء أقوياء يأخذون بيد لدخول اجمع العلمي ،فتقدم إليه عام ،(3)"1682
لكن أعداء الشاعر حالوا دون دخوله خاصة و أن املك كان يؤيد م ي ذلك نتيجة لتأييد و دعم
افونتن للوزير فوكيه " "Fouquetالذي عزله و أبدله بالوزير كولبر " " Colbertالذي كان من
خصوم الشاعر أيضا" .ولكن بعد عام شغر م صب آخر فتقدم الشاعر إليه و حاز موافقة أعضاء
اجمع ،غر أن املك حول بن الشاعر و العضوية ذ امرة كذلك ،و يأمر بتقدم صديقه و مؤرخه
الشاعر ال اقد بوالو" ."Boileauو تشاء الصدف أا يطول أمد ذ ام افسة بن الصديقن
العظيمن ،إذ ا يلبث كولبر " " Colbertأن موت ،و كان عضوا ي اجمع ،فيشغر مكان آخر،
"وقد أ دى الكتب ميعا إ و عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا " )(5
الكتاب الثاي عشر.
،"Louis XIVأنه ،كما جاء ي كلمة اإ داء الرقيقة ،يرغب ي تسلية اأمر ،و ي الوقت نفسه
80
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
أن يقدم إليه دروسا جادة يتلقا ا بلذة ،آما أن يكون هذ الدروس و للصفات العظيمة الي ورثها
)(1
اأمر عن والد ،أثر ي مو ال بت الصغر الذي سوف يستظل به كثر من الشعوب و اأمم".
ذا اللون اأدي .أما ما جعل م يكن افونتن رع فن اخرافة ،بل اقتبس من كل من سبقه إ
اخرافة ترتبط بامه و لد ذكر و أنه طور ا شكا و مضمونا .فكانت اخرافة قبله عبارة عن قصة
قصرة بسيطة تم بعبارة " ذ العبارة توضح أن "...م يساق الدرس اأخاقي الذي ت تهجه .أما
افونتن فقد عاشت اخرافات ي عهدته زمن الرقي و اازد ار وذلك يرجع إ ميز بأسلوب قوي
و مقدرته عل الغوص ي أغوار ال فوس و لغته راقية و ماحظات دقيقة و إحساس كبر بالواقع ،فعرض
من خاها ال اس ي تلف طبقاهم :ملوك ،وزراء ،عمال ،فاحون ،علماء ،...و مختلف طبائعهم:
كما أن الدرس اأخاقي ي خرافات افونتن م يكن يساق بطريقة مباشرة ح ا حس القارئ أنه
مفروض عليه ،بل كان يدع للقارئ اجال است باطه ب فسه من خال أحداث اخرافة و أفكار ا .كما
أن الدرس اأخاقي م تم دائما اخرافة بل كان ،إضافة إ ذلك ،يبتدئها حي ا و يتوسطها حي ا آخر
81
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
.3التعريف بالمترجم اأول:
"ولد حمد عثمان جال عام 1828م ببلدة "ونا القيس" مركز الواسطي من أعمال حافظة ب سويف،
م التحق مدرسة القصر العي عام 1839بعد أن حفظ القرآن الكرم و مبادئ ا ساب و إجادة
اخط ،و قد أعجب به رفاعة الطهطاوي فأخذ إ مدرسة األسن ،و ل بوغه و إتقانه الفرنسية ،التحق
بالديوان اخديوي معلما و مرما للفرنسية ،و ظل يتدرج بعد ذلك ي أعمال الرمة و الكتابة ي
جال ي عصر تكوين مصر ا ديثة ،فشهد تطور ا عل يد الكثر من حكامها .وا ذ من الرمة عن
الفرنسية شغل حياته ،فقام مثا برمة العديد من الكتب العلمية و العملية لسد حاجات الدواوين الي
كان يعمل فيها" ،مثل :كتاب تطبيق اأسلحة عل الطريقة ا ديدة ،و كتاب نصائح عمومية ي فن
العسكرية ،و كتاب الضوء الساري ي تذكار السواري ،و كتاب عطار املوك (ي العطريات من ميا
و زيوت) (2)".كما ترجم بعض روائع اأدب الفرنسي العامي و ذلك إشباع ميوله اأدبية ،و إطاع
" .1رواية "بول و فارجي " للكاتب الفرنسي برناردين دي سان بير و قد ما ا "اأماي و ام ة ي
. 2أربع ما مولير :ترتوف و قد أما ا الشيخ متلوف ،و ال ساء العامات ،و مدرسة اأزواج و مدرسة
ال ساء ،و قد معها ي كتاب واحد بع وان "اأربع روايات من ب التياترات" و أخرجه س ة 1889م.
) (1أمد زلط ،أدب اأطفال بن أمد شوقي و عثمان جال ،دار ال شر للجامعات امصرية ،مكتبة الوفاء1994 ،م ،ط ،1ص 19
) (2نفوسة زكريا سعيد ،مرجع سابق ،ص 43
82
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
.3ثاث مآسي لراسن :أستر ،و أفيج و ما ا أفغانية ،و ااسك در اأكر ،و معها ي كتاب
)(1
واحد بع وان "الروايات امفيدة ي علم الراجيدة" و أخرجه س ة ".1839
أما خرافات افونتن فقد وضعها حمد عثمان جال ي كتاب أما "العيون اليواقظ ي اأمثال
و امواعظ" ،و قد كان أول عمل أدي يقوم ب قله عن الفرنسية ،و ي ذلك يقول" :ونقل املك –بعد
وفاة إبرا يم باشا -إ امرحوم عباس باشا –رمه اه -فرتب امدارس بوجه آخر ،و جعل تامذة الفقه
ذا الفن و جعله حت حضرون احاسبة حت نظارة عبد الرمن بيك ،قصدا إزالة تسلط القبط عل
يد امسلمن ،و ك ت أود أن أكون ضمن احاسبن ،و لكن اه تعا رزق بغر حساب ،و من علي
بالصحة ي ديواها ،فأخذت أترجم ي اأوقات اخالية كتاب "افونتن" ،و و من أعظم اآداب
الفرنساوية ام ظومة عل لسان ا يوان من باب الصادح و الباغم و فاكهة اخلفاء .(2)"...و يقول بعد
انتهائ ه من ترمة الكتاب ":و تعاقدت مع رجل فرنسي يدير مطبعة من ا جر ،و لك ه أخلف و عهد
،فجهزت أخرى و أنفقت عليها كل ما ع دي...فلما م طبعها عرضتها عل العزيز باشا اأول...
في ح ن، و كان واسطي إليه امغفور له مصطف فاضل باشا...فرم كتاي ي وجه حامله ،فعاد إ
83
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
م يكن ذا اموقف الذي اصطدم به حمد عثمان جال مرد إ أي من الكاتب أو كتاباته و إما كان
مرد إ حالة اأدب وقتذاك (م تصف القرن " ،)19و ما كان يعانيه من مود و ا طاط ،و إ
الذوق اأدي العام الذي م يكن تطور بعد إ الدرجة الي تؤ له استساغة أي لون من ألوان التجديد،
ذ ا قيقة ح و لو كان للجديد أصل ي أدب ا العري القدم (1)".و قد أشار حمد عثمان جال إ
أكـ ـ ـ ـاذيب أق ـ ـ ـوال البهـ ـائـ ـ ـ ـم ي قبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح يقولون ما ذا الكتاب و ما ب ـ ـ ـ ـه
و مثيل نور الوجـ ـ ـ ـه إن اح بالصبـ ـ ـ ـ ـ ـح و تشبيه لون اخد بالورد و اللظ ـ
و م تدر شيئ ـ ـ ـ ـ ـ ــا فالتعـ ـ ـ ـ ــرض كال بـ ـ ـ ـ ــح فيا قارئا إن ك ت بالقول ساخـ ـ ـ ـ ـرا
كما حاول حمد عثمان جال أن يؤكد ي كتابه "العيون اليواقظ ي اأمثال و امواعظ" بأن ما أت به
ليس بدعة استحدثها ي اأدب العري ،و إما و إحياء لس ة من سبقه من اأدباء اأوائل ي سرد
ا كايات عل لسان ا يوان و الطر و ا ماد شعرا و نثرا ،و يقول ي ذلك:
84
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و إن تشأ ا ت تقـ ـ ـ ـ ــد كامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي يا ائمي قصر عــن امـ ـ ـ ـ ــام
و عن أي الع ـ ـ ـ ــا و اأصفهـ ــاي إي رويتـ ـ ــه عن اب ـ ــن انـ ـ ــي
"م بن اهدف الذي أراد أن حققه من خال إحياء تلك الس ة اأدبية ،و و ا يقتصر عل حقيق
ام فعة فحسب عن طريق إيراد ا كم و امواعظ اأخاقية عل ألسن الطر و ا يوان ،و إما يسع
أيضا إ حقيق امتعة الف ية عن طريق ذا اللون القصصي الرفيع بدا من القصص الرخيصة الي كانت
شائعة و رائجة بن أب اء عصر ،مثل قصص أي زيد اها و ع رة و الظا ر بيرس و ذات اهمة")،(2
) (1امرجع السابق ،ا كاية التاسعة و الثمانون بعد امائة ،ص 196
) (2نفوسة زكريا سعيد ،مرجع سابق ،ص 46
) (3حمد بك عثمان جال ،مرجع سابق ،ا كاية التاسعة و الثمانون بعد امائة ،ص 196
85
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
هذ الطريقة أظهر حمد عثمان جال ق اعته بقيمة اأثر اأدي خرافات افونتن ،و م يث ه ا التهكم
عل أعماله و ا اإعراض عليها عن مواصلة جهود ي نقل روائع اأدب الفرنسي من قصص
ولد بشر مفتاح يوم 07ديسمر من س ة 1950عل بعد خطوات من مسجد أواد ميدة
اأسطوري .نشأ ي جو روحاي مشبع ثقافيا مك ه من اكتشاف أصالة ويته الي تشبث ها و سع إ
احافظة عليها طيلة س ن حياتهّ .أو ُل ٍ
عهد له با ِ
رف ،كان ي الكتّاب ،أين تعلم القرآن الكرم عل
اللوح مرتن عل يد الشيخ بلقاسم ميسةرمه اه ،و حفظ بعض امتون (من ابن عاشر ،ومن
اأجرومية )...الي كان الشيخ يكتب له جزءا م ها ي أسفل اللوح مع كل نص قرآي .أم دراسته
اابتدائية و امتوسطة مجمع "لوسيان شالون " "Lucien Chalonااستعماري امعروف جدا
وقتها) ،(1و فيه تعرف عل اللغة الفرنسية ،لكن بدايته كانت بلغـة الضاد ،فقرض الشعر وي ذلك قال:
86
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
ـت بِـُـوِر الـحـ ِق واإيـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ
ان" ِ ت نـ ْفـسي بِـخال ِـقـها ،فـََقـ ـ ــد
ُمـلـئَ ْ وتَ َـع ـ ّو َذ ْ
)(1
َ َ
اختار بشر مفتاح بعد مشوار دراسي جد متميز أن يلتحق معهد تك ولوجية التعليم بامدية م بعد ذلك
بدار امعلمن ببوزريعة ،و ذلك إجراء دورة تكوي ية ،ليتخرج بعد ا كمعلم للغة الفرنسية .حارب أمية
ا رف و أمية الثقافة ،قدم دروس دعم انية ي مادة الرياضيات الي كان بارعا فيها ،للشباب القادم
من م اطق بعيدة للتسجيل ي امعهد اإسامي الذي كان ذب إليه الكثر من التاميذ وقتها ،حيث
كان مثل للكثر م هم سفي ة اخاص إ بر اأمان.م يهتم بشر مفتاح با انب العقلي فقط ،فقد
ا تم كذلك با انب البدي ،فمارس كرة القدم و رفع اأثقال ولعب كرة اليد مهارة ي اأقرب إ
اإحراف من اهواية ،ما جعل أومي امدية يسع لاستفادة من خدماته كاعب ي صفوف فريقه .بلغ
ي قومه شأوا عظيما ،فح من كان يكر س ا م ي اد إا ب"الشيخ مفتاح" .عمل ي سلك التعليم
فاإدارة إ غاية تقاعد س ة .2002كان عضوا ي احاد الكتاب س ة ،1981و عضوا ي الديوان
قوق امؤلف ،و عضوا ي ااحاد الوط للف ون الثقافية ،و عضو مكتب معية عيس بسكر الوط
لرقية ثقافة الطفل ببوسعادة الي جعل من مقر ا م زله الثقاي و ذلك م ذ إنشائها س ة .2006كان
بشر مفتاحا مولعا بالشعر العري و الفرنسي عل حد سواء ،فمن أعماله ي الشعر الفصيح نذكر:
ديوان" :نبض الصور" و موعة شعرية ي ش م احي عام الربية والتعليم و موعة شعرية بع وان :ي
دروب ال ضال و أوبرات وإسكاتشات ،و موعة من الشعر الغ ائي .و ي الشعر الشعي جاءت
موعتان ،أما إحداما فكانت غ ائية ،و أما اأخرى فكانت م اسباتية و عامة .أما أعماله ام جزة
موعة ثانية بع وان " ،"Pigeon voyageurباإضافة إ أعمال أخرى .م يكن بشر فيها ،و
87
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
مفتاح شاعرا و كاتبا فقط ،بل كان مرما أيضا ،حيث أنه ترجم العديد من اأعمال اأدبية الفرنسية
شعرا ،و من ذلك نذكر :موعة من قصائد تارة من اأدب الفرنسي :فكتور وجو ،سو بريدوم،
روجي مييو ،امارتن ،ألفريد دو في يي ،موريس كارم ،فاران و غر م ،وبعض امقاطع لكل من مولير
و فـولتر و بودلر و ألفريد دو موسي و أراقون و جول فاليس ،وقصيدة " إذا " ..للشاعر اإ ليزي
كيبلي غ و قصيدة "بسمة " لفولرو راوول .و تبق ترمته أربع و عشرين خرافة من خرافات افونتن
الي نشرت با زائر عن دار القصبة ،من ترماته اأكثر ميزا و تفردا ،حيث نفذت الطبعة اأو من
)(1
اأسواق ،و طط دار ال شر بذلك إطاق طبعة ثانية قريبا.
اسأ َْل ذَ ِوي الفـ ِن ِم ّْن ُحـبّ َـها ُوِ ــبُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا
فَ ْ ـيمـتَـهـ ــَاِِ
ـادا إذاَ لَ ْـم تَـ ْدر ق َ
ـوسـ َـع َ
ِ
"ذي بُ َ
)(2
ب"
ـج َه ُل ا ل ُكتُ ُ
ِ تَ ْستَ ْخلِ ِ
ص ال ِس ْحَر مـ ّما تَ ْ اس َـم ْع ،تَـ َذ ّو ْق َوفَ ِك ْر ِحـي َـن ُرْؤيَـتِـهـ ــَا
َو ْ
ي حت بطن ا روف ماً تزاوجت فيها كل أنواع اانكسار مع ظة ا لم وتلك اخيبة ،الي تؤسس
لاستمرار وجسر التواصل مع اآخر ،برسالة احبة والوفاء للغة واموضوع ،مع رس ٍم للجمال بشكل
88
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
و زيادة عن ثقافته الدي ية و شغوف م ذ زمن بالفلسفة اآسيوية وما فيها من ف ون حربية وتأمات
مزج ي قصيدة "تضرعات وأذكار" بن سؤال ا ياة وا ذاب امخلوق ا اخالق بالوحدانية فكتب:
)(...
وم ي س ا ديث عن الصراع بن اخر والشر ،فراح يكتب قصيدة "ثقافة السلم" أين تزاوجت عطور
)(...
(1) Ibid
(2) Ibid
89
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
وعن حرية التعبر قال بشر مفتاح:
ف
ويكشف أنه فعا ضعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ
ْ دم
ي ْ حرم ِح ّ
س غي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرِ لك ّن من م ْ
باخر ي فعل وي عمل شري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف حرية التعبر حق ،إمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
اف وا ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـف"
)(1
وا ُّر فيها ا ُ حرية مسؤولة عن فعل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه
وي البعد اإنساي برموز الكرى راح يطر ي ماء قصيدته "الشمس للجميع" ومض يقول:
ِ
اس َوتَـ ْع ِ َْ َم َع ْ
اأجَ ْ ّاس
س ُك ّل ال ْ
ّم ُ
يئ الش ْ
"تُض ُ
وح ا ِرف التقليدية ،تلك اأعمال الي تتم بعرق اليد ،فرمها روح مبدعها .ي ا تقل أمية ي
التعريف عن وية ا ماعات واأقليات والشعوب ،حافظة عل جزء كبر من تراثها و موروثها.الشاعر
(1) Ibid
(2) Ibid
(3) Ibid
90
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
ع دما سئل بشر مفتاح عن القصيدة العمودية ،ل مكن حديثها؟ أم أن دور ا قد انته كون قصيدة
التفعيلة وال ثر انتصرت للرمز والفكر؟ قال ":يتمتع كل إنسان بطاقة شعورية معترة ،ولكن وسائل التعبر
ع ها ل قلها إ اآخر تلف باختاف اموا ب واأذواق واأ داف .والقارئ هذ امشاعر حتاج إليها
ميعا ،ح ي ال وع الواحد من الف ون .فإذا أخذنا فن الرسم ،عل سبيل امثال ،فأنت تقف أمام لوحة
سريالية فتسرح فيها يهة وكأنك تسر أغوار ا وحل رموز ا .وتقف أمام لوحة انطباعية فتغمرك أضواؤ ا
فيجري خيالك خلف أشيائها وتتوثب مشاعرك عر أ ائها .وتقف أمام لوحة واقعية فتكاد حدثك
أشخاصها وتوشك أن تقطف أز ار ا ومار ا ...و ذا ي طبق عل الشعر أيضا (1)".و عن الرمة اأدبية
يقول ":الرمة عملية حساسة تقتضي من امقبل عليها أن يكون :ملما باللغتن (ام قول م ها وام قول
إليها) ،ملما بالشيء الكثر عن ال ص وعن صاحبه ،مدركا مام اإدراك لل ص ،قلبا وقالبا ،اضما
أفكار ومغزا ،قادرا عل تقمص شخصية صاحب ال ص أث اء عملية الرمة .ذا ،وا حق أحد،
مهما كان اأمر ،أن يتصرف ي نقل أفكار غر ،إها أمانة و ب عليه أن يكون وفيا وأمي ا ي ا فاظ
عليها .فأنا أتوخ ا ذر والدقة ي معاي ال ص ومبانيه ،وأعيش ا الة ال فسية الي يقتضيها .أما إذا
كتابته بلغة أخرى ،فالطريقة تلف؛ إذ أطلق الع ان تعلق اأمر ب ص ،كتبته بلغة م خطرت
(1) Ibid
91
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
ك ت قد حدثت عن الضمر يوما فقلت:
إن الضمر دليل اخر ي ال ـاس " اسأل ضمرك وافعل ما يشر به
ع دما سئل عن ا ب قال:حياة ،وا حياة بغر حب ،وعن ا رية قال :إمتاع وإبداع ،و عن الوفاء قال:
راحة ضمر ،و عن امرأة قال :أنس ،وعن الشعر قال :عتق امكبوت ،وعن اإبداع قال :صيد غر
خاصة:
لقد بي ا ي امبحث اأول من ذا الفصل من الدراسة بأن مرجم خرافات افونتن لن د ي غر
أنواعها و تلف اأسباب الي تدفع بامرجم إ تب يها .م قم ا بتقصي تلف آراء دعاة ذ
(1) Ibid
92
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثاني
م قم ا ي امبحث الثاي بالتعريف بامدونة و كاتبها " "Jean de La Fontaineو مرميها "حمد
العوامل الي من شأها أن ترسم معام حدود التصرف ي ترمة خرافات افونتن.
93
الفصل الثالث
دراسة تحليلية و نقدية في مدونة ""les fables de La Fontaine
.2مستويات الدراسة
1.1.2ا ذف ()L’omission
2.1.2اإضافة ()L’addition
2.3امخطط البياي
خاصة
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
.1م هجية الدراسة:
لقد قم ا ي امباحث السابقة من دراست ا بالتعريف بأدب اخرافة ،و بي ا أمية ذا اللون اأدي و مكانته
ي اأدب العري و اأدب الفرنسي عل السواء .م أثبت ا بأن أشهر ُكت ِ
ّاب اخرافة و أكثر م إبداعا عل
علهما شعري فريد ميز أسلوب رشيق مركز ،و أوزان كثرة مت وعة .م قم ا باختيار ترمتن لكتابه ح
موضوعا لدراست ا .أما الرمة اأو فتعود للشاعر "حمد بك عثمان جال" عن كتابه "العيون اليواقظ
ي اأمثال و امواعظ" الصادر عن مكتبة ال يل مصر ،س ة ،1906و أما اأخرى فتعود للشاعر "بشر
مفتاح" عن كتابه "أمثال و حكم افونتن" الصادر عن دار القصبة لل شر ،س ة .2010و لقد عمد
مرمانا إ ترمة الشعر بالشعر ،فكان من امهم التطرق إ خصائص الشعر الفرنسي و الشعر العري
و ذلك إبراز ا و تبيان الفوارق ا و رية بي ها ،م ا ديث عن التحديات و الصعوبات الي تواجه
مرجم شعر اخرافة مستعي ن بذلك بآراء تلف ام ظرين و امرمن و أ ل ااختصاص.
جال" و حديد ا و اإقبال عليها بالتحليل و ال قد ،طاحن بذلك إ فهم م طقي أسباب ذلك
التصرف و إبراز تلف العوامل الي من شأها رسم معامه و حدود .و ح تكون دراست ا م هجة
94
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
بتحديد ست قصائد كعي ة للدراسةcorbeau et le le ،la cigale et la fourmi :
،l’avare qui a perdu son trésor ،le renard et les raisins ،bœuf
.le cerf se voyant dans l’eauو يعود سبب حديدنا هذ القصائد ي كوها غ ية
برمة ال تائج إ نسب ح نتمكن من عرضها ي م ح بياي طاحن بذلك إ تبيان مدى
تصرف كل مرجم.
س قوم ي ذا امستوى بتحديد الكلمات أو ا مل أو امقاطع الي قام امرمان أو أحدما دون اآخر
ذفها أو إضافتها ،و دراسة مدى تأثر ذلك عل القيمة ا مالية و الفكرية للعمل امرجم.
س درس ي ذا امستوى مدى تقيد امرمن معاي ال ص امرجم و مدى مك هما من نقل تلك امعاي
بأمانة و دقة.
95
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
المستوى المعجمي ":"Le niveau lexical
س قوم بتحديد بعض امفردات ي ال ص اأصلي و ندرس بعد ذلك كيف تعامل امرمن معها أث اء
ترمتها.
س درس ترمة احس ات البديعية و الصور البيانية و مدى قدرة امرمن عل إحداث تأثر ما مكافئ
و نقوم ي ذا امستوى بالتعرف عل أوزان ال ص اأصلي م اول فهم اختيار امرمن أوزان دون
س قوم ي ذا ا زء بدراسة كيفية تعامل امرمن مع العر و الدروس اأخاقية اموجودة ي خرافات
96
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
.2مستويات الدراسة:
1.1.2الحذف (:)L’omission
كانت أسبابه أ خاقية ،كما مكن أن تكون أسبابه تتمثل ي عجز امرجم عن نقل بعض الكلمات
أو التعابر سواء لصعوبتها أو لعدم إ اد مكافئات ها ي اللغة امرجم إليها .و قد كان بعض
امرمن حذفون ي ترمتهم لل صوص اليونانية بعض أماء اآهة جة جعل اأدب اليوناي حببا
للقارئ العري .و ذا ما كان يرفضه سليمان البستاي الذي اشتهر برمته لإلياذة شعرا إ اللغة
)(2
العربية.
و تقول م بايكر ( )Mona Bakerأن ا ذف ا يضر دائما بالرمة ،خاصة إذا ما كان
و س قوم ي ا دول التا بعرض مقاطع تلفة من ال صوص اأصلية ،م نبن الكلمات أو ا مل
(1) Mona Baker, Kirsten Malmkjaer, The Routledge Encyclopedia of Translation Studies. Illustrated.
1998. P07
) (2إبرا يم ا اوي ،مرجع سابق ،ص 37
97
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
فان أت الصيف فقبل الصبح «Je vous paierai, luiويرد ها ما كان علي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه
dit-elle,
أرد ا عليك قبل الرب ـ ـح Avant l’Août, foiقبل اميقات هد يديـ ـ ـ ـ ـه
d’animal,
»Intérêt et principal. 01
(حكاية الضفدعة الي تريد أن تساوي (الضفدعة الي تسع أن تصبح أضخم من )La Grenouille qui veut se
03
الثور) الثور) faire aussi grosse que le
(bœuf
حكاية عن ثعلب Certain Renardأحد الثعالب قيل ع ه مدع
gascon, d’autres disent
و البعض قالوا و ذو فطن حذر قد مر حت الع ب
normand,
و شا د الع قود ي Mourant presque deو يكاد من جوع ياقي حتفه
لون كلون الذ ب faim, vit au haut d’uneح رأى ما إ اأعل نظر
treille 04
Des raisins mûrs
apparemment,
(الثعلب و الع ب) (الثعلب و الع ب) )(le renard et les raisins
98
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
Diogène là-bas estالك ي الغ ديوجان فاقهم ارض ما لديك و اقت ع
aussi riche qu’eux,
Et l’avare ici-hautمثل البخيل ا ي عيشه شظف و اصغ ما قال ا كيم و استمع
comme lui vit enي مثل ذا أزوب كان حدث ا
gueux.
L’homme au trésorعن صاحب الك ز و امغزى و
caché qu’Esope nousاهدف 05
propose,
Servira d’exemple à la
chose.
(البخيل ضيع ك ز ) (البخيل الذي ضيع ماله) )(l’avare qui a perdu son trésor
وقل وقعت بالذي أعجبكا Il se dédit alors, etتراجع عما قاله م ذ ظة
يا أيها البهيم ما أعجبكا mauditليلعن ما يُعطا من غر طائل les présents
Que le Ciel lui fait
tous les ans. 06
(امها الذي نظر نفسه ي اماء) (اأيل يرى عل اماء صورته) )(Le cerf se voyant dans l’eau
عليك قبل الرب ـ ــح" .و قد قاما بذلك ذف كلمة " "Intérêtمن ترمتهما .أي أهما قاما بتكييف
امقطع و ذلك ب تغير اإحالة الثقافية الواردة ي ال ص امصدر إ ما يقابلها ي ثقافة ال ص اهدف.
99
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
فخلفية امرمن الدي ية حرم الفوائد ي القروض و تعد ا شكا من أشكال الربا .و بتعبر آخر فإن
امرمن قاما بالتضحية با انب اللغوي من أجل حقيق أغراض ثقافية خالصة .و و امبدأ الذي تعر
ع ه الطريقة اإث وغرافية امع وية ( )The ethnographic semantic modelالي أدرجها
"تشاو" ضمن ال موذج الثقاي ( )the cultural modelالذي يركز عل جانب امعاي عكس
ال موذج ال حوي ( )The grammatical modelالذي يركز عل امقابات ال حوية بن اللغة
)(1
امصدر و اللغة اهدف.
يصور ل ا افونتن ي ذا امقطع الثعلب و قد أخذ يتملق الغراب و يصفه بأه الصفات و أماها
ح أنه شببه ب " ،"le phénixو و "طائر خراي زعم أنه يعمر مسة قرون ،و بعد أن حرق
)(2
نفسه ي بعث من رماد أم شبابا و ماا".
عن العرب .وما كان هذا الطائر بعد ثقاي ي اللغة اأصلية ،قام امرمان بالتصرف ي ترمته.
أما بشر مفتاح فقد قام بتكييف امفردة مستبدا إيا ا بكلمة "الع قاء" .و الع قاء طائر ذكر العرب ي
أمثاهم و أشعار م ،إا أهم اختلفوا ي حديد صفاته .فقالوا أنه طائر عظيم ا يرى إا ي الد ور،
و قالوا أنه طائر ي ع قه بياض كالطوق ،و قالوا أنه طائر يكون غ د مغرب الشمس ،و قالوا أها الطيور
اأبابيل الي ذكر ا اه ي القرآن الكرم) ،(3و قالوا أنه طائر له ع ق طويل ،من أحسن الطر ،فيه من
) (1يوسف نور عوض ،علم ال ص و نظرية الرمة ،دار الثقة لل شر و التوزيع ،مكة امكرمة1410 ،ه ،ط ،1ص 74
) (2سهيل إدريس ،ام هل (قاموس فرنسي-عري) ،دار اآداب ،بروت ،ط ،2007 ،37ص 904
"و أ َْر َس َل َعلَْي ِه ْم طَْراً أَبَابيا" ،سورة الفيل ،اآية 03
)َ (3
100
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و تدل كل ذ ااختافات عل أن الطائر أقرب إ اأسطورة م ه إ ا قيقة .فحافظ )(1
كل لون.
بذلك بشر مفتاح عل مفهوم اأسطورة و اخرافة ي ذا الطائر مع مراعاة ا انب الثقاي ي ذلك.
ذف تسمية الطائر من ترمته أن امقصود من ذا امقطع و تصوير و أما حمد عثمان فقد اكتف
ذا امفهوم. ملق الثعلب للغراب ،و ذكر الطائر أو عدم ذكر لن يؤثر عل
استخدم افونتن ي ذا امقطع كلمي " "marquisو " ."pagesفأما كلمة ""marquis
فهي تعر لقب شرف كان يطلق عل الرجل ي القرون الوسط تكون م زلته ما بن الدوق ( le
و قد جاء ذا امقطع ي خامة اخرافة الي أراد افونتن من خاها أن يبن بأن )(3
خدمة اأمراء.
كثرا من ال اس تسع لشيء أكر من حجمها و مكانتها ،و ضرب مثا برجال حملون رتبة
و قد قام بشر مفتاح باقراض كلمة " "marquisي ترمته (مركيز) ،و ي من تق يات الرمة
ا رفية ،م ترجم امقطع كله ترمة حرفية .و بذلك يكون امرجم قد اعتمد مبدأ الغرابة
101
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
"Foreignization means a target text is produced which
"و التغريب يع إنتاج نص ي لغة اهدف يهدم بشكل متعمد تقاليد ا و ذلك بااحتفاظ بشيء من
و و امبدأ الذي يعتر أنطوان برمان ( )Antoine Bermanالرمة سيئة ي غيابه حيث يقول:
"أدعو الرمة الي ت في غرابة العمل اأج ي بصفة مطلقة حت غطاء "ام قولية" غالبا ،بالرمة سيئة"
(ترمت ا)
لكن يبدو جليا بأن امع الذي أراد افونتن من خال ذا امقطع لن يستقيم ي ذ ن القارئ العري
من خال ذ الرمة ،و ذلك مرد إ الشح ة الثقافية الي حملها الكلمة و الي لن يتمكن القارئ
العري من استيعاها إا بإدراج شرح ها .أما ا ل ي ذلك فيكمن ي إضافة هميش ذلك أن من مثل
)(3
ذ التّعابر ا مكن أن يكون ها مع إا ي ضوء لغة أو ثقافة امصدر.
(1) Wenfen Yang, Brief Study on Domestication and Foreignization in Translation, Journal of language
Teaching and Research, Vol. 1, No. 1, pp.77
(2) BERMAN, Antoine, L’Épreuve de l’étranger. Culture et traduction dans l’Allemagne romantique.
Paris, Gallimard. (1984), P 17
) (3يوجن نيدا ،مرجغع سابق ،ص 318
102
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ذ الكلمة ،قام امرجم أما حمد عثمان جال فقد تفطن إ ذلك .و ما كان امقطع مب يا عل
ذفه كاما دون أن يكلف نفسه ع اء البحث عن البديل .و و بذلك يكون قد نف الغرابة من
"و التوطن يطلق عل ذلك ال وع من الرمة الي تتب أسلوبا واضحا فصيحا لتقليص غرابة ال ص
و قا م حمد عثمان جال ذف امقطع كاما أنه خارج عن نطاق الثقافة الي يرجم إليها ،و سيقود
ي رأي شايرماخر "إ احاكاة أو إ خليط من احاكاة و الرمة و بذلك يكون قد أفسد ال ص
)(2
اأصلي و شتت القارئ ب قله تارة إ عام لغته و و تارة إ عام الكاتب".
لقد جعل افونتن ي ذا امقطع الثعلب إما من غسقونيا أو نورمانديا ،و ما مقاطعتان فرنسيتان،
اتن امقاطعتن و إشارة م ه إ أن و يعد ذلك لفتة ماكرة من افونتن ي نسب الثعلب إ
)(3
سكان اتن امقاطعتن متسمون بسمات الثعالب من ادعاء و احتيال.
(1) Wenfen Yang, Brief Study on Domestication and Foreignization in Translation, p.77
) (2عهد شوكت سبول ،الرمة اأدبية بن ال ظرية و التطبيق ،ا امعة اأمريكية ي بروت ،لب ان ،2005 ،ص 11
) (3نفوسة زكريا سعيد ،مرجع سابق ،ص 61
103
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و م يرد امي اتن امقاطعتن ي كل من ترمة بشر مفتاح و عثمان جال ذلك أهما ا تع يان
شيئا با ل سبة للقارئ العري و ا ت قان له أي نوع من أنواع اإحاءات .و قام بشر مفتاح ي ترمة
ذا امقطع باستبدال امي امقاطعتن ببعض صفات الثعلب كاإدعاء و الفط ة و ا ذر سعيا م ه
)d’arrivée équivalent"(1
امرجم أن يعوض تلك اخسارة لبلوغ نص دف "فبالرغم من التغيرات احتملة ،فعل
مكافئ"(.ترمت ا)
أما حمد عثمان جال فقد قام ذف امقطع كاما ،ذلك أن مع اخرافة يستقيم سواء بذكر
امي امقاطعتن أو بعدم ذكرما .أي أن امرجم قام بإعطاء امع اأسبقية عل سائر الع اصر
)(2
اأخرى ي ال ص ،و ي من متطلبات اا ا و ال ص اهدف من م ظور "نايدا".
لقد جاء افونتن ي ذا امقطع عل ذكر رجلن أحد ا يدع " "Diogèneو اآخر يدع
" ."Esopeأما " "Diogèneفهو فيلسوف إغريقي لو طلب الدنيا لو بت له ،لك ه فضل عيش
حياة الفقر ح أنه كان ي ام ي برميل كبر .و كان يزدري تقاليد تمعه و يؤمن بأن سعادة امرء ا
مكن أن تقرن بامال .كان من أشهر حكماء زمانه ح أن اإسك در اأكر أقر بأنه لو م يكن
(1) Ferenc Toth, Traductologie « traduire la poésie », université paris-est, master1, 2009
) (2يوسف نور عوض ،مرجع سابق ،ص 95
104
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
اإسك در لود أن يكون ديوجن .و أما " "Esopeفهو حكيم إغريقي و يعد أول من وضع القصص
" De même Martinet (1982: 398), parle de trois paramètres que le
"عل مرجم اأماء أن يضع ثاثة أشياء ي اعتبار .اأول أن حدد إذا ما كان اسم العلم عبارة حمل
دالة أو له مدلول ثقاي أو ااث ن معا .و الثاي أن حدد إذا ما كان اسم العلم يدل بشكل حدد عل
صاحبه أو يرتبط بشخصه .و يتمثل اأخر ي إظهار ع اصر ال ص امصدر اللغوية ي ال ص اهدف".
(ترمت ا)
و قد قام بشر مفتاح ب قل ذين اامن ي ترمته نقا ثابتا .و ا إشكال ي ذلك إا أن ذين
ا كيمن اإغريقين ا مثان ي ثقافة القارئ العري أي شيء .و قد ضرب افونتن امثل ب
" "Diogèneم جعل من حكمة " "Esopeدليا عل كامه ،لذلك كان من امستحيل فهم ذا
امقطع دون الرجوع إ خلفية الرجلن التار ية .و غياب ذ اخلفية ع د القارئ العري ستحول بي ه
(1) Evangelos Kourdis, Traduction et Identité.La sémiotique de la traduction des noms d’immigrés en
Grèce, Université Aristote de Thessaloniki, P.03
105
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و بن الفهم السليم هذا امقطع .أضف إ ذلك بأن خرافات بشر مفتاح امرمة موجهة إ فئة
اأطفال بشكل خاص و و ما يزيد الطن بلة .ومن اممكن أن يكون بشر مفتاح قد ارتأى ي ذكر
امي ذين الرجلن قيمة أسلوبية ا مكن التضحية ها .لكن مع ذلك كان عليه أن يضيف هميشا أو
qui, pour être préservée dans le texte, a besoin de faire appel à un
"إن ترمة أماء اأعام ذات الداات الثقافية تُظهر العاقة امباشرة للمع مع واقع فوق لغوي تاج
يقر البعض
للحفاظ عليه إ اعتماد نظام من اماحظات و الشروحات .و ي درج ذا ال ظام الذي ا ّ
ضمن اإجراءات الطبيعية للرمة( ".ترمت ا)
و ي امقابل د أن حمد عثمان جال م يأت عل ذكر امي الرجلن ي ترمته و حذفهما م ها
باعتبار أن القارئ العري ا معرفة له هما .كما ناحظ أنه بدا من أن ي قل اسم " "Esopeي
ترمته ،قام ب قل صفته باعتبار أنه حكيم .بي ما م يشر إ " "Diogèneي نفس امقطع امرجم ا
(1) Michel Ballard, la traduction du nom propre comme négociation, palimpsestes (traduire la culture),
presse de la sorbonne nouvelle, N°11, p.218
106
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
بامه و ا بصفة من صفاته .و قد حافظ بذلك حمد عثمان جال عل امع امقصود من جهة
جاء ي ذا امقطع ذكر لكلمة " "Cielرف " "Cكبر .و م يقصد افونتن بقوله ""le Ciel
السما ء ،و إما أراد أن يشر إ الذات اإهية ،و و مع من معاي ذ الكلمة ي اللغة الفرنسية.
و باعتبار أن للكلمة مرجعية و دالة دي ية ،تصرف امرمان ي ترمتها و ذلك ذفها .و السبب ي
ذلك مرد أن ثقافة امرمن اإسامية حرم عليهما اإشارة إ اه بغر أمائه الي م نفسه ها،
2.1.2اإضافة (:)L’addition
يقول أنطوان برمان "": "Antoine Bermaneميل كل ترمة أن تكون أطول من اأصل") .(1فقد
يسع امرجم ي أحيان كثرة إ إدخال دائل لغوية غر واردة ي ال ص اأصل ،فيستدل عليها امرجم
من خال السياق الذي وردت فيه ،و ذلك حريا م ه للوضوح أو لقيود تفرضها عليه اللغة الي يرجم
إليها .و ي ذا السياق قال الشاعر غالواي كي ل " ":"Galway Kinnelب أن تكون الرمة
)(2
أوضح بعض الشيء من اأصل".
و س قوم ي ا دول التا بعرض مقاطع تلفة من ال صوص اأصلية ،م نبن الكلمات أو ا مل
) (1أنطوان برمان ،الرمة و ا رف أو مقام البعد ،ترمة عز الدين خطاي ،ام ظمة العربية للرمة ،بروت ،مايو ،2010ط ،1ص 79
) (2امرجع نفسه ،ص 78
107
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
وتقرضي َ
صواعاً َغلّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه La priant de lui prêterفاست جد جارته ال ملة
Quelque grain pour
مردا َوحل ـ ـّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه
َوطبقا َو ّ subsisterو تعهد أن يرع الفض ـ ـ ـل 01
(الصرار و ال ملة) (ال ملة و الصرصور) )(la cigale et la fourmi
كان الغراب حط فوق شجر با ن ي م قار Maître Corbeau, sur un
arbre perché,
و جب ة ي فمه مدور وقف الغراب عل ف ن Tenait en son bec un
فشمها الثعلب من بعيد ذا ثعلب وار fromage.
Maître Renard, par 02
ما رآ ا كهال العيد جذبته رائحة إذن l’odeur alléché,
ا و بعض حوار Lui tint à peu près ce
langage :
(الغراب و الثعلب) (الثعلب و الغراب) ()le corbeau et le renard
ع امعوا حكاية للضفدعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه Une Grenouille vit unرأت الثور ضفدعه
Bœuf
فإها حكي مكان أربعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه Qui lui sembla deمغري القد رائعا
و من ها ي الفعل أضح يقتدي belle taille.و ي ي حجم بيضة
Elle, qui n’était pas
فظام ل فسه و معت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي grosse en tout comme
أها قد خرجت مع أخته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا un œuf
03
يوما إ السوق لسوء ته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
ف ظرت ثورا عظيم ا رم
و استصغرت جثتها ي ا جم
(الضفدعة الي تسع أن تصبح أضخم من )La Grenouille qui veut se faire
(حكاية الضفدعة الي تريد أن تساوي
(aussi grosse que le bœuf
الثور) الثور)
« Ils sont très vert, dit-مازال أخضر ،قال،م ي ضج إذن و قال ذا حصرم
il, et bons pour des
رأيته ي حلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب » goujats.و يليق للشأن الوضيع احتقر
و الفرق ع دي بي ـ ـ ـ ـ ـه
و بن تن العل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب
فإن ذا أكلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه 04
يشبه أكل اأرنـ ـ ـ ـ ـ ـب
و م ذاك م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاح
كالضرب فوق الركب
(الثعلب و الع ب) (الثعلب و الع ب) )(le renard et les raisins
108
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
جاء إ ا فرة ليا يسع رآ بعضه فراح مستخرجا Il y fit tant de tours
qu’un fossoyeur le vit,
و رفع الطابق ع ها رفعا لك ز تاركا مكانه خاليا Se douta du dépôt,
و أخرج الك ز و راح ري l’enleva sans rien dire.
05
لبيته قبل طلوع الفجر
(البخيل ضيع ك ز ) (البخيل الذي ضيع ماله) )(l’avare qui a perdu son trésor
ح استقام يشبه ال عامة ففر روبا من عدو مهول Il tâche à se garantir
Dans les forêts il
و حوله اأعداء كالغمامة تبن أن التاج ي الرأس عائق s’emporte :
يؤدي مع اأغصان دور امعرقل و قرب الصياد من أن لن ير
Son bois,
dommageable
عل اأرجل استعل و عاق
لوا اشتباك قرنه ي شجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ornement,
أداء ا L’arrêtant à chaque
فوقف الغزال رغما ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه moment,
و فيها عل اأحرى اة اأيائل Nuit à l’office que lui
و صارت الكاب تدنو م ـ ـه rendent
و و يروغ خاص نفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه Ses pieds, de qui ses
jours dépendent.
و لو بقلع قرنه من رأس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه
وم يزل من قرنه مـوثوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا 06
ح رأى به سلوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
م أت الباق مع الصي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد
و قبضو الكل باأي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادي
و وضعت ي رجله القي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود
و مت العاذل و ا سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود
فانظر إ ساقيه يا حبيي
قد ما ساعة اهروب
(امها الذي نظر نفسه ي اماء) (اأيل يرى عل اماء صورته) )(Le cerf se voyant dans l’eau
109
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج اأول:
الصرار أو طلبه لبعض ا ب و اكتف باستخدام الفعل "است جد" ،و و فعل يضم كل امعاي
توسل ّ
السابقة .فأن تست جد جارك فهذا حتم عليك ي امقام اأول أن تذ ب إليه ،م تطلب م ه بعد ذلك
يصور افونتن ي ذا امقطع وقوف الغراب عل شجرة حاما ي م قار قطعة من جن جذبت رائحته
الثعلب.
و قد التزم بشر مفتاح ي ترمته ي ذا امقطع بكل الع اصر الي أت افونتن عل ذكر ا دون زيادة أو
نقصان.
110
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و ي امقابل د أن عثمان جال م حذو حذو بشر مفتاح ي ترمته هذا امقطع ،و قام بإضافة
تفاصيل م ترد ي امقطع اأصلي .و من ذلك حديد شكل ا ب ة ،إذ أنه جعلها مدورة .م شبهها
ه ال العيد ما رآ ا الثعلب من بعيد .و هذا التشبيه بعد ثقاي عميق .فهال العيد ي اجتمعات
اإسامية و إنذار و إخطار بانتهاء شهر الصيام و برفع ا ضر عن اماء و الطعام .و كذلك الثعلب
و هذا يكون عثمان جال قد جعل ترمته تتسم بطابع دي إسامي تسهل فهم أبعاد لدى القارئ
العري.
مثل ذا امقطع مطلع خرافة افونتن و ترى فيه الضفدعة ثورا كبرا و ي تبدو ي حجم البيضة أمامه.
وقد التزم بشر مفتاح ي ترمة ذا امقطع ب فس التفاصيل و م يزد عليها أو ي قص شيئا.
أما حمد عثمان جال فقد تصرف ي ترمته بأنه جعل قبل امقطع امرجم مقطعا من ثاثة أبيات
مطلعا لقصيدته .و قد عمد إ ذلك ذب انتبا القارئ و إثارة فضوله .ذب انتبا ه ع دما يطلب
م ه ي البيت اأول أن يسمع م ه حكاية الضفدعة .و يثر فضوله ع دما حكم عل من اقتدى ها بأنه
ظام ل فسه و معتد و ذلك ي البيت الثاي .أما ي البيت الثالث فقد جعلها رج إ السوق برفقه
أختها ،و و ما م يأت افونتن عل ذكر ي اخرافة اأصلية .م يستخدم ي نفس البيت تعبرا
متداوا ي اجتمع امصري بكثرة و و "سوء البخت" و يع به "ا ظ السيئ" .و هذ الرمة يكون
افونتن قد حقق أشياء ثاثة .زيادة ي اسرعاء اانتبا و إثارة أكثر للفضول و نقل ا كاية إ جو
مصري عري.
111
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج الرابع:
ي ذا امقطع من خرافة افونتن ،يصف الثعلب الع ب بعد عدم مك ه من بلوغه بأنه أخضر و أن من
و قد نقل بشر مفتاح كل تفاصيل ذا امقطع إ العربية ،و م يضف عليه إا قوله "م ي ضج إذن"
بعد قوله "مازال أخضر" .و قام بذلك بتدعيم مفردة تعر عن مع غر تام مفردة أخرى استيفاء
"."Darbelnet
و جاء حمد عثمان جال بصفة واحدة تعر عن اخضرار الع ب و عدم نضجه ي آن واحد و ي
"حص ِرم" .فا ِص ِرم و أول الع ب ،و ا يزال الع ب ما دام أخضر ِحص ِرما.
)(1 ِ
و أدخل حمد عثمان جال تفاصيل ي ترمته م ترد ي امقطع اأصلي .و من ذلك أن جعل امكان
الذي رأى فيه الثعلب الع ب و "حلب" ،و ي إحدى امدن السورية .و و بذلك أراد أن تكون
لرمته مرجعية عربية .م أحدث مقارنة بن ذا ا صرم و بن تن العلب .و قد فضل تن العلب أن
أكله يشبه أكل م اأرنب .أما ا صرم فماح و شبه أكله بالضرب فوق الركب و و تعبر يستخدم
ي اجتمع امصري .و ي ذلك إرادة من امرجم بأن تكون الثقافة امصرية حاضرة ي ترمته و سعيا م ه
إ توطن ال ص.
112
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج الخامس:
يصور افونتن ي ذا امقطع كثرة تردد البخيل عل امكان الذي طمر فيه ك ز ،ما جعل أحد م ي تبه
و م يأت بشر مفتاح بأي إضافة تذكر ع د ترمته هذا امقطع و التزم ما ذكر افونتن ي امقطع
اأصلي.
أما حمد عثمان جال فقد قام ي ترمته بتحديد الزمن الذي قام فيه السارق باستخراج الك ز .فجعل
عملية السرقة تتم ي الليل و ت تهي قبل طلوع الفجر .و ي الفرة الزم ية الي يفضلها السارق.
يعرض ل ا افونتن ي ذا امقطع مشهد اأيل الذي يفر ي الغابة من كلب ياحقه ،م يستشيط غضبا
بسبب قرونه الي أعجب ها و أحبها ،إذ أها كانت تعيق حركته كلما اشتبكت بأغصان الشجر،
فكانت سبب اكه ،و قد كان قبل ذلك يسيء إ أرجله الي كانت تعتمد عليها اته.
و قد قام بشر مفتاح ي ترمة ذا امقطع باستخدام تعبرات م ترد ي امقطع اأصلي .ومن ذلك
ترمته ل " "son boisأي "قرونه أو قرنيه" ب "التاج ي الرأس" .كما أضاف كلمة "اأغصان" الي م
ترد ي امقطع اأصلي ،و و بذلك كان يتحرى الوضوح ي ترمته .ففي امقطع اأصلي ا يذكر
افونتن إا إعاقة القرون لأيل ي كل مرة يريد الفرار فيها ،و يبن بشر مفتاح ي ترمته بأن سبب
113
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
أما حمد عثمان جال فقد جاء ي ترمته سبعة أبيات كاملة فيها ،أورد فيها من التفاصيل ما م يورد
افونتن ي اخرافة اأصلية .و من التفاصيل الي أضافها أنه جعل صيادا مع كابه من نوع السلوقي
يطاردون أيا .م ي صور كيف أن ذا اأيل وفور حه للصياد انطلق بسرعة ال عامة ،و كاد لي جو ب فسه
لوا اشتباك قرنه ي شجرة .و حاول اأيل بعد ا أن لص نفسه و لو كان من ذلك أن يقتلع قرنه من
رأسه .لكن حاواته باءت بالفشل ،و يقبض عليه الصياد مع كابه و يشمت فيه من حسد و امه أو
كما قال حمد عثمان جال "ومت العاذل و ا سود" و و تعبر يشيع استخدامه ي اجتمع امصري.
و قد سع افونن من خال إضافة كل ذ التفاصيل إ زيادة ا ركة و اإثارة و إهاب ماس القارئ
إن دالة اأساليب اإنشائية تلف من سياق حديث إ سياق آخر .و س حاول ي ذا امستوى
إبراز بعض اأساليب اإنشائية و حديد دالتها ي سياقها اأصلي م حري مدى التزام امرمن ب قل
تلك الدالة.
01
114
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و قال يا غراب يا ابن قيصر " « Hé ! bonjour,خر صباحك يا حسن
monsieur du Corbeau.
وجهك ذا أم ضياء القمر ! Que vous êtes joliإي وجدتك رائعا
ك ت أظن أن فيسك ريشا que vous me semblezإمع لرأيي ي العلن:
! beau
ذا حرير أرى م قوشا Sans mentir, si votreإن كان صوتك ي الصفا
ramageميل ريشك يقرن
Se rapporte à votre 02
plumage,اجزم بأنك ي ماء الغاب ع قا
Vous êtes le phénixذا الزمن
» des hôtes de ces bois.
ك ت أظن أن فيسك ريشا إن كان صوتك ي الصفا Sans mentir, si votre
ramage
ذا حرير أرى م قوشا ميل ريشك يقرن Se rapporte à votre
ه ما أحاك حن ت جلي اجزم بأنك ي ماء الغاب ع قا plumage,
Vous êtes le phénix
صوتك أحل من صياح البلبل ذا الزمن des hôtes de ces bois. 03
(حكاية الضفدعة الي تريد أن تساوي (الضفدعة الي تسع أن تصبح أضخم من )La Grenouille qui veut se faire
الثور) الثور) (aussi grosse que le bœuf
115
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج اأول:
لقد جاء الفعل ( )danserي ذا امقطع من خرافة افونتن ي صيغة اأمر ( l’impératif
.)présentلكن اأمر ي ذا امقطع م يكن الغرض م ه طلب ت فيذ الفعل ،و إما السخرية
و اإ انة .فا مكن أن يكون أمرك بالرقص من جاء يطلب م ك اإعانة إا هكما و سخرية و إ انة.
و قد استخدم كل من بشر مفتاح و حمد عثمان جال نفس الفعل (رقص) و نفس الصيغة (اأمر)
و استطاعا بذلك ا فاظ عل نفس امع .فمن معاي اأمر الي تستفاد من سياق الكام و قرائن
حققن بذلك تكافؤا أسلوبيا ،و و أحد أنواع التكافؤ ( )Equivalanceالي عددها "سوزان
)(2
ماكجوير".
ي ذا امقطع من خرافة افونتن ي ادي الثعلب الغراب مستخدما كلمة " ."héو ي كلمة تعر عن
)(3
ال داء ي اللغة الفرنسية ،و يشيع استخدامها ي اللغة العامة.
م ه.
) (1أمد اهامي ،مرجع سابق ،لب ان ،2006 ،ط ،03ص 50/49
) (2يوسف نور عوض ،مرجع سابق ،ص 82
(3) http://www.linternaute.com/dictionnaire/fr/definition/he/, 12/08/2014,19:00
116
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و قد استخدم كل من بشر مفتاح و حمد عثمان جال أداة ال داء "يا" لرمة الكلمة " ."héو إن
فبتوظيفها م يصب امرمن ي ترمة الكلمة من معاي ذ اأداة ي اللغة العربية "اإغراء".
)(1
استخدم افونتن ي ذا امقطع أسلوب الشرط " "Le mode conditionnelلكي يعر عن
تاعب الثعلب بالغراب و حاولة إغرائه .و تلف معاي أسلوب الشرط ي اللغة الفرنسية باختاف
أزم ة أفعال مل الشرط و أجوبته .و اماحظ ي ذا امقطع أن زمن فعل الشرط و جوابه و " le
أكيد .فالثعلب أراد أن يق ع الغراب بأن اقران ريشه مال صوته سيجعل م ه ذلك الطائر اأسطوري،
و د أن بشر مفتاح م يتصرف ي ترمته هذا امقطع و قابل أسلوب الشرط ي اللغة الفرنسية بأسلوب
الشرط ي اللغة العربية .و تلف اللغة العربية عن اللغة الفرنسية ي أن ما حدد مع أسلوب الشرط ي
أدوات الشرط و ليست أزم ة اأفعال .و قد استخدم امرجم للتعبر عن الشرط ي ذا امقطع اأداة
"إن"" .و اأصل عدم قطع امتكلم بوقوع الشرط ي امستقبل مع "إن" و من مَّ كثر أن تستعمل "إن"
إذن ي اأحوال الي ي در وقوعها و وجب أن يتلو ا لفظ امضارع احتمال الشك ي وقوعه".
)(2
فالثعلب ي ترمة بشر مفتاح أراد أن يق ع الغراب بأن احتمال حوله إ ذلك الطائر اأسطوري إن و
اقرن ريشه مال صوته ضئيل و شبه مستحيل .و بالتأكيد ليس و ذا امع الذي أراد افونتن ي
117
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ذا امقطع .و كان عل امرجم أن يستخدم اأداة "إذا" إصابة امع الذي أراد الكاتب" .ف "إذا"
تستعمل سب أصلها ي كل ما يقطع امتكلم بوقوعه ي امستقبل ،و من أجل ذا ا تستعمل إذا إا
أما حمد عثمان جال فحافظ عل امع امراد من امقطع دون أن يستخدم أسلوب الشرط .فأخذ
الثعلب ي مقطعه متدح الغراب بأمل العبارات ،فشبه ريشه با رير ،و جعل صوته أحل من صوت
البلبل .و كان اهدف من وراء ذا امدح و التاعب بالغراب و استدراجه ح ي ال مراد م ه .و و
مك ا ي ذا امقطع من خرافة افونتن أن صي أربع مل استفهامية .و ليس اهدف ا ا البحث
عن معاي ااستفهام ،بل حري سبب كثرة ذا ال وع من ا مل ي ذا امقطع و الغرض من ذلك.
لقد جاءت اأسئلة عل لسان الضفدعة أختها قصرة و متتابعة .و بالتمعن ي مع امقطع مكن أن
نستخلص أن كل سؤال جاء بعد كل حاولة من حاوات الضفدعة للزيادة من حجمها ،و أن كل سؤال
جاء استفسار الضفدعة من أختها عن رأيها ي حجمها .إذن فالغرض من كثرة ا مل ااستفهامية ي
ذا امقطع و التعبر عن حاوات الضفدعة امتتالية ل فخ نفسها مساواة الثور ي ا جم من جهة،
118
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و بال ظر ي ترمة بشر مفتاح ،د أنه قلص عدد اأسئلة الي جاءت عل لسان الضفدعة أختها من
أربعة أسئلة إ سؤالن فقط .و لقد أثر ذا التصرف ي عدد ا مل ااستفهامية ي امقطع عل اهدف
امراد م ها ،و الذي يتمثل ي توا احاوات و اإصرار عل طلب الرأي.
و لقد جاء تأثر تقليص عدد ا مل ااستفهامية أعمق ي ترمة عثمان جال باعتبار أها م حتوي إا
س قوم ي ذا امستوى باختيار كلمات قام افونتن بتوظيفها ي خرافاته .و نبن معاي ذ الكلمات
خارج السياق الذي وجدت فيه م اول تبيان معانيها فيه .و نقوم بعد ذلك بدراسة مدى تقيد
119
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و انظري و قالت أخي امعي Disant : « Regardezسألت أختها ":أم
; bien, ma sœur
ل إن ساويته ي الكر Est-ce assez ? dites-يصبح ا جم أوسعا؟
قالت ها أختها اتركي ذا نانا moi ; n’y suis-je pointقالت اأخت م يزل
? encore
و امشي ب ا نبحث عن غدانا – Nenni. – M’y voiciمثلما كان موضعا
donc ? – Point du 02
? tout.– M’y voilà
(حكاية الضفدعة الي تريد أن تساوي ( )La Grenouille qui veut se faireالضفدعة الي تسع أن تصبح أضخم من
الثور) الثور) (aussi grosse que le bœuf
(البخيل ضيع ك ز ) (البخيل الذي ضيع ماله) )(l’avare qui a perdu son trésor
و قد اتفق كل من بشر مفتاح و عثمان جال ي تصرفهما ي ترمة كلمة " ،"la biseحيث أهما
حذفا ا من ترمتهما للمقطع اأصلي ،و ذلك أن ذا ال وع من الرياح ا يهب عل ام اطق العربية
120
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و و غر معروف ع د العرب .لك هما حافظا عل الك اية الواردة ي امقطع اأصلي من جهة و عل
امع امراد م ها جهة أخرى .و ذا ما مكن اإشارة إليه بالتصرف اموضعي.
of the text in order to deal with specific differences between the
language or the culture of the source text and that of the target
)text."(1
"و و التصرف الذي يطبق عل أجزاء معزولة قصد التعامل مع اختافات حددة بن لغي و ثقافي اللغة
و ترجم بشر مفتاح ا ملة " " Quand la bise fut venueب "فأتا الرد و م ير كيف.
و وضع كلمة "الرد" مقابل كلمة " ."la biseو ما يء الرد ي مقطع بشر مفتاح إا ك اية عن
و ترجم حمد عثمان جال ا ملة " " Quand la bise fut venueب " َوحن جاء َزَمن
الثّليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج" .فجاء "زمن الثّليج" ترمة ل " ."la biseو ما يء زمن الثّليج إا ك اية عن حلول فصل
الشتاء.
121
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج الثاني:
استخدم افونتن ي ذا امقطع كلمة " "Nenniالي جاءت عل لسان الضفدعة ي إجابتها عن
سؤال أختها .و " "Nenniي كلمة فرنسية قدمة تع ".(1)"Nonو بذلك يكون الغرض من
ذ الكلمة و قام برمة ال في بال في ،و استخدم اأداة "م" لذلك و قد استوعب بشر مفتاح مع
أما حمد عثمان جال فقد أخطأ ي فهمه مع الكلمة و دليل ذلك خطأ ي ترمتها .فقد ترمها
ب"نا نا" ،و يبدو كأنه اسم مستعار نادت به الضفدعة أختها .إذا فتصرف امرجم ي ترمته هذ
الكلمة م يكن موفقا باعتبار أنه م ي قل امع امراد م ها بل نقل مع ا خاطئا (.)un faux sens
امقصود ( Le العكسي للمع لكن ا انب امشرق ي ذ الرمة أها م تعر عن امع
" Le faux sens est une erreur moins grave qu’un contresens ou un
)départ." (2
(2) André Dussart, Faux sens, contresens, non-sens… un faux débat ?, Meta : journal des traducteurs /
Meta: Translators' Journal, vol. 50, n° 1, 2005, p. 109
122
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج الثالث:
لقد استخدم افونتن ي ذا امقطع كلمة " ،"chevanceو ي كلمة فرنسية قدمة حمل مع ين.
أما امع اأول فهو كل ما يرثه امرء عن آباء .و أما امع الثاي فهو مال امرء و ثروته (1)،و و امع
امقصود ي ذا امقطع .و دليل ذلك استخدام الكاتب ي مقطع سابق من اخرافة كلمة " son
)(2
"bienو الي تع "ماله أو ثروته".
ذ الكلمة من و قام كل من بشر مفتاح و حمد عثمان جال ذف البيت الذي حتوي عل
البخيل قد قام رمان نفسه من ثروته و ماله .و سبب ذا ا ذف و أن امع امراد من البيت جاء
و ترجم بشر مفتاح كلمة " "chevanceب"امال" و ترمها حمد عثمان جال ب"الفلوس" و ي
كلمة تستخدم ي اجتمع امصري للتعبر عن ال قود أو امال أو الثروة .و يسع هذ الرمة مرة أخرى
123
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
4.2المستوى الجمالي ":"Le niveau esthétique
تشكل الصور البيانية و احس ات البديعية " " Les figures de styleأحد أكثر التحديات الي
تواج ه امرجم أث اء عملية نقل ال صوص ،و ذلك أها تتطلب فهما عميقا للغة امصدر مك ه من فك
رموز ا و استيعاها ،و إتقانا جيدا للغة اهدف مك ه من إ اد مكافئات ها حاوا بذلك أن حدث أثرا
ماليا مكافئا.
و س قوم ي ذا امستوى بتحديد بعض الصور البيانية و احس ات البديعية " Les figures de
" styleالي قام افونتن بتوظيفها ي خرافاته ،م نقوم بدراسة مدى قدرة امرمن عل إحداث تأثر
ما مكافئ سواء باالتزام ب فس الصور و احس ات الي وردت ي امقاطع اأصلية أو باستخدام صور
و حس ات مغايرة.
ماذا فعلت ي حصيد قد مض " « Que faisiez-vous auماذا قدمت زمان ا ر؟"
? temps chaud
قال ها كان زمان و انقض Dit-elle à cetteسألت من خاف قدوم القر
emprunteuse.
Périphrase
fontaine
و كانت الركة كامرآة Un cerf se mirantصورته
autrefois
(امها الذي نظر نفسه ي اماء) (اأيل يرى عل اماء صورته) )(Le cerf se voyant dans l’eau
124
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و نظر السيقان فازداد غضب " Et ne pouvais qu’avecفما أبعد الفرق اماحظ نسبة
peine
أها يابسة مثل اخشب Souffrir ses jambes deما بن رأسي ي ا مال و
fuseauxأرجلي
(امها الذي نظر نفسه ي اماء) (اأيل يرى عل اماء صورته) )(Le cerf se voyant dans l’eau
Synecdoqu
une somme enfouie
ي طابق كل الفلوس فيه مكسبه
e
(البخيل ضيع ك ز ) (البخيل الذي ضيع ماله) )(l’avare qui a perdu son trésor
(امها الذي نظر نفسه ي اماء) (اأيل يرى عل اماء صورته) )(Le cerf se voyant dans l’eau
Antithèse
ك ت أغ للحمر القمص nuit et jour à toutفأجاب ":أغ ليل هار،
venant
Je chantais, ne vousأوليس يروق لسمع امار !؟".
déplaise.
عاد البخيل فلم يعثر عل ماله فصاح بل جن و ضل عقله Voilà mon homme aux
pleurs : il gémit, il
مزق القلب حزنا و اشتك باكيا (الرادف) soupire.
و بل اخد ماء امقله Il se tourmente il se Gradation
déchire
(البخيل ضيع ك ز ) (البخيل الذي ضيع ماله) )(l’avare qui a perdu son trésor
125
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و قال يا غراب يا ابن قيصر " « Hé ! bonjour,خر صباحك يا حسن
monsieur du Corbeau.
وجهك ذا أم ضياء القمر ! Que vous êtes joliإي وجدتك رائعا
و حرمة الود الذي بي ا que vous me semblezإمع لرأيي ي العلن:
حبة فيك أتيت ه ا ! beau
Sans mentir, si votreإن كان صوتك ي الصفا
Personnification
و ا أنا أرجوك أن تغ ميل ريشك يقرن ramage
عس بك اهم يزول ع Se rapporte à votre
اجزم بأنك ي ماء الغاب ع قا plumage,
ذا الزمن Vous êtes le phénix
» des hôtes de ces bois.
"Figure de style qui consiste à dire en plusieurs mots ce qui pourrait se
)dire en un seul"(1
"و ي حسن أسلوي يقوم عل التعبر بكلمات كثرة أو ملة عما مكن التعبر ع ه بكلمة واحدة".
(ترمت ا)
و تقابل " " La périphraseهذا امفهوم "الك اية" ي اللغة العربية " .و الك اية من ألطف
اأساليب و أدقها ،و ي أبلغ من ا قيقة و التصريح أن اانتقال فيها يكون من املزوم إ الازم فهو
)(2
كال ّدعوى ببيِ ة".
(1) Les figures de style et les procédés littéraires, Théorie et exercices, http://tinyurl.com/docs-
grammaire, Septembre 2007, 15/07/2014, 23 :00
) (2أمد اهامي ،مرجع سابق ،ص 208
126
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و قد حدد "حمد الصاوي ا وي " أربعة أغراض تأي الك اية لتحقيقها و ي :تصوير امع تصويرا
واضحا و يكون مع ا جة له ،و حسن امع و ميله مع تعمية اأمر عل السامعن و إيهامهم،
و هج ن الشيء و الت فر م ه ،و العدول عن ذكر الشيء بلفظه الدال عليه هج ته إ لفظ آخر يدل
)(1
عليه من غر استكرا و ا نفور م ه.
استخدم افونتن ي ذا امقطع التعبر " "temps chaudك اية عن فصل الصيف "."L’été
و قد ترجم كل من بشر مفتاح و حمد عثمان جال الك اية بالك اية .فعر اأول عن فصل الصيف
قام افونتن ي ذا امقطع باستخدام التعبر " " Et couverts d’une peau vermeilleأي
و قد عر بشر مفتاح ي ترمته عن نضج الع ب بأن قال ":فغطا أمر قرمزي مستعر" .فشبه شدة
امرار الغطاء بال ار امستعرة ،و استعار ال ار للغطاء و حذفها و رمز إليها بشيء من لوازمها و ي
السعر .و هذا امفهوم تكون الصورة البيانية الي استخدمها امرجم ي "ااستعارة امك ية" .و بذلك
ّ
يكون بشر مفتاح قد تصرف ي ترمته للك اية ي ذا امقطع ،لك ه حافظ عل ال احية ا مالية فيه
) (1حمد الصاوي ا وي ،البيان فن الصورة ،دار امعرفة ا امعية ،1993 ،ص 53
127
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
أما حمد عثمان جال فقد عر عن نضج الع ب بقوله "الع قود ي لون كلون الذ ب" و "أسود مثل
الرطب" .فشبه لون الع قود بلون الذ ب ،فلون الع قود مشبه ،و الذ ب مشبه به ،و الكاف أداة
التشبيه ،و ال ضج وجه الشبه .كما شبه سواد الع قود بالرطب ،فسواد الع قود مشبه ،و الرطب مشبه به،
و مثل أداة التشبيه ،و ال ضج وجه الشبه .و اجتماع ذ اأركان ا يكون إا ي صورة بيانية واحدة و
ي "التشبيه" .و بذلك يكون حمد عثمان جال أيضا قد تصرف ي ترمة الك اية ي ذا امقطع،
لك ه كذلك استطاع أن حدث أثرا ماليا مكافئا حافظا عل امع امقصود ي امقطع اأصلي.
termes dont l'un est réel et l'autre imaginaire, mais le mot de
"و ي حسن أسلوي عبارة عن تشبيه تصر حذفت أداة التشبيه م ه ،أحد طرفيه حقيقي و اآخر
و هذا التعريف ،فإن " "La métaphoreتقابل "ااستعارة" ي اللغة العربية" .فااستعارة ليست إا
تشبيها تصرا ،لك ها أبلغ م ه .و أركان ااستعارة ثاثة ،مستعار م ه (امشبه به) و مستعار له (امشبه)
و يقال هما الطرفان ،ومستعار (اللفظ ام قول) .و ا بد فيها من عدم ذكر وجه الشبه و ا أداة
)(2
التشبيه".
(1) Les figures de style et les procédés littéraires, Théorie et exercices, http://tinyurl.com/docs-
grammaire, Septembre 2007, 15/07/2014, 23 :00
) (2أمد اهامي ،مرجع سابق ،ص 183
128
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و تعرف ااستعارة عل أها نوع من ا جاز اللغوي عاقته امشاهة دائما بن امع ا قيقي و امع
)(1
اجازي.
و يرى "نيومارك" " "NewMarkأنه باإمكان أن ترجم ااستعارة مع مدلوها لتصبح الرمة ي ذا
ا ال ترمة معجمية " "gloss translationو لكن يتم ذلك فقط إذا تكررت ااستعارة ي ال ص
ما يدل عل ضرورة نقلها و إيضاح مبتغا ا و كذلك إظهار ا انب الف فيها (2).أما يوجن نيدا فا
" Some persons object to any shift from a metaphor to another, a
)communication."(3
"يعارض البعض كل انزياح ي ترمة ااستعارة ،كاستبداها بتشبيه أو بغر استعارة أهم يرون ي ذلك
سببا لبعض اخسارة ي امعلومة .ي حن أن ؤاء ا يعارضون عادة ترمة غر ااستعارة بااستعارة
) (1عبد العزيز عتيق ،علم البيان ،دار اآفاق العربية ،القا رة ،2006 ،ط ،1ص 120
) (2بير نيومارك ،إ ا ات ي الرمة :جوانب من نظريات الرمة ،ترمة حمود إماعيل صي ،دار امريخ لل شر ،امملكة العربية السعودية،1986 ،
ص 169/168
(3) Nida, E, Towards a Science of Translating. Leiden: Brill, 1964, P. 220
129
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج اأول:
تكمن ااستعارة ي ذا امقطع ي قول افونتن " ."le cristal d’une fontaineفهو يصور ل ا
ي ذا امقطع أيا ي ظر إ نقسه ي "زجاج صاف ل بع ماء" .و أصل ذ ااستعارة " une
."fontaine pure comme le cristalفطري التشبيه ما " "une fontaineو " le
وقد قام بشر مفتاح ب قل نفس امع امتمثل ي رؤية اأيل ل فسه ي اماء ،لكن خل تعبر من أي
صورة بيانية أو حسن بديعي .و قام بتصرفه بوأد ذلك اأثر ا ما الذي ظهر جليا ي امقطع اأصلي.
أما حمد عثمان جال فتصرفه كان بأن قابل ااستعارة بالتشبيه فقال "و كانت الركة كامرآة".
و الغرض من ذا التشبيه و بيان قدرة ميا الركة عل عكس صور اأشياء .و و بذلك حافظ عل
امع امقصود لك ه م حافظ عل نفس امستوى ا ما باعتبار أن ااستعارة أبلغ من التشبيه و ذلك
كما ذكرنا ي تعريف ااستعارة .لكن ترمة ااستعارة بالتشبيه يزيل الغموض عن امع و يبعد القارئ
عن ااست تاجات اخاطئة و و امفهوم الذي يدعو له "نيومارك" " "NewMarkع دما يقرح ترمة
ااستعارة بالتشبيه لدرء الغموض ،كما و ا ال مع العبارة " "C’est un renardالي يرى أنه من
)(1
اأجدر ترمتها "إنه ذكي و ادع مثل الثّعلب".
130
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج الثاني:
يعر اأيل ي ذا امقطع عن استيائه من أرجله بقوله " ."jambes de fuseauxو ذ استعارة
و أصلها " ،"Des jambes maigres comme des fuseauxفطري التشبيه ما
فأم ا بشر مفتاح فاستخدم حس ا لفظيا يسم "ااكتفاء" للتعبر عن امع امقصود ي ذا امقطع.
ّ
فبالّظر إ )(1
"و ااكتفاء أن حذف الشاعر من البيت شيئا يستغ عن ذكر بدالة العقل عليه".
ما بن رأسي ي ا مال و أرجلي ي القبح فما أبعد الفرق اماحظ نسبة
و ما حذفها إا إمكانية ااستدال عليها بإعمال العقل .أضف إ ذلك بأنه بإضافة الكلمة الّي
حذفها الشاعر سيختل وزن البيت .إذًا فلغة امرجم الشعرية الي حتم عليه احافظة عل وزن البيت من
و ّأما حمد عثمان جال فقد استخدم "التشبيه" للتعبر عن امع امقصود .و كان ذلك بَِقوله عل
لسان اأيل ي وصفه سيقانه بأها "يابسة مثل اخشب" .أما الغرض ِمن ذا التشبيه فهو التشويه
131
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و التقبيح .و كما ي ال موذج اأول فقد حافظ امرجم عل امع امراد من امقطع لك ه م حافظ عل
" ي نوع من أنواع اجاز امرسل تقضي بإحال مفردة مكان أخرى تتضمن امقصود م ها( ".ترمت ا)
و يعتمد اجاز امرسل عل عكس ااستعارة عل عاقة مع امع ا قيقي ليست الشبه بل القري ة،
و قرائن اجاز كثرة عد ا البعض إ الثاثن و أمها :السببية و امسببية و ا زئية و الكلية و اعتبار ما
و هذا التعريف فإن " "La synecdoqueتوافق اجاز امرسل ي اللغة العربية ي عاقة من عاقاته
)(3
و ي "الكلية"" .و الكلية ي كون الشيء متضم ا للمقصود و غر ".
و الغرض من اجاز امرسل و تأدية امع بإ از ،و أغلب ضروب اجاز امرسل ا لو من مبالغة
بديعية ،ذات أثر ي جعل اجاز رائعا خابا ،فإن إطاق الكل عل ا زء مبالغة ،و مثله إطاق ا زء
)(4
و إرادة الكل.
(1) Les figures de style et les procédés littéraires, Théorie et exercices, http://tinyurl.com/docs-
grammaire, Septembre 2007, 15/07/2014, 23 :00
) (2عبد العزيز عتيق ،مرجع سابق ،ص-ص 109.114
) (3أمد اهامي ،مرجع سابق ،ص 179
) (4امرجع نفسه ،ص 182
132
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
ال موذج اأول:
ع دما قال افونتن بأن البخيل كان له حت اأرض مبلغ من امال مدفونا "la Il avait dans
"terre une somme enfouieفهو م يقصد ا كل اأرض و لكن فقط جزء يسر م ها.
و عر بشر مفتاح عن نفس الفكرة فقال " :قد كان خبأ حت اأرض مكسبه" أي قطعة من اأرض.
و ذا از مرسل عاقته "الكلية" و القري ة فيه حالية ،و ي استحالة طمر امال حت كل اأرض.
فالطابق و الشيء الذي استخدم البخيل كغطاء للحفرة .فامقصود إذن أن إخفاء امال كان ي ا زء
امغط من اأرض و ليس ي الغطاء د ذاته .و ذا از مرسل و عاقته ا الية و ي كون الشيء
)(1
حاا ي غر .
ّ
133
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
: L’antithèse
أما اإتيان مع ين متضادين فهو ما يوافق "امقابلة" ي اللغة العربية .و الفرق بن ""L’antithèse
عر افونتن ي ذا امقطع عن مع ين متضادين .فجاء امع اأول ي قولهNous faisons " :
،"cas du beauو جاء امع الثاي ي قوله "Nous méprisons l’utile ":
لكن تقابل ذ امعاي م يكن عل الرتيب و و شرط أساسي لصحة امقابلة .لذلك جاءت ترمة
بشر مفتاح حافظة عل امع امقصود لك ها خالية من أي حسن بديعي من شأنه أن يعادل حسن
(1) Les figures de style et les procédés littéraires, Théorie et exercices, http://tinyurl.com/docs-grammaire,
Septembre 2007, 15/07/2014, 23 :00
134
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
أما حمد عثمان جال فلم يقم برمة ذا امقطع من اخرافة و عر فقط عن مع ا بطريقة ضم ية ي
قصيدته امرمة.
و حافظ بشر مفتاح ي ترمته عل نفس احسن امع وي و و الطباق ،بأن مع بن امن متضادين
أما حمد عثمان جال فقد خلت ترمته من أي حسن مع وي كما أنه م يعر برمته عهن امع
)croissante ou décroissante."(1
(1) Les figures de style et les procédés littéraires, Théorie et exercices, http://tinyurl.com/docs-grammaire,
Septembre 2007, 15/07/2014, 23 :00
135
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
"الرادف" ي اللغة العربية .و الرادف
و يقرب مع " "La gradationي اللغة الفرنسية من مع ّ
و اتفاق كلمتن أو أكثر ي امع مع ااختاف ي اللفظ .و ا يشرط ي الرادف ترتيب الكلمات
قام افونتن ي ذا امقطع باستخدام أربعة أفعال و ي عل الرتيب الذي جاءت به gémit :
(مزق نفسه).
(حسر)( se tourmente ،ع ّذب نفسه)ّ déchire se ،
(تأو )ّ soupire ،
ّ
و ناحظ ا أن اأفعال جاءت مرتبة عل حسب معانيها ترتيبا تصاعديا .و امقصود من ذلك تبيان
عر بشر مفتاح ي ترمته عن سوء حال البخيل بقوله" :مزق القلب حزنا و اشتك باكيا".
و ّ
ذا يسم
و امعروف أن القلب ا يتمزق من حزن ،و إما أراد امرجم بذلك التعبر عن شدة ا زن .و ّ
احسن امع وي "امبالغة و ي أن يدعي امتكلم لوصف بلوغه ي الشدة أو الضعف حدا مستبعدا أو
)(1
مستحيا".
و هذ الرمة م حافظ بشر مفتاح عل امع الذي أراد افونتن لك ه ي نفس الوقت م يزح ع ه
عر حمد عثمان جال عن سوء حال البخيل ي ترمته بقوله" :فصاح بل جن و ضل عقله".
و ّ
و اماحظ من خال الرمة أن حمد عثمان جال أراد أن يوافق ي ترمته امقطع اأصلي من حيث
الشكل و امع و امستوى ا ما .فع ّدد كما جاء ي امقطع اأصلي أفعاا تعر عن دخول البخيل ي
136
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
حالة سترية .و الغرض من ذا التّعداد و تأكيد امع عن طريق تكرار بلفظ جديد و و ما يسم
ب "الرادف".
تقوم عل إنطاق ا يوان و ال بات و ا ماد و إلباسهم لباس البشر .لذلك س كتفي بعرض بعض
( )personnificationفيها.
فمن صفات البشر الي نسبت إ الثعلب ي ذا امقطع من خرافة افونتن و إلقاؤ التحية عل
الغراب ( ،)bonjourو استخدامه ي حوار معه الضمر ( )vousإظهار ااحرام ،و قوله له بأنه
و ما أن اخرافة تقوم عل التشخيص فكذلك ترمة اخرافة تقوم عليه ،و و ما يظهر جليا ي ترمي
(1) Les figures de style et les procédés littéraires, Théorie et exercices, http://tinyurl.com/docs-grammaire,
Septembre 2007, 15/07/2014, 23 :00
137
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
فالثعلب ي ترمة بشر مفتاح كما ي امقطع اأصلي يلقي التحية (خر صباحك) ،و يعر عن رأيه
يصدّق (أجزم).
(امع لرأيي ي العلن) ،و يقسم لكي َ
و كذلك اأمر نفسه بال سبة لرمة حمد عثمان جال الي يتكلم فيها الثعلب (قال) ،و يقسم
(و حرمة الود الذي بي ا) ،و يتوسل (أرجوك) ،و حس (عس بك اهم يزول ع ).
"إن مرجم الشعر حاول أم ن نتوقع م ه أن حاول إ اد اإيقاع الذي ي قل مع اإيقاع ي اللغة
ام قول م ها ،أي أنه لن يأي بالقوالب الصوتية نفسها و الي ترتبط بالكلمات اأصلية ،و لك ه مثلما
حل الكلمات العربية حل الكلمات اأج بية سوف حل إيقاعا عربيا حل اإيقاع اأج ي .و مثلما د
من الصعب عليه أن يأي بكلمة ترادف ترادفا كاما مع الكلمة اأصلية ،سيتعذر عليه إ اد اإيقاع
الذي يعادل ماما اإيقاع اأصلي .فلكل لغة إيقاعاها ،و لكل إيقاع أصوله و ت ويعاته".
)(1
و يكمن اإشكال ي ااختاف ال وعي بن اا ليزية و العربية ي أصول اإيقاع الشعري" .فالعربية
ذات إيقاعات كمية أي تعتمد عل عدد ا روف السواكن و امتحركة ميعا باعتبار ا أصواتا تطرق
أما اإيقاع ي اللغة الفرنسية اأذن بغض ال ظر عن ال ِر ،أي الضغط عل البعض دون البعض".
)(2
"فيقوم ما يسم باأ جية اللفظية ( )la syllableو ي كل نرة صوتية تعتمد عل حرف من
حروف امد ،و يسمون ذ اأ جية "أقداما" ( .)des mètresو ت قسم ور الشعر ع د م عل
138
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
حسب أعداد اأقدام ي البيت ( )un versو عل حسب أعداد اأبيات ي القطعة الشعرية ( la
)(1
و عل عدد امقاطع الشعرية. )strophe
و لقد استخدم افونتن الوزن ا ر " "le vers libreلكتابة خرافاته " .ذا الوزن الذي يرجع الفضل
"فإذا قرأنا إحدى قصائد لفت نظرنا دقة حسه اموسيقي الذي )(2
ي اكتشافه ي الفرنسية إليه".
استطاع به أن تار ألفاظه و يؤلف بن أنغامه ،م لفت نظرنا أن الشاعر ا يتقيد فيها بوزن واحد ،بل
يكثر من اأوزان و تار لكل فكرة أصلحها ،و ما أكثر ما تت وع اأفكار ع د شاعر اأمثال ،فللفكرة
القريبة الوزن اخفيف السريع ،و للفكرة اخطرة الوزن الطويل امكيث" (3).و يقول تيودور دي بانفيل "
": "théodore de banvilleإن ذا امزيج الوثيق بن اأوزان ،حيث يتغر لباس الفكرة حسب
الفكرة نفسها ،و حيث تشيع اانسجام و الت اغم قوة ا ركة اخفية ،تلك ي الكلمة اأخرة للفن
و يقول أيضا ":إن العام الدقيق ،الذي يسبب لك الدوار رد ال ظر إ ما يعرضه من صعاب".
)(4
الوزن ا ر و أروع ما ابتدعته قرحة افونتن :فبفضل ذ اأوزان الي تتغر إ ما ا هاية له ،استطاع
أن حيي ام اظر و أن ي وع األوان .إها ي الي تفن خيال الكبار و الصغار ،و ي الي تثبت
ام ظومات اخرافية ي ذاكرهم .و بفضلها أصبح ذلك القصصي العابث من أكر الشعراء ي فرنسا".
)(5
و قد أراد بشر مفتاح اراة افونتن ي ت ويع اأوزان .فاعتمد الكامل ي خرافة "ال ملة و الصرصور"
139
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
(ال ملة و الصرصور)
0/0///0///0/0/0/// 0/0/0/0///0/0/0/0/
(الثعلب و الغراب)
0//0///0//0/// 0//0/0/0//0/0/
اعلُن متَـ َف ِ
اعلُ ْن ِ اعلُن مْتـ َف ِ
ِ
ُمتَـ َف ْ ُ اعلُ ْن ُمْتـ َف ْ ُ
0//0///0///0/0//0/0/ 0//0//0//0///0//0///
140
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و اخفيف ي "الضفدعة الي تسع لتصبح أضخم من الثور":
0//0//0/0//0/ 0//0//0/0///
0///0//0/0/0///0//0/0/ 0/////0/0/0//0/0//0/0/
ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن فَعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن فَعِلُ ْن اعلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِ ُل فَعِلُ ْن
مستَـ ْفعِلُن فَ ِ
ُْ ْ
0//0//0/0//0/0/0//0/0// 0//0///0//0/0/0//0/0//
اعيلُن فَـعولُن م َف ِ
اعلُ ْن ِ ول م َف ِ ِ
فَـعُولُ ْن َم َف ْ ُ ْ َ اعلُ ْن فَـعُولُ ْن َم َفاعيلُ ْن فَـعُ ُ َ
141
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
أما حمد عثمان جال فقد اعتمد ر الرزج ي كل اخرافات السابقة الذكر:
(الصرار و ال ملة)
ّ
0/0//0///0/0//0/0/ 0/0/0/0//0/0/0//0//
ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِ ْل ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِ ْل
(الغراب و الثعلب)
ِ ِ
َو ُجْبـَةٌ ِي فَمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ُم َد ّوَرْ اب َح ّ
ط فَـ ْو َق َش َجَرْ َكا َن الْغَُر ُ
0//0/////0/0//0// 0////0//0//0//0/0/
ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَعِ ُل ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُمتَعِلُ ْن
فَِإنـ َّها َْح ِكي َم َك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا َن أ َْربَـ َع ْه امَعُوا ِح َكايًَة لِل ِ
ض ْف َد َع ْه َع ِ ْ
0//0//0//0/0/0//0// 0//0/0/0//0//0//0/0/
ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن
142
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
(الثعلب و الع ب)
0//0/0//0/0/ 0/0/0/0//0//
ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمْتـ َفعِ ْل ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِ ْل
قَ ْد َكا َن ِي الْغَابَِة يَـ ْوًما مَْ ِشي إِ ّن الْ َم َها َو ذَ َاك ثـَ ْوُر الْ َو ْح ِ
ش
0/0/0/0///0/0//0/0/ 0/0/0/0//0//0//0/0/
ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِ ْل ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِ ْل
(البخيل ضيع ك ز )
0/0//0///0/0//0/0/ 0/0/0/0//0//0//0/0/
ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمْتـ َفعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِ ْل ُم ْستَـ ْفعِلُ ْن ُمتَـ ْفعِلُ ْن ُم ْستَـ ْفعِ ْل
و يعود سبب اعتماد حمد عثمان جال ر الرجز ي ذ القصائد و ي كل قصائد إ أنه " ر
يسهل ال ظم عليه ،و هذا وقع عليه اختيار ميع العلماء الذين نظموا امتون العلمية كال حو و الفقه
143
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
و ام طق و الطب ،فهو أسهل البحور ي ال ظم و لك ه يقتصر ع ها ميعا ي إيقاظ امشاعر و إثارة
)(1
العواطف".
إن مكانة العرة من اخرافة كمكانة الروح من ا سد .و ما كانت العرة هذ اأمية وجب عل مرجم
فن اخرافة أن يوليها ع اية خاصة فهما و نقا .و امعلوم أن افونتن قد انتهج هجا خاصا و فريدا ي
التعبر عن تلك العر و الدروس اأخاقية ،فكان يبي ها ي خرافات و يضمر ا ي أخرى ،و م عل ها
موضعا ي هاية اخرافة شأنه شأن من سبقه من كتاب اخرافات ،و إما جعل موضعها ي أول اخرافة
و س قوم ي ا دول اموا بعرض العر و الدروس اأخاقية الي ساقها افونتن ي اخرافات الي
حددنا ا كعي ة للدراسة ،فإذا كانت العرة مضمرة ي اخرافة ترك ا اخانة امخصصة لكتابتها فارغة ،م
نقوم مقابلة كل عرة برمتيها .و الغرض من ذلك و حاولة فهم كيفية تعامل امرمن مع ترمة ذ
العر.
144
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
من ملق ال اس عليهم عاشا Mon bon monsieur,يا سيدي اعلمن:
و أكل ا ب ة و ا اشا Apprenez que toutحيا الغرور عل حساب الذي
flatteur
Vit aux dépens deيعر له اأذن
celui qui l’écoute
(الثعلب و الغراب) (الثعلب و الغراب) ()le corbeau et le renard
و كذا ضاها أوقعها ذ اأرض كم ها من شبيه Le monde est plein
de gens qui ne sont
و ال فس ا حمل إا وسعها بضفدعة:
pas plus sages :
كغ يريد حذو عظيم ليص عا Tout bourgeois veut
سفراء ابتغ اأمر و لو كان bâtir comme les
grands seigneurs,
يافعا Tout petit prince a
02
و يريد امركيز لو خدما يعط des ambassadeurs,
Tout marquis veutتبّعا
avoir des pages.
(الضفدعة الي تريد أن تساوي الثور) (الضفدعة الي تسع أن تصبح أضخم من )La Grenouille qui veut se
الثور) faire aussi grosse que le
(bœuf
طول لسان ي اهوى Fit-il pas mieux queأوم يكن ذا التصرف صائبا
و قصر ي الذنب ? de se plaindreخرا من الشكوى لكل من اعتر 04
(الثعلب و الع ب) (الثعلب و الع ب) )(le renard et les raisins
L’usage seulementملكية الشيء ي استعماله تقف فامال إن م ي صرف و يدخر
قيمته ا شك قيمة ا جر fait la possession
05
(البخيل ضيع ك ز ) (البخيل الذي ضيع ماله) (l’avare qui a perdu son
)trésor
و أنتم يا سامعي فانتبهوا Nous faisons cas duنفضل ي كل اأمور ميلها
ا تكر وا شيئا عس أن تكر وا beau, nousو تقر اأجدى بدون تعقل
; méprisons l’utile
Et le beau souvent 06
nous détruit.
(امها الذي نظر نفسه ي اماء) (اأيل يرى عل اماء صورته) (Le cerf se voyant dans
)l’eau
145
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
مك ا أن ناحظ انطاقا من ا دول بأن بشر مفتاح انتهج ي صياغة العر ي ترمته نفس الطريقة الي
فأظهر ا ي اخرافات الي أظهر ا افونتن فيها ،و جعلها ضم ية ي اخرافات الي
جعل موضعها ي الرمة موازيا موضعها ي اأصل ،فإن كانت ي أول اخرافة ي
اأصل جعلها ي أوها ي الرمة ،و إن كانت ي وسطها أبق عليها ي الوسط،
أضف إ ذلك أن ترمته للعرة اقربت من ا رفية فيها إ التصرف ،فكان حاول أن
أما حمد عثمان جال فقد تصرف ي ترمته لكل العر الي جاءت ي اخرافات اأصلية
و ذلك بأنه:
أخذ الفكرة فقط من العرة م أعاد صياغتها إما بأسلوبه اخاص و ذلك كما جاء ي
خرافة "البخيل الذي ضيع ك ز ") ،(1و إما مقتبسا من القرآن و ذلك كما جاء ي
146
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
اماء") ،(1و إما مقتبسا من كام اجتمع امصري ذلك كما ورد ي خرافات "الصرار
س حاول فيما يلي أن نعرض ي جدول عدد امقاطع الي تصرف ي ترجتها كل من بشر مفتاح و حمد
عثمان جال و ذلك مقارنة مع إما امقاطع امذكورة ي كل مستوى إا فيما ص امستوى ا ما
الذي نعرض فيه عدد احس ات اللفظية و امع وية الي تصرف امرمن ي ترمتها مقارنة مع إما
احس ات امذكورة .م نقوم بعد ذلك برمة امعطيات إ نسب مئوية يبن موعها لكل مرجم نسبة
تصرفه ي ترمة خرافات افونتن .ل عتمد بعد ا عل نفس تلك ال سب امئوية لتثبيت معام حدود
)َ (1و َع َس أَ ْن تَكَْرُ وا َشْيًئا َوُ َو َخْيـٌر لَ ُك ْم َو َع َس أ َْن ُِحبّوا َشْيًئا َوُ َو َشٌر لَ ُك ْم َواللّ ُه يَـ ْعَل ُم َوأَنْـتُ ْم َا تَـ ْعَل ُمو َن ،سورة البقرة ،اآية 216
) (2القرش اابيض ي فع ي اليوم ااسود.
) (3ع دما تدمج رقائق الفطر تصبح "جاش"
) (4طول اللسان و قصر الذنب.
147
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
1.3الجدول التوضيحي
2.3المخطط البياني:
148
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
3.3نتائج قراءة المخطط:
مك ا أن نلخص نتائج ذا امخطط البياي بال سبة للمرمن ي ال قاط التالية:
لقد جاءت نسبة تصرف حمد عثمان جال ي ترمته خرافات افونتن مرتفعة بشكل كبر و ب سبة
التصرف باعتبار تق ية ترمية حسبهما ي تغير اإحالة الثقافية الواردة ي ال ص اأصلي إ ما
)(1
يقابلها ي ثقافة ال ص اهدف.
و يدعو أنطوان برمان ( ) Antoine Bermanذا ال وع من الرمة الي ترجع كل شيء إ الثقافة
) (1حمد ع اي ،نظرية الرمة ا ديثة ،الشركة امصرية العامية لل شر و التوزيع ،لو مان مصر ،2003 ،ص 93
) (2أنطوان برمان ،مرجع سابق ،ص 10
149
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
وضعه امع ي مقدمة أولوياته ما حتم عليه التصرف ي الكلمات و و امفهوم الذي عر -
ع ه برمان بقوله:
)lettre"(1
-إرادته بأن عل اخرافة نتاج ثقافة عربية مصرية إسامية و قد ظهر ذلك جليا ي ترمته ع د
استخدامه ألفاظا و تعابرا عربية و مصرية و إحاات دي ية إسامية رغبة م ه ي إحداث أثر ي
نفوس القراء العرب يكافئ ذلك اأثر الذي أحدثه افونتن ي نفوس الفرنسين .و ي امبادئ
-توجهه بعمله ذا إ شرحة اأطفال و و ما حتم عليه أن يعيد ب اء تلك اخرافات عل
)different readership."(4
" اك أنواع أخرى كأدب اأطفال تتطلب إعادة صياغة الرسالة وفقا متطلبات تلف القراء
(1) BERMAN, Antoine. La traduction et la lettre ou l’auberge du lointain. Seuil, Paris,1999. P 33
) (2يوجن نيدا ،مرجع سابق ،ص 321
) (3يوسف نور عوض ،مرجع سابق ،ص 89
(4) Mona Baker,Kirsten Malmkjaer,Ibidem. P6
150
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
-لقد أثبت حمد عثمان جال من خال ترمته خرافات افونتن بأنه ذو معرفة واسعة بثقافة
اللغتن امرجم م ها و إليها .فالرمة كما يرى "جورج مونان" "" Georges Mounin
ليست عملية لسانية و حسب ،و لك ها عملية تشمل جوانب لسانية و ثقافية عل السواء.
mais elle est une operation sur des faits à la fois linguistiques et
)culturels"(1
لقد جاءت نسبة تصرف بشر مفتاح ي ترمة خرافات افونتن ضعيفة نسبيا ( )43,05مقارنة مع
نسبة حمد عثمان جال ( )81،94و ذلك مكن أن نرد إ اأسباب التالية:
-وقوف بشر مفتاح عل بعد متساو من الثقافتن ام قول م ها و ام قول إليها ،فلم يوطن ال ص
وسيطا ،أن ي حاز إ واحدة من الثقافتن أن ذلك ل مبدأ الوساطة و يعصف به عل حد
)(2
تعبر لورانس في وي (")lawrence Venuti
-تصرف بشر مفتاح ي ترمة خرافات افونتن م يكن إا ي أجزاء حددة ،و و ما يسم
بالتصرف اموضعي الذي يعرفه " "Farghalب"أنه بشكل أساسي تق ية ترمية توجهها
مبادئ امردود ية و الفعالية و يسع امرجم من خاها إ بلوغ ذلك التوازن بن ما ب تغير
(1) Mounin, Georges. Les problèmes théoriques de la traduction, Paris, Gallimard, 1963, p234
) (2دريس حمد أمن ،إشكالية ترمة اأماء امواقعية من م ظور إسرتيجيي التدجن ( )domesticationو التغريب ( )foreignizationي
الرمة ،2012 ،No 02 ،vol 04 ،Jordan Journal of Modern Languages and Literature ،ص 129
151
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
"Local adaptation is essentially a translation procedure which is
-سعي بشر مفتاح ي ترمته إ ا فاظ عل الشكل العام خرافات افونتن إضافة إ مضموها
و ذلك من خال االتزام بطريقة عرض اخرافة و موضع العرة فيها .أضف إ ذلك التمسك
باستعمال الكلمات و كذلك امعاي فيما يتعلق بسياق امصدر .و ي امبادئ الي تغطي
"إن التكافؤ الشكلي يركز عل الرسالة ي حد ذاها شكا و مضمونا( ".ترمت ا)
و قد جاء توجه بشر مفتاح إ التكافؤ الشكلي نابعا من مبدأ اأمانة ع د .حيث أنه صرح بأن من
الشروط الي ب أن تتوفر ي مرجم اأدب ي "أن يكون قادرا عل تقمص شخصية صاحب ال ص
أث اء عملية الرمة ،وا حق أحد ،مهما كان اأمر ،أن يتصرف ي نقل أفكار غر ،إها أمانة و ب
)(4
عليه أن يكون وفيا وأمي ا ي ا فاظ عليها".
152
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
-إبقاؤ عل كلمات و تعابر ال ص اأصلي و الي م حذف م ها إا ما يتصادم مع مبادئه
الدي ية ،و قد سع بذلك إ نقل جو ر و روح الثقافة اأصلية ،و و ما يعد فعا أخاقيا
يتمثل ي ااعراف باآخر و تقبله" .و ا ي فصل ذا البعد اأخاقي عن البعد الشعري الذي
تسمح بإبراز أنافة و حيوية و قوة ال ص امرجم ،أي تسمح كما قال غوته ""Goethe
و قد أحدث بذلك نوعا من الغموض و الضبابية لدى القارئ .و كان )(1
بتجديد شبابه".
عليه أن يقوم لتج ب ذلك بإضافة وامش تساعد القارئ العري عل فهم دالة الكلمات الي
أما العامل الذي يلتقي فيه امرمن و الذي يعد من اأسباب الرئيسية الي تدفع امرجم إ التصرف ي
ترمته و العامل اللغوي .فخصائص اللغة العربية الشعرية الي تلف بشكل جذري عن خصائص اللغة
الفرنسية الشعرية تفرض عل امرجم أن يتصرف ي ترمته سواء أكان ذلك من ناحية الشكل أو
امضمون .فسعي امرجم الدائم إ ا فاظ عل وزن القصيدة و قافيتها ي اللغة العربية سيحتم عليه
بشكل أو بآخر عدم االتزام ما جاء ي القصيدة اأصلية سواء أكان ذلك با ذف أو اإضافة.
153
حدود التصرف في الترجمة اأدبية الفصل
الثالث
خاصة:
م هجية تقضي بتحديد ست قصائد كعي ة للدراسة و حديد الدراسة ي عدة مستويات و ي :امستوى
ال صي و امستوى الدا و امستوى امعجمي و امستوى ا ما و الوزن و ترمة العرة ،م اختيار
موعة من ال ماذج من كل مستوى و عرضها ي جداول لتسهيل عملية امقارنة ،لترجم ال تائج بعد ا
إ نسب يتم عرضها ي م ح بياي .و قد مك ا بعد اتباع خطوات الدراسة بتحديد أ م العوامل الي
من شأها أن توضح حدود التصرف ي الرمة اأدبية بشكل عام و ترمة خرافات افونتن بشكل
خاص.
154
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
خاتمة
خاتمة:
لعل خرافات افونتن تعد من اخرافات اأكثر شهرة و براعة من حيث حقيقها لغايي
التثقيف و امتعة الف ية ،و أثبت افونتن من خاها قدرته عل الغوص ي أغوار ال فوس
و اإحساس بالواقع فاستطاع بذلك أن يقدم لوحة كاملة عن اجتمع اإنساي .و لعل أكثر
ما ميز خرافاته و افتتانه ي كتابتها مستخدما لذلك أسلوبا سلسا و أوزانا كثرة مت وعة
و ثراء لغويا ط اللغة القاموسية ليشمل اللهجات احلية و هجات العمال و أصحاب
ا رف .كل ذ اخصائص جعلت خرافات افونتن مادة مهمة و غ ية من أجل حاولة
التعرف عل الصعوبات و التحديات الي تواجه مرميها إ اللغة العربية خاصة و أن
افونتن استخدم الشعر لكتابة خرافاته .و ما اتسعت اهوة بن خصائص الشعر العري
غر التصرف ملجأ لرمة خرافات افونتن .و وقع اختيارنا لدراست ا عل ترمتن تلفتن
لشاعرين معهما الثقافة العربية و يفرقهما البلد ،فاأول مصري و و حمد عثمان جال
و الثاي جزائري و و بشر مفتاح .و حددنا الصعوبات الي تواجه مرجم خرافات افونتن
ي ثاث نقاط :نقل رمزية ا يوانات و ترمة الدروس اأخاقية و ترمة ال ص الشعري.
و أثبت ا فيما يتعلق ب قل رمزية ا يوانات انطاقا من فرضية أن ا يوانات تستمد رمزيتها من
خصائصها و طرائق عيشها أنه مكن مرجم خرافات افونتن أن يعتمد نفس ا يوانات الي
اعتمد ا ي خرافاته دون أن يعرض رمزيتها ي اخرافة إ التشويه .كما أثبت ا فيما يتعلق
155
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
خاتمة
ب الدروس اأخاقية أها تتمحور حول قيم إنسانية عامية ا تلف الثقافات عليها بل تعتر
و أما من ناحية ترمة ال ص و انطاقا من دراست ا التحليلية ال قدية لبعض ال ماذج و عل
مستويات تلفة ،خلص ا إ أن امرمن انتهجا مقاربتن تلفتن لرمة خرافات افونتن.
فقد سع حمد عثمان جال إ صبغ خرافات افونتن بطابع الثقافة اإسامية و العربية
و إضافة كم ائل من امفردات و التعابر الي حيل إ الدين اإسامي و اجتمع العري
و اجتمع امصري .فقد اقتبس من القرآن الكرم و اقتبس من الشعر العري ا ا لي
و استخدم أمثاا و حكما مصرية .فهو م يأخذ من خرافات افونتن إا الفكرة العامة
للقصة و ا يوانات الي مثل فيها .و سع أن يكتبها بطريقة عل القارئ العري حس أها
كتبت باللغة العربية م ذ البداية ،أي أنه سع إ توطي ها و نفي كل ما و غريب ي الثقافة
و أما بشر مفتاح فقد وقف عل بعد متساو من الثقافة العربية و الثقافة الفرنسية .فا و
موضعيا و حددا ي الكلمات و التعابر الي تتعارض و خلفية امرجم الدي ية .أما غر ذلك
فلم د بشر مفتاح حرجا ي اإبقاء عليه كأماء ا كماء و ألقاب ال اس ي اجتع الفرنسي
156
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
خاتمة
ترمته .فع د خرافات بشر مفتاح الي نقلها عن خرافات افونتن ا نستشعر ذلك ا س
الف و اموسيقي الذي نستشعر ع د قراءة أشعار العري ،بل س ي بعض اأحيان بالغرابة
و عدم القدرة عل فهم بعض التعابر .و يعد ذلك من آثار التغريب ي الرمة الي تسع
و عليه فإن ا نرى من خال ذ الدراسة امتواضعة أن عل مرجم خرافات افونن أن يكون
شديد ااطاع عل الثقافة الفرنسية و الثقافة العربية و عل كفاءة عالية و مكن كبر من
اللغة الفرنسية و اللغة العربية و أن يكون ملما صائص الشعر الفرنسي و العري عل
السواء.
كما أردنا من خال ث ا أن نضيف نقطة لصاح أولئك الذين آم وا بإمكانية ترمة الشعر
اوز التحديات الي تواجههم دعموا مرميه بال ظريات و التق يات الي تساعد م عل
و ّ
أث اء ترمة ال صوص الشعرية.
و أخرا ،فإنا نأمل أن يكون ي ذا البحث امتواضع دافعا و لو كان بسيطا لطاب الرمة
الذين يرون ي ترمة أو دراسة اأعمال الشعرية مختلف أنواعها و ألواها مهمة معقدة
و شبه مستحيلة.
157
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
خاتمة
تلك ي التطلعات الي نطمح لبلوغها هذا العمل امتواضع الذي م ل من اأخطاء و م
حط ميع جوانب الدراسة ي موضوع حدود التصرف ي الرمة اأدبية و ذلك لعمق
اموضوع و تشعبه من جهة ،و لضيق امساحة الي تفرضها م هجية الدراسة من جهة أخرى.
158
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
ملخص:
تلف إن من فطرة اإنسان الي ُخلق عليها سعيه الدائم إ ااطاع و التعرف عل
ذا الشعوب و الثقافات الي حيط به .و لطاما كانت الرمة سبيله لتحقيق مراد .و يتجل
السعي ي الكم اهائل من الكتب و اأعمال العلمية و اأدبية و الفلسفية الي قام اإنسان
تلف العصور .و لعل أدب اخرافة يعد من بن اأعمال اأكثر ترمة إ كل برمتها عل
لغات العام .فقد احتل ذا اأدب م ذ القدم مكانة مرموقة ي آداب اأمم .فكانت ي
بداية اأمر سبيل أولئك الذين انتقدوا حكامهم من خال حيوانات ما ي إا سواتر
لشخصيات حقيقية و ذلك خوفا م هم عل حياهم .م أصبحت غايتها بعد ذلك الرويح
و إنه دير بالذكر أيضا بأن الطفل من خال مشا دته للرسوم امتحركة و ماعه لقصص
أبطاها من عام ا يوان ،كون لديه خلفية ترحب بأدب اخرافة ي عامه وتضمن له البقاء
عل ألسن ا يوان من قيم و دروس وعر و نصوص تسا م ي تربية ال شء وهذيبه،
و من امعلوم أن الرمة السليمة أو ال قد الرمي الب اء أي لون أدي ي طلق من فهم ذا
اللون فهما عميقا و الوقوف عل خصائصه و ميزاته ،ولعل أحد الطرائق لبلوغ ذلك الفهم
159
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
ي العودة إ البيئة الي نشأ فيها و تطور و سبب ظهور ي تلك البيئة دون سوا ا و من م
العوامل الي ساعدت عل انتشار .و لذلك قم ا بالتطرق با ديث عن تاريخ أدب اخرافة
و مصادر الغربية و الشرقية و العربية ،كما عددنا تلف مرميه و حاكيه من العرب و غر
العرب.
كل اأزم ة و العصور ،و ذلك أنه إعتمد ي كتابته خرافاته عل امصادر الثاث :الشرقية
و "فيدر" الاتي ية) و العربية (كتاب "كليلة و دم ة" لعبد اه ابن القفع) و من كل من
عرف من كتاب اخرافة احرفن و الطارئن ،و أضف عل كل ذلك أسلوبا خاصا متميزا م
يسبقه إليه أحد ،فارتبطت اخرافة بامه و أصبحت كتبه تعد مصدرا أساسيا ها ي العصر
ا ديث ،و السبب ي ذلك و ا ديد الذي حققه افونتن فاستحق به أن يكون أبا
ام ظومات اخرافية ي العام أمع ،فقد وسم كل ما أخذ بطابع ف ه ،و ا يكمن سر
عبقريته و نبوغه.
و مك ا انطاقا ما م ذكر أن نتعرف سبب إقبال أدباء العربية عل خرافاته ،بال قل
و الرمة حي ا ،و بااقتباس و التقليد حي ا آخر رغم وجود فن اخرافة ي أدب ا العري القدم.
160
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
و من بن أولئك الذين ترموا خرافات افونتن و كانت ترماهم موضوعا لدراست ا نذكر
الشاعرين حمد عثمان جال عن كتابه "العيون اليواقظ ي اأمثال و امواعظ" ،و بشر
مفتاح ع ن كتابه "أمثال و حكم افونتن" .ذان الشاعران قاما برمة الشعر بالشعر،
متحدين بذلك الفوارق ا و رية بن خصائص الشعر العري و خصائص الشعر الفرنسي
و كل من نادوا باستحالة تلك الرمة و مضيفن بذلك أيضا نقاطا لصاح من نادوا
بإمكانيتها.
إن عل مرجم خرافات افونتن إ اللغة العربية أن يدرك بأنه ا ي قل قصصا يتكلم فيها
ا يوان و مثل فقط ،بل إن اأمر يتعدى ذلك و يتطلب فهما أعمق و حليا أوسع و تركيزا
ذا امرجم أن يعيها و يضعها ي حسبانه أدق .و مك ا أن دد ثاثة أمور رئيسية عل
و ي:
.1أن افونتن وضع خرافاته ي قالب شعري ضع لقواعد الشعر ي اللغة الفرنسية ميز
أسلوب رشيق مركز ،و أوزان كثرة مت وعة ،و اعتمد ي ذلك عل ثرائه اللغوي
الواسع الذي م حصر ي اللغة القاموسية فحسب ،بل عممه ليشمل اللهجات
احلية ،و هجات العمال ،و أصحاب ا رف ،كما اعتمد أيضا عل حسه اموسيقي
161
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
و در بالذكر بأن الشعر الذي عل من اخرافة موضوعا له ،ا تلف عن غر من اأنواع
ل فس قواعد الشعر العامة من عروض و قافية و إيقاع ،سواء أكان ذلك ي اللغة الفرنسية أو
اللغة العربية ،و تلف فيما بي ها فقط ي اموضوع الذي تعا ه ،لذلك كان ا ديث عن
ترمة شعر اخرافة و ا ديث عن ترمة الشعر بشكل عام إا فيما ص ا زئيتن اللتن
لقد انقسم ا ميع بن مؤيد لرمة الشعر ،مسلّم بإمكانيتها و بن معارض ها مصر عل
استحالتها ،لكن الذي ا تلف عليه ا ميع و أن مرجم الشعر ب أن يكون عل دراية
واسعة صائص الشعر ي اللغة الفرنسية و خصائصه ي اللغة العربية من أوزان و معانيها
.2أن خرافات افونتن تعتمد أساسا عل رمزية ا يوانات فيها .ف جد مثا أن حمد
عثمان جال ،و و أول من نقل خرافات افونتن إ اللغة العربية ،و آخرين ،قد
اعتمدوا عل نفس ا يوانات الي ابتدعها افونتن ي خرافاته .و السؤال الذي ب
162
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
الشخصيات ي كل قصة ما ي تج ع ه فهم تلف للعر و امواعظ امستقاة إن وجد
ا يوانات ،باعتبار أن معام الشخصيات ترمها ا يوانات الي ترمز إليها ،م بعد
و قد توصل ا بعد الدراسة إ أنه مكن ااتفاق عل أنه ا ضرر من اعتماد امرمن
العري.
.3أن افونتن طور اخرافة إ عمل ف متكامل ،أراد أن حقق من خاله غايتن:
التثقيف و امتعة الف ية ،أنه رأى كما يقول ي مقدمة خرافاته أن اخرافة تتكون من
جزأين مكن أن نسمي أحدما جسما واآخر روحا .فا سم و ا كاية ،أما الروح
فهي امع اخلقي للحكاية .إذا فروح اخرافة تتمثل ي اموعظة امستقاة م ها .لذلك
أن ا سد لن يستقيم بدوها .و ا ميل ي اأمر أنه و بعد الدراسة اكتشف ا أن
163
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
امواعظ امستقاة من اخرافات تعر عن قيم إنسانية كا ب و اأمانة و حسن ا وار
الثقافية أو الدي ية لن تفرض عليهم تغير مفا يم تلك القيم ع د نقلها من لغة إ
لغة أخرى.
إن مرجم خرافات افونتن بعد فهمه هذ ال قاط اأساسية ،لن د ي غر التصرف ي
الرمة رجا له لبلوغ ما يطمح إليه .و هذا السبب قم ا ي دراست ا بذكر أ م دعاة التصرف
دد العوامل الي تتدخل ي رسم معام حدود التصرف ي ترمة خرافات افونتن وح
.le cerf se voyant dans l’eau ،l’avare qui a perdu son trésor
164
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
كما قم ا بتحديد الدراسة ي مستويات و ي :امستوى ال صي الذي اشتمل عل ا ذف
و اإضافة ،و امستوى الدا الذي درس ا فيه داات اأساليب اإنشائية ي مقاطع ال ص
اأصلي و ما يقابلها من داات ي امقاطع امرمة ،و امستوى امعجمي الذي حددنا فيه
بعض امفردات ي ال ص اأصلي و درس ا بعد ذلك كيف تعامل امرمن معها أث اء ترمتها،
و امستوى ا ما الذي درس ا فيه ترمة احس ات البديعية و الصور البيانية و حديد مدى
قدرة امرمن عل إحداث تأثر ما مكافئ لذلك الذي أحدثه الكاتب ي ال صوص
اأصلية ،ومستوى الوزن الذي قم ا فيه بالتعرف عل أوزان ال ص اأصلي م حاول ا أن نفهم
سبب اختيار امرمن أوزان دون أخرى لكتابة ال صوص امرمة ،و امستوى امتعلق برمة
العرة الذي قم ا فيه بدراسة كيفية تعامل امرمن مع العر و الدروس اأخاقية اموجودة ي
م قم ا بعد ذلك بتحليل و نقد امقاطع امرمة عل امستويات الي ذكرنا ا و ترم ا ال تائج
الي توصل ا إليها إ نسب مئوية ل تمكن بعد ذلك من رسم م ح بياي يوضح امقاربة
الرمية للمرمن و يفسر اأسباب الي من شأها أن ترسم ل ا معام و حدود تصرفهما ي
توطن ال ص و يسه ،و جعله يبدو و كأنه قد كتب أصا باللغة العربية .فعل امستوى
165
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
ال صي مثا قام ذف كل ما و غريب أو يتعارض مع مبادئه الثقافية .فقام مثا ي ترمة
و يرجع سبب ذا ا ذف إ أن كلمة " "marquisالي تعر عن لقب شرف كان يطلق
عل الرجل ي القرون الوسط تكون م زلته ما بن الدوق ( )le ducو الكونت ( le
كما قام عل امستوى ال صي كذلك بإضافة كل التعابر و الكلمات الي حيل ا مباشرة إ
الثقافة العربية اإسامية و البيئة امصرية ،كذكر إشارات دي ية كقوله مثا ي خرافة "الغراب
و الثعلب"" :فشمها الثعلب من بعيد ما رآ ا كهال العيد" ،أو أماكن و مدن عربية كقوله
ي خرافة "الثعلب و الع ب"" :و قال ذا حصرم رأيته ي حلـب" ،أو تعابر ميز اجتمع
امصري كقوله ي خرافة " حكاية الضفدعة الي تريد أن تساوي الثور" " :أها قد خرجت
أما امرجم بشر مفتاح فقد و قف عل بعد متساو ما بن الثقافة العربية و الثقافة الفرنسية،
فكان يوطن ال ص أحيانا و يغربه أحيانا أخرى .فعل امستوى ال ص قام بتوطن ال ص ذفه
166
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
و ذلك أن ذ الكلمة تعر عن نسبة الفائدة من القرض ،و خلفية امرجم الدي ية حرم
و قام من جهة أخرى بتغريب ال ص ع دما اقرض كلمة " "marquisمن خرافة
"الضفدعة الي تسع أن تصبح أضخم من الثور" ،رغم أن ذ الكلمة غريبة عن ثقافة
القارئ العري .و اماحظ ي اأمر أنه م يكن اك هميش يفسر من خاله امرجم مع
تتدخل ي رسم معام حدود التصرف ي ترمة خرافات افونتن و الي مكن أن نلخصها
فيما يلي:
نية المترجم:
عزم امرجم قبل بدء عملية الرمة إما عل اعتماد إسراتيجية التوطن
اتن اإسراتيجيتن سب الغرض من الرمة أوا ،م سب ا مهور امتلقي الذي تقل
أو تعظم لديه امعرفة ال وعية باللغتن امرجم م ها و إليها ثانيا (1)".كما أقر اللساي اأماي
) (1دريس حمد أمن ،إشكالية ترمة اأماء امواقعية من م ظور إسرتيجيي التدجن ( )domesticationو التغريب ( )foreignizationي الرمة،
،2012 ،No 02 ،vol 04 ،Jordan Journal of Modern Languages and Literatureص 127
167
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
لرمة نص ما :إما أن يرك امرجم امؤلف بعيدا قدر ما أمك ه ذلك و لب إليه القارئ،
و إما أن يرك القارئ بعيدا قدر ما أمك ه و لب إليه امؤلف( ".ترمت ا)
لغة المترجم:
و يتجل ذلك ي قيام امرجم ذف أو إضافة كلمات و تعابر حيل إ ثقافته كاإشارات
(1) Fredrich Schleirmacher. "On the Different Methods of Translating". In: Schulte, Rainer and
John Biguenet. Theories of Translation: from Dryden to Derrida. Chicago and London: The
University of Chicago Press, 1992, p. 42
168
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
ملخص
بيئة المترجم:
يقال أن اإنسان ابن بيئته .من ذ البيئة يتكون لدى امرجم حس ثقاي معن يتدخل ي
العملية الرمية و ا مكن فصله ع ها .فبفصله لن يتحقق ي الرمة إا الشرط اللغوي .ذا
كفاءة المترجم:
فتمكن امرجم من اللغات و معرفته العميقة بالثقافات الي ي قل م ها و إليها من شأنه أن
169
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
Le résumé :
C'est la curiosité qui a poussé l’homme à vouloir connaitre les peuples et les
ont été traduits au cours des nombreuses époques et des nombreux siècles
passés. Et c’était la fable qui a fait la plus traduite dans toutes les langues du
monde. Elle a pris alors une place considérable dans le genre littéraire. A
leur vie, dénonçaient les pratiques féodales des aristocrates, des monarchés
Presque tous les personnages de ces écrits étaient des animaux. Et c’est de
cette manière que les fabulistes évitaient les châtiments de leurs dirigeants
animés et en écoutants les histoires dont les héros font partie du monde
animal, a accepté la fable dans son univers. Ce genre littéraire a ainsi pris
solidement place dans la littérature infantile pour les valeurs, les leçons et les
170
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
Il est bien connu qu’une traduction saine ou une critique constructive des
facteurs qui ont contribué à sa propagation. C’est bien pour ces raisons que
considéré comme l’un des grands fabulistes de l’histoire parce qu’il s’est
servi des trois sources de fables : orientales (les fables indiennes de Bidba et
il a donné à tous cela un style très particulier, distinct et sans précédent. Ses
ouvrages sont devenus, par conséquent, une référence portant son nom,
dans l’ère moderne. Le secret de son génie se trouve dans le renouveau que
La Fontaine a apporté en marquant tous ceux qu’il a émerveillé par son art.
Ceci lui a valu le titre bien mérité de « Père spirituel des fables ».
171
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
Au vu de tout ce qui a été dit, nous pouvons comprendre les raisons pour
adapter ou encore imiter ses fables malgré l’existence antérieure de cet art
Et parmi les traducteurs dont les traductions ont faits l’objet de notre étude,
nous citons : le poète Mohammed Otman Djalel pour son livre « العيون
»اليواقظ ي اأمثال و امواعظ, et Bachir Mefteh pour son livre « أمثال و حكم
»افونتن. C’est deux poètes ont lancé un défi, en traduisant la poésie par la
langage des animaux, mais cela va plus loin et exige une compréhension
plus profonde, une analyse plus étendue et une concentration plus précise.
172
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
également intégré les dialectes locaux des travailleurs et des ouvriers, puis
mots soit pour le choix des mesures de vers compatibles avec les idées et les
Il est à noter que le poème qui fait de la fable son thème soumis, comme les
autres genres de poèmes qui abordent des thèmes différents tel que la
par le fait que les sujets qu’ils traitent sont différents et s’appuient sur des
particularités bien distinguées que nous pouvons résumer pour les fables
sens des mesures, les particularité des prosodies et les significations des
rimes, pour qu’il puisse dévoiler les différences fondamentales entre ces
genre littéraire.
173
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
premier qui a traduit les fables de La Fontaine en arabe, et d’autres
traducteurs ont adopté les mêmes animaux que La Fontaine a créés dans ses
fables. La question qui doit se poser dans ce cas là est : est ce que le
symbolisme dans les deux cultures arabes et française ? Sachant que ces
animaux ne sont qu’une couverture pour des personnages réels, alors que la
moindre différence dans leur symbolisme dans les deux cultures confondra
les rôles des ces personnages dans chaque histoire ce qui produit une
comparé avec leur symbolisme dans les deux cultures arabe et française.
L’étude menée n’a pas tenu compte de tous les animaux mentionnés dans
les fables de La Fontaine mais s’est limitée à ceux qui sont les plus cités et les
plus repris tels le lion, le loup, le renard, l'âne, le chien, le rat et le singe.
Après toutes les études faites, il s’est avéré, à l’unanimité, que les
traducteurs peuvent retenir les mêmes animaux que ceux utilisés par La
174
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
3. La Fontaine a développé la fable en un travail artistique bien accompli au
pour cette raison que le traducteur de la fable doit faire attention à ne pas
se maintenir sans âme. Ce qui est motivant dans ce cas-là c’est qu’après
l’étude, nous avons découvert que les morales apprises des fables de La
magnanimité… qu’ils sont des valeurs qui unifient les peuples de tous les
pays, de toutes les civilisations et de toutes les croyances. C’est pour cela
traduction, à mettre on oeuvre pour atteindre son objectif. C’est pour cette
raison nous avons cité, dans notre étude, les partisans les plus célèbres de
cette stratégie, comme nous avons aussi exposé ses techniques les plus
175
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
Et pour bien déterminer les facteurs qui interviennent dans le traçage des
avons limité notre étude à six fables riches en exemples et qui nous ont
renard, la grenouille qui veut se faire aussi grosse que le bœuf, le renard et
les raisins, l’avare qui a perdu son trésor et le cerf se voyant dans l’eau.
Nous avons, par ailleurs, déterminé plusieurs niveaux pour cette études: le
dans lequel nous avons étudié la sémantique des différents styles dans les
extraits des textes sources et leurs traductions, le niveau lexical dans lequel
nous avons sélectionné quelques notions des textes sources pour étudier
comment les traducteurs ont fait pour les traduire, le niveau esthétique dans
lequel nous avons étudié la traduction des figures de style afin de pouvoir
équivalent à celui de l’écrivain des textes sources, le niveau des mesures des
vers dans lequel nous avons identifier les mesures des vers des textes sources
mesures et pas d’autres pour écrire les textes traduits, et enfin le niveau qui
méthodes adoptées par les traducteurs pour transcrire les leçons de morale
vers l’arabe.
176
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
Nous avons, par la suite, analysé et critiqué les extraits traduits sur les
niveaux que nous avons mentionnés. Puis, nous avons traduit nos résultats
en pourcentages afin que nous puissions tracer une courbe graphique qui
aide à expliquer les approches adoptées par les traducteurs en traduisant les
fables, à comprendre les raisons pour les quelles ils ont adapté leurs
fables de La Fontaine.
textuel, il a omis tout ce qui est étrange et qui s’oppose à ses principes
La raison pour cette omission est le mot «marquis » qui exprime un titre
Il a également, toujours sur le plan textuel, ajouté tous les mots et les
177
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
Les expressions d’une allusion religieuse comme dans la fable de « le
La citation des noms des endroits ou des villes arabes comme dans la
quand il a dit :
"" أها قد خرجت مع أخته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا يوما إ السوق لسوء تهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا
Par ailleurs, nous avons constaté que Bachir Mefteh s’est mis à une distance
de « la cigale et la fourmi » :
type d’usure.
178
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
bœuf » malgré l’étrangeté de ce mot à la culture du lecteur arabe. Dans ce
cas là, la marginalisation du mot, que le traducteur n’a pas introduit dans sa
à déterminer les facteurs les plus importants qui représentent les limites de
L’intention du traducteur :
179
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
« Either the translator leaves the writer alone as much as possible and moves
the reader toward the writer, or he leaves the reader alone as much as
La langue du traducteur:
mots seulement pour assurer la préservation des rimes et des mesures des
L’environnement du traducteur:
(1) Fredrich Schleirmacher. "On the Different Methods of Translating". In: Schulte, Rainer and
John Biguenet. Theories of Translation: from Dryden to Derrida. Chicago and London: The
University of Chicago Press, 1992, p. 42
180
حدود التصرف في الترجمة اأدبية Le
résumé
réaliserons dans ce cas-là que la condition linguistique de la traduction qui
La compétence du traducteur:
181
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
Abstract:
The fable is among the books that have been translated to all the
since antiquity. Fables were at the beginning a way for the writers
become a part of kids’ world due to the lessons and morals that
imagination.
182
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
characteristics.
and created a unique and special style that wasn’t known before to
behind the numerous Arabic translations of the fables, yet they are
and French poetry. They gave more credibility to the view of the
translatability of poetry.
183
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
accurate concentration.
The poetry that makes from the fables his subject is not
epic poems. All these types are bound to the general rules of
the topics they deal with, which means that talking about
184
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
185
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
derived morals.
mentioned animals such as the lion, the wolf, the fox, the
problem for the translators to use the same animals since the
186
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
points: we can call one of them the body, and the other one
the soul. The body is the story and the soul is the real
187
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
of study.
188
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
la Fontaine’s fables.
the textual level, he omitted all strange words and those that
omitted the verse “Tout marquis veut avoir des pages” because
189
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
He added all the words and expressions that refer to the Arab,
daily life.
190
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
191
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
Abstract
192
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
193
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
194
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
195
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
196
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
197
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
198
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
199
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
200
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
201
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
202
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
203
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
204
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
205
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
206
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
207
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
208
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
209
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
210
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
211
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
212
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
213
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
214
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
215
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
216
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
217
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
218
حدود التصرف في الترجمة اأدبية
الماحق
219
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
قائمة المصادر و المراجع:
قائمة المصادر:
.2عثمان جال (حمد) ،العيون اليواقظ ي اأمثال و امواعظ ،مطبعة ال يل مصر ،ط ،1س ة -1324
1906
.3مفتاح (بشر) ،أمثال و حكم افونتن ( ،)les fables de La Fontaineدار القصبة لل شر،
2010
قائمة المراجع:
القرآن الكريم
-2برمان (أنطوان) ،الرمة و ا رف أو مقام البعد ،ترمة عز الدين خطاي ،ام ظمة العربية للرمة ،بروت ،مايو
،2010ط1
-3بن ا احظ (عمرو) ،ا يوان ،حقيق عبد السام ارون ،دار ا بل ،ج1996 ،1
-4بيوض (إنعام) ،الرمة اأدبية "مشاكل و حلول" ،دار الفاراي ،ا زائر2003 ،
-5ا احظ( ،أبو عثمان عمر) ،ا يوان :حقيق فوزي عطوي ،الشركة اللب انية للكتاب ،بروت ،ط1968 ،1
-6ا اوي (إبرا يم) ،حركة ال قد ا ديث و امعاصر ي الشعر العري ،مؤسسة الرسالة ،ط1984 ،1
-7ا لوي (حسيب) ،اأدب الفرنسي ي عصر الذ ي ،ام ظمة العامة مكتبة اإسك درية ،ج ،3ط ،2س ة
1956
220
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
-9اخطاي (عز الدين) ،الرمة و ا رف أو مقام البعد ،ام ظمة العربية للرمة ،بروت ،مايو ،2010ط1
-10ال ّدمري (كمال الدين حمد بن موس ) ،حياة ا يوان الكرى ،طاس للدراسات و الرمة و ال شر ،ط
1992
-11الديداوي (حمد) ،الرمة و التعريب :بن اللغة البيانية و اللغة ا اسوبية ،امركز الثقاي العري ،بروت ،لب ان،
-12الديداوي (حمد) ،الرمة و التواصل ،امركز الثقاي العري ،الدار البيضاء ،امغرب ،الطبعة اأو 2000 ،
-13كريا سعيد (نفوسة) ،خرافات افونتن ي اأدب العري ،مكتبة اإسك درية
-14زلط (أمد) ،أدب اأطفال بن أمد شوقي و عثمان جال ،دار ال شر للجامعات امصرية ،مكتبة الوفاء،
1994م ،ط1
-15سبول شوكت (عهد) ،الرمة اأدبية بن ال ظرية و التطبيق ،ا امعة اأمريكية ي بروت ،لب ان2005 ،
-17عتيق (عبد العزيز) ،علم البيان ،دار اآفاق العربية ،القا رة ،2006 ،ط1
-18ع اي (حمد) ،الرمة اأدبية بن ال ظرية و التطبيق ،الشركة امصرية العامية لل شر ،لو مان ،ط1997 ،1
-19ع اي (حمد) ،نظرية الرمة ا ديثة ،الشركة امصرية العامية لل شر و التوزيع ،لو مان مصر2003 ،
-20حمد جابر (مال) ،م هجية الرمة اأدبية بن ال ظرية و التطبيق ،دار الكتاب ا امعي ،ط2005 ،1
-21م صور (عز الدين) ،دراسات نقدية و ماذج حول بعض قضايا الشعر امعاصر ،مؤسسة امعارف للطباعة و
-22اميداي (أبو الفضل أمد بن حمد بن إبرا يم ال يسابوري) ،مع اأمثال ،امطبعة البهية امصرية،
ج/01ج02
-23نور عوض (يوسف) ،علم ال ص و نظرية الرمة ،دار الثقة لل شر و التوزيع ،مكة امكرمة1410 ،ه ،ط1
-24نيدا (يوجن) ،ترمة ماجد ال جار ،و علم الرمة ،مطبوعات وزارة اإعام ،ا مهورية العراقية1976 ،
221
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
دار امريخ، ترمة حمود إماعيل صي، جوانب من نظريات الرمة: إ ا ات ي الرمة،) نيومارك (بير-25
1 ط، دار و مكتبة اهال بروت، ا امع ي الرمة، ترمة حسن غزالة،) نيومارك (بير-26
1989
Paris, 2004
1994
222
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
5- Margot Jean Claud, traduire sans trahir, Paris, l’age d'homme
Lausanne 1979
1973
Gallimard, 1963
223
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
: قائمة المراجع اإنجليزية
Benjamins, 1996
1988
224
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
الرسائل و المخطوطات العربية
-1ب ت ناصر حمد عبد اه الثبيي (نوير) ،رسالة مقدمة ل يل درجة اماجستر ي قسم الباغة و ال قد بع وان:
-2حي عيس (مرم) ،الرمة اأدبية بن ا رية و التصرف "الدروب الوعرة" مولود فرعون موذجا ،مذكرة مقدمة
225
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
المجات و الدوريات
2006 ، العدد الرابع، الرباط، دار جذور، لة ترميات، ع اصر شعرية لفهم الرمة،) راوي (حسن-1
)domestication( إشكالية ترمة اأماء امواقعية من م ظور إسرتيجيي التدجن،) حمد أمن (دريس-3
N°11
n° 1, 2005
Thessaloniki
226
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
5- Ladmiral, Jean-René, « Entre les lignes, entre les langues », Revue
d’esthétique 1, 1981
No. 1
المعاجم و القواميس
904 ص،2007 ،37 ط، بروت، دار اآداب،)عري- ام هل (قاموس فرنسي،) إدريس (سهيل-1
1- http://dictionnaire.reverso.net/francais-definition/marquis
2- http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/nenni/54135
3- http://www.linternaute.com/dictionnaire/fr/definition/chevance/
4- http://www.linternaute.com/dictionnaire/fr/definition/he/
227
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
الكتب اإلكترونية
الموسوعات اإلكترونية
1- http://www.larousse.fr/encyclopedie/personnage/Jean_de_La_Fontai
ne/128410
2- ،ح ان امالكيhttp://www.arab-
ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_
term&id=3818&m=1
3- http://www.larousse.fr/encyclopedie/personnage/Jean_de_La_Fontai
ne/128410
: المجات اإلكترونية
المواقع اإلكترونية
1- http://www.diwanalarab.com/spip.php?article35933
2- http://www.diwanalarab.com/spip.php?article35933
3- http://www.lesoirdalgerie.com/articles/2013/02/28/article.php?sid=1
45804&cid=49
4- http://www.lesoirdalgerie.com/articles/2013/02/28/article.php?sid=1
45804&cid=49
228
حدود التصرف في الترجمة اأدبية امصادر
وامراجع
5- Marmontel (1723-1799), Poétique française, citation sur la poésie,
http://www.etudes-litteraires.com/poesie-citations.php
la poésie, http://www.etudes-litteraires.com/poesie-citations.php
blog.com/categorie-10252512.html
229
الفهرس
الصفحة
مقدمة……………………………1 ………………………………..
مهيد7 ………………………………………………....…………..
خاصة49 ……………………………………………………..........
الفصل الثاي
الفصل الثالث :دراسة حليلية و نقدية ي مدونة "94 ...…………"Les fables de La Fontaine
خاصة154.................................................................................
اماحق193.................................................................................