Professional Documents
Culture Documents
النصوص األدبية
ARAB201
51-3 الوحدددددددددددددددددد ا ى :
الدراسة األدبية
42-51
:مكارم األخالق عوف بن األحوص دددددد د الوحدددددد د ال
31-41
:صحوة قلب زهري بن أبي سلمى الوحدددددد د ال ل دددددد د
22-31
:قاهر السباع للمتنبي الوحدددددد د ال ا دددددد د
11-21
:عزة فارس ألبي فراس الحمداني دددددد الوحدددددد ا
12-15
:تأمالت في الحياة واملوت ألبي العالء املعري دددددد الوحدددددد ال
54-11
:في ظل وادي املوت ألبي القاسم الشابي الوحددددد د ال ددددد د
57-53
:خطبة عُتبة بن غَزْوان دددددد د الوحددددددد ال
00-08
ُ :خطْبة الحَسَن البَصْريّ ددددد د الوحددددد د ال
77-07
:من رسالة الغفران أبو العالء املعري ددددد د الوحددددد د ال
587-588
:صاحب أبي نُواس ابن شُهيد األندلسي ددددد د الوحددددد د ا
عشدددددددددددددددددددددددددددددددددددد
544-558
:االمتيازات واألدب أحمد حسن الزيّات عش الوح ال
535-543
:االمتيازات واألدب أحمد حسن الزيّات الوح ال ل عش
521-534
:حالق القرية إبراهيم عبد القادر املازني عش الوح ال ا
2
الوحدة التعليمية األوىل
الدراسة األدبية
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل عليكَ
ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس األول من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية ،هلذا
الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
4
طبيعة األدب ووظيفته
سنبدأ بطرح سؤال ليس من السهل أن نعثر على جواب عنه ،وهو ما طبيعة األدب؟ ولإلجابة عن هذا السؤال ال
بد من تقديم جمموعة متعددة من املعايري املستخدمة يف حتديد طبيعة األدب ،ومن مم نقدها وهذه املعايري هي
حماولة بعض الباحثني توسيع الدراسة األدبية حتى تتطابق مع تاريخ احلضارة لكن مطابقة األدب مع تاريخ .
احلضارة إنكار للحقل النوعي ،واملناهج النوعية للدراسة األدبية ،فثمة فرق بني ديوان شعري وكتاب يف التاريخ على سبيل
املثال.
قصر األدب على الكتب العظيمة اليت تشتهر بشكلها األدبي مهما كان موضوعها فالشعر الغنائي، .
والدراما ،والرواية ،ختتار على أسس مجالية أما الكتب األخرى فتنقى لسموها الفكري ،فضال عن قيمة مجالية من نوع
أضيق.
توظيف منائية "الفكر والشعور" يف التمييز بني لغة العلم ،ولغة األدب لكن هذه الثنائية ليست كافية .
فاألدب حيتوي على فكر كما أن اللغة االنفعالية ال تقتصر على األدب ومع ذلك فاللغة العلمية املثالية هي لغة "داللية" حمض
تهدف إىل التطابق بني اإلشارة واملدلول ،على حني أن اللغة األدبية تكثر فيها االلتباسات واجلناس والتصنيفات الالعقلية،
واالعتباطية وتتخللها األحداث التارخيية و الذكريات ،والتداعيات كما أن هلا جانبها التعبريي فهي تنقل هلجة املتحدث،
و موقفه وتسعى إىل التأمري يف موقف القارئ واألهم من ذلك كله أنها تشدد على اإلشارة نفسها ،أي الرمز الصوتي
للكلمة ،وإن كان أقل أهمية يف الرواية منه يف الشعر الغنائي.
التمييز بني اللغة اليومية واللغة األدبية بوصفه معيارا ملعرفة ماهية األدب وال خيلو هذا املعيار من بعض .
املشاكل ،فاللغة اليومية ليست مفهوما مطردا ،فهي تضم العامية ،واللغة التجارية ،واللغة الرمسية ،فضال عن أن اللغة
اليومية ال تقتصر على االتصال ،وال ختلو من الوظيفة التعبريية ،وعلى ذلك ميكن التفريق بني اللغة األدبية واللغة اليومية
على أساس كمي ،فاللغة األدبية تتعمد وتكثر من توظيف الظواهر التعبريية واجلمالية.
التمييز العملي بني األدب وغري األدب فكل ما يقنعنا بعمل خارجي حمدد نرفض أن نعده شعرا ،لذلك .
علينا أن نقصر األدب على األعمال اليت تغلب عليها الوظيفة اجلمالية وإن كنا نعرتف بوجود عناصر مجالية أسلوبية يف
أعمال ذات غرض غري مجالي كاملواعظ ،واألطروحات الفلسفية ..اخل.
الصورة الفنية إن اللغة الشعرية مشحونة بالتصوير ومع ذلك فاجملاز ليس ضروريا للنصوص القصصية .
وهناك قصائد جيدة خالية من الصور وقد ال يقرتح الكاتب القصصي صورة بصرية وإمنا يركز على احلاالت العقلية
والدوافع والرغبات ،واملواقف ،فضال عن أن اجملاز كامن يف معظم كالمنا اليومي وتنشأ بعض املصطلحات بواسطة التحول
اجملازي إال أن الشعر حييي هذه السمة اجملازية للغة ،وجيعلنا على وعي بها.
5
وأخلص بعد عرض هذه املعايري إىل أن كل واحد منها يصف جانبا من جوانب العمل األدبي ،وال يكفي واحد
منها لتحديد طبيعة األدب ألن العمل األدبي ليس موضوعا سهال ،بل هو تنظيم معقد بدرجة عالية وذو مسة مرتاكبة مع
تعدد يف املعاني و العالقات.
ومع ذلك ميتاز األسلوب الشعري خبصائص أسلوبية خاصة وهي
الوزن
القافية
الرتكيز على القيمة التعبريية لألصوات واحملاكاة الصوتية.
اإلكثار من الصور الشعرية.
العناية باإلجياز والكثافة يف تأليف العبارة.
ورود الضرورات الشعرية.
م تخ ص : كذلك مت ز ا ج س ال
فاخلطابة كالم يلقى يف مجهور الناس لإلقناع والتأمري معا.
أدب املناظرة ضرب من الكالم يشرتك فيه امنان على األقل حياول كل منهما إمبات رأيه ،وإبطال رأي
خصمه باحلجة والربهان ،ويتناول املسائل الفلسفية واالجتماعية.
الرسالة اإلخوانية نص مكتوب يدور بني األفراد يف تعزية ،أو تهنئة ،أو توصية ،أو عتاب ،أو شوق ،أو
حتذير ،أو وعيد ،ويصور العواطف والصالت اخلاصة بني األفراد.
املقامة عمل أدبي يتخذ القالب القصصي طابعا عاما ،ولغتها مسجوعة ،يرويها راو ،وبطلها رجل مكد
يتسول بظرفه وحبيلته.
أدب الرحلة عمل أدبي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور يف أمناء رحلة قام بها
ألحد البلدان.
السرية عمل أدبي يسرد دورة حياة شخص ،ويذكر الوقائع اليت جرت له أمناء مراحل هذه احلياة.
املقالة األدبية قطعة نثرية حمدودة يف الطول واملوضوع ،تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة
والرهق ،شرطها األول أن تكون تعبريا صادقا عن شخصية الكاتب.
اخلاطرة مقال قصري خيلو من كثرة التفصيالت يعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما.
ال قصة القصرة سرد قصصي قصري نسبيا ،يهدف إىل إحداث تأمري معني ،يركز على شخصية واحدة ،يف
موقف واحد ،يف حلظة واحدة ،يف مكان بعينه.
الرواية سرد قصصي نثري طويل يصور شخصيات فردية من خالل سلسلة من األحداث ،واألفعال،
واملشاهد.
6
املسرحية النص الدرامي املكتوب لتقدميه على خشبة املسرح ،وهو عبارة عن حكاية تصاغ يف شكل
أحداث وشخصيات يف زمان ما ومكان ما ،ويؤديها ممثلون أمام مجهور باستخدام عناصر العرض املسرحي.
والشعر املسرحي هو الفن الذي يتبنى الشعر سواء أكان عموديا أم غري عمودي لكتابة احلوار املسرحي.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما وظيفة األدب؟ مثة حالة من التالزم بني طبيعة األدب ووظيفته فاستعمال الشعر ينتج
عن وظيفته ويكتسب استعماال مانويا حني تضمر وظيفته الرئيسية.
وبناء على التالزم بني طبيعة األدب ووظيفته أخلص إىل أن الشعر "ممتع و مفيد" وكل صفة من هاتني الصفتني إذا
است خدمت مبفردها مثلت حمورا من سوء فهمنا لوظيفة الشعر فحني يؤدي العمل األدبي وظيفته تندمج فيه الفائدة واملتعة
ومتعة األدب متعة رفيعة ألنها متعة بأرفع نوع من الفعالية أي بالتأمل غري االكتسابي كما أن نفع األدب نفع مفعم
باإلمتاع ،وهو بذلك خيتلف عن الدرس الذي جيب تعلمه كما أن جديته هي جدية اإلحساس باجلمال.
وإذا كان الشعر مفيدا ،فهذا يعين أنه يقدم نوعا من املعرفة خيتلف عن معارف العلوم اليت تستعمل األسلوب
النظري لكونه يستعمل األسلوب التمثيلي فالفنان يتبصر باحلقيقة ،وميارس جهدا واعيا ،أو غري واع ،للتأمري يف القراء،
ليشاركوه يف موقفه جتاه احلياة وال شك أن لألدب وظائف أخرى ،كالتطهري أي أنه خيلصنا من انفعاالتنا كما أن بعض
األدب مهيج ولكن تظل الوظيفة الرئيسية لألدب أن يكون أمينا لطبيعته.
7
أدبية تستمد بعض أفكارها من نقد األعمال الفنية ذاتها و تستمد بعضها اآلخر من التاريخ األدبي وبذلك تظل فروع
الدراسة األدبية مستقلة استقالال ال ينفي التكامل.
8
وردزورث ويرى أن تعريف األدب نابع من أصوله النفسية فاخلصائص النفسية لدى الشاعر تتمثل يف o
اختالفها يف الدرجة ال يف النوع عن الناس اآلخرين ولكن ماذا عن ماهية اللغة الشعرية؟ إن اللغة الشعرية كما يراها
وردزورث ال ختتلف عن لغة الناس الواقعيني وهذا رأي ساذج فالشاعر على خالف الناس يستعمل اللغة بوصفها أداة فنية
كما أن موضوع الفن ال يتحكم يف األداة .ومع ذلك حاول وردزورث التوفيق بني كون لغة الشعر واقعية من جهة وموزونة
ومقفاة من جهة أخرى فرأى أن استعمال القافية و الوزن يف الشعر يرجع إىل أنهما يساعدان على حتقيق التوازن و السرور.
فرويد يرى فرويد أن الفنان مريض مصاب بالعصاب ،وأن الفن نتاج هلذا املرض ،وميكن الرد على هذا o
الرأي من خالل النقاط اآلتية
األدباء أكثر عرضة للتفسري النفسي دون غريهم من املبدعني ،ألنهم أكثر إفصاحا عن أنفسهم.
إن ربط إبداع الفنان بالعصاب يستلزم تطبيق املعيار نفسه على الفعاليات الفكرية األخرى كالفيزياء واألحياء
والرياضيات ...اخل.
ميكن إرجاع بعض حاالت اإلخفاق إىل العصاب وبذلك يكون جل اجملتمع مصابا بالعصاب على وفق هذه
النظرية.
يونج وجد يونج يف اآلمار األدبية صورا عليا وأصداء ألساطري عريقة ترتدد يف حياة البشر و خلص إىل أن o
هذه الصور والرموز متولدة من منبع نفسي عميق متأصل يف العقل البشري يعرف بالالوعي اجلمعي وهي منطقة أعمق من
الوعي ،والالوعي يف الفرد لذا فهي ليست يف متناول يده .وهذه الفكرة ال جيوز تعميمها على الشعر كله فالنماذج العليا ال
تظهر بالدرجة نفسها لدى كل الشعراء ومع ذلك فالصور العليا تعمل عملها حني ال مييزها القارئ فهي تعمل بطريقة غري
مباشرة وهي مظهر لكل شعر ناجح.
حتليل شخصية األديب .
إن تطبيق القواعد النفسية على حاالت خاصة أجدى من النظريات العامة اليت تتحدث عن أصل الفن ومن تلك
احلاالت اخلاصة حتليل شخصية األديب ،ويتم ذلك بطرق عدة
دراسة سرية األديب ومجع كل الومائق املتعلقة به ومن مم البحث عن أمر ذلك كله يف أعماله األدبية ومن
أهم النقاد الذين اتبعوا هذه الطريقة " ادمند ولسن" فقد عين بسرد الوقائع الضرورية املستمدة من السرية ،مم االستنتاج منها
حول نفسية األديب ومن مم تطبيق النتائج على آمار أدبية معينة ،واهتم بدراسة شعور األديب حنو طبقته ،واآلمار اليت
انطبعت يف نفسه من الكفاح االقتصادي .ولكن ما حياول األديب أن يقوله ال يهم الناقد فالناقد يهتم مبا وفق األديب يف قوله
فضال عن أن العودة إىل السرية ملعرفة ما أراد األديب قوله دليل على فشل العمل .
البدء باآلمار عودة إىل صاحبها الستخالص النتائج حول حياة األديب وحالته الذهنية وهو نقد حمرتف
ولكن هذا النوع من النقد يتجاهل العنصر الصناعي يف الفن ويفرتض أن األديب يعمل يف تلقائية.
9
تطبيق النظريات النفسية يف دراسة شخصيات العمل األدبي ويرى أصحاب هذا االجتاه أن مهمة األدب .
تتمثل يف تصوير حياة حية للطبيعة اإلنسانية من خالل الكشف لبعض املواقف اإلنسانية وعلى ذلك ميكن استغالل النظريات
النفسية احلديثة يف تفسري العمل األدبي كسلوك الشخصيات مهما بدا مضطربا.
01
فالتحليل اللغوي يؤدي إىل حنو يولد مجال تشمل ما لوحظ بالفعل وما مل يلحظ حدومه ،أما التحليل األسلوبي
فإنه يسعى إىل الوصول إىل تنميط يشري إىل املالمح املشرتكة بني نوع معني من النصوص ميكن أن يقسم فيما بعد إىل أنواع
فرعية .ويتم حتديد كل نص خمتلف على ضوء جمموعة من اخلواص املعينة املتمثلة فيه .فالباحث األسلوبي يريد أن يعرف
اخلواص املشرتكة بني أفراد نوع واحد ،واملعايري اليت يتم التصنيف طبقا هلا ،واضعا نصب عينيه " أدبية األدب" ،بوصفها
السمة املميزة لنصوصه عن بقية النصوص.
وتعد قضية ثمييز املالمح اللغوية اليت توظف يف العمل األدبي ألهداف أسلوبية من أبرز قضايا البحث األسلوبي،
وال ميكن التغلب عليها إال عن طريق استيعاب مجلة اإلجراءات األسلوبية اليت تهدف إىل الكشف عن العنصر املوظف،
وتوضيح كيفية قيامه بهذه الوظيفة.
و بناء على ما سبق ننظر إىل األسلوبية أي علم األسلوب على أنها فرع من " علم اللغة " ،ولكن مبا أنها تعتمد
وجهة نظر خاصة بها ثميزها عن سائر فروع الدراسات اللغوية ،فاألقرب إىل املنطق أن تعد علما مساوقا لعلم اللغة ،فهي ال
تعنى بعناصر اللغة من حيث هي لغة ،بل بإمكاناتها التعبريية ،وعلى هذا األساس سيكون هلا أقسام علم اللغة نفسها ،فإذا
كان التحليل اللغوي يتم على مستويات مالمة هي املستوى الصوتي ،و املستوى املعجمي ،واملستوى الرتكييب ،فإن على
األسلوبية أن ثميز بني هذه املستويات الثالمة نفسها.
وهنا يربز سؤال مهم وهو هل ميكن أن تشكل األسلوبية بديال ألسنيا لنقد األدب؟ ال شك يف أن األدب بناء
لغوي ،وإدراك طبيعة هذا البناء أمر جوهري لدارس األدب ،لذلك يتجنب الدارس األسلوبي قضايا الفلسفة ،وعلم
االجتماع ،ألن الدراسة األسلوبية هي دراسة منهجية للتعبري األدبي.
فال ميكن النفاذ يف رأيها إىل جوهر األمر األدبي إال عرب صياغاته اإلبالغية .لذا يقتصر التفكري األسلوبي على النص
يف حد ذاته ،و تعنى األسلوبية بدراسة اخلصائص اللغوية اليت يتحول بها اخلطاب عن سياقه اإلخباري إىل وظيفته التأمريية،
وتعمل األسلوبية كذلك على جتاوز االنطباعات الذاتية ،واالتكاء على احلس اللغوي يف إمبات الظاهرة إىل الكشف عن
العلل املوضوعية اليت يقوم عليها هذا التصور.
ويبدأ الدارس األسلوبي بطرح السؤال التالي كيف يتم استعمال اللغة لغرض مجالي؟ و هذا يدفعه إىل دراسة
الوسائل األسلوبية املتنوعة كاإليقاع والصور الشعرية ،ومن املمكن أن تكون أية خصيصة أسلوبية بارزة لدى كاتب معني
مفتاحا لفهم نهجه الفين ،وسيلحظ الدارس أن أية فكرة من األفكار ميكن إبالغها بأشكال وكيفيات متنوعة ،مثلما أن
اخلاصية األسلوبية نفسها ميكن أن تثري انفعاالت متعددة و متميزة ،تبعا للسياقات اليت ترد فيها ،وأن اإلمارة نفسها ميكن
حتقيقها خباصيات أسلوبية متعددة.
ولكن تظل صلة اللغة بالنقد األدبي يف معظمها منصبة على صحة النص ،وهذا اجلانب األعظم من اللغة هو
اجلانب العريف االجتماعي ،أما االعتبارات اجلمالية فرتجع إىل االختيار الفردي للمفردات ،وبناء اجلمل ،ولكنها تظل متمتعة
بالصحة اللغوية.
00
وعلى الرغم من ذلك يظل النقد األسلوبي عاجزا عن استيفاء كل جوانب العمل األدبي ،فهناك عناصر يف األدب
تتجاوز الدالالت اللغوية املباشرة ،وغري املباشرة ،ومن مم ميكن عرضها بصور خمتلفة كالشخصية الروائية ،وزاوية الرؤية
يف العمل الروائي ،و عالقة الزمن الروائي بالزمن اخلارجي ،وطبيعة املوضوع ،وطبيعة األنا يف القصيدة الغنائية ،كما أن
هناك عالقات تربط العمل األدبي مبوقف إنساني له جذوره يف الشخصية أو يف اجملتمع ،و هذه كلها مسائل ال ميكن حبثها
باملنهج األسلوبي ،ولكن هذا التمييز ال يعين الفصل ،فعلم األسلوب والنقد األدبي يتعاونان و يتكامالن.
ملخص الوحدة
ال نستطيع توظيف معيار واحد يف تعريف األدب ،لذا فاألدب منجز حضاري ،ميتاز بسمات مجالية ،كالصور
الفنية ،واإليقاع ..اخل ،وتغلب عليه العاطفة ،وال خيلو من الفكر ،يهدف إىل التأمري ،وليس اإلقناع املباشر ،وال يستخدم يف
لغة احلياة اليومية ،ومع ذلك تظل السمات الشعرية ثمتاز مبزايا خاصة كالوزن ،والقافية ،والقيم الصوتية التعبريية ،وتتفرع
النصوص األدبية النثرية إىل أجناس عدة ،لكل جنس منها مسات خاصة ثميزه ،ويهدف األدب شعرا ونثرا إىل اإلمتاع
والفائدة معا من خالل التأمل غري االكتسابي على خالف الدرس التعليمي.
وتنقسم الدراسة األدبية مالمة أقسام دراسة املبادئ واملعايري األدبية أي دراسة "اجلنس األدبي وقوانني تطور
األدب" ودراسة األعمال األدبية ذاتها مبعزل عن غريها أي "النقد األدبي التطبيقي" ودراسة األعمال األدبية بوصفها جزءا
من أعمال مرتبة حسب تسلسلها الزمين أي "تاريخ األدب" ،والعالقة بني هذه الفروع هي عالقة تكاملية لذا ال جيوز
املفاضلة بينها.
وتنقسم املناهج النقدية يف دراسة األدب قسمني رئيسني مناهج معرفية وظفت معارف العلوم اإلنسانية يف دراسة
األدب كاملنهج التارخيي واملنهج النفسي واملنهج االجتماعي ،ومناهج نصية انطلقت من النص ومن املعرفة اللغوية يف حتليل
النص األدبي ،وال تستطيع أي دراسة جادة لألدب جتاهل املعارف غري األدبية املؤمرة يف األدب ،وال النسيج اللغوي للنص
األدبي.
الفهم واالستيعاب
أوال
حاول صياغة تعريف لألدب من خالل املعايري اليت مت عرضها يف مبحث طبيعة األدب؟ .
ما وظيفة األدب؟ .
ما فروع الدراسة األدبية؟ وهل جتوز املفاضلة بينها؟ وما طبيعة العالقة بينها؟ .
ملاذا مسي املنهج التارخيي واملنهج النفسي والنهج االجتماعي يف دراسة األدب باملناهج املعرفية؟ .
هل ثمتلك املناهج املعرفية نظرية يف القيمة األدبية؟ .
02
ما أهم مالمح املنهج التارخيي يف دراسة األدب؟ .
ما اجملاالت اليت دخل من خالهلا علم النفس إىل جمال النقد؟ .
كيف ميكن توظيف املعرفة االجتماعية يف دراسة األدب؟ .
ما املقصود باملناهج النقدية النصية؟ .
.هل تشكل األسلوبية بديال حقيقيا للنقد األدبي؟ وملاذا؟
مانيا اخرت رمز اإلجابة الصحيحة
من طبيعة األدب أنه .
ب -يغلب عليه اجلمال وال خيلو من الفكر منجز حضاري أ-
د -كل ما ذكر صحيح ج -تغلب عليه العاطفة
وظيفة األدب هي .
ج -اإلمتاع والفائدة معا د -كل ما ذكر خطأ ب -الفائدة اإلمتاع أ-
يعد تاريخ األدب .
دراسة للمبادئ واملعايري األدبية لألدب أ-
ب -دراسة األعمال األدبية ذاتها مبعزل عن غريها
ج -دراسة األعمال األدبية بوصفها جزءا من أعمال مرتبة حسب تسلسلها الزمين
كل ما ذكر صحيح د-
من املعارف غري األدبية .
ب -املعرفة النفسية املعرفة التارخيية أ-
د -كل ما ذكر صحيح ج -املعرفة االجتماعية
من مسات املنهج التارخيي .
ب -تقسيم األدب إىل عصور وحركات ومدارس حتقيق النصوص أ-
د -كل ما ذكر صحيح ج -دراسة سري األدباء
النص الدرامي املكتوب لتقدميه على خشبة املسرح ،وهو عبارة عن حكاية تصاغ يف شكل أحداث .
وشخصيات يف زمان ما ومكان ما ،ويؤديها ممثلون أمام مجهور باستخدام عناصر العرض املسرحي.
د -الرواية ج -املسرحية ب -أدب املناظرة القصة القصرية أ-
سرد قصصي نثري طويل يصور شخصيات فردية من خالل سلسلة من األحداث ،واألفعال ،واملشاهد. .
د -الرواية ج -املسرحية القصة القصرية ب -أدب املناظرة أ-
01
سرد قصصي قصري نسبيا ،يهدف إىل إحداث تأمري معني ،يركز على شخصية واحدة ،يف موقف واحد ،يف .
حلظة واحدة ،يف مكان بعينه.
د -الرواية ب -أدب املناظرة ج -املسرحية القصة القصرية أ-
مقال قصري خيلو من كثرة التفصيالت يعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما. .
ج -املسرحية د -املقالة األدبية ب -أدب املناظرة اخلاطرة أ-
.كالم يلقى يف مجهور الناس لإلقناع والتأمري معا.
د -املقالة األدبية ج -اخلطبة ب -أدب املناظرة اخلاطرة أ-
.ضرب من الكالم يشرتك فيه امنان على األقل حياول كل منهما إمبات رأيه ،وإبطال رأي خصمه باحلجة
والربهان ،ويتناول املسائل الفلسفية واالجتماعية
د -املقالة األدبية ج -اخلطبة ب -أدب املناظرة اخلاطرة أ-
.نص مكتوب يدور بني األفراد يف تعزية أو تهنئة أو توصية ،أو عتاب ،أو شوق ،أو حتذير ،أو وعيد،
ويصور العواطف والصالت اخلاصة بني األفراد
د -املقالة األدبية ج -اخلطبة ب -الرسالة اإلخوانية اخلاطرة أ-
.عمل أدبي يتخذ القالب القصصي طابعا عاما ،ولغتها مسجوعة ،يرويها راو ،وبطلها رجل مكد يتسول
بظرفه وحبيلته
د -املقامة ج -اخلطبة ب -الرسالة اإلخوانية اخلاطرة أ-
.عمل أدبي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث ،وما صادفه من أمور ،يف أمناء رحلة قام بها ألحد
البلدان
د -أدب الرحلة ج -السرية األدبية ب -الرسالة اإلخوانية اخلاطرة أ-
.عمل أدبي يسرد دورة حياة شخص ،ويذكر الوقائع اليت جرت له أمناء مراحل هذه احلياة.
د -أدب الرحلة ج -السرية األدبية ب -الرسالة اإلخوانية اخلاطرة أ-
.قطعة نثرية حمدودة يف الطول واملوضوع ،تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة والرهق ،شرطها
األول أن تكون تعبريا صادقا عن شخصية الكاتب
د -املقالة األدبية اخلاطرة ب -الرسالة اإلخوانية ج -اخلطبة أ-
04
املراجع األساسية
ديفيد ديتش -مناهج النقد األدبي بني النظرية والتطبيق ،ترمجة حممد يوسف جنم ،مراجعة إحسان .
م. عباس ،دار صادر بريوت،
شكري عياد – اجتاهات البحث األسلوبي ،دراسات أسلوبية ،اختيار وترمجة وإضافة دار العلوم للطباعة .2
والنشر ،الرياض0985 ،م.
م. ويليك ،رينيه -مفاهيم نقدية ،ترمجة حممد عصفور ،سلسلة عامل املعرفة ،الكويت، .
ويليك ،رينيه ،وارين ،أوسنت -نظرية األدب ،ترمجة عادل سالمة ،دار املريخ للنشر ،السعودية، .
م.
املراجع املساندة
م، إبراهيم السعافني وزمالؤه -أساليب التعبري األدبي ،ط ،دار الشروق للنشر والتوزيع، .
عمان ،األردن.
أمحد الشايب -األسلوب ،دراسة بالغية حتليلية ألصول األساليب األدبية ،ط ،مكتبة النهضة .
م. املصرية ،مصر ،
حممد عبد املطلب -البالغة واألسلوبية ،ط ،مكتبة لبنان ،الشركة املصرية العاملية للنشر ،لوجنمان، .
م. مصر،
05
الوحدة التعليمية الثانية
مكارم األخالق
عوف بن األحوص
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
عليكَ ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس الثاني من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية،
هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
أه اف الوح
يتوقع من الطالب بعد دراسته هلذه الوحدة أن
أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة. .
أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة الشاعر عوف بن األحوص واجلو العام للنص. .
أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي. .
أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي. .
أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه. .
أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي. .
07
اجلو العام للنص
شاعرنا هو عوف بن األحوص بن جعفر بن كالب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيالن بن مضر .واسم أبيه (ربيعة) و(األحوص) لقبه .وأصل احلوص
ضيق يف العني ،وكان األحوص سيدا يف قومه وذا رأيهم ،حضر يوم شعب جبلة ،من عظام أيام العرب ،وهو يومئذ
شيخ كبري ،قد وقع حاجباه على عينيه ،وقد ترك الغزو ،غري أنه يدبر أمر الناس ،وكان جمربا حازما ميمون النقيبة.
سنة ،وعوف هذا ابن وحضره معه ابنه عوف ،وكان من زعمائهم وقوادهم ،وكان يوم جبلة قبل اهلجرة بأكثر من
عم الطفيل والد عامر بن الطفيل.
يصور عوف مشهدا للمستنبح يأوي إىل نار القرى يف الليل ،ويفخر بكرمه حني اجلدب واألزمة ،وينعت القدر
واإلبل اليت تنحر ،وينوه بتساحمه مع الصديق ،ووأده العداوة ،وضرب لذلك مثال بقبيلة صريم اليت حاولت استثارته،
وأنه يغضي عن العوراء يسمعها ،مم تهكم بابن زحر ،وفخر بقبيله وأحالفه ،مم أشار إىل مضاء عزمه ،وإىل أن عاقبة
التواني ضياع األمور.
ي ال ص ا
ومُـــسْـــتَـــنْـــبِـــحٍ يَـــــخْـــــشَـــــى الـــــــقَــــــــوَاءَ ودُونَـــــــــــــــهُ
مِــــــــــــــنَ الــــلَّـــــيْـــــلِ بَـــــــابَـــــــا ظُــــلْـــــمَـــــةٍ وسُــــتُـــــورُهـــــا
رَفَــــعْـــــتُ لَـــــــــهُ نـــــــــارِي فَـــلَـــمَّـــا اهْـــــتَـــــدَى بِـــــهَـــــا
َزجَـــــــــــــــرْتُ كِــــــــالَبِــــــــي أَنْ يَــــــــهِــــــــرَّ عَـــــقُـــــورُهــــــا
فَـــــــــالَ تسأليين واسألي عــــــــــن خَــلِــيــقَــتِــي إِذَا رَدَّ عَــــــافِـــــــى الــــــقِـــــــ ْدرِ مَـــــــــــــنْ يَــسْــتَــعِــيــرُهـــا
وكــــــــانـــــــــوا قُــــــــعُـــــــــوداً حَـــــوْلــــــهَــــــا يَـــرْقُـــبُــــونَــــهــــا
وكــــــانَــــــتْ فَــــــتَـــــــاةُ الــــــحَـــــــيِّ مِــــــمَّـــــــنْ يُـــنِـــيـــرُهــــا
تَــــــــــــــــرَيْ أَنَّ قِــــــــــــــــ ْدرِي ال تَــــــــــــــــزَالُ كـــــأَنَّــــــهَــــــا
لِـــــــــــــــذِى الـــــــفَــــــــرْوَةِ الـــــمَـــــقْـــــرُورِ أُمٌّ يَــــــــزُورُهــــــــا
َــــــــرزَةٌ ال يُـــــجْــــــعَــــــلُ الـــــسِّــــــتْــــــرُ دُونَــــــــهَـــــــــا
مُــــــــب َّ
إِذَا ُأخْــــــــــمِــــــــــدَ الـــــــنِّـــــــيـــــــرَانُ الَحَ بَـــــشِـــــيـــــرُهــــــا
إِذَا الــشَّـــوْلُ رَاحـــــتْ مـــــمَّ لَــــــمْ تَـــفْـــدِ لَـحْـمَــهَــا
بــــأَلْـــــبَـــــانِـــــهَـــــا ذَاقَ الــــــــسِّــــــــنَـــــــــانَ عَــــــقِــــــيــــــرُهـــــــا
08
وإِنِّــــــــــــــي لَـــــــتَـــــــرَّاكُ الــضَّـــغِـــيـــنَـــةِ قَـــــــــــــــدْ بَـــــــــــــــدَا
مَــــــرَاهــــــا مِــــــــــــن الــــمَــــوْلَـــــى فـــــــــــــال أَسْــتَــثِـــيـــرُهـــا
مَـــــخَــــــافَــــــةَ أَنْ تَـــــجْــــــنِــــــي عــــــــلَـــــــــيَّ ،وإِنَّـــــــــمَـــــــــا
يَـــــهـــــيــــــجُ كَـــــبِـــــيــــــرَاتِ األُمــــــــــــــــورِ صَــــغــــيــــرُهــــا
الجِـــــلٍ
تَـــــسُـــــوقُ صُـــــ َريْـــــمٌ شَـــــاءَهـــــا مِــــــــــن جُـــــ َ
إِلــــــــــــــيَّ وَدُونِــــــــــــــي ذَاتُ كَـــــــهْــــــــفٍ وقُـــــــورُهــــــــا
إِذَا قِــــيـــــلَـــــتِ الـــــــعَـــــــ ْورَاءُ وَلَّـــــــيْـــــــتُ سَـــمْــــعَــــهَــــا
سِـــــــــوَايَ ولـــــــــم أَسْــألْ بــــهَـــــا مـــــــــا دَبِـــيـــرُهــــا
فَـــــــمَـــــــاذَا نَـــقِـــمْــــتُــــمُ مِــــــــــــــن بَــــنِـــــيـــــنَ وَسَــــــــــــــادَةٍ
بَـــــــرِيءٍ لــــكــــم مِــــــــنْ كُــــــــلّ غِــــمْــــرٍ صُــــدُورُهــــا
هُــــــــــــــــــمُ رَفَــــــعُــــــوكــــــمْ لِــــلــــسَّـــــمـــــاءِ فَــــــكِــــــ ْدتُــــــمُ
تَـــنَـــالُــــونَــــهَــــا لَــــــــــــــــــوْ أَنَّ حَـــــــــيًّــــــــــا يَــــــطُــــــورُهـــــــا
مُـــــــــلُـــــــــوكٌ عَـــــــــلـــــــــي أَنَّ الــــتَّــــحِـــــيَّـــــةَ سُـــــــــوقَـــــــــةٌ
اليَــــــــــاهُــــــــــمُ يُــــــــــوفَــــــــــى بِــــــــــهَــــــــــا ونُــــــــــذُورُهــــــــــا
أَ َ
فــــــــــإِالَّ يَـــــكُـــــنْ مِـــــنِّـــــي ابْــــــــــنُ َزحْــــــــــرٍ ورَهْـــــطُــــــهُ
فَــــــمِــــــنِّـــــــي رِيــــــــــــــــــــاحٌ عُــــــرْفُـــــــهَـــــــا ونَـــــكِـــــيـــــرُهـــــا
وكَــــــــعْـــــــــبٌ فـــــــــإِنِّـــــــــي الَبْــــــنُــــــهَــــــا وحَـــلـــيــــفُــــهَــــا
ونـــــاصِـــــرُهــــــا حــــــــيــــــــثُ اســـــتَـــــمَــــــرَّ مَـــــريــــــرُهــــــا
لَــــعَــــمْــــري لــــــقــــــد أَشْــــــرَفْــــــتُ يــــــــــــومَ عُــــنَــــيْـــــزَةٍ
عــــلــــى رَغْــــبَـــــةٍ لـــــــــو شَـــــــــدَّ نَـــفْـــســـاً ضَــمِــيــرُهـــا
ولــــــــكــــــــنَّ هُــــــــلْــــــــكَ األَمْــــــــــــــــرِ أَنْ ال تُــــــــمـــــــــرَّهُ
وال خَـــــــيْـــــــرَ فـــــــــــــــي ذِي مِـــــــــــــــرَّة ال يُـــغِــــيــــرُهــــا
09
امل جم ال الل
املستنبح الذي يضل الطريق فينبح ،لتجيبه الكالب ،فيستدل على احلي فيقصده.
القواء اخلالي من األرض.
بابا ظلمة وستورها بابان من الظلمة باب بعد باب.
الستور يعين الظلمة اليت بني أول الليل وآخره وهي بني البابني.
عايف القدر ما يبقيه مستعري القدر من طعام لصاحبها.
يرقبونها ينتظرون نضجها.
ينريها يضيئها.
ذو الفروة السائل املستجدي ،وفروته جعبته اليت يضع فيها ما يعطى.
املقرور الذي اشتد به الربد.
مربزة يعين النار.
بشريها ضوؤها ،يبشر الناظر إليه ويستدل به على اخلري.
الشول اإلبل اليت شولت ألبانها ،أي ارتفعت.
راحت رجعت من املرعى.
مراها أمرها.
املوىل ابن العم ههنا.
صريم قبيلة.
الشاء مجع شاة.
جالجل وذات كهف موضعان.
القور مجع قارة ،وهو املرتفع يف صالبة.
العوراء الكلمة القبيحة ،وأصل العور الفساد يف كل شيء.
دبريها عاقبتها وما يراد منها.
الغمر احلقد والعداوة.
يطورها يقربها أو حيوم حوهلا.
األاليا مجع ألية ،وهي اليمني.
رياح رياح بن األشل الغنوي.
عرفها معروفها.
نكريها ما تنكره.
21
كعب هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
حيث استمر مريرها حيث جد أمرها ،أخذه من املريرة وهي احلبل إذا فتل مسيت مريرة بالفتل ،أراد
أنه ناصر هلا يف شدة أمرها.
يوم عنيزة من أيام العرب.
لو شد نفسا ضمريها أي لو اشتد العزم.
أن ال ثمره أن ال حتكمه ،وأصل اإلمرار إحكام الفتل.
املرة ،بكسر امليم طاقة احلبل.
يغريها من اإلغارة ،وهي شدة الفتل.
إضاءة على النص
يقدم الشاعر يف هذه األبيات منوذجا فريدا من توافق األنا مع اآلخر سواء أكان اآلخر مسافرا أم مستعريا أم
مستجديا أم ضيفا أم قريبا أم جارا .
فمن اآلخر ذلك املسافر الذي ضل طريقه ليال يف طريق مقفرة ،فأخذ ينبح كي جتيبه الكالب ،فيستدل على
مكانها ،فما كان من الشاعر إال أن رفع له النار حتى يستدل بها ،ومن مم زجر كالبه .ويف مشهد اجلدب الذي أصاب
الناس ،رفض الشاعر أن يهديه مستعريُ القدرِ شيئا من الطعام لعلمه حبالة قومه الذين اجتمعوا حول القدر ينتظرون نضج
الطعام رجاال ونساء.
وذلك السائل املستجدي يف اليوم البارد ،وحرص الشاعر على إبراز ناره حتى يستدل عليها كل سائل .وأولئك
الضيوف الذين حنر هلم النوق حني مل تنتج اللنب كي يقدم هلم الزاد .و ابن العم الذي بدت مالمح الغضب يف وجهه،
وقبيلة صريم وسعيها إلمارة حفيظة الشاعر كي يهجوها.
ويصل التوافق مع اآلخر إىل درجة مثالية حني تراجع الشاعر عن اإلغارة على أعدائه يف يوم عنيزة .وال يقتصر
األمر على توافق األنا مع اآلخر ،فقد غدت األنا جزءا من اآلخر سواء أكان اآلخر قبيلته أم أحالفه كرياح وكعب ،وهذا
التماهي مع القبيلة واألحالف هو السبيل الوحيد ملواجهة العدو اجملاهر بالعداوة كابن زحر.
وعليه تبدو العالقة بني األنا واآلخر عالقة إجيابية ،فال وجود لألنا دون األهل واألحالف ،وتسعى األنا لتقديم
يد العون واملساعدة للمسافر والسائل ،وترتفع عن أخذ املقابل من املستعري ،مم ختطو األنا خطوة متقدمة يف جتاهل أسباب
العداوة من األقارب ،وحترشات األعداء على الرغم من ثمكنها منهم.
وجتدر اإلشارة إىل أن هذا التوافق ثمثل من خالل التعبري باألحداث من خالل سلسلة من املشاهد املتتالية مما
أكسبه حيوية ،وإذا عدنا إىل األبيات السابقة فسنلحظ أنها تعج باألفعال فمن ذلك خيشى ،رفعت ،اهتدى ،زجرت،
يهر ،تسأليين ،اسألي ،ردَّ ،يستعريها ،يرقبونها ،ينريها ،تريْ ،يزورها ،جيعل ،أمخد ،الح ،راحت ،مل تفد ،ذاق،
20
بدا ،ال أستثريها ،جتين ،يهيج ،تسوق ،قيلت ،ولَّيت ،أسأل ،نقمتم ،رفعوكم ،تناولونها ،يطورها ،يوفى ،استمر،
أشرفت ،شد ،ثمره ،يغريها.
وميتاز هذا التوافق بني األنا واآلخر بدرجة عالية من املصداقية ألن الشاعر يورد املواقف مؤيدة بالدليل على
طريقة الكناية ،فثمة أدلة مبثومة يف األبيات تؤكد هذا التوافق رفع النار للمستنبح ،وإبراز النار يف أيام الربد ،ورفض
أخذ هدية مستعري القد ر ،وكون قِدره مقصدا للسائل املستجدي ،وحنر النوق إذا مل تنتج اللنب للضيوف ،كل هذا املواقف
هي مبثابة الدليل املادي امللموس على دعوى الكرم وعفة النفس.
الفهم واالستيعاب
ما اهلدف استنباح املسافرين للكالب ليال ؟ .
مب تفسر رفض الشاعر قبول ما يبقيه مستعري القدر من طعام؟ .
عالم يدل اجتماع القوم رجاال ونساء يرقبون القدر؟ .
ملَ عقر الشاعر نوقه؟ .
ملَ جتاهل الشاعر ضغينة ابن عمه؟ وما رأيك يف هذا املوقف؟ .
التذوق األدبي
بني مجال التشبيه يف قوله بَـــــــابَـــــــا ظُــــلْـــــمَـــــةٍ؟ .
بني مجال الصورة البيانية يف قوله ذَاقَ الــــــــسِّــــــــنَـــــــــانَ عَــــــقِــــــيــــــرُهـــــــا؟ .
ما القيمة اجلمالية الستخدام أسلوب التذييل يف قوله .
مَـــــخَــــــافَــــــةَ أَنْ تَـــــجْــــــنِــــــي عــــــــلَـــــــــيَّ ،وإِنَّـــــــــمَـــــــــا
يَـــــهـــــيــــــجُ كَـــــبِـــــيــــــرَاتِ األُمــــــــــــــــورِ صَــــغــــيــــرُهــــا
ملاذا خطأ األصمعي الشاعر يف قوله .
َزجَـــــــــــــــرْتُ كِــــــــالَبِــــــــي أَنْ يَــــــــهِــــــــرَّ عَـــــقُـــــورُهــــــا
وما عالقة ذلك بأن العرب تكين عن الكرم جبنب الكلب.
يقول الشاعر .
إِذَا قِــــيـــــلَـــــتِ الـــــــعَـــــــوْرَاءُ وَلَّـــــــيْـــــــتُ سَـــمْــــعَــــهَــــا
سِـــــــــوَايَ ولـــــــــم أَسْــألْ بــــهَـــــا مـــــــــا دبِـــيـــرُهــــا
ملاذا قيد الشاعر احلكم ب(إذا) الشرطية ومل يقيده ب(إنْ) الشرطية ؟
22
التطبيقات اللغوية
السؤال األول
بيّن نوع احلرف يف املواضع اآلتية
-5الالم يف قول الشّاعر َلعَمري لقد أشرفتُ يوم عُنيزةٍ.
-4الواو يف قوله ومُسْتنبحٍ خيشى ال َقوَاء ودونه من الليل بابا ظُلمةٍ وسُتورُها
( -3ال) يف قوله فال تسأليين واسألي خليقيت.
( -2ما) يف قوله ...ومل أسأل بها ما دَبريُها؟
السؤال الثاني
-5علل سبب تذكري الفعل (ُأخْمد) يف قول الشّاعر إذا ُأخْمد النّريان الح بشريُها.
الش ْولُ راحت ممّ مل تَ ْفدِ َلحْمها.
-4ما مصدر الفعل (راح) يف قوله إذا َّ
-3ما حملّ املصدر املؤوّل من اإلعراب يف قوله ولكنّ هُلْك األمر أنْ ال تُمرَّه.
السؤال الثالث
بني نوع كلّ مفردة خمطوط حتتها يف املواضع اآلتية
-5وإنّي َلَترّاك الضّغينة.
-4خمافةَ أن جتين عليّ.
-3زجرتُ كالبي أنْ يهرَّ عقورها.
-2كأنّها لذي الفروة املَقْرور أمّ يزورها.
-1ولكنّ هُلْك األمر أنْ ال تُمرَّه.
السؤال الرابع
أعرب كلّ كلمة حتتها خطّ يف العبارات اآلتية
-5وال خريَ يف ذي مِرَّة ال يُغريُها.
-4ودونه من الليل بابا ظُلمةٍ وسُتورُها.
الش ْولُ راحت ممّ مل تَ ْفدِ َلحْمها.
-3إذا َّ
21
-2فمنّي رياحٌ ُعرْفها ونكريها.
-1وإنّما يهيج كبرياتِ األمور صغريها.
املراجع األساسية(:مورد النص)
ه) -املفضليات ط ،حتقيق أمحد حممد شاكر وعبد أبو العباس املفضل بن حممد الضيب(ت .
السالم هارون ،دار املعارف.
املراجع املساندة
الك ب: أ-
بوفاس ،عمر -مالمح السرد يف النص الشعري القديم من خالل" املفضليات" رسالة (ماجستري) .
ورقة). م(، جامعة منتوري قسنطينة ،إشراف أ .د عبد السالم صحراوي،
اجلهين ،زيد بن حممد -الصورة الفنية يف املفضليات ،أمناطها وموضوعاتها ومصادرها ومساتها .
ه. ، الفنية ،ط منشورات عمادة البحث العلمي يف اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة رقم اإلصدار
السالمي ،ميساء صالح وادي -لغة الشعر يف املفضليات ،رسالة جامعية(دكتوراه) جامعة الكوفة، .
ورقة). م( ه– إشراف أ .د سعيد عدنان،
فضة ،فاطمة حسن شحادة -الظواهر الرتكيبية يف ديوان املفضليات ،رسالة جامعية ( ماجستري) جامعة .
ورقة) م(، ه- أم القرى ،إشراف د .أمحد عبد العزيز كشك،
ال ر ت: ب-
سلطان ،حسن صاحل و علي ،خنساء بسام" -اآلخر يف مرامي النفس اجلاهلية يف كتاب املفضليات"، .
- م،ص العدد ( ) جملة الرتبية والعلم اجمللد
24
الوحدة التعليمية الثالثة
صحوة قلب
أه اف الوح
أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة. .
أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة الشاعر زهري بن أبي سلمى واجلو العام للنص. .
أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي. .
أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي. .
أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه. .
أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي. .
26
اجلو العام للنص
زهري بن أبي سلمى ربيعة بن رياح املزني ،من مضر حكيم الشعراء يف اجلاهلية .كان أبوه شاعرا ،وخاله
شاعرا ،وأخته سلمى شاعرة ،وابناه كعب وجبري شاعرين ،وأخته اخلنساء شاعرة .ولد يف بالد (مزينة) بنواحي املدينة،
وكان يقيم يف احلاجر (من ديار جند) واستمر بنوه فيه بعد االسالم ،قيل كان ينظم القصيدة يف شهر ،وينقحها ويهذبها
يف سنة ،فكانت قصائده تسمى (احلوليات).
وهذه مقدمة يف الشيب والشباب ،ذكر بعدها الطلل واملطر ،وفرسه ،ورحلة الصيد ،من قصيدة يشيد فيها
حبصن بن حذيفة ،لرفضه اخلضوع لعمرو بن هند ،بعد مقتل أبيه حذيفة بن بدر ،يف حرب داحس والغرباء ،فأرسل
إليه ما كنت قط أفرغ حلربك من اآلن ،وال أكثر عدة ،فصد عنه عمرو بن هند وكره قتاله.
النص األدبي
الصبَا َورَوَاحِلُهْ
وَعُرِّيَ أ ْفرَاسُ ِّ صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
عليَّ ،سوَى قصدِ السَّبيلِ ،مَعادِلُهْ وأقصرْتُ ،عمّا تعلمنيَ ،وسُدِّدتْ
وكانَ الشَّبابُ كاخلَليطِ ُنزَايِلُهْ وقالَ العَذارَى إنّما أنتَ عَمُّنا
وإالّ سوادَ الرَّأسِ ،والشَّيبُ شامِلُهْ فأصبحتُ ما يعرفنَ إالّ خليقيت
******************
عفا الرَّسُّ منهُ ،فالرُّسيسُ ،فعاقله حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟
ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ
حوْضُهُ فأجاوِلُهْ
ف َشرْقيُّ سلمَى َ فرقدٌ ،فصاراتٌ ،فأكنافُ مَنعِجٍ
فوادي القَنا ِن جٍزعُه ،فأفاكلهْ فوادي الَبدِيِّ ،فالطَّويُّ ،فثادقٌ
******************
أجابتْ روابيهِ ،النّجا وهواطلهْ ٍّ تِالعهُ
وغيثٍ ،من الوَمسيِّ ،حُو
خلدِّ نَ ْهدٍ مَراكِلُهْ
ُم َمرٍّ أسِيلِ ا َ هبطتُ ،مبمسودِ النَّواشرِ ،سابحٍ
فتَمَّ ،وعزَّتهُ يداه ،وكاهله ثميمٍ ،فلوناهُ ،فأُكملَ صُنعُهُ
َطعْ أباجِلُهْ
ِمبنْقَبَةٍ وَمل تُق َّ ُخرقْ صِفاقهُ
أمنيٍ شظاهُ ،مل ي َّ
******************
27
متى نرَهُ فإننا ال خناتلهْ إذا ما َغدَوْنَا َنْبتَغي الصّيدَ َمرّةً
يدِبُّ ،ويُخفي شخصَهُ ،ويُضائلهْ َفَبْينَا نَُبغّي الصّيدَ جاءَ غُال ُمنَا
مبُ ْستَأ ِسدِ ال ُقرْيانِ ،حُوٍّ مَسائِلُهْ فقا َل شِياهٌ راتِعاتٌ بقَ ْفرَةٍ
مَالثٌ ،كأقْواسِ السَّراءِ ومِ ْسحَلٌ قدِ اخضرّ ،منْ لَسِّ الغَمريِ جحافِلُهْ
وقد خرَّمَ الطُّرادُ ،عنهُ جِحاشَهُ فلم يبقَ إالّ نفسُهُ ،وحالئلهْ
ختِلُهُ عَن نَفسِهِ ،أمْ نُصَاوِلُهْ
أَن ْ وقالَ أمريي ما ترَى ،رأيَ ما نرَى
يُزاوُِلنَا َعنْ نَفسِهِ ،وُنزَاوِلُهْ فِبْتنَا عُراةً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا
وَمل َيطْ َمئِنَّ قَ ْلبُهُ وخَصَائِلُهْ ونضربُهُ ،حتّى اطمأنَّ قَذالُهُ
وال قدماهُ األرضَ ،إالّ أناملهْ ومُلجمُنا ما إنْ ينالُ قذالَهُ
حمبُوكٍ ،ظِماءٍ مَفاصِلُهْ
على ظَ ْهرِ ْ فألياً ،بأليٍ ،ما محلنا وليدنا
وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ صرْ طَريقَهُ
وقُلتُ ل ُه َسدّدْ وأب ِ
ضّيعْها فإنّكَ قاتِلُهْ
وَإالّ تُ َ وقُلْتُ َتعَلّمْ أنّ للصّيدِ ِغرّةً
كشُؤبوبِ غَيثٍ حيفشُ األُكمَ وابلُهْ فتبَّعَ ،آمارَ الشِّياهِ ،وليدُنا
على كلِّ حالٍ ،مرَّةً ،هوَ حاملهْ نَظرْتُ إَليْهِ َن ْظرَة َفرَأ ْيتُهُ
سِراعٌ تَواليهِ ،صِيابٌ أوائلهْ ُيِثرْنَ احلَصَى يف وَجهِهِ وهوَ الحقٌ
على ر ْغمِهِ َيدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ فردَّ علينا العريَ ،من دونِ إلفهِ
ْضبَةً أرْساغُهُ و َعوَامِلُهْ
ُمخ َّ فرحنا بهِ ،ينضو اجليادَ ،عشيةً
لبُطْءٍ وال ما خلفَ ذلكَ خاذِلُهْ بذي ميعةٍ ،ال موضعُ الرُّمحِ مُسلِمٌ
امل جم ال الل
صحا القلب صحا قلبه عن حب سلمى ،وكف هواه ،وترك ركوب الباطل.
املعادل مجع معدل ،وهو كل ما عدل فيه عن القصد.
الطلل ما بدا شخصه من بقية الدار.
الرسم أمر ال شخص له.
الوحي الكتاب.
28
الرس والرسيس ماءان لبين أسد.
عاقل أرض ،وقيل جبل.
رقد اسم واد ،وقيل جبل.
صارات جبال مفردها صارة.
منعج موضع.
أكنافه نواحيه.
سلمى جبل.
أجاوله جوانب منه جيال فيها ،وقيل موضع.
البدي والطوي وماذق مواضع.
القنان جبل لبين أسد.
جزع الوادي منعطفه.
أفاكله نواحيه.
غيث من الومسي نبت.
الومسي أول املطر.
احلو الشديدة اخلضرة.
التالع جماري املاء من أعلى األرض إىل بطن الوادي.
الروابي ما ارتفع من األرض.
النجا مجع جنوة وهي املرتفع من األرض.
اهلواطل مجع هاطلة وهي سحابة يدوم ماؤها يف لني.
ممسود النواشر شديد ،والنواشر مجع ناشرة وهي عصب يف الذراع.
املمر الشديد الفتل.
أسيل اخلد طويل اخلد.
النهد الضخم.
املراكل مجع مركل وهو حيث يركله الفارس بعقبه ،وصفه بعظم اجلوف لعتقه.
ثميم تام اخللق.
فلوناه فطمناه.
أكمل صنعه أحسنا القيام عليه.
عزته يداه غلبت يداه وكاهله سائر أعضائه.
29
األمني القوي.
الشظي عُظيم الصق بالذراع.
الصفاق اجللدة السفلى من بطنه.
مل خيرق صفاقه مل يكن به داء فيخرق.
املنقبة حديدة البيطار اليت ينقب بها.
األباجل عروق يف اليد ،واحدها أجبل.
ال خناتله ال نسارقه ،ولكن جناهره جلودة فرسه وسرعته.
نبغي الصيد نبتغيه.
يدب ميشي راجال.
خيفي شخصه ويضائله يصغره لئال يشعر به الصيد فيفزع.
الشياه يقصد احلمري الوحشية.
املستأسد ما طال من النبت وقوي.
القريان جماري املاء إىل الرياض واحدها َقرِي.
احلو ذات النبات الشديد اخلضرة.
املسائل حيث يسيل املاء إىل الرياض.
السراء شجر تتخذ منه القسي.
املسحل من السحيل وهو صوت احلمار.
س األخذ مبقدم الفم.
الل ّ
الغمري نبت أخضر قد غمره نبت آخر أطول منه.
خرم الطراد عنه جحاشه أخذ الصيادون جحاشه واحدا واحدا ،ألنهم كانوا يطاردونه.
احلالئل مجع حليلة وهي زوج الرجل واستعارها لألتن.
األمري الذي يؤامره ويستشريه.
ما ترى رأي ما نرى قد رأينا يف أمر الصيد كذا وكذا فما ترى فيه؟
أخنتله عن نفسه أخنادعه.
نصاوله جناهره.
بتنا عراة جتردنا للفرس يف أزرنا لصعوبته.
يزاولنا عن نفسه ونزاوله يعاجل مدافعتنا ،ونعاجل إجلامه وركوبه.
قذاله معقد عذاره يف رأسه.
11
اخلصائل مجع خصيلة ،وهي كل حلمة يف عصبة.
الوليد الغالم.
احملبوك الشديد اخللق.
ظماء مفاصله قليلة اللحم يابسة.
املفاصل مجع مفصل ،وهو جممع كل عظمني.
سدد قوّم صدر الفرس ال ثملْ مينة وال يسرة.
أبصر طريقه ال ثمر به على جرف وحجر.
فتبع آمار الشياه اتبع آمار احلمري الوحشية.
الشياه يقصد محر الوحش.
الوليد الغالم.
الشؤبوب الدفعة من املطر.
حيفش األكم يستخرج السيل ما يف األكم مجع أكمة.
الوابل أغزر املطر
سراع تواليه يعين رجليه وعجزه.
صياب أوائله يداه وصدره ال ختذله.
النسا والفائل عرقان وخصهما ليخرب حبذق الغالم بالطعن وإصابة املقتل.
فرحنا به رجعنا عشيا بالفرس.
ينضو اجلياد يتقدمها فطراد الوحش مل يكسر من حدته.
خمضبة أرساغه ملا طعن الغالم العري مار الدم إىل قوائم الفرس فخضبها.
عوامله قوائمه.
امليعة الدفعة من السري.
ال موضع الرمح مسلم مقدمه ال يسلم مؤخره أي ال خيذله ولكن يؤيده وكذلك مؤخره ال خيذل
مقدمه.
10
إضاءة على النص
بدأ الشاعر قصيدته بعبارة (صحا القلب) مما أشعرنا بأن الذات الشاعرة قد اختذت موقفا جديدا بعد روية
وتأمل ،فرتك حب سلمى ،وكف هواه ،وترك ركوب الباطل ،على حني أن األبيات الالحقة تبني أن الشاعر مل يكن
لديه خيار يف الكف عن حب سلمى ،وترك ركوب الباطل ،لذا نراه يستخدم صيغة الفعل املبين للمجهول (وعري
أفراس الصبا) فضال عن سخرية العذارى( إمنا أنت عمنا) ،وحتسر الشاعر على شبابه(فأصبحتُ ما يعرفنَ إالّ خليقيت
وإالّ سوادَ الرأسِ ،والشيبُ شاملهْ).
وهنا يأتي دور األدب يف حتقيق التوازن النفسي للذات الشاعرة ،وكان اخليار األول حلل هذا التضاد بني
(الشباب والشيب) ،بني (املاضي واحلاضر) ،بني (القوة والضعف) ،هو االستغراق يف عامل األحالم من خالل تذكر
املاضي السعيد ،وذكر تلك األماكن اليت طاملا زارها الشاعر يف شبابه
حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟ عفا الرَّسُّ منهُ ،فالرُّسيسُ ،فعاقله
ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ
فرقدٌ ،فصاراتٌ ،فأكنافُ مَنعجٍ ف َشرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ
فوادي البديِّ ،فالطَّويُّ ،فثادقٌ فوادي القَنا ِن جٍزعُه ،فأفاكلهْ
ويلحظ أن الشاعر وظف أسلوب االطراد يف ذكر هذه األماكن ،وهي ظاهرة تكشف عن صراع املعنى مع
القالب الوزني الضيق ،لذا أخذت األلفاظ تتواىل متدفقة لتعرب عن تلك الدفقة الشعورية الغارقة يف الذكريات السعيدة.
لكن الشاعر مل يسرتسل يف تلك األحالم ،وبدأ يتلمس حال جديدا ينهي هذا الصراع النفسي املرير ،وهنا
يطالعنا مشهد جديد وهو مشهد الصيد ،ومما يلفت االنتباه يف هذا املشهد أن الشاعر مل يصطد الصيد وحده وإمنا كان معه
غالم
يدبُّ ،وخيفي شخصَهُ ،ويضائلهْ َفَبْينَا نَُبغّي الصّيدَ جاءَ غُال ُمنَا
وحني أبصر الغالم الصيد مل يتخذ القرار وإمنا جلأ للشاعر يستشريه
ختِلُهُ عَن نَفسِهِ ،أمْ نُصَاوِلُهْ
أَن ْ وقالَ أمريي ما ترَى ،رأيَ ما نرَى
وعمد الشاعر إىل تقديم جمموعة من النصائح هلذا الغالم الذي الحق الفرائس بنفسه ال الشاعر
وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ صرْ طَريقَهُ
وقُلتُ ل ُه َسدّدْ وأب ِ
ضّيعْها فإنّكَ قاتِلُهْ
وَإالّ تُ َ وقُلْتُ َتعَلّمْ أنّ للصّيدِ ِغرّةً
كشُؤبوبِ غَيثٍ حيفشُ األُكمَ وابلُهْ فتبَّعَ ،آمارَ الشياهِ ،وليدُنا
على كلِّ حالٍ ،مرةً ،هوَ حاملهْ نَظرْتُ إَليْهِ َن ْظرَة َفرَأ ْيتُهُ
12
على رُ ْغمِهِ َيدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ فردَّ علينا العريَ ،من دونِ إلفهِ
ْضبَةً أرْساغُهُ و َعوَامِلُهْ
ُمخ َّ فرحنا بهِ ،ينضو اجليادَ ،عشيةً
توصل الشاعر إىل هذا احلل إلنهاء هذا الصراع ،ويتمثل يف نقل خربة الشيوخ للشباب ،واإلسهام معا يف إجناز
األمور ،عندئذ يرى الشيخ شبابه يف ذلك الشاب ،وترتجم نصائحه إىل واقع ملموس.
وعند العودة إىل اجلو العام للنص جند أن الشاعر يشيد حبصن بن حذيفة لرفضه اخلضوع لعمرو بن هند بعد
مقتل أبيه حذيفة بن بدر يف حرب داحس والغرباء ،فأرسل إليه ما كنت قط أفرغ حلربك من اآلن ،وال أكثر عدة ،فصد
عنه عمرو بن هند وكره قتاله .وعليه فقد أكمل حصن بن حذيفة ما بدأه أبوه حذيفة بن بدر ،وما كان ذلك ليحصل لوال
نقل األب خربته لالبن ،وهذا ما يعزي شاعرنا بعد أن تقدم يف العمر ،وعريت أفراس صباه ورواحله ،فهو يرى شبابه يف
ذلك الغالم الذي مساه وليدنا.
الفهم واالستيعاب
مبَ تفسر استخدام الشاعر صيغة الفعل املبين للمجهول للفعلني (عري ،سددت) ؟ .0
الصبَا َورَوَاحِلُهْ
وَعُرِّيَ أ ْفرَاسُ ِّ صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ
عليَّ ،سوَى قصدِ السَّبيلِ ،مَعادِلُهْ وأقصرْتُ ،عمّا تعلمنيَ ،وسُدِّدتْ
ذكر الشاعر جمموعة من األماكن وهي .2
حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟ عفا الرَّسُّ منهُ ،فالرُّسيسُ ،فعاقله
ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ
فرقدٌ ،فصاراتٌ ،فأكنافُ مَنعِجٍ ف َشرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ
فوادي الَبدِيِّ ،فالطَّويُّ ،فثادقٌ فوادي القَنا ِن جٍزعُه ،فأفاكلهْ
هل تعرف أين تقع هذه األماكن؟ وهل مازالت حتمل األمساء نفسها؟
اشرح البيت اآلتي شرحا وافيا؟ .1
أجابتْ روابيهِ ،النّجا وهواطلهْ ٍّ تِالعهُ
وغيثٍ ،من الوَمسيِّ ،حُو
عد إىل النص واستخرج الصفات اليت وصف بها الشاعر فرسه؟ .4
خلص أهم نصائح الشاعر لغالمه كي يتمكن من اصطياد فريسته؟ .5
11
التذوق األدبي
يقول زهري .0
أجابتْ روابيهِ ،النجا وهواطلهْ ٍّ تِالعهُ
وغيثٍ ،من الومسيِّ ،حُو
ملاذا مسى الشاعر النبت غيثا؟ وماذا تسمى هذه الظاهرة يف البالغة العربية؟
بني مجال وجه الشبه يف وصف زهري للطلل؟ .2
حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟ عفا الرَّسُّ منهُ ،فالرُّسيسُ ،فعاقله
ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ
بني مجال وجه الشبه يف وصف زهري لألتن؟ .1
مَالثٌ ،كأقْواسِ السَّراءِ ومِ ْسحَلٌ قدِ اخضرّ ،منْ لَسّ الغَمريِ جحافِلُهْ
ما الفن البياني فيما حتته خط وما قيمته اجلمالية؟ .4
وقد خرَّمَ الطُّرادُ ،عنهُ جحاشَهُ فلم يبقَ إالّ نفسُهُ ،وحالئلهْ
ما احملسن اللفظي فيما حتته خط وما قيمته اجلمالية؟ .5
يُزاوُِلنَا َعنْ نَفسِهِ ،وُنزَاوِلُهْ فِبْتنَا عُراةً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا
التطبيقات اللغوية
السؤال األول
-5ورد يف البيت الثاني فعل مبينّ للمجهول؛ حدّد نائب الفاعل وأعربه.
-4استخرج من األبيات األربعة األوىل فعالً مضارعًا مبنيًّا ،وأعربه.
-3علل جميء الفعل مذ ّكرًا يف قول الشّاعر فلم يبقَ إالّ نفسُه وحالئله.
ت تعلَّمْ أنَّ للصّيد غرّة .بني معناه ،ونوعه من حيث اجلمود
-2ورد الفعل (تَعلّمْ) يف قول الشاعر وقل ُ
واالشتقاق ،واللزوم والتّعدّي.
السؤال الثاني بيّن الوزن الصّريف لكلّ مفردة من املفردات اآلتية
حوّ – ُم َمرّ – أَباجلُه – لَسّ – تواليه
ثميم – ِمنْقبة – مُ ْلجِمنا – َمحْبوك – شُؤبوب – نُزايلُه – ُ
السؤال الثالث حدّد نوع كلّ حرف يف املواضع اآلتية من القصيدة
ٍّ تالعُه.
-5الواو يف قوله وغيثٍ من الومسيّ حُو
14
( -4ما) يف قوله وقال أمريي ما ترى ،رأي ما نرى؟
( -3إنْ) يف قوله ومُلْجمنا ما إنْ ينالُ قذاله.
السؤال الرابع أعرب كلّ كلمة حتتها خطّ يف العبارات اآلتية
-5ملن طللٌ كالوحي عافٍ مَنازلُهْ.
-4أمنيٍ شظاه مل يُخرّق صفاقُه.
-3فبينا نُبغّي الصّيد جاء غالمنا.
-2أََنخْتلُه عن نفسه أمْ نُصاولهْ.
-1فأليًا بأليٍ ،ما محلنا وليدنا ...على ظهر مَحْبوك ظِماء مَفاصلهْ
املراجع األساسية( :مورد النص)
زهري بن أبي سلمى(ت 01ق .ه) -شعر زهري بن أبي سلمى ط ،1شرح األعلم الشنتمري ،حتقيق .0
فخر الدين قباوة ،منشورات دار اآلفاق اجلديدة ،بريوت0981 ،م.
املراجع املساندة
الك ب: أ-
الطويرقي ،أمل محيد حممد -الزمن يف شعر زهري بن أبي سلمى دراسة تطبيقية ،رسالة جامعية( .0
ماجستري) جامعة أم القرى ،إشراف د .عليان حممد احلازمي0427 ،ه2116 -م 428( ،ورقة).
ب -ال ر ت:
ربابعة ،موسى سامح" -قراءة يف المية زهري بن أبي سلمى يف مدح حصن بن حذيفة"" جملة جامعة .0
امللك سعود ،اجمللد 00اآلداب 0409 ، 0ه0999 -م ،ص 010 -79
زاير ،نرجس حسني" -الثنائيات املتضادة يف النواحي األخالقية يف شعر زهري بن أبي سلمى" جملة مداد .2
اآلداب ،العدد الرابع ،ص 098 -081
الزبيدي ،رعد أمحد علي" -حتوالت الزمان يف مقدمة القصيدة اجلاهلية دراسة حتليلية يف شعر زهري بن .1
أبي سلمى" جملة الرتاث العلمي العربي ،العدد الثاني2101 ،م ،ص . 096 -077
سلمان ،راجحة عبد السادة و حممد ،أكرم عبداهلل" -براعة االستهالل وحسن اخلاثمة يف شعر زهري بن .4
أبي سلمى" جملة كلية الرتبية األساسية ،العدد 2100 ، 71م .ص . 75 -61
15
الوحدة التعليمية الرابعة
قاهر السباع
للمتنبي
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
ك ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس الرابع من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية،
علي َ
هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
أه اف الوح
أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة .
أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة أبي الطيب املتنيب واجلو العام للنص. .
أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي. .
أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي .
أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه .
أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي .
17
اجلو العام للنص
صاحب النص هو أمحد بن احلسني بن احلسن بن عبد الصمد اجلعفي الكويف الكندي ،أبو الطيب املتنيب ولد
بالكوفة يف حملة تسمى (كندة) وإليها نسبته ،ونشأ بالشام ،مم تنقل يف البادية يطلب األدب وعلم العربية وأيام الناس،
وقال الشعر صبيا ،وتنبأ يف بادية السماوة (بني الكوفة والشام) فتبعه كثريون ،وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ (أمري
محص ونائب اإلخشيد) فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه ،ووفد على سيف الدولة ابن محدان (صاحب
هـ ،فمدحه وحظي عنده ،ومضى إىل مصر ،فمدح كافور االخشيدي ،وطلب منه أن يوليه ،فلم يوله حلب) سنة
كافور ،فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
وقصد العراق ،فقرئ عليه ديوانه ،وزار بالد فارس فمر بأرجان ،ومدح فيها ابن العميد ،وكانت له معه
مساجالت ،ورحل إىل شرياز فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي ،وعاد يريد بغداد فالكوفة ،فعرض له فاتك بن أبي
جهل األ سدي يف الطريق جبماعة من أصحابه ،ومع املتنيب مجاعة أيضا ،فاقتتل الفريقان ،فقتل أبو الطيب وابنه حمسد
وغالمه مفلح ،بالنعمانية ،بالقرب من دير العاقول (يف اجلانب الغربي من سواد بغداد).
قال أبو الطيب هذه القصيدة ملا خرج بدر بن عمار ،صاحب طربية ،إىل أسد فهرب األسد ،وكان خرج قبله
إىل أسد فهاجه عن بقرة افرتسها بعد أن شبع ،ومقل ،فومب على كفل فرسه ،فأعجله عن استالل سيفه ،فضربه
بسوطه ،ودار اجليش به فقتل.
النص األدبي
ِدخَرتَ الصَّارِمَ املَصْقوال
ِل َمنِ ا َّ هلزَبرِ بِسَوطِهِ
أَ ُمع َِّفرَ اللَّيثِ ا ِ
ضدَتْ بِها هامُ الرِّفاقِ تُلوال
نُ ِ وَ َقعَتْ عَلى األُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ
َورَدَ الفُراتَ زَئريُهُ وَالنِّيال وَردٌ إِذا َورَدَ الُبحَريَةَ شارِباً
يف غيلِهِ مِن لِب َدتَيهِ غيال ُمَتخَضِّبٌ ِبدَمِ الفَوارِسِ البِسٌ
ما قوبِلَتْ َعيْناهُ إِلّا ظُنَّتا تَحتَ الدُّجى نارَ الفَريقِ حُلوال
يف وَحدَةِ الرُّهبانِ إِلّا أَنَّهُ ال يَعرِفُ التَّحريمَ وَالتَّحليال
فَ َكأَنَّهُ آسٍ َيجُسُّ عَليال َي َطأُ الثَّرى ُمَترَفِّقاً مِن تيهِهِ
حتّى تَصريَ ِلرَأسِهِ إِكليال
َوَيرُدُّ عُف َرتَهُ إِىل يافوخِهِ َ
عَنها لِشِدَّةِ َغ ْيظِهِ مَشغوال جمرُ نَفسُهُ
َوَتظُنُّهُ ِممّا ُيزَ ِ
َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال صرَتْ مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما
قَ َ
18
أَلقى فَري َستَهُ وَبَرَبرَ دونَها وَ َقرُبتَ قُرباً خالَهُ َتطْفيال
وَتَخالَفا يف بَذلِكَ املَأكوال َفتَشابَهُ اخلُلُقانِ يف إِقدامِهِ
مَتناً َأزَلَّ وَساعِداً مَفتوال أَ َسدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما
حتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطُّوال
َ ما زالَ يَج َمعُ نَفسَهُ يف زَورِهِ
يَبغي إِىل ما يف احلَضيضِ سَبيال َوَي ُدقُّ بِالصَدرِ احلِجارَ َكأَنَّهُ
يف عَينِهِ ال َعدَدَ الكَثريَ قَليال أََنفُ الكَريمِ ِمنَ الدَّنِيَّةِ تارِكٌ
مِن حَتفِهِ مَن خافَ ِممّا قيال وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ
لَو لَم تُصادِمْهُ لَجازَكَ ميال َسبَقَ التِقا َءكَهُ ِبوَمبَةِ هاجِمٍ
صرَ التَّسليمَ وَالتَّجديال
فَاِستَن َ ُوتُهُ وَقَد كافَحتَهُ
خذَلَتهُ ق َّ
َ
فَ َكأَنَّما صادَفتَهُ مَغلوال َقبَضَتْ َمنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَ ُعنْقَهُ
َفنَجا يُهَر ِولُ مِنكَ أَمسِ مَهوال َمتِه بِهِ وَبِحالِهِ
َس ِمعَ اِبنُ ع َّ
وَأَمَرُّ ِممّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ َوكَقَتلِهِ أَن ال يَموتَ قَتيال
خذَ الفِرارَ خَليال
وَعَظَ الَّذي اَِّت َ خذَ اجلَراءَةَ خُلَّةً
تَ َلفُ الَّذي اتَّ َ
فيها وَال كُلُّ الرِجالِ فُحوال ما كُلُّ مَن طَلَبَ املَعاِليَ نافِذاً
امل جم ال الل
عفره مرغه على الرتاب
اهلزبر الضخم الشديد
ادخرت خبأت
البحرية حبرية طربية
الزئري صوت األسد
األردن نهر األردن بالشام.
نضدت وضعت بعضه على بعض.
الورد األسد ألن لونه يضرب إىل احلمرة.
الغيل األمجة أو الغابة.
العفرة الشعر اجملتمع على قفاه.
19
الزجمرة ترديد الصوت.
اللبدة الشعر اجملتمع على كتف األسد.
الفريق اجلماعة.
حلوال مجع حال وهو النازل باملكان.
الكمي البس السالح.
املشكول املقيد بالشكال.
الفريسة صيد األسد وهو ما يفرتسه يريد البقرة اليت هاجه عنها.
الرببرة الصياح والزجمرة.
التطفيل الدخول على اآلكلني من غري دعوة.
التيه الكربياء
األزل القليل اللحم.
املفتول القوي الشديد خلقة كأنه فتل.
الزور وسط الصدر حيث تلتقي العظام.
احلضيض القرار يف األرض.
مضاض حمرق أو مؤمل.
استنصر طلب النصرة.
التجديل الطرح على األرض.
يهرول يسرع يف مشيه.
مهوال مذعورا.
امليل ملث فرسخ.
إضاءة على النص
أقام املتنيب نصه على (التمامل الزائف يف الظاهر) (واالختالف احلقيقي يف الباطن) بني (املمدوح واألسد) من
جهة ،و(صفات األسد) من جهة أخرى ،وتطورت هذه املقابالت يف مواضع عدة مشكلة مفارقات مدهشة.
ال ميكن الكتفاء بتشبيه املمدوح باألسد يف قوته وشجاعته ،ألن املمدوح قد تغلب على األسد
ِدخَرتَ الصَّارِمَ املَصقوال
ِل َمنِ ا َّ هلزَبرِ بِسَوطِهِ
َأ ُمع َِّفرَ اللَّيثِ ا ِ
وامتزج هذا النصر بعنصر املفارقة ،فاملتوقع أن يستخدم السيف يف مواجهة ذلك الليث ال السوط.
41
وتظهر براعة املتنيب يف الكشف عن صور التمامل واالختالف ،فثمة أوجه تشابه بني املمدوح واألسد ،فكل
منهما ميتلك املنت األزل قليل اللحم والساعد املفتول
مَتناً َأزَلَّ وَساعِداً مَفتوال أَ َسدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما
وكل منهما شجاع ،لكنهما خيتلفان يف الكرم والبخل.
َفتَشابَهُ اخلُلُقانِ يف إِقدامِهِ َوتَخالَفا يف بَذلِكَ املَأكوال
وتطالعنا هنا مفارقة جديدة فغالبا ما جيتمع خلق الشجاعة وخلق الكرم يف الرجل ،ولكن هذا األسد الشجاع
القوي يف الظاهر خيشى اجلوع جلبنه يف الباطن لذا وصفه بالبخل.
ويستمر املتنيب يف الكشف عن هذه املفارقات حتى يف الصفات اخلاصة باألسد لذا نراه يقول
يف وحدَةِ الرُهبانِ إِلّا أَنَّهُ ال يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليال
فقد مامل بني األسد والرهبان يف العزلة ،ولكن عند اجلمع بني هذا التمامل الشكلي وسلوك األسد الذي ال حيل
حالال ،وال حيرم حراما ،تتضح املفارقة بني الظاهر اإلجيابي والباطن السليب.
وتطل علينا املفارقة من جديد حني صور لنا مشية األسد حيث يقول
فَ َكأَنَّهُ آسٍ َيجُسُّ عَليال َيطَأ الثَرى ُمَترَفِّقاً مِن تيهِهِ
فالتمامل بني هدوء مشية األسد وتأني الطبيب يف جس املريض هو ثمامل شكلي أيضا ،لكن األسد يف مشيته هذه
يرتبص بالفريسة ويسعى إىل اصطيادها ،على حني أن الطبيب يسعى إىل إنقاذ املريض وعالجه.
ويبدو األسد وكأنه يف غيله يف الظاهر ،لكنه يف حقيقة األمر هو يف غيلني غيل من األشجار ،وغيل من
لبدتيه
يف غيلِهِ مِن لِب َدتَيهِ غيال ُمَتخَضِّبٌ ِبدَمِ الفَوارِسِ البِسٌ
ويظل املتنيب يدهشنا يف رصده هلذه التمامالت غري احلقيقية ،فالعرض يظن طوال يف الظاهر الستجماعه قوة
نفسه يف صدره
حتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطُّوال
َ ما زالَ يَج َمعُ نَفسَهُ يف زَورِهِ
ويف تصويره خلطوات األسد مجع ما بني اإلقدام واإلحجام أي أنه يتقدم ويتأخر ،فهو جريء من جهة ،لكن
لألمري هيبة جتعل األسد الشجاع يتقهقر من جهة أخرى
َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال صرَتْ مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما
قَ َ
40
مم أخذ هذا الليث يطلب النصر من التسليم والتجديل ،علما بأن التسليم نقيض النصر يف الظاهر ،لكن يظل
مثة احتمال للنجاة عند االستسالم يف الباطن
صرَ التَّسليمَ وَالتَّجديال
ُوتُهُ وَقَد كافَحتَهُ فَاِستَن َ
خذَلَتهُ ق َّ
َ
وجعل الشاعر األسد مقبوض اليدين والعنق قبل لقاء األمري بدر بن عمار يف الباطن ،والقبض يكون بعد القتل
ال قبله يف الظاهر
َقبَضَت َمنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ فَ َكأَنَّما صادَفتَهُ مَغلوال
وظلت هذه املفارقات تطالعنا حتى يف احلِكَم اليت أوردها املتنيب بوصفها خالصة هلذه التجربة
فالفرار وإن كان جناة حقيقية إال أنه موت معنوي
وَأَمَرُّ ِممّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ َوكَقَتلِهِ أَن ال يَموتَ قَتيال
وعدم اخلوف من العار هو يف احلقيقة عدم خوف من املوت ،ألن العار موت فحري مبن خاف من املوت أن
يقدم ،ألن العار موت.
مِن حَتفِهِ مَن خافَ ِممّا قيال وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ
وإباء الذل جيعل العدد الكثري يف الظاهر يف عني اإلنسان قليال يف الباطن
يف عَينِهِ ال َعدَدَ الكَثريَ قَليال أََنفُ الكَريمِ ِمنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ
يضاف إ ىل ما سبق أن القارئ ال يستطيع التوقف عن املماهاة بني األسد يف الظاهر ،وأعداء األمري بدر بن عمار
يف الباطن ،فقد أضفى املتنيب على األسد جمموعة من الصفات هي إىل اإلنسان أقرب ،كجمع الرؤوس على شكل تالل،
وقتله للفوارس ال الفرائس السهلة على عادة السباع ،وهروب ابن عمته اتعاظا ملا علم مبقتله ،وشعوره بالعار طوال
حياته جراء ذلك ،فضال عن تيهه ،واتدائه اإلكليل ،وعدم البذل خبال ،واختياره االستسالم يف نهاية املعركة.
ولعل هذا البناء القائم على اجلمع بني األضداد بني (التمامل واالختالف)( ،الظاهر والباطن)( ،الزيف
واحلقيقة) هو ما ميز وصف املتنيب لألسد على خالف قصائد كثرية سعت إىل نقل صورة فوتوغرافية لألسد لكنها مل
تدهشنا.
42
الفهم واالستيعاب
ما أوجه الشبه بني املمدوح واألسد؟ .0
ما أوجه االختالف بني املمدوح واألسد؟ .2
عد إىل النص واستخرج الصفات اليت أضفاها املتنيب على األسد؟ .1
اشرح البيت اآلتي شرحا وافيا؟ .4
َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال صرَتْ مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما
قَ َ
ما الفكرة اليت سعى املتنيب إىل إيصاهلا من خالل هذه القصيدة؟ .5
التذوق األدبي
وضح مجال التشبيهات التمثيلية يف قول الشاعر .0
ما قوبِلَت عَيناهُ إِلّا ظُنَّتا تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلوال
فَ َكأَنَّهُ آسٍ َيجُسُّ عَليال َيطَأ الثَرى ُمَترَفِّقاً مِن تيهِهِ
َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال صرَت مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما
قَ َ
مل يُخَطَّأ املتنيب من حيث فصاحة الرتاكيب الجتماع الضمريين املتصلني املخاطَب فالغائب يف قوله .2
لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميال َسبَقَ التِقا َءكَهُ ِبوَمبَةِ هاجِمٍ
على حني أن البالغيني خطأوه يف قوله
خلت البالد من الغزالة ليلها فأعاضهاك اهلل كي ال حتزنا
فما السبب يف رأيك؟
ما الفن البالغي فيما حتته خط؟ وما قيمته اجلمالية؟ .1
َورَدَ الفُراتَ زَئريُهُ وَالنيال وَردٌ إِذا َورَدَ الُبحَريَةَ شارِباً
يفرق البالغيون بني مستويات عدة للمبالغة من تبلي ،فإغراق ،فغلو ،ففي أي مستوى تصنف مبالغة .4
املتنيب يف قوله
لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميال َسبَقَ اِلتِقا َءكَهُ ِبوَمبَةِ هاجِمٍ
وهل ثميل إىل هذا النوع من املبالغات؟
عمد املتنيب إىل توظيف احلكمة الختزال فكرة القصيدة فإىل أي مدى وفق يف ذلك وعلى وجه .5
اخلصوص يف قوله
يف عَينِهِ ال َعدَدَ الكَثريَ قَليال أََنفُ الكَريمِ ِمنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ
مِن حَتفِهِ مَن خافَ ِممّا قيال وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ
خذَ الفِرارَ خَليال
وَعَظَ الَّذي اَِّت َ خذَ اجلَراءَةَ خُلَّةً
تَ َلفُ الَّذي اِتَّ َ
41
فيها وَال كُلُّ الرِجالِ فُحوال ما كُلُّ مَن طَلَبَ املَعاِليَ نافِذاً
املراجع األساسية (:مورد النص)
هـ) -الديوان ،م ،ط ،شرحه مصطفى سبييت ،دار الكتب. املتنيب ،أبو الطيب (ت .
املراجع املساندة
الك ب: أ-
اخلياط ،جالل -املثال والتحول يف شعر املتنيب وحياته،ط ،2دار الرائد العربي ،بريوت -لبنان .0
0987م.
سلطان ،منري -البديع يف شعر املتنيب ،منشأة املعارف ،االسكندرية0996 ،م. .2
شعر احلكمة عند املتنيب بني النزعة العقلية واملتطلبات الفنية ،رسالة شلوف ،حسني- .1
جامعة(ماجستري) جامعة اإلخوة منتوري ،قسنطينة إشراف أ .د الربعي بن سالمة 2116، ،م( 272ورقة)
عبيدات ،عدنان -االجتاهات النقدية عند شراح ديوان املتنيب القدماء ،كتاب الشهر رقم ،17وزارة .4
الثقافة ،األردن2112 ،م .
غامن ،روال خالد حممد -اآلخر يف شعر املتنيب ،رسالة جامعية(ماجستري) جامعة النجاح الوطنية، .5
إشراف د .عبد اخلالق عيسى2101 ،م 210( .ورقة).
مدوري ،سامية -شعر احلكمة بني الرؤية الفلسفية وامللفوظ النفسي عند املتنيب ،مقاربة سيكولوجية .6
تأويلية ،رسالة جامعية(ماجستري) جامعة العقيد احلاج خلضر ،إشراف د .معمر حجيج2101 ، ،م 055(.ورقة).
الواحدي ،علي بن أمحد النيسابوري(468ه) -شرح ديوان املتنيب ،حتقيق فردريخ ديرتيصي طبع .7
مدينة برلني0860 ،م.
ت -ال ر ت:
الرحيلي ،سعود بن دخيل " -املذهب الكالمي مفهومه النظري وجتلياته يف شعر املتنيب" جملة جامعة .0
امللك سعود ،م ،04اآلداب 0422 ، 0ه2112 -م ،ص . 25 -1
السامرائي ،عباس محيد " -البنية االستعارية احملايدة بني الرتشيح والتجريد يف ديوان املتنيب" جملة مداد .2
اآلداب ،العدد األول ،ص 115 -297
نصري ،أمل طاهر حممد" -االنكسار يف شعر املتنيب" جملة اجلامعة اإلسالمية ،سلسلة الدراسات اإلنسانية،
اجمللد ،04العدد، 2يونيو 2116م ،ص . 009 -59
44
الوحدة التعليمية اخلامسة
عزة فارس
أه اف الوح
أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة .
أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة الشاعر واجلو العام للنص. .
أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي. .
أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي .
أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه .
أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي .
46
اجلو العام للنص
احلارث بن سعيد بن محدان التغليب الربعي ،أبو فراس احلمداني أمري ،شاعر ،فارس .وهو ابن عم سيف
الدولة .وله وقائع كثرية ،قاتل بها بني يدي سيف الدولة .وكان سيف الدولة حيبه وجيله ويستصحبه يف غزواته ويقدمه
على سائر قومه ،وقلده منبجا وحران وأعماهلا ،فكان يسكن مبنبج (بني حلب والفرات) ويتنقل يف بالد الشام .وجرح يف
هـ ) فامتاز شهره يف االسر برومياته .وبقي يف القسطنطينية أعواما ،مم فداه سيف معركة مع الروم ،فأسروه (سنة
الدولة بأموال عظيمة .مات قتيال يف صدد (على مقربة من محص) قتله أحد أتباع سعد الدولة ابن سيف الدولة.
النص األدبي
أمـا للهوى نهـيٌ عليـكَ وال أَمْـرُ أراكَ عَصِيَّ الدَّ ْمعِ شيمتُـكَ الصَّبـرُ
ولكـنَّ مِثلـي ال يـُذاعُ لـه سِـرُّ بلى ،أنـا مُشتـاقٌ وعنـديَ لوعـةٌ
وأذللْتُ دمعاً مـن خالئِقِـه الكِبـر إذا الليلُ أضواني بسَطْتُ يدَ اهلـوى
إذا هيَ أذكتهـا الصَّبابـةُ والفكْـر تكادُ تضيءُ النـار بيـن جوانِحـي
إذا متُّ ظمآنـاً فـال نـزلَ القَطـر ُمعَلِّليت بالوصْـلِ واملـوتُ دونـه
وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لكِ العُـذر حفِظـتُ وضيَّعـتِ املـودةَ بيننـا
ألحرفِها ،من كَـفِّ كاتبِهـا ،بَشْـر ومـا هـذه األيـامُ إال صحـائـفٌ
هوايَ هلـا ذنـبٌ ،وبهجتُهـا عُـذْر بنفسي من الغادينَ يف احلـيِّ غـادة
ألُذْناً بها عـن كـلِّ واشيـةٍ وَقْـر تروغُ إىل الواشنيَ فـيَّ ،وإن لـي
أرى أن داراً لستِ من أهلِهـا قَفْـر بدوتُ وأهلـي حاضـرونَ ،ألنَّنـي
خلمْر
وإيايَ ،لوال حبُّك ،املـاءُ وا َ وحاربتُ قومي فـي هواكِ ،وإنَّهـم
فقدْ يهدمُ اإلميـانُ مـا شيَّـدَ الكُفْـر فإن كانَ ما قالَ الوُشـاةُ ولـم يكـنْ
آلنسةٍ يف احلَـيِّ شيمتُهـا الغـدْر وفيْتُ وفـي بعـضِ الوفـاءِ مذلـةٌ
فتـأرنُ أحيانـاً كمـا يأرنُ املُـهْـر وقور ،وريعـانُ الصِّبـا يستفزُّهـا
وهل بفتىً مثلي علـى حالِـه نُكْـرُ تسائلين من أنتَ ؟ وهـي عليمـةٌ
ت أيُّهـمْ فَـهُـمُ كُـثْـر
قتيـلُـكِ ،قـالـ ْ فقلتُ كما شـاءتْ وشاءَ هلا اهلوى
47
خبْـر
ولـم تسألي عنِّـي ،وعنـدَكِ بِـيْ ُ فقلتُ هلا لو شـئتِ مل تتعنَّتـي
ت معاذَ اهللِ بلْ أنـتِ ال الدَّهـر
فقل ُ فقالتْ لقد أزرى بكَ الدَّهـرُ بعدَنـا
إىل القلبِ ،لكنَّ اهلوى للبلى جِسْـر وما كانَ لألحـزانِ لـوالكِ مسلـكٌ
هلجْـر
إذا ما عداها البيْـنُ عذَّبَهـا ا َ وتهلكُ بني اهلـزلِ واجلـدِّ مُهجـةٌ
وأن يدي ممـا علِقـْتُ بـه صفْـر فأيقنـتُ أن ال عـزَّ بعـدي لعاشـقٍ
هلجْـر
إذا اهلمُّ أسالني ألـحَّ بـيَ ا َ وقلبتُ أمـري ال أرى لـي راحـةً
هلا الذَّنبُ ال تُجزى به وَِليَ العُـذْر فعدتُ إىل حكـمِ الزَّمـانِ وحكمِهـا
كـأنِّـي أنـادي دو َن ميـثاء ظبيةً عـلـى شـرفٍ ظـمـيـاءَ جـلَّلَها الذُّعْر
ال بـالـوادِ أعـجـزه احلضْر
تـجـ ّفَلُ حيـنـاً مـم تدنو كأنَّما تـنـادي طَـ ً
ليعرفُ من أنكرتِهِ البـدوُ واحلضْـر فال تُنكريين يـا بنـةَ العـمِّ إنـَّه
إذا زلتِ األقدامُ ،واستُنـزلَ الذُّعْـر وال تُنكرينـي ،إنَّنـي غيـرُ منكَـرٍ
********************
معـودةٍ أنْ ال يُخـلَّ بهـا النَّصْـرُ وإنـي لـجـرّارٌ لـكـلِّ كتيـبـةٍ
النظَـرُ الشَّـزْر
كثريٌ إلـى ُنزّاهلـا َّ وإنِّـي لـنـزَّالٌ بـكـلِّ خمـوفـةٍ
وأسغَبُ حتى يشَبعَ الذئْـبُ والنِّسـر فأظمأُ حتى ترتوي البيـضُ والقَنـا
وال اجليشَ ،ما مل تأتِهِ قب ِليَ النُّـذْر وال أصبحُ احلـيَّ اخللـوفَ بغـارةٍ
طلعتُ عليها بالـرَّدى أنـا وال َفجْـر ويـا ربَّ دارٍ لـم ُتخِ ْفنِـي منيعـة
خلمْـر
هزمياً ،وردَّتنـي الرباقـعُ وا ُ ٍّ رددتُ اخليـلَ حتـى ملكتُـه
وحي
فلم يلقَها جهْمُ اللِّقـاءِ وال وَعْـر وساحبـة األذيـال حنـوي لقيتُهـا
ورحتُ ومل يكشـفْ ألموابِهـا ِستْـر وهبتُ هلا ما حـازه اجليـشُ كلّـه
وال بـاتَ يَثنينـي عـنِ الكـرمِ الفَقْـر وال راحَ يُطغيين بأموابـِه الغنـى
إذا مل أ ِفرْ عِرضي فال وَفَر الوَفْـر وما حاجيت باملـالِ أبغـي وفـورَه
وال فرسي مُهـر وال ربُّـه غمـر أُ ِسرْتُ وما صَحيب ب ُع ْزلٍ لدى الوغى
48
فليـس لـه بـرٌّ يقيـه وال بَـحْـر ولكن إذا حُمَّ القضاءُ علـى امـرِئٍ
ت هما أمـرانِ أحالهمـا مُـرُّ
فقل ُ وقال أُصيحابي الفرار أو الـردى؟
وحسبُكَ من أمرينِ خريُهما األسـر ولكنَّنـي أمضـي ملـا ال يَعيبنـي
فقلت أما واهلل ،مـا نالنـي خُسْـر يقولون لي بعتَ السالمـةَ بالـرَّدى
عنيَ األسرُ والضُّـرُّ؟
إذا ما جتافى ِّ عنـيَ املـوتُ ساعـةً
وهل يتجافى ِّ
الذكْـر
فلم ميتِ اإلنسانُ مـا حَيـيَ ِّ هو املوتُ فاخرتْ ما عال لك ذكـرُه
كما ردَّهـا يومـاً بسوءتـِه َعمْـرو وال خريَ يف دفـعِ الـرَّدى مبذلَّـةٍ
حمْـر
عليَّ ميـابٌ مـن دمائِهِمُ ُ مينُّـون أن خلّوا ميابـيْ ،وإنَّمـا
وأعقابُ رُحمي فيهمُ حطَّـم الصَّـدْر وقائمُ سيـفي فيهمُ انـدقَّ نصلُـه
ويف الليلـةِ الظَّلمـاءِ يُفتقـدُ البَـدْر سيذ ُكرُنـي قومـي إذا جـدَّ جِدهـمْ
ض ّمَرُ الشُّقـر
وتلك القنا والبيضُ وال ّ فإن عِشتُ ،فالطعنُ الـذي يعرفونَـه
وإن طالتِ األيـامُ و انفسـحَ العُمـر وإن مُـتُّ فاإلنسـانُ ال بـدَّ ميِّـتٌ
وما كان يغلو التِّربُ لو نفقَ الصفر ولو سدَّ غريي ما سـدَدْتُ اكتفَـوْا به
لنا الصَّدرُ دونَ العامليـنَ أو ال َقبْـر وحنـن أنـاسٌ ال تـوسُّـطَ عندنـا
ومن خطبَ احلسناءَ مل يغلِها املَهْر تهونُ علينا فـي املعالـي نفوسُنـا
وأكرمُ من فوقَ التُّـرابِ وال َفخْـر أعزُّ بين الدنيا وأعلـي ذوي العُـال
امل جم ال الل
عصي الدمع ممتنعه
اللوعة الشوق والصبابة
أضواني أضعفين
خالئقه صفاته
الكرب األنفة
اجلوانح الضلوع
أذكتها أشعلتها
49
الصبابة الشوق
معلليت مطمعيت
الوصل اللقاء
القطر املاء
الصحائف مجع صحيفة وهي الكتاب
بشر حمو
تروغ ثميل سرا
الوقر الصمم
ريعان الصبا أوله
تأرن تنشط وثمرح
نكر غري معروف
تتعنيت تطلبني أمرا فيه مشقة
املهجة الروح
البني الفراق
أسالني أنساني
امليثاء األرض السهلة
الشرف املكان املرتفع
ظمياء رقيقة اجلفن
الطال ولد الغزالة
احلضر الركض
جرار قائد
الكتيبة العسكر اجملتمع
املخوفة األرض اليت خيافها املرء
النظر الشزر النظر الذي فيه غضب
البيض السيوف
القنا الرماح
أسغب أجوع
احلي اخللوف احلي الذي غاب عنه رجاله
51
الردى املوت
الرباقع مجع برقع وهو ما تسرت به املرأة وجهها كالنقاب
اخلمر مجع مخار وهو ما تسرت به املرأة شعرها
ساحبة األذيال الفتاة املتبخرتة
الوعر القاسي الشديد
وفوره كثرته
الوفر املال
الغمر الغافل الذي مل جيرب األمور
يتجافى يبتعد
الضمر اخليول املضمرة
الترب الذهب
الصفر النحاس
إضاءة على النص
مير أبو فراس بأزمة نفسية ،فهو أمري وقائد من قواد سيف الدولة احلمداني ،لكنه وجد نفسه بني ليلة وضحاها
يف األسر يعاني األمرّين ،وهو يدرك يف الالوعي أنه كان بإمكانه تاليف ما حصل ،فقد كان مع ملة من أصحابه خرجوا
للصيد ال للقتال ،فقابلتهم كتيبة من الروم ،فأبى الفرار ،وأصر على قتاهلم ،فوقعوا مجيعا يف األسر ،ولكن عقله
الواعي يرفض التسليم بهذه احلقيقة ،لذا جلأ إىل التسوي من خالل أسلوب النفي حتى يتحقق لديه التوازن النفسي ،فهو
متجلد ما للهوى نهي عليه وال أمر ،ال يذاع له سر ،ليس ضحية للدهر بل للبشر مصدر األحزان ،ال راحة له ،ويف
الوقت نفسه هو غري منكر ،ال خيل النصر بكتيبته ،وال يصبح احلي اخللوف بغارة ،وال اجليش ما مل تأته النذر ،ال خياف
احلصون املنيعة ،ال يعامل األسرى معاملة سيئة ،وال يهتك األعراض ،ال يطغيه الغنى ،وال يثنيه الفقر .
ومل يكتف أبو فراس بتسوي مواقفه وإمنا جلأ إىل إمبات صحتها ،ويبدو هذا جليا من خالل استخدام أسلوب
الشرط الذي أسهم يف إمبات الشاعر لوجهة نظره يف كثري من القضايا ،فعند العودة إىل القصيدة جند شاعرنا ال يبكي إال إذا
أضواه الليل لكربيائه ،وإن ظل حمروما فال نزل القطر ،ولوال احملبوب لكان حال شاعرنا رائعا مع أهله ،وإن صدق
الوشاة فباب التوبة مفتوح ،مع االحرتاس بأن هذا مل يكن ،وهو يف عذاب دائم فإذا انقضى البني واهلم جاءه اهلجر،
وهو رابح يف كل األحوال فإن عاش عذب به األعداء ،وإن مات فاملوت حق ،وال أحد يسد مسده ،ولو كان ذلك
الكتفى الناس بالنحاس بدال من الذهب ،وهو على استعداد أن يقدم أي مثن يف سبيل املعالي فمن خطب احلسناء مل
يغلها املهر.
50
وظف الشاعر هذا األسلوب لبيان أن البكاء ال يتنافى مع الرجولة بل هو ضرورة ،وأن حب األنا وحب اآلخر
ال ينفصالن ،وأن احلياة أو املوت هما إحدى احلسنيني ،وأن التوافق النفسي مقدم على التوافق االجتماعي.
ويبدو أبو فراس أيضا حمبا للسيطرة ،معتدا بنفسه ،وامقا بها ،نشيطا ،قويا ،يأبى اخلنوع واخلضوع والطاعة
واالمتثال ،وهو مغامر شجاع وهذا ما يستشف من أسلوب التأكيد الشائع يف القصيدة وقد جاء على صور عدة
القسم كقوله •
فقلت أما واهلل ،مـا نالنـي خسـر يقولون لي بعت السالمـة بالـردى
امسية اجلملة كقوله •
وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر حفظـت وضيعـت املـودة بيننـا
احلصر كقوله •
ألحرفها ،من كـف كاتبهـا ،بشـر ومـا هـذه األيـام إال صحـائـف
اسم التفضيل كقوله •
وأكرم من فوق التـراب وال فخـر أعز بين الدنيا وأعلـي ذوي العـال
التأكيد بالرتتيب كقوله •
لنا الصدر دون العامليـن أو القبـر وحنـن أنـاس ال تـوسـط عندنـا
حروف التأكيد كقوله •
علي ميـاب مـن دمائهمُ محـر مينـون أن خلـوا ميابـي ،وإنـمـا
ويف الليلـة الظلمـاء يفتقـد البـدر سيذكرنـي قومـي إذا جـد جدهـم
إىل القلب ،لكن اهلوى للبلى جسـر وما كان لألحـزان لـوالك مسلـك
معـودة أن ال خيـل بهـا النصـر وإنـي لـجـرار لـكـل كتيـبـة
ويستمر أبو فراس احلمداني يف ممارسة لعبة اخلفاء ،وعلى وجه اخلصوص يف تلك املقدمة الغزلية الرمزية من
البيت ( ) 27 - 0فعند التفكر يف طبيعة العالقة بني شاعرنا وحمبوبته جند أنها عالقة ال ختتلف يف بنيتها العميقة عن
عالقة الشاعر بابن عمه سيف الدولة احلمداني.
فشاعرنا مشتاق وعدته احملبوبة بالوصال ،حفظ املودة ،لكنه مل يلق إال الغدر ،تستمع حمبوبته إىل الوشاة الذين
ينقمون على شاعرنا حبها له ،مما دفعه إىل اخلصام مع أقرب املقربني من أجلها ،فإن كان ما قال الوشاة حقا – وهو
52
بالطبع غري صحيح – فإنه يعتذر عن ذلك ويتوب عنه ،وتتجاهل احملبوبة إمكانيات أبي فراس وهي عليمة بها ،وهي
تدرك ما آل إليه حاله حني بعد عنها ،ولكنها ال تستمع بل تنفر منه وجتفل.
وليس من باب املصادفة أن ينهي أبو فراس مقدمته بهذين البيتني
ليعرف من أنكرته البـدو واحلضـر فال تنكريين يـا بنـة العـم إنـه
إذا زلت األقدام ،واستنـزل الذعـر وال تنكرينـي ،إننـي غيـر منكـر
ففي قوله يا بنة العم إشارة إىل سيف الدولة الذي أحبه أبو فراس وحفظ حبه ومودته ،لكنه كان يستمع إىل
احلساد الذين نقموا على أبي فراس حب سيف الدولة له ،ونقلوا كالما غري صحيح ،مما دفع سيف الدولة إىل جتاهل أبي
فراس والتباطؤ يف فدائه.
ولكن أما من حلظات جتلت فيها احلقيقة ولو على شكل فلتات لسان؟ واجلواب بلى ،فقد ظلت احلقيقة تطل
برأسها من حني آلخر رغم سعي الشاعر ملمارسة لعبة اخلفاء طوال الوقت ،فعلى الرغم من كونه عصي الدمع إال أن هذا
مل مينعه من البكاء ليال
أمـا للهوى نهـيٌ عليـكَ وال أَمْـرُ أراكَ عَصِيَّ الدَّ ْمعِ شيمتُـكَ الصَّبـرُ
وأذللْتُ دمعاً مـن خالئِقِـه الكِبـر إذا الليلُ أضواني بسَطْتُ يدَ اهلـوى
وها هو يقر بشوقه ومبالحقة األفكار له
ولكـنَّ مِثلـي ال يـُذاعُ لـه سِـرُّ بلى ،أنـا مُشتـاقٌ وعنـديَ لوعـةٌ
إذا هيَ أذكتهـا الصَّبابـةُ والفكْـر تكادُ تضيءُ النـار بيـن جوانِحـي
هلجْـر
إذا اهلمُّ أسالني ألـحَّ بـيَ ا َ وقلبتُ أمـري ال أرى لـي راحـةً
كما يقر حبزنه حتى أشرفت نفسه على اهلالك ،بعد أن ذاق طعم الذل
إىل القلبِ ،لكنَّ اهلوى للبلى جِسْـر وما كانَ لألحـزانِ لـوالكِ مسلـكٌ
هلجْـر
إذا ما عداها البيْـنُ عذَّبَهـا ا َ وتهلكُ بني اهلـزلِ واجلـدِّ مُهجـةٌ
وأن يدي ممـا علِقـْتُ بـه صفْـر فأيقنـتُ أن ال عـزَّ بعـدي لعاشـقٍ
وينتهي به الطاف معلنا االستسالم
هلا الذَّنبُ ال تُجزى به وَِليَ العُـذْر فعدتُ إىل حكـمِ الزَّمـانِ وحكمِهـا
51
وعند مناقشة لب املسألة يعرتف أبو فراس مبرارة األسر
ت هما أمـرانِ أحالهمـا مُـرُّ
فقل ُ وقال أُصيحابي الفرار أو الـردى؟
الفهم واالستيعاب
عد إىل النص واستخرج الصفات اليت وصف بها أبو فراس احلمداني نفسه. .0
هل تعتقد أن أبا فراس احلمداني كان على صواب حني رفض الفرار ،علما بأنه مل خيرج للقتال وإمنا .2
خرج للصيد مع رفاقه؟
ما أوجه الشبه بني معاملة حمبوبة الشاعر له ومعاملة ابن عمه له؟ .1
استخرج من النص أربع حكم توصل إليها الشاعر بوصفها خالصة هلذه التجربة الصعبة اليت مر بها .4
الشاعر؟
مبَ تفسر تأخر سيف الدولة احلمداني يف فداء ابن عمه أبي فراس احلمداني؟ .5
التذوق األدبي
بني مجال أسلوب التجريد يف مطلع القصيدة .0
أمـا للهوى نهـي عليـك وال أمـر أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر
ما الغرض البالغي من االستفهام املنفي يف البيت السابق؟ .2
بني مجال االستعارة يف قوله (بسطت يد اهلـوى) .1
ما الفن البالغي فيما حتته خط .4
آلنسة يف احلـي شيمتهـا الغـدر وفيت وفـي بعـض الوفـاء مذلـة
بني مجال التشبيه الضمين يف قول الشاعر .5
ويف الليلـة الظلمـاء يفتقـد البـدر سيذكرنـي قومـي إذا جـد جدهـم
التطبيقات اللغوية
السؤال األول
-5ورد (بلى) حرف جواب يف البيت الثاني .بيّن احلالة اليت يُجاب عنها به.
-4هل ميكن استعمال (كاد) تامّة يف قول أبي فراس تكاد تضيء النّار بني جواحني؟ وضّح ذلك.
-3ما نوع االستثناء يف قوله وما هذه األيّام إالّ صحائفٌ؟
-2حدّد املعنى الذي خرج إليه التصغري يف قوله وقال أُصيحابي الفرارُ أو الرّدى.
54
السؤال الثاني
-5قال تعاىل "آتوني أُفرغْ عليه ِق ْطرًا" [الكهف .]75استخرج من األبيات التسعة األوىل ما يدلّ على هذا
الرتكيب ويشبهه ،وبيّن وجه إعرابه.
-4ما الفرق يف استعمال (إنْ) و(إذا) يف قول أبي فراس
جدّ جِدُّهمْ.
سيذكُرني قومي إذا َ
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يد الرّدى.
فإنْ عشتُ ،فالطّعن الذي يَعْرفونه.
وإنْ متُّ ،فاإلنسان ال بدَّ ميّتٌ.
السؤال الثالث حدّد نوع كلّ مشتقّ من املفردات اآلتية
جرّار – نزّال – مَخوفة – الواشني – اخلَلوف – أحالهما ُمرّ –
مَذلّة – وَقور – عليمة – قتيلك – ظمياء
السؤال الرابع بيّن نوع احلرف املشار إليه يف كل موضع من املواضع اآلتية
-5الباء يف قول أبي فراس وال خري يف دفع الرّدى مبذلّة.
-4الالم يف قوله وإنّ لي ألُذنًا بها عن كلّ واشية وَ ْقرُ.
( -3ما) يف قوله فقد يهدم اإلميان ما شيّد الكفرُ.
( -2ما) يف قوله إذا ما عداها البنيُ عذّبها اهلجرُ.
( -1ال) يف قوله وال تُنكريين ،إنّين غريُ مُن َكرٍ.
( -1أو) يف قوله لنا الصّدرُ دون العاملني أو القربُ.
السؤال اخلامس أعرب ما حتته خطّ فيما يأتي
-5ألنّين أرى أنّ دارًا لستِ من أهلها قفرُ.
-4إذا الليلُ أضواني بسطتُ يد الرّدى.
-3بنفسي من الغادين يف احليّ غادةٌ.
-2وَقورٌ ،وريعان الصِّبا يَسْتفزّها.
55
ٍّ رددتُ اخليلَ حتى ملكتُه هزميًا.
-1وحي
-1فقلت معاذ اهلل ،بل أنت ال الدّهرُ.
-5ويا رُبَّ دارٍ مل ُتخِفْين منيعةٍ.
املراجع األساسية
م. أبو فراس احلمداني – الديوان ،م ،حتقيق سامي الدهان ،بريوت .
املراجع املساندة
الك ب: أ-
أبو محدة ،حممد علي -التذوق اجلمالي لقصيدة أبي فراس احلمداني " اراك عصي الدمع شيمتك .0
الصرب" دراسة نقدية إبداعية ،ط ،0مكتبة اجلامع احلسيين ،عمان 0989م .
الدالهمة ،إبراهيم مصطفى سليمان -الصورة الفنية يف شعر أبي فراس احلمداني ،إربد2110 ،م .2
عمران ،عبد اللطيف –شعر أبي فراس احلمداني دالالته وخصائصه الفنية ،دار الينابيع ،دمشق، .1
0999م
قاضي ،النعمان -أبو فراس احلمداني املوقف والتشكيل اجلمالي ،دار الثقافة ،القاهرة 0982،م .4
كراكيب ،حممد -خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان ابي فراس احلمداني دراسة صوتية وتركيبية، .5
دار هومة ،اجلزائر2111 ،م
املومين ،عبد املالك -التجربة اإلنسانية يف روميات أبي فراس احلمداني ،ط 0دار الكتب العلمية، .6
بريوت 2101 ،م
ب -ال ر ت:
أيوب ،حسام حممد -قصيدة "أراك عصي الدمع" ألبي فراس احلمداني -مقاربة أسلوبية نفسية- .0
(باالشرتاك) ،جملة كلية الرتبية للبنات ،جامعة بغداد ،مج 21العدد ، 1أيلول 2102 ،م.
56
الوحدة التعليمية السادسة
أه اف الوح
أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة. .
أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة أبي العالء املعري واجلو العام للنص. .
أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي. .
أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي .
أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه. .
أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي. .
58
اجلو العام للنص
أمحد بن عبد اهلل بن سليمان التنوخي املعري شاعر فيلسوف .ولد ومات يف معرة النعمان .كان حنيف اجلسم،
أصيب باجلدري صغريا فعمي يف السنة الرابعة من عمره ،وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ،ورحل إىل بغداد سنة
هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر.
شاعراً يرمونه ،وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وهو من بيت علم كبري يف بلده ،وملا مات وقف على قربه
وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد اهلل بن أبي هاشم ،وكان حيرم إيالم احليوان ،ومل يأكل اللحم مخسا
وأربعني سنة ،وكان يلبس خشن الثياب ،وقد ترجم كثري من شعره إىل غري العربية ،وأما كتبه فكثرية .
قال أبو العالء املعري هذه القصيدة يف رماء صديقه الفقيه أبي محزة الذي مات يف سن الشباب ،وكان أبو عالء
معجبا بأخالقه ،فرماه رماء حافال بالتأمالت العامة.
النص األدبي
جدٍ يف مِلَّيت وا ْعتِقادي َ /ن ْوحُ باكٍ وال َترَنُّمُ شادِ
َغْيرُ ُم ْ
صوْتِ البَشريِ يف كلّ نادِ
صوْتُ النّعيِّ إذا قِيسَ بِ َ
و َشبِيهٌ َ
صنِها ا َمليّادِ
حلمَامَةُ أمْ غَنَّتْ عَلى َفرْعِ غُ ْ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ ا َ
صَاحِ َهذِي ُقبُورُنا َتمْألُ الرُّحْبَ فأينَ ال ُقبُورُ ِمنْ عَهدِ عادِ
خَ ّففِ ال َوطْءَ ما أ ُظنّ أدِيمَ األ ْرضِ إالّ ِمنْ َهذِهِ األجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ َقدُمَ العَ ْهدُ َهوَانُ اآلبَاءِ واألجْدادِ
هلوَاءِ رُوَيداً /ال اخْتِياالً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
ِسرْ إنِ ا ْسطَعتَ يف ا َ
حدٍ َقدْ صَارَ َلحْداً مِراراً /ضَاحِكٍ ِمنْ َتزَاحُمِ األضْدادِ
رُبّ َل ْ
يف طَويلِ األزْمانِ وَاآلباد وَدَ ِفنيٍ عَلى بَقايا دَ ِفنيٍ /
فاسْألِ ال َفرْ َقدَينِ َع ّمنْ أحَسّا ِ /منْ قَبيلٍ وآنسا من بِالدِ
وَأنارا ِل ُمدْلِجٍ يف َسوَادِ كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ /
ال ِمنْ راغبٍ يف ازْديادِ
َتعَبُ كُلُّها احلَياةُ فَما أ ْعجَبُ إ ّ
ضعَافُ سُرُورٍ يف ساعَةِ امليالدِ
حزْناً يف ساعةِ ا َملوْتِ أ ْ
إنّ ُ
أُمّةٌ َيحْ َسبُونَهُمْ للنّفادِ خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ /
59
إنّما ُينْقَلُونَ ِمنْ دارِ أعْمالٍ إىل دارِ شِ ْقوَةٍ أو رَشَادِ
جعَةُ ا َملوْتِ رَ ْقدَةٌ يُسرتيحُ اجلِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السُّهادِ
ضَْ
امل جم ال الل :
غري جمد غري مفيد
مليت مذهيب
النوح البكاء
الرتمن ترديد الصوت بالغناء
الشادي املغين
النعي املخرب باملوت
البشري من يبشر بوالدة املولود
الفرع أعلى الغصن.
املياد املتمايل
صاح يا صاحب
الرحب املكان الواسع
الوطء الدوس بالقدم
أديم األرض وجهها ،ترابها
قبيح عار
اهلوان الذل
رويدا على مهل
اختياال تكربا
الرفات ما بلي من العظام
اللحد القرب إذا أميل بامليت إىل أحد شقيه.
اآلباد األزمنة واحدها أبَد.
آنسا أبصرا
املدجل السائر ليال.
البقاء احلياة اآلخرة.
دار أعمال احلياة الدنيا.
61
إضاءة على النص
يقدم أبو العالء املعري يف هذه املقدمة التأملية جمموعة من الصور تتوزع على قطبني متضادين قطب احلياة،
وقطب املوت ،فمن صور احلياة ترمن شادي ،صوت البشري ،غناء احلمامة ،السرور ساعة امليالد ،ويف مقابل هذه
الصور تقف صور املوت نوح باك ،صوت النعي ،بكاء احلمامة ،امتالء الرحب بالقبور ،احلزن ساعة املوت.
ويربط بني صور احلياة والسرور فال يرتمن وال يغين إال السعيد ،والبشري ينقل أخبارا سعيدة كوالدة مولود ،كما
يربط أيضا بني صور املوت واحلزن ،فالنواح حماولة للتخلص من مشاعر احلزن ،والنعي ينقل خرب املوت احملزن.
مم يعمد إىل تشكيل مفارقة عجيبة من خالل اجلمع بني هذه الصور املتضادة حتت حكم واحد هو الالجدوى،
فالدنيا تسري ضمن إيقاع منتظم ،لذا ال ينفع فيها احلزن أو السرور ،فال جدوى من النوح أو الرتمن ،وال فرق بني النعي
والبشري ،أو البكاء والغناء.
فاسْألِ ال َفرْ َقدَينِ َع ّمنْ أحَسّا ِ /منْ قَبيلٍ وآنسا من بالدِ
وَأنارا ِل ُمدْلِجٍ يف َسوَادِ كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ /
وجيعل أبو العالء الغلبة لقطب املوت على قطب احلياة ،فالقبور ثمأل الرحب ،وأديم األرض من أجساد
األجداد ،والقرب جيمع بني األضداد ،واحلزن ساعة املوت أضعاف السرور ساعة امليالد ،وترجع هذه الغلبة إىل معاناة
الشاعر يف حياته ،حتى غدا يرى يف املوت راحة وخالصا
َتعَبُ كُلّها احلَياةُ فَما أ ْعجَبُ إالّ ِمنْ راغبٍ يف ازْديادِ
مم يطرأ تغري ملحوظ على بنية النص ،ويهتدي أبو العالء إىل عنصر مالث يغري تلك الثنائية غري املتوازنة ،فقد
خلق الناس للخلود يوم القيامة وليس هلذه الدنيا الفانية
أُمّةٌ َيحْ َسبُونَهُمْ للنّفادِ خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ /
وما هذه احلياة الدنيا إال دار أعمال ينقل بعدها اخللق إىل جنة أو نار
إنّما ُينْقَلُونَ ِمنْ دارِ أعْمالٍ إىل دارِ شِ ْقوَةٍ أو رَشَادِ
وهكذا تتحقق املصاحلة بني هذين القطبني املتصارعني احلياة واملوت ،وتشعر الذات الشاعرة حبالة من الرضا
واالطمئنان ،فلم يعد املوت هروبا أو خالصا ،إمنا هو ضجعة يسرتيح اجلسم فيها بعد جهد العمل يف هذه الدنيا يف انتظار
اجلزاء والثواب من اهلل
جعَةُ ا َملوْتِ رَ ْقدَةٌ يُسرتيحُ اجلِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
ضَْ
60
الفهم واالستيعاب
مجع الشاعر بني صور متضادة حتت حكم واحد اذكر هذه الصور؟ .0
ملَ يطلب الشاعر منا أن خنفف الوطء على األرض ،وأن نطري يف اهلواء إن استطعنا؟ .2
ما سبب ضحك القرب كما فهمته من النص؟ .1
يقول أبو العالء املعري .4
أُمّةٌ َيحْ َسبُونَهُمْ للنّفادِ خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ /
هل تعرف ما األمة اليت يشري إليها الشاعر؟ وملَ وصفها بالضالل؟
اشرح البيت اآلتي شرحا وافيا .5
جعَةُ ا َملوْتِ رَ ْقدَةٌ يُسرتيحُ اجلِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السُّهادِ
ضَْ
التذوق األدبي
ما الغرض البالغي من اختيار الشاعر األسلوب اخلربي يف البيتني اآلتيني .0
جدٍ يف مِلّيت وا ْعتِقادي َن ْوحُ باكٍ وال َترَنّمُ شادِ
َغْيرُ ُم ْ
صوْتِ البَشريِ يف كلّ نادِ
صوْتُ النّعيّ إذا قِيسَ بِ َ
و َشبِيهٌ َ
ما الغرض البالغي من أسلوب االستفهام يف قول الشاعر .2
صنِها ا َمليّادِ؟
حلمَامَةُ أمْ غَنَّت عَلى َفرْعِ غُ ْ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ ا َ
هل جاءت اهلمزة االستفهامية يف البيت السابق لطلب التصديق أو التصور؟ وما الفرق بني النوعني؟ .1
ما القيمة البالغية اليت أضافتها اجلملة االعرتاضية يف قول الشاعر .4
وقَبيحٌ بنَا -وإنْ َقدُمَ العَ ْهدَُ -هوَانُ اآلبَاءِ واألجْدادِ
بني مجال الطباق الصناعي يف قول الشاعر .5
وَأنارا ِل ُمدْلِجٍ يف َسوَادِ كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ
التطبيقات اللغوية
السؤال األول
-5يعدّ (التّرخيم) واحدًا من أساليب النّداء يف العربيّة .دُلَّ عليه يف القصيدة ،وبيّن عناصره.
-4ورد الفعل مبنيًّا للمجهول يف موضعني من القصيدةُ .دلّ عليهما ،وبيّن نائب الفاعل يف كلّ موضع.
السؤال الثاني أعد صياغة العبارة اآلتية (أبكتْ تلكمُ احلمامةُ أم غنّت على َفرْع غُصنها ا َمليّادِ ).ختاطب بها
62
مجاعة اإلناث .....................................
واملفرد املؤنّث ......................................
واملثنّى املذكّر ........................................
السؤال الثالث عيّن اخلرب لكلّ مبتدأ ممّا يأتي (عد إىل النص ملعرفة اجلواب)
-5غريُ مُجدٍ.
ضجْعةُ املوت.
َ -4
-3قبيحٌ بنا.
-2رُبَّ حلدٍ.
السؤال الرابع بيّن نوع احلرف املشار إليه يف كل موضع من املواضع اآلتية
( -5أم) يف قول املعرّي أبكتْ تلكمُ احلمامةُ أم غنّت على َفرْع غُصنها ا َمليّادِ.
( -4إنْ) يف قوله سر إنِ اسطعتَ يف اهلواء رويدًا.
( -3كم) يف قوله كم أقاما على زوال نهار وأنارا ِلمُدجل يف سواد.
السؤال اخلامس صنّف املفردات اآلتية حسب مبناها الصّريف
مُجدٍ – َترَنُّم – امليّاد – قبيح – تَزاحم –
ضجْعة – شِقْوة – رَقدة
ُمدْجل – ازدياد – املوْت – َ
املراجع األساسية (:مورد النص)
املعري ،أبو العالء -سقط الزند ،دار بريوت للطباعة والنشر ،دار صادر للطباعة والنشر0957 ،م .0
املراجع املساندة
الك ب: أ-
البلوي ،خالد أمسري -التقليد والتجديد يف شعر أبي العالء املعري ،رسالة جامعية(ماجستري) جامعة .0
طيبة ،إشراف د .خمتار الفجاري2101 ،م( 216ورقة)
الشعور باالغرتاب عند أبي العالء املعري وألبري كامو ،رسالة توزان ،عبد القادر- .2
جامعية(دكتوراه)جامعة اجلزائر ،إشراف أ .د الطاهر حجار2116 ،م 241( ،ورقة)
61
خضر ،سناء -النظرية اخللقية عند أبي العالء املعري بني الفلسفة والدين ،دار الوفاء للطباعة والنشر، .1
االسكندرية0999 ،م،
شروح سقط الزند -للتربيزي(ت 512هـ) والبطليوسي(ت520ه) واخلوارزمي(ت607ه) ،ط1 .4
حتقيق مصطفى السقا وآخرين ،القسم الثالث ،اهليئة املصرية العامة للكتاب0986 ،م.
ب -ال ر ت:
عكاشة ،رائد مجيل " -رؤية العامل عند املعري قراءة أسلوبية لداليته" جملة جامعة أم القرى لعلوم .
اللغات وآدابها ،اجمللد اخلامس جمرم 0412ه -يوليو 2100م ،ص 96 -17
هزاع ،مها حمسن " -بالغة التشبيه عند الشعراء العميان ،أبو العالء املعري إمنوذجا" جملة جامعة .2
كركوك للدراسات اإلنسانية ،اجمللد ، 6العدد ، 0ص. 04 -0
64
الوحدة التعليمية السابعة
أه اف الوح
أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة .
أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة أبي القاسم الشابي واجلو العام للنص. .
أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي. .
أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي .
أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه .
أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي .
66
اجلو العام للنص
م ،درس بالزيتونة ،مم بكلية احلقوق حتى سنة ولد أبو القاسم الشابي يف (توزر) من أعمال تونس عام
م .له ديوان باسم (أغاني م ،حتمل أعباء أسرته بعد وفاة والده ،أصيب بتضخم القلب فمات شاباً سنة
احلياة) ،تأمر بالشعراء املهجريني من أمثال جربان ،ونعيمة ،وإيليا.
كان أبو القاسم الشابي يشكو انتفاخاً يف قلبه ،ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور
الطبيعي للمرض بعامل الزمن ،فضال عن ضعف بنيته اجلسدية ،وإهماله لنصائح األطباء ،لذا ظلت فكرة املوت تلح
على الشاعر بوصفها خالصا ملعاناته اجلسدية والنفسية.
النص األدبي
يف ظل وادي املوت
حنـن منشـي وحولنـا هاتـه األكوانُ ثمشــي لكــن أليَّـة غايـَهْ؟
حنـن نشـدو مـع العصـافريِ للشَّمسِ وهـــذا الـــرَّبيعُ ينفـُـخُ نايـَـهْ
حنن نتلـو روايـةَ الكـونِ للمـوتِ ولكـــنْ مــاذا خِتــامُ الرِّوايـَـهْ
"سلْ ضمـريَ الوُجو ِد كـيفَ البدايَهْ؟" هكــذا قلــتُ للرِّيــاحِ فقــالتْ
*******
ٍّ "إىل أيـنَ أمشي"؟
وتغشّـى الضَّبـابُ نفسـي فصـاحتْ فـي مَـاللٍ مُـر
الس ْيرِ أمسِ؟"
"ما جنينـا تُـرى مـن َّ ت "سريي مـع احليـاةِ" فقـالتْ
قل ُ
ت "أينَ يـا قلـبُ رَفشي؟"
فتهــافتُّ كاهلشـيمِ عـلى األرضِ ونــادي ُ
"هاتِه علَّنــي أخـطُّ ضرحيــي يف سكونِ الدُّجـى وأدفـنُ نفسـي"
*******
هاتِهِ فـالظَّالمُ حــولي كـثيفٌ /وضبابُ األسـى مُنيــخٌ عليَّـا
وكؤوسُ الغرامِ أترعَهَـا الفجـرُ ولكنْ حتــطَّمتْ فــي يديَّــا
والشبابُ الغريرُ ولَّى إىل املاضي وخلَّى النحـيبَ فــي شَــفتيَّا
هاته يـا فـؤادُ إنـا غريبـانِ نصوغُ احليـاةَ فنّــاً شَــجيَّا
*******
67
قد رقصْنا مـع احليـاةِ طـويالً /وشدوْنا مــع الشَّـباب سـنينَا
وعَدوْنا مع الليــالي حُفــاةً /يف شِـعابِ احليـاةِ حـتى دَمينَـا
وأكلْنا التّرابَ حـتَّى مللْنــا /وشربنا الدموعَ حـتَّى روِينَـا
ونثرْنا األحـالمَ واحلُـبَّ واآلالمَ واليأسَ واألسى حـيثُ شِـينَا
*******
مم ماذا؟ هذا أنا صرتُ يف الدنيا بعيدًا عـن هلوِهـــا وغِناهَــا
يف ظالمِ الفنــاءِ أدفـنُ أيّـامي وال أســـتطيعُ حــتّى بكاهَــا؟
حزِنٍ مُضجـرٍ عـلى قدميَّــا
وزهورُ احلياةِ تهوِي بصمـتٍُ /م ْ
جَفَّ سحرُ احلياةِ يـا قليبَ الباكي فهيَّا ُنجَـرِّبُ املــوتَ ..هيَّـا
امل جم ال الل :
اهلشيم الضعيف املكسور
الدجى الظالم
منيخ يف األصل برك وأقام واملقصود خميّم
أترعها مألها
بكاها بكاءها
إضاءة على النص
تقع قصيدة " يف ظل وادي املوت " يف عشرين بيتاً وزعت توزيعاً متساوياً على مخسة مقاطع وهي
.0املقطع األول األبيات ( .) 4 – 0
.2املقطع الثاني األبيات ( .) 8 – 5
.1املقطع الثالث األبيات ( .) 02 – 9
.4املقطع الرابع األبيات ( .) 06 – 01
.5املقطع اخلامس األبيات ( .) 21 – 07
68
وأول ما يلفت االنتباه عنوان القصيدة ،فمن املعاظلة اللفظية ،تكرار اإلضافة ،فهل هناك سر وراء اختيار
الشاعر تركيباً غري مألوف يف العنوان؟ الحظ أن اإلضافتني يف العنوان تتضمنان موقفني وجدانيني متعارضني االطمئنان
إىل قرار آمن " يف ظل وادي " واجلزع من شر حميق " املوت" ،وتسعى القصيدة إىل حل هذا التناقض.
يف املقطع األول يبحث الشاعر عن حقيقة احلياة ،ويورد جمموعة من األلفاظ تدور يف حقل داللي واحد هو
الفرح والبهجة واملتعة ،ولكن هذه السعادة بلهاء ،وقد بدأ املقطع جبمل امسية تقريرية تبدأ بضمري املتكلمني ،يليه فعل
مضارع يفيد التكرار" حنن منشي ،حنن نشدو ،حنن نتلو" ،مم تأتي اجلمل االستفهامية تعقيباً على اجلمل األوىل لرتكيز
االهتمام على موضع معني " ألية غاية ؟ ماذا ختام الرواية؟ " مما يؤكد أن هذه السعادة املستمرة بلهاء.
ونتساءل عن السر وراء اختيار الشاعر الريح ليوجه أسئلته إليها ،ونرجع هذا االختيار إىل أن الريح رمز التغيري
الدائم ،وكان جوابها أن احلياة كلها لغز ،والنهاية هي شطره ،فليسأل عن شطره األول ،أي البداية ليعرف الغاية من هذه
احلياة .إن تساؤالت الشاعر ال حتل تناقض العنوان ،وإمنا تصعده ،وسؤاله للريح يدل على بلوغه احلدود النهائية للبحث.
وجيسد املقطع الثاني ذكرى حزينة يف ذهن الشاعر ،وتنتمي ألفاظه إىل حقل داللي واحد هو احلزن والشقاء
والذبول واملوت ،وأهم ما مييزه هو التحول من تساؤل ميتافيزيقي إىل أزمة شخصية ،فقد انتقل احلوار من الرياح إىل
النفس ،لذا تعاقبت اجلمل ما بني أمر غري جمدٍ من ناحية الشاعر ،واستفهام معجز من ناحية النفس ،مم يأتي االستفهام "
أين يا قلب رفشي ؟ " خمالفاً ملقتضى الظاهر فهو يهيب ،ويؤكد هذه اإلهابة باألمر " هاته " ،ألنه مل جيد مثرة جينيها من
هذه احلياة ،لذا حاول أن جيعل من موته عمالً يقوم به بنفسه.
ويظهر املقطع الثالث تقابالً بني حقلني دالليني " املاضي احلي" و" احلاضر امليت" ،لذا أخذ الشاعر يندب حياته
اآلفلة ،ووظف مجالً امسية أخبارها إما مفردة أو أفعال ماضية للداللة على الثبات واالستقرار ،فالواقع احلالي ال
يزحزح ،وعلى هذا مل تعد فكرة املوت تزعج الشاعر ما دام قادراً على ختليد احلياة بالفن ،ولكن ماذا يستطيع الفعل
الفين أن يفعل حيال حياة خاوية؟
ويف املقطع الرابع يعمد الشاعر إىل تأمل حياته بوصفها جتربة شخصية فيلحظ اختالط النشوة فيها باألمل ،وقد
أدت جتارب املاضي املكدسة بال نظام إىل امللل ،لذا كثرت األفعال املاضية ،وبرزت ظاهرة االطراد املتمثلة يف كثرة العطف
بني املفردات.
ويف املقطع اخلامس حيدث االنقالب النهائي ،فاملوت جتربة ميكن أن تكون سعيدة ،فيحظى بالنشوة ،وهكذا
تنتهي القصيدة بنوع من احلل ينهي تناقضات العنوان.
69
الفهم واالستيعاب
يف املقطع األول ماذا سأل الشاعر الريح؟ ومباذا أجابته؟ .0
كيف حاول الشاعر إقناع نفسه يف املقطع الثاني؟ ومباذا ردت عليه نفسه؟ .2
ذكر الشاعر يف املقطع الثالث مسوغات عدة الختياره املوت اذكرها؟ .1
ذكر الشاعر يف املقطع الرابع جمموعة من الذكريات السعيدة والذكريات احلزينة مرت به اذكرها؟ .4
هل تعتقد أن املوت جتربة ميكن أن تكون سعيدة؟ .5
التذوق األدبي
يتمثل جوهر االستعارة يف نقل اخلواص من أحد عنصري املركب اللفظي إىل العنصر اآلخر ،والبد من تصنيف
االستعارة حبسب نقل اخلواص الداللية ،لذلك صنف النقاد االستعارة تبعا لنوعية اخلواص املنقولة تصنيفا مالمياً
االستعارة التجسيدية وحتصل باقرتان كلمة تشري داللتها إىل (مجاد) بأخرى تشري داللتها إىل (جمرد)
مثل كفّتا العدالة.
االستعارة اإلحيائية وحتصل باقرتان كلمة يرتبط جمال استخدامها بالكائن (احلي) بشرط أال تكون من
خواص اإلنسان بأخرى ترتبط داللتها مبعنى (جمرد) أو (مجاد) .مثل تنفس الصباح.
االستعارة التشخيصية وحتصل باقرتان كلمتني إحداهما تشري إىل خاصية (بشرية) واألخرى إىل(مجاد)
أو(حي) أو(جمرد) مثل ضحكتْ الشمس.
وعليه صنف االستعارات اآلتية حسب نوعها الداللي مبينا مجال التعبري األدبي
هاتـه األكوانُ ثمشــي
حنـن نشـدو مـع العصـافري
هـــذا الـــربيعُ ينفــخُ نايــهْ
هكــذا قلــت للريــاحِ
سل ضمـريَ الوجودِ
وتغشّـى الضبـابُ نفسـي فصـاحت
فتهــافتُّ كاهلشـيمِ عـلى األرضِ
ونــاديت "أين يـا قلـبُ رفشي؟"
وضبابُ األسـى مُنيــخٌ عليَّـا
وكؤوس الغرامِ أترعَهَـا الفجـرُ
وعَدوْنا مع الليــالي حُفــاةً
71
ونثرنا األحـالمَ واحلُـبّ واآلالمَ واليأسَ واألسى حـيث شـينَا
أدفـنُ أيّـامي
حزِنٍ مُضجـرٍ عـلى قدميَّــا
وزهورُ احلياة تهوِي بصمـتٍ ُم ْ
جفّ سحرُ احلياة
َ
يـا قليبَ الباكي
التطبيقات اللغوية
السؤال األول اكتب الوزن الصّريف لكلّ مفردة فيما يأتي
صرْتُ – بُكاها
سلْ – نَشدو – تَغشّى – مَالل – تَهافَتّ -مُنيخ – نَصوغ – دَمينا – ِ
َ
السؤال الثاني
-5حدّد مرجع الضمري يف قول الشّاعر
سريي مع احلياة.
وال أستطيع حتى بُكاها.
-4أعرب الكلمتني املخطوط حتتهما فيما يأتي
ما جنينا ،تُرى ،من السّري أمس؟
فهيّا نُجرّب املوت هيّا.
-3ما نوع املنادى يف قول الشّاعر وناديتُ أين يا قلبُ رفشي؟ وما حكمه اإلعرابي؟
السؤال الثالث بني نوع املنصوب يف قول الشاعر فيما يأتي
-5قد رقصنا مع احلياة طويالً.
-4وكؤوسُ الغرام َأتْرعَها الفجر.
-3وشدونا مع الشّباب سنينا.
-2وغدونا مع الليالي حُفاة.
-1وهذا الرّبيع ينفخ نايهْ.
السؤال الرابع يشار إىل املفرد املؤنث بـ (ذه) و(ذي) و(ته) .بيّن استعمال كلّ واحدة منها مقرتنة حبرف التنبيه
(ها) ،وخباصة االسم (ته) وما األكثر يف استعماله؟
70
السؤال اخلامس قال الشّابي
هاته ،عَلَّين أَخطُّ ضرحيي يف سُكون الدُّجى وأدفن نفسي
بيّن حكم استعمال نون الوقاية مع احلرف (لعلّ)
املراجع األساسية واملراجع
املص ر:
أبو القاسم الشابي -ديوان أبي القاسم الشابي ط ،تقديم وشرح جميد طراد ،دار الكتاب العرب .
م. بريوت
املراجع املساندة
اخلري ،هاني عبد الرمحن -أبو القاسم الشابي شاعر احلياة واخللود ،موسوعة أعالم الشعر العربي .
م. احلديث ،دار رسالن ،دمشق،
م. شكري عياد – مدخل إىل علم األسلوب ،ط ،دار العلوم للطباعة والنشر ،الرياض ، .
م، ناصيف ،جرجس نسيم -أبو القاسم الشابي يف شعره ،دار الفكر اللبناني ،بريوت، .
دراسة وخمتارات ،اهليئة املصرية العامة النقاش ،رجاء -أبو القاسم الشابي شاعر احلب والثورة .
م. للكتاب،
72
الوحدة التعليمية الثامنة
َْ ُ
خطبة عتبة بن غزوان
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
عليكَ ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس الثامن من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية،
هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
74
اجلو العام للنص
عتبة بن غزوان صحابيّ جليل أسلم يف وقت مبكر ،وهو أحد الرُّماة الذين قاتلوا يف معارك املسلمني .هاجر إىل
احلبشة يف املرَّة الثانية ،وسرعان ما رجع ليبقى جبوار الرسول عليه السالم ،ممّ هاجر مع املسلمني إىل املدينة ،وشارك يف
معركة بدر أول لقاء بني املسلمني واملشركني.
أرسله عمر بن اخلطاب إىل أرض البصرة لقتال الفرس يف األُبُلَّة ،فمضى جبيشه البال عدده ( )318مقاتالً،
و( ) 1نساء ،والتقى بأقوى جيوش الفرس ،ووقف أمام جنوده حامالً رحمه بيده ،وصاح اهلل أكرب .وبعد عدة جوالت
استسلمت األبلة ،وحترر أهلها من احتالل الفرس .وأسس عليها عتبة مدينة البصرة ،وبنى فيها مسجدًا كبريًا.
وظل عتبة واليًا على البصرة حتى جاء موسم احلج ،فخرج حاجًّا بعدما استخلف املغرية بن شعبة على البصرة،
وملّا فرغ من حجّه ،سافر إىل املدينة ،وطلب من عمر أن يُعفيه من اإلمارة ،ولكنه رفض أن يعفيه منها ،فأخذ راحلته
لريكبها راجعًا إىل البصرة ،ويف الطريق سقط من على راحلته ،فمات وهو بني مكة والبصرة ،وكان ذلك سنة ( 55هـ)
سبع عشرة من اهلجرة.
نص اخلطبة
خلطّاب عُتبةَ بنَ غزوانَ إىل البَصْرة ،وأَمَره بنزوهلا مبن معه و َقطْع مادّة أهلِ
هـ وَجَّه عمرُ بنُ ا َ يف السّنة
فارسَ عن الذين باملدائنِ ونواحيها منهم ،فرفعوا له ِمنْربًا ،وقام َيخْطُب ،فحَمِد اهلل وأمنى عليه ،وصلّى على النَّيب ،ممّ
قال
صرْمٍ ،وإنّما بقي منها صُبابةٌ كصُبابة اإلناءِ
"أما بعد ،فإنّ الدّنيا قد َتوَلّت حَذَّاءَ ُمدْبرة ،وقد آذنتْ أهلَها ب َ
يَصْطبُّها صاحبُها ،أَالَ وإنَّكم مُفارِقوها ال َمحَالة ،ففارقوها بأحسنِ ما َيحْضُركم .أَالَ وإنّ من ال َعجَب أنّي مسعتُ رسولَ
ضخْم يُلْقى يف النار من شَفريها ،فيهوي فيها سبعني خريفًا ،وجلهنَّمَ سبعةُ أبوابٍ؛ ما بني البابيْنِ
حلجَر ال َّ
اهلل يقول إنَّ ا َ
منها مسريةُ مخسِمائةِ سنةٍ ،وَلتَأتيَنَّ عليها ساعةٌ وهي كَظيظٌ بالزِّحام.
ولقد كنتُ مع رسولِ اهلل سابعَ سبعة ،ما لنا طعامٌ إالَّ ورقَ البَشَام ،حتى قرحت أشداقُنا ،فوجدتُ أنا وسعدُ
بنُ مالك َتمْرةً ،فشَقَ ْقتُها بيين وبينه نصفنيِ ،والتقطتُ ُبرْدةً فشَقَ ْقتُها بيين وبينهَ ،ف ْأَت َزرْتُ بنصفها ،وَْأَت َزرَ بنصفها ،وما منّا
جبْريَّة ،وأنا أعوذُ باهلل أنْ أكونَ يف
ختْها َ
أحدٌ اليوم إالَّ وهو أمريٌ على مصرٍ من األمصار ،وإنّه مل يكن نُبوَّة قَطّ إالَّ َتنَاسَ َ
نفسي عظيمًا ،ويف أَعْني النّاس صغريًا ،وستجرِّبون األُمراءَ من بعدي فَتعْرفون وُتنْكرون".
75
امل جم ال الل
استعن باملعجم لتتبيّن ما يأتي
الصرْم ،الكظيظ ،البَشَام.
معنى كلّ مفردة من املفردات اآلتية حَذَّاءَ َّ ، أ-
ب -وضّح الفرق بني معنى الكلمتني اآلتيتني الصُّبابة ،الصَّبابة.
ت -اجلذر اللغوي للفعل (يَصْطبُّها) ،ومصدر الفعل (َتنَا َسخَتْها).
76
والتّواكل والرّكون إىل الدّعة والسّكون؛ فإنّ الثلّة الصّادقة اليت صحبت رسول اهلل ما كانت تقيم هلا وزنًا ،وعاشوا معه
على الطّوى وقلّة ذات اليد ،مع أنّهم قادة وسادة و َقيّمون على أعمال الدّولة وأمصارها!!
وكانت اللغة حاضرة يف ذهن اخلطيب ،فقد استخدم غري أداة تساعده يف إيصال ما يتغيّاه إىل قلوب أصحابه يف
موقف عظيم كيوم لقاء عدوّ؛ من ذلك اتّكاؤه على أدوات التوكيد لتقرير املعاني السامية ،كـ (إنّ) يف قوله "فإنّ الدّنيا
ختْها جَبْريَّة" ،و(إنَّما) يف قوله "وإنّما بقي منها صُبابةٌ
قد َتوَلّت حَذَّاءَ ُمدْبرة" ،وقوله "وإنّه مل يكن نُبوَّة قَطّ إالَّ َتنَاسَ َ
صرْمٍ" ،وقوله "ولقد كنتُ مع رسولِ اهلل سابعَ
كصُبابة اإلناءِ يَصْطبُّها صاحبُها" ،و(قد) يف قوله "وقد آذنتْ أهلَها ب َ
سبعة" .ومنها أداة التنبيه (أَالَ) يف قوله "أَالَ وإنَّكم مُفارِقوها ال َمحَالة" ،وقوله "أَالَ وإنّ من العَجَب أنّي مسعتُ رسولَ
اهلل يقول" .ومنها األمر يف قوله "ففارقوها –أي الدّنيا -بأحسنِ ما َيحْضركم".
وهذه األدوات مهمّة يف اخلطبة ،ألنّها تساعد اخلطيب يف توجيه سامعيه ،وحتفيزهم لكلّ عمل جليل ،وتثري
فيهم محيّة يُقاربون فيها أو يسدّدون.
الفهم واالستيعاب
أجب عما يأتي .5
إىل أيّ عصر تنتمي اخلطبة السابقة؟ وما الفرق بينها وبني اخلطبة يف العصر اجلاهلي شكالً وموضوعًا؟ أ-
الشوْهاء؟
جلذْماء – َّ
ب -أيّ من املسمّيات اآلتية تنطبق على خطبة ابن غزوان البَ ْتراء – ا َ
ت -ما املوضوع الرئيس الذي تناولته اخلطبة؟
حرص اخلطيب يف مستهلّ خطبته على التحذير من الدّنيا ،ما الذي دعاه إىل ذلك؟ .4
الضخْم
حلجَر َّ
إالمَ هدف اخلطيب بعد حديثه عن الدّنيا من قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "إنَّ ا َ .
يُلْقى يف النار من شَفريها ،فيهوي فيها سبعني خريفًا ،وجلهنَّمَ سبعةُ أبوابٍ؛ ما بني الباب ْينِ منها مسريةُ مخسِمائةِ سنةٍ،
وَلتَأتيَنَّ عليها ساعةٌ وهي كَظيظٌ بالزِّحام"؟
ُعدْ إىل املكتبة واستخدم أحد املراجع األساسية يف كتابة ترمجة موجزة عن الصحابيّ "سعد بن مالك"، .2
وتعريف مبصطلح "اجلَبْريّة".
عد إىل النصّ ،وحدّد منه ما يدلّ على العبارات اآلتية .1
القطيعة بني الدنيا وأهلها. أ-
ب -امتالء جهنّم بالناس.
ت -قلّة ذات اليد.
77
ث -القوّة والتواضع.
قال ابن سينا "وحسبُها شرفًا أنَّها وظيفةُ قادة األُمم من األنبياء وا ُملرْسلني ومَن شاكلهم من العُلماء .1
العاملني" .عالمَ يعود الضّمري يف كلمة (حَ ْسبُها)؟ وإالمَ يرمي ابن سينا من قوله هذا؟
خطَبه.
يقال إنّ "قسّ بن ساعدة اإليادي" ،هو أوّل من استخدم "أمّا َب ْعدُ" يف ُ .5
عرّف تعريفًا موجزًا بهذا اخلطيب. أ-
ب -ما معنى قوله "أمّا َبعْد"؟
ت -ما إعرابها؟
التذوق األدبي
ال وضح كيف أسهمت االستعارة املرشّحة -وهي ما ذُكر معها مالئم املشبّه به -يف نُموّ الصّورة الفنيّة
أو ً
صرْمٍ).
يف قول عتبة بن غزوان ( فإنّ الدّنيا قد َتوَلّت حَذَّاءَ ُمدْبرة ،وقد آذنتْ أهلَها ب َ
مانيًا ما الفنّ البديعيّ فيما حتته خط ( وستجرِّبون األُمراءَ من بعدي فَتعْرفون وُتنْكرون)؟
مالثًا ما احملسّن املعنويّ يف قول عتبة ( وأنا أعوذُ باهلل أنْ أكونَ يف نفسي عظيمًا ،ويف أَعْني النّاس صغريًا)؟
رابعًا وضّح مجال التشبيه يف قول عتبة (وإنّما بقي منها صُبابةٌ كصُبابة اإلناءِ يَصْطبُّها صاحبُها).
خامسًا ما الغرض البالغي من تنكري كلمة (صُبابة) يف وصف الدنيا؟
سادسا اخلطبة هي فنّ خماطبة اجلماهري بقصد اإلقناع والتأمري .مبَ يتحقّق كلّ من اإلقناع والتأمري؟ وأيّ منهما
أكثر عناية من قبل اخلطيب؟
التطبيقات اللغوية
ٍّ من
ال عد إىل اخلطبة واستخرج مثاالً واحدًا على كل
أو ً
اسم فاعل لفعل مالمي. أ-
ب -مصدر صريح لفعل مالمي.
ت -صفة مشبّهة.
ث -مصدر صناعيّ.
فعل أُبدلت فيه تاء االفتعال طاءً. ج-
ح -اسم ممنوع من الصّرف.
78
خلطّاب عُتبةَ
هـ وَجَّه عمرُ بنُ ا َ مانيًا أعد كتابة اجلملة اآلتية بتحويل العدد من أرقام إىل حروف يف السّنة
ب َن غزوا َن إىل البَصْرة.
مالثًا أعرب ما حتته خطّ يف اجلمل اآلتية إعرابًا تامًّا
أَالَ وإنَّكم مُفارِقوها ال َمحَالة أ-
ب -وَلتَأتيَنَّ عليها ساعةٌ وهي كَظيظٌ بالزِّحام.
ختْها جَبْريَّة.
ت -وإنّه مل يكن نُبوَّة قَطّ إالَّ َتنَا َس َ
رابعًا اقرأ الفقرة اآلتية وأجب عمّا يليها "ولقد كنتُ مع رسولِ اهلل سابعَ سبعة ،ما لنا طعامٌ إالَّ ورقَ البَشَام،
حتى قرحت أشداقُنا".
ما املقصود بقوله (سابع سبعة)؟ و ُدلّ على هذا األسلوب بآية من القرآن الكريم. أ-
ب -ما نوع االستثناء؟ وحدّد عناصره.
ت -اضبط الفعل (قرحت) ضبطًا بنائيًّا ،وبيّن معناه.
خامسًا ما الوزن الصّريف للفعل (آذَنَتْ)؟ وملَ جاءت اهلمزة ممدودة؟
املراجع األساسية (:مورد النص)
صفوت ،أمحد زكي -مجهرة خطب العرب يف عصور العربيّة الزّاهرة ،املكتبة العلميّة ،بريوت. .5
املراجع املساندة
.5أبو زهرة ،حممد -اخلطابة أصوهلا ،تارخيها يف أزهر عصورها عند العرب ،ط ، 5مطبعة العلوم5732م
.4احلافظ ،ياسني -إحتاف الطّرف يف علم الصّرف ،ط ،0دار العصماء ،دمشق0412 ،هـ2100 /م.
.1الدقر ،عبد الغين -معجم النحو ،ط ،4مؤسسة الرسالة ،بريوت0418 ،هـ0988 /م.
.4ضيف ،شوقي -الفن ومذاهبه يف النثر العربي ،ط ،9دار املعارف مبصر0981 ،م.
عمارة ،حممود حممد -اخلطابة بني النظرية والتطبيق ،ط ،5مكتبة اإلميان ،املنصورة5775 ،م. .5
79
الوحدة التـاســعة
َ ْ َ َ ُ ْ
خطبة احلسن البصري
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
عليكَ ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس التاسع من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص
األدبية ،هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
أه اف الوح :
التعرّف إىل أهميّة اخلطابة يف العصر األموي وعوامل ازدهارها. .5
التعرّف إىل اخلصائص األسلوبيّة للخطابة الوعظيّة. .4
التفريق بني أنواع اخلطابة يف العصر األموي. .3
80
اجلو العام للنص
احلسن البصري واحدٌ من كبار التابعني ،وعلم بارز من أعالم املسلمني ،كان فقيهًا عاملًا ،وعابدًا تقيًّا ورعًا،
عُرف بفصاحة اللّسان ،وروعة البيان ،واحلكمة ،والزُّهد ،وغزارة العلم .ولد باملدينة املنوّرة سنة ( 45هـ) ،وكانت أمّه
موالة ألمّ سلمة زوج النيبّ -صلى اهلل عليه وسلم ، -وقد أعتقتها -رضي اهلل عنها -بعد أن ولدت احلسن.
نشأ احلسن مع أسرته يف "وادي القرى" بالقرب من املدينة املنوّرة ،وحفظ القرآن الكريم صغريًا .ممّ انتقل إىل
البصرة بالعراق سنة ( 31هـ) ،وهناك تلقّى العلم على عدد من أصحاب رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم ، -وأخذ
طريقة الوعظ والتذكري والقصّ ،وقد أعجب بها فاختذها لنفسه طريقة ومنهجا يعلّم به الناس ،وغدا جملسه يف جامع
البصرة قبلة لكلّ تواق للعلم مريد.
وكان –رضي اهلل عنه -على عقيدة سلف األمة الصاحل؛ تتلمذ عليهم ،وسعد بصحبتهم ،وتأمر بهم،
وانتهج منهجهم ،واهتدى بهديهم .وقد مكّنته حافظته وعارضته من جانب ،وزهده يف الدنيا من جانب آخر ،أن ينصح
احلكام واألمراء .لذلك ،عَلَت شهرته وزادت كثريًا يف أواخر زمن اخلليفة األموي معاوية بن أبى سفيان ،وقد عاصر
احلجاج بن يوسف الثقفي ،وكان من املقربني إىل اخلليفة عمر بن عبد العزيز ،وهو أستاذ واصل بن عطاء شيخ املعتزلة.
توفى -رمحه اهلل -عام ( 558هـ) ،وشهد جنازته خلق كثري.
نص اخلطبة
-يا بنَ آدم ِبعْ دنياك بآخرتك َترَْبحْهما مجيعًا ،وال تبع آخرتَك بدنياك فَتخْ َسرَهما مجيعًا.
-يا بن آدم إذا رأيتَ النّاس يف اخلريِ َفنَافسْهم فيه ،وإذا رأيتَهم يف الشَّرِّ فال َتغْبطهم عليه .الثَّواءُ ها هنا
خيَاركم ،فماذا تنتظرون؟ ا ُملعَاَينَةَ؟ فكأنْ
ُمتِكم ،وقد أُ ْسرِع ِب ِ
ُمتُكم آخرُ األُمَم ،وأنتم آخرُ أ َّ
قليل ،والبَقاءُ هناك طويل ،أ َّ
َقدَْ ،هيْهاتَ َهيْهات! ذهبت الدُّنيا ِبحَالِيها ،وبقيت األعمالُ قالئدَ يف أَعْناق بين آدم .فيا لَهَا موعظةً لو وَافقتْ من القُلُوب
حياةً!
-أَمَا إنَّه واهلل ال أُمَّةَ بعد أُمَّتكم ،وال نَيبَّ بعد نبيِّكم ،وال كتابَ بعد كتابِكم؛ أنتم تَسُوقون النّاس،
والسَّاعةُ تَسُوقكم؛ وإنَّما يُنْتَظر بأوَّلِكم أنْ يَ ْلحَقَه آخرُكم ،مَن رأى حم ّمدًا -صلى اهلل عليه وسلّم -فقد رآه غاديًا
النجَاء ،عَالمَ
والنجَاءَ َّ
َمرَ إليه ،فال َوحَاءَ ال َوحَاءََّ ،
ضعْ لَبِنةً على َلبِنة ،وال قَصَبةً على قَصَبة ،رُفِع له عَلَمٌ فَش َّ
ورائحًا ،مل يَ َ
ُتعَرِّجون؟ ُأتِيتُم وربِّ الكَعْبة! قد أُ ْسرِعَ ِبخِيارِكم ،وأنتم كلَّ يومٍ َترْذُلون ،فماذا َتنْتَظرون؟
-إنَّ اهلل تبارك وتعاىل َبعَثَ مُحمَّدًا عليه الصَّالة والسَّالم على عِلْمٍ منه ،اختارَهُ لنفسِه ،وَبعَثه برسالته،
ضعَه من الدُّنيا َموْضعًا يَنْظرُ إليه أهلُ األرض ،وآتاه
وَأنْز َل عليه كتابَه ،وكان صَفْوتَه مِن خَلْقهَ ،ورَسولَه إىل عباده ،ممَّ وَ َ
82
منها قُوتًا وبُ ْلغَةً ،مُمَّ قال (لقد كانَ لكم يف رَسُولِ اهلل أُسْوةٌ حَ َسنَةٌ)َ ،فرَغِب أَقوامٌ عن َعيْشه ،وسَخِطوا ما رضي له رَبُّه،
فأبعدَهم اهللُ وأَ ْسحَقَهم.
-يا بنَ آدم َطإِ األرضَ بقدمك ؛ فإنّها عن قليلٍ قربُك ،واعلمْ أنَّك مل َت َزلْ يف َهدْمِ عُمرك منذُ سقطتَ
صرَ أَقوامٌ ومل يَصْربوا ،فذهبَ اجلَزَعُ
صبَر؛ فقد أَبْ َ
صرَ فَ َ
من َبطْن أُمِّك .رَحمَ اهللُ رجالً َن َظرَ َفتَفَكَّر ،وتَفَكَّر فَا ْعتَبَر ،وأَبْ َ
بقلوبهم ،ومل ُيدْركوا ما طلبوا ،ومل َيرْجعوا إىل ما فَارَقوا.
-يا بن آدم اذكر قولَه تعاىل (وكلَّ إنسانٍ أَلْز ْمنَاه طاِئرَه يف ُعنُقه وُنخْرجُ له يومَ القيامةِ كتابًا يَلْقاه
جعَلَكَ حَسيبَ نفسِك.
َمنْشورًا ،ا ْقرَأْ كتابَك كفى بنفسِك اليومَ عليك حسيبًا)َ .ع َدلَ واهلل عليكَ مَن َ
-خُذوا صَفَ ا الدُّنيا ،و َذرُوا كَ َدرَها ،فليس الصَّ ْفوُ ما عاد َك َدرًا ،وال ال َك َدرُ ما عاد صَفْوًا ،دَعوا ما يُريبُكم
حبْتُ أقوامًا ما كانت صُحبتُهم
صِإىل ما ال يُريبُكم ،ظَهَر اجلَفاءُ ،وقلَّت العُلماء ،وعَفَتِ السُّنَّة ،وشَاعت الِبدْعة ،لقد َ
إالَّ قُرَّةَ العني ،وجِالءَ الصُّدور.
-ولقد رأيتُ أقوامًا كانوا -مِن حَسَناتِهم أنْ تُردَّ عليهم -أَشْفَقَ منكم -مِن سيِّئاتكم أنْ تُعذَّبوا
عليها .وكانوا فيما أحلَّ اهلل هلم من الدُّنيا َأزْ َهدَ منكم فيما حَرَّم اهللُ عليكم منها .ما لي أَسْمعُ حَسيسًا وال أرى أَنيسًا،
خلطَّاب "رَحم اهللُ
ذهب ا لناسُ وبقي النِّسْناس ،لو تَكاشَفْتم ما تَدا َفنْتم ،تَهَا َديْتم األَطْباق ومل تَهَادوا النَّصائح؛ قالَ ابنُ ا َ
خذَه من قِبَل رَبِّه،
امْرأً أَهْدى إلينا مَسَاوينا ،أَعِدُّوا اجلواب فإنَّكم مَسْؤولون ،املؤمنُ َمنْ مل يأخذْ دينَه عن رأيه ،ولكنَّه َأ َ
إنَّ هذا احلقَّ قد جَ َهدَ أهلَهَ ،وحَال بينهم وبني شَهَواتِهم ،وما يَصْرب عليه إالَّ مَن عَرَفَ فَضْلَه ،و َرجَا عاقبتَه ،فَمَن حَمِد
الدُّنيا ذَمَّ اآلخرة ،وليس يَكْره لقاءَ اهلل إالَّ مُقيمٌ على ُسخْطه.
-يا بن آدم اإلميانُ ليس بالتَّحلِّي وال بالتَّمنِّي ،ولكنَّه ما وَ َقرَ يف القلب ،وصَدَّقَه العَمَل.
امل جم ال الل
ال عد إىل أحد املعاجم املتوافرة بني يديك لتتبيّن ما يأتي
أو ً
الثوَاء ،البُلْغة ،حَاليها ،ال َوحَاء ،عَفَتْ ،احلَسيس.
استخرج معنى املفردات اآلتية َّ أ-
ب -جاء يف اخلُطبة ( َفرَغِب أَقوامٌ عن َعيْشه ،و َسخِطوا ما رضي له رَبُّه ،فأبعدَهم اهللُ وأَ ْسحَقَهم) .ما الفرق
يف املعنى بني ( َسحَقهم) و(أَسْحقهم)؟
ت -جاء يف اخلطبة "ذهب الناسُ وبقي النِّسْناس" .ما املقصود بـ "النِّسْناس"؟ واحبث عن مصدر هذا القول
يف كتب احلديث.
ث -تعين كلمة (طائره) يف قوله تعاىل (وكلَّ إنسانٍ أَلْز ْمنَاه طاِئرَه يف ُعنُقه) عمله حيمله يف عنقه .ملاذا جاء
التعبري به ليدلّ على العمل؟
81
إضاءة على النص
ثمثّل هذه اخلطبة منوذجًا من اخلطب الدينيّة الوعظيّة اليت اشتهر بها احلسن البصريّ و "مل يتقدّمه فيها أحد" كما
حرَص فيها على التذكري بالبعث ويوم احلساب ،واحلضّ على التقوى والعمل
يقول اجلاحظ يف "البيان والتبيني"َ -
الصاحل ،والتحلّي بالفضائل ،والزّهد بالدّنيا ،والتخلّي عن زخرفها وشهواتها.
وإنّ نظرة جملّية هلذه اخلطبة الرائقة تكشف عن الوعي احلقيقيّ للخطيب الواعظ بالدّنيا وما تنطوي عليه من
شهوات تَهيم بها النّفس البشريّة ،وهي يف ميزان البارئ -سبحانه -ال تساوي جناح بعوضة وإنْ راقت للنفس
وحَ َلتْ ،فما يُعطي اهلل منها وما يذر؟!
ومعنى أنْ ينفّر اخلطيب من الدّنيا ومتاعها الزّائل ،أنّه يدعو اإلنسان إىل ما فيه بقاؤه وفالحه يف الدّنيا بالتقوى
والعمل الصّاحل ،وباآلخرة بالفوز برضوان اهلل ونعيم مقيم .لذلك ،افتتح خطبته مبا حيقّق هذا املطلب النّفيس لكلّ نفس
تتوق للقاء اهلل والفوز بنعيمه -بأنّ الرّبح احلقيقيّ يكون يف التّجارة بتصحيح مسار العبد لآلخرة ،وما عداه خسران مبني
يف الدّنيا واآلخرة .وعليه ،فإنّ املنافسة لبلوغ هذا املرام ،إنّما تكون يف اخلري ،وفيه "فليتنافس املتنافسون" ،وال مكان
لل ّشرّ ،وال قيمة له مع النّفوس املطمئنّة التوّاقة؛ فإنّ فيها قلوبًا تتجاوب مع مواعظ اخلري والتُّقى ،وما ينتظر اإلنسان من
قُرب السّاعة وموعدها ،يدفعه إىل التخلّي عن الدّنيا ،ويصرفه عن التحلّي مبا فيها؛ فإنّه قد أُسْرع خبيار النّاس" ،وأنتم
كلَّ يوم ترذلون ،فماذا تنتظرون"؟!
وإنّ التأسّي احلقيقيّ إنّما يكون برسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم ، -فإنّه القُدوة اليت ال يَحيد عن سُنَّتها إالّ
ضالٌّ هالك ،وال يواتيها إالّ أوّاب مُخبت ،فهيهات هيهات ملن ختلّى عن سنّته ،وواهًا واهًا ملن حتلّى مبا فيها ،وأقام نفسه
على سبيل ومهيع مَريع!!
ويرى احلسن البصريّ -رمحه اهلل -أنّ األرض اليت خُلق من طينها اإلنسان هي حاضنته ودافنته
ومرضعته ،فليهنأ الذين عرفوا حقيقتها ومل جياوزوها ،وسُحقًا ملن أبصرها ومل يصرب على شدّتها وألوائها؛ فإنّها
ستكون -يومًا ما -إمّا روضة من رياض اجلنّة ،وإمّا حُفرة من حُفر النار!! فال يغرّنك أيها املغرور من نفسك شيئًا،
فإنّما طائرك (عملك) يف عنقك تطري به إىل حيث تشاء ،وإنّك احلسيب الرّقيب عليها؛ فإمّا تُحلّق بك إىل عُ ُلوّ ،وإمّا
تهوي بك إىل احنطاط وسُفْل!!
حرْص اخلطيب على إزهاد الناس وَتزْهيدهم يف الدّنيا ،أنّهم ينسون نصيبهم منها ،بل يقوم منهج
وال يعين ِ
العبد املؤمن على التحلّي منها مبا يتقوّى به على طاعة اهلل -سبحانه وتعاىل -واالنشغال باآلخرة .وإنّ ما صفا منها
جيعل يف نفس املؤمن نورًا ميشي به يف الناس ،ويبتعد به عن كلّ كَدَر يُعكّر صفو احلياة ورقائقها؛ فإنّ يف الدّنيا مظاهر
تنحطّ باملرء ،كتناقص العلماء ،واندراس السُّنَّة ،وإشاعة البدعة ،وقلّة الصّحبة الطيّبة اليت تذكّر باهلل وتدعو إىل
الفضيلة ،فما أمجل يف احلياة من صُحبة تَقرّ بها نفس املؤمن!
84
وهنا تتجلّى براعة اخلطيب يف التذكري بأناس كانوا النّسمةَ تبعث يف األرواح أنسًا وقربًا ،والنّورَ الذي يضيء
للحيارى والسّالكني عتمة الضّحى -ويف التحذير من اندراس صفوة األمّة وظهور أناس ترى منهم وتنكر!!
وراوح اخلطيب يف موعظته بني آي من الذّكر احلكيم ،كقوله تعاىل "وكلّ إنسان ألزمناه طائره يف ُعنُقه"،
وطوائف من حديث املصطفى -صلى اهلل عليه وسلّم ، -كقوله "دع ما يُريبك إىل ما ال يُريبك" ،وأقوال الصحابة
"رحم اهلل امرأ أهدى إلينا مساوينا". كقول عمر بن اخلطّاب -رضي اهلل عنه-
ويبدو احلزن واضحًا يُجلّل اخلطبة من أوهلا إىل آخرها ،ذلك أنّ طالب اآلخرة يَهْتمّون ألمرها ،وجتدهم
ساهمني خيافون َويْلها .وإنّ كثرة املعاني اليت يكثّفها احلسن يف خطبه ،تدفعه إىل اختيار اللفظ احلسن للمعنى اجليّد ،ويف
ذلك يتعانق اللفظ واملعنى متوحّدين يف إطار اخلطبة وتشكيلها الفنّي ،على ما يشيع فيها من ازدواج وطباق وتصوير.
الفهم واالستيعاب
ازدهرت اخلطابة يف العصر األموي ازدهارًا ملحوظًا .5
اذكر مالمة عوامل ساعدت على ازدهارها. أ-
ب -اذكر مالمة أنواع من اخلطابة يف هذا العصر ،ومثل خبطيب على كلّ نوع.
حدّد الفكرة اليت انطوت عليها كلُّ فقرة من فقرات اخلطبة التّسع. .4
يرتبط مفهوم اخلطبة يف أذهان الناس أن خيطب اخلطيب واقفًا .فهل ينطبق هذا املفهوم على اخلطابة .
الوعظيّة.
للخطابة الوعظيّة أمر يف تقريب األلفاظ واملعاني .ضع إشارة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وإشارة .
(خطأ) أمام العبارة اخلاطئة فيما يأتي
ختلو من األلفاظ الغريبة. أ-
ب -تستخدم األلفاظ املبتذلة.
ت -املعاني فيها ضيقة وحمدودة.
ث -التنويع فيها والتّفريع والتّوليد.
ج -الرتداد والتّكرار والتّرادف.
ح -اعتمادها على أسلوب السّجع.
خ -اعتمادها على أسلوب مزدوج بني السّجع واإلرسال.
85
قيامها على الطّباق واملقابلة. د-
توشيحها بضروب من التشبيهات واالستعارات. ذ-
اقرأ بييت الشّعر اآلتيني ،وأجب عن السؤالني اللذين يليانهما .1
َقدِمْتُ عَلى الكَريمِ بِ َغْيرِ زَادٍ ِ ...سوَى اإلخْالصِ والقَلْبِ السَّليمِ
ح ْملُ الزّادِ أَ ْقبَحُ مَا يَكونُ ...إذَا كَانَ القُدومُ عَلَى كَريمِ
فَ
يف الفقرة التاسعة ما ينقض هذا املعنى عند الشّاعر ،وضح ذلك. أ-
ب -هل استخدم احلسن رمحه اهلل يف هذه الفقرة االقتباس؟ وضّح ذلك من حيث هو أمر أو حديث مرفوع
إىل الرسول صلى اهلل عليه وسلّم.
اقرأ احلديث اآلتي ،وأجب عن السؤالني اللذين يليانه عَن أَبِى هُ َر ْيرَةَ رضي اهلل عنه عَن النّبِي صلى اهلل .1
حدٌ إالَّ غَ َلبَهُ ،ف َسدِّدُوا وقَاربُوا وأَبْشرُوا ،وا ْستَعينُوا بال َغدْوَةِ والرَّ ْوحَةِ
عليه وسلم قَال (إِنَّ الدِّينَ يُ ْسرٌ ،ولَن يُشَادَّ الدِّينَ َأ َ
وشي ٍء ِم َن الدُّ ْلجَةِ) أخرجه البخاري ( )93ومسلم (.)6182
ُدلّ على العبارة اليت تتوافق مع هذا احلديث يف الفقرة الثامنة. أ-
ب -إالم يُرشد هذا احلديث وما يدلّ عليه يف الفقرة املشار إليها؟
إالم يشري احلسن البصريّ يف قوله يف العبارات اآلتية .5
وقد أُ ْسرِع خبياركم (فقرة .)4 أ-
ب -أنتم تَسُوقون النّاس ،والسّاعة تَسُوقكم (فقرة .)3
ت -قَلَّت العلماء ،وعَفَت ال ّسنّة (فقرة .)5
ث -لو تَكاشَفْتم ما تَدافنتم (فقرة .)0
تَهاديتم األطباق ،ومل تَهَادوا النّصائح (فقرة .)0 ج-
ح -قال عمران بن حطَّان خطبتُ عند زياد خطبة ظننتُ أنّي مل أقصّر فيها عن غاية ،ومل أَدَعْ لطاعنٍ علَّة،
فمررتُ ببعض اجملالس فسمعتُ شيخًا يقول هذا الفتى أخطبُ العرب لو كان يف خُطبته شيءٌ من القرآن.
هل ينطبق قول الشّيخ على خطبة احلسن؟ أ-
ب -ماذا يطلق على اخلطبة اليت ختلو من آيات القرآن الكريم؟
86
التذوق األدبي
ال تعرف املقابلة بأنها اجلمع بني أربعة أضداد فأكثر .وضح مجال املقابلة يف قول احلسن البصري (ِبعْ
أو ً
دنياك بآخرتك َترَْبحْهما مجيعًا ،وال تبع آخرتَك بدنياك فَتخْ َسرَهما مجيعًا).
مانيًا تضفي املوازنة -وهي ثمامل اجلملتني يف الرتكيب والوزن دون التقفية -ثمامال يف املعنى وإيقاعا داخليا
للعبارة .اشرح ذلك من خالل قول احلسن البصري (يا بن آدم إذا رأيتَ النّاس يف اخلريِ َفنَافسْهم فيه ،وإذا رأيتَهم يف
الشرِّ فال َتغْبطهم عليه).
َّ
مالثًا ما القيمة البالغية اليت أضافها تكرار أسلوب النداء (يا بنَ آدم)؟
رابعًا استشهد احلسن البصري يف خطبته بقوله تعاىل { (لقد كانَ لكم يف رَسُولِ اهلل أُسْوةٌ حَ َسنَةٌ} هل تعرف
ماذا تسمى اخلطبة اليت ختلو من االستشهاد بآية من كتاب اهلل؟
خامسًا عمد احلسن البصري إىل توظيف السجع -وهو توافق الفاصلتني من النثر على حرف واحد -
دون تكلف .عد إىل النص واستخرج أمثلة على ذلك.
التطبيقات اللغوية
ال اقرأ بيت النابغة اآلتي وأجب عما يليه
أو ً
حلُ غريَ أنَّ ِركَابَنا ...لَمَّا َتزُل برِحالنا ،وكأنْ قدِ
َأزِفَ التّر ّ
خ -حدّد موضع الشّاهد يف البيت ووضّحه.
عيّن املوضع الذي يتوافق يف اخلطبة مع الشاهد وأعربه. د-
مانيًا يا بنَ آدم طَءِ األرضَ بقدمك؛ فإنّها عن قليلٍ قربُك ،واعلمْ أنَّك مل َتزَلْ يف َهدْمِ عُمرك منذُ سقطتَ من
َبطْن أُمِّك.
ما نوع الفعل (طَأ)؟ وما جذره؟ أ-
ب -ملَ رمست اهلمزة على األلف؟
مالثًا أعرب ما حتته خطّ يف اجلمل اآلتية إعرابًا تامًّا
ث -وال تبع آخرتَك بدنياك فَتخْ َسرَهما مجيعًا.
حبْتُ أقوامًا ما كانت صُحبتُهم إالَّ قُرَّةَ العني.
صِلقد َ ج-
لو تَكاشَفْتم ما تَدا َفنْتم. ح-
87
رابعًا قال عمر بن اخلطّاب يف الفقرة الثامنة "رحم اهلل امرأً أهدى إلينا مساوينا".
ث -ما مفرد كلمة (مساوينا)؟ وأين ذهبت اهلمزة فيها؟
ملَ رمست اهلمزة يف كلمة (امرأ) على ألف؟ ج-
خامسًا عيّن يف الفقرة اخلامسة األفعال املسندة إىل (واو) اجلماعة ،وبيّن نوعها ،وميّز عالمة إعراب كلّ منها
وبنائها.
النجَاء.
والنجَاءَ َّ
سادسًا قال احلسن البصري فال َوحَاءَ ال َوحَاءََّ ،
ماذا يطلق على هذا األسلوب؟ أ-
أعرب ما حتته خطّ إعرابًا تامًّا.
املراجع األساسية(:مورد النص)
صفوت ،أمحد زكي -مجهرة خطب العرب يف عصور العربيّة الزّاهرة ،املكتبة العلميّة ،بريوت. .5
املراجع املساندة
الك ب أ-
اخلطابة أصوهلا ،تارخيها يف أزهر عصورها عند العرب ،ط ، 5مطبعة أبو زهرة ،حممد- .5
العلوم5732م
عمارة ،حممود حممد -اخلطابة بني النظرية والتطبيق ،ط ،5مكتبة اإلميان ،املنصورة5775 ،م. .4
احلافظ ،ياسني -إحتاف الطّرف يف علم الصّرف ،ط ،0دار العصماء ،دمشق0412 ،هـ2100 /م. .3
الدقر ،عبد الغين -معجم النحو ،ط ،4مؤسسة الرسالة ،بريوت0418 ،هـ0988 /م. .4
ضيف ،شوقي -الفن ومذاهبه يف النثر العربي ،ط ،9دار املعارف مبصر0981 ،م. .5
ضيف ،شوقي -العصر اإلسالمي ،ط ،00دار املعارف مبصر0989 ،م. .6
النابغة الذبياني -الديوان ،شرح عباس عبد الساتر ،ط( ،)0984( ،)0دار الكتب العلمية، .7
بريوت.
اجلاحظ ،أبو عثمان عمرو بن حبر -البيان والتبيني ،حتقيق عبد السالم هارون ،ط ،7مكتبة اخلاجني .8
بالقاهرة0408 ،هـ0998 /م.
ب -ال ر ت:
احلبوبي ،علي حممد" -مكانة احلسن البصري يف اخلطابة الوعظية" ،جملة كلية الرتبية العدد الرابع، .0
ص407 -35
88
الوحدة التعليمية العاشرة
91
اجلو العام للنص
رسالة الغفران رحلة خيالية إىل العامل اآلخر بطلها األديب احلليب (ابن القارح ) الذي محله املعري إىل اجلنة
واملوقف والنار هلدفني
األول علمي أظهر فيه املعري مقدرته اللغوية و األدبية من خالل نقده لعدد كبري من األدباء و العلماء .
الثاني اجتماعي حل أبو العالء خبياله ما عجز عن حله ،وضاق به يف دنيا الواقع من مشكالت وكان يقصد
معارضة ضيقي الفكر واألفق فرمحة اهلل واسعة.
ل : ص ال
اللغو ون يف اجل :
التوْبة ،وقد اصطفى له نَدامَى من أُدَباء
وكأنّي به ،أدام اهلل اجلَمالَ ببقائه ،إذا استحقَّ تلك الرُّتبةِ ،بيَقنيِ َّ
ال ِفرْدَوس كـ "أخي مُمالة" ،و"أخي دَوْسٍ" ،و"يونُسَ بن حبيب الضَّبِّي" و"ابن مَسْعدةَ املُجاشعيّ" ،فهم كما جاء يف
ٍّ إخوانًا على ُس ُررٍ مُتقابلني ،ال َيمَسُّهم فيها نَصَبٌ وما هُمْ منها
صدُورِهم من غِل
الكتاب العزيز "وَنزَعْنا ما يف ُ
ص ْدرُ "أمحدَ بنِ حييى" هنالك قد غُ ِسلَ من احلِقْد على "حممَّد بنِ يزيد" ،فصارا َيتَصافَيان وَيَتوَافَيان ،كأنّهما
ِب ُمخْرجني" ،ف َ
ج َمعَهُما َمبِيتٌ ومَقيل .و"أبو بِشْر ،عمرو بنُ ُعثْمانَ سيبويهِ" ،قد ُرحِضَتْ ُسوَيْداءُ قلبِه
ج ِذميَة مالِكٌ وعَقيل"َ ،
"َندْمانا َ
ضغْن على "عليّ بنِ محزةَ الكسائي" وأصحابه ِلمَا فعلوا به يف جملس الربامكة .و"أبو عُبيدة" صايف الطويّة لـ"عبد
من ال ّ
امللك بن ُقرَيب" قد ارتفعت خ َُّلتُهما عن الرَّيب ،فهما كـ"َأرَْبدَ ولَبيد" َأخَوان ،أو "ابَنيْ ُن َويْرة" فيما سبق من األَوَان ،أو
جمْر "واملالئكةُ َيدْخلون عليهم من كلِّ بابٍ ،سَالمٌ عليكم
خمَدا من اإلِحَن كُلَّ َ
"صخ ٍر ومُعاوي َة ولدَيْ عمرو" ،وقد َأ ْ
مبا صربمتَ ،فِنعْم عُقْبَى الدّار" .وهو -أََّيدَ اهلل العِلمَ بِحياته -معهم كما قال "البَ ْكرِيُّ"
ضلُ
نازَ ْعتُهُمْ قُضُبَ الرَّيْحانِ ُم ْرتَفِقًا وقَهوةً مُزَّةً ،راوُوقُها خَ ِ
إالّ بِهاتِ ،وإنْ عَلُّوا وإنْ نَهَلوا ال يَسْتفيقون منها وهي راهنةٌ
السرْبالُِ ،م ْعَتمِل
مُقَلِّصٌ أَسْفلَ ِّ َيسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نُ َطفٌ
ضلُ
َجعُ فيه ال َق ْينَةُ الفُ ُ
الصنْجِ يَ ْس َمعُهُ إذا ُتر ِّ
ومُستجيبٌ لصوتِ َّ
و"أبو عبيدة" يُذاكرهم بوقائع العرب ومَقاتل ال ُفرْسان ،و"األصمعيُّ" ُينْشدهم من الشّعر ما أَح َسنَ قائلُه كلَّ
اإلحسان.
90
وتَهشُّ نفوسُهم لِلَّعب فيَقذِفون تلك اآلنيةَ يف أنهار الرَّحيق ،ويُصفّقُها املَاذِيُّ املُعرتضُ أيَّ تصفيق .وتَقْرتعُ تلك
آهِ ِلمَصرع "األعشى اآلنيةُ فيُسمعُ هلا أصواتٌ ،تُبْعثُ مبثلها األَمْوات .فيقول الشيخ -حَ ّسنَ اهلل األيّامَ بطُولِ عُمْره-
صدّته قريشٌ ملَّا تَوجَّه إىل النيبّ -صلى اهلل عليه وسلّم -ولو
ميمون" ،وكم أَعْملَ من مَطيَّةٍ أَمُون!! ولقد وَدِدت أنَّه ما َ
أنَّه أسلم ،جلاز أن يكونَ بيننا يف هذا اجمللس ،فيُنشدَنا غريبَ األوزان ،ممّا َنظَمَ يف دار األحزان ،ويُحدّمنا حديثَه مع " َهوْذَةَ
بين عليّ" ،و"عامر بن الطُّفيل" ،و"يزيد بن مُسْهر" و"علقمة بن عُالمةَ" ،و"سالمةَ بن ذي فائِشٍ" ،وغريِهم ،ممّن َمدَحه أو
َهجَاه ،وخافَه يف الزَّمن أو َرجَاه.
***
خطِر له حديثُ شيءٍ كان يسمَّى النُّزهة يف الدار الفانية ،فَيرْكبُ نَجيبًا من ُنجُب
ممّ إنّه -أدام اهلل َتمْكينهَ -ي ْ
حلرّ وال َقرّ ،ومعه إناءٌ َفيْهج ،فيسريُ يف اجلنَّة على غريِ َمنْهج ،ومعه شيءٌ
جلنّة خُلِق من ياقوتٍ و ُدرٍّ ،يف َسجْسَجٍ َبعُد عن ا َ
اَ
صوْتَه
صعْربٍ ،رَفَعَ َ
صلَ بِ َ
ضيْمُرانٍ وُ ِ
س ِعدَ أو َموْلودٍ ،فإذا رأى جنيبَه ُيمْلعُ بني ُكْثبَانِ ال َعنْرب ،و َ
خرَ لوالدٍ َ
من طعام اخلُلود ،ذُ ِ
ُمتَمثِّالً ب َق ْولِ "البَكْريّ"
فالصيْبُونِ
ليتَ شِعري متى تَخُبُّ بنا النَّا ...قَةُ َنحْو العُ َذيْبِ َّ
ُمحْ ِقبًا ُز ْكرَةً ،وخُ ْبزَ رُقاقٍ ...وحِباقًا ،وقطعةً من نُونِ
ج ْرزَةَ البَقْل.
حلبَاق ُ
يعين با ِ
ع زهري ن أ ي لمى:
وينظرُ الشَّيخ يف رياض اجلنَّة فريى قَصْرينِ مُنيفنيِ ،فيقول يف نفسه ألبلغنَّ هذين القَصْرين فأسألُ ملن هما؟
فإذا َقرُب إليهما رأى على أحدهما مكتوبًا هذا القَصْر لـ"زهري بن أبي سُلْمى ا ُملزَنيّ" ،وعلى اآلخر هذا القصر لـ"عَبيد
بن ا ألَبْرص األَسديّ" ،فيعجبُ من ذلك ويقول هذان ماتا يف اجلاهليّة ،ولكنَّ رمحةَ ربِّنا وَسِعت كلَّ شيء؛ وسوف
الرجُلني فأسأهلما مبَ غُفر هلما؟ فيبتدئ بـ"زهري" فيجده شابًّا كالزَّهْرة اجلَنيَّة ،قد وُهِب له قَصرٌ من وَنِيَّة،
ألتمسُ لقاءَ هذينِ َّ
كأنّه ما َلبِس جِلْباب َهرَمٍ ،وال َتأ ََّففَ من الَبرَم .وكأنَّه مل يقل يف (امليميَّة)
سئمتُ تَكاليفَ احلَياةِ و َمنْ يَعِشْ ...مَماننيَ حوالً ،ال أبا لكَ ،يسأمِ
ومل يقل يف األُخرى
حجّةً ...وعَ ْشرًا تِباعًا عِشْتها ،ومَمانيَا؟
أمل َترَني عُمِّرت تسعني ِ
بِمَ غُفر لك وقد كنتَ يف جيْر؟ فيقول نعم .فيقول -أَدامَ اهلل عزّه-
جْيرِ جَ ْيرِ! أنت أبو كعب وبُ َ
فيقول َ
زَمان الفرتة والنَّاسُ َه َملٌ ،ال َيحْ ُسنُ منهم العمل؟ فيقول كانت نفسي من الباطل نَفُورًا ،فصادفتُ مَلِكًا غفورًا ،وكنتُ
حبْالً نَزَل من السَّماء ،فمن َتعَلَّق به من سُكَّان األرض سَلِم ،فعلمتُ أنَّه أَ ْمرٌ
مؤمنًا باهلل العظيم ،ورأيتُ فيما يرى النَّائم َ
92
ُحمدًا لكنتُ
من أَمْر اهلل ،فأوصيتُ َبنِيَّ وقلتُ هلم عند املوت إنْ قامَ قائمٌ َيدْعوكم إىل عبادة اهلل َفأَطيعوه ،ولو أَدْركتُ م َّ
أولَ املؤمنني .وقلتُ يف (امليميّة) ،واجلاهليّةُ على السَّ ِكنَةِ ،والسَّفَهُ ضاربٌ باجلِرَان
َّ
فال تَ ْكُتمُنَّ اهللَ ما يف نُفُوسِكمْ ...لَيخْفى ،ومَهْما يُكْتمِ اهللُ َيعْلَمِ
َجلْ َفُينْقَمِ
َخرْ ،فيُوضعْ يف كتابٍ ،فيُدَّخرْ ...ليومِ احلساب ،أو يُع َّ
ُيؤ َّ
فيقول ألست القائل
وقد أَغْدو على ُمبَةٍ كرامٍ ...نَشاوَى واجدينَ ِلمَا نَشاءُ
جرُّون الُبرُود وقد َتمَشَّتْ ...حُميّا الكأسِ فيهم والغِناءُ
َي ُ
حرِّمت على "أعشى َقيْس"؟ فيقول
أَ َفأُطْلِقتْ لك اخلَمرُ كغريك من أصحاب اخلُلود؟ أَمْ حُرِّمت عليك مثلما ُ
حظْر ما َقبُح من أمر؛ وهلكتُ أنا
جبَتْ عليه احلُجَّة ،ألنّه بُعثَ بتحريم اخلمر ،و َ
زه ٌري إنَّ "أخا بكرٍ" أ درك حم ّمدًا َفوَ َ
الندَمَاء،
واخلَمرُ كغريها من األشياء ،يَشْربُها أتباعُ األنبياء ،فال حُجَّة عَلَيَّ .فيدعوه الشَّيخُ إىل املُنادَمَة ؛ فيجدُه من ظِراف ُّ
فيسأله عن أخبار القدماء.
خذَ من سَلْسَبيل.
ومع ا ِملنْصَف بَا ِطيَةٌ من الزُّمُرُّد ،فيها من الرَّحيق املَخْتوم شيءٌ ُيمْزجُ ِبزَنْجبيل ،واملاءُ ُأ ِ
"السرَوِيُّ" يف قوله
أين هذه البَا ِطيَة مِن اليت َذ َكرَها َّ فيقول -زادَ اهلل يف أنفاسه-
جوْنَةٌَ ،يتْبعُها َبرْذينُها
ولنا بَاطيةٌ َممْلوءةٌ َ ...
فإذا ما حَارَدَتْ أو بَ َكأَتْ ...فُتَّ عن خاتَمِ أُخْرى طينُها
ع َع ِب ْ نِ ا َ ْ ص:
ممّ ينصرفُ إىل "عَبيد" فإذا هو قد أُعْطي بَقاءَ التَّأبيد ،فيقول السَّالم عليك يا أخا بين أسدٍ .فيقول وعليك
السَّالم -وأهلُ اجلَنَّة أذكياء ،ال يُخالطُهم األغبياء -لعلَّك تريدُ أنْ تَسْألَين بِمَ غُفرَ لي؟ فيقول َأجَلْ ،وإنّ يف ذلك
َجبًا؟ فيقول عبيدٌ أُخربك أنّي دخلتُ اهلَاويَةَ ،وكنتُ
جبًا ،ومل يكن عن الرَّمحة ُمح ِّ
َلعَجبًا أَأَلْفَيتَ حُ ْكمًا للمغفرة مُو ِ
قلتُ يف أيّام احلياة
مَن يَسْألِ النَّاس يَحْرموه ...وسائلُ اهللِ ال يَخيبُ
وسار هذا البيت يف آفاق البالد ،فلم َيزَل ُينْشدُ ويَخِفُّ عنّي العذابُ حتَّى أُطْلقتُ من القيودِ واألَصْفاد ،مُمَّ كُرِّر
إىل أنْ َشمَ َلتْين الرَّمحة بربكة ذلك البيت ،وإنَّ رَبَّنا لغفورٌ رحيم.
الرجُالنَ ،ط ِمعَ يف سالمةِ كثريٍ من أصنافِ الشُّعراء.
فإذا َسمِع الشَّيخ -مَبَّتَ اهللُ وَ ْطَأتَه -ما قال ذانِك َّ
91
ع أ ي ُذؤَ ب اهلُذَلي:
وينصرفُ موالي الشَّيخ اجلليل وصاحبُه "عَديٌّ" ،فإذا هما برجلٍ َيحْتلب ناقةً يف إناءٌ من ذَهَبٍ ،فيقوالن مَن
سعِدتَ ،ال شَقيتَ يف عيشِك وال بَعدتََ ،أتَحْتلبُ مع أَنْهارِ َلبَن؟
هلذَليُّ" .فيقوالن حُيِّيتَ و َ
الرَّجل؟ فيقول "أبو ذؤيب ا ُ
كأنَّ ذلك من ال َغبَن .فيقول ال بأس! إنَّما خَطَر لي ذلك مثلما خَطَر لَكُما ال َقنِيص ،وإنّي ذكرتُ قولي يف الدَّهر األوَّل
جنَى النَّحل يف ألبانِ عُوذٍ مَطا ِفلِ
وإنَّ حديثًا منكِ ،لو َتعْلمينَهُ َ ...
مَطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نِتاجُها ...تُشابُ مباءٍ مثلِ ماءِ املَفَاصلِ
فقيَّضَ اهلل ب ُقدْرته لي هذه النّاقةَ عائذًا ُمطْفالً .وكان بالنِّعم ُمتَكفِّالً ،فقمتُ َأحْتلبُ على العادة ،وأُريد أنْ
حلٍ ،تَِب ْعنَ يف اجلنّة طريقةَ ال َفحْل.
ضرْبِ َن ْ
أَشُوبَ ذلك ب َ
جلوْهرَ ،رتَعَ َموْلُها يف الزَّهَر ،فاجتنى
فإذا امتألَ إناؤُه من الرِّسْل ،كَوَّنَ الباري -جَلَّت َعظَمتُه -خليَّةً من ا َ
جرَعًا لو فُرِّقتْ على أهل
ذلك "أبو ذؤيب" ،و َمزَج حليبَه بال رَيْب ،فيقول أَالَ تَشْربان؟ فَيجْرعانِ من ذلك ا ِملحْلَب ُ
"سَقَر" لفازوا باخلُلْد َشرَعًا .فيقول "عديُّ" "احلمدُ هلل الذي هَدانا هلذا ومَا كنّا لنهتديَ لوال أنْ هَدانا اهلل ،لقد جاءت رُسُل
ربِّنا باحلقَّ ،ونُودوا أنْ تلكُم اجلنّةُ ،أُور ْمتُموها مبا كنتم تعملون".
شعْرك ،وَدِدتُ أنَّك مل تأتِ بهما ،أحدُهما قولُك
ويقول -أَدامَ اهلل َتمْكينه -لـ"عَديّ" جئتَ بشيئ ْينِ يف ِ
فَصَافَ يُفرِّي جُلَّهُ عن َسرَاتِه َ ...يبُذُّ الرِّهانَ فارهًا مُتتابعَا
واآلخر قولك
فليتَ دفعتَ اهلمَّ عّنيَ ساعةً ...فُنمْسي على ما خَيَّلَتْ ناع َميْ بالِ
فيقول "عديُّ" بعباديته يا مَكْبورُ ،لقد رُزقتَ ما يَكِبُ أنْ يَشْغلك عن القريض ،إنّما َينْبغي أنْ تكونَ كما قيل
لك "كُلُوا وَاشْربوا هنيئًا مبا كنتم َتعْملون" .قولُه يا مَكْبور ،يريد يا َمجْبور ،فجعلَ اجليمَ كافًا ،وهي لغةٌ رديئةٌ
جبَلة ال ِكنْدي" ،ا ْستُلحِمَ يوم
َيسْتعملُها أهلُ اليمن .وجاءَ يف بعض األحاديث أنَّ "احلارثَ بنَ هانئ بنِ أبي َش ِمرَ بنِ َ
ٍّ األدبَر -فعَطفَ عليه فَاسْتنفذَه .ويَكِبُ يف معنى يَجب.
حجْر بنَ عدي
"ساباطَ" فنادى يا حُ ْكرَ يا حُ ْكرَ ،يريد يا ُ
إنِّي سألتُ ربِّي عزَّ سُلْطانه ،أالّ َيحْرمَين يف اجلنَّة تَلذُّذًا بأدبي الذي كنتُ َأتَلذَّذُ فيقول -زادَ اهللُ يف أَنْفاسه-
أل ْرضِ وَعَشِيًّا وحنيَ تُظْهِرون".
حل ْمدُ يف السَّمواتِ وا َ
به يف عاجليت ،فأجابين إىل ذلك " ،وله ا َ
94
امل جم ال الل
عد إىل أحد املعاجم واستخرج معاني املفردات اليت حتتها خط .5
ضغْن على "عليّ بنِ محزةَ الكسائي
قد ُرحِضَتْ ُسوَيْداءُ قلبِه من ال ّ أ-
ب -وتَهشُّ نفوسُهم لِلَّعب فيَقذِفون تلك اآلنيةَ يف أنهار الرَّحيق ،ويُصفّقُها املَاذِيُّ املُعرتضُ أيَّ تصفيق
حلرّ والقَرّ
جلنّة خُلِق من ياقوتٍ و ُدرٍّ ،يف َسجْسَجٍ َبعُد عن ا َ
ت -فَيرْكبُ نَجيبًا من نُجُب ا َ
صعْربٍ
صلَ بِ َ
ض ْيمُرانٍ وُ ِ
ث ، -فإذا رأى جنيبَه ُيمْلعُ بني كُ ْثبَانِ ال َعنْرب ،و َ
إضاءة على النص
أخذ عن أبي العالء فكرة كتابه ومضمونه ،وعلى الرغم قيل إن دانيت ،1مؤلف كتاب الكوميديا اإلهلية
مما بينهما من تشابه (تواز) فليس مثة دليل علمي على تأمر دانيت تأمرا أكيدا بأبي العالء عن طريق أي وسيط ،ومع ذلك
فقد أفاد كل من املعري ودانيت من قصة اإلسراء واملعراج كما وردت يف األحاديث والروايات اإلسالمية ،فضال عن أن
سنة. م أي أن الفارق بينهما ه ،أما دانيت فقد تويف يف املعري تويف
املقارنة بني األثرين
املالمح العامة -
ختلو الرحلتان – باستثناء فكرة الرحلة – من اخلوارق ،فالبطل إنسان عادي وكذلك الثانويون.
أكثر شخصيات املعري من األدباء والعلماء أما دانيت فقد جاء بشخصيات اجتماعية.
احلوار عند دانيت أكثر تنوعا يف املوضوعات ،وأغنى يف التفاصيل ،الحنصاره يف رسالة الغفران يف
املسائل األدبية واللغوية.
يتفق الشاعران يف فكرة التسامح ،وسعة األفق يف معاملة أرواح أبطاهلما.
املالمح اخلاصة -
التقى ابن القارح مع حوريتني وأعجب جبماهلما وكذلك دانيت التقى يف املطهر مع " بياسينا " اليت تقابل
" محدونة" عند املعري و" بيكارادونانيت " اليت تقابل " توفيق السوداء ".
التقى ابن القارح بآدم وكان صلب حديثهما عن لغته و كذلك فعل دانيت وإن اختلفت لغة آدم عندهما .
أشهر شعراء إيطاليا يلقب بأبي األدب اإليطالي درس الفلسفة وأمرت يف شعره اشتهر حببه الفاشل ل (بياتريتشي ) اتهم بالرشوة
ومعاداة الكنيسة نفي مم أحرق حيا و قد تركت قسوة احلكم يف نفسه آمارا عميقة ظل مشغوال بنظم الكوميديا إىل ما قبل وفاته بقليل.
الكوميديا اإلهلية رحلة خيالية إىل العامل اآلخر والسموات تقع يف مالمة أقسام اجلحيم املطهر الفردوس ويشتمل كل قسم على
مالث ومالمني أنشودة.
95
ملا عاد ابن القارح من اجلحيم القته احلورية اليت كلفت خبدمته فالمته بلطف على تأخره مم صحبته يف
رحلة بني حدائق الفردوس ،و لقد سلكت " ماتيلدي " السلوك نفسه مع دانيت حني القته مبتسمة عاتبة وهو يدخل عليها
غابة الفردوس األرضي.
عرب ابن القارح الصراط على ظهر جارية ،وعرب دانيت وفرجيل معه املمر املوصل بني احللقتني السابعة
والثامنة على ظهر " جربيون " .
رفض بشار بن برد أن جييب عن أسئلة ابن القارح ،ووقف املوقف نفسه " بوكادجلي أفاني "
ملا رأى ابن القارح إبليس يف النار ،وسأله إبليس عن صنعته ،وعرف أنها األدب قال بئست الصناعة،
وجند شيئا من هذا حني التقى دانيت بالعمالق الناري يف اجلحيم وسأله العمالق عن صنعته وسخر منه.
الفهم واالستيعاب
ضغْن على "عليّ بنِ
يقول املعري و"أبو بِشْر ،عمرو بنُ ُعثْمانَ سيبويهِ" ،قد ُرحِضَتْ سُ َويْداءُ قلبِه من ال ّ .5
محز َة الكسائي" وأصحابه لِمَا فعلوا به يف جملس الربامكة" .هل تعرف احلادمة اليت يشري إليها املعري واملسألة النحوية اليت
كانت مثار اخلالف بني سيبويه والكسائي؟
يقول املعري " و"أبو عُبيدة" صايف الطويّة لـ"عبد امللك بن ُقرَيب" قد ارتفعت خ َُّلتُهما عن الرَّيب ،فهما .4
خمَدا من اإلِحَن
كـ"َأرَْب َد ولَبيد" َأخَوان ،أو "ابَنيْ ُن َويْرة" فيما سبق من األَوَان ،أو "صخرٍ ومُعاويةَ ولدَيْ عمرو" ،وقد َأ ْ
كُلَّ جَمْر"
عد إىل كتب األدب واكتب تعريفا موجزا لسرية كل من (أربد ولبيد) و(ابين نويرة) و(صخر ومعاوية ولديْ
عمرو).
أشار املعري إىل هلجة عربية يف نطق اجليم ما هذه اللهجة؟ اذكر بعض األمثلة اليت ضربها؟ .3
ذكر املعري أسباب مغفرة اهلل لبعض شعراء أهل الفرتة ،اذكر أمساء هؤالء الشعراء وملَ غفر اهلل هلم يف .2
نظر املعري؟
عد إىل النص واستخرج أمساء النحاة واللغويني يف الفقرات الثالث األوىل. .1
التذوق األدبي
عد إىل نص الرسالة واستخرج السمات األسلوبية اآلتية .5
كثرة االستطراد أ-
ب -استخدام الغريب من األلفاظ
ت -االستشهاد باآليات القرآنية
ث -اقتباس األشعار
96
ج -اإلشارات التارخيية
ح -السجع غري املتكلف
هل يشرتط وجود وسيط بني املعري ودانيت إلمبات تأمر الثاني باألول؟ وما أنواع وسائط التأمري يف .4
نظرك؟
ما أوجه الشبه بني رسالة الغفران للمعري والكوميديا اإلهلية لدانيت؟ .3
ما أوجه االختالف بني رسالة الغفران للمعري والكوميديا اإلهلية لدانيت؟ .2
إىل أي األجناس األدبية تعد رسالة الغفران إليه أقرب؟ .1
التطبيقات اللغوية
ال اقرأ البيتني اآلتيني ،وأجب عمّا يليهما من أسئلة
أو ً
فال تَ ْكُتمُنَّ اهللَ ما يف نُفُوسِكمْ ...لَيخْفى ،ومَهْما يُكْتمِ اهللُ َيعْلَمِ
َجلْ َفُينْقَمِ
َخرْ ،فيُوضعْ يف كتابٍ ،فيُدَّخرْ ...ليومِ احلساب ،أو يُع َّ
ُيؤ َّ
خ -بيّن املعرب من املبين من األفعال املضارعة وعددها تسعة.
بيّن فاعل كلّ فعل منها ونائبه. د-
ملاذا جاءت األفعال يف البيت الثاني جمزومة؟ ذ-
مانيًا ما الوزن الصّريف لكلّ مجع حتته خطّ فيما يأتي؟ وما مفرده؟
وقد اصطفى له نَدامَى من أُدَباء ال ِفرْدَوس. أ-
الريْحانِ ُمرْتَفِقًا وقَهوةً مُزَّةً ،راوُوقُها خَضِلُ
ب -نازَ ْعتُهُمْ قُضُبَ َّ
ضلُ
َجعُ فيه ال َقْينَةُ الفُ ُ
الصنْجِ يَ ْس َمعُهُ إذا ُتر ِّ
ت -ومُستجيبٌ لصوتِ َّ
جلنّة خُلِق من ياقوتٍ و ُدرٍّ.
ث -فَيرْكبُ نَجيبًا من ُنجُب ا َ
وقد أَغْدو على ُمبَةٍ كرامٍ ...نَشاوَى واجدينَ ِلمَا نَشاءُ ج-
حتَّى أُطْلقتُ من القيودِ واألَصْفاد. ح-
الندَمَاء ،فيسأله عن أخبار القدماء.
فيجدُه من ظِراف ُّ خ-
97
مالثًا أجب عن األسئلة اآلتية
قال تعاىل "واملالئكةُ َيدْخلون عليهم من كلِّ بابٍ ،سَالمٌ عليكم مبا صربمتَ ،فِنعْم عُ ْقبَى الدّار" .بني أ-
عناصر أسلوب املدح يف اآلية الكرمية.
ب -بني نائب الفاعل يف قول املعرّي وتَقْرتعُ تلك اآلنيةُ فيُسمعُ هلا أصواتُ ،تبْعثُ مبثلها األَمْوات.
ت -أعرب اسم الفعل الوارد يف قول املعرّي (آهِ ِلمَصرع "األعشى ميمون"!).
ث -استخدم املعرّي غري حرف من حروف اجلواب .اذكر مالمًا منها.
رابعًا هات املنسوب إليه يف كل اسم منسوب خمطوط حتته فيما يأتي
ح -وهو -أََّيدَ اهلل العِلمَ بِحياته -معهم كما قال البَ ْكرِيّ.
هذا القَصْر لزُهري بن أبي سُلْمى ا ُملزَنيّ ،وعلى اآلخر هذا القصر ِلعَبيد بن األَبْرص األَسديّ. خ-
السرَوِيّ؟
أين هذه البَا ِطيَة مِن اليت َذ َكرَها َّ د-
خامسًا حدّد نوع كل مشتق من املشتقات اآلتية فيما يأتي
ج َمعَهُما َمبِيتٌ ومَقيل.
َ أ-
ب -كانت نفسي من الباطل نَفُورًا.
جلرَان.
ت -وقلتُ يف (امليميّة) ،واجلاهليّةُ على السَّ ِكنَةِ ،والسَّفَهُ ضاربٌ با ِ
جرَعًا.
ث -فَيجْرعانِ من ذلك ا ِملحْلَب ُ
املراجع األساسية(:مورد النص)
أبو العالء املعري -رسالة الغفران ط ،7حتقيق وشرح عائشة عبد الرمحن ،دار املعارف5755 ،م ،مصر . .5
98
املراجع املساندة
.0توزان ،عبد القادر -الشعور باالغرتاب عند أبي العالء املعري وألبري كامو ،رسالة جامعية(دكتوراه)جامعة
اجلزائر ،إشراف أ .د الطاهر حجار2116 ،م 241( ،ورقة)
اخلصوصيات البالغية يف رسائل أبي العالء اإلخوانية ،رسالة .4احلارمي ،نداء مابت العرابي-
جامعية(ماجستري) جامعة أم القرى ،إشراف أ .د حممد حممد أبو موسى5242 ،ه4883 -م( 312ورقة)
.1خضر ،سناء -النظرية اخللقية عند أبي العالء املعري بني الفلسفة والدين ،دار الوفاء للطباعة والنشر،
االسكندرية0999 ،م
.2الدقر ،عبد الغين -معجم النحو ،ط ،4مؤسسة الرسالة ،بريوت0418 ،هـ0988 /م.
.5عيد ،حممد -النحو املصفّى ، ،ط ،0عامل الكتب ،القاهرة0426 ،هـ2115 /م.
99
الوحدة التعليمية احلادية عشر
ُ
صاحب أبي نواس
ُ
ابن شهيد األندلسي
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
ك ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس احلادي عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص
علي َ
األدبية ،هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
010
اجلو العام للنص
هو أبو عامر أمحد بن عبد امللك بن شُ َهيْد األشجعيّ ،وُلد يف قرطبة سنة (304هـ) ،وينحدر من أسرة عريقة،
تولّى أفرادها بعض املناصب اهلامة يف الدولة األموية يف األندلس .وابن شُ َهيْد أوّل من تَ َسمّى بذي الوزارتني يف األندلس،
وكان أبوه عبد امللك من وزراء اخلليفة هشام املؤيد باهلل (ت 283هـ) ،ومن ندماء احلاجب املنصور (ت 374هـ).
ويعدّ ابن شُهيد جاحظ وقته ،كان حامل لواء النظم والنثر باألندلس ،وله ترسل فائق ،وله تواليف أنيقة اجلدّ،
مطبوعة اهلزل ،منها «حانوت عطار» و«رسالة التوابع والزوابع» .كانت بينه وبني معاصره ابن حزم الظّأهري (ت
211هـ) مكاتبات ومداعبات ،وأشاد ابن حزم ببالغته ،قال "ولنا من البلغاء أبو عامر ،له من التصرُّف يف وجوه
البالغة وشِعابها مقدارٌ َينْطق فيه بلسانٍ مُركَّب من عمرو (يعين اجلاحظ) ،وسَ ْهلٍ (يعين ابن هارون)" .مات ابن شُ َهيْد
بقرطبة سنة ( 241هـ).
ل : ص ال
ق ل ا ن ُ َه ْ :
حنّة ،فشقَّ سَمعي
جبَل َديْر َ
-فضربَ زهريٌ األدهمَ بالسَّوط ،فسار بنا يف َقنَنِه ،وسِرنا حتّى انتهينا إىل أصل َ
ت مِن منازل أبي نواس ،وربِّ الكعبة العَلياء! وسِرنا جنتاب أديارًا وكنائسَ وحاناتٍ ،حتى انتهينا
صحْ ُ
قرْعُ النَّواقيس ،ف ِ
حنّة! فقلتُ لزهري أَوَهل
إىل دَي ٍر عظيمٍ َت ْعبَق روائحُه ،وتَصُوكُ نوا ِفحُه .فوقف زهري ببابه وصاح سالمٌ على أهل دَير َ
ألكَرياح؟ قال نعم .وأقبلتْ حنوَنا الرَّهابني ،مُشدَّدةً بالزَّنانري ،قد َقبَضتْ على العَكاكيز ،بِيضَ احلواجب
صِرنا بذات ا ُ
واللِّحى ،إذا نظروا إىل املرء استحيا ،مُكثِرين للتسبيح ،عليهم َهدْيُ املسيح .فقالوا أهالً بكَ يا زهري من زائر،
وبصاحبك أبي عامر! ما بُغيتُك؟ قال حُ َسنيُ الدِّنان .قالوا إنه لفي شُرب اخلَمرة ،منذ أيام عشرة ،وما نُراكما ُمنْتفعَيْنِ
به .فقال وعلى ذلك .ونزلنا وجاؤوا بنا إىل بيتٍ قد اصطفّت دِنانه ،وعكفتْ غِزالنُه ،ويف فُرجته شيخٌ طويل الوجه
والسبَلة ،قد افرتش أضغاث زَهْر ،واتّكأ على ِزقّ خَمْر ،وبيده َط ْرجَهارة ،وحَوالَيْه صِبيةٌ كأظْبٍ تَعْطو إىل َعرَارة .فصاح
َّ
به زهري حيّاك اهلل أبا اإلِحسان! فجاوبَ جبوابٍ ال يُعقل لغَلبة اخلمر عليه .فقال لي زهري ا ْقرَعْ أُذُنَ نشوته بإحدى
صحْتُ أُنشد من كلمةٍ لي طويلة
خمْريّاتك ،فإنَّه رمبا تنبّه لبعض ذلك ،ف ِ
َ
خ ْمرَ الصِّبا ُمزِجَتْ بصَ ْفوِ خُمورهِ
ولرُبَّ حانٍ قد أدرتُ ب َدْيرِه َ ...
َخشعًا لكبريهِ
يف فِتيةٍ جعلوا الزِّقاق تِكاءَهم ... ،مُتصاغِرين ت ُّ
والَى عليَّ ِب َطرْفه وبِكفّه ... ،فأَمَالَ ِمنْ رأسي ِلعَبِّ كبريهِ
وتَرنَّم الناقوسُ عند صَالتهم ... ،ففتحْتُ من َعيْين ِل َرجْع هَديرهِ
012
َفرَه التِماحُ خَفريهِ
يُهْدي إلينا الرَّاحَ كلُّ ُمعَصْفَرٍ ... ،كاخلِشْف خ َّ
ت أنا ذاك! فاستدعى ماء َقرَاحًا ،فشرب منه وغَسَل وجهه ،فأفاقَ
فصاح من حَبائل نَشْوته أأ ْشجَعيّ؟ قل ُ
واعتذر إليَّ من حاله .فأدركَتْين مَهابتُه ،وأخذتُ يف إجالله ملكانه من العِلم والشِّعر.
-فقال لي أنشِد ،أو حتى أُنشدَك؟ فقلت إنّ ذلك أل َشدّ لتأنيسي ،على أنه ما بعدك ِلمُحسنٍ إحسانٌ.
فأنشد
حنّة من ذات األُكَرياح ...من يَصحُ عنكَ فإنّي لستُ بالصّاحي
يا ديرَ َ
يَعتادُهُ كلُّ مَحفوفٍ مَفارقُهُ ...من الدِّهان ،عليه َسحْقُ أمساحِ
ال َيدْلِفون إىل ماءٍ بآنيةٍ ... ،إالّ اغتِرافًا من ال ُغدْران بالرّاحِ
فكدتُ واهلل أخرجُ من جِلدي طَربًا ،مم أنشد
حتُم من التَّرحال أمرًا فغَمَّنا
َط َر ْ
وأنشد أيضًا
َملنْ دِ َمنٌ َتزْداد طِيبَ نسيمِ ... ،على طُولِ ما أ ْقوَتْ ،وحُ ْسنَ رُسومِ
تَجافى البِلى عنهنّ حتّى كأنّما ...لبِسْنَ ،من اإلقواء ،مَوبَ نعيمِ
واستمرّ فيها حتى أكملها.
جدْ ...
ت وهل أبقيتَ لإلنشاد موضعًا؟ قال ال ُبدّ لكَ ،وأَوْ ِعثْ بي وال تُن ِ
-مم قال لي أنشِد .فقل ُ
َأنْشِدني من رِمائك شيئًا؟ فأنشدتُه من قولي يف بُنيَّةٍ صغرية
أيُّها ا ُملعَْتدُّ يف أهل النُّهى ... ،ال َتذُبِْ ،إ ْمرَ فَقيدٍ ،وَلَهَا
حتى انتهيتُ إىل قولي
صرْعاتُ املَهَا
ضرَّ اخلِيسَ َ
وإذا األُ ْسدُ حَمَتْ أغيالَها ... ،مل يَ ُ
وغَريبٌ يا ابنَ أقمارِ العُال ... ،أنْ يُراعَ البدرُ من فَ ْقدِ السُّها
فلما انتهيتُ قال لي أنشِدني من رمائك أشَدَّ من هذا وأفصَح .فأنشدتُهُ من رمائي يف ابنِ َذكْوان.
011
جحْدرّيتَك من السّجن؛ فأنشدته
-مم قال أنشِدني َ
حَتلّ اهلَوان بعيدُ
قريبٌ مبُ ْ
حتى انتهيتُ فيها إىل قولي
فإنْ طالَ ذكْري باملُجون فإنَّين ...شَقِيٌّ مبَنْظومِ الكَالم سَعيدُ
وهل كنتُ يف العُشَّاقِ أ ّولَ عاشقٍَ ... ،هوَتْ حبِجاهُ أعنيٌ وخُدودُ؟
فمّْن ُمبْ ِل ُ الفِتيانِ أَِّنيَ َب ْعدَهُمْ ...مُقيمٌ بدار الظّاملني طَريدُ
ولستُ بذي قيدٍ يَرِقُّ ،وإنّما ...على اللَّحظِ من ُسخْطِ اإلمامِ قُيودُ
فبكى هلا طويالً.
-مم قال أَنْشدْني قطعةً من مُجونك ،فقد بَعُد عهدي مبثلك .فأنشدته
وناظرةٍ حتت طَيِّ القِناعِ ... ،دعاها إىل اهلل واخلريِ داعِ
سعَتْ بابنها َتْبتَغي منزالًِ ... ،لوَصل التَّبَتُّل ،واالنقطاعِ
َ
فجاءتْ تَهَادى َكمِثلِ الرَّؤومِ ... ،تُراعِي غَزاالً بأعلى يَفاعِ
َأَتتْنا تََبخَْترُ يف مَشْيهاَ ... ،فحَلَّت بوادٍ كثريِ السِّباعِ
ت يا هذه ال تُراعي!
َو ِريْعَتْ حِذارًا على طِفْلها ... ،فنادَي ُ
َفوَلّتْ وللمِسك ِمنْ َذيْلها ... ،على األرضِ ،خطٌّ كظَهْر الشُّجاعِ
فلمّا مسع هذا البيتَ قام يرقُص به ويُردِّده ،مم أفاق ،مم قال هذا واهلل شيءٌ مل نُلْ َهمْه حنن ،مم استدناني
َفدََنوْتُ منه ،ف َقّبلَ بني عَينَيَّ ،وقال اذهَبْ فإنّك مُجاز .فانصرفنا عنه واحندرنا من اجلبل.
امل جم ال الل
ي املف ات:
َقنَنه َسنَن الطّريق ،أي نَهْجه.
تَصُوك َتعْبق.
شعْر.
السبَلَة ما على الشّارب من َ
َّ
َط ْرجَهارَة شبه كأس يُشرب فيه.
014
ا ُملعَصْفر السّاقي يلبس املالبس ا ُملعَصْفرة.
خَفَّره جعله َيحْمرّ حياء.
ا َملحْفوف البعيد العهد بالدِّهان ،أي الطِّيب.
السحْق الثَّوب البالي ،واألمساح واملسوح مياب الرُّهبان.
َّ
أَقْوت أقفرت ،واإلقْواء خلوّ الدّار.
اخليس عرين األسد.
الشّجاع ذكر احليّة.
استخرج معنى العبارة اآلتية أَوْعِثْ بي وال تُنْجدْ.
ما مفرد الكلمات اآلتية أَمْساح ،أَغْيال ،أَدْيار ،أَضْغاث؟
ورد يف الفقرة األوىل ( وحَوالَيْه صِبيةٌ كأظْبٍ تَعْطو إىل عَرارَة) .عد إىل املعجم وبيّن مفرد كلمة
(أَظْبٍ) ،ومعنى كلمَتيْ (َتعْطو) و(عَرارة).
015
عنصر "احلوار" الذي يُجلّي من خالله ما يرمي إليه من إظهار الرباعة والقدرة على اإلبداع ،فضالً عن مقدرته الفائقة على
الوصف ،كقوله "وأقبلتْ حنوَنا الرَّهابني ،مُشدَّدةً بالزَّنانري ،قد َقبَضتْ على العَكاكيز ،بِيضَ احلواجب واللِّحى"،
والسبَلَة"!!
وقوله "ويف ُف ْرجَته شيخ طويل الوجه َّ
ويبدو أنّ ابن شهيد كان على مقافة واسعة وهو حياور توابع الشّعراء والكتّاب ،إذْ جتده يستخدم األلفاظ الدالّة
على عمق مقافته يف قاموس األديب اللغوي ،كقوله "حتّى انتهينا إىل أصل جبل دير حَنَّة" ،وقوله "أَوَ هل صرنا بذات
األكرياح؟" ،و"إنّه لفي شُرب اخلمرة" ،و"بيده َط ْرجَهارة" ،و"احلان" ،و"الزّقاق" ،و"النّاقوس" ،و"املُعصفر" ،و"ال َقرَاح"،
و"الدِّمن" و"الرّسوم" ،وغريها.
الفهم واالستيعاب
ُأخِذ هذا النصّ من رسالة "التّوابع والزّوابع" البن شُ َهيْد األندلسي. .5
ما مفرد كلّ من "التّوابع" و"الزّوابع"؟ وما داللتهما؟ أ-
ب -ما الغرض من كتابة الرّسالة؟
ت -يقال إنّ كلمة "التوابع" جاءت من فكرة عربيّة جاهليّة قدمية ،هي أنّ لكلّ شاعر تابعًا من اجلنّ يتبعه
ويُلْهمه .ما مدى صدق هذه املقولة؟ وما عالقتها بقضيّة اإلهلام؟
ورد يف الفقرة األوىل قولُ ابن شُهيد (فقالوا أهالً بكَ يا زهري من زائر ،وبصاحبك أبي عامر! ما .4
بُغيتُك؟ قال حُ َسنيُ الدِّنان) .عرّف بالشّخصيات الواردة يف قوله.
قال احلسنيُ الدّنان يف شعر ابن شهيد يف الفقرة اخلامسة "هذا واهلل شيءٌ مل نُلْ َهمْه حنن ،مم استدناني .
َفدََنوْتُ منه ،ف َقّبلَ بني عَينَيَّ ،وقال اذهَبْ فإنّك مُجاز".
عالم يدلّ قوله هذا يف شعر ابن شهيد؟ أ-
ب -هل تعتقد بأنّ ابن شُهيد وظَّف مهارته يف الكتابة لإلشادة بشعره؟
ت -ما قيمة اإلجازة من الناحية النقديّة؟
ورد يف الفقرة الثالثة قولُ ابن شُهيد (قال لي أنشِدني من رمائك أشَدَّ من هذا وأفصَح .فأنشدتُهُ من .2
رمائي يف ابنِ َذكْوان ) .عد إىل "بغية امللتمس" للضبّي ،أو "جذوة املقتبس" للحُميدي ،واكتب ترمجة موجزة عن "ابن
ذكوان".
مثّة خالف بني الباحثني يف تأمر أبي العالء يف "رسالة الغفران" بابن شُهيد. .1
016
ُعدْ إىل مقدّمة حتقيق الرّسالة لبطرس البستاني ،واكتب ملخّصًا عن عالقة هذه الرّسالة برسالة الغُفران أ-
ألبي العالء املعرّي (227هـ).
ب -اذكر وجوه االتفاق بني الكاتبني يف رسالتيهما.
ت -اذكر وصفًا دقيقًا لكلّ منهما من خالهلما.
يبدو احلوار يف النصّ بارزًا .ما هدف ابن شُهيد من اإلكثار منه؟
التذوق األدبي
ال قيل عن أبي عامر بن شهيد إنه يبل املعنى وال يطيل سَفَر الكالم .ناقش هذه العبارة ،واستخرج من
أو ً
الرسالة مواضع اإلجياز (باحلذف أو بالقصر) ،ومواضع املساواة بني األلفاظ واملعاني.
مانيًا هل يتناقض مبدأ إجياز العبارة مع طول النص؟ علل إجابتك.
مالثًا احبث عن السمات األسلوبية اآلتية يف الرّسالة
السجع غري املتكلف. أ-
ب -الفكاهة.
ت -املبالغة والتهويل.
ث -االقتباس.
التطبيقات اللغوية
ال اقرأ البيتني اآلتيني ،وأجب عمّا يليهما من أسئلة
أو ً
َخشعًا لكبريهِ
يف فِتيةٍ جعلوا الزِّقاق تِكاءَهم ... ،مُتصاغِرين ت ُّ
والَى عليَّ ِب َطرْفه وبِكفّه ... ،فأَمَالَ ِمنْ رأسي ِلعَبِّ كبريهِ
عالم يعود الضمري يف كلمة (كبريه) يف ا َملوْضعني؟ ر-
ما سبب كتابة اهلمزة على السّطر يف كلمة (تِكاءَهم)؟ ز-
َشعًا) إعرابًا تامًّا.
س -أعرب كلمة (َتخ ُّ
مانيًا اقرأ األبيات من الفقرة اخلامسة ،وأجب عن األسئلة اآلتية
استخرج مصدرًا فيه إعالل بالقلب ،امسًا منقوصًا ،مصدر فعل مخاسيّ ،مجع كثرة. د-
017
] ،وقال ] ،وقال {ال تَكَلَّمُ نَفْسٌ} [هود َزلُ ا ْلمَالئِكَةُ وَالرُّوحُ فيها} [القدر
قال تعاىل {تَن َّ ذ-
] .استخرج من األبيات ما يدلّ على ظاهرة حذف أحد املثلني. {فَأنْذرتُكم نَارًا تَلَظَّى} [الليل
ما نوع (ال) يف البيت اخلامس ،و(الواو) املقرتنة بـ (ناظرةٍ)؟ ر-
ورد الفعل (تُراعي) مرّتني ،حدّد فاعله يف املوضعني. ز-
التبَُّتلِ ،كثريِ ،حذارًا ،خَطٌّ.
س -أعرب الكلمات اآلتية إعرابًا تامًّا ناظرةٍ َّ ،
مالثًا اقرأ الفقرة اآلتية وأجب عمّا يليها "قالوا إنه لفي شُرب اخلَمرة ،منذ أيام عشرة ،وما نُراكما ُمنْتفعَيْنِ
به .فقال وعلى ذلك".
عالم يعود ضمري اجلماعة يف كلمة (قالوا)؟ ذ-
ما نوع الالم املقرتنة حبرف اجلر (يف)؟ ر-
جاء الفعل (أرى) مبنيًّا للمجهول ويتعدّى إىل مالمة مفاعيل .عيّن نائب الفاعل واملفاعيل. ز-
س -اجلار واجملرور (على ذلك) متعلّق بفعل حمذوف .قدّره.
املراجع األساسية( :مورد النص)
ابن شهيد ،أبو عامر أمحد بن أبي مروان -رسالة التوابع والزوابع ،حتقيق بطرس البستاني ،دار .5
صادر ،بريوت.
املراجع املساندة
الك ب: أ-
باقازي ،مشاعل بنت عبد اهلل بن عوض -مستويات األداء البالغي يف أدب ابن شهيد األندلسي، .5
رسالة جامعية(ماجستري) جامعة أم القرى -مكة ،إشراف أ .د حممد إبراهيم شادي5245 ،ه4881 -م(432
ورقة).
رسالة التوابع والزوابع البن شهيد األندلسي دراسة سيميائية ،رسالة سليمة ،عقوني- .4
جامعية(ماجستري) جامعة احلاج خلضر – باتنة ،إشراف د .لراوي سعيد5247 ،ه4880 -م ( 308ورقة).
املعجم اللغوي لديوان ابن شهيد األندلسي ،رسالة جامعية (دكتوراه) جامعة القلي ،الزبري- .3
منتوري -قسنطينة ،إشراف أ .د ميينة بن مالك5240 ،ه4885 -م (251ورقة).
املعاطفي ،عبد اهلل سامل -ابن شهيد األندلسي وجهوده يف النقد األدبي ،رسالة جامعية(ماجستري) .2
جامعة امللك عبد العزيز ،إشراف د .عبد احلكيم حسان عمر5375 ،ه5755 -م( 553ورقة)
018
احلافظ ،ياسني -إحتاف الطّرف يف علم الصّرف ،ط ،0دار العصماء ،دمشق0412 ،هـ2100 /م. .1
الدقر ،عبد الغين -معجم النحو ،ط ،4مؤسسة الرسالة ،بريوت0418 ،هـ0988 /م. .6
اجلوارنة ،يوسف -سعيد األفغاني وجهوده يف علم العربيّة ، ،ط ،مؤسّسة محادة للنشر والتوزيع، .7
م. إربد – األردن،
م. هيكل ،أمحد -األدب األندلسي من الفتح إىل سقوط اخلالفة(د .ط) دار املعارف مبصر، .
ب -ال ر ت:
العزام ،هاشم -املفارقة يف رسالة التوابع والزوابع دراسة نصية ،جملة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة .0
واللغة العربية وآدابها ،ج ،51ع ، 40شوال 5242ه ص 5818 -5855
019
الوحدة التعليمية الثانية عشرة
َّ ْ ُ ُ َ ِّ
3
التجديد واملجددون
000
اجلو ال م لل ص:
هـ/ عبد العزيز بن سليم البشري أديب مصري ،من الكتاب املرتسّلني .ولد يف القاهرة سنة (
م) .تعلّم باألزهر ،وولي القضاء الشرعيّ يف بعض األقاليم املصرية ،مم هـ/ م) ،وتويف فيها سنة (
عيّن مراقبًا إداريًّا للمجمع اللغوي إىل أن تويف .كان مرحًا طروبًا ،حلو العشرة ،شريف النفس ،نظم الشّعر يف شبابه ،مم
َعدَل عنه إىل النثر ،واستحدث يف أساليب العربية أسلوبًا فذًّا أضفى عليه من روحه املرحة وعلمه الواسع وذوقه السليم ما
تفرَّد به بني ال ُكتّاب ،وكان مثال األديب احلر الذي يعبّر عن أفكار حرّة تأبى القيد ،وترفض االحتباس .له جمموعة من
الكتب منها كتاب مساه "يف املرآة" ،مجع فيه مقاالت كان ينشرها حتت هذا العنوان ،وله "املختار" يف األدب ،و"قطوف".
ص املق ل ا
سيّداتي ،سادتي
أحتدّثُ إليكم الليلةَ يف التّجديد واملُجدّدين ،فإنّنا اآلن يف شبه مورة ،بل يف مورة بالقديم من اآلداب والفنون
فهناك مورة يف البيان ،مَنْظومِه و َمنْثورِه ،وهناك َموْرة يف املوسيقى ،وهناك َموْرات يف غريها من الفنون .وكلُّ أولئك إنّما
يُعبَّر عنه بالتّجديد ،و يُعبَّر عن املضطلعني به باملُجدّدين .وإنّي ألخشى يف التعبري بكلمة (الثّورة) أنْ أكون من املتجوّزين!
وقبل أنْ أخوضَ يف ُلجّة املوضوع ،أرجو أنْ تأذنوا لي يف أنْ أعرضَ عليكم نَموذجًا ممّا سَ َلفَ لي من الرأي يف هذا الباب،
وأرجو أن يكون كافيًا يف اسرتاحة إميانك م إىل أنّين لست من اجلامدين املُتشبّثني بلزوم القديم .بل إنّين ألطمعُ يف أنْ
يُقنعَكم بأنّين من أشدِّ أنصار التّجديد واملُجدّدين ،ولكن على صورةٍ أُحبّ أنْ َيتَفطّن إليها بعض هؤالء املُجدّدين!
قلتُ من رسالةٍ يف الذّكرى الثانية لوفاة أمري الشّعراء املرحوم أمحد شوقي بك
َطورُها ونُموُّها وتَجدُّدُها ،فاألدب –وال شكّ -من هذه الكائنات اليت
"إذا كان من آيات الكائنات يف احلياة ت ُّ
ال تُكتبُ هلا احلياةُ إالّ على التّطوّر والنُّموّ والتَّجديد ،وإالّ كان ميتًا ،أو أَشلَّ على أيسر احلالني!
ِق على أَفهام الكثري أو القليل؛ وتلك أنّ هناك فرقًا
ولكنّي أُحبّ أنْ أَلفتَ النّظر يف هذا املقام إىل مسألة قد َتد ُّ
بني التّربية والتّجديد ،وبني املَسْخ والتّغيري .ولستُ أَجدُ مثالً أَسوقُه يف هذا الباب خريًا من حياةِ الطّفلِ وحياةِ النّبات
كالهما َينْمو و َيرْبو ،وكالهما يَطولُ ويَزْكو ،حتّى يبل َ احلدَّ املقسومَ لكماله .وقد تتغيّر بعضُ مَعارفه ،وقد َتحُول بعضُ
أعراضه ،ولكنّه يف الغاية هو هو ال شيءٌ آخر؛ َفحَ َسنُ الوليد هو حَ َسنُ الطّفل ،وهو حَسَن الفتى ،وحسنُ الشّاب ،وهو
حسنُ الكَهل وحسنُ الشّيخ .وتلك الفسيلةُ الصّغرية ،هي النّخلةُ الباسقة؛ كلٌّ َنمَا ورَبَا مبا دخل عليه من الغذاء ،وما
اختلف عليه من الشّمس واهلواء.
002
إلرْباء ،فاحتجزَ منها ما واءَمَه وما تَعلّقت به حاجتُه،
لقد أصابَ كلٌّ منهما ما أصابَ من أسباب التّزكية وا ِ
ونفى عنه ما ال خري له فيه ،وال حاجةَ به إليه ،ممّ أساغَ ما أَمسكَ وهَضَمه ،فاستحالَ يف جسم الفتى مثالً دمًا َيجْري يف
ِعرْقه ،وحلمًا وعَ ْظمًا يزيدان يف خَلْقه.
حتْمُ
وال شكّ يف أنّ ألدبنا العربيّ عناصرَ وله مُقوّمات ،وله شخصيّة بارزة مُعيّنة ،فمن شاء فيه تَجديدًا –و َ
حلتْم على القادرين أنْ يُجدّدوا -فليتقدّم ،ولكن من هذه السّبيل".
اَ
سيّداتي ،سادتي
لعلّي أَطلتُ عليكم يف دفاعي عن نفسي وإمبات براءتي من اجلُمود واجلامدين ،ولكن ممّا يَشْفع لي
صرّح لكم يف الوقت نفسه عن رأيٍ يف التّجديد واملُجدّدين .وهذا ،وال شكّ ،وَميقُ
عندكم يف ذلك أنّ هذا الدّفاع قد َ
الصّلة باملوضوع الذي عَقَدنا له هذا احلديث.
َعرَفتم إذن أنّين لستُ -واحلمدُ هلل -من اجلامدين العاضّني بالنَّاجِذ على كلّ ما هو قديمٌ ألنّه قديم،
وعَرفتم كذلك أنّين أرى وجوب التجديد ألنّ طبيعة احلياة تَقْتضيه .بل إنّ التّطوّر والتّجدُّدَ من عالمات احلياة ،على أالّ
يكون هذا التّطويرُ والتّجديدُ ضربًا من املَسْخ والتَّشويه!
وبعدُ ،فاملقام ما َبرِح مُحتاجًا إىل شيءٍ من البَسْط والتَّفصيل .فلنمضِ ،على اسم اهلل ،يف مُعاجلةِ هذا
البيان بقدر ما يَتَّسع له الوقتُ املقسوم.
َتعْلمون ،أيّها السّادة ،أنّ العلوم ،على وجهٍ عام ،إنّما تَسْتمدُّ قضاياها من العقل والتّجارِب .أمّا الفنون
اجلميلةُ على وجهٍ خاصّ ،فإنّ استمدادَها يف اجلُملة من الذَّوْق ،فهي من الذَّوْق َتنْشأ وإىل الذَّوْق تَعود ،والذَّوْق شيءٌ
ليس يف ال ُكتُب.
وإذا كانت العقولُ الصّحيحة قَلَّ أنْ َتخْتلف بإزاء احلقائق الواقعة باختالف األشخاص أو البيئات
والعُصُور ،فإنّ االمنني مثالً ضِعفُ الواحد ،وزوايا املثلّث تساوي قائمتني ،وهذا يف كلّ زمان ويف كلّ مَكان .إذا كان هذا
هكذا ،فإنّ الفُنُون اليت َمرَدُّها إىل الذَّوْق ،أعين الفنونَ اجلميلة ،تَفْرتق افرتاقًا قد يكون يسريًا وقد يكون شديدًاَ ،طوْعًا
الختالف األشخاص والعُصُور والبيئات؛ فما ُيعْجبُ قومًا ويُ َلذّذهم ويُشِيعُ الطَّربَ فيهم ،لقد َينْ ُش ُز على أذواق آخرين
الضجَر عليهم ،بل لقد ُيزْعِجهم وُيغْثي نفوسَهم.
وُيدْخل َّ
ذلكم بأنّ حاجة األذواق ليست من آمار منطق العقل ،وال هي وليدة احلقائق الواقعةِ حتّى تشرتكَ
صرِهم يف تَقَبُّلها والتّسليم بها .بل إنّها َلوَليدةُ البيئة والتّاريخ ومَأمور العادة واإلِلْف
اخلالئق على اختالف أصنافهم وأَعْ ُ
الطّويل .وال شكّ يف أنّ من عناصرها املهمّة كذلك حظَّ األمّة من العلم والثّقافة ،ولونَ هذه الثّقافة ،و َمبْل َ األمّة كذلك
من دِقَّة احلِسّ ورَهافةِ الشُّعور.
001
خرُف
الز ْ
من هنا كان لكلّ أمّةٍ أدبُها ،وكان لكلّ أمّة موسيقاها ،وكان هلا غريُ هذين من ألوان ُّ
خرُف والتّصوير ،من كلّ ما َيدْخلُ من معنى الفنّ اجلميل؛ فليس من حقّ مجاعةٍ أنْ تقول ألخرى
الز ْ
والتّصْوير ،وغريِ ُّ
إنّ هذا األدب الذي تَصْطنعني ال يُتَرجِم حقَّ التّرمجة عن شُعورِك ،وال يُواتي َمنَازعَ عواطفك ،أو إنّ هذا اللونَ الذي
تَتَّخذين من املوسيقى ال يُوائم ذوقك ،وال يُلذِّذُك ويُدْخل الطَّربَ عليك؛ ذلكم بأنّ مَظاهر هذه الفنون إنّما هي أُمورٌ
نِسْبيّة ،ال تكادُ تَتَّصلُ بأحكام العقل أو الواقع ،خِالفًا لقضايا العلوم ،وقد تَقدَّم يف ذلك الكالمُ.
لكم بعد هذا أنْ تسألوني عن كيفيَّة التّجديد إذن وعن َمدَى آمار املُجدّدين؟ والواقعُ أنّه حني يَعْرضُ هذا
السّؤالُ َتعْرضُ للنَّفس مسألةٌ أخرى تُرى آألَذْواقُ هي اليت تُؤمّر يف الفنون؟ أم الفُنونُ هي اليت تُؤمّر يف األذواق؟
صطََنعُ لتنعيمِ الذّوق وتَلْذيذه
لقد سبق القولُ يف أنّ َمنْشأ ال ُفنُون اجلميلةِ إنّما هو الذَّوْق أوّالً ،وهي إنّما تُ ْ
آخرًا ،فهي منه َتبْدأ وإليه تَعود .ولكن ،ليس معنى هذا أنّ الفنونَ ال أمرَ هلا أَ ْلَبتّة يف تَكْييف األذواق ،بل إنّي ألَزعمُ أنّه قد
يكون هلا يف بعض األحيان األمرُ البعيد .إذن ،فهناك تَفاعلٌ من اجلانبني ،أعين بني األذواق والفنون .وحنن إذا عََّبرْنا يف
هذا املقام بكلمة "ال ُفنُون" ،فمن الواضح أنّنا إنّما نُريد أمر املُ ْفتَنّني ،أو على الصّحيح أمرَ ال َعبْقريني من مجاعات املُفْتنّني.
ومن اجلَليّ أنّ ال َعبْقريّ هو الذي َيرْتفع على َمجْموع قومه ،وأحيانًا على أهل عَصْره يف صفةٍ أو يف أكثرَ
من صفة ،حبيث َيتَهيَّأ له أنْ ُيدْرك يف بعض األمر ما ال ُيدْركون ،ويَشْعر مبا ال يَتَعلّقُ هلم به حِسٌّ وال شُعور .و ْلنَقْصرِ
احلديث على عباقرة املُفْتنّني ،ما دام احلديثُ يف الفنّ واملُفتنّني.
املُفْتَنُّ ا َملوْهوبُ إنسانٌ أُوتي كمالَ الذَّوْق ،ودِقَّةَ الشُّعور ،ورَهَافةَ احلِسّ ،وحِدَّةَ العاطفة ،وال ُقدْرة
القادرة على األ داء والتَّصْوير .وليس يُشْرتطُ فيه أنْ يكون واسعَ العلمِ غَزيرَ املادّة ،بل ِبحَسْبه أنْ ُيحَصِّل من قضايا َفنّه
ص ْدرًا ال يَزِلُّ معه وال يَضلّ.
َ
جمْهرةَ قومه ،ولقد يَسْبق أهلَ عَصْره؛ إذْ تَهْديه فِطنتُه إىل أشياءَ مل
ولقد قلنا إنّه يَسْبق بتلك ا َملوَاهبِ َ
يَفْطنوا هلا ،وتُذيقُه رَهافةُ حِسِّه ألوانًا من الشّعور مل َيتَذَوَّقوها ،فينفُضُها مبا ُرزِق من بَراعة األداء كما َأحَسَّها ،ويُحاولُ
أنْ ُيذَوِّقَها غريَه كما َتذَوَّقها؛ وكذلك تَزيدُ َمرْوةُ الفنون ،وتُشْحذُ الفِطَن ،وُترْهَف األحاسيسُ على اطّراد األيام.
نعم ،لقد ُينَصَّبُ بعض هؤالء العباقرة للعدول بالفنّ عن َمذْهبه ،وقد يَقْلبه رأسًا على عَقِب؛ وتلكم
هي الثّورةُ بعينها! والثَّوْراتُ كما تعلمون حاالتٌ شاذَّة ال َينْبغي أنْ َتجْري على مَظاهرها األحكامُ العامّة.
جمْلة بعد الدَّعَة واالستقرار ،وإمّا أنْ
وكيفما كان األمر ،فإنّ ما جتيء به الَّثوْرات إمّا أنْ َيخْتفيَ ويزولَ ُ
ص ْدرٌ تَرى الطّبيعةُ أنّه صاحلٌ للبقاء .وهذا ال َقدْر ،بالنّسبة إىل ال ُفنُون ،مهما يكن يف مُبتدأ األمر نابيًا عن بعض
َيتَخلّف منه َ
األذواق ،فإنّ ممّا ال شكّ فيه أنّه مع طول الزّمن ،و َكثْرة تَقْليبه على الذّهن أو السَّمع أو البصر ،وانعقادِ اإلِلْفَ -تتَكيّفُ
به األذواقُ وَتتَلوّن ،ولقد يكون تَكَيُّفُها به وتَلَوُّنُها إىل حدّ بعيد.
004
بقيت مسألةٌ دقيقةٌ أُحبُّ أنْ يُجيل الرّأي فيها سادتُنا املُتصدّون للتجديد ،شعراءَ كانوا أم ُكتّابًا أم
ٍّ من املواهب ،وخاصّة فيما يَتَعلّق باألذواق والعواطف،
موسيقيني أم مُصوّرين .وهذه املسألةُ أنّ املرء مهما يكن على حَظ
فإنّه وال ُبدّ مُتأمّر ،بقدرٍ غري يسري ،بالبيئة اليت َد َرجَ فيها ،وبعادات قومه ،ومَنازع عواطفهم وما أَلفوا بطول الزّمن ،وغريِ
أولئكم ممّا احندر إليهم من التاريخ البعيد .هو مُتأمّر بكلّ هذا حتى ليكاد يتّصل بطبعه وغريزته ،فألصلُ فيه أنْ يُحسَّ
األشياء كما يُحسُّها قومُه ،وأنْ يَذوقَ ألوان املعاني كما يَتَذوّقها َمعْشره ،وذلكم حبكم ضرورة االشرتاك ،يف اجلملة ،يف
عناصر تكوين الذّوْق العام؛ فهو يف هذا إذا ابتدع طريفًا ،واستحدث يف الفنّ جديدًا -ففنُّ قومه القائمُ هو وال شكَّ
أساسُ ابتداعه ،ومِالكُ ابتكارِه واخرتاعِه.
ُنعمَهم ويُدخلَ الطَّربَ والسّرورَ
سعْيه ليُرفِّهَ عن قومه أوّالً ،ولي ِّ
وهذا إىل أنّه إنّما يَسْعى يف هذه السّبيل َ
صوَر اجلمال أذواقُهم.
عليهم ،فينبغي له بالضّرورة أالّ يُسْقط من حسابِه يف َتجْديده ألوانَ عواطفهم ،وما تسرتيحُ إليه من ُ
نعم ،لقد تَفْتُر األذواق يف مُبتدأ األمر عن اجلديد ،ولكنّها سَرعان ما تألفُه وَتتَذوَّقُه وتَلْتذُّه ،ما دام يَمُتّ
إىل فنّ القوم بسبب ،وُيدْلي إليه بنسب .وال حرجَ على املفنتّ ،بل إنّ من واجبه أنّه إذا حَرَّك عواطفه ،و َهزّ مَشاعرَه شيءٌ
من آمار فُنون األمم األخرى -أنْ يُبادرَ إىل اقتناصه ،ويُسرعَ إىل معاجلته بالتّسويةِ والتّثقيف ،حتّى يَتَّسقَ لفنّ قومه،
وُيطْبعَ بطابَعهم ،ويسوغَ يف مَذاقهم ،حتّى َليُرتجمُ عن بعض ما َيعْتلجُ من العواطف يف نفوسهم.
أمّا أنْ يَهْجمَ على القطعة من فنّ غريِه فينتزعَها انتزاعًا ،ويَمْتلخَها امتالخًا ،على حنيِ ال يَتَذوَّقُها هو
نفسُه وال يُسيغُها ،وال هي ممّا ُيمْكن أنْ يُسيغه قومُه أو يَتَذوّقوه ،ومع هذا يأبى إالّ أن يَسْتكرهَه استكراهًا على فنِّهم باسم
التّجديد ،فذلكم َل َعمْري هو املَسْخ والتّشويه!
سيداتي ،سادتي
ليس يف هذا اللون من التّجديد إساءةٌ إىل الفنون ،وإساءةٌ إىل النّاس مبا يُفوّتُ عليهم من االستمتاع
ُشتتَها تَشْتيتًا!
بالفنون اجلميلة فحسب ،بل إنّ من شأنه أنْ ُيبَلْبل أذواق اجلمهرة وي ِّ
اللهم إنّ براعة املفنتّ هي يف أنْ َيطْبع ما يَسْنح له بطابَع فنّه ،وَينْظمَه يف ِسمْطه ،فال يَشُوه به الفنُّ وال
َيتَنكّر ،بل يظلّ هو هو ،على ما زِيدَ يف مروته ،ووُسِّع يف آفاقِه ،ومُدَّ له يف تلطيف العواطف وإرهاف األحاسيس،
وحسبُكم ما صنع املرحوم "عبده احلامولي" باملوسيقى املصريّة ،وما كان له يف التّجديد البارع حقًّا من أمر بعيد.
وبعد ،فإذا كان عندنا ،بفضل اهلل ،نواب ُ َأكْفاءُ للتّجديد الصّحيح يف اآلداب والفُنون ،فإنّ فينا ،مع
األسف العظيمَ ،منْ َيعْبثون أشدّ العَبَث باآلداب والفُنون ،ليظفروا هم اآلخرون بلقب "األبطال املُجدّدين" .وما أرخص
األلقاب ،إذا كانت ال تُنال إالّ مبثل هذا اإلِغْراب!
005
إنّ بعض هذا الذي تقعُ عليه أمساعُنا وأبصارُنا يف الفُنون واآلداب ليس جتديدًا ،ولكنّه مَسْخ وتَشْويه.
وما ظَنُّكم مبن كلُّ جهده هو َمحْض اإلغْراب ،واإلتيانُ بكلّ نابٍ عن الطّباع ناشزٍ عن األذواق؟ وكيف ملن ال يُحسّ شيئًا
بأن يُشعره غريَه ،وقد قال األقدمون إنّ فاقد الشّيء ال يُعطيه؟!
هؤالء رأوا أنّ فالنًا ذهب له صِيتٌ وذِ ْكرٌ ألنّه أتى يف الفنّ مبا مل يكن يَعهدُ الناس ،فما هلم هم أيضًا ال
ُيغْربون ،واقعًا هذا اإلغرابُ حيثُ وقع ،ليذهب هلم كذلك يف الفنّ ذِكرٌ وصيت؟
لقد َعبّرتُ يف صدر حديثي بكلمة (الثَّورة) ،وخَشيتُ أنْ أكون يف هذا التّعبري من املُتجوّزين .فالثّورة،
كما تعلمون ،إنّما هي االنفجار من أمر فكرة َتغْلي يف الصَّدر ،غَلَيانَ املاء يف ال ِقدْر .ممّ إنّها إنّما تَضْطرم وَتحْتدم يف سبيل
حتقيقِ غاية معيّنة ،فهل بعضُ هذا الذي نَرى ونَسمع يف األدب والفنّ كذلك؟ أي أنّ الفكرة قد ملكت على هؤالء مجيع
مَذاهبهم وغَلَت يف صُدورهم فثاروا بالقديم ،وراحوا يُقيمون فُنونًا جديدة واضحةَ املعارف بيّنةَ الرّسوم! أم أنّ األمرَ كلَّه
َسفٌ واستكراه ،حتّى تََبدّت للفنّ صورةٌ مُتناكرةُ األعضاء ،مُتنافرةُ
ال َيعْدو التّلفيق من هنا ،ومن هنا تلفيقًا كُلُّه َتع ُّ
األجزاء ،وذلك يف سبيل اإلِغْراب طلبًا للظَّفَر كما قلنا بلقب "البُطولة يف التّجديد"؟
إذا كان األمرُ كذلك ،فليس ما حنن فيه بثورة ،وال هو من الثّورة يف كثري وال قليل ،إنّما هو الفوضى
بأمجع معاني الكلمةَ .فحَذارِ أيُّها اإلخوانُ حَذار ،وإالّ لَحق الفنونَ البوار ،وحَقّت عليها (بتجديدكم) كلمةُ الدّمار!!
امل جم ال ّالل :
ال عد إىل أحد املعاجم وبيّن معنى كلّ كلمة حتتها خطّ فيما يأتي
أو ً
ويُعبَّر عن املضطلعني به باملُجدّدين.
وقبل أنْ أخوضَ يف ُلجّة املوضوع.
كلٌّ َنمَا ورَبَا مبا دخل عليه من الغذاء ،وما اختلف عليه من الشّمس واهلواء.
وكذلك تَزيدُ َمرْوةُ الفنون ،وتُشْحذُ الفِطَن ،وُترْهَف األحاسيسُ على اطّراد األيام.
أمّا أنْ يَهْجمَ على القطعة من فنّ غريِه فينتزعَها انتزاعًا ،وَيمْتلخَها امتالخًا.
أُحبّ أنْ أَلفتَ النّظر يف هذا املقام إىل مسألة قد َت ِدقُّ على أَفهام الكثري أو القليل.
إنّها إنّما تَضْطرم وَتحْتدم يف سبيل حتقيقِ غاية معيّنة.
مانيًا قال الكاتب "فإذا كان عندنا نواب ُ َأكْفاءُ للتّجديد الصّحيح يف اآلداب والفُنون".
ما مفرد كلمة (نواب ) ،و(َأكْفاء)؟ أ-
ألكْفياء؟
ألكِفَّاء ،وا َ
ألكْفاء ،وا َ
ب -ما الفرق يف املعنى بني ا َ
006
مالثًًا قال الكاتب " َعرَفتم أنّين لست من اجلامدين العاضّني بالنَّاجِذ على كلّ ما هو قديمٌ".
ما معنى (النّاجذ)؟ أ-
ب -يبدو أنّ الكاتب متأمر بقوله هذا باحلديث النبوي ،عد إىل أحد املصادر التعليميّة واستخرج حديثًا بهذا
املعنى.
إضاءة على النص
تشكّل هذه احملاضرة واحدة من األحاديث اجلادّة اليت عبّر فيها البشري عن منهجه يف الدّعوة إىل "إنشاء أدب
قويّ رصني حيفظ العربيّة من املرذول من العبارة ،والدّخيل من األلفاظ ،والسّقيم من املعاني ،وحيفظ لغة القرآن الكريم
حيّة على ممرّ األيام ،وتعاقب األزمان"!!
ولعلّ البشريّ وأمثاله من كبار كتاب املقالة يف النصف األوّل من القرن العشرين ،يشكّلون مدرسة البيان يف
العربيّة ،وهي مدرسة ُغيّبت ألمرٍ ما عن هيكلة الرتاث العربي وإحيائه ،واقتصر مؤرّخو األدب يف مدرسة اإلحياء على
الشّعر ،وجعلوا من "البارودي" و"شوقي" وغريهما رادة يف التجديد ،ومبدعني اختصروا مسافة الزّمن ،وعادوا باألدب
إىل عصوره املشرقة ،وآفاقه الفضفاضة اخلَالّقة ،مع أنّ ما أحدمه ُكتّاب املقالة يشكّل بعدًا آخر ال يقلّ أهميّة عن الشّعر،
وكأنّنا قصدنا إىل تغييب النثر يف سياق احلديث عن إحياء الرتاث بل وإقصائه مجلةً!!
جلدّ وميثّله عقل
والبشريّ واحد من زعماء البيان ،ميزج يف أدبه بني "الفُكاهة" وثمثلها روحٌ َمرِحة ُمرْهفة ،وبني ا ِ
حرّ "يعبّر عن أفكارٍ حرّة تأبى القيد ،وترفض االحتباس" .وإنّه ليس صحيحًا ما يُشاع عن "األزاهرة" أنّهم منغلقون على
َطيّاتهم ،يرفضون كلّ جديد ،ويقفون باألمّة ومقافتها عند أطالل عفا عليها الزّمن واندرست ،بل إنّهم يتجاوبون مع
حيثيّات املرحلة ،ويدعون إىل مقافة متوازنة تعتمد على إرث حضاري ممتدّ كبري ،وتتناغم مع ما يوافقها من مقافات اآلخر
وهيجة احلضارة احلديثة.
ويبدو البشري يف هذه املقالة أكثر نضوجًا وهو يدعو إىل التجديد ويناصره على صورة تَبعد به عن املَسخ
والتشويه ،وحتفظه من االنزالق يف مستنقع التبعيّة وأوشابها .ويرى أنّ الفنون كاألدب واملوسيقى والزّخرف والتصوير
منوطة بالذّوق ،وأنّ لكلّ أمّة طريقتها يف التعبري عنه ،وال تتصل بأحكام العقل الذي يناسب العلوم األخرى وما يتّصل
بها من قضايا ومشكالت.
ومَمَّة توافق وتناغم بني األذواق والفنون؛ ففي الوقت الذي تنشأ فيه الفنون من الذّوق ،يكون للفنون أمر يف
تكييفها ،والفنّان هو الشّخص الذي يدرك مبا أوتي من قدرة على اإلبداع -خبايا األشياء وزوايا النفوس ،ولديه القدرة
على األداء والتصوير ،وثمكّنه عبقريّته من إحداث مورة حقيقيّة يف اجملتمع ،قد يكون هلا امتداد يف الزّمن ،تتقبّلها األذواق
وتتكيّف معها.
007
واجملدّدون ،بصرف النظر عمّا يدعوهم إىل التجديد بشقّيه اإلجيابيّ املعينّ بالتطوّر والتجديد ،والسليبّ الذي
هو ضرب من املَسخ والتشويه -هم انعكاس حقيقيّ ومباشر للبيئة اليت َدرَجوا عليها وعاشوا فيها ،وال ينفكّ أحدهم
من التخلّي عن موابت قومه ،بل هو متأمر بكلّ تقاليد احلياة حتّى "ليكاد يتّصل بطبعه وغريزته" .لذلك ،فإنّ التجديد هنا
تكمن مادّته ،ومن هذه السّبيل الالحبة يبثّ روحه الومّابة آلفاق جديدة؛ فإنّه "حيسُّ األشياء كما حيسّها قومه ،ويذوق
ألوان املعاني كما يتذوّقها معشره" ،ألنّ ما يأتي به من جديد إنّما هو وليد فنون قومه ،اليت هي "أساس ابتداعه ،ومالك
ابتكاره واخرتاعه".
وإنّ من اجملدّدين من يتغيّا أنْ يُلغي بثورته ودعواه إرمًا تليدًا جبرّة قلم؛ واألصل يف احلضارات امتدادها
وجتاوبها ،والفنان اجملدّد هو من يُطوّع فنون األمم بالتسوية والتثقيف لفنون قومه ،فتساغ عندهم ألنّها تعبّر عن بعض ما
يعتلج صدورهم من خلجات ومشاعر .أمّا أنْ يرغم األذواق على التجاوب مع الفنون واالنقياد لسطوتها ،فذلك هو
العبث باسم احلدامة والتجديد" ،من شأنه أن يبلبل أذواق الناس ،ويشتّتها تشتيتًا".
كم من جمدّد استقامت له أدوات التجديد فقدّم للحياة وأبدع! وكم من عابث شوّه ليظفر بلقب؛ "وما أرخص
األلقاب إذا كانت تُنال مبثل هذا اإلغراب"!!
الفهم واالستيعاب
أوالً عُد إىل الفقرة األوىل وأجب عمّا يأتي
ماذا يقصد الكاتب بالتجديد؟ ومن هم اجملدّدون؟ أ-
ب -أين تصنف الكاتب يف سياق هيجة التّجديد واجملدّدين؟
مانيًا قال الكاتب "قلتُ من رسالةٍ يف الذّكرى الثانية لوفاة أمري الشّعراء املرحوم أمحد شوقي".
ما السّنة اليت كتب يف الكاتب رسالته؟ أ-
ب -وأيّهما أسبق الرّسالة أم هذه املقالة؟!
مالثًا اشرح املقصود بكلّ مجلة ممّا يأتي
هناك فرق بني الرتبية والتّجديد ،واملسخ والتغيري. أ-
ب -طبيعة احلياة تقتضي التّجديد.
ت -مظاهر الفنون اجلميلة أمور نسبيّة.
ث -ال يشرتط يف املوهوب أن يكون واسع العلم ،غزير املادّة.
الثّورات حاالت شاذّة ال ينبغي أن جتري على مظاهرها األحكام العامّة. ج-
008
رابعًا علّل ما يأتي
العبقريّ هو الذي يرتفع على جمموع قومه بصفة أو أكثر. أ-
ب -التجديد يف بالدنا ال يعدو التّلفيقَ من هنا ومن هناك.
خامسًا قال الكاتب "ألدبنا العربيّ عناصرَ وله مُقوّمات ،وله شخصيّة بارزة ،فمن شاء فيه تَجديدًا فليتقدّم،
ولكن من هذه السّبيل" .ما السبيل اليت أشار إليها الكاتب؟
سادسًا أجب عمّا يأتي
يندرج حتت "الفنون اجلميلة" –يف نظر الكاتب -ألوان متعدّدة ،اذكر أربعة منها. أ-
ب -هل استطاع الكاتب أن جيمع بني ذاتيته وموضوعية التجربة النقدية للفنون؟
ت -أيّهما يؤمّر يف اآلخر األذواق يف الفنون أم الفنون يف األذواق؟
ث -وضّح عالقة اجملدّدين بالبيئات اليت ترعرعوا فيها.
ما وظيفة اجملدّد إذا حرّك عواطفَه ،وهزَّ مشاعرَه شيءٌ من فنون األمم األخرى؟ ج-
ح -ما شروط التجديد يف رأي الكاتب؟
خ -ما الفكرة امللحّة اليت بنيت عليها هذه املقالة النقدية؟
سابعًا "عبده احلمولي" واحد من اجملدّدين البارعني يف املوسيقى املصريّة.
ما أهميّة استشهاد الكاتب به وهو يتعرّض لظاهرة التجديد؟ أ-
بُ -عدْ إىل أحد املصادر املكتبيّة ،واكتب نبذة موجزة عن حياته.
مامنًا قال الكاتب "ما أرخصَ األلقاب ،إذا كانت ال تُنال إالّ مبثل هذا اإلِغْراب"!!
مَن املعينُّ بقول الكاتب؟ أ-
ب -ما اإلغراب الذي يشري إليه؟
التذوّق األدبيّ:
هل وفق الكاتب يف كتابة مقدمة املقالة من حيث القصر وتأدية املطلوب وبلوغ اهلدف؟ .5
وضح من خالل العودة للنص كيف ربط الكاتب بني نهاية كل فقرة وبداية الفقرة الالحقة؟ .4
ما الوظيفة اليت قامت بها الفقرة اخلتامية للمقالة؟ .3
009
هل تعتقد أن فقرات املقالة متوازنة من حيث الطول؟ .2
ما األساليب اليت اتبعها الكاتب يف توضيح بعض املفاهيم املهمة كالتجديد والثورات الفنية؟ .1
التطبيقات اللغوية
أوالً ما حملّ املصدر املؤوّل املخطوط حتته من اإلعراب فيما يأتي
بل ِبحَسْبه أنْ ُيحَصِّل من قضايا َفنّه صَ ْدرًا ال َيزِلُّ معه وال يَضلّ. أ-
ب -أرجو أنْ تأذنوا لي يف أنْ أعرضَ عليكم نَموذجًا ممّا سَ َلفَ لي من الرأي يف هذا الباب.
ت ... -ولكن على صورةٍ أُحبّ أنْ َيتَفطّن إليها بعض هؤالء املُجدّدين!
حلتْم على القادرين أنْ يُجدّدوا.
حتْمُ ا َ
ث -و َ
فلنمضِ يف مُعاجلةِ هذا البيان بقدر ما يَتَّسع له الوقتُ املقسوم. ج-
وإذا كانت العقولُ الصّحيحة قَلَّ أنْ َتخْتلف بإزاء احلقائق الواقعة باختالف األشخاص. ح-
فليس من حقّ مجاعةٍ أنْ تقول ألخرى إنّ هذا األدب... خ-
َيتَهيَّأ له أنْ ُيدْرك يف بعض األمر ما ال ُيدْركون. د-
مانيًا عالم يعود الضمري يف كلمة (يُقنعكم) يف قول الكاتب "بل إنّين ألطمعُ يف أنْ يُقنعَكم بأنّين من أشدِّ
أنصار التّجديد واملُجدّدين".
مالثًا أجب عن األسئلة اآلتية
حدّد نائب الفاعل يف قول الكاتب "وكلُّ أولئك إنّما يُعبَّر عنه بالتّجديد ،ويُعبَّر عن املضطلعني به أ-
باملُجدّدين".
ب -بيّن املمنوع من الصّرف يف قوله "وإالّ كان ميتًا ،أو أَشلّ على أيسر احلالني"! وما نوعه؟
ت -ما نوع التنوين يف قوله "كلٌّ َنمَا ورَبَا مبا دخل عليه من الغذاء"؟
ث -أهمزةُ قطعٍ أم وصلٍ اهلمزة يف كلمة (ألبتّة) يف قول الكاتب "ولكن ،ليس معنى هذا أنّ الفنونَ ال أمرَ
هلا أَ ْلَبتّة يف تَكْييف األذواق"؟.
اضبط عني الفعل املضارع (يَفْطنوا) يف قوله "إذْ تَهْديه فِطنتُه إىل أشياءَ مل يَفْطنوا هلا". ج-
رابعًا اسم الفعل ما ناب عن الفعل يف العمل ومل يتأمر بالعوامل كـ " َشتّان" ،و"صَهْ" ،و"أَوَّه" .استخرج من
الفقرتني اآلتيتني أمساء األفعال ،وبيّن فاعلها.
021
لقد تَ ْفتُر األذواق يف مُبتدأ األمر عن اجلديد ،ولكنّها سَرعان ما تألفُه وَتتَذوَّقُه وتَلْتذُّه. أ-
بَ -فحَذارِ أيُّها اإلخوانُ حَذار ،وإالّ لَحق الفنونَ البوار ،وحَقّت عليها (بتجديدكم) كلمةُ الدّمار!!
خامسًا ما نوع األدوات املشار إليها يف العبارات اآلتية
صدْرٌ
جمْلة بعد الدَّعَة واالستقرار ،وإمّا أنْ َيتَخلّف منه َ
الثوْرات إمّا أنْ َيخْتفيَ ويزولَ ُ
إنّ ما جتيء به َّ أ-
تَرى الطّبيعةُ أنّه صاحلٌ للبقاء.
ب -ما أرخص األلقاب ،إذا كانت ال تُنال إالّ مبثل هذا اإلِغْراب!
ت -آألَذْواقُ هي اليت تُؤمّر يف الفنون؟ أم الفُنونُ هي اليت تُؤمّر يف األذواق؟
سادسًا أعرب ما حتته خطّ يف العبارات اآلتية
فهناك مورة يف البيانَ ،منْظومِه و َمنْثورِه. أ-
ب -الثّورة هي االنفجار من أمر فكرة َتغْلي يف الصَّدر ،غَلَيانَ املاء يف ال ِقدْر.
ت -املقام ما َبرِح مُحتاجًا إىل شيءٍ من البَسْط والتَّفصيل.
ث -وتلك أنّ هناك فرقًا بني التّربية والتّجديد ،وبني املَسْخ والتّغيري.
فما هلم هم أيضًا ال ُيغْربون ،واقعًا هذا اإلغرابُ حيثُ وقع. ج-
وذلك يف سبيل اإلِغْراب طلبًا للظَّفَر كما قلنا بلقب "البُطولة يف التّجديد". ح-
ممّ أساغَ ما أَمسكَ وهَضَمه ،فاستحالَ يف جسم الفتى مثالً دمًا َيجْري يف ِعرْقه ،وحلمًا و َع ْظمًا يزيدان يف خ-
خَلْقه.
املراجع األساسية (:مورد النص)
البِشْري ،عبد العزيز -املختار ،ج ،4مطبعة املعارف ومكتبتها مبصر( ،د.ت). .5
املراجع املساندة
أبو زيد ،فاروق -فن الكتابة الصحفية ،ط ،2عامل الكتب ،القاهرة5778 ،م. .4
محزة ،عبد اللطيف -أدب املقالة الصحفية يف مصر(3م) دار الفكر العربي. .3
الصباغ ،أمل -املقالة األدبية يف سورية 5735 -5748م رسالة جامعية(ماجستري) جامعة دمشق، .2
إشراف د .حسام اخلطيب 5288 ،ه5708 -م (555ورقة).
020
عزت ،حممد فريد -املقاالت والتقارير الصحفية أصول إعدادها وكتابتها ،مكتبة االسكندرية، .1
5250ه5770 -م .
هـ/ عالّم ،حممّد مهدي -اجملمعيّون يف مخسني عامًا ،مطبوعات جممع اللغة العربيّة بالقاهرة، .
م).
الرمادي ،مجال -عبد العزيز البشري ، ،وزارة الثقافة واإلرشاد القومي ،القاهرة( ،د.ت). .
الرمادي ،مجال الدين -من أعالم األدب املعاصر ،د .ط دار الفكر العربي ،مصر ،د.ت .
النادري ،حممد أسعد -حنو اللغة العربيّة ،املكتبة العصرية0412 ،هـ2100 /م. .9
.01املرادي البن قاسم -اجلنى الداني يف حروف املعاني ،حتقيق فخر الدين قباوة ،وحممد نديم فاضل،
ط ،0دار الكتب العلمية ،بريوت0401 ،هـ0992 /م.
022
الوحدة التعليمية الثالثة عشر
االمتيازات واألدب
أمحد حسن الزيات
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
ك ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس الثالث عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص
علي َ
األدبية ،هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
024
جوّ النصّ
األديب أمحد حسن الزيّات واحد من كبار األدباء يف مصر ،ثميّز بالكتابة الرّصينة ،وصار يشار إليه كاتبًا مبدعًا
م ،وخترج يف كلية اآلداب جبامعة القاهرة ،وحصل على ليسانس احلقوق من باريس، من طراز فريد .ولد يف عام
م .عمل أستاذًا لألدب العربيّ بكلية اآلداب ببغداد مالث ورأس القسم العربي باجلامعة األمريكية بالقاهرة عام
م ،صنَّف فيها كتابه (العراق كما عرفته!!) واحرتق قبل نشره. سنوات حتى عام
م ،فلما م إىل عاد إىل القاهرة وأصدر جملة "الرسالة" إىل جانب جملة "الرواية" يف الفرتة من
احتجبتا عُيِّن رئيسًا لتحرير جملة "األزهر" .انتخب عضوًا يف جممعي اللغة العربية بدمشق والقاهرة ،وعُيِّن يف اجمللس األعلى
لآلداب والفنون.
من كتبه (تاريخ األدب العربي) ،وهو أول ما علت به شهرته .و(دفاع عن البالغة) ،و(وحي الرسالة) يف
أربعة أجزاء ،و(يف أصول األدب) و(يف ضوء الرسالة) .وترجم عن الفرنسية (آالم فرتر) جلوته ،و(روفائيل) لالمرتني.
وكان من أرق الناس طبعا ،ومن أنصع كتاب العربية ديباجة وأسلوبا .وللسيد مجال الدين األلوسي كتاب (أدب الزيات
يف العراق).
م ،وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى منحته الدولة جائزة األدب عن كتاب "وحى الرسالة" عام
م.. م ،توفى فى عام اآلداب عام
نص املقالة
االمتيازات واألدب
األدبُ عَبريُ الرُّوح ،وشُعاع النَّفْس ،ونُضْح ال َعوَاطف .يتأمَّر حَتمًا مبا ينالُ أولئك من تَطوُّر احلياة ،وتَغيُّر
الناس ،وتَقلُّب الزّمن؛ فهو يَطيبُ أو َيخْبث ،ويَضْطرم أو َيخْبو ،ويَمرّ أو َيحْلو ،تبعًا ِلمَا َيعْرض للرُّوح والنَّفس
والعاطفة من أحوالِ الضَّعف أو ال ُقوّة ،والفَسَاد أو الصَّالح ،واالحنطاط أو السُّمو.
حلمَاسة ،وجاشَ بالعزَّة ،يف عُهُوده األوىل ،أيا َم كان
فاألدبُ العربيُّ كان صادقًا حني فاضَ بالبُطُولة ،و َزخَر با َ
بالنبْل ،ومن حُرِّيتِهم بال َكرَامة.
يَمدُّه العربُ من قُوَّتهم بالرُّوح ،ومن سُلْطانِهم ُّ
واألدبُ العربيّ كان صادقًا حني لَجَّ يف الضَّراعة ،وضَجَّ بالشَّكوى ،وأَنَّ من األمل ،وَتحَدَّث عن فُسوق اخلُلُق
املُنْحل ،وإميانِ القلب املُسْتذلّ ،وضَالل النَّفس املَريضَة يف مذاهب ال ِقحَة ،يف عُهوده األخريةِ أيامَ وَهَنتْ عَزائمُ املُلوك،
حدَثَ اخلَلَل ،وَلجَأ الناسُ بعضُهم إىل اهلل
ووَ َهتْ دَعائمُ املُلْك ،وَتخَلَّت يدُ العرب عن زمام الدُّنيا ،فوقعتِ ال َفوْضى ،و َ
ورا َء شُيوخ الطُّرق ،وبعضُهم إىل الشّيطان وراء قُطَّاعِ الطَّريق!
025
واألدبُ العربيُّ صادقٌ اليوم يف اإلبانة عن هذا الشَّك املُخامرِ يف ُقدْرتنا على التَّفكري األصيل ،وَاضْطالعِنا
بتفوقِ األوربيّ وامتيازِه ،سَلَبَ من
باألمر اجلليل ،واستقاللِنا بتَبِعاتِ الرَّأي وتَكاليفِ احلياة؛ فانَّ اعتقادنا اإلحيائيَّ ا ُملزْمن ُّ
نُفُوسنا الثِّقة ،ومن قلوبنا اإلميانَ ،ومن عقولنا األصالةَ ،ومن شعورنا السُّموَّ ،وَترَكَنا كالعبد ا َملمْلوك ال يَقْدر على شيءٍ
وهو كَلٌّ على َموْالهَ ،ينْقل فيما يقول عن لسانه ،ويَصْدر فيما يعتقد عن قلبه.
فأديبُنا َيجْهل اللّغة العربيَّة كلَّ اجلهل ،وَيعْلم اللَّغة األوربيَّة كلَّ العلم ،ألنَّه إذا تكلَّم بها أو كتب فيها َشعَر
بذلك االمتياز الذي يُالزم أهلَها يف بالد الشرق .وأديبُنا يَقْرأ األدب األجنيبَّ ويُغفل األدب العربيّ ،ألنّ هذا أدبُ قومٍ
كانوا يَلْبسون العَمائم ،ويأكلون باأليدي ،وجيلسون على الوسائد ،ويقولون له حنن أجدادك! وذلك أدبُ قومٍ يلبسون
(الربانيط) ،ويأكلون بالشُّوك ،وجيلسون على الكراسيّ ،ويقولون له حنن أسيادك.
وأديبُنا يَعْمى عن مناظر بلده ،وحماسن طبيعته ،ومفاخر قومه ،ومآمر َشرْقِه ،مم يفتح عينَيْه بكلتا ي َديْه ليستشف
من خالل السّطور السّود قناطر (الصّني) وشِعاف (األلب) ومخائل (التريول) ،ألنّ هذه َذ َكرَها جوته والمرتني وبرين،
وتلك إنَّما َذ َكرَها الُبحْرتي والرَّضيّ وشوقي!
زارني ذات يوم شاعر من شعراء الشّباب ،ويف يده قصيدةٌ يريد نشرها بالرِّسالة ،وكان موضوع القصيدة كما
يقول تصو يرَ منظرٍ قرويّ يف ريف مصر مَشْرق الشّمس يف القرية أو َمغْربها ال أذكر .فلما نظرت إىل الصّورة -وأنا
ضعَ بها من األلوان ،وحَ َشدَ إليها من الطبيعة .فقلتُ له َيغْلب على
قروي -أنكرتُ ما رَسم فيها من اخلطوط ،ووَ َ
شُعوري أنك َترْمجت .فقال وهو َيعْقد من التّيه عُنقه مِقْ أنّها من َوحْي خاطري وفيضِ لساني .فقلتُ له إذن ما هذه
النواقيس اليت ترن يف األبراج؟ أيف قريتكم كنيسة؟ فقال كال ،وإمنا آمرت رنني الناقوس على أذان املؤذن ،ألنّي أجد
س واألبراج من الرَّوعة والشاعريَّة ما ال أجده للمئذنة واملسجد .فألطفت للفتى يف االعرتاض واالعتذار خمافة أن
لألجرا ِ
َيرْميَين يف سرِّه باجلُمود والتأخّر!
كذلك َقدّم إِليّ كاتب من ناشئة ال ُكتّاب قصَّةً مصريَّةَ ،سمّى أشخاصَها جان ،وألبري ،ولورا ،وهيلني .ألنه
جيد هذه األمساء يف احلوار واحلديث أرقَّ وأعذبَ من عليّ ،وإمساعيل ،وسُعاد ،وفاطمة!
فاألدب املصريّ احلديث ،كاجملتمع املصريّ احلديث ،يَقومُ على َموْت الشّخصية ،وفَناء الذّات ،ونسيان
التاريخ ،ونُكران األَصْل ،فهو يَسْتلهم املطابع األوربيّة ،وُيخْضع قرحيتَه للقرائح األوربية ،وَيعْقد لسانه باأللسن املوهوبة
ضعَ عن كاهله َنيْر االمتياز ،وفهم هذه الكلمة املُخْزية
منها ،فيحكي ما تقولُ يف َلعْثمة نَكْراء من أمر العقدة ،وهو لو وَ َ
جأَ الغربَ بأدبٍ قُدسيّ اإلهلامِ ،سحْريّ األنغام ،شرقيّ الرُّوح،
على املَجاز ،فأخذ عن َطبْعه ،وتَرْجم عن طبيعته ،لَفَ َ
مصريّ الطّابع ،يُحلّ أهلَه من أدبِ العامل ما أَحلَّ أدبُ اهلند (إقباالً) و(طاغور)!
الصحْو ،ال أن تُلْهمه ما
َأملَ الصَّحراء ،وأحالمَ النَّخيل ،وابتسامَ َّ
إنَّ الطبيعة املصريَّة أَوْىل أن تُلْهم الشاعر ت ُّ
تُلْهم الطبيعة اإلجنليزيّة من أمثال (املَالّح التائه) ،و(الزَّورق احلامل) ،و(وراء الغَمام)! فإنَّ الفنَّ ال َيخْضع خضوعَ العلم
026
للعقل املشرتك والوطن العام ،وإنَّما َيخْضع قبل كلِّ شيءٍ لطبائع اإلقليم ،وخصائصِ البيئة ،ومنازعِ الشَّخص ،فإذا
استنزل شعراؤُنا الشبابُ على خواطرهم هذا ال َوحْي الغريب ،فذلك أمرُ ما نَشْكوه من هذه العبوديَّة العقليَّة اليت ضُربت
جعَلتْنا لألجانب يف كل شيء تبعًا.
على اآلذان ،وغَلبت على األذهان ،و َ
فمتى يعلم املصريُّ أنَّ له جمدًا يَجبُ أن يعود ،ووطنًا ينبغي أن يَسود ،وصوتًا يَحقّ أن يسمع ،وأدباً يَصحّ أن
جبْنه وذُلّه؟!
ُيحْتذى ،وتارخيًا يَليق أن ُينْشر ،وحقًّا على أرضه تُؤيّده الطبيعة ،ويُقرُّه القانون وال يُنْكره عليه إالَّ ُ
إضاءة على النص
تعدّ هذه املقالة واحدة من املقاالت املهمّة اليت تغيَّا فيها الزيّات ،شأن غريه من كبار األدباء كالرافعي والبِشْري
وحممود شاكر -أنْ يصحّح مسار رسالة األدب يف النصف األول من القرن العشرين؛ ذلك أنّ هيجة الرتبّع يف حضن
األجنيبّ ،واملغاالة يف التفلّت من موابت احلضارة العربيّة اإلسالميّة ومقافتها ،والتأفّف من قيودها؛ كلّ ذلك جعلهم
يدقّون ناقوس اخلطر ،أنّ الوجهة اليت يولّي شطرها األدباء اليوم وجهة غري سديدة ،وتنحرف باألدب ورسالته إىل طريق
ذات أشواك ومزالق كثرية.
وحاول الزيّات يف مقالته أن يقف على الوظيفة احلقيقيّة لألدب يف سياق مقافة األمّة العربيّة اإلسالميّة
وحضارتها ،بعيدًا عن املؤمرات األجنبيّة اليت تنحرف به يف سياق مقافة األمم األخرى ومقافتها؛ فاألدب يتناسب وحالة
األمّة إجيابًا وسلبًا ،فكلّما قويت شوكتها طاب وحال ،والعكس صحيح!!
ورأى أنّ األدب العربيّ كان متألّقًا يف عصوره األوىل يوم كانت للعرب قوّة وحريّة وسلطان ،وعبّر فيه األدباء
عن البطولة واحلماسة والعزّة .لكنّه يوم وهنت عزائم امللوك يف العصور املتأخّرة ،عبّر فيه األدباء عن الضّراعة والشّكوى
واألمل والفسوق والضّالل!! بيد أنّه ما فتئت وظيفة األدب قادرة على النّهوض والتّعبري عن مكامن القوّة اليت تضطلع بها
األمّة ،وهي تبعث روحها يف سياق تبعاتها الفكريّة واحلضاريّة ،بعيدًا عن االغرتاب واالنسياق يف حضن األجنيبّ.
لكنّ األمّة وقد تنكّبت الطريق ،وغدت يف ذيل القافلة اليوم ،وأخفقت يف النّهوض واللحاق بركب احلضارة
املاديّة احلديثة -فإنّ النّخب الفكريّة والثقافيّة واألدبيّة جتاوبت مع السّبق احلضاري األجنيبّ ،وتناغموا معه ،وانصهروا
يف بوتقته ،وغرّدوا يف سربه ،وما عاد األديب تعنيه لغته العربيّة ،وراح يدور يف فلك اللغات األجنبيّة ،طنًّا منه أنّها تُعلي
من شأنه ،وثمنحه "االمتياز" الذي يلهث خلفه ،وأبهر الشرقيني ،فغدا وقد عميت عيونه عن "حماسن بلده ،ومفاخر
قومه ،ومآمر شرقه" ،وتوسّعت حدقتا عينيه يف رحاب "قناطر الصّني" و"شعاف األلب"!!
وال شكّ يف أنّ هذه الغربة العمياء ،وهذا االحنطاط اجلارف يف مستنقع التبعيّة لكلّ ناعق أجنيبّ ،رمى بأدباء
العربيّة اليوم أنْ يغرّدوا خارج سرب العروبة ومقافة األمّة ،وراموا ألنفسهم أدبًا بعيدًا عن روح األمّة وكربيائها.
027
وملّا كان األدب املصريّ يف طليعة اآلداب العربيّة يف العصر احلديث ،فإنه -واحلالة هذه -يقوم على "موت
الشّخصيّة ،وفناء الذّات ،ونسيان التّاريخ ،ونُكران األصل" ،وترنو به احلياة يف ظالل التبعيّة اليت تنري له الدّروب ،وتفتح
له اآلفاق!!
وعليه ،فإنّ الزيّات يف مقالته رمى بالكرة يف مرمى األدباء الذين تنكّبوا الطّريق ،وعاموا يف األدب فسادًا،
وعليهم أن يعودوا لتاريخ عربيّ عريق ،وجمدٍ حضاريّ تليد!!
الفهم واالستيعاب
ال تعرَّف املقالة األدبية بأنَّها "قطعة نثريَّة َمحْدودة يف الطُّول واملوضوع ،وتُكْتب بطريقة عفويَّة سريعة خالية
أو ً
من الكُلْفة والرَّهق" ،وشرطُها األوَّل "أن تكون تعبريًا صادقًا عن شخصية الكاتب".
كم عدد فقرات هذه املقالة؟
ما موضوعها الرئيس؟
رسم الكاتب صورتني متناقضتني حلال أولئك األدباء املستغربني ،وضح مالمح كل صورة منهما؟
ما موقف الكاتب من أولئك األدباء املستغربني؟
مانيًا يتحدّث الكاتب عن أمر االنعتاق من أصالتنا واالجنرار وراء األجنيبّ .بيّن أهمّ اآلمار املرتتّبة على هذه
الظّاهرة من وجهة نظر الكاتب ،ووضّح موقفك من ذلك.
مالثًا أشار الكاتب إىل طائفتني من الشُّعراء الغربيني والعرب ،ما أمر هاتني الطائفتني يف توجيه األدباء العرب
املعاصرين أن يعيشوا يف ظالل احلياة العربيّة أو التخلّي عنها؟
رابعًا أشار الكاتب إىل قامات يف األدب اهلندي كإقبالٍ وطاغور .بني الصّورة املثلى اليت جنعل فيها حنن العربَ
أدباءنا مثل تلك القامات وغريها يف اآلداب األمميّة األخرى.
خامسًا أعد قراءة احلوار بني الزّيات ومناذج الشّباب من الشّعراء والكتّاب ،واكتب فيه رأيك .وملاذا خيشى
املصلحون من هيجة الطّعن باجلمود والتأخّر؟!
سادسًا أشار الكاتب يف حديثه عن األدب املصريّ احلديث إىل مجلة من الرّكائز اليت تشكّل دعاماته وأركانه
اذكر تلك الركائز ،وبيّن أهميتها يف توجيه األدب ونُضْجه. أ-
ب -ما أهميّة تركيز الكاتب على األدب املصريّ عن غريه من آداب األمصار العربيّة األخرى؟
سابعًا نبّه الزّيات على أهميّة الطبيعة املصريّة يف إهلام األدباء موضوعاتهم احلقيقيّة اليت فيها يُنْعشون ذواتهم،
وحيقّقون آماهلم .وضّح ذلك.
028
مامنًا عد إىل "املوسوعة العربيّة العامليّة" واكتب نبذة خمتصرة عن "جوته" ،و"المرتني" ،و"بريون".
تاسعًا بيّن أهميّة األدب ،ووضّح كيف يشكّل تكامالً حقيقيًّا مع العلوم املختلفة يف حياة الشّعوب .وما مدلول
كلمة (االمتياز) اليت عَنْون بها الكاتب مقالته؟!
عاشرًا قال الكاتب " ...وَترَكنا كالعبد اململوك ال يقدر على شيء وهو َكلّ على موالهَ ،ينْقل فيما يقول على
لسانه ،وَيصْدر فيما يعتقد عن قلبه" .يبدو من قول الكاتب أنّه متأمر بالقرآن الكريم؛ دُلَّ على اآلية الذي ضمّنها الكاتب
املعنى الذي تغيّاه.
التذوّق األدبيّ
أوالً ما املعنى الذي خرج إليه االستفهام يف قول الكاتب
"ما هذه النّواقيس اليت تَرنّ يف األبراج؟ أ-
ب" -أيف قريتكم كنيسة"؟
ت -فمتى يعلم املصريّ أنّ له جمدًا جيب أن يعود؟
مانيًا استخرج من النصّ السِّمات األسلوبيَّة اآلتية
ازدواج اجلمل
قصر اجلمل
التكرار
املقابالت الساخرة
التطبيقات اللغوية
أوالً قال الكاتب " واألدبُ العربيّ كان صادقًا حني لَجَّ يف الضَّراعة ،وضَجَّ بالشَّكوى ،وأَنَّ من األمل".
تنتمي األفعال املخطوط حتتها إىل طائفة األفعال الصحيحة .ما نوع هذه األفعال؟ أ-
ب -هات مضارع كلّ فعل منها واضبط حركة عينه.
مانيًا اقرأ الفقرة اآلتية وأجب عن األسئلة اليت تليها
(فقال وهو َيعْقد من التّيه عُنقه مِقْ أنّها من َوحْي خاطري وفيضِ لساني .فقلتُ له إذن ما هذه النواقيس اليت
ترنُّ يف األبراج؟ أيف قريتكم كنيسة؟ فقال كال ،وإمنا آمرت رنني الناقوس على أذان املؤذن ،ألنّي أجد لألجراسِ واألبراج
029
من الرَّوعة والشاعريَّة ما ال أجده للمئذنة واملسجد .فألطفت للفتى يف االعرتاض واالعتذار خمافة أن َيرْميَين يف سرِّه
باجلُمود والتأخّر).
استخرج من القطعة السابقة مصدر فعل مالمي – اسم آلة – اسم مكان – مصدر فعل مخاسيّ – أ-
مصدرًا ميميًّا.
ب -تُسْتخدم (إذًا) حرفَ جواب وجزاء ،وقد تقع (لغوًا) إذا افتقر ما قبلها إىل ما وقع بعدها بيّن صحّة
استخدام الكاتب هلا يف القطعة من عدمه .وبيّن وجه كتابتها والوقف عليها باأللف أو النون.
ت -ما داللة اإلجابة عن السؤالني بـ (كَال)؟
ث -ما املعنى الذي خرجت إليه الزّيادة يف الفعل (أَلْطفت)؟
أعرب الكلمة اليت حتتها خطّ إعرابًا كامالً. ج-
مالثًا قال ال ّزيّات "واألدبُ العربيّ كان صادقًا حنيَ ...تحَدَّث عن فُسوق اخلُلُق املُنْحلّ ،وإميانِ القلب
املُسْتذلّ ،وضَالل النَّفس املَريضَة يف مذاهب ال ِقحَة".
تستخدم كلمة (املُنْحلّ) اسم فاعل واسم مفعول عيّن استعماهلا يف النصّ ،واذكر أمثلة أخرى على أ-
هذا النّوع من األمساء.
ب -اضبط الذال يف كلمة (املُستذلّ) ضبطًا صحيحًا.
ت -ما اجلذر الثالمي للمفردة (ال ِقحَة)؟ وحدّد نوعها.
رابعًا اقرأ الفقرة اآلتية ،وأجب بـ (صح) أو (خطأ) عمّا يليها "وأديبُنا َيعْمى عن مناظر بلده ،وحماسن
طبيعته ،ومفاخر قومه ،ومآمر َشرْقِه".
الوزن الصحيح للكلمات املخطوط حتتها هو فَعالِل. أ-
ب -اجلذر اللغوي للفعل (َيعْمى) على وزن َف ِعلَ.
خامسًا اقرأ النصّ اآلتي وأجب عن األسئلة اليت تليه
قال الكاتب (فهو يَسْتلهم املطابع األوربيّة ،وُيخْضع قرحيتَه للقرائح األوربية ،وَيعْقد لسانه باأللسن املوهوبة
ضعَ عن كاهله َنيْر االمتياز ،وفَهم هذه الكلمة املُخْزية
منها ،فيحكي ما تقولُ يف َلعْثمة نَكْراء من أمر العُقدة ،وهو لو وَ َ
جأَ الغربَ بأدبٍ قُدسيّ اإلهلامِ ،سحْريّ األنغام ،شرقيّ الرُّوح،
على املَجاز ،فأخذ عن َطبْعه ،وتَرْجم عن طبيعته ،لَفَ َ
مصريّ الطّابع).
011
عالم يعود الضمري (هو) يف أوّل الفقرة؟ أ-
ب -ما الكلمة اليت يقصدها الكاتب بقوله "وفهم هذه الكلمة"؟
ت -اضبط الكلمات املخطوط حتتها ضبطًا إعرابيًّا صحيحًا.
ث -بيّن جواب أداة الشّرط (لو) الواردة.
ما نوع الفاء يف قوله (فأخذ)؟ ج-
أعرب كلمة (نَكْراء) إعرابًا تامًّا.
املراجع األساسية (:مورد النص)
الزّيات ،أمحد حسن -وحي الرّسالة ،ط ،5مكتبة نهضة مصر ،مج5305 ،5هـ5714 /م. .5
املراجع املساندة
العزاوي ،نعيمة رحيم -أمحد حسن الزيّات كاتبًا وناقدًا ،اهليئة املصريّة العامّة للكتاب ،القاهرة، .5
.5701
فؤاد ،نعمات أمحد -قمم أدبيّة ،عامل الكتب ،القاهرة.5702 ، .4
أبو زيد ،فاروق -فن الكتابة الصحفية ،ط ،2عامل الكتب ،القاهرة5778 ،م. .3
محزة ،عبد اللطيف -أدب املقالة الصحفية يف مصر(3م) دار الفكر العربي. .2
010
الوحدة التعليمية الرابعة عشر
حالق القرية
إبراهيم عبد القادر املازني
خل:
احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله ،أمّا بعد أخي الطَّالب ،سالم اهلل
ك ورمحته وبركاته ،ومرحباً بك يف الدرس الرابع عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص
علي َ
األدبية ،هلذا الفصل الدِّراسيّ ،آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك.
011
اجلو العام للنص
م)، هـ/ األديب إبراهيم عبد القادر املازني أحد كبار الكتاب يف مصر ،ولد يف القاهرة سنة (
م) ،جمدّد ،امتاز بأسلوب حلو الديباجة .خترج مبدرسة املعلمني ،وعانى التدريس، هـ/ وتويف فيها سنة (
مم الصحافة وكان من أبرع الناس يف الرتمجة عن اإلجنليزية .ونظم الشعر ،وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب
الغرب ،مم رأى االنطالق من قيود األوزان والقوايف فانصرف إىل النثر.
عمل يف اجلرائد وكتب يف الصّحف ،وأصدر جملة (األسبوع) مدة قصرية ،ومأل اجملالت الشهرية واألسبوعية
املصرية بفيض من مقاالته ال يغيض ،تناول فيها نقائص اجملتمع بالنقد ،فاستسي منه ما يستنكر من غريه .وهو من أعضاء
اجملمع العلمي العربي بدمشق وجممع اللغة العربية بالقاهرة .وله كتب ،منها (حصاد اهلشيم) ،و(قبض الريح)،
و(صندوق الدنيا) ،وغريها.
014
ويظهر أنَّ معاشرة احلمري بلَّدت إحساسَه فإنّه مل يعتذر لي وال َعبِئَ بسؤاىل شيئًا ،مم أخرج مُوسى من طراز
املِقصّ ،و(مكنة) من هذا القبيل أيضًا ،فعجبت له ملاذا جييء إليَّ بكلِّ أدوات احلمري؟ وسألته عن ذلك ،فقال إنَّ اهلل مع
الصابرين.
وبعد أن أفرغ مِخالته كلَّها انتقى أصغر األدوات ،وأصغرُها أكربُ ما رأيت يف حياتي .مم أقبل عليَّ وقال
«تفضَّل».
قلت «ماذا تعين؟»
قال «اجلس على األرض».
قلت «وملاذا باهلل؟»
قال «أَالَ تريد أن حتلق؟»
قلت «أالَ ميكن أنْ أحلق وأنا قاعد على الكرسي؟»
قال «وأنا؟»
قلتُ يف سِرِّي وأنت تذهب إىل جهنم ونعم املصري ،وهبطتُ إىل األرض كما أَمَر ،ففتح موسى كا ِملبْرد.
فقلت إنَّ وجهي ليس حديدًا يا هذا!!
قال ال ختف إن شاء اهلل ،ولكنّي خفتُ بإذن اهلل وال سيَّما حني شرع يقول «بسم اهلل الرمحن الرحيم»»؛
كأمنا كنت خروفًا ،ويبصق يف كفّه ويَشْحذ املُوسى على بطن راحته ،ممَّ جذب رأسي ،فذُعرت ونَفَرت ووَلَّيت هاربًا إىل
أقصى الغرفة.
فقال ماذا؟
قلت «ماذا؟ أتريد أنْ حتلق لي ِمببْرد ،ومن غري صابون؟»
قال «ماذا يُخيفك؟»
قلت «يُخيفين؟ لقد دعوتُك لتحلق لي حلييت ال لتربد لي شعرها.
قال «يا فندي ،ال ختف» ،مم قرأ من الكتاب الكريم «فلمَّا ذَهَبَ عن إبراهيمَ الرَّوْعُ وجاءتْه البُشْرى» إىل
آخر اآلية الشريفة ،وأظنه أراد أنْ يرْقيَنى بها ،فيا هلا من حِالقة ال تكون إالَّ برُقْية!
وأسلمتُ أمري هلل وَعُدت فقعدتُ أمامَه ،فنهضَ على ُركْبتيْه ،وتناولَ رأسي بني كفَّيْه وأَمَالَ صُدْغي إليه ،مم
صدْره ،فصحت أو على األصح جاهدتُ أريدُ
وَضَع ركبتَه على َفخِذي ولَفَّ ذراعَه حول عنقي ،فصار فمي مدفونًا يف َ
015
الصِّياح لعل أحدًا يَسْمعين فينجدني ،غري أنَّ طيّات موبِه كانت يف فمي ،أمَّا رائحةُ الثوب فبحسْبِ القارئ أنْ يعلم أنَّها
أفقدتْين الوَعْي.
وال أطيل على القارئ ،فقد أهوى الرَّجل مبُوساه على وجهي ،فسلخ قطعة من جلدي فردَّني األمل إىل احلياة،
وأتاني القوَّة الكافية للصُّراخ على الرَّغم من الكمَّامة ،وومبتُ أريدُ البابَ ولكنَّه كان على ِكبَر سِنِّه أسرع منِّي ،وما
ُيدْرينى لعلَّه كان يتوقع ذلك ،وعسى أنْ يكون املِرانُ قد عَلَّمه أن يكون يقظًا ألمثال هذه احملاورات ،فردَّني بقوةِ ساعدِه،
فتشهَّدتُ وتَذكَّرت قول املتنيب
فمن ال َعجْز أنْ ثموتَ جبانَا وإذا لَمْ يَكنْ مِن ا َملوْت بُدّ
كالَّ ..سأُسدل السِّتار على هذا املنظر الذي يَقْشعرّ منه جلدي على الرّغم من كرِّ السِّنني الطويلة.
مم جاء هذا السَّفاح بطُشْت َيغْرق فيه كَبْش ،ووضعه حتت ذَقْين وصَبَّ ماءَه على وجهي ويف صدري وعلى
ظهري ،ليغسل الدَّم الذَّكيَّ الذي أراقه ،وأخرج من مِخْالته ( ِمنْشفة) هي ِب ِممْسحة األرض أشبه ،فاعتذرتُ وأخرجتُ
ِمنْديلي وسبقتُه به إىل وجهي؛ فهي معركة ال تزالُ جبلدي منها نُدوبٌ وآمار.
إضاءة على النص
القصة القصرية سرد قصصيّ قصري نسبيًّا يَهْدف إىل إحداث تأمري معني ،تركِّز على شخصية واحدة ،يف حلظة
واحدة ،يف مكان بعينه .وتقوم على جمموعة عناصر هي املوضوع ،والفكرة ،واحلدث ،واحلبكة ،والزّمان واملكان،
والشّخصيات ،واألسلوب واللغة ،والصراع ،والعقدة واحللّ.
ولعلّ أهمّ ما ثمتاز به القصة احلديثة أمران األول عنصرها الفنّي القائم على حبكة قويّة ،وديباجة مشرقة،
وحتليل دقيق للحوادث واألشخاص غري مملّ ،وسرد ممتع حيمل القارئ على التشوّق الدائم .والثاني استجابتها لواقع
احلياة؛ ذلك أنّ املؤلّف يتغيّا منها أن تعاجل مشكالت واقعيّة ،أو قضايا فكريّة واجتماعيّة ،أو ملسات تارخييّة ،أو غريها.
وتصوّر قصّة "حالق القرية" حالة اجملتمع املصريّ الرّيفيّ وما يتّسم به من بساطة وقناعة وتأخّر وحرمان،
وتهدف إىل إصالح الفرد واجملتمع من خالل نقدات يرسلها املؤلف بني الفينة واألخرى ،ولذلك اتّبع يف قصّته طريقة
السّرد الذاتيّ ،اليت تُروى فيها األحداث على لسان املتكلّم ،الذي غالبًا ما يكون بطل القصّة.
واستطاع املؤلّف من خالل احلوار أن يكشف عن كينونة شخصيّة "احلالق" ،اليت تقوم على العنف والبعد عن
اإلنسانيّة ،والرغبة يف إذالل اآلخرين وكبت مجاحهم ،وهي ظاهرة تشيع يف اجملتمعات البسيطة اليت خييّل فيها للناس أنّ
صاحب املهنة شخص غري عاديّ ،ميارس سطوته ،ويعتزّ بقدرته على إجناز ما يعجز عنه اآلخرون.
016
واستخدم لذلك بعض األلفاظ الدالّة الكاشفة اليت تصوّر شخصيّة احلالق تصويرًا دقيقًا ،تنبئ عن عنفها
كقوله "مِقصّ محري" ،و"يبصق يف كفّه" ،و"جذب رأسي" ،و"تناول رأسي" ،و"رائحة الثوب" ،و"سلخ قطعة من
جلدي" ،و"السّفاح"!!
الفهم واالستيعاب
ال ما الفكرة أو املغزى الذي تقوم عليه القصّة؟ وما األمر اليت سعت إىل إحدامه يف املُتلقّني؟
أو ً
مانيًا تقسم الشخصيّات يف القصة القصرية إىل شخصيّات رئيسيّة ،ومانويّة ،ونامية ،ومابتة.
ماذا يقصد بالشخصيتني النامية والثابتة؟ أ-
ب -صنّف شخصيّيت (احلالّق) ،و(الراوي) على األنواع السابقة.
مالثًا يشكّل احلوار عنصرًا مهمًّا ،وهو حديث الشّخصيّات يف القصّة .ما األغراض اليت جسّدها احلوار يف
القصّة؟ وما فائدته؟
رابعًا يقوم السّرد ،أي طريقة العرض -يف القصّة على أنواع عدة
اذكرها. أ-
ب -ما أسلوب السّرد الذي اتّبعه الكاتب يف القصّة؟
خامسًا تعد قصة حالق القرية قصة
د -سياسيّة. ج -ساخرة ب -اجتماعيّة أ -تارخييّة
التذوّق األدبيّ
أوال أجب عن السؤالني اآلتيني
هل وفق الكاتب يف االلتزام بشروط القصَّة القصرية؟ أ-
ب -ما الفرق بني القصَّة القصرية والرِّواية؟ وهل تتحول الرِّواية إىل قصَّة قصرية عند اختصارها؟ وملاذا؟
مانيا اعتمد الكاتب يف تأليف القصَّة على اللغة الفصيحة ،غري أنّه استخدم بعض األلفاظ والعبارات الدّارجة.
دُلَّ عليها يف مواضعها.
رابعا أين وقع احلدث الرئيس للقصة؟ وكم استغرقت أحداث القصة من الزمان يف رأيك؟
017
التطبيقات اللغوية
أوالً بني حملّ اجلمل اآلتية املخطوط حتتها من اإلعراب
مم جاء هذا السَّفاح بطُشْت َيغْرق فيه َكبْش. أ-
ب -فجاء بعد ساعات َيحْمل ( ِمخْالة شعري).
ت -ويظهر أنَّ معاشرة احلمري بلَّدت إحساسَه.
مانيًا اضبط الكلمات اليت حتتها خطّ فيما يأتي
فظننتُه أَصَمّ. أ-
ب -وبعد أن أفرغ مِخالته كلَّها انتقى أصغر األدوات.
ت -فصحت لعلَّ أحدًا يَسْمعين َفُينْجدني.
فسَلَخَ قطعة من جلدي فردَّني األمل إىل احلياة. ث-
ولكنَّه كان على ِكبَر سِنِّه أسرع منِّي. ج-
مالثًا أجاز جممع اللغة العربيّة يف القاهرة إشراب (ما دام) معنى الشّرط حال تصدّرها معنى اجلملة ،كقولك ما
دام عليٌّ جمتهدًا يف دروسه ،فسيُكْتب له النّجاح.
عد إىل القصّة واستخرج منها تركيبًا فيه (ما دام) مُشْربة معنى الشّرطيّة.
رابعًا قال الكاتب "ولكنّي خفتُ بإذن اهلل وال سيَّما حني شرع يقول «بسم اهلل الرمحن الرحيم»»؛ كأمنا
كنت خروفًا".
عُد إىل أحد املصادر أو املراجع النحويّة ،وبيّن إن كان استخدم الكاتب (وال سيّما) استخدامًا صحيحًا.
خامسًا تُعرب كلمة (اجلاني) على وجهني يف قول الكاتب "وكنتُ أنا اجلاني على نفسي فيها".
أعرب الكلمة على كال الوجهني إعرابًا تامًّا.
سادسًا أجب عن األسئلة اآلتية
ما نوع األسلوب يف قول الكاتب "فيا هلا من حِالقة ال تكونُ إالّ برقية"!؟ أ-
ب -بيّن نائب الفاعل يف قوله "وملّا عيلَ صربي سألته عن حالّق القرية.
018
ت -حدّد إنْ كانت (عسى) يف قوله "وعسى أنْ يكون املِرانُ قد عَلَّمه أن يكون يقظًا ألمثال هذه
احملاورات" -ناقصة أو تامَّة.
ص َررْت) من قوله "ولكنّي ركبتُ رأسي وأَصْررت أن جييء احلالّق"؟
ث -ما حكم اإلدغام يف كلمة (أَ ْ
اضبط كلمة (مضيفي) ضبطًا بنائيًّا يف قوله "فقد َع َرضَ عليَّ مُضيفي أنْ استعمل مُوساه فأبيت". ج-
املعنى الذي أفادته (كالّ) يف قوله "كالَّ ..سأُسدل السِّتار على هذا املنظر الذي يَقْشعرّ منه جلدي" ح-
-3معنى (أال) االستفتاحيّة. -4حقًّا -5الرّدع والزّجر
استخرج أمساء اآللة الواردة يف القصة وصنفها إىل جامد ومشتق.
املراجع األساسية( :مورد النص)
املازني ،إبراهيم عبد القادر -صندوق الدنيا ،مهرجان القراءة للجميع ،مكتبة األسرة4885 ،م. .5
املراجع املساندة
عبد احلميد ،شاكر -األسس النفسية لإلبداع األدبي يف القصة القصرية خاصة ،اهليئة املصرية العامة .5
للكتاب5774 ،م.
عبد اللطيف ،عبد احلليم -املازني شاعر النفس واحلياة ،ط ،5الدار املصرية اللبنانية5257 ،ه- .4
5770م.
املقدسي ،أنيس -الفنون األدبيّة وأعالمها يف النهضة احلديثة ،ط ،1دار العلم للماليني ،بريوت، .3
4888م.
اهلوال ،حامد عبده -السخرية يف أدب املازني ،اهليئة املصرية العامة للكتاب5704 ،م. .2
. خفاجي ،حممد عبد املنعم -قصة األدب يف مصر ،دار اجليل ،بريوت، .1
مصطفى ،إبراهيم وآخرون -املعجم الوسيط. .6
019
قائمة املصادر واملراجع
أ ال :ص ر ال صوص:
.5ابن شُهَيد األندلسي (241هـ) -رسالة التوابع والزّوابع حتقيق بطرس البستاني ،ط ،5دار صادر ،بريوت،
ه) -املفضليات ط ،حتقيق أمحد حممد شاكر وعبد السالم .أبو العباس املفضل بن حممد الضيب(ت
هارون ،دار املعارف.
.3أبو العالء املعرّي (227هـ) -رسالة الغفران ،حتقيق عائشة بنت الشّاطئ ،ط ،3دار املعارف مبصر،
5304هـ5713 /م
.أبو القاسم الشابي -ديوان أبي القاسم الشابي ط ،تقديم وشرح جميد طراد ،دار الكتاب العرب بريوت
م.
م. .أبو فراس احلمداني – الديوان ،م ،حتقيق سامي الدهان ،بريوت
.1البِشْري ،عبد العزيز -املختار ،ج ،4مطبعة املعارف ومكتبتها مبصر( ،د.ت).
.7زهري بن أبي سلمى(ت 01ق .ه) -شعر زهري بن أبي سلمى ط ،1شرح األعلم الشنتمري ،حتقيق فخر
الدين قباوة ،منشورات دار اآلفاق اجلديدة ،بريوت0981 ،م.
.0الزّيات ،أمحد حسن -وحي الرّسالة ، ،ط ،5مكتبة نهضة مصر ،مج5305 ،5هـ5714 /م.
.7صفوت ،أمحد زكي -مجهرة خطب العرب يف عصور العربيّة الزّاهرة ،املكتبة العلميّة ،بريوت.
.58املازني ،إبراهيم عبد القادر -صندوق الدنيا ،مهرجان القراءة للجميع ،مكتبة األسرة4885 ،م.
.55املتنيب ،أبو الطيب (ت312هـ) -الديوان4 ،م ،ط ،5شرحه مصطفى سبييت ،دار الكتب.
.02املعري ،أبو العالء -سقط الزند ،دار بريوت للطباعة والنشر ،دار صادر للطباعة والنشر0957 ،م.
.53أبو العالء املعري -رسالة الغفران ط ،7حتقيق وشرح عائشة عبد الرمحن ،دار املعارف5755 ،م ،مصر .
041
:امل اجع: ث
.5ابن بسام الشّنرتيين (124هـ) -الذّخرية يف حماسن أهل اجلزيرة ،حتقيق إحسان عباس ،دار الثقافة ،بريوت،
5255هـ5775 /م
.4ابن حجر العسقالني -اإلصابة يف ثمييز الصحابة ،حتقيق علي حممد البجاوي ،ط ،5دار اجليل ،بريوت،
5254هـ
.3ابن سعد الزّهري -الطبقات الكربى ،حتقيق علي حممد عمر ،ط ،5مكتبة اخلاجني بالقاهرة5245 ،هـ/
4885م.
.2أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي (ت260هـ) ،صحيح مسلم ،اعتنى به أبو صهيب الكرمي( ،د.ط)،
( ،)0997بيت األفكار الدولية ،عمّان.
.5أبو محدة ،حممد علي -التذوق اجلمالي لقصيدة أبي فراس احلمداني " اراك عصي الدمع شيمتك الصرب"
دراسة نقدية إبداعية ،ط ،0مكتبة اجلامع احلسيين ،عمان 0989م .
.1أبو زهرة ،حممد -اخلطابة أصوهلا ،تارخيها يف أزهر عصورها عند العرب ،ط ، 5مطبعة العلوم5732م
.5أبو زيد ،فاروق -فن الكتابة الصحفية ،ط ،2عامل الكتب ،القاهرة5778 ،م.
.أمحد الشايب -األسلوب ،دراسة بالغية حتليلية ألصول األساليب األدبية ،ط ،مكتبة النهضة املصرية ،
م. مصر ،
قصيدة "أراك عصي الدمع" ألبي فراس احلمداني -مقاربة أسلوبية نفسية- .9أيوب ،حسام حممد-
(باالشرتاك) ،جملة كلية الرتبية للبنات ،جامعة بغداد ،مج 21العدد ، 1أيلول 2102 ،م.
.58باقازي ،مشاعل بنت عبد اهلل بن عوض -مستويات األداء البالغي يف أدب ابن شهيد األندلسي ،رسالة
جامعية(ماجستري) جامعة أم القرى -مكة ،إشراف أ .د حممد إبراهيم شادي5245 ،ه4881 -م( 432ورقة).
.55البخاري ،أبو عبداهلل حممد بن إمساعيل (ت256هـ) ،صحيح البخاري ،اعتنى به حسّان عبد املنّان( ،د.ط)،
( ،)2111بيت األفكار الدولية ،عمّان.
.02البلوي ،خالد أمسري -التقليد والتجديد يف شعر أبي العالء املعري ،رسالة جامعية(ماجستري) جامعة طيبة،
إشراف د .خمتار الفجاري2101 ،م( 216ورقة)
.بوفاس ،عمر -مالمح السرد يف النص الشعري القديم من خالل" املفضليات" رسالة (ماجستري) جامعة منتوري
ورقة). م(، قسنطينة ،إشراف أ .د عبد السالم صحراوي،
.04توزان ،عبد القادر -الشعور باالغرتاب عند أبي العالء املعري وألبري كامو ،رسالة جامعية(دكتوراه)جامعة
اجلزائر ،إشراف أ .د الطاهر حجار2116 ،م 241( ،ورقة)
040
.51اجلاحظ ،أبو عثمان عمرو بن حبر -البيان والتبيني ،حتقيق عبد السالم هارون ،ط ،7مكتبة اخلاجني بالقاهرة،
0408هـ0998 /م.
.اجلهين ،زيد بن حممد -الصورة الفنية يف املفضليات ،أمناطها وموضوعاتها ومصادرها ومساتها الفنية ،ط
ه. ، منشورات عمادة البحث العلمي يف اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة رقم اإلصدار
.55اجلوارنة ،يوسف -سعيد األفغاني وجهوده يف علم العربيّة ،ط ،مؤسّسة محادة للنشر والتوزيع ،إربد –
م. األردن،
.50احلارمي ،نداء مابت العرابي -اخلصوصيات البالغية يف رسائل أبي العالء اإلخوانية ،رسالة جامعية(ماجستري)
جامعة أم القرى ،إشراف أ .د حممد حممد أبو موسى5242 ،ه4883 -م( 312ورقة)
.57احلافظ ،ياسني -إحتاف الطّرف يف علم الصّرف ،ط ،5دار العصماء ،دمشق5234 ،هـ4855 /م.
.48احلبوبي ،علي حممد" -مكانة احلسن البصري يف اخلطابة الوعظية" ،جملة كلية الرتبية العدد الرابع ،ص-35
407
.45محزة ،عبد اللطيف -أدب املقالة الصحفية يف مصر(3م) دار الفكر العربي.
.44احلُميدي ،أبوعبداهلل (200هـ) -جذوة املقتبس يف تاريخ علماء األندلس حتقيق بشار عواد معروف ،ط،5
دار الغرب اإلسالمي بتونس5247 ،هـ4880 /م
.21خضر ،سناء -النظرية اخللقية عند أبي العالء املعري بني الفلسفة والدين ،دار الوفاء للطباعة والنشر،
االسكندرية0999 ،م،
. .42خفاجي ،حممد عبد املنعم -قصة األدب يف مصر ،دار اجليل ،بريوت،
.25اخلياط ،جالل -املثال والتحول يف شعر املتنيب وحياته،ط ،2دار الرائد العربي ،بريوت -لبنان 0987م.
.41الدقر ،عبد الغين -معجم النحو ،ط ،2مؤسسة الرسالة ،بريوت5280 ،هـ5700 /م.
.27الدالهمة ،إبراهيم مصطفى سليمان -الصورة الفنية يف شعر أبي فراس احلمداني ،إربد2110 ،م
.ديفيد ديتش -مناهج النقد األدبي بني النظرية والتطبيق ،ترمجة حممد يوسف جنم ،مراجعة إحسان عباس ،دار
م. صادر بريوت،
.29ربابعة ،موسى سامح" -قراءة يف المية زهري بن أبي سلمى يف مدح حصن بن حذيفة"" جملة جامعة امللك
سعود ،اجمللد 00اآلداب 0409 ، 0ه0999 -م ،ص 010 -79
.11الرحيلي ،سعود بن دخيل " -املذهب الكالمي مفهومه النظري وجتلياته يف شعر املتنيب" جملة جامعة امللك
سعود ،م ،04اآلداب 0422 ، 0ه2112 -م ،ص . 25 -1
.الرمادي ،مجال -عبد العزيز البشري ، ،وزارة الثقافة واإلرشاد القومي ،القاهرة( ،د.ت).
.الرمادي ،مجال الدين -من أعالم األدب املعاصر ،د .ط دار الفكر العربي ،مصر ،د.ت
042
.11زاير ،نرجس حسني" -الثنائيات املتضادة يف النواحي األخالقية يف شعر زهري بن أبي سلمى" جملة مداد
اآلداب ،العدد الرابع ،ص 098 -081
.14الزبيدي ،رعد أمحد علي" -حتوالت الزمان يف مقدمة القصيدة اجلاهلية دراسة حتليلية يف شعر زهري بن أبي
سلمى" جملة الرتاث العلمي العربي ،العدد الثاني2101 ،م ،ص . 096 -077
.31الزركلي ،خري الدين -األعالم ،ط ،51دار العلم للماليني ،بريوت4884 ،م.
.16السامرائي ،عباس محيد " -البنية االستعارية احملايدة بني الرتشيح والتجريد يف ديوان املتنيب" جملة مداد اآلداب،
العدد األول ،ص 115 -297
م ،عمان، .السعافني ،إبراهيم وزمالؤه -أساليب التعبري األدبي ،ط ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
األردن.
.السالمي ،ميساء صالح وادي -لغة الشعر يف املفضليات ،رسالة جامعية(دكتوراه) جامعة الكوفة ،إشراف أ .د
ورقة). م( ه– سعيد عدنان،
.سلطان ،حسن صاحل و علي ،خنساء بسام" -اآلخر يف مرامي النفس اجلاهلية يف كتاب املفضليات" ،جملة الرتبية
- م،ص العدد ( ) والعلم اجمللد
.41سلطان ،منري -البديع يف شعر املتنيب ،منشأة املعارف ،االسكندرية0996 ،م.
.40سلمان ،راجحة عبد السادة و حممد ،أكرم عبداهلل" -براعة االستهالل وحسن اخلاثمة يف شعر زهري بن أبي
سلمى" جملة كلية الرتبية األساسية ،العدد 2100 ، 71م .ص . 75 -61
.24سليمة ،عقوني -رسالة التوابع والزوابع البن شهيد األندلسي دراسة سيميائية ،رسالة جامعية(ماجستري)
جامعة احلاج خلضر – باتنة ،إشراف د .لراوي سعيد5247 ،ه4880 -م ( 308ورقة).
.41شروح سقط الزند -للتربيزي(ت 512هـ) والبطليوسي(ت520ه) واخلوارزمي(ت607ه) ،ط 1حتقيق
مصطفى السقا وآخرين ،القسم الثالث ،اهليئة املصرية العامة للكتاب0986 ،م.
.44شلوف ،حسني -شعر احلكمة عند املتنيب بني النزعة العقلية واملتطلبات الفنية ،رسالة جامعة(ماجستري) جامعة
اإلخوة منتوري ،قسنطينة إشراف أ .د الربعي بن سالمة 2116، ،م( 272ورقة)
.21مشس الدين الذّهيب -سري أعالم النبالء ،حتقيق شعيب األرناؤوط وآخرين ،ط ،3مؤسسة الرسالة،
بريوت5281 ،هـ5701 /م
.21الصباغ ،أمل -املقالة األدبية يف سورية 5735 -5748م رسالة جامعية(ماجستري) جامعة دمشق ،إشراف
د .حسام اخلطيب 5288 ،ه5708 -م (555ورقة).
.25الضيب (177هـ) -بغية امللتمس يف تاريخ رجال أهل األندلس حتقيق إبراهيم األبياري ،دار الكتاب املصري
.20ضيف ،شوقي -العصر اإلسالمي ،ط ،00دار املعارف مبصر0989 ،م.
041
.27ضيف ،شوقي -الفن ومذاهبه يف النثر العربي ،ط ،7دار املعارف مبصر5708 ،م.
.51الطويرقي ،أمل محيد حممد -الزمن يف شعر زهري بن أبي سلمى دراسة تطبيقية ،رسالة جامعية( ماجستري)
جامعة أم القرى ،إشراف د .عليان حممد احلازمي0427 ،ه2116 -م 428( ،ورقة).
.15عبد احلميد ،شاكر -األسس النفسية لإلبداع األدبي يف القصة القصرية خاصة ،اهليئة املصرية العامة للكتاب،
5774م.
.14عبد اللطيف ،عبد احلليم -املازني شاعر النفس واحلياة ،ط ،5الدار املصرية اللبنانية5257 ،ه5770 -م.
.51عبيدات ،عدنان -االجتاهات النقدية عند شراح ديوان املتنيب القدماء ،كتاب الشهر رقم ،17وزارة الثقافة،
األردن2112 ،م .
.12العزام ،هاشم -املفارقة يف رسالة التوابع والزوابع دراسة نصية ،جملة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة
العربية وآدابها ،ج ،51ع ، 40شوال 5242ه ص 5818 -5855
.11العزاوي ،نعيمة رحيم -أمحد حسن الزيّات كاتبًا وناقدًا ،اهليئة املصريّة العامّة للكتاب ،القاهرة.5701 ،
.11عزت ،حممد فريد -املقاالت والتقارير الصحفية أصول إعدادها وكتابتها ،مكتبة االسكندرية5250 ،ه-
5770م .
.عكاشة ،رائد مجيل " -رؤية العامل عند املعري قراءة أسلوبية لداليته" جملة جامعة أم القرى لعلوم اللغات
وآدابها ،اجمللد اخلامس جمرم 0412ه -يوليو 2100م ،ص 96 -17
هـ/ .عالّم ،حممّد مهدي -اجملمعيّون يف مخسني عامًا ،مطبوعات جممع اللغة العربيّة بالقاهرة،
م).
.17عالّم ،حممّد مهدي -جممع اللغة العربية يف مالمني عامًا ،اهليئة العامة لشؤون املطابع األمرييّة بالقاهرة،
5301هـ5711 /م.
.18عمارة ،حممود حممد -اخلطابة بني النظرية والتطبيق ،ط ،5مكتبة اإلميان ،املنصورة5775 ،م.
.60عمران ،عبد اللطيف –شعر أبي فراس احلمداني دالالته وخصائصه الفنية ،دار الينابيع ،دمشق0999 ،م
.62عياد ،شكري– اجتاهات البحث األسلوبي ،دراسات أسلوبية ،اختيار وترمجة وإضافة دار العلوم للطباعة
والنشر ،الرياض0985 ،م.
.13عيد ،حممد -النحو املصفّى ، ،ط ،0عامل الكتب ،القاهرة0426 ،هـ2115 /م.
.64غامن ،روال خالد حممد -اآلخر يف شعر املتنيب ،رسالة جامعية(ماجستري) جامعة النجاح الوطنية ،إشراف د.
عبد اخلالق عيسى2101 ،م 210( .ورقة).
.11الفتح بن خاقان (147هـ) -مطمح األنفس ومسرح التأنّس يف مُلح أهل األندلس ،حتقيق حممد علي
الشّوابكة ،ط ،5مؤسسة الرسالة ،بريوت5283 ،هـ5703 /م
044
.فضة ،فاطمة حسن شحادة -الظواهر الرتكيبية يف ديوان املفضليات ،رسالة جامعية ( ماجستري) جامعة أم
ورقة) م(، ه- القرى ،إشراف د .أمحد عبد العزيز كشك،
.15فؤاد ،نعمات أمحد -قمم أدبيّة ،عامل الكتب ،القاهرة.5702 ،
.68قاضي ،النعمان -أبو فراس احلمداني املوقف والتشكيل اجلمالي ،دار الثقافة ،القاهرة 0982،م
.17القلي ،الزبري -املعجم اللغوي لديوان ابن شهيد األندلسي ،رسالة جامعية (دكتوراه) جامعة منتوري-
قسنطينة ،إشراف أ .د ميينة بن مالك5240 ،ه4885 -م (251ورقة).
.71كراكيب ،حممد -خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان ابي فراس احلمداني دراسة صوتية وتركيبية ،دار
هومة ،اجلزائر2111 ،م
.55جماهد ،زكي حممد -األعالم الشرقية يف املائة الرابعة عشرة اهلجرية ،دار الغرب اإلسالمي ،بريوت.5772،
.حممد عبد املطلب -البالغة واألسلوبية ،ط ،مكتبة لبنان ،الشركة املصرية العاملية للنشر ،لوجنمان ،مصر،
م.
.71مدوري ،سامية -شعر احلكمة بني الرؤية الفلسفية وامللفوظ النفسي عند املتنيب ،مقاربة سيكولوجية تأويلية،
رسالة جامعية(ماجستري) جامعة العقيد احلاج خلضر ،إشراف د .معمر حجيج2101 ، ،م 055(.ورقة).
.52املرادي البن قاسم -اجلنى الداني يف حروف املعاني ،حتقيق فخر الدين قباوة ،وحممد نديم فاضل ،ط ،0دار
الكتب العلمية ،بريوت0401 ،هـ0992 /م.
.75مصطفى ،إبراهيم وآخرون -املعجم الوسيط.
.51املعاطفي ،عبد اهلل سامل -ابن شهيد األندلسي وجهوده يف النقد األدبي ،رسالة جامعية(ماجستري) جامعة امللك
عبد العزيز ،إشراف د .عبد احلكيم حسان عمر5375 ،ه5755 -م( 553ورقة)
.55املقدسي ،أنيس -الفنون األدبيّة وأعالمها يف النهضة احلديثة ،ط ،1دار العلم للماليني ،بريوت4888 ،م.
.78املومين ،عبد املالك -التجربة اإلنسانية يف روميات أبي فراس احلمداني ،ط 0دار الكتب العلمية ،بريوت ،
2101م
.57النابغة الذبياني -الديوان ،شرح عباس عبد الساتر ،ط( ،)0984( ،)0دار الكتب العلمية ،بريوت.
.81النادري ،حممد أسعد -حنو اللغة العربيّة ،املكتبة العصرية0412 ،هـ2100 /م.
.80نصري ،أمل طاهر حممد" -االنكسار يف شعر املتنيب" جملة اجلامعة اإلسالمية ،سلسلة الدراسات اإلنسانية ،اجمللد
،04العدد، 2يونيو 2116م ،ص . 009 -59
.82هزاع ،مها حمسن " -بالغة التشبيه عند الشعراء العميان ،أبو العالء املعري إمنوذجا" جملة جامعة كركوك
للدراسات اإلنسانية ،اجمللد ، 6العدد ، 0ص.04 -0
.03اهلوال ،حامد عبده -السخرية يف أدب املازني ،اهليئة املصرية العامة للكتاب5704 ،م.
045
م. .هيكل ،أمحد -األدب األندلسي من الفتح إىل سقوط اخلالفة(د .ط) دار املعارف مبصر،
.85الواحدي ،علي بن أمحد النيسابوري(468ه) -شرح ديوان املتنيب ،حتقيق فردريخ ديرتيصي طبع مدينة
برلني0860 ،م.
م. .ويليك ،رينيه -مفاهيم نقدية ،ترمجة حممد عصفور ،سلسلة عامل املعرفة ،الكويت،
م. .ويليك ،رينيه ،وارين ،أوسنت -نظرية األدب ،ترمجة عادل سالمة ،دار املريخ للنشر ،السعودية،
046
047