You are on page 1of 147

‫كلية األداب والعلوم اإلنسانية ‪-‬قسم اللغة العربية‬

‫النصوص األدبية‬
‫‪ARAB201‬‬
‫‪51-3‬‬ ‫الوحدددددددددددددددددد ا ى ‪:‬‬
‫الدراسة األدبية‬

‫‪42-51‬‬
‫‪ :‬مكارم األخالق عوف بن األحوص‬ ‫دددددد د‬ ‫الوحدددددد د ال‬
‫‪31-41‬‬
‫‪ :‬صحوة قلب زهري بن أبي سلمى‬ ‫الوحدددددد د ال ل دددددد د‬
‫‪22-31‬‬
‫‪ :‬قاهر السباع للمتنبي‬ ‫الوحدددددد د ال ا دددددد د‬
‫‪11-21‬‬
‫‪ :‬عزة فارس ألبي فراس الحمداني‬ ‫دددددد‬ ‫الوحدددددد ا‬

‫‪12-15‬‬
‫‪ :‬تأمالت في الحياة واملوت ألبي العالء املعري‬ ‫دددددد‬ ‫الوحدددددد ال‬
‫‪54-11‬‬
‫‪ :‬في ظل وادي املوت ألبي القاسم الشابي‬ ‫الوحددددد د ال ددددد د‬
‫‪57-53‬‬
‫‪ :‬خطبة عُتبة بن غَزْوان‬ ‫دددددد د‬ ‫الوحددددددد ال‬

‫‪00-08‬‬
‫‪ُ :‬خطْبة الحَسَن البَصْريّ‬ ‫ددددد د‬ ‫الوحددددد د ال‬

‫‪77-07‬‬
‫‪ :‬من رسالة الغفران أبو العالء املعري‬ ‫ددددد د‬ ‫الوحددددد د ال‬

‫‪587-588‬‬
‫‪ :‬صاحب أبي نُواس ابن شُهيد األندلسي‬ ‫ددددد د‬ ‫الوحددددد د ا‬
‫عشدددددددددددددددددددددددددددددددددددد‬
‫‪544-558‬‬
‫‪ :‬االمتيازات واألدب أحمد حسن الزيّات‬ ‫عش‬ ‫الوح ال‬

‫‪535-543‬‬
‫‪ :‬االمتيازات واألدب أحمد حسن الزيّات‬ ‫الوح ال ل عش‬

‫‪521-534‬‬
‫‪ :‬حالق القرية إبراهيم عبد القادر املازني‬ ‫عش‬ ‫الوح ال ا‬

‫‪2‬‬
‫الوحدة التعليمية األوىل‬

‫الدراسة األدبية‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل عليكَ‬
‫ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس األول من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية‪ ،‬هلذا‬
‫الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح ‪:‬‬


‫أن يتعرف الطالب طبيعة األدب ووظيفته‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف فروع الدراسة األدبية‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب املناهج النقدية املعرفية‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب املناهج النقدية النصية‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫طبيعة األدب ووظيفته‬ ‫‪.‬‬
‫فروع الدراسة األدبية‬ ‫‪.‬‬
‫املناهج النقدية املعرفية‬ ‫‪.‬‬
‫املناهج النقدية النصية‬ ‫‪.‬‬
‫ملخص الوحدة‬ ‫‪.‬‬
‫أسئلة يف الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫طبيعة األدب ووظيفته‬
‫سنبدأ بطرح سؤال ليس من السهل أن نعثر على جواب عنه‪ ،‬وهو ما طبيعة األدب؟ ولإلجابة عن هذا السؤال ال‬
‫بد من تقديم جمموعة متعددة من املعايري املستخدمة يف حتديد طبيعة األدب‪ ،‬ومن مم نقدها وهذه املعايري هي‬
‫حماولة بعض الباحثني توسيع الدراسة األدبية حتى تتطابق مع تاريخ احلضارة لكن مطابقة األدب مع تاريخ‬ ‫‪.‬‬
‫احلضارة إنكار للحقل النوعي‪ ،‬واملناهج النوعية للدراسة األدبية‪ ،‬فثمة فرق بني ديوان شعري وكتاب يف التاريخ على سبيل‬
‫املثال‪.‬‬
‫قصر األدب على الكتب العظيمة اليت تشتهر بشكلها األدبي مهما كان موضوعها فالشعر الغنائي‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫والدراما‪ ،‬والرواية‪ ،‬ختتار على أسس مجالية أما الكتب األخرى فتنقى لسموها الفكري‪ ،‬فضال عن قيمة مجالية من نوع‬
‫أضيق‪.‬‬
‫توظيف منائية "الفكر والشعور" يف التمييز بني لغة العلم‪ ،‬ولغة األدب لكن هذه الثنائية ليست كافية‬ ‫‪.‬‬
‫فاألدب حيتوي على فكر كما أن اللغة االنفعالية ال تقتصر على األدب ومع ذلك فاللغة العلمية املثالية هي لغة "داللية" حمض‬
‫تهدف إىل التطابق بني اإلشارة واملدلول‪ ،‬على حني أن اللغة األدبية تكثر فيها االلتباسات واجلناس والتصنيفات الالعقلية‪،‬‬
‫واالعتباطية وتتخللها األحداث التارخيية و الذكريات‪ ،‬والتداعيات كما أن هلا جانبها التعبريي فهي تنقل هلجة املتحدث‪،‬‬
‫و موقفه وتسعى إىل التأمري يف موقف القارئ واألهم من ذلك كله أنها تشدد على اإلشارة نفسها‪ ،‬أي الرمز الصوتي‬
‫للكلمة‪ ،‬وإن كان أقل أهمية يف الرواية منه يف الشعر الغنائي‪.‬‬
‫التمييز بني اللغة اليومية واللغة األدبية بوصفه معيارا ملعرفة ماهية األدب وال خيلو هذا املعيار من بعض‬ ‫‪.‬‬
‫املشاكل‪ ،‬فاللغة اليومية ليست مفهوما مطردا‪ ،‬فهي تضم العامية‪ ،‬واللغة التجارية‪ ،‬واللغة الرمسية‪ ،‬فضال عن أن اللغة‬
‫اليومية ال تقتصر على االتصال‪ ،‬وال ختلو من الوظيفة التعبريية‪ ،‬وعلى ذلك ميكن التفريق بني اللغة األدبية واللغة اليومية‬
‫على أساس كمي‪ ،‬فاللغة األدبية تتعمد وتكثر من توظيف الظواهر التعبريية واجلمالية‪.‬‬
‫التمييز العملي بني األدب وغري األدب فكل ما يقنعنا بعمل خارجي حمدد نرفض أن نعده شعرا‪ ،‬لذلك‬ ‫‪.‬‬
‫علينا أن نقصر األدب على األعمال اليت تغلب عليها الوظيفة اجلمالية وإن كنا نعرتف بوجود عناصر مجالية أسلوبية يف‬
‫أعمال ذات غرض غري مجالي كاملواعظ‪ ،‬واألطروحات الفلسفية ‪..‬اخل‪.‬‬
‫الصورة الفنية إن اللغة الشعرية مشحونة بالتصوير ومع ذلك فاجملاز ليس ضروريا للنصوص القصصية‬ ‫‪.‬‬
‫وهناك قصائد جيدة خالية من الصور وقد ال يقرتح الكاتب القصصي صورة بصرية وإمنا يركز على احلاالت العقلية‬
‫والدوافع والرغبات‪ ،‬واملواقف‪ ،‬فضال عن أن اجملاز كامن يف معظم كالمنا اليومي وتنشأ بعض املصطلحات بواسطة التحول‬
‫اجملازي إال أن الشعر حييي هذه السمة اجملازية للغة‪ ،‬وجيعلنا على وعي بها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وأخلص بعد عرض هذه املعايري إىل أن كل واحد منها يصف جانبا من جوانب العمل األدبي‪ ،‬وال يكفي واحد‬
‫منها لتحديد طبيعة األدب ألن العمل األدبي ليس موضوعا سهال‪ ،‬بل هو تنظيم معقد بدرجة عالية وذو مسة مرتاكبة مع‬
‫تعدد يف املعاني و العالقات‪.‬‬
‫ومع ذلك ميتاز األسلوب الشعري خبصائص أسلوبية خاصة وهي‬
‫الوزن‬ ‫‪‬‬
‫القافية‬ ‫‪‬‬
‫الرتكيز على القيمة التعبريية لألصوات واحملاكاة الصوتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلكثار من الصور الشعرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العناية باإلجياز والكثافة يف تأليف العبارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ورود الضرورات الشعرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫م تخ ص ‪:‬‬ ‫كذلك مت ز ا ج س ال‬
‫فاخلطابة كالم يلقى يف مجهور الناس لإلقناع والتأمري معا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أدب املناظرة ضرب من الكالم يشرتك فيه امنان على األقل حياول كل منهما إمبات رأيه‪ ،‬وإبطال رأي‬ ‫‪‬‬
‫خصمه باحلجة والربهان‪ ،‬ويتناول املسائل الفلسفية واالجتماعية‪.‬‬
‫الرسالة اإلخوانية نص مكتوب يدور بني األفراد يف تعزية‪ ،‬أو تهنئة‪ ،‬أو توصية‪ ،‬أو عتاب‪ ،‬أو شوق‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫حتذير‪ ،‬أو وعيد‪ ،‬ويصور العواطف والصالت اخلاصة بني األفراد‪.‬‬
‫املقامة عمل أدبي يتخذ القالب القصصي طابعا عاما‪ ،‬ولغتها مسجوعة ‪ ،‬يرويها راو‪ ،‬وبطلها رجل مكد‬ ‫‪‬‬
‫يتسول بظرفه وحبيلته‪.‬‬
‫أدب الرحلة عمل أدبي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور يف أمناء رحلة قام بها‬ ‫‪‬‬
‫ألحد البلدان‪.‬‬
‫السرية عمل أدبي يسرد دورة حياة شخص‪ ،‬ويذكر الوقائع اليت جرت له أمناء مراحل هذه احلياة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املقالة األدبية قطعة نثرية حمدودة يف الطول واملوضوع‪ ،‬تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة‬ ‫‪‬‬
‫والرهق‪ ،‬شرطها األول أن تكون تعبريا صادقا عن شخصية الكاتب‪.‬‬
‫اخلاطرة مقال قصري خيلو من كثرة التفصيالت يعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال قصة القصرة سرد قصصي قصري نسبيا‪ ،‬يهدف إىل إحداث تأمري معني‪ ،‬يركز على شخصية واحدة‪ ،‬يف‬ ‫‪‬‬
‫موقف واحد‪ ،‬يف حلظة واحدة‪ ،‬يف مكان بعينه‪.‬‬
‫الرواية سرد قصصي نثري طويل يصور شخصيات فردية من خالل سلسلة من األحداث‪ ،‬واألفعال‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واملشاهد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املسرحية النص الدرامي املكتوب لتقدميه على خشبة املسرح‪ ،‬وهو عبارة عن حكاية تصاغ يف شكل‬ ‫‪‬‬
‫أحداث وشخصيات يف زمان ما ومكان ما‪ ،‬ويؤديها ممثلون أمام مجهور باستخدام عناصر العرض املسرحي‪.‬‬
‫والشعر املسرحي هو الفن الذي يتبنى الشعر سواء أكان عموديا أم غري عمودي لكتابة احلوار املسرحي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه ما وظيفة األدب؟ مثة حالة من التالزم بني طبيعة األدب ووظيفته فاستعمال الشعر ينتج‬
‫عن وظيفته ويكتسب استعماال مانويا حني تضمر وظيفته الرئيسية‪.‬‬
‫وبناء على التالزم بني طبيعة األدب ووظيفته أخلص إىل أن الشعر "ممتع و مفيد" وكل صفة من هاتني الصفتني إذا‬
‫است خدمت مبفردها مثلت حمورا من سوء فهمنا لوظيفة الشعر فحني يؤدي العمل األدبي وظيفته تندمج فيه الفائدة واملتعة‬
‫ومتعة األدب متعة رفيعة ألنها متعة بأرفع نوع من الفعالية أي بالتأمل غري االكتسابي كما أن نفع األدب نفع مفعم‬
‫باإلمتاع‪ ،‬وهو بذلك خيتلف عن الدرس الذي جيب تعلمه كما أن جديته هي جدية اإلحساس باجلمال‪.‬‬
‫وإذا كان الشعر مفيدا‪ ،‬فهذا يعين أنه يقدم نوعا من املعرفة خيتلف عن معارف العلوم اليت تستعمل األسلوب‬
‫النظري لكونه يستعمل األسلوب التمثيلي فالفنان يتبصر باحلقيقة‪ ،‬وميارس جهدا واعيا‪ ،‬أو غري واع‪ ،‬للتأمري يف القراء‪،‬‬
‫ليشاركوه يف موقفه جتاه احلياة وال شك أن لألدب وظائف أخرى‪ ،‬كالتطهري أي أنه خيلصنا من انفعاالتنا كما أن بعض‬
‫األدب مهيج ولكن تظل الوظيفة الرئيسية لألدب أن يكون أمينا لطبيعته‪.‬‬

‫فروع الدراسة األدبية‬


‫ميكن التفريق بني مالمة أنواع من فروع الدراسة األدبية هي‬
‫دراسة املبادئ واملعايري األدبية أي دراسة "اجلنس األدبي وقوانني تطور األدب "‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫دراسة األعمال األدبية ذاتها مبعزل عن غريها أي "النقد األدبي التطبيقي للنصوص"‬ ‫‪.‬‬
‫دراسة األعمال األدبية بوصفها جزءا من أعمال مرتبة حسب تسلسلها الزمين أي "تاريخ األدب"‬ ‫‪.‬‬
‫وهناك من ينكر إمكانية املوضوعية يف الدراسات األدبية عموما و غالبا ما يتحركون يف منطقة الفن القريب من‬
‫العظمة حيث تكثر جمادالت النقاد ألن التقويم يتم العتبارات متعددة فكلما زاد تعقيد العمل الفين تعددت القيم والبنى اليت‬
‫جيسدها وغدا تفسريه أصعب ألن التفسريات تتصف بالدرجة نفسها من الصحة ولكن املنكرين يتفادون مشكلة الشعر‬
‫الرديء والتفسريات املتسمة بالشطط لذا ال بد من االعرتاف بوجود موجبات مجالية وأخالقية مثلما أن هناك حقائق‬
‫علمية‪ ،‬وأن تعلمنا لألدب يقوم على املوجبات اجلمالية حتى لو كنا نشعر أننا أقل التزاما بها وأكثر ترددا يف الكشف عن هذه‬
‫االفرتاضات‪.‬‬
‫ومن املهم تعاون هذه األمناط الثالمة من أمناط الدراسة على الرغم من قيام حماوالت كثرية هدفت إىل تعظيم‬
‫شأن هذا الفرع أو ذاك من فروع الدراسة األدبية على حساب الفرعني اآلخرين‪ .‬وخالصة القول إننا حباجة إىل تشييد نظرية‬

‫‪7‬‬
‫أدبية تستمد بعض أفكارها من نقد األعمال الفنية ذاتها و تستمد بعضها اآلخر من التاريخ األدبي وبذلك تظل فروع‬
‫الدراسة األدبية مستقلة استقالال ال ينفي التكامل‪.‬‬

‫املناهج النقدية املعرفية‬


‫وهي مناهج استعانت مبعارف العلوم األخرى يف دراسة الظاهرة األدبية ولكن ما العالقة بني التقويم النقدي و‬
‫املعارف غري األدبية؟‬
‫ولإلجابة عن هذا السؤال البد من بني مالمة أنواع من املعرفة غري األدبية وهي‬
‫‪ -‬املعرفة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -‬املعرفة النفسية ‪.‬‬ ‫‪ -‬املعرفة التارخيية ‪.‬‬
‫وعلى هذا يكون لدينا مالمة مناهج علمية معرفية هي‬
‫‪ -‬املنهج االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -‬املنهج النفسي‪.‬‬ ‫‪ -‬املنهج التارخيي‪.‬‬
‫أ ال امل هج ال رخيي ‪:‬‬
‫م هذا امل هج م ت رز هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العصور و احلركات عمل النقاد التارخييون على تقسيم األدب إىل حركات و عصور أدبية وفاضلوا بينها إال‬
‫أن تغري الذوق أدى إىل اختالف اآلراء حول هذه املفاضالت‪.‬‬
‫ب‪ -‬سري األدباء يبال النقاد التارخييون يف سرد أخبار األدباء‪ ،‬و كان هلذه املبالغة أمر عكسي ثمثل يف مورة‬
‫بعض النقاد على املنهج التارخيي‪ ،‬وقوهلم إن التاريخ و السرية أداتان ال حاجة للناقد بهما‪ ،‬لذا ظهرت الدعوة إىل حتليل‬
‫األمر األدبي معزوال عن أي قرينه‪.‬‬
‫ج‪ -‬حتقيق النصوص ال يقتصر عمل النقاد التارخييني على دراسة احلركات والعصور والسرية وإمنا عنوا‬
‫بتحقيق النصوص‪ ،‬وتطورت على أيديهم طرائق التحقيق ومل تعد آليات التحقيق مقتصرة على النصوص القدمية‪ ،‬ومما ال‬
‫شك فيه أن حتقيق النص خيدم النقد فإقامة النص شرط سابق للقيام بالتحليل النقدي والتقويم وال شك يف أن الوعي‬
‫اجلمالي لدى احملقق يسهم يف حتقيق النص و إن مل يع ذلك‪.‬‬
‫امل هج ال ف ي ‪:‬‬ ‫ث‬
‫هل ميتلك علم النفس نظرية يف القيمة األدبية ؟ و لإلجابة عن هذا السؤال البد من البحث عن اجملاالت اليت دخل‬
‫علم النفس من خالهلا يف نطاق النقد وهي‬
‫البحث عن عملية اخللق و اإلبداع‬ ‫‪.‬‬
‫إن االهتمام بالناحية النفسية يف اخللق الفين يرجع إىل أفالطون وهلذه الفكرة جتليات لدى النقاد النفسيني احملدمني‬
‫من أمثال‬

‫‪8‬‬
‫وردزورث ويرى أن تعريف األدب نابع من أصوله النفسية فاخلصائص النفسية لدى الشاعر تتمثل يف‬ ‫‪o‬‬
‫اختالفها يف الدرجة ال يف النوع عن الناس اآلخرين ولكن ماذا عن ماهية اللغة الشعرية؟ إن اللغة الشعرية كما يراها‬
‫وردزورث ال ختتلف عن لغة الناس الواقعيني وهذا رأي ساذج فالشاعر على خالف الناس يستعمل اللغة بوصفها أداة فنية‬
‫كما أن موضوع الفن ال يتحكم يف األداة‪ .‬ومع ذلك حاول وردزورث التوفيق بني كون لغة الشعر واقعية من جهة وموزونة‬
‫ومقفاة من جهة أخرى فرأى أن استعمال القافية و الوزن يف الشعر يرجع إىل أنهما يساعدان على حتقيق التوازن و السرور‪.‬‬
‫فرويد يرى فرويد أن الفنان مريض مصاب بالعصاب‪ ،‬وأن الفن نتاج هلذا املرض‪ ،‬وميكن الرد على هذا‬ ‫‪o‬‬
‫الرأي من خالل النقاط اآلتية‬
‫األدباء أكثر عرضة للتفسري النفسي دون غريهم من املبدعني‪ ،‬ألنهم أكثر إفصاحا عن أنفسهم‪.‬‬
‫إن ربط إبداع الفنان بالعصاب يستلزم تطبيق املعيار نفسه على الفعاليات الفكرية األخرى كالفيزياء واألحياء‬
‫والرياضيات ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫ميكن إرجاع بعض حاالت اإلخفاق إىل العصاب وبذلك يكون جل اجملتمع مصابا بالعصاب على وفق هذه‬
‫النظرية‪.‬‬
‫يونج وجد يونج يف اآلمار األدبية صورا عليا وأصداء ألساطري عريقة ترتدد يف حياة البشر و خلص إىل أن‬ ‫‪o‬‬
‫هذه الصور والرموز متولدة من منبع نفسي عميق متأصل يف العقل البشري يعرف بالالوعي اجلمعي وهي منطقة أعمق من‬
‫الوعي‪ ،‬والالوعي يف الفرد لذا فهي ليست يف متناول يده‪ .‬وهذه الفكرة ال جيوز تعميمها على الشعر كله فالنماذج العليا ال‬
‫تظهر بالدرجة نفسها لدى كل الشعراء ومع ذلك فالصور العليا تعمل عملها حني ال مييزها القارئ فهي تعمل بطريقة غري‬
‫مباشرة وهي مظهر لكل شعر ناجح‪.‬‬
‫حتليل شخصية األديب‬ ‫‪.‬‬
‫إن تطبيق القواعد النفسية على حاالت خاصة أجدى من النظريات العامة اليت تتحدث عن أصل الفن ومن تلك‬
‫احلاالت اخلاصة حتليل شخصية األديب‪ ،‬ويتم ذلك بطرق عدة‬
‫دراسة سرية األديب ومجع كل الومائق املتعلقة به ومن مم البحث عن أمر ذلك كله يف أعماله األدبية ومن‬ ‫‪‬‬
‫أهم النقاد الذين اتبعوا هذه الطريقة " ادمند ولسن" فقد عين بسرد الوقائع الضرورية املستمدة من السرية‪ ،‬مم االستنتاج منها‬
‫حول نفسية األديب ومن مم تطبيق النتائج على آمار أدبية معينة‪ ،‬واهتم بدراسة شعور األديب حنو طبقته‪ ،‬واآلمار اليت‬
‫انطبعت يف نفسه من الكفاح االقتصادي‪ .‬ولكن ما حياول األديب أن يقوله ال يهم الناقد فالناقد يهتم مبا وفق األديب يف قوله‬
‫فضال عن أن العودة إىل السرية ملعرفة ما أراد األديب قوله دليل على فشل العمل ‪.‬‬
‫البدء باآلمار عودة إىل صاحبها الستخالص النتائج حول حياة األديب وحالته الذهنية وهو نقد حمرتف‬ ‫‪‬‬
‫ولكن هذا النوع من النقد يتجاهل العنصر الصناعي يف الفن ويفرتض أن األديب يعمل يف تلقائية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تطبيق النظريات النفسية يف دراسة شخصيات العمل األدبي ويرى أصحاب هذا االجتاه أن مهمة األدب‬ ‫‪.‬‬
‫تتمثل يف تصوير حياة حية للطبيعة اإلنسانية من خالل الكشف لبعض املواقف اإلنسانية وعلى ذلك ميكن استغالل النظريات‬
‫النفسية احلديثة يف تفسري العمل األدبي كسلوك الشخصيات مهما بدا مضطربا‪.‬‬

‫ث ل ‪ :‬امل هج االج م عي ‪:‬‬


‫يعرف علم االجتماع بأنه علم يدرس كيان اجملتمع يف زمن معني‪ ،‬و يبحث يف مناذج السلوك النامجة عن ذلك‬
‫الكيان‪ ،‬وهو وإن كان علما وصفيا فإن الدارس ال يستطيع إال أن يأخذ موقفا من املعرفة اليت يقدمها‪ .‬وعين جمموعة من‬
‫النقاد بتوظيف هذه املعرفة االجتماعية يف دراساتهم النقدية من خالل دراسة األصول االجتماعية لألديب‪ ،‬واآلمار اليت‬
‫تركتها العوامل االجتماعية يف أدبه‪.‬‬
‫كما أنه يقوم بوظيفة وصفية من خالل إلقاء الضوء على التقاليد السائدة مما يعزز الفهم‪ ،‬ويساعد على التقويم‪،‬‬
‫فضال عن إسهامه يف تفسري الظواهر اليت يلحظها الناقد األدبي‪ ،‬كما يلفت االنتباه إىل الطريقة اليت انعكست فيها التغريات‬
‫االجتماعية على اآلمار األدبية ‪.‬‬
‫وال شك يف أن علم االجتماع يستطيع أن يقول لنا ملاذا كتب األديب ما كتب و لكنه ال يستطيع أن خيربنا عن القيمة‬
‫األدبية ملا كتب‪ ،‬فضال عن أنه ال ميكن أن حنكم على قيمة العمل األدبي حسب القيمة االجتماعية اليت حققها وإال فما‬
‫السبيل إىل تقييم األعمال األدبية اليت نشأت يف ظل ظروف اجتماعية سيئة ؟ فمن غري املقبول تبين رأي النقاد الذين رأوا أن‬
‫الظروف غري املرغوب فيها تنتج آمارا أدبية نابية وإن كان بعضهم قد دعوا إىل االكتفاء بتفسري أسباب اختيار األدباء ملواقفهم‬
‫دون تقويم أعماهلم‪.‬‬
‫وخالصة القول إننا حباجة إىل عون املؤرخ االجتماعي ألننا إذا أردنا أن نقوم األشياء علينا أن نعرفها على‬
‫حقيقتها‪ ،‬لكن علينا بعد معرفة ماهية العمل‪ ،‬أن نطبق معيارا مالئما لطبيعة تلك املاهية‪.‬‬

‫املناهج النقدية النصية‬


‫(األسلوبية منوذجا)‬
‫من املؤكد أن الباحث ال ميكنه التقاط مظاهر األسلوب إال يف املستوى اللغوي‪ ،‬ألن اللغة هي أداته ومادته وهي‬
‫حمتواه‪ ،‬ولكننا ال نستطيع أن منيز املظاهر األسلوبية عن بقية مظاهر اللغة األخرى ما مل تكن هلا خواص حمددة‪ ،‬فالتحليل‬
‫اللغوي اخلالص للعمل األدبي سيربز العناصر اللغوية مجيعها دون أن يعني املالمح والعناصر اليت ثمثل وحدات النص‬
‫األسلوبية‪ ،‬ولكن كي نتفادى اخللط بني اللغة و األسلوب‪ ،‬ال بد أن نقوم جبمع العناصر اليت تكون اهليكل األسلوبي‬
‫للنص‪ ،‬وخنضعها للتحليل اللغوي‪ ،‬و نستبعد ما ال يقوم بوظائف أسلوبية‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫فالتحليل اللغوي يؤدي إىل حنو يولد مجال تشمل ما لوحظ بالفعل وما مل يلحظ حدومه‪ ،‬أما التحليل األسلوبي‬
‫فإنه يسعى إىل الوصول إىل تنميط يشري إىل املالمح املشرتكة بني نوع معني من النصوص ميكن أن يقسم فيما بعد إىل أنواع‬
‫فرعية‪ .‬ويتم حتديد كل نص خمتلف على ضوء جمموعة من اخلواص املعينة املتمثلة فيه‪ .‬فالباحث األسلوبي يريد أن يعرف‬
‫اخلواص املشرتكة بني أفراد نوع واحد‪ ،‬واملعايري اليت يتم التصنيف طبقا هلا‪ ،‬واضعا نصب عينيه " أدبية األدب" ‪ ،‬بوصفها‬
‫السمة املميزة لنصوصه عن بقية النصوص‪.‬‬
‫وتعد قضية ثمييز املالمح اللغوية اليت توظف يف العمل األدبي ألهداف أسلوبية من أبرز قضايا البحث األسلوبي‪،‬‬
‫وال ميكن التغلب عليها إال عن طريق استيعاب مجلة اإلجراءات األسلوبية اليت تهدف إىل الكشف عن العنصر املوظف‪،‬‬
‫وتوضيح كيفية قيامه بهذه الوظيفة‪.‬‬
‫و بناء على ما سبق ننظر إىل األسلوبية أي علم األسلوب على أنها فرع من " علم اللغة "‪ ،‬ولكن مبا أنها تعتمد‬
‫وجهة نظر خاصة بها ثميزها عن سائر فروع الدراسات اللغوية‪ ،‬فاألقرب إىل املنطق أن تعد علما مساوقا لعلم اللغة‪ ،‬فهي ال‬
‫تعنى بعناصر اللغة من حيث هي لغة‪ ،‬بل بإمكاناتها التعبريية‪ ،‬وعلى هذا األساس سيكون هلا أقسام علم اللغة نفسها‪ ،‬فإذا‬
‫كان التحليل اللغوي يتم على مستويات مالمة هي املستوى الصوتي‪ ،‬و املستوى املعجمي‪ ،‬واملستوى الرتكييب‪ ،‬فإن على‬
‫األسلوبية أن ثميز بني هذه املستويات الثالمة نفسها‪.‬‬
‫وهنا يربز سؤال مهم وهو هل ميكن أن تشكل األسلوبية بديال ألسنيا لنقد األدب؟ ال شك يف أن األدب بناء‬
‫لغوي‪ ،‬وإدراك طبيعة هذا البناء أمر جوهري لدارس األدب‪ ،‬لذلك يتجنب الدارس األسلوبي قضايا الفلسفة‪ ،‬وعلم‬
‫االجتماع‪ ،‬ألن الدراسة األسلوبية هي دراسة منهجية للتعبري األدبي‪.‬‬
‫فال ميكن النفاذ يف رأيها إىل جوهر األمر األدبي إال عرب صياغاته اإلبالغية‪ .‬لذا يقتصر التفكري األسلوبي على النص‬
‫يف حد ذاته‪ ،‬و تعنى األسلوبية بدراسة اخلصائص اللغوية اليت يتحول بها اخلطاب عن سياقه اإلخباري إىل وظيفته التأمريية‪،‬‬
‫وتعمل األسلوبية كذلك على جتاوز االنطباعات الذاتية‪ ،‬واالتكاء على احلس اللغوي يف إمبات الظاهرة إىل الكشف عن‬
‫العلل املوضوعية اليت يقوم عليها هذا التصور‪.‬‬
‫ويبدأ الدارس األسلوبي بطرح السؤال التالي كيف يتم استعمال اللغة لغرض مجالي؟ و هذا يدفعه إىل دراسة‬
‫الوسائل األسلوبية املتنوعة كاإليقاع والصور الشعرية‪ ،‬ومن املمكن أن تكون أية خصيصة أسلوبية بارزة لدى كاتب معني‬
‫مفتاحا لفهم نهجه الفين‪ ،‬وسيلحظ الدارس أن أية فكرة من األفكار ميكن إبالغها بأشكال وكيفيات متنوعة‪ ،‬مثلما أن‬
‫اخلاصية األسلوبية نفسها ميكن أن تثري انفعاالت متعددة و متميزة‪ ،‬تبعا للسياقات اليت ترد فيها‪ ،‬وأن اإلمارة نفسها ميكن‬
‫حتقيقها خباصيات أسلوبية متعددة‪.‬‬
‫ولكن تظل صلة اللغة بالنقد األدبي يف معظمها منصبة على صحة النص‪ ،‬وهذا اجلانب األعظم من اللغة هو‬
‫اجلانب العريف االجتماعي‪ ،‬أما االعتبارات اجلمالية فرتجع إىل االختيار الفردي للمفردات‪ ،‬وبناء اجلمل‪ ،‬ولكنها تظل متمتعة‬
‫بالصحة اللغوية‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك يظل النقد األسلوبي عاجزا عن استيفاء كل جوانب العمل األدبي‪ ،‬فهناك عناصر يف األدب‬
‫تتجاوز الدالالت اللغوية املباشرة‪ ،‬وغري املباشرة‪ ،‬ومن مم ميكن عرضها بصور خمتلفة كالشخصية الروائية ‪ ،‬وزاوية الرؤية‬
‫يف العمل الروائي‪ ،‬و عالقة الزمن الروائي بالزمن اخلارجي‪ ،‬وطبيعة املوضوع‪ ،‬وطبيعة األنا يف القصيدة الغنائية‪ ،‬كما أن‬
‫هناك عالقات تربط العمل األدبي مبوقف إنساني له جذوره يف الشخصية أو يف اجملتمع‪ ،‬و هذه كلها مسائل ال ميكن حبثها‬
‫باملنهج األسلوبي‪ ،‬ولكن هذا التمييز ال يعين الفصل‪ ،‬فعلم األسلوب والنقد األدبي يتعاونان و يتكامالن‪.‬‬

‫ملخص الوحدة‬
‫ال نستطيع توظيف معيار واحد يف تعريف األدب‪ ،‬لذا فاألدب منجز حضاري‪ ،‬ميتاز بسمات مجالية‪ ،‬كالصور‬
‫الفنية‪ ،‬واإليقاع ‪..‬اخل‪ ،‬وتغلب عليه العاطفة‪ ،‬وال خيلو من الفكر‪ ،‬يهدف إىل التأمري‪ ،‬وليس اإلقناع املباشر‪ ،‬وال يستخدم يف‬
‫لغة احلياة اليومية‪ ،‬ومع ذلك تظل السمات الشعرية ثمتاز مبزايا خاصة كالوزن‪ ،‬والقافية‪ ،‬والقيم الصوتية التعبريية‪ ،‬وتتفرع‬
‫النصوص األدبية النثرية إىل أجناس عدة‪ ،‬لكل جنس منها مسات خاصة ثميزه‪ ،‬ويهدف األدب شعرا ونثرا إىل اإلمتاع‬
‫والفائدة معا من خالل التأمل غري االكتسابي على خالف الدرس التعليمي‪.‬‬
‫وتنقسم الدراسة األدبية مالمة أقسام دراسة املبادئ واملعايري األدبية أي دراسة "اجلنس األدبي وقوانني تطور‬
‫األدب" ودراسة األعمال األدبية ذاتها مبعزل عن غريها أي "النقد األدبي التطبيقي" ودراسة األعمال األدبية بوصفها جزءا‬
‫من أعمال مرتبة حسب تسلسلها الزمين أي "تاريخ األدب" ‪ ،‬والعالقة بني هذه الفروع هي عالقة تكاملية لذا ال جيوز‬
‫املفاضلة بينها‪.‬‬
‫وتنقسم املناهج النقدية يف دراسة األدب قسمني رئيسني مناهج معرفية وظفت معارف العلوم اإلنسانية يف دراسة‬
‫األدب كاملنهج التارخيي واملنهج النفسي واملنهج االجتماعي‪ ،‬ومناهج نصية انطلقت من النص ومن املعرفة اللغوية يف حتليل‬
‫النص األدبي‪ ،‬وال تستطيع أي دراسة جادة لألدب جتاهل املعارف غري األدبية املؤمرة يف األدب‪ ،‬وال النسيج اللغوي للنص‬
‫األدبي‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫أوال‬
‫حاول صياغة تعريف لألدب من خالل املعايري اليت مت عرضها يف مبحث طبيعة األدب؟‬ ‫‪.‬‬
‫ما وظيفة األدب؟‬ ‫‪.‬‬
‫ما فروع الدراسة األدبية؟ وهل جتوز املفاضلة بينها؟ وما طبيعة العالقة بينها؟‬ ‫‪.‬‬
‫ملاذا مسي املنهج التارخيي واملنهج النفسي والنهج االجتماعي يف دراسة األدب باملناهج املعرفية؟‬ ‫‪.‬‬
‫هل ثمتلك املناهج املعرفية نظرية يف القيمة األدبية؟‬ ‫‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫ما أهم مالمح املنهج التارخيي يف دراسة األدب؟‬ ‫‪.‬‬
‫ما اجملاالت اليت دخل من خالهلا علم النفس إىل جمال النقد؟‬ ‫‪.‬‬
‫كيف ميكن توظيف املعرفة االجتماعية يف دراسة األدب؟‬ ‫‪.‬‬
‫ما املقصود باملناهج النقدية النصية؟‬ ‫‪.‬‬
‫‪ .‬هل تشكل األسلوبية بديال حقيقيا للنقد األدبي؟ وملاذا؟‬
‫مانيا اخرت رمز اإلجابة الصحيحة‬
‫من طبيعة األدب أنه‬ ‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬يغلب عليه اجلمال وال خيلو من الفكر‬ ‫منجز حضاري‬ ‫أ‪-‬‬
‫د‪ -‬كل ما ذكر صحيح‬ ‫ج‪ -‬تغلب عليه العاطفة‬
‫وظيفة األدب هي‬ ‫‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلمتاع والفائدة معا د‪ -‬كل ما ذكر خطأ‬ ‫ب‪ -‬الفائدة‬ ‫اإلمتاع‬ ‫أ‪-‬‬
‫يعد تاريخ األدب‬ ‫‪.‬‬
‫دراسة للمبادئ واملعايري األدبية لألدب‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬دراسة األعمال األدبية ذاتها مبعزل عن غريها‬
‫ج‪ -‬دراسة األعمال األدبية بوصفها جزءا من أعمال مرتبة حسب تسلسلها الزمين‬
‫كل ما ذكر صحيح‬ ‫د‪-‬‬
‫من املعارف غري األدبية‬ ‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬املعرفة النفسية‬ ‫املعرفة التارخيية‬ ‫أ‪-‬‬
‫د‪ -‬كل ما ذكر صحيح‬ ‫ج‪ -‬املعرفة االجتماعية‬
‫من مسات املنهج التارخيي‬ ‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقسيم األدب إىل عصور وحركات ومدارس‬ ‫حتقيق النصوص‬ ‫أ‪-‬‬
‫د‪ -‬كل ما ذكر صحيح‬ ‫ج‪ -‬دراسة سري األدباء‬
‫النص الدرامي املكتوب لتقدميه على خشبة املسرح‪ ،‬وهو عبارة عن حكاية تصاغ يف شكل أحداث‬ ‫‪.‬‬
‫وشخصيات يف زمان ما ومكان ما‪ ،‬ويؤديها ممثلون أمام مجهور باستخدام عناصر العرض املسرحي‪.‬‬
‫د‪ -‬الرواية‬ ‫ج‪ -‬املسرحية‬ ‫ب‪ -‬أدب املناظرة‬ ‫القصة القصرية‬ ‫أ‪-‬‬
‫سرد قصصي نثري طويل يصور شخصيات فردية من خالل سلسلة من األحداث‪ ،‬واألفعال‪ ،‬واملشاهد‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫د‪ -‬الرواية‬ ‫ج‪ -‬املسرحية‬ ‫القصة القصرية ب‪ -‬أدب املناظرة‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪01‬‬
‫سرد قصصي قصري نسبيا‪ ،‬يهدف إىل إحداث تأمري معني‪ ،‬يركز على شخصية واحدة‪ ،‬يف موقف واحد‪ ،‬يف‬ ‫‪.‬‬
‫حلظة واحدة‪ ،‬يف مكان بعينه‪.‬‬
‫د‪ -‬الرواية‬ ‫ب‪ -‬أدب املناظرة ج‪ -‬املسرحية‬ ‫القصة القصرية‬ ‫أ‪-‬‬
‫مقال قصري خيلو من كثرة التفصيالت يعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫ج‪ -‬املسرحية د‪ -‬املقالة األدبية‬ ‫ب‪ -‬أدب املناظرة‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬كالم يلقى يف مجهور الناس لإلقناع والتأمري معا‪.‬‬
‫د‪ -‬املقالة األدبية‬ ‫ج‪ -‬اخلطبة‬ ‫ب‪ -‬أدب املناظرة‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬ضرب من الكالم يشرتك فيه امنان على األقل حياول كل منهما إمبات رأيه‪ ،‬وإبطال رأي خصمه باحلجة‬
‫والربهان‪ ،‬ويتناول املسائل الفلسفية واالجتماعية‬
‫د‪ -‬املقالة األدبية‬ ‫ج‪ -‬اخلطبة‬ ‫ب‪ -‬أدب املناظرة‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬نص مكتوب يدور بني األفراد يف تعزية أو تهنئة أو توصية‪ ،‬أو عتاب‪ ،‬أو شوق‪ ،‬أو حتذير‪ ،‬أو وعيد‪،‬‬
‫ويصور العواطف والصالت اخلاصة بني األفراد‬
‫د‪ -‬املقالة األدبية‬ ‫ج‪ -‬اخلطبة‬ ‫ب‪ -‬الرسالة اإلخوانية‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬عمل أدبي يتخذ القالب القصصي طابعا عاما‪ ،‬ولغتها مسجوعة‪ ،‬يرويها راو‪ ،‬وبطلها رجل مكد يتسول‬
‫بظرفه وحبيلته‬
‫د‪ -‬املقامة‬ ‫ج‪ -‬اخلطبة‬ ‫ب‪ -‬الرسالة اإلخوانية‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬عمل أدبي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث‪ ،‬وما صادفه من أمور‪ ،‬يف أمناء رحلة قام بها ألحد‬
‫البلدان‬
‫د‪ -‬أدب الرحلة‬ ‫ج‪ -‬السرية األدبية‬ ‫ب‪ -‬الرسالة اإلخوانية‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬عمل أدبي يسرد دورة حياة شخص‪ ،‬ويذكر الوقائع اليت جرت له أمناء مراحل هذه احلياة‪.‬‬
‫د‪ -‬أدب الرحلة‬ ‫ج‪ -‬السرية األدبية‬ ‫ب‪ -‬الرسالة اإلخوانية‬ ‫اخلاطرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .‬قطعة نثرية حمدودة يف الطول واملوضوع‪ ،‬تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة والرهق‪ ،‬شرطها‬
‫األول أن تكون تعبريا صادقا عن شخصية الكاتب‬
‫د‪ -‬املقالة األدبية‬ ‫اخلاطرة ب‪ -‬الرسالة اإلخوانية ج‪ -‬اخلطبة‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪04‬‬
‫املراجع األساسية‬
‫ديفيد ديتش‪ -‬مناهج النقد األدبي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ترمجة حممد يوسف جنم‪ ،‬مراجعة إحسان‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫عباس‪ ،‬دار صادر بريوت‪،‬‬
‫شكري عياد – اجتاهات البحث األسلوبي‪ ،‬دراسات أسلوبية‪ ،‬اختيار وترمجة وإضافة دار العلوم للطباعة‬ ‫‪.2‬‬
‫والنشر‪ ،‬الرياض‪0985 ،‬م‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫ويليك‪ ،‬رينيه‪ -‬مفاهيم نقدية‪ ،‬ترمجة حممد عصفور‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫ويليك‪ ،‬رينيه‪ ،‬وارين‪ ،‬أوسنت‪ -‬نظرية األدب‪ ،‬ترمجة عادل سالمة‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬السعودية‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫م‪،‬‬ ‫إبراهيم السعافني وزمالؤه‪ -‬أساليب التعبري األدبي‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫أمحد الشايب ‪ -‬األسلوب ‪ ،‬دراسة بالغية حتليلية ألصول األساليب األدبية ‪ ،‬ط ‪ ،‬مكتبة النهضة‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫املصرية ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫حممد عبد املطلب‪ -‬البالغة واألسلوبية‪ ،‬ط ‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬الشركة املصرية العاملية للنشر‪ ،‬لوجنمان‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫مصر‪،‬‬

‫‪05‬‬
‫الوحدة التعليمية الثانية‬

‫مكارم األخالق‬

‫عوف بن األحوص‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الثاني من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية‪،‬‬
‫هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح‬
‫يتوقع من الطالب بعد دراسته هلذه الوحدة أن‬
‫أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة الشاعر عوف بن األحوص واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.‬‬
‫النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫شاعرنا هو عوف بن األحوص بن جعفر بن كالب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن‬
‫بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيالن بن مضر‪ .‬واسم أبيه (ربيعة) و(األحوص) لقبه‪ .‬وأصل احلوص‬
‫ضيق يف العني‪ ،‬وكان األحوص سيدا يف قومه وذا رأيهم‪ ،‬حضر يوم شعب جبلة‪ ،‬من عظام أيام العرب‪ ،‬وهو يومئذ‬
‫شيخ كبري‪ ،‬قد وقع حاجباه على عينيه‪ ،‬وقد ترك الغزو‪ ،‬غري أنه يدبر أمر الناس‪ ،‬وكان جمربا حازما ميمون النقيبة‪.‬‬
‫سنة‪ ،‬وعوف هذا ابن‬ ‫وحضره معه ابنه عوف‪ ،‬وكان من زعمائهم وقوادهم‪ ،‬وكان يوم جبلة قبل اهلجرة بأكثر من‬
‫عم الطفيل والد عامر بن الطفيل‪.‬‬
‫يصور عوف مشهدا للمستنبح يأوي إىل نار القرى يف الليل‪ ،‬ويفخر بكرمه حني اجلدب واألزمة‪ ،‬وينعت القدر‬
‫واإلبل اليت تنحر‪ ،‬وينوه بتساحمه مع الصديق‪ ،‬ووأده العداوة‪ ،‬وضرب لذلك مثال بقبيلة صريم اليت حاولت استثارته‪،‬‬
‫وأنه يغضي عن العوراء يسمعها‪ ،‬مم تهكم بابن زحر‪ ،‬وفخر بقبيله وأحالفه‪ ،‬مم أشار إىل مضاء عزمه‪ ،‬وإىل أن عاقبة‬
‫التواني ضياع األمور‪.‬‬
‫ي‬ ‫ال ص ا‬
‫ومُـــسْـــتَـــنْـــبِـــحٍ يَـــــخْـــــشَـــــى الـــــــقَــــــــوَاءَ ودُونَـــــــــــــــهُ‬
‫مِــــــــــــــنَ الــــلَّـــــيْـــــلِ بَـــــــابَـــــــا ظُــــلْـــــمَـــــةٍ وسُــــتُـــــورُهـــــا‬
‫رَفَــــعْـــــتُ لَـــــــــهُ نـــــــــارِي فَـــلَـــمَّـــا اهْـــــتَـــــدَى بِـــــهَـــــا‬
‫َزجَـــــــــــــــرْتُ كِــــــــالَبِــــــــي أَنْ يَــــــــهِــــــــرَّ عَـــــقُـــــورُهــــــا‬
‫فَـــــــــالَ تسأليين واسألي عــــــــــن خَــلِــيــقَــتِــي إِذَا رَدَّ عَــــــافِـــــــى الــــــقِـــــــ ْدرِ مَـــــــــــــنْ يَــسْــتَــعِــيــرُهـــا‬
‫وكــــــــانـــــــــوا قُــــــــعُـــــــــوداً حَـــــوْلــــــهَــــــا يَـــرْقُـــبُــــونَــــهــــا‬
‫وكــــــانَــــــتْ فَــــــتَـــــــاةُ الــــــحَـــــــيِّ مِــــــمَّـــــــنْ يُـــنِـــيـــرُهــــا‬
‫تَــــــــــــــــرَيْ أَنَّ قِــــــــــــــــ ْدرِي ال تَــــــــــــــــزَالُ كـــــأَنَّــــــهَــــــا‬
‫لِـــــــــــــــذِى الـــــــفَــــــــرْوَةِ الـــــمَـــــقْـــــرُورِ أُمٌّ يَــــــــزُورُهــــــــا‬
‫َــــــــرزَةٌ ال يُـــــجْــــــعَــــــلُ الـــــسِّــــــتْــــــرُ دُونَــــــــهَـــــــــا‬
‫مُــــــــب َّ‬
‫إِذَا ُأخْــــــــــمِــــــــــدَ الـــــــنِّـــــــيـــــــرَانُ الَحَ بَـــــشِـــــيـــــرُهــــــا‬
‫إِذَا الــشَّـــوْلُ رَاحـــــتْ مـــــمَّ لَــــــمْ تَـــفْـــدِ لَـحْـمَــهَــا‬
‫بــــأَلْـــــبَـــــانِـــــهَـــــا ذَاقَ الــــــــسِّــــــــنَـــــــــانَ عَــــــقِــــــيــــــرُهـــــــا‬

‫‪08‬‬
‫وإِنِّــــــــــــــي لَـــــــتَـــــــرَّاكُ الــضَّـــغِـــيـــنَـــةِ قَـــــــــــــــدْ بَـــــــــــــــدَا‬
‫مَــــــرَاهــــــا مِــــــــــــن الــــمَــــوْلَـــــى فـــــــــــــال أَسْــتَــثِـــيـــرُهـــا‬
‫مَـــــخَــــــافَــــــةَ أَنْ تَـــــجْــــــنِــــــي عــــــــلَـــــــــيَّ‪ ،‬وإِنَّـــــــــمَـــــــــا‬
‫يَـــــهـــــيــــــجُ كَـــــبِـــــيــــــرَاتِ األُمــــــــــــــــورِ صَــــغــــيــــرُهــــا‬
‫الجِـــــلٍ‬
‫تَـــــسُـــــوقُ صُـــــ َريْـــــمٌ شَـــــاءَهـــــا مِــــــــــن جُـــــ َ‬
‫إِلــــــــــــــيَّ وَدُونِــــــــــــــي ذَاتُ كَـــــــهْــــــــفٍ وقُـــــــورُهــــــــا‬
‫إِذَا قِــــيـــــلَـــــتِ الـــــــعَـــــــ ْورَاءُ وَلَّـــــــيْـــــــتُ سَـــمْــــعَــــهَــــا‬
‫سِـــــــــوَايَ ولـــــــــم أَسْــألْ بــــهَـــــا مـــــــــا دَبِـــيـــرُهــــا‬
‫فَـــــــمَـــــــاذَا نَـــقِـــمْــــتُــــمُ مِــــــــــــــن بَــــنِـــــيـــــنَ وَسَــــــــــــــادَةٍ‬
‫بَـــــــرِيءٍ لــــكــــم مِــــــــنْ كُــــــــلّ غِــــمْــــرٍ صُــــدُورُهــــا‬
‫هُــــــــــــــــــمُ رَفَــــــعُــــــوكــــــمْ لِــــلــــسَّـــــمـــــاءِ فَــــــكِــــــ ْدتُــــــمُ‬
‫تَـــنَـــالُــــونَــــهَــــا لَــــــــــــــــــوْ أَنَّ حَـــــــــيًّــــــــــا يَــــــطُــــــورُهـــــــا‬
‫مُـــــــــلُـــــــــوكٌ عَـــــــــلـــــــــي أَنَّ الــــتَّــــحِـــــيَّـــــةَ سُـــــــــوقَـــــــــةٌ‬
‫اليَــــــــــاهُــــــــــمُ يُــــــــــوفَــــــــــى بِــــــــــهَــــــــــا ونُــــــــــذُورُهــــــــــا‬
‫أَ َ‬
‫فــــــــــإِالَّ يَـــــكُـــــنْ مِـــــنِّـــــي ابْــــــــــنُ َزحْــــــــــرٍ ورَهْـــــطُــــــهُ‬
‫فَــــــمِــــــنِّـــــــي رِيــــــــــــــــــــاحٌ عُــــــرْفُـــــــهَـــــــا ونَـــــكِـــــيـــــرُهـــــا‬
‫وكَــــــــعْـــــــــبٌ فـــــــــإِنِّـــــــــي الَبْــــــنُــــــهَــــــا وحَـــلـــيــــفُــــهَــــا‬
‫ونـــــاصِـــــرُهــــــا حــــــــيــــــــثُ اســـــتَـــــمَــــــرَّ مَـــــريــــــرُهــــــا‬
‫لَــــعَــــمْــــري لــــــقــــــد أَشْــــــرَفْــــــتُ يــــــــــــومَ عُــــنَــــيْـــــزَةٍ‬
‫عــــلــــى رَغْــــبَـــــةٍ لـــــــــو شَـــــــــدَّ نَـــفْـــســـاً ضَــمِــيــرُهـــا‬
‫ولــــــــكــــــــنَّ هُــــــــلْــــــــكَ األَمْــــــــــــــــرِ أَنْ ال تُــــــــمـــــــــرَّهُ‬
‫وال خَـــــــيْـــــــرَ فـــــــــــــــي ذِي مِـــــــــــــــرَّة ال يُـــغِــــيــــرُهــــا‬

‫‪09‬‬
‫امل جم ال الل‬
‫املستنبح الذي يضل الطريق فينبح‪ ،‬لتجيبه الكالب‪ ،‬فيستدل على احلي فيقصده‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القواء اخلالي من األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بابا ظلمة وستورها بابان من الظلمة باب بعد باب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الستور يعين الظلمة اليت بني أول الليل وآخره وهي بني البابني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عايف القدر ما يبقيه مستعري القدر من طعام لصاحبها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يرقبونها ينتظرون نضجها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ينريها يضيئها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ذو الفروة السائل املستجدي‪ ،‬وفروته جعبته اليت يضع فيها ما يعطى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املقرور الذي اشتد به الربد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مربزة يعين النار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بشريها ضوؤها‪ ،‬يبشر الناظر إليه ويستدل به على اخلري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشول اإلبل اليت شولت ألبانها‪ ،‬أي ارتفعت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راحت رجعت من املرعى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراها أمرها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املوىل ابن العم ههنا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صريم قبيلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشاء مجع شاة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جالجل وذات كهف موضعان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القور مجع قارة‪ ،‬وهو املرتفع يف صالبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العوراء الكلمة القبيحة‪ ،‬وأصل العور الفساد يف كل شيء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دبريها عاقبتها وما يراد منها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغمر احلقد والعداوة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يطورها يقربها أو حيوم حوهلا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األاليا مجع ألية‪ ،‬وهي اليمني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رياح رياح بن األشل الغنوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عرفها معروفها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نكريها ما تنكره‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫كعب هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث استمر مريرها حيث جد أمرها‪ ،‬أخذه من املريرة وهي احلبل إذا فتل مسيت مريرة بالفتل‪ ،‬أراد‬ ‫‪‬‬
‫أنه ناصر هلا يف شدة أمرها‪.‬‬
‫يوم عنيزة من أيام العرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لو شد نفسا ضمريها أي لو اشتد العزم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن ال ثمره أن ال حتكمه‪ ،‬وأصل اإلمرار إحكام الفتل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املرة‪ ،‬بكسر امليم طاقة احلبل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يغريها من اإلغارة‪ ،‬وهي شدة الفتل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫يقدم الشاعر يف هذه األبيات منوذجا فريدا من توافق األنا مع اآلخر سواء أكان اآلخر مسافرا أم مستعريا أم‬
‫مستجديا أم ضيفا أم قريبا أم جارا ‪.‬‬
‫فمن اآلخر ذلك املسافر الذي ضل طريقه ليال يف طريق مقفرة‪ ،‬فأخذ ينبح كي جتيبه الكالب‪ ،‬فيستدل على‬
‫مكانها‪ ،‬فما كان من الشاعر إال أن رفع له النار حتى يستدل بها‪ ،‬ومن مم زجر كالبه‪ .‬ويف مشهد اجلدب الذي أصاب‬
‫الناس‪ ،‬رفض الشاعر أن يهديه مستعريُ القدرِ شيئا من الطعام لعلمه حبالة قومه الذين اجتمعوا حول القدر ينتظرون نضج‬
‫الطعام رجاال ونساء‪.‬‬
‫وذلك السائل املستجدي يف اليوم البارد‪ ،‬وحرص الشاعر على إبراز ناره حتى يستدل عليها كل سائل‪ .‬وأولئك‬
‫الضيوف الذين حنر هلم النوق حني مل تنتج اللنب كي يقدم هلم الزاد‪ .‬و ابن العم الذي بدت مالمح الغضب يف وجهه‪،‬‬
‫وقبيلة صريم وسعيها إلمارة حفيظة الشاعر كي يهجوها‪.‬‬
‫ويصل التوافق مع اآلخر إىل درجة مثالية حني تراجع الشاعر عن اإلغارة على أعدائه يف يوم عنيزة ‪ .‬وال يقتصر‬
‫األمر على توافق األنا مع اآلخر‪ ،‬فقد غدت األنا جزءا من اآلخر سواء أكان اآلخر قبيلته أم أحالفه كرياح وكعب‪ ،‬وهذا‬
‫التماهي مع القبيلة واألحالف هو السبيل الوحيد ملواجهة العدو اجملاهر بالعداوة كابن زحر‪.‬‬
‫وعليه تبدو العالقة بني األنا واآلخر عالقة إجيابية‪ ،‬فال وجود لألنا دون األهل واألحالف‪ ،‬وتسعى األنا لتقديم‬
‫يد العون واملساعدة للمسافر والسائل‪ ،‬وترتفع عن أخذ املقابل من املستعري‪ ،‬مم ختطو األنا خطوة متقدمة يف جتاهل أسباب‬
‫العداوة من األقارب‪ ،‬وحترشات األعداء على الرغم من ثمكنها منهم‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن هذا التوافق ثمثل من خالل التعبري باألحداث من خالل سلسلة من املشاهد املتتالية مما‬
‫أكسبه حيوية‪ ،‬وإذا عدنا إىل األبيات السابقة فسنلحظ أنها تعج باألفعال فمن ذلك خيشى‪ ،‬رفعت‪ ،‬اهتدى‪ ،‬زجرت‪،‬‬
‫يهر‪ ،‬تسأليين‪ ،‬اسألي‪ ،‬ردَّ‪ ،‬يستعريها‪ ،‬يرقبونها‪ ،‬ينريها‪ ،‬تريْ‪ ،‬يزورها‪ ،‬جيعل‪ ،‬أمخد‪ ،‬الح‪ ،‬راحت‪ ،‬مل تفد‪ ،‬ذاق‪،‬‬

‫‪20‬‬
‫بدا‪ ،‬ال أستثريها‪ ،‬جتين‪ ،‬يهيج‪ ،‬تسوق‪ ،‬قيلت‪ ،‬ولَّيت ‪ ،‬أسأل‪ ،‬نقمتم‪ ،‬رفعوكم‪ ،‬تناولونها‪ ،‬يطورها‪ ،‬يوفى‪ ،‬استمر‪،‬‬
‫أشرفت‪ ،‬شد‪ ،‬ثمره‪ ،‬يغريها‪.‬‬
‫وميتاز هذا التوافق بني األنا واآلخر بدرجة عالية من املصداقية ألن الشاعر يورد املواقف مؤيدة بالدليل على‬
‫طريقة الكناية‪ ،‬فثمة أدلة مبثومة يف األبيات تؤكد هذا التوافق رفع النار للمستنبح ‪ ،‬وإبراز النار يف أيام الربد‪ ،‬ورفض‬
‫أخذ هدية مستعري القد ر‪ ،‬وكون قِدره مقصدا للسائل املستجدي‪ ،‬وحنر النوق إذا مل تنتج اللنب للضيوف‪ ،‬كل هذا املواقف‬
‫هي مبثابة الدليل املادي امللموس على دعوى الكرم وعفة النفس‪.‬‬

‫الفهم واالستيعاب‬
‫ما اهلدف استنباح املسافرين للكالب ليال ؟‬ ‫‪.‬‬
‫مب تفسر رفض الشاعر قبول ما يبقيه مستعري القدر من طعام؟‬ ‫‪.‬‬
‫عالم يدل اجتماع القوم رجاال ونساء يرقبون القدر؟‬ ‫‪.‬‬
‫ملَ عقر الشاعر نوقه؟‬ ‫‪.‬‬
‫ملَ جتاهل الشاعر ضغينة ابن عمه؟ وما رأيك يف هذا املوقف؟‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬
‫بني مجال التشبيه يف قوله بَـــــــابَـــــــا ظُــــلْـــــمَـــــةٍ؟‬ ‫‪.‬‬
‫بني مجال الصورة البيانية يف قوله ذَاقَ الــــــــسِّــــــــنَـــــــــانَ عَــــــقِــــــيــــــرُهـــــــا؟‬ ‫‪.‬‬
‫ما القيمة اجلمالية الستخدام أسلوب التذييل يف قوله‬ ‫‪.‬‬
‫مَـــــخَــــــافَــــــةَ أَنْ تَـــــجْــــــنِــــــي عــــــــلَـــــــــيَّ‪ ،‬وإِنَّـــــــــمَـــــــــا‬
‫يَـــــهـــــيــــــجُ كَـــــبِـــــيــــــرَاتِ األُمــــــــــــــــورِ صَــــغــــيــــرُهــــا‬
‫ملاذا خطأ األصمعي الشاعر يف قوله‬ ‫‪.‬‬
‫َزجَـــــــــــــــرْتُ كِــــــــالَبِــــــــي أَنْ يَــــــــهِــــــــرَّ عَـــــقُـــــورُهــــــا‬
‫وما عالقة ذلك بأن العرب تكين عن الكرم جبنب الكلب‪.‬‬
‫يقول الشاعر‬ ‫‪.‬‬
‫إِذَا قِــــيـــــلَـــــتِ الـــــــعَـــــــوْرَاءُ وَلَّـــــــيْـــــــتُ سَـــمْــــعَــــهَــــا‬
‫سِـــــــــوَايَ ولـــــــــم أَسْــألْ بــــهَـــــا مـــــــــا دبِـــيـــرُهــــا‬
‫ملاذا قيد الشاعر احلكم ب(إذا) الشرطية ومل يقيده ب(إنْ) الشرطية ؟‬

‫‪22‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫السؤال األول‬
‫بيّن نوع احلرف يف املواضع اآلتية‬
‫‪ -5‬الالم يف قول الشّاعر َلعَمري لقد أشرفتُ يوم عُنيزةٍ‪.‬‬
‫‪ -4‬الواو يف قوله ومُسْتنبحٍ خيشى ال َقوَاء ودونه من الليل بابا ظُلمةٍ وسُتورُها‬
‫‪( -3‬ال) يف قوله فال تسأليين واسألي خليقيت‪.‬‬
‫‪( -2‬ما) يف قوله ‪ ...‬ومل أسأل بها ما دَبريُها؟‬
‫السؤال الثاني‬
‫‪ -5‬علل سبب تذكري الفعل (ُأخْمد) يف قول الشّاعر إذا ُأخْمد النّريان الح بشريُها‪.‬‬
‫الش ْولُ راحت ممّ مل تَ ْفدِ َلحْمها‪.‬‬
‫‪ -4‬ما مصدر الفعل (راح) يف قوله إذا َّ‬
‫‪ -3‬ما حملّ املصدر املؤوّل من اإلعراب يف قوله ولكنّ هُلْك األمر أنْ ال تُمرَّه‪.‬‬
‫السؤال الثالث‬
‫بني نوع كلّ مفردة خمطوط حتتها يف املواضع اآلتية‬
‫‪ -5‬وإنّي َلَترّاك الضّغينة‪.‬‬
‫‪ -4‬خمافةَ أن جتين عليّ‪.‬‬
‫‪ -3‬زجرتُ كالبي أنْ يهرَّ عقورها‪.‬‬
‫‪ -2‬كأنّها لذي الفروة املَقْرور أمّ يزورها‪.‬‬
‫‪ -1‬ولكنّ هُلْك األمر أنْ ال تُمرَّه‪.‬‬
‫السؤال الرابع‬
‫أعرب كلّ كلمة حتتها خطّ يف العبارات اآلتية‬
‫‪ -5‬وال خريَ يف ذي مِرَّة ال يُغريُها‪.‬‬
‫‪ -4‬ودونه من الليل بابا ظُلمةٍ وسُتورُها‪.‬‬
‫الش ْولُ راحت ممّ مل تَ ْفدِ َلحْمها‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا َّ‬

‫‪21‬‬
‫‪ -2‬فمنّي رياحٌ ُعرْفها ونكريها‪.‬‬
‫‪ -1‬وإنّما يهيج كبرياتِ األمور صغريها‪.‬‬
‫املراجع األساسية‪(:‬مورد النص)‬
‫ه) ‪ -‬املفضليات ط ‪ ،‬حتقيق أمحد حممد شاكر وعبد‬ ‫أبو العباس املفضل بن حممد الضيب(ت‬ ‫‪.‬‬
‫السالم هارون‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫بوفاس‪ ،‬عمر‪ -‬مالمح السرد يف النص الشعري القديم من خالل" املفضليات" رسالة (ماجستري)‬ ‫‪.‬‬
‫ورقة)‪.‬‬ ‫م‪(،‬‬ ‫جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د عبد السالم صحراوي‪،‬‬
‫اجلهين‪ ،‬زيد بن حممد‪ -‬الصورة الفنية يف املفضليات‪ ،‬أمناطها وموضوعاتها ومصادرها ومساتها‬ ‫‪.‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفنية‪ ،‬ط منشورات عمادة البحث العلمي يف اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة رقم اإلصدار‬
‫السالمي‪ ،‬ميساء صالح وادي‪ -‬لغة الشعر يف املفضليات‪ ،‬رسالة جامعية(دكتوراه) جامعة الكوفة‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫ورقة)‪.‬‬ ‫م(‬ ‫ه–‬ ‫إشراف أ‪ .‬د سعيد عدنان‪،‬‬
‫فضة‪ ،‬فاطمة حسن شحادة‪ -‬الظواهر الرتكيبية يف ديوان املفضليات‪ ،‬رسالة جامعية ( ماجستري) جامعة‬ ‫‪.‬‬
‫ورقة)‬ ‫م‪(،‬‬ ‫ه‪-‬‬ ‫أم القرى‪ ،‬إشراف د‪ .‬أمحد عبد العزيز كشك‪،‬‬
‫ال ر ت‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫سلطان‪ ،‬حسن صاحل و علي‪ ،‬خنساء بسام‪" -‬اآلخر يف مرامي النفس اجلاهلية يف كتاب املفضليات"‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫م‪،‬ص‬ ‫العدد ( )‬ ‫جملة الرتبية والعلم اجمللد‬

‫‪24‬‬
‫الوحدة التعليمية الثالثة‬

‫صحوة قلب‬

‫زهري بن أبي سلمى‬


‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫ك ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الثالث من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫علي َ‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح‬
‫أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة الشاعر زهري بن أبي سلمى واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.‬‬
‫النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫زهري بن أبي سلمى ربيعة بن رياح املزني‪ ،‬من مضر حكيم الشعراء يف اجلاهلية‪ .‬كان أبوه شاعرا‪ ،‬وخاله‬
‫شاعرا‪ ،‬وأخته سلمى شاعرة‪ ،‬وابناه كعب وجبري شاعرين‪ ،‬وأخته اخلنساء شاعرة‪ .‬ولد يف بالد (مزينة) بنواحي املدينة‪،‬‬
‫وكان يقيم يف احلاجر (من ديار جند) واستمر بنوه فيه بعد االسالم‪ ،‬قيل كان ينظم القصيدة يف شهر‪ ،‬وينقحها ويهذبها‬
‫يف سنة‪ ،‬فكانت قصائده تسمى (احلوليات)‪.‬‬
‫وهذه مقدمة يف الشيب والشباب‪ ،‬ذكر بعدها الطلل واملطر‪ ،‬وفرسه‪ ،‬ورحلة الصيد‪ ،‬من قصيدة يشيد فيها‬
‫حبصن بن حذيفة‪ ،‬لرفضه اخلضوع لعمرو بن هند‪ ،‬بعد مقتل أبيه حذيفة بن بدر‪ ،‬يف حرب داحس والغرباء‪ ،‬فأرسل‬
‫إليه ما كنت قط أفرغ حلربك من اآلن‪ ،‬وال أكثر عدة‪ ،‬فصد عنه عمرو بن هند وكره قتاله‪.‬‬
‫النص األدبي‬
‫الصبَا َورَوَاحِلُهْ‬
‫وَعُرِّيَ أ ْفرَاسُ ِّ‬ ‫صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ‬
‫عليَّ‪ ،‬سوَى قصدِ السَّبيلِ‪ ،‬مَعادِلُهْ‬ ‫وأقصرْتُ‪ ،‬عمّا تعلمنيَ‪ ،‬وسُدِّدتْ‬
‫وكانَ الشَّبابُ كاخلَليطِ ُنزَايِلُهْ‬ ‫وقالَ العَذارَى إنّما أنتَ عَمُّنا‬
‫وإالّ سوادَ الرَّأسِ‪ ،‬والشَّيبُ شامِلُهْ‬ ‫فأصبحتُ ما يعرفنَ إالّ خليقيت‬
‫******************‬
‫عفا الرَّسُّ منهُ‪ ،‬فالرُّسيسُ‪ ،‬فعاقله‬ ‫حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟‬
‫ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ‬
‫حوْضُهُ فأجاوِلُهْ‬
‫ف َشرْقيُّ سلمَى َ‬ ‫فرقدٌ‪ ،‬فصاراتٌ‪ ،‬فأكنافُ مَنعِجٍ‬
‫فوادي القَنا ِن جٍزعُه‪ ،‬فأفاكلهْ‬ ‫فوادي الَبدِيِّ‪ ،‬فالطَّويُّ‪ ،‬فثادقٌ‬
‫******************‬
‫أجابتْ روابيهِ‪ ،‬النّجا وهواطلهْ‬ ‫ٍّ تِالعهُ‬
‫وغيثٍ‪ ،‬من الوَمسيِّ‪ ،‬حُو‬
‫خلدِّ نَ ْهدٍ مَراكِلُهْ‬
‫ُم َمرٍّ أسِيلِ ا َ‬ ‫هبطتُ‪ ،‬مبمسودِ النَّواشرِ‪ ،‬سابحٍ‬
‫فتَمَّ‪ ،‬وعزَّتهُ يداه‪ ،‬وكاهله‬ ‫ثميمٍ‪ ،‬فلوناهُ ‪ ،‬فأُكملَ صُنعُهُ‬
‫َطعْ أباجِلُهْ‬
‫ِمبنْقَبَةٍ وَمل تُق َّ‬ ‫ُخرقْ صِفاقهُ‬
‫أمنيٍ شظاهُ‪ ،‬مل ي َّ‬
‫******************‬

‫‪27‬‬
‫متى نرَهُ فإننا ال خناتلهْ‬ ‫إذا ما َغدَوْنَا َنْبتَغي الصّيدَ َمرّةً‬
‫يدِبُّ‪ ،‬ويُخفي شخصَهُ‪ ،‬ويُضائلهْ‬ ‫َفَبْينَا نَُبغّي الصّيدَ جاءَ غُال ُمنَا‬
‫مبُ ْستَأ ِسدِ ال ُقرْيانِ‪ ،‬حُوٍّ مَسائِلُهْ‬ ‫فقا َل شِياهٌ راتِعاتٌ بقَ ْفرَةٍ‬
‫مَالثٌ‪ ،‬كأقْواسِ السَّراءِ ومِ ْسحَلٌ قدِ اخضرّ‪ ،‬منْ لَسِّ الغَمريِ جحافِلُهْ‬
‫وقد خرَّمَ الطُّرادُ‪ ،‬عنهُ جِحاشَهُ فلم يبقَ إالّ نفسُهُ‪ ،‬وحالئلهْ‬
‫ختِلُهُ عَن نَفسِهِ‪ ،‬أمْ نُصَاوِلُهْ‬
‫أَن ْ‬ ‫وقالَ أمريي ما ترَى‪ ،‬رأيَ ما نرَى‬
‫يُزاوُِلنَا َعنْ نَفسِهِ‪ ،‬وُنزَاوِلُهْ‬ ‫فِبْتنَا عُراةً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا‬
‫وَمل َيطْ َمئِنَّ قَ ْلبُهُ وخَصَائِلُهْ‬ ‫ونضربُهُ‪ ،‬حتّى اطمأنَّ قَذالُهُ‬
‫وال قدماهُ األرضَ‪ ،‬إالّ أناملهْ‬ ‫ومُلجمُنا ما إنْ ينالُ قذالَهُ‬
‫حمبُوكٍ‪ ،‬ظِماءٍ مَفاصِلُهْ‬
‫على ظَ ْهرِ ْ‬ ‫فألياً‪ ،‬بأليٍ‪ ،‬ما محلنا وليدنا‬
‫وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ‬ ‫صرْ طَريقَهُ‬
‫وقُلتُ ل ُه َسدّدْ وأب ِ‬
‫ضّيعْها فإنّكَ قاتِلُهْ‬
‫وَإالّ تُ َ‬ ‫وقُلْتُ َتعَلّمْ أنّ للصّيدِ ِغرّةً‬
‫كشُؤبوبِ غَيثٍ حيفشُ األُكمَ وابلُهْ‬ ‫فتبَّعَ‪ ،‬آمارَ الشِّياهِ‪ ،‬وليدُنا‬
‫على كلِّ حالٍ‪ ،‬مرَّةً ‪ ،‬هوَ حاملهْ‬ ‫نَظرْتُ إَليْهِ َن ْظرَة َفرَأ ْيتُهُ‬
‫سِراعٌ تَواليهِ‪ ،‬صِيابٌ أوائلهْ‬ ‫ُيِثرْنَ احلَصَى يف وَجهِهِ وهوَ الحقٌ‬
‫على ر ْغمِهِ َيدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ‬ ‫فردَّ علينا العريَ‪ ،‬من دونِ إلفهِ‬
‫ْضبَةً أرْساغُهُ و َعوَامِلُهْ‬
‫ُمخ َّ‬ ‫فرحنا بهِ‪ ،‬ينضو اجليادَ‪ ،‬عشيةً‬
‫لبُطْءٍ وال ما خلفَ ذلكَ خاذِلُهْ‬ ‫بذي ميعةٍ‪ ،‬ال موضعُ الرُّمحِ مُسلِمٌ‬
‫امل جم ال الل‬
‫صحا القلب صحا قلبه عن حب سلمى‪ ،‬وكف هواه‪ ،‬وترك ركوب الباطل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املعادل مجع معدل‪ ،‬وهو كل ما عدل فيه عن القصد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الطلل ما بدا شخصه من بقية الدار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسم أمر ال شخص له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوحي الكتاب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪28‬‬
‫الرس والرسيس ماءان لبين أسد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عاقل أرض‪ ،‬وقيل جبل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رقد اسم واد‪ ،‬وقيل جبل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صارات جبال مفردها صارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منعج موضع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أكنافه نواحيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلمى جبل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أجاوله جوانب منه جيال فيها‪ ،‬وقيل موضع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البدي والطوي وماذق مواضع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القنان جبل لبين أسد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جزع الوادي منعطفه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أفاكله نواحيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غيث من الومسي نبت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الومسي أول املطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلو الشديدة اخلضرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التالع جماري املاء من أعلى األرض إىل بطن الوادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الروابي ما ارتفع من األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النجا مجع جنوة وهي املرتفع من األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اهلواطل مجع هاطلة وهي سحابة يدوم ماؤها يف لني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ممسود النواشر شديد‪ ،‬والنواشر مجع ناشرة وهي عصب يف الذراع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املمر الشديد الفتل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أسيل اخلد طويل اخلد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النهد الضخم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املراكل مجع مركل وهو حيث يركله الفارس بعقبه‪ ،‬وصفه بعظم اجلوف لعتقه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثميم تام اخللق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فلوناه فطمناه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أكمل صنعه أحسنا القيام عليه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عزته يداه غلبت يداه وكاهله سائر أعضائه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪29‬‬
‫األمني القوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشظي عُظيم الصق بالذراع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصفاق اجللدة السفلى من بطنه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مل خيرق صفاقه مل يكن به داء فيخرق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنقبة حديدة البيطار اليت ينقب بها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األباجل عروق يف اليد‪ ،‬واحدها أجبل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال خناتله ال نسارقه‪ ،‬ولكن جناهره جلودة فرسه وسرعته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نبغي الصيد نبتغيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يدب ميشي راجال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خيفي شخصه ويضائله يصغره لئال يشعر به الصيد فيفزع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشياه يقصد احلمري الوحشية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املستأسد ما طال من النبت وقوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القريان جماري املاء إىل الرياض واحدها َقرِي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلو ذات النبات الشديد اخلضرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسائل حيث يسيل املاء إىل الرياض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السراء شجر تتخذ منه القسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسحل من السحيل وهو صوت احلمار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س األخذ مبقدم الفم‪.‬‬
‫الل ّ‬ ‫‪‬‬
‫الغمري نبت أخضر قد غمره نبت آخر أطول منه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خرم الطراد عنه جحاشه أخذ الصيادون جحاشه واحدا واحدا‪ ،‬ألنهم كانوا يطاردونه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلالئل مجع حليلة وهي زوج الرجل واستعارها لألتن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األمري الذي يؤامره ويستشريه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما ترى رأي ما نرى قد رأينا يف أمر الصيد كذا وكذا فما ترى فيه؟‬ ‫‪‬‬
‫أخنتله عن نفسه أخنادعه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نصاوله جناهره‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بتنا عراة جتردنا للفرس يف أزرنا لصعوبته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يزاولنا عن نفسه ونزاوله يعاجل مدافعتنا‪ ،‬ونعاجل إجلامه وركوبه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قذاله معقد عذاره يف رأسه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫اخلصائل مجع خصيلة‪ ،‬وهي كل حلمة يف عصبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوليد الغالم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احملبوك الشديد اخللق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ظماء مفاصله قليلة اللحم يابسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املفاصل مجع مفصل‪ ،‬وهو جممع كل عظمني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سدد قوّم صدر الفرس ال ثملْ مينة وال يسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبصر طريقه ال ثمر به على جرف وحجر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فتبع آمار الشياه اتبع آمار احلمري الوحشية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشياه يقصد محر الوحش‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوليد الغالم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشؤبوب الدفعة من املطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حيفش األكم يستخرج السيل ما يف األكم مجع أكمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوابل أغزر املطر‬ ‫‪‬‬
‫سراع تواليه يعين رجليه وعجزه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صياب أوائله يداه وصدره ال ختذله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النسا والفائل عرقان وخصهما ليخرب حبذق الغالم بالطعن وإصابة املقتل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فرحنا به رجعنا عشيا بالفرس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ينضو اجلياد يتقدمها فطراد الوحش مل يكسر من حدته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خمضبة أرساغه ملا طعن الغالم العري مار الدم إىل قوائم الفرس فخضبها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عوامله قوائمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫امليعة الدفعة من السري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال موضع الرمح مسلم مقدمه ال يسلم مؤخره أي ال خيذله ولكن يؤيده وكذلك مؤخره ال خيذل‬ ‫‪‬‬
‫مقدمه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫بدأ الشاعر قصيدته بعبارة (صحا القلب) مما أشعرنا بأن الذات الشاعرة قد اختذت موقفا جديدا بعد روية‬
‫وتأمل‪ ،‬فرتك حب سلمى‪ ،‬وكف هواه‪ ،‬وترك ركوب الباطل‪ ،‬على حني أن األبيات الالحقة تبني أن الشاعر مل يكن‬
‫لديه خيار يف الكف عن حب سلمى‪ ،‬وترك ركوب الباطل‪ ،‬لذا نراه يستخدم صيغة الفعل املبين للمجهول (وعري‬
‫أفراس الصبا) فضال عن سخرية العذارى( إمنا أنت عمنا)‪ ،‬وحتسر الشاعر على شبابه(فأصبحتُ ما يعرفنَ إالّ خليقيت‬
‫وإالّ سوادَ الرأسِ‪ ،‬والشيبُ شاملهْ)‪.‬‬
‫وهنا يأتي دور األدب يف حتقيق التوازن النفسي للذات الشاعرة‪ ،‬وكان اخليار األول حلل هذا التضاد بني‬
‫(الشباب والشيب) ‪ ،‬بني (املاضي واحلاضر)‪ ،‬بني (القوة والضعف)‪ ،‬هو االستغراق يف عامل األحالم من خالل تذكر‬
‫املاضي السعيد‪ ،‬وذكر تلك األماكن اليت طاملا زارها الشاعر يف شبابه‬
‫حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟ عفا الرَّسُّ منهُ‪ ،‬فالرُّسيسُ‪ ،‬فعاقله‬
‫ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ‬
‫فرقدٌ‪ ،‬فصاراتٌ‪ ،‬فأكنافُ مَنعجٍ ف َشرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ‬
‫فوادي البديِّ‪ ،‬فالطَّويُّ‪ ،‬فثادقٌ فوادي القَنا ِن جٍزعُه‪ ،‬فأفاكلهْ‬
‫ويلحظ أن الشاعر وظف أسلوب االطراد يف ذكر هذه األماكن‪ ،‬وهي ظاهرة تكشف عن صراع املعنى مع‬
‫القالب الوزني الضيق‪ ،‬لذا أخذت األلفاظ تتواىل متدفقة لتعرب عن تلك الدفقة الشعورية الغارقة يف الذكريات السعيدة‪.‬‬
‫لكن الشاعر مل يسرتسل يف تلك األحالم‪ ،‬وبدأ يتلمس حال جديدا ينهي هذا الصراع النفسي املرير‪ ،‬وهنا‬
‫يطالعنا مشهد جديد وهو مشهد الصيد‪ ،‬ومما يلفت االنتباه يف هذا املشهد أن الشاعر مل يصطد الصيد وحده وإمنا كان معه‬
‫غالم‬
‫يدبُّ‪ ،‬وخيفي شخصَهُ‪ ،‬ويضائلهْ‬ ‫َفَبْينَا نَُبغّي الصّيدَ جاءَ غُال ُمنَا‬
‫وحني أبصر الغالم الصيد مل يتخذ القرار وإمنا جلأ للشاعر يستشريه‬
‫ختِلُهُ عَن نَفسِهِ‪ ،‬أمْ نُصَاوِلُهْ‬
‫أَن ْ‬ ‫وقالَ أمريي ما ترَى‪ ،‬رأيَ ما نرَى‬
‫وعمد الشاعر إىل تقديم جمموعة من النصائح هلذا الغالم الذي الحق الفرائس بنفسه ال الشاعر‬
‫وما هوَ فيهِ عَن وَصاتيَ شاغِلُهْ‬ ‫صرْ طَريقَهُ‬
‫وقُلتُ ل ُه َسدّدْ وأب ِ‬
‫ضّيعْها فإنّكَ قاتِلُهْ‬
‫وَإالّ تُ َ‬ ‫وقُلْتُ َتعَلّمْ أنّ للصّيدِ ِغرّةً‬
‫كشُؤبوبِ غَيثٍ حيفشُ األُكمَ وابلُهْ‬ ‫فتبَّعَ‪ ،‬آمارَ الشياهِ‪ ،‬وليدُنا‬
‫على كلِّ حالٍ‪ ،‬مرةً ‪ ،‬هوَ حاملهْ‬ ‫نَظرْتُ إَليْهِ َن ْظرَة َفرَأ ْيتُهُ‬

‫‪12‬‬
‫على رُ ْغمِهِ َيدْمَى نَسَاهُ وفائِلُهْ‬ ‫فردَّ علينا العريَ‪ ،‬من دونِ إلفهِ‬
‫ْضبَةً أرْساغُهُ و َعوَامِلُهْ‬
‫ُمخ َّ‬ ‫فرحنا بهِ‪ ،‬ينضو اجليادَ‪ ،‬عشيةً‬
‫توصل الشاعر إىل هذا احلل إلنهاء هذا الصراع‪ ،‬ويتمثل يف نقل خربة الشيوخ للشباب‪ ،‬واإلسهام معا يف إجناز‬
‫األمور‪ ،‬عندئذ يرى الشيخ شبابه يف ذلك الشاب‪ ،‬وترتجم نصائحه إىل واقع ملموس‪.‬‬
‫وعند العودة إىل اجلو العام للنص جند أن الشاعر يشيد حبصن بن حذيفة لرفضه اخلضوع لعمرو بن هند بعد‬
‫مقتل أبيه حذيفة بن بدر يف حرب داحس والغرباء‪ ،‬فأرسل إليه ما كنت قط أفرغ حلربك من اآلن‪ ،‬وال أكثر عدة‪ ،‬فصد‬
‫عنه عمرو بن هند وكره قتاله‪ .‬وعليه فقد أكمل حصن بن حذيفة ما بدأه أبوه حذيفة بن بدر‪ ،‬وما كان ذلك ليحصل لوال‬
‫نقل األب خربته لالبن‪ ،‬وهذا ما يعزي شاعرنا بعد أن تقدم يف العمر‪ ،‬وعريت أفراس صباه ورواحله‪ ،‬فهو يرى شبابه يف‬
‫ذلك الغالم الذي مساه وليدنا‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫مبَ تفسر استخدام الشاعر صيغة الفعل املبين للمجهول للفعلني (عري‪ ،‬سددت) ؟‬ ‫‪.0‬‬
‫الصبَا َورَوَاحِلُهْ‬
‫وَعُرِّيَ أ ْفرَاسُ ِّ‬ ‫صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ‬
‫عليَّ‪ ،‬سوَى قصدِ السَّبيلِ‪ ،‬مَعادِلُهْ‬ ‫وأقصرْتُ‪ ،‬عمّا تعلمنيَ‪ ،‬وسُدِّدتْ‬
‫ذكر الشاعر جمموعة من األماكن وهي‬ ‫‪.2‬‬
‫حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟ عفا الرَّسُّ منهُ‪ ،‬فالرُّسيسُ‪ ،‬فعاقله‬
‫ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ‬
‫فرقدٌ‪ ،‬فصاراتٌ‪ ،‬فأكنافُ مَنعِجٍ ف َشرْقيُّ سلمَى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ‬
‫فوادي الَبدِيِّ‪ ،‬فالطَّويُّ‪ ،‬فثادقٌ فوادي القَنا ِن جٍزعُه‪ ،‬فأفاكلهْ‬
‫هل تعرف أين تقع هذه األماكن؟ وهل مازالت حتمل األمساء نفسها؟‬
‫اشرح البيت اآلتي شرحا وافيا؟‬ ‫‪.1‬‬
‫أجابتْ روابيهِ‪ ،‬النّجا وهواطلهْ‬ ‫ٍّ تِالعهُ‬
‫وغيثٍ‪ ،‬من الوَمسيِّ‪ ،‬حُو‬
‫عد إىل النص واستخرج الصفات اليت وصف بها الشاعر فرسه؟‬ ‫‪.4‬‬
‫خلص أهم نصائح الشاعر لغالمه كي يتمكن من اصطياد فريسته؟‬ ‫‪.5‬‬

‫‪11‬‬
‫التذوق األدبي‬
‫يقول زهري‬ ‫‪.0‬‬
‫أجابتْ روابيهِ‪ ،‬النجا وهواطلهْ‬ ‫ٍّ تِالعهُ‬
‫وغيثٍ‪ ،‬من الومسيِّ‪ ،‬حُو‬
‫ملاذا مسى الشاعر النبت غيثا؟ وماذا تسمى هذه الظاهرة يف البالغة العربية؟‬
‫بني مجال وجه الشبه يف وصف زهري للطلل؟‬ ‫‪.2‬‬
‫حيِ عافٍ مَنازِلُهْ؟ عفا الرَّسُّ منهُ‪ ،‬فالرُّسيسُ‪ ،‬فعاقله‬
‫ِل َمنْ طَ َللٌ كال َو ْ‬
‫بني مجال وجه الشبه يف وصف زهري لألتن؟‬ ‫‪.1‬‬
‫مَالثٌ‪ ،‬كأقْواسِ السَّراءِ ومِ ْسحَلٌ قدِ اخضرّ‪ ،‬منْ لَسّ الغَمريِ جحافِلُهْ‬
‫ما الفن البياني فيما حتته خط وما قيمته اجلمالية؟‬ ‫‪.4‬‬
‫وقد خرَّمَ الطُّرادُ‪ ،‬عنهُ جحاشَهُ فلم يبقَ إالّ نفسُهُ‪ ،‬وحالئلهْ‬
‫ما احملسن اللفظي فيما حتته خط وما قيمته اجلمالية؟‬ ‫‪.5‬‬
‫يُزاوُِلنَا َعنْ نَفسِهِ‪ ،‬وُنزَاوِلُهْ‬ ‫فِبْتنَا عُراةً عندَ رَأسِ جَوَادِنَا‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫السؤال األول‬
‫‪ -5‬ورد يف البيت الثاني فعل مبينّ للمجهول؛ حدّد نائب الفاعل وأعربه‪.‬‬
‫‪ -4‬استخرج من األبيات األربعة األوىل فعالً مضارعًا مبنيًّا‪ ،‬وأعربه‪.‬‬
‫‪ -3‬علل جميء الفعل مذ ّكرًا يف قول الشّاعر فلم يبقَ إالّ نفسُه وحالئله‪.‬‬
‫ت تعلَّمْ أنَّ للصّيد غرّة‪ .‬بني معناه‪ ،‬ونوعه من حيث اجلمود‬
‫‪ -2‬ورد الفعل (تَعلّمْ) يف قول الشاعر وقل ُ‬
‫واالشتقاق‪ ،‬واللزوم والتّعدّي‪.‬‬
‫السؤال الثاني بيّن الوزن الصّريف لكلّ مفردة من املفردات اآلتية‬
‫حوّ – ُم َمرّ – أَباجلُه – لَسّ – تواليه‬
‫ثميم – ِمنْقبة – مُ ْلجِمنا – َمحْبوك – شُؤبوب – نُزايلُه – ُ‬
‫السؤال الثالث حدّد نوع كلّ حرف يف املواضع اآلتية من القصيدة‬
‫ٍّ تالعُه‪.‬‬
‫‪ -5‬الواو يف قوله وغيثٍ من الومسيّ حُو‬

‫‪14‬‬
‫‪( -4‬ما) يف قوله وقال أمريي ما ترى‪ ،‬رأي ما نرى؟‬
‫‪( -3‬إنْ) يف قوله ومُلْجمنا ما إنْ ينالُ قذاله‪.‬‬
‫السؤال الرابع أعرب كلّ كلمة حتتها خطّ يف العبارات اآلتية‬
‫‪ -5‬ملن طللٌ كالوحي عافٍ مَنازلُهْ‪.‬‬
‫‪ -4‬أمنيٍ شظاه مل يُخرّق صفاقُه‪.‬‬
‫‪ -3‬فبينا نُبغّي الصّيد جاء غالمنا‪.‬‬
‫‪ -2‬أََنخْتلُه عن نفسه أمْ نُصاولهْ‪.‬‬
‫‪ -1‬فأليًا بأليٍ‪ ،‬ما محلنا وليدنا ‪ ...‬على ظهر مَحْبوك ظِماء مَفاصلهْ‬
‫املراجع األساسية‪( :‬مورد النص)‬
‫زهري بن أبي سلمى(ت ‪ 01‬ق‪ .‬ه)‪ -‬شعر زهري بن أبي سلمى ط‪ ،1‬شرح األعلم الشنتمري‪ ،‬حتقيق‬ ‫‪.0‬‬
‫فخر الدين قباوة‪ ،‬منشورات دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪0981 ،‬م‪.‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الطويرقي‪ ،‬أمل محيد حممد‪ -‬الزمن يف شعر زهري بن أبي سلمى دراسة تطبيقية‪ ،‬رسالة جامعية(‬ ‫‪.0‬‬
‫ماجستري) جامعة أم القرى‪ ،‬إشراف د‪ .‬عليان حممد احلازمي‪0427 ،‬ه‪2116 -‬م ‪ 428( ،‬ورقة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال ر ت‪:‬‬
‫ربابعة‪ ،‬موسى سامح‪" -‬قراءة يف المية زهري بن أبي سلمى يف مدح حصن بن حذيفة"" جملة جامعة‬ ‫‪.0‬‬
‫امللك سعود‪ ،‬اجمللد ‪ 00‬اآلداب ‪0409 ، 0‬ه‪0999 -‬م‪ ،‬ص ‪010 -79‬‬
‫زاير‪ ،‬نرجس حسني‪" -‬الثنائيات املتضادة يف النواحي األخالقية يف شعر زهري بن أبي سلمى" جملة مداد‬ ‫‪.2‬‬
‫اآلداب‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ص ‪098 -081‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬رعد أمحد علي‪" -‬حتوالت الزمان يف مقدمة القصيدة اجلاهلية دراسة حتليلية يف شعر زهري بن‬ ‫‪.1‬‬
‫أبي سلمى" جملة الرتاث العلمي العربي‪ ،‬العدد الثاني‪2101 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 096 -077‬‬
‫سلمان‪ ،‬راجحة عبد السادة و حممد‪ ،‬أكرم عبداهلل‪" -‬براعة االستهالل وحسن اخلاثمة يف شعر زهري بن‬ ‫‪.4‬‬
‫أبي سلمى" جملة كلية الرتبية األساسية‪ ،‬العدد ‪2100 ، 71‬م‪ .‬ص ‪. 75 -61‬‬

‫‪15‬‬
‫الوحدة التعليمية الرابعة‬

‫قاهر السباع‬

‫للمتنبي‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫ك ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الرابع من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية‪،‬‬
‫علي َ‬
‫هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح‬
‫أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة أبي الطيب املتنيب واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.‬‬
‫النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫صاحب النص هو أمحد بن احلسني بن احلسن بن عبد الصمد اجلعفي الكويف الكندي‪ ،‬أبو الطيب املتنيب ولد‬
‫بالكوفة يف حملة تسمى (كندة) وإليها نسبته‪ ،‬ونشأ بالشام‪ ،‬مم تنقل يف البادية يطلب األدب وعلم العربية وأيام الناس‪،‬‬
‫وقال الشعر صبيا‪ ،‬وتنبأ يف بادية السماوة (بني الكوفة والشام) فتبعه كثريون‪ ،‬وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ (أمري‬
‫محص ونائب اإلخشيد) فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه‪ ،‬ووفد على سيف الدولة ابن محدان (صاحب‬
‫هـ‪ ،‬فمدحه وحظي عنده‪ ،‬ومضى إىل مصر‪ ،‬فمدح كافور االخشيدي‪ ،‬وطلب منه أن يوليه‪ ،‬فلم يوله‬ ‫حلب) سنة‬
‫كافور‪ ،‬فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه‪.‬‬
‫وقصد العراق‪ ،‬فقرئ عليه ديوانه‪ ،‬وزار بالد فارس فمر بأرجان‪ ،‬ومدح فيها ابن العميد‪ ،‬وكانت له معه‬
‫مساجالت‪ ،‬ورحل إىل شرياز فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي‪ ،‬وعاد يريد بغداد فالكوفة‪ ،‬فعرض له فاتك بن أبي‬
‫جهل األ سدي يف الطريق جبماعة من أصحابه‪ ،‬ومع املتنيب مجاعة أيضا‪ ،‬فاقتتل الفريقان‪ ،‬فقتل أبو الطيب وابنه حمسد‬
‫وغالمه مفلح‪ ،‬بالنعمانية‪ ،‬بالقرب من دير العاقول (يف اجلانب الغربي من سواد بغداد)‪.‬‬
‫قال أبو الطيب هذه القصيدة ملا خرج بدر بن عمار‪ ،‬صاحب طربية‪ ،‬إىل أسد فهرب األسد‪ ،‬وكان خرج قبله‬
‫إىل أسد فهاجه عن بقرة افرتسها بعد أن شبع‪ ،‬ومقل‪ ،‬فومب على كفل فرسه‪ ،‬فأعجله عن استالل سيفه‪ ،‬فضربه‬
‫بسوطه‪ ،‬ودار اجليش به فقتل‪.‬‬
‫النص األدبي‬
‫ِدخَرتَ الصَّارِمَ املَصْقوال‬
‫ِل َمنِ ا َّ‬ ‫هلزَبرِ بِسَوطِهِ‬
‫أَ ُمع َِّفرَ اللَّيثِ ا ِ‬
‫ضدَتْ بِها هامُ الرِّفاقِ تُلوال‬
‫نُ ِ‬ ‫وَ َقعَتْ عَلى األُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ‬
‫َورَدَ الفُراتَ زَئريُهُ وَالنِّيال‬ ‫وَردٌ إِذا َورَدَ الُبحَريَةَ شارِباً‬
‫يف غيلِهِ مِن لِب َدتَيهِ غيال‬ ‫ُمَتخَضِّبٌ ِبدَمِ الفَوارِسِ البِسٌ‬
‫ما قوبِلَتْ َعيْناهُ إِلّا ظُنَّتا تَحتَ الدُّجى نارَ الفَريقِ حُلوال‬
‫يف وَحدَةِ الرُّهبانِ إِلّا أَنَّهُ ال يَعرِفُ التَّحريمَ وَالتَّحليال‬
‫فَ َكأَنَّهُ آسٍ َيجُسُّ عَليال‬ ‫َي َطأُ الثَّرى ُمَترَفِّقاً مِن تيهِهِ‬
‫حتّى تَصريَ ِلرَأسِهِ إِكليال‬
‫َوَيرُدُّ عُف َرتَهُ إِىل يافوخِهِ َ‬
‫عَنها لِشِدَّةِ َغ ْيظِهِ مَشغوال‬ ‫جمرُ نَفسُهُ‬
‫َوَتظُنُّهُ ِممّا ُيزَ ِ‬
‫َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال‬ ‫صرَتْ مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما‬
‫قَ َ‬

‫‪18‬‬
‫أَلقى فَري َستَهُ وَبَرَبرَ دونَها وَ َقرُبتَ قُرباً خالَهُ َتطْفيال‬
‫وَتَخالَفا يف بَذلِكَ املَأكوال‬ ‫َفتَشابَهُ اخلُلُقانِ يف إِقدامِهِ‬
‫مَتناً َأزَلَّ وَساعِداً مَفتوال‬ ‫أَ َسدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما‬
‫حتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطُّوال‬
‫َ‬ ‫ما زالَ يَج َمعُ نَفسَهُ يف زَورِهِ‬
‫يَبغي إِىل ما يف احلَضيضِ سَبيال‬ ‫َوَي ُدقُّ بِالصَدرِ احلِجارَ َكأَنَّهُ‬
‫يف عَينِهِ ال َعدَدَ الكَثريَ قَليال‬ ‫أََنفُ الكَريمِ ِمنَ الدَّنِيَّةِ تارِكٌ‬
‫مِن حَتفِهِ مَن خافَ ِممّا قيال‬ ‫وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ‬
‫لَو لَم تُصادِمْهُ لَجازَكَ ميال‬ ‫َسبَقَ التِقا َءكَهُ ِبوَمبَةِ هاجِمٍ‬
‫صرَ التَّسليمَ وَالتَّجديال‬
‫فَاِستَن َ‬ ‫ُوتُهُ وَقَد كافَحتَهُ‬
‫خذَلَتهُ ق َّ‬
‫َ‬
‫فَ َكأَنَّما صادَفتَهُ مَغلوال‬ ‫َقبَضَتْ َمنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَ ُعنْقَهُ‬
‫َفنَجا يُهَر ِولُ مِنكَ أَمسِ مَهوال‬ ‫َمتِه بِهِ وَبِحالِهِ‬
‫َس ِمعَ اِبنُ ع َّ‬
‫وَأَمَرُّ ِممّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ َوكَقَتلِهِ أَن ال يَموتَ قَتيال‬
‫خذَ الفِرارَ خَليال‬
‫وَعَظَ الَّذي اَِّت َ‬ ‫خذَ اجلَراءَةَ خُلَّةً‬
‫تَ َلفُ الَّذي اتَّ َ‬
‫فيها وَال كُلُّ الرِجالِ فُحوال‬ ‫ما كُلُّ مَن طَلَبَ املَعاِليَ نافِذاً‬
‫امل جم ال الل‬
‫عفره مرغه على الرتاب‬ ‫‪‬‬
‫اهلزبر الضخم الشديد‬ ‫‪‬‬
‫ادخرت خبأت‬ ‫‪‬‬
‫البحرية حبرية طربية‬ ‫‪‬‬
‫الزئري صوت األسد‬ ‫‪‬‬
‫األردن نهر األردن بالشام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نضدت وضعت بعضه على بعض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الورد األسد ألن لونه يضرب إىل احلمرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغيل األمجة أو الغابة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العفرة الشعر اجملتمع على قفاه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫الزجمرة ترديد الصوت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اللبدة الشعر اجملتمع على كتف األسد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفريق اجلماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حلوال مجع حال وهو النازل باملكان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكمي البس السالح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املشكول املقيد بالشكال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفريسة صيد األسد وهو ما يفرتسه يريد البقرة اليت هاجه عنها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرببرة الصياح والزجمرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التطفيل الدخول على اآلكلني من غري دعوة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التيه الكربياء‬ ‫‪‬‬
‫األزل القليل اللحم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املفتول القوي الشديد خلقة كأنه فتل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الزور وسط الصدر حيث تلتقي العظام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلضيض القرار يف األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مضاض حمرق أو مؤمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استنصر طلب النصرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التجديل الطرح على األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يهرول يسرع يف مشيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مهوال مذعورا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫امليل ملث فرسخ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫أقام املتنيب نصه على (التمامل الزائف يف الظاهر) (واالختالف احلقيقي يف الباطن) بني (املمدوح واألسد) من‬
‫جهة‪ ،‬و(صفات األسد) من جهة أخرى‪ ،‬وتطورت هذه املقابالت يف مواضع عدة مشكلة مفارقات مدهشة‪.‬‬
‫ال ميكن الكتفاء بتشبيه املمدوح باألسد يف قوته وشجاعته‪ ،‬ألن املمدوح قد تغلب على األسد‬
‫ِدخَرتَ الصَّارِمَ املَصقوال‬
‫ِل َمنِ ا َّ‬ ‫هلزَبرِ بِسَوطِهِ‬
‫َأ ُمع َِّفرَ اللَّيثِ ا ِ‬
‫وامتزج هذا النصر بعنصر املفارقة‪ ،‬فاملتوقع أن يستخدم السيف يف مواجهة ذلك الليث ال السوط‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وتظهر براعة املتنيب يف الكشف عن صور التمامل واالختالف‪ ،‬فثمة أوجه تشابه بني املمدوح واألسد‪ ،‬فكل‬
‫منهما ميتلك املنت األزل قليل اللحم والساعد املفتول‬
‫مَتناً َأزَلَّ وَساعِداً مَفتوال‬ ‫أَ َسدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما‬
‫وكل منهما شجاع‪ ،‬لكنهما خيتلفان يف الكرم والبخل‪.‬‬
‫َفتَشابَهُ اخلُلُقانِ يف إِقدامِهِ َوتَخالَفا يف بَذلِكَ املَأكوال‬
‫وتطالعنا هنا مفارقة جديدة فغالبا ما جيتمع خلق الشجاعة وخلق الكرم يف الرجل‪ ،‬ولكن هذا األسد الشجاع‬
‫القوي يف الظاهر خيشى اجلوع جلبنه يف الباطن لذا وصفه بالبخل‪.‬‬
‫ويستمر املتنيب يف الكشف عن هذه املفارقات حتى يف الصفات اخلاصة باألسد لذا نراه يقول‬
‫يف وحدَةِ الرُهبانِ إِلّا أَنَّهُ ال يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليال‬
‫فقد مامل بني األسد والرهبان يف العزلة‪ ،‬ولكن عند اجلمع بني هذا التمامل الشكلي وسلوك األسد الذي ال حيل‬
‫حالال‪ ،‬وال حيرم حراما‪ ،‬تتضح املفارقة بني الظاهر اإلجيابي والباطن السليب‪.‬‬
‫وتطل علينا املفارقة من جديد حني صور لنا مشية األسد حيث يقول‬
‫فَ َكأَنَّهُ آسٍ َيجُسُّ عَليال‬ ‫َيطَأ الثَرى ُمَترَفِّقاً مِن تيهِهِ‬
‫فالتمامل بني هدوء مشية األسد وتأني الطبيب يف جس املريض هو ثمامل شكلي أيضا‪ ،‬لكن األسد يف مشيته هذه‬
‫يرتبص بالفريسة ويسعى إىل اصطيادها‪ ،‬على حني أن الطبيب يسعى إىل إنقاذ املريض وعالجه‪.‬‬
‫ويبدو األسد وكأنه يف غيله يف الظاهر‪ ،‬لكنه يف حقيقة األمر هو يف غيلني غيل من األشجار‪ ،‬وغيل من‬
‫لبدتيه‬
‫يف غيلِهِ مِن لِب َدتَيهِ غيال‬ ‫ُمَتخَضِّبٌ ِبدَمِ الفَوارِسِ البِسٌ‬
‫ويظل املتنيب يدهشنا يف رصده هلذه التمامالت غري احلقيقية‪ ،‬فالعرض يظن طوال يف الظاهر الستجماعه قوة‬
‫نفسه يف صدره‬
‫حتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطُّوال‬
‫َ‬ ‫ما زالَ يَج َمعُ نَفسَهُ يف زَورِهِ‬
‫ويف تصويره خلطوات األسد مجع ما بني اإلقدام واإلحجام أي أنه يتقدم ويتأخر‪ ،‬فهو جريء من جهة‪ ،‬لكن‬
‫لألمري هيبة جتعل األسد الشجاع يتقهقر من جهة أخرى‬
‫َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال‬ ‫صرَتْ مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما‬
‫قَ َ‬

‫‪40‬‬
‫مم أخذ هذا الليث يطلب النصر من التسليم والتجديل‪ ،‬علما بأن التسليم نقيض النصر يف الظاهر‪ ،‬لكن يظل‬
‫مثة احتمال للنجاة عند االستسالم يف الباطن‬
‫صرَ التَّسليمَ وَالتَّجديال‬
‫ُوتُهُ وَقَد كافَحتَهُ فَاِستَن َ‬
‫خذَلَتهُ ق َّ‬
‫َ‬
‫وجعل الشاعر األسد مقبوض اليدين والعنق قبل لقاء األمري بدر بن عمار يف الباطن‪ ،‬والقبض يكون بعد القتل‬
‫ال قبله يف الظاهر‬
‫َقبَضَت َمنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ فَ َكأَنَّما صادَفتَهُ مَغلوال‬
‫وظلت هذه املفارقات تطالعنا حتى يف احلِكَم اليت أوردها املتنيب بوصفها خالصة هلذه التجربة‬
‫فالفرار وإن كان جناة حقيقية إال أنه موت معنوي‬
‫وَأَمَرُّ ِممّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ َوكَقَتلِهِ أَن ال يَموتَ قَتيال‬
‫وعدم اخلوف من العار هو يف احلقيقة عدم خوف من املوت‪ ،‬ألن العار موت فحري مبن خاف من املوت أن‬
‫يقدم‪ ،‬ألن العار موت‪.‬‬
‫مِن حَتفِهِ مَن خافَ ِممّا قيال‬ ‫وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ‬
‫وإباء الذل جيعل العدد الكثري يف الظاهر يف عني اإلنسان قليال يف الباطن‬
‫يف عَينِهِ ال َعدَدَ الكَثريَ قَليال‬ ‫أََنفُ الكَريمِ ِمنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ‬
‫يضاف إ ىل ما سبق أن القارئ ال يستطيع التوقف عن املماهاة بني األسد يف الظاهر ‪ ،‬وأعداء األمري بدر بن عمار‬
‫يف الباطن‪ ،‬فقد أضفى املتنيب على األسد جمموعة من الصفات هي إىل اإلنسان أقرب‪ ،‬كجمع الرؤوس على شكل تالل‪،‬‬
‫وقتله للفوارس ال الفرائس السهلة على عادة السباع‪ ،‬وهروب ابن عمته اتعاظا ملا علم مبقتله‪ ،‬وشعوره بالعار طوال‬
‫حياته جراء ذلك‪ ،‬فضال عن تيهه‪ ،‬واتدائه اإلكليل‪ ،‬وعدم البذل خبال‪ ،‬واختياره االستسالم يف نهاية املعركة‪.‬‬
‫ولعل هذا البناء القائم على اجلمع بني األضداد بني (التمامل واالختالف)‪( ،‬الظاهر والباطن)‪( ،‬الزيف‬
‫واحلقيقة) هو ما ميز وصف املتنيب لألسد على خالف قصائد كثرية سعت إىل نقل صورة فوتوغرافية لألسد لكنها مل‬
‫تدهشنا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫ما أوجه الشبه بني املمدوح واألسد؟‬ ‫‪.0‬‬
‫ما أوجه االختالف بني املمدوح واألسد؟‬ ‫‪.2‬‬
‫عد إىل النص واستخرج الصفات اليت أضفاها املتنيب على األسد؟‬ ‫‪.1‬‬
‫اشرح البيت اآلتي شرحا وافيا؟‬ ‫‪.4‬‬
‫َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال‬ ‫صرَتْ مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما‬
‫قَ َ‬
‫ما الفكرة اليت سعى املتنيب إىل إيصاهلا من خالل هذه القصيدة؟‬ ‫‪.5‬‬
‫التذوق األدبي‬
‫وضح مجال التشبيهات التمثيلية يف قول الشاعر‬ ‫‪.0‬‬
‫ما قوبِلَت عَيناهُ إِلّا ظُنَّتا تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلوال‬
‫فَ َكأَنَّهُ آسٍ َيجُسُّ عَليال‬ ‫َيطَأ الثَرى ُمَترَفِّقاً مِن تيهِهِ‬
‫َركِبَ ال َكمِيُّ جَوادَهُ مَشكوال‬ ‫صرَت مَخا َفتُهُ اخلُطى فَ َكأَنَّما‬
‫قَ َ‬
‫مل يُخَطَّأ املتنيب من حيث فصاحة الرتاكيب الجتماع الضمريين املتصلني املخاطَب فالغائب يف قوله‬ ‫‪.2‬‬
‫لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميال‬ ‫َسبَقَ التِقا َءكَهُ ِبوَمبَةِ هاجِمٍ‬
‫على حني أن البالغيني خطأوه يف قوله‬
‫خلت البالد من الغزالة ليلها فأعاضهاك اهلل كي ال حتزنا‬
‫فما السبب يف رأيك؟‬
‫ما الفن البالغي فيما حتته خط؟ وما قيمته اجلمالية؟‬ ‫‪.1‬‬
‫َورَدَ الفُراتَ زَئريُهُ وَالنيال‬ ‫وَردٌ إِذا َورَدَ الُبحَريَةَ شارِباً‬
‫يفرق البالغيون بني مستويات عدة للمبالغة من تبلي ‪ ،‬فإغراق‪ ،‬فغلو‪ ،‬ففي أي مستوى تصنف مبالغة‬ ‫‪.4‬‬
‫املتنيب يف قوله‬
‫لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميال‬ ‫َسبَقَ اِلتِقا َءكَهُ ِبوَمبَةِ هاجِمٍ‬
‫وهل ثميل إىل هذا النوع من املبالغات؟‬
‫عمد املتنيب إىل توظيف احلكمة الختزال فكرة القصيدة فإىل أي مدى وفق يف ذلك وعلى وجه‬ ‫‪.5‬‬
‫اخلصوص يف قوله‬
‫يف عَينِهِ ال َعدَدَ الكَثريَ قَليال‬ ‫أََنفُ الكَريمِ ِمنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ‬
‫مِن حَتفِهِ مَن خافَ ِممّا قيال‬ ‫وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ‬
‫خذَ الفِرارَ خَليال‬
‫وَعَظَ الَّذي اَِّت َ‬ ‫خذَ اجلَراءَةَ خُلَّةً‬
‫تَ َلفُ الَّذي اِتَّ َ‬

‫‪41‬‬
‫فيها وَال كُلُّ الرِجالِ فُحوال‬ ‫ما كُلُّ مَن طَلَبَ املَعاِليَ نافِذاً‬
‫املراجع األساسية‪ (:‬مورد النص)‬
‫هـ)‪ -‬الديوان‪ ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،‬شرحه مصطفى سبييت‪ ،‬دار الكتب‪.‬‬ ‫املتنيب‪ ،‬أبو الطيب (ت‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫اخلياط‪ ،‬جالل‪ -‬املثال والتحول يف شعر املتنيب وحياته‪،‬ط‪ ،2‬دار الرائد العربي‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‬ ‫‪.0‬‬
‫‪0987‬م‪.‬‬
‫سلطان‪ ،‬منري‪ -‬البديع يف شعر املتنيب‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪0996 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫شعر احلكمة عند املتنيب بني النزعة العقلية واملتطلبات الفنية‪ ،‬رسالة‬ ‫شلوف‪ ،‬حسني‪-‬‬ ‫‪.1‬‬
‫جامعة(ماجستري) جامعة اإلخوة منتوري ‪ ،‬قسنطينة إشراف أ‪ .‬د الربعي بن سالمة ‪2116، ،‬م(‪ 272‬ورقة)‬
‫عبيدات‪ ،‬عدنان‪ -‬االجتاهات النقدية عند شراح ديوان املتنيب القدماء‪ ،‬كتاب الشهر رقم ‪ ،17‬وزارة‬ ‫‪.4‬‬
‫الثقافة‪ ،‬األردن‪2112 ،‬م ‪.‬‬
‫غامن‪ ،‬روال خالد حممد‪ -‬اآلخر يف شعر املتنيب‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري) جامعة النجاح الوطنية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إشراف د‪ .‬عبد اخلالق عيسى‪2101 ،‬م‪ 210( .‬ورقة)‪.‬‬
‫مدوري‪ ،‬سامية‪ -‬شعر احلكمة بني الرؤية الفلسفية وامللفوظ النفسي عند املتنيب‪ ،‬مقاربة سيكولوجية‬ ‫‪.6‬‬
‫تأويلية‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري) جامعة العقيد احلاج خلضر‪ ،‬إشراف د‪ .‬معمر حجيج‪2101 ، ،‬م‪ 055(.‬ورقة)‪.‬‬
‫الواحدي‪ ،‬علي بن أمحد النيسابوري(‪468‬ه)‪ -‬شرح ديوان املتنيب‪ ،‬حتقيق فردريخ ديرتيصي طبع‬ ‫‪.7‬‬
‫مدينة برلني‪0860 ،‬م‪.‬‬
‫ت‪ -‬ال ر ت‪:‬‬
‫الرحيلي‪ ،‬سعود بن دخيل‪ " -‬املذهب الكالمي مفهومه النظري وجتلياته يف شعر املتنيب" جملة جامعة‬ ‫‪.0‬‬
‫امللك سعود‪ ،‬م‪ ،04‬اآلداب ‪0422 ، 0‬ه‪2112 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 25 -1‬‬
‫السامرائي‪ ،‬عباس محيد‪ " -‬البنية االستعارية احملايدة بني الرتشيح والتجريد يف ديوان املتنيب" جملة مداد‬ ‫‪.2‬‬
‫اآلداب‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص ‪115 -297‬‬
‫نصري‪ ،‬أمل طاهر حممد‪" -‬االنكسار يف شعر املتنيب" جملة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬سلسلة الدراسات اإلنسانية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،04‬العدد‪، 2‬يونيو ‪2116‬م ‪ ،‬ص ‪. 009 -59‬‬

‫‪44‬‬
‫الوحدة التعليمية اخلامسة‬

‫عزة فارس‬

‫ألبي فراس احلمداني‬


‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس اخلامس من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح‬
‫أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة الشاعر واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.‬‬
‫النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫احلارث بن سعيد بن محدان التغليب الربعي‪ ،‬أبو فراس احلمداني أمري‪ ،‬شاعر‪ ،‬فارس‪ .‬وهو ابن عم سيف‬
‫الدولة‪ .‬وله وقائع كثرية‪ ،‬قاتل بها بني يدي سيف الدولة‪ .‬وكان سيف الدولة حيبه وجيله ويستصحبه يف غزواته ويقدمه‬
‫على سائر قومه‪ ،‬وقلده منبجا وحران وأعماهلا‪ ،‬فكان يسكن مبنبج (بني حلب والفرات) ويتنقل يف بالد الشام‪ .‬وجرح يف‬
‫هـ ) فامتاز شهره يف االسر برومياته‪ .‬وبقي يف القسطنطينية أعواما‪ ،‬مم فداه سيف‬ ‫معركة مع الروم‪ ،‬فأسروه (سنة‬
‫الدولة بأموال عظيمة‪ .‬مات قتيال يف صدد (على مقربة من محص) قتله أحد أتباع سعد الدولة ابن سيف الدولة‪.‬‬

‫النص األدبي‬
‫أمـا للهوى نهـيٌ عليـكَ وال أَمْـرُ‬ ‫أراكَ عَصِيَّ الدَّ ْمعِ شيمتُـكَ الصَّبـرُ‬
‫ولكـنَّ مِثلـي ال يـُذاعُ لـه سِـرُّ‬ ‫بلى‪ ،‬أنـا مُشتـاقٌ وعنـديَ لوعـةٌ‬
‫وأذللْتُ دمعاً مـن خالئِقِـه الكِبـر‬ ‫إذا الليلُ أضواني بسَطْتُ يدَ اهلـوى‬
‫إذا هيَ أذكتهـا الصَّبابـةُ والفكْـر‬ ‫تكادُ تضيءُ النـار بيـن جوانِحـي‬
‫إذا متُّ ظمآنـاً فـال نـزلَ القَطـر‬ ‫ُمعَلِّليت بالوصْـلِ واملـوتُ دونـه‬
‫وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لكِ العُـذر‬ ‫حفِظـتُ وضيَّعـتِ املـودةَ بيننـا‬
‫ألحرفِها‪ ،‬من كَـفِّ كاتبِهـا‪ ،‬بَشْـر‬ ‫ومـا هـذه األيـامُ إال صحـائـفٌ‬
‫هوايَ هلـا ذنـبٌ‪ ،‬وبهجتُهـا عُـذْر‬ ‫بنفسي من الغادينَ يف احلـيِّ غـادة‬
‫ألُذْناً بها عـن كـلِّ واشيـةٍ وَقْـر‬ ‫تروغُ إىل الواشنيَ فـيَّ‪ ،‬وإن لـي‬
‫أرى أن داراً لستِ من أهلِهـا قَفْـر‬ ‫بدوتُ وأهلـي حاضـرونَ‪ ،‬ألنَّنـي‬
‫خلمْر‬
‫وإيايَ‪ ،‬لوال حبُّك‪ ،‬املـاءُ وا َ‬ ‫وحاربتُ قومي فـي هواكِ‪ ،‬وإنَّهـم‬
‫فقدْ يهدمُ اإلميـانُ مـا شيَّـدَ الكُفْـر‬ ‫فإن كانَ ما قالَ الوُشـاةُ ولـم يكـنْ‬
‫آلنسةٍ يف احلَـيِّ شيمتُهـا الغـدْر‬ ‫وفيْتُ وفـي بعـضِ الوفـاءِ مذلـةٌ‬
‫فتـأرنُ أحيانـاً كمـا يأرنُ املُـهْـر‬ ‫وقور‪ ،‬وريعـانُ الصِّبـا يستفزُّهـا‬
‫وهل بفتىً مثلي علـى حالِـه نُكْـرُ‬ ‫تسائلين من أنتَ ؟ وهـي عليمـةٌ‬
‫ت أيُّهـمْ فَـهُـمُ كُـثْـر‬
‫قتيـلُـكِ ‪ ،‬قـالـ ْ‬ ‫فقلتُ كما شـاءتْ وشاءَ هلا اهلوى‬

‫‪47‬‬
‫خبْـر‬
‫ولـم تسألي عنِّـي‪ ،‬وعنـدَكِ بِـيْ ُ‬ ‫فقلتُ هلا لو شـئتِ مل تتعنَّتـي‬
‫ت معاذَ اهللِ بلْ أنـتِ ال الدَّهـر‬
‫فقل ُ‬ ‫فقالتْ لقد أزرى بكَ الدَّهـرُ بعدَنـا‬
‫إىل القلبِ‪ ،‬لكنَّ اهلوى للبلى جِسْـر‬ ‫وما كانَ لألحـزانِ لـوالكِ مسلـكٌ‬
‫هلجْـر‬
‫إذا ما عداها البيْـنُ عذَّبَهـا ا َ‬ ‫وتهلكُ بني اهلـزلِ واجلـدِّ مُهجـةٌ‬
‫وأن يدي ممـا علِقـْتُ بـه صفْـر‬ ‫فأيقنـتُ أن ال عـزَّ بعـدي لعاشـقٍ‬
‫هلجْـر‬
‫إذا اهلمُّ أسالني ألـحَّ بـيَ ا َ‬ ‫وقلبتُ أمـري ال أرى لـي راحـةً‬
‫هلا الذَّنبُ ال تُجزى به وَِليَ العُـذْر‬ ‫فعدتُ إىل حكـمِ الزَّمـانِ وحكمِهـا‬
‫كـأنِّـي أنـادي دو َن ميـثاء ظبيةً عـلـى شـرفٍ ظـمـيـاءَ جـلَّلَها الذُّعْر‬
‫ال بـالـوادِ أعـجـزه احلضْر‬
‫تـجـ ّفَلُ حيـنـاً مـم تدنو كأنَّما تـنـادي طَـ ً‬
‫ليعرفُ من أنكرتِهِ البـدوُ واحلضْـر‬ ‫فال تُنكريين يـا بنـةَ العـمِّ إنـَّه‬
‫إذا زلتِ األقدامُ‪ ،‬واستُنـزلَ الذُّعْـر‬ ‫وال تُنكرينـي‪ ،‬إنَّنـي غيـرُ منكَـرٍ‬
‫********************‬
‫معـودةٍ أنْ ال يُخـلَّ بهـا النَّصْـرُ‬ ‫وإنـي لـجـرّارٌ لـكـلِّ كتيـبـةٍ‬
‫النظَـرُ الشَّـزْر‬
‫كثريٌ إلـى ُنزّاهلـا َّ‬ ‫وإنِّـي لـنـزَّالٌ بـكـلِّ خمـوفـةٍ‬
‫وأسغَبُ حتى يشَبعَ الذئْـبُ والنِّسـر‬ ‫فأظمأُ حتى ترتوي البيـضُ والقَنـا‬
‫وال اجليشَ‪ ،‬ما مل تأتِهِ قب ِليَ النُّـذْر‬ ‫وال أصبحُ احلـيَّ اخللـوفَ بغـارةٍ‬
‫طلعتُ عليها بالـرَّدى أنـا وال َفجْـر‬ ‫ويـا ربَّ دارٍ لـم ُتخِ ْفنِـي منيعـة‬
‫خلمْـر‬
‫هزمياً‪ ،‬وردَّتنـي الرباقـعُ وا ُ‬ ‫ٍّ رددتُ اخليـلَ حتـى ملكتُـه‬
‫وحي‬
‫فلم يلقَها جهْمُ اللِّقـاءِ وال وَعْـر‬ ‫وساحبـة األذيـال حنـوي لقيتُهـا‬
‫ورحتُ ومل يكشـفْ ألموابِهـا ِستْـر‬ ‫وهبتُ هلا ما حـازه اجليـشُ كلّـه‬
‫وال بـاتَ يَثنينـي عـنِ الكـرمِ الفَقْـر‬ ‫وال راحَ يُطغيين بأموابـِه الغنـى‬
‫إذا مل أ ِفرْ عِرضي فال وَفَر الوَفْـر‬ ‫وما حاجيت باملـالِ أبغـي وفـورَه‬
‫وال فرسي مُهـر وال ربُّـه غمـر‬ ‫أُ ِسرْتُ وما صَحيب ب ُع ْزلٍ لدى الوغى‬

‫‪48‬‬
‫فليـس لـه بـرٌّ يقيـه وال بَـحْـر‬ ‫ولكن إذا حُمَّ القضاءُ علـى امـرِئٍ‬
‫ت هما أمـرانِ أحالهمـا مُـرُّ‬
‫فقل ُ‬ ‫وقال أُصيحابي الفرار أو الـردى؟‬
‫وحسبُكَ من أمرينِ خريُهما األسـر‬ ‫ولكنَّنـي أمضـي ملـا ال يَعيبنـي‬
‫فقلت أما واهلل‪ ،‬مـا نالنـي خُسْـر‬ ‫يقولون لي بعتَ السالمـةَ بالـرَّدى‬
‫عنيَ األسرُ والضُّـرُّ؟‬
‫إذا ما جتافى ِّ‬ ‫عنـيَ املـوتُ ساعـةً‬
‫وهل يتجافى ِّ‬
‫الذكْـر‬
‫فلم ميتِ اإلنسانُ مـا حَيـيَ ِّ‬ ‫هو املوتُ فاخرتْ ما عال لك ذكـرُه‬
‫كما ردَّهـا يومـاً بسوءتـِه َعمْـرو‬ ‫وال خريَ يف دفـعِ الـرَّدى مبذلَّـةٍ‬
‫حمْـر‬
‫عليَّ ميـابٌ مـن دمائِهِمُ ُ‬ ‫مينُّـون أن خلّوا ميابـيْ‪ ،‬وإنَّمـا‬
‫وأعقابُ رُحمي فيهمُ حطَّـم الصَّـدْر‬ ‫وقائمُ سيـفي فيهمُ انـدقَّ نصلُـه‬
‫ويف الليلـةِ الظَّلمـاءِ يُفتقـدُ البَـدْر‬ ‫سيذ ُكرُنـي قومـي إذا جـدَّ جِدهـمْ‬
‫ض ّمَرُ الشُّقـر‬
‫وتلك القنا والبيضُ وال ّ‬ ‫فإن عِشتُ‪ ،‬فالطعنُ الـذي يعرفونَـه‬
‫وإن طالتِ األيـامُ و انفسـحَ العُمـر‬ ‫وإن مُـتُّ فاإلنسـانُ ال بـدَّ ميِّـتٌ‬
‫وما كان يغلو التِّربُ لو نفقَ الصفر‬ ‫ولو سدَّ غريي ما سـدَدْتُ اكتفَـوْا به‬
‫لنا الصَّدرُ دونَ العامليـنَ أو ال َقبْـر‬ ‫وحنـن أنـاسٌ ال تـوسُّـطَ عندنـا‬
‫ومن خطبَ احلسناءَ مل يغلِها املَهْر‬ ‫تهونُ علينا فـي املعالـي نفوسُنـا‬
‫وأكرمُ من فوقَ التُّـرابِ وال َفخْـر‬ ‫أعزُّ بين الدنيا وأعلـي ذوي العُـال‬
‫امل جم ال الل‬
‫عصي الدمع ممتنعه‬ ‫‪‬‬
‫اللوعة الشوق والصبابة‬ ‫‪‬‬
‫أضواني أضعفين‬ ‫‪‬‬
‫خالئقه صفاته‬ ‫‪‬‬
‫الكرب األنفة‬ ‫‪‬‬
‫اجلوانح الضلوع‬ ‫‪‬‬
‫أذكتها أشعلتها‬ ‫‪‬‬

‫‪49‬‬
‫الصبابة الشوق‬ ‫‪‬‬
‫معلليت مطمعيت‬ ‫‪‬‬
‫الوصل اللقاء‬ ‫‪‬‬
‫القطر املاء‬ ‫‪‬‬
‫الصحائف مجع صحيفة وهي الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫بشر حمو‬ ‫‪‬‬
‫تروغ ثميل سرا‬ ‫‪‬‬
‫الوقر الصمم‬ ‫‪‬‬
‫ريعان الصبا أوله‬ ‫‪‬‬
‫تأرن تنشط وثمرح‬ ‫‪‬‬
‫نكر غري معروف‬ ‫‪‬‬
‫تتعنيت تطلبني أمرا فيه مشقة‬ ‫‪‬‬
‫املهجة الروح‬ ‫‪‬‬
‫البني الفراق‬ ‫‪‬‬
‫أسالني أنساني‬ ‫‪‬‬
‫امليثاء األرض السهلة‬ ‫‪‬‬
‫الشرف املكان املرتفع‬ ‫‪‬‬
‫ظمياء رقيقة اجلفن‬ ‫‪‬‬
‫الطال ولد الغزالة‬ ‫‪‬‬
‫احلضر الركض‬ ‫‪‬‬
‫جرار قائد‬ ‫‪‬‬
‫الكتيبة العسكر اجملتمع‬ ‫‪‬‬
‫املخوفة األرض اليت خيافها املرء‬ ‫‪‬‬
‫النظر الشزر النظر الذي فيه غضب‬ ‫‪‬‬
‫البيض السيوف‬ ‫‪‬‬
‫القنا الرماح‬ ‫‪‬‬
‫أسغب أجوع‬ ‫‪‬‬
‫احلي اخللوف احلي الذي غاب عنه رجاله‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬
‫الردى املوت‬ ‫‪‬‬
‫الرباقع مجع برقع وهو ما تسرت به املرأة وجهها كالنقاب‬ ‫‪‬‬
‫اخلمر مجع مخار وهو ما تسرت به املرأة شعرها‬ ‫‪‬‬
‫ساحبة األذيال الفتاة املتبخرتة‬ ‫‪‬‬
‫الوعر القاسي الشديد‬ ‫‪‬‬
‫وفوره كثرته‬ ‫‪‬‬
‫الوفر املال‬ ‫‪‬‬
‫الغمر الغافل الذي مل جيرب األمور‬ ‫‪‬‬
‫يتجافى يبتعد‬ ‫‪‬‬
‫الضمر اخليول املضمرة‬ ‫‪‬‬
‫الترب الذهب‬ ‫‪‬‬
‫الصفر النحاس‬ ‫‪‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫مير أبو فراس بأزمة نفسية‪ ،‬فهو أمري وقائد من قواد سيف الدولة احلمداني‪ ،‬لكنه وجد نفسه بني ليلة وضحاها‬
‫يف األسر يعاني األمرّين‪ ،‬وهو يدرك يف الالوعي أنه كان بإمكانه تاليف ما حصل‪ ،‬فقد كان مع ملة من أصحابه خرجوا‬
‫للصيد ال للقتال‪ ،‬فقابلتهم كتيبة من الروم‪ ،‬فأبى الفرار‪ ،‬وأصر على قتاهلم‪ ،‬فوقعوا مجيعا يف األسر‪ ،‬ولكن عقله‬
‫الواعي يرفض التسليم بهذه احلقيقة‪ ،‬لذا جلأ إىل التسوي من خالل أسلوب النفي حتى يتحقق لديه التوازن النفسي‪ ،‬فهو‬
‫متجلد ما للهوى نهي عليه وال أمر‪ ،‬ال يذاع له سر‪ ،‬ليس ضحية للدهر بل للبشر مصدر األحزان‪ ،‬ال راحة له‪ ،‬ويف‬
‫الوقت نفسه هو غري منكر‪ ،‬ال خيل النصر بكتيبته‪ ،‬وال يصبح احلي اخللوف بغارة‪ ،‬وال اجليش ما مل تأته النذر‪ ،‬ال خياف‬
‫احلصون املنيعة‪ ،‬ال يعامل األسرى معاملة سيئة‪ ،‬وال يهتك األعراض‪ ،‬ال يطغيه الغنى‪ ،‬وال يثنيه الفقر ‪.‬‬
‫ومل يكتف أبو فراس بتسوي مواقفه وإمنا جلأ إىل إمبات صحتها‪ ،‬ويبدو هذا جليا من خالل استخدام أسلوب‬
‫الشرط الذي أسهم يف إمبات الشاعر لوجهة نظره يف كثري من القضايا‪ ،‬فعند العودة إىل القصيدة جند شاعرنا ال يبكي إال إذا‬
‫أضواه الليل لكربيائه‪ ،‬وإن ظل حمروما فال نزل القطر‪ ،‬ولوال احملبوب لكان حال شاعرنا رائعا مع أهله‪ ،‬وإن صدق‬
‫الوشاة فباب التوبة مفتوح‪ ،‬مع االحرتاس بأن هذا مل يكن‪ ،‬وهو يف عذاب دائم فإذا انقضى البني واهلم جاءه اهلجر‪،‬‬
‫وهو رابح يف كل األحوال فإن عاش عذب به األعداء‪ ،‬وإن مات فاملوت حق‪ ،‬وال أحد يسد مسده‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫الكتفى الناس بالنحاس بدال من الذهب‪ ،‬وهو على استعداد أن يقدم أي مثن يف سبيل املعالي فمن خطب احلسناء مل‬
‫يغلها املهر‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وظف الشاعر هذا األسلوب لبيان أن البكاء ال يتنافى مع الرجولة بل هو ضرورة‪ ،‬وأن حب األنا وحب اآلخر‬
‫ال ينفصالن‪ ،‬وأن احلياة أو املوت هما إحدى احلسنيني‪ ،‬وأن التوافق النفسي مقدم على التوافق االجتماعي‪.‬‬
‫ويبدو أبو فراس أيضا حمبا للسيطرة‪ ،‬معتدا بنفسه‪ ،‬وامقا بها‪ ،‬نشيطا‪ ،‬قويا‪ ،‬يأبى اخلنوع واخلضوع والطاعة‬
‫واالمتثال‪ ،‬وهو مغامر شجاع وهذا ما يستشف من أسلوب التأكيد الشائع يف القصيدة وقد جاء على صور عدة‬
‫القسم كقوله‬ ‫•‬
‫فقلت أما واهلل‪ ،‬مـا نالنـي خسـر‬ ‫يقولون لي بعت السالمـة بالـردى‬
‫امسية اجلملة كقوله‬ ‫•‬
‫وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر‬ ‫حفظـت وضيعـت املـودة بيننـا‬
‫احلصر كقوله‬ ‫•‬
‫ألحرفها‪ ،‬من كـف كاتبهـا‪ ،‬بشـر‬ ‫ومـا هـذه األيـام إال صحـائـف‬
‫اسم التفضيل كقوله‬ ‫•‬
‫وأكرم من فوق التـراب وال فخـر‬ ‫أعز بين الدنيا وأعلـي ذوي العـال‬
‫التأكيد بالرتتيب كقوله‬ ‫•‬
‫لنا الصدر دون العامليـن أو القبـر‬ ‫وحنـن أنـاس ال تـوسـط عندنـا‬
‫حروف التأكيد كقوله‬ ‫•‬
‫علي ميـاب مـن دمائهمُ محـر‬ ‫مينـون أن خلـوا ميابـي‪ ،‬وإنـمـا‬
‫ويف الليلـة الظلمـاء يفتقـد البـدر‬ ‫سيذكرنـي قومـي إذا جـد جدهـم‬
‫إىل القلب‪ ،‬لكن اهلوى للبلى جسـر‬ ‫وما كان لألحـزان لـوالك مسلـك‬
‫معـودة أن ال خيـل بهـا النصـر‬ ‫وإنـي لـجـرار لـكـل كتيـبـة‬
‫ويستمر أبو فراس احلمداني يف ممارسة لعبة اخلفاء ‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص يف تلك املقدمة الغزلية الرمزية من‬
‫البيت ( ‪ ) 27 - 0‬فعند التفكر يف طبيعة العالقة بني شاعرنا وحمبوبته جند أنها عالقة ال ختتلف يف بنيتها العميقة عن‬
‫عالقة الشاعر بابن عمه سيف الدولة احلمداني‪.‬‬
‫فشاعرنا مشتاق وعدته احملبوبة بالوصال‪ ،‬حفظ املودة‪ ،‬لكنه مل يلق إال الغدر‪ ،‬تستمع حمبوبته إىل الوشاة الذين‬
‫ينقمون على شاعرنا حبها له‪ ،‬مما دفعه إىل اخلصام مع أقرب املقربني من أجلها‪ ،‬فإن كان ما قال الوشاة حقا – وهو‬

‫‪52‬‬
‫بالطبع غري صحيح – فإنه يعتذر عن ذلك ويتوب عنه‪ ،‬وتتجاهل احملبوبة إمكانيات أبي فراس وهي عليمة بها‪ ،‬وهي‬
‫تدرك ما آل إليه حاله حني بعد عنها‪ ،‬ولكنها ال تستمع بل تنفر منه وجتفل‪.‬‬
‫وليس من باب املصادفة أن ينهي أبو فراس مقدمته بهذين البيتني‬
‫ليعرف من أنكرته البـدو واحلضـر‬ ‫فال تنكريين يـا بنـة العـم إنـه‬
‫إذا زلت األقدام‪ ،‬واستنـزل الذعـر‬ ‫وال تنكرينـي‪ ،‬إننـي غيـر منكـر‬
‫ففي قوله يا بنة العم إشارة إىل سيف الدولة الذي أحبه أبو فراس وحفظ حبه ومودته‪ ،‬لكنه كان يستمع إىل‬
‫احلساد الذين نقموا على أبي فراس حب سيف الدولة له‪ ،‬ونقلوا كالما غري صحيح‪ ،‬مما دفع سيف الدولة إىل جتاهل أبي‬
‫فراس والتباطؤ يف فدائه‪.‬‬
‫ولكن أما من حلظات جتلت فيها احلقيقة ولو على شكل فلتات لسان؟ واجلواب بلى‪ ،‬فقد ظلت احلقيقة تطل‬
‫برأسها من حني آلخر رغم سعي الشاعر ملمارسة لعبة اخلفاء طوال الوقت‪ ،‬فعلى الرغم من كونه عصي الدمع إال أن هذا‬
‫مل مينعه من البكاء ليال‬
‫أمـا للهوى نهـيٌ عليـكَ وال أَمْـرُ‬ ‫أراكَ عَصِيَّ الدَّ ْمعِ شيمتُـكَ الصَّبـرُ‬
‫وأذللْتُ دمعاً مـن خالئِقِـه الكِبـر‬ ‫إذا الليلُ أضواني بسَطْتُ يدَ اهلـوى‬
‫وها هو يقر بشوقه ومبالحقة األفكار له‬
‫ولكـنَّ مِثلـي ال يـُذاعُ لـه سِـرُّ‬ ‫بلى‪ ،‬أنـا مُشتـاقٌ وعنـديَ لوعـةٌ‬
‫إذا هيَ أذكتهـا الصَّبابـةُ والفكْـر‬ ‫تكادُ تضيءُ النـار بيـن جوانِحـي‬
‫هلجْـر‬
‫إذا اهلمُّ أسالني ألـحَّ بـيَ ا َ‬ ‫وقلبتُ أمـري ال أرى لـي راحـةً‬
‫كما يقر حبزنه حتى أشرفت نفسه على اهلالك‪ ،‬بعد أن ذاق طعم الذل‬
‫إىل القلبِ‪ ،‬لكنَّ اهلوى للبلى جِسْـر‬ ‫وما كانَ لألحـزانِ لـوالكِ مسلـكٌ‬
‫هلجْـر‬
‫إذا ما عداها البيْـنُ عذَّبَهـا ا َ‬ ‫وتهلكُ بني اهلـزلِ واجلـدِّ مُهجـةٌ‬
‫وأن يدي ممـا علِقـْتُ بـه صفْـر‬ ‫فأيقنـتُ أن ال عـزَّ بعـدي لعاشـقٍ‬
‫وينتهي به الطاف معلنا االستسالم‬
‫هلا الذَّنبُ ال تُجزى به وَِليَ العُـذْر‬ ‫فعدتُ إىل حكـمِ الزَّمـانِ وحكمِهـا‬

‫‪51‬‬
‫وعند مناقشة لب املسألة يعرتف أبو فراس مبرارة األسر‬
‫ت هما أمـرانِ أحالهمـا مُـرُّ‬
‫فقل ُ‬ ‫وقال أُصيحابي الفرار أو الـردى؟‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫عد إىل النص واستخرج الصفات اليت وصف بها أبو فراس احلمداني نفسه‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫هل تعتقد أن أبا فراس احلمداني كان على صواب حني رفض الفرار‪ ،‬علما بأنه مل خيرج للقتال وإمنا‬ ‫‪.2‬‬
‫خرج للصيد مع رفاقه؟‬
‫ما أوجه الشبه بني معاملة حمبوبة الشاعر له ومعاملة ابن عمه له؟‬ ‫‪.1‬‬
‫استخرج من النص أربع حكم توصل إليها الشاعر بوصفها خالصة هلذه التجربة الصعبة اليت مر بها‬ ‫‪.4‬‬
‫الشاعر؟‬
‫مبَ تفسر تأخر سيف الدولة احلمداني يف فداء ابن عمه أبي فراس احلمداني؟‬ ‫‪.5‬‬

‫التذوق األدبي‬
‫بني مجال أسلوب التجريد يف مطلع القصيدة‬ ‫‪.0‬‬
‫أمـا للهوى نهـي عليـك وال أمـر‬ ‫أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر‬
‫ما الغرض البالغي من االستفهام املنفي يف البيت السابق؟‬ ‫‪.2‬‬
‫بني مجال االستعارة يف قوله (بسطت يد اهلـوى)‬ ‫‪.1‬‬
‫ما الفن البالغي فيما حتته خط‬ ‫‪.4‬‬
‫آلنسة يف احلـي شيمتهـا الغـدر‬ ‫وفيت وفـي بعـض الوفـاء مذلـة‬
‫بني مجال التشبيه الضمين يف قول الشاعر‬ ‫‪.5‬‬
‫ويف الليلـة الظلمـاء يفتقـد البـدر‬ ‫سيذكرنـي قومـي إذا جـد جدهـم‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫السؤال األول‬
‫‪ -5‬ورد (بلى) حرف جواب يف البيت الثاني‪ .‬بيّن احلالة اليت يُجاب عنها به‪.‬‬
‫‪ -4‬هل ميكن استعمال (كاد) تامّة يف قول أبي فراس تكاد تضيء النّار بني جواحني؟ وضّح ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬ما نوع االستثناء يف قوله وما هذه األيّام إالّ صحائفٌ؟‬
‫‪ -2‬حدّد املعنى الذي خرج إليه التصغري يف قوله وقال أُصيحابي الفرارُ أو الرّدى‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫السؤال الثاني‬
‫‪ -5‬قال تعاىل "آتوني أُفرغْ عليه ِق ْطرًا" [الكهف ‪ .]75‬استخرج من األبيات التسعة األوىل ما يدلّ على هذا‬
‫الرتكيب ويشبهه‪ ،‬وبيّن وجه إعرابه‪.‬‬
‫‪ -4‬ما الفرق يف استعمال (إنْ) و(إذا) يف قول أبي فراس‬
‫جدّ جِدُّهمْ‪.‬‬
‫سيذكُرني قومي إذا َ‬
‫إذا الليلُ أضواني بسطتُ يد الرّدى‪.‬‬
‫فإنْ عشتُ‪ ،‬فالطّعن الذي يَعْرفونه‪.‬‬
‫وإنْ متُّ‪ ،‬فاإلنسان ال بدَّ ميّتٌ‪.‬‬
‫السؤال الثالث حدّد نوع كلّ مشتقّ من املفردات اآلتية‬
‫جرّار – نزّال – مَخوفة – الواشني – اخلَلوف – أحالهما ُمرّ –‬
‫مَذلّة – وَقور – عليمة – قتيلك – ظمياء‬
‫السؤال الرابع بيّن نوع احلرف املشار إليه يف كل موضع من املواضع اآلتية‬
‫‪ -5‬الباء يف قول أبي فراس وال خري يف دفع الرّدى مبذلّة‪.‬‬
‫‪ -4‬الالم يف قوله وإنّ لي ألُذنًا بها عن كلّ واشية وَ ْقرُ‪.‬‬
‫‪( -3‬ما) يف قوله فقد يهدم اإلميان ما شيّد الكفرُ‪.‬‬
‫‪( -2‬ما) يف قوله إذا ما عداها البنيُ عذّبها اهلجرُ‪.‬‬
‫‪( -1‬ال) يف قوله وال تُنكريين‪ ،‬إنّين غريُ مُن َكرٍ‪.‬‬
‫‪( -1‬أو) يف قوله لنا الصّدرُ دون العاملني أو القربُ‪.‬‬
‫السؤال اخلامس أعرب ما حتته خطّ فيما يأتي‬
‫‪ -5‬ألنّين أرى أنّ دارًا لستِ من أهلها قفرُ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا الليلُ أضواني بسطتُ يد الرّدى‪.‬‬
‫‪ -3‬بنفسي من الغادين يف احليّ غادةٌ‪.‬‬
‫‪ -2‬وَقورٌ‪ ،‬وريعان الصِّبا يَسْتفزّها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ٍّ رددتُ اخليلَ حتى ملكتُه هزميًا‪.‬‬
‫‪ -1‬وحي‬
‫‪ -1‬فقلت معاذ اهلل‪ ،‬بل أنت ال الدّهرُ‪.‬‬
‫‪ -5‬ويا رُبَّ دارٍ مل ُتخِفْين منيعةٍ‪.‬‬
‫املراجع األساسية‬
‫م‪.‬‬ ‫أبو فراس احلمداني – الديوان ‪ ،‬م ‪ ،‬حتقيق سامي الدهان ‪ ،‬بريوت‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أبو محدة‪ ،‬حممد علي‪ -‬التذوق اجلمالي لقصيدة أبي فراس احلمداني " اراك عصي الدمع شيمتك‬ ‫‪.0‬‬
‫الصرب" دراسة نقدية إبداعية‪ ،‬ط‪ ،0‬مكتبة اجلامع احلسيين‪ ،‬عمان ‪0989‬م ‪.‬‬
‫الدالهمة‪ ،‬إبراهيم مصطفى سليمان‪ -‬الصورة الفنية يف شعر أبي فراس احلمداني‪ ،‬إربد‪2110 ،‬م‬ ‫‪.2‬‬
‫عمران‪ ،‬عبد اللطيف –شعر أبي فراس احلمداني دالالته وخصائصه الفنية‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪0999‬م‬
‫قاضي‪ ،‬النعمان‪ -‬أبو فراس احلمداني املوقف والتشكيل اجلمالي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاهرة ‪0982،‬م‬ ‫‪.4‬‬
‫كراكيب‪ ،‬حممد‪ -‬خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان ابي فراس احلمداني دراسة صوتية وتركيبية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪2111 ،‬م‬
‫املومين‪ ،‬عبد املالك‪ -‬التجربة اإلنسانية يف روميات أبي فراس احلمداني‪ ،‬ط‪ 0‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫بريوت ‪2101 ،‬م‬
‫ب‪ -‬ال ر ت‪:‬‬
‫أيوب‪ ،‬حسام حممد‪ -‬قصيدة "أراك عصي الدمع" ألبي فراس احلمداني‪ -‬مقاربة أسلوبية نفسية‪-‬‬ ‫‪.0‬‬
‫(باالشرتاك)‪ ،‬جملة كلية الرتبية للبنات‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬مج ‪ 21‬العدد ‪ ، 1‬أيلول ‪2102 ،‬م‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الوحدة التعليمية السادسة‬

‫تأمالت يف احلياة واملوت‬

‫ألبي العالء املعري‬


‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس السادس من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح‬
‫أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة أبي العالء املعري واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.‬‬
‫النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫أمحد بن عبد اهلل بن سليمان التنوخي املعري شاعر فيلسوف‪ .‬ولد ومات يف معرة النعمان‪ .‬كان حنيف اجلسم‪،‬‬
‫أصيب باجلدري صغريا فعمي يف السنة الرابعة من عمره‪ ،‬وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة‪ ،‬ورحل إىل بغداد سنة‬
‫هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر‪.‬‬
‫شاعراً يرمونه‪ ،‬وكان يلعب بالشطرنج والنرد‪،‬‬ ‫وهو من بيت علم كبري يف بلده‪ ،‬وملا مات وقف على قربه‬
‫وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد اهلل بن أبي هاشم‪ ،‬وكان حيرم إيالم احليوان‪ ،‬ومل يأكل اللحم مخسا‬
‫وأربعني سنة‪ ،‬وكان يلبس خشن الثياب‪ ،‬وقد ترجم كثري من شعره إىل غري العربية ‪ ،‬وأما كتبه فكثرية ‪.‬‬
‫قال أبو العالء املعري هذه القصيدة يف رماء صديقه الفقيه أبي محزة الذي مات يف سن الشباب‪ ،‬وكان أبو عالء‬
‫معجبا بأخالقه‪ ،‬فرماه رماء حافال بالتأمالت العامة‪.‬‬
‫النص األدبي‬
‫جدٍ يف مِلَّيت وا ْعتِقادي ‪َ /‬ن ْوحُ باكٍ وال َترَنُّمُ شادِ‬
‫َغْيرُ ُم ْ‬
‫صوْتِ البَشريِ يف كلّ نادِ‬
‫صوْتُ النّعيِّ إذا قِيسَ بِ َ‬
‫و َشبِيهٌ َ‬
‫صنِها ا َمليّادِ‬
‫حلمَامَةُ أمْ غَنَّتْ عَلى َفرْعِ غُ ْ‬
‫أَبَكَتْ تِلْكُمُ ا َ‬
‫صَاحِ َهذِي ُقبُورُنا َتمْألُ الرُّحْبَ فأينَ ال ُقبُورُ ِمنْ عَهدِ عادِ‬
‫خَ ّففِ ال َوطْءَ ما أ ُظنّ أدِيمَ األ ْرضِ إالّ ِمنْ َهذِهِ األجْسادِ‬
‫وقَبيحٌ بنَا وإنْ َقدُمَ العَ ْهدُ َهوَانُ اآلبَاءِ واألجْدادِ‬
‫هلوَاءِ رُوَيداً ‪/‬ال اخْتِياالً عَلى رُفَاتِ العِبادِ‬
‫ِسرْ إنِ ا ْسطَعتَ يف ا َ‬
‫حدٍ َقدْ صَارَ َلحْداً مِراراً ‪ /‬ضَاحِكٍ ِمنْ َتزَاحُمِ األضْدادِ‬
‫رُبّ َل ْ‬
‫يف طَويلِ األزْمانِ وَاآلباد‬ ‫وَدَ ِفنيٍ عَلى بَقايا دَ ِفنيٍ ‪/‬‬
‫فاسْألِ ال َفرْ َقدَينِ َع ّمنْ أحَسّا ‪ِ /‬منْ قَبيلٍ وآنسا من بِالدِ‬
‫وَأنارا ِل ُمدْلِجٍ يف َسوَادِ‬ ‫كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ ‪/‬‬
‫ال ِمنْ راغبٍ يف ازْديادِ‬
‫َتعَبُ كُلُّها احلَياةُ فَما أ ْعجَبُ إ ّ‬
‫ضعَافُ سُرُورٍ يف ساعَةِ امليالدِ‬
‫حزْناً يف ساعةِ ا َملوْتِ أ ْ‬
‫إنّ ُ‬
‫أُمّةٌ َيحْ َسبُونَهُمْ للنّفادِ‬ ‫خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ ‪/‬‬

‫‪59‬‬
‫إنّما ُينْقَلُونَ ِمنْ دارِ أعْمالٍ إىل دارِ شِ ْقوَةٍ أو رَشَادِ‬
‫جعَةُ ا َملوْتِ رَ ْقدَةٌ يُسرتيحُ اجلِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السُّهادِ‬
‫ضْ‬‫َ‬
‫امل جم ال الل ‪:‬‬
‫غري جمد غري مفيد‬ ‫‪‬‬
‫مليت مذهيب‬ ‫‪‬‬
‫النوح البكاء‬ ‫‪‬‬
‫الرتمن ترديد الصوت بالغناء‬ ‫‪‬‬
‫الشادي املغين‬ ‫‪‬‬
‫النعي املخرب باملوت‬ ‫‪‬‬
‫البشري من يبشر بوالدة املولود‬ ‫‪‬‬
‫الفرع أعلى الغصن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املياد املتمايل‬ ‫‪‬‬
‫صاح يا صاحب‬ ‫‪‬‬
‫الرحب املكان الواسع‬ ‫‪‬‬
‫الوطء الدوس بالقدم‬ ‫‪‬‬
‫أديم األرض وجهها‪ ،‬ترابها‬ ‫‪‬‬
‫قبيح عار‬ ‫‪‬‬
‫اهلوان الذل‬ ‫‪‬‬
‫رويدا على مهل‬ ‫‪‬‬
‫اختياال تكربا‬ ‫‪‬‬
‫الرفات ما بلي من العظام‬ ‫‪‬‬
‫اللحد القرب إذا أميل بامليت إىل أحد شقيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اآلباد األزمنة واحدها أبَد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫آنسا أبصرا‬ ‫‪‬‬
‫املدجل السائر ليال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البقاء احلياة اآلخرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دار أعمال احلياة الدنيا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪61‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫يقدم أبو العالء املعري يف هذه املقدمة التأملية جمموعة من الصور تتوزع على قطبني متضادين قطب احلياة‪،‬‬
‫وقطب املوت‪ ،‬فمن صور احلياة ترمن شادي‪ ،‬صوت البشري‪ ،‬غناء احلمامة‪ ،‬السرور ساعة امليالد‪ ،‬ويف مقابل هذه‬
‫الصور تقف صور املوت نوح باك‪ ،‬صوت النعي‪ ،‬بكاء احلمامة‪ ،‬امتالء الرحب بالقبور‪ ،‬احلزن ساعة املوت‪.‬‬
‫ويربط بني صور احلياة والسرور فال يرتمن وال يغين إال السعيد‪ ،‬والبشري ينقل أخبارا سعيدة كوالدة مولود‪ ،‬كما‬
‫يربط أيضا بني صور املوت واحلزن‪ ،‬فالنواح حماولة للتخلص من مشاعر احلزن‪ ،‬والنعي ينقل خرب املوت احملزن‪.‬‬
‫مم يعمد إىل تشكيل مفارقة عجيبة من خالل اجلمع بني هذه الصور املتضادة حتت حكم واحد هو الالجدوى‪،‬‬
‫فالدنيا تسري ضمن إيقاع منتظم‪ ،‬لذا ال ينفع فيها احلزن أو السرور‪ ،‬فال جدوى من النوح أو الرتمن‪ ،‬وال فرق بني النعي‬
‫والبشري‪ ،‬أو البكاء والغناء‪.‬‬
‫فاسْألِ ال َفرْ َقدَينِ َع ّمنْ أحَسّا ‪ِ /‬منْ قَبيلٍ وآنسا من بالدِ‬
‫وَأنارا ِل ُمدْلِجٍ يف َسوَادِ‬ ‫كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ ‪/‬‬
‫وجيعل أبو العالء الغلبة لقطب املوت على قطب احلياة‪ ،‬فالقبور ثمأل الرحب‪ ،‬وأديم األرض من أجساد‬
‫األجداد‪ ،‬والقرب جيمع بني األضداد‪ ،‬واحلزن ساعة املوت أضعاف السرور ساعة امليالد‪ ،‬وترجع هذه الغلبة إىل معاناة‬
‫الشاعر يف حياته‪ ،‬حتى غدا يرى يف املوت راحة وخالصا‬
‫َتعَبُ كُلّها احلَياةُ فَما أ ْعجَبُ إالّ ِمنْ راغبٍ يف ازْديادِ‬
‫مم يطرأ تغري ملحوظ على بنية النص‪ ،‬ويهتدي أبو العالء إىل عنصر مالث يغري تلك الثنائية غري املتوازنة‪ ،‬فقد‬
‫خلق الناس للخلود يوم القيامة وليس هلذه الدنيا الفانية‬
‫أُمّةٌ َيحْ َسبُونَهُمْ للنّفادِ‬ ‫خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ ‪/‬‬
‫وما هذه احلياة الدنيا إال دار أعمال ينقل بعدها اخللق إىل جنة أو نار‬
‫إنّما ُينْقَلُونَ ِمنْ دارِ أعْمالٍ إىل دارِ شِ ْقوَةٍ أو رَشَادِ‬
‫وهكذا تتحقق املصاحلة بني هذين القطبني املتصارعني احلياة واملوت‪ ،‬وتشعر الذات الشاعرة حبالة من الرضا‬
‫واالطمئنان‪ ،‬فلم يعد املوت هروبا أو خالصا‪ ،‬إمنا هو ضجعة يسرتيح اجلسم فيها بعد جهد العمل يف هذه الدنيا يف انتظار‬
‫اجلزاء والثواب من اهلل‬
‫جعَةُ ا َملوْتِ رَ ْقدَةٌ يُسرتيحُ اجلِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ‬
‫ضْ‬‫َ‬

‫‪60‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫مجع الشاعر بني صور متضادة حتت حكم واحد اذكر هذه الصور؟‬ ‫‪.0‬‬
‫ملَ يطلب الشاعر منا أن خنفف الوطء على األرض‪ ،‬وأن نطري يف اهلواء إن استطعنا؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما سبب ضحك القرب كما فهمته من النص؟‬ ‫‪.1‬‬
‫يقول أبو العالء املعري‬ ‫‪.4‬‬
‫أُمّةٌ َيحْ َسبُونَهُمْ للنّفادِ‬ ‫خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ ‪/‬‬
‫هل تعرف ما األمة اليت يشري إليها الشاعر؟ وملَ وصفها بالضالل؟‬
‫اشرح البيت اآلتي شرحا وافيا‬ ‫‪.5‬‬
‫جعَةُ ا َملوْتِ رَ ْقدَةٌ يُسرتيحُ اجلِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السُّهادِ‬
‫ضْ‬‫َ‬

‫التذوق األدبي‬
‫ما الغرض البالغي من اختيار الشاعر األسلوب اخلربي يف البيتني اآلتيني‬ ‫‪.0‬‬
‫جدٍ يف مِلّيت وا ْعتِقادي َن ْوحُ باكٍ وال َترَنّمُ شادِ‬
‫َغْيرُ ُم ْ‬
‫صوْتِ البَشريِ يف كلّ نادِ‬
‫صوْتُ النّعيّ إذا قِيسَ بِ َ‬
‫و َشبِيهٌ َ‬
‫ما الغرض البالغي من أسلوب االستفهام يف قول الشاعر‬ ‫‪.2‬‬
‫صنِها ا َمليّادِ؟‬
‫حلمَامَةُ أمْ غَنَّت عَلى َفرْعِ غُ ْ‬
‫أَبَكَتْ تِلْكُمُ ا َ‬
‫هل جاءت اهلمزة االستفهامية يف البيت السابق لطلب التصديق أو التصور؟ وما الفرق بني النوعني؟‬ ‫‪.1‬‬
‫ما القيمة البالغية اليت أضافتها اجلملة االعرتاضية يف قول الشاعر‬ ‫‪.4‬‬
‫وقَبيحٌ بنَا ‪ -‬وإنْ َقدُمَ العَ ْهدُ‪َ -‬هوَانُ اآلبَاءِ واألجْدادِ‬
‫بني مجال الطباق الصناعي يف قول الشاعر‬ ‫‪.5‬‬
‫وَأنارا ِل ُمدْلِجٍ يف َسوَادِ‬ ‫كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫السؤال األول‬
‫‪ -5‬يعدّ (التّرخيم) واحدًا من أساليب النّداء يف العربيّة‪ .‬دُلَّ عليه يف القصيدة‪ ،‬وبيّن عناصره‪.‬‬
‫‪ -4‬ورد الفعل مبنيًّا للمجهول يف موضعني من القصيدة‪ُ .‬دلّ عليهما‪ ،‬وبيّن نائب الفاعل يف كلّ موضع‪.‬‬
‫السؤال الثاني أعد صياغة العبارة اآلتية (أبكتْ تلكمُ احلمامةُ أم غنّت على َفرْع غُصنها ا َمليّادِ‪ ).‬ختاطب بها‬

‫‪62‬‬
‫مجاعة اإلناث ‪.....................................‬‬
‫واملفرد املؤنّث ‪......................................‬‬
‫واملثنّى املذكّر ‪........................................‬‬
‫السؤال الثالث عيّن اخلرب لكلّ مبتدأ ممّا يأتي (عد إىل النص ملعرفة اجلواب)‬
‫‪ -5‬غريُ مُجدٍ‪.‬‬
‫ضجْعةُ املوت‪.‬‬
‫‪َ -4‬‬
‫‪ -3‬قبيحٌ بنا‪.‬‬
‫‪ -2‬رُبَّ حلدٍ‪.‬‬
‫السؤال الرابع بيّن نوع احلرف املشار إليه يف كل موضع من املواضع اآلتية‬
‫‪( -5‬أم) يف قول املعرّي أبكتْ تلكمُ احلمامةُ أم غنّت على َفرْع غُصنها ا َمليّادِ‪.‬‬
‫‪( -4‬إنْ) يف قوله سر إنِ اسطعتَ يف اهلواء رويدًا‪.‬‬
‫‪( -3‬كم) يف قوله كم أقاما على زوال نهار وأنارا ِلمُدجل يف سواد‪.‬‬
‫السؤال اخلامس صنّف املفردات اآلتية حسب مبناها الصّريف‬
‫مُجدٍ – َترَنُّم – امليّاد – قبيح – تَزاحم –‬
‫ضجْعة – شِقْوة – رَقدة‬
‫ُمدْجل – ازدياد – املوْت – َ‬
‫املراجع األساسية‪ (:‬مورد النص)‬
‫املعري‪ ،‬أبو العالء ‪ -‬سقط الزند‪ ،‬دار بريوت للطباعة والنشر‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪0957 ،‬م‬ ‫‪.0‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫البلوي‪ ،‬خالد أمسري‪ -‬التقليد والتجديد يف شعر أبي العالء املعري‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري) جامعة‬ ‫‪.0‬‬
‫طيبة‪ ،‬إشراف د‪ .‬خمتار الفجاري‪2101 ،‬م(‪ 216‬ورقة)‬
‫الشعور باالغرتاب عند أبي العالء املعري وألبري كامو‪ ،‬رسالة‬ ‫توزان‪ ،‬عبد القادر‪-‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعية(دكتوراه)جامعة اجلزائر‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د الطاهر حجار‪2116 ،‬م ‪241( ،‬ورقة)‬

‫‪61‬‬
‫خضر‪ ،‬سناء‪ -‬النظرية اخللقية عند أبي العالء املعري بني الفلسفة والدين‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫االسكندرية‪0999 ،‬م‪،‬‬
‫شروح سقط الزند‪ -‬للتربيزي(ت ‪512‬هـ) والبطليوسي(ت‪520‬ه) واخلوارزمي(ت‪607‬ه) ‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫‪.4‬‬
‫حتقيق مصطفى السقا وآخرين‪ ،‬القسم الثالث ‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪0986 ،‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال ر ت‪:‬‬
‫عكاشة‪ ،‬رائد مجيل‪ " -‬رؤية العامل عند املعري قراءة أسلوبية لداليته" جملة جامعة أم القرى لعلوم‬ ‫‪.‬‬
‫اللغات وآدابها‪ ،‬اجمللد اخلامس جمرم ‪0412‬ه‪ -‬يوليو ‪2100‬م‪ ،‬ص ‪96 -17‬‬
‫هزاع‪ ،‬مها حمسن‪ " -‬بالغة التشبيه عند الشعراء العميان ‪ ،‬أبو العالء املعري إمنوذجا" جملة جامعة‬ ‫‪.2‬‬
‫كركوك للدراسات اإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 6‬العدد ‪ ، 0‬ص‪. 04 -0‬‬

‫‪64‬‬
‫الوحدة التعليمية السابعة‬

‫يف ظل وادي املوت‬


‫ألبي القاسم الشابي‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس السابع من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح‬
‫أن يقرأ الطالب النص األدبي قراءة سليمة‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة أبي القاسم الشابي واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.‬‬
‫النص األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫م‪ ،‬درس بالزيتونة‪ ،‬مم بكلية احلقوق حتى سنة‬ ‫ولد أبو القاسم الشابي يف (توزر) من أعمال تونس عام‬
‫م‪ .‬له ديوان باسم (أغاني‬ ‫م‪ ،‬حتمل أعباء أسرته بعد وفاة والده‪ ،‬أصيب بتضخم القلب فمات شاباً سنة‬
‫احلياة)‪ ،‬تأمر بالشعراء املهجريني من أمثال جربان‪ ،‬ونعيمة‪ ،‬وإيليا‪.‬‬
‫كان أبو القاسم الشابي يشكو انتفاخاً يف قلبه‪ ،‬ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور‬
‫الطبيعي للمرض بعامل الزمن‪ ،‬فضال عن ضعف بنيته اجلسدية‪ ،‬وإهماله لنصائح األطباء‪ ،‬لذا ظلت فكرة املوت تلح‬
‫على الشاعر بوصفها خالصا ملعاناته اجلسدية والنفسية‪.‬‬
‫النص األدبي‬
‫يف ظل وادي املوت‬
‫حنـن منشـي وحولنـا هاتـه األكوانُ ثمشــي لكــن أليَّـة غايـَهْ؟‬
‫حنـن نشـدو مـع العصـافريِ للشَّمسِ وهـــذا الـــرَّبيعُ ينفـُـخُ نايـَـهْ‬
‫حنن نتلـو روايـةَ الكـونِ للمـوتِ ولكـــنْ مــاذا خِتــامُ الرِّوايـَـهْ‬
‫"سلْ ضمـريَ الوُجو ِد كـيفَ البدايَهْ؟"‬ ‫هكــذا قلــتُ للرِّيــاحِ فقــالتْ‬
‫*******‬
‫ٍّ "إىل أيـنَ أمشي"؟‬
‫وتغشّـى الضَّبـابُ نفسـي فصـاحتْ فـي مَـاللٍ مُـر‬
‫الس ْيرِ أمسِ؟"‬
‫"ما جنينـا تُـرى مـن َّ‬ ‫ت "سريي مـع احليـاةِ" فقـالتْ‬
‫قل ُ‬
‫ت "أينَ يـا قلـبُ رَفشي؟"‬
‫فتهــافتُّ كاهلشـيمِ عـلى األرضِ ونــادي ُ‬
‫"هاتِه علَّنــي أخـطُّ ضرحيــي يف سكونِ الدُّجـى وأدفـنُ نفسـي"‬
‫*******‬
‫هاتِهِ فـالظَّالمُ حــولي كـثيفٌ ‪ /‬وضبابُ األسـى مُنيــخٌ عليَّـا‬
‫وكؤوسُ الغرامِ أترعَهَـا الفجـرُ ولكنْ حتــطَّمتْ فــي يديَّــا‬
‫والشبابُ الغريرُ ولَّى إىل املاضي وخلَّى النحـيبَ فــي شَــفتيَّا‬
‫هاته يـا فـؤادُ إنـا غريبـانِ نصوغُ احليـاةَ فنّــاً شَــجيَّا‬
‫*******‬

‫‪67‬‬
‫قد رقصْنا مـع احليـاةِ طـويالً ‪ /‬وشدوْنا مــع الشَّـباب سـنينَا‬
‫وعَدوْنا مع الليــالي حُفــاةً ‪ /‬يف شِـعابِ احليـاةِ حـتى دَمينَـا‬
‫وأكلْنا التّرابَ حـتَّى مللْنــا ‪ /‬وشربنا الدموعَ حـتَّى روِينَـا‬
‫ونثرْنا األحـالمَ واحلُـبَّ واآلالمَ واليأسَ واألسى حـيثُ شِـينَا‬
‫*******‬
‫مم ماذا؟ هذا أنا صرتُ يف الدنيا بعيدًا عـن هلوِهـــا وغِناهَــا‬
‫يف ظالمِ الفنــاءِ أدفـنُ أيّـامي وال أســـتطيعُ حــتّى بكاهَــا؟‬
‫حزِنٍ مُضجـرٍ عـلى قدميَّــا‬
‫وزهورُ احلياةِ تهوِي بصمـتٍ‪ُ /‬م ْ‬
‫جَفَّ سحرُ احلياةِ يـا قليبَ الباكي فهيَّا ُنجَـرِّبُ املــوتَ‪ ..‬هيَّـا‬
‫امل جم ال الل ‪:‬‬
‫اهلشيم الضعيف املكسور‬ ‫‪‬‬
‫الدجى الظالم‬ ‫‪‬‬
‫منيخ يف األصل برك وأقام واملقصود خميّم‬ ‫‪‬‬
‫أترعها مألها‬ ‫‪‬‬
‫بكاها بكاءها‬ ‫‪‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫تقع قصيدة " يف ظل وادي املوت " يف عشرين بيتاً وزعت توزيعاً متساوياً على مخسة مقاطع وهي‬
‫‪ .0‬املقطع األول األبيات ( ‪.) 4 – 0‬‬
‫‪ .2‬املقطع الثاني األبيات ( ‪.) 8 – 5‬‬
‫‪ .1‬املقطع الثالث األبيات ( ‪.) 02 – 9‬‬
‫‪ .4‬املقطع الرابع األبيات ( ‪.) 06 – 01‬‬
‫‪ .5‬املقطع اخلامس األبيات ( ‪.) 21 – 07‬‬

‫‪68‬‬
‫وأول ما يلفت االنتباه عنوان القصيدة‪ ،‬فمن املعاظلة اللفظية‪ ،‬تكرار اإلضافة‪ ،‬فهل هناك سر وراء اختيار‬
‫الشاعر تركيباً غري مألوف يف العنوان؟ الحظ أن اإلضافتني يف العنوان تتضمنان موقفني وجدانيني متعارضني االطمئنان‬
‫إىل قرار آمن " يف ظل وادي " واجلزع من شر حميق " املوت" ‪ ،‬وتسعى القصيدة إىل حل هذا التناقض‪.‬‬
‫يف املقطع األول يبحث الشاعر عن حقيقة احلياة‪ ،‬ويورد جمموعة من األلفاظ تدور يف حقل داللي واحد هو‬
‫الفرح والبهجة واملتعة‪ ،‬ولكن هذه السعادة بلهاء‪ ،‬وقد بدأ املقطع جبمل امسية تقريرية تبدأ بضمري املتكلمني‪ ،‬يليه فعل‬
‫مضارع يفيد التكرار" حنن منشي‪ ،‬حنن نشدو‪ ،‬حنن نتلو"‪ ،‬مم تأتي اجلمل االستفهامية تعقيباً على اجلمل األوىل لرتكيز‬
‫االهتمام على موضع معني " ألية غاية ؟ ماذا ختام الرواية؟ " مما يؤكد أن هذه السعادة املستمرة بلهاء‪.‬‬
‫ونتساءل عن السر وراء اختيار الشاعر الريح ليوجه أسئلته إليها‪ ،‬ونرجع هذا االختيار إىل أن الريح رمز التغيري‬
‫الدائم‪ ،‬وكان جوابها أن احلياة كلها لغز‪ ،‬والنهاية هي شطره‪ ،‬فليسأل عن شطره األول‪ ،‬أي البداية ليعرف الغاية من هذه‬
‫احلياة‪ .‬إن تساؤالت الشاعر ال حتل تناقض العنوان‪ ،‬وإمنا تصعده‪ ،‬وسؤاله للريح يدل على بلوغه احلدود النهائية للبحث‪.‬‬
‫وجيسد املقطع الثاني ذكرى حزينة يف ذهن الشاعر‪ ،‬وتنتمي ألفاظه إىل حقل داللي واحد هو احلزن والشقاء‬
‫والذبول واملوت‪ ،‬وأهم ما مييزه هو التحول من تساؤل ميتافيزيقي إىل أزمة شخصية‪ ،‬فقد انتقل احلوار من الرياح إىل‬
‫النفس‪ ،‬لذا تعاقبت اجلمل ما بني أمر غري جمدٍ من ناحية الشاعر‪ ،‬واستفهام معجز من ناحية النفس‪ ،‬مم يأتي االستفهام "‬
‫أين يا قلب رفشي ؟ " خمالفاً ملقتضى الظاهر فهو يهيب‪ ،‬ويؤكد هذه اإلهابة باألمر " هاته "‪ ،‬ألنه مل جيد مثرة جينيها من‬
‫هذه احلياة‪ ،‬لذا حاول أن جيعل من موته عمالً يقوم به بنفسه‪.‬‬
‫ويظهر املقطع الثالث تقابالً بني حقلني دالليني " املاضي احلي" و" احلاضر امليت"‪ ،‬لذا أخذ الشاعر يندب حياته‬
‫اآلفلة‪ ،‬ووظف مجالً امسية أخبارها إما مفردة أو أفعال ماضية للداللة على الثبات واالستقرار‪ ،‬فالواقع احلالي ال‬
‫يزحزح‪ ،‬وعلى هذا مل تعد فكرة املوت تزعج الشاعر ما دام قادراً على ختليد احلياة بالفن‪ ،‬ولكن ماذا يستطيع الفعل‬
‫الفين أن يفعل حيال حياة خاوية؟‬
‫ويف املقطع الرابع يعمد الشاعر إىل تأمل حياته بوصفها جتربة شخصية فيلحظ اختالط النشوة فيها باألمل‪ ،‬وقد‬
‫أدت جتارب املاضي املكدسة بال نظام إىل امللل‪ ،‬لذا كثرت األفعال املاضية‪ ،‬وبرزت ظاهرة االطراد املتمثلة يف كثرة العطف‬
‫بني املفردات‪.‬‬
‫ويف املقطع اخلامس حيدث االنقالب النهائي‪ ،‬فاملوت جتربة ميكن أن تكون سعيدة‪ ،‬فيحظى بالنشوة‪ ،‬وهكذا‬
‫تنتهي القصيدة بنوع من احلل ينهي تناقضات العنوان‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫يف املقطع األول ماذا سأل الشاعر الريح؟ ومباذا أجابته؟‬ ‫‪.0‬‬
‫كيف حاول الشاعر إقناع نفسه يف املقطع الثاني؟ ومباذا ردت عليه نفسه؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ذكر الشاعر يف املقطع الثالث مسوغات عدة الختياره املوت اذكرها؟‬ ‫‪.1‬‬
‫ذكر الشاعر يف املقطع الرابع جمموعة من الذكريات السعيدة والذكريات احلزينة مرت به اذكرها؟‬ ‫‪.4‬‬
‫هل تعتقد أن املوت جتربة ميكن أن تكون سعيدة؟‬ ‫‪.5‬‬
‫التذوق األدبي‬
‫يتمثل جوهر االستعارة يف نقل اخلواص من أحد عنصري املركب اللفظي إىل العنصر اآلخر‪ ،‬والبد من تصنيف‬
‫االستعارة حبسب نقل اخلواص الداللية‪ ،‬لذلك صنف النقاد االستعارة تبعا لنوعية اخلواص املنقولة تصنيفا مالمياً‬
‫االستعارة التجسيدية وحتصل باقرتان كلمة تشري داللتها إىل (مجاد) بأخرى تشري داللتها إىل (جمرد)‬ ‫‪‬‬
‫مثل كفّتا العدالة‪.‬‬
‫االستعارة اإلحيائية وحتصل باقرتان كلمة يرتبط جمال استخدامها بالكائن (احلي) بشرط أال تكون من‬ ‫‪‬‬
‫خواص اإلنسان بأخرى ترتبط داللتها مبعنى (جمرد) أو (مجاد)‪ .‬مثل تنفس الصباح‪.‬‬
‫االستعارة التشخيصية وحتصل باقرتان كلمتني إحداهما تشري إىل خاصية (بشرية) واألخرى إىل(مجاد)‬ ‫‪‬‬
‫أو(حي) أو(جمرد) مثل ضحكتْ الشمس‪.‬‬
‫وعليه صنف االستعارات اآلتية حسب نوعها الداللي مبينا مجال التعبري األدبي‬
‫هاتـه األكوانُ ثمشــي‬ ‫‪‬‬
‫حنـن نشـدو مـع العصـافري‬ ‫‪‬‬
‫هـــذا الـــربيعُ ينفــخُ نايــهْ‬ ‫‪‬‬
‫هكــذا قلــت للريــاحِ‬ ‫‪‬‬
‫سل ضمـريَ الوجودِ‬ ‫‪‬‬
‫وتغشّـى الضبـابُ نفسـي فصـاحت‬ ‫‪‬‬
‫فتهــافتُّ كاهلشـيمِ عـلى األرضِ‬ ‫‪‬‬
‫ونــاديت "أين يـا قلـبُ رفشي؟"‬ ‫‪‬‬
‫وضبابُ األسـى مُنيــخٌ عليَّـا‬ ‫‪‬‬
‫وكؤوس الغرامِ أترعَهَـا الفجـرُ‬ ‫‪‬‬
‫وعَدوْنا مع الليــالي حُفــاةً‬ ‫‪‬‬

‫‪71‬‬
‫ونثرنا األحـالمَ واحلُـبّ واآلالمَ واليأسَ واألسى حـيث شـينَا‬ ‫‪‬‬
‫أدفـنُ أيّـامي‬ ‫‪‬‬
‫حزِنٍ مُضجـرٍ عـلى قدميَّــا‬
‫وزهورُ احلياة تهوِي بصمـتٍ ُم ْ‬ ‫‪‬‬
‫جفّ سحرُ احلياة‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫يـا قليبَ الباكي‬ ‫‪‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫السؤال األول اكتب الوزن الصّريف لكلّ مفردة فيما يأتي‬
‫صرْتُ – بُكاها‬
‫سلْ – نَشدو – تَغشّى – مَالل – تَهافَتّ ‪ -‬مُنيخ – نَصوغ – دَمينا – ِ‬
‫َ‬
‫السؤال الثاني‬
‫‪ -5‬حدّد مرجع الضمري يف قول الشّاعر‬
‫سريي مع احلياة‪.‬‬
‫وال أستطيع حتى بُكاها‪.‬‬
‫‪ -4‬أعرب الكلمتني املخطوط حتتهما فيما يأتي‬
‫ما جنينا‪ ،‬تُرى‪ ،‬من السّري أمس؟‬
‫فهيّا نُجرّب املوت هيّا‪.‬‬
‫‪ -3‬ما نوع املنادى يف قول الشّاعر وناديتُ أين يا قلبُ رفشي؟ وما حكمه اإلعرابي؟‬
‫السؤال الثالث بني نوع املنصوب يف قول الشاعر فيما يأتي‬
‫‪ -5‬قد رقصنا مع احلياة طويالً‪.‬‬
‫‪ -4‬وكؤوسُ الغرام َأتْرعَها الفجر‪.‬‬
‫‪ -3‬وشدونا مع الشّباب سنينا‪.‬‬
‫‪ -2‬وغدونا مع الليالي حُفاة‪.‬‬
‫‪ -1‬وهذا الرّبيع ينفخ نايهْ‪.‬‬
‫السؤال الرابع يشار إىل املفرد املؤنث بـ (ذه) و(ذي) و(ته)‪ .‬بيّن استعمال كلّ واحدة منها مقرتنة حبرف التنبيه‬
‫(ها)‪ ،‬وخباصة االسم (ته) وما األكثر يف استعماله؟‬

‫‪70‬‬
‫السؤال اخلامس قال الشّابي‬
‫هاته‪ ،‬عَلَّين أَخطُّ ضرحيي يف سُكون الدُّجى وأدفن نفسي‬
‫بيّن حكم استعمال نون الوقاية مع احلرف (لعلّ)‬
‫املراجع األساسية واملراجع‬
‫املص ر‪:‬‬
‫أبو القاسم الشابي‪ -‬ديوان أبي القاسم الشابي ط ‪ ،‬تقديم وشرح جميد طراد‪ ،‬دار الكتاب العرب‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫بريوت‬
‫املراجع املساندة‬
‫اخلري‪ ،‬هاني عبد الرمحن‪ -‬أبو القاسم الشابي شاعر احلياة واخللود‪ ،‬موسوعة أعالم الشعر العربي‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫احلديث‪ ،‬دار رسالن‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫م‪.‬‬ ‫شكري عياد – مدخل إىل علم األسلوب‪ ،‬ط ‪ ،‬دار العلوم للطباعة والنشر‪ ،‬الرياض ‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫م‪،‬‬ ‫ناصيف‪ ،‬جرجس نسيم‪ -‬أبو القاسم الشابي يف شعره‪ ،‬دار الفكر اللبناني‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫دراسة وخمتارات‪ ،‬اهليئة املصرية العامة‬ ‫النقاش‪ ،‬رجاء‪ -‬أبو القاسم الشابي شاعر احلب والثورة‬ ‫‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫للكتاب‪،‬‬

‫‪72‬‬
‫الوحدة التعليمية الثامنة‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫خطبة عتبة بن غزوان‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الثامن من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص األدبية‪،‬‬
‫هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح ‪:‬‬


‫التعرّف إىل معنى اخلطبة ومراحلها الزّمنية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تبيني خصائص اخلطبة شكالً وموضوعًا‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الوقوف على بعض الظّواهر اللغويّة واألسلوبيّة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص اخلطبة‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪74‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫عتبة بن غزوان صحابيّ جليل أسلم يف وقت مبكر‪ ،‬وهو أحد الرُّماة الذين قاتلوا يف معارك املسلمني‪ .‬هاجر إىل‬
‫احلبشة يف املرَّة الثانية‪ ،‬وسرعان ما رجع ليبقى جبوار الرسول عليه السالم‪ ،‬ممّ هاجر مع املسلمني إىل املدينة‪ ،‬وشارك يف‬
‫معركة بدر أول لقاء بني املسلمني واملشركني‪.‬‬
‫أرسله عمر بن اخلطاب إىل أرض البصرة لقتال الفرس يف األُبُلَّة‪ ،‬فمضى جبيشه البال عدده (‪ )318‬مقاتالً‪،‬‬
‫و(‪ ) 1‬نساء‪ ،‬والتقى بأقوى جيوش الفرس‪ ،‬ووقف أمام جنوده حامالً رحمه بيده‪ ،‬وصاح اهلل أكرب‪ .‬وبعد عدة جوالت‬
‫استسلمت األبلة‪ ،‬وحترر أهلها من احتالل الفرس‪ .‬وأسس عليها عتبة مدينة البصرة‪ ،‬وبنى فيها مسجدًا كبريًا‪.‬‬
‫وظل عتبة واليًا على البصرة حتى جاء موسم احلج‪ ،‬فخرج حاجًّا بعدما استخلف املغرية بن شعبة على البصرة‪،‬‬
‫وملّا فرغ من حجّه‪ ،‬سافر إىل املدينة‪ ،‬وطلب من عمر أن يُعفيه من اإلمارة‪ ،‬ولكنه رفض أن يعفيه منها‪ ،‬فأخذ راحلته‬
‫لريكبها راجعًا إىل البصرة‪ ،‬ويف الطريق سقط من على راحلته‪ ،‬فمات وهو بني مكة والبصرة‪ ،‬وكان ذلك سنة ( ‪55‬هـ)‬
‫سبع عشرة من اهلجرة‪.‬‬
‫نص اخلطبة‬
‫خلطّاب عُتبةَ بنَ غزوانَ إىل البَصْرة‪ ،‬وأَمَره بنزوهلا مبن معه و َقطْع مادّة أهلِ‬
‫هـ وَجَّه عمرُ بنُ ا َ‬ ‫يف السّنة‬
‫فارسَ عن الذين باملدائنِ ونواحيها منهم‪ ،‬فرفعوا له ِمنْربًا‪ ،‬وقام َيخْطُب‪ ،‬فحَمِد اهلل وأمنى عليه‪ ،‬وصلّى على النَّيب‪ ،‬ممّ‬
‫قال‬
‫صرْمٍ‪ ،‬وإنّما بقي منها صُبابةٌ كصُبابة اإلناءِ‬
‫"أما بعد‪ ،‬فإنّ الدّنيا قد َتوَلّت حَذَّاءَ ُمدْبرة‪ ،‬وقد آذنتْ أهلَها ب َ‬
‫يَصْطبُّها صاحبُها‪ ،‬أَالَ وإنَّكم مُفارِقوها ال َمحَالة‪ ،‬ففارقوها بأحسنِ ما َيحْضُركم‪ .‬أَالَ وإنّ من ال َعجَب أنّي مسعتُ رسولَ‬
‫ضخْم يُلْقى يف النار من شَفريها‪ ،‬فيهوي فيها سبعني خريفًا‪ ،‬وجلهنَّمَ سبعةُ أبوابٍ؛ ما بني البابيْنِ‬
‫حلجَر ال َّ‬
‫اهلل يقول إنَّ ا َ‬
‫منها مسريةُ مخسِمائةِ سنةٍ‪ ،‬وَلتَأتيَنَّ عليها ساعةٌ وهي كَظيظٌ بالزِّحام‪.‬‬
‫ولقد كنتُ مع رسولِ اهلل سابعَ سبعة‪ ،‬ما لنا طعامٌ إالَّ ورقَ البَشَام‪ ،‬حتى قرحت أشداقُنا‪ ،‬فوجدتُ أنا وسعدُ‬
‫بنُ مالك َتمْرةً‪ ،‬فشَقَ ْقتُها بيين وبينه نصفنيِ‪ ،‬والتقطتُ ُبرْدةً فشَقَ ْقتُها بيين وبينه‪َ ،‬ف ْأَت َزرْتُ بنصفها‪ ،‬وَْأَت َزرَ بنصفها‪ ،‬وما منّا‬
‫جبْريَّة‪ ،‬وأنا أعوذُ باهلل أنْ أكونَ يف‬
‫ختْها َ‬
‫أحدٌ اليوم إالَّ وهو أمريٌ على مصرٍ من األمصار‪ ،‬وإنّه مل يكن نُبوَّة قَطّ إالَّ َتنَاسَ َ‬
‫نفسي عظيمًا‪ ،‬ويف أَعْني النّاس صغريًا‪ ،‬وستجرِّبون األُمراءَ من بعدي فَتعْرفون وُتنْكرون"‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫امل جم ال الل‬
‫استعن باملعجم لتتبيّن ما يأتي‬
‫الصرْم ‪ ،‬الكظيظ ‪ ،‬البَشَام‪.‬‬
‫معنى كلّ مفردة من املفردات اآلتية حَذَّاءَ ‪َّ ،‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬وضّح الفرق بني معنى الكلمتني اآلتيتني الصُّبابة ‪ ،‬الصَّبابة‪.‬‬
‫ت‪ -‬اجلذر اللغوي للفعل (يَصْطبُّها)‪ ،‬ومصدر الفعل (َتنَا َسخَتْها)‪.‬‬

‫إضاءة على النص‬


‫صدْر اإلسالم أداة مهمّة من أدوات نشر الدّعوة والتبشري بالدّين احلنيف‪ ،‬ومل يألُ اخلطيبُ مبا‬
‫تشكّل اخلطابة يف َ‬
‫أوتي من عارضةٍ وقوّة بيان‪ ،‬أنْ يُحرّض مستمعيه على االلتزام بأحكام الدّين وشرائعه؛ إنْ باحلكمة واملوعظة احلسنة‪،‬‬
‫والتبشري جبنّة عرضها السّموات واألرض‪ ،‬وإنْ بالتخويف من النار ومآل من يؤول مصريه إليها‪.‬‬
‫ولعلّ خطب اجلهاد يف سبيل اهلل من أمسى احملطّات اليت جيد فيها اخلطيب ضالّته‪ ،‬إذْ يكون مَعنيًّا جبمع قلوب‬
‫جنوده على كلمة اهلل العليا؛ فيحثُّهم على الصّرب‪ ،‬وينفّرهم من الدّنيا‪ ،‬ويُرغّبهم يف اآلخرة‪ ،‬فتبدو بشارات الفرح على‬
‫مُحيّاهم‪ ،‬فيتسابقون لنيل إحدى احلُسنيني النّصر أو الشّهادة!!‬
‫وكلّما كان اخلطيب قلبُه معلّق باآلخرة‪ ،‬فتح اهلل له القلوب للخري والفضيلة‪ ،‬فيجمعها على الطّاعة والتقوى‪،‬‬
‫ويَعلو بها يف مراتب "إياك نعبد وإياك نستعني"‪ ،‬فتكون كلماته على أفئدتهم أرقّ من النّسيم‪ ،‬ويَغدون تسبقهم أرواحهم‬
‫إىل اجلنّة‪ ،‬وال يكون املرء مغاليًا إنْ قال "إنَّ بلدًا من بُلدان الفُرس يف العراق وإيران‪ ،‬وبلدان الرّوم يف الشّام ومصر‪ ،‬مل‬
‫يُفتَح إالّ بعد أنْ فتحته خطبة أحد هؤالء القُوّاد‪ ،‬كخطبة املغرية بن شعبة يف "القادسيّة"‪ ،‬وخالد بن الوليد يف "الريموك"‪،‬‬
‫وعُتبة بن غزوان يف "األُبُلَّة"" على حدّ تعبري الدّكتور شوقي ضيف يف كتابه "العصر اإلسالمي"‪.‬‬
‫واتّخذ عتبة يف خطبته "الدُّنيا" حمورًا ومِحكًّا حياور به أصحابه‪ ،‬وهم يتأهّبون ملواجهة عدوّهم؛ فإنّها –أي‬
‫الدّنيا‪ -‬بني قلبني قلبٍ نَفَر منها‪ ،‬وجعل بينه وبينها برزخًا يدفعه إىل البعد عنها والزُّهد فيها‪ -‬وآخرَ تعلّق فيها‪ ،‬ال‬
‫ينفكُّ يتطلّع إىل بريقها وملعانها‪ .‬لذلك‪ ،‬زَهَّد عتبة جنوده فيها‪ ،‬وأنبأهم أنّ ما بقي منها ال يساوي بقيّة باقية من زَهْوها‬
‫وعُنفوانها؛ فإنْ كان حتمًا على اإلنسان أنْ يُفارقها‪ ،‬فَلْيفارقْها يف مواطن اجلهاد والشّرف والبطولة‪ ،‬وَلْيقبل على اهلل‬
‫طائعًا ُمخْبتًا غري مُدبر وال مُدْنَف!!‬
‫ورأى عتبة أنّ التعلّق بالدّنيا وزينتها‪ ،‬لعلّه يكون سببًا من أسباب الدّخول يف النار‪ ،‬واستشهد على صدق قوله‬
‫بأحاديث رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلّم‪ ، -‬منبّهًا على خطورة التهاون يف اإلقبال على اهلل يف مواجهة القوم‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫والتّواكل والرّكون إىل الدّعة والسّكون؛ فإنّ الثلّة الصّادقة اليت صحبت رسول اهلل ما كانت تقيم هلا وزنًا‪ ،‬وعاشوا معه‬
‫على الطّوى وقلّة ذات اليد‪ ،‬مع أنّهم قادة وسادة و َقيّمون على أعمال الدّولة وأمصارها!!‬
‫وكانت اللغة حاضرة يف ذهن اخلطيب‪ ،‬فقد استخدم غري أداة تساعده يف إيصال ما يتغيّاه إىل قلوب أصحابه يف‬
‫موقف عظيم كيوم لقاء عدوّ؛ من ذلك اتّكاؤه على أدوات التوكيد لتقرير املعاني السامية‪ ،‬كـ (إنّ) يف قوله "فإنّ الدّنيا‬
‫ختْها جَبْريَّة"‪ ،‬و(إنَّما) يف قوله "وإنّما بقي منها صُبابةٌ‬
‫قد َتوَلّت حَذَّاءَ ُمدْبرة"‪ ،‬وقوله "وإنّه مل يكن نُبوَّة قَطّ إالَّ َتنَاسَ َ‬
‫صرْمٍ"‪ ،‬وقوله "ولقد كنتُ مع رسولِ اهلل سابعَ‬
‫كصُبابة اإلناءِ يَصْطبُّها صاحبُها"‪ ،‬و(قد) يف قوله "وقد آذنتْ أهلَها ب َ‬
‫سبعة"‪ .‬ومنها أداة التنبيه (أَالَ) يف قوله "أَالَ وإنَّكم مُفارِقوها ال َمحَالة"‪ ،‬وقوله "أَالَ وإنّ من العَجَب أنّي مسعتُ رسولَ‬
‫اهلل يقول"‪ .‬ومنها األمر يف قوله "ففارقوها –أي الدّنيا‪ -‬بأحسنِ ما َيحْضركم"‪.‬‬
‫وهذه األدوات مهمّة يف اخلطبة‪ ،‬ألنّها تساعد اخلطيب يف توجيه سامعيه‪ ،‬وحتفيزهم لكلّ عمل جليل‪ ،‬وتثري‬
‫فيهم محيّة يُقاربون فيها أو يسدّدون‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫أجب عما يأتي‬ ‫‪.5‬‬
‫إىل أيّ عصر تنتمي اخلطبة السابقة؟ وما الفرق بينها وبني اخلطبة يف العصر اجلاهلي شكالً وموضوعًا؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫الشوْهاء؟‬
‫جلذْماء – َّ‬
‫ب‪ -‬أيّ من املسمّيات اآلتية تنطبق على خطبة ابن غزوان البَ ْتراء – ا َ‬
‫ت‪ -‬ما املوضوع الرئيس الذي تناولته اخلطبة؟‬
‫حرص اخلطيب يف مستهلّ خطبته على التحذير من الدّنيا‪ ،‬ما الذي دعاه إىل ذلك؟‬ ‫‪.4‬‬
‫الضخْم‬
‫حلجَر َّ‬
‫إالمَ هدف اخلطيب بعد حديثه عن الدّنيا من قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "إنَّ ا َ‬ ‫‪.‬‬
‫يُلْقى يف النار من شَفريها‪ ،‬فيهوي فيها سبعني خريفًا‪ ،‬وجلهنَّمَ سبعةُ أبوابٍ؛ ما بني الباب ْينِ منها مسريةُ مخسِمائةِ سنةٍ‪،‬‬
‫وَلتَأتيَنَّ عليها ساعةٌ وهي كَظيظٌ بالزِّحام"؟‬
‫ُعدْ إىل املكتبة واستخدم أحد املراجع األساسية يف كتابة ترمجة موجزة عن الصحابيّ "سعد بن مالك"‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وتعريف مبصطلح "اجلَبْريّة"‪.‬‬
‫عد إىل النصّ‪ ،‬وحدّد منه ما يدلّ على العبارات اآلتية‬ ‫‪.1‬‬
‫القطيعة بني الدنيا وأهلها‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬امتالء جهنّم بالناس‪.‬‬
‫ت‪ -‬قلّة ذات اليد‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ث‪ -‬القوّة والتواضع‪.‬‬
‫قال ابن سينا "وحسبُها شرفًا أنَّها وظيفةُ قادة األُمم من األنبياء وا ُملرْسلني ومَن شاكلهم من العُلماء‬ ‫‪.1‬‬
‫العاملني"‪ .‬عالمَ يعود الضّمري يف كلمة (حَ ْسبُها)؟ وإالمَ يرمي ابن سينا من قوله هذا؟‬
‫خطَبه‪.‬‬
‫يقال إنّ "قسّ بن ساعدة اإليادي"‪ ،‬هو أوّل من استخدم "أمّا َب ْعدُ" يف ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫عرّف تعريفًا موجزًا بهذا اخلطيب‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما معنى قوله "أمّا َبعْد"؟‬
‫ت‪ -‬ما إعرابها؟‬
‫التذوق األدبي‬
‫ال وضح كيف أسهمت االستعارة املرشّحة‪ -‬وهي ما ذُكر معها مالئم املشبّه به‪ -‬يف نُموّ الصّورة الفنيّة‬
‫أو ً‬
‫صرْمٍ)‪.‬‬
‫يف قول عتبة بن غزوان ( فإنّ الدّنيا قد َتوَلّت حَذَّاءَ ُمدْبرة‪ ،‬وقد آذنتْ أهلَها ب َ‬
‫مانيًا ما الفنّ البديعيّ فيما حتته خط ( وستجرِّبون األُمراءَ من بعدي فَتعْرفون وُتنْكرون)؟‬
‫مالثًا ما احملسّن املعنويّ يف قول عتبة ( وأنا أعوذُ باهلل أنْ أكونَ يف نفسي عظيمًا‪ ،‬ويف أَعْني النّاس صغريًا)؟‬
‫رابعًا وضّح مجال التشبيه يف قول عتبة (وإنّما بقي منها صُبابةٌ كصُبابة اإلناءِ يَصْطبُّها صاحبُها)‪.‬‬
‫خامسًا ما الغرض البالغي من تنكري كلمة (صُبابة) يف وصف الدنيا؟‬
‫سادسا اخلطبة هي فنّ خماطبة اجلماهري بقصد اإلقناع والتأمري ‪ .‬مبَ يتحقّق كلّ من اإلقناع والتأمري؟ وأيّ منهما‬
‫أكثر عناية من قبل اخلطيب؟‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫ٍّ من‬
‫ال عد إىل اخلطبة واستخرج مثاالً واحدًا على كل‬
‫أو ً‬
‫اسم فاعل لفعل مالمي‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬مصدر صريح لفعل مالمي‪.‬‬
‫ت‪ -‬صفة مشبّهة‪.‬‬
‫ث‪ -‬مصدر صناعيّ‪.‬‬
‫فعل أُبدلت فيه تاء االفتعال طاءً‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫ح‪ -‬اسم ممنوع من الصّرف‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫خلطّاب عُتبةَ‬
‫هـ وَجَّه عمرُ بنُ ا َ‬ ‫مانيًا أعد كتابة اجلملة اآلتية بتحويل العدد من أرقام إىل حروف يف السّنة‬
‫ب َن غزوا َن إىل البَصْرة‪.‬‬
‫مالثًا أعرب ما حتته خطّ يف اجلمل اآلتية إعرابًا تامًّا‬
‫أَالَ وإنَّكم مُفارِقوها ال َمحَالة‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬وَلتَأتيَنَّ عليها ساعةٌ وهي كَظيظٌ بالزِّحام‪.‬‬
‫ختْها جَبْريَّة‪.‬‬
‫ت‪ -‬وإنّه مل يكن نُبوَّة قَطّ إالَّ َتنَا َس َ‬
‫رابعًا اقرأ الفقرة اآلتية وأجب عمّا يليها "ولقد كنتُ مع رسولِ اهلل سابعَ سبعة‪ ،‬ما لنا طعامٌ إالَّ ورقَ البَشَام‪،‬‬
‫حتى قرحت أشداقُنا"‪.‬‬
‫ما املقصود بقوله (سابع سبعة)؟ و ُدلّ على هذا األسلوب بآية من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما نوع االستثناء؟ وحدّد عناصره‪.‬‬
‫ت‪ -‬اضبط الفعل (قرحت) ضبطًا بنائيًّا‪ ،‬وبيّن معناه‪.‬‬
‫خامسًا ما الوزن الصّريف للفعل (آذَنَتْ)؟ وملَ جاءت اهلمزة ممدودة؟‬
‫املراجع األساسية‪ (:‬مورد النص)‬
‫صفوت‪ ،‬أمحد زكي ‪ -‬مجهرة خطب العرب يف عصور العربيّة الزّاهرة ‪ ،‬املكتبة العلميّة‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫‪ .5‬أبو زهرة‪ ،‬حممد‪ -‬اخلطابة أصوهلا‪ ،‬تارخيها يف أزهر عصورها عند العرب‪ ،‬ط‪ ، 5‬مطبعة العلوم‪5732‬م‬
‫‪ .4‬احلافظ‪ ،‬ياسني ‪ -‬إحتاف الطّرف يف علم الصّرف‪ ،‬ط‪ ،0‬دار العصماء‪ ،‬دمشق‪0412 ،‬هـ‪2100 /‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬الدقر‪ ،‬عبد الغين ‪ -‬معجم النحو ‪ ،‬ط‪ ،4‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪0418 ،‬هـ‪0988 /‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬ضيف‪ ،‬شوقي ‪ -‬الفن ومذاهبه يف النثر العربي ‪ ،‬ط‪ ،9‬دار املعارف مبصر‪0981 ،‬م‪.‬‬
‫عمارة‪ ،‬حممود حممد‪ -‬اخلطابة بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،5‬مكتبة اإلميان‪ ،‬املنصورة‪5775 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪79‬‬
‫الوحدة التـاســعة‬

‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫خطبة احلسن البصري‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس التاسع من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬
‫أه اف الوح ‪:‬‬
‫التعرّف إىل أهميّة اخلطابة يف العصر األموي وعوامل ازدهارها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫التعرّف إىل اخلصائص األسلوبيّة للخطابة الوعظيّة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫التفريق بني أنواع اخلطابة يف العصر األموي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص اخلطبة‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪80‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫احلسن البصري واحدٌ من كبار التابعني‪ ،‬وعلم بارز من أعالم املسلمني‪ ،‬كان فقيهًا عاملًا‪ ،‬وعابدًا تقيًّا ورعًا‪،‬‬
‫عُرف بفصاحة اللّسان‪ ،‬وروعة البيان‪ ،‬واحلكمة‪ ،‬والزُّهد‪ ،‬وغزارة العلم‪ .‬ولد باملدينة املنوّرة سنة (‪ 45‬هـ)‪ ،‬وكانت أمّه‬
‫موالة ألمّ سلمة زوج النيبّ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ، -‬وقد أعتقتها‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬بعد أن ولدت احلسن‪.‬‬
‫نشأ احلسن مع أسرته يف "وادي القرى" بالقرب من املدينة املنوّرة‪ ،‬وحفظ القرآن الكريم صغريًا‪ .‬ممّ انتقل إىل‬
‫البصرة بالعراق سنة (‪ 31‬هـ)‪ ،‬وهناك تلقّى العلم على عدد من أصحاب رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ، -‬وأخذ‬
‫طريقة الوعظ والتذكري والقصّ‪ ،‬وقد أعجب بها فاختذها لنفسه طريقة ومنهجا يعلّم به الناس‪ ،‬وغدا جملسه يف جامع‬
‫البصرة قبلة لكلّ تواق للعلم مريد‪.‬‬
‫وكان –رضي اهلل عنه‪ -‬على عقيدة سلف األمة الصاحل؛ تتلمذ عليهم‪ ،‬وسعد بصحبتهم‪ ،‬وتأمر بهم‪،‬‬
‫وانتهج منهجهم‪ ،‬واهتدى بهديهم‪ .‬وقد مكّنته حافظته وعارضته من جانب‪ ،‬وزهده يف الدنيا من جانب آخر‪ ،‬أن ينصح‬
‫احلكام واألمراء‪ .‬لذلك‪ ،‬عَلَت شهرته وزادت كثريًا يف أواخر زمن اخلليفة األموي معاوية بن أبى سفيان‪ ،‬وقد عاصر‬
‫احلجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان من املقربني إىل اخلليفة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وهو أستاذ واصل بن عطاء شيخ املعتزلة‪.‬‬
‫توفى‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬عام (‪ 558‬هـ)‪ ،‬وشهد جنازته خلق كثري‪.‬‬
‫نص اخلطبة‬
‫‪ -‬يا بنَ آدم ِبعْ دنياك بآخرتك َترَْبحْهما مجيعًا‪ ،‬وال تبع آخرتَك بدنياك فَتخْ َسرَهما مجيعًا‪.‬‬
‫‪ -‬يا بن آدم إذا رأيتَ النّاس يف اخلريِ َفنَافسْهم فيه‪ ،‬وإذا رأيتَهم يف الشَّرِّ فال َتغْبطهم عليه‪ .‬الثَّواءُ ها هنا‬
‫خيَاركم‪ ،‬فماذا تنتظرون؟ ا ُملعَاَينَةَ؟ فكأنْ‬
‫ُمتِكم‪ ،‬وقد أُ ْسرِع ِب ِ‬
‫ُمتُكم آخرُ األُمَم‪ ،‬وأنتم آخرُ أ َّ‬
‫قليل‪ ،‬والبَقاءُ هناك طويل‪ ،‬أ َّ‬
‫َقدْ‪َ ،‬هيْهاتَ َهيْهات! ذهبت الدُّنيا ِبحَالِيها‪ ،‬وبقيت األعمالُ قالئدَ يف أَعْناق بين آدم‪ .‬فيا لَهَا موعظةً لو وَافقتْ من القُلُوب‬
‫حياةً!‬
‫‪ -‬أَمَا إنَّه واهلل ال أُمَّةَ بعد أُمَّتكم‪ ،‬وال نَيبَّ بعد نبيِّكم‪ ،‬وال كتابَ بعد كتابِكم؛ أنتم تَسُوقون النّاس‪،‬‬
‫والسَّاعةُ تَسُوقكم؛ وإنَّما يُنْتَظر بأوَّلِكم أنْ يَ ْلحَقَه آخرُكم‪ ،‬مَن رأى حم ّمدًا‪ -‬صلى اهلل عليه وسلّم‪ -‬فقد رآه غاديًا‬
‫النجَاء‪ ،‬عَالمَ‬
‫والنجَاءَ َّ‬
‫َمرَ إليه‪ ،‬فال َوحَاءَ ال َوحَاءَ‪َّ ،‬‬
‫ضعْ لَبِنةً على َلبِنة‪ ،‬وال قَصَبةً على قَصَبة‪ ،‬رُفِع له عَلَمٌ فَش َّ‬
‫ورائحًا‪ ،‬مل يَ َ‬
‫ُتعَرِّجون؟ ُأتِيتُم وربِّ الكَعْبة! قد أُ ْسرِعَ ِبخِيارِكم‪ ،‬وأنتم كلَّ يومٍ َترْذُلون‪ ،‬فماذا َتنْتَظرون؟‬
‫‪ -‬إنَّ اهلل تبارك وتعاىل َبعَثَ مُحمَّدًا عليه الصَّالة والسَّالم على عِلْمٍ منه‪ ،‬اختارَهُ لنفسِه‪ ،‬وَبعَثه برسالته‪،‬‬
‫ضعَه من الدُّنيا َموْضعًا يَنْظرُ إليه أهلُ األرض‪ ،‬وآتاه‬
‫وَأنْز َل عليه كتابَه‪ ،‬وكان صَفْوتَه مِن خَلْقه‪َ ،‬ورَسولَه إىل عباده‪ ،‬ممَّ وَ َ‬

‫‪82‬‬
‫منها قُوتًا وبُ ْلغَةً‪ ،‬مُمَّ قال (لقد كانَ لكم يف رَسُولِ اهلل أُسْوةٌ حَ َسنَةٌ)‪َ ،‬فرَغِب أَقوامٌ عن َعيْشه‪ ،‬وسَخِطوا ما رضي له رَبُّه‪،‬‬
‫فأبعدَهم اهللُ وأَ ْسحَقَهم‪.‬‬
‫‪ -‬يا بنَ آدم َطإِ األرضَ بقدمك ؛ فإنّها عن قليلٍ قربُك‪ ،‬واعلمْ أنَّك مل َت َزلْ يف َهدْمِ عُمرك منذُ سقطتَ‬
‫صرَ أَقوامٌ ومل يَصْربوا‪ ،‬فذهبَ اجلَزَعُ‬
‫صبَر؛ فقد أَبْ َ‬
‫صرَ فَ َ‬
‫من َبطْن أُمِّك‪ .‬رَحمَ اهللُ رجالً َن َظرَ َفتَفَكَّر‪ ،‬وتَفَكَّر فَا ْعتَبَر‪ ،‬وأَبْ َ‬
‫بقلوبهم‪ ،‬ومل ُيدْركوا ما طلبوا‪ ،‬ومل َيرْجعوا إىل ما فَارَقوا‪.‬‬
‫‪ -‬يا بن آدم اذكر قولَه تعاىل (وكلَّ إنسانٍ أَلْز ْمنَاه طاِئرَه يف ُعنُقه وُنخْرجُ له يومَ القيامةِ كتابًا يَلْقاه‬
‫جعَلَكَ حَسيبَ نفسِك‪.‬‬
‫َمنْشورًا‪ ،‬ا ْقرَأْ كتابَك كفى بنفسِك اليومَ عليك حسيبًا)‪َ .‬ع َدلَ واهلل عليكَ مَن َ‬
‫‪ -‬خُذوا صَفَ ا الدُّنيا‪ ،‬و َذرُوا كَ َدرَها‪ ،‬فليس الصَّ ْفوُ ما عاد َك َدرًا‪ ،‬وال ال َك َدرُ ما عاد صَفْوًا‪ ،‬دَعوا ما يُريبُكم‬
‫حبْتُ أقوامًا ما كانت صُحبتُهم‬
‫صِ‬‫إىل ما ال يُريبُكم‪ ،‬ظَهَر اجلَفاءُ‪ ،‬وقلَّت العُلماء‪ ،‬وعَفَتِ السُّنَّة‪ ،‬وشَاعت الِبدْعة‪ ،‬لقد َ‬
‫إالَّ قُرَّةَ العني‪ ،‬وجِالءَ الصُّدور‪.‬‬
‫‪ -‬ولقد رأيتُ أقوامًا كانوا‪ -‬مِن حَسَناتِهم أنْ تُردَّ عليهم‪ -‬أَشْفَقَ منكم‪ -‬مِن سيِّئاتكم أنْ تُعذَّبوا‬
‫عليها‪ .‬وكانوا فيما أحلَّ اهلل هلم من الدُّنيا َأزْ َهدَ منكم فيما حَرَّم اهللُ عليكم منها‪ .‬ما لي أَسْمعُ حَسيسًا وال أرى أَنيسًا‪،‬‬
‫خلطَّاب "رَحم اهللُ‬
‫ذهب ا لناسُ وبقي النِّسْناس‪ ،‬لو تَكاشَفْتم ما تَدا َفنْتم‪ ،‬تَهَا َديْتم األَطْباق ومل تَهَادوا النَّصائح؛ قالَ ابنُ ا َ‬
‫خذَه من قِبَل رَبِّه‪،‬‬
‫امْرأً أَهْدى إلينا مَسَاوينا‪ ،‬أَعِدُّوا اجلواب فإنَّكم مَسْؤولون‪ ،‬املؤمنُ َمنْ مل يأخذْ دينَه عن رأيه‪ ،‬ولكنَّه َأ َ‬
‫إنَّ هذا احلقَّ قد جَ َهدَ أهلَه‪َ ،‬وحَال بينهم وبني شَهَواتِهم‪ ،‬وما يَصْرب عليه إالَّ مَن عَرَفَ فَضْلَه‪ ،‬و َرجَا عاقبتَه‪ ،‬فَمَن حَمِد‬
‫الدُّنيا ذَمَّ اآلخرة‪ ،‬وليس يَكْره لقاءَ اهلل إالَّ مُقيمٌ على ُسخْطه‪.‬‬
‫‪ -‬يا بن آدم اإلميانُ ليس بالتَّحلِّي وال بالتَّمنِّي‪ ،‬ولكنَّه ما وَ َقرَ يف القلب‪ ،‬وصَدَّقَه العَمَل‪.‬‬
‫امل جم ال الل‬
‫ال عد إىل أحد املعاجم املتوافرة بني يديك لتتبيّن ما يأتي‬
‫أو ً‬
‫الثوَاء ‪ ،‬البُلْغة ‪ ،‬حَاليها ‪ ،‬ال َوحَاء ‪ ،‬عَفَتْ ‪ ،‬احلَسيس‪.‬‬
‫استخرج معنى املفردات اآلتية َّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬جاء يف اخلُطبة ( َفرَغِب أَقوامٌ عن َعيْشه‪ ،‬و َسخِطوا ما رضي له رَبُّه‪ ،‬فأبعدَهم اهللُ وأَ ْسحَقَهم)‪ .‬ما الفرق‬
‫يف املعنى بني ( َسحَقهم) و(أَسْحقهم)؟‬
‫ت‪ -‬جاء يف اخلطبة "ذهب الناسُ وبقي النِّسْناس"‪ .‬ما املقصود بـ "النِّسْناس"؟ واحبث عن مصدر هذا القول‬
‫يف كتب احلديث‪.‬‬
‫ث‪ -‬تعين كلمة (طائره) يف قوله تعاىل (وكلَّ إنسانٍ أَلْز ْمنَاه طاِئرَه يف ُعنُقه) عمله حيمله يف عنقه‪ .‬ملاذا جاء‬
‫التعبري به ليدلّ على العمل؟‬

‫‪81‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫ثمثّل هذه اخلطبة منوذجًا من اخلطب الدينيّة الوعظيّة اليت اشتهر بها احلسن البصريّ و "مل يتقدّمه فيها أحد" كما‬
‫حرَص فيها على التذكري بالبعث ويوم احلساب‪ ،‬واحلضّ على التقوى والعمل‬
‫يقول اجلاحظ يف "البيان والتبيني"‪َ -‬‬
‫الصاحل‪ ،‬والتحلّي بالفضائل‪ ،‬والزّهد بالدّنيا‪ ،‬والتخلّي عن زخرفها وشهواتها‪.‬‬
‫وإنّ نظرة جملّية هلذه اخلطبة الرائقة تكشف عن الوعي احلقيقيّ للخطيب الواعظ بالدّنيا وما تنطوي عليه من‬
‫شهوات تَهيم بها النّفس البشريّة‪ ،‬وهي يف ميزان البارئ‪ -‬سبحانه‪ -‬ال تساوي جناح بعوضة وإنْ راقت للنفس‬
‫وحَ َلتْ‪ ،‬فما يُعطي اهلل منها وما يذر؟!‬
‫ومعنى أنْ ينفّر اخلطيب من الدّنيا ومتاعها الزّائل‪ ،‬أنّه يدعو اإلنسان إىل ما فيه بقاؤه وفالحه يف الدّنيا بالتقوى‬
‫والعمل الصّاحل‪ ،‬وباآلخرة بالفوز برضوان اهلل ونعيم مقيم‪ .‬لذلك‪ ،‬افتتح خطبته مبا حيقّق هذا املطلب النّفيس لكلّ نفس‬
‫تتوق للقاء اهلل والفوز بنعيمه‪ -‬بأنّ الرّبح احلقيقيّ يكون يف التّجارة بتصحيح مسار العبد لآلخرة‪ ،‬وما عداه خسران مبني‬
‫يف الدّنيا واآلخرة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنّ املنافسة لبلوغ هذا املرام‪ ،‬إنّما تكون يف اخلري‪ ،‬وفيه "فليتنافس املتنافسون"‪ ،‬وال مكان‬
‫لل ّشرّ‪ ،‬وال قيمة له مع النّفوس املطمئنّة التوّاقة؛ فإنّ فيها قلوبًا تتجاوب مع مواعظ اخلري والتُّقى‪ ،‬وما ينتظر اإلنسان من‬
‫قُرب السّاعة وموعدها‪ ،‬يدفعه إىل التخلّي عن الدّنيا‪ ،‬ويصرفه عن التحلّي مبا فيها؛ فإنّه قد أُسْرع خبيار النّاس‪" ،‬وأنتم‬
‫كلَّ يوم ترذلون‪ ،‬فماذا تنتظرون"؟!‬
‫وإنّ التأسّي احلقيقيّ إنّما يكون برسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ، -‬فإنّه القُدوة اليت ال يَحيد عن سُنَّتها إالّ‬
‫ضالٌّ هالك‪ ،‬وال يواتيها إالّ أوّاب مُخبت‪ ،‬فهيهات هيهات ملن ختلّى عن سنّته‪ ،‬وواهًا واهًا ملن حتلّى مبا فيها‪ ،‬وأقام نفسه‬
‫على سبيل ومهيع مَريع!!‬
‫ويرى احلسن البصريّ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أنّ األرض اليت خُلق من طينها اإلنسان هي حاضنته ودافنته‬
‫ومرضعته‪ ،‬فليهنأ الذين عرفوا حقيقتها ومل جياوزوها‪ ،‬وسُحقًا ملن أبصرها ومل يصرب على شدّتها وألوائها؛ فإنّها‬
‫ستكون‪ -‬يومًا ما‪ -‬إمّا روضة من رياض اجلنّة‪ ،‬وإمّا حُفرة من حُفر النار!! فال يغرّنك أيها املغرور من نفسك شيئًا‪،‬‬
‫فإنّما طائرك (عملك) يف عنقك تطري به إىل حيث تشاء‪ ،‬وإنّك احلسيب الرّقيب عليها؛ فإمّا تُحلّق بك إىل عُ ُلوّ‪ ،‬وإمّا‬
‫تهوي بك إىل احنطاط وسُفْل!!‬
‫حرْص اخلطيب على إزهاد الناس وَتزْهيدهم يف الدّنيا‪ ،‬أنّهم ينسون نصيبهم منها‪ ،‬بل يقوم منهج‬
‫وال يعين ِ‬
‫العبد املؤمن على التحلّي منها مبا يتقوّى به على طاعة اهلل‪ -‬سبحانه وتعاىل‪ -‬واالنشغال باآلخرة‪ .‬وإنّ ما صفا منها‬
‫جيعل يف نفس املؤمن نورًا ميشي به يف الناس‪ ،‬ويبتعد به عن كلّ كَدَر يُعكّر صفو احلياة ورقائقها؛ فإنّ يف الدّنيا مظاهر‬
‫تنحطّ باملرء‪ ،‬كتناقص العلماء‪ ،‬واندراس السُّنَّة‪ ،‬وإشاعة البدعة‪ ،‬وقلّة الصّحبة الطيّبة اليت تذكّر باهلل وتدعو إىل‬
‫الفضيلة‪ ،‬فما أمجل يف احلياة من صُحبة تَقرّ بها نفس املؤمن!‬

‫‪84‬‬
‫وهنا تتجلّى براعة اخلطيب يف التذكري بأناس كانوا النّسمةَ تبعث يف األرواح أنسًا وقربًا‪ ،‬والنّورَ الذي يضيء‬
‫للحيارى والسّالكني عتمة الضّحى‪ -‬ويف التحذير من اندراس صفوة األمّة وظهور أناس ترى منهم وتنكر!!‬
‫وراوح اخلطيب يف موعظته بني آي من الذّكر احلكيم‪ ،‬كقوله تعاىل "وكلّ إنسان ألزمناه طائره يف ُعنُقه"‪،‬‬
‫وطوائف من حديث املصطفى‪ -‬صلى اهلل عليه وسلّم‪ ، -‬كقوله "دع ما يُريبك إىل ما ال يُريبك"‪ ،‬وأقوال الصحابة‬
‫"رحم اهلل امرأ أهدى إلينا مساوينا"‪.‬‬ ‫كقول عمر بن اخلطّاب‪ -‬رضي اهلل عنه‪-‬‬
‫ويبدو احلزن واضحًا يُجلّل اخلطبة من أوهلا إىل آخرها‪ ،‬ذلك أنّ طالب اآلخرة يَهْتمّون ألمرها‪ ،‬وجتدهم‬
‫ساهمني خيافون َويْلها‪ .‬وإنّ كثرة املعاني اليت يكثّفها احلسن يف خطبه‪ ،‬تدفعه إىل اختيار اللفظ احلسن للمعنى اجليّد‪ ،‬ويف‬
‫ذلك يتعانق اللفظ واملعنى متوحّدين يف إطار اخلطبة وتشكيلها الفنّي‪ ،‬على ما يشيع فيها من ازدواج وطباق وتصوير‪.‬‬

‫الفهم واالستيعاب‬
‫ازدهرت اخلطابة يف العصر األموي ازدهارًا ملحوظًا‬ ‫‪.5‬‬
‫اذكر مالمة عوامل ساعدت على ازدهارها‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬اذكر مالمة أنواع من اخلطابة يف هذا العصر‪ ،‬ومثل خبطيب على كلّ نوع‪.‬‬
‫حدّد الفكرة اليت انطوت عليها كلُّ فقرة من فقرات اخلطبة التّسع‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يرتبط مفهوم اخلطبة يف أذهان الناس أن خيطب اخلطيب واقفًا‪ .‬فهل ينطبق هذا املفهوم على اخلطابة‬ ‫‪.‬‬
‫الوعظيّة‪.‬‬
‫للخطابة الوعظيّة أمر يف تقريب األلفاظ واملعاني‪ .‬ضع إشارة (صح) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وإشارة‬ ‫‪.‬‬
‫(خطأ) أمام العبارة اخلاطئة فيما يأتي‬
‫ختلو من األلفاظ الغريبة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬تستخدم األلفاظ املبتذلة‪.‬‬
‫ت‪ -‬املعاني فيها ضيقة وحمدودة‪.‬‬
‫ث‪ -‬التنويع فيها والتّفريع والتّوليد‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرتداد والتّكرار والتّرادف‪.‬‬
‫ح‪ -‬اعتمادها على أسلوب السّجع‪.‬‬
‫خ‪ -‬اعتمادها على أسلوب مزدوج بني السّجع واإلرسال‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫قيامها على الطّباق واملقابلة‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫توشيحها بضروب من التشبيهات واالستعارات‪.‬‬ ‫ذ‪-‬‬
‫اقرأ بييت الشّعر اآلتيني‪ ،‬وأجب عن السؤالني اللذين يليانهما‬ ‫‪.1‬‬
‫َقدِمْتُ عَلى الكَريمِ بِ َغْيرِ زَادٍ ‪ِ ...‬سوَى اإلخْالصِ والقَلْبِ السَّليمِ‬
‫ح ْملُ الزّادِ أَ ْقبَحُ مَا يَكونُ ‪ ...‬إذَا كَانَ القُدومُ عَلَى كَريمِ‬
‫فَ‬
‫يف الفقرة التاسعة ما ينقض هذا املعنى عند الشّاعر‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬هل استخدم احلسن رمحه اهلل يف هذه الفقرة االقتباس؟ وضّح ذلك من حيث هو أمر أو حديث مرفوع‬
‫إىل الرسول صلى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫اقرأ احلديث اآلتي‪ ،‬وأجب عن السؤالني اللذين يليانه عَن أَبِى هُ َر ْيرَةَ رضي اهلل عنه عَن النّبِي صلى اهلل‬ ‫‪.1‬‬
‫حدٌ إالَّ غَ َلبَهُ‪ ،‬ف َسدِّدُوا وقَاربُوا وأَبْشرُوا‪ ،‬وا ْستَعينُوا بال َغدْوَةِ والرَّ ْوحَةِ‬
‫عليه وسلم قَال (إِنَّ الدِّينَ يُ ْسرٌ‪ ،‬ولَن يُشَادَّ الدِّينَ َأ َ‬
‫وشي ٍء ِم َن الدُّ ْلجَةِ) أخرجه البخاري (‪ )93‬ومسلم (‪.)6182‬‬
‫ُدلّ على العبارة اليت تتوافق مع هذا احلديث يف الفقرة الثامنة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬إالم يُرشد هذا احلديث وما يدلّ عليه يف الفقرة املشار إليها؟‬
‫إالم يشري احلسن البصريّ يف قوله يف العبارات اآلتية‬ ‫‪.5‬‬
‫وقد أُ ْسرِع خبياركم (فقرة ‪.)4‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬أنتم تَسُوقون النّاس‪ ،‬والسّاعة تَسُوقكم (فقرة ‪.)3‬‬
‫ت‪ -‬قَلَّت العلماء‪ ،‬وعَفَت ال ّسنّة (فقرة ‪.)5‬‬
‫ث‪ -‬لو تَكاشَفْتم ما تَدافنتم (فقرة ‪.)0‬‬
‫تَهاديتم األطباق‪ ،‬ومل تَهَادوا النّصائح (فقرة ‪.)0‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫ح‪ -‬قال عمران بن حطَّان خطبتُ عند زياد خطبة ظننتُ أنّي مل أقصّر فيها عن غاية‪ ،‬ومل أَدَعْ لطاعنٍ علَّة‪،‬‬
‫فمررتُ ببعض اجملالس فسمعتُ شيخًا يقول هذا الفتى أخطبُ العرب لو كان يف خُطبته شيءٌ من القرآن‪.‬‬
‫هل ينطبق قول الشّيخ على خطبة احلسن؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ماذا يطلق على اخلطبة اليت ختلو من آيات القرآن الكريم؟‬

‫‪86‬‬
‫التذوق األدبي‬
‫ال تعرف املقابلة بأنها اجلمع بني أربعة أضداد فأكثر‪ .‬وضح مجال املقابلة يف قول احلسن البصري (ِبعْ‬
‫أو ً‬
‫دنياك بآخرتك َترَْبحْهما مجيعًا‪ ،‬وال تبع آخرتَك بدنياك فَتخْ َسرَهما مجيعًا‪).‬‬
‫مانيًا تضفي املوازنة ‪ -‬وهي ثمامل اجلملتني يف الرتكيب والوزن دون التقفية‪ -‬ثمامال يف املعنى وإيقاعا داخليا‬
‫للعبارة‪ .‬اشرح ذلك من خالل قول احلسن البصري (يا بن آدم إذا رأيتَ النّاس يف اخلريِ َفنَافسْهم فيه‪ ،‬وإذا رأيتَهم يف‬
‫الشرِّ فال َتغْبطهم عليه‪).‬‬
‫َّ‬
‫مالثًا ما القيمة البالغية اليت أضافها تكرار أسلوب النداء (يا بنَ آدم)؟‬
‫رابعًا استشهد احلسن البصري يف خطبته بقوله تعاىل { (لقد كانَ لكم يف رَسُولِ اهلل أُسْوةٌ حَ َسنَةٌ} هل تعرف‬
‫ماذا تسمى اخلطبة اليت ختلو من االستشهاد بآية من كتاب اهلل؟‬
‫خامسًا عمد احلسن البصري إىل توظيف السجع ‪ -‬وهو توافق الفاصلتني من النثر على حرف واحد ‪-‬‬
‫دون تكلف‪ .‬عد إىل النص واستخرج أمثلة على ذلك‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫ال اقرأ بيت النابغة اآلتي وأجب عما يليه‬
‫أو ً‬
‫حلُ غريَ أنَّ ِركَابَنا ‪ ...‬لَمَّا َتزُل برِحالنا‪ ،‬وكأنْ قدِ‬
‫َأزِفَ التّر ّ‬
‫خ‪ -‬حدّد موضع الشّاهد يف البيت ووضّحه‪.‬‬
‫عيّن املوضع الذي يتوافق يف اخلطبة مع الشاهد وأعربه‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫مانيًا يا بنَ آدم طَءِ األرضَ بقدمك؛ فإنّها عن قليلٍ قربُك‪ ،‬واعلمْ أنَّك مل َتزَلْ يف َهدْمِ عُمرك منذُ سقطتَ من‬
‫َبطْن أُمِّك‪.‬‬
‫ما نوع الفعل (طَأ)؟ وما جذره؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ملَ رمست اهلمزة على األلف؟‬
‫مالثًا أعرب ما حتته خطّ يف اجلمل اآلتية إعرابًا تامًّا‬
‫ث‪ -‬وال تبع آخرتَك بدنياك فَتخْ َسرَهما مجيعًا‪.‬‬
‫حبْتُ أقوامًا ما كانت صُحبتُهم إالَّ قُرَّةَ العني‪.‬‬
‫صِ‬‫لقد َ‬ ‫ج‪-‬‬
‫لو تَكاشَفْتم ما تَدا َفنْتم‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬

‫‪87‬‬
‫رابعًا قال عمر بن اخلطّاب يف الفقرة الثامنة "رحم اهلل امرأً أهدى إلينا مساوينا"‪.‬‬
‫ث‪ -‬ما مفرد كلمة (مساوينا)؟ وأين ذهبت اهلمزة فيها؟‬
‫ملَ رمست اهلمزة يف كلمة (امرأ) على ألف؟‬ ‫ج‪-‬‬
‫خامسًا عيّن يف الفقرة اخلامسة األفعال املسندة إىل (واو) اجلماعة‪ ،‬وبيّن نوعها‪ ،‬وميّز عالمة إعراب كلّ منها‬
‫وبنائها‪.‬‬
‫النجَاء‪.‬‬
‫والنجَاءَ َّ‬
‫سادسًا قال احلسن البصري فال َوحَاءَ ال َوحَاءَ‪َّ ،‬‬
‫ماذا يطلق على هذا األسلوب؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫أعرب ما حتته خطّ إعرابًا تامًّا‪.‬‬
‫املراجع األساسية‪(:‬مورد النص)‬
‫صفوت‪ ،‬أمحد زكي ‪ -‬مجهرة خطب العرب يف عصور العربيّة الزّاهرة‪ ،‬املكتبة العلميّة‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‬ ‫أ‪-‬‬
‫اخلطابة أصوهلا‪ ،‬تارخيها يف أزهر عصورها عند العرب‪ ،‬ط‪ ، 5‬مطبعة‬ ‫أبو زهرة‪ ،‬حممد‪-‬‬ ‫‪.5‬‬
‫العلوم‪5732‬م‬
‫عمارة‪ ،‬حممود حممد‪ -‬اخلطابة بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،5‬مكتبة اإلميان‪ ،‬املنصورة‪5775 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫احلافظ‪ ،‬ياسني ‪ -‬إحتاف الطّرف يف علم الصّرف‪ ،‬ط‪ ،0‬دار العصماء‪ ،‬دمشق‪0412 ،‬هـ‪2100 /‬م‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الدقر‪ ،‬عبد الغين ‪ -‬معجم النحو ‪ ،‬ط‪ ،4‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪0418 ،‬هـ‪0988 /‬م‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ضيف‪ ،‬شوقي ‪ -‬الفن ومذاهبه يف النثر العربي ‪ ،‬ط‪ ،9‬دار املعارف مبصر‪0981 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ضيف‪ ،‬شوقي ‪ -‬العصر اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،00‬دار املعارف مبصر‪0989 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫النابغة الذبياني ‪ -‬الديوان ‪ ،‬شرح عباس عبد الساتر‪ ،‬ط(‪ ،)0984( ،)0‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫اجلاحظ‪ ،‬أبو عثمان عمرو بن حبر‪ -‬البيان والتبيني‪ ،‬حتقيق عبد السالم هارون‪ ،‬ط‪ ،7‬مكتبة اخلاجني‬ ‫‪.8‬‬
‫بالقاهرة‪0408 ،‬هـ‪0998 /‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال ر ت‪:‬‬
‫احلبوبي‪ ،‬علي حممد‪" -‬مكانة احلسن البصري يف اخلطابة الوعظية"‪ ،‬جملة كلية الرتبية العدد الرابع‪،‬‬ ‫‪.0‬‬
‫ص‪407 -35‬‬

‫‪88‬‬
‫الوحدة التعليمية العاشرة‬

‫من رسالة الغفران‬

‫أبو العالء املعري‬


‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫ك ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس العاشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫علي َ‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح ‪:‬‬


‫التعرّف إىل شخصيّة أبي العالء املعري األدبيّة والنقديّة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الوقوف على اجلوانب الفنيّة يف رسالة "الغفران" وأمرها يف األدب العاملي‬ ‫‪.4‬‬
‫التعرّف إىل أهميّة األدب اخليالي يف الرتاث العربيّ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص الرسالة‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪91‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫رسالة الغفران رحلة خيالية إىل العامل اآلخر بطلها األديب احلليب (ابن القارح ) الذي محله املعري إىل اجلنة‬
‫واملوقف والنار هلدفني‬
‫األول علمي أظهر فيه املعري مقدرته اللغوية و األدبية من خالل نقده لعدد كبري من األدباء و العلماء ‪.‬‬
‫الثاني اجتماعي حل أبو العالء خبياله ما عجز عن حله‪ ،‬وضاق به يف دنيا الواقع من مشكالت وكان يقصد‬
‫معارضة ضيقي الفكر واألفق فرمحة اهلل واسعة‪.‬‬

‫ل ‪:‬‬ ‫ص ال‬
‫اللغو ون يف اجل ‪:‬‬
‫التوْبة‪ ،‬وقد اصطفى له نَدامَى من أُدَباء‬
‫وكأنّي به‪ ،‬أدام اهلل اجلَمالَ ببقائه‪ ،‬إذا استحقَّ تلك الرُّتبة‪ِ ،‬بيَقنيِ َّ‬
‫ال ِفرْدَوس كـ "أخي مُمالة"‪ ،‬و"أخي دَوْسٍ"‪ ،‬و"يونُسَ بن حبيب الضَّبِّي" و"ابن مَسْعدةَ املُجاشعيّ"‪ ،‬فهم كما جاء يف‬
‫ٍّ إخوانًا على ُس ُررٍ مُتقابلني‪ ،‬ال َيمَسُّهم فيها نَصَبٌ وما هُمْ منها‬
‫صدُورِهم من غِل‬
‫الكتاب العزيز "وَنزَعْنا ما يف ُ‬
‫ص ْدرُ "أمحدَ بنِ حييى" هنالك قد غُ ِسلَ من احلِقْد على "حممَّد بنِ يزيد"‪ ،‬فصارا َيتَصافَيان وَيَتوَافَيان‪ ،‬كأنّهما‬
‫ِب ُمخْرجني"‪ ،‬ف َ‬
‫ج َمعَهُما َمبِيتٌ ومَقيل‪ .‬و"أبو بِشْر‪ ،‬عمرو بنُ ُعثْمانَ سيبويهِ"‪ ،‬قد ُرحِضَتْ ُسوَيْداءُ قلبِه‬
‫ج ِذميَة مالِكٌ وعَقيل"‪َ ،‬‬
‫"َندْمانا َ‬
‫ضغْن على "عليّ بنِ محزةَ الكسائي" وأصحابه ِلمَا فعلوا به يف جملس الربامكة‪ .‬و"أبو عُبيدة" صايف الطويّة لـ"عبد‬
‫من ال ّ‬
‫امللك بن ُقرَيب" قد ارتفعت خ َُّلتُهما عن الرَّيب‪ ،‬فهما كـ"َأرَْبدَ ولَبيد" َأخَوان‪ ،‬أو "ابَنيْ ُن َويْرة" فيما سبق من األَوَان‪ ،‬أو‬
‫جمْر "واملالئكةُ َيدْخلون عليهم من كلِّ بابٍ‪ ،‬سَالمٌ عليكم‬
‫خمَدا من اإلِحَن كُلَّ َ‬
‫"صخ ٍر ومُعاوي َة ولدَيْ عمرو"‪ ،‬وقد َأ ْ‬
‫مبا صربمت‪َ ،‬فِنعْم عُقْبَى الدّار"‪ .‬وهو‪ -‬أََّيدَ اهلل العِلمَ بِحياته‪ -‬معهم كما قال "البَ ْكرِيُّ"‬
‫ضلُ‬
‫نازَ ْعتُهُمْ قُضُبَ الرَّيْحانِ ُم ْرتَفِقًا وقَهوةً مُزَّةً‪ ،‬راوُوقُها خَ ِ‬
‫إالّ بِهاتِ‪ ،‬وإنْ عَلُّوا وإنْ نَهَلوا‬ ‫ال يَسْتفيقون منها وهي راهنةٌ‬
‫السرْبالِ‪ُ ،‬م ْعَتمِل‬
‫مُقَلِّصٌ أَسْفلَ ِّ‬ ‫َيسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نُ َطفٌ‬
‫ضلُ‬
‫َجعُ فيه ال َق ْينَةُ الفُ ُ‬
‫الصنْجِ يَ ْس َمعُهُ إذا ُتر ِّ‬
‫ومُستجيبٌ لصوتِ َّ‬
‫و"أبو عبيدة" يُذاكرهم بوقائع العرب ومَقاتل ال ُفرْسان‪ ،‬و"األصمعيُّ" ُينْشدهم من الشّعر ما أَح َسنَ قائلُه كلَّ‬
‫اإلحسان‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وتَهشُّ نفوسُهم لِلَّعب فيَقذِفون تلك اآلنيةَ يف أنهار الرَّحيق‪ ،‬ويُصفّقُها املَاذِيُّ املُعرتضُ أيَّ تصفيق‪ .‬وتَقْرتعُ تلك‬
‫آهِ ِلمَصرع "األعشى‬ ‫اآلنيةُ فيُسمعُ هلا أصواتٌ‪ ،‬تُبْعثُ مبثلها األَمْوات‪ .‬فيقول الشيخ‪ -‬حَ ّسنَ اهلل األيّامَ بطُولِ عُمْره‪-‬‬
‫صدّته قريشٌ ملَّا تَوجَّه إىل النيبّ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلّم‪ -‬ولو‬
‫ميمون"‪ ،‬وكم أَعْملَ من مَطيَّةٍ أَمُون!! ولقد وَدِدت أنَّه ما َ‬
‫أنَّه أسلم‪ ،‬جلاز أن يكونَ بيننا يف هذا اجمللس‪ ،‬فيُنشدَنا غريبَ األوزان‪ ،‬ممّا َنظَمَ يف دار األحزان‪ ،‬ويُحدّمنا حديثَه مع " َهوْذَةَ‬
‫بين عليّ"‪ ،‬و"عامر بن الطُّفيل"‪ ،‬و"يزيد بن مُسْهر" و"علقمة بن عُالمةَ"‪ ،‬و"سالمةَ بن ذي فائِشٍ"‪ ،‬وغريِهم‪ ،‬ممّن َمدَحه أو‬
‫َهجَاه‪ ،‬وخافَه يف الزَّمن أو َرجَاه‪.‬‬
‫***‬
‫خطِر له حديثُ شيءٍ كان يسمَّى النُّزهة يف الدار الفانية‪ ،‬فَيرْكبُ نَجيبًا من ُنجُب‬
‫ممّ إنّه‪ -‬أدام اهلل َتمْكينه‪َ -‬ي ْ‬
‫حلرّ وال َقرّ‪ ،‬ومعه إناءٌ َفيْهج‪ ،‬فيسريُ يف اجلنَّة على غريِ َمنْهج‪ ،‬ومعه شيءٌ‬
‫جلنّة خُلِق من ياقوتٍ و ُدرٍّ‪ ،‬يف َسجْسَجٍ َبعُد عن ا َ‬
‫اَ‬
‫صوْتَه‬
‫صعْربٍ‪ ،‬رَفَعَ َ‬
‫صلَ بِ َ‬
‫ضيْمُرانٍ وُ ِ‬
‫س ِعدَ أو َموْلودٍ‪ ،‬فإذا رأى جنيبَه ُيمْلعُ بني ُكْثبَانِ ال َعنْرب‪ ،‬و َ‬
‫خرَ لوالدٍ َ‬
‫من طعام اخلُلود‪ ،‬ذُ ِ‬
‫ُمتَمثِّالً ب َق ْولِ "البَكْريّ"‬
‫فالصيْبُونِ‬
‫ليتَ شِعري متى تَخُبُّ بنا النَّا ‪ ...‬قَةُ َنحْو العُ َذيْبِ َّ‬
‫ُمحْ ِقبًا ُز ْكرَةً‪ ،‬وخُ ْبزَ رُقاقٍ ‪ ...‬وحِباقًا‪ ،‬وقطعةً من نُونِ‬
‫ج ْرزَةَ البَقْل‪.‬‬
‫حلبَاق ُ‬
‫يعين با ِ‬
‫ع زهري ن أ ي لمى‪:‬‬
‫وينظرُ الشَّيخ يف رياض اجلنَّة فريى قَصْرينِ مُنيفنيِ‪ ،‬فيقول يف نفسه ألبلغنَّ هذين القَصْرين فأسألُ ملن هما؟‬
‫فإذا َقرُب إليهما رأى على أحدهما مكتوبًا هذا القَصْر لـ"زهري بن أبي سُلْمى ا ُملزَنيّ"‪ ،‬وعلى اآلخر هذا القصر لـ"عَبيد‬
‫بن ا ألَبْرص األَسديّ"‪ ،‬فيعجبُ من ذلك ويقول هذان ماتا يف اجلاهليّة‪ ،‬ولكنَّ رمحةَ ربِّنا وَسِعت كلَّ شيء؛ وسوف‬
‫الرجُلني فأسأهلما مبَ غُفر هلما؟ فيبتدئ بـ"زهري" فيجده شابًّا كالزَّهْرة اجلَنيَّة‪ ،‬قد وُهِب له قَصرٌ من وَنِيَّة‪،‬‬
‫ألتمسُ لقاءَ هذينِ َّ‬
‫كأنّه ما َلبِس جِلْباب َهرَمٍ‪ ،‬وال َتأ ََّففَ من الَبرَم‪ .‬وكأنَّه مل يقل يف (امليميَّة)‬
‫سئمتُ تَكاليفَ احلَياةِ و َمنْ يَعِشْ ‪ ...‬مَماننيَ حوالً‪ ،‬ال أبا لكَ‪ ،‬يسأمِ‬
‫ومل يقل يف األُخرى‬
‫حجّةً ‪ ...‬وعَ ْشرًا تِباعًا عِشْتها‪ ،‬ومَمانيَا؟‬
‫أمل َترَني عُمِّرت تسعني ِ‬
‫بِمَ غُفر لك وقد كنتَ يف‬ ‫جيْر؟ فيقول نعم‪ .‬فيقول‪ -‬أَدامَ اهلل عزّه‪-‬‬
‫جْيرِ جَ ْيرِ! أنت أبو كعب وبُ َ‬
‫فيقول َ‬
‫زَمان الفرتة والنَّاسُ َه َملٌ‪ ،‬ال َيحْ ُسنُ منهم العمل؟ فيقول كانت نفسي من الباطل نَفُورًا‪ ،‬فصادفتُ مَلِكًا غفورًا‪ ،‬وكنتُ‬
‫حبْالً نَزَل من السَّماء‪ ،‬فمن َتعَلَّق به من سُكَّان األرض سَلِم‪ ،‬فعلمتُ أنَّه أَ ْمرٌ‬
‫مؤمنًا باهلل العظيم‪ ،‬ورأيتُ فيما يرى النَّائم َ‬

‫‪92‬‬
‫ُحمدًا لكنتُ‬
‫من أَمْر اهلل‪ ،‬فأوصيتُ َبنِيَّ وقلتُ هلم عند املوت إنْ قامَ قائمٌ َيدْعوكم إىل عبادة اهلل َفأَطيعوه‪ ،‬ولو أَدْركتُ م َّ‬
‫أولَ املؤمنني‪ .‬وقلتُ يف (امليميّة)‪ ،‬واجلاهليّةُ على السَّ ِكنَةِ‪ ،‬والسَّفَهُ ضاربٌ باجلِرَان‬
‫َّ‬
‫فال تَ ْكُتمُنَّ اهللَ ما يف نُفُوسِكمْ ‪ ...‬لَيخْفى‪ ،‬ومَهْما يُكْتمِ اهللُ َيعْلَمِ‬
‫َجلْ َفُينْقَمِ‬
‫َخرْ ‪ ،‬فيُوضعْ يف كتابٍ‪ ،‬فيُدَّخرْ ‪ ...‬ليومِ احلساب‪ ،‬أو يُع َّ‬
‫ُيؤ َّ‬
‫فيقول ألست القائل‬
‫وقد أَغْدو على ُمبَةٍ كرامٍ ‪ ...‬نَشاوَى واجدينَ ِلمَا نَشاءُ‬
‫جرُّون الُبرُود وقد َتمَشَّتْ ‪ ...‬حُميّا الكأسِ فيهم والغِناءُ‬
‫َي ُ‬
‫حرِّمت على "أعشى َقيْس"؟ فيقول‬
‫أَ َفأُطْلِقتْ لك اخلَمرُ كغريك من أصحاب اخلُلود؟ أَمْ حُرِّمت عليك مثلما ُ‬
‫حظْر ما َقبُح من أمر؛ وهلكتُ أنا‬
‫جبَتْ عليه احلُجَّة‪ ،‬ألنّه بُعثَ بتحريم اخلمر‪ ،‬و َ‬
‫زه ٌري إنَّ "أخا بكرٍ" أ درك حم ّمدًا َفوَ َ‬
‫الندَمَاء‪،‬‬
‫واخلَمرُ كغريها من األشياء‪ ،‬يَشْربُها أتباعُ األنبياء‪ ،‬فال حُجَّة عَلَيَّ‪ .‬فيدعوه الشَّيخُ إىل املُنادَمَة ؛ فيجدُه من ظِراف ُّ‬
‫فيسأله عن أخبار القدماء‪.‬‬
‫خذَ من سَلْسَبيل‪.‬‬
‫ومع ا ِملنْصَف بَا ِطيَةٌ من الزُّمُرُّد‪ ،‬فيها من الرَّحيق املَخْتوم شيءٌ ُيمْزجُ ِبزَنْجبيل‪ ،‬واملاءُ ُأ ِ‬
‫"السرَوِيُّ" يف قوله‬
‫أين هذه البَا ِطيَة مِن اليت َذ َكرَها َّ‬ ‫فيقول‪ -‬زادَ اهلل يف أنفاسه‪-‬‬
‫جوْنَةٌ‪َ ،‬يتْبعُها َبرْذينُها‬
‫ولنا بَاطيةٌ َممْلوءةٌ ‪َ ...‬‬
‫فإذا ما حَارَدَتْ أو بَ َكأَتْ‪ ...‬فُتَّ عن خاتَمِ أُخْرى طينُها‬
‫ع َع ِب ْ نِ ا َ ْ ص‪:‬‬
‫ممّ ينصرفُ إىل "عَبيد" فإذا هو قد أُعْطي بَقاءَ التَّأبيد‪ ،‬فيقول السَّالم عليك يا أخا بين أسدٍ‪ .‬فيقول وعليك‬
‫السَّالم‪ -‬وأهلُ اجلَنَّة أذكياء‪ ،‬ال يُخالطُهم األغبياء‪ -‬لعلَّك تريدُ أنْ تَسْألَين بِمَ غُفرَ لي؟ فيقول َأجَلْ‪ ،‬وإنّ يف ذلك‬
‫َجبًا؟ فيقول عبيدٌ أُخربك أنّي دخلتُ اهلَاويَةَ‪ ،‬وكنتُ‬
‫جبًا‪ ،‬ومل يكن عن الرَّمحة ُمح ِّ‬
‫َلعَجبًا أَأَلْفَيتَ حُ ْكمًا للمغفرة مُو ِ‬
‫قلتُ يف أيّام احلياة‬
‫مَن يَسْألِ النَّاس يَحْرموه ‪ ...‬وسائلُ اهللِ ال يَخيبُ‬
‫وسار هذا البيت يف آفاق البالد‪ ،‬فلم َيزَل ُينْشدُ ويَخِفُّ عنّي العذابُ حتَّى أُطْلقتُ من القيودِ واألَصْفاد‪ ،‬مُمَّ كُرِّر‬
‫إىل أنْ َشمَ َلتْين الرَّمحة بربكة ذلك البيت‪ ،‬وإنَّ رَبَّنا لغفورٌ رحيم‪.‬‬
‫الرجُالن‪َ ،‬ط ِمعَ يف سالمةِ كثريٍ من أصنافِ الشُّعراء‪.‬‬
‫فإذا َسمِع الشَّيخ‪ -‬مَبَّتَ اهللُ وَ ْطَأتَه‪ -‬ما قال ذانِك َّ‬

‫‪91‬‬
‫ع أ ي ُذؤَ ب اهلُذَلي‪:‬‬
‫وينصرفُ موالي الشَّيخ اجلليل وصاحبُه "عَديٌّ"‪ ،‬فإذا هما برجلٍ َيحْتلب ناقةً يف إناءٌ من ذَهَبٍ‪ ،‬فيقوالن مَن‬
‫سعِدتَ‪ ،‬ال شَقيتَ يف عيشِك وال بَعدتَ‪َ ،‬أتَحْتلبُ مع أَنْهارِ َلبَن؟‬
‫هلذَليُّ"‪ .‬فيقوالن حُيِّيتَ و َ‬
‫الرَّجل؟ فيقول "أبو ذؤيب ا ُ‬
‫كأنَّ ذلك من ال َغبَن‪ .‬فيقول ال بأس! إنَّما خَطَر لي ذلك مثلما خَطَر لَكُما ال َقنِيص‪ ،‬وإنّي ذكرتُ قولي يف الدَّهر األوَّل‬
‫جنَى النَّحل يف ألبانِ عُوذٍ مَطا ِفلِ‬
‫وإنَّ حديثًا منكِ‪ ،‬لو َتعْلمينَهُ ‪َ ...‬‬
‫مَطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نِتاجُها ‪ ...‬تُشابُ مباءٍ مثلِ ماءِ املَفَاصلِ‬
‫فقيَّضَ اهلل ب ُقدْرته لي هذه النّاقةَ عائذًا ُمطْفالً‪ .‬وكان بالنِّعم ُمتَكفِّالً‪ ،‬فقمتُ َأحْتلبُ على العادة‪ ،‬وأُريد أنْ‬
‫حلٍ‪ ،‬تَِب ْعنَ يف اجلنّة طريقةَ ال َفحْل‪.‬‬
‫ضرْبِ َن ْ‬
‫أَشُوبَ ذلك ب َ‬
‫جلوْهر‪َ ،‬رتَعَ َموْلُها يف الزَّهَر‪ ،‬فاجتنى‬
‫فإذا امتألَ إناؤُه من الرِّسْل‪ ،‬كَوَّنَ الباري‪ -‬جَلَّت َعظَمتُه‪ -‬خليَّةً من ا َ‬
‫جرَعًا لو فُرِّقتْ على أهل‬
‫ذلك "أبو ذؤيب"‪ ،‬و َمزَج حليبَه بال رَيْب‪ ،‬فيقول أَالَ تَشْربان؟ فَيجْرعانِ من ذلك ا ِملحْلَب ُ‬
‫"سَقَر" لفازوا باخلُلْد َشرَعًا‪ .‬فيقول "عديُّ" "احلمدُ هلل الذي هَدانا هلذا ومَا كنّا لنهتديَ لوال أنْ هَدانا اهلل‪ ،‬لقد جاءت رُسُل‬
‫ربِّنا باحلقَّ‪ ،‬ونُودوا أنْ تلكُم اجلنّةُ‪ ،‬أُور ْمتُموها مبا كنتم تعملون"‪.‬‬
‫شعْرك‪ ،‬وَدِدتُ أنَّك مل تأتِ بهما‪ ،‬أحدُهما قولُك‬
‫ويقول‪ -‬أَدامَ اهلل َتمْكينه‪ -‬لـ"عَديّ" جئتَ بشيئ ْينِ يف ِ‬
‫فَصَافَ يُفرِّي جُلَّهُ عن َسرَاتِه ‪َ ...‬يبُذُّ الرِّهانَ فارهًا مُتتابعَا‬
‫واآلخر قولك‬
‫فليتَ دفعتَ اهلمَّ عّنيَ ساعةً ‪ ...‬فُنمْسي على ما خَيَّلَتْ ناع َميْ بالِ‬
‫فيقول "عديُّ" بعباديته يا مَكْبورُ‪ ،‬لقد رُزقتَ ما يَكِبُ أنْ يَشْغلك عن القريض‪ ،‬إنّما َينْبغي أنْ تكونَ كما قيل‬
‫لك "كُلُوا وَاشْربوا هنيئًا مبا كنتم َتعْملون"‪ .‬قولُه يا مَكْبور‪ ،‬يريد يا َمجْبور‪ ،‬فجعلَ اجليمَ كافًا‪ ،‬وهي لغةٌ رديئةٌ‬
‫جبَلة ال ِكنْدي"‪ ،‬ا ْستُلحِمَ يوم‬
‫َيسْتعملُها أهلُ اليمن‪ .‬وجاءَ يف بعض األحاديث أنَّ "احلارثَ بنَ هانئ بنِ أبي َش ِمرَ بنِ َ‬
‫ٍّ األدبَر‪ -‬فعَطفَ عليه فَاسْتنفذَه‪ .‬ويَكِبُ يف معنى يَجب‪.‬‬
‫حجْر بنَ عدي‬
‫"ساباطَ" فنادى يا حُ ْكرَ يا حُ ْكرَ‪ ،‬يريد يا ُ‬
‫إنِّي سألتُ ربِّي عزَّ سُلْطانه‪ ،‬أالّ َيحْرمَين يف اجلنَّة تَلذُّذًا بأدبي الذي كنتُ َأتَلذَّذُ‬ ‫فيقول‪ -‬زادَ اهللُ يف أَنْفاسه‪-‬‬
‫أل ْرضِ وَعَشِيًّا وحنيَ تُظْهِرون"‪.‬‬
‫حل ْمدُ يف السَّمواتِ وا َ‬
‫به يف عاجليت‪ ،‬فأجابين إىل ذلك‪ " ،‬وله ا َ‬

‫‪94‬‬
‫امل جم ال الل‬
‫عد إىل أحد املعاجم واستخرج معاني املفردات اليت حتتها خط‬ ‫‪.5‬‬
‫ضغْن على "عليّ بنِ محزةَ الكسائي‬
‫قد ُرحِضَتْ ُسوَيْداءُ قلبِه من ال ّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬وتَهشُّ نفوسُهم لِلَّعب فيَقذِفون تلك اآلنيةَ يف أنهار الرَّحيق‪ ،‬ويُصفّقُها املَاذِيُّ املُعرتضُ أيَّ تصفيق‬
‫حلرّ والقَرّ‬
‫جلنّة خُلِق من ياقوتٍ و ُدرٍّ‪ ،‬يف َسجْسَجٍ َبعُد عن ا َ‬
‫ت‪ -‬فَيرْكبُ نَجيبًا من نُجُب ا َ‬
‫صعْربٍ‬
‫صلَ بِ َ‬
‫ض ْيمُرانٍ وُ ِ‬
‫ث‪ ، -‬فإذا رأى جنيبَه ُيمْلعُ بني كُ ْثبَانِ ال َعنْرب‪ ،‬و َ‬
‫إضاءة على النص‬
‫أخذ عن أبي العالء فكرة كتابه ومضمونه‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫قيل إن دانيت‪ ،1‬مؤلف كتاب الكوميديا اإلهلية‬
‫مما بينهما من تشابه (تواز) فليس مثة دليل علمي على تأمر دانيت تأمرا أكيدا بأبي العالء عن طريق أي وسيط ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فقد أفاد كل من املعري ودانيت من قصة اإلسراء واملعراج كما وردت يف األحاديث والروايات اإلسالمية‪ ،‬فضال عن أن‬
‫سنة‪.‬‬ ‫م أي أن الفارق بينهما‬ ‫ه‪ ،‬أما دانيت فقد تويف يف‬ ‫املعري تويف‬
‫املقارنة بني األثرين‬
‫املالمح العامة‬ ‫‪-‬‬
‫ختلو الرحلتان – باستثناء فكرة الرحلة – من اخلوارق‪ ،‬فالبطل إنسان عادي وكذلك الثانويون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أكثر شخصيات املعري من األدباء والعلماء أما دانيت فقد جاء بشخصيات اجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلوار عند دانيت أكثر تنوعا يف املوضوعات‪ ،‬وأغنى يف التفاصيل‪ ،‬الحنصاره يف رسالة الغفران يف‬ ‫‪‬‬
‫املسائل األدبية واللغوية‪.‬‬
‫يتفق الشاعران يف فكرة التسامح‪ ،‬وسعة األفق يف معاملة أرواح أبطاهلما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املالمح اخلاصة‬ ‫‪-‬‬
‫التقى ابن القارح مع حوريتني وأعجب جبماهلما وكذلك دانيت التقى يف املطهر مع " بياسينا " اليت تقابل‬ ‫‪‬‬
‫" محدونة" عند املعري و" بيكارادونانيت " اليت تقابل " توفيق السوداء "‪.‬‬
‫التقى ابن القارح بآدم وكان صلب حديثهما عن لغته و كذلك فعل دانيت وإن اختلفت لغة آدم عندهما ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أشهر شعراء إيطاليا يلقب بأبي األدب اإليطالي درس الفلسفة وأمرت يف شعره اشتهر حببه الفاشل ل (بياتريتشي ) اتهم بالرشوة‬
‫ومعاداة الكنيسة نفي مم أحرق حيا و قد تركت قسوة احلكم يف نفسه آمارا عميقة ظل مشغوال بنظم الكوميديا إىل ما قبل وفاته بقليل‪.‬‬
‫الكوميديا اإلهلية رحلة خيالية إىل العامل اآلخر والسموات تقع يف مالمة أقسام اجلحيم املطهر الفردوس ويشتمل كل قسم على‬
‫مالث ومالمني أنشودة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ملا عاد ابن القارح من اجلحيم القته احلورية اليت كلفت خبدمته فالمته بلطف على تأخره مم صحبته يف‬ ‫‪‬‬
‫رحلة بني حدائق الفردوس‪ ،‬و لقد سلكت " ماتيلدي " السلوك نفسه مع دانيت حني القته مبتسمة عاتبة وهو يدخل عليها‬
‫غابة الفردوس األرضي‪.‬‬
‫عرب ابن القارح الصراط على ظهر جارية‪ ،‬وعرب دانيت وفرجيل معه املمر املوصل بني احللقتني السابعة‬ ‫‪‬‬
‫والثامنة على ظهر " جربيون " ‪.‬‬
‫رفض بشار بن برد أن جييب عن أسئلة ابن القارح‪ ،‬ووقف املوقف نفسه " بوكادجلي أفاني "‬ ‫‪‬‬
‫ملا رأى ابن القارح إبليس يف النار‪ ،‬وسأله إبليس عن صنعته‪ ،‬وعرف أنها األدب قال بئست الصناعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وجند شيئا من هذا حني التقى دانيت بالعمالق الناري يف اجلحيم وسأله العمالق عن صنعته وسخر منه‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫ضغْن على "عليّ بنِ‬
‫يقول املعري و"أبو بِشْر‪ ،‬عمرو بنُ ُعثْمانَ سيبويهِ"‪ ،‬قد ُرحِضَتْ سُ َويْداءُ قلبِه من ال ّ‬ ‫‪.5‬‬
‫محز َة الكسائي" وأصحابه لِمَا فعلوا به يف جملس الربامكة"‪ .‬هل تعرف احلادمة اليت يشري إليها املعري واملسألة النحوية اليت‬
‫كانت مثار اخلالف بني سيبويه والكسائي؟‬
‫يقول املعري " و"أبو عُبيدة" صايف الطويّة لـ"عبد امللك بن ُقرَيب" قد ارتفعت خ َُّلتُهما عن الرَّيب‪ ،‬فهما‬ ‫‪.4‬‬
‫خمَدا من اإلِحَن‬
‫كـ"َأرَْب َد ولَبيد" َأخَوان‪ ،‬أو "ابَنيْ ُن َويْرة" فيما سبق من األَوَان‪ ،‬أو "صخرٍ ومُعاويةَ ولدَيْ عمرو"‪ ،‬وقد َأ ْ‬
‫كُلَّ جَمْر"‬
‫عد إىل كتب األدب واكتب تعريفا موجزا لسرية كل من (أربد ولبيد) و(ابين نويرة) و(صخر ومعاوية ولديْ‬
‫عمرو)‪.‬‬
‫أشار املعري إىل هلجة عربية يف نطق اجليم ما هذه اللهجة؟ اذكر بعض األمثلة اليت ضربها؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ذكر املعري أسباب مغفرة اهلل لبعض شعراء أهل الفرتة‪ ،‬اذكر أمساء هؤالء الشعراء وملَ غفر اهلل هلم يف‬ ‫‪.2‬‬
‫نظر املعري؟‬
‫عد إىل النص واستخرج أمساء النحاة واللغويني يف الفقرات الثالث األوىل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬
‫عد إىل نص الرسالة واستخرج السمات األسلوبية اآلتية‬ ‫‪.5‬‬
‫كثرة االستطراد‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬استخدام الغريب من األلفاظ‬
‫ت‪ -‬االستشهاد باآليات القرآنية‬
‫ث‪ -‬اقتباس األشعار‬

‫‪96‬‬
‫ج‪ -‬اإلشارات التارخيية‬
‫ح‪ -‬السجع غري املتكلف‬
‫هل يشرتط وجود وسيط بني املعري ودانيت إلمبات تأمر الثاني باألول؟ وما أنواع وسائط التأمري يف‬ ‫‪.4‬‬
‫نظرك؟‬
‫ما أوجه الشبه بني رسالة الغفران للمعري والكوميديا اإلهلية لدانيت؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ما أوجه االختالف بني رسالة الغفران للمعري والكوميديا اإلهلية لدانيت؟‬ ‫‪.2‬‬
‫إىل أي األجناس األدبية تعد رسالة الغفران إليه أقرب؟‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫ال اقرأ البيتني اآلتيني‪ ،‬وأجب عمّا يليهما من أسئلة‬
‫أو ً‬
‫فال تَ ْكُتمُنَّ اهللَ ما يف نُفُوسِكمْ ‪ ...‬لَيخْفى‪ ،‬ومَهْما يُكْتمِ اهللُ َيعْلَمِ‬
‫َجلْ َفُينْقَمِ‬
‫َخرْ‪ ،‬فيُوضعْ يف كتابٍ‪ ،‬فيُدَّخرْ ‪ ...‬ليومِ احلساب‪ ،‬أو يُع َّ‬
‫ُيؤ َّ‬
‫خ‪ -‬بيّن املعرب من املبين من األفعال املضارعة وعددها تسعة‪.‬‬
‫بيّن فاعل كلّ فعل منها ونائبه‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫ملاذا جاءت األفعال يف البيت الثاني جمزومة؟‬ ‫ذ‪-‬‬
‫مانيًا ما الوزن الصّريف لكلّ مجع حتته خطّ فيما يأتي؟ وما مفرده؟‬
‫وقد اصطفى له نَدامَى من أُدَباء ال ِفرْدَوس‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الريْحانِ ُمرْتَفِقًا وقَهوةً مُزَّةً‪ ،‬راوُوقُها خَضِلُ‬
‫ب‪ -‬نازَ ْعتُهُمْ قُضُبَ َّ‬
‫ضلُ‬
‫َجعُ فيه ال َقْينَةُ الفُ ُ‬
‫الصنْجِ يَ ْس َمعُهُ إذا ُتر ِّ‬
‫ت‪ -‬ومُستجيبٌ لصوتِ َّ‬
‫جلنّة خُلِق من ياقوتٍ و ُدرٍّ‪.‬‬
‫ث‪ -‬فَيرْكبُ نَجيبًا من ُنجُب ا َ‬
‫وقد أَغْدو على ُمبَةٍ كرامٍ ‪ ...‬نَشاوَى واجدينَ ِلمَا نَشاءُ‬ ‫ج‪-‬‬
‫حتَّى أُطْلقتُ من القيودِ واألَصْفاد‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬
‫الندَمَاء‪ ،‬فيسأله عن أخبار القدماء‪.‬‬
‫فيجدُه من ظِراف ُّ‬ ‫خ‪-‬‬

‫‪97‬‬
‫مالثًا أجب عن األسئلة اآلتية‬
‫قال تعاىل "واملالئكةُ َيدْخلون عليهم من كلِّ بابٍ‪ ،‬سَالمٌ عليكم مبا صربمت‪َ ،‬فِنعْم عُ ْقبَى الدّار"‪ .‬بني‬ ‫أ‪-‬‬
‫عناصر أسلوب املدح يف اآلية الكرمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬بني نائب الفاعل يف قول املعرّي وتَقْرتعُ تلك اآلنيةُ فيُسمعُ هلا أصوات‪ُ ،‬تبْعثُ مبثلها األَمْوات‪.‬‬
‫ت‪ -‬أعرب اسم الفعل الوارد يف قول املعرّي (آهِ ِلمَصرع "األعشى ميمون"!)‪.‬‬
‫ث‪ -‬استخدم املعرّي غري حرف من حروف اجلواب‪ .‬اذكر مالمًا منها‪.‬‬
‫رابعًا هات املنسوب إليه يف كل اسم منسوب خمطوط حتته فيما يأتي‬
‫ح‪ -‬وهو‪ -‬أََّيدَ اهلل العِلمَ بِحياته‪ -‬معهم كما قال البَ ْكرِيّ‪.‬‬
‫هذا القَصْر لزُهري بن أبي سُلْمى ا ُملزَنيّ‪ ،‬وعلى اآلخر هذا القصر ِلعَبيد بن األَبْرص األَسديّ‪.‬‬ ‫خ‪-‬‬
‫السرَوِيّ؟‬
‫أين هذه البَا ِطيَة مِن اليت َذ َكرَها َّ‬ ‫د‪-‬‬
‫خامسًا حدّد نوع كل مشتق من املشتقات اآلتية فيما يأتي‬
‫ج َمعَهُما َمبِيتٌ ومَقيل‪.‬‬
‫َ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬كانت نفسي من الباطل نَفُورًا‪.‬‬
‫جلرَان‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقلتُ يف (امليميّة)‪ ،‬واجلاهليّةُ على السَّ ِكنَةِ‪ ،‬والسَّفَهُ ضاربٌ با ِ‬
‫جرَعًا‪.‬‬
‫ث‪ -‬فَيجْرعانِ من ذلك ا ِملحْلَب ُ‬
‫املراجع األساسية‪(:‬مورد النص)‬
‫أبو العالء املعري‪ -‬رسالة الغفران ط‪ ،7‬حتقيق وشرح عائشة عبد الرمحن‪ ،‬دار املعارف‪5755 ،‬م ‪ ،‬مصر ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪98‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫‪ .0‬توزان‪ ،‬عبد القادر‪ -‬الشعور باالغرتاب عند أبي العالء املعري وألبري كامو‪ ،‬رسالة جامعية(دكتوراه)جامعة‬
‫اجلزائر‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د الطاهر حجار‪2116 ،‬م ‪241( ،‬ورقة)‬
‫اخلصوصيات البالغية يف رسائل أبي العالء اإلخوانية‪ ،‬رسالة‬ ‫‪ .4‬احلارمي‪ ،‬نداء مابت العرابي‪-‬‬
‫جامعية(ماجستري) جامعة أم القرى‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د حممد حممد أبو موسى‪5242 ،‬ه‪4883 -‬م(‪ 312‬ورقة)‬
‫‪ .1‬خضر‪ ،‬سناء‪ -‬النظرية اخللقية عند أبي العالء املعري بني الفلسفة والدين‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪،‬‬
‫االسكندرية‪0999 ،‬م‬
‫‪ .2‬الدقر‪ ،‬عبد الغين ‪ -‬معجم النحو ‪ ،‬ط‪ ،4‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪0418 ،‬هـ‪0988 /‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬عيد‪ ،‬حممد ‪ -‬النحو املصفّى‪ ، ،‬ط‪ ،0‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪0426 ،‬هـ‪2115 /‬م‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الوحدة التعليمية احلادية عشر‬
‫ُ‬
‫صاحب أبي نواس‬
‫ُ‬
‫ابن شهيد األندلسي‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫ك ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس احلادي عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫علي َ‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح ‪:‬‬


‫التعرّف إىل شخصيّة ابن شُهيد األندلسي األدبيّة والنقديّة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الوقوف على اجلوانب الفنيّة يف رسالة "التّوابع والزّوابع"‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫التعرّف إىل أهميّة األدب اخليالي يف الرتاث العربيّ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص الرسالة‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪010‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫هو أبو عامر أمحد بن عبد امللك بن شُ َهيْد األشجعيّ‪ ،‬وُلد يف قرطبة سنة (‪304‬هـ)‪ ،‬وينحدر من أسرة عريقة‪،‬‬
‫تولّى أفرادها بعض املناصب اهلامة يف الدولة األموية يف األندلس‪ .‬وابن شُ َهيْد أوّل من تَ َسمّى بذي الوزارتني يف األندلس‪،‬‬
‫وكان أبوه عبد امللك من وزراء اخلليفة هشام املؤيد باهلل (ت ‪283‬هـ)‪ ،‬ومن ندماء احلاجب املنصور (ت ‪374‬هـ)‪.‬‬
‫ويعدّ ابن شُهيد جاحظ وقته‪ ،‬كان حامل لواء النظم والنثر باألندلس‪ ،‬وله ترسل فائق‪ ،‬وله تواليف أنيقة اجلدّ‪،‬‬
‫مطبوعة اهلزل‪ ،‬منها «حانوت عطار» و«رسالة التوابع والزوابع»‪ .‬كانت بينه وبني معاصره ابن حزم الظّأهري (ت‬
‫‪ 211‬هـ) مكاتبات ومداعبات‪ ،‬وأشاد ابن حزم ببالغته‪ ،‬قال "ولنا من البلغاء أبو عامر‪ ،‬له من التصرُّف يف وجوه‬
‫البالغة وشِعابها مقدارٌ َينْطق فيه بلسانٍ مُركَّب من عمرو (يعين اجلاحظ)‪ ،‬وسَ ْهلٍ (يعين ابن هارون)"‪ .‬مات ابن شُ َهيْد‬
‫بقرطبة سنة (‪ 241‬هـ)‪.‬‬

‫ل ‪:‬‬ ‫ص ال‬
‫ق ل ا ن ُ َه ْ ‪:‬‬
‫حنّة‪ ،‬فشقَّ سَمعي‬
‫جبَل َديْر َ‬
‫‪ -‬فضربَ زهريٌ األدهمَ بالسَّوط‪ ،‬فسار بنا يف َقنَنِه‪ ،‬وسِرنا حتّى انتهينا إىل أصل َ‬
‫ت مِن منازل أبي نواس‪ ،‬وربِّ الكعبة العَلياء! وسِرنا جنتاب أديارًا وكنائسَ وحاناتٍ‪ ،‬حتى انتهينا‬
‫صحْ ُ‬
‫قرْعُ النَّواقيس‪ ،‬ف ِ‬
‫حنّة! فقلتُ لزهري أَوَهل‬
‫إىل دَي ٍر عظيمٍ َت ْعبَق روائحُه‪ ،‬وتَصُوكُ نوا ِفحُه‪ .‬فوقف زهري ببابه وصاح سالمٌ على أهل دَير َ‬
‫ألكَرياح؟ قال نعم‪ .‬وأقبلتْ حنوَنا الرَّهابني‪ ،‬مُشدَّدةً بالزَّنانري‪ ،‬قد َقبَضتْ على العَكاكيز‪ ،‬بِيضَ احلواجب‬
‫صِرنا بذات ا ُ‬
‫واللِّحى‪ ،‬إذا نظروا إىل املرء استحيا‪ ،‬مُكثِرين للتسبيح‪ ،‬عليهم َهدْيُ املسيح‪ .‬فقالوا أهالً بكَ يا زهري من زائر‪،‬‬
‫وبصاحبك أبي عامر! ما بُغيتُك؟ قال حُ َسنيُ الدِّنان‪ .‬قالوا إنه لفي شُرب اخلَمرة‪ ،‬منذ أيام عشرة‪ ،‬وما نُراكما ُمنْتفعَيْنِ‬
‫به‪ .‬فقال وعلى ذلك‪ .‬ونزلنا وجاؤوا بنا إىل بيتٍ قد اصطفّت دِنانه‪ ،‬وعكفتْ غِزالنُه‪ ،‬ويف فُرجته شيخٌ طويل الوجه‬
‫والسبَلة‪ ،‬قد افرتش أضغاث زَهْر‪ ،‬واتّكأ على ِزقّ خَمْر‪ ،‬وبيده َط ْرجَهارة‪ ،‬وحَوالَيْه صِبيةٌ كأظْبٍ تَعْطو إىل َعرَارة‪ .‬فصاح‬
‫َّ‬
‫به زهري حيّاك اهلل أبا اإلِحسان! فجاوبَ جبوابٍ ال يُعقل لغَلبة اخلمر عليه‪ .‬فقال لي زهري ا ْقرَعْ أُذُنَ نشوته بإحدى‬
‫صحْتُ أُنشد من كلمةٍ لي طويلة‬
‫خمْريّاتك‪ ،‬فإنَّه رمبا تنبّه لبعض ذلك‪ ،‬ف ِ‬
‫َ‬
‫خ ْمرَ الصِّبا ُمزِجَتْ بصَ ْفوِ خُمورهِ‬
‫ولرُبَّ حانٍ قد أدرتُ ب َدْيرِه ‪َ ...‬‬
‫َخشعًا لكبريهِ‬
‫يف فِتيةٍ جعلوا الزِّقاق تِكاءَهم‪ ... ،‬مُتصاغِرين ت ُّ‬
‫والَى عليَّ ِب َطرْفه وبِكفّه‪ ... ،‬فأَمَالَ ِمنْ رأسي ِلعَبِّ كبريهِ‬
‫وتَرنَّم الناقوسُ عند صَالتهم‪ ... ،‬ففتحْتُ من َعيْين ِل َرجْع هَديرهِ‬

‫‪012‬‬
‫َفرَه التِماحُ خَفريهِ‬
‫يُهْدي إلينا الرَّاحَ كلُّ ُمعَصْفَرٍ‪ ... ،‬كاخلِشْف خ َّ‬
‫ت أنا ذاك! فاستدعى ماء َقرَاحًا‪ ،‬فشرب منه وغَسَل وجهه‪ ،‬فأفاقَ‬
‫فصاح من حَبائل نَشْوته أأ ْشجَعيّ؟ قل ُ‬
‫واعتذر إليَّ من حاله‪ .‬فأدركَتْين مَهابتُه‪ ،‬وأخذتُ يف إجالله ملكانه من العِلم والشِّعر‪.‬‬
‫‪ -‬فقال لي أنشِد‪ ،‬أو حتى أُنشدَك؟ فقلت إنّ ذلك أل َشدّ لتأنيسي‪ ،‬على أنه ما بعدك ِلمُحسنٍ إحسانٌ‪.‬‬
‫فأنشد‬
‫حنّة من ذات األُكَرياح ‪ ...‬من يَصحُ عنكَ فإنّي لستُ بالصّاحي‬
‫يا ديرَ َ‬
‫يَعتادُهُ كلُّ مَحفوفٍ مَفارقُهُ ‪ ...‬من الدِّهان‪ ،‬عليه َسحْقُ أمساحِ‬
‫ال َيدْلِفون إىل ماءٍ بآنيةٍ‪ ... ،‬إالّ اغتِرافًا من ال ُغدْران بالرّاحِ‬
‫فكدتُ واهلل أخرجُ من جِلدي طَربًا‪ ،‬مم أنشد‬
‫حتُم من التَّرحال أمرًا فغَمَّنا‬
‫َط َر ْ‬
‫وأنشد أيضًا‬
‫َملنْ دِ َمنٌ َتزْداد طِيبَ نسيمِ‪ ... ،‬على طُولِ ما أ ْقوَتْ‪ ،‬وحُ ْسنَ رُسومِ‬
‫تَجافى البِلى عنهنّ حتّى كأنّما ‪ ...‬لبِسْنَ‪ ،‬من اإلقواء‪ ،‬مَوبَ نعيمِ‬
‫واستمرّ فيها حتى أكملها‪.‬‬
‫جدْ ‪...‬‬
‫ت وهل أبقيتَ لإلنشاد موضعًا؟ قال ال ُبدّ لكَ‪ ،‬وأَوْ ِعثْ بي وال تُن ِ‬
‫‪ -‬مم قال لي أنشِد‪ .‬فقل ُ‬
‫َأنْشِدني من رِمائك شيئًا؟ فأنشدتُه من قولي يف بُنيَّةٍ صغرية‬
‫أيُّها ا ُملعَْتدُّ يف أهل النُّهى‪ ... ،‬ال َتذُبْ‪ِ ،‬إ ْمرَ فَقيدٍ‪ ،‬وَلَهَا‬
‫حتى انتهيتُ إىل قولي‬
‫صرْعاتُ املَهَا‬
‫ضرَّ اخلِيسَ َ‬
‫وإذا األُ ْسدُ حَمَتْ أغيالَها‪ ... ،‬مل يَ ُ‬
‫وغَريبٌ يا ابنَ أقمارِ العُال‪ ... ،‬أنْ يُراعَ البدرُ من فَ ْقدِ السُّها‬
‫فلما انتهيتُ قال لي أنشِدني من رمائك أشَدَّ من هذا وأفصَح‪ .‬فأنشدتُهُ من رمائي يف ابنِ َذكْوان‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫جحْدرّيتَك من السّجن؛ فأنشدته‬
‫‪ -‬مم قال أنشِدني َ‬
‫حَتلّ اهلَوان بعيدُ‬
‫قريبٌ مبُ ْ‬
‫حتى انتهيتُ فيها إىل قولي‬
‫فإنْ طالَ ذكْري باملُجون فإنَّين ‪ ...‬شَقِيٌّ مبَنْظومِ الكَالم سَعيدُ‬
‫وهل كنتُ يف العُشَّاقِ أ ّولَ عاشقٍ‪َ ... ،‬هوَتْ حبِجاهُ أعنيٌ وخُدودُ؟‬
‫فمّْن ُمبْ ِل ُ الفِتيانِ أَِّنيَ َب ْعدَهُمْ ‪ ...‬مُقيمٌ بدار الظّاملني طَريدُ‬
‫ولستُ بذي قيدٍ يَرِقُّ‪ ،‬وإنّما ‪ ...‬على اللَّحظِ من ُسخْطِ اإلمامِ قُيودُ‬
‫فبكى هلا طويالً‪.‬‬
‫‪ -‬مم قال أَنْشدْني قطعةً من مُجونك‪ ،‬فقد بَعُد عهدي مبثلك‪ .‬فأنشدته‬
‫وناظرةٍ حتت طَيِّ القِناعِ‪ ... ،‬دعاها إىل اهلل واخلريِ داعِ‬
‫سعَتْ بابنها َتْبتَغي منزالً‪ِ ... ،‬لوَصل التَّبَتُّل‪ ،‬واالنقطاعِ‬
‫َ‬
‫فجاءتْ تَهَادى َكمِثلِ الرَّؤومِ‪ ... ،‬تُراعِي غَزاالً بأعلى يَفاعِ‬
‫َأَتتْنا تََبخَْترُ يف مَشْيها‪َ ... ،‬فحَلَّت بوادٍ كثريِ السِّباعِ‬
‫ت يا هذه ال تُراعي!‬
‫َو ِريْعَتْ حِذارًا على طِفْلها‪ ... ،‬فنادَي ُ‬
‫َفوَلّتْ وللمِسك ِمنْ َذيْلها‪ ... ،‬على األرضِ‪ ،‬خطٌّ كظَهْر الشُّجاعِ‬
‫فلمّا مسع هذا البيتَ قام يرقُص به ويُردِّده‪ ،‬مم أفاق‪ ،‬مم قال هذا واهلل شيءٌ مل نُلْ َهمْه حنن‪ ،‬مم استدناني‬
‫َفدََنوْتُ منه‪ ،‬ف َقّبلَ بني عَينَيَّ‪ ،‬وقال اذهَبْ فإنّك مُجاز‪ .‬فانصرفنا عنه واحندرنا من اجلبل‪.‬‬
‫امل جم ال الل‬
‫ي املف ات‪:‬‬
‫َقنَنه َسنَن الطّريق‪ ،‬أي نَهْجه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تَصُوك َتعْبق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شعْر‪.‬‬
‫السبَلَة ما على الشّارب من َ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫َط ْرجَهارَة شبه كأس يُشرب فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪014‬‬
‫ا ُملعَصْفر السّاقي يلبس املالبس ا ُملعَصْفرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خَفَّره جعله َيحْمرّ حياء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ا َملحْفوف البعيد العهد بالدِّهان‪ ،‬أي الطِّيب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السحْق الثَّوب البالي‪ ،‬واألمساح واملسوح مياب الرُّهبان‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫أَقْوت أقفرت‪ ،‬واإلقْواء خلوّ الدّار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اخليس عرين األسد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشّجاع ذكر احليّة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استخرج معنى العبارة اآلتية أَوْعِثْ بي وال تُنْجدْ‪.‬‬
‫ما مفرد الكلمات اآلتية أَمْساح ‪ ،‬أَغْيال ‪ ،‬أَدْيار ‪ ،‬أَضْغاث؟‬
‫ورد يف الفقرة األوىل ( وحَوالَيْه صِبيةٌ كأظْبٍ تَعْطو إىل عَرارَة)‪ .‬عد إىل املعجم وبيّن مفرد كلمة‬
‫(أَظْبٍ)‪ ،‬ومعنى كلمَتيْ (َتعْطو) و(عَرارة)‪.‬‬

‫إضاءة على النص‬


‫رسالة "التوابع والزّوابع" قصّة خياليّة حاكها ابن شُهيد من وحي خياله‪ ،‬تدور أحدامها يف عامل اجلنّ‪ -‬وأدبيّة‬
‫نقديّة عَرض فيها ابن شهيد مناذج رائقة من إبداعه شعرًا ونثرًا‪ ،‬وَتعَرّض فيها خلصومه وحسّاده‪ ،‬يندّد بأدبهم ويطعن‬
‫فيهم‪ ،‬وَيعْرض على توابع الشّعراء كأصحاب امرئ القيس‪ ،‬وطرفة‪ ،‬وقيس بن اخلطيم‪ ،‬وأبي ثمام‪ ،‬والبحرتي‪ ،‬وأبي‬
‫نواس‪ ،‬وأبي الطيّب‪ ،‬والكُتّاب كصاحيب عبد احلميد واجلاحظ‪ ،‬وصاحيب اإلفليلي واهلمذاني‪ -‬يَعرض عليهم تلك‬
‫النماذج‪ ،‬يتغيّا منها أن ينتزع منهم قدرته على التفوّق واإلبداع‪ ،‬و"عل ّو كَعبه يف األدب"‪ .‬ولعلّه كان يرمي فيها إىل التناغم‬
‫احلقيقيّ بني أدب املشارقة وأدب األندلس من جهة‪ ،‬وقدرة األندلسيني على التطرّف وإنتاج أدب يفوق ما وصل إليهم من‬
‫أدب املشرق من جهة أخرى‪ .‬لكنه إذْ كان يهدف إىل االستظهار والتفوّق‪ ،‬أظنّه كانت ال تفارقه نغمة التمازج احلضاري‬
‫بني املشرقني!!‬
‫وثمثّل هذه الرّسالة النثر الفنّي اخلالص يف األندلس‪ ،‬وتأمر فيها ابن شهيد ‪ -‬على طريقة املغاربة‪ -‬بأسلوب‬
‫املشارقة‪ ،‬وميكن القول إنّها مجاع خصائص أساليب املشارقة‪ ،‬على طريقة "عبد احلميد الكاتب" و"اجلاحظ" و"ابن‬
‫العميد" و"اهلمذاني"‪ ،‬مجعت بني السّجع واملوازنة والرتسّل‪.‬‬
‫ويف هذا املقطع القصصيّ الذي نعاجل جانبًا منه‪ ،‬يصحب ابنُ شُهيد زهري بن نُمري للقاء تابع أبي نواس‪ ،‬وفيه‬
‫تقوم مساجلة بينهما‪ ،‬يَعرض فيها ابن شُهيد مناذج من شعره‪ ،‬يَقصد منها أن ينتزع إجازة من تابعة أبي نواس تدلّ على‬
‫إبداع ابن شُهيد وتفوّقه‪ .‬واتبع فيه ابن شهيد طريقة "السّرد الذاتيّ" الذي يكون فيه الرّاوي بطل القصّة‪ ،‬معتمدًا فيه على‬

‫‪015‬‬
‫عنصر "احلوار" الذي يُجلّي من خالله ما يرمي إليه من إظهار الرباعة والقدرة على اإلبداع‪ ،‬فضالً عن مقدرته الفائقة على‬
‫الوصف‪ ،‬كقوله "وأقبلتْ حنوَنا الرَّهابني‪ ،‬مُشدَّدةً بالزَّنانري‪ ،‬قد َقبَضتْ على العَكاكيز‪ ،‬بِيضَ احلواجب واللِّحى"‪،‬‬
‫والسبَلَة"!!‬
‫وقوله "ويف ُف ْرجَته شيخ طويل الوجه َّ‬
‫ويبدو أنّ ابن شهيد كان على مقافة واسعة وهو حياور توابع الشّعراء والكتّاب‪ ،‬إذْ جتده يستخدم األلفاظ الدالّة‬
‫على عمق مقافته يف قاموس األديب اللغوي‪ ،‬كقوله "حتّى انتهينا إىل أصل جبل دير حَنَّة"‪ ،‬وقوله "أَوَ هل صرنا بذات‬
‫األكرياح؟"‪ ،‬و"إنّه لفي شُرب اخلمرة"‪ ،‬و"بيده َط ْرجَهارة"‪ ،‬و"احلان"‪ ،‬و"الزّقاق"‪ ،‬و"النّاقوس"‪ ،‬و"املُعصفر"‪ ،‬و"ال َقرَاح"‪،‬‬
‫و"الدِّمن" و"الرّسوم"‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫ُأخِذ هذا النصّ من رسالة "التّوابع والزّوابع" البن شُ َهيْد األندلسي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ما مفرد كلّ من "التّوابع" و"الزّوابع"؟ وما داللتهما؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما الغرض من كتابة الرّسالة؟‬
‫ت‪ -‬يقال إنّ كلمة "التوابع" جاءت من فكرة عربيّة جاهليّة قدمية‪ ،‬هي أنّ لكلّ شاعر تابعًا من اجلنّ يتبعه‬
‫ويُلْهمه‪ .‬ما مدى صدق هذه املقولة؟ وما عالقتها بقضيّة اإلهلام؟‬
‫ورد يف الفقرة األوىل قولُ ابن شُهيد (فقالوا أهالً بكَ يا زهري من زائر‪ ،‬وبصاحبك أبي عامر! ما‬ ‫‪.4‬‬
‫بُغيتُك؟ قال حُ َسنيُ الدِّنان)‪ .‬عرّف بالشّخصيات الواردة يف قوله‪.‬‬
‫قال احلسنيُ الدّنان يف شعر ابن شهيد يف الفقرة اخلامسة "هذا واهلل شيءٌ مل نُلْ َهمْه حنن‪ ،‬مم استدناني‬ ‫‪.‬‬
‫َفدََنوْتُ منه‪ ،‬ف َقّبلَ بني عَينَيَّ‪ ،‬وقال اذهَبْ فإنّك مُجاز"‪.‬‬
‫عالم يدلّ قوله هذا يف شعر ابن شهيد؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬هل تعتقد بأنّ ابن شُهيد وظَّف مهارته يف الكتابة لإلشادة بشعره؟‬
‫ت‪ -‬ما قيمة اإلجازة من الناحية النقديّة؟‬
‫ورد يف الفقرة الثالثة قولُ ابن شُهيد (قال لي أنشِدني من رمائك أشَدَّ من هذا وأفصَح‪ .‬فأنشدتُهُ من‬ ‫‪.2‬‬
‫رمائي يف ابنِ َذكْوان )‪ .‬عد إىل "بغية امللتمس" للضبّي‪ ،‬أو "جذوة املقتبس" للحُميدي‪ ،‬واكتب ترمجة موجزة عن "ابن‬
‫ذكوان"‪.‬‬
‫مثّة خالف بني الباحثني يف تأمر أبي العالء يف "رسالة الغفران" بابن شُهيد‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪016‬‬
‫ُعدْ إىل مقدّمة حتقيق الرّسالة لبطرس البستاني‪ ،‬واكتب ملخّصًا عن عالقة هذه الرّسالة برسالة الغُفران‬ ‫أ‪-‬‬
‫ألبي العالء املعرّي (‪227‬هـ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬اذكر وجوه االتفاق بني الكاتبني يف رسالتيهما‪.‬‬
‫ت‪ -‬اذكر وصفًا دقيقًا لكلّ منهما من خالهلما‪.‬‬
‫يبدو احلوار يف النصّ بارزًا‪ .‬ما هدف ابن شُهيد من اإلكثار منه؟‬
‫التذوق األدبي‬
‫ال قيل عن أبي عامر بن شهيد إنه يبل املعنى وال يطيل سَفَر الكالم‪ .‬ناقش هذه العبارة‪ ،‬واستخرج من‬
‫أو ً‬
‫الرسالة مواضع اإلجياز (باحلذف أو بالقصر)‪ ،‬ومواضع املساواة بني األلفاظ واملعاني‪.‬‬
‫مانيًا هل يتناقض مبدأ إجياز العبارة مع طول النص؟ علل إجابتك‪.‬‬
‫مالثًا احبث عن السمات األسلوبية اآلتية يف الرّسالة‬
‫السجع غري املتكلف‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬الفكاهة‪.‬‬
‫ت‪ -‬املبالغة والتهويل‪.‬‬
‫ث‪ -‬االقتباس‪.‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫ال اقرأ البيتني اآلتيني‪ ،‬وأجب عمّا يليهما من أسئلة‬
‫أو ً‬
‫َخشعًا لكبريهِ‬
‫يف فِتيةٍ جعلوا الزِّقاق تِكاءَهم‪ ... ،‬مُتصاغِرين ت ُّ‬
‫والَى عليَّ ِب َطرْفه وبِكفّه‪ ... ،‬فأَمَالَ ِمنْ رأسي ِلعَبِّ كبريهِ‬
‫عالم يعود الضمري يف كلمة (كبريه) يف ا َملوْضعني؟‬ ‫ر‪-‬‬
‫ما سبب كتابة اهلمزة على السّطر يف كلمة (تِكاءَهم)؟‬ ‫ز‪-‬‬
‫َشعًا) إعرابًا تامًّا‪.‬‬
‫س‪ -‬أعرب كلمة (َتخ ُّ‬
‫مانيًا اقرأ األبيات من الفقرة اخلامسة‪ ،‬وأجب عن األسئلة اآلتية‬
‫استخرج مصدرًا فيه إعالل بالقلب‪ ،‬امسًا منقوصًا‪ ،‬مصدر فعل مخاسيّ‪ ،‬مجع كثرة‪.‬‬ ‫د‪-‬‬

‫‪017‬‬
‫]‪ ،‬وقال‬ ‫]‪ ،‬وقال {ال تَكَلَّمُ نَفْسٌ} [هود‬ ‫َزلُ ا ْلمَالئِكَةُ وَالرُّوحُ فيها} [القدر‬
‫قال تعاىل {تَن َّ‬ ‫ذ‪-‬‬
‫]‪ .‬استخرج من األبيات ما يدلّ على ظاهرة حذف أحد املثلني‪.‬‬ ‫{فَأنْذرتُكم نَارًا تَلَظَّى} [الليل‬
‫ما نوع (ال) يف البيت اخلامس‪ ،‬و(الواو) املقرتنة بـ (ناظرةٍ)؟‬ ‫ر‪-‬‬
‫ورد الفعل (تُراعي) مرّتني‪ ،‬حدّد فاعله يف املوضعني‪.‬‬ ‫ز‪-‬‬
‫التبَُّتلِ ‪ ،‬كثريِ ‪ ،‬حذارًا ‪ ،‬خَطٌّ‪.‬‬
‫س‪ -‬أعرب الكلمات اآلتية إعرابًا تامًّا ناظرةٍ ‪َّ ،‬‬
‫مالثًا اقرأ الفقرة اآلتية وأجب عمّا يليها "قالوا إنه لفي شُرب اخلَمرة‪ ،‬منذ أيام عشرة‪ ،‬وما نُراكما ُمنْتفعَيْنِ‬
‫به‪ .‬فقال وعلى ذلك"‪.‬‬
‫عالم يعود ضمري اجلماعة يف كلمة (قالوا)؟‬ ‫ذ‪-‬‬
‫ما نوع الالم املقرتنة حبرف اجلر (يف)؟‬ ‫ر‪-‬‬
‫جاء الفعل (أرى) مبنيًّا للمجهول ويتعدّى إىل مالمة مفاعيل‪ .‬عيّن نائب الفاعل واملفاعيل‪.‬‬ ‫ز‪-‬‬
‫س‪ -‬اجلار واجملرور (على ذلك) متعلّق بفعل حمذوف‪ .‬قدّره‪.‬‬
‫املراجع األساسية‪( :‬مورد النص)‬
‫ابن شهيد‪ ،‬أبو عامر أمحد بن أبي مروان‪ -‬رسالة التوابع والزوابع‪ ،‬حتقيق بطرس البستاني‪ ،‬دار‬ ‫‪.5‬‬
‫صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫الك ب‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫باقازي‪ ،‬مشاعل بنت عبد اهلل بن عوض‪ -‬مستويات األداء البالغي يف أدب ابن شهيد األندلسي‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫رسالة جامعية(ماجستري) جامعة أم القرى‪ -‬مكة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د حممد إبراهيم شادي‪5245 ،‬ه‪4881 -‬م(‪432‬‬
‫ورقة)‪.‬‬
‫رسالة التوابع والزوابع البن شهيد األندلسي دراسة سيميائية‪ ،‬رسالة‬ ‫سليمة‪ ،‬عقوني‪-‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جامعية(ماجستري) جامعة احلاج خلضر – باتنة‪ ،‬إشراف د‪ .‬لراوي سعيد‪5247 ،‬ه‪4880 -‬م (‪ 308‬ورقة)‪.‬‬
‫املعجم اللغوي لديوان ابن شهيد األندلسي‪ ،‬رسالة جامعية (دكتوراه) جامعة‬ ‫القلي‪ ،‬الزبري‪-‬‬ ‫‪.3‬‬
‫منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د ميينة بن مالك‪5240 ،‬ه‪4885 -‬م (‪251‬ورقة)‪.‬‬
‫املعاطفي‪ ،‬عبد اهلل سامل‪ -‬ابن شهيد األندلسي وجهوده يف النقد األدبي‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري)‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬إشراف د‪ .‬عبد احلكيم حسان عمر‪5375 ،‬ه‪5755 -‬م(‪ 553‬ورقة)‬

‫‪018‬‬
‫احلافظ‪ ،‬ياسني‪ -‬إحتاف الطّرف يف علم الصّرف‪ ،‬ط‪ ،0‬دار العصماء‪ ،‬دمشق‪0412 ،‬هـ‪2100 /‬م‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الدقر‪ ،‬عبد الغين‪ -‬معجم النحو ‪ ،‬ط‪ ،4‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪0418 ،‬هـ‪0988 /‬م‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫اجلوارنة‪ ،‬يوسف‪ -‬سعيد األفغاني وجهوده يف علم العربيّة‪ ، ،‬ط ‪ ،‬مؤسّسة محادة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫م‪.‬‬ ‫إربد – األردن‪،‬‬
‫م‪.‬‬ ‫هيكل‪ ،‬أمحد‪ -‬األدب األندلسي من الفتح إىل سقوط اخلالفة(د‪ .‬ط) دار املعارف مبصر‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال ر ت‪:‬‬
‫العزام‪ ،‬هاشم‪ -‬املفارقة يف رسالة التوابع والزوابع دراسة نصية‪ ،‬جملة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة‬ ‫‪.0‬‬
‫واللغة العربية وآدابها‪ ،‬ج‪ ،51‬ع ‪ ، 40‬شوال ‪5242‬ه ص ‪5818 -5855‬‬

‫‪019‬‬
‫الوحدة التعليمية الثانية عشرة‬
‫َّ ْ ُ ُ َ ِّ‬
‫‪3‬‬
‫التجديد واملجددون‬

‫عبد العزيز بن سليم البشري‬


‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫عليكَ ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الثاني عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬
‫أه اف الوح ‪:‬‬
‫أن يقرأ الطالب املقالة األدبية قراءة سليمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة األديب عبد العزيز البشري واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار املقالة األدبية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫عناصر الوحدة التعليمية‬
‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص املقالة األدبية‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪000‬‬
‫اجلو ال م لل ص‪:‬‬
‫هـ‪/‬‬ ‫عبد العزيز بن سليم البشري أديب مصري‪ ،‬من الكتاب املرتسّلني‪ .‬ولد يف القاهرة سنة (‬
‫م)‪ .‬تعلّم باألزهر‪ ،‬وولي القضاء الشرعيّ يف بعض األقاليم املصرية‪ ،‬مم‬ ‫هـ‪/‬‬ ‫م)‪ ،‬وتويف فيها سنة (‬
‫عيّن مراقبًا إداريًّا للمجمع اللغوي إىل أن تويف‪ .‬كان مرحًا طروبًا‪ ،‬حلو العشرة‪ ،‬شريف النفس‪ ،‬نظم الشّعر يف شبابه‪ ،‬مم‬
‫َعدَل عنه إىل النثر‪ ،‬واستحدث يف أساليب العربية أسلوبًا فذًّا أضفى عليه من روحه املرحة وعلمه الواسع وذوقه السليم ما‬
‫تفرَّد به بني ال ُكتّاب‪ ،‬وكان مثال األديب احلر الذي يعبّر عن أفكار حرّة تأبى القيد‪ ،‬وترفض االحتباس‪ .‬له جمموعة من‬
‫الكتب منها كتاب مساه "يف املرآة"‪ ،‬مجع فيه مقاالت كان ينشرها حتت هذا العنوان‪ ،‬وله "املختار" يف األدب‪ ،‬و"قطوف"‪.‬‬
‫ص املق ل ا‬
‫سيّداتي‪ ،‬سادتي‬
‫أحتدّثُ إليكم الليلةَ يف التّجديد واملُجدّدين‪ ،‬فإنّنا اآلن يف شبه مورة‪ ،‬بل يف مورة بالقديم من اآلداب والفنون‬
‫فهناك مورة يف البيان‪ ،‬مَنْظومِه و َمنْثورِه‪ ،‬وهناك َموْرة يف املوسيقى‪ ،‬وهناك َموْرات يف غريها من الفنون‪ .‬وكلُّ أولئك إنّما‬
‫يُعبَّر عنه بالتّجديد‪ ،‬و يُعبَّر عن املضطلعني به باملُجدّدين‪ .‬وإنّي ألخشى يف التعبري بكلمة (الثّورة) أنْ أكون من املتجوّزين!‬
‫وقبل أنْ أخوضَ يف ُلجّة املوضوع‪ ،‬أرجو أنْ تأذنوا لي يف أنْ أعرضَ عليكم نَموذجًا ممّا سَ َلفَ لي من الرأي يف هذا الباب‪،‬‬
‫وأرجو أن يكون كافيًا يف اسرتاحة إميانك م إىل أنّين لست من اجلامدين املُتشبّثني بلزوم القديم‪ .‬بل إنّين ألطمعُ يف أنْ‬
‫يُقنعَكم بأنّين من أشدِّ أنصار التّجديد واملُجدّدين‪ ،‬ولكن على صورةٍ أُحبّ أنْ َيتَفطّن إليها بعض هؤالء املُجدّدين!‬
‫قلتُ من رسالةٍ يف الذّكرى الثانية لوفاة أمري الشّعراء املرحوم أمحد شوقي بك‬
‫َطورُها ونُموُّها وتَجدُّدُها‪ ،‬فاألدب –وال شكّ‪ -‬من هذه الكائنات اليت‬
‫"إذا كان من آيات الكائنات يف احلياة ت ُّ‬
‫ال تُكتبُ هلا احلياةُ إالّ على التّطوّر والنُّموّ والتَّجديد‪ ،‬وإالّ كان ميتًا‪ ،‬أو أَشلَّ على أيسر احلالني!‬
‫ِق على أَفهام الكثري أو القليل؛ وتلك أنّ هناك فرقًا‬
‫ولكنّي أُحبّ أنْ أَلفتَ النّظر يف هذا املقام إىل مسألة قد َتد ُّ‬
‫بني التّربية والتّجديد‪ ،‬وبني املَسْخ والتّغيري‪ .‬ولستُ أَجدُ مثالً أَسوقُه يف هذا الباب خريًا من حياةِ الطّفلِ وحياةِ النّبات‬
‫كالهما َينْمو و َيرْبو‪ ،‬وكالهما يَطولُ ويَزْكو‪ ،‬حتّى يبل َ احلدَّ املقسومَ لكماله‪ .‬وقد تتغيّر بعضُ مَعارفه‪ ،‬وقد َتحُول بعضُ‬
‫أعراضه‪ ،‬ولكنّه يف الغاية هو هو ال شيءٌ آخر؛ َفحَ َسنُ الوليد هو حَ َسنُ الطّفل‪ ،‬وهو حَسَن الفتى‪ ،‬وحسنُ الشّاب‪ ،‬وهو‬
‫حسنُ الكَهل وحسنُ الشّيخ‪ .‬وتلك الفسيلةُ الصّغرية‪ ،‬هي النّخلةُ الباسقة؛ كلٌّ َنمَا ورَبَا مبا دخل عليه من الغذاء‪ ،‬وما‬
‫اختلف عليه من الشّمس واهلواء‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫إلرْباء‪ ،‬فاحتجزَ منها ما واءَمَه وما تَعلّقت به حاجتُه‪،‬‬
‫لقد أصابَ كلٌّ منهما ما أصابَ من أسباب التّزكية وا ِ‬
‫ونفى عنه ما ال خري له فيه‪ ،‬وال حاجةَ به إليه‪ ،‬ممّ أساغَ ما أَمسكَ وهَضَمه‪ ،‬فاستحالَ يف جسم الفتى مثالً دمًا َيجْري يف‬
‫ِعرْقه‪ ،‬وحلمًا وعَ ْظمًا يزيدان يف خَلْقه‪.‬‬
‫حتْمُ‬
‫وال شكّ يف أنّ ألدبنا العربيّ عناصرَ وله مُقوّمات‪ ،‬وله شخصيّة بارزة مُعيّنة‪ ،‬فمن شاء فيه تَجديدًا –و َ‬
‫حلتْم على القادرين أنْ يُجدّدوا‪ -‬فليتقدّم‪ ،‬ولكن من هذه السّبيل"‪.‬‬
‫اَ‬
‫سيّداتي‪ ،‬سادتي‬
‫لعلّي أَطلتُ عليكم يف دفاعي عن نفسي وإمبات براءتي من اجلُمود واجلامدين‪ ،‬ولكن ممّا يَشْفع لي‬
‫صرّح لكم يف الوقت نفسه عن رأيٍ يف التّجديد واملُجدّدين‪ .‬وهذا‪ ،‬وال شكّ‪ ،‬وَميقُ‬
‫عندكم يف ذلك أنّ هذا الدّفاع قد َ‬
‫الصّلة باملوضوع الذي عَقَدنا له هذا احلديث‪.‬‬
‫َعرَفتم إذن أنّين لستُ‪ -‬واحلمدُ هلل‪ -‬من اجلامدين العاضّني بالنَّاجِذ على كلّ ما هو قديمٌ ألنّه قديم‪،‬‬
‫وعَرفتم كذلك أنّين أرى وجوب التجديد ألنّ طبيعة احلياة تَقْتضيه‪ .‬بل إنّ التّطوّر والتّجدُّدَ من عالمات احلياة‪ ،‬على أالّ‬
‫يكون هذا التّطويرُ والتّجديدُ ضربًا من املَسْخ والتَّشويه!‬
‫وبعدُ‪ ،‬فاملقام ما َبرِح مُحتاجًا إىل شيءٍ من البَسْط والتَّفصيل‪ .‬فلنمضِ‪ ،‬على اسم اهلل‪ ،‬يف مُعاجلةِ هذا‬
‫البيان بقدر ما يَتَّسع له الوقتُ املقسوم‪.‬‬
‫َتعْلمون‪ ،‬أيّها السّادة‪ ،‬أنّ العلوم‪ ،‬على وجهٍ عام‪ ،‬إنّما تَسْتمدُّ قضاياها من العقل والتّجارِب‪ .‬أمّا الفنون‬
‫اجلميلةُ على وجهٍ خاصّ‪ ،‬فإنّ استمدادَها يف اجلُملة من الذَّوْق‪ ،‬فهي من الذَّوْق َتنْشأ وإىل الذَّوْق تَعود‪ ،‬والذَّوْق شيءٌ‬
‫ليس يف ال ُكتُب‪.‬‬
‫وإذا كانت العقولُ الصّحيحة قَلَّ أنْ َتخْتلف بإزاء احلقائق الواقعة باختالف األشخاص أو البيئات‬
‫والعُصُور‪ ،‬فإنّ االمنني مثالً ضِعفُ الواحد‪ ،‬وزوايا املثلّث تساوي قائمتني‪ ،‬وهذا يف كلّ زمان ويف كلّ مَكان‪ .‬إذا كان هذا‬
‫هكذا‪ ،‬فإنّ الفُنُون اليت َمرَدُّها إىل الذَّوْق‪ ،‬أعين الفنونَ اجلميلة‪ ،‬تَفْرتق افرتاقًا قد يكون يسريًا وقد يكون شديدًا‪َ ،‬طوْعًا‬
‫الختالف األشخاص والعُصُور والبيئات؛ فما ُيعْجبُ قومًا ويُ َلذّذهم ويُشِيعُ الطَّربَ فيهم‪ ،‬لقد َينْ ُش ُز على أذواق آخرين‬
‫الضجَر عليهم‪ ،‬بل لقد ُيزْعِجهم وُيغْثي نفوسَهم‪.‬‬
‫وُيدْخل َّ‬
‫ذلكم بأنّ حاجة األذواق ليست من آمار منطق العقل‪ ،‬وال هي وليدة احلقائق الواقعةِ حتّى تشرتكَ‬
‫صرِهم يف تَقَبُّلها والتّسليم بها‪ .‬بل إنّها َلوَليدةُ البيئة والتّاريخ ومَأمور العادة واإلِلْف‬
‫اخلالئق على اختالف أصنافهم وأَعْ ُ‬
‫الطّويل‪ .‬وال شكّ يف أنّ من عناصرها املهمّة كذلك حظَّ األمّة من العلم والثّقافة‪ ،‬ولونَ هذه الثّقافة‪ ،‬و َمبْل َ األمّة كذلك‬
‫من دِقَّة احلِسّ ورَهافةِ الشُّعور‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫خرُف‬
‫الز ْ‬
‫من هنا كان لكلّ أمّةٍ أدبُها‪ ،‬وكان لكلّ أمّة موسيقاها‪ ،‬وكان هلا غريُ هذين من ألوان ُّ‬
‫خرُف والتّصوير‪ ،‬من كلّ ما َيدْخلُ من معنى الفنّ اجلميل؛ فليس من حقّ مجاعةٍ أنْ تقول ألخرى‬
‫الز ْ‬
‫والتّصْوير‪ ،‬وغريِ ُّ‬
‫إنّ هذا األدب الذي تَصْطنعني ال يُتَرجِم حقَّ التّرمجة عن شُعورِك‪ ،‬وال يُواتي َمنَازعَ عواطفك‪ ،‬أو إنّ هذا اللونَ الذي‬
‫تَتَّخذين من املوسيقى ال يُوائم ذوقك‪ ،‬وال يُلذِّذُك ويُدْخل الطَّربَ عليك؛ ذلكم بأنّ مَظاهر هذه الفنون إنّما هي أُمورٌ‬
‫نِسْبيّة‪ ،‬ال تكادُ تَتَّصلُ بأحكام العقل أو الواقع‪ ،‬خِالفًا لقضايا العلوم‪ ،‬وقد تَقدَّم يف ذلك الكالمُ‪.‬‬
‫لكم بعد هذا أنْ تسألوني عن كيفيَّة التّجديد إذن وعن َمدَى آمار املُجدّدين؟ والواقعُ أنّه حني يَعْرضُ هذا‬
‫السّؤالُ َتعْرضُ للنَّفس مسألةٌ أخرى تُرى آألَذْواقُ هي اليت تُؤمّر يف الفنون؟ أم الفُنونُ هي اليت تُؤمّر يف األذواق؟‬
‫صطََنعُ لتنعيمِ الذّوق وتَلْذيذه‬
‫لقد سبق القولُ يف أنّ َمنْشأ ال ُفنُون اجلميلةِ إنّما هو الذَّوْق أوّالً‪ ،‬وهي إنّما تُ ْ‬
‫آخرًا‪ ،‬فهي منه َتبْدأ وإليه تَعود‪ .‬ولكن‪ ،‬ليس معنى هذا أنّ الفنونَ ال أمرَ هلا أَ ْلَبتّة يف تَكْييف األذواق‪ ،‬بل إنّي ألَزعمُ أنّه قد‬
‫يكون هلا يف بعض األحيان األمرُ البعيد‪ .‬إذن‪ ،‬فهناك تَفاعلٌ من اجلانبني‪ ،‬أعين بني األذواق والفنون‪ .‬وحنن إذا عََّبرْنا يف‬
‫هذا املقام بكلمة "ال ُفنُون"‪ ،‬فمن الواضح أنّنا إنّما نُريد أمر املُ ْفتَنّني‪ ،‬أو على الصّحيح أمرَ ال َعبْقريني من مجاعات املُفْتنّني‪.‬‬
‫ومن اجلَليّ أنّ ال َعبْقريّ هو الذي َيرْتفع على َمجْموع قومه‪ ،‬وأحيانًا على أهل عَصْره يف صفةٍ أو يف أكثرَ‬
‫من صفة‪ ،‬حبيث َيتَهيَّأ له أنْ ُيدْرك يف بعض األمر ما ال ُيدْركون‪ ،‬ويَشْعر مبا ال يَتَعلّقُ هلم به حِسٌّ وال شُعور‪ .‬و ْلنَقْصرِ‬
‫احلديث على عباقرة املُفْتنّني‪ ،‬ما دام احلديثُ يف الفنّ واملُفتنّني‪.‬‬
‫املُفْتَنُّ ا َملوْهوبُ إنسانٌ أُوتي كمالَ الذَّوْق‪ ،‬ودِقَّةَ الشُّعور‪ ،‬ورَهَافةَ احلِسّ‪ ،‬وحِدَّةَ العاطفة‪ ،‬وال ُقدْرة‬
‫القادرة على األ داء والتَّصْوير‪ .‬وليس يُشْرتطُ فيه أنْ يكون واسعَ العلمِ غَزيرَ املادّة‪ ،‬بل ِبحَسْبه أنْ ُيحَصِّل من قضايا َفنّه‬
‫ص ْدرًا ال يَزِلُّ معه وال يَضلّ‪.‬‬
‫َ‬
‫جمْهرةَ قومه‪ ،‬ولقد يَسْبق أهلَ عَصْره؛ إذْ تَهْديه فِطنتُه إىل أشياءَ مل‬
‫ولقد قلنا إنّه يَسْبق بتلك ا َملوَاهبِ َ‬
‫يَفْطنوا هلا‪ ،‬وتُذيقُه رَهافةُ حِسِّه ألوانًا من الشّعور مل َيتَذَوَّقوها‪ ،‬فينفُضُها مبا ُرزِق من بَراعة األداء كما َأحَسَّها‪ ،‬ويُحاولُ‬
‫أنْ ُيذَوِّقَها غريَه كما َتذَوَّقها؛ وكذلك تَزيدُ َمرْوةُ الفنون‪ ،‬وتُشْحذُ الفِطَن‪ ،‬وُترْهَف األحاسيسُ على اطّراد األيام‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لقد ُينَصَّبُ بعض هؤالء العباقرة للعدول بالفنّ عن َمذْهبه‪ ،‬وقد يَقْلبه رأسًا على عَقِب؛ وتلكم‬
‫هي الثّورةُ بعينها! والثَّوْراتُ كما تعلمون حاالتٌ شاذَّة ال َينْبغي أنْ َتجْري على مَظاهرها األحكامُ العامّة‪.‬‬
‫جمْلة بعد الدَّعَة واالستقرار‪ ،‬وإمّا أنْ‬
‫وكيفما كان األمر‪ ،‬فإنّ ما جتيء به الَّثوْرات إمّا أنْ َيخْتفيَ ويزولَ ُ‬
‫ص ْدرٌ تَرى الطّبيعةُ أنّه صاحلٌ للبقاء‪ .‬وهذا ال َقدْر‪ ،‬بالنّسبة إىل ال ُفنُون‪ ،‬مهما يكن يف مُبتدأ األمر نابيًا عن بعض‬
‫َيتَخلّف منه َ‬
‫األذواق‪ ،‬فإنّ ممّا ال شكّ فيه أنّه مع طول الزّمن‪ ،‬و َكثْرة تَقْليبه على الذّهن أو السَّمع أو البصر‪ ،‬وانعقادِ اإلِلْف‪َ -‬تتَكيّفُ‬
‫به األذواقُ وَتتَلوّن‪ ،‬ولقد يكون تَكَيُّفُها به وتَلَوُّنُها إىل حدّ بعيد‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫بقيت مسألةٌ دقيقةٌ أُحبُّ أنْ يُجيل الرّأي فيها سادتُنا املُتصدّون للتجديد‪ ،‬شعراءَ كانوا أم ُكتّابًا أم‬
‫ٍّ من املواهب‪ ،‬وخاصّة فيما يَتَعلّق باألذواق والعواطف‪،‬‬
‫موسيقيني أم مُصوّرين‪ .‬وهذه املسألةُ أنّ املرء مهما يكن على حَظ‬
‫فإنّه وال ُبدّ مُتأمّر‪ ،‬بقدرٍ غري يسري‪ ،‬بالبيئة اليت َد َرجَ فيها‪ ،‬وبعادات قومه‪ ،‬ومَنازع عواطفهم وما أَلفوا بطول الزّمن‪ ،‬وغريِ‬
‫أولئكم ممّا احندر إليهم من التاريخ البعيد‪ .‬هو مُتأمّر بكلّ هذا حتى ليكاد يتّصل بطبعه وغريزته‪ ،‬فألصلُ فيه أنْ يُحسَّ‬
‫األشياء كما يُحسُّها قومُه‪ ،‬وأنْ يَذوقَ ألوان املعاني كما يَتَذوّقها َمعْشره‪ ،‬وذلكم حبكم ضرورة االشرتاك‪ ،‬يف اجلملة‪ ،‬يف‬
‫عناصر تكوين الذّوْق العام؛ فهو يف هذا إذا ابتدع طريفًا‪ ،‬واستحدث يف الفنّ جديدًا‪ -‬ففنُّ قومه القائمُ هو وال شكَّ‬
‫أساسُ ابتداعه‪ ،‬ومِالكُ ابتكارِه واخرتاعِه‪.‬‬
‫ُنعمَهم ويُدخلَ الطَّربَ والسّرورَ‬
‫سعْيه ليُرفِّهَ عن قومه أوّالً‪ ،‬ولي ِّ‬
‫وهذا إىل أنّه إنّما يَسْعى يف هذه السّبيل َ‬
‫صوَر اجلمال أذواقُهم‪.‬‬
‫عليهم‪ ،‬فينبغي له بالضّرورة أالّ يُسْقط من حسابِه يف َتجْديده ألوانَ عواطفهم‪ ،‬وما تسرتيحُ إليه من ُ‬
‫نعم‪ ،‬لقد تَفْتُر األذواق يف مُبتدأ األمر عن اجلديد‪ ،‬ولكنّها سَرعان ما تألفُه وَتتَذوَّقُه وتَلْتذُّه‪ ،‬ما دام يَمُتّ‬
‫إىل فنّ القوم بسبب‪ ،‬وُيدْلي إليه بنسب ‪ .‬وال حرجَ على املفنتّ‪ ،‬بل إنّ من واجبه أنّه إذا حَرَّك عواطفه‪ ،‬و َهزّ مَشاعرَه شيءٌ‬
‫من آمار فُنون األمم األخرى‪ -‬أنْ يُبادرَ إىل اقتناصه‪ ،‬ويُسرعَ إىل معاجلته بالتّسويةِ والتّثقيف‪ ،‬حتّى يَتَّسقَ لفنّ قومه‪،‬‬
‫وُيطْبعَ بطابَعهم‪ ،‬ويسوغَ يف مَذاقهم‪ ،‬حتّى َليُرتجمُ عن بعض ما َيعْتلجُ من العواطف يف نفوسهم‪.‬‬
‫أمّا أنْ يَهْجمَ على القطعة من فنّ غريِه فينتزعَها انتزاعًا‪ ،‬ويَمْتلخَها امتالخًا‪ ،‬على حنيِ ال يَتَذوَّقُها هو‬
‫نفسُه وال يُسيغُها‪ ،‬وال هي ممّا ُيمْكن أنْ يُسيغه قومُه أو يَتَذوّقوه‪ ،‬ومع هذا يأبى إالّ أن يَسْتكرهَه استكراهًا على فنِّهم باسم‬
‫التّجديد‪ ،‬فذلكم َل َعمْري هو املَسْخ والتّشويه!‬
‫سيداتي‪ ،‬سادتي‬
‫ليس يف هذا اللون من التّجديد إساءةٌ إىل الفنون‪ ،‬وإساءةٌ إىل النّاس مبا يُفوّتُ عليهم من االستمتاع‬
‫ُشتتَها تَشْتيتًا!‬
‫بالفنون اجلميلة فحسب‪ ،‬بل إنّ من شأنه أنْ ُيبَلْبل أذواق اجلمهرة وي ِّ‬
‫اللهم إنّ براعة املفنتّ هي يف أنْ َيطْبع ما يَسْنح له بطابَع فنّه‪ ،‬وَينْظمَه يف ِسمْطه‪ ،‬فال يَشُوه به الفنُّ وال‬
‫َيتَنكّر‪ ،‬بل يظلّ هو هو‪ ،‬على ما زِيدَ يف مروته‪ ،‬ووُسِّع يف آفاقِه‪ ،‬ومُدَّ له يف تلطيف العواطف وإرهاف األحاسيس‪،‬‬
‫وحسبُكم ما صنع املرحوم "عبده احلامولي" باملوسيقى املصريّة‪ ،‬وما كان له يف التّجديد البارع حقًّا من أمر بعيد‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإذا كان عندنا‪ ،‬بفضل اهلل‪ ،‬نواب ُ َأكْفاءُ للتّجديد الصّحيح يف اآلداب والفُنون‪ ،‬فإنّ فينا‪ ،‬مع‬
‫األسف العظيم‪َ ،‬منْ َيعْبثون أشدّ العَبَث باآلداب والفُنون‪ ،‬ليظفروا هم اآلخرون بلقب "األبطال املُجدّدين"‪ .‬وما أرخص‬
‫األلقاب‪ ،‬إذا كانت ال تُنال إالّ مبثل هذا اإلِغْراب!‬

‫‪005‬‬
‫إنّ بعض هذا الذي تقعُ عليه أمساعُنا وأبصارُنا يف الفُنون واآلداب ليس جتديدًا‪ ،‬ولكنّه مَسْخ وتَشْويه‪.‬‬
‫وما ظَنُّكم مبن كلُّ جهده هو َمحْض اإلغْراب‪ ،‬واإلتيانُ بكلّ نابٍ عن الطّباع ناشزٍ عن األذواق؟ وكيف ملن ال يُحسّ شيئًا‬
‫بأن يُشعره غريَه‪ ،‬وقد قال األقدمون إنّ فاقد الشّيء ال يُعطيه؟!‬
‫هؤالء رأوا أنّ فالنًا ذهب له صِيتٌ وذِ ْكرٌ ألنّه أتى يف الفنّ مبا مل يكن يَعهدُ الناس‪ ،‬فما هلم هم أيضًا ال‬
‫ُيغْربون‪ ،‬واقعًا هذا اإلغرابُ حيثُ وقع‪ ،‬ليذهب هلم كذلك يف الفنّ ذِكرٌ وصيت؟‬
‫لقد َعبّرتُ يف صدر حديثي بكلمة (الثَّورة)‪ ،‬وخَشيتُ أنْ أكون يف هذا التّعبري من املُتجوّزين‪ .‬فالثّورة‪،‬‬
‫كما تعلمون‪ ،‬إنّما هي االنفجار من أمر فكرة َتغْلي يف الصَّدر‪ ،‬غَلَيانَ املاء يف ال ِقدْر‪ .‬ممّ إنّها إنّما تَضْطرم وَتحْتدم يف سبيل‬
‫حتقيقِ غاية معيّنة‪ ،‬فهل بعضُ هذا الذي نَرى ونَسمع يف األدب والفنّ كذلك؟ أي أنّ الفكرة قد ملكت على هؤالء مجيع‬
‫مَذاهبهم وغَلَت يف صُدورهم فثاروا بالقديم‪ ،‬وراحوا يُقيمون فُنونًا جديدة واضحةَ املعارف بيّنةَ الرّسوم! أم أنّ األمرَ كلَّه‬
‫َسفٌ واستكراه‪ ،‬حتّى تََبدّت للفنّ صورةٌ مُتناكرةُ األعضاء‪ ،‬مُتنافرةُ‬
‫ال َيعْدو التّلفيق من هنا‪ ،‬ومن هنا تلفيقًا كُلُّه َتع ُّ‬
‫األجزاء‪ ،‬وذلك يف سبيل اإلِغْراب طلبًا للظَّفَر كما قلنا بلقب "البُطولة يف التّجديد"؟‬
‫إذا كان األمرُ كذلك‪ ،‬فليس ما حنن فيه بثورة‪ ،‬وال هو من الثّورة يف كثري وال قليل‪ ،‬إنّما هو الفوضى‬
‫بأمجع معاني الكلمة‪َ .‬فحَذارِ أيُّها اإلخوانُ حَذار‪ ،‬وإالّ لَحق الفنونَ البوار‪ ،‬وحَقّت عليها (بتجديدكم) كلمةُ الدّمار!!‬
‫امل جم ال ّالل ‪:‬‬
‫ال عد إىل أحد املعاجم وبيّن معنى كلّ كلمة حتتها خطّ فيما يأتي‬
‫أو ً‬
‫ويُعبَّر عن املضطلعني به باملُجدّدين‪.‬‬
‫وقبل أنْ أخوضَ يف ُلجّة املوضوع‪.‬‬
‫كلٌّ َنمَا ورَبَا مبا دخل عليه من الغذاء‪ ،‬وما اختلف عليه من الشّمس واهلواء‪.‬‬
‫وكذلك تَزيدُ َمرْوةُ الفنون‪ ،‬وتُشْحذُ الفِطَن‪ ،‬وُترْهَف األحاسيسُ على اطّراد األيام‪.‬‬
‫أمّا أنْ يَهْجمَ على القطعة من فنّ غريِه فينتزعَها انتزاعًا‪ ،‬وَيمْتلخَها امتالخًا‪.‬‬
‫أُحبّ أنْ أَلفتَ النّظر يف هذا املقام إىل مسألة قد َت ِدقُّ على أَفهام الكثري أو القليل‪.‬‬
‫إنّها إنّما تَضْطرم وَتحْتدم يف سبيل حتقيقِ غاية معيّنة‪.‬‬
‫مانيًا قال الكاتب "فإذا كان عندنا نواب ُ َأكْفاءُ للتّجديد الصّحيح يف اآلداب والفُنون"‪.‬‬
‫ما مفرد كلمة (نواب )‪ ،‬و(َأكْفاء)؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ألكْفياء؟‬
‫ألكِفَّاء‪ ،‬وا َ‬
‫ألكْفاء‪ ،‬وا َ‬
‫ب‪ -‬ما الفرق يف املعنى بني ا َ‬

‫‪006‬‬
‫مالثًًا قال الكاتب " َعرَفتم أنّين لست من اجلامدين العاضّني بالنَّاجِذ على كلّ ما هو قديمٌ"‪.‬‬
‫ما معنى (النّاجذ)؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬يبدو أنّ الكاتب متأمر بقوله هذا باحلديث النبوي‪ ،‬عد إىل أحد املصادر التعليميّة واستخرج حديثًا بهذا‬
‫املعنى‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫تشكّل هذه احملاضرة واحدة من األحاديث اجلادّة اليت عبّر فيها البشري عن منهجه يف الدّعوة إىل "إنشاء أدب‬
‫قويّ رصني حيفظ العربيّة من املرذول من العبارة‪ ،‬والدّخيل من األلفاظ‪ ،‬والسّقيم من املعاني‪ ،‬وحيفظ لغة القرآن الكريم‬
‫حيّة على ممرّ األيام‪ ،‬وتعاقب األزمان"!!‬
‫ولعلّ البشريّ وأمثاله من كبار كتاب املقالة يف النصف األوّل من القرن العشرين‪ ،‬يشكّلون مدرسة البيان يف‬
‫العربيّة‪ ،‬وهي مدرسة ُغيّبت ألمرٍ ما عن هيكلة الرتاث العربي وإحيائه‪ ،‬واقتصر مؤرّخو األدب يف مدرسة اإلحياء على‬
‫الشّعر‪ ،‬وجعلوا من "البارودي" و"شوقي" وغريهما رادة يف التجديد‪ ،‬ومبدعني اختصروا مسافة الزّمن‪ ،‬وعادوا باألدب‬
‫إىل عصوره املشرقة‪ ،‬وآفاقه الفضفاضة اخلَالّقة‪ ،‬مع أنّ ما أحدمه ُكتّاب املقالة يشكّل بعدًا آخر ال يقلّ أهميّة عن الشّعر‪،‬‬
‫وكأنّنا قصدنا إىل تغييب النثر يف سياق احلديث عن إحياء الرتاث بل وإقصائه مجلةً!!‬
‫جلدّ وميثّله عقل‬
‫والبشريّ واحد من زعماء البيان‪ ،‬ميزج يف أدبه بني "الفُكاهة" وثمثلها روحٌ َمرِحة ُمرْهفة‪ ،‬وبني ا ِ‬
‫حرّ "يعبّر عن أفكارٍ حرّة تأبى القيد‪ ،‬وترفض االحتباس"‪ .‬وإنّه ليس صحيحًا ما يُشاع عن "األزاهرة" أنّهم منغلقون على‬
‫َطيّاتهم‪ ،‬يرفضون كلّ جديد‪ ،‬ويقفون باألمّة ومقافتها عند أطالل عفا عليها الزّمن واندرست‪ ،‬بل إنّهم يتجاوبون مع‬
‫حيثيّات املرحلة‪ ،‬ويدعون إىل مقافة متوازنة تعتمد على إرث حضاري ممتدّ كبري‪ ،‬وتتناغم مع ما يوافقها من مقافات اآلخر‬
‫وهيجة احلضارة احلديثة‪.‬‬
‫ويبدو البشري يف هذه املقالة أكثر نضوجًا وهو يدعو إىل التجديد ويناصره على صورة تَبعد به عن املَسخ‬
‫والتشويه‪ ،‬وحتفظه من االنزالق يف مستنقع التبعيّة وأوشابها‪ .‬ويرى أنّ الفنون كاألدب واملوسيقى والزّخرف والتصوير‬
‫منوطة بالذّوق‪ ،‬وأنّ لكلّ أمّة طريقتها يف التعبري عنه‪ ،‬وال تتصل بأحكام العقل الذي يناسب العلوم األخرى وما يتّصل‬
‫بها من قضايا ومشكالت‪.‬‬
‫ومَمَّة توافق وتناغم بني األذواق والفنون؛ ففي الوقت الذي تنشأ فيه الفنون من الذّوق‪ ،‬يكون للفنون أمر يف‬
‫تكييفها‪ ،‬والفنّان هو الشّخص الذي يدرك مبا أوتي من قدرة على اإلبداع‪ -‬خبايا األشياء وزوايا النفوس‪ ،‬ولديه القدرة‬
‫على األداء والتصوير‪ ،‬وثمكّنه عبقريّته من إحداث مورة حقيقيّة يف اجملتمع‪ ،‬قد يكون هلا امتداد يف الزّمن‪ ،‬تتقبّلها األذواق‬
‫وتتكيّف معها‪.‬‬

‫‪007‬‬
‫واجملدّدون‪ ،‬بصرف النظر عمّا يدعوهم إىل التجديد بشقّيه اإلجيابيّ املعينّ بالتطوّر والتجديد‪ ،‬والسليبّ الذي‬
‫هو ضرب من املَسخ والتشويه‪ -‬هم انعكاس حقيقيّ ومباشر للبيئة اليت َدرَجوا عليها وعاشوا فيها‪ ،‬وال ينفكّ أحدهم‬
‫من التخلّي عن موابت قومه‪ ،‬بل هو متأمر بكلّ تقاليد احلياة حتّى "ليكاد يتّصل بطبعه وغريزته"‪ .‬لذلك‪ ،‬فإنّ التجديد هنا‬
‫تكمن مادّته‪ ،‬ومن هذه السّبيل الالحبة يبثّ روحه الومّابة آلفاق جديدة؛ فإنّه "حيسُّ األشياء كما حيسّها قومه‪ ،‬ويذوق‬
‫ألوان املعاني كما يتذوّقها معشره"‪ ،‬ألنّ ما يأتي به من جديد إنّما هو وليد فنون قومه‪ ،‬اليت هي "أساس ابتداعه‪ ،‬ومالك‬
‫ابتكاره واخرتاعه"‪.‬‬
‫وإنّ من اجملدّدين من يتغيّا أنْ يُلغي بثورته ودعواه إرمًا تليدًا جبرّة قلم؛ واألصل يف احلضارات امتدادها‬
‫وجتاوبها‪ ،‬والفنان اجملدّد هو من يُطوّع فنون األمم بالتسوية والتثقيف لفنون قومه‪ ،‬فتساغ عندهم ألنّها تعبّر عن بعض ما‬
‫يعتلج صدورهم من خلجات ومشاعر‪ .‬أمّا أنْ يرغم األذواق على التجاوب مع الفنون واالنقياد لسطوتها‪ ،‬فذلك هو‬
‫العبث باسم احلدامة والتجديد‪" ،‬من شأنه أن يبلبل أذواق الناس‪ ،‬ويشتّتها تشتيتًا"‪.‬‬
‫كم من جمدّد استقامت له أدوات التجديد فقدّم للحياة وأبدع! وكم من عابث شوّه ليظفر بلقب؛ "وما أرخص‬
‫األلقاب إذا كانت تُنال مبثل هذا اإلغراب"!!‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫أوالً عُد إىل الفقرة األوىل وأجب عمّا يأتي‬
‫ماذا يقصد الكاتب بالتجديد؟ ومن هم اجملدّدون؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬أين تصنف الكاتب يف سياق هيجة التّجديد واجملدّدين؟‬
‫مانيًا قال الكاتب "قلتُ من رسالةٍ يف الذّكرى الثانية لوفاة أمري الشّعراء املرحوم أمحد شوقي"‪.‬‬
‫ما السّنة اليت كتب يف الكاتب رسالته؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬وأيّهما أسبق الرّسالة أم هذه املقالة؟!‬
‫مالثًا اشرح املقصود بكلّ مجلة ممّا يأتي‬
‫هناك فرق بني الرتبية والتّجديد‪ ،‬واملسخ والتغيري‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬طبيعة احلياة تقتضي التّجديد‪.‬‬
‫ت‪ -‬مظاهر الفنون اجلميلة أمور نسبيّة‪.‬‬
‫ث‪ -‬ال يشرتط يف املوهوب أن يكون واسع العلم‪ ،‬غزير املادّة‪.‬‬
‫الثّورات حاالت شاذّة ال ينبغي أن جتري على مظاهرها األحكام العامّة‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫‪008‬‬
‫رابعًا علّل ما يأتي‬
‫العبقريّ هو الذي يرتفع على جمموع قومه بصفة أو أكثر‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬التجديد يف بالدنا ال يعدو التّلفيقَ من هنا ومن هناك‪.‬‬
‫خامسًا قال الكاتب "ألدبنا العربيّ عناصرَ وله مُقوّمات‪ ،‬وله شخصيّة بارزة‪ ،‬فمن شاء فيه تَجديدًا فليتقدّم‪،‬‬
‫ولكن من هذه السّبيل"‪ .‬ما السبيل اليت أشار إليها الكاتب؟‬
‫سادسًا أجب عمّا يأتي‬
‫يندرج حتت "الفنون اجلميلة" –يف نظر الكاتب‪ -‬ألوان متعدّدة‪ ،‬اذكر أربعة منها‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬هل استطاع الكاتب أن جيمع بني ذاتيته وموضوعية التجربة النقدية للفنون؟‬
‫ت‪ -‬أيّهما يؤمّر يف اآلخر األذواق يف الفنون أم الفنون يف األذواق؟‬
‫ث‪ -‬وضّح عالقة اجملدّدين بالبيئات اليت ترعرعوا فيها‪.‬‬
‫ما وظيفة اجملدّد إذا حرّك عواطفَه‪ ،‬وهزَّ مشاعرَه شيءٌ من فنون األمم األخرى؟‬ ‫ج‪-‬‬
‫ح‪ -‬ما شروط التجديد يف رأي الكاتب؟‬
‫خ‪ -‬ما الفكرة امللحّة اليت بنيت عليها هذه املقالة النقدية؟‬
‫سابعًا "عبده احلمولي" واحد من اجملدّدين البارعني يف املوسيقى املصريّة‪.‬‬
‫ما أهميّة استشهاد الكاتب به وهو يتعرّض لظاهرة التجديد؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ُ -‬عدْ إىل أحد املصادر املكتبيّة‪ ،‬واكتب نبذة موجزة عن حياته‪.‬‬
‫مامنًا قال الكاتب "ما أرخصَ األلقاب‪ ،‬إذا كانت ال تُنال إالّ مبثل هذا اإلِغْراب"!!‬
‫مَن املعينُّ بقول الكاتب؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما اإلغراب الذي يشري إليه؟‬
‫التذوّق األدبيّ‪:‬‬
‫هل وفق الكاتب يف كتابة مقدمة املقالة من حيث القصر وتأدية املطلوب وبلوغ اهلدف؟‬ ‫‪.5‬‬
‫وضح من خالل العودة للنص كيف ربط الكاتب بني نهاية كل فقرة وبداية الفقرة الالحقة؟‬ ‫‪.4‬‬
‫ما الوظيفة اليت قامت بها الفقرة اخلتامية للمقالة؟‬ ‫‪.3‬‬

‫‪009‬‬
‫هل تعتقد أن فقرات املقالة متوازنة من حيث الطول؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما األساليب اليت اتبعها الكاتب يف توضيح بعض املفاهيم املهمة كالتجديد والثورات الفنية؟‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫أوالً ما حملّ املصدر املؤوّل املخطوط حتته من اإلعراب فيما يأتي‬
‫بل ِبحَسْبه أنْ ُيحَصِّل من قضايا َفنّه صَ ْدرًا ال َيزِلُّ معه وال يَضلّ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬أرجو أنْ تأذنوا لي يف أنْ أعرضَ عليكم نَموذجًا ممّا سَ َلفَ لي من الرأي يف هذا الباب‪.‬‬
‫ت‪ ... -‬ولكن على صورةٍ أُحبّ أنْ َيتَفطّن إليها بعض هؤالء املُجدّدين!‬
‫حلتْم على القادرين أنْ يُجدّدوا‪.‬‬
‫حتْمُ ا َ‬
‫ث‪ -‬و َ‬
‫فلنمضِ يف مُعاجلةِ هذا البيان بقدر ما يَتَّسع له الوقتُ املقسوم‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫وإذا كانت العقولُ الصّحيحة قَلَّ أنْ َتخْتلف بإزاء احلقائق الواقعة باختالف األشخاص‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬
‫فليس من حقّ مجاعةٍ أنْ تقول ألخرى إنّ هذا األدب‪...‬‬ ‫خ‪-‬‬
‫َيتَهيَّأ له أنْ ُيدْرك يف بعض األمر ما ال ُيدْركون‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫مانيًا عالم يعود الضمري يف كلمة (يُقنعكم) يف قول الكاتب "بل إنّين ألطمعُ يف أنْ يُقنعَكم بأنّين من أشدِّ‬
‫أنصار التّجديد واملُجدّدين"‪.‬‬
‫مالثًا أجب عن األسئلة اآلتية‬
‫حدّد نائب الفاعل يف قول الكاتب "وكلُّ أولئك إنّما يُعبَّر عنه بالتّجديد‪ ،‬ويُعبَّر عن املضطلعني به‬ ‫أ‪-‬‬
‫باملُجدّدين"‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيّن املمنوع من الصّرف يف قوله "وإالّ كان ميتًا‪ ،‬أو أَشلّ على أيسر احلالني"! وما نوعه؟‬
‫ت‪ -‬ما نوع التنوين يف قوله "كلٌّ َنمَا ورَبَا مبا دخل عليه من الغذاء"؟‬
‫ث‪ -‬أهمزةُ قطعٍ أم وصلٍ اهلمزة يف كلمة (ألبتّة) يف قول الكاتب "ولكن‪ ،‬ليس معنى هذا أنّ الفنونَ ال أمرَ‬
‫هلا أَ ْلَبتّة يف تَكْييف األذواق"؟‪.‬‬
‫اضبط عني الفعل املضارع (يَفْطنوا) يف قوله "إذْ تَهْديه فِطنتُه إىل أشياءَ مل يَفْطنوا هلا"‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫رابعًا اسم الفعل ما ناب عن الفعل يف العمل ومل يتأمر بالعوامل كـ " َشتّان"‪ ،‬و"صَهْ"‪ ،‬و"أَوَّه"‪ .‬استخرج من‬
‫الفقرتني اآلتيتني أمساء األفعال‪ ،‬وبيّن فاعلها‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫لقد تَ ْفتُر األذواق يف مُبتدأ األمر عن اجلديد‪ ،‬ولكنّها سَرعان ما تألفُه وَتتَذوَّقُه وتَلْتذُّه‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪َ -‬فحَذارِ أيُّها اإلخوانُ حَذار‪ ،‬وإالّ لَحق الفنونَ البوار‪ ،‬وحَقّت عليها (بتجديدكم) كلمةُ الدّمار!!‬
‫خامسًا ما نوع األدوات املشار إليها يف العبارات اآلتية‬
‫صدْرٌ‬
‫جمْلة بعد الدَّعَة واالستقرار‪ ،‬وإمّا أنْ َيتَخلّف منه َ‬
‫الثوْرات إمّا أنْ َيخْتفيَ ويزولَ ُ‬
‫إنّ ما جتيء به َّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫تَرى الطّبيعةُ أنّه صاحلٌ للبقاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما أرخص األلقاب‪ ،‬إذا كانت ال تُنال إالّ مبثل هذا اإلِغْراب!‬
‫ت‪ -‬آألَذْواقُ هي اليت تُؤمّر يف الفنون؟ أم الفُنونُ هي اليت تُؤمّر يف األذواق؟‬
‫سادسًا أعرب ما حتته خطّ يف العبارات اآلتية‬
‫فهناك مورة يف البيان‪َ ،‬منْظومِه و َمنْثورِه‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬الثّورة هي االنفجار من أمر فكرة َتغْلي يف الصَّدر‪ ،‬غَلَيانَ املاء يف ال ِقدْر‪.‬‬
‫ت‪ -‬املقام ما َبرِح مُحتاجًا إىل شيءٍ من البَسْط والتَّفصيل‪.‬‬
‫ث‪ -‬وتلك أنّ هناك فرقًا بني التّربية والتّجديد‪ ،‬وبني املَسْخ والتّغيري‪.‬‬
‫فما هلم هم أيضًا ال ُيغْربون‪ ،‬واقعًا هذا اإلغرابُ حيثُ وقع‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫وذلك يف سبيل اإلِغْراب طلبًا للظَّفَر كما قلنا بلقب "البُطولة يف التّجديد"‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬
‫ممّ أساغَ ما أَمسكَ وهَضَمه‪ ،‬فاستحالَ يف جسم الفتى مثالً دمًا َيجْري يف ِعرْقه‪ ،‬وحلمًا و َع ْظمًا يزيدان يف‬ ‫خ‪-‬‬
‫خَلْقه‪.‬‬
‫املراجع األساسية‪ (:‬مورد النص)‬
‫البِشْري‪ ،‬عبد العزيز‪ -‬املختار‪ ،‬ج‪ ،4‬مطبعة املعارف ومكتبتها مبصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫املراجع املساندة‬
‫أبو زيد‪ ،‬فاروق‪ -‬فن الكتابة الصحفية‪ ،‬ط‪ ،2‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪5778 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫محزة‪ ،‬عبد اللطيف‪ -‬أدب املقالة الصحفية يف مصر(‪3‬م) دار الفكر العربي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الصباغ‪ ،‬أمل‪ -‬املقالة األدبية يف سورية ‪5735 -5748‬م رسالة جامعية(ماجستري) جامعة دمشق‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إشراف د‪ .‬حسام اخلطيب‪ 5288 ،‬ه‪5708 -‬م (‪555‬ورقة)‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫عزت‪ ،‬حممد فريد‪ -‬املقاالت والتقارير الصحفية أصول إعدادها وكتابتها‪ ،‬مكتبة االسكندرية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪5250‬ه‪5770 -‬م ‪.‬‬
‫هـ‪/‬‬ ‫عالّم‪ ،‬حممّد مهدي ‪ -‬اجملمعيّون يف مخسني عامًا‪ ،‬مطبوعات جممع اللغة العربيّة بالقاهرة‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫م)‪.‬‬
‫الرمادي‪ ،‬مجال ‪ -‬عبد العزيز البشري‪ ، ،‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫الرمادي‪ ،‬مجال الدين ‪ -‬من أعالم األدب املعاصر‪ ،‬د‪ .‬ط دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‬ ‫‪.‬‬
‫النادري ‪،‬حممد أسعد ‪ -‬حنو اللغة العربيّة‪ ،‬املكتبة العصرية‪0412 ،‬هـ‪2100 /‬م‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .01‬املرادي البن قاسم ‪ -‬اجلنى الداني يف حروف املعاني‪ ،‬حتقيق فخر الدين قباوة‪ ،‬وحممد نديم فاضل‪،‬‬
‫ط‪ ،0‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪0401 ،‬هـ‪0992 /‬م‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫الوحدة التعليمية الثالثة عشر‬

‫االمتيازات واألدب‬
‫أمحد حسن الزيات‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫ك ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الثالث عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫علي َ‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح ‪:‬‬


‫أن يقرأ الطالب املقالة األدبية قراءة سليمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة األديب أمحد الزيات واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف املقالة األدبية‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب اهليكل العام ألفكار املقالة األدبية‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وتلمس مالمح اجلمال فيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص املقالة األدبية‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪024‬‬
‫جوّ النصّ‬
‫األديب أمحد حسن الزيّات واحد من كبار األدباء يف مصر‪ ،‬ثميّز بالكتابة الرّصينة‪ ،‬وصار يشار إليه كاتبًا مبدعًا‬
‫م‪ ،‬وخترج يف كلية اآلداب جبامعة القاهرة‪ ،‬وحصل على ليسانس احلقوق من باريس‪،‬‬ ‫من طراز فريد‪ .‬ولد يف عام‬
‫م‪ .‬عمل أستاذًا لألدب العربيّ بكلية اآلداب ببغداد مالث‬ ‫ورأس القسم العربي باجلامعة األمريكية بالقاهرة عام‬
‫م‪ ،‬صنَّف فيها كتابه (العراق كما عرفته!!) واحرتق قبل نشره‪.‬‬ ‫سنوات حتى عام‬
‫م‪ ،‬فلما‬ ‫م إىل‬ ‫عاد إىل القاهرة وأصدر جملة "الرسالة" إىل جانب جملة "الرواية" يف الفرتة من‬
‫احتجبتا عُيِّن رئيسًا لتحرير جملة "األزهر"‪ .‬انتخب عضوًا يف جممعي اللغة العربية بدمشق والقاهرة‪ ،‬وعُيِّن يف اجمللس األعلى‬
‫لآلداب والفنون‪.‬‬
‫من كتبه (تاريخ األدب العربي)‪ ،‬وهو أول ما علت به شهرته‪ .‬و(دفاع عن البالغة)‪ ،‬و(وحي الرسالة) يف‬
‫أربعة أجزاء‪ ،‬و(يف أصول األدب) و(يف ضوء الرسالة)‪ .‬وترجم عن الفرنسية (آالم فرتر) جلوته‪ ،‬و(روفائيل) لالمرتني‪.‬‬
‫وكان من أرق الناس طبعا‪ ،‬ومن أنصع كتاب العربية ديباجة وأسلوبا‪ .‬وللسيد مجال الدين األلوسي كتاب (أدب الزيات‬
‫يف العراق)‪.‬‬
‫م‪ ،‬وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى‬ ‫منحته الدولة جائزة األدب عن كتاب "وحى الرسالة" عام‬
‫م‪..‬‬ ‫م‪ ،‬توفى فى عام‬ ‫اآلداب عام‬
‫نص املقالة‬
‫االمتيازات واألدب‬
‫األدبُ عَبريُ الرُّوح‪ ،‬وشُعاع النَّفْس‪ ،‬ونُضْح ال َعوَاطف‪ .‬يتأمَّر حَتمًا مبا ينالُ أولئك من تَطوُّر احلياة‪ ،‬وتَغيُّر‬
‫الناس‪ ،‬وتَقلُّب الزّمن؛ فهو يَطيبُ أو َيخْبث‪ ،‬ويَضْطرم أو َيخْبو‪ ،‬ويَمرّ أو َيحْلو‪ ،‬تبعًا ِلمَا َيعْرض للرُّوح والنَّفس‬
‫والعاطفة من أحوالِ الضَّعف أو ال ُقوّة‪ ،‬والفَسَاد أو الصَّالح‪ ،‬واالحنطاط أو السُّمو‪.‬‬
‫حلمَاسة‪ ،‬وجاشَ بالعزَّة‪ ،‬يف عُهُوده األوىل‪ ،‬أيا َم كان‬
‫فاألدبُ العربيُّ كان صادقًا حني فاضَ بالبُطُولة‪ ،‬و َزخَر با َ‬
‫بالنبْل‪ ،‬ومن حُرِّيتِهم بال َكرَامة‪.‬‬
‫يَمدُّه العربُ من قُوَّتهم بالرُّوح‪ ،‬ومن سُلْطانِهم ُّ‬
‫واألدبُ العربيّ كان صادقًا حني لَجَّ يف الضَّراعة‪ ،‬وضَجَّ بالشَّكوى‪ ،‬وأَنَّ من األمل‪ ،‬وَتحَدَّث عن فُسوق اخلُلُق‬
‫املُنْحل‪ ،‬وإميانِ القلب املُسْتذلّ‪ ،‬وضَالل النَّفس املَريضَة يف مذاهب ال ِقحَة‪ ،‬يف عُهوده األخريةِ أيامَ وَهَنتْ عَزائمُ املُلوك‪،‬‬
‫حدَثَ اخلَلَل‪ ،‬وَلجَأ الناسُ بعضُهم إىل اهلل‬
‫ووَ َهتْ دَعائمُ املُلْك‪ ،‬وَتخَلَّت يدُ العرب عن زمام الدُّنيا‪ ،‬فوقعتِ ال َفوْضى‪ ،‬و َ‬
‫ورا َء شُيوخ الطُّرق‪ ،‬وبعضُهم إىل الشّيطان وراء قُطَّاعِ الطَّريق!‬

‫‪025‬‬
‫واألدبُ العربيُّ صادقٌ اليوم يف اإلبانة عن هذا الشَّك املُخامرِ يف ُقدْرتنا على التَّفكري األصيل‪ ،‬وَاضْطالعِنا‬
‫بتفوقِ األوربيّ وامتيازِه‪ ،‬سَلَبَ من‬
‫باألمر اجلليل‪ ،‬واستقاللِنا بتَبِعاتِ الرَّأي وتَكاليفِ احلياة؛ فانَّ اعتقادنا اإلحيائيَّ ا ُملزْمن ُّ‬
‫نُفُوسنا الثِّقة‪ ،‬ومن قلوبنا اإلميانَ‪ ،‬ومن عقولنا األصالةَ‪ ،‬ومن شعورنا السُّموَّ‪ ،‬وَترَكَنا كالعبد ا َملمْلوك ال يَقْدر على شيءٍ‬
‫وهو كَلٌّ على َموْاله‪َ ،‬ينْقل فيما يقول عن لسانه‪ ،‬ويَصْدر فيما يعتقد عن قلبه‪.‬‬
‫فأديبُنا َيجْهل اللّغة العربيَّة كلَّ اجلهل‪ ،‬وَيعْلم اللَّغة األوربيَّة كلَّ العلم‪ ،‬ألنَّه إذا تكلَّم بها أو كتب فيها َشعَر‬
‫بذلك االمتياز الذي يُالزم أهلَها يف بالد الشرق‪ .‬وأديبُنا يَقْرأ األدب األجنيبَّ ويُغفل األدب العربيّ‪ ،‬ألنّ هذا أدبُ قومٍ‬
‫كانوا يَلْبسون العَمائم‪ ،‬ويأكلون باأليدي‪ ،‬وجيلسون على الوسائد‪ ،‬ويقولون له حنن أجدادك! وذلك أدبُ قومٍ يلبسون‬
‫(الربانيط)‪ ،‬ويأكلون بالشُّوك‪ ،‬وجيلسون على الكراسيّ‪ ،‬ويقولون له حنن أسيادك‪.‬‬
‫وأديبُنا يَعْمى عن مناظر بلده‪ ،‬وحماسن طبيعته‪ ،‬ومفاخر قومه‪ ،‬ومآمر َشرْقِه‪ ،‬مم يفتح عينَيْه بكلتا ي َديْه ليستشف‬
‫من خالل السّطور السّود قناطر (الصّني) وشِعاف (األلب) ومخائل (التريول)‪ ،‬ألنّ هذه َذ َكرَها جوته والمرتني وبرين‪،‬‬
‫وتلك إنَّما َذ َكرَها الُبحْرتي والرَّضيّ وشوقي!‬
‫زارني ذات يوم شاعر من شعراء الشّباب‪ ،‬ويف يده قصيدةٌ يريد نشرها بالرِّسالة‪ ،‬وكان موضوع القصيدة كما‬
‫يقول تصو يرَ منظرٍ قرويّ يف ريف مصر مَشْرق الشّمس يف القرية أو َمغْربها ال أذكر‪ .‬فلما نظرت إىل الصّورة ‪ -‬وأنا‬
‫ضعَ بها من األلوان‪ ،‬وحَ َشدَ إليها من الطبيعة‪ .‬فقلتُ له َيغْلب على‬
‫قروي ‪ -‬أنكرتُ ما رَسم فيها من اخلطوط‪ ،‬ووَ َ‬
‫شُعوري أنك َترْمجت‪ .‬فقال وهو َيعْقد من التّيه عُنقه مِقْ أنّها من َوحْي خاطري وفيضِ لساني‪ .‬فقلتُ له إذن ما هذه‬
‫النواقيس اليت ترن يف األبراج؟ أيف قريتكم كنيسة؟ فقال كال‪ ،‬وإمنا آمرت رنني الناقوس على أذان املؤذن‪ ،‬ألنّي أجد‬
‫س واألبراج من الرَّوعة والشاعريَّة ما ال أجده للمئذنة واملسجد‪ .‬فألطفت للفتى يف االعرتاض واالعتذار خمافة أن‬
‫لألجرا ِ‬
‫َيرْميَين يف سرِّه باجلُمود والتأخّر!‬
‫كذلك َقدّم إِليّ كاتب من ناشئة ال ُكتّاب قصَّةً مصريَّة‪َ ،‬سمّى أشخاصَها جان‪ ،‬وألبري‪ ،‬ولورا‪ ،‬وهيلني‪ .‬ألنه‬
‫جيد هذه األمساء يف احلوار واحلديث أرقَّ وأعذبَ من عليّ‪ ،‬وإمساعيل‪ ،‬وسُعاد‪ ،‬وفاطمة!‬
‫فاألدب املصريّ احلديث‪ ،‬كاجملتمع املصريّ احلديث‪ ،‬يَقومُ على َموْت الشّخصية‪ ،‬وفَناء الذّات‪ ،‬ونسيان‬
‫التاريخ‪ ،‬ونُكران األَصْل‪ ،‬فهو يَسْتلهم املطابع األوربيّة‪ ،‬وُيخْضع قرحيتَه للقرائح األوربية‪ ،‬وَيعْقد لسانه باأللسن املوهوبة‬
‫ضعَ عن كاهله َنيْر االمتياز‪ ،‬وفهم هذه الكلمة املُخْزية‬
‫منها‪ ،‬فيحكي ما تقولُ يف َلعْثمة نَكْراء من أمر العقدة‪ ،‬وهو لو وَ َ‬
‫جأَ الغربَ بأدبٍ قُدسيّ اإلهلام‪ِ ،‬سحْريّ األنغام‪ ،‬شرقيّ الرُّوح‪،‬‬
‫على املَجاز‪ ،‬فأخذ عن َطبْعه‪ ،‬وتَرْجم عن طبيعته‪ ،‬لَفَ َ‬
‫مصريّ الطّابع‪ ،‬يُحلّ أهلَه من أدبِ العامل ما أَحلَّ أدبُ اهلند (إقباالً) و(طاغور)!‬
‫الصحْو‪ ،‬ال أن تُلْهمه ما‬
‫َأملَ الصَّحراء‪ ،‬وأحالمَ النَّخيل‪ ،‬وابتسامَ َّ‬
‫إنَّ الطبيعة املصريَّة أَوْىل أن تُلْهم الشاعر ت ُّ‬
‫تُلْهم الطبيعة اإلجنليزيّة من أمثال (املَالّح التائه)‪ ،‬و(الزَّورق احلامل)‪ ،‬و(وراء الغَمام)! فإنَّ الفنَّ ال َيخْضع خضوعَ العلم‬

‫‪026‬‬
‫للعقل املشرتك والوطن العام‪ ،‬وإنَّما َيخْضع قبل كلِّ شيءٍ لطبائع اإلقليم‪ ،‬وخصائصِ البيئة‪ ،‬ومنازعِ الشَّخص‪ ،‬فإذا‬
‫استنزل شعراؤُنا الشبابُ على خواطرهم هذا ال َوحْي الغريب‪ ،‬فذلك أمرُ ما نَشْكوه من هذه العبوديَّة العقليَّة اليت ضُربت‬
‫جعَلتْنا لألجانب يف كل شيء تبعًا‪.‬‬
‫على اآلذان‪ ،‬وغَلبت على األذهان‪ ،‬و َ‬
‫فمتى يعلم املصريُّ أنَّ له جمدًا يَجبُ أن يعود‪ ،‬ووطنًا ينبغي أن يَسود‪ ،‬وصوتًا يَحقّ أن يسمع‪ ،‬وأدباً يَصحّ أن‬
‫جبْنه وذُلّه؟!‬
‫ُيحْتذى‪ ،‬وتارخيًا يَليق أن ُينْشر‪ ،‬وحقًّا على أرضه تُؤيّده الطبيعة‪ ،‬ويُقرُّه القانون وال يُنْكره عليه إالَّ ُ‬
‫إضاءة على النص‬
‫تعدّ هذه املقالة واحدة من املقاالت املهمّة اليت تغيَّا فيها الزيّات‪ ،‬شأن غريه من كبار األدباء كالرافعي والبِشْري‬
‫وحممود شاكر‪ -‬أنْ يصحّح مسار رسالة األدب يف النصف األول من القرن العشرين؛ ذلك أنّ هيجة الرتبّع يف حضن‬
‫األجنيبّ‪ ،‬واملغاالة يف التفلّت من موابت احلضارة العربيّة اإلسالميّة ومقافتها‪ ،‬والتأفّف من قيودها؛ كلّ ذلك جعلهم‬
‫يدقّون ناقوس اخلطر‪ ،‬أنّ الوجهة اليت يولّي شطرها األدباء اليوم وجهة غري سديدة‪ ،‬وتنحرف باألدب ورسالته إىل طريق‬
‫ذات أشواك ومزالق كثرية‪.‬‬
‫وحاول الزيّات يف مقالته أن يقف على الوظيفة احلقيقيّة لألدب يف سياق مقافة األمّة العربيّة اإلسالميّة‬
‫وحضارتها‪ ،‬بعيدًا عن املؤمرات األجنبيّة اليت تنحرف به يف سياق مقافة األمم األخرى ومقافتها؛ فاألدب يتناسب وحالة‬
‫األمّة إجيابًا وسلبًا‪ ،‬فكلّما قويت شوكتها طاب وحال‪ ،‬والعكس صحيح!!‬
‫ورأى أنّ األدب العربيّ كان متألّقًا يف عصوره األوىل يوم كانت للعرب قوّة وحريّة وسلطان‪ ،‬وعبّر فيه األدباء‬
‫عن البطولة واحلماسة والعزّة‪ .‬لكنّه يوم وهنت عزائم امللوك يف العصور املتأخّرة‪ ،‬عبّر فيه األدباء عن الضّراعة والشّكوى‬
‫واألمل والفسوق والضّالل!! بيد أنّه ما فتئت وظيفة األدب قادرة على النّهوض والتّعبري عن مكامن القوّة اليت تضطلع بها‬
‫األمّة‪ ،‬وهي تبعث روحها يف سياق تبعاتها الفكريّة واحلضاريّة‪ ،‬بعيدًا عن االغرتاب واالنسياق يف حضن األجنيبّ‪.‬‬
‫لكنّ األمّة وقد تنكّبت الطريق‪ ،‬وغدت يف ذيل القافلة اليوم‪ ،‬وأخفقت يف النّهوض واللحاق بركب احلضارة‬
‫املاديّة احلديثة‪ -‬فإنّ النّخب الفكريّة والثقافيّة واألدبيّة جتاوبت مع السّبق احلضاري األجنيبّ‪ ،‬وتناغموا معه‪ ،‬وانصهروا‬
‫يف بوتقته‪ ،‬وغرّدوا يف سربه‪ ،‬وما عاد األديب تعنيه لغته العربيّة‪ ،‬وراح يدور يف فلك اللغات األجنبيّة‪ ،‬طنًّا منه أنّها تُعلي‬
‫من شأنه‪ ،‬وثمنحه "االمتياز" الذي يلهث خلفه‪ ،‬وأبهر الشرقيني‪ ،‬فغدا وقد عميت عيونه عن "حماسن بلده‪ ،‬ومفاخر‬
‫قومه‪ ،‬ومآمر شرقه"‪ ،‬وتوسّعت حدقتا عينيه يف رحاب "قناطر الصّني" و"شعاف األلب"!!‬
‫وال شكّ يف أنّ هذه الغربة العمياء‪ ،‬وهذا االحنطاط اجلارف يف مستنقع التبعيّة لكلّ ناعق أجنيبّ‪ ،‬رمى بأدباء‬
‫العربيّة اليوم أنْ يغرّدوا خارج سرب العروبة ومقافة األمّة‪ ،‬وراموا ألنفسهم أدبًا بعيدًا عن روح األمّة وكربيائها‪.‬‬

‫‪027‬‬
‫وملّا كان األدب املصريّ يف طليعة اآلداب العربيّة يف العصر احلديث‪ ،‬فإنه ‪ -‬واحلالة هذه‪ -‬يقوم على "موت‬
‫الشّخصيّة‪ ،‬وفناء الذّات‪ ،‬ونسيان التّاريخ‪ ،‬ونُكران األصل"‪ ،‬وترنو به احلياة يف ظالل التبعيّة اليت تنري له الدّروب‪ ،‬وتفتح‬
‫له اآلفاق!!‬
‫وعليه‪ ،‬فإنّ الزيّات يف مقالته رمى بالكرة يف مرمى األدباء الذين تنكّبوا الطّريق‪ ،‬وعاموا يف األدب فسادًا‪،‬‬
‫وعليهم أن يعودوا لتاريخ عربيّ عريق‪ ،‬وجمدٍ حضاريّ تليد!!‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫ال تعرَّف املقالة األدبية بأنَّها "قطعة نثريَّة َمحْدودة يف الطُّول واملوضوع‪ ،‬وتُكْتب بطريقة عفويَّة سريعة خالية‬
‫أو ً‬
‫من الكُلْفة والرَّهق"‪ ،‬وشرطُها األوَّل "أن تكون تعبريًا صادقًا عن شخصية الكاتب"‪.‬‬
‫كم عدد فقرات هذه املقالة؟‬
‫ما موضوعها الرئيس؟‬
‫رسم الكاتب صورتني متناقضتني حلال أولئك األدباء املستغربني‪ ،‬وضح مالمح كل صورة منهما؟‬
‫ما موقف الكاتب من أولئك األدباء املستغربني؟‬
‫مانيًا يتحدّث الكاتب عن أمر االنعتاق من أصالتنا واالجنرار وراء األجنيبّ‪ .‬بيّن أهمّ اآلمار املرتتّبة على هذه‬
‫الظّاهرة من وجهة نظر الكاتب‪ ،‬ووضّح موقفك من ذلك‪.‬‬
‫مالثًا أشار الكاتب إىل طائفتني من الشُّعراء الغربيني والعرب‪ ،‬ما أمر هاتني الطائفتني يف توجيه األدباء العرب‬
‫املعاصرين أن يعيشوا يف ظالل احلياة العربيّة أو التخلّي عنها؟‬
‫رابعًا أشار الكاتب إىل قامات يف األدب اهلندي كإقبالٍ وطاغور‪ .‬بني الصّورة املثلى اليت جنعل فيها حنن العربَ‬
‫أدباءنا مثل تلك القامات وغريها يف اآلداب األمميّة األخرى‪.‬‬
‫خامسًا أعد قراءة احلوار بني الزّيات ومناذج الشّباب من الشّعراء والكتّاب‪ ،‬واكتب فيه رأيك‪ .‬وملاذا خيشى‬
‫املصلحون من هيجة الطّعن باجلمود والتأخّر؟!‬
‫سادسًا أشار الكاتب يف حديثه عن األدب املصريّ احلديث إىل مجلة من الرّكائز اليت تشكّل دعاماته وأركانه‬
‫اذكر تلك الركائز‪ ،‬وبيّن أهميتها يف توجيه األدب ونُضْجه‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما أهميّة تركيز الكاتب على األدب املصريّ عن غريه من آداب األمصار العربيّة األخرى؟‬
‫سابعًا نبّه الزّيات على أهميّة الطبيعة املصريّة يف إهلام األدباء موضوعاتهم احلقيقيّة اليت فيها يُنْعشون ذواتهم‪،‬‬
‫وحيقّقون آماهلم‪ .‬وضّح ذلك‪.‬‬

‫‪028‬‬
‫مامنًا عد إىل "املوسوعة العربيّة العامليّة" واكتب نبذة خمتصرة عن "جوته"‪ ،‬و"المرتني"‪ ،‬و"بريون"‪.‬‬
‫تاسعًا بيّن أهميّة األدب‪ ،‬ووضّح كيف يشكّل تكامالً حقيقيًّا مع العلوم املختلفة يف حياة الشّعوب‪ .‬وما مدلول‬
‫كلمة (االمتياز) اليت عَنْون بها الكاتب مقالته؟!‬
‫عاشرًا قال الكاتب "‪ ...‬وَترَكنا كالعبد اململوك ال يقدر على شيء وهو َكلّ على مواله‪َ ،‬ينْقل فيما يقول على‬
‫لسانه‪ ،‬وَيصْدر فيما يعتقد عن قلبه"‪ .‬يبدو من قول الكاتب أنّه متأمر بالقرآن الكريم؛ دُلَّ على اآلية الذي ضمّنها الكاتب‬
‫املعنى الذي تغيّاه‪.‬‬
‫التذوّق األدبيّ‬
‫أوالً ما املعنى الذي خرج إليه االستفهام يف قول الكاتب‬
‫"ما هذه النّواقيس اليت تَرنّ يف األبراج؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪" -‬أيف قريتكم كنيسة"؟‬
‫ت‪ -‬فمتى يعلم املصريّ أنّ له جمدًا جيب أن يعود؟‬
‫مانيًا استخرج من النصّ السِّمات األسلوبيَّة اآلتية‬
‫ازدواج اجلمل‬
‫قصر اجلمل‬
‫التكرار‬
‫املقابالت الساخرة‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫أوالً قال الكاتب " واألدبُ العربيّ كان صادقًا حني لَجَّ يف الضَّراعة‪ ،‬وضَجَّ بالشَّكوى‪ ،‬وأَنَّ من األمل"‪.‬‬
‫تنتمي األفعال املخطوط حتتها إىل طائفة األفعال الصحيحة‪ .‬ما نوع هذه األفعال؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬هات مضارع كلّ فعل منها واضبط حركة عينه‪.‬‬
‫مانيًا اقرأ الفقرة اآلتية وأجب عن األسئلة اليت تليها‬
‫(فقال وهو َيعْقد من التّيه عُنقه مِقْ أنّها من َوحْي خاطري وفيضِ لساني‪ .‬فقلتُ له إذن ما هذه النواقيس اليت‬
‫ترنُّ يف األبراج؟ أيف قريتكم كنيسة؟ فقال كال‪ ،‬وإمنا آمرت رنني الناقوس على أذان املؤذن‪ ،‬ألنّي أجد لألجراسِ واألبراج‬

‫‪029‬‬
‫من الرَّوعة والشاعريَّة ما ال أجده للمئذنة واملسجد‪ .‬فألطفت للفتى يف االعرتاض واالعتذار خمافة أن َيرْميَين يف سرِّه‬
‫باجلُمود والتأخّر)‪.‬‬
‫استخرج من القطعة السابقة مصدر فعل مالمي – اسم آلة – اسم مكان – مصدر فعل مخاسيّ –‬ ‫أ‪-‬‬
‫مصدرًا ميميًّا‪.‬‬
‫ب‪ -‬تُسْتخدم (إذًا) حرفَ جواب وجزاء‪ ،‬وقد تقع (لغوًا) إذا افتقر ما قبلها إىل ما وقع بعدها بيّن صحّة‬
‫استخدام الكاتب هلا يف القطعة من عدمه‪ .‬وبيّن وجه كتابتها والوقف عليها باأللف أو النون‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما داللة اإلجابة عن السؤالني بـ (كَال)؟‬
‫ث‪ -‬ما املعنى الذي خرجت إليه الزّيادة يف الفعل (أَلْطفت)؟‬
‫أعرب الكلمة اليت حتتها خطّ إعرابًا كامالً‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫مالثًا قال ال ّزيّات "واألدبُ العربيّ كان صادقًا حني‪َ ...‬تحَدَّث عن فُسوق اخلُلُق املُنْحلّ‪ ،‬وإميانِ القلب‬
‫املُسْتذلّ‪ ،‬وضَالل النَّفس املَريضَة يف مذاهب ال ِقحَة"‪.‬‬
‫تستخدم كلمة (املُنْحلّ) اسم فاعل واسم مفعول عيّن استعماهلا يف النصّ‪ ،‬واذكر أمثلة أخرى على‬ ‫أ‪-‬‬
‫هذا النّوع من األمساء‪.‬‬
‫ب‪ -‬اضبط الذال يف كلمة (املُستذلّ) ضبطًا صحيحًا‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما اجلذر الثالمي للمفردة (ال ِقحَة)؟ وحدّد نوعها‪.‬‬
‫رابعًا اقرأ الفقرة اآلتية‪ ،‬وأجب بـ (صح) أو (خطأ) عمّا يليها "وأديبُنا َيعْمى عن مناظر بلده‪ ،‬وحماسن‬
‫طبيعته‪ ،‬ومفاخر قومه‪ ،‬ومآمر َشرْقِه"‪.‬‬
‫الوزن الصحيح للكلمات املخطوط حتتها هو فَعالِل‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬اجلذر اللغوي للفعل (َيعْمى) على وزن َف ِعلَ‪.‬‬
‫خامسًا اقرأ النصّ اآلتي وأجب عن األسئلة اليت تليه‬
‫قال الكاتب (فهو يَسْتلهم املطابع األوربيّة‪ ،‬وُيخْضع قرحيتَه للقرائح األوربية‪ ،‬وَيعْقد لسانه باأللسن املوهوبة‬
‫ضعَ عن كاهله َنيْر االمتياز‪ ،‬وفَهم هذه الكلمة املُخْزية‬
‫منها‪ ،‬فيحكي ما تقولُ يف َلعْثمة نَكْراء من أمر العُقدة‪ ،‬وهو لو وَ َ‬
‫جأَ الغربَ بأدبٍ قُدسيّ اإلهلام‪ِ ،‬سحْريّ األنغام‪ ،‬شرقيّ الرُّوح‪،‬‬
‫على املَجاز‪ ،‬فأخذ عن َطبْعه‪ ،‬وتَرْجم عن طبيعته‪ ،‬لَفَ َ‬
‫مصريّ الطّابع)‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫عالم يعود الضمري (هو) يف أوّل الفقرة؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما الكلمة اليت يقصدها الكاتب بقوله "وفهم هذه الكلمة"؟‬
‫ت‪ -‬اضبط الكلمات املخطوط حتتها ضبطًا إعرابيًّا صحيحًا‪.‬‬
‫ث‪ -‬بيّن جواب أداة الشّرط (لو) الواردة‪.‬‬
‫ما نوع الفاء يف قوله (فأخذ)؟‬ ‫ج‪-‬‬
‫أعرب كلمة (نَكْراء) إعرابًا تامًّا‪.‬‬
‫املراجع األساسية‪ (:‬مورد النص)‬
‫الزّيات‪ ،‬أمحد حسن ‪ -‬وحي الرّسالة‪ ،‬ط‪ ،5‬مكتبة نهضة مصر‪ ،‬مج‪5305 ،5‬هـ‪5714 /‬م‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫العزاوي ‪ ،‬نعيمة رحيم ‪ -‬أمحد حسن الزيّات كاتبًا وناقدًا ‪ ،‬اهليئة املصريّة العامّة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.5701‬‬
‫فؤاد‪ ،‬نعمات أمحد ‪ -‬قمم أدبيّة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪.5702 ،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أبو زيد‪ ،‬فاروق‪ -‬فن الكتابة الصحفية‪ ،‬ط‪ ،2‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪5778 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫محزة‪ ،‬عبد اللطيف‪ -‬أدب املقالة الصحفية يف مصر(‪3‬م) دار الفكر العربي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪010‬‬
‫الوحدة التعليمية الرابعة عشر‬

‫حالق القرية‬
‫إبراهيم عبد القادر املازني‬
‫خل‪:‬‬
‫احلمد هلل والصّالة والسّالم على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬أمّا بعد أخي الطَّالب‪ ،‬سالم اهلل‬
‫ك ورمحته وبركاته‪ ،‬ومرحباً بك يف الدرس الرابع عشر من سلسلة الدُّروس املقرَّرة عليك يف إطار مقرر النصوص‬
‫علي َ‬
‫األدبية‪ ،‬هلذا الفصل الدِّراسيّ‪ ،‬آملنيَ أن جتدَ فيها كلّ املُتعة والفائدة فأهالً وسهالً بك‪.‬‬

‫أه اف الوح ‪:‬‬


‫أن يقرأ الطالب القصة القصرية قراءة سليمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يعرف الطالب نبذة خمتصرة عن حياة األديب إبراهم املازني واجلو العام للنص‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتعرف الطالب معاني املفردات والرتاكيب الواردة يف القصة القصرية‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على تذوق النص األدبي وعلى وجه اخلصوص القصة القصرية وتلمس مالمح اجلمال فيها‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫أن يتدرب الطالب على بعض املهارات اللغوية من خالل النص األدبي‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عناصر الوحدة التعليمية‬


‫اجلو العام للنص‬ ‫‪.5‬‬
‫نص القصة القصرية‬ ‫‪.4‬‬
‫املعجم والداللة‬ ‫‪.3‬‬
‫إضاءة على النص‬ ‫‪.2‬‬
‫الفهم واالستيعاب‬ ‫‪.1‬‬
‫التذوق األدبي‬ ‫‪.1‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.0‬‬

‫‪011‬‬
‫اجلو العام للنص‬
‫م)‪،‬‬ ‫هـ‪/‬‬ ‫األديب إبراهيم عبد القادر املازني أحد كبار الكتاب يف مصر‪ ،‬ولد يف القاهرة سنة (‬
‫م)‪ ،‬جمدّد‪ ،‬امتاز بأسلوب حلو الديباجة‪ .‬خترج مبدرسة املعلمني‪ ،‬وعانى التدريس‪،‬‬ ‫هـ‪/‬‬ ‫وتويف فيها سنة (‬
‫مم الصحافة وكان من أبرع الناس يف الرتمجة عن اإلجنليزية‪ .‬ونظم الشعر‪ ،‬وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب‬
‫الغرب‪ ،‬مم رأى االنطالق من قيود األوزان والقوايف فانصرف إىل النثر‪.‬‬
‫عمل يف اجلرائد وكتب يف الصّحف‪ ،‬وأصدر جملة (األسبوع) مدة قصرية‪ ،‬ومأل اجملالت الشهرية واألسبوعية‬
‫املصرية بفيض من مقاالته ال يغيض‪ ،‬تناول فيها نقائص اجملتمع بالنقد‪ ،‬فاستسي منه ما يستنكر من غريه‪ .‬وهو من أعضاء‬
‫اجملمع العلمي العربي بدمشق وجممع اللغة العربية بالقاهرة‪ .‬وله كتب‪ ،‬منها (حصاد اهلشيم)‪ ،‬و(قبض الريح)‪،‬‬
‫و(صندوق الدنيا)‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫نص القصة القصرية‬


‫حَـالّق القريـة‬
‫وَقعتْ لي هذه احلادمةُ يف الرِّيف منذ سنوات عديدة‪ ،‬قبل أنْ تتغلغلَ املدنيةُ إىل أنأى قُراه‪ ،‬وكنتُ أنا اجلانيَ على‬
‫ت ما دام للقرية حَالّق فعليَّ به‪ ،‬فحذَّرني مضيفي‬
‫نفسي فيها‪ ،‬فقد َع َرضَ عليَّ مضيفي أنْ استعمل مُوساه فأبيتُ‪ ،‬وقل ُ‬
‫وأنذرني ووعظين‪ ،‬ولكنّي ركبتُ رأسي وأَصْررت أن جييء احلالّق‪.‬‬
‫فجاء بعد ساعات َيحْمل ما ظننتُه يف أوَّل األمر ( ِمخْالة شعري)‪ ،‬وسلَّم وقعد وشرع يُحيِّيين ويُحادمُين حتّى‬
‫شَكَكتُ يف أمره‪ ،‬واعتقدت أنَّ احلالّق شخص آخر‪ ،‬وأنَّ هذا اجلالس أمامي ليس سوى (طالئعه)‪.‬‬
‫وملّا عِيلَ صَبْري سألتُه عن حَالّق القرية‪ ،‬فابتسم ومَشَط حليته بكفِّه وأنبأني أنَّ احلَالّق (حمسوبي) يعين نفسه‪،‬‬
‫فلعنتُه يف سِرِّي‪ ،‬وسألتُه متى َينْوي أن َيحْلق لي حلييت؟ أم ال بدَّ أنْ يضربَ بالرَّمل واحلَصَى أوَّالً‪ ،‬وحيسب الطالع قبل أن‬
‫يباشر العمل؟ فلم يَفْهم وأوالني صُدْغًا كثَّ الشَّعْر وقال «هيّا»!!‬
‫فظننتُه أَصَمَّ‪ ،‬وصحتُ به (أ‪ ..‬ر‪ ..‬يد أنْ… أ‪ ..‬ح‪ .‬ل ق)‪ .‬فسرَّه صياحي جدًّا‪ ،‬وضحك كثريًا‪ ،‬وأقبل على‬
‫( ِمخْالته) فأخرج منها مِقصًّا كبريًا جدًّا‪ ،‬فدنوتُ من أذنه وسألته هل يف القرية فيل؟ فقال فيل؟ ملاذا؟‬
‫فأشرت إىل املِقصّ فضحك وقال «هذا مِقصُّ محري وال مؤاخذة»‪.‬‬
‫فقلت «وملاذا تَجيئين مبقص احلمري؟ أمحارًا تراني؟»‬

‫‪014‬‬
‫ويظهر أنَّ معاشرة احلمري بلَّدت إحساسَه فإنّه مل يعتذر لي وال َعبِئَ بسؤاىل شيئًا‪ ،‬مم أخرج مُوسى من طراز‬
‫املِقصّ‪ ،‬و(مكنة) من هذا القبيل أيضًا‪ ،‬فعجبت له ملاذا جييء إليَّ بكلِّ أدوات احلمري؟ وسألته عن ذلك‪ ،‬فقال إنَّ اهلل مع‬
‫الصابرين‪.‬‬
‫وبعد أن أفرغ مِخالته كلَّها انتقى أصغر األدوات‪ ،‬وأصغرُها أكربُ ما رأيت يف حياتي‪ .‬مم أقبل عليَّ وقال‬
‫«تفضَّل»‪.‬‬
‫قلت «ماذا تعين؟»‬
‫قال «اجلس على األرض»‪.‬‬
‫قلت «وملاذا باهلل؟»‬
‫قال «أَالَ تريد أن حتلق؟»‬
‫قلت «أالَ ميكن أنْ أحلق وأنا قاعد على الكرسي؟»‬
‫قال «وأنا؟»‬
‫قلتُ يف سِرِّي وأنت تذهب إىل جهنم ونعم املصري‪ ،‬وهبطتُ إىل األرض كما أَمَر‪ ،‬ففتح موسى كا ِملبْرد‪.‬‬
‫فقلت إنَّ وجهي ليس حديدًا يا هذا!!‬
‫قال ال ختف إن شاء اهلل‪ ،‬ولكنّي خفتُ بإذن اهلل وال سيَّما حني شرع يقول «بسم اهلل الرمحن الرحيم»»؛‬
‫كأمنا كنت خروفًا‪ ،‬ويبصق يف كفّه ويَشْحذ املُوسى على بطن راحته‪ ،‬ممَّ جذب رأسي‪ ،‬فذُعرت ونَفَرت ووَلَّيت هاربًا إىل‬
‫أقصى الغرفة‪.‬‬
‫فقال ماذا؟‬
‫قلت «ماذا؟ أتريد أنْ حتلق لي ِمببْرد‪ ،‬ومن غري صابون؟»‬
‫قال «ماذا يُخيفك؟»‬
‫قلت «يُخيفين؟ لقد دعوتُك لتحلق لي حلييت ال لتربد لي شعرها‪.‬‬
‫قال «يا فندي‪ ،‬ال ختف»‪ ،‬مم قرأ من الكتاب الكريم «فلمَّا ذَهَبَ عن إبراهيمَ الرَّوْعُ وجاءتْه البُشْرى» إىل‬
‫آخر اآلية الشريفة‪ ،‬وأظنه أراد أنْ يرْقيَنى بها‪ ،‬فيا هلا من حِالقة ال تكون إالَّ برُقْية!‬
‫وأسلمتُ أمري هلل وَعُدت فقعدتُ أمامَه‪ ،‬فنهضَ على ُركْبتيْه‪ ،‬وتناولَ رأسي بني كفَّيْه وأَمَالَ صُدْغي إليه‪ ،‬مم‬
‫صدْره‪ ،‬فصحت أو على األصح جاهدتُ أريدُ‬
‫وَضَع ركبتَه على َفخِذي ولَفَّ ذراعَه حول عنقي‪ ،‬فصار فمي مدفونًا يف َ‬

‫‪015‬‬
‫الصِّياح لعل أحدًا يَسْمعين فينجدني‪ ،‬غري أنَّ طيّات موبِه كانت يف فمي‪ ،‬أمَّا رائحةُ الثوب فبحسْبِ القارئ أنْ يعلم أنَّها‬
‫أفقدتْين الوَعْي‪.‬‬
‫وال أطيل على القارئ‪ ،‬فقد أهوى الرَّجل مبُوساه على وجهي‪ ،‬فسلخ قطعة من جلدي فردَّني األمل إىل احلياة‪،‬‬
‫وأتاني القوَّة الكافية للصُّراخ على الرَّغم من الكمَّامة‪ ،‬وومبتُ أريدُ البابَ ولكنَّه كان على ِكبَر سِنِّه أسرع منِّي‪ ،‬وما‬
‫ُيدْرينى لعلَّه كان يتوقع ذلك‪ ،‬وعسى أنْ يكون املِرانُ قد عَلَّمه أن يكون يقظًا ألمثال هذه احملاورات‪ ،‬فردَّني بقوةِ ساعدِه‪،‬‬
‫فتشهَّدتُ وتَذكَّرت قول املتنيب‬
‫فمن ال َعجْز أنْ ثموتَ جبانَا‬ ‫وإذا لَمْ يَكنْ مِن ا َملوْت بُدّ‬
‫كالَّ‪ ..‬سأُسدل السِّتار على هذا املنظر الذي يَقْشعرّ منه جلدي على الرّغم من كرِّ السِّنني الطويلة‪.‬‬
‫مم جاء هذا السَّفاح بطُشْت َيغْرق فيه كَبْش‪ ،‬ووضعه حتت ذَقْين وصَبَّ ماءَه على وجهي ويف صدري وعلى‬
‫ظهري‪ ،‬ليغسل الدَّم الذَّكيَّ الذي أراقه‪ ،‬وأخرج من مِخْالته ( ِمنْشفة) هي ِب ِممْسحة األرض أشبه‪ ،‬فاعتذرتُ وأخرجتُ‬
‫ِمنْديلي وسبقتُه به إىل وجهي؛ فهي معركة ال تزالُ جبلدي منها نُدوبٌ وآمار‪.‬‬
‫إضاءة على النص‬
‫القصة القصرية سرد قصصيّ قصري نسبيًّا يَهْدف إىل إحداث تأمري معني‪ ،‬تركِّز على شخصية واحدة‪ ،‬يف حلظة‬
‫واحدة‪ ،‬يف مكان بعينه‪ .‬وتقوم على جمموعة عناصر هي املوضوع‪ ،‬والفكرة‪ ،‬واحلدث‪ ،‬واحلبكة‪ ،‬والزّمان واملكان‪،‬‬
‫والشّخصيات‪ ،‬واألسلوب واللغة‪ ،‬والصراع‪ ،‬والعقدة واحللّ‪.‬‬
‫ولعلّ أهمّ ما ثمتاز به القصة احلديثة أمران األول عنصرها الفنّي القائم على حبكة قويّة‪ ،‬وديباجة مشرقة‪،‬‬
‫وحتليل دقيق للحوادث واألشخاص غري مملّ‪ ،‬وسرد ممتع حيمل القارئ على التشوّق الدائم‪ .‬والثاني استجابتها لواقع‬
‫احلياة؛ ذلك أنّ املؤلّف يتغيّا منها أن تعاجل مشكالت واقعيّة‪ ،‬أو قضايا فكريّة واجتماعيّة‪ ،‬أو ملسات تارخييّة‪ ،‬أو غريها‪.‬‬
‫وتصوّر قصّة "حالق القرية" حالة اجملتمع املصريّ الرّيفيّ وما يتّسم به من بساطة وقناعة وتأخّر وحرمان‪،‬‬
‫وتهدف إىل إصالح الفرد واجملتمع من خالل نقدات يرسلها املؤلف بني الفينة واألخرى‪ ،‬ولذلك اتّبع يف قصّته طريقة‬
‫السّرد الذاتيّ‪ ،‬اليت تُروى فيها األحداث على لسان املتكلّم‪ ،‬الذي غالبًا ما يكون بطل القصّة‪.‬‬
‫واستطاع املؤلّف من خالل احلوار أن يكشف عن كينونة شخصيّة "احلالق"‪ ،‬اليت تقوم على العنف والبعد عن‬
‫اإلنسانيّة‪ ،‬والرغبة يف إذالل اآلخرين وكبت مجاحهم‪ ،‬وهي ظاهرة تشيع يف اجملتمعات البسيطة اليت خييّل فيها للناس أنّ‬
‫صاحب املهنة شخص غري عاديّ‪ ،‬ميارس سطوته‪ ،‬ويعتزّ بقدرته على إجناز ما يعجز عنه اآلخرون‪.‬‬

‫‪016‬‬
‫واستخدم لذلك بعض األلفاظ الدالّة الكاشفة اليت تصوّر شخصيّة احلالق تصويرًا دقيقًا‪ ،‬تنبئ عن عنفها‬
‫كقوله "مِقصّ محري"‪ ،‬و"يبصق يف كفّه"‪ ،‬و"جذب رأسي"‪ ،‬و"تناول رأسي"‪ ،‬و"رائحة الثوب"‪ ،‬و"سلخ قطعة من‬
‫جلدي"‪ ،‬و"السّفاح"!!‬
‫الفهم واالستيعاب‬
‫ال ما الفكرة أو املغزى الذي تقوم عليه القصّة؟ وما األمر اليت سعت إىل إحدامه يف املُتلقّني؟‬
‫أو ً‬
‫مانيًا تقسم الشخصيّات يف القصة القصرية إىل شخصيّات رئيسيّة‪ ،‬ومانويّة‪ ،‬ونامية‪ ،‬ومابتة‪.‬‬
‫ماذا يقصد بالشخصيتني النامية والثابتة؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬صنّف شخصيّيت (احلالّق)‪ ،‬و(الراوي) على األنواع السابقة‪.‬‬
‫مالثًا يشكّل احلوار عنصرًا مهمًّا‪ ،‬وهو حديث الشّخصيّات يف القصّة‪ .‬ما األغراض اليت جسّدها احلوار يف‬
‫القصّة؟ وما فائدته؟‬
‫رابعًا يقوم السّرد‪ ،‬أي طريقة العرض‪ -‬يف القصّة على أنواع عدة‬
‫اذكرها‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما أسلوب السّرد الذي اتّبعه الكاتب يف القصّة؟‬
‫خامسًا تعد قصة حالق القرية قصة‬
‫د‪ -‬سياسيّة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ساخرة‬ ‫ب‪ -‬اجتماعيّة‬ ‫أ‪ -‬تارخييّة‬
‫التذوّق األدبيّ‬
‫أوال أجب عن السؤالني اآلتيني‬
‫هل وفق الكاتب يف االلتزام بشروط القصَّة القصرية؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ما الفرق بني القصَّة القصرية والرِّواية؟ وهل تتحول الرِّواية إىل قصَّة قصرية عند اختصارها؟ وملاذا؟‬
‫مانيا اعتمد الكاتب يف تأليف القصَّة على اللغة الفصيحة‪ ،‬غري أنّه استخدم بعض األلفاظ والعبارات الدّارجة‪.‬‬
‫دُلَّ عليها يف مواضعها‪.‬‬
‫رابعا أين وقع احلدث الرئيس للقصة؟ وكم استغرقت أحداث القصة من الزمان يف رأيك؟‬

‫‪017‬‬
‫التطبيقات اللغوية‬
‫أوالً بني حملّ اجلمل اآلتية املخطوط حتتها من اإلعراب‬
‫مم جاء هذا السَّفاح بطُشْت َيغْرق فيه َكبْش‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬فجاء بعد ساعات َيحْمل ( ِمخْالة شعري)‪.‬‬
‫ت‪ -‬ويظهر أنَّ معاشرة احلمري بلَّدت إحساسَه‪.‬‬
‫مانيًا اضبط الكلمات اليت حتتها خطّ فيما يأتي‬
‫فظننتُه أَصَمّ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬وبعد أن أفرغ مِخالته كلَّها انتقى أصغر األدوات‪.‬‬
‫ت‪ -‬فصحت لعلَّ أحدًا يَسْمعين َفُينْجدني‪.‬‬
‫فسَلَخَ قطعة من جلدي فردَّني األمل إىل احلياة‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫ولكنَّه كان على ِكبَر سِنِّه أسرع منِّي‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫مالثًا أجاز جممع اللغة العربيّة يف القاهرة إشراب (ما دام) معنى الشّرط حال تصدّرها معنى اجلملة‪ ،‬كقولك ما‬
‫دام عليٌّ جمتهدًا يف دروسه‪ ،‬فسيُكْتب له النّجاح‪.‬‬
‫عد إىل القصّة واستخرج منها تركيبًا فيه (ما دام) مُشْربة معنى الشّرطيّة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رابعًا قال الكاتب "ولكنّي خفتُ بإذن اهلل وال سيَّما حني شرع يقول «بسم اهلل الرمحن الرحيم»»؛ كأمنا‬
‫كنت خروفًا"‪.‬‬
‫عُد إىل أحد املصادر أو املراجع النحويّة‪ ،‬وبيّن إن كان استخدم الكاتب (وال سيّما) استخدامًا صحيحًا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خامسًا تُعرب كلمة (اجلاني) على وجهني يف قول الكاتب "وكنتُ أنا اجلاني على نفسي فيها"‪.‬‬
‫أعرب الكلمة على كال الوجهني إعرابًا تامًّا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سادسًا أجب عن األسئلة اآلتية‬
‫ما نوع األسلوب يف قول الكاتب "فيا هلا من حِالقة ال تكونُ إالّ برقية"!؟‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬بيّن نائب الفاعل يف قوله "وملّا عيلَ صربي سألته عن حالّق القرية‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫ت‪ -‬حدّد إنْ كانت (عسى) يف قوله "وعسى أنْ يكون املِرانُ قد عَلَّمه أن يكون يقظًا ألمثال هذه‬
‫احملاورات"‪ -‬ناقصة أو تامَّة‪.‬‬
‫ص َررْت) من قوله "ولكنّي ركبتُ رأسي وأَصْررت أن جييء احلالّق"؟‬
‫ث‪ -‬ما حكم اإلدغام يف كلمة (أَ ْ‬
‫اضبط كلمة (مضيفي) ضبطًا بنائيًّا يف قوله "فقد َع َرضَ عليَّ مُضيفي أنْ استعمل مُوساه فأبيت"‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫املعنى الذي أفادته (كالّ) يف قوله "كالَّ‪ ..‬سأُسدل السِّتار على هذا املنظر الذي يَقْشعرّ منه جلدي"‬ ‫ح‪-‬‬
‫‪ -3‬معنى (أال) االستفتاحيّة‪.‬‬ ‫‪ -4‬حقًّا‬ ‫‪ -5‬الرّدع والزّجر‬
‫استخرج أمساء اآللة الواردة يف القصة وصنفها إىل جامد ومشتق‪.‬‬
‫املراجع األساسية‪( :‬مورد النص)‬
‫املازني‪ ،‬إبراهيم عبد القادر ‪ -‬صندوق الدنيا‪ ،‬مهرجان القراءة للجميع‪ ،‬مكتبة األسرة‪4885 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع املساندة‬
‫عبد احلميد‪ ،‬شاكر‪ -‬األسس النفسية لإلبداع األدبي يف القصة القصرية خاصة‪ ،‬اهليئة املصرية العامة‬ ‫‪.5‬‬
‫للكتاب‪5774 ،‬م‪.‬‬
‫عبد اللطيف‪ ،‬عبد احلليم‪ -‬املازني شاعر النفس واحلياة‪ ،‬ط‪ ،5‬الدار املصرية اللبنانية‪5257 ،‬ه‪-‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪5770‬م‪.‬‬
‫املقدسي‪ ،‬أنيس ‪ -‬الفنون األدبيّة وأعالمها يف النهضة احلديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4888‬م‪.‬‬
‫اهلوال‪ ،‬حامد عبده‪ -‬السخرية يف أدب املازني‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪5704 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.‬‬ ‫خفاجي‪ ،‬حممد عبد املنعم ‪ -‬قصة األدب يف مصر‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مصطفى‪ ،‬إبراهيم وآخرون‪ -‬املعجم الوسيط‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪019‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫أ ال‪ :‬ص ر ال صوص‪:‬‬
‫‪ .5‬ابن شُهَيد األندلسي (‪241‬هـ) ‪ -‬رسالة التوابع والزّوابع حتقيق بطرس البستاني‪ ،‬ط‪ ،5‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ه) ‪ -‬املفضليات ط ‪ ،‬حتقيق أمحد حممد شاكر وعبد السالم‬ ‫‪ .‬أبو العباس املفضل بن حممد الضيب(ت‬
‫هارون‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪ .3‬أبو العالء املعرّي (‪227‬هـ)‪ -‬رسالة الغفران‪ ،‬حتقيق عائشة بنت الشّاطئ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار املعارف مبصر‪،‬‬
‫‪5304‬هـ‪5713 /‬م‬
‫‪ .‬أبو القاسم الشابي‪ -‬ديوان أبي القاسم الشابي ط ‪ ،‬تقديم وشرح جميد طراد‪ ،‬دار الكتاب العرب بريوت‬
‫م‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫‪ .‬أبو فراس احلمداني – الديوان ‪ ،‬م ‪ ،‬حتقيق سامي الدهان ‪ ،‬بريوت‬
‫‪ .1‬البِشْري‪ ،‬عبد العزيز ‪ -‬املختار‪ ،‬ج‪ ،4‬مطبعة املعارف ومكتبتها مبصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .7‬زهري بن أبي سلمى(ت ‪ 01‬ق‪ .‬ه)‪ -‬شعر زهري بن أبي سلمى ط‪ ،1‬شرح األعلم الشنتمري‪ ،‬حتقيق فخر‬
‫الدين قباوة‪ ،‬منشورات دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪0981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .0‬الزّيات‪ ،‬أمحد حسن ‪ -‬وحي الرّسالة‪ ، ،‬ط‪ ،5‬مكتبة نهضة مصر‪ ،‬مج‪5305 ،5‬هـ‪5714 /‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬صفوت‪ ،‬أمحد زكي ‪ -‬مجهرة خطب العرب يف عصور العربيّة الزّاهرة‪ ،‬املكتبة العلميّة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .58‬املازني‪ ،‬إبراهيم عبد القادر ‪ -‬صندوق الدنيا‪ ،‬مهرجان القراءة للجميع‪ ،‬مكتبة األسرة‪4885 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .55‬املتنيب‪ ،‬أبو الطيب (ت‪312‬هـ)‪ -‬الديوان‪4 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،5‬شرحه مصطفى سبييت‪ ،‬دار الكتب‪.‬‬
‫‪ .02‬املعري‪ ،‬أبو العالء ‪ -‬سقط الزند‪ ،‬دار بريوت للطباعة والنشر‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪0957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .53‬أبو العالء املعري‪ -‬رسالة الغفران ط‪ ،7‬حتقيق وشرح عائشة عبد الرمحن‪ ،‬دار املعارف‪5755 ،‬م ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫‪041‬‬
‫‪ :‬امل اجع‪:‬‬ ‫ث‬
‫‪ .5‬ابن بسام الشّنرتيين (‪124‬هـ)‪ -‬الذّخرية يف حماسن أهل اجلزيرة ‪،‬حتقيق إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪5255‬هـ‪5775 /‬م‬
‫‪ .4‬ابن حجر العسقالني‪ -‬اإلصابة يف ثمييز الصحابة ‪ ،‬حتقيق علي حممد البجاوي‪ ،‬ط‪ ،5‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪5254‬هـ‬
‫‪ .3‬ابن سعد الزّهري ‪ -‬الطبقات الكربى ‪ ،‬حتقيق علي حممد عمر‪ ،‬ط‪ ،5‬مكتبة اخلاجني بالقاهرة‪5245 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪4885‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي (ت‪260‬هـ)‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬اعتنى به أبو صهيب الكرمي‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫(‪ ،)0997‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬عمّان‪.‬‬
‫‪ .5‬أبو محدة‪ ،‬حممد علي‪ -‬التذوق اجلمالي لقصيدة أبي فراس احلمداني " اراك عصي الدمع شيمتك الصرب"‬
‫دراسة نقدية إبداعية‪ ،‬ط‪ ،0‬مكتبة اجلامع احلسيين‪ ،‬عمان ‪0989‬م ‪.‬‬
‫‪ .1‬أبو زهرة‪ ،‬حممد‪ -‬اخلطابة أصوهلا‪ ،‬تارخيها يف أزهر عصورها عند العرب‪ ،‬ط‪ ، 5‬مطبعة العلوم‪5732‬م‬
‫‪ .5‬أبو زيد‪ ،‬فاروق‪ -‬فن الكتابة الصحفية‪ ،‬ط‪ ،2‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪5778 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .‬أمحد الشايب ‪ -‬األسلوب ‪ ،‬دراسة بالغية حتليلية ألصول األساليب األدبية ‪ ،‬ط ‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية ‪،‬‬
‫م‪.‬‬ ‫مصر ‪،‬‬
‫قصيدة "أراك عصي الدمع" ألبي فراس احلمداني‪ -‬مقاربة أسلوبية نفسية‪-‬‬ ‫‪ .9‬أيوب‪ ،‬حسام حممد‪-‬‬
‫(باالشرتاك)‪ ،‬جملة كلية الرتبية للبنات‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬مج ‪ 21‬العدد ‪ ، 1‬أيلول ‪2102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .58‬باقازي‪ ،‬مشاعل بنت عبد اهلل بن عوض‪ -‬مستويات األداء البالغي يف أدب ابن شهيد األندلسي‪ ،‬رسالة‬
‫جامعية(ماجستري) جامعة أم القرى‪ -‬مكة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د حممد إبراهيم شادي‪5245 ،‬ه‪4881 -‬م(‪ 432‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .55‬البخاري‪ ،‬أبو عبداهلل حممد بن إمساعيل (ت‪256‬هـ)‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬اعتنى به حسّان عبد املنّان‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬‬
‫(‪ ،)2111‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬عمّان‪.‬‬
‫‪ .02‬البلوي‪ ،‬خالد أمسري‪ -‬التقليد والتجديد يف شعر أبي العالء املعري‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري) جامعة طيبة‪،‬‬
‫إشراف د‪ .‬خمتار الفجاري‪2101 ،‬م(‪ 216‬ورقة)‬
‫‪ .‬بوفاس‪ ،‬عمر‪ -‬مالمح السرد يف النص الشعري القديم من خالل" املفضليات" رسالة (ماجستري) جامعة منتوري‬
‫ورقة)‪.‬‬ ‫م‪(،‬‬ ‫قسنطينة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د عبد السالم صحراوي‪،‬‬
‫‪ .04‬توزان‪ ،‬عبد القادر‪ -‬الشعور باالغرتاب عند أبي العالء املعري وألبري كامو‪ ،‬رسالة جامعية(دكتوراه)جامعة‬
‫اجلزائر‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د الطاهر حجار‪2116 ،‬م ‪241( ،‬ورقة)‬

‫‪040‬‬
‫‪ .51‬اجلاحظ‪ ،‬أبو عثمان عمرو بن حبر‪ -‬البيان والتبيني‪ ،‬حتقيق عبد السالم هارون‪ ،‬ط‪ ،7‬مكتبة اخلاجني بالقاهرة‪،‬‬
‫‪0408‬هـ‪0998 /‬م‪.‬‬
‫‪ .‬اجلهين‪ ،‬زيد بن حممد‪ -‬الصورة الفنية يف املفضليات‪ ،‬أمناطها وموضوعاتها ومصادرها ومساتها الفنية‪ ،‬ط‬
‫ه‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫منشورات عمادة البحث العلمي يف اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة رقم اإلصدار‬
‫‪ .55‬اجلوارنة‪ ،‬يوسف‪ -‬سعيد األفغاني وجهوده يف علم العربيّة ‪ ،‬ط ‪ ،‬مؤسّسة محادة للنشر والتوزيع‪ ،‬إربد –‬
‫م‪.‬‬ ‫األردن‪،‬‬
‫‪ .50‬احلارمي‪ ،‬نداء مابت العرابي‪ -‬اخلصوصيات البالغية يف رسائل أبي العالء اإلخوانية‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري)‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د حممد حممد أبو موسى‪5242 ،‬ه‪4883 -‬م(‪ 312‬ورقة)‬
‫‪ .57‬احلافظ‪ ،‬ياسني ‪ -‬إحتاف الطّرف يف علم الصّرف‪ ،‬ط‪ ،5‬دار العصماء‪ ،‬دمشق‪5234 ،‬هـ‪4855 /‬م‪.‬‬
‫‪ .48‬احلبوبي‪ ،‬علي حممد‪" -‬مكانة احلسن البصري يف اخلطابة الوعظية"‪ ،‬جملة كلية الرتبية العدد الرابع‪ ،‬ص‪-35‬‬
‫‪407‬‬
‫‪ .45‬محزة‪ ،‬عبد اللطيف‪ -‬أدب املقالة الصحفية يف مصر(‪3‬م) دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪ .44‬احلُميدي‪ ،‬أبوعبداهلل (‪200‬هـ)‪ -‬جذوة املقتبس يف تاريخ علماء األندلس حتقيق بشار عواد معروف‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي بتونس‪5247 ،‬هـ‪4880 /‬م‬
‫‪ .21‬خضر‪ ،‬سناء‪ -‬النظرية اخللقية عند أبي العالء املعري بني الفلسفة والدين‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪،‬‬
‫االسكندرية‪0999 ،‬م‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .42‬خفاجي‪ ،‬حممد عبد املنعم ‪ -‬قصة األدب يف مصر‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ .25‬اخلياط‪ ،‬جالل‪ -‬املثال والتحول يف شعر املتنيب وحياته‪،‬ط‪ ،2‬دار الرائد العربي‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان ‪0987‬م‪.‬‬
‫‪ .41‬الدقر‪ ،‬عبد الغين‪ -‬معجم النحو ‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪5280 ،‬هـ‪5700 /‬م‪.‬‬
‫‪ .27‬الدالهمة‪ ،‬إبراهيم مصطفى سليمان‪ -‬الصورة الفنية يف شعر أبي فراس احلمداني‪ ،‬إربد‪2110 ،‬م‬
‫‪ .‬ديفيد ديتش‪ -‬مناهج النقد األدبي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ترمجة حممد يوسف جنم‪ ،‬مراجعة إحسان عباس‪ ،‬دار‬
‫م‪.‬‬ ‫صادر بريوت‪،‬‬
‫‪ .29‬ربابعة‪ ،‬موسى سامح‪" -‬قراءة يف المية زهري بن أبي سلمى يف مدح حصن بن حذيفة"" جملة جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬اجمللد ‪ 00‬اآلداب ‪0409 ، 0‬ه‪0999 -‬م‪ ،‬ص ‪010 -79‬‬
‫‪ .11‬الرحيلي‪ ،‬سعود بن دخيل‪ " -‬املذهب الكالمي مفهومه النظري وجتلياته يف شعر املتنيب" جملة جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬م‪ ،04‬اآلداب ‪0422 ، 0‬ه‪2112 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 25 -1‬‬
‫‪ .‬الرمادي‪ ،‬مجال ‪ -‬عبد العزيز البشري‪ ، ،‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .‬الرمادي‪ ،‬مجال الدين ‪ -‬من أعالم األدب املعاصر‪ ،‬د‪ .‬ط دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‬

‫‪042‬‬
‫‪ .11‬زاير‪ ،‬نرجس حسني‪" -‬الثنائيات املتضادة يف النواحي األخالقية يف شعر زهري بن أبي سلمى" جملة مداد‬
‫اآلداب‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ص ‪098 -081‬‬
‫‪ .14‬الزبيدي‪ ،‬رعد أمحد علي‪" -‬حتوالت الزمان يف مقدمة القصيدة اجلاهلية دراسة حتليلية يف شعر زهري بن أبي‬
‫سلمى" جملة الرتاث العلمي العربي‪ ،‬العدد الثاني‪2101 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 096 -077‬‬
‫‪ .31‬الزركلي‪ ،‬خري الدين ‪ -‬األعالم‪ ،‬ط‪ ،51‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪4884 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬السامرائي‪ ،‬عباس محيد‪ " -‬البنية االستعارية احملايدة بني الرتشيح والتجريد يف ديوان املتنيب" جملة مداد اآلداب‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،‬ص ‪115 -297‬‬
‫م‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪ .‬السعافني‪ ،‬إبراهيم وزمالؤه‪ -‬أساليب التعبري األدبي‪ ،‬ط ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ .‬السالمي‪ ،‬ميساء صالح وادي‪ -‬لغة الشعر يف املفضليات‪ ،‬رسالة جامعية(دكتوراه) جامعة الكوفة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د‬
‫ورقة)‪.‬‬ ‫م(‬ ‫ه–‬ ‫سعيد عدنان‪،‬‬
‫‪ .‬سلطان‪ ،‬حسن صاحل و علي‪ ،‬خنساء بسام‪" -‬اآلخر يف مرامي النفس اجلاهلية يف كتاب املفضليات"‪ ،‬جملة الرتبية‬
‫‪-‬‬ ‫م‪،‬ص‬ ‫العدد ( )‬ ‫والعلم اجمللد‬
‫‪ .41‬سلطان‪ ،‬منري‪ -‬البديع يف شعر املتنيب‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪0996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .40‬سلمان‪ ،‬راجحة عبد السادة و حممد‪ ،‬أكرم عبداهلل‪" -‬براعة االستهالل وحسن اخلاثمة يف شعر زهري بن أبي‬
‫سلمى" جملة كلية الرتبية األساسية‪ ،‬العدد ‪2100 ، 71‬م‪ .‬ص ‪. 75 -61‬‬
‫‪ .24‬سليمة‪ ،‬عقوني‪ -‬رسالة التوابع والزوابع البن شهيد األندلسي دراسة سيميائية‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري)‬
‫جامعة احلاج خلضر – باتنة‪ ،‬إشراف د‪ .‬لراوي سعيد‪5247 ،‬ه‪4880 -‬م (‪ 308‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .41‬شروح سقط الزند‪ -‬للتربيزي(ت ‪512‬هـ) والبطليوسي(ت‪520‬ه) واخلوارزمي(ت‪607‬ه) ‪ ،‬ط‪ 1‬حتقيق‬
‫مصطفى السقا وآخرين‪ ،‬القسم الثالث ‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪0986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .44‬شلوف‪ ،‬حسني‪ -‬شعر احلكمة عند املتنيب بني النزعة العقلية واملتطلبات الفنية‪ ،‬رسالة جامعة(ماجستري) جامعة‬
‫اإلخوة منتوري ‪ ،‬قسنطينة إشراف أ‪ .‬د الربعي بن سالمة ‪2116، ،‬م(‪ 272‬ورقة)‬
‫‪ .21‬مشس الدين الذّهيب‪ -‬سري أعالم النبالء ‪ ،‬حتقيق شعيب األرناؤوط وآخرين‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بريوت‪5281 ،‬هـ‪5701 /‬م‬
‫‪ .21‬الصباغ‪ ،‬أمل‪ -‬املقالة األدبية يف سورية ‪5735 -5748‬م رسالة جامعية(ماجستري) جامعة دمشق‪ ،‬إشراف‬
‫د‪ .‬حسام اخلطيب‪ 5288 ،‬ه‪5708 -‬م (‪555‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .25‬الضيب (‪177‬هـ)‪ -‬بغية امللتمس يف تاريخ رجال أهل األندلس حتقيق إبراهيم األبياري‪ ،‬دار الكتاب املصري‬
‫‪ .20‬ضيف‪ ،‬شوقي ‪ -‬العصر اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،00‬دار املعارف مبصر‪0989 ،‬م‪.‬‬

‫‪041‬‬
‫‪ .27‬ضيف‪ ،‬شوقي ‪ -‬الفن ومذاهبه يف النثر العربي ‪ ،‬ط‪ ،7‬دار املعارف مبصر‪5708 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬الطويرقي‪ ،‬أمل محيد حممد‪ -‬الزمن يف شعر زهري بن أبي سلمى دراسة تطبيقية‪ ،‬رسالة جامعية( ماجستري)‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬إشراف د‪ .‬عليان حممد احلازمي‪0427 ،‬ه‪2116 -‬م ‪ 428( ،‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .15‬عبد احلميد‪ ،‬شاكر‪ -‬األسس النفسية لإلبداع األدبي يف القصة القصرية خاصة‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫‪5774‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬عبد اللطيف‪ ،‬عبد احلليم‪ -‬املازني شاعر النفس واحلياة‪ ،‬ط‪ ،5‬الدار املصرية اللبنانية‪5257 ،‬ه‪5770 -‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬عبيدات‪ ،‬عدنان‪ -‬االجتاهات النقدية عند شراح ديوان املتنيب القدماء‪ ،‬كتاب الشهر رقم ‪ ،17‬وزارة الثقافة‪،‬‬
‫األردن‪2112 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .12‬العزام‪ ،‬هاشم‪ -‬املفارقة يف رسالة التوابع والزوابع دراسة نصية‪ ،‬جملة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة‬
‫العربية وآدابها‪ ،‬ج‪ ،51‬ع ‪ ، 40‬شوال ‪5242‬ه ص ‪5818 -5855‬‬
‫‪ .11‬العزاوي ‪ ،‬نعيمة رحيم ‪ -‬أمحد حسن الزيّات كاتبًا وناقدًا ‪ ،‬اهليئة املصريّة العامّة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.5701 ،‬‬
‫‪ .11‬عزت‪ ،‬حممد فريد‪ -‬املقاالت والتقارير الصحفية أصول إعدادها وكتابتها‪ ،‬مكتبة االسكندرية‪5250 ،‬ه‪-‬‬
‫‪5770‬م ‪.‬‬
‫‪ .‬عكاشة‪ ،‬رائد مجيل‪ " -‬رؤية العامل عند املعري قراءة أسلوبية لداليته" جملة جامعة أم القرى لعلوم اللغات‬
‫وآدابها‪ ،‬اجمللد اخلامس جمرم ‪0412‬ه‪ -‬يوليو ‪2100‬م‪ ،‬ص ‪96 -17‬‬
‫هـ‪/‬‬ ‫‪ .‬عالّم‪ ،‬حممّد مهدي ‪ -‬اجملمعيّون يف مخسني عامًا‪ ،‬مطبوعات جممع اللغة العربيّة بالقاهرة‪،‬‬
‫م)‪.‬‬
‫‪ .17‬عالّم‪ ،‬حممّد مهدي ‪ -‬جممع اللغة العربية يف مالمني عامًا‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمرييّة بالقاهرة‪،‬‬
‫‪5301‬هـ‪5711 /‬م‪.‬‬
‫‪ .18‬عمارة‪ ،‬حممود حممد‪ -‬اخلطابة بني النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،5‬مكتبة اإلميان‪ ،‬املنصورة‪5775 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .60‬عمران‪ ،‬عبد اللطيف –شعر أبي فراس احلمداني دالالته وخصائصه الفنية‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬دمشق‪0999 ،‬م‬
‫‪ .62‬عياد‪ ،‬شكري– اجتاهات البحث األسلوبي‪ ،‬دراسات أسلوبية‪ ،‬اختيار وترمجة وإضافة دار العلوم للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الرياض‪0985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬عيد‪ ،‬حممد ‪ -‬النحو املصفّى‪ ، ،‬ط‪ ،0‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪0426 ،‬هـ‪2115 /‬م‪.‬‬
‫‪ .64‬غامن‪ ،‬روال خالد حممد‪ -‬اآلخر يف شعر املتنيب‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري) جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬إشراف د‪.‬‬
‫عبد اخلالق عيسى‪2101 ،‬م‪ 210( .‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .11‬الفتح بن خاقان (‪147‬هـ)‪ -‬مطمح األنفس ومسرح التأنّس يف مُلح أهل األندلس‪ ،‬حتقيق حممد علي‬
‫الشّوابكة‪ ،‬ط‪ ،5‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪5283 ،‬هـ‪5703 /‬م‬

‫‪044‬‬
‫‪ .‬فضة‪ ،‬فاطمة حسن شحادة‪ -‬الظواهر الرتكيبية يف ديوان املفضليات‪ ،‬رسالة جامعية ( ماجستري) جامعة أم‬
‫ورقة)‬ ‫م‪(،‬‬ ‫ه‪-‬‬ ‫القرى‪ ،‬إشراف د‪ .‬أمحد عبد العزيز كشك‪،‬‬
‫‪ .15‬فؤاد‪ ،‬نعمات أمحد ‪ -‬قمم أدبيّة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪.5702 ،‬‬
‫‪ .68‬قاضي‪ ،‬النعمان‪ -‬أبو فراس احلمداني املوقف والتشكيل اجلمالي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاهرة ‪0982،‬م‬
‫‪ .17‬القلي‪ ،‬الزبري‪ -‬املعجم اللغوي لديوان ابن شهيد األندلسي‪ ،‬رسالة جامعية (دكتوراه) جامعة منتوري‪-‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬إشراف أ‪ .‬د ميينة بن مالك‪5240 ،‬ه‪4885 -‬م (‪251‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .71‬كراكيب‪ ،‬حممد‪ -‬خصائص اخلطاب الشعري يف ديوان ابي فراس احلمداني دراسة صوتية وتركيبية‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬اجلزائر‪2111 ،‬م‬
‫‪ .55‬جماهد‪ ،‬زكي حممد ‪ -‬األعالم الشرقية يف املائة الرابعة عشرة اهلجرية‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.5772،‬‬
‫‪ .‬حممد عبد املطلب‪ -‬البالغة واألسلوبية‪ ،‬ط ‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬الشركة املصرية العاملية للنشر‪ ،‬لوجنمان‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ .71‬مدوري‪ ،‬سامية‪ -‬شعر احلكمة بني الرؤية الفلسفية وامللفوظ النفسي عند املتنيب‪ ،‬مقاربة سيكولوجية تأويلية‪،‬‬
‫رسالة جامعية(ماجستري) جامعة العقيد احلاج خلضر‪ ،‬إشراف د‪ .‬معمر حجيج‪2101 ، ،‬م‪ 055(.‬ورقة)‪.‬‬
‫‪ .52‬املرادي البن قاسم ‪ -‬اجلنى الداني يف حروف املعاني‪ ،‬حتقيق فخر الدين قباوة‪ ،‬وحممد نديم فاضل‪ ،‬ط‪ ،0‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪0401 ،‬هـ‪0992 /‬م‪.‬‬
‫‪ .75‬مصطفى‪ ،‬إبراهيم وآخرون‪ -‬املعجم الوسيط‪.‬‬
‫‪ .51‬املعاطفي‪ ،‬عبد اهلل سامل‪ -‬ابن شهيد األندلسي وجهوده يف النقد األدبي‪ ،‬رسالة جامعية(ماجستري) جامعة امللك‬
‫عبد العزيز‪ ،‬إشراف د‪ .‬عبد احلكيم حسان عمر‪5375 ،‬ه‪5755 -‬م(‪ 553‬ورقة)‬
‫‪ .55‬املقدسي‪ ،‬أنيس ‪ -‬الفنون األدبيّة وأعالمها يف النهضة احلديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪4888 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .78‬املومين‪ ،‬عبد املالك‪ -‬التجربة اإلنسانية يف روميات أبي فراس احلمداني‪ ،‬ط‪ 0‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪2101‬م‬
‫‪ .57‬النابغة الذبياني ‪ -‬الديوان ‪ ،‬شرح عباس عبد الساتر‪ ،‬ط(‪ ،)0984( ،)0‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .81‬النادري‪ ،‬حممد أسعد ‪ -‬حنو اللغة العربيّة‪ ،‬املكتبة العصرية‪0412 ،‬هـ‪2100 /‬م‪.‬‬
‫‪ .80‬نصري‪ ،‬أمل طاهر حممد‪" -‬االنكسار يف شعر املتنيب" جملة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬سلسلة الدراسات اإلنسانية‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،04‬العدد‪، 2‬يونيو ‪2116‬م ‪ ،‬ص ‪. 009 -59‬‬
‫‪ .82‬هزاع‪ ،‬مها حمسن‪ " -‬بالغة التشبيه عند الشعراء العميان ‪ ،‬أبو العالء املعري إمنوذجا" جملة جامعة كركوك‬
‫للدراسات اإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 6‬العدد ‪ ، 0‬ص‪.04 -0‬‬
‫‪ .03‬اهلوال‪ ،‬حامد عبده‪ -‬السخرية يف أدب املازني‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪5704 ،‬م‪.‬‬

‫‪045‬‬
‫م‪.‬‬ ‫‪ .‬هيكل‪ ،‬أمحد‪ -‬األدب األندلسي من الفتح إىل سقوط اخلالفة(د‪ .‬ط) دار املعارف مبصر‪،‬‬
‫‪ .85‬الواحدي‪ ،‬علي بن أمحد النيسابوري(‪468‬ه)‪ -‬شرح ديوان املتنيب‪ ،‬حتقيق فردريخ ديرتيصي طبع مدينة‬
‫برلني‪0860 ،‬م‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫‪ .‬ويليك‪ ،‬رينيه‪ -‬مفاهيم نقدية‪ ،‬ترمجة حممد عصفور‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫م‪.‬‬ ‫‪ .‬ويليك‪ ،‬رينيه‪ ،‬وارين‪ ،‬أوسنت‪ -‬نظرية األدب‪ ،‬ترمجة عادل سالمة‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬السعودية‪،‬‬

‫‪046‬‬
047

You might also like