You are on page 1of 13

‫آليات السبك النصي‬

‫يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬

‫حيدر أمحد حسني‬.‫د‬.‫م‬.‫أ‬

‫كلية العلوم اإلسالمية جامعة دياىل‬

The Mechanisms of the Text Cohesion in the


Mimeah of Abdel Hassan Zalzalah

Assistant Professor: Haider Ahmed Hussein


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The mechanisms of text cohesion have an aesthetic impact on the cohesion of the text in form and‬‬
‫‪content, and have semantic dimensions and focused in its deep structure. The poet Abdul Hassan Zalzalah‬‬
‫‪weaved his poem to Imam Hussein which was known as (The bloods speak) through the aesthetic‬‬
‫‪formation of the text, and carved it with spaces filled with intellectual meanings and awareness and social‬‬
‫‪mediation, through the relation of sentences to each other, which resulted in a coherent text, in which the‬‬
‫‪means of textual cohesion between grammar, lexicon, and sound , forming a dynamic of growing‬‬
‫‪significance, and characterized by the continuity of textual discourse, which makes its recipient grasp the‬‬
‫‪psychological, religious and impulsive dimensions of the poet. So, this study came revealing on the‬‬
‫‪aesthetic frameworks contained in the poet's Mimeah, providing the recipient with a poem that has lived‬‬
‫‪through the ages, as if it had been written now.‬‬
‫)‪ :(Cohesion ،the Text ،Abdel Hassan Zalzalah‬الكلمات المفتاحة‬
‫امللخّص‬
‫إن آليات السبك النصي لها أثرها الجمالي في تماسك النص شكالً ومضموناً ‪ ،‬ولها أبعاد داللية تتمحور في بنيتها العميقة ‪ ،‬فنسج‬
‫ّ‬
‫ون َحتها‬
‫الشاعر عبد الحسن زلزلة قصيدته بحق اإلمام الحسين (عليه السالم) التي ُعرفت بـ(الدماء تتكّلم) عبر التشكيل الجمالي للنص ‪َ ،‬‬
‫نصاً متماسكاً ‪ ،‬تناسلت فيه‬
‫مما أثمر ّ‬
‫بفضاءات ملؤها المعاني الفكرية والتوعوية واالجتماعية ‪ ،‬بوساطة عالئقية الجمل بعضها ببعض ‪ّ ،‬‬
‫مما يجعل متلقيها‬
‫النصي بين النحو والمعجم والصوت ‪ ،‬مكون ًة دينامية متنامية الداللة ‪ ،‬ومتسم ًة باستم اررية الخطاب النصي ‪ّ ،‬‬
‫وسائل السبك ّ‬
‫يتلّقف األبعاد النفسية والدينية واالندفاعية عند الشاعر ‪ ،‬لذا جاءت هذه الدراسة كاشف ًة عن األُطر الجمالية التي احتوتها ميمية الشاعر ‪ ،‬مقدم ًة‬
‫للمتلقي قصيدة تنبض بالحياة على مدى العصور ‪ ،‬وكأنها ُكتبت اآلن‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية باللغة العربية ‪ ( :‬السبك ‪ ،‬النص ‪ ،‬عبد الحسن زلزلة )‬
‫املقدمة‬
‫الغر‬
‫رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين ‪ ،‬أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ‪ ،‬وصحبه ّ‬ ‫الحمد هلل ّ‬
‫عد آليات السبك النصي إحدى وسائل التحليل المهمة ؛ كونها تكشف األُطر الجمالية المكتنزة في النص ‪ ،‬فضالً عن إنها‬ ‫أما بعد فتُ ّ‬
‫المنتجبين ّ‬
‫حددها دي بو جراند ‪ ،‬وأ ّكد‬
‫أخذت حي اًز واسعاً في الدراسات النصية ‪ ،‬للبحث عن نصية النص‪ ،‬إذ تعد إحدى معايير التماسك النصي التي ّ‬
‫عليها علماء النص أيضاً؛ كون مساحتها اإلشتغالية تكمن في البنيتين السطحية والعميقة ‪ ،‬ومدى التشاكل والتعالق الظاهري والباطني معاً ‪،‬‬
‫فالنص يظهر لقارئه بحّلة ترابطية واستمراية ‪ ،‬والدالالت تغامر محّلقة في فضاء النص ‪ ،‬وبذلك تكون هذه الوسائل مثمرة لفك شفراته ‪ ،‬وسبر‬
‫أغواره ‪ .‬ولم تكن هذه الوسائل دخيلة على الموروث البالغي ‪ ،‬إذ أبدى علماؤنا اهتماماً منقطع النظير لتحليل النصوص وكشف معانيها ‪ ،‬وقد‬
‫التفتوا إلى جماليات الحذف ‪ ,‬والتكرار ‪ ,‬والعطف ‪ ،‬التضاد وغيرها ‪ ،‬وإن كان هناك بعض االختالف في المسمى واإلجراء ؛ كون هذه اآلليات‬
‫طبقت آليات السبك النصي لتحليل إحدى قصائد الشعر العربي الحديث ‪ ،‬أال وهي قصيدة‬
‫وليدة النص المكتوب باللغة اإلنكليزية ‪ ،‬ال العربية‪.‬و ُ‬
‫قسمة‬
‫وقدم الشاعر في ميميته موضوعاً يستحق الدراسة والتحليل ‪ ،‬لذا جاءت الدراسة م ّ‬
‫(الدماء تتكّلم) ؛ كونها أرض خصبة للمجال التحليلي ‪ّ ،‬‬
‫مقسمة على قسمين‪ :‬القسم األول ‪( :‬الشاعر وميميته) والقسم الثاني (مصطلح السبك في اإلطار المفاهيمي)‪،‬‬‫على مطلبين تتصدرهما توطئة ّ‬
‫وجاء المطلب األول بعنوان ‪( :‬آليات السبك النحوي في اإلطار اإلجرائي)‪ ،‬وكان المطلب الثاني‪( :‬آليات السبك المعجمي في اإلطار اإلج ارئي)‬
‫‪ ،‬وانتهت الدراسة بجملة من النتائج وقائمة للمصادر والمراجع‪.‬‬
‫توطئة ‪( :‬الشاعر وميميته)‬
‫عبد احلسن زلزلة األديب السياسي‬
‫بين أزّقة وجدران مدينة الكاظمية ولد األديب الكبير ‪ ،‬والسياسي المعروف السيد عبد الحسن بن علي بن محمد زلزلة الحسني الكاظمي‬
‫عام ‪1928‬م ‪ ،‬ونشأ فيها وترعرع بين أحضانها ‪ ،‬وتتلمذ وتخرج في مدارسها ‪ ،‬وتخرج في كلية الحقوق عام ‪1948‬م بدرجة الشرف ‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1954‬م حصل على شهادة الماجستير من جامعة (أمريكا) ‪ ،‬ونال مرتبة الدكتوراه في االقتصاد السياسي من الجامعة ذاتها عام ‪1957‬م‬
‫‪ .‬وشغل مناصب عديدة في الدولة العراقية ‪ ،‬إذ عمل أُستاذاً في كلية الحقوق ‪ ،‬ثم محافظاً للبنك المركزي العراقي ‪ ،‬ثم أصبح وزي اًر للصناعة‬
‫‪ ،‬ثم وزي اًر للمالية ‪ ،‬ثم وزي اًر للتخطيط ‪ ،‬ثم سفي اًر في جمهورية مصر ‪ ،‬وبعدها في إيران ‪ ،‬ثم سفي اًر في فيينا ‪ ،‬وأخي اًر صار األمين العام المساعد‬
‫لجامعة الدول العربية للشؤون االقتصادية(‪.)1‬ونشر مقاالت وبحوث في الشؤون االقتصادية والسياسية في عدد من الصحف العربية واألجنبية‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬ونشرت له مجموعة من القصائد في الصحف العربية ‪ ،‬وأطلق على قسم من قصائده السياسية أسماء مستعارة مثل (صقر) و(أبو الهول)‬
‫متحمساً في أشعاره فحوكمت بعض قصائده وجريدة (لواء االستقالل) التي نشر فيها‬
‫ّ‬ ‫و(من القائل) و(الشاعر العربي المجهول) ‪ ،‬وكان وطنياً‬
‫تلك القصائد ‪ ،‬وقد استعمل السخرية في شعره بوصفها وسيلة مؤثرة في النفوس ‪ ،‬وله مجموعة من المؤلفات ما بين الشؤون السياسية ‪ ،‬ومدونات‬
‫باللغة اإلنكليزية ‪ ،‬وديوان شعر(‪.)2‬‬
‫ميمة عبد الحسن زلزلة‪ :‬ألقى الشاعر قصيدته التي ُعرفت بـ(ميمة عبد الحسن زلزلة) في الصحن الكاظمي في منتصف األربعينيات من‬
‫صدى واسعاً في األوساط األدبية ونشرتها‬
‫ً‬ ‫القرن العشرين ‪ ،‬ضمن مهرجان لتأبين ذكرى سيد الشهداء في يوم عاشوراء ‪ ،‬والقت القصيدة‬
‫الصحافة كاملة(‪.)3‬‬
‫مصطلح السبك يف اإلطار املفاهيمي‬
‫كأنها‬
‫تسبيكك السبيكة من الذهب والفضة ‪ ،‬تُذاب فتَُفرغ في مسبكة من حديد ّ‬ ‫ُ‬ ‫إن السبك في اللغة يعني اإلذابة واالفراغ فـ((‬
‫السبك لغة‪ّ :‬‬
‫أسِب ُكها َس ْبكاً)) ‪ ,‬فالسبك في داللته اللغوية يقترب من الداللة‬ ‫ِ‬
‫وغيرها ْ‬ ‫صبة ))(‪ ،)4‬وورد في معجم مقاييس اللغة (( َس َب ْك ُت الفضة‬
‫ش ُّق َق َ‬
‫(‪)5‬‬
‫َ‬
‫االصطالحية مجا اًز ‪ ،‬من إمكانية المتكّلم على إعادة صياغة الكالم وتشكيل أجزائه على وفق ما يدور في ذهنه‪.‬‬
‫تخل من ورود هذا المصطلح في دواخل متونها ‪ ،‬فالجاحظ (ت‪255‬ه) أورد في البيان‬ ‫إن مدونات الموروث العربي لم ُ‬ ‫السبك اصطالحاً‪َّ :‬‬
‫وسِبك سبكاً واحداً ‪ ،‬فهو يجري على‬‫فيعلم بذلك أنه أُفرغ إفراغاً واحداً ‪ُ ،‬‬
‫والتبيين ‪ (( :‬وأجود الشعر ما رأيته متالحم األجزاء سهل المخارج ‪ُ ،‬‬
‫الدهان ))(‪ ,)6‬فالسبك هنا ُع ّد معيا اًر من المعايير التي ُيحكم بها على جودة الشعر بجعل النص الشعري قطعة واحدة‬ ‫ِ‬
‫اللسان كما يجري على ّ‬
‫ٍ‬
‫وع ّد معيا اًر لفصاحة الكالم عند أبي هالل العسكري (ت‪395‬ه) في قوله ‪ّ (( :‬‬
‫يسمى الكالم الواحد فصيحاً بليغاً إذا كان واضح‬ ‫غير مفككة ‪ُ ،‬‬
‫متكلف َو ِخم ‪ ،‬وال يمنعه من أحد االسمين شيء ‪ ،‬لما فيه من إيضاح المعنى وتقويم‬ ‫المعنى ‪ ،‬سهل اللفظ‪ ،‬جيد السبك ‪ ،‬غير مستكره ِفج ‪ ،‬وال َّ‬
‫ّ‬
‫الحروف))(‪ ،)7‬فالسبك هنا شمل النصوص التي توصف بالفصاحة والبالغة من الشعر وغير الشعر ‪ ،‬فيكون لها أثر جمالي في نفوس متلقيها‬
‫كتحدر الماء المنسجم بسهولة ٍ‬
‫سبك ‪ ،‬وعذوبة‬ ‫‪ ،‬وهذا ما أ ّكد عليه ابن أبي األصبع المصري (ت‪654‬ه) بقوله ‪ (( :‬وهو أن يأتي الكالم متحد اًر ُّ‬
‫وقع في النفوس وتأثير في القلوب ما ليس لغيره ‪ ،‬وإن خال من‬ ‫ألفاظ ‪ ،‬وسالسة تأليف ‪ ،‬حتى يكون للجملة من المنثور ‪ ،‬والبيت من الموزون ٌ‬
‫أما علم لغة النص فأخذ حي اًز كبي اًر في األُطر المفاهيمية واإلجرائية ؛ لتحديد المعايير والوسائل التي تتضافر‬
‫وب ُعد عن التصنيع)) ‪ .‬و ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫البديع ‪َ ،‬‬
‫فيما بينها لتجعل من النص المنطوق أو المكتوب نصاً ‪ ،‬بوصفه منج اًز كالمياً تواصلياً ‪ ،‬فـ(( النص ليس مجرد تتابع مجموعة من الجمل ؛‬
‫و ّإنما هو وحدة لغوية نوعية ميزتها األساسية االتساق والترابط ))(‪ ، )9‬ورأى فان دايك ِإ َّن السمات السطحية أو الشكلية في النص هي التي‬
‫تحدد بنيته الداللية(‪ )10‬؛ لذا ُع ّد السبك معيا اًر من معايير التماسك النصي في اللسانيات النصية عند دي بو جراند ؛ كونه ُيمّثل الترابط والتشاكل‬
‫ّ‬
‫السطحي لبنية النص إذ هو ‪(( :‬الكيفية التي يتم بها ربط العناصر اللغوية على مستوى البنية السطحية ‪ ،‬بحيث يؤدي السابق منها إلى الالحق‬
‫))(‪ ,)11‬بل يعد شرطاً لتحقق النصية فـ(( مبدئياً تشكل كل متتالية من الجمل –كما يذهب هاليداي ورقية حسن‪-‬نصاً شريطة أن تكون بين هذه‬

‫الجمل عالقات)) ‪ ،‬فيكون النص شبكة متراصفة األجزاء ‪ ،‬ومتناسقة األبعاد الداللية ‪ّ ،‬‬
‫فكل كلمة وكل جملة تتشاكل وتتعالق مع سابقتها‬ ‫(‪)12‬‬

‫والحقتها ‪ ،‬فالسبك هو (( مجموع اإلمكانيات المتاحة في اللغة لجعل أجزاء النص متماسكاً بعضها ببعض ))(‪ .)13‬فهو خاصية نحوية داللية‬
‫للخطاب يقوم على بناء العالقات بين جملة وأخرى ‪ ،‬وينشأ غالباً من األدوات التي تظهر بشكل مباشر في النص كأحرف العطف والوصل‬
‫وأسماء اإلشارة وغيرها ‪ ,‬والتي لها أثرها في إحداث ترابط وتآلف بين الجمل على المستوى السطحي والعميق‪ ،‬بل تجعل النص كتل ًة و ً‬
‫احدة‬ ‫(‪)14‬‬

‫معرفاً السبك (( بأنه الوسائل التي يتحقق بها‬


‫متماسك األجزاء ‪ ،‬فكل جزء فيه ينحت معناه من تآزره مع األجزاء األُخر‪.‬وقال سعد مصلوح ّ‬
‫خاصية االستم اررية في ظاهرة النص ))(‪ ،)15‬فهو تماسك شكلي ظاهري ‪ ،‬أو هو على حد قول أحمد عفيفي ‪ (( :‬معيار يهتم بظاهرة النص ‪،‬‬
‫ودراسة الوسائل التي تتحقق بها خاصية االستمرار اللفظي ))(‪ ،)16‬فالسبك يوّلِد استم ارري ًة بوساطة وسائله التي تلقي بظاللها على تراكمات‬
‫وعرف د‪.‬تمام حسان‬
‫المكونة في النص ‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫تتفجر عن طريق فك شفرات النص المكتنزة بفهم كل جملة من عالقتها مع الجمل األخرى‬ ‫داللية ّ‬
‫السبك قائالً ‪ (( :‬السبك إحكام عالقات األجزاء ‪ ،‬ووسيلة ذلك إحسان استعمال المناسبة المعجمية من جهة ‪ ،‬وقرينة الربط النحوي من جهة‬
‫أخرى ‪ ،‬واستصحاب الرتب النحوية ّإال حين تدعو دواعي االختيار األُسلوبي ‪ ،‬ورعاية االختصاص ‪ ،‬واالفتقار في تركيب الجمل))(‪ .)17‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن الباحثين العرب اختلفوا في إطالق تسمية السبك على ترجمة مصطلح (‪ ، )Cohesion‬فقد ترجمه بعضهم إلى مصطلحات‬
‫متعددة منها االتساق(‪ ،)18‬والتضام(‪ ،)19‬والتماسك(‪.)20‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬آليات السبك النحوي يف اإلطار اإلجرائي‬
‫ويقصد بها الوسائل واألدوات التي ُيسبك النص بها شكلياً ‪ ،‬أي ظاهرة على البنية السطحية للنص ‪ ،‬وهي أربع وسائل ‪ :‬اإلحالة‬ ‫ُ‬
‫(بأقسامها الثالثة ‪ :‬قبلية ‪ ،‬وبعدية ‪ ،‬ومقامية) ‪ ،‬واالستبدال ‪ ،‬والحذف ‪ ،‬والوصل (الربط) ‪ ،‬ولكل وسيلة أثرها الفاعل في سبك النص وتالحم‬
‫(‪)21‬‬

‫أجزائه ‪ ،‬وسنقف على الوسائل التي استثمرها الشاعر في بناء قصيدته وتواشج أجزائها‪.‬‬
‫فكل جملة يتحقق وجودها التفاعلي والداللي بتماسكها‬
‫إن النص – كما ّبينا – وحدة لغوية تواصلية تنماز باالستم اررية الداللية ‪ّ ،‬‬
‫ّأوالً ‪ :‬اإلحالة ‪ّ :‬‬
‫مع الجمل األُخرى ‪ ،‬فالنص ذو طبيعية أفقية ُيعنى بالتتابع الجملي ‪ ،‬ومن أهم الخيوط التي تسهم في البناء العالئقي داخل النص هي اإلحالة‬
‫‪ ،‬والتي يمكن القول َّإنها ‪ :‬عالقة (( بين العبارات من جهة وبين األشياء والمواقف في العالم الخارجي الذي تشير إليه العبارات ))(‪ ، )22‬فهي‬
‫بإحالة إلى عناصر‬ ‫مما يجعلها (( فعل تداولي تعاوني بين متكّلم ومخاطب في بنية تواصلية معينة ))‬
‫(‪)23‬‬
‫تُحدث ترابط داخل النص وخارجه ‪ّ ،‬‬
‫لغوية ذات داللة نصية أو مقامية ‪ ،‬وهذا التكوين العالئقي يخضع لوجوب التطابق الداللي بين العنصر المحيل والمحال إليه(‪ ، )24‬واإلحالة‬
‫تقسم على قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬إحالة نصية (داخل النص) ‪ :‬وتقسم على نوعين ‪ :‬إحالة قبلية ‪ (( :‬وهي تعود على مفسر سبق التلفظ ‪ ،‬وهي أكثر األنواع دوراناً في الكالم‬
‫‪ ...‬وبعدية ‪ :‬وهي تعود على عنصر إشاري مذكور بعدها في النص والحق عليها ))(‪.)25‬‬
‫‪ -‬إحالة مقامية (خارج النص) ‪ :‬وهي ‪ (( :‬إحالة عنصر لغوي إحالي إلى عنصر إشاري غير لغوي موجود في المقام الخارجي ))(‪.)26‬‬
‫والعنصر اإلحالي الظاهر في النص يكون ضمي اًر ‪ ،‬أو اسم إشارة ‪ ،‬أو أداة من أدوات المقارنة(‪ ،)27‬وقد و ّ‬
‫ظف الشاعر هذه العناصر‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫اإلحالية في ميمية في مواطن منها قوله في مطلع القصيدة‬
‫ــــق َّ‬
‫الد ُم‬ ‫قول ِّ‬
‫الش ْع ُــر ِإ ْن َن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط َ‬ ‫َما َذا َي ُ‬ ‫كلــــم‬
‫ـــاك َعلى َفمي َت َت ُ‬ ‫هذي د َم َ‬
‫الض ِ‬
‫عيف ُي َح ّك ُم‬ ‫هر َّ‬ ‫ظ ِ‬ ‫السوطُ ِفي َ‬
‫و َّ‬ ‫الي ِد َرَّنــــ ٌة‬ ‫ِ‬
‫ولألصفاد في َ‬
‫ْ‬ ‫فت‬
‫َه َت ْ‬
‫ابتدأ زلزلة قصيدته بزلزلة متلقيها صورياً وصوتياً وحسياً ‪ ،‬بتراكم اإلحاالت وتجاورها إذ افتتح صدر بيته األول بإحالة بعدية عبر ذكر‬
‫العنصر اإلحالي (هذي) الذي ُيحيل إلى العنصر اإلشاري (الدماء) ‪ ،‬مجاو اًر لها إحالة مقامية في (دماك) بذكر العنصر اإلحالي (كاف‬
‫ظة باإليحاءات الداللية امتزجت مع طرح‬
‫) ‪ ،‬فهذه االفتتاحية المكت ّ‬ ‫المحيل إلى عنصر إشاري خارج النص وهو الحسين (‬ ‫الخطاب) ُ‬
‫معادلة ثنائية الطرفين ‪ ،‬عن عنصرين نقيضين هما (الدم) و(الشعر) بوساطة صورة الدماء المشحونة باآلالم واألحزان والحماس عبر االستعارة‬
‫إن اختيار الشاعر للفظة الدم اختيار عبقري ‪ ،‬فالدم‬
‫توهجها هذا إسكات للشعر‪ .‬و َّ‬
‫توهج الدماء المتكّلمة على فم الشاعر ‪ ،‬وفي ّ‬
‫المكنية في ّ‬
‫تنفك من قيود التعبير التي تحكم اللغة والشعر إلى فضاء واصف مليء بدالالت الحرب والثورة وجدلية االنتصار أو‬
‫يرمز إلى أبعاد معنوية ّ‬
‫المتفجرة بشخص لم ُيذكر في النص ‪ ،‬بل اكتفى الشاعر بذكر رمزية الدماء للداللة عليه ‪ ،‬فضالً عن أنه‬
‫ّ‬ ‫االستشهاد ‪ ،‬وارتبطت هذه الدالالت‬
‫ابتدأ بطرح اإلجابة في صدر البيت ثم جاء السؤال متأخ اًر في العجز بطريقة إدهاشية مثيرة ؛ من أجل ايقاظ صورة الدم المنفلتة من القيود‬
‫تقدم الجواب (هذي دماك على فمي تتكلم) على السؤال (ماذا يقول الشعر إن نطق الدم)‬‫الواقعية ‪ ،‬فهي قلبت موازين السؤال والجواب إلى ّ‬
‫ضدت صورة الدم‬‫وع ّ‬
‫وتفوقها بكل ما تحويه لغة الدم من تعبيرات مؤلمة وحارة على لغة الشعر؛ فتشابكت وتعالقت بإحالتين قبلية ومقامية ‪ُ ،‬‬
‫أكثر باالستعارة المكنية األخرى في البيت الثاني بجعل الدماء تهتف وتصدح بصوت الحق دفاعاً عن المظلومية‪ّ ,‬‬
‫وعج البيت بصور صوتية‬
‫من رنين السالسل واألصفاد والضرب بالسوط ‪ ،‬التي تتواشج مع صورة الدماء الهاتفة‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫ومن أشكال اإلحالة التي وردت في القصيدة قوله‬
‫عــــــــــــــم؟‬ ‫غصن ‪ ،‬ويخنق بر‬ ‫يذوي بها‬ ‫حــــــــرُم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ما للعطاشـــى من ُفرات َك ُت َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــم؟‬
‫ُ‬ ‫اك فـي َخيرِاتهـــــــا َي َتَن ّع‬
‫وســو َ‬ ‫ربوعهــا‬ ‫نيك ُ‬
‫يـــك وفي َب َ‬ ‫ضيق ِف َ‬
‫أَ َت ُ‬
‫غنــــــــــــــــــــــــــــــم؟‬ ‫وم‬ ‫شاع َ ِ‬ ‫مـــاء ال ُفــــر ِ‬
‫صد عن ِ‬ ‫أَ ُت ُّ‬
‫ُ‬ ‫للدخيل َ‬ ‫هب ُم ُ‬‫َن ٌ‬ ‫رد ُه‬
‫ات َو َو ُ‬
‫في َ ِ‬ ‫رد عنه ‪ ،‬ومن ب ِ‬
‫ويــرزم؟‬
‫ُ‬ ‫غمام‬
‫الجدب ‪ ،‬يس َتسقى ال ُ‬ ‫نان َك طالمـــــــا‬ ‫َ‬ ‫أ ُت ُّ ُ‬
‫المتخمرة في طياته ‪ ،‬فالنص هنا ينفتح‬
‫ّ‬ ‫إن للنص إمكانية تعبيرية تُثمر على فتح باب التأويل للمتلقي ؛ لسبر غوره واكتشاف الدالالت‬ ‫ّ‬
‫على طرح جدلية الصراع بين الحق والباطل –الظلم‪ ، -‬ووّلد السبك السطحي فيه دالالت عميقة الغايات والمطالب بتزاحم اإلحاالت النصية‬
‫حمالً بإحالة مقامية عبر (كاف الخطاب) ‪ ،‬الدالة على‬
‫المكثّفة المعاني ‪ ،‬فابتدأ باستفهام عن العطاشى المحرومين من الفرات الذي جاء ُم ّ‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫فع َّج النص باإلحاالت المقامية إلى شخصية اإلمام في ( فراتك ‪ ،‬فيك ‪ ،‬بنيك ‪ ،‬سواك‪،‬‬
‫)‪َ ،‬‬ ‫عنصر إشاري خارج النص وهو الحسين (‬
‫بنانك) ‪ ،‬فـ(( التحليل ال يعتمد على الروابط الموجودة بين اشتات النص الداخلية فقط‪ ،‬بل يتعدها إلى الروابط الخارجية ‪ ،‬ومن ثم يبرز دور‬
‫‪ ،‬فعناصر‬ ‫(‪)30‬‬
‫التحليل النصي في بيان وظيفة السياق في تفسير أبعاد النص التي قد تبدو متأخرة‪ ،‬فيقرب السياق بينها لتظهر جلية متجاذبة))‬
‫اإلحالة المقامية التي تناسلت فيما بين أبيات النص حّققت سياقاً استمراياً متالحمة األجزاء ‪ ،‬وخطاباً تواصلياً عبر الزمن ؛ لفتح باب النقاش‬
‫حول جدلية الحق والباطل ‪ ،‬لكن تتوتر الصورة بظهور المفارقة الممزوجة في تكوين البيت األول بعد أن أحال الضمير (كاف الخطاب) في‬
‫صورهم الشاعر بصورة تفصيلية أعمق ملؤها الوجع بـ(غصن يذوي‬‫) مقترن ًة بالعطاشى ‪ ،‬واّلذين ّ‬ ‫(فراتك) بنسبة ماء الفرات إلى الحسين (‬
‫) ّإال أنه ُحرم منه وذويه ‪ ،‬ثم ُيغمر النص‬ ‫‪ ،‬وبرعم يختنق) ‪ ،‬وهنا تكمن المفارقة في أنه على الرغم من كون الفرات عائد إلى اإلمام (‬
‫ٍ‬
‫بمعان أُخر تفيض بها اإلحاالت المقامية الخارجية ‪ ،‬وتنمزج بطرح تساؤالت لفريضة خارج حدود الثأر والتحرر‪ ،‬بل‬ ‫بطرح ٍ‬
‫معان سطحية تزخر‬
‫تنغرس في رقدة صوت الحق ‪ ،‬واندالع صوت الظلم‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الحذف‬
‫(‪)31‬‬
‫يعد أحد العمليات واآلليات التي تُحدث داخل النص ويكون للبنية أثرها في تحديد المحذوف‪ ،‬استناداً إلى البنية السابقة بإرجاع المحذوف‬
‫‪ ،‬واإلرجاع التركيبي يكون باالعتماد على القرينة الدالة في النص ‪ ،‬وقد أولى علماء البالغة الحذف اهتماماً واضحاً في دراستهم ‪ ،‬فذكر عبد‬
‫فإنك‬‫القاهر الجرجاني (ت‪471‬ه) ظاهرة الحذف وبالغتها قائالً ‪ (( :‬هو باب دقيق المسلك‪ ،‬لطيف المأخذ ‪ ،‬عجيب األمر ‪ ،‬شبيه بالسحر ‪َّ ،‬‬
‫أتم ما تكون بياناً إذا لم تُِب ْن‬
‫ترى به ترك الذكر ‪ ،‬أَفصح من الذكر ‪ ،‬والصمت عن اإلفادة أزيد لإلفادة ‪ ،‬وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق ‪ ،‬و َّ‬
‫‪ ،‬ويتضح أن عبد القاهر أ ّكد عبر ظاهرة الحذف على استثارة ذهن المتلقي‪ ،‬وفتح باب التأويل للولوج في دواخل النص الستنطاقه ‪،‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫))‬
‫بوساطة محاولة إرجاع المحذوف من النص ‪ ،‬ومن آليات الحذف التي تظهر في السبك النصي ‪ ( :‬حذف االسم ‪ ،‬وحذف الفعل‪ ،‬وحذف‬
‫زلزلة أنماطاً مختلفة من أشكال الحذف ‪ ،‬منها قوله(‪:)34‬‬ ‫العبارة ‪ ،‬وحذف الجملة ‪ ،‬وحذف الجمل)(‪ , )33‬وقد أورد عبد الحسن‬
‫للهـــدى أ َْم َمأتــــــــــــــــَ ُم؟‬ ‫أنت ِع ٌ‬ ‫حرم َش ِ‬ ‫ِ‬
‫يــــد ُ‬ ‫أ َف َ‬
‫امــــــــــــــــــــــــ ٌخ‬ ‫وم َك يا ُم َّ‬ ‫وي ُ‬‫َحّد ْث َ‬
‫ِ‬ ‫توشح ِب ِّ‬ ‫ِع ٌ‬
‫ــــــــــــــــم‬
‫ُ‬ ‫َسه‬
‫غرد ْت الظبا واأل ُ‬ ‫ِبسماه َز َ‬
‫ـــــــــــــم‬
‫ٌ‬ ‫مـــــــــــــاء َو َمأ َت‬ ‫الد‬ ‫يــــد ّ َ‬
‫ـــــم‬
‫عـــــــج َويزحــــــــــــــــ ُ‬
‫جرحاه َي ُّ‬
‫ُ‬ ‫َوبهامِ‬ ‫تضــج لِهاتـــــــــــــــــــــــــهُ‬
‫ّ‬ ‫بقتــــــال ُه‬
‫َ‬ ‫ِع ٌ‬
‫يـــــد‬
‫فنسج النص‬‫َعَق َد الشاعر في نصه هذا مقارنة صورية مفعم ًة بالمعاني الصاخبة التي تأخذ المتلقي إلى مسرح الحرب ومصرع كربالء ‪ُ ،‬‬
‫عبر التعالقات الداللية بين الجمل ‪ ،‬واستثمار جمالية الحذف وتفعيل طاقاتها التأويلية في سبك النص معرفياً وداللياً ‪ ،‬فابتدأ النص بفعل األمر‬
‫ألن خطاب النص والتساؤالت التي تُطرح فيه موجهة إلى شهر‬ ‫فاعل ومفعول به ‪ ،‬وبذلك يكون تقدير الكالم (حدثنا) ؛ ّ‬ ‫(حد ْث) من دون ذكر ٍ‬
‫ّ‬
‫محرم ‪ ،‬وأثمر هذا الحذف في فتح باب التأويل لمخاطبة مح ّرم وما حدث فيه ‪ ،‬بدليل كاف الخطاب في (يومك) وما فيها من إحالة مقامية‬
‫ّ‬
‫عائدة على خارج النص ‪ ،‬فالحذف (( يتمثل في قرينة أو قرائن مصاحبة حالية ‪ ،‬أو عقلية ‪ ،‬أو لفظية ‪ ،‬فالقرينة الدالة تعد من أهم شروط‬
‫الحذف))(‪ ، )35‬ثم جاء توجيه الخطاب بشكل مباشر بصيغة السؤال في ( أفأنت عيد للهدى أم مأتم) ‪ ،‬وبعد هذا الشطر انفتح النص على‬
‫استنطاق كينونة لفظتي (عيد – مأتم) بوساطة المفارقة الداللية لكليهما ‪ ،‬فاللفظة (عيد) تدل على االحتفال واالبتهاج ‪ ،‬وارتبطت لفظة (مأتم)‬
‫ٍ‬
‫بمعان بعيدة عن المألوف ‪ ،‬بل غمسهما في نسيج معنوي مغاير ‪ .‬ويعج النص‬ ‫بمجالس الفرح والحزن ‪ ،‬فأخذ الشاعر هاتين اللفظتين ومزجهما‬
‫وحذف مبتدأ (مأتم) في موضع‬
‫بآليات الحذف الفاعلة بهذين الرمزين (عيد – مأتم) ‪ ،‬إذ ُحذف مبتدأ (عيد) في موضعين وتقديره (أنت عيد)‪ُ ،‬‬
‫واحد والتقدير (أنت مأتم) ‪،‬‬
‫عيد توشّح بالدماء‬
‫مأتم بسماه زغردت الظبا واألسهم‬ ‫أنت‬ ‫أنت‬
‫عيد بقتاله تض ّج لهاته‬

‫) المخاطب‬ ‫فبنية النص اشتغلت على شعرية الحذف التي ُّ‬


‫تبث تراكمات جمالية وداللية ‪ ،‬فحذف المبتدأ (أنت) العائد لشخصية الحسين (‬
‫عما َح ّل في ساحة الطف ‪ ،‬فتناسق مجيء الخبر لمبتدأ‬
‫مما جعل الخطاب متوافقاً مع سياق اإلخبار ّ‬‫في النص ‪ ،‬وترك األخبار دليالً عليه‪ّ ،‬‬
‫وحشدت الجمل بشحنة موجعة متجاوزة األشكال‬ ‫ِ‬
‫محذوف مع أهمية فتح باب التساؤالت لما أُخبرنا عنه في كربالء ‪ ،‬أكان عيداً أم مأتماً ‪ُ ،‬‬
‫تضج لهاته بالقتلى ‪ ،‬فأخذت لفظة (عيد) داللة‬
‫ّ‬ ‫توشح بالدماء ‪ ،‬وعيد‬
‫متكأة على المفارقة في تأزير صورها ‪ ،‬فهو عيد ّ‬
‫ً‬ ‫التعبيرية المجردة ‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫مغايرًة ؛ إذ انتزع الشاعر منها داللة الفرح وألبسها دالالت األلم والوجع‪ ،‬والحزن ‪ ،‬وأخذ من (المأتم) كل فرح ورفده بحزن محدق ‪ ،‬فالظبا –‬
‫الفني شحن الشاعر النص بدالالت غير مألوفة حتى تنسجم ووقع حدث غير‬ ‫حد السنان‪ -‬واألسهم تزغردان ‪ ،‬وعبر هذا التشكيل ّ‬ ‫وهي ّ‬
‫نصه قوله(‪:)36‬‬ ‫مألوف‪.‬ومن آليات الحذف التي نسج الشاعر بها ّ‬
‫اللوُم‬ ‫ط ال ُفر ِ‬
‫نوك ّ‬
‫يغض ْب َب َ‬
‫يوماً َوَل ْم َ‬ ‫ـــــــــر‬
‫ــأن ماءك َل ْم َي ُث ْ‬ ‫ات َك َّ‬ ‫شَ‬
‫ــم‬
‫شفاهك َعلَق ُ‬
‫َ‬ ‫عتدين َوِفي‬
‫لم َ‬ ‫ِ‬
‫لُ‬ ‫شهد َس ِائـــــــــــ ٌغ‬ ‫َقسماً ِب ِ‬
‫مائ َك َو ُه َو ٌ‬
‫نسج الشاعر في نصه هذا خطاباً تحاورياً مع شط الفرات ومائه ‪ ،‬عبر تكوين صورة تجسيدية لشط الفرات ‪ ،‬فابتدأ النص بحذف حرف‬
‫الموجه إلى الفرات‪ ،‬وارتبط حذف أداة النداء غالباً بداللة التقرب والدنو من المنادى ‪ ،‬لما له من تأثير نفسي بليغ(‪ ،)37‬وهنا‬
‫ّ‬ ‫النداء في الخطاب‬
‫النوم) بوساطة طرح لغة إيحائية‬ ‫رفع الشاعر الحواجز بينه وبين شط العرب حتى انطلق معاتباً له بـ(كأن ماءك لم يثر يوماً ولم يغضب بنوك ّ‬
‫ملؤها العتاب على صمت شط الفرات ومائه ‪ ،‬ثم تتغير نبرة الحطاب في البيت الثاني الذي افتُِتح بحذف الفعل (أُقسم) ‪ ،‬وتقديره (أُقسم قسماً)‬

‫وحدته ؛ التخاذ موقف صارم بوعي شعوري يستوعب الحالة الشعورية والتأملية التي يعيشها النص ‪ ،‬فجاء ُم ّ‬
‫حمالً‬ ‫‪ ،‬والقسم يرتبط بقوة الخطاب ّ‬
‫) عطشاً ‪ -‬واآلفاق الجمالية تنمو‬ ‫برؤية ديناميكية تفترش دالالت من قسم الشاعر بماء الفرات ‪ -‬وهو الماء الذي ُحرم منه الحسين (‬
‫بشكل أكبر عن طريق مغامرة المفارقة في رسم معالم الصورة المتش ّكلة بين النقيضين (الشهد السائغ عند الطامعين) و(العلقم في شفاه الحسين‬
‫)) ‪ ،‬وبذلك ترّبع معنى العتاب في سبك النص جمالياً بوساطة الحذف الذي خلق لغة فاضت بالخيال والجمال ‪ ،‬فـ((النص ليس مجرد‬ ‫(‬
‫سلسلة من الجمل؛ بمعنى أنه ليس وحدة نحوية أكبر من الجملة مختلفة عنها في الحجم فقط ‪ ،‬و ّإنما هو وحدة من نوع مختلف ‪ ،‬وحدة داللية‬
‫‪ ،‬تلك الوحدة هي وحدة المعني في السياق ))(‪ ،)38‬لذا جاء الحذف سابكاً للنص متآز اًر مع المفارقة ‪ ،‬باثاً المعنى بتعبير جمالي متشاكل‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الوصل (الربط)‬

‫هو من وسائل السبك النحوي الذي يربط أجزاء الكالم بعضها ببعض مكوناً ّ‬
‫نصاً متالحماً داللياً ‪ ،‬فالنص (( عبارة عن أو متتاليات‬
‫متعاقبة خطياً ‪ ،‬ولكي تدرك كوحدة متماسكة تحتاج إلى عناصر رابطة متنوعة تصل بين أجزاء النص))(‪ ,)39‬وتختلف هذه اإلجرائية عن‬
‫إجراءات السبك األُخرى ‪ ،‬فهي ال تتمثل بعالئقية إحالة عنصر إلى آخر ‪ ،‬سابق أو الحق ‪ ،‬فتلك اإلجراءات تحفظ بقاء مساحات المعلومات‬
‫نصاً متواصل‬
‫‪ ،‬لكن الوصل أو الربط يتمثل في العالقات التي بين المساحات أو بين األشياء في تلك المساحات ‪ ,‬وتلك العالئقية توّلد ّ‬
‫(‪)40‬‬

‫ال داللة بحضور أدوات الربط ‪ ،‬فالوصل (( عبارة عن وسائل متنوعة تسمح باإلشارة إلى مجموعة المتواليات السطحية بعضها ببعض ))(‪،)41‬‬
‫النصية ‪ ،‬فتثمر هذه األدوات عن نشأة أنواع مختلفة من العالقات الداللية الصريحة‬
‫ويظهر بوساطة استعمال أدوات ربط مختلفة في البنية ّ‬
‫وصنفت في علم لغة النص األدوات الرابطة له على أربعة عناصر ‪ :‬اإلضافي ‪ ،‬واالستدراكي ‪ ،‬والزمني ‪ ,‬والسببي(‪ ،)42‬ووظف‬
‫والضمنية ‪ُ ،‬‬
‫زلزلة وسائل الربط في قصيدته بوصفها وسائل تضفي تعالقاً داللي ذا أثر مفعم بالجمال ‪ ،‬في قوله(‪:)43‬‬
‫ِ‬
‫فتنســـــــــــــــــــم‬
‫ُ‬ ‫داك‬
‫ؤرجهــــا َن َ‬ ‫يح ‪ُ ،‬ي ّ‬‫ِر ٌ‬ ‫قت بها‬ ‫ط َف ْ‬ ‫اص َ‬
‫للصحــــراء َف ْ‬ ‫أسريت َّ‬
‫َ‬
‫ـــــــــــــم‬‫ظ‬‫ــــــــر ت َتن ّ‬ ‫ِ‬ ‫فِإ َذا ِّ‬
‫ُ‬ ‫خور َجواه ٌ‬ ‫الص ُ‬ ‫َوِإ َذا ّ‬ ‫ــــــــر‬
‫َحم ُ‬ ‫تبــــر أ َ‬ ‫الحمـــر ٌ‬
‫ُ‬ ‫مال‬
‫الر ُ‬
‫ــــم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجناح َعلى الرحال َوَتجث ُ‬ ‫َ‬ ‫ُتلقي‬ ‫طيــورَها َمذعـــــــــــورًة‬ ‫ُ‬ ‫إليـك‬
‫َهر َع ْـت َ‬
‫يــــــــــدها وُتسلِــــــــ ُم‬ ‫كفـــــــــك ِج‬ ‫ُت ِ‬
‫ثني لِ‬ ‫عوبــــــــــــــــــــ ًة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫امهــــــــــــا َمر َ‬
‫فتت آر ُ‬‫وَتَل ْ‬
‫الدخيل ُي ِّ‬
‫حـــــو ُم؟‬ ‫ِ‬ ‫ق ِحمى‬ ‫الموت فو َ‬ ‫و ُ‬ ‫ماك دخيلـــــــــــ ًة‬ ‫َعجباً أتأمن في ِح َ‬
‫يأخذنا الشاعر في هذا النص إلى فضاء الطبيعة ومشاهدها المثيرة ‪ ،‬وينقل لنا لقطات سابحة في فضاء النص عبر لغة زئبقية استم اررية‬
‫)‬ ‫التي وّلدها العطف اإلضافي بربط الجمل وصورها ربطاً جمالياً‪ ،‬يسافر بالمتلقي عبر الزمن ؛ ليعيش لحظة وصول ركب الحسين (‬

‫قت بها ِر ٌ‬
‫يح‬ ‫طَف ْ‬
‫اص َ‬
‫خالقة من ربط جملة (أسريت في الصحراء) بجملة (َف ْ‬
‫إلى كربالء ‪ ،‬ويأتي الوصل أو العطف خالقاً جواً مناسباً لشعرية ّ‬
‫داك فتنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـم) بأداة الربط (الفاء) ‪ ،‬وربط جمل البيت الثالث (هرعت إليك طيورها مذعورة تلقب الجناح على الرحال ويختم) بجمل‬
‫ؤرجهـ ــا َن َ‬
‫ُي ّ‬
‫البيت الرابع (وتلفتت آرامها مرعوبة)‪ ،‬وأخي اًر بربط صدر البيت األخير (عجباً أتأمن في حماك دخيلة) بجملة العجز (والموت فوق حمى الدخيل‬
‫يحوم) بحرف الواو الرابط ‪ ،‬وبذلك تم ّكن الشاعر من بعث دينامية في النص ‪ ،‬وإمداده باستم اررية متدّفقة بوساطة الربط الداللي الجوهري‬
‫ٍ‬
‫كل واحد ))(‪ ،)44‬لذا ارتبط‬
‫المسترسل‪ ،‬فالنص(( نسج من الكلمات يترابط بعضها ببعض ‪ ،‬وهذه الخيوط تجمع عناصره المختلفة والمتباعدة في ّ‬
‫صوره الشاعر برياح متداركة قالعة ‪ ،‬تُنث رائحتها الزكية في أرجاء الصحراء‬
‫الفواح‪ ،‬والذي ّ‬
‫) في الصحراء باتشار عطره ّ‬ ‫سير اإلمام (‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫ثم أسند معرفة تلك العطور إلى‬
‫‪ ،‬فضالً عن رفد الصحراء بـ(اصطفقت) ؛ داللة على الضجة الصاخبة التي احدثتها حين وصول الركب ‪ّ ،‬‬
‫تعجب الشاعر من احتمائها بمن يحوم‬
‫الكائنات من الطيور واآلرام ‪ ،‬بل معرفتها للشخصية المقبلة عليها ‪ ،‬فهرعت وتلفتت محتمي ًة به ‪ ،‬حتى ّ‬
‫حوله الموت ‪ ،‬فكشف النص عن أبعاد رمزية تتمحور في إدراك الطبيعية الصحراوية وما فيها من كائنات مكانة الركب المقبل عليها ‪ ،‬عبر‬
‫نسيج وصفي لطبيعتها باشتغال أدوات الوصل الفاعلة في تجسيد اللغة وتصويرها ‪ ،‬والتي أشبعت النص بالمعاني التراتبية بربط الجمل لحركية‬
‫تصور الضجيج المنفعل من الطيور واآلرام المرتعبة ‪ ،‬ثم ربط الشاعر هذا الضجيج المتعالي بدخولها في حمى‬ ‫مما يضفي عليه ّ‬ ‫الطبيعية‪ّ ،‬‬
‫) ‪ ،‬وبذلك ش ّكلت شعرية الوصل تماسكاً متالحم األجزاء ‪ ،‬وملمحاً غنياً بالدالالت المتراكمة في كواليس البنية العميقة للنص‪.‬‬ ‫اإلمام (‬
‫ومن تعالقات النص التي جاء الوصل سابكاً لها قول زلزلة(‪:)45‬‬
‫َّم‬ ‫ِ‬
‫خوض َب ِ‬ ‫ست أ ََّول َع ِ‬ ‫ُعذري‬
‫حر َك والَقضا َيتهج ُ‬ ‫َعن‬ ‫ـــــــــــز‬
‫اج ٍ‬ ‫إليــــــــك َوَل ُ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لــــــــــــــم‬
‫ُ‬ ‫السفين َة في ِب ِ‬
‫حار َك َت ْس‬ ‫أن َّ‬‫َّ‬ ‫عصف َهوجها‬ ‫ين َت ُ‬ ‫َم ْن َضامن لي ِح َ‬
‫ــــــــــم‬
‫دعني فإّنـــــي في هــواه ُم ّتي ُ‬ ‫جـــــــــاء ُمعاتبـــــــــــــاً‬
‫َ‬ ‫اك‬
‫ُق ْل للذي بهو َ‬
‫ُيبحر الشاعر في خياله الكتناز الدالالت ‪ ،‬والقتطاف العبارات والجمل التي تتالئم وحال من يكتب ويغامر بلغته الكتشاف شخصية‬
‫نصه هذا يحاول زلزلة أن ُيشعر المتلقي بأن اإلمام أكبر من أن تنحت شخصيته قصيدة ‪ ،‬أو‬
‫) ومكانته ومعرفة ُكنه ‪ ،‬ففي ّ‬ ‫الحسين (‬
‫تخلده كلمات ‪ ،‬بل هو أكبر من اللغة ذاتها ‪ ،‬فيظهر الشاعر في ختام قصيدته عاج اًز على الرغم من خياله المجنح والمحّلق في سماء اإلبداع‬
‫‪ ،‬ويحاول أن ُيشرك المتلقي الحالة الشعورية اإلنسانية التي يعيشها داخل النص ‪ ،‬عن طريق تشابك الجمل والمعاني بوساطة الوصل ‪ ،‬فربط‬
‫ثم ربط جملة (من ضامن لي) بوصل ظرفي‬ ‫جملة (عذري إليك) بجملة (ولست أول عاجز عن خوض بحرك) ‪ ،‬وربط بجملة (والقضا متهجم)‪ّ ،‬‬
‫ضد المعنى بحضور جمالية االستفهام للتعجيز ‪ ،‬وأخي اًر ربط جملة (دعني) بالفاء‬ ‫وع ّ‬
‫(حين تعصف هوجها أن السفينة في بحارك تسلم) ‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ يحدث الرسوخ‬ ‫السببية في (فإني في هواك متيم) ‪ ،‬وإن (( وجود هذه األدوات يحدث الترابط النصي ‪ ،‬ومن ثم ُيصبح كالكلمة الواحدة ‪،‬‬
‫واالستقرار ‪ ،‬إذن االستقرار معناه ترابط وحدات النص شكلياً وداللياً ))(‪ ،)46‬فاستثمر الشاعر أدوات الوصل في النص لجعله مستق اًر ومستم اًر‬
‫‪ ،‬تغمره الدالالت العميقة الكامنة في بواطنه‪.‬فجاء الوصل متناسقاً ومسترسالً لبنية النص الدالة على عظمة الشخصية التي يكتب عنها‪ ،‬بل‬
‫نث شعرية ‪ ،‬وتفيض‬ ‫وصف نفسه بالعاجز ‪ ،‬ولمن يحاول أن يلم بمدارك هذه الشخصية حتى رسم لنا في آخر بيت من قصيدته صورًة تَ ُّ‬
‫ُّ‬
‫ألن الشاعر يغرق فإبحاره ينهار في بحر هذه الشخصية الفذة حينما تفور اللغة‪ُ ،‬‬
‫ويحلق‬ ‫بدالالت مكتنزة ومعمقة بعدم وجود الضمان والمأمن؛ ّ‬
‫)‪.‬‬ ‫الشعراء الستنطاق أجمل صورها وأكثرها وصفاً وتعبي اًر‪ ،‬فال حدود تعبيرية لعالم الحسين(‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬آليات السبك املعجمي يف اإلطار اإلجرائي‬
‫ُيمّثل السبك المعجمي مظه اًر من مظاهر التماسك النصي ‪ ،‬ووسيلة لتعالق البنية النصية وتشاكلها وتالحمها ‪ ،‬فهو (( الربط اإلحالي‬
‫ظف‬‫الذي يقوم على مستوى المعجم ‪ ،‬فيعمل على استم اررية المعنى ))(‪ ،)47‬إذ ال يظهر هذا التعالق السبكي باالعتماد على عناصر نحوية ‪ ،‬تُو ّ‬
‫في النص وتربط بين أجزائه(‪ ،)48‬و ّإنما يحدث باستم اررية المعنى متكأ على مفردات معجمية تفرض أثرها الداللي في النص بتحرك يوّلد تلك‬
‫حددها علماء النص للسبك‬
‫االستم اررية فـ(( عماد االتساق المعجمي المعجم‪ ،‬وما يقوم بين وحداته من عالقات)) ‪ ،‬ومن الوسائل التي ّ‬
‫(‪)49‬‬

‫المعجمي‪ ( :‬التكرار _ والمصاحبات المعجمية أو التضام)(‪.)50‬‬


‫ّأوالً ‪ :‬التكرار‬
‫محركة لبنية النص جمالياً وداللياً ‪ ،‬وتتمثل هذه الوسيلة بإعادة عنصر معجمي في النص ‪ ،‬أو مرادف له ‪ ،‬أو شبه مرادف ‪،‬‬
‫يعد وسيلة ّ‬
‫وتكرار العناصر بهذه األشكال تصنع ترابطاً ملحوظاً بين أجزاء النص ‪ ،‬وأطلق عليه دي بوجراند تسمية (إعادة الفظ) وقصد بذلك أنه ((‬
‫(‪)51‬‬

‫التكرار الفعلي للعبارات ‪ ،‬ويمكن للعناصر المعادة أن تكون هي نفسها‪ ،‬أو مختلفة اإلحالة ‪ ،‬أو متراكبة اإلحالة ‪ ،‬ويختلف مدى المحتوى‬
‫مناح بالغية‬
‫المفهومي الذي يمكن أن تنشطه هذه اإلحاالت بحسب هذا التنوع))(‪ ،)52‬ولم يغفل علماء البالغة عن آلية التكرار ‪ ،‬لما فيها من ٍ‬
‫وجمالية ‪ ،‬إذ أفرد ابن قتيبة (ت‪276‬ه) له باباً أسماه (باب تكرار الكالم والزيادة فيه) ‪ ,‬معالجاً المصطلح عبر األمثلة القرآنية والشعرية(‪،)53‬‬
‫وعده أبو هالل العسكري (ت‪395‬ه) آلية من آليات اإلطناب في الكالم(‪ ،)54‬وجعله ابن رشيق (ت‪456‬ه) معيا اًر لتمييز جيد الشعر من‬ ‫ّ‬
‫وحده ابن األثير (ت‪637‬ه) قائالً ‪ (( :‬هو داللة‬
‫وتحدث عن قسم من األبعاد الداللية له ‪ّ ،‬‬
‫(‪)55‬‬
‫ّ‬ ‫رديئه‪ ،‬في باب منفرد عنوانه (باب التكرار) ‪،‬‬
‫اللفظ على المعنى َّ‬
‫مردداً))(‪ ، )56‬فالمدونة العربية التراثية اهتمت بالتكرار وآثاره التي يفرزها في النص ‪ ،‬من أبعاد صوتية وداللية‪ .‬فكان لهذه‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫الظاهرة الجمالية اهتمام واسع ‪ ،‬فوظيفة التكرار في علم النص تكمن في إنجاز تدعيم التماسك النصي ‪ ،‬وتحفيز العالئقية التبادلية بين عناصر‬
‫النص(‪ ،)57‬ويلمس المتلقي هذه العالئقية في نص الشاعر قائالً(‪:)58‬‬
‫الظالمو َن َت َّ‬
‫حك ُمــــــــــــــــوا‬ ‫ِف ِ‬
‫يه العتــــا ُة‬ ‫كن‬
‫ُ‬ ‫ِن َي ْ‬ ‫ين َوإ ْ‬‫اح َس ُ‬
‫عب َك َي ُ‬
‫الشعب َش ُ‬
‫ُ‬
‫عموا‬ ‫عن َنه ِج ِشرعتك َ ِ‬
‫القويمة َقد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كــــــن‬
‫ِن َي ْ‬ ‫ين َوإ ْ‬
‫اح َس ُ‬
‫قوم َك َي ُ‬
‫القوم ُ‬
‫و ُ‬
‫ظلـــــــــم‬
‫ُ‬ ‫لِسوى أبيها الحـــــــــــــــر َال َت َت‬
‫لك الشكا َة شريعـــــــــ ًة‬ ‫َجاء ْت َت ُّ‬
‫بث َ‬ ‫َ‬
‫فيتوهج النص‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ورؤيوية‬ ‫ية‬
‫ر‬ ‫فك‬ ‫اختالجات‬ ‫عن‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫ًّ‬‫معب‬ ‫فيظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫جمله‬ ‫بين‬ ‫بها‬‫ك‬ ‫ر‬
‫ُ ّ‬‫ي‬ ‫التي‬ ‫العالقات‬ ‫عبر‬ ‫متنامية‬ ‫يمتلك النص قدرة تعبيرية‬
‫نصه بتلوين التكرار في البيت‬
‫محرك ًة له بطريقة فنية عبر الصوت والداللة ‪ ،‬إذ تالعب الشاعر في ّ‬ ‫هنا باستعمال تقنية التكرار ‪ ،‬والتي تأتي ّ‬
‫النص مموسقاً ومشحوناً بتوتر عالئقي بين الدال والمدلول‪ ،‬فكرر الشاعر لفظتين إلى جنب‬ ‫مما جعل ّ‬ ‫الواحد وعلى مستوى بيتين أيضاً ‪ّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ظف هذا الشكل التكراري في بيتين واحد تلو اآلخر ‪ ،‬وذلك في (الشعب شعبك) ‪ ،‬وفي البيت الذي يليه (القوم قومك) ّ‬
‫مما جعل‬ ‫ثم و ّ‬
‫بعضهما ‪ّ ،‬‬
‫) بطريقة إيحائية مختزلة ومثيرة للخيال‬ ‫النص مختم اًر بالطاقات الداللية المتبلورة لدى القارئ ‪ ،‬فنسب كال‬
‫ًّ من الشعب والقوم إلى الحسين(‬
‫للنص وتكوينه ))(‪)59‬؛ لذا وّلد تك ار اًر آخر‬
‫‪ ،‬ففي النسق المعجمي (( تتحرك العناصر المعجمية على نحو منتظم في اتجاه بناء الفكرة األساسية ّ‬
‫مما أثمر انفعاالً‬ ‫في جملة (ياحسين وإن يكن) ‪ ،‬إذ جاءت مكررًة على التوالي في البيتين ‪ ،‬فضالً عن تواشجها مع تكرار لفظي سابق لها ‪ّ ،‬‬
‫) جاء مخاطباً له (يا حسين)؛ لتعزيز اللحظة اإلنفعالية الباثّة لشعرية التكرار ‪ ،‬ثم‬ ‫إبداعياً عميقاً ‪ ،‬فبعد أن نسب الشعب والقوم لإلمام (‬
‫تحركت باشتغال التكرار عاكس ًة داللة جمالية تجاوزت األُطر‬ ‫ًّ من الشعب والقوم عن نهجه وشريعته ‪ ،‬فالبنية النصية ّ‬ ‫أكمل البيت بخروج كال‬
‫التعبيرية الجامدة‪ .‬وفي آلية التكرار قال الشاعر أيضاً(‪:)60‬‬
‫أكــــــــرم‬ ‫اق و‬ ‫المر ِ‬ ‫مــــاء أُعيـــــ ُذ ِ‬
‫للد ِ‬ ‫قـل ِ‬
‫ُ‬ ‫أسمى من الدم ِع ُ‬ ‫قدرك أّنهــــــــــــا‬ ‫ْ‬
‫ــــــــــــــــم‬
‫ُ‬ ‫له‬ ‫ِ‬
‫للشباب وُت ِ‬ ‫ِ‬
‫تهب العزيم َة‬ ‫الجيل أرو َع صفحــــ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِّ‬
‫طــــي لهذا‬
‫ـــــــــــم‬ ‫ريع الظالمين ُ ِ‬ ‫وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫دوي ِ‬
‫ويلج ُ‬ ‫صوتاً ‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫لجـــــلـــي‬ ‫المستكين َ‬ ‫بقلب‬ ‫ّ‬
‫نصه ‪ ،‬مازجاً بين معانيهما الكامنة تحت هذه البنية المتماسكة بين المستويين الظاهري والعميق‬
‫ما بين النصر والشهادة يضيء الشاعر ّ‬
‫مما‬
‫‪ ،‬باستعمال آلية التكرار في أكثر من موضع ‪ ،‬والتي غمرت النص باستم اررية تماسكية ‪ ،‬فابتدأ النص بفعل األمر (قل) المو ّجة للدماء‪ّ ،‬‬
‫الدفق الفكري والشعوري بتعالق وحدات النص داللياً‪ّ ،‬‬
‫مكر اًر صفتين لهذه الدماء (أسمى‬ ‫يفتح أُفق التأويل المتمحور حولها ‪ ،‬حتّى يسترسل ّ‬
‫وأكرم) ما بينهما من تعالق داللي مترادف ؛ داللة على عظمة الدماء وعلو شأنها ‪ ،‬ثم يسبك الشاعر نصه بنسق ترادفي مك ٍ‬
‫تظ بالمفاتيح‬ ‫ّ‬
‫يدل على‬ ‫التأويلية ‪ ،‬بين لفظتي (يهب ويلهم) في البيت الثاني ‪ ،‬والعائدة داللتهما على الدماء أيضاً ‪ ،‬فال ِهبة ّ‬
‫تدل على العطايا ‪ ،‬واإللهام ّ‬
‫اإليحاء ‪ ،‬وهناك تقارب داللي بين معنى اللفظتين ؛ ليصب معنى اللفظتين في ِ‬
‫العبر والدروس والعزيمة التي تمنحها دماء اإلمام الحسين إلى‬ ‫ّ‬
‫ولكل األجيال المتالحقة ‪ُ ، ،‬محقق ًة توازناً بنائياً جعل النص متشابك الدالالت المرتكزة في دائرة جدلية تحتضن العزم على النصر‬
‫الشباب ‪ّ ،‬‬
‫والحق ‪ ،‬ثم أكمل حياكة نصه بتكرٍار بين لفظتين تشتركان في مدلول واحد ‪ ،‬وهما ّ‬
‫(دوي ‪ ،‬جلجلي) ملتقطاً معانيهما وبانياً على جزيئات اخترقت‬
‫فالدوي اقترن بالقلب المستكين الخانع ‪ ،‬والجلجلة اقترنت برعب الظالمين من تلك الدماء ‪ ،‬فالنص‬ ‫انزياحية ٍ‬
‫الموجه للدماء ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫كل منهما الخطاب‬

‫يعج بالصخب ‪ ،‬والصوت المتعالي الذي ُيشعر القارئ بما تحمله تلك الدماء من قداسة ‪ ،‬وثورة ‪ّ ،‬‬
‫قوة ‪ ،‬وباستعمال مظهر التكرار خلق الشاعر‬ ‫ّ‬
‫جواً متوت اًر وصاخباً مولعاً بالدهشة ؛ ليؤسس ضجيجاً يوازي وقع المعركة في ذهن متلقي النص‪ ،‬باستثمار أقصى طاقات الخزانة اللغوية عبر‬
‫النسق التماسكي‪ ،‬فـ((المتأمل للغة يراها صورة من نظام متشابك تتوقف صالحية هذا النظام على تكافل أركانه ؛ للوصول إلى كيفية تفيد‬
‫المتلقي ‪ ،‬حيث تتكافل األنظمة الداخلية مع األنظمة الخارجية؛ للوصل إلى صورة ترتبط فيها المفاهيم ‪ ،‬وتتعالق األجزاء ‪ ،‬وتتواصل الداللة‬
‫في تفاعل ومنطقية ))(‪.)61‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المصاحبات المعجمية (التضام)‬
‫إن الوسائل التي تُ ِ‬
‫حدث تعالقاً داللياً تُسهم في سبك النص ‪ ،‬وتتظافر فيما بينها حتى تجعل النص بنية من شبكة ترابطية من الدالالت‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬ويعد التضام أحد الوسائل السبك المعجمي التي تعطي النص ترابطاً وتماسكاً على المستوى المعجمي ‪ ،‬إذ يقوم على (( توارد زوج من‬
‫الكلمات بالفعل ‪ ،‬أو القوة نظ اًر الرتباطها بحكم هذه العالقة أو تلك))(‪ ،)62‬وتلك العالقات باتت مفهومة ومعروفة عند مستعملي اللغة ‪ ،‬وباإلمكان‬
‫توّقع المفردات في النص نتيجة وجود تعالق داللي لمفردات أُخر ‪ ،‬إذ يعمل التضام (( على استم اررية المعنى عبر وجود مجموعة من الكلمات‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫مما يخلق أساساً مشتركاً بين الجمل والنص ))(‪ ،)63‬وعالقات الترابط النسقي التي توّلدها‬
‫التي يتكرر استخدامها في سياقات متشابهة ‪ّ ،‬‬
‫المصاحبات المعجمية كثيرة مثل عالقة التعارض المتمثلة في أزواج الكلمات ‪ :‬ولد ‪ /‬بنت ‪ ،‬جلس ‪ /‬وقف ‪ ،‬وعالقات الكل والجزء ‪ ،‬أو الجزء‬
‫والجزء ‪ ،‬أو عناصر من القسم نفسه مثل ‪ :‬كرسي ‪ /‬طاولة ‪ ،‬وتحديد هذه العالقات يتمّثل في الحدس اللغوي عند المتلقي(‪ ،)64‬ومنها ما له‬
‫ضدياً بالمعنى‬
‫وضده ‪ ،‬والمقابلة بإيراد كالم ومقابلته ّ‬
‫(‪)65‬‬
‫ّ‬ ‫وجود في إرثنا البالغي باختالف اصطالحي مثل المطابقة التي تجمع بين الشيء‬
‫واللفظ(‪ ،)66‬والمشاكلة هي ذكر شيء بلفظ غيره الواقع في صحبته(‪ ، )67‬ومراعاة النظير الجمع في الكالم بين شيء ومناسبه من نوعه ‪ ،‬أو‬
‫نصه ‪ ،‬هو قوله(‪:)69‬‬ ‫(الضدية) التي أسبك الشاعر بها ّ‬
‫ّ‬ ‫متالئم معه في أحد الوجوه(‪ )68‬ومن أشكال المصاحبات المعجمية‬
‫ات وَت ْه ِد ُم؟‬
‫الشامخ ِ‬
‫َ‬ ‫الصروح‬
‫َ‬ ‫َتبني‬ ‫ــــــوًة‬
‫َن في الدمِ ُق ّ‬
‫حسب أ َّ‬
‫ان َي ُ‬
‫َمن َك َ‬
‫خصب الشاعر أفكاره قاصداً صورة الدم التي تنفتح على شمول داللي واس ٍع مشحون باأللم واالنتصار ‪ ،‬إذ ُيسبر في نصه كاشفاً كينونة‬ ‫ِ‬
‫ُي ّ‬
‫التعجبي الذي ُيفتتح به الكالم إلى‬
‫ّ‬ ‫فيستفز النص مشاعر المتلقي من السؤال‬
‫ّ‬ ‫تضادي مولع بمعاني القوة واالقتدار ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الدم ‪ ،‬عبر سبك معجمي‬
‫ضدية باستعمال الطباق بين لفظتي (تبني – تهدم) ‪ ،‬وتعالق عمليتي البناء والهدم المتضادين بقوة الدم ‪ ،‬التي ترفد البنية الضدية‬ ‫نسج صورة ّ‬
‫وصف بالقوة بإمكانه بناء الصروح الشامخات ‪ ،‬وبإمكانه هدمها ‪ ،‬فالدم الذي انتُهك في كربالء‬ ‫بتكثيف داللي وانزياح جمالي ‪ ،‬فالدم الذي ِ‬
‫الضدي ‪ ،‬فـ((حاالت التناقض‬
‫ّ‬ ‫التفرد بالتصوير‬ ‫دم قلب الموازين ‪ ،‬جاعالً من َسفكه انتصا اًر وخلوداً ‪ ،‬ومّثل لهذا ّ‬ ‫ليس دماً اعتيادياً ‪ ،‬و ّإنما هو ٌ‬
‫إذن تجد لها تفسي اًر روحياً يقودها إلى التكامل واانسجام))(‪ ،)70‬ثم انتقل إلى الرسالة التي انتجها ذلك الدم بتقنية التالزم الذكري ‪ ،‬إذ قال(‪:)71‬‬
‫هـــــــــــــــــذم‬
‫ُ‬
‫طرَها إليَنا َّ‬
‫الل‬ ‫ِب َ‬
‫دماك س َ‬ ‫أي ِرسالـــــــــــ ٍة‬ ‫هد ِ‬
‫اء ُّ‬ ‫َحِّد ْث أََبا ُ‬
‫الش َ‬
‫رنـــــــــــــــــــــــــم‬
‫ُ‬ ‫ُّنيا ِب ِه َي َت‬
‫فم الد َ‬
‫نهجاً ُ‬ ‫تبت َعلى َلو ِح ال ُخلوِد و ْ‬
‫أطلقت‬ ‫ُك ْ‬
‫القوة واإلباء التي خّلدها الدم المستباح ‪ ،‬عبر آلية التالزم الذكري بين لفظتي (اللهذم – الدم) فاللهذم هو السيف الحاد‬
‫يغرس الشاعر معاني ّ‬
‫‪ ،‬والدم هو الذي يسيل جراء َجرح اللهاذم ‪ ،‬وهذا ما يعتّق النص بدالالت عميقة متنامية ‪ ،‬تنطق بها صورة الدماء المستثمرة طاقات القوة‬
‫المنبثقة منها ‪ ,‬ثم ُيكمل الشاعر سبكه المعجمي في البيت األخير من النص بتوظيف تقنية التالزم الذكري مرًة أخرى بين لفظتي (فم – ترنم)‬
‫) ‪ ،‬فالدماء كتبت على‬ ‫؛ لما بين هاتين اللفظتين من تواشج داللي ؛ فجاء هذا النسق الجمالي ؛ للداللة على خلود تضحية الحسين (‬
‫لوح الخلود‪ ،‬وأطلقت نهجاً يترنم به فم الزمان ‪ ،‬وجاء الزخم الداللي المكثّف بوجود االستعارات المكنية التي وهبت النص صورة أعمق لترجمة‬
‫دماء زكي ًة‪.‬‬
‫قوة الدماء وخلودها ‪ ،‬وبذلك نقل الشاعر متلقيه إلى تراكمات داللية مغايرة ‪ ،‬وغير معهودة للدماء ‪ ،‬وهذا ينسجم مع كونها ً‬
‫ضدياً في بعضها ‪ ،‬والتالزم‬
‫نصاً له ‪ ،‬غارساً فيه تقنية التضام بتقابل األلفاظ ّ‬
‫ويأخذ الشاعر من خيوط اللغة كلمات ودالالت يحوك بها ّ‬
‫الذكري في بعضها اآلخر ؛ ليظهر للقارئ مسبوكاً متماسكاً ‪ ،‬وتمّثل في قوله(‪:)72‬‬
‫ــم‬
‫شفاهك َعلَق ُ‬‫َ‬ ‫عتدين َوِفي‬
‫لم َ‬ ‫لُ‬
‫ِ‬ ‫شهد َس ِائـــــــــــ ٌغ‬ ‫َقسماً ِب ِ‬
‫مائ َك َو ُه َو ٌ‬
‫ـــــــم‬
‫كم ُ‬ ‫وتململ المظلوم وهو ُم ّ‬ ‫وتمرد المسجون في أصفــــــــــــاده‬ ‫ّ‬
‫ِإ َّن النص بمجمل دالالته هنا ينقل المتلقي إلى أبعاد جمالية حسية وفكرية ‪ ،‬إذ ظهر معبأ بلغة مؤلمة فاح منها التصوير الشجي والحزين‬
‫الضدي جس اًر جمالياً استطاع الشاعر بوساطته فتح أُفق التأويل عند القارئ ‪ ،‬فنسج بيته األول بتناسيقة (شهد) المضادة لـ(علقم)‬‫ّ‬ ‫ومّثل النسق‬
‫‪َ ،‬‬
‫مشبعة بأفكار قصدها المؤلف في نصه ‪ ،‬على أن‬ ‫لفك شفرات النص والكتناه ما في أعماقه من مداليل إيحائية ّ‬ ‫‪ ،‬وبذلك خلق التضاد إدهاشاً ؛ ّ‬
‫فالضد هنا ُعِقد بين طرفين نقيضين الممزوجين بصورتين‬ ‫ّ‬ ‫آلية (( التضاد تكسب النص توتّ اًر داخلياً من خالل المقارنة والتفضيل))(‪،)73‬‬
‫)‪ ،‬على الرغم من أن الشاعر نسب الماء إلى شخصية‬ ‫مر في شفاه الحسين (‬ ‫تشبيهيتين‪ ،‬الماء بدا شهداً سائغاً عند المعتدين‪ ،‬وعلقماً ّاً‬
‫توشح بها المعنى‬
‫مما يكسب النص مفارق ًة إدهاشية ّ‬‫معضداً كالمه بالقسم ‪ّ ،‬‬
‫الحسين بإحالة مقامية عن طريق كاف الخطاب في (مائك) ‪ّ ،‬‬
‫شدة العطش واحتياج‬
‫مر من ّ‬
‫فمه ّاً‬ ‫أما من يبقى عطشاناً فيكون ّ‬
‫الموجع لصورة العطش ‪ ،‬فاإلنسان حينما يرتوي الماء يشعر بلذة االرتواء ‪ّ ،‬‬
‫) ‪ ،‬فضالً عن التالزم الذكري بين (المسجون ‪ -‬األصفاد) ‪ ،‬فاألصفاد‬ ‫فصور الشاعر حالة العطش القصوى التي عاشها (‬
‫الجسم للماء ‪ّ ،‬‬
‫تمردوا على الشريعة اإلسالمية وقوانينها ‪،‬‬
‫بالتمرد ‪ ،‬وفي ذلك كناية عن المعتدين اّلذين ّ‬
‫ّ‬ ‫تالزم السجين أينما كان ‪ ،‬واقترن المسجون باألصفاد‬
‫التأمل والتأويل الداللي‪ ،‬عبر‬
‫ط اًر بمستويات ّ‬
‫مما يكثّف التماسك في النص بجعله مؤ ّ‬ ‫) واستباحة دمائه ‪ّ ،‬‬ ‫بقتلهم اإلمام الحسين (‬
‫المصاحبات المعجمية ‪ ،‬وبذلك فقد كان الشاعر موفقاً في تقديم تلك المقطوعة الشعرية عبر التشكيل النصي المتجاوز للغة المجردة ؛ لتُحدث‬
‫هالة جمالية من استثمار عناصر التضام النابضة داخل النص‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫اخلامتة‬
‫توصلت الدراسة للنتائج اآلتية ‪-:‬‬
‫بعد قراءة ميمية عبد الحسن زلزلة وتحليلها على وفق آليات السبك ّ‬
‫‪ -1‬مّثلت قصيدة عبد الحسن زلزلة محو اًر من محاور الشعر الحسيني ‪ ،‬إذ سّلطت الضوء على جدليات حياتية كثيرة ‪ ،‬طارح ًة تناقضتها ومفارقاتها‬
‫وصورها على أصعدة محتلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬نسج الشاعر قصيدته على وفق التعالقات الداللية الظاهرة والباطنة ‪ ،‬فبدت بنية متالحمة األجزاء ‪ ،‬وتواصلية الدالالت ‪ ،‬على وفق السبكين‬
‫النحوي والمعجمي‪.‬‬
‫‪ -3‬بدت آليات السبك النحوي في نص القصيدة مكون ًة شبكة نسيجها متشاكل ومتماسك ‪ ،‬تغامر المعاني المطروحة في الميمية عبر هذا التماسك‪.‬‬
‫‪ -4‬كانت اإلحالة المقامية لها وقعها في بنية القصيدة ‪ ،‬والتي أشارت في الغالب إلى شخصية اإلمام الحسين (ع) ‪ ،‬وأما اإلحالتان القبلية والبعدية‬
‫فكانتا أقل وقعاً من األولى‪.‬‬
‫‪ -5‬ساهمت تقنية الحذف في خلق ٍ‬
‫جو متماسك في القصيدة عن طريق ترك مساحة تأويلية للمتلقي ‪ ،‬إذ وردت بأنماط مختفة ما بين حذف الفعل‬
‫‪ ,‬والفاعل ‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬وأداة النداء‪.‬‬
‫‪ -6‬مّثل الربط وسيلة نصية موّلدة استم اررية في مجرى طرح األفكار والرؤى في القصيدة ‪ ،‬إذ ظهر النص متواصالً ومتشابك الداللة‪.‬‬
‫‪ -7‬أحدث السبك المعجمي ترابطاً ذا أبعاد جمالية وداللية ‪ ،‬وظهر ذلك الربط اإلحالي بوساطة التكرار ‪ ,‬والتضام ‪ ،‬فكان لكال اآلليتين تش ّكل‬
‫مما أسهم في بلورة دالالت مختلفة ومتنوعة‪.‬‬‫محوري لإلكتناز الداللي المتدفق منها ‪ ،‬وظه ار على بنية النص السطحية بأشكال مختلفة ‪ّ ،‬‬
‫املصادر واملراجع‬
‫استراتيجيات القراءة ‪ ,‬التأصيل واإلجراء النقدي ‪ ,‬د‪.‬بسام قطوس ‪ ,‬أربد ‪ ,‬مؤسسة حماده ودار الكندي ‪1998 ,‬م ‪.‬‬ ‫•‬
‫أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية‪ .‬تأسيس نحو النص ‪ ،‬محمد الشاوش ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المؤسسة العربية للتوزيع ‪ ،‬تونس ‪2001 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫إعجاز القرآن ‪ ،‬أبو بكر محمد بن الطيب الباقالني (ت‪403‬ه) ‪ ،‬تح ‪ :‬السيد أحمد صقر ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪1971 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫أنوار الربيع في أنواع البديع ‪ ،‬السيد علي صدر الدين بن معصوم المدني ‪ ،‬تح ‪ :‬شاكر هادي شكر ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة النعمان ‪ ،‬النجف األشرف‬ ‫•‬
‫‪1968 ،‬م‪.‬‬
‫اإل يضاح في علوم البالغة (المعاني والبيان والبديع) ‪ ،‬جالل الدين محمد بن عبد الرحمن الخطيب القزويني (ت‪739‬ه) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكتب‬ ‫•‬
‫العلمية ‪ ،‬بيروت ‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫البديع الشعري بين الصنعة والخيال ‪ ,‬عبد القادر الرباعي ‪ ,‬مجلة أبحاث اليرموك ‪ ,‬سلسلة اآلداب واللغويات ‪ ,‬م ‪ , 3‬ع ‪ 1985 , 2‬م ‪A35 :‬‬ ‫•‬
‫بديع القرآن ‪ ،‬ابن أبي اإلصبع المصري (ت ‪654‬ه) ‪ ،‬تح ‪ :‬حفني محمد شرف ‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫•‬
‫البالغة العربية أسسها وعلومها وفنونها وصور من تطبيقاتها بهيكل جديد من طريف وتليد ‪ ،‬عبد الرحمن حسن حنبكة الميداني ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬ ‫•‬
‫القلم ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬الدار الشامية ‪ ،‬بيروت‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫البيان والتبيين ‪ ،‬أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت‪255‬ه) ‪ ،‬تح ‪ :‬عبد السالم محمد هارون ‪ ،‬ط‪ ، 7‬مكتبية الخانجي ‪ ،‬القاهرة ‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫تأويل مشكل القرآن ‪ ،‬البن قتيبة (ت‪276‬ه) ‪ ،‬تح ‪ :‬السيد أحمد صقر ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة دار التراث ‪ ،‬القاهرة ‪1973 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫دالئل اإلعجاز ‪ ،‬أبو بكر عبد القاهر بن عبد رحمن بن محمد الجرجاني (ت‪471‬ه) ‪ ،‬قراءة وتعليق ‪ :‬أبو فهر محمود محمد شاكر ‪ ،‬مكتبة‬ ‫•‬
‫الخانجي ‪ ،‬القاهرة ‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫ديوان صهيل القوافي ‪ ،‬د‪.‬عبد الحسن زلزلة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الرافدين ‪ ،‬بيروت ‪2006 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫شعراء العراق في القرن العشرين ‪ ،‬د‪.‬يوسف ّ‬
‫عز الدين ‪ ،‬مطبعة أسعد ‪ ،‬بغداد ‪1969 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على السور المكية ‪ ،‬د‪.‬صبحي إبراهيم الفقي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار قباء ‪ ،‬القاهرة ‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫علم النص مدخل متداخل االختصاصات ‪ ،‬تون أ‪.‬فان دايك ‪ ،‬تر ‪ :‬د‪.‬سعيد حسن بحيري‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار القاهرة للكتاب ‪ ،‬مصر ‪2001 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ‪ ،‬أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني األزدي (ت‪456‬ه) ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد ‪ ،‬ط‪5‬‬ ‫•‬
‫‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬سوريا ‪1981 ،‬م‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫في البالغة العربية واألسلوبيات اللسانية آفاق جديدة ‪ ،‬د‪ .‬سعد عبد العزيز مصلوح ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مجلس النشر العلمي ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬الكويت‬ ‫•‬
‫‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫عمان ‪2009 ،‬م‪.‬‬ ‫في اللسانيات ونحو النص ‪ ،‬د‪.‬إبراهيم محمود خليل ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار المسيرة ‪ّ ،‬‬ ‫•‬
‫حب أهل البيت ‪ ،‬محمد عباس الدراجي ‪ ،‬ط‪ ، 4‬دار ومكتبة األمير‪ ،‬بغداد ‪2011 ،‬م‪.‬‬‫القصائد الخالدات في ّ‬ ‫•‬
‫قضايا ا لغة العربية في اللسانيات الوظيفية بينة الخطاب من الجملة إلى النص ‪ ،‬د‪.‬أحمد المتوكل ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار األمان ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫•‬
‫قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية بنية الخطاب من الجملة إلى النص ‪ ،‬د‪.‬أحمد المتوّكل ‪ ،‬دار األمان ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫•‬
‫كتاب الصناعتين الكتابة والشعر ‪ ،‬أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل العسكري (ت‪395‬ه) ‪ ،‬تح ‪ :‬علي محمد البجاوي ‪ ،‬محمد أبو الفضل‬ ‫•‬
‫إبراهيم ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر العربي ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫كتاب الصناعتين الكتابة والشعر ‪ ،‬أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل العسكري ‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد البجاوي ‪ ،‬ومحمد أبو الفضل إبراهيم ‪،‬‬ ‫•‬
‫ط‪ ، 1‬دار إحياء الكتب العربية‪1952 ،‬م‪.‬‬
‫كتاب العين مرتباً على حروف المعجم ‪ ،‬الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت‪170‬ه) ‪ ،‬تح‪ :‬د‪.‬عبد الحميد هنداوي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫•‬
‫بيروت ‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪ ،‬محمد خطابي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬بيروت ‪1991 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ‪ ،‬ضياء الدين بن األثير ‪ ،‬قدمه وعلق عليه ‪ :‬د‪.‬أحمد الحوفي ‪ ,‬ود‪.‬بدوي طبانة ‪ ،‬دار نهضة مصر ‪،‬‬ ‫•‬
‫القاهرة ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫مدخل إلى علم النص ومجاالت تطبيقه ‪ ،‬محمد األخضر الصبيحي ‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون ‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫مدخل إلى علم لغة النص ‪ ،‬روبرت دي بوجراند ‪ ،‬ولفغانغ دريسلر ‪ ،‬تر ‪ :‬الهام أبو غزالة ‪ ،‬وعلي خليل حمد ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكاتب ‪1992 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫معجم األدباء من العصر الجاهلي حتى سنة ‪2002‬م ‪ ،‬كامل سلمان الجبوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا (ت‪ ، )395‬تح ‪ :‬عبد السالم محمد هارون ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬القاهرة ‪1979 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫حسان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪.‬د‪.‬تمام ّ‬
‫ّ‬ ‫مقاالت في اللغة واألدب ‪،‬‬ ‫•‬
‫نحو أجرومية النص الشعري (دراسة في قصيدة جاهلية ) د سعد مصلوح ‪ /‬مجلة الفصول االربعه مجلد ‪ /10‬عدد ‪ 2/1‬لسنة ‪.1996‬‬ ‫•‬
‫نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ‪ ،‬أحمد عفيفي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة زهراء الشرق ‪ ،‬القاهرة ‪2001،‬م‪.‬‬ ‫•‬

‫نسيج النص بحث فيما يكون به الملفوظ ّ‬


‫نصاً ‪ ،‬األزهر الزناد ‪ ،‬ط‪ ،1‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬والدار البيضاء ‪1993 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫النص والخطاب واإلجراء ‪ ،‬روبرت دي بوجراند ‪ ،‬تر ‪ :‬تمام حسان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة ‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫هوامش البحث‬

‫‪ ))1‬ينظر ‪ :‬معجم األدباء من العصر الجاهلي حتى سنة ‪2002‬م ‪.328 / 3 :‬‬
‫‪ ))2‬ينظر ‪ :‬شعراء العراق في القرن العشرين ‪. 378 -377 / 1 :‬‬
‫‪ ))3‬ينظر ‪ :‬القصائد الخالدات ‪.139 :‬‬
‫‪ ))4‬كتاب العين ‪ :‬مادة (سبك)‪.‬‬
‫‪ ))5‬معجم مقاييس اللغة ‪.129/3 :‬‬
‫)‪ (6‬البيان والتبيين ‪.67 / 1 :‬‬
‫)‪ (7‬كتاب الصناعتين ‪. 14 :‬‬
‫)‪ (8‬بديع القرآن ‪.166 / 2 :‬‬
‫‪ ))9‬مدخل إلى علم النص ومجاالت تطبيقه ‪.59 :‬‬
‫‪ ))10‬ينظر ‪ :‬علم النص مدخل متداخل االختصاصات ‪.275 :‬‬
‫‪ ))11‬النص والخطاب واإلجراء ‪.103 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (12‬نحو أجرومية للنص الشعري ‪ ،‬دراسة في قصيدة جاهلية ‪.154 :‬‬
‫)‪ (13‬أصول تحليل الخطاب ‪.124 / 1 :‬‬
‫)‪ (14‬ينظر ‪ :‬في اللسانيات ونحو النص ‪.219 :‬‬
‫)‪ (15‬في البالغة العربية واألسلوبيات اللسانية ‪.227 :‬‬
‫)‪ (16‬نحو النص ‪ ،‬اتجاه جديد في الدرس النحوي ‪.90 :‬‬
‫)‪ (17‬مقاالت في اللغة واألدب ‪.256 / 2 :‬‬
‫)‪ (18‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.5 :‬‬
‫‪ ))19‬ينظر ‪ :‬مدخل إلى علم لغة النص ‪. 11 :‬‬
‫‪ ))20‬ينظر ‪ :‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ‪.93 / 1 :‬‬
‫‪ ))21‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.23 – 16 :‬‬
‫‪ ))22‬النص والخطاب واإلجراء ‪.172 :‬‬
‫‪ ))23‬قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ‪.137 :‬‬
‫‪ ))24‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪. 17 – 16 :‬‬
‫‪ ))25‬نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ‪.117 :‬‬
‫)‪ (26‬نسيج النص ‪.119 :‬‬
‫)‪ (27‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.18 :‬‬
‫)‪ (28‬ديوان صهيل القوافي ‪.69 / 1 :‬‬
‫‪ ))29‬المصدر نفسه ‪.71 / 1 :‬‬
‫‪ ))30‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ‪.55/ 1 :‬‬
‫)‪ (31‬ينظر ‪ :‬أصول تحليل الخطاب ‪.143 / 1 :‬‬
‫‪ ))32‬دالئل اإلعجاز ‪.146 :‬‬
‫)‪ (33‬ينظر ‪ :‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ‪.196 / 2 :‬‬
‫‪ ))34‬ديوان صهيل القوافي ‪.72 / 1 :‬‬
‫‪ ))35‬علم لغة النص النظرية والتطبيق ‪.116 :‬‬
‫)‪ (36‬ديوان صهيل القوافي ‪.71 / 1 :‬‬
‫‪ ))37‬ينظر ‪ :‬البالغة العربية أسسها وعلومها وفنونها ‪.184 / 1 :‬‬
‫‪ ))38‬علم لغة النص النظرية والتطبيق ‪.99 :‬‬
‫‪ ))39‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.23 :‬‬
‫‪ ))40‬ينظر ‪ :‬النص والخطاب واإلجراء ‪.346 :‬‬
‫‪ ))41‬نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ‪.128 :‬‬
‫‪ ))42‬ينظر ‪ :‬علم لغة النص النظرية والتطبيق ‪.110،111 :‬‬
‫)‪ (43‬ديوان صهيل القوافي ‪.71 ، 70 /1 :‬‬
‫)‪ (44‬نسيج النص ‪.12 :‬‬
‫)‪ (45‬ديوان صهيل القوافي ‪.73 /1 :‬‬
‫)‪ (46‬علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ‪.64 / 1 :‬‬
‫)‪ (47‬علم لغة النص النظرية والتطبيق ‪.141 :‬‬
‫‪ ))48‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.24 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫آليات السبك النصي يف ميمية عبد احلسن زلزلة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ))49‬أصول تحليل الخطاب ‪.131/1 :‬‬
‫‪ ))50‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪ ، 24 :‬وأصول تحليل الخطاب ‪.141/1 :‬‬
‫)‪ (51‬ينظر ‪ :‬نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ‪.106 :‬‬
‫‪ ))52‬النص والخطاب واإلجراء ‪.301 :‬‬
‫)‪ (53‬ينظر ‪ :‬تأويل مشكل القرآن ‪.232 :‬‬
‫)‪ (54‬ينظر ‪ :‬كتاب الصناعتين ‪.194 ، 193 :‬‬
‫)‪ (55‬ينظر ‪ :‬العمدة ‪.73 / 2 :‬‬
‫)‪ (56‬المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ‪.3/ 3 :‬‬
‫)‪ (57‬ينظر ‪ :‬علم اللغة النصي ‪.21/2 :‬‬
‫)‪ (58‬ديوان صهيل القوافي ‪.73 / 1 :‬‬
‫)‪ (59‬علم لغة النص النظرية والتطبيق ‪.105 :‬‬
‫)‪ (60‬ديوان صهيل القوافي ‪.69 / 1 :‬‬
‫‪ ))61‬نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ‪.103 ، 102 :‬‬
‫)‪ (62‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.25 :‬‬
‫‪ ))63‬علم لغة النص النظرية والتطبيق ‪.142 :‬‬
‫)‪ (64‬ينظر ‪ :‬لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ‪.25 :‬‬
‫)‪ (65‬ينظر ‪ :‬كتاب الصناعتين ‪.307 :‬‬
‫‪ ))66‬ينظر ‪ :‬إعجاز القرآن ‪ ،‬للباقالني ‪ ، 87 :‬وينظر ‪ :‬العمدة ‪.15/ 2 :‬‬
‫‪ ))67‬ينظر ‪ :‬اإليضاح في علوم البالغة ‪.263 :‬‬
‫)‪ (68‬ينظر ‪ :‬أنوار الربيع في أنواع البديع ‪.119 / 3 :‬‬
‫)‪ (69‬ديوان صهيل القوافي ‪.69/1 :‬‬
‫‪ ))70‬البديع الشعري بين الصنعة والخيال ‪ ,‬عبد القادر الرباعي ‪ ,‬مجلة أبحاث اليرموك ‪ ,‬سلسلة اآلداب واللغويات ‪ ,‬م ‪, 3‬‬
‫ع ‪ 1985 , 2‬م ‪. A35 :‬‬
‫)‪ (71‬ديوان صهيل القوافي ‪.70 /1 :‬‬
‫)‪ (72‬المصدر نفسه ‪.71 / 1 :‬‬
‫)‪ (73‬استراتيجيات القراءة ‪ ,‬التأصيل واإلجراء النقدي ‪. 149 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

You might also like