You are on page 1of 78

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫كلية األدب العربي والفنون‬

‫قسم الدراسات األدبية والنقدية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستير في األدب العربي‬


‫تخصص‪ :‬نقد حديث ومعاصر‬

‫الظواهر األسلوبية في قصيدة " في القــــدس " لتميم البرغوثي‬


‫أنموذجا‬

‫إشراف الدكتورة ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب ‪:‬‬


‫حسنية مسكين‬ ‫قوجيل الجياللي‬

‫السنة الجامعية ‪7108/7102 :‬‬


‫اإلهــــــــــــداء‬
‫‪-‬أهدي ثمرة عملً المتواضع هذا إلى كل من عملً حرفا فً هذه الدنٌا الفانٌة‪.‬‬
‫‪-‬إلى روح أبً الزكٌة الطاهرة فً قبرها‪.‬‬
‫‪-‬إلى روح أمً العزٌزة الغالٌة التً أفنت عمرها من أجل تعلٌمً وتربٌتً‪.‬‬
‫‪-‬إلى زوجتً الغالٌة وأبنائً األعزاء‪ :‬دعاء‪ٌ ،‬وسف‪ ،‬هاجر‪ ،‬عبد الهادي‪.‬‬
‫‪-‬إلى إخوتً األعزاء‪ :‬أحمد‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬خٌرة‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬وأوالده‪ ،‬منور‪ ،‬إسماعٌل‬
‫هواري‪.‬‬
‫‪-‬إلى الدكتورة المحترمة‪ :‬مسكٌن حسنٌة‪،‬‬
‫‪-‬إلى الدكاترة المحترمٌن بكلٌة اآلداب والفنون العربٌة‪ :‬بن ٌشو الجٌاللً‪ ،‬مكروم‬
‫قاضً الشٌخ‪ ،‬حمودي محمد فرٌحً ملٌكة‪ ،‬بن سكران حفٌظة‪ ،‬وإلى جمٌع الدكاترة‬
‫واألساتذة بجامعة عبد الحمٌد بن بادٌس‪.‬‬
‫‪-‬وإلى رفقاء الدرب فً الدراسة الجامعٌة‪ :‬علً ضامن‪ ،‬محمد عزٌزي‪ ،‬بلقبلً‬
‫محمد‪.‬‬
‫‪-‬إلى الطاقم التربوي واإلداري بمتوسطة خدٌجة بلعباس بخضرة عشعاشة‪.‬‬
‫نسأل هللا أن ٌوفقنا إلى سبٌل الخٌر والنماء لبالد الجزائر واألمة اإلسالمٌة جمعاء‪.‬‬
‫شكر وتقدٌر‬
‫"كن عالما‪...‬فإن لم تستطٌع فكن متعلما‪ ،‬فإن لم تستطٌع فأحب العلماء‪،‬‬
‫فإن لم تستطٌع فال تبغضهم"‬
‫بعد رحلة بحث وجهد واجتهاد تكللت بإنجاز هذا البحث‪ ،‬نحمد هللا عزوجل‬
‫على نعمة التً أنعم بها علٌنا فهو العلً القدٌر‪ ،‬كما ال ٌسعنا إال أن نخص بأسمى‬
‫عبارات الشكر والتقدٌر الدكتورة «مسكٌن حسنٌة" والدكتور "قاضً الشٌخ" لما‬
‫قدماه لنا من جهد ونصح ومعرفة طٌلة انجاز هذا البحث‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر الجزٌل لكل من أسهم فً تقدٌم ٌد العون إلنجاز هذا البحث‬
‫المتواضع‪ ،‬ونخص بالذكر أساتذتنا مسكٌن حسنٌة‪ ،‬فرٌحً‪ ،‬قاضً الشٌج‪.....‬‬
‫وكل الدكاترة الذٌن أشرفوا على تكوٌن دفعة ‪8102‬م‪.‬‬
‫‪-‬إلى الذٌن كانوا عونا لنا فً تخرجنا من الجامعة‪ ،‬ونورا ٌضًء الظلمة التً‬
‫كانت تقف أحٌانا فً طرٌقنا‪.‬‬
‫‪-‬إلى كل من زرعوا التفاؤل فً دربنا وقدموا لنا المساعدات والتسهٌالت‬
‫والمعلومات‪ ،‬فلهم منا كل الشكر‪ ،‬وأخص بالذكر رفقائً علً‪ ،‬عزٌزي‪ ،‬بلقبلً‬
‫لوافً عبد القادر‪.‬‬
‫‪-‬أما الشكر الذي من النوع الخاص فأتوجه به إلى عائلتً من أمً زوجتً‬
‫إخوتً وأوالدي أطال هللا فً عمرهم‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫أظهرت ‌المناهج ‌النقدٌة ‌الحدٌثة ‌اهتماما ‌بارزا ‌فً ‌تحلٌل ‌النصوص ‌األدبٌة‪‌،‬‬
‫وإظهار‌مدلوالتها‌الجمالٌة‌والوقوف‌عند ‌السمات‌البالغٌة‌التً‌تمٌزها‌عن‌غٌرها‪‌،‬‬
‫معتمدة ‌على‌معاٌٌر‌موضوعٌة‪‌ ،‬وهذا‌ما‌ٌجعل‌الناقد‌ٌمارس‌عمله‌النقدي‌وٌرشد‌‬
‫أحكامه‌على‌أسس‌مضبوطة‌وواضحة‌تثري‌ممارسته‌النقدٌة‌ترقٌها‪‌ .‬‬
‫‌‌‌‌‌كان ‌لألسلوبٌة ‌دور ‌بارز ‌فً ‌استنطاق ‌العمل ‌األدبً ‌واكتشاف ‌أسراره ‌من‌‬
‫خالل‌مختلف‌مستوٌاته‪‌،‬فالتحلٌل‌األسلوبً‌ٌسهم‌فً‌إظهار‌رؤى‌الكاتب‌وألفكاره‌‬
‫ومالمح‌تفك ٌره‌وٌكتشف‌لنا‌عما‌وراء‌األلفاظ‌والسٌاق‌من‌مغزى‌ومعانً‌ٌنطوي‌‬
‫علٌا‌النص‌كما‌ٌبرز‌القٌم‌البالغٌة‌والجمالٌة‌فٌه‪‌ .‬‬
‫من‌هذا‌المنطلق‌ارتأٌت‌أن‌أرصد‌رسالتً‌التً‌تحمل‌عنوان‌الظواهر األسلوبٌة‌فً‌‬
‫قصٌدة‌"‌فً‌القدس‌"‌لتمٌم‌البرغوثً‌‪‌ .‬‬
‫‌‌‌‌‌رصدت‌هذه‌الرسالة‌من‌أجل‌اإلجابة‌على‌مجموعة‌من‌اإلشكاالت‌أهمها‌‌‪‌ :‬‬
‫ما‌ذا‌نعنً‌باألسلوبٌة‌وبعلم‌األسلوب؟ ‌‬
‫ماهً ‌الطرائق ‌التً ‌نستعملها ‌لتحلٌل ‌نصا ‌تحلٌال ‌أسلوبٌا‪‌ ،‬وكٌف ‌ٌمكننا ‌تطبٌق‌‬
‫طرائق‌التحلٌل‌األسلوبً‌الستظهار‌الظواهر‌الصوتٌة‌والنحوٌة‌والفنٌة ‌فً‌قصٌدة‌‬
‫فً‌القدس؟ ‌‬
‫‌‌‌‌‌‌ إن‌الدراسة‌التً‌قمت‌بها‌فً‌مجال‌البحث‌األسلوبً‌إنما‌هً‌دراسة‌أردت‌من‌‬
‫خاللها‌استظهار‌أسلوبٌة‌النص‌الشعري‌لتمٌم‌البرغوثً‌فً‌قصٌدته‌"فً‌القدس‌" ‌‬
‫الصادرة‌عام‌‪2002‬م‪‌ .‬‬
‫‌‌‌‌‌‌‌‌ومن‌الدوافع‌التً‌جعلتنا‌نختار‌قصٌدة‌"‌فً‌القدس"‌لتمٌم‌البرغوثً‌هً‌‪‌ :‬‬
‫‪-1‬عظمة ‌وقوة ‌شعرٌته‪‌ ،‬كونه ‌من ‌الشعراء ‌المعاصرٌن ‌الذٌن ‌ابتعدوا ‌عن ‌الشعر‌‬
‫القدٌم‌التقلٌدي‪‌،‬ومن‌الذٌن‌واكبوا‌متغٌرات‌العالم‌بأقالمهم‌وشعرهم‪‌ .‬‬
‫‌‪‌ -2‬القصٌدة ‌التً ‌بٌن ‌أٌدٌنا ‌تعالج ‌القضٌة ‌الفلسطٌنٌة ‌‪،‬وفً ‌حقٌقة ‌األمر ‌نعتبرها‌‬
‫قضٌة‌عربٌة‌وإسالمٌة‪‌،‬فكان‌تمٌم‌من‌السباقٌن‌لنصرتها‌بقلمه‌وأحاسٌسه‌فسخر‌كل‌‬
‫شعره‌وأقالمه‌لرفع‌الغبن‌عن‌الشعب‌الفلسطٌنً‪‌ .‬‬
‫‌‌‌‌‌‌‌‌ سلكنا‌فً‌تحلٌلنا‌هذا‌المنهج‌الوصفً‌التحلٌلً‌بغٌة‌رصد‌الظواهر‌األسلوبٌة‌‬
‫و ‌الجمالٌات ‌الفنٌة ‌للقصٌدة‪‌ ،‬وإبراز ‌الظواهر ‌الصوتٌة ‌والنحوٌة ‌التً ‌إحتوتها‌‬
‫القصٌدة‪‌ .‬‬
‫‌‌‌‌ ‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‌أ‬
‫‌‬
‫قسمنا‌هذه‌الدراسة‌إلى‌ثالثة‌فصول‌فً‌كل‌فصل‌ثالثة‌مباحث‌‪‌ :‬‬
‫وقد‌تناولنا‌فً‌الفصل‌األول‪‌ :‬‬
‫‌‌‌‌‌األسلوبٌة ‌بٌن ‌الماهٌة ‌واألنواع‪‌ ،‬وقسمناه ‌إلى ‌ثالثة ‌مباحث‪‌ ،‬المبحث ‌األول‌‬
‫مفهوم‌األسلوبٌة‌ونشأتها‪‌ ،‬المبحث‌الثانً‌اتجاهات ‌األسلوبٌة‪‌ ،‬المبحث‌الثالث‌عالقة‌‬
‫األسلوبٌة‌بالعلوم‌المجاورة‪.‬‬
‫أما‌الفصل‌الثانً‌فقد‌كان‌عن ‌دراسة‌نحوٌة‌لبنٌة‌الجمل‌فً‌الدٌوان‪‌،‬حٌث‌رصدنا‌‬
‫أهم‌الجمل‌الفعلٌة‌البسٌطة‌والمركبة‌والجمل‌االسمٌة‌البسٌطة‌والمركبة‪‌ .‬‬
‫والجملة‌المنفٌة‌وجملتا‌األمر‌والنهً‌ثم‌الجمل‌الندائٌة‪‌ ،‬وفً‌األخٌر‌قمنا‌بشرح‌كل‌‬
‫صورة‌مستخرجة‌من‌القصٌدة‪‌ .‬‬
‫وفً ‌الفصل ‌الثالث قمنا ‌بعرض ‌الظواهر ‌األسلوبٌة ‌الفنٌة ‌فً ‌الدٌوان ‌وهً‌‬
‫(االنزٌاح‪-‬التكرار‪‌ ).‬‬
‫‌‌‌‌و كل‌هذه‌الظواهر‌التً‌درسناها ‌ساهمت ‌فً‌إعطاء‌النصوص‌الشعرٌة‌أبعادا‌‬
‫داللٌة‌وجمالٌة‌وفنٌة‪‌ .‬‬
‫‌‌‌‌وفً‌األخٌر‌ختمنا‌بحثنا‌‌بأهم‌النتائج‌التً‌توصلنا‌إلٌها‌طٌلة‌إعدادنا‌للبحث‪‌ .‬‬
‫واعتمدنا ‌فً ‌هذه ‌الدراسة ‌على ‌دٌوان ‌تمٌم ‌البرغوثً ‌فً ‌القدس ‌وبعض ‌المراجع‌‬
‫نذكر ‌منها ‌األسلوب ‌واألسلوبٌة ‌لعبد ‌السالم ‌المسدي ‌‪،‬األسلوبٌة ‌مدخل ‌نظري‌‬
‫ودراسة‌تطبٌقٌة‌لفتح‌هللا‌أحمد‌سلٌمان‌‪‌،‬األسلوبٌة‌وتحلٌل‌الخطاب‌لنور‌الدٌن‌السد‪.‬‬
‫‌‌‬

‫‌‬
‫ب‬
‫الفصـل األول‬

‫األسلوبية بين الماهية واألنواع‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪( :‬مفهىم األسلىتية ووشأتها)‪.‬‬

‫‪ٝ‬عد اىَْٖش األضي٘ب‪ ٜ‬أمزر اىَْإش اىْقد‪ٝ‬ت اىَعاصرة قددةة ليد‪ ٚ‬حغي‪ٞ‬داو اىب دا‬
‫األدب‪ ،ٜ‬ب ر‪ٝ‬قات ليَ‪ٞ‬ت ٍ٘ظ٘ل‪ٞ‬ات‪ ٍْ ٍِٗ ،‬يق ىغا٘‪ٝ ٛ‬طَاظ برصداد إٔدٌ اىطَدااث‬
‫ٗاىبصاائص اىيغ٘‪ٝ‬ات ف‪ ٜ‬اىعَاو اىفْ‪ٗ ٜ‬حغد‪ٝ‬اد ق‪َٖٞ‬ا اىضَااى‪ٞ‬ت اىباةزة ف‪.ٔٞ‬‬
‫‪ 1-1‬تطىر األسلىتية ووشأتها‪:‬‬
‫‪ٝ‬عا٘د اىْقاد األضيا٘ب‪ ٜ‬فد‪ّ ٜ‬ـاتحدأ ٗح دا٘ةٓ ٗامخَاىدأ ٍدِ اىْصدا اىزدااّ‪ٍ ٜ‬دِ‬
‫اىقارُ اىعـار‪ٝ‬اِ إىا‪ ٚ‬اىخ ا٘ة "اىاذ‪ ٛ‬غارأ لداي‪ ٚ‬لدايٌ اىيغدات ٍْداذ بدا‪ٝ‬دااث اىقااادارُ‬
‫اىخاضاع لـاار‪ ،‬فَْداذ لىدال اىخااااة‪ٝ‬داخ أتداذث اىَْاإداش اىعيَ‪ٞ‬دات اىخضر‪ٝ‬داب‪ٞ‬ت حسعداسط‬
‫اىَْٖاش اىخاة‪ٝ‬اب‪ ٜ‬لاِ ٍنااّدأ‪ ،‬بعداد أُ بطداػ ض‪ ٞ‬رحدأ لداي‪ ٚ‬اىدةاضدااث اـّطاّ‪ٞ‬دات‬
‫ةدعاا ٍِ اىسٍداِ‪،"1‬ى‪ٞ‬بطداػ اىَْٖداش اى٘صداف‪ّ ٜ‬فدا٘لٓ ٍعخَدادا لداي‪ ٚ‬اىخعب‪ٞ‬دار اىنَدا‪ٜ‬‬
‫ٗاىَعا‪ْٝ‬ات اىَباشرة فا‪ٍ ٜ‬بخيدا اىعيداً٘‪ٗ ،‬لىدال برصداد ٗحطض‪ٞ‬داو اىَ علداث ليد‪ٚ‬‬
‫األش‪ٞ‬ااء ٗ اى٘قاائع ٗ إدةاك ٍاا ب‪َْٖٞ‬اا ٍِ ل قااث ٍخبداادىت ‪ٗ،‬حصْ‪ٞ‬دا تصائصداٖا‬
‫‪.‬‬
‫ٗحرح‪ٞ‬باٖا ٗٗصا ض‪ٞ‬اقااحٖا‪2‬‬
‫ٗف‪ ٜ‬ظاو ٕااحٔ اىخ ٘ةاث شارع اىْقاد األدب‪ٝ ٜ‬خ٘صأ ح٘صٖداا ليَ‪ٞ‬داا ‪ٝ‬قداة ٍدِ‬
‫تددا ىٔ األلَددااه األدب‪ٞ‬ددت ليددا‪ّ ٚ‬غددا٘ ٗصفددا‪ٍ ٜ‬غدداط‪ٗ ،‬حضيدد‪ ٚ‬لىددال فدد‪ ٜ‬اىدةاضددااث‬
‫اىيغا٘‪ٝ‬ت اىغد‪ٝ‬زات اىخ‪ ٜ‬أةضا‪ ٚ‬دلائَاٖا اىعااىٌ اىط٘‪ٝ‬طر‪ ٛ‬فارديىاوذ دي سوىيز‪ ،‬ع‪ٞ‬داذ‬
‫لٕدداإ إىددا‪ ٚ‬أُ األىطددْ‪ٞ‬ت لددايٌ ٗصددف‪ٗ ،ٜ‬أُ األىطددْ‪ٝ ٜ‬صد ٍع ‪ٞ‬دداث اىْدداص ا دبدد‪ٜ‬‬
‫‪ ٝ‬عظ ٗ‪ٝ‬عا‪ ِٝ‬ىفٖاٌ ٗض‪ٞ‬ر اىَْلٍ٘ت اللغـوية ‪. 3‬‬
‫ٍْٗدددذ لىدددل اىغ‪ٞ‬ددداِ حغدددذة اىفندددر اى٘ظدددع‪ ٜ‬فددد‪ ٜ‬لقددد٘ه األىطدددْ‪ ِٞٞ‬اىَغددددر‪ِٞ‬‬
‫ٍْٗإضٖدداٌ اىخدد‪ ٜ‬اضددخبدٍٕ٘ا فدد‪ ٜ‬دةاضدداحٌٖ اىيغ٘‪ٝ‬ددت‪ٝٗ ،‬لٖددر لىددل صي‪ٞ‬ددا فدد‪ ٜ‬اى رائددق‬
‫ٗاىخغاى‪ٞ‬ددو اىخدد‪ ٜ‬غبقٕ٘ددا ليدد‪ ٚ‬األرددر األدبدد‪ٗ ٜ‬مددذا اىَصدديغاث اىخدد‪ ٜ‬غفقددج حخنددارر ٍددِ‬
‫باعددذ إىدد‪ ٚ‬وتددر ٗاىخدد‪ ٜ‬اضددخَدٗا أصدد٘ىٖا ٍددِ اىعيددً٘ اىخضر‪ٝ‬ب‪ٞ‬ددت ٗاىر‪ٝ‬اظدد‪ٞ‬ت ٗاىفيطددف‪ٞ‬ت‬
‫‪4‬‬
‫ٗاىْفط‪ٞ‬ت‬

‫‪-1‬عدنان حسٌن قاسم‪ :‬االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً‪ ،‬دار العربٌة للنشرو‬
‫التوزٌع‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط ‪2001،‬م‪ ،‬ص‪27‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ٌ -2‬نظر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ٌ -3‬نظر‪ ،‬عدنان حسٌن قاسم‪ :‬االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً‪ ،‬ص‪28‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ ،‬المرجع نفسه ص‪22‬‬

‫‪2‬‬
‫ٗبْلرة ضر‪ٝ‬عت لي‪ ٚ‬اىَص يغاث ٗاىخعاة‪ ٝ‬اىخد‪ ٜ‬أٗةدٕدا لبدد اىطد ً اىَطدد‪ٛ‬‬
‫ف‪ ٜ‬مخابدٔ (األضدي٘ ٗاألضدي٘ب‪ٞ‬تي ‪ٝ‬ختمدد ىيقداةا ٍدد‪ ٙ‬ا ةحبداغ اى٘ر‪ٞ‬دق بد‪ ِٞ‬اىدةاضداث‬
‫األىطْ‪ٞ‬ت ٗب‪ ِٞ‬حيل اىعيً٘‪.‬‬
‫فَص يظ أّخ٘ىد٘ص‪ّ ٜ‬طدبت إىد‪ ٚ‬األّخ٘ى٘ص‪ٞ‬دا ٕٗد‪ ٜ‬قطدٌ ٍدِ اىفيطدفت ‪ٝ‬عْد‪ ٜ‬بدةاضدت‬
‫اى٘ص٘د‪ .‬مَا ٕ٘ ٍ٘ص٘د لي‪ ٚ‬عد لباةة أرسطى‪.‬‬
‫ٍٗصددد يظ اىبددداد ٍدددِ ٍصددد يغاث اىف‪ٞ‬س‪ٝ‬ددداء ع‪ٞ‬دددذ اضدددخبدىٖا با ضدددخب اُ ٍدددِ‬
‫ٍص يغاث اىفيطفت ٗليٌ اىْفص‪ٍٗ ،‬صد يظ اىزقدو ٍدِ اىعيدً٘ اىر‪ٝ‬اظد‪ٞ‬ت ‪ ، 1‬إىد‪ ٚ‬ي‪ٞ‬در‬
‫لىل ٍِ اىَص يغاث اىخ‪ ٜ‬أتذث ٍِ اىعيً٘ اىفيطف‪ٞ‬ت ٗاىْفط‪ٞ‬ت ٗاىَْ ق‪ٞ‬ت‪.‬‬
‫ٗبٖذا ٗةد ض٘ض‪ٞ‬ر لرظ اىدةاضاث اى٘صف‪ٞ‬ت لِ اىفيطدفت اى٘ظدع‪ٞ‬ت‪ ،‬مَدا فدر‬
‫ض٘ض‪ٞ‬ر ب‪ ِٞ‬اىَْٖش اى٘صف‪ٗ ٜ‬اىَْٖش اىخاة‪ٝ‬ب‪ٍ ،ٜ‬برزا حَ‪ٞ‬س األٗه لِ اىزداّ‪ٗ ٜ‬لددث‬
‫ٕذٓ اىخفرقت حغ٘ أضاض‪ٞ‬ا فد‪ ٜ‬اىدةاضداث اىيغ٘‪ٝ‬دت ٗل ٍدت ٍَ‪ٞ‬دسة فد‪ ٜ‬اىخفن‪ٞ‬دل اىبْ‪ٞ‬د٘‪ٛ‬‬
‫اىذ‪ ٛ‬دلا إى‪ٗ ٔٞ‬إضٖاٍا صادا ف‪ ٜ‬حتص‪ٞ‬و اىغرمت األضي٘ب‪ٞ‬ت ‪2‬‬
‫إظافت إى‪ ٚ‬لىل حعرض ض٘ض‪ٞ‬ر ىيع قاث اىخد‪ ٜ‬حضَدع اىَْلٍ٘دت اىيغ٘‪ٝ‬دت ٗقطدَٖا‬
‫إى‪ ٚ‬قطَ‪ 3ِٞ‬حرم‪ٞ‬ب‪ٞ‬ت ٗاضخبداى‪ ،ٔٞ‬اضخفاد ٍْٖا اىباعزُ٘ ف‪ ٜ‬دةاضاحٌٖ األضي٘ب‪ٞ‬ت‪.‬‬
‫ٗبعددد أُ ٗظدددع ض٘ضدد‪ٞ‬ر عضدددر األضدداش فددد‪ٍ ٜ‬ضدداه اىدةاضددداث األىطددْ‪ٞ‬ت ح٘اىدددج‬
‫اىدةاضاث اىخ‪ ٜ‬حتررث بتفناة ٕذا اىعاىٌ اىيغ٘‪ٗ ،ٛ‬ف‪ٍ ٜ‬قدٍخٌٖ حيَ‪ٞ‬ذٓ شارل تالي اىدذ‪ٛ‬‬
‫‪ٝ‬عددد ٍؤضددص ليددٌ األضددي٘ اىفرّطدد‪ٍ ٜ‬ددِ ت د ه ٍصددْفٔ "األضددي٘ب‪ٞ‬ت اىفرّطدد‪ٞ‬ت ضددْت‬
‫‪"ً0291‬‬
‫فئلا ماّج أىطْ‪ٞ‬ت ض٘ض‪ٞ‬ر قد أّضبج أضي٘ب‪ٞ‬ت تالي فئُ ٕذٓ األىطْ‪ٞ‬ت ّفطٖا قد ٗىددث‬
‫اىٖ‪ٞ‬ني‪ٞ‬ت اىخ‪ ٜ‬اعخنج باىْقد األدب‪ ٜ‬فتتصبا ٍعا شعر‪ٝ‬ت صامبطُ٘ ٗإّـائ‪ٞ‬ت حد٘د ٗةٗ‬
‫‪.‬‬
‫ٗأضي٘ب‪ٞ‬ت ة‪ٝ‬فا ح‪ٞ‬ر‪3‬‬
‫ٗقاد لد باى‪ ٜ‬ليٌ األضي٘ فرلدا ٍدِ ليدٌ اىي‪،‬غدت‪ٗ ،‬ةأ‪ ٙ‬بدتُ ٍَٖدت اىعداىٌ اىيغد٘‪ٛ‬‬
‫ٕ‪ ٜ‬اىبغذ لِ حيل اىق٘اّ‪ ِٞ‬اىيغ٘‪ٝ‬ت اىخ‪ ٜ‬حغنٌ لَي‪ٞ‬ت اتخ‪ٞ‬اة اىَبددع اىيغد٘‪ ،ٛ‬أٍدا لدِ‬
‫ٗظ‪ٞ‬فت اىَغيدو األضدي٘ب‪ ٜ‬لْددٓ فدئُ اىقدبط ليد‪ ٚ‬اىقد٘اّ‪ ِٞ‬اىضَاى‪ٞ‬دت اىخد‪ ٜ‬حغندٌ لَي‪ٞ‬دت‬
‫اـبداع األدب‪..4ٜ‬‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ ،‬عدنان حسٌن قاسم‪ :‬االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً‪ ،‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ٌ -2‬نظر‪ :‬عبد السالم المسدي‪ :‬األسلوبٌة واألسلوب ص‪.139-138-133-131‬‬
‫‪ٌ -3‬نظر‪ :‬عدنان حسٌن قاسم‪ :‬االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً ص‪.39‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪40‬‬

‫‪3‬‬
‫ٕٗنذا اةحب ج األضي٘ب‪ٞ‬ت ف‪ٍ ٜ‬فٍٖٖ٘ا لْد بداى‪ ٜ‬بداىعيٌ اىدذ‪ٝ ٛ‬عْد‪ ٜ‬بخغي‪ٞ‬دو اىيغدت‬
‫ٗاىند ً ليدد‪ّ ٚ‬غدد٘ تدداو‪ ،‬رددٌ ح دد٘ةث ٗلدددث ٍْٖضددا ‪ٝ‬طددخبدً فدد‪ ٜ‬حغي‪ٞ‬ددو اىْصدد٘و‬
‫األدب‪ٞ‬ت‪.‬‬
‫‪ 2-0‬مفهىم األسلىتية عىذ الغزب‪:‬‬
‫حعدددث ٍفددإ‪ ٌٞ‬األضددي٘ب‪ٞ‬ت ىددد‪ ٙ‬اىْقدداد ٗاىيغدد٘‪ ِٞٝ‬اىغددر ٗعدداٗه مددو ٍددٌْٖ حقددد‪ٌٝ‬‬
‫ٍفًٖ٘ ىٖذا اىَص يظ ٍدِ ٗصٖدت ّلدر حبخيد لدِ ٗصٖداث اىْلدر األتدر‪ٗ ،ٙ‬ضدْقً٘‬
‫بعرض أبرزٕا‪3‬‬
‫شاةه باى‪ 3ٜ‬لر األضي٘ب‪ٞ‬ت بتّٖا «دةاضدت ى٘قدائع اىخعب‪ٞ‬در اىيغد٘‪ٍ ٛ‬دِ‬ ‫‪‬‬
‫زاٗ‪ٝ‬ت ٍعَّٖ٘ا اى٘صداّ‪ ،»1ٜ‬ع‪ٞ‬دذ ةبدػ بداى‪ٍ ٜ‬فٖدً٘ األضدي٘ب‪ٞ‬ت باىضاّدإ اىعداغف‪ٜ‬‬
‫ىيغت‪.‬‬
‫ٍ‪ٞ‬ـاه ة‪ٝ‬فا ح‪ٞ‬ر‪ٝ 3‬در‪ ٙ‬أُ األضدي٘ب‪ٞ‬ت "ليدٌ ‪ٝ‬عْد‪ ٚ‬بدةاضدت ا‪ٟ‬رداة األدب‪ٞ‬دت‬ ‫‪‬‬
‫دةاضت ٍ٘ظ٘ل‪ٞ‬ت (‪...‬ي حْ يق ٍِ الخباة األرر األدب‪ ٜ‬بْ‪ٞ‬ت أىطْ‪ٞ‬ت حخضاٗز ٍع اىطد‪ٞ‬ا‬
‫اىَعَّ٘‪ ٜ‬حضاٗزا تاصا‪ ،‬أ‪ ٛ‬دةاضت اىْص ف‪ ٜ‬لاحٔ ٗىذاحدٔ ٗحفغدص أدٗاحدٔ ٗأّد٘اع‬
‫حـددن‪ ٞ‬حٔ اىفْ‪ٞ‬ددت (‪...‬ي ٗحَندد‪ ِٞ‬اىقدداةا ٍددِ إدةاك اّخلدداً تصددائص األضددي٘ اىفْدد‪ٜ‬‬
‫إدةاما ّقد‪ٝ‬ا ٍع اى٘ل‪ ٜ‬ىَا حغققٔ حيل اىبصائص ٍِ يا‪ٝ‬اث ٗظائف‪ٞ‬ت ‪"2‬‬
‫ٗفدد‪ ٜ‬حعر‪ٝ‬فددٔ حرم‪ٞ‬ددس ليدد‪ ٚ‬لْصددر‪ٍ ِٝ‬ددِ اىعَي‪ٞ‬ددت اىخ٘اصددي‪ٞ‬ت الخطوواب‬ ‫‪‬‬
‫منو ٍخناٍ حضإ دةاضخٔ دةاضت ٍ٘ظ٘ل‪ٞ‬ت ٗالمخاطة ٍدِ بد‪ ِٞ‬اى٘ظدائ اىختر‪ٞ‬ر‪ٝ‬دت‬
‫‪3‬‬
‫اىخ‪ٝ ٜ‬غققٖا لىل اىب ا ف‪ٞ‬دٔ‪.‬‬

‫‪ ‬ميشال أريفاي‪ 3‬لر األضي٘ب‪ٞ‬ت بتّٖدا‪ٗ" 3‬صد ىيدْص األدبد‪ ،ٜ‬عطدإ غرائدق‬
‫ٍْخقدداة ٍددِ اىيطدداّ‪ٞ‬اث‪ ،"4‬ع‪ٞ‬ددذ ‪ٝ‬ددر‪ ٙ‬أةفددا‪ ٛ‬أُ األضددي٘ب‪ٞ‬ت فددرع ٍددِ اىيطدداّ‪ٞ‬اث‬
‫اىعاٍت حطخق‪ ٜ‬غدر حغي‪ٖٞ‬دا ىيْصد٘و األدب‪ٞ‬دت اّ قدا ٍدِ اىَعدا‪ٞٝ‬ر اىخد‪ ٜ‬أةضد‪ٚ‬‬
‫فدد‪ ٜ‬يا‪ٝ‬ددت اىَفددإ‪ٌٞ‬‬ ‫دلائَٖددا اىعدداىٌ اىيغدد٘‪ ٛ‬ض٘ضدد‪ٞ‬ر‪ٍَٖٗ .‬ددا ‪ٝ‬نددِ ٍددِ اتددخ‬
‫ٗي‪ٞ‬رٕا ٍِ اىْقاغ األتر‪ ٙ‬فئُ ّق ت ا ىخقاء حنَدِ فد‪ ٜ‬الخبداة األضدي٘ب‪ٞ‬ت غرعدا‬
‫ٍ٘ظ٘ل‪ٞ‬ا ىيْص٘و األدب‪ٞ‬ت ‪ٝ‬طخٖد حخبع اىلإرة األضي٘ب‪ٞ‬ت ىيعاىٌ اـبدال‪.ٜ‬‬

‫‪-1‬فرحان بدري الحربً‪ ،‬األسلوب بٌن النقد العربً الحدٌث‪ ،‬ص‪15‬‬


‫‪-2‬بٌرجٌرو‪ ،‬األسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪-3‬محمد عبد المنعم خفاجً‪ ،‬األسلوبٌة والبٌان العربً‪ ،‬ص‪23‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 3-1-‬مفهىم األسلىتية عىذ العزب‪3‬‬
‫األضي٘ب‪ٞ‬ت أٗ األضي٘ب‪ٞ‬اث مَدا ضدَإا بعدط اىداةضد‪ ِٞ‬ليدٌ "‪ٝ‬رٍد‪ ٜ‬إىد‪ ٚ‬حبيد‪ٞ‬ص‬
‫اىْص األدبد‪ٍ ٜ‬دِ األعنداً اىَع‪ٞ‬اة‪ٝ‬دت ٗاىذٗق‪ٞ‬دت ‪ٖٝٗ ،‬دد إىد‪ ٚ‬ليَْدت اىلدإرة األدب‪ٞ‬دت‬
‫ٗاىْددسٗع باألعندداً اىْقد‪ٝ‬ددت ٍددا أٍنددِ لددِ ا ّ بدداع ي‪ٞ‬ددر اىَعيددو‪ٗ ،‬اقخغدداً لدداىٌ اىددذٗ‬
‫ٕٗخل اىغضإ دّٗٔ‪ٗ ،‬مـ اىطر ف‪ ٜ‬ظرٗ ا ّفعاه اىخ‪ٝ ٜ‬بيقٖدا األردر األدبد‪ ٜ‬فد‪ٜ‬‬
‫ٍطخقبئ‪ٗ ،"1‬إلا مداُ ٕدذا اىخعر‪ٝ‬د ‪ٝ‬عدد‪-‬صاٍعدا ّ٘لدا ٍدا ىَفٖدً٘ ٕدذا اىَصد يظ‪ ،‬فقدد‬
‫ٍـاةبٌٖ اىزقاف‪ٞ‬ت‪ّ ،‬ذمر ٍْٖاٌ‪3‬‬ ‫اتخي اىعد‪ٝ‬د ٍِ األضي٘ب‪ ِٞٞ‬ع٘ىٔ اتخ‬
‫الهادي الطزاتلسي‪ٝ 3‬عرفٖا لي‪ ٚ‬أّٖداا‪ٍَ" 3‬اةضدت قبدو أُ حندُ٘ ليَدا أٗ ٍْٖضدا‬
‫أضاضددٖا اىبغددذ فدد‪ ٜ‬غرافددت اـبددداع ٗحَ‪ٞ‬ددس اىْصدد٘و ٗغددابع اىـبصدد‪ٞ‬ت األدب‪ٞ‬ددت ىنددو‬
‫ٍؤى د ٍدددةٗش (‪...‬ي‪ ٗ ،‬بددد ف‪ٖٞ‬ددا ٍددِ فغددص ىيْصدد٘و ٗحَزددو ىضٕ٘رٕددا ٗإصددراء‬
‫حغي‪ٞ‬و ف‪َّ ٜ‬الس ب‪ٞ‬اّ‪ٞ‬ت حبخاة ٍْٖدا ليد‪ ٚ‬ق٘الدد رابخدت ىخندُ٘ ىيدداةش صد٘ةا ٗاظدغت‬
‫ٗمي‪ٞ‬ت لِ اىْص٘و اىَدةٗضت ٍٗطاىل اـبداع ف‪2"ٔٞ‬‬
‫مىذر عياشي‪ 3‬لر األضي٘ب‪ٞ‬ت ليد‪ ٚ‬أّٖدا "ليدٌ ‪ٝ‬ددةش ّلداً اىيغدت ظدَِ ّلداً‬
‫اىب ا "‪3‬‬
‫وىر الذيه السذ‪ 3‬حغدد لِ األضدي٘ب‪ٞ‬ت ٗةأ‪ ٙ‬أّٖدا "ليدٌ ٗصدف‪ ٜ‬حغي‪ٞ‬يد‪ ،ٜ‬حٖدد‬
‫إىدد‪ ٚ‬دةاضددت ٍنّ٘دداث اىب ددا األدبدد‪ٗ ٜ‬حغي‪ٞ‬يٖددا مَددا أّٖددا قابيددت ضددخزَاة اىَعدداة‬
‫اىَخصدديت بدةاضددت اىيغددت‪ٗ ،‬ىغددت اىب ددا األدبدد‪ ٜ‬ليدد‪ ٚ‬اىبصدد٘و‪ ،‬لىددل ألّٖددا ٍْددإش‬
‫‪4‬‬
‫ٍخعددة ٍٗخداتيت ا تخصاصاث‬
‫عثذ السالم المسذي‪ٝٗ 3‬ر‪ ٙ‬اىَطد‪ ٛ‬أُ األضي٘ب‪ٞ‬ت "ليٌ حغي‪ٞ‬يد‪ ٜ‬حضر‪ٝ‬دد‪ٝ ٛ‬رٍد‪ٜ‬‬
‫إىدد‪ ٚ‬إدةاك اىَ٘ظدد٘ل‪ٞ‬ت فدد‪ ٜ‬عقددو ىطدداّ‪ ٜ‬لبددر ٍددْٖش لق ّدد‪ٝ ٜ‬نـد اىبصددَاث اىخدد‪ٜ‬‬
‫‪5‬‬
‫حضعو اىطي٘ك األىطْ‪ ٜ‬لا ٍفاةقاث لَ٘د‪ٝ‬ت "‪.‬‬
‫ٗإلا عاٗىْددا أُ ّقدداةُ بدد‪ ِٞ‬اىَفددإ‪ ٌٞ‬األةبعددت ىَص د يظ األضددي٘ب‪ٞ‬ت –اىخدد‪ ٜ‬ضددبق‬
‫ب‪ْٖٞ‬دا ‪ٝ‬نَدو فد‪ ٜ‬أُ مدو‬ ‫لمرٕا – ضْضد أّٖا ٍخقاةبت إى‪ ٚ‬عد بع‪ٞ‬د‪ٗ ،‬أُ ٗصٔ ا تدخ‬
‫باعذ قدً ٍفٍٖ٘ٔ ٍِ زاٗ‪ٝ‬ت ٍع‪ْٞ‬ت ٗةمس لي‪ ٚ‬تاصد‪ٞ‬ت ٗاعددة فد‪ ٜ‬اىَفٖدً٘ األضدي٘ب‪ٜ‬‬
‫فئلا ماُ اىٖاد‪ ٛ‬اى رابيط‪ ٜ‬ةأ‪ ٙ‬بتّٖدا دةاضدت األضدي٘ اىَخفدرد فد‪ ٜ‬اىب دا األدبد‪ٜ‬‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬رابح بوحوش‪ ،‬األسلوبٌات وتحلٌل الخطاب مدٌرٌة النشر جامعة باجً مختار‪ ،‬عنابة‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪-2‬الهادي الطرابلسً‪ :‬تحالٌل أسلوبٌة دار الجنوب للنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬دط‪1992،‬م‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪-3‬فرحان بدري الحربً‪ :‬األسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث ص ‪141‬‬
‫‪-4‬نور الدٌن السد‪ :‬األسلوبٌة وتحلٌل الخطاب السردي‪ ،‬دراسة فً النقد العربً الحدٌث‪ ،‬ص‬
‫ص‪7‬‬
‫‪--5‬عبد السالم المسدي‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪5‬‬
‫فددئُ ٍْددذة ل‪ٞ‬اشدد‪ٝ ٜ‬ـددخرغ فدد‪ ٜ‬حيددل اىدةاضددت اُ حنددُ٘ ظددَِ اىْلدداً اىنيدد‪ ٜ‬ىيب ددا‬
‫األدب‪ٝٗ ،ٜ‬ع‪ّ٘ ٞ‬ةاىد‪ ِٝ‬اىطد اىـرغ اىزاّ‪ ٕ٘ٗ ٜ‬اُ حنُ٘ ٕذٓ اىدةاضدت ٗفدق ٍدْٖش‬
‫ٗصف‪ ٜ‬حغي‪ٞ‬ي‪ٝ ٜ‬عدٓ اىَطد‪ ٛ‬اىَطدخ٘‪ ٙ‬األّطدإ ىينـد لدِ ا ّس‪ٝ‬اعداث اىيغ٘‪ٝ‬دت فد‪ٜ‬‬
‫اىعَو اـبدال‪.ٜ‬‬
‫ٗبٖددذا ّنددُ٘ قددد أصَيْددا حيددل اىْقدداغ اىخدد‪ ٜ‬لمرٕددا اىبدداعزُ٘ فدد‪ٍ ٜ‬فٖددً٘ ٍخناٍددو‬
‫ىألضي٘ب‪ٞ‬ت ٗبتّٖا‪ 3‬دةاضت األضي٘ اىَخفرد ظَِ اىْلاً اىنيد‪ ٜ‬ىيب دا األدبد‪ٗ ،ٜ‬فدق‬
‫ٍْٖش ٗصف‪ ٜ‬حغي‪ٞ‬ي‪ ٜ‬ىينـ لِ ا ّس‪ٝ‬اعاث اىيغ٘‪ٝ‬ت ىذىل اىب ا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‪( :‬اتجاهات األسلوبية‪).‬‬
‫حغخاس اىٖ٘‪ٝ‬ت اـبدال‪ٞ‬ت اىـعر‪ٝ‬ت فد‪ ٜ‬مدو حغ٘ حٖدا ٗحْق حٖدا إىد‪ ٚ‬حعَدق مب‪ٞ‬در فد‪ٜ‬‬
‫دقائق لْاصرٕا‪ٗ ،‬اضخض ء ٍ٘اغِ اىضَاه ف‪ٖٞ‬ا‪ ٜٕٗ ،‬بذىل حخَ‪ٞ‬دس بسئبق‪ٞ‬دت دائَدت فد‪ٜ‬‬
‫بْائٖدا اىيغدد٘‪ ٛ‬حبغددذ لدِ قدد٘اّ‪ ِٞ‬رابخددت حخْبدت بعصدداةة أفندداةٓ‪ٗ ،‬عخد‪ٝ ٚ‬خغقددق ىٖددا لىددل‬
‫حْ٘لدج حيدل اىقد٘اّ‪ٍ ِٞ‬دِ ٍْ يقداث ىطداّ‪ٞ‬ت ٗحعدددث اىَْدإش ٗاتخيفدج ‪ 1‬ا حضإدداث‬
‫ٗلدث األضي٘ب‪ٞ‬ت أعد حيل اىَْإش اىخ‪ ٜ‬حدرر بعباءحٖا احضإاث ٍبخيفت ٗضْعرض ف‪َٞ‬ا‬
‫‪ٝ‬ي‪ ٜ‬إى‪ ٚ‬إٌٔ ٕذٓ ا حضإاث‪3‬‬
‫‪ 1 –2‬األسلىتية التعثيزية‪:‬‬
‫ٗقد عاٗه ب‪ٞ‬رص‪ٞ‬درٗ إل داء حعر‪ٝ‬د ٍبط‪،‬دػ ىٖدذا ا حضدآ بق٘ىدٔ "ٕد‪ ٜ‬دةاضدت ىقد‪ٌٞ‬‬
‫حعب‪ٞ‬ر‪ٝ‬ت ٗاّ بال‪ٞ‬ت تاصت بَبخي ٗضائو اىخعب‪ٞ‬ر اىخ‪ ٜ‬ف‪ ٜ‬ع٘زة اىيغت"‪.2‬‬
‫ٗ‪ٝ‬خعظ ٍِ ت ه ٕذا اىق٘ه ‪،‬‬
‫بتُ ٍغ٘ة اىعَو اىرئ‪ٞ‬طد‪ ٜ‬فد‪ٕ ٜ‬دذا ا حضدآ ‪ْٝ‬صدإ‬
‫ع٘ه حيل اىـغْاث اىخعب‪ٞ‬ر‪ٝ‬ت اىخ‪ ٜ‬حبزٖا اىعْاصر اىيغ٘‪ٝ‬ت داتو اىب ا األدب‪.ٜ‬‬
‫ٗ‪ٝ‬عددد شدداةه بدداى‪ ٜ‬ةائددد األضددي٘ب‪ٞ‬ت اىخعب‪ٞ‬ر‪ٝ‬ددت ٍددِ ت د ه حغد‪ٝ‬دددٓ ىَ٘ظدد٘ع ٕددذٓ‬
‫اىدةاضت ٗةبػ ٍضاىٖا "ب٘قائع اىخعب‪ٞ‬ر اىيغ٘‪ّ ٍِ ٛ‬اع‪ٞ‬ت ٍعاٍ‪ْٖٞ‬ا اى٘صداّ‪ٞ‬ت"‪ٕٗ ،3‬دذا‬
‫اىَعَُ٘ اى٘صداّ‪ ٜ‬اىذ‪ ٛ‬حغَئ لْاصر اىيغت ٕ٘ اىذ‪ ٛ‬حضدإ دةاضدخٔ ‪-‬عطدإ بداى‪-ٜ‬‬
‫"لبر اىعباةة اىيغ٘‪ٝ‬ت‪ٍ ،‬فرداحٖا ٗحرام‪ٞ‬بٖا"‪ٗ ،4‬حقً٘ األضي٘ب‪ٞ‬ت اىخعب‪ٞ‬ر‪ٝ‬ت "ليد‪ ٚ‬دةاضدت‬
‫ل قاث اىـنو ٍع اىخفط‪ٞ‬ر (‪...‬ي لي‪ ٚ‬أّٖا حبرس لِ إغداة اىغددد اىيطداّ‪ ٜ‬اىَعبدر‬
‫فدد‪ّ ٜ‬فطددٔ أٗ اىَقدددة فدد‪ ٜ‬لاحددٔ‪ٗ ،‬حْلددر إىدد‪ ٚ‬اىبْدد‪ٗٗ ٚ‬ظائفٖددا داتددو اىْلدداً اىيغدد٘‪،5"ٛ‬‬
‫ٗ‪ٝ‬خعظ لىل أمزر ٍِ تد ه ٍدا صداء بدٔ بداى‪ٍ ٜ‬دِ أفنداة ٗةؤ‪ ٙ‬حبقد‪ٕ ٜ‬دذا ا حضدآ فد‪ٜ‬‬
‫ٍضاىٔ اىَغدد بغ‪ٞ‬ذ ‪ٝ‬ر‪ ٙ‬أُ اىيغت "ض٘اء ّلرّا إى‪ٖٞ‬ا ٍِ زاٗ‪ٝ‬ت اىَخني‪ ،ٌ،‬أٗ ٍِ زاٗ‪ٝ‬ت‬
‫اىَباغددإ‪ ،‬ع‪ٞ‬ددذ حعبددر لددِ اىفنددرة (‪...‬ي باى٘ضددائو اىيغ٘‪ٝ‬ددت‪ ،‬حَددر ٍغاىددت بَ٘قدد‬
‫‪6‬‬
‫ٗصداّ‪ٍ ٍِ ٜ‬زو األٍو أٗ اىخرص‪ ٜ‬اٗ اىصبر"‬

‫‪- 1‬عبد السالم المسدي‪ :‬األسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪33‬‬


‫‪ -2‬بٌٌر جٌرو‪ ،‬األسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪34‬‬
‫‪ -4‬عدنان بن ذربل‪ :‬اللغة واألسلوب‪ ،‬ص ‪136-135‬‬
‫‪ -5‬فرحان بدري الحربً‪ ،‬االسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث‪ ،‬ص‪17-16‬‬
‫‪ -6‬عدنان بن ذربل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬ص‪.135‬‬

‫‪7‬‬
‫فٖذا اىَعَُ٘ اى٘صداّ‪ ٜ‬ىيغت ٕد٘ اىدذ‪َٝ ٛ‬زدو اىَ٘ظد٘ع األضداش ىألضدي٘ب‪ٞ‬ت فد‪ٜ‬‬
‫ّلرٓ‪ٗ .‬قد حخبع شاةه باى‪ ٜ‬اىب دا األدبد‪ٍ ٜ‬دِ ع‪ٞ‬دذ شدغْاحٔ اى٘صداّ‪ٞ‬دت ٗقطدَٔ إىد‪ٚ‬‬
‫‪1‬‬
‫ّ٘ل‪ِٞ‬‬
‫أ – ٍْٔ ٍا ٕ٘ عاٍو ىذاحٔ ٗي‪ٞ‬ر ٍـغُ٘ بـ‪ٜ‬ء‪.‬‬
‫– ٍْٗٔ ٍا ٕ٘ عاٍو ىيع٘اغد ٗا ّفعدا ث‪ٍ٘ٗ ،‬ظد٘ع األضدي٘ب‪ٞ‬ت مَدا ضدبق ٗأُ‬
‫لمرّددا‪ٕ-‬دد٘ ٕددذا اىضاّددإ اى٘صددداّ‪ٍٗ ٜ‬ددد‪ ٙ‬مزافددت اىب ددا األدبدد‪ ٜ‬باىـددغْاث اىعاغف‪ٞ‬ددت‬
‫"ٗبرالت اىناحإ حنَِ ف‪ ٜ‬إدتاه حيل اىـغْاث ف‪ ٜ‬حفالدو ٍدع بععدٖا‪ ،‬لىدل أُ اىيغدت‬
‫ف‪ ٜ‬عد لاحٖا ٍضَ٘لت شغْاث ٍعسٗىت بععٖا لِ بعط"‪.2‬‬
‫ٗىَا ماُ إخَاً باى‪ٍ ٜ‬قخصرا لي‪ ٚ‬اىَغخ٘‪ ٙ‬اى٘صداّ‪ ٜ‬ىيغت‪ ،‬صعئ لىل ‪ٝ‬صدر‬
‫اىْلر لِ اىضَاى‪ٞ‬ت ىيعَدو األدبد‪ٝ ٗ ،ٜ‬ع‪ٞ‬در ىٖدا إخَاٍدا باىغدا فد‪ ٜ‬دةاضدخٔ‪ٗ ،‬حرم‪ٞ‬دسٓ‬
‫ليدد‪ ٚ‬اىندد ً اىَْ دد٘ صعيددٔ أ‪ٝ‬عددا ‪ٝ‬بخعددد لددِ ٍضدداه اىخ٘ظ‪ٞ‬دد األدبدد‪ ٜ‬ىألضددي٘ ‪،3‬‬
‫ٗباىخاى‪ ٜ‬أفرد صو ‪ ،‬إخَأٍ ع٘ه حيل اىقدةاث «اىناٍْت اٗ اىَزداةة فد‪ ٜ‬اىيغدت‪ٗ ،‬دةاضدت‬
‫اىق٘ة اىخعب‪ٞ‬ر‪ٝ‬ت ف‪ ٜ‬ىغت اىضَالت دُٗ ا ٕخَاً باىخ ب‪ٞ‬قاث اىفرد‪ٝ‬ت ىٖا"‪.4‬‬
‫‪ 2 – 9‬األسلىتية الثىيىية‬
‫ٗ‪ٝ‬ر‪ ٙ‬أصغا ٕذا ا حضآ أُ اىيغدت "ّلداً‪ ،‬أ‪ٍ ٛ‬ضَ٘لدت ٍدِ اـشداةاث‪ ،‬حدتح‪ٜ‬‬
‫ق‪َٞ‬خٖا ٍِ اىع قداث اىَخبادىدت ف‪َٞ‬دا ب‪ْٖٞ‬دا‪ ،‬فعدَِ اىبْد‪ ٚ‬حخعددد ٗظ‪ٞ‬فخٖدا"‪ٗ ،5‬ليد‪ٕ ٚ‬دذا‬
‫األضاش ‪َٝ‬نِ أل‪ ٛ‬لْصدر ا ّفصداه لدِ بق‪ٞ‬دت اىعْاصدر األتدر‪ٗ ٙ‬لىدل فد‪ ٜ‬إغداة‬
‫بْ‪ٞ‬ت ىغ٘‪ٝ‬ت ٍخناٍيت حغنَٖا ل قاث ٍبخيفت حع ‪ ٜ‬اىق‪َٞ‬ت األضي٘ب‪ٞ‬ت داتو اىْلاً‪. 6‬‬
‫ٗقاد حبيا٘ة ٕااذا ا حضآ ٍاِ تاا ه ٍا صاء بأ رومان جاكثسـىن وميشوال ريفوا تيوز‬
‫فقادداد عَدداو صامبطددُ٘ اىخغي‪ٞ‬ادداو األضددي٘ب‪ ٜ‬إىدد‪ٍ ٚ‬طدداخ٘‪( ٙ‬اىبْ‪ٞ‬ددتي ٗالخبددرث اىقاددا٘الد‬
‫اىيغاااددا٘‪ٝ‬ت اى٘ضادداائو األضاضدد‪ٞ‬ت فدد‪ ٜ‬اىيادداغت اىخدد‪ٝ ٜ‬خَ ‪،‬بدداط لْٖددا اىخعباددا‪ٞ‬ر اىـددعر‪ٛ‬‬
‫ٗلىااادددال لاددداِ غر‪ٝ‬ددداق حعياددداق اى٘عددداداث اىيغ٘‪ٝ‬دددت بععدددٖا بدددبعط فددد‪ ٜ‬اىبادددا ا‬
‫اىـعاااددار‪ ٛ‬مَددا لددد صامبطددُ٘ األضددي٘ اى٘ظ‪ٞ‬فددت اىَرمس‪ٝ‬ددت اىَْلَددت ىيب ددا ٍددِ‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.136‬‬


‫‪ -2‬عدنان بن ذربل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ٌ -3‬نظر‪ ،‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر (دراسة فً األصول‬
‫المالمح واإلشكاالت النظرٌة التطبٌقً)‪ ،‬مكتبة اقرأ‪ ،‬قسنطٌنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ .‬ص‪.179‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ -5‬بٌٌر جٌرو‪ ،‬األسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ٌ -6‬نظر‪ ،‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر‪ ،‬ص‪.186 ،185‬‬

‫‪8‬‬
‫ت ه‪ 1 "3‬اىخ ابق بد‪( ِٞ‬صددٗه اىخ٘ز‪ٝ‬دعي اىدذ‪ ٛ‬ىير‪،‬صد ‪(ٗ ،‬صددٗه ا تخبداةي‪ ،‬اىدذ‪ٛ‬‬
‫ىيَْ ‪ٞ‬ت اىن ٍ‪ٞ‬ت‬
‫‪ٝ‬قددر ا ّطددضاً بدد‪ٍ ِٞ‬فددرداث (اىددْص ا دبدد‪ٜ‬ي ‪ ...‬بالخبدداة ل ٍدداث اضددخبداى‪ ،ٔٞ‬أ‪ٛ‬‬
‫ٗعداث ىغ٘‪ٝ‬دت ٍعضَ‪ٞ‬دت فد‪ ٜ‬لَي‪ٞ‬دت اـبد "‪ٗ .2‬اّ قدا ٍَدا لمرّدآ وّفدا ‪ٝ‬خعدظ بدتُ‬
‫لَي‪ٞ‬ددت ةصدد اىَفددرداث ٍددِ ٍْ يددق ل ئقدد‪٘ٝ ٜ‬صدددٓ اىَْ ددق ٗ‪ٝ‬قبيددٔ اىعقددو‪ ،‬حْددخش‬
‫األضددي٘ اىيغدد٘‪ٗ ،ٛ‬بعبدداةة أتددر‪ ٙ‬فاألضددي٘ " ‪ٝ‬خغدددد بخ٘افددق لَي‪ٞ‬خدد‪ٍ ِٞ‬خخدداى‪ٞ‬خ‪ ِٞ‬فدد‪ٜ‬‬
‫اىسٍِ‪ٍ ،‬خ ابقخ‪ ِٞ‬ف‪ ٜ‬اى٘ظ‪ٞ‬فت "‪َٕ 33‬ا ا تخ‪ٞ‬اة ٗاىخرم‪ٞ‬دإ‪ٗ ،‬قدد أشداة حداٗة‪ٝ‬رث إىد‪ٚ‬‬
‫ٍإ‪ٞ‬ددت ٕددذا ا حضددآ ع‪ٞ‬ددذ قدداه بددتُ "األضددي٘ب‪ٞ‬ت اىبْ‪ٝ٘ٞ‬ددت ٕدد‪ ٜ‬ةؤ‪ٝ‬ددت ّقد‪ٝ‬ددت ٍسدٗصددت أٗ‬
‫ٍرمبت ب‪ ِٞ‬زٍرح‪ّ ِٞ‬قدد‪ٝ‬خ‪َٕ ِٞ‬دا اىبْ‪ٝ٘ٞ‬دت ٗاألضدي٘ب‪ٞ‬ت"‪ 4‬بغ‪ٞ‬دذ حختضدص اىقد‪ ٌٞ‬اىضَاى‪ٞ‬دت‬
‫ىيعْاصر اىيغ٘‪ٝ‬ت اّ قا ٍِ اىع قاث اىخ‪ ٜ‬حضَع ب‪ْٖٞ‬ا داتو ّلاً اىبْ‪ٞ‬ت‪.‬‬
‫‪ 3- 2‬األسلىتية األدتية‪:‬‬
‫‪ٝ‬عددد اىعدداىٌ اىَْطدداٗ‪ ٛ‬ى‪ٞ‬ددا٘ضبخسة ةائددد ٕددذا ا حضددآ ع‪ٞ‬ددذ ةفددط حيددل اىخفرقددت‬
‫اىخقي‪ٞ‬د‪ٝ‬ت اىخ‪ ٜ‬ماّدج حقداً مغدد فاصدو بد‪ ِٞ‬اىيغدت ٗاألد ٗةأ‪ ٙ‬بداُ ٍضداه دةاضدت ٕدذا‬
‫ا حضددآ ٕدد٘ ل قددت اىخعب‪ٞ‬ددر بدداىفرد ٗاىضَالددت‪ٗ ،‬مددذا دةاضددت ع‪ٞ‬ز‪ٞ‬دداث ٕددذا اىخعب‪ٞ‬ددر فدد‪ٜ‬‬
‫ل قخٔ باألشدباو اىَخغددر‪ ِٞ‬بدٔ‪ٍ ،‬رمدسا دةاضدخٔ ليد‪ ٚ‬األضدي٘ اىفدرد‪ ٛ‬ىيناحدإ أٗ‬
‫أضي٘ ٍضَ٘لت ٍِ األفراد ‪ْٝ‬خَُ٘ إى‪ ٚ‬أٍت ٗاعدة‪ ،‬ى‪ٞ‬صو بعدد لىدل إىد‪ ٚ‬حيدل اىع قدت‬
‫اىخدد‪ ٜ‬حضَددع اىيغددت بدداألد ‪" ٗ 5‬قددد مدداُ ىٖددذا ا حضددآ أرددر مب‪ٞ‬ددر فدد‪ ٜ‬اىدةاضدداث اىعي‪ٞ‬ددا‬
‫ٗاىضاٍع‪ٞ‬دددت ىدددألد ٗاألضدددي٘ دلَدددٔ ى‪٘ٞ‬ضدددبخسة بخصددداّ‪ٞ‬فٔ اىَبخيفدددت ( دةاضددداث فددد‪ٜ‬‬
‫األضددي٘ ي لدداً ‪( ٗ 6ً0291‬ليددٌ اىيغددت ٗحدداة‪ٝ‬خ ا د ي لدداً ‪ ً0291‬رددٌ مخابددٔ (فدد‪ٜ‬‬
‫األضي٘ب‪ٞ‬ت ي لاً ‪.ً0211‬‬
‫ٗقددد عدداٗه ى‪٘ٞ‬ضددبخسة بيدد٘ةة أفندداةٓ ٗفددق ٍبددادا ح٘ظددظ ٍْٖاص‪ٞ‬خددٔ فدد‪ ٜ‬اىبغددذ‬
‫األضي٘ب‪َٝٗ ٜ‬نِ حيب‪ٞ‬صٖا ف‪َٞ‬ا ‪ٝ‬ي‪37ٜ‬‬
‫‪ّ -0‬ق ت ا ّ د فد‪ ٜ‬اىبغدذ األضدي٘ب‪ٕ ٜ‬د‪ ٜ‬اىعَدو األدبد‪ ٜ‬فد‪ ٜ‬عدد لاحدٔ ب٘صدفٔ‬
‫م‪ٞ‬اّا ىغ٘‪ٝ‬ا قائَا بذاحٔ‪.‬‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ ،‬عدنان بن ذربل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬ص‪.141‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪ -4‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد االدبً المعاصر‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.180‬‬
‫‪ -6‬عدنان بن ذربل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ٌ -7‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪139-138‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -9‬اىبغذ األضي٘ب‪ ٕ٘ ٜ‬بَزابدت عيقدت اى٘صدو بد‪ ِٞ‬ليدٌ اىيغدت‪ٗ ،‬حداة‪ٝ‬خ األد ‪ .‬ألُ‬
‫ٍعاىضت اىْص حفع‪ ٜ‬باىقاةا إى‪ ٚ‬اىنـ لِ اىلرٗ اىَصاعبت ىٔ‪.‬‬
‫‪ -3‬اىلإرة األضي٘ب‪ٞ‬ت ٕ‪ 3ٜ‬لىل ا ّس‪ٝ‬اط اىـبص‪ ٜ‬اىذ‪َٞٝ ٛ‬س ا ضدخعَاه اىيغد٘‪ٛ‬‬
‫ا ضخعَاه اىعاد‪ ٛ‬ىيغت‪.‬‬ ‫ىيناحإ بب‬
‫‪ -9‬اىيغت ٍروة ىـبص‪ٞ‬ت اىناحإ ٗٗض‪ٞ‬يت ٍدِ ٗضدائو اىخعب‪ٞ‬در اىخد‪ٝ ٜ‬عخَدد لي‪ٖٞ‬دا فد‪ٜ‬‬
‫اى٘ص٘ه إى‪ ٚ‬اىفنرة اىخ‪ٝ ٜ‬ر‪ٝ‬د ح٘ص‪ٞ‬يٖا ىيَخيقد‪ٍٗ ،ٜ‬بددأ اىعَدو األدبد‪ ٜ‬فد‪ ٜ‬عدد‬
‫لاحٔ ٕ٘ فنر اىناحإ اىذ‪ٝ ٛ‬بعذ ف‪ ٜ‬اىْص اىخَاضل اىداتي‪ ٜ‬ب‪ ِٞ‬لْاصرٓ‪ ،‬مَدا‬
‫أُ مو لْصر ف‪ ٜ‬اىعَو األدب‪ٝ ٜ‬عد ٍفخاعا ىي٘ى٘س إى‪ ٚ‬لاىٌ اىْص‪.1‬‬
‫‪ " -1‬ضددب‪ٞ‬و إىدد‪ ٚ‬بيدد٘ عق‪ٞ‬قددت اىعَددو األدبدد‪ ،ٜ‬بدددُٗ اىخعدداغ ٍددع صدداعبٔ ٗأُ‬
‫األضي٘ب‪ٞ‬ت ف‪ ٜ‬اصد ْالٖا (اىغددشي‪ٗ ،‬لَيٖدا اىخغي‪ٞ‬يد‪ٗ ٜ‬اىخرم‪ٞ‬بد‪ ّ ٜ‬بالاحٖدا‬
‫حصبظ ّقدا حعاغف‪ٞ‬ا يْ‪ ٚ‬لْٔ"‪.2‬‬
‫ٗقد بْ‪ ٚ‬ى‪٘ٞ‬ضبخسة دةاضخٔ األضدي٘ب‪ٞ‬ت ليد‪ ٚ‬اىغددش "فَداا ‪ٝ‬خغقدق فد‪ ٜ‬اىعبداةة‬
‫‪ٝ‬عد عدضا بو ٕا٘ غبع‪ ،‬في‪ٞ‬ص ىيذِٕ ٍِ عدش إى‪ ٚ‬ع‪ٝ ِٞ‬عَو ٗ‪ٝ‬ـنو ٗ‪ٝ‬عبر‪ٗ ،‬أُ ٍدِ‬
‫‪ٝ‬فصو اىغدد لِ اىعباةة ىِ ‪ٖٝ‬خد‪ ٛ‬أبدا إى‪ ٚ‬اىضَع ب‪َْٖٞ‬اا‪.3"...‬‬
‫ٗىعو إٌٔ ّق ت ‪َٝ‬نِ أُ ّـ‪ٞ‬ر إى‪ٖٞ‬ا ف‪ ٜ‬األت‪ٞ‬ر ٕ٘ اىٖدد اىدذ‪َ ٝ ٛ‬دظ ى‪٘ٞ‬ضدبخسة إىد‪ٚ‬‬
‫حغق‪ٞ‬قٔ ٗ "ٕ٘ اى٘صا٘ه إى‪ّ ٚ‬فط‪ٞ‬ت اىَبدع ٍٗ‪٘ٞ‬ىدأ ّٗ٘ازلدأ‪ ،‬ألُ ةٗط اىَبدادع ٕد‪ٜ‬‬
‫بَزابددت اىْددا٘اة اىَرمس‪ٝ‬ددات اىخدد‪ٝ ٜ‬ددادٗة ع٘ىٖددا ّلدداً األرددر ميددٔ"‪ٕٗ 4‬دداذا ‪ٝ‬ددده ليدد‪ ٚ‬أُ‬
‫دةاضخددأ صدداءث ٍخددتررة باألبغدداد اىطدد‪ٞ‬ن٘ى٘ص‪ٞ‬ت اىخدد‪ ٜ‬حطعددا‪ ٚ‬إىدد‪ ٚ‬اىخعَددق فدد‪ّ ٜ‬فطدد‪ٞ‬ت‬
‫اىنااحإ ٗحفردٕاا باىخضربات األدب‪ٞ‬ت‪.‬‬
‫‪ 4-9‬األسلىتية الىظيفيـة‪:‬‬
‫ٗ‪ٝ‬ع ‪،‬د ةٍٗاُ صامبطاُ٘ ةائد ٕاذا ا حضآ‪ ،‬ع‪ٞ‬ذ دلد‪ٕ ٜ‬داذا األت‪ٞ‬در إىد‪ ٚ‬اىبغدذ‬
‫بتُ اى٘ظ‪ٞ‬فت األضاض‪ٞ‬ت ىي‪،‬غدت ٕد‪" ٜ‬اـ‪ٝ‬صداه أ‪،ٛ‬‬
‫ف‪ ٜ‬اى٘ظائ اىيغ٘‪ٝ‬ات ىيب ا ‪ٗ ،‬ةأ‪، ٙ‬‬
‫‪5‬‬
‫ّقو فنرة ٍِ ٍخني‪ ٌ،‬إى‪ ٚ‬ضاٍع‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر‪ ،‬ص‪181‬‬
‫‪ -2‬عدنان بن ذربل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬ص‪139‬‬
‫‪ -3‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر‪ ،‬ص‪182‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه ص‪182‬‬
‫‪ -5‬بٌٌر جٌرو‪ ،‬األـسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص ‪63‬‬

‫‪10‬‬
‫ٗ‪ٝ‬ناُ٘ ٕاذا ا حصاه ٗفق اىَب ‪،‬ػ اىخااى‪31ٜ‬‬

‫اىَرصاع(اىَغخا٘‪ٙ‬ي‬

‫اىرضددددددددددددددددددددددداىت‬ ‫اىَرضددددددددددددددددددددددداو‬
‫اىَطخقبو‬

‫الشفــــــرة(اللغـة)‬

‫وتقـوم كل عملٌّات االتصال اللّغوٌة على هاته العناصر سواء كاان االتصاال مباشارا‬
‫‪2‬‬
‫أو غٌر مباشر‬
‫وقااـد حاااول جاكبسااون طعطاااء وظٌفااـة لكاال عنصاار ماان تل ا العناصاار ٌمكاان‬
‫ّ‬
‫المخطط التالً‪:3‬‬ ‫طجمالهـا فً‬
‫(المرجـع) مرجعٌة‬

‫طدراكٌـة‬ ‫شعرٌـة‬ ‫انفعالٌـة‬

‫(المستقبل)‬ ‫(المرسـل) (الرسـالة)‬

‫(الشفـرة) انتباهٌة‬
‫وقااد رك اـّز جاكبسااون اهتمامااه لعلااى الوظٌفااة ال ّ‬
‫شااعرٌة ماان حٌااـث هااً وظٌفااـة‬
‫طبالغٌه‪ ،‬وفً المضمار نفسه حاول رٌفا تٌر أن ٌعطاً مفهوماا للسالوبٌة الوظٌفٌاة‪،‬‬
‫ورأى لأ ّنها األسلوبٌة التً تادرس عملٌاة اإلباالن مان خاالل النصاوص ماع التركٌاز‬

‫‪ -1‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد المعاصر‪ ،‬ص ‪187‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪188‬‬
‫‪ -3‬بٌٌر جٌرو‪ ،‬األسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪63‬‬

‫‪11‬‬
‫علااى العناصاار التااً تساااعد علااى طبااراز شخصااٌة الكاتااب أو المنشا ‪ ،‬وجااذب انتباااه‬
‫المتلقااً وهااذا ال ٌتااؤ ّنى طال ّ بجخضااام ج ا ّل المناصاار األساالوبٌة الموجااودة فااً الاانص‬
‫للتحلٌل من غٌر انتقاء بهدف الكشف عن معاٌٌر نوعٌّة جدٌدة للسلوب‪..‬ل ‪.1‬‬
‫وأضااف رٌفااتر باـؤنّ المتلقّاً أو القاارل العماـدة هاو القاادر علاى فاـ شاافرات‬
‫ال ّنص واستخـراج أهم الخصـائص األسلوبٌة التً تمٌّز بها ذل ال ّنص‪. 2‬‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.188‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ٌ -‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.188‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثالث‪( :‬عالقة األسلوبية بالعلوم المجاورة)‬
‫طن المتصاافح للصااول اإلبسااتٌمولوجٌّة التااً انبعااق منهااا علاام األساالوب‪ٌ ،‬جاادها‬
‫متداخلااااة مااااع العدٌــــااااـد ماااان العلااااـوم األخااااـرى مستنقٌـااااـة منهااااا أباااارز المعاٌااااـٌر‬
‫الموضوعٌة التً اعتمــــدتها فً دراستها التطبٌقٌـة‪ ،‬فاتخـذت من عــلم اللغاة معـاـال‬
‫المنهـج اللسانـً الــذي تسٌــر وفقــــه‪ ،‬واتخذت من البالغة موضـوم الدراسة وهً‬
‫البحـث فً طرق تنسٌق الكالم وكٌفٌة رصف الكلمات وما تحدعـه مان جمالٌاـات فاً‬
‫الاانص األدبااً‪ ،‬واتخااذت ماان النقااد الدقااة والموضااوعٌة أعناااء الحكااـم علٌااه (الاانص‬
‫األدبً)‪ ،‬وسنحاول فٌما ٌلً التعرّف على هاته التداخالت بشًء من التفصٌـل‪.‬‬
‫‪ 1-3‬عالقة األسلوبية بعلم اللغـة‪:‬‬
‫اختلفـت آراء النقـاد حول عالقة األسلوبٌة بعلم اللغة وربما كان السبب فاً ذلا‬
‫األصول المعرفٌة التً انبعق منها هذا العلـم حدٌث النشؤة‪ ،‬فكون علم اللغة أسبق فاً‬
‫الظهـور من علم األسلوب ٌجعل أغلب النقاد ٌجمعـون على أن األسلوبٌة فارم جدٌاد‬
‫من فروم شجرة علوم اللّسان‬
‫وٌبدو أن اعتماد األسلوبٌة فاً تقٌٌمهاا للظااهرة اللغوٌاة لعلاى مانهج لساانً فاً‬
‫تقنٌاتها اإلجرائٌةل جعلها تتجاوز مٌادانها األصالً وتتحاول طلاى درس لغاـوي ٌفقادها‬
‫فً كعٌـر من األحٌان مٌزتها األساسٌة وٌبعدها عن هـدفها المنشـود وهو البحاث فاً‬
‫السّمات األسالوبٌة لكال مبادم‪ ،‬وفاً المقابال نلقاى بعاا ال ّنقااد ٌارون باؤن األسالوبٌة‬
‫للٌست مجرد فرم من اللسانٌات بل هً أهم علم مواز ٌقـوم بفحص الظواهر نفساها‬
‫من وجهة نظره الخاصةل وقاد عاـد أولماان لالنماوذج اللساانً اإلطاار النظاري الاذي‬
‫ٌتحر من منطلقه التحلٌل األسلوبًل ‪.1‬‬
‫كمااا نجااد أن أساااس التفرقااة بااٌن العلمااٌن عنااد العدٌااد ماان الدارسااٌن ٌعااود طلااى‬
‫المجال الذي تشتغل فٌه كل من األسلوبٌة واللسانٌات فقٌال‪ :‬لأنّ علام اللغاة هاو الاذي‬
‫ٌاادرس مااا ٌقااال‪ ،‬فااً حااٌن أن األساالوبٌة هااً التااً تاادرس كٌفٌااة مااا ٌقااال‪ ،‬مسااتخدمة‬
‫الوصف والتحلٌل فً آن واحدل ‪ .2‬وٌذهب هذا الرأي طلى عاد األسالوبٌة ولٌادة رحام‬
‫علم اللغة الحدٌث‪ ،‬فجذا كان تارٌخ علم اللغاة قاد بادأ باألفكاار التاً جسادها فردٌناا ناد‬
‫دي سوسٌر معٌرا عددا مان القضااٌا التاً كاان لهاا أعارا كبٌارا علاى مادار اللساانٌات‬
‫فٌما بعد‪ ،‬فجن هاته األفكار والمفاهٌم الجدٌدة قد استفادت منها األسلوبٌة ووظفتها فاً‬
‫أبحاعها اللغوٌة‪ ،‬فعلى سبٌل المعال ال الحصـر‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪ٌ-2‬وسف أبو العدوس‪ ،‬االسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص ‪40‬‬

‫‪13‬‬
‫استعارت األسلوبٌة من علم اللغة مفهومً الدال و المادلول‪ ،‬وهاذا ماا نجاده عناد‬
‫أحد رواد األسلوبٌة اإلسبانٌة وهو دوماسو ألنسو غٌر أنه خالف سوسٌرفً التسامٌة‬
‫ُدر ْ الذهنً على المدلول والصورة الصوتية على الا ّدال‪ 1‬وٌارى‬ ‫فؤطلق مصطلح الم َ‬
‫بااؤن الوظٌفااة األساسااٌة للساالوبٌة هااً البحااث فااً العالقااة التااً تجمااع بااٌن الاادال‬
‫والماادلول انطالقااا ماان العالقااات التااً تجمااع بااٌن العناصاار الجزئٌااة للوصااول طلااى‬
‫العالقة الكاملة التً تجمع شتات الكائن اللغوي ‪.2‬‬
‫ومان هاذا المنطلااق انبارى العدٌااد مان الدارساٌن طلااى الحا ّد بااٌن المجاالٌن‪ ،‬فتحا ّدد‬
‫مجااال اللسااانٌات انطالقااا ماان الجملااة باعتبارهااا أكباار وحاادة قابلااة للوصااف اللسااانً‬
‫وتبٌن أن موضوم الدراسة األسلوبٌة وهو الخطاب األدبً ‪.3‬‬
‫وٌبقى االشترا بٌن العلمٌن قائما مادام التؤعر موجـودا فمن جملاة المصاطلحات‬
‫التً استعملها الدارسون من حقل اللساانٌات نجاد مصاطلحً البنٌاة الساطحٌة والبنٌاة‬
‫العمٌقااة وٌطلااق تشومسااكً علااى المصااطلح األول األداء اللغااوي وعلااى المصااطلح‬
‫العانً الكفاٌة اللغوٌة ‪ ،4‬وفق النحو التحوٌلً تستعٌن اللغة بعدد محادود مان المساائل‬
‫لتنااتج عااددا غٌار متناااه ماان االسااتعماالت وهااذه االسااتعماالت هااً التااً تركااز علٌهااا‬
‫األسلوبٌة فً مظهرها الحسً حٌن ٌختار المبدم ألفاظــه بعناٌة وٌــإعر كلـاـمة علاى‬
‫أخرى أو تركٌب على تركٌب آخر‪ ،‬كونها أدق فً توصٌل ما ٌرٌد ‪.5‬‬
‫أمّا األسلوب باعتباره انزٌاحا فجنه ٌقع ضمن ما ٌسمـى بالمقدرة اللغويـة عند تشاو‬
‫مسكً‪ ،‬فالسّر فً االنزٌاح ٌكمن فاً القاـوة التاً ٌمتلكهاا المتلقاً فاً قدرتاه اللغوٌاة‬
‫‪6‬‬
‫على معرفة ما هـو منزاح عن المعنى األصلً للنص و ما هو مؤلوف فٌه‬
‫ومن عم فجن األسلوبٌة تعد مجرد فرم من اللسانٌات بل هً علم مواز ٌقـوم بفحاص‬
‫الظااواهر اللغوٌااة نفسااها ماان وجهااة نظااره الخاصااة و ٌاارى سااتٌفن أولمااان أنّ هااذا‬
‫التماعل بٌن العلمٌن ٌطرح نقاط التقاء شتى بٌنهما ‪ ،7‬ففً مقابل كل قسام رئاٌس مان‬
‫اللسااانٌات هنااا قطااام أساالوبً ٌوازٌااه وطذا طبااق النمااوذج التولٌاادي التحااوٌلً الااذي‬

‫‪-1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪44‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪ٌ -3‬نظر؛ نور الدٌن السد االسلوبٌة وتحلٌل الخطاب‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر؛ ٌوسف أبو العدوس‪ ،‬االسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪46‬‬
‫‪ٌ -5‬نظر؛ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪46‬‬
‫‪ٌ -6‬نظر؛ ٌوسف أبو العدوس‪ ،‬االسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪46‬‬
‫‪ٌ -7‬نظر‪ :‬ستٌفن اولمان‪ ،‬االسلوبٌة وعلم الداللة‪ ،‬ص‪22‬‬

‫‪14‬‬
‫ٌمٌز بٌن عالعة مكونات للنحاو‪ :‬األصاوات و الداللاة والتركٌاب فاجن األسالوبٌة ساوف‬
‫تكشف عن هذه البنٌة العالعٌة نفسها‪.1‬‬
‫ولكل من اللسانً و األسلوبً حد وهدف ال ٌتجاوزه فكاؤنّ اللساانً حٌنماا ٌبادأ عملاه‬
‫‪2‬‬
‫ٌصف اللغة وصافا دقٌقاا عام ٌحااول عقلناة هاذا الوصاف‪ ،‬والخاروج بقواعاد لغوٌاة‬
‫قابلة للتعماٌم‪ ،‬عام ٌلقاً بزماام العمال للباحاث األسالوبً كاً ٌاتم ماا تبقاى مان العملٌاة‬
‫فٌحاااول لمعرفااة أساالوب الكاتااب وتماااٌزه عاان غٌااره ماان الكتاااب ا خاارٌن وتحدٌااد‬
‫طرٌقتاه الخاصااة فاً الماانهج والمعالجااة مان خااالل التحلٌال الصااوتً أو الصاارفً أو‬
‫النحااـوي أو الااداللًل ‪ 3‬ومااادام األساالوبً ال ٌمكاان أن ٌعماال دون علاام بحاادود تل ا‬
‫المستوٌات فجن عمله ٌقترب بالضرورة من عمل اللسانً ‪ 4‬الذي ٌعمل فً مساتوٌات‬
‫مستوٌات ذاتها التً ٌعمل فٌها األسلوبً‪.‬‬
‫والواقع أن أغلب الباحعٌن ال ٌفرقون بٌن العلمٌن‪ ،‬والاذي ٌحااول التفرٌاق ٌصال‬
‫طلى اإلغماا والتعمٌة‪ ،‬طال طذا نظرنا طلاى الغاٌاة مان كاال العلماٌن لفالاذي نظار طلاى‬
‫النص الذي ٌعمل فٌه على أ ّنه نص لغوي المراد منه معرفة أسالٌب الكاتب للخاروج‬
‫بقواعد لغوٌة علمٌة قابلة للتعمٌم فهو باحث لغوي‪ ،‬والذي نظار طلاى الانص علاى أناه‬
‫نص لغوي المراد منه معرفة أسالٌب الكاتب وتماٌزه عان غٌاره(‪ )...‬والمعالجاة مان‬
‫خالل التحلٌل الصوتً والصرفً والنحوي والداللً فهو محلل لسانً‪.5‬‬
‫‪ 2-3‬عالقة األسلوبية بالبالغـة‪:‬‬
‫هٌمناات البالغااة علااى التفكٌاار الشااعري والمنطقااً عباار العصااور منااذ أرسااطو‬
‫والنظرٌااااات الشااااعرٌة الجدٌاااادة فااااً القاااارون الوسااااطى‪ ،‬وصااااوال طلااااى النظرٌااااات‬
‫الكالسٌكٌااـة فااً بداٌااة القااـرن العااامن عشاار ‪6‬وقااـد توجهاات اهتمامااات البالغااة فااً‬
‫البااداٌات األولااى طلااى دراسااة األنماااط الخطابٌااة بؤنواعهااا مهتمااة بتلا الوسااائط التااً‬
‫ٌدمجها الكاتب بغٌة طقنام المتلقً بقضاٌة ماا عام اختصات بعاد ذلا بدراساة الخطااب‬
‫األدبً ومن عم الشعر فؤصبحت تمعل فن الشعر‪.7‬‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪23-22‬‬


‫‪ٌ -2‬نظر ٌوسف أبو العدوس‪ ،‬االسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق ص‪48‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ص‪50‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬ستٌفن اولمان‪ ،‬االسلوبٌة وعلم الداللة‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ٌ -5‬نظر‪ٌ :‬وسف أبو العدوس‪ ،‬األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪50‬‬
‫‪ -6‬فرحان بدري الحربً‪ ،‬االسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث ص‪24‬‬
‫‪ٌ -7‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪15‬‬
‫ولمااا كاناات طاارق تنسااٌق الكااالم وكٌفٌااة رصااف الكلمااات فااً الخطاااب األدبااً‬
‫بؤسلوب ٌستمٌل القارل وٌإعر فٌه من أهم الموضوعات التً تبحث فٌها البالغة فقاد‬
‫جعلها ذل تدخل فً عالقة وطٌدة مع ما ٌسمى بعلم األسلوب فكؤنّ الحدٌث عن تلا‬
‫العالقة التً تربط اإلعنٌن معا محل محاورة ونقااش فاً الدراساات المعاصارة‪ ،‬وأ ّكاد‬
‫الباااحعون و الدارسااون ذل ا فااً بحااوعهم التااً قاادموها فااً هااذا الشااؤن‪ 2‬فٌاارى بٌٌاار‬
‫جٌرول أن األسلوبٌة ورٌعة البالغة وأنها بالغة حدٌعة ذات شكل مضااعف طنهاا علام‬
‫التعبٌر ونقد األسالٌبل ‪.1‬‬
‫ذهااب بعااا الدارسااٌن العاارب طلااى أن علاام األساالوب لااه جااذور ضاااربة فااً‬
‫التااراث العربااً وذل ا بربطااه بالبالغااة العربٌااة القدٌمااة فٌقااول شككيرع ع ّيككاد‪ :‬نّ‬
‫دراسة األسلوب تكاد تجنح طلاى ماا عالجتاه البالغاة القدٌماة وطن كاان ذلا ٌاتم تحات‬
‫مسااامٌات جدٌااادة ورإٌاااة جدٌااادةل ‪ 2‬وأضااااف ل األسااالوبٌة ذات نساااب عرٌاااق فاااً‬
‫الدراسات اللغوٌة القدٌمة وأن أصولها ترجع طلى علم البالغة ‪3‬ل‬
‫أن األسالوبٌة ذات‬ ‫وٌرى شاكري عٌااّد فاً كتاباه ل مكدل لكى علكم األسكلو‬
‫نسب عرٌق فً الدراسات اللغوٌة القدٌمة وأن أصولها ترجع طلى علوم البالغة ‪.4‬‬
‫وعلى الرغم من هاته الصلة الوعٌقة التً تربط كال منهماا بااألخرى ‪ ،‬فجناه مان غٌار‬
‫المعقااول أن تقااوم األساالوبٌة مقااام البالغااة والعكااس صااحٌح فقااد ف ّرقاات بااٌن العلمااٌن‬
‫جوانب ع ّدة ٌمكن طجمالها فً النقاط التالٌة ‪:‬‬
‫أولت األسالوبٌة اهتماماا كبٌارا بالمخاطاب وحالتاه النفساٌة واالجتماعٌاة بوصافه أحاد‬
‫العناصاار العالعااة التااً تشااكل العملٌااة اإلبداعٌااة‪ ،‬فااً حااٌن أغلفاات البالغااة المخا َطااب‬
‫واعتنت بحالة المخا َطب اعتناء بالغا‪ ،‬ومن ذل حدٌث العلمااء المفصال عان مطابقاة‬
‫الكالم لمقتضى الحال‪.5‬‬
‫‪ ‬تختص البالغة بالبحث فً نوم خاص مان الكاالم وهاو الكاالم األدباً وكاذا معالجاة‬
‫اإلمكانااات التااً تتٌحهااا قواعااد اللغااة فااً االسااتخدام التعبٌااري بٌنمااا ٌشاامل البحااث‬
‫األسلوبً كل أجناس الكالم و طرق أدائه ‪.6‬‬

‫‪ٌ -1‬وسف أبو العدوس‪ ،‬األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪62‬‬


‫‪ -2‬رجاء عٌد البحث األسلوبً معاصرة وتراث‪ ،‬منشؤة المعارف اإلسكندرٌة‪ ،‬القاهرة دط‬
‫‪،1993‬ص‪179‬‬
‫‪ٌ-3‬وسف أبو العدوس‪ ،‬األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ٌ -‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪ٌ-6‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪170‬‬

‫‪16‬‬
‫تهتم األسلوبٌة اهتماما كبٌرا بقضٌة الذوق الشخصً للمبدم فهاو الاذي ٌبادم‬
‫اللغااة ابااداعا ٌتناسااب مااع تكوٌنااه النفسااً واالجتماااعً والعقااافً دون اعتماااده علااى‬
‫نماذج علٌا ٌستقً منه أسلوبه‪ ،‬فً حاٌن تغٌاب شخصاٌة المبادم فاً البالغاة العربٌاة‬
‫القدٌمة التً اعتمدت على النماذج الراقٌة و المصطفاة وعلى بالغة اللغة نفسها ‪.1‬‬
‫‪ ‬البالغااة علاام معٌاااري ٌرساال األحكااام التقٌٌمٌااة بٌنمااا تعاازف األساالوبٌة عاان‬
‫ططالق تل األحكام التقٌٌمٌاة علاى العمال األدباً فمهماة األسالوبٌة تكمان فاً البحاث‬
‫عن ما ٌقع خلف ذل الكائن اللغوي وبٌان داللته ورصد مواطن اإلبدام فٌه ‪.2‬‬
‫‪ ‬طنّ أهم سمة غلبت على البالغة القدٌمة هً الطابع اإلرشادي الذي كان سائدا‬
‫فً تل الفترة‪ ،‬فالبالغة ترشد المبدم طلى طرق طحداث تاؤعٌر معاٌن وكٌفٌاة اساتخدام‬
‫األسالٌب األدبٌة وبناء الجمل والتركٌب إلحداث ذل التؤعٌر فاً نفاس المتلقاً وكاان‬
‫هذا واضحا لفً نماذج متعددة من التراث العربً بدءا من صحٌفة بشر بن المعتمر‬
‫المشااهورة ماارورا بنماااذج مختلفااة للجاااحظ وأبااً هااالل العسااكري واباان طباطبااة‬
‫وغٌرهم من ال ّنقاد والبالغٌٌن القدامى‪.‬‬
‫أما األسلوبٌة فغاٌتها البحث فً األعمال األدبٌة باختالف أنواعها ورصاد ممٌزاتهاا‬
‫ووصفه وتحلٌلها ل ‪.3‬‬
‫وعلى الرغم من أوجه االختالف التً الحظناها بٌن العلمٌن طال ّ أنّ هنا ما‬
‫ٌجمع بٌنهما‪:‬‬
‫‪ ‬فجذا كانت البالغاة ف ّناا للتعبٌار األدباً وأداة نقدٌاة تساتخدم فاً تقٌاٌم األسالوب‬
‫الفردي‪ ،‬فجنّ علم األسلوب ٌستقً من هذا الفن مادته التً ٌبنً علٌها أحكامه النقدٌاة‬
‫فعلم األسلوب قائم على جذور لغوٌة وبالغٌة ‪. 4‬‬
‫‪ ‬طنّ فاااً تعرٌاااف البالغاااة و األسااالوبٌة لقااااء ومفارقاااة‪ ،‬فالبالغاااة فاااً تعرٌاااف‬
‫البالغٌٌن العرب مطابقة الكالم لمقتضى الحال و التً ال تختلف كعٌرا عن مصاطلح‬
‫‪5‬‬
‫الموقف فً الدرس األسلوبً والمقصود بها مراعاة الطرٌقة المناسبة للتعبٌر‬
‫‪ ‬غٌر أنّ األسلوبٌة تفترا ل حضاور المتلقاً فاً العملٌاة اإلبالغٌاة و جعلات‬
‫هذا الحضور شارطا ضارورٌا الكتماال عملٌاة اإلنشااء‪ ،‬بال طنّ المتلقاً مان منظاور‬
‫األسلوبً هو الذي ٌبعث الحٌاة فً النص بتلقٌه وتذوقه‪ ،‬أمّا البالغة فاالمتلقً عنادها‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ٌ :‬وسف أبو العدوس‪ ،‬األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪65‬‬


‫‪ٌ -2‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪73‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ص‪78‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪80‬‬
‫‪ٌ -5‬نظر المرجع نفسه‪ ،‬ص‪81‬‬

‫‪17‬‬
‫ال ٌشكل طال جانبا واحدا من الجوانب المتعددة لمفهوم مقتضى الحال الاذي ٌعناً أناه‬
‫كالم متفاوتل ‪.1‬‬
‫‪ ‬كمااا ٌظهاار التقاااطع بااٌن البالغااة واألساالوبٌة ماان خااالل علاام المعااانً‪ ،‬فعلاام‬
‫المعانً ٌهتم بدراسة األسلوب و تصوٌر المعناى تصاوٌرا جمالٌاا و الاذي ال ٌختلاف‬
‫كعٌرا عمّا تصبو طلٌه الدراسات األسلوبٌة‪ ،‬األمر نفسه بالنسبة طلى علم البٌان والاذي‬
‫ٌلتقً مع األسلوبٌة فاً تؤدٌاة الفكارة الواحادة بصاٌاغات لغوٌاة مختلفاة لكال صاٌاغة‬
‫تؤعٌرهااا ‪ 2‬لفالمعااانً موجااودة عنااد كاال واحااد وفااً طااوم كاال فكاار‪ ،‬وجااودة اللغااة‬
‫وبالغتها فً االستعمال تختلف باختالف طبقات الكاالم أساالٌبه علاى مقتضاى ملكاة‬
‫اللسان طذا حوّ ل العبارة عن مقصوده و لم ٌحسان ‪3‬ل‪ ،‬فكاؤنّ حادٌث ابان خلادون ٌادل‬
‫على أن براعة المبادم تكمان فاً ّتؤلٌفاه ألساالٌب لغوٌاة تختلاف عان الكاالم العاادي‪،‬‬
‫وذل بخروجه عن المؤلوف فً ابتكاره لكٌفٌات جدٌدة ٌعبر بهاا عان مقصاوده الاذي‬
‫ٌرٌد‪.‬‬
‫ونسااتطٌع طجمااال نقاااط التقاااطع بااٌن العلمااٌن فااً أنّ محااور كلٌهمااا البحااث فااً‬
‫األدب ومااواطن الجمااال فٌااه فالمباادم ٌختااار لنفسااه أشااكال بالغٌااة تسااتمٌل السااامع‬
‫وتستدعً انتباهه لٌقوم بتحلٌل هذه االختٌارات بانزٌاحها المختلفة والكشاف عان سار‬
‫ذل الجمال لوعند هذه النقطة تلتقً البالغة واألسلوبٌة‪ ،‬فالبالغة واألسلوبٌة تقادمان‬
‫صااورا مختلفااة ماان المفااردات و التراكٌااب و األسااالٌب و قٌمااة كاال منهااا الجمالٌااة و‬
‫التؤعٌرٌااةل ‪ .4‬كمااا انّ البالغااة ل قااادرة علااى أن تق ا ّدم للاادرس األساالوبً اللّسااانً زادا‬
‫وفٌرا من التصورات وطرق التحلٌل ٌمكنه بجعاادة صاٌاغتها أن ٌحكام وساائله الفنٌاة‬
‫فً معاٌنة النصوص اإلبداعٌةل‪.5‬‬
‫‪ 3-3‬عالقة األسلوبية بالنقد األدبي‪:‬‬
‫من بٌن اإلشكاالت التً طرحها عبد السالم المس ّدي هً عالقة األسلوبٌة بالنقاد‬
‫األدبً‪ ،‬وهال بوساعها أن تعاوا النقاد األدباً طن كانات فاً صاٌرورتها ترماً طلاى‬
‫االنفراد بسلطان الحكم فً األدب؟ ‪ ، 6‬عم عارا المسادي بعاا ا راء النقدٌاة التاً‬
‫الحظاات تلا العالقااة الحمٌم ٌّااة بااٌن األساالوبٌة والنقااد األدبااً ‪ ،‬ماان بٌنهااا بٌٌاار جٌاارو‬

‫‪ -1‬نظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪81‬‬


‫‪ٌ -2‬نظر المرجع نفسه ص‪86‬‬
‫‪-3‬محمد ابن خلدون المقدمة ص‪576‬‬
‫‪ٌ -4‬وسف ابو العدوس‪ ،‬األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ٌ -6‬نظر‪ :‬عبد السالم المسدي‪ :‬األسلوبٌة واألسلوب ص ‪104‬‬

‫‪18‬‬
‫والاذي أ ّكاد انّ األسالوبٌة مصابها النقاد وباه قوامهاا ووجودهاا ‪ ،‬وٌقا ّر بادون تاردد أن‬
‫‪1‬‬
‫األسلوبٌة تستحٌل بذل نظرٌة نقدٌة بالضرورة‬
‫وأنكااار عباااد الساااالم المسااادي علاااى بعاااا الدارساااٌن النااازوم طلاااى القاااول باااؤن‬
‫األسلوبٌة ال تعدو أن تكون علما قائما بذاته ‪ ،‬عم أنهم اخطاؤوا التقادٌر فاً تنزٌال هاذا‬
‫العلم منازله الحقٌقٌة‪ ،‬وفً ر ّده طلى قواعده األصولٌة التاً قاام علٌهاا وأضااف بؤنهاا‬
‫قااد تتنحااى ‪ -‬األساالوبٌة – جانبااا فااً تحلٌلهااا للعدٌااد ماان الجوانااب فااً األعاار األدبااً‬
‫تخطً حواجز‬ ‫ّ‬ ‫فاسحة المجال أمام النقد األدبً وأوضح ذل قائال‪ :‬لفهً قاصرة عن‬
‫التحلٌل طلى تقٌاٌم األعار األدباً باالحتكاام طلاى التاارٌخ‪ ،‬بٌنماا رساالة النقاد كامناة فاً‬
‫طماطة اللّعام عن رساالة األدب‪ ،‬ففاً النقاد طذن بعاا ماا فاً األسالوبٌة وزٌاادة وفاً‬
‫األسلوبٌة ما فً النقد طال ّ بعضه ‪2‬ل‪.‬‬
‫ولعاال التقااارب بااٌن األساالوبٌة والنقااد ٌااتم ماان خااالل التعاااون علااى الكشااف عاان‬
‫المظاااهر المتعااددة للاانص األدبااً ماان حٌااث التركٌااب واللغااة والموسااٌقى‪ ،‬فااجذا كاناات‬
‫األسلوبٌة قد أوكل لها مهمّة البحث فً أوجه التراكٌاب ووظٌفتهاا فاً النظاام اللغاوي‬
‫فجنّ النقد قد تجاوز ذل طلى العلال واألساباب ففاً النقاد طذن بعاا ماا فاً األسالوبٌة‬
‫وزٌادة‪ ،‬وفً األسلوبٌة ما فً النقد طال ّ بعضه ‪.3‬‬
‫وماان المالحااظ أٌضااا أنّ نظاارة الناقااد طلااى الاانص األدبااً تكااون نظاارة فاحصااة‬
‫ٌسااتدي فٌهااا مختلااف األدوات الفنٌااة المتااوفرة معاال اللّغااة والااذوق الفنااً‪ ،‬والتااارٌخ‬
‫والصٌاغة‪ ،‬وعلم النفس ‪ ....‬عم الحكم على األعر الفنً بالجودة و الرداءة انطالقا من‬
‫تل المعطٌاات‪ ،‬فاً حاٌن تكاون النظارة األسالوبٌة نظارة جمالٌاة تبحاث عان ماواطن‬
‫الجمااال فااً العماال االدبااً ماان خااالل مختلااف ظااواهره اللغوٌااة والصااوتٌة والداللٌااة‬
‫والتركٌبٌة واإلٌقاعٌة ‪.4‬‬
‫طنّ تركٌز الناقد األدبً على جوانب معٌنة فً العمل األدباً تساتهوٌه و تتوافاق‬
‫مااع رإٌتااه الخاصااة للعملٌااة اإلبداعٌااة ٌكااون ماادعاة لتجاااوز جوانااب أخاارى متعااددة‬
‫ٌكتنزهاا الانص األدبااً‪ ،‬لولمعالجاة هاذه المشااكلة فاجن الباحاث اللغااوي او عاالم اللغااة‬
‫ٌسااتطٌع ان ٌتقاادم لٌضااًء جوانااب تمتلكهااا اللغااة‪ ،‬وتكااون طمكانااات البحااث اللغااوي‬
‫مإدٌة خدمة جلٌلة للنقد األدبًل ‪ ،5‬حٌث رأى رجاء عٌد أنّ حلقة الوصال باٌن النقاد‬
‫االدبً واألسلوبٌة هً علوم اللغة‪ ،‬من بالغة‪ ،‬وعلم الداللة‪ ،‬والنحاو‪ ،‬حاٌن ٌاؤبى كال‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪104‬‬


‫‪ -2‬عبد السالم المسدي‪-‬االسلوبٌة واالسلوب ص‪115‬‬
‫‪ٌ -3‬وسف أبو العدوس‪ ،‬البالغة واألسلوبٌة‪ ،‬ص ‪-184‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪185‬‬
‫‪ - 5‬رجاء عٌد‪ ،‬البحث األسلوبً معاصرة وتراث‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪19‬‬
‫علاام مواصاالة رحلااة المغااامرة فااً البحااث عاان جمالٌااات الاانص االدبااً‪ ،‬لفالبحااث‬
‫األسلوبً ٌتشاكل فاً نطااق الدراساة اللغوٌاة (‪ )...‬مان حٌاث اعتمااده علاى طمكاناات‬
‫اللغة وعلى مناهجها المختلفة وعلى حقولها المتعددة ‪...‬ل ‪. 1‬‬
‫كما تعد الدراسة األسلوبٌة مكملة للنقد وذل من خالل اساتخدامها لوساائل نقدٌاة‬
‫تسهم فً طبراز أفكار الكاتب ورإاه‪ ،‬وطظهار المدلوالت الجمالٌة فاً الانص األدباً‪،‬‬
‫وتتبااع العالقااات القائمااة بااٌن الصااٌة التعبٌرٌااة‪ ،‬وكااذا عالقااة تلا الصااٌة بالمرساال و‬
‫المتلقاً‪ ،‬وهااذا ٌكااون باالعتماااد علااى طحصااء الصااٌة و معانٌهااا و ألفاظهااا‪ ،‬وطرٌقااة‬
‫تركٌبها‪ ،‬والوظٌفة التً ٌإدٌها كل تركٌب ‪ ،‬وتبقى هذه المعاٌٌر موضوعٌة ال تعتماد‬
‫على الذوق الذي ٌختلف من شخص طلى آخر‪ ،‬بخاالف النقاد الاذي ٌمٌال فٌاه صااحبه‬
‫فً كعٌر مان األحٌاان طلاى تصاور معاٌن ورإٌاة خاصاة تتوافاق ماع أفكااره وخبراتاه‬
‫المكتسبة لٌستطٌع بعد ذل طصدار حكم معٌن على نص ما وتقٌٌمه‪.‬‬
‫لذل ٌُجمع أغلاب البااحعٌن والدارساٌن فاً هاذا المجاال باؤن األسالوبٌة لعلام وصافً‬
‫ٌعنااى ببحااث الخصااائص و ال ّساامات التااً تمٌااز الاانص األدبااً عاان طرٌااق التحلٌاال‬
‫الموضوعً للعر األدباً الاذي تتمحاور حولاه الدراساة األسالوبٌةل ‪ ،2‬أماا النقاد فهاو‬
‫لنظر وتقلٌب فً االدب‪ ،‬وتذوق وتمٌٌز له وحكم علٌه والسّمو به طلى أعلى مراتاب‬
‫الجمال و االستحسانل ‪.3‬‬
‫وعلى الرغم من االختالف الموجاود باٌن األسالوبٌة والنقاد طال ّ أنهماا ٌلتقٌاان مان‬
‫حٌااث أن مجااال دراسااتهما هااو الاانص األدبااً غٌاار انّ األولااى لتاادرس األعاار األدبااً‬
‫بمعازل عمااا ٌحاٌط بااه مان ظااروف سٌاساٌة أو تارٌخٌااة او اجتماعٌاة أو غٌرهااا‪ ،‬أمااا‬
‫النقاااد فاااال ٌغفااال فاااً أعنااااء دراساااة تلااا األوضاااام المحٌطاااة باااهل ‪ ،4‬طال ّ طذا اساااتعنٌنا‬
‫االسلوبٌة النفسٌة فعمة ما ٌربطها باالتجاه النفسً فً النقاد‪ ،‬فكالهماا لٌخضاع الانص‬
‫لمعاٌٌر النفس ومقاٌٌسه والوقوف على الظروف النفساٌة والمراحال المبكارة لطفولاة‬
‫الكاتب و مدى تؤعٌرها فً كتاباته ل ‪.5‬‬
‫ومن المالحظ ان مختلف ا راء التً طرحت هاذا اإلشاكال لام تنتاه طلاى الجازم‬
‫بؤحقٌّة أحدهما على ا خر‪ ،‬فستظل األسالوبٌة والنقاد ٌساٌران علاى ّ‬
‫خطاٌن متاوازٌٌن‬
‫وعن وجدت بٌنهما نقاط للتقارب واالتفاق‬

‫‪ٌ-1‬نظر المرجع السابق‪ ،‬ص‪193‬‬


‫‪ -2‬فتح هللا سلٌمان‪ ،‬األسلوبٌة مدخل نظري ودراسة تطبٌقٌة‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪36‬‬
‫‪ٌ -5‬نظر المرجع نفسه ص‪37‬‬

‫‪20‬‬
‫فهذا ال ٌعنً ألبته نشوء ال ّتماازج الكامال كماا اناه لاٌس حتمٌاا أن ٌكاون بقااء أحادهما‬
‫مرتبطا بزوال ا خر ‪ 1‬فالنقد ٌستفٌد من معطٌات علم األسلوب وٌوظف نتائجه لكاً‬
‫ٌجٌب على تساإالته األكعر غوصا فً طبٌعة العمل واستكشافا لعالقته المتعددة فٌماا‬
‫وراء اللغة‪.2‬‬
‫‪ - 4‬التحلي األسلوبي‪:‬‬
‫تعد األسلوبٌة نظرٌة شامولٌة فاً األسالوب وتمعال علماا حادٌعا ٌادور فاً ططاار‬
‫مان المنهجٌاة والموضاوعٌة‪ ،‬بحٌااث تقاوم فاً عملهاا داخاال الانص وانشاغالها بتحلٌاال‬
‫عناصاااره واساااتخراج دالالتاااه علاااى ركاااائز موضاااوعٌة البااا ّد مااان االساااتناد علٌهاااا‬
‫واالنطالق من تل المعطٌات لتتبع الظاهرة األسلوبٌة حتى ٌتس ّنى للباحاث األسالوبً‬
‫الوصول طلى األهداف المرجوّ ة من هذا العمل‪.‬‬
‫‪ 1-4‬التحلي األسلوبي و منطلقاته‪:‬‬
‫تمعل البنٌة اللغوٌة للنص المنطلاق األساساً الاذي ٌنطلاق مناه العمال األسالوبً‬
‫كما ٌبحاث فاً مختلاف ماواد البنااء اللغاوي لو األداء الكالماً عاماة و تركاز النظار‬
‫علااى كٌفٌااات التعبٌاار (‪ )...‬سااواء مااا تعلااق منهااا بااالمفردة والتركٌااب و بالصااوت‬
‫والمعنى و بالصٌغة و الداللة و بالحركة والصورة و بتنوم الانص وشاكله او بحسان‬
‫الكتابة و غرضهال ‪ 3‬وٌكون البحث فاً كال ذلا باالعتمااد علاى الظاواهر الموظفاة‬
‫توظٌفا جدٌدا‪ ،‬واستعملت استعماال خاصا لغاٌات جمالٌة تؤعٌرٌاة‪ ، 4‬فاالخطوة األولاى‬
‫فً التحلٌل األسلوبً – حساب رينكه ويلك –مراقباة االنحرافاات اللغوٌاة مان تكارار‬
‫للصوت وقلاب نظاام الكلماات‪ ،‬وبنااء تسلساالت متشاابكة مان الجمال وكال مان ٌخادم‬
‫وظائفها الجمالٌة كالتاؤعٌر والوضاوح أو الغماوا الاذي ٌعطاً العمال األدباً طابعاا‬
‫جمالٌا خاصا ‪.5‬‬
‫وطذا كان تحدٌد الظاهرة اللغوٌة هو الخطاوة األولاى فاً العمال األسالوبً‪ ،‬فاجن‬
‫الخطوة العانٌة فً العمل هً التحقٌق فاً اختٌاار تلا الظااهرة‪ ،‬وعان مباررات ذلا‬
‫االختٌار‬

‫‪1‬‬
‫‪ٌ -‬نظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪38‬‬
‫‪ٌ -2‬نظر‪ :‬صالح فضل‪ ،‬مناهج النقد المعاصر‪ ،‬طفرٌقٌا الشرق‪ ،‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دط ‪2002،‬م‪،‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬الهادي الطرابلسً‪ ،‬تحالٌل أسلوبٌة‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪9‬‬
‫‪ٌ -5‬نظر‪ :‬طرّ اد الكبٌسً‪ ،‬مداخل فً النقد األدبً دار البازوري العلمٌة للنشر والتوزٌع عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬دط‪ 2009 ،‬م‪ ،‬ص ‪32‬‬

‫‪21‬‬
‫ومساءلة العمل اإلبداعً عن مدى صدق ذل التوظٌف وتؤعٌره فاً نفاس المتلقاً ‪،1‬‬
‫لفاسااتخدام الكاتااب للجماال القصااٌرة دون الطوٌلااة – مااعال ‪ -‬وتغلٌبااه األسااماء علااى‬
‫األفعال واستخدامه للحروف بطرائق معٌنة ‪،‬واختٌاره ألوزان دون أخرى ‪ ،‬كل ذل‬
‫‪2‬‬
‫ٌعد من صمٌم البحث األسلوبًل‬
‫وأي تغٌٌاار فااً ترتٌااب أجاازاء الجملااة ٌتبعااه تغٌٌاار فااً المعنااى‪ ،‬فاأللفاااظ (‪ )...‬ذات‬
‫الترتٌب المختلف لهاا معاانً مختلفاة‪ ،‬والمعاانً ذات الترتٌاب المختلاف لهاا تاؤعٌرات‬
‫مختلفة ‪.3‬‬
‫كما ٌستطٌع الباحث األسلوبً معرفة مدى انحراف الكاتب عن الانمط الماؤلوف‬
‫وذل باعتماده على المعٌار النحوي ومن عم على الباحث األسالوبً ل أن ٌالحاظ فاً‬
‫أعناااء تحلٌلااه أن هنااا فرقااا بااٌن البنٌااة النحوٌااة والنمااوذج النحااوي (‪ )...‬وأن تغٌٌاار‬
‫األلفاظ أو اساتبدالها بغٌرهاا فاً النحاوي ٌتبعاه تغٌار فاً المعناى العاام ‪ ،4‬وال ٌتاؤتى‬
‫للباحاااث ذلااا ولااان ٌساااتطٌع الولاااوج طلاااى تلااا العاااوالم الجدٌااادة مااان دون حااال تلااا‬
‫اإلشكالٌات العائقة عن الفهم ول تحدٌد الموازٌن التً بها تعرف قٌم الظواهر لتطارح‬
‫ماان الحساااب كاال ظاااهرة مسااتعملة علااى غٌاار وجااه التوظٌااف الجمااالً ومعرفااة مااا‬
‫اساااتق ّر علٌاااه العااارف فاااً الوضاااع اللغاااوي (‪ )...‬اساااتعدادا لتحدٌاااد مظااااهر التعبٌااار‬
‫وعناصر اإلضافة ومواطن اإلبدام فً النصوص المدروسة ل ‪.5‬‬
‫وهكذا تنبسط األسلوبٌة على ل رقعة اللغة كلهاا فجمٌاع الظاواهر اللغوٌاة ابتاداء‬
‫من األصوات ح ّتى أبنٌة الجمل األكعر تركٌبا ٌمكن أن تكشف عن خصٌصة أساساٌة‬
‫فً اللّغة المدروسة ل ‪.6‬‬
‫وطضافة طلى البنٌة اللّغوٌة للعمل األدبً فقد سعى العدٌاد مان النقّااد والدارساٌن‬
‫فً مجال العمل األسلوبً طلى تجسٌد أهم منطلاق للسالوبٌة فاً بحاوعهم وطجاراءاتهم‬
‫التطبٌقٌة المقدمة فاً هاذا المجاال‪ ،‬ففاً كتاباه (خصاائص األسالوب فاً الشاوقٌات)‪،‬‬
‫ٌ ّتخذ الطرابلسً الموضوعٌة ضابطا معرفٌا فً عمله التحلٌلاً‪ ،‬فهاً منوطاة بنتاائج‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬الهادي الطرابلسً‪ ،‬تحالٌل أسلوبٌة‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ -2‬فتح ّ‬
‫هللا أحمد سلٌمان‪ ،‬األسلوبٌة مدخل نظري ودراسة تطبٌقٌة‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪44‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -5‬الهادي طرابلسً‪ ،‬تحالٌل أسلوبٌة‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -6‬أمانً داوود سلٌمان‪ ،‬دراسة فً شعر الحسٌن بن منصور الحالج‪ ،‬دار مجد الوي‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪ ،‬ط‪2002، 1‬م‪ ،‬ص‪28‬‬

‫‪22‬‬
‫بحعااه التااً ٌصاابو طلٌهااا‪ ،‬وٌعاادها ماان الشااروط الضاارورٌة التااً ٌنبغااً توفرهااا فااً‬
‫دراستها‪ ،‬ومختلف الدراسات العربٌة األخرى ‪.1‬‬
‫وٌع ّد المنهج اإلحصائً األكعر دقة وتجساٌدا للموضاوعٌة فاً البحاث التحلٌلاً‬
‫باال وسااٌلة توصاال الباحااث طلااى تلاا الغاٌااة فااً تحالٌلااه األساالوبٌة‪ ،‬ل وقااد حاااول‬
‫الطرابلساااً اتباااام المااانهج اإلحصاااائً فاااً دراساااته األسااالوبٌة عااان طرٌاااق وضاااع‬
‫اإلحصاااءات اللغوٌااة فااً جااداول ح ّتااى تكااون نتائجهااا أداة ٌسااتعٌن بهااا الباحااث علااى‬
‫تفسٌر حقٌقة امتٌاز أشعار (شوقً) بشعرٌة اللغة فً أسلوبها ل ‪2‬وٌازاوج محماد عباد‬
‫المطلااب فااً كتابااه (قااراءات أساالوبٌة) بااٌن الموضااوعٌة واإلحصاااء‪ ،‬وٌاارى لبااؤنّ‬
‫المنهج اإلحصائً ٌتدخل فً هذه القراءة لضبط خطواتها المهم أن ال ٌظل اإلحصاء‬
‫فً ططاره الكمً ل ‪.3‬وطذا كان هإالء النقاد وغٌرهم أعطوا أهمٌاة لححصااء بوصافه‬
‫ركٌاازة أساسااٌة فااً العماال األساالوبً فجننااا نجااد نقااادا ٌقللااون مناات شااؤنه وٌصاافونه‬
‫تخطً تلا الحاواجز الحساابٌة‪ ،‬والغاوص داخال النساٌج الاداللً‬ ‫ّ‬ ‫بضعف قدرته على‬
‫‪4‬‬
‫المعقّد الستخراج الوظائف الجمالٌة القابعة داخله‬
‫وٌرى شريم بؤنّ نقطة ضعف المنهج اإلحصائً المطبّق على األدب ل تكمان‬
‫فً أنّ الباحث ٌحاول أن ٌبرهن بالحساب و القواعد الرٌاضاٌة علاى ماا ٌاراه باالعٌن‬
‫وبقلٌل من الدراٌة‪ ،‬وعلٌه فجننا نصل بواسطة طرٌقاة مكلّفاة طلاى نتاائج مشاكو فٌهاا‬
‫نوم ما وال تنفعنا تمامال ‪.5‬‬
‫فاإلحصاء بحسب رأٌه‪ ،‬ال ٌوصالنا دائماا طلاى النتاائج الحقٌقٌاة التاً تباٌن لناا‬
‫طبٌعة أسلوب الشاعر‪ ،‬وتبقى تل النتائج نسابٌة نوعاا ماا وال نساتطٌع تعمٌمهاا علاى‬
‫كافااة نتاجااه الشااعري‪.‬وعلى الاارغم ماان هااذا االخااتالف وال ّتصااادم فااً ا راء حااول‬
‫جادوى المانهج اإلحصاائً أهمٌتااه فاً التحلٌال األسالوبً ل فج ّنااه ٌبقاى وساٌلة لتحقٌااق‬
‫الموضااوعٌة فااً البحااث األدبااً وهااو مااا ٌضااعه فااً قائمااة العلااوم الحدٌعااة ضاامن‬
‫‪6‬‬
‫المعارف اإلنسانٌة المالئمة لروح العصرل‬
‫‪ 2-4‬التحلي األسلوبي ووظيفته‪:‬‬
‫طنّ من تمام البحث األسلوبً الوصاول طلاى األهاداف المرجاوة مناذ بداٌاة هاذا‬
‫العمل‪ ،‬بحٌث ٌهادف «طلاى المالحظاة المنظماة و التصانٌف و تحدٌاد الممٌازات التاً‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬فرحان بدري الحربً‪ ،‬األسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ٌ -2‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪158‬‬
‫‪ٌ -3‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪159‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪159‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه ص ‪159‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه ص ‪160‬‬

‫‪23‬‬
‫ٌجدها فً األسلوب أو الوساائل اللغوٌاة المساتعملة فاً الانص األدباً ‪1‬ل مماا ٌضافً‬
‫على العمال األدباً المتعاة والتاً تعاد المحار األساساً فاً اإلبادام األدباً‪ ،‬بحٌاث‬
‫ٌقول أحد النقاد الغرب فً هذا الصدد أمادو ألونسكو ل وأفضال دراساة أسالوبٌة هاً‬
‫التً تنفخ فً شذوات المتعاة فاً العمال االدباً التاً تجعال اللّهاب الاذي ٌشاتعل أشا ّد‬
‫رغبة فً االشتعالل ‪.2‬‬
‫ولن ٌتحقق للمبدم ذل طال من خالل التوظٌف المتزاٌد للسالٌب التجرٌدٌة التاً‬
‫تخلق فً ذهن المتلقً روح المغامرة وال ّتتباع المساتمر ألسارار وماواطن جماال تلا‬
‫األسالٌب اإلبداعٌة‪.‬‬
‫كما ٌهدف الباحث األسلوبً طلى تحقٌق الموضاوعٌة فاً عملاه وتفاادي تلا األحكاام‬
‫التقٌٌمٌة التً قد تصدر عنه جزافا‪.‬‬
‫فالموضوعٌة هً الهادف األسامى الاذي ٌساعى األسالوبً طلاى تحقٌقاه مان خاالل‬
‫طجراءاته التطبٌقٌة على العمل اإلبداعً‪ ،‬والباحث األسالوبً فاً كال ذلا قاد لٌعاوّ ل‬
‫فً تحلٌله على المنهج اإلحصاائً وهاو مان مقتضاٌات البحاث العلماً تحقٌقاا للحٌّااد‬
‫وال َّدقاااة و النتاااائج الموضاااوعٌة ل ‪ 3‬وترجاااع أهمٌاااة البعاااد اإلحصاااائً فاااً دراساااة‬
‫األساالوب طلااى قدرتااه علااى لالتمٌٌااز بااٌن مااا ٌتضاامنه الا ّنص ماان انحااراف متفارّد فااً‬
‫اسااتعمال اللغااة وبااٌن الشااطط الااذي ال متعااة فٌااه (‪ )...‬و ذلا أ ّنااه لااٌس كاال انحااراف‬
‫جدٌرا بؤن ٌع ّد خاصٌة أسلوبٌة هامة ل ‪.4‬‬
‫وتهااتم األساالوبٌة بدراسااة الاانص األدبااً دراسااة وصاافٌة وتحلٌلٌااة بمعاازل عاان‬
‫الظروف الخارجٌة منه‪ ،‬وتتوقف عند حدود السمات واألنماط التعبٌرٌة التً تتجااوز‬
‫وظٌفة اإلبالن فمهمتها هً دراسة كل ماا ٌاإدي وظٌفاة شاعرٌة فاً الخطااب األدباً‬
‫‪5‬‬
‫أي ذل الجانب الجمالً الذي ٌبعه المبدم فً عمله األدبً‬
‫وٌرى عبد السّالم المس ّدي أنّ التحلٌل األسالوبً ٌبحاث فاً «األنمااط التعبٌرٌاة‬
‫التااً اسااتعملت فااً ظاارف معااٌن ألدائهااا للفكاارة والعاطفااة عنااد المااتكلّم ماان صاابغة‬
‫حركٌة ‪ 6‬كما تتحدد مهمّة التحلٌال األسالوبً ل فاً دراساة األعار الاذي ٌحادث بصافة‬
‫عفوٌة لدى السامعٌن (‪ )...‬وتهدف األسلوبٌة طلى كشف الغطااء عان باذور األساالٌب‬
‫‪7‬‬
‫من حٌث هً كامنة فً أبسط أشكال التعبٌر‬

‫‪ -1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪153‬‬


‫‪ -2‬طراد الكبٌسً‪ ،‬مداخل فً النقد االدبً ص‪32‬‬
‫‪ -3‬فتح هللا أحمد سلٌمان‪ ،‬األسلوبٌة مدخل نظري ودراسة تطبٌقٌة‪ ،‬ص‪55‬‬
‫‪ -4‬سعد مصلوح‪ ،‬األسلوبٌة دراسة لغوٌة طحصائٌة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬ط‪2002 ،3‬م‬
‫‪ٌ -5‬نظر‪ :‬أمانً داود سلٌمان‪ ،‬األسلوبٌة والصوفٌة‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -6‬نورالدٌن السد‪ ،‬األسلوبٌة وتحلٌل الخطاب‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -7‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪24‬‬
‫وتبقى مهمة األسالوبٌة واضاحة مهماا اختلفات االتجاهاات والطرائاق اإلجرائٌاة‬
‫لتناااول النصااوص األدبٌااة بحٌااث تتجلااى مهمتهااا كمااا ساابق وان ذكرنااا لفااً معرفتهااا‬
‫لمختلااف أدوات التعبٌاار ووصاافها وتحدٌاادها وتصاانٌفها‪ ،‬ومعرفتهااا لمختلااف نماااذج‬
‫الملفوظااات‪ ،‬كمااا تتجلّااى أٌضااا فااً طقامتهااا نموذجااا للسااالٌب التعبٌرٌااةل ‪ 1‬فعملٌااة‬
‫البحث األسلوبً تكمن فً الكشف عمّا وراء األلفاظ وكذا السٌّاق من مغزى ومعاانً‬
‫ٌنطوي علٌها ال ّنص وطبراز القٌم البالغٌة والجمالٌة فٌه‪.‬‬

‫‪ -1‬بٌٌر جٌرو‪ ،‬األسلوب واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪89‬‬

‫‪25‬‬
‫الفص الثاني‬

‫مستويات السياق في أساليب قصيدة "في القدس"‬

‫‪26‬‬
‫المب ـحــث األول ( الجملة الخبرية)‬
‫سنحاول فً هذا الفصل دراسة البنى التركٌبٌة فً نصوص تمٌم وتحلٌلها وذلا‬
‫بالكشف عن الكٌفٌة التً تشاكلت بموجبهاا النصاوص الشاعرٌة فاً المدوناة التاً‬
‫بٌن أٌدٌنا‪ ،‬وسنسعى لدراسة التركٌب النحوي أي دراسة الطارق التاً تتاؤلّف بهاا‬
‫الجملاااة باعتبارهاااا األسااااس للااادرس النحاااوي ل والوحااادة الرئٌساااٌة فاااً عملٌاااة‬
‫التواصلل ‪.1‬‬
‫ومن هذا المنطلق وجب على الباحث اللغوي فً تحلٌله للمستوى التركٌبً‬
‫الوقااوف عنااد نظااام الجملااة وتصاانٌف أنواعهااا وتحدٌااد وظائفهااا ‪2‬ل ‪،‬ومااا ٌطاارأ‬
‫علٌها من تغٌٌر فً ألفاظها أو معانٌها مشٌرا طلى أسالٌبها المختلفة التً تساتجٌب‬
‫فً تنوعها طلى حاجات التعبٌر اإلنسانً وأغراضه المتعددة ل ‪.3‬‬
‫وبالنظر طلى طبٌعة الدراسة األسلوبٌة فً التحلٌل التركٌبً سنجد أنها تنطلق مان‬
‫دراسة جزء من الجملة أو الجملة كاملة طلى دراسة الفقرة ومان عام الانص بؤكملاه‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬ل فنقطة البدء ترتكز على الجزئٌات وصوال طلى كلٌة العمل اإلبداعً ل‬
‫كما ٌشترط الدرس األسلوبً ‪ -‬معلماا ذكرناا ساابقا – أن تكاون الظااهرة‬
‫المدروسة بارزة ومتكررة فً جزء من النص أوفٌه كله ل أو تشمل علاى انزٌااح‬
‫عن مؤلوف التراكٌب فً تل الظاهرة أو أن تكون أحد خٌارات التعبٌر ل ‪.6‬‬
‫وطذا نظرنا طلى شعر تمٌم من ناحٌة الداللٌة سنجد فٌه من الخصوصاٌة ماا ٌدفعاه‬
‫طلاى اختٌاار التراكٌاب اللغوٌاة والتااً بجمكانهاا طباراز الطاقاات اإلٌحائٌاة لمفرداتااه‬
‫ومن عم الوصول طلى مساتوى عاال مان األداء اللغاوي تكشاف عان قادرة الشااعر‬
‫اإلبداعٌااة التااً أولتهااا التجربااة الشااعورٌة الصااادقة‪ ،‬وسااؤحاول فااً هااذا الفصاال‬
‫التطرق طلى أبرز الخصائص التركٌبة التً مٌزت البناء اللغوي فً دٌاوان تماٌم‪،‬‬
‫وذل بدراسة الجملة بنوعٌها الخبرٌة والطلبٌة مركزة فً دراسة الجملة الخبرٌاة‬
‫علاى الجملاة المعبتاة والمنفٌاة وعلاى جملااة النهاً واألمار واالساتفهام والناداء فااً‬
‫الجملة الطلبٌة‪.‬‬

‫‪-1‬محمد كراكبً‪ ،‬خصائص الخطاب الشعري فً دٌوان أبً فراس الحمدانً (دراسة صوتٌة‬
‫تركٌبٌة)‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫‪ٌ-2‬نظر محمد خان لغة القران الكرٌم (دراسة لسانٌة تطبٌقٌة للجملة فً سورة البقرة) دار ال‬
‫الهدى للطباعة والنشر والتوزٌع عٌن ملٌلة‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ص‪16‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ ،‬أمانً داوود سلٌمان‪ ،‬األسلوبٌة والصوتٌة‪ ،‬ص‪98-97‬‬
‫‪ -5‬محمد عبد المطلب‪ ،‬البالغة واألسلوبٌة‪ ،‬الشركة المصرٌة العالمٌة للنشر‪ ،‬ط‪ 1994 1‬م ‪،‬‬
‫ص‪207‬‬
‫‪ -6‬أمانً داوود سلٌمان‪ ،‬األسلوبٌة والصوتٌة‪ ،‬ص‪98‬‬

‫‪27‬‬
‫الجملة تركٌب طسنادي ٌفٌد فائدة تامة ٌحسن السكوت علٌها ٌحتمل الصدق أو الكاذب‬
‫‪1‬وسؤحاول فٌما ٌلً دراسة الجملة الخبرٌة فً الدٌوان بنوعٌها المعبتة والمنفٌة‪.‬‬
‫‪– 1‬الجملة المثبتة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1-1‬الجملة الفعلية‪ :‬ل وهً كل جملة ٌكون فٌها المسند داالعلى التغٌر والتجدد ل‬
‫أو بعبااارة أخاارى هااً الجملااة التااً ل ٌكااون المسااند فٌهااا فعااال ٌاادل علااى الحاادث‬
‫والحدوث سواء كان متقدما على المسند طلٌاه أم متاؤخرا عناه ل ‪ 3‬وٌكاون المساند طلٌاه‬
‫فاعل أو نائب فاعل طسنادا حقٌقٌا أو مجازٌال فالفعل ٌسند طلى من أوجده بجرادته كماا‬
‫ٌسند طلى من وقع علٌاه كقولا ‪ :‬ل ساقط الجادار ل‪،‬لانقطاع الحبال ل فهماا فااعالن فاً‬
‫‪4‬‬
‫الصورة‪ ،‬ولكنهما لم ٌفعال شٌئا على الحقٌقةل‬
‫وقد توزعت الجملاة الفعلٌاة فاً الادٌوان بنوعٌهاا‪ ،‬البساٌطة والمركباة وفاً صاور‬
‫مختلفة‪:‬‬
‫‪ .2.1‬الجملة الفعلية البسيطة‪:‬‬
‫وقد وردت فً صور مختلفة صنفناها‪:‬‬
‫الصـورة ‪ :1‬فعل ‪ +‬فاعـل ‪ +‬مفعـول به‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعـر‪:5‬‬
‫س ْق ُ‬
‫ف ْس َرائي َ‬ ‫ه ََو ْى َ‬
‫تتكون بنٌة هذه الجملة من فعل ماا (هاوى) وفاعل(ساقف) ومفعاول به(طسارائٌل)‪،‬‬
‫وهاو تركٌااب طسانادي بسااٌط ال ٌسااتطٌع الماتكلم أن ٌسااتغنً بؤحااد عناصاره عاان بقٌااة‬
‫العناصر األخرى‬
‫الصـورة ‪ :2‬فعل ‪ +‬فاعل (ضمٌر متصل) ‪ +‬مفعول به‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم‪( ،‬دراسة لسانٌة تطبٌقٌة للجملة فً سورة البقرة)ص‬
‫‪ -2‬مهدي المخزومً‪ ،‬فً النحو العربً‪( ،‬قواعد وتطبٌق)‪ ،‬دار الرائد العربً‪ ،‬د ط‪ ،‬دت‪،‬‬
‫ص‪86‬‬
‫‪ -3‬سناء حمٌد البٌاتً‪ ،‬قواعد النحو العربً‪ ،‬فً ضوء نظرٌة النظم ‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪ 2003‬م‪ ،‬ص‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد خان‪( ،‬لغة القرآن الكرٌم) ص‪39‬‬
‫‪ 5‬الدٌوان‪ ،‬ص‪80‬‬
‫‪-‬‬

‫‪28‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫وف‬
‫س ُي َ‬ ‫َت ْل َ‬
‫ش ْينَ ال ُ‬
‫تتكون الجملة من فعل ماا وقرٌنة تدل على الفاعال (ناون النساوة) تعاود علاى‬
‫ضمٌر المخاطب (أنت) ومفعول به (السٌوف) فجاء التركٌب عادٌا مكتمال العناصار‬
‫باستعناء الفاعل الذي جاء ضمٌرا متصال بالفعل‪.‬‬
‫الصــورة ‪ :3‬فعل ‪+‬مفعـول به ‪+‬جار ومجرور‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫في اَ ْلي ْيس‬
‫س ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ض ُع القُدْ َ‬
‫وقد جاء الفعل فً هذه الجملة مضارعا وفاعلاه مساتتر وجوباا تقادٌره(أنا)‪ٌ ،‬لٌاه‬
‫مفعااول بااه اسااما ظاااهرا (القاادس) عاام جااار ومجاارور (فااً الكااٌس) وهمااا متعلقااان‬
‫بالمفعول به تخصٌصا وتعٌٌنا‪.‬‬
‫الصـورة ‪ :4‬فعل ‪+‬فاعــل ‪ +‬جار ومجرور‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫الح َما َم ُ‬
‫ـة لل َع ْن َي ُبوت‬ ‫َتقُ ُو ُ َ‬
‫تتكون بنٌة هاذه الجملاة مان فعال مضاارم (تقاول) وفاعال وهاو الحماماة وجاار‬
‫ومجرور (للعنكبوت) وقد اسند فعل الفول للفاعل (الحمامة) مجازا وتجسٌدا للموقف‬
‫المراد التعبٌر عنه‪.‬‬
‫الصورة ‪ :5‬فعل ‪ +‬جار ومجرور ‪ +‬فاعل‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:‬‬
‫اح ْت َعلى اَ ْل َق ْتلَى ال ّن َ‬
‫سا ُء‬ ‫َن َ‬
‫تكوناات بنٌااة هااذه الجملااة منااة فعاال ماااا مااع قرٌنااة التؤنٌااث (التاااء) وجااار‬
‫ومجرور (على القتلى) أما الفاعال فقاد جااء متاؤخرا وقاد د ّل تقادٌم الجاار والمجارور‬
‫على اهتمام الشاعر بقتلى شعبه المكلوم وتؤعره الشدٌد بالموقف‪.‬‬
‫الصورة ‪ :6‬فعل ‪ +‬فاعل (ضمٌر) ‪ +‬جار ومجرور‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪53‬‬

‫‪29‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫ف َعلَ ْى ُّ‬
‫الرياَم‬ ‫َي ْل َت ُ‬
‫لم ٌظهر الفاعل فً بنٌة الجملة‪ ،‬طنما دلّت علٌه صاٌغة الفعال (ٌلتاف) مماا ٌشاٌر طلاى‬
‫أنه ضمٌر للمفرد الغائب (هو) وٌعود على النبات الطوٌل فً قول الشاعر‪:2‬‬
‫صب َح ساْ َق َن َبات َطو ْي‬ ‫س ُط ْو ُر ل ُت ْ‬‫َو َت َتص َ ال ُّ‬
‫الريام‪ ،‬و ُي َحاْو ُ‬ ‫ف َعلَى ُّ‬ ‫َي ْل َت ُ‬
‫َعاْجزاً أَنْ ُي ْز َ‬
‫هر‬
‫الصورة ‪ :7‬فعل ‪ +‬فاعل ‪ +‬مفعول به ‪ +‬جار ومجرور‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫الو َر َق َة لَى اَ ْل ُم َراق ْ‬
‫ت َ‬ ‫سلَّ ْم ُ‬
‫َ‬
‫تتكون بنٌة هذه الجملة من فعل ٌتلاوه فاعال متصال باه عام مفعاول باه(الناس) عام‬
‫جااار ومجاارور ٌكماال معنااى الجملااة‪ ،‬وقااد جاااءت معبتااة تفٌااد التؤكٌااد علااى قٌااام بفعاال‬
‫التسلٌم فً الماضً‪.‬‬
‫الصورة ‪ :8‬فعل ‪ +‬فاعل (ضمٌر مستتر) ‪ +‬جار ومجرور ‪ +‬مفعول به‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:4‬‬
‫ُق َعلَ ْى اَ ْل َّناس األَ ْب َو ْا َ‬
‫أَد ُ‬
‫جاااء الفاعاال هنااا ضاامٌرا مسااتترا وجوبااا تقاادٌره (أنااا) ألن الشاااعر فااً سااٌاق‬
‫الحدٌث عن نفسه فاستعمل صٌغة المفرد الماتكلم‪ ،‬وبقصاد التخصاٌص ولفات االنتبااه‬
‫لجؤ الشاعر طلى تقدٌم الجار والمجرور (على الناس) على المفعول به(األبواب)‪.‬‬
‫الصكككورة ‪ :9‬فعااال ‪ +‬فاعااال (ضااامٌر مساااتتر) ‪ +‬مفعاااول باااه ‪ +‬جاااار ومجااارور ‪+‬‬
‫مضاف طلٌه ‪ +‬حال‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:5‬‬
‫رع ُم ْن َتبها ً‬ ‫ُي ْط ُ‬
‫لق ال ّناْ َر منْ َز ْاو َية ال ّ‬
‫شاْ ْ‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص‪39‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪39‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪72‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪70‬‬
‫‪ -5‬الدٌوان‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪30‬‬
‫جاء الفاعل هنا مستترا ٌدل علٌه صٌغة الفعل (ٌطلق) مما ٌشٌر طلى أنه ضامٌر‬
‫للمفاارد الغائااب (هااو) ٌعااود علااى المناضاال الفلسااطٌنً والمفعااول بااه (النااار) وجملااة‬
‫طضااافٌة (ماان زاوٌااة الشااارم) والحااال تخصااص مضاامون الجملااة وتصااور لنااا حااال‬
‫المناضل‪.‬‬
‫الصورة ‪ :11‬فعل ‪ +‬فاعل ‪ +‬ظرف ‪ +‬مضاف طلٌه ‪+‬مفعول به‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪: 1‬‬
‫َي ُح ُط َف ْو َق َ َف ِم ِه‬
‫ٌتاؤلف تركٌااب هاذه الجملااة مان فعاال مضاارم (ٌحااط) وفاعال مسااتتر تادل علٌااه‬
‫صٌغة المضارعة وٌعود على الضمٌر الغائب (هو) وتقدم الظرف على المفعاول باه‬
‫وقد د ّل على المكان‪.‬‬
‫‪ .3.1‬الجملة الفعلية المريبة‪:‬‬
‫وهً المكونة من مركبٌن طسانادٌٌن فاؤكعر أحادهما مارتبط باا خر‪ ،‬وقاد وردت‬
‫فً صور مختلفة ٌمكن حصر أبرزها فٌما ٌلً‪:‬‬
‫الصكككورة ‪ :1‬فعااال ‪ +‬فاعااال ‪ +‬مفعاااول به(جملاااة موصاااولٌة ) ‪ +‬جاااار ومجااارور ‪+‬‬
‫مفعول به ‪ +‬مضاف طلٌه‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪:2‬‬
‫س‬ ‫الج ِر ْي َد َة َمنْ أَ َر ْا َد ِب َها ِا ّت َقاْ َء ال َّ‬
‫ش ْم ِ‬ ‫َر َف َع َ‬
‫تتؤلف الجملة من فعل (رفع) وفاعل جاء جملة موصولٌة تتكون مان (موصاول‬
‫‪+‬فعل ‪ +‬جار ومجرور) والفعل (أراد) فاعله محذوف تقدٌره ضامٌر الغائاب المفارد‬
‫وهو الرابط بٌن ضمائم الجملاة الموصاولٌة وجااءت الجملاة توضاٌحٌة للحادث الاذي‬
‫قبلها فً زمن الماضً‪.‬‬
‫الصورة ‪ :2‬فعل‪ +‬فاعل‪ +‬مفعول به (اسم موصول)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:3‬‬
‫أ َغ ِّي ُر َماْ أَ َ‬
‫شاْ ُء مِنَ ّ‬
‫الز َماْ ِن‬

‫‪ -1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪124‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪،‬ص‪23‬‬
‫‪ -3‬الدٌوان ص‪25‬‬

‫‪31‬‬
‫تتكون هذه الجملة من فعل وفاعل(أغٌر) وأمّا المفعول به فجااء اسام موصاول‬
‫(ما) وصلة الموصول ال محل لها من اإلعراب‪.‬‬
‫الصكككورة‪ :3‬فعااال‪ +‬فاعااال‪ +‬مفعاااول باااه (جملاااة مصااادرٌة) ‪ +‬مضااااف طلٌاااه‪ +‬جاااار‬
‫ومجرور ‪ +‬مضاف طلٌه‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫أ ُ ْج ِه ُد أَنْ أَ ْح َف َظ ال َماْ َء َح َّتى ِ‬
‫ل َتاْ ِم ال َقصِ ْي َد ِة‬
‫تتكون هذه الجملة من فعل (أجهد) وفاعل مستتر وجوبا تقدٌره ضامٌر الماتكلم‬
‫(أنا) دلت علٌه صٌغة الفعل المضارم‪ ،‬عم جملة مصدرٌة (مصدر مإول) ٌلٌاه جاار‬
‫ومجرور متبوعا بمضاف طلٌه‪.‬‬
‫الصورة ‪ :5‬فعل ‪ +‬فاعل‪ +‬مفعول به‪ +‬حال‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫َن ْر َف ُع ال ُج ْث َماْنَ أَ ْعلَى‬
‫وتتكون من فعل مضارم وفاعله ضمٌر مساتتر تقادٌره (نحان) عام ٌلٌاه‬
‫المفعول به اسم ظاهر عم حال جاء بصٌغة اسم التفضٌل‬
‫‪ .4.1‬الجملة اإلسمية البسيطة‪:‬‬
‫هً الجملة التً تصدرت باسم وخلت من فعال‪ 3‬واالسام هاو المبتادأ أو الحكام‬
‫علٌه هو الخبر والجملة اإلسمٌة تفٌد معنى عابتا‪ ،‬أي تفٌد عباوت الخبار للمبتادأ‪ 4‬وهاً‬
‫نوعان بساٌطة ومركباة وهاً الجملاة اإلسامٌة التاً اكتفات بجساناد واحاد فاً تركٌبهاا‬
‫وجاااءت عناصاارها مفااردة أو مركبااة تركٌبااا غٌاار طساانادي ‪ 5‬وتفٌااد الجملااة اإلساامٌة‬
‫البسٌطة –غالبا‪-‬األوصاف العابتة أو األحكام المطلقة الخالٌة من الزمن النحوي‪.6‬‬

‫‪ -1‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪18‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪ -3‬ابن هشام‪ :‬مغنً اللبٌب عن كتب األعارٌب‪ ،‬تح‪ :‬محمد محً الدٌن عبد الحمٌد‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرٌة‪ ،‬صٌدا‪ ،‬بٌروت ن لبنان‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪424‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬سناء حمٌد البٌاتً‪ ،‬قواعد النحو العربً فً ضوء نظرٌة النظم‪ ،‬ص ‪148‬‬
‫‪ -5‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪77‬‬

‫‪32‬‬
‫وقد وردت الجملاة اإلسامٌة البساٌطة فاً المدوناة التاً باٌن أٌادٌنا فاً صاور مختلفاة‬
‫ٌمكن رصد أبرزها فٌما ٌلً‪:‬‬
‫الصورة ‪ :1‬مبتدأ(ضمٌر) ‪+‬خبر (مضاف ‪ +‬مضاف طلٌه‬

‫ومعال ذل قول الشاعر‪:1‬‬


‫َن ْحنُ ُذ ُن ْو ُ ال َم ْو ِ‬
‫ت‬
‫تتؤلف هذه الجملة من مبتادأ جااء ضامٌرا منفصاال فاً محال رفاع بصاٌغة جماع‬
‫المتكلمٌن (نحن) أمّا الخبر فجاء اسما مفردا مضافا طلى اسما بعده (الموت) فالشاعر‬
‫وشعبه حملوا أوزارهم الموت وهً داللة على الٌؤس واإلحباط وفقادان األمال بحٌاث‬
‫أصبح الموت بمعابة المتبرل من ضٌف عقٌل‪.‬‬
‫الصورة ‪ :2‬مبتدأ (اسم طشارة) ‪ +‬خبر (مضاف ‪ +‬مضاف طلٌه)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫أ ُ ْو َل ِئ َ م ِْح َر ْا ُ َ‬
‫الو َر ْى‬
‫تكونت هاذه الجملاة مان مبتادأ (اسام طشاارة) وخبار معارّف باإلضاافة (محاراب)‬
‫ومضاف طلٌه(الورى) وقد افاد معنى اإلضافة فً الجملة طعبات الخبر والتؤكٌد علٌه‬
‫الصورة ‪ :3‬مبتدأ ‪ +‬خبر ‪ +‬جار ومجرور‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫ش َتاْ ٌق َلَ ْى ال َياْ ِب َ‬
‫س ِة‬ ‫ال ُي ُ ُم ْ‬
‫تتكااون هااذه الجملااة ماان مبتاادأ (الكاال) وخباار جاااء وصاافا مشااتقا مخصصااا بجااار‬
‫ومجرور أت ّم معنى الجملة وجااء كناٌاة عان شاوق الشااعر ماع شاعبه طلاى بار األماان‬
‫واحتضانه لحرٌته التً أفتكت منه منذ أمد بعٌد‪.‬‬
‫الصورة ‪ :4‬خبر مقدم ‪ +‬مبتدأ ‪ +‬اسم معطوف‪ ،‬ومعال ذل قول الشاعر‪:4‬‬
‫أَهْ ل ِْي ال ّ‬
‫ش َو ْا ِر ِع َوال ُّ‬
‫ص َو ِر‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص‪98‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ص‪118‬‬
‫‪ -3‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪52‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه ص ‪29‬‬

‫‪33‬‬
‫تتؤلف هاذه الجملاة مان خبار مقادم (أهلاً) تقادم بغارا التخصاٌص‪ٌ ،‬لٌاه مبتادأ‬
‫مإخر (الشوارم) وامعانا فاً توضاٌح الصاورة البائساة التاً ٌعٌشاها الشااعر وأهلاه‬
‫استعمل العطف‪.‬‬
‫الصورة ‪ :5‬مبتدأ ‪ +‬جار ومجرور‪ +‬نعت ‪ +‬خبر محذوف‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫ش ْق ٌر‬ ‫ح مِنَ ّاإلِ َ‬
‫فر ْن َج ُ‬ ‫س َياْ ٌ‬
‫ُ‬
‫وتقدٌر الكالم (سٌاح شقر من اإلفرنج موجودون) فهذه الجملاة تتكاون مان مبتادأ‬
‫نكااارة موصاااوفة عااام جاااار ومجااارور متعلقاااان بالمبتااادأ ٌلٌاااه خبااار محاااذوف تقااادٌره‬
‫(موجودون) عم نعت متؤخر لكلمة سٌاح‪.‬‬
‫الصورة ‪ :6‬مبتدأ (ضمٌر) ‪ +‬خبر ‪+‬جار ومجرور‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫الو ْ‬
‫ش ُم ف ِْي ال َي ِد‬ ‫ه َُو َ‬
‫جاء المبتادأ فاً هاذه الجملاة ضامٌر للغائاب المفارد (هاو) ٌعاود علاى المناضال‬
‫الفلسطٌنً والخبر (الوشم) وجار ومجرور ٌفٌد تخصٌص الخبر‬
‫الصورة ‪ :7‬مبتدأ ‪ +‬خبر‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫أ ُ َّم ٌة ُم ْت َع َب ٌة‬
‫فالمبتادأ (أماة) والخبار وصاف مشاتق (متعباة)‪ ،‬وقاد جااءت الجملاة آهاة طوٌلااة‬
‫أطلقها الشاعر متوجعا من حال امته التً أرهقتها الحاروب‪ ،‬فجااء التركٌاب اعتاذارا‬
‫عاان عاادم قدرتااه علااى طغاعااة شااعبه وتخلٌصااه ممااا هااو فٌااه‪ ،‬فجاااءت الصاافة (الخباار)‬
‫مطابقا للمبتدأ‪.‬‬
‫الصورة ‪ :8‬مبتدأ ‪ +‬خبر (جار ومجرور)‬

‫‪ -1‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪8‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان ص‪17‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪88‬‬

‫‪34‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫أ ُ َّم ٌة مِنْ ِر َجاْ ٍ‬
‫ٌتؤلف هذا التركٌب من مبتدأ (امة)‪ ،‬وخبر جاار ومجارور (مان رجاال) جااءت‬
‫خصٌصا للمبتدأ الذي قبله‪.‬‬
‫الصورة ‪ :9‬مبتدأ (مركب طضافً) ‪ +‬جار ومجرور متعلق بخبر محذوف‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫ِه ْن َد ْا ُم ُم َقاْ ِت ٍ ف ِْي َب ْي ُر ْو ْت‬
‫تتااؤلف بنٌااة هااذه الجملااة ماان مبتاادأ متكااون ماان مضاااف ومضاااف طلٌااه‪ ،‬وجااار‬
‫ومجرور متعلق بخبر محذوف تقدٌره (هنا )‪ ،‬وجاءت الجملة معبتة‪.‬‬
‫الصورة ‪ :11‬خبر (جار ومجرور) ‪ +‬مبتدأ‬
‫‪:3‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‬
‫ف ِْي ال َغاْ ِر َ‬
‫ش ْي َلاْ ِن‬
‫تتؤلف بنٌة هذه الجملة من خبر (جار ومجارور) ومبتادأ نكارة ماإخر (شاٌخان)‬
‫مخصص بالجار والمجرور الذي قبله‪ ،‬وقاد كعارت هاذه الصاٌة فاً الادٌوان الهتماام‬
‫الشاعر بالخبر وتقدٌمه عن المخبر عنه‪.‬‬
‫‪ .5.1‬الجملة اإلسمية المريبة‪:‬‬
‫و هً الجملة التً تتاؤلف مان وحادة طسانادٌة كبارى تفرعات بعاا عناصارها‬
‫طلاى جملاة (صاغرى) او أكعاار مختلفاة فاً أبنٌتهاا و وظائفهااا التاً تإدٌهاا فاً صاالب‬
‫الجملة الكبرى ‪.4‬‬
‫وقد وردت الجملة اإلسمٌة المركبة فً صور مختلفة ٌمكن حصرها فٌما ٌلً‪:‬‬
‫الصورة ‪ :1‬المبتدأ ‪ +‬خبر (جملة فعلٌة)‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪87‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪68‬‬
‫‪ -3‬الدٌوان ص ‪53‬‬
‫‪ -4‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم‪ ،‬ص ‪97‬‬

‫‪35‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:1‬‬
‫ف َن ْف َ‬
‫س َهاْ‬ ‫القُدْ ُ‬
‫س َت ْع ِر ُ‬
‫تتكون هذه الجملة من مبتدأ اسم ظاهر‪ ،‬وجاء الخبر جملاة فعلٌاة فعلهاا متعاد‬
‫وهً جملة فعلٌة واقعة خبر للمبتدأ قبلها‪.‬‬

‫الصورة ‪ :2‬مبتدأ ‪ +‬خبر (جملة طسمٌة)‬


‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:2‬‬
‫َح ِد ْي َق ٌة َج َماْل ُ َهاْ َيالقُ ْط ِ‬
‫وتتؤلف هذه الجملة من مبتدأ جااء اسام ظااهر وخبار جملاة طسامٌة فرعٌاة متكوناة‬
‫بدورها من مبتدأ مضاف طلى ضمٌر خبر شبه جملة‪.‬‬
‫الصورة ‪ :3‬مبتدأ ‪ +‬جار ومجرور‪ +‬خبر (جملة فعلٌة)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:3‬‬
‫ش َب َي ٌة مِنَ ال ُّن ْو ِر َت ْل َق ْى‬
‫َ‬
‫تتكون هذه الجملة من مبتدأ مفرد (شبكة) ٌلٌه جار ومجرور‪ ،‬وجاء الخبر جملاة‬
‫فعلٌة (تلقى)‪ ،‬وجاءت الجملة معبتة فً صٌغة المضارم‪.‬‬
‫الصورة ‪ :4‬مبتدأ ‪ +‬مضاف ‪ +‬خبر (جملة فعلٌة) ‪ +‬جار ومجرور‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:4‬‬
‫ج َد ف ِْي ال َف َ‬
‫ضاْ ِء‬ ‫خ ال ِّد ْي ِن َي ْب ُن ْونَ َم َ‬
‫ساْ ِ‬ ‫ش ُي ْو ُ‬
‫ُ‬
‫تتااؤلف هااذه الجملااة ماان مبتاادأ مفاارد (شااٌوو) ٌلٌااه مضاااف‪ ،‬وجاااء الخباار جملااة‬
‫فعلٌة (ٌبنون مساجد) متكونة من فعل مضارم ارتابط باه فاعلاه (الاواو) ومفعاول باه‬
‫(مساجد) عم جار ومجرور (فً الفضاء)‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪9‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -3‬الدٌوان ص ‪.34‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪42‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ :2‬الجملة المنفية‪:‬‬
‫ٌعد أسلوب النفً من األسالٌب التً ٌلجؤ طلٌها المتكلم عندما ٌرٌد أن ٌنقا ماا‬
‫فً ذهن المخاطب فٌرسل المتكلم النفاً مطابقاا لماا ٌقتضاٌه حاال المخاطاب ‪ ،1‬وفاً‬
‫ذل ٌستخدم المتكلم أدوات النفاً المختلفاة‪ ،‬فمنهاا ماا ٌخاتص بالجملاة الفعلٌاة‪ ،‬فٌنفاً‬
‫نساابة الفعاال طلااى الفاعاال فااً الاازمن الماضااً أو الحاضاار أو المسااتقبل‪ ،‬و منهااا مااا‬
‫ٌختص بالجملة اإلسمٌة فٌنفً نسبة الخبر طلى المبتدأ فً زمن تحدده القرائن المقالٌاة‬
‫‪2‬‬
‫والمقامٌة‪ ،‬ومنها ما هو مشتر بٌن الفعلٌة و اإلسمٌة فٌنفً كالهما‬
‫و قااد تعااددت صااور الجملااة المنفٌااة فااً المدونااة بحسااب األدوات التااً اسااتخدمها‬
‫الشاعر تماٌم البرغاوعً و هاً (ماا‪ ،‬ال‪ ،‬لاٌس‪ ،‬لام‪ ،‬لان) موزعاة علاى األنمااط ا تاً‬
‫ذكرها‪:‬‬
‫الاانمط األول‪ٌ :‬تكااون هااذا الاانمط ماان أداة نفااً (مااا) وجملااة فعلٌااة ماضااٌة أو‬
‫مضارعة وقد اختلفت صوره وٌمكن تصنٌفه طلى ما ٌلً‪:‬‬
‫الصورة ‪ :1‬ما ‪ +‬فعل مضارم ‪ +‬جار ومجرور ‪ +‬فاعل‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪: 3‬‬
‫ض ِبال َق َم ِر اللَّ َياْل ِْي‬
‫َماْ َت ْب َي ُ‬
‫تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة النفااً (مااا)‪ ،‬وفعاال مضااارم وتقاادم الجااار‬
‫والمجرور على الفعل تخصٌصا له‪.‬‬
‫الصورة ‪ :2‬ما ‪ +‬فعل ماضً ‪ +‬فاعل (ضمٌر متصل) ‪ +‬مفعول به‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:4‬‬
‫َماْ َع ِر ْف َناْهُ‬
‫تتكااون بنٌااة هااذا التركٌااب ماان أداة النفااً (مااا)‪ ،‬وفعاال ماضااً وفاعاال ضاامٌر‬
‫متصل تدل علٌه نون المتكلمٌن (نحن) ومفعول به اتصل ببنٌة الفعل أٌضا تدل علٌاه‬
‫(الهاء) فً آخر الفعل والتً تعود على الضمٌر الغائب هو‪.‬‬
‫النمط الثاني‪ :‬ال ‪ +‬جملة طسمٌة‬

‫‪ -1‬سناء حمٌد البٌاتً‪ ،‬قواعد النحو العربً‪ ،‬فً ضوء نظرٌة النظم‪ ،‬ص‪277‬‬
‫‪ -2‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم‪ ،‬ص‪121‬‬
‫‪ -3‬الدٌوان‪ :‬ص ‪67-46‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪37‬‬
‫ٌتكااون هااذا الاانمط ماان جملااة طساامٌة منفٌااة بااؤداة (ال)‪ ،‬وقااد تمعاال حضااوره فااً‬
‫صورتٌن بارزتٌن نذكرهما‪:‬‬
‫الصورة ‪ :1‬ال ‪ +‬مبتدأ ‪ +‬شبه جملة ‪ +‬خبر (جملة فعلٌة)‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪:1‬‬

‫ف‬ ‫ش ْي َء مِنْ َه َذ ْا ُي ِ‬
‫ل ْي ُ‬ ‫َ َْل َ‬

‫تتؤلف هذه الجملة من (ال) النافٌة للجنس عم ٌؤتً اسمها (شًء) ٌلٌه شبه جملة‪،‬‬
‫عم جاء الخبر جملة فعلٌة (ٌخٌف)‬
‫الصورة ‪ :2‬ال ‪ +‬اسمها ‪ +‬مضاف طلٌه ‪ +‬جار ومجرور ‪ +‬مضاف طلٌه‬
‫‪:2‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‬
‫س َن َو ْى مِنْ ِع ْل ِم ِه‬
‫َ َْل َغ ْر ُ‬
‫تتكااون هااذه الجملااة ماان أداة النفااً ال عاام اساامها مضاااف ٌلٌااه شاابه جملااة (جااار‬
‫ومجرور) فً محل نصب خبرها موصول به ضمٌر مفرد‪.‬‬
‫النمط العالث‪ :‬مبتدأ ‪ +‬خبر (ال ‪ +‬جملة فعلٌة)‪ ،‬وٌتؤلف هاذا الانمط مان جملاة طسامٌة‬
‫مركبة‪ٌ ،‬كون فٌها الخبر جملة فعلٌة منفٌة بؤداة النفً(ال) ومن أبرز صوره ما ٌلً‪:‬‬
‫الصورة‪ :1‬مبتدأ ‪ +‬خبر (ال ‪ +‬جملة فعلٌة)‬
‫و معالنا فً ذل قول الشاعر‪: 3‬‬
‫ه َُو َ َْل ُي َباْ ِد ُر َناْ‬
‫تتكون بنٌة هذه الجملة من مبتدأ جاء ضمٌر رفع بارز وجاء الخبر جملاة فعلٌاة‬
‫تتكون من أداة نفً ال عم فعل مضارم فاعله مستتر تقدٌره هو عم ضامٌر متصال فاً‬
‫محل نصب مفعول به‪ ،‬وقد جاءت الجملة مجازٌة دلت على الموت الذي ٌبحث عناه‬
‫الشعب الفلسطٌنً تضحٌة وافتداء للوطن‪.‬‬
‫النمط الرابع‪ :‬ال ‪ +‬جملة فعلٌة‬

‫‪ -1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان ص ‪61‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ص‪91‬‬

‫‪38‬‬
‫ٌتكون هذا النمط مان جملاة فعلٌاة منفٌاة بااألداة (ال)‪ ،‬وسانحاول فٌماا ٌلاً رصاد‬
‫أبرز صوره نظرا لكعرة تواتره فً الدٌوان‪:‬‬
‫الصورة ‪ :1‬ال ‪ +‬فعل ‪ +‬فاعل (مضمر) ‪ +‬مفعول به‬
‫‪:1‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‬
‫َ َْل َيأْ ُي ُ َ‬
‫الح َ‬
‫تتااؤلف هااذه الجملااة ماان أداة نفااً (ال) وفعاال مضااارم فاعلااه مضاامر ٌعااود علااى‬
‫الضاااامٌر الغائااااب (هااااو) ومفعااااول بااااه وهااااو ترتٌااااب بسااااٌط مكتماااال العناصاااار‪.‬‬
‫الصككورة ‪ :2‬ال ‪ +‬فعاال ‪ +‬فاعاال ‪+‬أداة اسااتعناء (طال) ‪ +‬جااار ومجاارور ‪ +‬مفعااول بااه‬
‫(ضمٌر متصل) ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪:2‬‬
‫س ْل َطاْنُ ِ ََّل ف ِْي َل َياْلِ َ‬
‫ََل ُي ْو َج ُد ال ُ‬
‫ٌتؤلف التركٌب من أداة نفً (ال) وفعل مضارم وفاعال تلٌاه أداة االساتعناء (طال)‬
‫وجار ومجرور ارتبط به مفعول الفعل (الكاف)‪.‬‬
‫النمط اللامس‪ :‬لم ‪ +‬جملة فعلٌة‬
‫وقد تعددت صوره فً الدٌوان نذكر منها‪:‬‬
‫الصورة ‪ : 1‬لم ‪ +‬فعل مضارم‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫لَ ْم َت ْن ُب ْت األَ ْر َ‬
‫ض ال َق ْو ِم‬
‫ٌتؤلف التركٌب من عناصر بساٌطة متكوناة مان أداة نفاً (لام) و فعال مضاارم‬
‫(تنباات) و فاعاال ( األرا) و مفعااول بااه (القااوم)‪ ،‬واألداة لاام تخااتص بالاادخول علااى‬
‫األفعال المضارعة لتدل بذل على نفً وقوم الفعل فً الزمن الماضً ‪.4‬‬
‫الصككورة ‪ :2‬لاام ‪ +‬فعاال مضااارم ‪ +‬فاعاال مضاامر ‪ +‬مفعااول بااه ‪ +‬اساام موصااول ‪+‬‬
‫صلة الموصول‬

‫‪ -1‬الدٌوان ص‪83‬‬
‫‪ -2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪61‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ص‪47‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ ،‬محمد خان ‪،‬لغة القرآن الكرٌم ‪،‬ص‪139‬‬

‫‪39‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫ش َهدْ القُ ْر َع َة الَّت ِْي ا ْق َت َر ُعوا‬
‫لَ ْم َن ْ‬
‫ٌتكون هذا التركٌب من أداة نفً (لم)‪ ،‬وفعل مضارم ٌلٌاه فاعال مساتتر تقادٌره‬
‫(نحاان) ٌعااود علااى الشااعب الفلسااطٌنً‪ ،‬فااً قااول الشاااعر‪ ،‬عاام مفعااوال بااه ٌلٌااه اساام‬
‫موصول وصلة الموصول‪.‬‬
‫الصورة ‪ :3‬لم ‪ +‬فعل مضارم ‪ +‬فاعل مستتر ‪ +‬مفعول به ‪ +‬جار ومجرور‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫جدْ أَ َحداً مِن ُه َماْ‬
‫لَ ْم أَ ِ‬
‫تتؤلف الجملة من أداة نفً (لم)‪ ،‬وفعل مضارم فاعله مستتر دلات علٌاه الهمازة‬
‫المتصلة ببنٌة الفعل ومفعول به ٌلٌه جار ومجرور‬
‫الصككورة ‪ :4‬لاام ‪ +‬فعاال مضااارم ‪ +‬جااار ومجاارور‪ +‬فاعاال ‪ +‬مفعااول بااه (جملااة‬
‫مصدرٌة)‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫لَ ْم َيأْ َذنْ لَ َهاْ َّ‬
‫َّللا ُ أنْ ُت َحذ َِر َناْ‬
‫تتؤلف الجملة من أداة نفً (لام)‪ ،‬وفعال مضاارم وجاار ومجارور‪ٌ ،‬لٌاه فاعال‬
‫ومفعول به جاء جملة مصدرٌة‪.‬‬
‫النمط السابع‪ :‬لن ‪ +‬جملة فعلٌة‬
‫ٌتكون هذا النمط من جملة فعلٌة مضارعة منفٌة بؤداة (لن) من صوره‪:‬‬
‫ا لصورة ‪ :1‬لن ‪ +‬فعل مضارم ‪ +‬فاعل ‪ +‬مفعول به ‪ +‬مضاف ومضاف طلٌه‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:4‬‬
‫المِي ُذ ْ‬
‫أع َال َم ِب َال ِد ِه ْم‬ ‫لَنْ ُي ْحيِ ال َّت َ ْ‬
‫تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة نفااً وفعاال مضااارم وفاعاال ومفعااول بااه‬
‫ومضاف طلٌه‪ ،‬وهً جملة بسٌطة مرتبة ترتٌبا مؤلوفا جاءت فً زمن المستقبل‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان ص‪46‬‬
‫‪ -2‬الدٌوان ص‪55‬‬
‫‪ -3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪56‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه ص‪50‬‬

‫‪40‬‬
‫الصورة‪ : 2‬لن ‪ +‬فعل مضارم ‪ +‬مفعول به ‪ +‬حال ‪ +‬فاعل‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪: 1‬‬
‫الجدِي َد َح َما َم ٌة‬
‫ار َ‬‫س ال َغ َ‬
‫لَنْ َت ْح ِر َ‬
‫ٌتؤلف هذا التركٌب من أداة النفً (لن) وفعل مضارم (تحرس) ومفعول به‬
‫(الغااار) تقاادم علااى الفاعاال وحااال خصصاات حااال المفعااول بااه‪ .‬وفاعاال متااؤخر وٌاادل‬
‫زمن هذه الجملة على المستقبل‪.‬‬
‫‪.1.2.1‬جملتا األمر والنهي‪:‬‬
‫الطلب معنى هام ٌهٌمن على الجملة‪ ،‬وسٌاقه سٌاق فعلً أي أن‬
‫جملااه جماال فعلٌااة‪ ،‬تحتااوي هااذه الجماال علااى طلااب معااٌن قااد ٌكااون أماارا أو نهٌااا أو‬
‫استفهاما أو نداء أودعاء أو ترجٌاا أو تمنٌاا وطعراضاا أو تخصٌصاا‪ ،‬وسانحاول فٌماا‬
‫ٌؤتً دراسة أبرز أسالٌب الطلب التً تكرر استخدامها فً الدٌوان‪:‬‬
‫و األمر هو طلب القٌام بفعل فً زمن المستقبل‪ ،‬و ٌكون أسلوب األمار حقٌقٌاا طذ دل‬
‫على االستعالء واإللزام ‪. 2‬‬
‫أما النهً فهو طلب الكف عن ذل الفعال وتركاه‪ ،‬لوقاد ٌخارج‬
‫األمر وكذل النهً طلى دالالت أخرى تفهم من الساٌاق وقارائن المقاام كالادعاء ماعال‬
‫حٌث تتغٌر درجة ا مر والناهً فتصبح أقل درجة من المؤمور او المنهًل‪.3‬‬
‫‪.2.2.1‬جملة األمر‪:‬‬
‫وقد تعددت صورها فً الدٌوان‪ ،‬نذكر منها ما ٌلً‪:‬‬
‫الصورة‪ :1‬فعل ‪ +‬فاعل (ضمٌر مستتر) ‪ +‬مفعول به (ضامٌر متصال) ‪+‬‬
‫جار ومجرور (مضاف و مضاف طلٌه)‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:4‬‬
‫أن َث ُروهُ َعلَى د ُِّر ُي ْم‬ ‫الجلِي ُ لَ ُي ْم‬ ‫َف َه َذا َ‬
‫الولِي ُد َ‬
‫تتااؤلف هااذه الجملااة ماان فعاال اماار ماارتبط بمفعولااه الااذي جاااء ضاامٌرا‬
‫متصال‪ ،‬وفاعل مضمر دلت علٌه صٌغة األمر وٌعود علاى ضامٌر المخاطاب (أناتم)‬
‫ٌلٌه جارو مجرور متكون من مضاف ومضاف طلٌه وقد جاء التركٌاب تاماا مساتوفٌا‬
‫لعناصره‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان ص‪59‬‬
‫‪ٌ -2‬نظر‪ :‬سناء حمٌد البٌاتً‪ ،‬قواعد النحو العربً فً ضوء نظرٌة النظم ‪ ،‬ص‪299‬‬
‫‪ -3‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم‪ ،‬ص‪191‬‬
‫‪ -4‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪41‬‬
‫الصورة ‪ :2‬فعل ‪ +‬فاعل (مستتر) ‪ +‬جار ومجرور ‪ +‬مفعول به‬
‫‪:1‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‬
‫أ ُ ْسدُدْ َع ْن ُه ْم األ َذانَ‬
‫جاااءت عناصاار الجملااة تامااة وقاادم الجااار والمجاارور عاان المفعااول بااه الهتمااام‬
‫الشاعر به‪ ،‬وقد أفادت معنى اإلصرار والصمود فً وجه العدو‪.‬‬
‫الصورة ‪ :3‬فعل أمر ‪ +‬فاعل (متصل) ‪ +‬جار ومجرور (مفعول به)‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫سِ ي ُروا ِب َها‬
‫ٌتآلف تركٌب الجملة من فعل أمر ارتبط به فاعله (واو الجماعاة) والتاً تعاود‬
‫على ضمٌر المخاطب (أنتم)‪ ،‬وجار ومجرور فً محل نصب مفعول به‪.‬‬
‫الصورة ‪ :4‬فعل أمر‪ +‬فاعل (مستتر) ‪ +‬مفعاول باه (ضامٌر متصال) ‪ +‬ظارف ‪+‬‬
‫جار وجرور ‪ +‬مضاف طلٌه‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫ِين‬ ‫َع ِن اآلنَ مِنْ ِذ ْي ِر َ‬
‫الحن ِ‬ ‫د ْ‬
‫تتكاون هااذه الجملاة ماان فعال أماار وفاعال غٌاار ظااهر تاادل علٌاه صااٌغة األماار‬
‫وٌعود على الضمٌر المخاطب أنت‪ ،‬وارتابط المفعاول باه بالفعال وٌلٌاه ظارف زماان‬
‫وجار ومجرور ٌتبعه مضاف طلٌه‪.‬‬
‫الصورة ‪ :5‬فعل أمر‪ +‬فاعل (متصل) ‪ +‬مفعول به ‪ +‬حال‪.‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:4‬‬
‫ا ْبقُوا ِع َراقِيا َ َوحِيداً‬
‫تتؤلف هذه الجملة من فعل أمار ارتابط باه فاعلاه ودلات علٌاه (الاواو) فاً آخار‬
‫الفعال والتاً تعاود علاى ضامٌر المخاطباة (أنااتم) ومفعاول باه ٌلٌاه حاال‪ ،‬وقاد أفااادت‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪34‬‬


‫‪ -2‬المصدرالسابق‪ ،‬ص‪47‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪44‬‬
‫‪ -4‬الدٌوان‪ ،‬ص‪.96‬‬

‫‪42‬‬
‫الجملة معنى التمنً‪ ،‬كما حملت أٌضا الجملة معناى التقرٌاع ودل علاى ذلا األساطر‬
‫السابقة‪.‬‬
‫الصورة ‪ :6‬فعل أمر‪ +‬فاعل (متصل) ‪ +‬جار ومجرور ‪ +‬مفعول به‪.‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫ا ْق ُتلُوا ِم َّنا ال َع ْذ َر‬
‫ٌتااؤلف التركٌااب ماان فعاال أماار ارتاابط بااه فاعلااه حاارف (الواو)الااذي ٌعااود علااى‬
‫ضمٌر المخاطبة أنتم وتقدم الجار والمجرور على المفعول به الهتمام الشاعر به‪.‬‬
‫‪.3.2.1‬جملة النهي‪ :‬وٌمكن رصد أبرز صورها فٌما ٌلً‪:‬‬
‫الصككورة ‪ :1‬أداة النهااً (ال) ‪ +‬فعاال مضااارم ‪+‬فاعاال (مسااتتر) ‪ +‬مفعااول بااه (جااار‬
‫ومجرور) ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫َلَ َت ْح َف ْ ِب ِه ْم‬
‫تتؤلف بنٌة هذه الجملة من أداة نهً (ال) وفعل مضارم وفاعله مستتر تقادٌره‬
‫(أناات)‪ٌ ،‬لٌااه مفعااول بااه جاااء جااارا ومجاارورا‪ ،‬وقااد أفااادت الجملااة معنااى المساااندة‬
‫النفسٌة للشاعر ودل على ذل الجملة التً سبقتها‪(:‬وتقول لً طذ ٌطلقون قنابال الغااز‬
‫المسٌل للدموم على ال تحفل بهم)‪.‬‬
‫الصورة ‪ :2‬أداة النهً(ال) ‪+‬فعل مضارم ‪ +‬فاعل(مستتر) ‪ +‬مفعول به(مضاف)‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫َلَ َت ْس ِر ْق أَ ْقالَ َم ُه‬
‫تتكاون بنٌااة هاذه الجملااة مان أداة نهااً وفعاال مضاارم ارتاابط باه فاعلااه وٌعااود‬
‫على الضمٌر المخاطب(أنت)‪ ،‬ومفعول به مضااف طلاى ضامٌر وهاذا تركٌاب عاادي‬
‫للجملة الفعلٌة‪.‬‬
‫الصككورة ‪ :3‬أداة النهااً(ال) ‪+‬جملااة فعلٌااة ‪ +‬فاااء السااببٌة ‪ +‬جملااة تعلٌلٌااة (طساامٌة‬
‫منسوخة)‬

‫‪ -1‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪86‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫‪43‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫َلَ ُت ْغضِ ِبي ِه َفإِ َّن ُه َر ُج ٌ َبطِ ي ُء َّ‬
‫الر ِد‬
‫ٌتكون تركٌب هذه الجملة من أداة نفً (ال) وفعل مضارم فاعله ضمٌر مساتتر‬
‫تقدٌره (أنت) وارتبط المفعول بالفعل ٌلٌاه جملاة طسامٌة منساوخة سابقت بفااء الساببٌة‬
‫فسرت سبب الغضب متكونة من أداة (أن) ارتبط بها اسامها وهاو ضامٌر متصال عام‬
‫خبرها ٌلٌه نعت ٌلٌه مضاف طلٌه‪.‬‬
‫الصككورة ‪ :4‬أداة النهااً(ال) ‪+‬فعاال مضااارم ‪ +‬فاعاال (ضاامٌر متصاال) ‪ +‬مفعااول بااه‬
‫(ضمٌر متصل) ‪+‬جار ومجرور‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫َلَ َت ْق ُتلُوهُ ِب َر ِّب ُي ْم‬
‫ٌتؤلف التركٌب مان أداة نهاً (ال) وفعال مضاارم فاعلاه ضامٌر متصال (واو‬
‫الجماعة) ٌعود على (العدو الغاصب) ومفعول به أٌضا جااء ضامٌرا متصاال بالفعال‬
‫ٌلٌه جار ومجرور وقد أفادت معنى الترجً واالستعطاف‪.‬‬
‫الصورة ‪ :5‬أداة النهً(ال) ‪+‬فعل مضارم ‪ +‬فاعل (ضمٌر متصل) ‪ +‬مفعول به ‪+‬‬
‫صفة ‪ +‬مضاف طلٌه‬
‫‪3‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‬

‫اآلجا ِ أَ ْعدَا ِد ال ُّنفُ ِ‬


‫وس‬ ‫َلَ َت ْح َ‬
‫س ُبوا َ‬
‫تتؤلف بنٌة الجملة من أداة نفً (ال) وفعال مضاارم ارتابط باه فاعلاه (الاواو)‬
‫ومفعول به (ا جال) تتبعه صفة ٌلٌها مضاف طلٌه (النفوس)‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص‪65‬‬
‫‪ -2‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ص ‪.91‬‬

‫‪44‬‬
‫المبحــث الثاني‪ ( :‬الجملة االنشائية)‬
‫‪- 1‬الجملة اَلستفهامية‪:‬‬
‫االستفهام أسلوب لغوي أساسه طلب الفهم‪ ،‬والفهام صاورة ذهنٌاة تتعلاق باالمفرد‬
‫او النسبة‪ ،‬أو بحكم من األحكام‪ ،‬سواء كانت النسبة قائمة على ٌقٌن او ظن‪ ،‬أو علاى‬
‫ش ‪.1‬‬
‫واالستفهام عن النسبة ال ٌكاون طال فاً الجمال الخبرٌاة واألصال فٌهاا أن تكاون‬
‫فعلٌااة‪ ،‬وقااد ٌعاادل عنهااا طلااى الجملااة اإلساامٌة ضاارب ماان االتسااام فااً االسااتعمال أو‬
‫المبالغة فً طفاادة المقصاود وهاذا ماا بٌناه القادماء‪ .2‬وتتكاون الجملاة االساتفهامٌة مان‬
‫(أداة االسااتفهام‪ ،‬المسااتفهم‪ ،‬والمسااتفهم منااه‪ ،‬والمسااتفهم عنااه)‪ ،‬وقااد اسااتخدم الشاااعر‬
‫الجملااة االسااتفهامٌة فااً دٌوانااه بؤدواتااه المختلفااة (الهماازة‪ ،‬مااا‪ ،‬هاال‪ ،‬ماان‪ ،‬لاام‪ ،‬لماااذا‪،‬‬
‫كٌف) وأمكن حصر أبرزها فً األنماط التالٌة‪:‬‬
‫‪ ‬النمط األول‪ :‬تركٌب استفهامً ٌعتمد على الهمزة‬
‫الصورة ‪ :1‬الهمزة ‪ +‬فعل ‪ +‬فاعل (ضمٌر متصل)‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر‪:3‬‬
‫أَ ُجنِ ْن َت؟‬
‫تتصدر الجملة أداة االستفهام الهمزة‪ ،‬وٌتكاون تركٌبهاا مان فعال ماضاً ارتابط‬
‫به فاعله (التاء)‪ ،‬وقد جاءت الجملة تتمة للجملة الندائٌاة قبلهاا والتاً ارتبطات بجملاة‬
‫استفهامٌة أخرى والتً ٌقول فٌها ‪:2‬‬
‫ور‪ ،‬أَ ْح َم ُق أ ْن َت؟‬
‫س ِ‬‫َيا أَ ُّي َها ال َبايِي َو َرا َء ال ُّ‬
‫أَ ُجنِ ْن َت؟‬
‫َلَ َت ْب ِ َع ْي ُن َ أ ُّي َها ال َم ْنسِ ُي مِنْ َم ْت ِن ال ِي َتا ِ‬
‫الصكورة ‪ :2‬الهماازة ‪ +‬جملااة فعلٌاة (فعاال ‪ +‬فاعاال لمساتترل ‪ +‬مفعااول بااه) ‪ +‬جملااة‬
‫اسمٌة‬

‫‪ -1‬مهدي المخزومً‪ ،‬فً النحو العربً نقد وتوجٌه ص ‪264‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان ص ‪12‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ص‪10‬‬

‫‪45‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫َارا أَ ْن َت ْ‬
‫أع َط ْي َت َها ْ‬
‫اس َم َها؟‬ ‫أَ َت َذ َي ُر د ً‬
‫ٌتااؤلف التركٌااب ماان أداة االسااتفهام الهماازة وفعاال مضااارم مسااند طلااى ضاامٌر‬
‫المخاطب المساتتر (أنات) ٌلٌاه مفعاول باه وجااءت الجملاة العانٌاة اسامٌة متكوناة مان‬
‫مبتدأ وخبر (فعل ‪ +‬فاعل لضمٌر متصلل ‪ +‬مفعول به) مضاف طلى مضاف طلٌه‪.‬‬
‫وقد دل التركٌب على الرعاء والبكاء على الطلل والمخاطب هنا هو الرسولل صلى‬
‫ّهللا علٌه وسلّمل‪.‬‬
‫‪ ‬النمط الثاني‪ :‬تركٌب استفهامً ٌعتمد على األداة ما‬

‫الصورة‪ :1‬ما ‪ +‬فعل مضارم ‪ +‬فاعل (ضمٌر متصل)‬


‫ومعال ذل قول الشاعر‪:2‬‬
‫َما ُت ْبصِ ِرينَ ؟‬

‫أداة االستفهام فً هذه الصورة هً (ما) وتتكاون الجملاة مان فعال مضاارم ارتابط باه‬
‫فاعله وهً (النون) فاً آخار الفعال وأداة االساتفهام مفعاول باه للفعال بعادها ألناه لام‬
‫ٌستوف مفعوله‪.‬‬
‫الصورة ‪ :2‬ماذا ‪ +‬فعل مضارم ‪ +‬فاعل (ضمٌر مستتر)‬

‫ومعال ذل قول الشاعر‪:3‬‬


‫َما َذا ُت ِريدُ؟‬

‫تتصدر الجملة أداة االساتفهام مااذا وفعال مضاارم فاعلاه (ضامٌر مساتتر) تادل‬
‫علٌه صٌغة الفعل وٌعود على الضمٌر المخاطب (أنت) وأداة االستفهام مااذا مفعاول‬
‫به للفعل بعدها ألنه لم ٌستوفً مفعوله‪.‬‬
‫‪ ‬النمط الثالث‪ :‬تركٌب استفهامً ٌعتمد على األداة هل‬
‫الصورة ‪ :1‬هل ‪ +‬جملة فعلٌة ‪ +‬ظرف ‪ +‬جملة فعلٌة‬

‫‪ -1‬الدٌوان ص‪114‬‬
‫‪ -2‬المصدرالسابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ‪،‬ص ‪86‬‬

‫‪46‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر‪:1‬‬
‫َه ْ َت ْذ ُي ِرينَ َغدَا َة أ ُ َنادِي ِ ؟‬

‫تتؤلف بنٌة الجملة من أداة اساتفهام (هال) وفعال مضاارم فاعلاه ضامٌر مساتتر‬
‫ٌعود على ضمٌر المخاطب (أنت) ٌلٌه ظرف زمان جاءت بعده جملاة فعلٌاة فاعلهاا‬
‫ضمٌر مستتر ٌعود علٌه ضمٌر المتكلم (أنا)‬
‫ومفعول به ارتبط بالفعل‪ ،‬أماا الازمن الحقٌقاً للجملاة فهاو الازمن الماضاً فالشااعر‬
‫ٌستحضر ما حدث فً السابق بصٌغة المضارعة‬
‫الصورة ‪ : 2‬هل ‪ +‬سٌن التسوٌف ‪ +‬فعل مضارم‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:2‬‬
‫سأ َ ْن ُجو؟‬
‫َه ْ َ‬
‫تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة اسااتفهام (هاال) وفعاال مضااارم ساابق بسااٌن‬
‫التسوٌف وفاعال ضامٌر مساتتر دلات علٌاه األلاف المتصالة ببنٌاة الفعال وٌعاود علاى‬
‫ضمٌر المتكلم (أنا)‬
‫الصورة ‪ :3‬هل ‪ +‬جملة فعلٌة‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:3‬‬
‫َه ْ َيدْ ُللُونَ ِد َم ْ‬
‫ش َق؟‬
‫تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة اسااتفهام (هاال) وجملااة فعلٌااة متكونااة ماان فعاال‬
‫مضااارم جاااء فاعلااه ضاامٌرا متصااال (واو الجماعااة) عاام مفعااوال بااه (دمشااق)‪ ،‬وقااد‬
‫أفادت هنا الحسرة والترقب‬
‫‪1-2‬الجملة الندائية‪:‬‬
‫النداء تنبٌه المنادى وحمله على االلتفات وٌعبر عن هذا المعنى أدوات استعملت‬
‫‪4‬‬
‫لهذا الغرا وهً‪ٌ ( :‬ا ‪ ،‬أٌا ‪،‬هٌا‪ ،‬أي ‪،‬الهمزة)‬

‫‪ -1‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪54‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -4‬مهدي المخزومً‪ ،‬فً النحو العربً نقد وتوجٌه‪ ،‬ص ‪301‬‬

‫‪47‬‬
‫ٌنادى باألربع األولى منها البعٌد‪ ،‬وٌنادي القرٌب بالهمزة ‪ ،1‬وتتكاون الجملاة‬
‫الندائٌة من أربعة عناصر (المنادي‪ ،‬المنادى‪ ،‬أداة النداء‪ ،‬جواب النداء)‬
‫وقااد وردت الجملااة الندائٌااة فااً شااعر تمااٌم بصااور مختلفااة باااختالف تراكٌبهااا‬
‫واألدوات المستخدمة فٌها‪ ،‬وٌمكن حصرها فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ ‬النمط األو ‪ :‬جمل ندائٌة تعتمد على األداة (ٌا)‬
‫الصورة ‪ : 1‬أداة النداء ‪ +‬منادى ‪ +‬جواب النداء (جملة أمر)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:2‬‬
‫ت ُيفِي َعنْ ِ َث َ‬
‫ارتِ ِه‬ ‫َيا ِب ْن ُ‬

‫تتؤلف هذه الجملة من أداة النداء (ٌا)‪ ،‬ومناادى نكارة مقصاودة‪ ،‬أماا جملاة جاواب‬
‫النااداء فقااد جاااءت جملااة أمرٌااة متكونااة ماان فعاال وفاعاال (ٌاااء المخاطبااة)‪ٌ ،‬لٌااه جااار‬
‫ومجاارور والغاٌااة هنااا الكااف عاان محاااورة التااارٌخ فمااا أفسااده الزمااان لاان ٌصاالحه‬
‫االستحضار والبكاء على الطلول البالٌة‪.‬‬
‫الصورة ‪ :2‬أداة نداء ‪ +‬منادى ‪ +‬جملة خبرٌة‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:3‬‬
‫َيا ُن ُجوما ً َت ْمشِ ي َعلَى َق َد َم ْي َها‬

‫ٌتكااون هااذا التركٌااب ماان أداة نااداء ومنااادى منصااوب وهااو (نجومااا)‪ ،‬وجااواب‬
‫النداء جملة خبرٌة متكونة من فعل وفاعل ضامٌر مساتتر تقادٌره (هاً)‪ ،‬وٌلٌاه جاار‬
‫ومجرور‪.‬‬
‫الصككورة ‪ : 3‬أداة نااداء ‪ +‬منااادى (مضاااف ومضاااف طلٌااه) ‪ +‬جااواب النااداء (جملااة‬
‫أمرٌة)‬
‫‪4‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:‬‬

‫سا َء ال َّن ِبيِ ا ِْج َتم ِْع‬


‫َيا ِي َ‬

‫ٌتآلف التركٌب من أداة نداء ومنادى منصوب مضاف طلى لفظ النبً‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم‪ ،‬ص‪216‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪127‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪48‬‬
‫وجااواب النااداء جملااة أمرٌااة متكونااة ماان فعاال وفاعاال محااذوف ٌعااود علااى الضاامٌر‬
‫المستتر (أنت)‪.‬‬
‫الصورة ‪ : 4‬أداة نداء ‪ +‬منادى ‪ +‬جملة جواب النداء (جملة استفهامٌه)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:1‬‬

‫س َما ُء َما ال ُب ُطولَة’؟‬


‫َيا َ‬
‫ٌتكون تركٌب هاذه الجملاة مان أداة ناداء ومناادى تلٌاه جملاة اساتفهامٌة متكوناة‬
‫من أداة استفهام (ما) دخلت على لفظ مفرد وهو الشاًء المساتفهم عناه‪ ،‬أماا الحالاة‬
‫اإلعرابٌة فٌمكن أن نقول طن أداة االستفهام جاءت فاً محال رفاع مبتادأ وماا بعادها‬
‫خبر والغرا من االستفهام االستعالم عن ماهٌة الخبر وصفاته‪.‬‬

‫‪ ‬النمط الثاني‪ :‬جمل ندائٌة تعتمد على الهمزة‬


‫الصورة ‪ :1‬أداة نداء ‪ +‬منادى ‪ +‬جواب النداء (جملة أمر ‪ +‬جار ومجرور)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪:2‬‬
‫أَ َقل ُ ِبي ْ‬
‫اس ُت ِر َد ال َملِ ُ مِنْ ُم ْس َتع ِ‬
‫ِير ِه‬
‫أداة النداء فاً هاذا التركٌاب هاً الهمازة والمناادى (قلباً) وجاواب الناداء جملاة‬
‫أمرٌة تتكون من فعل وفاعل ضمٌر مساتتر ومفعاول باه ٌلٌهاا جاارو مجارور وزمان‬
‫التركٌب فً المستقبل‪.‬‬
‫الصورة ‪ : 2‬أداة نداء ‪ +‬منادى ‪ +‬جواب النداء (جملة أمار) ‪ +‬فااء الساببٌة ‪ +‬جملاة‬
‫(طسمٌة)‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 3‬‬
‫الح َياةُ َوقِي َع ٌة‬
‫سلَّ ْح َف َ‬
‫أ ْقلَبِي َت َ‬
‫ٌتؤلف التركٌب من أداة النداء ومناادى وجاواب الناداء جااء جملاة أمرٌاة تتكاون‬
‫من فعل أمر (تسلح) والفاعل ضامٌر مساتتر وجوباا تقادٌره (أنات) ٌلٌاه جملاة طسامٌة‬
‫سبقت بحرف (الفاء) التً أفاادت الاربط الساببً والجملاة االسامٌة مكوناة مان (مبتادأ‬
‫وخبر)‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ -2‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪28‬‬

‫‪49‬‬
‫الفص الثالث‬

‫األنســـــاق الدَللـــــية‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫تخضع عملٌة الخلق الفنً عند تمٌم البرغوعً لقصدٌة متمٌزة‪ ،‬و هندسة لغوٌاة‬
‫محسوسااة‪ ،‬فكٌااان القصااٌدة لدٌااه ٌتجسااد فااً حركااات منتظمااة ٌحااددها نسااق كلااً‬
‫متضافر باالعتماد على قادر واضاح مان التشاكالت المختلفاة للصاوات والتراكٌاب‪،‬‬
‫والترتٌااب الواضااح ألشااكال التعبٌاار مااا ٌماانح الاانص االدبااً موجااات شااعرٌة متدفقااة‬
‫تعكس كفاءة الشااعر فاً نقال تجارباه الشاعورٌة وبنااء واقعاه المعااش حساب نمااذج‬
‫صااورٌة متنوعااة وربمااا كاناات صااالبة التشااكٌل هااً التااً تضاامن لمتوالٌااات الجماال‬
‫الشعرٌة لدٌه عقلها المادي والداللً‪ ،‬وكعافتها المجازٌة الفائقة وهو ماا ٌجعلهاا تساتقر‬
‫فً قام الذاكرة لدى القراء وتدخل فً مناوشات مستمرة مع الفكر اإلنسانً الواعً‪.‬‬
‫ماان هااذا المنطلااق ساانحاول ولااوج عااوالم القصااٌدة التمٌمٌااة واسااتجالء العناصاار‬
‫الشعرٌة فٌها‪ ،‬واستنطاق النمااذج المفعماة بالفاعلٌاة الجمالٌاة والشااهدة علاى اإلبادام‬
‫الفنً للشاعر وعمق التجربة الشعرٌة لدٌه‪.‬‬

‫‪ -1‬المبحث األول‪ :‬نسق المشابهة‬


‫‪ 1-1‬مفهومه عند الغر ‪:‬‬
‫أما عند الغرب فقد تعلقت بدائرة االنزٌاح مصطلحات و أوصاف كعٌارة‪ ،‬فٌعبار‬
‫عنه جون كوهٌن بمصطلح (االنتها ) والذي لٌحدث فً الصٌاغة وٌمكان بواساطته‬
‫التعرف على طبٌعة األسلوب‪ ،‬بل ربما كان هذا االنتها هو األسلوب ذاتهل ‪.1‬‬
‫وٌعبر عنه مٌشال رٌفا تٌر بمصطلح (الخرق)فً قوله‪ »:‬االنزٌاح ٌكون خرقاا‬
‫للقواعد حٌنا ولجوء طلى ما ٌندر من الصٌة حٌنا آخرل ‪.2‬‬
‫وأطلق علٌه فالٌري مصطلح (التجاوز) ‪ ، 3‬وٌعرفه لٌوسبتزر على أناه ‪:‬لانحاراف‬
‫فردي ٌختص به المبدم دون غٌرهل ‪4‬كما عرفه العدٌد من النقاد واألسلوبٌن على أنه‬
‫لمفاجئة لنحو اللغة أو النحو المضادل ‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد المطلب‪ ،‬البالغة واألسلوبٌة‪ ،‬ص‪168‬‬


‫‪ -2‬أحمد محمد وٌس‪ ،‬االنزٌاح من منظور الدراسات األسلوبٌة‪ ،‬المإسسة الجامعٌة للدراسات‬
‫والنشر والتوزٌع بٌروت لبنان‪ ،‬ط‪2005 ، 1‬م ص‪56‬‬
‫‪ٌ -3‬نظر‪ :‬المرجع السابق ص‪31‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪-5‬عمر أوكان‪ ،‬اللغة والخطاب‪ ،‬أفرٌقٌا شرق‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬دط‪2001،‬م‪ ،‬ص‪17‬‬

‫‪51‬‬
‫وخالصااة القااول أن مصااطلح االنزٌاااح تجاذبتااه اوصاااف ومساامٌات متعااددة‬
‫تصب فً مفهوم واحد مإداه ان االنزٌاح اساتعمال المبادم للغاة اساتعماال لال ٌخارج‬
‫بهااا عمااا هااو معتاااد و مااؤلوف بحٌااث ٌااإدي مااا ٌنبغااً لااه أن ٌتصااف بااه ماان تفاارد و‬
‫طبدام وقوة جذب و أسرل ‪.1‬‬
‫‪ 2-1‬مفهومه عند العر ‪:‬‬
‫تااردت فااً التااراث العربااً مصااطلحات عدٌاادة تمااس مفهااوم االنزٌاااح وعلااى‬
‫درجات متفاوتة من القرب والبعد‪ ،‬وربما كان مصاطلح العادول أقاوى المصاطلحات‬
‫القدٌمة تعبٌرا عن هذا المفهوم‪ ،‬وقد ورد فاً لساان العارب‪ :‬لعادل عان الطرٌاق أي‬
‫‪2‬‬
‫مال وٌقال عدل أي اعوجل‬
‫وٌقال‪ :‬ل عدلت الدابة على طرٌقهاا أي عطفتهاال ‪ .3‬وطذا كاان المعناى اللغاوي للفظاة‬
‫العاادول هااو الخااروج عاان الطرٌااق الصااحٌح‪ ،‬فااجن المعنااى االصااطالحً لهااا هااو‬
‫استعمال الكالم لغٌر معناه األصلً الذي وضع له‬
‫لفكال كاالم جاارى عان األصاال ٌخلاو مان أي فائاادة زائادة وٌقصاار عان أداء الوظٌفااة‬
‫الشعرٌة التً تتمٌز بها مختلف األعمال األدبٌةل ‪.4‬‬
‫وبهااذا ٌكااون مصااطلح االنزٌاااح ماان أباارز التقنٌااات الفنٌااة التااً تكسااب العماال‬
‫الفنااً أدبٌتااه وذل ا بابتعاااده عاان لغااة الكااالم العااادي‪ ،‬وهااو مااا أشااار طلٌااه ماان النقاااد‬
‫المحااادعٌن ماااع اخاااتالفهم فاااً التسااامٌة‪ ،‬فنجاااد صاااالح فضااال ٌعبااار علٌاااه بمصاااطلح‬
‫(االنحااراف) الااذي ٌعنااً‪ :‬خااروج اللغااة عاان العاارف النعاري المعتاااد‪ ،‬وكساار قواعااد‬
‫األداء المؤلوفة ‪ .5‬كما ٌعرفه نور الدٌن السد على أناه‪:‬ل انحاراف عان الماؤلوف مان‬
‫أجل تشكٌل جمالٌة الخطاب المشحون بطاقات تؤعٌرٌةل ‪.6‬‬
‫وٌاارى شااكري عٌاااد ان االنزٌاااح‪ :‬امااتال اللغااة لاادالالت خارقااة ذات طباادام و‬
‫جمالٌة‪ ،‬مع وجود مبررات داللٌة ٌساتطٌع القاارل أو الساامع فا رموزهاا و فهمهاا‬
‫رغم خروقاتها بعٌدا عن التعبٌر العادي المؤلوف ‪. 7‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد وٌس‪ ،‬االنزٌاح من منظور الدراسات األسلوبٌة‪ ،‬ص‪-07‬‬


‫‪ -2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مج‪ ،2‬ص‪707‬‬
‫‪-3‬الزمخشري أساس البالغة ص ‪490‬‬
‫‪ -4‬محمد صالح زكً أبو حمٌدة‪ ،‬البالغة واألسلوبٌة عند السكاكً‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب‬
‫العرب‪ ،‬دط‪2007،‬م‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ٌ -5‬نظر‪ :‬أحمد محمد وٌس‪ ،‬االنزٌاح من منظور الدراسات األسلوبٌة‪ ،‬ص ‪31‬‬
‫‪ -6‬نورالدٌن السد‪ ،‬األسلوبٌة وتحلٌل الخطاب‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ٌ -7‬نظر‪ :‬رجاء عٌد‪ ،‬البحث األسلوبً‪ ،‬معاصرة وتراث‪ ،‬ص‪147‬‬

‫‪52‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نسق المفـارقة‬
‫‪ -2‬تجليات اَلنزياح في الديوان‪:‬‬
‫للعل مما ٌإكد أهمٌة االنزٌاح أنه ال ٌنحصر فً جزء أو اعنٌن من أجازاء الانص‪،‬‬
‫وطنما له أن ٌشمل أجزاء كعٌفة متنوعة ومتعددةل ‪ 1‬فجذا كان قوام النص ٌتحادد علاى‬
‫أنه مجموعة من الكلمات و الجمل تاربط بٌنهاا عالقاات مختلفاة‪ ،‬فاجن االنزٌااح قاادر‬
‫على أن ٌجًء فً الكعٌر من هاته الكلمات و الجمل ل ‪. 2‬‬
‫ومن اجل ذل صح القول بؤن االنزٌاح ٌتشكل فً عالث مستوٌات وهً كالتالً‪:‬‬
‫‪ 1-2‬اَلنزياح اإليقاعي‪:‬‬
‫فاإلٌقام ل نسٌج متواشج من اإلشباعات واالختالفاات والمفاجئاات التاً ٌحادعها‬
‫تتااابع المقاااطع الصااوتٌةل ‪ 3‬وقااد مااارس الشااعراء هااذا النااوم ماان االنزٌاحااات منااذ‬
‫العصااور الشااعرٌة األولااى وذلاا تبعااا لمااا تفتضااٌه الضاارورات الشااعرٌة‪ ،‬فكاناات‬
‫األوزان من نتااجهم وحسان ابتكاارهم وارتبطات التغٌٌارات برغبااتهم‪ ،‬وذلا بفضال‬
‫متوفرة العلل والزحافات من حرٌة فً النشاط واالختٌاار ‪ 4‬فهاً أدوات تطارأ علاى‬
‫البحور الشعرٌة فتقلل من صرامة الوزن الشاعري بحٌاث ٌاتم الشااعر قصاٌدته دون‬
‫الخروج عنه‪.‬‬
‫أما فً العصر الحدٌث فكان أكبر انزٌااح هاو االنزٌااح عان القصاٌدة النماوذج‬
‫واسااتبدالها بشااعر التفعٌلااة الااذي اعتمااد فٌااه الشااعراء علااى نظااام التفعٌلااة الواحاادة‬
‫باستخدام البحور الصافٌة‪ ،‬وقد انبرى فً ذل العدٌد من الشعراء على رأسهم ناز‬
‫المالئكة وبدر شاكر السٌاب الذٌن كان لهما السبق فً نشر بذور التجدٌد الشعري‪.‬‬
‫ولست فً هذا المقام بصدد الحدٌث عن شعر التفعٌلاة وال عان شارح هاذا المساتوى‬
‫من االنزٌااح‪ ،‬فقاد سابق وأن تحادعت عناه فاً الفصال العاانً‪ ،‬وأفاردت لاه صافحات‬
‫خاصة ولن ٌكون حدٌعً عنه ا ن سوى اجترارا لمل قلته سابقا‪ ،‬لذا سؤنتقل مباشرة‬
‫طلى المستوى العانً من االنزٌاح‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪ٌ -2‬نظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪111‬‬
‫‪ -3‬عبد الحمٌد جٌدة‪ ،‬االتجاهات الجدٌدة فً الشعر العربً المعاصر‪ ،‬مإسسة نوفل‪ ،‬بٌروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬دط‪1980،‬م‪ ،‬ص‪356‬‬
‫‪ٌ -4‬نظر‪ :‬رابح بوحوش‪ ،‬اللسانٌات وتطبٌقاتها على الخطاب الشعري‪ ،‬دار العلوم الجزائر‪ ،‬دط‪،‬‬
‫دت‪ ،‬ص‪236‬‬

‫‪53‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نسق المجاورة‬
‫‪ 1 -3‬اَلنزياح الترييبي‪:‬‬
‫ٌتفق علماء علم اللغة الحدٌث على أن االستخدام اللغاوي ٌنقسام طلاى قسامٌن‬
‫كبٌرٌن‪ :‬المستوى العادي أو اللغة المعٌارٌاة‪ ،‬والمساتوى الفناً أو اللغاة األدبٌاة ‪،1‬ل‬
‫ومن المقرر أن تركٌب العبارة األدبٌة عامة والشعرٌة منها على نحو خاص ٌختلاف‬
‫عاان تركٌبهااا فااً الكااالم العااادي ل ‪ 2‬فٌمااا تحملااه ماان قااٌم جمالٌااة ماان خااالل سااٌاقها‬
‫الجدٌااد‪ ،‬بحٌااث تقااول لنااا ماااال تقولااه وهااً فااً وضااعها الطبٌعااً المعتاااد‪ ،‬لوالمباادم‬
‫الحق هو من ٌمتلا القادرة علاى تشاكٌل اللغاة جمالٌاا بماا ٌتجااوز ططاار المؤلوفاات‪،‬‬
‫وبما ٌجعل التنبإ بالذي سٌسلكه أمرا غٌر ممكن ل ‪ ،3‬وتشكٌل اللغاة الجدٌادة لٌتاؤتى‬
‫للشاعر حٌن ٌتناول األلفااظ عام ٌادٌالها فاً نفساه‪ ،‬حتاى طذا ماا تالءمات ماع تجربتاه‬
‫الذاتٌة‪ٌ ،‬عٌد ترتٌبها ووضعها فً سٌاق خاص بهل ‪.4‬‬
‫ولعاال أباارز الظااواهر اللغوٌااة التااً لهااا القاادرة علااى طعااادة تركٌااب اللغااة ماان‬
‫مسااتواها العااادي طلااى المسااتوى الفنااً مبحااث التقاادٌم والتااؤخٌر لمااا لااه ماان مكانااة‬
‫مرموقة فً الدرس البالغً ترتد فً أصلها لطلاى أهمٌاة ماا ٌقاوم فاً الكاالم األدباً‬
‫من عالقات هاً فاً الحاق صالب ماا فاً األدب مان أدبٌاةل ‪ 5‬و بوصافه واحادا مان‬
‫مباحث علم المعانً الذي لٌعنً ببنااء الجملاة و داللتهاا داخال الانص‪ ،‬وال ساٌما اناه‬
‫ٌقوم على طعاادة ترتٌاب مكوناات الجملاة‪ ،‬فٌقادم ماحقاه التاؤخٌر (‪ )...‬وٌاإخر ماحقاه‬
‫التقدٌم وال ٌتم ذل طال لتحقٌق أغراا بالغٌة وأسلوبٌة قد ٌحول البناء األصالً أو‬
‫العرفً دون تحقٌقها ‪.6‬‬
‫وقاااد ورد التقااادٌم والتاااؤخٌر فاااً دٌاااوان تماااٌم وذلااا فاااً عااادة قصاااائد وفاااق‬
‫صٌاغات مختلفة ما ٌدل على عراء هذا الجاناب عناده وسانحاول فٌماا ٌلاً اساتخراج‬
‫أبرز الصور الشائعة فً الدٌوان‪:‬‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬محمد الدسوقً‪ ،‬البنٌة اللغوٌة فً النص الشعري‪ .‬درس تطبٌقً فً علم األسلوب‪.‬‬
‫دار العلم واإلٌمان للنشر والتوزٌع‪ ،‬كفرالشٌخ‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2007، 1‬م‪ ،‬ص‪16‬‬
‫‪ - 2‬أحمد محمد وٌس‪ ،‬االنزٌاح من منظور ر الدراسات األسلوبٌة‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪ -4‬ناصر علً‪ ،‬بنٌة القصٌدة فً شعر محمود دروٌش‪ ،‬دار فارس للنشر والتوزٌع‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪ ،‬ط‪2001 ،1‬م‪ ،‬ص‪95‬‬
‫‪ -5‬أحمد محمد وٌس‪ ،‬االنزٌاح فً التراث النقدي والبالغً‪ ،‬مطبعة اتحاد كتاب العرب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫دط‪2002،‬م‪ ،‬ص‪163‬‬
‫‪ -6‬مختار عطٌة‪ ،‬التقدٌم والتؤخٌر ومباحث التراكٌب بٌن البالغة واألسلوبٌة‪ ،‬دار الوفاء لدنٌا‬
‫الطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرٌة‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪54‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬تقدٌم الجار والمجرور على الفاعل‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪:1‬‬

‫س ْو ِر َهاْ‬ ‫َع ِن اَ ْل َّد ْا ِر َقاْ ُنونُ اَ ْألَ َعاْد ْ‬


‫ِع َو ُ‬ ‫َار ا ْل َح ِبي ِ َف َر َد َنا‬
‫َم َر ْر َنا َع َلى د ِ‬
‫ومن المالحظ ان تقدٌم الجار والمجرور فاً الشاطر الساابق راجاع طلاى اهتماام الشااعر‬
‫بداره التً منعت عنه‪ ،‬كما ٌتضح لنا من خاالل هاذا التركٌاب مادى غضاب الشااعر‬
‫ومقته للقانون الذي حال دون دخوله طلى أرضه بعد غٌاب دام طوٌال‪.‬‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر أٌضا ‪:2‬‬

‫ف اَ ْألَ َناْ ِم‬


‫َيأْ ِو ْع ِلَ ْي ِه ضِ َعاْ ُ‬

‫الصورة الثانية‪ :‬تقدٌم الفاعل على الفعل‬


‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪:3‬‬

‫اَ ْل ِ‬
‫جنُ َتأئتِ ْين ِْي ِب َت ْعلِ ْي َماْتِ َهاْ‬

‫فالشاعر فً الترتٌب السابق ٌظهر اهتمامه بالفاعل أكعار مان اهتماماه بالفعال‬
‫والترتٌب المؤلوف للجملاة (تاؤتٌنً الجان بتعلٌماتهاا)‪ ،‬فخاص الشااعر (الجان) بشاًء‬
‫من االهتمام فقدمه على أنه مبتادأ بال علاى أناه فاعال ل ألن تحوٌلاه مان كوناه فااعال‬
‫طلى كونه مبتدأ ٌذهب ما طرأ علٌه من معنى وهو بتخصٌصه ومنحه االهتما ّم ‪.4‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬تقدٌم المفعول به على الفاعل‬
‫ومعالنا فً ذل قول الشاعر ‪: 5‬‬

‫ُي َز ِّينُ َجاْنِ َب ْي ِه َج ْي ُ‬


‫ش ُه‬

‫وأصااال الجملاااة (ٌااازٌن جٌشاااه جانبٌاااه) فتقااادٌم المفعاااول علاااى الفاعااال لزماااه‬
‫االختصاص وتسلٌط النظر طلٌه ولفات انتبااه المتلقاً وطعارتاه والوقاوف علاى طبٌعاة‬
‫ترتٌب الجملة‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص‪7‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ -4‬مهدي المخزومً‪ ،‬فً النحو العربً‪ ،‬نقد وتوجٌه‪ ،‬ص‪167‬‬
‫‪ -5‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪55‬‬
‫الصورة الرابعة‪ :‬تقدٌم الجار والمجرور على الفعل‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 1‬‬

‫س َد َّ اَ ْل ُج ْن ُد ُم ْن َت ِعلِ ْينَ َف ْو َق اَ ْل َغ ْي ِم‬


‫ف ِْي اَ ْلقُدْ ِ‬
‫صلَ ْي َناْ َعلَ ْى اَ ْإلِ ْس َف ْل ِ‬
‫ت‬ ‫س َ‬ ‫ف ِْي اَ ْلقُدْ ِ‬
‫فتقدٌم الجار والمجرور فً كاال الساطرٌن دال علاى مادى حارص الشااعر علاى‬
‫تسلٌط الضوء على أرضه المحتلة فٌجعلها البإرة الرئٌساٌة التاً ٌتجاه طلٌهاا المعناى‬
‫العااام فااً باااقً األسااطر األخاارى ماان القصااٌدة‪ ،‬كمااا ان هااذه الصااورة ماان التقاادٌم‬
‫والتؤخٌر تحدث نوعا ما من التشوٌق ولفت انتباه المتلقً‪.‬‬
‫الصورة اللامسة‪ :‬تقدٌم الجار والمجرور والمضاف طلٌه مرتٌن على الفعل‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 2‬‬
‫َت َر ْى َم ْو َت َناْ َت ْعل ُ ْو و َت ْه ِو ْع ُم َعاْ ِول ُ ُه‬ ‫ش َر ِة اَ ْألَ ْل َباْ ِر ف ِْي ُي ِ لَ ْيلَ ٍة‬
‫َعلَ ْى َن ْ‬
‫َيأَنّ لَ َع ْم ِـر ْع أَهْ ل ُ ُه و َق َباْئِلُـــــ ُه‬ ‫س ًة‬ ‫أَ َر ْى اَ ْل َم ْو َت ََّل ْْ َير َ‬
‫ض ْى سِ َو ْا َناْ َف ِر ْي َ‬

‫فعمااة تقاادٌم للجااار والمجاارور والمضاااف طلٌااه مكااررا فااً صاادر البٌاات تؤكٌاادا‬
‫للخبار الااذي ٌرٌااد الشاااعر ّبعااه وتركٌاازا علاى مااا تحملااه هاتااه التراكٌااب ماان مضاااف‬
‫والتنبٌه طلٌها‪.‬‬
‫الصورة السادسة‪ :‬تقدٌم الجار والمجرور على المفعول به‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 3‬‬
‫َز ْاد ُْوا َعلَ ْي ِه اَ ْل َيثِ ْي َر َو ْا ْب َت َد ُعــ ْوا‬ ‫َيأْ ُل ُذ َع ْن ُه ْم َفنَ ا ْل َب َقاْ ِء َفـ َقدْ‬
‫فاهتمام الشاعر هنا ٌقع علاى أولئا الاذٌن ُكتِبات أساماإهم فاً التاارٌخ دفاعاا‬
‫عن وطنهم وتشبعوا بحبال الحرٌاة فؤبات أن تتقطاع بهام طلاى ان حققاوا مارادهم فكاان‬
‫لهم المجاد فاً الادنٌا والخلاود فاً ا خارة وأسالوب الشااعر بهاذه الصاٌغة ٌبعاث فاً‬
‫التركٌب نغمة قوٌة تدل داللة واضحة على مقصده الذي ٌروٌه من خاللها‪.‬‬
‫الصورة السابعة‪ :‬تقدٌم المفعول به والحال على الفاعل‬

‫‪ -1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪8‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان‪ ،‬ص‪98‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪56‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 1‬‬
‫ت لَ ُه سِ ْت َر ْا‬
‫َو َ َْل مِنْ ُل ُي ْوطِ اَ ْل َع ْن َي ُب ْو ِ‬ ‫س اَ ْل َغاْ َر اَ ْل َج ِد ْي َد َح َماْ َم ٌة‬
‫َفلَنْ َت ْح ِر َ‬
‫فتقدٌم المفعول به (الغار) فً صدر البٌات ٌبعاث نوعاا مان التجاانس الموساٌقً‬
‫الذي ال ٌستطٌع طحداعه التركٌب العادي للجملة‪ ،‬كما أن فً تؤخٌر الفاعل طعارة لذهن‬
‫المتلقً للتفكٌر فٌه ولفت انتباهه طلٌه‪.‬‬
‫الصورة الثامنة‪ :‬تقدٌم الجار والمجرور والمفعول به على الفاعل‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 2‬‬
‫ِس َو َّد مِنْ ظِ لِّ َهاْ اَ ْل َّ‬
‫ص ْل ُر‬ ‫ا ْ‬
‫وماان الواضااح أن الشاااعر أراد اسااتكمال الصااورة قباال الوصااول طلااى مصااورها‬
‫فقدم السبب فً جعلهاا ساوداء تؤكٌادا للمعناى وتقوٌتاه وهاو (الظال) والاذي ارتابط باه‬
‫المفعول ضمٌرا متصال وفً تقدٌمه تركٌزا علٌاه واعتبااره أكعار أهمٌاة مان الفاعال‪،‬‬
‫كما أنه ٌحدث نوعا من التشوٌق‪.‬‬
‫الصورة التاسعة‪ :‬تقدٌم الخبر فً الجملة اإلسمٌة‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 3‬‬

‫َقاْ ٍ‬
‫س َعلَ َّي َح َماْ ُم َهاْ‬
‫سَ ْ‬
‫ال َم َهاْ‬ ‫َو َعلَ ْى َعد ُِو ْع ِ‬
‫ح ْينَ َت ْهلِ ُ َب ْر َد َهاْ َو َ‬
‫وتقدٌم الخبر (قااس) فٌاه تنبٌاه طلاى قساوة الحماام‪ ،‬وعهادنا بالحماام رماز للحناان‬
‫قااس علاً) لكاان التركٌاز علاى الحماام ال علاى‬
‫ي‬ ‫والعطف ولاو كاان العكاس (حمامهاا‬
‫قسوته التً تذمر منها الشاعر‪.‬‬
‫الصورة العاشرة‪ :‬تؤخٌر المبتدأ واإلتٌان به بعد الجار والمجرور‪:‬‬
‫ومعال ذل قول الشاعر ‪: 4‬‬
‫اَ ْل َف ْه ُد َم ْي ُت ْو ٌ َعلَ ْى م ِْل َ ْ‬
‫ال ِب ِه اَ ْل َتاْ ِر ْي ْخ‬

‫‪ -1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان‪ ،‬ص‪59‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪92‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪95‬‬

‫‪57‬‬
‫وتاؤخٌر المبتاادأ بهااذه الصااورة فٌااه نوعااا مان البالغااة فااً التعبٌاار والقاادرة علااى‬
‫اللعب بالتراكٌاب اللغوٌاة واحاداث جارس موساٌقً داخال االساطر الشاعرٌة‪ ،‬وتقادٌر‬
‫الكالم (التارٌخ مكتوب على مخالبه الفهد)‪.‬‬
‫وعلٌه فجن التقدٌم والتؤخٌر فً مختلف مساتوٌاته وساٌلة بالغٌاة‪ ،‬تلعاب دورا ال‬
‫ٌغٌب عن الواحد مالحظته فهو االنحراف الذي ٌمٌز لغاة الشاعر عان النساق العاادي‬
‫داللة على التخصٌص و لفت انتباه المتلقً نحو ما قدمه الشاعر و ما أخاره ‪ ، 1‬وفاً‬
‫اختالف هٌئات التقدٌم و التؤخٌر – كما رأٌنا سابق‪-‬بٌان للداللاة التاً ٌرماوه الشااعر‬
‫وارتباطهااا بالقضااٌة المطروحااة‪ ،‬ونخااتم حاادٌعنا فااً هااذا المبحااث بااالنظر فااً ماهٌااة‬
‫االنزٌاح فً حد ذاته فهو للٌس هدفا فً ذاته‪ ،‬و طال تحول النص طلاى عباث لغاوي و‬
‫فوضى فً الرسالة ذاتها‪ ،‬وطنما هو وساٌلة الشااعر طلاى خلاق لغاة شاعرٌة داخال لغاة‬
‫النعر و وظٌفته خلق اإلٌحاءل ‪.2‬‬
‫‪ 2-3‬اَلنزياح الدَللي‪:‬‬
‫تتسم اللغة الشعرٌة بسمات لفظٌة لها دالالت مختلفة فاً العمال األدباً‪ ،‬ذلا أن‬
‫اللفظة منفردة لبنة فً ٌد الشاعر الماهر ٌمنحها طاقة شعرٌة بقدرته الذاتٌة بما ٌغٌار‬
‫نكهاااة الكتاباااة العادٌاااة وماااذاقها‪ ،‬وذلااا بانتقااااء ألفااااظ معٌناااة واساااتعمالها اساااتعماال‬
‫مخصوصا لبلغة رشٌقة متوازنة‪ ،‬ال تشاكو مان الترهال وال تتفتات عناد اللماس طٌباة‬
‫المااذاق رقٌقااة اساامع حرٌااة باإلصااغاء تااتج(اذبهااا عناصاار الفعاال األدبااً الناضااج فااً‬
‫درجة التكعٌف و الرصد الواعًل ‪ ،3‬فاللغة الشاعرٌة هاً التجرباة الشاعرٌة مجسامة‬
‫من خالل الكلمات و ما ٌمكان ان تحملاه مان معاانً و دالالت لتاوفر للمتلقاً العاٌش‬
‫فً حضور عنائٌة اإلمتام و اإلقنامل ‪.4‬‬
‫وٌعد الجانب البالغً لعمودا مهما من أعمدة الشعر فالصاور البٌانٌاة و طعاارة‬
‫المعانً و المحسنات البدٌعٌة من أهم قوالب اللغة الشاعرٌةل ‪ ،5‬وأكعرهاا قادرة علاى‬
‫التجاااوز و التخطااً بمااا ٌجعاال القااارل مشاادودا و منجااذبا بالعماال االدبااً ٌسااتنبط‬
‫الدالالت العمٌقة و ما تحمله اللغة من طٌحاءات متعددة للفظة الواحدة‪.‬‬

‫‪ٌ -1‬نظر‪ :‬محمد الدسوقً‪ ،‬البنٌة اللغوٌة فً النص الشعري‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬سامٌة محصول‪ ،‬مقال أدبً‪ ،‬مجلة دراسات أدبً‪ ،‬مركز بصٌرة للبحوث واالستشارات‬
‫الخدمات التعلٌمٌة‪ ،‬دار الخلدونٌة للنشر والتوزٌع‪ ،‬القبة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬م‪،5‬فٌفري‪ 2010،‬م‪،‬ص‪92‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر عبد الجلٌل‪ ،‬األسلوبٌة وعالعٌة الدوائر البالغٌة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزٌع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2002،1‬م‪ ،‬ص‪391‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪391‬‬
‫‪ -5‬محمد صالح الضالع‪ ،‬األسلوبٌة الصوتٌة دار غرٌب للنشر والتوزٌع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫دط‪2002،‬م‪ ،‬ص‪42‬‬

‫‪58‬‬
‫وبالنظر طلى دٌوان تمٌم فجننا نجده حٌزا أدبٌا ال بؤس به مان الصاور الفنٌاة التاً‬
‫توحً ببراعة الشاعر وقدرته على الخلق الفنً والتصوٌر الشعري الخصب‬
‫وماان أكعاار القصااائد التااً تجلاات فٌهااا مالمااح االنزٌاااح الااداللً قصااٌدته (فااً‬
‫القدس)‪ ،‬التً تحدث فٌهاا عان لقااء موجاع بحبٌبتاه (القادس) التاً وجادها أساٌرة كماا‬
‫هااً لاادى العاادو فتهٌجاات نٌااران الفرقااة لدٌااه و تااراءت أمامااه مشاااهد ظلاات الااذاكرة‬
‫تلوكها و تبرزها للعٌان فً أساوء ساورها‪ ،‬هاذه الصاور التاً ترسابت فاً ال شاعور‬
‫الشاااعر لمااا ٌعرهااا هاهنااا ولاام ٌجمااع بٌنهااا طال شااعور خفااً بااالخوف ماان المسااتقبل‬
‫المجهول‪ ،‬ومن شبح الموت الذي بات هاجسا ٌإرق شعبه فاً الٌقظاة و الحلام ‪ ،‬هاذا‬
‫الخوف الكبٌر الضارب فً أعماق الشاعر هو الذي أعار لدٌه هذه الصور فٌلجؤ طلاى‬
‫أسلوب الوصف الخارجً مستعٌنا بداللة المجاز فً توضٌح الصورة‬
‫ٌقول الشاعر ‪:1‬‬
‫س أَ ْع ِم َدةُ ا ْل ُّر َلاْ ِم ا ْل َّد ْا ِي َناْ ُ‬
‫ت‬ ‫ف ِْي اَ ْلقُدْ ِ‬
‫َيأَنَّ َت ْع ِر ْي َق ُّ‬
‫الر َلاْ ِم د َُلاْنُ‬
‫ج َد َوال َي َناْئ َ‬
‫ِس‬ ‫َو َن َو ْافِ ُذ َت ْعل ُ ْو ال َم َ‬
‫ساْ ِ‬
‫ش ِباألَ ْل َو ْا ِن‬
‫ف ال َّن ْق ُ‬ ‫ح ُت ِر ْي ِه َي ْي َ‬
‫ص َباْ ِ‬ ‫أَ ْم َ‬
‫س ْي ُ‬
‫ت ِب َي ِد ال َّ‬
‫َوه َُو َيقُ ْو ُ َ َْل َب ْ َه َي َذا‬
‫َف َتقُ ْو ُ ََل َب ْ َه َي َذ ْا‬
‫ف َت َقاْ َ‬
‫س َماْ‬ ‫ِال ُ‬‫َح َتى َذا َطاْ َ الل َ ْ‬
‫ت لَيِنْ‬ ‫َفال ُّ‬
‫ص ْب ُح ُح ٌر َلاْ ِر َج ال َع َت َباْ ِ‬
‫ِنْ أَ َر ْا َد ُد ُل ْولَ َهاْ‬
‫َف َعلَ ْي ِه أنْ َي ْر َ‬
‫ض ْى ِب ُح ْي ِم َن َو ْافِ ِذ َّ‬
‫الر ْح َماْ ِن‬
‫وماان المالحااظ أن الشاااعر أكعاار ماان اسااتعماله لحاارف المعنااى (فااً) بداللااة الزمااان‬
‫والتعلٌل وهو الحارف الاذي اساتعمله فاً عناوان القصاٌدة (فاً القادس) والداللاة هناا‬
‫هً التؤكٌد والتخصٌص وتبٌان عظمة المحنة التً تعٌشها القاس الحبٌباة‪ ،‬فهاً محال‬
‫أطمام المستعمر وقبلة السٌاح اإلفرنج ومالذ الفقراء‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان ‪ ،‬ص‪10‬‬

‫‪59‬‬
‫ٌقول الشاعر ‪: 1‬‬
‫ش َي ْغل ُِق َ‬
‫شاْ ِر ًعا ف ِْي ال ُّ‬
‫س ْو ِق‬ ‫ش ْرطِ ٌي مِنَ األَ ْح َباْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِْي القُدْ ِ‬
‫ش َعلَ ْى ُم ْس َت ْوطِ نْ لَ ْم َي ْبل ُ ْغ ال ِع ْ‬
‫ش ِر ْينَ‬ ‫شاْ ٌ‬ ‫َر َ‬
‫قُ َب َع ٌة ُت ْح ِي ْي َحاْئِ َط ال َم ْب َي ْى‬
‫س ِ ْط َال ًقا‬
‫ش ْق ٌر َ َْل َي َر ْونَ القُدْ َ‬
‫ح مِنَ اإلِ ْف َر ْن ِج ُ‬
‫س َياْ ٌ‬
‫َو ُ‬
‫َت َرا ُه ْم َيأ ُل ُذونَ لِ َب ْعضِ ُه ْم ُّ‬
‫صوراً‬
‫ت ُطو َ ال َي ْو ِم‬
‫احا ِ‬
‫س َ‬‫َم َع ِا ْم َرأَ ِة َت ِب ْي ُع الف ِْج ِ ف ِْي ال َ‬
‫استعمل الشاعر فً هذا المقطع االنزٌاح اللغوي وساٌلة لبلاون االنزٌااح الاداللً‬
‫ونلمح ذل فً قوله‪( :‬سٌاح من اإلفارنج شاقر ال ٌارون القادس ططالقاا) وهاو انزٌااح‬
‫على مستوى الداللة وعدول على مستوى المعنى مخالفا القاعدة المؤلوفة لدى الساائح‬
‫الااذي ٌاادفع المااال ماان أجاال التمتااع برائحااة القاادس وروعااة آعارهااا العتٌقااة ‪ ،..‬وهنااا‬
‫نالحظ تشاب الداللة فً هذه الجزئٌة من االنزٌاح فهو ٌنفً عنه رإٌة القادس عام هاا‬
‫هم ٌؤخذون صورا لهم مع (امرأة تبٌع الفجل)‬
‫وهنا اجتمام النقائا العالعة فً هذه الصورة‪ :‬السٌاح الشقر والداللاة هناا أنهام‬
‫أجانااب عاان القاادس بداللااة اللااون واألصاال والخلفٌااة التارٌخٌااة السااٌئة –الحاااروب‬
‫الصلٌبٌة ‪ ،-‬وداللة أنهم ال ٌرون جمال القدس وروعتها وبراءتها‪ ،‬واستعمل الشااعر‬
‫فااً ذل ا انزٌاااح الحااذف طذ لاام ٌااذكر الهاادف المقصااود ماان رإٌااتهم الجمااال والبهاااء‬
‫وعبق الماضً وحرمة المكان وهو معنى مسكوت فً النص ٌستعٌر ذهن القارل‪.‬‬
‫أما ذكره (للمارأة التاً تبٌاع الفجال طاول النهاار) فٌاه طجاالل للمارأة الفلساطٌنٌة‬
‫الصامدة التً ترفا االحتالل وتتمس بحقها فً البقاء‪.‬‬
‫وٌقول الشاعر فً مقطع آخر من القصٌدة ‪:2‬‬
‫يخ َم ْهالً‬
‫التار ِ‬
‫ِ‬ ‫َياْ َياْتِ َ‬
‫ران‬ ‫َفال َمد ُ‬
‫ِينة دَهْ ُرهَا دَهْ ِ‬
‫دَهْ ٌر أ ْج َن ِب ٌي ُم ْط َمئِنٌ َلَ ُي َغ ّي ُر َل ْط َوهُ َو َيأ ّن ُه َي ْمشِ ْي لِال َ ال ّن ْو ِم‬
‫ار ال َق ْو ٍم‬
‫ح َذ َ‬
‫ت ِ‬ ‫َو ُه َنا َ دَهْ ٌر‪َ ،‬يامِنٌ ُم َت َلثِ ٌم َي ْمشِ ي ِبالَ َ‬
‫ص ْو ٍ‬

‫‪-1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪8-7‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪9-8‬‬

‫‪60‬‬
‫وفً األسطر السابقة ٌربط الشاعر بٌن وضع القدس الٌوم وهو ٌجسد لناا عماق‬
‫المعاناة التً تواجهها بفعل سٌطرة األجنبً الذي أصبح مالزماا لتاارٌخ المدٌناة كؤناه‬
‫قدرها المحتوم فً الٌقظاة والحلام‪ ،‬أماا تارٌخهاا الحقٌقاً فقاد أصابح مطموساا ٌجتاره‬
‫الضعفاء من حٌن خر وٌحكٌه ألبناء األجٌال الصاعدة فً فترات الٌؤس واإلحباط‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن حركة المشهد التصوٌرٌة اعتمادت بنٌاة التشابٌه فاً حادودها‬
‫الحسٌة من نسٌج خٌال الشاعر‪ ،‬حٌث ق ّدمت نتاجهاا الصاٌاغً علاى مساتوى الساطح‬
‫والعمق بكفاءة طبداعٌة حققت تحوالت داللٌة مكعفة تعكس للمتلقً قدرة الشاعر علاى‬
‫تطوٌع الدوال وفقا لما تملٌه علٌه قرٌحته الشعرٌة‪.‬‬
‫وفً قصٌدة أخرى بعنوان (ٌا هٌبة العرش الخلً من الملاو )‪ٌ .‬تاراءى لناا أن‬
‫الشاعر ٌرعً وطنا ضاعت أمجاده وخلى عرشه من أصحابه المادافعٌن عان حرمتاه‬
‫وكؤنه ٌرعً أولئ الرجال العظماء الاذٌن كاانوا ٌملئاون بهٌباتهم عارش القادس أمعاال‬
‫(صالح الدٌن)‪.‬‬
‫ٌقول الشاعر فً أحد مقاطع القصٌدة ‪: 1‬‬
‫اب ِه‬
‫أر َب ِ‬
‫ار َعنْ ْ‬ ‫ش َّللِ ٌي َي ْسأ ُ ّ‬
‫الز َو َ‬ ‫َع ْر ٌ‬
‫اب ِه‬ ‫اض َعنْ ال َملِ ْي ِ ِب َتا ِ‬
‫ج ِه َوثِ َي ِ‬ ‫َو َقدْ ْ‬
‫اس َت َع َ‬
‫عم ٌبحث الشاعر عن أصحاب ذل العرش على أمل أن ٌجده لكن سرعان ماا ٌتبخار‬
‫ذل األمل وٌجفّ كغسٌل ُعلّ َق على الحبل تتقاذفه نسمات الرٌح شماال وجنوبا‪.‬‬
‫ٌقول الشاعر ‪: 2‬‬
‫‪3‬‬
‫أ َم ٌ ُي َعلّ ُق َيال َغسِ ي ِ َعلَى ال ِ‬
‫ح َبا ِ‬
‫ح َوَلَ َي َزا ُ ُم َعلّ ًقا‬ ‫َت َيا ُد َتأ ُل ُذهُ ّ‬
‫الر َيا ُ‬
‫الج ُنو ِ ْأو ال ّ‬
‫ش َما ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ُم َتلَ ِو ًيا فِ ْي َها َعلَى َل ْل ِ‬
‫يح‬
‫الر ِ‬ ‫َي ُظ ُّن ُه ّ‬
‫الراؤونَ ُم ْن َتشِ ًيا ِبف ِْع ِ ِّ‬
‫ْأو ُم َتألِ ًما‬
‫أ َم ٌ َعظِ ي ٌم‬
‫الح ْر ِ ُ‬
‫ض ِر َج ِبال ِّد َما‬ ‫فِي َ‬
‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪32‬‬

‫‪61‬‬
‫قُ ْل َنا َت َولَى َيال ّ‬
‫ش ِهي ِد‬
‫ومن المالحظ أن بإرة التصوٌر فً هاذا التشاكٌل الفناً تكمال فاً وجاه الشابه‬
‫وهو مركاز العقال فاً توجٌاه وطنتااج محتاوى الداللاة باٌن لفظتاً (األمال – الغساٌل)‬
‫والجفاف هو المعنى المشتر ‪ ،‬فاألمل وهو دلٌل على الش والٌقٌن فً عودة األمل‬
‫واالستقرار طلى أن ٌجف بفعل الرٌاح التً تتصادمه وتلقاً باه علاى قارعاة الطرٌاق‬
‫ٌلفظ أنفاسه األخٌرة فٌهمس له الشاعر بصوت تكاد أوتار الحنجرة تنطباق علٌاه قبال‬
‫‪1‬‬
‫أن ٌخرج‬
‫ٌقول الشاعر ‪:‬‬
‫َيا أَ ُي َها األ َم ُ َّ‬
‫الحقِيقِي ال ّذع‬

‫ار َع ِة ال َط ِر ِ‬
‫يق‬ ‫صلُو ًبا ِب َق ِ‬
‫َت َر ُيو َ َم ْ‬
‫اس َو َل ْم َي َتأ َملُو‬
‫َو َم َّر َع ْن َ ال ّن ُ‬
‫غٌر أن الشاعر فً كل مرة تنمو فً مهجته روح الصمود وٌتواصل طصرار ه علاى‬
‫رحلااة البحااث المضاانٌة عاان وطنااه الحبٌااب ال اذي تقاذفتااه الحااروب ورماات بااه علااى‬
‫شواط النسٌان‬
‫ٌقول الشاعر ‪: 2‬‬
‫ج ْذ ِر ًيا‬ ‫َلَ َ‬
‫ش ْي َء ِ‬
‫ف ال ّت ْي ُع ِر َي ْت مِنْ ْأو َراقِ َها‬ ‫ش َجا ُر َ‬
‫الل ِري ِ‬ ‫أ ْ‬
‫صا َن َها َيأ َيا ٍد ف ِْي ُم َظاه ََر ٍة ُي ْب َرى‬‫أغ َ‬ ‫ش ِب ُ ْ‬ ‫َت ْ‬
‫اش َط ِوي ٍ أَلَ َت ْه ُج ُرهَا‬ ‫َوال ُّط ُيو ُر ُت َق ِر ُر َب ْع َد نِ َق ٍ‬
‫طن الشاعر ٌرسم عالث لوحات تعبٌرٌاة رامازة لرحلاة بحعاه عان وطناه فؤشاجار‬
‫الخرٌااف التااً أنهكتهااا الرٌاااح ونعاارت أوراقهااا علااى األرصاافة قصااة وطاان دمّرتااه‬
‫الحروب وحاصره الموت مان كال جاناب‪ ،‬واللوحاة العانٌاة هاً تشااب أغصاان هاذه‬
‫الشجرة كؤٌاد فً مظاهره وهً طشارة ذات داللة تعنً أنه ال بد مان النضاال وافتاداء‬
‫هذا الوطن ومواجهة همجٌة الغزاة بالنفس والجسد‪.‬‬

‫‪ -1‬الدٌوان ص‪35‬‬
‫‪-2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪49‬‬

‫‪62‬‬
‫أمااا اللوحااة العالعااة هااً تجسااٌد لصاامود الشااعب الفلسااطٌنً المناضاال وموقفااه‬
‫الصامد اتجاه االحاتالل فالصاورة الشاعرٌة هناا صاورة كاشافة لالنزٌااح عان طرٌاق‬
‫ش ّدة المناظرة بٌن طرفً االستعارة صورة الطٌور وصورة الشعب‪.‬‬
‫وفً أسطر أخرى ٌعود شبح الموت ٌطاارد شاعبه المكلاوم وٌطارق أبواباه كاً ٌؤخاذ‬
‫أرواحه الطاهرة طلى بارئها‪.‬‬
‫ٌقول الشاعر ‪: 1‬‬
‫اَلحتِالَ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫ت أ ْب َوا َب ُه ْم ِم ْث َ َج ْي ِ‬‫َي ْط ُر ُق ال َم ْو ُ‬
‫ت‬‫َو َيقُو ُ أ َنا ال َم ْو ُ‬
‫ت ا ْف َت ُحوا‬
‫ج ْئ ُ‬
‫ِ‬
‫ج ْئ ُت ُي ْم قِ ْي َ لِي َنائِ ُمونَ ا ْف َت ُحوا؟‬
‫ُيلَ َما ِ‬
‫وٌتشااكل الفضاااء الشااعري فااً الجملااة الشااعرٌة ( ٌطاارق المااوت أبوابااه ) ماان‬
‫انزٌاح داللً صاغه الشاعر على أساس التفاعل بٌن ركنٌن هامٌن قاائم علاى عالقاة‬
‫المشابهة هما (الموت – جٌش االحتالل ) فكالهما مصدر للفناء ومفارقة الحٌاة وفً‬
‫قولااه ( نااائمون ) كناٌااة عاان شاادة التعااب واالرهاااق واالستسااالم للمااوت أحٌانااا حااٌن‬
‫ٌغادر االمل مضاجعهم وٌتركهم ألمواج ال ّتٌه تلطمهم وتقاذف بهام طلاى الٌابساة حٌاث‬
‫الموت االبدي ٌتاربص بهام غٌار أن الداللاة التاً تنطاوي علٌهاا هاذه الكلماات تحمال‬
‫معنى معاكسا للمعنى الظاهر بحٌث ساهمت عالمة االستفهام فً السطر األخٌار طلاى‬
‫طبراز معنى مضاد و هو الدعوة طلى التمرد لتحقٌق األمل‪.‬‬
‫ٌقول الشاعر ‪:2‬‬
‫ُيقِي ُم قِ َيا َم َنا الطِ ْف ُ ِم ْن ُه ْم‪َ ،‬و َي ْذ َه ُ َح ْي ُ‬
‫ث َي ُيونُ الي َِرا ُم‬
‫ص ْب ِح َباسِ مِي َغدًا‬ ‫سلّ ْم َعلَى ال ُّ‬ ‫ُي َق ِب ُ َي َف َ « َ‬
‫ُث َم َيدْ ُل ُ ف ِْي َزهْ َر ٍة لِ َي َنا َم‬
‫ض ُم َعلَى الطِ ْف ِ ْأو َراقِ َها‬ ‫َت ُ‬
‫َو ُت َد ِ ُلِل ُ َو ُت َنا ِ‬
‫جيهِ‪:‬‬
‫َن ْم َيا َح ٍبي ْ‬

‫‪ -1‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫‪ -2‬الدٌوان‪ ،‬ص ‪86‬‬

‫‪63‬‬
‫َن ْم َيا َ‬
‫ش ِهيدْ‬
‫َن ْم َيا أ ِم ْي ْر‬
‫َن ْم َيا ُملَ ِّي ْ‬
‫فالقصٌدة منشطرة طلى بنٌتٌن متناقضتٌن تعمالن معا على طنتاج الداللة واإلشارة طلى‬
‫المعنى‪ ،‬أن هذه الصٌغة تجعله ٌقول قوال ماوجزا ماع دالالت فنٌاة ذات ظاالل واساع‬
‫ل سلم على الصابح باسامً غادا ل فهاً تحمال عكاس ماا أورده الشااعر فاً األساطر‬
‫السابقة وهً الصحوة من النوم واستقبال فجر جدٌد‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫لـــاتمة‬

‫‪65‬‬
‫‪ ‬إُ ا ةحبدداغ ٗر‪ٞ‬ددق بدد‪ ِٞ‬اىدةاضدداث األىطددْ‪ٞ‬ت ٗبدد‪ ِٞ‬حيددل اىعيددً٘ ‪ ،‬فَصدد يظ‬
‫أّخ٘ى٘ص‪ّ، ٜ‬طبت إى‪ ٚ‬األّخ٘ى٘ص‪ٞ‬ا ٕٗ‪ ٜ‬قطٌ ٍِ اىفيطفت ‪ٝ‬عْ‪ ٜ‬بدةاضت اى٘صد٘د‪.‬‬

‫‪ ‬لد باى‪ ٜ‬ليٌ األضي٘ فرلا ٍِ ليٌ اىي‪،‬غت‪ٗ ،‬ةأ‪ ٙ‬بتُ ٍَٖت اىعاىٌ اىيغد٘‪ٕ ٛ‬د‪ٜ‬‬
‫اىبغذ لِ حيل اىق٘اّ‪ ِٞ‬اىيغ٘‪ٝ‬ت اىخد‪ ٜ‬حغندٌ لَي‪ٞ‬دت اتخ‪ٞ‬داة اىَبددع اىيغد٘‪ ،ٛ‬أٍدا‬
‫لددِ ٗظ‪ٞ‬فددت اىَغيددو ا ضددي٘ب‪ ٜ‬لْدددٓ فددئُ اىقددبط ليدد‪ ٚ‬اىقدد٘اّ‪ ِٞ‬اىضَاى‪ٞ‬ددت اىخدد‪ٜ‬‬
‫حغنٌ لَي‪ٞ‬ت اـبداع األدب‪ٜ‬‬
‫‪ ‬األضددي٘ب‪ٞ‬ت أٗ األضددي٘ب‪ٞ‬اث مَددا ضددَإا بعددط اىداةضدد‪ ِٞ‬ليددٌ "‪ٝ‬رٍدد‪ ٜ‬إىدد‪ٚ‬‬
‫حبيدد‪ٞ‬ص اىددْص ا دبدد‪ٍ ٜ‬ددِ األعندداً اىَع‪ٞ‬اة‪ٝ‬ددت ٗاىذٗق‪ٞ‬ددت ٗ‪ٖٝ‬ددد إىدد‪ ٚ‬ليَْددت‬
‫اىلإرة األدب‪ٞ‬ت ٗاىْسٗع باـعناً اىْقد‪ٝ‬ت ٍا أٍنِ لدِ ا ّ بداع ي‪ٞ‬در اىَعيدو‪،‬‬
‫ٗاقخغاً لاىٌ اىذٗ ٕٗخل اىغضدإ دّٗدٔ‪ٗ ،‬مـد اىطدر فد‪ ٜ‬ظدرٗ ا ّفعداه‬
‫اىخ‪ٝ ٜ‬بيقٖا األرر األدب‪.ٜ‬‬
‫‪ٗ ‬إلا عاٗىْددا أُ ّقدداةُ بدد‪ٍ ِٞ‬فددإ‪ٍ ٌٞ‬ص د يظ األضددي٘ب‪ٞ‬ت –اىخدد‪ ٜ‬ضددبق لمرٕددا –‬
‫ب‪ْٖٞ‬دا ‪ٝ‬نَدو فد‪ ٜ‬أُ مدو‬ ‫ضْضد أّٖا ٍخقاةبدت إىد‪ ٚ‬عدد بع‪ٞ‬دد‪ٗ ،‬أُ ٗصدٔ ا تدخ‬
‫باعذ قددً ٍفٍٖ٘دٔ ٍدِ زاٗ‪ٝ‬دت ٍع‪ْٞ‬دت ٗةمدس ليد‪ ٚ‬تاصد‪ٞ‬ت ٗاعددة فد‪ ٜ‬اىَفٖدً٘‬
‫األضي٘ب‪ ٜ‬فئلا ماُ اىٖاد‪ ٛ‬اى رابيط‪ ٜ‬ةأ‪ ٙ‬بتّٖدا دةاضدت األضدي٘ اىَخفدرد فد‪ٜ‬‬
‫اىب دا األدبدد‪ ٜ‬فدئُ ٍْددذة ل‪ٞ‬اشدد‪ٝ ٜ‬ـدخرغ فدد‪ ٜ‬حيددل اىدةاضدت اُ حنددُ٘ ظددَِ‬
‫اىْلاً اىني‪ ٜ‬ىيب ا األدب‪ٝٗ ،ٜ‬ع‪ّ٘ ٞ‬ةاىدد‪ ِٝ‬اىطدد اىـدرغ اىزداّ‪ٕٗ ٜ‬د٘ اُ‬
‫حنُ٘ ٕذٓ اىدةاضت ٗفق ٍْٖش ٗصف‪ ٜ‬حغي‪ٞ‬يد‪ٝ ٜ‬عددٓ اىَطدد‪ ٛ‬اىَطدخ٘‪ ٙ‬األّطدإ‬
‫ىينـ لِ ا ّس‪ٝ‬اعاث اىيغ٘‪ٝ‬ت ف‪ ٜ‬اىعَو اـبدال‪.ٜ‬‬
‫‪ٝٗ ‬ر‪ ٙ‬أصغا ا حضآ اىبْ‪ ٛ٘ٞ‬أُ اىيغدت "ّلداً‪ ،‬أ‪ٍ ٛ‬ضَ٘لدت ٍدِ اـشداةاث‪،‬‬
‫حددتح‪ ٜ‬ق‪َٞ‬خٖددا ٍددِ اىع قدداث اىَخبادىددت ف‪َٞ‬ددا ب‪ْٖٞ‬ددا‪ ،‬فعددَِ اىبْدد‪ ٚ‬حخعدددد ٗظ‪ٞ‬فخٖددا‪،‬‬
‫ٗلي‪ٕ ٚ‬ذا األضاش ‪َٝ‬نِ أل‪ ٛ‬لْصر ا ّفصاه لِ بق‪ٞ‬دت اىعْاصدر األتدر‪ٙ‬‬
‫ٗلىددل فدد‪ ٜ‬إغدداة بْ‪ٞ‬ددت ىغ٘‪ٝ‬ددت ٍخناٍيددت حغنَٖددا ل قدداث ٍبخيفددت حع دد‪ ٜ‬اىق‪َٞ‬ددت‬
‫األضي٘ب‪ٞ‬ت داتو اىْلاً‪.‬‬
‫‪ٝ ‬عد اىعاىٌ اىَْطداٗ‪ ٛ‬ى‪ٞ‬دا٘ضبخسة ةائدد ٕدذا ا حضدآ ع‪ٞ‬دذ ةفدط حيدل اىخفرقدت‬
‫اىخقي‪ٞ‬د‪ٝ‬ت اىخ‪ ٜ‬ماّج حقاً مغد فاصو ب‪ ِٞ‬اىيغت ٗاألد ٗةأ‪ ٙ‬بداُ ٍضداه دةاضدت ٕدذا‬
‫ا حضآ ٕ٘ ل قدت اىخعب‪ٞ‬در بداىفرد ٗاىضَالدت‪ٗ ،‬مدذا دةاضدت ع‪ٞ‬ز‪ٞ‬داث ٕدذا اىخعب‪ٞ‬در فد‪ٜ‬‬
‫ل قخٔ باألشباو اىَخغدر‪ ِٞ‬بٔ‪ٍ ،‬رمسا دةاضخٔ ليد‪ ٚ‬األضدي٘ اىفدرد‪ ٛ‬ىيناحدإ أٗ‬
‫أضددي٘ ٍضَ٘لددت ٍددِ األفددراد ‪ْٝ‬خَددُ٘ إىدد‪ ٚ‬أٍددت ٗاعدددة‪ ،‬ى‪ٞ‬صددو بعددد لىددل إىدد‪ ٚ‬حيددل‬
‫اىع قددت اىخدد‪ ٜ‬حضَددع اىيغددت بدداألد ٗ "قددد مدداُ ىٖددذا ا حضددآ أرددر مب‪ٞ‬ددر فدد‪ ٜ‬اىدةاضدداث‬
‫اىعي‪ٞ‬ا ٗ اىضاٍع‪ٞ‬ت ىألد ٗاألضدي٘ دلَدٔ ى‪٘ٞ‬ضدبخسة بخصداّ‪ٞ‬فٔ اىَبخيفدت ( دةاضداث‬

‫‪66‬‬
‫ف‪ ٜ‬األضي٘ ي لاً ‪ٍ0291‬د٘(ليٌ اىيغدت ٗحداة‪ٝ‬خ ا د ي لداً ‪ ً0291‬ردٌ مخابدٔ (فد‪ٜ‬‬
‫األضي٘ب‪ٞ‬ت ي لاً ‪.ً0211‬‬
‫‪ ‬اختلفـت آراء النقـاد حول عالقة األسالوبٌة بعلام اللغاة وربماا كاان السابب فاً‬
‫ذل األصول المعرفٌة التً انبعق منهاا هاذا العلاـم حادٌث النشاؤة‪ ،‬فكاون علام اللغاة‬
‫أسااابق فاااً الظهاااـور مااان علااام األسااالوب ٌجعااال أغلاااب النقااااد ٌجمعاااـون علاااى أن‬
‫األسلوبٌة فرم جدٌد من فروم شجرة علوم اللّسان‪.‬‬
‫‪ ‬وفق النحو التحوٌلً تستعٌن اللغة بعدد محادود مان المساائل لتناتج عاددا غٌار‬
‫متناااه ماان االسااتعماالت وهااذه االسااتعماالت هااً التااً تركااز علٌهااا األساالوبٌة فااً‬
‫مظهرها الحسً حٌن ٌختار المبدم ألفاظــه بعناٌاة وٌـاـإعر كلـاـمة علاى أخارى أو‬
‫تركٌب على تركٌب آخر‪ ،‬كونها أدق فً توصٌل ما ٌرٌد‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمككككككككككككككككككككة‬
‫المصككككككككككككادر‬
‫والمراجع‬

‫‪68‬‬
‫‪-1-1‬المراجع‪:‬‬
‫‪-01‬سناء حمٌد البٌاتً‪ ،‬قواعد النحو العربً‪ ،‬فً ضوء نظرٌة النظم‪ ،‬دار‬
‫‪-02‬رواٌة الٌحٌاوي‪ ،‬شعر أدونٌس‪-‬البنٌة والداللة‪-‬منشورات اتحاد الكتاب‬
‫العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬دط ‪2000،‬م‬
‫‪-03‬طٌمان محمد آمٌن خضرة الكٌالنً‪ ،‬بدر شاكر السٌاب‪ ،‬دراسة أسلوبٌة‬
‫للشعر‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزٌع عمان األردن‪ ،‬ط‪2008، 1‬م‬
‫‪-04‬طراد الكبٌسً‪ ،‬مداخل فً النقد األدبً‪ ،‬دار الٌازوري العالمٌة للنشر‬
‫والتوزٌع عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دط ‪2009،‬م‬
‫‪-05‬عبد الحمٌد جرٌدة‪ ،‬االتجاهات الجدٌدة فً الشعر العربً المعاصر‪،‬‬
‫مإسسة نوفل بٌروت لبنان‪ ،‬دط ‪1980،‬م‬
‫‪-06‬عبد السالم المسدي‪ ،‬األسلوبٌة واألسلوب –نحو بدٌل ألسنً فً نقد‬
‫األدب‪ ،‬دار العربٌة للكتاب‪ ،‬تونس‪ ،‬دط‪1977،‬م‬
‫‪-07‬عبد القادر عبد الجلٌل‪ ،‬األسلوبٌة والعالعٌة والدوائر البالغٌة‪ ،‬دار‬
‫الصفاء للنشر وتوزٌع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2002،1‬م‬
‫‪-08‬عدنان ابن دزبل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬تح حسن حمٌد‪ ،‬مجدالوي‪ ،‬للنشر‬
‫‪09‬عدنان ابن دزبل‪ ،‬نص األسلوبٌة بٌن النظرٌة والتطبٌق‪ ،‬منشورات‬
‫الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬دط‪2000،‬م‬ ‫اتحاد‬
‫‪10‬عمر أوكان‪ ،‬واللغة والخطاب‪ ،‬طفرٌقٌا الشرق‪ ،‬دار البٌضاء‪ ،‬المغرب‬
‫دط ‪2001،‬م‬
‫‪-11‬فرحان بدري الحربً‪ :‬األسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث‪ ،‬دراسة فً‬
‫التحلٌل الخطاب‪ ،‬المإسسة الجامعٌة للنشر والتوزٌع‪ ،‬دط ‪2003،‬م‬
‫‪-12‬محمد الدسوقً‪ ،‬البنٌة اللغوٌة للنص الشعري –درس تطبٌقً فً عالم‬
‫األسلوب –دار العلم واالٌمان والنشر والتوزٌع‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2007، 1‬م‬
‫‪-13‬محمد طٌوان‪ ،‬قضاٌا النقد األدبً عند حازم القرطاجً‪ ،‬منشورات كلٌلة‬
‫ا داب والعلوم اإلنسانٌة‪ ،‬الرباط‪ ،‬دار البٌضاء‪ ،‬ط‪2004، 1‬م‬
‫‪-14‬محمد خان‪ ،‬لغة القرآن الكرٌم (دراسة لسانٌة تطبٌقٌة للجملة فً سورة‬
‫البقرة) دار الهدى للطباعة والنشر والتوزٌع‪ ،‬عٌن ملٌلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪2004‬م‬
‫‪-15‬محمد صالح زكً أبو حمٌدة‪ ،‬البالغة واألسلوبٌة عند السكاكً‬
‫منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دط‪2007 ،‬م‬

‫‪69‬‬
‫‪-16‬محمد كراكبً‪ ،‬خصائص الخطاب الشعري فً دٌوان أبً‬
‫فرناسالحمدانً (دراسة صوتٌة تركٌبة) دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬ط‪2003، 1‬م‬
‫‪-17‬مهدي المخزومً‪ ،‬فً النحو العربً (قواعد وتطبٌق) دار الرائد‬
‫العربً‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪-18‬نور الدٌن السد‪ ،‬األسلوبٌة وتحلٌل الخطاب الشعري والسردي‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫دار القصبة‪ ،‬للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪-19‬نور الدٌن السد‪ ،‬األسلوب وتحلٌل الخطاب‪ ،‬دراسة فً النقد العربً‬
‫الحدٌث‪ ،‬تحلٌل الخطاب الشعري والسردي‪ ،‬ج‪ ،2‬بوزرٌعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‬
‫‪ٌ-20‬وسف أبو العدوس األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق‪ ،‬دار المٌسرة للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ط‪2007، 1‬م‬
‫‪ٌ-21‬وسف أبو العدوس‪ ،‬البالغة واألسلوبٌة –مقدمات العامة‪ ،‬األهلٌة للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬عمان – األردن‪ ،‬ط‪1999، 1‬م‬
‫‪-22‬جمال المباركً‪ ،‬التناص وجمالٌته فً الشعر الجزائري المعاصر‪،‬‬
‫طصدارات الرابطة االبدام العقافً‪ ،‬دار الهدى للطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‬
‫‪2003‬م‬
‫‪-23‬أحمد الشاٌب‪ ،‬أسلوب الدراسة البالغٌة التحلٌلٌة ألصول األسالٌب‬
‫األدبٌة مكتبة النهضة المصرٌة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1999، 3‬‬
‫‪-24‬أحمد محمد الوٌس‪ ،‬االنزٌاح من منظور الدراسات األسلوبٌة‪ ،‬المإسسة‬
‫الجامعٌة للدراسات والنشر والتوزٌع‪ ،‬بٌروت لبنان‪ ،‬ط‪2005، 1‬‬
‫‪-25‬أحمد محمد وٌس‪ ،‬االنزٌاح فً التراث النقدي والبالغً‪ ،‬مطبعة اتحاد‬
‫الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬دط ‪2002‬‬
‫‪-26‬أمانً داوود سلٌمان األسلوبٌة والصوفٌة‪ ،‬دراسة فً شعر الحسٌن بن‬
‫منصورة الحاج‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2002، 1‬‬
‫‪-27‬بشٌر تاورٌرت‪ ،‬محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر –دراسة‬
‫فً األصول والمالمح واإلشكاالت النظرٌة والتطبٌقٌة مكتبة اقرأ‪ ،‬قسنطٌنة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‬
‫‪-28‬محمود دروٌش‪ ،‬آخر اللٌل دار العودة‪ ،‬بٌروت لبنان‪ ،‬دط‪1993 ،‬‬
‫‪-29‬الهادي الطرابلسً‪ ،‬تحالٌل األسلوبٌة‪ ،‬دار الجنوب للنشر‪ ،‬تونس‬
‫دط‪1992،‬‬
‫‪ٌ30‬وسف بن محمد ابن علً ابن أبً ٌعقوب السكاكً‪ ،‬مفتاح العلوم‪ ،‬تح‬

‫‪70‬‬
‫عبد الحمٌد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت لبنان‪ ،‬ط‪2000، 1‬‬
‫اليت المترجمة‪:‬‬
‫‪-01‬بٌر جٌرو ‪ :‬األسلوب و األسلوبٌة ‪ ،‬تر ‪،‬منذر عٌاشً ‪ ،‬مركز األنماء القومً‬
‫‪ ،‬لبنان ‪ ،‬بٌروت ‪،‬دط ‪،‬دت‪.‬‬
‫‪-02‬ستٌفن أولمان ‪،‬األسلوبٌة وعالم الداللة تر كٌب وتعبٌر ‪ :‬محً الدٌن محسب ‪،‬‬
‫دار الهدى للنشر والتوزٌع ‪،‬المنٌا ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دط ‪2001 ،‬م‬
‫الرسائ ‪:‬‬
‫‪-01‬سامٌة محصول ‪ ،‬مقال أدبً ‪ ،‬مجلة ‪ ،‬الدراسات األدبٌة ‪،‬مركز البصٌرة‬
‫للبحوث واالستشارات والخدمات التعلٌمٌة ‪ ،‬دار الخلدونٌة للنشر والتوزٌع ‪ ،‬القبة‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪2010،‬م‬
‫‪-02‬نجاح مدلل ‪،‬بناء األسلوب فً دٌوان عولمة الحب ‪،‬عولمة النار للشاعر‬
‫عزالدٌن مٌهوبً رسالة ماجستٌر ‪2007-2006‬م‬

‫‪71‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫‪19‬‬ ‫اىفصو األٗه‪.........................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫اىَبغذ األٗه‪ٍ( 3‬فًٖ٘ األضي٘ب‪ٞ‬ت ّٗـتحٖاي‪......................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 0-0‬ح ٘ة األضي٘ب‪ٞ‬ت ّٗـتحٖا‪...................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ٍ 9-0‬فًٖ٘ األضي٘ب‪ٞ‬ت لْد اىغر ‪..............................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ٍ 3-0‬فًٖ٘ األضي٘ب‪ٞ‬ت لْد اىعر ‪..............................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫اىَبغذ اىزاّ‪( 3ٜ‬احضإاث األضي٘ب‪ٞ‬ت‪.‬ي‪............................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ 0-9‬األضي٘ب‪ٞ‬ت اىخعب‪ٞ‬ر‪ٝ‬ت‪............................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 9-9‬األضي٘ب‪ٞ‬ت اىبْ‪ٝ٘ٞ‬ت‪..............................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 3-9‬األضي٘ب‪ٞ‬ت األدب‪ٞ‬ت‪...............................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ 9-9‬األضي٘ب‪ٞ‬ت اى٘ظ‪ٞ‬ف‪ٞ‬ت‪............................................................‬‬
‫‪03‬‬ ‫اىَبغذ اىزاىذ‪( 3‬ل قت األضي٘ب‪ٞ‬ت باىعيً٘ اىَضاٗةةي‪...........................‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ 0-3‬ل قت األضي٘ب‪ٞ‬ت بعيٌ اىيغت‪...................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .9.3‬ل قت األضي٘ب‪ٞ‬ت باىب يت‪....................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .3.3‬ل قت األضي٘ب‪ٞ‬ت باىْقد‪........................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫اىفصو اىزاّ‪........................................................................3ٜ‬‬
‫‪90‬‬ ‫اىَبااغااذ األٗه (اىضَيت اىببر‪ٝ‬تي‪.............................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -0‬اىضَيت اىَزبخت ‪..............................................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪.0.0‬اىضَيت اىفعي‪ٞ‬ت‪..................................................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪.9.0‬اىضَيت اىفعي‪ٞ‬ت اىبط‪ ٞ‬ت‪........................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ .3.0‬اىضَيت اىفعي‪ٞ‬ت اىَرمبت ‪......................................................‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪.9.0‬اىضَيت ا ضَ‪ٞ‬ت اىبط‪ ٞ‬ت ‪.....................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪.1.0‬اىضَيت ا ضَ‪ٞ‬ت اىَرمبت‪.......................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -9‬اىضَيت اىَْف‪ٞ‬ت‪....................................................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ .0.9.0‬صَيخا األٍر ٗاىْٖ‪..................................................... ٜ‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪.9.9.0‬صَيت األٍر ‪.................................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪.3.9.0‬صَيت اىْٖ‪................................................................ ٜ‬‬
‫‪91‬‬ ‫اىَبغااذ اىزاّ‪( 3ٜ‬اىضَيت ا ّـائ‪ٞ‬تي‪.............................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪.0‬اىضَيت ا ضخفٖاٍ‪ٞ‬ت ‪..............................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪-9‬اىضَيت اىْدائ‪ٞ‬ت ‪...................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫اىفصو اىزاىذ‪.......................................................................3‬‬
‫‪10‬‬ ‫اىَبغذ األٗه‪ّ 3‬طق اىَـابٖت‪.....................................................‬‬

‫‪72‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ٍ– 1-1‬فًٖ٘ ا ّس‪ٝ‬اط لْد اىعر ٗاىغر ‪..................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ٍ– 2-1‬فٍٖ٘ٔ لْد اىغر …………………………………‪...‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ٍ– 3-1‬فٍٖ٘ٔ لْد اىعر ‪.......................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫اىَبغذ اىزاّ‪ّ 3ٜ‬طق اىَفاةقت‪.....................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪-0- 9‬حضي‪ٞ‬اث ا ّس‪ٝ‬اط ف‪ ٜ‬اىد‪٘ٝ‬اُ‪................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪-9-9‬ا ّس‪ٝ‬اط ا ‪ٝ‬قال‪............................................................ ٜ‬‬
‫‪19‬‬ ‫اىَبغذ اىزاىذ‪ّ 3‬طق اىَضاٗةة‪....................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪-0-3‬ا ّس‪ٝ‬اط اىخرم‪ٞ‬ب‪...........................................................ٜ‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪-9-3‬ا ّس‪ٝ‬اط اىد ى‪..............................................................ٜ‬‬
‫‪61‬‬ ‫اىباحَت‪.................................................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫اىَصادة ٗاىَراصع‪..................................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫فٖرش اىَ٘اظ‪ٞ‬ع‪....................................................................‬‬

‫‪73‬‬

You might also like