Professional Documents
Culture Documents
أ
قسمناهذهالدراسةإلىثالثةفصولفًكلفصلثالثةمباحث :
وقدتناولنافًالفصلاألول :
األسلوبٌة بٌن الماهٌة واألنواع ،وقسمناه إلى ثالثة مباحث ،المبحث األول
مفهوماألسلوبٌةونشأتها ،المبحثالثانًاتجاهات األسلوبٌة ،المبحثالثالثعالقة
األسلوبٌةبالعلومالمجاورة.
أماالفصلالثانًفقدكانعن دراسةنحوٌةلبنٌةالجملفًالدٌوان،حٌثرصدنا
أهمالجملالفعلٌةالبسٌطةوالمركبةوالجملاالسمٌةالبسٌطةوالمركبة .
والجملةالمنفٌةوجملتااألمروالنهًثمالجملالندائٌة ،وفًاألخٌرقمنابشرحكل
صورةمستخرجةمنالقصٌدة .
وفً الفصل الثالث قمنا بعرض الظواهر األسلوبٌة الفنٌة فً الدٌوان وهً
(االنزٌاح-التكرار ).
و كلهذهالظواهرالتًدرسناها ساهمت فًإعطاءالنصوصالشعرٌةأبعادا
داللٌةوجمالٌةوفنٌة .
وفًاألخٌرختمنابحثنابأهمالنتائجالتًتوصلناإلٌهاطٌلةإعدادناللبحث .
واعتمدنا فً هذه الدراسة على دٌوان تمٌم البرغوثً فً القدس وبعض المراجع
نذكر منها األسلوب واألسلوبٌة لعبد السالم المسدي ،األسلوبٌة مدخل نظري
ودراسةتطبٌقٌةلفتحهللاأحمدسلٌمان،األسلوبٌةوتحلٌلالخطابلنورالدٌنالسد.
ب
الفصـل األول
1
المبحث األول( :مفهىم األسلىتية ووشأتها).
ٝعد اىَْٖش األضي٘ب ٜأمزر اىَْإش اىْقدٝت اىَعاصرة قددةة ليد ٚحغيٞداو اىب دا
األدب ،ٜب رٝقات ليَٞت ٍ٘ظ٘لٞات ٍْ ٍِٗ ،يق ىغا٘ٝ ٛطَاظ برصداد إٔدٌ اىطَدااث
ٗاىبصاائص اىيغ٘ٝات ف ٜاىعَاو اىفْٗ ٜحغدٝاد قَٖٞا اىضَااىٞت اىباةزة ف.ٔٞ
1-1تطىر األسلىتية ووشأتها:
ٝعا٘د اىْقاد األضيا٘ب ٜفدّ ٜـاتحدأ ٗح دا٘ةٓ ٗامخَاىدأ ٍدِ اىْصدا اىزدااٍّ ٜدِ
اىقارُ اىعـارٝاِ إىا ٚاىخ ا٘ة "اىاذ ٛغارأ لداي ٚلدايٌ اىيغدات ٍْداذ بداٝدااث اىقااادارُ
اىخاضاع لـاار ،فَْداذ لىدال اىخااااةٝداخ أتداذث اىَْاإداش اىعيَٞدات اىخضرٝدابٞت حسعداسط
اىَْٖاش اىخاةٝاب ٜلاِ ٍنااّدأ ،بعداد أُ بطداػ ض ٞرحدأ لداي ٚاىدةاضدااث اـّطاّٞدات
ةدعاا ٍِ اىسٍداِ،"1ىٞبطداػ اىَْٖداش اى٘صدافّ ٜفدا٘لٓ ٍعخَدادا لداي ٚاىخعبٞدار اىنَداٜ
ٗاىَعاْٝات اىَباشرة فاٍ ٜبخيدا اىعيداً٘ٗ ،لىدال برصداد ٗحطضٞداو اىَ علداث ليدٚ
األشٞااء ٗ اى٘قاائع ٗ إدةاك ٍاا بَْٖٞاا ٍِ ل قااث ٍخبداادىت ٗ،حصْٞدا تصائصداٖا
.
ٗحرحٞباٖا ٗٗصا ضٞاقااحٖا2
ٗف ٜظاو ٕااحٔ اىخ ٘ةاث شارع اىْقاد األدبٝ ٜخ٘صأ ح٘صٖداا ليَٞداا ٝقداة ٍدِ
تددا ىٔ األلَددااه األدبٞددت ليدداّ ٚغددا٘ ٗصفدداٍ ٜغدداطٗ ،حضيدد ٚلىددال فدد ٜاىدةاضددااث
اىيغا٘ٝت اىغدٝزات اىخ ٜأةضا ٚدلائَاٖا اىعااىٌ اىط٘ٝطر ٛفارديىاوذ دي سوىيز ،عٞداذ
لٕدداإ إىددا ٚأُ األىطددْٞت لددايٌ ٗصددفٗ ،ٜأُ األىطددْٝ ٜصد ٍع ٞدداث اىْدداص ا دبددٜ
ٝعظ ٗٝعا ِٝىفٖاٌ ٗضٞر اىَْلٍ٘ت اللغـوية . 3
ٍْٗدددذ لىدددل اىغٞددداِ حغدددذة اىفندددر اى٘ظدددع ٜفددد ٜلقددد٘ه األىطدددْ ِٞٞاىَغددددرِٞ
ٍْٗإضٖدداٌ اىخدد ٜاضددخبدٍٕ٘ا فدد ٜدةاضدداحٌٖ اىيغ٘ٝددتٝٗ ،لٖددر لىددل صيٞددا فدد ٜاى رائددق
ٗاىخغاىٞددو اىخدد ٜغبقٕ٘ددا ليدد ٚاألرددر األدبددٗ ٜمددذا اىَصدديغاث اىخدد ٜغفقددج حخنددارر ٍددِ
باعددذ إىدد ٚوتددر ٗاىخدد ٜاضددخَدٗا أصدد٘ىٖا ٍددِ اىعيددً٘ اىخضرٝبٞددت ٗاىرٝاظددٞت ٗاىفيطددفٞت
4
ٗاىْفطٞت
-1عدنان حسٌن قاسم :االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً ،دار العربٌة للنشرو
التوزٌع ،مصر ،د ط 2001،م ،ص27
2
ٌ -2نظر ،المرجع نفسه ،ص 27
3
ٌ -3نظر ،عدنان حسٌن قاسم :االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً ،ص28
ٌ -4نظر ،المرجع نفسه ص22
2
ٗبْلرة ضرٝعت لي ٚاىَص يغاث ٗاىخعاة ٝاىخد ٜأٗةدٕدا لبدد اىطد ً اىَطددٛ
ف ٜمخابدٔ (األضدي٘ ٗاألضدي٘بٞتي ٝختمدد ىيقداةا ٍدد ٙا ةحبداغ اى٘رٞدق بد ِٞاىدةاضداث
األىطْٞت ٗب ِٞحيل اىعيً٘.
فَص يظ أّخ٘ىد٘صّ ٜطدبت إىد ٚاألّخ٘ى٘صٞدا ٕٗد ٜقطدٌ ٍدِ اىفيطدفت ٝعْد ٜبدةاضدت
اى٘ص٘د .مَا ٕ٘ ٍ٘ص٘د لي ٚعد لباةة أرسطى.
ٍٗصددد يظ اىبددداد ٍدددِ ٍصددد يغاث اىفٞسٝددداء عٞدددذ اضدددخبدىٖا با ضدددخب اُ ٍدددِ
ٍص يغاث اىفيطفت ٗليٌ اىْفصٍٗ ،صد يظ اىزقدو ٍدِ اىعيدً٘ اىرٝاظدٞت ، 1إىد ٚيٞدر
لىل ٍِ اىَص يغاث اىخ ٜأتذث ٍِ اىعيً٘ اىفيطفٞت ٗاىْفطٞت ٗاىَْ قٞت.
ٗبٖذا ٗةد ض٘ضٞر لرظ اىدةاضاث اى٘صفٞت لِ اىفيطدفت اى٘ظدعٞت ،مَدا فدر
ض٘ضٞر ب ِٞاىَْٖش اى٘صفٗ ٜاىَْٖش اىخاةٝبٍ ،ٜبرزا حَٞس األٗه لِ اىزداّٗ ٜلددث
ٕذٓ اىخفرقت حغ٘ أضاضٞا فد ٜاىدةاضداث اىيغ٘ٝدت ٗل ٍدت ٍَٞدسة فد ٜاىخفنٞدل اىبْٞد٘ٛ
اىذ ٛدلا إىٗ ٔٞإضٖاٍا صادا ف ٜحتصٞو اىغرمت األضي٘بٞت 2
إظافت إى ٚلىل حعرض ض٘ضٞر ىيع قاث اىخد ٜحضَدع اىَْلٍ٘دت اىيغ٘ٝدت ٗقطدَٖا
إى ٚقطَ 3ِٞحرمٞبٞت ٗاضخبداى ،ٔٞاضخفاد ٍْٖا اىباعزُ٘ ف ٜدةاضاحٌٖ األضي٘بٞت.
ٗبعددد أُ ٗظدددع ض٘ضددٞر عضدددر األضدداش فدددٍ ٜضدداه اىدةاضددداث األىطددْٞت ح٘اىدددج
اىدةاضاث اىخ ٜحتررث بتفناة ٕذا اىعاىٌ اىيغ٘ٗ ،ٛفٍ ٜقدٍخٌٖ حيَٞذٓ شارل تالي اىدذٛ
ٝعددد ٍؤضددص ليددٌ األضددي٘ اىفرّطددٍ ٜددِ ت د ه ٍصددْفٔ "األضددي٘بٞت اىفرّطددٞت ضددْت
"ً0291
فئلا ماّج أىطْٞت ض٘ضٞر قد أّضبج أضي٘بٞت تالي فئُ ٕذٓ األىطْٞت ّفطٖا قد ٗىددث
اىٖٞنيٞت اىخ ٜاعخنج باىْقد األدب ٜفتتصبا ٍعا شعرٝت صامبطُ٘ ٗإّـائٞت حد٘د ٗةٗ
.
ٗأضي٘بٞت ةٝفا حٞر3
ٗقاد لد باى ٜليٌ األضي٘ فرلدا ٍدِ ليدٌ اىي،غدتٗ ،ةأ ٙبدتُ ٍَٖدت اىعداىٌ اىيغد٘ٛ
ٕ ٜاىبغذ لِ حيل اىق٘اّ ِٞاىيغ٘ٝت اىخ ٜحغنٌ لَيٞت اتخٞاة اىَبددع اىيغد٘ ،ٛأٍدا لدِ
ٗظٞفت اىَغيدو األضدي٘ب ٜلْددٓ فدئُ اىقدبط ليد ٚاىقد٘اّ ِٞاىضَاىٞدت اىخد ٜحغندٌ لَيٞدت
اـبداع األدب..4ٜ
ٌ -1نظر ،عدنان حسٌن قاسم :االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً ،ص.28 :
ٌ -2نظر :عبد السالم المسدي :األسلوبٌة واألسلوب ص.139-138-133-131
ٌ -3نظر :عدنان حسٌن قاسم :االتجاه األسلوبً البنٌوي فً نقد الشعر العربً ص.39
ٌ -4نظر :المرجع نفسه ،ص 40
3
ٕٗنذا اةحب ج األضي٘بٞت فٍ ٜفٍٖٖ٘ا لْد بداى ٜبداىعيٌ اىدذٝ ٛعْد ٜبخغيٞدو اىيغدت
ٗاىند ً ليددّ ٚغدد٘ تدداو ،رددٌ ح دد٘ةث ٗلدددث ٍْٖضددا ٝطددخبدً فدد ٜحغيٞددو اىْصدد٘و
األدبٞت.
2-0مفهىم األسلىتية عىذ الغزب:
حعدددث ٍفددإ ٌٞاألضددي٘بٞت ىددد ٙاىْقدداد ٗاىيغدد٘ ِٞٝاىغددر ٗعدداٗه مددو ٍددٌْٖ حقدددٌٝ
ٍفًٖ٘ ىٖذا اىَص يظ ٍدِ ٗصٖدت ّلدر حبخيد لدِ ٗصٖداث اىْلدر األتدرٗ ،ٙضدْقً٘
بعرض أبرزٕا3
شاةه باى 3ٜلر األضي٘بٞت بتّٖا «دةاضدت ى٘قدائع اىخعبٞدر اىيغدٍ٘ ٛدِ
زاٗٝت ٍعَّٖ٘ا اى٘صداّ ،»1ٜعٞدذ ةبدػ بداىٍ ٜفٖدً٘ األضدي٘بٞت باىضاّدإ اىعداغفٜ
ىيغت.
ٍٞـاه ةٝفا حٞرٝ 3در ٙأُ األضدي٘بٞت "ليدٌ ٝعْد ٚبدةاضدت اٟرداة األدبٞدت
دةاضت ٍ٘ظ٘لٞت (...ي حْ يق ٍِ الخباة األرر األدب ٜبْٞت أىطْٞت حخضاٗز ٍع اىطدٞا
اىَعَّ٘ ٜحضاٗزا تاصا ،أ ٛدةاضت اىْص ف ٜلاحٔ ٗىذاحدٔ ٗحفغدص أدٗاحدٔ ٗأّد٘اع
حـددن ٞحٔ اىفْٞددت (...ي ٗحَندد ِٞاىقدداةا ٍددِ إدةاك اّخلدداً تصددائص األضددي٘ اىفْددٜ
إدةاما ّقدٝا ٍع اى٘ل ٜىَا حغققٔ حيل اىبصائص ٍِ ياٝاث ٗظائفٞت "2
ٗفدد ٜحعرٝفددٔ حرمٞددس ليدد ٚلْصددرٍ ِٝددِ اىعَيٞددت اىخ٘اصدديٞت الخطوواب
منو ٍخناٍ حضإ دةاضخٔ دةاضت ٍ٘ظ٘لٞت ٗالمخاطة ٍدِ بد ِٞاى٘ظدائ اىخترٞرٝدت
3
اىخٝ ٜغققٖا لىل اىب ا فٞدٔ.
ميشال أريفاي 3لر األضي٘بٞت بتّٖداٗ" 3صد ىيدْص األدبد ،ٜعطدإ غرائدق
ٍْخقدداة ٍددِ اىيطدداّٞاث ،"4عٞددذ ٝددر ٙأةفددا ٛأُ األضددي٘بٞت فددرع ٍددِ اىيطدداّٞاث
اىعاٍت حطخق ٜغدر حغيٖٞدا ىيْصد٘و األدبٞدت اّ قدا ٍدِ اىَعداٞٝر اىخد ٜأةضدٚ
فدد ٜياٝددت اىَفددإٌٞ دلائَٖددا اىعدداىٌ اىيغدد٘ ٛض٘ضددٞرٍَٖٗ .ددا ٝنددِ ٍددِ اتددخ
ٗيٞرٕا ٍِ اىْقاغ األتر ٙفئُ ّق ت ا ىخقاء حنَدِ فد ٜالخبداة األضدي٘بٞت غرعدا
ٍ٘ظ٘لٞا ىيْص٘و األدبٞت ٝطخٖد حخبع اىلإرة األضي٘بٞت ىيعاىٌ اـبدال.ٜ
4
3-1-مفهىم األسلىتية عىذ العزب3
األضي٘بٞت أٗ األضي٘بٞاث مَدا ضدَإا بعدط اىداةضد ِٞليدٌ "ٝرٍد ٜإىد ٚحبيدٞص
اىْص األدبدٍ ٜدِ األعنداً اىَعٞاةٝدت ٗاىذٗقٞدت ٖٝٗ ،دد إىد ٚليَْدت اىلدإرة األدبٞدت
ٗاىْددسٗع باألعندداً اىْقدٝددت ٍددا أٍنددِ لددِ ا ّ بدداع يٞددر اىَعيددوٗ ،اقخغدداً لدداىٌ اىددذٗ
ٕٗخل اىغضإ دّٗٔٗ ،مـ اىطر ف ٜظرٗ ا ّفعاه اىخٝ ٜبيقٖدا األردر األدبد ٜفدٜ
ٍطخقبئٗ ،"1إلا مداُ ٕدذا اىخعرٝد ٝعدد-صاٍعدا ّ٘لدا ٍدا ىَفٖدً٘ ٕدذا اىَصد يظ ،فقدد
ٍـاةبٌٖ اىزقافٞتّ ،ذمر ٍْٖاٌ3 اتخي اىعدٝد ٍِ األضي٘ب ِٞٞع٘ىٔ اتخ
الهادي الطزاتلسيٝ 3عرفٖا لي ٚأّٖدااٍَ" 3اةضدت قبدو أُ حندُ٘ ليَدا أٗ ٍْٖضدا
أضاضددٖا اىبغددذ فدد ٜغرافددت اـبددداع ٗحَٞددس اىْصدد٘و ٗغددابع اىـبصددٞت األدبٞددت ىنددو
ٍؤى د ٍدددةٗش (...ي ٗ ،بددد فٖٞددا ٍددِ فغددص ىيْصدد٘و ٗحَزددو ىضٕ٘رٕددا ٗإصددراء
حغيٞو فَّ ٜالس بٞاّٞت حبخاة ٍْٖدا ليد ٚق٘الدد رابخدت ىخندُ٘ ىيدداةش صد٘ةا ٗاظدغت
ٗميٞت لِ اىْص٘و اىَدةٗضت ٍٗطاىل اـبداع ف2"ٔٞ
مىذر عياشي 3لر األضي٘بٞت ليد ٚأّٖدا "ليدٌ ٝددةش ّلداً اىيغدت ظدَِ ّلداً
اىب ا "3
وىر الذيه السذ 3حغدد لِ األضدي٘بٞت ٗةأ ٙأّٖدا "ليدٌ ٗصدف ٜحغيٞيد ،ٜحٖدد
إىدد ٚدةاضددت ٍنّ٘دداث اىب ددا األدبددٗ ٜحغيٞيٖددا مَددا أّٖددا قابيددت ضددخزَاة اىَعدداة
اىَخصدديت بدةاضددت اىيغددتٗ ،ىغددت اىب ددا األدبدد ٜليدد ٚاىبصدد٘و ،لىددل ألّٖددا ٍْددإش
4
ٍخعددة ٍٗخداتيت ا تخصاصاث
عثذ السالم المسذيٝٗ 3ر ٙاىَطد ٛأُ األضي٘بٞت "ليٌ حغيٞيد ٜحضرٝددٝ ٛرٍدٜ
إىدد ٚإدةاك اىَ٘ظدد٘لٞت فدد ٜعقددو ىطدداّ ٜلبددر ٍددْٖش لق ّددٝ ٜنـد اىبصددَاث اىخددٜ
5
حضعو اىطي٘ك األىطْ ٜلا ٍفاةقاث لَ٘دٝت ".
ٗإلا عاٗىْددا أُ ّقدداةُ بدد ِٞاىَفددإ ٌٞاألةبعددت ىَص د يظ األضددي٘بٞت –اىخدد ٜضددبق
بْٖٞدا ٝنَدو فد ٜأُ مدو لمرٕا – ضْضد أّٖا ٍخقاةبت إى ٚعد بعٞدٗ ،أُ ٗصٔ ا تدخ
باعذ قدً ٍفٍٖ٘ٔ ٍِ زاٗٝت ٍعْٞت ٗةمس لي ٚتاصدٞت ٗاعددة فد ٜاىَفٖدً٘ األضدي٘بٜ
فئلا ماُ اىٖاد ٛاى رابيط ٜةأ ٙبتّٖدا دةاضدت األضدي٘ اىَخفدرد فد ٜاىب دا األدبدٜ
ٌ -1نظر :رابح بوحوش ،األسلوبٌات وتحلٌل الخطاب مدٌرٌة النشر جامعة باجً مختار ،عنابة
الجزائر ،دط ،دت ،ص.02
-2الهادي الطرابلسً :تحالٌل أسلوبٌة دار الجنوب للنشر ،تونس ،دط1992،م ،ص.9
-3فرحان بدري الحربً :األسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث ص 141
-4نور الدٌن السد :األسلوبٌة وتحلٌل الخطاب السردي ،دراسة فً النقد العربً الحدٌث ،ص
ص7
--5عبد السالم المسدي ،ص32
5
فددئُ ٍْددذة لٞاشددٝ ٜـددخرغ فدد ٜحيددل اىدةاضددت اُ حنددُ٘ ظددَِ اىْلدداً اىنيدد ٜىيب ددا
األدبٝٗ ،ٜعّ٘ ٞةاىد ِٝاىطد اىـرغ اىزاّ ٕ٘ٗ ٜاُ حنُ٘ ٕذٓ اىدةاضدت ٗفدق ٍدْٖش
ٗصف ٜحغيٞيٝ ٜعدٓ اىَطد ٛاىَطدخ٘ ٙاألّطدإ ىينـد لدِ ا ّسٝاعداث اىيغ٘ٝدت فدٜ
اىعَو اـبدال.ٜ
ٗبٖددذا ّنددُ٘ قددد أصَيْددا حيددل اىْقدداغ اىخدد ٜلمرٕددا اىبدداعزُ٘ فددٍ ٜفٖددً٘ ٍخناٍددو
ىألضي٘بٞت ٗبتّٖا 3دةاضت األضي٘ اىَخفرد ظَِ اىْلاً اىنيد ٜىيب دا األدبدٗ ،ٜفدق
ٍْٖش ٗصف ٜحغيٞي ٜىينـ لِ ا ّسٝاعاث اىيغ٘ٝت ىذىل اىب ا .
6
المبحث الثاني( :اتجاهات األسلوبية).
حغخاس اىٖ٘ٝت اـبدالٞت اىـعرٝت فد ٜمدو حغ٘ حٖدا ٗحْق حٖدا إىد ٚحعَدق مبٞدر فدٜ
دقائق لْاصرٕاٗ ،اضخض ء ٍ٘اغِ اىضَاه فٖٞا ٜٕٗ ،بذىل حخَٞدس بسئبقٞدت دائَدت فدٜ
بْائٖدا اىيغدد٘ ٛحبغددذ لدِ قدد٘اّ ِٞرابخددت حخْبدت بعصدداةة أفندداةٓٗ ،عخدٝ ٚخغقددق ىٖددا لىددل
حْ٘لدج حيدل اىقد٘اٍّ ِٞدِ ٍْ يقداث ىطداّٞت ٗحعدددث اىَْدإش ٗاتخيفدج 1ا حضإدداث
ٗلدث األضي٘بٞت أعد حيل اىَْإش اىخ ٜحدرر بعباءحٖا احضإاث ٍبخيفت ٗضْعرض فَٞا
ٝي ٜإى ٚإٌٔ ٕذٓ ا حضإاث3
1 –2األسلىتية التعثيزية:
ٗقد عاٗه بٞرصٞدرٗ إل داء حعرٝد ٍبط،دػ ىٖدذا ا حضدآ بق٘ىدٔ "ٕد ٜدةاضدت ىقدٌٞ
حعبٞرٝت ٗاّ بالٞت تاصت بَبخي ٗضائو اىخعبٞر اىخ ٜف ٜع٘زة اىيغت".2
ٗٝخعظ ٍِ ت ه ٕذا اىق٘ه ،
بتُ ٍغ٘ة اىعَو اىرئٞطد ٜفدٕ ٜدذا ا حضدآ ْٝصدإ
ع٘ه حيل اىـغْاث اىخعبٞرٝت اىخ ٜحبزٖا اىعْاصر اىيغ٘ٝت داتو اىب ا األدب.ٜ
ٗٝعددد شدداةه بدداى ٜةائددد األضددي٘بٞت اىخعبٞرٝددت ٍددِ ت د ه حغدٝدددٓ ىَ٘ظدد٘ع ٕددذٓ
اىدةاضت ٗةبػ ٍضاىٖا "ب٘قائع اىخعبٞر اىيغّ٘ ٍِ ٛاعٞت ٍعاٍْٖٞا اى٘صداّٞت"ٕٗ ،3دذا
اىَعَُ٘ اى٘صداّ ٜاىذ ٛحغَئ لْاصر اىيغت ٕ٘ اىذ ٛحضدإ دةاضدخٔ -عطدإ بداى-ٜ
"لبر اىعباةة اىيغ٘ٝتٍ ،فرداحٖا ٗحرامٞبٖا"ٗ ،4حقً٘ األضي٘بٞت اىخعبٞرٝت "ليد ٚدةاضدت
ل قاث اىـنو ٍع اىخفطٞر (...ي لي ٚأّٖا حبرس لِ إغداة اىغددد اىيطداّ ٜاىَعبدر
فددّ ٜفطددٔ أٗ اىَقدددة فدد ٜلاحددٔٗ ،حْلددر إىدد ٚاىبْددٗٗ ٚظائفٖددا داتددو اىْلدداً اىيغدد٘،5"ٛ
ٗٝخعظ لىل أمزر ٍِ تد ه ٍدا صداء بدٔ بداىٍ ٜدِ أفنداة ٗةؤ ٙحبقدٕ ٜدذا ا حضدآ فدٜ
ٍضاىٔ اىَغدد بغٞذ ٝر ٙأُ اىيغت "ض٘اء ّلرّا إىٖٞا ٍِ زاٗٝت اىَخني ،ٌ،أٗ ٍِ زاٗٝت
اىَباغددإ ،عٞددذ حعبددر لددِ اىفنددرة (...ي باى٘ضددائو اىيغ٘ٝددت ،حَددر ٍغاىددت بَ٘قدد
6
ٗصداٍّ ٍِ ٜزو األٍو أٗ اىخرص ٜاٗ اىصبر"
7
فٖذا اىَعَُ٘ اى٘صداّ ٜىيغت ٕد٘ اىدذَٝ ٛزدو اىَ٘ظد٘ع األضداش ىألضدي٘بٞت فدٜ
ّلرٓٗ .قد حخبع شاةه باى ٜاىب دا األدبدٍ ٜدِ عٞدذ شدغْاحٔ اى٘صداّٞدت ٗقطدَٔ إىدٚ
1
ّ٘لِٞ
أ – ٍْٔ ٍا ٕ٘ عاٍو ىذاحٔ ٗيٞر ٍـغُ٘ بـٜء.
– ٍْٗٔ ٍا ٕ٘ عاٍو ىيع٘اغد ٗا ّفعدا ثٍ٘ٗ ،ظد٘ع األضدي٘بٞت مَدا ضدبق ٗأُ
لمرّددإ-دد٘ ٕددذا اىضاّددإ اى٘صددداٍّٗ ٜددد ٙمزافددت اىب ددا األدبدد ٜباىـددغْاث اىعاغفٞددت
"ٗبرالت اىناحإ حنَِ ف ٜإدتاه حيل اىـغْاث ف ٜحفالدو ٍدع بععدٖا ،لىدل أُ اىيغدت
ف ٜعد لاحٖا ٍضَ٘لت شغْاث ٍعسٗىت بععٖا لِ بعط".2
ٗىَا ماُ إخَاً باىٍ ٜقخصرا لي ٚاىَغخ٘ ٙاى٘صداّ ٜىيغت ،صعئ لىل ٝصدر
اىْلر لِ اىضَاىٞت ىيعَدو األدبدٝ ٗ ،ٜعٞدر ىٖدا إخَاٍدا باىغدا فد ٜدةاضدخٔٗ ،حرمٞدسٓ
ليدد ٚاىندد ً اىَْ دد٘ صعيددٔ أٝعددا ٝبخعددد لددِ ٍضدداه اىخ٘ظٞدد األدبدد ٜىألضددي٘ ،3
ٗباىخاى ٜأفرد صو ،إخَأٍ ع٘ه حيل اىقدةاث «اىناٍْت اٗ اىَزداةة فد ٜاىيغدتٗ ،دةاضدت
اىق٘ة اىخعبٞرٝت ف ٜىغت اىضَالت دُٗ ا ٕخَاً باىخ بٞقاث اىفردٝت ىٖا".4
2 – 9األسلىتية الثىيىية
ٗٝر ٙأصغا ٕذا ا حضآ أُ اىيغدت "ّلداً ،أٍ ٛضَ٘لدت ٍدِ اـشداةاث ،حدتحٜ
قَٞخٖا ٍِ اىع قداث اىَخبادىدت فَٞدا بْٖٞدا ،فعدَِ اىبْد ٚحخعددد ٗظٞفخٖدا"ٗ ،5ليدٕ ٚدذا
األضاش َٝنِ أل ٛلْصدر ا ّفصداه لدِ بقٞدت اىعْاصدر األتدرٗ ٙلىدل فد ٜإغداة
بْٞت ىغ٘ٝت ٍخناٍيت حغنَٖا ل قاث ٍبخيفت حع ٜاىقَٞت األضي٘بٞت داتو اىْلاً. 6
ٗقاد حبيا٘ة ٕااذا ا حضآ ٍاِ تاا ه ٍا صاء بأ رومان جاكثسـىن وميشوال ريفوا تيوز
فقادداد عَدداو صامبطددُ٘ اىخغيٞادداو األضددي٘ب ٜإىددٍ ٚطدداخ٘( ٙاىبْٞددتي ٗالخبددرث اىقاددا٘الد
اىيغاااددا٘ٝت اى٘ضادداائو األضاضددٞت فدد ٜاىيادداغت اىخددٝ ٜخَ ،بدداط لْٖددا اىخعبادداٞر اىـددعرٛ
ٗلىااادددال لاددداِ غرٝددداق حعياددداق اى٘عددداداث اىيغ٘ٝدددت بععدددٖا بدددبعط فددد ٜاىبادددا ا
اىـعاااددار ٛمَددا لددد صامبطددُ٘ األضددي٘ اى٘ظٞفددت اىَرمسٝددت اىَْلَددت ىيب ددا ٍددِ
8
ت ه 1 "3اىخ ابق بد( ِٞصددٗه اىخ٘زٝدعي اىدذ ٛىير،صد (ٗ ،صددٗه ا تخبداةي ،اىدذٛ
ىيَْ ٞت اىن ٍٞت
ٝقددر ا ّطددضاً بددٍ ِٞفددرداث (اىددْص ا دبددٜي ...بالخبدداة ل ٍدداث اضددخبداى ،ٔٞأٛ
ٗعداث ىغ٘ٝدت ٍعضَٞدت فد ٜلَيٞدت اـبد "ٗ .2اّ قدا ٍَدا لمرّدآ وّفدا ٝخعدظ بدتُ
لَيٞددت ةصدد اىَفددرداث ٍددِ ٍْ يددق ل ئقدد٘ٝ ٜصدددٓ اىَْ ددق ٗٝقبيددٔ اىعقددو ،حْددخش
األضددي٘ اىيغدد٘ٗ ،ٛبعبدداةة أتددر ٙفاألضددي٘ " ٝخغدددد بخ٘افددق لَيٞخددٍ ِٞخخدداىٞخ ِٞفددٜ
اىسٍٍِ ،خ ابقخ ِٞف ٜاى٘ظٞفت "َٕ 33ا ا تخٞاة ٗاىخرمٞدإٗ ،قدد أشداة حداٗةٝرث إىدٚ
ٍإٞددت ٕددذا ا حضددآ عٞددذ قدداه بددتُ "األضددي٘بٞت اىبْٝ٘ٞددت ٕدد ٜةؤٝددت ّقدٝددت ٍسدٗصددت أٗ
ٍرمبت ب ِٞزٍرحّ ِٞقددٝخَٕ ِٞدا اىبْٝ٘ٞدت ٗاألضدي٘بٞت" 4بغٞدذ حختضدص اىقد ٌٞاىضَاىٞدت
ىيعْاصر اىيغ٘ٝت اّ قا ٍِ اىع قاث اىخ ٜحضَع بْٖٞا داتو ّلاً اىبْٞت.
3- 2األسلىتية األدتية:
ٝعددد اىعدداىٌ اىَْطدداٗ ٛىٞددا٘ضبخسة ةائددد ٕددذا ا حضددآ عٞددذ ةفددط حيددل اىخفرقددت
اىخقيٞدٝت اىخ ٜماّدج حقداً مغدد فاصدو بد ِٞاىيغدت ٗاألد ٗةأ ٙبداُ ٍضداه دةاضدت ٕدذا
ا حضددآ ٕدد٘ ل قددت اىخعبٞددر بدداىفرد ٗاىضَالددتٗ ،مددذا دةاضددت عٞزٞدداث ٕددذا اىخعبٞددر فددٜ
ل قخٔ باألشدباو اىَخغددر ِٞبدٍٔ ،رمدسا دةاضدخٔ ليد ٚاألضدي٘ اىفدرد ٛىيناحدإ أٗ
أضي٘ ٍضَ٘لت ٍِ األفراد ْٝخَُ٘ إى ٚأٍت ٗاعدة ،ىٞصو بعدد لىدل إىد ٚحيدل اىع قدت
اىخدد ٜحضَددع اىيغددت بدداألد " ٗ 5قددد مدداُ ىٖددذا ا حضددآ أرددر مبٞددر فدد ٜاىدةاضدداث اىعيٞددا
ٗاىضاٍعٞدددت ىدددألد ٗاألضدددي٘ دلَدددٔ ى٘ٞضدددبخسة بخصددداّٞفٔ اىَبخيفدددت ( دةاضددداث فدددٜ
األضددي٘ ي لدداً ( ٗ 6ً0291ليددٌ اىيغددت ٗحدداةٝخ ا د ي لدداً ً0291رددٌ مخابددٔ (فددٜ
األضي٘بٞت ي لاً .ً0211
ٗقددد عدداٗه ى٘ٞضددبخسة بيدد٘ةة أفندداةٓ ٗفددق ٍبددادا ح٘ظددظ ٍْٖاصٞخددٔ فدد ٜاىبغددذ
األضي٘بَٝٗ ٜنِ حيبٞصٖا فَٞا ٝي37ٜ
ّ -0ق ت ا ّ د فد ٜاىبغدذ األضدي٘بٕ ٜد ٜاىعَدو األدبد ٜفد ٜعدد لاحدٔ ب٘صدفٔ
مٞاّا ىغ٘ٝا قائَا بذاحٔ.
9
-9اىبغذ األضي٘ب ٕ٘ ٜبَزابدت عيقدت اى٘صدو بد ِٞليدٌ اىيغدتٗ ،حداةٝخ األد .ألُ
ٍعاىضت اىْص حفع ٜباىقاةا إى ٚاىنـ لِ اىلرٗ اىَصاعبت ىٔ.
-3اىلإرة األضي٘بٞت ٕ 3ٜلىل ا ّسٝاط اىـبص ٜاىذَٞٝ ٛس ا ضدخعَاه اىيغد٘ٛ
ا ضخعَاه اىعاد ٛىيغت. ىيناحإ بب
-9اىيغت ٍروة ىـبصٞت اىناحإ ٗٗضٞيت ٍدِ ٗضدائو اىخعبٞدر اىخدٝ ٜعخَدد ليٖٞدا فدٜ
اى٘ص٘ه إى ٚاىفنرة اىخٝ ٜرٝد ح٘صٞيٖا ىيَخيقدٍٗ ،ٜبددأ اىعَدو األدبد ٜفد ٜعدد
لاحٔ ٕ٘ فنر اىناحإ اىذٝ ٛبعذ ف ٜاىْص اىخَاضل اىداتي ٜب ِٞلْاصرٓ ،مَدا
أُ مو لْصر ف ٜاىعَو األدبٝ ٜعد ٍفخاعا ىي٘ى٘س إى ٚلاىٌ اىْص.1
" -1ضددبٞو إىدد ٚبيدد٘ عقٞقددت اىعَددو األدبدد ،ٜبدددُٗ اىخعدداغ ٍددع صدداعبٔ ٗأُ
األضي٘بٞت ف ٜاصد ْالٖا (اىغددشيٗ ،لَيٖدا اىخغيٞيدٗ ٜاىخرمٞبد ّ ٜبالاحٖدا
حصبظ ّقدا حعاغفٞا يْ ٚلْٔ".2
ٗقد بْ ٚى٘ٞضبخسة دةاضخٔ األضدي٘بٞت ليد ٚاىغددش "فَداا ٝخغقدق فد ٜاىعبداةة
ٝعد عدضا بو ٕا٘ غبع ،فيٞص ىيذِٕ ٍِ عدش إى ٚعٝ ِٞعَو ٗٝـنو ٗٝعبرٗ ،أُ ٍدِ
ٝفصو اىغدد لِ اىعباةة ىِ ٖٝخد ٛأبدا إى ٚاىضَع بَْٖٞاا.3"...
ٗىعو إٌٔ ّق ت َٝنِ أُ ّـٞر إىٖٞا ف ٜاألتٞر ٕ٘ اىٖدد اىدذَ ٝ ٛدظ ى٘ٞضدبخسة إىدٚ
حغقٞقٔ ٗ "ٕ٘ اى٘صا٘ه إىّ ٚفطٞت اىَبدع ٍٗ٘ٞىدأ ّٗ٘ازلدأ ،ألُ ةٗط اىَبدادع ٕدٜ
بَزابددت اىْددا٘اة اىَرمسٝددات اىخددٝ ٜددادٗة ع٘ىٖددا ّلدداً األرددر ميددٔ"ٕٗ 4دداذا ٝددده ليدد ٚأُ
دةاضخددأ صدداءث ٍخددتررة باألبغدداد اىطددٞن٘ى٘صٞت اىخدد ٜحطعددا ٚإىدد ٚاىخعَددق فددّ ٜفطددٞت
اىنااحإ ٗحفردٕاا باىخضربات األدبٞت.
4-9األسلىتية الىظيفيـة:
ٗٝع ،د ةٍٗاُ صامبطاُ٘ ةائد ٕاذا ا حضآ ،عٞذ دلدٕ ٜداذا األتٞدر إىد ٚاىبغدذ
بتُ اى٘ظٞفت األضاضٞت ىي،غدت ٕد" ٜاـٝصداه أ،ٛ
ف ٜاى٘ظائ اىيغ٘ٝات ىيب ا ٗ ،ةأ، ٙ
5
ّقو فنرة ٍِ ٍخني ٌ،إى ٚضاٍع
ٌ -1نظر :بشٌر تاورٌرت ،محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر ،ص181
-2عدنان بن ذربل ،اللغة واألسلوب ،ص139
-3بشٌر تاورٌرت ،محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر ،ص182
-4المرجع نفسه ص182
-5بٌٌر جٌرو ،األـسلوب واألسلوبٌة ،ص 63
10
ٗٝناُ٘ ٕاذا ا حصاه ٗفق اىَب ،ػ اىخااى31ٜ
اىَرصاع(اىَغخا٘ٙي
اىرضددددددددددددددددددددددداىت اىَرضددددددددددددددددددددددداو
اىَطخقبو
الشفــــــرة(اللغـة)
وتقـوم كل عملٌّات االتصال اللّغوٌة على هاته العناصر سواء كاان االتصاال مباشارا
2
أو غٌر مباشر
وقااـد حاااول جاكبسااون طعطاااء وظٌفااـة لكاال عنصاار ماان تل ا العناصاار ٌمكاان
ّ
المخطط التالً:3 طجمالهـا فً
(المرجـع) مرجعٌة
(الشفـرة) انتباهٌة
وقااد رك اـّز جاكبسااون اهتمامااه لعلااى الوظٌفااة ال ّ
شااعرٌة ماان حٌااـث هااً وظٌفااـة
طبالغٌه ،وفً المضمار نفسه حاول رٌفا تٌر أن ٌعطاً مفهوماا للسالوبٌة الوظٌفٌاة،
ورأى لأ ّنها األسلوبٌة التً تادرس عملٌاة اإلباالن مان خاالل النصاوص ماع التركٌاز
11
علااى العناصاار التااً تساااعد علااى طبااراز شخصااٌة الكاتااب أو المنشا ،وجااذب انتباااه
المتلقااً وهااذا ال ٌتااؤ ّنى طال ّ بجخضااام ج ا ّل المناصاار األساالوبٌة الموجااودة فااً الاانص
للتحلٌل من غٌر انتقاء بهدف الكشف عن معاٌٌر نوعٌّة جدٌدة للسلوب..ل .1
وأضااف رٌفااتر باـؤنّ المتلقّاً أو القاارل العماـدة هاو القاادر علاى فاـ شاافرات
ال ّنص واستخـراج أهم الخصـائص األسلوبٌة التً تمٌّز بها ذل ال ّنص. 2
12
المبحث الثالث( :عالقة األسلوبية بالعلوم المجاورة)
طن المتصاافح للصااول اإلبسااتٌمولوجٌّة التااً انبعااق منهااا علاام األساالوبٌ ،جاادها
متداخلااااة مااااع العدٌــــااااـد ماااان العلااااـوم األخااااـرى مستنقٌـااااـة منهااااا أباااارز المعاٌااااـٌر
الموضوعٌة التً اعتمــــدتها فً دراستها التطبٌقٌـة ،فاتخـذت من عــلم اللغاة معـاـال
المنهـج اللسانـً الــذي تسٌــر وفقــــه ،واتخذت من البالغة موضـوم الدراسة وهً
البحـث فً طرق تنسٌق الكالم وكٌفٌة رصف الكلمات وما تحدعـه مان جمالٌاـات فاً
الاانص األدبااً ،واتخااذت ماان النقااد الدقااة والموضااوعٌة أعناااء الحكااـم علٌااه (الاانص
األدبً) ،وسنحاول فٌما ٌلً التعرّف على هاته التداخالت بشًء من التفصٌـل.
1-3عالقة األسلوبية بعلم اللغـة:
اختلفـت آراء النقـاد حول عالقة األسلوبٌة بعلم اللغة وربما كان السبب فاً ذلا
األصول المعرفٌة التً انبعق منها هذا العلـم حدٌث النشؤة ،فكون علم اللغة أسبق فاً
الظهـور من علم األسلوب ٌجعل أغلب النقاد ٌجمعـون على أن األسلوبٌة فارم جدٌاد
من فروم شجرة علوم اللّسان
وٌبدو أن اعتماد األسلوبٌة فاً تقٌٌمهاا للظااهرة اللغوٌاة لعلاى مانهج لساانً فاً
تقنٌاتها اإلجرائٌةل جعلها تتجاوز مٌادانها األصالً وتتحاول طلاى درس لغاـوي ٌفقادها
فً كعٌـر من األحٌان مٌزتها األساسٌة وٌبعدها عن هـدفها المنشـود وهو البحاث فاً
السّمات األسالوبٌة لكال مبادم ،وفاً المقابال نلقاى بعاا ال ّنقااد ٌارون باؤن األسالوبٌة
للٌست مجرد فرم من اللسانٌات بل هً أهم علم مواز ٌقـوم بفحص الظواهر نفساها
من وجهة نظره الخاصةل وقاد عاـد أولماان لالنماوذج اللساانً اإلطاار النظاري الاذي
ٌتحر من منطلقه التحلٌل األسلوبًل .1
كمااا نجااد أن أساااس التفرقااة بااٌن العلمااٌن عنااد العدٌااد ماان الدارسااٌن ٌعااود طلااى
المجال الذي تشتغل فٌه كل من األسلوبٌة واللسانٌات فقٌال :لأنّ علام اللغاة هاو الاذي
ٌاادرس مااا ٌقااال ،فااً حااٌن أن األساالوبٌة هااً التااً تاادرس كٌفٌااة مااا ٌقااال ،مسااتخدمة
الوصف والتحلٌل فً آن واحدل .2وٌذهب هذا الرأي طلى عاد األسالوبٌة ولٌادة رحام
علم اللغة الحدٌث ،فجذا كان تارٌخ علم اللغاة قاد بادأ باألفكاار التاً جسادها فردٌناا ناد
دي سوسٌر معٌرا عددا مان القضااٌا التاً كاان لهاا أعارا كبٌارا علاى مادار اللساانٌات
فٌما بعد ،فجن هاته األفكار والمفاهٌم الجدٌدة قد استفادت منها األسلوبٌة ووظفتها فاً
أبحاعها اللغوٌة ،فعلى سبٌل المعال ال الحصـر.
13
استعارت األسلوبٌة من علم اللغة مفهومً الدال و المادلول ،وهاذا ماا نجاده عناد
أحد رواد األسلوبٌة اإلسبانٌة وهو دوماسو ألنسو غٌر أنه خالف سوسٌرفً التسامٌة
ُدر ْ الذهنً على المدلول والصورة الصوتية على الا ّدال 1وٌارى فؤطلق مصطلح الم َ
بااؤن الوظٌفااة األساسااٌة للساالوبٌة هااً البحااث فااً العالقااة التااً تجمااع بااٌن الاادال
والماادلول انطالقااا ماان العالقااات التااً تجمااع بااٌن العناصاار الجزئٌااة للوصااول طلااى
العالقة الكاملة التً تجمع شتات الكائن اللغوي .2
ومان هاذا المنطلااق انبارى العدٌااد مان الدارساٌن طلااى الحا ّد بااٌن المجاالٌن ،فتحا ّدد
مجااال اللسااانٌات انطالقااا ماان الجملااة باعتبارهااا أكباار وحاادة قابلااة للوصااف اللسااانً
وتبٌن أن موضوم الدراسة األسلوبٌة وهو الخطاب األدبً .3
وٌبقى االشترا بٌن العلمٌن قائما مادام التؤعر موجـودا فمن جملاة المصاطلحات
التً استعملها الدارسون من حقل اللساانٌات نجاد مصاطلحً البنٌاة الساطحٌة والبنٌاة
العمٌقااة وٌطلااق تشومسااكً علااى المصااطلح األول األداء اللغااوي وعلااى المصااطلح
العانً الكفاٌة اللغوٌة ،4وفق النحو التحوٌلً تستعٌن اللغة بعدد محادود مان المساائل
لتنااتج عااددا غٌار متناااه ماان االسااتعماالت وهااذه االسااتعماالت هااً التااً تركااز علٌهااا
األسلوبٌة فً مظهرها الحسً حٌن ٌختار المبدم ألفاظــه بعناٌة وٌــإعر كلـاـمة علاى
أخرى أو تركٌب على تركٌب آخر ،كونها أدق فً توصٌل ما ٌرٌد .5
أمّا األسلوب باعتباره انزٌاحا فجنه ٌقع ضمن ما ٌسمـى بالمقدرة اللغويـة عند تشاو
مسكً ،فالسّر فً االنزٌاح ٌكمن فاً القاـوة التاً ٌمتلكهاا المتلقاً فاً قدرتاه اللغوٌاة
6
على معرفة ما هـو منزاح عن المعنى األصلً للنص و ما هو مؤلوف فٌه
ومن عم فجن األسلوبٌة تعد مجرد فرم من اللسانٌات بل هً علم مواز ٌقـوم بفحاص
الظااواهر اللغوٌااة نفسااها ماان وجهااة نظااره الخاصااة و ٌاارى سااتٌفن أولمااان أنّ هااذا
التماعل بٌن العلمٌن ٌطرح نقاط التقاء شتى بٌنهما ،7ففً مقابل كل قسام رئاٌس مان
اللسااانٌات هنااا قطااام أساالوبً ٌوازٌااه وطذا طبااق النمااوذج التولٌاادي التحااوٌلً الااذي
14
ٌمٌز بٌن عالعة مكونات للنحاو :األصاوات و الداللاة والتركٌاب فاجن األسالوبٌة ساوف
تكشف عن هذه البنٌة العالعٌة نفسها.1
ولكل من اللسانً و األسلوبً حد وهدف ال ٌتجاوزه فكاؤنّ اللساانً حٌنماا ٌبادأ عملاه
2
ٌصف اللغة وصافا دقٌقاا عام ٌحااول عقلناة هاذا الوصاف ،والخاروج بقواعاد لغوٌاة
قابلة للتعماٌم ،عام ٌلقاً بزماام العمال للباحاث األسالوبً كاً ٌاتم ماا تبقاى مان العملٌاة
فٌحاااول لمعرفااة أساالوب الكاتااب وتماااٌزه عاان غٌااره ماان الكتاااب ا خاارٌن وتحدٌااد
طرٌقتاه الخاصااة فاً الماانهج والمعالجااة مان خااالل التحلٌال الصااوتً أو الصاارفً أو
النحااـوي أو الااداللًل 3ومااادام األساالوبً ال ٌمكاان أن ٌعماال دون علاام بحاادود تل ا
المستوٌات فجن عمله ٌقترب بالضرورة من عمل اللسانً 4الذي ٌعمل فً مساتوٌات
مستوٌات ذاتها التً ٌعمل فٌها األسلوبً.
والواقع أن أغلب الباحعٌن ال ٌفرقون بٌن العلمٌن ،والاذي ٌحااول التفرٌاق ٌصال
طلى اإلغماا والتعمٌة ،طال طذا نظرنا طلاى الغاٌاة مان كاال العلماٌن لفالاذي نظار طلاى
النص الذي ٌعمل فٌه على أ ّنه نص لغوي المراد منه معرفة أسالٌب الكاتب للخاروج
بقواعد لغوٌة علمٌة قابلة للتعمٌم فهو باحث لغوي ،والذي نظار طلاى الانص علاى أناه
نص لغوي المراد منه معرفة أسالٌب الكاتب وتماٌزه عان غٌاره( )...والمعالجاة مان
خالل التحلٌل الصوتً والصرفً والنحوي والداللً فهو محلل لسانً.5
2-3عالقة األسلوبية بالبالغـة:
هٌمناات البالغااة علااى التفكٌاار الشااعري والمنطقااً عباار العصااور منااذ أرسااطو
والنظرٌااااات الشااااعرٌة الجدٌاااادة فااااً القاااارون الوسااااطى ،وصااااوال طلااااى النظرٌااااات
الكالسٌكٌااـة فااً بداٌااة القااـرن العااامن عشاار 6وقااـد توجهاات اهتمامااات البالغااة فااً
البااداٌات األولااى طلااى دراسااة األنماااط الخطابٌااة بؤنواعهااا مهتمااة بتلا الوسااائط التااً
ٌدمجها الكاتب بغٌة طقنام المتلقً بقضاٌة ماا عام اختصات بعاد ذلا بدراساة الخطااب
األدبً ومن عم الشعر فؤصبحت تمعل فن الشعر.7
15
ولمااا كاناات طاارق تنسااٌق الكااالم وكٌفٌااة رصااف الكلمااات فااً الخطاااب األدبااً
بؤسلوب ٌستمٌل القارل وٌإعر فٌه من أهم الموضوعات التً تبحث فٌها البالغة فقاد
جعلها ذل تدخل فً عالقة وطٌدة مع ما ٌسمى بعلم األسلوب فكؤنّ الحدٌث عن تلا
العالقة التً تربط اإلعنٌن معا محل محاورة ونقااش فاً الدراساات المعاصارة ،وأ ّكاد
الباااحعون و الدارسااون ذل ا فااً بحااوعهم التااً قاادموها فااً هااذا الشااؤن 2فٌاارى بٌٌاار
جٌرول أن األسلوبٌة ورٌعة البالغة وأنها بالغة حدٌعة ذات شكل مضااعف طنهاا علام
التعبٌر ونقد األسالٌبل .1
ذهااب بعااا الدارسااٌن العاارب طلااى أن علاام األساالوب لااه جااذور ضاااربة فااً
التااراث العربااً وذل ا بربطااه بالبالغااة العربٌااة القدٌمااة فٌقااول شككيرع ع ّيككاد :نّ
دراسة األسلوب تكاد تجنح طلاى ماا عالجتاه البالغاة القدٌماة وطن كاان ذلا ٌاتم تحات
مسااامٌات جدٌااادة ورإٌاااة جدٌااادةل 2وأضااااف ل األسااالوبٌة ذات نساااب عرٌاااق فاااً
الدراسات اللغوٌة القدٌمة وأن أصولها ترجع طلى علم البالغة 3ل
أن األسالوبٌة ذات وٌرى شاكري عٌااّد فاً كتاباه ل مكدل لكى علكم األسكلو
نسب عرٌق فً الدراسات اللغوٌة القدٌمة وأن أصولها ترجع طلى علوم البالغة .4
وعلى الرغم من هاته الصلة الوعٌقة التً تربط كال منهماا بااألخرى ،فجناه مان غٌار
المعقااول أن تقااوم األساالوبٌة مقااام البالغااة والعكااس صااحٌح فقااد ف ّرقاات بااٌن العلمااٌن
جوانب ع ّدة ٌمكن طجمالها فً النقاط التالٌة :
أولت األسالوبٌة اهتماماا كبٌارا بالمخاطاب وحالتاه النفساٌة واالجتماعٌاة بوصافه أحاد
العناصاار العالعااة التااً تشااكل العملٌااة اإلبداعٌااة ،فااً حااٌن أغلفاات البالغااة المخا َطااب
واعتنت بحالة المخا َطب اعتناء بالغا ،ومن ذل حدٌث العلمااء المفصال عان مطابقاة
الكالم لمقتضى الحال.5
تختص البالغة بالبحث فً نوم خاص مان الكاالم وهاو الكاالم األدباً وكاذا معالجاة
اإلمكانااات التااً تتٌحهااا قواعااد اللغااة فااً االسااتخدام التعبٌااري بٌنمااا ٌشاامل البحااث
األسلوبً كل أجناس الكالم و طرق أدائه .6
16
تهتم األسلوبٌة اهتماما كبٌرا بقضٌة الذوق الشخصً للمبدم فهاو الاذي ٌبادم
اللغااة ابااداعا ٌتناسااب مااع تكوٌنااه النفسااً واالجتماااعً والعقااافً دون اعتماااده علااى
نماذج علٌا ٌستقً منه أسلوبه ،فً حاٌن تغٌاب شخصاٌة المبادم فاً البالغاة العربٌاة
القدٌمة التً اعتمدت على النماذج الراقٌة و المصطفاة وعلى بالغة اللغة نفسها .1
البالغااة علاام معٌاااري ٌرساال األحكااام التقٌٌمٌااة بٌنمااا تعاازف األساالوبٌة عاان
ططالق تل األحكام التقٌٌمٌاة علاى العمال األدباً فمهماة األسالوبٌة تكمان فاً البحاث
عن ما ٌقع خلف ذل الكائن اللغوي وبٌان داللته ورصد مواطن اإلبدام فٌه .2
طنّ أهم سمة غلبت على البالغة القدٌمة هً الطابع اإلرشادي الذي كان سائدا
فً تل الفترة ،فالبالغة ترشد المبدم طلى طرق طحداث تاؤعٌر معاٌن وكٌفٌاة اساتخدام
األسالٌب األدبٌة وبناء الجمل والتركٌب إلحداث ذل التؤعٌر فاً نفاس المتلقاً وكاان
هذا واضحا لفً نماذج متعددة من التراث العربً بدءا من صحٌفة بشر بن المعتمر
المشااهورة ماارورا بنماااذج مختلفااة للجاااحظ وأبااً هااالل العسااكري واباان طباطبااة
وغٌرهم من ال ّنقاد والبالغٌٌن القدامى.
أما األسلوبٌة فغاٌتها البحث فً األعمال األدبٌة باختالف أنواعها ورصاد ممٌزاتهاا
ووصفه وتحلٌلها ل .3
وعلى الرغم من أوجه االختالف التً الحظناها بٌن العلمٌن طال ّ أنّ هنا ما
ٌجمع بٌنهما:
فجذا كانت البالغاة ف ّناا للتعبٌار األدباً وأداة نقدٌاة تساتخدم فاً تقٌاٌم األسالوب
الفردي ،فجنّ علم األسلوب ٌستقً من هذا الفن مادته التً ٌبنً علٌها أحكامه النقدٌاة
فعلم األسلوب قائم على جذور لغوٌة وبالغٌة . 4
طنّ فاااً تعرٌاااف البالغاااة و األسااالوبٌة لقااااء ومفارقاااة ،فالبالغاااة فاااً تعرٌاااف
البالغٌٌن العرب مطابقة الكالم لمقتضى الحال و التً ال تختلف كعٌرا عن مصاطلح
5
الموقف فً الدرس األسلوبً والمقصود بها مراعاة الطرٌقة المناسبة للتعبٌر
غٌر أنّ األسلوبٌة تفترا ل حضاور المتلقاً فاً العملٌاة اإلبالغٌاة و جعلات
هذا الحضور شارطا ضارورٌا الكتماال عملٌاة اإلنشااء ،بال طنّ المتلقاً مان منظاور
األسلوبً هو الذي ٌبعث الحٌاة فً النص بتلقٌه وتذوقه ،أمّا البالغة فاالمتلقً عنادها
17
ال ٌشكل طال جانبا واحدا من الجوانب المتعددة لمفهوم مقتضى الحال الاذي ٌعناً أناه
كالم متفاوتل .1
كمااا ٌظهاار التقاااطع بااٌن البالغااة واألساالوبٌة ماان خااالل علاام المعااانً ،فعلاام
المعانً ٌهتم بدراسة األسلوب و تصوٌر المعناى تصاوٌرا جمالٌاا و الاذي ال ٌختلاف
كعٌرا عمّا تصبو طلٌه الدراسات األسلوبٌة ،األمر نفسه بالنسبة طلى علم البٌان والاذي
ٌلتقً مع األسلوبٌة فاً تؤدٌاة الفكارة الواحادة بصاٌاغات لغوٌاة مختلفاة لكال صاٌاغة
تؤعٌرهااا 2لفالمعااانً موجااودة عنااد كاال واحااد وفااً طااوم كاال فكاار ،وجااودة اللغااة
وبالغتها فً االستعمال تختلف باختالف طبقات الكاالم أساالٌبه علاى مقتضاى ملكاة
اللسان طذا حوّ ل العبارة عن مقصوده و لم ٌحسان 3ل ،فكاؤنّ حادٌث ابان خلادون ٌادل
على أن براعة المبادم تكمان فاً ّتؤلٌفاه ألساالٌب لغوٌاة تختلاف عان الكاالم العاادي،
وذل بخروجه عن المؤلوف فً ابتكاره لكٌفٌات جدٌدة ٌعبر بهاا عان مقصاوده الاذي
ٌرٌد.
ونسااتطٌع طجمااال نقاااط التقاااطع بااٌن العلمااٌن فااً أنّ محااور كلٌهمااا البحااث فااً
األدب ومااواطن الجمااال فٌااه فالمباادم ٌختااار لنفسااه أشااكال بالغٌااة تسااتمٌل السااامع
وتستدعً انتباهه لٌقوم بتحلٌل هذه االختٌارات بانزٌاحها المختلفة والكشاف عان سار
ذل الجمال لوعند هذه النقطة تلتقً البالغة واألسلوبٌة ،فالبالغة واألسلوبٌة تقادمان
صااورا مختلفااة ماان المفااردات و التراكٌااب و األسااالٌب و قٌمااة كاال منهااا الجمالٌااة و
التؤعٌرٌااةل .4كمااا انّ البالغااة ل قااادرة علااى أن تق ا ّدم للاادرس األساالوبً اللّسااانً زادا
وفٌرا من التصورات وطرق التحلٌل ٌمكنه بجعاادة صاٌاغتها أن ٌحكام وساائله الفنٌاة
فً معاٌنة النصوص اإلبداعٌةل.5
3-3عالقة األسلوبية بالنقد األدبي:
من بٌن اإلشكاالت التً طرحها عبد السالم المس ّدي هً عالقة األسلوبٌة بالنقاد
األدبً ،وهال بوساعها أن تعاوا النقاد األدباً طن كانات فاً صاٌرورتها ترماً طلاى
االنفراد بسلطان الحكم فً األدب؟ ، 6عم عارا المسادي بعاا ا راء النقدٌاة التاً
الحظاات تلا العالقااة الحمٌم ٌّااة بااٌن األساالوبٌة والنقااد األدبااً ،ماان بٌنهااا بٌٌاار جٌاارو
18
والاذي أ ّكاد انّ األسالوبٌة مصابها النقاد وباه قوامهاا ووجودهاا ،وٌقا ّر بادون تاردد أن
1
األسلوبٌة تستحٌل بذل نظرٌة نقدٌة بالضرورة
وأنكااار عباااد الساااالم المسااادي علاااى بعاااا الدارساااٌن النااازوم طلاااى القاااول باااؤن
األسلوبٌة ال تعدو أن تكون علما قائما بذاته ،عم أنهم اخطاؤوا التقادٌر فاً تنزٌال هاذا
العلم منازله الحقٌقٌة ،وفً ر ّده طلى قواعده األصولٌة التاً قاام علٌهاا وأضااف بؤنهاا
قااد تتنحااى -األساالوبٌة – جانبااا فااً تحلٌلهااا للعدٌااد ماان الجوانااب فااً األعاار األدبااً
تخطً حواجز ّ فاسحة المجال أمام النقد األدبً وأوضح ذل قائال :لفهً قاصرة عن
التحلٌل طلى تقٌاٌم األعار األدباً باالحتكاام طلاى التاارٌخ ،بٌنماا رساالة النقاد كامناة فاً
طماطة اللّعام عن رساالة األدب ،ففاً النقاد طذن بعاا ماا فاً األسالوبٌة وزٌاادة وفاً
األسلوبٌة ما فً النقد طال ّ بعضه 2ل.
ولعاال التقااارب بااٌن األساالوبٌة والنقااد ٌااتم ماان خااالل التعاااون علااى الكشااف عاان
المظاااهر المتعااددة للاانص األدبااً ماان حٌااث التركٌااب واللغااة والموسااٌقى ،فااجذا كاناات
األسلوبٌة قد أوكل لها مهمّة البحث فً أوجه التراكٌاب ووظٌفتهاا فاً النظاام اللغاوي
فجنّ النقد قد تجاوز ذل طلى العلال واألساباب ففاً النقاد طذن بعاا ماا فاً األسالوبٌة
وزٌادة ،وفً األسلوبٌة ما فً النقد طال ّ بعضه .3
وماان المالحااظ أٌضااا أنّ نظاارة الناقااد طلااى الاانص األدبااً تكااون نظاارة فاحصااة
ٌسااتدي فٌهااا مختلااف األدوات الفنٌااة المتااوفرة معاال اللّغااة والااذوق الفنااً ،والتااارٌخ
والصٌاغة ،وعلم النفس ....عم الحكم على األعر الفنً بالجودة و الرداءة انطالقا من
تل المعطٌاات ،فاً حاٌن تكاون النظارة األسالوبٌة نظارة جمالٌاة تبحاث عان ماواطن
الجمااال فااً العماال االدبااً ماان خااالل مختلااف ظااواهره اللغوٌااة والصااوتٌة والداللٌااة
والتركٌبٌة واإلٌقاعٌة .4
طنّ تركٌز الناقد األدبً على جوانب معٌنة فً العمل األدباً تساتهوٌه و تتوافاق
مااع رإٌتااه الخاصااة للعملٌااة اإلبداعٌااة ٌكااون ماادعاة لتجاااوز جوانااب أخاارى متعااددة
ٌكتنزهاا الانص األدبااً ،لولمعالجاة هاذه المشااكلة فاجن الباحاث اللغااوي او عاالم اللغااة
ٌسااتطٌع ان ٌتقاادم لٌضااًء جوانااب تمتلكهااا اللغااة ،وتكااون طمكانااات البحااث اللغااوي
مإدٌة خدمة جلٌلة للنقد األدبًل ،5حٌث رأى رجاء عٌد أنّ حلقة الوصال باٌن النقاد
االدبً واألسلوبٌة هً علوم اللغة ،من بالغة ،وعلم الداللة ،والنحاو ،حاٌن ٌاؤبى كال
19
علاام مواصاالة رحلااة المغااامرة فااً البحااث عاان جمالٌااات الاانص االدبااً ،لفالبحااث
األسلوبً ٌتشاكل فاً نطااق الدراساة اللغوٌاة ( )...مان حٌاث اعتمااده علاى طمكاناات
اللغة وعلى مناهجها المختلفة وعلى حقولها المتعددة ...ل . 1
كما تعد الدراسة األسلوبٌة مكملة للنقد وذل من خالل اساتخدامها لوساائل نقدٌاة
تسهم فً طبراز أفكار الكاتب ورإاه ،وطظهار المدلوالت الجمالٌة فاً الانص األدباً،
وتتبااع العالقااات القائمااة بااٌن الصااٌة التعبٌرٌااة ،وكااذا عالقااة تلا الصااٌة بالمرساال و
المتلقاً ،وهااذا ٌكااون باالعتماااد علااى طحصااء الصااٌة و معانٌهااا و ألفاظهااا ،وطرٌقااة
تركٌبها ،والوظٌفة التً ٌإدٌها كل تركٌب ،وتبقى هذه المعاٌٌر موضوعٌة ال تعتماد
على الذوق الذي ٌختلف من شخص طلى آخر ،بخاالف النقاد الاذي ٌمٌال فٌاه صااحبه
فً كعٌر مان األحٌاان طلاى تصاور معاٌن ورإٌاة خاصاة تتوافاق ماع أفكااره وخبراتاه
المكتسبة لٌستطٌع بعد ذل طصدار حكم معٌن على نص ما وتقٌٌمه.
لذل ٌُجمع أغلاب البااحعٌن والدارساٌن فاً هاذا المجاال باؤن األسالوبٌة لعلام وصافً
ٌعنااى ببحااث الخصااائص و ال ّساامات التااً تمٌااز الاانص األدبااً عاان طرٌااق التحلٌاال
الموضوعً للعر األدباً الاذي تتمحاور حولاه الدراساة األسالوبٌةل ،2أماا النقاد فهاو
لنظر وتقلٌب فً االدب ،وتذوق وتمٌٌز له وحكم علٌه والسّمو به طلى أعلى مراتاب
الجمال و االستحسانل .3
وعلى الرغم من االختالف الموجاود باٌن األسالوبٌة والنقاد طال ّ أنهماا ٌلتقٌاان مان
حٌااث أن مجااال دراسااتهما هااو الاانص األدبااً غٌاار انّ األولااى لتاادرس األعاار األدبااً
بمعازل عمااا ٌحاٌط بااه مان ظااروف سٌاساٌة أو تارٌخٌااة او اجتماعٌاة أو غٌرهااا ،أمااا
النقاااد فاااال ٌغفااال فاااً أعنااااء دراساااة تلااا األوضاااام المحٌطاااة باااهل ،4طال ّ طذا اساااتعنٌنا
االسلوبٌة النفسٌة فعمة ما ٌربطها باالتجاه النفسً فً النقاد ،فكالهماا لٌخضاع الانص
لمعاٌٌر النفس ومقاٌٌسه والوقوف على الظروف النفساٌة والمراحال المبكارة لطفولاة
الكاتب و مدى تؤعٌرها فً كتاباته ل .5
ومن المالحظ ان مختلف ا راء التً طرحت هاذا اإلشاكال لام تنتاه طلاى الجازم
بؤحقٌّة أحدهما على ا خر ،فستظل األسالوبٌة والنقاد ٌساٌران علاى ّ
خطاٌن متاوازٌٌن
وعن وجدت بٌنهما نقاط للتقارب واالتفاق
20
فهذا ال ٌعنً ألبته نشوء ال ّتماازج الكامال كماا اناه لاٌس حتمٌاا أن ٌكاون بقااء أحادهما
مرتبطا بزوال ا خر 1فالنقد ٌستفٌد من معطٌات علم األسلوب وٌوظف نتائجه لكاً
ٌجٌب على تساإالته األكعر غوصا فً طبٌعة العمل واستكشافا لعالقته المتعددة فٌماا
وراء اللغة.2
- 4التحلي األسلوبي:
تعد األسلوبٌة نظرٌة شامولٌة فاً األسالوب وتمعال علماا حادٌعا ٌادور فاً ططاار
مان المنهجٌاة والموضاوعٌة ،بحٌااث تقاوم فاً عملهاا داخاال الانص وانشاغالها بتحلٌاال
عناصاااره واساااتخراج دالالتاااه علاااى ركاااائز موضاااوعٌة البااا ّد مااان االساااتناد علٌهاااا
واالنطالق من تل المعطٌات لتتبع الظاهرة األسلوبٌة حتى ٌتس ّنى للباحاث األسالوبً
الوصول طلى األهداف المرجوّ ة من هذا العمل.
1-4التحلي األسلوبي و منطلقاته:
تمعل البنٌة اللغوٌة للنص المنطلاق األساساً الاذي ٌنطلاق مناه العمال األسالوبً
كما ٌبحاث فاً مختلاف ماواد البنااء اللغاوي لو األداء الكالماً عاماة و تركاز النظار
علااى كٌفٌااات التعبٌاار ( )...سااواء مااا تعلااق منهااا بااالمفردة والتركٌااب و بالصااوت
والمعنى و بالصٌغة و الداللة و بالحركة والصورة و بتنوم الانص وشاكله او بحسان
الكتابة و غرضهال 3وٌكون البحث فاً كال ذلا باالعتمااد علاى الظاواهر الموظفاة
توظٌفا جدٌدا ،واستعملت استعماال خاصا لغاٌات جمالٌة تؤعٌرٌاة ، 4فاالخطوة األولاى
فً التحلٌل األسلوبً – حساب رينكه ويلك –مراقباة االنحرافاات اللغوٌاة مان تكارار
للصوت وقلاب نظاام الكلماات ،وبنااء تسلساالت متشاابكة مان الجمال وكال مان ٌخادم
وظائفها الجمالٌة كالتاؤعٌر والوضاوح أو الغماوا الاذي ٌعطاً العمال األدباً طابعاا
جمالٌا خاصا .5
وطذا كان تحدٌد الظاهرة اللغوٌة هو الخطاوة األولاى فاً العمال األسالوبً ،فاجن
الخطوة العانٌة فً العمل هً التحقٌق فاً اختٌاار تلا الظااهرة ،وعان مباررات ذلا
االختٌار
1
ٌ -نظر :المرجع السابق ،ص38
ٌ -2نظر :صالح فضل ،مناهج النقد المعاصر ،طفرٌقٌا الشرق ،بٌروت ،لبنان ،دط 2002،م،
ص.22
-3الهادي الطرابلسً ،تحالٌل أسلوبٌة ،ص 9
ٌ -4نظر :المرجع نفسه ،ص9
ٌ -5نظر :طرّ اد الكبٌسً ،مداخل فً النقد األدبً دار البازوري العلمٌة للنشر والتوزٌع عمان،
األردن ،دط 2009 ،م ،ص 32
21
ومساءلة العمل اإلبداعً عن مدى صدق ذل التوظٌف وتؤعٌره فاً نفاس المتلقاً ،1
لفاسااتخدام الكاتااب للجماال القصااٌرة دون الطوٌلااة – مااعال -وتغلٌبااه األسااماء علااى
األفعال واستخدامه للحروف بطرائق معٌنة ،واختٌاره ألوزان دون أخرى ،كل ذل
2
ٌعد من صمٌم البحث األسلوبًل
وأي تغٌٌاار فااً ترتٌااب أجاازاء الجملااة ٌتبعااه تغٌٌاار فااً المعنااى ،فاأللفاااظ ( )...ذات
الترتٌب المختلف لهاا معاانً مختلفاة ،والمعاانً ذات الترتٌاب المختلاف لهاا تاؤعٌرات
مختلفة .3
كما ٌستطٌع الباحث األسلوبً معرفة مدى انحراف الكاتب عن الانمط الماؤلوف
وذل باعتماده على المعٌار النحوي ومن عم على الباحث األسالوبً ل أن ٌالحاظ فاً
أعناااء تحلٌلااه أن هنااا فرقااا بااٌن البنٌااة النحوٌااة والنمااوذج النحااوي ( )...وأن تغٌٌاار
األلفاظ أو اساتبدالها بغٌرهاا فاً النحاوي ٌتبعاه تغٌار فاً المعناى العاام ،4وال ٌتاؤتى
للباحاااث ذلااا ولااان ٌساااتطٌع الولاااوج طلاااى تلااا العاااوالم الجدٌااادة مااان دون حااال تلااا
اإلشكالٌات العائقة عن الفهم ول تحدٌد الموازٌن التً بها تعرف قٌم الظواهر لتطارح
ماان الحساااب كاال ظاااهرة مسااتعملة علااى غٌاار وجااه التوظٌااف الجمااالً ومعرفااة مااا
اساااتق ّر علٌاااه العااارف فاااً الوضاااع اللغاااوي ( )...اساااتعدادا لتحدٌاااد مظااااهر التعبٌااار
وعناصر اإلضافة ومواطن اإلبدام فً النصوص المدروسة ل .5
وهكذا تنبسط األسلوبٌة على ل رقعة اللغة كلهاا فجمٌاع الظاواهر اللغوٌاة ابتاداء
من األصوات ح ّتى أبنٌة الجمل األكعر تركٌبا ٌمكن أن تكشف عن خصٌصة أساساٌة
فً اللّغة المدروسة ل .6
وطضافة طلى البنٌة اللّغوٌة للعمل األدبً فقد سعى العدٌاد مان النقّااد والدارساٌن
فً مجال العمل األسلوبً طلى تجسٌد أهم منطلاق للسالوبٌة فاً بحاوعهم وطجاراءاتهم
التطبٌقٌة المقدمة فاً هاذا المجاال ،ففاً كتاباه (خصاائص األسالوب فاً الشاوقٌات)،
ٌ ّتخذ الطرابلسً الموضوعٌة ضابطا معرفٌا فً عمله التحلٌلاً ،فهاً منوطاة بنتاائج
22
بحعااه التااً ٌصاابو طلٌهااا ،وٌعاادها ماان الشااروط الضاارورٌة التااً ٌنبغااً توفرهااا فااً
دراستها ،ومختلف الدراسات العربٌة األخرى .1
وٌع ّد المنهج اإلحصائً األكعر دقة وتجساٌدا للموضاوعٌة فاً البحاث التحلٌلاً
باال وسااٌلة توصاال الباحااث طلااى تلاا الغاٌااة فااً تحالٌلااه األساالوبٌة ،ل وقااد حاااول
الطرابلساااً اتباااام المااانهج اإلحصاااائً فاااً دراساااته األسااالوبٌة عااان طرٌاااق وضاااع
اإلحصاااءات اللغوٌااة فااً جااداول ح ّتااى تكااون نتائجهااا أداة ٌسااتعٌن بهااا الباحااث علااى
تفسٌر حقٌقة امتٌاز أشعار (شوقً) بشعرٌة اللغة فً أسلوبها ل 2وٌازاوج محماد عباد
المطلااب فااً كتابااه (قااراءات أساالوبٌة) بااٌن الموضااوعٌة واإلحصاااء ،وٌاارى لبااؤنّ
المنهج اإلحصائً ٌتدخل فً هذه القراءة لضبط خطواتها المهم أن ال ٌظل اإلحصاء
فً ططاره الكمً ل .3وطذا كان هإالء النقاد وغٌرهم أعطوا أهمٌاة لححصااء بوصافه
ركٌاازة أساسااٌة فااً العماال األساالوبً فجننااا نجااد نقااادا ٌقللااون مناات شااؤنه وٌصاافونه
تخطً تلا الحاواجز الحساابٌة ،والغاوص داخال النساٌج الاداللً ّ بضعف قدرته على
4
المعقّد الستخراج الوظائف الجمالٌة القابعة داخله
وٌرى شريم بؤنّ نقطة ضعف المنهج اإلحصائً المطبّق على األدب ل تكمان
فً أنّ الباحث ٌحاول أن ٌبرهن بالحساب و القواعد الرٌاضاٌة علاى ماا ٌاراه باالعٌن
وبقلٌل من الدراٌة ،وعلٌه فجننا نصل بواسطة طرٌقاة مكلّفاة طلاى نتاائج مشاكو فٌهاا
نوم ما وال تنفعنا تمامال .5
فاإلحصاء بحسب رأٌه ،ال ٌوصالنا دائماا طلاى النتاائج الحقٌقٌاة التاً تباٌن لناا
طبٌعة أسلوب الشاعر ،وتبقى تل النتائج نسابٌة نوعاا ماا وال نساتطٌع تعمٌمهاا علاى
كافااة نتاجااه الشااعري.وعلى الاارغم ماان هااذا االخااتالف وال ّتصااادم فااً ا راء حااول
جادوى المانهج اإلحصاائً أهمٌتااه فاً التحلٌال األسالوبً ل فج ّنااه ٌبقاى وساٌلة لتحقٌااق
الموضااوعٌة فااً البحااث األدبااً وهااو مااا ٌضااعه فااً قائمااة العلااوم الحدٌعااة ضاامن
6
المعارف اإلنسانٌة المالئمة لروح العصرل
2-4التحلي األسلوبي ووظيفته:
طنّ من تمام البحث األسلوبً الوصاول طلاى األهاداف المرجاوة مناذ بداٌاة هاذا
العمل ،بحٌث ٌهادف «طلاى المالحظاة المنظماة و التصانٌف و تحدٌاد الممٌازات التاً
ٌ -1نظر :فرحان بدري الحربً ،األسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث ،ص .158
ٌ -2نظر :المرجع نفسه ،ص158
ٌ -3نظر :المرجع نفسه ،ص159
ٌ -4نظر :المرجع نفسه ،ص 159
-5المرجع نفسه ص 159
-6المرجع نفسه ص 160
23
ٌجدها فً األسلوب أو الوساائل اللغوٌاة المساتعملة فاً الانص األدباً 1ل مماا ٌضافً
على العمال األدباً المتعاة والتاً تعاد المحار األساساً فاً اإلبادام األدباً ،بحٌاث
ٌقول أحد النقاد الغرب فً هذا الصدد أمادو ألونسكو ل وأفضال دراساة أسالوبٌة هاً
التً تنفخ فً شذوات المتعاة فاً العمال االدباً التاً تجعال اللّهاب الاذي ٌشاتعل أشا ّد
رغبة فً االشتعالل .2
ولن ٌتحقق للمبدم ذل طال من خالل التوظٌف المتزاٌد للسالٌب التجرٌدٌة التاً
تخلق فً ذهن المتلقً روح المغامرة وال ّتتباع المساتمر ألسارار وماواطن جماال تلا
األسالٌب اإلبداعٌة.
كما ٌهدف الباحث األسلوبً طلى تحقٌق الموضاوعٌة فاً عملاه وتفاادي تلا األحكاام
التقٌٌمٌة التً قد تصدر عنه جزافا.
فالموضوعٌة هً الهادف األسامى الاذي ٌساعى األسالوبً طلاى تحقٌقاه مان خاالل
طجراءاته التطبٌقٌة على العمل اإلبداعً ،والباحث األسالوبً فاً كال ذلا قاد لٌعاوّ ل
فً تحلٌله على المنهج اإلحصاائً وهاو مان مقتضاٌات البحاث العلماً تحقٌقاا للحٌّااد
وال َّدقاااة و النتاااائج الموضاااوعٌة ل 3وترجاااع أهمٌاااة البعاااد اإلحصاااائً فاااً دراساااة
األساالوب طلااى قدرتااه علااى لالتمٌٌااز بااٌن مااا ٌتضاامنه الا ّنص ماان انحااراف متفارّد فااً
اسااتعمال اللغااة وبااٌن الشااطط الااذي ال متعااة فٌااه ( )...و ذلا أ ّنااه لااٌس كاال انحااراف
جدٌرا بؤن ٌع ّد خاصٌة أسلوبٌة هامة ل .4
وتهااتم األساالوبٌة بدراسااة الاانص األدبااً دراسااة وصاافٌة وتحلٌلٌااة بمعاازل عاان
الظروف الخارجٌة منه ،وتتوقف عند حدود السمات واألنماط التعبٌرٌة التً تتجااوز
وظٌفة اإلبالن فمهمتها هً دراسة كل ماا ٌاإدي وظٌفاة شاعرٌة فاً الخطااب األدباً
5
أي ذل الجانب الجمالً الذي ٌبعه المبدم فً عمله األدبً
وٌرى عبد السّالم المس ّدي أنّ التحلٌل األسالوبً ٌبحاث فاً «األنمااط التعبٌرٌاة
التااً اسااتعملت فااً ظاارف معااٌن ألدائهااا للفكاارة والعاطفااة عنااد المااتكلّم ماان صاابغة
حركٌة 6كما تتحدد مهمّة التحلٌال األسالوبً ل فاً دراساة األعار الاذي ٌحادث بصافة
عفوٌة لدى السامعٌن ( )...وتهدف األسلوبٌة طلى كشف الغطااء عان باذور األساالٌب
7
من حٌث هً كامنة فً أبسط أشكال التعبٌر
24
وتبقى مهمة األسالوبٌة واضاحة مهماا اختلفات االتجاهاات والطرائاق اإلجرائٌاة
لتناااول النصااوص األدبٌااة بحٌااث تتجلااى مهمتهااا كمااا ساابق وان ذكرنااا لفااً معرفتهااا
لمختلااف أدوات التعبٌاار ووصاافها وتحدٌاادها وتصاانٌفها ،ومعرفتهااا لمختلااف نماااذج
الملفوظااات ،كمااا تتجلّااى أٌضااا فااً طقامتهااا نموذجااا للسااالٌب التعبٌرٌااةل 1فعملٌااة
البحث األسلوبً تكمن فً الكشف عمّا وراء األلفاظ وكذا السٌّاق من مغزى ومعاانً
ٌنطوي علٌها ال ّنص وطبراز القٌم البالغٌة والجمالٌة فٌه.
25
الفص الثاني
26
المب ـحــث األول ( الجملة الخبرية)
سنحاول فً هذا الفصل دراسة البنى التركٌبٌة فً نصوص تمٌم وتحلٌلها وذلا
بالكشف عن الكٌفٌة التً تشاكلت بموجبهاا النصاوص الشاعرٌة فاً المدوناة التاً
بٌن أٌدٌنا ،وسنسعى لدراسة التركٌب النحوي أي دراسة الطارق التاً تتاؤلّف بهاا
الجملاااة باعتبارهاااا األسااااس للااادرس النحاااوي ل والوحااادة الرئٌساااٌة فاااً عملٌاااة
التواصلل .1
ومن هذا المنطلق وجب على الباحث اللغوي فً تحلٌله للمستوى التركٌبً
الوقااوف عنااد نظااام الجملااة وتصاانٌف أنواعهااا وتحدٌااد وظائفهااا 2ل ،ومااا ٌطاارأ
علٌها من تغٌٌر فً ألفاظها أو معانٌها مشٌرا طلى أسالٌبها المختلفة التً تساتجٌب
فً تنوعها طلى حاجات التعبٌر اإلنسانً وأغراضه المتعددة ل .3
وبالنظر طلى طبٌعة الدراسة األسلوبٌة فً التحلٌل التركٌبً سنجد أنها تنطلق مان
دراسة جزء من الجملة أو الجملة كاملة طلى دراسة الفقرة ومان عام الانص بؤكملاه
5
4ل فنقطة البدء ترتكز على الجزئٌات وصوال طلى كلٌة العمل اإلبداعً ل
كما ٌشترط الدرس األسلوبً -معلماا ذكرناا ساابقا – أن تكاون الظااهرة
المدروسة بارزة ومتكررة فً جزء من النص أوفٌه كله ل أو تشمل علاى انزٌااح
عن مؤلوف التراكٌب فً تل الظاهرة أو أن تكون أحد خٌارات التعبٌر ل .6
وطذا نظرنا طلى شعر تمٌم من ناحٌة الداللٌة سنجد فٌه من الخصوصاٌة ماا ٌدفعاه
طلاى اختٌاار التراكٌاب اللغوٌاة والتااً بجمكانهاا طباراز الطاقاات اإلٌحائٌاة لمفرداتااه
ومن عم الوصول طلى مساتوى عاال مان األداء اللغاوي تكشاف عان قادرة الشااعر
اإلبداعٌااة التااً أولتهااا التجربااة الشااعورٌة الصااادقة ،وسااؤحاول فااً هااذا الفصاال
التطرق طلى أبرز الخصائص التركٌبة التً مٌزت البناء اللغوي فً دٌاوان تماٌم،
وذل بدراسة الجملة بنوعٌها الخبرٌة والطلبٌة مركزة فً دراسة الجملة الخبرٌاة
علاى الجملاة المعبتاة والمنفٌاة وعلاى جملااة النهاً واألمار واالساتفهام والناداء فااً
الجملة الطلبٌة.
-1محمد كراكبً ،خصائص الخطاب الشعري فً دٌوان أبً فراس الحمدانً (دراسة صوتٌة
تركٌبٌة) ،دار هومة للطباعة والنشر
ٌ-2نظر محمد خان لغة القران الكرٌم (دراسة لسانٌة تطبٌقٌة للجملة فً سورة البقرة) دار ال
الهدى للطباعة والنشر والتوزٌع عٌن ملٌلة
-3المرجع نفسه ص16
ٌ -4نظر ،أمانً داوود سلٌمان ،األسلوبٌة والصوتٌة ،ص98-97
-5محمد عبد المطلب ،البالغة واألسلوبٌة ،الشركة المصرٌة العالمٌة للنشر ،ط 1994 1م ،
ص207
-6أمانً داوود سلٌمان ،األسلوبٌة والصوتٌة ،ص98
27
الجملة تركٌب طسنادي ٌفٌد فائدة تامة ٌحسن السكوت علٌها ٌحتمل الصدق أو الكاذب
1وسؤحاول فٌما ٌلً دراسة الجملة الخبرٌة فً الدٌوان بنوعٌها المعبتة والمنفٌة.
– 1الجملة المثبتة:
2
1-1الجملة الفعلية :ل وهً كل جملة ٌكون فٌها المسند داالعلى التغٌر والتجدد ل
أو بعبااارة أخاارى هااً الجملااة التااً ل ٌكااون المسااند فٌهااا فعااال ٌاادل علااى الحاادث
والحدوث سواء كان متقدما على المسند طلٌاه أم متاؤخرا عناه ل 3وٌكاون المساند طلٌاه
فاعل أو نائب فاعل طسنادا حقٌقٌا أو مجازٌال فالفعل ٌسند طلى من أوجده بجرادته كماا
ٌسند طلى من وقع علٌاه كقولا :ل ساقط الجادار ل،لانقطاع الحبال ل فهماا فااعالن فاً
4
الصورة ،ولكنهما لم ٌفعال شٌئا على الحقٌقةل
وقد توزعت الجملاة الفعلٌاة فاً الادٌوان بنوعٌهاا ،البساٌطة والمركباة وفاً صاور
مختلفة:
.2.1الجملة الفعلية البسيطة:
وقد وردت فً صور مختلفة صنفناها:
الصـورة :1فعل +فاعـل +مفعـول به
ومعالنا فً ذل قول الشاعـر:5
س ْق ُ
ف ْس َرائي َ ه ََو ْى َ
تتكون بنٌة هذه الجملة من فعل ماا (هاوى) وفاعل(ساقف) ومفعاول به(طسارائٌل)،
وهاو تركٌااب طسانادي بسااٌط ال ٌسااتطٌع الماتكلم أن ٌسااتغنً بؤحااد عناصاره عاان بقٌااة
العناصر األخرى
الصـورة :2فعل +فاعل (ضمٌر متصل) +مفعول به
ٌ -1نظر :محمد خان ،لغة القرآن الكرٌم( ،دراسة لسانٌة تطبٌقٌة للجملة فً سورة البقرة)ص
-2مهدي المخزومً ،فً النحو العربً( ،قواعد وتطبٌق) ،دار الرائد العربً ،د ط ،دت،
ص86
-3سناء حمٌد البٌاتً ،قواعد النحو العربً ،فً ضوء نظرٌة النظم ،دار وائل للنشر ،ط1
2003م ،ص4
4
-محمد خان( ،لغة القرآن الكرٌم) ص39
5الدٌوان ،ص80
-
28
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:1
وف
س ُي َ َت ْل َ
ش ْينَ ال ُ
تتكون الجملة من فعل ماا وقرٌنة تدل على الفاعال (ناون النساوة) تعاود علاى
ضمٌر المخاطب (أنت) ومفعول به (السٌوف) فجاء التركٌب عادٌا مكتمال العناصار
باستعناء الفاعل الذي جاء ضمٌرا متصال بالفعل.
الصــورة :3فعل +مفعـول به +جار ومجرور
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:2
في اَ ْلي ْيس
س ْ أَ َ
ض ُع القُدْ َ
وقد جاء الفعل فً هذه الجملة مضارعا وفاعلاه مساتتر وجوباا تقادٌره(أنا)ٌ ،لٌاه
مفعااول بااه اسااما ظاااهرا (القاادس) عاام جااار ومجاارور (فااً الكااٌس) وهمااا متعلقااان
بالمفعول به تخصٌصا وتعٌٌنا.
الصـورة :4فعل +فاعــل +جار ومجرور
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
الح َما َم ُ
ـة لل َع ْن َي ُبوت َتقُ ُو ُ َ
تتكون بنٌة هاذه الجملاة مان فعال مضاارم (تقاول) وفاعال وهاو الحماماة وجاار
ومجرور (للعنكبوت) وقد اسند فعل الفول للفاعل (الحمامة) مجازا وتجسٌدا للموقف
المراد التعبٌر عنه.
الصورة :5فعل +جار ومجرور +فاعل
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:
اح ْت َعلى اَ ْل َق ْتلَى ال ّن َ
سا ُء َن َ
تكوناات بنٌااة هااذه الجملااة منااة فعاال ماااا مااع قرٌنااة التؤنٌااث (التاااء) وجااار
ومجرور (على القتلى) أما الفاعال فقاد جااء متاؤخرا وقاد د ّل تقادٌم الجاار والمجارور
على اهتمام الشاعر بقتلى شعبه المكلوم وتؤعره الشدٌد بالموقف.
الصورة :6فعل +فاعل (ضمٌر) +جار ومجرور
-1الدٌوان ،ص.59
-2المصدر نفسه ،ص.16
-3المصدر نفسه ،ص53
29
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:1
ف َعلَ ْى ُّ
الرياَم َي ْل َت ُ
لم ٌظهر الفاعل فً بنٌة الجملة ،طنما دلّت علٌه صاٌغة الفعال (ٌلتاف) مماا ٌشاٌر طلاى
أنه ضمٌر للمفرد الغائب (هو) وٌعود على النبات الطوٌل فً قول الشاعر:2
صب َح ساْ َق َن َبات َطو ْي س ُط ْو ُر ل ُت َْو َت َتص َ ال ُّ
الريام ،و ُي َحاْو ُ ف َعلَى ُّ َي ْل َت ُ
َعاْجزاً أَنْ ُي ْز َ
هر
الصورة :7فعل +فاعل +مفعول به +جار ومجرور
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
الو َر َق َة لَى اَ ْل ُم َراق ْ
ت َ سلَّ ْم ُ
َ
تتكون بنٌة هذه الجملة من فعل ٌتلاوه فاعال متصال باه عام مفعاول باه(الناس) عام
جااار ومجاارور ٌكماال معنااى الجملااة ،وقااد جاااءت معبتااة تفٌااد التؤكٌااد علااى قٌااام بفعاال
التسلٌم فً الماضً.
الصورة :8فعل +فاعل (ضمٌر مستتر) +جار ومجرور +مفعول به
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:4
ُق َعلَ ْى اَ ْل َّناس األَ ْب َو ْا َ
أَد ُ
جاااء الفاعاال هنااا ضاامٌرا مسااتترا وجوبااا تقاادٌره (أنااا) ألن الشاااعر فااً سااٌاق
الحدٌث عن نفسه فاستعمل صٌغة المفرد الماتكلم ،وبقصاد التخصاٌص ولفات االنتبااه
لجؤ الشاعر طلى تقدٌم الجار والمجرور (على الناس) على المفعول به(األبواب).
الصكككورة :9فعااال +فاعااال (ضااامٌر مساااتتر) +مفعاااول باااه +جاااار ومجااارور +
مضاف طلٌه +حال
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:5
رع ُم ْن َتبها ً ُي ْط ُ
لق ال ّناْ َر منْ َز ْاو َية ال ّ
شاْ ْ
-1الدٌوان ،ص39
-2المصدر نفسه ،ص39
-3المصدر نفسه ،ص72
-4المصدر نفسه ،ص70
-5الدٌوان ،ص.68
30
جاء الفاعل هنا مستترا ٌدل علٌه صٌغة الفعل (ٌطلق) مما ٌشٌر طلى أنه ضامٌر
للمفاارد الغائااب (هااو) ٌعااود علااى المناضاال الفلسااطٌنً والمفعااول بااه (النااار) وجملااة
طضااافٌة (ماان زاوٌااة الشااارم) والحااال تخصااص مضاامون الجملااة وتصااور لنااا حااال
المناضل.
الصورة :11فعل +فاعل +ظرف +مضاف طلٌه +مفعول به
ومعالنا فً ذل قول الشاعر: 1
َي ُح ُط َف ْو َق َ َف ِم ِه
ٌتاؤلف تركٌااب هاذه الجملااة مان فعاال مضاارم (ٌحااط) وفاعال مسااتتر تادل علٌااه
صٌغة المضارعة وٌعود على الضمٌر الغائب (هو) وتقدم الظرف على المفعاول باه
وقد د ّل على المكان.
.3.1الجملة الفعلية المريبة:
وهً المكونة من مركبٌن طسانادٌٌن فاؤكعر أحادهما مارتبط باا خر ،وقاد وردت
فً صور مختلفة ٌمكن حصر أبرزها فٌما ٌلً:
الصكككورة :1فعااال +فاعااال +مفعاااول به(جملاااة موصاااولٌة ) +جاااار ومجااارور +
مفعول به +مضاف طلٌه
ومعالنا فً ذل قول الشاعر :2
س الج ِر ْي َد َة َمنْ أَ َر ْا َد ِب َها ِا ّت َقاْ َء ال َّ
ش ْم ِ َر َف َع َ
تتؤلف الجملة من فعل (رفع) وفاعل جاء جملة موصولٌة تتكون مان (موصاول
+فعل +جار ومجرور) والفعل (أراد) فاعله محذوف تقدٌره ضامٌر الغائاب المفارد
وهو الرابط بٌن ضمائم الجملاة الموصاولٌة وجااءت الجملاة توضاٌحٌة للحادث الاذي
قبلها فً زمن الماضً.
الصورة :2فعل +فاعل +مفعول به (اسم موصول)
ومعال ذل قول الشاعر :3
أ َغ ِّي ُر َماْ أَ َ
شاْ ُء مِنَ ّ
الز َماْ ِن
31
تتكون هذه الجملة من فعل وفاعل(أغٌر) وأمّا المفعول به فجااء اسام موصاول
(ما) وصلة الموصول ال محل لها من اإلعراب.
الصكككورة :3فعااال +فاعااال +مفعاااول باااه (جملاااة مصااادرٌة) +مضااااف طلٌاااه +جاااار
ومجرور +مضاف طلٌه
ومعال ذل قول الشاعر:1
أ ُ ْج ِه ُد أَنْ أَ ْح َف َظ ال َماْ َء َح َّتى ِ
ل َتاْ ِم ال َقصِ ْي َد ِة
تتكون هذه الجملة من فعل (أجهد) وفاعل مستتر وجوبا تقدٌره ضامٌر الماتكلم
(أنا) دلت علٌه صٌغة الفعل المضارم ،عم جملة مصدرٌة (مصدر مإول) ٌلٌاه جاار
ومجرور متبوعا بمضاف طلٌه.
الصورة :5فعل +فاعل +مفعول به +حال
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:2
َن ْر َف ُع ال ُج ْث َماْنَ أَ ْعلَى
وتتكون من فعل مضارم وفاعله ضمٌر مساتتر تقادٌره (نحان) عام ٌلٌاه
المفعول به اسم ظاهر عم حال جاء بصٌغة اسم التفضٌل
.4.1الجملة اإلسمية البسيطة:
هً الجملة التً تصدرت باسم وخلت من فعال 3واالسام هاو المبتادأ أو الحكام
علٌه هو الخبر والجملة اإلسمٌة تفٌد معنى عابتا ،أي تفٌد عباوت الخبار للمبتادأ 4وهاً
نوعان بساٌطة ومركباة وهاً الجملاة اإلسامٌة التاً اكتفات بجساناد واحاد فاً تركٌبهاا
وجاااءت عناصاارها مفااردة أو مركبااة تركٌبااا غٌاار طساانادي 5وتفٌااد الجملااة اإلساامٌة
البسٌطة –غالبا-األوصاف العابتة أو األحكام المطلقة الخالٌة من الزمن النحوي.6
32
وقد وردت الجملاة اإلسامٌة البساٌطة فاً المدوناة التاً باٌن أٌادٌنا فاً صاور مختلفاة
ٌمكن رصد أبرزها فٌما ٌلً:
الصورة :1مبتدأ(ضمٌر) +خبر (مضاف +مضاف طلٌه
-1الدٌوان ،ص98
-2المصدر نفسه ص118
-3الدٌوان ،ص 52
-4المصدر نفسه ص 29
33
تتؤلف هاذه الجملاة مان خبار مقادم (أهلاً) تقادم بغارا التخصاٌصٌ ،لٌاه مبتادأ
مإخر (الشوارم) وامعانا فاً توضاٌح الصاورة البائساة التاً ٌعٌشاها الشااعر وأهلاه
استعمل العطف.
الصورة :5مبتدأ +جار ومجرور +نعت +خبر محذوف
ومعال ذل قول الشاعر:1
ش ْق ٌر ح مِنَ ّاإلِ َ
فر ْن َج ُ س َياْ ٌ
ُ
وتقدٌر الكالم (سٌاح شقر من اإلفرنج موجودون) فهذه الجملاة تتكاون مان مبتادأ
نكااارة موصاااوفة عااام جاااار ومجااارور متعلقاااان بالمبتااادأ ٌلٌاااه خبااار محاااذوف تقااادٌره
(موجودون) عم نعت متؤخر لكلمة سٌاح.
الصورة :6مبتدأ (ضمٌر) +خبر +جار ومجرور
ومعال ذل قول الشاعر:2
الو ْ
ش ُم ف ِْي ال َي ِد ه َُو َ
جاء المبتادأ فاً هاذه الجملاة ضامٌر للغائاب المفارد (هاو) ٌعاود علاى المناضال
الفلسطٌنً والخبر (الوشم) وجار ومجرور ٌفٌد تخصٌص الخبر
الصورة :7مبتدأ +خبر
ومعال ذل قول الشاعر:3
أ ُ َّم ٌة ُم ْت َع َب ٌة
فالمبتادأ (أماة) والخبار وصاف مشاتق (متعباة) ،وقاد جااءت الجملاة آهاة طوٌلااة
أطلقها الشاعر متوجعا من حال امته التً أرهقتها الحاروب ،فجااء التركٌاب اعتاذارا
عاان عاادم قدرتااه علااى طغاعااة شااعبه وتخلٌصااه ممااا هااو فٌااه ،فجاااءت الصاافة (الخباار)
مطابقا للمبتدأ.
الصورة :8مبتدأ +خبر (جار ومجرور)
34
ومعال ذل قول الشاعر:1
أ ُ َّم ٌة مِنْ ِر َجاْ ٍ
ٌتؤلف هذا التركٌب من مبتدأ (امة) ،وخبر جاار ومجارور (مان رجاال) جااءت
خصٌصا للمبتدأ الذي قبله.
الصورة :9مبتدأ (مركب طضافً) +جار ومجرور متعلق بخبر محذوف
ومعال ذل قول الشاعر:2
ِه ْن َد ْا ُم ُم َقاْ ِت ٍ ف ِْي َب ْي ُر ْو ْت
تتااؤلف بنٌااة هااذه الجملااة ماان مبتاادأ متكااون ماان مضاااف ومضاااف طلٌااه ،وجااار
ومجرور متعلق بخبر محذوف تقدٌره (هنا ) ،وجاءت الجملة معبتة.
الصورة :11خبر (جار ومجرور) +مبتدأ
:3
ومعال ذل قول الشاعر
ف ِْي ال َغاْ ِر َ
ش ْي َلاْ ِن
تتؤلف بنٌة هذه الجملة من خبر (جار ومجارور) ومبتادأ نكارة ماإخر (شاٌخان)
مخصص بالجار والمجرور الذي قبله ،وقاد كعارت هاذه الصاٌة فاً الادٌوان الهتماام
الشاعر بالخبر وتقدٌمه عن المخبر عنه.
.5.1الجملة اإلسمية المريبة:
و هً الجملة التً تتاؤلف مان وحادة طسانادٌة كبارى تفرعات بعاا عناصارها
طلاى جملاة (صاغرى) او أكعاار مختلفاة فاً أبنٌتهاا و وظائفهااا التاً تإدٌهاا فاً صاالب
الجملة الكبرى .4
وقد وردت الجملة اإلسمٌة المركبة فً صور مختلفة ٌمكن حصرها فٌما ٌلً:
الصورة :1المبتدأ +خبر (جملة فعلٌة)
35
ومعال ذل قول الشاعر :1
ف َن ْف َ
س َهاْ القُدْ ُ
س َت ْع ِر ُ
تتكون هذه الجملة من مبتدأ اسم ظاهر ،وجاء الخبر جملاة فعلٌاة فعلهاا متعاد
وهً جملة فعلٌة واقعة خبر للمبتدأ قبلها.
36
:2الجملة المنفية:
ٌعد أسلوب النفً من األسالٌب التً ٌلجؤ طلٌها المتكلم عندما ٌرٌد أن ٌنقا ماا
فً ذهن المخاطب فٌرسل المتكلم النفاً مطابقاا لماا ٌقتضاٌه حاال المخاطاب ،1وفاً
ذل ٌستخدم المتكلم أدوات النفاً المختلفاة ،فمنهاا ماا ٌخاتص بالجملاة الفعلٌاة ،فٌنفاً
نساابة الفعاال طلااى الفاعاال فااً الاازمن الماضااً أو الحاضاار أو المسااتقبل ،و منهااا مااا
ٌختص بالجملة اإلسمٌة فٌنفً نسبة الخبر طلى المبتدأ فً زمن تحدده القرائن المقالٌاة
2
والمقامٌة ،ومنها ما هو مشتر بٌن الفعلٌة و اإلسمٌة فٌنفً كالهما
و قااد تعااددت صااور الجملااة المنفٌااة فااً المدونااة بحسااب األدوات التااً اسااتخدمها
الشاعر تماٌم البرغاوعً و هاً (ماا ،ال ،لاٌس ،لام ،لان) موزعاة علاى األنمااط ا تاً
ذكرها:
الاانمط األولٌ :تكااون هااذا الاانمط ماان أداة نفااً (مااا) وجملااة فعلٌااة ماضااٌة أو
مضارعة وقد اختلفت صوره وٌمكن تصنٌفه طلى ما ٌلً:
الصورة :1ما +فعل مضارم +جار ومجرور +فاعل
ومعالنا فً ذل قول الشاعر : 3
ض ِبال َق َم ِر اللَّ َياْل ِْي
َماْ َت ْب َي ُ
تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة النفااً (مااا) ،وفعاال مضااارم وتقاادم الجااار
والمجرور على الفعل تخصٌصا له.
الصورة :2ما +فعل ماضً +فاعل (ضمٌر متصل) +مفعول به
ومعال ذل قول الشاعر :4
َماْ َع ِر ْف َناْهُ
تتكااون بنٌااة هااذا التركٌااب ماان أداة النفااً (مااا) ،وفعاال ماضااً وفاعاال ضاامٌر
متصل تدل علٌه نون المتكلمٌن (نحن) ومفعول به اتصل ببنٌة الفعل أٌضا تدل علٌاه
(الهاء) فً آخر الفعل والتً تعود على الضمٌر الغائب هو.
النمط الثاني :ال +جملة طسمٌة
-1سناء حمٌد البٌاتً ،قواعد النحو العربً ،فً ضوء نظرٌة النظم ،ص277
-2محمد خان ،لغة القرآن الكرٌم ،ص121
-3الدٌوان :ص 67-46
-4المصدر نفسه ،ص 22
37
ٌتكااون هااذا الاانمط ماان جملااة طساامٌة منفٌااة بااؤداة (ال) ،وقااد تمعاال حضااوره فااً
صورتٌن بارزتٌن نذكرهما:
الصورة :1ال +مبتدأ +شبه جملة +خبر (جملة فعلٌة)
ومعالنا فً ذل قول الشاعر :1
ف ش ْي َء مِنْ َه َذ ْا ُي ِ
ل ْي ُ َ َْل َ
تتؤلف هذه الجملة من (ال) النافٌة للجنس عم ٌؤتً اسمها (شًء) ٌلٌه شبه جملة،
عم جاء الخبر جملة فعلٌة (ٌخٌف)
الصورة :2ال +اسمها +مضاف طلٌه +جار ومجرور +مضاف طلٌه
:2
ومعالنا فً ذل قول الشاعر
س َن َو ْى مِنْ ِع ْل ِم ِه
َ َْل َغ ْر ُ
تتكااون هااذه الجملااة ماان أداة النفااً ال عاام اساامها مضاااف ٌلٌااه شاابه جملااة (جااار
ومجرور) فً محل نصب خبرها موصول به ضمٌر مفرد.
النمط العالث :مبتدأ +خبر (ال +جملة فعلٌة) ،وٌتؤلف هاذا الانمط مان جملاة طسامٌة
مركبةٌ ،كون فٌها الخبر جملة فعلٌة منفٌة بؤداة النفً(ال) ومن أبرز صوره ما ٌلً:
الصورة :1مبتدأ +خبر (ال +جملة فعلٌة)
و معالنا فً ذل قول الشاعر: 3
ه َُو َ َْل ُي َباْ ِد ُر َناْ
تتكون بنٌة هذه الجملة من مبتدأ جاء ضمٌر رفع بارز وجاء الخبر جملاة فعلٌاة
تتكون من أداة نفً ال عم فعل مضارم فاعله مستتر تقدٌره هو عم ضامٌر متصال فاً
محل نصب مفعول به ،وقد جاءت الجملة مجازٌة دلت على الموت الذي ٌبحث عناه
الشعب الفلسطٌنً تضحٌة وافتداء للوطن.
النمط الرابع :ال +جملة فعلٌة
38
ٌتكون هذا النمط مان جملاة فعلٌاة منفٌاة بااألداة (ال) ،وسانحاول فٌماا ٌلاً رصاد
أبرز صوره نظرا لكعرة تواتره فً الدٌوان:
الصورة :1ال +فعل +فاعل (مضمر) +مفعول به
:1
ومعالنا فً ذل قول الشاعر
َ َْل َيأْ ُي ُ َ
الح َ
تتااؤلف هااذه الجملااة ماان أداة نفااً (ال) وفعاال مضااارم فاعلااه مضاامر ٌعااود علااى
الضاااامٌر الغائااااب (هااااو) ومفعااااول بااااه وهااااو ترتٌااااب بسااااٌط مكتماااال العناصاااار.
الصككورة :2ال +فعاال +فاعاال +أداة اسااتعناء (طال) +جااار ومجاارور +مفعااول بااه
(ضمٌر متصل) ومعالنا فً ذل قول الشاعر :2
س ْل َطاْنُ ِ ََّل ف ِْي َل َياْلِ َ
ََل ُي ْو َج ُد ال ُ
ٌتؤلف التركٌب من أداة نفً (ال) وفعل مضارم وفاعال تلٌاه أداة االساتعناء (طال)
وجار ومجرور ارتبط به مفعول الفعل (الكاف).
النمط اللامس :لم +جملة فعلٌة
وقد تعددت صوره فً الدٌوان نذكر منها:
الصورة : 1لم +فعل مضارم
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
لَ ْم َت ْن ُب ْت األَ ْر َ
ض ال َق ْو ِم
ٌتؤلف التركٌب من عناصر بساٌطة متكوناة مان أداة نفاً (لام) و فعال مضاارم
(تنباات) و فاعاال ( األرا) و مفعااول بااه (القااوم) ،واألداة لاام تخااتص بالاادخول علااى
األفعال المضارعة لتدل بذل على نفً وقوم الفعل فً الزمن الماضً .4
الصككورة :2لاام +فعاال مضااارم +فاعاال مضاامر +مفعااول بااه +اساام موصااول +
صلة الموصول
-1الدٌوان ص83
-2المصدر السابق ،ص61
-3المصدر نفسه ص47
ٌ -4نظر ،محمد خان ،لغة القرآن الكرٌم ،ص139
39
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:1
ش َهدْ القُ ْر َع َة الَّت ِْي ا ْق َت َر ُعوا
لَ ْم َن ْ
ٌتكون هذا التركٌب من أداة نفً (لم) ،وفعل مضارم ٌلٌاه فاعال مساتتر تقادٌره
(نحاان) ٌعااود علااى الشااعب الفلسااطٌنً ،فااً قااول الشاااعر ،عاام مفعااوال بااه ٌلٌااه اساام
موصول وصلة الموصول.
الصورة :3لم +فعل مضارم +فاعل مستتر +مفعول به +جار ومجرور
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:2
جدْ أَ َحداً مِن ُه َماْ
لَ ْم أَ ِ
تتؤلف الجملة من أداة نفً (لم) ،وفعل مضارم فاعله مستتر دلات علٌاه الهمازة
المتصلة ببنٌة الفعل ومفعول به ٌلٌه جار ومجرور
الصككورة :4لاام +فعاال مضااارم +جااار ومجاارور +فاعاال +مفعااول بااه (جملااة
مصدرٌة)
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
لَ ْم َيأْ َذنْ لَ َهاْ َّ
َّللا ُ أنْ ُت َحذ َِر َناْ
تتؤلف الجملة من أداة نفً (لام) ،وفعال مضاارم وجاار ومجارورٌ ،لٌاه فاعال
ومفعول به جاء جملة مصدرٌة.
النمط السابع :لن +جملة فعلٌة
ٌتكون هذا النمط من جملة فعلٌة مضارعة منفٌة بؤداة (لن) من صوره:
ا لصورة :1لن +فعل مضارم +فاعل +مفعول به +مضاف ومضاف طلٌه
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:4
المِي ُذ ْ
أع َال َم ِب َال ِد ِه ْم لَنْ ُي ْحيِ ال َّت َ ْ
تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة نفااً وفعاال مضااارم وفاعاال ومفعااول بااه
ومضاف طلٌه ،وهً جملة بسٌطة مرتبة ترتٌبا مؤلوفا جاءت فً زمن المستقبل.
-1الدٌوان ص46
-2الدٌوان ص55
-3المصدر السابق ،ص56
-4المصدر نفسه ص50
40
الصورة : 2لن +فعل مضارم +مفعول به +حال +فاعل
ومعالنا فً ذل قول الشاعر : 1
الجدِي َد َح َما َم ٌة
ار َس ال َغ َ
لَنْ َت ْح ِر َ
ٌتؤلف هذا التركٌب من أداة النفً (لن) وفعل مضارم (تحرس) ومفعول به
(الغااار) تقاادم علااى الفاعاال وحااال خصصاات حااال المفعااول بااه .وفاعاال متااؤخر وٌاادل
زمن هذه الجملة على المستقبل.
.1.2.1جملتا األمر والنهي:
الطلب معنى هام ٌهٌمن على الجملة ،وسٌاقه سٌاق فعلً أي أن
جملااه جماال فعلٌااة ،تحتااوي هااذه الجماال علااى طلااب معااٌن قااد ٌكااون أماارا أو نهٌااا أو
استفهاما أو نداء أودعاء أو ترجٌاا أو تمنٌاا وطعراضاا أو تخصٌصاا ،وسانحاول فٌماا
ٌؤتً دراسة أبرز أسالٌب الطلب التً تكرر استخدامها فً الدٌوان:
و األمر هو طلب القٌام بفعل فً زمن المستقبل ،و ٌكون أسلوب األمار حقٌقٌاا طذ دل
على االستعالء واإللزام . 2
أما النهً فهو طلب الكف عن ذل الفعال وتركاه ،لوقاد ٌخارج
األمر وكذل النهً طلى دالالت أخرى تفهم من الساٌاق وقارائن المقاام كالادعاء ماعال
حٌث تتغٌر درجة ا مر والناهً فتصبح أقل درجة من المؤمور او المنهًل.3
.2.2.1جملة األمر:
وقد تعددت صورها فً الدٌوان ،نذكر منها ما ٌلً:
الصورة :1فعل +فاعل (ضمٌر مستتر) +مفعول به (ضامٌر متصال) +
جار ومجرور (مضاف و مضاف طلٌه)
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:4
أن َث ُروهُ َعلَى د ُِّر ُي ْم الجلِي ُ لَ ُي ْم َف َه َذا َ
الولِي ُد َ
تتااؤلف هااذه الجملااة ماان فعاال اماار ماارتبط بمفعولااه الااذي جاااء ضاامٌرا
متصال ،وفاعل مضمر دلت علٌه صٌغة األمر وٌعود علاى ضامٌر المخاطاب (أناتم)
ٌلٌه جارو مجرور متكون من مضاف ومضاف طلٌه وقد جاء التركٌاب تاماا مساتوفٌا
لعناصره.
-1الدٌوان ص59
ٌ -2نظر :سناء حمٌد البٌاتً ،قواعد النحو العربً فً ضوء نظرٌة النظم ،ص299
-3محمد خان ،لغة القرآن الكرٌم ،ص191
-4الدٌوان ،ص .18
41
الصورة :2فعل +فاعل (مستتر) +جار ومجرور +مفعول به
:1
ومعالنا فً ذل قول الشاعر
أ ُ ْسدُدْ َع ْن ُه ْم األ َذانَ
جاااءت عناصاار الجملااة تامااة وقاادم الجااار والمجاارور عاان المفعااول بااه الهتمااام
الشاعر به ،وقد أفادت معنى اإلصرار والصمود فً وجه العدو.
الصورة :3فعل أمر +فاعل (متصل) +جار ومجرور (مفعول به)
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:2
سِ ي ُروا ِب َها
ٌتآلف تركٌب الجملة من فعل أمر ارتبط به فاعله (واو الجماعاة) والتاً تعاود
على ضمٌر المخاطب (أنتم) ،وجار ومجرور فً محل نصب مفعول به.
الصورة :4فعل أمر +فاعل (مستتر) +مفعاول باه (ضامٌر متصال) +ظارف +
جار وجرور +مضاف طلٌه
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
ِين َع ِن اآلنَ مِنْ ِذ ْي ِر َ
الحن ِ د ْ
تتكاون هااذه الجملاة ماان فعال أماار وفاعال غٌاار ظااهر تاادل علٌاه صااٌغة األماار
وٌعود على الضمٌر المخاطب أنت ،وارتابط المفعاول باه بالفعال وٌلٌاه ظارف زماان
وجار ومجرور ٌتبعه مضاف طلٌه.
الصورة :5فعل أمر +فاعل (متصل) +مفعول به +حال.
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:4
ا ْبقُوا ِع َراقِيا َ َوحِيداً
تتؤلف هذه الجملة من فعل أمار ارتابط باه فاعلاه ودلات علٌاه (الاواو) فاً آخار
الفعال والتاً تعاود علاى ضامٌر المخاطباة (أنااتم) ومفعاول باه ٌلٌاه حاال ،وقاد أفااادت
42
الجملة معنى التمنً ،كما حملت أٌضا الجملة معناى التقرٌاع ودل علاى ذلا األساطر
السابقة.
الصورة :6فعل أمر +فاعل (متصل) +جار ومجرور +مفعول به.
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:1
ا ْق ُتلُوا ِم َّنا ال َع ْذ َر
ٌتااؤلف التركٌااب ماان فعاال أماار ارتاابط بااه فاعلااه حاارف (الواو)الااذي ٌعااود علااى
ضمٌر المخاطبة أنتم وتقدم الجار والمجرور على المفعول به الهتمام الشاعر به.
.3.2.1جملة النهي :وٌمكن رصد أبرز صورها فٌما ٌلً:
الصككورة :1أداة النهااً (ال) +فعاال مضااارم +فاعاال (مسااتتر) +مفعااول بااه (جااار
ومجرور) ومعالنا فً ذل قول الشاعر:2
َلَ َت ْح َف ْ ِب ِه ْم
تتؤلف بنٌة هذه الجملة من أداة نهً (ال) وفعل مضارم وفاعله مستتر تقادٌره
(أناات)ٌ ،لٌااه مفعااول بااه جاااء جااارا ومجاارورا ،وقااد أفااادت الجملااة معنااى المساااندة
النفسٌة للشاعر ودل على ذل الجملة التً سبقتها(:وتقول لً طذ ٌطلقون قنابال الغااز
المسٌل للدموم على ال تحفل بهم).
الصورة :2أداة النهً(ال) +فعل مضارم +فاعل(مستتر) +مفعول به(مضاف)
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
َلَ َت ْس ِر ْق أَ ْقالَ َم ُه
تتكاون بنٌااة هاذه الجملااة مان أداة نهااً وفعاال مضاارم ارتاابط باه فاعلااه وٌعااود
على الضمٌر المخاطب(أنت) ،ومفعول به مضااف طلاى ضامٌر وهاذا تركٌاب عاادي
للجملة الفعلٌة.
الصككورة :3أداة النهااً(ال) +جملااة فعلٌااة +فاااء السااببٌة +جملااة تعلٌلٌااة (طساامٌة
منسوخة)
43
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:1
َلَ ُت ْغضِ ِبي ِه َفإِ َّن ُه َر ُج ٌ َبطِ ي ُء َّ
الر ِد
ٌتكون تركٌب هذه الجملة من أداة نفً (ال) وفعل مضارم فاعله ضمٌر مساتتر
تقدٌره (أنت) وارتبط المفعول بالفعل ٌلٌاه جملاة طسامٌة منساوخة سابقت بفااء الساببٌة
فسرت سبب الغضب متكونة من أداة (أن) ارتبط بها اسامها وهاو ضامٌر متصال عام
خبرها ٌلٌه نعت ٌلٌه مضاف طلٌه.
الصككورة :4أداة النهااً(ال) +فعاال مضااارم +فاعاال (ضاامٌر متصاال) +مفعااول بااه
(ضمٌر متصل) +جار ومجرور
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:2
َلَ َت ْق ُتلُوهُ ِب َر ِّب ُي ْم
ٌتؤلف التركٌب مان أداة نهاً (ال) وفعال مضاارم فاعلاه ضامٌر متصال (واو
الجماعة) ٌعود على (العدو الغاصب) ومفعول به أٌضا جااء ضامٌرا متصاال بالفعال
ٌلٌه جار ومجرور وقد أفادت معنى الترجً واالستعطاف.
الصورة :5أداة النهً(ال) +فعل مضارم +فاعل (ضمٌر متصل) +مفعول به +
صفة +مضاف طلٌه
3
ومعالنا فً ذل قول الشاعر
-1الدٌوان ،ص65
-2المصدر السابق ،ص .96
-3المصدر نفسه ص .91
44
المبحــث الثاني ( :الجملة االنشائية)
- 1الجملة اَلستفهامية:
االستفهام أسلوب لغوي أساسه طلب الفهم ،والفهام صاورة ذهنٌاة تتعلاق باالمفرد
او النسبة ،أو بحكم من األحكام ،سواء كانت النسبة قائمة على ٌقٌن او ظن ،أو علاى
ش .1
واالستفهام عن النسبة ال ٌكاون طال فاً الجمال الخبرٌاة واألصال فٌهاا أن تكاون
فعلٌااة ،وقااد ٌعاادل عنهااا طلااى الجملااة اإلساامٌة ضاارب ماان االتسااام فااً االسااتعمال أو
المبالغة فً طفاادة المقصاود وهاذا ماا بٌناه القادماء .2وتتكاون الجملاة االساتفهامٌة مان
(أداة االسااتفهام ،المسااتفهم ،والمسااتفهم منااه ،والمسااتفهم عنااه) ،وقااد اسااتخدم الشاااعر
الجملااة االسااتفهامٌة فااً دٌوانااه بؤدواتااه المختلفااة (الهماازة ،مااا ،هاال ،ماان ،لاام ،لماااذا،
كٌف) وأمكن حصر أبرزها فً األنماط التالٌة:
النمط األول :تركٌب استفهامً ٌعتمد على الهمزة
الصورة :1الهمزة +فعل +فاعل (ضمٌر متصل)
ومعالنا فً ذل قول الشاعر:3
أَ ُجنِ ْن َت؟
تتصدر الجملة أداة االستفهام الهمزة ،وٌتكاون تركٌبهاا مان فعال ماضاً ارتابط
به فاعله (التاء) ،وقد جاءت الجملة تتمة للجملة الندائٌاة قبلهاا والتاً ارتبطات بجملاة
استفهامٌة أخرى والتً ٌقول فٌها :2
ور ،أَ ْح َم ُق أ ْن َت؟
س َِيا أَ ُّي َها ال َبايِي َو َرا َء ال ُّ
أَ ُجنِ ْن َت؟
َلَ َت ْب ِ َع ْي ُن َ أ ُّي َها ال َم ْنسِ ُي مِنْ َم ْت ِن ال ِي َتا ِ
الصكورة :2الهماازة +جملااة فعلٌاة (فعاال +فاعاال لمساتترل +مفعااول بااه) +جملااة
اسمٌة
45
ومعال ذل قول الشاعر:1
َارا أَ ْن َت ْ
أع َط ْي َت َها ْ
اس َم َها؟ أَ َت َذ َي ُر د ً
ٌتااؤلف التركٌااب ماان أداة االسااتفهام الهماازة وفعاال مضااارم مسااند طلااى ضاامٌر
المخاطب المساتتر (أنات) ٌلٌاه مفعاول باه وجااءت الجملاة العانٌاة اسامٌة متكوناة مان
مبتدأ وخبر (فعل +فاعل لضمٌر متصلل +مفعول به) مضاف طلى مضاف طلٌه.
وقد دل التركٌب على الرعاء والبكاء على الطلل والمخاطب هنا هو الرسولل صلى
ّهللا علٌه وسلّمل.
النمط الثاني :تركٌب استفهامً ٌعتمد على األداة ما
أداة االستفهام فً هذه الصورة هً (ما) وتتكاون الجملاة مان فعال مضاارم ارتابط باه
فاعله وهً (النون) فاً آخار الفعال وأداة االساتفهام مفعاول باه للفعال بعادها ألناه لام
ٌستوف مفعوله.
الصورة :2ماذا +فعل مضارم +فاعل (ضمٌر مستتر)
تتصدر الجملة أداة االساتفهام مااذا وفعال مضاارم فاعلاه (ضامٌر مساتتر) تادل
علٌه صٌغة الفعل وٌعود على الضمٌر المخاطب (أنت) وأداة االستفهام مااذا مفعاول
به للفعل بعدها ألنه لم ٌستوفً مفعوله.
النمط الثالث :تركٌب استفهامً ٌعتمد على األداة هل
الصورة :1هل +جملة فعلٌة +ظرف +جملة فعلٌة
-1الدٌوان ص114
-2المصدرالسابق ،ص.55
-3المصدر نفسه ،ص 86
46
ومعال ذل قول الشاعر:1
َه ْ َت ْذ ُي ِرينَ َغدَا َة أ ُ َنادِي ِ ؟
تتؤلف بنٌة الجملة من أداة اساتفهام (هال) وفعال مضاارم فاعلاه ضامٌر مساتتر
ٌعود على ضمٌر المخاطب (أنت) ٌلٌه ظرف زمان جاءت بعده جملاة فعلٌاة فاعلهاا
ضمٌر مستتر ٌعود علٌه ضمٌر المتكلم (أنا)
ومفعول به ارتبط بالفعل ،أماا الازمن الحقٌقاً للجملاة فهاو الازمن الماضاً فالشااعر
ٌستحضر ما حدث فً السابق بصٌغة المضارعة
الصورة : 2هل +سٌن التسوٌف +فعل مضارم
ومعال ذل قول الشاعر :2
سأ َ ْن ُجو؟
َه ْ َ
تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة اسااتفهام (هاال) وفعاال مضااارم ساابق بسااٌن
التسوٌف وفاعال ضامٌر مساتتر دلات علٌاه األلاف المتصالة ببنٌاة الفعال وٌعاود علاى
ضمٌر المتكلم (أنا)
الصورة :3هل +جملة فعلٌة
ومعال ذل قول الشاعر :3
َه ْ َيدْ ُللُونَ ِد َم ْ
ش َق؟
تتكااون بنٌااة هااذه الجملااة ماان أداة اسااتفهام (هاال) وجملااة فعلٌااة متكونااة ماان فعاال
مضااارم جاااء فاعلااه ضاامٌرا متصااال (واو الجماعااة) عاام مفعااوال بااه (دمشااق) ،وقااد
أفادت هنا الحسرة والترقب
1-2الجملة الندائية:
النداء تنبٌه المنادى وحمله على االلتفات وٌعبر عن هذا المعنى أدوات استعملت
4
لهذا الغرا وهًٌ ( :ا ،أٌا ،هٌا ،أي ،الهمزة)
47
ٌنادى باألربع األولى منها البعٌد ،وٌنادي القرٌب بالهمزة ،1وتتكاون الجملاة
الندائٌة من أربعة عناصر (المنادي ،المنادى ،أداة النداء ،جواب النداء)
وقااد وردت الجملااة الندائٌااة فااً شااعر تمااٌم بصااور مختلفااة باااختالف تراكٌبهااا
واألدوات المستخدمة فٌها ،وٌمكن حصرها فٌما ٌلً:
النمط األو :جمل ندائٌة تعتمد على األداة (ٌا)
الصورة : 1أداة النداء +منادى +جواب النداء (جملة أمر)
ومعال ذل قول الشاعر :2
ت ُيفِي َعنْ ِ َث َ
ارتِ ِه َيا ِب ْن ُ
تتؤلف هذه الجملة من أداة النداء (ٌا) ،ومناادى نكارة مقصاودة ،أماا جملاة جاواب
النااداء فقااد جاااءت جملااة أمرٌااة متكونااة ماان فعاال وفاعاال (ٌاااء المخاطبااة)ٌ ،لٌااه جااار
ومجاارور والغاٌااة هنااا الكااف عاان محاااورة التااارٌخ فمااا أفسااده الزمااان لاان ٌصاالحه
االستحضار والبكاء على الطلول البالٌة.
الصورة :2أداة نداء +منادى +جملة خبرٌة
ومعال ذل قول الشاعر :3
َيا ُن ُجوما ً َت ْمشِ ي َعلَى َق َد َم ْي َها
ٌتكااون هااذا التركٌااب ماان أداة نااداء ومنااادى منصااوب وهااو (نجومااا) ،وجااواب
النداء جملة خبرٌة متكونة من فعل وفاعل ضامٌر مساتتر تقادٌره (هاً) ،وٌلٌاه جاار
ومجرور.
الصككورة : 3أداة نااداء +منااادى (مضاااف ومضاااف طلٌااه) +جااواب النااداء (جملااة
أمرٌة)
4
ومعال ذل قول الشاعر :
ٌتآلف التركٌب من أداة نداء ومنادى منصوب مضاف طلى لفظ النبً،
48
وجااواب النااداء جملااة أمرٌااة متكونااة ماان فعاال وفاعاال محااذوف ٌعااود علااى الضاامٌر
المستتر (أنت).
الصورة : 4أداة نداء +منادى +جملة جواب النداء (جملة استفهامٌه)
ومعال ذل قول الشاعر :1
-1الدٌوان ،ص.102
-2المصدر السابق ،ص 28
-3المصدر نفسه ،ص28
49
الفص الثالث
األنســـــاق الدَللـــــية:
50
تخضع عملٌة الخلق الفنً عند تمٌم البرغوعً لقصدٌة متمٌزة ،و هندسة لغوٌاة
محسوسااة ،فكٌااان القصااٌدة لدٌااه ٌتجسااد فااً حركااات منتظمااة ٌحااددها نسااق كلااً
متضافر باالعتماد على قادر واضاح مان التشاكالت المختلفاة للصاوات والتراكٌاب،
والترتٌااب الواضااح ألشااكال التعبٌاار مااا ٌماانح الاانص االدبااً موجااات شااعرٌة متدفقااة
تعكس كفاءة الشااعر فاً نقال تجارباه الشاعورٌة وبنااء واقعاه المعااش حساب نمااذج
صااورٌة متنوعااة وربمااا كاناات صااالبة التشااكٌل هااً التااً تضاامن لمتوالٌااات الجماال
الشعرٌة لدٌه عقلها المادي والداللً ،وكعافتها المجازٌة الفائقة وهو ماا ٌجعلهاا تساتقر
فً قام الذاكرة لدى القراء وتدخل فً مناوشات مستمرة مع الفكر اإلنسانً الواعً.
ماان هااذا المنطلااق ساانحاول ولااوج عااوالم القصااٌدة التمٌمٌااة واسااتجالء العناصاار
الشعرٌة فٌها ،واستنطاق النمااذج المفعماة بالفاعلٌاة الجمالٌاة والشااهدة علاى اإلبادام
الفنً للشاعر وعمق التجربة الشعرٌة لدٌه.
51
وخالصااة القااول أن مصااطلح االنزٌاااح تجاذبتااه اوصاااف ومساامٌات متعااددة
تصب فً مفهوم واحد مإداه ان االنزٌاح اساتعمال المبادم للغاة اساتعماال لال ٌخارج
بهااا عمااا هااو معتاااد و مااؤلوف بحٌااث ٌااإدي مااا ٌنبغااً لااه أن ٌتصااف بااه ماان تفاارد و
طبدام وقوة جذب و أسرل .1
2-1مفهومه عند العر :
تااردت فااً التااراث العربااً مصااطلحات عدٌاادة تمااس مفهااوم االنزٌاااح وعلااى
درجات متفاوتة من القرب والبعد ،وربما كان مصاطلح العادول أقاوى المصاطلحات
القدٌمة تعبٌرا عن هذا المفهوم ،وقد ورد فاً لساان العارب :لعادل عان الطرٌاق أي
2
مال وٌقال عدل أي اعوجل
وٌقال :ل عدلت الدابة على طرٌقهاا أي عطفتهاال .3وطذا كاان المعناى اللغاوي للفظاة
العاادول هااو الخااروج عاان الطرٌااق الصااحٌح ،فااجن المعنااى االصااطالحً لهااا هااو
استعمال الكالم لغٌر معناه األصلً الذي وضع له
لفكال كاالم جاارى عان األصاال ٌخلاو مان أي فائاادة زائادة وٌقصاار عان أداء الوظٌفااة
الشعرٌة التً تتمٌز بها مختلف األعمال األدبٌةل .4
وبهااذا ٌكااون مصااطلح االنزٌاااح ماان أباارز التقنٌااات الفنٌااة التااً تكسااب العماال
الفنااً أدبٌتااه وذل ا بابتعاااده عاان لغااة الكااالم العااادي ،وهااو مااا أشااار طلٌااه ماان النقاااد
المحااادعٌن ماااع اخاااتالفهم فاااً التسااامٌة ،فنجاااد صاااالح فضااال ٌعبااار علٌاااه بمصاااطلح
(االنحااراف) الااذي ٌعنااً :خااروج اللغااة عاان العاارف النعاري المعتاااد ،وكساار قواعااد
األداء المؤلوفة .5كما ٌعرفه نور الدٌن السد على أناه:ل انحاراف عان الماؤلوف مان
أجل تشكٌل جمالٌة الخطاب المشحون بطاقات تؤعٌرٌةل .6
وٌاارى شااكري عٌاااد ان االنزٌاااح :امااتال اللغااة لاادالالت خارقااة ذات طباادام و
جمالٌة ،مع وجود مبررات داللٌة ٌساتطٌع القاارل أو الساامع فا رموزهاا و فهمهاا
رغم خروقاتها بعٌدا عن التعبٌر العادي المؤلوف . 7
52
المبحث الثاني :نسق المفـارقة
-2تجليات اَلنزياح في الديوان:
للعل مما ٌإكد أهمٌة االنزٌاح أنه ال ٌنحصر فً جزء أو اعنٌن من أجازاء الانص،
وطنما له أن ٌشمل أجزاء كعٌفة متنوعة ومتعددةل 1فجذا كان قوام النص ٌتحادد علاى
أنه مجموعة من الكلمات و الجمل تاربط بٌنهاا عالقاات مختلفاة ،فاجن االنزٌااح قاادر
على أن ٌجًء فً الكعٌر من هاته الكلمات و الجمل ل . 2
ومن اجل ذل صح القول بؤن االنزٌاح ٌتشكل فً عالث مستوٌات وهً كالتالً:
1-2اَلنزياح اإليقاعي:
فاإلٌقام ل نسٌج متواشج من اإلشباعات واالختالفاات والمفاجئاات التاً ٌحادعها
تتااابع المقاااطع الصااوتٌةل 3وقااد مااارس الشااعراء هااذا النااوم ماان االنزٌاحااات منااذ
العصااور الشااعرٌة األولااى وذلاا تبعااا لمااا تفتضااٌه الضاارورات الشااعرٌة ،فكاناات
األوزان من نتااجهم وحسان ابتكاارهم وارتبطات التغٌٌارات برغبااتهم ،وذلا بفضال
متوفرة العلل والزحافات من حرٌة فً النشاط واالختٌاار 4فهاً أدوات تطارأ علاى
البحور الشعرٌة فتقلل من صرامة الوزن الشاعري بحٌاث ٌاتم الشااعر قصاٌدته دون
الخروج عنه.
أما فً العصر الحدٌث فكان أكبر انزٌااح هاو االنزٌااح عان القصاٌدة النماوذج
واسااتبدالها بشااعر التفعٌلااة الااذي اعتمااد فٌااه الشااعراء علااى نظااام التفعٌلااة الواحاادة
باستخدام البحور الصافٌة ،وقد انبرى فً ذل العدٌد من الشعراء على رأسهم ناز
المالئكة وبدر شاكر السٌاب الذٌن كان لهما السبق فً نشر بذور التجدٌد الشعري.
ولست فً هذا المقام بصدد الحدٌث عن شعر التفعٌلاة وال عان شارح هاذا المساتوى
من االنزٌااح ،فقاد سابق وأن تحادعت عناه فاً الفصال العاانً ،وأفاردت لاه صافحات
خاصة ولن ٌكون حدٌعً عنه ا ن سوى اجترارا لمل قلته سابقا ،لذا سؤنتقل مباشرة
طلى المستوى العانً من االنزٌاح.
53
المبحث الثالث :نسق المجاورة
1 -3اَلنزياح الترييبي:
ٌتفق علماء علم اللغة الحدٌث على أن االستخدام اللغاوي ٌنقسام طلاى قسامٌن
كبٌرٌن :المستوى العادي أو اللغة المعٌارٌاة ،والمساتوى الفناً أو اللغاة األدبٌاة ،1ل
ومن المقرر أن تركٌب العبارة األدبٌة عامة والشعرٌة منها على نحو خاص ٌختلاف
عاان تركٌبهااا فااً الكااالم العااادي ل 2فٌمااا تحملااه ماان قااٌم جمالٌااة ماان خااالل سااٌاقها
الجدٌااد ،بحٌااث تقااول لنااا ماااال تقولااه وهااً فااً وضااعها الطبٌعااً المعتاااد ،لوالمباادم
الحق هو من ٌمتلا القادرة علاى تشاكٌل اللغاة جمالٌاا بماا ٌتجااوز ططاار المؤلوفاات،
وبما ٌجعل التنبإ بالذي سٌسلكه أمرا غٌر ممكن ل ،3وتشكٌل اللغاة الجدٌادة لٌتاؤتى
للشاعر حٌن ٌتناول األلفااظ عام ٌادٌالها فاً نفساه ،حتاى طذا ماا تالءمات ماع تجربتاه
الذاتٌةٌ ،عٌد ترتٌبها ووضعها فً سٌاق خاص بهل .4
ولعاال أباارز الظااواهر اللغوٌااة التااً لهااا القاادرة علااى طعااادة تركٌااب اللغااة ماان
مسااتواها العااادي طلااى المسااتوى الفنااً مبحااث التقاادٌم والتااؤخٌر لمااا لااه ماان مكانااة
مرموقة فً الدرس البالغً ترتد فً أصلها لطلاى أهمٌاة ماا ٌقاوم فاً الكاالم األدباً
من عالقات هاً فاً الحاق صالب ماا فاً األدب مان أدبٌاةل 5و بوصافه واحادا مان
مباحث علم المعانً الذي لٌعنً ببنااء الجملاة و داللتهاا داخال الانص ،وال ساٌما اناه
ٌقوم على طعاادة ترتٌاب مكوناات الجملاة ،فٌقادم ماحقاه التاؤخٌر ( )...وٌاإخر ماحقاه
التقدٌم وال ٌتم ذل طال لتحقٌق أغراا بالغٌة وأسلوبٌة قد ٌحول البناء األصالً أو
العرفً دون تحقٌقها .6
وقاااد ورد التقااادٌم والتاااؤخٌر فاااً دٌاااوان تماااٌم وذلااا فاااً عااادة قصاااائد وفاااق
صٌاغات مختلفة ما ٌدل على عراء هذا الجاناب عناده وسانحاول فٌماا ٌلاً اساتخراج
أبرز الصور الشائعة فً الدٌوان:
ٌ -1نظر :محمد الدسوقً ،البنٌة اللغوٌة فً النص الشعري .درس تطبٌقً فً علم األسلوب.
دار العلم واإلٌمان للنشر والتوزٌع ،كفرالشٌخ ،مصر ،ط2007، 1م ،ص16
- 2أحمد محمد وٌس ،االنزٌاح من منظور ر الدراسات األسلوبٌة ،ص120
-3المرجع نفسه ،ص120
-4ناصر علً ،بنٌة القصٌدة فً شعر محمود دروٌش ،دار فارس للنشر والتوزٌع ،عمان
األردن ،ط2001 ،1م ،ص95
-5أحمد محمد وٌس ،االنزٌاح فً التراث النقدي والبالغً ،مطبعة اتحاد كتاب العرب ،دمشق،
دط2002،م ،ص163
-6مختار عطٌة ،التقدٌم والتؤخٌر ومباحث التراكٌب بٌن البالغة واألسلوبٌة ،دار الوفاء لدنٌا
الطباعة والنشر ،االسكندرٌة ،مصر ،دط ،ص11
54
الصورة األولى :تقدٌم الجار والمجرور على الفاعل
ومعالنا فً ذل قول الشاعر :1
اَ ْل ِ
جنُ َتأئتِ ْين ِْي ِب َت ْعلِ ْي َماْتِ َهاْ
فالشاعر فً الترتٌب السابق ٌظهر اهتمامه بالفاعل أكعار مان اهتماماه بالفعال
والترتٌب المؤلوف للجملاة (تاؤتٌنً الجان بتعلٌماتهاا) ،فخاص الشااعر (الجان) بشاًء
من االهتمام فقدمه على أنه مبتادأ بال علاى أناه فاعال ل ألن تحوٌلاه مان كوناه فااعال
طلى كونه مبتدأ ٌذهب ما طرأ علٌه من معنى وهو بتخصٌصه ومنحه االهتما ّم .4
الصورة الثالثة :تقدٌم المفعول به على الفاعل
ومعالنا فً ذل قول الشاعر : 5
وأصااال الجملاااة (ٌااازٌن جٌشاااه جانبٌاااه) فتقااادٌم المفعاااول علاااى الفاعااال لزماااه
االختصاص وتسلٌط النظر طلٌه ولفات انتبااه المتلقاً وطعارتاه والوقاوف علاى طبٌعاة
ترتٌب الجملة.
-1الدٌوان ،ص7
-2المصدر نفسه ،ص.42
-3المصدر نفسه ،ص 23
-4مهدي المخزومً ،فً النحو العربً ،نقد وتوجٌه ،ص167
-5الدٌوان ،ص 33
55
الصورة الرابعة :تقدٌم الجار والمجرور على الفعل
ومعال ذل قول الشاعر : 1
فعمااة تقاادٌم للجااار والمجاارور والمضاااف طلٌااه مكااررا فااً صاادر البٌاات تؤكٌاادا
للخبار الااذي ٌرٌااد الشاااعر ّبعااه وتركٌاازا علاى مااا تحملااه هاتااه التراكٌااب ماان مضاااف
والتنبٌه طلٌها.
الصورة السادسة :تقدٌم الجار والمجرور على المفعول به
ومعال ذل قول الشاعر : 3
َز ْاد ُْوا َعلَ ْي ِه اَ ْل َيثِ ْي َر َو ْا ْب َت َد ُعــ ْوا َيأْ ُل ُذ َع ْن ُه ْم َفنَ ا ْل َب َقاْ ِء َفـ َقدْ
فاهتمام الشاعر هنا ٌقع علاى أولئا الاذٌن ُكتِبات أساماإهم فاً التاارٌخ دفاعاا
عن وطنهم وتشبعوا بحبال الحرٌاة فؤبات أن تتقطاع بهام طلاى ان حققاوا مارادهم فكاان
لهم المجاد فاً الادنٌا والخلاود فاً ا خارة وأسالوب الشااعر بهاذه الصاٌغة ٌبعاث فاً
التركٌب نغمة قوٌة تدل داللة واضحة على مقصده الذي ٌروٌه من خاللها.
الصورة السابعة :تقدٌم المفعول به والحال على الفاعل
56
ومعال ذل قول الشاعر : 1
ت لَ ُه سِ ْت َر ْا
َو َ َْل مِنْ ُل ُي ْوطِ اَ ْل َع ْن َي ُب ْو ِ س اَ ْل َغاْ َر اَ ْل َج ِد ْي َد َح َماْ َم ٌة
َفلَنْ َت ْح ِر َ
فتقدٌم المفعول به (الغار) فً صدر البٌات ٌبعاث نوعاا مان التجاانس الموساٌقً
الذي ال ٌستطٌع طحداعه التركٌب العادي للجملة ،كما أن فً تؤخٌر الفاعل طعارة لذهن
المتلقً للتفكٌر فٌه ولفت انتباهه طلٌه.
الصورة الثامنة :تقدٌم الجار والمجرور والمفعول به على الفاعل
ومعال ذل قول الشاعر : 2
ِس َو َّد مِنْ ظِ لِّ َهاْ اَ ْل َّ
ص ْل ُر ا ْ
وماان الواضااح أن الشاااعر أراد اسااتكمال الصااورة قباال الوصااول طلااى مصااورها
فقدم السبب فً جعلهاا ساوداء تؤكٌادا للمعناى وتقوٌتاه وهاو (الظال) والاذي ارتابط باه
المفعول ضمٌرا متصال وفً تقدٌمه تركٌزا علٌاه واعتبااره أكعار أهمٌاة مان الفاعال،
كما أنه ٌحدث نوعا من التشوٌق.
الصورة التاسعة :تقدٌم الخبر فً الجملة اإلسمٌة
ومعال ذل قول الشاعر : 3
َقاْ ٍ
س َعلَ َّي َح َماْ ُم َهاْ
سَ ْ
ال َم َهاْ َو َعلَ ْى َعد ُِو ْع ِ
ح ْينَ َت ْهلِ ُ َب ْر َد َهاْ َو َ
وتقدٌم الخبر (قااس) فٌاه تنبٌاه طلاى قساوة الحماام ،وعهادنا بالحماام رماز للحناان
قااس علاً) لكاان التركٌاز علاى الحماام ال علاى
ي والعطف ولاو كاان العكاس (حمامهاا
قسوته التً تذمر منها الشاعر.
الصورة العاشرة :تؤخٌر المبتدأ واإلتٌان به بعد الجار والمجرور:
ومعال ذل قول الشاعر : 4
اَ ْل َف ْه ُد َم ْي ُت ْو ٌ َعلَ ْى م ِْل َ ْ
ال ِب ِه اَ ْل َتاْ ِر ْي ْخ
57
وتاؤخٌر المبتاادأ بهااذه الصااورة فٌااه نوعااا مان البالغااة فااً التعبٌاار والقاادرة علااى
اللعب بالتراكٌاب اللغوٌاة واحاداث جارس موساٌقً داخال االساطر الشاعرٌة ،وتقادٌر
الكالم (التارٌخ مكتوب على مخالبه الفهد).
وعلٌه فجن التقدٌم والتؤخٌر فً مختلف مساتوٌاته وساٌلة بالغٌاة ،تلعاب دورا ال
ٌغٌب عن الواحد مالحظته فهو االنحراف الذي ٌمٌز لغاة الشاعر عان النساق العاادي
داللة على التخصٌص و لفت انتباه المتلقً نحو ما قدمه الشاعر و ما أخاره ، 1وفاً
اختالف هٌئات التقدٌم و التؤخٌر – كما رأٌنا سابق-بٌان للداللاة التاً ٌرماوه الشااعر
وارتباطهااا بالقضااٌة المطروحااة ،ونخااتم حاادٌعنا فااً هااذا المبحااث بااالنظر فااً ماهٌااة
االنزٌاح فً حد ذاته فهو للٌس هدفا فً ذاته ،و طال تحول النص طلاى عباث لغاوي و
فوضى فً الرسالة ذاتها ،وطنما هو وساٌلة الشااعر طلاى خلاق لغاة شاعرٌة داخال لغاة
النعر و وظٌفته خلق اإلٌحاءل .2
2-3اَلنزياح الدَللي:
تتسم اللغة الشعرٌة بسمات لفظٌة لها دالالت مختلفة فاً العمال األدباً ،ذلا أن
اللفظة منفردة لبنة فً ٌد الشاعر الماهر ٌمنحها طاقة شعرٌة بقدرته الذاتٌة بما ٌغٌار
نكهاااة الكتاباااة العادٌاااة وماااذاقها ،وذلااا بانتقااااء ألفااااظ معٌناااة واساااتعمالها اساااتعماال
مخصوصا لبلغة رشٌقة متوازنة ،ال تشاكو مان الترهال وال تتفتات عناد اللماس طٌباة
المااذاق رقٌقااة اساامع حرٌااة باإلصااغاء تااتج(اذبهااا عناصاار الفعاال األدبااً الناضااج فااً
درجة التكعٌف و الرصد الواعًل ،3فاللغة الشاعرٌة هاً التجرباة الشاعرٌة مجسامة
من خالل الكلمات و ما ٌمكان ان تحملاه مان معاانً و دالالت لتاوفر للمتلقاً العاٌش
فً حضور عنائٌة اإلمتام و اإلقنامل .4
وٌعد الجانب البالغً لعمودا مهما من أعمدة الشعر فالصاور البٌانٌاة و طعاارة
المعانً و المحسنات البدٌعٌة من أهم قوالب اللغة الشاعرٌةل ،5وأكعرهاا قادرة علاى
التجاااوز و التخطااً بمااا ٌجعاال القااارل مشاادودا و منجااذبا بالعماال االدبااً ٌسااتنبط
الدالالت العمٌقة و ما تحمله اللغة من طٌحاءات متعددة للفظة الواحدة.
ٌ -1نظر :محمد الدسوقً ،البنٌة اللغوٌة فً النص الشعري ،ص .31
-2سامٌة محصول ،مقال أدبً ،مجلة دراسات أدبً ،مركز بصٌرة للبحوث واالستشارات
الخدمات التعلٌمٌة ،دار الخلدونٌة للنشر والتوزٌع ،القبة ،الجزائر ،م،5فٌفري 2010،م،ص92
-3عبد القادر عبد الجلٌل ،األسلوبٌة وعالعٌة الدوائر البالغٌة ،دار صفاء للنشر والتوزٌع،
عمان ،األردن ،ط2002،1م ،ص391
-4المرجع نفسه ،ص391
-5محمد صالح الضالع ،األسلوبٌة الصوتٌة دار غرٌب للنشر والتوزٌع ،القاهرة ،مصر،
دط2002،م ،ص42
58
وبالنظر طلى دٌوان تمٌم فجننا نجده حٌزا أدبٌا ال بؤس به مان الصاور الفنٌاة التاً
توحً ببراعة الشاعر وقدرته على الخلق الفنً والتصوٌر الشعري الخصب
وماان أكعاار القصااائد التااً تجلاات فٌهااا مالمااح االنزٌاااح الااداللً قصااٌدته (فااً
القدس) ،التً تحدث فٌهاا عان لقااء موجاع بحبٌبتاه (القادس) التاً وجادها أساٌرة كماا
هااً لاادى العاادو فتهٌجاات نٌااران الفرقااة لدٌااه و تااراءت أمامااه مشاااهد ظلاات الااذاكرة
تلوكها و تبرزها للعٌان فً أساوء ساورها ،هاذه الصاور التاً ترسابت فاً ال شاعور
الشاااعر لمااا ٌعرهااا هاهنااا ولاام ٌجمااع بٌنهااا طال شااعور خفااً بااالخوف ماان المسااتقبل
المجهول ،ومن شبح الموت الذي بات هاجسا ٌإرق شعبه فاً الٌقظاة و الحلام ،هاذا
الخوف الكبٌر الضارب فً أعماق الشاعر هو الذي أعار لدٌه هذه الصور فٌلجؤ طلاى
أسلوب الوصف الخارجً مستعٌنا بداللة المجاز فً توضٌح الصورة
ٌقول الشاعر :1
س أَ ْع ِم َدةُ ا ْل ُّر َلاْ ِم ا ْل َّد ْا ِي َناْ ُ
ت ف ِْي اَ ْلقُدْ ِ
َيأَنَّ َت ْع ِر ْي َق ُّ
الر َلاْ ِم د َُلاْنُ
ج َد َوال َي َناْئ َ
ِس َو َن َو ْافِ ُذ َت ْعل ُ ْو ال َم َ
ساْ ِ
ش ِباألَ ْل َو ْا ِن
ف ال َّن ْق ُ ح ُت ِر ْي ِه َي ْي َ
ص َباْ ِ أَ ْم َ
س ْي ُ
ت ِب َي ِد ال َّ
َوه َُو َيقُ ْو ُ َ َْل َب ْ َه َي َذا
َف َتقُ ْو ُ ََل َب ْ َه َي َذ ْا
ف َت َقاْ َ
س َماْ ِال َُح َتى َذا َطاْ َ الل َ ْ
ت لَيِنْ َفال ُّ
ص ْب ُح ُح ٌر َلاْ ِر َج ال َع َت َباْ ِ
ِنْ أَ َر ْا َد ُد ُل ْولَ َهاْ
َف َعلَ ْي ِه أنْ َي ْر َ
ض ْى ِب ُح ْي ِم َن َو ْافِ ِذ َّ
الر ْح َماْ ِن
وماان المالحااظ أن الشاااعر أكعاار ماان اسااتعماله لحاارف المعنااى (فااً) بداللااة الزمااان
والتعلٌل وهو الحارف الاذي اساتعمله فاً عناوان القصاٌدة (فاً القادس) والداللاة هناا
هً التؤكٌد والتخصٌص وتبٌان عظمة المحنة التً تعٌشها القاس الحبٌباة ،فهاً محال
أطمام المستعمر وقبلة السٌاح اإلفرنج ومالذ الفقراء.
-1الدٌوان ،ص10
59
ٌقول الشاعر : 1
ش َي ْغل ُِق َ
شاْ ِر ًعا ف ِْي ال ُّ
س ْو ِق ش ْرطِ ٌي مِنَ األَ ْح َباْ ِ س ُ ف ِْي القُدْ ِ
ش َعلَ ْى ُم ْس َت ْوطِ نْ لَ ْم َي ْبل ُ ْغ ال ِع ْ
ش ِر ْينَ شاْ ٌ َر َ
قُ َب َع ٌة ُت ْح ِي ْي َحاْئِ َط ال َم ْب َي ْى
س ِ ْط َال ًقا
ش ْق ٌر َ َْل َي َر ْونَ القُدْ َ
ح مِنَ اإلِ ْف َر ْن ِج ُ
س َياْ ٌ
َو ُ
َت َرا ُه ْم َيأ ُل ُذونَ لِ َب ْعضِ ُه ْم ُّ
صوراً
ت ُطو َ ال َي ْو ِم
احا ِ
س ََم َع ِا ْم َرأَ ِة َت ِب ْي ُع الف ِْج ِ ف ِْي ال َ
استعمل الشاعر فً هذا المقطع االنزٌاح اللغوي وساٌلة لبلاون االنزٌااح الاداللً
ونلمح ذل فً قوله( :سٌاح من اإلفارنج شاقر ال ٌارون القادس ططالقاا) وهاو انزٌااح
على مستوى الداللة وعدول على مستوى المعنى مخالفا القاعدة المؤلوفة لدى الساائح
الااذي ٌاادفع المااال ماان أجاال التمتااع برائحااة القاادس وروعااة آعارهااا العتٌقااة ،..وهنااا
نالحظ تشاب الداللة فً هذه الجزئٌة من االنزٌاح فهو ٌنفً عنه رإٌة القادس عام هاا
هم ٌؤخذون صورا لهم مع (امرأة تبٌع الفجل)
وهنا اجتمام النقائا العالعة فً هذه الصورة :السٌاح الشقر والداللاة هناا أنهام
أجانااب عاان القاادس بداللااة اللااون واألصاال والخلفٌااة التارٌخٌااة السااٌئة –الحاااروب
الصلٌبٌة ،-وداللة أنهم ال ٌرون جمال القدس وروعتها وبراءتها ،واستعمل الشااعر
فااً ذل ا انزٌاااح الحااذف طذ لاام ٌااذكر الهاادف المقصااود ماان رإٌااتهم الجمااال والبهاااء
وعبق الماضً وحرمة المكان وهو معنى مسكوت فً النص ٌستعٌر ذهن القارل.
أما ذكره (للمارأة التاً تبٌاع الفجال طاول النهاار) فٌاه طجاالل للمارأة الفلساطٌنٌة
الصامدة التً ترفا االحتالل وتتمس بحقها فً البقاء.
وٌقول الشاعر فً مقطع آخر من القصٌدة :2
يخ َم ْهالً
التار ِ
ِ َياْ َياْتِ َ
ران َفال َمد ُ
ِينة دَهْ ُرهَا دَهْ ِ
دَهْ ٌر أ ْج َن ِب ٌي ُم ْط َمئِنٌ َلَ ُي َغ ّي ُر َل ْط َوهُ َو َيأ ّن ُه َي ْمشِ ْي لِال َ ال ّن ْو ِم
ار ال َق ْو ٍم
ح َذ َ
ت ِ َو ُه َنا َ دَهْ ٌرَ ،يامِنٌ ُم َت َلثِ ٌم َي ْمشِ ي ِبالَ َ
ص ْو ٍ
60
وفً األسطر السابقة ٌربط الشاعر بٌن وضع القدس الٌوم وهو ٌجسد لناا عماق
المعاناة التً تواجهها بفعل سٌطرة األجنبً الذي أصبح مالزماا لتاارٌخ المدٌناة كؤناه
قدرها المحتوم فً الٌقظاة والحلام ،أماا تارٌخهاا الحقٌقاً فقاد أصابح مطموساا ٌجتاره
الضعفاء من حٌن خر وٌحكٌه ألبناء األجٌال الصاعدة فً فترات الٌؤس واإلحباط.
ومن المالحظ أن حركة المشهد التصوٌرٌة اعتمادت بنٌاة التشابٌه فاً حادودها
الحسٌة من نسٌج خٌال الشاعر ،حٌث ق ّدمت نتاجهاا الصاٌاغً علاى مساتوى الساطح
والعمق بكفاءة طبداعٌة حققت تحوالت داللٌة مكعفة تعكس للمتلقً قدرة الشاعر علاى
تطوٌع الدوال وفقا لما تملٌه علٌه قرٌحته الشعرٌة.
وفً قصٌدة أخرى بعنوان (ٌا هٌبة العرش الخلً من الملاو )ٌ .تاراءى لناا أن
الشاعر ٌرعً وطنا ضاعت أمجاده وخلى عرشه من أصحابه المادافعٌن عان حرمتاه
وكؤنه ٌرعً أولئ الرجال العظماء الاذٌن كاانوا ٌملئاون بهٌباتهم عارش القادس أمعاال
(صالح الدٌن).
ٌقول الشاعر فً أحد مقاطع القصٌدة : 1
اب ِه
أر َب ِ
ار َعنْ ْ ش َّللِ ٌي َي ْسأ ُ ّ
الز َو َ َع ْر ٌ
اب ِه اض َعنْ ال َملِ ْي ِ ِب َتا ِ
ج ِه َوثِ َي ِ َو َقدْ ْ
اس َت َع َ
عم ٌبحث الشاعر عن أصحاب ذل العرش على أمل أن ٌجده لكن سرعان ماا ٌتبخار
ذل األمل وٌجفّ كغسٌل ُعلّ َق على الحبل تتقاذفه نسمات الرٌح شماال وجنوبا.
ٌقول الشاعر : 2
3
أ َم ٌ ُي َعلّ ُق َيال َغسِ ي ِ َعلَى ال ِ
ح َبا ِ
ح َوَلَ َي َزا ُ ُم َعلّ ًقا َت َيا ُد َتأ ُل ُذهُ ّ
الر َيا ُ
الج ُنو ِ ْأو ال ّ
ش َما ِ ف َ ُم َتلَ ِو ًيا فِ ْي َها َعلَى َل ْل ِ
يح
الر ِ َي ُظ ُّن ُه ّ
الراؤونَ ُم ْن َتشِ ًيا ِبف ِْع ِ ِّ
ْأو ُم َتألِ ًما
أ َم ٌ َعظِ ي ٌم
الح ْر ِ ُ
ض ِر َج ِبال ِّد َما فِي َ
-1الدٌوان ،ص 27
-2المصدر نفسه ،ص 32
61
قُ ْل َنا َت َولَى َيال ّ
ش ِهي ِد
ومن المالحظ أن بإرة التصوٌر فً هاذا التشاكٌل الفناً تكمال فاً وجاه الشابه
وهو مركاز العقال فاً توجٌاه وطنتااج محتاوى الداللاة باٌن لفظتاً (األمال – الغساٌل)
والجفاف هو المعنى المشتر ،فاألمل وهو دلٌل على الش والٌقٌن فً عودة األمل
واالستقرار طلى أن ٌجف بفعل الرٌاح التً تتصادمه وتلقاً باه علاى قارعاة الطرٌاق
ٌلفظ أنفاسه األخٌرة فٌهمس له الشاعر بصوت تكاد أوتار الحنجرة تنطباق علٌاه قبال
1
أن ٌخرج
ٌقول الشاعر :
َيا أَ ُي َها األ َم ُ َّ
الحقِيقِي ال ّذع
ار َع ِة ال َط ِر ِ
يق صلُو ًبا ِب َق ِ
َت َر ُيو َ َم ْ
اس َو َل ْم َي َتأ َملُو
َو َم َّر َع ْن َ ال ّن ُ
غٌر أن الشاعر فً كل مرة تنمو فً مهجته روح الصمود وٌتواصل طصرار ه علاى
رحلااة البحااث المضاانٌة عاان وطنااه الحبٌااب ال اذي تقاذفتااه الحااروب ورماات بااه علااى
شواط النسٌان
ٌقول الشاعر : 2
ج ْذ ِر ًيا َلَ َ
ش ْي َء ِ
ف ال ّت ْي ُع ِر َي ْت مِنْ ْأو َراقِ َها ش َجا ُر َ
الل ِري ِ أ ْ
صا َن َها َيأ َيا ٍد ف ِْي ُم َظاه ََر ٍة ُي ْب َرىأغ َ ش ِب ُ ْ َت ْ
اش َط ِوي ٍ أَلَ َت ْه ُج ُرهَا َوال ُّط ُيو ُر ُت َق ِر ُر َب ْع َد نِ َق ٍ
طن الشاعر ٌرسم عالث لوحات تعبٌرٌاة رامازة لرحلاة بحعاه عان وطناه فؤشاجار
الخرٌااف التااً أنهكتهااا الرٌاااح ونعاارت أوراقهااا علااى األرصاافة قصااة وطاان دمّرتااه
الحروب وحاصره الموت مان كال جاناب ،واللوحاة العانٌاة هاً تشااب أغصاان هاذه
الشجرة كؤٌاد فً مظاهره وهً طشارة ذات داللة تعنً أنه ال بد مان النضاال وافتاداء
هذا الوطن ومواجهة همجٌة الغزاة بالنفس والجسد.
-1الدٌوان ص35
-2المصدر السابق ،ص49
62
أمااا اللوحااة العالعااة هااً تجسااٌد لصاامود الشااعب الفلسااطٌنً المناضاال وموقفااه
الصامد اتجاه االحاتالل فالصاورة الشاعرٌة هناا صاورة كاشافة لالنزٌااح عان طرٌاق
ش ّدة المناظرة بٌن طرفً االستعارة صورة الطٌور وصورة الشعب.
وفً أسطر أخرى ٌعود شبح الموت ٌطاارد شاعبه المكلاوم وٌطارق أبواباه كاً ٌؤخاذ
أرواحه الطاهرة طلى بارئها.
ٌقول الشاعر : 1
اَلحتِالَ ِ
ش ْ ت أ ْب َوا َب ُه ْم ِم ْث َ َج ْي َِي ْط ُر ُق ال َم ْو ُ
تَو َيقُو ُ أ َنا ال َم ْو ُ
ت ا ْف َت ُحوا
ج ْئ ُ
ِ
ج ْئ ُت ُي ْم قِ ْي َ لِي َنائِ ُمونَ ا ْف َت ُحوا؟
ُيلَ َما ِ
وٌتشااكل الفضاااء الشااعري فااً الجملااة الشااعرٌة ( ٌطاارق المااوت أبوابااه ) ماان
انزٌاح داللً صاغه الشاعر على أساس التفاعل بٌن ركنٌن هامٌن قاائم علاى عالقاة
المشابهة هما (الموت – جٌش االحتالل ) فكالهما مصدر للفناء ومفارقة الحٌاة وفً
قولااه ( نااائمون ) كناٌااة عاان شاادة التعااب واالرهاااق واالستسااالم للمااوت أحٌانااا حااٌن
ٌغادر االمل مضاجعهم وٌتركهم ألمواج ال ّتٌه تلطمهم وتقاذف بهام طلاى الٌابساة حٌاث
الموت االبدي ٌتاربص بهام غٌار أن الداللاة التاً تنطاوي علٌهاا هاذه الكلماات تحمال
معنى معاكسا للمعنى الظاهر بحٌث ساهمت عالمة االستفهام فً السطر األخٌار طلاى
طبراز معنى مضاد و هو الدعوة طلى التمرد لتحقٌق األمل.
ٌقول الشاعر :2
ُيقِي ُم قِ َيا َم َنا الطِ ْف ُ ِم ْن ُه ْمَ ،و َي ْذ َه ُ َح ْي ُ
ث َي ُيونُ الي َِرا ُم
ص ْب ِح َباسِ مِي َغدًا سلّ ْم َعلَى ال ُّ ُي َق ِب ُ َي َف َ « َ
ُث َم َيدْ ُل ُ ف ِْي َزهْ َر ٍة لِ َي َنا َم
ض ُم َعلَى الطِ ْف ِ ْأو َراقِ َها َت ُ
َو ُت َد ِ ُلِل ُ َو ُت َنا ِ
جيهِ:
َن ْم َيا َح ٍبي ْ
63
َن ْم َيا َ
ش ِهيدْ
َن ْم َيا أ ِم ْي ْر
َن ْم َيا ُملَ ِّي ْ
فالقصٌدة منشطرة طلى بنٌتٌن متناقضتٌن تعمالن معا على طنتاج الداللة واإلشارة طلى
المعنى ،أن هذه الصٌغة تجعله ٌقول قوال ماوجزا ماع دالالت فنٌاة ذات ظاالل واساع
ل سلم على الصابح باسامً غادا ل فهاً تحمال عكاس ماا أورده الشااعر فاً األساطر
السابقة وهً الصحوة من النوم واستقبال فجر جدٌد.
64
لـــاتمة
65
إُ ا ةحبدداغ ٗرٞددق بدد ِٞاىدةاضدداث األىطددْٞت ٗبدد ِٞحيددل اىعيددً٘ ،فَصدد يظ
أّخ٘ى٘صّ، ٜطبت إى ٚاألّخ٘ى٘صٞا ٕٗ ٜقطٌ ٍِ اىفيطفت ٝعْ ٜبدةاضت اى٘صد٘د.
لد باى ٜليٌ األضي٘ فرلا ٍِ ليٌ اىي،غتٗ ،ةأ ٙبتُ ٍَٖت اىعاىٌ اىيغدٕ٘ ٛدٜ
اىبغذ لِ حيل اىق٘اّ ِٞاىيغ٘ٝت اىخد ٜحغندٌ لَيٞدت اتخٞداة اىَبددع اىيغد٘ ،ٛأٍدا
لددِ ٗظٞفددت اىَغيددو ا ضددي٘ب ٜلْدددٓ فددئُ اىقددبط ليدد ٚاىقدد٘اّ ِٞاىضَاىٞددت اىخددٜ
حغنٌ لَيٞت اـبداع األدبٜ
األضددي٘بٞت أٗ األضددي٘بٞاث مَددا ضددَإا بعددط اىداةضدد ِٞليددٌ "ٝرٍدد ٜإىددٚ
حبيددٞص اىددْص ا دبددٍ ٜددِ األعندداً اىَعٞاةٝددت ٗاىذٗقٞددت ٖٗٝددد إىدد ٚليَْددت
اىلإرة األدبٞت ٗاىْسٗع باـعناً اىْقدٝت ٍا أٍنِ لدِ ا ّ بداع يٞدر اىَعيدو،
ٗاقخغاً لاىٌ اىذٗ ٕٗخل اىغضدإ دّٗدٔٗ ،مـد اىطدر فد ٜظدرٗ ا ّفعداه
اىخٝ ٜبيقٖا األرر األدب.ٜ
ٗ إلا عاٗىْددا أُ ّقدداةُ بددٍ ِٞفددإٍ ٌٞص د يظ األضددي٘بٞت –اىخدد ٜضددبق لمرٕددا –
بْٖٞدا ٝنَدو فد ٜأُ مدو ضْضد أّٖا ٍخقاةبدت إىد ٚعدد بعٞددٗ ،أُ ٗصدٔ ا تدخ
باعذ قددً ٍفٍٖ٘دٔ ٍدِ زاٗٝدت ٍعْٞدت ٗةمدس ليد ٚتاصدٞت ٗاعددة فد ٜاىَفٖدً٘
األضي٘ب ٜفئلا ماُ اىٖاد ٛاى رابيط ٜةأ ٙبتّٖدا دةاضدت األضدي٘ اىَخفدرد فدٜ
اىب دا األدبدد ٜفدئُ ٍْددذة لٞاشددٝ ٜـدخرغ فدد ٜحيددل اىدةاضدت اُ حنددُ٘ ظددَِ
اىْلاً اىني ٜىيب ا األدبٝٗ ،ٜعّ٘ ٞةاىدد ِٝاىطدد اىـدرغ اىزدإّٗ ٜد٘ اُ
حنُ٘ ٕذٓ اىدةاضت ٗفق ٍْٖش ٗصف ٜحغيٞيدٝ ٜعددٓ اىَطدد ٛاىَطدخ٘ ٙاألّطدإ
ىينـ لِ ا ّسٝاعاث اىيغ٘ٝت ف ٜاىعَو اـبدال.ٜ
ٝٗ ر ٙأصغا ا حضآ اىبْ ٛ٘ٞأُ اىيغدت "ّلداً ،أٍ ٛضَ٘لدت ٍدِ اـشداةاث،
حددتح ٜقَٞخٖددا ٍددِ اىع قدداث اىَخبادىددت فَٞددا بْٖٞددا ،فعددَِ اىبْدد ٚحخعدددد ٗظٞفخٖددا،
ٗليٕ ٚذا األضاش َٝنِ أل ٛلْصر ا ّفصاه لِ بقٞدت اىعْاصدر األتدرٙ
ٗلىددل فدد ٜإغدداة بْٞددت ىغ٘ٝددت ٍخناٍيددت حغنَٖددا ل قدداث ٍبخيفددت حع دد ٜاىقَٞددت
األضي٘بٞت داتو اىْلاً.
ٝ عد اىعاىٌ اىَْطداٗ ٛىٞدا٘ضبخسة ةائدد ٕدذا ا حضدآ عٞدذ ةفدط حيدل اىخفرقدت
اىخقيٞدٝت اىخ ٜماّج حقاً مغد فاصو ب ِٞاىيغت ٗاألد ٗةأ ٙبداُ ٍضداه دةاضدت ٕدذا
ا حضآ ٕ٘ ل قدت اىخعبٞدر بداىفرد ٗاىضَالدتٗ ،مدذا دةاضدت عٞزٞداث ٕدذا اىخعبٞدر فدٜ
ل قخٔ باألشباو اىَخغدر ِٞبٍٔ ،رمسا دةاضخٔ ليد ٚاألضدي٘ اىفدرد ٛىيناحدإ أٗ
أضددي٘ ٍضَ٘لددت ٍددِ األفددراد ْٝخَددُ٘ إىدد ٚأٍددت ٗاعدددة ،ىٞصددو بعددد لىددل إىدد ٚحيددل
اىع قددت اىخدد ٜحضَددع اىيغددت بدداألد ٗ "قددد مدداُ ىٖددذا ا حضددآ أرددر مبٞددر فدد ٜاىدةاضدداث
اىعيٞا ٗ اىضاٍعٞت ىألد ٗاألضدي٘ دلَدٔ ى٘ٞضدبخسة بخصداّٞفٔ اىَبخيفدت ( دةاضداث
66
ف ٜاألضي٘ ي لاً ٍ0291د٘(ليٌ اىيغدت ٗحداةٝخ ا د ي لداً ً0291ردٌ مخابدٔ (فدٜ
األضي٘بٞت ي لاً .ً0211
اختلفـت آراء النقـاد حول عالقة األسالوبٌة بعلام اللغاة وربماا كاان السابب فاً
ذل األصول المعرفٌة التً انبعق منهاا هاذا العلاـم حادٌث النشاؤة ،فكاون علام اللغاة
أسااابق فاااً الظهاااـور مااان علااام األسااالوب ٌجعااال أغلاااب النقااااد ٌجمعاااـون علاااى أن
األسلوبٌة فرم جدٌد من فروم شجرة علوم اللّسان.
وفق النحو التحوٌلً تستعٌن اللغة بعدد محادود مان المساائل لتناتج عاددا غٌار
متناااه ماان االسااتعماالت وهااذه االسااتعماالت هااً التااً تركااز علٌهااا األساالوبٌة فااً
مظهرها الحسً حٌن ٌختار المبدم ألفاظــه بعناٌاة وٌـاـإعر كلـاـمة علاى أخارى أو
تركٌب على تركٌب آخر ،كونها أدق فً توصٌل ما ٌرٌد.
67
قائمككككككككككككككككككككة
المصككككككككككككادر
والمراجع
68
-1-1المراجع:
-01سناء حمٌد البٌاتً ،قواعد النحو العربً ،فً ضوء نظرٌة النظم ،دار
-02رواٌة الٌحٌاوي ،شعر أدونٌس-البنٌة والداللة-منشورات اتحاد الكتاب
العرب ،دمشق ،دط 2000،م
-03طٌمان محمد آمٌن خضرة الكٌالنً ،بدر شاكر السٌاب ،دراسة أسلوبٌة
للشعر ،دار وائل للنشر والتوزٌع عمان األردن ،ط2008، 1م
-04طراد الكبٌسً ،مداخل فً النقد األدبً ،دار الٌازوري العالمٌة للنشر
والتوزٌع عمان ،األردن ،دط 2009،م
-05عبد الحمٌد جرٌدة ،االتجاهات الجدٌدة فً الشعر العربً المعاصر،
مإسسة نوفل بٌروت لبنان ،دط 1980،م
-06عبد السالم المسدي ،األسلوبٌة واألسلوب –نحو بدٌل ألسنً فً نقد
األدب ،دار العربٌة للكتاب ،تونس ،دط1977،م
-07عبد القادر عبد الجلٌل ،األسلوبٌة والعالعٌة والدوائر البالغٌة ،دار
الصفاء للنشر وتوزٌع ،عمان ،األردن ،ط2002،1م
-08عدنان ابن دزبل ،اللغة واألسلوب ،تح حسن حمٌد ،مجدالوي ،للنشر
09عدنان ابن دزبل ،نص األسلوبٌة بٌن النظرٌة والتطبٌق ،منشورات
الكتاب العرب ،دمشق ،دط2000،م اتحاد
10عمر أوكان ،واللغة والخطاب ،طفرٌقٌا الشرق ،دار البٌضاء ،المغرب
دط 2001،م
-11فرحان بدري الحربً :األسلوبٌة فً النقد العربً الحدٌث ،دراسة فً
التحلٌل الخطاب ،المإسسة الجامعٌة للنشر والتوزٌع ،دط 2003،م
-12محمد الدسوقً ،البنٌة اللغوٌة للنص الشعري –درس تطبٌقً فً عالم
األسلوب –دار العلم واالٌمان والنشر والتوزٌع ،مصر ،ط2007، 1م
-13محمد طٌوان ،قضاٌا النقد األدبً عند حازم القرطاجً ،منشورات كلٌلة
ا داب والعلوم اإلنسانٌة ،الرباط ،دار البٌضاء ،ط2004، 1م
-14محمد خان ،لغة القرآن الكرٌم (دراسة لسانٌة تطبٌقٌة للجملة فً سورة
البقرة) دار الهدى للطباعة والنشر والتوزٌع ،عٌن ملٌلة ،الجزائر ،ط1
2004م
-15محمد صالح زكً أبو حمٌدة ،البالغة واألسلوبٌة عند السكاكً
منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دط2007 ،م
69
-16محمد كراكبً ،خصائص الخطاب الشعري فً دٌوان أبً
فرناسالحمدانً (دراسة صوتٌة تركٌبة) دار هومة للطباعة والنشر
والتوزٌع ،ط2003، 1م
-17مهدي المخزومً ،فً النحو العربً (قواعد وتطبٌق) دار الرائد
العربً ،دط ،دت.
-18نور الدٌن السد ،األسلوبٌة وتحلٌل الخطاب الشعري والسردي ،ج،2
دار القصبة ،للطباعة والنشر ،الجزائر ،دط ،دت.
-19نور الدٌن السد ،األسلوب وتحلٌل الخطاب ،دراسة فً النقد العربً
الحدٌث ،تحلٌل الخطاب الشعري والسردي ،ج ،2بوزرٌعة ،الجزائر ،دط
ٌ-20وسف أبو العدوس األسلوبٌة الرإٌة والتطبٌق ،دار المٌسرة للنشر
والتوزٌع ،عمان األردن ،ط2007، 1م
ٌ-21وسف أبو العدوس ،البالغة واألسلوبٌة –مقدمات العامة ،األهلٌة للنشر
والتوزٌع ،عمان – األردن ،ط1999، 1م
-22جمال المباركً ،التناص وجمالٌته فً الشعر الجزائري المعاصر،
طصدارات الرابطة االبدام العقافً ،دار الهدى للطباعة ،الجزائر ،دط
2003م
-23أحمد الشاٌب ،أسلوب الدراسة البالغٌة التحلٌلٌة ألصول األسالٌب
األدبٌة مكتبة النهضة المصرٌة ،مصر ،ط1999، 3
-24أحمد محمد الوٌس ،االنزٌاح من منظور الدراسات األسلوبٌة ،المإسسة
الجامعٌة للدراسات والنشر والتوزٌع ،بٌروت لبنان ،ط2005، 1
-25أحمد محمد وٌس ،االنزٌاح فً التراث النقدي والبالغً ،مطبعة اتحاد
الكتاب العرب ،دمشق ،دط 2002
-26أمانً داوود سلٌمان األسلوبٌة والصوفٌة ،دراسة فً شعر الحسٌن بن
منصورة الحاج ،دار مجدالوي ،عمان ،األردن ،ط2002، 1
-27بشٌر تاورٌرت ،محاضرات فً مناهج النقد األدبً المعاصر –دراسة
فً األصول والمالمح واإلشكاالت النظرٌة والتطبٌقٌة مكتبة اقرأ ،قسنطٌنة،
الجزائر ،دط ،دت
-28محمود دروٌش ،آخر اللٌل دار العودة ،بٌروت لبنان ،دط1993 ،
-29الهادي الطرابلسً ،تحالٌل األسلوبٌة ،دار الجنوب للنشر ،تونس
دط1992،
ٌ30وسف بن محمد ابن علً ابن أبً ٌعقوب السكاكً ،مفتاح العلوم ،تح
70
عبد الحمٌد هنداوي ،دار الكتب العلمٌة ،بٌروت لبنان ،ط2000، 1
اليت المترجمة:
-01بٌر جٌرو :األسلوب و األسلوبٌة ،تر ،منذر عٌاشً ،مركز األنماء القومً
،لبنان ،بٌروت ،دط ،دت.
-02ستٌفن أولمان ،األسلوبٌة وعالم الداللة تر كٌب وتعبٌر :محً الدٌن محسب ،
دار الهدى للنشر والتوزٌع ،المنٌا ،مصر ،دط 2001 ،م
الرسائ :
-01سامٌة محصول ،مقال أدبً ،مجلة ،الدراسات األدبٌة ،مركز البصٌرة
للبحوث واالستشارات والخدمات التعلٌمٌة ،دار الخلدونٌة للنشر والتوزٌع ،القبة
،الجزائر 2010،م
-02نجاح مدلل ،بناء األسلوب فً دٌوان عولمة الحب ،عولمة النار للشاعر
عزالدٌن مٌهوبً رسالة ماجستٌر 2007-2006م
71
فهرس الموضوعات
19 اىفصو األٗه.........................................................................
19 اىَبغذ األٗهٍ( 3فًٖ٘ األضي٘بٞت ّٗـتحٖاي......................................
19 0-0ح ٘ة األضي٘بٞت ّٗـتحٖا...................................................
19 ٍ 9-0فًٖ٘ األضي٘بٞت لْد اىغر ..............................................
11 ٍ 3-0فًٖ٘ األضي٘بٞت لْد اىعر ..............................................
10 اىَبغذ اىزاّ( 3ٜاحضإاث األضي٘بٞت.ي............................................
10 0-9األضي٘بٞت اىخعبٞرٝت............................................................
11 9-9األضي٘بٞت اىبْٝ٘ٞت..............................................................
12 3-9األضي٘بٞت األدبٞت...............................................................
01 9-9األضي٘بٞت اى٘ظٞفٞت............................................................
03 اىَبغذ اىزاىذ( 3ل قت األضي٘بٞت باىعيً٘ اىَضاٗةةي...........................
03 0-3ل قت األضي٘بٞت بعيٌ اىيغت...................................................
01 .9.3ل قت األضي٘بٞت باىب يت....................................................
01 .3.3ل قت األضي٘بٞت باىْقد........................................................
96 اىفصو اىزاّ........................................................................3ٜ
90 اىَبااغااذ األٗه (اىضَيت اىببرٝتي.............................................
91 -0اىضَيت اىَزبخت ..............................................................
91 .0.0اىضَيت اىفعيٞت..................................................................
91 .9.0اىضَيت اىفعيٞت اىبط ٞت........................................................
30 .3.0اىضَيت اىفعيٞت اىَرمبت ......................................................
39 .9.0اىضَيت ا ضَٞت اىبط ٞت .....................................................
31 .1.0اىضَيت ا ضَٞت اىَرمبت.......................................................
30 -9اىضَيت اىَْفٞت....................................................................
90 .0.9.0صَيخا األٍر ٗاىْٖ..................................................... ٜ
90 .9.9.0صَيت األٍر .................................................................
93 .3.9.0صَيت اىْٖ................................................................ ٜ
91 اىَبغااذ اىزاّ( 3ٜاىضَيت ا ّـائٞتي.............................................
96 .0اىضَيت ا ضخفٖاٍٞت ..............................................................
96 -9اىضَيت اىْدائٞت ...................................................................
11 اىفصو اىزاىذ.......................................................................3
10 اىَبغذ األٗهّ 3طق اىَـابٖت.....................................................
72
10 ٍ– 1-1فًٖ٘ ا ّسٝاط لْد اىعر ٗاىغر ..................................
10 ٍ– 2-1فٍٖ٘ٔ لْد اىغر …………………………………...
19 ٍ– 3-1فٍٖ٘ٔ لْد اىعر .......................................................
13 اىَبغذ اىزاّّ 3ٜطق اىَفاةقت.....................................................
19 -0- 9حضيٞاث ا ّسٝاط ف ٜاىد٘ٝاُ................................................
19 -9-9ا ّسٝاط ا ٝقال............................................................ ٜ
19 اىَبغذ اىزاىذّ 3طق اىَضاٗةة....................................................
11 -0-3ا ّسٝاط اىخرمٞب...........................................................ٜ
11 -9-3ا ّسٝاط اىد ى..............................................................ٜ
61 اىباحَت.................................................................................
61 اىَصادة ٗاىَراصع..................................................................
09 فٖرش اىَ٘اظٞع....................................................................
73